Professional Documents
Culture Documents
Mana
Mana
معركـة ملزاكـرد
"جانب من العلقاات السلجوقاية البيزانطية"
)ذو القعدة 463ه /آب 1071م(
ملخص
تذكر المصادر التاريخية العديد من المعارك الحاسمة في التاريخ السلمي ،غير أن
معركة ملزكرد )463ه1071 /م( لم تجد اهتماما من الباحثين المحدثين كغيرها من المعارك
الخرى .وبخاصة أنها ذات أهمية كبيرة بالنسبة للخلفة العباسية عامة والسلجقة خاصة ،ولما
ترتب عليها من آثار سلبية عادت على الدولة البيزنطية.
وقد بلورت العلقات السلمية البيزنطية ،وغيرت مجرى أحداث التاريخ السلمي في
منطقة الثغور السلمية بوابه أرمنية الكبرى واسيا الصغرى ،وفسحت المجال أمام نشر السلم
في المنطقة.
وقد جاءت هذه الدراسة لتوضيح موقع المعركة ومسمياتها وأسباب حدوثها والستعدادات التي
سبقت المعركة من كل الطرفين ،ومجريات المعركة والنتائج التي ترتبت عليها.
Abstract
Historical resources mention a lot of battles in Islamic history. The battle
of Mnazikert , however, received very little attention if any at all from
modern historians. This battle was of great importance for the Abbasid
Caliphs in general and for the Seljuk’s in particular.
Mainly it had negative impact on the Byzantine Empire. The battle also
helped shape Islamic- Byzantine relations and change the course of history in
قسم التاريخ ،جامعة مؤتة. *
Islamic outposts, the gate to Greater Armenia and Asia Minor. It also helped
spread Islam in the area. ** قسم التاريخ ،جامعة مؤتة.
تمهيـد
This study comes to explain the different reasons that lead to this battle
and the preparedness on both warring parties- Muslims and Byzantines alike.
ملزاكرد
The out come of this war will معركةalso be العلقاات بين الدولة العباسية والمبراطورية البيزانطية قابيل
discussed.
تميزت العلقات بين الدولة العباسية والمبراطورية البيزنطية قبيل معركة ملزكرد بتذبذبها
بين الحرب والسلم ،إوان غلبت الحرب على معظم مراحلها ،إل أنها حدثت بعض الهدن المؤقتة.
ول نستطيع فهم العلقات العباسية مع المبراطورية البيزنطية إل من خلل بيان جذور
العلقات السلجوقية البيزنطية لن السلجقة كانوا القادة الزمنيين للخلفة).(1
تتضح بداية العلقات الدبلوماسية السلجوقية البيزنطية من خلل رسالة المبراطور قسطنطين
التاسع والهدايا الثمينة التي أرسلها للسلطان طغرلبك عام ) 441ه1049 /م( عارضا عليه الصلح
والهدنة ،إواطلقا سراح السرى البخاز) ،(2وكذلك رسالة المبراطور إلى الخليفة العباسي القائم
بأمر ال عام ) 443ه1051 /م( عارضا فيها الصلح وعقد هدنة مع الخلفة والسلجقة ،وانتهى
المر إلى عقد هدنة أشترط فيها الخطبة للخليفة في مسجد القسطنطينية ،مقابل إيقاف غزوات
السلجقة لراض بيزنطة) ،( 3كما أرسلت المبراطورة ثيودو ار للخليفة القائم بأمر ال عام ) 447ه/
1055م( تعرض عقد هدنة مقابل دفع الجزية للتخلص من غزوات السلطان طغرلبك لراضي
بيزنطة) .(4بينما نجد السلطان طغرلبك يبادر بمراسلة المبراطور البيزنطي إسحاقا الول عام )44
9ه 1057 /م( يعرض عليه عقد هدنة) .(5ولعل السبب في ذلك حتى يتفرغ لحل مشكلة
البساسيري والوضع الداخلي في بلد الشام.
ويبدو أن استمرار عقد الهدن بين السلجقة والبيزنطيين كانت تظهر عندما يتولى سلطان
جديد أو إمبراطور جديد ،ولهذا فان البيزنطيين طالبوا من وزير الخليفة فخر الدولة بن جهير
تجديد الهدنة مع السلجقة سنة )457ه1056/م( والقرار بما جاء فيها) .(6إضافة إلى وجود
بعض المحاولت من المبراطور البيزنطي لعقد هدنة قبل معركة ملزكرد بسنة واحدة ،ورغبة
الخليفة والسلطان السلجوقي في ذلك).(7
كان السلطان السلجوقي آلب أرسلن قد استولى على الجزء الكبر من البلد الواقعة بين
بحيرتي فان وأورمية بالضافة إلى جورجيا وبلد الرمن وعاصمتها آني القديمة ،وكانت تتعد
الحصن الواقي للمبراطورية البيزنطية أمام غزوات السلجقة من الشرقا ،وقد فتحت هذه
الغزوات الطريقا أمام الســلجقة لتكثيف غزواتهم على أراضي الروم والتوغل فيها وبخاصة
الوليات الرمنية والناضول وكبادوكيا).(8
اتخذت المبراطورية البيزنطية عدة إجراءات أمام ازدياد نفوذ التراك السلجقة وغزواتهم
في أراضي المبراطورية ،فرأت تأمين حدودها الشرقية المتمثلة بأرمينية إواماراتها الرمنية ،لما
يمثله الرمن من خطر على المبراطورية البيزنطية ،نتيجة للخلف الديني بينهما ،ولذلك لم
تكن المبراطورية البيزنطية تأمن المراء الرمن في المنطقة ،فبادرت إلى ضم المارات الرمنية
تحت سيادتها ،وتهجير سكانها من الرمن إلى آسيا الصغرى ،وتمنحهم القطائع فيها .وكانت
هجرتهم قد أخذت شيئا من التنظيم والهتمام).(9
وأخذت سياسة المبراطورية البيزنطية بعد ضياع أرمينية منها تعيد النظر في إعادة السيطرة
عليها من جديد ،وجعلها الدرع الواقي لها من غزو التراك السلجقة ،وبخاصة أن المشكلت
الحدودية بين الدولتين السلمية والبيزنطية تأزمت وازدادت حدتها جراء ازدياد الهجرات
التركمانية السلجوقية واجتياحهم للراضي البيزنطية ،فكان هدف المبراطورية إيقاف هذا المـد من
الهجرات ووضع ح د للتغلغل والدمار الذي يلحقه السلجقة في الناضول ،هذا بالضافة إلى
رغبة المبراطورية في إعادة سيطرتها على بعض القلع والحصون السلمية وشحنها بالجنـد
للوقوف في وجـه الزحف السلجوقي).(10
وقد بدأ تنفيذ السياسة البيزنطية أثناء انشغال السلطان آلب أرسلن في إخضاع بلد
الشام وبخاصة حلب لسلطان السلجقة) ،(11وانشغاله أيض ا في خطته الرامية إلى دخول مصر
والقضاء على الدولة الفاطمية) .(12ولم تكن عملياته العسكرية التي قام بها في أراضي
المبراطورية البيزنطية إل في نطاقا العمليات العتيادية للجيش السلجوقي).(13
لقـد تمثلت سياسة المبراطورية البيزنطية بسياسـة المبراطور رومـانوس الرابع ديوجينس )
463 -460ه1067 /م1071 -م( الذي رأى إعادة السيطرة على أرمينية وتحويلها لدرع واقا
لحدود المبراطورية البيزنطية من هجمات السلجقة المتلحقة).(14
ويبدو جليا أن غطرسة المبراطور رومانوس كانت دافعا قويا في توجهه إلى أراضي
المسلمين ورغبته في القضاء عليهم وعلى السلم بسبب انتشاره داخل أرمينية ،وخير ما يدل
على ذلك ما ذكره ابن العبري على لسان رومانوس إذذ قال" :ل يتيسر لي الرجوع بعدما افرغت
خزائني من المال ،وأصبحت الغلبة بجانبي").(15
التسمية والمـوقاع:
تختلف المصادر والمراجع حول تحديد اسم المكان الذي حدثت فيه المعركة ،غير أن
)(16
غالبيتها يحددها في منطقة ملزكرد من أعمال بلد خلط ،وقد جاء لفظ ملزكرد مرسوم ا
في المصادر والمراجع بعدة أشكال مثل ملذكرد ومنـزيكرت ومنازكرد ،منازجرد ،Manzikert
ويبدو أن جميعها تصحيف للكلمة نفسها مع الختلف باللفظ من مصدر إلى آخر ،بالضافة
إلى أن لفظ الكلمة في اللغات الجنبية وترجمتها إلى اللغة العربية قد يغير اللفظ وبالتالي رسم
الكلمة ،والمقصود في النهاية الكلمة نفسها ملزكرد وهو الموقع الذي حدثت فيه المعركة.
وتذهب مصادر أخرى وتحدد موقع المعركة في بلد خلط) .(17والغالب أن هذا اللبس ل
يعد اختلفا إذا ما أخذ بعين العتبار أن ملزكرد من أعمال إقليم خلط ،وبلدة خلط قصبة
القلي ــم) ،(18ولهذا فإن هذه المصادر قد حددت القليم بشكل عام دون أن تحدد الموقع الذي
حدثت فيه المعركة بشكل دقيقا.
وتحدد مصادر أخرى موقع المعركة في موضع يعرف بالزهوة أو الرهوة ،يقع ما بين
)(19
ولعل هذا الموقع أقرب إلى الصواب حيث أن ملزكرد بلدة وليس بلدتي خلط وملزكرد
من المعقول حدوث المعركة فيها ،كما تشير أيض ا المصادر أن موضع الرهوة من ضمن
أعمال بلدة ملزكرد ،ولهذا فإن المصادر نسبت المعركة أحيانا لخلط مركز القليم ،وأحيانا
أخرى لبلدة ملزكرد ،ول يعتقد أن هناك خلف ا بين المصادر ،إوان ورد بعض التسميات
المتضاربة إل أنها تعطينا الدللة نفسها.
)(20
وأما المراجع الحديثة فبعضها يحدد موقع المعركة بالقرب من بحيرة فان )آن(
)(21
ويذهب آخر إلى وقوعها في نواحي خلط جنوب غربي والبعض يحددها شمال البحيرة
ملزكرد ،وشمال غرب بحيرة فان).(22
ويبدو مما سبقا أن المراجع الحديثة تذهب لتؤكد ما جاء في المصادر الولية من حيث
تحديد موقع المعركة ،ويمكن حصر ساحة المعركة في المنطقة الواقعة ما بين ملزكرد وخلط
في موقع الرهوة شمال غرب بحيرة فان وخلط إوالى الجنوب الغربي من ملزكرد كما هو مبين
في الخريطة المرفقة.
الشارات التي تذكرها المصادر الولية تعطي انطباعا أن عدد قوات الجيش البيزنطي يتراوح
ما بين مائة ألف إلى أربعمائة ألف مقاتل إذا استثنينا رواية ابن القلنسي وأن هذه العداد مجهزة
بكامل معداتها الحربية ومتأهبة على كل موجة لخوض معركة فاصلة مع المسلمين.
ويذكر المؤرخ اللتيني وليم الصوري )581ه1185 /م( إن المبراطور "حشد قواته من
الفرسان ومن جميع تشكيلت الرجالة ,وجمع كل ما أمكن للشعب إحضاره ...وتقدم ...نحو
عدوه على رأس فيالقه المحشودة من الرجالة ترافقه قوة ضخمة من الفرسان وقابله بقوة قوية جدا".
ويتضح من رواية وليم الصوري إن المبراطور حشد أعداد كبيرة من القوات ,وهذا ما يجعل
روايته تتفقا مع باقي المصادر ,وان لم يحدد العداد وتركها مبهمة).(36
إن العداد الهائلة التي تذكرها المصادر الولية وتنحصر تاريخ وفاة أصحابها في بداية
النصف الول من القرن السابع الهجري وبداية الثالث عشر ميلدي ,تعتمد في روايتها على ذكر
معلومات فرعية واختصارات لبعض التفاصيل التي أوردها سبط ابن الجوزي المعاصر لهم ,وان لم
تصرح تلك المصادر بهذا؛ ولهذا ورد في هذه المصادر بعض الملبسات في ذكر العداد
وتفاوتها من مصدر إلى آخر .ولذلك فان رواية سبط ابن الجوزي اقرب للواقع وبخاصة انه اعتمد
فيها على جده ابن الجوزي )ت 597ه1200 /م( المؤرخ للسلجقة في هذه الفترة ,وهي الرواية
الوحيدة التي تحتوي جميع التفاصيل الواردة في المصادر الخرى.
ويمكن تأكيد رواية سبط ابن الجوزي من خلل مراسلت السلطان السلجوقي للمبراطور
حول عقد صلح بادئ المر وعودة كلهما إلى بلدهما ,ورفض المبراطور العرض بحجة انه
استنفذ أموال خزائن إمبراطوريته على تجهيز هذا العدد من الجيش الذي أعده لجتياح ارض
الشام ومصر ,وهذا ما يؤكد ضخامة الجيش الذي كان برفقته ,إواذا ما استجاب للصلح فانه ل
يجد ما يعوضه عن الموال التي أنفقها .كما انه أكد للقادة العسكريين والداريين الذين
وضعهم برفقته انه سيقطعهم الراضي التي سيتم الستيلء عليها ,ويعتمد عليهم في إدارتها,
ولبد لهم من حاميات عسكرية للعتماد عليها في حفظها والذود عنها ,وهذه المهمة تحتاج
إلى أعداد كبيرة من الجيش ,وهذا ما يؤكد كثرة أعداد الجيش البيزنطي في هذه الحملة.
ولكن على الرغم من العداد الهائلة التي تذكرها المصادر الولية إل أنها كانت تتكون
من عناصر بشرية متضاربة في الراء والهواء والمذاهب تمثلت بعناصر مرتزقة من الروم
والغز والفرنج) ،(38ويضيف ابن خلدون )808ه1469 /م( )(37
والرمن والفرس والبجناك
والنويري )773ه1332 /م() :(39الزنج ،والروس والكرج والقفجاقا) ،(40وكذلك الفرنسيين
والسلف والتراك المنحدرين من أصول أخرى ،وأتراك من جنوب روسيا ,وغيرهم).(41
هذه الجناس والعناصر البشرية المتباينة في الهواء والميول والمذاهب كانت تواجهها مشكلة
صعبة ،تتمثل في صعوبة إخضاع تلك العناصر المتباينة لوامر قيادية واحدة ،ولذلك سرعان ما
دبت الفتن فيما بينهم كما يقول الحسيني عنهم "أقوام أطالت الفتن بهم سواعدها").(42
ويضاف إلى هذه الستعدادات في العدد والعدة ،فإنه كان يرافقا الجيش البيزنطي خمسة
وثلثون ألف بطريقا) (43وقومص ودوقس) ،(44إوان دل هذا المر على شيء فإنه يدل على أن
الحملة تضمنت العامل العسكري والداري بقصد القضاء على الديار السلمية والسلم،
والستيلء عليها إواقطاعها للحكام الداريين الذين برفقته ,وهذا ما أكده المبراطور رومانوس الرابع،
ل" :ل أرجع حتى أفعل ببــلد المسلمين مثــل ما فتععل ببلد الروم") .(45وتقدم المبراطور لغزو
قائ ا
بلد المسلمين وفي نيته الستيلء على بلد الشام ومصر وخ ار سان والري والعراقا بسبب الخطر
الذي كانت تشكله محاولت السلجقة لضم بلد الشام ومصر جرراء عمليات السلطان آلب أرسلن
العسكرية في شمال الشام وضم حلب).(46
والواقع أن خروج المبراطور رومانوس الرابع على رأس جيش كبير إلى الراضي السلمية
كان مفاجأة للسلطان آلب أرسلن ،إذ لم يكن مستعدا لمواجهة مثل هذا الجيش وخوض معركة
ل :بحملته على بلد الشام لخضاعها لسلطان الدولة
فاصلة معه ،لنه كان منشغلا آنذاك أو ا
)(48 )(47
العباسيـة ،وثانياا :بمخططه الرامي إلى دخوله مصر ،إوانهاء الخلفة الفاطمية .هذا فضلا
عنأنجيشه آنذاك قد أنهك جراء العملياتالعسكرية التي خاضها في بلد الشام ،وكان يستعد
للعودة إلى العراقا ،ومن المؤكد أنهذا يقلل منكفاءة الجيش ،ولذلك لم يكن لديه الستعدادات
الكافية لخوض مثلهذه المعركة الفاصلة.
وعندما علم السلطان آلب أرسلن بتحرك الجيش البيزنطي لراضي آسيا الصغرى
)(49
قاصدا طرد التراك السلجقة منها والستيلء عليها إواغلقا طرقا أرمينية في وأرمينيــة
وجه السلجقة .وجد نفسه أمام أمرين كلهما تمرر ،أولهما ،إما أن يتابع مسيره إلى العراقا
ويترك الجيش البيزنطي يعيث في المنطقة فساداا ،وهذا أمر غير مقبول لنه يضيع كل ما
أنجزه السلجقة خلل السنوات السابقة باسم الدولة العباسية في المنطقة .أما ثانيهما ،وهو
المر الصعب والخيار المفضل ،أن يواجه الجيش البيزنطي بما يتوافر لديه من قوات
إسلمية ،والتي يصفها سبط ابن الجوزي بقوله" :عادوا جافلين من الشام وتلك الجفلة
)(50
وعلى الرغم من ذلك كانوا يتصفون بالفروسية والشجاعة وكان كل واحد استهلكت أموالهم"
منهم يركب فرسا وبجانبه آخر يرافقه).(51
والمفاجأة بخبر زحف الجيش البيزنطي ووصوله إلى الراضي السلمية لم تسنح
الفرصة للسلطان آلب أرسلن بحشد عساكره بالشكل الذي يجب ،ولقرب جيش العدو من
أراضي الدولة السلمية) ،(52وأنه إذا ما أراد حشد المزيد من عساكره الموجودة في بلد الشام
أو من الموجودين في الحاميات العسكرية القريبة منه ،فإنه ل يستطيع ذلك بحكم أن الوقت ل
يسير في صالحه ،وبخاصة أن الجيش البيزنطي قد وصل آنذاك إلى ساحة المعركة بعد
احتلله مدينة ملزكرد ،وهذا ما يؤكده الصفهاني لقوله :إن السلطان آلب أرسلن "لو تمهل
بحشد الجموع لـذهب الوقت ،وعظم بلء البلد").(53
اتخذ السلطان آلب أرسلن ق ارره بملقاة الجيش البيزنطي بما يجتمع لديه من قوات ،ونذر
أرواحهم في سبيل نصرة السلم والتصدي للكفار) ،(54فأبعد زوجه وولده ملكشاه ووزيره نظام
الملك إلى مدينة همذان ،وأكد عليهم إمداده بالجنود على وجه السرعة) ،(55لنه بقي في قلة من
جنده تختلف المصادر الولية في إعطاء عددد ثابدت لها .فأغلبها يجعله حوالي خمسة عشر
ألف مقاتـل) ،(56وأخرى تعطينا أرقاما قريبة من هذا الرقم ،فسبط ابن الجوزي يجعلهم عشرة آلف
من الكراد وأربعة آلف مـمن كان معه ،وبالتالي يصبح عددهم حوالي أربعة عشر ألف مقاتل
ويشاركه في الرأي الدواداري) ،(57أما ابن الجوزي )597ه (1200 /وابن كثير فيجعلن العدد
)(58
ويذهب اليزدي )581ه1185 /م( إلى أن عددهـم يزيد عن اثني عشر حوالي عشرين ألفا
ألف مـقاتل).(59
المنارة ،المجلد ،13العدد 8 .2006 ،1
معركة ملزاكرد ............................................................................محمد العمايرة ومحمود الرويضي
.
وأما ابن القلنسي فيذكر رواية مغايرة لما سبقا فإنه يجعل عد جيش المسلمين أربعمائة ألف
مقاتل من التراك وجميع الطوائف) ،(60وهذا رقم مبالغ فيه ويعارض فيه جميع المصادر الولية،
هذا فضلا عن أن سبط ابن الجوزي الذي ينقل عن ابن القلنسي يذكر الرقم ولكن ل يأخذ فيه،
إوانما يرجح الرقم الذي ذكره وهو أربعة عشر ألف مقاتل).(61
ثانيلا :يتعهد السلطان آلب أرسلن بالجلء عن بعض المناطقا التي سبقا أن احتلها ،ل سيما
في الراضي التي كانت خاضعة للمبراطورية البيزنطية.
ثالثلا :ويضيف الصفهاني أن الهدف من إرسال آلب أرسلن الرسل كان بمثابة مهمة
استخبارية ،حيث يذكر" :ومقصوده أن يكشف سررهم ويتعرف أمرهم").(64
ويبدو أن المبراطور رومانوس عندما تلقى خبر رغبة آلب أرسلن بعقد هدنة ،انفرجت
أساريره وأيقن أن السلجقة فقدوا كل أمل في النصر ،وأن هذا العرض يعني شيئ ا واحدا فقط
وهو إحساس السلجقة بالضعف والوهن ،المر الذي عزز آمال المبراطور في القضاء على
ل" :كـل ليس لـكم عندي إل
الجيش السلجوقي إوابادته ،ولـذلك أرسل للسلطان ألب أرسلن ،قائ ا
و"ل صلح إل بالري").(67)(66 )(65
السيف"
كما ويبدو أن السلطان آلب أرسلن طلب هذه الهدنة رغبة منه كخدعة لستكشاف أحوال
الجيش البيزنطي ،والتصال بالعناصر التغرزية غير المسلمة المرافقة للجيش البيزنطي في
الباطن ،كما وأنه كان بحاجة للوقت لنصب العديد من الكمائن وتهيئتها لوقت الحاجة
والمفاجأة).(68
والحقيقة أن جميع المصادر تؤكد أن ألب أرسلن عرض الهدنة ولكن ليس بالصورة التي
تقلل من شأنه ،وبخاصة أن الهدنة قد تحققا أهداف المبراطور.
وبما أن السلطان ألب أرسلن كان أكبر وأقوى قائد في المنطقة فإنه ليس من السهل أن
يتنازل عن حقوقا الدولة العباسية في المنطقة لن أي تنازل قد يؤثر على شرعيته المستمدة من
الجهاد وحماية الدولة ،ويقلل من سمعته وهيبته عند أعدائه ومنافسيه .وربما كان هدفه من
الهدنة اكتساب الوقت لعادة تنظيم صفوف قواته ،وتجميـعها ،وبخاصة أنه أرسل وزيـره وزوجه
وابـنه إلى همذان لتزويده بالقوات).(69
)(70
إل في الري عاصمة السلجقة دليل إن رد المبراطور رومانوس ورفضه قبول الصلح
قاطع على عجرفته وغروره ,وهذا ما أكده المؤرخ السرياني ميخائيل السوري) ،(71كما أن إهماله
في إرسال فرقا استكشافية للخطوط المامية كان سبب ا في دفع الثمن باهظ ا بسبب نقص
خدماتهم الستخبارية).(72
يبدو أن السلطان ألب أرسلن انزعج من هذا الرد ،وبدا عليه الغضب ،فلحظ إمامه
وفقيهه أبو نصر محمد بن عبد الملك البخاري الحنفي ذلك النزعاج ،فشد من عزائمه ورغبه
في خوض المعركة بقوله"إنك تقاتل عن دين ال وأنا أرجو أن يكون ال تعالى قد كتب باسمك
هذا الفتــح") ،(75واقترح عليه أن يكون يوم الجمعة موعدا لخوض المعركة قائلا له" :فالقهم يوم
الجمعة في الساعة التي تكون الخطباء على المنابر يدعون للمجاهدين بالنصر على
الكافرين ،والدعاء مقرون بالجابة").(76
كان هذا اللقاء بين السلطان والفقيه يوم الربعاء ،فاتخذ السلطان بمضمون نصيحة الفقيه
صرر إلن إمصن إعنإد اللإه
نصا وحرفاا ،فأخر اللقاء إلى يوم الجمعة ،وق أر قوله تعالى :مومما ال ن ص
)(77
)(78
ل" :ربما يكون في الخطباء من إذا قال في آخر خطبته الرلهم انصر جيوش ،وأضاف قائ ا
المسلمين وسراياهم ،حققا ال ببركات دعائه مقاصد الغزاة ومبتغاهم").(79
وأرسل السلطان إلى الخليفة يطالبه أن يدعو له على منابر بغداد ،ويتضرع إلى ال
ليمنحه نصره ،فأعد الخليفة دعااء خاصاا ،تقرئ على منابر بغداد ،يوم الجمعـة ،وقت حدوث
المعركة ،وتضمن الدعاء الشادة بمناقب السلطان وأعماله في سبيل الدين ،كما تضمن أيض ا
صره نصقر للدين).(80
التضرع إلى ال لينصر السلطان لن ن ا
وعندما أيقن السلطان بقرب موعد اللقاء أرسل إلى زوجه ووزيره نظام الملك ،وقال" :إني
صائر بهذا القدر الذي معي إلى العدرو ،فإن سلمت فنعمة من ال تعالى ،إوان استشهدت
فرحمة من ال تعالى ،فخليفتي ابني ملكشاه") .(81ويعد هذا بمثابة وصية أقر بها السلطان
لوزيره نظام الملك ليعمل على تنفيذها ،بتعيين ابنه ملكشاه سلطان ا من بعده.
ل" :من
وبعد أن انتهى من أمر السلطنة ،توجه إلى جنده ،والتقى بهم مخاطبا إياهم ،قائ ا
)(82
ل" :إنما
أراد النصراف فلينصرف فما ههنا السلطان يأمر وينهى غير ال" .وأضاف ،قائ ا
أنا واحد منكم وقـد فتحنا على المسلمين مـا كانوا عنه في غناء " فأجـابوه قائلين" :نحن عبيدك
ومهما فعلت تبعناك").(83
وبينما كان السلطان منشغلا في أمور ترتيب دولته ،ومخاطبة الخليفة ،وبعث الحمية في
صفوف جنده ،كان المبراطور رومانوس قد أحاط نفسه بهالة من البهة والعظمة ،حيث كان
قد ضرب فسطاطا من الطلس الحمر وأخرى مثلها ،وجلس على سرير من الذهب وفوقه
صليب من الذهب مرصع بالجواهر وفي مجلسه كثير من الرهبان والقسيسين) ،(84معتمدا في
ذلك على غروره بكثرة قواته ومعداته التي كانت تفوقا قوة المسلمين ،ولهذا كان واثق ا من
النصر عليهم .وما يدل على ذلك رسائل أمين الدولة التي صورت غطرسة المبراطور،
إوادلله بعظم جيشه ،واغت ارره بكثرة جنده ،حيث "أدلوا بالسراع إلى القرع ،واستدلوا على القوة
بطول الباع ووفر التبــاع").(85
وقبل خوض المعركة بيوم واحد -يوم الخميس -أرسل برسالة ترغيب وترهيب إلى
السلطان ألب أرسلن يذكر فيها" :إني أتيتك ومعي من العسكر ما ل قبل لك به ،فإن أنت
دخلت في طاعتي فأنا أدفع لك من البلد ما يكفيك ،وتأمن سطوتي وبأسي ،إوان أنت لم تفعل
ذلك فإن معي من العساكر ثلثمائة ألف فارس وراجل ومعي أربع عشرة ألف عجلة عليها
خزائن الموال والسلح ،وليس يقف بين يدي أحـد من عساكر المسلمين ،ول يغلقا بوجهي
مدينة من مدائنهم ،ول قلعة من قلعهم").(86
وعندما علم السلطان بهذه الرسالة أخذته عزة السلم وتحركت في صدره نخوة الملك
والسلطان ،فقال للرسول الذي بلغه الرسالة" :قل لصاحبك إرنك أنت ما قصدتني ولكن ال
حملك إلري وجعلك وعساكرك طعمة للمسلمين ،فأنت أسيري ،وعبدي وعساكرك بعضهم قتلي
وبعضهم أسراي ،وخزائنك كلها ملكي ،فأثبت للمقارعة وتهيأ للمكافحة ،فسوف ترى أرن
عساكرك هي رقاب تساقا إلى ضاربها وخزائنك هي أموال تحمل إلى ناهبها").(87
فتوكل السلطان على ال بعزيمة قوية ورؤية صارمة) (89وتقدم -كما يصفه المؤرخ اللتيني
ي كان دفاعا عن سلمته وذاته ...والحرية قبل كل
وليم الصوري " -لم يعترض سبيله أ ر
)(90
ل" :أنا صابر صبر المحتسبين وصائر في هذه الغزاة مصير
شيء" ،ووقف أمام قواته سائ ا
المخاطرين ،فإن نصرني ال فذاك ظني في ال تعالى ،إوان تكن الخرى فأنا أعهد عليكم أن
تسلموا لولدي ملكشاه ،وتطيعوه وتقيموه مقامي ،فقالوا :سمعا وطـاعة").(91
وكان السلطان ألب أرسلن قد وضع خطة عسكرية قسم على أساسها الجيش إلى أربع
فرقا كل فرقة أقامها في منطقة وأكد عليها أن تلتزم به ول تبرحه ،وعد كل فرقة من الربع
بمثابة كمين في منطقته المحددة له ،معتمدا على سرعة تحركهم ،وبخاصة أن معظمهم من
الفرسان الخفاف التجهيزات .وطلب من قادة إحدى الفرقا التراجع مع فرقته في حال التحام
الجيشين ،موهمة الجيش البيزنطي بانسحابها من المعركة ،المر الذي يدفع الحمية في
الجيش البيزنطي فيندفع قسم منه وراءها للقضاء عليها ،فتأخذه الفرقا الخرى الكامنة في موقع
الرهوة من الخلف والمام).(92
سار السلطان ألب أرسلن قاصدا الجيش البيزنطي ،وأرسل في مقدمة جيشه أحد
الحجاب مع مجموعة من الغلمان لستطلع الخبار ،فصادفوا عند مدينة خلط مجموعة من
الجيش البيزنطي يبلغ تعدادها حوالي عشرة آلف مقاتل يرأسهم بازيلكوس الروسي فالتحمت
المجموعتان ،وكان النصر للمسلمين وتم أسر القائد الروسي وبعث به إلى السلطان ألب
أرسلن فاستبشر خي ار وقال" :هذا أمارة النصر" ،وأرسل بالقائد إلى همذان ،وجدع أنفه ثم أمر
أن يحمل إلى الخليفة العباسي في بغداد).(93
هذه الهزيمة التي منيت بها الفرقة البيزنطية رفعت من معنويات الجيش السلجوقي وألهبت
مشاعر المبراطور رومانوس ،فقام برد سريع حيث هاجم ولية خلط يوم الثلثاء ،ثم توجه إلى
مدينة ملزكرد فارضا الحصار عليها ،وسرعان ما لبثت أن سقطت في يده ،وأسر العديد من
المسلمين وبخاصة الحامية المدنية) (94فانزعج سكانها وتزعزعت أركانها).(95
ووقع يوم الربعاء مناوشات بين طلئع الجيشين في المنطقة الواقعة بين ملزكرد وخلط
ولم يترتب عنها نتائج حاسمة ،غير أن طلئع الجيش السلمي نجحت في وقف الهجوم
البيزنطي ،إواعادته إلى معسكره ،وتخليص جزء كبير من حامية ملزكرد ،المر الذي رفع من
معنويات الجيش السلمي وزاد معدات قواته).(96
وأما بالنسبة للسلطان آلب أرسلن فقد أرسل للمبراطور رومانوس يوم الخميس يعرض عليه
الصلح الذي تدخل فيه الخليفة من قبل ويتضمن رجوع كل الطرفين إلى بلدهم ،غير أن رد
المبراطور المتغطرس والمغرور الرفض وأصر على تدمير أراضي المسلمين).(97
هذه الحداث تشير إلى أن السلطان كان حتى آخر لحظة قبل وقوع الصطدام الفاصل
بين الجيشين يرغب في عدم خوضه هذه المعركة ،ويعبر عن رغبته في اللجوء إلى الصلح
ويفضله حتى يتجنب دخول معركة نسبة النجاح بها ضئيلة إذا ما قورن بين عدد القوات
السلمية وعدتها بعدد القوات البيزنطية وعدتها.
والواضح أن حالة الجيش البيزنطي آلت إلى الضعف والنهيار وقلة في عدده قبيل بدء
المعركة الفاصلة ،إذ يبدو أن المبراطور قد ترك بعض مقاتليه كحاميات في المناطقا التي
سيطر عليها وعددها مائة ألف ،مثل ملزكرد ،وحريد أصحاب المنجنيقا عن التدخل في المعركة
لط ،وجزاء
الفاصلة ،هذا فضلا عن أن جزاء من الجيش البيزنطي قد تشتت شمله في هزيمة خ ر
آخر أرسل لمحاصرة خلط بعد فشل المحاولة الولى).(98
ويوعز المؤرخ السرياني ميخائيل سبب انهيار الجيش البيزنطي إلى تمرد القوات الرمنية
المشاركة بسبب سوء معاملة الروم لهم في القضايا الدينية ,هذا بالضافة إلى خلف زعماء
الروم مع إمبراطورهم وهروبهم من ساحة المعركة).(99
هذا والحال أصبح الجيش البيزنطي قليل العدد ثقيل العدة ،فضلا عن الهزائم التي مني بها
مما أضعف عزيمة أفراده .أما بالنسبة إلى الجيش السلمي فقد كان قليل العدد من الصل،
يضاف إليه الحاميات المحلية التي امتازت بكفاءعة عالية التدريب ،يمثلون الجند النخبة ،ولذلك
كان الجيش خفيف الحركة مما جعلهم قوة ضاربة في المعركة الفاصلة ،هذا فضلا عن
معنوياتهم العالية جرراء النتصارات التي حققوها في اليام الخوالي.
وقبل التحام الجيشين بلحظات ،قام السلطان آلب أرسلن ،ورمى القوس والنشاب وأخذ
بيده السيف والدبوس ،وعقد ذنب فرسه بيده) ،(101ولعل عمله هذا لبعث الحمية والعزة في
نفوس قواته وتعبي ار ضمنيا لشعار قواته بأن القتال في مثل هذه المعارك ل ينفع إلر بالمواجهة
ويعتمد فيها الجند على شجاعته إوايمانه وقدرته على القدام وخوض عباب المعركة ولذلك
نجده يحمل السيف بيده ويترك السلح الذي يستخدم عن بعد .ولهذا تذكر المصادر أن قواته
نهجت النهج نفسه الذي سلكه).(102
وتضيف بعض المصادر الولية أنه " لبس البياض ،وتحنط وقال :إن قتلت هذا كفني")،(103
ونزل عن فرسه وسجد ل ومرغ وجهه في التراب ودعا ال واستنصره) .( 104ثم ركب فرسه بعد
الظهر مباشرة وحمل على الجيش البيزنطي وحملت معه العساكر مستغلا وقت صلة الجمعة
والخطباء على منابر السلم يدعون ال بنصرة السلم).(105
لم يكن يتوقع البيزنطيون هذا الهجوم فيما يبدو ،إذ استطاعت الفرقا الربعة السلمية
استدراج الجيش البيزنطي إلى العمقا لمطاردتها متجاوزة لمكان الكمين )الرهوة( ،ثم ما لبثت
الفرقا أن استدارت واشتبكت مع البيزنطيين من المام في الوقت الذي خرجت فيه قوات الكمين
من الخلف لتبث الذعر الشديد في صفوف القوات البيزنطية ،مما مرزقا وحدة صفوفهم)،(106
وتوغل المسلمون وسط صفوفهم ،فحجز الغبار بينهم ،وقتل المسلمون منهم كيفما شاءوا ،وأنزل
)(107
وحتى "امتلت ال نصره على المسلمين ،وانهزم الجيش البيزنطي ،وقتل منـهم مال يحصـى
الرض بجثث القتلى").(108
وتذكر المصادر أن السلطان آلب أرسلن وعساكره طاردوا فلول الجيـش البيزنطي بقية
نهار يوم الجمعة وليلة السبت يقتلون ويأسرون ،فلم ينـج منهم إلر القليل ،وغنمـوا جميع ما كـان
مـعهم)" ،(109وانجلت عند اصفرار الشمس غبرة المعركة وأحاطـت بـملك الروم يد السر
والهلكة").(110
ويصور لنا الصفهاني حالة الجيش البيزنطي بقوله"ووقعت نار البيض في حلفاء هامها،
فأذنت بانهزامها ،وانكسرت كسرة ل تقبل جب ارا ،فطائفة لم تثبت للقتال ولم تصبر ،وطائفة ثبتت
وتقتلت صب ارا ،فما نجت من أولئك اللوف آحاد ،وما سلمت من أعداء السلم أعداد").(111
وأثبتت رسائل أمين الدولة حقيقة انهيار الجيـش البيزنطي أمام قوات السلطان آلب أرسلن
"فلم تكن إل حملة هبت للسلم ريح الظفر ،ونشبت به نيران الصطدام متطايرة الشرر ،وظهر
من التأييد السمائي ما عل فيه اليمان على الكفر") ،(112ويؤكد هذا القول وصف ابن الجوزي
للمعركة حيث قال" :واقتتلوا ساعة أجلت فيها عن هزيمة الكفار ،فقتلوا
يومهم وليلتهم القتال الذريع ونهبوا وسبوا النهب والسبي العظيم").(113
وقد ظهرت خطورة المعركة من خشية أمير المؤمنين على السلم ،إذذ كان فكره مشتتاا،
ينتظر المصير الذي ستأوول إليه المعركة ،إلى أن جاءه البشير يخبره بالنصر المبين ،مما
أزال عن فكره الشك ،وجلء المضمون).(114
أبرز النتائج التي ترتبت على انتصار المسلمين في هذه المعركة ،ما تصوره لنا رسائل
أمين الدولة عن المصير الذي آل إليه الجيش البيزنطي بصورة بلغية رائعة ،قائل" :فتحكمت
الصوارم في الجماجم ،وأزالتها عن الماكن ،وأعادتهم من حكم المتحرك إلى الساكن ،فحينئذ
عجل ال إلى النار تلك الرواح ،وراح التوحيد وقد خلص عن غوائل الشرك وأراح ،وألقيت تلك
الشلء جز ار للطير والسباع . . .وحصل في السر العدد الجرم من أعيان الضلة مثقلين
بالغلل ،ومنقلين بين صنوف الهانة والذلل ...ودخل في السلم من رام السلمة فنالها،
ومال إليها حيث عرف مآلها ،وهرب على وجهه من ستخطفه اليدي من جميع المسالك،
ويحمله الرعب على إلقاء نفسه في المهالك").(115
ويستنبط من هذا النص ،المصير السيء الذي آل إليه الجيش البيزنطي الضخم
والخسائر المادية التي منيت بها المبراطورية البيزنطية ،ومدى انعكاس هذا الوضع على أمن
المبراطورية البيزنطية واستقرارها بفقدانها العداد الضخمة من جيشها.
وأما المصير الذي آل إليه المبراطور رومانوس تيعد من أبرز نتائج هذه المعركة ،وتقدم
لنا المصادر الولية صورة دقيقة عن هذا المصير ،فتشير إلى أن المبراطور وقع أسي ار في يد
أحد غلمان السلطان ،فشد الغلم يديه وجره إلى مقر السلطان).(116
أدخل السير لمقر السلطان مقيدا بالسلسل ،فضربه السلطان ثلث مقارع) ،(117ووبخه
وعاتبه في أمور ارتكب حماقة لعدم تنفيذها ،كان أولها ،رفض إمضاء الهدنة التي توسط بها
الخليفة القائم بأمر ال للرجوع عن غزو البلد السلمية .وثانيها ،مطالبة السلطان ببعض
الخارجين عليه الذين لجؤوا إلى المبراطور ،ورفض الخير تسليمهم للسلطان .وثالثها ،الغدر
والخيانة التي ارتكبها المبراطور بعد عقد الهدن ،وحلف اليمان .وآخرها عدم سماع
المبراطور للسلطان قبل بدء المعركة عنـدما طلب منه العدول عما يجول في ذهنه من غزو
بلد السلم).(118
)(119
بين السلطان وأسيره المبراطور في المصير وتتابع المصادر الولية حوار روائي
الذي سيؤول إليه المبراطور ،وينتهي هذا الحوار بصورة العفو والتسامح التي تمتع بها
السلطان والتي استمدها من الدين السلمي السمح ،وقد تمثلت بعقد اتفاقية بين الطرفين
ضمن الشروط التية:
أولل :العفو عن المبراطور رومانوس إواطلقا سراحه من السر).(120
ثانيـال :يفـدي المبراطور رومانوس نفسه بمبلعغ من المال ،اختلفت المصادر الولية في تحـديد
قيمته).(121
ثالثـال :دفع المبراطور رومانوس الجزية المقررة على بلده سنويا وقـدرها ثلثمائة وسـتون
ألف دينار).(122
رابعـلا :يتكــفل المبراطور بإرسال عساكر المـبراطورية البيزنطية متى اقتضت حاجة السلطان
إليها).(123
خامسلا :إطلقا سراح جميع أسرى المسلمين الذين في حوزة المبراطورية البيزنطية).(124
سادسلا :إقرار المبراطور بنيـابته عن السلطان في بيزنطة ،وأنه بمثابة خادم لـه).(125
سابعال :إعادة إنطاكية والرها ومنبج وملزكرد التي أخذت من المسلمين قريباا ،وأن ل يتعرض
المبراطور لبلد المسلمين بعد هذه الساعة).(126
ثامنـلا :ويشترط أن تكون أمد الهدنة خمسين عام ا).(127
وبعد النتهاء من إقرار المبراطور رومانوس بشروط المعاهدة المذكورة ،أمر السلطان
بإكرامه والرفع من مكانته ،وجهزه بمستلزمات عودته كإمبراطور لبلده ،وأرسل برفقته حاجبين
ومائة غلم مهمتهما حراسته وتأمين وصوله إلى عاصمته القسطنطينية ،كما شيعه السلطان
)( 129
لتنتهي بذلك صفحة حياة أول إمبراطور بيزنطي قرابة الفرسخ) ،(128ثم عانقه مستودعا إياه
أسير في أيدي المسلمين) ،(130اعتمد في إطـلقا سراحه على التسامح
والصفح والعفو عند المقدرة التي أقرها الدين السلمي.
وكان لنتصار السلطان ألب أرسلن في معركة ملزكرد أثر واضح في نفوس المسلمين
فقرأت كتب البشائر بالنصر على المل ،وزينت المدن وبخاصة بغداد بزينة لم ير مثلها من
قبل) ،(131وبعثت نشوة النصر في نفوس المسلمين ،وتغنى الشعراء في النصر وبالسلطان
وأسرفوا في مدحه).(132
وقد انعكس صدى أهمية معركة ملزكرد في التاريخ السلمي فهي" التي ضم ال تعالى
شمل السلم بما مدن به فيها وجاد ،وظل ذكر جللها متداولا بين كل من قصد التمام
)(133
والنجاد" ،وقد وصف ابن الجوزي هذا النصر بقوله" :وهـذا الفتح في السلم كان عجب ا
ل نظير له").(134
وقد عظمت مكانة السلطان ألب أرسلن بعد انتصاره في هذه المعركة عند الخليفة
العباسي القائم بأمر ال ،إذذ بعث إليه كتابا يهنئه بالفتح والظفر ،ويخاطبه بالولد السيد الجل
المؤيد المنصور المظفر السلطان العظم ملك العرب والعجم) ،(135واستغل السلطان هذا
النصر ،فطلب من الخليفة تعيين ولده ملكشاه ،ولي ا للعهد من بعده).(136
وكانت الخسارة التي منيت بها المبراطورية البيزنطية عسكري ا ومادي ا تفوقا التصور ،وقد
انعكست على المسلمين بكسب الغنائم ،ووقع عدد ل يحصى من الجند قتلى في أرض
المعركة حتى امتلت الرض بجثثهم)" ،(137وامتلت اليدي من سوادهم وأموالهم وآلتهم
وكراعهم").(138
أما أثر معركة ملزكرد على صعيد نظام الحكم في المبراطورية البيزنطية ،فقد اغتصب
عرش المبراطورية من قبل ميخائيل السابع ) 1072 -1071م( ،وأعلن نفسه إمبراطورا؛ مدعيا
أن المبراطور السير قد فرط بحقوقا بلده ،وتعرض إلى إهانات جسدية فلم يعد جدي ار بتولي
السلطة والتمتع بمقام المبراطور الرفيع ,وذلك لصبغ عمله بالصفة الشرعية ،المر الذي أدى
إلى نشوب حرب أهلية حول منصب عرش المبراطور).(139
ومهما يكن المر فإن عدم تمكن المبراطور رومانوس من الرجوع إلى الحكم ،سينعكس
بالطبع على شروط المعاهدة المبرمة مع السلطان آلب أرسلن ،لن المبراطور الجديد لم يرتبط
بها بأية مواثيقا .والحقيقة إن المصادر المتوافرة ل تسعف بأية إشارات تبين مصير شروط
المعاهدة ،باستثناء ما قام به رومانوس عند وصوله إلى القسطنطينية بجمع ما لديه من أموال،
وتقدر ما بين مائة ألف إلى مائتي ألف دينار ،وأرسلها للسلطان آلب أرسلن).(140
)(141
تشير إلى أن المبراطور "وصل إلى بلده سالما وهناك رواية ضعيفة عند الدواداري
وأوفى بجميع ما أوعد به ،وزاد في هداياه أضعاف ما كان في الظن ،واستقر حال المسلمين
معه طوال أيام حياته" ،ولكن هذه الرواية تتناقض مع جميع المصادر الخرى التي تشير إلى
أن المبراطور اغتصب عرشه ،ولم يعد إليه ألبتة ،فكيف له أن ينفذ شروط المعاهدة؟ لعل
الدواداري اعتمد على الشارات التي تشير إلى أن المبراطور المخلوع عندما عاد إلى
القسطنطينية جمع مالديه من أموال وارسلها للسلطان آلب ارسلن ,ولذلك أشار إلى أن
المبراطور المخلوع أوفى بجميع ما وعد به.
ويشير ابن الثير إلى أن المبراطور رومانوس عندما علم بما حدث في عرشه أرسل
ل" :إن شئت أن
للمبراطور الجديد ميخائيل يعلمه بما استقر المر مع السلطان ،وحثه قائ ا
تفعل ما استقرر ،إوان شئت أمسكت" ،فأجابه ميخائيل بإيثار ما تم التفاقا عليه ،وسأله التوسط
عند السلطان ،لقرار ما جاء في بنود المعاهدة).(142
والحقيقة أن رواية ابن الثير تؤكد إقرار بعض بنود المعاهدة الخاصة فقط بالمبراطور
المخلوع ،بدليل أن المبراطور الجديد طلب توسطه مع السلطان دون أن يحدد ابن الثير نوع
الوساطة ،والغلب أنه طلب إعادة صياغة بنود المعاهدة ليحققا مصلحة المبراطور الجديد
ل" :إن تترقرر الصلح مع
والمبراطورية ،وهذا ما أكده المبراطور المخلوع للمبراطور الجديد ،قائ ا
السلطان ،إوال فلن ترتاح ولن يرتاح المسيحيون").(143
ومهما يكن المر فقد اعتبرت معركة ملزكرد بمثابة كارثة حلت بالمبراطورية البيزنطية،
ولم يعد البيزنطيون ينعتونها عند حديثهم عنها ،إلر بـ"اليوم الرهيب") ،(144فقد تقلصت أملكها
في أرمينية وآسيا الصغرى ،ولم يعد لها إل بعض المدن المعزولة علىالساحل الجنوبي
لسيا الصغرى ،ولم تعد المبراطورية قادرة علىإعادة أملكها أو بسط نفوذها علىما
)(145
للستيلء فقدته ،وبخاصة بعد أنوجه السلطان آلبأرسلنابنعمه سليمان بن قتلمش
علىسهول وسط آسيا الصغرى التي كانتتشكل المصدر الرعويللغنام البيزنطية ،مما أدىإلى
انسياح التراك السلجقة بحرية في آسيا الصغرى وبلد الشام والجزيرة الفراتية ،وفتحت
نحو الغرب والتوغل في أراضيالمبراطورية البيزنطية الطريقا أمام سلجقة الروم بالتوجه
وطرقاأبوابعاصمتها ).(146
كما كان لسلجقة الروم أثر واضح في نشر السلم في المناطقا السابقة ،والتغيير في
أنظمتها الجتماعية والقتصادية والدارية والسياسية ،وهذا ما يؤكد أن شروط المعاهدة خلعت
بمجرد خلع المبراطور المخلوع ،ولم يتم التعامل في بنودها إطلقا ،وبخاصة أن الفوضى
والحروب الهلية انتشرت داخل المبراطورية البيزنطية ،وتدهورت أوضاعها القتصادية
والجتماعية والدارية ،إذ تمرد كثير من رعاياها الرمن وعملوا على إنشاء إمارات مستقلة لهم
في المنطقة).(147
وأصبح السلجقة يشكلون دولة مهيبة الجانب على القل بالنسبة للمبراطورية البيزنطية
التي أصبحت منهكة القوى بعد معركة ملزكرد ،كما أتاحث فرصة للسلجقة بقيادة آلب
أرسلن التوجه بفتوحاتهم للشرقا ،لكبح جماح شاه خورزم الذي تزايدت قواه آنـذاك ،إوان كان
هذا التحول نهاية حياة السلطان آلب أرسلن).(148
وقد عدت معركة ملزكرد نقطة تحول في التاريخ السلمي بصفة عامة ،وتاريخ غرب آسيا
بصفة خاصة ،إذذ استطاع سلجقة الروم إزالة الروم وعزلهم كعدو صارعهم منذ خروج العرب من
الجزيرة العربية .ولكن فتح المجال أمام القوى الوروبية المسيحية القادمة من الغرب بنااء على
دعوة من القسطنطينية التي استنجدت بالكنيسة الغربية ممثلة في البابا الذي ألهب مشاعر الغرب
لمساعدة الكنيسة الشرقية) ،(149ورد اعتبارالمبراطورية البيزنطية ،المر الذيأدىإلى دخولمنطقة
عرف "الحروبالصليبية " استمر قرابة
آسيا الصغرى وبلد الشام ومصر في صراع سياسي بـ
قرنين منالزمن،عاشتالمنطقة في ظلهذه الحروبحالة منالفوضى والضطراب في الجوانب
القتصادية والجتماعية إضافة إلى التمزقا في الوحدة السياسية للنظام السياسي الذيساد
المنطقة.
ا
لهوامش:
)( ابن الثير ،علي بن أبي الكرم محمد بن محمد )630ه1232/م( ،الكامل فاي الـتاريخ ،دار صـادر ،بيروت1979 ،م ،ج ،9ص -556 2
.557هذه المعاهدة كانت إثر غزو ابراهيم ينال بلد الروم وأسر ملك البخاز عام 440ه .ابن الثير ،الكامل ،ج ،9ص .547
)( ابن الثير ،الكامل ،ج ،9ص .557ابن ميسر )677ه1278/م( ،المنتقى من أخبار مصر ،تحقيقا :محمد ايمن ،المعهد الفرنسي للثار 3
الشرقية ،القاهرة1981 ،م ،ص .14ابن العبري ،غريغوريوس بن اهرون الملطي ،تاريخ مختصر الزامان ،تصحيح الب أنطون اليسوعي ،دار
الرائد اللبناني ،بيروت1983 ،م ،ص .98 -97وعـن غزوات التراك لراضي المبراطورية البيزنطية ،انظر :ابن الثير ،الـكامل ،ج ،9ص
.599 -46
)( ابن العبري ،تاريخ الزامان ،ص .98انظر :ابن الثير ،الكامل ،ج ،9ص .599 4
)( سبط ابن الجوزي ،يوسف بن فزاوغلي )654ه1256/م( ،مرآة الزامان فاي تاريخ العيان ،حوادث سنة ) ،(1086-1056عني بنشره 5
علي سويلم ،مطبعة الجمعية التاريخية التركية ،أنقره1968 ،م ،ص .19
)( سبط ابن الجوزي ،مرآة الزامان ) ،(1086 -1056ص .122 6
)( ابن الجوزي ،عبد الرحمن بن علي )597ه1200/م( ،المنتظم فاي تاريخ الملوك والمم ،تحقيقا :محمد مصطفى عبد القادر عطا ،دار 7
ستيفن ،تاريخ الحروب الصليبية ،ط ،1ترجمة السيد الباز العريني ،دار الثقافة ،بيروت1967 ،م ،ج ،1ص .95 -94
Rice,T. ,The Seljuks in Asia Minor, Thames and Hudson, London,1961, p.36.
9
)9( Michel le syrien, in R. H. C-D. Arm. vol. 1,p.333. Rice, The seljuks in Asia,p.37. Vasiliv,
A.A.,History of the Byzantine Empire, 2 vols. ,The University of wisconsin press, London, 1935, vol,
2, p.383-384. Grousset, R. Histoire de’ L’Armeine des origins a’ 1071, paris,1947,p.531.
)( انظر :ابن العديم ،كمال الدين عمر بن أحمد )660ه1262/م( ،بغية الطلب فاي تاريخ حلب ،ط ،1تحقيقا :سهيل زكار ،دار الفكر، 10
بيروت1922 ،م ،ج ،4ص .1972تاليوت رايس ،السلجقة تاريخهم وحضارتهم ،ترجمة :لطفي الخوري وابراهيم الداقوقي ،مطبعة الرشاد،
بغداد1968 ،م ،ص .36 -35سهيل زكار ،مدخل إلى تاريخ الحروب الصليبية ،ط ،3دار الفكر1975 ،م ،ص .145أحمد الشريف،
العالم السلمي فاي العصر العباسي ،ط ،1دار الفكر العربي ،ص .595
)( ابن الثير ،ج ،10ص .64انظر :سبط ابن الجوزي ،مرآة الزامان ) ،(1086-1056ص .147 -142ابن العديم ،بغية الطلب ،ج 11
،4ص .1978 ،1977ابن العديم ،كمال الدين عمر بن أحمد )660ه1262/م( ،زابدة الحلب من تاريخ حلب ،تحقيقا :سامي الدهان،
المطبعة الكـاثوليكية ،بيروت1954 ،م ،ج ،2ص .19
)( ابن العديم ،بغية الطلب ،ج ،4ص .1978 ،1977 ،1974ابن العـديم ،زابدة الـحلب ،ج ،2ص .19المقريزي ،أحمد بن علي )845ه/
12
1441م( ،أتعاظ الحنفا بأخبار الئمة الفاطميين الخلفا ،تحقيقا :محمد حلمي محـمد ،مطبعة الهرام القــاهرة1993 ،م ،ج ،2ص .302ابن
ميسر ،المنتقى من أخبار مصر ،ص .36 -35
Rice, the Seljuks in Asia,p.37-38.
)( انظر :سبط ابن الجوزي ،مرآة الزامان ) ،(1086-1056ص .142ابن العبري ،جمال الدين ،تاريخ الزامان ،ترجمة :الب إسحاقا 13
)( اليزدي ،محمد بن أحمد ) 743ه1342 /م( ،العراضة فاي الحكاية السلجوقاية ،ترجمة وتحقيقا :عبد المنعم محمد ،جامعة بغداد ،بغداد1979 ،م، 16
ص .47ابن الثير ،الكامل ،ج ،1ص .65ياقوت الحموي ،معجم البلدان ،دار صادر ،بيروت1984 ،م ،ج ،5ص .202ابن العديم ،بغية
الطلب ،ج ،4ص .1973ابن القلنسي ،أبو يعلى حمزة ) 555ه1160 /م( ،تاريخ ابن القلنسي المعروف بذيل تاريخ دمشق ،مطبعة الباء
اليسوعيين ،بيروت1908 ،م ،ص .99ابن العبري ،تاريخ مختصر الدول1983 ،م ،ص .322الــدواداري ،ابو بـكر ابن عبدال بن أيبك ) 736ه/
1335م( ،كنزا الدرر وجامع الغرر ،تحقيقا :صلح الدين المنجد ،القاهرة1961 ،م ،ج ،6ص .390ابن العبري ،تاريخ الزامان ،ص .109
الهمداني ،جامع التواريخ ،نشر إيران ،طهران1342 ،ه ،ص .38الرهاوي ،المجهول ،التاريخ ،عرربه البي أر بونا1986 ،م ،ص .64الذهبي ،العبر
فاي خبر من غبر ،ج ،2ص .313
)( النويري ،شهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب )733ه1332/م( ،نهاية الرب فاي فانون الدب ،تحقيقا :محمد فوزي ،الهيئة المصرية العامة 17
للكتاب1985 ،م ،ج ،26ص .313الصفهاني ،عماد الدين محمد بن محمد )643ه1245/م( ،تاريخ دولة آل سلجوق ،اختصار الشيخ
الفتح بن علي بن محمد البنداري ،ط ،2دار الفاقا الجديدة ،بيروت1978 ،م ،ص .41
)( ياقوت ،معجم البلدان ،ج ،2ص ،381 -380ج ،5ص .202الحميري ،محمد بن عبد المنعم )900ه1494/م( ،الروض المعطار فاي 18
خبر القاطار ،تحقيقا :إحسان عباس ،دار القلم ،بيروت1975 ،م ،ص .220البغدادي ،مراصد الطلعا ،ج ،1ص .360
)( سبط ابن الجوزي ،مرآة الزامان ) ،(1086-1056ص .148ابن الجوزي ،المنتظم ،ج ،8ص .261الحسيني ،صدر الدين أبي 19
الحسن ،أخبار دولة السلجقة ،اعتنى بتصحيحه محمد إقبال ،ط ،1دار الفاقا الجديدة ،بيروت1984 ،م ،ص .49الصفهاني ،تاريخ دولة
آل سلجوق ،ص .41ابن كثير ،أبو الفدا الحافظ )774ه ،(1372/البداية والنهاية ،ط ،3دار الكتب العلمية ،بيروت ،لبنان1987 ،م ،ج
،12ص .107
)( سهيل زكار ،مدخل إلى تاريخ الحروب الصليبية ،ص .149 20
)( العمروس ،محسن ،الحروب الصليبية فاي الشرق والمغرب ،ص .16 21
)( سبط ابن الجوزي ،مرآة الزامان ) ،(1086 -1056ص .148ابن الجوزي ،المنتظم ،ج ،8ص .261 24
)( تجرخ :آلة عليها قوس ثقيل يرمي السهام أو النفط ،انظر :ابن العديم ,زابدة الحلب ,ج ,2ص ،265هامش ) ,(1وترد عند سبط ابن الجوزي
25
باسم جرجي أي بحرف جيم بعد الراء ,وهي مدينة تعرف باسم شنت جرجي بالقرب من الطريقا الموصل للقسطنطينية .ولعل سبط ابن الجوزي أو
المحققا أورد رسم الكلمة بقلب حرف الخاء إلى جيم لتصبح جرجي وبخاصة أن الكلمة لم تذكر في الرواية سبط ابن الجوزي بين أسماء القوام
المرتزقة في الجيش الروماني وانما أوردها بين فئات السلحة التي استخدمت من قبل الجيش الروماني ،وهذا ما يؤكد أن جرخي هي آلة قتال ل
جنس بشري .انظر :سبط ابن الجوزي ,مرآة الزامان ) ,(1086-1056ص .148
)( قنطار ,وحدة وزن ,يساوي مائة رطل ويساوي 33 .42كغم من الذهب ,وقد استعملت أوزان متعددة للقنطار في القطار السلمية ,القنطار 26
الشامي= 185كغم ,القنـطار الحلبي= 100رطل= 228كغم ,أما في الدولة السـلجوقية في آسيـا كـان القنطار يساوي 56,443كــغم ,ولعل هذا
الوزن المقصود في الرواية ,انـظر :فالتر هنتس ,المكاييل والوزاان ,ترجمة كامل العسلي ,منشورات الجامعة الردنية ,عمان ,ص .43 -40
)( الرطل ,يساوي أساسا ) (12أوقية زمن الدولة العباسية ,أما الرطل الفلسطيني في العصور الوسطى يساوي 2.5كغم ,الرطل الدمشقي 27
)( ابن العبري ،تاريخ مختصر الدولة ،ص .322رنسيمان ،تاريخ الحروب الصليبية ،ج ،1ص .97 32
)( ابن خلدون ،عبد الرحمن بن محمد )808ه1469/م( ،تاريخ ابن خلدون ،ط ،3دار الكتاب اللبناني ،بيروت1958 ،م ،ج ،3ص .582 33
النويري ،نهاية الرب ،ج ،26ص .313ابن العديم ،بغية الطلب ،ج ،4ص .198
)( الحسيني ،أخبار الدولة السلجوقاية ،ص .47اليزدي ،العراضة فاي الحكاية السلجوقاية ،ص .46الصفهاني ،تاريخ دولة آل سلجوق، 34
)( البجناك )البتشينغ( ,طائفة من العناصر التركية كانوا يتصف افرادها بسمار بشرتهم ,فقراء ,عبروا نهر الدانوب إلى جوف المبراطورية البيزنطية,
37
وكانوا يشكلون خطورة واضحة على أراضى المبراطورية ،والحقوا الهزائم في بعض مدنها وتج أروا على محاصرة القسطنطينية عام 322هوتوغلوا حتى
بلد الفرنج ،ويعتمدون على السلب والنهب ،وفيما بعد اصبحوا يعملون كمرتزقة في جيش المبراطورية .انظر :ابن الثير ,الكامل ,ج ,1ص 260
.ياقوت ,معجم البلدان ,ج ,1ص .323ابن فضلن ,أحمد بن العباس بن راشد ,رسالة ابن فاضلن فاي وصف الرحلة إلى بلد الترك والخزار,
تحقيقا :سامي الدهان .مديرية إحياء التراث العربي ,دمشقا1979 ,م ,ج ,1ص .137
Stton, K. M. ,A History of the crusades,vol. 1: The first Hundred years, ed. by M. W. ,Baldwin,
Philadelphia1958,n. 3. Ostrogorsky G. ,History of the Byzantine state trans. by J. Hussey,Oxford, 1956, p. 227,
245,259,303.
)( الحسيني ،أخبار الدولة السلجوقاية ،ص .47انظر :ابن الثير ،الكامل ،ج ،10ص .65رنسيمان ،تاريخ الحروب الصليبية ،ج ،1ص 38
.97
Rice,The seljuks in Asia,p37.
)( تاريخ ابن خلدون ،ج ،3ص .582النويري ،نهاية الرب ،ج ،26ص .313انظر :ابن الثير ،الكامل ،ج ،10ص .65انظـر :ابن 39
المتاخمة وقد شكلت غاراتهم خطورة على أراضي ديار بكر وشمال الجزيرة الفراتية .انظر :ابن الثير ,الكامل ,ج ,10ص .587مؤلف
سرياني رهاوي )زاكار( ،ج ,2ص .481ابن العبري ,تاريخ مختصر الدول ,ص .79,201
Mattieu d,Edessa,inR. H. C-D. Arm. vol. 1. p.127-130. Chronique de Gregoire le pretre, in R. H. C-
D. Arm. vol. 1,p.615.
)( تاليوت ،السلجقة ،ص .36 -35أحمد الشريف ،العالم السلمي ،ص .595رنسيمان ،تاريخ الحروب الصليبية ،ج ،1ص .97
41
)( سبط ابن الجوزي ،مرآة الزامان ) ،(1086-1056ص .148انظر :ابن الجوزي ،المنتظـم ،ج ،8ص .261البطريق ,قائد عسكري 43
روماني يتولى قيادة عشرة آلف رجل ,وكان يتم توزيع عدد من بطارقة الروم مع جندهم في كور المبراطورية ,ويعرف كبير البطارقة باسم
الدمستقا .الخوارزمي ,مفاتيح العلوم ,ص .158 -157
)( انظـر :ابن العديم ,زابدة الحلب ,ج ,2ص .265ويحدد ابن العديم عددهم بـ ) (30الف .القومص ,يرد في المصادر العربية باسم
44
القومس ,القمص ,القومص ,جممعها قمامصة ,وتعني الكونت تعريب للفظ اللتين comesوهو قائد روماني يأتي تحت يد البطريقا ويتولى
قيادة مائتي رجل .الخوارزمي ,مفاتيح العلوم ,ص .157أما الدوقاس ,لفظ يتردد في المصادر العربية للدللةعلى حكام المارات الصليبية,
ويتولى القومس منصب عسكري مضاهي للقومص ,برتبة أمير اماره .انظر :ابن الثير ,الكامل ،ج ,9ص .171
)( سبط ابن الجوزي ،مرآة الزامان ) ،(1086 -1056ص .148ابن الجوزي ،المنتظم ،ج ،8ص .261 45
)( الدواداري ،كنـزا الدرر ،ج ،6ص .393انظـر :ابن العديم ,زابدة الحلب ,ج ,2ص .265 46
)( ابن الثير ،الكامل ،ج ،10ص .64سبط ابن الجوزي ،مرآة الزامان ) ،(1086-1056ص .147 -142 47
)( ابن العديم ،بغية الطلب ،ج ،4ص .1974ابن ميسر ،المنتقى من أخبار مصر ،ص .36 -35المقريزي ،اتعاظ الحنفا ،ج ،2ص 48
)( سبط ابن الجوزي ،مرآة الزامان ) ،(1086 -1056ص .147ابن الجوزي ،المنتظم ،ج ،8ص .260 50
)( الصفهاني ،تاريخ دولة آل سلجوق ،ص .47سبط ابن الجوزي ،مرآة الزامان ) ،(1086 -1056ص .148الحسيني ،أخبار الدولة 51
نهاية الرب ،ج ،26ص .313تاريخ ابن خلدون ،ج ،3ص .582ابن العبري ،مختصر تاريخ الدول ،ص .322
)( الصفهاني ،تاريخ دولة آل سلجوق ،ص .40انظر :احتلل المبراطور رومانوس أول مدينة ملزكرد .مار ،ميخائيل الكبير ,تاريخ 53
ميخائيل السرياني ,ط ,1ترجمة مار غريغوريوس ,دار ماردين ,دمشقا1996 ,م ,ج ,3ص .138
)( اليزدي ،العراضة فاي الحكاية السلجوقاية ،ص .46 54
)( ابن الثير ،الكامل ،ج ،1ص .65سبط ابن الجوزي ،مرآة الزامان ) ،(1086 -1056ص .147ويذهب الصفهاني بأنه أرسلهم إلى مدينة 55
.313ابن العبري ،مختصر تاريخ الدول ،ص .322الحسيني ،أخبار دولة السلجقة ،ص .47ابن الثير ،الكامل ،ج ،10ص .65
)( سبط ابن الجوزي ،مرآة الزامان ) ،(1086-1056ص .148انظر :الـدواداري ،كنزا الدرر ،ج ،6ص .393 -392 57
)( ابن كثير ،البداية ،ج ،12ص .107ابن الجوزي ،المنتظم ،ج ،8ص .261 58
)( تاريخ ابن القلنسي ،ص .99ابن العديم ،بغية الطلب ،ج ،4ص .1973 60
)( الحسيني ،أخبار الدولة السلجوقاية ،ص .49ابن العبري ،تاريخ مختصر الدول ،ص .322ابن الثير ،الكامل ،ج ،10ص .65
62
الصفهاني ،تاريخ دولة آل سلجوق ،ص .42النويري ،نهاية الرب ،ج ،6ص .314ابن العبري ،تاريخ الزامان ،ص .110تاريخ ميخائيل
السرياني ,ج ,3ص .138
Bryennios,Histoires-N. Bryennios ,Les Quatre Livres des Histoires, Fren Irans, H. Gregoire, B, 23,1953, pp.
463-530. . Matthieu d,Edesse, Chronique- Matthieu d,Edesse, Chronique,Extraits de la Chronique de Matthieu
d,Edesse,962- 1136,avec la Continuation de Gregoire le pretre Jusqu,en1162,ed. M. E. Dularier,paris,1857.
)( ابن الجوزي ،المنتظم ،ج ،8ص .261ابن العبري ،تاريخ الزامان ،ص .110أديب السيد ،أرمينية فاي التاريخ ،ص .208 63
ي ,مدينة مشهورة من امهات البلد ,وتعد قصبة بلد الجبال ,كثيرة الخيرات بينها وبين نيسابور مائـة وستون فرسخا بالقرب من خراسان.
)( الار ر
66
ابن العبري ،تاريخ مختصر الدول ،ص .322النويري ،نهاية الرب ،ج ،26ص .314ابن الثير ،الكامل ،ج ،10ص .65
)( ابن الجوزي ،المنتظم ،ج ،8ص .261سهيل زكار ،مدخل إلى تاريخ الحروب الصليبية ،ص .148 68
)( ابن الثير ،الكامل ،ج ،10ص .65سبط ابن الجوزي ،مرآة الزامان ) ،(1086-1056ص .147الصفهاني ،تاريخ دولة آل 69
ابن العديم ،بغية الطلب ،ج ،4ص .1980ابن الثير ،الكامل ،ج ،10ص .65
)( تاريخ ميخائيل السرياني ،ج ,3ص .138 71
)( سبط ابن الجوزي ،مرآة الزامان ،ص .148ويشـاركه في الـرأي ابن الـجوزي ،المنتظم ،ج ،8ص .261ابن العبري ،تاريخ الزامان ،ص 74
.110
)( الحسيني ،أخبار الدولة السلجوقاية ،ص .49ابن الثير ،الكامل ،ج ،10ص .65 75
)( الحسيني ،أخبار الدولة السلجوقاية ،ص .49ابن الثير ،الكامل ،ج ،10ص .66الصفهاني ،تاريخ دولة آل سلجوق ،ص .42ابن 76
)( الحسيني ،أخبار الدولة السلجوقاية ،ص .49انظر :ابن الثير ،الكامل ،ج ،10ص .66 79
)( انظر :نص الخطبة عند عصام ،الخلفاة العباسية فاي ضوء رسائل أمين الـدولة ،ص .181-180وانظر أيضاا :الراوندي ،راحة الصدور، 80
ص .188الحسيني ،أخبار الدولة السلجوقاية ،ص .47ابن العديم ،بغية الطلب ،ج ،4ص .1979
)( الحسيني ،أخبار الدولة العباسية ،ص .49ابن الثير ،الكامل ،ج ،10ص .65ابن الجوزي ،المنتظم ،ج ،8ص .261الدواداري ،كنـزا 81
الدول ،ص .322الدواداري ،كنزا الدرر ،ج ،6ص .393النويري ،نهاية الرب ،ج ،26ص .314ابن الثير ،الكامل ،ج ،10ص .66
ابن الجوزي ،المنتظم ،ج ،8ص .262
)( ابن الجوزي ،المنتظم ،ج ،8ص .262سبط ابن الجوزي ،مرآة الزامان ) ،(1086 - 1056ص .148الدواداري ،كنزا الدرر ،ج ،6ص 83
.394 -393
)( الحسيني ،أخبار الدولة السلجوقاية ،ص .50 84
)( انظر :عصام ،الخلفاة العباسية فاي ضوء رسائل أمين الدولة ،ص .185 -184 85
)( ابن العديم ،بغية الطلب ،ج ،4ص .1980انظر :الصفهاني ،تاريخ دولة آل سلجوق ،ص .41ابن الجوزي ،المنتظم ،ج ،8ص 88
.261سبط ابن الجوزي ،ص .148ابن العبري ،تاريخ مختصر الدول ،ص .322ابن كثير ،البداية والنهاية ،ج ،12ص .107تاريخ ابن
خلدون ،ج ،3ص .582تاريخ ابن القلنسي ،ص .99 -89
)( الصفهاني ،تاريخ دولة آل سلجوق ،ص .40 89
)( سبط ابن الجوزي ،مرآة الزامان ) ،(1086-1056ص .147انظـر :ابن الجوزي ،المنتظم ،ج ،8ص .261الدواداري ،كنزا الدرر ،ج 91
،6ص .392
)( الصفهاني ،تاريخ دولة آل سلجوق ،ص .42سبط ابن الجوزي ،مرآة الزامان ) ،(1086-1056ص .148ابن الثير ،الكامل ،ج ،10 92
الـدواداري ،كنزا الدرر ،ج ،6ص .393 -392أديب السيد ،أرمينية فاي التاريخ ،ص .208 -207سعيد برجاوي ،الحروب الصليبية ،ص
.63
)( أديب السيد ،أرمينية فاي التاريخ ،ص .207 94
)( سبط ابن الجوزي ،مرآة الزامان ) ،(1086-1056ص .148الصفهاني ،تاريخ دولة آل سلجوق ،ص .42ابن الثير ،الكامل ،ج 97
ص .66ابن الجوزي ،المنتظم ،ج ،8ص .362الدواداري ،كنزا الدرر ،ج ،6ص .394ابن العبري ،تاريخ الزامان ،ص .110
)( سبط ابن الجوزي ،مرآة الزامان ) ،(1086-1056ص .149الحسيني ،أخبار الدولة السلجوقاية ،ص .49ابن الثير ،الكامل ،ج ،1 102
ص .66ابن العبري ،تاريخ الزامان ،ص .110الدواداري ،كنزا الدرر ،ج ،6ص .394
)( ابن الثير ،الكامل ،ج ،10ص .66ابن العبري ،تاريخ مختصر الدول ،ص .322النويري ،نهاية الرب ،ج ،26ص .314 103
)( ابن الثير ،الكامل ،ج ،10ص .66ابن كثير ،البداية ،ج ،12ص .108 104
)( الصفهاني ،تاريخ دولة آل سلجوق ،ص .42ابن العديم ،بغية الطلب ،ج ،4ص .1980 105
)( ابن الثير ،الكامل ،ج ،10ص .66ابن العديم ،بغية الطلب ،ج ،4ص .1977 107
)( الحسيني ،أخبار الدولة السلجوقاية ،ص .50انظر :الدواداري ،كنزا الدرر ،ج ،6ص .394 110
)( انظر :عصام ،الخلفاة العباسية فاي ضوء رسائل أمين الدولة ،ص .185 ،104 112
)( عصام ،الخلفاة العباسية فاي ضوء رسائل أمين الدولة ،ص .264 114
)( عصام ،الخلفاة العباسية فاي ضوء رسائل أمين الدولة ،ص .185 115
)( الحسيني ،أخبار الدولة السلجوقاية ،ص .51سبط ابن الجوزي ،مرآة الزامان ) ،(1086 -1056ص .149ابن العديم ،بغيـة الطلب ،ج 4 116
،ص .198ابن العبري ،تاريخ مختصر الدول ،ص .323 -322النويري ،نهاية الرب ،ج ،26ص .314ابن الثير ،الكامل ،ج ،10ص
.66الصفهاني ،تاريخ دولة آل سلجوق ،ص .44ابن الجوزي ،المنتظم ،ج ،8ص .262عصام ،الخلفاة العباسية فاي ضوء رسائل أمين
الــدولة ،ص .186الدواداري ،كنزا الدرر ،ج ،6ص .395ابن العبري ،تاريخ الزامان ،ص .110
)( ابن الثير ،الكامل ،ج ،10ص .66ابن كثير ،البداية ،ج ،12ص .108ابن العديم ،بغية الطلب ،ج ،4ص .1980سبط ابن الجوزي، 117
مرآة الزامان ) ،(1086 -1056ص .149ابن الجوزي ،المنتظم ،ج ،8ص .262انظر :وليم الصوري ،معاملة السلطان لرومانوس ،ج ،1
ص .159 -158ابن العبري ،تاريخ الزامان ،ص .110الدواداري ،كنزا الدرر ،ج ،6ص .395تاريخ ميخائيل السرياني ،ج ,3ص .139
وليم الصوري ,ج ,1ص .158
)( سبط ابن الجوزي ،مرآة الزامان ) ،(1086-1056ص .150 -149ابن الثير ،الكامل ،ج ،10ص .67 -66ابن الجوزي ،المنتظم، 118
ج ،8ص .262ابن العبري ،تاريخ الزامان ،ص .110انظر :وليم الصوري ,معاملة المبراطور السير ,ج ,1ص .159 -158
)( ابن الثير ،الكامل ،ج ،10ص .67سبط ابن الجوزي ،مرآة الزامان ) ،(1086-1056ص .150ابن الجوزي ،المنتظم ،ج ،8ص 119
.263الدواداري ،كنزا الدرر ،ج ،6ص .395ابن العبري ،تاريخ الزامــان ،ص .111 -110تاريخ ميخائيل السرياني ،ج ,3ص .139
)( سبط ابن الجوزي ،مرآة الزامان ) ،(1086-1056ص .150ابـن الثير ،الكـامل ،ج ،10ص .67ابن العبري ،تاريخ الزامان ،ص 120
دينار وبعد تخفيضها أصبحت ألف ألف وخمسمائة ألف دينار .ابن الثير ،الكامل ،ج ،10ص .67يحدد بألف ألف وخمس مائة ألف دينار،
وكذلك ابن العديم ،بغية الطلب ،ج ،4ص .1980انظر :عصام ،الخلفاة العباسية فاي ضوء رسائل أمين الدولة ،ص .186ويحددها ابن
العبري بالف ألف .انظر :ابن العبري ،تاريخ الزامان ،ص .111الدواداري ،كنزا الدرر ،ج ،6ص .395
Bryennios, Histoires,p. 494. Matthieu d,Edesse, Chronique,p.169. Glycae, Annales,M. Glycae, Annales, ed
Bekker , CSHB , Bonn,1836,p. 611. Ephraemius, Imperatorum, Ephraemius,Monachi Imperatorum et
patriarcharum ed. A. Maio,in CSHB, Bonn,1840,p. 146.
)( ابن الجوزي ،المنتظم ،ج ،8ص .263سبط ابن الجوزي ،مرآة الزامان ) ،(1086-1056ص .150انظر :عصام ،الخلفاة العباسية فاي 122
ضوء رسائل أمين الدولة ،ص " .186وللهدنة ثلث مئة ألف وان يسرير في كل سنة عشرين ألف دينار" .الدواداري ،كنزا الدرر ،ج ،6ص 395
.
Matthieu d,Edesse, Chronique,p. 169. Bryennios,Histoires,p. 494. Glycae, Annales, p. 611. Ephraemius,
Imperatorum, p. 146.
)( سبط ابن الجوزي ،مرآة الزامان ) ،(1086-1056ص .150ابن الثير ،الكامل ،ج ،10ص .67ابن الجوزي ،المنتظم ،ج ،8ص
123
الجوزي ،مرآة الزامان ) ،(1086-1056ص .150الدواداري ،كنزا الدرر ،ج ،6ص .395
Glycae, Annales, p.611. Bryennios, Histoires,p.494. Ephraemius, Imperatorum, p.146. . Matthieu d,Edesse,
Chronique,p. 169.
)( ابن الثير ،الكامل ،ج ،10ص .67سبط ابن الجوزي ،مرآة الزامان ) ،(1086-1056ص .150انظر :عصام ،الخلفاة العباسية فاي 125
.111ابن العديم ،بغية الطلب ،ج ،4ص .1973الدواداري ،كنزا الدرر ،ج ،6ص .395
127
)127( Rice,The Seljuks in Asia,p.39
)( الفرسخ ,يساوي ثلثة أميال وكل ميل الف باع وكل باع أربعة اذرع شرعية ويساوي طول الفرسخ حوالي 6كم .فالترهنتس ,المكاييل والوزاان, 128
ص .94
)( سبط ابن الجوزي ،مرآة الزامان ) ،(1086-1056ص .151ابن العبري ،تاريخ مختصر الدول ،ص .323الدواداري ،كنزا الدرر ،ج ،6 129
ص .396ابن كثير ،البداية ،ج ،12ص .108النويري ،نهاية الرب ،ج ،26ص .315ابن العبري ،تاريخ الزامان ،ص .111ابن
الثير ،الكامل ،ج ،10ص .67تاريخ ابن خلدون ،ج ،3ص .582اليزدي ،العراضة ،ص .48ابن الجوزي ،المنتظم ،ج ،8ص .264
)( ابن العديم ،بغية الطلب ،ج ،4ص .1977 130
)( سبط ابن الجوزي ،مرآة الزامان ) ،(1086-1056ص .152الدواداري ،كنزا الدرر ،ج ،6ص .396 131
)( عصام ،الخلفاة العباسية فاي ضوء رسائل أمين الدولة ،ص .263 133
)( ابن الجوزي ،المنتظم ،ج ،8ص .264انظر أيضاا :ابن العديم ،بغية الطلب ،ج ،4ص .1977سبط ابن الجوزي ،مرآة الزامان ) 134
،(1086-1056ص .152
)( الحسيني ،أخبار الدولة السلجوقاية ،ص .53 135
)( عصام ،الخلفاة العباسية فاي ضوء رسائل أمين الدولة ،ص .187 136
)( ابن الثير ،الكامل ،ج ،10ص .66الصفهاني ،تاريخ دولة آل سلجوق ،ص .43 137
)( تاريخ ابن القلنسي ،ص .99انظر :ابن العديم ،بغية الطلب ،ج ،4ص .1977 138
)( وليم الصوري ،ج ،1ص .159ابن العبري ،تاريخ الزامان ،ص .112انظر :تاريخ ابن القلنسي ،ص .99ابن الجوزي ،المنتظم ،ج 139
،8ص .256ابن العديم ،بغية الطلب ،ج ،4ص .1973تاليوت ،السلجقة ،ص .39سعيد برجاوي ،الحروب الصليبية ،ص .65أديب
السيد ،أرمينية فاي التاريخ ،ص .211
Rice, The Seljuks in Asia,p.39. Glycae, Annales, p.612. Scylitzes, Synopsis, p. 702-703.
)( ابن الثير ،الكامل ،ج ،10ص .67النويري ،نهاية الرب ،ج ،26ص .315تاريخ ابن خلدون ،ج ،3ص .582ابن كثير ،البداية ،ج 140
،12ص .108ابن الجوزي ،المنتظم ،ج ،8ص .264ابن العبري ،تاريخ الزامان ،ص .112
)( الدواداري ،كنزا الدرر ،ج ،6ص .396 141
)( ابن الثير ،الكامل ،ج ،10ص .67انظر :النصيحة ابن العبري ،تاريخ الزامان ،ص .112 142
144
)144( Rice,The Seljuks in Asia,p. 39.
)( وليم الصوري ،ج ،1ص .159
145
Michel Le Syrien, in R. H. C-D Arm. Vol. 1,p.324. Vasiliev: History of the Byzantine, Vol. 2,p.382,394.
Ostrogorsky, History of the Byzantine, p. 357,359. Rice,The Seljuks in Asia,p. 39-40,43-52.
Philip,Byzantium,P. 85,92,97.
)( تاليوت ،السلجقة ،ص .39سهيل زكار ،المدخل إلى تاريخ الحروب الصليبية ،ص .51 146
Rice,The Seljuks in Asia,p.36-39. Vasiliev: History of the Byzantine, Vol. 2,p.380,382. Ostrogorsky,
History of the Byzantine, p.356,359.
)( الراواندي ،راحة الصدور ،ص .120ابن الثير ،الكامل ،ج ،10ص .74 -73ابن العبري ،تاريخ الزامان ،ص .113 148