Professional Documents
Culture Documents
نص رد الاستعلامات على هيومان رايتس ووتش
نص رد الاستعلامات على هيومان رايتس ووتش
نص رد الاستعلامات على هيومان رايتس ووتش
اختالق وتدوير األكاذيب ..الرد على تقرير منظمة هيومن رايتس ووتش حول سيناء
مقدمة
دأبت منظمة هيومن رايتس ووتش على اختالق تدوير األكاذيب عن أوضاع حقوق اإلنسان في
مصر .ففى سبتمبر 2017أصدرت تقري اًر أدعت فيه تعذيب 19شخصاً فى السجون المصرية ،دون
تقديم أي دالئل حقيقية على هذا .ورغم قيام النائب العام المصري بفتح تحقيق قضائي حول إدعاءات
هذا التقرير ،وتوجيه الهيئة العامة لالستعالمات الدعوة للمنظمة لحضور التحقيق وتقديم ما لديها من
معلومات للنيابة العامة للتحقق منها ،فلم يحضر أي ممثل لها .وانتهت النيابة العامة في ختام تحقيقاتها
إلى مخالفة ما تضمنه التقرير للحقيقة ،وأوصت المنظمة بتوخي الدقة فيما تنشره بشأن حقوق اإلنسان
بجمهورية مصر العربية .ثم توالت األكاذيب ،كما في حالة تقريرها المتعلق بالمواطن المصري األمريكي
خالد حسن الذي زعمت بتعرضه لالختفاء القسري والتعذيب ،ليثبت بعدها عدم صحة هذه المزاعم كما
ورد تفصيالً في رد الهيئة العامة لالستعالمات عليه.
جددت المنظمة مزاعمها حول أوضاع حقوق اإلنسان فى مصر من خالل التقرير الذى أصدرته فى
2019/5/28حول األوضاع فى سيناء ،وحمل الكثير من المغالطات واإلدعاءات فيما يتعلق بذلك،
البي َن مع النظام السياسى المصرى،
مستنداً فيما أورده منها إلى جهات مختلفة معروف عنها عداءها ً
ومحاوالتها المتواصلة لتشويه صورته أمام المجتمع الدولى.
كما حمل مضمون التقرير الكثير من المزاعم حول حاالت وردت فيه ،دون محاولة المنظمة تقديم أو
تثبيت ذلك بأى دليل حقيقى يقول بصدقية هذا اإلدعاء ،وكأن التقرير ُم َو ًجه إلى جمهور ساذج تنطلي
عليه مثل هذه اإلدعاءات العارية عن الصحة.
في هذا السياق قامت وحدة حقوق اإلنسان بالهيئة العامة لالستعالمات بإعداد رداً تفصيلياً على
المزاعم واإلدعاءات الواردة فى تقرير "هيومن" ،وذلك على النحو التالى:
2
المصرية ،مما يؤكد النية المسبقة الستبعاد كل المصادر ذات الصلة التى ترى رأيا غير الذى انتهى
إليه التقرير.
هناك إشارات فى هوامش التقرير إلى استخدام الهاتف والرسائل النصية خالل إجراء المقابالت ،هنا
تزداد الدهشة لماذا لم يتضمن التقرير ،ولو نسخة واحدة من هذه الرسائل.
رغم استشهاد التقرير بمقوالت بعض ممن يمثلون رأيا أخر موضوعياً بشأن األوضاع في سيناء مخرجاً
إياها من سياقها ،لم يتضمن التقرير أى اشارة ،سواء من قريب أو بعيد ،ألية محاولة للباحث الرئيسى
للتقرير التثبت من إدعاءاته بشأن ما ورد في التقرير من خالل إجراء مقابالت مع هؤالء األشخاص
فى المناسبات الحقوقية التى جمعتهما خارج مصر ،وكان أخرها الدورة رقم 40لمجلس حقوق اإلنسان
التى عقدت بمقر األمم المتحدة في جنيف في مارس .2019
كذلك لم يقدم التقرير ما يفيد بشأن طرق توثيق المنظمة لهذه المقابالت المزعومة ،وهل تمتلك تلك
التوثيق حتى يمكن الرجوع إليه ،أم أنها تفضل دوماً الشهادات الشفهية المدعاة ،كما حدث مع العديد
من الحاالت التى أوردتها المنظمة فى تقارير سابقة عن مصر.
.2الوثائق الطبية والقانونية:
زعم التقرير أن باحثي المنظمة قاموا بمراجعة الوثائق الطبية والقانونية التى قدمت إليهم من الضحايا
أو عائالتهم ،وفى هذا السياق نورد اآلتي:
دأبت المنظمة على تكرار إدعاءاتها دون نشر أي من هذه الوثائق المزعوم إطالعها عليها .فقد حدث
هذا من قبل ،كما سبقت اإلشارة ،في تقريرها الصادر في 2017/9/6حول مزاعم بالتعذيب داخل
السجون المصرية ،حيث جاء التقرير فى 63صفحة متضمنا – حسب مزاعمها -شهادات 19سجينا
سابقا وشهادة أسرة سجين آخر تعرضوا ألساليب من التعذيب ما بين عامي 2014و .2016وزعمت
"هيومن" أنها وثقت حاالت التعذيب المشار إليها ،بينما لم تقدم ولو قصاصة ورق واحدة تثبت ما
تزعمه ،سواء في التقرير أو بتقديمه للنيابة العامة المصرية كما سبقت اإلشارة أيضاً .كما اتبعت
المنظمة نفس المنهجية ،أي غياب أي وثيقة أو شهادة أو دليل على مزاعم التعذيب أو القتل في روايتها
السابق اإلشارة إليها بشأن التعذيب المزعوم للمواطن المصرى األمريكى "خالد حسن".
وتكرر األمر حرفياً في التقرير الخاص بشأن األوضاع في سيناء ،فلم تورد المنظمة فيه ال صورة وال
حتى اقتباساً من وثيقة طبية أو قانونية واحدة من تلك التي تزعم أنها تمتلكها أو قامت بمراجعتها ،لكي
تؤيد رواياتها عن األحداث والوقائع المزعومة.
فضالً عن ذلك ،فهناك في تقرير سيناء كغيره من تقارير المنظمة السابقة عن مصر ،مجهولية الجهات
التي تقوم بإعداد أو فحص الوثائق والشهادات الطبية والقانونية التي تزعم المنظمة امتالكها أو االطالع
عليها .فقد سبق الحديث عن "خبراء الطب الشرعي المستقلين" الذين قاموا بفحص "خالد حسن" دون
3
تحديد لهويتهم وجنسياتهم والجهات الفنية التي ينتمون إليها ،ومدى وجود خلفيات سياسية لهم ،وهل
هم تابعون للمنظمة ،رغم المطالبات بكشف هوية هؤالء ،ومتى أروا خالد ،ومن كان وراءهم .أما فى
تقرير سيناء ،فال توجد سوى إشارة لباحثي المنظمة (عمرو مجدي ،وباحث أخر ،ومتدرب) ،دون تحديد
لهويتهم وخبراتهم في مجالي الطب والقانون والمستوى العلمي والعملي بما يؤهلهم لعمليات فحص
ومراجعة فنية طبية وقانونية لوثائق تتوقف عليها صحة االتهامات الخطيرة التي تسوقها المنظمة
للحكومة المصرية.
هذه الوثائق التي تزعم المنظمة بشأن امتالكها أو مراجعتها بخصوص األوضاع في سيناء ،ما مدى
مطابقتها للمعايير الدولية لحقوق اإلنسان لالعتماد عليها في التقارير الدولية .ويتأكد ذلك من خالل
الزعم بوجود 14حالة قتل خارج القانون ،بينما لم يأت تقرير "هيومن" بأى صورة لتقرير صادر من
الطب الشرعى المصري بخصوص هذه الحاالت ،حيث يلزم وفقاً للقانون المصري لدفن أي شخص
مات مقتوالً ،صدور وثيقة من الطب الشرعي ألسباب الوفاة وتصريح من النيابة العامة للدفن ،ومن
المفترض أن هذه الوثائق لدى أسر الضحايا التي زعمت المنظمة أنها تواصلت مع بعضهم ،وأنهم
مصدر معلوماتها عن حالة كل منهم.
.3الصور الفوتوغرافية ومقاطع الفيديو:
عرض التقرير مجموعة من الصور ،ترد عليها المالحظات التالية:
صابات على أعين أشخاص وصفهم التقرير بأنهم "معتقلين" رغم أن تعريفهم صورة واحدة لوضع ع َ
الحقيقي لهم هو "إرهابيين" تم القبض عليهم وفقاً إلجراءات القانون المصري ومن يتم حبسه منهم فيكون
بقرار من سلطة التحقيق القضائية ،وقد كتب أسفل الصورة أن الجيش فرض عليهم تعصيب عيونهم.
وما غاب عن المنظمة أثناء سعيها لتشويه صورة الحكومة المصرية ،هو أن تعصيب عيون اإلرهابيين
عند القبض عليهم ،هو تقليد أمني معروف وممارس في جميع أنحاء العالم ،كما توضح الصور التالية
وهي في العراق ،وفرنسا وروسيا على التوالي.
4
5
لم يتضمن التعريف الكامل بالصورة حقيقة السياق الذي وردت فيه – رغم اإلشارة القتطاعها -فقد
وردت ضمن جهود الدولة المصرية فى محاربة اإلرهاب فى شمال سيناء ،وليس حمالت اعتقال
لمواطنين.
كما أن الصورة الخاصة ببعض المحتجزين ،وصورة طفل أُلقى القبض عليه لمساعدته الجماعات
اإلرهابية في مراقبة تحركات قوات إنفاذ القانون ،هما إما مقتطعتين من فيديوهات أو منقولتين من
صفحات على الفيسبوك ،حيث توجد فجوة زمنية بين نشر الصورة وتاريخ اإلطالع عليها من المنظمة،
ما يجعل إدراك المنظمة لما يمكن أن يكون قد جرى بين التوقيتين مشوشاً وملتبساً .كذلك ال يوجد بكل
من الصورتين أية مخالفة للقانون أو لحقوق اإلنسان .فالمحتجزون من قبل السلطات األمنية يبدون في
الصورة األولى جالسين على األرض في انتظار ترحيلهم للتحقيق معهم دون أي اعتداء عليهم أو
عالمات العتداء سابق على تصويرهم .كذلك تبدو الصورة الثانية لطفل ُملقى القبض عليه بنفس الهيئة
بدون أي اعتداء عليه أو عالمات العتداء سابق .وفي هذا السياق يشار إلى أن استخدام األطفال
والنساء من قبل الجماعات اإلرهابية يعد شائعاً في مختلف مناطق العالم ومنذ فترات طويلة ،وهو ما
يدفع السلطات األمنية في كل دول العالم – ومنها المصرية -إلخضاعهم لإلجراءات القانونية السارية
فيها.
صورة لجثث ،ذكر التقرير أنها وصلت إلى المنظمة عبر ناشط من سيناء ،مجهول الهوية طبعاً كعادة
المنظمة في المصادر التي تستند إليها .كما أن الواقعة غير محددة المكان وال التوقيت ،ففي أية بقعة
6
تحديداً من سيناء البالغ مساحتها نحو 66ألف كم 2وقعت هذه الواقعة -إذا سلمنا بصحتها -األمر
الذي يشكك في الواقعة برمتها النتفاء العناصر الرئيسية المؤكدة لها (الزمان – المكان -المصدر
الرئيسي اللتقاطها) .ويضاف إلى ذلك أن التطور التقني ُي َمكن من تركيب الصور وتغيير مالمح
أفرادها ،وما يؤكد ذلك في هذه الصورة إخفاء المنظمة وجوه جثث القتلى المزعوم تصفيتهم خارج إطار
القانون من جانب السلطات المصرية .فهؤالء بحسب الصورة قد قتلوا ومن المفترض أنه ال توجد أي
مشكلة في ترك وجوههم مكشوفة لقراء التقرير ،على األقل لتأكيد شخصياتهم ومن ثم واقعة القتل
المزعومة ،وهو ما لم يفعله التقرير مما يشير إلى عدم صحة هذه الصورة.
تعكس الصورتان األمامية والخلفية للتقرير منطق وأولويات المنظمة فيما يتعلق بحقوق اإلنسان في
مصر .فقد حملت الصفحة األخيرة صورة أحذية المصلين خارج مسجد الروضة بمدينة بئر العبد في
شمال سيناء بعد تعرضهم للهجوم اإلرهابي األكبر في تاريخ مصر الحديث الذي وقع عليهم أثناء
صالتهم في نوفمبر ،2017وراح ضحيته 311شهيداً و 128مصاباً ،بينما وضعت في الصفحة
األولى صورة لتحركات مدرعات وآليات الجيش وهي في طريقها لمواجهة الجماعات اإلرهابية التي
قامت عناصرها بارتكاب عشرات المذابح ومن بينها مذبحة مسجد الروضة .فقد عكست الصورتان في
مكان كل منهما ترتيب أولويات منظمة "هيومن" فيما يخص حقوق اإلنسان في سيناء التي تتحدث
عنها في تقريرها :فالحق األول ألبناء سيناء وهو حق الحياة والتي فقده 311مواطناً سيناوياً قتلوا في
مذبحة الروضة أتى في صورة بخلفية التقرير ،التي لم يشر إليها سوى في ثمانية أسطر متفرقة من
بين صفحاته الـ 123صفحة ،بينما خصصت كل صفحاته لنشر مزاعم واتهامات لقوات إنفاذ القانون
والحكومة المصرية بتجاوز حقوق اإلنسان دون أي دالئل أو أسانيد جدية أو حقيقية.
أما صور األقمار الصناعية التي جاءت في التقرير ،فهي مجرد استخدام بدائي لصور "جوجل إيرث"،
وال يظهر بها أي ملمح أو إشارة ذات صلة بمضمون التقرير ومزاعمه ،وال تعدو كونها صو اًر تبدو
لمنشآت رياضية أو عسكرية وأمنية في تطورها عبر فترة زمنية ال يظهر فيها أي ملمح لطبيعة األنشطة
التي تتم بداخلها ومدى صلتها بمزاعم التقرير .واألرجح أن لجوء المنظمة في تقريرها لهذه النوعية من
الصور هو محاولة لإليحاء لقرائه وإيهامهم بجدية اتهاماتها للحكومة المصرية باستخدام تلك الوسيلة
التكنولوجية ذات الجاذبية والثقة لقطاعات واسعة من الناس حول العالم خالل السنوات األخيرة.
.4مواقع التواصل االجتماعي:
من بين المصادر التى اعتمد عليها التقرير فى منهجيته ،مواقع التواصل االجتماعى ،ولكن الالفت
والمثير للدهشة أنه استخدم حساباً على الفيس بوك يثير للوهلة األولى االستغراب ،فالحساب اسمه "مو
عامر" أدعى التقرير أنه لضابط يزعم أنه شارك فى األحداث التى نقلها الفيديو الوارد في التقرير،
واعتمد عليه كثي اًر في محاولة اثبات مزاعمه .وهنا نورد مجموعة نقاط جديرة بالذكر:
7
بينما يبلغ عدد الحسابات لمستخدمى الفيس بوك نحو 3مليار مشترك ،فيبدو أنه نظ اًر للمهارة الفائقة
والدقة المتناهية لباحثى "هيومن" فقد تمكنوا من العثور بينها جميعاً على الحساب غير معلوم المصدر،
واالسم والمستخدم الحقيقي ،وأدرجوه ضمن مصادرهم الموثقة ،فى محاولة لتقديمه كدليل إدانة لواقعة
قتل خارج القانون.
يقدر عدد القوات المسلحة المصرية -طبقاً لموقع "جلوبال فاير باور" الدولي فى تقريره الصادر نهاية
454 - 2018ألف مقاتل من مختلف الرتب العسكرية ،لكثير منهم حسابات شخصية على وسائل
التواصل االجتماعي ،ورغم ذلك بحثت المنظمة وعثرت على حساب لضابط مزعوم واحد ومجهول
وتأكدت أن هذا هو حسابه الشخصي لتستخدمه في إثبات مزاعمها الخطيرة ضد الحكومة المصرية!!!!
.5الهوامش والتقارير اإلعالمية والمصادر الرسمية:
بلغ عدد هوامش المصادر التي عادت لها المنظمة في متن تقريرها 304هامشاً .وقد استخدمت
المنظمة هوامش لمنشورات خاصة بها هي عن األوضاع في مصر بلغ عددها 125هامشاً ،بنسبة
%41من إجمالي الهوامش ،أي أن مزاعم المنظمة السابقة تؤكد مزاعم المنظمة الحالية .كما اعتمد
التقرير على صفحات مجهولة على مواقع التواصل االجتماعى (فيس بوك) 15مرة ،وعلى هوامش
بدون أي مصدر 13مرة ،أي إجماالً 28هامشاً ،بنسبة .%9عالوة على ذلك اعتمد التقرير على
نحو 15هامشاً من وسائل إعالم معروف عنها انتماءاتها ونشاطاتها السياسية :إما تابعة لجماعة
اإلخوان اإلرهابية ،أو موالية أو متعاطفة معها ،ومنظمات حقوقية معروف عنها نشاطها المعادى
للحكومة المصرية وتندرج تحت هذا اإلطار ،ما يجعل إجمالى المصادر غير المحايدة 125( 168
هيومن 28 +مواقع التواصل وهوامش مجهولة 15 +وسائل إعالم مناوئة للحكومة المصرية) بنسبة
،%55.2وهو ما يؤكد فكرة تدوير األكاذيب ،كون هذه المصادر ال يعتد بموضوعيتها وال صدقيتها
وال حيادها فيما يتعلق بالشئون المصرية.
لم تستعن المنظمة فى تقريرها سوى بسبعة هوامش لمصادر رسمية مصرية بنسبة %2.3من إجمالي
الهوامش ،على الرغم من إمكانية االستعانة بالعديد منها سواء داخل مصر أو خارجها ،وسواء أكانت
رسمية أو شبة رسمية أو مؤيدة لمواقف الحكومة المصرية ،ما يؤكد أن عدم لجوء المنظمة لمثل هؤالء
فيما يخص موضوع التقرير متعمد لتأكيد الهدف الذي ترمي إليه المنظمة وهو محاولة تشويه الحكومة
المصرية.
كذلك يدل عدم استعانة "هيومن" فى تقريرها بالمؤسسات الدولية التابعة لألمم المتحدة واإلقليمية
والصليب األحمر الدولي ،واقتصارها على الرجوع لبعض الدراسات البحثية النظرية الصادرة عنها وعن
جهات بحثية أخرى فى األجزاء المتعلقة باإلرهاب فقط ( 25هامش للمؤسسات الدولية و 25هامشاً
8
للجهات األخرى) ،داللة قوية على العزف المنفرد للمنظمة فيما يخص الشئون المصرية عموماً وموضوع
هذا التقرير بشكل خاص ،وعزلتها التامة عنها جميعاً.
لجأت "هيومن" مرة واحدة لالستعانة بمصدر رسمي صادر من جهة حكومية أجنبية ،وهو بيان الخارجية
األمريكية بشأن تصنيف جماعة التوحيد والجهاد بسيناء كجماعة إرهابية.
فيما يتعلق باعتماد التقرير على مصادر إعالمية أجنبية ،بلغ عددها 8مؤسسات إعالمية وصحفية
عالمية ،بإجمالى 25هامشاً ،من بينها فقط 2من وكاالت أنباء عالمية ،اعتمد عليهم كمراجع 6مرات
فقط ،واستعان بـ 6وسائل أخرى اعتمد على كل منها مرة واحدة فقطفى الهوامش ،في حين اعتمد على
جريدة أمريكية واحدة 14مرة ،لتوافق رؤيتها ومواقفها من الحكومة المصرية مع رؤية ومواقف منظمة
"هيومن" ،وهو ما يؤكد أن الغرض الرئيس للتقرير ليس كشف الحقائق ،بل طمسها وتزييفها.
10
.2اعتماد التقرير على شهادة 54شخصاً يزعم أنهم من أهالي سيناء ،دون تحديد لهوياتهم ،منهم 14
مقابلة فقط ركزت على انتهاكات مسلحو والية سيناء ،بينما أفرد الـ 40مقابلة الباقية (بنسبة )%74
لتأكيد مزاعمه حول انتهاكات الحكومة المصرية لحقوق اإلنسان فى سيناء.
.3محاولة التقرير وضع مدلوالت لمصطلحات مثل "إعدامات ميدانية" إلظهار األمر وكأنه ممارسة
منهجية ،رغم أن العناصر اإلرهابية التى لقت حتفها كان خالل هجومها على قوات إنفاذ القانون،
أو أثناء اشتباكها معها لدى مداهماتها بؤر أو أوكار لخاليا إرهابية.
.4إدعاء المنظمة توثيق 50حالة اعتقال تعسفى منهم 39حالة اختفاء قسري .إضافة إلى 14حالة
قتل خارج إطار القانون فى الفترة ما بين .2017-2015لم تورد المنظمة لتأكيد اإلدعاء األول
الخاص باالعتقال أى أسماء أو تواريخ أو مكان القبض عليهم وال مالبسات ذلك ،أو أماكن
االحتجاز ،فما الذى يدفع إلى تصديق المنظمة فيما يتعلق بهذا الزعم .أما اإلدعاء الثانى الخاص
بالقتل خارج إطار القضاء ،فمن بين 14حالة مزعومة لم يورد التقرير سوى ثالثة أسماء ،منهم
اثنان اعتمد على شهادة شخص مجهول فيما زعمه بشأنهما ،بينما الشخص الثالث اعتمد التقرير
على شهادة ثالثة من معارفه تناقضت شهادتهم حول مالبسات الوفاة ومطالعة تصريح الدفن ،ولم
تكلف المنظمة نفسها عناء مطالبتهم بصورة من تقرير الطب الشرعى ،الذى يحدد سبب الوفاة،
وقرار النيابة الذى يحدد طريقة الوفاة.
.5يخضع جميع المحتجزين فى القضايا المتعلقة بوالية سيناء للتحقيق أو المحاكمة ،منها على سبيل
المثال القضية رقم 137لسنة ،2018والتى تضم 319متهماً باالنضمام لـ"تنظيم والية سيناء"
اإلرهابى ،األمر الذى يتنافى مع ما جاء فى التقرير من مزاعم حول ما يثار عن اعتقاالت إدارية
أو اختفاء قسرى.
.6جميع المحتجزين مودعون فى أماكن احتجاز قانونية وفقاً للقوانين واللوائح المصرية.
.7وفقاً لألرقام الرسمية المقدمة من و ازرة المالية المصرية فى الموازنات العامة للدولة خالل الفترة من
2014حتى سبتمبر ،2018قدمت الدولة المصرية تعويضات كبيرة بلغت 3مليار و 29مليون
جنيه مصرى للمتضررين من إقامة المناطق العازلة على الشريط الحدودى مع قطاع غزة وحول
مطار العريش وأى أضرار مادية أخرى .وفى السياق ذاته صرح المتحدث العسكرى المصرى فى
2019/5/30بأنه تم بناء 10اآلف و 18وحدة سكنية للمتضررين من إقامة المناطق العازلة على
الشريط الحدودى ،وهو ما ينفى مع ما ورد فى التقرير من مزاعم فى هذا الشأن.
.8رغم زعم المنظمة بتغطية كافة االنتهاكات التى وقعت فى سيناء خالل فترة التقرير ،فقد خصص
8صفحات من أصل 123صفحة فى النسخة المنشورة باللغة العربية لعرض االنتهاكات التى قام
11
بها تنظيم والية سيناء اإلرهابى ،بينما خصص أكثر من 100صفحة حول االنتهاكات الحكومية
المزعومة .فى واقع األمر أن العدد المهول من العمليات اإلرهابية الذى ارتكبة التنظيم اإلرهابى
يستحق تقري اًر منفصالً.
.9حاولت المنظمة وصف ما يجرى فى بعض مناطق شمال سيناء كـ"صراع مسلح غير دولى" بهدف
إضفاء شرعية على العناصر اإلرهابية التى تستهدف قوات إنفاذ القانون والمدنيين على النحو
التالى:
وجهت المنظمة فى سقطة تاريخية لها توصيات لتنظيم والية سيناء اإلرهابى أسوة بالتوصيات التى
وجهتها للجهات الرسمية المصرية ،واإلدارة األمريكية والكونجرس األمريكى ،والمنظمات الدولية
واإلقليمية الحكومية.
كانت فحوى التوصيات أال يستهدف التنظيم المدنيين ،وأن يمتنع عن التمييز ضدهم فى المناطق التى
تخضع لسيطرته ،مع أن ذلك يتناقض مع الحقيقة المؤكدة وهى سيطرة الدولة المصرية على كامل
التراب الوطنى ،ورغم ما يبدو من نبل فى هذه التوصيات ،فأن واقع األمر جاءت هذه التوصيات
لتصوير والية سيناء للرأى العام الدولى على أنه تنظيم لديه القدرة على احترام القانون الدولى اإلنسانى،
حتى يوصف ما يحدث فى سيناء بأنه صراع مسلح غير دولى ،بينما فى حقيقة األمر "والية سيناء"
تنظيم إرهابى مصنف عالمياً ،قبل مبايعته لتنظيم داعش ،الذى تصنفه األمم المتحدة والمجتمع الدولى
بأسره كتنظيم إرهابي.
.10على الرغم مما شاب التقرير من قصور فى المنهج والمضمون ،والذى تم شرحه تفصيالً أعاله،
فأن المنظمة اتخذت من هذه المزاعم ذريعة لمحاولة عزل مصر دولياً عبر دعوتها اإلدارة األمريكية
والكونجرس األمريكى وشركاء مصر الدوليين والكيانات اإلقليمية والدولية الحكومية لقطع كافة أشكال
التعاون العسكرى مع مصر .وهذا ما يؤكد الموقف المسيس الذى تتخذه المنظمة ضد الحكومة المصرية
تحت غطاء حقوق اإلنسان.
وهذ ما يتناقض مع العمل الحقوقي ،الذى في أصله نشاط مهني إنسانى غير مسيس ال هدف له سوي
حماية وتدعيم حقوق اإلنسان ،ولكن عندما يحيد عن هذا المسار ،ويدخل في غياهب السياسة يفقد
معناه ومضمونه ،ويتحول لعمل تحريضي منحاز لطرف سياسي علي حساب طرفاً أخر.
12