Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 7

‫ܲ‬

‫ܐܫܬܪ) هي البوابة الثامنة لمدينة بابل الداخلية‪ ،‬والتي بناها نبوخذ )‪: Ishtar Gate‬باإلنجليزية( بوابة عشتار‬ ‫ܪܘ ܲ‬
‫ܐܙܐ ܵ‬
‫ܕܥ‬ ‫باكلذايا ܵܕ ܲ‬
‫نصر عام ‪ 575‬ق‪.‬م‪ .‬في شمالي المدينة اهداء لعشتار آلهة البابليين‪ .‬ولقد كشف المنقب األلماني روبرت كولدواي في عام ‪1899‬م‬
‫‪.‬عن أول معالم هذه المدينة‬

‫أن بوابة عشتار األصلية عثر عليها األلمان في أيام الدولة العثمانية‪ ،‬ونقلت إلى ألمانيا ووضعت في متحف بيرغامون في برلين وال‬
‫تزال موجودة في المتحف إلى الوقت الحالي‪ .‬والبوابة على اسم الهة الزهرة (عشتار) وهي تعني حسب أساطير بابل انها المتحكمة‬
‫في أمور البشر النها عشيقة كبار اآللهة (اونو‪ ،‬انليل‪ ،‬اشور)‪ ،‬وقيل أن نبوخذ نصر الثاني بناها حبا لزوجته‪ ،‬والبوابة مكسوة بكاملها‬
‫بالمرمر األزرق والرخام األبيض والقرميد الملون‪ .‬وكانت مزينة بـ ‪575‬شكال حيوانيا بارزا منها التنين المعروف بالسيروش‬
‫‪.‬والثيران‪ .‬وعلى جدرانها تماثيل جدارية تمثل األسد والثور والحيوان الخرافي المسمى (مشخشو) وهو يمثل رمز اآللهة مردوك‬

‫وكانت تعتبر البوابة التي هي جزء من أسوار مدينة بابل واحدة من إحدى عجائب الدنيا السبع في العالم حتى القرن ‪ 6‬إذ تم استبدالها‬
‫‪.‬بمنارة اإلسكندرية‬

‫بني أصغر استنساخ للبوابة في العراق في عهد حكم الرئيس أحمد حسن البكر وكذلك مبنى مدخل المتحف الذي لم يكتمل‪ ،‬وقد وقعت‬
‫‪.‬األضرار عليهِ منذ غزو العراق عام ‪2003‬‬

‫وكانت المواكب تدخل من بوابة عشتار‪ ،‬وهي البوابة الرئيسة لسور المدينة الداخلي‪ ،‬والبوابة الرئيسة إلى شارع الموكب الذي يعد‬
‫الشارع الرئيس لمدينة بابل والطريق المقدس الذي يربط المدينة ببيت األحتفاالت الدينية المعروف ببيت" أكيتو" ويخترق شارع‬
‫الموكب من بوابة عشتار في اتجاهه نحو الجنوب‪ ،‬ثم بعد ذلك يمتد حتى يكون بالقرب من الجهة الشرقية للقصر الجنوبي‪ ،‬ومن‬
‫خالل البوابة يتم العبور إلى قناة" ليبيل حيكال" عبر جسر خشبي إلى معبد (نابو شخاري) الواقع إلى الجهة الغربية منها‪ ،‬ويستمر‬
‫الشارع جنوباً أيضاً بمحاذاة سور الزقورة ومعبد أيساكال منعطفاً غرباً حتى يتم الوصول إلى نهر (أراختو) وهو الجدول المنساب‬
‫‪.‬بمياه نهر الفرات‬

‫و لقد أطلق البابليون على القسم الشمالي من الشارع الذي يبدأ من بوابة عشتار شمالي المدينة الداخلية ثم يمتد جنوباً حتى ينحرف‬
‫غرباً بين زقورة بابل ومعبد مردوخ متصالً بالجسر المسمى جسر (بور‪ -‬شابو) ومعنى هذا االسم (لن يعبر العدو) والقسم الجنوبي‬
‫‪.‬من الشارع أطلق عليه اسم عشتار الماسو أو مياشو وهي عبارة تعني عشتار حامية جيوشنا‬

‫ويبلغ ارتفاع باب عشتار مع األبراج خمسين متراً وعرضها ثمانية أمتار والباب محاط باألبراج الجميلة والعجيبة‪ ،‬وكانت المواكب‬
‫تدخل من بوابة عشتار إلى المدينة الداخلية‪ ،‬ويعود تاريخ بناء بوابة عشتار إلى حقبة زمنية سابقة لعهد الملك نبوخذ نصر البابلي‪،‬‬
‫لكنه عمرها وزاد في بنيانها بحيث غدت أكثر جماالً وتميزاً وهو من زينها بالتنين والثيران‪ ،‬وبالطابوق المصقول المطلي‪ ،‬وهو الذي‬
‫وضع األبواب بعد أن غطاها بالنحاس وثبت فيها مغاليق ومفاصل من مادة البرونز وهي مازالت موجودة في متحف ألمانيا في‬
‫‪.‬برلين‬

‫زقورة اور‬
‫تعد زقورة أور من أقدم المعابد التي بقيت في العراق تقع على نحو ‪ 40‬كم إلى الغرب من مدينة الناصرية (‪ 340‬كلم جنوب‬
‫بغداد)‪ ،:‬التي بناها مؤسس ساللة "أور" الثالثة‪ ،‬وأعظم ملوكها" سنة ‪2050‬ق‪.‬م هي الدليل على اعتناق الناس آنذاك لديانات واسعة‪،‬‬
‫‪.‬لها أهمية في حياتهم‬
‫و زقورة "أور" مستطيلة الشكل‪ ،‬أبعادها "‪150×200‬م"‪ ،‬وارتفاعها "‪ "45‬قدما‪ .‬وقد كانت باألساس مكونة من ثالث طبقات‪ ،‬يرتفع‬
‫فوقها معبد مخصص لعبادة كبير آلهة المدينة "سن"‪ ،‬ويرتقي إليها بواسطة سلمين جانبيين‪ ،‬وثالث وسطي‪ ،‬ثم أصبحت فيما بعد‬
‫‪.‬تتكون من سبع طبقات في عهد الحكم االشوري ‪ .‬حاليا يدرس مشروح من أجل بناء مدينه سياحيه و متحف في المدينة‬

‫حدائق بابل المعلقة‬

‫رسم حدائق منقوشة على جدران قصر قرب نينوى يسمى قصر سنحاريب الملك اآلشوري الذي عاش قبل نبوخذ نصر بمائة عام‪،‬‬
‫حيث وصف في الرقيم الطيني بوصفهِ "قصراً ال يضاهيه قصر"‪ .‬كما أن الكتابة تصف طريقة زراعة األشجار على الرواق‬
‫‪.‬المسقوف مثلما وردت في وصف حدائق بابل تماماً‬

‫حدائق بابل المعلقة إحدى عجائب الدنيا السبع في العالم القديم‪ ،‬وهي العجيبة الوحيدة التي يُظن بأنها أسطورة‪ ،‬ويُزعم بأنها بنيت في‬
‫المدينة القديمة بابل وموقعها الحالي قريب من مدينة الحلة بمحافظة بابل‪ ،‬العراق‪ .‬ومؤخراً كشفت الدراسات التي أجرتها ستيفاني‬
‫دالي‪ ،‬في جامعة أكسفورد المتخصصة في الدراسات الشرقية وتحديدا في بالد ما بين النهرين‪ ،‬نظرية استندت على أبحاث استغرقت‬
‫‪ 20‬عاماً‪ ،‬إذ قررت دالي تركيز بحثها مئات األميال إلى الشمال من مدينة بابل القديمة‪ ،‬حيث مدينة نينوى التي تقع على بعد حوالي‬
‫‪ 450.‬كلم شمال بابل‪ ،‬والتي تمثلها في الوقت الحاضر مدينة الموصل شمال العراق‬

‫ووفقاً لتقديرات بعض علماء الري إضافة إلى نجاح ستيفاني نظرياً في فك طالسم إحدى القرائن المعروضة في المتحف البريطاني‪،‬‬
‫وهي رقيم (لوح) طيني مكتوب باللغة المسمارية القديمة يبلغ عمره حوالي ‪ 2500‬عام‪ ،‬حيث أستنتجت بأن العلماء وهم يبحثون عن‬
‫‪.‬آثار الحدائق المعلقة قد ضلوا الطريق حين كانوا يبحثون في المكان الخطأ‬

‫وأشارت إلى أن الوصف التاريخي للحدائق‪ ،‬ظاهر وبقوة في قصر سنحاريب في نينوى‪ ،‬الملك اآلشوري الذي عاش قبل نبوخذ‬
‫نصر بمائة عام‪ ،‬حيث وصف في الرقيم "قصراً ال يضاهيه قصر"‪ .‬كما أن كتاباته تصف طريقة زراعة األشجار على الرواق‬
‫‪.‬المسقوف مثلما وردت في وصف حدائق بابل تماماً‬

‫وكان الملك سنحاريب قد أورد في هذا الرقيم معلومات مفصلة عن أعماله وعن المدينة وعن قصره وعن الحدائق ووصفها بأنها‬
‫مكونة من أنواع مختلفة من الشجيرات والنباتات التي تشكل سياجاً حول القصور‪ ،‬مدوناً باللغة المسمارية القديمة‪ ،‬حيث تعد دالي من‬
‫‪.‬األشخاص القالئل الذين يستطيعون قراءة هذه اللغة في العالم‬

‫حدائق بابل المعلقة ليست هي المبنى المميز الوحيد الذي كان موجودا في بابل‪ ،‬لقد كان هنالك أسوار المدينة ومبنى المسلة التي‬
‫‪.‬نسبت إلى الملكة سميراميس أيضاً من عجائب المدينة‬

‫ولقد نسبت حدائق بابل المعلقة إلى الملك البابلي نبوخذنصر الثاني‪ ،‬الذي حكم بين العامين ‪ 562‬و ‪ 605‬قبل الميالد‪ .‬وذكر بأن سبب‬
‫بنائها هو إرضاء زوجته ملكة بابل والتي كانت ابنة أحد قادة الجيوش التي تحالفت مع أبيه‪ ،‬والذي بذل الجهد الكبير في قهر‬
‫اآلشوريين‪ .‬وكانت تدعى اميتس الميدونية والتي افتقدت المعيشة في تالل بالد فارس وكانت تكره العيش في أرض بابل المسطحة‪.‬‬
‫‪.‬لذلك قرر نبوخذنصر أن يسكنها في مبنى فوق تل المصنوعة بأيدي الرجال‪ ،‬وعلى شكل حدائق بها تراسات‬
‫ذكر حدائق بابل في النصوص القديمة‬
‫وُصفت حدائق بابل في عدد من النصوص القديمة‪ ،‬وكان أولها نص للراهب والمؤرخ والفلكي برعوثا الذي كان يعبد اإلله مردوخ‬
‫والذي عاش في أواخر القرن الرابع قبل الميالد‪ .‬ولم تعرف مؤلفات برعوثا إال عن طريق االقتباسات التي اقتبسها بعض الكتاب منها‬
‫(مثل يوسف بن ماتيتياهو)‪ .‬وهناك خمسة مؤرخين (إضافة إلى برعوثا) كتبوا في وصف الحدائق المعلقة ومازالت كتبهم موجودة‬
‫إلى اليوم‪ ،‬وقد وصف هؤالء المؤرخون حجم الحدائق المعلقة‪ ،‬وكيفية وسبب بنائها‪ ،‬وماذا كان النظام المتبع في ري الحدائق‪.‬‬
‫‪ :‬وذكرت حقائق عن ألحدائق المعلقة في الكثير من النصوص التاريخية ومنها المجلد الثاني للمؤرخ ديودور الصقلي وهي كأآلتي‬

‫بلغت مساحة الحدائق حوالي ‪ 14400‬متراً‪ ،‬وكانت على شكل تل وتتكون من طبقات ترتفع الواحدة فوق األخرى‪ ،‬وهي تشبه‬
‫المسارح اليونانية‪ ،‬حيث يصل ارتفاع أعلى منصة إلى خمسين ذراعاً‪ .‬بلغت سماكة جدران هذه الحدائق التي زُيّنت بكلفة عالية‬
‫حوالي ‪ 22‬قدماً‪ ،‬وممراتها كانت بعرض عشر أقدام‪ ،‬وهذه الممرات كانت مغطاة بثالث طبقات من القصب والقار‪ ،‬وطبقة ثانية من‬
‫الطوب‪ ،‬والطبقة الثالثة تتألف من الرصاص تمنع تسلل الرطوبة تليها كميات من التراب غرست فيها األشجار‪ ،‬وزودت الحدائق بما‬
‫تحتاجه من التراب لتتسع لجذور أكبر األشجار‪ ،‬إذ زُودت الحديقة بأشجار من كل األنواع و بكثافة‪ .‬صممت الحديقة بطريقة تسمح‬
‫للضوء بالوصول إلى كل المصاطب‪ ،‬احتوت الحدائق على مساكن ملكية‪ ،‬وكانت المياه ترتفع إلى قمة الحدائق بآالت ترفع المياه من‬
‫النهر‪ ،‬وقد صممت بطريقة ال يراها زوارها‪ .‬كان موقع الحدائق بالقرب من نهر "ولم يحدد أي نهر لكن المؤكد أنها كانت في في‬
‫‪ [1].‬بابل وبناها نبوخذ نصر‬

‫هنالك حقائق أخرى مكملة لما دونه ديودور الصقلي من خالل الجغرافي والمؤرخ سترابو‪ ،‬حيث يضيف المزيد من الحقائق في‬
‫‪:‬نصوصه كاآلتي‬

‫أن الحدائق المعلقة هي عجيبة من عجائب الدنيا السبع‪ ،‬حيث ووصف آلية رفع المياه فيها بأنها كانت عن طريق أنابيب لولبية ترفع‬
‫المياه إلى الحدائق‪ ،‬وأنها تقع على نهر الفرات "تم تحديده بالضبط ألول مرة"‪ ،‬وكان ثمة موظفين مهمتهم إدارة هذه اللوالب لرفع‬
‫[ ‪.‬المياه على مدار اليوم‬

‫(مرْدُوك أو " نمرود " باللغة العربية)‪ ،‬كان كبير آلهة قدماء البابليين‪ ،‬وكان أساسًا إلهًا لمدينة بابل‪ .‬ولما كانت‬ ‫مردوخ‬
‫بابل أهم وأقوى مدينة في العصور القديمة‪ ،‬فقد أصبح مرْدُوك أهم إله في هذه الحقبة‪ ،‬وقد سمّاه أصحاب السِّيادة المولى األعظم‪،‬‬
‫مولى السماء واألرض‪ ،‬وزعموا أن قوته كانت تكمن في حكمته التي كان يستخدمها لمساعدة النّاس األخيار على معاقبة النّاس‬
‫‪.‬األشرار‬

‫وبسبب العالقات السياسية بين بابل وإريدو‪ ،‬كان مردوك يُعتبر بكر انكي أو آيا رب المياه السفلى (كأوقيانوس تحت األرض يسمى‬
‫افسو) الذي يُعبد في اريدو‪ .‬حين أسّس األموريون حوالي سنة ‪ 1830‬ق‪.‬م أول ساللة بابلية ستسيطر في ايام حمورابي على كل بالد‬
‫الرافدين‪ ،‬صار االله مردوك اله المملكة‪ .‬وكان لهذا التبديل نتائج على الالهوت‪ .‬فاستطاع علماء بابل أن يب ِرّروا ارتفاع شأن‬
‫‪.‬مردوك‬

‫فحسب فاتحة شريعة حمورابي‪ ،‬اعطى انو (االله السامي في البنتيون االكادي منذ زمن السومريين) وانليل (بالو اي بعل أي السيد)‬
‫‪.‬مردوك المُلك االبدي على كل المائتين‪ ،‬ومنحاه المقام األول بين كل آلهة السماء‬
‫وتعطي السبب لذلك ملحمةُ الخلق إنوما إليش أي قصة الخلق البابلية ‪ :‬تجرّأ مردوك وحده على صراع تيامات (تشخيص الشواش‬
‫‪.‬والفوضى األولى) وانتصر عليه‪ .‬فنال مردوك لقب انليل (بالو أو السيّد)‪ .‬وارتبطت به هذه الصفةُ بحيث سمّي مرارا بال‬

‫هيكله الرئيسي‬
‫اي ساغ ايال" (البيت الذي يرفع الرأس) في بابل مع البرج المشهور "اي تمن أن كي" (بيت أساس السماء واألرض برج بابل) "‬
‫وباب الشرق المقدس الذي كان مقفال طوال السنة‪ ،‬ولكن كان يُفتح بضعة ايام خالل الشهر السادس من اجل الطواف مع مردوك‬
‫‪.‬ونابو‬

‫‪:‬اوالد مردوخ‬

‫كان لإلله مردوخ ابن واحد وهو اإلله نابو إله بورسبا ‪ ،‬وتوضح أسطورة الخليقة إن مردوخ تزوج صاربانيتوم وانجبا نابو ‪ ،‬وعُرف‬
‫هذا اإلله كشفيع لفن الكتابة وللكتبة ‪ ،‬ففي القرن ‪ 6‬ق‪.‬م ‪ ،‬ومنذ بداية القرن ‪ 8‬ق‪.‬م تطورت عبادة اإلله نابو فنقرأ مدوّنة أشورية لـ أدد‬
‫نيراري الثالث ‪ " :‬ثق بنابو وال تثق بإله آخر"‪ .‬وزوجة نابو هي "تاشميتيوم" أي المستجيبة ‪،‬وألبن مردوخ دور كبير في أنقاذ أبيه‬
‫مردوخ في أعياد رأس السنة الجديدة التي يُحتفل بها في الربيع (نيسان) وتتميّز بطواف احتفالي إلى اكيتو (بيت االعياد) الواقع‬
‫خارج المدينة‪ .‬وكان يتم االحتفال بتالوة ملحمة الخلق وتنصيب مردوك كخالق الكون وملكه‪ .‬وكانوا يعلنون أن هذا اليوم يثبّت‬
‫مصير البشر وااللهة للسنة القادمة وان الذكر القديم لعيد السنة الجديدة كعيد الخصب ‪ ،‬ظلّ حيا في طقس زواج مردوك مع زوجته‬
‫صربانيتوم (يجمع تمثاله وتمثالها أو يتجامع الملك مع إحدى الكاهنات)‪ .‬وكان هذا الطقسُ الشرط الضروري لحفظ الحياة على‬
‫األرض ‪ ،‬وفي اليوم السادس من عيد األكيتو يإتي موكب اإلله نابو ليخلص أبيه مردوخ من األسر (العالم األسفل) بعد أن يقتل‬
‫]‪ [1‬الوحوش والخنازير الوحشية والشياطين التي تحتجز مردوخ‬

‫‪1-‬‬ ‫علي بشير ‪ ،‬دور اإلله نابو ومكانته‬


‫في حضارة بالد الرافدين ‪(،‬جامعة‬
‫‪.‬بغداد ‪2014 ،‬م)‬

‫برج بابل‬

‫)‪ (1563‬صورة تخيلية لبرج بابل‪ ،‬للرسام بيتر برويغيل‬

‫برج بابل‪ ،‬بناء يعتقد أنه بني في مدينة بابل في بالد ما بين النهرين (العراق حاليا)‪ ،‬ورد ذكر البرج الذي يتحدث عنه أغلب‬
‫المؤرخين القدماء ‪،‬وكذلك ذكر في التوراة‪ ،‬لقد جاء في سفر التكوين (الفصل ‪ 11‬من ‪ )9 - 1‬أن بناء برج بابل يعزى إلى ساللة‬
‫النبي نوح‪ ]3[]2[]1[.‬فقد كان يدور في خلد بنائيه أن يوصلوه إلى السماء‪ ،‬ولكن اإلله السرمدي فرق األلسن (أي بلبلها) بحسب‬
‫‪.‬السفر ليمنعهم من تحقيق أمنيتهم وشتتهم بعدئذ في مغارب األرض ومشارقها‬

‫وقد بحث جميع الرحالة والباحثين عن برج بابل وغالبا ما خلطوا بينه وبين أنقاض برج الطوابق في بيرر ‪ -‬نمرود (بورسيبا)‬
‫القديمة الذي كان يقيم فيه اإلله نابو‪ ،‬ابن مردوخ‪ .‬وقد حصل هذا االختالط منذ أيام هيرودتس اليوناني‪ .‬لقد كان االعتقاد هو ان البرج‬
‫‪.‬مدور أي لولبي إال أن األقمار الصناعية الروسية بعد صدفة تصوير الموقع المفترض قد وجدوه مربع الشكل‬
‫قصة البرج عند المسيحيين‬
‫حسب سفر التكوين فبعد نهاية الطوفان شرع نسل نوح في بناء برج بابل في سهل شنعار بغية أن يجمعهم مكان واحد من األرض‬
‫فال يتبددون على وجه البسيطة الواسعة‪ .‬وكان في قصدهم جعل العالم كله مملكة واحدة عاصمتها هذا المكان الذي اختاروه في أرض‬
‫‪.‬شنعار وسمي بابل‪ .‬وليقيموا ألنفسهم اسماً ومجداً داللة على كبريائهم وتشامخ نفوسهم (تكوين ‪)4 :11‬‬

‫ولعدم توفر الحجر استعملوا اللبن أي صبُّوا الطين في قوالب وأحرقوا القوالب حتى ال تتأثر بالماء‪ .‬واستعملوا الحمر بدل الطين‬
‫والحمر هو المزيج اللزج الذي كان يكثر في بعض هذه البقاع بسبب وجود البترول‪ .‬والحمر هو القار أو المادة اإلسفلتية وعندما‬
‫‪.‬تيبس تثبت القوالب‬

‫إال أن اهلل لم يكن في قصده تجمّع الناس بعد الطوفان بل انتشارهم لتعمير األرض‪ .‬ثم لم يكن من صالح الناس أن يلجؤوا إلى طرقهم‬
‫وكبريائهم في تحدّي الرب‪ .‬فبلبل اهلل ألسنتهم‪ ،‬فكفوا عن العمل وتفرقوا فعمّروا األرض وصارت األرض وصارت البقعة اسمها بابل‬
‫من الفعل "بلبل" العربي‪ ،‬والعبري القريب منه "بلل" وبسبب هذا التشتت والطقس والتربة واختالف طرق المعيشة نشأت أجناس‬
‫الناس وتكونت لغاتهم المختلفة‬

‫وصف البرج‬
‫لقد بني في وسط المحراب للهيكل األكبر برجا ضخما طويال وعريضا وذو قاعدة تبلغ ‪ 92‬مترا‪ ،‬ويرتفع فوق هذا البرج برج آخر‬
‫ويرتفع على هذا األخير من جديد برج آخر حتى يصل العدد إلى ثمانية أبراج وقد بني الدرج الذي يرقى إليه من الخارج بشكل‬
‫‪.‬لولبي يحيط بكل األبراج‪ ،‬ونجد في وسطه محطة ومقاعد لالستراحة يجلس عليها الذين يرتقونه ليستريحوا‬

‫م‬

‫(الصوره)‬ ‫أسد بابل عام ‪1909‬‬

‫وهو تمثال ألسد عثر عليه في مدينة بابل األثرية في العراق في سنة ‪ 1776‬من قبل بعثة حفريات أثرية‬ ‫أسد بابل‬
‫ألمانية‪ ،‬وهو مصنوع من حجر البازلت األسود الصلب‪ ،‬حيث يظهر هذا التمثال على شكل أسد يقف على شخص بشري‪ ،‬طوله يبلغ‬
‫حوالي متران وهو موضوع على منصة طولها حوالي متر عثر عليها بالقرب من مبنى الجنائن المعلقة‪ ،‬رجح بناء هذا التمثال من‬
‫قبل الملك البابلي الكلداني نبوخذ نصر الثاني (‪ 562-605‬ق م)‪ ،‬إال أن شكله ومادة صنعه رجحت العلماء من أنه قد يعود إلى فترة‬
‫الحيثيون‪ ،‬وعلماء آخرون قالوا أنها من المحتمل أن تكون من الغنائم ألتي غنمها البابليون أثناء فترة حكم نبوخذنصر الثاني أثناء‬
‫‪.‬إغارته على بالد حاتي‪ ،‬ويرى الباحثون أن تمثال أسد بابل هو تجسيد لقوة بابل وفرض سلطتها على الشعوب‬

‫وقيل حول التمثال قصص عدة‪ ،‬إن التمثال الواقع على بقعة صغيرة من أرض مدينة (بابل القديمة) ويمثل قطعة حجرية كبيرة هي‬
‫عبارة عن هيئة أسد يجثم على جسد بشري‪ ،‬يبلغ طولها ما يقارب المترين موضوعة على منصة (زقورية) بارتفاع متر‪ .‬وقد سمي‬
‫عبر الزمان بـ (أسد بابل)‪ .‬عثر على هذه القطعة الحجرية المصنوعة من (البازلت األسود الصلب)في آذار من سنة (‪)1776‬‬
‫ميالدية‪ ،‬من قبل فرقة تنقيب آثارية ألمانية في القصر الشمالي لمدينة (بابل) الذي بناه الملك البابلي الرابع من (ساللة أيسن الثانية)‬
‫‪.‬ويرجح أنه الملك (نبوخذنصر الثاني) الذي عاش في عام (‪ )604‬قبل الميالد وهو أبن (نبوخذنصر األول)‬

‫وقد اعتبرت هذه القطعة النحتية من أهم الشواهد الحضارية للحضارة البابلية بشكل خاص وللفن الرافديني بشكل عام وللفكر‬
‫أإلنساني جمعاء‪ .‬وقد تباينت اآلراء حول مرجعية تمثال (أسد بابل) التأريخية وعائديته‪ .‬فهناك من يقول أنه لم يعود للبابليين ألن‬
‫أسلوب تنفيذه الفني وطريقة تصميمه بعيدة عن األسلوب البابلي في فن النحت‪ ،‬وهو يقترب من أسلوب (الفن الحثي) الذي يمثل‬
‫‪.‬الحضارة (الحثية) المجاورة لحضارة (بابل) اللتان تحاربتا فترة من الزمن وانتهت تلك الحروب بأنتصار (البابليين)‬

‫على هذا أألساس قد يكون من المحتمل أن جلب من (الحثيين) كأحدى غنائم الحروب التي خاضها (نبوخذنصرالثاني) ضد أولئك‬
‫القوم في شمال أرض الرافدين‪.‬ثم أن منطقة بابل بأراضيها السهلة والمنبسطة خالية من الصخور ومن األحجار كحجر (البازلت‬
‫الصلب) الذي يتواجد أكثر في المناطق الشمالية البعيدة عن (بابل)‪.‬فمن أين جاء البابلي بهذه الصخرة الثقيلة والكبيرة؟ ومهما يكن من‬
‫أمر تلك اآلراء ‪،‬فأن عثور فريق التنقيب عليه كقطعة آثارية مهمة جدا في القصر الشمالي لمدينة (بابل) في منتصف القرن (الثامن‬
‫عشر الميالدي ‪ )1776‬هو الدليل القاطع على (بابليته وعراقيته)‪.‬وما يدلنا على عراقية العمل هو أن األستاذ الدكتور زهير صاحب‬
‫أستاذ مادة تأريخ الفن في جامعة بغداد قال في أحد مقاالته القيمة حول التمثال ((أن شكل أألسد في هو من أكثر مفردات الطبيعة‬
‫ظهورا في الفنون البابلية في العهد الحديث فقد مثل األسد (مائة وعشرون مرة) على جدران (شارع الموكب) وعلى جدارية الملك ‪-‬‬
‫‪.‬نبو خذ نصر‪)) -‬‬

‫عبر تمثال (أسد بابل) عن وجود وعي جمالي مذهل‪ ،‬تمثل في التعبير عن عظمة بابل وملكها القوي‪ .‬وقساوة التحديات مع القوى‬
‫الداخلية والخارجية‪.‬هذا فضال عن أن التمعن في أسلوب صناعته فنيا يوحي بوجود لمسات من أألسلوب البابلي المعروف بالواقعية‬
‫والدقة اضافة إلى شيء من التجريد في نحت ورسم األسود وبنفس طريقة تنفيذ (أسد بابل)‪ .‬وفي التمثال المذكور نجد أن هناك أجزاء‬
‫تبدو متداخلة ولكن اجتماعها يوحي بوجود هيئة أسد يجثم فوق جسد بشري‪.‬ويجد المتفحص والباحث في معاني الفن القديم أن النحات‬
‫هنا وكأنه يروم تقديم عمل فني الغاية منه تجسيد فكرة القوة والعظمة أزاء الضعف والهوان‪،‬عبر محاكاة واقعية‪ .‬حيث تأثر الخطاب‬
‫التشكيلي السيما النحت بالظروف التي مرت بها بابل في عهد التحديات ومواجهة العيالميين ثم الحثيين زمن نبوخذ نصر الثاني في‬
‫‪ 562 -605‬قبل الميالد‪.‬وما يتطلبه األمر من تعبئة للفن خدمة للمعارك من أجل تخليص بابل من براثن األعداء فضال عن وجود‬
‫‪.‬التحديات الداخلية المتمثلة بـ (القوة اآلشورية) التي تبغي انتزاع السلطة من (البابليين)‬

‫أن الفنان البابلي كان يسعى لتمجيد إنتصارات شعبه وقائده (نبو خذ نصر)‪ .‬فظهر ذلك جليا في عملية (التعظيم) من خالل قوة وثقل‬
‫كتلة الحجر المادية زائدا ما تحويه من معنى غير منظور‪ .‬فهيئة األسد تبدو ثقيلة وهي تجثم على الجندي الخاسر المنهزم امام األسد‬
‫الرمزالبابلين‪ ،‬عندما استخدم الفنان حجر (البازلت) الصلب للتعبير عن ذلك‪.‬فأتضحت روعة األداء الفني التشكيلي للنحات من خالل‬
‫براعته في التبسيط وأألختزال إلى حد التجريد كما عبر عنها أ‪.‬د‪.‬زهير صاحب‪ .‬وأنت تقف أمام األسد وهو يصرع الجندي تجد ان‬
‫هناك مهارة في أجادة نحت أجزاء الجسم الحيواني بتزاوج المسحة الواقعية إلى جانب التعبيرية التجريدية‪.‬فتجد ان المثال البابلي‬
‫يمتلك رؤية تشكيلية تجعله في مصاف الفنانين المبدعين حيث نجح في تحقيق (رمزية) األسد والجندي عبر الحجرالصلب‪ .‬وهو‬
‫يظهر لنا تأكيداته بطريقة معالجة اتجاه العضالت المتوترة والمنبسطة والممتدة رغم أن األسد واقفا‪ .‬وهنا برع الفنان البابلي في أن‬
‫تجاوز الفعل التقليدي باتجاه حالة أبداع فكري من خالل قدرة تصميمية واعية فضال عن وجود شعور بخلق شكل يوحي بالعظمة‬
‫‪.‬والقداسة إلى جانب المظهر الجمالي‬

‫لقد بعث لنا النحات البابلي رسالة عبر منجزه األبداعي المذهل في (أسد بابل) مفادها أن التعامل مع الحجر بقدرة فنية تشكيلية تحول‬
‫ذلك الحجر عبر مجازات وأستعارات وترميزات إلى (قيمة فكرية) كبيرة جدا‪ .‬فجعل منها وهي حجرة صماء شعارا لعظمة بابل‬
‫ومجد ملوكها‪.‬ولم ينسى العالقات الجمالية في تكوين منجزه األبداعي حيث التقعرات والتحدبات واألنحناءات الرائعة فضال عن‬
‫‪.‬تناسبية شكل األسد وعالقته الشكلية مع ما تبقى من جسد الجندي الصريع‬
‫‪ :‬متاهة بابل‬

‫تعتبر المتاهة احد خطوط الدفاع عن قصر الملك نبوخذ النصر ‪ .‬وتعد هذه المتاهة من اكثر المتاهات تعقيدا ‪ .‬من النظرة االولى‬
‫‪ .‬توهمك ببساطتها وعند دخولك لن تعرف اين انت‬

You might also like