ملخص البحث أحمد الشايب ناقدا أسلوبيا في النقد العربي الحديث

You might also like

Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 26

‫ملخص البحث‬

‫أحمد الشايب ناقدا أسلوبيا‬


‫في النقد العربي الحديث‬

ABSTRACT

: This research consists of an introduction and the following seven themes


. Style Definition
.Stylistics and Rectories
.Stylistics and Literary Criticism
. Stylistics and History of literature
. Self stylistics
. Stylistic phenomena
. Levels of Stylistic Analysis

The introduction showed the significance of this research and the approach
. used in study

In the first theme, I tacked with Alshayb s attempt to form a conceptual


.definition of stylistics
.In the second theme, I surveyed his attempt at linking stylistics to Rhetoric
In the third theme, I also surveyed his attempt at linking stylistics and Literary
criticism through descriptive
In the forth theme, I highlighted alshayb linking the stylistics to History of
.literature through a complete depiction of Arab literature approaches
In the fifth theme, I studied the influence of the self-stylistics school on
.Alshayb
In the sixth theme, I also studied the differences made by Alsayb between the
. stylistic phenomena and linguistic phenomena
In the seventh theme, I surveyed how Ashayb distributes stylistic phenomena
.on stylistic analysis levels

.The conclusion covers most of the important results of this research

1
‫قام هذا البحث على مقدمة وسبعة مباحث هي‪:‬‬
‫تعريف السلوب‬ ‫‪.1‬‬
‫علم السلوب وعلم البلغاة‬ ‫‪.2‬‬
‫علم السلوب والنقد الدبي‬ ‫‪.3‬‬
‫علم السلوب وتاريخ الدب‬ ‫‪.4‬‬
‫السلوبية التكوينية‬ ‫‪.5‬‬
‫الظاهرة السلوبية‬ ‫‪.6‬‬
‫مستويات التحليل السلوبي‬ ‫‪.7‬‬

‫أممما المقدمممة فقممد أب ممرزت أهميممة البحممث والمنه ممج المتبممع فممي الد ارسممة‪ ،‬وفممي المبح ممث الول درسممت‬
‫محاولممة الشممايب صممياغاة تعريممف تمموفيقي لمفهمموم السمملوب‪ ،‬وفممي المبحممث الثمماني عرضممت لمحاولممة الشممايب‬
‫الربممط بي ممن علممم الس مملوب وعل ممم البلغا ممة‪ ،‬وفممي المبح ممث الثممالث عرضممت لمحاولممة الشممايب الرب ممط بيممن عل ممم‬
‫السلوب‪ ،‬والنقد الدبي من خلل مبدأ الوصفية‪ ،‬وفي المبحث الرابع أبرزت ربممط الشممايب بيممن علممم السمملوب‬
‫وتاريممخ الدب مممن خلل تصممور كلممي لسمماليب الدب العربممي‪ ،‬وفممي المبحممث الخممامس درسممت تممأثر الشممايب‬
‫بالمدرسة السلوبية التكوينيممة‪ ،‬وفمي المبحممث السمادس درسمت تفريمق الشمايب بيممن الظمماهرة السمملوبية والظماهرة‬
‫اللغوية‪ ،‬وفي المبحث السابع عرضت لتوزيع الشايب الظواهر السلوبية على مستويات التحليل السلوبي‪.‬‬
‫وفي الخاتمة قدمت أهم النتائج التي توصلت إليها‪.‬‬

‫المقدمة‬

‫تكمن أهميمة همذا البحمث فممي التعريمف ب ارئممد مممن رواد المدرس السمملوبي العربممي الحممديث وهمو الناقمد "‬
‫أحمد الشايب " في كتابه " السلوب "‪ ،‬وقد اتبعت في هذا البحث منهج ا تأويلي ا في قراءة الكتاب‪ ،‬تجلممى ذلممك‬
‫من خلل الخطوات التالية‪:‬‬
‫تجنب البحث عن إجابات لسئلة قديمة‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫طرح أسئلة جديدة على النص‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫فهم النص بمعايير الوعي المعاصر ما دام يحتمل الدللة المعاصرة‪.‬‬ ‫‪.3‬‬

‫وتجممدر الشممارة إلممى أن كتمماب "السمملوب" قممد تعممرض لمجموعممة مممن النتقممادات‪ ،‬فهممذا "شممكري عيمماد"‬
‫يتعجمب ممن أن د ارسمة السملوب لمدى الشمايب تتضممن تعليممه‪ ،‬وفمي الموقت نفسمه يعنمي‪ :‬الفرديمة والذاتيمة ممما‬

‫‪2‬‬
‫يطممرح تسمماؤلا عممن كيفيممة تعليممم السمملوب‪ ،‬أو بعبممارة أخممرى‪ :‬إذا كممانت التجربممة النسممانية هممي معيممار الفك مرة‪،‬‬
‫والعاطفة والخيال‪ ،‬فكيف سيتم تعليم السلوب؟‬

‫ويخلص إلى أن ملمح الجديد عنده ل تعدو الشارة إلى مجموعة من المور المبهمممة الممتي ل يقمموم‬
‫عليها علم كنفس الكاتب ووجدانه‪ ،‬وما فيهما ممن خيمال‪ ،‬وتصمور وموسميقى‪ ،‬همذا بالضافة إلمى أنمه قمد جعمل‬
‫عمل الناقد فنياا‪ ،‬وعمل المنشئ نوع ا من العلم التطبيقي ‪(1).‬‬

‫أما محمد عبد المطلب فيقر بأن كتاب الستاذ أحمد الشايب قد لقمي رواجم ا كممبي ارا‪ ،‬وقبممولا حسمن ا لمدى‬
‫معلمي اللغة العربية في مدارسنا – علمى وجمه الخصموص – حتى أصمبح منهجمه فمي فهمم السملوب‪ ،‬وتحليمل‬
‫النص دستو ار لهم‪ ،‬يطبقونه نظريم ا وعمليم ا فمي الشمرح والمدرس والتمأليف‪ ،‬وقمد أدى ذلمك – بموعي أو دون وعممي‬
‫– إل ممى م مما نم مراه ف ممي ال ممدرس الدب ممي للطلب م ممن تمزي ممق للن ممص‪ ،‬إواخم مراج أمع ممائه دون أن يق ممع الط ممالب عل ممى‬
‫الجماليات الحقيقية الكامنة في التعبير اللغوي ‪(2).‬‬

‫أممما إبراهيممم عبممد الجمواد فقممد وقممف فممي د ارسممته لكتمماب السمملوب موقفمما متوازنمما ‪ ،‬حيممث إنممه أشممار إلممى‬
‫بعممض الملمممح المتمي مزة لممدى الشممايب كجمعممه بيممن أثممر المبممدع ‪ ،‬وأثممر الموضمموع ‪ ،‬أثممر العبممارة اللغويممة فممي‬
‫تشكيل السلوب ‪(3) .‬‬
‫ولكن هذا لم يمنعه من أن يأخمذ علمى الشمايب وقموعه فمي التناقض حيمن قمرر أن الذاتيمة همي أسماس‬
‫تكوين السلوب ‪ ،‬ثم يقدم بعض النصائح وكأنه يبغي تعليم السلوب للمبدعين ‪(4).‬‬

‫كممما يأخممذ عليممه عممدم المنهجيممة حيممن قممرر أن وجممه الختلف بيممن الشممعر والنممثر يكمممن فممي أن النممثر‬
‫تغلب عليمه صمفة الفمادة ‪ ،‬والشمعر تسموده صمفة التمأثير ‪ ،‬ويعلمق علمى ذلمك قمائل ‪ " :‬ويبمدو أن فمي همذا نوعما‬
‫من عمدم المنهجيمة ‪ ،‬فهمل الشمعر الذي يخماطب العقمل ل المشماعر كبعمض شمعر المعمري والمتنمبي يخمرج ممن‬
‫دائم مرة الشممعر ؟ ثممم ممماذا عممن النصمموص النثريممة الممتي تخمماطب الوجممدان النسمماني ‪ ،‬ومصممبوغاة بالنفعاليممة ‪،‬‬
‫أتخرج من دائرة النثر ؟ " ‪(5) .‬‬

‫‪ ( (1‬شكري عياد – اللغة والبإداع ‪،‬مبإادئ علم السألوب العربإي ‪ ،‬ط ‪1988 ، 1‬م ‪ ،‬ص ‪32-28‬‬
‫‪( (2‬محمد عبد المطلب – البإلغاة والسألوبإية ‪ ،‬ط ‪، 1‬مكتبة لبنان ‪ ،‬الشركة المصرية العالمية للنشر ‪ ،‬لونجمان ‪ ،‬مصر ‪1994 ،‬م ‪ ،‬ص‬
‫‪117‬‬
‫‪ ( )3‬إبراهيم عبد الجواد – التاجاهات السألوبإية في النقد العربإي الحديث ‪ ،‬ط ‪1997 ، 1‬م ‪ ،‬عمان ‪ ،‬الردن ‪ ،‬ص ‪91‬‬
‫‪ ( )4‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪89‬‬
‫‪ ( )5‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪91‬‬

‫‪3‬‬
‫ويلتفت الباحث إلى تأثر الشايب بالمحدثين من العرب ‪ ،‬فهو يسير علممى هممدى مممن آراء أحمممد أميممن‬
‫‪ ،‬وبخاصة في تمييزه بين السلوب العلمي والسلوب الدبممي ‪ ،‬وذلممك علممى أسمماس تموافر بعممض الخمواص فممي‬
‫كل منهما ‪(6).‬‬
‫ومع ذلك فإن وجود مثل هذه النتقادات ل ينتقص من القيمة الريادية لكتاب " السلوب " الذي يعممد‬
‫بحق من أولى المحاولت الجادة في إعادة قراءة البلغاة العربية‪.‬‬

‫‪ .1‬تاعريف السألوب‪:‬‬
‫قبممل البممدء بالحممديث عممن تعريممف السمملوب تجممدر الشممارة إلممى تعريممف الشممايب للدب فهممو " الكلم‬
‫الذي يعبر عن العقل والعاطفة ")‪. (7‬‬

‫وهو تعريف فيه إبراز للجانب اللغوي في الدب‪ ،‬وهذا واضح من خلل قوله "الكلم"‪ ،‬فممالدب كلم‬
‫قبل أن يكون خيالا أو صو ار فنية أو عواطف‪.‬‬

‫ويقول أيضا‪ :‬السلوب هو الوسيلة اللزمة لنقل ما في نفس الديب من عناصممر معنويممة كالعاطفممة‬
‫والفكرة )‪.(8‬‬
‫وه ممو ب ممذلك جع ممل م ممن الس مملوب قيمم م ا مهيمن ممة ف ممي الن ممص الدب ممي‪ ،‬ف ممالدب كلم يع ممبر ع ممن العق ممل‬
‫والعاطفة‪ ،‬والسلوب هو الوسيلة‪ ،‬اللزمة لنقل الفكرة والعاطفة‪.‬‬
‫ويخطو الشايب خطوة متقدمة حينما يؤكد بأن الظواهر السلوبية هي الوسيلة الوحيدة لنقل العاطفممة‬
‫وذلممك مممن خلل قمموله " فعاطفممة الشمماعر القويممة تممثير مثلهمما فممي نفمموس الق مراء والسممامعين بوسمماطة السمملوب‬
‫")‪. (9‬‬
‫‪ 1-1‬السألوب اختايار‬

‫‪ ( (6‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪92‬‬


‫‪ ( (7‬أحمد الشايب – السألوب ‪ ،‬دراسأة بإلغاية تاحليلية لصأول السأاليب الدبإية ‪ ،‬ط ‪ ، 8‬مكتبة النهضة المصرية ‪ ،‬مصر ‪1990 ،‬م ‪،‬‬
‫ص ‪13‬‬
‫‪( )8‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪12‬‬
‫‪ ( )9‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪78‬‬

‫‪4‬‬
‫وبعد أن رأينا أهمية السلوب وجعل الشايب لمه العاممل المهيممن فمي أدبيمة الدب‪ ،‬نعمود إلمى تعريفمه‬
‫السلوب بقوله‪ " :‬طريقة الكتابة أو طريقة النشاء أو طريقة اختايار اللفاظ وتأليفها للتعبير بها عممن المعمماني‬
‫قصد اليضاح والتأثير‪ ،‬أو الضرب من النظم والطريقة فيه " )‪.(10‬‬

‫وقد أوصمل هذا المفهموم الشايب إلمى عمده عمليمة البمداع الدبمي عملا أسملوبيا فهما همو يقمول " وأمما‬
‫اختيار الفكار وتنسيقها إوايثار الكلمات الدقيقة‪ ،‬والجمل الواضحة‪ ،‬فذلك عمل أسألوبإي‪ ،‬لنه طريقة يقوم بها‬
‫الكاتب متأث ار بموضوعه من جهة‪ ،‬وبشخصيته من جهة أخرى " )‪.(11‬‬
‫وهمذا مما توصمل إليمه كمثير ممن البماحثين ممن أن اللغمة قائممة هائلمة ممن المكانمات المتاحمة للتعمبير ‪،‬‬
‫ومممن ثممم فممإن السمملوب اختيممار يقمموم بممه المنشممئ لسمممات لغويممة معينممة ‪ ،‬بغممرض التعممبيرعن موقممف معيممن ‪،‬‬
‫ومجموعة الختيارات الخاصة بمنشئ معين تشكل أسلوبه الذي يمتاز به‪(12) .‬‬

‫ويق مموم هممذا التص ممور أساسم ما عل ممى أن نظممام اللغ ممة يق ممدم للمتكلممم إمكانيممات عدي ممدة يمكممن اسممتخدامها‬
‫للتعبير عن حالة واحدة‪ ،‬ولكمن مقارنمة المكانيممات الختياريمة ل يتحقمق عمليم ا إل فممي الحالمة المتي يكمون فيهما‬
‫عدد التنوعات كبي ارا‪ ،‬لذلك حين توجد قيود نحوية كثيرة تقل إمكانيات الختيار السلوبي ‪.‬‬

‫فالسلوب هو الختيار بين المصادر المعجمية المتنوعة وبناء الجمل في لغة معينة )‪.(13‬‬
‫وفي هذا السياق يقول الشايب " كان الكاتب المين ذو الطبممع الدبممي الصممادق‪ ،‬منصممرف ا إلممى تاخير‬
‫الكلمممات الفصمميحة الدقيقممة المعنممى‪ ،‬المتلئمممة مممع أخواتهمما حممتى تطمئممن عناصممر العبممارة فممي موضممعها دون‬
‫إكراه‪ ،‬وحتى يجمع السلوب بين وضوح التفكير‪ ،‬وجمال التصوير")‪. (14‬‬
‫ولعل في هذه الشارة ما يقترب مما ذهب إليه رومان ياكبسون ‪ Jakobson‬في تحديد السلوب من‬
‫أنه تماثل بين عمليتين " أي ‪ :‬تطابق لجدول الختيار على جدول التوزيع مما ينشئ انسجاما ما بين‬
‫العلقات الستبدالية التي هي علقات غايابية يتحدد الحاضر منها بالغائب ‪ ,‬و العلقات الركنية ‪ ,‬و هي‬
‫علقات حضورية تمثل تواصل سلسلة الخطاب حسب أنماط بعيدة عن العفوية و العتباط)‪.(15‬‬

‫‪ ((10‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪44‬‬


‫‪ ( )11‬المصدر نفسه ‪51 ،‬‬
‫‪ ( (12‬سعد مصلوح – السألوب ‪ ،‬دراسأة لغوية إحصأائية ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬دار البحوث العلمية ‪ ،‬الكويت ‪1980 ،‬م ‪ ،‬ص ‪23‬‬
‫‪ ( (13‬هوف ‪ ،‬غاراهام – السألوب والسألوبإية ‪،‬ط ‪ ، 1‬ترجمة كاظم سعد الدين ‪ ،‬دارآفاق عربية ‪ ،‬بغداد ‪1985 ،‬م ‪ ،‬ص ‪24‬‬
‫‪ ( )14‬أحمد الشايب – السألوب ‪ ،‬ص ‪48‬‬
‫‪ ( )15‬عبد السلم المسدي – السلوبية والنقد الدبي ‪ ،‬منتخبات من تعريف السلوب وعلم السلوب ‪ ،‬الثقافة الجنبإية ‪،‬السنة الثانية ‪ ،‬عدد‬
‫‪ ، 1‬العراق ‪1982 ،‬م ‪ ،‬ص ‪ ، 43 -35‬ص ‪43‬‬

‫‪5‬‬
‫‪ 1-2‬السألوب انعكاس للشخصأية‬
‫لم يقتصر الشايب في تحديده لماهية السلوب على معيار الختيار وحده ‪ ،‬إوانما وظف معيمما ار آخممر‬
‫يتلخص في أن السلوب انعكاس للشخصية ‪ ،‬ول أدل على ذلك من إيمانه بمقولة بيفون السلوب هو الرجممل‬
‫‪ ،‬التي علق عليها " يريدون بذلك أن أسلوب الديب مرآة صافية لشخصيته كلها‪ ...‬فهذا الكلم يدل على أن‬
‫أظهر خواص السلوب إنما تنشأ من شخصية كاتبه ‪(16)".‬‬
‫ومن القائلين بهذه النظرية مدلتون مري ‪ Murry‬الذي دعا إلى استبعاد الفكرة القائلة بأن السلوب هو‬
‫‪ :‬زخرفة الكلم ‪ ,‬فمن المستحيل أن نفهم الستعارة فهما فعليا على أنها نوع من الزخرفة ‪ ,‬و إنما هي‬
‫التعبير الفريد عن رؤية الكاتب الشخصية ‪ ,‬و بهذا ينظر إلى النقد على أنه فحص الوسائل التي يستطيع‬
‫النسان بواسطتها أن يعبر باللغة عن رؤيته و شعوره الرائع ‪(17) .‬‬

‫و من أصحاب هذه النظرية فوسلر ‪ Vossler‬و شبتسر ‪ , Spitzer‬فالسلوب لديهما ظاهرة فردية‬
‫تطبع بفردية المؤلف و شخصيته حيث التعبيرات اللغوية تمثل صو ار للحوادث الفكرية الخاصة بصاحب‬
‫التعبير ‪ ,‬و هو انعكاس كذلك للواقع الجتماعي و القتصادي لعصر الكاتب ‪ .‬ولكن إذا ما عرف السلوب‬
‫على أنه إفراز للشخصية الفردية الذاتية فإنه من المنطقي أن يتم تحليل السلوب بطريقة واحدة دون أي‬
‫محاولة لتعميمات تعود بشيء جديد ‪ ,‬بالضافة إلى أن هذا التصور قد أنتج تخيلت كثيرة عن المؤلف ‪,‬‬
‫ولم ينتج مناهج لغوية يمكن استعمالها في الدراسة الدبية ‪(18).‬‬

‫‪ 1-3‬السألوب انزياح‬
‫يعمد الشمايب إلممى توظيمف معيممار ثمالث فممي رصممده للظمماهرة السمملوبية أل وهمو مفهموم النزيماح المذي يستشمف‬
‫من قوله ‪" :‬نعم هناك قوانين نحوية وبلغاية مقممررة يراعيهمما جميممع المنشممئين ‪ ...‬أممما العبقريمة الذاتيممة ‪ ،‬والقممدرة‬
‫على تصفية الكلمات والتاصأرف في العبارة مما يجعلها مرآة لنفس الديب فذلك عمل إيجابي كممثي ار ممما يحتقمر‬
‫القوانين المحددة ‪ ,‬ويحقق هندسة السلوب ‪(19) " .‬‬

‫و من الجدير بالذكر أن كثي ار من الدارسين عدوا السلوب انزياحا ‪ Deviation‬عن نموذج آخر‬
‫ينظر إليه على أنه نمط معياري)‪ , (20‬أي‪ :‬أنه خروج عن القاعدة اللغوية و من القائلين بهذه النظرية ج ‪.‬‬

‫‪ ( )16‬أحمد الشايب – أصأول النقد الدبإي ‪ ،‬ط ‪ ، 8‬مكتبة النهضة المصرية ‪ ،‬القاهرة ‪1973 ،‬م ‪ ،‬ص ‪258‬‬
‫‪ ( (17‬مري ‪ ،‬مدلتون – معنى السلوب ‪،‬ترجمة صالح الحافظ ‪ ،‬الثقافة الجنبإية ‪ ،‬السنة الثانية ‪ ،‬عدد ‪ ، 1‬العراق ‪1982 ،‬م ‪ ،‬ص ‪-67‬‬
‫‪ ، 74‬ص ‪71 ،70‬‬
‫‪ ( )18‬شبلنر ‪ ،‬برند – علم اللغة والدراسأات الدبإية ‪ ،‬دراسأة السألوب ‪ ،‬البإلغاة ‪ ،‬علم اللغة النصأي ‪ ،‬ترجمة محمود جاد الرب ‪ ،‬الدار‬
‫الفنية للنشر والتوزيع ‪ ،‬الرياض ‪1987 ،‬م ‪ ،‬ص ‪58-55‬‬
‫‪ ( )19‬أحمد الشايب – أصأول النقد الدبإي ‪ ،‬ص ‪255‬‬
‫‪ ( )20‬سعد مصلوح – السألوب ‪ ،‬ص ‪28 ، 27‬‬

‫‪6‬‬
‫ب ثورن ‪ . Thorne G .P‬فالسلوب هو الخاصية التي تتميز عن الخواص أو الصفات الطبيعية ‪,‬‬
‫وتشترك معظم القتراحات التي وردت في أسلوبية النزياح بمطالبتها بمعيار خارج عن النص ‪ .‬و تفهم‬
‫النزياحات التي يتم اكتناهها في النص على أنها السلوب ‪(21).‬‬

‫وبعد هذا كله يمكن القول إن انتقال الشايب من تعريف إلى آخر في دراسته لماهية السلوب لم يكن‬
‫وليد الضطراب في الفهم‪ ،‬إوانما كان نتيجة فهم صحيح للظاهرة السلوبية ‪ ،‬وهذا يرجع إلى تكامل التعاريف‬
‫السابقة ‪ ،‬فالظاهرة السلوبية متعددة السطح كالمكعب ‪ ،‬وهذا يستلزم منا أن نغير موقعنا مرات عدة حتى‬
‫نستكشف أسطحه جميعا ‪.‬‬

‫و يمكن أن نرد الخلفات النظرية حول تعريف السلوب إلى مبادئ ثلثة ‪:‬‬
‫‪ -1‬التركيز على العلقة بين المخاطب و الخطاب أوجب تلمس السلوب في شخصية المخاطب ‪ ,‬و‬
‫انعكاس ذلك ذلك في اختياراته عند ممارسته العملية البداعية ‪ ,‬وبذلك يمكن القول ‪ :‬إن السلوب اختيار ‪.‬‬

‫‪ -2‬العناية بعلقة الخطاب بالمخاطب ‪ ,‬أوجد تلمس السلوب في ردود الفعال و الستجابات التي‬
‫يبديها المخاطب حيال المثيرات السلوبية الكامنة في الخطاب ‪ ,‬و بذلك يكون السلوب قوة ضاغاطة على‬
‫حساسية المخاطب ‪.‬‬

‫‪ -3‬عزل طرفي عملية التصال ‪ ,‬و هما ‪ :‬المخاطب و المخاطب أوجب تلمس السلوب في وصف‬
‫النص وصفا لغويا ‪(22) .‬‬

‫و قد اختلف الدارسون في المبدأ الثالث و هو وصف النص وصفا لغويا ‪ ,‬فنظر بعضهم إلى السلوب‬
‫على أنه تعميق بلغاي و إضافة جمالية ‪ ,‬و منهم من قال إنه انحراف عن نموذج أخر من القول ‪ ,‬ينظر‬
‫إليه على أنه نمط معياري ‪ ,‬و استبدل آخرون فكرة التقابل في النص بفكرة النزياح عن المعيار الخارجي ‪,‬‬
‫و ذهب آ خرون إلى القول بأنه تماثل لجدول الختيار على جدول التوزيع ‪ ,‬و هناك من ربط بين الخطاب‬
‫و اختلف مجالت الستعمال ‪ ,‬و أغاراض الحديث ‪.‬‬

‫و أرى أن هذه التعريفات تعريفات متكاملة ‪ ,‬أكثر من كونها بدائل ‪ ,‬لن السلوب ‪ ,‬يجسد فكر الكاتب‬
‫و شخصيته من خلل اختياراته الواعية ‪ ,‬ولكن حتى يحقق المخاطب الوضع المثل لمخاطبة الخرين‬
‫سيعمد إلى تكييف اختياراته حسب أصناف الذين يخاطبهم ‪ ,‬وسيعمل على جلب النتباه إليه ‪ ,‬و لكن ردود‬
‫الفعال و الستجابات التي يبديها المخاطب تتولد عن المثيرات السلوبية الكامنة في النص ‪ ,‬ومن هنا‬
‫يمكن القول ‪ :‬إن اختيارات المخاطب ستمثل عناصر بارزة في سلسلة الكلم و سيشمل هذا بالطبع التعميق‬

‫‪ ( (21‬ج ‪ .‬ب ثورن ‪ -‬النحو التاوليدي والتاحليل السألوبإي ‪ ،‬في كتااب اتاجاهات البإحث السألوبإي ‪ ،‬اختيار وترجمة إواضافة ‪ ،‬ترجمة شكري‬
‫عياد ‪ ،‬دار العلوم للطباعة والنشر ‪ ،‬الرياض ‪1985 ،‬م‪ ،‬ص ‪169 -155‬‬
‫‪ ( )22‬سعد مصلوح – السألوب ‪ ،‬ص ‪29‬‬

‫‪7‬‬
‫البلغاي و الضافة الجمالية كالحديث عن مكونات اليقاع ‪ ,‬و قد تبدو بعض اختيارات الكاتب منزاحة عن‬
‫الصل ‪ ,‬كالتقديم و التأخير ‪ ,‬و الحذف ‪ ,‬والمجاز ‪...‬الخ ‪ ,‬و قد يعمد كذلك إلى إدخال عناصر غاير‬
‫متوقعة إلى النموذج اللغوي ‪ ,‬أو قد يعمد إلى إسقاط مبدأ التماثل على المتوالية التركيبية من خلل صور‬
‫التكرار المتعددة ‪ ,‬و ل شك أنه في هذا كله سيراعي مجال الستعمال ‪ ,‬وغارض الحديث ‪ ,‬فالعلقة بين‬
‫التعاريف السابقة علقة تكاملية و ستظل كل الفرضيات السابقة عاجزة عن تعريف السلوب ما لم تنصهر‬
‫في بوتقة واحدة ‪.‬‬

‫‪ .2‬علم السألوب وعلم البإلغاة‪:‬‬


‫ليممس للمتراث وجممود مسممتقل خمارج وعينما بمه‪ ،‬وفهمنما لمه‪ ،‬أمما وجموده المممادي فغيمر مهمم‪ ،‬فمالمهم وعينما‬
‫الثقممافي بممه‪ ،‬وهممو وعممي غايممر مسممتقل لتغييمره‪ ،‬مممن خلل عمليممة البحممث المسممتمرة عممن أجوبممة مممن الممتراث‪ ،‬ونفممي‬
‫بعض القضايا عنمه‪ ،‬وطمرح أسمئلة جديمدة عليمه‪ ،‬فضملا عمن تجاهمل بعمض السمئلة القديممة‪ ،‬وعلممى هذا تكمون‬
‫القراءة الموضوعية للتراث واعية بمنطقه الداخلي‪ ،‬وغاير منعزلة عن الموعي المعاصمر‪ ،‬فهمي قمراءة تأويليمة أو‬
‫رحل ممة للبح ممث ع ممن المغ ممزى ال ممذي يغن ممي وعين مما المعاص ممر دون التوق ممف عن ممد المعن ممى ال ممذي ك ممان ف ممي عق ممول‬
‫السلف)‪. (23‬‬

‫وعلم ممى هم ممذا يمكم ممن الفم ممادة مم ممن تراثنم مما البلغام ممي فم ممي اكتشم مماف أنم مواع التعم ممبير المعتمم ممدة‪ ،‬وتسم ممميتها‪،‬‬
‫وتصممنيفها دون بحممث عممن البنيممة العامممة لن مواع التعممبير‪ ،‬فممي حيممن يهممدف علممم السمملوب إلممى تجمماوز الطممابع‬
‫الجزئي للمقولت البلغاية التي لم تستطع أن تكتشف النظم الفاعلة‪ .‬لقد ركزت البلغاة القديمة على الفروق‬
‫القائمممة بيممن الوسممائل الشممعرية كالكنايممة والسممتعارة‪ ،‬أممما النظريممة السمملوبية فإنهمما تبحممث عممن العامممل الشممعري‬
‫الذي تعد الصور والوسائل الفنية تحقيق ا له ‪(24).‬‬
‫لممذا يصممرح الشممايب بممأن علممم البلغاممة نممافع للديممب‪ ،‬والناقممد‪ ،‬والم ممؤرخ‪ ،‬ولكممل كمماتب أو متكلممم‪ ،‬أو‬
‫خطيب ‪(25).‬‬
‫ولكن هذا اليمان بأهمية البلغاة لم يمنعه من نقدها‪ ،‬فهو يأخذ عليها‪:‬‬
‫اقتصار الدراسة البلغاية عند حدود الجملة والصورة ‪:‬‬ ‫‪.1‬‬

‫‪ ( (23‬نصر حامد أبو زيد – إشكاليات القراءة وآليات التاأويل ‪،‬ط ‪ ، 3‬المركز الثقافي العربي ‪ ،‬الدار البيضاء ‪ ،‬بيروت ‪1994 ،‬م ‪ ،‬ص‬
‫‪152 -149‬‬
‫‪ ( )24‬صلح فضل – النظرية البإنائية في النقد الدبإي ‪ ،‬ط ‪ ، 3‬دار الشؤون الثقافية العامة ‪ ،‬بغداد ‪1987 ،‬م ‪ ،‬ص ‪366 -364‬‬
‫‪ ( )25‬أحمد الشايب – السلوب ‪ ،‬ص ‪17‬‬

‫‪8‬‬
‫يلخص الشايب ما انتهت إليه جهود البلغايين بالتصرف في الجملة وعناصرها‪ ،‬خب ار إوانشاء ‪ ،‬فصممل‬
‫ووصل ‪ ،‬تعريفا وتنكي ار ‪ ،‬ذك ار وحذفا ‪ ،‬ثم الختلف بين التشبيه والمجاز والكنايممة ممما ل يتجماوز كلمه‬
‫دراسة الجملة دراسة قاصرة ‪(26).‬‬
‫إن علم السلوب يدرس "أسلوبيات الجملة" لتبحث القيم التعبيرية من جهات ثلث‪:‬‬
‫‪ .1‬أجزاء الجملة أو الشكال النحوية المفردة والنتقال من قسم من أقسام الكلم إلى قسم آخر‪.‬‬
‫‪ .2‬تركيب الجملة أي ترتيب أجزائها وأساليب النفي… الخ‪.‬‬
‫‪ .3‬الوحممدات الكممبرى الممتي تجمممع جملا مفممردة مثممل الحممديث المباشممر‪ ،‬وغايممر المباشممر الحممر‪ ،‬وغايممر‬
‫المباشر)‪. (27‬‬

‫إغافال البلغاة للناحية النفسية لدى الديب واهتمامها بالقناع‪:‬‬ ‫‪.2‬‬


‫يشكو الشايب من إغافال البلغاة العربية للناحيمة النفسمية واهتمامهما بالقنماع ‪ ،‬وفمي هذا يقمول‬
‫‪ " :‬أممما عممن غاايممة البلغاممة فليممس الممراد مممن الكلم وقفمما علممى تغذيممة الفكممر وحممده ‪ ،‬فهنمماك قمموى نفسممية‬
‫أخرى تعنى البلغاة بها ‪...‬ول نقول إن الدب العربي قصر في ذلك ‪ ،‬إوانممما نقممول إن الد ارسمة النظريممة‬
‫فيما انتهت إليه هي التي ضاقت عن العناية بهذه المواهب النفسية ‪(28) " .‬‬
‫أنشأ البلغايون علمهم في ظل سيادة المنطق على التفكير العلممي لخدممة الخطابمة أكمثر ممن خدممة‬
‫الفن الشعري‪ ،‬وبنااء على ذلك تعد الحالة العقلية للمخاطب أهممم عنصمر فمي ظممروف القمول عنمدهم‪ .‬أمما علممم‬
‫السلوب فقد نشأ في ظل ازدهار علم النفس المذي عنمي بالجمانب الوجمداني أكمثر مممما عنمي بالجمانب العقلمي‪،‬‬
‫لممذلك نجممد "الموقممف" فممي علممم السمملوب أشممد تعقيممدا مممن مقتضممى الحممال لكممونه يشمتمل علممى المنشممأ‪ ،‬والجنممس‪،‬‬
‫والسن‪ ،‬والبيئة‪ ،‬والمركز الجتماعي‪ ،‬والشخصية‪ ،‬والمزاج ‪(29) .‬‬

‫إغافال البلغاة لبعض مستويات التحليل السلوبي كالمستوى الصوتي والمعجمي‪:‬‬ ‫‪.3‬‬
‫كممما يشممكو الشممايب مممن إهمممال البلغاممة العربيممة لبعممض مسممتويات التحليممل السمملوبي ويقممول ‪" :‬‬
‫وأما عن الوسيلة فلم تكن اللغة العربية محصورة في الصورة والجملة وحدهما ‪ ،‬فهنمماك الحممرف والكلمممة‬

‫‪ ( (26‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪20‬‬


‫‪ ( )27‬ألمان ‪ ،‬ستيفن – اتاجاهات جديدة في علم السألوب ‪ ،‬في كتاب اتجاهات البحث السلوبي ‪ ) ،‬مرجع سابق ( ص ‪ ،121 -83‬ص‬
‫‪97 ، 96‬‬
‫‪ ( )28‬أحمد الشايب – السألوب ‪ ،‬ص ‪21‬‬
‫‪ ( (29‬شكري عياد – مدخل إلى علم السألوب ‪1982،‬م ‪ ،‬ص ‪47 ، 46‬‬

‫‪9‬‬
‫والعبممارة والسمملوب عامممة ‪...‬مممما أهملتممه هممذه الد ارسممة – أو العلمموم البلغايممة – فممي اللغممة حسممبما انتهممى‬
‫إليه وضعها الخير ‪(30) " .‬‬
‫ينبسط علم السلوب على رقعة اللغة كلها‪ ،‬فجميع الظواهر اللغوية ابتدااء من الصموات حمتى أبنيممة‬
‫الجمل الكثر تركيباا‪ ،‬يمكمن أن تكشف عمن خصيصمة أساسية فمي اللغمة المدروسمة‪ ،‬فعلمم السملوب ل يمدرس‬
‫قسما من اللغمة‪ ،‬بمل اللغمة بأكملهما منظمو ار إليهما ممن زاويمة خاصمة‪ ،‬وممن المواجب أن يساوى فمي الهتممام بيمن‬
‫علم الصوات ومتن اللغة‪ ،‬وعلم النحو)‪. (31‬‬

‫ول يكتفممي الشممايب بنقممد البلغاممة العربيممة إوانممما يقممدم بممديله السمملوبي المتمثممل فممي عممد علمموم البلغاممة‬
‫فصولا في باب السلوب‪ ،‬مع الشارة إلى أن النحو والمنطق علمان مسممتقلن ل يمدخلن فممي صمميم البلغاممة‬
‫)‪.(32‬‬

‫لذا رفض الشايب التقسيم الثلثي لموضوع البلغاة‪ ،‬وحصره ما بين‪:‬‬


‫السلوب‪ :‬ويشتمل على‪:‬‬ ‫‪.1‬‬
‫د‪ .‬الفقرة‬ ‫ج‪ .‬الجملة‬ ‫أ‪ .‬الكلمة ب‪ .‬الصورة‬

‫الفنون الدبية‪ :‬أي الصول الفنية لم‪:‬‬ ‫‪.2‬‬


‫د‪ .‬الرسالة‬ ‫ج‪ .‬الوصف‬ ‫أ‪ .‬القصة ب‪ .‬المقالة‬
‫هم‪ .‬المناظرة )‪(33‬‬

‫ول تقتصر أهمية هذا التقسيم الثنائي على إدراكه لمستويات التحليل السلوبي‪ ،‬الصوتي والمعجمممي‬
‫والنحوي والدللي‪ ،‬فحسب‪ ،‬إوانما تتجلى أهمية هذا التقسيم في توسمميعه لميممدان الد ارسمة السمملوبية حممتى غاممدت‬
‫مماثلممة للنقممد الدبممي‪ ،‬وذلممك مممن خلل حممديثه عممن الفنممون الدبيممة والظ مواهر السمملوبية البممارزة فممي كممل منهمما‪،‬‬
‫ولعل هذا يقودنا إلى المبحث التالي وهو علم السلوب والنقد الدبي‪.‬‬

‫‪ .3‬علم السألوب والنقد الدبإي‪:‬‬

‫‪ ( )30‬أحمد الشايب ‪ ،‬السألوب ‪ ،‬ص ‪21‬‬


‫‪ ( )31‬بالي ‪ ،‬شارل – علم السألوب وعلم اللغة العام ‪،‬في كتاب اتجاهات البحث السلوبي ‪ ) ،‬مرجع سابق ( ‪ ،‬ص ‪ ، 48 -21‬ص‬
‫‪32 ، 31‬‬
‫‪ ( )32‬أحمد الشايب ‪ ،‬السألوب ‪29 ،‬‬
‫‪ ( (33‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪38 -36‬‬

‫‪10‬‬
‫إن الدب بنمماء لغمموي‪ ،‬إوان إدراك طبيعممة اللغممة أمممر جمموهري لطممالب الدب‪ ،‬لممذلك يتجنممب الممدارس‬
‫السلوبي قضايا الفلسفة‪ ،‬وعلم الجتماع‪ ،‬وعلم الخلق‪ ،‬لن الد ارسمة السمملوبية هممي د ارسممة منهجيمة للتعممبير‬
‫الدبي)‪.(34‬‬
‫فممإذا كممان الدب بنممااء لغويم م ا فل يمكممن النفمماذ إلممى جمموهره إل عممبر صممياغااته البلغايممة‪ ،‬لممذا تممدرس‬
‫السمملوبية أو علممم السمملوب الخصممائص اللغويممة الممتي يتحممول بهمما الخطمماب عممن سممياقه الخبمماري إلممى وظيفتممه‬
‫التأثيرية )‪. (35‬‬
‫مممن هنمما يمكممن أن نفهممم القاعممدة المعرفيممة الممتي انطلممق منهمما الشممايب فممي تعريممف النقممد‪ ،‬فالنقممد فممن‬
‫وصفي‪ ،‬ومهمته دراسة الساليب المعبرة عن المعاني )‪.(36‬‬

‫وهممو تعريممف يتميممز عممن تعريممف الناقممد السمملوبي مممدلتون مممري حيممن قممال‪ " :‬إن النقممد بممأي حممال مممن‬
‫الحوال‪ ،‬هو فحص الوسائل التي يستطيع النسان نفسه بواسطتها أن يعبر باللغة عن طريقمة رؤيتمه وشممعوره‬
‫الرائع ")‪. (37‬‬

‫وتعممد قضممية " الوصممفية " مممن الركممائز الساسممية فممي النقممد‪ ،‬فمالقوانين الممتي يصممل إليهمما علممم البلغاممة‬
‫ق موانين مطلقممة‪ ،‬ل يلحقهمما التغييممر مممن عصممر إلممى عصممر‪ ،‬ويجممب مراعاتهمما دائم م ا كق موانين النحممو‪ .‬أممما علممم‬
‫السمملوب فيممدرس الظم مواهر السمملوبية بطريقممة أفقيممة تصممور علقممة هممذه الظم مواهر ببعضممها فممي زمممن واحممد‪،‬‬
‫وطريقة رأسية تمثل تطور كل ظاهرة من هذه الظواهر على ممر العصمور‪ ،‬فهمو يسمجل الظمواهر ويعمترف بمما‬
‫يصيبها من تغيير دون أن يتحدث عن صواب أو خطأ )‪.(38‬‬

‫ومع ذلك ل يمكن أن يستوفي النقد السلوبي جوانب العمل الدبي كلها‪ ،‬فهناك عناصممر فممي الدب‬
‫تتجاوز الدللت اللغوية المباشمرة وغايمر المباشمرة‪ ،‬ولكمن همذا التمييز ل يعنمي الفصمل‪ ،‬فعلمم السملوب‪ ،‬والنقمد‬
‫الدبي يتعاونان ويتكاملن)‪. (39‬‬

‫‪ ( )34‬هوف ‪ ،‬غاراهام – السألوب والسألوبإية ‪ ،‬ص ‪108‬‬


‫‪ ( )35‬عبد السلم المسدي – السألوبإية والسألوب ‪ ،‬الدار العربية للكتاب ‪ ،‬ليبيا – تونس ‪1977 ،‬م ‪ ،‬ص ‪32 ،31‬‬
‫‪ ( )36‬أحمد الشايب – السألوب ‪ ،‬ص ‪15 ، 14‬‬
‫‪ ( (37‬مري ‪ ،‬مدلتون – معنى السلوب ‪ ،‬ص ‪71‬‬
‫‪ ( )38‬شكري عياد – مدخل إلى علم السلوب ‪ ،‬ص ‪45 ، 44‬‬
‫‪ ( (39‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪41 ، 40‬‬

‫‪11‬‬
‫ويمكممن القممول‪ :‬إن الد ارسممة الدبيممة تؤكممد نتائممج الد ارسممة السمملوبية‪ ،‬لن اللغممة تبلممور خممارجي واحممد‬
‫لشكل داخلي‪ ،‬إوان دم الحياة للبداع الشعري واحد حيثما اتجهنا‪ ،‬سواءء غامزنا الكائن عنممد اللغممة أم الفكممار أم‬
‫العقدة أم التكوين)‪. (40‬‬
‫وهذا ما ذهب إليه الشايب فدراسة السلوب لديه ليست بديل عن النقمد ‪ ،‬ولعمل خير دليمل علمى ذلمك‬
‫أنه كتب كتابا في النقد وسماه أصول النقمد الدبممي ‪ ،‬وكتمب كتابما آخمر وسممماه السمملوب ‪ ،‬إوان المدارس لكتمماب‬
‫أصول النقد الدبي يلحظ أن النقد لدى الشايب أرحب مدى من دراسة السلوب ‪.‬‬

‫‪ .4‬علم السألوب وتااريخ الدب‪:‬‬


‫يرى الشايب أن النقد الدبي – وهو فن وصفي مهمته دراسة الساليب المعبرة عن المعاني كما مممر‬
‫بنا – جزء من تاريخ الدب‪ ،‬أو هو أداته الرئيسية‪ ،‬فعليه يعتمد المؤرخ قبل كل شيء ما دام يتعمممق فممي درس‬
‫الدب وتحليله)‪. (41‬‬
‫لقد تسماءل شبتسمر عمن إمكانيمة تعمرف روح أممة مما ممن خلل أعمالهما الدبيمة‪ ،‬وعمن إمكانيمة تمييز‬
‫نفسية أديب معين من خلل لغته الخاصة )‪.(42‬‬
‫وجاء الجواب على لسممان الشمايب حيمن قمال‪ " :‬فنجممد العصمر الواحمد مممن العصمور الدبيممة لمه طوابمع‬
‫عامة شائعة بين أدبائه‪ ،‬منها تتكون ميزاته الدبيمة أو شخصميته السملوبية المتي يخمالف بهما سمائر العصمور "‬
‫‪. 43‬‬
‫) (‬
‫إن علم ممم السم مملوب ل يكتفم ممي بد ارسم ممة الم ممدللت الوجدانيم ممة العامم ممة ال ازئم ممدة علم ممى الم ممدللت المباشم مرة‬
‫لمختلف التراكيب اللغوية‪ ،‬إوانما يدرس أيضا الصفات الخاصة التي تميز هذه الدللت الوجدانية في أسلوب‬
‫مدرسة أدبية معينة‪ ،‬أو فن أدبي معين‪ ،‬أو في أسلوب كاتب بالذات‪ ،‬أو عمل أدبي واحد بعينه )‪.(44‬‬
‫لذا تحدث الشايب عن تصور كلي لساليب الدب العربمي شمع ار ونمث ار ‪ ،‬وهمو تصمور ل يخمرج علمى‬
‫ثلثة أساليب‪:‬‬

‫‪ ( )40‬شبتسر – علم اللغة وتااريخ الدب ‪ ،‬في كتاب اتجاهات البحث السلوبي ‪ ) ،‬مرجع سابق ( ‪ ،‬ص ‪ ، 81-49‬ص ‪69‬‬
‫‪ ( )41‬أحمد الشايب – السألوب ‪ ،‬ص ‪17‬‬
‫‪ ( )42‬شبتسر – علم اللغةوتااريخ الدب ‪ ،‬ص ‪61‬‬
‫‪ ( )43‬أحمد الشايب – السألوب ‪ ،‬ص ‪123‬‬
‫‪ ( )44‬شكري عياد – مدخل إلى علم السألوب ‪ ،‬ص ‪49‬‬

‫‪12‬‬
‫السلوب المثالي المطبوع‪ :‬ومن أعلمه‪ :‬البحتري‪ ،‬أبو العتاهية‪ ،‬العبماس بمن الحنمف‪ ،‬البهمماء زهيمر‪،‬‬ ‫‪.1‬‬
‫عبد الحميد الكاتب‪ ،‬زياد بن أبيه)‪.(45‬‬

‫السمملوب المصممنوع‪ :‬ومممن أعلمممه‪ :‬زهيممر‪ ،‬الحطيئممة‪ ،‬أبممو تمممام‪ ،‬مسمملم بممن الوليممد‪ ،‬ابممن المعممتز‪ ،‬ابممن‬ ‫‪.2‬‬
‫الرومي‪ ،‬المتنبي‪ ،‬أبو العلء‪ ،‬ابن المقفع‪ ،‬أحمد بن يوسف‪ ،‬عمرو بن مسعدة‪ ،‬إبراهيم الصولي)‪. (46‬‬
‫السلوب المتكلف‪ :‬ومن أعلمه‪ :‬بديع الزمان‪ ،‬ابن فضل ال العمري )‪.(47‬‬ ‫‪.3‬‬

‫‪ .5‬السألوبإية التاكوينية‪:‬‬
‫إن أي اتجاه ممن التجاهمات السملوبية ل يكفمي وحمده لدراسة السملوب‪ ،‬فكمل منهما يمتلمك جمزءا ممن‬
‫الحقيقة‪ ،‬فهي ليست سوى محماولت تجريبية لهما حمدودها الذاتيمة المتي ل تتعمداها‪ ،‬وهمذا ل يحمول دون الفمادة‬
‫منها جميعاا‪ ،‬أو من بعضها على القل في دراسة النص الدبي)‪. (48‬‬

‫فليممس هنمماك اتجاهممات متخالفممة فممي علممم السمملوب‪ ،‬فل ينبغممي أن نتحممدث عممن علممم أسمملوب جمممالي‪،‬‬
‫وآخر لغوي‪ ،‬وثالث نفسي‪ ،‬بل ل بد من إدماجهما‪ ،‬وتكاملهمما فممي اتجمماه واحمد‪ ،‬فجميمع همذه العناصمر السمملوبية‬
‫حاض م م م م م م م م م م م م م م م م م م م م م م م مرة فم م م م م م م م م م م م م م م م م م م م م م م ممي النم م م م م م م م م م م م م م م م م م م م م م م ممص‪ ،‬ود ارسم م م م م م م م م م م م م م م م م م م م م م م ممتها تعنم م م م م م م م م م م م م م م م م م م م م م م ممي التفقم م م م م م م م م م م م م م م م م م م م م م م ممه‬
‫فيها)‪. (49‬‬

‫وتعد السلوبية التكوينية من أبرز اتجاهات البحث السلوبي‪ ،‬وهو اتجاه يرى في السلوب انعكاس ما‬
‫للشخصية أي أنه ظاهرة تطبع بفردية المؤلف حيث تكون التعبيرات اللغوية صمو ار للحموادث الفكريممة الخاصمة‬
‫بصاحب التعبير‪ ،‬وهو انعكاس أيض ا للواقع الجتماعي‪ ،‬والقتصادي لعصر تأليف النص)‪. (50‬‬

‫أما عن آليات القمراءة فمي التجماه التكمويني فقمد لخصمها شبتسمر بمالقراءة ثمم القمراءة‪ ،‬والصمبر والثقمة‪،‬‬
‫والتشبع بجمو العممل حمتى بمروز كلممة أو سمطر‪ ،‬وممن ثمم تنعقمد صملة بيمن القمارئ والعممل‪ ،‬وتظهمر ملحظمات‬
‫جديممدة‪ ،‬وخ مواطر مت مواردة مممن د ارسممات سممابقة‪ ،‬وصممولا إلممى الحسمماس بممدافع ميتممافيزيقي نحممو الحممل‪ ،‬فتحممدث‬

‫‪ ( )45‬أحمد الشايب – السألوب ‪ ،‬ص ‪165 ، 164‬‬


‫‪ ( )46‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪169 ، 168‬‬
‫‪ ( )47‬المصدر نفسه ‪172 ،‬‬
‫‪ ( )48‬محمد شفيع السيد – التاجاه السألوبإي في النقد الدبإي ‪،‬دار الفكر العربي ‪ ،‬القاهرة ‪1986 ،‬م ‪ ،‬ص ‪189‬‬
‫‪ ( )49‬صلح فضل – علم السألوب ‪ ،‬مبإادئه إواجراءاتاه ‪ ،‬ط ‪ ، 2‬الهيئة المصرية العامة للكتاب ‪ ،‬مصر ‪1985 ،‬م ‪ ،‬ص ‪110‬‬
‫‪ ( )50‬شبلنر ‪ ،‬برند – علم اللغة والدراسأات الدبإية ‪ ،‬ص ‪58 -55‬‬

‫‪13‬‬
‫الدقة المميزة‪ ،‬وذلك من خلل الحصممول علممى قاسمم مشمترك يجمممع بيمن الجزئممي والكلمي‪ ،‬وأخيم ار الوصمول إلممى‬
‫الصل الشتقاقي للعمل)‪. (51‬‬
‫إوان القم ممارئ لكتم مماب "الشم ممايب" يلحم ممظ تم ممأثره بهم ممذا التجم مماه‪ ،‬فقم ممد صم ممرح بم ممأن الذاتيم ممة أسم مماس تكم مموين‬
‫السلوب)‪. (52‬‬
‫وميممز بيممن أربعممة عناصممر للشخصممية‪ " :‬الطبممع كممالرقيق والخشممن‪ ،‬أثممر البيئممة كالباديممة والحاضم مرة‪،‬‬
‫والثقافة‪ ،‬والبتكار " )‪.(53‬‬
‫وعلى هذا يتحقق للسلوب ميزتان‪:‬‬
‫ميزة عامة‪ :‬من حيث هو خطابة أو شعر أو كتابة‪.‬‬ ‫‪.1‬‬

‫ميزة خاصة‪ :‬من حيث هو أثر لديب ممتاز)‪. (54‬‬ ‫‪.2‬‬


‫ويميز الشايب بين مستويين من القراءة السلوبية‪:‬‬
‫استنباط شخصية الديب من النص‪.‬‬ ‫‪.1‬‬

‫‪ .2‬تحليم م م م م ممل شخصم م م م م ممية الديم م م م م ممب‪ ،‬ومم م م م م ممن ثم م م م م ممم البحم م م م م ممث عم م م م م ممن تجليم م م م م ممات ذلم م م م م ممك فم م م م م ممي الظم م م م م م مواهر‬

‫السلوبية )‪.(55‬‬

‫ويشير الشايب إلى أن تحليمل شخصمية الديب يستلزم د ارسمة معظمم آثماره الدبيمة‪ ،‬إوان كمان ييلحمظ‬
‫أن تحليل المؤلف لشخصيات الدباء ل يستند إلى المادة اللغوية )‪.(56‬‬

‫كما أنه لم ييوففق في استكشاف تجليات الشخصية في السلوب الفردي فمي جمل المثلممة المتي درسمها‬
‫باسممتثناء اسممتنباطه العقممل والممذكاء والحممذر مممن أسمملوبي الشممرط والسممتثناء فممي شممعر أبممي تمممام‪ ،‬واسممتنباطه‬
‫الستعجال من التراكيب الموجزة في شعر المتنبي)‪. (57‬‬

‫‪ ( )51‬شبتسر – علم اللغة وتااريخ الدب ‪ ،‬ص ‪80 – 79‬‬


‫‪ ( )52‬أحمد الشايب – السلوب ‪ ،‬ص ‪134‬‬
‫‪ ( )53‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪133 -130‬‬
‫‪ ( )54‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪123‬‬
‫‪ ( )55‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪135‬‬
‫‪ ( )56‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪137‬‬
‫‪ ( )57‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪161 ، 160‬‬

‫‪14‬‬
‫وما يوجه من انتقادات لطريقة الشايب في د ارسمة السملوب هو مما وجمه لهمذا التجاه التكمويني وممن‬
‫أهمها‪:‬‬
‫تكمن الصفة الحدسية في هذا التجاه‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫شممك بعممض العلممماء فممي الزعممم بممأن الخصممائص السمملوبية يمكممن أن تطممابق سمممة عميقممة فممي نفممس‬ ‫‪.2‬‬
‫المؤلف‪.‬‬
‫التفسيرات النفسية تؤسس على شواهد لغوية غاير كافية‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫اسممتنباط شخصممية الديممب مممن النممص ممما هممو إل تحليممل لشخصممية الديممب فممي البدايممة ومممن ثممم تلمممس‬ ‫‪.4‬‬
‫السند من اللغة)‪. (58‬‬

‫إمكانية رفض الدارس – دون أن يشعر – وقمائع أسملوبية ل تمدخل فمي إطمار البنماء المذي تصموره قبلا‬ ‫‪.5‬‬
‫)‪.(59‬‬

‫‪ .6‬الظاهرة السألوبإية‪:‬‬
‫ثم ممة سم مؤال يط ممرح ع ممن كيفي ممة وض ممع ح ممد فاص ممل لم مما نع ممده تع ممبي ار عاديم ماا‪ ،‬وم مما نع ممده أس مملوب ا تدرس ممه‬
‫السلوبية‪ ،‬وقد تعددت إجابات الدارسين عن هذا السؤال الذي تعد الجابممة عنممه مممدخلا ضممروريا للزاويممة المتي‬
‫يختارها اتجاه ما للقيام بدراسة أسلوبية)‪. (60‬‬

‫ف ممي البدايم ممة يج ممب عل ممى ال ممدارس السم مملوبي أن يلم ممم بمعم ممارف اللغم ممة كلهم مما‪ :‬الص مموتية‪ ،‬والعروض ممية‪،‬‬
‫والنحوية‪ ،‬والبلغاية‪ ،‬والدللية فهي تشمل النواحي جميعها التي يجب أن تكشف عن أسلوب الكمماتب‪ ،‬فممالواقع‬
‫السلوبي هو في الساس واقع لغوي)‪. (61‬‬

‫ولكننمما ل نسممتطيع أن نميممز الوقممائع السمملوبية عممن بقيممة وقممائع اللغممة ممما لممم تكممن لهمما خمواص محممددة‪،‬‬
‫فالتحليممل اللغمموي الخممالص للعمممل الدبممي سمميبرز العناصممر اللغويممة جميع م ا دون أن يعيممن الملمممح الممتي تمثممل‬

‫‪ ( )58‬ألمان – اتاجاهات جديدة في علم السألوب ‪ ،‬ص ‪113 ، 112‬‬


‫‪ ( )59‬ريفاتير ‪ ،‬ميكل – معايير لتاحليل السألوب ‪ ،‬في كتاب اتجاهات البحث السلوبي ‪ ) ،‬مرجع سابق ( ‪ ،‬ص ‪137 ، 136‬‬
‫‪ ( )60‬أحمد درويش – السلوب والسلوبية ‪ ،‬مدخل في المصطلح وحقول البحث ‪ ،‬ومناهجه ‪ ،‬فصأول ‪ ،‬مجلد ‪ ، 5‬عدد ‪ ، 1‬مصر ‪1984‬م‬
‫‪ ،‬ص ‪ ، 68-60‬ص ‪62 ، 61‬‬
‫‪ ( )61‬عزة آغاا ملك – السلوبية من خلل اللسانية ‪ ،‬الفكر العربإي المعاصأر ‪ ،‬عدد ‪ ، 38‬بيروت ‪1986 ،‬م ‪ ،‬ص ‪ ، 93 -83‬ص ‪، 92‬‬
‫‪93‬‬

‫‪15‬‬
‫"وحممدات النممص" السمملوبية‪ ،‬لممذا ل بممد مممن القيممام بجمممع كممل العناصممر الممتي تكممون الهيكممل السمملوبي للنممص‬
‫واستبعاد ما ل يقوم بوظائف أسلوبية )‪.(62‬‬

‫لقد أحفس "الشايب" بأهمية هذا التحديد المبدئي وقد توصل إلى أن‪:‬‬
‫الظاهرة السلوبية ل تتطابق مع الظاهرة اللغوية‪ " :‬لن البلغاة تسممتلزم أمريممن‪ :‬هممذا الصمواب النحمموي‬ ‫‪.1‬‬
‫… ثم الجمال والملءمة لذواق المخاطبين وعقولهم " )‪.(63‬‬
‫كمل ظاهرة أسملوبية ظماهرة لغويمة‪ ،‬وليمس كمل ظماهرة لغويمة ظماهرة أسملوبية‪ :‬يقمول الشايب ‪ ":‬إن هنماك‬ ‫‪.2‬‬
‫فرق ا بين الوجهين العلمي والفني في تكوين السملوب الدبمي‪ ،‬فعلموم النحمو والبلغامة والعمروض … قد‬
‫يعرفهمما الطممالب ول يحسممن معهمما النشمماء… وأممما صممياغاة السمملوب الجميممل فهممي فممن يعتمممد الطبممع‬
‫والتمرس بالكلم البليغ ")‪. (64‬‬
‫الظماهرة السملوبية ليسمت حكم ار علمى الدب‪ :‬أي أنهما تلممس فمي الدب بمعنماه الخماص أي النصموص‬ ‫‪.3‬‬
‫الممتازة من الشعر والنثر‪ ،‬وتلمس في الدب بمعناه العمام كالتاريمخ‪ ،‬والجغرافيما‪ ،‬والقمانون‪ ،‬والجتمماع‪،‬‬
‫والخلق)‪. (65‬‬
‫فالنثر العلمي يقوم على العقل ول يخلو من العاطفة كالمقالة‪ ،‬والتاريخ‪ ،‬والسميرة‪ ،‬والمنماظرة والتمأليف‬
‫)‪. (66‬‬

‫أما السلوب الدبي بشكل عام نث ار وشع ار فيمتاز بم‪:‬‬


‫دخول العاطفة‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫الخلو من النفعية‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫يهدف إلى التأثير ل التعليم المباشر‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫مفعم بالصور والموسيقى‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫يعرض المعنى الواحد في صور عدة )‪.(67‬‬ ‫‪.5‬‬

‫‪ ( )62‬صلح فضل – علم السألوب ‪ ،‬ص ‪115‬‬


‫‪ ( )63‬أحمد الشايب – السألوب ‪ ،‬ص ‪26‬‬
‫‪ ( )64‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪43‬‬
‫‪ ( )65‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪31، 30‬‬
‫‪ ( )66‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪93‬‬
‫‪ ( )67‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪60 ، 59‬‬

‫‪16‬‬
‫إواذا كممان النممثر الدبممي يقمموم علممى العاطفممة ول يخلممو مممن الفكممر القيممم‪ ،‬كالوصممف والروايممة‪ ،‬والمقالممة‬
‫والرسالة‪ ،‬والخطابة)‪ ، (68‬فإن السلوب الشعري يمتاز بخصائص أسلوبية خاصة وهي‪:‬‬
‫التركيز على القيمة التعبيرية للصوات‪ ،‬والمحاكاة الصوتية‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫الكثار من الصور الشعرية‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫الكثار من التقديم والتأخير‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫ورود الضرورات الشعرية‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫العناية باليجاز والكثافة في تأليف العبارة‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫الوزن‪ :‬وهو أخص ميزات الشعر‪.‬‬ ‫‪.6‬‬
‫القافية)‪. (69‬‬ ‫‪.7‬‬

‫ويخلص الشايب إلى هاتين النتيجتين‪:‬‬


‫تقوم الصلة بين الشعر والنثر الدبي على اتحاد موضوعي واختلف شكلي‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫الختلف الشكلي كمي وليس كيفياا‪.‬‬ ‫‪.2‬‬

‫ومممع ذلممك تظممل صمملة اللغممة بالنقممد الدبممي تنصممب فممي معظمهمما علممى صممحة النممص‪ ،‬وهممذا الجممانب‬
‫العظم ممن اللغمة همو الجمانب العرفمي الجتمماعي غاير الفردي‪ ،‬ثمم ل يبقمى ممن اللغمة بعمد ذلمك مما يتجه إلمى‬
‫العتبممارات الجماليممة إل جممانب الختيممار الفممردي لمفممردة دون أختهمما‪ ،‬ولسمملوب دون أسمملوب‪ ،‬وكل السمملوبين‬
‫يتمتع بالصحة اللغوية )‪.(70‬‬

‫‪ .7‬مسأتاويات التاحليل السألوبإي‪:‬‬


‫‪ 7-1‬المسأتاوى الصأوتاي‪:‬‬
‫يجب على الدارس السلوبي أن يحماول اكتشمماف مجموعممات وثيقممة الصملة بالموضمموع‪ ،‬وأن يعتممدها‬
‫لحياكة النسيج الصوتي للقصيدة‪ ،‬وفي مرحلة الستكشاف الولي يعنممى البمماحث بمرد فعمل القمارئ ممن الناحيممة‬

‫‪ ( )68‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪103 ، 102‬‬


‫‪ ( )69‬المصدر نفسه ‪71 -65 ،‬‬
‫‪ ( )70‬تمام حسان – اللغة والنقد الدبي ‪،‬فصأول ‪ ،‬مجلد ‪ ، 4‬عدد ‪ ، 1‬مصر ‪1983 ،‬م ‪ ،‬ص ‪ ، 128 -116‬ص ‪121‬‬

‫‪17‬‬
‫الصموتية تجماه القصميدة‪ ،‬فل أحمد يخطمر علمى باله أن يتحمدث عمن موسميقى شمعرية إل إذا كمان تكمرار بعمض‬
‫الصوات استثنائي ا بحيث أنه يلفت انتباه القارئ‪ ،‬لكن يجب أن نتجنب تقرير دللت الصوات مسبق ا )‪.(71‬‬

‫وقمد أشممار الشمايب إلمى همذا النمموع ممن الد ارسمة فممي قموله‪ " :‬نجمد العبمارات الدبيمة تحتمال دائمم ا – ممع‬
‫تأثرها بالمعاني العقلية – لتكون صورة لموسيقى النفس إلى درجة محمودة ")‪. (72‬‬

‫ول تقتصممر القيم ممة التعبيريممة الصمموتية لممدى الشممايب علممى تعبيريممة الصم موات إوانممما تشمممل تعبيريممة‬
‫الوزان‪ ،‬وفي هذا يقول‪ " :‬ولبحور الشعر وأوزانه‪ ،‬أثر في الداء‪ ،‬وفي قمموة السمملوب‪ ،‬وموسمميقى العبممارة ")‪(73‬‬
‫‪.‬‬

‫ومممن القضممايا الصمموتية الممتي تطممرح أسمملوبي ا الثممار الطبيعيممة لللفمماظ‪ ،‬وترتبممط بنوعيممة الصم موات‪،‬‬
‫وببنية الكلمات‪ ،‬فهناك كلمات معللة صوتياا‪ ،‬تكون العلقة فيها قائمة بين الصوت والمعنى)‪. (74‬‬

‫وقد عالج الشايب همذه القضمية‪ -‬وممن قبلمه ابمن جنمي ‪ -‬حيمن تحمدث عمن قموة السملوب‪ ،‬وجعمل ممن‬
‫السمممات السمملوبية الدالممة علممى قمموة السمملوب اسمتعمال الكلمممات الوصممفية أي القائمممة علممى المحاكمماة الصمموتية‬
‫)‪.(75‬‬

‫ول يربط الشايب دوما بين الصوت والدللة‪ ،‬فتجنب الكلمات المتنافرة الحروف سمة أسلوبية لجمال‬
‫السلوب )‪.(76‬‬

‫‪ 7-2‬المسأتاوى المعجمي‪:‬‬
‫إن تغيممر المعنممى الممذي يصمميب الكلمممات مصممدر رئيسممي مممن مصممادر الد ارسممة السمملوبية التعبيريممة‬
‫)‪.(77‬‬

‫‪ ( )71‬جوزيف شريم – الهندسة الصوتية في القصيدة المعاصرة ‪ ،‬عالم الفكر ‪ ،‬مجلد ‪ ، 22‬العددان ‪ ، 4 ،3‬الكويت ‪1995 ،‬م ‪ ،‬ص ‪-94‬‬
‫‪ ، 135‬ص ‪103 ،98 ،97‬‬
‫‪ ( )72‬أحمد الشايب – السألوب ‪ ،‬ص ‪75‬‬
‫‪ ( )73‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪82‬‬
‫‪ ( )74‬جيرو ‪ ،‬بيير – السلوبية الوصفية أو أسلوبية التعبير ‪ ،‬ترجمة منذر عياشي ‪ ،‬فصأول ‪ ،‬مجلد ‪ ، 9‬العددان ‪ ، 4 ،3 ،‬مصر ‪،‬‬
‫‪1991‬م ‪ ،‬ص ‪ ، 328-322‬ص ‪326‬‬
‫‪ ( )75‬أحمد الشايب – السألوب ‪194 ،‬‬
‫‪ ( )76‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪99‬‬
‫‪ ( )77‬جيرو ‪ ،‬بيير – السلوبية الوصفية ‪ ،‬ص ‪327‬‬

‫‪18‬‬
‫لكممن إدراك السممتعمال المجممازي ل يتممأتى إل بممالرجوع إلممى السممياق رغاممم أنممه ل يقمموم إل علممى تحمموير‬
‫معنمى كلممة واحمدة‪ ،‬فالسممياق وحممده همو المذي يمكمن السمامع ممن المقارنمة والربممط بيمن معنممى الكلمممة المعجمممي‪،‬‬
‫وما ط أر عليه من تحوير )‪.(78‬‬

‫وعلى هذا يجب د ارسمة الصمور البيانيمة‪ ،‬كالسمتعارة والتشممبيه والمجمماز ضممن همذا المسمتوى‪ ،‬لكممن ل‬
‫بد من وصف المبدأ الساسي لهذه الصور‪ ،‬إوابراز عناصرها التكوينية‪ ،‬وتحديد قيمتها وفاعليتها )‪.(79‬‬

‫وعند العودة إلى كتاب الشايب‪ ،‬نجد أنه قد أولى هذا المستوى عنايته فممي أكمثر مممن موضمع‪ ،‬بمعنمى‬
‫أنه قد صنف الظواهر السلوبية المعجمية إلى ثلث مجموعات‪:‬‬
‫أ‪ .‬ظواهر أسلوبية معجمية دالة على قوة السلوب وتشمل‪:‬‬
‫الستعمال المجازي للكلمات‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫استعمال الكلمات المألوفة‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫تجنب الحشو الفارغ‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫الطباق البديعي)‪. (80‬‬ ‫‪.4‬‬
‫ب‪ .‬ظواهر أسلوبية معجمية دالة على وضوح السلوب‪ ،‬وتشمل‪:‬‬
‫اختيار الكلمات المعينة غاير المشتركة بين معان‪ ،‬والتفريق بين المترادفات‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫البعد عن الغريب الوحشي‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫استخدام المصطلحات العلمية والفنية‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫استعمال الكلمات المتقابلة المتضادة )‪.(81‬‬ ‫‪.4‬‬
‫ج‪ .‬ظواهر أسلوبية معجمية دالة على جمال السلوب‪ ،‬وتشمل‪:‬‬
‫‪ .1‬إبعاد الكلمات المتنافرة الحروف أو العبارات المتنافرة الكلمات )‪.(82‬‬
‫إن تناول الشايب لهذه الظواهر التي طالما بعثرت في البواب البلغاية ضمن سمياق واحمد ينسمجم ممع الطمرح‬
‫السلوبي الحديث حيث يرى بالي أن لمتمن اللغممة شممأنا كمبي ار فممي المدرس السمملوبي سمواء أنظرنما إليممه علممى أنمه‬

‫‪ ( )78‬عبد القادر المهيري – البلغاة العامة ‪،‬حوليات الجامعة التاونسأية ‪ ،‬عدد ‪ ، 8‬تونس ‪1971 ،‬م ‪ ،‬ص ‪ ، 221 -207‬ص ‪219‬‬
‫‪ ( )79‬عزة آغاا ملك – السلوبية من خلل اللسانية ‪ ،‬ص ‪93‬‬
‫‪ ( )80‬أحمد الشايب – السألوب ‪ ،‬ص ‪196 -194‬‬
‫‪ ( )81‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪190 -186‬‬
‫‪ ( )82‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪99‬‬

‫‪19‬‬
‫معيار لخصائص لغة مما ‪ ,‬أم علمى أنممه وسمميلة لتمييمز العناصمر العقليمة ‪ ,‬و الوجدانيمة ‪ ,‬فمي التعممبير ‪ .‬و لكممن‬
‫لكي تكون لدارسة اللفاظ قيممة فمي علمم السملوب ‪ ,‬ينبغمي ملحظة المعماني التي تظهر بصمورة تلقائيمة عنمد‬
‫النظر المجرد لحالة لغوية معينة ‪ ,‬مع تجنب دراسة اللفاظ د ارسمة تاريخيممة فممي تسلسممل معانيهمما ‪ ,‬و علقاتهما‬
‫الشممتقاقية بكلمممات أخممرى ‪ ,‬كممما ينبغممي أن تممدرس اللفمماظ منفممردة ‪ ,‬ل أن تلحممظ الرتباطممات الممتي تنشممأ مممن‬
‫المقارنة التلقائيممة المتي بينهما و بيمن مرادفاتهمما ‪ ,‬و أضمدادها ‪ .‬علممى أن الخصمائص المميمزة للغمة ل تتبمدى مممن‬
‫خلل اللفاظ المفردة ‪ ,‬بل من خلل البناء ذاته لمتمن اللغممة ‪ .‬لمذلك يجممب علممى الد ارسمات الوصممفية فمي اللغممة‬
‫و النحو أن تنطلق من موقمف و سمياق معينيمن ‪ ,‬وهنما يكمون ممن المناسمب تمييز الفكمرة الساسمية المتي تلحمظ‬
‫في العلمة ‪ ,‬و درس العمليات التي اتبعت في التعبير عنها)‪. (83‬‬
‫و إذا كانت اللفاظ تعد المصدر الساسي للتعبيرية ‪ ,‬فإنه يمكن أن نميز من بينها ‪:‬‬
‫‪ -1‬الثممار الطبيعيممة ‪ :‬و ترتبممط بنوعيممة الص موات و بنيممة اللفمماظ ‪ ,‬فهنمماك ألفمماظ معللممة صمموتيا حيممث تكممون‬
‫العلقة فيها قائمة بين الصوت و المعنى ‪ ,‬كما أن بنية اللفظة تسهم في إعطائها قيمة أسلوبية ‪ ,‬و هذا عائممد‬
‫إلى تناغامها مع معناها ‪ ,‬و ل تخفى علقة هذه الرتباطات بعلم الصوتيات و الصرف )‪.(84‬‬
‫‪ -2‬آثممار السممتدعاء ‪ :‬و تشممكل ميممدانا رفيعمما للد ارسممة السمملوبية ‪ ,‬فهنمماك ألفمماظ خاصممة ببعممض العصممور ‪ ,‬و‬
‫الجنمماس ‪ ,‬و الطبقممات ‪ ,‬و الفئممات الجتماعيممة ‪ ,‬و القمماليم ‪ ,‬بالضممافة إلممى اللفمماظ المهجممورة ‪ ,‬و اللفمماظ‬
‫المستحدثة ‪ ,‬و اللفاظ الدخيلة ‪ ,‬و اللفاظ العامية ‪ ,‬و الصطلحات الفنية ‪ ,‬كما أن المقام قد يحدث للفظممة‬
‫الحياتيممة أثم ار بالغمما ‪ ,‬وفممي بعممض اللغممات كالفرنسممية يتممم نقممل النممبر فممي اللفظممة إلممى موضممع آخممر دون أن يغيممر‬
‫المعنى للحصول على تغير انفعالي )‪.(85‬‬
‫‪ -3‬تغير المعنى ‪:‬إن تغير المعنمى الذي يصيب اللفماظ مصمدر رئيسمي ممن مصمادر التعبيريمة ‪ ,‬و ل يتمأتى‬
‫إدراك الستعمال المجازي للفظة إلى بمالرجوع إلمى السياق علمى الرغامم ممن أنمه ل يقموم إل علمى تحموير معنمى‬
‫لفظة واحمدة ‪ ,‬فالسمياق وحمده هو الذي يمكمن السامع ممن المقارنمة و الربمط بيمن معنمى اللفظمة المعجممي و مما‬
‫ط أر عليه من تغيير)‪. (86‬‬
‫و على الرغام من كثرة الدراسات في هذا المجمال ‪ ,‬فمإن مما ينقصمنا هو تعريمف للمجمازات اللفظيمة و تصنيف‬
‫لها ‪ ,‬ونظرة خاصة بها)‪. (87‬‬

‫‪ ( )83‬بالي ‪ ،‬شارل – علم السألوب وعلم اللغة العام ‪ ،‬ص ‪38 -35‬‬
‫‪ ( )84‬جيرو ‪ ،‬بيير – السلوبية الوصفية ‪ ،‬ص ‪327‬‬
‫‪ ( )85‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪327‬‬
‫‪ ( )86‬عبد القادر المهيري – البلغاة العامة ‪ ،‬ص ‪219‬‬
‫‪ ( )87‬جيرو ‪ ،‬بيير – السلوبية الوصفية ‪ ،‬ص ‪327‬‬

‫‪20‬‬
‫فل بممد مممن وصممف المبممدأ الساسممي للصممور المجازيممة ‪ ,‬و إبم مراز عناصممرها التكوينيممة ‪ ,‬وتحديممد قيمتهمما ‪ ,‬و‬
‫فاعليتها ‪ ,‬من أجل التعمق في الحصن الشمعري المذي يختفمي وراءه الكماتب حمتى يتراءى عمالمه غاير المرئمي‬
‫)‪.(88‬‬

‫بقممي أن نشممير إلممى أن السمملوبية فممي المسممتوى المعجمممي تعنممي بشممبكة المعمماني داخممل النممص ‪ ,‬و بمختلممف‬
‫النماذج الدللية ‪ ,‬و المكونات المعنوية التي تجمع اللفاظ حول موضوع موحد ‪ ,‬و ل شك أن تعيين الحقممول‬
‫الدللية في النص سيؤدي إلى دراسة ألفاظ الكاتب و العلقات التي تجمعها و تقربها في السياق)‪. (89‬‬

‫‪ 7-3‬المسأتاوى النحوي‪:‬‬
‫يبحث المستوى النحوي في تشييد النص‪ ،‬وبناء الجمل‪ ،‬وصيغ الفعال‪ ،‬وزمنها‪ ،‬ووظائف اللغة في‬
‫النص‪ ،‬والدوات النحوية‪ ،‬والضمائر)‪. (90‬‬

‫كما يدرس علقمة الوحمدات ببعضمها وذلمك عمن طريق تحديمد مثمال بسميط للجملمة‪ ،‬يعمد الحمد الدنمى‬
‫الم م م م م م م م ممذي تقم م م م م م م م مماس بم م م م م م م م ممه درجم م م م م م م م ممة التغيم م م م م م م م ممر ومم م م م م م م م مما لم م م م م م م م ممه مم م م م م م م م ممن غاايم م م م م م م م ممات بلغايم م م م م م م م ممة كالتقم م م م م م م م ممديم‬
‫والتأخير )‪.(91‬‬

‫ويلحظ أن الشايب قد عني بهذا الجانب في مجال حمديثه عممن وضمموح السمملوب فممما يزيممد السملوب‬
‫وضوحاا‪:‬‬
‫السممتعانة بالعناصممر الشممارحة أو المقيممدة أو المخيلممة مثممل‪ :‬النعممت‪ ،‬المضمماف إليممه‪ ،‬الحممال‪ ،‬التمييممز‪،‬‬ ‫‪.1‬‬
‫الستثناء‪.‬‬
‫تجنب أن يدل التركيب على معنيين ممكنين‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫تجتب أل يدل التركيب على معنى معين دللة قاطعة‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫تجنب الكثار من التقديم والتأخير مما يجهد عقل المتلقي‪.‬‬ ‫‪.4‬‬

‫العناية بالروابط فإذا فقدت عادت التراكيب والفكار مفككة )‪.(92‬‬ ‫‪.5‬‬

‫‪ ( )88‬عزة آغاا ملك – السلوبية من خلل اللسانية ‪ ،‬ص ‪93‬‬


‫‪ ( (89‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪92‬‬
‫‪ ( )90‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪93 ، 92‬‬
‫‪ ( )91‬عبد القادر المهيري – البلغاة العامة ‪ ،‬ص ‪218 ، 217‬‬
‫‪ ( )92‬أحمد الشايب – السلوب ‪ ،‬ص ‪193 -190‬‬

‫‪21‬‬
‫ويذكر الشايب أن تجنب التكمرار الرتيمب يزيمد السملوب جممالا)‪ ،(93‬وأن اليجاز يزيمد السملوب قموة‬
‫لكونها تستلزم السرعة )‪.(94‬‬

‫ويدعو ر‪ .‬فاولر إلى ضرورة الربط بين تواتر شكل لغوي في نص ما‪ ،‬بما لدينا من نصموص أخمرى‬
‫في المجال نفسه )‪.(95‬‬

‫لممذا يصممرح الشممايب بممأن النصمموص الممتي يغلممب فيهمما الوضمموح هممي النصمموص القائمممة علممى المعمماني‬
‫العقلية قصد الثقافة كالقانون‪ ،‬والفلسفة‪ ،‬والجغرافيا )‪.(96‬‬

‫أمم مما ياكبسم ممون فيم ممرى أنم ممه ل يمكم ممن للتحليم ممل اللسم مماني للشم ممعر أن يقتصم ممر علم ممى الوظيفم ممة الشم ممعرية‪،‬‬
‫فخصوصمميات الجنماس الشممعرية المختلفممة تسممتلزم إسممهام الوظممائف اللفظيمة الخممرى بجممانب الوظيفممة الشممعرية‬
‫المهيمنة‪ ،‬وذلك في نظام هرمي متنوع )‪.(97‬‬

‫ل‪ ،‬يغذي‬
‫لهذا يصرح الشايب بقوله‪ " :‬ل بد من تآزر هذه الصفات وتناسقها حتى يكون السلوب متزن ا كام ا‬
‫العقل والشعور‪ ،‬ويرضي نواحي النفس النسانية‪ ،‬معب ار عنها أو مؤث ار فيها ")‪(98‬‬
‫الخاتامة‬

‫وفي الختام نتوقف عند أهم الفكار السلوبية التي طرحها الشايب صراحة أو تحتملها القراءة التأويلية‬
‫لنصوصه فقد ذهب نصر حامد أبو زيد – كما مر بنا ‪ -‬إلى أنه ليس للتراث وجود مستقل خارج وعينا به و‬
‫فهمنا له ‪ ,‬أما وجوده العيني الفيزيقي فل يعنينا ‪ ,‬و إنما الذي يعنينا وجوده في معرفتنا ووعينا الثقافي ‪ ,‬و‬
‫هذا الوجود غاير مستقل ‪ ,‬لن الوعي متغير ‪ ,‬فالوعي يحاول أن يجد أجوبة من التراث ‪ ,‬وفي نفس الوقت‬
‫ينفي عنه بعض القضايا ‪ ,‬و يطرح عليه أسئلة معاصرة ‪ ,‬و يبحث عن أجوبة جديدة لم تخطر على بال‬
‫السلف ‪ ,‬فهي إجابات كامنة ضمنية يكشفها الوعي المعاصر من خلل القراءة ‪.‬‬

‫‪ ( )93‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪201‬‬


‫‪ ( )94‬المصدر نفسه ‪196 ،‬‬
‫‪ ( )95‬إيفانكوس ‪ ،‬خوسيه – نظرية اللغة الدبإية ‪ ،‬ترجمة حامد أبو أحمد ‪ ،‬مكتبة غاريب ‪ ،‬ص ‪37‬‬
‫‪ ( )96‬أحمد الشايب – السألوب ‪ ،‬ص ‪194‬‬
‫‪ ( )97‬ياكبسون ‪ ،‬رومان – قضايا الشعرية ‪ ،‬ترجمة محمد الولي ومبارك حنون ‪ ،‬دار توبقال ‪ ،‬الدار البيضاء ‪ ،‬المغرب ‪1988 ،‬م ‪ ،‬ص‬
‫‪32‬‬
‫‪ ( )98‬أحمد الشايب – السألوب ‪ ،‬ص ‪203‬‬

‫‪22‬‬
‫و قد يعمد الوعي إلى تجاهل أسئلة طرحها السلف و أجابوا عنها ‪ ,‬لنها فقدت مغزاها و حيويته‬
‫بالنسبة لنا ‪ ,‬و إن كان مغزاها التاريخي ما زال قائما و قابل للتحليل من منظور القراءة التاريخية ‪ .‬لكن‬
‫القراءة التي يتحدث عنها ليست ضد التراث أو معه ‪ ,‬لن التحيز ينبع من قصور الوعي بجدلية العلقة بين‬
‫الماضي و الحاضر ‪ ,‬وبين التراث و المعاصرة ‪.‬‬

‫إن القراءة المتحيزة تؤدي بنا إلى محاكمة التراث من خلل مفاهيم ل يقبلها ‪ ,‬أو تؤدي بنا إلى إلباسه‬
‫مفاهيم و تصورات مفارقة لطبيعته ‪ ,‬ومعارضه لمنطقه الداخلي ‪ ,‬في حين أن القراءة الموضوعية ل تغفل‬
‫عن هذا المنطق الداخلي للتراث ‪ .‬كما أنها ل تتعامل معه بمعزل تام عن الوعي المعاصر فالقراءة‬
‫الموضوعية هي قراءة تأويلية للنصوص ‪ .‬إنها رحلة للبحث عن المغزى الذي يثري من خلله وعينا النقدي‬
‫المعاصر ‪ ,‬و ل تتوقف عند المعنى الذي كان في عقول السلف ‪(99).‬‬

‫نلحمظ أن الشمايب قد جعمل ممن السملوب قيمما مهيمنمة فمي النمص الدبمي‪ ،‬فمالدب كلم يعمبر‬
‫عممن العقممل والعاطفممة‪ ،‬والسمملوب هممو الوسمميلة اللزمممة لنقممل الفك مرة والعاطفممة‪ .‬هممذا فض ملا عممن ع ميده‬
‫عملية البداع الدبي عملا أسلوبياا‪.‬‬

‫كم أنه عمل على صياغاة تعريف توفيقي للسلوب وذلك ممن خلل تموظيفه لثلثمة معمايير فمي‬
‫رصممده للظمماهرة السمملوبية فالسمملوب اختيممار واع ‪ ،‬وانعكمماس للشخصممية ‪ ،‬وانزيمماح عممن قواعممد اللغممة‬
‫المتعارفة ‪.‬‬

‫ويأخممذ الشممايب علممى البلغاممة العربيممة اقتصممارها عنممد حممدود الجملممة‪ ،‬إواغافالهمما للناحيممة النفسممية‬
‫للديب فضلا عن إغافالها لبعض مستويات التحليل السلوبي كالمستوى الصوتي ‪ ،‬وفي المقابل قدم‬
‫الشممايب تقسمميم ا ثنائيم ا لموضمموع البلغاممة يكشممف عممن إدراك لمسممتويات التحليممل السمملوبي فض ملا عممن‬
‫توسيعه لميدان الدراسة السلوبية حتى غادت مماثلة للنقد الدبي‪.‬‬

‫وفي سياق العلقة بين علم السلوب والنقد الدبي يعرف الشايب النقد بمأنه فمن وصمفي مهمتمه‬
‫د ارسممة السمماليب المعممبرة عممن المعمماني‪ ،‬وبممما أن علممم السمملوب يسممجل الظمواهر ويعممترف بممما يصمميبها‬
‫من تغيير دون أن يتحمدث عمن صمواب أو خطمأ‪ ،‬إذا يتضمح أن مبمدأ الوصمفية همو الجسر ال اربمط بيمن‬
‫النقد وعلم السلوب‪.‬‬

‫‪ ( )99‬نصر حامد أبو زيد – إشكاليات القراءة وآليات التاأويل ‪ ،‬ص ‪152 -149‬‬

‫‪23‬‬
‫ولممم يغفممل الشممايب عممن إب مراز العلقممة بيممن النقممد الدبممي وتاريممخ الدب فالنقممد الدبممي جممزء مممن‬
‫تاريممخ الدب ‪ ،‬ومممن الملحممظ أنممه يوظممف علممم السمملوب للربممط بيممن هممذين العلميممن لممذا تحممدث عممن‬
‫تصممور كلممي لسمماليب الدب العربممي شممع ار ونممث ار كالسمملوب المثممالي المطبمموع والسمملوب المصممنوع‬
‫والسلوب المتكلف‪.‬‬
‫أممما عممن منهجيتممه فيلحممظ تممأثر الشممايب بالسمملوبية التكوينيممة وذلممك مممن خلل تص مريحه بممأن‬
‫الذاتيممة أسمماس تكمموين السمملوب وهممذه المي مزة الخاصممة ل تتعممارض مممع المي مزة العامممة مممن حيممث كممون‬
‫النص شع ار أو نث ارا‪ ،‬وقد مييز بين مستويين من القراءة السلوبية‪:‬‬
‫‪ .1‬استنباط شخصية الديب من النص‪.‬‬
‫‪ .2‬تحليل شخصية الديب‪ ،‬ومن ثم البحث عن تجليات ذلك في الظواهر السلوبية‪.‬‬

‫كممما أحممس الشممايب بأهميممة التحديممد المبممدئي لمفهمموم الظمماهرة السمملوبية‪ ،‬فممذهب إلممى أنهمما ل‬
‫تتطممابق مممع الظمماهرة اللغويممة‪ ،‬فكممل ظمماهرة أسمملوبية ظمماهرة لغويممة‪ ،‬وليممس كممل ظمماهرة لغويممة ظمماهرة‬
‫أسلوبية‪ ،‬هذا فضلا عن أن الظاهرة السلوبية ليست حك ار على الدب‪.‬‬

‫ويلحظ أن الشايب قد وظف المعيمار الحصمائي فمي التفريق بيمن الشمعر والنمثر الدبمي حيمث‬
‫تقوم الصلة بين الشعر والنمثر الدبمي علمى اتحماد موضموعي‪ ،‬واختلف شمكلي‪ ،‬ولكمن هذا الختلف‬
‫الشكلي كمي وليس كيفياا‪.‬‬

‫وأخيم م ار عمممد الشممايب إلممى توزيممع الظم مواهر علممى مسممتويات التحليممل السمملوبي ففممي )المسممتوى‬
‫الصمموتي( تحممدث عممن تعبيريممة الصم موات‪ ،‬وتعبيريممة الوزان‪ ،‬والثممار الطبيعيممة لللفمماظ‪ ،‬والمحاكمماة‬
‫الصمموتية‪ ،‬وفصمماحة اللفممظ‪ .‬وفممي ) المسممتوى المعجمممي ( تحممدث عممن ظ مواهر أسمملوبية معجميممة دالممة‬
‫علممى قمموة السمملوب‪ ،‬وأخممرى دالممة علممى وضمموح السمملوب‪ ،‬وثالثممة دالممة علممى جمممال السمملوب‪ .‬وفممي‬
‫) المستوى النحوي ( تحدث عن التراكيب الدالة علمى وضمموح السمملوب وتكممثر فممي النصمموص القائممة‬
‫على المعاني العقلية‪ .‬ولكن هذا ل يعنممي اقتصممار نمص ممما علممى نممط معيمن مممن السمملوب كممالقوة‪ ،‬أو‬
‫الوضموح‪ ،‬أو الجممال‪ .‬فل بمد ممن تمآزر همذه الصمفات حمتى يكممون السمملوب متزنما كمماملا يغممذي العقممل‬
‫والشعور‪.‬‬

‫المراجع‬

‫‪24‬‬
‫إبراهيممم عبممد الج مواد – التاجاهات السألوبإية في النقد العربإببي الحببديث ‪ ،‬ط ‪1997 ، 1‬م ‪ ،‬عمممان ‪،‬‬ ‫‪.1‬‬
‫الردن ‪.‬‬
‫أحمد درويش – السلوب والسلوبية‪ ،‬مدخل في المصطلح وحقول البحث‪ ،‬ومناهجه‪ ،‬فصأول‪ ،‬مجلممد‬ ‫‪.2‬‬
‫‪ ،5‬عدد ‪ ،1‬مصر‪1984 ،‬م‪ ،‬ص ‪.68-60‬‬
‫أحمد الشايب – السألوب‪ ،‬دراسأة بإلغاية تاحليلية لصأببول السأبباليب الدبإيببة‪ ،‬ط ‪ ،8‬مكتبممة النهضممة‬ ‫‪.3‬‬
‫المصرية‪ ،‬مصر‪1990 ،‬م‪.‬‬
‫نفسه – أصأول النقد الدبإي ‪ ،‬ط ‪ ، 8‬مكتبة النهضة المصرية ‪ ،‬القاهرة ‪1973 ،‬م‬ ‫‪.4‬‬
‫ألمان‪ ،‬سممتيفن – اتاجاهات جديدة في علم السألوب‪ ،‬فببي كتابباب اتاجاهببات البإحببث السأببلوبإي‪ ،‬اختايببار‬ ‫‪.5‬‬
‫وتارجمة‪ ،‬إواضافة‪ ،‬ترجمممة شممكري عيمماد‪ ،‬دار العلمموم للطباعممة والنشممر‪ ،‬الريمماض‪ ،1985 ،‬ص ‪-83‬‬
‫‪.121‬‬
‫إيفانكوس‪ ،‬خوسيه – نظرية اللغة الدبإية‪ ،‬ترجمة حامد أبو أحمد‪ ،‬مكتبة غاريب‪.‬‬ ‫‪.6‬‬
‫بالي‪ ،‬شارل – علم السألوب وعلم اللغة العام في كتااب اتاجاهات البإحث السألوبإي )مرجببع سأببابإق(‪،‬‬ ‫‪.7‬‬
‫ص ‪.48-21‬‬
‫تمام حسان – اللغة والنقد الدبي‪ ،‬فصأول‪ ،‬مجلد ‪ ،4‬عدد ‪ ،1‬مصر‪1983 ،‬م‪ ،‬ص ‪.128-116‬‬ ‫‪.8‬‬
‫ج‪.‬ب ثممورن – النحببو التاوليببدي والتاحليببل السأببلوبإي ‪ ،‬فممي كتمماب اتجاهممات البحممث السمملوبي ‪ ،‬ص‬ ‫‪.9‬‬
‫‪169-155‬‬
‫جوزيف شريم – الهندسممة الصمموتية فممي القصمميدة المعاصمرة‪ ،‬عالم الفكر‪ ،‬مجلممد ‪ ،22‬العممددان ‪،4 ،3‬‬ ‫‪.10‬‬
‫الكويت‪1995 ،‬م‪ ،‬ص ‪.135-94‬‬
‫جي ممرو‪ ،‬بييممر – الس مملوبية الوص ممفية أو أس مملوبية التع ممبير‪ ،‬ترجم ممة من ممذر عياش ممي‪ ،‬فصأببول‪ ،‬مجل ممد ‪،9‬‬ ‫‪.11‬‬
‫العددان ‪ ،4 ،3‬مصر‪1991 ،‬م‪ ،‬ص ‪.328-322‬‬
‫ريفاتير‪ ،‬ميكل – معايير لتاحليل السألوب في كتااب اتاجاهات البإحث السألوبإي )مرجببع سأببابإق(‪ ،‬ص‬ ‫‪.12‬‬
‫‪.153-123‬‬
‫سم ممعد مصم مملوح – السأببلوب ‪ ،‬دراسأببة لغويببة إحصأببائية ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬دار البحم مموث العلميم ممة ‪ ،‬الكم ممويت ‪،‬‬ ‫‪.13‬‬
‫‪1980‬م‬
‫شبتسر‪ ،‬ليو – علم اللغة وتااريخ الدب في كتااب اتاجاهات البإحببث السأببلوبإي‪) ،‬مرجببع سأببابإق(‪ ،‬ص‬ ‫‪.14‬‬
‫‪.81-49‬‬

‫‪25‬‬
‫شبلنر‪ ،‬برند – علم اللغة والدراسأات الدبإية‪ ،‬دراسأة السألوب‪ ،‬البإلغاببة‪ ،‬علببم اللغببة النصأببي‪ ،‬ترجمممة‬ ‫‪.15‬‬
‫محمود جاد الرب‪ ،‬الدار الفنية للنشر والتوزيع‪ ،‬الرياض‪1987 ،‬م‪.‬‬
‫شكري عياد – اللغة والبإداع‪ ،‬مبإادئ علم السألوب العربإي‪ ،‬ط ‪1988 ،1‬م‪.‬‬ ‫‪.16‬‬
‫نفسه – مدخل إلى علم السألوب‪1982 ،‬م‪.‬‬ ‫‪.17‬‬
‫‪ .18‬صمملح فضممل – علم السألوب‪ :‬مبإادئه إواجراءاتاببه‪ ،‬ط ‪ ،2‬الهيئممة المص مرية العامممة للكتمماب‪ ،‬مصممر‪،‬‬
‫‪.1985‬‬
‫نفسه – النظرية البإنائية في النقد الدبإي‪ ،‬ط ‪ ،3‬دار الشؤون الثقافية العامة‪ ،‬بغداد‪1987 ،‬م‪.‬‬ ‫‪.19‬‬
‫عبممد القممادر المهيممري – البلغاممة العامممة‪ ،‬حوليات الجامعة التاونسأية‪ ،‬عممدد ‪ ،8‬تممونس‪1971 ،‬م‪ ،‬ص‬ ‫‪.20‬‬
‫‪.221-207‬‬
‫عبد السلم المسدي – السألوبإية والسألوب‪ ،‬الدار العربية للكتاب‪ ،‬ليبيا – تونس‪1977 ،‬م‪.‬‬ ‫‪.21‬‬
‫نفسممه – السمملوبية والنقممد الدبممي ‪ ،‬منتخبممات مممن تعريممف السمملوب وعلممم السمملوب ‪ ،‬الثقافة الجنبإية‬ ‫‪.22‬‬
‫‪،‬السنة الثانية ‪ ،‬عدد ‪ ، 1‬العراق ‪1982 ،‬م ‪ ،‬ص ‪43 -35‬‬
‫‪ .23‬عزة آغاا ملك – السلوبية من خلل اللسانية‪ ،‬الفكر العربإي المعاصأر‪ ،‬عممدد ‪ ،38‬بيممروت‪1986 ،‬م‪،‬‬
‫ص ‪.93-83‬‬
‫محمد شفيع السيد – التاجاه السألوبإي في النقد الدبإي‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪1986 ،‬م‪.‬‬ ‫‪.24‬‬
‫محمممد عبممد المطلممب – البإلغاة والسأبلوبإية‪ ،‬ط ‪ ،1‬مكتبممة لبنممان‪ ،‬الشممركة المص مرية العالميممة للنشممر‪،‬‬ ‫‪.25‬‬
‫لونجمان‪ ،‬مصر‪1994 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .26‬مممري‪ ،‬مممدلتون – معنممى السمملوب‪ ،‬ترجمممة صممالح الحممافظ‪ ،‬الثقافة الجنبإية‪ ،‬السممنة الثانيممة‪ ،‬عممدد ‪،1‬‬
‫العراق‪1982 ،‬م‪ ،‬ص ‪.74-67‬‬
‫نص ممر حام ممد أب ممو زي ممد – إشببكاليات القببراءة وآليببات التاأويببل‪ ،‬ط ‪ ،3‬المرك ممز الثق ممافي العرب ممي‪ ،‬ال ممدار‬ ‫‪.27‬‬
‫البيضاء‪ ،‬بيروت‪1994 ،‬م‪.‬‬
‫همموف‪ ،‬غا ارهممام – السأبلوب والسأبلوبإية‪ ،‬ط ‪ ،1‬ترجمممة كمماظم سممعد الممدين‪ ،‬دار آفمماق عربيممة‪ ،‬بغممداد‪،‬‬ ‫‪.28‬‬
‫‪1985‬م‪.‬‬
‫ياكبسم ممون‪ ،‬رومم ممان – قضبببايا الشبببعرية‪ ،‬ترجمم ممة محمم ممد الم ممولي ومبم ممارك حنم ممون‪ ،‬دار توبقم ممال‪ ،‬الم ممدار‬ ‫‪.29‬‬
‫البيضاء‪ ،‬المغرب‪1988 ،‬م‪.‬‬

‫‪26‬‬

You might also like