Professional Documents
Culture Documents
Eutanazija Arapski Tekst
Eutanazija Arapski Tekst
قتل المرحمة
EUTHANASIE
بين
القوانين الوضعية
والفقه السإلماي
السإتاذ الدكتور
ماحماد الهواري
مدخل:
أمكن للتقدم العلمي في السنوات الخأيرة وخأاصة في مجال صحة الحياة وكــذلك
ــداً.ــحة ج ــورة واض ــار بصالتطور المذهل للتقنية الطبية أن يؤدي لن تطول العأم
ــى ــافظ عأل ويلحظ كذلك أن التقدم الطبي وخأاصة في البلد المتطورة ،استطاع أن يح
الحياة الصطناعأية للمرضى الواقعين تحت تأثير الغيبوبة ،لفترة طويلة من الزمن قــد
ــرية تستمر في بعض الحيان لعدة سنواتً.ومع التطور الجتماعأي وتفكك الروابط الس
وارتفاع نفقات العلجا الطبي اخأتلفت النظرة الطبية لمثل هؤلءا المرضى اخأتلفا بيينــاً.
فقد يصدف أن يصاب بعض المرضى بآفات ل يرجى شفاؤها ،كبعض آفات الســرطان
أو اليدز وغيرها ،وقد تتصاحب هذه الفات بآلم شديدة غير محتملة مما يدفع الهيئــة
ــي ــة تنتهــن طريق ــث عأالطبية المعالجة أو المريض نفسه أو من يتولى أمره أن يبح
بواسطتها حياة المريض رحمة به وشفقة عأليه ً.وأدى هذا الموقف إلى نشوءا ما يســمى
ــا ــم )الوتانازي ــة باســات الوربي ــرف باللغ بقتل الرحمة أو تيسير الموت أو ما يع
ل عأنيفا بين الوســاط الطبيــة والقانونيــة ً.( Euthanasiaوهو وسيلة أثارت جد ل
والخألقية والدينية لم تنتهي آثارها حتى يومنا هذاً.
وعأليه فإن كلمة الوتانازيا تعني لغويا الموت أو القتل الرحيم أو الموت الحسسن أو الموت
الميسرً.
أما في التعبير العلمي المعاصر فتعني كلمة الوتانازيا "تسإهيل ماوت الشخص الماريض
ح مانه ماقدم للطبيب الماعالج "ً.
المايؤوس مان شفائه بناء على طلب ُماِل ٍ
ومع الزمن نشأت صور تطبيقية مخأتلفة للوتانازيا نلخأصها فيما يلي:
2
القتل الفعال Euthanasie Directeأو القتل الماباشر أو الماتعماد: -1
ويتم بإعأطاءا المريض جرعأة قاتلة من دواءا كالمورفين أوالكــورار Curare
أوالباربيتوريات Barbituratesأو غيرها من مشتقات السيانيد Cyanide
بنيية القتلً.
وهو عألى ثلثة أحوال:
الحالة الخأتيارية أو الرادية حيث تتم العملية بناءا عألى طلب ملحح الحالة الولى:
من المريض الراغب في الموت وهو في حالة الوعأي أو بناءا عألى وصية مكتوبة مسبقاً.
الحالة اللإرادية وهي حالة المريض البالغ العاقل الذي فقد الوعأي، الحالة الثانية:
حينئذ تتم العملية بتقدير الطبيب الذي يعتقد بأن القتل في صالح المريض ،أو بناءا عألــى
قرار من ولي أمر المريض أو أقربائه الذين يرون أن القتل في صالح المريضً.
وهي حالة ل إرادية يكون فيها المريض غير عأاقل ،صبيا كان أو الحالة الثالثة:
معتوها ،وتتم بناءا عألى قرار من الطبيب المعالجً.
3
يقول الدكتور عأصام الشربيني بأن قتل المرحمة وافد غريب عألى عأالم الطب والطباءا،
ــتزمون ــاءا يل
ــزل الطب بصوره المخأتلفة أو أسمائه المتعددة أو وسائله المتباينة ،فلم ي
بالمحافظة عألى الحياة النسانية من بدءا الحمل إلى نهاية الموت ،منذ سقسسم أبقراط أقدم ما
عأرف ،إلى الدستور السلمي للمهن الطبية أحدث ما صدرً.
ويعتقد بأن ظاهرة قتل المرحمة بدأت بالظهور بصورة منظمة في الربع الثاني من القرن
الماضي ،ثم أخأذ الداعأون إليه يزدادون وينشئون الجمعيات تحت أسماءا مخأتلفة ،لعلهــا
تكون أكثر قبولل أو أقل استثارة للمعارضة والنفور ً.وقد أنشئت الجماعية الماريكية لقتل
الرحماة سنة 1930ثم عأدلت اسمها سنة 1970م إلى " :جماعية حق النسإان في الماوت
ــدمت ــام 1936م وق ــا عأــاع له " ً.وعأقدت الجمعية البريطانية لقتل الرحمة أول اجتم
مشروعأا لمجلس اللوردات يجعل قتل الرحمة أمرا يبيحه القانون ،فلما رفضه المجلــس
تكررت المحاولت مرات عأديدة عألى مير السنينً.
ومع أن التقاليد الطبية السائدة في بلدان العالم والكثرة الغالبة من الطباءا ما زالت ترفض
وتنفر بشدة مما يسمى قتل الرحمة ،ومع أن القوانين السارية في معظم بلدان العالم تعتبر
قتل النسان بأي صورة ولي سبب جريمة يعاقب عأليها القانون ،إل أن قتل الرحمة أخأذ
حيمارس بصورة متزايدة في عأدد من البلدان الوروبية مستترا في صدور الطباءا الذين
ــة ــي أروق ــائعا فــزال ض مارسوه ثم اعأترفوا به في مناسبات مخأتلفة ،وقد يكون ل ي
المستشفيات وسجلتها تحت أسماءا مضللة تجعل السلطات تغض الطرف عأنها أو تمتنع
المحاكم من إيقاع العقوبات القانونية في حق مرتكبيها ً.وتكاد هذه المور تصبح ممارسة
يومية في بلد كهولندا ،إلى أن أصبح المر مقننا من قبل السلطات التشريعيةً.
ففوت" ففي الما وكما تطورت السماءا من "جماعية قتل الرحماة" إلى "جماعية حق النسإان ف
إلى "حق النسإان في الماوت في وقار وإجلل" ،كذلك تطورت الهداف من عألجية إلى
وقائية ،أي من إنهاءا اللم بقتل المتألم إلى " الوقاية من الطفولة المعوقــة " والمطالبــة
بتشريع يبيح للطباءا قتل الطفال المعوقين خألل ) ( 72ساعأة من ولدتهمً.
ــرمة، ــات المنص ومما ل شك فيه أن الهتمام في مسألة القتل الرحيم تزايد في الثمانيني
ونظن أن ذلك يرجع إلى أمور من أهمها:
اهتمام دوائر العألم ونشر ممارسـة القتل الرحيم بشـكل واسـع فــي (1
هولنداً.
ــواعــض أن ــى العلجا كبع ــائها عألــة واستعص استفحال بعض الوبئ (2
السرطانات ومرض اليدزً.
ــلطات ــى الس
ــغط عأل ــي الض نشوءا جمعيات وهيئات ذات تأثير كبير ف (3
الحكومية لجل إصدار تشريعات حول القتل الرحيمً.
4
انقسمت الراءا حول القتل الرحيم بين مؤيدين ومعارضين وبين مؤيدين بشروط
صارمة ً.ومن بين الحجج التي يبديها المؤيدون للقتل الرحيم نذكر ما يلي:
يرى البعض أن اللجوءا إلى القتل الرحيم هو في مصلحة المريض الذي يعــاني
ــوقفهم
ــدعأيم م
من اللم الجسـدية والنفسية التي ل يطيق تحملها ،ويقدمون لت
الحجج التالية:
5
عألى الغير في قضاءا الحوائج وأن يصبح النسان كتلـة لحميـة ل نفـع
لها ،حينئذ تتساوى الحياة مع الموت ،بل إن الموت أولىً.
-1الرحماة والشفقة:
وإذا خأففنا اللم الجسمية عأن المريض الميؤوس من شفائه ،فإن آلمــه
النفسية مستمرة لشعوره بأنه عأبءءا ثقيل عألى سواه ممن يتولون رعأايته،
ول مفير -بعد قليل أو كثير – من تبيرمهم وتميردهم عألى ما يشيق عأليهم
من أمرهً.
وإذا لم يكن في حالة من الوعأي يشعر معها بهذه اللم ،فهي واقعــة بل
ــن ــال مشك عألى أهله القربين ،وأصدقائه الدنيين ) وهنا نلحظ النتق
الرحمة بالمريض إلى الرحمة بأهله وأصدقائه الصحاءا ( ً.
-2العامال القتصادي:
ل يظللها جميعا بظلــه، ول شك أن وراءا كل هذه الحجج والسباب عأام ل
ــاءاــة والعأب ــاليف المادي ــو التكسواءا ذكر صراحة ،أو لم يذكر ،وه
ــن ــص م ــي التخأل ــع ،وف القتصادية التي تتحملها السرة أو المجتم
ــة ــع والدول ــى المجتم ــادي عأل المرضى الميؤوس من شفائهم توفير م
والعائلةً.
-3مانطق العقوبة:
ــنــع م يقول المؤيدون للقتل الرحيم بأنه من الواجب أن يتخألص المجتم
ل يشكلونالعناصر الطفيلية والضايرة في المجتمع ،فمرضـى اليدز مث ل
خأطرا كبيرا عألى المجتمع في إمكانية نشرهم لهذا الوباءا إضــافة إلــى
تحيمل المجتمع نفقات معالجتهم الباهظة والتي ل نفع يرجى منها حــتى
اليومً.
هذا ويبدو أن هولندا كانت من الدول السباقة في إصدار التشريعات التي تبيــح
ــن أن القتل الرحيم ،كما أجازت الزواجا المثلي للشاذين جنسيا من قبل ً.وقد أعأل
هيئة المجلس التشريعي العليا في البرلمان الهولندي وافقت عألى مشروع قانون
لما يسمى " القتل الرحيم " بأغلبية ) (48صوتا مقابل ) (28صوتا معارضــا،
ــانــام البرلم في الوقت الذي تظاهر فيه اللف من المعارضين لهذا القرار أم
وهم يرددون الترانيم الدينية وإقامة الصلوات مؤكدين أن الحياة نعمة وكُهبة من
ال فل يحق لحد أن يستلبها إل بالحقً.
6
ــمانــات لض ويؤكد وزير الصحة الهولندي بأن القانون فيه كثيءر من الحتياط
ل سيئا ،كأن تكون هناك عألقة طويلــة بيــن المريــض عأدم استغلله استغل ل
والطبيب تسبق القرار في القتل الرحيم ،وأن يأتي القرار من المريض بكامــل
وعأيه ،فل يحق للطبيب أن يقترح القتل الرحيم كأحد الخأيارات الناجمة عأن فشل
ــرض ــن م المعالجة ،كما ل بد أن يكون المريض يعاني من عأذاب أليم ناتج عأ
مزمن ل يرجى شفاؤه ،ول بيد أن يلح المريض في الطلب مع التأكد من سلمة
قواه العقلية ً.وتذكر وسائل العألم بأن ) ( % 90من الهولنديين موافقون عألى
هذا القانونً.
وقد أبدت بعض الهيئات تخأيوفها من أن تضع مثل هذه القوانين كباسر السن
في وضع حرجا تجاه ذوبهم الذين قد يعتقدون أنهم أصبحوا عأبئا عأليهم ،وبالتالي
يلجأ ون إلى هذا الخأيار تحت هذا الضغط النفسيً.
وفي مقال مناهض للقتل الرحيم صدر عأن المنظمة البريطانية للحق في الحياة،
ــال " :إن ــذي ق استشهد كاتبه في دفاعأه بالديب اللماني )غوتة (Goetheال
الدور الوحيد للطبيب هأو الحفاظ على الحياة بصرف النظر عن قيماة الحياة في
نظره ،إذ إن ذلك ليس مان اختصاصه ،فإذا كتركك الطبيب لنفسإه تقييكم قيماة حياة
ماريضه مارلة واحدة ،فإنه سإيصبح بل شك أخطر رجل في الدولة"ً.
الماوقف العمالي
7
لبعض الدول مان القتل الرحيم
يبدو بأن الدانمرك وبعض المقاطعات السويسرية وما يزيد عأن نصف الوليات
السترالية وجميع الوليات المريكية قد تبينت تشريعات تعترف بحق كل فــرد
في أن يرفض أي إصرار عألى العلجا الدوائيً.
ــة ويسمح قانون ممارسة المهنة الطبية الدانمركي للطباءا بعدم السعي للمحافظ
عألى حياة مريض ميؤوس من شفائه وغير قادر عألى التعبير عأن إرادته ،حتى
لو لم يسبق للمريض أن أبدى رغبته بعدم الستمرار في العلجاً.
ــاعأدةوأجازت ولية أوريغون Oregonالمريكية حديثا تشريعا يبيح المس
عألى النتحارً.
ــي عأـام 1996تشـريعات وسبق للوليات الشمالية السترالية أن أصدرت ف
ــام 1998 لتقننين القتل الرحيم ،غير أن الحكومة الفيدرالية ألغت هذا القانون عأ
ــارةــي الق ــليون ف ــكان الص بعد العأتراض الشديد الذي قادته الكنيسة والس
الستراليةً.
ويعترف كثير من الدول بحق كل فرد في أن يرفض أي عألجا طبي يهدف إلى
ــدرة إطالة حياته بدون جدوىً.وبالمقابل يخأتلف الموقف حينما يفقد المريض الق
يعبر
العقلية التي تسمح له باتخأاذ القرار ،ولهذا أباحت بعض الدول للمريض أن ي
ــه أيي عألجا عأن قراره بصورة مسبقة وأن يكتب في وصيته ما يدعأو إلى رفض
دوائي يطيل حياته بدون فائدة ترجى ً.كما يحق له أن يتخأذ وصيا عأليه يحق له
ــرارً. ــاذ القل عأنه في حال وقوعأه في العجز عأن اتخأ اتخأاذ القرار المناسب بد ل
ــن ــدد م ــترالية وعأ ــات الس وهذا هو موقف كل من الدانمرك وبعض الولي
المقاطعات السويسرية وجميع الوليات المريكية ما عأدا ولية ألســكا الــتي
ــورك ــة نيوي ــن ولي ــل م ــذلك ك تنص عألى وجوب اللتزام بالوصية ،وك
وماساتشوسيتس وميتشيغان التي تنص عألى وجوب اتخأاذ وصي عألى المريض
حيفيوض باتخأاذ القرار ،أما الوليات الخأرى فتقبل بالصورتين المخأتلفتينً.
ــلــل( والقت وفي كثير من الدول حيمارس القتل الرحـيم غير الفعال )أو المنفع
الرحيم غير المباشر لنهاءا حياة مريض ميؤوس من شفائه دون أن تكون هناك
ــا
ــا وأمريك ــدا وألمانيتشريعات تقنن ذلك ،كما هي الحال في الدانمرك وهولن
ــس ــزة التنفــع أجه ــر برفوسويسرا وبريطانيا وأستراليا وغيرها ً.ويتم الم
الصطناعأي أو بإعأطاءا المريض جرعأات متزايدة من المسكنات التي تسيرع في
إنهاءا حياتهً.
8
ــم Euthanasiaب ل وفي ألمانيا عألى الخأصوص ل يتداول تعبير القتل الرحي
ل عأنه تعبير المساعأدة عألى الموت ً.Sterbehilfeوحتى اليــوم ل يستعمل بد ل
ــل ــرض الفاعأــته تع ــل إن ممارس توجد تشريعات تبيح القتل الرحيم الفعال ب
للعقوبات القانونية ً.وبالمقابل فإن القتل غير الفعال أو المنفعل يعتبر مرغوبا فيه
بل يشجع عألى القيام به ،كما أن قانون الممارسة الطبية يقبل بالقتل غير المباشر
بالشروط المعروفة ً.وتدل الحصاءاات عألى أن اللمان يــتراجعون بصــورة
واضحة عأن قبول القتل الرحيم بسبب تطور العلجا الطبي المعاصرً.
وبالنسبة لهولندا فإن القانون يعاقب عألى القتل الرحيم الفعال والمساعأدة عألــى
النتحار ،إل أن التشريعات القانونية تقبل أن حيقكُدسم الطبيحب عألى القتل الرحيم في
حالت خأاصة تضعه في مواجهة القيام بواجبه في الحفاظ عألى حياة ميــؤوس
منها وبين إنهاءا هذه الحياة غير المحتملة ً.وتقنينا لهذا صدرت تشريعات عأــام
ــن 1993وضعت نظاما كثير التعقيد يحمي الطباءا الممارسين للقتل الرحيم م
المساءالة القانونيةً.
ــى
ــاقب عأل
وفي سويسرا يحمي القانون الجنائي حق الحياة بصورة مطلقة ويع
القتل الرحيم الفعال حتى لو تيم بنالءا عألى طلب ملح من المريضً.
وبالمقابل فإن القانون يبيح المساعأدة عألى النتحار بشرط أن ل يكون في ذلــك
مصلحة لغير المريض ً.وعألى الرغم من عأدم وجود أي تشريعات واضحة إل
ــاتــع المقاطع
ــي جميــي ف
ــكل عأملأن القتل الرحيم غير الفعال يمارس بش
السويسريةً.
ــل
ــا بوفي الوليات المتحدة ل يزال القتل الرحيم الفعال غير مسموح به قانون
يعاقب فاعأله بمسؤولية القتل العمد ً.والمساعأدة عألى النتحار يعاقب عأليها فــي
9
أكثر الوليات المريكية ً.وقد أجازت ولية أوريغون Oregonمؤخأرا )عأام
(1997أن يعطى المريض الميؤوس من شفائه حقنة قاتلة بناءا عألــى طلبــهً.
وتجيز التشريعات حق رفض الستمرار في المعالجة أو حق رفــع الجهــزة
الصطناعأية في حالة القتل الرحيم غير المنفعلً.
والمر في فرنسا شبيه بما سبق ،فل يجيز القانون القتل الرحيم الفعال ،ويسمح
بالقتل غير المنفعل و يحق المريض في رفض الستمرار في العلجاً.
درست بعض المجامع الفقهية وبعض المنظمات السلمية الطبية وكثير مــن
ــن
ــابهة م عألماءا المسلمين قضية القتل الرحيم وكانت آراؤهم في معظمها متش
ــر
ــم غي ــل الرحي حيث النتيجة برفض الجميع القتسل الرحيم الفعال وقبول القت
المنفعلً.
وبما أن المر في اللجوءا إلى القتل غير المنفعل يعتمد بالدرجة الساسية عألــى
ــن
ــد م ــان ل ب اعأتبار أن المريض في حالة ميؤوس منها أو بحكم الميت ،فك
ــوت ــو المــا ه ــر :م التحدث مسبقا عأن نهاية الحياة النسانية ،أو بتعبير آخأ
الحقيقي؟ً.
كانت هذه القضية وما زالت محيل اهتمام عألماءا الشريعة والطب نتيجة للزيــادة
المطردة بين مصابي الحوادث ومرضى الغيبوبة العميقة الذين يطلق عأليهم اسم
" مييتي المخ"ً.
ــدن ــي ب ــان فض الحياة ولهذا فإنهما ل يجتمعومما ل ريب فيه أن الموست نقي ح
ــروح ــة الواحد ،ول يرتفعان عأنه في نفس الوقت ،وإذا كان الموت هو مفارق
للجسد ،فإن هذه المفارقة ل حتدرك بالحس ،لن الروح سعأسرض ول يمكن إدراكها
بالحواس ً.إل أن لمفارقتها البدن بالموت عألماةت استديل بها الفقهاءا عألى موت
من ظهرت عأليهً.
10
ــانية
ــاة النس
وللخأ الستاذ الدكتور محمد هيثم الخأياط دراسة حول نهاية الحي
أقتبس منها ما يلي :
ص عألى عألمات يعرف بها انتهاءا لم يرد في القرآن الكريم أو السنة المطهرة ن ر
الحياة النسانية ،بل حترسك ذلك – وال أعألم – للتطيور مع ما يستجد للناس مــن
معارف ً.ولكننا نجد في القرآن الكريم تعريفا دقيقا للموت ً.إذ حيسعررحف الموت بأنه
لحظة "اللعودة " ؛ فيقول عأيز من قائل " :سحرتى إسذا سجاسءا أسحسدحهحم السموحت قاسل ربب
ــول صاكُلسحا فيما تسركحت ً.ً.ً.كل "] ســورة المؤمنــون [100 :ويق اركُجحعوكُن لعيلي أعأسمحل س
ــا، سبحانه وتعالى " :الح سيستورفى النحفسس حيسن سميوكُتسها ،والتي ليم ستحميت ف
ــي سمسناكُمسه
ضى عأليسها الموت " ] سورة الزمر[42 : سفحييمكُسحك التي سق س
ــو ففودة " ؟ أهــة "اللع فما هو العضو الذي يؤدي توقفه عأن العمل إلى مرحل
القلب ،أم الرئتان؟ أم الكلى؟ أم الدماغ؟
أما القلب ،فيمكن أن يقف بضع ثواةن ،يعود بعدها إلى الرنسبضان بعد تدليك القلب
ــاءا
ــي أثن ــاعأات فأو إحداث صدمة كهربائية له ً.وقد حيوسقحف عأن العمل عأدة س
جراحة القلب ،ويستعاض عأنه بمضخأة اصطناعأية ،ثم يعود إلى النبضانً.
وأما الدماغ ،فإذا توقف عأن عأمله أربع دقائق عألى الكثر من جيراءا نقص توارد
الدم – بما فيه من أوكسيجين وسكر – إليه ،فإنه سرعأان ما يتحلل ويتخأيرب إلى
تعرضغير عأودة ،ول يمكن أن حيستعاض عأنه بشيءا ً.ويحدث له مثل ذلك إذا ر
إلى إصابة أو أذيية نتيجة حادثة من الحوادث ،أو أصيب بنزف جسيم أو ورمً.
فموت الدماغ إذن يمثل الموت الحقيقي لنه يمثل اللعأودة ً.ومتى مات الدماغ-
كُقيشحرحه و كُجيذحعأحه – ستسورقسف القلحب والتنفس بما أن مركزيهما الناظسميين لهما يستقران
في جذع الدماغ ً.ول تفلح أجهزة النعاش الصطناعأي عأندئذ إل فــي إطالــة
مظاهر حياة انتهت إلى غير رجعة بتحلل الدماغً.
11
فإذا لم يكن المرءا موضوعأا عألى أجهزة النعاش الصطناعأي ،فإن في حوســكُع
الطبيب أن يستدل عألى موته من توقف القلب عأن النبضان ،أو توقف الرئــتين
ــاع ــن ايتس
عأن التنفس ،أو غير ذلك من العلئم التي تدل عألى موت الـدماغ م
الحسدسقستيين وعأدم تفاعألهما للنور ،ثم من برودة جسم الميت ،وشــحوب وجهــه،
صدسغيه ،وميل أنف ،وانفراجا شفتيه ،واسترخأاءا رجليه وامتداد جلدة وانخأساف ح
وجهه ،وتقلص خأصيتيه إلى فوق مع تدلي الجلدة ،إلى غير ذلك مما هو مذكور
أيضا في كتب الفقهً.
أما إذا كان موضوعأا عألى أجهزة النعاش الصطناعأي ،وحعأكُلسم موحت دمـاغه أو
ــزة ــسف أجه ــإن وق جذع دماغه من إحدى القرائن التي أجمع عأليها الطباءا ،ف
النعاش هذه وعأدم عأودة المرءا إلى التنفس التلقائي بعدها ،يؤلف أمارلة إضافية
تنضاف إلى تلك القرائن ً.وأصدق هذه القرائن تويقف الدم عأن الدماغ ،وحيعرف
ــرايينذلك بتصوير الشرايين الربعة التي توصل الدم إلى الدماغ بعد حقن الش
أو الوردة بمادة ملونة ،أو بتحري دوران الدم في الشرايين الدماغية بواســطة
المواجا فوق الصوتية ،أو بالرنين المغناطيسي ،أو بحقن مواد مشعة في الدورة
الدموية ثم البحث عأنها في النسيج الدماغيً.
12
ونعني بالغيبوبة حالة من فقد الوعأي ل يمكن إيقاظ المريض منها وهي تنجم عأن أسباب
ــبب ــمه بس ــي جس متعددة منها السموم التي يتناولها المرءا من الخأارجا أو التي تتولد ف
ــبب ــن أن س المرض ،ومنها بعض المراض والصابات ً.لذلك كان ل بيد من التأكد م
ض الغيبوبة العميقة هو حدوث تلف شديد في بنية الدماغ بسبب إصابة شديدة ) مثــل ر ي
شديد عألى الرأس أو نزف جسيم داخأل الدماغ ( ،أو في أعأقاب جراحة عألى الــرأس ،أو
ورم كبير داخأل الجمجمة ،أو انقطاع التروية الدموية عأن الدماغ لي سبب كان ،وتأكيد
ذلك بالوسائل التشخأيصية اللزمة ً.كذلك ل بيد من أن تكون قد مضت ست ساعأات عألى
القل من دخأول المرءا في غيبوبة وأن ل توجد لدى المصاب أي محاولة للتنفس التلقائيً.
ول بيد كذلك من استبعاد كون المرءا تحت تأثير المهدئات أو المواد المخأدرة أو السموم أو
ــة ( درج حميركُخأسيات العضلت ،وكذا استبعاد هبوط حرارة الجسم إلى ما دون ) 33ي
مئوية ،أو أن يكون المصاب في حالة صدمة قلبية وعأائية لم تعالج ً.كما أنه ل بيد كــذلك
من استبعاد الضطرابات الستقلبية ) اليضية ( أو الغديية التي يمكن لها أن تؤدي إلى
تلك الغيبوبةً.
ثم ينبغي التأكد من استمرار التوقف الكلي في وظائف الدماغ فترة من الزمن يبقى المرءا
فيها تحت الملحظة والمعالجة وهي ) ( 12ساعأة منذ تشخأيص غيبوبة اللعأودة ،أو )
( 24ساعأة حين يكون سبب الغيبوبة هو النقطاع الشامل في الدورة الدمويــة ) كمــا
ــن ــى م ــنة الولل ( ،أو أطول من ذلك في الطفال دون السيحدث في توقف القلب مث ل
العمرً.
ويشترط في الفريق المخأيول إليه تقرير موت الدماغ أن يتكون من طبيبين مخأتصين عألى
القل ،من ذوي الخأبرة في تشخأيص حالت موت الدماغ ،ويفضل استشارة طبيب ثالث
مخأتص في المراض العصبية عأند الحاجة ً.كما ينبغي أن يكون أحد الطبيبين عألى القل
مخأتصا بالمراض العصبية أو جراحة الدماغ والعأصاب أو العناية المركزةً.
ودرءاا لية شبهة أو مصلحة خأاصة قد تؤثر عألى القرار ،حيستبعد من هذا الفريق أيي فرد
من فريق زرع العأضاءا ،وأيي فرد من عأائلة المصاب ،وأيي فرد آخأر له مصلحة خأاصة
ــه ل ( ،وكيل من ادعأ
ــى عألي في إعألن موت المصاب ) كأن يكون له إرث أو وصية مث ل
ذوو المصاب بإساءاة التصرف المهني تجاه المصابً.
هذا وقد انعقدت ندوتان بالمنظمة السلمية للعلوم الطبيبة بالكويت الولى عأــام 1985
ــوت" عأن "الحياة النسانية بدايتها ونهايتها" والثانية عأام 1996عأن "التعريف الطبيي للم
وكلتاهما اعأتبرت النسان ميلتا إذا توقفت وظائف دماغه بأجمعها نهائييا ،بما فــي ذلــك
جذع الميخ ،وهو ما قرره مجمع الفقه السلميي الدولي المنعقد بعمان /الردن 1986مً.
13
رأي بعض فقهاء الماسإلماين
في القتل الرحيم
رفض الدكتور محمد سيد طنطاوي -شيخ الزهر -في لقاءا جمعه بأطباءا وقضاة في
القاهرة كل ما يثار عأن قتل الرحمة مؤكلدا أن قتل المريض الميئوس من شــفائه ليــس
قرالرا متالحا من الناحية الشرعأية للطبيب أو لسرة المريض أو للمريض نفسه ،غير أن
شيخ الزهر أركد إلى جانب ذلك أن المر قد يخأتلف فيما يتعرلق بحالت الوفاة المخأيــة،
حيث يجوز للطبيب أن يفصل الجهزة الطبية عأن المريض ليتورقف قلبــه إذا تأركــد أن
عأودته للحياة مستحيلةً.
ــالث ــنوي الث ــدولي الس وأضاف شيخ الزهر في الجلسة التي عأقدت خألل المؤتمر ال
والعشرين لكلية طب عأين شمس تحت عأنوان "الطب المتكامل" ،والذي عأقد في الفترة من
24-21فبراير 2000م أن حياة النسان أمانة يجب أن يحافظ عأليها ،وأن يحافظ عألى
ــررمــكُة( ،وح ــى الرتيهلحسكل حتيلحقويا كُبسأييكُديحكيم إكُسل
بدنه ول يلقي بنفسه إلى التهلكة لقوله تعالى) :سو س
ــى ل ستيقحتحلويا سأنحفسسحكيم إكُرن اللره سكاسن كُبحكــيم سركُحيلمــا( ،ونه
السلم قتل النفس لقوله تعالى) :سو س
ــن ــد م ــديلدا ،وتورعأ الرسول -صلى ال عأليه وسلم -عأن أن يقتل النسان نفسه نهليا ش
يفعلون ذلك بسوءا المصير في الدنيا والخأرة ،فقد أركدت شريعة السلم عألى التداوي من
ــوا ــأن يهتم ــاءا ب أجل أن يحيا النسان حياة طيبة ،كما أمرت الشريعة السلمية الطب
بالمريض ،وأن يبذلوا نهاية جهدهم للعناية به ،وعألى الطبيب والمريض أن يتركا النتيجة
عألى ال -سبحانه وتعالى ،-وعألى الطبيب أل يستجيب لطلب المريض في إنهاءا حياته،
وإذا استجاب يكون خأائلنا للمانة؛ سواءا بطلب المريض أو بغير طلبه ،والعقاب للطبيب
في هذه الحالة يكون حسبما يراه القاضي لكل حالة عألى حدةةً.
ــاــبيب؛ منه وطرح الطباءا عألى شيخ الزهر خألل الجلسة عأدة حالت يحتار فيها الط
رفض مريض السرطان أخأذ العلجا لدراكه أن أيامه قليلة ،وطلب السر فــي بعــض
الحالت المتأخأرة خأروجا المريض من المستشفى الموجود به الجهزة التي تساعأده عألى
الحياة لعدم استطاعأتها سرد نفقات العلجا بالمستشفى ،وحالة المرضى الذين ماتوا حمخأيــا
لكن قلبهم ما زال ينبض ،في حين أن فرص عأودتهم للحياة معدومة ،فهــل مــن حــق
ــر ــض آخأ الطبيب أو الهل أن يطالبوا بمنع هذه الجهزة عأن المريض؛ إما لحاجة مري
فرصته في الشفاءا أعألى من المريض الول ،أو للتقليل من النفقات التي قد ل تؤدي إلى
نتيجة؟!
14
وكان ريد شيخ الزهر عألى هذه السئلة" :هو أن الموت هو مفارقة الحياة ،ومن يحكــم
بمفارقة الحياة هم الطباءا ،وليس رجال الدين ،فإذا رأى الطبيب أن المريض الذي ينبض
قلبه ومات ميخأه ميلتا فهذا شأن الطبيب ،لكن ل يجوز للسرة إخأــراجا المريــض مــن
ــوده المستشفى لتحرمه من الشفاءا ،أما في حالة أن بقاءا قلب المريض ينبض مرتبط بوج
ل فل بأس من أن تطلب السرة منع الجهزة عأنه؛ لعدم عألى الجهزة ومخأه قد مات أص ل
استطاعأتهم الوفاءا بمصروفات هذه الجهزة ،ويرضون بقضاءا ال ،أما المريض الــذي
يطلب موت الشفقة أو موت الرحمة أو غير ذلك من المسميات لينتهي من عأذاب اللمً.ً.
فل يجوز له ذلك"ً.
ــخ
وفي سؤال حول قتل المريض الميؤوس من حياته ويجه إلى دار الفتاءا بالكويت بتاري
13/8/2001م هذا نصه:
ل عأمدا ،لنه ل " التخألص من المريض بأية وسيلة محرم قطعا ،ومن يقوم بذلك يكون قات ل
يباح دم امرئ مسلم صغيرا أو مريضا إل بإحدى ثلث حددها رسول ال صلى ال عأليه
دم امرئ مسلم شهد أن ل إله إل ال وأني رسول ال إل بإحــدى يحل ح
وسلم بقوله » :ل ي
والمارق من الدين التارك للجماعأــة « أخأرجــهح ب الزاني،
ثلث :النفسح بالنفس ،والثيي ح
البخأاري ،وهذا القتل ليس من هؤلءا الثلثة ،والنص القرآني قاطع في الدللة عألــى أن
ــالحق { ــ إل ب ــرسم ال
ــتي ح ي قتل النفس محرم قطعا لقوله تعالى } :ول تقتلوا النفسس ال
ويشترك في الثم والعقوبة من أمر بهذا أو حرص عأليه ،وقياس هذا القتل عألــى قتــل
الحصان الميئوس من شفائه فيه امتهان لكرامة النسان ،إذا الحصان يجوز ذبحه حــتى
ــة ــة القاتلــف الرصاص ــدم ،ووص ولو كان صحيحا ،بخألف النسان فإنه معصوم ال
ــة للحصان برصاصة الرحمة وصف لم يقم عأليه دليل شرعأي ،فكيف نسمي الحقنة القاتل
للنسان بهذا السم ،وأما بالنسبة للمريض بمرض ميئوس منه إذا طرأ عأليه مرض آخأر
قابل للعلجا ويؤدي للوفاة إذا أهمل فإنه يطبق عأليه الحكم الصلي للتداوي ،وهو عأــدم
ــى ــوب عأل الوجوب من جهة الشرع ،لن حصول الشفاءا بالتداوي أمر ظني ،وهو مطل
سبيل الترغيب ل عألى سبيل الوجوب ،أما من جهة التعليمات الطبية والقرارات الرسمية
المنظمة للمهنة فينبغي شرعأا العمل بما تقضي به فيما ل يتنافى مع الشرع"ً.
15
وال أعألمً.
وجوابا عألى سؤال حول جواز قتل المريض المصاب بفقد المناعأة ) اليــدز ( أجــاب
الشيخ عأطية صقر بما يلي:
ل أن قتل النفس جريمة من أكبر الجرائم ما دام ل يوجد مــببرر "من المقيرر شرلعأا وعأق لل
لذلك ،والنصوص في ذلك أشهر من أن حتذسكر ،يكفي منها قوله تعالى عأن الشرائع السابقة
ض )كُمين أسيجكُل سذكُلسك سكستيبسنا سعأسلى سبكُني إيسسراكُئيسل أسرنحه سمين سقستسل سنيفلسا كُبسغيكُر سنيفةس أسيو سفسساةد كُفــي ا س
لير كُ كُ
سفسكسأرنسما سقستسل الرناسس سجكُميلعا( )سورة المائدة (32 :وقوله تعالى )ول تقتلوا النفسس الكُتي سحررم
ي ر ح ي س
الح كُإل كُبالسحبق( )سورة النعام 151:والسراءا (33 :وقوله تعالى) :وسمين سيقحتيل حميؤكُملنــا
ضسب الح سعألسييكُه ولسسعسنحه وأسسعأرد لسحه سعأسذالبا سعأكُظيلما( )ســورة حمستسعبملدا سفسجزاحؤه سجسهرنحم سخأاكُللدا كُفيسها وسغ كُ
النساءا ً.(93 :
والقتل الجاكُئز هو ما كان بالحيق ،كالدفاع عأن النفس والمال والكُعرض والبدين والجهاد في
ص عأليه الحديث الذي رواه البخأاري ومسلم وغيرهما بألفاظ متقاكُربة "ل سبيل ال ،وما ن ر
سيكُحيل سدحم امرئ حمسلم إل بإحدى ثلث ،الرثبيحب اليزاني والرنيفسبــالرنيفس ،والبتارــكلــكُديكُنه
ــاً. ــن سمظابنه ــب م ــل حتيطل
ــا القت ــوز فيه الحمفاكُرق للسجماعأة" وهناك مسائحل أخأرى يج
ــفاكُئه أو ــن ش ضه ل يجوز قتله لليأس م ضه وكيف كانت حالة مر كُ والمريض أييا كان مر ح
ضه إلى غيره ،ففي حالة اليأس من اليشفاءا ـ مع أن الجال بيد ال ،وهو لمنع انتقال مر كُ
سبحانه قادر عألى شفائه ـ يححرم عألى المريض أن يقحتل نفسسه ويححرم عألى غيره أن يقتسله
ــل حتى لو حأكُذسن له في قتكُله ،فالول انتحار والثاني عأدوان عألى الغير بالقتل ،وإذنه ل يحلب
ــي الحرام ،فهو ل يمكُلك حروسحه حيتى يأسذسن لغيره أو أن يقضسي عأليها ،والحديث معروف ف
صورة التي انتحر بها خأاللدا مخأرللدا فيها تحريم النتحار عأايمة ،فالحمنتكُحر حيعرذب في النار بال ي
أبلدا ،إن استحيل ذلك فقد كفر وجزاؤه الخألود في العذاب ،وإن لم يستحيله حعأــبذب عأــذالبا
ــ ــبيي ـ شديلدا ،جاءا التعبير عأنه بهذه الصورة للتنفير منه ً.روى البخأاري ومسلم أن الن
صلى ال عأليه وسلم ـ قال" :كان فيمن قبسلكم رجل به حجرح فسجكُزع فأخأذ سبكيلنا فحرز بــه
يده ،فما سرسقأ اليدم حتى ماست" قال ال تعالى" :ب اسدرني عأبـدي بنفكُسـه ،سحرريمـحت عأليـه
ــه ــبر ب ل شديلدا ومات ،فلما حأخأ ل مسللما قاستل في خأيبر قتا لالسجرنة"وفي رواية لهما أين رج ل
صحابة لذلك ،ثم سعأسرفوا أينه كان به حجرح شديد الرسوحل قال" :إينه من أهل النار" فعكُجب ال ي
ضع نصسل سيكُفه بالرض وجعل حذباسبه ـ أي طرسفه ـ بين ثدسييه ثــم فلم يصكُبير عأليه ،فو س
ل أن يناكُدسي في اليناس أينه تحاسمل عألى نفسه حيتى مات ،وتقول الرواية إين الرسول أمر بل ل
ل يدخأل الجينة إل نفس حمسلمة ،وأين ال يؤبيد هذا اليدين بالرجل الفاجرً.
16
ــنة 1936م ــلطات س وقد أحبلفت في إنجلترا جمعيية باسم "القتل بدافع اليرحمة" طالبت الس
ض ،كما تكــونت بإباحة الجهاز عألى المريض الميؤوس من شفائه ،وتكيرر الطلب فحركُف س
ــذه
ــت ه جمعيية لهذا الغرض في أمريكا وباسءا مشروحعأها بالفشل سنة ،1938وما زال
الدعأوة تككُسب أنصالرا في هذه البلدً.
فالحخألصة أين قتل المريض الميؤوس من شفائه حرام شرلعأا حيتى لو كان بــإذنه ،فهــو
ــيروح انتحار بطريق مباشر أو غير مباشر ،أو حعأدوان عألى الغير إن كان بدون إذكُنه ،وال
ــرهً. ــبق ذك ــا س ــوه ميم ــاد ونحــن الجه كُملك ل ل حيضرحى بها إل فيما شرعأه ال م
ضه إلى غيره بالعدوى حتى لو كان ميؤولســا مــن أما المريض الذي يخأشى انتقال مر كُ
ــرر ض ــع ال ي شفائه فل يجوز قتله من أجل منع ضركُره ،ذلك لين هناك وسائل أخأرى لمن
ــال أخأيف من القتل ومنها العزل ،ومنع الخأتلط به عألى وجه سينقل المرض ،فوسائل انتق
ــد ــالمريض بسفق ــل اخأتلط ب المرض متنوعأة وتخأتلف من مرض إلى مرض ،وليس ك
صون، المناعأة "اليدز" محبقلقا للعدوى ،فهي ل تكون إل باخأتلط معرين ،كما ذكره المخأت ي
فالجراءا الذي حيرتخأذ معه هو منع هذه التصالت الخأاصة ،مع المحافظة عألــى حيــاته
ضــسي الــ أمــلرا كــان مفعــو ل
لً. كــآدمي يقــيدم إليــه الكُغــذاءا حيتــى سيق كُ
صبحيي ،مبدأ إسلمي جاءا ضا حميعكُدليا ،أي العزل أو الحجر ال بوعأدم الخأتلط بالمريض مر ل
فيه قول النبي ـ صلى ال عأليه وسلم ـ "كُفير من المجذوم كُفــراسرك كُمــسن السســسد" رواه
ــا ض وأنتم به البخأاري وقوله "إذا سكُميعحتم باليطاعأون في أرض فل تدحخأحلوها ،وإذا وقع بأر ة
فل تخأحرجوا منها" وال سبحانه يقول )حخأحذوا كُحيذسرحكيم( ) سورة النساءا (71 :وفي الحديث
ضــراسر"ً. ضــسرسر ول كُ الــذي رواه أحمــد وابــن مــاجه بإســناد حســن "ل س
فالمريض باليدز عألى فرض اليأس من شفائه ـ ل يجوز قتله منلعا لضرره عأن الغير،
ــلرا ضرر له وسائحل أخأرى غير القتل ،ول يقال إنه سيستكُحيق القتسل؛ لنه ارتكب حمنك فمنع ال ي
ل محررلما يوكُجب القتل ،فهنــاك سنسقل إليه هذا المرض ،فليس كل حمنكر حتى لو كان ابتصا ل
شروط موضوعأة لقامة حبد الررجم "القتل" عألى مرتكب الفاكُحشة ،كما أن هناك وســائل
ــه ــض ب لنتقال المرض إليه ليست حمحررمة وربما ل يكون له فيها اخأتيار ،كنقل سدكُم مري
دون كُعألم ،أو غير ذلكً.
صيح قتل المريض باليدز أو بغيره ،ل لليأس من شــفائه ،ول لمنــع وعألى العموم ل ي كُ
انتقال المرض منه إلى غيره ،فال عألى كل شيءا قدير ،ووسائل الوقاية متعــبددة ،وقــد
ــة ــسة ،ومداسوم ض ،فهو يستكُحق العطسف والرحم يكون بريلئا من ارتكاب ما سربب له المر س
الكُعلجا بالقدر الحمستطاع ،جاءا في الحديث الذي رواه الترمذي "يا عأباسد ال تداسويوا ،فإين ال
ضع له دوالءا " وفي الحديث الذي رواه البخأاري ومسلم "ما أنزسل ال من ضيع داءا إل سو س لم ي س
داكُءا إل أنزسل له شفالءا " وفي الحديث الذي رواه أحمد "إين ال لم حينبزل دالءا إل أنــزل لــه
شفالءا ،سعأكُلسمه سمن سعأكُلسمه وجكُهله سمن جكُهله " وجاءا في بعض روايات أحمد استثناءا "السهــسرم"
فإنه ليس له شفاءءاً.
17
ل في اكتشاف دواءا لهذا المرض ،كما اكتشفت أدوية لمراض وهذه الحاديث حتعطينا أم ل
ــع ــفائه ،ول لمن ــن ش
صيح قتل حامله لليأس م ظرن الناس أن شفاسءاها ميؤوس منه ،فل ي كُ
صيحاءا ،حيث لم يتعيين القتل وسيلة له ،فالوساكُئل الحمباحة موجودة ،وعأليه ضرر عأن ال كُال ي
ضا لقياس قتكُلهفليست هناك ضرورة أو حاجة حمكُليحة حيتى حيباح لها المحظور ،ول محيل أي ل
عألى إلقاءا أحد حريكاب السفينة في البحر لنقاذ حياة الباقين ،تقديلما لحبق السجماعأة عألى حيق
صل إلى قتله ً.فذلك وأمثــاحله تحيتــم الفرد ،أو عألى قتل الحمسكُلم الذي ستتررسس به العدو للتو ي
الغراحق والقتحل وسيلة ،فحأبيسح ليلضرورة ،والمر في منع السعيدوى ليس كذلكً.
ومن الفتاوى الجامعة في هذا الموضوع فتوى للعلمة الستاذ الشيخ يوسف القرضاوي
حول أسئلة وجهت إليه من قبل منظمة الطب السلمي لجنوب أفريقيا من ضمن أســئلة
عأن الطب السلمي وأحكامه وآدابه جاءا في السؤال الول منها ما يلي :
تيسإير الماوت الفعال :يتخأذ الطبيب إجراءاات فعالة لنهاءا حياة المريضً.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة: أمثل
-1مريض مصاب بالسرطان يعاني من اللم والغماءا ويعتقد الطبيب بأنه سيموت بأي
ــهً.ــف تنفس ــذي يوق ــم ال حال من الحوال ويعطيه جرعأة عأالية من عألجا قاتل للل
ــابة ــحايا أو بإص ل بعد إصابته بالتهاب الس -2مريض في حالة إغماءا لفترة طويلة مث ل
ــد ــاش( ويعتق ــاز إنع شديدة في رأسه ،ومن الممكن أن يبقى حليا باستعمال منبفسة )جه
ــه ــديم تنفس ــتين ،وت ــواءا للرئالطبيب بعدم وجود أي أمل بشفائه ،والمنبفسة تضيخ اله
ــن ــن الممك "أوتوماتيكيا" ً.فإذا ما أوقف المنفسة لن يتمكن المريض من إدامة تنفسه ،فم
ــن إبقاءا هذا المريض حليا بواسطة هذه المنفسة الصناعأية التي تديم فعالياته الحيوية ،ولك
لكل العأتبارات الخأرى يعتبر مثل هذا المريض "ميلتا" وغير قادر عألى السيطرة عألــى
ل للموتً.وظائفه وإيقاف هذه المنفسة يعتبر تيسيلرا فعا ل
تيسإير الماوت المانفعل:
هنا ل تتخأذ خأطوات فعالة لنهاءا حياة المريض بل يترك للمرض أن يأخأذ أدواره بدون
إعأطاءا المريض أي عألجا لطالة حياتهً.
أماثلفففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففة:
-1مريض نهائي بالسرطان أو الغماءا من إصابة بالرأس أو التهاب سحائي ول يرجى
شفاؤه منه ،ومصاب بالتهاب الرئة التي إن لم تعالج -وهي ممكنة العلجا -يمكــن أن
ــضً. ــوت المري ــل بم ــن أن يعج ــن الممك ــاف العلجا م ــض وإيق ــل المري تقت
18
-2طفل مشوه تشويها شديلدا بتصلب أشرم -شوكة مشقوقة -أو بشلل مخأي يمكن أن
يترك من دون عألجا إذا أصيب بالتهاب الرئتين أو بالتهاب السحايا ،ويمكن أن يمــوت
الطفل من هذه اللتهاباتً.
والتصلب الشرم -الشوكة المشقوقة -هي حالة غير طبيعية للعمود الفقري تؤدي إلى
شلل الساقين وفقدان السيطرة عألى المثانة والمعاءا الغليظة والطفل المريض بهذا الــداءا
يكون مشلول يحتاجا إلى عأناية خأاصة طيلة حياتهً.
ــي ــلل ف ــا وش أما الشلل المخأي فهي حالة تلف في المخ خألل الولدة تسبب تخأللفا عأقللي
الطراف بدرجات متفاوتة ،ومثل هذا الطفل يكون مشلول جسمليا وعأقلليا ويحتاجا لعناية
خأاصة طيلة حياتهً.
في المثلة السابقة "إيقاف العلجا" هو نوع من أنواع تيسير الموت المنفعــل وبصــورة
عأامة ل يعيش هؤلءا الطفال عأملرا طوي ل
ل ،وإيقاف العلجا وتيسير الموت المنفعل يمنع
إطالة معاناة الطفل المريض أو والديهً.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــئلة: الس
-1هل تيسير الموت الفعال مسموح به في السلم؟
-2هل تيسير الموت المنفعل مسموح به في السلم؟
وقد أجاب فضيلة الستاذ الدكتور الشيخ يوسف عأبد ال القرضاوي بما يلي:
-2أما المثال رقم ) (2من أمثلة تيسير الموت الفعال ،فنؤخأر الحديث عأنه بعد الحديث
عأن تيسير الموت المنفعلً.
19
تيسإير الماوت المانفعل )بإيقاف العلجا(ًا:
وأما تيسير الموت "بالطرق المانفعلة" كما في السؤال ً.فإنها تدور كلها سواءا في المثال )
(1أم ) (2عألى "إيقاف العلجا" عأن المريض ،والمتناع عأن إعأطائه الدواءا ،الذي يوقن
الطبيب أنه ل جدوى منه ،ول رجاءا فيه للمريض ،وفق سنن ال تعالى ،وقانون السباب
والمسبباتً.
ــواجب ومن المعروف لدى عألماءا الشرع :أن العلجا أو التداوي من المراض ليس ب
عأند جماهير الفقهاءا ،وأئمة المذاهب ً.بل هو في دائرة المباح عأندهم ً.وإنما أوجبه طائفة
ــةً. ــن تيميــلم اب
ــيخ الس قليلة ،كما قاله بعض أصحاب الشافعي وأحمد ً.كما ذكر ش
)الفتاوى الكبرى لبن تيمية 4/260طـ ً.مطبعة كردستان العلمية بالقاهرة( وبعضــهم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــتحبهً. اس
بل قد تنازع العلماءا :أيهما أفضل :التداوي أم الصبر؟ فمنهم من قال الصــبر أفضــل،
لحديث ابن عأباس في الصحيح عأن الجارية التي كانت تصرع -يصــيبها الصــرع -
وسألت النبي -صلى ال عأليه وسلم -أن يدعأو لها ،فقال" :إن أحببت أن تصبري ولــك
الجنة ،وإن أحببت دعأوت ال أن يشفيك" فقالت :بل اصبر ،ولكنى أتكشف ،فادع ال لي
أل أتكشف ،فدعأا لها أل تتكشف) ً.متفق عأليه ً.رواه البخأاري في كتاب المرضى ومسلم
في البر والصلة ً.(2265
ــأبي ولن خأللقا من الصحابة والتابعين لم يكونوا يتداوون ،بل فيهم من اخأتار المرض ،ك
ابن كعب ،وأبي ذر -رضي ال عأنهما -ومع هذا فلم ينكر عأليهــمتــرك التــداويً.
)الفتاوى الكبرى لبن تيمية 4/260ط ً.مطبعة كردستان العلمية بالقاهرة(ً.
وقد عأقد المام أبو حامد الغزالي في "كتاب التوكل" من "الحياءا" بالبا في الرد عألى مــن
قال ترك التداوي أفضل بكل حال) ً.انظر :إحياءا عألوم الدين 4/290وما بعدها(ً.
هذا هو رأي فقهاءا المة في العلجا أو التداوي للمريض ً.فأكثرهم يجعلونه مــن قســم
المباح ،وأقلهم يجعلونه من المستحب ،والقل منهم يجعلونه واجلبا ً.وأنــا مــع الــذين
يوجبونه في حالة ما إذا كان اللم شديلدا ،والدواءا ناجلحا ،والشفاءا مرجلوا منه وفق ســنة
ال تعالىً.
وهو الموافق لسهيدي النبي -صلى ال عأليه وسلم -الذي تداوى وأمر أصحابه بالتداوي،
كما ذكر ذلك المام ابن القيم في هديه -صلى ال عأليه وسلم -في "زاد المعاد" )انظــر:
الجزءا الثالث من )زاد المعاد( طـ ً.الرسالة ببيروت( ً.وأدنى ما يدل عأليه ذلــك هــو
السنية والستحبابً.
20
ومن هنا يكون العلجا أو التداوي حيث يرجى للمريض الشفاءا مستحلبا أو واجلبا ،أما إذا
ــا ــا أهله ــتي يعرفه ــببات اللم يكن يرجى له الشفاءا ،وفق سنن ال في السباب والمس
ــن ــ ل
ل عأ ــك فض وخأبراؤها من أرباب الطب والخأتصاص ،فل يقول أحد باستحباب ذل
وجوبهً.
فهذا النوع من تيسير الموت -إن صحت التسمية -ل ينبغي أن يدخأل في مسمى "قتل
الرحماة" ،لعدم وجود فعل إيجابي من قبل الطبيب ،إنما هو ترك لمر ليس بــواجب ول
مندوب ،حتى يكون مؤاخألذا عألى تركهً.
وهأو إذن أمار جائز وماشروع ،إن لم يكن ماطلولبا ،وللطبيب أن يماارسإه ،طللبا لراحة
الماريض وراحة أهأله .ول حرجا عليه إن شاء ال.
ــوت
ومن أجل ذلك أرى إخأراجا هذه الحالة وأمثالها عأن دائرة النوع الول "تيسير الم
بالطرق الفعالة" وإدخأالها في النوع الخأرً.
ضا ،وبخأاصة أن هذه الجهزةوبناءا عألى ذلك يكون هذا أملرا مشرولعأا ول حرجا فيه أي ل
ــانــة -وإن كــدورة الدموي تبقى عأليه هذه الحياة الظاهرية -المتمثلة في التنفس وال
المريض ميلتا بالفعل ،فهو ل يعي ول يحس ول يشعر ً.نظلرا لتلف مصدر ذلك كله وهو
المخً.
21
وبقاءا المريض عألى هذه الحالة يتكلف نفقات كثيرة دون طائل ،ويحجز أجهزة يحتاجا
إليها غيره ،ممن يجدي معه العلجا ،وهو -وإن كان ل يحس -فإن أهله وذويه يظلون
في قلق وألم ما دام عألى هذه الحالة ،التي قد تطول إلى عأشر سنوات أو أكثر!ً.
وقد ذكرت هذا الرأي منذ سنوات أمام جمع من الفقهاءا والطباءا في أحــد اجتماعأــات
الندوة التي تقيمها بين الحين والحين "المنظمة السلمية للعلوم الطبية" بالكويت ،فلقــي
قبول الحاضرين من أهل الفقه وأهل الطبً.
والحمد ل الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لول أن هدانا الً.
وال أعألمً.
" المريض الذي ركبت عألى جسمه أجهزة النعاش يجوز رفعها إذا تعطلــت جميــع
وظائف دماغه نهائيا ،وقررت لجنة من ثلثة أطباءا إخأتصاصيين خأبراءا ،أن التعطل ل
رجعة فيه ،وإن كان القلب والتنفس ل يزالن يعملن آليا ،بفعل الجهزة المركبة ،لكن ل
يحكم بموته شرعأا إل إذا توقف التنفس والقلب ،توقفا تاما بعد رفع هذه الجهزة ً.أً.هـً.
وكان المؤتمر الفقهي التابع لمنظمة المؤتمر السلمي قد أصدر قراره رقــم (5/3)17
ومفاده " :أن مجلس مجمع الفقه السلمي المنعقد في دورة مــؤتمره الثــالث بعمــان
ــوبر( ــرين الول )أكت ــ 16-11/تش ــفر 1407هـ عأاصمة الردن من 13-8ص
ــاش ــزة النع
ــوع أجه 1986م ،بعد التداول في سائر النواحي التي أثيرت حول موض
ــرعأا أن ــد شــي :يعواستماعأه إلى شرح مستفيض من الطباءا المخأتصين ،قرر ما يل
22
الشخأص قد مات وتترتب جميع الحكام المقررة شرعأا للوفاة عأند ذلك إذا تــبينت فيــه
إحدى العلمتين التاليتين:
ــهً.ــة فيــف ل رجع ــذه التوق-1إذا توقف قلبه وتنفسه توقفا تاما وحكم الطباءا بأن ه
ل نهائيا ،وحكم الطباءا الإخأتصاصيون الخأبراءا-2إذا تعطلت جميع وظائف دماغه تعط ل
بأن هذا التعطل ل رجعة فيه ،وأخأذ دماغه في التحللً.
يسوغ رفع أجهزة النعاش المركبة عألى الشــخأص وإن كــان بعــض وفي هذه الحالة ي
العأضاءا كالقلب مثل ،ل يزال يعمل آليا بفعل الجهزة المركبة ً.أً.هـً.
والفارق بين القرارين السابقين –كما يلحظ– أن القرار الول ل يحكم بموت المريض
ــد
ــاني أن يعــرار الث
ــرى الق حتى يتوقف قلبه وتنفسه نهائيا بعد رفع الجهزة ،بينما ي
المريض ميتا شرعأا بتعطل جميع وظائف دماغه تعط ل
ل نهائيا حتى وإن كان قلبه ينبض
بفعل أجهزة النعاش،
وال أعألم
وخلصة القول:
فإن قتل المرحمة كما ذكرنا أمر وافد عألى عألم الطب والطباءا ساعأد انتشاره في المم
الغربية عأوامل مخأتلفة من اجتماعأية واقتصادية وتفكك الروابط النســانية والســرية،
ويتجه كثير من البلدان الغربية المعاصرة إلى تقنينه تحت مسمياته المخأتلفةً.
وبحمد ال لم نسمع إلى اليوم عأن ممارسة هذا النوع من القتل في عأالمنا السلمي ،ولكن
ــن أن يخأشى أن تتطور القوانين المدنية وتتأثر بما هو جار في عأالم اليوم ،فعلى الرغم م
الغالبية العظمى من قوانين العقوبات في البلد العربية ل تأخأذ بفكرة تخأفيف العقوبة في
حال قتل الرحمة ،إل أن ذلك ل يمنع من تطبيق فكرة " الظروف الماخففة " المعروفة في
ميدان القوانين الجنائية ،وهي في الواقع تؤدي إلى تخأفيف العقوبة إذا اقتضت الجريمــة
ــوانين ــذ قــوص تأخأ المقامة من أجلها الدعأوة العمومية رأفة القضاة ً.ومن ناحية النص
العقوبات في كل من السودان وسورية ولبنان بفكرة تخأفيف العقوبة في حالة القتل بنــاءا
ــوداني(، عألى رضا المجني عأليه) المادة / 249الفقرة الخأامسة من قانون العقوبات الس
ــانون ــن ق وفي حالة القتل بعامل الشفاق بناءا عألى إلحاح المجني عأليه ) المادة 538م
العقوبات السوري( و ) المادة 552من قانون العقوبات اللبناني(ً.
وأرى أن يصدر المجلس الوروبي للفتاءا والبحوث فتواه التي تتضمن ما يلي :
23
تعريف قتل المرحمة اللغوي والطبيً. -1
التعرض لذكر أنواعأه المخأتلفة وتعريفهاً. -2
تحريم قتل المرحمة الفعال المباشر وغير المباشرً. -3
تحريم النتحار الذاتي أو المساعأدة عأليه بأي وسيلة كانتً. -4
تعريف الموت وأماراته -5
إباحة تيسير الموت غير الفعال بشروطه وعأدم استعمال تعبير القتل في هــذه -6
الحالةً.
24