Professional Documents
Culture Documents
History
History
ܐܫܬܪ) هي البوابة الثامنة لمدينة بابل الداخلية ،والتي بناها نبوخذ ): Ishtar Gateباإلنجليزية( بوابة عشتار ܪܘ ܲ
ܐܙܐ ܵ
ܕܥ باكلذايا ܵܕ ܲ
نصر عام 575ق.م .في شمالي المدينة اهداء لعشتار آلهة البابليين .ولقد كشف المنقب األلماني روبرت كولدواي في عام 1899م
.عن أول معالم هذه المدينة
أن بوابة عشتار األصلية عثر عليها األلمان في أيام الدولة العثمانية ،ونقلت إلى ألمانيا ووضعت في متحف بيرغامون في برلين وال
تزال موجودة في المتحف إلى الوقت الحالي .والبوابة على اسم الهة الزهرة (عشتار) وهي تعني حسب أساطير بابل انها المتحكمة
في أمور البشر النها عشيقة كبار اآللهة (اونو ،انليل ،اشور) ،وقيل أن نبوخذ نصر الثاني بناها حبا لزوجته ،والبوابة مكسوة بكاملها
بالمرمر األزرق والرخام األبيض والقرميد الملون .وكانت مزينة بـ 575شكال حيوانيا بارزا منها التنين المعروف بالسيروش
.والثيران .وعلى جدرانها تماثيل جدارية تمثل األسد والثور والحيوان الخرافي المسمى (مشخشو) وهو يمثل رمز اآللهة مردوك
وكانت تعتبر البوابة التي هي جزء من أسوار مدينة بابل واحدة من إحدى عجائب الدنيا السبع في العالم حتى القرن 6إذ تم استبدالها
.بمنارة اإلسكندرية
بني أصغر استنساخ للبوابة في العراق في عهد حكم الرئيس أحمد حسن البكر وكذلك مبنى مدخل المتحف الذي لم يكتمل ،وقد وقعت
.األضرار عليهِ منذ غزو العراق عام 2003
وكانت المواكب تدخل من بوابة عشتار ،وهي البوابة الرئيسة لسور المدينة الداخلي ،والبوابة الرئيسة إلى شارع الموكب الذي يعد
الشارع الرئيس لمدينة بابل والطريق المقدس الذي يربط المدينة ببيت األحتفاالت الدينية المعروف ببيت" أكيتو" ويخترق شارع
الموكب من بوابة عشتار في اتجاهه نحو الجنوب ،ثم بعد ذلك يمتد حتى يكون بالقرب من الجهة الشرقية للقصر الجنوبي ،ومن
خالل البوابة يتم العبور إلى قناة" ليبيل حيكال" عبر جسر خشبي إلى معبد (نابو شخاري) الواقع إلى الجهة الغربية منها ،ويستمر
الشارع جنوباً أيضاً بمحاذاة سور الزقورة ومعبد أيساكال منعطفاً غرباً حتى يتم الوصول إلى نهر (أراختو) وهو الجدول المنساب
.بمياه نهر الفرات
و لقد أطلق البابليون على القسم الشمالي من الشارع الذي يبدأ من بوابة عشتار شمالي المدينة الداخلية ثم يمتد جنوباً حتى ينحرف
غرباً بين زقورة بابل ومعبد مردوخ متصالً بالجسر المسمى جسر (بور -شابو) ومعنى هذا االسم (لن يعبر العدو) والقسم الجنوبي
.من الشارع أطلق عليه اسم عشتار الماسو أو مياشو وهي عبارة تعني عشتار حامية جيوشنا
ويبلغ ارتفاع باب عشتار مع األبراج خمسين متراً وعرضها ثمانية أمتار والباب محاط باألبراج الجميلة والعجيبة ،وكانت المواكب
تدخل من بوابة عشتار إلى المدينة الداخلية ،ويعود تاريخ بناء بوابة عشتار إلى حقبة زمنية سابقة لعهد الملك نبوخذ نصر البابلي،
لكنه عمرها وزاد في بنيانها بحيث غدت أكثر جماالً وتميزاً وهو من زينها بالتنين والثيران ،وبالطابوق المصقول المطلي ،وهو الذي
وضع األبواب بعد أن غطاها بالنحاس وثبت فيها مغاليق ومفاصل من مادة البرونز وهي مازالت موجودة في متحف ألمانيا في
.برلين
زقورة اور
تعد زقورة أور من أقدم المعابد التي بقيت في العراق تقع على نحو 40كم إلى الغرب من مدينة الناصرية ( 340كلم جنوب
بغداد) ،:التي بناها مؤسس ساللة "أور" الثالثة ،وأعظم ملوكها" سنة 2050ق.م هي الدليل على اعتناق الناس آنذاك لديانات واسعة،
.لها أهمية في حياتهم
و زقورة "أور" مستطيلة الشكل ،أبعادها "150×200م" ،وارتفاعها " "45قدما .وقد كانت باألساس مكونة من ثالث طبقات ،يرتفع
فوقها معبد مخصص لعبادة كبير آلهة المدينة "سن" ،ويرتقي إليها بواسطة سلمين جانبيين ،وثالث وسطي ،ثم أصبحت فيما بعد
.تتكون من سبع طبقات في عهد الحكم االشوري .حاليا يدرس مشروح من أجل بناء مدينه سياحيه و متحف في المدينة
رسم حدائق منقوشة على جدران قصر قرب نينوى يسمى قصر سنحاريب الملك اآلشوري الذي عاش قبل نبوخذ نصر بمائة عام،
حيث وصف في الرقيم الطيني بوصفهِ "قصراً ال يضاهيه قصر" .كما أن الكتابة تصف طريقة زراعة األشجار على الرواق
.المسقوف مثلما وردت في وصف حدائق بابل تماماً
حدائق بابل المعلقة إحدى عجائب الدنيا السبع في العالم القديم ،وهي العجيبة الوحيدة التي يُظن بأنها أسطورة ،ويُزعم بأنها بنيت في
المدينة القديمة بابل وموقعها الحالي قريب من مدينة الحلة بمحافظة بابل ،العراق .ومؤخراً كشفت الدراسات التي أجرتها ستيفاني
دالي ،في جامعة أكسفورد المتخصصة في الدراسات الشرقية وتحديدا في بالد ما بين النهرين ،نظرية استندت على أبحاث استغرقت
20عاماً ،إذ قررت دالي تركيز بحثها مئات األميال إلى الشمال من مدينة بابل القديمة ،حيث مدينة نينوى التي تقع على بعد حوالي
450.كلم شمال بابل ،والتي تمثلها في الوقت الحاضر مدينة الموصل شمال العراق
ووفقاً لتقديرات بعض علماء الري إضافة إلى نجاح ستيفاني نظرياً في فك طالسم إحدى القرائن المعروضة في المتحف البريطاني،
وهي رقيم (لوح) طيني مكتوب باللغة المسمارية القديمة يبلغ عمره حوالي 2500عام ،حيث أستنتجت بأن العلماء وهم يبحثون عن
.آثار الحدائق المعلقة قد ضلوا الطريق حين كانوا يبحثون في المكان الخطأ
وأشارت إلى أن الوصف التاريخي للحدائق ،ظاهر وبقوة في قصر سنحاريب في نينوى ،الملك اآلشوري الذي عاش قبل نبوخذ
نصر بمائة عام ،حيث وصف في الرقيم "قصراً ال يضاهيه قصر" .كما أن كتاباته تصف طريقة زراعة األشجار على الرواق
.المسقوف مثلما وردت في وصف حدائق بابل تماماً
وكان الملك سنحاريب قد أورد في هذا الرقيم معلومات مفصلة عن أعماله وعن المدينة وعن قصره وعن الحدائق ووصفها بأنها
مكونة من أنواع مختلفة من الشجيرات والنباتات التي تشكل سياجاً حول القصور ،مدوناً باللغة المسمارية القديمة ،حيث تعد دالي من
.األشخاص القالئل الذين يستطيعون قراءة هذه اللغة في العالم
حدائق بابل المعلقة ليست هي المبنى المميز الوحيد الذي كان موجودا في بابل ،لقد كان هنالك أسوار المدينة ومبنى المسلة التي
.نسبت إلى الملكة سميراميس أيضاً من عجائب المدينة
ولقد نسبت حدائق بابل المعلقة إلى الملك البابلي نبوخذنصر الثاني ،الذي حكم بين العامين 562و 605قبل الميالد .وذكر بأن سبب
بنائها هو إرضاء زوجته ملكة بابل والتي كانت ابنة أحد قادة الجيوش التي تحالفت مع أبيه ،والذي بذل الجهد الكبير في قهر
اآلشوريين .وكانت تدعى اميتس الميدونية والتي افتقدت المعيشة في تالل بالد فارس وكانت تكره العيش في أرض بابل المسطحة.
.لذلك قرر نبوخذنصر أن يسكنها في مبنى فوق تل المصنوعة بأيدي الرجال ،وعلى شكل حدائق بها تراسات
ذكر حدائق بابل في النصوص القديمة
وُصفت حدائق بابل في عدد من النصوص القديمة ،وكان أولها نص للراهب والمؤرخ والفلكي برعوثا الذي كان يعبد اإلله مردوخ
والذي عاش في أواخر القرن الرابع قبل الميالد .ولم تعرف مؤلفات برعوثا إال عن طريق االقتباسات التي اقتبسها بعض الكتاب منها
(مثل يوسف بن ماتيتياهو) .وهناك خمسة مؤرخين (إضافة إلى برعوثا) كتبوا في وصف الحدائق المعلقة ومازالت كتبهم موجودة
إلى اليوم ،وقد وصف هؤالء المؤرخون حجم الحدائق المعلقة ،وكيفية وسبب بنائها ،وماذا كان النظام المتبع في ري الحدائق.
:وذكرت حقائق عن ألحدائق المعلقة في الكثير من النصوص التاريخية ومنها المجلد الثاني للمؤرخ ديودور الصقلي وهي كأآلتي
بلغت مساحة الحدائق حوالي 14400متراً ،وكانت على شكل تل وتتكون من طبقات ترتفع الواحدة فوق األخرى ،وهي تشبه
المسارح اليونانية ،حيث يصل ارتفاع أعلى منصة إلى خمسين ذراعاً .بلغت سماكة جدران هذه الحدائق التي زُيّنت بكلفة عالية
حوالي 22قدماً ،وممراتها كانت بعرض عشر أقدام ،وهذه الممرات كانت مغطاة بثالث طبقات من القصب والقار ،وطبقة ثانية من
الطوب ،والطبقة الثالثة تتألف من الرصاص تمنع تسلل الرطوبة تليها كميات من التراب غرست فيها األشجار ،وزودت الحدائق بما
تحتاجه من التراب لتتسع لجذور أكبر األشجار ،إذ زُودت الحديقة بأشجار من كل األنواع و بكثافة .صممت الحديقة بطريقة تسمح
للضوء بالوصول إلى كل المصاطب ،احتوت الحدائق على مساكن ملكية ،وكانت المياه ترتفع إلى قمة الحدائق بآالت ترفع المياه من
النهر ،وقد صممت بطريقة ال يراها زوارها .كان موقع الحدائق بالقرب من نهر "ولم يحدد أي نهر لكن المؤكد أنها كانت في في
[1].بابل وبناها نبوخذ نصر
هنالك حقائق أخرى مكملة لما دونه ديودور الصقلي من خالل الجغرافي والمؤرخ سترابو ،حيث يضيف المزيد من الحقائق في
:نصوصه كاآلتي
أن الحدائق المعلقة هي عجيبة من عجائب الدنيا السبع ،حيث ووصف آلية رفع المياه فيها بأنها كانت عن طريق أنابيب لولبية ترفع
المياه إلى الحدائق ،وأنها تقع على نهر الفرات "تم تحديده بالضبط ألول مرة" ،وكان ثمة موظفين مهمتهم إدارة هذه اللوالب لرفع
[ .المياه على مدار اليوم
(مرْدُوك أو " نمرود " باللغة العربية) ،كان كبير آلهة قدماء البابليين ،وكان أساسًا إلهًا لمدينة بابل .ولما كانت مردوخ
بابل أهم وأقوى مدينة في العصور القديمة ،فقد أصبح مرْدُوك أهم إله في هذه الحقبة ،وقد سمّاه أصحاب السِّيادة المولى األعظم،
مولى السماء واألرض ،وزعموا أن قوته كانت تكمن في حكمته التي كان يستخدمها لمساعدة النّاس األخيار على معاقبة النّاس
.األشرار
وبسبب العالقات السياسية بين بابل وإريدو ،كان مردوك يُعتبر بكر انكي أو آيا رب المياه السفلى (كأوقيانوس تحت األرض يسمى
افسو) الذي يُعبد في اريدو .حين أسّس األموريون حوالي سنة 1830ق.م أول ساللة بابلية ستسيطر في ايام حمورابي على كل بالد
الرافدين ،صار االله مردوك اله المملكة .وكان لهذا التبديل نتائج على الالهوت .فاستطاع علماء بابل أن يب ِرّروا ارتفاع شأن
.مردوك
فحسب فاتحة شريعة حمورابي ،اعطى انو (االله السامي في البنتيون االكادي منذ زمن السومريين) وانليل (بالو اي بعل أي السيد)
.مردوك المُلك االبدي على كل المائتين ،ومنحاه المقام األول بين كل آلهة السماء
وتعطي السبب لذلك ملحمةُ الخلق إنوما إليش أي قصة الخلق البابلية :تجرّأ مردوك وحده على صراع تيامات (تشخيص الشواش
.والفوضى األولى) وانتصر عليه .فنال مردوك لقب انليل (بالو أو السيّد) .وارتبطت به هذه الصفةُ بحيث سمّي مرارا بال
هيكله الرئيسي
اي ساغ ايال" (البيت الذي يرفع الرأس) في بابل مع البرج المشهور "اي تمن أن كي" (بيت أساس السماء واألرض برج بابل) "
وباب الشرق المقدس الذي كان مقفال طوال السنة ،ولكن كان يُفتح بضعة ايام خالل الشهر السادس من اجل الطواف مع مردوك
.ونابو
:اوالد مردوخ
كان لإلله مردوخ ابن واحد وهو اإلله نابو إله بورسبا ،وتوضح أسطورة الخليقة إن مردوخ تزوج صاربانيتوم وانجبا نابو ،وعُرف
هذا اإلله كشفيع لفن الكتابة وللكتبة ،ففي القرن 6ق.م ،ومنذ بداية القرن 8ق.م تطورت عبادة اإلله نابو فنقرأ مدوّنة أشورية لـ أدد
نيراري الثالث " :ثق بنابو وال تثق بإله آخر" .وزوجة نابو هي "تاشميتيوم" أي المستجيبة ،وألبن مردوخ دور كبير في أنقاذ أبيه
مردوخ في أعياد رأس السنة الجديدة التي يُحتفل بها في الربيع (نيسان) وتتميّز بطواف احتفالي إلى اكيتو (بيت االعياد) الواقع
خارج المدينة .وكان يتم االحتفال بتالوة ملحمة الخلق وتنصيب مردوك كخالق الكون وملكه .وكانوا يعلنون أن هذا اليوم يثبّت
مصير البشر وااللهة للسنة القادمة وان الذكر القديم لعيد السنة الجديدة كعيد الخصب ،ظلّ حيا في طقس زواج مردوك مع زوجته
صربانيتوم (يجمع تمثاله وتمثالها أو يتجامع الملك مع إحدى الكاهنات) .وكان هذا الطقسُ الشرط الضروري لحفظ الحياة على
األرض ،وفي اليوم السادس من عيد األكيتو يإتي موكب اإلله نابو ليخلص أبيه مردوخ من األسر (العالم األسفل) بعد أن يقتل
] [1الوحوش والخنازير الوحشية والشياطين التي تحتجز مردوخ
برج بابل
برج بابل ،بناء يعتقد أنه بني في مدينة بابل في بالد ما بين النهرين (العراق حاليا) ،ورد ذكر البرج الذي يتحدث عنه أغلب
المؤرخين القدماء ،وكذلك ذكر في التوراة ،لقد جاء في سفر التكوين (الفصل 11من )9 - 1أن بناء برج بابل يعزى إلى ساللة
النبي نوح ]3[]2[]1[.فقد كان يدور في خلد بنائيه أن يوصلوه إلى السماء ،ولكن اإلله السرمدي فرق األلسن (أي بلبلها) بحسب
.السفر ليمنعهم من تحقيق أمنيتهم وشتتهم بعدئذ في مغارب األرض ومشارقها
وقد بحث جميع الرحالة والباحثين عن برج بابل وغالبا ما خلطوا بينه وبين أنقاض برج الطوابق في بيرر -نمرود (بورسيبا)
القديمة الذي كان يقيم فيه اإلله نابو ،ابن مردوخ .وقد حصل هذا االختالط منذ أيام هيرودتس اليوناني .لقد كان االعتقاد هو ان البرج
.مدور أي لولبي إال أن األقمار الصناعية الروسية بعد صدفة تصوير الموقع المفترض قد وجدوه مربع الشكل
قصة البرج عند المسيحيين
حسب سفر التكوين فبعد نهاية الطوفان شرع نسل نوح في بناء برج بابل في سهل شنعار بغية أن يجمعهم مكان واحد من األرض
فال يتبددون على وجه البسيطة الواسعة .وكان في قصدهم جعل العالم كله مملكة واحدة عاصمتها هذا المكان الذي اختاروه في أرض
.شنعار وسمي بابل .وليقيموا ألنفسهم اسماً ومجداً داللة على كبريائهم وتشامخ نفوسهم (تكوين )4 :11
ولعدم توفر الحجر استعملوا اللبن أي صبُّوا الطين في قوالب وأحرقوا القوالب حتى ال تتأثر بالماء .واستعملوا الحمر بدل الطين
والحمر هو المزيج اللزج الذي كان يكثر في بعض هذه البقاع بسبب وجود البترول .والحمر هو القار أو المادة اإلسفلتية وعندما
.تيبس تثبت القوالب
إال أن اهلل لم يكن في قصده تجمّع الناس بعد الطوفان بل انتشارهم لتعمير األرض .ثم لم يكن من صالح الناس أن يلجؤوا إلى طرقهم
وكبريائهم في تحدّي الرب .فبلبل اهلل ألسنتهم ،فكفوا عن العمل وتفرقوا فعمّروا األرض وصارت األرض وصارت البقعة اسمها بابل
من الفعل "بلبل" العربي ،والعبري القريب منه "بلل" وبسبب هذا التشتت والطقس والتربة واختالف طرق المعيشة نشأت أجناس
الناس وتكونت لغاتهم المختلفة
وصف البرج
لقد بني في وسط المحراب للهيكل األكبر برجا ضخما طويال وعريضا وذو قاعدة تبلغ 92مترا ،ويرتفع فوق هذا البرج برج آخر
ويرتفع على هذا األخير من جديد برج آخر حتى يصل العدد إلى ثمانية أبراج وقد بني الدرج الذي يرقى إليه من الخارج بشكل
.لولبي يحيط بكل األبراج ،ونجد في وسطه محطة ومقاعد لالستراحة يجلس عليها الذين يرتقونه ليستريحوا
م
وهو تمثال ألسد عثر عليه في مدينة بابل األثرية في العراق في سنة 1776من قبل بعثة حفريات أثرية أسد بابل
ألمانية ،وهو مصنوع من حجر البازلت األسود الصلب ،حيث يظهر هذا التمثال على شكل أسد يقف على شخص بشري ،طوله يبلغ
حوالي متران وهو موضوع على منصة طولها حوالي متر عثر عليها بالقرب من مبنى الجنائن المعلقة ،رجح بناء هذا التمثال من
قبل الملك البابلي الكلداني نبوخذ نصر الثاني ( 562-605ق م) ،إال أن شكله ومادة صنعه رجحت العلماء من أنه قد يعود إلى فترة
الحيثيون ،وعلماء آخرون قالوا أنها من المحتمل أن تكون من الغنائم ألتي غنمها البابليون أثناء فترة حكم نبوخذنصر الثاني أثناء
.إغارته على بالد حاتي ،ويرى الباحثون أن تمثال أسد بابل هو تجسيد لقوة بابل وفرض سلطتها على الشعوب
وقيل حول التمثال قصص عدة ،إن التمثال الواقع على بقعة صغيرة من أرض مدينة (بابل القديمة) ويمثل قطعة حجرية كبيرة هي
عبارة عن هيئة أسد يجثم على جسد بشري ،يبلغ طولها ما يقارب المترين موضوعة على منصة (زقورية) بارتفاع متر .وقد سمي
عبر الزمان بـ (أسد بابل) .عثر على هذه القطعة الحجرية المصنوعة من (البازلت األسود الصلب)في آذار من سنة ()1776
ميالدية ،من قبل فرقة تنقيب آثارية ألمانية في القصر الشمالي لمدينة (بابل) الذي بناه الملك البابلي الرابع من (ساللة أيسن الثانية)
.ويرجح أنه الملك (نبوخذنصر الثاني) الذي عاش في عام ( )604قبل الميالد وهو أبن (نبوخذنصر األول)
وقد اعتبرت هذه القطعة النحتية من أهم الشواهد الحضارية للحضارة البابلية بشكل خاص وللفن الرافديني بشكل عام وللفكر
أإلنساني جمعاء .وقد تباينت اآلراء حول مرجعية تمثال (أسد بابل) التأريخية وعائديته .فهناك من يقول أنه لم يعود للبابليين ألن
أسلوب تنفيذه الفني وطريقة تصميمه بعيدة عن األسلوب البابلي في فن النحت ،وهو يقترب من أسلوب (الفن الحثي) الذي يمثل
.الحضارة (الحثية) المجاورة لحضارة (بابل) اللتان تحاربتا فترة من الزمن وانتهت تلك الحروب بأنتصار (البابليين)
على هذا أألساس قد يكون من المحتمل أن جلب من (الحثيين) كأحدى غنائم الحروب التي خاضها (نبوخذنصرالثاني) ضد أولئك
القوم في شمال أرض الرافدين.ثم أن منطقة بابل بأراضيها السهلة والمنبسطة خالية من الصخور ومن األحجار كحجر (البازلت
الصلب) الذي يتواجد أكثر في المناطق الشمالية البعيدة عن (بابل).فمن أين جاء البابلي بهذه الصخرة الثقيلة والكبيرة؟ ومهما يكن من
أمر تلك اآلراء ،فأن عثور فريق التنقيب عليه كقطعة آثارية مهمة جدا في القصر الشمالي لمدينة (بابل) في منتصف القرن (الثامن
عشر الميالدي )1776هو الدليل القاطع على (بابليته وعراقيته).وما يدلنا على عراقية العمل هو أن األستاذ الدكتور زهير صاحب
أستاذ مادة تأريخ الفن في جامعة بغداد قال في أحد مقاالته القيمة حول التمثال ((أن شكل أألسد في هو من أكثر مفردات الطبيعة
ظهورا في الفنون البابلية في العهد الحديث فقد مثل األسد (مائة وعشرون مرة) على جدران (شارع الموكب) وعلى جدارية الملك -
.نبو خذ نصر)) -
عبر تمثال (أسد بابل) عن وجود وعي جمالي مذهل ،تمثل في التعبير عن عظمة بابل وملكها القوي .وقساوة التحديات مع القوى
الداخلية والخارجية.هذا فضال عن أن التمعن في أسلوب صناعته فنيا يوحي بوجود لمسات من أألسلوب البابلي المعروف بالواقعية
والدقة اضافة إلى شيء من التجريد في نحت ورسم األسود وبنفس طريقة تنفيذ (أسد بابل) .وفي التمثال المذكور نجد أن هناك أجزاء
تبدو متداخلة ولكن اجتماعها يوحي بوجود هيئة أسد يجثم فوق جسد بشري.ويجد المتفحص والباحث في معاني الفن القديم أن النحات
هنا وكأنه يروم تقديم عمل فني الغاية منه تجسيد فكرة القوة والعظمة أزاء الضعف والهوان،عبر محاكاة واقعية .حيث تأثر الخطاب
التشكيلي السيما النحت بالظروف التي مرت بها بابل في عهد التحديات ومواجهة العيالميين ثم الحثيين زمن نبوخذ نصر الثاني في
562 -605قبل الميالد.وما يتطلبه األمر من تعبئة للفن خدمة للمعارك من أجل تخليص بابل من براثن األعداء فضال عن وجود
.التحديات الداخلية المتمثلة بـ (القوة اآلشورية) التي تبغي انتزاع السلطة من (البابليين)
أن الفنان البابلي كان يسعى لتمجيد إنتصارات شعبه وقائده (نبو خذ نصر) .فظهر ذلك جليا في عملية (التعظيم) من خالل قوة وثقل
كتلة الحجر المادية زائدا ما تحويه من معنى غير منظور .فهيئة األسد تبدو ثقيلة وهي تجثم على الجندي الخاسر المنهزم امام األسد
الرمزالبابلين ،عندما استخدم الفنان حجر (البازلت) الصلب للتعبير عن ذلك.فأتضحت روعة األداء الفني التشكيلي للنحات من خالل
براعته في التبسيط وأألختزال إلى حد التجريد كما عبر عنها أ.د.زهير صاحب .وأنت تقف أمام األسد وهو يصرع الجندي تجد ان
هناك مهارة في أجادة نحت أجزاء الجسم الحيواني بتزاوج المسحة الواقعية إلى جانب التعبيرية التجريدية.فتجد ان المثال البابلي
يمتلك رؤية تشكيلية تجعله في مصاف الفنانين المبدعين حيث نجح في تحقيق (رمزية) األسد والجندي عبر الحجرالصلب .وهو
يظهر لنا تأكيداته بطريقة معالجة اتجاه العضالت المتوترة والمنبسطة والممتدة رغم أن األسد واقفا .وهنا برع الفنان البابلي في أن
تجاوز الفعل التقليدي باتجاه حالة أبداع فكري من خالل قدرة تصميمية واعية فضال عن وجود شعور بخلق شكل يوحي بالعظمة
.والقداسة إلى جانب المظهر الجمالي
لقد بعث لنا النحات البابلي رسالة عبر منجزه األبداعي المذهل في (أسد بابل) مفادها أن التعامل مع الحجر بقدرة فنية تشكيلية تحول
ذلك الحجر عبر مجازات وأستعارات وترميزات إلى (قيمة فكرية) كبيرة جدا .فجعل منها وهي حجرة صماء شعارا لعظمة بابل
ومجد ملوكها.ولم ينسى العالقات الجمالية في تكوين منجزه األبداعي حيث التقعرات والتحدبات واألنحناءات الرائعة فضال عن
.تناسبية شكل األسد وعالقته الشكلية مع ما تبقى من جسد الجندي الصريع
:متاهة بابل
تعتبر المتاهة احد خطوط الدفاع عن قصر الملك نبوخذ النصر .وتعد هذه المتاهة من اكثر المتاهات تعقيدا .من النظرة االولى
.توهمك ببساطتها وعند دخولك لن تعرف اين انت