Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 31

‫معركة ملزاكرد ‪ ............................................................................

‬محمد العمايرة ومحمود الرويضي‬


‫‪.‬‬

‫معركـة ملزاكـرد‬
‫"جانب من العلقاات السلجوقاية البيزانطية"‬
‫)ذو القعدة ‪463‬ه‪ /‬آب ‪1071‬م(‬

‫تاريخ قبوله للنشر‪26/9/2004 :‬م‬ ‫تاريخ تسلم البحث‪22/9/2003 :‬م‬

‫محمود محمد الرويضي**‬ ‫و‬ ‫محمد نايف العمايـرة*‬

‫ملخص‬
‫تذكر المصادر التاريخية العديد من المعارك الحاسمة في التاريخ السلمي‪ ،‬غير أن‬
‫معركة ملزكرد )‪463‬ه‪1071 /‬م( لم تجد اهتماما من الباحثين المحدثين كغيرها من المعارك‬
‫الخرى‪ .‬وبخاصة أنها ذات أهمية كبيرة بالنسبة للخلفة العباسية عامة والسلجقة خاصة‪ ،‬ولما‬
‫ترتب عليها من آثار سلبية عادت على الدولة البيزنطية‪.‬‬
‫وقد بلورت العلقات السلمية البيزنطية‪ ،‬وغيرت مجرى أحداث التاريخ السلمي في‬
‫منطقة الثغور السلمية بوابه أرمنية الكبرى واسيا الصغرى‪ ،‬وفسحت المجال أمام نشر السلم‬
‫في المنطقة‪.‬‬
‫وقد جاءت هذه الدراسة لتوضيح موقع المعركة ومسمياتها وأسباب حدوثها والستعدادات التي‬
‫سبقت المعركة من كل الطرفين‪ ،‬ومجريات المعركة والنتائج التي ترتبت عليها‪.‬‬
‫‪Abstract‬‬
‫‪Historical resources mention a lot of battles in Islamic history. The battle‬‬
‫‪of Mnazikert , however, received very little attention if any at all from‬‬
‫‪modern historians. This battle was of great importance for the Abbasid‬‬
‫‪Caliphs in general and for the Seljuk’s in particular.‬‬
‫‪Mainly it had negative impact on the Byzantine Empire. The battle also‬‬
‫‪helped shape Islamic- Byzantine relations and change the course of history in‬‬
‫قسم التاريخ‪ ،‬جامعة مؤتة‪.‬‬ ‫*‬
‫‪Islamic outposts, the gate to Greater Armenia and Asia Minor. It also helped‬‬
‫‪spread Islam in the area.‬‬ ‫** قسم التاريخ‪ ،‬جامعة مؤتة‪.‬‬

‫تمهيـد‬
‫‪This study comes to explain the different reasons that lead to this battle‬‬
‫‪and the preparedness on both warring parties- Muslims and Byzantines alike.‬‬
‫ملزاكرد‬
‫‪The out come of this war will‬‬ ‫معركة‪also be‬‬ ‫العلقاات بين الدولة العباسية والمبراطورية البيزانطية قابيل‬
‫‪discussed.‬‬

‫تميزت العلقات بين الدولة العباسية والمبراطورية البيزنطية قبيل معركة ملزكرد بتذبذبها‬
‫بين الحرب والسلم‪ ،‬إوان غلبت الحرب على معظم مراحلها‪ ،‬إل أنها حدثت بعض الهدن المؤقتة‪.‬‬

‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،13‬العدد ‪1 .2006 ،1‬‬


‫معركة ملزاكرد ‪ ............................................................................‬محمد العمايرة ومحمود الرويضي‬
‫‪.‬‬

‫ول نستطيع فهم العلقات العباسية مع المبراطورية البيزنطية إل من خلل بيان جذور‬
‫العلقات السلجوقية البيزنطية لن السلجقة كانوا القادة الزمنيين للخلفة)‪.(1‬‬

‫تتضح بداية العلقات الدبلوماسية السلجوقية البيزنطية من خلل رسالة المبراطور قسطنطين‬
‫التاسع والهدايا الثمينة التي أرسلها للسلطان طغرلبك عام ) ‪441‬ه‪1049 /‬م( عارضا عليه الصلح‬
‫والهدنة‪ ،‬إواطلقا سراح السرى البخاز)‪ ،(2‬وكذلك رسالة المبراطور إلى الخليفة العباسي القائم‬
‫بأمر ال عام ) ‪443‬ه‪1051 /‬م( عارضا فيها الصلح وعقد هدنة مع الخلفة والسلجقة‪ ،‬وانتهى‬
‫المر إلى عقد هدنة أشترط فيها الخطبة للخليفة في مسجد القسطنطينية‪ ،‬مقابل إيقاف غزوات‬
‫السلجقة لراض بيزنطة)‪ ،( 3‬كما أرسلت المبراطورة ثيودو ار للخليفة القائم بأمر ال عام ) ‪447‬ه‪/‬‬
‫‪1055‬م( تعرض عقد هدنة مقابل دفع الجزية للتخلص من غزوات السلطان طغرلبك لراضي‬
‫بيزنطة)‪ .(4‬بينما نجد السلطان طغرلبك يبادر بمراسلة المبراطور البيزنطي إسحاقا الول عام )‪44‬‬
‫‪9‬ه‪ 1057 /‬م( يعرض عليه عقد هدنة)‪ .(5‬ولعل السبب في ذلك حتى يتفرغ لحل مشكلة‬
‫البساسيري والوضع الداخلي في بلد الشام‪.‬‬

‫ويبدو أن استمرار عقد الهدن بين السلجقة والبيزنطيين كانت تظهر عندما يتولى سلطان‬
‫جديد أو إمبراطور جديد‪ ،‬ولهذا فان البيزنطيين طالبوا من وزير الخليفة فخر الدولة بن جهير‬
‫تجديد الهدنة مع السلجقة سنة )‪457‬ه‪1056/‬م( والقرار بما جاء فيها)‪ .(6‬إضافة إلى وجود‬
‫بعض المحاولت من المبراطور البيزنطي لعقد هدنة قبل معركة ملزكرد بسنة واحدة‪ ،‬ورغبة‬
‫الخليفة والسلطان السلجوقي في ذلك)‪.(7‬‬

‫كان السلطان السلجوقي آلب أرسلن قد استولى على الجزء الكبر من البلد الواقعة بين‬
‫بحيرتي فان وأورمية بالضافة إلى جورجيا وبلد الرمن وعاصمتها آني القديمة‪ ،‬وكانت تتعد‬
‫الحصن الواقي للمبراطورية البيزنطية أمام غزوات السلجقة من الشرقا‪ ،‬وقد فتحت هذه‬
‫الغزوات الطريقا أمام الســلجقة لتكثيف غزواتهم على أراضي الروم والتوغل فيها وبخاصة‬
‫الوليات الرمنية والناضول وكبادوكيا)‪.(8‬‬

‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،13‬العدد ‪2 .2006 ،1‬‬


‫معركة ملزاكرد ‪ ............................................................................‬محمد العمايرة ومحمود الرويضي‬
‫‪.‬‬

‫اتخذت المبراطورية البيزنطية عدة إجراءات أمام ازدياد نفوذ التراك السلجقة وغزواتهم‬
‫في أراضي المبراطورية‪ ،‬فرأت تأمين حدودها الشرقية المتمثلة بأرمينية إواماراتها الرمنية‪ ،‬لما‬
‫يمثله الرمن من خطر على المبراطورية البيزنطية‪ ،‬نتيجة للخلف الديني بينهما‪ ،‬ولذلك لم‬
‫تكن المبراطورية البيزنطية تأمن المراء الرمن في المنطقة‪ ،‬فبادرت إلى ضم المارات الرمنية‬
‫تحت سيادتها‪ ،‬وتهجير سكانها من الرمن إلى آسيا الصغرى‪ ،‬وتمنحهم القطائع فيها‪ .‬وكانت‬
‫هجرتهم قد أخذت شيئا من التنظيم والهتمام)‪.(9‬‬

‫وأخذت سياسة المبراطورية البيزنطية بعد ضياع أرمينية منها تعيد النظر في إعادة السيطرة‬
‫عليها من جديد‪ ،‬وجعلها الدرع الواقي لها من غزو التراك السلجقة‪ ،‬وبخاصة أن المشكلت‬
‫الحدودية بين الدولتين السلمية والبيزنطية تأزمت وازدادت حدتها جراء ازدياد الهجرات‬
‫التركمانية السلجوقية واجتياحهم للراضي البيزنطية‪ ،‬فكان هدف المبراطورية إيقاف هذا المـد من‬
‫الهجرات ووضع ح د للتغلغل والدمار الذي يلحقه السلجقة في الناضول‪ ،‬هذا بالضافة إلى‬
‫رغبة المبراطورية في إعادة سيطرتها على بعض القلع والحصون السلمية وشحنها بالجنـد‬
‫للوقوف في وجـه الزحف السلجوقي)‪.(10‬‬

‫وقد بدأ تنفيذ السياسة البيزنطية أثناء انشغال السلطان آلب أرسلن في إخضاع بلد‬
‫الشام وبخاصة حلب لسلطان السلجقة)‪ ،(11‬وانشغاله أيض ا في خطته الرامية إلى دخول مصر‬
‫والقضاء على الدولة الفاطمية)‪ .(12‬ولم تكن عملياته العسكرية التي قام بها في أراضي‬
‫المبراطورية البيزنطية إل في نطاقا العمليات العتيادية للجيش السلجوقي)‪.(13‬‬

‫لقـد تمثلت سياسة المبراطورية البيزنطية بسياسـة المبراطور رومـانوس الرابع ديوجينس )‬
‫‪463 -460‬ه‪1067 /‬م‪1071 -‬م( الذي رأى إعادة السيطرة على أرمينية وتحويلها لدرع واقا‬
‫لحدود المبراطورية البيزنطية من هجمات السلجقة المتلحقة)‪.(14‬‬

‫ويبدو جليا أن غطرسة المبراطور رومانوس كانت دافعا قويا في توجهه إلى أراضي‬
‫المسلمين ورغبته في القضاء عليهم وعلى السلم بسبب انتشاره داخل أرمينية‪ ،‬وخير ما يدل‬
‫على ذلك ما ذكره ابن العبري على لسان رومانوس إذذ قال‪" :‬ل يتيسر لي الرجوع بعدما افرغت‬
‫خزائني من المال‪ ،‬وأصبحت الغلبة بجانبي")‪.(15‬‬

‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،13‬العدد ‪3 .2006 ،1‬‬


‫معركة ملزاكرد ‪ ............................................................................‬محمد العمايرة ومحمود الرويضي‬
‫‪.‬‬

‫التسمية والمـوقاع‪:‬‬
‫تختلف المصادر والمراجع حول تحديد اسم المكان الذي حدثت فيه المعركة‪ ،‬غير أن‬
‫)‪(16‬‬
‫غالبيتها يحددها في منطقة ملزكرد من أعمال بلد خلط ‪ ،‬وقد جاء لفظ ملزكرد مرسوم ا‬
‫في المصادر والمراجع بعدة أشكال مثل ملذكرد ومنـزيكرت ومنازكرد‪ ،‬منازجرد ‪،Manzikert‬‬
‫ويبدو أن جميعها تصحيف للكلمة نفسها مع الختلف باللفظ من مصدر إلى آخر‪ ،‬بالضافة‬
‫إلى أن لفظ الكلمة في اللغات الجنبية وترجمتها إلى اللغة العربية قد يغير اللفظ وبالتالي رسم‬
‫الكلمة‪ ،‬والمقصود في النهاية الكلمة نفسها ملزكرد وهو الموقع الذي حدثت فيه المعركة‪.‬‬

‫وتذهب مصادر أخرى وتحدد موقع المعركة في بلد خلط)‪ .(17‬والغالب أن هذا اللبس ل‬
‫يعد اختلفا إذا ما أخذ بعين العتبار أن ملزكرد من أعمال إقليم خلط‪ ،‬وبلدة خلط قصبة‬
‫القلي ــم)‪ ،(18‬ولهذا فإن هذه المصادر قد حددت القليم بشكل عام دون أن تحدد الموقع الذي‬
‫حدثت فيه المعركة بشكل دقيقا‪.‬‬

‫وتحدد مصادر أخرى موقع المعركة في موضع يعرف بالزهوة أو الرهوة‪ ،‬يقع ما بين‬
‫)‪(19‬‬
‫ولعل هذا الموقع أقرب إلى الصواب حيث أن ملزكرد بلدة وليس‬ ‫بلدتي خلط وملزكرد‬
‫من المعقول حدوث المعركة فيها‪ ،‬كما تشير أيض ا المصادر أن موضع الرهوة من ضمن‬
‫أعمال بلدة ملزكرد‪ ،‬ولهذا فإن المصادر نسبت المعركة أحيانا لخلط مركز القليم‪ ،‬وأحيانا‬
‫أخرى لبلدة ملزكرد‪ ،‬ول يعتقد أن هناك خلف ا بين المصادر‪ ،‬إوان ورد بعض التسميات‬
‫المتضاربة إل أنها تعطينا الدللة نفسها‪.‬‬
‫)‪(20‬‬
‫وأما المراجع الحديثة فبعضها يحدد موقع المعركة بالقرب من بحيرة فان )آن(‬
‫)‪(21‬‬
‫ويذهب آخر إلى وقوعها في نواحي خلط جنوب غربي‬ ‫والبعض يحددها شمال البحيرة‬
‫ملزكرد‪ ،‬وشمال غرب بحيرة فان)‪.(22‬‬
‫ويبدو مما سبقا أن المراجع الحديثة تذهب لتؤكد ما جاء في المصادر الولية من حيث‬
‫تحديد موقع المعركة‪ ،‬ويمكن حصر ساحة المعركة في المنطقة الواقعة ما بين ملزكرد وخلط‬
‫في موقع الرهوة شمال غرب بحيرة فان وخلط إوالى الجنوب الغربي من ملزكرد كما هو مبين‬
‫في الخريطة المرفقة‪.‬‬

‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،13‬العدد ‪4 .2006 ،1‬‬


‫معركة ملزاكرد ‪ ............................................................................‬محمد العمايرة ومحمود الرويضي‬
‫‪.‬‬

‫الستعدادات قابيل معركة ملزاكرد‪:‬‬


‫تكاد تجمع غالبية المصادر الولية على أن الجيش البيزنطي كان على أتم الستعداد من‬
‫حيث العدد والعدة‪ ،‬إذذ رمت الروم إلى الديار السلمية أفلذ أكبـادها وأخـرجت الرض أثقالها‬
‫من عديدها)‪.(23‬‬
‫)‪(24‬‬
‫الجيش البيزنطي بأربعمائة ألف مقاتل‬ ‫ويحدد سبط ابن الجوزي )‪654‬ه‪1256 /‬م(‬
‫موزعين على النحو التي‪ :‬مائة ألف مقاتل‪ ،‬ومائة ألف نقاب‪ ،‬ومائة ألف تجرخي)‪ ،(25‬ومائة‬
‫ألف صانع‪ .‬أما من حيث المعدات‪ ،‬فكانت لديهم حوالي أربعمائة عجلة تجرها ثمانمائة من‬
‫الجواميس‪ ،‬وألف عجلة أعدت لحمل السلح والمنجنيقا وآلة الزحف‪ ،‬وكان معه منجنيقا يعمل‬
‫)‪(26‬‬
‫وتساوي كل‬ ‫على إمداده ألف ومائتا رجل‪ ،‬ويقدر وزن الحجر الذي يقذفه بعشرة قناطير‬
‫حلقة منـه مائـتي رطل شـامي)‪ .(27‬ويشارك كل من ابن الثير )‪630‬ه‪1232 /‬م()‪،(28‬‬
‫)‪(30‬‬ ‫)‪(29‬‬
‫والدواداري )‪736‬ه‪/‬‬ ‫وابن كثير )‪774‬ه‪1372 /‬م(‬ ‫والصفهاني )‪643‬ه‪1245 /‬م(‬
‫)‪(31‬‬
‫سبط ابن الجوزي في هذا الرأي‪ ،‬مع تفاوت في ذكر العداد‪.‬‬ ‫‪1335‬م(‬
‫)‪(32‬‬
‫ومائتي ألف‬ ‫وأما باقي المصادر الولية فتجعل العـدد يتراوح ما بين مائة ألف مقاتل‬
‫)‪(34‬‬ ‫)‪(33‬‬
‫باستثناء ابن القلنسي )‪555‬ه‪1160 /‬م( الذي يجعل‬ ‫إلى ثلثمائة ألف مقاتل‬ ‫مقاتل‬
‫العدد ستمائة ألف من الروم وسائر الطوائف)‪.(35‬‬

‫الشارات التي تذكرها المصادر الولية تعطي انطباعا أن عدد قوات الجيش البيزنطي يتراوح‬
‫ما بين مائة ألف إلى أربعمائة ألف مقاتل إذا استثنينا رواية ابن القلنسي وأن هذه العداد مجهزة‬
‫بكامل معداتها الحربية ومتأهبة على كل موجة لخوض معركة فاصلة مع المسلمين‪.‬‬
‫ويذكر المؤرخ اللتيني وليم الصوري )‪581‬ه‪1185 /‬م( إن المبراطور "حشد قواته من‬
‫الفرسان ومن جميع تشكيلت الرجالة‪ ,‬وجمع كل ما أمكن للشعب إحضاره ‪ ...‬وتقدم ‪ ...‬نحو‬
‫عدوه على رأس فيالقه المحشودة من الرجالة ترافقه قوة ضخمة من الفرسان وقابله بقوة قوية جدا"‪.‬‬
‫ويتضح من رواية وليم الصوري إن المبراطور حشد أعداد كبيرة من القوات‪ ,‬وهذا ما يجعل‬
‫روايته تتفقا مع باقي المصادر‪ ,‬وان لم يحدد العداد وتركها مبهمة)‪.(36‬‬

‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،13‬العدد ‪5 .2006 ،1‬‬


‫معركة ملزاكرد ‪ ............................................................................‬محمد العمايرة ومحمود الرويضي‬
‫‪.‬‬

‫إن العداد الهائلة التي تذكرها المصادر الولية وتنحصر تاريخ وفاة أصحابها في بداية‬
‫النصف الول من القرن السابع الهجري وبداية الثالث عشر ميلدي‪ ,‬تعتمد في روايتها على ذكر‬
‫معلومات فرعية واختصارات لبعض التفاصيل التي أوردها سبط ابن الجوزي المعاصر لهم‪ ,‬وان لم‬
‫تصرح تلك المصادر بهذا؛ ولهذا ورد في هذه المصادر بعض الملبسات في ذكر العداد‬
‫وتفاوتها من مصدر إلى آخر‪ .‬ولذلك فان رواية سبط ابن الجوزي اقرب للواقع وبخاصة انه اعتمد‬
‫فيها على جده ابن الجوزي )ت ‪597‬ه‪1200 /‬م( المؤرخ للسلجقة في هذه الفترة ‪ ,‬وهي الرواية‬
‫الوحيدة التي تحتوي جميع التفاصيل الواردة في المصادر الخرى‪.‬‬

‫ويمكن تأكيد رواية سبط ابن الجوزي من خلل مراسلت السلطان السلجوقي للمبراطور‬
‫حول عقد صلح بادئ المر وعودة كلهما إلى بلدهما‪ ,‬ورفض المبراطور العرض بحجة انه‬
‫استنفذ أموال خزائن إمبراطوريته على تجهيز هذا العدد من الجيش الذي أعده لجتياح ارض‬
‫الشام ومصر‪ ,‬وهذا ما يؤكد ضخامة الجيش الذي كان برفقته‪ ,‬إواذا ما استجاب للصلح فانه ل‬
‫يجد ما يعوضه عن الموال التي أنفقها‪ .‬كما انه أكد للقادة العسكريين والداريين الذين‬
‫وضعهم برفقته انه سيقطعهم الراضي التي سيتم الستيلء عليها‪ ,‬ويعتمد عليهم في إدارتها‪,‬‬
‫ولبد لهم من حاميات عسكرية للعتماد عليها في حفظها والذود عنها‪ ,‬وهذه المهمة تحتاج‬
‫إلى أعداد كبيرة من الجيش‪ ,‬وهذا ما يؤكد كثرة أعداد الجيش البيزنطي في هذه الحملة‪.‬‬

‫ولكن على الرغم من العداد الهائلة التي تذكرها المصادر الولية إل أنها كانت تتكون‬
‫من عناصر بشرية متضاربة في الراء والهواء والمذاهب تمثلت بعناصر مرتزقة من الروم‬
‫والغز والفرنج)‪ ،(38‬ويضيف ابن خلدون )‪808‬ه‪1469 /‬م(‬ ‫)‪(37‬‬
‫والرمن والفرس والبجناك‬
‫والنويري )‪773‬ه‪1332 /‬م()‪ :(39‬الزنج‪ ،‬والروس والكرج والقفجاقا)‪ ،(40‬وكذلك الفرنسيين‬
‫والسلف والتراك المنحدرين من أصول أخرى‪ ،‬وأتراك من جنوب روسيا‪ ,‬وغيرهم)‪.(41‬‬

‫هذه الجناس والعناصر البشرية المتباينة في الهواء والميول والمذاهب كانت تواجهها مشكلة‬
‫صعبة‪ ،‬تتمثل في صعوبة إخضاع تلك العناصر المتباينة لوامر قيادية واحدة‪ ،‬ولذلك سرعان ما‬
‫دبت الفتن فيما بينهم كما يقول الحسيني عنهم "أقوام أطالت الفتن بهم سواعدها")‪.(42‬‬

‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،13‬العدد ‪6 .2006 ،1‬‬


‫معركة ملزاكرد ‪ ............................................................................‬محمد العمايرة ومحمود الرويضي‬
‫‪.‬‬

‫ويضاف إلى هذه الستعدادات في العدد والعدة‪ ،‬فإنه كان يرافقا الجيش البيزنطي خمسة‬
‫وثلثون ألف بطريقا)‪ (43‬وقومص ودوقس)‪ ،(44‬إوان دل هذا المر على شيء فإنه يدل على أن‬
‫الحملة تضمنت العامل العسكري والداري بقصد القضاء على الديار السلمية والسلم‪،‬‬
‫والستيلء عليها إواقطاعها للحكام الداريين الذين برفقته‪ ,‬وهذا ما أكده المبراطور رومانوس الرابع‪،‬‬
‫ل‪" :‬ل أرجع حتى أفعل ببــلد المسلمين مثــل ما فتععل ببلد الروم")‪ .(45‬وتقدم المبراطور لغزو‬
‫قائ ا‬
‫بلد المسلمين وفي نيته الستيلء على بلد الشام ومصر وخ ار سان والري والعراقا بسبب الخطر‬
‫الذي كانت تشكله محاولت السلجقة لضم بلد الشام ومصر جرراء عمليات السلطان آلب أرسلن‬
‫العسكرية في شمال الشام وضم حلب)‪.(46‬‬

‫ومما سبق يمكن استنتاج الصورة التية عن الجيش البيزانطي‪:‬‬


‫أولل ‪ :‬كان يتكون من أعداد هائلة مزودة بكامل عدتها الحربية المتطورة كالمنجنيقا والعربات‪.‬‬
‫ثانيال ‪ :‬العداد والتخطيط المسبقا من قبل المبراطور رومانوس لخوض معركة فاصلة مع‬
‫المسلمين‪ ،‬ووضع نصب عينيه النجاح والنصر المحققا‪.‬‬
‫ثالثال ‪ :‬العناصر البشرية المتباينة التي يتكون منها الجيش البيزنطي‪ ،‬أفقدت الجيش الوحدة‬
‫العسكرية‪ ،‬المر الذي أدى إلى عدم المقدرة على تلقي التعليمات والوامر من القادة‪.‬‬
‫رابعلا‪ :‬العداد والتخطيط المسبقا للستيلء على بلد الشام ومصر‪ ،‬وللقضاء على الدين‬
‫السلمي والمسلمين‪.‬‬

‫والواقع أن خروج المبراطور رومانوس الرابع على رأس جيش كبير إلى الراضي السلمية‬
‫كان مفاجأة للسلطان آلب أرسلن‪ ،‬إذ لم يكن مستعدا لمواجهة مثل هذا الجيش وخوض معركة‬
‫ل‪ :‬بحملته على بلد الشام لخضاعها لسلطان الدولة‬
‫فاصلة معه‪ ،‬لنه كان منشغلا آنذاك أو ا‬
‫)‪(48‬‬ ‫)‪(47‬‬
‫العباسيـة ‪ ،‬وثانياا‪ :‬بمخططه الرامي إلى دخوله مصر‪ ،‬إوانهاء الخلفة الفاطمية ‪ .‬هذا فضلا‬
‫عنأنجيشه آنذاك قد أنهك جراء العملياتالعسكرية التي خاضها في بلد الشام‪ ،‬وكان يستعد‬
‫للعودة إلى العراقا‪ ،‬ومن المؤكد أنهذا يقلل منكفاءة الجيش‪ ،‬ولذلك لم يكن لديه الستعدادات‬
‫الكافية لخوض مثلهذه المعركة الفاصلة‪.‬‬

‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،13‬العدد ‪7 .2006 ،1‬‬


‫معركة ملزاكرد ‪ ............................................................................‬محمد العمايرة ومحمود الرويضي‬
‫‪.‬‬

‫وعندما علم السلطان آلب أرسلن بتحرك الجيش البيزنطي لراضي آسيا الصغرى‬
‫)‪(49‬‬
‫قاصدا طرد التراك السلجقة منها والستيلء عليها إواغلقا طرقا أرمينية في‬ ‫وأرمينيــة‬
‫وجه السلجقة‪ .‬وجد نفسه أمام أمرين كلهما تمرر‪ ،‬أولهما‪ ،‬إما أن يتابع مسيره إلى العراقا‬
‫ويترك الجيش البيزنطي يعيث في المنطقة فساداا‪ ،‬وهذا أمر غير مقبول لنه يضيع كل ما‬
‫أنجزه السلجقة خلل السنوات السابقة باسم الدولة العباسية في المنطقة‪ .‬أما ثانيهما‪ ،‬وهو‬
‫المر الصعب والخيار المفضل‪ ،‬أن يواجه الجيش البيزنطي بما يتوافر لديه من قوات‬
‫إسلمية‪ ،‬والتي يصفها سبط ابن الجوزي بقوله‪" :‬عادوا جافلين من الشام وتلك الجفلة‬
‫)‪(50‬‬
‫وعلى الرغم من ذلك كانوا يتصفون بالفروسية والشجاعة وكان كل واحد‬ ‫استهلكت أموالهم"‬
‫منهم يركب فرسا وبجانبه آخر يرافقه)‪.(51‬‬

‫والمفاجأة بخبر زحف الجيش البيزنطي ووصوله إلى الراضي السلمية لم تسنح‬
‫الفرصة للسلطان آلب أرسلن بحشد عساكره بالشكل الذي يجب‪ ،‬ولقرب جيش العدو من‬
‫أراضي الدولة السلمية)‪ ،(52‬وأنه إذا ما أراد حشد المزيد من عساكره الموجودة في بلد الشام‬
‫أو من الموجودين في الحاميات العسكرية القريبة منه‪ ،‬فإنه ل يستطيع ذلك بحكم أن الوقت ل‬
‫يسير في صالحه‪ ،‬وبخاصة أن الجيش البيزنطي قد وصل آنذاك إلى ساحة المعركة بعد‬
‫احتلله مدينة ملزكرد‪ ،‬وهذا ما يؤكده الصفهاني لقوله‪ :‬إن السلطان آلب أرسلن "لو تمهل‬
‫بحشد الجموع لـذهب الوقت‪ ،‬وعظم بلء البلد")‪.(53‬‬

‫اتخذ السلطان آلب أرسلن ق ارره بملقاة الجيش البيزنطي بما يجتمع لديه من قوات‪ ،‬ونذر‬
‫أرواحهم في سبيل نصرة السلم والتصدي للكفار)‪ ،(54‬فأبعد زوجه وولده ملكشاه ووزيره نظام‬
‫الملك إلى مدينة همذان‪ ،‬وأكد عليهم إمداده بالجنود على وجه السرعة)‪ ،(55‬لنه بقي في قلة من‬
‫جنده تختلف المصادر الولية في إعطاء عددد ثابدت لها‪ .‬فأغلبها يجعله حوالي خمسة عشر‬
‫ألف مقاتـل)‪ ،(56‬وأخرى تعطينا أرقاما قريبة من هذا الرقم‪ ،‬فسبط ابن الجوزي يجعلهم عشرة آلف‬
‫من الكراد وأربعة آلف مـمن كان معه‪ ،‬وبالتالي يصبح عددهم حوالي أربعة عشر ألف مقاتل‬
‫ويشاركه في الرأي الدواداري)‪ ،(57‬أما ابن الجوزي )‪597‬ه‪ (1200 /‬وابن كثير فيجعلن العدد‬
‫)‪(58‬‬
‫ويذهب اليزدي )‪581‬ه‪1185 /‬م( إلى أن عددهـم يزيد عن اثني عشر‬ ‫حوالي عشرين ألفا‬
‫ألف مـقاتل)‪.(59‬‬
‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،13‬العدد ‪8 .2006 ،1‬‬
‫معركة ملزاكرد ‪ ............................................................................‬محمد العمايرة ومحمود الرويضي‬
‫‪.‬‬

‫وأما ابن القلنسي فيذكر رواية مغايرة لما سبقا فإنه يجعل عد جيش المسلمين أربعمائة ألف‬
‫مقاتل من التراك وجميع الطوائف)‪ ،(60‬وهذا رقم مبالغ فيه ويعارض فيه جميع المصادر الولية‪،‬‬
‫هذا فضلا عن أن سبط ابن الجوزي الذي ينقل عن ابن القلنسي يذكر الرقم ولكن ل يأخذ فيه‪،‬‬
‫إوانما يرجح الرقم الذي ذكره وهو أربعة عشر ألف مقاتل)‪.(61‬‬

‫مما سبق تتضح لنا الصورة التية عن الجيش السلجوقاي‪:‬‬


‫أولل ‪ :‬لم يكن مستعدا لخوض معركة فاصلة مثل معركة ملزكرد لنه كان عائدا من إحدى‬
‫حملته العسكرية‪ ،‬وقد استنفذت جميع قواه؛ وهذا ما أوحى به السلطان آلب أرسلن‬
‫للمبراطور البيزنطي ليوهمه بعدم مقدرته خوض المعركة‪ ،‬لبينما يستوفي جميع‬
‫استعداداته العسكرية‪.‬‬
‫ثانيال ‪ :‬قلة عدد القوات المتبقية تحت قيادة السلطان آلب أرسلن وتجهيزاتها العسكرية‪ .‬إذا ما‬
‫استبعدت رواية ابن القلنسي والخذ بباقي الروايات الخرى‪ ،‬وبخاصة أنه أرسل‬
‫زوجته ووزيره لتزويده بقوات أخرى‪.‬‬
‫ثالثال ‪ :‬تصميم السلطان آلب أرسلن على خوض المعركة على الرغم من قلة عدد قواته‪،‬‬
‫واستنفاذ قواها‪.‬‬
‫رابعلا‪ :‬العزيمة عند السلطان آلب أرسلن وقواته التي ل بد أنها نابعة من إيمانه القاطع إوايمان‬
‫قواته بنصرة السلم ورفع كلمة الحقا‪.‬‬

‫الجراءات والمراسلت التي اتخذها السلطان والمبراطور قابيل بدء المعركة‪:‬‬


‫حاول السلطان آلب أرسلن بعد تحققه من ضخامة الجيش البيزنطي تجنب وقوع هذه‬
‫الحرب‪ ،‬بعدم استعداده لها كما تبين‪ ،‬ولمشاهدته الفرقا الشاسع بين قواته والقوات البيزنطية‪،‬‬
‫)‪(62‬‬
‫لم تحدد المصادر فحواها‪ ،‬إل‬ ‫ولذلك أرسل رسله لعقد هدنة مع المبراطور رومانوس‬
‫)‪(63‬‬
‫أنه تم‬ ‫أنه منالممكن الستنتاج منخللما ذكرته بعض المصادر والمراجع الحديثة‬
‫عرض ما يلي‪:‬‬
‫أولل ‪ :‬وضع الحرب وعودة كل الطرفين إلى بلدهما‪.‬‬

‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،13‬العدد ‪9 .2006 ،1‬‬


‫معركة ملزاكرد ‪ ............................................................................‬محمد العمايرة ومحمود الرويضي‬
‫‪.‬‬

‫ثانيلا‪ :‬يتعهد السلطان آلب أرسلن بالجلء عن بعض المناطقا التي سبقا أن احتلها‪ ،‬ل سيما‬
‫في الراضي التي كانت خاضعة للمبراطورية البيزنطية‪.‬‬
‫ثالثلا‪ :‬ويضيف الصفهاني أن الهدف من إرسال آلب أرسلن الرسل كان بمثابة مهمة‬
‫استخبارية‪ ،‬حيث يذكر‪" :‬ومقصوده أن يكشف سررهم ويتعرف أمرهم")‪.(64‬‬

‫ويبدو أن المبراطور رومانوس عندما تلقى خبر رغبة آلب أرسلن بعقد هدنة‪ ،‬انفرجت‬
‫أساريره وأيقن أن السلجقة فقدوا كل أمل في النصر‪ ،‬وأن هذا العرض يعني شيئ ا واحدا فقط‬
‫وهو إحساس السلجقة بالضعف والوهن‪ ،‬المر الذي عزز آمال المبراطور في القضاء على‬
‫ل‪" :‬كـل ليس لـكم عندي إل‬
‫الجيش السلجوقي إوابادته‪ ،‬ولـذلك أرسل للسلطان ألب أرسلن‪ ،‬قائ ا‬
‫و"ل صلح إل بالري")‪.(67)(66‬‬ ‫)‪(65‬‬
‫السيف"‬

‫كما ويبدو أن السلطان آلب أرسلن طلب هذه الهدنة رغبة منه كخدعة لستكشاف أحوال‬
‫الجيش البيزنطي‪ ،‬والتصال بالعناصر التغرزية غير المسلمة المرافقة للجيش البيزنطي في‬
‫الباطن‪ ،‬كما وأنه كان بحاجة للوقت لنصب العديد من الكمائن وتهيئتها لوقت الحاجة‬
‫والمفاجأة)‪.(68‬‬

‫والحقيقة أن جميع المصادر تؤكد أن ألب أرسلن عرض الهدنة ولكن ليس بالصورة التي‬
‫تقلل من شأنه‪ ،‬وبخاصة أن الهدنة قد تحققا أهداف المبراطور‪.‬‬

‫وبما أن السلطان ألب أرسلن كان أكبر وأقوى قائد في المنطقة فإنه ليس من السهل أن‬
‫يتنازل عن حقوقا الدولة العباسية في المنطقة لن أي تنازل قد يؤثر على شرعيته المستمدة من‬
‫الجهاد وحماية الدولة‪ ،‬ويقلل من سمعته وهيبته عند أعدائه ومنافسيه‪ .‬وربما كان هدفه من‬
‫الهدنة اكتساب الوقت لعادة تنظيم صفوف قواته‪ ،‬وتجميـعها‪ ،‬وبخاصة أنه أرسل وزيـره وزوجه‬
‫وابـنه إلى همذان لتزويده بالقوات)‪.(69‬‬
‫)‪(70‬‬
‫إل في الري عاصمة السلجقة دليل‬ ‫إن رد المبراطور رومانوس ورفضه قبول الصلح‬
‫قاطع على عجرفته وغروره‪ ,‬وهذا ما أكده المؤرخ السرياني ميخائيل السوري)‪ ،(71‬كما أن إهماله‬
‫في إرسال فرقا استكشافية للخطوط المامية كان سبب ا في دفع الثمن باهظ ا بسبب نقص‬
‫خدماتهم الستخبارية)‪.(72‬‬

‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،13‬العدد ‪10 .2006 ،1‬‬


‫معركة ملزاكرد ‪ ............................................................................‬محمد العمايرة ومحمود الرويضي‬
‫‪.‬‬

‫قا في إص ارره على استكمال حملته‪ ،‬وقد أنفقا أموالا طائلة‬


‫وجائز أن المبراطور مح ق‬
‫عليها‪ ،‬فرجوعه يعني هزيمة نكراء تحل بالمبراطورية البيزنطية وجيوشها‪ ،‬هذا فضلا عن أنه‬
‫ما حشد تلك الحشود العسكرية إلر للنتقام واسترداد أراضي بيزنطة‪ ،‬والقضاء على تلك القوة‬
‫)السلجوقية( التي عاثت فسادا في بلده حسب رأيعه‪ ،‬ولذلك أصر على "حرقا التراك‬
‫)السلجقة( في النار إذا ما تغلـب عليهم")‪ ,(73‬ونجد سبط ابن الجوزي يعبر على لسان‬
‫ل‪" :‬ل أرجع حتى أفعل ببلد السلم مثل ما فعل ببلد الروم‪ ،‬وقد أنفقت‬
‫المبراطور قائ ا‬
‫الموال العظيمة فيكف أرجع")‪.(74‬‬

‫يبدو أن السلطان ألب أرسلن انزعج من هذا الرد‪ ،‬وبدا عليه الغضب‪ ،‬فلحظ إمامه‬
‫وفقيهه أبو نصر محمد بن عبد الملك البخاري الحنفي ذلك النزعاج‪ ،‬فشد من عزائمه ورغبه‬
‫في خوض المعركة بقوله"إنك تقاتل عن دين ال وأنا أرجو أن يكون ال تعالى قد كتب باسمك‬
‫هذا الفتــح")‪ ،(75‬واقترح عليه أن يكون يوم الجمعة موعدا لخوض المعركة قائلا له‪" :‬فالقهم يوم‬
‫الجمعة في الساعة التي تكون الخطباء على المنابر يدعون للمجاهدين بالنصر على‬
‫الكافرين‪ ،‬والدعاء مقرون بالجابة")‪.(76‬‬

‫كان هذا اللقاء بين السلطان والفقيه يوم الربعاء‪ ،‬فاتخذ السلطان بمضمون نصيحة الفقيه‬
‫صرر إلن إمصن إعنإد اللإه ‪‬‬
‫نصا وحرفاا‪ ،‬فأخر اللقاء إلى يوم الجمعة‪ ،‬وق أر قوله تعالى‪ :‬مومما ال ن ص‬
‫)‪(77‬‬

‫)‪(78‬‬
‫ل‪" :‬ربما يكون في الخطباء من إذا قال في آخر خطبته الرلهم انصر جيوش‬ ‫‪ ،‬وأضاف قائ ا‬
‫المسلمين وسراياهم‪ ،‬حققا ال ببركات دعائه مقاصد الغزاة ومبتغاهم")‪.(79‬‬
‫وأرسل السلطان إلى الخليفة يطالبه أن يدعو له على منابر بغداد‪ ،‬ويتضرع إلى ال‬
‫ليمنحه نصره‪ ،‬فأعد الخليفة دعااء خاصاا‪ ،‬تقرئ على منابر بغداد‪ ،‬يوم الجمعـة‪ ،‬وقت حدوث‬
‫المعركة‪ ،‬وتضمن الدعاء الشادة بمناقب السلطان وأعماله في سبيل الدين‪ ،‬كما تضمن أيض ا‬
‫صره نصقر للدين)‪.(80‬‬
‫التضرع إلى ال لينصر السلطان لن ن ا‬
‫وعندما أيقن السلطان بقرب موعد اللقاء أرسل إلى زوجه ووزيره نظام الملك‪ ،‬وقال‪" :‬إني‬
‫صائر بهذا القدر الذي معي إلى العدرو‪ ،‬فإن سلمت فنعمة من ال تعالى‪ ،‬إوان استشهدت‬

‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،13‬العدد ‪11 .2006 ،1‬‬


‫معركة ملزاكرد ‪ ............................................................................‬محمد العمايرة ومحمود الرويضي‬
‫‪.‬‬

‫فرحمة من ال تعالى‪ ،‬فخليفتي ابني ملكشاه")‪ .(81‬ويعد هذا بمثابة وصية أقر بها السلطان‬
‫لوزيره نظام الملك ليعمل على تنفيذها‪ ،‬بتعيين ابنه ملكشاه سلطان ا من بعده‪.‬‬

‫ل‪" :‬من‬
‫وبعد أن انتهى من أمر السلطنة‪ ،‬توجه إلى جنده‪ ،‬والتقى بهم مخاطبا إياهم‪ ،‬قائ ا‬
‫)‪(82‬‬
‫ل‪" :‬إنما‬
‫أراد النصراف فلينصرف فما ههنا السلطان يأمر وينهى غير ال" ‪ .‬وأضاف‪ ،‬قائ ا‬
‫أنا واحد منكم وقـد فتحنا على المسلمين مـا كانوا عنه في غناء " فأجـابوه قائلين‪" :‬نحن عبيدك‬
‫ومهما فعلت تبعناك")‪.(83‬‬

‫وبينما كان السلطان منشغلا في أمور ترتيب دولته‪ ،‬ومخاطبة الخليفة‪ ،‬وبعث الحمية في‬
‫صفوف جنده‪ ،‬كان المبراطور رومانوس قد أحاط نفسه بهالة من البهة والعظمة‪ ،‬حيث كان‬
‫قد ضرب فسطاطا من الطلس الحمر وأخرى مثلها‪ ،‬وجلس على سرير من الذهب وفوقه‬
‫صليب من الذهب مرصع بالجواهر وفي مجلسه كثير من الرهبان والقسيسين)‪ ،(84‬معتمدا في‬
‫ذلك على غروره بكثرة قواته ومعداته التي كانت تفوقا قوة المسلمين‪ ،‬ولهذا كان واثق ا من‬
‫النصر عليهم‪ .‬وما يدل على ذلك رسائل أمين الدولة التي صورت غطرسة المبراطور‪،‬‬
‫إوادلله بعظم جيشه‪ ،‬واغت ارره بكثرة جنده‪ ،‬حيث "أدلوا بالسراع إلى القرع‪ ،‬واستدلوا على القوة‬
‫بطول الباع ووفر التبــاع")‪.(85‬‬

‫وقبل خوض المعركة بيوم واحد ‪ -‬يوم الخميس‪ -‬أرسل برسالة ترغيب وترهيب إلى‬
‫السلطان ألب أرسلن يذكر فيها‪" :‬إني أتيتك ومعي من العسكر ما ل قبل لك به‪ ،‬فإن أنت‬
‫دخلت في طاعتي فأنا أدفع لك من البلد ما يكفيك‪ ،‬وتأمن سطوتي وبأسي‪ ،‬إوان أنت لم تفعل‬
‫ذلك فإن معي من العساكر ثلثمائة ألف فارس وراجل ومعي أربع عشرة ألف عجلة عليها‬
‫خزائن الموال والسلح‪ ،‬وليس يقف بين يدي أحـد من عساكر المسلمين‪ ،‬ول يغلقا بوجهي‬
‫مدينة من مدائنهم‪ ،‬ول قلعة من قلعهم")‪.(86‬‬

‫وعندما علم السلطان بهذه الرسالة أخذته عزة السلم وتحركت في صدره نخوة الملك‬
‫والسلطان‪ ،‬فقال للرسول الذي بلغه الرسالة‪" :‬قل لصاحبك إرنك أنت ما قصدتني ولكن ال ‪‬‬
‫حملك إلري وجعلك وعساكرك طعمة للمسلمين‪ ،‬فأنت أسيري‪ ،‬وعبدي وعساكرك بعضهم قتلي‬

‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،13‬العدد ‪12 .2006 ،1‬‬


‫معركة ملزاكرد ‪ ............................................................................‬محمد العمايرة ومحمود الرويضي‬
‫‪.‬‬

‫وبعضهم أسراي‪ ،‬وخزائنك كلها ملكي‪ ،‬فأثبت للمقارعة وتهيأ للمكافحة‪ ،‬فسوف ترى أرن‬
‫عساكرك هي رقاب تساقا إلى ضاربها وخزائنك هي أموال تحمل إلى ناهبها")‪.(87‬‬

‫أحداث معركة ملزاكرد‪:‬‬


‫يلحظ مما سبقا عبارات التحدي بين السلطان والمبراطور‪ ،‬وتشير إلى أن الحرب واقعة‬
‫)‪(88‬‬
‫التقى الجيشان‪،‬‬ ‫ل محالة‪ ،‬ففي صبيحة يوم الجمعة )‪ 7‬ذي القعدة ‪463‬ه‪ 5/‬آب ‪1071‬م(‬
‫وهو اليوم الذي حدده المام والفقيه أبو نصر محمد بن عبد الملك الحنفي للسلطان آلب أرسلن‬
‫والذي تتفقا عليه أغلب المصادر المتوافرة لدينا‪ ،‬مع أنها تختلف بتحديد تاريخ هذا اليوم‪ ،‬فإذا‬
‫أخذ بالتاريخ الذي يذكره ابن الجوزي ومن يوافقه من المصادر وهو)‪ 27‬ذي القعدة(‪ ،‬فإن هذا‬
‫التاريخ يصادف يوم الخميس‪ ،‬وهذا ل يتوافقا مع اليوم الذي حدده المام والفقيه أبو نصر ليكون‬
‫يوم المعركة‪ ،‬وهو يوم الجمعة‪ ،‬والـذي أجمعت عليه جميع المصادر ومن بينهم ابن الجوزي‬
‫ومن أيده في رأيه‪ ،‬ولذلك فان التاريخ الذي يصادف يـوم الجمعة هو )‪ 7‬ذي القعدة(‪ ،‬وهذا ما‬
‫ذهب إليه ابن العديم‪.‬‬

‫فتوكل السلطان على ال بعزيمة قوية ورؤية صارمة)‪ (89‬وتقدم ‪ -‬كما يصفه المؤرخ اللتيني‬
‫ي كان دفاعا عن سلمته وذاته ‪ ...‬والحرية قبل كل‬
‫وليم الصوري ‪" -‬لم يعترض سبيله أ ر‬
‫)‪(90‬‬
‫ل‪" :‬أنا صابر صبر المحتسبين وصائر في هذه الغزاة مصير‬
‫شيء" ‪ ،‬ووقف أمام قواته سائ ا‬
‫المخاطرين‪ ،‬فإن نصرني ال فذاك ظني في ال تعالى‪ ،‬إوان تكن الخرى فأنا أعهد عليكم أن‬
‫تسلموا لولدي ملكشاه‪ ،‬وتطيعوه وتقيموه مقامي‪ ،‬فقالوا‪ :‬سمعا وطـاعة")‪.(91‬‬
‫وكان السلطان ألب أرسلن قد وضع خطة عسكرية قسم على أساسها الجيش إلى أربع‬
‫فرقا كل فرقة أقامها في منطقة وأكد عليها أن تلتزم به ول تبرحه‪ ،‬وعد كل فرقة من الربع‬
‫بمثابة كمين في منطقته المحددة له‪ ،‬معتمدا على سرعة تحركهم‪ ،‬وبخاصة أن معظمهم من‬
‫الفرسان الخفاف التجهيزات‪ .‬وطلب من قادة إحدى الفرقا التراجع مع فرقته في حال التحام‬
‫الجيشين‪ ،‬موهمة الجيش البيزنطي بانسحابها من المعركة‪ ،‬المر الذي يدفع الحمية في‬
‫الجيش البيزنطي فيندفع قسم منه وراءها للقضاء عليها‪ ،‬فتأخذه الفرقا الخرى الكامنة في موقع‬
‫الرهوة من الخلف والمام)‪.(92‬‬

‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،13‬العدد ‪13 .2006 ،1‬‬


‫معركة ملزاكرد ‪ ............................................................................‬محمد العمايرة ومحمود الرويضي‬
‫‪.‬‬

‫سار السلطان ألب أرسلن قاصدا الجيش البيزنطي‪ ،‬وأرسل في مقدمة جيشه أحد‬
‫الحجاب مع مجموعة من الغلمان لستطلع الخبار‪ ،‬فصادفوا عند مدينة خلط مجموعة من‬
‫الجيش البيزنطي يبلغ تعدادها حوالي عشرة آلف مقاتل يرأسهم بازيلكوس الروسي فالتحمت‬
‫المجموعتان‪ ،‬وكان النصر للمسلمين وتم أسر القائد الروسي وبعث به إلى السلطان ألب‬
‫أرسلن فاستبشر خي ار وقال‪" :‬هذا أمارة النصر"‪ ،‬وأرسل بالقائد إلى همذان‪ ،‬وجدع أنفه ثم أمر‬
‫أن يحمل إلى الخليفة العباسي في بغداد)‪.(93‬‬

‫هذه الهزيمة التي منيت بها الفرقة البيزنطية رفعت من معنويات الجيش السلجوقي وألهبت‬
‫مشاعر المبراطور رومانوس‪ ،‬فقام برد سريع حيث هاجم ولية خلط يوم الثلثاء‪ ،‬ثم توجه إلى‬
‫مدينة ملزكرد فارضا الحصار عليها‪ ،‬وسرعان ما لبثت أن سقطت في يده‪ ،‬وأسر العديد من‬
‫المسلمين وبخاصة الحامية المدنية)‪ (94‬فانزعج سكانها وتزعزعت أركانها)‪.(95‬‬

‫ووقع يوم الربعاء مناوشات بين طلئع الجيشين في المنطقة الواقعة بين ملزكرد وخلط‬
‫ولم يترتب عنها نتائج حاسمة‪ ،‬غير أن طلئع الجيش السلمي نجحت في وقف الهجوم‬
‫البيزنطي‪ ،‬إواعادته إلى معسكره‪ ،‬وتخليص جزء كبير من حامية ملزكرد‪ ،‬المر الذي رفع من‬
‫معنويات الجيش السلمي وزاد معدات قواته)‪.(96‬‬

‫وأما بالنسبة للسلطان آلب أرسلن فقد أرسل للمبراطور رومانوس يوم الخميس يعرض عليه‬
‫الصلح الذي تدخل فيه الخليفة من قبل ويتضمن رجوع كل الطرفين إلى بلدهم‪ ،‬غير أن رد‬
‫المبراطور المتغطرس والمغرور الرفض وأصر على تدمير أراضي المسلمين)‪.(97‬‬
‫هذه الحداث تشير إلى أن السلطان كان حتى آخر لحظة قبل وقوع الصطدام الفاصل‬
‫بين الجيشين يرغب في عدم خوضه هذه المعركة‪ ،‬ويعبر عن رغبته في اللجوء إلى الصلح‬
‫ويفضله حتى يتجنب دخول معركة نسبة النجاح بها ضئيلة إذا ما قورن بين عدد القوات‬
‫السلمية وعدتها بعدد القوات البيزنطية وعدتها‪.‬‬

‫والواضح أن حالة الجيش البيزنطي آلت إلى الضعف والنهيار وقلة في عدده قبيل بدء‬
‫المعركة الفاصلة‪ ،‬إذ يبدو أن المبراطور قد ترك بعض مقاتليه كحاميات في المناطقا التي‬
‫سيطر عليها وعددها مائة ألف‪ ،‬مثل ملزكرد‪ ،‬وحريد أصحاب المنجنيقا عن التدخل في المعركة‬

‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،13‬العدد ‪14 .2006 ،1‬‬


‫معركة ملزاكرد ‪ ............................................................................‬محمد العمايرة ومحمود الرويضي‬
‫‪.‬‬

‫لط‪ ،‬وجزاء‬
‫الفاصلة‪ ،‬هذا فضلا عن أن جزاء من الجيش البيزنطي قد تشتت شمله في هزيمة خ ر‬
‫آخر أرسل لمحاصرة خلط بعد فشل المحاولة الولى)‪.(98‬‬

‫ويوعز المؤرخ السرياني ميخائيل سبب انهيار الجيش البيزنطي إلى تمرد القوات الرمنية‬
‫المشاركة بسبب سوء معاملة الروم لهم في القضايا الدينية ‪,‬هذا بالضافة إلى خلف زعماء‬
‫الروم مع إمبراطورهم وهروبهم من ساحة المعركة)‪.(99‬‬

‫ومع كل ما تؤكده المصادر الولية من أسباب انهيار الجيش البيزنطي إل أن المؤرخ‬


‫اللتيني وليم الصوري يوعز انهيار الجيش البيزنطي إلى أسباب دينية‪ ,‬بقوله‪" :‬إن قواته‪-‬‬
‫يقصد المبراطور ‪ -‬كانت تفتقر إلى التأييد الرباني")‪.(100‬‬

‫هذا والحال أصبح الجيش البيزنطي قليل العدد ثقيل العدة‪ ،‬فضلا عن الهزائم التي مني بها‬
‫مما أضعف عزيمة أفراده‪ .‬أما بالنسبة إلى الجيش السلمي فقد كان قليل العدد من الصل‪،‬‬
‫يضاف إليه الحاميات المحلية التي امتازت بكفاءعة عالية التدريب‪ ،‬يمثلون الجند النخبة‪ ،‬ولذلك‬
‫كان الجيش خفيف الحركة مما جعلهم قوة ضاربة في المعركة الفاصلة‪ ،‬هذا فضلا عن‬
‫معنوياتهم العالية جرراء النتصارات التي حققوها في اليام الخوالي‪.‬‬

‫وقبل التحام الجيشين بلحظات‪ ،‬قام السلطان آلب أرسلن‪ ،‬ورمى القوس والنشاب وأخذ‬
‫بيده السيف والدبوس‪ ،‬وعقد ذنب فرسه بيده)‪ ،(101‬ولعل عمله هذا لبعث الحمية والعزة في‬
‫نفوس قواته وتعبي ار ضمنيا لشعار قواته بأن القتال في مثل هذه المعارك ل ينفع إلر بالمواجهة‬
‫ويعتمد فيها الجند على شجاعته إوايمانه وقدرته على القدام وخوض عباب المعركة ولذلك‬
‫نجده يحمل السيف بيده ويترك السلح الذي يستخدم عن بعد‪ .‬ولهذا تذكر المصادر أن قواته‬
‫نهجت النهج نفسه الذي سلكه)‪.(102‬‬

‫وتضيف بعض المصادر الولية أنه " لبس البياض‪ ،‬وتحنط وقال‪ :‬إن قتلت هذا كفني")‪،(103‬‬
‫ونزل عن فرسه وسجد ل ‪ ‬ومرغ وجهه في التراب ودعا ال واستنصره)‪ .( 104‬ثم ركب فرسه بعد‬
‫الظهر مباشرة وحمل على الجيش البيزنطي وحملت معه العساكر مستغلا وقت صلة الجمعة‬
‫والخطباء على منابر السلم يدعون ال بنصرة السلم)‪.(105‬‬

‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،13‬العدد ‪15 .2006 ،1‬‬


‫معركة ملزاكرد ‪ ............................................................................‬محمد العمايرة ومحمود الرويضي‬
‫‪.‬‬

‫لم يكن يتوقع البيزنطيون هذا الهجوم فيما يبدو‪ ،‬إذ استطاعت الفرقا الربعة السلمية‬
‫استدراج الجيش البيزنطي إلى العمقا لمطاردتها متجاوزة لمكان الكمين )الرهوة(‪ ،‬ثم ما لبثت‬
‫الفرقا أن استدارت واشتبكت مع البيزنطيين من المام في الوقت الذي خرجت فيه قوات الكمين‬
‫من الخلف لتبث الذعر الشديد في صفوف القوات البيزنطية‪ ،‬مما مرزقا وحدة صفوفهم)‪،(106‬‬
‫وتوغل المسلمون وسط صفوفهم‪ ،‬فحجز الغبار بينهم‪ ،‬وقتل المسلمون منهم كيفما شاءوا‪ ،‬وأنزل‬
‫)‪(107‬‬
‫وحتى "امتلت‬ ‫ال نصره على المسلمين‪ ،‬وانهزم الجيش البيزنطي‪ ،‬وقتل منـهم مال يحصـى‬
‫الرض بجثث القتلى")‪.(108‬‬

‫وتذكر المصادر أن السلطان آلب أرسلن وعساكره طاردوا فلول الجيـش البيزنطي بقية‬
‫نهار يوم الجمعة وليلة السبت يقتلون ويأسرون‪ ،‬فلم ينـج منهم إلر القليل‪ ،‬وغنمـوا جميع ما كـان‬
‫مـعهم)‪" ،(109‬وانجلت عند اصفرار الشمس غبرة المعركة وأحاطـت بـملك الروم يد السر‬
‫والهلكة")‪.(110‬‬

‫ويصور لنا الصفهاني حالة الجيش البيزنطي بقوله"ووقعت نار البيض في حلفاء هامها‪،‬‬
‫فأذنت بانهزامها‪ ،‬وانكسرت كسرة ل تقبل جب ارا‪ ،‬فطائفة لم تثبت للقتال ولم تصبر‪ ،‬وطائفة ثبتت‬
‫وتقتلت صب ارا‪ ،‬فما نجت من أولئك اللوف آحاد‪ ،‬وما سلمت من أعداء السلم أعداد")‪.(111‬‬

‫وأثبتت رسائل أمين الدولة حقيقة انهيار الجيـش البيزنطي أمام قوات السلطان آلب أرسلن‬
‫"فلم تكن إل حملة هبت للسلم ريح الظفر‪ ،‬ونشبت به نيران الصطدام متطايرة الشرر‪ ،‬وظهر‬
‫من التأييد السمائي ما عل فيه اليمان على الكفر")‪ ،(112‬ويؤكد هذا القول وصف ابن الجوزي‬
‫للمعركة حيث قال‪" :‬واقتتلوا ساعة أجلت فيها عن هزيمة الكفار‪ ،‬فقتلوا‬
‫يومهم وليلتهم القتال الذريع ونهبوا وسبوا النهب والسبي العظيم")‪.(113‬‬

‫وقد ظهرت خطورة المعركة من خشية أمير المؤمنين على السلم‪ ،‬إذذ كان فكره مشتتاا‪،‬‬
‫ينتظر المصير الذي ستأوول إليه المعركة‪ ،‬إلى أن جاءه البشير يخبره بالنصر المبين‪ ،‬مما‬
‫أزال عن فكره الشك‪ ،‬وجلء المضمون)‪.(114‬‬

‫نتائج معركة ملزاكرد‪:‬‬

‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،13‬العدد ‪16 .2006 ،1‬‬


‫معركة ملزاكرد ‪ ............................................................................‬محمد العمايرة ومحمود الرويضي‬
‫‪.‬‬

‫أبرز النتائج التي ترتبت على انتصار المسلمين في هذه المعركة‪ ،‬ما تصوره لنا رسائل‬
‫أمين الدولة عن المصير الذي آل إليه الجيش البيزنطي بصورة بلغية رائعة‪ ،‬قائل‪" :‬فتحكمت‬
‫الصوارم في الجماجم‪ ،‬وأزالتها عن الماكن‪ ،‬وأعادتهم من حكم المتحرك إلى الساكن‪ ،‬فحينئذ‬
‫عجل ال إلى النار تلك الرواح‪ ،‬وراح التوحيد وقد خلص عن غوائل الشرك وأراح‪ ،‬وألقيت تلك‬
‫الشلء جز ار للطير والسباع‪ . . .‬وحصل في السر العدد الجرم من أعيان الضلة مثقلين‬
‫بالغلل‪ ،‬ومنقلين بين صنوف الهانة والذلل ‪ ...‬ودخل في السلم من رام السلمة فنالها‪،‬‬
‫ومال إليها حيث عرف مآلها‪ ،‬وهرب على وجهه من ستخطفه اليدي من جميع المسالك‪،‬‬
‫ويحمله الرعب على إلقاء نفسه في المهالك")‪.(115‬‬

‫ويستنبط من هذا النص‪ ،‬المصير السيء الذي آل إليه الجيش البيزنطي الضخم‬
‫والخسائر المادية التي منيت بها المبراطورية البيزنطية‪ ،‬ومدى انعكاس هذا الوضع على أمن‬
‫المبراطورية البيزنطية واستقرارها بفقدانها العداد الضخمة من جيشها‪.‬‬

‫وأما المصير الذي آل إليه المبراطور رومانوس تيعد من أبرز نتائج هذه المعركة‪ ،‬وتقدم‬
‫لنا المصادر الولية صورة دقيقة عن هذا المصير‪ ،‬فتشير إلى أن المبراطور وقع أسي ار في يد‬
‫أحد غلمان السلطان‪ ،‬فشد الغلم يديه وجره إلى مقر السلطان)‪.(116‬‬

‫أدخل السير لمقر السلطان مقيدا بالسلسل‪ ،‬فضربه السلطان ثلث مقارع)‪ ،(117‬ووبخه‬
‫وعاتبه في أمور ارتكب حماقة لعدم تنفيذها‪ ،‬كان أولها‪ ،‬رفض إمضاء الهدنة التي توسط بها‬
‫الخليفة القائم بأمر ال للرجوع عن غزو البلد السلمية‪ .‬وثانيها‪ ،‬مطالبة السلطان ببعض‬
‫الخارجين عليه الذين لجؤوا إلى المبراطور‪ ،‬ورفض الخير تسليمهم للسلطان‪ .‬وثالثها‪ ،‬الغدر‬
‫والخيانة التي ارتكبها المبراطور بعد عقد الهدن‪ ،‬وحلف اليمان‪ .‬وآخرها عدم سماع‬
‫المبراطور للسلطان قبل بدء المعركة عنـدما طلب منه العدول عما يجول في ذهنه من غزو‬
‫بلد السلم)‪.(118‬‬
‫)‪(119‬‬
‫بين السلطان وأسيره المبراطور في المصير‬ ‫وتتابع المصادر الولية حوار روائي‬
‫الذي سيؤول إليه المبراطور‪ ،‬وينتهي هذا الحوار بصورة العفو والتسامح التي تمتع بها‬

‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،13‬العدد ‪17 .2006 ،1‬‬


‫معركة ملزاكرد ‪ ............................................................................‬محمد العمايرة ومحمود الرويضي‬
‫‪.‬‬

‫السلطان والتي استمدها من الدين السلمي السمح‪ ،‬وقد تمثلت بعقد اتفاقية بين الطرفين‬
‫ضمن الشروط التية‪:‬‬
‫أولل ‪ :‬العفو عن المبراطور رومانوس إواطلقا سراحه من السر)‪.(120‬‬
‫ثانيـال ‪ :‬يفـدي المبراطور رومانوس نفسه بمبلعغ من المال‪ ،‬اختلفت المصادر الولية في تحـديد‬
‫قيمته)‪.(121‬‬
‫ثالثـال ‪ :‬دفع المبراطور رومانوس الجزية المقررة على بلده سنويا وقـدرها ثلثمائة وسـتون‬
‫ألف دينار)‪.(122‬‬
‫رابعـلا‪ :‬يتكــفل المبراطور بإرسال عساكر المـبراطورية البيزنطية متى اقتضت حاجة السلطان‬
‫إليها)‪.(123‬‬
‫خامسلا‪ :‬إطلقا سراح جميع أسرى المسلمين الذين في حوزة المبراطورية البيزنطية)‪.(124‬‬
‫سادسلا‪ :‬إقرار المبراطور بنيـابته عن السلطان في بيزنطة‪ ،‬وأنه بمثابة خادم لـه)‪.(125‬‬
‫سابعال ‪ :‬إعادة إنطاكية والرها ومنبج وملزكرد التي أخذت من المسلمين قريباا‪ ،‬وأن ل يتعرض‬
‫المبراطور لبلد المسلمين بعد هذه الساعة)‪.(126‬‬
‫ثامنـلا‪ :‬ويشترط أن تكون أمد الهدنة خمسين عام ا)‪.(127‬‬

‫وبعد النتهاء من إقرار المبراطور رومانوس بشروط المعاهدة المذكورة‪ ،‬أمر السلطان‬
‫بإكرامه والرفع من مكانته‪ ،‬وجهزه بمستلزمات عودته كإمبراطور لبلده‪ ،‬وأرسل برفقته حاجبين‬
‫ومائة غلم مهمتهما حراسته وتأمين وصوله إلى عاصمته القسطنطينية‪ ،‬كما شيعه السلطان‬
‫)‪( 129‬‬
‫لتنتهي بذلك صفحة حياة أول إمبراطور بيزنطي‬ ‫قرابة الفرسخ)‪ ،(128‬ثم عانقه مستودعا إياه‬
‫أسير في أيدي المسلمين)‪ ،(130‬اعتمد في إطـلقا سراحه على التسامح‬
‫والصفح والعفو عند المقدرة التي أقرها الدين السلمي‪.‬‬

‫وكان لنتصار السلطان ألب أرسلن في معركة ملزكرد أثر واضح في نفوس المسلمين‬
‫فقرأت كتب البشائر بالنصر على المل‪ ،‬وزينت المدن وبخاصة بغداد بزينة لم ير مثلها من‬
‫قبل)‪ ،(131‬وبعثت نشوة النصر في نفوس المسلمين‪ ،‬وتغنى الشعراء في النصر وبالسلطان‬
‫وأسرفوا في مدحه)‪.(132‬‬

‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،13‬العدد ‪18 .2006 ،1‬‬


‫معركة ملزاكرد ‪ ............................................................................‬محمد العمايرة ومحمود الرويضي‬
‫‪.‬‬

‫وقد انعكس صدى أهمية معركة ملزكرد في التاريخ السلمي فهي" التي ضم ال تعالى‬
‫شمل السلم بما مدن به فيها وجاد‪ ،‬وظل ذكر جللها متداولا بين كل من قصد التمام‬
‫)‪(133‬‬
‫والنجاد" ‪ ،‬وقد وصف ابن الجوزي هذا النصر بقوله‪" :‬وهـذا الفتح في السلم كان عجب ا‬
‫ل نظير له")‪.(134‬‬

‫وقد عظمت مكانة السلطان ألب أرسلن بعد انتصاره في هذه المعركة عند الخليفة‬
‫العباسي القائم بأمر ال‪ ،‬إذذ بعث إليه كتابا يهنئه بالفتح والظفر‪ ،‬ويخاطبه بالولد السيد الجل‬
‫المؤيد المنصور المظفر السلطان العظم ملك العرب والعجم)‪ ،(135‬واستغل السلطان هذا‬
‫النصر‪ ،‬فطلب من الخليفة تعيين ولده ملكشاه‪ ،‬ولي ا للعهد من بعده)‪.(136‬‬

‫وكانت الخسارة التي منيت بها المبراطورية البيزنطية عسكري ا ومادي ا تفوقا التصور‪ ،‬وقد‬
‫انعكست على المسلمين بكسب الغنائم‪ ،‬ووقع عدد ل يحصى من الجند قتلى في أرض‬
‫المعركة حتى امتلت الرض بجثثهم)‪" ،(137‬وامتلت اليدي من سوادهم وأموالهم وآلتهم‬
‫وكراعهم")‪.(138‬‬

‫أما أثر معركة ملزكرد على صعيد نظام الحكم في المبراطورية البيزنطية‪ ،‬فقد اغتصب‬
‫عرش المبراطورية من قبل ميخائيل السابع ) ‪1072 -1071‬م(‪ ،‬وأعلن نفسه إمبراطورا؛ مدعيا‬
‫أن المبراطور السير قد فرط بحقوقا بلده‪ ،‬وتعرض إلى إهانات جسدية فلم يعد جدي ار بتولي‬
‫السلطة والتمتع بمقام المبراطور الرفيع‪ ,‬وذلك لصبغ عمله بالصفة الشرعية‪ ،‬المر الذي أدى‬
‫إلى نشوب حرب أهلية حول منصب عرش المبراطور)‪.(139‬‬
‫ومهما يكن المر فإن عدم تمكن المبراطور رومانوس من الرجوع إلى الحكم‪ ،‬سينعكس‬
‫بالطبع على شروط المعاهدة المبرمة مع السلطان آلب أرسلن‪ ،‬لن المبراطور الجديد لم يرتبط‬
‫بها بأية مواثيقا‪ .‬والحقيقة إن المصادر المتوافرة ل تسعف بأية إشارات تبين مصير شروط‬
‫المعاهدة‪ ،‬باستثناء ما قام به رومانوس عند وصوله إلى القسطنطينية بجمع ما لديه من أموال‪،‬‬
‫وتقدر ما بين مائة ألف إلى مائتي ألف دينار‪ ،‬وأرسلها للسلطان آلب أرسلن)‪.(140‬‬
‫)‪(141‬‬
‫تشير إلى أن المبراطور "وصل إلى بلده سالما‬ ‫وهناك رواية ضعيفة عند الدواداري‬
‫وأوفى بجميع ما أوعد به‪ ،‬وزاد في هداياه أضعاف ما كان في الظن‪ ،‬واستقر حال المسلمين‬

‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،13‬العدد ‪19 .2006 ،1‬‬


‫معركة ملزاكرد ‪ ............................................................................‬محمد العمايرة ومحمود الرويضي‬
‫‪.‬‬

‫معه طوال أيام حياته"‪ ،‬ولكن هذه الرواية تتناقض مع جميع المصادر الخرى التي تشير إلى‬
‫أن المبراطور اغتصب عرشه‪ ،‬ولم يعد إليه ألبتة‪ ،‬فكيف له أن ينفذ شروط المعاهدة؟ لعل‬
‫الدواداري اعتمد على الشارات التي تشير إلى أن المبراطور المخلوع عندما عاد إلى‬
‫القسطنطينية جمع مالديه من أموال وارسلها للسلطان آلب ارسلن ‪ ,‬ولذلك أشار إلى أن‬
‫المبراطور المخلوع أوفى بجميع ما وعد به‪.‬‬

‫ويشير ابن الثير إلى أن المبراطور رومانوس عندما علم بما حدث في عرشه أرسل‬
‫ل‪" :‬إن شئت أن‬
‫للمبراطور الجديد ميخائيل يعلمه بما استقر المر مع السلطان‪ ،‬وحثه قائ ا‬
‫تفعل ما استقرر‪ ،‬إوان شئت أمسكت"‪ ،‬فأجابه ميخائيل بإيثار ما تم التفاقا عليه‪ ،‬وسأله التوسط‬
‫عند السلطان‪ ،‬لقرار ما جاء في بنود المعاهدة)‪.(142‬‬

‫والحقيقة أن رواية ابن الثير تؤكد إقرار بعض بنود المعاهدة الخاصة فقط بالمبراطور‬
‫المخلوع‪ ،‬بدليل أن المبراطور الجديد طلب توسطه مع السلطان دون أن يحدد ابن الثير نوع‬
‫الوساطة‪ ،‬والغلب أنه طلب إعادة صياغة بنود المعاهدة ليحققا مصلحة المبراطور الجديد‬
‫ل‪" :‬إن تترقرر الصلح مع‬
‫والمبراطورية‪ ،‬وهذا ما أكده المبراطور المخلوع للمبراطور الجديد‪ ،‬قائ ا‬
‫السلطان‪ ،‬إوال فلن ترتاح ولن يرتاح المسيحيون")‪.(143‬‬

‫ومهما يكن المر فقد اعتبرت معركة ملزكرد بمثابة كارثة حلت بالمبراطورية البيزنطية‪،‬‬
‫ولم يعد البيزنطيون ينعتونها عند حديثهم عنها‪ ،‬إلر بـ"اليوم الرهيب")‪ ،(144‬فقد تقلصت أملكها‬
‫في أرمينية وآسيا الصغرى‪ ،‬ولم يعد لها إل بعض المدن المعزولة علىالساحل الجنوبي‬
‫لسيا الصغرى‪ ،‬ولم تعد المبراطورية قادرة علىإعادة أملكها أو بسط نفوذها علىما‬
‫)‪(145‬‬
‫للستيلء‬ ‫فقدته‪ ،‬وبخاصة بعد أنوجه السلطان آلبأرسلنابنعمه سليمان بن قتلمش‬
‫علىسهول وسط آسيا الصغرى التي كانتتشكل المصدر الرعويللغنام البيزنطية‪ ،‬مما أدىإلى‬
‫انسياح التراك السلجقة بحرية في آسيا الصغرى وبلد الشام والجزيرة الفراتية‪ ،‬وفتحت‬
‫نحو الغرب والتوغل في أراضيالمبراطورية البيزنطية‬ ‫الطريقا أمام سلجقة الروم بالتوجه‬
‫وطرقاأبوابعاصمتها )‪.(146‬‬

‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،13‬العدد ‪20 .2006 ،1‬‬


‫معركة ملزاكرد ‪ ............................................................................‬محمد العمايرة ومحمود الرويضي‬
‫‪.‬‬

‫كما كان لسلجقة الروم أثر واضح في نشر السلم في المناطقا السابقة‪ ،‬والتغيير في‬
‫أنظمتها الجتماعية والقتصادية والدارية والسياسية‪ ،‬وهذا ما يؤكد أن شروط المعاهدة خلعت‬
‫بمجرد خلع المبراطور المخلوع‪ ،‬ولم يتم التعامل في بنودها إطلقا‪ ،‬وبخاصة أن الفوضى‬
‫والحروب الهلية انتشرت داخل المبراطورية البيزنطية‪ ،‬وتدهورت أوضاعها القتصادية‬
‫والجتماعية والدارية‪ ،‬إذ تمرد كثير من رعاياها الرمن وعملوا على إنشاء إمارات مستقلة لهم‬
‫في المنطقة)‪.(147‬‬

‫وأصبح السلجقة يشكلون دولة مهيبة الجانب على القل بالنسبة للمبراطورية البيزنطية‬
‫التي أصبحت منهكة القوى بعد معركة ملزكرد‪ ،‬كما أتاحث فرصة للسلجقة بقيادة آلب‬
‫أرسلن التوجه بفتوحاتهم للشرقا‪ ،‬لكبح جماح شاه خورزم الذي تزايدت قواه آنـذاك‪ ،‬إوان كان‬
‫هذا التحول نهاية حياة السلطان آلب أرسلن)‪.(148‬‬

‫وقد عدت معركة ملزكرد نقطة تحول في التاريخ السلمي بصفة عامة‪ ،‬وتاريخ غرب آسيا‬
‫بصفة خاصة‪ ،‬إذذ استطاع سلجقة الروم إزالة الروم وعزلهم كعدو صارعهم منذ خروج العرب من‬
‫الجزيرة العربية‪ .‬ولكن فتح المجال أمام القوى الوروبية المسيحية القادمة من الغرب بنااء على‬
‫دعوة من القسطنطينية التي استنجدت بالكنيسة الغربية ممثلة في البابا الذي ألهب مشاعر الغرب‬
‫لمساعدة الكنيسة الشرقية)‪ ،(149‬ورد اعتبارالمبراطورية البيزنطية‪ ،‬المر الذيأدىإلى دخولمنطقة‬
‫عرف "الحروبالصليبية " استمر قرابة‬
‫آسيا الصغرى وبلد الشام ومصر في صراع سياسي بـ‬
‫قرنين منالزمن‪،‬عاشتالمنطقة في ظلهذه الحروبحالة منالفوضى والضطراب في الجوانب‬
‫القتصادية والجتماعية إضافة إلى التمزقا في الوحدة السياسية للنظام السياسي الذيساد‬
‫المنطقة‪.‬‬

‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،13‬العدد ‪21 .2006 ،1‬‬


‫معركة ملزاكرد ‪ ............................................................................‬محمد العمايرة ومحمود الرويضي‬
‫‪.‬‬

‫ا‬

‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،13‬العدد ‪22 .2006 ،1‬‬


‫معركة ملزاكرد ‪ ............................................................................‬محمد العمايرة ومحمود الرويضي‬
‫‪.‬‬

‫لهوامش‪:‬‬

‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،13‬العدد ‪23 .2006 ،1‬‬


‫)( عصام مصطفى‪ ،‬الخلفاة العباسية فاي ضوء رسائل أمين الدولة‪ ،‬رسالة كتوراة‪ ،‬الجامعة الردنية‪1997 ،‬م‪ ،‬ص ‪.100‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( ابن الثير‪ ،‬علي بن أبي الكرم محمد بن محمد )‪630‬ه‪1232/‬م(‪ ،‬الكامل فاي الـتاريخ‪ ،‬دار صـادر‪ ،‬بيروت‪1979 ،‬م‪ ،‬ج ‪ ،9‬ص ‪-556‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ .557‬هذه المعاهدة كانت إثر غزو ابراهيم ينال بلد الروم وأسر ملك البخاز عام ‪440‬ه‪ .‬ابن الثير‪ ،‬الكامل‪ ،‬ج ‪ ،9‬ص ‪.547‬‬
‫)( ابن الثير‪ ،‬الكامل‪ ،‬ج ‪ ،9‬ص ‪ .557‬ابن ميسر )‪677‬ه‪1278/‬م(‪ ،‬المنتقى من أخبار مصر‪ ،‬تحقيقا‪ :‬محمد ايمن‪ ،‬المعهد الفرنسي للثار‬ ‫‪3‬‬

‫الشرقية‪ ،‬القاهرة‪1981 ،‬م‪ ،‬ص ‪ .14‬ابن العبري‪ ،‬غريغوريوس بن اهرون الملطي‪ ،‬تاريخ مختصر الزامان‪ ،‬تصحيح الب أنطون اليسوعي‪ ،‬دار‬
‫الرائد اللبناني‪ ،‬بيروت‪1983 ،‬م‪ ،‬ص ‪ .98 -97‬وعـن غزوات التراك لراضي المبراطورية البيزنطية‪ ،‬انظر‪ :‬ابن الثير‪ ،‬الـكامل‪ ،‬ج ‪ ،9‬ص‬
‫‪.599 -46‬‬
‫)( ابن العبري‪ ،‬تاريخ الزامان‪ ،‬ص ‪ .98‬انظر‪ :‬ابن الثير‪ ،‬الكامل‪ ،‬ج ‪ ،9‬ص ‪.599‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( سبط ابن الجوزي‪ ،‬يوسف بن فزاوغلي )‪654‬ه‪1256/‬م(‪ ،‬مرآة الزامان فاي تاريخ العيان‪ ،‬حوادث سنة )‪ ،(1086-1056‬عني بنشره‬ ‫‪5‬‬

‫علي سويلم‪ ،‬مطبعة الجمعية التاريخية التركية‪ ،‬أنقره‪1968 ،‬م‪ ،‬ص ‪.19‬‬
‫)( سبط ابن الجوزي‪ ،‬مرآة الزامان )‪ ،(1086 -1056‬ص ‪.122‬‬ ‫‪6‬‬

‫)( ابن الجوزي‪ ،‬عبد الرحمن بن علي )‪597‬ه‪1200/‬م(‪ ،‬المنتظم فاي تاريخ الملوك والمم‪ ،‬تحقيقا‪ :‬محمد مصطفى عبد القادر عطا‪ ،‬دار‬ ‫‪7‬‬

‫الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪1992 ،‬م‪ ،‬ج ‪ ،8‬ص ‪.261‬‬


‫)( انظر‪ :‬ابن الثير‪ ،‬الكامل‪ ،‬غزوات التراك السلجقة لراضي أرمينية‪ ،‬ج ‪ ،9‬ص ‪ ،599 -598 ،546‬ج ‪ ،10‬ص ‪ .41 -40‬رنسيمان‪،‬‬
‫‪8‬‬

‫ستيفن‪ ،‬تاريخ الحروب الصليبية‪ ،‬ط ‪ ،1‬ترجمة السيد الباز العريني‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬بيروت‪1967 ،‬م‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪.95 -94‬‬
‫‪Rice,T. ,The Seljuks in Asia Minor, Thames and Hudson, London,1961, p.36.‬‬
‫‪9‬‬
‫‪)9( Michel le syrien, in R. H. C-D. Arm. vol. 1,p.333. Rice, The seljuks in Asia,p.37. Vasiliv,‬‬
‫‪A.A.,History of the Byzantine Empire, 2 vols. ,The University of wisconsin press, London, 1935, vol,‬‬
‫‪2, p.383-384. Grousset, R. Histoire de’ L’Armeine des origins a’ 1071, paris,1947,p.531.‬‬
‫)( انظر‪ :‬ابن العديم‪ ،‬كمال الدين عمر بن أحمد )‪660‬ه‪1262/‬م(‪ ،‬بغية الطلب فاي تاريخ حلب‪ ،‬ط ‪ ،1‬تحقيقا‪ :‬سهيل زكار‪ ،‬دار الفكر‪،‬‬ ‫‪10‬‬

‫بيروت‪1922 ،‬م‪ ،‬ج ‪ ،4‬ص ‪ .1972‬تاليوت رايس‪ ،‬السلجقة تاريخهم وحضارتهم‪ ،‬ترجمة‪ :‬لطفي الخوري وابراهيم الداقوقي‪ ،‬مطبعة الرشاد‪،‬‬
‫بغداد‪1968 ،‬م‪ ،‬ص ‪ .36 -35‬سهيل زكار‪ ،‬مدخل إلى تاريخ الحروب الصليبية‪ ،‬ط ‪ ،3‬دار الفكر‪1975 ،‬م‪ ،‬ص ‪ .145‬أحمد الشريف‪،‬‬
‫العالم السلمي فاي العصر العباسي‪ ،‬ط ‪ ،1‬دار الفكر العربي‪ ،‬ص ‪.595‬‬
‫)( ابن الثير‪ ،‬ج ‪ ،10‬ص ‪ .64‬انظر‪ :‬سبط ابن الجوزي‪ ،‬مرآة الزامان )‪ ،(1086-1056‬ص ‪ .147 -142‬ابن العديم‪ ،‬بغية الطلب‪ ،‬ج‬ ‫‪11‬‬

‫‪ ،4‬ص ‪ .1978 ،1977‬ابن العديم‪ ،‬كمال الدين عمر بن أحمد )‪660‬ه‪1262/‬م(‪ ،‬زابدة الحلب من تاريخ حلب‪ ،‬تحقيقا‪ :‬سامي الدهان‪،‬‬
‫المطبعة الكـاثوليكية‪ ،‬بيروت‪1954 ،‬م‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪.19‬‬
‫)( ابن العديم‪ ،‬بغية الطلب‪ ،‬ج ‪ ،4‬ص ‪ .1978 ،1977 ،1974‬ابن العـديم‪ ،‬زابدة الـحلب‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪ .19‬المقريزي‪ ،‬أحمد بن علي )‪845‬ه‪/‬‬
‫‪12‬‬

‫‪1441‬م(‪ ،‬أتعاظ الحنفا بأخبار الئمة الفاطميين الخلفا‪ ،‬تحقيقا‪ :‬محمد حلمي محـمد‪ ،‬مطبعة الهرام القــاهرة‪1993 ،‬م‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪ .302‬ابن‬
‫ميسر‪ ،‬المنتقى من أخبار مصر‪ ،‬ص ‪.36 -35‬‬
‫‪Rice, the Seljuks in Asia,p.37-38.‬‬
‫)( انظر‪ :‬سبط ابن الجوزي‪ ،‬مرآة الزامان )‪ ،(1086-1056‬ص ‪ .142‬ابن العبري‪ ،‬جمال الدين‪ ،‬تاريخ الزامان‪ ،‬ترجمة‪ :‬الب إسحاقا‬ ‫‪13‬‬

‫أرملة‪ ،‬دار المشرقا‪ ،‬بيروت‪1986 ،‬م‪ ،‬ص ‪.109‬‬


‫‪Rice, the Seljuks in Asia,p.36.‬‬
‫)( تاليوت‪ ،‬السلجقة‪ ،‬ص ‪ .36 -35‬أحمد الشريف‪ ،‬العالم السلمي‪ ،‬ص ‪ .595‬رنسيمان‪ ،‬ستيفن‪ ،‬تاريخ الحروب الصليبية‪ ،‬ترجمة‪ :‬السيـد‬ ‫‪14‬‬

‫الباز العريني‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬بيروت‪1997 ،‬م‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪.97‬‬


‫‪Rice, the Seljuks in Asia,p.37.‬‬
‫)( ابن العبري‪ ،‬تاريخ الزامان‪ ،‬ص ‪.110‬‬ ‫‪15‬‬

‫)( اليزدي‪ ،‬محمد بن أحمد ) ‪743‬ه‪1342 /‬م(‪ ،‬العراضة فاي الحكاية السلجوقاية‪ ،‬ترجمة وتحقيقا‪ :‬عبد المنعم محمد‪ ،‬جامعة بغداد‪ ،‬بغداد‪1979 ،‬م‪،‬‬ ‫‪16‬‬

‫ص ‪ .47‬ابن الثير‪ ،‬الكامل‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪ .65‬ياقوت الحموي‪ ،‬معجم البلدان‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بيروت‪1984 ،‬م‪ ،‬ج ‪ ،5‬ص ‪ .202‬ابن العديم‪ ،‬بغية‬
‫الطلب‪ ،‬ج ‪ ،4‬ص ‪ .1973‬ابن القلنسي‪ ،‬أبو يعلى حمزة ) ‪555‬ه‪1160 /‬م(‪ ،‬تاريخ ابن القلنسي المعروف بذيل تاريخ دمشق‪ ،‬مطبعة الباء‬
‫اليسوعيين‪ ،‬بيروت‪1908 ،‬م‪ ،‬ص ‪ .99‬ابن العبري‪ ،‬تاريخ مختصر الدول‪1983 ،‬م‪ ،‬ص ‪ .322‬الــدواداري‪ ،‬ابو بـكر ابن عبدال بن أيبك ) ‪736‬ه‪/‬‬
‫‪1335‬م(‪ ،‬كنزا الدرر وجامع الغرر‪ ،‬تحقيقا‪ :‬صلح الدين المنجد‪ ،‬القاهرة‪1961 ،‬م‪ ،‬ج ‪ ،6‬ص ‪ .390‬ابن العبري‪ ،‬تاريخ الزامان‪ ،‬ص ‪.109‬‬
‫الهمداني‪ ،‬جامع التواريخ‪ ،‬نشر إيران‪ ،‬طهران‪1342 ،‬ه‪ ،‬ص ‪ .38‬الرهاوي‪ ،‬المجهول‪ ،‬التاريخ‪ ،‬عرربه البي أر بونا‪1986 ،‬م‪ ،‬ص ‪ .64‬الذهبي‪ ،‬العبر‬
‫فاي خبر من غبر‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪.313‬‬
‫)( النويري‪ ،‬شهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب )‪733‬ه‪1332/‬م(‪ ،‬نهاية الرب فاي فانون الدب‪ ،‬تحقيقا‪ :‬محمد فوزي‪ ،‬الهيئة المصرية العامة‬ ‫‪17‬‬

‫للكتاب‪1985 ،‬م‪ ،‬ج ‪ ،26‬ص ‪ .313‬الصفهاني‪ ،‬عماد الدين محمد بن محمد )‪643‬ه‪1245/‬م(‪ ،‬تاريخ دولة آل سلجوق‪ ،‬اختصار الشيخ‬
‫الفتح بن علي بن محمد البنداري‪ ،‬ط ‪ ،2‬دار الفاقا الجديدة‪ ،‬بيروت‪1978 ،‬م‪ ،‬ص ‪.41‬‬
‫)( ياقوت‪ ،‬معجم البلدان‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪ ،381 -380‬ج ‪ ،5‬ص ‪ .202‬الحميري‪ ،‬محمد بن عبد المنعم )‪900‬ه‪1494/‬م(‪ ،‬الروض المعطار فاي‬ ‫‪18‬‬

‫خبر القاطار‪ ،‬تحقيقا‪ :‬إحسان عباس‪ ،‬دار القلم‪ ،‬بيروت‪1975 ،‬م‪ ،‬ص ‪ .220‬البغدادي‪ ،‬مراصد الطلعا‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪.360‬‬
‫)( سبط ابن الجوزي‪ ،‬مرآة الزامان )‪ ،(1086-1056‬ص ‪ .148‬ابن الجوزي‪ ،‬المنتظم‪ ،‬ج ‪ ،8‬ص ‪ .261‬الحسيني‪ ،‬صدر الدين أبي‬ ‫‪19‬‬

‫الحسن‪ ،‬أخبار دولة السلجقة‪ ،‬اعتنى بتصحيحه محمد إقبال‪ ،‬ط ‪ ،1‬دار الفاقا الجديدة‪ ،‬بيروت‪1984 ،‬م‪ ،‬ص ‪ .49‬الصفهاني‪ ،‬تاريخ دولة‬
‫آل سلجوق‪ ،‬ص ‪ .41‬ابن كثير‪ ،‬أبو الفدا الحافظ )‪774‬ه‪ ،(1372/‬البداية والنهاية‪ ،‬ط ‪ ،3‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪1987 ،‬م‪ ،‬ج‬
‫‪ ،12‬ص ‪.107‬‬
‫)( سهيل زكار‪ ،‬مدخل إلى تاريخ الحروب الصليبية‪ ،‬ص ‪.149‬‬ ‫‪20‬‬

‫)( العمروس‪ ،‬محسن‪ ،‬الحروب الصليبية فاي الشرق والمغرب‪ ،‬ص ‪.16‬‬ ‫‪21‬‬

‫‪Philip,w. ,Bzyantium an Introduction , Basil Blackwell Oxford,1971,p.95‬‬


‫)( سعيد برجاوي‪ ،‬الحروب الصليبية فاي المشرق‪ ،‬ط ‪ ،1‬دار الفاقا الجديدة‪ ،‬بيروت‪1984 ،‬م‪ ،‬ص ‪.63‬‬ ‫‪22‬‬

‫)( اليزدي‪ ،‬العراضة فاي الحكاية السلجوقاية‪ ،‬ص ‪.47‬‬ ‫‪23‬‬

‫)( سبط ابن الجوزي‪ ،‬مرآة الزامان ) ‪ ،(1086 -1056‬ص ‪ .148‬ابن الجوزي‪ ،‬المنتظم‪ ،‬ج ‪ ،8‬ص ‪.261‬‬ ‫‪24‬‬

‫)( تجرخ‪ :‬آلة عليها قوس ثقيل يرمي السهام أو النفط‪ ،‬انظر‪ :‬ابن العديم ‪ ,‬زابدة الحلب‪ ,‬ج ‪ ,2‬ص ‪ ،265‬هامش )‪ ,(1‬وترد عند سبط ابن الجوزي‬
‫‪25‬‬

‫باسم جرجي أي بحرف جيم بعد الراء ‪,‬وهي مدينة تعرف باسم شنت جرجي بالقرب من الطريقا الموصل للقسطنطينية‪ .‬ولعل سبط ابن الجوزي أو‬
‫المحققا أورد رسم الكلمة بقلب حرف الخاء إلى جيم لتصبح جرجي وبخاصة أن الكلمة لم تذكر في الرواية سبط ابن الجوزي بين أسماء القوام‬
‫المرتزقة في الجيش الروماني وانما أوردها بين فئات السلحة التي استخدمت من قبل الجيش الروماني‪ ،‬وهذا ما يؤكد أن جرخي هي آلة قتال ل‬
‫جنس بشري‪ .‬انظر‪ :‬سبط ابن الجوزي‪ ,‬مرآة الزامان )‪ ,(1086-1056‬ص ‪.148‬‬
‫)( قنطار‪ ,‬وحدة وزن‪ ,‬يساوي مائة رطل ويساوي ‪33 .42‬كغم من الذهب‪ ,‬وقد استعملت أوزان متعددة للقنطار في القطار السلمية‪ ,‬القنطار‬ ‫‪26‬‬

‫الشامي= ‪185‬كغم‪ ,‬القنـطار الحلبي= ‪100‬رطل= ‪228‬كغم‪ ,‬أما في الدولة السـلجوقية في آسيـا كـان القنطار يساوي ‪56,443‬كــغم‪ ,‬ولعل هذا‬
‫الوزن المقصود في الرواية‪ ,‬انـظر‪ :‬فالتر هنتس‪ ,‬المكاييل والوزاان‪ ,‬ترجمة كامل العسلي‪ ,‬منشورات الجامعة الردنية‪ ,‬عمان‪ ,‬ص ‪.43 -40‬‬
‫)( الرطل‪ ,‬يساوي أساسا )‪ (12‬أوقية زمن الدولة العباسية‪ ,‬أما الرطل الفلسطيني في العصور الوسطى يساوي ‪ 2.5‬كغم‪ ,‬الرطل الدمشقي‬ ‫‪27‬‬

‫يساوي معدل ‪ 1.85‬كغم‪ ,‬الرطل الحلبي في القـرن‬


‫الحادي عشر يساوي ‪ 1.5‬كغم‪ ,‬انظر‪ :‬فالترهنتس‪ ,‬المكاييل والوزاان‪ ,‬ص ‪.35 -30‬‬
‫)( ابن الثير‪ ،‬الكامل‪ ،‬ج ‪ ،10‬ص ‪.65‬‬ ‫‪28‬‬

‫)( الصفهاني‪ ،‬تاريخ دولة آل سلجوق‪ ،‬ص ‪.43‬‬ ‫‪29‬‬

‫)( ابن كثير‪ ،‬البداية‪ ،‬ج ‪ ،12‬ص ‪.107‬‬ ‫‪30‬‬

‫)( الدواداري‪ ،‬كنزا الدرر‪ ،‬ج ‪ ،6‬ص ‪.393‬‬ ‫‪31‬‬

‫)( ابن العبري‪ ،‬تاريخ مختصر الدولة‪ ،‬ص ‪ .322‬رنسيمان‪ ،‬تاريخ الحروب الصليبية‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪.97‬‬ ‫‪32‬‬
‫)( ابن خلدون‪ ،‬عبد الرحمن بن محمد )‪808‬ه‪1469/‬م(‪ ،‬تاريخ ابن خلدون‪ ،‬ط ‪ ،3‬دار الكتاب اللبناني‪ ،‬بيروت‪1958 ،‬م‪ ،‬ج ‪ ،3‬ص ‪.582‬‬ ‫‪33‬‬

‫النويري‪ ،‬نهاية الرب‪ ،‬ج ‪ ،26‬ص ‪ .313‬ابن العديم‪ ،‬بغية الطلب‪ ،‬ج ‪ ،4‬ص ‪.198‬‬
‫)( الحسيني‪ ،‬أخبار الدولة السلجوقاية‪ ،‬ص ‪ .47‬اليزدي‪ ،‬العراضة فاي الحكاية السلجوقاية‪ ،‬ص ‪ .46‬الصفهاني‪ ،‬تاريخ دولة آل سلجوق‪،‬‬ ‫‪34‬‬

‫ص ‪ .40‬النويري‪ ،‬نهاية الرب‪ ،‬ج ‪ ،26‬ص ‪.313‬‬


‫)( تاريخ ابن القلنسي‪ ،‬ص ‪ .99‬ابن العديم‪ ،‬بغية الطلب‪ ،‬ج ‪ ،4‬ص ‪.1973‬‬ ‫‪35‬‬

‫)( وليم الصوري‪ ,‬ج ‪ ,1‬ص ‪.158‬‬ ‫‪36‬‬

‫)( البجناك )البتشينغ(‪ ,‬طائفة من العناصر التركية كانوا يتصف افرادها بسمار بشرتهم‪ ,‬فقراء‪ ,‬عبروا نهر الدانوب إلى جوف المبراطورية البيزنطية‪,‬‬
‫‪37‬‬

‫وكانوا يشكلون خطورة واضحة على أراضى المبراطورية‪ ،‬والحقوا الهزائم في بعض مدنها وتج أروا على محاصرة القسطنطينية عام ‪322‬هوتوغلوا حتى‬
‫بلد الفرنج‪ ،‬ويعتمدون على السلب والنهب‪ ،‬وفيما بعد اصبحوا يعملون كمرتزقة في جيش المبراطورية‪ .‬انظر‪ :‬ابن الثير ‪ ,‬الكامل‪ ,‬ج ‪ ,1‬ص ‪260‬‬
‫‪ .‬ياقوت‪ ,‬معجم البلدان‪ ,‬ج ‪ ,1‬ص ‪ .323‬ابن فضلن‪ ,‬أحمد بن العباس بن راشد‪ ,‬رسالة ابن فاضلن فاي وصف الرحلة إلى بلد الترك والخزار‪,‬‬
‫تحقيقا‪ :‬سامي الدهان‪ .‬مديرية إحياء التراث العربي‪ ,‬دمشقا‪1979 ,‬م‪ ,‬ج ‪ ,1‬ص ‪.137‬‬
‫‪Stton, K. M. ,A History of the crusades,vol. 1: The first Hundred years, ed. by M. W. ,Baldwin,‬‬
‫‪Philadelphia1958,n. 3. Ostrogorsky G. ,History of the Byzantine state trans. by J. Hussey,Oxford, 1956, p. 227,‬‬
‫‪245,259,303.‬‬
‫)( الحسيني‪ ،‬أخبار الدولة السلجوقاية‪ ،‬ص ‪ .47‬انظر‪ :‬ابن الثير‪ ،‬الكامل‪ ،‬ج ‪ ،10‬ص ‪ .65‬رنسيمان‪ ،‬تاريخ الحروب الصليبية‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص‬ ‫‪38‬‬

‫‪.97‬‬
‫‪Rice,The seljuks in Asia,p37.‬‬
‫)( تاريخ ابن خلدون‪ ،‬ج ‪ ،3‬ص ‪ .582‬النويري‪ ،‬نهاية الرب‪ ،‬ج ‪ ،26‬ص ‪ .313‬انظر‪ :‬ابن الثير‪ ،‬الكامل‪ ،‬ج ‪ ،10‬ص ‪ .65‬انظـر‪ :‬ابن‬ ‫‪39‬‬

‫العديم‪ ,‬زابدة الحلب‪ ,‬ج ‪ ,2‬ص ‪.265‬‬


‫‪Rice,The seljuks in Asia,p.37‬‬
‫)( الكرج )الخزر( والقفجاقا‪ ,‬جماعات من معتنقي النصرانية كانوا يسكنون جبال بلد أرمينية‪ ,‬عبرت هذه الجماعات المناطقا السلمية‬ ‫‪40‬‬

‫المتاخمة وقد شكلت غاراتهم خطورة على أراضي ديار بكر وشمال الجزيرة الفراتية‪ .‬انظر‪ :‬ابن الثير‪ ,‬الكامل‪ ,‬ج ‪ ,10‬ص ‪ .587‬مؤلف‬
‫سرياني رهاوي )زاكار(‪ ،‬ج ‪ ,2‬ص ‪ .481‬ابن العبري‪ ,‬تاريخ مختصر الدول‪ ,‬ص ‪.79,201‬‬
‫‪Mattieu d,Edessa,inR. H. C-D. Arm. vol. 1. p.127-130. Chronique de Gregoire le pretre, in R. H. C-‬‬
‫‪D. Arm. vol. 1,p.615.‬‬
‫)( تاليوت‪ ،‬السلجقة‪ ،‬ص ‪ .36 -35‬أحمد الشريف‪ ،‬العالم السلمي‪ ،‬ص ‪ .595‬رنسيمان‪ ،‬تاريخ الحروب الصليبية‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪.97‬‬
‫‪41‬‬

‫انظـر‪ :‬ابن العديم‪ ,‬زابدة الحلب‪ ,‬ج ‪ ,2‬ص ‪.265‬‬


‫‪Rice,The seljuks in Asia,p. 37.‬‬
‫)( الحسيني‪ ،‬أخبار الدولة السلجوقاية‪ ،‬ص ‪.47‬‬ ‫‪42‬‬

‫)( سبط ابن الجوزي‪ ،‬مرآة الزامان )‪ ،(1086-1056‬ص ‪ .148‬انظر‪ :‬ابن الجوزي‪ ،‬المنتظـم‪ ،‬ج ‪ ،8‬ص ‪ .261‬البطريق‪ ,‬قائد عسكري‬ ‫‪43‬‬

‫روماني يتولى قيادة عشرة آلف رجل‪ ,‬وكان يتم توزيع عدد من بطارقة الروم مع جندهم في كور المبراطورية‪ ,‬ويعرف كبير البطارقة باسم‬
‫الدمستقا‪ .‬الخوارزمي‪ ,‬مفاتيح العلوم‪ ,‬ص ‪.158 -157‬‬
‫)( انظـر‪ :‬ابن العديم‪ ,‬زابدة الحلب‪ ,‬ج ‪ ,2‬ص ‪ .265‬ويحدد ابن العديم عددهم بـ )‪ (30‬الف‪ .‬القومص‪ ,‬يرد في المصادر العربية باسم‬
‫‪44‬‬

‫القومس‪ ,‬القمص‪ ,‬القومص‪ ,‬جممعها قمامصة‪ ,‬وتعني الكونت تعريب للفظ اللتين ‪ comes‬وهو قائد روماني يأتي تحت يد البطريقا ويتولى‬
‫قيادة مائتي رجل‪ .‬الخوارزمي‪ ,‬مفاتيح العلوم‪ ,‬ص ‪ .157‬أما الدوقاس‪ ,‬لفظ يتردد في المصادر العربية للدللةعلى حكام المارات الصليبية‪,‬‬
‫ويتولى القومس منصب عسكري مضاهي للقومص‪ ,‬برتبة أمير اماره‪ .‬انظر‪ :‬ابن الثير‪ ,‬الكامل‪ ،‬ج ‪ ,9‬ص ‪.171‬‬
‫)( سبط ابن الجوزي‪ ،‬مرآة الزامان ) ‪ ،(1086 -1056‬ص ‪ .148‬ابن الجوزي‪ ،‬المنتظم‪ ،‬ج ‪ ،8‬ص ‪.261‬‬ ‫‪45‬‬

‫)( الدواداري‪ ،‬كنـزا الدرر‪ ،‬ج ‪ ،6‬ص ‪ .393‬انظـر‪ :‬ابن العديم‪ ,‬زابدة الحلب‪ ,‬ج ‪ ,2‬ص ‪.265‬‬ ‫‪46‬‬

‫)( ابن الثير‪ ،‬الكامل‪ ،‬ج ‪ ،10‬ص ‪ .64‬سبط ابن الجوزي‪ ،‬مرآة الزامان )‪ ،(1086-1056‬ص ‪.147 -142‬‬ ‫‪47‬‬
‫)( ابن العديم‪ ،‬بغية الطلب‪ ،‬ج ‪ ،4‬ص ‪ .1974‬ابن ميسر‪ ،‬المنتقى من أخبار مصر‪ ،‬ص ‪ .36 -35‬المقريزي‪ ،‬اتعاظ الحنفا‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص‬ ‫‪48‬‬

‫‪ .302‬ابن العديم‪ ،‬زابدة الحلب‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪.19‬‬


‫‪Rice,The Seljuks in Asia,p.37.‬‬
‫)( النويري‪ ،‬نهاية الرب‪ ،‬ج ‪ ،26‬ص ‪ .313‬ابن الثير‪ ،‬الكامل‪ ،‬ج ‪ ،10‬ص ‪.65‬‬ ‫‪49‬‬

‫)( سبط ابن الجوزي‪ ،‬مرآة الزامان ) ‪ ،(1086 -1056‬ص ‪ .147‬ابن الجوزي‪ ،‬المنتظم‪ ،‬ج ‪ ،8‬ص ‪.260‬‬ ‫‪50‬‬

‫)( الصفهاني‪ ،‬تاريخ دولة آل سلجوق‪ ،‬ص ‪ .47‬سبط ابن الجوزي‪ ،‬مرآة الزامان ) ‪ ،(1086 -1056‬ص ‪ .148‬الحسيني‪ ،‬أخبار الدولة‬ ‫‪51‬‬

‫السلجوقاية‪ ،‬ص ‪.47‬‬


‫)( الصفهاني‪ ،‬تاريـخ دولة آل سلجوق‪ ،‬ص ‪ .40‬ابن الثير‪ ،‬الكامـل‪ ،‬ج ‪ ،10‬ص ‪ .65‬النويـري‪،‬‬ ‫‪52‬‬

‫نهاية الرب‪ ،‬ج ‪ ،26‬ص ‪ .313‬تاريخ ابن خلدون‪ ،‬ج ‪ ،3‬ص ‪ .582‬ابن العبري‪ ،‬مختصر تاريخ الدول‪ ،‬ص ‪.322‬‬
‫)( الصفهاني‪ ،‬تاريخ دولة آل سلجوق‪ ،‬ص ‪ .40‬انظر‪ :‬احتلل المبراطور رومانوس أول مدينة ملزكرد‪ .‬مار‪ ،‬ميخائيل الكبير‪ ,‬تاريخ‬ ‫‪53‬‬

‫ميخائيل السرياني‪ ,‬ط ‪ ,1‬ترجمة مار غريغوريوس‪ ,‬دار ماردين‪ ,‬دمشقا‪1996 ,‬م‪ ,‬ج ‪ ,3‬ص ‪.138‬‬
‫)( اليزدي‪ ،‬العراضة فاي الحكاية السلجوقاية‪ ،‬ص ‪.46‬‬ ‫‪54‬‬

‫)( ابن الثير‪ ،‬الكامل‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪ .65‬سبط ابن الجوزي‪ ،‬مرآة الزامان ) ‪ ،(1086 -1056‬ص ‪ .147‬ويذهب الصفهاني بأنه أرسلهم إلى مدينة‬ ‫‪55‬‬

‫تبريز‪ .‬انظر‪ :‬الصفهاني‪ ،‬تاريخ دولة آل سلجوق‪ ،‬ص ‪.40‬‬


‫)( الصفهاني‪ ،‬تاريخ دولة آل سلجوق‪ ،‬ص ‪ .41 ،40‬ابن العديم‪ ،‬بغيـة الطلب‪ ،‬ج ‪ ،4‬ص ‪ .1980‬النويري‪ ،‬نهاية الرب‪ ،‬ج ‪ ،26‬ص‬ ‫‪56‬‬

‫‪ .313‬ابن العبري‪ ،‬مختصر تاريخ الدول‪ ،‬ص ‪ .322‬الحسيني‪ ،‬أخبار دولة السلجقة‪ ،‬ص ‪ .47‬ابن الثير‪ ،‬الكامل‪ ،‬ج ‪ ،10‬ص ‪.65‬‬
‫)( سبط ابن الجوزي‪ ،‬مرآة الزامان )‪ ،(1086-1056‬ص ‪ .148‬انظر‪ :‬الـدواداري‪ ،‬كنزا الدرر‪ ،‬ج ‪ ،6‬ص ‪.393 -392‬‬ ‫‪57‬‬

‫)( ابن كثير‪ ،‬البداية‪ ،‬ج ‪ ،12‬ص ‪ .107‬ابن الجوزي‪ ،‬المنتظم‪ ،‬ج ‪ ،8‬ص ‪.261‬‬ ‫‪58‬‬

‫)( اليزدي‪ ،‬العراضة فاي الحكاية السلجوقاية‪ ،‬ص ‪.46‬‬ ‫‪59‬‬

‫)( تاريخ ابن القلنسي‪ ،‬ص ‪ .99‬ابن العديم‪ ،‬بغية الطلب‪ ،‬ج ‪ ،4‬ص ‪.1973‬‬ ‫‪60‬‬

‫)( سبط ابن الجوزي‪ ،‬مرآة الزامان )‪ ،(1086-1056‬ص ‪.152‬‬ ‫‪61‬‬

‫)( الحسيني‪ ،‬أخبار الدولة السلجوقاية‪ ،‬ص ‪ .49‬ابن العبري‪ ،‬تاريخ مختصر الدول‪ ،‬ص ‪ .322‬ابن الثير‪ ،‬الكامل‪ ،‬ج ‪ ،10‬ص ‪.65‬‬
‫‪62‬‬

‫الصفهاني‪ ،‬تاريخ دولة آل سلجوق‪ ،‬ص ‪ .42‬النويري‪ ،‬نهاية الرب‪ ،‬ج ‪ ،6‬ص ‪ .314‬ابن العبري‪ ،‬تاريخ الزامان‪ ،‬ص ‪ .110‬تاريخ ميخائيل‬
‫السرياني‪ ,‬ج ‪ ,3‬ص ‪.138‬‬
‫‪Bryennios,Histoires-N. Bryennios ,Les Quatre Livres des Histoires, Fren Irans, H. Gregoire, B, 23,1953, pp.‬‬
‫‪463-530. . Matthieu d,Edesse, Chronique- Matthieu d,Edesse, Chronique,Extraits de la Chronique de Matthieu‬‬
‫‪d,Edesse,962- 1136,avec la Continuation de Gregoire le pretre Jusqu,en1162,ed. M. E. Dularier,paris,1857.‬‬
‫)( ابن الجوزي‪ ،‬المنتظم‪ ،‬ج ‪ ،8‬ص ‪ .261‬ابن العبري‪ ،‬تاريخ الزامان‪ ،‬ص ‪ .110‬أديب السيد‪ ،‬أرمينية فاي التاريخ‪ ،‬ص ‪.208‬‬ ‫‪63‬‬

‫)( الصفهاني‪ ،‬تاريخ دولة آل سلجوق‪ ،‬ص ‪.42‬‬ ‫‪64‬‬

‫)( ابن العبري‪ ،‬تاريخ الزامان‪ ،‬ص ‪.110‬‬ ‫‪65‬‬

‫ي‪ ,‬مدينة مشهورة من امهات البلد‪ ,‬وتعد قصبة بلد الجبال‪ ,‬كثيرة الخيرات بينها وبين نيسابور مائـة وستون فرسخا بالقرب من خراسان‪.‬‬
‫)( الار ر‬
‫‪66‬‬

‫انظر‪ :‬ياقوت‪ ,‬معجم البلـدان‪ ,‬ج ‪ ,3‬ص ‪.117 -116‬‬


‫البكري‪ ,‬معجم ما استعجم‪ ,‬ج ‪ ,2‬ص ‪.690‬‬
‫)( ابن العديم‪ ،‬بغية الطلب‪ ،‬ج ‪ ،4‬ص ‪ .1980‬الصفهاني‪ ،‬تاريخ دولة آل سلجوق‪ ،‬ص ‪ .42‬الحسيني‪ ،‬أخبار الدولة السلجوقاية‪ ،‬ص ‪.49‬‬ ‫‪67‬‬

‫ابن العبري‪ ،‬تاريخ مختصر الدول‪ ،‬ص ‪ .322‬النويري‪ ،‬نهاية الرب‪ ،‬ج ‪ ،26‬ص ‪ .314‬ابن الثير‪ ،‬الكامل‪ ،‬ج ‪ ،10‬ص ‪.65‬‬
‫)( ابن الجوزي‪ ،‬المنتظم‪ ،‬ج ‪ ،8‬ص ‪ .261‬سهيل زكار‪ ،‬مدخل إلى تاريخ الحروب الصليبية‪ ،‬ص ‪.148‬‬ ‫‪68‬‬

‫)( ابن الثير‪ ،‬الكامل‪ ،‬ج ‪ ،10‬ص ‪ .65‬سبط ابن الجوزي‪ ،‬مرآة الزامان )‪ ،(1086-1056‬ص ‪ .147‬الصفهاني‪ ،‬تاريخ دولة آل‬ ‫‪69‬‬

‫سلجوق‪ ،‬ص ‪.40‬‬


‫)( الحسيني‪ ،‬أخبار الدولة السلجوقاية‪ ،‬ص ‪ .49‬ابن العبري‪ ،‬تاريخ مختصر الدول‪ ،‬ص ‪ .322‬النويري‪ ،‬نهاية الرب‪ ،‬ج ‪ ،26‬ص ‪.314‬‬ ‫‪70‬‬

‫ابن العديم‪ ،‬بغية الطلب‪ ،‬ج ‪ ،4‬ص ‪ .1980‬ابن الثير‪ ،‬الكامل‪ ،‬ج ‪ ،10‬ص ‪.65‬‬
‫)( تاريخ ميخائيل السرياني‪ ،‬ج ‪ ,3‬ص ‪.138‬‬ ‫‪71‬‬

‫)( رنسيمان‪ ،‬تاريخ الحروب الصليبية‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪.98‬‬ ‫‪72‬‬

‫‪Rice,The Seljuks in Asia,p.38.‬‬


‫)( تاريخ ميخائيل السرياني‪ ،‬ج ‪ ,3‬ص ‪138‬‬ ‫‪73‬‬

‫)( سبط ابن الجوزي‪ ،‬مرآة الزامان‪ ،‬ص ‪ .148‬ويشـاركه في الـرأي ابن الـجوزي‪ ،‬المنتظم‪ ،‬ج ‪ ،8‬ص ‪ .261‬ابن العبري‪ ،‬تاريخ الزامان‪ ،‬ص‬ ‫‪74‬‬

‫‪.110‬‬
‫)( الحسيني‪ ،‬أخبار الدولة السلجوقاية‪ ،‬ص ‪ .49‬ابن الثير‪ ،‬الكامل‪ ،‬ج ‪ ،10‬ص ‪.65‬‬ ‫‪75‬‬

‫)( الحسيني‪ ،‬أخبار الدولة السلجوقاية‪ ،‬ص ‪ .49‬ابن الثير‪ ،‬الكامل‪ ،‬ج ‪ ،10‬ص ‪ .66‬الصفهاني‪ ،‬تاريخ دولة آل سلجوق‪ ،‬ص ‪ .42‬ابن‬ ‫‪76‬‬

‫كثير‪ ،‬البداية‪ ،‬ج ‪ ،12‬ص ‪.107‬‬


‫)( الحسيني‪ ،‬أخبار الدولة السلجوقاية‪ ،‬ص ‪.49‬‬ ‫‪77‬‬

‫)( سورة آل عمران‪ ،‬آية ‪ .126‬سورة النفال‪ ،‬آية ‪.10‬‬ ‫‪78‬‬

‫)( الحسيني‪ ،‬أخبار الدولة السلجوقاية‪ ،‬ص ‪ .49‬انظر‪ :‬ابن الثير‪ ،‬الكامل‪ ،‬ج ‪ ،10‬ص ‪.66‬‬ ‫‪79‬‬

‫)( انظر‪ :‬نص الخطبة عند عصام‪ ،‬الخلفاة العباسية فاي ضوء رسائل أمين الـدولة‪ ،‬ص ‪ .181-180‬وانظر أيضاا‪ :‬الراوندي‪ ،‬راحة الصدور‪،‬‬ ‫‪80‬‬

‫ص ‪ .188‬الحسيني‪ ،‬أخبار الدولة السلجوقاية‪ ،‬ص ‪ .47‬ابن العديم‪ ،‬بغية الطلب‪ ،‬ج ‪ ،4‬ص ‪.1979‬‬
‫)( الحسيني‪ ،‬أخبار الدولة العباسية‪ ،‬ص ‪ .49‬ابن الثير‪ ،‬الكامل‪ ،‬ج ‪ ،10‬ص ‪ .65‬ابن الجوزي‪ ،‬المنتظم‪ ،‬ج ‪ ،8‬ص ‪ .261‬الدواداري‪ ،‬كنـزا‬ ‫‪81‬‬

‫الدرر‪ ،‬ج ‪ ،6‬ص ‪.392‬‬


‫)( الحسيني‪ ،‬أخبار الدولة السلجوقاية‪ ،‬ص ‪ .49‬سبط ابن الجوزي‪ ،‬مرآة الزامان )‪ ،(1086-1056‬ص ‪ .148‬ابن العبري‪ ،‬تاريخ مختصر‬ ‫‪82‬‬

‫الدول‪ ،‬ص ‪ .322‬الدواداري‪ ،‬كنزا الدرر‪ ،‬ج ‪ ،6‬ص ‪ .393‬النويري‪ ،‬نهاية الرب‪ ،‬ج ‪ ،26‬ص ‪ .314‬ابن الثير‪ ،‬الكامل‪ ،‬ج ‪ ،10‬ص ‪.66‬‬
‫ابن الجوزي‪ ،‬المنتظم‪ ،‬ج ‪ ،8‬ص ‪.262‬‬
‫)( ابن الجوزي‪ ،‬المنتظم‪ ،‬ج ‪ ،8‬ص ‪ .262‬سبط ابن الجوزي‪ ،‬مرآة الزامان )‪ ،(1086 - 1056‬ص ‪ .148‬الدواداري‪ ،‬كنزا الدرر‪ ،‬ج ‪ ،6‬ص‬ ‫‪83‬‬

‫‪.394 -393‬‬
‫)( الحسيني‪ ،‬أخبار الدولة السلجوقاية‪ ،‬ص ‪.50‬‬ ‫‪84‬‬

‫)( انظر‪ :‬عصام‪ ،‬الخلفاة العباسية فاي ضوء رسائل أمين الدولة‪ ،‬ص ‪.185 -184‬‬ ‫‪85‬‬

‫)( الحسيني‪ ،‬أخبار الدولة السلجوقاية‪ ،‬ص ‪.52‬‬ ‫‪86‬‬

‫)( الحسيني‪ ،‬أخبار الدولة السلجوقاية‪ ،‬ص ‪.52‬‬ ‫‪87‬‬

‫)( ابن العديم‪ ،‬بغية الطلب‪ ،‬ج ‪ ،4‬ص ‪ .1980‬انظر‪ :‬الصفهاني‪ ،‬تاريخ دولة آل سلجوق‪ ،‬ص ‪ .41‬ابن الجوزي‪ ،‬المنتظم‪ ،‬ج ‪ ،8‬ص‬ ‫‪88‬‬

‫‪ .261‬سبط ابن الجوزي‪ ،‬ص ‪ .148‬ابن العبري‪ ،‬تاريخ مختصر الدول‪ ،‬ص ‪ .322‬ابن كثير‪ ،‬البداية والنهاية‪ ،‬ج ‪ ،12‬ص ‪ .107‬تاريخ ابن‬
‫خلدون‪ ،‬ج ‪ ،3‬ص ‪ .582‬تاريخ ابن القلنسي‪ ،‬ص ‪.99 -89‬‬
‫)( الصفهاني‪ ،‬تاريخ دولة آل سلجوق‪ ،‬ص ‪.40‬‬ ‫‪89‬‬

‫)( وليم الصوري‪ ,‬ج ‪ ,1‬ص ‪.158‬‬ ‫‪90‬‬

‫)( سبط ابن الجوزي‪ ،‬مرآة الزامان )‪ ،(1086-1056‬ص ‪ .147‬انظـر‪ :‬ابن الجوزي‪ ،‬المنتظم‪ ،‬ج ‪ ،8‬ص ‪ .261‬الدواداري‪ ،‬كنزا الدرر‪ ،‬ج‬ ‫‪91‬‬

‫‪ ،6‬ص ‪.392‬‬
‫)( الصفهاني‪ ،‬تاريخ دولة آل سلجوق‪ ،‬ص ‪ .42‬سبط ابن الجوزي‪ ،‬مرآة الزامان )‪ ،(1086-1056‬ص ‪ .148‬ابن الثير‪ ،‬الكامل‪ ،‬ج ‪،10‬‬ ‫‪92‬‬

‫ص ‪ .65‬تاريخ ابن خلدون‪ ،‬ج ‪ ،3‬ص ‪.582‬‬


‫‪Rice,The Seljuks in Asia,p38-39‬‬
‫)( الصفهاني‪ ،‬تاريخ دولة آل سلجوق‪ ،‬ص ‪ .40‬ابن الثير‪ ،‬الكامل‪ ،‬ج ‪ ،10‬ص ‪ .65‬ابن العديم‪ ،‬بغية الطلب‪ ،‬ج ‪ ،4‬ص ‪.1980‬‬ ‫‪93‬‬

‫الـدواداري‪ ،‬كنزا الدرر‪ ،‬ج ‪ ،6‬ص ‪ .393 -392‬أديب السيد‪ ،‬أرمينية فاي التاريخ‪ ،‬ص ‪ .208 -207‬سعيد برجاوي‪ ،‬الحروب الصليبية‪ ،‬ص‬
‫‪.63‬‬
‫)( أديب السيد‪ ،‬أرمينية فاي التاريخ‪ ،‬ص ‪.207‬‬ ‫‪94‬‬

‫)( الصفهاني‪ ،‬تاريخ دولة آل سلجوق‪ ،‬ص ‪.41‬‬ ‫‪95‬‬

‫)( الصفهاني‪ ،‬تاريخ دولة آل سلجوق‪ ،‬ص ‪.42‬‬ ‫‪96‬‬

‫)( سبط ابن الجوزي‪ ،‬مرآة الزامان )‪ ،(1086-1056‬ص ‪ .148‬الصفهاني‪ ،‬تاريخ دولة آل سلجوق‪ ،‬ص ‪ .42‬ابن الثير‪ ،‬الكامل‪ ،‬ج‬ ‫‪97‬‬

‫‪ ،10‬ص ‪ .65‬ابن العبري‪ ،‬تاريخ الزامان‪ ،‬ص ‪.110‬‬


‫)( الصفهاني‪ ،‬تاريخ دولة آل سلجوق‪ ،‬ص ‪.42‬‬ ‫‪98‬‬

‫)( تاريخ ميخائيل السرياني‪ ،‬ج ‪ ,3‬ص ‪.139‬‬ ‫‪99‬‬

‫‪ ()100‬وليم الصوري‪ ,‬ج ‪ ,1‬ص ‪.158‬‬


‫)( الحسيني‪ ،‬أخبار الدولة السلجوقاية‪ ،‬ص ‪ .49‬سبط ابن الجوزي‪ ،‬مرآة الزامان )‪ ،(1086-1056‬ص ‪ .149‬ابن الثير‪ ،‬الكامل‪ ،‬ج ‪،10‬‬ ‫‪101‬‬

‫ص ‪ .66‬ابن الجوزي‪ ،‬المنتظم‪ ،‬ج ‪ ،8‬ص ‪ .362‬الدواداري‪ ،‬كنزا الدرر‪ ،‬ج ‪ ،6‬ص ‪ .394‬ابن العبري‪ ،‬تاريخ الزامان‪ ،‬ص ‪.110‬‬
‫)( سبط ابن الجوزي‪ ،‬مرآة الزامان )‪ ،(1086-1056‬ص ‪ .149‬الحسيني‪ ،‬أخبار الدولة السلجوقاية‪ ،‬ص ‪ .49‬ابن الثير‪ ،‬الكامل‪ ،‬ج ‪،1‬‬ ‫‪102‬‬

‫ص ‪ .66‬ابن العبري‪ ،‬تاريخ الزامان‪ ،‬ص ‪ .110‬الدواداري‪ ،‬كنزا الدرر‪ ،‬ج ‪ ،6‬ص ‪.394‬‬
‫)( ابن الثير‪ ،‬الكامل‪ ،‬ج ‪ ،10‬ص ‪ .66‬ابن العبري‪ ،‬تاريخ مختصر الدول‪ ،‬ص ‪ .322‬النويري‪ ،‬نهاية الرب‪ ،‬ج ‪ ،26‬ص ‪.314‬‬ ‫‪103‬‬

‫)( ابن الثير‪ ،‬الكامل‪ ،‬ج ‪ ،10‬ص ‪ .66‬ابن كثير‪ ،‬البداية‪ ،‬ج ‪ ،12‬ص ‪.108‬‬ ‫‪104‬‬

‫)( الصفهاني‪ ،‬تاريخ دولة آل سلجوق‪ ،‬ص ‪ .42‬ابن العديم‪ ،‬بغية الطلب‪ ،‬ج ‪ ،4‬ص ‪.1980‬‬ ‫‪105‬‬

‫)( الصفهاني‪ ،‬تاريخ دولة آل سلجوق‪ ،‬ص ‪.43 -42‬‬ ‫‪106‬‬

‫)( ابن الثير‪ ،‬الكامل‪ ،‬ج ‪ ،10‬ص ‪ .66‬ابن العديم‪ ،‬بغية الطلب‪ ،‬ج ‪ ،4‬ص ‪.1977‬‬ ‫‪107‬‬

‫)( ابن الثير‪ ،‬الكامل‪ ،‬ج ‪ ،10‬ص ‪.66‬‬ ‫‪108‬‬

‫)( سبط ابن الجوزي‪ ،‬مرآة الزامان )‪ ،(1086-1056‬ص ‪.149‬‬ ‫‪109‬‬

‫)( الحسيني‪ ،‬أخبار الدولة السلجوقاية‪ ،‬ص ‪ .50‬انظر‪ :‬الدواداري‪ ،‬كنزا الدرر‪ ،‬ج ‪ ،6‬ص ‪.394‬‬ ‫‪110‬‬

‫)( الصفهاني‪ ،‬تاريخ دولة آل سلجوق‪ ،‬ص ‪.42‬‬ ‫‪111‬‬

‫)( انظر‪ :‬عصام‪ ،‬الخلفاة العباسية فاي ضوء رسائل أمين الدولة‪ ،‬ص ‪.185 ،104‬‬ ‫‪112‬‬

‫)( ابن الجوزي‪ ،‬المنتظم‪ ،‬ج ‪ ،8‬ص ‪.262‬‬ ‫‪113‬‬

‫)( عصام‪ ،‬الخلفاة العباسية فاي ضوء رسائل أمين الدولة‪ ،‬ص ‪.264‬‬ ‫‪114‬‬

‫)( عصام‪ ،‬الخلفاة العباسية فاي ضوء رسائل أمين الدولة‪ ،‬ص ‪.185‬‬ ‫‪115‬‬

‫)( الحسيني‪ ،‬أخبار الدولة السلجوقاية‪ ،‬ص ‪ .51‬سبط ابن الجوزي‪ ،‬مرآة الزامان )‪ ،(1086 -1056‬ص ‪ .149‬ابن العديم‪ ،‬بغيـة الطلب‪ ،‬ج ‪4‬‬ ‫‪116‬‬

‫‪ ،‬ص ‪ .198‬ابن العبري‪ ،‬تاريخ مختصر الدول‪ ،‬ص ‪ .323 -322‬النويري‪ ،‬نهاية الرب‪ ،‬ج ‪ ،26‬ص ‪ .314‬ابن الثير‪ ،‬الكامل‪ ،‬ج ‪ ،10‬ص‬
‫‪ .66‬الصفهاني‪ ،‬تاريخ دولة آل سلجوق‪ ،‬ص ‪ .44‬ابن الجوزي‪ ،‬المنتظم‪ ،‬ج ‪ ،8‬ص ‪ .262‬عصام‪ ،‬الخلفاة العباسية فاي ضوء رسائل أمين‬
‫الــدولة‪ ،‬ص ‪ .186‬الدواداري‪ ،‬كنزا الدرر‪ ،‬ج ‪ ،6‬ص ‪ .395‬ابن العبري‪ ،‬تاريخ الزامان‪ ،‬ص ‪.110‬‬
‫)( ابن الثير‪ ،‬الكامل‪ ،‬ج ‪ ،10‬ص ‪ .66‬ابن كثير‪ ،‬البداية‪ ،‬ج ‪ ،12‬ص ‪ .108‬ابن العديم‪ ،‬بغية الطلب‪ ،‬ج ‪ ،4‬ص ‪ .1980‬سبط ابن الجوزي‪،‬‬ ‫‪117‬‬

‫مرآة الزامان ) ‪ ،(1086 -1056‬ص ‪ .149‬ابن الجوزي‪ ،‬المنتظم‪ ،‬ج ‪ ،8‬ص ‪ .262‬انظر‪ :‬وليم الصوري‪ ،‬معاملة السلطان لرومانوس‪ ،‬ج ‪،1‬‬
‫ص ‪ .159 -158‬ابن العبري‪ ،‬تاريخ الزامان‪ ،‬ص ‪ .110‬الدواداري‪ ،‬كنزا الدرر‪ ،‬ج ‪ ،6‬ص ‪ .395‬تاريخ ميخائيل السرياني‪ ،‬ج ‪ ,3‬ص ‪.139‬‬
‫وليم الصوري‪ ,‬ج ‪ ,1‬ص ‪.158‬‬
‫)( سبط ابن الجوزي‪ ،‬مرآة الزامان )‪ ،(1086-1056‬ص ‪ .150 -149‬ابن الثير‪ ،‬الكامل‪ ،‬ج ‪ ،10‬ص ‪ .67 -66‬ابن الجوزي‪ ،‬المنتظم‪،‬‬ ‫‪118‬‬

‫ج ‪ ،8‬ص ‪ .262‬ابن العبري‪ ،‬تاريخ الزامان‪ ،‬ص ‪ .110‬انظر‪ :‬وليم الصوري‪ ,‬معاملة المبراطور السير‪ ,‬ج ‪ ,1‬ص ‪.159 -158‬‬
‫)( ابن الثير‪ ،‬الكامل‪ ،‬ج ‪ ،10‬ص ‪ .67‬سبط ابن الجوزي‪ ،‬مرآة الزامان )‪ ،(1086-1056‬ص ‪ .150‬ابن الجوزي‪ ،‬المنتظم‪ ،‬ج ‪ ،8‬ص‬ ‫‪119‬‬

‫‪ .263‬الدواداري‪ ،‬كنزا الدرر‪ ،‬ج ‪ ،6‬ص ‪ .395‬ابن العبري‪ ،‬تاريخ الزامــان‪ ،‬ص ‪ .111 -110‬تاريخ ميخائيل السرياني‪ ،‬ج ‪ ,3‬ص ‪.139‬‬
‫)( سبط ابن الجوزي‪ ،‬مرآة الزامان )‪ ،(1086-1056‬ص ‪ .150‬ابـن الثير‪ ،‬الكـامل‪ ،‬ج ‪ ،10‬ص ‪ .67‬ابن العبري‪ ،‬تاريخ الزامان‪ ،‬ص‬ ‫‪120‬‬

‫‪ .111‬وليم الصوري‪ ,‬ج ‪ ,1‬ص ‪.159‬‬


‫‪Bryennios, Histoires, p.494. Attaliates, Historia, M.Attaliates, Historia, ed Bekker ,Corpus Scriptorum‬‬
‫‪Historiae Byzantinae (C. S. H. B.), Bonn,1839,p. 146-166. Gesta Roberti ,les Gesta Roberti Wiscardi de‬‬
‫‪Gullaume d,Apulie ,tr. M. Mathieu ,B., 20, 1950, p.92. Scylitzes,Synopsis,I. Scylitzes,Synopsis Historiarum,‬‬
‫‪new ed. I. Thurn , Berlin ,1973. p. 700.‬‬
‫)( ابن الجوزي‪ ،‬المنتظم‪ ،‬ج ‪ ،8‬ص ‪ .263‬سبط ابن الجوزي‪ ،‬مرآة الزامان )‪ ،(1086-1056‬ص ‪ .150‬يحدد المبلغ بعشرة آلف آلف‬
‫‪121‬‬

‫دينار وبعد تخفيضها أصبحت ألف ألف وخمسمائة ألف دينار‪ .‬ابن الثير‪ ،‬الكامل‪ ،‬ج ‪ ،10‬ص ‪ .67‬يحدد بألف ألف وخمس مائة ألف دينار‪،‬‬
‫وكذلك ابن العديم‪ ،‬بغية الطلب‪ ،‬ج ‪ ،4‬ص ‪ .1980‬انظر‪ :‬عصام‪ ،‬الخلفاة العباسية فاي ضوء رسائل أمين الدولة‪ ،‬ص ‪ .186‬ويحددها ابن‬
‫العبري بالف ألف‪ .‬انظر‪ :‬ابن العبري‪ ،‬تاريخ الزامان‪ ،‬ص ‪ .111‬الدواداري‪ ،‬كنزا الدرر‪ ،‬ج ‪ ،6‬ص ‪.395‬‬
‫‪Bryennios, Histoires,p. 494. Matthieu d,Edesse, Chronique,p.169. Glycae, Annales,M. Glycae, Annales, ed‬‬
‫‪Bekker , CSHB , Bonn,1836,p. 611. Ephraemius, Imperatorum, Ephraemius,Monachi Imperatorum et‬‬
‫‪patriarcharum ed. A. Maio,in CSHB, Bonn,1840,p. 146.‬‬
‫)( ابن الجوزي‪ ،‬المنتظم‪ ،‬ج ‪ ،8‬ص ‪ .263‬سبط ابن الجوزي‪ ،‬مرآة الزامان )‪ ،(1086-1056‬ص ‪ .150‬انظر‪ :‬عصام‪ ،‬الخلفاة العباسية فاي‬ ‫‪122‬‬

‫ضوء رسائل أمين الدولة‪ ،‬ص ‪" .186‬وللهدنة ثلث مئة ألف وان يسرير في كل سنة عشرين ألف دينار"‪ .‬الدواداري‪ ،‬كنزا الدرر‪ ،‬ج ‪ ،6‬ص ‪395‬‬
‫‪.‬‬
‫‪Matthieu d,Edesse, Chronique,p. 169. Bryennios,Histoires,p. 494. Glycae, Annales, p. 611. Ephraemius,‬‬
‫‪Imperatorum, p. 146.‬‬
‫)( سبط ابن الجوزي‪ ،‬مرآة الزامان )‪ ،(1086-1056‬ص ‪ .150‬ابن الثير‪ ،‬الكامل‪ ،‬ج ‪ ،10‬ص ‪ .67‬ابن الجوزي‪ ،‬المنتظم‪ ،‬ج ‪ ،8‬ص‬
‫‪123‬‬

‫‪ .263‬الدواداري‪ ،‬كنزا الدرر‪ ،‬ج ‪ ،6‬ص ‪.395‬‬


‫‪Ephraemius, Imperatorum, p.146. Rice,The Seljuks in Asia,p.38-39 Bryennios, Histoires,p.494. Matthieu‬‬
‫‪d,Edesse, Chronique,p.169. Glycae, Annales, p. 611.‬‬
‫)( ابن الجوزي‪ ،‬المنتظم‪ ،‬ج ‪ ،8‬ص ‪ .263‬ابن العديم‪ ،‬بغية الطلب‪ ،‬ج ‪ ،4‬ص ‪ .1980‬ابن الثير‪ ،‬الكامل‪ ،‬ج ‪ ،10‬ص ‪ .67‬سبط ابن‬
‫‪124‬‬

‫الجوزي‪ ،‬مرآة الزامان )‪ ،(1086-1056‬ص ‪ .150‬الدواداري‪ ،‬كنزا الدرر‪ ،‬ج ‪ ،6‬ص ‪.395‬‬
‫‪Glycae, Annales, p.611. Bryennios, Histoires,p.494. Ephraemius, Imperatorum, p.146. . Matthieu d,Edesse,‬‬
‫‪Chronique,p. 169.‬‬
‫)( ابن الثير‪ ،‬الكامل‪ ،‬ج ‪ ،10‬ص ‪ .67‬سبط ابن الجوزي‪ ،‬مرآة الزامان )‪ ،(1086-1056‬ص ‪ .150‬انظر‪ :‬عصام‪ ،‬الخلفاة العباسية فاي‬ ‫‪125‬‬

‫ضوء رسائل أمين الدولة‪ ،‬ص ‪.186‬‬


‫)( ابن الجوزي‪ ،‬المنتظم‪ ،‬ج ‪ ،8‬ص ‪ .263‬سبط ابن الجوزي‪ ،‬مرآة الزامان )‪ ،(1086-1056‬ص ‪ .150‬ابن العبري‪ ،‬تاريخ الزامان‪ ،‬ص‬ ‫‪126‬‬

‫‪ .111‬ابن العديم‪ ،‬بغية الطلب‪ ،‬ج ‪ ،4‬ص ‪ .1973‬الدواداري‪ ،‬كنزا الدرر‪ ،‬ج ‪ ،6‬ص ‪.395‬‬
‫‪127‬‬
‫‪)127( Rice,The Seljuks in Asia,p.39‬‬
‫)( الفرسخ‪ ,‬يساوي ثلثة أميال وكل ميل الف باع وكل باع أربعة اذرع شرعية ويساوي طول الفرسخ حوالي ‪6‬كم‪ .‬فالترهنتس‪ ,‬المكاييل والوزاان‪,‬‬ ‫‪128‬‬

‫ص ‪.94‬‬
‫)( سبط ابن الجوزي‪ ،‬مرآة الزامان )‪ ،(1086-1056‬ص ‪ .151‬ابن العبري‪ ،‬تاريخ مختصر الدول‪ ،‬ص ‪ .323‬الدواداري‪ ،‬كنزا الدرر‪ ،‬ج ‪،6‬‬ ‫‪129‬‬

‫ص ‪ .396‬ابن كثير‪ ،‬البداية‪ ،‬ج ‪ ،12‬ص ‪ .108‬النويري‪ ،‬نهاية الرب‪ ،‬ج ‪ ،26‬ص ‪ .315‬ابن العبري‪ ،‬تاريخ الزامان‪ ،‬ص ‪ .111‬ابن‬
‫الثير‪ ،‬الكامل‪ ،‬ج ‪ ،10‬ص ‪ .67‬تاريخ ابن خلدون‪ ،‬ج ‪ ،3‬ص ‪ .582‬اليزدي‪ ،‬العراضة‪ ،‬ص ‪ .48‬ابن الجوزي‪ ،‬المنتظم‪ ،‬ج ‪ ،8‬ص ‪.264‬‬
‫)( ابن العديم‪ ،‬بغية الطلب‪ ،‬ج ‪ ،4‬ص ‪.1977‬‬ ‫‪130‬‬
‫)( سبط ابن الجوزي‪ ،‬مرآة الزامان )‪ ،(1086-1056‬ص ‪ .152‬الدواداري‪ ،‬كنزا الدرر‪ ،‬ج ‪ ،6‬ص ‪.396‬‬ ‫‪131‬‬

‫)( ابن الثير‪ ،‬الكامل‪ ،‬ج ‪ ،10‬ص ‪.67‬‬ ‫‪132‬‬

‫)( عصام‪ ،‬الخلفاة العباسية فاي ضوء رسائل أمين الدولة‪ ،‬ص ‪.263‬‬ ‫‪133‬‬

‫)( ابن الجوزي‪ ،‬المنتظم‪ ،‬ج ‪ ،8‬ص ‪ .264‬انظر أيضاا‪ :‬ابن العديم‪ ،‬بغية الطلب‪ ،‬ج ‪ ،4‬ص ‪ .1977‬سبط ابن الجوزي‪ ،‬مرآة الزامان )‬ ‫‪134‬‬

‫‪ ،(1086-1056‬ص ‪.152‬‬
‫)( الحسيني‪ ،‬أخبار الدولة السلجوقاية‪ ،‬ص ‪.53‬‬ ‫‪135‬‬

‫)( عصام‪ ،‬الخلفاة العباسية فاي ضوء رسائل أمين الدولة‪ ،‬ص ‪.187‬‬ ‫‪136‬‬

‫)( ابن الثير‪ ،‬الكامل‪ ،‬ج ‪ ،10‬ص ‪ .66‬الصفهاني‪ ،‬تاريخ دولة آل سلجوق‪ ،‬ص ‪.43‬‬ ‫‪137‬‬

‫)( تاريخ ابن القلنسي‪ ،‬ص ‪ .99‬انظر‪ :‬ابن العديم‪ ،‬بغية الطلب‪ ،‬ج ‪ ،4‬ص ‪.1977‬‬ ‫‪138‬‬

‫)( وليم الصوري‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪ .159‬ابن العبري‪ ،‬تاريخ الزامان‪ ،‬ص ‪ .112‬انظر‪ :‬تاريخ ابن القلنسي‪ ،‬ص ‪ .99‬ابن الجوزي‪ ،‬المنتظم‪ ،‬ج‬ ‫‪139‬‬

‫‪ ،8‬ص ‪ .256‬ابن العديم‪ ،‬بغية الطلب‪ ،‬ج ‪ ،4‬ص ‪ .1973‬تاليوت‪ ،‬السلجقة‪ ،‬ص ‪ .39‬سعيد برجاوي‪ ،‬الحروب الصليبية‪ ،‬ص ‪ .65‬أديب‬
‫السيد‪ ،‬أرمينية فاي التاريخ‪ ،‬ص ‪.211‬‬
‫‪Rice, The Seljuks in Asia,p.39. Glycae, Annales, p.612. Scylitzes, Synopsis, p. 702-703.‬‬
‫)( ابن الثير‪ ،‬الكامل‪ ،‬ج ‪ ،10‬ص ‪ .67‬النويري‪ ،‬نهاية الرب‪ ،‬ج ‪ ،26‬ص ‪ .315‬تاريخ ابن خلدون‪ ،‬ج ‪ ،3‬ص ‪ .582‬ابن كثير‪ ،‬البداية‪ ،‬ج‬ ‫‪140‬‬

‫‪ ،12‬ص ‪ .108‬ابن الجوزي‪ ،‬المنتظم‪ ،‬ج ‪ ،8‬ص ‪ .264‬ابن العبري‪ ،‬تاريخ الزامان‪ ،‬ص ‪.112‬‬
‫)( الدواداري‪ ،‬كنزا الدرر‪ ،‬ج ‪ ،6‬ص ‪.396‬‬ ‫‪141‬‬

‫)( ابن الثير‪ ،‬الكامل‪ ،‬ج ‪ ،10‬ص ‪ .67‬انظر‪ :‬النصيحة ابن العبري‪ ،‬تاريخ الزامان‪ ،‬ص ‪.112‬‬ ‫‪142‬‬

‫)( ابن العبري‪ ،‬تاريخ الزامان‪ ،‬ص ‪.112‬‬ ‫‪143‬‬

‫‪144‬‬
‫‪)144( Rice,The Seljuks in Asia,p. 39.‬‬
‫)( وليم الصوري‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪.159‬‬
‫‪145‬‬

‫‪Michel Le Syrien, in R. H. C-D Arm. Vol. 1,p.324. Vasiliev: History of the Byzantine, Vol. 2,p.382,394.‬‬
‫‪Ostrogorsky, History of the Byzantine, p. 357,359. Rice,The Seljuks in Asia,p. 39-40,43-52.‬‬
‫‪Philip,Byzantium,P. 85,92,97.‬‬
‫)( تاليوت‪ ،‬السلجقة‪ ،‬ص ‪ .39‬سهيل زكار‪ ،‬المدخل إلى تاريخ الحروب الصليبية‪ ،‬ص ‪.51‬‬ ‫‪146‬‬

‫‪Rice,The Seljuks in Asia,p. 42-52.‬‬


‫)( وليم الصوري‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪.160 ،159‬‬
‫‪147‬‬

‫‪Rice,The Seljuks in Asia,p.36-39. Vasiliev: History of the Byzantine, Vol. 2,p.380,382. Ostrogorsky,‬‬
‫‪History of the Byzantine, p.356,359.‬‬
‫)( الراواندي‪ ،‬راحة الصدور‪ ،‬ص ‪ .120‬ابن الثير‪ ،‬الكامل‪ ،‬ج ‪ ،10‬ص ‪ .74 -73‬ابن العبري‪ ،‬تاريخ الزامان‪ ،‬ص ‪.113‬‬ ‫‪148‬‬

‫‪Rice,The Seljuks in Asia,p. 40.‬‬


‫‪149‬‬
‫‪()Rice,The Seljuks in Asia,p. 44 Vasiliev: History of the Byzantine, Vol. II,p.395.‬‬

You might also like