Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 24

‫بسم ال الرحمن الرحيم‬

‫المجلس الوروبي للفإتاء والبحوث‬

‫قتل المرحمة‬
‫‪EUTHANASIE‬‬
‫بين‬
‫القوانين الوضعية‬
‫والفقه السإلماي‬

‫ستوكهولم ‪1423‬هـ‪ 2003/‬م‬

‫السإتاذ الدكتور‬
‫ماحماد الهواري‬

‫بسم ال الرحمن الرحيم‬

‫قتل المارحماة ‪EUTHANASIE‬‬


‫بين القوانين الوضعية والفقه السإلماي‬
‫‪1‬‬
‫أ ‪ /‬الدكتور ماحماد الهواري‬

‫مدخل‪:‬‬

‫أمكن للتقدم العلمي في السنوات الخأيرة وخأاصة في مجال صحة الحياة وكــذلك‬
‫ــدا‪ً.‬‬‫ــحة ج‬ ‫ــورة واض‬ ‫ــار بص‬‫التطور المذهل للتقنية الطبية أن يؤدي لن تطول العأم‬
‫ــى‬ ‫ــافظ عأل‬ ‫ويلحظ كذلك أن التقدم الطبي وخأاصة في البلد المتطورة‪ ،‬استطاع أن يح‬
‫الحياة الصطناعأية للمرضى الواقعين تحت تأثير الغيبوبة‪ ،‬لفترة طويلة من الزمن قــد‬
‫ــرية‬ ‫تستمر في بعض الحيان لعدة سنوات‪ً.‬ومع التطور الجتماعأي وتفكك الروابط الس‬
‫وارتفاع نفقات العلجا الطبي اخأتلفت النظرة الطبية لمثل هؤلءا المرضى اخأتلفا بيينــا‪ً.‬‬
‫فقد يصدف أن يصاب بعض المرضى بآفات ل يرجى شفاؤها‪ ،‬كبعض آفات الســرطان‬
‫أو اليدز وغيرها‪ ،‬وقد تتصاحب هذه الفات بآلم شديدة غير محتملة مما يدفع الهيئــة‬
‫ــي‬ ‫ــة تنته‬‫ــن طريق‬ ‫ــث عأ‬‫الطبية المعالجة أو المريض نفسه أو من يتولى أمره أن يبح‬
‫بواسطتها حياة المريض رحمة به وشفقة عأليه‪ ً.‬وأدى هذا الموقف إلى نشوءا ما يســمى‬
‫ــا‬ ‫ــم )الوتانازي‬ ‫ــة باس‬‫ــات الوربي‬ ‫ــرف باللغ‬ ‫بقتل الرحمة أو تيسير الموت أو ما يع‬
‫ل عأنيفا بين الوســاط الطبيــة والقانونيــة‬ ‫‪ ً.( Euthanasia‬وهو وسيلة أثارت جد ل‬
‫والخألقية والدينية لم تنتهي آثارها حتى يومنا هذا‪ً.‬‬

‫تعريف قتل المارحماة أو الوتانازيا‪:‬‬

‫كلمة الـ ) ‪ ( Euthanasia‬كلمة إغريقية الصل وتتألف من مقطعين‪:‬‬


‫السابقة ‪ EU‬وتعني السحسسن أو الطيب أو الرحيم أو الميسر‪ً.‬‬ ‫‪-‬‬
‫واللحقة ‪ TATHANOS‬وتعني الموت أو القتل‪ً.‬‬ ‫‪-‬‬

‫وعأليه فإن كلمة الوتانازيا تعني لغويا الموت أو القتل الرحيم أو الموت الحسسن أو الموت‬
‫الميسر‪ً.‬‬
‫أما في التعبير العلمي المعاصر فتعني كلمة الوتانازيا "تسإهيل ماوت الشخص الماريض‬
‫ح مانه ماقدم للطبيب الماعالج "‪ً.‬‬
‫المايؤوس مان شفائه بناء على طلب ُماِل ٍ‬

‫ومع الزمن نشأت صور تطبيقية مخأتلفة للوتانازيا نلخأصها فيما يلي‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫القتل الفعال ‪ Euthanasie Directe‬أو القتل الماباشر أو الماتعماد‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫ويتم بإعأطاءا المريض جرعأة قاتلة من دواءا كالمورفين أوالكــورار ‪Curare‬‬
‫أوالباربيتوريات ‪ Barbiturates‬أو غيرها من مشتقات السيانيد ‪Cyanide‬‬
‫بنيية القتل‪ً.‬‬
‫وهو عألى ثلثة أحوال‪:‬‬

‫الحالة الخأتيارية أو الرادية حيث تتم العملية بناءا عألى طلب ملحح‬ ‫الحالة الولى‪:‬‬
‫من المريض الراغب في الموت وهو في حالة الوعأي أو بناءا عألى وصية مكتوبة مسبقا‪ً.‬‬

‫الحالة اللإرادية وهي حالة المريض البالغ العاقل الذي فقد الوعأي‪،‬‬ ‫الحالة الثانية‪:‬‬
‫حينئذ تتم العملية بتقدير الطبيب الذي يعتقد بأن القتل في صالح المريض‪ ،‬أو بناءا عألــى‬
‫قرار من ولي أمر المريض أو أقربائه الذين يرون أن القتل في صالح المريض‪ً.‬‬

‫وهي حالة ل إرادية يكون فيها المريض غير عأاقل‪ ،‬صبيا كان أو‬ ‫الحالة الثالثة‪:‬‬
‫معتوها‪ ،‬وتتم بناءا عألى قرار من الطبيب المعالج‪ً.‬‬

‫‪ -2‬الماسإاعدة على النتحار‪:Aide au suicide:‬‬


‫وفي هذه الحالة يقوم المريض بعملية القتل بنفسه بناءا عألى توجيهات قدمت إليــه‬
‫من شخأص آخأر الذي يوفر له المعلومات أو الوسائل التي تساعأده عألى الموت‪ً.‬‬

‫‪ -3‬القتل غير الماباشر‪: Euthanasie Indirecte :‬‬


‫ــة‪،‬‬‫ــة اللم المبرح‬ ‫ــكنة لتهدئ‬
‫ــاقير مس‬‫ويتم بإعأطاءا المريض جرعأات من عأق‬
‫وبمرور الوقت يضطر الطبيب المعالج إلى مضـاعأفة الجرعأات للسيطرة عألى‬
‫اللم‪ ،‬وهو عأمل يستحسنه القائمون عألى العلجا الطبي‪ ،‬إل أن الجرعأات الكبيرة‬
‫الموت الذي لم‬ ‫قد تؤدي إلى إحباط التنفس وتراجع عأمل عأضلة القلب فتفضي إلى‬
‫يكن مقصودا بذاته ولو أنه متوقع مسبقا‪ً.‬‬

‫‪ -4‬القتل غير الفعال أو المانفعل ‪:Euthanasie Passive‬‬


‫ويتم برفض أو إيقاف العلجا اللزم للمحافظة عألى الحياة ويلحق به رفع أجهزة‬
‫ححكُكسم بموت‬ ‫التنفس الصطناعأي عأن المريض الموجود في غرفة النعاش والذي‬
‫دماغه‪ ،‬ول أمل في أن يستعيد وعأيه‪ً.‬‬

‫الجدل القانوني والخلقي حول قتل المارحماة‬

‫‪3‬‬
‫يقول الدكتور عأصام الشربيني بأن قتل المرحمة وافد غريب عألى عأالم الطب والطباءا‪،‬‬
‫ــتزمون‬ ‫ــاءا يل‬
‫ــزل الطب‬ ‫بصوره المخأتلفة أو أسمائه المتعددة أو وسائله المتباينة‪ ،‬فلم ي‬
‫بالمحافظة عألى الحياة النسانية من بدءا الحمل إلى نهاية الموت‪ ،‬منذ سقسسم أبقراط أقدم ما‬
‫عأرف‪ ،‬إلى الدستور السلمي للمهن الطبية أحدث ما صدر‪ً.‬‬
‫ويعتقد بأن ظاهرة قتل المرحمة بدأت بالظهور بصورة منظمة في الربع الثاني من القرن‬
‫الماضي‪ ،‬ثم أخأذ الداعأون إليه يزدادون وينشئون الجمعيات تحت أسماءا مخأتلفة‪ ،‬لعلهــا‬
‫تكون أكثر قبولل أو أقل استثارة للمعارضة والنفور‪ ً.‬وقد أنشئت الجماعية الماريكية لقتل‬
‫الرحماة سنة ‪ 1930‬ثم عأدلت اسمها سنة ‪1970‬م إلى‪ " :‬جماعية حق النسإان في الماوت‬
‫ــدمت‬ ‫ــام ‪1936‬م وق‬ ‫ــا عأ‬‫ــاع له‬ ‫"‪ ً.‬وعأقدت الجمعية البريطانية لقتل الرحمة أول اجتم‬
‫مشروعأا لمجلس اللوردات يجعل قتل الرحمة أمرا يبيحه القانون‪ ،‬فلما رفضه المجلــس‬
‫تكررت المحاولت مرات عأديدة عألى مير السنين‪ً.‬‬

‫ومع أن التقاليد الطبية السائدة في بلدان العالم والكثرة الغالبة من الطباءا ما زالت ترفض‬
‫وتنفر بشدة مما يسمى قتل الرحمة‪ ،‬ومع أن القوانين السارية في معظم بلدان العالم تعتبر‬
‫قتل النسان بأي صورة ولي سبب جريمة يعاقب عأليها القانون‪ ،‬إل أن قتل الرحمة أخأذ‬
‫حيمارس بصورة متزايدة في عأدد من البلدان الوروبية مستترا في صدور الطباءا الذين‬
‫ــة‬ ‫ــي أروق‬ ‫ــائعا ف‬‫ــزال ض‬ ‫مارسوه ثم اعأترفوا به في مناسبات مخأتلفة‪ ،‬وقد يكون ل ي‬
‫المستشفيات وسجلتها تحت أسماءا مضللة تجعل السلطات تغض الطرف عأنها أو تمتنع‬
‫المحاكم من إيقاع العقوبات القانونية في حق مرتكبيها‪ ً.‬وتكاد هذه المور تصبح ممارسة‬
‫يومية في بلد كهولندا‪ ،‬إلى أن أصبح المر مقننا من قبل السلطات التشريعية‪ً.‬‬
‫ففوت"‬ ‫ففي الما‬ ‫وكما تطورت السماءا من "جماعية قتل الرحماة" إلى "جماعية حق النسإان ف‬
‫إلى "حق النسإان في الماوت في وقار وإجلل"‪ ،‬كذلك تطورت الهداف من عألجية إلى‬
‫وقائية‪ ،‬أي من إنهاءا اللم بقتل المتألم إلى " الوقاية من الطفولة المعوقــة " والمطالبــة‬
‫بتشريع يبيح للطباءا قتل الطفال المعوقين خألل ) ‪ ( 72‬ساعأة من ولدتهم‪ً.‬‬
‫ــرمة‪،‬‬ ‫ــات المنص‬ ‫ومما ل شك فيه أن الهتمام في مسألة القتل الرحيم تزايد في الثمانيني‬
‫ونظن أن ذلك يرجع إلى أمور من أهمها‪:‬‬

‫اهتمام دوائر العألم ونشر ممارسـة القتل الرحيم بشـكل واسـع فــي‬ ‫‪(1‬‬
‫هولندا‪ً.‬‬
‫ــواع‬‫ــض أن‬ ‫ــى العلجا كبع‬ ‫ــائها عأل‬‫ــة واستعص‬ ‫استفحال بعض الوبئ‬ ‫‪(2‬‬
‫السرطانات ومرض اليدز‪ً.‬‬
‫ــلطات‬ ‫ــى الس‬
‫ــغط عأل‬ ‫ــي الض‬ ‫نشوءا جمعيات وهيئات ذات تأثير كبير ف‬ ‫‪(3‬‬
‫الحكومية لجل إصدار تشريعات حول القتل الرحيم‪ً.‬‬

‫‪4‬‬
‫انقسمت الراءا حول القتل الرحيم بين مؤيدين ومعارضين وبين مؤيدين بشروط‬
‫صارمة‪ ً.‬ومن بين الحجج التي يبديها المؤيدون للقتل الرحيم نذكر ما يلي‪:‬‬

‫أولل(ًا ماصلحة الماريض‪:‬‬

‫يرى البعض أن اللجوءا إلى القتل الرحيم هو في مصلحة المريض الذي يعــاني‬
‫ــوقفهم‬
‫ــدعأيم م‬
‫من اللم الجسـدية والنفسية التي ل يطيق تحملها‪ ،‬ويقدمون لت‬
‫الحجج التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬حرية التقرير الذاتي‪Autonomie :‬‬


‫يرى هؤلءا بأن النسان حرر في تقرير مصيره وله الحق في التصــرف‬
‫بجسده كيف يشاءا‪ ً.‬ويؤكدون بأن القتل الرحيم هو نوع مــن المســاعأدة‬
‫عألى النتحار المشروع والذي ل تعاقب عأليه القوانين الوضعية‪ ً.‬ولــذا‬
‫ــوله‬‫ــد دخأ‬ ‫ــاته عأن‬
‫ــرف بحي‬ ‫ينصحون بأن يكتب المريض وصية للتص‬
‫المستشفى للمعالجة وهو ل يزال في كامل وعأيه وقدرته عألى التصرف‪،‬‬
‫فإذا ما تعرض لمرض ميؤوس من شفائه فيرى أن عألى الطبيب المعالج‬
‫أن يتوقف عأن عألجه وأن ل يحاول المحافظة عألى حياته سدلى‪ً.‬‬

‫‪ -2‬الحقوق الذاتية ‪:‬‬


‫ــص فيمـا‬ ‫يرى المؤيدون أن للمريض حقوقا ذاتية يجب احترامها وتتلخأ‬
‫يلي‪:‬‬
‫طالما أن الموت أمر محتوم ومقدر لكل إنسان‪ ،‬فللنسـان الذي‬ ‫‪-‬‬
‫يتعرض للم طويلة الحـق إذن في أن يمـوت أو أن يحـيا‬
‫بالصورة الكريمة التي يتمناها‪ً.‬‬
‫وبنالءا عألى ذلك فله الحق في أن حيقستسل إذا سطلسب ذلك‪ً.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ -3‬الرحماة والشفقة بالماريض‪:‬‬


‫ــه‬
‫ــض ويخألص‬‫يرى المؤيدون للقتل الرحيم بأن من شأنه أن حيريح المري‬
‫من المعاناة والعذاب واللم التي ل يطيق الصبر عأليها‪ً.‬‬

‫‪ -4‬نوعية الحياة ‪: Qualité de vie‬‬


‫تقاس قيمة الحياة بمنظور المؤيدين للقتل الرحيم بما يمكــن أن يســاهم‬
‫ــد‬‫ــاة تعتم‬
‫ــبحت الحي‬‫النسان في المجتمع من إنتاجا وإبداع‪ ،‬فإذا ما أص‬

‫‪5‬‬
‫عألى الغير في قضاءا الحوائج وأن يصبح النسان كتلـة لحميـة ل نفـع‬
‫لها‪ ،‬حينئذ تتساوى الحياة مع الموت ‪ ،‬بل إن الموت أولى‪ً.‬‬

‫ثانيا(ًا ماصلحة الخرين ) ماصلحة الهأل والصدقاء والماجتماع(ًا‪:‬‬

‫‪ -1‬الرحماة والشفقة‪:‬‬
‫وإذا خأففنا اللم الجسمية عأن المريض الميؤوس من شفائه‪ ،‬فإن آلمــه‬
‫النفسية مستمرة لشعوره بأنه عأبءءا ثقيل عألى سواه ممن يتولون رعأايته‪،‬‬
‫ول مفير ‪ -‬بعد قليل أو كثير – من تبيرمهم وتميردهم عألى ما يشيق عأليهم‬
‫من أمره‪ً.‬‬
‫وإذا لم يكن في حالة من الوعأي يشعر معها بهذه اللم‪ ،‬فهي واقعــة بل‬
‫ــن‬ ‫ــال م‬‫شك عألى أهله القربين‪ ،‬وأصدقائه الدنيين ) وهنا نلحظ النتق‬
‫الرحمة بالمريض إلى الرحمة بأهله وأصدقائه الصحاءا ( ‪ً.‬‬

‫‪ -2‬العامال القتصادي‪:‬‬
‫ل يظللها جميعا بظلــه‪،‬‬ ‫ول شك أن وراءا كل هذه الحجج والسباب عأام ل‬
‫ــاءا‬‫ــة والعأب‬ ‫ــاليف المادي‬ ‫ــو التك‬‫سواءا ذكر صراحة‪ ،‬أو لم يذكر‪ ،‬وه‬
‫ــن‬ ‫ــص م‬ ‫ــي التخأل‬ ‫ــع‪ ،‬وف‬ ‫القتصادية التي تتحملها السرة أو المجتم‬
‫ــة‬ ‫ــع والدول‬ ‫ــى المجتم‬ ‫ــادي عأل‬ ‫المرضى الميؤوس من شفائهم توفير م‬
‫والعائلة‪ً.‬‬

‫‪ -3‬مانطق العقوبة‪:‬‬
‫ــن‬‫ــع م‬ ‫يقول المؤيدون للقتل الرحيم بأنه من الواجب أن يتخألص المجتم‬
‫ل يشكلون‬‫العناصر الطفيلية والضايرة في المجتمع‪ ،‬فمرضـى اليدز مث ل‬
‫خأطرا كبيرا عألى المجتمع في إمكانية نشرهم لهذا الوباءا إضــافة إلــى‬
‫تحيمل المجتمع نفقات معالجتهم الباهظة والتي ل نفع يرجى منها حــتى‬
‫اليوم‪ً.‬‬

‫هذا ويبدو أن هولندا كانت من الدول السباقة في إصدار التشريعات التي تبيــح‬
‫ــن أن‬ ‫القتل الرحيم‪ ،‬كما أجازت الزواجا المثلي للشاذين جنسيا من قبل‪ ً.‬وقد أعأل‬
‫هيئة المجلس التشريعي العليا في البرلمان الهولندي وافقت عألى مشروع قانون‬
‫لما يسمى " القتل الرحيم " بأغلبية )‪ (48‬صوتا مقابل )‪ (28‬صوتا معارضــا‪،‬‬
‫ــان‬‫ــام البرلم‬ ‫في الوقت الذي تظاهر فيه اللف من المعارضين لهذا القرار أم‬
‫وهم يرددون الترانيم الدينية وإقامة الصلوات مؤكدين أن الحياة نعمة وكُهبة من‬
‫ال فل يحق لحد أن يستلبها إل بالحق‪ً.‬‬

‫‪6‬‬
‫ــمان‬‫ــات لض‬ ‫ويؤكد وزير الصحة الهولندي بأن القانون فيه كثيءر من الحتياط‬
‫ل سيئا‪ ،‬كأن تكون هناك عألقة طويلــة بيــن المريــض‬ ‫عأدم استغلله استغل ل‬
‫والطبيب تسبق القرار في القتل الرحيم‪ ،‬وأن يأتي القرار من المريض بكامــل‬
‫وعأيه‪ ،‬فل يحق للطبيب أن يقترح القتل الرحيم كأحد الخأيارات الناجمة عأن فشل‬
‫ــرض‬ ‫ــن م‬ ‫المعالجة‪ ،‬كما ل بد أن يكون المريض يعاني من عأذاب أليم ناتج عأ‬
‫مزمن ل يرجى شفاؤه‪ ،‬ول بيد أن يلح المريض في الطلب مع التأكد من سلمة‬
‫قواه العقلية‪ ً.‬وتذكر وسائل العألم بأن ) ‪( % 90‬من الهولنديين موافقون عألى‬
‫هذا القانون‪ً.‬‬

‫الماعارضون للقتل الرحيم‪:‬‬


‫يشمل الطرف المعارض للقتل الرحيم المجموعأات الدينية ومجموعأــات‬
‫الحق في الحياة‪ ً.‬وقد كان الفاتيكان من أشد المعترضين عألى المشاريع الرامية‬
‫لتقنين الموت الرحيم‪ ،‬وعأيلق أحد أعأضاءا التحاد المسيحي في هولنــدا عألــى‬
‫مشروع القانون بأنه خأطأ تاريخأي ول ينبغي لهولندا أن تكون فخأورة به‪ ،‬وقــد‬
‫هاجم وزير العدل اللماني هذا القانون الجديد بقوله" إنه ينبغي علينا الففتركيز‬
‫على تطوير أنواع العلجا التي تزيل اللم"‪ً.‬‬
‫ويرى كثير من الطباءا أن يزداد الهتمام بطب المسنين وتحسين مستوى‬
‫الخأدمات الصحية والعأتناءا بالخأدمات الشخأصية للمرضى المزمنين وأن تتابع‬
‫البحاث العلمية في تطوير المسكنات‪ ،‬وأن يعطى المريض خأيــارات كــثيرة‬
‫ــح‬ ‫ــريعات تبي‬‫ل من المضي في إصدار تش‬ ‫تجعل حياته أكثر راحة‪ ،‬كل هذا بد ل‬
‫القتل الرحيم‪ً.‬‬

‫وقد أبدت بعض الهيئات تخأيوفها من أن تضع مثل هذه القوانين كباسر السن‬
‫في وضع حرجا تجاه ذوبهم الذين قد يعتقدون أنهم أصبحوا عأبئا عأليهم‪ ،‬وبالتالي‬
‫يلجأ ون إلى هذا الخأيار تحت هذا الضغط النفسي‪ً.‬‬

‫وفي مقال مناهض للقتل الرحيم صدر عأن المنظمة البريطانية للحق في الحياة‪،‬‬
‫ــال‪ " :‬إن‬ ‫ــذي ق‬ ‫استشهد كاتبه في دفاعأه بالديب اللماني )غوتة ‪ (Goethe‬ال‬
‫الدور الوحيد للطبيب هأو الحفاظ على الحياة بصرف النظر عن قيماة الحياة في‬
‫نظره‪ ،‬إذ إن ذلك ليس مان اختصاصه‪ ،‬فإذا كتركك الطبيب لنفسإه تقييكم قيماة حياة‬
‫ماريضه مارلة واحدة‪ ،‬فإنه سإيصبح بل شك أخطر رجل في الدولة"‪ً.‬‬

‫الماوقف العمالي‬

‫‪7‬‬
‫لبعض الدول مان القتل الرحيم‬

‫يبدو بأن الدانمرك وبعض المقاطعات السويسرية وما يزيد عأن نصف الوليات‬
‫السترالية وجميع الوليات المريكية قد تبينت تشريعات تعترف بحق كل فــرد‬
‫في أن يرفض أي إصرار عألى العلجا الدوائي‪ً.‬‬

‫ــة‬ ‫ويسمح قانون ممارسة المهنة الطبية الدانمركي للطباءا بعدم السعي للمحافظ‬
‫عألى حياة مريض ميؤوس من شفائه وغير قادر عألى التعبير عأن إرادته‪ ،‬حتى‬
‫لو لم يسبق للمريض أن أبدى رغبته بعدم الستمرار في العلجا‪ً.‬‬
‫ــاعأدة‬‫وأجازت ولية أوريغون ‪ Oregon‬المريكية حديثا تشريعا يبيح المس‬
‫عألى النتحار‪ً.‬‬
‫ــي عأـام ‪ 1996‬تشـريعات‬ ‫وسبق للوليات الشمالية السترالية أن أصدرت ف‬
‫ــام ‪1998‬‬ ‫لتقننين القتل الرحيم‪ ،‬غير أن الحكومة الفيدرالية ألغت هذا القانون عأ‬
‫ــارة‬‫ــي الق‬ ‫ــليون ف‬ ‫ــكان الص‬ ‫بعد العأتراض الشديد الذي قادته الكنيسة والس‬
‫السترالية‪ً.‬‬
‫ويعترف كثير من الدول بحق كل فرد في أن يرفض أي عألجا طبي يهدف إلى‬
‫ــدرة‬ ‫إطالة حياته بدون جدوى‪ً.‬وبالمقابل يخأتلف الموقف حينما يفقد المريض الق‬
‫يعبر‬
‫العقلية التي تسمح له باتخأاذ القرار‪ ،‬ولهذا أباحت بعض الدول للمريض أن ي‬
‫ــه أيي عألجا‬ ‫عأن قراره بصورة مسبقة وأن يكتب في وصيته ما يدعأو إلى رفض‬
‫دوائي يطيل حياته بدون فائدة ترجى‪ ً.‬كما يحق له أن يتخأذ وصيا عأليه يحق له‬
‫ــرار‪ً.‬‬ ‫ــاذ الق‬‫ل عأنه في حال وقوعأه في العجز عأن اتخأ‬ ‫اتخأاذ القرار المناسب بد ل‬
‫ــن‬ ‫ــدد م‬ ‫ــترالية وعأ‬ ‫ــات الس‬ ‫وهذا هو موقف كل من الدانمرك وبعض الولي‬
‫المقاطعات السويسرية وجميع الوليات المريكية ما عأدا ولية ألســكا الــتي‬
‫ــورك‬ ‫ــة نيوي‬ ‫ــن ولي‬ ‫ــل م‬ ‫ــذلك ك‬ ‫تنص عألى وجوب اللتزام بالوصية‪ ،‬وك‬
‫وماساتشوسيتس وميتشيغان التي تنص عألى وجوب اتخأاذ وصي عألى المريض‬
‫حيفيوض باتخأاذ القرار‪ ،‬أما الوليات الخأرى فتقبل بالصورتين المخأتلفتين‪ً.‬‬

‫ــل‬‫ــل( والقت‬ ‫وفي كثير من الدول حيمارس القتل الرحـيم غير الفعال )أو المنفع‬
‫الرحيم غير المباشر لنهاءا حياة مريض ميؤوس من شفائه دون أن تكون هناك‬
‫ــا‬
‫ــا وأمريك‬ ‫ــدا وألماني‬‫تشريعات تقنن ذلك‪ ،‬كما هي الحال في الدانمرك وهولن‬
‫ــس‬ ‫ــزة التنف‬‫ــع أجه‬ ‫ــر برف‬‫وسويسرا وبريطانيا وأستراليا وغيرها‪ ً.‬ويتم الم‬
‫الصطناعأي أو بإعأطاءا المريض جرعأات متزايدة من المسكنات التي تسيرع في‬
‫إنهاءا حياته‪ً.‬‬

‫‪8‬‬
‫ــم ‪ Euthanasia‬ب ل‬ ‫وفي ألمانيا عألى الخأصوص ل يتداول تعبير القتل الرحي‬
‫ل عأنه تعبير المساعأدة عألى الموت ‪ ً.Sterbehilfe‬وحتى اليــوم ل‬ ‫يستعمل بد ل‬
‫ــل‬ ‫ــرض الفاعأ‬‫ــته تع‬ ‫ــل إن ممارس‬ ‫توجد تشريعات تبيح القتل الرحيم الفعال ب‬
‫للعقوبات القانونية‪ ً.‬وبالمقابل فإن القتل غير الفعال أو المنفعل يعتبر مرغوبا فيه‬
‫بل يشجع عألى القيام به‪ ،‬كما أن قانون الممارسة الطبية يقبل بالقتل غير المباشر‬
‫بالشروط المعروفة‪ ً.‬وتدل الحصاءاات عألى أن اللمان يــتراجعون بصــورة‬
‫واضحة عأن قبول القتل الرحيم بسبب تطور العلجا الطبي المعاصر‪ً.‬‬

‫ــانون‬ ‫أما في بريطانيا فل يعتبر القتل الرحيم الفعال عأم ل‬


‫ل إجراميا بل يعتبره الق‬
‫مماثل للنتحار الرادي‪ ،‬ول تزال السلطات الحكومية والهيئات الطبية تعارض‬
‫إصدار أي تشريعات بهذا الخأصوص‪ً.‬‬
‫ــار ويعـرض‬ ‫وبالمقابل ترفض التشريعات القتل الرحيم بالمساعأدة عألى النتح‬
‫ــر‬‫ــم غي‬ ‫الفاعأل للمساءالة القانونية‪ ً.‬إضافة إلى هذا تقبل التشريعات القتل الرحي‬
‫المباشر والقتل المنفعل‪ً.‬‬
‫ــل‬‫ــز القت‬ ‫ــن يجي‬ ‫وفي الدانمرك يعاقب القانون المساعأدة عألى النتحار في حي‬
‫الرحيم بصوره المخأتلفة الخأرى‪ ً.‬ويحق للطبيب أن يمتنـع عأـن معالجـة أي‬
‫مريض يرى أنه ميؤوس من شفائه‪ً.‬‬

‫وبالنسبة لهولندا فإن القانون يعاقب عألى القتل الرحيم الفعال والمساعأدة عألــى‬
‫النتحار‪ ،‬إل أن التشريعات القانونية تقبل أن حيقكُدسم الطبيحب عألى القتل الرحيم في‬
‫حالت خأاصة تضعه في مواجهة القيام بواجبه في الحفاظ عألى حياة ميــؤوس‬
‫منها وبين إنهاءا هذه الحياة غير المحتملة‪ ً.‬وتقنينا لهذا صدرت تشريعات عأــام‬
‫ــن‬‫‪ 1993‬وضعت نظاما كثير التعقيد يحمي الطباءا الممارسين للقتل الرحيم م‬
‫المساءالة القانونية‪ً.‬‬

‫ــى‬
‫ــاقب عأل‬
‫وفي سويسرا يحمي القانون الجنائي حق الحياة بصورة مطلقة ويع‬
‫القتل الرحيم الفعال حتى لو تيم بنالءا عألى طلب ملح من المريض‪ً.‬‬

‫وبالمقابل فإن القانون يبيح المساعأدة عألى النتحار بشرط أن ل يكون في ذلــك‬
‫مصلحة لغير المريض‪ ً.‬وعألى الرغم من عأدم وجود أي تشريعات واضحة إل‬
‫ــات‬‫ــع المقاطع‬
‫ــي جمي‬‫ــي ف‬
‫ــكل عأمل‬‫أن القتل الرحيم غير الفعال يمارس بش‬
‫السويسرية‪ً.‬‬

‫ــل‬
‫ــا ب‬‫وفي الوليات المتحدة ل يزال القتل الرحيم الفعال غير مسموح به قانون‬
‫يعاقب فاعأله بمسؤولية القتل العمد‪ ً.‬والمساعأدة عألى النتحار يعاقب عأليها فــي‬

‫‪9‬‬
‫أكثر الوليات المريكية‪ ً.‬وقد أجازت ولية أوريغون ‪ Oregon‬مؤخأرا )عأام‬
‫‪ (1997‬أن يعطى المريض الميؤوس من شفائه حقنة قاتلة بناءا عألــى طلبــه‪ً.‬‬
‫وتجيز التشريعات حق رفض الستمرار في المعالجة أو حق رفــع الجهــزة‬
‫الصطناعأية في حالة القتل الرحيم غير المنفعل‪ً.‬‬

‫والمر في فرنسا شبيه بما سبق‪ ،‬فل يجيز القانون القتل الرحيم الفعال‪ ،‬ويسمح‬
‫بالقتل غير المنفعل و يحق المريض في رفض الستمرار في العلجا‪ً.‬‬

‫ماوقف علمااء الماسإلماين‬


‫مان القتل الرحيم‬

‫درست بعض المجامع الفقهية وبعض المنظمات السلمية الطبية وكثير مــن‬
‫ــن‬
‫ــابهة م‬ ‫عألماءا المسلمين قضية القتل الرحيم وكانت آراؤهم في معظمها متش‬
‫ــر‬
‫ــم غي‬ ‫ــل الرحي‬ ‫حيث النتيجة برفض الجميع القتسل الرحيم الفعال وقبول القت‬
‫المنفعل‪ً.‬‬
‫وبما أن المر في اللجوءا إلى القتل غير المنفعل يعتمد بالدرجة الساسية عألــى‬
‫ــن‬
‫ــد م‬ ‫ــان ل ب‬ ‫اعأتبار أن المريض في حالة ميؤوس منها أو بحكم الميت‪ ،‬فك‬
‫ــوت‬ ‫ــو الم‬‫ــا ه‬ ‫ــر‪ :‬م‬ ‫التحدث مسبقا عأن نهاية الحياة النسانية‪ ،‬أو بتعبير آخأ‬
‫الحقيقي؟‪ً.‬‬

‫كانت هذه القضية وما زالت محيل اهتمام عألماءا الشريعة والطب نتيجة للزيــادة‬
‫المطردة بين مصابي الحوادث ومرضى الغيبوبة العميقة الذين يطلق عأليهم اسم‬
‫" مييتي المخ"‪ً.‬‬
‫ــدن‬ ‫ــي ب‬ ‫ــان ف‬‫ض الحياة ولهذا فإنهما ل يجتمع‬‫ومما ل ريب فيه أن الموست نقي ح‬
‫ــروح‬ ‫ــة ال‬‫واحد‪ ،‬ول يرتفعان عأنه في نفس الوقت‪ ،‬وإذا كان الموت هو مفارق‬
‫للجسد‪ ،‬فإن هذه المفارقة ل حتدرك بالحس‪ ،‬لن الروح سعأسرض ول يمكن إدراكها‬
‫بالحواس‪ ً.‬إل أن لمفارقتها البدن بالموت عألماةت استديل بها الفقهاءا عألى موت‬
‫من ظهرت عأليه‪ً.‬‬

‫‪10‬‬
‫ــانية‬
‫ــاة النس‬
‫وللخأ الستاذ الدكتور محمد هيثم الخأياط دراسة حول نهاية الحي‬
‫أقتبس منها ما يلي ‪:‬‬

‫ص عألى عألمات يعرف بها انتهاءا‬ ‫لم يرد في القرآن الكريم أو السنة المطهرة ن ر‬
‫الحياة النسانية‪ ،‬بل حترسك ذلك – وال أعألم – للتطيور مع ما يستجد للناس مــن‬
‫معارف‪ ً.‬ولكننا نجد في القرآن الكريم تعريفا دقيقا للموت‪ ً.‬إذ حيسعررحف الموت بأنه‬
‫لحظة "اللعودة " ؛ فيقول عأيز من قائل‪ " :‬سحرتى إسذا سجاسءا أسحسدحهحم السموحت قاسل ربب‬
‫ــول‬ ‫صاكُلسحا فيما تسركحت ‪ ً.ً.ً.‬كل "] ســورة المؤمنــون ‪ [100 :‬ويق‬ ‫اركُجحعوكُن لعيلي أعأسمحل س‬
‫ــا‪،‬‬ ‫سبحانه وتعالى ‪ " :‬الح سيستورفى النحفسس حيسن سميوكُتسها‪ ،‬والتي ليم ستحميت ف‬
‫ــي سمسناكُمسه‬
‫ضى عأليسها الموت " ] سورة الزمر‪[42 :‬‬ ‫سفحييمكُسحك التي سق س‬

‫ــو‬ ‫ففودة " ؟ أه‬‫ــة "اللع‬ ‫فما هو العضو الذي يؤدي توقفه عأن العمل إلى مرحل‬
‫القلب‪ ،‬أم الرئتان؟ أم الكلى؟ أم الدماغ؟‬
‫أما القلب‪ ،‬فيمكن أن يقف بضع ثواةن‪ ،‬يعود بعدها إلى الرنسبضان بعد تدليك القلب‬
‫ــاءا‬
‫ــي أثن‬ ‫ــاعأات ف‬‫أو إحداث صدمة كهربائية له‪ ً.‬وقد حيوسقحف عأن العمل عأدة س‬
‫جراحة القلب‪ ،‬ويستعاض عأنه بمضخأة اصطناعأية‪ ،‬ثم يعود إلى النبضان‪ً.‬‬

‫ــس‬ ‫ــراءا التنف‬


‫ــد إج‬ ‫وأما الرئتان‪ ،‬فيمكن أن تكُقسفا عأن العمل‪ ،‬ثم تعودا إلي‬
‫ــه بع‬
‫الصطناعأي‪ ،‬أو حيستعاض عأنهما بأجهزة النعاش الصطناعأي‪ ،‬التي يمكن أن‬
‫يظرل المرحءا حمستسنبفسسا بها مدة تطول أو تقصر‪ً.‬‬

‫وأما الكليتان‪ ،‬فيمكن أن تفشل‪ ،‬فيقوم مقاسمحهما )الــبدسيال ‪ (Dialyze‬أو جهــاز‬


‫الغسل الكلوي‪ ،‬ريثما حيستعاض عأن إحداهما بكلية مزروعأة‪ً.‬‬

‫وأما الدماغ‪ ،‬فإذا توقف عأن عأمله أربع دقائق عألى الكثر من جيراءا نقص توارد‬
‫الدم – بما فيه من أوكسيجين وسكر – إليه‪ ،‬فإنه سرعأان ما يتحلل ويتخأيرب إلى‬
‫تعرض‬‫غير عأودة‪ ،‬ول يمكن أن حيستعاض عأنه بشيءا‪ ً.‬ويحدث له مثل ذلك إذا ر‬
‫إلى إصابة أو أذيية نتيجة حادثة من الحوادث‪ ،‬أو أصيب بنزف جسيم أو ورم‪ً.‬‬

‫فموت الدماغ إذن يمثل الموت الحقيقي لنه يمثل اللعأودة‪ ً.‬ومتى مات الدماغ‪-‬‬
‫كُقيشحرحه و كُجيذحعأحه – ستسورقسف القلحب والتنفس بما أن مركزيهما الناظسميين لهما يستقران‬
‫في جذع الدماغ‪ ً.‬ول تفلح أجهزة النعاش الصطناعأي عأندئذ إل فــي إطالــة‬
‫مظاهر حياة انتهت إلى غير رجعة بتحلل الدماغ‪ً.‬‬

‫‪11‬‬
‫فإذا لم يكن المرءا موضوعأا عألى أجهزة النعاش الصطناعأي‪ ،‬فإن في حوســكُع‬
‫الطبيب أن يستدل عألى موته من توقف القلب عأن النبضان‪ ،‬أو توقف الرئــتين‬
‫ــاع‬ ‫ــن ايتس‬
‫عأن التنفس‪ ،‬أو غير ذلك من العلئم التي تدل عألى موت الـدماغ م‬
‫الحسدسقستيين وعأدم تفاعألهما للنور‪ ،‬ثم من برودة جسم الميت‪ ،‬وشــحوب وجهــه‪،‬‬
‫صدسغيه‪ ،‬وميل أنف‪ ،‬وانفراجا شفتيه‪ ،‬واسترخأاءا رجليه وامتداد جلدة‬ ‫وانخأساف ح‬
‫وجهه‪ ،‬وتقلص خأصيتيه إلى فوق مع تدلي الجلدة‪ ،‬إلى غير ذلك مما هو مذكور‬
‫أيضا في كتب الفقه‪ً.‬‬

‫أما إذا كان موضوعأا عألى أجهزة النعاش الصطناعأي‪ ،‬وحعأكُلسم موحت دمـاغه أو‬
‫ــزة‬ ‫ــسف أجه‬ ‫ــإن وق‬ ‫جذع دماغه من إحدى القرائن التي أجمع عأليها الطباءا‪ ،‬ف‬
‫النعاش هذه وعأدم عأودة المرءا إلى التنفس التلقائي بعدها‪ ،‬يؤلف أمارلة إضافية‬
‫تنضاف إلى تلك القرائن‪ ً.‬وأصدق هذه القرائن تويقف الدم عأن الدماغ‪ ،‬وحيعرف‬
‫ــرايين‬‫ذلك بتصوير الشرايين الربعة التي توصل الدم إلى الدماغ بعد حقن الش‬
‫أو الوردة بمادة ملونة‪ ،‬أو بتحري دوران الدم في الشرايين الدماغية بواســطة‬
‫المواجا فوق الصوتية‪ ،‬أو بالرنين المغناطيسي‪ ،‬أو بحقن مواد مشعة في الدورة‬
‫الدموية ثم البحث عأنها في النسيج الدماغي‪ً.‬‬

‫أماا الماارات الظاهأرة فهي‪:‬‬


‫ــة‬‫ــطرارية كحرك‬ ‫‪ -1‬انعدام البصار والحركة الخأتيارية‪ ،‬أما الحركة الض‬
‫ــاع‬‫ــدرها النخأ‬
‫ــدماغ‪ ،‬لن مص‬ ‫المذبوح فقد تبقى بل قد تشتيد بعد موت ال‬
‫الشوكي وقد زالت سيطرة الدماغ الذي كان يكبحها‪ً.‬‬
‫‪ -2‬انقطاع الرنسفس انقطاعأا تاما‬
‫‪ -3‬توسع الحدقتين وعأدم تفاعألهما للنور‬
‫‪ -4‬انعدام منعكس قرنية العين‬
‫‪ -5‬انعدام المنعكس العيني الدماغي‬
‫‪ -6‬عأدم حصول الرأرأة ) اهتزاز مقلة العين ( عأند التنبيه الحراري للذن‬
‫‪ -7‬انعدام المنعكسات التي تدل عألى سلمة العأصاب القحفية‬
‫‪ -8‬انخأفاض متزايد في درجة حرارة الجسم‪ً.‬‬

‫ول بد لتشخأيص توقف وظائف الدماغ وجذعأه توقفا كام ل‬


‫ل ل رجعة فيه مما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬غيبوبة عأميقة مترافقة بانعدام الدراك وانعدام الستجابة‬


‫‪ -2‬العلمات السريرية ) الكلينيكية ( لتوقف وظائف جذع الدماغ‬
‫ــف‬
‫ــاءا توق‬
‫ــد‪ ،‬أثن‬‫‪ -3‬انعدام قدرة المرءا عألى التنفس التلقائي بالخأتبار المعتم‬
‫مضخأة التنفس فترة محددة‪ً.‬‬

‫‪12‬‬
‫ونعني بالغيبوبة حالة من فقد الوعأي ل يمكن إيقاظ المريض منها وهي تنجم عأن أسباب‬
‫ــبب‬ ‫ــمه بس‬ ‫ــي جس‬ ‫متعددة منها السموم التي يتناولها المرءا من الخأارجا أو التي تتولد ف‬
‫ــبب‬ ‫ــن أن س‬ ‫المرض‪ ،‬ومنها بعض المراض والصابات‪ ً.‬لذلك كان ل بيد من التأكد م‬
‫ض‬ ‫الغيبوبة العميقة هو حدوث تلف شديد في بنية الدماغ بسبب إصابة شديدة ) مثــل ر ي‬
‫شديد عألى الرأس أو نزف جسيم داخأل الدماغ (‪ ،‬أو في أعأقاب جراحة عألى الــرأس‪ ،‬أو‬
‫ورم كبير داخأل الجمجمة‪ ،‬أو انقطاع التروية الدموية عأن الدماغ لي سبب كان‪ ،‬وتأكيد‬
‫ذلك بالوسائل التشخأيصية اللزمة‪ ً.‬كذلك ل بيد من أن تكون قد مضت ست ساعأات عألى‬
‫القل من دخأول المرءا في غيبوبة وأن ل توجد لدى المصاب أي محاولة للتنفس التلقائي‪ً.‬‬

‫ول بيد كذلك من استبعاد كون المرءا تحت تأثير المهدئات أو المواد المخأدرة أو السموم أو‬
‫ــة‬ ‫( درج‬ ‫حميركُخأسيات العضلت‪ ،‬وكذا استبعاد هبوط حرارة الجسم إلى ما دون )‪ 33‬ي‬
‫مئوية‪ ،‬أو أن يكون المصاب في حالة صدمة قلبية وعأائية لم تعالج‪ ً.‬كما أنه ل بيد كــذلك‬
‫من استبعاد الضطرابات الستقلبية ) اليضية ( أو الغديية التي يمكن لها أن تؤدي إلى‬
‫تلك الغيبوبة‪ً.‬‬

‫ثم ينبغي التأكد من استمرار التوقف الكلي في وظائف الدماغ فترة من الزمن يبقى المرءا‬
‫فيها تحت الملحظة والمعالجة وهي ) ‪ ( 12‬ساعأة منذ تشخأيص غيبوبة اللعأودة‪ ،‬أو )‬
‫‪ ( 24‬ساعأة حين يكون سبب الغيبوبة هو النقطاع الشامل في الدورة الدمويــة ) كمــا‬
‫ــن‬ ‫ــى م‬ ‫ــنة الول‬‫ل (‪ ،‬أو أطول من ذلك في الطفال دون الس‬‫يحدث في توقف القلب مث ل‬
‫العمر‪ً.‬‬

‫ويشترط في الفريق المخأيول إليه تقرير موت الدماغ أن يتكون من طبيبين مخأتصين عألى‬
‫القل‪ ،‬من ذوي الخأبرة في تشخأيص حالت موت الدماغ‪ ،‬ويفضل استشارة طبيب ثالث‬
‫مخأتص في المراض العصبية عأند الحاجة‪ ً.‬كما ينبغي أن يكون أحد الطبيبين عألى القل‬
‫مخأتصا بالمراض العصبية أو جراحة الدماغ والعأصاب أو العناية المركزة‪ً.‬‬

‫ودرءاا لية شبهة أو مصلحة خأاصة قد تؤثر عألى القرار‪ ،‬حيستبعد من هذا الفريق أيي فرد‬
‫من فريق زرع العأضاءا‪ ،‬وأيي فرد من عأائلة المصاب‪ ،‬وأيي فرد آخأر له مصلحة خأاصة‬
‫ــه‬ ‫ل (‪ ،‬وكيل من ادعأ‬
‫ــى عألي‬ ‫في إعألن موت المصاب ) كأن يكون له إرث أو وصية مث ل‬
‫ذوو المصاب بإساءاة التصرف المهني تجاه المصاب‪ً.‬‬

‫هذا وقد انعقدت ندوتان بالمنظمة السلمية للعلوم الطبيبة بالكويت الولى عأــام ‪1985‬‬
‫ــوت"‬ ‫عأن "الحياة النسانية بدايتها ونهايتها" والثانية عأام ‪ 1996‬عأن "التعريف الطبيي للم‬
‫وكلتاهما اعأتبرت النسان ميلتا إذا توقفت وظائف دماغه بأجمعها نهائييا‪ ،‬بما فــي ذلــك‬
‫جذع الميخ‪ ،‬وهو ما قرره مجمع الفقه السلميي الدولي المنعقد بعمان ‪ /‬الردن ‪1986‬م‪ً.‬‬
‫‪13‬‬
‫رأي بعض فقهاء الماسإلماين‬
‫في القتل الرحيم‬

‫رفض الدكتور محمد سيد طنطاوي ‪-‬شيخ الزهر‪ -‬في لقاءا جمعه بأطباءا وقضاة في‬
‫القاهرة كل ما يثار عأن قتل الرحمة مؤكلدا أن قتل المريض الميئوس من شــفائه ليــس‬
‫قرالرا متالحا من الناحية الشرعأية للطبيب أو لسرة المريض أو للمريض نفسه‪ ،‬غير أن‬
‫شيخ الزهر أركد إلى جانب ذلك أن المر قد يخأتلف فيما يتعرلق بحالت الوفاة المخأيــة‪،‬‬
‫حيث يجوز للطبيب أن يفصل الجهزة الطبية عأن المريض ليتورقف قلبــه إذا تأركــد أن‬
‫عأودته للحياة مستحيلة‪ً.‬‬

‫ــالث‬ ‫ــنوي الث‬ ‫ــدولي الس‬ ‫وأضاف شيخ الزهر في الجلسة التي عأقدت خألل المؤتمر ال‬
‫والعشرين لكلية طب عأين شمس تحت عأنوان "الطب المتكامل"‪ ،‬والذي عأقد في الفترة من‬
‫‪ 24-21‬فبراير ‪2000‬م أن حياة النسان أمانة يجب أن يحافظ عأليها‪ ،‬وأن يحافظ عألى‬
‫ــررم‬‫ــكُة(‪ ،‬وح‬ ‫ــى الرتيهلحسك‬‫ل حتيلحقويا كُبسأييكُديحكيم إكُسل‬
‫بدنه ول يلقي بنفسه إلى التهلكة لقوله تعالى‪) :‬سو س‬
‫ــى‬ ‫ل ستيقحتحلويا سأنحفسسحكيم إكُرن اللره سكاسن كُبحكــيم سركُحيلمــا(‪ ،‬ونه‬
‫السلم قتل النفس لقوله تعالى‪) :‬سو س‬
‫ــن‬ ‫ــد م‬ ‫ــديلدا‪ ،‬وتورعأ‬ ‫الرسول ‪-‬صلى ال عأليه وسلم‪ -‬عأن أن يقتل النسان نفسه نهليا ش‬
‫يفعلون ذلك بسوءا المصير في الدنيا والخأرة‪ ،‬فقد أركدت شريعة السلم عألى التداوي من‬
‫ــوا‬ ‫ــأن يهتم‬ ‫ــاءا ب‬ ‫أجل أن يحيا النسان حياة طيبة‪ ،‬كما أمرت الشريعة السلمية الطب‬
‫بالمريض‪ ،‬وأن يبذلوا نهاية جهدهم للعناية به‪ ،‬وعألى الطبيب والمريض أن يتركا النتيجة‬
‫عألى ال ‪-‬سبحانه وتعالى‪ ،-‬وعألى الطبيب أل يستجيب لطلب المريض في إنهاءا حياته‪،‬‬
‫وإذا استجاب يكون خأائلنا للمانة؛ سواءا بطلب المريض أو بغير طلبه‪ ،‬والعقاب للطبيب‬
‫في هذه الحالة يكون حسبما يراه القاضي لكل حالة عألى حدةة‪ً.‬‬

‫ــا‬‫ــبيب؛ منه‬ ‫وطرح الطباءا عألى شيخ الزهر خألل الجلسة عأدة حالت يحتار فيها الط‬
‫رفض مريض السرطان أخأذ العلجا لدراكه أن أيامه قليلة‪ ،‬وطلب السر فــي بعــض‬
‫الحالت المتأخأرة خأروجا المريض من المستشفى الموجود به الجهزة التي تساعأده عألى‬
‫الحياة لعدم استطاعأتها سرد نفقات العلجا بالمستشفى‪ ،‬وحالة المرضى الذين ماتوا حمخأيــا‬
‫لكن قلبهم ما زال ينبض‪ ،‬في حين أن فرص عأودتهم للحياة معدومة‪ ،‬فهــل مــن حــق‬
‫ــر‬ ‫ــض آخأ‬ ‫الطبيب أو الهل أن يطالبوا بمنع هذه الجهزة عأن المريض؛ إما لحاجة مري‬
‫فرصته في الشفاءا أعألى من المريض الول‪ ،‬أو للتقليل من النفقات التي قد ل تؤدي إلى‬
‫نتيجة؟!‬

‫‪14‬‬
‫وكان ريد شيخ الزهر عألى هذه السئلة‪" :‬هو أن الموت هو مفارقة الحياة‪ ،‬ومن يحكــم‬
‫بمفارقة الحياة هم الطباءا‪ ،‬وليس رجال الدين‪ ،‬فإذا رأى الطبيب أن المريض الذي ينبض‬
‫قلبه ومات ميخأه ميلتا فهذا شأن الطبيب‪ ،‬لكن ل يجوز للسرة إخأــراجا المريــض مــن‬
‫ــوده‬ ‫المستشفى لتحرمه من الشفاءا‪ ،‬أما في حالة أن بقاءا قلب المريض ينبض مرتبط بوج‬
‫ل فل بأس من أن تطلب السرة منع الجهزة عأنه؛ لعدم‬ ‫عألى الجهزة ومخأه قد مات أص ل‬
‫استطاعأتهم الوفاءا بمصروفات هذه الجهزة‪ ،‬ويرضون بقضاءا ال‪ ،‬أما المريض الــذي‬
‫يطلب موت الشفقة أو موت الرحمة أو غير ذلك من المسميات لينتهي من عأذاب اللم‪ً.ً.‬‬
‫فل يجوز له ذلك"‪ً.‬‬

‫ــخ‬
‫وفي سؤال حول قتل المريض الميؤوس من حياته ويجه إلى دار الفتاءا بالكويت بتاري‬
‫‪ 13/8/2001‬م هذا نصه‪:‬‬

‫ففوت‬ ‫ففى أن يما‬


‫"هأل يجوز إيقاف العلجا في الحالت المايئوس مانها أو يجب ماواصلته إل‬
‫الماريض أو يتم إنقاذه ؟ و هأل يجوز القتل بدافع الرحماة النسإانية‪،‬وقياس ذلك على قتل‬
‫الحصان الذي بلغ سإنة ماعينة" ‪.‬‬

‫كان نص الجابة كما يلي ‪:‬‬


‫بسم ال ‪ ،‬والحمد ل ‪،‬والصلة والسلم عألى رسول ال‪،‬وبعد‪:‬‬

‫ل عأمدا‪ ،‬لنه ل‬ ‫" التخألص من المريض بأية وسيلة محرم قطعا‪ ،‬ومن يقوم بذلك يكون قات ل‬
‫يباح دم امرئ مسلم صغيرا أو مريضا إل بإحدى ثلث حددها رسول ال صلى ال عأليه‬
‫دم امرئ مسلم شهد أن ل إله إل ال وأني رسول ال إل بإحــدى‬ ‫يحل ح‬
‫وسلم بقوله‪ » :‬ل ي‬
‫والمارق من الدين التارك للجماعأــة « أخأرجــه‬‫ح‬ ‫ب الزاني‪،‬‬
‫ثلث‪ :‬النفسح بالنفس‪ ،‬والثيي ح‬
‫البخأاري‪ ،‬وهذا القتل ليس من هؤلءا الثلثة‪ ،‬والنص القرآني قاطع في الدللة عألــى أن‬
‫ــالحق {‬ ‫ــ إل ب‬ ‫ــرسم ال‬
‫ــتي ح ي‬ ‫قتل النفس محرم قطعا لقوله تعالى‪ } :‬ول تقتلوا النفسس ال‬
‫ويشترك في الثم والعقوبة من أمر بهذا أو حرص عأليه‪ ،‬وقياس هذا القتل عألــى قتــل‬
‫الحصان الميئوس من شفائه فيه امتهان لكرامة النسان‪ ،‬إذا الحصان يجوز ذبحه حــتى‬
‫ــة‬ ‫ــة القاتل‬‫ــف الرصاص‬ ‫ــدم‪ ،‬ووص‬ ‫ولو كان صحيحا‪ ،‬بخألف النسان فإنه معصوم ال‬
‫ــة‬ ‫للحصان برصاصة الرحمة وصف لم يقم عأليه دليل شرعأي‪ ،‬فكيف نسمي الحقنة القاتل‬
‫للنسان بهذا السم‪ ،‬وأما بالنسبة للمريض بمرض ميئوس منه إذا طرأ عأليه مرض آخأر‬
‫قابل للعلجا ويؤدي للوفاة إذا أهمل فإنه يطبق عأليه الحكم الصلي للتداوي‪ ،‬وهو عأــدم‬
‫ــى‬ ‫ــوب عأل‬ ‫الوجوب من جهة الشرع‪ ،‬لن حصول الشفاءا بالتداوي أمر ظني‪ ،‬وهو مطل‬
‫سبيل الترغيب ل عألى سبيل الوجوب‪ ،‬أما من جهة التعليمات الطبية والقرارات الرسمية‬
‫المنظمة للمهنة فينبغي شرعأا العمل بما تقضي به فيما ل يتنافى مع الشرع"‪ً.‬‬

‫‪15‬‬
‫وال أعألم‪ً.‬‬

‫وجوابا عألى سؤال حول جواز قتل المريض المصاب بفقد المناعأة ) اليــدز ( أجــاب‬
‫الشيخ عأطية صقر بما يلي‪:‬‬

‫ل أن قتل النفس جريمة من أكبر الجرائم ما دام ل يوجد مــببرر‬ ‫"من المقيرر شرلعأا وعأق لل‬
‫لذلك‪ ،‬والنصوص في ذلك أشهر من أن حتذسكر‪ ،‬يكفي منها قوله تعالى عأن الشرائع السابقة‬
‫ض‬ ‫)كُمين أسيجكُل سذكُلسك سكستيبسنا سعأسلى سبكُني إيسسراكُئيسل أسرنحه سمين سقستسل سنيفلسا كُبسغيكُر سنيفةس أسيو سفسساةد كُفــي ا س‬
‫لير كُ‬ ‫كُ‬
‫سفسكسأرنسما سقستسل الرناسس سجكُميلعا( )سورة المائدة ‪ (32 :‬وقوله تعالى )ول تقتلوا النفسس الكُتي سحررم‬
‫ي‬ ‫ر‬ ‫ح‬ ‫ي‬ ‫س‬
‫الح كُإل كُبالسحبق( )سورة النعام‪ 151:‬والسراءا ‪ (33 :‬وقوله تعالى‪) :‬وسمين سيقحتيل حميؤكُملنــا‬
‫ضسب الح سعألسييكُه ولسسعسنحه وأسسعأرد لسحه سعأسذالبا سعأكُظيلما( )ســورة‬ ‫حمستسعبملدا سفسجزاحؤه سجسهرنحم سخأاكُللدا كُفيسها وسغ كُ‬
‫النساءا ‪ً.(93 :‬‬

‫والقتل الجاكُئز هو ما كان بالحيق‪ ،‬كالدفاع عأن النفس والمال والكُعرض والبدين والجهاد في‬
‫ص عأليه الحديث الذي رواه البخأاري ومسلم وغيرهما بألفاظ متقاكُربة "ل‬ ‫سبيل ال‪ ،‬وما ن ر‬
‫سيكُحيل سدحم امرئ حمسلم إل بإحدى ثلث‪ ،‬الرثبيحب اليزاني والرنيفسبــالرنيفس‪ ،‬والبتارــكلــكُديكُنه‬
‫ــا‪ً.‬‬ ‫ــن سمظابنه‬ ‫ــب م‬ ‫ــل حتيطل‬
‫ــا القت‬ ‫ــوز فيه‬ ‫الحمفاكُرق للسجماعأة" وهناك مسائحل أخأرى يج‬
‫ــفاكُئه أو‬ ‫ــن ش‬ ‫ضه ل يجوز قتله لليأس م‬ ‫ضه وكيف كانت حالة مر كُ‬ ‫والمريض أييا كان مر ح‬
‫ضه إلى غيره‪ ،‬ففي حالة اليأس من اليشفاءا ـ مع أن الجال بيد ال‪ ،‬وهو‬ ‫لمنع انتقال مر كُ‬
‫سبحانه قادر عألى شفائه ـ يححرم عألى المريض أن يقحتل نفسسه ويححرم عألى غيره أن يقتسله‬
‫ــل‬ ‫حتى لو حأكُذسن له في قتكُله‪ ،‬فالول انتحار والثاني عأدوان عألى الغير بالقتل‪ ،‬وإذنه ل يحلب‬
‫ــي‬ ‫الحرام‪ ،‬فهو ل يمكُلك حروسحه حيتى يأسذسن لغيره أو أن يقضسي عأليها‪ ،‬والحديث معروف ف‬
‫صورة التي انتحر بها خأاللدا مخأرللدا فيها‬ ‫تحريم النتحار عأايمة‪ ،‬فالحمنتكُحر حيعرذب في النار بال ي‬
‫أبلدا‪ ،‬إن استحيل ذلك فقد كفر وجزاؤه الخألود في العذاب‪ ،‬وإن لم يستحيله حعأــبذب عأــذالبا‬
‫ــ‬ ‫ــبيي ـ‬ ‫شديلدا‪ ،‬جاءا التعبير عأنه بهذه الصورة للتنفير منه‪ ً.‬روى البخأاري ومسلم أن الن‬
‫صلى ال عأليه وسلم ـ قال‪" :‬كان فيمن قبسلكم رجل به حجرح فسجكُزع فأخأذ سبكيلنا فحرز بــه‬
‫يده‪ ،‬فما سرسقأ اليدم حتى ماست" قال ال تعالى‪" :‬ب اسدرني عأبـدي بنفكُسـه‪ ،‬سحرريمـحت عأليـه‬
‫ــه‬ ‫ــبر ب‬ ‫ل شديلدا ومات‪ ،‬فلما حأخأ‬ ‫ل مسللما قاستل في خأيبر قتا ل‬‫السجرنة"وفي رواية لهما أين رج ل‬
‫صحابة لذلك‪ ،‬ثم سعأسرفوا أينه كان به حجرح شديد‬ ‫الرسوحل قال‪" :‬إينه من أهل النار" فعكُجب ال ي‬
‫ضع نصسل سيكُفه بالرض وجعل حذباسبه ـ أي طرسفه ـ بين ثدسييه ثــم‬ ‫فلم يصكُبير عأليه‪ ،‬فو س‬
‫ل أن يناكُدسي في اليناس أينه‬ ‫تحاسمل عألى نفسه حيتى مات‪ ،‬وتقول الرواية إين الرسول أمر بل ل‬
‫ل يدخأل الجينة إل نفس حمسلمة‪ ،‬وأين ال يؤبيد هذا اليدين بالرجل الفاجر‪ً.‬‬

‫‪16‬‬
‫ــنة ‪1936‬م‬ ‫ــلطات س‬ ‫وقد أحبلفت في إنجلترا جمعيية باسم "القتل بدافع اليرحمة" طالبت الس‬
‫ض‪ ،‬كما تكــونت‬ ‫بإباحة الجهاز عألى المريض الميؤوس من شفائه‪ ،‬وتكيرر الطلب فحركُف س‬
‫ــذه‬
‫ــت ه‬ ‫جمعيية لهذا الغرض في أمريكا وباسءا مشروحعأها بالفشل سنة ‪ ،1938‬وما زال‬
‫الدعأوة تككُسب أنصالرا في هذه البلد‪ً.‬‬

‫فالحخألصة أين قتل المريض الميؤوس من شفائه حرام شرلعأا حيتى لو كان بــإذنه‪ ،‬فهــو‬
‫ــيروح‬ ‫انتحار بطريق مباشر أو غير مباشر‪ ،‬أو حعأدوان عألى الغير إن كان بدون إذكُنه‪ ،‬وال‬
‫ــره‪ً.‬‬ ‫ــبق ذك‬ ‫ــا س‬ ‫ــوه ميم‬ ‫ــاد ونح‬‫ــن الجه‬ ‫كُملك ل ل حيضرحى بها إل فيما شرعأه ال م‬
‫ضه إلى غيره بالعدوى حتى لو كان ميؤولســا مــن‬ ‫أما المريض الذي يخأشى انتقال مر كُ‬
‫ــرر‬ ‫ض‬ ‫ــع ال ي‬ ‫شفائه فل يجوز قتله من أجل منع ضركُره‪ ،‬ذلك لين هناك وسائل أخأرى لمن‬
‫ــال‬ ‫أخأيف من القتل ومنها العزل‪ ،‬ومنع الخأتلط به عألى وجه سينقل المرض‪ ،‬فوسائل انتق‬
‫ــد‬ ‫ــالمريض بسفق‬ ‫ــل اخأتلط ب‬ ‫المرض متنوعأة وتخأتلف من مرض إلى مرض‪ ،‬وليس ك‬
‫صون‪،‬‬ ‫المناعأة "اليدز" محبقلقا للعدوى‪ ،‬فهي ل تكون إل باخأتلط معرين‪ ،‬كما ذكره المخأت ي‬
‫فالجراءا الذي حيرتخأذ معه هو منع هذه التصالت الخأاصة‪ ،‬مع المحافظة عألــى حيــاته‬
‫ضــسي الــ أمــلرا كــان مفعــو ل‬
‫ل‪ً.‬‬ ‫كــآدمي يقــيدم إليــه الكُغــذاءا حيتــى سيق كُ‬
‫صبحيي‪ ،‬مبدأ إسلمي جاءا‬ ‫ضا حميعكُدليا‪ ،‬أي العزل أو الحجر ال ب‬‫وعأدم الخأتلط بالمريض مر ل‬
‫فيه قول النبي ـ صلى ال عأليه وسلم ـ "كُفير من المجذوم كُفــراسرك كُمــسن السســسد" رواه‬
‫ــا‬ ‫ض وأنتم به‬ ‫البخأاري وقوله "إذا سكُميعحتم باليطاعأون في أرض فل تدحخأحلوها‪ ،‬وإذا وقع بأر ة‬
‫فل تخأحرجوا منها" وال سبحانه يقول )حخأحذوا كُحيذسرحكيم( ) سورة النساءا ‪ (71 :‬وفي الحديث‬
‫ضــراسر"‪ً.‬‬ ‫ضــسرسر ول كُ‬ ‫الــذي رواه أحمــد وابــن مــاجه بإســناد حســن "ل س‬
‫فالمريض باليدز عألى فرض اليأس من شفائه ـ ل يجوز قتله منلعا لضرره عأن الغير‪،‬‬
‫ــلرا‬ ‫ضرر له وسائحل أخأرى غير القتل‪ ،‬ول يقال إنه سيستكُحيق القتسل؛ لنه ارتكب حمنك‬ ‫فمنع ال ي‬
‫ل محررلما يوكُجب القتل ‪ ،‬فهنــاك‬ ‫سنسقل إليه هذا المرض‪ ،‬فليس كل حمنكر حتى لو كان ابتصا ل‬
‫شروط موضوعأة لقامة حبد الررجم "القتل" عألى مرتكب الفاكُحشة‪ ،‬كما أن هناك وســائل‬
‫ــه‬ ‫ــض ب‬ ‫لنتقال المرض إليه ليست حمحررمة وربما ل يكون له فيها اخأتيار‪ ،‬كنقل سدكُم مري‬
‫دون كُعألم‪ ،‬أو غير ذلك‪ً.‬‬
‫صيح قتل المريض باليدز أو بغيره‪ ،‬ل لليأس من شــفائه‪ ،‬ول لمنــع‬ ‫وعألى العموم ل ي كُ‬
‫انتقال المرض منه إلى غيره‪ ،‬فال عألى كل شيءا قدير‪ ،‬ووسائل الوقاية متعــبددة‪ ،‬وقــد‬
‫ــة‬ ‫ــسة‪ ،‬ومداسوم‬ ‫ض‪ ،‬فهو يستكُحق العطسف والرحم‬ ‫يكون بريلئا من ارتكاب ما سربب له المر س‬
‫الكُعلجا بالقدر الحمستطاع‪ ،‬جاءا في الحديث الذي رواه الترمذي "يا عأباسد ال تداسويوا‪ ،‬فإين ال‬
‫ضع له دوالءا " وفي الحديث الذي رواه البخأاري ومسلم "ما أنزسل ال من‬ ‫ضيع داءا إل سو س‬ ‫لم ي س‬
‫داكُءا إل أنزسل له شفالءا " وفي الحديث الذي رواه أحمد "إين ال لم حينبزل دالءا إل أنــزل لــه‬
‫شفالءا‪ ،‬سعأكُلسمه سمن سعأكُلسمه وجكُهله سمن جكُهله " وجاءا في بعض روايات أحمد استثناءا "السهــسرم"‬
‫فإنه ليس له شفاءءا‪ً.‬‬

‫‪17‬‬
‫ل في اكتشاف دواءا لهذا المرض‪ ،‬كما اكتشفت أدوية لمراض‬ ‫وهذه الحاديث حتعطينا أم ل‬
‫ــع‬ ‫ــفائه‪ ،‬ول لمن‬ ‫ــن ش‬
‫صيح قتل حامله لليأس م‬ ‫ظرن الناس أن شفاسءاها ميؤوس منه‪ ،‬فل ي كُ‬
‫صيحاءا‪ ،‬حيث لم يتعيين القتل وسيلة له‪ ،‬فالوساكُئل الحمباحة موجودة‪ ،‬وعأليه‬ ‫ضرر عأن ال كُ‬‫ال ي‬
‫ضا لقياس قتكُله‬‫فليست هناك ضرورة أو حاجة حمكُليحة حيتى حيباح لها المحظور‪ ،‬ول محيل أي ل‬
‫عألى إلقاءا أحد حريكاب السفينة في البحر لنقاذ حياة الباقين‪ ،‬تقديلما لحبق السجماعأة عألى حيق‬
‫صل إلى قتله‪ ً.‬فذلك وأمثــاحله تحيتــم‬ ‫الفرد‪ ،‬أو عألى قتل الحمسكُلم الذي ستتررسس به العدو للتو ي‬
‫الغراحق والقتحل وسيلة‪ ،‬فحأبيسح ليلضرورة‪ ،‬والمر في منع السعيدوى ليس كذلك‪ً.‬‬

‫ومن الفتاوى الجامعة في هذا الموضوع فتوى للعلمة الستاذ الشيخ يوسف القرضاوي‬
‫حول أسئلة وجهت إليه من قبل منظمة الطب السلمي لجنوب أفريقيا من ضمن أســئلة‬
‫عأن الطب السلمي وأحكامه وآدابه جاءا في السؤال الول منها ما يلي ‪:‬‬

‫قتل الرحماة )تيسإير الماوت(ًا‪:‬‬


‫التعريف‪ :‬تسهيل موت الشخأص بدون ألم بسبب الرحمة لتخأفيف معاناة المريض ســواءا‬
‫بطرق فعالة أو منفعلة‪ً.‬‬

‫تيسإير الماوت الفعال‪ :‬يتخأذ الطبيب إجراءاات فعالة لنهاءا حياة المريض‪ً.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة‪:‬‬ ‫أمثل‬
‫‪ -1‬مريض مصاب بالسرطان يعاني من اللم والغماءا ويعتقد الطبيب بأنه سيموت بأي‬
‫ــه‪ً.‬‬‫ــف تنفس‬ ‫ــذي يوق‬ ‫ــم ال‬ ‫حال من الحوال ويعطيه جرعأة عأالية من عألجا قاتل للل‬
‫ــابة‬ ‫ــحايا أو بإص‬ ‫ل بعد إصابته بالتهاب الس‬ ‫‪ -2‬مريض في حالة إغماءا لفترة طويلة مث ل‬
‫ــد‬ ‫ــاش( ويعتق‬ ‫ــاز إنع‬ ‫شديدة في رأسه‪ ،‬ومن الممكن أن يبقى حليا باستعمال منبفسة )جه‬
‫ــه‬ ‫ــديم تنفس‬ ‫ــتين‪ ،‬وت‬ ‫ــواءا للرئ‬‫الطبيب بعدم وجود أي أمل بشفائه‪ ،‬والمنبفسة تضيخ اله‬
‫ــن‬ ‫ــن الممك‬ ‫"أوتوماتيكيا"‪ ً.‬فإذا ما أوقف المنفسة لن يتمكن المريض من إدامة تنفسه‪ ،‬فم‬
‫ــن‬ ‫إبقاءا هذا المريض حليا بواسطة هذه المنفسة الصناعأية التي تديم فعالياته الحيوية‪ ،‬ولك‬
‫لكل العأتبارات الخأرى يعتبر مثل هذا المريض "ميلتا" وغير قادر عألى السيطرة عألــى‬
‫ل للموت‪ً.‬‬‫وظائفه وإيقاف هذه المنفسة يعتبر تيسيلرا فعا ل‬
‫تيسإير الماوت المانفعل‪:‬‬
‫هنا ل تتخأذ خأطوات فعالة لنهاءا حياة المريض بل يترك للمرض أن يأخأذ أدواره بدون‬
‫إعأطاءا المريض أي عألجا لطالة حياته‪ً.‬‬
‫أماثلفففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففة‪:‬‬
‫‪ -1‬مريض نهائي بالسرطان أو الغماءا من إصابة بالرأس أو التهاب سحائي ول يرجى‬
‫شفاؤه منه‪ ،‬ومصاب بالتهاب الرئة التي إن لم تعالج ‪ -‬وهي ممكنة العلجا ‪ -‬يمكــن أن‬
‫ــض‪ً.‬‬ ‫ــوت المري‬ ‫ــل بم‬ ‫ــن أن يعج‬ ‫ــن الممك‬ ‫ــاف العلجا م‬ ‫ــض وإيق‬ ‫ــل المري‬ ‫تقت‬

‫‪18‬‬
‫‪ -2‬طفل مشوه تشويها شديلدا بتصلب أشرم ‪ -‬شوكة مشقوقة ‪ -‬أو بشلل مخأي يمكن أن‬
‫يترك من دون عألجا إذا أصيب بالتهاب الرئتين أو بالتهاب السحايا‪ ،‬ويمكن أن يمــوت‬
‫الطفل من هذه اللتهابات‪ً.‬‬

‫والتصلب الشرم ‪ -‬الشوكة المشقوقة ‪ -‬هي حالة غير طبيعية للعمود الفقري تؤدي إلى‬
‫شلل الساقين وفقدان السيطرة عألى المثانة والمعاءا الغليظة والطفل المريض بهذا الــداءا‬
‫يكون مشلول يحتاجا إلى عأناية خأاصة طيلة حياته‪ً.‬‬

‫ــي‬ ‫ــلل ف‬ ‫ــا وش‬ ‫أما الشلل المخأي فهي حالة تلف في المخ خألل الولدة تسبب تخأللفا عأقللي‬
‫الطراف بدرجات متفاوتة‪ ،‬ومثل هذا الطفل يكون مشلول جسمليا وعأقلليا ويحتاجا لعناية‬
‫خأاصة طيلة حياته‪ً.‬‬

‫في المثلة السابقة "إيقاف العلجا" هو نوع من أنواع تيسير الموت المنفعــل وبصــورة‬
‫عأامة ل يعيش هؤلءا الطفال عأملرا طوي ل‬
‫ل‪ ،‬وإيقاف العلجا وتيسير الموت المنفعل يمنع‬
‫إطالة معاناة الطفل المريض أو والديه‪ً.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــئلة‪:‬‬ ‫الس‬
‫‪ -1‬هل تيسير الموت الفعال مسموح به في السلم؟‬
‫‪ -2‬هل تيسير الموت المنفعل مسموح به في السلم؟‬

‫وقد أجاب فضيلة الستاذ الدكتور الشيخ يوسف عأبد ال القرضاوي بما يلي‪:‬‬

‫الحمد ل والصلة والسلم عألى رسول ال‬


‫تيسإير الماوت الفعال‪:‬‬
‫شرعأا؛ لن فيه عأمل إيجابليا من‬
‫ل‬ ‫‪ -1‬تيسير الموت الفعال في المثال رقم )‪ (1‬ل يجوز‬
‫ــن‬ ‫ــة م‬ ‫الطبيب بقصد قتل المريض‪ ،‬والتعجيل بموته‪ ،‬بإعأطائه تلك الجرعأة العالي‬
‫الدواءا المتسبب في الموت‪ ،‬فهو قتل عألى أي حال‪ ً.‬سواءا كان بهــذه الوســيلة أم‬
‫بإعأطاءا مادة سمية سريعة التأثير‪ ،‬أم بصعقة كهربائية أم بآلة حادة‪ ،‬كله قتل‪ ،‬وهو‬
‫محرم‪ ،‬بل هو من الكبائر الموبقة‪ ً.‬ول يزيل عأنه صفة القتل أن دافعه هو الرحمة‬
‫بالمريض‪ ،‬وتخأفيف المعاناة عأنه‪ ً.‬فليس الطبيب أرحم به ممن خألقه‪ ً.‬وليترك أمره‬
‫إلى ال تعالى‪ ،‬فهو الذي وهب الحياة للنسان وهو الذي يسلبها في أجلها المسمى‬
‫عأنده‪ً.‬‬

‫‪-2‬أما المثال رقم )‪ (2‬من أمثلة تيسير الموت الفعال‪ ،‬فنؤخأر الحديث عأنه بعد الحديث‬
‫عأن تيسير الموت المنفعل‪ً.‬‬

‫‪19‬‬
‫تيسإير الماوت المانفعل )بإيقاف العلجا(ًا‪:‬‬
‫وأما تيسير الموت "بالطرق المانفعلة" كما في السؤال‪ ً.‬فإنها تدور كلها سواءا في المثال )‬
‫‪ (1‬أم )‪ (2‬عألى "إيقاف العلجا" عأن المريض‪ ،‬والمتناع عأن إعأطائه الدواءا‪ ،‬الذي يوقن‬
‫الطبيب أنه ل جدوى منه‪ ،‬ول رجاءا فيه للمريض‪ ،‬وفق سنن ال تعالى‪ ،‬وقانون السباب‬
‫والمسببات‪ً.‬‬

‫ــواجب‬ ‫ومن المعروف لدى عألماءا الشرع‪ :‬أن العلجا أو التداوي من المراض ليس ب‬
‫عأند جماهير الفقهاءا‪ ،‬وأئمة المذاهب‪ ً.‬بل هو في دائرة المباح عأندهم‪ ً.‬وإنما أوجبه طائفة‬
‫ــة‪ً.‬‬ ‫ــن تيمي‬‫ــلم اب‬
‫ــيخ الس‬ ‫قليلة‪ ،‬كما قاله بعض أصحاب الشافعي وأحمد‪ ً.‬كما ذكر ش‬
‫)الفتاوى الكبرى لبن تيمية ‪4/260‬طـ‪ ً.‬مطبعة كردستان العلمية بالقاهرة( وبعضــهم‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــتحبه‪ً.‬‬ ‫اس‬

‫بل قد تنازع العلماءا‪ :‬أيهما أفضل‪ :‬التداوي أم الصبر؟ فمنهم من قال الصــبر أفضــل‪،‬‬
‫لحديث ابن عأباس في الصحيح عأن الجارية التي كانت تصرع ‪ -‬يصــيبها الصــرع ‪-‬‬
‫وسألت النبي ‪-‬صلى ال عأليه وسلم‪ -‬أن يدعأو لها‪ ،‬فقال‪" :‬إن أحببت أن تصبري ولــك‬
‫الجنة‪ ،‬وإن أحببت دعأوت ال أن يشفيك" فقالت‪ :‬بل اصبر‪ ،‬ولكنى أتكشف‪ ،‬فادع ال لي‬
‫أل أتكشف‪ ،‬فدعأا لها أل تتكشف‪) ً.‬متفق عأليه‪ ً.‬رواه البخأاري في كتاب المرضى ومسلم‬
‫في البر والصلة ‪ً.(2265‬‬

‫ــأبي‬ ‫ولن خأللقا من الصحابة والتابعين لم يكونوا يتداوون‪ ،‬بل فيهم من اخأتار المرض‪ ،‬ك‬
‫ابن كعب‪ ،‬وأبي ذر ‪ -‬رضي ال عأنهما ‪ -‬ومع هذا فلم ينكر عأليهــمتــرك التــداوي‪ً.‬‬
‫)الفتاوى الكبرى لبن تيمية ‪4/260‬ط‪ ً.‬مطبعة كردستان العلمية بالقاهرة(‪ً.‬‬

‫وقد عأقد المام أبو حامد الغزالي في "كتاب التوكل" من "الحياءا" بالبا في الرد عألى مــن‬
‫قال ترك التداوي أفضل بكل حال‪) ً.‬انظر‪ :‬إحياءا عألوم الدين ‪ 4/290‬وما بعدها(‪ً.‬‬

‫هذا هو رأي فقهاءا المة في العلجا أو التداوي للمريض‪ ً.‬فأكثرهم يجعلونه مــن قســم‬
‫المباح‪ ،‬وأقلهم يجعلونه من المستحب‪ ،‬والقل منهم يجعلونه واجلبا‪ ً.‬وأنــا مــع الــذين‬
‫يوجبونه في حالة ما إذا كان اللم شديلدا‪ ،‬والدواءا ناجلحا‪ ،‬والشفاءا مرجلوا منه وفق ســنة‬
‫ال تعالى‪ً.‬‬

‫وهو الموافق لسهيدي النبي ‪-‬صلى ال عأليه وسلم‪ -‬الذي تداوى وأمر أصحابه بالتداوي‪،‬‬
‫كما ذكر ذلك المام ابن القيم في هديه ‪-‬صلى ال عأليه وسلم‪ -‬في "زاد المعاد" )انظــر‪:‬‬
‫الجزءا الثالث من )زاد المعاد( طـ‪ ً.‬الرسالة ببيروت(‪ ً.‬وأدنى ما يدل عأليه ذلــك هــو‬
‫السنية والستحباب‪ً.‬‬

‫‪20‬‬
‫ومن هنا يكون العلجا أو التداوي حيث يرجى للمريض الشفاءا مستحلبا أو واجلبا‪ ،‬أما إذا‬
‫ــا‬ ‫ــا أهله‬ ‫ــتي يعرفه‬ ‫ــببات ال‬‫لم يكن يرجى له الشفاءا‪ ،‬وفق سنن ال في السباب والمس‬
‫ــن‬ ‫ــ ل‬
‫ل عأ‬ ‫ــك فض‬ ‫وخأبراؤها من أرباب الطب والخأتصاص‪ ،‬فل يقول أحد باستحباب ذل‬
‫وجوبه‪ً.‬‬

‫ــة‬ ‫ــرلبا أو حقلن‬


‫ــا أو تغذي‬ ‫ــانت ‪ -‬ش‬
‫ــورة ك‬‫وإذا كان تعريض المريض للعلجا بأي ص‬
‫ل بأجهزة التنفس والنعاش الصناعأي‪ ،‬أو غير ذلــك ممــا‬ ‫بالجلوكوز ونحوه‪ ،‬أو توصي ل‬
‫وصل إليه الطب الحديث‪ ،‬ومما قد يصل إليه بعد ‪ -‬يطيل عأليه مدة المرض‪ ،‬ويبقى عأليه‬
‫اللم زمنا أطول‪ ،‬فمن باب أولى أل يكون ذلك واجلبا ول مستحلبا‪ ،‬بل لعل عأكسه هــو‬
‫الواجب أو المستحب‪ً.‬‬

‫فهذا النوع من تيسير الموت ‪ -‬إن صحت التسمية ‪ -‬ل ينبغي أن يدخأل في مسمى "قتل‬
‫الرحماة"‪ ،‬لعدم وجود فعل إيجابي من قبل الطبيب‪ ،‬إنما هو ترك لمر ليس بــواجب ول‬
‫مندوب‪ ،‬حتى يكون مؤاخألذا عألى تركه‪ً.‬‬

‫وهأو إذن أمار جائز وماشروع‪ ،‬إن لم يكن ماطلولبا‪ ،‬وللطبيب أن يماارسإه‪ ،‬طللبا لراحة‬
‫الماريض وراحة أهأله‪ .‬ول حرجا عليه إن شاء ال‪.‬‬

‫تيسإير الماوت بإيقاف أجهزة النعاش‪:‬‬


‫بقي الجواب عأن المثال الثاني في النوع الول‪ ،‬الذي اعأتبره السؤال من تيسير الموت‬
‫بالطرق الفعالة ل المنفعلة‪ ً.‬وهو يقوم عألى إيقاف المنفسة الصــناعأية أو مــا يســمونه‬
‫"أجهزة النعاش الصناعأي" عأن المريض‪ ،‬الذي يعتبر في نظر الطب "ميلتا" أو "في حكم‬
‫الميت" وذلك لتلف جذع الدماغ‪ ،‬أو المخ‪ ،‬الذي به يحليا النسـان ويحس ويشعر‬
‫ــداوي‬ ‫وإذا كان عأمل الطبيب مجرد إيقاف أجهزة العلجا‪ ،‬فل يخأرجا عأن كونه ترلك‬
‫ــا للت‬
‫شأنه شأن الحالت الخأرى‪ ،‬الذي سماها "الطرق المنفعلة"‪ً.‬‬

‫ــوت‬
‫ومن أجل ذلك أرى إخأراجا هذه الحالة وأمثالها عأن دائرة النوع الول "تيسير الم‬
‫بالطرق الفعالة" وإدخأالها في النوع الخأر‪ً.‬‬

‫ضا‪ ،‬وبخأاصة أن هذه الجهزة‬‫وبناءا عألى ذلك يكون هذا أملرا مشرولعأا ول حرجا فيه أي ل‬
‫ــان‬‫ــة ‪ -‬وإن ك‬‫ــدورة الدموي‬ ‫تبقى عأليه هذه الحياة الظاهرية ‪ -‬المتمثلة في التنفس وال‬
‫المريض ميلتا بالفعل‪ ،‬فهو ل يعي ول يحس ول يشعر‪ ً.‬نظلرا لتلف مصدر ذلك كله وهو‬
‫المخ‪ً.‬‬
‫‪21‬‬
‫وبقاءا المريض عألى هذه الحالة يتكلف نفقات كثيرة دون طائل‪ ،‬ويحجز أجهزة يحتاجا‬
‫إليها غيره‪ ،‬ممن يجدي معه العلجا‪ ،‬وهو ‪ -‬وإن كان ل يحس ‪ -‬فإن أهله وذويه يظلون‬
‫في قلق وألم ما دام عألى هذه الحالة‪ ،‬التي قد تطول إلى عأشر سنوات أو أكثر!‪ً.‬‬

‫وقد ذكرت هذا الرأي منذ سنوات أمام جمع من الفقهاءا والطباءا في أحــد اجتماعأــات‬
‫الندوة التي تقيمها بين الحين والحين "المنظمة السلمية للعلوم الطبية" بالكويت‪ ،‬فلقــي‬
‫قبول الحاضرين من أهل الفقه وأهل الطب‪ً.‬‬

‫والحمد ل الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لول أن هدانا ال‪ً.‬‬
‫وال أعألم‪ً.‬‬

‫وحول رفع أجهزة النعاش الصطناعأي عأن المريض المتــوفى دماغيــا‬


‫ــابع‬ ‫ــي الت‬‫ــس الفقه‬‫صدرت فتاوى عأن المجامع الفقهية منها‪:‬الفتوى الصادرة من المجل‬
‫لرابطة العالم السلمي في دورته العاشرة في ‪24/2/1408‬هـ ومفادها‪:‬‬
‫ــي‬ ‫أن المجلس قد نظر في موضوع تقرير حصول الوفاة‪ ،‬بالعلمات الطبية القاطعة‪ ،‬وف‬
‫جواز رفع أجهزة النعاش عأن المريض الموضوعأة عأليه في حالة العنايــة المركــزة‪،‬‬
‫واستعرض المجلس الراءا‪ ،‬والبيانات الطبية المقدمة شفهيا وخأطيا من وزارة الصحة في‬
‫المملكة العربية السعودية‪ ،‬ومن الطباءا الإخأتصاصيين‪ ،‬واطلع المجلس كذلك عألى قرار‬
‫مجمع الفقه السلمي التابع لمنظمة المؤتمر السلمي‪ ،‬المنعقد في مدينة عأمان العاصمة‬
‫ــوانبه‬ ‫الردنية رقم )‪ (5‬في ‪3/7/1986‬م‪ ،‬وبعد المداولة في هذا الموضوع من جميع ج‬
‫وملبساته‪ ،‬انتهى المجلس إلى القرار التالي‪:‬‬

‫" المريض الذي ركبت عألى جسمه أجهزة النعاش يجوز رفعها إذا تعطلــت جميــع‬
‫وظائف دماغه نهائيا‪ ،‬وقررت لجنة من ثلثة أطباءا إخأتصاصيين خأبراءا‪ ،‬أن التعطل ل‬
‫رجعة فيه‪ ،‬وإن كان القلب والتنفس ل يزالن يعملن آليا‪ ،‬بفعل الجهزة المركبة‪ ،‬لكن ل‬
‫يحكم بموته شرعأا إل إذا توقف التنفس والقلب‪ ،‬توقفا تاما بعد رفع هذه الجهزة‪ ً.‬أ‪ً.‬هـ‪ً.‬‬

‫وكان المؤتمر الفقهي التابع لمنظمة المؤتمر السلمي قد أصدر قراره رقــم ‪(5/3)17‬‬
‫ومفاده‪ " :‬أن مجلس مجمع الفقه السلمي المنعقد في دورة مــؤتمره الثــالث بعمــان‬
‫ــوبر(‬ ‫ــرين الول )أكت‬ ‫ــ ‪ 16-11/‬تش‬ ‫ــفر ‪1407‬هـ‬ ‫عأاصمة الردن من ‪ 13-8‬ص‬
‫ــاش‬ ‫ــزة النع‬
‫ــوع أجه‬ ‫‪1986‬م‪ ،‬بعد التداول في سائر النواحي التي أثيرت حول موض‬
‫ــرعأا أن‬ ‫ــد ش‬‫ــي‪ :‬يع‬‫واستماعأه إلى شرح مستفيض من الطباءا المخأتصين‪ ،‬قرر ما يل‬

‫‪22‬‬
‫الشخأص قد مات وتترتب جميع الحكام المقررة شرعأا للوفاة عأند ذلك إذا تــبينت فيــه‬
‫إحدى العلمتين التاليتين‪:‬‬

‫ــه‪ً.‬‬‫ــة في‬‫ــف ل رجع‬ ‫ــذه التوق‬‫‪-1‬إذا توقف قلبه وتنفسه توقفا تاما وحكم الطباءا بأن ه‬
‫ل نهائيا‪ ،‬وحكم الطباءا الإخأتصاصيون الخأبراءا‬‫‪-2‬إذا تعطلت جميع وظائف دماغه تعط ل‬
‫بأن هذا التعطل ل رجعة فيه‪ ،‬وأخأذ دماغه في التحلل‪ً.‬‬

‫يسوغ رفع أجهزة النعاش المركبة عألى الشــخأص وإن كــان بعــض‬ ‫وفي هذه الحالة ي‬
‫العأضاءا كالقلب مثل‪ ،‬ل يزال يعمل آليا بفعل الجهزة المركبة‪ ً.‬أ‪ً.‬هـ‪ً.‬‬

‫والفارق بين القرارين السابقين –كما يلحظ– أن القرار الول ل يحكم بموت المريض‬
‫ــد‬
‫ــاني أن يع‬‫ــرار الث‬
‫ــرى الق‬ ‫حتى يتوقف قلبه وتنفسه نهائيا بعد رفع الجهزة‪ ،‬بينما ي‬
‫المريض ميتا شرعأا بتعطل جميع وظائف دماغه تعط ل‬
‫ل نهائيا حتى وإن كان قلبه ينبض‬
‫بفعل أجهزة النعاش‪،‬‬

‫وال أعألم‬

‫وخلصة القول‪:‬‬

‫فإن قتل المرحمة كما ذكرنا أمر وافد عألى عألم الطب والطباءا ساعأد انتشاره في المم‬
‫الغربية عأوامل مخأتلفة من اجتماعأية واقتصادية وتفكك الروابط النســانية والســرية‪،‬‬
‫ويتجه كثير من البلدان الغربية المعاصرة إلى تقنينه تحت مسمياته المخأتلفة‪ً.‬‬
‫وبحمد ال لم نسمع إلى اليوم عأن ممارسة هذا النوع من القتل في عأالمنا السلمي‪ ،‬ولكن‬
‫ــن أن‬ ‫يخأشى أن تتطور القوانين المدنية وتتأثر بما هو جار في عأالم اليوم‪ ،‬فعلى الرغم م‬
‫الغالبية العظمى من قوانين العقوبات في البلد العربية ل تأخأذ بفكرة تخأفيف العقوبة في‬
‫حال قتل الرحمة‪ ،‬إل أن ذلك ل يمنع من تطبيق فكرة " الظروف الماخففة " المعروفة في‬
‫ميدان القوانين الجنائية‪ ،‬وهي في الواقع تؤدي إلى تخأفيف العقوبة إذا اقتضت الجريمــة‬
‫ــوانين‬ ‫ــذ ق‬‫ــوص تأخأ‬ ‫المقامة من أجلها الدعأوة العمومية رأفة القضاة‪ ً.‬ومن ناحية النص‬
‫العقوبات في كل من السودان وسورية ولبنان بفكرة تخأفيف العقوبة في حالة القتل بنــاءا‬
‫ــوداني(‪،‬‬ ‫عألى رضا المجني عأليه) المادة ‪ / 249‬الفقرة الخأامسة من قانون العقوبات الس‬
‫ــانون‬ ‫ــن ق‬ ‫وفي حالة القتل بعامل الشفاق بناءا عألى إلحاح المجني عأليه ) المادة ‪ 538‬م‬
‫العقوبات السوري( و ) المادة ‪ 552‬من قانون العقوبات اللبناني(‪ً.‬‬

‫وأرى أن يصدر المجلس الوروبي للفتاءا والبحوث فتواه التي تتضمن ما يلي ‪:‬‬

‫‪23‬‬
‫تعريف قتل المرحمة اللغوي والطبي‪ً.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫التعرض لذكر أنواعأه المخأتلفة وتعريفها‪ً.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫تحريم قتل المرحمة الفعال المباشر وغير المباشر‪ً.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫تحريم النتحار الذاتي أو المساعأدة عأليه بأي وسيلة كانت‪ً.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫تعريف الموت وأماراته‬ ‫‪-5‬‬
‫إباحة تيسير الموت غير الفعال بشروطه وعأدم استعمال تعبير القتل في هــذه‬ ‫‪-6‬‬
‫الحالة‪ً.‬‬

‫وآخر دعوانا أن الحمد ل رب العلمين‬

‫‪24‬‬

You might also like