Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 10

‫بول باسكون )‪(Paul pascon‬‬

‫والبنيات الجتماعية المغربية ــ الحوز نموذجا ــ‬


‫)ورقة من إنجاز عبد الله لفناتسة (‬

‫ينطلق بول باسكون في دراسة الحوز مراكش من سؤال‪ :‬كيف تشكلت النماذج الجتماعية بالحوز؟‬
‫وكيف تداخلت وهيمنت على بعضها البعض؟‬
‫ويشير منذ البداية إلى أن دراسته تدخل ضمن سوسيولوجيا الفعل ) ‪ ،(sociologie de l’action‬وتهدف‬
‫) الدراسة( لفهم العلقات الجتماعية السائدة وارتباطها بالبنيات المادية الدائمة أي الطبيعة‪.‬‬
‫لذا اشتملت دراسته على ثلث مستويات‪ :‬الجغرافيا‪ ،‬وانسجام تنظيم المجال )التكنولوجيا( مع‬
‫البنيات الطبيعية‪ ،‬ثم التاريخ أي استحضار عامل الزمن‪.‬‬
‫في محور الطار الطبيعي توقف باسكون عند خصائص المناخ من زاوية النتاج الزراعي والرعي‪،‬‬
‫مشيرا إلى أن مناخ الحوز متوسطي‪ ،‬جاف وحار‪ ،‬ويتميز بتساقطات ضعيفة وغير منتظمة وحرارة‬
‫متوسطة إلى مرتفعة‪ .‬وقد أكد المؤرخون أن الحوز كانت أدغال )‪ (broussailles‬عند تأسيس مراكش‬
‫في القرن ‪.11‬‬
‫ويبدي بول باسكون بملحظة هامة مفادها أن جودة التربة لم يكون لها تأثير تاريخي بالحوز بدليل أن‬
‫الستيطان الفرنسي استقر بمنطقة "تاركا" ذات التربة الرديئة والمردودية الزراعية المرتفعة نظرا‬
‫لتوفرها على موارد مائية وفيرة‪.‬‬
‫لذا أولى بول باسكون أهمية قصوى للماء‪ ،‬أكثر من مسألة الرض‪.‬‬
‫كما درس تنظيم المجال على ضوء خصوصيات الوارد المائية المتوفرة‪ ،‬وتنقسم إلى قسمين‪:‬‬
‫ــ المياه السطحية المعبئة بنظام تقليدي "الساكية" التي تغطي ‪ 4/3‬من المساحة المزروعة بالحوز‬
‫وتعتمد في صيانتها على التضامن العائلي والقبلي؛ والسقي العصري الكولونيالي الذي يعتمد على‬
‫القنوات المائية انطلقا من سدج "للتاكركوست" الذي أنشئ في بداية الثلثينات من القرن‬
‫الماضي‪ ،‬ومن "ساكية تاسلطانت" انطلقا من واد وريكة‬
‫ــ المياه الجوفية والتي تعبأ عبر أربع أساليب‪:‬‬
‫‪ +‬إعداد المنابع ‪aménagement des sources‬‬
‫‪ +‬الخطارات‬
‫‪ +‬اغتراف المياه بواسطة البهائم )‪(puisage‬‬
‫‪ +‬الضخ العصري بأراضي الخواص والراضي المسترجعة‪.‬‬

‫نهاية القبيلة‬
‫حسب بول باسكون فإن مفهوم القبيلة ذو حمولة تاريخية وسياسية‪ .‬لذا فإن القبيلة عند لن خلدون‬
‫ــ مثل ــ تختلف عن القبيلة ــ القومية )‪ (la tribu – nation‬وعن القبيلة ــ الحزب وعن قبيلة‬
‫المهاجرين‪...‬‬
‫وقد تبنى باسكون مفهوم القبيلة عند "جاك بيرك" وللتذكير‪ ،‬وخلفا لروبير مونتاني الذي يؤسس‬
‫مفهوم القبيلة على أساس جينيا لوجي يستند إلى انتساب أفراد القبيلة إلى جد واحد مشترك‪ ،‬فإن‬
‫جاك بيرك يخلص إلى أن القبيلة بشمال إفريقيا )سكساوة نموذجا( تشكلت عبر زواج العديد من‬
‫اللجئين والمنفيين والغرباء بنساء القبيلة ليحصلوا على حق استغلل أرضها ومياهها‪ .‬أي أن القبيلة‬
‫تقوم على أساس "تجميع أفراد ينصهرون داخلها دون أن تكون بينهم بالضرورة صلة دم‪ .‬فالقبيلة‬
‫إذن نتاج اتفاق أو "عقد اجتماعي‪ :‬يضم تعاقدات وعلقات إلزامية بين المجموعات"‪..‬‬
‫انطلقا من ذلك يخلص بول باسكون إلى أن أغلب القبائل لم تعد تجمعات سياسية بل فقط‬
‫تجمعات ترابية مختلطة‪ .‬وحتى النسب البيولوجي لم يعد مهما‪.‬‬
‫ــ لكن ما دامت الرموز تدوم أكثر من الشياء التي تحملها‪ ،‬وإن اسم القبيلة أكثر دواما من الصفاء‬
‫الثني المتخيل"‪.‬‬
‫إن المسألة الساسية التي تهم القبيلة حيث تتشبث باسمها‪ ،‬وهو تشبثها التاريخي بهذه القطعة‬
‫الرضية التي تقيم عليها وبالماء والمتيازات المتوفرة لها‪.‬‬
‫كما يمكن للقبيلة‪ ،‬من خلل سرد وقائع تاريخية خاصة بها‪ ،‬أن تدافع ــ مثل ــ عن ملكيتها لهذه‬
‫"الساكية" أو‪...‬‬
‫وسكان سهل الحوز غير منحدرين جميعا من "سكان أصليين"‪ ،‬ول هم مهاجرون جميعا‪ ،‬ولجاؤوا‬
‫للمنطقة في نفس الوقت‪.‬‬
‫وقد اتضحت ملمح المجموعات الثنية الكبيرة المعروفة اليوم خلل القرن ‪.19‬‬
‫ويمكن تصنيف مختلف المجموعات الجتماعية المسماة قبلية‪ ،‬بمنطقة الحوز" وفق الخصائص‬
‫الموضوعية الواضحة‪ :‬نمط النتاج )الرعي‪ ،‬الزراعة‪ ،‬إنتاج الحبوب‪ ،‬النتاج الشجري ) ‪... (arboricole‬‬
‫والسكن )جبلي‪ ،‬في المناطق السقوي أو البور‪ (...‬وأقدمية اسم القبيلة‪ ،‬واللغة )بربرية‪ ،‬عربية‪(...،‬‬

‫الزوايا‬
‫يوجد بالحوز ما يسمى "بجغرافية المقدس"‪ ،‬حيث تستند تراتبية السكان والسكنى على تراتبية‬
‫المزارات )‪ (les sanctuaires‬والمقدس يختلط دائما بالتجارة‪ .‬لذا كان المزار دائما ملجأ للمراء‬
‫المطاح بهم واللجئين السياسيين ولجئي والحق العام‪.‬‬
‫أي أن المزار يتجمع فيه من ل يملك سوى معرفته بالعالم الخر) ‪ .(l’ailleurs‬فيتحولون إلى تجار أو‬
‫وسطاء أو رجال دين أو حرفيين‪.‬‬
‫إن المزارات محايدة سياسيا ومجردة من السلح لذا شكلت مكانا للجوء أو التفاوض أو التجارة‪.‬‬
‫وتاريخ الزوايا‪ ،‬كتاريخ القبائل‪ ،‬هو تاريخ صراع السر الحاكمة )‪ (les dynasties‬لخضاع المجموعات‬
‫الدينية‪ ،‬دون القضاء تماما‪ .‬بل فقط لجعلها تؤطر السكان دينيا حسب إرادة الحاكم‪.‬‬
‫وكلما انتصرت مجموعة دينية تؤسس دولة حاكمة )‪ .(dynastie‬أما إذا فشلت فهي تنزوي في‬
‫مزارها‪ .‬اللهم إذا بالغت في أطماعها السياسية فيتم تحطيمها‪.‬‬
‫وتوجد بحوز مراكش زوايا متعددة‪:‬‬
‫‪ +‬زوايا قبلت بالسلم مع المخزن مقابل استفادتها من عائدات "الحسان" بمناطقها الصغيرة‪:‬‬
‫"سيدي الزوين"‪" ،‬سيدي رحال"‪...‬‬
‫‪ +‬زوايا أخرى أصبحت تتحكم في بعض الثروات‪ :‬الرض والماء‪...‬‬
‫‪ +‬مقدمين "سيتي فاضمة" الذين أصبحوا يقومون بدور "الضمان على الديون" بين تجار البهائم‬
‫ويتقاضون رسما ‪ /‬ضريبة على خدماتهم‪.‬‬
‫‪" +‬المصلوحيون" أصبحوا يستفيدون من عائدات الرض والرعي‬
‫‪ +‬أتباع "مولي إبراهيم" تخصصوا في عمليات الزواج‪.‬‬
‫هذه المثلة توضح كيف انتقلت الزوايا من طبيعتها الروحية إلى الدنيوية‪ ،‬ومن "عائدات التصوف أو‬
‫السماء| إلى "عائدات الرض"‪.‬‬

‫القايدية‪la caidalité :‬‬


‫المقصود هنا هو ظهور "القايدية" بالحوز‪ ،‬كشكل محدد لعلقات النتاج ومؤسساته‪ ،‬التي كانت‬
‫سائدة في نهاية القرن وبداية القرن ‪.20‬‬
‫هناك ثلث وجهات نظر حول بروز "القايدية"‪:‬‬
‫‪ +‬يرى روبير مونتاني أن "المغارات" ترعرعوا بعيدا عن المخزن‪ .‬ثم أصبح كل "أمغار" يطمح ليصبح‬
‫زعيما مخزنيا‪.chef makhzanien :‬‬
‫أي أن الفراغ الذي تتركه السلطة المركزية هو الذي يسمح ببروز الحكم الفردي والوصاية على‬
‫"تاقبيلت"‪.‬‬
‫‪ +‬ثم هناك وجهة نظر ‪ ،Eugène Guernier‬تقول بأن اقتراب المخزن من القبائل هو الذي ساهم في‬
‫بروز "زعماء" محل التنظيمات الديمقراطية القبلية‪.‬‬
‫ذلك أن القبيلة من الضرائب والقمع المخزني تجعلها تعلن حالة الطوارئ وتعين قائدا حربيا لبعاد‬
‫قوات المخزن‪ .‬وفي حالة انتصار "أمغار الحرب" فإنه يوسع سلطاته وأطماعه في الحكم‪ ،‬أما إذا‬
‫انهزم فهو يتحول إلى "قايد" وسيط بين المخزن والقبيلة‪.‬‬
‫أما وجهة نظر الثالثة فتعبر عنها الحركة الوطنية التي تنسب ظهور "القايدية" لم تمكن بنفس المدى‬
‫والستمرارية قبل الحماية‪.‬‬
‫بول باسكون يرى أن وجهات النظر الثلث متكاملة فهو )أي بول باسكون( ينطلق من كون‬
‫"القايدية" تختلف عن "النظام المخزني" الذي ينصب خدامه )القايد‪ ،‬العامل‪ ،‬الوصيف‪ (...‬على راس‬
‫المجموعات الخاضعة‪.‬‬
‫في حين أن "القايدية "ل توجد إل في القبيلة المستقلة نسبيا والتي تعين على رأسها زعيما من‬
‫نسب قوي؛‬
‫لذا يتفق هنا‪ ،‬بول باسكون مع روبير مونتاني حين بضع استقللية القبيلة كشرط لبروز "أمغار" الذي‬
‫سيصبح "قايد" في المستقبل‪.‬‬
‫مع تحفظ من بول باسكون‪ ،‬يتجلى في أن القبيلة كانت هامشية منذ ظهور الدولة السلمية‪ .‬وهكذا‬
‫كان "أمغار" "مقبول" أو مسموحا به من طرف النظام المخزني‪.‬‬
‫أي أن استقللية القبائل نسبية وهشة‬
‫أما التأثير الستعماري‪ ،‬فهو سيتم على مستويين‪:‬‬
‫‪ +‬على مستوى الجوهر‪:‬‬
‫التغلغل الستعماري )التجاري ثم العسكري(‪ ،‬جعل المخزن يظهر للقبائل في شكله الضريبي‬
‫والقمعي مما أدى إلى ظعور القايدية في بعض المناطق‪.‬‬
‫‪ +‬على مستوى الشكل‪:‬‬
‫فإن الستعمار أعطى للقايدية طابعا قانونيا‪ ،‬وأدمجها في البنيات الدارية للحماية‪) .‬هذه السياسة‬
‫كانت من نتائج البحاث الثنوغرافية قبل الحماية(‪.‬‬
‫هذه "المخلوقات الجتماعية" ــ يقول بول باسكون ــ لزالت متواجدة في حوز مراكش إلى اليوم‬
‫)أي منتصف السبعينات(‪.‬‬

‫الكلوي رمز القايدية‪:‬‬


‫ل يمكن دراسة التاريخ الجتماعي والبنيات الزراعية بحوز مراكش دون التوقف عند صعود زعماء‬
‫كلوة وخصوصا أصحاب الجاه من عائلة الكلوي‪" :‬المدني" و"التهامي"‬
‫إلى نهاية القرن ‪ 19‬لم يكن "القياد" تابعين إداريا للمخزن‪ .‬وكان بعض هؤلء "القياد" يفرضون‬
‫ضرائب على سوق القبيلة وعلى التجار العابرين لتراب القبيلة )ضريبة العبور(‪ ،‬ثم يوسعون منطقة‬
‫نفوذهم إلى أسواق أخرى ومناطق عبور أخرى‪.‬‬
‫حتى أصبح المخزن عاجزا عن استخلص الضرائب التقليدية‪ ،‬أمام قوة هؤلء "القياد" المنحدرين من‬
‫عائلت قوية‪.‬‬
‫ثم قام "القياد" بتوحيد "القبائل" عن طريق التسلط والهيمنة‪.‬‬
‫وفي هذه الحالة يحتاج "القايد" يؤدي مسبقا للمخزن‪ ،‬الضريبة عن كل القبائل التي يقودها‪.‬‬
‫بعد دخول فرنسا لمدينتي وجدة والدار البيضاء‪ ،‬وبعد فضل الحملة ضد "بوحمارة" التي شارك فيها‬
‫كل من "المدني لكلوي" و"التهامي لكلوي"‪ ،‬اقتنعا هذان الخيران بضعف "مولي عبد العزيز"‪،‬‬
‫فحصلت مشاورات بين كبار "القياد"‪") :‬المتولي"‪ ،‬و"العيادي"‪ ،‬ولكلوي( لدعم مولي حفيظ‪.‬‬

‫القايدية المخزنية‬
‫ومقابل دعم عائلة لكلوي لمولي حفيظ )‪ (1907‬ومساهمتهم في هزم قوات عبد العزيز في زمران‪،‬‬
‫تمت مكافأتهم بتعيينهم في الجهاز المخزني‪:‬‬
‫ــ تعيين "المدني الكلوي" قائدا للجيش و"وزيرا كبيرا"‬
‫ــ تعيين "التهامي الكلوي" باشا على مراكش )‪(1909‬‬
‫ــ "للربيعة" بنت المدني أهداها كزوجة لمولي حفيظ‪.‬‬
‫ــ "للخدوج" بنت التهامي تزوجت بنت المقري‪.‬‬
‫ــ "التهامي لكلوي" تزوج بنت الحاج المهدي المنبهي وزير مولي حفيظ‪...‬‬
‫وهكذا أصبحت عائلة "الكلوي" تمارس سلطة على ‪ 500.000‬من سكان الحوز‪ ،‬وتتصرف في ‪35000‬‬
‫كلم مربع بأسواقها وتجارتها وإنتاجها الفلحي ووسائل النقل والمبادلت‪...‬‬
‫كما أصبح الباشا الكلوي هو الوسيط الوحيد في التجارة بين الفلحين المحليين والوروبيين الذين‬
‫يشترون منهم منتوجاتهم‪.‬‬
‫تعطش كبار "القياد" ومنهم الباشا "الكلوي" للستيلء على أكبر مساحة من الراضي جعل ثروة هذا‬
‫الخير تفوق ثروة القصر تحت الحماية‪.‬‬
‫وقد قدرت ممتلكات التهامي الكلوي بـ‪ 139 :‬مليون فرنك فرنسي )آنذاك(‪ ،‬فضل عن امتلكه لسهم‬
‫في مناجم "بوازار" و"إيمني" و ‪ 3‬معصرات و ‪ 4‬معامل‪...‬‬
‫كما كان يسيطر على موارد مائية كثيرة )الوديان والسواقي‪ (...‬لسقي أراضيه وتوزيع وبيع الباقي‬
‫منها على أتباعه وباقي الملكين‪.‬‬

‫التغلغل الرأسمالي في حوز مراكش‪:‬‬


‫في القرن ‪ 19‬بم يكن المغرب معتما بالثورة الصناعية والجتماعية التي كانت تحول الشمال‬
‫الوروبي‪ ،‬لن المغاربة ــ عموما ــ كانوا يختبؤون وراء خصوصياتهم الجتماعية والدينية‪.‬‬
‫وإلى نهاية القرن ‪ 19‬ظل العتماد أساسا على الطاقة البشرية والحيوانية‪ .‬ولم تكن الطاقة المائية‬
‫تستعمل سوى في المطاحن التقليدية‪.‬‬
‫ومع ذلك يجب الشارة إلى بعض المحاولت المحتشمة لدخال التكنولوجيا للمغرب‪ .‬ومنعا محاولت‬
‫"سيدي محمد بن عبد الرحمان" )‪ (1851‬الذي كان خليفة والده على مراكش‪ ،‬حاول إدخال المحراث‬
‫الحديدي بدل المحراث التقليدي‪ ،‬وألة عصرية للحصاد والدرس‪ ،‬وحاول اقتناء مصنع للزرابي‪ .‬لكنه‬
‫فشل في ذلك‪ .‬والسبب الساسي في هذا الفشل هو محاولة تغيير التقنية مع الحفاظ على العلقات‬
‫الجتماعية المخزنية السائدة‪.‬‬
‫بل إن الحاج المصلوحي أنشأ معصرة عصرية للزيت بتامصلوحت لكنها لم تشتغل سوى موسمين‪:‬‬
‫‪ 1892- 1891‬و ‪ ،1893 – 1892‬قم توقفت لرفضها من طرف العيان الذين رأوا فيها جسما غريبا‪:‬‬
‫)صدرت فتوى ضد المشروع؟(‬
‫ومن جانب آخر‪ ،‬فقد اعترض المخزن في منتصف القرن ‪ ،19‬على تصدير منتوجات مغربية‪ ،‬بدعوى‬
‫"أنه يضعف الدولة"‪ .‬وسمح فقط بتصدير الحد الدنى الضروري لشراء السلح‪.‬‬
‫وكان مدعوما في ذلك من أراء بعض السياسيين الذي لحظوا أن التبادل غير متكافئ مع أوروبا‪.‬‬
‫هذا لم يمنع من وجود مجموعات تجارية أوروبية كانت تقوم بالتبادل‪ ،‬في الموانئ المغربية‪ ،‬مع كبار‬
‫التجار المغاربة‪ .‬هؤلء التجار تحولوا إلى سماسرة لحساب المجموعات الجنبية‪.‬‬
‫وخلل ‪ 20‬سنة )‪ (1900 – 1880‬أصبحت التجارة الكبرى المغربية في يد الجانب‪.‬‬
‫ولم تكن البورجوازية المدنية الصاعدة في مراكش قادرة على منافسة الشركات الجنبية‪.‬‬
‫وحدهم "القياد" استطاعوا الصمود مؤقتا أمام الغزو‪ ،‬لنهم كانوا يصدرون قرارات لتنظيم التجارة‬
‫في مناطقهم‪.‬‬
‫ونظرا للمضايقات التي كانت تعترض السماسرة المغاربة‪ ،‬فقد طالبت المجموعات الوروبية‬
‫بتوفير الحماية الجنبية بهؤلء السماسرة وحمايتهم من بطش المخزن‪.‬‬
‫وهنا يبرز التناقض بين نظام الثراء الرأسمالي ونظام الثراء القايدي‪.‬‬

‫محاولت الرساء الفلحي‬


‫لم يكن أحد من الجانب المستفيدين بمراكش سنة ‪ 1880‬يهتم بالفلحة‪ .‬وبعد ‪ 30‬سنة )‪ (1914‬أصبح‬
‫الوروبيون يستغلون زهاء ‪ 10.000‬هكتار بالحوز‪.‬‬
‫في الواقع‪ ،‬فإن نصف الراضي المستعمرة تم الستيلء عليها قبل الحماية‪ ،(1912 ) ،‬عن طريق‬
‫وسطاء أقوياء أي "الزوايا" و"القياد" المبعدين الذين كانوا شركاء للتدخل الجنبي‪.‬‬
‫وجاءت اتفاقية الخزيرات )‪ 07‬عشت ‪ (1906‬بتعطي الحق للجانب في اكتساب أراضي بالمغرب‪ .‬ثم‬
‫تسارعت عملية تملك الراضي الفلحية بعد انهيار السلطة المخزنية في مراكش )أكتوبر ‪(1911‬‬
‫كان منظرو الهيمنة السياسية الفرنسية على المغرب ينطلق من "مسلمة"‪ :‬أن المؤسسات والقيم‬
‫المغربية غير مستعدة لوحدها للنخراط تفي التقدم القتصادي أي التقدم الرأسمالي بالمغرب‪.‬‬
‫والحقيقة أن ضرورات التقدم القتصادي والجتماعي بأوروبا هي التي أملت توسيع سوق النتاج‬
‫والستهلك إلى ما وراء البحار‪.‬‬
‫ويبقى السؤال السوسيولوجي المطروح‪ :‬هل تمكنت الحماية‪ ،‬بعد ‪ 40‬سنة من دخولها المغرب‪ ،‬من‬
‫إقامة رأسمالية فعلية بالحوز؟ وخصوصا على مستوى الفلحة بالعلم القروي؟‬
‫مباشرة بعد تكريس الحتلل الفرنسي‪ ،‬انفجرت الزمة المالية العالمية وما ترتب عنها من عدم‬
‫استقرار أسعار المواد الولية الفلحية‪ .‬مما شجع أكثر على استثمار في الصناعة الزراعية ‪l’agro-‬‬
‫‪ industrie‬على حساب الفلحة‪.‬‬
‫ومن جهة أخرى‪ ،‬كان المعمرون الفرنسيون يرون بأن أية محاولة لعصرنة الفلحة الصغيرة‬
‫والمتوسطة المغربية‪ ،‬ستجرمهم )أي المعمرون( من الماء الضروري لتطوير إنتاجهم الفلحي‪.‬‬
‫كما أن المعمرين الفرنسيين بم يكونوا يخشون من انفجارات الفلحين المفلسين بالحوز‪ ،‬ما دامت‬
‫قوات "لكلوي" تحميهم‪ .‬خصوصا وأن الباشا "لكلوي" نفسه كان يرفض عصرنة الفرحة المغربية‬
‫التي قد تنافس مصالحه‪.‬‬
‫هذا لم يمنع من وجود بعض المحاولت المحتشمة لعصرنة الفلحة والمغربية بالحوز‪.‬‬
‫فالقانون كان يسمح بتملك المغاربة الغنياء لراضي الدولة‪ ،‬لكن الواقع كان يفند ذلك‪.‬‬
‫وكل ما سمحت به الفلحة العصرية الستعمارية هو توزيع الجور على يد معاملة محلية‪ ،‬وبالتالي‬
‫خلق فئة اجتماعية قليلة العدد من العمال الزراعيين‪.‬‬
‫بول باسكون يرفض الحديث عن بلترة )في الفترة ‪ 1920‬إلى ‪ ،(1940‬بل فقط "عمل مأجور" )‪le‬‬
‫‪ .(salariat‬لن البلترة تقتضي وجود مسلسل لتحويل أشخاص‪ ،‬كانوا يملكون وسائل النتاج‪ ،‬إلى‬
‫بائعي قوة عملهم لمن استولى على وسائل النتاج هاته‬
‫لكن ابتداء من ‪ ،1936‬بدأ الطلب على اليد العاملة في التراجع‪ ،‬بعد النتهاء من إعداد الراضي‬
‫والسواقي وزرع الضيعات‪ ...‬وخصوصا مع أقسام المكننة ابتداء من ‪.1947‬‬

‫تطور الرأسمالية في ظل الستقلل‬


‫لم يؤدي إعلن الستقلل إلى مصادرة وسائل النتاج التي في يد المعمرين )الرض والماء(‪ ،‬كما لم‬
‫يؤدي إلى أي "فراغ" على الطريقة الجزائرية ول إلى احتلل لضيعات المعمرين‪.‬‬
‫وبالمقابل تم إحراق مجموعة من القياد والعملء أحياء ونهب أمتعتهم والستيلء على الماء في‬
‫سواقيهم‪ ...‬كما تمت مصادرة أملك "الكلوي" )أبريل ‪ (1957‬وعائلته وورثته‪.‬‬
‫وتمر مجموعة من "الخماسة" والعمال الزراعيين على "القياد"‪ ،‬الذين اضطروا لمغادرة منطقة‬
‫الحوز أو إلى الختباء مدة طويلة في قصورهم‪.‬‬
‫أي أن العلقات الجتماعية "القايدية" انقلبت بفعل حركة الفلحين‪ ،‬لكن علقات الملكية لم تتغير إل‬
‫بقرارات إدارية وقانونية‪ .‬فالفلحون رفضوا "الكلفة" شبه القطاعية‪ ،‬لكنهم لم يغيروا نظام ملكية‬
‫الراضي‪.‬‬
‫كما أن امتناع الفلحين العمل "بالكلفة" ورفضهم تقديم "الهدايا" للعيان‪ ،‬أدى بهؤلء الخيرين إلى‬
‫بيع جزء من أراضيهم‪ ،‬من أجل العيش وأداء أجور العمال‪ .‬وهكذا توسع مجال العمل المأجور‬
‫الموسمي‪.‬‬

‫توزيع الراضي المصادرة‬


‫يشكل سريع‪ ،‬وزعت الراضي المسترجعة على الفلحين‪ .‬لكن الجزء الكبر من هذه الراضي ظل‬
‫في يد الدولة التي قامت بكرائه في المزاد العلني لفائدة الملكين الكبار الجدد‪ .‬وظل الفلحون‬
‫الصغار المتوسطون ينتظرون‪ ،‬إلى أن تم توزيع ‪ 5000‬هكتارا على ‪" 255‬فلح بدون أرض" مع محاولة‬
‫تجميعهم في تعاونيات إنتاجية‪.‬‬
‫نشب خلف داخل الدارة المغربية بين من يريد حرق المراحل وجعل الدولة تشرف على تأطير‬
‫عملية النتقال من نظام "القايدية" إلى "عصرنة الفلحة بتأطير من الدولة"‪ ،‬وبين من يرى ضرورة‬
‫التمهل وعدم حرق المراحل‪ .‬وكان الفلحون غائبين عن هذا النقاش‬
‫بول باسكون الذي تحمل مسؤوليات إدارية في هذه الفترة )في حكومة عبد الله إبراهيم‪ ،‬وفي‬
‫مكتب الري‪ ،‬وفي مكتب الحوز( دافع عن وجهة نظر‪ ،‬مفادها "أن تتحلى الدولة بالصبر والثقة‬
‫الكافية وتترك لهؤلء الفلحين تدبير الراضي وتكتفي بالتأطير عن طريق القروض والحوافز"‪.‬‬
‫لكن عكس ذلك‪ ،‬فإن الدولة فرضت شروطا مجحفة وتدخلت تسيير هذه الراضي في يد الفلحين‬
‫الذين لم يكونوا قد حسنوا استهلكهم العائلي بعد‪.‬‬
‫والنتيجة أن ‪ %20‬منهم انسحبوا‪ %35 ،‬منهم سلموا الراضي لخرين لستغللهم بالشراكة ) ‪en‬‬
‫‪(association‬‬
‫وهكذا نشأت علقات "قايدية" جديدة في الراضي الموزعة‪ ،‬رغم أنها مخففة وهشة‪.‬‬
‫الخلصة أن هذه المرحلة تميزت بإلغاء "بالكراه القايدي" ) ‪ (les actions caidales‬وتفكيك نظام‬
‫الستغلل "شبه إقطاعي" )‪(la latifundia‬‬
‫ول تمركز الراضي‪ ،...‬أي تطور بطئ لكنه قابل للتراجع من نظام "الخماسة" إلى الستغلل‬
‫بالشركة" )‪ (colonat partiaire‬والعمل المأجور‪.‬‬
‫"هي حركة مهمة‪ ،‬لكنها ليست ثورة" يقول بول باسكون‪ ،‬خصوصا وأن الدولة نقبت استغلل‬
‫الراضي من المعمرين إلى العيان )قياد ممتازون‪ ،‬باشوات‪ ،‬عمال القاليم‪ ،‬ضباط‪ ،‬وزراء‪ ،‬أمراء‪(...‬‬
‫فالسلطة هنا تعتبر وسيلة لبلوغ الملكية التي تعتبر بدورها وسيلة للحفاظ على السلطة‪.‬‬
‫الثار الجتماعية لعملية توزيع الراضي‬
‫من مجموع الراضي المسترجعة بالحوز فإن الفلحين الصغار الذين استفادوا من توزيع ‪10.000‬‬
‫هكتار‪ ،‬كانت أراضيهم غير مسبقة‪ .‬بينما الملكون الكبار المجهولون الذين اشتروا ‪ 18.000‬هكتار فقد‬
‫كانت أراضيهم مسقية‪ .‬بعد فشل هذه التجربة لم يبق أمام الفلحين الصغار سوى التحول إلى يد‬
‫عاملة‪.‬‬
‫كما أن الملكين الكبار الذين اشتروا الضيعات المسترجعة لجأوا إلى المكننة بفضل قروض من‬
‫الدولة أو البناك‪ ،‬فقاموا بتقليص عدد العمال الدائمين‪ .‬أي أنهم زادوا في المكننة على حساب‬
‫الجور وكانت النتيجة‪:‬‬
‫إفقار العمال وارتفاع البطالة وتراجع النخراط في النقابات‪ ،‬والرجوع التدريجي إلى النظام‬
‫"القايدي"‪.‬‬
‫كما لجأ أصحاب الضيعات إلى تشغيل النساء والطفال في قطاع الحوامض والبواكر عن طريق‬
‫العلقات العائلية‪.‬‬
‫غي نهاية المطاف‪ ،‬أصبحنا ــ يقول باسكون ــ أمام نظام يدمج الصيغة الرأسمالية عند الستثمار‬
‫في الرض واللجوء للقروض‪ ،‬والصيغة "القايدية" واستعمال العلقات العائلية على مستوى علقات‬
‫النتاج‪.‬‬

‫البنيات الجتماعية اليوم‬


‫بالنسبة لبول باسكون‪ ،‬فإن علقات النتاج تكون أكثر وضوحا في الضيعات الكبرى الممكننة‪ ،‬والتي‬
‫تشغل عمال مأجورين دائمين وبإنتاج موجع للسوق‪.‬‬
‫لكن بالنسبة لشبه القطاعات "القايدية" )‪ (latifundia‬ذات المكننة الضعيفة والتي تعتمد في العمل‬
‫على السخرة )‪ ،(la corvée‬فإن المر أقل وضوحا‪ ،‬خصوصا وأن النتاج موجه في جزء منه للستهلك‬
‫الذاتي والجزء الخر للسوق‪.‬‬
‫والتحليل السوسيولوجي للشباب الزراعية يؤكد تداخل عدة أنماط إنتاج تتنافس داخل التشكيلة‬
‫الجتماعية للمجتمع‪.‬‬
‫لذا يطرح للسؤال حول طبيعة مجتمع الحوز؟‬
‫هل هو متجانس )‪ (homogène‬أو مركب )‪(composite‬؟‬
‫ما معنى مجتمع متجانس؟‬
‫هو مجتمع متماسك )‪ ،(société cohérente‬حيث الفعال الجتماعية )‪ ،(les faits sociaux‬تنجم بعضها‬
‫عن بعض دون الحاجة لفعال خارجية عن المجتمع‪.‬‬
‫ويعطي بول باسكون بعض المثلة من الحوز‪:‬‬
‫المثال الول‪ :‬الباترياكا )‪:(le patriarcat‬‬
‫تقوم الباترياكا على فكرة وجود رابط "مقدس‪ :‬ناتج عن النجاب بواسطة الب‪.‬‬
‫أن تكون إبنا لهذا الب‪ ،‬ذلك هو الفعل الساسي )‪ (le fait fondamental‬في المجتمع‬
‫فالب هو منبع السلطة‪ ،‬هو الذي يوزع العمل والمدخول‪ .‬إراداته هي القانون‬
‫المثال الثاني‪ :‬الضيعة الرأسمالية‬
‫إن تبلور العمل في الرأسمال‪ ،‬هو الفعل الساسي في المجتمع‪ .‬أي أن عمل عدد ضخم من العمال‬
‫يتجسد في اللت وفي المنتوج الرأسمالي‪.‬‬
‫العدد الكبير للعمال واكتسابهم لمهارات تقنية‪ ،‬ترغم المجتمع على الحفاظ على استقرار العمل‪.‬‬
‫كما أن المفاوضة الضرورية‪ ،‬تدفع العمال للنضمام للنقابات‪...‬‬
‫وعلى المستوى القانوني‪ ،‬يقوم المجتمع على العقد ) ‪ (contrat‬الذي يضفي طابعا رسميا على‬
‫موازين القوة‪.‬‬
‫كل شيء هنا منظم لتمكين الرأسمال من التراكم‪ ،‬أي جني الرباح‪.‬‬

‫المجتمع الباترياركي ينتج رجال‪ ،‬والمجتمع الرأسمالي ينتج أرباحا‬


‫لكن هذه مجرد نماذج للنتاج أي بناء عقلي )‪ .(construction de l’esprit‬في الواقع‪ ،‬ل يوجد مجتمع‬
‫خالص‪ :‬باترياركي أو قبلي‪ ،‬أو "قايدي" أو رأسمالي‪...‬‬
‫يقول بول باسكون بأن هذه النماذج لها دور بيداغوجي فقط‪ .‬في المجتمع ل توجد "بقايا" ‪résidus‬‬
‫كل الفعال الجتماعية يجب أخذها بعين العتبار وتقديرها حث قدرها في المجتمع‪.‬‬
‫فالمجتمعات التاريخية هي مجتمعات مركبة‪ ،‬أي خليط مؤقت من المجتمعات السابقة المتتالية‪.‬‬
‫ومن هذا المنظور‪ ،‬فإن "الحوز" يختلف عن "تادلة" أو "الغرب" أو "الريف" أو "سوس"‬

‫المجتمع المركب‬
‫إن تواجد أنماط إنتاج مختلفة في نفس المجتمع‪ ،‬ل يكون محايدا سلبيا )‪ .(passif‬بل إن أنماط النتاج‬
‫التي تشكل المجتمع في الحوز‪ ،‬تتنافس بينها‪.‬‬
‫فهناك أشكال اجتماعية مهيمنة وأخرى مهيمن عليها ومقاومة ومتحدة‪.‬‬
‫في مجال التكنولوجيا مثل‪ ،‬فإن الطاقة المستعملة في مراكش تتكون من الكهرباء والغاز والوقود‪.‬‬
‫وهي الطاقات المهيمنة على الطاقة البشرية والحيوانية‪.‬‬
‫لكن على بعد كيلومترات‪ ،‬تختفي الكهرباء‪ ،‬ثم الغاز والوقود‪ ،‬لتعوضها الطاقة الحيوانية أو المائية‪.‬‬
‫وعلى مستوى العلقات الجتماعية‪:‬‬
‫في المدينة‪ :‬يوجد العمل المأجور الدائم والمؤهل واستقرار العمل‪ ،‬واحترام نسبي للحقوق النقابية‪.‬‬
‫وخارج المدينة‪ :‬هناك العمل المأجور المؤقت أو الموسمي دون حقوق نقابية‪ ....‬أما الجر فهو قابت‪،‬‬
‫في نهاية اليوم أو أسبوعين‪.‬‬
‫بعيدا‪ :‬هناك "الخماسة" أو "الشركا" ‪ ...‬أي الدخل حسب النتاج‪.‬‬
‫بعيدا أكثر‪ :‬توجد "شبه قنانة" )‪ (quasi-sevrage‬والعمل العائلي غير المؤدى عنه‪...‬‬
‫وعلى مستوى القوانين واليديولوجيا‪ ،‬يمكن وضع نفس الخطاطة‪.‬‬
‫بل يمكن أن نجد أنماط إنتاج مختلفة في أحياء مختلفة من نفس المدينة‪.‬‬
‫وبالعودة إلى حوز مراكش‪ ،‬يمكننا القول بأنه مجتمع مركب‪ .‬وتشترك في تشكيلته الجتماعية عدة‬
‫أنماط إنتاج‪ :‬الباترياكا‪ ،‬والقبلية‪ ،‬والقطاع‪ ،‬والرأسمالية‪.‬‬
‫أما التشكيلة الجتماعية للحور فهي مخزنية – قايدية‪ ،‬تصفي )‪ (liquider‬القبلية وتهيمن على‬
‫الباترياركا‪ ،‬التي أصبحت على شكل عائلة محدودة تتميز باستغلل النساء والطفال‪.‬‬
‫هذه "القايدية" مهيمن عليها من الرأسمالية العالمية في مجال النتاج والتداول‪.‬‬
‫ول يستبعد بول باسكون بأن يصبح المجتمع بكامله يشتغل لفائدة الرأسمالية العالمية‪ ،‬لكنه )أي‬
‫المجتمع( يبقى داخليا‪ ،‬مخزنيا ممركزا )‪.(centralisé‬‬
‫إن النمط الرأسمالي في طريقه للهيمنة على الحوز والمجتمع المغربي بكامله مجتمع مركب‪ .‬كما‬
‫أن النسان المغربي مجبر على إيجاد التوازن داخل شخصه‪ ،‬بين الخصائص المجتمعية التي تبرز‬
‫يوميا في أوجه مختلفة بمرجعيات مختلفة وقاموس مختلف ولغات مختلفة‪ ...‬حتى الخلق تصبح‬
‫مركبة‪ :‬عصرية‪ ،‬تقليدية‪ ،‬إقطاعية‪ ،‬رأسمالية‪...‬‬
‫هناك انتقادات وجهت لمفهوم "المجتمع المركب‪ :‬عند بول باسكون‪ ،‬والتي تعتبر بأن التشكيلت‬
‫الجتماعية في العالم هي مركبة ويكون داخلها نمط إنتاج مهمين‪.‬‬
‫برد بول باسكون بأن المجتمعات التي تكون في حالة انتقال )‪ (les sociétés de transition‬تحدد‬
‫أهدافها وتضع الوسائل للتخلص من أنماط النتاج الفديمة‪.‬‬
‫عكس المجتمعات المركبة التي تحافظ على جميع هذه النماط المتنافسة القديمة والجديدة‬

You might also like