Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 43

‫جامعـة منتــوري‬

‫قسنطينـة‬

‫كليـــة الحقـــوق‬

‫طلبة السنة الثالثة حقـوق‬

‫هذه مجموعة من المذكرات المتعلقة بقواعد الميراث في الشريعة االسالمية وفي قانون‬
‫األسرة الجزائري‪ ،‬ونرجو أن تكون مفيدة للطلبة وتساعدهم على فهم واستيعاب أحكام‬
‫المواريث التي قد تفوتهم على مستوى المحاضرة أو التطبيق‪ .‬وذلك بإعطاء أمثلة ومسائل‬
‫تطبيقية على كل أنواع المواريث‪.‬‬

‫بالتوفيق‬

‫من إعداد االستاذة‪ /‬بن مسعود شهر زاد‬

‫~ ‪~1‬‬
‫المحتويات‬
‫‪ _1‬تعريف علم الميراث‪.‬‬

‫‪ _2‬حكمة مشروعية الميراث‪.‬‬

‫‪ _3‬الميراث قبل االسالم‪.‬‬

‫‪ _4‬نظام االرث في الجاهلية‪.‬‬

‫‪ -5‬الميراث في االسالم‪.‬‬

‫‪ _6‬احكام المواريث في قانون األسرة الجزائري‪.‬‬

‫‪ _7‬األحكام العامة للميراث‪.‬‬

‫‪ _8‬عناصر التركة والحقوق المتعلقة بها‪.‬‬

‫‪ _9‬أركان الميراث‪ ،‬أسبابه‪ ،‬شروطه وموانعه‪.‬‬

‫‪ _11‬المستحقون للتركة بطريق اإلرث‪.‬‬

‫‪ _11‬أصحاب الفروض‪.‬‬

‫أ‪ -‬ميراث الزوجين‪.‬‬


‫ب‪ -‬ميراث البنات الصلبيات‪.‬‬
‫ت‪ -‬ميراث بنات االبن‪.‬‬
‫ث‪ -‬ميراث األب واألم‪.‬‬
‫ج‪ -‬ميراث الجد والجدة‪.‬‬
‫ح‪ -‬ميراث الحواشي‪.‬‬

‫‪ _1‬اإلخوة ألم‪.‬‬

‫‪ _2‬األخوات الشقيقات‪.‬‬

‫‪ _3‬األخوات ألب‪.‬‬

‫‪ _12‬العول‪.‬‬
‫~ ‪~2‬‬
‫‪ _13‬الرد‪.‬‬

‫‪ _14‬حساب المواريث (أصول المسائل‪ ،‬وكيفية تصحيح المسائل)‪.‬‬

‫~ ‪~3‬‬
‫تمهيد‪:‬‬

‫لقد وضعت الشريعة االسالمية نظام المواريث على أحسن النظم المالية وأحكمها وأعدلها‪،‬‬
‫فقررت ملكية االنسان للمال ذكراكان أم أنثى بالطرق الشرعية‪ .‬فانتقال ملكية ما يتركه‬
‫المورث من أمواله وحقوقه إلى ورثته يخضع في االسالم لنظام التركة والمواريث‪.‬‬

‫_ فموضوع التركات يتناول التركة وما تشتمل عليه‪ ،‬وكيفية انتقالها إلى الورثة‪ ،‬وما يتعلق‬
‫بها‪ ،‬وكيفية تصفيتها‪.‬‬

‫_ أما بحث المواريث فهو الذي يحدد الوارث من غيره‪ ،‬ومركزه في الميراث‪ ،‬ونسبة‬
‫الحصص لكل من الورثة‪ .‬وما هي أهلية الوارث وموانع الميراث‪ ،‬ومن من الورثة يحجب‬
‫اآلخر‪.‬‬

‫_ ومن هنا تحتل أحكام التركات والمواريث في الفقه االسالمي مكانا بارزا‪ ،‬ألنها موازين‬
‫الحقوق‪ .‬فلقد اهتم القرآن الكريم بأحكام المواريث‪ ،‬لم تحظ به أي ناحية أخرى من نواحي‬
‫التشريع‪ .‬باعتباره علما متعلق بآخر حياة االنسان‪.‬‬

‫ونظرا لهذه األهمية سوف نتطرق في هذه المحاضرات أو المذكرات البسيطة إلى كل ما‬
‫يتعلق بنظام المواريث والشركات‪.‬‬

‫~ ‪~4‬‬
‫المحاضرة األولى‪ :‬تعريف علم الميراث‬

‫أوال‪ :‬تعريف علم الميراث‪:‬‬


‫فالميراث في اللغة مصدر لفعل ورث‪ ،‬يرث‪ ،‬ارثا وميراثا‪ ،‬ومعناه انتقال الشيء من شخص‬
‫آلخر‪.‬‬

‫أما الميراث في االصطالح الفقهي‪ :‬فهو اسم لما يستحقه الوارث من مورثه بسبب من أسباب‬
‫االرث‪ ،‬سواء كان المتروك ماال أو عقارا أو من الحقوق الشرعية‪ .‬فهو علم يعرف بمقتضاه‬
‫نوع المستحقين للتركة الصافية ونصيب كل وارث‪ .‬وهو علم ما بعد الموت‪.‬‬

‫_ أما المقصود بعلم الميراث‪ ،‬فهو القواعد الفقهية والحسابية التي يعرف بها حق أو نصيب‬
‫كل وارث من التركة‪ ،‬وعرفه المالكية بأن علم من العلوم الشرعية‪ ،‬يعرف به من يرث ومن‬
‫ال يرث ومقدار ما لكل وارث‪.‬‬

‫_ أما المشرع الجزائري لم يورد تعريفا للميراث ‪ ،‬تاركا ذلك للفقه والقضاء‪ ،‬في حين عرفته‬
‫المحكمة العليا بأنه ما يخلفه المورث من أموال وحقوق مالية جمعها وتملكها أثناء حياته لمن‬
‫‪1‬‬
‫استحقها بعد موته‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬حكمة مشروعية الميراث‪:‬‬


‫انطالقا من الواقع العملي والمعطيات الفطرية في الحياة البشرية‪ ،‬وتحقيق للمصالح‬
‫االجتماعية األخرى‪ ،‬شرع االسالم قاعدة الميراث‪ ،‬وحكم بجعل تركة الميت ملكا ألفراد‬
‫ورثته‪ .‬وفي ذلك احترام لملكية األفراد‪ .‬فالدافع الذي يجعل الشخص يكد ويجد للحصول على‬
‫األموال وتنميتها تأكده من رجوعها وما تبقى منها إلى أوالده وذوي أقربائه‪.‬‬

‫الذين يعتبرهم امتداد لوجوده وحياته من بعده‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬المحكمة العليا‪ ،‬غ م ‪ ،4891/41/41‬ملف رقم ‪ ،11444‬م ق‪ ،4898 :‬عدد ‪ ،1‬ص ‪.55‬‬

‫~ ‪~5‬‬
‫ثالثا‪ :‬مكانة علم الميراث وأهميته‪:‬‬
‫يحتل علم الميراث من بين أبواب الفقه االسالمي مكانة عالية‪ ،‬وحظي بمنزلة رفيعة لم يحظ‬
‫بها غيره من األبواب الفقهية األخرى‪.‬‬

‫_ ولقد اعتبره بعض علماء المواريث ثلث علم الدين‪ :‬لقوله (ص)‪ ":‬العلم ثالثة‪ ،‬وما وراء‬
‫ذلك فهو فضل‪ :‬آية محكمة‪ ،‬أو سنة قائمة‪ ،‬أو فريضة عادلة "‪ .‬في حين صرح األكثرون‬
‫بأنها نصف العلم‪ .‬لقوله (ص)‪ ":‬تعلموا الفرائض‪ ،‬وعلموها الناس‪ ،‬فإنها نصف العلم‪ ،‬وهو‬
‫ينسى‪ ،‬وهو أول شيء ينزع من أمتي"‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬الميراث قبل االسالم‪:‬‬


‫الميراث مبدأ معترف به بين الشعوب واألجناس القديمة والحديثة‪ ،‬وهو عريق في األمم‪ ،‬مع‬
‫االختالف في النظم‪ ،‬والتباين في األسباب‪ ،‬كما عرفته العرب في جاهليتها‪ ،‬واألمم الغربية‬
‫كالرومان واليونان‪.‬‬

‫فعند قدماء المصريين كانت طريقة التوريث عندهم أن كل االبن األكبر محله‬
‫المتوفي في زراعة األرض‪ .‬وإذا مات حل محله في االدارة أخوه الذي يليه في‬
‫السن‪ ،‬فلما صدر قانون بوخوريس سوى في االرث بين الذكور واالناث‪.‬‬
‫كما أن الميراث عند قدماء الرومان‪ ،‬اعتمد على إقامة خليفة للمتوفي يختاره حال‬
‫حياته من ابنائه أو من غيرهم‪ ،‬بشرط موافقة القبيلة على هذا االختيار‪ .‬وفي سنة‬
‫‪543‬م تغير الوضع في روما‪ ،‬وأصبحت القرابة قاعدة للميراث‪ .‬كما أن النظام‬
‫الروماني سوى بين االبن الشرعي والطبيعي والمتبني في الميراث‪.‬‬
‫إن الميراث عند الرومان كان يتم عن طريق الوصية وهو االرث بالوصية‪.‬‬
‫وكان الميراث عند قدماء اليونان شبيها به عند الرومان في إقامة خليفة للبيت‪ ،‬يقوم‬
‫مقامه في الحروب والغزوات‪ ،‬وللمورث أن يوصي بجميع أمواله إلى من يشاء ولو‬
‫كانوا من األجانب‪.‬‬

‫~ ‪~6‬‬
‫أما نظام االرث في الشريعة اليهودية‪ ،‬فقد كان يقوم على حرمان االناث من الميراث‬
‫مطلقا في حالة وجود الذكر‪ .‬كما أنه يعطي للولد البكر حظ األنثيين من اخوت‬
‫الصغار‪ .‬كما أن الزوج يرث زوجته‪ ،‬بينما الزوجة ال حق لها في ميراث زوجها‪.‬‬

‫_ ففي الشريعة اليهودية ال ميراث للبنات أو الزوجة او أحد االقارب‪.‬‬

‫أما نظام االرث عند المسيحيين‪ ،‬فلم يتعرض له االنجيل‪ ،‬حيث اتبعوا ما كان يجري‬
‫العمل به في شريعة اليهود‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬نظام االرث في الجاهلية‪:‬‬

‫_ كان العرب في الجاهلية ال يورثون البنات‪ ،‬وال الزوجات وال األمهات وال غيرهن من‬
‫النساء‪ ،‬وال الصغار‪ ،‬وغنما يرث الميت األخ األكبر ألن سبب اإلرث عندهم هو القدرة على‬
‫الحمل السالح‪ .‬وحماية العشيرة والدفاع عن القبيلة‪ .‬وكان التوارث يرجع إلى أسباب ثالثة‬
‫وهي‪:‬‬

‫أ‪ /‬النسب‪ :‬وهم األوالد الكبار الذين يقاتلون األعداء‪ .‬وال يورثون األطفال والنساء‪.‬‬

‫ب‪ /‬التبني‪ :‬فاقد كان الرجل منهم يتبنى ابن غيره فينسب إليه ويرثه إذا كان كبيرا بالغا‪ .‬حيث‬
‫كان ينزل منزلة االبن الصلبي من النسب‪.‬‬

‫ج‪ /‬الحلف‪ :‬أو التحالف أو المعاقدة وهو عبارة عن إجراء عقد بين رجل وآخر ال تربطه به‬
‫صلة النسب وبإتمام التعاقد التعاقد يستحق كل حليف إرث حليفه‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬الميراث في اإلسالم‪:‬‬


‫فلما جاء االسالم منع الظلم ووضع نظاما حكيما للميراث‪ .‬حيث بنى االستحقاق في الميراث‬
‫االسالمي على األمور التالية‪:‬‬

‫‪ _1‬يقوم على عالقة القرابة والزوجية‪.‬‬

‫‪ _2‬إلغاء صفات الذكورة واألنوثة والغير والكبر في اصل االستحقاق‪.‬‬

‫‪ _3‬إزالة الظلم الذي كان الحقا بالمرأة في الجاهلية‪.‬‬

‫~ ‪~7‬‬
‫‪ _4‬عدم حرمان األصول والفروع في أصل االستحقاق‪.‬‬

‫‪ _5‬إن الذكر يأخذ ضعف األنثى غالبا‪.‬‬

‫‪ _6‬إن اإلخوة واألخوات ال يرثون مع وجود األبوين‪.‬‬

‫_ وبذلك هدم االسالم قواعد الجاهلية من قصر االستحقاق على الذكور وأقام نظام التوريث‬
‫على أساس نظام محكم يحول دون تكرس األموال في يد واحدة‪.‬‬

‫سابعا‪ :‬أحكام المواريث في قانون األسرة الجزائري‪:‬‬


‫_ جعل المشرع الجزائري الميراث والوصية من الطرق القانونية والشرعية الكتساب‬
‫الملكية (م ‪ 777 _773‬ق م)‪.‬‬

‫_ ولقد تناول قانون األسرة الجزائري أحكام المواريث في الكتاب الثالث من المادة ‪ 126‬إلى‬
‫‪( 183‬أي ‪ 57‬مادة)‪ ،‬واه تم قبل كل شيء بتصفية التركة لئال تختلط مالها لك مع ما للورثة‪.‬‬
‫فإذا لم يوجد ذوو فروض أو عصبة آلت التركة إلى ذوي األرحام‪ ،‬فإن لم يوجدوا آلت إلى‬
‫الخزينة العامة (م ‪ )12 /181‬ويراعي في القسمة حقوق الغائبين والمحجورين والحمل (م‬
‫‪.)181‬‬

‫_ ويجب أن تتبع اإلجراءات المستعجلة في قسمة التركات‪ .‬في يتعلق بالمواعيد وسرعة‬
‫الفصل في موضوعها‪ ،‬وطرق الطعن في أحكامها (م ‪.)183‬‬

‫_ ثم حدد القانون األحكام العامة للميراث‪( ،‬م ‪ ،)138_126‬واصناف الورثة المستحقين‬


‫للتركة كأصحاب الفروض (م ‪ ،)149 _139‬والعصبة (م‪ ،)156 _151‬وأحوال الجد (م‬
‫‪ ،)158‬ثم نص على أحكام الحجب (م ‪ ،)165 _159‬والعول والرد (م ‪،)168 _166‬‬
‫واخيرا تعرض القانون لبعض المسائل الخاصة بالميراث (م ‪ )179 _175‬وأحكام قسمة‬
‫الشركات (م ‪.)183_181‬‬

‫~ ‪~8‬‬
‫المحاضرة الثانية‪ :‬عناصر التركة والحقوق المتعلقة بها‪.‬‬
‫_ التركة هي الركن األهم في الميراث‪ ،‬بل هي موضوعه الذي يبحث فيه‪ ،‬والتركة هي‬
‫مجموع ما يتركه الميت من أموال أو حقوق مالية على اختالف أنواعها‪ .‬بعد سداد الديون‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف التركة‪:‬‬

‫التركة في اللغة‪ :‬ما يتركه الشخص بعد موته‪ ،‬والتركة في اللغة مشتقة من الترك وهو‬
‫التحنية‪.‬‬

‫أما في االصطالح الفقهي‪ :‬تطلق على أحد المعنيين معنى عام ومعنى خاص‪.‬‬

‫_ أما التركة بالمعنى العام‪ :‬فإنها تطلق على ما ترك الميت من مال كاف ملكا له‪.‬‬

‫_ أما التركة بالمعنى الخاص‪ :‬فهي ما يتركه الميت من مال أو حق مالي خالص بعد سداد ما‬
‫عليه من الديون‪ ،‬وتنفيذ ما صدر عنه من وصايا‪.‬‬

‫_ فالفارق الشرعي بين التعريفين هو سداد الديون عمال بالقاعدة الشرعية " ال تركة إال بعد‬
‫سداد الديون"‪.‬‬

‫_ ولقد اختلف الفقهاء في تعريف التركة‪:‬‬

‫_ فالتركة عند األحناف والظاهرية هي ما يتركه المتوفي من أموال وحقوق مالية خالصة‬
‫عن تعليق حق الغير بعينه (كالرهن مثال)‪.‬‬

‫أما التركة عند المالكية والشافعية والحنابلة فتشمل ما كان لإلنسان حال حياته فإنه ينتقل بعد‬
‫موته إلى ورثته من مال وحقوق‪.‬‬

‫_ أما التشريع الجزائري فلم يتعرض بتعريف التركة‪ ،‬مما يوجب الرجوع إلى الشريعة‬
‫االسالمية انطالقا من نص المادة ‪ 222‬ق أ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬ما يورث وماال يورث من التركة‪:‬‬


‫فما يورث شرعا هي األموال والحقوق المالية التي يتركها الميت على اختالف أنواعها‪،‬‬
‫كالعقارات (منازل وأراضي) ‪ ،‬والمنقوالت والحقوق العينية المقومة بالمال كحقوق االرتفاق‬

‫~ ‪~9‬‬
‫االنتفاع والسكن‪ ،‬وكذا الحقوق التجارية كاألصول التجارية والمؤسسات‪ ،‬والشركات‬
‫واألسهم‪ ،‬والسندات‪ ،‬واألسماء التجارية‪ ،‬والعالمات التجارية‪ ،‬براءات االختراع‪....‬الخ‪.‬‬

‫_ كما أن حقوق الملكية الفكرية واألدبية والفنية قابلة لالنتقال‪.‬‬

‫_ هذا باإلضافة إلى األشياء الثمينة كالحلي (المصوغ) والتحف‪ ،‬والنقود‪ ،‬والصكوك‪.‬‬

‫_ أما عن األشياء واألموال غير القابلة للتعامل شرعا وقانونا‪ ،‬وتخرج عن دائرة التعامل‬
‫كتلك التي ال يستطيع أن يستأثر بحيازتها أحد المباحات العامة واألمالك العمومية‪ .‬والوظائف‬
‫العامة‪ ،‬ورخص األسلحة‪.‬‬

‫_ كما أن الحقوق الشخصية المحضة التي ال تتعدى إلى غير صاحبها كحق الوالية‪ .‬وحق‬
‫الحضانة‪ ،‬والطالق‪ ،‬فانها تنتهي بموت المورث وال تورث تلقائيا‪.‬‬

‫_ أما الديون فهي ال تورث أيضا ألن التركة هي المسؤولة عن الدين‪ .‬فإن تجاوز الدين‬
‫مجموع التركة‪ .‬فإن الورثة غير مسؤولين عن سداده‪.‬‬

‫_ وعليه فإن المال الذي يورث في القانون الجزائري هو جميع الحقوق المالية التي تتعلق‬
‫باألموال‪ ،‬ومنافعها التي تقبل االنتقال والتعامل لقوله عليه الصالة والسالم‪ ":‬من ترك ماال‬
‫فللوارث" ولقوله أيضا‪ ":‬من ترك ماال أو حقا فلورثته"‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬الحقوق المتعلقة بالتركة‪:‬‬


‫الحقوق جمع حق وهو الثابت الذي ال يجوز انكاره‪ ،‬والحقوق المتعلقة بالتركة وهي‪:‬‬

‫الحق األول‪ :‬تجهيز الميت وتكفينه بالقدر المشروع‪:‬‬


‫المراد به هو ما ينفق عليه من وقت وفاته إلى حين دفنه‪ .‬كنفقات الغسل‪ ،‬والتكفين‪ ،‬ونقل‬
‫الجنازة‪ ،‬وثمن القبر ومبالغ التعزية‪ ،‬والتجهيز المطلوب هو ما يليق بأمثاله‪ ،‬ويناسب حاله‬
‫من غير إسراف وال تقصير‪.‬‬

‫~‪~11‬‬
‫الحق الثاني‪ :‬سداد الديون الثابتة في ذمة المتوفي‪:‬‬
‫ال تقسم التركة بين الورثة حتى تقضى الديون عن الميت‪ .‬ألن ال تركة إال بعد سداد الديون‪.‬‬
‫لقوله ص‪ ":‬نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه"‪.‬‬

‫والدين مقدم على الوصية بإجماع الفقهاء وهو ما ذهب به القانون الجزائري (م ‪12 /181‬‬
‫ق‪.‬أ)‬

‫_ هذا وتسدد الديون حسب الترتيب اآلتي‪:‬‬

‫‪ _1‬الديون الممتازة‪ :‬وهي الديون الثابتة للخزينة العامة كالغرامات المالية‪ ،‬وديون الجمارك‬
‫والرسوم والضرائب‪ ،‬وديون العمال‪ ،‬والنفقة الشرعية المقدرة للمطلقة والمحضونين‪.‬‬

‫‪ _2‬الديون المتعلقة باألعيان‪ :‬ومن أمثلتها األعيان المرهونة‪ ،‬وحق البائع في المبيع‪ .‬إذا لم‬
‫يكن قد استوفى الثمن‪.‬‬

‫‪ _3‬ديون الميت المطلقة‪ :‬وهي الديون الشخصية أو االلتزامات الثابتة في ذمة الميت‬
‫والتابعة للعباد كغصب مال أو احداث ضرر للغير‪ ،‬أو كان بسبب عقد االيجار والصداق في‬
‫عقد الزواج ‪....‬الخ‪.‬‬

‫‪ _4‬ديون هللا تعالى‪ :‬وهي التي تثبت للفقراء وليس له مطالب معين من الناس كالزكاة‪،‬‬
‫والنذور والكفارات والحج‪.‬‬

‫الحق الثالث‪ :‬تنفيذ الوصايا الصحيحة النافذة‪:‬‬

‫بعد إخراج الحقوق السابقة الذكر‪ ،‬البد من تنفيذ الوصية (م ‪ 13 /181‬ق‪ .‬أ) والوصية هي‬
‫تمليك مضاف إلى ما بعد الموت بطريق التبرع وهي مقدمة قانونا على التركة‪ .‬وهي‬
‫مشروعة بالكتاب والسنة واالجماع‪.‬‬

‫_ والمقصود بالوصية هنا هي الوصية االرادية أو االختيارية ألنها تكون باختيار الموصي‪،‬‬
‫أما الوصية الواجبة (التنزيل) فهي التي أوجبها القانون لألحفاد الذين يموت أبوهم قبل جدهم‬
‫أو جدتهم فإنهم يرثون بنص القانون ما ينوبهم في نصيب أبيهم في جدهم أو جدتهم‪ ،‬كما لو‬
‫كان أبوهم حيا‪ ،‬وتقدم الوصية الواجبة على الوصية االختيارية في التنفيذ‪.‬‬
‫~‪~11‬‬
‫_ وال تنفذ الوصية إال إذا كانت صحيحة ونافذة‪ .‬وهذا بتوافر الشروط التالية‪:‬‬

‫‪ _1‬أن تكون الوصية في حدود (‪ )3/1‬عمال بأحكام المادة ‪ 185‬ق‪ .‬أ وإذا زادت عليه توقفت‬
‫الزيادة على إجازة الورثة‪.‬‬

‫‪ _2‬ال وصية لوارث‪ ،‬إال إذا أجازها الورثة بعد وفاة الموصي (م ‪ 189‬ق‪ .‬أ)‪.‬‬

‫‪ _3‬يشترط في صحة الوصية أن يكون الموصي أهال للتبرع‪ .‬بأن يكون سليم العقل (م ‪186‬‬
‫ق‪ .‬أ) ومن ثمة فإن الهبة في مرض الموت تعتبر وصية‪.‬‬

‫الحق الرابع‪ :‬حق الورثة‪:‬‬

‫بعد استيفاء الحقوق السال فة يوزع الباقي من التركة على الورثة الشرعيين شريطة أن يحصل‬
‫السبب وأن تتحقق شروط الميراث‪ .‬وأن ينتفي المانع‪ ،‬ويوزع عليهم بحسب درجاتهم في‬
‫االرث في فرض وتعصيب‪ .‬فإن لم يوجد وارث آلت التركة إلى ذوي األرحام‪ .‬وإن لم‬
‫يوجدوا آلت إلى الخزينة العامة فيأخذ كل وارث نصيبه المقدر له شرعا وقانونا بحسب‬
‫الترتيب المبين في قانون األسرة (م ‪ 181‬ق‪ .‬أ) الذي حصر الورثة في أصناف أربعة وهي‪:‬‬

‫‪ _1‬أصحاب الفروض‪.‬‬

‫‪ _2‬العصبات‪.‬‬

‫‪ _3‬ذوو األرحام‪.‬‬

‫‪ _4‬الخزينة العامة‪.‬‬

‫_ وبهذا نكون قد انتهينا من دراسة عناصر التركة والحقوق المتعلقة بها‪ .‬لكي ننتقل في‬
‫ا لمحاضرة الثالثة للبحث في أركان الميراث‪ ،‬أسبابه‪ ،‬وشروطه وموانعه‪.‬‬

‫~‪~12‬‬
‫المحاضرة الثالثة‪ :‬أركان الميراث‪ ،‬شروطه‪ ،‬وموانعه‪.‬‬
‫أوال‪ :‬أركان الميراث‪ :‬لكي يتحقق الميراث‪ ،‬البد من وجود ثالثة أشياء تسمى أركان الميراث‬
‫والركن لغة هو الجانب األقوى‪ ،‬أما في االصطالح فهو ما توقف الشيء على وجوده وكان‬
‫جزءا من حقيقته‪.‬‬

‫وأركان الميراث هي‪:‬‬

‫‪ _1‬المورث‪ :‬وهو الميت حقيقة بأن فارق الحياة أو حكما بأن حكم القاضي موته مع احتمال‬
‫حياته‪ ،‬أو تقدير كالجنين الذي ينفصل ميتا بجناية على أمر ولم يأخذ المشرع الجزائري‬
‫بالموت التقديري‪.‬‬

‫‪ _2‬الوارث‪ :‬هو الشخص الذي يستحق نصيبا من التركة‪ ،‬قل هذا النصيب أو كثر‪ ،‬وذللك‬
‫بسبب من أسباب االرث كالقرابة أو الزوجية‪.‬‬

‫‪ _3‬الموروث‪ :‬هو الشيء الذي يورث عن الميت‪ ،‬وسمي الشيء الموروث أو التركة‬
‫بعناصرها المختلفة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أسباب الميراث‪:‬‬

‫لقد حصر المشرع الجزائري في المادة ‪ 126‬ق‪ .‬أ أسباب الميراث في سببين رئيسين هما‪:‬‬
‫الزوجية والقرابة‪.‬‬

‫أ_ السبب األول‪ :‬الزوجية‪ :‬إن عقد الزواج أمر موجب التوارث بعد الزوجين وال يتوقف‬
‫اطالقا‪ ،‬على الدخول‪ ،‬فلو هلك أحد الزوجين بعد انعقاد العقد ورث فيه اآلخر‪( ،‬م ‪ 126‬ق‪.‬‬
‫أ)‪ .‬ويتطلب هذا السبب وفقا لقانون األسرة شرطين هامين وهما‪:‬‬

‫‪ _1‬أن يكون الزواج صحيحا‪ :‬ال يقع التوارث بين الزوجين إال إذا كان عقد الزواج صحيحا‬
‫ولم من غير دخول أو خلوة (م ‪ 131 _126‬ق‪ .‬أ) أما اذا ثبت بطالن الزواج فال توارث بين‬
‫الزوجين (م ‪ 131‬ق‪ .‬أ) وال توارث أيضا بالزواج الفاسد‪ .‬ولو وقع بعدها دخول حقيقي‪ ،‬أما‬
‫عقد الزواج في مرض الموت فهو فاسد عند المالكية‪ ،‬وال توارث بين الزوجين وهو ما‬
‫سارت عليه المحكمة العليا في قرارها المؤرخ في ‪.2111 /15/23‬‬

‫~‪~13‬‬
‫‪ _2‬ان تكون الزوجية قائمة وقت وفاة المورث ولو حكما‪:‬‬

‫فإن المعتدة من طالق رجعي‪ ،‬ترث مطلقها‪ ،‬وهو يرثها أيضا ألن الزوجية تبقى قائمة ما‬
‫دامت العدة لم تنقضي ( م ‪ 132‬ق‪ .‬أ)‪.‬‬

‫_ فإذا وقع الطالق‪ ،‬وانتهت العدة‪ ،‬أصبح الطالق بائنا بأنواعه‪ ،‬وال يحصل به الميراث‪ .‬فإن‬
‫المعتدة من طالق بائن ال ترث إال في طالق "الفرار" وهو طالق المريض مرض الموت‬
‫لزوجته فرارا من ميراثها في تركته بعد وفاته‪ ،‬فإذا ماتت وهي في عدتها ورثت منه معاملة‬
‫له بنقيض قصده‪.‬‬

‫_ والجدير بالذكر أن في حالة ثبوت اللعان بين الزوجين فال توارث بينهما (م ‪ 138‬ق‪ .‬أ)‪.‬‬
‫لقوله (ص)‪ ":‬المتالعنان ال يجتمعان أبدا"‪.‬‬

‫السبب الثاني‪ :‬القرابة‪ :‬وهي رابطة النسب بين المورث ووارثه وهي األصل في التوريث‪،‬‬
‫وسببها الوالدة وتشمل القرابة على أنواع الورثة الثالثة‪ ،...‬أصحاب الفروض‪ ،‬العصبان‪،‬‬
‫وذوي األرحام (م ‪ 181‬ق‪ .‬أ)‪.‬‬

‫_ هذا ويثبت النسب بالزواج الصحيح أو باإلقرار أو بشهادة الشهود بأنه ولد على فراشه من‬
‫زوجته (م ‪ 41‬ق أ المعدلة باألمر ‪ .)12 /15‬وذلك أن الولد للفراش‪.‬‬

‫_ إن أسباب الميراث الواردة في نص المادة ‪ 126‬ق‪ .‬أ وهي الزوجية والقرابة قد جاءت‬
‫على سبيل الحصر‪ ،‬وهي أسباب شرعية وقانونية فال يجوز للوارث أو المورث اسقاط هذه‬
‫الصفة وال التنازل عن االرث للغير ألن قواعد الميراث بالنظام العام‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬شروط الميراث‪ :‬البد من توافر ثالثة شروط مجتمعة ال يقوم احدهما مقام اآلخر‪ ،‬ألن‬
‫الميراث في حقيقته هو خالفة شرعية للحي في أموال الميت وهي‪:‬‬

‫‪ _1‬تحقيق موت المورث حقيقة أو حكما (م ‪ 127‬ق‪ .‬أ)‪.‬‬

‫‪ _2‬تحقيق حياة الوارث وقت موته مورثه (م ‪ 128‬أو ‪.)134 /133‬‬

‫‪ _3‬عدم وجود مانع من موانع االرث (م ‪ 135‬و ‪ 138‬ق‪ .‬أ)‪.‬‬

‫~‪~14‬‬
‫‪ _1‬تحقق موت المورث حقيقة أو حكما‪ :‬فإذا مات شخص انعدمت أهليته للتملك‪ ،‬فيزول‬
‫ملكه إلى من يخلفه فيه ملكية استخالفية وموت المورث هو الواقعة القانونية التي تؤدي إلى‬
‫افتتاح التركة ليتحدد نصيب كل وارث فيها‪ .‬وموت المورث وفقا للمادة ‪ 127‬ق‪ .‬أ إما ان‬
‫تكون حقيقة أو حكما (اي بحكم القاضي)‪.‬‬

‫‪ ‬فأما الموت الحقيقي‪ :‬هو توقف القلب والدورة الدموية عن العمل والرئتين عن‬
‫التنفس توقفا تاما ال رجعة فيه سيؤدي حتما إلى توقف جميع وظائف الدماغ‪،‬‬
‫وترجع أهمية معرفة مكان موت المورث في تحديد المحكمة المختصة اقليميا‬
‫في الفصل في المنازعات المتعلقة بتصفية التركة ( م ‪ 8‬ق‪ .‬إ م)‪.‬‬
‫‪ ‬وأما الموت الحكمي‪ :‬يتمثل في المفقود الذي اقطعت أخباره وال يعرف مكانه‬
‫وال حياته أو موته‪ ،‬فإن طالت مدة غيابه ورفع األمر إلى القاضي فإن هذا‬
‫األخير يحدد مدة معينة (‪ 14‬سنوات) بعد البحث والتحري عنه بكافة الوسائل‪.‬‬
‫فإذا انقضت المدة حكم القاضي بموته حسب المادة ‪ 119‬ق‪ .‬أ‪ .‬وعندئذ تعتد‬
‫زوجته عدة الوفاة‪ .‬وتقسم أمواله بين ورثته األحياء وقت صدور الحكم بموته‪.‬‬

‫‪ _2‬تحقق حياة الوارث وقت موت مورثه‪:‬حسب المادة ‪ 128‬ق‪ .‬أ‪ .‬تنص على ضرورة‬
‫وجود الوارث حيا وقت موت مورثه إما حقيقة أو حكما‪.‬‬

‫_ فالحياة الحقيقية هو الوجود الحقيقي للوارث عند موت مورثه ال قبله وال معه وهي الثابتة‬
‫بسجالت الحالة المدنية وشهادات الشهود‪ .‬والبينة‪.‬‬

‫_ وأما الحياة التقديرية‪ :‬أو الحكمية فهي تتعلق بالحما مادام في بطن أمه‪ ،‬فحياته ليست محققة‬
‫وهو يستحق الميراث ولو لم تتحقق حياته بعد باتفاقه الفقهاء‪.‬‬

‫_ أما في القانون الجزائري فال يرث الحمل إال إذا تحققت حياته وقت وفاة مورثه‪.‬‬

‫حكم الموتى في وقت واحد أو الموت الجماعي‪:‬‬

‫إذا لم تثبت حياةالوارث وقت موت مورثه‪ ،‬حقيقة أو تقديرا فال توارث بينهما شرعا وقانونا‪،‬‬
‫فإذا ماتت وبينهم قرابة أو زوجية ولم يعلم ترتيب موتهم يقينا بسبب مصاب أو حادث عمهم‬
‫في وقت واحد كالغرقى في سفينة والهدمى من تهدم البناء‪ .‬والحرقى في الحروب أو في‬
‫~‪~15‬‬
‫حوادث السير‪ .‬فهؤالء ال توارث بينهم لمانع الشك من الميراث‪ ،‬وذلك إلنتفاء التيقن من حياة‬
‫الوارث بعد موت المورث بحسب العلم والواقع وتركة كل واحد منهم لورثته األحياء وال‬
‫يرث بعضهم بعضا (م ‪ 129‬ق‪ .‬أ)‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬عدم وجود مانع من موانع االرث‪ :‬قد تتحقق شروط الميراث مع قيام سبب االرث‪،‬‬
‫ومع ذلك يحرم الوارث من االرث‪ ،‬متى نزل به مانع من موانع االرث (م ‪ 135‬إلى ‪ 138‬ق‪.‬‬
‫أ)‪ .‬فموانع االرث هي أوصاف شرعية تلحق بمن هو أصال أهل لإلرث من غيره‪ .‬وموانع‬
‫االرث في قانون األسرة الجزائري هي كاآلتي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬القتل العمد‪ :‬لقوله (ص)" ال يرث القاتل" والقاتل بتلبسه في ازهاق روح مورثه يكون‬
‫كأن يستعجل حصوله على ميراثه منه‪.‬‬

‫_ وقد أخذ القانون الجزائري برأي المالكية فنص في المادة ‪ 135‬ق‪ .‬أ بأنه يمنع من الميراث‬
‫األشخاص اآلتية‪:‬‬

‫‪ _1‬قاتل المورث عمدا وعدوانا سواء أكان القاتل فاعال أصليا أو شريكا‪.‬‬

‫‪ _2‬شاهد الزور الذي أدت شهادته إلى الحكم باإلعدام وتنفيذه‪.‬‬

‫‪ _3‬العالم بالقتل أو تدبيره إذا لم يخبر السلطات المعنية‪.‬‬

‫وتنص المادة ‪ 136‬ق‪ .‬أ بأنه الممنوع من االرث ال يحجب غيره‪ .‬وبالتالي فإن القتل المانع‬
‫من االرث هو القتل العمدي أو العدواني بغير حق وال عذر قانوني‪ .‬أما القتل الخطأ فال يمنع‬
‫من الميراث‪ .‬النعدام القصد الجنائي ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬اللعان‪ :‬اللعان لغة هو البعد واصطالحاهو ما يحصل من مالعنة وحلف أمام القضاء‬
‫بين الزوجين بسبب نفي الحمل أو دعوى الرمي بالزنا (م ‪ 41‬ق‪ .‬أ)‪.‬‬

‫_ فإذا تم اللعان على وجه المقرر شرعا‪ ،‬فرق القاضي بينهما ونفي نسب الولد منه‪ ،‬فال يرث‬
‫الولد من الزوج وإنما يرث من أمه وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 138‬ق‪ .‬أ" يمنع من االرث‬
‫اللعان"‪.‬‬

‫~‪~16‬‬
‫ثالثا‪ :‬الردة‪ :‬وهي خروج المسلم عن دينه‪ ،‬وإعالنه الكفر به وبتشريعه بقول أو فعل وارادته‪.‬‬
‫وحكمه في االسالم أنه يعتبر ال دين له‪ ،‬فاتفق الفقهاء على أن المرتد عن االسالم ال يرث‬
‫غيره مهما كانت ديانة المورث‪ .‬ألن المرتد في حكم الميت‪.‬‬

‫_ ويرى االمام مالك بان المرتد ال يرث وال يورث‪ .‬وتذهب أمواله إلى بيت المال‪ .‬ألن بردته‬
‫صار حوبا على المسلمين‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬اختالف الدين‪ :‬ذهب أصحاب المذاهب األربعة إلى أنه ال تجوز التوارث بين المسلم‬
‫والكافر‪ ،‬وهذا لقوله (ص)" ال يرث المسلم الكافر‪ ،‬وال الكافر المسلم"‪.‬‬

‫_ فإذا كان الميت مسلما والوارث كافرا ( ولو كان يهوديا أو نصرانيا أو مجوسيا أو بالعكس)‬
‫فإنه ال توارث بين ملتين لقوله (ص)‪ ":‬ال يتوارث أهل ملل شتى"‪ .‬وفي رواية أخرى " ال‬
‫يتوارث أهل ملتين"‪.‬‬

‫_ ونالحظ أن المشرع الجزائري ذكر الردة كمانع للميراث في المادة ‪ 138‬ق‪ .‬أ ولكنه أغفل‬
‫اختالف الدين كمانع من موانع االرث‪.‬‬

‫_ وينبغي أخيرا مالحظة أن من قام به مانع شرعي من موانع االرث فإنه يعتبر كالميت في‬
‫حق الورثة ووجوده من عدمه فهو ال يرث وال يؤثر في غيره من الورثة لذلك ال يؤثر‬
‫وجوده في حجب أي واحد منهم حجب حرمان أو حجب نقصان (م ‪ 136‬ق‪ .‬أ)‪.‬‬

‫الفرق بين المحروم والمحجوب في نظام الميراث‪ :‬هناك فرق دقيق بين المحروم‬
‫والمحجوب في الميراث‪ ،‬فالشخص الذي قام به مانع من موانع االرث سمي‬
‫"محروما" ويعتبر وجوده كعدمه وال يؤثر على غيره من الورثة‪.‬‬

‫_ أما إذا كان الوارث ال يرث لوجود وارث هو أقرب منه وأقوى منه‪ ،‬كوجود الجد مع‬
‫االب‪ ،‬فغن الجد ال يرث لوجود األقرب منه‪ .‬وهو األب‪ ،‬فهو هنا أي الجد "محجوب" وال‬
‫يعتبر وجوده كعدمه بل يؤثر على غيره من الورثة‪.‬‬

‫~‪~17‬‬
‫خامسا‪ :‬التعريف بأهم المصطلحات الميراثية‬

‫_ توجد في علم الميراث بعض المصطلحات الشرعية التي يجب على الباحث ادراك معناها‬
‫ومن أهمها ما يلي‪:‬‬

‫‪ _1‬التركة‪ :‬مجموع ما يتركه الميت من أموال أو حقوق مالية‪.‬‬

‫‪ _2‬التركة الخاصة أو الصافية‪ :‬مجموع ما يتركه الميت من أموال وحقوق مالية بعد تصفيتها‬
‫من الحقوق المتعلقة بها‪.‬‬

‫‪ _3‬الميراث أو االرث‪ :‬هو من العلوم الشرعية يعرف به من يرث ومن ال يرث‪.‬‬

‫‪ _4‬أصحاب الفروض‪ :‬هم الذين لهم نصيب مقدر في كتاب هللا وسنة رسوله‪ .‬ال يجوز‬
‫الزيادة عليه وال النقصان عنه‪ .‬وهذه الفروض هي‪ :‬النصف‪ ،‬الربع‪ ،‬الثمن‪ ،‬الثلثان‪ ،‬الثلث‪،‬‬
‫السدس (م ‪ 143‬ق‪ .‬أ)‪ .‬وأصحاب الفروض اثنا عشر‪ :‬أربعة من الذكور وثمان من االناث‪.‬‬
‫(م ‪ 149 _144 _142 _141‬ق أ)‪.‬‬

‫‪ _5‬العصبة‪ :‬جمع عاصب وهم أقرباء الميت غير ذوي الفروض‪ .‬والعاصب هو من يستحق‬
‫التركة كلها عند انفراده أو ما بقي منها بعد أخذ أصحاب الفروض حقوقهم‪ .‬والعصبة بالنفس‬
‫ثالثة أنواع‪ :‬عصبة بالنفس‪ ،‬وبالغير‪ ،‬ومع الغير (م ‪ 157 _151‬ق‪ .‬أ)‪.‬‬

‫‪ _6‬ذوو األرحام‪ :‬هم أقارب الميت الذين ليسوا ذوي فروض وال عصبة (م ‪ 139‬ق‪ .‬أ)‬
‫كالخالة و العمة‪ .‬و كابن البنت‪ .‬ابن األخت‪.‬‬

‫‪ _7‬المحروم‪ :‬هو الوارث الذي قام به مانع من موانع االرث كالقتل مثال‪.‬‬

‫‪ _8‬الحجب‪ :‬هو منع شخص معين من ميراثه كله أو بعضه بسبب وجود شخص آخر يحجبه‬
‫والحجب نوعان‪ ،‬حجب نقصان وحجب حرمان (م ‪ 159‬ق أ)‪.‬‬

‫‪ _9‬أصل المسألة‪ :‬هو المضاعف البسيط لمقامات الكسور أي بمعنى أقل عدد يمكن أن تؤخذ‬
‫منه سهام الورثة بدون كسر‪.‬‬

‫‪ _11‬العول‪ :‬هو زيادة في عدد السهام ونقصان في األنصبة أو هو زيادة أصحاب الفروض‬
‫على أصل المسألة ( م ‪ 166‬ق أ)‪.‬‬
‫~‪~18‬‬
‫‪ _11‬الرد‪ :‬هو توزيع ما بقي من سهام التركة على أصحاب الفروض بنسبة فرض كل مسلم‬
‫إذا لم يكن هناك عصبة‪ .‬أما إذا وجد العاصب أخذ ما بقي بعد أصحاب الفروض‪.‬‬

‫‪ _12‬التصحيح‪ :‬هو المضاعف المشترك األصغر لألعداد التي يراد القسمة عليها والعدد‬
‫المقسوم يسمى التصحيح‪.‬‬

‫‪ _13‬الحمل‪ :‬هو ما في بطن األدمية ولد ذكرا كان أم أنثى‪ ،‬يرث ويؤثر على غيره من‬
‫الورثة (م ‪ 173‬و ‪ 174‬ق أ)‪.‬‬

‫‪ _14‬المفقود‪ :‬هو الشخص الغائب الذي ال يعرف مكانه‪ ،‬وال حياته‪ ،‬وهو ال يعتبر مفقودا إال‬
‫بحكم (م ‪ 119‬ق أ)‪.‬‬

‫‪ _15‬الخنثى‪ :‬هو إنسان ال يعرف أنه ذكرا أو أنثى‪.‬‬

‫‪ _16‬ولد الزنا‪ :‬هو الذي أتت به أمه من سفاح‪ .‬وال يعرف له أب ينتسب إليه‪ ،‬ولذلك ينسب‬
‫إلى أمه وحدها فترثه ويرثها‪.‬‬

‫‪ _17‬ولد اللعان‪ :‬هو الذي ولدته أمه على فراش الزوجية ولكن الزوج رمى زوجته بالزنا‬
‫وأجري بينهما اللعان‪ .‬وحكم بنفي نسب الولد ولذلك فينسب إلى أمه وحدها (م ‪ 138 ،41‬ق‬
‫أ)‪.‬‬

‫‪ _18‬الوصية‪ :‬هي تمليك مضاف الى ما بعد الموت بطريق التبرع (م ‪ 184‬ق أ)‪.‬‬

‫‪ _19‬التنزيل‪ :‬هو الوحشية الواجبة المفروضة بحكم القانون لصنف معين من األقربين الذين‬
‫حرموا من الميراث لوجود من يحجبهم بشروط خاصة ومقدار معين (م ‪ 172 _169‬ق أ)‪.‬‬

‫~‪~19‬‬
‫المحاضرة الرابعة‪ :‬المستحقون للتركة بطريق االرث‬

‫أوال‪ :‬أصحاب الفروض‪ :‬الفروض جمع فرض‪ ،‬والمراد به هنا المقدار المعين شرعا لكل‬
‫وارث من التركة يسمى بالسهم أو النصيب وأصحاب الفروض هم الورثة الذين قدرت لهم‬
‫الشريعة أنصبة معينة في التركة (م ‪ 141‬ق أ) وهم يحتلون المرتبة األولى في درجات‬
‫االستحقاق وهذه الفروض المحددة هي ستة‪ :‬النصف‪ ،‬والربع والثمن والثلثان الثلث والسدس‬
‫(م ‪ 143‬ق أ)‪.‬‬

‫وجملة أصحاب الفروض اثنا عشر منهم أربعة ذكور وهم‪ :‬األب‪ ،‬الجد ألب وإن عال‪،‬‬
‫الزوج‪ ،‬األخ ألم‪.‬‬

‫وثمان من اإلناث وهن‪:‬‬

‫البنت‪ ،‬بنت االبن‪ ،‬األم‪ ،‬الزوجة‪ ،‬الجدة من الجهتين إن علت األخت الشقيقة‪ ،‬األخت ألب‪،‬‬
‫األخت ألم‪.‬‬

‫أوال‪:‬‬

‫ميراث الزوج والزوجة‪ :‬إذا وج د أحد الزوجين‪ ،‬فال بد أن يرث ما فرضه هللا له‪ ،‬وال‬ ‫‪.I‬‬
‫يرث بغير الفرض وهو يختلف نظرا لوجود الفرع الوارث وعدمه‪.‬‬

‫أ‪ /‬ميراث الزوج‪ :‬للزوج حالتان‪:‬‬

‫الحالة األولى‪ :‬يرث من زوجته النصف (‪ )2 /1‬إن لم يوجد فرع وارث للزوجة‪ ،‬مذكرا كان‬
‫أم مؤنثا‪ ،‬سواء كان الفرع من الزوج أو من غيره‪.‬‬

‫الحالة الثانية‪ :‬يرث من زوجته الربع (‪ )4/1‬إذا وجد فرع وارث للزوجة‪ ،‬مذكرا كان أم‬
‫مؤنثا سواء كان هذا الفرع الوارث من هذا الزوج أو من غيره‪.‬‬

‫_ والمراد بالفرع الوارث هو صاحب الفرض (البنت‪ ،‬بنت االبن) أو العصبة (كاالبن‪ ،‬ابن‬
‫االبن) أما الفرع من ذوي األرحام البن البنت أو بنت البنت فال يسمى فرعا وارثا‪.‬‬

‫ب‪ /‬ميراث الزوجة‪ :‬وللزوجة حالتان أيضا‪:‬‬

‫الحالة األولى‪ :‬الربع (‪ )4/1‬عند عدم وجود الفرع الوارث‪ ،‬ذكرا كان أو أنثى‪.‬‬
‫~‪~21‬‬
‫الحالة الثانية‪ :‬الثمن (‪ )8/1‬عند وجود الفرع الوارث سواءا كان منها أو من غيرها‪،‬‬
‫ويشتركن في الربع أو الثمن إذا كن أكثر من واحدة‪.‬‬

‫‪ ‬مالحظات هامة في ميراث الزوجين‪:‬‬

‫‪ _1‬ميراث الزوجين هو بالفرض دائما‪.‬‬

‫‪ _2‬ال يرد على الزوجين إال بشروط شرعية قانونية‪.‬‬

‫‪ _3‬ال ميراث بالزوجية إال إذا كان عقد الزواج صحيحا‪.‬‬

‫‪ _4‬تشترك الزوجات في حالة التعدد في الربع أو الثمن‪.‬‬

‫‪ ‬مسائل تطبيقية على ميراث الزوجين‪:‬‬

‫‪ _1‬توفيت الزوجة عن زوج‪ ،‬ابن‪ ،‬عم شقيق‪:‬‬

‫للزوجة الربع‪ ،‬ولالبن الباقي ألنه عصبة‪ ،‬وال شيء للعم ألنه محجوب‪.‬‬

‫‪ _2‬توفيت الزوجة عن زوج‪ ،‬أب‪ ،‬بنت مسيحية‪:‬‬

‫للزوج النصف‪ ،‬ولألب الباقي تعصيبا‪ ،‬أما البنت فهي محرومة الختالف الملة‪.‬‬

‫‪ _3‬توفي الزوج عن زوجته‪ ،‬ابن‪ ،‬ابن ابن‪:‬‬

‫للزوجة الثمن فرضا والباقي لالبن‪ ،‬وابن االبن محجوب‪.‬‬

‫‪ _4‬توفي الزوج عن زوجتين‪ ،‬ابن بنت‪:‬‬

‫للزوجتين الثمن مناصفة بينهما والباقي البن البنت بطريق االرث بالرحم‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬ميراث البنات الصلبيات‪:‬‬


‫البنت الصلبية هي بنت المتوفي أو المتوفاة مباشرة‪ ،‬وهي ترث بالفرض‪ ،‬وتصير عصبة إذا‬
‫وجد معها ابن المتوفي فترث بالتعصيب للذكر مثل حظ االنثيين فأحوال البنات الصلبيات‬
‫ثالثة وهي‪:‬‬

‫~‪~21‬‬
‫الحالة األولى‪ :‬ترث النصف بطريق الفرض‪ ،‬إذا انفردت ولم يكن معها بنت أخرى وال ابن‬
‫يعصيها مباشرة‪.‬‬

‫مثال‪ :‬توفيت الزوجة عن زوج بنت وأخ شقيق‪ .‬فللزوج (‪ 4/1‬لوجود الفرع الوارث)‪ ،‬وللبنت‬
‫(‪ 2/1‬النفرادها) ولألخ الشقيق (الباقي تعصيبا)‪.‬‬

‫الحالة الثانية‪ :‬أن ترث الثلثين بطريق الفرض إذا كانت أكثر من واحدة ولم يوجد من‬
‫يعصيها‪.‬‬

‫مثال‪ :‬توفي الزوج عن زوجته وثالث بنات وعم ‪ .‬فللزوجة (الثمن ‪ )8/1‬وللبنات (‪)3/2‬‬
‫وللعم ( الباقي تعصيبا)‪.‬‬

‫الحالة الثالثة‪ :‬االرث بالتعصيب إذا وجد معها ابن المتوفي‪ ،‬فتأخذ نصف نصيبه‪ ،‬فالذكر له‬
‫سهمان واألنثى سهم واحد‪ ،‬عن طريق المضاعفة‪.‬‬

‫مثال‪ :‬توفي زوج عن زوجته‪ ،‬وأب‪ ،‬وبنتين‪ ،‬وثالثة أبناء‪.‬‬

‫فللزوجة (الثمن ‪ ،)8/1‬ولالب (السدس ‪ ،)6/1‬والبنتين واألبناء‪( ،‬الباقي تعصيبا للذكر مثل‬
‫حظ األنثيين)‪.‬‬

‫‪ ‬مسائل تطبيقية على ميراث البنات‪:‬‬

‫‪ _1‬توفيت عن زوج‪ ،‬بنت‪ ،‬أخ ألب‪.‬‬

‫للزوج الربع (‪ ،)4/1‬وللبنت (‪ ،)2/1‬ولألخ الباقي تعصيبا‪.‬‬

‫‪ _2‬توفي عن زوجته‪ ،‬وابنتين‪ ،‬وأخت ألب‪.‬‬

‫للزوجة الثمن (‪ ،)8/1‬وللبنتين (‪ ،)3/2‬ولألخت الباقي تعصيبا‪.‬‬

‫‪ _3‬توفيت عن زوج‪ ،‬بنت‪ ،‬ابن‪.‬‬

‫للزوج (‪ )4/1‬الربع‪ ،‬والبنت واالبن الباقي تعصيبا للذكر مثل‪ :‬حظ االنثيين‪.‬‬

‫~‪~22‬‬
‫ثالثا‪ :‬ميراث بنات االبن‪:‬‬

‫القصود ببنت االبن هو كل أنثى للمتوفي عليها والدة بواسطة أبنائه‪ ،‬وهي ال ترث مع وجود‬
‫االبن‪ ،‬وتقوم مقام البنت الصلبية عند عدمها‪ ،‬ولها ستة حاالت وهي‪:‬‬

‫الحالة األولى‪ :‬النصف (‪ )2/1‬للواحدة إذا انفردت‪ ،‬ولم يكن للمتوفي ابن ابن في درجتها وال‬
‫بنت صلبية‪.‬‬

‫مثال‪ :‬كما في أب‪ ،‬أم‪ ،‬بنت ابن‪.‬‬

‫فلبنت االبن النصف (‪ ،)2/1‬ولألم السدس (‪ ،)6/1‬ولألب الباقي تعصيبا‪.‬‬

‫الحالة الثانية‪ :‬الثلثان (‪ )3/2‬للبنتين فأكثر‪ ،‬إذا لم يكن للمتوفي بنت صلبية أو ابن ابن في‬
‫درجتهن‪.‬‬

‫مثال‪ :‬أب‪ ،‬وبنتين‪.‬‬

‫فللبنتين الثلثان (‪ ،)3/2‬ولألب الباقي تعصيبا‪.‬‬

‫الحالة الثالثة‪ :‬ترث بالتعصيب إذا كان معها ابن ابن‪ ،‬ويكون للذكر ضعف األنثى‪.‬‬

‫مثال‪ :‬كما في زوجته‪ ،‬ابن ابن‪ ،‬بنت ابن‪.‬‬

‫فللزوجة الثمن (‪ ،)8/1‬ولالبن ابن‪ ،‬وبنت االبن (الباقي للذكر مثل حظ األنثيين)‪.‬‬

‫الحالة الرابعة‪ :‬السدس (‪ )6/1‬للواحدة فأكثر مع البنت الصلبية تكملة للثلثين‪ ،‬ويشتركن في‬
‫السدس (‪ ،)6/1‬إذا كن أكثر من واحدة ويقسم عليهن بالتساوي‪.‬‬

‫مثال‪ :‬كما في بنت‪ ،‬بنت ابن أخت شقيقة‪.‬‬

‫فللبنت النصف (‪ ،)2/1‬ولبنت االبن (‪ ،)6/1‬وما بقي لألخت‪.‬‬

‫الحالة الخامسة‪ :‬تحجب بنت االبن‪ ،‬بالبنتين الصلبتين فأكثر‪ ،‬وال ترث شيئا إال إذا كان‬
‫بجانبها ذكر في درجتها أو أسفل منها‪ ،‬فإنه يعصبها وترث منه بالتفاضل إن بقي شيء من‬
‫التركة على أصحاب الفروض وهو ما سمي" باالبن البار" ألنه لواله لما ورثت شيئا‪.‬‬

‫مثال‪ :1‬توفي عن أب‪ ،‬أم‪ ،‬بنتين‪ ،‬بنت ابن‪.‬‬


‫~‪~23‬‬
‫فلالب السدس (‪ ،)6/1‬ولألم السدس (‪ ،)6/1‬وللبنتين (‪ )3/2‬و بنت االبن محجوبة ال شيء‬
‫لها‪.‬‬

‫مثال ‪ :2‬توفيت عن زوج‪ ،‬أم‪ ،‬أب‪ ،‬بنت‪ ،‬بنت ابن‪ ،‬ابن ابن‪.‬‬

‫فللزوج الربع (‪ ،)4/1‬ولألم السدس (‪ ،)6/1‬ولألب السدس (‪ ،)6/1‬وللبنت (‪ ،)2/1‬وبنت‬


‫االبن وابن االبن ما بقي تعصيبا بالتفاضل‪.‬‬

‫الحالة السادسة‪ :‬تحجب بنت االبن باالبن الصلبي ألنه أعلى منها درجة وبكر ابن ابن أعلى‬
‫منها درجة‪.‬‬

‫مثال ‪ :1‬كما في ابن‪ ،‬بنت ابن‪.‬‬

‫التركة كلها لالبن تعصيبا وال شيء لبنت االبن ألنها محجوبة‪.‬‬

‫مثال ‪ :2‬توفيت عن زوج‪ ،‬بنت‪ ،‬ابن ابن‪ ،‬بنت ابن ابن‪.‬‬

‫وللزوج الربع (‪ ،)4/1‬وللبنت (‪ ، )2/1‬ولالبن االبن الباقي تعصيبا‪ ،‬وبنت ابن االبن محجوبة‬
‫بابن االبن‪.‬‬

‫‪ ‬مسائل تطبيقية على ميراث بنت االبن‪:‬‬

‫‪ _1‬توفي عن بنت‪ ،‬بنت ابن‪ ،‬أخ شقيق‪.‬‬

‫للبنت (‪ ،)2/1‬وبنت االبن السدس (‪ ،)6/1‬ولألخ الشقيق الباقي تعصيبا‪.‬‬

‫‪ _2‬توفي عن زوج‪ ،‬أم‪ ،‬أب‪ ،‬بنت‪ ،‬ثالث بنات ابن‪.‬‬

‫للزوج (‪ )4/1‬الربع‪ ،‬ولألم السدس (‪ )6/1‬ولألب السدس (‪ ،)6/1‬والباقي تعصيبا‪ ،‬وللبنت‬


‫النصف (‪ ،)2/1‬ولبنات االبن السدس (‪ )6/1‬تكملة للثلثين‪.‬‬

‫‪ _3‬توفيت عن أب‪ ،‬أم‪ ،‬بنتين‪ ،‬بنت ابن‪.‬‬

‫لألب السدس (‪ ،)6/1‬والباقي تعصيبا‪ ،‬ولألم السدس (‪ )6/1‬وللبنتين الثلثان (‪ ،)3/2‬ولبنت‬


‫االبن ال شيء لها‪.‬‬

‫‪ _4‬توفي عن بنتين‪ ،‬بنت ابن‪ ،‬وابن ابن‪.‬‬


‫~‪~24‬‬
‫للبنتين الثلثان (‪ ،)3/2‬ولبنت االبن‪ ،‬وابن االبن الباقي تعصيبا‪.‬‬

‫‪ _5‬توفي عن‪ :‬بنت‪ ،‬بنت ابن‪ ،‬ابن ابن‪ ،‬وزوجته مطلقة بائنا‪.‬‬

‫للبنت (‪ ،)2/1‬ولبنت االبن وابن االبن (الباقي تعصيبا) وال شيء للزوجة النتفاء الزوجية‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬ميراث األب‪:‬‬

‫_ األب ال يحجب من الميراث أصال‪ ،‬وبأي حال من األحوال‪ .‬وله ثالثة أحوال‪:‬‬

‫الحالة األولى‪ :‬السدس (‪ )6/1‬بطريق الفرض المطلق وذلك مع وجود الفرع الوارث المذكر‪،‬‬
‫(كاالبن وابن االبن وإن نزل)‪.‬‬

‫مثال‪ :‬توفي عن زوجة‪ ،‬أب‪ ،‬ابن‪.‬‬

‫فللزوجة الثمن (‪ ،)8/1‬لوجود الفرع الوارث‪ ،‬ولألب السدس (‪ .)6/1‬فرضا لوجود الفرع‬
‫الوارث المذكر‪ ،‬ولالبن الباقي تعصيبا‪.‬‬

‫الحالة الثانية‪ :‬أن يرث السدس بالفرض‪ ،‬ثم يرث الباقي تعصيبا من التركة بعد أصحاب‬
‫الفروض‪ ،‬وذلك عند وجود الفرع الوارث المؤنث كالبنت وبنت االبن وإن نزل‪.‬‬

‫مثال‪ :‬توفي عن أب‪ ،‬بنت‪ ،‬بنت ابن‪.‬‬

‫فللبنت النصف (‪ )2/1‬النفرادها‪ ،‬ولبنت االبن (‪ 6/1‬تكملة للثلثين)‪ .‬ولألب السدس (‪6/1‬‬
‫فرضا والباقي تعصيبا لوجود الفرع الوارث المؤنث)‪.‬‬

‫الحالة الثالثة‪ :‬أن يرث بالتعصيب فقط إذا لم يكن للميت فرع وارث مطلقا‪ ،‬مذكرا ومؤنثا‪.‬‬

‫مثال‪ :‬توفي عن أب‪ ،‬أم‪ ،‬عم‪.‬‬

‫فلألم الثلث (‪ 3/1‬لعدم وجود الفرع الوارث)‪ ،‬ولألب الباقي تعصيبا لعدم وجود الفرع‬
‫الوارث‪ ،‬أما العم (محجوب باألب)‪.‬‬

‫‪ ‬مالحظات هامة في ميراث األب‪:‬‬

‫‪ _1‬ميراث األب تارة يكون بالفرض وتارة بالفرض والتعصيب (م ‪ 149‬ق‪ .‬أ) وتارة أخرى‬
‫بالتعصيب (م ‪ 12 /153‬ق‪ .‬أ)‪.‬‬
‫~‪~25‬‬
‫‪ _2‬يحجب االب‪ ،‬الجد حجب حرمان‪ ،‬فال يرث معه شيئا‪ ،‬ألنه أقرب منه درجة إلى الميت‬
‫(م ‪ 149‬و‪ 162‬ق‪ .‬أ)‪ ،‬تطبيق للقاعدة‪ :‬كل شخص يدلي إلى الميت بواسطة يحجب بها‪.‬‬

‫‪ _3‬يحجب األب جميع االخوة واألخوات حجب حرمان من أي جهة كانوا أشقاء أو ألب أو‬
‫ألم‪ ،‬ألن األبوة مقدمة على األخوة‪.‬‬

‫‪_4‬يحجب األب الجدات ألب ألنه أقرب منهى درجة للميت‪.‬‬

‫‪ ‬مسائل تطبيقية على ميراث األب‪:‬‬

‫‪ _1‬توفي عن أب‪ ،‬ابن‪ ،‬زوجته‪.‬‬

‫للزوجة الثمن (‪ ،)8/1‬ولألب السدس (‪ )6/1‬ولالبن الباقي تعصيبا‪.‬‬

‫‪ _2‬توفيت عن زوج‪ ،‬بنت‪ ،‬أب‪.‬‬

‫للزوج الربع (‪ ،)4/1‬وللبنت (‪ ،)2/1‬ولألب السدس (‪ 6/1‬فرضا) والباقي تعصيبا‪.‬‬

‫‪ _3‬توفي عن زوجة‪ ،‬أب‪.‬‬

‫للزوجة الربع (‪ ،)4/1‬ولألب الباقي تعصيبا‪.‬‬

‫‪ _4‬توفي عن أب‪ ،‬وأخت شقيقة‪ ،‬وأخ شقيق‪ ،‬وأخت ألم‪.‬‬

‫يستحق األب لكل التركة لحجبهم به وجب حرمان (م ‪ 164‬ق أ)‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬ميراث األم‪:‬‬

‫األم هي كل امرأة لها على المتوفي والدة مباشرة‪ ،‬ويرتفع نسبه إليها بالنبوة بدون واسطة‬
‫وهي البد أن ترث من تركة ولدها‪ ،‬ولألم ‪ 13‬حاالت للميراث وهي‪:‬‬

‫الحالة األولى‪ :‬أن تأخذ السدس (‪ )6/1‬عند وجود الفرع الوارث مطلقا‪ ،‬أو عند وجود إثنين أو‬
‫أكثر من االخوة أو األخوات من آية جهة كانوا‪ ،‬أشقاء أو ألب أو ألم (ذكور أم اناثا‪ ،‬أم‬
‫مختلطين)‪.‬‬

‫مثال ‪ :1‬توفي عن أب‪ ،‬أم‪ ،‬ابن‪.‬‬

‫فلألب السدس (‪ ،)6/1‬ولألم السدس (‪ )6/1‬لوجود الفرع الوارث ولالبن الباقي بالتعصيب‪.‬‬
‫~‪~26‬‬
‫مثال ‪ :2‬توفي عن أب‪ ،‬أم‪ ،‬أخوين شقيقين‪.‬‬

‫لألم السدس (‪ 6/1‬لوجود اثنين من االخوة)‪ ،‬ولألب الباقي تعصيبا‪ .‬واإلخوة ال شيء لهم‬
‫لحجبهم باألب‪.‬‬

‫الحالة الثانية‪ :‬أن تأخذ ث لث المال كله عند عدم وجود الفرع الوارث أو االثنين من االخوة‬
‫واألخوات‪.‬‬

‫مثال‪ :‬توفي عن زوجة‪ ،‬أم‪ ،‬أخ شقيق‪.‬‬

‫للزوجة الربع (‪ 4/1‬لعدم وجود الفرع الوارث)‪ ،‬ولألم (‪ )3/1‬ولألخ الشقيق الباقي تعصيبا‪.‬‬

‫الحالة الثالثة‪ :‬أن ترث الثلث الباقي من التركة‪ ،‬بعد نصيب أحد الزوجين‪ ،‬إذا اجتمعت األم‬
‫مع األب وأحد الزوجين فقط‪ ،‬بشرط أن ال يكون معها فرع وارث وال أكثر من أخ وأخت‬
‫وتسمى هذه المسألة "الغراوية"‪ .1‬لشهرتها ولقد أشار إليها القانون الجزائري في المادة ‪177‬‬
‫ق أ ولها صورتان‪:‬‬

‫‪ /1‬أن يكون في المسألة أب‪ ،‬أم‪ ،‬زوج‪.‬‬

‫الزوج (‪ )2/1‬ولألم الثلث الباقي بعد النصف‪ ،‬ولألب الباقي‪.‬‬

‫‪ /2‬أن يكون في المسألة أب‪ ،‬أم‪ ،‬وزوجة‪.‬‬

‫للزوجة الربع (‪ ،)4/1‬ولألم الثلث الباقي ولألب الباقي‪.‬‬

‫‪ ‬مالحظات هامة في ميراث األم‪:‬‬

‫‪ _1‬تحجب األم جميع الجدات (سواء كانت أم األم أوأم األب) ألنها أقرب منهن درجة للميت‬
‫(م ‪ 161‬ق‪ .‬أ)‪.‬‬

‫‪ _2‬عند وجود أحد الزوجين مع الوالدين‪ ،‬وعدم الولد واالخوة‪ ،‬فإن نصيب األم هو الثلث‬
‫الباقي (م ‪ 177‬ق أ)‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬سميت أيضا "بالغراوين" لشهرتها في علم الفرائض‪ ،‬لتشبيهما بغرة الفرس وهو بياض جبهتها لظهور غرة الفرس من‬

‫بعد‪ ،‬كما سميت "بالعمرية" نسبة إلى سيدنا عمر رضي اهلل عنه‪.‬‬

‫~‪~27‬‬
‫‪ _3‬في مسألة الغراوين إذا وجد محل األب الجد‪ ،‬فالمسألة ال تتحقق‪.‬‬

‫‪ _4‬إن ميراث األم يكون السدس‪ ،‬وقد يكون الثلث‪ ،‬أما ميراث الجدة فهو السدس فقط حتى‬
‫مع التعدد (م ‪ 149‬ق أ)‪.‬‬

‫‪ ‬مسائل تطبيق على ميراث األم‪:‬‬

‫‪ _1‬توفي عن‪ ،‬أب‪ ،‬أم‪ ،‬ابن‪.‬‬

‫لألب السدس (‪ ،)6/1‬ولألم السدس (‪ 6/1‬لوجود الفرع الوارث)‪ ،‬ولالبن الباقي‪.‬‬

‫‪ _2‬توفي عن أم‪ ،‬وجد‪ ،‬وأب‪.‬‬

‫لألم ثلث التركة لعدم الفرع‪ ،‬وعدم االخوة‪ ،‬ولألب الباقي تعصيبا‪ .‬والجد محجوب باألب‪.‬‬

‫‪ _3‬توفي عن زوجة‪ ،‬أم‪ ،‬أب‪ ،‬ابن بنت‪.‬‬

‫للزوجة الربع (‪ ،)4/1‬ولالم ‪( 3/1‬الثلث الباقي بعد نصيب الزوجة) ولألب الباقي‬
‫بالتعصيب‪ ،‬وابن البنت (فرع غير وارث)‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬ميراث الجد والجدة‪:‬‬

‫المراد بالجد هو الجد الصحيح‪ ،‬أو الجد العصبي وهم من ال تدخل في نسبته إلى الميت أنثى‪،‬‬
‫وهو أبو األب‪ ،‬وأحوال الجد وفقا لقانون األسرة الجزائري(‪ )13‬ثالثة حاالت وهي‪:‬‬

‫الحالة األولى‪ :‬عند عدم وجود األب‪ ،‬وعدم االخوة األشقاء‪ ،‬أو لألب‪ ،‬ويقوم الجد مقام األب‪،‬‬
‫وله حاالت ثالثة شبيهة بحاالت األب وهي‪:‬‬

‫‪ _1‬السدس (‪ )6/1‬فرضا‪ ،‬عند وجود االبن وابن االبن‪.‬‬

‫‪ _2‬السدس (‪ 6/1‬فرضا‪ +‬الباقي بالتعصيب) عند وجود البنت‪ ،‬بنت االبن‪.‬‬

‫‪ _3‬التعصيب عند عدم الولد مذكرا كان أم مؤنثا‪.‬‬

‫مثال ‪ :1‬الورثة‪ :‬زوج‪ ،‬جد‪ ،‬ابن ابن‪ ،‬أخ شقيق‪.‬‬

‫للزوج (‪ ،)4/1‬وللجد السدس (‪ ،)6/1‬والباقي تعصيب البن االبن واألخ محجوب‪.‬‬

‫~‪~28‬‬
‫مثال ‪ :2‬الورثة‪ :‬زوجتان‪ 4 ،‬بنات ‪ ،‬بنت ابن‪ ،‬جد‪ ،‬أخ ألم‪.‬‬

‫للزوجتان (‪ ،)8/1‬البنات (‪ ،)3/2‬بنت االبن (محجوبة) واألخ ألم (محجوب)‪.‬‬

‫الحالة الثانية‪ :‬ميراث الجد مع االخوة األشقاء أو ألب (م ‪ 151‬ق أ)‪.‬‬

‫وله صورتان هما‪:‬‬

‫أ_ الصورة األولى‪ :‬يكون الجد فيها مع االخوة واألخوات الشقيقات أو ألب‪ ،‬وليس معهم‬
‫صاحب فرض‪:‬‬

‫ففي هذه الحالة يكون للجد ما هو األفضل من (‪ )3/1‬جميع المال أو المقاسمة بالتعصيب مع‬
‫االخوة كأنه أخ معهم‪.‬‬

‫مثال ‪ :1‬توفي عن جد وأخ شقيق‪:‬‬

‫فالمقاسمة هنا أفضل للجد هنا من (‪ )3/1‬جميع المال‪ ،‬ألنه بالمقاسمة يأخذ (‪ )2/1‬النصف‪.‬‬

‫مثال ‪ :2‬توفي عن أخوين شقيقين‪ ،‬أخوين ألب‪ ،‬وجد‪.‬‬

‫للجد الثلث ألنه األفضل‪ ،‬واألخوين الشقيقين الثلثان (‪ ،)3/2‬واألخوين لألب محجوبان‬
‫بالشقيقين‪.‬‬

‫ففي حالة المقاسمة يكون في المسألة ‪ 15‬اخوة‪ ،‬ويأخذ الجد (‪ )5/1‬وهو أقل من (‪ 3/1‬جميع‬
‫المال) فيكون للجد هنا الثلث وهو األفضل له‪.‬‬

‫ب_ الصورة الثانية‪ :‬يكون الجد فيها مع االخوة واالخوات األشقاء أو ألب‪ ،‬ومع هم صاحب‬
‫فرض أو أصحاب فروض (م ‪ 12 /158‬ق أ)‪ .‬ففي هذه الحالة‪ ،‬يكون للجد االفضل من‪:‬‬

‫‪ _1‬المقاسمة‪.‬‬

‫‪ _2‬أو ثلث ما بقي بعد ذوي الفروض‪.‬‬

‫‪ _3‬سدس جميع المال‪.‬‬

‫الفرق بين أحوال الجد وأحوال االب‪:‬‬

‫~‪~29‬‬
‫أوال‪ :‬يتفقان في‪:‬‬

‫‪ /1‬أن كال منهما يحجب أوالد األم‪.‬‬

‫‪ /2‬األب والجد يحجبان أوالدهما في االجماع‪.‬‬

‫‪ /3‬يحجب األب والجد أصلهما من الجدات (م ‪ 161‬ق أ)‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬يختلف الجد عن األب في أربع حاالت‪:‬‬

‫‪ /1‬األب ال يحجب من الميراث‪ ،‬أما الجد فإنه يحجب باألب والجد القريب (م ‪ 13 /149‬و‬
‫‪ 162‬ق أ)‪.‬‬

‫‪ /2‬األب يحجب أم االب بعكس الجد الذي ترث معه‪.‬‬

‫‪ /3‬في مسألة الغراوين ترث األم (‪ )3/1‬ما بقي بعد نصيب أحد الزوجين ولو كان األب جدا‬
‫فلألم ‪ 3/1‬جميع المال‪.‬‬

‫‪ /4‬األب يحجب االخوة واألخوات مطلق‪ ،‬أشقاء‪ ،‬ألب أو ألم إجماعا‪ .‬أما الجد ينحجب‬
‫االخوة واالخوات ألم فقط (م ‪ 158‬ق أ)‪.‬‬

‫أمثلة‪:‬‬

‫مثال ‪ :1‬توفي عن زوجة‪ ،‬بنتين‪ ،‬وأخ شقيق‪ ،‬وجد‪.‬‬

‫للزوجة الثمن (‪ ،)8/1‬وللبنتين (‪ )3/2‬وللجد واألخ الباقي‪ .‬فأصل المسألة= ‪.24‬‬

‫للزوجة (‪ ،)3‬وللبنتين (‪ ،)16‬وللجد واألخ الشقيق (‪ )5‬بالمناصفة‪ .‬وبهذا نجد أن الجد أخذ أقل‬
‫من (‪ 6/1‬جميع المال) ولو اعطيناه ‪ 3/1‬الباقي بعد أصحاب الفروض لكان أقل من السدس‪،‬‬
‫فيكون السدس أفضل للجد وتحل المسألة هكذا‪:‬‬

‫األخ الشقيق‪.‬‬ ‫الجد‪،‬‬ ‫البنتان‪،‬‬ ‫الزوجة‪،‬‬

‫الباقي تعصيب (‪)24/1‬‬ ‫(‪)24/4()6/1‬‬ ‫(‪)24/16()3/2‬‬ ‫(‪)24/3()8/1‬‬

‫~‪~31‬‬
‫مسائل تطبيقية على ميراث الجد‪:‬‬

‫والتركة ‪ 241‬هكتار‬ ‫أخت شقيقة‬ ‫أخ شقيق‪،‬‬ ‫جد‪،‬‬ ‫زوج‬ ‫الورثة‪:‬‬

‫‪ 6/1‬المال=‪ 41=6/241‬ه‪.‬‬ ‫‪ 121‬ه‬ ‫‪2/1‬‬

‫‪ 3/1‬الباقي‪41 =3/121 :‬ه‪.‬‬

‫المقاسمة‪ 48 :‬ه‬

‫المقاسمة هنا أفضل للجد‪.‬‬ ‫‪24‬ه‬ ‫‪ 48‬ه‬ ‫‪48‬ه‬

‫‪121‬ه‬

‫فهنا المقاسمة أفضل للجد ألنها حققت له ‪ 48‬هكتار‪ ،‬وهي أفضل من ‪ 6/1‬المال (‪41‬ه) ومن‬
‫‪ 3/1‬الباقي بعد أصحاب الفروض (‪ 41‬ه أيضا)‪.‬‬

‫أخت ألم والتركة ‪3111‬دج‪.‬‬ ‫‪ 3‬أخوات شقيقات‪،‬‬ ‫مثال ‪ :2‬جد‪،‬‬

‫‪ 3/1‬المال‪ 1111 :‬دج‬ ‫محجوبة‬

‫المقاسمة‪ 1211 :‬دج‬ ‫‪611‬دج ‪611‬دج ‪611‬دج‬ ‫‪ 1211‬دج‬

‫فالمقاسمة هنا هي االفضل للجد‪:‬‬

‫ب‪ /‬ميراث الجدة‪ :‬فالجدة الصحيحة هي التي ال يدخل في نسبتها إلى الميت ذكريين اثنيين‬
‫وهي أم أحد األبوين فللجدة‪ ،‬حالتان في الميراث‪:‬‬

‫الحالة األولى‪ :‬أن تأخذ السدس سواءا كانت واحدة أو أكثر‪ ،‬وسواءا كانت من جهة األب أو‬
‫من جهة االم‪ ،‬ويقسم بينهن السدس (‪ )6/1‬بالتساوي وال تأخذ الجدات أكثر من السدس بأي‬
‫حال من األحوال‪.‬‬

‫الحالة الثانية‪ :‬تحجب الجدة بمن يأتي‪:‬‬

‫‪ _1‬ال ترث الجدة مع وجود األم (سواءا كانت الجدة ألم أو الجدة ألب)‪.‬‬

‫‪ _2‬الحجب الجدة ألب باألب‪.‬‬


‫~‪~31‬‬
‫مثال ‪ :1‬توفي عن زوجته‪ ،‬جدة (أم أم)‪ ،‬وأب‪.‬‬

‫للزوجة (‪ ،)4/1‬وللجدة السدس (‪ )6/1‬ولألب الباقي‪.‬‬

‫مثال ‪ :2‬توفي عن أم‪ ،‬وجدة (أم أم)‪ ،‬وأب‪.‬‬

‫لألم الثلث والجدة ال شيء لها ألنها محجوبة باألم‪ ،‬ولألب الباقي‪.‬‬

‫مثال ‪ :3‬توفي عن زوجة‪ ،‬أم أب‪ ،‬أم أم‪،‬‬

‫للزوجة(‪ )4/1‬الربع‪ ،‬و(أم األم وأم األب) السدس بينهما بالتساوي‪.‬‬

‫سابعا‪ :‬ميراث الحواشي‬


‫(اإلخوة ألم واألخوات ألم)‪(+‬األخوات الشقيقات)‪(+‬األخوات لألب)‪.‬‬

‫_ ومن المعلوم أن االخوة مطلقا يحجبون باألب‪ ،‬كما يحجبون بالفرع الوارث المذكر‪.‬‬

‫أ‪ /‬االخوة ألم "الكاللة"‪ :‬االخوة ألم هم االخوة واألخوات من األم فقط‪ ،‬يرثون دائما بطريق‬
‫الفرض‪ ،‬وال يرثون بالتعصيب ألنهم ليسوا عصبة‪ ،‬كما أن ذكورهم وإناثهم سواء في‬
‫الميراث عند االنفراد ولإلخوة االم ثالث حاالت هي‪:‬‬

‫الحالة األولى‪ :‬أن يرث السدس إذا كان واحدا مذكرا كان أو مؤنثا‪ ،‬فمن توفي عن أخ شقيق‬
‫وأخ ألم‪ ،‬ورث االخ ألم السدس (‪ )6/1‬واالخ الشقيق الباقي تعصيبا‪.‬‬

‫الحالة الثانية‪ :‬الثلث (‪ ، )3/1‬إذا كانوا أكثر من واحد‪ ،‬ويتقاسمونه بينهم بالتساوي‪ ،‬ال فرق بين‬
‫ذكر وأنثى‪ ،‬فمن توفي عن أخ شقيق‪ ،‬وإخوة ألم‪ ،‬كان لإلخوة لألم ‪ 3/1‬فرضا‪ ،‬ولألخ الشقيق‬
‫‪1‬‬
‫الباقي تعصيبا‪.‬‬

‫الحالة الثالثة‪ :‬ال يرثون عند وجود الفرع الوارث أو األصل المذكر الوارث‪ ،‬فال يرثون مع‬
‫االبن‪ ،‬البنت‪ ،‬واألب‪ ،‬والجد الصحيح‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬تفسير التساوي بين الذكر واألنثى ألنهم ليسوا من قبيلة الرجل‪ ،‬بل هم من ذوي رحمه فقط‪.‬‬

‫~‪~32‬‬
‫‪ ‬مسائل تطبيقية على األخ ألم واألخت ألم‪:‬‬

‫ابن مسيحي‬ ‫أخ شقيق‪،‬‬ ‫أخ ألم‪،‬‬ ‫‪ _1‬زوجتان‪،‬‬

‫(محروم)‬ ‫(الباقي)‬ ‫(‪)6/1‬‬ ‫(‪)4/1‬‬

‫زوجة مرتدة‬ ‫أم أب‪،‬‬ ‫أخت ألب‪،‬‬ ‫أخت شقيقة‪،‬‬ ‫‪ _2‬أخت ألم‪،‬‬

‫محرومة‬ ‫(‪)6/1‬‬ ‫(‪)6/1‬‬ ‫(‪)2/1‬‬ ‫(‪)6/1‬‬

‫ب‪ /‬ميراث األخوات الشقيقات‪:‬‬

‫_ األخت الشقيقة هي كل أنثى شاركت الميت في أصله‪ ،‬ولها ‪ 7‬سبعة حاالت في الميراث‬
‫وهي‪:‬‬

‫الحالة األولى‪ :‬النصف (‪ ، )2/1‬للواحدة إذا انفردت ولم يكن من يحجبها من أب‪ ،‬أو ابن أو‬
‫ابن ابن ولم تكن عصبة بأخ شقيق‪ ،‬أو عصبة مع الفرع الوارث المؤنث كالبنت أو بنت االبن‪.‬‬

‫الحالة الثانية‪ :‬الثلثان (‪ ، )3/2‬إذا كانت منفردتين وليس معهن من يحجبهن وال من يعصيهن‪.‬‬

‫الحالة الثالثة‪ :‬أن يكون مع األخت أو األخوات أخ شقيق أو أكثر‪ ،‬فيعصيهن للذكر مثل حظ‬
‫األنثيين‪ ،‬بشريطة عدم وجود الحاجب‪.‬‬

‫الحالة الرابعة‪ :‬أن تصبح األخت الشقيقة عصبة مع البنات‪ ،‬فإذا ترك بنت وأخت شقيقة‪ ،‬كان‬
‫للبنت (‪ ،)2/1‬والباقي لألخت عصبة مع الغير‪.‬‬

‫الحالة الخامسة‪ :‬ترث األخت الشقيقة مع الجد‪ ،‬مع مراعاة األفضليات الشرعية والقانونية‬
‫المقررة للجدة‪.‬‬

‫الحالة السادسة‪ :‬تشارك االخوة ألم في الثلث الشرعي في المسألة المشتركة إذا تحققت‬
‫شروطها القانونية والشرعية ( المسألة المشتركة هي إذا وجد مع اثنين فأكثر من االخوة ألم‪،‬‬
‫إخ وة أشقاء واستغرقت الفروض كل التركة ولم يبق شيء يرثه االخ الشقيق أو األخت‬
‫الشقيقة تعصيب وذلك النفراد االخوة ألم بالثلث‪ ،‬فهنا يشاركهم فيهم االخوة واألخوات‬
‫الشقيقات ويقسم بينهم بالتساوي بين ذكورهم و إناثهم وتسمى أيضا بالمسألة الحجرية أو‬
‫اليمية)‪.‬‬
‫~‪~33‬‬
‫الحالة السابعة‪ :‬تحجب من الميراث‪ ،‬فال ترث شيئا عند وجود الفرع الوارث المذكر (ابن‬
‫وابن االبن)‪ ،‬كما تحجب باألب دون الجد‪.‬‬

‫مسائل تطبيقية على ميراث األخت الشقيقة‪:‬‬

‫‪ _1‬توفي عم أم‪ ،‬أخ ألب‪ ،‬أختين شقيقين‬

‫لألم ‪ ،6/1‬ولألختان (‪ ،)3/2‬ولألخ لالب الباقي تعصيبا‪.‬‬

‫‪ _2‬توفي عن بنت‪ ،‬بنت ابن‪ ،‬أخ شقيق‪ ،‬أخت شقيقة‪.‬‬

‫للبنت (‪ )2/1‬ولبنت االبن ‪ 6/1‬تكملة للثلثان‪ ،‬ولإلخوة (الباقي للذكر مثل حظ االنثيين)‪.‬‬

‫‪ _3‬توفي عن أم‪ ،‬أخت ألم‪ ،‬وابن‪ ،‬أخت شقيقة‪ ،‬أخ شقيق وأخ ألب‪.‬‬

‫لألم السدس (‪ )6/1‬ولالبن الباقي تعصيبا‪ ،‬وال شيء لإلخوة جميعا ألنهم محجوبين باالبن‪.‬‬

‫ج‪ /‬ميراث األخوات ألب‪ :‬األخت ألب هي كل أنثى شاركت الميت في أبيه مباشرة وهي ال‬
‫ترث عند وجود الفرع واألصل الوارثين واألخ الشقيق واألخت الشقيقة إذا كانت عصبة مع‬
‫الغير‪ ،‬ومن هنا فلألخت لألب سبع حاالت أيضا وهي‪:‬‬

‫الحالة األولى‪ :‬النصف (‪ )2/1‬للواحدة إذا انفردت‪ ،‬وإذا لم يوجد من يحجبها‪ ،‬وعن الفرع‬
‫الوارث‪ ،‬وعن األب‪.‬‬

‫الحالة الثانية‪ :‬الثلثان (‪ )3/2‬لالثنتين فأكثر‪ ،‬عند عدم وجود األخ ألب أو األخوات الشقيقات‬
‫أو الفرع الوارث أو االب‪.‬‬

‫الحالة الثالثة‪ :‬السدس (‪ ،)6/1‬للواحدة أو أكثر‪ ،‬إذا كان للميت أخت شقيقة واحدة وهذا تكملة‬
‫للثلثين بشرط أن ال يكون معها أخ ألب يعصبها‪.‬‬

‫الحالة الرابعة‪ :‬أن تكون األخوات ألب عصبة مع األخ ألب للذكر مثل حظ األنثين‪.‬‬

‫الحالة الخامسة‪ :‬تصير عصبة مع البنت‪ ،‬أو بنت االبن أو هما معا فيأخذان الباقي كشأن‬
‫األخوات الشقيقات مع البنات‪.‬‬

‫الحالة السادسة‪ :‬ترث مع الجد‪ ،‬وفقا لألفضليات الشرعية المقدرة له‪.‬‬

‫~‪~34‬‬
‫الحالة السابعة‪ :‬تحجب األخت ألب بمن يأتي‪:‬‬

‫أ_ بالفرع الوارث المذكر (كاالبن‪ ،‬ابن االبن)‪.‬‬

‫ب_ باألصل المذكر (أي باألب دون الجد)‪.‬‬

‫ج_ باألخ الشقيق ألنه أقوى منها درجة‪.‬‬

‫د_ باألخت الشقيقة إذا صارت عصبة مع غيرها‪.‬‬

‫ه_ باألختين الشقيقتين فأكثر‪ ،‬إال إذا كان مع االخت ألب أخ ألب فإنه يعصبها (األخ‬
‫المبارك)‪.‬‬

‫مسائل على ميراث األخت ألب‪:‬‬

‫‪ _1‬توفي عن زوج‪ ،‬أخت ألب‪ ،‬وابن كافر‪.‬‬

‫للزوج (‪ ،)2/1‬و لألخت ألب (‪ )2/1‬النفرادها واالبن محروم لوجود المانع‪.‬‬

‫‪ _2‬توفي عن زوجة‪ ،‬اخوة ألم‪ ،‬أختين ألب‪.‬‬

‫للزوجة (‪ ،)4/1‬ولإلخوة ألم (‪ ،)3/1‬ولألختين (‪ )3/2‬فرضا‪.‬‬

‫‪ _3‬توفيت عن زوج‪ ،‬أخت شقيقة‪ ،‬أخت ألب‪ ،‬وأخ ألب‪.‬‬

‫للزوج (‪ )2/1‬ولألخت الشقيقة (‪ )2/1‬واالخوة ألب عصبة ولكن ال شيء لهما في هذه‬
‫المسألة لعدم بقاء شيء‪.‬‬

‫‪ _4‬توفي عن زوجته‪ ،‬أم‪ ،‬أب‪ ،‬وأخت ألب‪.‬‬

‫للزوجة (‪ ،)4/1‬ولألم (‪ 3/1‬الباقي بعد نصيب الزوجة‪ ،‬ولألب الباقي تعصيبا‪ ،‬وال شيء‬
‫لألخت ألب ألنها محجوبة باألب‪.‬‬

‫~‪~35‬‬
‫المحاضرة الخامسة‪ :‬العول والرد‪:‬‬
‫أوال‪ :‬العول‪:‬‬

‫_ فمسائل الميراث أو الفرائض ثالثة‪ :‬فريضة عادلة‪ ،‬فريضة قاصرة‪ ،‬وفريضة عائلة‪.‬‬

‫_ فالفريضة العادلة هي التي تستوي فيها سهام أصحاب الفروض بسهام المال إذا كانت‬
‫مساوية ألصل المسألة‪.‬‬

‫_ أما الفريضة القاصرة فهي التي تكون فيها سهام أصحاب الفروض أقل من أصل المسألة‬
‫وليس بين الورثة عاصب يستحق الباقي‪.‬‬

‫_ أما الفريضة العائلة فهي عندما تكون سهام أصحاب الفروض أكثر من أصل المسألة‪ .‬أي‬
‫أكثر من سهام المال‪.‬‬

‫فالعول‪ :‬هو زيادة سهام أصحاب الفروض على أصل المسألة ومثال ذلك‪:‬‬

‫‪ 3‬أخوات ألب‪.‬‬ ‫أختان ألم‪،‬‬ ‫أم‪،‬‬ ‫زوج‪،‬‬

‫(‪)3/2‬‬ ‫(‪)3/1‬‬ ‫(‪)6/1‬‬ ‫(‪)2/1‬‬

‫(‪)4‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫فأصل المسألة ‪ 6‬وعالت إلى ‪.11‬‬

‫_ وحينئذ ال يمكن أن يأخذ أصحاب الفروض فروضهم كاملة‪ ،‬الستحالة ذلك‪ ،‬ويعتبر العول‬
‫أصال جديدا للمسألة‪ ،‬تقسم التركة عليه‪.‬‬

‫_ ولقد ثبت أن الذي يعول من أصول المسائل ثالثة‪ .24 ،12_6 :‬أما األربعة الباقية وهي ‪،2‬‬
‫‪ 8 ،4 ،3‬فال تعول مطلق‪.‬‬

‫_ فالستة تقول (‪ )6‬تعول إلى‪.11 ،9 ،8 ،7 :‬‬

‫_ واالثنا عشر (‪ )12‬تعول إلى‪.17 ،15 ،13 :‬‬

‫_ واألربع وعشرون (‪ )24‬تعول ‪ 33‬إلى‪.27 :‬‬

‫~‪~36‬‬
‫أمثلة على مسائل العول‪:‬‬

‫أخت شقيقة‬ ‫أم‪،‬‬ ‫‪ _/1‬الورثة‪ :‬زوج‪،‬‬

‫أصل المسألة ‪.6‬‬ ‫½‬ ‫‪3/1‬‬ ‫‪2/1‬‬ ‫الفروض‪:‬‬

‫وعالت إلى ‪.8‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫(‪) 3‬‬ ‫السهام‪:‬‬

‫أختان شقيقتان‪ ،‬وأم‪.‬‬ ‫أختان ألم‪،‬‬ ‫‪ /2‬الورثة‪ :‬زوجة‪،‬‬

‫‪ 6/1‬أصل المسألة‪6:‬‬ ‫‪3/2‬‬ ‫‪3/1‬‬ ‫الفروض‪½ :‬‬

‫(‪ )1‬وبالعول‪.11 :‬‬ ‫(‪)4‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫السهام‪:‬‬

‫أخت ألم‬ ‫أخت شقيقة‪،‬‬ ‫‪ /3‬الورثة‪ :‬زوج‪،‬‬

‫االصل‪.6 :‬‬ ‫‪6/1‬‬ ‫½‬ ‫الفروض‪½ :‬‬

‫بالعول‪.7 :‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫السهام‪:‬‬

‫‪ ‬مسائل حسابية بالعول‪:‬‬

‫أم والتركة ‪ 68‬هكتار‬ ‫أخوين ألم‪،‬‬ ‫أخت ألب‪،‬‬ ‫أخت شقيقة‪،‬‬ ‫‪ /1‬الورثة‪ :‬زوجة‪،‬‬

‫االصل ‪.12‬‬ ‫‪6/1‬‬ ‫‪3/1‬‬ ‫‪6/1‬‬ ‫½‬ ‫الفروض‪¼ :‬‬

‫بالعول‪.17 :‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫(‪)4‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫(‪)6‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫السهام‪:‬‬

‫قيمة السهم‪68 :‬ه‪4=17/‬ه‬

‫أ_ نصيب الزوجة‪12 =3*4 :‬ه‪.‬‬

‫ب_ نصيب األخت الشقيقة‪24 =6*4 :‬ه‪.‬‬

‫ج_ نصيب األخت ألب‪8 =2*4 :‬ه‪.‬‬

‫د_ نصيب االخوين ألم‪16 =4*4 :‬ه‪.‬‬

‫ه_ نصيب األم‪8 =2*4 :‬ه‪.‬‬

‫~‪~37‬‬
‫أختان ألم‪ ،‬وأم والتركة ‪11111‬دج‪.‬‬ ‫أختان شقيقتان‪،‬‬ ‫‪ /2‬الورثة‪ :‬زوج‪،‬‬

‫‪ 6/1‬االصل‪.6 :‬‬ ‫‪3/1‬‬ ‫‪3/2‬‬ ‫½‬ ‫الفروض‪:‬‬

‫(‪ )1‬بالعول‪.11 :‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫(‪)4‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫السهام‪:‬‬

‫قيمة السهم‪1111 =11/11111 :‬دج‬

‫أ_ نصيب الزوجة‪3111 =1111*3 :‬دج‪.‬‬

‫ب_ نصيب األخت‪4111 =1111*4 :‬دج‪.‬‬

‫ج_ نصيب األخت ألب‪2111 =1111*2 :‬دج‪.‬‬

‫د_ نصيب األخوين ألم‪1111 =1111*1 :‬دج‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الرد‬
‫_ الرد في علم الميراث‪ ،‬صرف الزائد على الفروض النسبية بقدر فروضهم حيث ال‬
‫عاصب‪ ،‬فإذا بقي شيء من التركة‪ ،‬ولم يوجد عصبة‪ ،‬فإن هذا الباقي يرد على أصحاب‬
‫الفروض بنسبة فروضهم‪.‬‬

‫_ فالرد عكس العول تماما‪ ،‬ألن العول كما ذكرنا سابقا‪ ،‬هو زيادة السهام أصحاب الفروض‬
‫على أصل المسألة‪ ،‬في حين أن الرد هو عبارة عن نقص سهام أصحاب الفروض عن أصل‬
‫المسألة‪ ،‬مما يؤدي إلى زيادة مقادير انصبائهم من التركة برد الباقي عليهم بنسبة فروضهم‪.‬‬

‫‪ _1‬موقف القانون الجزائري من الرد‪:‬‬

‫لقد نصت المادة ‪ 167‬ق أ على أنه إذا لم تستغرق الفروض التركة‪ ،‬ولم يوجد عصبة من‬
‫النسب‪ ،‬رد الباقي على غير الزوجين من أصحاب الفروض بنسبة فروضهم‪.‬‬

‫_ ويرد باقي التركة إلى أحد الزوجين‪ ،‬إذا لم يوجد عصبة من النسب أو أحد أصحاب‬
‫الفروض النسبية‪ ،‬أو أحد ذوي األرحام‪.‬‬

‫~‪~38‬‬
‫‪ _2‬شروط الرد‪ :‬ال يكون في مسألة من مسائل رد إال إذا تحققت أمور ثالثة وهي‪:‬‬

‫أ_ وجود صاحي فرض‪ ،‬أو أصحاب فروض الرد عليهم‪.‬‬

‫ب_ عدم وجود عاصب (ألنه إذا وجد أخذ الباقي تعصيبا)‪.‬‬

‫ج_ بقاء فائض من التركة بعد أصحاب الفروض‪.‬‬

‫‪ _3‬الورثة الذين يرد عليهم والذين ال يرد عليهم‪:‬‬

‫_ يرد على جميع أصحاب الفروض ماعدا الزوجين والرد يشمل ثمانية أصحاب فروض‬
‫وهم‪ :‬البنت‪ ،‬بنت االبن‪ ،‬األخت الشقيقة‪ ،‬األخت ألب‪ ،‬األم‪ ،‬الجدة الصحيحة‪ ،‬األخت ألم‪،‬‬
‫األخ ألم‪.‬‬

‫‪ /3‬حاالت الرد أو كيفية حل مسائل الرد‪:‬‬


‫_ مسائل الرد من الناحية العملية تنقسم إلى أربعة اقسام‪ ،‬بالنظر إلى وجود أحد الزوجين من‬
‫عدمه‪ ،‬ألنه ال يرد عليهما (م ‪ 167‬ق أ) وهي‪:‬‬

‫الحالة األولى‪ :‬أن يكون الورثة أصحاب فرض واحد وبدون أحد الزوجين‪:‬‬

‫ففي هذه الحالة يكون أصل المسألة هو عدد رؤوسهم‪ ،‬ألن جميع المال لهم بالفرض والرد‪:‬‬

‫مثال ‪ :1‬توفي عن بنت (‪ 2/1‬فرضا و ½ اآلخر ردا)‪.‬‬

‫مثال ‪ :2‬توفي عن ‪ 3‬أخوات ألم والتركة ‪ 31‬هكتار‪.‬‬

‫‪ 3/1‬فرضا والباقي ردا‪ ،‬االصل هو عدد الرؤوس‪.‬‬

‫‪ 11 =3/31‬هكتار لكل أخت‪.‬‬

‫مثال ‪ :3‬توفي عن بنتين وأختين‪ ،‬فالمسألة من ‪ 2‬فرضا وردا‪ .‬ولتساويهما في االستحقاق‪.‬‬

‫الحالة الثانية‪ :‬أن يكون الورثة أصحاب فروض متعددة وبدون أحد الزوجين‪:‬‬

‫_ وفي هذه الحالة تقسم التركة على عدد السهام‪ ،‬ال على عدد الرؤوس‪ ،‬أي بمعنى أم مجموع‬
‫عدد السهام‪ ،‬يصبح هو االصل الجديد‪ ،‬وهو الذي تقسم عليه التركة‪.‬‬

‫~‪~39‬‬
‫أخت ألم والتركة ‪ 51‬هكتار‬ ‫أخت ألب‪،‬‬ ‫مثال ‪ :1‬أخت شقيقة‪،‬‬

‫االصل ‪.6‬‬ ‫(‪)6/1‬‬ ‫(‪)6/1‬‬ ‫(‪)2/1‬‬

‫وبالرد (‪ )5‬االصل الجديد‬ ‫(‪)1‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫قيمة السهم‪ 11 =5÷51 :‬ه‬ ‫‪ 11‬ه‬ ‫‪ 11‬ه‬ ‫‪ 31‬ه‬

‫والتركة ‪72111‬دج‬ ‫أخ ألم‪،‬‬ ‫مثال ‪ :2‬أم‪،‬‬

‫االصل‪.6 :‬‬ ‫‪6/1‬‬ ‫‪3/1‬‬

‫وبالرد‪ )3( :‬وهو االصل الجديد‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫قيمة السهم‪ 24111 =3÷72111 :‬دج‪.‬‬ ‫‪24111‬دج‬ ‫‪48111‬دج‬

‫الحالة الثالثة‪ :‬أن يكون الورثة أصحاب فرض واحد مع وجود أحد الزوجين‪.‬‬

‫_ ففي هذه الحالة نجعل المسألة من مخرج فرض ( الزوج أو الزوجة) ألنه ال يرد عليه‪،‬‬
‫والباقي يقسم على عدد الرؤوس إذا كان صنفا واحد‪ ،‬فإذا اختلفوا قسم عليهم الباقي للذكر مثل‬
‫حظ االنثيين‪.‬‬

‫‪ 3‬بنات‬ ‫مثال ‪ :1‬زوج‪،‬‬

‫االصل ‪( 4‬ألنه مخرج فرض من ال يرد عليه)‬ ‫‪3/2‬‬ ‫¼‬

‫(‪.)3‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪ 7‬بنات ابن والتركة ‪8111‬دج‪.‬‬ ‫مثال ‪ :2‬زوجة‪،‬‬

‫االصل ‪( 8‬ألنه مخرج فرض من ال يرد عليه)‬ ‫‪3/2‬‬ ‫‪8/1‬‬

‫قيمة السهم‪1111 =8÷8111 :‬دج‪.‬‬ ‫(‪)7‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪ 7111‬لكل واحدة ‪1111‬دج‪.‬‬ ‫‪1111‬‬

‫~‪~41‬‬
‫الحالة الرابعة‪ :‬أن يكون الورثة أصحاب فروض متعددة مع وجود أحد الزوجين‪:‬‬

‫وفي هذه الحالة يعط ي الزوج أو الزوجة فرضه من أصل المسألة والباقي من التركة بعد‬
‫إخراج أسهم أحد الزوجين‪ ،‬يقسم على أسهم الورثة بنسبة انصبائهم‪.‬‬

‫والتركة ‪ 72‬هكتار‪.‬‬ ‫أخ ألم‪،‬‬ ‫أم‪،‬‬ ‫مثال ‪ :1‬زوجة‪،‬‬

‫االصل ‪.12‬‬ ‫‪6/1‬‬ ‫‪3/1‬‬ ‫¼‬

‫بالرد‪.6:‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫(‪)4‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫مقدار السهم الواحد‪.6 =12÷72 :‬‬

‫نصيب الزوجة‪ 18 =6×3 :‬ه‪.‬‬

‫والباقي من التركة بعد نصيب الزوجة ( ‪72‬ـ‪18‬ه= ‪ 54‬هكتار)‪.‬‬

‫وهو الذي يقسم على األم واألخ ألم‪.‬‬

‫_ مقدار السهم‪9 =6÷54 :‬ه‪.‬‬

‫أ_ نصيب األم‪ 36 =9×4 :‬هكتار‪.‬‬

‫ب_ نصيب األخ ألم‪ 18 =9×2 :‬هكتار‪.‬‬

‫أم أم والتركة ‪ 48111‬دج‪.‬‬ ‫مثال ‪ :2‬زوج‪ ،‬األخ ألم‪،‬‬

‫االصل‪.6 :‬‬ ‫‪6/1‬‬ ‫‪6/1‬‬ ‫½‬

‫بالرد‪.2 :‬‬ ‫(‪) 1‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫نصيب الزوج‪24111 =2÷48111 :‬دج‪.‬‬

‫_ الباقي من التركة بعد االخراج‪48111( :‬ـ‪24111=24111‬دج)‪.‬‬

‫_ مقدار السهم بعد االخراج‪12111 =2÷24111 :‬دج‪.‬‬

‫_ نصيب األخ ألم‪12111 =1×12111 :‬دج‪.‬‬

‫‪12111 =1×12111‬دج‪.‬‬ ‫_ نصيب الجدة‪:‬‬

‫~‪~41‬‬
‫ثالثا‪ /‬حساب المواريث‬
‫_ المقصود بحساب المواريث هو معرفة مخارج الفروض‪ ،‬وتأصيل المسائل وتصحيحها‪،‬‬
‫لمعرفة نصيب كل وارث شرعي في التركة بكل دقة وانصاف‪.‬‬

‫أ‪ /‬أصول المسائل‪ :‬المراد بأصول المسائل المخارج التي تخرج منها فروضها‪ ،‬أي بمعنى‬
‫الحصول على أقل عدد يمكن أن تأخذ منه سهام الورثة صحيحة من غير كسر‪.‬‬

‫_ فالبحث في أصل المسألة يقتضي النظر إلى الورثة أوال‪ ،‬فاما أن يكونوا كلهم عصبات‪ ،‬أو‬
‫كلهم ذوي فروض‪ ،‬أو يكونوا مختلطين‪.‬‬

‫‪ /1‬إذا كانوا كلهم عصبات‪ :‬فإنه يمكن معرفة سهام كل واحد‪ ،‬بمعرفة عددهم وحالهم من‬
‫حيث الذكورة واألنوثة‪ ،‬فيكون للذكر مثل حظ االنثيين‪.‬‬

‫فلو مات شخص عن خمسة جنين‪ ،‬كان اصل المسألة هو خمسة‪.‬‬

‫ولو كان الورثة ثالثة إخوة اشقاء و‪ 4‬أخوات شقيقات كانت المسألة من ‪.11‬‬

‫‪ /2‬أما إذا كانوا كلهم ذوي فروض‪ :‬فإن أصل المسألة يكون كالتالي‪:‬‬

‫أ_ إذا كان في المسألة صاحب فرض واحد‪ :‬فأصلها مقام الكسر الدال على الفرض‪.‬‬

‫ب_ إذا كان في المسألة أكثر من فرض واحد‪ :‬فإن أصل المسألة هو المضاعف المشترك بين‬
‫المقامات‪ ،‬متماثلة أو متداخلة أو متباينة‪.‬‬

‫ب‪ /‬ملخص أصول المسائل‪:‬‬

‫‪3/1‬‬

‫فأصل المسألة ‪.6‬‬ ‫إذا اجتمع ‪2/1‬‬

‫‪3/2‬‬

‫‪3/2‬‬ ‫‪3/1‬‬

‫فأصل المسألة ‪.12‬‬ ‫إذا اجتمع ‪4/1‬‬

‫‪6/1‬‬
‫~‪~42‬‬
‫‪3/1‬‬

‫فأصل المسألة ‪.24‬‬ ‫إذا اجتمع ‪8/1‬‬

‫‪3/2‬‬

‫ج‪ /‬تصحيح المسائل‪ :‬التصحيح لغة هو إزالة السقم وفي االصطالح الفقهي هو تحصيل أقل‬
‫عدد يخرج منه نصيب كل وارث بدون كسر‪.‬‬

‫_ فإذا كانت سهام كل فريق من الورثة منقسمة عليهم من غير انكسار‪ ،‬استقامت المسألة فال‬
‫تحتاج إلى شيء‪.‬‬

‫_ أما إذا كانت سهام الورثة كلها أو بعضها ال تقبل القسمة على مستحقيها كما لو مات‬
‫أختين شقيقتين‪.‬‬ ‫بنت‪،‬‬ ‫شخص عن‪ :‬زوجة‪،‬‬

‫فأصل المسألة هو (‪ ،)8‬للزوجة ‪ 8/1‬وهو (‪ ،)1‬وللبنت ½ ( وهو ‪ ،)4‬و لألختين الباقي وهو‬
‫(‪.)3‬‬

‫_ ونالحظ في هذا المثال أن (‪ )3‬وهو سهام األختين ال تقبل القسمة عليهما فإننا عند ذلك‬
‫نحتاج إلى التصحيح بتحويل أصل المسألة إن لم تكن عائلة‪ ،‬وعولها إن كانت عائلة إلى أقل‬
‫عدد يمكن أخذ السهام منه صحيحة للقسمة على أصحابها وذلك وفق القواعد اآلتية‪:‬‬

‫‪ _1‬إذا كان في المسألة أكثر من فرض ننظر إلى مقامات الكسور فإذا كان هناك تماثل أو‬
‫تساوي مثل‪ 3/2 ½ :‬فأصل المسألة أحد المقامين‪.‬‬

‫‪ _2‬أما إذا كان بينهما تداخل‪ ،‬وهو أن يكون أحد المقامين مضاعف لغيره‪.‬‬

‫مثل‪ 8/1 ½ :‬فأصل المسألة ذلك المضاعف وهو ‪( 8‬الثمانية)‪.‬‬

‫‪ _3‬أما إذا كان من مقامات الكسور توافق‪ ،‬وهو أن يكون للعددين عدد ثالث يقبل كل منهما‬
‫فإن كل من (‪ )4‬و(‪.)6‬يقبل القسمة على ‪ 2‬فأصل المسألة‬ ‫القسمة عليه مثل‪6/1 ¼ :‬‬
‫حاصل ضرب أحد العددين في وفق اآلخر‪ ،‬فيكون أصل المسألة ‪.12=6/2×4‬‬

‫~‪~43‬‬

You might also like