نص رد الاستعلامات على هيومان رايتس ووتش

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 12

‫الهيئة العامة لالستعالمات‪:‬‬

‫اختالق وتدوير األكاذيب‪ ..‬الرد على تقرير منظمة هيومن رايتس ووتش حول سيناء‬

‫مقدمة‬
‫دأبت منظمة هيومن رايتس ووتش على اختالق تدوير األكاذيب عن أوضاع حقوق اإلنسان في‬
‫مصر‪ .‬ففى سبتمبر ‪ 2017‬أصدرت تقري اًر أدعت فيه تعذيب ‪ 19‬شخصاً فى السجون المصرية‪ ،‬دون‬
‫تقديم أي دالئل حقيقية على هذا‪ .‬ورغم قيام النائب العام المصري بفتح تحقيق قضائي حول إدعاءات‬
‫هذا التقرير‪ ،‬وتوجيه الهيئة العامة لالستعالمات الدعوة للمنظمة لحضور التحقيق وتقديم ما لديها من‬
‫معلومات للنيابة العامة للتحقق منها‪ ،‬فلم يحضر أي ممثل لها‪ .‬وانتهت النيابة العامة في ختام تحقيقاتها‬
‫إلى مخالفة ما تضمنه التقرير للحقيقة‪ ،‬وأوصت المنظمة بتوخي الدقة فيما تنشره بشأن حقوق اإلنسان‬
‫بجمهورية مصر العربية‪ .‬ثم توالت األكاذيب‪ ،‬كما في حالة تقريرها المتعلق بالمواطن المصري األمريكي‬
‫خالد حسن الذي زعمت بتعرضه لالختفاء القسري والتعذيب‪ ،‬ليثبت بعدها عدم صحة هذه المزاعم كما‬
‫ورد تفصيالً في رد الهيئة العامة لالستعالمات عليه‪.‬‬
‫جددت المنظمة مزاعمها حول أوضاع حقوق اإلنسان فى مصر من خالل التقرير الذى أصدرته فى‬
‫‪ 2019/5/28‬حول األوضاع فى سيناء‪ ،‬وحمل الكثير من المغالطات واإلدعاءات فيما يتعلق بذلك‪،‬‬
‫البي َن مع النظام السياسى المصرى‪،‬‬
‫مستنداً فيما أورده منها إلى جهات مختلفة معروف عنها عداءها ً‬
‫ومحاوالتها المتواصلة لتشويه صورته أمام المجتمع الدولى‪.‬‬
‫كما حمل مضمون التقرير الكثير من المزاعم حول حاالت وردت فيه‪ ،‬دون محاولة المنظمة تقديم أو‬
‫تثبيت ذلك بأى دليل حقيقى يقول بصدقية هذا اإلدعاء‪ ،‬وكأن التقرير ُم َو ًجه إلى جمهور ساذج تنطلي‬
‫عليه مثل هذه اإلدعاءات العارية عن الصحة‪.‬‬
‫في هذا السياق قامت وحدة حقوق اإلنسان بالهيئة العامة لالستعالمات بإعداد رداً تفصيلياً على‬
‫المزاعم واإلدعاءات الواردة فى تقرير "هيومن"‪ ،‬وذلك على النحو التالى‪:‬‬

‫المنهجية‪ :‬واهية ومنحازة‬


‫افتقر المنهج المتبع فى إعداد التقرير لألسس المهنية المتعارف عليها دولياً فى إعداد مثل هذه‬
‫التقارير‪ ،‬وذلك على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ .1‬المقابالت‪:‬‬
‫ذكر التقرير أنه تم إجراء ‪ 54‬مقابلة مع السكان فى سيناء‪ ،‬دون أن يوضح النقاط التالية‪ ،‬التي تعتبر‬
‫ضرورية لتأكيد مدى صحتها وما يخلص إليه منها‪:‬‬
‫عدم تحديد هوية أي من األشخاص الذين زعم التقرير أنه تم إجراء المقابالت معهم‪ ،‬حيث ذكر أن‬ ‫‪‬‬
‫المقابالت أُجريت داخل وخارج مصر‪ ،‬وإن كان هناك إشارة من المنظمة بعدم كشف هوية أشخاص‬
‫داخل مصر‪ ،‬فما هو السبب الحقيقي لحجب هوية أشخاص تزعم المنظمة أنها قابلتهم خارج مصر‪،‬‬
‫يعيشون فى أماكن يسهل الوصول إليها وفى دول يتمتعون بحمايتها؟ ويثير هذا األمر الدهشة‪ ،‬ويطرح‬
‫تساؤالت واسعة حول جدية التقرير وصدقيته والهدف الحقيقي منه‪ ،‬حيث المصدر الرئيسي الذي ُبنى‬
‫ً‬
‫عليه منهجيته ومضمونه واتهاماته مجهل تحوط حقيقته الشكوك والتساؤالت‪.‬‬
‫عالوة على ذلك لم ينشر التقرير صو اًر أو بيانات خاصة بمن أجرت معهم المقابالت المزعومة خارج‬ ‫‪‬‬
‫مصر‪ ،‬وال مقاطع فيديو‪ ،‬ولو على نحو مشابه لما تفعله بعض المحطات التليفزيونية بتغطية وجه‬
‫المتحدث‪ ،‬أو إخفاء معالم الوجه‪ ،‬أو تصويره من الخلف‪ .‬ما يدفع بعدم االعتداد بصدقية هذه المقابالت‬
‫التى اعتمد عليها التقرير كمصدر رئيسي في منهجيته ومضمونه واتهاماته‪.‬‬
‫تجهيل هوية األشخاص الذين قاموا بإجراء المقابالت الـ ‪ 54‬المزعومة‪ ،‬باستثناء عمرو مجدى‬ ‫‪‬‬
‫تحدد هويتهما وال المؤهالت التي تدفع للوثوق بأهليتهما إلجراء مثل هذه المقابالت‬
‫واستشاريان لم ُ‬
‫بصورة موضوعية محايدة‪ ،‬كما لم يكشف التقرير عمن أجرى من هؤالء الثالثة المقابالت المزعومة‬
‫داخل مصر وخارجها‪.‬‬
‫ال توجد أي اشارة سواء فى الهوامش أو المتن لمحاولة معدي التقرير إجراء أية مقابلة سواء داخل‬ ‫‪‬‬
‫مصر أو خارجها مع مصادر رسمية أو شبه رسمية أو مؤيدة لمواقف الحكومة المصرية‪ ،‬كما ال توجد‬
‫كذلك أي إشارة إلى محاولة اللجوء للسفارات أو المكاتب اإلعالمية فى الخارج إلجراء مقابالت‪.‬‬
‫كما لم يتطرق التقرير إلى الوسائل التي تم اتباعها في إجراء المقابالت المزعومة سواء داخل مصر أو‬ ‫‪‬‬
‫خارجها‪ ،‬ولم يتحدث عن وسائل أخرى في إجراء هذه المقابالت مثل "سكايب"‪ ،‬أو "وسائل التواصل‬
‫االجتماعي" لمن هم داخل مصر‪ ،‬وخصوصاً المصادر الرسمية وشبه الرسمية والمؤيدة لمواقف الحكومة‬

‫‪2‬‬
‫المصرية‪ ،‬مما يؤكد النية المسبقة الستبعاد كل المصادر ذات الصلة التى ترى رأيا غير الذى انتهى‬
‫إليه التقرير‪.‬‬
‫هناك إشارات فى هوامش التقرير إلى استخدام الهاتف والرسائل النصية خالل إجراء المقابالت‪ ،‬هنا‬ ‫‪‬‬
‫تزداد الدهشة لماذا لم يتضمن التقرير‪ ،‬ولو نسخة واحدة من هذه الرسائل‪.‬‬
‫رغم استشهاد التقرير بمقوالت بعض ممن يمثلون رأيا أخر موضوعياً بشأن األوضاع في سيناء مخرجاً‬ ‫‪‬‬
‫إياها من سياقها‪ ،‬لم يتضمن التقرير أى اشارة‪ ،‬سواء من قريب أو بعيد‪ ،‬ألية محاولة للباحث الرئيسى‬
‫للتقرير التثبت من إدعاءاته بشأن ما ورد في التقرير من خالل إجراء مقابالت مع هؤالء األشخاص‬
‫فى المناسبات الحقوقية التى جمعتهما خارج مصر‪ ،‬وكان أخرها الدورة رقم ‪ 40‬لمجلس حقوق اإلنسان‬
‫التى عقدت بمقر األمم المتحدة في جنيف في مارس ‪.2019‬‬
‫كذلك لم يقدم التقرير ما يفيد بشأن طرق توثيق المنظمة لهذه المقابالت المزعومة‪ ،‬وهل تمتلك تلك‬ ‫‪‬‬
‫التوثيق حتى يمكن الرجوع إليه‪ ،‬أم أنها تفضل دوماً الشهادات الشفهية المدعاة‪ ،‬كما حدث مع العديد‬
‫من الحاالت التى أوردتها المنظمة فى تقارير سابقة عن مصر‪.‬‬
‫‪ .2‬الوثائق الطبية والقانونية‪:‬‬
‫زعم التقرير أن باحثي المنظمة قاموا بمراجعة الوثائق الطبية والقانونية التى قدمت إليهم من الضحايا‬
‫أو عائالتهم‪ ،‬وفى هذا السياق نورد اآلتي‪:‬‬
‫‪ ‬دأبت المنظمة على تكرار إدعاءاتها دون نشر أي من هذه الوثائق المزعوم إطالعها عليها‪ .‬فقد حدث‬
‫هذا من قبل‪ ،‬كما سبقت اإلشارة‪ ،‬في تقريرها الصادر في ‪ 2017/9/6‬حول مزاعم بالتعذيب داخل‬
‫السجون المصرية‪ ،‬حيث جاء التقرير فى ‪ 63‬صفحة متضمنا – حسب مزاعمها ‪ -‬شهادات ‪ 19‬سجينا‬
‫سابقا وشهادة أسرة سجين آخر تعرضوا ألساليب من التعذيب ما بين عامي ‪ 2014‬و‪ .2016‬وزعمت‬
‫"هيومن" أنها وثقت حاالت التعذيب المشار إليها‪ ،‬بينما لم تقدم ولو قصاصة ورق واحدة تثبت ما‬
‫تزعمه‪ ،‬سواء في التقرير أو بتقديمه للنيابة العامة المصرية كما سبقت اإلشارة أيضاً‪ .‬كما اتبعت‬
‫المنظمة نفس المنهجية‪ ،‬أي غياب أي وثيقة أو شهادة أو دليل على مزاعم التعذيب أو القتل في روايتها‬
‫السابق اإلشارة إليها بشأن التعذيب المزعوم للمواطن المصرى األمريكى "خالد حسن"‪.‬‬
‫‪ ‬وتكرر األمر حرفياً في التقرير الخاص بشأن األوضاع في سيناء‪ ،‬فلم تورد المنظمة فيه ال صورة وال‬
‫حتى اقتباساً من وثيقة طبية أو قانونية واحدة من تلك التي تزعم أنها تمتلكها أو قامت بمراجعتها‪ ،‬لكي‬
‫تؤيد رواياتها عن األحداث والوقائع المزعومة‪.‬‬
‫‪ ‬فضالً عن ذلك‪ ،‬فهناك في تقرير سيناء كغيره من تقارير المنظمة السابقة عن مصر‪ ،‬مجهولية الجهات‬
‫التي تقوم بإعداد أو فحص الوثائق والشهادات الطبية والقانونية التي تزعم المنظمة امتالكها أو االطالع‬
‫عليها‪ .‬فقد سبق الحديث عن "خبراء الطب الشرعي المستقلين" الذين قاموا بفحص "خالد حسن" دون‬

‫‪3‬‬
‫تحديد لهويتهم وجنسياتهم والجهات الفنية التي ينتمون إليها‪ ،‬ومدى وجود خلفيات سياسية لهم‪ ،‬وهل‬
‫هم تابعون للمنظمة‪ ،‬رغم المطالبات بكشف هوية هؤالء‪ ،‬ومتى أروا خالد‪ ،‬ومن كان وراءهم‪ .‬أما فى‬
‫تقرير سيناء‪ ،‬فال توجد سوى إشارة لباحثي المنظمة (عمرو مجدي‪ ،‬وباحث أخر‪ ،‬ومتدرب)‪ ،‬دون تحديد‬
‫لهويتهم وخبراتهم في مجالي الطب والقانون والمستوى العلمي والعملي بما يؤهلهم لعمليات فحص‬
‫ومراجعة فنية طبية وقانونية لوثائق تتوقف عليها صحة االتهامات الخطيرة التي تسوقها المنظمة‬
‫للحكومة المصرية‪.‬‬
‫‪ ‬هذه الوثائق التي تزعم المنظمة بشأن امتالكها أو مراجعتها بخصوص األوضاع في سيناء‪ ،‬ما مدى‬
‫مطابقتها للمعايير الدولية لحقوق اإلنسان لالعتماد عليها في التقارير الدولية‪ .‬ويتأكد ذلك من خالل‬
‫الزعم بوجود ‪ 14‬حالة قتل خارج القانون‪ ،‬بينما لم يأت تقرير "هيومن" بأى صورة لتقرير صادر من‬
‫الطب الشرعى المصري بخصوص هذه الحاالت‪ ،‬حيث يلزم وفقاً للقانون المصري لدفن أي شخص‬
‫مات مقتوالً‪ ،‬صدور وثيقة من الطب الشرعي ألسباب الوفاة وتصريح من النيابة العامة للدفن‪ ،‬ومن‬
‫المفترض أن هذه الوثائق لدى أسر الضحايا التي زعمت المنظمة أنها تواصلت مع بعضهم‪ ،‬وأنهم‬
‫مصدر معلوماتها عن حالة كل منهم‪.‬‬
‫‪ .3‬الصور الفوتوغرافية ومقاطع الفيديو‪:‬‬
‫عرض التقرير مجموعة من الصور‪ ،‬ترد عليها المالحظات التالية‪:‬‬
‫صابات على أعين أشخاص وصفهم التقرير بأنهم "معتقلين" رغم أن تعريفهم‬ ‫‪ ‬صورة واحدة لوضع ع َ‬
‫الحقيقي لهم هو "إرهابيين" تم القبض عليهم وفقاً إلجراءات القانون المصري ومن يتم حبسه منهم فيكون‬
‫بقرار من سلطة التحقيق القضائية‪ ،‬وقد كتب أسفل الصورة أن الجيش فرض عليهم تعصيب عيونهم‪.‬‬
‫وما غاب عن المنظمة أثناء سعيها لتشويه صورة الحكومة المصرية‪ ،‬هو أن تعصيب عيون اإلرهابيين‬
‫عند القبض عليهم‪ ،‬هو تقليد أمني معروف وممارس في جميع أنحاء العالم‪ ،‬كما توضح الصور التالية‬
‫وهي في العراق‪ ،‬وفرنسا وروسيا على التوالي‪.‬‬

‫‪4‬‬
5
‫‪ ‬لم يتضمن التعريف الكامل بالصورة حقيقة السياق الذي وردت فيه – رغم اإلشارة القتطاعها‪ -‬فقد‬
‫وردت ضمن جهود الدولة المصرية فى محاربة اإلرهاب فى شمال سيناء‪ ،‬وليس حمالت اعتقال‬
‫لمواطنين‪.‬‬
‫‪ ‬كما أن الصورة الخاصة ببعض المحتجزين‪ ،‬وصورة طفل أُلقى القبض عليه لمساعدته الجماعات‬
‫اإلرهابية في مراقبة تحركات قوات إنفاذ القانون‪ ،‬هما إما مقتطعتين من فيديوهات أو منقولتين من‬
‫صفحات على الفيسبوك‪ ،‬حيث توجد فجوة زمنية بين نشر الصورة وتاريخ اإلطالع عليها من المنظمة‪،‬‬
‫ما يجعل إدراك المنظمة لما يمكن أن يكون قد جرى بين التوقيتين مشوشاً وملتبساً‪ .‬كذلك ال يوجد بكل‬
‫من الصورتين أية مخالفة للقانون أو لحقوق اإلنسان‪ .‬فالمحتجزون من قبل السلطات األمنية يبدون في‬
‫الصورة األولى جالسين على األرض في انتظار ترحيلهم للتحقيق معهم دون أي اعتداء عليهم أو‬
‫عالمات العتداء سابق على تصويرهم‪ .‬كذلك تبدو الصورة الثانية لطفل ُملقى القبض عليه بنفس الهيئة‬
‫بدون أي اعتداء عليه أو عالمات العتداء سابق‪ .‬وفي هذا السياق يشار إلى أن استخدام األطفال‬
‫والنساء من قبل الجماعات اإلرهابية يعد شائعاً في مختلف مناطق العالم ومنذ فترات طويلة‪ ،‬وهو ما‬
‫يدفع السلطات األمنية في كل دول العالم – ومنها المصرية ‪ -‬إلخضاعهم لإلجراءات القانونية السارية‬
‫فيها‪.‬‬
‫‪ ‬صورة لجثث‪ ،‬ذكر التقرير أنها وصلت إلى المنظمة عبر ناشط من سيناء‪ ،‬مجهول الهوية طبعاً كعادة‬
‫المنظمة في المصادر التي تستند إليها‪ .‬كما أن الواقعة غير محددة المكان وال التوقيت‪ ،‬ففي أية بقعة‬

‫‪6‬‬
‫تحديداً من سيناء البالغ مساحتها نحو ‪ 66‬ألف كم‪ 2‬وقعت هذه الواقعة ‪ -‬إذا سلمنا بصحتها ‪ -‬األمر‬
‫الذي يشكك في الواقعة برمتها النتفاء العناصر الرئيسية المؤكدة لها (الزمان – المكان ‪ -‬المصدر‬
‫الرئيسي اللتقاطها)‪ .‬ويضاف إلى ذلك أن التطور التقني ُي َمكن من تركيب الصور وتغيير مالمح‬
‫أفرادها‪ ،‬وما يؤكد ذلك في هذه الصورة إخفاء المنظمة وجوه جثث القتلى المزعوم تصفيتهم خارج إطار‬
‫القانون من جانب السلطات المصرية‪ .‬فهؤالء بحسب الصورة قد قتلوا ومن المفترض أنه ال توجد أي‬
‫مشكلة في ترك وجوههم مكشوفة لقراء التقرير‪ ،‬على األقل لتأكيد شخصياتهم ومن ثم واقعة القتل‬
‫المزعومة‪ ،‬وهو ما لم يفعله التقرير مما يشير إلى عدم صحة هذه الصورة‪.‬‬
‫‪ ‬تعكس الصورتان األمامية والخلفية للتقرير منطق وأولويات المنظمة فيما يتعلق بحقوق اإلنسان في‬
‫مصر‪ .‬فقد حملت الصفحة األخيرة صورة أحذية المصلين خارج مسجد الروضة بمدينة بئر العبد في‬
‫شمال سيناء بعد تعرضهم للهجوم اإلرهابي األكبر في تاريخ مصر الحديث الذي وقع عليهم أثناء‬
‫صالتهم في نوفمبر ‪ ،2017‬وراح ضحيته ‪ 311‬شهيداً و‪ 128‬مصاباً‪ ،‬بينما وضعت في الصفحة‬
‫األولى صورة لتحركات مدرعات وآليات الجيش وهي في طريقها لمواجهة الجماعات اإلرهابية التي‬
‫قامت عناصرها بارتكاب عشرات المذابح ومن بينها مذبحة مسجد الروضة‪ .‬فقد عكست الصورتان في‬
‫مكان كل منهما ترتيب أولويات منظمة "هيومن" فيما يخص حقوق اإلنسان في سيناء التي تتحدث‬
‫عنها في تقريرها‪ :‬فالحق األول ألبناء سيناء وهو حق الحياة والتي فقده ‪ 311‬مواطناً سيناوياً قتلوا في‬
‫مذبحة الروضة أتى في صورة بخلفية التقرير‪ ،‬التي لم يشر إليها سوى في ثمانية أسطر متفرقة من‬
‫بين صفحاته الـ ‪ 123‬صفحة‪ ،‬بينما خصصت كل صفحاته لنشر مزاعم واتهامات لقوات إنفاذ القانون‬
‫والحكومة المصرية بتجاوز حقوق اإلنسان دون أي دالئل أو أسانيد جدية أو حقيقية‪.‬‬
‫‪ ‬أما صور األقمار الصناعية التي جاءت في التقرير‪ ،‬فهي مجرد استخدام بدائي لصور "جوجل إيرث"‪،‬‬
‫وال يظهر بها أي ملمح أو إشارة ذات صلة بمضمون التقرير ومزاعمه‪ ،‬وال تعدو كونها صو اًر تبدو‬
‫لمنشآت رياضية أو عسكرية وأمنية في تطورها عبر فترة زمنية ال يظهر فيها أي ملمح لطبيعة األنشطة‬
‫التي تتم بداخلها ومدى صلتها بمزاعم التقرير‪ .‬واألرجح أن لجوء المنظمة في تقريرها لهذه النوعية من‬
‫الصور هو محاولة لإليحاء لقرائه وإيهامهم بجدية اتهاماتها للحكومة المصرية باستخدام تلك الوسيلة‬
‫التكنولوجية ذات الجاذبية والثقة لقطاعات واسعة من الناس حول العالم خالل السنوات األخيرة‪.‬‬
‫‪ .4‬مواقع التواصل االجتماعي‪:‬‬
‫من بين المصادر التى اعتمد عليها التقرير فى منهجيته‪ ،‬مواقع التواصل االجتماعى‪ ،‬ولكن الالفت‬
‫والمثير للدهشة أنه استخدم حساباً على الفيس بوك يثير للوهلة األولى االستغراب‪ ،‬فالحساب اسمه "مو‬
‫عامر" أدعى التقرير أنه لضابط يزعم أنه شارك فى األحداث التى نقلها الفيديو الوارد في التقرير‪،‬‬
‫واعتمد عليه كثي اًر في محاولة اثبات مزاعمه‪ .‬وهنا نورد مجموعة نقاط جديرة بالذكر‪:‬‬

‫‪7‬‬
‫‪ ‬بينما يبلغ عدد الحسابات لمستخدمى الفيس بوك نحو ‪ 3‬مليار مشترك‪ ،‬فيبدو أنه نظ اًر للمهارة الفائقة‬
‫والدقة المتناهية لباحثى "هيومن" فقد تمكنوا من العثور بينها جميعاً على الحساب غير معلوم المصدر‪،‬‬
‫واالسم والمستخدم الحقيقي‪ ،‬وأدرجوه ضمن مصادرهم الموثقة‪ ،‬فى محاولة لتقديمه كدليل إدانة لواقعة‬
‫قتل خارج القانون‪.‬‬
‫‪ ‬يقدر عدد القوات المسلحة المصرية‪ -‬طبقاً لموقع "جلوبال فاير باور" الدولي فى تقريره الصادر نهاية‬
‫‪ 454 - 2018‬ألف مقاتل من مختلف الرتب العسكرية‪ ،‬لكثير منهم حسابات شخصية على وسائل‬
‫التواصل االجتماعي‪ ،‬ورغم ذلك بحثت المنظمة وعثرت على حساب لضابط مزعوم واحد ومجهول‬
‫وتأكدت أن هذا هو حسابه الشخصي لتستخدمه في إثبات مزاعمها الخطيرة ضد الحكومة المصرية!!!!‬
‫‪ .5‬الهوامش والتقارير اإلعالمية والمصادر الرسمية‪:‬‬
‫‪ ‬بلغ عدد هوامش المصادر التي عادت لها المنظمة في متن تقريرها ‪ 304‬هامشاً‪ .‬وقد استخدمت‬
‫المنظمة هوامش لمنشورات خاصة بها هي عن األوضاع في مصر بلغ عددها ‪ 125‬هامشاً‪ ،‬بنسبة‬
‫‪ %41‬من إجمالي الهوامش‪ ،‬أي أن مزاعم المنظمة السابقة تؤكد مزاعم المنظمة الحالية‪ .‬كما اعتمد‬
‫التقرير على صفحات مجهولة على مواقع التواصل االجتماعى (فيس بوك) ‪ 15‬مرة‪ ،‬وعلى هوامش‬
‫بدون أي مصدر ‪ 13‬مرة‪ ،‬أي إجماالً ‪ 28‬هامشاً‪ ،‬بنسبة ‪ .%9‬عالوة على ذلك اعتمد التقرير على‬
‫نحو ‪ 15‬هامشاً من وسائل إعالم معروف عنها انتماءاتها ونشاطاتها السياسية‪ :‬إما تابعة لجماعة‬
‫اإلخوان اإلرهابية‪ ،‬أو موالية أو متعاطفة معها‪ ،‬ومنظمات حقوقية معروف عنها نشاطها المعادى‬
‫للحكومة المصرية وتندرج تحت هذا اإلطار‪ ،‬ما يجعل إجمالى المصادر غير المحايدة ‪125( 168‬‬
‫هيومن ‪ 28 +‬مواقع التواصل وهوامش مجهولة ‪ 15 +‬وسائل إعالم مناوئة للحكومة المصرية) بنسبة‬
‫‪ ،%55.2‬وهو ما يؤكد فكرة تدوير األكاذيب‪ ،‬كون هذه المصادر ال يعتد بموضوعيتها وال صدقيتها‬
‫وال حيادها فيما يتعلق بالشئون المصرية‪.‬‬
‫‪ ‬لم تستعن المنظمة فى تقريرها سوى بسبعة هوامش لمصادر رسمية مصرية بنسبة ‪ %2.3‬من إجمالي‬
‫الهوامش ‪ ،‬على الرغم من إمكانية االستعانة بالعديد منها سواء داخل مصر أو خارجها‪ ،‬وسواء أكانت‬
‫رسمية أو شبة رسمية أو مؤيدة لمواقف الحكومة المصرية‪ ،‬ما يؤكد أن عدم لجوء المنظمة لمثل هؤالء‬
‫فيما يخص موضوع التقرير متعمد لتأكيد الهدف الذي ترمي إليه المنظمة وهو محاولة تشويه الحكومة‬
‫المصرية‪.‬‬
‫‪ ‬كذلك يدل عدم استعانة "هيومن" فى تقريرها بالمؤسسات الدولية التابعة لألمم المتحدة واإلقليمية‬
‫والصليب األحمر الدولي‪ ،‬واقتصارها على الرجوع لبعض الدراسات البحثية النظرية الصادرة عنها وعن‬
‫جهات بحثية أخرى فى األجزاء المتعلقة باإلرهاب فقط (‪ 25‬هامش للمؤسسات الدولية و‪ 25‬هامشاً‬

‫‪8‬‬
‫للجهات األخرى)‪ ،‬داللة قوية على العزف المنفرد للمنظمة فيما يخص الشئون المصرية عموماً وموضوع‬
‫هذا التقرير بشكل خاص‪ ،‬وعزلتها التامة عنها جميعاً‪.‬‬
‫‪ ‬لجأت "هيومن" مرة واحدة لالستعانة بمصدر رسمي صادر من جهة حكومية أجنبية‪ ،‬وهو بيان الخارجية‬
‫األمريكية بشأن تصنيف جماعة التوحيد والجهاد بسيناء كجماعة إرهابية‪.‬‬
‫‪ ‬فيما يتعلق باعتماد التقرير على مصادر إعالمية أجنبية‪ ،‬بلغ عددها ‪ 8‬مؤسسات إعالمية وصحفية‬
‫عالمية‪ ،‬بإجمالى ‪ 25‬هامشاً‪ ،‬من بينها فقط ‪ 2‬من وكاالت أنباء عالمية‪ ،‬اعتمد عليهم كمراجع ‪ 6‬مرات‬
‫فقط‪ ،‬واستعان بـ ‪ 6‬وسائل أخرى اعتمد على كل منها مرة واحدة فقطفى الهوامش‪ ،‬في حين اعتمد على‬
‫جريدة أمريكية واحدة ‪ 14‬مرة‪ ،‬لتوافق رؤيتها ومواقفها من الحكومة المصرية مع رؤية ومواقف منظمة‬
‫"هيومن"‪ ،‬وهو ما يؤكد أن الغرض الرئيس للتقرير ليس كشف الحقائق‪ ،‬بل طمسها وتزييفها‪.‬‬

‫هيومن رايتس واتش‬


‫‪10%‬‬ ‫مواقع التواصل االجتماعي وهوامش مجهولة‬
‫‪8%‬‬
‫مصادر رسمية مصرية‬
‫‪8%‬‬ ‫‪41%‬‬
‫وسائل اعالم مناوئة للحكومة‬
‫‪8%‬‬ ‫دراسات بحثية من مؤسسات دولية‬
‫‪8%‬‬ ‫دراسات اكاديمية عن اإلرهاب‬
‫‪5% 3% 9%‬‬
‫مؤسسات إعالمية ووكاالت إنباء اجنبية‬
‫صحف مصرية‬
‫مصادر اخري‬

‫‪ .6‬ادعاء محاولة الحصول على ردود من االستعالمات قبل كتابة التقرير‪:‬‬


‫‪ ‬لدى منظمة هيومن رايتس ووتش كافة العناوين والمراسالت الرسمية والخاصة بالهيئة العامة‬
‫لالستعالمات ورئيسها‪ ،‬وسبق للهيئة تلقي مراسالت خالل العامين الماضيين تستفسر فيها "هيومن"‬
‫عن موضوعات متنوعة‪ ،‬ولم تتجاهل الهيئة أي واحد منها‪ .‬وكانت أخر هذه المراسالت الخطاب الذي‬
‫بعثت به السيدة‪ /‬سارة ليا وايتسن المديرة التنفيذية لقسم الشرق األوسط وشمال أفريقيا‪ ،‬في شهر نوفمبر‬
‫‪ 2018‬وأفادت فيه بأن التواصل مع المنظمة سيكون من خالل األستاذ‪ /‬أحمد بن شمسى مدير التواصل‬
‫‪9‬‬
‫والمرافعة فى القسم‪ ،‬بعد استبعاد عمرو مجدي الباحث بالمنظمة من هذا التواصل‪ ،‬نتيجة الممارسات‬
‫غير المهنية التى قام بها حينذاك فيما يتعلق بموضوع تقرير "خالد حسن" المتهم بانتماءه لتنظيم والية‬
‫سيناء اإلرهابى‪ .‬ولم يحدث مطلقاً أن تلقت الهيئة بأي وسيلة للتراسل وفي أي وقت منذ هذه الرسالة‪،‬‬
‫أي مخاطبة من منظمة "هيومن" تتعلق بتقريرها عن سيناء أو غيره‪.‬‬
‫‪ ‬رغم ذلك انطوى التقرير عن األوضاع فى سيناء على خالف ذلك‪ ،‬حيث جاء فى التقرير أن عمرو‬
‫مجدي هو الباحث الرئيس الذى أعد وكتب التقرير بمساهة أخرين‪ ،‬وقام بإجراء بعض المقابالت‪ .‬وهو‬
‫ما يعد خروجاً عن عرف أقرته منظمة "هيومن" في خطابها المشار إليه سابقا بشأن التواصل مع‬
‫الجهات المصرية حال إعداد التقارير الخاصة بمصر‪ ،‬فى داللة على أن ما حواه التقرير ال يخرج عن‬
‫كونه "آراء وخواطر عمرو مجدي حول سيناء"‪ ،‬بكل ما تحمله من تحيزات وتسييس وافتقاد ألبسط قواعد‬
‫المهنية المتعارف عليها دولياً في إعداد التقارير الحقوقية‪.‬‬
‫المضمون‪ :‬خداع وأكاذيب‬
‫حوى مضمون التقرير العديد من اإلدعاءات والمزاعم‪ ،‬التى تؤكد أن الغرض منه هو محاولة تشويه‬
‫الحكومة المصرية من خالل تعمد إدراج مضامين تندرج تحت أطر كثيرة إحداها هو حقوق اإلنسان‪،‬‬
‫وهو ما يتضح من خالل اآلتى‪:‬‬
‫‪ .1‬االستشهاد بدراسة أكاديمية منشورة في دورية علمية محكمة‪ ،‬هي دورية "دراسات في حقوق اإلنسان"‬
‫الصادرة عن الهيئة العامة لالستعالمات في مايو ‪ ،2018‬وهي تتيح للباحثين واألكاديميين وممثلى‬
‫المجتمع المدنى والمسئولين الحكوميين والمهتمين بموضوعات حقوق اإلنسان أن ينشروا فيها آراءهم‬
‫التى تعكس وجهات نظرهم هم فقط‪ ،‬وال تعبر عن أري الهيئة التي تصدرها‪ ،‬وال الدولة المصرية‪.‬‬
‫وما يؤكد ذلك أن الدورية حددت المسئولية عن اآلراء ووجهات النظر عبر وضع عبارة "جميع‬
‫الموضوعات المنشورة تعكس آراء كتابها" على صدر الصفحة األولى منها‪.‬‬
‫ويبدو واضحاً أن معدي التقرير لم يطلعوا إطالعاً كامالً على ما سبق ذكره‪ ،‬أو تعمدوا تجاهله مع‬
‫معرفتهم به‪ ،‬حيث ذهبوا إلى ما يدعم فكرتهم التي تخرج عن السياق المنطقى الذي وردت فيه‬
‫الدراسة‪ ،‬كما اجت أزوا منها فقرات لتدعيم موقفهم‪ ،‬وتغافلوا عن باقي المضامين التي قد تنسف فحوى‬
‫التقرير‪ .‬فقد تعمد معدو التقرير في نسخته العربية بصفحتي ‪ 32-31‬عند اقتباسهم من الدراسة‬
‫الخلط بين العام والخاص‪ ،‬حيث كان موضوع وعنوان الدراسة األصلية هو‪" :‬حقوق اإلنسان ومجابهة‬
‫الجماعات اإلرهابية المسلحة" بشكل عام‪ ،‬وتعمد معدو التقرير تحويرها لكي تكون في تلخيصهم‬
‫المخل لها قاصرة على (مسلحى والية سيناء) رغم عدم وجود شيء من هذا في النص األصلي‪،‬‬
‫فقط لكي يخدموا على هدف تقريرهم باتهام الحكومة المصرية باختراق حقوق اإلنسان في سيناء‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫‪ .2‬اعتماد التقرير على شهادة ‪ 54‬شخصاً يزعم أنهم من أهالي سيناء‪ ،‬دون تحديد لهوياتهم‪ ،‬منهم ‪14‬‬
‫مقابلة فقط ركزت على انتهاكات مسلحو والية سيناء‪ ،‬بينما أفرد الـ ‪ 40‬مقابلة الباقية (بنسبة ‪)%74‬‬
‫لتأكيد مزاعمه حول انتهاكات الحكومة المصرية لحقوق اإلنسان فى سيناء‪.‬‬
‫‪ .3‬محاولة التقرير وضع مدلوالت لمصطلحات مثل "إعدامات ميدانية" إلظهار األمر وكأنه ممارسة‬
‫منهجية‪ ،‬رغم أن العناصر اإلرهابية التى لقت حتفها كان خالل هجومها على قوات إنفاذ القانون‪،‬‬
‫أو أثناء اشتباكها معها لدى مداهماتها بؤر أو أوكار لخاليا إرهابية‪.‬‬
‫‪ .4‬إدعاء المنظمة توثيق ‪ 50‬حالة اعتقال تعسفى منهم ‪ 39‬حالة اختفاء قسري‪ .‬إضافة إلى ‪ 14‬حالة‬
‫قتل خارج إطار القانون فى الفترة ما بين ‪ .2017-2015‬لم تورد المنظمة لتأكيد اإلدعاء األول‬
‫الخاص باالعتقال أى أسماء أو تواريخ أو مكان القبض عليهم وال مالبسات ذلك‪ ،‬أو أماكن‬
‫االحتجاز‪ ،‬فما الذى يدفع إلى تصديق المنظمة فيما يتعلق بهذا الزعم‪ .‬أما اإلدعاء الثانى الخاص‬
‫بالقتل خارج إطار القضاء‪ ،‬فمن بين ‪ 14‬حالة مزعومة لم يورد التقرير سوى ثالثة أسماء‪ ،‬منهم‬
‫اثنان اعتمد على شهادة شخص مجهول فيما زعمه بشأنهما‪ ،‬بينما الشخص الثالث اعتمد التقرير‬
‫على شهادة ثالثة من معارفه تناقضت شهادتهم حول مالبسات الوفاة ومطالعة تصريح الدفن‪ ،‬ولم‬
‫تكلف المنظمة نفسها عناء مطالبتهم بصورة من تقرير الطب الشرعى‪ ،‬الذى يحدد سبب الوفاة‪،‬‬
‫وقرار النيابة الذى يحدد طريقة الوفاة‪.‬‬
‫‪ .5‬يخضع جميع المحتجزين فى القضايا المتعلقة بوالية سيناء للتحقيق أو المحاكمة‪ ،‬منها على سبيل‬
‫المثال القضية رقم ‪ 137‬لسنة ‪ ،2018‬والتى تضم ‪ 319‬متهماً باالنضمام لـ"تنظيم والية سيناء"‬
‫اإلرهابى‪ ،‬األمر الذى يتنافى مع ما جاء فى التقرير من مزاعم حول ما يثار عن اعتقاالت إدارية‬
‫أو اختفاء قسرى‪.‬‬
‫‪ .6‬جميع المحتجزين مودعون فى أماكن احتجاز قانونية وفقاً للقوانين واللوائح المصرية‪.‬‬
‫‪ .7‬وفقاً لألرقام الرسمية المقدمة من و ازرة المالية المصرية فى الموازنات العامة للدولة خالل الفترة من‬
‫‪ 2014‬حتى سبتمبر ‪ ،2018‬قدمت الدولة المصرية تعويضات كبيرة بلغت ‪ 3‬مليار و ‪ 29‬مليون‬
‫جنيه مصرى للمتضررين من إقامة المناطق العازلة على الشريط الحدودى مع قطاع غزة وحول‬
‫مطار العريش وأى أضرار مادية أخرى‪ .‬وفى السياق ذاته صرح المتحدث العسكرى المصرى فى‬
‫‪ 2019/5/30‬بأنه تم بناء ‪ 10‬اآلف و‪ 18‬وحدة سكنية للمتضررين من إقامة المناطق العازلة على‬
‫الشريط الحدودى ‪ ،‬وهو ما ينفى مع ما ورد فى التقرير من مزاعم فى هذا الشأن‪.‬‬
‫‪ .8‬رغم زعم المنظمة بتغطية كافة االنتهاكات التى وقعت فى سيناء خالل فترة التقرير‪ ،‬فقد خصص‬
‫‪ 8‬صفحات من أصل ‪ 123‬صفحة فى النسخة المنشورة باللغة العربية لعرض االنتهاكات التى قام‬

‫‪11‬‬
‫بها تنظيم والية سيناء اإلرهابى‪ ،‬بينما خصص أكثر من ‪ 100‬صفحة حول االنتهاكات الحكومية‬
‫المزعومة‪ .‬فى واقع األمر أن العدد المهول من العمليات اإلرهابية الذى ارتكبة التنظيم اإلرهابى‬
‫يستحق تقري اًر منفصالً‪.‬‬
‫‪ .9‬حاولت المنظمة وصف ما يجرى فى بعض مناطق شمال سيناء كـ"صراع مسلح غير دولى" بهدف‬
‫إضفاء شرعية على العناصر اإلرهابية التى تستهدف قوات إنفاذ القانون والمدنيين على النحو‬
‫التالى‪:‬‬
‫‪ ‬وجهت المنظمة فى سقطة تاريخية لها توصيات لتنظيم والية سيناء اإلرهابى أسوة بالتوصيات التى‬
‫وجهتها للجهات الرسمية المصرية‪ ،‬واإلدارة األمريكية والكونجرس األمريكى‪ ،‬والمنظمات الدولية‬
‫واإلقليمية الحكومية‪.‬‬
‫‪ ‬كانت فحوى التوصيات أال يستهدف التنظيم المدنيين‪ ،‬وأن يمتنع عن التمييز ضدهم فى المناطق التى‬
‫تخضع لسيطرته‪ ،‬مع أن ذلك يتناقض مع الحقيقة المؤكدة وهى سيطرة الدولة المصرية على كامل‬
‫التراب الوطنى‪ ،‬ورغم ما يبدو من نبل فى هذه التوصيات‪ ،‬فأن واقع األمر جاءت هذه التوصيات‬
‫لتصوير والية سيناء للرأى العام الدولى على أنه تنظيم لديه القدرة على احترام القانون الدولى اإلنسانى‪،‬‬
‫حتى يوصف ما يحدث فى سيناء بأنه صراع مسلح غير دولى‪ ،‬بينما فى حقيقة األمر "والية سيناء"‬
‫تنظيم إرهابى مصنف عالمياً‪ ،‬قبل مبايعته لتنظيم داعش‪ ،‬الذى تصنفه األمم المتحدة والمجتمع الدولى‬
‫بأسره كتنظيم إرهابي‪.‬‬
‫‪ .10‬على الرغم مما شاب التقرير من قصور فى المنهج والمضمون‪ ،‬والذى تم شرحه تفصيالً أعاله‪،‬‬
‫فأن المنظمة اتخذت من هذه المزاعم ذريعة لمحاولة عزل مصر دولياً عبر دعوتها اإلدارة األمريكية‬
‫والكونجرس األمريكى وشركاء مصر الدوليين والكيانات اإلقليمية والدولية الحكومية لقطع كافة أشكال‬
‫التعاون العسكرى مع مصر‪ .‬وهذا ما يؤكد الموقف المسيس الذى تتخذه المنظمة ضد الحكومة المصرية‬
‫تحت غطاء حقوق اإلنسان‪.‬‬
‫وهذ ما يتناقض مع العمل الحقوقي‪ ،‬الذى في أصله نشاط مهني إنسانى غير مسيس ال هدف له سوي‬
‫حماية وتدعيم حقوق اإلنسان‪ ،‬ولكن عندما يحيد عن هذا المسار‪ ،‬ويدخل في غياهب السياسة يفقد‬
‫معناه ومضمونه‪ ،‬ويتحول لعمل تحريضي منحاز لطرف سياسي علي حساب طرفاً أخر‪.‬‬

‫‪12‬‬

You might also like