Professional Documents
Culture Documents
8-مزهودي عبد الرحيم-جريمة الغش الضريبي في التشريع الجزائري
8-مزهودي عبد الرحيم-جريمة الغش الضريبي في التشريع الجزائري
ﻧﺴﺘﮭﻞ ﻛﻠﻤﺘﻨﺎ ھﺬه ﺑﺎﻟﺤﻤﺪ واﻟﺸﻜﺮ ﺗﺒﺎرك وﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﻓﯿﻘﮫ ﻟﻨﺎ ﻓﻲ اﻧﺠﺎز ھﺬا
اﻟﻌﻤﻞ ،راﺟﯿﻦ ﻣﻦ اﻟﻤﻮﻟﻰ ﻋﺰ وﺟﻞ أن ﯾﺠﺪ اﻟﻘﺒﻮل و اﻟﻨﺠﺎح .
اﻵن ﻻ ﺑﺪ ﻟﻨﺎ وﻧﺤﻦ ﻧﺨﻄﻮ ﺧﻄﻮاﺗﻨﺎ اﻷﺧﯿﺮة ﻓﻲ اﻟﺤﯿﺎة اﻟﺠﺎﻣﻌﯿﺔ ﻣﻦ وﻗﻔﮫ ﻧﻌﻮد إﻟﻰ
أﻋﻮام ﻗﻀﯿﻨﺎھﺎ ﻓﻲ رﺣﺎﺑﮭﺎ ﻣﻊ أﺳﺎﺗﺬﺗﻨﺎ اﻟﻜﺮام ،اﻟﺬﯾﻦ ﻗﺪﻣﻮا ﻟﻨﺎ اﻟﻜﺜﯿﺮ ،ﺑﺎذﻟﯿﻦ ﺑﺬﻟﻚ
ﺟﮭﻮدا ﻛﺒﯿﺮة ﻓﻲ ﺑﻨﺎء ﺟﯿﻞ اﻟﻐﺪ ،وﺑﻨﺎء ﺻﺮح ﻗﻮي ﻟﮭﺬا اﻟﻮطﻦ.
وﻗﺒﻞ أن ﻧﻤﻀﻲ ﺑﺘﻘﺪﯾﻢ أﺳﻤﻰ آﯾﺎت اﻟﺸﻜﺮ واﻹﻣﺘﻨﺎن واﻟﺘﻘﺪﯾﺮ إﻟﻰ اﻟﺬﯾﻦ ﺣﻤﻠﻮا أﻗﺪس
رﺳﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﺤﯿﺎة ...إﻟﻰ اﻟﺸﻤﻮع اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﺮق ﻟﺘﻀﻲء ﻟﻶﺧﺮﯾﻦ ...إﻟﻰ ﻛﻞ ﻣﻦ
ﻋﻠﻤﻨﺎ ﺣﺮﻓﺎ...
ﻛﺬﻟﻚ ﻧﺸﻜﺮ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺳﺎﻋﺪﻧﺎ ﻋﻠﻰ إﺗﻤﺎم ھﺬا اﻟﺒﺤﺚ ،وﻗﺪم ﻟﻨﺎ اﻟﻌﻮن واﻟﺘﺴﮭﯿﻼت
وزودﻧﺎ ﺑﺎﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﻼزﻣﺔ ،رﺑﻤﺎ دون أن ﯾﺸﻌﺮوا ﺑﺪورھﻢ ،ﺑﺬﻟﻚ ﻓﻠﮭﻢ ﻣﻨّﺎ ﻛﻞ
اﻟﺸﻜﺮ.
ﻣﻘـدﻣﺔ
ﻣﻘﺪﻣﺔ
ﺑﻌد دﺧول اﻟﺟزاﺋر اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﺣر ،واﻻﻧﻔﺗﺎح ﻋﻠﻰ اﻷﺳواق اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ،أﺻﺑﺢ
ﻣن اﻟﺿروري أن ﯾﻬﺗم اﻟﻣﺷرع ﺑﺎﻟﻘطﺎع اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣن اﻟﻌﺑث أو
اﻟﺿﯾﺎع ،وﺣﻣﺎﯾﺔ ﻛذﻟك اﻟﻣؤﺳﺳﺎت واﻟﺷرﻛﺎت اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ أو اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣن اﻹﻫﻣﺎل أﯾﺎ
ﻛﺎن ،واﻻﺗﺟﺎﻩ ﺑذﻟك ﻧﺣو ﺗﺷدﯾد اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﻓﻲ اﻟﺟراﺋم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﺟراﺋم اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ .
واﻟﺗﺷدﯾد ﻫذا ﻣردﻩ إﻟﻰ ﻛون اﻟﺟراﺋم اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﻛﺎﻟﺳرﻗﺔ ،ﺟراﺋم ﻓردﯾﺔ ﻻ ﺗﺗﻌدى أﺑﻌﺎدﻫﺎ
ﻣﺎل اﻟﻔرد ،ﻓﻲ ﺣﯾن أن ﺟراﺋم اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻫﻲ ﺟرﯾﻣﺔ ﺿد اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ; أي اﻟدوﻟﺔ ﺑﺄﻛﻣﻠﻬﺎ.
وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈن ﻣرﺣﻠﺔ اﻟدﺧول إﻟﻰ ﻧظﺎم اﻟﺳوق واﻻﻧﻔﺗﺎح اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺗﺻﺑﺢ اﻟدوﻟﺔ ﻓﯾﻬﺎ
ﻓﻲ أﺷد اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣن اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟداﺧﻠﯾﺔ واﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻏﯾر
اﻟﻣﺷروﻋﺔ ،واﻟﺗﻲ ﻫدﻓﻬﺎ اﻟﻛﺳب اﻟﺳرﯾﻊ واﻟﺛراء اﻟﻔﺎﺣش ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎب أﻏﻠﺑﯾﺔ أﻓراد اﻟﺷﻌب،
ﻟذا ﺑرزت ﺿرورة ﻟﺗﺷدﯾد اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم وردع ﻛل ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ
أرﺑﺎح ﺑﺻﻔﺔ ﻏﯾر ﻣﺷروﻋﺔ ،ﻷن ذﻟك ﯾﻌد ﻧزﯾﻔﺎ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎ ﺳﺗظﻬر ﻧﺗﺎﺋﺟﻪ ﺳﻠﺑﯾﺎ ﻋﻠﻰ
اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ ﻻ ﻣﺣﺎﻟﺔ.
واﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ﻛﻣﺎ ﻫو ﻣﻌروف ﻣﺗﻌدد اﻟﻣوارد ﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﯾﺗم اﻟﺣﺻول ﻋﻠﯾﻪ ﻣن اﻟﺗﺟﺎرة
اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﺻدﯾر وﺗﻣوﯾل اﻟﺧزﯾﻧﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،وﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﯾﺗم اﻟﺣﺻول ﻋﻠﯾﻪ ﻣن
اﻟﺟﺑﺎﯾﺔ اﻟﺑﺗروﻟﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﻛﺎد ﺗﻛون ﻣﺑﺎﻟﻐﻬﺎ ﺛﺎﺑﺗﺔ ﻻﺣﺗﻛﺎر اﻟدوﻟﺔ اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻓﻲ اﻟﺗﺻدﯾر
اﻟﺑﺗروﻟﻲ ﻟوﺣدﻫﺎ .ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟك ﻫﻧﺎك ﻣوارد أﺧرى ﺗﺄﺗﻲ ﻣن اﻟﺟﺑﺎﯾﺔ اﻟداﺧﻠﯾﺔ
اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻟﻣوﺟودة ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ ﻻﺳﯾﻣﺎ ﻣﻧﻬﺎ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت واﻟﺷرﻛﺎت
اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻛذﻟك اﻷﻓراد اﻟذﯾن ﯾزاوﻟون ﻧﺷﺎطﺎت ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺗدر ﻋﻠﯾﻬم أرﺑﺎﺣﺎ ﺳﻧوﯾﺔ ،واﻹﯾرادات
اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺳﺎﻟﻔﺔ اﻟذﻛر ﻟﻠدوﻟﺔ ﺗﻛون ﻟﺗﻐطﯾﺔ ﻧﻔﻘﺎﺗﻬﺎ ﺑﻐرض اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻘرارﻫﺎ اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ
واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ واﻻﻗﺗﺻﺎدي ،وﺗﺣﺗل اﻟﺟﺑﺎﯾﺔ ﻣﻛﺎﻧﺔ ﻣﺗﻣﯾزة ﻣن ﺿﻣن وﺳﺎﺋل ﺗطوﯾر
اﻻﻗﺗﺻﺎد ،ﻓﺎﻟﻣﺷرع وﺿﻊ ﻗواﻧﯾن ﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﻣﺗﻌددة ﻟﻠﺣﻣﺎﯾﺔ واﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻣوﯾل اﻹﺟﺑﺎري
ﻟﻠﺧزﯾﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﺑوﺿﻊ ﻧﺻوص ﻋﻘﺎﺑﯾﺔ ﻟردع ﻛل ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻛﺎن اﻟﻬدف ﻣﻧﻬﺎ اﻟﺗﻣﻠص ﻣن
ب
ﻣﻘﺪﻣﺔ
دﻓﻊ ﻛل اﻟرﺳوم أو ﺑﻌض ﻣﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ ،واﻟﺗﻲ ﻫﻲ ﻣﺻدر ﺗﻣوﯾﻠﻲ ﻫﺎم
ﻟﻠﺧزﯾﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻛذا ﻣﯾزاﻧﯾﺎت اﻟﻣﺟﻣوﻋﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ،اﻷﻣر اﻟذي ﯾؤﻛد أﻫﻣﯾﺔ اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ
ﻫذا اﻟﻣﺻدر اﻟﺗﻣوﯾﻠﻲ ،واﻋﺗﺑﺎر أي ﺗﻬرب ﻣن دﻓﻊ اﻟﺿراﺋب واﻟرﺳوم ﻣﻬﻣﺎ ﻗﻠت ﻗﯾﻣﺗﻬﺎ
ﻧزﯾﻔﺎ ﻟﻠﻣوارد ﻟﻠﻣوارد اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﺧزﯾﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﺛراء أﺷﺧﺎص ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎب آﺧرﯾن ،ﻣﻣﺎ ﯾﺣﺗم
إﯾﺟﺎد طرق واطر ﻟﻠﺗﺻدي وﻣﺣﺎرﺑﺔ ﻫذﻩ اﻟظواﻫر اﻟﺗﻲ أﺻﺑﺣت ﺟراﺋم ﻣﻌﺎﻗب ﻋﻠﯾﻬﺎ .
وﺗﻌد ﺟراﺋم اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻣن اﺑرز اﻟﺟراﺋم ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،وﺗظﻬر ﻓﻛرة
اﻟﺗﻣﻠص ﻣن اﻟواﺟﺑﺎت اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ وﺗﻔﺎدي ﺗﺣﻣل اﻟﻌﺑﺊ اﻟﺿرﯾﺑﻲ وزﯾﺎدة ﻫﺎﻣش اﻟرﺑﺢ
ﺑﺎﻧﺧﻔﺎض اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺗﻛﻠﻔﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻣﺗﺣﻣﻠﻬﺎ ،وﻟﺗﺣﻘﯾق ﻫذا اﻟﻐرض ﻗد
ﯾﺳﺗﻌﻣل اﻟﻔرد ﺗﻘﻧﯾﺎت وطرق ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣن ﺑﺳﯾطﺔ وﻋﺎدﯾﺔ إﻟﻰ ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺳم ﺑﺎﻟﺗﻌﻘﯾد.
إن اﻟﻣﺗﺗﺑﻊ ﻟﻠﺣﯾﺎة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻷي ﺑﻠد ﻛﺎن ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎﻧت درﺟﺔ اﻟﺗﻘدم ﺑﻪ إﻻ وﯾﻌﺎﻧﻲ ﻣن
ظﺎﻫرة اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺳﺑب ﻓﻲ ﺗﺧﻔﯾض اﻟﺣﺻﯾﻠﺔ اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ،وﻧظ ار ﻟﺧطورة
اﻟظﺎﻫرة اﻟﺗﻲ ﺟرﻣﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون ﻛﺎن ﺟدﯾ ار أن ﻧﺗﺳﺎءل :ﻫل اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﻣوﺿوﻋﺔ ﻣن ﻗﺑل
اﻹدارة اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ،وﻛذا اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ اﻟﺟزاﺋري ﻛﺎﻓﯾﺔ ﻟﻣﺣﺎرﺑﺔ ظﺎﻫرة
اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ أو ﻋﻠﻰ اﻷﻗل اﻟﺗﺧﻔﯾف ﻣﻧﻬﺎ؟
ﻟﻺﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ ﺗم طرح اﻟﺗﺳﺎؤﻻت اﻟﻔرﻋﯾﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺛﯾرﻫﺎ اﻟﻣوﺿوع :
ج
ﻣﻘﺪﻣﺔ
ﻟﻺﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣوﺿوع وﻣﺧﺗﻠف اﻟﺗﺳﺎؤﻻت اﻟﻔرﻋﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻪ ارﺗﺄﯾﻧﺎ وﺿﻊ
اﻟﻔرﺿﯾﺎت اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ :
ﻧﻘص ﺣﻣﻼت اﻟﺗوﻋﯾﺔ ﺑﺄﻫﻣﯾﺔ دﻓﻊ اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺎت اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ،ﻣن اﻷﺳﺑﺎب اﻟﻬﺎﻣﺔ
ﻟﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﺟرﯾﻣﺔ.
ﻓرض اﻟﻌداﻟﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ وﺗﺟﺳﯾدﻫﺎ ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ ،ﻣﻌﯾﺎر ﻻ ﯾﻣﻛن إﻏﻔﺎﻟﻪ ﻓﻲ ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ
ﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ.
اﻟﺟﻬل ﺑﺎﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟﻣﻌﻣول ﺑﻬﺎ ،وﻋدم ﻣﺳﺎﯾرة ﺗطوراﺗﻬﺎ اﻟﺳرﯾﻌﺔ ﺳواء ﻣن
ﺑﻌض أﻋوان اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن ﺑﺗﺣﺻﯾل اﻟﺿراﺋب أو اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن ﺑدﻓﻌﻬﺎ ﻛﺳﺑب ﻣﻬم ﻟﺗﻔﺷﻲ
اﻟﺟرﯾﻣﺔ ،ﻻﺑد ﻣن ﻣﻌﯾﺎر ﻣﻧﺎﺳب ﻣن ﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﻣﻛﺎﻓﺣﺔ ﻛﺈﻗﺎﻣﺔ دورات ﺗﻛوﯾﻧﯾﺔ ﻓﻲ
اﻟﺟﺑﺎﯾﺔ واﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ.
اﻟرﻏﺑﺔ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﺑﺎﻹﻟﻣﺎم ﺑﻣوﺿوع اﻟﺟﺑﺎﯾﺔ ﺑﺷﻛل ﻋﺎم ،وﻣﯾدان اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ
ﺑﺷﻛل ﺧﺎص ﻛظﺎﻫرة ﯾﺟرﻣﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻣس ﺑﺎﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ،ﺧﺎﺻﺔ وأﻧﻧﺎ
ﺣﺎﺻﻠون ﻋﻠﻰ ﺷﻬﺎدة ﻟﯾﺳﺎﻧس ﻓﻲ اﻹﻗﺗﺻﺎد ﺗﺧﺻص ﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻧﻘود واﻟﺑﻧوك،
ﻓوﺟدﻧﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣوﺿوع ﻣﺎ ﯾرﺑط ﺑﯾن دراﺳﺗﻧﺎ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻓﻲ اﻹﻗﺗﺻﺎد ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر
اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ ظﺎﻫرة ﺗﻣس اﻹﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻣﻧﻪ ،ودراﺳﺗﻧﺎ
اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﺟرﯾﻣﺔ ﻓﻲ ﺣق اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ،
ﺗﺳﺗوﺟب اﻟﻌﻘﺎب ﻛﺟزاء ﻟﻣرﺗﻛﺑﻬﺎ ،ﻓﻲ ﻧﺻوص وأواﻣر ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ واﺿﺣﺔ.
اﻧﺗﺷﺎر ﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ وﺗزاﯾدﻫﺎ ﺑﺷﻛل ﯾدﻋو ﻟﻠﻘﻠق ،ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟوطﻧﻲ
ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ.
د
ﻣﻘﺪﻣﺔ
ه
ﻣﻘﺪﻣﺔ
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻗﺎﻧون اﻟرﺳوم ﻋﻠﻰ رﻗم اﻷﻋﻣﺎل وﻗﺎﻧون اﻟﺗﺳﺟﯾل واﻟطﺎﺑﻊ
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻟث :ﺗﻘدﯾر ﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ وطرق اﻟﺑﺣث ﻋﻧﻬﺎ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﺗﺷرﯾﻊ
اﻟﺟزاﺋري
ﺧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺗﻣﺔ
و
اﻟﻔﺻل اﻷول
ﻣــــــﺎﻫﯾﺔ اﻟﺿرﯾﺑﺔ واﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ
ﻣـــــــــﺎﻫﯾﺔ اﻟﺿرﯾﺑﺔ واﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟﻔﺻل اﻷول:
ﺗﻌﺗﺑر ﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻣن ﺟراﺋم ﻗﺎﻧون اﻷﻋﻣﺎل وﺗﺣدﯾدﻫﺎ وﻣﻌرﻓﺔ أرﻛﺎﻧﻬﺎ
واﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟواردة ﻋﻠﯾﻬﺎ ﯾﻛﺗﺳﻲ أﻫﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﻷﻧﻪ ﻣوﺿوع ﯾﻣس وﺑﺻﻔﺔ أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻣﯾزاﻧﯾﺔ
اﻟدوﻟﺔ ،ﻏﯾر أن اﻟوﻟوج ﻓﻲ ﻣوﺿوع اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﯾﺗطﻠب ﻣﻧﺎ أوﻻ ﺗﺣدﯾد ﻣﺎﻫﯾﺔ اﻟﺿرﯾﺑﺔ
ﺛم ﻧﺗطرق إﻟﻰ اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ.
ﺗﻌد اﻟﺿراﺋب ﻣن أﻗدم وأﻫم ﻣﺻﺎدر اﻹﯾرادات اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﺣﯾث ﺷﻛﻠت ﺧﻼل ﻓﺗرات
طوﯾﻠﺔ اﻟﻌﻧﺻر اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ اﻷﻋﻣﺎل واﻟدراﺳﺎت اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ ﺗطور ﻣﻔﻬوﻣﻬﺎ ﺗﺑﻌﺎ
ﻟﻠﺗطور اﻟﻣﺎﻟﻲ واﻧﺗﻘﺎل دور اﻟدوﻟﺔ ﻣن وظﯾﻔﺔ ﺣﺎرﺳﺔ إﻟﻰ اﻟﻣﺗدﺧﻠﺔ ﺛم اﻟﻣﻧﺗﺟﺔ ،وﻟذﻟك
ﺗﻌددت اﻟﻧظرﯾﺎت اﻟﻣﻔﺳرة ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ واﻷﺳﺎس اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟذي ﯾﻌطﻲ ﻟﻠدوﻟﺔ ﺣق ﻓرﺿﻬﺎ .
وﻟﻣﺎ ﻛﺎﻧت اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻣورد ﺳﯾﺎدي ﻗد اﺣﺗﻠت اﻟﻣراﻛز اﻷوﻟﻰ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻺﯾرادات اﻟﻌﺎﻣﺔ
ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ ،ﻟذﻟك ﯾﻧﺑﻐﻲ ﺗﺣدﯾد اﻟﻣﻘﺻود ﻣﻧﻬﺎ واﻟﻣﺑﺎدئ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻔرض اﻟﺿرﯾﺑﺔ وﻛذا
اﻷﻫداف اﻟﻣرﺟوة ﻣﻧﻬﺎ .
ﻓﻲ ﻏﯾﺎب ﺗﻌرﯾف ﺗﺷرﯾﻌﻲ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﺗﻌددت اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟﻔﻘﻬﯾﺔ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﺧﺗﻼف أراء
واﺗﺟﺎﻫﺎت اﻟﻔﻘﻬﺎء واﻟﺑﺎﺣﺛﯾن .
ﻋرﻓﻬﺎ اﻟﻔﻘﯾﻪ "ﺟﯾرو" jirouاﻟذي ﯾﻌد أول ﺗﻌرﯾف ﺣدﯾث ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ
" اﺳﺗﻘطﺎع ﻧﻘدي ﺗﻔرﺿﻪ اﻟﺳﻠطﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻓراد ﺑطرﯾﻘﺔ ﻧﻬﺎﺋﯾﺔ وﺑﻼ ﻣﻘﺎﺑل ﺑﻘﺻد ﺗﻐطﯾﺔ
).(1
أﻋﺑﺎء اﻟدوﻟﺔ "
)(1ﺧﺎﻟد ﺷﺣﺎدة اﻟﺧطﯾب،اﺣﻣد زﻫﯾر ﺷﺎﻣﯾﺔ،أﺳس اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،دار واﺋل ،اﻷردن،2005 ،ص .145
-8-
ﻣـــــــــﺎﻫﯾﺔ اﻟﺿرﯾﺑﺔ واﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟﻔﺻل اﻷول:
وﯾﻌرﻓﻬﺎ اﻟدﻛﺗور ﻣﺣﻣد ﻋﺑﺎس ﻣﺣرزي ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ " ﻣﺑﻠﻎ ﻧﻘدي ﺗﻔرض ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن
ﺑﻬﺎ ﺣﺳب ﻗدراﺗﻬم اﻟﺗﺳﺎﻫﻣﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﻋن طرﯾق اﻟﺳﻠطﺔ ،ﺑﺗﺣوﯾل اﻷﻣوال اﻟﻣﺣﺻﻠﺔ
وﺑﺷﻛل ﻧﻬﺎﺋﻲ وﺑدون ﻣﻘﺎﺑل ﻣﺣدد ،ﻧﺣو ﺗﺣﻘﯾق اﻷﻫداف اﻟﻣﺣددة ﻣن ﻗﺑل اﻟﺳﻠطﺔ
)(1
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ"
أﻣﺎ اﻟدﻛﺗور أﺣﺳن ﺑوﺳﻘﯾﻌﺔ ﻓﯾﻌرﻓﻬﺎ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ "اﻗﺗطﺎع ﻣﺎﻟﻲ ﺗﻘوم ﺑﻪ اﻟدوﻟﺔ ﻋن
طرﯾق اﻟﺟﺑر ﻣن ﺛروة اﻷﺷﺧﺎص اﻵﺧرﯾن طﺑﯾﻌﯾﯾن ﻛﺎﻧوا أو ﻣﻌﻧوﯾﯾن وذﻟك ﺑﻐرض ﺗﺣﻘﯾق
ﻧﻔﻊ ﻋﺎم ").(2
وﺗﻌرف أﯾﺿﺎ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ " ﻓرﯾﺿﺔ ﻧﻘدﯾﺔ ﺗﻘﺗطﻌﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ أو ﻣن ﯾﻧوب ﻋﻧﻬﺎ ﻣن
أﺷﺧﺎص اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ﻣن أﻣواﻻ ﻷﻓراد ﺟﺑ ار وﺑﺻﻔﺔ ﻧﻬﺎﺋﯾﺔ دون ﻣﻘﺎﺑل واﻟوﻓﺎء ﺑﻣﻘﺗﺿﯾﺎت
)(3
وأﻫداف اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ".
ﺗﺗﻌدد اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟﺗﻲ أوردﻫﺎ اﻟﻛﺗﺎب ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ وﺑرﻏم ذﻟك اﻟﺗﻌدد ﺗﺑﻘﻰ اﻟﺧﺻﺎﺋص اﻟﻌﺎﻣﺔ
اﻟﻣﺳﺗﻘﺎة ﻣن ﺗﻠك اﻟﺗﻌﺎرﯾف واﺣدة ﻓﻼ ﺗﺗﻌدى أن ﺗﻛون " ﻓرﯾﺿﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻧﻘدﯾﺔ ﺗﺳﺗﺄدﯾﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ
ﺟﺑ ار ﻣن اﻷﻓراد ﺑدون ﻣﻘﺎﺑل ﺑﻬدف ﺗﻣوﯾل ﻧﻔﻘﺎﺗﻬﺎ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﺗﺣﻘﯾق اﻷﻫداف اﻟﻧﺎﺑﻌﺔ ﻣن
).(4
ﻣﺿﻣون ﻓﻠﺳﻔﺗﻬﺎ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ "
ﻣن اﻟﺗﻌﺎرﯾف اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ اﻟذﻛر ﯾﻣﻛن أن ﻧﺧﻠص إﻟﻰ ﺧﺻﺎﺋص اﻟﺿرﯾﺑﺔ :
)(1ﻣﺣﻣد ﻋﺑﺎس ﻣﺣرزي ،اﻟﻣدﺧل إﻟﻰ اﻟﺟﺑﺎﯾﺔ واﻟﺿراﺋب،دار اﻟﻧﺷر ،ITCISاﻟﺟزاﺋر ،2010،ص . 9
) (2أﺣﺳن ﺑوﺳﻘﯾﻌﺔ ،اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋﻲ اﻟﺧﺎص،دار ﻫوﻣﺔ ،اﻟﺟزاﺋر ،ط ، ،2013 ،16ص .467
) (3ﻏﺎزي ﻋﻧﺎﯾﺔ ،اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺿرﯾﺑﻲ،دار اﻵﻓﺎق،ﻋﻣﺎن،اﻷردن،1998،ص .72
) (4ﻋﺎدل ﻓﻠﯾﺢ اﻟﻌﻠﻲ ،اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻣﺎﻟﻲ اﻟﺿرﯾﺑﻲ ،دار ﺣﺎﻣد ،اﻷردن،ط ،2007 ،1ص.91
-9-
ﻣـــــــــﺎﻫﯾﺔ اﻟﺿرﯾﺑﺔ واﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟﻔﺻل اﻷول:
ﻓﻲ اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ أو اﻟﺧﺎﺻﺔ ،وﻣﺎداﻣت اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺗﺗم ﻓﻲ ﺻورة ﻧﻘدﯾﺔ ﻓﺈن
اﻹﯾرادات اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﻣﺎ ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺿراﺋب ﻻﺑد أن ﺗﺣﺻل ﻛذﻟك ﺑﺎﻟﻧﻘود .ﺣﯾث أﺻﺑﺢ ﻧظﺎم
).(1 اﻟﺿراﺋب ﻻ ﯾﺗﻼءم واﻻﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺿﺧﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ
ﻓﻔﻲ اﻟﻧظم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻘدﯾﻣﺔ ﻛﺎﻧت اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺗﻔرض وﺗﺣﺻل ﻓﻲ ﺻورة ﻋﯾﻧﯾﺔ ﻧظ ار ﻷن
اﻟظروف اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺳﺎﺋدة آﻧذاك ﻛﺎﻧت ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﺗﻌﺎﻣل ﺑﺎﻟﺻور اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ،
وﯾظﻬر ذﻟك ﺟﻠﯾﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﺻور اﻹﻗطﺎﻋﯾﺔ .ﺣﯾث ﻛﺎن اﻟﻘطﺎع اﻟزراﻋﻲ ﯾﻣﺛل أﻫم اﻟﻘطﺎﻋﺎت
ﻓﻲ ذﻟك اﻟزﻣن وﺗﻣﺎﺷﯾﺎ ﻣﻊ ﺗﻠك اﻟظروف ﻛﺎﻧت اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺗﺣﺻل ﻓﻲ ﺻورة ﻋﯾﻧﯾﺔ ﻛﻣﺎ أن
اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑدورﻫﺎ ﻛﺎﻧت ﺗﺗم ﺑﺻورة ﻋﯾﻧﯾﺔ ،إﻣﺎ ﻋن طرﯾق اﻗﺗطﺎع ﺟزء ﻣن اﻟﻣﺣﺻول
ﯾﻠﺗزم اﻷﻓراد ﺑﺗﻘدﯾﻣﻪ إﻟﻰ اﻟدوﻟﺔٕ ،واﻣﺎ ﻋن طرﯾق إﻟزاﻣﻬم ﺑﺎﻟﻘﯾﺎم ﺑﻌﻣل ﻣﻌﯾن .
وﯾﺗﻔوق اﻟﺷﻛل اﻟﻧﻘدي ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻛل اﻟﻌﯾﻧﻲ ﻣن ﻋدة أوﺟﻪ :
_ .1أن اﻟدوﻟﺔ ﺗﺗﺣﻣل ﺗﻛﺎﻟﯾف وﻧﻔﻘﺎت ﺑﺎﻫظﺔ ﻗد ﺗﻔوق ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ وﻫﻲ ﻓﻲ
طرﯾﻘﻬﺎ ﻟﺟﻣﻊ وﻧﻘل وﺗﺧزﯾن اﻟﻣﺣﺎﺻﯾل ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺗﻌرﺿﻬﺎ ﻟﻠﺗﻠف ،وﻛﻠﻬﺎ
أﺷﯾﺎء ﻓﻲ ﺻﺎﻟﺢ اﻟﺷﻛل اﻟﻧﻘدي ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ
).(2
_2أن اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﻻ ﺗﻠﺗزم ﺑﻌﻧﺻر اﻟﻌداﻟﺔ ،إذ ﻫﻲ ﺗﻠزم اﻷﺷﺧﺎص ﺑﺗﻘدﯾم ﺟزء ﻣن
اﻟﻣﺣﺻول أو اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺄﻋﻣﺎل ﻣﻌﯾﻧﺔ ،دون اﻷﺧذ ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر اﻟظروف اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻟﻛل
ﺷﺧص ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ ﻧﻔﻘﺔ اﻹﻧﺗﺎج اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺣﻣﻠﻬﺎ ﻛل ﺷﺧص ﻓﻲ إﻧﺗﺎج ﻣﺣﺻوﻟﻪ ،وﻣﺎ
ﻗد ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻣﻧﻪ ﻣن أﻋﺑﺎء ﻋﺎﺋﻠﯾﺔ أو ﻏﯾرﻫﺎ.
_3ﻋدم ﻣﻼﺋﻣﺔ اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﻟﻸﻧظﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ،ﻛﻣﺎ ﺳﺑق ذﻛرﻩ
) (1ﻣﺣﻣد ﺻﻐﯾر ﺑﻌﻠﻰ ،ﯾﺳ ار أﺑو اﻟﻌﻼ ،اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،دار اﻟﻌﻠوم ،اﻟﺟزاﺋر ،2003 ،ص .89
) (2ﻣﺣﻣد ﻋﺑﺎس ﻣﺣرزي،اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﺟﺑﺎﯾﺔ واﻟﺿراﺋب ،دار ﻫوﻣﺔ ،اﻟﺟزاﺋر ،ط، 3،2003ص. 162
- 10 -
ﻣـــــــــﺎﻫﯾﺔ اﻟﺿرﯾﺑﺔ واﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟﻔﺻل اﻷول:
إن اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺷﻛل ﻣن أﺷﻛﺎل إﺑراز ٕواظﻬﺎر ﺳﯾﺎدة اﻟدوﻟﺔ ﻓﻬﻲ ﺗوﺿﻊ ﺛم ﺑﻌد ذﻟك
ﺗﺣﺻل ﻋن طرﯾق اﻟﺳﻠطﺔ أو اﻹﺟﺑﺎر ،وﯾﻔﻬم ﻣن ﻟﻔظ اﻹﺟﺑﺎر اﻷﻣر اﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ إﺟﺑﺎر
اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻣن أداﺋﻬﺎ ﻋﺑر طرق إدارﯾﺔ.
ﺣﯾث ﯾوﺟد ﺟﻬﺎز ﻛﺎﻣل ﻟﻠﺟﺑر واﻟﻌﻘوﺑﺎت ﻣؤﻟف ﺑﻬدف إﻟزام اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ
اﻟدﻓﻊ ،ﻓﻔﻲ ﺣﺎﻟﺔ رﻓض أو ﻋدم أداء اﻟﻔرد ﻟواﺟﺑﺎﺗﻪ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﯾﻧطﻠق ﻫذا اﻟﺟﻬﺎز ﻓﻲ ﻣﺗﺎﺑﻌﺔ
ﻫذا اﻟﻣﻛﻠف ﻣن أﺟل إﺟﺑﺎرﻩ ﻋﻠﻰ ﺗﺧﻠﯾص دﯾﻧﻪ اﻟﺿرﯾﺑﻲ ).(1
وﻫذا ﯾﻌﻧﻲ أن ﻋﻧﺻر اﻹﺟﺑﺎر اﻟذي ﺗﺗﻣﯾز ﺑﻪ اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻫو إﺟﺑﺎر ﻗﺎﻧوﻧﻲ وﻏﯾر
ﻣﻌﻧوي ،وﺣﺗﻰ ﯾﻛﺗﺳﻲ ﻋﻧﺻر اﻹﺟﺑﺎر ﻣﺷروﻋﯾﺗﻪ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺗﻧص اﻟدﺳﺎﺗﯾر ﻓﻲ اﻟدول ﻛﺎﻓﺔ
ﻋﻠﻰ أن ﻓرض اﻟﺿرﯾﺑﺔ وﺗﻌدﯾﻠﻬﺎ ٕواﻟﻐﺎﺋﻬﺎ ﻻ ﯾﺗم إﻻ ﺑﻣوﺟب ﻗﺎﻧون ﺗﻠﺗزم اﻟدوﻟﺔ ﺑﻣراﻋﺎة
أﺣﻛﺎﻣﻪ ).(2
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟك ﻓﺈن اﻷﻓراد ﯾدﻓﻌون اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ﺑﺻورة ﻧﻬﺎﺋﯾﺔ ﺑﻣﻌﻧﻰ أن
اﻟدوﻟﺔ ﻻ ﺗﻠﺗزم ﺑردﻫﺎ ﻟﻬم أو ﺗﻌوﯾﺿﻬم إﯾﺎﻫﺎ ،وﺑذﻟك ﺗﺧﺗﻠف اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻛﻣﺎ ﻗﻠﻧﺎ ﻋن اﻟﻘرض
اﻟﻌﺎم اﻟذي ﺗﻠﺗزم اﻟدوﻟﺔ ﺑردﻩ ﻟﻠﻣﻛﺗﺗﺑﯾن ﻓﯾﻪ ﻣﻊ اﻟﻔواﺋد اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋن ﻣﺑﻠﻐﻪ ).(3
إن ادم ﺳﻣﯾث smith Ademﻓﻲ ﺳﺑﯾل ﺑﺣﺛﻪ ﻓﻲ اﻟﺷروط اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻧظﺎم ﺿرﯾﺑﻲ
ﻓﻌﺎل ،ﻗد ﻗﺎم ﺑوﺿﻊ أرﺑﻌﺔ ﻗواﻋد ﺻﺎﻏﻬﺎ ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﻪ "ﺑﺣث ﻋن طﺑﯾﻌﺔ وأﺳﺑﺎب ﺛروة اﻷﻣم"
اﻟﺻﺎدر ﺳﻧﺔ 1776واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ :
)(1
ﻣﺣﻣد ﻋﺑﺎس ﻣﺣرزي ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .12
)(2
ﻋﺎدل ﻓﻠﯾﺢ اﻟﻌﻠﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .92
)(3
ﻣﺣﻣد ﻋﺑﺎس ﻣﺣرزي،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .12
- 11 -
ﻣـــــــــﺎﻫﯾﺔ اﻟﺿرﯾﺑﺔ واﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟﻔﺻل اﻷول:
ﯾﻘﺻد ادم ﺳﻣﯾث ﺑﻘﺎﻋدة اﻟﻌداﻟﺔ ﻫﻲ أن ﯾﺳﻬم أﻋﺿﺎء اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﻧﻔﻘﺎت اﻟدوﻟﺔ
ﺑﺣﺳب ﻣﻘدرﺗﻬم اﻟﻧﺳﺑﯾﺔ ﺑﻘدر اﻹﻣﻛﺎن أي ﺑﻧﺳﺑﺔ اﻟدﺧل اﻟذي ﯾﺗﻣﺗﻌون ﺑﻪ ﻓﻲ ظل ﺣﻣﺎﯾﺔ
اﻟدوﻟﺔُ ،وﯾﻌﻧﻲ ذﻟك أن ادم ﺳﻣﯾث ﯾﻣﯾل إﻟﻰ اﻷﺧذ ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻧﺳﺑﯾﺔ ،أي ﺑﺿرورة أن
ﺗﺗﻧﺎﺳب اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻣﻊ اﻟدﺧل ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أن اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺣﺻل ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣﻣون ﺗزداد ﻣﻊ
ازدﯾﺎد دﺧﻠﻪ وﻗد ﺳﺎد ﻫذا اﻟﻣﻧطق ﻣﻌظم ﻛﺗﺎب اﻟﻘرﻧﯾن 18و 19وﻫو ﺗطﺑﯾق ﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﻘد
اﻟﻣﺎﻟﻲ اﻟﺗﻲ ﺳﺎدت ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﻔﺗرة واﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﻌد اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺛﻣﻧﺎ ﻣﻘﺎﺑل اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺗﻲ
ﺗﻘدﻣﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ وﻫو ﻣﺎ ﯾﺗطﻠب ﺗﻧﺎﺳﺑﻬﺎ ﻣﻊ اﻟدﺧل ،وﻟم ﯾﺧرج ﻋن ﻫذا اﻹﺟﻣﺎع ﺳوى
ﺳﺎي sayﺣﯾث ﯾرى وﻋﻠﻰ ﻋﻛس ادم ﺳﻣﯾث أن اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﺗﺻﺎﻋدﯾﺔ ﻫﻲ أﻛﺛر اﻟﺿراﺋب
اﻗﺗراﺑﺎ ﻣن اﻟﻌداﻟﺔ وان اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻧﺳﺑﯾﺔ ﺗﻛون أﻛﺛر ﻋﺑﺋﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻘﯾر ﻣﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻐﻧﻲ .
ٕواذا ﻛﺎن ذﻟك ﻣﻧطق اﻟﻔﻛر اﻟﻣﺎﻟﻲ اﻟﺗﻘﻠﯾدي ﺑﺣﻛم اﻋﺗﻣﺎدﻩ ﻋﻠﻰ ﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﻘد اﻟﻣﺎﻟﻲ
ﻓﺎن اﻟﻔﻛر اﻟﻣﺎﻟﻲ اﻟﺣدﯾث وﺑﺣﻛم اﻋﺗﻣﺎدﻩ ﻋﻠﻰ ﻧظرﯾﺔ اﻟﺗﺿﺎﻣن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﯾرى ﻓﻲ
اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﺗﺻﺎﻋدﯾﺔ ﻣﺎ ﯾﺣﻘق اﻟﻌداﻟﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻣﺢ ﺑﺎن ﯾﺳﻬم اﻟﻣﻣوﻟون ﻓﻲ
اﻷﻋﺑﺎء اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺗﺑﻌﺎ ﻟﻣﻘدرﺗﻬم اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ).(1
وﻓﻲ إطﺎر اﻟﻌداﻟﺔ واﻟﻣﺳﺎواة ﺑﯾن أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻓﻲ ﺗﺣﻣل ﻋﺑﺊ اﻟﺿرﯾﺑﺔ ،ﻻﺑد ﻣن
اﻟﺣدﯾث ﻋن ﻣﺑدأﯾن ﻫﺎﻣﯾن ﻫﻣﺎ :ﻣﺑدأ ﺷﻣوﻟﯾﺔ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ وﻣﺑدأ ﺷﻣوﻟﯾﺔ اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻣﺎدﯾﺔ
ﺣﺳب ﻫذا اﻟﻣﺑدأ ﻓﺎن اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺗﻔرض ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻣواطﻧﯾن اﻟﺧﺎﺿﻌﯾن ﻟﺳﯾﺎدة اﻟدوﻟﺔ
أو اﻟﺗﺎﺑﻌﯾن ﻟﻬﺎ ﺳﯾﺎﺳﯾﺎ أو اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎ ،ﻓﺎﻟﺗزام اﻷﺷﺧﺎص ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺑﻣوﺟب ﻫذا اﻟﻣﺑدأ ﻻ
ﯾﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ ﻣواطﻧﻲ اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﻘﯾﻣﯾن ﺑﻬﺎ ﺑل ﯾﻣﺗد ﻟﺗﻣس اﻟﻣﻘﯾﻣﯾن ﺑﺎﻟﺧﺎرج إذا ﻛﺎﻧت ﻟﻬم
)(1
ﻣﺣﻣد ﻋﺑﺎس ﻣﺣرزي ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق،ص .24-23
- 12 -
ﻣـــــــــﺎﻫﯾﺔ اﻟﺿرﯾﺑﺔ واﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟﻔﺻل اﻷول:
أﻣﻼك داﺧل إﻗﻠﯾم اﻟدوﻟﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻣﺑدأ اﻟﺗﺑﻌﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ) اﻟﺟﻧﺳﯾﺔ(،ﻛﻣﺎ ﯾﺷﻣل أﯾﺿﺎ اﻟﻣﻘﯾﻣﯾن
ﻓﻲ إﻗﻠﯾم اﻟدوﻟﺔ ﻣن اﻷﺟﺎﻧب اﺳﺗﻧﺎدا إﻟﻰ ﻣﺑدأ اﻟﺗﺑﻌﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ.
وﯾﻘﺻد ﺑﻪ أن ﺗﻔرض اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻓﺔ اﻷﻣوال واﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﻣﺎدﯾﺔ ﺳواء ﻛﺎﻧت
دﺧوﻻ أو ﺛروات ﻓﯾﻣﺎ ﻋدا ﻣﺎ ﻧص اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻋﻠﻰ اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﻪ ﺑﺷﻛل ﺻرﯾﺢ،
ﻛﺎﻷراﺿﻲ اﻟﺑور أو اﻟﻣﻧﺎطق اﻟﺣرة ،ﻣن أﺟل ﺗﺣﻘﯾق أﻏراض اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ .
وﻣن أﺟل ﺗدﻋﯾم ﻣﺑدأ اﻟﻌداﻟﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ،ﻓﻘد أﺧذت اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻧظم اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﺑﻧظﺎم
اﻟﺿراﺋب اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ،اﻟذي ﺑﻣﻘﺗﺿﺎﻩ ﺗﺄﺧذ اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﻋﻧد ﻓرض
اﻟﺿرﯾﺑﺔ ،ﺷﺧص اﻟﻣﻛﻠف وظروﻓﻪ وﻣرﻛزﻩ اﻟﻣﺎﻟﻲ وﺣﺎﻟﺗﻪ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ
ﯾﺟب أن ﺗﻛون اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻣﺣددة ﺗﺣدﯾدا واﺿﺣﺎ دون أي ﻏﻣوض ﻓﻣن اﻷﻫﻣﯾﺔ أن ﯾﻌﻠم
اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻣدى اﻟﺗزاﻣﻪ ﺑﻬﺎ ،وﻗﯾﻣﺗﻬﺎ وﻛﯾﻔﯾﺔ وﻣواﻋﯾد وﺟزاءات اﻟﺗﺧﻠف ﻋن أداﺋﻬﺎ،
ﻓﺣﺳب أدم ﺳﻣﯾث ﻓﺎن ﻋدم اﻟﺗﺄﻛد ﻓﻲ اﻟﺿراﺋب ﯾﺷﺟﻊ اﻟرﺷوة،وﯾﻌﺗﺑر ادم ﺳﻣﯾث ﻣﺑدأ
اﻟﯾﻘﯾن ﻣﻬم ﺟدا ،ﺣﯾث ﯾرى أن درﺟﺔ ﻛﺑﯾرة ﻣن ﻋدم اﻟﻣﺳﺎواة ﻟﯾﺳت ﺷ ار ﻛدرﺟﺔ ﺻﻐﯾرة ﺟدا
ﻣن ﻋدم اﻟﺗﺄﻛد ).(1
)(1
ﺧﺎﻟد ﺷﺣﺎدة اﻟﺧطﯾب ،اﺣﻣد زﻫﯾر ﺷﺎﻣﯾﺔ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .158
- 13 -
ﻣـــــــــﺎﻫﯾﺔ اﻟﺿرﯾﺑﺔ واﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟﻔﺻل اﻷول:
وﻣﻘﺗرﺣﺎت ﻓرﺿﻬﺎ واﻟوﻗت اﻟذي ﯾﺗوﻗﻊ ﻓﯾﻪ ذﻟك ،ﻣﻣﺎ ﯾﻣﻛﻧﻬﺎ ﻣن ﺗﻧﻔﯾذ ﺑرﻧﺎﻣﺟﻬﺎ اﻟﻣﺎﻟﻲ،
ذﻟك ﻻن ﻋدم اﻟوﺿوح ﯾؤدي إﻟﻰ ﺣذر اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن ﻣن اﻟﻧظﺎم اﻟﺿرﯾﺑﻲ ).(1
:
راﺑﻌﺎ :ﻗﺎﻋدة اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻓﻲ اﻟﻧﻔﻘﺔ
وﯾﻘﺻد ﺑﻬذﻩ اﻟﻘﺎﻋدة أن ﯾﺗم ﺗﺣﺻﯾل اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺑﺄﺳﻬل اﻟطرق اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﻛﻠف إدارة
اﻟﺿراﺋب ﻣﺑﺎﻟﻎ ﻛﺑﯾرة ﺧﺎﺻﺔ إذا ﺳﺎدت إﺟراءات وﺗداﺑﯾر إدارﯾﺔ ﻏﺎﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻌﻘﯾد .
ﻣﻣﺎ ﯾﻛﻠف اﻟدوﻟﺔ ﻧﻔﻘﺎت ﻗد ﺗﺗﺟﺎوز ﺣﺻﯾﻠﺔ اﻟﺿرﯾﺑﺔ ذاﺗﻬﺎ ،وﻣراﻋﺎة ﻫذﻩ اﻟﻘﺎﻋدة ﯾﺿﻣن
ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﻓﻌﺎﻟﯾﺗﻬﺎ ﻛﻣورد ﻫﺎم ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﯾﻪ اﻟدوﻟﺔ دون ﺿﯾﺎع ﺟزء ﻣﻧﻪ ﻣن اﺟل اﻟﺣﺻول
ﻋﻠﯾﻪ).(3
)(1
ﻧﺑﯾل ﺻﻘر ،اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ واﻟﺗﻬرﯾب ،دار اﻟﻬدى ،اﻟﺟزاﺋر،2013،ص .10
) (2ﻋﺎدل ﻓﻠﯾﺢ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .97
) (3ﻣﺣﻣد ﻋﺑﺎس ﻣﺣرزي ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق،ص .26
- 14 -
ﻣـــــــــﺎﻫﯾﺔ اﻟﺿرﯾﺑﺔ واﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟﻔﺻل اﻷول:
:
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث :أﻫداف اﻟﺿرﯾﺑﺔ
:
أوﻻ :اﻷﻫداف اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ
وﯾﻘﺻد ﺑﻬﺎ ﺗﻐطﯾﺔ اﻷﻋﺑﺎء اﻟﻌﺎﻣﺔ ،أي أن اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺗﺳﻣﺢ ﺑﺗوﻓﯾر اﻟﻣوارد اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ
ﻟﻠدوﻟﺔ ﺑﺻورة ﺗﺿﻣن ﻟﻬﺎ اﻟوﻓﺎء ﺑﺎﻟﺗزاﻣﻬﺎ اﺗﺟﺎﻩ اﻹﻧﻔﺎق ﻋﻠﻰ اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﻷﻓراد
اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ .
أي ﺗﻣوﯾل اﻹﻧﻔﺎق ﻋﻠﻰ اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻋﻠﻰ اﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻹدارة اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ ﻟﺑﻧﺎء
اﻟﺳدود واﻟﻣﺳﺗﺷﻔﯾﺎت واﻟﺟﺎﻣﻌﺎت وﺷق اﻟطرق ......اﻟﺦ ).(1
وأﯾﺿﺎ اﻟﻬدف اﻟﻣﺎﻟﻲ اﻟﻌﺎم ﻫو ﻣوازﻧﺔ اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﯾﻌﺗﺑر ﻫذا ﻫو اﻟﻬدف
اﻟﺗﻘﻠﯾدي ﻟﻠﺿراﺋب ﻟﺗﻐطﯾﺔ ﻧﻔﻘﺎت اﻟدوﻟﺔ ﻓﻬو ﯾﻌﺗﺑر:
إﺟﻣﺎﻟﻲ اﻹﻧﻔﺎق اﻟﻌﺎم – ﻋﻧﺎﺻر اﻹﯾرادات اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﯾﻬﺎ ﻋدا اﻟﺿراﺋب = اﻟﺿراﺋب
أي ﺟزء اﻟﺟزء اﻟﻣﻛﻣل ﻟﻺﯾرادات اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺣﯾث ﯾﺻﺑﺢ إﺟﻣﺎﻟﻲ اﻹﯾرادات اﻟﻌﺎﻣﺔ
ﻣﻐطﯾﺎ ﻟﻠﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ).(2
أﺻﺑﺣت اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻓﻲ ﺗطورﻫﺎ اﻷﺧﯾر ﻟﯾﺳت ﻓﻘط وﺳﯾﻠﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق ﻏﺎﯾﺎت ﻣﺎﻟﯾﺔ ٕواﻧﻣﺎ
ﻟﺗﺣﻘﯾق ﻏﺎﯾﺎت اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗوازن اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﺗﻌﺟﯾل ﺑﺎﻟﺗﻧﻣﯾﺔ
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺑوﺻﻔﻬﺎ إﺣدى أدوات اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ).(3
) (1ﺣﻣﯾد ﺑوزﯾدة ،ﺟﺑﺎﯾﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ،دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻟﺟزاﺋر ،ط،2،2007ص .12
)(2ﺣﺳن ﻣﺻطﻔﻰ ﺣﺳن ،اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻟﺟزاﺋر،2001 ،ص .47
)(3
ﻋﺎدل ﻓﻠﯾﺢ اﻟﻌﻠﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق،ص .93
- 15 -
ﻣـــــــــﺎﻫﯾﺔ اﻟﺿرﯾﺑﺔ واﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟﻔﺻل اﻷول:
ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﺣﯾﺎن ﺗﻘوم اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺑﻌﻣل اﻧﺗﻘﺎﺋﻲ ،ﻟﻣﺎ ﺗﻣﯾل اﻟدوﻟﺔ إﻟﻰ ﺗﺷﺟﯾﻊ ﻗطﺎع
اﻗﺗﺻﺎدي ﻣﻌﯾن ﻣﺛل ﻗطﺎع اﻟﺳﻛن ﻓﺗﻘوم ﻋﻧدﻫﺎ ﺑﺈﺟراءات ﺿرﯾﺑﯾﺔ ﺗﺧﻔﯾﻔﯾﺔ ﻟﺻﺎﻟﺢ ﻫذا
اﻟﻘطﺎع ﺣﺗﻰ ﺗﺗﻣﻛن ﻣن اﻟﺗﻐﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﺑﺎﻫظﺔ ﻟﻠﺑﻧﺎء).(1
اﻷﻫداف اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﻛﺛﯾرة وﻣﺗﻧوﻋﺔ ،وﺧﺻوﺻﺎ ﺑﻌد ظﻬور ﻣﻔﻬوم اﻟﻌداﻟﺔ
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﺑروز اﻻﺗﺟﺎﻫﺎت اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻟﺗوزﯾﻊ ﻋﺎدل ﻟﻠدﺧل واﻟﺣد ﻣن اﺳﺗﻐﻼل اﻟطﺑﻘﺎت
اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ظﻬور ﻣﻔﺎﻫﯾم ﺗوزﯾﻊ اﻟﻌبء اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ ﺣﺳب ﻣﺳﺗوى اﻟدﺧل
واﺳﺗﺧدﻣت اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻛوﺳﯾﻠﺔ ﻫﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻐﺎﯾﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ
أﻫﻣﻬﺎ.(2):
اﺳﺗﺧدام اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻹﻋﺎدة ﺗوزﯾﻊ اﻟدﺧل اﻟوطﻧﻲ ﻟﻔﺎﺋدة اﻟﻔﺋﺎت اﻟﻔﻘﯾرة ﻣﺣدودة اﻟدﺧل
ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل أن ﯾﻘرر اﻟﻣﺷرع اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﺗﺧﻔﯾف اﻷﻋﺑﺎء اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻛﺈﻋﻔﺎء ﺑﻌض
اﻟﻣؤﺳﺳﺎت و اﻟﺟﻣﻌﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻘدم ﺧدﻣﺎت اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،وﻗد ﺗﺳﺎﻫم اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ
ﻋﻠﻰ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻗﺗﻧﺎء ﺑﻌض اﻟﺳﻠﻊ ذات اﻻﺳﺗﻬﻼك اﻟواﺳﻊ ﺑﻔرض ﺿراﺋب ﻣﻧﺧﻔﺿﺔ اﻟﻣﻌدل،
واﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ ﺑﻌض اﻟﺳﻠﻊ ﻛﺎﻟدﺧﺎن واﻟﻛﺣول وذﻟك ﺑﻔرض ﺿراﺋب ﻣرﺗﻔﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﻧﻌﻬﺎ
وﺑﯾﻌﻬﺎ).(3
- 16 -
ﻣـــــــــﺎﻫﯾﺔ اﻟﺿرﯾﺑﺔ واﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟﻔﺻل اﻷول:
واﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ ظﺎﻫرة ﻋﺎﻟﻣﯾﺔ وﺟدت ﺑﺗواﺟد اﻟﺿرﯾﺑﺔ ،ﺣﯾث أﺻﺑﺢ ﺣﺟرة ﻋﺛر ﺣﯾﺎل
ﺗزاﯾد اﻟﻌﺎﺋدات اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﻫذا ﻣﺎ أدى ﺑﺎﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺳﯾﯾر اﻟﺷؤون اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ إﻟﻰ
اﻻﻫﺗﻣﺎم أﻛﺛر ﺑﺎﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﺑﻣﺧﺗﻠف ﺗﺻﻧﯾﻔﺎﺗﻪ.
)(1ﻋوادي ﻣﺻطﻔﻰ ،رﺣﺎل ﻧﺻر،اﻟﻐش واﻟﺗﻬرب اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟﺟزاﺋري ،ﻣطﺑﻌﺔ
ﺳﺧري،اﻟﺟزاﺋر،2010،ص.05
)(2
ﻋﺑﺎس ﻋﺑد اﻟرزاق ،اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﻲ واﻟﻧزاع اﻟﺿرﯾﺑﻲ،دار اﻟﻬدى ،اﻟﺟزاﺋر،2012،ص.94
- 17 -
ﻣـــــــــﺎﻫﯾﺔ اﻟﺿرﯾﺑﺔ واﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟﻔﺻل اﻷول:
ﻛﻣﺎ ﻋرﻓﻪ ﻏﺎزي ﺣﺳﯾن ﻋﻧﺎﯾﺔ " ﻣﺣﺎوﻟﺔ اﻟﻣﻣول اﻟﺗﺧﻠص ﻣن اﻟﺿرﯾﺑﺔ وﻋدم اﻻﻟﺗزام
اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﺑﺄداﺋﻬﺎ ").(1
أﻣﺎ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ اﻟﺟزاﺋري ﻓﯾﻌرﻓﻪ " ﻛل ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻟﻠﺗﺧﻠص ﻣن اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎل
طرق ﺗدﻟﯾﺳﯾﺔ ﻓﻲ إﻗرار اﻟﺿراﺋب واﻟرﺳوم اﻟﺗﻲ ﯾﺧﺿﻊ ﻟﻬﺎ اﻟﻣﻛﻠف وﺗﺻﻔﯾﺗﻬﺎ ﻛﻠﯾﺎ أو
ﺟزﺋﯾﺎ"(2).
ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﻌﺎرﯾف اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻧﻼﺣظ أﻧﻬﺎ ﺗﺗﻔق ﺣول اﻟﻧﻘﺎط اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ :
*اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻫو اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟواﺿﺣﺔ واﻟﺻرﯾﺣﺔ ﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ .
*ﯾﺗم اﻟﻐش ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎل وﺳﺎﺋل ﻣﺣﺎﺳﺑﯾﺔ أو ﻣﺎدﯾﺔ ﻣن اﺟل اﻟﺗﺣﺎﯾل ﻓﻲ دﻓﻊ اﻟﺿرﯾﺑﺔ.
*اﻟﻬدف اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻣن اﻟﻐش ﻫو اﻟﺗﺧﻠص اﻟﺟزﺋﻲ أو اﻟﻛﻠﻲ ﻣن اﻟﺿرﯾﺑﺔ.
أﻣﺎ ﻧﺣن ﻓﻧرى أن اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻣﺻطﻠﺢ ﻣرﻛب ﻣن ﻛﻠﻣﺗﯾن )اﻟﻐش( و
)اﻟﺿرﯾﺑﻲ( واﻟﻐش ﻧﺣو اﻟﻘﺎﻧون ﻛﻣﺎ ﯾﻌرﻓﻪ اﻷﺳﺗﺎذ ﻫﻧري دﯾﺑوdesbois henri
" اﻟﺗدﺑﯾر اﻹرادي ﻟوﺳﺎﺋل ﻣﺷروﻋﺔ ﻓﻲ ذاﺗﻬﺎ ﻟﻠوﺻول إﻟﻰ أﻏراض ﺗﺧﺎﻟف أواﻣر
اﻟﻘﺎﻧون وﻧواﻫﯾﻪ " ،وﯾرى دﯾﺑو أن اﻟﻐش ﯾﺣﺗوي ﻋﻠﻰ ﻋﻧﺻرﯾن ،ﻋﻧﺻر ﻣﺎدي وﻫو ﯾﺗﻣﺛل
ﻓﻲ اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﻐﯾر ﻣﺷروﻋﺔ ﻓﻲ ﻧظر اﻟﻘﺎﻧون أﻣﺎ اﻟﻌﻧﺻر اﻟﻣﻌﻧوي ﻓﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻧﯾﺔ ﺗﺟﻧب
أﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﻧون .
أﻣﺎ اﻷﺳﺗﺎذ رﯾﺑرRipert
ﻓﯾﻌرف اﻟﻐش ﺑﺄﻧﻪ " ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﺗم وﻓق اﺗﻔﺎق ﺻﺎدر ﻋن ﺟﻣﺎﻋﺔ ﻟﻠﺗﻬرب ﻣن ﺗطﺑﯾق
)(3
ﻗﺎﻋدة ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ أﻣرﻩ".
أﻣﺎ اﻷﺳﺗﺎذ ﻟوﯾس ﻟوﻛﺎ louis lucasﻓﯾﻌرف اﻟﻐش ﺑﺄﻧﻪ " اﺳﺗﻌﻣﺎل طرﯾﻘﺔ ﻣﺿﺑوطﺔ
ﻓﻲ ﺣد ذاﺗﻬﺎ ﺗﻔﺳﺢ ﻟﻧﺎ ﺑﻣﻔردﻫﺎ اﻟوﺻول إﻟﻰ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻧﺑﺗﻐﯾﻬﺎ ".
)(1
ﺳﻬﺎم ﻛردودي ،اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﻧظرﯾﺔ واﻟﺗطﺑﯾق ،دار اﻟﻣﻔﯾد،اﻟﺟزاﺋر،2011،ص.10
)(2اﻟﻣﺎدة 1-303ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﺿراﺋب اﻟﻣﺑﺎﺷرة واﻟرﺳوم اﻟﻣﻣﺎﺛﻠﺔ .
).(3ﻧﺎدﯾﺔ ﻓوﺿﯾل،اﻟﻐش ﻧﺣو اﻟﻘﺎﻧون ،دار ﻫوﻣﺔ ،اﻟﺟزاﺋر ،2005،ص .53
- 18 -
ﻣـــــــــﺎﻫﯾﺔ اﻟﺿرﯾﺑﺔ واﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟﻔﺻل اﻷول:
أﻣﺎ ﺗﻌرﯾف اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻓﻘد ﺗم اﻟﺗطرق إﻟﯾﻪ أﻧﻔﺎ وﻣﻧﻪ ﺣﯾن ﺟﻣﻊ اﻟﻣﺻطﻠﺣﯾن ﯾﻣﻛن
ﺗﻌرﯾف اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ " اﺳﺗﻌﻣﺎل طرﯾﻘﺔ ﻣﺿﺑوطﺔ ﻓﻲ ﺣد ذاﺗﻬﺎ ﺗﻔﺳﺢ ﻟﻧﺎ ﺑﻣﻔردﻫﺎ
اﻟوﺻول إﻟﻰ اﻟﺗﺧﻠص ﻣن اﻻﺳﺗﻘطﺎع اﻟﻧﻘدي اﻟذي ﺗﻔرﺿﻪ اﻟﺳﻠطﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻓراد ﺑطرﯾﻘﺔ
ﻧﻬﺎﺋﯾﺔ وﺑﻼ ﻣﻘﺎﺑل ".
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻋﻧﺎﺻر اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ
ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﻌﺎرﯾف اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻟﻠﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﯾﻣﻛن اﺳﺗﺧﻼص ﻋﻧﺻرﯾن ﻟﻪ :
اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻛﺗﺎﺑﺎت وﺗﺳﺟﯾﻼت ﻏﯾر ﺻﺣﯾﺣﺔ ﻣﺣﺎﺳﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﯾوﻣﯾﺔ أو دﻓﺗر اﻟﺟرد أو إﺣدى
اﻟدﻓﺎﺗر اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻛس اﻟوﺿﻌﯾﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ .ﻓﺎﻟﻌﻧﺻر اﻟﻣﺎدي ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﻔﻌل
ﻧﻔﺳﻪ أي ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ أو ﻋدم اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻟواﺟﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻠﯾﻬﺎ
.
اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ ﻣن ﻣﺳك ﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﻧﺎﻗﺻﺔ وﺑﯾﻊ ﺑدون ﻓواﺗﯾر.....اﻟﺦ
-2اﻟﻌﻧﺻر اﻟﻣﻌﻧوي :وﯾﺗﻌﻠق ﺑﺈرادة اﻟﻐش أو ﻗﺻد اﻟﻐش ،ﻓﻧﻣﯾز ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻧوﻋﯾن
ﻣن اﻹرادة،ﻓﻬﻧﺎك ﺣﺳن اﻟﻧﯾﺔ أي ﻧﯾﺔ اﻟﻣﻛﻠف وﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ارﺗﻛﺎب أﺧطﺎء ﻓﻲ اﻟﺣﺳﺎب
أو ﻓﻲ اﻟﺳﻬو،أﻣﺎ اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺳوء ﻧﯾﺔ اﻟﻣﻛﻠف ،ﻓﺈرادة اﻟﻐش ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﺟب
إﺛﺑﺎﺗﻬﺎ ﺑﺈﻋطﺎء أدﻟﺔ ﺗﺛﺑت ﺑﺄن اﻟﻣﻛﻠف ﻋﻠﻰ ﻋﻠم ﺑﻔﻌل اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ.
- 19 -
ﻣـــــــــﺎﻫﯾﺔ اﻟﺿرﯾﺑﺔ واﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟﻔﺻل اﻷول:
أي ﺗواﻓر ﻧﯾﺔ اﻟﺗﻣﻠص اﻟﻛﻠﻲ أو اﻟﺟزﺋﻲ ﻣن اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻟدى اﻟﻣﻛﻠف ٕواﻋﻔﺎء ﻧﻔﺳﻪ
ﻣن أداء ﺣق اﻟدوﻟﺔ ﻟﻸﺿرار ﺑﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺧزﯾﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ).(1
- 20 -
ﻣـــــــــﺎﻫﯾﺔ اﻟﺿرﯾﺑﺔ واﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟﻔﺻل اﻷول:
-2اﻟﻐش اﻟﻣوﺻوف )اﻟﻣرﻛب( أو اﻟﻣﻌﻘد :ﯾﻌد ﻛل ﻣﺣﺎوﻟﺔ إدارﯾﺔ ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ اﻟﻣﻛﻠف
ﺑﺳوء ﻧﯾﺔ ﻣن اﺟل ﺗظﻠﯾل اﻹدارة اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﻣﺳﺗﻌﻣﻼ طرﻗﺎ ﺗدﻟﯾﺳﯾﺔ ﻓﻲ إﻗرار أﺳﺎس
اﻟﺿرﯾﺑﺔ.
وﺣﺳب m. cozinﯾﻌﺗﺑر اﻟﻣﻛﻠف ﻣﺗﻬم ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎل طرق ﺗدﻟﯾﺳﯾﺔ ﻟﯾس ﻓﻘط ﻋﻧدﻣﺎ
ﯾﻬرب ﻣن دﻓﻊ اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺑل أﯾﺿﺎ ﻣﺣﺎوﻟﺗﻪ ﻟﻣﺳﺢ ﻛل اﺛر ﻟﻠﺗﻬرﯾب ﻷﯾﺔ رﻗﺎﺑﺔ
ﻣﺣﺗﻣﻠﺔ ،ﻣﺛل ﺗﻘدﯾم ﻓواﺗﯾر ﻣزورة ،وذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﺗﺿﺧﯾم ﺣﺗﻣﯾﺔ اﻷﻋﺑﺎء
).(1
واﻟﺗﺧﻔﯾض ﻣن اﻹﺟراءات
وﯾﺗﻣﯾز ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻐش ﺑﺄﻧﻪ ﯾﺟﻣﻊ ﻋﻧﺎﺻر اﻟﺟرﯾﻣﺔ وﻣﻧﻪ ﻓﺎﻟﻐش اﻟﻣﻌﻘد -1
ﯾﺗﻛون ﻣن اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻵﺗﯾﺔ:
-1ﻋﻧﺻر اﻟﻧﯾﺔ :وﯾﻘﺻد ﺑﻪ أن اﻟﻣﻛﻠف ﻋﻠﻰ دراﯾﺔ ﺑﺄن اﻟﻔﻌل ﻏﯾر ﻣﺷروع.
-2اﻟﻌﻧﺻر اﻟﻣﺎدي :واﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺗﺧﻔﯾض أﺳﺎس اﻟﺿرﯾﺑﺔ.
-3ﻋﻧﺻر اﻟﺗدﻟﯾس :وﯾﻌﻧﻲ ﻟﺟوء اﻟﻣﻛﻠف إﻟﻰ ﻣﺳﺢ ﻛل اﻷدﻟﺔ ﺗرﻗﺑﺎ ﻷي ﻣراﻗﺑﺔ
ﻣﺣﺗﻣﻠﺔ).(2
ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻟﻐش اﻟﻣﺷروع واﻟﻐش ﻏﯾر اﻟﻣﺷروع
-1اﻟﻐش اﻟﻣﺷروع :ﯾﻘﺻد ﺑﻪ ﺗﺧﻠص اﻟﻣﻛﻠف ﻣن أداة اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ اﺳﺗﻔﺎدﺗﻪ ﻣن
اﻟﺛﻐرات اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ أو ﻋدم إﺣﻛﺎم ﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﻘواﻧﯾن.
-2اﻟﻐش ﻏﯾر اﻟﻣﺷروع :ﯾﻘﺻد ﺑﻪ اﻟﺗﺧﻠص ﻣن أداء اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺑﺎﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﺻرﯾﺣﺔ
ﻟﻠﻘواﻧﯾن ﺑﻛل طرق اﻟﻐش اﻟﻣﺎﻟﻲ ،ﻣﻧﻬﺎ اﻟطرق اﻻﺣﺗﯾﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﺗﺧﻠص ﻣن أداء
اﻟﺿرﯾﺑﺔ ،وﻗد ﯾﻘﻊ اﻟﻐش ﻏﯾر اﻟﻣﺷروع ﻋﻧد ﺗﺣدﯾد وﻋﺎء اﻟﺿرﯾﺑﺔ أو ﻋﻧد
ﺗﺣﺻﯾﻠﻬﺎ ،ﻓﻔﻲ اﻟﻐش اﻟواﻗﻊ ﻋﻧد ﺗﺣدﯾد اﻟوﻋﺎء اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻫﻧﺎ ﯾﻣﺗﻧﻊ اﻟﻣﻛﻠف ﻋﻧد
ﺗﻘدﯾم إﻗرار ﯾدﺧﻠﻪ أو ﯾﻘدم إﻗرار ﺧﺎطﺊ ﯾﺗﺿﻣن ﺑﯾﺎﻧﺎت ﻏﯾر ﺻﺣﯾﺣﺔ ،أﻣﺎ اﻟﻐش
)(1ﺑوﻟﺧوخ ﻋﯾﺳﻰ ،اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﻛﺄداة ﻟﻣﺣﺎرﺑﺔ اﻟﺗﻬرب واﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ ،إﺷراف رﺣﺎل ﻋﻠﻲ ،ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة
ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ،ﻗﺳم اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺎﺗﻧﺔ،اﻟﺟزاﺋر ،2004-2003 ،ص.7
)(2ﻋوادي ﻣﺻطﻔﻰ،رﺣﺎل ﻧﺻر ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ص.8
- 21 -
ﻣـــــــــﺎﻫﯾﺔ اﻟﺿرﯾﺑﺔ واﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟﻔﺻل اﻷول:
ﻋﻧد اﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻓﯾﻛون ﺑﺈﺧﻔﺎء اﻟﺷﺧص ﻷﻣواﻟﻪ ،ﺣﯾث ﯾﺗﻌذر ﻋﻠﻰ ﻣﺻﻠﺣﺔ
اﻟﺿراﺋب أن ﺗﺳﺗوﻓﻲ ﻣن ﺗﻠك اﻷﻣوال ﻣﺑﻠﻎ اﻟﺿرﯾﺑﺔ ).(1
ﺛﺎﻟﺛﺎ :اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟﻣﺣﻠﻲ و اﻟدوﻟﻲ:
-1اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟﻣﺣﻠﻲ :ﻫو ﻗﯾﺎم اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺑﺎﻟﺗﺧﻠص ﻣن دﻓﻊ اﻟﺿرﯾﺑﺔ
ﺑطرﯾﻘﺔ ﻏﯾر ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ داﺧل اﻟﺣدود اﻟﺟﻐراﻓﯾﺔ ﻟﻠﺑﻠد اﻟذي ﯾﻧﺗﻣﻲ إﻟﯾﻪ ،وان اﻟﻣﻛﻠف داﺧل
اﻟﺣدود اﻟﺟﻐراﻓﯾﺔ ﻟﻠﺑﻠد اﻟذي ﯾﻧﺗﻣﻲ إﻟﯾﻪ ﯾﻛون ﺗﺎﺑﻊ ﻹدارة ﺟﺑﺎﺋﯾﺔ واﺣدة أﻻ وﻫﻲ اﻹدارة
اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﺑﻣﺗﺎﺑﻌﺗﻪ وﻣراﻗﺑﺗﻪ وﻣﻌﺎﻗﺑﺗﻪ إذا ﺣدث وان أﻣﺳﻛت ﻋﻠﯾﻪ
دﻟﯾﻼ ﻋﻠﻰ ارﺗﻛﺎﺑﻪ اﻟﻐش اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ.
-2اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟدوﻟﻲ:
ﯾﺗم ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻐش ﺧﺎرج إﻗﻠﯾم ﻫذا اﻟﺑﻠد و ﻣﻌرض ﻟﻺﻓﻼﺗﺎت ﻣن اﻹدارة اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ
ﻟﻠﺑﻠد ﻋن طرﯾق اﻷﺷﺧﺎص اﻟطﺑﯾﻌﯾﯾن اﻟذﯾن ﯾﺗواﺟدون ﻓﻲ ﻣﻘرات اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺧﺎرج
اﻟﺣدود اﻟوطﻧﯾﺔ ).(2
وﯾﻌرف اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟدوﻟﻲ ﺑﺄﻧﻪ "اﻟﺗﻬرب ﻣن دﻓﻊ اﻟﺿراﺋب داﺧل اﻟﺑﻠد وذﻟك
ﺑﺗﺣوﯾل اﻟﻣداﺧﯾل و اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ اﻟﻣﻘﺗطﻌﺔ ﻣﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﻛل ﺿراﺋب ﻣن ﻧﺻﯾب ﻫذا اﻟﺑﻠد
إﻟﻰ ﺑﻠد أﺧر ﯾﺗﻣﯾز ﺑﺟﺑﺎﯾﺔ ﺟذاﺑﺔ".
وﻣن ﺑﯾن اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ اﻟﻣﻛﻠف ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
إﻧﺷﺎء ﻣؤﺳﺳﺎت ﺻورﯾﺔ وﻫﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺧﺎرج.
اﻟﺗﻼﻋب ﻓﻲ اﻟﺗﺻرﯾﺢ ﺑﺄﺳﻌﺎر اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ.
- 22 -
ﻣـــــــــﺎﻫﯾﺔ اﻟﺿرﯾﺑﺔ واﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟﻔﺻل اﻷول:
إن ظﺎﻫرة اﻟﻐش و اﻟﺗﻬرب اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻛﻐﯾرﻫﺎ ﻣن اﻟظواﻫر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻬﺎ أﺳﺑﺎﺑﻬﺎ و
دواﻓﻌﻬﺎ اﻟﺗﻲ أدت إﻟﻰ اﻧﺗﺷﺎرﻫﺎ ﺑﺻورة واﺳﻌﺔ و ﺑطرق ﻋدﯾدة .
اﻟﻣطﻠب اﻷول :أﺳﺑﺎب اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ :
ﻫﻧﺎك اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻷﺳﺑﺎب اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ اﻧﺗﺷﺎر اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ وﺗدﻓﻊ إﻟﯾﻪ وﻣﻧﻬﺎ :
أوﻻ :أﺳﺑﺎب ﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻣﻛﻠف:
ﯾﻘﺻد ﺑﻬﺎ اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻧﻔﺳﻲ واﻟﺟﺎﻧب اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،ﺣﯾث ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻷول اﻟوﻋﻲ اﻟﺿرﯾﺑﻲ ،أي
ﻣدى اﻗﺗﻧﺎع اﻟﻣﻛﻠف ﺑدﻓﻊ ﻣﺎ ﻋﻠﯾﻪ ﻣن اﻟﺗزاﻣﺎت وﺗﺣﻣﻠﻬﺎ ﺑﺎﻗﺗﻧﺎع ﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﺗﻲ
ﯾﺳﺗوﺟب ﻋﻠﯾﻪ أن ﯾﺳددﻫﺎ ٕواذا ﺗﺣﻘق ذﻟك ﯾﻘل اﻟﻐش ،وﻣن ﺑﯾن اﻟﻧﻣﺎذج اﻟﺗﻲ ﺗوﺿﺢ
اﻷﺳﺑﺎب اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻟﺳﻠوك اﻟﺗﻬرب ﻣن اﻟﺿراﺋب ﻣﻧﻬﺎ :
.1ﻧﻣوذج أﻟﻧﻐﻬﺎم وﺳﺎﻧدﻣو )(1972
.2ﻧﻣوذج ﻓوﻏل )(1974
.3ﻧﻣوذج ﺳﻣﯾث وﻛﯾﻧزي )(1987
.4ﻧﻣوذج وﯾﻐل وآﺧرﯾن )(1987
واﻟﻧﻣﺎذج اﻷرﺑﻌﺔ ﺗﺣدد أﺳﺑﺎب ﺳﻠوك اﻟﺗﻬرب اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ :
أ .اﻟﻣﻛﺎﺳب اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑل اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن ﻫذا اﻟﺳﻠوك.
ب .ﻋﻼﻗﺎت اﻟﺗﺑﺎدل اﻟﻔردي ﻣﻊ اﻟﺣﻛوﻣﺔ واﻟدوﻟﺔ.
ت .اﻻﺗﺟﺎﻫﺎت اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻟﺳﻠوك اﻟﺗﻬرب ﻣن اﻟﺿراﺋب.
ث .اﻟﻔرص اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ ﻟﺳﻠوك اﻟﺗﻬرب ﻣن اﻟﺿراﺋب.
ج .ﺗدﻋﯾم اﻟﻘﯾم اﻟﻔردﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎب اﻟﻘﯾم اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ.
واﻟﻣﻼﺣظ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻧﻣﺎذج أن ﻫﻧﺎك ﻗﺎﺳﻣﺎ ﻣﺷﺗرﻛﺎ ﺑﯾﻧﻬﺎ ﯾﺗﺻل ﺑﺎﻻﺗﺟﺎﻫﺎت اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ
واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻠﻔرد واﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ،وﻛذﻟك اﻟﻘﯾم واﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﺗﻲ ﯾﻌﺗﻧﻘﻬﺎ ﻛل ﻓرد وﺗؤﻣن ﺑﻬﺎ ﻛل
- 23 -
ﻣـــــــــﺎﻫﯾﺔ اﻟﺿرﯾﺑﺔ واﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟﻔﺻل اﻷول:
ﺟﻣﺎﻋﺔ ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌﻠﻧﺎ ﻧﻧظر إﻟﻰ ﺳﻠوك اﻟﺗﻬرب ﻣن اﻟﺿراﺋب اﻧﻪ ﻧﺗﺎج ﻋواﻣل ﻧﻔﺳﯾﺔ
).(1
واﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ
أﻣﺎ اﻟﺟﺎﻧب اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻣل اﻟدﯾﻧﻲ واﻟﻌﺎﻣل اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ ،ﻓﻔﻲ اﻟﻌﺎﻣل
اﻟدﯾﻧﻲ ﺗﻌﺗﺑر اﻟزﻛﺎة ﻓرﯾﺿﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ ﯾﺗم إﺧراﺟﻬﺎ ﻣرة ﻓﻲ اﻟﺳﻧﺔ ﻣن أﻣوال وﻣﻣﺗﻠﻛﺎت اﻟﺷﺧص
ﺳواء ﻛﺎﻧت ﻧﻘدﯾﺔ أو ﻋﯾﻧﯾﺔ ،إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ذﻟك ﯾﺧﺿﻊ اﻟﻣﻛﻠف اﻟﻣﺳﻠم إﻟﻰ ﺿرﯾﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر
.
اﻟﻣطﺑق اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ اﻟﻧظﺎم ﻧوع ﻛﺎن ،ﻣﻬﻣﺎ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻹﯾرادات أﻫم ﻣن
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﻘف اﻟﻣﻛﻠف اﻟﻣﺳﻠم ﺑﯾن أﻣرﯾن :ﻓﺈذا دﻓﻊ اﻟزﻛﺎة وﻟم ﯾدﻓﻊ اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﯾﺑﻘﻰ ﻣطﺎردا
ﻣن طرف اﻹدارة اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ أﻣﺎ إذا دﻓﻊ ﻣﺎ ﻋﻠﯾﻪ ﻣن زﻛﺎة وﺿرﯾﺑﺔ ﻓﺎﻧﻪ ﺳﯾﻌرض ﻧﻔﺳﻪ إﻟﻰ
ازدواج ﻓﻲ اﻟﺗﻛﻠﯾف.
أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺟﺎﻧب اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ ﻧﺟد ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟظروف اﻟﺗﻲ ﻋﺎﺷﻬﺎ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺟزاﺋري ﻋﺑر
ﻣراﺣﻠﻪ اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ﺑدا ﺑﻣرﺣﻠﺔ ﻣﺎ ﻗﺑل اﻻﺳﺗﻌﻣﺎر اﻟﻔرﻧﺳﻲ إﻟﻰ ﻣﺎ ﺑﻌدﻩ ﺗوﻟدت ﻟدﯾﻪ ﻓﻛرة
اﻟﻐش واﻟﺗﻬرب اﻟﺿرﯾﺑﻲ و ﻏداة اﻻﺳﺗﻘﻼل ﺑﻘﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ ﺳﺎري اﻟﻣﻔﻌول ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن
ﺳﻌﻲ اﻟﻣواطن اﻟﺟزاﺋري ﻟﻣﺣو ﻛل اﻵﺛﺎر اﻟﻣوروﺛﺔ ﻋن اﻻﺳﺗﻌﻣﺎر ﺑﻣﺎ ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻧظﺎم اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ
:
ﺛﺎﻧﯾﺎ :أﺳﺑﺎب ذات طﺎﺑﻊ اﻗﺗﺻﺎدي
أ .إن اﻟوﺿﻌﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻠﻣﻛﻠف ﺗﻌﺗﺑر ﻣن اﻟدواﻓﻊ اﻟﺗﻲ ﺗؤدي إﻟﻰ اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ
وﺗﺳﺎﻫم ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد ﻣوﻗﻔﻪ ﻣن اﻟﺿرﯾﺑﺔ ،ﻓﻛﻠﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﻧﻔﻊ اﻟذي ﯾﻌود ﻋﻠﯾﻪ ﻣن اﻟﺗﻬرب
ﻛﺑﯾ ار دﻓﻌﻪ ﻫذا إﻟﻰ ﻣﺣﺎوﻟﺔ اﻟﻐش وﯾظﻬر ذﻟك ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻷزﻣﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﺗﻣر ﺑﻬﺎ اﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺣﯾث ﺗﺿﻌف اﻟﻣداﺧﯾل ﻣن ﺟراء ﺿﻌف
اﻟﻘدرة اﻟﺷراﺋﯾﺔ ﻟﻠﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن وﻟﻠﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﻣؤﺳﺳﺎﺗﻪ ﻣن اﻹﻓﻼس ،ﯾﺗﺟﻧب اﻟﻣﻛﻠف
اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺑﻛل طرق ﻣﻣﻛﻧﺔ ﺑﻌﻛس ذﻟك ﺗزداد ﻣداﺧﯾﻠﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ازدﻫﺎر اﻗﺗﺻﺎد اﻟدوﻟﺔ
ﺑﺎرﺗﻔﺎع اﻟﻘدرة اﻟﺷراﺋﯾﺔ ﻟﻠﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ﻓﻲ ﺻورة طﻠﺑﺎت ﻛﺛﯾرة ﻋﻠﻰ اﻟﺧدﻣﺎت واﻟﺳﻠﻊ واﻟﺗﻲ
- 24 -
ﻣـــــــــﺎﻫﯾﺔ اﻟﺿرﯾﺑﺔ واﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟﻔﺻل اﻷول:
ﺗﻣﻛن اﻟﻣﻛﻠف ﻣن إﻟﻘﺎء أﻋﺑﺎء اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق اﻟزﺑﺎﺋن ﺑﺈﺿﺎﻓﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺛﻣن اﻟﺑﯾﻊ،
.
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﻘل اﻟﺿﻐط اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ ﻋﻠﯾﻪ
ب .إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟوﺿﻌﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ﺗﻠﻌب دو ار ﻓﻲ ﺗﻔﺷﻲ ظﺎﻫرة اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﺣﯾث أﻧﻪ
ﻓﻲ ﻓﺗرات اﻷزﻣﺎت ﺗﺣﺎول اﻟدوﻟﺔ ﺗﻧظﯾم اﻟﺳوق ﻟﺗﻐطﯾﺔ اﻟﻧﻘص ﻓﻲ اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﺿرورﯾﺔ،
وﻫذا اﻟﺗﻧظﯾم ﯾﺧﻠق ﺳوﻗﺎ ﻣوازﯾﺔ وﺧﻔﯾﺔ ﺗﺟﻌل ﻣن اﻟﻣداﺧﯾل اﻟﻣﺣﻘﻘﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻹطﺎر ﺗﻔﻠت
ﻣن ﻛل ﻣراﻗﺑﺔ ﺟﺑﺎﺋﯾﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻻ ﺗﺧﺿﻊ ﻷي اﻗﺗطﺎع ﺿرﯾﺑﻲ ،ﻓﻔﻲ ﺳﻧﺔ 1986ﻣرت
اﻟﺟزاﺋر ﺑﺄزﻣﺔ ﺑﺗروﻟﯾﺔ أدت إﻟﻰ اﻧﺧﻔﺎض أﺳﻌﺎر اﻟﺑﺗرول اﻟﺗﻲ ﻛﺎن ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﺳﯾﯾر
ﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟدوﻟﺔ ﻓﺣدث اﺿطراب ورﻛود ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد وﻣن ﻫﻧﺎ اﻫﺗﻣت اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ
).(1
ﺑﺎﻟﺟﺑﺎﯾﺔ اﻟﻌﺎدﯾﺔ
وﻗد ﺗﻌددت اﻷﺳﺑﺎب اﻹدارﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ أن ﺗﺷﺟﻊ ظﺎﻫرة اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ ،ﻓﻣن ﺟﻬﺔ
ﺗﻌﺎﻧﻲ اﻹدارة ﻣن ﻧﻘص ﻓﻲ اﻹﻣﻛﺎﻧﯾﺎت اﻟﻣﺎدﯾﺔ واﻟﺑﺷرﯾﺔ رﻏم ﻣﺟﻬوداﺗﻬﺎ اﻟﻣﺗواﺻﻠﺔ ﻟﻠﺗﺣﻛم
ﻓﻲ ذﻟك ،وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ﺗوﺟد ﻋواﻣل ﺗﺗﺻل ﺑﺎﻹدارة اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ وﻛﯾﻔﯾﺔ ﻗﯾﺎﻣﻬﺎ ﻟﻣﻬﺎﻣﻬﺎ
اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟرﻗﺎﺑﺔ واﻟﺗﺣﻘﯾق ﻓﻲ ﺗﺻرﯾﺣﺎت اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن ﻣن أﺟل ﺗﻘدﯾر وﻋﺎء اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟواﻗﻌﺔ
ﻋﻠﻰ ذﻣﺗﻬم ).(2
ٕواذا ﻛﺎﻧت ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻹدارة اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﺗﺣﺎول ﺑﻘدر اﻹﻣﻛﺎن ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟرﻗﺎﺑﺔ واﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣن
أﺟل ﺗﺣﺻﯾل أﻓﺿل ﻟﻠﺿراﺋب ،ﻓﺎن اﻷﻣر ﻟم ﯾﻛن ﺑﺎﻷﻣر اﻟﺳﻬل إﻟﻣﺎم ﻣﺎ ﯾﻘوم ﺑﻪ اﻟﻣﻛﻠﻔون
ﻣن ﺗﺣﺎﯾل ﻟﻺﻓﻼت ﻣن اﻟﺿراﺋب ،ﺣﯾث أن ﻛﺛﯾ ار ﻣﺎ ﯾﻣﺎرﺳون أﻋﻣﺎﻟﻬم اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ دون
اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻔواﺗﯾر أو ﻓﻲ ﻏﯾﺎب ﻣﺣل ﺗﺟﺎري أو اﺳﺗﻌﻣﺎل ﺳﺟﻼت ﺗﺟﺎرﯾﺔ وﻫﻣﯾﺔ .ﻛﻣﺎ ﻣن
اﻟﺻﻌوﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻼﻗﯾﻬﺎ اﻹدارة اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻘدﯾم ﺑﻌض أوﻋﯾﺔ اﻟﺿراﺋب ﻫﻲ ﻣﺎ ﯾﺷﺟﻊ
- 25 -
ﻣـــــــــﺎﻫﯾﺔ اﻟﺿرﯾﺑﺔ واﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟﻔﺻل اﻷول:
اﻟﻣﻛﻠف ﻋﻠﻰ اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ ،وﻗد ﺗﻌﺗﻣد اﻹدارة إﻟﻰ رﺑط اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺟزاﻓﯾﺎ ﺑﺄﻗل ﻣن اﻟﻘﯾﻣﺔ
اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ أو ﺑﺄﻛﺛر ﻣن ﻗﯾﻣﺗﻬﺎ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻣﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ إﺣداث آﺛﺎر ﻣﻌﻧوﯾﺔ ﺗﺷﺟﻊ ﻋﻠﻰ
).(1
اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ ،وﻫذا ﻛﻠﻪ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺻﻌوﺑﺔ اﻹدارة ﻓﻲ ﺗﻘدﯾر اﻟوﻋﺎء اﻟﺿرﯾﺑﻲ
ﺑﻌد اﻻﺳﺗﻘﻼل اﻧﺗﻬﺟت اﻟﺟزاﺋر ﻧظﺎم ﺟﺑﺎﺋﻲ ﯾﺗطﺎﺑق ﻣﻊ اﻟﻧظﺎم اﻟﻣوروث ﻋن اﻟﻧظﺎم
اﻻﺳﺗﻌﻣﺎري اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻟﯾﺄﺗﻲ ﻧظﺎم ﺟدﯾد ﯾﺷﺑﻪ إﻟﻰ ﺣد ﻛﺑﯾر اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ،
وﯾﺗﻛﯾف ﻣﻊ اﻟﺗﺣوﻻت اﻟﺟدﯾدة ،وﻗد ﻋرﻓﻪ ﺗﯾوﻣو Tiomo-pﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﻪ " le maghre
اﻟﻧظﺎم اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ اﻟﺟزاﺋري ﻛﺎﻟﻘﺻر ﻣن اﻟورق ،اي اﻧﻪ ﻧظﺎم ﻏﯾر "entre les mythes
ﻣﺣﻛم وﻻ ﯾواﻛب اﻟﺗطورات اﻟﺗﻲ ﺗﺣدث ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟوطﻧﻲ وﺗﻧﻘﺻﻪ اﻟﻔﻌﺎﻟﯾﺔ ،إﻻ أن
اﻟﻧﻘص ﻓﻲ اﻟﻔﻌﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻣﻧﻬﺎ اﻟﻧظﺎم اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ ﺗرﺟﻊ إﻟﻰ ﻋدة أﺳﺑﺎب ﻣﻧﻬﺎ:
ﺳوء ﺗﺳﯾﯾر اﻹدارة اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﺗطﺑﯾق اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت واﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ وﻓق اﻟﺷروط
اﻟﻣطﻠوﺑﺔ.
إﺗﺳﺎم اﻟﻧظﺎم اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ ﺑﺎﻟﺗﻌﻘﯾد وﻋدم اﻟﺛﺑﺎت.
اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم اﻟﺗﺻرﯾﺣﻲ إذ ان ﺗﺻرﯾﺢ اﻟﻣﻛﻠف ﯾﻌد اﻷﺳﺎس ﻟﺗﺣدﯾد اﻟوﻋﺎء
وﺣﺳﺎب ﻣﺑﻠﻎ اﻟﺿرﯾﺑﺔ ،وﻟﻛن ﻓﻲ ظل ﻋدم إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ إﺟراء اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻟﻛل ﺗﺻرﯾﺢ ﯾﻧﺗﻬز
).(2
اﻟﻣﻛﻠﻔون ﻫذﻩ اﻟﻔرﺻﺔ ﻓﻲ ﺗﻘدﯾم ﺗﺻرﯾﺣﺎت ﻛﺎذﺑﺔ
- 26 -
ﻣـــــــــﺎﻫﯾﺔ اﻟﺿرﯾﺑﺔ واﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟﻔﺻل اﻷول:
)(1رﺣﺎل ﻧﺻر ،ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﺗﺷﺧﯾص ظﺎﻫرة اﻟﺗﻬرب اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺻﻐﯾرة واﻟﻣﺗوﺳطﺔ،اﺷراف ﺻدﯾﻘﻲ ﻣﺳﻌود،
ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر،ﻗﺳم اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ورﻗﻠﺔ،اﻟﺟزاﺋر،2006-2007،ص .37
- 27 -
ﻣـــــــــﺎﻫﯾﺔ اﻟﺿرﯾﺑﺔ واﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟﻔﺻل اﻷول:
ﻟﻣﺎ ﯾﻘوم اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺗﺷﻛﯾل ﻣﻠﻔﺎت ﻟﻌﻣﺎل وﻫﻣﯾﯾن أي ﻋﻠﻰ اﻟوﺛﺎﺋق ﻓﻘط وﯾﻘوم ﺑﺗﺳﺟﯾل
أﺟورﻫم وﻣرﺗﺑﺎﺗﻬم ﻓﻲ ﻣﺣﺎﺳﺑﺗﻪ ﻟﺗﺿﺧﯾم اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف وﻫﻲ اﻷﺟور اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﺧﻔﯾض
).(1
اﻟرﺑﺢ اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ
إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻐﯾر ﻣﺑررة :ﺣﯾث ﺳﻣﺢ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ ﻟﻠﻣﻛﻠف ﺣق
ﺧﺻم ﺑﻌض اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف ﻣن اﻟرﺑﺢ اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ واﻟﺗﻲ ﻟﻬﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﻣﺑﺎﺷرة ﺑﻧﺷﺎط
اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ،وﻟﻛن ﻓﻲ اﻏﻠب اﻷﺣﯾﺎن ﯾﺳﺗﻐل اﻟﻣﻛﻠف ﻫذﻩ اﻟﻔرﺻﺔ ﻟﺗﺳﺟﯾل ﺗﻛﺎﻟﯾف ﺧﺎرج
ﻧﺷﺎط اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻣن أﺟل اﻟﺗﺧﻔﯾض ﻣن اﻟرﺑﺢ اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ،وﻗد وﺿﺢ اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ
اﻟﻣﺎدة 02-169ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﺿراﺋب اﻟﻣﺑﺎﺷرة واﻟرﺳوم اﻟﻣﻣﺎﺛﻠﺔ ،اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺧﺻم
ﻣﺛﻼ :
)(1
ﻋوادي ﻣﺻطﻔﻰ ،رﺣﺎل ﻧﺻر ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق،ص .44
- 28 -
ﻣـــــــــﺎﻫﯾﺔ اﻟﺿرﯾﺑﺔ واﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟﻔﺻل اﻷول:
وﺑﻌﺑﺎرة أﺧرى ﻓﻬو ﯾﻣﺛل اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﻔﻘودة ﺗدرﯾﺟﯾﺎ ﻟﻠﻣوﺟودات اي ﻣﻣﺗﻠﻛﺎت اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻣﺛل
اﻟﻣﺑﺎﻧﻲ ،اﻟﻌﻘﺎرات ،اﻟﺗﺟﻬﯾزات،ووﺳﺎﺋل اﻟﻧﻘل .....اﻟﺦ.
وﺗﺣﺳب اﻻﻫﺗﻼﻛﺎت ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﺛﻣن ﺷراء اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات وﯾﺳﺗﺛﻧﻰ اﻟرﺳم ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﻣﺔ
اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ اﻟﻣرﺗﺑط ﺑﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺷراء إذا ﻛﺎن ﻗﺎﺑل ﻟﻼﺳﺗرﺟﺎع ٕ ،واذا ﻛﺎن ﻏﯾر ﻗﺎﺑل ﻟﻼﺳﺗرﺟﺎع
ﯾﺣﺳب ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﻣﺑﻠﻎ ﺑﻛل اﻟرﺳوم ،وﻟذﻟك ﯾﺗﺑﻊ اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن طرﯾﻘﺗﯾن وﻫﻲ:
ﺗطﺑﯾق ﻣﻌدﻻت أو ﻧﺳب ﻣرﺗﻔﻌﺔ ﻏﯾر ﻣﺳﻣوح ﺑﻬﺎ ﻗﺎﻧوﻧﺎ ﺑﻐرض ﺗﺿﺧﯾم -
ﻣﺧﺻﺻﺎت اﻻﻫﺗﻼك اﻟﺳﻧوﯾﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﺧﻔﯾض اﻟرﺑﺢ اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ .
- 29 -
ﻣـــــــــﺎﻫﯾﺔ اﻟﺿرﯾﺑﺔ واﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟﻔﺻل اﻷول:
-ﺗطﺑﯾق اﻻﻫﺗﻼك ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﺛﻣن اﻟﺷراء أو اﻟﺣﺻول ﻋﻠﯾﻪ ﻣﺿﺎﻓﺎ إﻟﯾﻪ ﻣﺑﻠﻎ اﻟرﺳم
ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ اﻟﻣﺳﺗرﺟﻊ ﻟﺗﺿﺧﯾم اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻷﺻﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﻣد ﻛﺄﺳﺎس ﻟﺣﺳﺎب
اﻷﻗﺳﺎط اﻟﺳﻧوﯾﺔ ﻟﻼﻫﺗﻼك ﻓﻲ ﺣﯾن ﻛﺎن ﯾﺟب ﺧﺻم ﻣﺑﻠﻎ اﻟرﺳم ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ
اﻟﻘﺎﺑل ﻟﻼﺳﺗرﺟﺎع ﻣن ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺷراء أو ﺳﻌر اﻻﻛﺗﺳﺎب.
ﻋدم ﺗﺳﺟﯾل اﻟﻣﺑﯾﻌﺎت واﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﺑﯾﻊ دون اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻔواﺗﯾر ﻟﻛﻲ ﻻ ﯾﻛون أي اﺛر
ﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺑﯾﻊ.
:
ب -اﻟﺗﻼﻋب اﻟﻣﺎدي واﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ
.(2):
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺗﻼﻋب اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﻲ ﯾﻠﺟﺄ اﻟﻣﻛﻠف إﻟﻰ طرق أﺧرى ﻟﻠﻐش ﻣﻧﻬﺎ
- 30 -
ﻣـــــــــﺎﻫﯾﺔ اﻟﺿرﯾﺑﺔ واﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟﻔﺻل اﻷول:
ﻓﻔﻲ اﻹﺧﻔﺎء اﻟﻣﺎدي اﻟﺟزﺋﻲ ﯾﺣرص اﻟﻣﻛﻠف ﻫﻧﺎ إﻋﻼن ﻗﯾﻣﺔ أﻗل ﻣن اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ
ﻟﻠﻣﺎدة اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ،ﺗﻬرﺑﺎ ﻣن دﻓﻌﻬﺎ ﺟزﺋﯾﺎ ﻣﺛل اﻟﺿراﺋب اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ وﺿراﺋب اﻹﻧﺗﺎج
أو اﻟﺗﺻرف ﻓﻲ ﺟزء أﻣواﻟﻪ إﻟﻰ اﻟورﺛﺔ ﻗﺑل وﻓﺎﺗﻪ ٕواﺧﻔﺎء ﺑﻌض أﻣوال اﻟﺗرﻛﺔ ﻛﺎﻟﻣﻧﻘوﻻت.
أﻣﺎ اﻹﺧﻔﺎء اﻟﻣﺎدي اﻟﻛﻠﻲ :ﻫو ﻗﯾﺎم اﻟﻣﻛﻠف ﺑﻣﻣﺎرﺳﺔ أﻧﺷطﺔ دون أن ﺗﻛون اﻹدارة
اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻠم ﺑﻬﺎ ،وﯾرﺟﻊ ذﻟك ﻟﻌدم ﺗﺻرﯾﺣﻪ ﺑﻬﺎ وﻧﻘص اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى،
وﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺷﻌر اﻟﻣﻛﻠف ﺑﻣﺟﻲء ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﯾﻔر ﻣن ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻧﺷﺎط ﻏﯾر
اﻟﻣﺻرح ﺑﻪ.
-2اﻟﺗﻼﻋب اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ :إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟﺗﻼﻋب اﻟﻣﺎدي ﯾﺄﺗﻲ ﻏش آﺧر أﻛﺛر ﺗﻧظﯾﻣﺎ وأرﻗﻰ
ﺗﻘﻧﯾﺔ،ﻫﻲ أن ﯾﻌﺗﻣد اﻟﻣﻛﻠف اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻋﻣﻠﯾﺎت وﻫﻣﯾﺔ ﻟﺧﻠق ﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﻣﺷﺗرﯾﺎت دون ﻓواﺗﯾر
أو ﻓواﺗﯾر دون ﺷراء أو ﺑﯾﻊ وﻫو اﻷﺧطر ،ﻛﻣﺎ ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﺳﺗﻐﻼل اﻟﺛﻐرات اﻟﻣوﺟودة ﻓﯾﻪ
وﺑذﻟك ﺗﺗﺣﻘق ﻏﺎﯾﺔ اﻟﻣﻛﻠف ﻣن اﻹﻓﻼت ﻣن اﻻﻟﺗزام اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ ،ﺣﯾث أن اﻟﻣﻛﻠف ﯾﺳﺗﻌﯾن
ﺑﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣﺳﺗﺷﺎرﯾن اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﯾن ﻓﻲ اﺑﺗﻛﺎر طرق ﺑﺄﻗل ﺗﻛﻠﻔﺔ وأﻛﺑر رﺑﺢ .واﻹﺧﻔﺎء
)(1
اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﯾﺄﺧذ ﻣظﻬر اﻟﺗﻼﻋب ﻓﻲ:
-ﺗﻛﯾﯾف وﺗﺻﻧﯾف اﻟﺣﺎﻻت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ :ﺑﺣﯾث ﯾﻘوم اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺗﺣوﯾل وﺗﺻﻧﯾف وﺗزﯾﯾف
وﺿﻌﯾﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ إﻟﻰ وﺿﻌﯾﺔ أﺧرى ،واﻟﻣﺛﺎل أﻛﺛر ﺷﯾوﻋﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺻدد ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻋﻘد
اﻟﻬﺑﺔ ،ﺣﯾث ﯾﺻرح اﻟﻣﻛﻠف ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻋﻘد ﺑﯾﻊ ﺻوري وﻟﯾس ﻋﻘد ﻫﺑﺔ ﺣﺗﻰ ﻻ ﯾدﻓﻊ رﺳوم
اﻟﺗﺳﺟﯾل اﻟﻣﻘررة ﻓﻲ اﻟﺗرﻛﺎت واﻟﻬﺑﺎت ،ﻓﺎﻟﻌﻘد ﻣوﺟود وﻟﯾس وﻫﻣﯾﺎ ٕواﻧﻣﺎ ﻫﻧﺎك ﻏش ﻓﻲ
ﺗﻛﯾﯾﻔﻪ.
-اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟوﻫﻣﯾﺔ :وﻫﻲ ﻣﺑﺎدرة ﻓردﯾﺔ ،ﺣﯾث ﯾﻘوم اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺈﺧﻔﺎء ﺟزء ﻣن أﻣﻼﻛﻪ ﻣن
ﻣﺧزون ﺑﺿﺎﻋﺗﻪ أو أرﺑﺎﺣﻪ وﯾﻌﺗﺑر ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن أﺧطر أﻧواع اﻟﻐش ،وﯾﻛون أﻏﻠﺑﯾﺔ ﻫذا
اﻟﻐش ﻣرﺗﺑطﺎ ﺑﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ أﯾن ﯾﻠﺟﺄ اﻟورﺛﺔ إﻟﻰ ﻋدم اﻹﻋﻼن ﻋن ﺟزء ﻣن اﻟﻣﻣﺗﻠﻛﺎت
- 31 -
ﻣـــــــــﺎﻫﯾﺔ اﻟﺿرﯾﺑﺔ واﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟﻔﺻل اﻷول:
اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ ،وﻗد ﯾﻛون ﺟﻣﺎﻋﯾﺎ ،ﺣﯾث ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ ﺗﺄﺳﯾس ﻧظﺎم ﻗﺎﺋم ﻋﻠﻰ ﻛﺗﺎﺑﺎت ﻣﺗﻧﺎﺳﻘﺔ
ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬﺎ ﺑﺗﺑرﯾرات ﺿرورﯾﺔ وﻫو ﻣﺎ ﯾﻌرف ﻋﺎﻟﻣﯾﺎ " taxiesوﻫﻲ ﻣﺳﺗﻣدة ﻣن ﻣﺻطﻠﺢ
،" taxeأي اﻟرﺳم ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ ﺗﺄﻟﯾف اﻟرﺳم اﻟﻘﺎﺑل ﻟﻠﺗﻌوﯾض وﺑﯾﻌﻪ ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺎت
اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ،ﺣﯾث ﯾﻌﻣد إﻟﻰ ﺗﻘدﯾم وﺛﺎﺋق ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺳﻠﯾﻣﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻌﻣﻠﯾﺎت وﻫﻣﯾﺔ ﺑﺎﺳم
ﻣؤﺳﺳﺎت وﻫﻣﯾﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺳﺗﻔﯾد اﻟﻣﻌﻧﻲ ﻣن ﺗﻌوﯾﺿﺎت اﻟرﺳم ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ ﻟم
ﯾدﻓﻊ أﺑدا ﻟﻠﺧزﯾﻧﺔ ،واﺳﺗرﺟﺎع اﻟرﺳم ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ اﻟﻣﺳﺟل ﻓﻲ اﻟﻔواﺗﯾر اﻟﻣزورة،
وﯾﺻﻌب ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻐش ﻣن ﺗﺣدﯾدﻩ ﻷﻧﻪ ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﺎﻟﻐطﺎء اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ،ﻟﻬذا ﯾﻘوم اﻟﻣﻣول
ﺑﺗﺄﺳﯾس ﻧظﺎم ﺗﻬرب ﻗﺎﺋم ﻋﻠﻰ ﻛﺗﺎﺑﺎت ﻣﺣﺎﺳﺑﯾﺔ ﻣﺗﻛﺎﻣﻠﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬﺎ ﻣﺑر ار ذﻟك ﺑﻔواﺗﯾر
وﻫﻣﯾﺔ،وﻣﺎداﻣت اﻟوﺛﺎﺋق اﻟﺛﺑوﺗﯾﺔ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﺎﻟﺷرﻋﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ وﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋن ﻣﺻدرﻫﺎ
)(1
ﻓﺎن ﺧط اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﯾﺑﻘﻰ ﺑﻌﯾدا ،وﻣن أﻣﺛﻠﺔ اﻟﻐش ﻟﻌﻣﻠﯾﺎت وﻫﻣﯾﺔ:
ﻣﺛﻼ ﻣؤﺳﺳﺔ )أ( ﺗﻘوم ﺑﺷراء ﺑﺿﺎﻋﺔ دون ﻓواﺗﯾر وﺑﺛﻣن أﻗل ﻣن اﻟﺛﻣن اﻟﻣﺗداول
ﻓﻲ اﻟﺳوق ﻣن ﻣؤﺳﺳﺔ أﺧرى )ب( ،ﺗﻘوم م )أ( ﺑﺎﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ ﻣؤﺳﺳﺔ وﻫﻣﯾﺔ أﺧرى
TAXIESﺗﻣﻧﺣﻬﺎ ﻓواﺗﯾر وﻫﻣﯾﺔ ﺑﺄﺳﻌﺎر ﺑﺎﻫظﺔ ﻣﻊ ﺗﺿﺧﯾم اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ واﻟرﺳوم اﻟﺗﻲ ﻟم
ﺗدﻓﻊ أﺻﻼ ،ﺑﻌد ذﻟك ﺗدﻓﻊ م)أ( ﺻﻛﺎ ﺑﻧﻛﯾﺎ ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ اﻟوﻫﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻧﺎﻗص ﻗﯾﻣﺗﻬﺎ
ﺷﻛﻠﯾﺎ وﺗﻌﯾدﻫﺎ ﻧﻘدا ﻟﻣﺳﯾري اﻟﻣؤﺳﺳﺔ )أ( ﻣﻘﺎﺑل اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻋﻣوﻟﺔ ،وﻫذﻩ اﻟﺗﻼﻋﺑﺎت
ﺗﺳﻣﺢ ل م)أ( ﺗﺑرﯾر ﺳﻌر اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﻣرﺗﻔﻊ ﻟﻣﺷﺗرﯾﺎﺗﻬﺎ اﻟﺷﻲء اﻟذي ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗﺧﻔﯾض
اﻟرﺑﺢ اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﻛﻣﺎ ﻫو ﻣوﺿﺢ اﻟﻣﺧطط اﻵﺗﻲ:
- 32 -
ﻣـــــــــﺎﻫﯾﺔ اﻟﺿرﯾﺑﺔ واﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟﻔﺻل اﻷول:
ﺑﯾﻊ ﺑدون اﻟرﺳم ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ ﻓوﺗرة ﻣﻊ اﻟرﺳم ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺑﺎدﻻت اﻻﺧرى
Petaxeur
اﻟﺨﺰﯾﻨﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ ﻣﻜﻠﻒ ﺑﺎﻟﻀﺮﯾﺒﺔ
ﻣﺴﺘﻔﯿﺪ ﻣﻦ اﻟﻔﻮاﺗﯿﺮ
اﻟﻮھﻤﯿﺔ
اﺳﺗرﺟﺎع ﻟﻠﻘرض اﻟوﻫﻣﻲ ﻟﻠرﺳم ﺻﺎدرات ﻣن اﺟل ﺗﺄﺟﯾل ﺗﺳدﯾد اﻟرﺳم ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ
- 33 -
ﻣـــــــــﺎﻫﯾﺔ اﻟﺿرﯾﺑﺔ واﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟﻔﺻل اﻷول:
-1ﻗﺑل ﻓرض اﻟﺿرﯾﺑﺔ :ﯾﻠﺟﺄ اﻟﻣﻛﻠف إﻟﻰ اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻗﺑل اﻟﺗﺻرﯾﺢ ﺑﻧﺷﺎطﻪ
أﺻﻼ ،ﯾﻘوم ﺑﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
-اﻟﺗﺻرﯾﺢ ﺑﻧﺷﺎط أو أﺳﻣﺎء أﺷﺧﺎص ﻣﺗوﻓﯾﺔ ،ﻋﺟزة ،ذوي اﻻﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ إﻟﻰ
ﻏﯾر ذﻟك.
-2ﺑﻌد ﻓرض اﻟﺿرﯾﺑﺔ :ﻣن ﺑﯾن اﻟطرق اﻟﺗﻲ ﯾﻠﺟﺄ إﻟﯾﻬﺎ اﻟﻣﻛﻠف ﺑﻌد إﺻرار اﻟﺿرﯾﺑﺔ
واﻟﺷروع ﻓﻲ ﺗﺣﺻﯾﻠﻬﺎ ﻋدم دﻓﻊ اﻟﺿرﯾﺑﺔ أﺻﻼ أودﻓﻊ ﺟزء ﻣﻧﻬﺎ ﻓﻘط أو ﯾﻘوم ﺑﺗدﺑﯾر
ﻋدم إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﺗﺳدﯾد أو ﺗﺣرﯾر رزﻧﺎﻣﺔ ﻟﻠﺗﺳدﯾد اﻟﺟزﺋﻲ ،ﺛم ﺑﻌد ذﻟك ﯾﺗراﺟﻊ ﻋﻧﻬﺎ).(1
إن ﻟظﺎﻫرة اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ آﺛﺎر ﺳﻠﺑﯾﺔ ﻋدﯾد ،ﺣﯾث أﻧﻬﺎ ﺗؤدي إﻟﻰ ﺗﺧﻔﯾض اﻹﯾرادات
اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻹﺿرار ﺑﺎﻟﺧزﯾﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻣﺎ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ ﻋدم ﻗﯾﺎم اﻟدوﻟﺔ ﺑﺎﻹﻧﻔﺎق
اﻟﻌﺎم واﻟذي ﯾﺣﻘق ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،وﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻫذا ﻓﺈن ﻟﻬﺎ آﺛﺎر ﻋﻠﻰ ﻧواﺣﻲ
أﺧرى ﻣﻧﻬﺎ اﻟﺟواﻧب اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﻟذﻟك ﺳﻧﻌرض ﻫﻧﺎ ﻣﺧﺗﻠف آﺛﺎر
اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ.
إن اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻟﻬﺎ أﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﺗﻣوﯾل ﺧزﯾﻧﺔ اﻟدوﻟﺔ ﺑﺎﻟﻣوارد اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻼزﻣﺔ أ -اﻵﺛﺎر اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ:
واﻟﺗﻲ ﺗوﺟﻪ ﻟﺗﻐطﯾﺔ اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،ﻟﻬذا ﻓﺎن اﻟﺗﻣﻠص ﻣن اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺑﻣﺧﺗﻠف أﺷﻛﺎﻟﻪ
وﺻورﻩ ﯾﻬدد اﻟﻣداﺧﯾل اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﺧزﯾﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﯾﺗﺳﺑب ﻓﻲ دﺧول ﺧﻠل ﻷي ﺳﯾﺎﺳﺔ
- 34 -
ﻣـــــــــﺎﻫﯾﺔ اﻟﺿرﯾﺑﺔ واﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟﻔﺻل اﻷول:
اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﻫو ﻣﺎ ﯾﻌد ﻋﺎﺋﻘﺎ أﻣﺎم ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻬدف اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ واﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ
ﺗﻣوﯾل ﺧزﯾﻧﺔ اﻟدوﻟﺔ وﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ،وﺣﺗﻰ ﺗﺗﻣﻛن اﻟدوﻟﺔ ﻣن ﺳد ﻫذﻩ
اﻟﻔﺟوة ﺗﻠﺟﺄ إﻟﻰ اﻟﺑﺣث ﻋن ﻣﺻﺎدر ﺗﻣوﯾل أﺧرى وﻣن ﺑﯾن ﻫذﻩ اﻟﻣﺻﺎدر:
اﻹﺻدار اﻟﻧﻘدي :وﯾﺗم ﻋن طرﯾق ﺧﻠق ﻧﻘود ﺟدﯾدة ﻣن اﻟﻌﻣﻠﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ
وﻫو ﻣﺎ ﯾﻌرف ﺑﺎﻟﺗﻣوﯾل ﺑﺎﻟﺗﺿﺧم وﻫذا ﻣﺎ ﯾﻧﻌﻛس ﺳﻠﺑﺎ ﻋﻠﻰ اﻗﺗﺻﺎد اﻟوطن.
اﻟدﯾن اﻟﻌﺎم :ﯾﻌﺗﺑر اﻟدﯾن اﻟﻌﺎم ﻋﺑﺋﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﯾزان اﻟﻣدﻓوﻋﺎت ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﺳﺗﺧداﻣﻪ
ﻷﻏراض اﺳﺗﻬﻼﻛﯾﺔ ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺿﻐط ﻋﻠﻰ اﻟﻘدرة اﻟﺷراﺋﯾﺔ ﻟﻠﻣﺳﺗﻔﯾدﯾن ﻣن اﻹﻧﻔﺎق
اﻟﻌﺎم ﻧظ ار ﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺗﻘﺷف اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗﻠزﻣﻬﺎ ﺗدﺑﯾر ﺗﺳدﯾد اﻟدﯾن اﻟﻌﺎم وﻣن أﺛﺎر اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ
اﻟدﯾن اﻟﻌﺎم:
-اﺳﺗﻠزام وﺟوب ﺗدﺑﯾر اﻟدوﻟﺔ ﻟﻠﻣورد اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﺗﺳدﯾد اﻟﻘروض.
-ﻓﻘدان اﻟﺛﻘﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻌدم اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ ﺳداد دﯾوﻧﻬﺎ ).(1
اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ :ﻧظ ار ﻻرﺗﺑﺎط اﻟدوﻟﺔ ﺑﺎﻟﻣﺣﯾط اﻟدوﻟﻲ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗرﻗﯾﺔ اﻟﺗﺟﺎرة
اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻓﺗﺢ اﻟﺳوق اﻟوطﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﺳواق ﻋﺎﻟﻣﯾﺔ ﻣن اﺟل ﺗﻣوﯾل وارداﺗﻬﺎ
اﻟﺿرورﯾﺔ ﻣن اﻟﺳﻠﻊ اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ وﻛذﻟك اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﺻدﯾر ﻣﻧﺗﺟﺎﺗﻬﺎ اﻟوطﻧﯾﺔ ﺑﺟﻠب اﻟﻌﻣﻠﺔ
اﻟوطﻧﯾﺔ ،ﻓﺈذا ﻛﺎن ﻫذا اﻟﺗﺻدﯾر ﺑﻛﻣﯾﺎت ﻛﺑﯾرة ازدادت ﻗدرة اﻟﺑﻠد ﻋﻠﻰ اﺳﺗﯾراد اﻟﺳﻠﻊ
اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺿرورﯾﺔ وﯾﻌﻣل ﻋﻠﻰ إﺛراء اﻟﺧزﯾﻧﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،ﻟﻛن ﺗﺑﻘﻰ اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان
اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻫﻲ اﻋﺗﻣﺎدﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺻدﯾر اﻟﻣواد اﻷوﻟﯾﺔ ﺑﺄﺳﻌﺎر ﻣﺗدﻧﯾﺔ واﺳﺗﯾراد ﺳﻠﻊ وﺗﺟﻬﯾزات
ﺑﺎﻟﺳﻌﺎر ﻣرﺗﻔﻌﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﺧزﯾﻧﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻟﺗﻐطﯾﺔ اﻟﻧﻘص ،ﻓﻔﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﺟود
ﻋﺟز ﻓﻲ اﻟﺧزﯾﻧﺔ ﻧﻔﺳﻬﺎ ﻓﺎن ﻫذا ﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ ﺳﻠﺑﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﺿطر
اﻟدول إﻟﻰ ﺟﻠب رؤوس إﻟﻰ ﺟﻠب رؤوس اﻷﻣوال اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻟﺗﻧﺷﯾط وﺗﻌﺟﯾل ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،أو اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﻣوارد اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻷﺧرى ،وﻫذا ﻟﻪ اﺛر ﺑﺎﻟﻎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻛﻠف ﻓﯾﻣﺎ
- 35 -
ﻣـــــــــﺎﻫﯾﺔ اﻟﺿرﯾﺑﺔ واﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟﻔﺻل اﻷول:
ﺑﻌد ﺣﯾث ﯾؤدي ﺑﺎﻟدوﻟﺔ إﻟﻰ زﯾﺎدة ﺳﻌر اﻟﺿراﺋب او ﻓرض ﺿراﺋب ﺟدﯾدة ﻓﯾزداد ﻋﺑﺋﻬﺎ
).(1
ﻋﻠﻰ اﻟذي ﻻ ﯾﺗﻬرب
زﯾﺎدة اﻟﺿﻐط اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ:
إن ﻟﺟوء اﻟدوﻟﺔ إﻟﻰ ﻓرض ﻣﻌدﻻت ﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻣرﺗﻔﻌﺔ أو ﻓرض ﺿراﺋب ﺟدﯾدة ﻣن اﺟل
زﯾﺎدة ﺣﺻﯾﻠﺔ اﻟﺿراﺋب ﻟﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻌﺟز اﻟﻣﺗوﻟد ﻋﻠﻰ ظﺎﻫرة اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ ،ﯾؤدي إﻟﻰ
زﯾﺎدة اﻟﺿﻐط اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ اﻟﻣﻔروض ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن ﻣﻣﺎ ﯾزﯾد ﻣن ﻣﯾوﻟﻬم ﻟﻠﻐش وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ
).(2
اﺳﺗﻔﺣﺎل ظﺎﻫرة اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ أﻛﺛر ﻓﺄﻛﺛر
اﻵﺛﺎر اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ : ب-
ﺗﺗﻣﺛل آﺛﺎر اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻓﻲ اﻟﺟواﻧب اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ :
-1اﻟﻐش ﯾوﻟد ﻏش آﺧر :إن اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﯾﻘﻠل ﻣن اﻟﺣﺻﯾﻠﺔ اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ،ﻣﻣﺎ ﯾدﻓﻌﻬﺎ
إﻟﻰ زﯾﺎدة ﻣﻌدﻻت اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻣن اﺟل ﺗﺣﻘﯾق ﻣداﺧﯾل أﻛﺑر،وﯾﺗرﺗب ﻋن ﻫذﻩ اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ
اﻟﻣﻌدﻻت اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ آﺛﺎر أﺧرى ﺳﻠﺑﯾﺔ ﻓﻧﺟد ﻣﺛﻼ إن اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن اﻟذﯾن ﻻ ﯾﻘوﻣون ﺑﺎﻟﻐش
اﻟﺿرﯾﺑﻲ ،ﻟذﻟك ﻓﺎن اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﻐش ﯾﻛون ﺑﻣﻘدار أﻛﺑر ﻛﻠﻣﺎ ارﺗﻔﻌت ﻣﻌدﻻت اﻟﺿرﯾﺑﺔ
ﻓﺎﻟﻐش ﯾوﻟد ﻏش آﺧر.
-2إن اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﯾﻔﺳد ﺗﺻرﻓﺎت اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن اﻟذﯾن ﯾﻣﺎرﺳوﻧﻪ ،ﺣﯾث ﺗﻧﻌدم اﻟﺛﻘﺔ ﺑﯾن
اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن ،ﻻن ﻛل واﺣد ﻣﻧﻬم ﯾﻌﻠم ﺑﺎن اﻟطرف اﻷﺧر ﯾﻘوم ﺑﻣﺳك ﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﻣزورة
ﻻﻋﺗﺑﺎرات ﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﻣﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ ﻋدم اﻻطﻣﺋﻧﺎن ﻓﻲ ﻣﻧﺢ اﻟﻘروض ﻟﻠﻌﻣﻼء ﻷن اﻹدارة
اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﻗد ﺗﺗدﺧل ﻓﻲ أي وﻗت ،وﺗﻠﻘﻲ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻬم دﯾوﻧﺎ ﺛﻘﯾﻠﺔ ﺑﺳﺑب اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ،
ﻣﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ ﻋدم إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ أداء ﻣﺳﺗﺣﻘﺎت اﻟﻣوردﯾن واﻟذﯾن ﻗد ﯾﺗﺎﺑﻌون ﻛذﻟك ﺟﺑﺎﺋﯾﺎ ).(3
-3ﺗﺛﺑﯾت وﺗﻌﻣﯾق اﻟﻔوارق اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ :
- 36 -
ﻣـــــــــﺎﻫﯾﺔ اﻟﺿرﯾﺑﺔ واﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟﻔﺻل اﻷول:
إن اﻋﺗﻣﺎد اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺑﻠدان وﺧﺎﺻﺔ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺿراﺋب ﻟﺗﻣوﯾل اﻟﺧزﯾﻧﺔ
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،ﯾؤدي إﻟﻰ ﻓرض ﺿراﺋب ورﺳوم ﻣﺑﺎﻟﻎ ﻓﯾﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﻓراد ،ﻣﻣﺎ ﯾﻧﻣﻲ ﻟدﯾﻬم
اﻹﺣﺳﺎس ﺑﺎﻟﻘﻬر واﻻﺳﺗﻐﻼل ﻣن طرف اﻟﻧظﺎم اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ ،وﯾﺗزاﯾد ﻫذا اﻟﺷﻌور ﻟدى ﻫذﻩ
اﻟﻔﺋﺎت ﺑﺳﻛوت اﻟدوﻟﺔ ﻋن ﻣﺧﺗﻠف اﻟﺗﺟﺎوزات اﻟﺗﻲ ﯾﻘﺗرﻓﻬﺎ أﺻﺣﺎب اﻟﻧﻔوذ ﺑﺗﻬرﺑﻬم اﻟداﺋم
،وﻫو ﻣﺎ ﯾﺟﻌل اﻟﺟو ﻣﺿطرﺑﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﯾن أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﯾؤدي إﻟﻰ ظﻬور اﻟﻔوارق
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻧﺗﺷﺎر اﻟرﺷوة اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻘﺎﺳم ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻣﻛﻠف ﻋبء اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻣﻊ ﻣوظﻔﻲ
اﻹدارة اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ،اﻋﺗﻘﺎدا ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻣﻬﻣﺎ ارﺗﻔﻌت ﻗﯾﻣﺗﻬﺎ ﻓﻬﻲ اﻗل واﺧف ﻣن اﻟﺿرﯾﺑﺔ ،وﻫذا
ﯾرﺳﺦ ﻓﻛرة اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻟدﯾﻬم ،ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻣﺣﯾط ﻻ ﺗدﻓﻊ ﻓﯾﻪ اﻟﺿرﯾﺑﺔ إﻻ ﻣن طرف
اﻟﻔﻘراء وأﺻﺣﺎب اﻟﻣداﺧﯾل اﻟﻣﺣدودة ).(1
إن وﺟود اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﺑﯾن ﻣﺧﺗﻠف اﻟطﺑﻘﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﯾﺳﺎﻫم ﻓﻲ ﺗدﻫور اﻟﻣدﻧﯾﺔ
اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ
) (civisme fiscaleواﻟﺗﻲ ﯾﻘﺻد ﺑﻬﺎ ﺗﻔﺿﯾل اﻟﻣﻛﻠف اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ ﻋﻠﻰ
ﻣﺻﻠﺣﺗﻪ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺣﯾث ﻻ ﯾﻘوم ﺑﺗﺧﻔﯾض ﺟزء ﻣن ﻣﺳﺎﻫﻣﺗﻪ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺟب أن ﯾؤدﯾﻬﺎ
ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ ،وﺑذﻟك ﻓﺎن اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻫو ﻋﺎﻣل ﻣن ﻋواﻣل ﺗدﻫور اﻟﻣدﻧﯾﺔ اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ).(2
ج-اﻵﺛﺎر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ :
إن ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ دور اﻗﺗﺻﺎدي ﻫﺎم ﻛوﻧﻬﺎ أداة ﺗﻧظﯾم وﺗدﺧل اﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻠدوﻟﺔ ،ﻟذﻟك ﻓﺎن
اﻟﺗﻣﻠص ﻣن ﻫذﻩ اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻟﻪ اﻧﻌﻛﺎﺳﺎت ﺳﻠﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻗﺗﺻﺎد اﻟدوﻟﺔ ﻣن ﻋدة ﺟواﻧب وﻣﻧﻬﺎ:
اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ :ﻋﻧد اﻷﺧذ ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر وﺟود ﺿراﺋب ﻣرﺗﻔﻌﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت
واﻟﺗﺟﺎر،ﻓﺎن اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﻠص ﻣن اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺗوﺟد داﺋﻣﺎ ﻓﻲ وﺿﻌﯾﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺣﺳﻧﺔ
ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﺗﻬرب ﻣن اﻟﺿرﯾﺑﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﻔرض أﺳﻌﺎرﻫﺎ اﻟﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ ،وأﺣﺳن
)(1
ﻋوادي ﻣﺻطﻔﻰ،رﺣﺎل ﻧﺻر،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق،ص .96
)(2ﻓﻼح ﻣﺣﻣد ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .71
- 37 -
ﻣـــــــــﺎﻫﯾﺔ اﻟﺿرﯾﺑﺔ واﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟﻔﺻل اﻷول:
ﻣﺛﺎل ﻋﻠﻰ ذﻟك ﺣﺎل اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﺳﺗطﯾﻊ ﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﺑﻌض ﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻘطﺎع
اﻟﺧﺎص ،واﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﺗردد ﻓﻲ إﺟراء ﺻﻔﻘﺎت ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑدون ﻓواﺗﯾر ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺎن أﺳﻌﺎرﻫﺎ
ﺗﻛون ﻣﻧﺧﻔﺿﺔ ﻟﻌدم اﺣﺗواﺋﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟرﺳم ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ ،ﻛذﻟك ﻓﺎن اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ
ﯾﺳﺎﻫم ﻓﻲ دﺣض ﻗواﻋد اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﺷرﯾﻔﺔ وﯾﻌرﻗل اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي.
ﻋرﻗﻠﺔ اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي :إن اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﯾﺳﺎﻫم ﻓﻲ إﺑطﺎء وﺗﺄﺧﯾر اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي
ﺣﯾث أن اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﯾﺛﺑط اﻟﺟﻬود اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻌﻰ إﻟﻰ دﻓﻊ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ،ﻓﺎﻟﻣﺳﺗﺛﻣر اﻟذي
ﯾطﻣﺢ إﻟﻰ زﯾﺎدة ﻣداﺧﯾﻠﻪ ﻋن طرﯾق وﺿﻊ إﺟراءات ﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻹﻧﺗﺎج وﻋﻣﻠﯾﺔ
اﻟﺗﺳﯾﯾر ﺑﻬدف ﺧﻔض اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف ن ﻓﺎﻧﻪ ﻻ ﯾﺗردد ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻣن اﺟل
اﻟوﺻول إﻟﻰ ﻣﺑﺗﻐﺎﻩ ).(1
إﻋﺎدة ﺗوﺟﯾﻪ اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي :
إن اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﯾﺳﻬم ﻓﻲ إﻋﺎدة ﺗوﺟﯾﻪ اﻷﻧﺷطﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺣﯾث ﯾﺻﺑﺢ اﻟﺷﻐل
اﻟﺷﺎﻏل ﻟﻠﻣﻛﻠﻔﯾن ﻫو ﺗوﺟﯾﻪ ﻧﺷﺎطﺎﺗﻬم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ أﻛﺛر ﺣﺳب اﻻﻋﺗﺑﺎرات اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ وﻟﯾس
ﻟﻼﻋﺗﺑﺎرات اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،وﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻧﻼﺣظ ﻫذا ،ﻓﺎﻷﻧﺷطﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺗﺗوﺟﻪ ﻋﺎﻣﺔ
ﻧﺣو اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻷﻛﺛر ﺣﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ دون أن ﺗوﺟﻪ إﻟﻰ اﻟﻧﺷﺎطﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺧﻠق
اﻟﺛروات ،وﺗﺳﺎﻫم ﻓﻲ ﺗﻛوﯾن اﻟﻘﯾﻣﺔ ).(2
ﯾﻼﺣظ ﻓﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺻﻐﯾرة واﻟﻣﺗوﺳطﺔ ﻣن اﺟل ﺿﻣﺎن ﻣدﺧول ﺟﯾد ﯾﻔﻛر ﻣدﯾر
اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻓﻲ ﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﻐش أﻛﺛر ﻣن ﺗﻧﻣﯾﺔ أﻋﻣﺎﻟﻪ وﻣؤﺳﺳﺗﻪ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﻣﻛن اﻟﻘول" إن
اﻟﻐش ﻫو إذن ﻣﺳﺑب ﻟﻠرﻛود اﻻﻗﺗﺻﺎدي".
)(1
ﻋوادي ﻣﺻطﻔﻰ،رﺣﺎل ﻧﺻر،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق،ص.97
)(2
رﺣﺎل ﻧﺻر ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق،ص.98
- 38 -
ﻣـــــــــﺎﻫﯾﺔ اﻟﺿرﯾﺑﺔ واﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟﻔﺻل اﻷول:
إن اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﯾﺧﻠق ﻧدرة ﻟرؤوس اﻷﻣوال ﻻن اﻟﻣﻛﻠف ﻋﻧد إﺧﻔﺎء اﻷرﺑﺎح ﻋن
اﻟﺿرﯾﺑﺔ ،ﯾﻌﻣل ﺑﻛل ﺣذر ﻋﻠﻰ إﺧﻔﺎء رؤوس اﻷﻣوال اﻟﺗﻲ ﯾﻛﺗﺳﺑﻬﺎ ﻋن ﻣراﻗﺑﺔ اﻹدارة
اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ،واﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﻋدم إﻧﻔﺎﻗﻬﺎ ﺑﻐﯾﺔ ﻋدم اﻻﻧﻛﺷﺎف ،ﻓﺎﻟﺗﻣﻠص ﯾﻌﻣل ﻋﻠﻰ اﻻﻛﺗﻧﺎز
ﻋن طرﯾق ﺣﻔظ أﻣواﻟﻪ ﺧﺎرج اﻟﺳوق اﻟﻧﻘدي واﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻣدة طوﯾﻠﺔ ﻣن اﻟزﻣن ،وﯾﻣﻛﻧﻪ اﻟﻠﺟوء
أﯾﺿﺎ إﻟﻰ ﺷراء ﺳﻧدات اﻟﺧزﯾﻧﺔ أو اﺳﺗﺛﻣﺎرات ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺻﻌﺑﺔ اﻟﻣراﻗﺑﺔ )ﻣﺟوﻫرات ،ﺗﺣف
ﻓﻧﯾﺔ .(......،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺳﺗﻛون ﻧدرة ﻓﻲ اﻟﺳﯾوﻟﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ
ﻛﻛل ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أن اﻟﺗﺳدﯾد ﻋن طرﯾق اﻟﻧﻘود اﻟﺳﺎﺋﻠﺔ ﯾﻛون داﺋﻣﺎ ﻣﻔﺿﻼ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻘود
اﻻﻋﺗﺑﺎرﯾﺔ ،وذﻟك ﻻن اﻟﻣﺑﺎدﻻت اﻟﺑﻧﻛﯾﺔ ﺳﻬﻠﺔ اﻟﻣراﻗﺑﺔ ﻣن ﻗﺑل اﻹدارة اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎل
).(1
اﻟﺻﻼﺣﯾﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،وﺧﺻوﺻﺎ ﺣق اﻻطﻼع ﻟدى اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺑﻧﻛﯾﺔ
- 39 -
ﻣـــــــــﺎﻫﯾﺔ اﻟﺿرﯾﺑﺔ واﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟﻔﺻل اﻷول:
- 40 -
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ و اﻹﺟراﺋﯾﺔ
ﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ
اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ اﻟﺟزاﺋري
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ واﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ اﻟﺟزاﺋري
ﻟﻘد ﻋرﻓت اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ إﺻﻼﺣﺎت ﺟذرﯾﺔ ﻣن ﺳﻧﺔ 1990إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ 2002
ﺑﻣوﺟب ﻗواﻧﯾن ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل إدﻣﺎﺟﻬم ﻟﺑﻌض اﻟﺿراﺋب ٕواﻟﻐﺎء اﻟﺑﻌض وﺗﻌدﯾل اﻟﺑﻌض،
وﻛذﻟك إﺣداث إﺻﻼﺣﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﻬﯾﺎﻛل اﻹدارﯾﺔ اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟﺎﻧب اﻟﺗﻘﻧﻲ ﻣن ﺧﻼل
اﺳﺗﺣداﺛﻪ ﻟﻣﺻﺎﻟﺢ ﺟدﯾدة .
وﻣﻊ ذﻟك ﻓﺎن اﻟﻧظﺎم اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ ﻏﯾر ﻣﺳﺗﻘر ﻛوﻧﻪ ﻣﻌرض داﺋﻣﺎ ﻟﻠﺗﻌدﯾﻼت ﺑﺎﺳﺗﻣرار ﺑﻣوﺟب
اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺳﻧوﯾﺔ وﻛذﻟك اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻛﻣﯾﻠﯾﺔ وﻛﺎن آﺧرﻫﺎ ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ
2002اﻟذي ﺑﻣوﺟﺑﻪ ﺗم اﺳﺗﺣداث ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣواد 41إﻟﻰ 200ﺑﻌد
إﺟراء ﺗﻌدﯾﻼت ﺟذرﯾﺔ ﻟﻛﺎﻓﺔ اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل إﻟﻐﺎء اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻧﺻوص
).(1
وﺗﺣوﯾل اﻟﻛﺛﯾر ﻣﻧﻬﺎ إﻟﻰ ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ
)(1
ﻓﺎرس اﻟﺳﺑﺗﻲ،اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ واﻟﻘﺿﺎء اﻟﺟزاﺋﻲ اﻟﺟزاﺋري،دار ﻫوﻣﺔ ،ط،2اﻟﺟزاﺋر ، 2011،
ص.38
) (2اﻟﻣﺎدة 303ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﺿراﺋب اﻟﻣﺑﺎﺷرة واﻟرﺳوم اﻟﻣﻣﺎﺛﻠﺔ ﺑﺄﻣر رﻗم 36-90اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 1990/12/31اﻟﻣﺗﺿﻣن
ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ .1991
- 42 -
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ واﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ اﻟﺟزاﺋري
ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻹﻏﻔﺎل أو اﻟﺗﻘﻠﯾل ﻋن ﻗﺻد ﻓﻲ اﻟﺗﺻرﯾﺢ ﺑرﻗم اﻷﻋﻣﺎل وﻓﻘﺎ ﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣواد
09وﻣﺎ ﯾﻠﯾﻬﺎ ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﺿراﺋب اﻟﻣﺑﺎﺷرة.
ﺛﺎﻟﺛﺎ :اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻓواﺗﯾر أو اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ ﻧﺗﺎﺋﺞ ﻻ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﻌﻣﻠﯾﺎت ﻓﻌﻠﯾﺔ ﻻﺳﯾﻣﺎ
ﺑﺧﺻوص وﺿﻊ اﻟﻛﺷف اﻟﻣﻔﺻل ﻟﻠزﺑﺎﺋن اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 224ﻣن ﻗﺎﻧون
).(1
اﻟﺿراﺋب اﻟﻣﺑﺎﺷرة
إذا ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ ﻛل ﺷﺧص طﺑﯾﻌﻲ أو ﻣﻌﻧوي ﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠرﺳم أن ﯾﻛﺗب ﺳﻧوﯾﺎ ﻟدى ﻣﻔﺗش
اﻟﺿراﺋب ،اﻟﻣﺑﺎﺷر اﻟذي ﯾﺧﺿﻊ ﻟﻪ ﺑﻣﻛﺎن اﻹﻗﺎﻣﺔ ﺗﺻرﯾﺣﺎ ﺧﺎﺻﺎ ﺑﻣﺑﻠﻎ رﻗم اﻷﻋﻣﺎل
اﻟﻣﺣﻘق ﻓﻲ اﻟﻔﺗرة اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ،وذﻟك إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺗﺻرﯾﺢ اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﻪ ﺑﺎﻟﻣواد 5ﻓﻘرة
11إﻟﻰ 18و 151ﻗﺎﻧون اﻟﺿراﺋب اﻟﻣﺑﺎﺷرة.
راﺑﻌﺎ :ﻟﻛل ﻣن ﺛﺑت ﻗﯾﺎﻣﻪ ﻋن ﻗﺻد ﺑﺗﺳﺟﯾل ﻣﺻﺎرﯾف ﺗﺗﺣﻣﻠﻬﺎ ﻣؤﺳﺳﺗﻪ ﺗﺣت ﻋﻧوان
ﻏﯾر ﺻﺣﯾﺢ ﻗﺻد إﺧﻔﺎء اﻷرﺑﺎح أو اﻹﯾرادات اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﺑﺎﺳم اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻧﻔﺳﻬﺎ
أو اﻟﻐﯾر،ﺗطﺑق ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 303ﻗﺎﻧون اﻟﺿراﺋب اﻟﻣﺑﺎﺷرة.
)(1
اوﻫﯾب ﺑن ﺳﺎﻟﻣﺔ ﯾﺎﻗوت ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق،ص.28
- 43 -
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ واﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ اﻟﺟزاﺋري
وﻗﺻد اﻟﻣﺷرع ﺑوﺿﻊ ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة إﻟﻰ ﻣﻧﻊ اﻟﺗﻬرب واﻟﺗﺣﺎﯾل ﻓﻲ إﺧﻔﺎء اﻟﻣﻣوﻟﯾن ﻷرﺑﺎﺣﻬم
اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻋن ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺿراﺋب ٕ ،واذا ﻛﺎن اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻓﻲ ﺻورﺗﻪ اﻟﺑﺳﯾطﺔ ﻛﺄن
ﯾﺗﺄﺧر اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋن ﺗﻘدﯾم اﻟﺗﺻرﯾﺣﺎت واﻟﺑﯾﺎﻧﺎت أو ﯾﻧﻘص ﻓﻲ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺗﻲ
ﯾدﻟﻲ ﺑﻬﺎ إﻟﻰ اﻹدارة اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ،ﺗطﺑق ﻋﻠﯾﻪ ﻣﺟرد ﻏراﻣﺔ ﻓﺎﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻣﻛﻠف
اﻟطرق اﻻﺣﺗﯾﺎﻟﯾﺔ ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 01/303ﻋﻠﻰ ﻋﻘوﺑﺔ أﺷد ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﺣﺑس واﻟﻐراﻣﺔ أو
ﺑﺈﺣدى ﻫﺎﺗﯾن اﻟﻌﻘوﺑﺗﯾن ﻓﻘط وﻗﺎﻧون اﻟﺿراﺋب اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻧص ﻋﻠﻰ ﺟراﺋم اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ
ﻣن اﻟﻣﺎدة 303إﻟﻰ 308واﻟﻣﺎدة 407إﻟﻰ .(1) 408
)(1
ﻓﺎرس اﻟﺳﺑﺗﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .46
)(2
ﻣﺣﻣد ﻓﻼح ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق،ص .131
) (3اﻟﻣﺎدة 533ﻗﺎﻧون اﻟﺿراﺋب ﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷرة ،اﻟﺻﺎدرة ﺑﺄﻣر رﻗم ، 104-76اﻟﻣؤرخ .1976/12/09
- 44 -
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ واﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ اﻟﺟزاﺋري
-ﺗﻘدﯾم أوراق ﻣزورة أو ﻏﯾر ﺻﺣﯾﺣﺔ ﻣن اﺟل اﻟﺗﺧﻔﯾض أو اﻹﻋﻔﺎء أو إرﺟﺎع اﻟﺿرﯾﺑﺔ.
-اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟطواﺑﻊ اﻟﻣزورة.
-اﻹﻏﻔﺎل ﻋن ﻗﺻد ﻓﻲ ﻧﻘل اﻟﻛﺗﺎﺑﺎت ﻏﯾر اﻟﺻﺣﯾﺣﺔ ﻓﻲ دﻓﺎﺗر اﻟﯾوﻣﯾﺔ واﻟﺟرد.
-ﺗﻧظﯾم اﻟﻣﻛﻠف ﻣﺎ ﯾوﻫم ﺑﺈﻋﺳﺎرﻩ أو ﻋرﻗﻠﺔ ﺗﺣﺻﯾل اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟواﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ ذﻣﺗﻪ ،ﻛﻣﺎ ﻧص
ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ اﻟﻘواﻋد اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ ﻟﻣﺧﺗﻠف اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﻣن اﻟﻣﺎدة 542إﻟﻰ 555ﻫذﻩ
اﻟﻌﻘوﺑﺎت.
وﺗﺧص ﻛذﻟك ﻣواﺿﯾﻊ ﯾﻌﺎﻟﺟﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم وﻫﻲ ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ :
-اﻟﻣﺗواطﺊ ،اﻟﻌود ،اﻟظروف اﻟﻣﺧﻔﻔﺔ،ﺟﻣﻊ اﻟﻌﻘوﺑﺎت ،ﻧﺷر اﻷﺣﻛﺎم ،اﻟﺗﺿﺎﻣن،اﻹﻛراﻩ
اﻟﺑدﻧﻲ،اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧوي،اﻹﻋﻔﺎءات واﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺎت.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻗﺎﻧون اﻟرﺳوم ﻋﻠﻰ رﻗم اﻷﻋﻣﺎل :
ﻟم ﯾﺣدد ﻗﺎﻧون اﻟرﺳوم ﻋﻠﻰ رﻗم اﻷﻋﻣﺎل ﻛل اﻟطرق اﻻﺣﺗﯾﺎﻟﯾﺔ واﻟﺗدﻟﯾﺳﯾﺔ اﻟﻣرﺗﻛﺑﺔ ﻣن
اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ ٕواﻧﻣﺎ أورد ﺑﻌض اﻷﻣﺛﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ﺑﻌﺑﺎرة ﻻﺳﯾﻣﺎ وﻟﯾس ﺣﺻرﯾﺎ
وﻣن ذﻟك ﻣﺎ أوردﺗﻪ اﻟﻣﺎدﺗﯾن 117و 118ﻗﺎﻧون اﻟرﺳوم ﻋﻠﻰ رﻗم اﻷﻋﻣﺎل وﻣﻧﻬﺎ :
-إﺧﻔﺎء أو ﻣﺣﺎوﻟﺔ إﺧﻔﺎء اﻟﻣﻛﻠف اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ أو اﻟﺣواﺻل اﻟﺗﻲ ﯾطﺑق ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟرﺳم ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﻣﺔ
اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ .
).(1
-ﺗﻘدﯾم وﺛﺎﺋق ﻏﯾر ﺻﺣﯾﺣﺔ ﻛطﻠﺑﺎت ﺗرﻣﻲ إﻟﻰ اﺳﺗرﺟﺎع اﻟرﺳم ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ
-اﻹﻏﻔﺎل ﻋﻠﻰ ﺗﺻرﯾﺢ ﺑﻣداﺧﯾل اﻟﻣﻧﻘوﻻت أو رﻗم اﻷﻋﻣﺎل ﻗﺻدا .
-ﻛل ﺳﻠوك ﯾﻘﺿﻲ ﺿﻣﻧﯾﺎ إرادة اﻟﻣﻛﻠف ﻟﻠﺗﻣﻠص ﻣن دﻓﻊ ﻛل ﻣﺑﻠﻎ اﻟرﺳوم ﻋﻠﻰ رﻗم
اﻷﻋﻣﺎل اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺔ أو ﺗﺄﺟﯾل دﻓﻌﻬﺎ.
-أﻣﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺑﻧود ﺗﺗﺣدث ﻋن إﺟراءات واﻟﺟزاءات وﻣﺧﺎﻟﻔﺎت ﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﻧون
اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟرﺳوم ﻋﻠﻰ أرﻗﺎم اﻷﻋﻣﺎل.
-أ -ﻗﺎﻧون اﻟﺗﺳﺟﯾل :
)(1
ﻓﺎرس اﻟﺳﺑﺗﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق،ص.51
- 45 -
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ واﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ اﻟﺟزاﺋري
ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻗﯾﺎم اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﺗﻣﻠص ﻣن ﺳوء اﻟﺗﺳﺟﯾل ،ﺗطﺑق ﻏراﻣﺔ ﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﻣﺳﺎوﯾﺔ ﻷرﺑﻌﺔ
).(1
أﺿﻌﺎف ﻫذﻩ اﻟرﺳوم ﻣن دون أن ﺗﻘل ﻋن 5000دج
ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻋﻧد ﻋرﻗﻠﺔ اﻟﻣراﻗﺑﺔ اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﻣن طرف اﻟﻣﻛﻠف ﺗﺗراوح اﻟﻐراﻣﺔ ﻣﺎ ﺑﯾن 5000دج إﻟﻰ
).(2
ﻏﺎﯾﺔ 50000دج
وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻣﺗﻧﺎع اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺗﺳدﯾد رﺳوم اﻟﺗﺳﺟﯾل ﺑﺎﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة 113ﻣن ﻗﺎﻧون
).(3
ﻋﻘوﺑﺎت اﻟﺗﺳﺟﯾل و 122ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺟزاﺋري ﻓﻬﻧﺎ ﻋﻘوﺑﺔ ﺟزاﺋﯾﺔ
ب -ﻗﺎﻧون اﻟطﺎﺑﻊ :
ﯾﻧص ﻗﺎﻧون اﻟطﺎﺑﻊ ﺻراﺣﺔ ﻋﻠﻰ ﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺳم اﻟراﺑﻊ ﻣﻧﻪ وأوردت ﺗﺣت
ﻋﻧوان " اﻟﻐش اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ" وﻧﺟد أن اﻟﻣﺎدة 33ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟطﺎﺑﻊ ،ﺣﯾث أن اﻟﻣﺎدة ﺗﺷﯾر إﻟﻰ
ﻣﻌﺎﻗﺑﺔ أﻓﻌﺎل اﻟﺗزﯾﯾف وﺗزوﯾر اﻟﺑﺻﻣﺎت وﻛل اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻟﻬﺎ .إﻣﺎ اﻟﻣﺎدة 1/ 34ﻣن ﻗﺎﻧون
اﻟطﺎﺑﻊ ﻓﻬﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺎﻗب اﻟﻣﻛﻠف اﻟذي ﯾﻧﻘص ).(4
).(5
أو ﯾﺣﺎول إﻧﻘﺎص ﻛﻠﯾﺎ أو ﺟزﺋﯾﺎ ﻣن وﻋﺎء اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻪ وﺳﺎﺋل اﻟﻐش
وﺗﻧص ﻋﻠﻰ اﻟﻐراﻣﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ واﻟﺣﺑس ،ﻛذﻟك ﺗﺣﺗوي ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺎدة 35ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟطﺎﺑﻊ
اﻟﻘواﻋد اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻘواﻋد اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ ﺑﻣﺧﺗﻠف اﻟﻌﻘوﺑﺎت.
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺗﺟرﯾم اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ اﻟﺟزاﺋري
إذا ﺗﻌﻣﻘﻧﺎ ﻓﻲ ﻗواﻧﯾن اﻟﺿراﺋب اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ اﻟﺗﻲ اﺷرﻧﺎ إﻟﯾﻬﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ ،اﻟﺗﺳﺟﯾل ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻌدﯾد ﻣن
اﻟﻣﻼﺣظﺎت ﺗﺣﻣﻠﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﺷﻣوﻟﯾﺔ واﻟﺗﺷﺎﺑﻪ اﻟﺗﺎم ﻓﻲ ﺗﺣرﯾر اﻟﻣواد اﻟﻣﻧظﻣﺔ
ﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ وﻻ ﺗﺧﺗﻠف أرﻛﺎن ﺗﺟرﯾﻣﻪ ﻋن اﻷرﻛﺎن اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ اﻟﻣﻌروﻓﺔ
ﻟﻠﺟراﺋم اﻟﻌﺎدﯾﺔ ،وﻫﻲ اﻟرﻛن اﻟﺷرﻋﻲ واﻟﻣﺎدي واﻟﻣﻌﻧوي ،واﻟﻣﺷرع اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ اﻟﺟزاﺋري ﺟﺎء
)(1
اﻟﻣﺎدة 2/ 120ﻗﺎﻧون اﻟﺗﺳﺟﯾل.
)(2
اﻟﻣﺎدة 62ﻣن ﻗﺎﻧون اﻻﺟراءات اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ.
)(3
ﻋوادي ﻣﺻطﻔﻰ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق،ص.56
)(4
اﻟﻣﺎدة 33ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟطﺎﺑﻊ ،اﻟﺻﺎدر ﺑﺄﻣر رﻗم ، 103-76اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 1976-12-9اﻟﻣﻌدﻟﺔ ﺑﻣوﺟب اﻟﻣﺎدة 31
ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺳﻧﺔ .2000
)(5
اﻟﻣﺎدة 35ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﻣﻌدل ﺑﻣوﺟب ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ .2000
- 46 -
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ واﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ اﻟﺟزاﺋري
ﺑﺎﻟﻧص ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻐش ﻓﻲ اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ ﻣن اﻟﻣﺎدة 303ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﺿراﺋب
اﻟﻣﺑﺎﺷرة واﻟرﺳوم اﻟﻣﻣﺎﺛﻠﺔ ،وﻧﺟد أن اﻟﻣﺎدة 117ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟرﺳوم ﻋﻠﻰ رﻗم اﻷﻋﻣﺎل
ﺻﯾﻐت ﺑﺎﻷﺳﻠوب ﻧﻔﺳﻪ واﻟﻌﺑﺎرات اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 303ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﺿراﺋب اﻟﻣﺑﺎﺷرة ،
ﺣﯾث ﺗﺣﺗوي ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻣﻠص ﻣن اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎل طرق ﺗدﻟﯾﺳﯾﺔ وﻛذﻟك اﻷﻣر ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ
ﻟﻠﻣﺎدة 532ﻣن ﻗﺎﻧون ﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻐش اﻟﻣﺑﺎﺷر ،ﻓﺎﻟﻣﺷرع اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ اﺳﺗﻌﻣل ﻋﺑﺎرة "اﻟطرق
اﻟﺗدﻟﯾﺳﯾﺔ "وﻓﻲ ﻣواد أﺧرى اﺳﺗﻌﻣل "اﻟﻣﻧﺎورات اﻟﺗدﻟﯾﺳﯾﺔ "أو "ﺑوﺳﺎﺋل ﺗدﻟﯾﺳﯾﺔ " وﻫﻲ ﺗﻌﺑر
ﻋن ﻧﻔس اﻟﻣﻌﻧﻰ ) ،(1ﻓﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻐش اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻋﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﻣل
اﻟﺗﻘﻧﯾﻧﺎت اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻛون اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ ﯾﺗﻣﻠص أو ﯾﺣﺎول اﻟﺗﻣﻠص ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎل
اﻟطرق اﻟﺗدﻟﯾﺳﯾﺔ ﻣن أداء اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻛﻠﯾﺎ أو ﺟزﺋﯾﺎ ،وﻫذا ﻣﺎ ﯾؤدي ﺑﻧﺎ إﻟﻰ ﺗﺣﻠﯾل اﻟﺟرﯾﻣﺔ
ﺑﺗﺑﯾﺎن أرﻛﺎﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣطﻠب اﻷول ،وﺻورﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ وأﺧﯾ ار اﻟﺟزاءات اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ
).(2
ﻋﻠﯾﻬﺎ
أ -اﻟرﻛن اﻟﺷرﻋﻲ :إن اﻟرﻛن اﻟﺷرﻋﻲ ﯾﺗﻛون ﻣن اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺑﯾن أن
ﻓﻌﻼ ﻣﻌﯾﻧﺎ ﯾﻌﺗﺑر ﺟرﯾﻣﺔ ،وان ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﺗطﺑق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻋﻘوﺑﺔ ﻣﺣددة ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻻ
ﯾﻣﻛن ﺗﺟرﯾم ﻓﻌل دون ﻧص ﻗﺎﻧوﻧﻲ واﻟﻣﺑدأ اﻟﻌﺎم ﻓﻲ اﻟرﻛن اﻟﺷرﻋﻲ اﻟﻣﻧﺻوص
ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﺎدة "1ﻻ ﺟرﯾﻣﺔ وﻻ ﻋﻘوﺑﺔ أو ﺗدﺑﯾر اﻣن ﺑﻐﯾر ﻗﺎﻧون"
ﻓﻘﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﻫو اﻟذي ﯾﺣدد اﻟﺟراﺋم أي اﻷﻓﻌﺎل اﻟﻐﯾر ﻣﺷروﻋﺔ ،ﻛﻣﺎ ﯾﺣدد ﻟﻬﺎ
ﻋﻘوﺑﺎت ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻻﺑد ﻣن ﺧﺿوع اﻟﻔﻌل ﻟﻧص ﺗﺟرﯾم ﺳواء وﺟد ﻫذا
اﻟﻧص ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت أو اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻣﻛﻣﻠﺔ ﻟﻪ،وﻟﻛون ﺧﺿوع اﻟﻔﻌل ﻟﻧص
)( 3
اوﻫﯾب ﺑن ﺳﺎﻟﻣﺔ ﯾﺎﻗوت ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق،ص .30
)(2
اﺣﺳن ﺑوﺳﻘﯾﻌﺔ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق،ص.468
- 47 -
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ واﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ اﻟﺟزاﺋري
)(1
اوﻫﯾب ﺑن ﺳﺎﻟﻣﺔ ﯾﺎﻗوت ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق،ص.32
- 48 -
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ واﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ اﻟﺟزاﺋري
)(1
اﻟﻣﺎدة 533ﻗﺎﻧون اﻟﺿراﺋب اﻟﻐﯾر ﻣﺑﺎﺷرة ،اﻟﻣﺎدة 118ﻗﺎﻧون اﻟرﺳم ﻋﻠﻰ رﻗم اﻷﻋﻣﺎل ،اﻟﻣﺎدة 2/407ﻗﺎﻧون
اﻟﺿراﺋب اﻟﻣﺑﺎﺷرة واﻟرﺳوم اﻟﻣﻣﺎﺛﻠﺔ،اﻟﻣﺎدة 3/34ﻗﺎﻧون اﻟطﺎﺑﻊ ،اﻟﻣﺎدة 1/119ﻗﺎﻧون اﻟﺗﺳﺟﯾل.
- 49 -
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ واﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ اﻟﺟزاﺋري
ﻣﺻروﻓﺎت وﻫﻣﯾﺔ آو ﯾﻘوم ﺑﺈﺳﻘﺎط ﻋﻧﺎﺻر اﻹﯾرادات ٕواﻏﻔﺎل ﻗﯾد ﺑﻌض اﻟﻣﺑﯾﻌﺎت وﺗﻘدﯾم
اﻟﺣﺳﺎﺑﺎت ﺻورﯾﺔ ﻟﺗﺄﯾﯾد اﻟﺗﺻرﯾﺣﺎت اﻟﻛﺎذﺑﺔ ،ﻛﻣﺎ ﯾﺿﺧم اﻟﻣﺷﺗرﯾﺎت ﻣﻊ ﺗﺧﻔﯾض
اﻟﻣﺑﯾﻌﺎت .وﻣن اﻟطرق اﻻﺣﺗﯾﺎﻟﯾﺔ ﻣﺳك ﻧوﻋﯾن ﻣن اﻟدﻓﺎﺗر ﺣﯾث ﯾﺧﻔﻲ اﻟﺻﺣﯾﺢ ﻣﻧﻬﺎ
وﯾﻘدم اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ اﻟﻣزورة وﯾﺗﺿﻣن ﺑﻌض اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت دون اﻟﺑﻌض اﻵﺧر ،ﻓﺎﻟﻣﻣول ﯾﻬدف
ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟطرق اﻻﺣﺗﯾﺎﻟﯾﺔ إﻟﻰ إﺧﻔﺎء اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻋن ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺿراﺋب وان ﺗﺄﻛدت ﻫذﻩ
اﻷﺧﯾرة ﻣن وﻗوع اﻻﺣﺗﯾﺎل ﺗﻠﺟﺎ إﻟﻰ ﺗطﺑﯾق اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻛﻠف اﻟﻣﺣﺗﺎل وﻟو ﺗﻌﻬد
ﺑﺗﺻﺣﯾﺢ ﻣﺎ ﻗﺎم ﺑﻪ ﻛﺎن ﯾﻘوم ﺑزﯾﺎدة رﻗم أرﺑﺎﺣﻪ ،وﺣﺗﻰ إذا ﻗﺑﻠت اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ
ﺑﺗﺣﺻﯾل ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺿراﺋب.
-ﻓﻔﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺗطﺑق ﻣﺛﻼ ﻧص اﻟﻣﺎدة 418ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر اﻟﻔﻌل ﺟﻧﺎﯾﺔ
ﻣﺎﺳﺔ ﺑﺣﺳن ﺳﯾر اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ .وﻗد ﺟﺎء اﻟﻣﺷرع ﺑﺗﻌدﯾل اﻟﻣﺎدة 193ﻣن ﻗﺎﻧون
اﻟﺿراﺋب اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﺣﯾث ذﻛر ﺑﻌض اﻷﻓﻌﺎل واﻋﺗﺑرﻫﺎ طرق اﺣﺗﯾﺎﻟﯾﺔ ﻧذﻛر ﻣن ﺑﯾﻧﻬﺎ
ﺧﺎﺻﺔ اﻟﺑﯾﻊ ﺑدون ﻓﺎﺗورة،اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ اﺳﺗرﺟﺎع اﻟرﺳم ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ ﺑواﺳطﺔ وﺛﺎﺋق
ﻣزورة وﻏﯾر ﺻﺣﯾﺣﺔ.....،
ب -اﻟﺗﻣﻠص ﻣن اﻟﺿرﯾﺑﺔ واﻟرﺳوم :ﯾﺗطﻠب اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻟﻘﯾﺎﻣﻪ ان ﯾؤدي اﺳﺗﻌﻣﺎل
اﻟطرق اﻻﺣﺗﯾﺎﻟﯾﺔ إﻟﻰ إﺣدى اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
-إﻣﺎ اﻟﺗﻣﻠص ﻣن اﻟﻛل أو اﻟﺑﻌض ﻣن وﻋﺎء اﻟﺿرﯾﺑﺔ،وﯾﻘﺻد ﺑﻪ اﻟﺗﻬرب ﻣن ﺗﺣدﯾد أﺳﺎس
اﻟﺿرﯾﺑﺔ .
-إﻣﺎ اﻟﺗﻣﻠص ﻛﻠﯾﺎ أو ﺟزﺋﯾﺎ ﻣن ﺗﺻﻔﯾﺔ اﻟﺿرﯾﺑﺔ.
-إﻣﺎ اﻟﺗﻣﻠص ﻣن أداء اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻛﻠﻬﺎ أو ﺑﻌﺿﻬﺎ وﯾراد ﺑﻬﺎ إﻋﻔﺎء اﻟﻣﻠﺗزم ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻣن
)(1
اﻻﻟﺗزام ﺑﺄداﺋﻬﺎ أو اﻟﺗﺧﻔﯾف ﻣن ﻋبء ﻫذا اﻻﻟﺗزام .
وﻻ ﯾﺷﺗرط اﻟﻘﺎﻧون ﻟﻘﯾﺎم اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ أن ﺗؤدي اﻟطرق اﻻﺣﺗﯾﺎﻟﯾﺔ ﻓﻌﻼ إﻟﻰ ﻧﺗﯾﺟﺔ
ﻣﻌﯾﻧﺔ ،و ﻫﻲ اﻟﺗﻣﻠص ﻣن اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺑل إن اﻟﻣﺣﺎوﻟﺔ ﺗﻛﻔﻲ ﻟﻘﯾﺎﻣﻬﺎ ،واﻟﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻛﻣﺎ ﻋرﻓﺗﻬﺎ
)(1
اﺣﺳن ﺑوﺳﻘﯾﻌﺔ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق،ص.473
- 50 -
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ واﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ اﻟﺟزاﺋري
اﻟﻣﺎدة 30ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺟزاﺋري ﻫﻲ اﻟﺑدء ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ أﻓﻌﺎل ﻻ ﻟﺑس ﻓﯾﻬﺎ ﺗؤدي ﻣﺑﺎﺷرة
).(1
إﻟﻰ ارﺗﻛﺎب اﻟﺟرﯾﻣﺔ
ﯾﺗﻌﯾن ﻟﻘﯾﺎم اﻟﺟرﯾﻣﺔ أن ﯾﺗم اﻟﺗﻣﻠص ﻣن اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ اﻟطرق اﻻﺣﺗﯾﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ
اﺳﺗﻌﻣﻠﻬﺎ اﻟﺟﺎﻧﻲ وﻣن ﺛم ﺗﻧﻌدم اﻟﺟرﯾﻣﺔ أن ﺗﺧﻠص اﻟﻣﻣول ﻣن اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﺧطﺎ
ارﺗﻛﺑﺗﻪ اﻹدارة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻓﻲ رﺑط اﻟﺿرﯾﺑﺔ أو ﻓﻲ ﺗﻘرﯾر إﻋﻔﺎء ،وﺑﺎﻟﻣﻘﺎﺑل ﺗﺗوﻓر ﻋﻼﻗﺔ
ﺳﺑﺑﯾﺔ إذا رﺑطت إدارة اﻟﺿراﺋب رﺑطﺎ ﺧﺎطﺋﺎ دون اطﻼع ﻋﻠﻰ اﻟوﺛﺎﺋق اﻟﻣزورة اﻟﺗﻲ أﺧﻔﻰ
)(2
ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺟﺎﻧﻲ ﺑﻌض اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ اﻟﺗﻲ ﺗﺳري ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﺿرﯾﺑﺔ .
اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﺟرﯾﻣﺔ ﻋﻣدﯾﻪ ﺗﺗطﻠب ﺗواﻓر اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ،وﻗد ﺷددت ﻣﺟﻣل
اﻟﻧﺻوص اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ ذﻟك ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎل ﻋﺑﺎرة " ﻋﻣدا " ﻓﻼ ﺟرﯾﻣﺔ إذا ﻟم ﯾﺛﺑت ﺗواﻓر
اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ وﻋﻼوة ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﻌﺎم ﺗﻘﺗﺿﻲ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻗﺻدا ﺧﺎﺻﺎ ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ
اﻟﺗﻣﻠص ﻣن اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻛﻠﻬﺎ أو ﺑﻌﺿﻬﺎ.
-1اﻟﻘﺻد اﻟﻌﺎم :ﯾﻔﺗرض اﻟﻘﺻد اﻟﻌﺎم ﻋﻠﻰ اﻟﺟﺎﻧﻲ ﺑﺎرﺗﻛﺎﺑﻪ ﻓﻌﻼ ﻣن أﻓﻌﺎل اﻻﺣﺗﯾﺎل ﻣن
ﺷﺎﻧﻪ أن ﯾؤدي إﻟﻰ اﻟﺗﻣﻠص ﻣن اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻛﻠﻬﺎ أو ﺑﻌﺿﻬﺎ ،ﻓﺈذا اﺧﻔﻲ اﻟﻣﻣول ﺑﻌض
اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ اﻟﺗﻲ ﺗﺳري ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻐﻠط ﻣﺎدي أو ﻟﺟﻬﻠﻪ ﻟﻘواﻋد اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ،ﻻ
ﯾﻌد اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ﻣﺗواﻓر ﻟدﯾﻪ ن ﻓﺎﻟﻘﺻد ﻫﻧﺎ ﯾﻘﺗﺿﻲ أن ﺗﺗﺟﻪ إرادة اﻟﺟﺎﻧﻲ إﻟﻰ
اﻻﺣﺗﯾﺎل ٕواﯾﻘﺎع إدارة اﻟﺿراﺋب ﻓﻲ اﻟﻐﻠط .
-2اﻟﻘﺻد اﻟﺧﺎص :ﯾﺗطﻠب اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﺗواﻓر اﻟﻘﺻد اﻟﺧﺎص وﻫو أن ﯾﺗﺟﻪ اﻟﺟﺎﻧﻲ
إﻟﻰ اﻟﺗﻣﻠص ﻣن اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻛﻠﻬﺎ أو ﺑﻌﺿﻬﺎ ،ﺑﻣﻌﻧﻰ ﺣرﻣﺎن اﻹدارة اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﻣن
اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻬﺎ،وﺗﺛﯾر ﻣﺳﺎﻟﺔ إﺛﺑﺎت اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ﺑﻌض اﻹﺷﻛﺎﻻت وﻣﻧﻬﺎ:
)(1
اﺣﺳن ﺑوﺳﻘﯾﻌﺔ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق،ص.473
)(2
ﻓﺎرس اﻟﺳﺑﺗﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق،ص .64
- 51 -
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ واﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ اﻟﺟزاﺋري
)(1
اوﻫﯾب ﺑن ﺳﺎﻟﻣﺔ ﯾﺎﻗوت،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق،ص38
- 52 -
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ واﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ اﻟﺟزاﺋري
وﻣﻌﻠوﻣﺎت ﯾﺛﺑت ﻋدم ﺻﺣﺗﻬﺎ،وﺗﺷﯾر اﻟﻣﺎدة 306ﻗﺎﻧون اﻟﺿراﺋب اﻟﻣﺑﺎﺷرة ،وﻟﻛل اﻷﻋﻣﺎل
أو اﻟﺧﺑراء ....ﺳﺎﻋدوا اﻟﻣﻣوﻟﯾن ﻓﻲ ﺻور ﻏﯾر ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ،وﻧص اﻟﻣﺎدة 2/303وﺑﺎﻟﻧظر
إﻟﻰ ﻧص اﻟﻣﺎدة 42ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت واﻟﻣﺳﺎﻋدة ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﺗﺧص ﻓﻲ
اﻻﺣﺗﯾﺎل ﺑﺈﺧﻔﺎء اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ ﺗﺳري ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﺿرﯾﺑﺔ أو اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ ﺑﯾﺎﻧﺎت ﻏﯾر ﺻﺣﯾﺣﺔ ﻓﻲ
أوراق اﻟﺿرﯾﺑﺔ وﺣﺗﻰ ﺗﻘوم ﺟرﯾﻣﺔ اﻻﺷﺗراك ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺎﻋل أن ﯾﻛون ﻋﻠﻰ ﻋﻠم ﺑﻣﺎ
ﯾﻔﻌﻠﻪ وان إرادﺗﻪ ﺗﺗﺟﻪ إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق ﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺗﻣﻠص ﻣن أداء اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻛﻠﻬﺎ أو ﺑﻌﺿﻬﺎ.
ت -اﻟﻌـــــــــــود :ﻋﻣل ﺑﻪ اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ وﺣددﺗﻬﺎ اﻟﻣﺎدة 3/303ﻗﺎﻧون
اﻟﺿراﺋب اﻟﻣﺑﺎﺷرة واﻟرﺳوم اﻟﻣﻣﺎﺛﻠﺔ ﺑﻣﻬﻠﺔ 5ﺳﻧوات ،وﻣن أﺛر اﻟﻌود ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ
ﻣﺿﺎﻋﻔﺔ اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ واﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ،وﻫو ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ ارﺗﻛﺎب ﺟرﯾﻣﺔ ﻣﻣﺎﺛﻠﺔ ﻓﻲ ﺧﻼل 5
ﺳﻧوات ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ارﺗﻛﺎب اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻷوﻟﻰ ،أو ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﺻدور اﻟﺣﻛم ﺑﺎﻹداﻧﺔ وﻫو ﯾﻌﺗﺑر
ظرﻓﺎ ﻣﺷددا واﻟﺗﺷدﯾد ﻫذا ﯾظﻬر ﻣن ﺧﻼل ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ اﻟذﻛر).(1
ث -اﻟﺗﻘﺎدم :ﯾﻘﺻد ﺑﺗﻘﺎدم اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻫﻧﺎ " ﻣرور اﻟزﻣن اﻟﻼزم ﻟﺳﻘوط اﻟﺣق،واﻟﺣق ﻫﻧﺎ
ﯾﻧﺻرف إﻟﻰ ﺣق اﻟدوﻟﺔ ﻻﻗﺗﺿﺎء اﻟﺿرﯾﺑﺔ ،وﻫو ﺑذﻟك ﯾرﺗﺑط ﺑﺗﺣﺻﯾل اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺑﻌد
اﺳﺗﺣﻘﺎﻗﻬﺎ ن ﻓﺈذا ﻟم ﺗﻘم اﻟدوﻟﺔ ﺑﺗﺣﺻﯾل اﻟﺿراﺋب واﻟرﺳوم ن ﻓﻬذﻩ اﻷﺧﯾرة ﺗﺳﻘط ﺑﻣرور
اﻟزﻣن أي ﺑﻌد ﻣرور 3ﺳﻧوات اﻋﺗﺑﺎ ار ﻣن ﯾوم ارﺗﻛﺎب اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﺧﻼﻓﺎ ﻟﻣﻬل اﻟﺗﻘﺎدم اﻟﻣﻘررة
ﻟﻠﻣﺎدة اﻟﺟﻧﺣﯾﺔ ،وﻣدة اﻟﺗﻘﺎدم ﻫذﻩ ﺗﻣدد ﺑﺳﻧﺗﯾن ﺑﻌد أن ﯾﺛﺑت ﻟﻺدارة اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ أن اﻟﻣﻛﻠف
ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻟﺟﺄ ﻋﻣدا إﻟﻰ طرق ﺗدﻟﯾﺳﯾﺔ ،وﺗرﻓﻊ دﻋوى ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ﺿدﻩ ،وﺗﺳري ﻣدة اﻟﺗﻘﺎدم
ﻛذﻟك ﻋﻠﻰ ﺗﺣﺻﯾل اﻹدارة ﻟرﺳم اﻟﺗﺳﺟﯾل ،ورﺳوم اﻟطﺎﺑﻊ ،وﻛذﻟك اﻟﺿراﺋب اﻟﻐﯾر
ﻣﺑﺎﺷرة ،ﺗﺣﺻﯾل اﻟرﺳم ﻋﻠﻰ رﻗم اﻷﻋﻣﺎل ،ﻓﺎﻷﺟل اﻟﻣﺳﻣوح ﺑﻪ ﻟﻺدارة ﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟﺿراﺋب
4ﺳﻧوات واﻟﺗﻲ ﺗﻛون ﻧﺗﺎج ﺳﻬو أو ﻧﻘص أو ﺧطﺄ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد وﻋﺎء اﻟﺿرﯾﺑﺔ ،وﺑداﯾﺔ ﻣدة
اﻟﺗﻘﺎدم ﻟﻠﺣﻘوق اﻟﺑﺳﯾطﺔ واﻟﺟزاءات اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻟﻬﺎ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺿراﺋب اﻟﻣﺑﺎﺷرة واﻟرﺳوم
)(1
ﻋوادي ﻣﺻطﻔﻰ،رﺣﺎل ﻧﺻر ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق،ص.30
- 53 -
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ واﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ اﻟﺟزاﺋري
اﻟﻣﻣﺎﺛﻠﺔ ﺗﺑدأ ﻣن اﻟﯾوم اﻷﺧﯾر ﻣن اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺗﻲ ﺗم ﻓﯾﻬﺎ اﺧﺗﺗﺎم اﻟﻔﺗرة اﻟﻣﺣﺗوﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣداﺧﯾل
اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﻣﺛﺎل ذﻟك :
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻣداﺧﯾل ﺳﻧﺔ 2013ﻣدة اﻟﺗﻘﺎدم اﻟﻣﻔروض ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻟﻧﻔس اﻟﺳﻧﺔ 2014ﻓﺎن
).(1
ﻣدة اﻟﺗﻘﺎدم ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ، 2017ﻛﻣﺎ ﺗﺗﻘﺎدم دﻋوى اﻹدارة اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ب 4ﺳﻧوات
طﺑﻘﺎ ﻟﻧص اﻟﻣﺎدة 39ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ وﻫو ﻧﻔس اﻻﺟل اﻟذي ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ
ﻛل ﻣن اﻟﻣواد 3/305:ﻗﺎﻧون اﻟﺿراﺋب اﻟﻣﺑﺎﺷرة 110،و 127و 138ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات
اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ.
ﺗﺗﻔق ﺟل اﻟﻧﺻوص اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﺟﻧﺣﺔ ﺗﺧﺿﻊ ﻣن ﺣﯾث ﻟﻌﻘوﺑﺔ
ﺟزاﺋﯾﺔ أو ﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ ﺗﻘرر اﻟﻧﺻوص ﺟﻣﯾﻌﺎ ﺑﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧوي .
ﺳﻧﺗﻧﺎول أوﻻ اﻻﺷﺧﺎص اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن اﻟﺧﺎﺿﻌﯾن ﻟﻠﺟزاء ﺛم اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﺗطﺑق ﻋﻠﯾﻬم .
أ -اﻟﺷرﯾك :ﻛﻣﺎ ﺳﺑق اﻟﻘول اﻟﺷرﯾك ﯾﺗﺣﻣل اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ وﺗطﺑق ﻋﻠﯾﻪ ﻋﻘوﺑﺔ اﻟﻔﺎﻋل
اﻷﺻﻠﻲ ،وﻗد اﺟﺗﻣﻌت اﻟﻘواﻧﯾن :اﻟﻣﺎدة 2/302ﻗﺎﻧون اﻟﺿراﺋب اﻟﻣﺑﺎﺷرة1/35 ،
ﻗﺎﻧون اﻟﺗﺳﺟﯾل 1/120 ،ﻗﺎﻧون اﻟطﺎﺑﻊ ،ﺑﻔﻌﻠﯾن ﯾﻌﺗﺑر ﻣرﺗﻛﺑﻬﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﻛم اﻟﺷرﯾك.
-اﻟﺗدﺧل ﺑﺻﻔﺔ ﻏﯾر ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻼﺗﺟﺎر ﻓﻲ اﻟﻘﯾم اﻟﻣﻧﻘوﻟﺔ او ﺗﺣﺻﯾل ﻗﺳﺎﺋم ﻓﻲ اﻟﺧﺎرج.
-ﻗﺑض ﻗﺳﺎﺋم ﯾﻣﻠﻛﻬﺎ اﻟﻐﯾر ﺑﺄﺳﻣﺎء ﻫؤﻻء اﻟﻣﺎﻟﻛﯾن.
ب -اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧوي :ﻛﺎن اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ ﺳﺑﺎﻗﺎ إﻟﻰ ﺗﻛرﯾس اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻟﻠﺷﺧص
اﻟﻣﻌﻧوي ،ﺣﯾث ﻛرﺳﻬﺎ ﻗﺎﻧون اﻟﺿراﺋب اﻟﻐﯾر ﻣﺑﺎﺷرة اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ 1976/12/9ﻗﺑل
ﺗﻛرﯾﺳﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﺑﻣوﺟب ﻗﺎﻧون 2004/11/10ﺣﯾث ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 554ﻣﻧﻪ "
ﻋﻧدﻣﺎ ﺗرﺗﻛب اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻣن ﻗﺑل ﺷرﻛﺔ أو ﺷﺧص ﻣﻌﻧوي آﺧر ﺗﺎﺑﻊ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ﯾﺻدر
اﻟﺣﻛم ﺑﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺣﺑس .....ﺿد اﻟﻣﺗﺻرﻓﯾن واﻟﻣﻣﺛﻠﯾن اﻟﺷرﻋﯾﯾن او اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﯾن ﻟﻠﻣﺟﻣوﻋﺔ"
،وأﺿﺎﻓت ﻧﻔس اﻟﻣﺎدة ﻓﻲ ﻓﻘرﺗﻬﺎ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ " وﯾﺻدر اﻟﺣﻛم ﺑﺎﻟﻐراﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ .....ﺿد
)(1
أوﻫﯾب ﺑن ﺳﺎﻟﻣﺔ ﯾﺎﻗوت ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق،ص .39
- 54 -
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ واﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ اﻟﺟزاﺋري
اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧوي دون اﻹﺧﻼل ﺑﺗطﺑﯾق اﻟﻐراﻣﺎت اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﻋﻠﯾﻪ " وﻫو ﻧﻔس اﻟﺣﻛم اﻟذي
ﺗﻛرس ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة 9/303ﻗﺎﻧون اﻟﺿراﺋب اﻟﻣﺑﺎﺷرة ،اﻟﻣﺎدة 138ﻗﺎﻧون اﻟرﺳم ﻋﻠﻰ
رﻗم اﻷﻋﻣﺎل ،اﻟﻣﺎدة 4/36ﻗﺎﻧون اﻟطﺎﺑﻊ 4/ 121 ،ﻗﺎﻧون اﻟﺗﺳﺟﯾل .وﻧﻼﺣظ أن ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ
اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧوي ﻟﯾﺳت ﻣطﻠﻘﺔ ﺑل ﺣرص اﻟﻣﺷرع ﻋﻠﻰ ﺣﺻرﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧوي ﻣن
اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ،ﻣﺳﺗﻌﯾﻧﺎ ﺑذﻟك ﺑﺎﻟدوﻟﺔ واﻟﻣﺟﻣوﻋﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ واﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ذات
اﻟطﺎﺑﻊ اﻹداري أﻣﺎ اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻷﺧرى اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺎت
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻛون ﻣﺣل ﻣﺳﺎﺋﻠﺔ ﺟزاﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ارﺗﻛﺎﺑﻬﺎ ﺟﻧﺣﺔ اﻟﻐش
اﻟﺿرﯾﺑﻲ ن وﻫو ﻧﻔس اﻟﻧﻬﺞ اﻟذي ﺳﻠﻛﻪ اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 51ﻣﻛرر ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت
اﻟﺟزاﺋري ن اﺛر ﺗﻌدﯾﻠﻪ ﺑﻣوﺟب اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 15-04اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ .2004-11-10
اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ :ﻧﻘﺻد ﺑﻪ ﻛل ﻣدﯾن ﻟﻠﺧزﯾﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ﺑﻣﺑﺎﻟﻎ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ت-
اﻟﺿراﺋب أو اﻟرﺳوم اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻣﻠص ﻣﻧﻬﺎ أو ﯾﺣﺎول اﻟﺗﻣﻠص ﻣﻧﻬﺎ ﻛﻠﯾﺎ أو ﺟزﺋﯾﺎ ﺑﺗﻘدﻣﻪ
).(1
ﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺿراﺋب ﺑﺑﯾﺎﻧﺎت ﻧﺎﻗﺻﺔ ﺟﻌﻠﺗﻬﺎ ﺗرﺑط اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻗل ﻣﻣﺎ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻗﺎﻧوﻧﺎ
-1ﻋﻘوﺑﺎت ﺟزاﺋﯾﺔ :
أ -أﺻﻠﯾﺔ :وﺗﺗﻔق ﻣﺟل اﻟﻧﺻوص اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺗطﺑﯾق ﻋﻘوﺑﺔ اﻟﺣﺑس واﻟﻐراﻣﺔ أو إﺣدى
ﻫﺎﺗﯾن اﻟﻌﻘوﺑﺗﯾن ،وﺗﺧﺗﻠف ﻣن ﺣﯾث ﻣﻘدار اﻟﻌﻘوﺑﺔ :
-ﻓﻔﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﺿراﺋب اﻟﻣﺑﺎﺷرة :ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 303ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﺿراﺋب اﻟﻣﺑﺎﺷرة واﻟﻣﻌدﻟﺔ
ﺑﻣوﺟب ﻗﺎﻧون 16-11اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 2011/12/20ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ * ﻏراﻣﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣن
50000دج اﻟﻰ 100000دج ﻋﻧدﻣﺎ ﻻ ﯾﻔوق ﻣﺑﻠﻎ اﻟﺣﻘوق اﻟﻣﺗﻣﻠص ﻣﻧﻬﺎ 100000
دج.
*اﻟﺣﺑس ﻣن 2ﺷﻬرﯾن اﻟﻰ 6اﺷﻬر وﻏراﻣﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣن 100.000دج اﻟﻰ 500.000دج
او اﺣدى ﻫﺎﺗﯾن اﻟﻌﻘوﺑﺗﯾن ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻔوق ﻣﺑﻠﻎ اﻟﺣﻘوق اﻟﻣﺗﻣﻠص ﻣﻧﻬﺎ 100.000دج وﻻ
ﯾﺗﺟﺎوز 1.000.000دج
*اﻟﺣﺑس ﻣن 6أﺷﻬر إﻟﻰ 2ﺳﻧﺗﯾن وﻏراﻣﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣن 500.000اﻟﻰ 2.000.000دج
ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻔوق ﻣﺑﻠﻎ اﻟﺣﻘوق اﻟﻣﺗﻣﻠص ﻣﻧﻬﺎ 1000.000دج اﻟﻰ 5.000.000دج وﻫﻛذا ...
)(1
اﺣﺳن ﺑوﺳﻘﯾﻌﺔ،اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ،اﻟﻌدد ، 1ﺟﺎﻧﻔﻲ ،1998ص .20
- 55 -
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ واﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ اﻟﺟزاﺋري
*وﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن اﻟﻣﺎدة 303ﻗﺑل اﻟﺗﻌدﯾل ﻛﺎﻧت ﺗﻌﺎﻗب ﻋﻠﻰ اﻟﻐش
اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﺑﻌﻘوﺑﺎت ﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻔوق ﻣﺑﻠﻎ اﻟﺣﻘوق اﻟﻣﺗﻣﻠص ﻣﻧﻬﺎ 1.000.000
.
_ ﻓﻔﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﺿراﺋب ﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷرة :اﻟﻣﺎدة 532اﻟﻣﻌدﻟﺔ ﺑﻣوﺟب اﻟﻘﺎﻧون رﻗم -02
11اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 2002/12/24اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ . 2003
*اﻟﺣﺑس ﻣن ﺳﻧﺔ إﻟﻰ 5ﺳﻧوات وﻏراﻣﺔ ﻣن 50.000إﻟﻰ 200.000دج أو إﺣدى ﻫﺎﺗﯾن
اﻟﻌﻘوﺑﺗﯾن ،ﻏﯾر اﻧﻪ ﻓﻲ ﺻورة اﻹﺧﻔﺎء ﯾﺷﺗرط ﻟﺗطﺑﯾق اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﻣذﻛورة أن ﯾﺗﺟﺎوز ﻫذا
اﻹﺧﻔﺎء ﻋﺷر اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ أو ﻣﺑﻠﻎ 10.000دج .
*ﻗﺎﻧون اﻟﺗﺳﺟﯾل ) اﻟﻣﺎدة ( 119اﻟﺣﺑس ﻣن ﺳﻧﺔ إﻟﻰ ﺧﻣس ﺳﻧوات وﻏراﻣﺔ ﻣن 5.000
دج إﻟﻰ 20.000دج أو إﺣدى ﻫﺎﺗﯾن اﻟﻌﻘوﺑﺗﯾن .
-واﺟﺗﻣﻌت اﻟﻧﺻوص اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ أن ﺗﺿﺎﻋف اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻌود وﺣدد ﻣدة اﻟﻌود
ب 5ﺳﻧوات ﻛﻣﺎ ﻫو ﺟﺎر ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺟﻧﺢ ن وأﺟﺎزت ﺑﺎﻟﻣﻘﺎﺑل إﻓﺎدة
اﻟﻣﺗﻬم ﺑﺎﻟظروف اﻟﻣﺧﻔﻔﺔ وﻓق اﻟﻣﺎدة 53ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت.
ب -اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﻛﻣﯾﻠﯾﺔ أو اﻟﺗﺑﻌﯾﺔ :وﺗﺗﻣﺛل أﺳﺎﺳﺎ ﻓﻲ ﻧﺷر اﻟﺣﻛم وﺗﻌﻠﯾﻘﻪ وﻗد أﺟﻣﻌت ﻛل
اﻟﻧﺻوص اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻧﻪ ﺑﺈﻣﻛﺎن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ أن ﺗﺄﻣر ﺑﻧﺷر اﻟﺣﻛم ﻛﺎﻣﻼ أو ﻣﺳﺗﺧرﺟﺎ
ﻣﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﺟراﺋد اﻟﺗﻲ ﺗﻌﯾﻧﻬﺎ ،وﺑﺗﻌﻠﯾﻘﻬﺎ ﻓﻲ اﻷﻣﺎﻛن اﻟﺗﻲ ﺗﺣددﻫﺎ وذﻟك ﻋﻠﻰ ﻧﻔﻘﺔ اﻟﻣﺣﻛوم
303ﻗﺎﻧون اﻟﺿراﺋب اﻟﻣﺑﺎﺷرة 550،ﻗﺎﻧون اﻟﺿراﺋب ﻏﯾر ﻋﻠﯾﻪ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة
اﻟﻣﺑﺎﺷرة 6/120،ﻗﺎﻧون ﺗﺟﺎري).(1
-ﻛﻣﺎ ﻧص ﻗﺎﻧون اﻟﺿراﺋب ﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻓﻲ ﻣﺎدﺗﻪ 554ﺑﺧﺻوص رﺟﺎل اﻷﻋﻣﺎل واﻟﺧﺑراء
ﻋﻠﻰ اﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻌود وﺗﻌدد اﻟﺟراﺋم اﻟﻣﺛﺑﺗﺔ ﺑﺣﻛم واﺣد أو ﺑﻌدة أﺣﻛﺎم ﺗطﺑق ﻋﻠﯾﻬم ﺑﻘوة
اﻟﻘﺎﻧون ﻣﻧﻊ ﻣزاوﻟﺔ ﻣﻬن رﺟﺎل اﻷﻋﻣﺎل أو ﻣﺳﺗﺷﺎر ﺟﺑﺎﺋﻲ أو ﺧﺑﯾر ﻣﺣﺎﺳﺑﻲ وﻟو ﺑﺻﻔﺔ
ﻣﺳﯾر أو ﻣﺳﺗﺧدم وﺗطﺑق ﻋﻠﯾﻬم أﯾﺿﺎ ﻋﻧد اﻻﻗﺗﺿﺎء ﻋﻘوﺑﺔ ﻏﻠق اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ،ﻛﻣﺎ ﻧﺻت
) (1اﻟﻣﺎدة 532ﻗﺎﻧون اﻟﺿراﺋب اﻟﻐﯾر ﻣﺑﺎﺷرة اﻟﻣﻌدﻟﺔ ﺑﻣوﺟب ﻗﺎﻧون 11-02اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 2002/12/24اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ
، 2003اﻟﻣﺎدة 53ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ،اﻟﻣﺎدة 303ﻗﺎﻧون اﻟﺿراﺋب اﻟﻣﺑﺎﺷرة ،اﻟﻣﺎدة 550ﻗﺎﻧون اﻟﺿراﺋب اﻟﻐﯾر ﻣﺑﺎﺷرة ،اﻟﻣﺎدة 6/120
ﻗﺎﻧون ﺗﺟﺎري.
- 56 -
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ واﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ اﻟﺟزاﺋري
) (1اﻟﻣﺎدة 2/524ﻗﺎﻧون اﻟﺿراﺋب اﻟﻣﺑﺎﺷرة ،اﻟﻣﺎدة 2/144ﻗﺎﻧون اﻟرﺳم ﻋﻠﻰ رﻗم اﻻﻋﻣﺎل ،اﻟﻣﺎدة 4/303ﻗﺎﻧون اﻟﺿراﺋب اﻟﻣﺑﺎﺷرة
- 57 -
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ واﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ اﻟﺟزاﺋري
اﻟﺟﻧﺢ واﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﻘﺳم 3ﻧﻘﺿت ﻓﯾﻪ ﻗ ار ار ﺻﺎد ار ﻋن ﻣﺟﻠس ﻗﺿﺎء ﺗﻠﻣﺳﺎن وﺻف ﻓﯾﻪ
دﻋوى إدارة اﻟﺿراﺋب ،دﻋوى ﻣدﻧﯾﺔ واﻋﺗﺑر اﻟﻐراﻣﺎت اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﺗﻌوﯾﺿﺎت ﻣدﻧﯾﺔ ﺗؤدى إﻟﻰ
إدارة اﻟﺿراﺋب وﺗوﺻﻠت اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻓﻲ ﻗرارﻫﺎ إﻟﻰ اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠطﺔ وﻻﺑد أن ﺗﺷﯾر
ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺻدد إن إدارة اﻟﺿراﺋب ﻣؤﻫﻠﺔ إﻟﻰ ﻓرض ﺟزاءات ﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣرﺗﻛﺑﻲ
اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ .
ﻋﻘوﺑﺔ اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧوي :ﺗﺟﻣﻊ اﻟﻧﺻوص اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻧﻪ ﺗطﺑق ﻋﻠﻰ اﻟﺷﺧص
اﻟﻣﻌﻧوي اﻟﻐراﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﻣﻘررة ﺟزاءا ﻟﻠﺷﺧص اﻟطﺑﯾﻌﻲ اﻟذي ارﺗﻛب اﻟﺟرﯾﻣﺔ ،ﻓﺿﻼ
ﻋﻠﻰ اﻟﺟزاءات اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ،وﻫو ﻣﺎ ﯾﺗﻔق وﻧص اﻟﻣﺎدة 18ﻣﻛرر ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت
اﻟﺟزاﺋري اﻟﺗﻲ ﺗﻘرر ﻟﻠﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧوي ﻏراﻣﺔ ﺗﺳﺎوي ﻣن 1إﻟﻰ 5ﻣرات اﻟﺣد اﻷﻗﺻﻰ
ﻟﻠﻐراﻣﺔ اﻟﻣﻘررة ﺟزاء ﻟﻠﺷﺧص اﻟطﺑﯾﻌﻲ .
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻟث :ﺗﻘدﯾر اﻟﺟرﯾﻣﺔ وطرق اﻟﺑﺣث ﻋﻧﻬﺎ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ اﻟﺟزاﺋري
ﻟﻣﺣﺎﺻرة اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻫﻧﺎك طرق ﻟﻘﯾﺎﺳﻬﺎ واﻟﺑﺣث ﻋﻧﻬﺎ ﻧذﻛرﻫﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
اﻟﻣطﻠب اﻷول :ﺗﻘدﯾر وﻗﯾﺎس ﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ
ﻟﻘد ذﻛرﻧﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﺑﺎن ظﺎﻫرة اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﺗﻘﻠل ﻣن اﻟﺣﺻﯾﻠﺔ اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ اﻟﻣوﺟﻬﺔ إﻟﻰ
ﺗﻣوﯾل ﻧﻔﻘﺎت وﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ أﺻﺑﺢ ﻣن اﻟﺿروري ﻣﻌرﻓﺔ اﻟطرق
اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ وﻣﺟﺎﻻت اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻟﻬذﻩ اﻟظﺎﻫرة ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺑﺣث
ﻋن اﻟطرق واﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻣﺛﻠﻰ ﻟﻣﺣﺎرﺑﺔ ﻫذﻩ اﻟظﺎﻫرة وأﺳﺎﻟﯾب ﻣﻌﺎﻟﺟﺗﻬﺎ ).(1
وﻋﻣﻠﯾﺔ ﻗﯾﺎس وﺗﻘدﯾر ﻫذﻩ اﻟظﺎﻫرة ﺗﺗم ﺑواﺳطﺔ اﺳﺗﺧدام أدوات ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻟﻠﻘﯾﺎس ﻣﺛل
اﻟﻣﻌﺎدﻻت اﻟرﯾﺎﺿﯾﺔ ،وﻋﻣوﻣﺎ ﺗوﺟد طرﯾﻘﺗﯾن ﻟﻘﯾﺎس ﺣﺟم ظﺎﻫرة اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻫﻣﺎ:
-ﺗﻘدﯾر اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳري .
-ﺗﻘدﯾر ﻋدم اﻻﻟﺗزام اﻟﺿرﯾﺑﻲ .
أ -ﺗﻘدﯾر اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳري :ﯾﺷﻣل اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳري ﻣﺟﻣل اﻟﻧﺷﺎطﺎت واﻟﻣداﺧﯾل اﻟﻐﯾر
ﻣﺻرح ﺑﻬﺎ ﻟﻺدارة اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﻣن طرف اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن وﻏﯾر ﻣدرﺟﺔ ﺿﻣن اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟوطﻧﻲ اﻟﺧﺎم
ﻟذﻟك ﻓﺎن ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﺣدﯾد ﺣﺟم اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳري ﯾﺳﻣﺢ ﺑﻘﯾﺎس وﺗﻘدﯾر ظﺎﻫرة اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ،
- 58 -
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ واﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ اﻟﺟزاﺋري
وﯾﻌﺗﻣد ﺗﻘدﯾر ٕواﺣﺻﺎء اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳري ﺑﻧﺎءا ﻋﻠﻰ ﻣﻌطﯾﺎت اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟوطﻧﻲ واﻟﻣﻌﺎﻣﻼت
اﻟﻧﻘدﯾﺔ وﺳوق اﻟﻌﻣل وﻋواﻣل اﻹﻧﺗﺎج ):(1
*اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﻧﻘدي.
*ﻣﺗﻐﯾر اﻟﻣﻌدل اﻟﺛﺎﺑت :ﯾرﺗﻛز ﻫذا اﻟﻣﻧﻬﺞ ﻋﻠﻰ ﻓرﺿﯾﺔ وﺟود ﻣﻌدل ﺛﺎﺑت ﻓﻲ ﺿل ﻋدم
وﺟود اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳري ،وﯾﺗطﻠب ﻫذا اﻟﻣﻧﻬﺞ ﺗﺣدﯾد اﻟﺳﻧﺔ اﻟﻣرﺟﻌﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻋﻠﻰ أﺳﺎﺳﻬﺎ
ﻧﻘﺎرن اﻟﻣﻌدل اﻟﻧﻘدي اﻟﺛﺎﺑت ﺑﻣﺧﺗﻠف اﻷﺳﻌﺎر اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻟﻠﻣراﺣل اﻟﻣدروﺳﺔ وﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛون
اﻟﻣﻌدل اﻟﻧﻘدي ﻟﺳﻧﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣدروﺳﺔ اﻛﺑر ﻣن اﻟﺳﻧﺔ اﻟﻣرﺟﻌﯾﺔ ﺗﻌﺗﺑر اﻟﻛﺗﻠﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟزاﺋدة
ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻧﺷﺎطﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳري وﺗﺣدد ﺣﺟم اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ :ﺑﺿرب ﺣﺟم اﻻﻗﺗﺻﺎد
اﻟﺳري ﻓﻲ اﻟﻣﻌدل اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟﻣﺗوﺳط اﻟﻣﻔروض وﺗوﺿﺢ ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
)(2
-أوﻻ ﺗﺣﺳب ﺣﺟم اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳري AEST = ( M2 –M1 ) .PNB:
M2
- 59 -
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ واﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ اﻟﺟزاﺋري
M2
ﺗﻌﺗﻣد ﻫذﻩ اﻟﻔﻛرة ﻋﻠﻰ وﺟود ﻋﻼﻗﺔ ﻣﺑﺎﺷرة ﺑﯾن اﻟﺟﺑﺎﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳري ﺣﯾث اﻧﻪ ﯾﻌﺗﺑر
وﺟود اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳري ﻛﻧﺗﯾﺟﺔ ﻣﺑﺎﺷرة ﻟﻠﺿراﺋب اﻟﻣرﺗﻔﻌﺔ ،وﻟﺣﺳﺎب ﺣﺟم اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ
ﻧﺣﺳب أوﻻ ﺳرﻋﺔ دوران اﻟﻌﻣﻠﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻔﺗرض أﻧﻬﺎ ﻧﻔﺳﻬﺎ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳري ﺛم
ﻧﺣدد ﺣﺟم اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳري وﻓﻲ اﻷﺧﯾر ﻧﺣدد ﺣﺟم اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻣﻌﺎدﻟﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ :
:M0ﯾﻣﺛل اﻟﻌﻣﻠﺔ اﻟﺷرﻋﯾﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺎن ﺣﺟم اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﯾﺣﺳب ﻛﺎﻟﺗﺎﻟﻲ :
*ﻣﺗﻐﯾر ﻓﺋﺎت اﻟﻌﻣﻠﺔ :ﺑﺣﺳب ﻫذا اﻟﻣﻘﯾﺎس ﯾرﺗﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳري ﺑﺎﺳﺗﺧدام أوراق ﻧﻘدﯾﺔ
ﻣن ﻓﺋﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻟذﻟك ﻓﺎن اﻟﺗﻐﯾر ﻓﻲ ﻋدد ﻫذﻩ اﻷوراق ﯾﻌﺑر ﻋن ﺣﺟم اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳري ﻟﻛﻲ
- 60 -
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ واﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ اﻟﺟزاﺋري
ﯾﻔﻘد ﻫذا اﻟﻣﻘﯾﺎس أﻫﻣﯾﺗﻪ ﻋﻧد اﻟﺗﺿﺧم اﻟﻣرﺗﻔﻊ ﻻرﺗﻔﺎع اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎم ﻟﻸﺳﻌﺎر ،ﺑﺣﯾث
ﯾﻣﻛن اﺳﺗﺧدام اﻷوراق اﻟﻛﺑﯾرة دون أن ﯾﺣﺻل زﯾﺎدة ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳري ).(1
ﺣﺳب ﻫذا اﻟﻣﻧﻬﺞ ﺗﻘوم ﺑﺎﺧﺗﯾﺎر ﻋﺎﻣل إﻧﺗﺎج ﻣﻌﯾن ﻣﺛل اﻟﻛﻬرﺑﺎء واﻓﺗراض وﺟود ﻋﻼﻗﺔ
ﻣﺑﺎﺷرة ﺑﯾن ﻋﺎﻣل اﻹﻧﺗﺎج واﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟوطﻧﻲ وﺑﺎﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ ﺣﺟم اﻹﻓراج واﺳﺗﻬﻼك ﻫذا
اﻟدﺧل ،ﯾﺗم ﺗﻘدﯾر اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟوطﻧﻲ .وﯾﻘﺎس ﺣﺟم اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳري ﻋن طرﯾق اﻟﻔرق ﺑﯾن
اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟوطﻧﻲ اﻟﻣﺣدد ) اﻻﺳﻣﻲ ( ﺣﺳب اﻟﻣدﺧل اﻟﻣﺎدي واﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟوطﻧﻲ اﻟرﺳﻣﻲ
اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ،وﻟﻘد وﺟﻪ ﻟﻬذا اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻧﺗﻘﺎد ﻛوﻧﻪ ﯾﻔﺗرض وﺟود ﻋﻼﻗﺔ ﺛﺎﺑﺗﺔ ﺑﯾن ﻋواﻣل اﻹﻧﺗﺎج
واﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟوطﻧﻲ ،إﻻ أن ﺗﻐﯾرات اﺳﺗﻬﻼك اﻟﻌواﻣل ﻗد ﺗﻌﺑر ﺣﺗﻣﺎ ﻋن ارﺗﻔﺎع اﻻﻗﺗﺻﺎد
اﻟﺳري ،ﺑﺣﯾث ﻗد ﺗزﯾد ﻧﺳﺑﺔ اﻻﺳﺗﻬﻼك ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺗﺑذﯾر ﻣﺛﻼ .
-2ﻣﻧﻬﺞ ﺳوق اﻟﻌﻣل :وﻓق ﻫذا اﻟﻣﻧﺗﻬﺞ ﯾﺗم ﺗﻘدﯾر اﻟﻌﻣﺎﻟﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﺻرﺣﺔ ﻋن طرﯾق
اﻻﺳﺗﻘﺻﺎء ﺛم ﯾﺗم ﺣﺳﺎب ﻣﺗوﺳط إﻧﺗﺎﺟﯾﺔ اﻟﻌﻣل وﻋﻠﻰ أﺳﺎس ذﻟك ﯾﻘدر ﺣﺟم اﻻﻗﺗﺻﺎد
اﻟﺳري ،وﯾﻛﻣن اﻻﻧﺗﻘﺎد اﻟﻣوﺟﻪ ﻟﻬذا اﻟﻣﻧﻬﺞ ﻓﻲ اﻧﻪ ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣل ﻓﻘط ﻓﻲ ﺗﻘدﯾر اﻟﻧﺎﺗﺞ
)(2
اﻟوطﻧﻲ ﻣﻊ إﻫﻣﺎل اﻟﻌواﻣل اﻷﺧرى ﻣﺛل رأس اﻟﻣﺎل .
-3ﻣﻧﻬﺞ اﻟﺗﻔﺎوت :ﺣﺳب ﻫذا اﻟﻣﻧﻬﺞ ﯾﺗم ﺣﺳﺎب اﻟدﺧل اﻟوطﻧﻲ ﺑﺎﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ ﻣﺻﺎدر
اﻹدارة اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ ﯾﺗم ﺣﺳﺎﺑﻪ ﻣن ﻣﺻﺎدر أﺧرى ،وﺑﻣﻘﺎرﻧﺔ اﻟدﺧﻠﯾن ﻧﺳﺗﺧرج اﻟﻔرق
اﻟذي ﯾﻣﺛل اﻟدﺧل اﻟﻣﺗﻬرب ﺑﻪ ﻣن اﻟﺿرﯾﺑﺔ ،وﻧﻼﺣظ ﻣﻣﺎ ﺳﺑق أن ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﻧﺎﻫﺞ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ
ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ ﻗﯾﺎس ﺣﺟم ظﺎﻫرة اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻣن ﺧﻼل ﺗﻘدﯾر ﺣﺟم اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳري
وﻧظ ار ﻟﻠﺣدود اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻫﺎﺗﻪ اﻟﻣﻧﺎﻫﺞ أﺻﺑﺢ ﻣن اﻟﺿروري اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ ﻣﻧﺎﻫﺞ أﺧرى
.
ﺗﺳﺗﻧد ﻋﻠﻰ ﺗﻘدﯾر ﺣﺟم ﻋدم اﻻﻟﺗزام اﻟﺿرﯾﺑﻲ
ب-ﺗﻘدﯾرات ﻋدم اﻻﻟﺗزام اﻟﺿرﯾﺑﻲ :ﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋن ﺣﺟم اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳري ﯾﻣﻛن ﻗﯾﺎس
ﺣﺟم اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻣﻧﺎﻫﺞ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ :
- 61 -
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ واﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ اﻟﺟزاﺋري
-1ﻣﻧﻬﺞ اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﺣﺗﻣﻠﺔ :ﯾﺳﺗﻧد ﻫذا اﻟﻣﻧﻬﺞ ﻋﻠﻰ ﺻﺣﺔ اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟوطﻧﻲ
اﻟرﺳﻣﻲ ﻟذﻟك ﯾﻣﻛن آﺧذﻫﺎ ﻛﺄﺳﺎس ﻟﺣﺳﺎب اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟدﺧل اﻟﺗﻲ ﯾﻔﺗرض ﺗﺣﺻﯾﻠﻬﺎ
،وﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻫذا اﻷﺧﯾر ﻣﻊ ﺣﺟم اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻣﺣﺻﻠﺔ ﻓﻌﻼ ﻧﺗﺣﺻل ﻋﻠﻰ ﺣﺟم اﻟﻐش
)(1
اﻟﺿرﯾﺑﻲ
وﯾﻣﻛن ﺗوﺿﯾﺢ ذﻟك ﺑﺎﻟﻣﻌﺎدﻟﺔ :
INP= PFL - PFR
-2ﻣﻧﻬﺞ ﻧﺳﺑﺔ اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ :ﯾرﺗﻛز ﻣﺿﻣون ﻫذا اﻟﻣﻧﻬﺞ ﻋﻠﻰ ان ﺣﺟم اﻟﻐش
اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﯾﺳﺎوي اﻟﻔرق ﺑﯾن اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻣﻘدرة واﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻔﻌﻠﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ،ﻛﻣﺎ ﻫﻲ
ﺑﺎﻟﻣﻌﺎدﻟﺔ :
VFF= POES – POR
ﺣﺟم اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ VFF:
ﻣﺟﻣوع اﻻﻗﺗطﺎﻋﺎت اﻟﻣﻘدرةPOES:
ﻣﺟﻣوع اﻻﻗﺗطﺎﻋﺎت اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟﻔﻌﻠﯾﺔ POR:
ﻣن ﺧﻼل ﻫذا اﻟﻣﻧﻬﺞ ﯾﺗم ﻗﯾﺎس ﺣﺟم اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﺑﺎﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻣوﺟودة
ﻓﻲ اﻟﺗﺻرﯾﺣﺎت اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻘدﻣﻬﺎ اﻟﻣﻛﻠف ،وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﻧﺧﻔض ﻣﯾل اﻟﻣﻛﻠف
ﻟﻠﻐش ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺳﺗﻔﯾد ﻣن إﻋﻔﺎء ﺿرﯾﺑﻲ ﻟذﻟك ﯾﺻرح ﻋن دﺧﻠﻪ اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ،وﻋﻠﯾﻪ ﯾﺗم ﻗﯾﺎس
- 62 -
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ واﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ اﻟﺟزاﺋري
ﺣﺟم اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻣن ﺧﻼل ﻓﺣص اﻟﺗﺻرﯾﺣﺎت اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻠﻣﺔ أﺛﻧﺎء ﻓﺗرة اﻹﻋﻔﺎء.
)(1
-4ﻣﻧﻬﺞ اﻟﻣراﺟﻌﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ :وﯾﺗم ﻣن ﺧﻼل ﻫذا اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟذي ﻫو أﻣرﯾﻛﻲ ﻓﻲ أﺻﻠﻪ
ﻗﯾﺎس ﺣﺟم اﻟﻐش ﺑوﺿﻊ ﺑرﻧﺎﻣﺞ ﻟﻘﯾﺎس اﻻﻟﺗزام اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻋن طرﯾق ﻓﺣوﺻﺎت وﻣراﺟﻌﺔ
دﻗﯾﻘﺔ ﻟﻺﻗ اررات اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ،واﻟﺗﻲ ﺗؤﺧذ ﻋﺷواﺋﯾﺎ ﻣن اﻹﻗ اررات اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟﻣﻘدﻣﺔ ،واﻟﺗﻲ
ﺗﺻﻧف ﺣﺳب ﻣﺟﻣوﻋﺎت اﻟدﺧل اﻟﻣﺻرح ﺑﻪ ،وﯾﺳﻣﺢ ﻫذا اﻟﻣﻧﻬﺞ ﺑﻘﯾﺎس ﺣﺟم اﻟﺿرﯾﺑﺔ
اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺣﻣﻠﻬﺎ اﻟﻣﻛﻠﻔون ،ﺛم ﺗﺣدﯾد ﻧﺳﺑﺔ ﻣﺳﺗوى اﻻﻟﺗزام اﻟطوﻋﻲ أي ﻧﺳﺑﺔ اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻣﻘدرة
ذاﺗﯾﺎ إﻟﻰ ﻣﺟﻣوع اﻻﺳﺗﺣﻘﺎق اﻟﺿرﯾﺑﻲ.
-5ﻣﻧﻬﺞ اﻻﺳﺗﻘﺻﺎء :وﯾرﺗﻛز ﻫذا اﻟﻣﻧﻬﺞ ﻋﻠﻰ ﻣﺑدأ ﺑﺳﯾط وﻫو ﺣﺳﺎب اﻟدﺧول اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ
ﻟداﻓﻌﻲ اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋن طرﯾق اﻻﺳﺗﻘﺻﺎء وﻣﻘﺎرﻧﺗﻬﺎ ﻣﻊ اﻟﻣﺻرح ﺑﻬﺎ إﻟﻰ ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻹدارة
).(2
اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﻓﻌﻼ ،وﻟﻛن ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﻧﻬﺞ ﯾﻣﺛل ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻌﯾﻧﺔ اﻹﺣﺻﺎﺋﯾﺔ
-وﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺳﺑق ﻧﺳﺗﻧﺗﺞ اﻧﻪ ﻻ ﯾوﺟد ﻣﻧﻬﺞ ﻛﺎﻣل وﺻﺎﻟﺢ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺣﺎﻻت ﺣﯾث أن
ﻟﻛل ﻣﻧﻬﺞ ﺧﺻوﺻﯾﺎﺗﻪ وظروف ﺗطﺑﯾﻘﻪ ،واﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﻣﺗﺑﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻟﻘﯾﺎس اﻟﻐش
اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻻ ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ أي ﻣﻧﻬﺞ ﻣن اﻟﻣﻧﺎﻫﺞ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ،ﺑل ﺗﻘوم ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﺑﺣث
واﻟﻣراﺟﻌﺎت أو ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﻔﺗﺷﯾﺎت واﻟﻘﺑﺎﺿﺎت ﺑﺎﻻﺳﺗﻧﺎد ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻫو ﻣﺣدد ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون
اﻟﺿرﯾﺑﻲ ،ﻓﺎن ﻗﯾﺎس اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ن ﻻ ﯾﻌﻛس اﻟﺣﺟم اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻟﻬﺎﺗﻪ
)(3
اﻟظﺎﻫرة ،ﻛﻣﺎ أن اﻷرﻗﺎم اﻟﻣﻌﻠﻧﺔ ﺗﻛون ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣن ﺧﺑﯾر إﻟﻰ آﺧر.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :طرق اﻟﺑﺣث ﻋن ﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ :
ﯾوﺟد طرﯾﻘﺗﯾن ﻟﻠﺑﺣث ﻋن ﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ
)(1
اوﻫﯾب ﺑن ﺳﺎﻟﻣﺔ ﯾﺎﻗوت ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق،ص .82
)(2
ﻓﺎرس اﻟﺳﺑﺗﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق،ص ..138
)(3
ﻋوادي ﻣﺻطﻔﻰ ،رﺣﺎل ﻧﺻر ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ص .85
- 63 -
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ واﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ اﻟﺟزاﺋري
اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ
- 64 -
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ واﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ اﻟﺟزاﺋري
أ -إﺟراءات اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟدﺧل :ﻛﯾف ﺗﻛون اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻣﺻرح ﺑﻬﺎ ﻣن اﻟﻣﻛﻠف؟
-ﺑﻌد ﺗﻘدﯾم اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﺗﺻرﯾﺢ واﻻﻛﺗﺗﺎب اﻟﻣﻠزم ﺑﻪ ﻓﻲ اﻵﺟﺎل اﻟﻣﺣددة ﻟﻪ ﺗﺗوﻟﻰ
اﻹدارة اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﻣراﻗﺑﺔ اﻟﺗﺻرﯾﺣﺎت واﻷﻋﻣﺎل اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ ﻟﺗﺣدﯾد ﻛل ﺿرﯾﺑﺔ أو ﺣق أو رﺳم
أو إﺗﺎوة.
-ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت واﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﺗﻲ ﻟﯾس ﺻﻔﺔ اﻟﺗﺎﺟر واﻟﺗﻲ ﺗدﻓﻊ
أﺟو ار وأﺗﻌﺎب ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎﻧت طﺑﯾﻌﺗﻬﺎ.
ﯾﺗوﻟﻰ اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋون ﺑرﺗﺑﺔ ﻣﻔﺗش وﯾﻘوم ﺑﻣراﻗﺑﺔ اﻟﺗﺻرﯾﺣﺎت وﯾطﻠب ﺟﻣﯾﻊ اﻟوﺛﺎﺋق اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﯾﺔ
اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺑﯾﺎﻧﺎت ن ﻛﻣﺎ ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻣراﻗب ﺑدﻋوى ﻣن اﻟﻣﻛﻠف اﻟﻰ ﺗﻘدﯾم ﻗﺑوﻟﻪ او
ﻣﻼﺣظﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﻣدة 30ﯾوﻣﺎ ).(2
ب -ﻋن طرﯾق إﺟراء ﺗﺣﻘﯾق ﻣﺣﺎﺳﺑﻲ :
)(1
ﻋوادي ﻣﺻطﻔﻰ ،اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟﺟزاﺋري ،ﻣطﺑﻌﺔ ﻣزاور ط
،1اﻟﺟزاﺋر،2009،ص.102
)(2
ﻋوادي ﻣﺻطﻔﻰ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.19
- 65 -
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ واﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ اﻟﺟزاﺋري
ﯾﻣﻛن ﻷﻋوان اﻹدارة اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ إﺟراء ﺗﺣﻘﯾق ﻓﻲ ﻣﺣﺎﺳﺑﺔ اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ ٕواﺟراء
اﻟﺗﺣرﯾﺎت اﻟﺿرورﯾﺔ ﻟﺗﺄﺳﯾس اﻟوﻋﺎء اﻟﺿرﯾﺑﻲ وﻣراﻗﺑﺗﻪ ،وﯾﻌﻧﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻓﻲ اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ
ﻣﺟﻣوع اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟراﻣﯾﺔ إﻟﻰ ﻣراﻗﺑﺔ اﻟﺗﺻرﯾﺣﺎت اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﻛﺗﺗﺑﺔ ﻋن طرﯾق اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن
ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔٕ ،واﺟراءات اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﻲ ﻫﻲ ﻋﻣوﻣﺎ:
-ﯾﺟب اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻓﻲ اﻟدﻓﺎﺗر واﻟوﺛﺎﺋق اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﯾﺔ ﺑﻌﯾن اﻟﻣﻛﺎن
-ﻻ ﯾﻣﻛن إﺟراء اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻓﻲ اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ إﻻ ﻣن طرف أﻋوان اﻹدارة اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ اﻟذﯾن ﻟﻬم رﺗﺑﺔ
ﻣراﻗب.
-ﻻ ﯾﻣﻛن ﺗﺣت طﺎﺋﻠﺔ اﻟﺑطﻼن أن ﺗﺳﺗﻐرق ﻣدة اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻟدﻓﺎﺗر واﻟوﺛﺎﺋق
اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﯾﺔ أﻛﺛر ﻣن 4أﺷﻬر.
ت -ﻋن طرﯾق اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﻌﻣق :
ﯾﻣﻛن ﻷﻋوان اﻹدارة اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ أن ﯾﺷرﻋوا ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق ﻣﻌﻣق ﻓﻲ اﻟوﺿﻌﯾﺔ اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ اﻟﺷﺎﻣﻠﺔ
ﻟﻸﺷﺧﺎص اﻟطﺑﯾﻌﯾﯾن ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟدﺧل ،وﻓﻲ ﻫذا اﻟﺗﺣﻘﯾق ﯾﺗﺄﻛد اﻷﻋوان
اﻟﻣﺣﻘﻘون ﻣن اﻻﻧﺳﺟﺎم اﻟﺣﺎﺻل ﺑﯾن اﻟﻣداﺧﯾل اﻟﻣﺻرح ﺑﻬﺎ ﻣن ﺟﻬﺔ واﻟذﻣﺔ واﻟﺣﺎﻟﺔ
اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﻣﻛوﻧﺔ ﻟﻧﻣط ﻣﻌﯾﺷﺗﻬم ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى وﻓﻘﺎ ﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣﺎدة 6ﻗﺎﻧون
اﻟﺿراﺋب اﻟﻣﺑﺎﺷرة.
وﻋﻣوﻣﺎ ﻫذﻩ اﻹﺟراءات ﺗﺗﻠﺧص ﻓﻲ :
-ﻻ ﯾﻣﻛن اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺗﺣﻘﯾق ﻣﻌﻣق ﻟﻠﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ إﻻ ﻋن طرﯾق إرﺳﺎل إﺷﻌﺎر ﻣﺳﺑق ﻟﻪ ﻣﻊ
إﺷﻌﺎر ﺑﺎﻻﺳﺗﻼم ﻣرﻓق ﺑﺎﻟﻣﯾﺛﺎق ﺣﻘوق وواﺟﺑﺎت اﻟﻣﻛﻠف وﻣﻧﺣﻪ آﺟﺎل 15ﯾوﻣﺎ.
-ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻔوق ﻓﺗرة اﻟﺗﺣﻘﯾق ﺳﻧﺔ ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﻻﺳﺗﻼم).(1
ث -ﻋن طرﯾق ﺗرﺧﯾص ﻣن رﺋﯾس اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ :
اﻧﻪ ﻟﻛﻲ ﺗﺗﻣﻛن اﻹدارة اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺣﻘﻬﺎ ﻓﻲ اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ وﻋﻧدﻣﺎ ﺗوﺟد ﻗراﺋن
ﺗدل ﻋﻠﻰ ﻣﻣﺎرﺳﺎت ﺗدﻟﯾﺳﯾﺔ ﯾﻣﻛن ﻟﻺدارة اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ أن ﺗرﺧص ﺿﻣن أﺣﻛﺎم اﻟﻣﺎدة 75
)(1
اﺣﺳن ﺑوﺳﻘﯾﻌﺔ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.130
- 66 -
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ واﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ اﻟﺟزاﺋري
ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ اﻟﺟزاﺋري ،ﻟﻸﻋوان اﻟذﯾن ﻟﻬم رﺗﺑﺔ ﻣﻔﺗش ﺑﺈﺟراءات اﻟﻣﻌﺎﯾﻧﺔ ﻓﻲ
ﻛل اﻟﻣﺟﺎﻻت ﻗﺻد اﻟﺑﺣث وﺣﺟز ﻛل اﻟﻣﺳﺗﻧدات واﻟوﺛﺎﺋق واﻟدﻋﺎﺋم أو اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﻣﺎدﯾﺔ
اﻟﺗﻲ ﻣن ﺷﺎﻧﻬﺎ أن ﺗﺑرر اﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻟﻬﺎدﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺗﻣﻠص ﻣن اﻟوﻋﺎء واﻟﻣراﻗﺑﺔ ﻓﻲ دﻓﻊ
اﻟﺿرﯾﺑﺔ ،واﻹﺟراءات اﻟﻣﺗﺑﻌﺔ ﻫﻲ:
-اﻧﻪ ﻻ ﯾﻣﻛن اﻟﺗرﺧﯾص ﺑﺣق إﺟراء اﻟﻣﻌﺎﯾﻧﺔ إﻻ ﺑﺄﻣر ﻣن رﺋﯾس اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ إﻗﻠﯾﻣﯾﺎ
أو ﻗﺎض ﯾﻔوﺿﻪ ﻫذا اﻷﺧﯾر.
-ﯾﺟب أن ﯾﻛون طﻠب اﻟﺗرﺧﯾص اﻟﻣﻘدم ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻣن طرف اﻟﻣﺳؤول ﻟﻺدارة
اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﻣؤﻫل ﻣؤﺳﺳﺎ وﯾﺣﺗوي ﻋﻠﻰ ﻛل اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت.
-وﻟﻬذا اﻟﻐرض ﯾﻘوم وﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﺑﺗﻌﯾﯾن ﺿﺎﺑط ﻣن اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ وﯾﻌطﻲ ﻛل
اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺎت ﻟﻸﻋوان.
-ﯾﺑﻠﻎ اﻟﺷﺧص أو اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺑﺎﻷﻣر ﻹﺟ ارء اﻟﻣﻌﺎﯾﻧﺔ ﻓﻲ ﻋﯾن اﻟﻣﻛﺎن وﺣﯾن إﺟراﺋﻬﺎ
إﻟﻰ اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻌﯾن أو ﻣﻣﺛﻠﻪ أو أي ﺷﺎﻏل ﻟﻼﻣﺎﻛن اﻟذي ﯾﺳﻠم ﻧﺳﺧﺔ ﻣﻘﺎﺑل إﺷﻌﺎر
ﺑﺎﻻﺳﺗﻼم.
-ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻏﯾﺎب أي ﺷﺧص ﻋن اﻷﻣﺎﻛن ﯾطﻠب ﺿﺎﺑط اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻟﻬذا اﻟﻐرض
ﺷﺎﻫدﯾن ﺧﺎرﺟﯾن ﻋن ﺳﻠطﺔ اﻹدارة اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ،وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﺳﺗﺣﺎﻟﺔ طﻠب اﻟﺷﺎﻫدﯾن ﯾﻘوم
ﺑﺎﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻣﺣﺿر ﻗﺿﺎﺋﻲ.
)(1
ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻟﺑﺣث وﻓﻘﺎ ﻹﺟراءات أﺧرى :
ﻛﻲ ﯾﺗﺳﻧﻰ ﻟﻺدارة اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﺣﻣﺎﯾﺔ واﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ،و اﻟﺧزﯾﻧﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺗﻘوم
ﺑﺗﺗﺑﻊ اﻟﻣﺗﻣﻠﺻﯾن ﻣﻊ دﻓﻊ اﻟرﺳوم واﻟﺿراﺋب اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﻋﻠﯾﻬم ﻓﺗﻘوم اﻹدارة اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﻋن
طرﯾق أﻋواﻧﻬﺎ ﺑﺎﻟﺗﺣﻘﯾق وﻫذا ﺑﺎﻟﺗﺻﻔﺢ واﻻطﻼع ﻋﻠﻰ اﻟوﺛﺎﺋق واﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﻣطروﺣﺔ ﻋﻠﻰ
)(1
ﻓﺎرس اﻟﺳﺑﺗﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق،ص.140
- 67 -
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ واﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ اﻟﺟزاﺋري
)(1
ﯾﻧظر :اﻟﻣواد 63إﻟﻰ 65ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ.
- 68 -
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ واﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ اﻟﺟزاﺋري
اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺑﺈرﺳﺎل اﻟﻣﺣﺎﺿر إﻟﻰ وﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗص إﻗﻠﯾﻣﯾﺎ واﻟذي ﺑدورﻩ ﯾﻌﻠم اﻹدارة
اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﺑذﻟك واﻟﺗﻲ ﻟﻬﺎ ﺻﻼﺣﯾﺔ ﺗﻘدﯾم ﺷﻛوى ﻛوﻧﻪ اﻹﺟراء اﻟوﺣﯾد ﻟﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى
اﻟﺟزاﺋﯾﺔ واﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﻣﻌﺎ.
ت -اﻟﺑﺣث ﻋن طرﯾق اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت واﻟﺳﻧدات اﻟﻣﺣﺻل ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣن دﻋﺎوى ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ
ﯾﺟوز ﻓﻲ ﻛل دﻋوى ﻣﻘﺎﻣﺔ أﻣﺎم اﻟﺟﻬﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ واﻟﺟزاﺋﯾﺔ أن ﺗﻣﻧﺢ
اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺣق اﻻطﻼع ،وﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ أن ﺗﺗطﻠﻊ اﻹدارة اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ
ﻛل اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺗﺣﺻل ﻋﻠﯾﻬﺎ،واﻟﺗﻲ ﻣن ﺷﺎﻧﻬﺎ أن ﺗﺳﻣﺢ ﺑﺎﻓﺗراض وﺟود
ﻏش ﻣرﺗﻛب ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ وأي ﻣﻧﺎورة ﻛﺎﻧت ﻧﺗﺎﺋﺟﻬﺎ وﻏﺎﯾﺗﻬﺎ اﻟﺗﻣﻠص ﻣن أداء
اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺳواء ﻛﺎﻧت اﻟﻘﺿﯾﺔ أﻣﺎم اﻟﺟﻬﺎت اﻟﻣدﻧﯾﺔ آم اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،ﺣﺗﻰ وان أﻓﺿﻰ اﻟﺣﻛم
إﻟﻰ اﻧﺗﻔﺎء وﺟﻪ اﻟدﻋوى اﻟﻣﺎدة 87ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،وﯾﺟب ﻓﻲ ﻫذا اﻹطﺎر أن
ﺗﺑﻘﻰ اﻟوﺛﺎﺋق ﻟدى ﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﺿﺑط ﺗﺣت ﺗﺻرف إدارة اﻟﺿراﺋب ﺧﻼل 15ﯾوﻣﺎ اﻟﻣواﻟﯾﺔ
ﺑﺎﻟﻧطق ﺑﺄي ﺣﻛم أو أﻣر أو ﻗرار ﻣن طرف اﻟﺟﻬﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ وﻟﻛن
)(1
ﻫذا اﻷﺟل ﯾﺧﻔض إﻟﻰ 10اﯾﺎم ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺻﺎدرة ﻣن ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﯾﺎت .
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث :ﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻛﺈﺣدى اﻟﺟراﺋم اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ
اﻧﻪ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﯾﻧﺔ واﺛﺑﺎت اﻟﺟراﺋم اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ إﺣﺎﻟﺔ ﻣرﺗﻛﺑﯾﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺿﺎء ﻟﻠﻣﺣﺎﻛﻣﺔ
طﺑﻘﺎ ﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣواد 305ﻗﺎﻧون اﻟﺿراﺋب اﻟﻣﺑﺎﺷرة 534 ،ﻗﺎﻧون اﻟﺿراﺋب ﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷرة،
119ﻗﺎﻧون اﻟرﺳم ﻋﻠﻰ رﻗم اﻷﻋﻣﺎل 119 ،ﻗﺎﻧون ﺗﺟﺎري 34 ،ﻗﺎﻧون اﻟطﺎﺑﻊ ،واﻟﻣواد
74،77،75،78ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ وﺑذﻟك ﺗﻛون اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻫﻲ اﻟﻣﺂل
اﻷﺧﯾر ﻷﯾﺔ ﺟرﯾﻣﺔ ﺿرﯾﺑﯾﺔ ،وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺎن دﻋﺎوى اﻟﺿرﯾﺑﺔ أﻣﺎم اﻟﺟﻬﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﯾﺗم
ﺗﺣرﯾﻛﻬﺎ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﺷﻛوى ﻣن اﻹدارة اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻣدﯾر اﻟوﻻﺋﻲ ﻟﻠﺿراﺋب ،ﻛﻣﺎ
ﺗﺧﺿﻊ اﻟدﻋوى إﻟﻰ إﺟراءات ﻋﺎﻣﺔ وﺧﺎﺻﺔ .
)(1
ﻓﺎرس اﻟﺳﺑﺗﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص . 189
- 69 -
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ واﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ اﻟﺟزاﺋري
-إن اﻷﺻل ﻓﻲ ﻣﺑﺎﺷرة اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻣﻧوطﺔ إﻟﻰ ﺟﻬﺔ اﻻﺗﻬﺎم أي اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﺗﻲ
ﺗﺣرص ﻋﻠﻰ اﻟﺗطﺑﯾق اﻟﺳﻠﯾم ﻟﻺﺟراءات اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻻ ﺳﯾﻣﺎ أن اﻟﺟراﺋم اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﺗﻧﺟم ﻋﻧﻬﺎ
دﻋوﯾﺎن دﻋوى ﻋﻣوﻣﯾﺔ ودﻋوى ﺟﺑﺎﺋﯾﺔ
*اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺗﻬدف إﻟﻰ ﺗطﺑﯾق اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ وﻫﻲ اﻟﺣﺑس واﻟﻐراﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ.
* اﻟدﻋوى اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﺗﻬدف إﻟﻰ ﺗطﺑﯾق إﺟراءات ﺟﺑﺎﺋﯾﺔ وﻫﻲ اﻟﻐراﻣﺔ اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ واﻟﻣﺻﺎدرة
ﻟﻠﻣﺣﺟوزات.
ﻓﺎﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ أوﻛﻠت ﻛﺎﻣل اﻟﺻﻼﺣﯾﺔ ﻹدارة اﻟﺿراﺋب ﻓﻘط ﻓﻲ ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوﯾﯾن ﻣﻌﺎ ،
ﻓﺎﻟﻣﺎدة 305ﻗﺎﻧون اﻟﺿراﺋب اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﺗﻧص ﻋﻠﻰ أن اﻹدارة ﻟﻬﺎ ﺻﻼﺣﯾﺔ ﺗﻘدﯾم ﺷﻛوى
ﻟﻣﺑﺎﺷرة اﻟدﻋوى ﻣن اﺟل ﻣﻼﺣﻘﺔ اﻟﻣﻌﻧﻲ دون ﺳﺎﺑق إﻧذار ﻣن اﺟل ﺗطﺑﯾق اﻹﺟراءات
اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 303ﻗﺎﻧون اﻟﺿراﺋب اﻟﻣﺑﺎﺷرة وﺗﺧﺗص ﺑﻬﺎ ﻣﺣﻛﻣﺔ
اﻟﺟﻧﺢ ،وﯾﺟوز ﻟﻺدارة ﻫﻧﺎ أن ﺗﻛون طرﻓﺎ ﻣدﻧﯾﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻓﺗﺢ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣن ﻗﺑل اﻟﺳﻠطﺔ
اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﺷﻛوى ﻣن ﻗﺑﻠﻬﺎ ،ﻛﻣﺎ ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 307ﻗﺎﻧون اﻟﺿراﺋب اﻟﻣﺑﺎﺷرة.
وﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن اﺷﺗراط ﺗﻘدﯾم ﺷﻛوى ان ﺗﻛون اﻟﺷﻛوى ﺻﺣﯾﺣﺔ وﯾﺗوﻓر ﻓﯾﻬﺎ ﺷرطﺎن
)(1
أﺳﺎﺳﯾﺎن ﻫﻣﺎ :
/1أن ﺗﻘدم اﻟﺷﻛوى ﻣﻣﺎ ﯾﻧﺎط ﺑﻪ اﻟﻘﺎﻧون ﻣﻬﻣﺔ ﺗﻘدﯾﻣﻬﺎ ﻏﯾر اﻧﻪ ﯾﺟوز ﺗﻘدﯾﻣﻬﺎ ﻣﻣن ﺳﻣﺢ
اﻟﻘﺎﻧون ﻟﻪ ﺑﺈﻧﺎﺑﺗﻪ،وﯾﻛﻔﻲ ﻟذﻟك ﻣﺟرد اﻹﻧﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻻ ﯾﺷﺗرط اﻹﻧﺎﺑﺔ ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻛل ﺟرﯾﻣﺔ ،
ٕواذا ﺻدرت اﻟﺷﻛوى ﻣن ﻏﯾر ﻣﺧﺗص ﯾﻛون اﻹﺟراء ﺑﺎطﻼ .
/2أن ﺗﻛون اﻟﺷﻛوى ﻣﻛﺗوﺑﺔ واﻟﺣﻛﻣﺔ ﻣن ذﻟك أن ﺗﻛون اﻟﺷﻛوى ﻣوﻗف ﻣن ﺻﺎﺣب
اﻟﺳﻠطﺔ ﻓﻲ إﺻدارﻫﺎ.
ﻓﺎﻟﺳؤال اﻟﻣطروح :ﻣﺎ ﻣﺻﯾر اﻟدﻋوى اﻟﺗﻲ ﻟم ﯾﻘدم ﺷﻛوى ﻣن طرف إدارة اﻟﺿراﺋب؟
اﻟﺟواب :أﻛﯾد ﺗﻛون اﻹﺟراءات ﺑﺎطﻠﺔ ﺑطﻼن ﻣطﻠق ﻻن ﺗﻘدﯾم اﻟﺷﻛوى ﻣن طرف إدارة
اﻟﺿراﺋب ﻣن اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﻻﺗﺻﺎﻟﻪ ﺑﺷرط أﺻﯾل وﻻزم ﻟﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺳواء
)(1
ﯾﻧظر اﻟﻣواد 305:ﻗﺎﻧون اﻟﺿراﺋب اﻟﻣﺑﺎﺷرة 303،ﻗﺎﻧون اﻟﺿراﺋب اﻟﻣﺑﺎﺷرة 307،ﻗﺎﻧون اﻟﺿراﺋب اﻟﻣﺑﺎﺷرة .
- 70 -
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ واﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ اﻟﺟزاﺋري
ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى ﺟﻬﺔ اﻟﺣﻛم أو ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﺗﺣﻘﯾق وذﻟك ﺣﺳب اﻟﺗﻌدﯾل اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻺﺟراءات
اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﺑﻣوﺟب ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ 2012ﺣﯾث ﻧﺻت ﻋﻠﻰ ﺗوﺣﯾد اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ
ﻟﻠﺷﻛوى ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻛﺎﻓﺔ اﻟﺟراﺋم اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ وﺗﺗم اﻟﺷﻛوى ﻣن ﻣدﯾر اﻟﺿراﺋب ﺑﺎﻟوﻻﯾﺔ ﺣﺳب
ﻧص اﻟﻣﺎدة 104ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ .
وﺗﻘﯾد ﺷﻛوى اﻟﻣدﯾر اﻟوﻻﺋﻲ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﺑﺎﻟﺣﺻول ﻣﺳﺑﻘﺎ ﻋﻠﻰ اﻟرأي اﻟﻣواﻓق ﻣن اﻟﻠﺟﻧﺔ
اﻟﻣﻧﺷﺎة ﻟﻬذا اﻟﻐرض ﻟدى اﻟﻣدﯾرﯾﺔ اﻟﺟﻬوﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺑﻌﻬﺎ ﻣدﯾرﯾﺔ اﻟﺿراﺋب ﺑﺎﻟوﻻﯾﺔ
اﻟﺗﻲ ﺗﺻدر ﻗرار ﻣن اﻟﻣدﯾرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺿراﺋب .
أﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺳﺣب اﻟﺷﻛوى ﻣن طرف اﻹدارة وان اﻷﺻل أن ﻟﻬﺎ اﻟﺣق ﻓﻲ أن ﺗﺗﻧﺎزل
ﻋﻧﻬﺎ وﻗد ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 3/6ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻧﻘﺿﺎء اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ .
ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺳﺣب اﻟﺷﻛوى إذا ﻛﺎﻧت ﺷرطﺎ ﻻزﻣﺎ ﻟﻠﻣﺗﺎﺑﻌﺔ أو ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺳدﯾد 50ﻣن اﻟﺣﻘوق
اﻷﺻﻠﯾﺔ واﻟﻐراﻣﺎت ﻣوﺿوع اﻟﻣﻼﺣﻘﺔ واﻛﺗﺗﺎب ﺟدول اﻻﺳﺗﺣﻘﺎﻗﺎت ﻟﻠﺗﺳدﯾد ﻛﻣﺎ ﺣددﺗﻪ
اﻟﻣواد اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ305 :ﻗﺎﻧون اﻟﺿراﺋب اﻟﻣﺑﺎﺷرة 119 ،ق اﻟرﺳم ﻋﻠﻰ رﻗم اﻷﻋﻣﺎل وان ﺗﻌدﯾل
ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﺑﻣوﺟب اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 16-11اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 2011/12/20
اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ 2012ﻛﻣﺎ أﺿﺎف اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﺎدة 104ﻣﻛرر.
-اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺎﻟﻧظر إﻟﻰ ﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ :
-ﻓﻘد ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 329ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ أن "اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻣﺣﻠﯾﺎ ﻫو ﻣﻛﺎن
ارﺗﻛﺎب اﻟﺟرﯾﻣﺔ أو ﻣﺣل إﻗﺎﻣﺔ اﺣد اﻟﻣﺗﻬﻣﯾن أو ﺷرﻛﺎﺋﻬم أو ﻣﺣل اﻟﻘﺑض ﻋﻠﯾﻬم" .
-ﻓﺎﺧﺿﻊ اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺣﻠﻲ ﻻﺧﺗﯾﺎر اﻹدارة اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ وﯾﻛون
اﻻﺧﺗﺻﺎص ﺑﺣﺳب اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻘﻊ ﻓﻲ داﺋرة اﺧﺗﺻﺎﺻﻬﺎ ﻣﻛﺎن ﻓرض اﻟﻐراﻣﺔ أو ﻣﻛﺎن
اﻟﺣﺟز أو ﻣﻘر اﻟﻣؤﺳﺳﺔ وﻓﻘﺎ ﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣواد 309ﻗﺎﻧون اﻟﺿراﺋب اﻟﻣﺑﺎﺷرة 534 ،ﻗﺎﻧون
اﻟﺿراﺋب اﻟﻐﯾر ﻣﺑﺎﺷرة 119 ،ﻗﺎﻧون اﻟطﺎﺑﻊ 119 ،ﻗﺎﻧون اﻟرﺳم ﻋﻠﻰ رﻗم اﻷﻋﻣﺎل34 ،
ﻗﺎﻧون اﻟطﺎﺑﻊ ).(1
)(1
ﯾﻧظر اﻟﻣواد 305:ﻗﺎﻧون اﻟﺿراﺋب اﻟﻣﺑﺎﺷرة 119،ﻗﺎﻧون اﻟرﺳم ﻋﻠﻰ رﻗم اﻷﻋﻣﺎل 309،ﻗﺎﻧون اﻟﺿراﺋب اﻟﻣﺑﺎﺷرة .
- 71 -
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ واﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ اﻟﺟزاﺋري
وﺑﻌد اﻟﺗﺄﻛد ﻣن اﻹﺟراءات اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ ﺗﺧﺿﻊ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻟﻠﻣﺣﺎﻛﻣﺔ اﻟﻰ اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﻣﺑﺎدئ
ﻣﺛل :
ﻋﻼﻧﯾﺔ اﻟﺟﻠﺳﺔ
ﺷﻔوﯾﺔ اﻟﻣراﻓﻌﺎت
ﺣﺿور اﻟﺧﺻوم
ﺣق اﻟدﻓﺎع
).(1
اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻣﺣﺎﻣﻲ
وﺑﻌد اﻧﻌﻘﺎد اﻟﺟﻠﺳﺔ ﯾﺗم ﻓﯾﻬﺎ ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ اﻟﻘﺿﯾﺔ ﻣن طرف رﺋﯾس اﻟﺟﻠﺳﺔ ﺑﺎﻟﻣﻧﺎداة ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺗﻬم
واﻷطراف واﻟدﻓﺎع وﻓﯾﻪ أﯾﺿﺎ ﯾﺗم ﺗﻘدﯾم اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﻌﺎرﺿﺔ و اﻟدﻓوع وﻣﻧﺎﻗﺷﺔ اﻟﻣوﺿوع
واﻟﺗﻣﺎﺳﺎت اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟرد ﻋﻠﻰ ﻣراﻓﻌﺔ اﻟدﻓوع ،وأﺧﯾ ار ﺑﻌد ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ اﻟﻘﺿﯾﺔ ﯾﻘﻔل ﺑﺎب
اﻟﻣراﻓﻌﺔ أﯾن ﯾﻘر رﺋﯾس اﻟﺟﻠﺳﺔ اﻟﺣﻛم واﻟﻣواد اﻟﻣطﺑﻘﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ ﻧﻔس
اﻟﺟﻠﺳﺔ أو ﻓﻲ ﺟﻠﺳﺔ ﻻﺣﻘﺔ طﺑﻘﺎ ﻟﻧص اﻟﻣﺎدة 354ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،وﻗد ﯾﻛون
اﻟﺣﻛم ﻣﺷﻣول ﺑﻌﻘوﺑﺔ أﺻﻠﯾﺔ ) ﺣﺑس +ﻏراﻣﺔ ( وﻋﻘوﺑﺔ ﺗﻛﻣﯾﻠﯾﺔ )ﺳﺎﻟﺑﺔ ﻟﻠﺣﻘوق(
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻏراﻣﺎت ﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ن ﻓﻬﻧﺎ اﻟﻣﺗﻬم ﯾﺣق ﻟﻪ اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ إﺣدى طرق اﻟطﻌن ﻟدﻓﻊ
ﻣﺎ أﺻﺎﺑﻪ ﻣن ﺿرر ﻧﺎﺗﺞ ﻋن ﻫذا اﻟﺣﻛم أو اﻟﻘرار ﻓﻲ ﻏﯾر ﺻﺎﻟﺣﻪ .
أﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم اﻟوﺻول إﻟﻰ اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ ﺑﯾن اﻹدارة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ واﻟﻣﻛﻠف أو اﻟﻣﺟرم ﺗﻘوم
اﻹدارة ﺑﺗﻘدﯾم ﺷﻛواﻫﺎ ﺑﻌد إﺗﻣﺎم اﻹﺟراءات اﻟﻼزﻣﺔ وﺗﻘدم أﻣﺎم اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ أو اﻟﺟﻬﺔ
اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺎﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ ،إﻣﺎ ﻋن طرﯾق :
اﻟﺗﻛﻠﯾف اﻟﻣﺑﺎﺷر ﺑﺎﻟﺣﺿور ﺑﻧص اﻟﻣﺎدﺗﯾن 333و 335ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ .
اﻟﺗﻠﺑس ﺑﻧص اﻟﻣﺎدﺗﯾن 59و 338ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
إﺣﺎﻟﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣواد 164و 333ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
)(1
اﺣﺳن ﺑوﺳﻘﯾﻌﺔ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .28
- 72 -
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ واﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ اﻟﺟزاﺋري
)(1
ﯾﻧظر ﻟﻠﻣواد 440:ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ 164-166،ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ.
)(2
اﻟﻣﺎدة 418ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﻲ أﻟﻐﯾت ﺑﻣوﺟب ﻗﺎﻧون 09-01ﺑﺗﺎرﯾﺦ .2001/07/ 27
- 73 -
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ واﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ اﻟﺟزاﺋري
- 74 -
ﺧـﺎﺗﻣﺔ
ﺧــﺎﺗﻣﺔ
ﺗﻌد ﺧﺎﺗﻣﺔ ﺑﺣﺛﻧﺎ ﻫذا ﺑواﺑﺔ ﺗﻔﺗﺢ اﻟﻣﺟﺎل ﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺗﺻورات ﺣول ظﺎﻫرة اﻟﻐش
اﻟﺿرﯾﺑﻲ ،واﻵﻟﯾﺎت اﻟﻣوﺿوﻋﺔ ﻣن طرف اﻹدارة اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ،وﻛذا اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ
اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ اﻟﺟزاﺋري ،ﻓﻲ ﺳد اﻟﺛﻐرات واﻟطرق أﻣﺎم ﻛل ﻣن ﺗﺳول ﻟﻪ ﻧﻔﺳﻪ ﺑﺎن ﯾﻣس
ﺑﺎﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ ﻣن ﺧﻼل أﻋﻣﺎل اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟﺗﻲ ﯾرﺗﻛﺑﻬﺎ ،وﺑﻌد ﻣﻌﺎﻟﺟﺗﻧﺎ
ﻟﻠﻣوﺿوع ﻓﻲ ﻓﺻﻠﯾﻪ ،ﺗم اﻟﺗوﺻل إﻟﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻧﻘﺎط ،وﻗد ﺗم إﯾﺟﺎزﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ
اﻵﺗﯾﺔ:
اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ ظﺎﻫرة ﻋﺎﻟﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﺗزاﯾد ﻣﺳﺗﻣر ﺑﺷﻛل ﻣﺧﯾف ﯾﻬدد اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت
اﻟوطﻧﯾﺔ .
اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﺟرم اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﺑﺗواﻓر أرﻛﺎن اﻟﺟرﯾﻣﺔ ) اﻟﺷرﻋﻲ ،اﻟﻣﺎدي ،
اﻟﻣﻌﻧوي( ،ووﺿﻊ ﻋﻘوﺑﺎت ﺟزاﺋﯾﺔ وأﺧرى ﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﺗﺧﺗﻠف ﺑﺎﺧﺗﻼف اﻟﺿرﯾﺑﺔ
اﻟﻣﺗﻬرب ﻣن دﻓﻌﻬﺎ ﻣن اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎل طرق ﺗدﻟﯾﺳﯾﺔ.
اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﯾﺗم ﺑﻌدة طرق ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ واﻟﻬدف واﺣد ﻫو اﻟﺗﻣﻠص ﻣن دﻓﻊ اﻟﺿرﯾﺑﺔ
اﻟواﺟﺑﺔ اﻟدﻓﻊ أو اﻟﺗﻘﻠﯾص ﻣن وﻋﺎﺋﻬﺎ.
ﻫﻧﺎك اﻟﻌدﯾد ﻣن طرق اﻟﺑﺣث ﻋن ﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ وﻛذا ﺗﻘدﯾر ﻗﯾﺎﺳﻬﺎ ،ﻓﻲ
ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻟﻺﺣﺎطﺔ ﺑﻬﺎ وﻣﺣﺎﺻرﺗﻬﺎ ،إﻻ أن اﻹدارة اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻻ ﺗزال ﻓﻲ
ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﺗﻔﻌﯾل أﻛﺛر ﻟﻬذﻩ اﻵﻟﯾﺎت واﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟﻌدﯾد ﻣن اﻹﺻﻼﺣﺎت ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص
اﻟﺗﻧظﯾم اﻹداري اﻟﺧﺎص ﺑﻣﺣﺎرﺑﺔ اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ ،وﻫذا ﻧظ ار إﻟﻰ اﻟﻌدد اﻟﻣﺣدود
ﻟﻠﻣوارد اﻟﺑﺷرﯾﺔ اﻟﻣؤﻫﻠﺔ ،واﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻣﺎدﯾﺔ اﻟﻣوﺿوﻋﺔ ﻷﻋوان اﻹدارة اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﻣن
اﺟل اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻣﻬﺎم اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﻟﻛل اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن .
ﺗﺗم ﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ اﻟﺟزاﺋري ﻛﺈﺣدى اﻟﺟراﺋم
اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ،ﺑﺗﺣرﯾك دﻋوى ﻋﻣوﻣﯾﺔ ﻣن طرف إدارة اﻟﺿراﺋب ،وﻫذا طﺑﻌﺎ إذا ﻓﺷﻠت
ﻣﺳﺎﻋﻲ اﻟﺻﻠﺢ ﻣﻊ ﻫذا اﻟﻣﻛﻠف ،وﻫذﻩ اﻹﺟراءات ﺗﺗﺳم ﺑﺎﻟطول.
- 75 -
ﺧــﺎﺗﻣﺔ
ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ وﻣﻣﺎ ﺳﺑق ﻧﻠﻣس أن اﻹدارة اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ واﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري
ﻟم ﺗﻛﺛف اﻟﻣﺳﺎﻋﻲ ﻟﻠﺣد ﻣن طﺎﻫرة اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ ،وﺗﺑﻘﻰ اﻟﺟﻬودات اﻟﺗﻲ ﺗﺑذﻟﻬﺎ
اﻹدارة اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ وﻛذا ﺗطور اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ أﻣﺎم اﻟﺗزاﯾد اﻟﻣﺳﺗﻣر ﻟﻬذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﺟد
ﻣﺣدودة وﻏﯾر ﻛﺎﻓﯾﺔ.
إن اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﻲ ﺗوﺻﻠﻧﺎ إﻟﯾﻬﺎ ﺗدﻓﻌﻧﺎ إﻟﻰ ﺗﻘدﯾم ﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻻﻗﺗراﺣﺎت ﻧراﻫﺎ ﺿرورﯾﺔ وﻓﻲ
ﻧﻔس اﻟوﻗت ﻛﻔﯾﻠﺔ ﺑزﯾﺎدة ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ ﻣﺣﺎرﺑﺔ ظﺎﻫرة اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ.
- 76 -
ﺧــﺎﺗﻣﺔ
ﺗﻛوﯾن ﻗﺿﺎة ﻣﺗﺧﺻﺻﯾن ﻓﻲ اﻟﻣﯾدان اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ ﺣﺗﻰ ﯾﺗﺳﻧﻰ ﻟﻬم اﻟﻐوص ﻓﻲ ﺧﺑﺎﯾﺎ
اﻟﻣﺎدة اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ،ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﻋﻠم واﺳﻊ ﻣﺳﺗﻘل ﺑذاﺗﻪ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺳﻬوﻟﺔ ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻟﻧزاﻋﺎت
اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﻬﺎ.
- 77 -
ﻓﻬـــرس اﻟﻣوﺿــوﻋﺎت
-ﺷﻛر وﺗﻘدﯾر
ب-و -ﻣﻘدﻣﺔ
39--8
39 8 ﯾﺑﻲرﯾﺑﻲ
اﻟﺿر
اﻟﺿ اﻟﻐش
اﻟﻐش ﯾﺑﺔرو
ﯾﺑﺔ و اﻟﺿر
اﻟﺿ ـﺎﻫﯾﺔـﺎﻫﯾﺔ اﻟﻔﺻلاﻷول:
اﻻول ﻣ:ـ ـ ـﻣـ ـ ـ ـ ـ -اﻟﻔﺻل
8 اﻟﻣﺑﺣث اﻷول :ﻣﺎﻫﯾﺔ اﻟﺿرﯾﺑﺔ
8 ﺗﻣﻬﯾد
8 -1ﻣﻔﻬوم اﻟﺿرﯾﺑﺔ
9 أ -اﻟﺿرﯾﺑﺔ ذات ﺷﻛل ﻧﻘدي
11 ب -اﻟطﺎﺑﻊ اﻹﺟﺑﺎري واﻟﻧﻬﺎﺋﻲ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ
11 اﻟﻣﺑﺎدئ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻔرض اﻟﺿرﯾﺑﺔ -2
12 أ -ﻗﺎﻋدة اﻟﻌداﻟﺔ
13 ب -ﻗﺎﻋدة اﻟﯾﻘﯾن
14 ت -ﻗﺎﻋدة اﻟﻣﻼﺋﻣﺔ
14 ث -ﻗﺎﻋدة اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻓﻲ اﻟﻧﻔﻘﺔ
15 أﻫداف اﻟﺿرﯾﺑﺔ -3
15 أ -أﻫداف ﻣﺎﻟﯾﺔ
15 ب -أﻫداف اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
16 ت -أﻫداف اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ
16 اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻋﻧﺎﺻرﻩ وﺗﺻﻧﯾﻔﺎﺗﻪ
17 -1ﻣﻔﻬوم اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ
19 -2ﻋﻧﺎﺻر اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ
20 -3ﺗﺻﻧﯾﻔﺎت اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ
20 أ -اﻟﻐش اﻟﺑﺳﯾط
21 اﻟﻐش اﻟﻣوﺻوف ب-
21 ث -اﻟﻐش اﻟﻣﺷروع واﻟﻐﯾر ﻣﺷروع
22 ج -اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟﻣﺣﻠﻲ واﻟدوﻟﻲ
23 اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻟث :أﺳﺑﺎب وطرق اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ وأﺛﺎرﻩ
23 .1أﺳﺑﺎب اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ
23 أ -أﺳﺑﺎب ﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻣﻛﻠف
24 ب -أﺳﺑﺎب ذات طﺎﺑﻊ اﻗﺗﺻﺎدي
25 ت -أﺳﺑﺎب ﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻹدارة
26 ث -أﺳﺑﺎب ﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ
27 .2طرق اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ
75 ﺧﺎﺗﻣﺔ
78 ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣﺻﺎدر واﻟﻣراﺟﻊ
ﻓﻬرس اﻟﻣوﺿوﻋﺎت