شهر رمضان شهر الهدى والفرقان- جاهز

You might also like

Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 735

‫شهر رمضان شهر الهدى‬

‫والفرقان‬

‫جمع وإعداد‬

‫الباحث في القرآن والسنة‬

‫علي بن نايف الشحود‬

‫)) حقوق الطبع متاحة لجميع الهيئات‬


‫العلمية والخيرية ((‬

‫‪1‬‬
‫بسم ال الرحنم الرحيم‬

‫ت لمشنم‬ ‫المحد ل القائل ف مكحم كتابه العزيز ‪} :‬ششهر رمضاشن الذذي أرنُذزشل ذفيذه الهرقرآْرن هددىً للِّلناذس وبييليشنا ت‬
‫شش‬ ‫ه ر‬ ‫ش‬ ‫ه ر شش ش‬
‫ضا أشهو شعشلِّىَ شسشفتر فشعذلدة لمهنم أشلياتم أرشخشر يرذريرد‬
‫صهمحهر شوشمنم شكاشن شمذري د‬
‫ذ‬ ‫ذ‬
‫اهلرشدىً شوالهرفهرشقان فششمحنم ششذهشد منركحرم اللشههشر فشيهلِّيش ر‬
‫اللِّلهر بذركحرم الهيرهسشر شولش يرذريرد بذركحرم الهعرهسشر شولذترهكحذمحلِّروُاه الهعذلدشة شولذترشكحبَليررواه اللِّلهش شعشلِّىَ شما شهشداركهم شولششعلِّلركحهم تشهشركحرروشن{َ )‬
‫‪ (185‬سوُرة البَقرة‬
‫والصلة والسلم علِّىَ سيدنُا وحبَيبَنا وقدوتنا ممحد الذي كان أجوُد الناس ‪ ،‬وأجوُد ما كان ف يكحوُن‬
‫ف رمضان‬
‫وعلِّىَ آْله وصحبَه الكحرام ومنم تبَعهم بإحسان إل يوُم الدينم ‪.‬‬
‫أما بعد ‪:‬‬
‫فهذه ومضات رمضانُية التقطتها منم هنا وهناك ف أوقات متلِّفة ‪ ،‬ومنم موُاقع كثية ‪ ،‬ولسيمحا‬
‫الشبَكحة السلمية‬
‫نُوُر السلم‬
‫‪http://www.islamlight.net/index.php‬‬
‫وغيها ‪...‬‬
‫وكل قوُل معزو لصاحبَه‬
‫وكنت أود كتابة كتاب مفصل عنم فقه الصيام ولكحنم حالت الظروف دونُه ‪ ،‬فأحبَبَت أن أتفكحم بذه‬
‫الشحنات اليإانُية ‪ ،‬وقسمحتها للِّمحوُضوُعات الرئيسة التالية ‪:‬‬
‫عبَادة الصيام‬
‫ف ظلل رمضان‬
‫فقه الصيام‬
‫فتاوىً رمضانُية‬
‫حوُارات رمضانُية‬
‫رمضان ف حياتم‬
‫حدث ف رمضان‬
‫شعر وأدب‬
‫أطفال رمضان‬
‫فتاوىً الصيام قبَل شهر رمضان‬
‫أعيادنُا‬

‫‪2‬‬
‫نُفحات رمضان‬
‫خطب رمضانُية منوُعة‬
‫وقد قمحت بفهرستها علِّىَ الوُرد بشكحل دقيق ‪،‬ووضعتها ف الشاملِّة ‪ ، 3‬ليعم النفع با ‪.‬‬
‫أسأل ال تعال أن يعل شهر رمضان القادم شهر خي وبركة وسعادة ونُصر ومغفرة لذنُوُبنا جيعاد ‪ ،‬وأن‬
‫ينفع با جامعها ‪،‬وقارئها‪ ،‬ونُاشرها ‪،‬والدال علِّيها ف الدارينم ‪.‬‬
‫جعه وأعده‬
‫الباحث في القرآن والسنة‬
‫علي بن نايف الشحود‬
‫‪ 24‬شعبَان ‪ 1429‬هي الوُافق ل ‪ 26/8/2008‬م‬

‫‪‬‬

‫‪3‬‬
‫عبادة الصيام‬
‫‪ ...‬حكحمحة مشروعية الصيام‬
‫‪ ...‬أسرار الصيام‬
‫‪ ...‬منم ثرات الصيام‬
‫‪ ...‬يسر السلم ورحته ف فرض الصيام‬
‫‪ ...‬صيام المم السابقة‬
‫‪ ...‬نُظرات نُفسية ف الصيام‬
‫‪ ...‬الفوُائد الطبَية لصيام رمضان‬

‫‪4‬‬
‫حكمة مشروعية الصيام‬

‫لفضيلِّة الشيخ عطية صقر رئيس لنة الفتوُىً بالزأهر الشريف سابدقا ‪:‬‬
‫علِّىَ ضوُء الكحمحة العامة للِّتشريع‪ ،‬وهي ربط الخملِّوُق بالالق‪ ،‬وإعداد النُسان لتحقيق خلفته ف‬
‫الرض بالخلق الشخمصية والجتمحاعية يإكحنم توُضيح الكحمحة منم الصيام فيمحا يأت‪:‬‬
‫‪ ... ... 1‬الصيام فيه تقدي رضا ال علِّىَ النفس‪ ،‬وتضحية بالوُجوُد الشخمصي بالمتناع عنم الطعام‬
‫والشراب‪ ،‬وبالوُجوُد النوُعي بالمساك عنم الشهوُة النسية‪ ،‬وذلك ابتغاء وجه ال وحده‪ ،‬الذي ل‬
‫يتقرب لغيه منم الناس بثل هذا السلِّوُب منم القربات‪ ،‬ومنم هنا كان ثوُابه عظيدمحا‪ ،‬يوُضحه ويبَي علِّته‬
‫قوُل النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪" :‬كل عمحل ابنم آْدم يضاعف‪ ،‬السنة بعشر أمثالا إل سبَعمحائة ضعف‬
‫قال ال تعال‪ :‬إل الصوُم فإنُه ل وأنُا أجزي به‪ ،‬يدع طعامه وشرابه وشهوُته منم أجلِّي" رواه البَخماري‬
‫ومسلِّم‪.‬‬
‫وف الصوُم إحساس بقدار نُعمحة الطعام والشراب والتعة النسية عندما يرم منها ونُفسه تائقة إليها‪،‬‬
‫فيكحوُن شكحره علِّيها بالطعام التمحثل ف كثرة الصدقات ف فتة الصيام‪.‬‬
‫وف توُقيت الصيام بشهر رمضان الذي أرنُزل فيه القرآْن تذكي للنُسان بنعمحة الرسالة المحدية‪ ،‬ونُعمحة‬
‫الداية القرآْنُية الت يكحوُن الشكحر علِّيها بالستمحساك با "لعلِّكحم تشكحرون"‪ ،‬وف فتة إشراق الروح‬
‫بالصيام وتلوة القرآْن تتوُجه القلِّوُب إل ال بالدعاء الذي ل ريرلد لقوُل النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪:‬‬
‫"ثلثة ل رترد دعوُتم‪ ،‬الصائم حت يفطر أو حي يفطر والمام العادل‪ ،‬ودعوُة الظلِّوُم" رواه أحد‬
‫والتمذي وابنم ماجه وابنم خزيإة وابنم حبَان‪ ،‬وحسنه التمذي ولعل ما يشي إل الغراء ف الصيام‬
‫ب شدهعشوُةش اللداذع إذشذا شدشعاذن ‪ (..‬بي آْيات الصيام‬ ‫توُسط قوُله تعال )وإذشذا سأشلشك ذعبَاذدي علن فشذإلن قشذري ذ‬
‫ب أرجي ر‬ ‫ة‬ ‫ش ش ش ش ش‬
‫سوُرة البَقرة‪.‬‬
‫‪ ... ... 2‬ف الصيام تلِّيص للنُسان منم ذرق الشهوُة والعبَوُدية للِّمحادة‪ ،‬وتربية عمحلِّية علِّىَ ضبَط الغرائز‬
‫والسيطرة علِّيها‪ ،‬وإشعار للنُسان بأن الريات مقيدة لي النُسان وخي الناس الذينم يعيش معهم‪ ،‬هذا‬
‫جهاد شاق يعلوُد الصب والتحمحل‪ ،‬ويعلِّم قوُة الرادة ومضاء العزيإة‪ ،‬ويعد النُسان لوُاجهة جيع‬
‫احتمحالت الياة بلِّوُها ومرها وسائر متقابلتا ليجعل منه رجلد كاملد ف عقلِّه ونُفسه وجسمحه‪،‬‬
‫يستطيع أن يتحمحل تبَعات النهوُض بجتمحعه عنم جدارة‪ .‬وقد شرعه النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم علدجا‬
‫لقوُة الشهوُة لنم ل يستطيع الزواج‪ ،‬ففي الديث‪" :‬يا معشر الشبَاب منم استطاع منكحم البَاءة فلِّيتزوج‪،‬‬
‫فإنُه أغض للِّبَصر وأحصنم للِّفرج‪ ،‬ومنم ل يستطع فعلِّيه بالصيام فإنُه له وجاء" أي قاطع‪ .‬رواه البَخماري‬
‫ومسلِّم‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫والنُسان إذا ترر منم سلِّطان الادة اتذ لنفسه رجنلةد قوُية تصنه ضد الخطار الت ينجم أكثرها عنم‬
‫النُطلق والستسلم للِّغرائز والهوُاء‪ .‬يقوُل النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪" :‬الصوُم رجلنة‪ ،‬فإذا كان يوُم‬
‫صوُم أحدكم فل يرفث ول يصخمب‪ ،‬فإن سالبه أحد أو قاتلِّه فلِّيقل‪ :‬إن صائم إن صائم" رواه البَخماري‬
‫ومسلِّم‪.‬‬
‫والصائم الذي يإتنع عنم الرمات وعنم اللل الذي تدعوُ له الشهوُة إنُسان عزيز كري‪ ،‬يشعر بآدميته‬
‫ضا يعلوُد التوُاضع وخفض الناح ولي الانُب‪،‬‬ ‫وبامتيازأه عنم اليوُانُات الت تسليها الغرائز‪ .‬والصيام أي د‬
‫وبالتال يعرف النُسان قدره ويس بضعفه‪ ،‬ومنم عرف قدر نُفسه تفتحت له أبوُاب الي واستقام به‬
‫الطريق‪.‬‬
‫إن الصيام إل جانُب ما فيه منم صحة النفس فيه صحة بدنُية أسهب الخمتصوُن ف بيانا وتأكيد آْثارها‬
‫الطيبَة‪ ،‬ففي الديث‪" :‬صوُموُا تصحوُا" رواه الطبان عنم رواة ثقات‪ ،‬والصوُم يعلوُد النظام والتحري‬
‫والدقة‪ ،‬وذلك بالتزام المساك عند وقت معي وحرمة الفطار قبَل حلِّوُل موُعده‪ ،‬قال تعال )شوركلِّروُاه‬
‫ض ذمشنم اهلشهيذط الشهسشوُذد ذمشنم الهشفهجذر رثل أشذتتوُاه ال ل‬
‫صشياشم إذشل اللِّهيذل(‪ ،‬كمحا أن‬ ‫ط اشلبهييش ر‬
‫ي لشركحرم اهلشهي ر‬
‫شواهششربروُاه شحلت يشيتشبَشي ل ش‬
‫ف الصيام الصادق اقتصاددا وتوُفديا يفيد منه الصائم‪ ،‬وتفيد أسرته وتفيد المة‪.‬‬
‫‪ ... ... 3‬الوُع والعطش حي يس بمحا الصائم تتحرك يده فتمحتد بالي والب للِّفقراء الذينم عانُوُا مثل‬
‫ما عان منم أل الوُع وحر العطش‪ ،‬ومنم هنا كانُت السمحة البَارزأة للِّصيام هي الوُاساة والصدقات‬
‫وعمحل الب‪ ،‬وكانُت شعية يوُم العيد هي زأكاة الفطر للِّتوُسعة علِّىَ الفقراء‪ ،‬وهي بثابة امتحان للِّصائم‬
‫بعد الدروس الطوُيلِّة الت تلِّقاها ف شهر رمضان‪ ،‬وبذا كانُت زأكاة الفطر جوُازأ الرور لقبَوُل الصوُم كمحا‬
‫يقوُل الديث‪" :‬صوُم رمضان معلِّق بي السمحاء والرض ل يرتفع إل بزكاة الفطر" رواه أبوُ حفص بنم‬
‫شاهي‪ ،‬وهوُ يقبَل ف فضائل العمحال‪ .‬الصيام بذا الظهر ريعد للِّحياة الجتمحاعية القائمحة علِّىَ التعاون‬
‫علِّىَ الب‪ ،‬وعلِّىَ الرحة الدافعة لعمحل الي عنم طيب نُفس وإيإان واحتساب‪ ،‬ورد عنم ابنم عبَاس رضي‬
‫ال عنهمحا‪ :‬كان رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أجوُد الناس‪ ،‬وكان أجوُد ما يكحوُن ف رمضان حي‬
‫يلِّقاه جبيل فيدارسه القرآْن‪ ،‬فرسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم "أجوُد بالي منم الريح الرسلِّة" رواه‬
‫البَخماري ومسلِّم‪.‬‬
‫والصيام الكحامل عنم كل الشتهيات يكحف النُسان عنم الكحذب والزور والفحش والنظر الرم والغش‬
‫وسائر الرمات‪ ،‬وف الديث الشريف‪" :‬منم ل يدع قوُل الزور والعمحل به فلِّيس ل حاجة ف أن يدع‬
‫طعامه وشرابه" رواه البَخماري‪ ،‬والزور هنا معناه البَاطل بكحل مظاهره وألوُانُه‪ ،‬وقد رأىً بعض العلِّمحاء أن‬
‫الغيبَة والنمحيمحة يفسدان الصوُم كمحا يفسده تناول الطعام‪ ،‬لقد قال النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ف شأن‬
‫الصائمحتي الغتابتي‪" :‬صامتا عمحا أحل ال الطعام وأفطرتا علِّىَ ما حرم ال" رواه أحد وأبوُ داود‪ .‬وف‬

‫‪6‬‬
‫بيان أثر الصيام ف العلقات الجتمحاعية قال النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ف شأن الرأة الت تؤذي جيانا‬
‫بلِّسانا‪" :‬إنا ف النار" بالرغم منم كثرة صلتا وصيامها رواه أحد والاكم وصححه‪.‬‬
‫هذا‪ ..‬والصيام يعلوُد الخلصا ف العمحل ومراقبَة ال ف السر والعلِّنم‪ ،‬وإذا كان هذا طابع النُسان ف‬
‫كل أحوُاله أتقنم عمحلِّه‪ ،‬وأنز ما يوُكل إليه منم الهمحات علِّىَ الوُجه الكمحل‪ ،‬وعف عنم الرام أديا كان‬
‫نُوُعه‪ ،‬وعاش موُفدقا راضديا مرضديا عنه‪ ،‬وأفادت منه أمته إفادة كبَية‬
‫يييييييييي‬
‫أسرار الصيام‬
‫للمام أبوُ حامد الغزال‪:‬‬
‫ف الوُاجبَات والسننم الظاهرة واللِّوُازأم بإفساده‬
‫أما الوُاجبَات الظاهرة فستة‪:‬‬
‫الول‪ :‬مراقبَة أول شهر رمضان‪ ،‬وذلك برؤية اللل‪ ،‬فإن غم فاستكحمحال ثلثي يوُدما منم شعبَان‪.‬‬
‫الثان‪ :‬النية‪ ،‬ولبد لكحل ليلِّة منم نُية مبَيتة معينة حازأمة‪ ،‬فلِّوُ نُوُىً أن يصوُم شهر رمضان دفعة واحدة ل‬
‫يكحفه‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬المساك عنم إيصال شي إل الوُف عمحددا مع ذكر الصوُم‪ ،‬فيفسد صوُمه بالكل والشرب‬
‫والسعوُط والقنة‪.‬‬
‫الرابع‪ :‬المساك عنم المحاع‪ ،‬وحتده مغيب الشفة‪ ،‬وإن جامع نُاسديا ل يفطر‪ ،‬وإن جامع ليلد او احتلِّم‬
‫فأصبَح جندبَا ل يفطر‪.‬‬
‫الامس‪ :‬المساك عنم تعمحد إخراج القيء‪ ،‬وإن غلِّبَه القيء ل يفسد صوُمه‪.‬‬
‫وأما لوُازأم الفطار فأربعة‪:‬‬
‫القضاء‪ ،‬والكحفارة‪ ،‬والفدية‪ ،‬وإمساك بقية النهار تشبَدها بالصائمحي‪.‬‬
‫أما القضاء‪ :‬فوُجوُبه عام علِّىَ كل مسلِّم مكحلِّف ترك الصوُم بعذر أو بغي عذر‪.‬‬
‫وأما الكحفارة‪ :‬فل تب إل بالمحاع‪.‬‬
‫وأما إمساك بقية النهار‪ :‬فيجب علِّىَ منم عصىَ بالفطر إن قربه‪ ،‬ول يب علِّىَ الائض إذا طهرت‬
‫إمساك بقية نارها‪ ،‬ول علِّىَ السافر إذا قدم مفطدرا منم سفر‪.‬‬
‫وأما الفدية‪ :‬فتجب علِّىَ الامل والرضع إذا أفطرتا خوُدفا علِّىَ ولديهمحا‪ ،‬لكحل يوُم رمتد حنطة لسكحي‬
‫واحد مع القضاء والشيخ الرم إذا ل يصم تصدق عنم كل يوُم مددا‪.‬‬
‫أما السننم فست؛ تأخي السحوُر‪ ،‬وتعجيل الفطر بالتمحر أو الاء قبَل الصلة‪ ،‬وترك السوُاك بعد الزوال‪،‬‬
‫والوُد ف شهر رمضان لا سبَق منم فضائل ف الزكاة‪ ،‬ومدارسة القرآْن‪ ،‬والعتكحاف ف السجد؛ ل سيمحا‬

‫‪7‬‬
‫ف العشر الواخر‪ ،‬فهوُ عادة رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪ ،‬كان إذا دخل العشر الواخر طوُىً‬
‫الفراش‪ ،‬وشد الئمزر‪ ،‬ودأب وأدأب أهلِّه‪ ،‬أي أداموُا النصب ف العبَادة؛ إذ فيها ليلِّة القدر‪.‬‬
‫ف أسرار الصوُم وشروطه البَاطنة‬
‫أعلِّم أن الصوُم ثلث درجات؛ صوُم العمحوُم‪ ،‬وصوُم الصوُصا‪ ،‬وصوُم خصوُصا الصوُصا‪.‬‬
‫أما صوُم العمحوُم فهوُ كف البَطنم والفرج عنم قضاء الشهوُة كمحا سبَق تفصيلِّه‪ .‬وأما صوُم الصوُصا فهوُ‬
‫كف السمحع والبَصر واللِّسان واليد والرجل وسائر الوُارح عنم الثام‪.‬‬
‫وأما صوُم خصوُصا الصوُصا فصوُم القلِّب عنم المحم الدنُية‪ ،‬والفكحار الدنُيوُية‪ ،‬وكفه عمحا سوُىً ال عز‬
‫وجل بالكحلِّية‪ ،‬ويصل الفطر ف هذا الصوُم بالفكحر فيمحا سوُىً ال عز وجل واليوُم الخر وبالفكحر ف‬
‫الدنُيا‪ ،‬إل دنُيا تراد للِّدينم‪.‬‬
‫ف التطوُع بالصيام وترتيب الوراد فيه‬
‫أعلِّم أن استحبَاب الصوُم يتأكد ف اليام الفاضلِّة‪ ،‬وفوُاضل اليام بعضها يوُجد ف كل سنة‪ ،‬وبعضها‬
‫يوُجد ف كل شهر‪ ،‬وبعضها ف كل أسبَوُع‪.‬‬
‫أما ف السنة بعد أيام رمضان فيوُم عرفة‪ ،‬ويوُم عاشوُراء‪ ،‬والعشر منم ذي الجة‪ ،‬والعشر الول منم‬
‫الرم‪ ،‬وجيع الشهر الرم مظان الصوُم‪ ،‬وهي أوقات فاضلِّة و"كان رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‬
‫يكحثر منم صوُم شعبَان حت كان يظنم أنُه ف رمضان"‪ .‬والشهر الرم‪ :‬ذو القعدة‪ ،‬وذو الجة‪ ،‬والرم‪،‬‬
‫ورجب؛ واحد فرد وثلثة متوُاليات‪.‬‬
‫وأما ما يتكحرر ف الشهر‪ :‬فأول الشهر وأوسطه وآْخره‪ ،‬وأوسطه اليام البَيض‪ ،‬وهي الثالث عشر والرابع‬
‫عشر والامس عشر‪.‬‬
‫أما ف السبَوُع فالثني والمحيس والمحعة‪ ،‬فهذه اليام هي اليام الفاضلِّة‪ ،‬فيستحب فيه الصيام وتكحثي‬
‫اليات‪ ،‬لتضاعف أجوُرها ببكة هذه الوقات‪.‬‬
‫وأما صوُم الدهر فإنُه شامل لكحل زأيادة‪ :‬وللِّسالكحي فيه طرق؛ فمحنهم منم كره ذلك؛ إذ وردت أخبَار‬
‫تدل علِّىَ كراهيته‪ ،‬والصحيح أنُه إنا يكحره لشيئمي‪:‬‬
‫أحدها‪ :‬أل يفطر ف العيدينم وأيام التشريق فهوُ صوُم الدهر كلِّه‪.‬‬
‫والخر‪ :‬أن يرغب عنم السنة ف الفطار‪ ،‬ويعل الصوُم حجدرا علِّىَ نُفسه‪ ،‬لن ال سبَحانُه يب أن‬
‫تؤتىَ رخصة كمحا يب أن تؤتىَ عزائمحه‪ ،‬فإذا ل يكحنم شي منم ذلك‪ ،‬ورأىً صلح نُفسه ف صوُم الدهر‬
‫فلِّيفعل ذلك‪ ،‬فقد فعلِّه جاعة منم الصحابة والتابعي رضي ال عنهم‬
‫يييييييييي‬
‫من ثمرات الصيام‬
‫لفضيلِّة الشيخ ممحد الغزال رحه ال ‪:‬‬

‫‪8‬‬
‫لعل أهم ثرات الصوُم إيتاء القدرة علِّىَ الياة مع الرمان ف صوُرة ما‪..‬‬
‫كنت أرمق النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم وهوُ يسأل أهل بيته ف الصبَاح ‪ :‬أشث ما يفطر به؟ فيقال ‪ :‬ل!ا‬
‫فينوُي الصيام‪ ،‬ويستقبَل يوُمه كأنُه ل يدث‪..‬‬
‫ويذهب فيلِّقىَ الوُفد ببَشاشة ويبَت ف القضايا‪ ،‬وليس ف صفاء نُفسه غيمحة واحدة !ا وينتظر بثقة تامة‬
‫رزأق ربه دونا ريبَة‪ ،‬ولسان حاله‪) :‬فشذإلن شمشع الهعرهسذر يرهسدرا* إذلن شمشع الهعرهسذر يرهسدرا(‬
‫قلِّت‪ :‬لوُ جاءن إفطاري دون شاي لسخمت!ا!ا ولرفضت إمضاء ورقة علِّىَ مكحتب‪ ،‬بشيهلِّهش كتابة مقال!ا!ا‪.‬‬
‫إنا لعظمحة نُفسية جديرة بالكبَار أن يوُاجه الرء البَأساء والضراء مكحتمحل الرشد‪ ،‬باسم الثغر‪ ،‬والفراد‬
‫والمحاعات تقدر علِّىَ ذلك لوُ شاءت!ا‪.‬‬
‫وأعتقد أن أسبَاب غلِّب العرب ف الفتوُح الول قلِّة الشهوُات الت يضعوُن لا‪ ،‬أو قلِّة العادات الت‬
‫تعجز عنم العمحل إن ل تتوُفر‪ .‬يضع الوُاحد منهم ترات ف جيبَه وينطلِّق إل اليدان‪ ،‬أما جنوُد فارس‬
‫والروم فإن العربات الشحوُنُة بالطعمحة كانُت وراءهم‪ ،‬وإل توُقفوُا ‪...‬‬
‫وقد اعتمحد غانُدي علِّىَ هذا السلح عندما حارب "بريطانُيا" العظمحىَ‪ ..‬كان النُتاج البيطان يعتمحد‬
‫علِّىَ الستهلك الندي‪ ..‬وقرر غانُدي أن ينتصر بتدريب قوُمه علِّىَ الستغناء نُلِّبَس اليش ول نُلِّبَس‬
‫منسوُجات "مانُشيست"‪ ،‬نُأكل الطعام بدون اللِّح ما دامت الدولة تتكحره‪ ،‬نُركب أرجلِّنا ول نُركب‬
‫سياراتم‬
‫وقاد حركة القاطعة رجل نُصف عار جائع‪ ،‬يتنقل بي الدن والقرىً مكحتفديا بكحوُب منم اللِّب‪.‬‬
‫واستجابت المحاهي الكحثيفة للِّرجل الزاهد‪ ،‬وشرعت تسي وراءه فإذا النُتاج النُكحلِّيزي يتوُقف‪ ،‬والصانُع‬
‫تتعطل‪ ،‬وألوُف مؤلفة منم العمحال النلِّيز يشكحوُن البَطالة‪ .‬واضطرت الكحوُمة إل أن تطلِّب منم‬
‫"غانُدي" اليء إل لندن كي يتفاوض معها‪ ،‬أو يإلِّي شروطه علِّيها!ا!ا‪.‬‬
‫وحياة أحد شوُقي وهوُ ذاهب إل لندن بقصيدته الت يقوُل فيها مذدرا منم ألعيب الساسة‪:‬‬
‫وقل‪ :‬هاتوُا أفاعيكحم أتىَ "الاوي" منم الند ‪ ...‬إن النُسان الذي يإلِّك شهوُاته قوُة خطية‪ ،‬والشعب‬
‫الذي يإلِّك شهوُاته قوُة أخطر‪ ،‬فهل نُعقل؟؟‪..‬‬
‫أحفظ للِّشيخ الكحبَي "ممحد الضر حسي" شيخ الزأهر السبَق كلِّمحة عظيمحة‪:‬‬
‫"لست أنُا الذي يهلدد؛ إن كوُدبا منم اللِّب يكحفين أربدعا وعشرينم ساعة"!ا‪.‬‬
‫ومنم قبَلِّه قال الشيخ عبَد اليد سلِّيم وقد حذروه منم غضب جهات عالية‪:‬‬
‫"أيإنعن ذاك منم التدد بي بيت والسجد؟ قالوُا‪ :‬ل‪ ..‬قال‪ :‬ل خطر إذن؛ ليس هناك ما رياف"‪..‬‬
‫منم أركان العظمحة أن يعل الرجل مآربه منم الدنُيا ف أضيق نُطاق مستطاع ‪ ...‬إنُه يعيي عدوه بذلك‬
‫الستعفاف أو الستغناء‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫وذاك نجه الشرف الذي خطه علِّي بنم أب طالب عندما قال‪" :‬استغنم عمحنم شئمت تكحنم نُظيه‪ ،‬واحتجه‬
‫إل منم شئمت تكحنم أسيه"‪ ..‬وما يستقيم علِّىَ هذا النهجه إل امرؤ يسنم الصيام‪..‬‬
‫أعجبَتن هذه الوُصية لب عثمحان النوُري لبنه‪ ،‬وأثبَتها الاحظ‪ ،‬وليس ل ف كتابتها إل فضل النقل‪..‬‬
‫"يا بن‪ :‬كهل ما يلِّيك‪ ،‬واعلِّم أنُه إذا كان ف الطعام لقمحة كريإة أو شيء مستطرف فإنا ذلك للِّشيخ‬
‫العلظم أو الصب الدللل‪ ،‬ولست واحددا منهمحا‪ .‬يا بن علوُد نُفسك ماهدة الوُىً والشهوُة‪ ،‬ول تنهش‬
‫كالسبَاع‪ ،‬ول تقضم كالبَغال‪ ،‬ول تلِّقم لقم المحال‪ ،‬فإن ال جعلِّك إنُسادنُا فل تعل نُفسك بيمحة‪،‬‬
‫واعلِّم أن الشبَع داعية البَشم‪ ،‬والبَشم داعية السقم‪ ،‬والسقم داعية الوُت‪ ،‬ومنم مات هذه اليتة فقد‬
‫مات ميتة لئميمحة‪ ،‬لنُه قاتل نُفسه‪ ،‬وقاتل نُفسه ألم منم قاتل غيه‪ .‬يا بن‪ :‬وال ما أدىً حق الركوُع‬
‫والسجوُد متلِّئ قط!ا ول خضع ل ذو بطنة‪ ،‬والصوُم مصحة والوُجبَات عيش الصالي‪ .‬يا بن‪ :‬قد‬
‫بلِّغت تسعي عادما ما نُقص ل سنم‪ ،‬ول انُتشر ل عصب‪ ،‬ول عرفت ذنُي أنُف‪ ،‬ول سيلن عي‪ ،‬ول‬
‫سلِّس بوُل‪ ،‬وما لذلك علِّة إل التخمفف منم الزاد‪ .‬فإن كنت تب الياة فهذه سبَيل الياة‪ ،‬وإن كنت‬
‫تب الوُت فتلِّك سبَيل الوُت‪ ،‬ول أبعد ال غيك"‪..‬‬
‫هذه وصية رجل ل يعرف عبَادة السد الت تاوىً فيها أبناء هذا العصر‪ ،‬والت جاء فيها قوُله تعال‪:‬‬
‫ف يشيهعلِّشرمحوُشن(‪ ،‬وقوُله)شوالذذيشنم شكشفرروا يشيتششمحتليرعوُشن شويشأهركرلِّوُشن شكشمحا‬ ‫)شذهررههم يشأهركلِّروُاه شويشيتششمحتليعروُاه شوييرهلِّذهذهرم الششمرل فششسهوُ ش‬
‫تشأهركرل الشنُهيشعارم شواللنارر شمثهيدوُىً لرهم(‪.‬‬
‫وتتاح الناس بي الي والي أزأمات حادة تقشعر منها البَلد‪ ،‬ويف الزرع والضرع‪ ،‬ما عساهم‬
‫يفعلِّوُن؟ إنم يصبون مرغمحي أو يصوُموُن كارهي‪ ،‬وملء أفئمدتم السخمط والضيق‪ ..‬وشريعة الصوُم‬
‫شيء فوُق هذا‪ ،‬إنا حرمان الوُاجد‪ ،‬ابتغاء ما عند ال‪ .‬إنا تمحل للِّمحرء منه مندوحة لوُ شاء ولكحنه‬
‫يرس صياح بطنه‪ ،‬ويرجئ إجابة رغبَته‪ ،‬مدخدرا صبه عند ربه‪ ،‬كيمحا يلِّقاه راحة ورضا ف يوُم عصيب‬
‫ذ‬ ‫ل‬ ‫ذ‬
‫ك يشيهوُةم لمهشرهوُةد(‪.‬‬
‫س شوشذل ش‬ ‫ك يشيهوُةم لهمرمحوُعة هر اللنا ر‬ ‫‪) ...‬شذل ش‬
‫وربط التعب بأجر الخرة هوُ ما عناه النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ف قوُله‪" :‬منم صام رمضان إيإادنُا‬
‫واحتسادبا غفر له ما تقدم منم ذنُبَه"!ا‪..‬‬
‫إن كلِّمحت "إيإادنُا واحتسادبا" تعنيان جهددا ل يستعجل أجره‪ ،‬ول يطلِّب اليوُم ثنه؛ لن باذله قرر حي‬
‫ك اهليشيهوُرم اهلشتق فششمحنم ششاء التششذ إذشل شربلذه شمآدبا(‪.‬‬ ‫ذ‬
‫بذله أن يعلِّه ضمحنم مدخراته عند ربه‪ ..‬نُازألد عنم قوُله )ذشل ش‬
‫وسوُف يد الصائم مفطرينم ل يعرفوُن لرمضان حرمة ول لصيامه حكحمحة‪ ،‬إذا اشتهوُا طعادما أكلِّوُا‪ ،‬وإذا‬
‫شاقهم شراب كرعوُا‪ ..‬ماذا يدون يوُم اللِّقاء؟‪..‬‬
‫إنم يدون أصحاب الدخرات ف أفق آْخر‪ ،‬مفعم بالنعمحة والتاع‪ ،‬ويدثنا القرآْن الكحري عمحنم أضاعوُا‬
‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ ذ‬
‫ضوُاه شعشهلِّييشنا مشنم الهشمحاء أشهو لما شرشزأقشركحرم اللِّلهر‬
‫ب اهلشنلة أشهن أشفي ر‬‫صشحا ش‬ ‫ب اللناذر أش ه‬ ‫صشحا ر‬ ‫مستقبَلِّهم فيقوُل )شوشنُاشدىً أش ه‬

‫‪10‬‬
‫شقالروُاه إذلن اللِّلهش شحلرشمرهشمحا شعشلِّىَ الهشكحافذذريشنم* الذذيشنم التشرذواه ذدينشيرههم شلهدوُا شولشعذدبَا شوشغلرتهيرهرم اهلششياةر التدنُهيشيا شفاهليشيهوُشم شنُنشسارههم‬
‫شكشمحا نُشرسوُاه لذشقاء يشيهوُذمذههم شهشذا شوشما شكانُروُاه ذبآشياتذشنا شهيشحردوشن(‬
‫إن الصيام عبَادة مضادة لتيار الياة الن‪ ،‬لن الفلِّسفات الادية السيطرة ف الشرق والغرب‪ ،‬تعرف‬
‫الرض ول تعرف السمحاء‪ ،‬تعرف السم ول تعرف الروح‪ ،‬تعرف الدنُيا ول تعرف الخرة ‪...‬‬
‫ليكحنم للِّقوُم ما أرادوا‪ ،‬ذلك مبَلِّغهم منم العلِّم!ا‪ ..‬بيد أنُنا ننم السلِّمحي يب أن نُعرف ربنا‪ ،‬وأن نُلِّزم‬
‫صراطه‪ ،‬وأن نُصوُم له‪ ،‬وأن نُدخر عنده!ا‪..‬‬
‫علِّىَ أن هناك حقيقة مؤسفة هي أن الصوُام قلِّة وان امتنع عنم الطعام كثيون!ا‬
‫يييييييييي‬
‫يسر السلم ورحمته في فرض الصيام‬

‫لفضيلِّة الشيخ ممحوُد شلِّتوُت رحه ال‪:‬‬


‫قد استقر ف ضمحي الؤمني أن ما ثبَتت فرضيته أو حرمته ليس ملد للِّرأي‪ ،‬ول مالد للجتهاد الذي‬
‫أباحه ال للِّعبَاد‪ ،‬واستقر كذلك ف ضمحيهم أن منم يعبَث بشيء منم الحكحام القطعية‪ ،‬ويتخمذ ذلك‬
‫العبَث باسم "الرأي وحريته" قنطرة يعب علِّيها إل فتنة الناس ف دينهم‪ ،‬أو زأعزعة إيإانم‪ ،‬أو الصوُل‬
‫علِّىَ شهرة زأائفة مفتعلِّة‪ ،‬أو متاع زأائل حقي كان هوُ ومنم يتبَعه ويصدقه ومنم يقوُيه وينفخ فيه‪ ،‬كان‬
‫"ثلثتهم" ف الروج عنم دينم ال سوُادء‪ ،‬وكان جديدرا بالؤمني الصادقي أن ينبَذوهم نُبَذ النوُاة‪ ،‬وأن‬
‫يسمحوُهم علِّىَ الرطوُم بروف بارزأة "ضالوُن مضلِّوُن" )شوذمشنم اللناذس شمنم رشياذدرل ذف اللِّلذه بذغش هذي ذعهلِّتم شوشل رهددىً‬
‫ب اهلشذريذق(‪.‬‬ ‫ذ ذ‬ ‫ضلل عنم سذبَيذل اللِّلذه لشه ذف التدنُهييا ذخز ذ‬ ‫ذ ذذ ذ ذ‬ ‫ذ ت ذ‬
‫ي شونُرذيرقهر يشيهوُشم الهقشياشمة شعشذا ش‬ ‫ش هة‬ ‫ر‬ ‫شوشل كشتاب تمنتي * شثاذنش عطهفه لير ش ش‬
‫إن لكحل دينم إلي أو نُظام بشري دائرة مقدسة وشقة مرمة ل يسمحح الدينم ول أهل النظام أن تس‪،‬‬
‫ضا لقداستها وانُتهادكا لرمتها‪ ،‬ول‬ ‫وإذا مست عنم قرب أو بعد كان مسها اعتداءد صاردخا علِّيها‪ ،‬وتقوُي د‬
‫يبره أنُه رأىً‪ ،‬وحرية الرأي مكحفوُلة‪ ،‬فإن للِّرأي ف الشرائع ساوية أو وضعية ماله‪ ،‬وللِّدائرة القدسة‬
‫مالا‪ ،‬وعلِّىَ هذا طبَعت النفوُس ف معتقداتا ونُظمحها ودساتيها‪.‬‬
‫ومنم جهة أخرىً فقد بن السلم تشريعه كلِّه علِّىَ اليسر والرحة‪ ،‬ول يقصد بتكحاليفه بوُجه عام عندتا ول‬
‫ف اللِّلهر نُيشهفدسا إذلل روهسشعشها ششلا)‪) .‬شوشما شجشعشل شعلِّشهيركحهم ذف اللديذنم ذمهنم شحشرتج(‪ ،‬ومنم ذلك‪ :‬رخص‬ ‫إرهادقا (لش يرشكحلِّل ر‬
‫لنم أكره علِّىَ الكحفر أن ينطق بكحلِّمحته وقلِّبَه مطمحئمنم باليإان‪ ،‬ورخص لنم أشرف علِّىَ اللك أو خاف‬
‫الضرر بوُع أو عطش أن يأكل أو يشرب ما حلرمه ال بقدر ما يفظ علِّيه حياته‪ ،‬أو يدفع عنه ضرره‪،‬‬
‫حت إذا ما تزلمت ف التدينم‪ ،‬وامتنع باسه عنم الكل أو الشرب حت مات‪ ،‬أو أصيب بزمانُة كان آْدثا‬
‫غييشر شباتغ شولش شعاتد شفل إذهثش شعلِّشهيذه إذلن اللِّلهش شغرفوُةر لرذحيةم(‪.‬‬ ‫عند ال مسردفا ف تدينه‪) ،‬فششمحذنم ا ه‬
‫ضطرلر شه‬

‫‪11‬‬
‫وكذلك أباح لنم يتضرر أو ياف الضرر باستعمحال الاء ف طهارة الصلة أن يتيمحم صعيددا طيدبَا‪ .‬وأباح‬
‫الصلة ف موُاطنم الوُف والشقة‪ ،‬مففة ف عدد ركعاتا‪ ،‬وكيفية أدائها‪ ،‬حت لقد تقبَلِّها رمدزا بركة‬
‫رأسية أو عينية‪ .‬وأباح ترك الجه عند خوُف الطريق‪ ،‬وجعل أمنه والقدرة علِّىَ نُفقة الذهاب والياب‬
‫زأائدة عنم نُفقة السرة منم الستطاعة الت ل يب الجه إل با‪.‬‬
‫وعلِّىَ هذه السنة الرحيمحة العامة ف التكحاليف كلِّها فرض ال صوُم رمضان‪ ،‬وجعل الناس بالنسبَة إليه‬
‫واحددا منم ثلثة‪:‬‬
‫‪ ... ... 1‬مقيم سلِّيم قادر علِّيه دون ضرر يلِّحقه أو مشقة ترهقه‪ ،‬والصوُم واجب متم علِّيه‪ .‬وهذا هوُ‬
‫ذ‬ ‫لذ‬
‫الصل الذي نُظر فيه إل السلمة منم العوُارض‪ ،‬وهوُ الذكوُر بقوُله تعال )شيا أشييتشها ا ذيشنم آْشمنروُاه ركت ش‬
‫ب‬
‫ذ‬
‫صهمحره(‬ ‫صشيارم ) وقوُله )فششمحنم ششذهشد منركحرم اللشههشر فشيهلِّيش ر‬‫شعلِّشهيركحرم ال ل‬
‫‪ ... ... 2‬مريض أو مسافر‪ ،‬وقد أبيح له الفطار مع وجوُب القضاء يوُم بيوُم عند الصحة أو القامة‪،‬‬
‫ضا أشهو شعشلِّىَ شسشفتر فشعذلدة لمهنم أشلياتم أرشخر(‬ ‫ذ‬
‫وهوُ لذكوُر بقوُله تعال‪) :‬فششمحنم شكاشن منركحم لمذري د‬
‫‪ ... ... 3‬منم يشق علِّيه الصوُم لسبَب ل يرجىَ زأواله‪ ،‬ومنه ضعف الشيخموُخة‪ ،‬والرض الزمنم‪ ،‬والمحل‬
‫والرضاع التوُاليات إذا خيف علِّىَ الامل أو الرضع أو الرضيع‪ ،‬وقد أبيح لؤلء وأمثالم الفطار دون‬
‫قضاء‪ ،‬واكتفىَ منهم أن يطعمحوُا بدلد عنم كل يوُم مسكحيدنا واحددا با يشبَعه ف وجبَتي منم طعام‬
‫متوُسط‪ ،‬ويقوُم مقام الطعام بدل ثنه علِّىَ حسب التقدير التعارف بي الناس‪ ،‬وهذا هوُ الشار إليه‬
‫ي(‪ ،‬وإنا يقال‪ :‬يطيق حل هذه الصخمرة‪ .‬وإذن‬ ‫بقوُله تعال‪) :‬وشعشلِّىَ الذذينم يرذطيرقوُنُشهر فذهديشة طششعارم ذمسذكح ت‬
‫ه‬ ‫ش‬ ‫ش‬
‫فهي تدل علِّىَ العسر ومشقة الحتمحال‪.‬‬
‫وإذن‪ ..‬فحيث كان اليسر كان الصوُم‪ ،‬وحيث كان العسر كان الفطار‪ ،‬هذا هوُ شرع ال ودينه‪.‬‬
‫وتقدير اليسر والعسر يرجع الؤمنم فيه إل إيإانُه وما يسه منم نُفسه‪ ،‬ومفتيه ف ذلك ضمحيه‪ ،‬ول حاجة‬
‫بعد معرفة البَدأ العام إل فتوُىً الفتي الت كثديا ما توُقع الناس ف الية والضطراب "الب ما اطمحأنُت‬
‫إليه النفس‪ ،‬والث ما حاك ف الصدر وكرهت أن يطلِّع علِّيه الناس"‪.‬‬
‫وما يب التنبَيه علِّيه هنا أن الراد بوُف الضرر البَيح للفطار هوُ تيقنه أو غلِّبَة ظنه‪ ،‬وواضح أن ذلك‬
‫يستدعي التجربة الشخمصية‪ ،‬أو إخبَار الطبَيب المي الذي ل يعرف بالتهاون الدين‪ .‬أما الوُف‬
‫الناشئ عنم مرد الوُهم أو التخميل فإنُه ل وزأن له عند ال ول يبَيح به الفطار‬
‫يييييييييي‬
‫صيام المم السابقة‬
‫لفضيلِّة الشيخ عطية صقر رئيس لنة الفتوُىً بالزأهر الشريف سابدقا ‪:‬‬
‫الصيام بوُجه عام فرض علِّىَ غي السلِّمحي منم المم السابقة‪ ،‬كمحا قال تعال‪) :‬شيا أشييتشها الذذيشنم آْشمنروُاه‬
‫ب شعشلِّىَ الذذيشنم ذمنم قشيهبَلِّذركحهم لششعلِّلركحهم تشيتليرقوُشن(‪ ،‬وليس ف القرآْن الكحري ول ف‬ ‫ذ‬
‫صشيارم شكشمحا ركت ش‬
‫ب شعلِّشهيركحرم ال ل‬ ‫ذ‬
‫ركت ش‬

‫‪12‬‬
‫السنة النبَوُية بيان كيفية صيام السابقي‪ ،‬وإن كانُت الية تقوُل عنم مري علِّيها السلم كمحا أمرها ال‪:‬‬
‫صهوُدما فشيلِّشهنم أرشكلِّلشم اهليشيهوُشم إذنُذسييا(‪ ،‬وهوُ ف ظاهره‬ ‫)فشذإلما تشيريذلنم ذمنم الهبَشذر أشحددا فشيرقوُذل إذلن نُششذر ذ‬
‫ت للِّلرهحشذنم ش‬
‫هر‬ ‫ش ش شش ش‬
‫المساك عنم الكحلم‪ ،‬وقد يكحوُن عنم أشياء أخرىً‪ .‬وأخب الديث التفق علِّيه أن داود كان يصوُم يوُدما‬
‫ويفطر يوُدما‪.‬‬
‫والصوُم ف السلم إمساك عنم الطعام والشراب والشهوُة النسية منم طلِّوُع الفجر إل غروب الشمحس‪،‬‬
‫وصوُم المم السابقة متلِّف ف موُقعه منم شهوُر السنة‪ ،‬وف مدته‪ ،‬وف كيفيته‪.‬‬
‫وعرفنا منم صيام السابقي صوُم عاشوُراء عند اليهوُد شكحدرا ل علِّىَ ناة موُسىَ علِّيه السلم منم الغرق‬
‫كمحا ثبَت ف الديث الصحيح‪ ،‬وما سوُىً ذلك يعرف منم كتبَهم‪ ،‬واليهوُد العاصرون يصوُموُن ستة أيام‬
‫ف السنة‪ ،‬وأتقياؤهم يصوُموُن شهدرا‪ ،‬وهم يفطرون كل أربع وعشرينم ساعة مرة واحدة عند ظهوُر‬
‫النجوُم‪ ،‬ويصوُموُن اليوُم التاسع منم شهر "أغسطس" كل سنة ف ذكرىً خراب هيكحل أورشلِّيم‪.‬‬
‫والنصارىً يصوُموُن كل سنة أربعي يوُدما‪ ،‬وكان الصل ف صيامهم المتناع عنم الكل بتادتا‪ ،‬والفطار‬
‫كل أربع وعشرينم ساعة‪ ،‬ث قصروه علِّىَ المتناع عنم أكل كل ذي روح وما ينتجه منه‪ ،‬وعندهم صوُم‬
‫ضا‪.‬‬‫الفصوُل الربعة‪ ،‬وهوُ صيام ثلثة أيام منم كل منها‪ ،‬وصيام الربعاء والمحعة تطوُدعا ل فر د‬
‫جاءت ف تفسي ابنم كثي أقوُال عنم بعض الصحابة والتابعي أن صيام السابقي كان ثلثة أيام منم‬
‫كل شهر ول يزل مشرودعا منم زأمان نُوُح إل أن نُسخ ال ذلك بصيام شهر رمضان‪ ،‬كمحا ذكر حديدثا‬
‫عنم ابنم عمحر مرفوُدعا أن صيام رمضان كتبَه ال علِّىَ المم السابقة‪.‬‬
‫وجاء ف تفسي القرطب أن الشعب وقتادة وغيها قالوُا‪ :‬إن ال كتب علِّىَ قوُم موُسىَ وعيسىَ صوُم‬
‫رمضان‪ ،‬فغيوا وزأاد أحبَارهم علِّيه عشرة أيام‪ ،‬ث مرض بعض أحبَارهم فنذر إن شفاه ال أن يزيد ف‬
‫صوُمهم عشرة أيام ففعل‪ ،‬فصار صوُم النصارىً خسي يوُدما‪ ،‬فصعب علِّيهم ف الر فنقلِّوُه إل الربيع‪،‬‬
‫واختار النحاس هذا القوُل‪ ،‬وفيه حديث عنم دغفل بنم حنظلِّة عنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪ .‬ث ذكر‬
‫أقوُالد ف أن تشبَيه صيامنا بصيام السابقي هوُ ف فرضيته وليس ف صفته ول ف مدته‪.‬‬
‫ومنم مراجعة كتب التاريخ وأسفار العهد القدي والديد رأينا أن قدماء اليهوُد كانُوُا ل يكحتفوُن ف‬
‫صيامهم بالمتناع عنم الطعام والشراب منم الساء إل الساء‪ ،‬بل كانُوُا يإضوُن الصيام مضطجعي علِّىَ‬
‫الصا والتاب ف حزن عمحيق‪.‬‬
‫وف سفر الروج أن موُسىَ علِّيه السلم كان هناك عند الرب أربعي نادرا وأربعي ليلِّة ل يأكل خبَدزا ول‬
‫يشرب مادء‪ ،‬وف إنيل مت أن السيح صام أربعي يوُدما ف البية‪.‬‬
‫وجاء ف كلم النب حزقيال أن صيامه كان عنم اللِّحوُم وما ينتجه عنم اليوُان‪ ،‬وكان النب دانُيال يإتنع‬
‫عنم اللِّحوُم وعنم الطعمحة الشهية مدة ثلثة أسابيع‪ ،‬وجاء ف التجة السبَعينية أن داود قال‪ :‬ركبَتاي‬
‫ضعفتا منم الصوُم‪ ،‬ولمحي تغي منم أكل الزيت‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫والذينم ل يدينوُن بدينم ساوي كان عندهم صيام كالباهة والبَوُذيي ف الند والتبَت‪ ،‬ومنم طقوُسهم ف‬
‫نُوُع منه المتناع عنم تناول أي شيء حت ابتلع الريق لدة أربع وعشرينم ساعة‪ ،‬وقد يإتد ثلثة أيام ل‬
‫يتناولوُن كل يوُم إل قددحا منم الشاي‪ ،‬وكان قساوسة جزيرة كريت ف اليوُنُان القديإة ل يأكلِّوُن طوُل‬
‫حياتم لدمحا ول سدكحا ول طعادما مطبَوُدخا‬
‫يييييييييي‬
‫نظرات نفسية في الصيام‬
‫د‪ .‬ممحد كمحال الشريف‬
‫الصيام والشهوُة النسية‬
‫الصيام وسوُء اللِّق‬
‫أسبَاب العصبَية والغضب‬
‫الصيام وانفاض الزاج‬
‫عضات الوُع وبركة السحوُر‬
‫نُوُم اللِّيل لنمحوُ الرموُنُات‬
‫الصيام صب والتزام‬
‫الصيام تذيب نُفسي‬
‫إذا أردنُا أن نُبَحث ف الفوُائد النفسية للِّصيام فل بد لنا منم بث موُضوُع الشبَاع الفوُري‪ ،‬وتأجيل‬
‫الشبَاع للِّحاجات والرغبَات عند النُسان‪ ،‬فالصيام امتناع عنم إشبَاع بعض رغبَات النفس‪ ،‬وبعض‬
‫حاجات البَدن‪ ،‬وذلك منم الفجر إل غروب الشمحس؛ ففي الصيام امتناع عنم الكل إذا جعنا‪ ،‬وعنم‬
‫الشرب إذا عطشنا‪ ،‬وعنم الستجابة الفوُرية لبَعض شهوُاتنا‪ ،‬وف هذا المتناع تدريب للِّنفس علِّىَ ما‬
‫ساه علِّمحاء النفس "تأجيل الشبَاع" والقدرة علِّىَ تأجيل إشبَاع الرغبَات تيز ما بي الطفل الصغي‬
‫والبَالغ الراشد‪ ،‬وتيز ما بي نُاضجه الشخمصية وقلِّيل النضجه فيها‪.‬‬
‫فالطفل إذا رغب ف شيء ألل علِّيك لتعطيه إياه‪ ،‬وتراه قد استحوُذ علِّيه التفكحي ف هذا الشيء الذي‬
‫رغب فيه‪ ،‬ول يبَق لديه صب علِّىَ الرمان منه‪ ،‬وكثديا ما يبَكحي الطفل إن ل يصل علِّىَ ما رغب فيه‬
‫علِّىَ الفوُر‪ ،‬ومع التقدم ف العمحر ينضجه هذا الطفل منم الناحية النفسية‪ ،‬ويصبَح أكثر صدبا علِّىَ عدم‬
‫حصوُله علِّىَ ما يلِّب رغبَاته حصوُلد فوُرديا‪ ،‬لكحنم ذلك يتفاوت منم طفل إل آْخر‪ ،‬وكذلك الكحبَار‬
‫يتفاوتوُن ف صبهم علِّىَ عدم إشبَاع رغبَاتم إشبَادعا فوُرديا ل تأجيل فيه‪ ،‬فحت بعد بلِّوُغ النُسان رشده‬
‫يبَقىَ هنالك مكحان لزيد منم النضجه ف الشخمصية‪ ،‬ولكتساب الزيد منم القدرة علِّىَ "تأجيل الشبَاع"‪.‬‬
‫إن الصب علِّىَ عدم حصوُل النفس علِّىَ مشتهاها علِّىَ الفوُر جانُب هام منم جوُانُب نُضجه الشخمصية‬
‫النُسانُية؛ ويأت الصيام ف رمضان بثابة دورة تدريبَية سنوُية علِّىَ هذا الصب‪ ،‬وبثابة دفعة جديدة نوُ‬

‫‪14‬‬
‫الزيد منم نُضجه الشخمصية لدىً الؤمنم‪ ،‬والستعجال ف الصوُل علِّىَ شهوُات النفس صفة إنُسانُية‬
‫تكحوُن علِّىَ أشدها‪ ،‬عند منم ل يهذبه اليإان‪ ،‬قال تعال‪) :‬شويشهدعر اذلنُشسارن ذباللشلر ردشعاءهر ذباهلشهذي شوشكاشن‬
‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫ضا‪) :‬شكل‬ ‫اذلنُشسارن شعرجوُدل(‪ ،‬وقال‪) :‬رخلِّشق اذلنُشسارن مهنم شعشجتل شسأرذريركحهم آْشياذت شفل تشهستشيهعجرلِّوُذن(‪ ،‬وقال أي د‬
‫بشهل رذتتبَوُشن الهشعاذجلِّششة* شوتششذرروشن الذخشرشة(‪.‬‬
‫الصيام والشهوُة النسية‬
‫لقد أوصىَ النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم معشر الشبَاب أن يتزوجوُا إذا وجد أحدهم البَاءة‪ ،‬ومنم ل يستطع‬
‫أوصاه بالصوُم‪ ،‬فالصوُم رجنة ووجاء‪ ،‬ولكحنم ل منم حيث إن الوُع والعطش يرهقان السد‪ ،‬فتقل الرغبَة‬
‫النسية عند الصائم‪ ،‬فالصائم يفطر عند الغروب‪ ،‬وعندها يذهب الظمحأ وتبَتلل العروق‪ ،‬وتعوُد للِّجسم‬
‫حيوُيته‪ ،‬وتعوُد له الرغبَة النسية‪ ،‬حت إن بعض الصحابة كانُوُا يتانُوُن أنُفسهم ف ليال رمضان؛ أي‬
‫يبَاشرون زأوجاتم ذلك عندما كان الرفث إل نُسائهم مردما علِّيهم ف رمضان حت ف اللِّيل‪ ،‬وهذا يرينا‬
‫أن الصوُم ل يضعف الرغبَة النسية لديهم‪ ،‬لكحنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم نُصح العزب الذي عجز‬
‫عنم الزواج بالصوُم‪ ،‬لن للِّصوُم علِّىَ ما يبَدو فائدة ف هذه الالة بآلية أخرىً غي إضعاف السد‬
‫ف والشابة العلفة اللِّذان ل يقعان ف الفاحشة وما يزالن عزبي يإكحنم أن‬ ‫بالوُع والعطش‪ ،‬فالشاب الع ل‬
‫يعانُيا منم انُشغال البَال بالفكحار واليالت النسية أو الرومانُسية انُشغالد يسمحىَ ف العلِّوُم النفسية‪:‬‬
‫"انُشغالد وسوُاسديا" فيه تسيطر اليالت النسية والرومانُسية علِّىَ فكحر الشاب أو الشابة‪ ،‬وتعطلِّه عنم‬
‫أن يوُجه ذهنه ف دراسته أو عمحلِّه‪ ،‬وهذا النُشغال يقوُم ف النفس حت حي ل يكحوُن هنالك مثيات‬
‫أمام الشاب أو الشابة‪ ،‬وهوُ أمر متعب للِّنفس‪ ،‬ويستحوُذ علِّيها‪ ،‬ويد النُسان صعوُبة ف التخملِّص‬
‫منه‪ ،‬وهنا تظهر إحدىً فوُائد الصيام‪ ،‬فقد لحظ بعض منم حلدثن عنم تربته الشخمصية ف هذا الال‬
‫أن الصوُم يقضي علِّىَ هذا النُشغال الوُسوُاسي بالنس والعشق‪ ،‬دون أن يقضي علِّىَ الرغبَة النسية‬
‫نُفسها‪ ،‬حيث تبَقىَ لدىً الصائم القدرة علِّىَ الستجابة إل الثيات النسية‪ ،‬والقابلِّية للِّتأثر با إذا ما‬
‫تعرض لا‪ ،‬والعامة عادة ل يلبَذون الزواج ف رمضان أو قبَلِّه مبَاشرة‪ ،‬لن العروسي الديدينم يدان‬
‫صعوُبة بالغة ف المتناع عنم أي فعل جنسي أثناء النهار رغم أنمحا صائمحان‪ ،‬ل يأكلن ول يشربان‪،‬‬
‫ض بصره ويبَتعد عمحا يثيه يبَقىَ ذهنه حدرا‪ ،‬وغي منشغل بالموُر النسية‬ ‫أما العزب الصائم الذي يغ ل‬
‫الرومانُسية‪ ،‬وبذا يكحوُن الصوُم وجاء له إذا ما اقتن بغض البَصر والبتعاد عنم دواعي الزنُا‪ ،‬كمحا للِّصوُم‬
‫أثره ف العزب‪ ،‬منم حيث هوُ عبَادة مستمحرة منم الفجر إل الغرب‪ ،‬والصائم إن نُسي للِّحظات أنُه‬
‫صائم فإنُه ل يلِّبَث أن يعوُد إل جوُ العبَادة الت يعيشها‪ ،‬وهذا بدوره يعلِّه أقل رغبَة ف نُظرة ل تل له‪،‬‬
‫أو غي ذلك ما ينبَه الرغبَة النسية لديه‪.‬‬
‫الصيام وسوُء اللِّق‬

‫‪15‬‬
‫لقد فرض ال علِّينا الصيام ف رمضان ليقربنا إل التقوُىً وليدخلِّنا فيها‪ ،‬قال تعال‪) :‬شيا أشييتشها الذذيشنم آْشمنروُاه‬
‫ب شعشلِّىَ الذذيشنم ذمنم قشيهبَلِّذركحهم لششعلِّلركحهم تشيتليرقوُشن(‪ ،‬وكظم الغيظ والعفوُ عنم الناس‬ ‫ذ‬
‫صشيارم شكشمحا ركت ش‬
‫ب شعلِّشهيركحرم ال ل‬ ‫ذ‬
‫ركت ش‬
‫منم أساسيات التقوُىً الت يهدف إليها الصيام‪ .‬قال تعال معدددا بعض صفات التقي‪) :‬الذذيشنم رينذفرقوُشن‬
‫ي(‪ ،‬وقد عللِّمحنا النب صلِّىَ‬ ‫ذذ‬ ‫ي شعذنم اللناذس شواللِّلهر رذي ت‬ ‫ضلراء والهشكحاذظذمحي الهغشي ش ذ‬ ‫ذ‬
‫ب الهرمحهحسن ش‬ ‫ظ شوالهشعاف ش‬ ‫ش ه‬ ‫ف اللسلراء شوال ل ش‬
‫ال علِّيه وسلِّم أن نُقوُل إن تعرضنا لهل جاهل علِّينا‪ ،‬أو سابنا أو شادنُا أحد‪" :‬إن صائم‪ ،‬إن‬
‫صائم"؛ وذلك كي نُصب ونلِّك أنُفسنا‪ ،‬فل نُرلد علِّىَ السبَة بثلِّها‪ ،‬ول نُدخل ف شجار أو مشادة‪،‬‬
‫فالصائم ف عبَادة‪ ،‬والعابد وقت العبَادة يتفع عنم أن يرلد علِّىَ منم يشتمحه أو يشاده‪ ،‬وف رمضان‬
‫تتحسنم أخلق التقي‪ ،‬لكحنم بعضنا يصبَح نُكحد الزاج‪ ،‬ويغضب لتفه السبَاب‪ ،‬ول يبَدي أي استعداد‬
‫لتحمحل الناس‪ ،‬ول يقوُم علِّىَ خدمتهم‪ ،‬حت لوُ كان ذلك مهنته ووظيفته‪ ،‬فهوُ صائم ول صب لديه‪ ،‬ث‬
‫إنُه يقل إنُتاجه ف عمحلِّه إل حد كبَي‪ ،‬لنُه كمحا يقوُل‪ :‬صائم!ا فهل يا ترىً يتسبَب الصيام بكحل هذا؟‬
‫وكيف يتسبَب بذلك‪ ،‬وكظم الغيظ والعفوُ عنم الناس منم أخلق التقوُىً وأينم اللِّل إذن؟‬
‫ل‪ ،‬وذلك إذا اشتدا كثديا‪ ،‬وهذا ل‬ ‫صحيح أن الوُع والعطش قد يعلن النُسان عصب الزاج قلِّي د‬
‫ينطبَق علِّىَ الوُظف الكحوُمي الصائم‪ ،‬الذي تبَدأ عصبَيته وكسلِّه منذ الساعة الثامنة صبَادحا‪ ،‬ول يإكحنم‬
‫للِّصائم أن يتجه بالوُع والعطش منذ الصبَاح‪ ،‬ليبر سوُء خلِّقه مع الناس‪ ،‬إن السبَب القيقي لسوُء‬
‫أخلق بعض الصائمحي ف رمضان هوُ أنم يدون العذر والبر بأنم صائمحوُن كي يظهروا أخلقهم‬
‫السيئمة ويعبوا عنها‪ ،‬ويإارسوُها وهم مطمحئمنوُن إل أن التمحع سيتحمحل سوُء أخلقهم‪ ،‬ويغفر لم ذلك‪،‬‬
‫فهم صائمحوُن‪ ،‬وعلِّىَ الناس تمحل طبَاعهم السيئمة‪ ،‬مقابل أنم تكحلرموُا علِّينا فصاموُا‪ ،‬وكأنا هم صاموُا لنا‬
‫ول يصوُموُا ل‪ ،‬الذي وعد علِّىَ الصيام ما ل يعد علِّىَ سوُاه‪ ،‬إنم يتبَعوُن أنُفسهم هوُاها‪ ،‬وينصرفوُن‬
‫وفق الخلق السيئمة الت لوُ أتيح لم لكحانُت هي أخلقهم ف الصيام وبعد الصيام‪.‬‬
‫أسبَاب العصبَية والغضب‬
‫لكحنم هنالك أسبَادبا أخرىً لعصبَية بعض الصائمحي وسرعة غضبَهم‪ ،‬لعل أهها أن بعضهم مدمنم علِّىَ‬
‫التبَغ‪ ،‬فهم مدخنوُن‪ ،‬والدخنم الذي يوُاظب علِّىَ التدخي يوُمديا ولدة طوُيلِّة يكحوُن ف القيقة مدمدنا‬
‫علِّىَ التبَغ‪ ،‬وعندما ينقطع عنم التدخي لبَضع ساعات يبَدأ يعان منم أعراض الرمان منم التبَغ الذي‬
‫اعتادت علِّيه خليا دماغه‪ ،‬فيشعر بالعصبَية وسرعة الغضب والتمحلِّمحل والصداع‪ ،‬وضعف التكيز‬
‫وانفاض الزاج‪ ،‬والقلِّق وضعف الذاكرة‪ ،‬واضطراب النوُم‪" ،‬وهي أعراض تتفي خلل أسبَوُع إن بقي‬
‫متندعا عنم التدخي"‪ ،‬وهذه العراض نُاجة عنم الدمان علِّىَ التبَغ‪ ،‬وليست نُاتة عنم الصيام بد ذاته‪،‬‬
‫فالشخمص الطبَيعي الذي ل يدمنم شيدئما ل يإر با إن صام‪.‬‬
‫كمحا أن هناك إدمادنُا آْخر شائدعا بي الناس يتسبَب ف عصبَية بعض الصائمحي‪ ،‬وهوُ الدمان علِّىَ‬
‫الكحافايي‪ ،‬وهي الادة النلبَهة ف القهوُة والشاي والكحوُل‪ ،‬والنُقطاع الفاجئ عنم الكحافايي يتسبَب إن‬

‫‪16‬‬
‫طالت ساعاته بشعوُر الدمنم بالكحسل والنعاس‪ ،‬وفهقد الرغبَة ف العمحل‪ ،‬وبالعصبَية وانفاض الزاج‪ ،‬وإذا‬
‫بلِّغ النُقطاع عنم الكحافايي عند الدمنم علِّيه ثان عشرة ساعة أو أكثر فقد يصيبَه صداع يشمحل رأسه‬
‫كلِّه‪ ،‬ويتمحيز بأن الل فيه نُابض يشتد مع كل ضربة منم ضربات القلِّب‪ ،‬لذا كان منم الفيد لنم أدمنم‬
‫علِّىَ الكحافايي أن يفف تناوله للِّقهوُة والشاي والكحوُل تفيدفا تدريديا قبَل رمضان‪ ،‬وذلك استعداددا‬
‫للِّصيام‪ ،‬وعلِّيه أن يتناول شيدئما منها عند السحوُر‪ ،‬حت ل يعان منم أعراض الرمان منها أثناء الصيام‪.‬‬
‫الصيام وانفاض الزاج‬
‫إن منم أسبَاب تعلكحر مزاج بعض الصائمحي وانفاض معنوُياتم عند الصيام وجوُد قدر منم القلِّق النفسي‬
‫لديهم‪ ،‬والوُف الغامض منم أن يعانُوُا منم امتناعهم عنم الطعام والشراب‪ ،‬وأن علِّيهم النُتظار إل‬
‫الغرب‪ ،‬وهذا القلِّق ل داعي له طالا أن الصائم يستطيع أن يفطر مت بلِّغ به الهد حددا ل يطيقه‪ ،‬وله‬
‫أن يفطر إن أصابه منم الل أو الرض ما يستلِّزم تناوله للدوية؛ سوُاء منها السكحنة للل أو العالة‬
‫للِّداء‪ ،‬والرخصة قائمحة‪ ،‬والصائم حر ف الخذ با‪ ،‬طالا أن مرضه ل يشكحل فيه الصيام ضردرا علِّىَ‬
‫صحته‪ ،‬فال ل يعل علِّينا ف ديننا أي نُوُع منم أنُوُاع الرج‪ ،‬أما إن كان الصيام يؤدي إل الضرر‬
‫بسبَب الرض الوُجوُد صار الفطار واجدبَا‪ ،‬وليس مرد رخصة‪ ،‬فعلِّينا أن نُستعي بال‪ ،‬ونُصوُم وننم‬
‫مرتاحوُ البَال إل أنُنا لوُ بلِّغت معانُاتنا منم صيامنا حددا مؤلا فإن ال بنا رحيم‪ ،‬ولنا ف رخصته راحة‬
‫د‬
‫ومرج؛ وعادة ل يبَلِّغ الهد بالصائم حددا يضطره إل الفطار إل ف حالت خاصة‪ ،‬كالذي تعلرض‬
‫للِّحر‪ ،‬فيعطش عطدشا شديددا‪ ،‬وكان ضعيدفا وفاته السحوُر‪ ،‬وآْذته عضات الوُع ف معدته‪ ،‬وما شابه‬
‫ذلك منم حالت‪ ،‬وحد الشقة والرج صعب التحديد‪ ،‬إنا هي تقوُىً الؤمنم‪ ،‬فال علِّيم بفايا النفوُس‪،‬‬
‫أما أطفالنا فعلِّينا أل نُشدد علِّيهم إن لحظنا أن الوُع أو العطش قد آْذاهم‪ ،‬فإن إصرارنُا علِّيهم كي‬
‫يتمحوُا صوُمهم قد يوُلد ف نُفوُسهم الكحراهية لذه العبَادة الرائعة‪ ،‬وقد يدفعهم إل الفطر خلِّسة‪ ،‬ويتعلِّمحوُا‬
‫بذلك الكحذب والغش‪.‬‬
‫ومنم أسبَاب انفاض الزاج والتكحاسل عنم العمحل ف رمضان أن بعض الصائمحي ينفقوُن اللِّيل ف السمحر‬
‫والكل والشرب‪ ،‬حت إذا اقتب الفجر تسحروا ونُاموُا‪ ،‬لكحنم الساعات البَاقية لم حت موُعد العمحل ل‬
‫تكحفيهم كي يستعيدوا نُشاطهم‪ ،‬فيذهبَوُن إل أعمحالم مرهقي‪ ،‬وتكحوُن ساعات العمحل بالنسبَة لم شاقة‬
‫ومزعجة‪ ،‬وذلك نُتيجة نُقص النوُم‪ ،‬وليس نُتيجة للِّصيام‪.‬‬
‫عضات الوُع وبركة السحوُر‬
‫الصيام مدخل إل التقوُىً وحسنم اللِّق‪ ،‬والصب علِّىَ الناس‪ ،‬والصيام كمحا أمرنُا ال به منم الفجر إل‬
‫غروب الشمحس يب أل يوُصلِّنا إل حالة منم الوُع الشديد‪ ،‬الذي يتافق مع عضات الوُع ف العدة‪،‬‬
‫ويصاحبَه التوُتر النفسي والعصبَية‪ ،‬ذلك أن العدة بعد أن تفرغ منم الطعام الذي كان فيها‪ ،‬ويإضي علِّىَ‬
‫فراغها عدة ساعات‪ ،‬تبَدأ فيها تقلِّصات شديدة تسمحىَ "انُقبَاضات الوُع"‪ ،‬وتتافق مع الحساس‬

‫‪17‬‬
‫النفسي بالوُع‪ ،‬وتكحوُن هذه التقلِّصات ف العدة علِّىَ أشدها ف الشبَاب والشابات ذوي الصحة‬
‫اليدة؛ حيث تكحوُن العدة لديهم نُشيطة‪ ،‬وانفاض سكحر الدم يزيد منم انُقبَاضات الوُع هذه كثديا‪،‬‬
‫فإذا طال جوُع النُسان صارت انُقبَاضات الوُع مؤلة‪ ،‬وسيت "عضات الوُع"‪ ،‬وهي تظهر عادة بعد‬
‫‪ 12‬إل ‪ 24‬ساعة منم آْخر وجبَة‪ ،‬وهذا يتلِّف منم شخمص إل آْخر؛ أما إن كان الائع ف ماعة‬
‫واستمحر جوُعه فإن عضات الوُع تشتد‪ ،‬حت تبَلِّغ أقصىَ مدىً لا خلل ‪ 3‬إل ‪ 4‬أيام‪ ،‬ث تضعف‬
‫بالتدريجه ف اليام التالية‪ ،‬حت لوُ استمحرت الاعة‪ ،‬ويتلشىَ معها الحساس بالوُع‪.‬‬
‫إن الوُع هوُ الحساس الذي يدعوُ الكحائنم إل تناول الطعام‪ ،‬وقد وجد العلِّمحاء ف الدماغ مركدزا صغديا‬
‫جددا إذا ما تنلبَه أحس الكحائنم بالوُع وأقبَل علِّىَ الطعام‪ ،‬وإذا ما حزبه الرض أو استأصلِّه الراح فإن‬
‫اليوُان أو النُسان يفقد الرغبَة ف الطعام نائديا‪ ،‬ويإوُت جوُدعا رغم أن الطعام أمامه‪.‬‬
‫وحت ل يبَلِّغ المر بنا مبَلِّغ عضات الوُع‪ ،‬نىَ النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم عنم تأخي الفطر منم جهة‪،‬‬
‫فقال‪" :‬ل يزال الناس بي ما عجلِّوُا الفطر"‪] .‬رواه البَخماري ومسلِّم[‪ .‬وحثنا علِّىَ السحوُر منم جهة‬
‫أخرىً فقال‪" :‬تسحروا فإن ف السحوُر بركة"‪] .‬رواه البَخماري ومسلِّم[‪.‬‬
‫فلِّيست البَالغة ف الوُع والعطش هي الغاية منم الصوُم‪ ،‬إنا الطلِّوُب مرد المتناع عنم الطعام والشراب‬
‫وغيها منم الفطرات منم الفجر إل الغروب‪ ،‬ولوُ سبَق هذا المتناع وجبَة جيدة تعي علِّيه وتفف‬
‫مشقته لا قلِّل ذلك منم ثوُاب الصائم‪ ،‬بل علِّىَ العكحس فإن السحوُر يلِّب الزيد منم الثوُاب‪ ،‬لنُه سنة‬
‫النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ‪.‬‬
‫نُوُم اللِّيل لنمحوُ الرموُنُات‬
‫رمضان شهر القيام‪ ،‬قال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ‪" :‬منم قام رمضان إيإادنُا واحتسادبا غفر له ما تقدم منم‬
‫ذنُبَه" متفق علِّيه‪.‬‬
‫وقد خلِّق ال النهار لننشط فيه ونُبَتغي منم فضل ال‪ ،‬وخلِّق اللِّيل لنسكحنم فيه ونجع‪ ،‬والنوُم نُعمحة منم‬
‫نُعم ال علِّينا؛ إذ ف النوُم راحة لهازأنُا العصب‪ ،‬فلِّوُ حرم النُسان منم النوُم لبَضعة أيام فإن عمحل الدماغ‬
‫ضا‪ ،‬وخاصة نُوُم‬ ‫لديه يضطرب‪ ،‬وف النوُم ترميم لا اهتأ منم جسم النُسان‪ ،‬كمحا يتم النمحوُ خلله أي د‬
‫اللِّيل‪ ،‬حيث تزداد الرموُنُات الت تنشط النمحوُ والتميم أثناء اللِّيل‪ ،‬وتزداد ف النهار بدلد عنها هرموُنُات‬
‫منشطة منم أجل العمحل والركة‪ ،‬وف النهار يغلِّب معدل الهتاء ف السم معدل التميم والبَناء‪ ،‬قال‬
‫ت لشقهوُتم يشهسشمحرعوُشن(‪ ،‬لكحنم‬
‫ك ليا ت‬ ‫ذ‬ ‫ذ ذ‬ ‫ذذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫تعال‪) :‬رهشوُ الذي شجشعشل لشركحرم اللِّلهيشل لتشهسركحنروُاه فيه شوالنليشهاشر رمهبَصدرا إلن ذف ذشل ش ش‬
‫ت شوعرريوُتن*‬‫ال أثن علِّىَ التقي بأنم كانُوُا قلِّيلد منم اللِّيل ما يهجعوُن‪ ،‬قال تعال‪) :‬إذلن الهمحتلذقي ذف جلنا ت‬
‫ر ش ش‬
‫ي* شكانُروُا قشذلِّيل لمشنم اللِّلهيذل شما يشيههشجرعوُشن* شوذبالشهسشحاذر رههم‬ ‫آْذخذذينم ما آْشتاهم ربيتهم إذنُيلهم شكانُروُا قشيبَل ذشلذ ش ذ ذ‬
‫ك رهمسن ش‬ ‫هش‬ ‫ش ش ره ش ره ره‬
‫يشهستشيهغذفرروشن* شوذف أشهمشوُاذلذهم شحقق للِّلسائذذل شوالهشمحهحرروذم(‪ ،‬وهنا يثوُر ف الذهنم تساؤل‪ ،‬لقد اختار ال اللِّيل ليكحوُن‬
‫وقت الستغراق ف العبَادة‪ ،‬لكحنم هل يكحوُن ذلك علِّىَ حساب صحة النُسان العقلِّية‪ ،‬وننم نُعلِّم كم‬

‫‪18‬‬
‫هوُ مفيد نُوُم النُسان ف اللِّيل؟ والوُاب أنُه لنم يكحوُن ذلك أبددا‪ ،‬فقد كشفت دراسات الطبَاء‬
‫النفسيي ف السني الخية أن حرمان الريض الصاب بالكتئماب النفسي منم النوُم ليلِّة كاملِّة‪ ،‬وعدم‬
‫السمحاح له بالنوُم حت مساء اليوُم التال هذا الرمان منم النوُم له فعل عجيب ف تفيف اكتئمابه النفسي‬
‫وتسي مزاجه حت لوُ كان منم الالت الت ل تنفع فيها الدوية الضادة للكتئماب‪ ،‬ث أجريت‬
‫دراسات أخرىً‪ ،‬فوُجدوا أنُه ل داعي لرمان الريض منم النوُم ليلِّة كاملِّة كي يتحسنم مزاجه‪ ،‬إنا يكحفي‬
‫حرمانُه منم نُوُم النصف الثان منم اللِّيل‪ ،‬لنحصل علِّىَ القدر نُفسه منم التحسنم ف حالته‪) :‬شكانُروُا قشذلِّيل‬
‫لمشنم اللِّلهيذل شما يشيههشجرعوُشن* شوذبالشهسشحاذر رههم يشهستشيهغذفرروشن(‪ ،‬إذن لقيام اللِّيل والتهجد ف السحار جائزة فوُرية‪،‬‬
‫وهي اعتدال وتسنم ف مزاج القائمحي والتهجدينم‪ ،‬وف صحتهم النفسية‪.‬‬
‫الصيام صب والتزام‬
‫الصيام تدريب علِّىَ الصب‪ ،‬فالصوُم كمحا قال النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم شطر الصب‪ ،‬والصب شطر‬
‫ض بذا الصوُم‪،‬‬ ‫اليإان‪ ،‬والصب ف جوُهره رضاء‪ ،‬فعندما يصب النُسان علِّىَ الصوُم فإنُه يصوُم وهوُ را ت‬
‫غي متذمر منه ول حت ف سره‪ ،‬فهوُ يإتنع عنم الطعام والشراب وغيها منم الفطرات منم تلِّقاء نُفسه‪،‬‬
‫يلِّتزم بذلك منم الفجر وحت الغروب‪ ،‬ول يتاج إل رقيب علِّيه‪ ،‬وهذا اللتزام بالمتناع عنم الطعام‬
‫والشراب دون مقابل إل ابتغاء رضوُان ال يعل البَقاء دون طعام وشراب هذه الساعات الطوُيلِّة أهوُن‬
‫بكحثي ما لوُ كان البَقاء دون أكل وشرب نُادتا عنم مانُع منم خارج النفس‪ ،‬كأن يإنعك شخمص منم‬
‫الوُصوُل إل الطعام والشراب؛ ففي هذه الالة يكحوُن الوُع والعطش أشد‪ ،‬وهذا ما بينهته الختبَارات‬
‫النفسية‪ ،‬حيث وجدت أن "اللتزام يغلي الدافع"‪ ،‬ففي إحدىً التجارب حضر الشخماصا الذينم ستتم‬
‫علِّيهم التجربة دون أن يأكلِّوُا أو يشربوُا لعدة ساعات قبَل ميئمهم‪ ،‬ث طلِّب منم بعضهم أن يبَقىَ دون‬
‫طعام أو شراب فتة أخرىً دون أي مقابل مال أو غي مال‪ ،‬وذلك بأن يلِّزموُا أنُفسهم بذلك‪ ،‬فيكحوُن‬
‫صوُمهم التزادما منهم‪ ،‬وقرادرا اتذوه برية‪ ،‬وإن كان بناءد علِّىَ طلِّب منم البَاحثي‪ ،‬أما باقي الشخماصا‬
‫الرب علِّيهم فلِّم يطلِّب منهم اللتزام بالبَقاء دون طعام أو شراب‪ ،‬إنا تركوُا دون طعام أو شراب‪،‬‬
‫وجعل المر يبَدو لم وكأنُه غي مقصوُد‪ ،‬وف النهاية أجريت علِّىَ المحيع اختبَارات نُفسية لعرفة شدة‬
‫الوُع والعطش لديهم‪ ،‬فوُجد أن الذينم التزموُا بالمتناع عنم الطعام والشراب التزادما كانُوُا أقل جوُدعا‬
‫وعطدشا منم الذينم تت ماطلِّتهم بيث صاموُا الساعات نُفسها‪ ،‬ولكحنم دون التزام منهم بذلك‪ ،‬كمحا‬
‫تت معايرة "المحوُض الدسة الرة" ف دمائهم‪ ،‬وهي موُاد تزداد ف الدم كلِّمحا اشتد جوُع النُسان‪،‬‬
‫فوُجد أنا كانُت أقل ازأدياددا عند الذينم التزموُا بالصيام التزادما‪ ،‬فاللتزام بالصوُم ألثر حت علِّىَ رد فعل‬
‫أجسامهم الفسيوُلوُجي علِّىَ بقائهم دون طعام أو شراب الساعات الطوُيلِّة؛ وف دراسة أخرىً درس‬
‫العلِّمحاء أثر اللتزام علِّىَ العطش‪ ،‬فوُجدوا أن العطش عند منم التزم منم نُفسه بالمتناع عنم الاء كان أقلل‬
‫حت ف الختبَارات الت تكحشف مدىً انُشغال النفس ل شعوُرديا بالعطش‪ ،‬وبالرغبَة ف الاء‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫إن الصب ف القيقية التزام ورضاء بالال الت يضعنا ال فيها‪ ،‬وبالصب توُن العانُاة وتقلل‪ ،‬لن الرضا‬
‫حت بالصيبَة يشبَه اللتزام با‪ ،‬كالذي منع نُفسه منم الطعام والشراب منم نُفسه‪ ،‬لنُه يريد الصيام ل‬
‫تعال‪ ،‬والذي ابتله ال بالفقر أو الرض‪ ،‬أو فقد عزيز فصب‪ ،‬فإنُه امتنع عنم الشيء الذي حرم منه‬
‫امتنادعا عنم رضا وقناعة‪ ،‬امتنادعا يشبَه امتناع الصائم‪ ،‬وإن كان رفضه لذا الرمان ل يغلي شيدئما منم‬
‫الوُاقع‪ ،‬بلف رفض الصائم للِّصيام؛ إذ يإكحنم الكل والشرب‪ ،‬وهذا المتناع الراضي يكحوُن أقل إيلدما‬
‫للِّنفس‪ ،‬ما لوُ تلِّقىَ الصيبَة بتذمر وسخمط وغضب‪.‬‬
‫الصيام تذيب نُفسي‬
‫يتفاوت الناس ف فضل ال علِّيهم؛ ففيهم القوُي وفيهم الضعيف‪ ،‬وفيهم الغن وفيهم الفقي‪ ،‬وفيهم‬
‫صاحب الاه والسلِّطان‪ ،‬وفيهم الشخمص العادي الذي ل سلِّطان له؛ وعندما يعطي ال منم فضلِّه‬
‫أحددا أكثر منم غيه فإنُه قد ينسىَ أن قدرته وقوُته أو غناه أو سلِّطانُه إنا هوُ فضل منم ال‪ ،‬وامتحان‬
‫واختبَار له‪ ،‬أيشكحر أم يكحفر هذا الفضل‪ ،‬فإذا ما نُسي ذلك غرته قدرته وغره ماله‪ ،‬ودعاه ذلك إل أن‬
‫يتكحب ويتجب علِّىَ الخرينم‪ ،‬نُاسديا قدرة ال علِّيه‪ ،‬وأن ال هوُ البَار‪ ،‬وهوُ القاهر فوُق عبَاده‪ ،‬وف‬
‫رمضان يصوُم الؤمنم‪ ،‬ويإضي الساعات الطوُيلِّة بل طعام ول شراب‪ ،‬فيشعر بشيء منم الضعف ف‬
‫قوُته‪ ،‬ويشعر بالاجة إل الطعام والشراب‪ ،‬ويسره أن تغيب الشمحس حت يتمحكحنم منم أن يأكل ويشرب‬
‫منم جديد‪ ،‬إن الصائم يستشعر بذا ضعفه البَشري‪ ،‬فيقل اغتاره بقوُته‪ ،‬وتتطهر نُفسه منم نُزعة التجب‬
‫والعلِّوُ ف الرض؛ إذ كيف يتجب وهوُ ل يصب دون طعام وشراب أكثر منم ساعات؟‪ .‬ولعل هذا منم‬
‫الفوُائد النفسية الامة للِّصيام‪ ،‬لنُه يرجع الغرور إل الوُاقع‪ ،‬ويلِّصه منم عقدة التفوُق والعلِّوُ الت‬
‫أفسدت علِّيه نُفسه‪.‬‬
‫كمحا أن الصوُم با يتك ف نُفسية الصائم منم إحساس بالضعف والاجة إل لقمحة طعام‪ ،‬وإل جرعة‬
‫ماء‪ ،‬هذا الصوُم يعل لليات الكحريإة‪ ،‬الت وعدت الؤمني ف النة الطعام والشراب ضمحنم ما وعدتم‬
‫به منم نُعيم‪ ،‬ويعل لا أثدرا كبَديا ف النفس أكب ما يكحوُن لوُ أن النُسان الذي أنُعم ال علِّيه قد أمضىَ‬
‫عمحره كلِّه دون أن يوُع أو يعطش‪ ،‬فكحمحا أن الصحة تاج علِّىَ رؤوس الصحاء ل يراه إل الرضىَ فإن‬
‫الطعام والشراب نُعمحة منم ال‪ ،‬ل يعرف قدرها إل منم جاع وعطش‬
‫وآْخر دعوُانُا أن المحد ل رب العالي‪.‬‬
‫يييييييييي‬
‫الفوائد الطبية لصيام رمضان‬
‫الدكتوُر‪ :‬شريف كف الغزال‬
‫أخصائي جراحة تمحيل‪ /‬بريطانُيا‬

‫‪20‬‬
‫إن هدف صوُم رمضان هوُ استجابة ل عز وجل الذي قال ف كتابه الكحري ) يا أيها الذينم آْمنوُا كتب‬
‫علِّيكحم الصيام كمحا كتب علِّىَ الذينم منم قبَلِّكحم لعلِّكحم تتقوُن ( فالصيام فريضة بي العبَد وربه تكحفل‬
‫سبَحانُه وتعال بالكحافأة علِّيها كمحا قال ف الديث القدسي ) كل عمحل ابنم آْدم له إل الصوُم فهوُ ل‬
‫وأنُا اجزي به ( ‪ .‬ومع ذلك فإن للِّصيام فوُائد صحية كثية ل ريغفل عنها‪ ،‬فرمضان هوُ شهر للِّتدريب‬
‫السمحي والروحي مع المل أن يستمحر ذلك لا بعد رمضان‪.‬‬
‫وف عام ‪ 1994‬رعقد الؤتر الول لفوُائد رمضان الصحية ف مدينة الدار البَيضاء ف الغرب ونُوُقشت‬
‫فيه حوُال )‪ (50‬ورقة بث منم متلِّف أناء العال ومنم قبَل علِّمحاء مسلِّمحي وغي مسلِّمحي تضمحنت‬
‫كثيا منم الفوُائد الصحية لصوُم رمضان ‪.‬‬
‫ومنم الفوُائد الطبَية لصيام رمضان‪:‬‬
‫راحة لهازأ الضم ‪ :‬رمضان هوُ فتة راحة للِّجهازأ الضمحي السؤول عنم استهلك واستقلب الطعام ‪،‬‬
‫وبالتال فالكحبَد أيضا يأخذ فرصة استاحة كوُنُه معمحل استقلب الغذاء الرئيسي ف السم ‪ .‬ولتحقيق‬
‫هذه الغاية علِّىَ السلِّمحي أن يلِّتزموُا بسنة الرسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم بعدم الكثار ف وجبَة الفطار‬
‫وقد قال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪ :‬ما مل ابنم آْدم وعاء شرا منم بطنه‪ .‬وبذا ريضمحنم بقاء النشاط وعدم‬
‫المحوُل والستعداد للِّتمحارينم العتدلة بعد فتة راحة قصية أل وهي صلة التاويح الت ثبَت أن حركة‬
‫العضلت والفاصل ف كل ركعة تستهلِّك ‪ 10‬حريرات‪ .‬ومنم الفوُائد الطبَية أن يبَدأ الفطار بتناول‬
‫ي الغلِّوُكوُزأ والفركتوُزأ اللِّذينم لمحا فائدة حريرية‬
‫بعض التمحرات ) كمحا هي السنة النبَوُية ( فالتمحر غن بسكحر ل‬
‫كبَية وخاصة للِّدماغ ‪ ،‬ويفيدان ف رفع مستوُىً السكحر ف الدم تدرييا ما يفف شعوُر الوُع ويقلِّل‬
‫الاجة إل كمحية اكب منم الطعام ‪.‬‬
‫نُقص الوُزأن العتدل‪ :‬خلل الصيام ينقص استهلك السكحريات وبالتال فإن مستوُىً سكحر الدم ينخمفض‬
‫وهذا يعل السم يعتمحد علِّىَ مزونُه منم السكحر لرقه وتأمي الريرات اللزأمة للستقلب ‪ ،‬ويأت‬
‫مزون السكحر منم الكحبَد بتفكحيك مادة ‪ Glycogen‬وكذلك منم تطيم الدهوُن ف النسيجه الشحمحي‬
‫لتحوُيلِّها إل حريرات وطاقة لزأمة لفعاليات السم وهذا بالتال ينتجه عنه نُقص معتدل ف وزأن السم ‪،‬‬
‫ولذا يعتب الصيام فائدة كبَية لدىً زأائدي الوُزأن ‪ ،‬وحت لرضىَ السكحري العتدل غي العتمحدينم علِّىَ‬
‫النُسوُلي "‪. " Stable noninsulin diabetes‬‬
‫نُقص مستوُىً كوُلستول الدم‪ :‬أثبَتت دراسات عديدة انفاض مستوُىً الكحوُلستول ف الدم أثناء‬
‫الصيام وانفاض نُسبَة ترسبَه علِّىَ جدران الشرايي الدموُية ‪ ،‬وهذا بدوره يقلِّل منم اللِّطات القلِّبَية‬
‫والدماغية وينب ارتفاع الضغط الدموُي ‪ .‬ونُقص شحوُم الدم يساعد بدوره علِّىَ التقلِّيل منم حصيات‬
‫الرارة والطرق الصفراوية ‪ .‬قالصلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪ " :‬صوُموُا تصلحوُا "‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫استاحة للِّجهازأ الكحلِّوُي ‪ :‬بينت بعض الدراسات أن عدم تناول الاء لوُال ‪ 1012‬ساعة ليس‬
‫بالضرورة سيئ بل هوُ مفيد ف كثي منم الحيان ‪ ،‬فتكيز سوُائل السم تزداد مدثة تفافا خفيفا يتمحلِّه‬
‫السم لوُجوُد كفاية منم مزون السوُائل فيه ‪ ،‬وطالا أن الشخمص ل يشكحوُ منم حصيات كلِّوُية فإن هذا‬
‫يعطي الكحلِّيتي استاحة مؤقتة للِّتخملِّص منم الفضلت‪ ،‬ومع ذلك فالسنة النبَوُية تقتضي بتأخي السحوُر‬
‫والتعجيل ف الفطوُر ما يقلِّل الفتة الزمنية للِّتجفاف قدر المكحان ‪ .‬ونُقص السوُائل يؤدي بدوره لنقص‬
‫خفيف بضغط الدم يتمحلِّه الشخمص العادي ويستفيد منه منم يشكحوُ ارتفاع الضغط الدموُي ‪.‬‬
‫فوُائد تربوُية ونُفسية‪ :‬يفيد رمضان ف كبَح جاح النفس وتربيتها بتك بعض العادات السيئمة وخاصة‬
‫عندما يضطر الدخنم لتك التدخي ولوُ مؤقتا علِّىَ أمل تركه نائيا ‪ ،‬وكذلك عادة شرب القهوُة والشاي‬
‫بكحثرة ‪ .‬وفوُائد رمضان النفسية كثية ‪ ،‬فالصائم يشعر بالطمحأنُينة والراحة النفسية والفكحرية وياول‬
‫البتعاد عمحا يعكحر صفوُ الصيام منم مرمات ومنغصات ويافظ علِّىَ ضوُابط السلِّوُك اليدة ما ينعكحس‬
‫إيابا علِّىَ التمحع عمحوُما‪ .‬قالصلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪ " :‬الصيام رجلنة ‪ ،‬فإذا صام أحدكم فل يرفث ول‬
‫يهل وان امرةؤ قاتلِّه أو شاته فلِّيقل إن صائم إن صائم " ‪ .‬وقد أثبَتت دراسات عديدة انفاض نُسبَة‬
‫الريإة بوُضوُح ف البَلد السلمية خلل شهر رمضان‪.‬‬
‫وكلِّمحة أخية بصوُصا منم يعانُوُن مرضا متقدما سوُاء أكان سكحري شديدا أو نُقص تروية قلِّبَية أو‬
‫حصيات كلِّوُية حادة ‪ ،‬فهم مستثنوُن منم صيام رمضان ولم أن يأخذوا بالرخصة الشرعية ‪ ،‬قال تعال‬
‫‪ ..":‬فمحنم كان منكحم مريضا أو علِّىَ سفر فعدة منم أيام أخر يريد ال بكحم اليسر ول يريد بكحم العسر"‬
‫الراجع‪:‬‬
‫‪.A. Cott : Fasting is a way of life . New York, 1977 .1‬‬
‫‪F. Azizi et al. : Evaluation of certain hormones and blood .2‬‬
‫‪.constituents during Ramadan . Nov.1987‬‬
‫‪S. Athar . Fasting for medical patients. Islamic Horizon. May .3‬‬
‫‪.1985‬‬
‫‪.S. Athar. Medical aspect of islamic fasting. 1998 .4‬‬
‫‪J. ElAti. Increased fat oxidation during Ramadan fasting in .5‬‬
‫‪.healthy women. Am J Clin Nutr . Aug 1995‬‬
‫‪Islamic Medicine site , by : Dr. Sharif Kaf AlGhazal .6‬‬
‫‪,http://www.welcome.to/islamic.medicine‬‬

‫‪‬‬

‫‪22‬‬
‫في ظللا رمضان ‪...‬‬
‫دعاء اليوُم‬
‫‪ ...‬الخلصا‬
‫‪ ...‬آْثار التقوُىً‬
‫‪ ...‬أمنم ييب الضطر‬
‫‪ ...‬طوُل المل‬
‫‪ ...‬أل يأن للِّذينم آْمنوُا‪...‬‬
‫‪ ...‬آْثار الذنُوُب‬
‫‪ ...‬مبَة ال تعال‬
‫‪ ...‬مراقبَة ال تعال‬
‫‪ ...‬العبَد بي جيوُش الدنُيا وجيوُش الخرة‬
‫‪ ...‬خشية ال تعال‬
‫‪ ...‬البَكحاء منم خشية ال تعال‬
‫‪ ...‬التوُبة‬
‫‪ ...‬فضيلِّة التفكحر‬
‫‪ ...‬ف ذكر القب‬
‫‪ ...‬ف فضل الصب‬
‫‪ ...‬فضل الشكحر‬
‫‪ ...‬فضل التوُكل‬
‫‪ ...‬سعة رحة ال تعال‬
‫‪ ...‬فضل الرجاء‬
‫‪ ...‬ذكر الوُت والستعداد له‬
‫‪ ...‬فضل الدعاء‬
‫‪ ...‬الستقامة‬
‫‪ ...‬ف طعم اليإان‬
‫‪ ...‬ف العن اليإان للِّمحسجد‬
‫‪ ...‬ف فضل الصدق‬
‫‪ ...‬آْثار الصوُمة ف القلِّب‬
‫الخإلصا‬

‫‪23‬‬
‫الخلصا هوُ أصل العمحل‪ ،‬وبه يرقبَل ويتحقق الثوُاب‪ ،‬فإن حقيقة العبَادة أنا سر يتعلِّق بالقلِّب‪ ،‬وينبَع‬
‫ذذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫ي لشهر اللديشنم رحنشيشفاء(‬ ‫منم الروح‪ ،‬وليست شكحلد يتعلِّق بالظهر‪ ،‬قال تعال )شوشما أرمرروا ذإل ليشيهعبَرردوا اللِّلهش رمهلِّص ش‬
‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫وقال‪) :‬ذإلنُا أشنُزلهشنا إذلشي ش ذ‬
‫ت أشهن‬‫صا لهر اللديشنم( وقال جل شأنُه‪) :‬قرهل إذلن أرمهر ر‬ ‫ب ذباهلشلق شفاهعبَرد اللِّلهش رمهلِّ د‬ ‫ك الهكحشتا ش‬ ‫ش ه‬
‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫ي شوششماذت للِّله شر ل‬ ‫ذ‬ ‫صا لهر اللدينم( وقال‪) :‬قرل إذلن ش ذ‬ ‫ذ‬
‫ك لشهر‬‫ي* لش ششذري ش‬ ‫ب الهشعالشمح ش‬ ‫صلشت شونُررسكحي شوشهمشيا ش‬ ‫ه‬ ‫ش‬ ‫أشهعبَرشد اللِّلهش رمهلِّ د‬
‫ذذ‬ ‫وبذشذلذ ش ذ‬
‫ي(‪.‬‬ ‫ت شوأشنُشاه أشلورل الهرمحهسلِّمح ش‬‫ك أرمهر ر‬ ‫ش‬
‫وقال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪" :‬إنا العمحال بالنيات‪ ،‬وإنا لكحل امرئ ما نُوُىً‪ ،‬فمحنم كانُت هجرته إل ال‬
‫ورسوُله فهجرته إل ال ورسوُله‪ ،‬ومنم كانُت هجرته لدنُيا يصيبَها أو امرأة ينكححها فهجرته إل ما هاجر‬
‫إليه"‪ ،‬وعنم أب موُسىَ قال‪" :‬جاء رجل إل النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم فقال‪" :‬يا رسوُل ال‪ ،‬أرأيت‬
‫الرجل يقاتل شجاعة‪ ،‬ويقاتل حية‪ ،‬ويقاتل رياء‪ ،‬أي ذلك ف سبَيل ال؟ فقال‪" :‬منم قاتل لتكحوُن كلِّمحة‬
‫ال هي العلِّيا فهوُ ف سبَيل ال"‪ .‬وأخبنُا صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم عنم أن الخلصا يأت بالجر‪ ،‬حت وإن‬
‫ل يقوُموُا بالعمحل‪ ،‬فقال‪" :‬لقد خللِّفتم بالدينة رجالد ما قطعتم وادديا‪ ،‬ول سلِّكحتم طريدقا إل شششرركوُكم ف‬
‫الجر ‪ ...‬حبَسهم الرض"‪.‬‬
‫وكان بعض الصالي يقوُل‪" :‬دللوُن علِّىَ عمحل ل أزأال به عاملد ل تعال‪ ،‬فقيل له‪ :‬انُذوُ الي‪ ،‬فإنُك ل‬
‫تزال عاملد وإن ل تعمحل"‪.‬‬
‫فالنية تعمحل وإن عدم العمحل‪ ،‬فإنُه منم نُوُىً أن يصلِّي باللِّيل فنام كتب له ثوُاب ما نُوُىً أن يفعلِّه‪.‬‬
‫وقال عمحر بنم الطاب رضي ال عنه‪" :‬أفضل العمحال أداء ما افتض ال تعال‪ ،‬والوُرع عمحا حلرم ال‬
‫تعال‪ ،‬وصدق النية فيمحا عند ال تعال"‪.‬‬
‫وقد عشرف السلِّف الصال قيمحة النية وصعوُبة تقيقها‪ ،‬فقد قيل لسهل‪ :‬أي شيء شر علِّىَ النفس؟ قال‪:‬‬
‫الخلصا؛ إذ ليس لا فيه نُصيب‪ ،‬وقال أبوُ سلِّيمحان‪ :‬طوُب لنم صلحت له خطوُة واحدة ل يريد با إل‬
‫ال تعال"‪.‬‬
‫ونُلبَه ابنم البَارك رحه ال إل أن العمحل بغي إخلصا ل فائدة منه؛ إذ ليس فيه ثوُاب‪ ،‬فقال‪ :‬قل لنم ل‬
‫يلِّص ‪ : ...‬ل تتعب‪.‬‬
‫وذهب ابنم الوُزأي رحه ال إل أبعد منم ذلك‪ ،‬فأوضح أن منم ل يلِّص لنم يكحمحل الطريق إل ربه‬
‫سبَحانُه وتعال‪ ،‬فقال‪ :‬إنا يتعثر منم ل يلِّص‪.‬‬
‫فالعمحل بغي نُية عناء‪ ،‬والنية بغي إخلصا رياء‪ ،‬والخلصا منم غي تقيق هبَاء‪ ،‬قال تعال‪) :‬شوقشذدهمشنا إذشل‬
‫شما شعذمحلِّروُا ذمهنم شعشمحتل فششجشعهلِّشناهر شهشبَاء لمنرثوُدرا(‪.‬‬
‫وليت شعري‪ ..‬كيف يصلِّح عمحل بغي نُية؟ ولاذا يتعب الرء نُفسه ف مشقة ليس له فيها إل الهد‬
‫والتعب؟ فلِّنراجع أعمحالنا‪ ،‬ولنصحح نُياتنا‪ ،‬ولنتذكر دائدمحا‪"..‬قل لنم ل يلِّص ‪ : ...‬ل تتعب"‪.‬‬
‫يييييييييي‬

‫‪24‬‬
‫آثار التقوى وبشائرها‬
‫قال الارث الاسب‪" :‬اطلِّب الب ف التقوُىً"‬
‫وف هذا إشارة إل أثر عظيم منم آْثار التقوُىً‪ ،‬وهوُ الب‪ ،‬وهي كلِّمحة شاملِّة لنُوُاع الي‪.‬‬
‫وقد علدد العلمة الفيوزأآْبادي ف كتابه "بصائر ذوي التمحييز ف لطائف الكحتاب العزيز" آْثار التقوُىً‬
‫وبشائرها الت جاءت ف القرآْن الكحري‪ ،‬قال رحه ال تعال‪" :‬وأما البَشارات الت برلشر با التقوُن ف‬
‫القرآْن فهي‪:‬‬
‫لياةذ التدنُهيشيا شوذف الذخشرةذ لش تشيهبَذديشل‬ ‫ذ‬
‫الول‪ :‬البَشرىً بالكحرامات )الذيشنم آْشمنروُاه شوشكانُروُاه يشيتليرقوُشن* شلررم الهبَرهششرىً ذف ا هش‬
‫ذ‬ ‫لذشكحلِّذمحا ذ‬
‫ك رهشوُ الهشفهوُرزأ الهشعذظيرم(‬ ‫ت اللِّلذه شذل ش‬ ‫ش‬
‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫الثانُية‪ :‬البَشرىً بالعوُن والنصرة)إذلن اللِّلهش شمشع الذيشنم اتليشقوُاه لوالذيشنم رهم تهمسرنوُشن(‬
‫الثالثة‪ :‬البَشرىً بالعلِّم والكحمحة ( ذيا أشييتشها الذذيشنم آْشمنروُاه شإن تشيتليرقوُاه اللِّلهش شهيشعل لركحهم فريهرقشانُاد شويرشكحلفهر شعنركحهم‬
‫ضذل الهشعذظيذم(‬ ‫شسيلشئماتذركحهم شويشيهغذفهر لشركحهم شواللِّلهر رذو الهشف ه‬
‫ذ‬ ‫ذ‬
‫ك أشهمرر اللِّله أشنُشزلشهر إذلشهيركحهم شوشمنم يشيتلذق اللِّلهش‬‫الرابعة‪ :‬البَشرىً بتكحفي الذنُوُب وتعظيم التقىَ بتعظيم أجره)شذل ش‬
‫يرشكحلفهر شعهنهر شسيلشئماتذذه شوييرهعذظهم لشهر أشهجدرا(‬
‫الامسة‪ :‬البَشرىً بالغفرة )شواتليرقوُاه اللِّلهش إذلن اللِّلهش شغرفوُةر لرذحيةم(‬
‫السابعة‪ :‬الروج منم الغم والنة )شوشمنم يشيتلذق اللِّلهش شهيشعل لهر شمهشردجا(‬
‫ب(‬ ‫ذ‬ ‫الثامنة‪ :‬رزأق واسع بأمنم وفراغ )شويشيهررزأقههر ذمهنم شحهي ر‬
‫ث ل شهيتشس ر‬
‫التاسعة‪ :‬النجاة منم العذاب والعقوُبة) رثل نُيرنشلجي الذذيشنم اتليشقوُا(‬
‫ذ ذ‬ ‫ذ‬
‫ي شمشفادزأا(‬ ‫العاشرة‪ :‬الفوُزأ بالراد )شوييرنشلجي اللِّلهر الذيشنم اتليشقوُا إذلن لهلِّرمحتلق ش‬
‫ك الذذيشنم‬ ‫ذ‬
‫الادية عشرة‪ :‬التوُفيق والعصمحة )شولشذكحلنم الهذ لب شمهنم آْشمشنم ذباللِّلذه شواهليشيهوُم الذخذر‪( ...‬إل قوُله‪) ،‬رأولشئمذ ش‬
‫ك رهرم الهرمحتليرقوُشن(‬ ‫صشدقروُا شورأولشئمذ ش‬ ‫ش‬
‫الثانُية عشرة‪ :‬الشهادة لم بالصدق)رأولشئمذ ذ‬
‫ك رهرم الهرمحتليرقوُشن(‪.‬‬ ‫صشدقروُا شورأولشئمذ ش‬ ‫ك الذيشنم ش‬ ‫ش‬
‫الثالثة عشرة‪ :‬بشارة الكحرامة والكرامية )إذلن أشهكشرشمركحهم ذعنشد اللِّلذه أشتهيشقاركهم(‬
‫ي(‬ ‫الرابعة عشرة‪ :‬بشارة البَة)إذلن اللِّله رذي ت ذ‬
‫ب الهرمحتلق ش‬ ‫ش‬
‫الامسة عشرة‪ :‬الفلح )شواتليرقوُاه اللِّلهش لششعلِّلركحهم تريهفلِّذرحوُشن( ولعل منم ال واجبَة‬
‫السادسة عشرة‪ :‬نُيل الوُصال والقربة )شولشذكحنم يشيشنالرهر التليهقشوُىً ذمنركحهم (‬
‫ذذ‬ ‫ذ‬
‫ي(‬‫صذ هب فشذإلن اللِّلهش لش يرضيرع أشهجشر الهرمحهحسن ش‬ ‫السابعة عشرة‪ :‬نُيل الزاء بالنة)ذنُإلهر شمنم يشيتلذق شويذ ه‬
‫ذ‬ ‫ذ‬
‫ي(‬‫الثامنة عشرة‪) :‬قبَوُل الصدقة )إذلشنا يشيتشيشقبَلرل اللِّلهر مشنم الهرمحتلق ش‬
‫ب(‬ ‫التاسعة عشرة‪ :‬الصفاء والصفوُة )فشذإنُيلها ذمنم تشيهقوُىً الهرقرلِّوُ ذ‬
‫ش‬ ‫ش‬
‫العشرون‪ :‬كمحال العبَوُدية )اتليرقوُاه اللِّلهش شحلق تريشقاتذذه )‬

‫‪25‬‬
‫ت شوعرريوُتن (‬ ‫الادية والعشرون‪ :‬النات والعيوُن )إذلن الهمحتلذقي ذف جلنا ت‬
‫ر ش ش‬
‫ذ‬
‫ي ذف شمشقاتم أشم ت‬ ‫ذ‬
‫ي(‬ ‫الثانُية والعشرون‪ :‬المنم منم البَلِّية )إذلن الهرمحتلق ش‬
‫الثالثة والعشرون‪ :‬عز الفوُقية علِّىَ اللِّق )شوالذذيشنم اتليشقوُاه فشيهوُقشيرههم يشيهوُشم الهذقشياشمذة(‬
‫ف شعلِّشهيذههم شولش رههم شهيشزرنُوُشن(‬ ‫صلِّششح فشلش شخهوُ ة‬ ‫الرابعة والعشرون‪ :‬زأوال الوُف والزن منم العقوُبة )فششمحذنم اتليشقىَ شوأش ه‬
‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ ذ‬
‫ب أشتهيشرادبا(‬‫ي شمشفادزأا* شحشدائشق شوأشهعشنادبا*شوشكشوُاع ش‬ ‫الامسة والعشرون‪ :‬الزأواج الوُافقة [إذلن لهلِّرمحتلق ش‬
‫ت شونُشيشهتر* ذف شمهقشعذد ذصهدتق ذعنشد‬ ‫السادسة والعشرون‪ :‬قرب الضرة واللِّقاء والرؤية [إذلن الهمحتلذقي ذف جلنا ت‬
‫ر ش ش‬
‫ك تمهقتشذدتر(‬
‫مذلِّي ت‬
‫ش‬
‫فمحا أكثر غنائم التقوُىً‪ ..‬وما أغنم التقي‬
‫فاحرصا أن تكحوُن منهم‪.‬‬
‫قال الشاعر‪:‬‬
‫ذ‬ ‫ذ‬
‫ش إل الشفهجذر‬ ‫شتزلوهد مشنم التليهقشوُىً فإلنُك ل تهدذري ‪ ...‬إذا شجلنم لشهيةل‪ :‬هل تشعي ر‬
‫ت أهكفانُرهر شورهشوُ ل يشهدذري‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫صبَششح ضاحدكحا ‪ ...‬وقشهد نُرسشج ه‬ ‫ت أهمشسىَ وأش ه‬ ‫فشكحم منم ف د‬
‫ت أشهجساردرهم ظرهلِّشمحةش الشق هذب‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫وشكم لمنم صغاتر ييرهرششتىَ رطوُرل عرهمحذرهم ‪ ...‬وقشهد أرهدخلِّش ه‬
‫ذ ذ‬
‫ت أشهروارحهم شهلييلِّشةش الشقهدذر‬ ‫ضه‬ ‫وكم لمنم شعروتس شزأييلرنوُها لشزهوجها ‪ ...‬وقشهد قربَذ ش‬
‫ش ذحيدنا ذمشنم اللدههذر‬ ‫ت مهنم شغ هذي علِّلة ‪ ...‬وكم لمنم شسقيتم عا ش‬
‫ذت‬ ‫وشكم لمنم صذحيتح ما ذ‬
‫ش ش‬ ‫ش‬
‫فعلِّيك بالتقوُىً يعل ال لك مرجا ويرزأقك منم حيث ل تتسب‬
‫يييييييييي‬
‫أمنن يجيب المضطر؟‬
‫قال الارث الاسب ف كتابه "رسالة الستشدينم"‪" :‬وراع هك بعرفة قرب ال منك‪ ،‬وقم بي يديه‬
‫مقام العبَد الستجي تده رؤودفا رحيدمحا"‬
‫وما أسرع إجابته وما أشد عوُنُه لنم وقف بي يديه مستجديا به ليس ف قلِّبَه إل ال تعال‪.‬‬
‫ذ‬ ‫ذ‬
‫ف‬‫ضطشلر إذشذا شدشعاهر شويشهكحش ر‬ ‫نُقل الافظ ابنم كثي ف تفسيه عند قوُله تعال ف سوُرة النمحل )أشلمنم ريي ر‬
‫ب الهرمح ه‬
‫التسوُءش (‪ :‬نُقل عنم الافظ بنم عساكر الدمشقي قال ‪":‬كان رجل مكحاتر علِّىَ بغل له أي يركب الناس‬
‫علِّىَ بغل له للِّسفر بالجرة يكحاري به منم دمشق إل الزبدان‪ ،‬فركب معه ذات يوُم رجل قال‪ :‬فمحررنُا‬
‫علِّىَ بعض الطريق عنم طريق غي مسلِّوُكة‪.‬‬
‫فقال ل الرجل‪ :‬خذ ف هذه الطريق فإنا أقرب‪ ،‬فقلِّت له‪ :‬ل خبة ل با‪ ،‬فقال‪ :‬بل هي أقرب‪.‬‬
‫فسلِّكحناها‪ ،‬فانُتهينا إل مكحان وعر وواد عمحيق به قتلِّىَ كثيون‪ ،‬فقال ل الرجل‪ :‬أمسك رأس البَغل حت‬
‫أنُزل‪ ،‬فنزل وتشمحر وجع علِّيه ثيابه‪ ،‬وسلل سكحيدنا معه وقصدن منم بي يديه فهربت‪ ،‬وتبَعن فناشدته‬
‫ال‪ ،‬وقلِّت له‪ :‬خذ البَغل با علِّيه‪ ،‬فقال‪ :‬هوُ ل‪ ،‬وإنا أريد قتلِّك‪ ،‬فخموُفته بال تعال والعقوُبة منه‪ ،‬فلِّم‬

‫‪26‬‬
‫يقبَل‪ ،‬فاستسلِّمحت بي يديه‪ ،‬وقلِّت له‪ :‬إن رأيت أن تتكن حت أصلِّي ركعتي‪ ،‬فقال‪ :‬لك ذلك‬
‫وعجل‪ ،‬فقمحت أصلِّي‪ ،‬فارتجه علِّلي أي ذهب عن كل ما أحفظه منم القرآْن‪ ،‬فلِّم يضرن منه حرف‬
‫ذ‬
‫ب‬‫واحد‪ ،‬فبَقيت واقدفا متحديا وهوُ يقوُل ل‪ :‬هيا افرغ‪ ،‬فأجرىً ال علِّىَ لسان قوُله تعال‪) :‬أشلمنم ريي ر‬
‫ذ‬
‫ف التسوُشء(‪ ،‬فإذا أنُا بفارس قد أقبَل منم فم الوُادي‪ ،‬وبيده حربة فرمىَ با‬ ‫ضطشلر إذشذا شدشعاهر شويشهكحش ر‬ ‫الهرمح ه‬
‫الرجل‪ ،‬فمحا أخطأت فؤاده فخملر صريدعا‪ ،‬فتعلِّقت بالفارس‪ ،‬وقلِّت له‪ :‬بال منم أنُت؟ فقال‪ :‬أنُا عبَد "منم‬
‫يي الضطر إذا دعاه ويكحشف السوُء"‪ ،‬قال‪ :‬فأخذت البَغل والمحل ورجعت سالا‪.‬‬
‫د‬
‫فسبَحان منم يي ول يار علِّيه‪.‬‬
‫قال صاحب الظلل ف معن الية‪:‬‬
‫فالضطر ف لظات الكحربة والضيق ل يد له ملِّجأد إل ال‪ ،‬يدعوُه ليكحشف عنه الضر والسوُء؛ ذلك‬
‫حي تضيق اللِّقة‪ ،‬وتشتد النقة‪ ،‬وتتخماذل القوُىً‪ ،‬وتتهاوىً السناد‪ ،‬وينظر النُسان حوُاليه‪ ،‬فيجد‬
‫نُفسه مرددا منم وسائل النصرة وأسبَاب اللصا‪ ،‬ل قوُته ول قوُة ف الرض تنجده‪ ،‬وكل ما كان يعده‬
‫لساعة الشدة قد زأاغ عنه أو تللِّىَ‪ ،‬وكل منم كان يرجوُه للِّكحربة قد تنلكحر له أو توُل‪ ،‬ف هذه اللِّحظة‬
‫تستيقظ الفطرة فتلِّجأ إل القوُة الوُحيدة الت تلِّك الغوُث والنجدة‪ ،‬ويتجه النُسان إل ال ولوُ كان فد‬
‫نُسيه منم قبَل ف ساعات الرخاء‪ ،‬فهوُ الذي ييب الضطر إذا دعاه هوُ وحده دون سوُاه‪ ،‬ييبَه‬
‫ويكحشف عنه السوُء ويرلده إل المنم والسلمة‪ ،‬وينجيه منم الضيقة الخذة بالناق‪.‬‬
‫والناس يغفلِّوُن عنم هذه القيقة ف ساعات الرخاء وفتات الغفلِّة‪ ،‬يغفلِّوُن عنها فيلِّتمحسوُن القوُة والنصرة‬
‫والمحاية ف قوُة منم قوُىً الرض الزيلِّة‪ ،‬فأما حي تلِّجئمهم الشدة ويضطرهم الكحرب‪ ،‬فتزول عنم فطرتم‬
‫غشاوة الغفلِّة‪ ،‬ويرجعوُن إل ربم منيبَي مهمحا يكحوُنُوُا منم قبَل غافلِّي أو مكحابرينم‪.‬‬
‫والقرآْن يرد الكحابرينم الاحدينم إل هذه القيقة الكحامنة ف فطرتم‪ ،‬ويسوُقها لم ف مال القائق‬
‫الكحوُنُية الت ساقها منم قبَل‪ ،‬ويإضي ف لس مشاعرهم با هوُ واقع ف حياتم‪) :‬شوشهيشعلِّرركحهم رخلِّششفاء‬
‫ض(‪ ،‬فمحنم يعل الناس خلِّفاء الرض؟ أليس هوُ ال الذي استخملِّف جنسهم ف الرض أولد ث‬ ‫الشهر ذ‬
‫جعلِّهم قردنُا بعد قرن‪ ،‬وجيلد بعد جيل؟ أليس هوُ ال الذي فطرهم وفق النوُاميس الت تسمحح بوُجوُدهم‬
‫ف الرض‪ ،‬وزأودهم بالطاقات والستعدادات الت تقدرهم علِّىَ اللفة فيها‪ ،‬والنوُاميس الت تعل‬
‫الرض لم قرادرا‪ ،‬والت تنظم الكحوُن كلِّه‪ ،‬متناسدقا بعضه مع بعض‪ ،‬بيث تتهيأ للرض تلِّك الوُافقات‬
‫والظروف الساعدة للِّحياة‪.‬‬
‫ولوُ اختلل شرط واحد منم الشروط الكحثية التوُافرة ف تصمحيم هذا الوُجوُد وتنسيقه لصبَح وجوُد الياة‬
‫ل‪.‬‬
‫علِّىَ هذه الرض مستحي د‬
‫إنا كلِّها حقائق ف النُفس كتلِّك القائق ف الفاق‪ ،‬فمحنم الذي حلقق وجوُدها وأنُشأها‪ ،‬منم؟ )أشإذلشهة‬
‫لمشع اللِّلذه(‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫إنم لينسوُن ويغفلِّوُن‪ ،‬وهذه القائق كامنة ف أعمحاق النفوُس مشهوُدة ف واقع الياة‪) ،‬قشذلِّيل لما‬
‫تششذلكرروشن(‪ ،‬ولوُ تذلكر النُسان وتدلبر مثل هذه القائق لبَقي موُصوُلد بال صلِّة الفطرة الول‪ ،‬ولا غفل‬
‫عنم ربه‪ ،‬ول أشرك به أحددا‪.‬‬
‫فسبَحانُك يا رب‪ ..‬ما أعظمحك‪ ..‬نُلِّجأ إليك‪ ..‬ونُسألك كشف السوُء عنا وعنم السلِّمحي‬
‫يييييييييي‬
‫طولا المل‬
‫حلذرنُا ربنا كثديا منم طوُل المل‪ ،‬ونُبَليشهنا إل أن الوُت يأت بغتة‪ ،‬قال تعال‪) :‬شواتلبَذعروُا أشهحشسشنم شما أرنُذزشل‬
‫ذ‬
‫س شيا شحهسشرشتىَ عشلِّىَ شما‬ ‫ب بشيهغتشةد شوأشنُترهم ل تشهشعررروشن* شأن تشيرقوُشل نُشيهف ة‬ ‫إذلشهيركحم لمنم لربلركحم لمنم قشيهبَذل شأن يشأهتيشركحرم الشعشذا ر‬
‫ي* أشهو‬ ‫ذ‬ ‫ب اللِّلذه وذإن ركنت لشذمحنم اللساذخذرينم* أشو تشيرقوُشل لشوُ أشلن اللِّله هشداذن لشركحن ذ‬ ‫ت ذف شجن ذ‬
‫ت مشنم الهرمحتلق ش‬ ‫ر‬ ‫شش‬ ‫ه‬ ‫ش ه‬ ‫ر ش‬ ‫ش‬ ‫فشيلرط ر‬
‫ذذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫ي(‬ ‫ب لشهوُ أشلن ذل شكلردة فشأشركوُشن مشنم الهرمحهحسن ش‬ ‫ي تشيشرىً الهشعشذا ش‬
‫تشيرقوُشل ح ش‬
‫وحلذرنُا كذلك منم أن تلِّهينا أموُالنا وأولدنُا عنم ذكر ال‪ ،‬قال جل شأنُه‪" :‬شيا أشييتشها الذذيشنم آْشمنروُا ل‬
‫لاذسرروشن* شوأشنُذفرقوُا ذمنم لما‬ ‫ك رهرم ا هش‬ ‫ك فشأرهولشئمذ ش‬
‫ذ‬ ‫ذ‬
‫تريهلِّذهركحهم أشهمشوُالرركحهم شول أشهولردركهم شعنم ذهكذر اللِّلذه شوشمنم يشيهفشعهل شذل ش‬
‫صلدشق شوأشركنم لمشنم‬ ‫ب فشأش ل‬ ‫ب لشوُل أشلخرتشذن إذشل أششجتل قشذري ت‬ ‫شرشزأقهيشناركم لمنم قشيهبَذل شأن يشأهذتش أششحشدركرم الهشمحهوُ ر‬
‫ت فشييشيرقوُشل شر ل ه ه‬
‫ي* شوشلنم ييرشؤلخشر اللِّلهر نُشيهفدسا إذشذا شجاء أششجلِّرشها شواللِّلهر شخبَذية ذ شبا تشيهعشمحرلِّوُشن(‪ ،‬وقد ورد الشرع بالث علِّىَ‬ ‫ال ل ذذ‬
‫صال ش‬
‫قصر الول وعلِّىَ العمحل والبَادرة إليه‪ ،‬فعنم ابنم عبَاس رضي ال عنهمحا قال‪ :‬قال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪:‬‬
‫"نُعمحتان مغبَوُن فيهمحا كثي منم الناس‪ :‬الصحة والفراغ"‪ ،‬وقال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم لرجل وهوُ يعظه‪:‬‬
‫"اغتنم خدسا قبَل خس؛ شبَابك قبَل هرمك‪ ،‬وصحتك قبَل سقمحك‪ ،‬وغناك قبَل فقرك‪ ،‬وفراغك قبَل‬
‫شغلِّك‪ ،‬وحياتك قبَل موُتك" وقال عمحر رضي ال عنه‪" :‬التؤدة ف كل شيء خي‪ ،‬إل ما كان منم أمر‬
‫الخرة" وكان السنم رضي ال عنه يقوُل‪" :‬عجدبَا لقوُم رأمروا بالزاد‪ ،‬ونُوُدي فيهم بالرحيل‪ ،‬وحبَس أولم‬
‫علِّىَ آْخرهم‪ ،‬وهم قعوُد يلِّعبَوُنُ"‪.‬‬
‫وقد روي عنم عبَد ال بنم عمحر رضي ال عنهمحا قال‪ :‬أخذ رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم بنكحب فقال‪:‬‬
‫"كنم ف الدنُيا كأنُك غريب أو عابر سبَيل"‪ ،‬وكان ابنم عمحر يقوُل‪" :‬إذا أمسيت فل تنتظر الصبَاح‪،‬‬
‫وإذا أصبَحت فل تنتظر الساء‪ ،‬وخذ منم صحتك لرضك ومنم حياتك لوُتك"‪.‬‬
‫وعنم أب زأكريا التيمحي قال‪" :‬بينمحا سلِّيمحان بنم عبَد اللِّك ف السجد الرام إذ رأت بجر منقوُش‪ ،‬فطلِّب‬
‫منم يقرؤه‪ ،‬فإذا فيه‪ :‬ابنم آْدم‪ ،‬لوُ رأيت قرب ما بقي منم أجلِّك لزهدت ف طوُل أملِّك‪ ،‬ولرغبَت ف‬
‫الزيادة منم عمحلِّك‪ ،‬ولقصرت منم حرصك وحيلِّك‪ ،‬وإنا يلِّقاك نُدمك لوُ قد زألت بك قدمك‪ ،‬وأسلِّمحك‬
‫أهلِّك وحشمحك‪ ،‬فبَان منك الوُلد والنسب‪ ،‬فل أنُت إل دنُياك عائد‪ ،‬ول ف حسناتك زأائد‪ ،‬فاعمحل‬
‫ليوُم القيامة‪ ،‬يوُم السرة والندامة"‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫وقال ابنم قدامة‪" :‬النُسان مشغوُل بالمانل البَاطلِّة‪ ،‬فيمحلن نُفسه أبددا با يوُافق مراده منم البَقاء ف‬
‫الدنُيا‪ ،‬وما يتاج إليه منم مال وأهل ومسكحنم وأصدقاء وسائر أسبَاب الدنُيا‪ ،‬فيصي قلِّبَه عاكدفا علِّىَ‬
‫هذا الفكحر‪ ،‬فيلِّهوُ عنم ذكر الوُت‪ ،‬ول يقدر قربه‪ ،‬فإن خطر له الوُت ف بعض الحوُال والاجة إل‬
‫الستعداد له سلوُف بذلك ووعد نُفسه‪ ،‬وقال‪ :‬اليام بي يديك إل أن تكحب ث تتوُب‪ ،‬وإذا كب قال‪:‬‬
‫"إل أن يصي شيدخما‪ ،‬وإن صار شيدخما قال‪ :‬إل أن يفرغ منم بناء هذه الدار وعمحارة هذه الضيعة‪ ،‬أو‬
‫يرجع منم هذه اللسفرة‪ ،‬فل يزال يسلوُف ويؤلخر‪ ،‬ول يرصا ف إتام شغل إل ويتعلِّق بإتام ذلك الشغل‬
‫عشرة أشغال‪ ،‬وهكحذا علِّىَ التدريجه يؤلخر يوُدما بعد يوُم‪ ،‬ويشتغل بشغل بعد شغل‪ ،‬إل أن تتطفه النلية‬
‫ف وقت ل يتسبَه فتطوُل عند ذلك حسرته‪.‬‬
‫وكان حامد القيصري يقوُل‪ :‬كتلِّنا قد أيقنم الوُت‪ ،‬وما نُرىً له مستعددا!ا‪ ،‬وكلِّنا قد أيقنم بالنة‪ ،‬وما نُرىً‬
‫ل!ا‪ ،‬وكلِّنا قد أيقنم بالنار‪ ،‬وما نُرىً لا خائدفا!ا‪ ،‬فعلم تفرحوُن؟!ا وما عسيتم تنتظرون؟!ا‪..‬‬ ‫لا عام د‬
‫ل‪.‬ورحم‬ ‫الوُت؟!ا فهوُ أول وارد علِّيكحم منم أمر ال بي أو بشلر‪ ،‬فيا إخوُتاه‪ ،‬سيوا إل ربكحم سديا جي د‬
‫ال أبا العتاهية‪ ،‬ما أفقهه حي قال‪:‬‬
‫ت تنوُرح‬‫رنُح علِّىَ نُفسك يا مسكحي ‪ ...‬إهن كن ش‬
‫ت ‪ ...‬ما شعلمحر نُوُح‬
‫ت بالبَاقي ولوُ عرلمحهر ش‬
‫لس ش‬
‫فمحاذا عسانُا نُنتظر؟ الوُت‪ :‬أول وارد علِّينا؟!ا فلِّنسر إل ربنا سديا جيلد‬
‫يييييييييي‬
‫ألم يأن؟؟‬
‫ب ذمنم‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذذ ذ‬ ‫ذذذ‬
‫)أششله يشأهن للِّلذيشنم آْشمنروُا شأن شتهشششع قريرلِّوُبيررههم لذهكذر اللِّله شوشما نُشيشزشل مشنم اهلشلق شول يشركحوُنُروُا شكالذيشنم رأوتروُا الهكحشتا ش‬
‫ض بشيهعشد شمهوُذشتا قشهد‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫ت قريرلِّوُبيررههم شوشكثية لمهنيرههم شفاسرقوُشن* اهعلِّشرمحوُا أشلن اللِّلهش رهيذيي الشهر ش‬‫قشيهبَرل فششطاشل شعلِّشهيذهرم الششمرد فشيشقشس ه‬
‫ت لششعلِّلركحهم تشيهعذقرلِّوُشن(‪.‬‬
‫بييليلنا لشركحم اليا ذ‬
‫ر ش‬ ‫ش‬
‫ض‪ ،‬وفيه الستجاشة إل الشعوُر بلل‬ ‫عتاب مؤلثر منم الوُل الكحري الرحيم‪ ،‬عتاب فيه الوُلد‪ ،‬وفيه ال ل‬
‫ال والشوُع لذكره‪ ،‬وتلِّقي ما نُزل منم الق با يلِّيق بلل الق؛ منم الروعة والشية والطاعة‬
‫والستسلم‪.‬‬
‫إن هذا القلِّب البَشري سريع التقلِّب سريع النسيان‪ ،‬وهوُ يشف ويشرق فيفيض بالنوُر ويرف كالشعاع‪،‬‬
‫فإذا طال علِّيه المد بل تذكي ول تذتكر تبَللِّد وقسا وانُطمحست إشراقته وأظلِّم وأعتم‪ ،‬فل بد منم تذكي‬
‫هذا القلِّب حت يذكر ويشع‪ ،‬ول بد منم الطلهرق علِّيه حت يرق ويشف‪ ،‬ول بد منم اليقظة الدائمحة كيل‬
‫ب فيه‬ ‫يصيبَه التبَلِّد والقساوة‪ .‬ولكحنم‪ ..‬ل يأس منم قلِّب خد وجحد وقسا وتبَلِّد‪ ،‬فإنُه يإكحنم أن تد ل‬
‫الياة‪ ،‬وأن يشرق فيه النوُر‪ ،‬وأن يشع لذكر ال‪ ،‬فال ييي الرض بعد موُتا‪ ،‬فتنبَض بالياة‪ ،‬وتزخر‬

‫‪29‬‬
‫ض‬ ‫بالنبَت والزهر‪ ،‬وتنح الكل والثمحار‪ ،‬وكذلك القلِّوُب حي يشاء ال ‪) ...‬اهعلِّشرمحوُا أشلن اللِّلهش رهيذيي الشهر ش‬
‫بشيهعشد شمهوُذشتا(‪.‬‬
‫ويروي مالك بنم دينار رحه ال فيقوُل‪" :‬كنت رجل منم التششرط أي أعمحل ف الشرطة قاسي القلِّب‪،‬‬
‫شاردبا للِّخممحر‪ ،‬عاصديا ل تعال‪ ،‬سلِّيط اللِّسان‪ ،‬إل أن رزأقن ال ببَنت مثل فلِّقة القمحر‪ ،‬كنت أرقبَها‬
‫ب وتكحب‪ ،‬وحي أعوُد كل ليلِّة أجدها تنتظرن لتلِّعب معي وتري هنا وهناك‪ ،‬حت عدت ف‬ ‫وهي تش ل‬
‫أحد اليام لجدها علِّيلِّة مريضة‪ ،‬ث ما لبَث أن اشتد مرضها حت ماتت‪ ،‬فأصابن هم شديد وحزن‬
‫عمحيق‪ ،‬ول أدر ماذا أفعل فأخذت أشرب المحر لهرب منم تذكرها‪ ،‬حيث كل مكحان ف البَيت يذكرن‬
‫با‪ ،‬هنا كانُت تلِّعب‪ ،‬وهناك جلِّست لتأكل‪ ،‬وجدران البَيت تردد ضحكحاتا‪ ،‬إل أن استبَد ب التعب‬
‫والزن يوُدما‪ ،‬فرحت ف نُوُم عمحيق‪ ،‬فرأيت نُفسي ف فضاء رحب واسع‪ ،‬والناس منم حوُل يرون ف فزع‬
‫وخوُف‪ ،‬فنظرت خلِّفي فإذا وحش عظيم ميف يري نوُي يريد المساك ب‪ ،‬فأخذت أجري وأجري‬
‫ل‪ ،‬فجريت نوُه أبغي الختبَاء فيه‪ ،‬فإذا ف شرفة‬ ‫أبث عنم مكحان ألأ إليه‪ ،‬فوُجدت قصدرا عظيدمحا جي د‬
‫منم شرفاته تلِّس ابنت والنوُر باتد ف وجهها‪ ،‬فلِّمحا رأتن صرخت وقالت‪ :‬أبتاه‪ ،‬ث مدت يدها وأخذتن‬
‫فأجلِّستن إل جانُبَها‪ ،‬ث تبَسمحت وقالت‪ :‬يا أبتاه )أششله يشأهذن لذلِّلذذيشنم آْشمنروُا شأن شتهشششع قريرلِّوُبيررههم لذذذهكذر اللِّلذه شوشما‬
‫ذ‬ ‫ذذ ذ‬ ‫ذذذ‬ ‫ذ‬
‫نُشيشزشل مشنم اهلشلق(‪ ،‬يا أبتاه )أششله يشأهن للِّلذيشنم آْشمنروُا شأن شتهشششع قريرلِّوُبيررههم لذهكذر اللِّله شوشما نُشيشزشل مشنم اهلشلق(‪ ،‬يا أبتاه )أششله‬
‫يشأهذن لذلِّلذذيشنم آْشمنروُا شأن شتهشششع قريرلِّوُبيررههم لذذذهكذر اللِّلذه شوشما نُشيشزشل ذمشنم اهلشلق( يقوُل مالك‪ :‬فقمحت فذزدعا منم نُوُمي‪ ،‬فإذا‬
‫الؤذن يؤلذن للِّفجر‪ ،‬فاستغفرت ال‪ ،‬وتبَت إليه‪ ،‬ث قمحت فاغتسلِّت‪ ،‬وذهبَت لصلِّي الفجر خلِّف‬
‫المام الشافعي‪ ،‬فإذا به يقرأ ف الصلة‪) :‬أششله يشأهذن لذلِّلذذيشنم آْشمنروُا شأن شتهشششع قريرلِّوُبيررههم لذذذهكذر اللِّلذه شوشما نُشيشزشل ذمشنم‬
‫اهلشلق(‪ ،‬فأخذت دموُعي تنهمحر‪ ،‬وأحسست بعظم ذنُب‪ ،‬وبفضل ال علِّلي ورحته وحلِّمحه‪ ،‬وشعرت بأن‬
‫ال ياطبَن ويشذلكرن‪ ،‬ث بعد انُقضاء الصلة‪ ،‬استدار المام الشافعي‪ ،‬ث بدأ يقوُل‪" :‬يقوُل تعال‪) :‬أششله‬
‫يشأهذن لذلِّلذذيشنم آْشمنروُا شأن شتهشششع قريرلِّوُبيررههم لذذذهكذر اللِّلذه شوشما نُشيشزشل ذمشنم اهلشلق(‪ ،‬ويأن‪ :‬مشتقة منم الن‪ ،‬فالن‪ ..‬الن‬
‫توُبوُا‪ ،‬الن‪ ..‬الن إل اليإان‪ ،‬الن‪ ..‬الن إل الشوُع‪ ،‬فاستغفرت ال وحدته وعزمت علِّىَ أل‬
‫أعصيه‪ ،‬وأقبَلِّت علِّىَ مالس العلِّم‪ ،‬وأصبَحت إنُسادنُا رقيدقا طيب اللِّق بعد أن أحاطن ال برحته‬
‫وحلِّمحه‪.‬‬
‫ب قد آْن لنا أن تشع‬ ‫)أششله يشأهذن لذلِّلذذيشنم آْشمنروُا شأن شتهشششع قريرلِّوُبيررههم لذذذهكذر اللِّلذه شوشما نُشيشزشل ذمشنم اهلشلق( بلِّي‪ ،‬يا ر ل‬
‫قلِّوُبنا‪ ،‬وآْن لنا أن نُتوُب‪ ..‬نُقف ببَابك‪ ..‬نُرجوُ رحتك وعفوُك‪ ..‬نُتشرف أنُا عبَادك‪ ..‬يا حلِّيم‪ ..‬يا‬
‫غفار‪ ..‬يا أرحم الراحي‬
‫يييييييييي‬
‫آثار الذنوب‬

‫‪30‬‬
‫حلدثنا ربنا سبَحانُه وتعال كثديا عنم آْثار الذنُوُب‪ ،‬وتأثيها علِّىَ المم والفراد ف آْن واحد‪ ،‬قال‬
‫ت بذأشنُهيعرذم اللِّلذه‬ ‫ذ ذ‬
‫ت آْمنشةد تمطهشمحئمنلةد يشأهتيشها ذرهزأقريشها شرشغددا لمنم ركلل شمشكحاتن فششكحشفشر ه‬
‫تعال‪( :‬وضرب اللِّله مثشلد قشيريةد شكانُش ذ‬
‫ه‬ ‫ش شش ش ر ش هش‬
‫ت شظالذشمحةد‬ ‫ذ ت‬
‫صهمحشنا منم قشيهريشة شكانُش ه‬
‫صنشيرعوُشن(‪ ،‬وقال تعال‪) :‬شوشكهم قش ش‬
‫ذذ‬
‫لوُذع شواهلشهوُف شبا شكانُروُاه يش ه‬ ‫س ا هر‬
‫ذ‬
‫فشأششذاقشيشها اللِّلهر لشبَا ش‬
‫ضوُا شواهرذجعروُا إذشل شما أرتهذرفهيترهم‬ ‫ضوُشن* ل تشيهررك ر‬ ‫شوأشنُششأهشنُا بشيهعشدشها قشيهوُدما آْشخذريشنم* فشيلِّشلمحا أششحتسوُا بشأهشسشنا إذشذا رهم لمهنيشها يشيهررك ر‬
‫ذذ‬ ‫ذذ‬ ‫ذذ‬
‫ك شدهعشوُارههم شحلت شجشعهلِّشنارههم‬ ‫ي* فششمحا شزأاشلت تليهلِّ ش‬ ‫فيه شوشمشساكنركحهم لششعلِّلركحهم ترهسأشرلوُشن* شقالروُا شيا شويهيلِّششنا ذإلنُا ركلنا شظالمح ش‬
‫صيددا شخاذمذديشنم(‪ ،‬وقال عز وجل‪) :‬فششكحأشلينم لمنم قشيهريشتة أشههلِّشهكحشناشها شوذهشي شظالذشمحة فشذهشي شخاذويشة شعشلِّىَ عررروذششها‬ ‫حذ‬
‫ش‬
‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ت‬
‫صتر لمشيد* أشفشيلِّشهم يشسيروا ذف الشهر ذ‬ ‫ذ‬ ‫ت‬
‫ب يشيهعقرلِّوُشن شبا أشهو آْشذاةن يشهسشمحرعوُشن شبا‬ ‫ض فشيتشركحوُشن شلرهم قريرلِّوُ ة‬ ‫شوبذهئمتر تمشعطللِّشة شوقش ه‬
‫ت‬ ‫ذ‬
‫ت‬ ‫صردوذر(‪ ،‬وقال جل شأنُه‪) :‬شوشكأشلينم لمنم قشيهريشة شعتش ه‬ ‫ب الذت ذف ال ت‬ ‫صارر شولشكحنم تشيهعشمحىَ الهرقرلِّوُ ر‬‫فشذإنُيلشها ل تشيهعشمحىَ الشبه ش‬
‫ت شوشباشل أشهمذرشها شوشكاشن شعاقذبَشةر‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذذ‬
‫شعهنم أشهمذر شربليشها شورررسلِّه فششحاشسهبَيشناشها حشسادبا ششديددا شوشعلذبهيشناشها شعشذادبا نُتهكحدرا* فششذاقش ه‬
‫أشهمذرشها رخهسدرا(‪.‬‬
‫ب اللِّيل أبوُ الدرداء رضي ال عنه حي أخذ الناس يرون فرحي بفتح‬ ‫وفذهم ذفعشل الذنُوُب بالمم الصحا ت‬
‫ل‪ :‬أتبَكحي ف يوُم أعز‬ ‫قبصا‪ ،‬وإذا بأب الدرداء ينتحي جانُدبَا وهوُ يبَكحي‪ ،‬فأقبَل علِّيه أحد السلِّمحي قائ د‬
‫ت أمشر‬ ‫صه‬ ‫ك علن‪ ،‬فإلنا هي أرلمة قاهرة قادررة‪ ،‬إهذ ع ش‬ ‫ال فيه السلم والسلِّمحي؟!ا فقال أبوُ الدرداء‪" :‬إشلي ش‬
‫رلبا‪ ،‬فصليها إل ما ترىً"‪.‬‬
‫نُعم‪ ..‬هكحذا تفعل الذنُوُب بالمم‪ ،‬وهذا هوُ فعلِّها ف الشعوُب‪ ،‬هذا ما فهمحه نُب ال صال علِّيه‬
‫ذ‬ ‫ذ‬
‫صررذن‬ ‫ت شعشلِّىَ بشييلينشةد لمنم لرلب شوآْشتاذن مهنهر شرهحشةد فششمحنم شين ر‬ ‫السلم حي خاطب قوُمه‪( :‬شقاشل شيا قشيهوُم أششرشأيهيترهم ذإن ركن ر‬
‫غييشر شتهذستي(‪.‬‬ ‫صهيترهر فششمحا تشذزيردونُشذن شه‬
‫ذ ذ‬
‫مشنم اللِّله إذهن شع ش‬
‫وقد وازأن الصحاب اللِّيل ابنم عبَاس رضي ال عنهمحا بي آْثار السنات والسيئمات علِّىَ ظاهر النُسان‬
‫وباطنه‪ ،‬فقال‪" :‬إن للِّحسنة نُوُدرا ف القلِّب‪ ،‬وزأيدنا ف الوُجه‪ ،‬وقوُة ف البَدن‪ ،‬ورحبَة ف الرزأق‪ ،‬ومبَة ف‬
‫صا ف الرزأق‪ ،‬وبشيهغضةد‬ ‫شييدنا ف الوُجه‪ ،‬ووشهدنا ف البَدن‪ ،‬ونُق د‬ ‫قلِّوُب اللِّق‪ ،‬وإن للِّسيئمة ظلِّمحة ف القلِّب‪ ،‬و ش ه‬
‫ف قلِّوُب اللِّق"‪.‬‬
‫ضرب عبَةد بعقوُبتة أعظشم‬ ‫ب جرتح وقع ف مهقتشتل‪ ،‬وما ر‬ ‫ت‪ ،‬ورر ل‬ ‫ب جراحا ة‬ ‫وقال ابنم القيم رحه ال‪" :‬الذنُوُ ر‬
‫ب القاسي" ورحم ال أبا العتاهية حي تيل‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ ذ‬
‫منم قسوُة القلِّب والبَعد عنم ال‪ ،‬وأبعرد القلِّوُب عنم ال القلِّ ر‬
‫لوُ أن للِّذنُوُب رائحة كريهة تفوُح فتفضح الذنُب كيف يكحوُن حالنا؟ وكيف أن ال قد أحسنم بنا إذ‬
‫جعل الذنُوُب بل رائحة‪ .‬فقال‪:‬‬
‫لطايا ل شتفوُح‬ ‫أحشسشنم الر إلهينا ‪ ...‬ألن ا ش‬
‫ضوُح‬ ‫فإذا الهرءر ملنا ‪ ...‬بي شجنبَهيه فر ر‬

‫‪31‬‬
‫ث القسوُشة‪ ،‬والشقسوُةر‬‫ث الغشهفلِّشة‪ ،‬والغفلِّةر توُذر ر‬‫ب توُذر ر‬ ‫وقال الارث الاسب رحه ال‪" :‬اعلِّشهم يا أخي ألن التذنُوُ ش‬
‫ت فإلنم قد‬ ‫ث الناشر‪ ،‬وإنا يتفلكحرر ف هذا الحيارء‪ ،‬وأما الموُا ر‬ ‫ل‪ ،‬والبَعرد مشنم الذ يوُر ر‬
‫ث البَعشد منم ا ذ‬
‫توُذر ر‬
‫ب التدهنُيا"‪ .‬وصدق منم قال‪:‬‬ ‫شأماتروُا أنُفشسهم بر ل‬
‫ث الذلل إدمارنا‬ ‫ب ‪ ...‬وقد ريوُذر ر‬ ‫ت القلِّوُ ش‬ ‫ب رتي ر‬‫ت التذنُوُ ش‬‫رأي ر‬
‫صيارنا‬ ‫ذ ذ‬ ‫ب حياةر القلِّوُ ذ‬ ‫وتررك التذنُوُ ذ‬
‫خييةر لنهفسك ع ه‬ ‫ب ‪ ...‬و ش ه‬ ‫ه‬
‫فلِّننظر إل أنُفسنا‪ :‬هل ننم منم الحياء أم منم الموُات؟‪ ..‬ومنم ينصرنُا منم ال إن عصيناه؟ كمحا قال‬
‫نُب ال صال علِّيه السلم‪.‬‬
‫فهل تريد القلِّب الي‪ ،‬ونُوُر الوُجه‪ ،‬وقوُة البَدن‪ ،‬وسعة الرزأق‪ ،‬وحب الناس؟؟ ‪ ...‬فقد عرفت الطريق‬
‫يييييييييي‬
‫محبة ال تعالى‬
‫قال الارث الاسب رحه ال‪:‬‬
‫البَةف ثلثة أشياء ل يسمحىَ الب مدبَا ل عز وجل إل با‪:‬‬
‫مبَة الؤمني ف ال عز وجل وعلمة ذلك‪ :‬كف الذىً عنهم‪ ،‬وجلِّب النفعة إليهم‪.‬‬
‫ومبَة الرسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ل عز وجل وعلمة ذلك اتبَاع سنته‪ ،‬قال ال جل ذكره )قرهل ذإن‬
‫ركنترهم رذتتبَوُشن اللِّلهش شفاتلبَذعروُذن رهيبَذهبَركحرم الللِّهر(‬
‫ومبَة ال عز وجل ف إيثار الطاعة علِّىَ العصية‪ ،‬ويقال‪ :‬ذكر النعمحة يوُرث البَة‪.‬‬
‫وللِّمححبَة أول ووسط وآْخر‪:‬‬
‫فأولا‪ :‬مبَة ال باليادي واذلننم ‪،‬قال ابنم مسعوُد رضي ال عنه‪ :‬رجبَلِّت القلِّوُب علِّىَ حب منم أحسنم‬
‫إليها‪ .‬ومنم أحسنم منم ال مهددا ورحة ورأفة وتاودزأا إل ال اللِّيم الكحري؟‬
‫ووسطها‪ :‬المتثال لوامره واجتناب نُوُاهيه‪ ،‬بيث ل يفقدك فيمحا أمرك‪ ،‬ول يدك فيمحا ناك عنه‪ ،‬فإذا‬
‫وقعت الخمالفة ذهب العتاف با والنُقلب عنها ف الي‪.‬‬
‫وأعلها‪ :‬البَة لوُجوُب حق ال عز وجل‪ ،‬قال علِّي بنم الفضيل رحة ال علِّيه‪:‬‬
‫ب ال عز وجل لنُه هوُ ال‪.‬‬ ‫إنا ريش ت‬
‫ب ال حدبَا حت ل يكحوُن شيء أحب إليك منه‪،‬‬ ‫وقال رجل لطاووس‪ :‬أوصن؟ قال‪ :‬أوصيك أن ت ل‬
‫وخفه خوُدفا حت ل يكحوُن شيء أخوُف إليك منه‪ ،‬وارج ال رجاء يوُل بينك وبي ذلك الوُف‪ ،‬وارض‬
‫ت لك علِّم التوُراة والنيل والزبوُر والفرقان‪.‬‬ ‫للِّناس ما ترضىَ لنفسك‪ ،‬قم فقد جع ر‬
‫* قال العلمة الفيوزأآْبادي رحه ال تعال ف "بصائر ذوي التمحييز" السبَاب الالبَة لبَة ال تعال‪:‬‬
‫‪ ... ... 1‬قراءة القرآْن بالتدبر والتفهم لعانُيه والتفطنم لراد ال منه‪.‬‬
‫‪ ... ... 2‬التقرب إل ال تعال بالنوُافل بعد الفرائض‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫‪ ... ... 3‬دوام ذكره سبَحانُه علِّىَ كل حال باللِّسان والقلِّب والعمحل والال‪ ،‬فنصيب الب منم البَة‬
‫علِّىَ قدر نُصيبَه منم هذا الذكر‪.‬‬
‫‪ ... ... 4‬إيثار مالبه سبَحانُه علِّىَ مالبك عند غلِّبَات الوُىً‪.‬‬
‫‪ ... ... 5‬مطالعة القلِّب لسائه سبَحانُه وصفاته ومشاهدتا‪ ،‬وتقلِّبَه ف رياض هذه العرفة ومبَاديها‪،‬‬
‫ف ال بأسائه وصفاته وأفعاله‪ :‬أحبَه ل مالة‪.‬‬ ‫فمحنم شعر ش‬
‫‪ ... ... 6‬مشاهدة بلره وإحسانُه ونُعمحه الظاهرة والبَاطنة‪.‬‬
‫‪ ... ... 7‬وهوُ منم أعجبَها‪ :‬انُكحسار القلِّب بكحللِّيته بي يديه‪.‬‬
‫‪ ... ... 8‬اللِّوُة به سبَحانُه وقت النزول اللي أي وقت التجلِّي اللي وهوُ ف السحار قبَل الفجر‬
‫لناجاته‪ ،‬وتلوة كلمه‪ ،‬والوُقوُف بالقالب والقلِّب بي يديه‪ ،‬ث ختم ذلك بالستغفار والتوُبة‪.‬‬
‫‪ ... ... 9‬مالسة البَي الصادقي‪ ،‬والتقاط أطايب ثرات كلمهم وأن ل يتكحلِّم أي الب إل إذا‬
‫ترجحت مصلِّحة الكحلم‪ ،‬وشعلِّذشم أن فيه مزيددا لاله‪.‬‬
‫‪ ... ... 10‬مبَاعدة كل سبَب يوُل بي القلِّب وبي ال عز وجل‬
‫فمحنم هذه السبَاب وصل اللبَوُن إل منازأل البَة"‬
‫وصدق منم قال‪:‬‬
‫تعصي الله وأنُت تزعم حبَه ‪ ...‬هذا لعمحري ف الفعال شنيرع‬
‫ب مطيرع‬
‫ب لنم ري ت‬
‫لوُ كان حتبَك صاددقا لطعشته ‪ ...‬إن ال ل‬
‫فأحبَوُا ال لنُه ال‪ ..‬عز وجل‬
‫يييييييييي‬
‫مراقبة ال تعالى‬
‫قال الارث الاسب‪" :‬والراقبَة ف ثلثة أشياء"‬
‫مراقبَة ال ف طاعته بالعمحل‪ ،‬ومراقبَة ال ف معصيته بالتك‪ ،‬ومراقبَة ال ف اللم والوُاطر‪.‬‬
‫لقوُل النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪" :‬اعبَد ال كأنُك تراه‪ ،‬فإن ل تكحنم تراه فإنُه يراك" ومراقبَة العبَد ل عز‬
‫وجل أشد تعدبَا علِّىَ البَدن منم مكحابدة قيام اللِّيل وصيام النهار وإنُفاق الال ف سبَيل ال‪.‬‬
‫وقد ذرذكر عنم علِّي بنم أب طالب رضي ال عنه أنُه كان يقوُل‪ :‬إلن ل ف أرضه آْنُية‪ ،‬وإلن منم آْنُيته فيها‬
‫القلِّوُب‪ ،‬فل يقبَل منها إل ما صفا وصلِّب ورق‪.‬‬
‫وقال المام ابنم القيم‪ :‬فهي أواتن ملِّوُءة منم الي‪ ،‬وأواتن ملِّوُءة منم الشر‪ .‬وكمحا قال بعض السلِّف‪:‬‬
‫"قلِّوُب البرار تغلِّي بالب‪ ،‬وقلِّوُب الفجار تغلِّي بالفجوُر"‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫ومعن ذلك أن صفاء القلِّب ل عز وجل باتبَاع أمره ونيه‪ ،‬ومشاهدة الصدق والشفاق وصفاءه لرسوُل‬
‫ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم بقبَوُل ما أتىَ به قوُلد وعمحلد ونُية‪ ،‬وصفاءه للِّمحؤمني بكحف الذىً وإيصال‬
‫النفع‪.‬‬
‫وأما قوُله‪" :‬وصلِّب" فمحعناه‪ :‬قوُي ف إقامة الدود ل تعال والمر بالعروف والنهي عنم النكحر‪.‬‬
‫وقوُله‪" :‬ورلق" فاللرقةل علِّىَ وجهي‪ :‬رقلة بالبَكحاء‪ ،‬ورقلة بالرأفة‪.‬‬
‫وقد كان يزيد بنم مرثد أحد التابعي البرة كثي البَكحاء‪ ،‬فقال له تلِّمحيذه عبَد الرحنم بنم يزيد بنم جابر‪:‬‬
‫"ما ل أرىً عينك ل ترفأ؟ فقال‪ :‬وما مسألتك عنه؟ قال‪ :‬فقلِّت له‪ :‬عسىَ ال أن ينفعن به قال‪ :‬يا ابنم‬
‫أخي‪ ،‬إن ال عز وجل توُلعدن إن أنُا عصيته أن يسجنن ف النار‪ .‬وال لوُ ل يتوُعدن إل أن يسجنن‬
‫ف ل عي" رضي ال عنه‪ ،‬وأقر عينه برضوُانُه‬ ‫حام لكحنت شحذريلاد أن ل ت ل‬ ‫ف ل‬
‫يييييييييي‬
‫العبد بين جيوش الدنيا وجيوش الخإرة‬
‫قال المام ابنم القيم رحه ال‪ :‬أقام ال سبَحانُه هذا اللِّق بي المر والنهي والعطاء والنع‪ ،‬فافتقوُا‬
‫فرقتي‪ :‬فرقة قابلِّت أمره بالتك‪ ،‬ونيه بالرتكحاب‪ ،‬وعطاءه بالغفلِّة عنم الشكحر‪ ،‬ومنعه بالسخمط‪ ،‬وهؤلء‬
‫أعداؤه‪ ،‬وفيهم منم العداوة بسب ما فيهم منم ذلك‪.‬‬
‫وقسم قالوُا‪ :‬إنا ننم عبَيدك‪ ،‬فإن أمرتنا سارعنا إل الجابة‪ ،‬وإن نيتنا أمسكحنا نُفوُسنا‪ ،‬وكففناها عمحا‬
‫نيتنا عنه‪ ،‬وإن أعطيتنا حدنُاك وشكحرنُاك‪ ،‬وإن منعتنا تضلرعنا إليك وذكرنُاك‪ ،‬فلِّيس بي هؤلء وبي‬
‫النة إل ست الياة الدنُيا‪ ،‬فإذا ملزقه علِّيهم الوُت صاروا إل النعيم القيم وقرة العي كمحا إن أولئمك‬
‫ليس بينهم وبي النار إل ست الياة‪ ،‬فإذا مزقه الوُت صاروا إل السرة والل‪ ،‬فإذا تصادمت جيوُش‬
‫الدنُيا والخرة ف قلِّبَك وأردت أن تعلِّم منم أي الفريقي أنُت فانُظر مع منم تيل منهمحا ومع منم تقاتل؛‬
‫إذ ل يإكحنك الوُقوُف بي اليشي فأنُت مع أحدها ل مالة فالفريق الول استغشوُا الوُىً فخمالفوُه‪،‬‬
‫واستنصحوُا العقل فشاوروه‪ ،‬وفلرغوُا قلِّوُبم للِّفكحر فيمحا رخذلِّقوُا له‪ ،‬وجوُارحهم للِّعمحل با أرذمروا به‪ ،‬وأوقاتم‬
‫لعمحارتا با يعمحر منازألم ف الخرة‪ ،‬واستظهروا علِّىَ سرعة الجل بالبَادرة إل العمحال‪ ،‬وسكحنوُا الدنُيا‬
‫وقلِّوُبم مسافرة عنها‪ ،‬واستوُطنوُا الخرة قبَل انُتقالم إليها‪ ،‬واهتمحوُا بال وطاعته علِّىَ قدر حاجتهم إليه‪،‬‬
‫وتزودوا للخرة علِّىَ قدر مقامهم فيها‪ ،‬فعلجل لم سبَحانُه منم نُعيم النة وروحها أن آْنُسهم بنفسه‪،‬‬
‫وأقبَل بقلِّوُبم إليه‪ ،‬وجعها علِّىَ مبَته‪ ،‬وشلوُقهم إل لقائه‪ ،‬ونُلعمحهم بقربه‪ ،‬وفلرغ قلِّوُبم ما مل قلِّوُب‬
‫غيهم منم مبَة الدنُيا‪ ،‬واللم والزن علِّىَ فشيهوُتا‪ ،‬والغلم منم خوُف ذهابا فاستلنُوُا ما استوُعره التفوُن‪،‬‬
‫وأنُسوُا با استوُحش منه الاهلِّوُن‪ ،‬صحبَوُا الدنُيا بأبدانم‪ ،‬والل العلِّىَ بأرواحهم‬
‫يييييييييي‬
‫خإشية ال تعالى‬

‫‪34‬‬
‫لقد جع ال تعال للِّخمائفي الدىً والرحة والعلِّم والرضوُان وهي مامع مقامات أهل النات‪ ،‬قال‬
‫تعال‪" :‬رهددىً شوشرهحشة للِّلذذيشنم رههم لذشرلبذهم يشيهرشهربَوُن" )العراف‪ ، (154:‬وقال تعال‪" :‬إذلشنا شيهششىَ اللِّلهش ذمهنم‬
‫ك لذشمحهنم شخذششي شربلره")البَينة‪:‬‬ ‫ذ‬
‫ضوُا شعهنهر شذل ش‬ ‫عشبَاده الهعرلِّششمحاء")فاطر‪ ، (28:‬وقال عز وجل‪" :‬لرذضشي اللِّلهر شعهنيرههم شوشر ر‬
‫ذ ذذ‬
‫‪ (8‬وكل ما دل علِّىَ فضيلِّة العلِّم دل علِّىَ فضيلِّة الوُف لن الوُف ثرة العلِّم‪ ،‬قال تعال ‪:‬حاكيا عنم‬
‫ذ ذذ‬
‫ي‪ 26‬فششمحلنم اللِّلهر‬ ‫ض يشيتششساءرلوُشن‪ 25‬شقالروُا ذإلنُا ركلنا قشيهبَرل ذف أشههلِّشنا رمهشفق ش‬ ‫ضرههم شعشلِّىَ بشيهع ت‬
‫أهل النة ‪":‬شوأشقهيبَششل بشيهع ر‬
‫ب اللسرمحوُذم ‪ 27‬ذإلنُا ركلنا ذمنم قشيهبَرل نُشهدرعوُهر ذنُإلهر رهشوُ الهبَشيتر اللرذحيم")الطوُر( فقوُله‪" :‬مشفقي"‬ ‫شعشهلِّييشنا شوشوشقاشنُا شعشذا ش‬
‫أي خائفي منم عصيان ال تعال معتني بطاعته‪ ،‬وقال تعال‪" :‬إذلن الذذيشنم شيهششهوُشن شربيلرهم ذبالهغشهيب ذ شرلم‬
‫لمهغذفشرة شوأشهجةر شكبَذةي")تبَارك‪ (12:‬وقال تعال‪" :‬إذلن الذذيشنم رهم لمهنم شخهشيشذة شرلذبم تمهشذفرقوُشن ‪ 57‬شوالذذيشنم رهم‬
‫ت شرلبذهم ييرهؤذمرنوُشن ‪ 58‬شوالذذيشنم رهم بذشرلبذهم شل يرهشذرركوُشن ‪ 59‬شوالذذيشنم ييرهؤرتوُشن شما آْتشوُا لوقريرلِّوُبيررههم شوذجلِّشة أشنُيلرههم إذشل‬ ‫ذبآيا ذ‬
‫ش‬
‫ذ‬ ‫ذ‬
‫لييشرات شورههم ششلا شسابذرقوُن")الؤمنوُن(‪ ،‬وسألت عائشة رضي ال‬ ‫ك يرشساذررعوُشن ذف ا هشه‬ ‫شرلبذهم شراجرعوُشن ‪60‬أرهولشئم ش‬
‫ذ‬
‫عنها عنم هذه الية الرسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪ :‬أرهرم الذينم يشربوُن المحر و يزنُوُن ويسرقوُن‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫"ل يا ابنة الصديق ولكحنهم الذينم يصوُموُن ويصلِّوُن ويتصدقوُن ويافوُن أل يتقبَل منهم‪ ،‬أولئمك‬
‫يسارعوُن ف اليات"‪.‬‬
‫قال السنم رحه ال‪ :‬عمحلِّوُا وال بالطاعات واجتهدوا فيها‪ ،‬وخافوُا أن تريشرلد علِّيهم‪ ،‬إن الؤمنم جع‬
‫إحسادنُا وخشية‪ ،‬والنافق جع إساءة وأمدنا‪ ،‬وقال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪" :‬إن رجلد حضره‬
‫الوُت‪ ،‬فلِّمحا يئمس منم الياة أوصىَ أهلِّه‪ ،‬إذا أنُا مت فاجعوُا ل حطدبَا كثديا وأوقدوا فيه نُادرا‪ ،‬حت إذا‬
‫أكلِّت لمحي وخلِّصت إل عظمحي فامتحشت‪ ،‬فخمذوها فاطحنوُها ث انُظروا يوُماد راحاد فاذروه ف اليم‬
‫ففعلِّوُا‪ ،‬فجمحعه ال فقال له‪ :‬ل فعلِّت ذلك قال‪ :‬منم خشيتك فغفر ال له "‪.‬‬
‫وعنم أب هريرة رضي ال عنه‪ :‬قال سعت رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يقوُل‪" :‬منم خاف أدل ومنم‬
‫أدل بلِّغ النزل‪ ،‬أل إن سلِّعة ال غالية‪ ،‬إل إن سلِّعة ال النة " فقوُله أدل أي سار منم أول اللِّيل‪،‬‬
‫والعن أن منم خاف الزمه الوُف السلِّوُك إل الخرة والبَادرة بالعمحال الصالة خوُدفا ما يقطعه عنها‪.‬‬
‫قال السنم البَصري رحه ال ‪ :‬إن الؤمني قوُم ذلت منهم وال الساع والبصار والوُارح حت يسبَهم‬
‫الاهل مرضىَ وإنم وال الصحاء‪ ،‬ولكحنم دخلِّهم منم الوُف ما ل يدخل غيهم‪ ،‬ومنعهم منم الدنُيا‬
‫علِّمحهم بالخرة فقالوُا ‪ :‬المحد ال الذي أذهب عنا الزن ‪ ،‬أما وال ما أحزنم ما أحزن الناس ‪ ،‬ول‬
‫تعاظم ف قلِّوُبم شيء طلِّبَوُا به النة‪ ،‬إنُه منم ل يتعز بعزاء ال تقطعت نُفسه علِّىَ الدنُيا حسرات‪ ،‬ومنم‬
‫ل ير ل علِّيه نُعمحه ف غي مطعم أو مشرب فقد قل علِّمحه وحضر عذابه ‪.‬‬
‫ومنم تأمل حال السابقي وجدهم ف غاية الوُف‪ ،‬وننم جعنا بي التقصي بل التفريط والمنم‪ ،‬فكحلِّمحا‬
‫ازأداد علِّم العبَد بال عز وجل وبنفسه ازأداد خوُفه وعمحلِّه‪ ،‬وكلِّمحا ازأداد جهلِّه بربه وبنفسه ازأداد أمنه‬
‫وتفريطه‪ ،‬وهذا رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم كان إذا دخل ف الصلة يسمحع لصدره أزأيز كأزأيز‬

‫‪35‬‬
‫الرجل أي صوُت البَكحاء وهذا الصديق رضي ال عنه يقوُل‪ } :‬وددت أن شعرة ف جنب عبَد مؤمنم {َ‬
‫‪ ،‬وكان إذا قام إل الصلة كأنُه عوُد منم خشية ال عز وجل ‪ ،‬وهذا الفاروق عمحر رضي ال عنه قرأ‬
‫ك لششوُاقذةع" )الطوُر‪ ،(7:‬بكحىَ واشتد بكحاؤه حت مرض وعادوه‪ ،‬وقال‬ ‫ب شربل ش‬‫سوُرة الطوُر حت بلِّغ‪" :‬إذلن شعشذا ش‬
‫لبنه وهوُ يإوُت‪ :‬ويك ضع خدي علِّىَ الرض عساه أن يرحن‪ ،‬ث قال‪ :‬ويل أمي إن ل يغفر ل‬
‫)ثلثا(‪ ،‬ث قضىَ نبَه‪ ،‬وكان يإر بالية ف ورده باللِّيل تيفه فيبَقىَ ف البَيت أياما ريعاد؛ يسبَوُنُه مريضا‪.‬‬
‫صشر ال بك المصار وفتح بك‬ ‫وكان ف وجهه خطان أسوُدان منم كثرة البَكحاء‪ ،‬وقال له ابنم عبَاس‪ :‬شم ل‬
‫الفتوُح وفعل وفعل‪ ،‬فقال‪ :‬وددت أن أنوُ ل أجر ول وزأر‪ .‬وهذا عثمحان بنم عفان رضىَ ال عنه‪ :‬كان‬
‫إذا وقف علِّىَ القب يبَكحي حت تبَتل ليته‪ ،‬وقال ‪ :‬لوُ أنُن بي النة والنار ول أدري إل أيتهمحا أصي‬
‫لختت أن أكوُن رماددا قبَل أن أعلِّم إل أيتهمحا أصي‪ .‬وكان يزيد بنم حوُشب يقوُل مدثا با كان يراه‬
‫منم صلح القوُم وخوُفهم‪ :‬ما رأيت أخوُف منم السنم وعمحر بنم عبَد العزيز كألن النار ل تلِّق إل لمحا‪.‬‬
‫أخي ‪:‬هل تاف ال ؟‬
‫قبَل أن تيب‪ :‬اسع ما يقوُل لك الفضيل بنم عياض رحه ال‪ :‬إذا قيل لك‪ :‬هل تاف ال ؟ فاسكحت‪،‬‬
‫فإنُك إن قلِّت‪ :‬نُعم‪ ،‬كذبت‪ ،‬وإن قلِّت‪ :‬ل‪ ،‬كفرت‪.‬‬
‫وكان أبوُ ذر رضي ال عنه يقوُل‪ :‬لوُ تعلِّمحوُن ما أنُتم لقوُن بعد الوُت لا أكلِّتم طعاما علِّىَ شهوُة‪ ،‬ول‬
‫شربتم شرابا علِّىَ شهوُة‪ ،‬ول دخلِّتم بيتا تستظلِّوُن به‪ ،‬ولرجتم إل الصعيد تضربوُن صدوركم وتبَكحوُن‬
‫علِّىَ أنُفسكحم‪ ،‬ولوُددت أن شجرة تقطع ث تؤكل‪.‬‬
‫نُسأل ال عز وجل أن يقسم لنا منم خشيته ما يوُل بيننا و بي معصيته‪ ،‬وأسأله سبَحانُه أن يرزأقنا‬
‫خشيته ف السر والعلِّنم ‪ ،‬وأسأله سبَحانُه أن يعلِّنا منم المني يوُم الوُف والفزع "يشيهوُشم يشذفتر الهشمحهرءر ذمهنم‬
‫صاذحبَشتذذه شوبشذنيذه ‪ 36‬لذركحلل اهمذرتئ لمهنيرههم يشيهوُشمئمذتذ ششأهةن ييرهغذنيذه")عبَس(‪ ،‬ومنم ريناشدهون‬ ‫ذ ذ‬ ‫ذذ‬
‫أشخيه ‪ 34‬شوأرلمه شوأشذبيه ‪ 35‬شو ش‬
‫ف شعلِّشهيركحهم شولش أشنُترهم شهتشزرنُوُشن")العراف‪(49:‬‬ ‫ف ذلك اليوُم العظيم‪" :‬اهدرخلِّروُاه اهلشنلةش لش شخهوُ ة‬
‫يييييييييي‬
‫البكاء من خإشية ال تعالى‬
‫ذ‬ ‫ت‬
‫ت‪ :‬يا‬ ‫صللِّىَ الر شعلِّشهيه وشسللِّم‪" :‬اقهيشرأه عللِّي الرقرآْشن" قلِّ ر‬
‫ب ش‬ ‫شعنم أب شمسعوُد رضي الللِّه عنه قاشل‪ :‬قال ل الن ت‬
‫ذ‬ ‫ك أرنُهذزشل؟‪ ،‬قاشل‪ " :‬ذإن أرذح ت‬
‫ت علِّيه سوُشرشة‬ ‫ب أشهن أشهسششعهر مهنم شغ هذيي" فقشرأه ر‬ ‫ك‪ ،‬شوشعلِّشهي ش‬ ‫ررسوُشل الللِّه ‪ ،‬أشقهيشرأر شعلِّشهي ش‬
‫ك شعلِّىَ شهؤلذء ششذهيداد‬ ‫ذ‬
‫ف ذإذا جهئمنا ذمهنم ركلل أرلمة بذششهيد ذوجهئمنا بذ ش‬
‫ذذ‬
‫ت إل هذه الية‪ } :‬فششكحهي ش‬
‫ذ‬
‫اللنساء‪ ،‬حت جهئم ر‬
‫ت ذإلهيذه‪ ،‬فشذإشذا ذعهيناهر تشهذذرفاذن‪ .‬متفةق علِّيه‪.‬‬‫ك الن" شفاهلتشيشف ل‬ ‫{َ قال‪ " :‬شحهسبَر ش‬
‫صللِّىَ الر شعلِّشهيذه وشسللِّم‪ " :‬لشيشلِّذرجه اللناشر شرهجةل بششكحىَ ذمهنم‬ ‫ذ‬
‫وعنم أب هريرة رضي الللِّه عنه قال‪ :‬قاشل ررسوُرل اللِّله ش‬
‫ضهرع‪ ،‬شول شهيشتمحرع غرشبَاةر ف شسذبَيذل الللِّه وردخارن شجشهنلشم" رواه التمذي وقال ‪:‬‬ ‫ذ‬
‫ب ف ال ل‬ ‫شخهشيشة الللِّه شحلت يشيرعوُشد اللِّل ش ر‬
‫ث حسةنم صحيةح ‪.‬‬ ‫حدي ة‬

‫‪36‬‬
‫صللِّىَ الر شعلِّشهيذه وشسللِّم‪ ":‬شسهبَيشعة يرذظلِّترهرم اللِّلهر ف ذظلِّلذه يشيهوُشم ل ذظلل إل ظلِّتره‪ :‬ذإماةم‬
‫وعنه قاشل‪ :‬قاشل ررسوُرل الللِّه ش‬
‫ب نُشششأش ف ذعشبَاشدةذ الللِّه شتعال‪ ،‬شوشررجةل قشيهلِّبَرهر رمشعللِّق بالشساذجذد‪ ،‬شوشررجلذن ششتالبا ف الللِّه‪ ،‬اجتششمحعا شعشلِّيذه‬ ‫عاذدةل‪ ،‬وشا ق‬
‫ش‬
‫صشدقشةش‬ ‫ذ‬
‫ب‬ ‫ق‬ ‫ل‬
‫د‬ ‫ص‬ ‫ت‬ ‫ل‬ ‫ج‬ ‫ر‬‫و‬ ‫لِّه‪،‬‬‫ل‬ ‫ال‬ ‫ف‬ ‫أخا‬ ‫ش‬ ‫ن‬ ‫ب وشجاتل‪ ،‬فشيشقاشل ‪ :‬إذ‬ ‫وتشيشفلرشقا شعشلِّيذه‪ ،‬ورشجل شدشعهتهر اهمرأشة شذا ر ذ ت‬
‫ش‬ ‫ش‬ ‫ش‬
‫شر ة ش‬ ‫ر‬ ‫ل‬ ‫ت شمهنص ش‬ ‫ش‬ ‫شش ة‬
‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫عييشناره" متفةق علِّيه ‪.‬‬
‫ت شه‬ ‫ضه‬ ‫فأشهخفاها حلت لش تشيهعلِّششم شالهر ما تريهنفرق شيإينره‪ ،‬وشررجةل ذششكشر الللِّه خالياد فشيشفا ش‬
‫صللِّىَ الر شعلِّشهيذه وشسللِّم شورهوُ ريصللِّي ولهوُفذذه‬‫ت ررسوُشل الللِّه ش‬ ‫وشعنم عبَد الللِّه بذنم اللشلخميرضي الللِّه عنه قال‪ :‬شأتشيهي ر‬
‫أشذزأيةز شكأشذزأيذز الهرشجذل ذمشنم البَرشكحاذء‪.‬‬
‫وقال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪ " :‬عينان ل تسهمحا النار‪ ،‬عي بكحت منم خشية ال‪ ،‬وعي باتت‬
‫ترس ف سبَيل ال"‪.‬‬
‫وعنم أنُس رضي ال عنه قال‪ :‬خطب رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم خطبَة ما سعت مثلِّها قط فقال‪":‬‬
‫لوُ تعلِّمحوُن ما أعلِّم لضحكحتم قلِّيل ولبَكحيتم كثيا"‪ ،‬فغطىَ أصحاب رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‬
‫وجوُههم ولم خني‪ ،‬وف رواية ‪ :‬بلِّششغ رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم عنم أصحابه شيء فخمطب فقال‪:‬‬
‫"عرضت علِّلي النة والنار فلِّم أر كاليوُم منم الي والشر ولوُ تعلِّمحوُن ما أعلِّم لضحكحتم قلِّيل ولبَكحيتم‬
‫كثيا" فمحا أتىَ علِّىَ أصحاب رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يوُم أشد منه غطوُا رؤوسهم ولم خني‪،‬‬
‫والني‪ :‬هوُ البَكحاء مع غلنة‪.‬‬
‫وعنم عبَد ال بنم عمحرو بنم العاصا قال‪ :‬ابكحوُا فان ل تبَكحوُا فتبَاكوُا‪ ،‬فوُالذىً نُفسي بيده لوُ يعلِّم العلِّم‬
‫أحدكم لصرخ حت ينقطع صوُته وصلِّىَ حت ينكحسر صلِّبَه‪ ،‬أخي البَيب‪ :‬بكحىَ معاذ رضي ال عنه‬
‫بكحاء شديدا فقيل له ما يبَكحيك؟ قال‪ :‬لن ال عز وجل قبَض قبَضتي واحدة ف النة والخرىً ف‬
‫النار‪ ،‬فأنُا ل أدري منم أي الفريقي أكوُن‪ ،‬وبكحىَ السنم فقيل له‪ :‬ما يبَكحيك؟ قال‪ :‬أخاف أن يطرحن‬
‫ال غداد ف النار ول يبَال‪.‬‬
‫وكان بعض الصالي يبَكحي ليلد وناردا‪ ،‬فقيل له ف ذلك‪ ،‬فقال‪ :‬أخاف أن ال تعال رآْن علِّىَ معصية‬
‫‪ ،‬فيقوُل ‪ :‬رملر عن فإن غضبَان علِّيك‪ ،‬ولذا كان سفيان يبَكحي ويقوُل ‪ :‬أخاف أن أسلِّب اليإان عند‬
‫الوُت ‪ ،‬وهذا إساعيل بنم زأكريا يروي حال حبَيب بنم ممحد وكان جارا له‪ ،‬يقوُل‪ :‬كنت إذا أمسيت‬
‫سعت بكحاءه وإذا أصبَحت سعت بكحاءه‪ ،‬فأتيت أهلِّه‪ ،‬فقلِّت ما شأنُه ؟ يبَكحي إذا أمسىَ‪ ،‬ويبَكحي إذا‬
‫أصبَح؟!ا قال‪ :‬فقالت ل‪ :‬ياف وال إذا أمسىَ أن ل يصبَح و إذا أصبَح أن ل يإسي‪.‬‬
‫لقد كان السلِّف كثيو البَكحاء والزن‪ ،‬فحي عوُتب يزيد الرقاشىَ علِّىَ كثرة بكحائه‪ ،‬وقيل له‪ :‬لوُ كانُت‬
‫ت لك ما زأدت علِّىَ هذا ؟!ا قال‪ :‬وهل خلِّقت النار إل ل ولصحاب ولخوُانُنا منم النم و‬ ‫ذ‬
‫النار رخلِّق ه‬
‫النُس؟؟ وحي سئمل عطاء السلِّيمحي‪ :‬ما هذا الزن قال‪ :‬ويك‪ ،‬الوُت ف عنقي‪ ،‬والقب بيت‪ ،‬وف‬
‫القيامة موُقفي وعلِّىَ جسر جهنم طريقي ل أدري ما ريصشنع ب‪ .‬وكان فضالة بنم صيفي كثي البَكحاء‪،‬‬
‫فدخل علِّيه رجل وهوُ يبَكحي فقال لزوجته ما شأنُه؟ قالت‪ :‬زأعم أنُه يريد سفراد بعيداد وماله زأاد‪ ،‬وانُتبَه‬

‫‪37‬‬
‫السنم ليلِّة فبَكحىَ‪ ،‬فضجه أهل الدار بالبَكحاء‪ ،‬فسألوُه عنم حاله فقال‪ :‬ذكرت ذنُبَا ل فبَكحيت‪ ،‬وعنم تيم‬
‫الداري رضىَ ال عنه أنُه قرأ هذه الية‪ " :‬أم حسب الذينم اجتحوُا السيئمات أن نعلِّهم كالذينم آْمنوُا‬
‫وعمحلِّوُا الصالات" فجعل يرددها إل الصبَاح ويبَكحي‪ ،‬وكان حذيفة رضي ال عنه يبَكحي بكحاءد شديددا‪،‬‬
‫فقيل له‪ :‬ما بكحاؤك؟ فقال‪ :‬ل أدري علِّىَ ما أقدم‪ ،‬أعلِّىَ رضا أم علِّىَ سخمط؟ وقال سعد بنم الخرم ‪:‬‬
‫كنت أمشي مع ابنم مسعوُد فلمحر باللدادينم و قد أخرجوُا حديدا منم النار فقام ينظر إل الديد الذاب‬
‫ويبَكحي‪ .‬وما هذا البَكحاء إل لعلِّمحهم بأن المر جد والساب قادم ول يغادر صغيه ول كبَيه إل‬
‫أحصاها‪.‬‬
‫فيا أخي ‪:‬‬
‫امنع جفوُنُك أن تذوق مناما ‪ ...‬وشذذر الدموُع علِّىَ الدود سجاما‬
‫واعلِّم بأنُك ميت وماسب ‪ ...‬يا منم علِّىَ سخمط اللِّيل أقاما‬
‫ل قوُةم أخلِّصوُا ف حبَه ‪ ...‬فرضىَ بم واختصهم خداما‬
‫قوُةم إذا جنم الظلم علِّيهم ‪ ...‬باتوُا هنالك سجداد و قياما‬
‫فاحفظ عينيك أخي البَيب منم النار بكحثرة البَكحاء منم خشية ال تعال‬
‫يييييييييي‬
‫التوبة‬
‫اعلِّم أن الذنُوُب حجاب عنم البَوُب‪ ،‬والنُصراف عمحا يبَعد عنم البَوُب واجب‪ ،‬وإنا يتم ذلك بالعلِّم‬
‫والندم والعزم‪ ..‬فإنُه منم ل يعلِّم أن الذنُوُب أسبَاب البَعد عنم البَوُب‪ ،‬ل يندم علِّيها‪ ،‬ول يتوُجع بسبَب‬
‫سلِّوُكه طريق البَعد‪ ،‬وإذا ل يتوُجع ل يرجع‪.‬‬
‫جيدعا أشييتشها الهرمحهؤذمرنوُشن لششعلِّلركحهم تريهفلِّذرحوُشن( وقال سبَحانُه‪" :‬شيا‬
‫وقد أمر ال تعال بالتوُبة فقال‪) :‬ورتوُبوُا إذشل اللِّلذه شذ‬
‫ش ر‬
‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫صوُدحا" وقال عز وجل‪ " :‬إذلن اللِّلهش ري ت‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫ب الهرمحتشطشلهذريشنم"‬
‫ي شوري ت‬
‫ب التليلوُاب ش‬ ‫أشييتشها الذيشنم آْشمنروُا رتوُبروُا إذشل اللِّله تشيهوُبشةد نُل ر‬
‫وقال النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪" :‬يا أيها الناس توُبوُا إل ربكحم فإن أتوُب إل ال ف اليوُم مائة مرة"‪.‬‬
‫وقال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم منم حديث ابنم مسعوُد‪" :‬ل أشد فردحا بتوُبة عبَده حي يتوُب إليه منم‬
‫أحدكم‪ ،‬كان علِّىَ راحلِّته بأرض فلة‪ ،‬فانُفلِّتت منه وعلِّيها طعامه وشرابه‪ ،‬فأيس منها‪ ،‬فأتىَ شجرة‬
‫فاضطجع ف ظلِّها‪ ،‬وقد أيس منم راحلِّته‪ ،‬فبَينمحا هوُ كذلك إذ هوُ با قائمحة عنده‪ ،‬فأخذ بطامها ث‬
‫قال منم شدة الفرح‪ :‬اللِّهم أنُت عبَدي وأنُا ربك‪ ،‬أخطأ منم شدة الفرح"‪.‬‬
‫وعنم أب موُسىَ عبَد ال بنم قيس الشعري رضي ال عنه عنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال‪" :‬إن ال‬
‫تعال يبَسط يده باللِّيل ليتوُب مسيء النهار‪ ،‬ويبَسط يده بالنهار ليتوُب مسيء اللِّيل حت تطلِّع‬
‫الشمحس منم مغربا"‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫والحاديث ف هذا كثية‪ ،‬والجاع منعقد عنم وجوُب التوُبة‪ ،‬لن الذنُوُب مهلِّكحات مبَعدات عنم ال‬
‫تعال"‪ ،‬والتوُبة واجبَة علِّىَ الدوام‪ ،‬فإن النُسان ل يلِّوُ منم معصية‪ ،‬وقد حثنا رسوُلنا صلِّىَ ال علِّيه‬
‫وسلِّم علِّىَ البَادرة إل التوُبة فقال‪" :‬بادروا بالعمحال سبَدعا‪ ،‬هل تنتظرون إل فقدرا منسديا‪ ،‬أو غن مطغديا‪،‬‬
‫ضا مفسدا‪ ،‬أو هردما مفندا‪ ،‬أو موُدتا مهدزا‪ ،‬أو الدجال فشر غائب ينتظر‪ ،‬أو الساعة والساعة أدهىَ‬ ‫أو ر د‬
‫وأمر"‪.‬‬
‫وقال علِّيه الصلة والسلم‪" :‬الكحليس منم دان نُفسه وعمحل لا بعد الوُت‪ ،‬والعاجز منم اتبَع نُفسه هوُاها‬
‫ن"‪.‬‬
‫وتن علِّىَ ال الما ل‬
‫والتوُبة تحوُ الطايا فقد قال صلِّىَ ل علِّيه وسلِّم‪" :‬التائب منم الذنُب كمحنم ل ذنُب له"‪ .‬وهي عبَارة‬
‫عنم نُدم يوُرث عزدما وقصددا‪ ،‬ولتمحامها علمة‪ ،‬ولدوامها شروط‪ ،‬فعلمة صحة الندم‪:‬‬
‫رقة القلِّب‪ ،‬وغزارة الدمع‪ :‬وقد ورد عنم عمحر رضي ال عنه أنُه قال‪" :‬اجلِّسوُا إل التوُابي فإنم أرق‬
‫أفئمدة"‪.‬‬
‫الهد ف الطاعة‪ :‬فإنُه لا تطهر منم الذنُوُب سطع ف قلِّبَه نُوُر الطاعة وأطال الناجاة وأقبَل علِّىَ ال‪.‬‬
‫الزن والوُف‪ :‬فمحرة يذكر ما كان فيخمشىَ العقاب‪ ،‬ومرة يذكر ما فاته فيزداد ألا وحسرة‪.‬‬
‫د‬
‫الشكحر والرجاء‪ :‬شكحر ال تعال علِّىَ فضلِّه إذ وفقه للِّتوُبة‪ ،‬ورجاء قبَوُلا‪.‬‬
‫وأما علمة العزم والقصد‪ :‬فالعزم علِّىَ عدم العوُدة إل الذنُوُب ثانُية‪ ،‬بأن يعقد مع ال عقددا مؤكددا‬
‫ويعاهده بعهد وثيق أل يعوُد إل تلِّك الذنُوُب ول إل أمثالا‪ ،‬وقصد ال تعال بأن يعينه علِّىَ التوُبة‬
‫وعدم ارتكحاب الذنُوُب‪.‬‬
‫لص ه ذ‬ ‫ذ‬
‫ي الرزاعلي‬ ‫ومت تاب النُسان قبَل ال منه التوُبة مهمحا تعاظمحت ذنُوُبه‪ ،‬شوشعهنم أب رنشهيد عهمحراشن بهذنم ا ر‬
‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫ت‬‫صللِّىَ الر شعلِّشهيه وشسللِّم شوهشي رحهبَيشلِّىَ مشنم اللزشنُا ‪ ،‬فشقالش ه‬ ‫شرضي اللِّلهر شعهنيرهشمحا أشلن اهمرأشدة مهنم رجهينةش أششتت شررسوُشل ال ش‬
‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫صللِّىَ الر شعلِّشهيه وشسللِّم شوليليشها فشيشقاشل ‪ ":‬أشهحسهنم ذ ه‬
‫إلييشها‬ ‫ب ال ش‬ ‫ت شحلداد فأشقهمحهر شعلِّشلي ‪ ،‬فششدشعا نُشذ ت‬‫صهبَ ر‬ ‫‪ :‬شيا رسوُل ال أش ش‬
‫ت شعشهلِّييشها ثذشياربا ‪ ،‬رثل أششمشر ذشبا‬ ‫ذ‬
‫صللِّىَ الر شعلِّشهيه وشسللِّم ‪ ،‬فشرشلد ه‬
‫‪ ،‬فشذإشذا وضعت فشأهتذذن" فشيشفعلش‪ ،‬فشأشمر ذبا نُشذ ذ‬
‫ب اللِّله ش‬‫ش شش ش ت‬ ‫ش شش ه‬
‫ذ‬ ‫ذ‬
‫ت تشيهوُبةد‬ ‫ت‪ ،‬شقاشل ‪" :‬لششقهد شتابش ه‬ ‫صللِّي شعشهلِّييشها شيا شررسوُشل اللِّله شوقشهد شزأنُش ه‬ ‫ت ‪ ،‬رثل صللِّىَ شعشهلِّييشها‪ .‬فشيشقاشل لشهر عرشمحرر ‪ :‬تر ش‬‫فررج ه‬
‫ت ذبنهفسشها للِّلذه شعلز‬ ‫لشوُ قرذسمحت بيي سبَعذي ذمنم أشهذل الذدينشذة لوُسعتهم وهل وجهدت أشفه ذ‬
‫ضشل مهنم أشهن شجاشد ه‬ ‫ر ه شش ه ش ش ش ش‬ ‫ه ش ه شه ه ش ه ه‬
‫ت منهم"‪.‬‬ ‫وشجل؟"‪،‬وقال الفضيل‪ :‬قال ال تعال‪" :‬بشر الذنُبَي بأنم إن تابوُا قربَذلِّش ه‬
‫اللِّهم تب علِّينا واغفر لنا ول ترمنا منم ستك لنا ف الدنُيا والخرة‬
‫يييييييييي‬
‫فضيلة التفكر‬

‫‪39‬‬
‫قد أمر ال تعال بالتفكحر والتدبر ف كتابه العزيز ف موُاضع ل تصىَ‪ ،‬وأثن علِّىَ التفكحرينم‪ ،‬فقال‬
‫ت شوالشهر ذ‬
‫ض شربيلشنا شما‬ ‫تعال‪) :‬الذذينم يهذركروشن اللِّله قياما وقريعوُدا وعلِّشىَ جرنوُذبذم وييتيشفلكحروشن ذف خهلِّذق اللسمحاوا ذ‬
‫شش‬ ‫ش‬ ‫ش ش د ش ر د ش ش ش ر ه ش شش ر‬ ‫شش ر‬
‫ذ‬
‫ب اللناذر(‪.‬‬ ‫ك فشقشنا شعشذا ش‬ ‫ت شهذا شباذطلد رسهبَشحانُش ش‬‫شخلِّشهق ش‬
‫وعنم عطاء قال‪ :‬انُطلِّقت يوُدما أنُا وعربَيد بنم رعمحي إل عائشة رضي ال عنها فكحلِّمحتنا وبيننا وبينها‬
‫حجاب‪ ،‬فقالت‪ :‬يا عربَيد‪ ،‬ما يإنعك منم زأيارتنا؟ قال‪ :‬قوُل رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪" :‬رزأهر غدبَا‬
‫تزدد حدبَا"‪،‬قال ابنم رعمحي‪ :‬فأخبينا بأعجب شيء رأيته منم رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪ .‬قال‪:‬‬
‫فبَكحت‪ ،‬وقالت‪ :‬كل أمره كان عجدبَا؛ أتان ف ليلِّت حت مس جلِّده جلِّدي ث قال‪" :‬ذرين أتعبَد لرب‬
‫عز وجل‪" ،‬فقام إل القربة فتوُضأ منها ث قام يصلِّي‪ ،‬فبَكحىَ حت بلل ليته‪ ،‬ث سجد حت بلل الرض‪ ،‬ث‬
‫اضطجع علِّىَ جنبَه حت أتىَ بلل ريؤذنُه بصلة الصبَح‪ ،‬فقال‪ :‬يا رسوُل ال‪ ،‬ما يبَكحيك وقد غفر ال‬
‫لك ما تقدم منم ذنُبَك وما تأخر؟ فقال‪ :‬ويك يا بلل وما يإنعن أن أبكحي وقد أنُزل ال تعال علِّلي ف‬
‫ت لروذل اللهبَا ذ‬ ‫ت‬ ‫ت والشر ذ ذ ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫ب(‪ ،‬ث قال‪:‬‬ ‫ش‬ ‫ض شواهختلشف اللِّلهيذل شوالنليشهاذر لشيا ه‬ ‫هذه اللِّيلِّة‪) :‬إلن ذف شخهلِّذق اللسشمحاشوا ش ه‬
‫"ويل لنم قرأها ول يتفكحر فيها"‪.‬‬
‫* وعنم السنم قال‪ :‬تفكحر ساعة خي منم قيام ليلِّة‪.‬‬
‫* وعنم الفضيل قال‪ :‬الفكحر مرآْة تريك حسناتك وسيئماتك‪.‬‬
‫* وكان لقمحان ريطيل اللِّوُس وحده‪ ،‬فكحان يإر به موُله فيقوُل‪ :‬يا لقمحان‪ ،‬إنُك رتدي اللِّوُس وحدك‪ ،‬فلِّوُ‬
‫جلِّست مع الناس كان آْنُس لك‪ .‬فيقوُل لقمحان‪ :‬إن طوُل الوُحدة أفهم للِّفكحر‪ ،‬وطوُل الفكحر دليل علِّىَ‬
‫طريق النة‪.‬‬
‫فانُظر إل اللِّكحوُت لتىً عجائب العز والبوت ول تظنم أن معن النظر إل اللِّكحوُت أن تلد البَصر إليه‬
‫فتىً زأرقة السمحاء وضوُء الكحوُاكب وتفرقها؛ فإن البَهائم تشاركك ف هذا النظر‪ .‬فإن كان هذا هوُ الراد‬
‫ض شولذيشركحوُشن ذمشنم‬‫ت شوالشهر ذ‬‫ك نُرذري ذإبيراذهيم ملِّشركحوُت اللسمحاوا ذ‬
‫هش ش ش ش ش ش‬
‫ذ‬
‫فلِّم مدح ال تعال إبراهيم بقوُله‪) :‬شوشكشذل ش‬
‫ي )ل بل كل ما يرهدشرك باسة البَصر فالقرآْن ريعلب عنه باللِّك والشهادة وما غاب عنم البصار‬ ‫الهمحوُقذنذ‬
‫ر‬ ‫ش‬ ‫ر‬
‫فيعب عنه بالغيب واللِّكحوُت‪ ،‬وال تعال عال الغيب والشهادة وجبَار اللِّك واللِّكحوُت‪ ،‬ول ييط أحد‬
‫ر‬
‫ضىَ ذمنم لررسوُتل(‪،‬فارفع‬ ‫ت‬
‫ر‬ ‫ا‬ ‫نم‬ ‫م‬ ‫ذ‬
‫ب شفل يرظهذهرر شعشلِّىَ شغهيبَذه أششحددا ذإل ش هش ش‬
‫ذ‬ ‫بشيء منم علِّمحه إل با شاء )شعاذلر الهغشهي ذ‬
‫الن رأسك إل السمحاء‪ ،‬وانُظر فيها وف كوُاكبَها وف دورانا وطلِّوُعها وغروبا وشسها وقمحرها واختلف‬
‫مشارقها ومغاربا‪،‬وكلِّمحا استكحثرت منم معرفة عجيب صنع ال تعال كانُت معرفتك بلله وعظمحته أت‬
‫يييييييييي‬
‫في ذكر القبر‬
‫روي عنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أنُه قال‪" :‬القب روضة منم رياض النة‪ ،‬أو حفرة منم حفر النار"‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫ضا عنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أنُه قال‪" :‬يقوُل القب للِّمحيت حي يوُضع فيه‪ :‬ويك يا ابنم‬ ‫وروي أي د‬
‫آْدم!ا ما غرك؟!ا أل تعلِّم أن بيت الظلِّمحة‪ ،‬وبيت الوُحدة‪ ،‬وبيت الدود؟"‪.‬‬
‫وروىً التمذي عنم أب سعيد رضي ال عنه قال‪ :‬دخل رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم مصله‪ ،‬فرأىً‬
‫نُادسا كأنم يكحثرون‪ ،‬فقال‪" :‬أما إنُكحم لوُ أكثرت منم ذكر هادم اللِّذات لشغلِّكحم عمحا أرىً‪ ،‬فأكثروا ذكر‬
‫هادم اللِّذات الوُت‪ ،‬فإنُه ل يأت علِّىَ القب يوُم إل يتكحلِّم فيقوُل‪ :‬أنُا بيت الغربة‪ ،‬أنُا بيت الوُحدة‪ ،‬أنُا‬
‫ل‪ ،‬أما إن كنت لحب منم‬ ‫بيت التاب‪ ،‬أنُا بيت الدود‪ ،‬فإذا دفنم العبَد الؤمنم قال له القب‪ :‬مرحدبَا وأه د‬
‫يإشي علِّىَ ظهري إل‪ ،‬فإذ وليتك اليوُم وصرت إل‪ ،‬فستىً صنعي بك‪ ،‬فيتسع له مد بصره‪ ،‬ويفتح له‬
‫ل‪ ،‬أما إن كنت لبغض‬ ‫باب إل النة‪ ،‬وإذا دفنم العبَد الفاجر أو الكحافر قال له القب‪ :‬ل مرحدبَا ول أه د‬
‫منم يإشي علِّىَ ظهري إل‪ ،‬فإذا وليتك اليوُم‪ ،‬وصرت إل‪ ،‬فستىً صنيعي بك‪ ،‬قال‪ :‬فيلِّتئمم علِّيه حت‬
‫تتلِّف أضلعه"‪ ،‬وقال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪" :‬القب روضة منم رياض النة‪ ،‬أو حفرة منم‬
‫حفر النار"‪.‬‬
‫وقال كعب‪ :‬إذا وضع الرجل الصال ف قبه‪ ،‬احتوُشته أعمحاله الصالة‪ :‬الصلة‪ ،‬والصيام‪ ،‬والجه‪،‬‬
‫والهاد‪ ،‬والصدقة‪ .‬وقال‪ :‬وتيء ملئكحة العذاب منم قبَل رجلِّيه فتقوُل الصلة‪ :‬إليكحم عنه فل سبَيل‬
‫لكحم علِّيه‪ ،‬فقد أطال ب القيام ل عز وجل‪ ،‬قال‪ :‬فيأتوُنُه منم قبَل رأسه‪ ،‬فيقوُل الصيام‪ :‬ل سبَيل لكحم‬
‫علِّيه فقد أطال ب الصيام‪ .‬قال‪ :‬فيأتوُنُه منم قبَل جسده‪ ،‬فقوُل الجه والهاد‪ :‬إليكحم عنه‪ ،‬فقد أنُصب‬
‫نُفسه‪ ،‬وأتعب بدنُه‪ ،‬وحجه وجاهد ل عز وجل‪ ،‬ل سبَيل لكحم علِّيه‪ .‬فيأتوُنُه منم قبَل يديه‪ ،‬فتقوُل‬
‫الصدقة‪ :‬كم منم صدقة خرجت منم هاتي اليدينم حت وضعت ف يد ال ابتغاء وجهه‪ ،‬فل سبَيل لكحم‬
‫علِّيه‪ .‬قال‪ :‬فيقال له‪ :‬هنيدئما طبَت حديا‪ ،‬وطبَت ميت‪.‬قال‪ :‬وتأتيه ملئكحة الرحة‪ ،‬فتفرشه فرادشا ف النة‬
‫ودثادرا منم النة‪ ،‬فيفسح له ف قوُة مد بصره‪ ،‬ويؤتىَ بقنديل منم النة يستضيء بنوُره إل يوُم يبَعثه ال‬
‫منم قبه‪.‬‬
‫وعنم أنُس بنم مالك أن نُب ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال‪" :‬إن العبَد إذا وضع ف قبه وتوُل عنه‬
‫أصحابه حت إنُه ليسمحع قرع نُعالم‪ ،‬أتاه ملِّكحان فيقعدانُه‪ ،‬فيقوُلن له‪ :‬ما كنت تقوُل ف هذا الرجل‬
‫ممحد صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم؟ فأما الؤمنم فيقوُل‪ :‬أشهد أنُه عبَد ال ورسوُله‪ .‬فيقوُلن‪ :‬انُظر إل مقعدك‬
‫منم النار قد أبدلك ال عز وجل به مقعددا منم النة‪ ،‬فياها جيدعا‪ .‬وأما الفاجر أو النافق فيقال له‪ :‬ما‬
‫ت‪،‬‬‫ت ول تشيلِّشهي ش‬‫كنت تقوُل ف هذا الرجل؟ فيقوُل‪ :‬ل أدري‪ ،‬كنت أقوُل ما يقوُل الناس‪ ،‬فيقال له‪ :‬ل شدشريه ش‬
‫ث يضرب بطارق منم حديد ضربة بي أذنُيه‪ ،‬فيصيح صيحة يسمحعها منم يلِّيه غي الثقلِّي" أخرجاه ف‬
‫الصحيحي‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫وفيهمحا منم حديث أساء بنت أب بكحر عنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أنُه قال‪" :‬أوحي إل أنُكحم تفتنوُن‬
‫ف قبَوُركم مثل أو قال قريدبَا منم فتنة السيح الدجال‪ ،‬يقال‪ :‬ما علِّمحك بذا الرجل؟ فأما الؤمنم فيقوُل‪:‬‬
‫أشهد أنُه عبَد ال ورسوُله‪ "..‬وذكر باقي الديث‪.‬‬
‫وعنم ابنم عبَاس قال‪ :‬لا أخرجت جنازأة سعد بنم معاذ وسوُينا علِّيها‪ ،‬التفت إلينا رسوُل ال صلِّىَ ال‬
‫علِّيه وسلِّم فقال‪" :‬ما منم أحد منم الناس إل وله ضغطة ف قبه‪ ،‬ولوُ كان منفلِّدتا منها أحد لنُفلِّت‬
‫سعد بنم معاذ"‪ .‬وذكر باقي الديث‪.‬‬
‫وعنم عبَد ال الصنعان قال‪ :‬رأيت يزيد بنم هارون ف النام بعد موُته بأربع ليال‪ ،‬فقلِّت‪ :‬ما فعل ال‬
‫بك؟ قال‪ :‬تقبَل من السنات‪ ،‬وتاوزأ عن السيئمات‪ .‬قلِّت‪ :‬وما كان بعد ذلك؟ قال‪ :‬وهل يكحوُن منم‬
‫الكحري إل الكحرم‪ ،‬غفر ل ذنُوُب وأدخلِّن النة‪ ،‬قلِّت‪ :‬ب نُلِّت الذي نُلِّت؟ قال‪ :‬بجالس الذكر‪ ،‬وقوُل‬
‫الق‪ ،‬وصدقي ف الديث‪ ،‬وطوُل قيامي ف الصلة‪ ،‬وصبي علِّىَ الفقر‪ ،‬قلِّت‪ :‬منكحر ونُكحي حق؟ قال‪:‬‬
‫أي وال الذي ل إله إل هوُ‪ ،‬لقد أقعدان وسألن‪ :‬منم ربك؟ وما دينك‪ ،‬ومنم نُبَيك؟ فجعلِّت أنُفض‬
‫ليت البَيضاء منم التاب‪ ،‬وقلِّت‪ :‬مثلِّي يسال؟ أنُا يزيد بنم هارون الوُاسطي‪ ،‬كنت ف دار الدنُيا ستي‬
‫سنة رأعللِّم الناس؟ فقال أحدها‪ :‬صدق‪ ،‬هوُ يزيد بنم هارون‪ ،‬ن نُوُمة العروس‪ ،‬فل روعة علِّيك بعد‬
‫اليوُم‪.‬‬
‫وقال الروزأي‪ :‬رأيت أحد بنم حنبَل ف النوُم ف روضة‪ ،‬وعلِّيه حلِّتان خضروان‪ ،‬وعلِّىَ رأسه تاج منم‬
‫النوُر‪ ،‬وإذا هوُ يإشي مشية ل أكنم أعرفها له‪ ،‬فقلِّت‪ :‬يا أحد!ا ما هذه الشية الت ل أكنم أعهدها لك؟‬
‫فقال‪ :‬هذه مشية الدام ف دار السلم‪ .‬فقلِّت‪ :‬وما هذا التاج الذي أراه علِّىَ رأسك؟ فقال‪ :‬إن رب‬
‫عز وجل أوقفن وحاسبَن حسادبا يسديا‪ ،‬وكسان وحبَان وقربن‪ ،‬وأنُا أنُظر إليه‪ ،‬وتوُجن بذا التاج وقال‬
‫ل‪ :‬يا أحد!ا هذا تاج الوُقار توُجتك به‪ ،‬كمحا قلِّت‪ :‬القرآْن كلمي غي ملِّوُق‬
‫يييييييييي‬
‫في فضل الصبر‬
‫ذكر ال تعال الصب ف القرآْن الكحري ف نوُ منم تسعي موُضدعا‪ ،‬وأضاف إليه أكثر اليات والدرجات‪،‬‬
‫صبَشيرروا شوشكانُروُا ذبآشياتذشنا ريوُقذرنوُشن( وقال‪:‬‬ ‫ذ ذ‬
‫وجعلِّها ثرة له‪ ،‬فقال تعال‪) :‬شوشجشعهلِّشنا مهنيرههم أشئلمحةد يشيههردوشن بذأشهمذرشنُا لشلمحا ش‬
‫ذ‬ ‫ذ ذ‬ ‫)وشتل ذ‬
‫صبَشيرروها( قال عز وجل‪) :‬شولشنشهجذزيشلنم الذيشنم ش‬
‫صبَشيررواه أشهجشررهم‬ ‫ك اهلرهسشن شعشلِّىَ بشذن إذهسشرآْئيشل شبا ش‬ ‫ت شربل ش‬ ‫ت شكلِّشمح ر‬‫ش ه‬
‫صابذروشن أشهجررهم بذغش هذي ذحسا ت‬ ‫ذل‬ ‫ذ‬
‫ب(‪.‬‬ ‫ش‬ ‫ش‬ ‫بأشهحشسذنم شما شكانُروُاه يشيهعشمحرلِّوُشن( وقال‪) :‬إ شنا ييرشوُلف ال ل ر‬
‫فمحا منم قربة إل وأجرها بتقدير وحساب إل الصب‪ ،‬ولجل كوُن الصوُم منم الصب قال تعال ف الديث‬
‫القدسي‪" :‬كل عمحل ابنم آْدم له إل الصوُم فإنُه ل وأنُا أجزي به"‪ ،‬وقد وعد ال الصابرينم بأنُه معهم‪،‬‬
‫ك رهرم‬ ‫ت لمنم لرلبذهم شوشرهحشة شورأولشئمذ ش‬ ‫وجع للِّصابرينم أموُدرا ل يمحعها لغيهم فقال‪) :‬رأولشئمذ ش‬
‫ك شعلِّشهيذههم ش‬
‫صلِّششوُا ة‬
‫الهرمحههتشردوشن(‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫أما الحاديث ففي الصحيحي منم حديث أب سعيد رضي ال عنه عنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أنُه‬
‫قال‪" :‬ما أعطي أحد عطاءد خديا وأوسع منم الصب"‪.‬‬
‫وقال السنم‪ :‬الصب كنز منم كنوُزأ الي‪ ،‬ل يعطيه ال عز وجل إل لعبَد كري عنده‪ .‬وكان بعض‬
‫ك بذأشهعيرنذشنا(‪.‬‬ ‫العارفي ف جيبَه رقعة يرجها كل ساعة فيطالعها‪ ،‬وفيها‪) :‬وا ذ‬
‫ك فشذنُإل ش‬‫صذ هب لرهكحذم شربل ش‬‫ش ه‬
‫والصب ثلثة أقسام‪:‬‬
‫‪- 1‬الصب علِّىَ الطاعات‪ :‬فالعبَد متاج إل الصب علِّىَ الطاعات‪ ،‬لن النفس بطبَعها تنفر منم‬
‫التكحلِّيف‪.‬‬
‫‪ - 2‬الصب عنم العاصي‪ :‬وما أحوُج العبَد إل ذلك؛ إذ النفس أمارة بالسوُء‪.‬‬
‫‪ - 3‬الصب علِّىَ الصائب‪ ،‬وهىَ كثية مثل موُت الحبَة‪ ،‬وهلك الموُال‪ ،‬وزأوال الصحة وغيها‪ ،‬ومنم‬
‫ك ذمهنم شعهزذم‬ ‫ذ‬
‫صذبرواه شوتشيتليرقوُاه فشذإلن شذل ش‬‫أعلِّىَ مراتب هذا البَاب الصب علِّىَ أذىً الناس‪ ،‬قال تعال‪) :‬شوذإن تش ه‬
‫صهدررشك ذ شبا يشيرقوُرلوُشن(‪.‬‬
‫ك يشضيرق ش‬
‫الرموُذر( وقال ‪) :‬ولششقهد نُشيعلِّشم شنُأل ش ذ‬
‫ش ه ر‬ ‫ر‬
‫والحاديث ف فضائل الصب كثية‪ ،‬منها‪ :‬ما أخرجاه ف الصحيحي عنم عائشة رضي ال عنها قالت‪:‬‬
‫قال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪" :‬ما منم مصيبَة تصيب السلِّم إل كلفر ال عز وجل با عنه‪ ،‬حت‬
‫الشوُكة يشاكها"‪ ،‬وف حديث آْخر‪" :‬ما يصيب السلِّم منم وصب ول نُصب ول هم ول حزن‪ ،‬ول أذىً‬
‫ول غم‪ ،‬حت الشوُكة يشاكها‪ ،‬إل كلفر با منم خطاياه"‪.‬‬
‫وف حديث آْخر‪" :‬ل يزال البَلء بالؤمنم أو الؤمنة‪ ،‬ف جسده‪ ،‬وف ماله‪ ،‬وف ولده‪ ،‬حت يلِّقىَ ال وما‬
‫ذ‬
‫صابشيهتيرهم‬‫علِّيه خطيئمة"‪.‬ومنم حسنم الصب أل يظهر تأثي الصيبَة علِّىَ الصاب قال تعال‪) :‬الذيشنم إذشذا أش ش‬
‫ذ‬ ‫ذ‬
‫ك رهرم الهرمحههتشردوشن(‪ .‬قال‬ ‫ت لمنم لرلبذهم شوشرهحشة شورأولشئمذ ش‬ ‫ك شعلِّشهيذههم ش‬
‫صلِّششوُا ة‬ ‫صيبَشة شقالروُاه ذإلنُا للِّلذه شوذإلنُا إذلشهيذه شراجعوُشن* رأولشئمذ ش‬‫تم ذ‬
‫علِّي كرم ال وجهه‪ :‬منم إجلل ال ومعرفة حقه أن ل تشكحوُ وجعك‪ ،‬ول تذكر مصيبَتك‪.‬وقال رجل‬
‫للمام أحد‪ :‬كيف تدك يا أبا عبَد ال؟ قال‪ :‬بي ف عافية‪ ،‬فقال له‪ :‬حمحت البَارحة؟ أي‪ :‬أصابتك‬
‫المحىَ قال‪ :‬إذا قلِّت لك‪ :‬أنُا ف عافية فحسبَك‪ ،‬ل ترجن إل ما أكره‪ .‬فلِّننظر إل مكحانُنا بي‬
‫الصابرينم‪ ،‬ولنغتنم هذا الجر العظيم‪ ،‬فإن الشكحوُىً لنم تغي منم الال شيدئما‪ ،‬والصب سيوُرثنا الثناء‬
‫صابذرروشن أشهجشررهم بذغش هذي‬ ‫والثوُاب‪ ..‬فالصب الصب عسىَ أن يوُفينا ربنا أجرنُا بغي حساب )إذلشنا ييرشوُلف ال ل‬
‫ب(‬ ‫ذحسا ت‬
‫ش‬
‫يييييييييي‬
‫فضل الشكر‬
‫قال تعال ‪ " :‬وسنجزي الشاكرينم " ‪ ،‬وقال تعال ‪ " :‬ما يفعل ال بعذابكحم إن شكحرت وآْمنتم"‪ ،‬وقال ‪:‬‬
‫" وقلِّيل منم عبَادي الشكحوُر " ‪ ،‬ويإد بالزيد مع الشكحر ‪ " :‬لئمنم شكحرت لزأيدنُكحم " ‪ .‬ولا عرف إبلِّيس‬
‫قدر الشكحر قال ف الطعنم علِّىَ بن آْدم ‪ " :‬ول تد أكثرهم شاكرينم" ‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫وروي أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قام حت تفطرت قدماه ‪ ،‬فقالت له عائشة ‪" :‬أتصنع هذا وقد غفر‬
‫ال لك ما تقدم منم ذنُبَك وما تأخر ؟ قال ‪ : :‬أفل أكوُن عبَداد شكحوُراد " ‪.‬‬
‫وعنم معاذ رضي ال عنه قال ‪ :‬قال ل رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ‪ " :‬إن أحبَك‪ ،‬فل تدع دبر كل‬
‫صلة أن تقوُل ‪ :‬اللِّهم أعن علِّىَ ذكرك وحسنم عبَادتك" ‪.‬‬
‫والشكحر يكحوُن بالقلِّب ‪ ،‬واللِّسان ‪ ،‬والوُارح ‪.‬‬
‫أما بالقلِّب فهوُ أن يقصد الي ‪ ،‬ويضمحره للِّخملِّق كافة ‪.‬‬
‫وأما باللِّسان ‪ ،‬فهوُ إظهار الشكحر ل بالتحمحيد قال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ‪ " :‬منم ل يشكحر القلِّيل ل‬
‫يشكحر الكحثي ‪ ،‬ومنم ل يشكحر الناس ل يشكحر ال ‪ ،‬والتحدث بنعمحة ال شكحر ‪ ،‬وتركها كفر " أخرجه‬
‫المام أحد وسنده حسنم ‪.‬‬
‫وأما بالوُارح ‪ ،‬فهوُ استعمحال نُعم ال ف طاعته ‪ ،‬فمحنم شكحر العيني أن تست كل عيب تراه لسلِّم ‪،‬‬
‫ومنم شكحر الذنُي أن تست كل عيب تسمحعه ‪.‬‬
‫ونُعم ال تعال أكثر منم أن تصىَ " وإن تعدوا نُعمحة ال ل تصوُها " ‪ ،‬فلِّوُ نُظر النُسان حوُله لبَدت‬
‫له آْلء ال ظاهرة بادية ‪ ،‬ف الكحوُن ‪ ،‬ف السمحاء ‪ ،‬ف الرض ‪ ،‬ف الحياء منم حوُلك‪ ،‬ف نُفسك ‪،‬‬
‫فكحل ذلك ينطق بنعم ال وفضلِّه ‪ ،‬والنظر إل نُعم ال تعال يقوُي علِّىَ الشكحر‪ ،‬ومت أحس العبَد بنعم‬
‫ال علِّيه ‪ ،‬لجه لسانُه بشكحر ال وحده ‪ ،‬وجد ما عرفه اللِّق كلِّهم منم نُعم ال تعال بالضافة إل ما‬
‫ل يعرفوُه ‪ ،‬أقل منم قطرة ف بر ‪" ،‬وإن تعدوا نُعمحة ال ل تصوُها"‬
‫يييييييييي‬
‫فضل التوكل‬
‫التوُكل مأخوُذ منم الوُكالة‪ ،‬يقال‪ :‬ولكل فلن أمره إل فلن‪ ،‬أي فوُض أمره إليه‪ ،‬واعتمحد علِّيه‪ ،‬فالتوُكل‬
‫عبَارة عنم اعتمحاد القلِّب علِّىَ الوُلكل‪.‬‬
‫وقد أثن الشرع علِّىَ التوُكلِّي‪ ،‬فقال ال تعال "وعلِّىَ ال فلِّيتوُكل الؤمنوُن" وقال عز وجل‪" :‬ومنم يتوُكل‬
‫علِّىَ ال فهوُ حسبَه"‪ .‬وف الديث‪ :‬أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ذكر أنُه يدخل النة منم أمته سبَعوُن‬
‫ألدفا ل حساب علِّيهم‪ ،‬ث قال‪" :‬هم الذينم ل يكحتوُون‪ ،‬ول يستقوُن‪ ،‬ول يتطيون‪ ،‬وعلِّىَ ربم‬
‫يتوُكلِّوُن"‪.‬‬
‫وعنم عمحر رضىَ ال عنه قال‪ :‬سعت رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يقوُل‪" :‬لوُ أنُكحم توُكلِّتم علِّىَ ال‬
‫صا وتروح بطادنُا"‪.‬‬‫حق توُكلِّه‪ ،‬لرزأقكحم كمحا يرزأق الطي‪ ،‬تغدو خا د‬
‫وقد يظنم البَعض أن معن التوُكل ترك الهد بالبَدن‪ ،‬والكتفاء فقط بدعاء القلِّب للِّخمالق‪ ،‬وهذا ظنم‬
‫خاطئ‪ ،‬فإنا يظهر تأثي التوُكل ف حركة العبَد وسعيه إل مقاصده‪ ،‬وسعي العبَد إما أن يكحوُن للِّب‬
‫مصلِّحة أو دفع ضرر‪ ،‬وف كل الحوُال‪ ،‬علِّىَ العبَد أن يسعىَ‪ ،‬ويبَذل ما يستطيع‪ ،‬ويعقد نُيته وهوُ ف‬

‫‪44‬‬
‫سعيه متوُكلد علِّىَ ربه‪ ،‬جاء رجل إل النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم فقال‪ :‬يا رسوُل ال‪ ،‬أعقلِّها وأتوُكل‪ ،‬أو‬
‫أطلِّقها وأتوُكل؟ قال‪ ":‬اعقلِّها وتوُكل" ‪ ،‬وقال عمحر بنم الطاب رضي ال عنه‪ :‬التوُكل الذي يرلِّقي شحلبَه‬
‫ف الرض‪ ،‬ويتوُكل علِّىَ ال‪.‬‬
‫فهؤلء هم التوُكلِّوُن الذينم أثن علِّيهم ربنا سبَحانُه‪ ،‬والذينم يدخلِّوُن النة بل حساب‪ ،‬أما التوُاكلِّوُن‬
‫ن‪ ،‬فأولئمك لنم ينالوُا شيئما ف الدنُيا‪ ،‬فإن السمحاء كمحا‬ ‫الذينم يلِّسوُن ف بيوُتم ويتمحنوُن علِّىَ ال الما ل‬
‫قال عمحر رضي ال عنهل تطر ذهبَا ول فضة‪ ،‬ويوُم القيامة سيحاسبَهم ال تعال حسابا عسيا علِّىَ‬
‫تقاعسهم وكسلِّهم‪.‬‬
‫اللِّهم إنُا نُسألك أن تعلِّنا منم التوُكلِّي الذينم ترزأقهم كمحا ترزأق الطي ف الدنُيا‪ ،‬وتدخلِّهم النة بغي‬
‫حساب ف الخرة‬
‫يييييييييي‬
‫في سعة رحمة ال تعالى‬
‫جيدعا‬‫قال تعال‪) :‬قرل يا ذعبَاذدي الذذينم أشسرفروُا عشلِّىَ أشنُرفذسذهم ل تشيهقنشطروُا ذمنم لرهحذة اللِّلذه إذلن اللِّله ييهغذفر التذرنُوُب شذ‬
‫ش‬ ‫شش ر‬ ‫ش‬ ‫ه‬ ‫ه ش ش ش ش هش ش‬
‫ت ركلل ششهيتء(‪ ،‬وقال سبَحانُه‪) :‬ذإلنُا ركلنا ذمنم قشيهبَرل‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫ذنُإلهر رهشوُ الهغشرفوُرر اللرحيرم(‪ ،‬وقال عز وجل‪) :‬شوشرهحشذت شوسشع ه‬
‫نُشهدرعوُهر ذنُإلهر رهشوُ الهبَشيتر اللرذحيرم(‪.‬‬
‫وعنم أب هريرة رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪" :‬لا قضىَ ال عز وجل اللِّق‬
‫كتب ف كتاب فهوُ عنده فوُق العرش‪ :‬إن رحت غلِّبَت غضب"‪.‬‬
‫وعنم أب هريرة رضي ال عنه عنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪" :‬إن ل عز وجل مائة رحة‪ ،‬أنُزل منها رحة‬
‫واحدة بي النُس والنم والوُالم والبَهائم‪ ،‬فبَها يتعاطفوُن‪ ،‬وبا يتاحوُن‪ ،‬وبا تعطف الوُحوُش علِّىَ‬
‫أولدها‪ ،‬وألخر تسدعا وتسعي رحة يرحم با عبَاده يوُم القيامة"‪.‬‬
‫وعنم ابنم عبَاس رضي ال عنهمحا قال‪ :‬قال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪" :‬إن ربكحم تبَارك وتعال‬
‫رحيم‪ ،‬منم هلم بسنة فلِّم يعمحلِّها كتبَت له حسنة‪ ،‬فإن عمحلِّها كتبَت له عشر حسنات إل سبَعمحائة‬
‫ضعف‪ ،‬ومنم هلم بسيئمة فلِّم يعمحلِّها كتبَت له حسنة‪ ،‬فإن عمحلِّها كتبَت له سيئمة واحدة أو يإحوُها ال‪،‬‬
‫ول يهلِّك علِّىَ ال تعال إل هالك"‪.‬‬
‫وعنم أب هريرة رضي ال عنها عنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أن رجلد أذنُب ذنُدبَا فقال‪ :‬أي رب‪،‬‬
‫ت ذنُدبَا فاغفر ل‪ ،‬فقال تبَارك وتعال‪" :‬علِّم عبَدي أنُه له ردبا يغفر الذنُب ويأخذ به‪ ،‬قد غفرت‬ ‫أذنُبَ ر‬
‫ب‪ ،‬عمحلِّت ذنُدبَا فاغفره ل‪ ،‬فقال عز‬ ‫لعبَدي"‪ ،‬ث مكحث ما شاء ال‪ ،‬ث أذنُب ذنُدبَا آْخر‪ ،‬فقال‪ :‬أي ر ل‬
‫وجل‪":‬علِّم عبَدي أن له ردبا يغفر الذنُب ويأخذ به‪ ،‬قد غفرت لعبَدي"‪ ،‬ث مكحث ما شاء ال‪ ،‬ث أذنُب‬
‫ذنُدبَا آْخر‪ ،‬فقال‪ :‬أي رب‪ ،‬عمحلِّت ذنُدبَا فاغفره ل‪ ،‬فقال‪" :‬علِّم عبَدي أن له ردبا يغفر الذنُب‪ ،‬أشهدكم‬
‫أن قد غفرت لعبَدي‪ ،‬فلِّيعمحل ما شاء"‬

‫‪45‬‬
‫وعنم عمحر بنم الطاب رضي ال عنه قال‪ :‬قدم علِّي رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم بسب‪ ،‬وإذا امرأة‬
‫منم السب تسعىَ إذ وجدت صبَديا ف السب فأخذته‪ ،‬فألصقته ببَطنها‪ ،‬فأرضعته‪ ،‬فقال رسوُل ال صلِّىَ‬
‫ال علِّيه وسلِّم‪" :‬أترون هذه الرأة طارحة ولدها ف النار؟" قلِّنا‪ :‬ل وال‪ ،‬قال‪" :‬ل أرحم بعبَاده منم هذه‬
‫الرأة بوُلدها"‪.‬‬
‫وعنم أب ذر رضي ال عنه عنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أنُه قال‪" :‬ما منم عبَد قال‪ :‬ل إله إل ال‪ ،‬ث‬
‫مات علِّىَ ذلك إل دخل النة"‪ ،‬قلِّت‪ :‬وإن زأن وإن سرق؟ قال‪" :‬وإن زأن وإن سرق‪ ،‬وإن زأن وإن‬
‫سرق" ث قال ف الرابعة‪" :‬علِّىَ رغم أنُف أب ذر"‪.‬‬
‫ونُظر الفضيل بنم عياض إل تسبَيح الناس وبكحائهم يوُم عرفة فقال‪ :‬أرأيتم لوُ أن هؤلء صاروا إل رجل‬
‫يسألوُنُه دانُدقا أي ‪ :‬سدس درهم أكان يردهم؟ فقيل‪ :‬ل‪ ،‬فقال‪ :‬وال‪ ،‬الغفرة عند ال عز وجل أهوُن‬
‫منم إجابة رجل لم بدانُق‪.‬‬
‫وعنم إبراهيم بنم أدهم قال‪ :‬خل ل الطوُاف ف ليلِّة مظلِّمحة شديدة الطر‪ ،‬فلِّم أزأل أطوُف إل السحر‪،‬‬
‫ث رفعت يدي إل السمحاء فقلِّت‪ :‬اللِّهم إن أسألك أن تعصمحن عنم جيع ما تكحره‪ ،‬فإذا قائل يقوُل ف‬
‫الوُاء‪ :‬أنُت تسألن العصمحة؛ وكل خلِّقي يسألن العصمحة‪ ،‬فإذا عصمحتك فعلِّىَ منم أتفضل؟‬
‫فهذه اليات والحاديث والقوُال تبَشرنُا بكحرم ال تعال وسعة رحته‪ ،‬ونُسأله سبَحانُه أن ل يعاملِّنا با‬
‫نُستحقه‪ ،‬بل يعاملِّنا با هوُ أهلِّه‪ ،‬إذ ليس لنا منم أعمحال نُرجوُ با العفوُ‪ ،‬ولكحننا نُرجوُ ذلك منم رحته‬
‫وكرمه ‪ ..‬إنُه هوُ الرحنم الرحيم‬
‫يييييييييي‬
‫فضل الرجاء‬
‫الرجاء‪ :‬هوُ ارتياح لنُتظار ما هوُ مبَوُب‪ ،‬ول يكحوُن الرجاء إل إذا قدمت أسبَابه‪ ،‬وتهدت مبراته‪،‬‬
‫فعلِّىَ العبَد كي يرجوُ فضل ال تعال‪ ،‬أن يعمحل لذلك بعمحل الطاعات‪ ،‬وتطهي النفس منم آْثار‬
‫ت اللِّلذه‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫الذنُوُب‪ ،‬قال تعال‪ " :‬إذلن الذيشنم آْشمنروُاه شوالذيشنم شهاشجررواه شوشجاشهردواه ذف شسذبَيذل اللِّلذه أرهولشئمذ ش‬
‫ك يشيهررجوُشن شرهحش ش‬
‫شواللِّلهر شغرفوُةر لرذحيةم"‪ .‬فالذينم يستحقوُن أن يرجوُا ال تعال‪ ،‬هم أولئمك الذينم آْمنوُا وهاجروا وجاهدوا‪ ،‬أما‬
‫منم يرجوُ دون أن يعمحل فهوُ العاجز‪.‬‬
‫روىً شداد بنم أوس‪ ،‬قال‪ :‬قال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪" :‬الكحليس منم دان نُفسه وعمحل لا بعد‬
‫ن"‪.‬‬
‫الوُت‪ ،‬والعاجز منم أتبَع نُفسه هوُاها‪ ،‬وتن علِّىَ ال عز وجل الما ل‬
‫وقال معروف الكحرخي رحه ال‪" :‬رجاؤك لرحة منم ل تطيعه خذلن وحق"‪.‬‬
‫ف‬ ‫وقد ذكر ال تعال ف موُضع الذلم منم ينهمحك ف طلِّب الدنُيا‪ ،‬ث يرجوُ الغفرة‪ ،‬قال تعال‪ " :‬فششخملِّش ش‬
‫ض شهشذا الهدشن شويشيرقوُرلوُشن شسيريهغشفرر لششنا" وذم القائل‪" :‬شولشذئمنم‬ ‫ذ‬ ‫ذذ‬
‫ب يشأهرخرذوشن شعشر ش‬ ‫ف شوذرثروُاه الهكحشتا ش‬‫ذمنم بشيهعدههم شخهلِّ ة‬
‫ذ‬ ‫ترذدد ت‬
‫ت إذشل شرلب شلشجشدلن ش ه‬
‫خييدرا لمهنيشها رمنشقلِّشدبَا"‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫والقلِّب الستغرق بالدنُيا‪ ،‬كالرض السبَخمة الت ل ينمحوُ فيها البَذر‪ ،‬ويوُم القيامة هوُ يوُم الصاد‪ ،‬ول‬
‫يصد أحد إل ما زأرع ‪ ،‬ول ينمحوُ زأرع إل منم بذر اليإان‪.‬‬
‫فينبَغي أن يقاس رجاء العبَد الغفرة برجاء صاحب الزرع‪ ،‬فكحل منم طلِّب أرضاد طيبَة‪ ،‬وألقىَ فيها بذدرا‬
‫جيداد غي مسوُس ول عفنم‪ ،‬ث ساق إليها الاء ف أوقات الاجة‪ ،‬وجلِّس ينتظر منم فضل ال تعال دفع‬
‫الصوُاعق والفات‪ ،‬فهذا يسمحىَ رجاء‪ ،‬وأما منم بذر أرضاد سبَخمة صلِّبَة ل يصل إليها الاء‪ ،‬ث انُتظر‬
‫الصاد فهذا يسمحىَ حقاد ل رجاء‪.‬‬
‫فالرجاء إذن يوُرث طريق الاهدة بالعمحال‪ ،‬والوُاظبَة علِّىَ الطاعات‪ ،‬ومنم آْثاره التلِّذذ بدوام القبَال‬
‫علِّىَ ال عز وجل‪ ،‬والتنعم بناجاته والوُقوُف بي يديه‪ ،‬ومت تقق ال تعال منم ذلك‪ ،‬كان عند حسنم‬
‫ظنم عبَده به‪ ،‬روىً أبوُ هريرة رضي ال عنه‪ ،‬عنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أنُه قال‪" :‬قال ال عز‬
‫وجل‪:‬أنُا ظنم عبَدي ب" وف رواية" فلِّيظنم ب ما شاء"‪.‬‬
‫وف حديث آْخر أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال ‪ :‬ل يإوُتنم أحدكم إل وهوُ يسنم الظنم بال"‪.‬‬
‫قال ابنم مسعوُد رضي ال عنه‪ :‬ليغفرن ال عز وجل يوُم القيامة مغفرة ل تطر علِّىَ قلِّب بشر‪.‬‬
‫والرجاء مطلِّوُب عند نُزول الوُت ‪ ،‬قال سلِّيمحان التيمحي عند الوُت لنم حضره‪ :‬حدثن بالرخص‪ ،‬لعلِّي‬
‫ألقىَ ال وأنُا أحسنم الظنم به‪.‬‬
‫فال سبَحانُه كري غفوُر‪ ،‬وهوُ عند حسنم ظننا به سبَحانُه‪ ،‬مت تققت منا أسبَاب الرجاء بالقبَال علِّىَ‬
‫الطاعات‪ ،‬وتطهي القلِّب منم دنُس العاصي‪ ،‬وآْثام الذنُوُب‪ ،‬ولنكحنم كالرض الطيبَة الت تؤت أكلِّها‬
‫كل حي بإذن ربا‪ ،‬ول نُكحوُن كالرض البَيثة السبَخمة الت ل رجاء فيها ول أمل‬
‫يييييييييي‬
‫ذكر الموت والستعداد له‬
‫أخرج أبوُ نُعيم الافظ بإسناده منم حديث مالك بنم أنُس عنم ييح بنم سعيد بنم السيب عنم عمحر بنم‬
‫الطاب قال ‪ :‬قال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ‪ " :‬أكثروا منم ذكر هادم اللِّذات " قلِّنا يا رسوُل ال‬
‫‪ :‬وما هادم اللِّذات ؟ قال ‪ :‬الوُت " ‪.‬‬
‫أخرج ابنم ماجة عنم ابنم عمحر رضي ال عنه أنُه قال ‪ :‬كنت جالساد مع رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‬
‫فجاء رجل منم النُصار فسلِّم علِّىَ النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم فقال يا رسوُل ال‪ :‬أي الؤمني أفضل؟‬
‫قال‪ " :‬أحسنهم خلِّدقا " قال‪ :‬فأي الؤمني أكيس؟ قال‪ " :‬أكثرهم للِّمحوُت ذكراد وأحسنهم لا بعده‬
‫استعداددا‪ ،‬أولئمك الكياس "‪.‬‬
‫وأخرج التمذي عنم شداد بنم أوس قال ‪ :‬قال النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم " الكحليس منم دان نُفسه وعمحل‬
‫لا بعد الوُت‪ ،‬والعاجز منم أتبَع نُفسه هوُاها وتن علِّىَ ال المانل " ‪ .‬وروي عنم أنُس قال ‪ :‬قال رسوُل‬
‫ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ‪ " :‬أكثروا ذكر الوُت ‪ .‬فإنُه يإحص الذنُوُب ويزهد ف الدنُيا " ‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫قال علِّمحاؤنُا رحة ال علِّيهم ‪ " :‬قوُله صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ‪ " :‬أكثروا ذكر هادم اللِّذات الوُت " كلم‬
‫متصر وجيز‪ ،‬قد جع التذكرة وأبلِّغ ف الوُعظة‪ ،‬فإن منم ذشكشر الوُت حقيقة ذكره نُلغص علِّيه لذته‬
‫الاضرة‪ ،‬ومنعه منم تنيها ف الستقبَل‪ ،‬وزألهده فيمحا كان منها يؤمل ‪ ،‬ولكحنم النفوُس الراكدة‪ ،‬والقلِّوُب‬
‫الغافلِّة تتاج إل تطوُيل الوُعاظ ‪.‬‬
‫كان أمي الؤمني عمحر بنم الطاب كثياد ما يتمحثل بذه البيات ‪:‬‬
‫ل شيء ما ترىً تبَقىَ بشاشته ‪ ...‬يبَقىَ الله ويوُدىً الال والوُلد‬
‫ت عاةد فمحا خلِّدوا‬ ‫ل تغنم عنم هرمز يوُماد خزائنه ‪ ...‬واللِّد قد حاول ه‬
‫ول سلِّيمحان إذ تري الرياح له ‪ ...‬والنُس والنم فيمحا بينها ترد‬
‫أينم اللِّوُك الت كانُت لعزته ‪ ...‬منم كل أوب إليها وافد يفد ؟‬
‫احوُض هنالك موُرود بل كذب ‪ ...‬ل بد منم وروده يوُدما كمحا وردوا‬
‫ت عاةد‬‫يبَقىَ الله ويوُدىً الال والوُلد واللِّد قد حاول ه‬
‫فمحا خلِّدوا والنُس والنم فيمحا بينها ترد‬
‫منم كل أوب إليها وافد يفد ؟ ل بد منم وروده يوُدما كمحا وردوا‬
‫ل شيء ما ترىً تبَقىَ بشاشته‬
‫ل تغنم عنم هرمز يوُماد خزائنه‬
‫ول سلِّيمحان إذ تري الرياح له‬
‫أينم اللِّوُك الت كانُت لعزتا حوُض هنالك موُرود بل كذب‬
‫وكان رضي ال عنه يقوُل ‪ " :‬وال لوُ أن ل طلعأي‪:‬ملء الرض ذهبَاد ‪ ،‬لفتديت به منم عذاب ال‬
‫قبَل أن أراه " ‪.‬‬
‫والرء حال الوُت أحد أمرينم‪ :‬صاحب النة‪ ،‬وصاحب النار‪ ،‬ففي الصحيحي منم حديث عبَادة عبَد‬
‫الصامت رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ‪ " :‬إن الؤمنم إذا حضره الوُت برلشر‬
‫برضوُان ال وكرامته ‪ ،‬فلِّيس شيء أحب إليه ما أمامه ‪ ،‬وأما صاحب النار الذي ختم له بسوُء‪ ،‬فهوُ‬
‫يبَشر با وهوُ ف تلِّك الهوُال " ‪.‬‬
‫وقد روي أن اللِّكحي الوُكلِّي بالعبَد يتاءيان له عند الوُت ‪ ،‬فإن كان صالاد أثنيا علِّيه‪ ،‬وقال‪ :‬جزاك ال‬
‫خيدا‪ ،‬وإن كان صحبَهمحا ذبشر ‪ ،‬قال‪ :‬ل جزاك ال خياد ‪ .‬ويستحب لنم شارف علِّىَ الوُت أن يكحوُن‬
‫قلِّبَه عامراد بسنم الظنم بال تعال‪ ،‬ولسانُه نُاطقاد بالشهادة‪ ،‬فقد جاء ف الديث‪ " :‬ل يإوُتنم أحدكم إل‬
‫وهوُ يسنم الظنم بال "‪ ،‬وروي أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم دخل علِّىَ رجل وهوُ يإوُت فقال‪ " :‬كيف‬
‫ندك؟ " ‪ ،‬قال ‪ :‬أرجوُ ال‪ ،‬وأخاف ذنُوُب‪ ،‬فقال‪ " :‬ما اجتمحعا ف قلِّب عبَد ف مثل هذه الوُطنم إل‬

‫‪48‬‬
‫أعطاه ال الذي يرجوُ ‪ ،‬وألمنه منم الذي ياف "‪ .‬وقال سلِّيمحان التيمحي لبنه عند الوُت ‪ :‬يا بن ‪،‬‬
‫حدثن بالرخص ‪ ،‬لعلِّي ألقىَ ال تعال وأنُا أحسنم الظنم به‪.‬‬
‫كمحا يستحب تلِّقي التضر‪ " :‬ل إله إل ال "‪ ،‬كمحا جاء ف رواية المام مسلِّم‪ " :‬لقنوُا موُتاكم ل إله‬
‫إل ال " ‪.‬وروىً الزن قال ‪ " :‬دخلِّت علِّىَ الشافعي ف مرضه الذي مات فيه‪ ،‬فقلِّت له ‪ :‬كيف‬
‫ل‪ ،‬وللخوُان مفارقدا‪ ،‬ولسوُء عمحلِّي ملقيدا‪ ،‬ولكحأس النية شاربدا‪،‬‬‫أصبَحت؟ قال‪ :‬أصبَحت منم الدنُيا راح د‬
‫وعلِّىَ ال وارددا‪ ،‬ول أدري أروحي تصي إل النة فأهنئمها‪ ،‬أم إل النار فأعزيها‪ ،‬ث أنُشأ يقوُل‬
‫ولا قسا قلِّب وضاقت مذاهب ‪ ...‬جعلِّت الرجا من بعفوُك سللِّمحا‬
‫يتعاظمحن ذنُب فلِّمحا قرنُته ‪ ...‬بعفوُك رب كان عفوُك أعظمحا‬
‫ت ذا عفوُ عنم الذنُب ل تزل ‪ ...‬توُد وتعفوُ ملنة وتكحترما‬ ‫ومازأل ش‬
‫نُسأل ال عفوُه وجوُده وملنه‬
‫يييييييييي‬
‫فضل الدعاء‬
‫ذ‬ ‫قال ال تعال‪) :‬وشقاشل ربتركحم ادعوُذن أشستذجب لشركحم ( ‪ ،‬وقال تعال‪) :‬وإذشذا سأشلش ذ ذ‬
‫ب‬‫ك عشبَادي شعلن فشإلن قشذري ة‬ ‫ش ش ش‬ ‫ش ش ر ه ر هش ه ه‬
‫ب شدهعشوُشة اللداذع إذشذا شدشعاذن فشيهلِّيشهستشذجيبَروُاه ذل شوهليريهؤذمنروُاه ذب لششعلِّلرههم يشيهررشردوشن(‪.‬‬ ‫ذ‬
‫أرجي ر‬
‫ذ‬
‫ب لشركحهم(‪.‬‬‫وقال رسوُل ال ي صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪" :‬الدعاء هوُ العبَادة" ث قرأ‪):‬شوشقاشل شربتركحرم اهدعروُذن أشهستشج ه‬
‫وقال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪" :‬أفضل العبَادة الدعاء" ‪ ،‬وقال علِّيه الصلة والسلم‪" :‬ليس منم شيء أكرم‬
‫علِّىَ ال تعال منم الدعاء" وعنه صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال‪" :‬ل يرد القضاء إل الدعاء‪ ،‬ول يزيد ف‬
‫العمحر إل الب"‪.‬‬
‫وقد حثنا الرسوُل ي صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ي علِّىَ الدعاء‪ ،‬بل وذم منم ل يهدعر فقال‪" :‬إنُه منم ل يسأل ال‬
‫تعال يغضب علِّيه"‪ ،‬وقال‪" :‬أعجز الناس منم عجز عنم الدعاء‪ ،‬وأبل الناس منم بل بالسلم"‪ ،‬وقال‪:‬‬
‫"ما منم مسلِّم يدعوُ ال بدعوُة ليس فيها إث ول قطيعة رحم إل أعطاه ال با إحدىً ثلث‪ :‬إما أن‬
‫تعجل له دعوُته‪ ،‬وإما أن يدخرها له ف الخرة‪ ،‬وإما أن يصرف عنه منم السوُء مثلِّها" قالوُا‪ :‬إدذا نُكحثر‬
‫الدعاء‪ ،‬قال‪ ":‬ال أكثر"‪.‬‬
‫واعلِّم أخي الكحري أن أهم أسبَاب استجابة ال تعال للِّدعاء‪ :‬الخلصا ل تعال‪،‬فالخلصا مطلِّوُب‬
‫ف كل العمحال‪.‬تري اللل‪ ،‬لديث النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪":‬يا سعد‪،‬أطب مطعمحك‪ ،‬تب‬
‫دعوُتك"وف رواية‪":‬يا سعد‪،‬أطب مطعمحك‪ ،‬تكحنم مستجاب الدعوُة"‪ ،‬ولديث‪ ":‬رب أشعث أغب‪ ،‬يرفع‬
‫يديه يقوُل‪ :‬يا رب‪ ..‬يا رب‪ ،‬ومطعمحه حرام‪ ،‬ومشربه حرام‪ ،‬وملِّبَسه حرام‪ ،‬وغذي بالرام‪ ،‬فأن‬
‫يستجاب لذلك"‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫ت فلِّم يستجب ل‪ ،‬ما يؤدي إل اللِّل‪ ،‬فإن ال ل يإلل حت‬ ‫عدم الستعجال‪ ،‬فيقوُل الوُاحد منا ‪:‬دعوُ ر‬
‫نلل‪ ،‬كمحا أخبنُا رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم علِّيه وسلِّم‪.‬‬
‫ويروي ابنم البَارك ي رحه ال ي فيقوُل‪ :‬أصاب الناس قحط‪ ،‬فدعا أمي الؤمني الناس للِّخمروج ف الصحراء‬
‫يدعوُن ال تعال‪ ،‬ويسألوُنُه الطر‪ ،‬فخمرجت فيمحنم خرج‪ ،‬فإذا إل جانُب رجل أسوُد اللِّوُن رث الثياب‪،‬‬
‫فرفع يديه فقال‪ :‬أقسم بال علِّيك يا رب أن تطرنُا الساعة‪ ،‬يقوُل ابنم البَارك‪ :‬فمحا هي إل لظات حت‬
‫تلِّبَدت السمحاء بالغيوُم‪ ،‬ونُزل الطر‪ ،‬فتعجبَت منم هذا الذي يقسم علِّىَ ال تعال؛ فيستجيب ال له‪،‬‬
‫فعزمت علِّىَ أن أعرف منم هوُ‪ ،‬فمحشيت وراءه‪ ،‬فإذا به ذاهب إل سوُق النخماسة سوُق العبَيد ‪ ،‬وإذا به‬
‫عبَد يبَاع ويشتىً‪ ،‬وهوُ معروض للِّبَيع‪ ،‬يقوُل ابنم البَارك‪ :‬فاشتيته‪ ،‬وف الطريق أخبته با رأيت منه‪،‬‬
‫فقال‪ :‬أو قد عرفت؟ قلِّت‪ :‬نُعم‪ ،‬قال‪ :‬فأذن ل أن أصلِّي ركعتي‪ ،‬قلِّت‪ :‬صلل‪ ،‬فصلِّىَ ركعتي‪ ،‬ث رفع‬
‫يديه إل السمحاء فقال‪ :‬اللِّهم إن السر الذي بين وبينك قد انُكحشف‪ ،‬فاقبَضن إليك الساعة‪ ،‬يقوُل ابنم‬
‫البَارك‪ :‬فمحات ف مكحانُه‪.‬‬
‫فانُظر معي أخي الكحري‪ ،‬إل هذا العبَد الذي ل يساوي شيدئما ف معايي دنُيانُا‪ ،‬كم يساوي عند ال‬
‫تعال‪ ،‬كي يقسم علِّيه سبَحانُه؛ فيستجيب تعال له قبَل أن ينزل يديه‪ ،‬وف هذا يبنُا رسوُلنا ي صلِّىَ ال‬
‫علِّيه وسلِّم ي عنم شخمصي كلها أشعث أغب‪ ،‬ولكحنم شتان بينهمحا‪ ،‬يقوُل علِّيه الصلة والسلم‪" :‬رب‬
‫أشعث أغب‪ ،‬مدفوُع بالبوُاب أي‪ :‬يرده كل الناس ل يؤبه له‪ ،‬إن كان ف القدمة ففي القدمة‪ ،‬وإن‬
‫كان ف الساقة ففي الساقة أي‪ :‬ف أي مكحان كان ل يبَال أحد به لوُ أقسم علِّىَ ال لبره"‪.‬‬
‫والشعث الثان الذي ورد ذكره آْنُفدا‪ ،‬حيث قال علِّيه الصلة والسلم‪" :‬رب أشعث أغب‪ ،‬يرفع يديه‬
‫يقوُل‪ :‬يا رب‪ ..‬يا رب‪ ،‬ومطعمحه حرام‪ ،‬ومشربه حرام‪ ،‬وملِّبَسه حرام‪ ،‬وغذي بالرام‪ ،‬فأن يستجاب‬
‫لذلك"‪.‬فاحذر أخي الكحري منم الرام‪ ،‬وأعد حساباتك ف حكحمحك علِّىَ الناس‪ ،‬ولتكحنم التقوُىً هي‬
‫القياس ف تفضيل البَشر‪ ،‬ل الظهر والاه والنصب‪ ،‬واغتنم هذه اليام البَاركة ف الدعاء‪ ،‬فإن الدعاء‬
‫فيها مرغوُب‪ ،‬وال ل يإلل حت نلل‪ ،‬وإدذا نُكحثر‪ ،‬فال أكثر‬
‫يييييييييي‬
‫في الستقامة‬
‫الستقامة‪ :‬هي درجة با كمحال الموُر وتامها‪ ،‬وبوُجوُدها حصوُل اليات‪ ،‬ومنم ل يكحنم مستقيدمحا ضاع‬
‫سعيه وخاب جهده‪ ،‬ومنم استقام نُال أجر الدنُيا والخرة‪ ،‬قال تعال‪ ( :‬إذلن الذذيشنم شقالروُا شربيتشنا اللِّلهر رثل‬
‫اهستشيشقارموُا تشيتشينشيلزرل شعلِّشهيذهرم الهشمحلئذشكحةر شأل ششتافروُا شول شهتشزنُروُا شوأشبهذشرروا ذباهلشنلذة الذت ركنترهم رتوُشعردوشن* شهنرنم أشهولذشيارؤركهم ذف‬
‫اهلششياةذ التدنُهيشيا شوذف الذخشرةذ شولشركحهم ذفيشها شما تشهشتشذهي أشنُرفرسركحهم شولشركحهم ذفيشها شما تشلدرعوُشن )‪ .‬وقال عز وجل‪) :‬إذلن‬
‫ب اهلشنلذة شخالذذديشنم ذفيشها‬ ‫صشحا ر‬ ‫ك أش ه‬ ‫الذذيشنم شقالروُا شربيتشنا اللِّلهر رثل اهستشيشقارموُا شفل شخهوُ ة‬
‫ف شعلِّشهيذههم شول رههم شهيشزرنُوُشن* أرهولشئمذ ش‬
‫شجشزاء ذ شبا شكانُروُا يشيهعشمحرلِّوُشن(‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫فل خوُف‪ ،‬ول حزن‪ ،‬وبشرىً بالنة‪ ،‬وولية ال تعال لم ف الدنُيا والخرة‪ ،‬ث حصوُل النفس علِّىَ كل‬
‫ما تشتهيه‪.‬‬
‫ولعرفته صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم بقيمحة الستقامة أجاب سفيان بنم عبَد ال الثقفي لا سأله‪ :‬يا رسوُل ال‪،‬‬
‫قل ل ف السلم قوُلد ل أسأل عنه أحددا بعدك‪ ،‬وف رواية "غيك" قال‪" :‬قل آْمنت بال ث استقم"‪.‬‬
‫وما أعطيت الستقامة كل هذه القيمحة إل لنا حقيقة اليإان‪ ،‬وهي العبَوُدية القة ل تعال‪ ،‬والستعانُة‬
‫به وتوُحيده وتنزيهه عز وجل‪ ،‬وأما طريقها فهوُ اللتزام التام بذا النهجه دون إفراط أو تفريط‪ ،‬وهوُ أمر‬
‫ك ولش تشطهغشوُاه ذنُإله ذ شبا تشيعمحرلِّوُشن ب ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫صةي*‬ ‫ه ر هش ش‬ ‫ب شمشع ش ش‬
‫ت شوشمنم شتا ش‬ ‫شاق وعسي‪ ،‬لذلك قال تعال‪) :‬شفاهستشقهم شكشمحا أرمهر ش‬
‫ذ ذذ ذ‬ ‫ذ‬
‫صرروشن(‪ .‬قال عمحر‬ ‫شولش تشيهرشكنروُاه إذشل الذيشنم ظشلِّشرمحوُاه فشيتششمحلسركحرم اللنارر شوشما لشركحم لمنم ردون اللِّله مهنم أشهولشياء رثل لش رتن ش‬
‫رضي ال عنه‪ :‬الستقامة أن تستقيم علِّىَ المر والنهي‪ ،‬ول تروغ روغان الثعلِّب‪ ،‬وقال السنم البَصري‬
‫رحه ال‪ :‬هم منم استقاموُا علِّىَ أمر ال‪ ،‬يعمحلِّوُن بطاعته‪ ،‬ويتنبَوُن معصيته‪ ،‬وقال ابنم تيمحية رحه ال‪:‬‬
‫استقاموُا علِّىَ مبَته وعبَوُديته فلِّم يلِّتفتوُا عنه يإنة أو يسرة‪.‬‬
‫وقد أوضح رسوُلنا صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم سبَيل حدوث الستقامة بقوُله‪" :‬ل يستقيم إيإان عبَد حت‬
‫يستقيم قلِّبَه‪ ،‬ول يستقيم قلِّبَه حت يستقيم لسانُه"‪.‬‬
‫فالستقامة وراءها الي الكحثي والفضل العظيم ف الدنُيا والخرة‪ ،‬فإذا أردت أن تيا ف الدنُيا والخرة‬
‫بل خوُف ول حزن‪ ،‬وأن تنال ولية ال ف الدنُيا والخرة‪ ،‬وأن تبَشر بالنة‪ ،‬وتفوُزأ بكحل ما تشتهيه‬
‫النفس‪ ،‬قل‪ :‬آْمنت بال‪ ..‬ث استقم‬
‫يييييييييي‬
‫في طعم اليمان‬
‫روىً المام مسلِّم عنم العبَاس بنم عبَد الطلِّب ي رضي ال عنه ي أنُه سع رسوُل ال ي صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‬
‫ي يقوُل‪" :‬ذاق طعم اليإان منم رضي بال ريبا‪ ،‬وبالسلم ديدنا وبحمحتد رسوُدل" وف رواية ثانُية "ذاق‬
‫حلوة اليإان" وورد ف حديث آْخر‪" :‬ثلث منم كنم فيه وجد بنم حلوة اليإان"‪.‬‬
‫إذن فلِّليإان حلوة وطعم يتذوقه منم كان أهلد لذلك‪ ،‬وطعم اليإان ل يتغي فهوُ حلِّوُ دائدمحا‪ ،‬وإنا‬
‫الذي يتغي هوُ حال منم يتذوقوُنُه‪ ،‬كالريض الذي ل يستشعر عذوبة الاء الفرات‪ ،‬فلِّيس العيب ف‬
‫الاء‪ ،‬ولكحنم العيب ف الالة الرضية الت حالت دون التذوق‪.‬‬
‫قال القاضي عياض‪ :‬معن الديث‪ :‬صح إيإانُه واطمحأنُت نُفسه وخلِّص باطنه‪.‬‬
‫وأساس الوُصوُل إل حلوة اليإان إيإان صادق وعبَادة صحيحة وماهدة للِّنفس والشهوُات‪ ،‬وأما‬
‫الطريق إل حلوة اليإان فهي كمحا بينها الديث‪ :‬الرضا بال ريبا‪ :‬والرضا بال ريبا يعن الرضا بشريعته‪،‬‬
‫ضا نُفسييا داخلِّييا أودل‪ ،‬ورضا عمحلِّييا خارجييا ثانُيدا‪ ،‬فيتوُلد ف النفس مرشد للِّخمي‬
‫علِّدمحا وحكحدمحا وتطبَيدقا‪ ،‬ر د‬
‫يأخذها إل طريق ال‪ ،‬فيصبَح هلم الرء إرضاء ال ي سبَحانُه ي ل إرضاء الناس ‪ ،‬فإن أخطأ وهوُ ف‬

‫‪51‬‬
‫طريقه‪ ،‬فال يبَسط يده باللِّيل ليتوُب مسيء النهار‪ ،‬ويبَسط يده بالنهار ليتوُب مسيء اللِّيل‪ .‬إن الرضا‬
‫بال صفة عظيمحة لا نُتيجة عظيمحة‪ ،‬فقد قال سبَحانُه ف وصف أصحاب رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه‬
‫وسلِّم‪" :‬رضي ال عنهم ورضوُا عنه"‪.‬‬
‫الرضا بالسلم دينرا‪ :‬والرضا بالسلم هوُ جزء منم الرضا بال تعال‪ ،‬وإنا جاء ذكره هنا للِّتنبَيه علِّىَ أن‬
‫هناك فئمة منم الناس قد رضيت بال بفهوُم خاطئ قال تعال‪[ :‬ولئمنم سألتهم منم خلِّق السمحاوات‬
‫والرض ليقوُلنم ال]‪ ،‬وقد نُتجه عنم هذا النراف أنم حاربوُا السلم‪ ،‬وكذلك منم أسبَاب ذكر السلم‬
‫صا هنا التأكيد علِّىَ عظمحته‪ ،‬وعلِّىَ أنُه هوُ الدينم الذي ارتضاه ال ي سبَحانُه ي لنا‪ ،‬وأنُه هوُ الطريق‬ ‫تصي د‬
‫الوُحيد لنيل رضا ال ي سبَحانُه ي وبالتال نُيل النة والفضل العظيم منه عز وجل‪.‬‬
‫الرضا بحمحد ي صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ي رسوُدل‪ :‬وقد رذكر رضا النب ي صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ي ف الديث مع‬
‫أنُه جزء منم رضا ال ي تعال ي لنفس السبَاب السابقة؛ ولن النب ي صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ي له حق‪ ،‬وحق‬
‫رسوُل ال ي صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ي علِّىَ أمته التعزير والتوُقي‪ ،‬كمحا قال تعال‪[ :‬لتعزروه وتوُقروه] ول يكحوُن‬
‫ذلك إل باللتزام بديه‪ ،‬ورضا النفس والتسلِّيم بكحل ما يقضي به‪ ،‬واللتزام بأوامره [وما آْتاكم الرسوُل‬
‫فخمذوه وما ناكم عنه فانُتهوُا]‪[ ،‬وما كان لؤمنم ول مؤمنة إذا قضىَ ال ورسوُله أمدرا أن يكحوُن لم الية‬
‫منم أمرهم ومنم يعص ال ورسوُله فقد ضل ضلل مبَيدنا]‪ [،‬فل وربك ل يؤمنوُن حت يلكحمحوُك فيمحا‬
‫شجر بينهم ث ل يدوا ف أنُفسهم حردجا ما قضيت ويسلِّمحوُا تسلِّيدمحا ]‪.‬‬
‫إن حلوة اليإان إذا خالطت بشاشة القلِّوُب تعل صاحبَها مع ال ي سبَحانُه ي ف كل وقت وحي‪ ،‬ف‬
‫حركات العبَد وسكحناته‪ ،‬ف ليلِّه وناره‪ ،‬مع ال خالقه وبارئه وموُجده ونُاصره‪ ،‬ولذلك أمرنُا رسوُلنا أن‬
‫نُقوُل دائدمحا‪" :‬رضيت بال ريبا وبالسلم ديدنا‪ ،‬وبحمحدصلِّىَ ال علِّيه وسلِّم نُبَييا"‪.‬‬
‫اللِّهم إنُا نُشهدك أنُا رضينا بك ريبا‪ ،‬وبالسلم ديدنا‪ ،‬وبحمحد صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم رسوُل‬
‫يييييييييي‬
‫في المعنى اليماني للمسجد‬
‫جاع الي ف ارتياد السجد‪ ..‬وقد وصف ال تعال السجد ف موُطنم الدح والطراء‪ ،‬حي أتبَع‬
‫سبَحانُه نُوُره بذكر بيوُت ال‪ ،‬وكأنُه سبَحانُه ينبَهنا إل أن ذلك النوُر وتلِّك السكحينة هي جزء منم نُوُره‬
‫ض شمثشرل رنُوُذرذه‬
‫ت شوالشهر ذ‬ ‫جل وعل‪ ،‬وأن منم أراد نُوُر ال فعلِّيه بالسجد‪ ،‬قال تعال‪) :‬اللِّله رنُوُر اللسمحاوا ذ‬
‫ر ر شش‬ ‫ل‬
‫ت‬ ‫ذ‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ذ‬ ‫ت‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ت‬ ‫ذ‬
‫ي ريوُقشرد منم شششجشرة تمشبَاشرشكة شزأيهيرتوُنُة ل‬‫ب ردلر ق‬ ‫صشبَارح ذف رزأشجاشجة التزشجاشجةر شكأشنُيلشها شكهوُشك ة‬ ‫صشبَاةح الهمح ه‬
‫شكمحهششكحاة فيشها م ه‬
‫ب‬‫ضذر ر‬ ‫ضيءر شولشهوُ شله شتهشسهسهر شنُاةر تنُوُةر شعشلِّىَ رنُوُتر يشيههذدي اللِّلهر لذرنوُذرهذ شمنم يشششاء شويش ه‬
‫ششرقذيلتة ول شغربذيلتة يشكحاد شزأييتريها ي ذ‬
‫ه ش ه ش ر هش ر‬
‫ت أشذذشن اللِّلهر شأن تريهرفششع شويرهذشكشر ذفيشها اهسرهر يرشسبَلرح لشهر ذفيشها‬ ‫اللِّله الشمشثاشل لذلِّلناذس واللِّله بذركحلل ششيتء عذلِّيم * ذف بييوُ ت‬
‫رر‬ ‫ه ش ة‬ ‫ش ر‬ ‫ر ه‬
‫صلةذ شوذإيشتاء اللزشكاةذ ششيارفوُشن يشيهوُدما‬‫صاذل * ذرشجاةل ل تريهلِّذهيذههم ذ شتاشرة شول بشيهيةع شعنم ذذهكذر اللِّلذه شوإذشقاذم ال ل‬ ‫ذبالهغرردلو شوال ش‬
‫صارر(‪ ،‬واعتب سبَحانُه منم منع مساجد ال أن يذكر فيها اسه اعتبه مرتكحدبَا‬ ‫تشيتشيشقلِّل ذ ذ‬
‫ب شوالشبه ش‬ ‫ب فيه الهرقرلِّوُ ر‬‫ر‬

‫‪52‬‬
‫لكب أنُوُاع الظلِّم‪ ،‬وتوُعده بالوُف والزي والعذاب ف الدنُيا والخرىً‪ ،‬قال تعال‪) :‬شوشمهنم أشظهلِّشرم ذ لمنم‬
‫ذذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫ي لرهم ذف‬ ‫لمنششع شمشساجشد اللِّلذه شأن يرهذشكشر فيشها اهسرهر شوشسشعىَ ذف شخشرا ذشبا أرهولشئمذ ش‬
‫ك شما شكاشن شلرهم شأن يشهدرخرلِّوُشها إذلل شخآئف ش‬
‫ب شعذظيةم(‪.‬‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫ي شوشلرهم ذف الخشرذة شعشذا ة‬ ‫التدنُهيشيا خهز ة‬
‫وهذا هوُ سوُ السجد ونُوُره وطهارته الذي ذكره الرافعي رحه ال‪" :‬فالسجد هوُ ف حقيقته موُضع‬
‫الفكحرة الوُاحدة الطاهرة الصححة لكحل ما يزيغ به الجتمحاع‪ ،‬هوُ فكحر واحد لكحل الرؤوس‪ ،‬ومنم ث فهوُ‬
‫حل واحد لكحل الشاكل‪ ،‬وكمحا يشق النهر فتقف الرض عند شاطئميه ل تتقدم‪،‬يقام السجد فتقف‬
‫الرض بعانُيها التابية خلِّف جدرانُه ل تدخلِّه‪ ،‬فلِّيس السجد بناء ول مكحادنُا كغيه منم البَناء والكحان‪،‬‬
‫بل هوُ تصحيح للِّعال الذي يإوُج منم حوُله ويضطرب‪ ،‬فإن ف الياة أسبَاب الزيغ والبَاطل والنافسة‬
‫والعداوة والكحيد ونوُها‪ ،‬وهذه كلِّها يإحوُها السجد؛ إذ يمحع الناس مرادرا ف كل يوُم علِّىَ سلمة‬
‫الصدر‪ ،‬وبراءة القلِّب‪ ،‬وروحانُية النفس‪ ،‬ول تدخلِّه إنُسانُية النُسان إل طاهرة منزهة مسبَغة علِّىَ حدود‬
‫جسمحها منم أعله وأسفلِّه شعار الطهر الذي يسمحىَ الوُضوُء‪ ،‬كأنا يغسل النُسان آْثار الدنُيا عنم‬
‫أعضائه قبَل دخوُل السجد"‪.‬‬
‫ولذلك وصىَ النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم بارتياد الساجد‪ ،‬وحث علِّىَ ذلك‪ ،‬قال‪" :‬منم تطهر ف بيته ث‬
‫مشىَ إل بيت منم بيوُت ال ليقضي فريضة منم فرائض ال كانُت خطوُتاه إحداها تط خطيئمة‪،‬‬
‫والخرىً ترفع درجة" وقال‪" :‬منم غدا إل السجد أو راح أعلد ال له نُزله منم النة كلِّمحا غدا أو راح"‪،‬‬
‫وقال‪" :‬أعظم الناس أجدرا ف الصلة أبعدهم فأبعدهم مشىَ‪ ،‬والذي ينتظر الصلة حت يصلِّيها مع‬
‫المام أعظم أجدرا منم الذي يصلِّي ث ينام"‪.‬‬
‫وقال علِّيه الصلة والسلم‪" :‬ما منم امرئ مسلِّم تضره صلة مكحتوُبة‪ ،‬فيحسنم وضوُءها وخشوُعها‬
‫وركوُعها إل كانُت كفارة لا قبَلِّها منم الذنُوُب‪ ،‬ما ل يأت كبَية‪ ،‬وكذلك الدهر كلِّه"‪.‬‬
‫وهذا كان ست الصالي‪ ،‬الرصا علِّىَ الصلة ف السجد‪ ،‬فالدث الثقة بشر بنم السنم‪ ،‬كان يقال‬
‫له "الصفي"‪ ،‬لنُه كان يلِّزم الصف الول ف مسجد البَصرة خسي سنة‪.‬‬
‫وقال قاضي قضاة الشام سلِّيمحان بنم حزة القدسي‪) :‬ل أصل الفريضة قط منفرددا إل مرتي‪ ،‬وكأن ل‬
‫أصلِّهمحا( مع أنُه قارب التسعي‪.‬‬
‫ومثلِّهمحا إبراهيم بنم ميمحوُن الروزأي الدث الثقة‪ ،‬والذي مهنته الصياغة وطرق الذهب الفضة‪ ،‬قال عنه‬
‫ابنم معي‪):‬كان إذا رفع الطرقة فسمحع النداء ل يردها(‪.‬‬
‫ولقد أحصىَ علِّي بنم أب طالب كلرم ال وجهه خصال السجد‪ ،‬فقال‪):‬منم أدام الختلف إل السجد‬
‫أصاب ثان خصال‪ :‬آْية مكحمحة‪ ،‬وأدخا مستفاددا‪ ،‬وعلِّدمحا مستطردفا‪ ،‬ورحة منتظرة‪ ،‬وكلِّمحة تدله علِّىَ‬
‫هدىً‪ ،‬أو تردعه عنم ردىً‪ ،‬وترك الذنُوُب حياء أو خشية"‪.‬‬
‫وقد وصف أ‪ .‬ياسي خلِّيل جوُع الؤمني الذاهبَي للِّمحسجد فقال‪:‬‬

‫‪53‬‬
‫يإشوُن نوُ بيوُت ال إذ سعوُا *** "ال أكب" ف شوُق وف جذل‬
‫أرواح ييهم خشييعت ل ف أدب *** قلِّوُبم منم جلل ال ف وجل‬
‫ن يوُاهم‪ :‬ربنييا جئمنيياك طائيعة *** نُفوُسنا‪ ،‬وعصينا خيادع المييل‬
‫إذا سجييىَ اللِّيييل قاموُه وأعينهم *** منم خشية ال مثل الائد اليطل‬
‫ه ييم الرجييال فل يلِّهيهم ل ييعب *** عنم الصلة‪ ،‬ول أكذوبة الكحييسل‬
‫ولعل ما يؤكد العن اليإان للِّمحسجد تلِّك البتسامة الخية الت ابتسمحها رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه‬
‫وسلِّم قبَل موُته‪ ،‬لا كشف ست الجرة يوُم وفاته‪ ،‬فرأىً أبا بكحر يؤم الصفوُف‪ ،‬وما هذه البتسامة إل‬
‫رضاء منه صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم علِّىَ أمته‪ ،‬واطمحئمنان علِّىَ أنا علِّىَ الطريق الصحيح الوُصل لرضاة ال‬
‫وجنته‪ ،‬وكأنُه يطللِّع علِّينا كل يوُم خس مرات‪ ،‬ويبَتسم تلِّك البتسامة المحيلِّة‪ ..‬ابتسامة الصلة ف‬
‫السجد‬
‫يييييييييي‬
‫فضل الصدق‬
‫صشدقروُا شما شعاشهردوا اللِّلهش شعلِّشهيذه" ]الحزاب‪ .[23 :‬وقال النب صلِّىَ ال‬
‫ي ذرشجاةل ش‬
‫ذذ‬ ‫ذ‬
‫قال ال تعال‪" :‬مشنم الهرمحهؤمن ش‬
‫علِّيه وسلِّم‪" :‬إن الصدق يهدي إل الب‪ ،‬والب يهدي إل النة وإن الرجل ليصدق حت يكحتب عند ال‬
‫صديدقا وإن الكحذب يهدي إل الفجوُر والفجوُر يهدي إل النار‪ ،‬وإن الرجل ليكحذب حت يكحتب عند‬
‫ال كذادبا"‪.‬‬
‫ويكحفي ف فضيلِّة الصدق أن الصلديق مشتق منه‪ ،‬وال تعال وصف النُبَياء به ف معرض الدح والثناء‬
‫ب‬‫ب ذإبهيراذهيم ذنُإلهر شكاشن ذصلديدقا نُلبَذييا "]مري ‪ [41‬وقال تعال‪" :‬واذهركر ذف الهذكحشتا ذ‬‫ذ ذ ذ‬
‫ش ه‬ ‫فقال‪" :‬شواذهركهر ف الهكحشتا ش ش‬
‫س ذنُإلهر شكاشن ذصلديدقا نُلبَذييا" ]مري ‪.[56‬‬ ‫ذذ‬
‫إهدري ش‬
‫وقال ابنم عبَاس‪ :‬أربع منم كنم فيه فقد ربح‪ :‬الصدق‪ ،‬والياء‪ ،‬وحسنم اللِّق‪ ،‬والشكحر‪.‬‬
‫وقال بشر بنم الارث‪ :‬منم عامل ال بالصدق استوُحش منم الناس‪.‬‬
‫وقال أبوُ سلِّيمحان‪ :‬اجعل الصدق مطيتك‪ ،‬والق سيفك وال تعال غاية طلِّبَك‪.‬‬
‫وقال رجل لكحيم‪ :‬ما رأيت صاددقا !ا فقال له‪ :‬لوُ كنت صاددقا لعرفت الصادقي‪.‬‬
‫وقيل لذي النوُن‪ :‬هل للِّعبَد إل صلح أموُره سبَيل؟ فقال‪:‬‬
‫قد بقينا منم الذنُوُب حيارىً نُطلِّب الصدق ما إليه سبَيل‬
‫ف علِّينا ‪ ...‬وخلف الوُىً علِّينا ثقيل‬ ‫فدعاوىً الوُىً شت ر‬
‫حقيقة الصدق ومراتبَه‪:‬‬

‫‪54‬‬
‫اعلِّم أن لفظ الصدق يستعمحل ف ستة معاتن‪ :‬صدق ف القوُل‪ ،‬وصدق ف النية والرادة‪ ،‬وصدق ف‬
‫العزم‪ ،‬وصدق ف الوُفاء بالعزم‪ ،‬وصدق ف العمحل‪ ،‬وصدق ف تقيق مقامات الدينم كلِّها‪ ،‬فمحنم اتصف‬
‫بالصدق ف جيع ذلك فهوُ صلديق لنُه مبَالغة ف الصدق‪.‬‬
‫الصدق الول‪ :‬ف صدق اللِّسان‪ ،‬وذلك ل يكحوُن إل ف الخبَار أو فيمحا يتضمحنم الخبَار وينبَه علِّيه‪،‬‬
‫والب إما أن يتعلِّق بالاضي أو بالستقبَل وفيه يدخل الوُفاء واللِّف‪ ،‬وحق علِّىَ كل عبَد أن يفظ‬
‫ألفاظه فل يتكحلِّم إل بالصدق‪.‬‬
‫وهذا هوُ أشهر أنُوُاع الصدق وأظهرها فمحنم حفظ لسانُه عنم الخبَار عنم الشياء علِّىَ خلف ما هي‬
‫علِّيه فهوُ صادق‪.‬‬
‫الصدق الثان‪ :‬ف النية والرادة‪ ،‬ويرجع ذلك إل الخلصا وهوُ أل يكحوُن له باعث ف الركات‬
‫والسكحنات إل ال تعال‪ ،‬فإن مازأجه شوُب منم حظوُظ النفس بطل صدق النية وصاحبَه يوُزأ أن‬
‫يسمحىَ كاذدبا‪.‬‬
‫الصدق الثالث‪ :‬ف صدق العزم‪ ،‬إن النُسان قد يقدم العزم علِّىَ العمحل فيقوُل ف نُفسه‪ :‬إن رزأقن ال‬
‫مالد تصدقت بمحيعه أو بشطره أو إن لقيت عددوا ف سبَيل ال تعال قاتلِّت ول أباذل وإن قرتلِّت‪ ،‬وإن‬
‫ص ال تعال بظلِّم وميل إل خلِّق‪ ،‬فهذه العزيإة قد يصادقها‬ ‫أعطان ال تعال ولية عدلت فيها ول أع ذ‬
‫منم نُفسه وهي عزيإة جازأمة صادقة‪ ،‬وقد يكحوُن ف عزمه نُوُع ميل وتردد وضعف يضاد الصدق ف‬
‫العزيإة‪ ،‬فكحان الصدق هاهنا عبَارة عنم التمحام والقوُة‪.‬‬
‫الصدق الرابع‪ :‬ف الوُفاء بالعزم‪ ،‬فإن النفس قد تسخموُ بالعزم ف الال‪ ،‬إذ ل مشقة ف الوُعد والعزم‬
‫والؤونُة فيه خفيفة‪ ،‬فإذا حفت القائق وحصل التمحكحنم وهاجت الشهوُات‪ ،‬انلِّت العزيإة وغلِّبَت‬
‫الشهوُات ول يتفق الوُفاء بالعزم‪ ،‬وهذا يضاد الصدق فيه‪ ،‬ولذلك قال ال تعال‪" :‬ذرشجاةل ش‬
‫صشدقروُا شما‬
‫شعاشهردوا اللِّلهش شعلِّشهيذه" ]الحزاب‪.[23 :‬‬
‫عنم أنُس رضي ال عنه‪ :‬أن عمحه أنُس بنم النضر ل يشهد بددرا مع رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم فشق‬
‫ذلك علِّىَ قلِّبَه وقال‪ :‬أول مشهد شهده رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم غبَت عنه‪ ،‬أما وال لئمنم أران‬
‫ال مشهددا مع رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ليينم ال ما اصنع!ا قال‪ :‬فشهد أحددا ف العام القابل‬
‫فاستقبَلِّه "سعد بنم معاذ" فقال‪ :‬يا أبا عمحرو إل أينم؟ فقال‪ :‬وادها لريح النة!ا إن أجد ريها دون أحد!ا‬
‫فقاتل حت رقتل فروُجد ف جسده بضع وثانُوُن ما بي رمية وضربة وطعنة؛ فقالت أخته بنت النضر‪ :‬ما‬
‫عرفت أخي إل بثيابه‪ ،‬فنزلت الية‪.‬‬
‫الصدق الامس‪ :‬ف العمحال‪ ،‬وهوُ أن يتهد حت ل تدل أعمحاله الظاهرة علِّىَ أمر ف باطنه ل يتصف‬
‫هوُ به؛ ل بأن يتك العمحال ولكحنم بأن يستجلر البَاطنم إل تصديق الظاهر‪ ،‬ورب واقف علِّىَ هيئمة‬

‫‪55‬‬
‫خشوُع ف صلته ليس يقصد به مشاهدة غيه ولكحنم قلِّبَه غافل عنم الصلة فمحنم ينظر إليه يراه قائدمحا‬
‫بي يدي ال تعال وهوُ بالبَاطنم قائم ف السوُق بي يدي شهوُة منم شهوُاته‪.‬‬
‫الصدق السادس‪ :‬وهوُ أعلِّىَ الدرجات وأعزها‪ :‬الصدق ف مقامات الدينم‪ ،‬كالصدق ف الوُف والرجاء‬
‫والتعظيم والزهد والرضا والتوُكل والب وسائر هذه الموُر‪ ،‬فإذا غلِّب الشيء وتت حقيقته سي صاحبَه‬
‫صاددقا فيه‪ ،‬كمحا يقال‪ :‬فلن صدق القتال‪ ،‬ويقال‪ :‬هذا هوُ الوُف الصادق‪ .‬ث درجات الصدق ل‬
‫ناية لا‪ ،‬وقد يكحوُن للِّعبَد صدق ف بعض الموُر دون بعض فإن كان صاددقا ف جيع الموُر فهوُ‬
‫الصلديق حدقا‪.‬‬
‫قال سعد بنم معاذ رضي ال عنه‪ :‬ثلثة أنُا فيهنم قوُي وفيمحا سوُاهنم ضعيف‪ :‬ما صلِّيت صلة منذ‬
‫أسلِّمحت فحدثت نُفسي حت أفرغ منها‪ ،‬ول شيعت جنازأة فحدثت نُفسي بغي ما هي قائلِّة‪ ،‬وما هوُ‬
‫مقوُل لا حت ريفرغ منم دفنها‪ ،‬وما سعت رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يقوُل قوُلد إل علِّمحت أنُه‬
‫حق‪ ،‬فقال ابنم السيب‪ :‬ما ظننت أن هذه الصال تتمحع إل ف النب علِّيه الصلة والسلم‬
‫يييييييييي‬
‫آثار الخصومة في القلب‬
‫قال الارث الاسب رحه ال‪:‬‬
‫" واستعنم بال ف كل أمر‪ ،‬واستخمر ال ف كل حال‪ ،‬وما أرادك ال له فاترك العتاض فيه‪ ،‬وكل عمحل‬
‫رتب أن تلِّقىَ ال به فألزمه نُفسك‪ ،‬وكل أمر تكحرهه منم غيك فاعتزله منم أخلقك‪ ،‬وكل صاحب ل‬
‫تزداد به خديا ف كل يوُم فانُبَذ عنك صحبَته‪ ،‬وخذ بظك منم العفوُ والتجاوزأ"‪.‬‬
‫يشي الارث الاسب رحه ال إل أنُك إذا وقعت ف خصوُمة مع إنُسان فالعفوُ والتجاوزأ خي لك مرددا‬
‫منم الستمحرار واللِّدد ف الصوُمة‪ ،‬وقد صدق رحه ال تعال فإن الصوُمة تحق الدينم وتشغل العقل‪،‬‬
‫وتقتل طمحأنُينة القلِّب والاطر‪ ،‬وتقض الضاجع‪ ،‬وتعل سوُيداء النُسان جحيدمحا دائم الستعار‬
‫ضم وشغهب أغنرم حدظا إذ يقضي علِّىَ هذه الثار كلِّها‪ ،‬ويعوُض‬ ‫والتقاد‪ ،‬فالعفوُ والتجاوزأ وإن صاحبَه شه ه‬
‫بدلد منها الراحة والسكحينة والفضل والحسان‪.‬‬
‫وقد وقعت لحد أتبَاع التابعي‪ :‬شسهلِّم بنم قتيبَة البَاهلِّي البَصري خصوُمة بينه وبي ابنم عم له‪ ،‬فلِّلجه شسهلِّم‬
‫فيها حت انُتهت به إل ملِّس القضاء‪ ،‬ث عدل عنها إكرادما لنفسه فكحان منم الغاني‪ ،‬قال سلِّم بنم‬
‫قتيبَة‪ :‬مر ب بشي بنم عبَيد ال بنم أب بكحرة يعن‪:‬وهوُ ف ملِّس القضاء ينتظر الاكمحة بينه وبي خصمحه‬
‫فقال‪ :‬ما ريلِّسك هاهنا؟ قلِّت‪ :‬خصوُمة بين وبي ابنم عم ل‪ ،‬الدعىَ أشياء ف داري‪ ،‬فقال بشي‪ :‬إن‬
‫لبيك عندي يددا‪ ،‬وإن أريد أن أجزشيك با‪ ،‬وال ما رأيت شيدئما أذهب للِّدينم ول أنُقص للِّمحروءة ول‬
‫أضيع للِّذة ول أشغل للِّقلِّب منم الصوُمة‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫قال سلِّم بنم قتيبَة‪ :‬فقمحت لنُصرف‪ ،‬فقال ل خصمحي‪ :‬مالك؟ قلِّت‪ :‬ل أخاصمحك‪ ،‬قال‪ :‬إنُك عرفت‬
‫أن الق معي ؟ قلِّت‪ :‬ل‪ ،‬ولكحنم أكرم نُفسي عنم هذا‪ ،‬وتركت الصوُمة‪) .‬حكحاها المام الغزال ف‬
‫الحياء‪ ،‬وابنم أب الدنُيا ف "كتاب الصمحت"(‪.‬‬
‫قال الشيخ عبَد الفتاح أبوُ غدة رحه ال‪:‬‬
‫والنُسان إذا نُاله الذىً منم الناس‪ ،‬وصب علِّيه‪ ،‬وسامح فيه‪ ،‬ول يفكحر بالنُتقام والقابلِّة منم مؤذيه كان‬
‫عاقبَة أمره أفضل منم عاقبَة النتقم لنفسه القابل للِّسيئمة بزائها؛ وذلك أنُه إذا تسامح وحلِّم وتنازأل وكرم‪،‬‬
‫يشهد ف نُفسه ومشاعره مشهد السلمة وبرد القلِّب كمحا يشهد مشهد المنم وهدوء البَال‪.‬‬
‫وقال المام ابنم القيم رحه ال تعال ف كتابه "مدارج السالكحي"وهوُ يتحدث عنم الشهدينم السابقي‪:‬‬
‫"ومشهد السلمة وبرد القلِّب" مشهد شريف جيدا لنم عرفه وذاق حلوته‪ ،‬وهوُ أل يشتغل قلِّبَه وسره با‬
‫نُاله منم الذىً‪ ،‬وبطلِّب الوُصوُل إل درك ثأره وشفاء نُفسه‪ ،‬بل يفرغ قلِّبَه منم ذلك‪ ،‬ويرىً أن سلمة‬
‫قلِّبَه وبرده وخلِّوُه منم ذلك أنُفع له وألذ وأطيب وأعوُن علِّىَ مصاله‪ ،‬وذلك أن القلِّب إذا اشتغل بشيء‬
‫منم هذا النُتقام فاته ما هوُ أهم عنده وخي له فيكحوُن بذلك مغبَوُدنُا‪ ،‬والرشيرد ل يرضىَ بذلك‪ ،‬ويرىً أنُه‬
‫منم تصرفات السفيه!ا فأينم سلمة القلِّب منم امتلئه بالغل والوُساوس وأعمحال الفكحر ف إدراك النُتقام؟‬
‫أما مشهد المنم وسكحوُن البَال فإنُه إذا شترك القابلِّة والنُتقام أمنم ما هوُ شر منم ذلك‪ ،‬وإذا انُتقم واقعه‬
‫الوُف ول بد‪ ،‬فإن ذلك يزرع العداوة‪ ،‬والعاقل ل يأمنم عدوه ولوُ كان حقديا فكحم منم حقي أردىً‬
‫عدوه الكحبَي؟‬
‫وقد ررويت أبيات للمام الافظ الفقيه "أب شامة القدسي" وقد جرىً علِّيه اعتداء عظيم وأذىً شديد‬
‫علِّىَ جسمحه وبدنُه‪ ،‬وقد شارف السبَعي منم العمحر فقيل له‪ :‬اجتمحع بوُلة المر ليأخذوا لك الق؛‬
‫وينتصروا لك‪ ،‬فقال هذا البيات‪:‬‬
‫قلِّت لنم قال‪ :‬أما تشتكحي ما قد جرىً فهوُ عظيم جلِّيل‬
‫ض الر تعال لنا منم يأخذ الق ويشفىَ الغلِّيل‬ ‫ريقي ر‬
‫إذا توُكلِّنا علِّيه كفىَ فحسبَنا ال ونُعم الوُكيل‬
‫يييييييييي‬

‫‪57‬‬
‫فقه الصيام ‪...‬‬
‫دعاء اليوُم‬
‫‪ ...‬الصيام‬
‫‪ ...‬صيام رمضان‬
‫‪ ...‬أركان الصيام‬
‫‪ ...‬صيام الكحافر والنوُن‬
‫‪ ...‬صيام الصب‬
‫‪ ...‬اليام النهىَ عنم صيامها‬
‫‪ ...‬صيام التطوُع‬
‫‪ ...‬جوُازأ فطر الصائم التطوُع‬
‫‪ ...‬آْداب الصيام‬
‫‪ ...‬مبَاحات الصيام‬
‫‪ ...‬ما يبَطل الصائم‬
‫‪ ...‬قضاء رمضان‬
‫‪ ...‬منم مات وعلِّيه صيام‬
‫‪ ...‬ليلِّة القدر‬
‫‪ ...‬العشر الواخر منم رمضان‬
‫‪ ...‬أسبَاب الغفرة ف رمضان‬
‫‪ ...‬رمضان شهر العتق منم النيان‬
‫‪ ...‬ودادعا رمضان‬
‫‪ ...‬زأكاة الفطر‬
‫الصيام‬
‫يطلِّق الصيام علِّىَ المساك‪ .‬قال ال تعال‪) :‬فشذإلما تشيريذلنم ذمنم الهبَشذر أشحددا فشيرقوُذل إذلن نُششذر ذ‬
‫ت للِّلرهحشذنم ش‬
‫صهوُدما‬ ‫هر‬ ‫ش ش شش ش‬
‫فشيلِّشهنم أرشكلِّلشم اهليشيهوُشم إذنُذسييا) أي إمسادكا عنم الكحلم‪ .‬والقصوُد بالصيام هنا‪ :‬المساك عنم الفطرات منم طلِّوُع‬
‫الفجر إل غروب الشمحس مع النية‪.‬‬
‫الصيام وفضله‪:‬‬
‫‪ ... ... 1‬عنم أب هريرة‪ :‬أن رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال‪ :‬قال ال عز وجل‪" :‬كل عمحل ابنم‬
‫آْدم له إل الصيام فإنُه ل وأنُا أجزي به‪ ،‬والصيام جنة‪ ،‬فإذا كان يوُم صوُم أحدكم فل يرفث‪ ،‬ول‬
‫يصخمب‪ ،‬ول يهل‪ ،‬فإن شاته أحد أو قاتلِّه فلِّيقل‪ :‬إن صائم‪ .‬مرتي‪ ،‬والذي نُفس ممحد بيده للِّوُف‬

‫‪58‬‬
‫فم الصائم أطيب عند ال يوُم القيامة منم ريح السك‪ .‬وللِّصائم فرحتان يفرحهمحا‪ :‬إذا أفطر فرح بفطره‪،‬‬
‫وإذا لقي ربه فرح بصوُمه" رواه أحد ومسلِّم والنسائي‪.‬‬
‫وهذا الديث بعضه قدسي وبعضه نُبَوُي‪ .‬فالنبَوُي منم قوُله‪" :‬والصيام جنة‪ "..‬إل آْخر الديث‪ .‬ورواية‬
‫البَخماري وأب داود‪" :‬الصيام رجنة فإذا كان أحدكم صائدمحا فل يرفث ول يهل‪ ،‬فإن امرؤ قاتلِّه أو شاته‬
‫فلِّيقل‪ :‬إن صائم مرتي‪ ،‬والذي نُفس ممحد بيده للِّوُف فم الصائم أطيب عند ال منم ريح السك؛‬
‫يتك طعامه وشرابه وشهوُته منم أجلِّي‪ .‬الصيام ل وأنُا أجزي به‪ ،‬والسنة بعشرة أمثالا"‪.‬‬
‫‪ ... ... 2‬وعنم عبَد ال بنم عمحرو أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال‪" :‬الصيام والقرآْن يشفعان للِّعبَد‬
‫يوُم القيامة‪ ،‬يقوُل الصيام‪ :‬أي رب‪ ،‬منعته الطعام والشهوُات بالنهار فشفعن فيه‪ .‬ويقوُل القرآْن‪ :‬منعته‬
‫النوُم باللِّيل فشفعن فيه‪ ،‬فيشفعان" رواه أحد بسند صحيح‪.‬‬
‫‪ ... ... 3‬وعنم أب أمامة قال‪ :‬أتيت رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم فقلِّت‪ :‬مرن بعمحل يدخلِّن النة‪.‬‬
‫قال‪" :‬علِّيك بالصوُم فإنُه ل عدل له‪ ،‬ث أتيته الثانُية فقال‪ :‬علِّيك بالصيام" رواه أحد والنسائي والاكم‬
‫وصححه‪.‬‬
‫‪ ... ... 4‬وعنم أب سعيد الدري رضي ال عنه‪ :‬أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال‪" :‬ل يصوُم عبَد‬
‫يوُدما ف سبَيل ال إل باعد ال بذلك اليوُم النار عنم وجهه سبَعي خريدفا" رواه المحاعة إل أبا داود‪.‬‬
‫‪ ... ... 5‬وعنم سهل بنم سعد‪" :‬أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال‪" :‬إن للِّجنة بادبا يقال له‪ :‬الريان‪،‬‬
‫يقال يوُم القيامة‪ :‬أينم الصائمحوُن؟ فإن دخل آْخرهم أغلِّق ذلك البَاب" رواه البَخماري ومسلِّم‪.‬‬
‫أقسامه‪:‬‬
‫الصيام قسمحان‪ :‬فرض وتطوُع‪ .‬والفرض ينقسم إل ثلثة أقسام‪:‬‬
‫‪ ... ... 1‬صوُم رمضان‪.‬‬
‫‪ ... ... 2‬صوُم الكحفارات‪.‬‬
‫‪ ... ... 3‬صوُم النذر‪.‬‬
‫صيام رمضان‬
‫حكمه‪:‬‬
‫صوُم رمضان واجب بالكحتاب والسنة والجاع‪.‬‬
‫ب شعشلِّىَ الذذيشنم ذمنم‬ ‫ذ‬
‫صشيارم شكشمحا ركت ش‬ ‫ب شعلِّشهيركحرم ال ل‬ ‫ذ‬ ‫لذ‬
‫فأما الكحتاب‪ :‬فقوُل ال تعال‪) :‬شيا أشييتشها ا ذيشنم آْشمنروُاه ركت ش‬
‫ت لمشنم‬‫قشيبَلِّذركحم لشعلِّلركحم تشيتليرقوُشن( وقال ال تعال‪) :‬ششهر رمضاشن الذذي أرنُذزشل ذفيذه الهرقرآْرن هددىً للِّلناذس وبييليشنا ت‬
‫شش‬ ‫ه ر‬ ‫ش‬ ‫ه ر شش ش‬ ‫ه ه ش ه‬
‫ذ‬ ‫ذ‬
‫صهمحهر (‬ ‫اهلرشدىً شوالهرفهرشقان فششمحنم ششذهشد منركحرم اللشههشر فشيهلِّيش ر‬
‫وأما السنة‪ :‬فقوُل النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪" :‬بن السلم علِّىَ خس‪ :‬شهادة أن ل إله إل ال وأن‬
‫ممحد رسوُل ال‪ ،‬وإقام الصلة‪ ،‬وإيتاء الزكاة‪ ،‬وصيام رمضان‪ ،‬وحجه البَيت"‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫وف حديث طلِّحة بنم عبَيد ال‪" :‬أن رجلد سأل النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪ ،‬فقال‪ :‬يا رسوُل ال‪ ،‬أخبن‬
‫عمحا فرض ال علِّلي منم الصيام؟ قال‪ :‬شهر رمضان‪ .‬قال‪ :‬هل علِّلي غيه؟ قال‪ :‬ل‪ .‬إل أن تطوُع"‪.‬‬
‫ت منم الدينم بالضرورة‪ ،‬وأن‬ ‫وأجعت المة علِّىَ وجوُب صيام رمضان‪ .‬وأنُه أحد أركان السلم الت عرلِّمح ه‬
‫منكحره كافر مرتد عنم السلم‪.‬‬
‫فضل شهر رمضان وفضل العمحل فيه‪:‬‬
‫‪ ... ... 1‬عنم أب هريرة‪ :‬أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال لا حضر رمضان‪" :‬قد جاءكم شهر‬
‫مبَارك‪ ،‬افتض علِّيكحم صيامه‪ ،‬تفتح فيه أبوُاب النة‪ ،‬وتغلِّق فيه أبوُاب الحيم‪ ،‬وتغل فيه الشياطي‪ ،‬فيه‬
‫ليلِّة خي منم ألف شهر‪ ،‬منم حرم خيها فقد حرم" رواه أحد والنسائي والبَيهقي‪.‬‬
‫‪ ... ... 2‬وعنم عرفجة قال‪ :‬كنت عند عتبَة بنم فرقد وهوُ يدث عنم رمضان قال‪ :‬فدخل علِّينا رجل‬
‫منم أصحاب ممحد صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪ ،‬فلِّمحا رآْه عتبَة هابه فسكحت‪ .‬قال‪ :‬فحدث عنم رمضان‪ .‬قال‪:‬‬
‫سعت رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يقوُل ف رمضان‪" :‬تغلِّق أبوُاب النار‪ ،‬وتفتح أبوُاب النة‪ ،‬وتصفد‬
‫فيه الشياطي‪ .‬قال‪ :‬وينادي فيه ملِّك‪ :‬يا باغي الي أبشر‪ ،‬ويا باغي الشر أقصر‪ ،‬حت ينقضي رمضان"‬
‫رواه أحد والنسائي وسنده جيد‪.‬‬
‫‪ ... ... 3‬وعنم أب هريرة‪ :‬أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال‪" :‬الصلِّوُات المحس‪ ،‬والمحعة إل المحعة‪،‬‬
‫ورمضان إل رمضان‪ :‬مكحفرات لا بينهنم إذا اجتنبَت الكحبَائر" رواه مسلِّم‪.‬‬
‫‪ ... ... 4‬وعنم أب سعيد الدري رضي ال عنه أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال‪" :‬منم صام رمضان‬
‫وعرف حدوده‪ ،‬وتلفظ ما كان ينبَغي أن ريتحفظ منه كلفر ما قبَلِّه" رواه أحد والبَيهقي بسند جيد‪.‬‬
‫‪ ... ... 5‬وعنم أب هريرة قال‪ :‬قال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪" :‬منم صام رمضان إيإادنُا واحتسادبا‬
‫غفر له ما تقدم منم ذنُبَه" رواه أحد وأصحاب السننم‪.‬‬
‫التهيب منم الفطر ف رمضان‪:‬‬
‫‪ ... ... 1‬عنم ابنم عبَاس رضي ال عنهمحا‪ :‬أن رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال‪":‬رعرىً السلم‬
‫وقوُاعد الدينم ثلثة علِّيهنم أسس السلم‪ ،‬منم ترك واحدة منهنم فهوُ كافر حلل الدم‪ :‬شهادة أن ل‬
‫إله إل ال‪ ،‬والصلة الكحتوُبة‪ ،‬وصوُم رمضان" رواه أبوُ يعلِّىَ والديلِّمحي وصححه الذهب‪.‬‬
‫‪ ... ... 2‬وعنم أب هريرة أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال‪" :‬منم أفطر يوُدما منم رمضان‪ ،‬ف غي‬
‫ررخصة رخصها ال له ل ريقض عنه صيام الدهر كلِّه وإن صامه" رواه أبوُ داود وابنم ماجة والتمذي‪،‬‬
‫وقال البَخماري‪ :‬ويذكر عنم أب هريرة رفعه‪" :‬منم أفطر يوُدما منم رمضان منم غي عذر ول مرض ل يقضه‬
‫صوُم الدهر وإن صامه"‪ .‬وبه قال ابنم مسعوُد‪.‬‬
‫قال الذهب‪ :‬وعند الؤمني مقرر أن منم ترك صوُم رمضان بل مرض أنُه شر منم الزان ومدمنم المحر‪ ،‬بل‬
‫يشتكحوُن ف إسلمه‪ ،‬ويظنوُن به الزنُدقة والنلل‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫بم يثبت الشهر؟‬
‫يثبَت شهر رمضان برؤية اللل ولوُ منم واحتد‪ ،‬أو إكمحال عدة شعبَان ثلثي يوُدما‪.‬‬
‫‪ ... ... 1‬فعنم ابنم عمحر رضي ال عنهمحا قال‪" :‬تراءىً الناس اللل فأخبت رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه‬
‫وسلِّم‪ :‬أن رأيته‪ ،‬فصام‪ ،‬وأمر الناس بصيامه" رواه أبوُ داود والاكم وابنم حبَان وصححاه‪.‬‬
‫‪ ... ... 2‬وعنم أب هريرة أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال‪" :‬صوُموُا لرؤيته وأفطروا لرؤيته‪ ،‬فإن غرلم‬
‫علِّيكحم فأكمحلِّوُا عدة شعبَان ثلثي يوُدما" رواه البَخماري ومسلِّم‪.‬‬
‫قال التمذي‪ :‬والعمحل علِّىَ هذا عند أكثر أهل العلِّم‪ .‬قالوُا‪ :‬تقبَل شهادة رجل واحتد ف الصيام‪ ،‬وبه‬
‫يقوُل ابنم البَارك والشافعي وأحد‪ .‬وقال النوُوي‪ :‬وهوُ الصح‪.‬‬
‫وأما هلل شوُال‪ :‬فيثبَت بإكمحال عدة رمضان ثلثي يوُدما‪ ،‬ول تقبَل فيه شهادة العدل الوُاحد‪ ،‬عند‬
‫عامة الفقهاء‪.‬‬
‫واشتطوُا أن يشهد علِّىَ رؤيته اثنان ذوا عدل‪ ،‬إل أبا ثوُر فإنُه ل يفرق ف ذلك بي هلل شوُال وهلل‬
‫رمضان‪ ،‬وقال‪ :‬يقبَل فيهمحا شهادة الوُاحد العدل‪.‬‬
‫قال ابنم رشد‪" :‬ومذهب أب بكحر بنم النذر هوُ مذهب أب ثوُر‪ ،‬وأحسبَه مذهب أهل الظاهر"‪.‬‬
‫وقد احتجه أبوُ بكحر بنم النذر بانُعقاد الجاع علِّىَ وجوُب الفطر والمساك عنم الكل بقوُل واحد‪،‬‬
‫فوُجب أن يكحوُن المر كذلك ف دخوُل الشهر وخروجه؛ إذ كلها علمة تفصل زأمان الفطر منم زأمان‬
‫الصوُم"‪.‬‬
‫وقال الشوُكان‪ :‬وإذا ل يرد ما يدل علِّىَ اعتبَار الثني ف شهادة الفطار منم الدلة الصحيحة فالظاهر‬
‫أنُه يكحفي فيه قيادسا علِّىَ الكتفاء به ف الصوُم‪.‬‬
‫ضا التعبَد بقبَوُل خب الوُاحد يدل علِّىَ قبَوُله ف كل موُضع إل ما ورد الدليل بتخمصيصه‪ ،‬بعدم التعبَد‬ ‫وأي د‬
‫فيه بب الوُاحد‪ ،‬كالشهادة علِّىَ الموُال ونوُها فالظاهر ما ذهب إليه أبوُ ثوُر‪.‬‬
‫اخإتلفا المطالع‪:‬‬
‫ذهب المحهوُر‪ :‬إل أنُه ل عبة باختلف الطالع‪.‬‬
‫فمحت رأي اللل أهل البَلِّد وجب الصوُم علِّىَ جيع البَلد لقوُل الرسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪" :‬صوُموُا‬
‫لرؤيته وأفطروا لرؤيته"‪.‬‬
‫وهوُ خطاب عام لمحيع المة‪ ،‬فمحنم رآْه منهم ف أي مكحان كان ذلك رؤية لم جيدعا‪.‬‬
‫وذهب عكحرمة والقاسم بنم ممحد وسال وإسحاق‪ ،‬والصحيح عند الحناف‪ ،‬والخمتار عند الشافعية أنُه‬
‫يعتب لهل كل بلِّد رؤيتهم‪ ،‬ول يلِّزمهم رؤية غيهم‪.‬‬
‫لا رواه كريب قال‪ :‬قدمت الشام‪ ،‬واستهل علِّلي هلل رمضان وأنُا بالشام‪ ،‬فرأيت اللل ليلِّة المحعة‪.‬‬
‫ث قدمت الدينة ف آْخر الشهر‪ ،‬فسألن ابنم عبَاسثم ذكر اللل فقال‪ :‬مت رأيتم اللل؟ فقلِّت‪ :‬رأيناه‬

‫‪61‬‬
‫ليلِّة المحعة‪ .‬فقال‪ :‬أنُت رأيته؟ فقلِّت‪ :‬نُعم‪ ،‬ورآْه الناس‪ ،‬وصاموُا‪ ،‬وصام معاوية‪ .‬فقال‪ :‬لكحنا رأيناه ليلِّة‬
‫السبَت‪ ،‬فل نُزال نُصوُم حت نُكحمحل ثلثي‪ ،‬أو نُراه‪ ،‬فقلِّت‪ :‬أل تكحتفي برؤية معاوية وصيامه؟ فقال‪ :‬ل‪.‬‬
‫هكحذا أمرنُا رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم" رواه أحد ومسلِّم والتمذي‪.‬‬
‫وقال التمذي‪ :‬حسنم صحيح غريب‪ ،‬والعمحل علِّىَ هذا الديث عند أهل العلِّم أن لكحل بلِّد رؤيتهم‪.‬‬
‫وف فتح العلم شرح بلِّوُغ الرام‪ :‬القرب لزوم أهل بلِّد الرؤية‪ ،‬وما يتصل با منم الهات الت علِّىَ‬
‫ستها‪.‬‬
‫منم رأىً اللل وحده‪ :‬اتفقت أئمحة الفقه علِّىَ أن منم أبصر هلل الصوُم وحده علِّيه أن يصوُم‪.‬‬
‫وخالف عطاء فقال‪ :‬ل يصوُم إل برؤية غيه معه‪.‬‬
‫واختلِّفوُا ف رؤيته هلل شوُال‪ ،‬والق أنُه يفطر كمحا قال الشافعي وأبوُ ثوُر‪ .‬فإن النب صلِّىَ ال علِّيه‬
‫وسلِّم قد أوجب الصوُم والفطر للِّرؤية‪ ،‬والرؤية حاصلِّة له يقيدنا‪ ،‬وهذا أمر مداره السنم‪ ،‬فل يتاج إل‬
‫مشاركة‬
‫أركان الصيام‬
‫للِّصيام ركنان تتكب منهمحا حقيقته‪:‬‬
‫‪ ... ... 1‬المساك عنم الفطرات منم طلِّوُع الفجر إل غروب الشمحس‪ :‬لقوُله تعال‪) :‬شفالشن شباذشررورهلنم‬
‫ض ذمشنم اهلشهيذط الشهسشوُذد ذمشنم الهشفهجذر رثل‬ ‫ط اشلبهييش ر‬‫ي لشركحرم اهلشهي ر‬ ‫ب اللِّلهر لشركحهم شوركلِّروُاه شواهششربروُاه شحلت يشيتشبَشي ل ش‬
‫شوابهيتشيغروُاه شما شكتش ش‬
‫صشياشم إذشل اللِّهيذل(‪ ،‬والراد باليط البيض واليط السوُد‪ :‬بياض النهار وسوُاد اللِّيل‪ ،‬لا رواه‬ ‫أشذتتوُاه ال ل‬
‫ض ذمشنم اهلشهيذط‬
‫ط اشلبهييش ر‬
‫ي لشركحرم اهلشهي ر‬‫البَخماري ومسلِّم‪ :‬أن عدي بنم حات قال‪ :‬لا نُزلت (شحلت يشيتشبَشي ل ش‬
‫الشهسشوُذد) عدت إل عقال أسوُد وإل عقال أبيض فجعلِّتهمحا تت وسادت‪ ،‬فجعلِّت أنُظر ف اللِّيل‪ ،‬فل‬
‫يستبَي ل‪ ،‬فغدوت علِّىَ رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪ ،‬فذكرت له ذلك فقال‪" :‬إنا ذلك سوُاد اللِّيل‬
‫وبياض النهار"‪.‬‬
‫ذذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫ي لشهر اللديشنم )‪ .‬وقوُله صلِّىَ ال علِّيه‬ ‫‪ ... ... 2‬النية‪ :‬لقوُل ال تعال‪ ( :‬شوشما أرمرروا ذإل ليشيهعبَرردوا اللِّلهش رمهلِّص ش‬
‫وسلِّم‪" :‬إنا العمحال بالنيات وإنا لكحل امرئ ما نُوُىً"‪ .‬ول بد أن تكحوُن قبَل الفجر منم كل ليلِّة منم‬
‫ليال شهر رمضان‪ ،‬لديث حفصة قالت‪ :‬قال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪" :‬منم ل رهيذمحع الصيام‬
‫قبَل الفجر فل صيام له"‪ .‬رواه أحد وأصحاب السننم‪ ،‬وصححه ابنم خزيإة وابنم حبَان‪.‬‬
‫وتصح ف أي جزء منم أجزاء اللِّيل‪ ،‬ول يشتط التلِّفظ با؛ فإنا عمحل قلِّب ل دخل للِّسان فيه‪ ،‬فإن‬
‫حقيقتها القصد إل الفعل امتثالد لمر ال تعال‪ ،‬وطلِّدبَا لوُجهه الكحري‪ .‬فمحنم تسحر باللِّيل قاصددا الصيام‬
‫تقردبا إل ال بذا المساك فهوُ نُاتو‪.‬‬
‫صا ل فهوُ نُاتو كذلك‪ ،‬وإن ل يتسحر‪ .‬وقال كثي‬ ‫ومنم عزم علِّىَ الكحف عنم الفطرات أثناء النهار ملِّ د‬
‫منم الفقهاء‪ :‬إن نُية صيام التطوُع تزئ منم النهار إن ل يكحنم قد طعم‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫قالت عائشة‪ :‬دخل علِّلي النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ذات يوُم فقال‪" :‬هل عندكم شيء"؟ قلِّنا‪ :‬ل‪ .‬قال‪:‬‬
‫"فإن صائم" رواه مسلِّم‪ ،‬وأبوُ داود‪.‬‬
‫واشتط الحناف أن تقع النية قبَل الزوال‪ ،‬وهذا هوُ الشهوُر منم قوُل الشافعي‪ ،‬وظاهر قوُل ابنم مسعوُد‬
‫وأحد‪ :‬أنا تزئ قبَل الزوال وبعده علِّىَ السوُاء‪.‬‬
‫على من يجب؟‪:‬‬
‫أجع العلِّمحاء علِّىَ أنُه يب الصيام علِّىَ السلِّم العاقل البَالغ الصحيح القيم‪ ،‬ويب أن تكحوُن الرأة‬
‫طاهرة منم اليض والنفاس‪.‬‬
‫فل صيام علِّىَ كافر ول منوُن ول صب ول مريض ول مسافر ول حائض ول نُفساء ول شيخ كبَي ول‬
‫حامل ول مرضع‪.‬‬
‫بعض هؤلء ل صيام علِّيه مطلِّدقا‪ ،‬كالكحافر والنوُن‪ ،‬وبعضهم يطلِّب منم وليه أن يأمره بالصيام‪،‬‬
‫وبعضهم يب علِّيه الفطر والقضاء‪ ،‬وبعضهم يرخص له ف الفطر وتب علِّيه الفدية‪ ،‬وهذا بيان كل‬
‫علِّىَ حدة‬
‫صيام الكافر والمجنون‬
‫الصيام عبَادة إسلمية‪ ،‬فل تب علِّىَ غي السلِّمحي‪ ،‬والنوُن غي مكحلِّف‪ ،‬لنُه مسلِّوُب العقل الذي هوُ‬
‫مناط التكحلِّيف‪ ،‬وف حديث علِّلي رضي ال عنه‪ :‬أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال‪" :‬رفع القلِّم عنم‬
‫ثلثة؛ عنم النوُن حت يفيق‪ ،‬وعنم النائم حت يستيقظ‪ ،‬وعنم الصب حت يتلِّم" رواه أحد وأبوُ داود‬
‫والتمذي‪.‬‬
‫صيام الصبي‬
‫والصب وإن كان الصيام غي واجب علِّيه إل أنُه ينبَغي لوُل أمره أن يأمره به‪ ،‬ليعتاده منم الصغر ما دام‬
‫مستطيدعا له وقاددرا علِّيه‪.‬‬
‫فعنم الربيع بنت معوُذ قالت‪ :‬أرسل رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم صبَيحة عاشوُراء إل قرىً النُصار‪:‬‬
‫"منم كان أصبَح صائدمحا فلِّيتم صوُمه‪ ،‬ومنم كان أصبَح مفطدرا فلِّيصم بقية يوُمه‪ ،‬فكحنا نُصوُمه بعد ذلك‪،‬‬
‫ونُصلوُم صبَيانُنا الصغار منهم‪ ،‬نُذهب إل السجد فنجعل لم اللِّعبَة منم العهنم‪ ،‬فإذا بكحىَ أحدهم منم‬
‫الطعام أعطيناه إياه‪ ،‬حت يكحوُن عند الفطار" رواه البَخماري ومسلِّم‪.‬‬
‫منم يرخص لم ف الفطر وتب علِّيهم الفدية‪:‬‬
‫يرخص الفطر للِّشيخ الكحبَي‪ ،‬والرأة العجوُزأ‪ ،‬والريض الذي ل يرجىَ برؤه‪ ،‬وأصحاب العمحال الشاقة‬
‫الذينم ل يدون متسدعا منم الرزأق غي ما يزاولوُنُه منم أعمحال‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫هؤلء جيدعا يرخص لم ف الفطر إذا كان الصيام يهدهم ويشق علِّيهم مشقة شديدة ف جيع فصوُل‬
‫السنة‪ .‬وعلِّيهم أن يطعمحوُا عنم كل يوُم مسكحيدنا‪ ،‬وقلدر ذلك بنحوُ صاع أو نُصف صاع‪ ،‬أو مد‪ ،‬علِّىَ‬
‫خلف ف ذلك‪ ،‬ول يأت منم السنة ما يدل علِّىَ التقدير‪.‬‬
‫قال ابنم عبَاس‪" :‬ررلخص للِّشيخ الكحبَي أن يفطر‪ ،‬ويطعم عنم كل يوُم مسكحيدنا‪ ،‬ول قضاء علِّيه" رواه‬
‫الدار قطن والاكم وصححاه‪ .‬وروىً البَخماري عنم عطاء‪ :‬أنُه سع ابنم عبَاس رضي ال عنهمحا يقرأ‪:‬‬
‫ي )قال ابنم عبَاس‪ :‬ليست بنسوُخة‪ ،‬هي للِّشيخ الكحبَي‪ ،‬والرأة‬ ‫)وشعشلِّىَ الذذينم يرذطيرقوُنُشهر فذهديشة طششعارم ذمسذكح ت‬
‫ه‬ ‫ش‬ ‫ش‬
‫الكحبَية؛ ل يستطيعان أن يصوُما‪ ،‬فيطعمحان مكحان كل يوُم مسكحيدنا‪.‬‬
‫والريض الذي ل يرجىَ برؤه ويهده الصوُم مثل الشيخ الكحبَي‪ ،‬ول فرق‪ .‬وكذلك العمحال الذينم‬
‫يضطلِّعوُن بشاق العمحال‪.‬‬
‫قال الشيخ ممحد عبَده‪ :‬فالراد بنم "يطيقوُنُه" ف الية الشيوُخ الضعفاء والزمن ونوُهم كالفعلِّة الذينم‬
‫جعل ال معاشهم الدائم بالشغال الشاقة كاستخمراج الفحم الجري منم مناجه‪.‬‬
‫ومنهم الرموُن الذينم يكحم علِّيهم بالشغال الشاقة الؤبدة إذا شق الصيام علِّيهم‪ ،‬بالفعل‪ ،‬وكانُوُا‬
‫يإلِّكحوُن الفدية‪.‬‬
‫البَلِّىَ والرضع‪ :‬إذا خافتا علِّىَ أنُفسهمحا‪ ،‬وأولدها أفطرتا‪ ،‬وعلِّيهمحا الفدية‪ ،‬ول قضاء علِّيهمحا عند ابنم‬
‫عمحر وابنم عبَاس‪.‬‬
‫روىً أبوُ داود عنم عكحرمة أن ابنم عبَاس قال ف قوُله تعال‪) :‬وشعشلِّىَ الذذيشنم يرذطيرقوُنُشره( كانُت رخصة للِّشيخ‬
‫الكحبَي والرأة الكحبَية‪ ،‬وها يطيقان الصيام أن يفطرا‪ ،‬ويطعمحا مكحان كل يوُم مسكحيدنا‪ ،‬والبَلِّىَ والرضع إذا‬
‫خافتا علِّىَ أولدها أفطرتا وأطعمحتا‪ .‬رواه البَزار‪.‬‬
‫وزأاد ف آْخره‪ :‬وكان ابنم عبَاس يقوُل لم ولد له حبَلِّىَ‪" :‬أنُت بنزلة الذي ل يطيقه‪ ،‬فعلِّيك الفداء‪ ،‬ول‬
‫قضاء علِّيك" وصحح الدار قطن إسناده‪.‬‬
‫وعنم نُافع أن ابنم عمحر سئمل عنم الرأة الامل إذا خافت علِّىَ ولدها فقال‪ :‬تفطر‪ ،‬وتطعم مكحان كل يوُم‬
‫مسكحيدنا مددا منم حنطة‪ .‬رواه مالك والبَيهقي‪.‬‬
‫وف الديث‪" :‬إن ال وضع عنم السافر الصوُم وشطر الصلة‪ ،‬وعنم البَلِّىَ والرضع الصوُم"‪ .‬وعند‬
‫الحناف وأب عبَيد وأب ثوُر أنمحا يقضيان فقط‪ ،‬ول إطعام علِّيهمحا‪ .‬وعند أحد والشافعي‪ :‬أنمحا إن‬
‫خافتا علِّىَ الوُلد فقط وأفطرتا علِّيهمحا القضاء والفدية‪ ،‬وإن خافتا علِّىَ أنُفسهمحا فقط أو علِّىَ أنُفسهمحا‬
‫وعلِّىَ ولدها فعلِّيهمحا القضاء ل غي‪.‬‬
‫منم يرخص لم ف الفطر ويب علِّيهم القضاء‪:‬‬
‫يبَاح الفطر للِّمحريض الذي يرجىَ برؤه‪ ،‬والسافر‪ ،‬ويب علِّيهمحا القضاء‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫ضا أشهو شعشلِّىَ شسشفتر فشعذلدة لمهنم أشلياتم أرشخشر )وروىً أحد وأبوُ داود والبَيهقي بسند‬ ‫قال ال تعال‪) :‬شوشمنم شكاشن شمذري د‬
‫صحيح منم حديث معاذ قال‪ :‬إن ال تعال فرض علِّىَ النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم الصيام فأنُزل‪) :‬شيا‬
‫ب شعشلِّىَ الذذيشنم ذمنم قشيهبَلِّذركحهم لششعلِّلركحهم تشيتليرقوُشن( إل قوُله )شوشعشلِّىَ‬ ‫ذ‬
‫صشيارم شكشمحا ركت ش‬ ‫ب شعلِّشهيركحرم ال ل‬ ‫ذ‬ ‫لذ‬
‫أشييتشها ا ذيشنم آْشمنروُاه ركت ش‬
‫ي )‪ ،‬فكحان منم شاء صام‪ .‬ومنم شاء أطعم مسكحيدنا‪ .‬فأجزأ ذلك عنه‪.‬‬ ‫الذذينم يرذطيرقوُنُشهر فذهديشة طششعارم ذمسذكح ت‬
‫ه‬ ‫ش‬
‫ت‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫ي أرنُذزشل فيه الهرقهرآْرن رهددىً للِّلناذس شوبشييليشنات لمشنم اهلرشدىً‬ ‫ذ‬ ‫ث إن ال تعال أنُزل الية الخرىً‪ ) :‬ششههر رشم ش ل‬
‫ضاشن ا ذ ش‬ ‫رش‬
‫ذ‬ ‫ذ‬
‫صهمحره)‪ ،‬فأثبَت صيامه علِّىَ القيم الصحيح‪ ،‬ورلخص فيه للِّمحريض‬ ‫شوالهرفهرشقان فششمحنم ششذهشد منركحرم اللشههشر فشيهلِّيش ر‬
‫والسافر‪ ،‬وأثبَت الطعام للِّكحبَي الذي ل يستطيع الصيام"‪.‬‬
‫والرض البَيح للِّفطر هوُ الرض الشديد الذي يزيد بالصوُم أو يشىَ تأخر برئه‪ .‬قال ف الغن‪" :‬وحكحي‬
‫عنم بعض السلِّف‪ :‬أنُه أبيح الفطر بكحل مرض‪ ،‬حت منم وجع الصبَع والضرس‪ ،‬لعمحوُم الية فيه‪ ،‬ولن‬
‫السافر يبَاح له الفطر وإن ل يتجه إليه‪ ،‬فكحذلك الريض‪ ،‬وهذا مذهب البَخماري وعطاء وأهل الظاهر‪.‬‬
‫والصحيح الذي ياف الرض بالصيام يفطر مثل الريض‪ ،‬وكذلك منم غلِّبَه الوُع أو العطش فخماف‬
‫اللك لزمه الفطر وإن كان صحيدحا مقيدمحا وعلِّيه القضاء‪.‬‬
‫قال ال تعال‪) :‬شولش تشيهقتريلِّروُاه أشنُرفشسركحهم إذلن اللِّلهش شكاشن بذركحهم شرذحيدمحا(‪ .‬وقال تعال‪) :‬شوشما شجشعشل شعلِّشهيركحهم ذف اللديذنم‬
‫ذمهنم شحشرتج(‪.‬‬
‫وإذا صام الريض وتمحل الشقة صح صوُمه‪ ،‬إل أنُه يكحره له ذلك لعراضه عنم الرخصة الت يبَها ال‪،‬‬
‫وقد يلِّحقه بذلك ضرر‪.‬‬
‫وقد كان بعض الصحابة يصوُم علِّىَ عهد رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪ ،‬وبعضهم يفطر متابعي ف‬
‫ذلك فتوُىً الرسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪.‬‬
‫قال حزة السلِّمحي‪ :‬يا رسوُل ال‪ ،‬أجد من قوُة علِّىَ الصوُم ف السفر‪ ،‬فهل علِّلىَ جناح؟ فقال‪" :‬هي‬
‫رخصة منم ال تعال‪ ،‬فمحنم أخذ با فحسنم‪ ،‬ومنم أحب أن يصوُم فل جناح علِّيه" رواه مسلِّم‪.‬‬
‫وعنم أب سعيد الدري رضي ال عنه قال‪" :‬سافرنُا مع رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم إل مكحة وننم‬
‫صيام‪ .‬قال‪ :‬فنزلنا منزدل‪ ،‬فقال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪" :‬إنُكحم قد دنُوُت منم عدوكم والفطر أقوُىً‬
‫لكحم‪ ،‬فكحانُت رخصة‪ ،‬فمحنا منم صام‪ ،‬ومنا منم أفطر‪ ،‬ث نُزلنا منزلد آْخر فقال‪ :‬إنُكحم رمصبَحوُ عدوكم‪،‬‬
‫والفطر أقوُىً لكحم فأفطروا‪ ،‬فكحانُت عزمة‪ ،‬فأفطرنُا‪ ،‬ث رأيتنا نُصوُم بعد ذلك مع رسوُل ال صلِّىَ ال‬
‫علِّيه وسلِّم ف السفر" رواه أحد ومسلِّم وأبوُ داود‪.‬‬
‫وعنم أب سعيد الدري رضي ال عنه قال‪" :‬كنا نُغزو مع رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ف رمضان‪،‬‬
‫فمحنا الصائم ومنا الفطر‪ ،‬فل يد الصائم علِّىَ الفطر ول الفطر علِّىَ الصائم‪ ،‬ث يرون أن منم وجد قوُة‬
‫فصام فإن ذلك حسنم‪ ،‬ويرون أن منم وجد ضعدفا فأفطر فإن ذلك حسنم" رواه أحد ومسلِّم‪.‬‬
‫وقد اختلِّف الفقهاء ف أيهمحا أفضل؟‬

‫‪65‬‬
‫فرأىً أبوُ حنيفة والشافعي ومالك‪ :‬أن الصيام أفضل لنم قوُي علِّيه‪ ،‬والفطر أفضل لنم ل يقوُىً علِّىَ‬
‫الصيام‪ .‬وقال أحد‪ :‬الفطر أفضل‪.‬‬
‫وقال عمحر بنم عبَد العزيز‪ :‬أفضلِّها أيسرها‪ ،‬فمحنم يسهل علِّيه حينئمذ‪ ،‬ويشق علِّيه قضاؤه بعد ذلك‬
‫فالصوُم ف حقه أفضل‪.‬‬
‫ضا عنم قبَوُل الرخصة‬ ‫وحقق الشوُكان‪ ،‬فرأىً أن منم كان يشق علِّيه الصوُم ويضره وكذلك منم كان معر د‬
‫فالفطر أفضل‪ ،‬وكذلك منم خاف علِّىَ نُفسه العجب أو الرياء إذا صام ف السفر فالفطر ف حقه‬
‫أفضل‪.‬‬
‫وما كان منم الصيام خالديا عنم هذه الموُر‪ ،‬فهوُ أفضل منم الفطار‪.‬‬
‫وإذا نُوُىً السافر الصيام باللِّيل وشرع فيه جازأ له الفطر أثناء النهار‪.‬‬
‫فعنم جابر بنم عبَد ال رضي ال عنه‪ :‬أن رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم خرج إل مكحة عام الفتح فصام‬
‫حت بلِّغ كراع الغمحيم‪ ،‬وصام الناس معه‪ ،‬فقيل له‪ :‬إن الناس قد شق علِّيهم الصيام‪ ،‬وإن الناس ينظرون‬
‫فيمحا فعلِّت‪ ،‬فدعا بقدح منم ماء بعد العصر‪ ،‬فشرب‪ ،‬والناس ينظرون إليه‪ ،‬فأفطر بعضهم‪ ،‬وصام‬
‫بعضهم‪ ،‬فبَلِّغه أن نُادسا صاموُا‪ ،‬فقال‪ :‬أولئمك العصاة" رواه مسلِّم والنسائي والتمذي وصححه‪.‬‬
‫وأما إذا نُوُىً الصوُم وهوُ مقيم ث سافر ف أثناء النهار فقد ذهب جهوُر العلِّمحاء إل عدم جوُازأ الفطر‬
‫له‪ ،‬وأجازأه أحد وإسحاق لا رواه التمذي وحسنه عنم ممحد بنم كعب قال‪ :‬أتيت ف رمضان أنُس بنم‬
‫مالك وهوُ يريد سفدرا‪ ،‬وقد رحلِّت له راحلِّته‪ ،‬ولبَس ثياب السفر‪ ،‬فدعا بطعام فأكل‪ ،‬فقلِّت له‪ :‬رسنة؟‬
‫فقال‪ :‬سنة‪ .‬ث ركب‪.‬‬
‫وعنم عبَيد بنم جبَي قال‪ :‬ركبَت مع أب بصرة الغفاري ف سفينة منم الفسطاط ف رمضان‪ ،‬فدفع ث قرب‬
‫غداءه ث قال‪ :‬اقتب‪ ،‬فقلِّت‪ :‬ألست بي البَيوُت‪ .‬فقال أبوُ بصرة‪ :‬أرغبَت عنم سنة رسوُل ال صلِّىَ ال‬
‫علِّيه وسلِّم؟ رواه أحد وأبوُ داود ورجاله ثقات‪.‬‬
‫قال الشوُكان‪ :‬والديثان يدلن علِّىَ أن للِّمحسافر أن يفطر قبَل خروجه منم الوُضع الذي أراد السفر‬
‫منه‪.‬‬
‫وقال‪ :‬قال ابنم العرب‪ :‬وأما حديث أنُس فصحيح‪ ،‬يقتضي جوُازأ الفطر مع أهبَة السفر‪ .‬وقال‪ :‬هذا هوُ‬
‫الق‪.‬‬
‫والسفر البَيح للِّفطر هوُ السفر الذي تقصر الصلة بسبَبَه‪ ،‬ومدة القامة الت يوُزأ للِّمحسافر أن يفطر‬
‫فيها هي الدة الت يوُزأ له أن يقصر الصلة فيها‪ .‬وتقدم جيع ذلك ف مبَحث قصر الصلة ومذاهب‬
‫العلِّمحاء وتقيق ابنم القيم‪.‬‬
‫وروىً أحد وأبوُ داود والبَيهقي والطحاوي عنم منصوُر الكحلِّب‪ :‬أن دحية بنم خلِّيفة خرج منم قرية منم‬
‫دمشق مرة إل قدر عقبَة منم الفسطاط ف رمضان‪ ،‬ث إنُه أفطر وأفطر معه نُاس‪ ،‬وكره آْخرون أن‬

‫‪66‬‬
‫يفطروا‪ ،‬فلِّمحا رجع إل قريته قال‪ :‬وال لقد رأيت اليوُم أمدرا ما كنت أظنم أن أراه‪ ،‬إن قوُدما رغبَوُا عنم‬
‫هدي رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم وأصحابه؛ يقوُل ذلك للِّذينم صاموُا‪ ،‬ث قال عند ذلك‪ :‬اللِّهم‬
‫اقبَضن إليك‪ .‬وجيع رواة الديث ثقات‪ ،‬إل منصوُر الكحلِّب‪ ،‬وقد وثقه العجلِّي‪.‬‬
‫من يجب عليه الفطر والقضاء مععا‪:‬‬
‫اتفق الفقهاء علِّىَ أنُه يب الفطر علِّىَ الائض والنفساء‪ ،‬ويرم علِّيهمحا الصيام‪ ،‬وإذا صاما ل يصح‬
‫ل‪ ،‬وعلِّيهمحا قضاء ما فاتمحا‪.‬‬
‫صوُمهمحا ويقع باط د‬
‫روىً البَخماري ومسلِّم عنم عائشة‪ ،‬قالت‪" :‬كنا نيض علِّىَ عهد رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم فنؤمر‬
‫بقضاء الصوُم‪ ،‬ول نُؤمر بقضاء الصلة"‬
‫اليام المنهي عن صيامها‬
‫جاءت الحاديث مصرحة بالنهي عنم صيام أيام نُبَينها فيمحا يلِّي‪:‬‬
‫‪ ... ... 1‬النهي عنم صيام يوُمي العيدينم‪:‬‬
‫ضا أم تطوُدعا لقوُل عمحر رضي ال‬ ‫أجع العلِّمحاء علِّىَ تري صوُم يوُمي العيدينم؛ سوُاء أكان الصوُم فر د‬
‫عنه‪" :‬إن رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم نىَ عنم صيام هذينم اليوُمي؛ أما يوُم الفطر ففطركم منم‬
‫صوُمكحم‪ ،‬وأما يوُم الضحىَ فكحلِّوُا منم نُسكحكحم" رواه أحد والربعة‪.‬‬
‫‪ ... ... 2‬النهي عنم صوُم أيام التشريق‪:‬‬
‫ل يوُزأ صيام اليام الثلثة الت تلِّي عيد النحر‪ ،‬لا رواه أبوُ هريرة‪ :‬أن رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‬
‫بعث عبَد ال بنم حذافة يطوُف ف من‪" :‬أن ل تصوُموُا هذه اليام‪ ،‬فإنا أيام أكل وشرب وذكر ال عز‬
‫وجل" رواه أحد بإسناد جيد‪ ،‬وروىً الطبان ف الوسط‪ ،‬عنم ابنم عبَاس رضي عنهمحا‪" :‬أن رسوُل ال‬
‫صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أرسل صائدحا يصيح‪ :‬أن ل تصوُموُا هذه اليام‪ ،‬فإنا أيام أكل وشرب وبعال"‪.‬‬
‫والقصوُد بالبَعال‪ :‬المحاع‪.‬‬
‫وأجازأ أصحاب الشافعي صيام أيام التشريق فيمحا له سبَب منم نُذر أو كفارة أو قضاء‪ .‬أما ما ل سبَب‬
‫له فل يوُزأ فيها بل خلف‪ .‬وجعلِّوُا هذا نُظي الصلة الت لا سبَب ف الوقات النهي عنم الصلة‬
‫فيها‪.‬‬
‫‪ ... ... 3‬النهي عنم صيام يوُم المحعة منفرددا‬
‫يوُم المحعة عيد أسبَوُعي للِّمحسلِّمحي‪ ،‬ولذلك نىَ الشارع عنم صيامه‪ .‬وذهب المحهوُر‪ :‬إل أن النهي‬
‫للِّكحراهة ل للِّتحري إل إذا صام يوُدما قبَلِّه أو يوُدما بعده‪ ،‬أو وافق عادة له‪ ،‬أو كان يوُم عرفة‪ ،‬أو‬
‫عاشوُراء‪ ،‬فإنُه حينئمذ ل يكحره صيامه‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫فعنم عبَد ال بنم عمحرو‪ :‬أن رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم دخل علِّىَ جوُيرية بنت الارث وهي صائمحة‬
‫ف يوُم جعة فقال لا‪" :‬أصمحت أمس؟" فقالت‪ :‬ل‪ .‬قال‪" :‬أتريدينم أن تصوُمي غددا؟" قالت‪ :‬ل‪ .‬قال‪:‬‬
‫"فأفطري إذن" رواه أحد والنسائي بسند جيد‪.‬‬
‫وعنم عامر الشعري قال‪ :‬سعت رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يقوُل‪" :‬إن يوُم المحعة عيدكم فل‬
‫تصوُموُه‪ ،‬إل أن تصوُموُا قبَلِّه أو بعده" رواه البَزار بسند حسنم‪.‬‬
‫وقال علِّي رضي ال عنه‪ :‬منم كان منكحم متطوُدعا فلِّيصم يوُم المحيس‪ ،‬ول يصم يوُم المحعة؛ فإنُه يوُم‬
‫طعام وشراب وذكر‪ .‬رواه ابنم أب شيبَة بسند حسنم‪.‬‬
‫وف الصحيحي منم حديث جابر رضي ال عنه‪ :‬أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال‪" :‬ل تصوُموُا يوُم‬
‫المحعة إل وقبَلِّه يوُم أو بعده يوُم"‪.‬‬
‫وف لفظ مسلِّم‪" :‬ول تصوُا ليلِّة المحعة بقيام منم بي اللِّيال‪ ،‬ول تصوُا يوُم المحعة بصيام منم بي‬
‫اليام إل أن يكحوُن ف صوُم يصوُمه أحدكم"‪.‬‬
‫‪ ... ... 4‬النهي عنم إفراد يوُم السبَت بصيام‪:‬‬
‫عنم بسر السلِّمحي عنم أخته الصمحاء أن رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال‪" :‬ل تصوُموُا يوُم السبَت إل‬
‫فيمحا افتض علِّيكحم‪ ،‬وإن ل يد أحدكم إل لا عنب‪ ،‬أو عوُد شجر فلِّيمحضغه"‪ .‬ولا العنب‪ :‬قشر‬
‫العنب‪ .‬رواه أحد وأصحاب السننم‪ ،‬والاكم‪ ،‬وقال‪ :‬صحيح علِّىَ شرط مسلِّم وحسنه التمذي‪ ،‬وقال‪:‬‬
‫ومعن الكحراهة ف هذا أن يتص الرجل يوُم السبَت بصيام؛ لن اليهوُد يعلظمحوُن يوُم السبَت‪.‬‬
‫وقالت أم سلِّمحة‪ :‬كان النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يصوُم يوُم السبَت ويوُم الحد‪ ،‬أكثر ما يصوُم منم‬
‫اليام‪ ،‬ويقوُل‪" :‬إنمحا عيد الشركي‪ ،‬فأنُا أحب أن أخالفهم" رواه أحد والبَيهقي‪ ،‬والاكم وابنم خزيإة‪،‬‬
‫وصححاه‪.‬‬
‫ومذهب الحناف والشافعية والنابلِّة‪ :‬كراهة الصوُم يوُم السبَت منفرددا لذه الدلة‪ ،‬وخالف ف ذلك‬
‫مالك؛ فجوُزأ صيامه منفرددا بل كراهة‪ ،‬والديث حجة علِّيه‪.‬‬
‫‪ ... ... 5‬النهي عنم صوُم يوُم الشك‪:‬‬
‫قال عمحار بنم ياسر رضي ال عنه‪" :‬منم صام اليوُم الذي شك فيه فقد عصىَ أبا القاسم صلِّىَ ال علِّيه‬
‫وسلِّم" رواه أصحاب السننم‪ .‬وقال التمذي‪ :‬حديث حسنم صحيح‪ ،‬والعمحل علِّىَ هذا عند أكثر أهل‬
‫العلِّم‪ ،‬وبه يقوُل أبوُ سفيان الثوُري‪ ،‬ومالك بنم أنُس‪ ،‬وعبَد ال بنم البَارك‪ ،‬والشافعي‪ ،‬وأحد‪ ،‬وإسحق‪،‬‬
‫وكلِّهم كرهوُا أن يصوُم الرجل اليوُم الذي يشك فيه‪ .‬ورأىً أكثرهم إن صامه وكان منم شهر رمضان‪ ،‬أن‬
‫يقضي يوُدما مكحانُه‪ ،‬فإن صامه لوُافقته عادة له جازأ له الصيام حينئمذ بدون كراهة‪ .‬فعنم أب هريرة‪ :‬أن‬
‫النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال‪" :‬ل تقدموُا صوُم رمضان بيوُم ول يوُمي‪ ،‬إل أن يكحوُن صوُم يصوُمه‬
‫رجل‪ ،‬فلِّيصم ذلك اليوُم" رواه المحاعة‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫وقال التمذي‪ :‬حسنم صحيح‪ ،‬والعمحل علِّىَ هذا عند أهل العلِّم‪ ،‬كرهوُا أن يتعجل الرجل بصيام قبَل‬
‫دخوُل رمضان لعن رمضان‪ .‬وإن كان رجل يصوُم صوُدما فوُق صيامه ذلك فل بأس به عندهم‪.‬‬
‫‪ ... ... 6‬النهي عنم صوُم الدهر‪:‬‬
‫يرم صيام السنة كلِّها‪ ،‬با فيها اليام الت نىَ الشارع عنم صيامها‪ .‬لقوُل رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه‬
‫وسلِّم‪" :‬ل صام منم صام البد" رواه أحد والبَخماري ومسلِّم‪ .‬فإن أفطر يوُمي العيد‪ ،‬وأيام التشريق‪،‬‬
‫وصام بقية اليام انُتفت الكحراهة‪ ،‬إذا كان منم يقوُي علِّىَ صيامها‪.‬‬
‫قال التمذي‪ :‬وقد كره قوُم منم أهل العلِّم صيام الدهر إذا ل يفطر يوُم الفطر ويوُم الضحىَ وأيام‬
‫التشريق‪ .‬فمحنم أفطر ف هذه اليام‪ ،‬فقد خرج منم حد الكحراهة‪ ،‬ول يكحوُن قد صام الدهر كلِّه‪ .‬هكحذا‬
‫روىً عنم مالك والشافعي وأحد وإسحق‪.‬‬
‫وقد أقر النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم حزة السلِّمحي علِّىَ سرد الصيام‪ ،‬وقال له‪" :‬صم إن شئمت وأفطر إن‬
‫شئمت" وقد تقدم‪ .‬والفضل أن يصوُم يوُدما‪ ،‬ويفطر يوُدما‪ ،‬فإن ذلك أحب الصيام إل ال‪ ،‬وسيأت‪.‬‬
‫‪ ... ... 7‬النهي عنم صيام الرأة وزأوجها حاضر إل بإذنُه‪:‬‬
‫نىَ رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم الرأة أن تصوُم وزأوجها حاضر حت تستأذنُه؛ فعنم أب هريرة أن النب‬
‫صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال‪" :‬ل تصم الرأة يوُدما واحددا‪ ،‬وزأوجها شاهد إل بإذنُه إل رمضان" رواه أحد‬
‫والبَخماري ومسلِّم‪.‬‬
‫وقد حل العلِّمحاء هذا النهي علِّىَ التحري‪ ،‬وأجازأوا للِّزوج أن يفسد صيام زأوجته لوُ صامت‪ ،‬دون أن‬
‫يأذن لا‪ ،‬لفتياتا علِّىَ حقه‪ ،‬وهذا ف غي رمضان كمحا جاء ف الديث‪ ،‬فإن رمضان ل يتاج إل إذن‬
‫منم الزوج‪ .‬وكذلك لا أن تصوُم منم غي إذنُه‪ ،‬إذا كان غائدبَا فإذا قدم‪ ،‬له أن يفسد صيامها‪ .‬وجعلِّوُا‬
‫مرض الزوج‪ ،‬وعجزه عنم مبَاشرتا مثل غيبَته عنها‪ ،‬ف جوُازأ صوُمها دون أن تستأذنُه‪.‬‬
‫النهي عنم وصال الصوُم‪:‬‬
‫‪ ... ... 1‬عنم أب هريرة‪ :‬أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال‪" :‬إياكم والوُصال" قالا ثلث مرات‪ .‬قالوُا‪:‬‬
‫فإنُك توُاصل يا رسوُل ال؟ قال‪" :‬إنُكحم لستم ف ذلك مثلِّي‪ ،‬إن أبيت يطعمحن رب ويسقين‪ ،‬فاكفلِّوُا‬
‫منم العمحال ما تطيقوُن" رواه البَخماري ومسلِّم‪.‬‬
‫وقد حل الفقهاء النهي علِّىَ الكحراهة‪.‬‬
‫وجوُزأ أحد وإسحق وابنم النذر الوُصال إل السحر‪ .‬ما ل تكحنم مشقة علِّىَ الصائم‪ .‬لا رواه البَخماري‬
‫عنم أب سعيد الدري رضي ال عنه أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال‪" :‬ل توُاصلِّوُا‪ ،‬فأيكحم أراد أن‬
‫يوُاصل فلِّيوُاصل حت السحر"‬
‫صيام التطوع‬
‫رلغب رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ف صيام اليام التية‪:‬‬

‫‪69‬‬
‫صيام ستة أيام منم شوُال‪:‬‬
‫روىً المحاعة إل البَخماري والنسائي عنم أب أيوُب النُصاري‪ :‬أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال‪" :‬منم‬
‫صام رمضان ث أتبَعه سدتا منم شوُال فكحأنا صام الدهر"‪ ،‬وعند أحد‪ :‬أنا تؤدىً متتابعة وغي متتابعة‪،‬‬
‫ول فضل لحد علِّىَ الخر‪ ،‬وعند النفية والشافعية‪ :‬الفضل صوُمها متتابعة عقب العيد‪.‬‬
‫صيام عشر ذي الجة وتأكيد يوُم عرفة لغي الاج‪:‬‬
‫‪ ... ... 1‬عنم أب قتادة رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪" :‬صوُم يوُم عرفة يكحفر‬
‫سنتي ماضية ومستقبَلِّة‪ ،‬وصوُم يوُم عاشوُراء يكحفر سنة ماضية" رواه المحاعة إل البَخماري والتمذي‪.‬‬
‫‪ ... ... 2‬عنم حفصة قالت‪" :‬أربع ل يكحنم يدعهنم رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪ :‬صوُم عاشوُراء‪،‬‬
‫والعشر‪ ،‬وثلثة أيام منم كل شهر‪ ،‬والركعتي قبَل الغداة" رواه أحد والنسائي‪.‬‬
‫‪ ... ... 3‬عنم عقبَة بنم عامر قال‪ :‬قال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪" :‬يوُم عرفة ويوُم النحر وأيام‬
‫التشريق عيدنُا أهل السلم وهي أيام أكل وشرب" رواه المحسة‪ ،‬إل ابنم ماجه وصححه التمذي‪.‬‬
‫‪ ... ... 4‬عنم أب هريرة قال‪" :‬نىَ رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم عنم صوُم يوُم عرفة بعرفات" رواه‬
‫أحد وأبوُ داود والنسائي وابنم ماجه‪.‬‬
‫‪ ... ... 5‬عنم أم الفضل‪ :‬أنم شكحوُا ف صوُم رسوُل ال يوُم عرفة‪ ،‬فأرسلِّت إليه بلِّب‪ ،‬فشرب وهوُ‬
‫يطب الناس بعرفة‪ .‬متفق علِّيه‪.‬‬
‫صيام المحرم وتأكيد صوم عاشوراء ويوم قبلها ويوم بعدها‪:‬‬
‫‪ ... ... 1‬عنم أب هريرة قال‪ :‬سئمل رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪ :‬أي الصلة أفضل بعد الكحتوُبة؟‬
‫قال‪" :‬ف جوُف اللِّيل"‪ .‬قيل‪ :‬ث أي الصيام أفضل بعد رمضان؟ قال‪" :‬شهر ال الذي تدعوُنُه الرم"‬
‫رواه أحد ومسلِّم وأبوُ داود‪.‬‬
‫‪ ... ... 2‬عنم معاوية بنم أب سفيان قال‪ :‬سعت رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يقوُل‪" :‬إن هذا يوُم‬
‫عاشوُراء‪ ،‬ول يكحتب علِّيكحم صيامه‪ ،‬وأنُا صائم‪ ،‬فمحنم شاء صام‪ ،‬ومنم شاء فلِّيفطر" متفق علِّيه‪.‬‬
‫‪ ... ... 3‬عنم عائشة رضي ال عنها قالت‪" :‬كان يوُم عاشوُراء يوُدما تصوُمه قريش ف الاهلِّية‪ ،‬وكان‬
‫رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يصوُمه‪ ،‬فلِّمحا قدم الدينة صامه‪ ،‬وأمر الناس بصيامه‪ .‬فلِّمحا رفرض رمضان‬
‫قال‪ :‬منم شاء صامه ومنم شاء تركه" متفق علِّيه‪.‬‬
‫‪ ... ... 4‬عنم ابنم عبَاس رضي ال عنهمحا قال‪ :‬قدم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم الدينة‪ ،‬فرأىً اليهوُد‬
‫تصوُم عاشوُراء فقال‪ :‬ما هذا؟ قالوُا‪ :‬يوُم صال‪ ،‬لنىَ ال فيه موُسىَ وبن إسرائيل منم عدوهم‪ ،‬فصامه‬
‫موُسىَ‪ ،‬فقال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪" :‬أنُا أحق بوُسىَ منكحم"‪ ،‬فصامه‪ ،‬وأمر بصيامه‪ .‬متفق علِّيه‪.‬‬
‫‪ ... ... 5‬عنم أب موُسىَ الشعري رضي ال عنه قال‪ :‬كان يوُم عاشوُراء تعظمحه اليهوُد‪ ،‬وتتخمذه عيددا‪،‬‬
‫فقال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪" :‬صوُموُه أنُتم" متفق علِّيه‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫‪ ... ... 6‬عنم ابنم عبَاس رضي ال عنهمحا قال‪ :‬لا صام رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يوُم عاشوُراء‪،‬‬
‫وأمر بصيامه‪ ،‬قالوُا‪ :‬يا رسوُل ال‪ ،‬إنُه يوُم تعلظمحه اليهوُد والنصارىً ‪ ...‬فقال‪ :‬إذا كان العام القبَل إن‬
‫شاء ال صمحنا اليوُم التاسع‪ ،‬قال‪ :‬فلِّم يأت العام القبَل‪ ،‬حت توُف رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪ .‬رواه‬
‫مسلِّم وأبوُ داود‪ .‬وف لفظ قال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪ :‬لئمنم بقيت إل قابل لصوُمنم التاسع‪:‬‬
‫)يعن مع يوُم عاشوُراء( رواه أحد ومسلِّم‪.‬‬
‫وقد ذكر العلِّمحاء أن صيام يوُم عاشوُراء علِّىَ ثلث مراتب‪:‬‬
‫الرتبَة الول‪ :‬صوُم ثلثة أيام‪ :‬التاسع‪ ،‬والعاشر‪ ،‬والادي عشر‪.‬‬
‫الرتبَة الثانُية‪ :‬صوُم التاسع‪ ،‬والعاشرة‪.‬‬
‫الرتبَة الثالثة‪ :‬صوُم العاشر وحده‪.‬‬
‫التوُسعة يوُم عاشوُراء‪:‬‬
‫عنم جابر بنم عبَد ال رضي ال عنه‪ :‬أن رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪ :‬قال‪" :‬منم وسع علِّىَ نُفسه‬
‫وأهلِّه يوُم عاشوُراء وسع ال علِّيه سائر سنته" رواه البَيهقي ف الشعب‪ ،‬وابنم عبَد الب‪ .‬وللِّحديث طرق‬
‫أخرىً كلِّها ضعيفة‪ .‬ولكحنم إذا ضم بعضها إل بعض ازأداد قوُة‪ .‬كمحا قال السخماوي‪.‬‬
‫صيام أكثر شعبَان‪:‬‬
‫كان رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يصوُم أكثر شعبَان‪ .‬قالت عائشة‪" :‬ما رأيت رسوُل ال صلِّىَ ال‬
‫علِّيه وسلِّم استكحمحل صيام شهر قط إل شهر رمضان‪ ،‬وما رأيته ف شهر أكثر منه صيادما ف شعبَان"‬
‫رواه البَخماري ومسلِّم‪.‬‬
‫وعنم أسامة بنم زأيد رضي ال عنهمحا قال‪ :‬قلِّت‪ :‬يا رسوُل ال‪ ،‬ل أرك تصوُم منم شهر منم الشهوُر ما‬
‫تصوُم منم شعبَان؟ قال‪" :‬ذلك شهر يغفل الناس عنه بي رجب ورمضان‪ ،‬وهوُ شهر ترفع فيه العمحال‬
‫إل رب العالي‪ .‬فأحب أن يرفع عمحلِّي وأنُا صائم"‪ ..‬رواه أبوُ داود والنسائي وصححه ابنم خزيإة‪.‬‬
‫وتصيص صوُم يوُم النصف منه ظدنا أن له فضيلِّة علِّىَ غيه ما ل يأت به دليل صحيح‪.‬‬
‫صيام الشهر الرم‪:‬‬
‫الشهر الرم‪ :‬ذو القعدة‪ ،‬وذو الجة‪ ،‬والرم‪ ،‬ورجب‪ .‬ويستحب الكثار منم الصيام فيها‪ .‬فعنم رجل‬
‫منم باهلِّة‪ :‬أنُه أت النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪ ،‬فقال‪ :‬يا رسوُل ال‪ ،‬أنُا الرجل الذي جئمتك عام الول‪،‬‬
‫فقال‪ :‬فمحا غليك وقد كنت حسنم اليئمة؟ قال‪ :‬ما أكلِّت طعادما إل بلِّيل منذ فارقتك‪ ،‬فقال رسوُل ال‬
‫صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪" :‬ذلش عذهبت نُفسك؟" ث قال‪ :‬صم شهر الصب‪ ،‬ويوُدما منم كل شهر‪ .‬قال‪ :‬زأدن‪،‬‬
‫فإن ب قوُة‪ .‬قال‪ :‬صم يوُمي‪ .‬قال‪ .‬زأدن‪ .‬قال‪ :‬صم منم الرررم واترك‪ .‬صم منم الرررم واترك‪ .‬صم منم‬
‫الرررم واترك‪ ،‬وقال بأصابعه الثلثة فضمحها‪ ،‬ث أرسلِّها"‪ .‬رواه أحد وأبوُ داود وابنم ماجه والبَيهقي بسند‬
‫جيد‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫وصيام رجب ليس له فضل زأائد علِّىَ غيه منم الشهوُر إل أنُه منم الشهر الرم‪ .‬ول يرد ف السنة‬
‫الصحيحة أن لصيامه فضيلِّة بصوُصه‪ ،‬وما جاء ف ذلك ما ل ينهض للحتجاج به‪ .‬قال ابنم حجر‪:‬‬
‫"ل يرد ف فضلِّه ول ف صيامه ول ف صيام شيء منه أثر معي‪ ،‬ول ف قيام ليلِّة مصوُصة منه حديث‬
‫صحيح يصلِّح للِّحجة"‪.‬‬
‫صيام يوُمي الثني والمحيس‪:‬‬
‫عنم أب هريرة‪ :‬أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم كان أكثر ما يصوُم الثني والمحيس‪ ،‬فقيل له فقال‪" :‬إن‬
‫العمحال تعرض كل اثني وخيس‪ ،‬فيغفر ال لكحل مسلِّم‪ ،‬أو لكحل مؤمنم‪ ،‬إل التهاجرينم فيقوُلوُن‪:‬‬
‫أخرها" رواه أحد بسند صحيح‪ .‬وف صحيح مسلِّم‪ :‬أنُه صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم سئمل عنم صوُم يوُم‬
‫الثني؟ فقال‪" :‬ذاك يوُم ولدت فيه‪ ،‬وأنُزل علِّلي فيه" أي نُزل الوُحي علِّلي فيه‪.‬‬
‫صيام ثلثة أيام منم كل شهر‪:‬‬
‫قال أبوُ ذر الغفاري رضي ال عنه أمرنُا رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪ :‬أن نُصوُم منم الشهر ثلثة أيام‬
‫البَيض؛ ثلث عشرة وأربع عشرة وخس عشرة‪ ،‬وقال‪" :‬هي كصوُم الدهر" رواه النسائي‪ ،‬وصححه ابنم‬
‫حبَان‪ .‬وجاء عنه صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪ :‬أنُه كان يصوُم منم الشهر‪ :‬السبَت والحد والثني‪ ،‬ومنم الشهر‬
‫الخر‪ :‬الثلثاء والربعاء والمحيس‪ .‬وأنُه كان يصوُم منم غرة كل هلل ثلثة أيام‪ .‬وأنُه كان يصوُم‪:‬‬
‫المحيس منم أول الشهر‪ ،‬والثني الذي يلِّيه والثني الذي يلِّيه‪.‬‬
‫صيام يوُم وفطر يوُم‪:‬‬
‫عنم أب سلِّمحة بنم عبَد الرحنم عنم عبَد ال بنم عمحرو قال‪ :‬قال ل رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪" :‬لقد‬
‫أخبت أنُك تقوُم اللِّيل وتصوُم النهار‪ .‬قال‪ :‬قلِّت‪ :‬يا رسوُل ال‪ ،‬نُعم‪ .‬قال‪ :‬فصم وأفطر وصل ون‪ ،‬فإن‬
‫لسدك علِّيك حدقا‪ ،‬وإن لزوجك علِّيك حدقا‪ ،‬وإن لزورك علِّيك حدقا‪ ،‬وإن بسبَك أن تصوُم منم كل‬
‫ت فرشدد علِّلي‪ .‬قال‪ :‬فقلِّت‪ :‬يا رسوُل ال‪ ،‬إن أجد‬ ‫شهر ثلثة أيام"‪ .‬زأورك‪ :‬أي ضيوُفك قال‪ :‬فشدد ر‬
‫ت فرشدد علِّلي‪ .‬قال‪ :‬فقلِّت يا رسوُل ال إن‬ ‫قوُة‪ .‬قال‪" :‬فصم منم كل جعة ثلثة أيام" قال‪" :‬فشدد ر‬
‫أجد قوُة" قال‪" :‬صم صوُم نُب ال داود‪ ،‬ول تزد علِّيه" قلِّت‪ :‬يا رسوُل ال‪ ،‬وما كان صيام داود علِّيه‬
‫ضا عنم عبَد ال بنم‬ ‫ي أي د‬
‫الصلة والسلم؟ قال‪" :‬كان يصوُم يوُدما ويفطر يوُدما" رواه أحد وغيه‪ .‬ورو ش‬
‫ب الصيام إل ال صيام داود‪ ،‬وأحب الصلة إل‬ ‫عمحرو قال‪ :‬قال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪" :‬أح ت‬
‫ال صلة داود‪ ،‬كان ينام نُصفه ويقوُم ثلِّثه وينام سدسه‪ ،‬وكان يصوُم يوُدما ويفطر يوُدما"‬
‫جواز فطر الصائم المتطوع‬
‫‪ ... ... 1‬عنم أم هانُئ رضي ال عنها‪" :‬أن رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم دخل علِّيها يوُم الفتح‪،‬‬
‫فأت بشراب فشرب ث نُاولن‪ ،‬فقلِّت‪ :‬إن صائمحة‪ .‬فقال‪" :‬إن التطوُع أمي علِّىَ نُفسه؛ فإن شئمت‬

‫‪72‬‬
‫فصوُمي‪ ،‬وإن شئمت فأفطري" رواه أحد والدار قطن والبَيهقي‪ ،‬ورواه الاكم وقال‪ :‬صحيح السناد‪.‬‬
‫ولفظه‪" :‬الصائم التطوُع أمي علِّىَ نُفسه؛ إن شاء صام‪ ،‬وإن شاء أفطر"‪.‬‬
‫وعنم أب جحيفة قال‪ :‬آْخىَ النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم بي سلِّمحان وأب الدرداء‪ ،‬فزار سلِّمحان أبا‬
‫الدرداء‪ ،‬فرأىً أم الدرداء متبَذلة‪ ،‬فقال لا‪ :‬ما شأنُك؟ قالت‪ :‬أخوُك أبوُ الدرداء ليس له حاجة ف‬
‫الدنُيا‪ ،‬فجاء أبوُ الدرداء‪ ،‬فصنع له طعادما‪ ،‬فقال‪ :‬كل فإن صائم‪ ،‬فقال‪ :‬ما أنُا بآكل حت تأكل‪،‬‬
‫فأكل‪ ،‬فلِّمحا كان اللِّيل ذهب أبوُ الدرداء يقوُم‪ ،‬قال‪ :‬ن‪ ،‬فنام‪ ،‬ث ذهب‪ ،‬فقال‪ :‬ن‪ ،‬فلِّمحا كان ف آْخر‬
‫اللِّيل قال‪ :‬قم الن؛ فصلِّيا‪ ،‬فقال له سلِّمحان‪ :‬إن لربك علِّيك حدقا‪ ،‬ولنفسك علِّيك حقدا‪ ،‬ولهلِّك‬
‫علِّيك حدقا‪ ،‬فأعط كل ذي حق حقه‪ ،‬فأت النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم فذكر له ذلك‪ ،‬فقال النب صلِّىَ‬
‫ال علِّيه وسلِّم‪" :‬صدق سلِّمحان" رواه البَخماري والتمذي‪.‬‬
‫‪ ... ... 2‬وعنم أب سعيد الدري رضي ال عنه قال‪ :‬صنعت لرسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم طعادما‪،‬‬
‫فأتان هوُ وأصحابه‪ ،‬فلِّمحا وضع الطعام‪ ،‬قال رجل منم القوُم‪ :‬إن صائم‪ ،‬فقال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه‬
‫وسلِّم‪" :‬دعاكم أخوُكم‪ ،‬وتكحلِّف لكحم" ث قال‪" :‬أفطر وصم يوُدما مكحانُه‪ ،‬إن شئمت" رواه البَيهقي بإسناد‬
‫حسنم كمحا قال الافظ‪ .‬وقد ذهب أكثر أهل العلِّم إل جوُازأ الفطر لنم صام متطوُدعا‪ ،‬واستحبَوُا له‬
‫قضاء ذلك اليوُم‪ ،‬استدللد بذه الحاديث الصحيحة الصرية‬
‫آداب الصيام‬
‫يستحب للِّصائم أن يراعي ف صيامه الداب التية‪:‬‬
‫‪ ... ... 1‬السحوُر‪:‬‬
‫وقد أجعت المة علِّىَ استحبَابه‪ ،‬وأنُه ل إث علِّىَ منم تركه‪ ،‬فعنم أنُس رضي ال عنه‪ :‬أن رسوُل ال‬
‫صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال‪" :‬تسحروا فإن السحوُر بركة" رواه البَخماري ومسلِّم‪ .‬وعنم القدام بنم معد‬
‫يكحرب‪ ،‬عنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال‪" :‬علِّيكحم بذا السحوُر فإنُه الغذاء البَارك" رواه النسائي‬
‫بسند جيد‪ .‬وسبَب البكة أنُه يقوُي الصائم وينشطه‪ ،‬ويهوُن علِّيه الصيام‪.‬‬
‫ب يتحقق؟‪:‬‬
‫ويتحقق السحوُر بكحثي الطعام وقلِّيلِّه‪ .‬ولوُ برعة ماء‪ ،‬فعنم أب سعيد الدري رضي ال عنه‪" :‬السحوُر‬
‫بركة فل تدعوُه‪ ،‬ولوُ أن يرع أحدكم جرعة ماء‪ ،‬فإن ال وملئكحته يصلِّوُن علِّىَ التسحرينم" رواه أحد‪.‬‬
‫وقته‪:‬‬
‫وقت السحوُر منم منتصف اللِّيل إل طلِّوُع الفجر‪ ،‬والستحب تأخيه‪ .‬فعنم زأيد بنم ثابت رضي ال عنه‬
‫قال‪ :‬تسحرنُا مع رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪ ،‬ث قمحنا إل الصلة‪ ،‬قلِّت‪ :‬كم كان قدر ما بينهمحا؟‬
‫قال "خسي آْية" رواه البَخماري ومسلِّم‪ .‬وعنم عمحرو بنم ميمحوُن قال‪" :‬كان أصحاب ممحد صلِّىَ ال‬
‫علِّيه وسلِّم أعجل الناس إفطادرا وأبطأهم سحوُدرا" رواه البَيهقي بسند صحيح‪ .‬وعنم أب ذر الغفاري‬

‫‪73‬‬
‫رضي ال عنه مرفوُدعا‪" :‬ل تزال أمت بي ما عجلِّوُا الفطر‪ ،‬وأخروا السحوُر" وف سنده سلِّيمحان بنم أب‬
‫عثمحان‪ ،‬وهوُ مهوُل‪.‬‬
‫وجلوُزأ أبوُ حنيفة إخراج القيمحة‪ .‬وقال‪ :‬إذا أخرج الزكي منم القمحح فإنُه ريزئ نُصف صاع‪.‬‬
‫ر‬
‫قال أبوُ سعيد الدري‪" :‬كنا إذا كان فينا رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم رنرج زأكاة الفطر عنم كل‬
‫صغي وكبَي‪ ،‬حر وملِّوُك‪ :‬صادعا منم طعام‪ ،‬أو صادعا منم أشذقط‪ ،‬أو صادعا منم شعي‪ ،‬أو صادعا منم تر‪ ،‬أو‬
‫صادعا منم زأبيب‪ ،‬فلِّم نُزل نرجه حت قدم معاوية حادجا أو معتمحدرا‪ ،‬فكحللِّم الناس علِّىَ النب‪ ،‬فكحان فيمحا‬
‫كللِّم به أن قال‪ :‬أن أرىً أن ملدينم منم سراء الشام‪ ،‬تعدل صادعا منم تر‪ ،‬فأخذ الناس بذلك‪ .‬قال أبوُ‬
‫سعيد فأما أنُا‪ ،‬فل أزأال أخرجه أبددا ما عشت" رواه المحاعة‪ .‬الدان‪ :‬نُصف صاع‪ ،‬والقصوُد بسمحراء‬
‫الشام‪ :‬القمحح قال التمذي‪ :‬والعمحل علِّىَ هذا عند بعض أهل العلِّم يرون منم كل شيء صادعا‪ ،‬وهوُ‬
‫قوُل الشافعي وإسحاق‪.‬‬
‫وقال بعض أهل العلِّم‪ :‬منم كل شيء صاع إل الب‪ ،‬فإنُه يزئ نُصف صاع وهوُ قوُل سفيان‪ ،‬وابنم‬
‫البَارك‪ ،‬وأهل الكحوُفة‪.‬‬
‫مت تب؟‬
‫اتفق الفقهاء علِّىَ أنا تب ف آْخر رمضان‪ ،‬واختلِّفوُا ف تديد الوُقت الذي تب فيه‪ .‬فقال الثوُري‬
‫وأحد وإسحاق والشافعي ف الديد وإحدىً الروايتي عنم مالك‪ :‬إن وقت وجوُبا‪ ،‬غروب الشمحس ليلِّة‬
‫الفطر‪ ،‬لنُه وقت الفطر منم رمضان‪.‬‬
‫وقال أبوُ حنيفة واللِّيث والشافعي ف القدي والرواية الثانُية عنم مالك‪ :‬إن وقت وجوُبا طلِّوُع الفجر منم‬
‫يوُم العيد‪.‬‬
‫وفائدة هذا الختلف ف الوُلوُد يوُلد قبَل الفجر منم يوُم العيد‪ ،‬وبعد مغيب الشمحس‪ :‬هل تب علِّيه أم‬
‫ل تب؟ فعلِّىَ القوُل الول ل تب‪ ،‬لنُه ولد بعد وقت الوُجوُب وعلِّىَ الثان‪ :‬تب لنُه ولد قبَل وقت‬
‫الوُجوُب‪.‬‬
‫الشك ف طلِّوُع الفجر‪:‬‬
‫ولوُ شك ف طلِّوُع الفجر فلِّه أن يأكل ويشرب حت يستيقنم طلِّوُعه‪ ،‬ول يعمحل بالشك‪ ،‬فإن ال عز‬
‫ط‬
‫ي لشركحرم اهلشهي ر‬
‫وجل جعل ناية الكل والشرب التبَي نُفسه ل الشك؛ فقال‪) :‬شوركلِّروُاه شواهششربروُاه شحلت يشيتشبَشي ل ش‬
‫ض ذمشنم اهلشهيذط الشهسشوُذد ذمشنم الهشفهجذر )‪ .‬وقال رجل لبنم عبَاس رضي ال عنهمحا‪" :‬إن أتسحر فإذا‬ ‫اشلبهييش ر‬
‫شكحكحت أمسكحت؛ فقال ابنم عبَاس‪ :‬كل ما شكحكحت حت ل تشك"‪ .‬وقال أبوُ داود‪ :‬قال أبوُ عبَد ال‪:‬‬
‫"إذا شك ف الفجر يأكل حت يستسقي طلِّوُعه"‪ .‬وهذا مذهب ابنم عبَاس وعطاء والوزأاعي وأحد‪.‬‬
‫وقال النوُوي‪ :‬وقد اتفق أصحاب الشافعي علِّىَ جوُازأ الكل للِّشاك ف طلِّوُع الفجر‪.‬‬
‫‪ ... ... 2‬تعجيل الفطر‪:‬‬

‫‪74‬‬
‫ويستحب للِّصائم أن يعجل الفطر مت تقق غروب الشمحس‪ ،‬فعنم سهل بنم سعد‪ :‬أن النب صلِّىَ ال‬
‫علِّيه وسلِّم قال‪" :‬ل يزال الناس بي ما عجلِّوُا الفطر" رواه البَخماري ومسلِّم‪ .‬وينبَغي أن يكحوُن الفطر‬
‫علِّىَ رطبَات وتدرا‪ ،‬فإن ل يد فعلِّىَ الاء‪ .‬فعنم أنُس رضي ال عنه قال‪ :‬كان رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه‬
‫وسلِّم يفطر علِّىَ رطبَات قبَل أن ريصللِّي‪ ،‬فإن ل تكحنم فعلِّىَ ترات‪ ،‬فإن ل تكحنم حسا حسوُات منم ماء‪.‬‬
‫رواه أبوُ داود والاكم وصححه‪ ،‬والتمذي وحسنه‪ .‬وعنم سلِّمحان بنم عامر‪ :‬أن النب صلِّىَ ال علِّيه‬
‫وسلِّم قال‪" :‬إذا كان أحدكم صائدمحا فلِّيفطر علِّىَ التمحر‪ ،‬فإن ل يد التمحر فعلِّىَ الاء‪ ،‬فإن الاء طهوُر"‬
‫رواه أحد والتمذي وقال‪ :‬حسنم صحيح‪ .‬وف الديث دليل علِّىَ أنُه يستحب الفطر قبَل صلة الغرب‬
‫بذه الكحيفية‪ ،‬فإذا صلِّىَ تناول حاجته منم الطعام بعد ذلك‪ ،‬إل إذا كان الطعام موُجوُددا‪ ،‬فإنُه يبَدأ به‪،‬‬
‫قال أنُس‪ :‬قال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪" :‬إذا قدم العشاء فابدأوا به قبَل صلة الغرب‪ ،‬ول‬
‫تعجلِّوُا عنم عشائكحم" رواه الشيخمان‪.‬‬
‫‪ ... ... 3‬الدعاء عند الفطر وأثناء الصيام‪:‬‬
‫روىً ابنم ماجه عنم عبَد ال بنم عمحرو بنم العاصا‪ :‬أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال‪" :‬إن للِّصائم عند‬
‫فطره دعوُة ما ترد"‪ ،‬وكان عبَد ال إذا افطر يقوُل‪" :‬اللِّهم إن أسألك برحتك الت وسعت كل شيء أن‬
‫تغفر ل"‪ .‬وثبَت أنُه صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم كان يقوُل‪" :‬ذهب الظمحأ‪ ،‬وابتلِّت العروق‪ ،‬وثبَت الجر إن‬
‫ل‪ :‬أنُه صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم كان يقوُل‪" :‬اللِّهم لك صمحت‪ ،‬وعلِّىَ رزأقك‬ ‫شاء ال تعال"‪ .‬وروي مرس د‬
‫أفطرت"‪ .‬وروىً التمذي بسند صحيح أنُه صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال‪" :‬ثلثة ل ترد دعوُتم؛ الصائم‬
‫حت يفطر‪ ،‬والمام العادل‪ ،‬والظلِّوُم"‪.‬‬
‫‪ ... ... 4‬الكحف عمحا يتناف مع الصيام‪:‬‬
‫الصيام عبَادة منم أفضل القربات‪ ،‬شرعه ال تعال ليهذب النفس‪ ،‬ويعوُدها الي‪ .‬فينبَغي أن يتحفظ‬
‫الصائم منم العمحال الت تدش صوُمه‪ ،‬حت ينتفع بالصيام‪ ،‬وتصل له التقوُىً الت ذكرها ال ف قوُله‪(:‬‬
‫ب شعشلِّىَ الذذيشنم ذمنم قشيهبَلِّذركحهم لششعلِّلركحهم تشيتليرقوُشن(‪ .‬وليس‬ ‫ذ‬
‫صشيارم شكشمحا ركت ش‬
‫ب شعلِّشهيركحرم ال ل‬ ‫ذ‬ ‫لذ‬
‫شيا أشييتشها ا ذيشنم آْشمنروُاه ركت ش‬
‫الصيام مرد إمساك عنم الكل والشرب‪ ،‬وسائر ما نىَ ال عنه‪.‬‬
‫فعنم أب هريرة‪ :‬أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال‪" :‬ليس الصيام منم الكل والشرب‪ ،‬إنا الصيام منم‬
‫اللِّغوُ والرفث‪ ،‬فإن سابك أحد أو جهل علِّيك فقل‪ :‬إن صائم‪ ..‬إن صائم" رواه ابنم خزيإة وابنم حبَان‬
‫والاكم‪ ،‬وقال‪ :‬صحيح علِّىَ شرط مسلِّم‪ .‬وروىً المحاعة إل مسلِّدمحا عنم أب هريرة‪ :‬أن النب صلِّىَ ال‬
‫علِّيه وسلِّم قال‪" :‬منم ل يدع قوُل الزور والعمحل به فلِّيس ل حاجة ف أن يدع طعامه وشرابه"‪ .‬وعنه أن‬
‫النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال‪" :‬رب صائم ليس له منم صيامه إل الوُع والعطش‪ ،‬ورب قائم ليس له‬
‫منم قيامه إل السهر" رواه النسائي وابنم ماجه الاكم‪ ،‬وقال‪ :‬صحيح علِّىَ شرط البَخماري‪.‬‬
‫‪ ... ... 5‬السوُاك‪:‬‬

‫‪75‬‬
‫ويستحب للِّصائم أن يتسوُك أثناء الصيام‪ ،‬ول فرق بي أول النهار وآْخره‪ .‬قال التمذي‪" :‬ول ير‬
‫الشافعي بالسوُاك أول النهار وآْخره بأدسا"‪ .‬وكان النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يتسوُك وهوُ صائم‪ .‬وتقدم‬
‫ذلك ف هذا الكحتاب‪ ،‬فلِّيجع إليه‪.‬‬
‫‪ ... ... 6‬الوُد ومدارسة القرآْن‪:‬‬
‫الوُد ومدارسة القرآْن مستحبَان ف كل وقت‪ ،‬إل أنمحا آْكد ف رمضان‪ .‬روىً البَخماري عنم ابنم عبَاس‬
‫رضي ال عنهمحا قال‪ :‬كان رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أجوُد الناس‪ ،‬وكان أجوُد ما يكحوُن ف رمضان‬
‫حي يلِّقاه جبيل‪ ،‬وكان يلِّقاه ف كل ليلِّة منم رمضان فيدارسه القرآْن‪ ،‬فشلِّرسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‬
‫أجوُد بالي منم الريح الرسلِّة‪.‬‬
‫‪ ... ... 7‬الجتهاد ف العبَادة ف العشر الواخر منم رمضان‪:‬‬
‫روىً البَخماري ومسلِّم عنم عائشة رضي ال عنها‪ :‬أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪" :‬كان إذا دخل العشر‬
‫الواخر أحيا اللِّيل‪ ،‬وأيقظ أهلِّه‪ ،‬وشد الئمزر"‪ .‬وف رواية لسلِّم‪" :‬كان يتهد ف العشر الواخر ما ل‬
‫يتهد ف غيه"‪ .‬وروىً التمذي وصححه عنم علِّي رضي ال عنه قال‪" :‬كان رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه‬
‫وسلِّم يوُقظ أهلِّه ف العشر الواخر ويرفع الئمزر"‬
‫مباحات الصيام‬
‫يبَاح ف الصيام ما يأت‪:‬‬
‫‪ ... ... 1‬نُزول الاء والنُغمحاس فيه ‪ :‬لا رواه أبوُ بكحر بنم عبَد الرحنم عنم بعض أصحاب النب صلِّىَ‬
‫ال علِّيه وسلِّم‪ :‬أنُه حدثه فقال‪" :‬ولقد رأيت رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يصب علِّىَ رأسه الاء وهوُ‬
‫صائم‪ ،‬منم العطش أو منم الر" رواه أحد ومالك وأبوُ داود بإسناد صحيح‪ .‬وف الصحيحي عنم عائشة‬
‫رضي ال عنها‪ :‬أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪" :‬كان يصبَح جندبَا وهوُ صائم ث يغتسل"‪ .‬فإن دخل الاء‬
‫ف جوُف الصائم منم غي قصد فصوُمه صحيح‪.‬‬
‫‪ ... ... 2‬الكتحال ‪ :‬والقطرة ونوُها ما يدخل العي؛ سوُاء وجد طعمحه ف حلِّقه أم ل يده؛ لن‬
‫العي ليست منفذاد إل الوُف‪ .‬وعنم أنُس‪" :‬أنُه كان يكحتحل وهوُ صائم"‪ .‬وإل هذا ذهبَت الشافعية‪،‬‬
‫وحكحاه ابنم النذر عنم عطاء والسنم والنخمعي والوزأاعي وأب حنيفة وأب ثوُر‪ .‬وروىً عنم ابنم عمحر وأنُس‬
‫وابنم أب أوف منم الصحابة‪ .‬وهوُ مذهب داود‪ .‬ول يصح ف هذا البَاب شيء عنم النب صلِّىَ ال علِّيه‬
‫وسلِّم كمحا قال التمذي‪.‬‬
‫‪ ... ... 3‬الرقبَلِّة ‪ :‬لنم قدر علِّىَ ضبَط نُفسه‪ .‬فقد ثبَت عنم عائشة رضي ال عنها قالت‪" :‬كان النب‬
‫صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يقلبَل وهوُ صائم‪ ،‬ويبَاشر وهوُ صائم‪ ،‬وكان أملِّكحكحم لربه"‪ .‬وعنم عمحر رضي ال‬
‫عنه أنُه قال‪ :‬هششت يوُدما‪ ،‬فقبَللِّت وأنُا صائم‪ ،‬فأتيت النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم فقلِّت‪ :‬صنعت اليوُم‬

‫‪76‬‬
‫أمدرا عظيدمحا‪ ،‬قبَليهلِّت وأنُا صائم‪ ،‬فقال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪" :‬أرأيت لوُ تضمحت باء وأنُت‬
‫صائم؟ قلِّت‪ :‬ل بأس بذلك‪ ،‬قال‪ :‬ففيم؟"‪.‬‬
‫قال ابنم النذر‪ :‬رلخص ف الرقبَلِّة عمحر وابنم عبَاس وأبوُ هريرة وعائشة وعطاء والشعب والسنم وأحد‬
‫وإسحاق‪ .‬ومذهب الحناف والشافعية‪ :‬أنا تكحره علِّىَ منم حركت شهوُته‪ ،‬ول تكحره لغيه‪ ،‬لكحنم اشلول‬
‫تركها‪ .‬ول فرق بي الشيخ والشاب ف ذلك‪ ،‬والعتبَار بتحريك الشهوُة‪ ،‬وخوُف النُزال‪ ،‬فإن حركت‬
‫شهوُة شاب‪ ،‬أو شيخ قوُي‪ ،‬كرهت‪ .‬وإن ل تركها لشيخ أو شاب ضعيف‪ ،‬ل تكحره‪ ،‬والول تركها‬
‫سوُاء قبَل الد أو الفم أو غيها‪ ،‬وهكحذا البَاشرة باليد والعانُقة لمحا حكحم القبَلِّة‪.‬‬
‫‪ ... ... 4‬القنة ‪ :‬مطلِّدقا؛ سوُاء أكانُت للِّتغذية‪ ،‬أم لغيها‪ ،‬وسوُاء أكانُت ف العروق‪ ،‬أو تت اللِّد‪،‬‬
‫فإنا وإن وصلِّت إل الوُف‪ ،‬فإنا تصل إليه منم غي النفذ العتاد‪.‬‬
‫‪ ... ... 5‬الجامة ‪ :‬وهي أخذ الدم منم الرأس وقد احتجم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم وهوُ صائم‪ ،‬إل‬
‫إذا كانُت تضعف الصائم فإنا تكحره له‪ ،‬قال ثابت البَنان لنُس‪ :‬أكنتم تكحرهوُن الجامة للِّصائم علِّىَ‬
‫عهد رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم؟ قال‪" :‬ل‪ ،‬إل منم أجل الضعف" رواه البَخماري وغيه‪ .‬والفصد‬
‫وهوُ أخذ الدم منم أي عضوُ مثل الجامة ف الكحم‪.‬‬
‫‪ ... ... 6‬الضمحضة والستنشاق ‪ :‬إل أنُه تكحره البَالغة فيهمحا‪ ،‬فعنم لقيط بنم صبة أن النب صلِّىَ ال‬
‫علِّيه وسلِّم قال‪" :‬فإذا استنشقت فأبلِّغ‪ ،‬إل أن تكحوُن صائدمحا" رواه أصحاب السننم‪ .‬وقال التمذي‪:‬‬
‫حسنم صحيح‪.‬‬
‫وقد كره أهل العلِّم السعوُط وهوُ وضع الدواء ف النُف للِّصائم‪ ،‬ورأوا أن ذلك يفطر‪ ،‬وف الديث ما‬
‫يقوُي قوُلم‪ .‬قال ابنم قدامة‪ :‬وإن تضمحض أو استنشق ف الطهارة فسبَق الاء إل حلِّقه منم غي قصد‬
‫ول إسراف فل شيء علِّيه‪ ،‬وبه قال الوزأاعي وإسحاق والشافعي ف أحد قوُليه‪ ،‬وروي ذلك عنم ابنم‬
‫عبَاس‪ .‬وقال مالك وأبوُ حنيفة‪ :‬يفطر‪ ،‬لنُه أوصل الاء إل جوُفه‪ ،‬ذاكدرا لصوُمه فأفطر كمحا لوُ تعمحد‪.‬‬
‫قال ابنم قدامة مرجدحا الرأي الول‪ :‬ولنا أنُه وصل الاء إل حلِّقة منم غي إسراف ول قصد‪ ،‬فأشبَه ما لوُ‬
‫طارت ذبابة إل حلِّقه وقد قال ابنم عبَاس‪ :‬دخوُل الذباب ف حلِّق الصائم ل يفطر‪ ،‬وبذا فارق‬
‫العتمحد‪.‬‬
‫‪ ... ... 2‬وكذا يبَاح له ما ل يإكحنم الحتازأ عنه كبَلِّع الريق‪ ،‬وغبَار الطريق‪ ،‬وغربلِّة الدقيق والنخمامة‬
‫ونوُ ذلك‪ .‬وقال ابنم عبَاس‪ :‬ل بأس أن يذوق الطعام الل‪ ،‬والشيء يريده شراءه‪.‬‬
‫وكان السنم يإضغ الوُزأ لبنم ابنه وهوُ صائم‪ ،‬ورخص فيه إبراهيم‪ .‬وأما مضغ العلِّك أي‪ :‬اللِّبَان فإنُه‬
‫مكحروه‪ ،‬إذا كان ل يتفتت منه أجزاء‪ .‬ومنم قال بكحراهته الشعب والنخمعي والحناف والشافعي والنابلِّة‪.‬‬
‫ورخصت عائشة وعطاء ف مضغه‪ ،‬لنُه ل يصل إل الوُف‪ ،‬فهوُ كالصاة يضعها ف فمحه‪ .‬هذا إذا ل‬
‫تتحلِّل منه أجزاء‪ ،‬فإن تلِّلِّت منه أجزاء ونُزلت إل الوُف أفطر‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫قال ابنم تيمحية‪ :‬وشم الروائح الطيبَة ل بأس به للِّصائم‪ .‬وقال‪ :‬أما الكححل والقنة وما يقطر ف إحلِّيلِّه‬
‫ومداواة الأموُمة والائفة فهذا ما تنازأع فيه أهل العلِّم؛ فمحنهم منم ل ريفطر بشيء منم ذلك‪ .‬ومنهم منم‬
‫فلطر بالمحيع إل بالكححل‪ ،‬ومنهم منم فلطر بالمحيع إل بالتقطي‪ ،‬ومنهم منم ل يفلطر بالكححل ول‬
‫بالتقطي‪ ،‬ويفلطر با سوُىً ذلك‪.‬‬
‫ث قال مرجدحا الرأي الول‪ :‬والظهر أنُه ل يفلطر بشيء منم ذلك‪ ،‬فإن الصيام منم دينم السلم الذي‬
‫يتاج إل معرفته الاصا والعام‪.‬‬
‫فلِّوُ كانُت هذه الموُر ما حرمها ال ورسوُله ف الصيام ويفسد الصوُم با لكحان هذا ما يب علِّىَ‬
‫الرسوُل بيانُه؛ ولوُ ذكر ذلك لعلِّمحه الصحابة‪ ،‬وبلِّغوُه المة‪ .‬كمحا بلِّغوُا سائر شرعه‪ .‬فلِّمحا ل ينقل أحد‬
‫منم أهل العلِّم عنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ف ذلك حديدثا صحيدحا‪ ،‬ول ضعيدفا‪ ،‬ول مسنددا ول‬
‫ل‪ :‬علِّم أنُه ل ينكحر شيدئما منم ذلك‪.‬‬ ‫مرس د‬
‫قال‪ :‬فإذا كانُت الحكحام الت تعم با البَلِّوُىً ل بد أن يبَينها رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم بيادنُا عادما‪،‬‬
‫ول بد أن تنقل المة ذلك‪.‬‬
‫فمحعلِّوُم أن الكححل ونوُه ما تعم به البَلِّوُىً‪ ،‬كمحا تعم بالدهنم والغتسال والبَخموُر والطيب‪ .‬فلِّوُ كان‬
‫هذا ما يفطر لبَينه النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم كمحا بلي الفطار بغيه‪ ،‬فلِّمحا ل يبَي ذلك علِّم أنُه منم‬
‫جنس الطيب والبَخموُر والدهنم‪.‬‬
‫والبَخموُر قد يتصاعد إل النُف ويدخل ف الدماغ وينعقد أجسادما‪ ،‬والدهنم يشربه البَدن‪ ،‬ويدخل إل‬
‫داخلِّه ويتقوُىً به النُسان‪ ،‬كذلك يتقوُىً بالطيب قوُة جيدة‪ ،‬فلِّمحا ل ينه الصائم عنم ذلك دل علِّىَ‬
‫جوُازأ تطيبَه وتبَخمره وادهانُه وكذلك اكتحاله‪ ،‬وقد كان السلِّمحوُن ف عهده صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ريرح‬
‫أحدهم‪ ،‬إما ف الهاد وإما ف غيه مأموُمة وجائفة‪ ،‬فلِّوُ كان يفطره لبَي لم ذلك‪ .‬فلِّمحا ل ينه الصائم‬
‫عنم ذلك علِّم أنُه ل يعلِّه مفطدرا‪ .‬ث قال‪ :‬فإن الكححل ل يغذي ألبَتة ول يدخل أحد كحلد إل جوُفه‪،‬‬
‫ل منم أنُفه ول منم فمحه‪.‬‬
‫وكذلك القنة ل تغذي بل تستفرغ ما ف البَدن؛ كمحا لوُ شم شيدئما منم السهلت‪ ،‬أو فزع فزدعا أوجب‬
‫استطلق جوُفه‪ ،‬وهي ل تصل إل العدة‪.‬‬
‫والدواء الذي يصل إل العدة‪ ،‬ف مداواة الائفة أي الراحة الت تصل إل الوُف والأموُمة أي الشجة‬
‫ف الرأس تصل إل أم الدماغ‪ ،‬ومداواتمحا ليست تغذية‪ :‬ل يشبَه ما يصل إليها منم غذائه‪ .‬وال سبَحانُه‬
‫ب شعشلِّىَ الذذيشنم ذمنم قشيهبَلِّذركحهم لششعلِّلركحهم تشيتليرقوُشن(‪ .‬وقال‬ ‫ذ‬
‫صشيارم شكشمحا ركت ش‬
‫ب شعلِّشهيركحرم ال ل‬ ‫ذ‬ ‫لذ‬
‫قال‪ ( :‬شيا أشييتشها ا ذيشنم آْشمنروُاه ركت ش‬
‫صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪" :‬الصوُم جنة"‪ ،‬وقال‪" :‬إن الشيطان يري منم ابنم آْدم مرىً الدم‪ ،‬فضيقوُا ماريه‬
‫بالوُع والصوُم"‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫فالصائم ني عنم الكل والشرب‪ ،‬لن ذلك سبَب التقلوُي؛ فتك الكل والشرب الذي يوُلد الدم‬
‫الكحثي‪ ،‬الذي يري فيه الشيطان‪ ،‬إنا يتوُلد منم الغذاء‪ ،‬ل عنم حقنة‪ ،‬ول كحل‪ ،‬ول ما يقطر ف الذكر‪،‬‬
‫ول ما يداوي به الأموُمة والائفة‪ .‬انُتهىَ‪.‬‬
‫‪ ... ... 8‬ويبَاح للِّصائم أن يأكل ويشرب ويامع حت يطلِّع الفجر‪ ،‬فإذا طلِّع الفجر وف فمحه طعام‬
‫وجب علِّيه أن يلِّفظه‪ ،‬أو كان مامدعا وجب علِّيه أن ينزع‪ .‬فإن لفظ أو نُزع صح صوُمه‪ ،‬وإن ابتلِّع ما‬
‫ف فمحه منم طعام متادرا أو استدام المحاع أفطر‪ .‬روىً البَخماري ومسلِّم عنم عائشة رضي ال عنها‪ :‬أن‬
‫النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال‪" :‬إن بللد يؤذن بلِّيل‪ ،‬فكحلِّوُا واشربوُا حت يؤذن ابنم أم مكحتوُم"‪.‬‬
‫‪ ... ... 9‬ويبَاح للِّصائم أن يصبَح جندبَا‪ ،‬وتقدم حديث عائشة ف ذلك‪.‬‬
‫‪ ... ... 10‬والائض والنفساء اذا انُقطع الدم منم اللِّيل جازأ لمحا تأخي الغسل إل الصبَح‪ ،‬وأصبَحتا‬
‫صائمحتي‪ ،‬ث علِّيهمحا أن تتطهرا للِّصلة‬
‫ما يبطل الصيام‬
‫ما يبَطل الصيام قسمحان‪:‬‬
‫‪ ... ... 1‬ما يبَطلِّه ويوُجب القضاء‪.‬‬
‫‪ ... ... 2‬وما يبَطلِّه ويوُجب القضاء والكحفارة‪.‬‬
‫فأما ما يبَطلِّه ويوُجب القضاء فقط فهوُ ما يأتىَ‪:‬‬
‫‪ ... ... 2 ... , ... 1‬الكل والشرب عمحددا‪:‬‬
‫فإن أكل أو شرب نُاسديا أو مطدئما أو مكحردها فل قضاء علِّيه ول كفارة‪.‬‬
‫فعنم أب هريرة أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال‪" :‬منم نُسي وهوُ صائم فأكل أو شرب فلِّيتم صوُمه‪،‬‬
‫فإنا أطعمحه ال وسقاه" رواه المحاعة‪.‬‬
‫وقال التمذي‪ :‬والعمحل علِّىَ هذا عند أكثر أهل العلِّم‪ ،‬وبه يقوُل سفيان الثوُري والشافعي وأحد‬
‫وإسحق‪ .‬وروىً الدارقطن والبَيهقي والاكم وقال‪ :‬صحيح علِّىَ شرط مسلِّم عنم أب هريرة أن النب‬
‫صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال‪" :‬منم أفطر ف رمضان نُاسديا فل قضاء علِّيه ول كفارة" قال الافظ بنم حجر‪:‬‬
‫إسناده صحيح‪ .‬وعنم ابنم عبَاس رضي ال عنهمحا‪ :‬أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال‪" :‬إن ال وضع عنم‬
‫أمت الطأ والنسيان وما استكحرهوُا علِّيه" رواه ابنم ماجة والطبان والاكم‪.‬‬
‫‪ ... ... 3‬القيء عمحددا‪:‬‬
‫فإن غلِّبَه القئ فل قضاء علِّيه ول كفارة‪ .‬فعنم أب هريرة‪ :‬أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال‪" :‬منم ذرعه‬
‫القيء فلِّيس علِّيه قضاء‪ ،‬ومنم استقاء عمحددا فلِّيقض" وذرعه القيء‪ :‬أي غلِّبَه‪ ،‬واستقاء‪ :‬أي تعمحد القيء‬
‫واستخمراجه بشم ما يقيئمه أو بإدخال يده ف فيه رواه أحد وأبوُ داود والتمذي وابنم ماجه وابنم حبَان‬
‫والدار قطن والاكم وصححه‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫قال الطاب‪ :‬ل أعلِّم خلدفا بي أهل العلِّم ف أن منم ذرعه القيء فإنُه ل قضاء علِّيه‪ ،‬ول ف أن منم‬
‫استقاء عمحددا فعلِّيه القضاء‪.‬‬
‫‪ ... ... 5 ... , ... 4‬اليض والنفاس‬
‫ولوُ ف اللِّحظة الخية قبَل غروب الشمحس‪ ،‬وهذا ما أجع العلِّمحاء علِّيه‪.‬‬
‫‪ ... ... 6‬الستمحناء ‪:‬‬
‫أي تعمحد إخراج الن بأي سبَب منم السبَاب؛ سوُاء أكان سبَبَه تقبَيل الرجل لزوجته أو ضمحها إليه‪ ،‬أو‬
‫كان باليد‪ ،‬فهذا يبَطل الصوُم‪ ،‬ويوُجب القضاء‪ .‬فإن كان سبَبَه مرد النظر نادرا ف الصيام ل يبَطل‬
‫الصوُم‪ ،‬ول يب فيه شيء‪ .‬وكذلك الذي ل يؤثر ف الصوُم قل أو أكثر‪.‬‬
‫‪ ... ... 7‬تناول ما ل يتغذىً به منم النفذ العتاد إل الوُف‬
‫مثل تعاطي اللِّح الكحثي‪ ،‬فهذا يفطر ف قوُل عامة أهل العلِّم‪.‬‬
‫‪ ... ... 8‬ومنم نُوُىً الفطر وهوُ صائم بطل صوُمه‬
‫وإن ل يتناول مفطدرا‪ .‬فإن النية ركنم منم أركان الصيام‪ ،‬فإن نُقضها قاصددا الفطر ومتعمحددا له انُتقض‬
‫صيامه ل مالة‪.‬‬
‫‪ ... ... 9‬إذا أكل أو شرب أو جامع ظادنُا غروب الشمحس وعدم طلِّوُع الفجر‬
‫فظهر خلف ذلك فعلِّيه القضاء عند جهوُر العلِّمحاء‪ ،‬ومنهم الئمحة الربعة‪.‬‬
‫وذهب إسحاق وداود وابنم وعطاء وعروة والسنم البَصري وماهد إل أن صوُمه صحيح‪ ،‬ول قضاء‬
‫ذ ذ‬ ‫ذ‬
‫س شعلِّشهيركحهم رجشناةح فيشمحا أشهخطشأهرت بذه شولشكحنم لما تشيشعلمحشد ه‬
‫ت قريرلِّوُبرركحهم‪.(0‬‬ ‫علِّيه‪ .‬لقوُل ال تعال‪) :‬شولشهي ش‬
‫ولقوُل رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪" :‬إن ال وضع عنم أمت الطأ إل‪ "..‬وتقدم‪.‬‬
‫وروىً عبَد الرزأاق قال‪ :‬حدثنا شمهعشمحر عنم العمحش عنم يزيد بنم وهب‪ ،‬قال‪" :‬أفطر الناس ف زأمنم عمحر‬
‫بنم الطاب‪ ،‬فرأيت ذعشسادسا أي أقدادحا ضخمادما‪ .‬قيل‪ :‬أن القدح نوُ ثانُية أرطال أخرجت منم بيت‬
‫حفصة فشربوُا‪ ،‬ث طلِّعت الشمحس منم سحاب فكحأن ذلك شق علِّىَ الناس؛ فقالوُا‪ :‬نُقضي هذا اليوُم‪،‬‬
‫فقال عمحر‪ :‬ل؟ وال ما تانُفنا الث" التجانُف‪ :‬اليل‪ .‬أي ل نل لرتكحاب الث‪.‬‬
‫وروىً البَخماري عنم أساء بنت أب بكحر رضي ال عنها قالت‪" :‬أفطرنُا يوُدما منم رمضان ف غيم علِّىَ‬
‫عهد رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪ ،‬ث طلِّعت الشمحس"‪.‬‬
‫قال ابنم تيمحية وهذا يدل علِّىَ شيئمي‪:‬‬
‫الول‪ :‬يدل علِّىَ أنُه ل يستحب مع الغيم التأخي إل أن يتيقنم الغروب‪ ،‬فإنم ل يفعلِّوُا ذلك‪ ،‬ول‬
‫يأمرهم به النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪ ،‬والصحابة مع نُبَيهم أعلِّم وأطوُع ل ورسوُله‪ ،‬منم جاء بعدهم‪.‬‬
‫الثان‪ :‬يدل علِّىَ أنُه ل يب القضاء‪ ،‬فإن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم لوُ أمرهم بالقضاء‪ ،‬لشاع ذلك‪،‬‬
‫كمحا نُقل فطرهم‪ ،‬فلِّمحا ل ينقل دل علِّىَ أنُه ل يأمرهم به‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫وأما ما يبَطلِّه ويوُجب القضاء والكحفارة فهوُ المحاع ل غي عند المحهوُر؛ فعنم أب هريرة‪ :‬قال‪ :‬جاء‬
‫رجل إل النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪ ،‬فقال‪ :‬هلِّكحت يا رسوُل ال‪ .‬قال‪" :‬وما أهلِّكحك؟" قال‪ :‬وقعت‬
‫علِّىَ امرأت ف رمضان‪ .‬فقال‪" :‬هل تد ما تعتق به رقبَة؟" قال‪ :‬ل‪ ،‬قال‪" :‬فهل تستطيع أن تصوُم‬
‫شهرينم متتابعي؟" قال‪ :‬ل‪ .‬قال‪" :‬فهل تد ما تطعم ستي مسكحيدنا؟" قال‪ :‬ل‪ .‬قال‪ :‬ث جلِّس فأت‬
‫النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم بعرق العرق‪ :‬مكحيال يسع ‪ 15‬صادعا فيه تر‪ ،‬فقال‪ :‬تصدق بذا‪ ،‬قال‪ :‬فهل‬
‫علِّىَ أفقر منا؟ فمحا بي لبتيها لبتيها‪ :‬جع لبة‪ .‬وهي الرض الت فيها حجارة سوُد‪ .‬والراد‪ :‬ما بي‬
‫أطراف الدينة أفقر منا أهل بيت أحوُج إليه منا؟ فضحك النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪ ،‬حت بدت‬
‫نُوُاجذه‪ ،‬وقال‪" :‬اذهب فأطعمحه أهلِّك" رواه المحاعة‪ .‬ويستدل بذا منم ذهب إل سقوُط الكحفارة‬
‫بالعسار‪ ،‬وهوُ أحد قوُل الشافعي‪ ،‬ومشهوُر مذهب أحد‪ ،‬وجزم به بعض الالكحية‪ ،‬والمحهوُر علِّىَ أن‬
‫الكحفارة ل تسقط بالعسار‪ .‬ومذهب المحهوُر‪ :‬أن الرأة والرجل سوُاء ف وجوُب الكحفارة علِّيهمحا‪ ،‬ما‬
‫داما قد تعمحدا المحاع‪ ،‬متارينم ف نار رمضان نُاويي الصيام‪ .‬فإن كان الصيام قضاء رمضان‪ ،‬أو نُذدرا‬
‫وأفطر بالمحاع‪ ،‬فل كفارة ف ذلك‬
‫فإذا وقع المحاع نُسيادنُا‪ ،‬أو ل يكحوُنُا متارينم‪ ،‬بأن أكرها علِّيه‪ ،‬أو ل يكحوُنُا نُاويي الصيام‪ ،‬فل كفارة‬
‫علِّىَ واحد منهمحا‪.‬‬
‫فإن أكرهت الرأة منم الرجل‪ ،‬أو كانُت مفطرة لعذر وجبَت الكحفارة علِّيه دونا‪.‬‬
‫ومذهب الشافعي‪ :‬أنُه ل كفارة علِّىَ الرأة مطلِّدقا‪ ،‬ل ف حالة الختيار‪ ،‬ول ف حالة الكراه‪ .‬وإنا‬
‫يلِّزمها القضاء فقط‪ .‬قال النوُوي‪ :‬والصح علِّىَ المحلِّة وجوُب كفارة واحدة علِّيه خاصة عنم نُفسه‬
‫فقط‪ ،‬وأنُه ل شيء علِّىَ الرأة‪ ،‬ول يلقيها الوُجوُب‪ ،‬لنُه حق ماتل متص بالمحاع‪ ،‬فاختص به الرجل‪،‬‬
‫دون الرأة كالهر‪.‬‬
‫قال أبوُ داود‪ :‬سئمل أحد عمحنم أتىَ أهلِّه ف رمضان‪ ،‬أعلِّيه كفارة؟ قال‪ :‬ما سعنا أن علِّىَ امرأة كفارة‪.‬‬
‫وهذه إحدىً الروايتي عنم أحد‪.‬‬
‫قال ف الغن‪ :‬ووجه ذلك‪ :‬أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪" :‬أمر الوُاطئ ف رمضان أن يعتق رقبَة‪ ،‬ول‬
‫يأمر ف الرأة بشيء‪ ،‬مع علِّمحه بوُجوُد ذلك منها"‪.‬‬
‫والكحفارة علِّىَ التتيب الذكوُر ف الديث‪ ،‬ف قوُل جهوُر العلِّمحاء‪.‬‬
‫فيجب العتق أودل‪ ،‬فإن عجز عنه صام شهرينم متتابعي‪ ،‬ليس فيهمحا رمضان ول أيام العيد والتشريق‪،‬‬
‫فإن عجز عنه أطعم ستي مسكحيدنا منم أوسط ما يطعم منه أهلِّه‪ ،‬ول يصح النُتقال منم حالة إل‬
‫أخرىً‪ ،‬إل إذا عجز عنها‪ ،‬ومذهب الالكحية ورواية لحد‪ :‬أنُه مي بي هذه الثلثة فأيها فعل أجزأ عنه‪.‬‬
‫لا روىً مالك‪ ،‬وابنم جريح‪ .‬عنم حيد بنم عبَد الرحنم‪ .‬عنم أب هريرة‪ :‬أن رجلد أفطر ف رمضان فأمره‬

‫‪81‬‬
‫رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أن يكحفر بعتق رقبَة‪ ،‬أو صيام شهرينم متتابعي أو إطعام ستي مسكحيدنا‪،‬‬
‫رواه مسلِّم و "أو" تفيد التخميي‪.‬‬
‫ولن الكحفارة بسبَب مالفة‪ ،‬فكحانُت علِّىَ التخميي‪ ،‬ككحفارة اليمحي‪ .‬قال الشوُكان‪ :‬وقد وقع ف الروايات‬
‫ما يدل علِّىَ التتيب والتخميي‪ ،‬والذينم رووا التتيب أكثر‪ ،‬ومعه الزيادة‪.‬‬
‫وجع الهلِّب والقرطب بي الروايات بتعدد الوُاقعة‪ .‬قال الافظ‪ :‬هوُ بعيد‪ ،‬لن القصة واحدة‪ ،‬والخمرج‬
‫متحد‪ ،‬والصل عدم التعدد‪ .‬وأجع بعضهم ممحل التتيب علِّىَ الولوُية‪ ،‬والتخميي علِّىَ الوُازأ‪ ،‬وعكحسه‬
‫بعضهم‪ ،‬انُتهىَ‪.‬‬
‫هذا ومذهب أحد ف الطعام أن لكحل مسكحي مددا منم قمحح‪ .‬أو نُصف صاع منم تر أو شعي ونوُها‪.‬‬
‫وقال أبوُ حنيفة‪ :‬منم القمحح نُصف صاع ومنم غيه صاع‪ .‬وقال الشافعي ومالك‪ :‬يطعم مددا منم أي‬
‫النُوُاع شاء‪ .‬وهذا رأي أب هريرة وعطاء والوزأاعي‪ ،‬وهوُ أظهر‪ ،‬فإن العرق الذي أعطي للعراب يسع‬
‫‪ 15‬صادعا‪.‬‬
‫ومنم جامع عامددا ف نار رمضان ول يكحفر‪ ،‬ث جامع ف يوُم آْخر منه فعلِّية كفارة واحدة‪ ،‬عند‬
‫الحناف‪ ،‬ورواية عنم أحد؛ لنا جزاء عنم جناية تكحرر سبَبَها قبَل استيفائها‪ ،‬فتتداخل‪.‬‬
‫وقال مالك والشافعي‪ ،‬ورواية عنم أحد‪ :‬علِّيه كفارتان‪ ،‬لن كل يوُم عبَادة مستقلِّة‪ ،‬فإن وجبَت الكحفارة‬
‫بإفساده ل تتداخل كرمضانُي‪ .‬وقد أجعوُا‪ :‬علِّىَ أن منم جامع ف رمضان عامددا وكفر ث جامع ف يوُم‬
‫آْخر فعلِّيه كفارة أخرىً‪ .‬وكذلك أجعوُا علِّىَ أن منم جامع مرتي ف يوُم واحد ل يكحفر عنم الول أن‬
‫علِّيه كفارة واحدة‪ .‬فإن كفر عنم المحاع الول ل يكحفر ثانُديا عند جهوُر الئمحة‪ .‬وقال أحد‪ :‬علِّيه‬
‫كفارة ثانُية‬
‫قضاء رمضان‬
‫قضاء رمضان ل يب علِّىَ الفوُر‪ ،‬بل يب وجوُدبا موُسدعا ف أي وقت‪ ،‬وكذلك الكحفارة؛ فقد صح عنم‬
‫عائشة أنا كانُت تقضي ما علِّيها منم رمضان ف شعبَان رواه أحد ومسلِّم‪ ،‬ول تكحنم تقضيه فوُدرا عند‬
‫قدرتا علِّىَ القضاء‪ .‬والقضاء مثل الداء‪ ،‬بعن أن منم ترك أيادما يقضيها دون أن يزيد علِّيها‪ .‬ويفارق‬
‫ضا أشهو شعشلِّىَ شسشفتر فشعذلدة لمهنم أشلياتم‬
‫القضاء الداء ف أنُه ل يلِّزم فيه التتابع‪ ،‬لقوُل ال تعال‪ ( :‬شوشمنم شكاشن شمذري د‬
‫ضا أو مسافدرا فأفطر فلِّيصم عدة أيام الت أفطر فيها ف أيام أخر متتابعات أو‬ ‫أرشخشر)؛ أي ومنم كان مري د‬
‫غي متتابعات‪ ،‬فإن ال أطلِّق الصيام ول يقيده‪ .‬وروىً الدار قطن عنم ابنم عمحر رضي ال عنهمحا‪ :‬أن‬
‫النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال ف قضاء رمضان‪" :‬إن شاء فلرق وإن شاء تابع"‪ .‬وإن أخر القضاء حت‬
‫دخل رمضان آْخر صام رمضان الاضر‪ ،‬ث يقضي بعده ما علِّيه‪ ،‬ول فدية علِّيه؛ سوُاء كان التأخي‬
‫لعذر أو لغي عذر‪ ،‬وهذا هوُ مذهب الحناف والسنم البَصري‪ .‬ووافق مالك والشافعي وأحد وإسحاق‬
‫الحناف ف أنُه ل فدية علِّيه إذا كان التأخي بسبَب العذر‪ .‬وخالفوُهم فيمحا إذا ل يكحنم له عذر ف‬

‫‪82‬‬
‫التأخي‪ ،‬فقالوُا‪ :‬علِّيه أن يصوُم رمضان الاضر ث يقضي ما علِّيه بعده‪ ،‬ويفدي عمحا فاته عنم كل يوُم‬
‫مددا منم طعام‪ .‬وليس لم ف ذلك دليل يإكحنم الحتجاج به‪ .‬فالظاهر ما ذهب إليه الحناف‪ ،‬فإنُه ل‬
‫شرع إل بنص صحيح‬
‫من مات وعليه صيام‬
‫أجع العلِّمحاء علِّىَ أن منم مات وعلِّيه فوُائت منم الصلة فإن وليه ل يصلِّي عنه ول غي وليه‪ ،‬وكذلك‬
‫منم عجز عنم الصيام ل يصوُم عنه أحد أثناء حياته‪ .‬فإن مات وعلِّيه صيام وكان قد تكحنم منم صيامه‬
‫قبَل موُته فقد اختلِّف الفقهاء ف حكحمحه‪:‬‬
‫فذهب جهوُر العلِّمحاء‪ ،‬ومنهم أبوُ حنيفة‪ ،‬ومالك‪ ،‬والشافعي ف الشهوُر عنه إل أن وليه ل يصوُم عنه‪،‬‬
‫ويطعم عنه مددا عنم كل يوُم عند غي أب حنيفة‪ ،‬أو نُصف صاع منم قمحح أو صادعا منم غيه كمحا هوُ‬
‫رأي أب حنيفة‪.‬‬
‫والذهب الخمتار عند الشافعية‪ :‬أنُه يستحب لوُليه أن يصوُم عنه‪ ،‬ويبأ به اليت‪ ،‬ول يتاج إل إطعام‬
‫عنه‪ .‬والراد بالوُل‪ :‬القريب؛ سوُاء كان عصبَة أو واردثا أو غيها‪ .‬ولوُ صام أجنب عنه صح إن كان بإذن‬
‫الوُل‪ ،‬وإل فإنُه ل يصح‪ .‬واستدلوُا با رواه أحد والشيخمان عنم عائشة‪ :‬أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‬
‫قال‪" :‬منم مات وعلِّيه صيام صام عنه وليه" زأاد البَزار لفظ‪ :‬إن شاء وسند الزيادة حسنم‪ ،‬وروي أحد‬
‫وأصحاب السننم عنم ابنم عبَاس رضي ال عنهمحا‪ :‬أن رجلد جاء إل النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫يا رسوُل ال‪ ،‬إن أمي ماتت وعلِّيها صيام شهر‪ ،‬أفاقضيه عنها؟ فقال‪" :‬لوُ كان علِّىَ أمك شدينم أكنت‬
‫قاضيه؟ قال‪ :‬نُعم‪ .‬قال‪" :‬فدينم ال أحق أن يقضىَ"‪.‬‬
‫قال النوُوي‪ :‬وهذا القوُل هوُ الصحيح الخمتار الذي نُعتقده‪ ،‬وهوُ الذي صححه مققوُ أصحابنا‬
‫الامعوُن بي الفقه والديث لذه الحاديث الصحيحة الصرية‪.‬‬
‫التقدير ف البَلد الت يطوُل نارها ويقصر ليلِّها‬
‫اختلِّف الفقهاء ف التقدير ف البَلد الت يطوُل نارها ويقصر ليلِّها‪ ،‬والبَلد الت يقصر نارها ويطوُل‬
‫ليلِّها‪ :‬علِّىَ أي البَلد يكحوُن؟‬
‫فقيل‪ :‬يكحوُن التقدير علِّىَ البَلد العتدلة الت وقع فيها التشريع كمحكحة والدينة‪ ،‬وقيل‪ :‬علِّىَ أقرب بلد‬
‫معتدلة إليهم‬
‫ليلة القدر‬
‫فضلِّها‪:‬‬
‫ليلِّة القدر أفضل ليال السنة لقوُل ال تعال‪) :‬ذإلنُا أشنُشزلهشناهر ذف شهلييلِّشذة الهشقهدذر* شوشما أشهدشراشك شما شهلييلِّشةر الهشقهدذر* شهلييلِّشةر‬
‫خيير لمنم أشله ذ‬
‫ف ششههتر(؛ أي العمحل فيها منم الصلة والتلوة والذكر خي منم العمحل ف ألف شهر‪،‬‬ ‫الهشقهدذر ش ه ة ه‬
‫ليس فيها ليلِّة القدر‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫استحبَاب طلِّبَها‪:‬‬
‫ويستحب طلِّبَها ف الوُتر منم العشر الواخر منم رمضان؛ فقد كان النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يتهد ف‬
‫طلِّبَها ف العشر الواخر منم رمضان‪ .‬وتقدم أنُه كان إذا دخل العشر الواخر أحيا اللِّيل وأيقظ أهلِّه‪،‬‬
‫وشد الئمزر أي اعتزل النساء واشتد ف العبَادة‪.‬‬
‫أي اللِّيال هي؟‬
‫للِّعلِّمحاء آْراء ف تعيي هذه اللِّيلِّة؛ فمحنهم منم يرىً أنا ليلِّة الادي والعشرينم‪ ،‬ومنهم منم يرىً أنا ليلِّة‬
‫الثالث والعشرينم‪ ،‬ومنهم منم يرىً أنا ليلِّة الامس والعشرينم‪ ،‬ومنهم منم ذهب إل أنا ليلِّة التاسع‬
‫والعشرينم‪ ،‬ومنهم منم قال‪ :‬إنا تنتقل ف ليال الوُتر منم العشر الواخر‪.‬‬
‫وأكثرهم علِّىَ أنا ليلِّة السابع والعشرينم‪ ،‬روىً أحد بإسناد صحيح عنم ابنم عمحر رضي ال عنهمحا قال‪:‬‬
‫قال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪" :‬منم كان متحريها فلِّيتحرها ليلِّة السابع والعشرينم"‪ ،‬وروي مسلِّم‬
‫ب بنم كعب أنُه قال‪" :‬وال الذي ل إله إل هوُ إنا لفي‬ ‫وأحد وأبوُ داود والتمذي وصححه عنم أ ل‬
‫رمضان يلِّف ما يستثن وال إن لعلِّم أي ليلِّة هي‪ ،‬هي اللِّيلِّة الت أمرنُا رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه‬
‫وسلِّم بقيامها‪ ،‬هي ليلِّة سبَع وعشرينم‪ ،‬وأمارتا أن تطلِّع الشمحس ف صبَيحة يوُمها بيضاء ل شعاع لا"‪.‬‬
‫قيامها والدعاء فيها‪:‬‬
‫‪ ... ... 1‬روي البَخماري ومسلِّم عنم أب هريرة أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال‪" :‬منم قام ليلِّة القدر‬
‫إيإادنُا واحتسادبا غفر له ما تقدم منم ذنُبَه"‪.‬‬
‫‪ ... ... 2‬وروىً أحد‪ ،‬وابنم ماجه‪ ،‬والتمذي وصححه عنم عائشة رضي ال عنها قالت‪ :‬قلِّت‪ :‬يا‬
‫ي ليلِّتة ليلِّةر القدر ما أقوُل فيها؟ قال‪" :‬قوُل‪ :‬اللِّهم إنُك عفوُ تب العفوُ‬ ‫رسوُل ال‪ ،‬أرأيت إن علِّمحت أ ت‬
‫فاعف عن"‬
‫العشر الواخإر من رمضان‬
‫كان النب صلِّىَ ال علِّيه وسللِّم يص العشر الواخر منم رمضان بأعمحال ل يعمحلِّها ف بقية الشهر‪:‬‬
‫إحياء اللِّيل‪ ،‬فيحتمحل أن الراد إحياء اللِّيل كلِّه‪ ،‬ففي حديث عائشة قالت‪ " :‬كان النب صلِّىَ ال علِّيه‬
‫شر وشد الئمزر" رواه أحد‪ .‬ويتمحل أن‬ ‫وسللِّم يلِّط العشرينم بصلة ونُوُم‪ ،‬فإذا كان العشر يعن الخي ل‬
‫يرراد بإحياء اللِّيل إحياء غالبَه‪ ،‬ويؤيده ما ف صحيح مسلِّم عنم عائشة‪ ،‬قالت‪" :‬ما أعلِّمحه صلِّىَ ال علِّيه‬
‫وسللِّم قام ليلِّة حت الصبَاح "‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسللِّم كان يوُقظ أهلِّه للِّصلة ف ليال العشر دون غيه منم اللِّيال‪ ،‬قال‬
‫سفيان الثوُري‪ :‬أحب إذا دخل العشر الواخر أن يتهجد باللِّيل‪ ،‬ويتهد فيه‪ ،‬وينهض أهلِّه وولده إل‬
‫الصلة إن أطاقوُا ذلك‪ .‬وقد صح عنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسللِّم أنُه كان يطرق فاطمحة وعلِّليا ليلد فيقوُل‬
‫لمحا‪" :‬أل تقوُمان فتصلِّيان " رواه البَخماري ومسلِّم‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫وكان يوُقظ عائشة باللِّيل إذا قضىَ تجده وأراد أن يوُتر‪ .‬وورد التغيب ف إيقاظ أحد الزوجي صاحبَه‬
‫للِّصلة‪ ،‬ونُضح الاء ف وجهه‪ .‬وف الوُطأ أن عمحر بنم الطاب كان يصلِّي منم اللِّيل ما شاء ال أن‬
‫يصلِّي‪ ،‬حت إذا كان نُصف اللِّيل أيقظ أهلِّه للِّصلة‪ ،‬يقوُل لم‪ :‬الصلة الصلة‪ ،‬ويتلِّوُ هذه الية‪:‬‬
‫"وأمر أهلِّك بالصلة واصطب علِّيها" ]طه ‪.[132‬‬
‫ومنها أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسللِّم كان يشد الئمزر‪ .‬واختلِّفوُا ف تفسيه‪ ،‬فمحنهم منم قال‪ :‬هوُ كناية‬
‫عنم شدة جلده واجتهاده ف العبَادة‪ ،‬وهذا فيه نُظر‪ ،‬والصحيح أن الراد اعتزاله للِّنساء‪ ،‬وبذلك فسره‬
‫السلِّف والئمحة التقدموُن منهم سفيان الثوُري‪ ،‬وورد تفسيه بأنُه ل يأو إل فراشه حت ينسلِّخ رمضان‪.‬‬
‫وف حديث أنُس‪ " :‬وطوُىً فراشه‪ ،‬واعتزل النساء "‪ .‬وقد قالت طائفة منم السلِّف ف تفسي قوُله تعال‪:‬‬
‫"فالن باشروهنم وابتغوُا ما كتب ال لكحم" ]البَقرة‪ : [187 :‬إنُه طلِّب ليلِّة القدر‪ .‬والعن ف ذلك أن‬
‫ال تعال لا أباح مبَاشرة النساء ف ليال الصيام إل أن يتبَي اليط البيض منم اليط السوُد‪ ،‬أمر مع‬
‫ذلك بطلِّب ليلِّة القدر؟ لئمل يشتغل السلِّمحوُن ف طوُل ليال الشهر بالستمحتاع البَاح‪ ،‬فيفوُتم طلِّب‬
‫ليلِّة القدر‪ ،‬فأمر مع ذلك بطلِّب ليلِّة القدر بالتهجد منم اللِّيل‪ ،‬خصوُصاد ف اللِّيال الرجوُ فيها ليلِّة‬
‫القدر‪ ،‬فمحنم هاهنا كان النب )صلِّىَ ال علِّيه وسللِّم( يصيب منم أهلِّه ف العشرينم منم رمضان‪ ،‬ث يعتزل‬
‫نُساءه ويتفرغ لطلِّب ليلِّة القدر ف العشر الواخر‪.‬‬
‫ومنها تأخيه للِّفطوُر إل السحر‪ :‬روي عنه منم حديث عائشة وأنُس أنُه لا كان ف ليال العشر يعل‬
‫عشاءه سحوُردا‪ .‬ولفظ حديث عائشة‪ " :‬كان رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسللِّم إذا كان رمضان قام ونُام‪،‬‬
‫فإذا دخل العشر شد الئمزر‪ ،‬واجتنب النساء‪ ،‬واغتسل بي الذانُي‪ ،‬وجعل العشاء سحوُراد " رواه ابنم أب‬
‫عاصم‪ .،‬وعنم أب سعيد الدري‪ ،‬عنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسللِّم ‪ ،‬قال‪" :‬ل توُاصلِّوُا‪ ،‬فأيكحم أراد أن‬
‫يوُاصل فلِّيوُاصل إل السحر‪ ،‬قالوُا‪ :‬فإنُك توُاصل يا رسوُل ال؟ قال صلِّىَ ال علِّيه وسللِّم‪ :‬إن لست‬
‫كهيئمتكحم‪ ،‬إن أبيت ل رمطعةم يطعمحن وساتق يسقي " رواه البَخماري‪ .،‬وظاهر هذا يدل علِّىَ أنُه صلِّىَ‬
‫ال علِّيه وسللِّم كان يوُاصل اللِّيل كلِّه‪ ،‬وقد يكحوُن صلِّىَ ال علِّيه وسللِّم إنا فعل ذلك لنُه رآْه أنُشط له‬
‫علِّىَ الجتهاد ف ليال العشر‪ ،‬ول يكحنم ذلك مضعفاد له عنم العمحل‪ ،‬فإن ال كان يطعمحه ويسقيه‪.‬‬
‫ومنها اغتساله صلِّىَ ال علِّيه وسللِّم بي العشائي‪ ،‬وقد تقدم منم حديث عائشة‪" :‬واغتسل بي الذانُي‬
‫" والراد‪ :‬أذان الغرب والعشاء‪ ،‬قال ابنم جرير‪ :‬كانُوُا يستحبَوُن أن يغتسلِّوُا كل ليلِّة منم ليال العشر‬
‫الواخر‪ .‬وكان النخمعي يغتسل ف العشر كل ليلِّة‪ ،‬ومنهم منم كان يغتسل ويتطيب ف اللِّيال الت تكحوُن‬
‫أرجىَ للِّيلِّة القدر‪ .‬وكان أيوُب السخمتيان يغتسل ليلِّة ثلث وعشرينم وأربع وعشرينم‪ ،‬ويلِّبَس ثوُبي‬
‫جديدينم‪ ،‬ويستجمحر ويقوُل‪ :‬ليلِّة ثلث وعشرينم هي ليلِّة أهل الدينة‪ ،‬والت تلِّيها ليلِّتنا‪ ،‬يعن البَصريي‪.‬‬
‫فتبَي بذا أنُه يستحب ف اللِّيال الت ترجىَ فيها ليلِّة القدر التنظف والتزينم‪ ،‬والتطيب بالغسل والطيب‬
‫واللِّبَاس السنم‪ ،‬كمحا يشرع ذلك ف المحع والعياد‪ .‬وكذلك يشرع أخذ الزينة بالثياب ف سائر‬

‫‪85‬‬
‫الصلِّوُات‪ ،‬ول يكحمحل التزينم الظاهر إل بتزينم البَاطنم بالتوُبة والنُابة إل ال تعال‪ ،‬وتطهيه منم أدنُاس‬
‫الذنُوُب؟ فإن زأينة الظاهر مع خراب البَاطنم ل تغن شيئمأ‪.‬‬
‫ول يصلِّح لناجاة اللِّوُك ف اللِّوُات إل منم زأينم ظاهره وباطنه وطهرها‪ ،‬فكحيف وملِّك اللِّوُك الذي يعلِّم‬
‫السر وأخفىَ‪ ،‬وهوُ ل ينظر إل صوُركم‪ ،‬وإنا ينظر إل قلِّوُبكحم وأعمحالكحم‪ ،‬فمحنم وقف بي يديه فلِّيزينم له‬
‫ظاهره باللِّبَاس‪ ،‬وباطنه بلِّبَاس التقوُىً‪.‬‬
‫إذا الرء ل يلِّبَس ثياباد منم التقوُىً ‪ ...‬تقلِّب عريانُاد وإن كان كاسيا‬
‫ومنها العتكحاف‪ ،‬ففي "الصحيحي " عنم عائشة رضي ال عنها أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسللِّم كان‬
‫يعتكحف العشر الواخر منم رمضان حت توُفاه ال تعال‪ .‬وف "صحيح البَخماري " عنم أب هريرة رضي‬
‫ال عنه‪ ،‬قال‪ " :‬كان رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسللِّم يعتكحف ف كل رمضان عشرة أيام‪ ،‬فلِّمحا كان‬
‫العام الذي قبَض فيه اعتكحف عشرينم "‪ .‬وإنا كان يعتكحف النب صلِّىَ ال علِّيه وسللِّم ف هذه العشر‬
‫الت تطلِّب فيها ليلِّة القدر‪ ،‬قطعاد لشغاله‪ ،‬وتفريغاد لبَاله‪ ،‬وتللِّياد لناجاة ربه وذكره ودعائه‪.‬‬
‫فالعتكحف قد حبَس نُفسه علِّىَ طاعة ال وذكره‪ ،‬وقطع عنم نُفسه كل شاغل يشغلِّه عنه‪ ،‬وعكحف بقلِّبَه‬
‫وقالبَه علِّىَ ربه وما يقربه منه‪ ،‬فمحا بقي له هم سوُىً ال وما يرضيه عنه‪ .‬وكلِّمحا قوُيت العرفة بال والبَة‬
‫له والنُس به أورثت صاحبَها النُقطاع إل ال تعال بالكحلِّية علِّىَ كل حال‬
‫أسباب المغفرة في رمضان‬
‫عنم أب هريرة رضي ال عنه‪ ،‬عنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسللِّم قال‪" :‬منم صام رمضان إيإانُاد واحتسابا غفر‬
‫له ما تقدم منم ذنُبَه‪ ،‬ومنم قام ليلِّة القدر إيإانُا واحتسابا غفر له ما تقدم منم ذنُبَه "‪ .‬وقال رضي ال عنه‬
‫قال‪ :‬صلِّىَ ال علِّيه وسللِّم ‪" :‬منم قام رمضان إيإانُاد واحتساباد غفر له ما تقدم منم ذنُبَه " رواها البَخماري‬
‫ومسلِّم‪.‬‬
‫دل حديث أب هريرة رضي ال عنه علِّىَ أن هذه السبَاب الثلثة كل واحد منها مكحفر لا سلِّف منم‬
‫الذنُوُب‪ ،‬وهي صيام رمضان‪ ،‬وقيامه‪ ،‬وقيام ليلِّة القدر‪ ،‬فقيام ليلِّة القدر بجرده يكحفر الذنُوُب لنم وقعت‬
‫له‪ ،‬سوُاء كانُت ف أول العشر أو أوسطها أو آْخرها‪ ،‬وسوُاء شعر با أو ل يشعر‪ ،‬ول يتأخر تكحفي‬
‫الذنُوُب با إل انُقضاء الشهر‪.‬‬
‫وأما صيام رمضان وقيامه فيتوُقف التكحفي بمحا علِّىَ تام الشهر‪ ،‬فإذا ت الشهر فقد كمحل للِّمحؤمنم صيام‬
‫رمضان وقيامه‪ ،‬فيتتب له علِّىَ ذلك مغفرة ما تقدم منم ذنُبَه بتمحام السبَبَي‪ ،‬وها صيام رمضان وقيامه‪.‬‬
‫فإذا أكمحل الصائمحوُن صيام رمضان وقيامه فقد وفلوُا ما علِّيهم منم العمحل‪ ،‬وبقي ما لم منم الجر وهوُ‬
‫الغفرة؟ فإذا خرجوُا يوُم عيد الفطر إل الصلة قرلسمحت علِّيهم أجوُرهم‪ ،‬فرجعوُا إل منازألم وقد استوُفوُا‬
‫الجر واستكحمحلِّوُه‪ ،‬ومنم نُقص منم العمحل الذي علِّيه نُقص منم الجر بسب نُقصه‪ ،‬فل يلِّوُم إل نُفسه‪.‬‬
‫قال سلِّمحان‪ :‬الصلة مكحيال‪ ،‬فمحنم وف روف له‪ ،‬ومنم طفف فقد علِّمحتم ما قيل ف الطففي‪ .‬فالصيام‬

‫‪86‬‬
‫وسائر العمحال علِّىَ هذا النوُال؟ منم وفاها فهوُ منم خيار عبَاد ال الوُفي‪ ،‬ومنم طفف فيها فوُيل‬
‫للِّمحطففي‪ .‬أما يستحي منم يستوُف مكحيال شهوُاته‪ ،‬ويطفف ف مكحيال صيامه وصلته‪.‬‬
‫غدا توُف النفوُس ما كسبَت‪ ... ...‬ويصد الزارعوُن ما زأرعوُا‬
‫إن أحسنوُا أحسنوُا لنُفسهم‪ ... ...‬وإن أساءوا فبَئمس ما منعوُا‬
‫كان السلِّف الصال يتهدون ف إتام العمحل وإكمحاله وإتقانُه‪ ،‬ث يهتمحوُن بعد ذلك بقبَوُله‪ ،‬ويافوُن منم‬
‫رده‪ ،‬وهؤلء الذينم "يؤتوُن ما أتوُا وقلِّوُبم وجلِّة" ]الؤمنوُن‪ .[6:‬روي عنم علِّي رضي ال عنه‪ ،‬قال‪ :‬كوُنُوُا‬
‫لقبَوُل العمحل أشد اهتمحادما منكحم بالعمحل‪ ،‬أل تسمحعوُا ال عز وجل يقوُل‪) :‬إنا يتقبَل ال منم التقي(‬
‫]الائدة‪.[27 :‬‬
‫وعنم السنم قال‪ :‬إن ال جعل شهر رمضان مضمحادرا للِّقه‪ ،‬يستبَقوُن فيه بطاعته إل مرضاته‪ ،‬فسبَق قوُم‬
‫ففازأوا‪ ،‬وتلِّف آْخرون فخمابوُا‪ .‬فالعجب منم اللعب الضاحك ف اليوُم الذي يفوُزأ فيه السنوُن ويسر‬
‫فيه البَطلِّوُن‪.‬‬
‫ومنم أسبَاب الغفرة فيه أيضدا‪ :‬تفطي الصوُام‪ ،‬والتخمفيف عنم المحلِّوُك‪ ،‬ومنها الذكر‪ ،‬ومنها الستغفار‪،‬‬
‫والستغفار طلِّب الغفرة‪ ،‬ودعاء الصائم يستجاب ف صيامه وعند فطره‪ ،‬ومنها استغفار اللئكحة‬
‫للِّصائمحي حت يفطروا‪ ،‬فلِّمحا كثرت أسبَاب الغفرة ف رمضان كان الذي تفوُته الغفرة فيه مرودما غاية‬
‫الرمان‪.‬‬
‫فمحت ريغفر لنم ل ريغفر له ف هذا الشهر؟ مت يقبَل منم ررلد ف ليلِّة القدر؟ مت يصلِّح منم ل يصلِّح ف‬
‫رمضان؟ مت يصح منم كان به فيه منم داء الهالة والغفلِّة مرضان؟ كل ما ل يثمحر منم الشجار ف‬
‫أوان الثمحار فإنُه يقطع ث يوُقد ف النار‪ ،‬منم فرط ف الزرع ف وقت الذبَذار ل يصد يوُم الصاد غي الندم‬
‫والسارة‬
‫يييييييييي‬
‫رمضان شهر العتق من النيران‬
‫وأما آْخر الشهر فريعتق فيه منم النار منم أوبقته الوزأار‪ ،‬واستوُجب النار بالذنُوُب الكحبَار‪ ،‬فإذا كان يوُم‬
‫الفطر منم رمضان أعتق ال فيه أهل الكحبَائر منم الصائمحي منم النار‪ ،‬فيلِّتحق فيه الذنُبَوُن بالبرار‪.‬‬
‫ولا كانُت الغفرة والعتق منم النار كل منهمحا مرتدبَا علِّىَ صيام رمضان وقيامه‪ ،‬أمر ال سبَحانُه وتعال‬
‫عند إكمحال العدة بتكحبَيه وشكحره‪ ،‬فقال تعال‪" :‬ولتكحمحلِّوُا العدة ولتكحبوا ال علِّىَ ما هداكم ولعلِّكحم‬
‫تشكحرون" ]البَقرة‪ ،[185 :‬فشكحر منم أنُعم علِّىَ عبَاده بتوُفيقهم للِّصيام وإعانُتهم علِّيه‪ ،‬ومغفرته لم به‪،‬‬
‫وعتقهم منم النار‪ ،‬أن يذكروه ويشكحروه ويتقوُه حق تقاته‪.‬‬
‫يا منم أعتقه موُله منم النار!ا إياك أن تعوُد بعد أن صرت حدرا إل رق الوزأار‪ ،‬أيبَعدك موُلك عنم النار‬
‫وأنُت تتقرب منها؟ وينقذك منها وأنُت توُقع نُفسك فيها ول تيد عنها؟!ا‬

‫‪87‬‬
‫فينبَغي لنم يرجوُ العتق ف شهر رمضان منم النار أن يأت بأسبَاب توُجب العتق منم النار‪ ،‬وهي متيسرة‬
‫ف هذا الشهر؟ ففي صحيح ابنم خزيإة‪ " :‬فاستكحثروا فيه منم أربع خصال‪ :‬خصلِّتي ترضوُن بمحا ربكحم‪،‬‬
‫وخصلِّتي ل غناء بكحم عنهمحا‪ .‬فأما الصلِّتان اللِّتان ترضوُن بمحا ربكحم فشهادة أن ل إله إل ال‬
‫والستغفار‪ .‬وأما اللِّتان ل غناء لكحم عنهمحا فتسألوُن ال النة‪ ،‬وتعوُذون به منم النار "‪ .‬فهذه الصال‬
‫الربعة الذكوُرة ف هذا الديث كل منها سبَب للِّعتق والغفرة‪ .‬فأما كلِّمحة التوُحيد فإنا تدم الذنُوُب‬
‫وتحوُها موُأ‪ ،‬ول تبَقي ذنُبَا‪ ،‬ول يسبَقها عمحل‪ ،‬وهي تعدل عتق الرقاب الذي يوُجب العتق منم النار‪.‬‬
‫وأما كلِّمحة الستغفار فمحنم أعظم أسبَاب الغفرة‪ ،‬فإن الستغفار دعاء بالغفرة‪ ،‬ودعاء الصائم مستجاب‬
‫ف حال صيامه وعند فطره‪ ،‬وأنُفع الستغفار ما قارنُته التوُبة‪ ،‬فمحنم استغفر بلِّسانُه وقلِّبَه علِّىَ العصية‬
‫معقوُد‪ ،‬وعزمه أن يرجع إل العاصي بعد الشهر ويعوُد‪ ،‬فصوُمه علِّيه مردود‪ ،‬وباب القبَوُل عنه مسدود‪.‬‬
‫وأما سؤال النة والستعاذة منم النار فمحنم أهم الدعاء‪ ،‬وقد قال النب صلِّىَ ال علِّيه وسللِّم‪" :‬حوُلمحا‬
‫نُدنُدن " رواه أبوُ داود وابنم ماجه‪.‬‬
‫يييييييييي‬
‫وداععا رمضان‬
‫عبَاد ال‪ ،‬إن شهر رمضان قد عزم علِّىَ الرحيل‪ ،‬ول يبَق منه إل القلِّيل‪ ،‬فمحنم منكحم أحسنم فيه فعلِّيه‬
‫التمحام‪ ،‬ومنم كان فرط فلِّيخمتمحه بالسن‪ ،‬فالعمحل بالتام‪ .‬فاستمحتعوُا منه فيمحا بقي منم اللِّيال اليسية‬
‫واليام‪ ،‬واستوُدعوُه عمحل صالا يشهد لكحم به عند اللِّك العللم‪ ،‬وولدعوُه عند فراقه بأزأكىَ تية وسلم‪.‬‬
‫يا شهر رمضان ترفق‪ ،‬دموُع البَي تدفق‪ ،‬قلِّوُبم منم أل الفراق تشقق‪ ،‬عسىَ وقفة للِّوُداع تطفئ منم نُار‬
‫الشوُق ما أحرق‪ ،‬عسىَ ساعة توُبة وإقلع ترفوُ منم الصيام كل ما ترق‪ ،‬عسىَ منقطع عنم ركب‬
‫القبَوُلي يلِّحق‪ ،‬عسىَ أسي الوزأار يطلِّق‪ ،‬عسىَ منم استوُجب النار يعتق‪ ،‬عسىَ رحة الوُل لا العاصي‬
‫يوُفق‪.‬‬
‫وصلِّىَ ال وسلِّم علِّىَ سيدنُا ممحد وعلِّىَ آْله وصحبَه وسلِّم‬
‫منم كتاب لطائف العارف فيمحا لوُاسم العام منم الوُظائف‬
‫للِّحافظ ابنم رجب رحه ال تعال‬
‫يييييييييي‬
‫زكاة الفطر‬
‫زأكاة الفطر‪ :‬أي الزكاة الت تب بالفطر منم رمضان‪.‬‬
‫وهي واجبَة علِّىَ كل فرد منم السلِّمحي؛ صغي أو كبَي‪ ،‬ذكر أو أنُثىَ‪ ،‬حر أو عبَد‪ .‬روىً البَخماري‬
‫ومسلِّم عنم عمحر رضي ال عنهمحا قال‪" :‬فرض رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم زأكاة الفطر منم رمضان‬
‫صادعا منم تر‪ ،‬أو صادعا منم شعي‪ ،‬علِّىَ العبَد والر‪ ،‬والذكر والنُثىَ‪ ،‬والصغي والكحبَي منم السلِّمحي"‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫حكحمحتها‪:‬‬
‫شرعت زأكاة الفطر ف شعبَان منم السنة الثانُية منم الجرة لتكحوُن طهرة للِّصائم‪ ،‬ما عسىَ أن يكحوُن وقع‬
‫فيه منم اللِّغوُ والرفث‪ ،‬ولتكحوُن عوُدنُا للِّفقراء والعوُزأينم‪ .‬روىً أبوُ داود وابنم ماجه والدارقطن عنم ابنم‬
‫عبَاس رضي ال عنهمحا قال‪" :‬فرض رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم زأكاة الفطر طهرة للِّصائم منم اللِّغوُ‬
‫والرفث‪ ،‬وطعمحة للِّمحساكي‪ ،‬منم أداها قبَل الصلة فهي زأكاة مقبَوُلة‪ ،‬ومنم أداها بعد الصلة فهي صدقة‬
‫منم الصدقات"‪.‬‬
‫علِّىَ منم تب‪:‬‬
‫تب علِّىَ الر السلِّم‪ ،‬الالك لقدار صاع‪ ،‬يزيد عنم قوُته وقوُت عياله‪ ،‬يوُدما وليلِّة وهذا مذهب مالك‬
‫والشافعي وأحد‪ .‬قال الشوُكان‪ :‬وهذا هوُ الق‪ .‬وعند الحناف ل بد منم مالك النصاب‪ .‬وتب علِّيه‬
‫عنم نُفسه وعمحنم تلِّزمه نُفقته‪ :‬كزوجته‪ ،‬وأبنائه‪ ،‬وخدمه الذينم يتوُل أموُرهم‪ ،‬ويقوُم بالنُفاق علِّيهم‪.‬‬
‫قدرها‪:‬‬
‫الوُاجب ف صدقة الفطر صاع منم القمحح أو الشعي أو التمحر أو الزبيب أو القط أو الرزأ أو الذرة أو‬
‫نوُ ذلك ما يعتب قوُدتا‪.‬‬
‫الصاع‪ :‬أربعة أمداد‪ ،‬والد‪ :‬حفنة بكحفي الرجل العتدل الكحفي‪ ،‬ويساوي قددحا وثلِّث قدح أو قدحي‪،‬‬
‫والشذقط‪ :‬لب مف ل تنزع زأبدته‪.‬‬
‫وجلوُزأ أبوُ حنيفة إخراج القيمحة‪ .‬وقال‪ :‬إذا أخرج الزكي منم القمحح فإنُه ريزئ نُصف صاع‪.‬‬
‫ر‬
‫قال أبوُ سعيد الدري‪" :‬كنا إذا كان فينا رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم رنرج زأكاة الفطر عنم كل‬
‫صغي وكبَي‪ ،‬حر وملِّوُك‪ :‬صادعا منم طعام‪ ،‬أو صادعا منم أشذقط‪ ،‬أو صادعا منم شعي‪ ،‬أو صادعا منم تر‪ ،‬أو‬
‫صادعا منم زأبيب‪ ،‬فلِّم نُزل نرجه حت قدم معاوية حادجا أو معتمحدرا‪ ،‬فكحللِّم الناس علِّىَ النب‪ ،‬فكحان فيمحا‬
‫كللِّم به أن قال‪ :‬أن أرىً أن ملدينم منم سراء الشام‪ ،‬تعدل صادعا منم تر‪ ،‬فأخذ الناس بذلك‪ .‬قال أبوُ‬
‫سعيد فأما أنُا‪ ،‬فل أزأال أخرجه أبددا ما عشت" رواه المحاعة‪ .‬الدان‪ :‬نُصف صاع‪ ،‬والقصوُد بسمحراء‬
‫الشام‪ :‬القمحح قال التمذي‪ :‬والعمحل علِّىَ هذا عند بعض أهل العلِّم يرون منم كل شيء صادعا‪ ،‬وهوُ‬
‫قوُل الشافعي وإسحاق‪.‬‬
‫وقال بعض أهل العلِّم‪ :‬منم كل شيء صاع إل الب‪ ،‬فإنُه يزئ نُصف صاع وهوُ قوُل سفيان‪ ،‬وابنم‬
‫البَارك‪ ،‬وأهل الكحوُفة‪.‬‬
‫مت تب؟‬
‫اتفق الفقهاء علِّىَ أنا تب ف آْخر رمضان‪ ،‬واختلِّفوُا ف تديد الوُقت الذي تب فيه‪ .‬فقال الثوُري‬
‫وأحد وإسحاق والشافعي ف الديد وإحدىً الروايتي عنم مالك‪ :‬إن وقت وجوُبا‪ ،‬غروب الشمحس ليلِّة‬
‫الفطر‪ ،‬لنُه وقت الفطر منم رمضان‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫وقال أبوُ حنيفة واللِّيث والشافعي ف القدي والرواية الثانُية عنم مالك‪ :‬إن وقت وجوُبا طلِّوُع الفجر منم‬
‫يوُم العيد‪.‬‬
‫وفائدة هذا الختلف ف الوُلوُد يوُلد قبَل الفجر منم يوُم العيد‪ ،‬وبعد مغيب الشمحس‪ :‬هل تب علِّيه أم‬
‫ل تب؟ فعلِّىَ القوُل الول ل تب‪ ،‬لنُه ولد بعد وقت الوُجوُب وعلِّىَ الثان‪ :‬تب لنُه ولد قبَل وقت‬
‫الوُجوُب‪.‬‬
‫تعجيل عنم وقت الوُجوُب‪:‬‬
‫جهوُر الفقهاء‪ :‬علِّىَ أنُه يوُزأ تعجيل صدقة الفطر قبَل العيد بيوُم أو بيوُمي‪ .‬قال ابنم عمحر رضي ال‬
‫عنهمحا‪ :‬أمرنُا رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم بزكاة الفطر أن تؤدىً قبَل خروج الناس إل الصلة‪.‬‬
‫قال نُافع‪ :‬وكان ابنم عمحر يؤديها‪ ،‬قبَل ذلك‪ ،‬باليوُم‪ ،‬أو اليوُمي‪ ،‬واختلِّفوُا فيمحا زأاد علِّىَ ذلك‪.‬‬
‫فعند أب حنيفة‪ ،‬يوُزأ تقديإها علِّىَ شهر رمضان‪.‬‬
‫وقال الشافعي‪ :‬يوُزأ التقدي منم أول الشهر‪.‬‬
‫وقال مالك ومشهوُر مذهب أحد‪ :‬يوُزأ تقديإها يوُدما أو يوُمي‪.‬‬
‫واتفقت الئمحة‪ :‬علِّىَ أن زأكاة الفطر ل تسقط بالتأخي بعد الوُجوُب‪ ،‬بل تصي ديدنا ف ذمة منم لزمته‪،‬‬
‫حت تؤدىً‪ ،‬ولوُ ف آْخر العمحر‪.‬‬
‫واتفقوُا‪ :‬علِّىَ أنُه ل يوُزأ تأخيها عنم يوُم العيد)وجزموُا بأنا تزئ لخر يوُم الفطر( إل ما نُقل عنم ابنم‬
‫سيينم‪ ،‬والنخمعي‪ ،‬أنمحا قال‪ :‬يوُزأ تأخيها عنم يوُم العيد‪.‬‬
‫وقال أحد‪ :‬أرجوُ أن ل يكحوُن به بأس‪.‬‬
‫وقال ابنم رسلن‪ :‬إنُه حرام بالتفاق‪ ،‬لنا زأكاة‪ ،‬فوُجب أن يكحوُن ف تأخيها إث‪ .‬كمحا ف إخراج الصلة‬
‫عنم وقتها‪.‬‬
‫وقد تقدم ف الديث‪ " :‬منم أداها قبَل الصلة فهي زأكاة مقبَوُلة‪ ،‬ومنم أداها بعد الصلة فهي صدقة منم‬
‫الصدقات"‪).‬أي الت يتصدق با ف سائر اليام(‬
‫مصرفها‪:‬‬
‫مصرف زأكاة الفطر‪ ،‬مصرف الزكاة‪ ،‬أي أنا توُزأع علِّىَ الصناف الثمحانُية الذكوُرة ف آْية‪) :‬إنا الصدقات‬
‫للِّفقراء‪. (..‬‬
‫والفقراء هم أول الصناف با‪ ،‬لا تقدم ف الديث فرض رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم زأكاة الفطر‪،‬‬
‫طهرة للِّصائم‪ ،‬منم اللِّغوُ والرفث‪ ،‬وطعمحة للِّمحساكي‪.‬‬
‫ولا رواه البَيهقي‪ ،‬والدارقطن عنم ابنم عمحر رضي ال عنهمحا قال‪ :‬فرض رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‬
‫زأكاة الفطر‪ :‬وقال‪" :‬أغنوُهم ف هذا اليوُم"‪ .‬وف رواية للِّبَيهقي‪" :‬أغنوُهم عنم طوُاف هذا اليوُم"‪.‬‬
‫إعطاؤها للِّذمي‪:‬‬

‫‪90‬‬
‫أجازأ الزهري‪ ،‬وأبوُ حنيفة‪ ،‬وممحد‪ ،‬وابنم شبمة‪ ،‬إعطاء الذمي منم زأكاة الفطر لقوُل ال تعال‪) :‬ل‬
‫ينهاكم ال عنم الذينم ل ريقاتلِّكحم ف الدينم ول يرجوُكم منم دياركم أن تبوهم وتقسطوُا إليهم إن ال‬
‫يب القسطي( ]المحتحنة‪[8:‬‬

‫‪‬‬

‫‪91‬‬
‫فتاوى رمضانية‬
‫فتاوىً ممحوُعة منم العلِّمحاء‬
‫مفطرات الصوم و مسائل القضاء‬
‫المحد ل والصلة والسلم علِّىَ رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وعلِّىَ آْله وصحبَه أجعي وبعد ‪.‬‬
‫فالصوُم ‪ :‬هوُ المساك عنم الفطرات منم طلِّوُع الفجر الثان إل غروب الشمحس ؛ قال تعال ‪" :‬وكلِّوُا‬
‫واشربوُا حت يتبَي لكحم اليط البيض منم اليط السوُد منم الفجر ث أتوُا الصيام إل اللِّيل") البَقرة‬
‫‪.(187‬‬
‫ومفطرات الصوُم أنُوُاع ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬الكل والشرب ‪ .‬وهوُ مفطر بالجاع للية السابقة ‪.‬‬
‫الفطر الثان ‪ :‬ما كان ف معن الكل والشرب ‪ ،‬وهوُ ثلثة أشياء ‪:‬‬
‫أولد ‪ :‬القطرة ف النُف ‪ ،‬الت يعلِّم أنا تصل إل اللِّق ‪ ،‬وهوُ مأخوُذ منم قوُله صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ‪" :‬‬
‫وبالغ ف الستنشاق إل أن تكحوُن صائمحاد " أخرجه مسلِّم منم حديث لقيط رضي ال عنه‪ .‬فالديث‬
‫يفهم أنُه لوُ دخل الاء منم النُف إل الوُف فقد أفطر ‪.‬‬
‫ثانُياد ‪ :‬ما يدخل ف معن الكل والشرب ‪ :‬الاليل الغذية الت تصل إل العدة منم طريق الفم ‪ ،‬أو‬
‫النُف ‪ .‬و كذا البر الغذية ؛ فإنا تقوُم مقام الكل والشرب فتأخذ حكحمحها ‪ ،‬ولذلك فإن الريض‬
‫يبَقىَ علِّىَ الغذي أياماد دون أكل أو شرب ‪ ،‬و ل يشعر بوُع أو عطش ‪.‬‬
‫ثالثاد ‪ :‬ما يدخل ف معن الكل والشرب ‪ :‬شحقنم الدم ف الريض ؛ لن الدم هوُ غاية الكل والشرب‬
‫فكحان بعناه ‪.‬‬
‫الفطر الثالث ‪ :‬المحاع ‪ ،‬وهوُ مفطر بالجاع ‪.‬‬
‫الفطر الرابع ‪ :‬إنُزال الن باختياره ببَاشرة ‪ ،‬أو استمحناء ‪ ،‬ونوُ ذلك ؛‬
‫لنُه منم الشهوُة الت أمر الصائم أن يدعها كمحا ف حديث أب هريرة رضي ال عنه السابق أن النب‬
‫صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال ‪ " :‬يدع شهوُته ‪ ،‬وأكلِّه ‪ ،‬وشربه منم أجلِّي " متفق علِّيه ‪.‬‬
‫ومعلِّوُم أن منم فعل ذل ذلك عامداد متاراد ‪ ،‬فقد أنُفذ شهوُته ول يدعها ‪.‬‬
‫أما الحتلم فلِّيس مفطراد بالجاع ‪.‬‬
‫الفطر الامس ‪ :‬التقيؤ عمحداد ‪ ،‬وهوُ مفطر بالجاع ‪.‬‬
‫أما منم غلِّبَه القيء فل شيء علِّيه ‪ .‬لديث أب هريرة رضي ال عنه أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال ‪:‬‬
‫" منم ذرعه القيء وهوُ صائم فلِّيس علِّيه قضاء ‪ ،‬ومنم استقاء فلِّيقض " أخرجه أصحاب السننم بسند‬
‫صحيح ‪ ،‬وقال النوُوي ف المحوُع )‪ " : (6/315‬وإسناد أب داود وغذيه فيه إسناد الصحيح "‪.‬‬
‫وصححه ابنم تيمحية ف حقيقة الصيام ‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫الفطر السادس ‪ :‬خروج دم اليض والنفاس ‪ ،‬وهوُ مفطر بالجاع ‪.‬‬
‫فمحت روجد دم اليض أو النفاس ف آْخر جزء منم النهار فقد أفطرت ‪ ،‬أو كانُت حائضاد فطهرت بعد‬
‫طلِّوُع الفجر ل ينعقد صوُمها ‪ ،‬و تكحوُن مفطرة ذلك اليوُم ‪.‬‬
‫ومنم الدلة علِّىَ هذا قوُل النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ‪ " :‬أليس إذا حاضت ل تصل ول تصم " أخرجه‬
‫البَخماري ومسلِّم منم حديث أب سعيد ‪.‬‬
‫ثانُياد ‪ :‬أموُر ليست منم الفطرات ‪ .‬وهي ‪:‬‬
‫أولد ‪ :‬خروج الدم منم النُسان ‪ ،‬غي دم اليض والنفاس ؛ كالتبع بالدم ‪ ،‬أو إخراجه للِّتحلِّيل ‪ ،‬أو‬
‫خروذجه بسبَب رعاف أو جرح ‪ ،‬أو بالستحاضة ‪ ،‬وغذي ذلك ‪.‬‬
‫لن الصل ف الشياء أناغي مفطرة ‪ ،‬إل إذا دل الدليل علِّىَ كوُنا مفطرة ‪ ،‬ول دليل ‪.‬‬
‫أما قياس خروج الدم للِّتبع والتحلِّيل وما شابه ذلك علِّىَ الجامة فغي مسلِّم لمرينم ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬أن الفطر بالجامة أمر تعبَدي مض ل يعقل معناه علِّىَ التفصيل ‪ ،‬وما كان كذلك فإنُه ل‬
‫يري فيه القياس ‪.‬‬
‫فقد قال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ‪ " :‬أفطر الاجم والجوُم " أخرجه أبوُداود وغيه منم حديث ثوُبان رضي‬
‫ال عنه وصححه جع منم الئمحة منهم المام أحد والبَخماري ‪.‬‬
‫فمحمحا يؤكد أن العلِّة تعبَدية أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم جعل الجامة مفطرة للِّحاجم أيضاد ‪ ،‬والدم ل‬
‫يدخل جوُف الاجم ‪ ،‬ولذلك فإن منم يرىً التبع بالدم مفطراد ‪ ،‬فإنُه يعل الفطر خاصا بالتبع دون‬
‫الطبَيب أو المحرض الذي يقوُم بسحب الدم ‪.‬‬
‫وما ذكره بعض أهل العلِّم ف علِّة الفطر ف الجامة علِّىَ الاجم والجوُم ‪ ،‬فهي ماولة لعرفة الكحمحة‬
‫ف ذلك ول نُستطيع الزم با ذكروه لعدم الدليل ‪.‬‬
‫ثانُياد ‪ :‬أن قوُل النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ‪ " :‬أفطر الاجم والجوُم " ‪ .‬منسوُخ بديث ابنم عبَاس‬
‫رضي ال عنهمحا ‪ " :‬أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم احتجم وهوُ صائم " أخرجه البَخماري ‪ .‬والدليل علِّىَ‬
‫كوُنُه نُاسخماد حديثان‪:‬‬
‫الول ‪ :‬حديث أنُس رضي ال عنه قال ‪ " :‬أول ما كرهت الجامة للِّصائم ‪ :‬أن جعفر بنم أب طالب‬
‫احتجم وهوُ صائم فمحر به النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم فقال ‪ :‬أفطر هذان ‪ ،‬ث رخص النب صلِّىَ ال‬
‫علِّيه وسلِّم بعرد ف الجامة للِّصائم ‪ ،‬وكان أنُس يتجم وهوُ صائم "‪ .‬أخرجه الدار قطن ‪ ،‬وصححه ‪،‬‬
‫وأقره البَيهقي ف السننم الكحبىً ‪ ،‬وصححه النوُوي ‪.‬‬
‫الثان ‪ :‬حديث أب سعيد الدري رضي ال عنه قال ‪ " :‬رخص رسوُل ال ف القبَلِّة للِّصائم ‪ ،‬والجامة‬
‫" أخرجه الطبان والدار قطن ‪ ،‬وقال ابنم حزم إسناده صحيح ‪ ،‬وصححه منم العاصرينم‬
‫اللبَان رحه ال ‪ .‬والرخصة ل تكحوُن إل بعد العزيإة ‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫والقاعدة أنُه إذا وجد حديثان متعارضان ‪ ،‬ول يإكحنم المحع بينهمحا ‪،‬ل يز إعمحال قوُاعد التجيح بي‬
‫الدلة التعارضة إل إذا جهل التاريخ ‪ ،‬وهنا قد علِّمحنا التقدم منم التأخر فيكحوُن التأخر نُاسخماد للِّمحتقدم‬
‫‪ ،‬كيف وحديثا أنُس وأب سعيد صريان ف نُسخ الفطر بالجامة ‪.‬‬
‫ثانُياد منم الموُر غي الفطرة ‪ :‬كثي منم الوُسائل العلجية ‪ ،‬وقد صدر فيها قرار منم ممحع الفقه‬
‫السلمي بدة ف دورته العاشرة ‪1418‬هي ‪ ،‬وأنُقل هنا أكثر هذا القرار ‪:‬‬
‫" قرر ملِّس ممحع الفقه السلمي ما يلِّي ‪:‬‬
‫أولد ‪ :‬الموُر التية ل تعتب منم الفطرات ‪:‬‬
‫‪ .1‬قطرة العي ‪ ،‬أو قطرة الذن ‪ ،‬أو غسوُل الذن ‪ ،‬أو قطرة النُف ‪ ،‬أو باخ النُف ‪ ،‬إذا اجتنب ما‬
‫نُفذ إل اللِّق ‪.‬‬
‫‪ .2‬القراصا العلجية الت توُضع تت اللِّسان لعلج الذبة الصدرية ‪ ،‬وغيها إذا اجتنب ابتلع ما‬
‫نُفذ إل اللِّق ‪.‬‬
‫‪ .3‬ما يدخل الهبَل منم تاميل ‪ ،‬أو غسوُل ‪ ،‬أو منظار ‪.‬‬
‫‪ .4‬إدخال النظار ‪ ،‬أو اللِّوُلب ‪ ،‬ونوُها إل الرحم ‪.‬‬
‫‪ .5‬ما يدخل الحلِّيل ؛ أي مرىً البَوُل الظاهر للِّذكر و النُثىَ ‪ ،‬أو منظار ‪ ،‬أو دواء ‪ ،‬أو ملِّوُل لغسل‬
‫الثانُة ‪.‬‬
‫‪ .6‬حفر السنم ‪ ،‬أو قلِّع الضرس ‪ ،‬أو تنظيف السنان ‪ ،‬أو السوُاك وفرشاة السنان ‪ ،‬إذا اجتنب ابتلع‬
‫ما نُفذ إل اللِّق ‪.‬‬
‫‪ .7‬الضمحضة ‪ ،‬والغرغرة ‪ ،‬وباخ العلج الوُضعي للِّفم إذا اجتنب ابتلع ما نُفذ إل اللِّق ‪.‬‬
‫‪ .8‬غازأ الكسجي ‪.‬‬
‫ض سوُائشل مغذية ‪.‬‬‫‪ .9‬غازأات التخمدير ‪ ،‬ما ل يعط الري ر‬
‫‪ .10‬ما يدخل السم امتصاصاد منم اللِّد كالدهوُنُات ‪ ،‬والراهم واللِّصقات العلجية اللِّدية المحلِّة‬
‫بالوُاد الدوائية أو الكحيمحيائية ‪.‬‬
‫‪ .11‬إدخال )أنُبَوُب دقيق ( ف الشرايي لتصوُيذر ‪ ،‬أو علذج أوعية القلِّب ‪ ،‬أ‪ ,‬غيه منم العضاء ‪.‬‬
‫‪ .12‬إدخال منظار منم خلل جدار البَطنم لفحص الحشاء ‪ ،‬أو إجراء عمحلِّية جراحية علِّيها ‪.‬‬
‫‪ .13‬أخذ عينات منم الكحبَد ‪ ،‬أو غيه منم العضاء ‪ ،‬مال تكحنم مصحوُبة بإعطاء ماليل ‪.‬‬
‫‪ .14‬دخوُل أي أداة أو موُاد علجية إل الدماغ أو النخماع الشوُكي ‪.‬‬
‫ثانُياد ‪ :‬ينبَغي علِّىَ الطبَيب السلِّم نُصرح الريض بتأجيل ما ل يضر تأجيلِّه إل ما بعد الفطار منم صوُر‬
‫العالات الذكوُرة فيمحا سبَق " ‪ .‬انُتهىَ قرار المحع الفقهي ‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫والدليل علِّىَ أن ما سبَق ليس منم الفطرات ؛ أنا ليست أكلد ول شرباد ول ف معناها ‪ ،‬والصل عدم‬
‫كوُن الشيء مفطراد إل إذا دل الدليل علِّىَ اعتبَاره مفطراد ‪ ،‬ول دليل ‪.‬‬
‫ويلِّحق با مضىَ وبنفس التعلِّيل ‪ :‬مداواة الروح الغائرة ‪ ،‬والكححل ف العي ‪.‬‬
‫ثالثاد ‪ :‬منم أفطر نُاسياد أو مطئماد ‪.‬‬
‫ومثال الطأ ‪ :‬منم ظنم أن الفجر ل يطلِّع فأكل وهوُ طالع ‪ ،‬أو ظنم أن الشمحس قد غربت فأكل وهي‬
‫ل تغرب ‪ .‬فصوُمه صحيح و ل شيء علِّيه ‪ ،‬علِّىَ القوُل الراجح منم أقوُال العلِّمحاء ‪.‬‬
‫والدليل علِّىَ ذلك حديث أساء بنت أب بكحر ي رضي ال عنهمحا ي قالت ‪ " :‬أفطرنُا علِّىَ عهد النب‬
‫صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يوُم غيم ‪ ،‬ث طلِّعت الشمحس " أخرجه البَخماري ‪.‬‬
‫وقد بي شيخ السلم ابنم تيمحية ف كتابه حقيقةر الصيام ‪ :‬أنُه ل ينقل أنم قضوُا ذلك اليوُم ‪ ،‬ولوُ أمروا‬
‫بقضائه لنقل إلينا كمحا نُقل فطرهم ‪.‬‬
‫ودليل الناسي حديث أب هريرة رضي ال عنهم أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال ‪ " :‬منم أكل نُاسياد‬
‫وهوُ صائم فلِّيتم صوُمه فإنا أطعمحه ال وسقاه " متفق علِّيه ‪.‬‬
‫رابعاد ‪ :‬مسائل القضاء ‪.‬‬
‫السألة الول ‪ :‬الائض والنفساء يب علِّيهمحا القضاء بالجاع ‪.‬‬
‫ت ‪ :‬ما بال الائض تقضي الصوُم ول‬ ‫فعنم معاذة رحها ال قالت ‪ " :‬سألت عائشة رضي ال عنها فقلِّ ر‬
‫تقضي الصلة ؟‪.‬‬
‫قالت ‪ :‬أحرورية أنُت ؟ قلِّت ‪ :‬لست برورية ‪ ،‬ولكحن أسأل ‪.‬‬
‫فقالت ‪ " :‬كان يصيبَنا ذلك فنؤمر بقضاء الصوُم ‪ ،‬ول نُؤمر بقضاء الصلة "أخرجه الشيخمان ‪ ،‬واللِّفظ‬
‫لسلِّم ‪.‬‬
‫وقوُلا ‪) :‬أحرورية أنُت ؟( فإنُه يقال لنم اعتقد مذهب الوُارج حروري ‪ ،‬نُسبَة إل حروراء ‪ ،‬وهي بلِّدة‬
‫قرب الكحوُفة ‪ ،‬وكان أورل اجتمحاع للِّخموُارج للِّخمروج علِّىَ علِّي با ‪ ،‬فاشتهروا بالنسبَة لا ‪).‬انُظر الفتح‬
‫‪. (1/502‬‬
‫السألة الثانُية ‪ :‬السافر يوُزأ له الفطر ‪ ،‬ولوُ ل يكحنم علِّيه مشقة بالصيام ‪ ،‬ويب علِّيه القضاء إذا أفطر‬
‫؛ لقوُله تعال ‪ " :‬ومنم كان مريضاد أو علِّىَ سفر فعدة منم أيام أخر ‪ ،‬يريد ال بكحم اليسر ول يريد بكحم‬
‫العسر " )البَقرة ‪.(158‬‬
‫وعنم حزةش بذنم عمحرتو السلِّمحي رضي ال عنه أنُه قال ‪ " :‬يا رسوُل ال أجد ب قوُة علِّىَ الصيام ف السفر‬
‫فهل علِّي جناح ؟‬
‫فقال النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ‪ " :‬هي رخصة منم ال ‪ ،‬فمحنم أخذ با فحسنم ‪ ،‬ومنم أحب أن يصوُم‬
‫فل جناح علِّيه " أخرجه مسلِّم ‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫السألة الثالثة ‪ :‬منم أفطر ف رمضان بغي عذر فهوُ آْث إثاد عظيمحاد ‪ ،‬وعلِّيه التوُبة إل ال ‪ ،‬ويب علِّيه‬
‫قضاء ما أفطر علِّىَ القوُل الراجح ‪ ،‬وهوُ قوُل المحهوُر ‪.‬‬
‫والدليل علِّىَ وجوُب القضاء علِّيه حديثان ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬حديث أب هريرة رضي ال عنه قال ‪ :‬قال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ‪ " :‬منم ذرعه القيء‬
‫وهوُ صائم فلِّيس علِّيه قضاء ‪ ،‬ومنم استقاء فلِّيقض " حديث صحيح أخرجه أبوُ داود وغيه كمحا سبَق‪.‬‬
‫الثان ‪ :‬قوُله علِّيه الصلة والسلم للِّمحجامع ف نار رمضان بعد أن ذكر له الكحفارة ‪ " :‬وصم يوُماد‬
‫واستغفر ال " وف رواية ‪ " :‬وصم يوُماد مكحانُه " أخرجه مالك وأبوُداود وابنم ماجة وقال النوُوي ف‬
‫المحوُع ‪ " :‬إسناد رواية أب داود هذه جيد " ‪ .‬وصححه منم العاصرينم أحد شاكر ف شرح‬
‫السند )‪ (6/147‬واللبَان ف الرواء )‪. (4/90‬رحهم ال‪.‬‬
‫السألة الرابعة ‪ :‬إذا كان الفطر متعلمحداد بالمحاع فيجب مع القضاء الكحفارة ‪ ،‬وهي عتق رقبَة ‪ ،‬فإن ل‬
‫يد فصيام شهرينم متتابعي ‪ ،‬فإن ل يستطع فإطعام ستي مسكحيناد ؛ لديث أب هريرة ف الصحيحي‬
‫السألة الامسة ‪ :‬الريض الذي يشق علِّيه الصوُم بسبَب الرض ‪ ،‬أو يتاج إل تناول علج ‪ ،‬فإنُه يوُزأ‬
‫له أن يفطر ‪ ،‬بل قد يب إذا ترتب علِّىَ صيامه إلاق ضرر به ‪ ،‬ويقضي ما أفطر ؛ لقوُله تعال ‪" :‬‬
‫ومنم كان مريضاد أو علِّىَ سفر فعدة منم أيام أخر "‪.‬‬
‫ومثلِّه ف الكحم الامل والرضع إذا خافتا علِّىَ نُفسيهمحا أو ولديهمحا فإنمحا مريضتان ‪ ،‬أو ف حكحم‬
‫الريض ‪.‬‬
‫السألة السادسة ف مسائل القضاء ‪ :‬العاجز عنم الصيام ‪.‬‬
‫والعجز نُوُعان ‪:‬‬
‫النوُع الول ‪ :‬عجز )مؤقت( وهوُ الذي يرجىَ ذهابه ؛ كمحنم أصيب برض ل يستطيع معه الصيام لدة‬
‫سنتي أو ثلث أو أربع ‪ ،‬وبعد ذلك يغلِّب علِّىَ الظنم شفاؤه و قدرته علِّىَ الصيام ‪ ،‬وهذا الذي يسمحيه‬
‫الفقهاء بالريض الذي يرجىَ برؤه ‪ ،‬فهذا ل يب علِّيه الصيام ‪ ،‬ويب علِّيه القضاء إذا رشفي منم مرضه‬
‫‪ ،‬ولوُ كان ذلك بعد عدة سنوُات ‪ ،‬فحكحمحه حكحم الريض ‪.‬‬
‫النوُع الثان ‪ :‬عجز )دائم( وهوُ الذي ل يرجىَ ذهابه ؛ كالشيخ الكحبَي ‪ ،‬والريض مرضاد ل يرجىَ برؤه‬
‫كمحنم يتاج إل أخذ علج ف النهار طيلِّة حياته ‪ .‬فهذا ل يب علِّيه الصوُم ‪ ،‬ول يستطيع القضاء ‪،‬‬
‫وإنا يب علِّيه ‪ :‬أن يطعم مكحان كل يوُم مسكحيناد ‪.‬‬
‫فعنم عطاء رحه ال سع ابنم عبَاس رضي ال عنهمحا يقرأ ‪ " :‬وعلِّىَ الذينم يطيقوُنُه فدية طعارم مسكحي "‬
‫قال ابنم عبَاس ‪ " :‬ليست بنسوُخة ‪ ،‬هوُ الشيخ الكحبَي ‪ ،‬والرأة الكحبَية ل يستطيعان أن يصوُما فلِّيطعمحا‬
‫مكحان كل يوُم مسكحيناد " أخرجه البَخماري ‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫السألة السابعة ‪ :‬الشيخ الكحبَي ‪ ،‬والرأة الكحبَية إذا بلِّغا الذيان وعدم التمحييز ‪ :‬ل يب علِّيهمحا الصيام ‪،‬‬
‫ول الطعام لسقوُط التكحلِّيف ‪.‬‬
‫يييييييييي‬
‫العمالا الصالحة التي تتأكد في رمضان ‪:‬‬
‫الصوُم ‪.‬‬
‫القيام ‪.‬‬
‫الصدقة‪:‬‬
‫• إطعام الطعام ‪.‬‬
‫• تفطي الصائمحي ‪.‬‬
‫الجتهاد ف قراءة القران ‪:‬‬
‫• كثرة قراءة القران ‪.‬‬
‫• البَكحاء عند تلوة القران أو ساعة ‪.‬‬
‫اللِّوُس ف السجد حت تطلِّع الشمحس ‪.‬‬
‫العتكحاف ‪.‬‬
‫أولد ‪ :‬تعريفة ‪.‬‬
‫ثانُياد ‪ :‬حكحمحة التشريع ف العتكحاف ‪.‬‬
‫ثالثاد ‪ :‬حكحم العتكحاف ‪.‬‬
‫رابعاد ‪ :‬شروط العتكحاف ‪.‬‬
‫‪ 1‬السلم ‪.‬‬
‫‪ 2‬العقل ‪.‬‬
‫‪ 3‬التمحييز ‪.‬‬
‫‪ 4‬النية ‪.‬‬
‫‪ 5‬السجد ‪.‬‬
‫‪ 6‬الطهارة منم النابة واليض والنفاس ‪.‬‬
‫خامساد ‪ :‬ما يستحب للِّمحعتكحف ‪:‬‬
‫‪ 1‬الكثار منم الطاعات كالصلة ‪.‬‬
‫‪ 2‬اجتناب ما ل يعنيه منم القوُال ‪.‬‬
‫‪ 3‬أن يلِّزم مكحانُا منم السجد ‪.‬‬
‫سادساد ‪ :‬ما يبَاح للِّمحعتكحف ‪:‬‬

‫‪97‬‬
‫‪ 1‬الروج لاجته الت لبد منها ‪.‬‬
‫‪ 2‬وله أن يأكل ويشرب ف السجد وينام فيه ‪.‬‬
‫‪ 3‬الكحلم البَاح لاجته ‪.‬‬
‫‪ 4‬ترجيل شعره وتقلِّيم أظفاره وتنظيف بدنُه ولبَس الثياب والتطيب ‪.‬‬
‫‪ 5‬خروجه منم معتكحفة لتوُديع أهلِّة ‪.‬‬
‫سابعدا‪ :‬ما يكحره للِّمحعتكحف ‪:‬‬
‫‪ 1‬البَيع والشراء ‪.‬‬
‫‪ 2‬الكحلم با فيه أث ‪.‬‬
‫‪ 3‬الصمحت عم الكحلم مطلِّقا إن اعتقده عبَاده ‪.‬‬
‫ثامناد ‪ :‬مبَطلت العتكحاف ‪:‬‬
‫‪ 1‬الروج منم السجد لغي حاجة عمحدا ولوُ قل ‪.‬‬
‫‪ 2‬المحاع ‪.‬‬
‫‪ 3‬ذهاب العقل بنوُن أو سكحر ‪.‬‬
‫‪ 4‬اليض والنفاس بالنسبَة للِّمحرأة لفوُات شرط الطهارة ‪.‬‬
‫‪ 5‬الردة أعاذنُا ال منها ‪.‬‬
‫تاسعاد ‪ :‬وقت دخوُل العتكحف والروج منه ‪.‬‬
‫عاشراد ‪ :‬تنبَيهات ‪:‬‬
‫‪ 1‬منم شرع ف العتكحاف متطوُعا ث قطعة استحب له قضاؤه ‪.‬‬
‫‪ 2‬للِّمحرأة العتكحاف ف السجد إن أمنت الفتنة وبشرط إذن زأوجها فإن اعتكحفت بغي إذنُه فلِّه إخراجها‬
‫‪.‬‬
‫‪ 3‬منم نُذر العتكحاف ف السجد الرام ل يز له العتكحاف ف غيه وإن نُذر ف السجد النبَوُي وجب‬
‫علِّيه العتكحاف ف السجد الرام او مسجد النبَوُي وإن نُذره ف السجد القصىَ وجب علِّيه‬
‫العتكحاف ف أحد هذه الساجد الثلثة ‪.‬‬
‫العمحرة ف رمضان ‪.‬‬
‫تري ليلِّة القدر ‪.‬‬
‫الكثار منم الذكر والدعاء والستغفار ‪:‬‬
‫‪ 1‬عند الفطار ‪.‬‬
‫‪ 2‬ثلِّث اللِّيل الخر ‪.‬‬
‫‪ 3‬الستغفار ف السحار ‪.‬‬

‫‪98‬‬
‫‪ 4‬تري ساعة الجابة يوُم المحعة ‪.‬‬
‫يييييييييي‬
‫مشاهدة القنوات الفضائية في رمضان‬
‫الفت‬
‫د ‪ .‬خالد بنم علِّي الشيقح‬
‫رقم الفتوُىً‬
‫‪12438‬‬
‫تاريخ الفتوُىً‬
‫‪ 2/9/1426‬هي ‪20051005‬‬
‫تصنيف الفتوُىً‬
‫السؤال‬
‫أوقات شهر رمضان مبَاركة‪ ،‬وكثي منم الناس – مع السف – يقضوُن معظم أوقاتم أمام القنوُات‬
‫الفضائية الثقلِّة بالبامجه للاء الناس مع ما فيها منم فجوُر وعري‪ ،‬فهل الذنُوُب تتضاعف ف هذا‬
‫الشهر؟ وهل هذا يؤثر ف الصوُم؟ ‪.‬‬
‫الوُاب‬
‫المحد ل رب العالي والصلة والسلم علِّىَ نُبَينا ممحد وعلِّىَ آْله وصحبَه أجعي‪ ،‬وبعد‪:‬‬
‫أودل‪ :‬أنُصح إخوُان السلِّمحي بتعظيم شعائر ال _عز وجل_‪ ،‬ومنم شعائر ال _عز وجل_ شهر‬
‫ب" )الجه‪ :‬منم‬ ‫رمضان‪ ،‬وال _عز وجل_ يقوُل‪":‬ذلك ومنم ييعظلم ششعائذر اللِّلذه فشذإنُيلها ذمنم تشيهقوُىً الهرقرلِّوُ ذ‬
‫ش ه ش‬ ‫شش ه رش ه ش ش‬
‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫خييةر لشهر عهنشد شربله" )الجه‪ :‬منم الية‬ ‫الية ‪ ،(32‬ويقوُل _سبَحانُه_‪" :‬ذلك شوشمهنم ييرشعظلهم رحررشمات اللِّله فشيرهشوُ ش ه‬
‫‪ ،(30‬ومنم تعظيم شعية الصيام هوُ عدم اقتاف الذنُوُب فيها‪ ،‬وامتثال المر واجتناب النهي‪ ،‬والبَادرة‬
‫والسارعة إل فعل اليات‪،‬منم أداء الصلِّوُات ف أوقاتا ف الساجد‪ ،‬وقراءة القرآْن‪ ،‬والصدقة‪ ،‬وصلِّة‬
‫الرحام والب بم إل غي ذلك‪.‬‬
‫لن الكحمحة منم مشروعية الصيام هي تقوُىً ال _عز وجل_‪،‬كمحا قال _سبَحانُه_‪ " :‬شيا أشييتشها الذذيشنم‬
‫ب شعشلِّىَ الذذيشنم ذمهنم قشيهبَلِّذركحهم لششعلِّلركحهم تشيتليرقوُشن")البَقرة‪.(183:‬‬ ‫ذ‬
‫صشيارم شكشمحا ركت ش‬
‫ب شعلِّشهيركحرم ال ل‬ ‫ذ‬
‫آْشمنروُا ركت ش‬
‫وهكحذا كان النب _صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم_‪ ،‬فكحان يكحثر منم العبَادات‪ ،‬منم قراءة القرآْن ومنم الصلة‬
‫ومنم الصدقة‪ ،‬كمحا ف حديث ابنم عبَاس _رضي ال عنه_ قال‪" :‬كان رسوُل ال _صلِّىَ ال علِّيه‬
‫وسلِّم_ أجوُد الناس وكان أجوُد ما يكحوُن ف رمضان حي يلِّقاه جبيل‪ ،‬وكان جبيل يلِّقاه ف كل ليلِّة‬
‫منم رمضان فيدارسه القرآْن‪ ،‬فلِّرسوُل ال _صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم_ حي يلِّقاه جبيل أجوُد بالي منم‬
‫الريح الرسلِّة"‪،‬أخرجه البَخماري ف صحيحه‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫وف حديث أب ذر _رضي ال عنه_ قال‪ " :‬صمحنا مع رسوُل ال _صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم_‪ ،‬فلِّم يصل‬
‫بنا حت بقي سبَع منم الشهر‪ ،‬فقام بنا حت ذهب ثلِّث اللِّيل‪ ،‬ث ل يقم بنا ف السادسة‪ ،‬وقام بنا ف‬
‫الامسة حت ذهب شطر اللِّيل‪ ،‬فقلِّنا له‪ :‬يا رسوُل ال لوُ نُفلِّتنا بقية ليلِّتنا هذه‪ ،‬فقال‪ :‬إنُه منم قام مع‬
‫المام حت ينصرف كتب له قيام ليلِّة‪ ،‬ث ل يصل بنا حت بقي ثلث منم الشهر‪ ،‬وصلِّىَ بنا ف الثالثة‬
‫ودعا أهلِّه ونُساءه‪ ،‬فقام بنا حت توُفنا الفلح قلِّت له‪ :‬وما الفلح؟ قال‪ :‬السحوُر "‪،‬أخرجه أحد‬
‫وأهل السننم‪ ،‬وقال أبوُ عيسىَ التمذي‪ :‬هذا حديث حسنم صحيح‪ ،‬فانُظر أيها السلِّم‪ ،‬لا قام النب‬
‫ل‬
‫_صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم_ بالصحابة _رضي ال تعال عنهم_‪ ،‬قال الصحابة‪ ":‬يا رسوُل ال لوُ نُفلِّتنا‬
‫بقية ليلِّتنا" يعن لوُ أكمحلِّت بنا كل اللِّيل قيام‪ ،‬هكحذا كان الصحابة _رضوُان ال علِّيهم_‪ ،‬و هكحذا‬
‫كان السلِّف‪ ،‬وكان المام أحد _رحه ال_ وعطاء وماهد يتمحوُن القرآْن كل تسعة أيام مرة‪ ،‬فإذا‬
‫دخل علِّيهم شهر رمضان ختمحوُه أكثر منم ذلك‪.‬‬
‫فينبَغي علِّىَ عمحوُم السلِّمحي أن يعظمحوُا شعية الصيام وهذا الشهر الكحري‪ ،‬وأن يتوُبوُا إل ال _عز‬
‫وجل_ منم مشاهدة هذه القنوُات الفضائية‪ ،‬الت يهدف فيها أعداء السلم إل إضلل السلِّمحي‬
‫وإفساد عقائدهم و أخلقهم؛ فإن الغالب أن القائمحي علِّىَ مثل هذه القنوُات هم منم اليهوُد أو‬
‫النصارىً‪ ،‬أو منم أتبَاعهم منم أعداء السلم‪ ،‬فعلِّىَ السلِّم أن يتوُب إل ال _عز وجل_‪ ،‬وأن يرج‬
‫مثل هذه اللت منم بيته‪ ،‬وأن يقلِّع عنم الذنُوُب والعاصي‪ ،‬وأن يغتنم فرصة هذا الشهر بكحثرة العبَادة‪،‬‬
‫واللِّجوُء إل ال _عز وجل_‪ ،‬وأل يضيع أوقاته ودقائقه الثمحينة فيمحا يضره ول ينفعه ف الدنُيا والخرة‪.‬‬
‫وأما بالنسبَة للِّذنُوُب ف شهر رمضان فإنا ل تتضاعف ولكحنم تعظم؛ فإن الذنُب يعظم ف الزمان‬
‫الفاضل وف الكحان الفاضل‪ ،‬فذنُب ف رمضان ليس كذنُب ف شوُال أو ف شعبَان‪ ،‬كمحا أن السنة ف‬
‫رمضان ليست كالسنة ف شوُال أو ف شعبَان‪ ،‬السنات ف رمضان تتضاعف‪ ،‬وأما الذنُوُب فهي‬
‫تعظم‪ ،‬الذنُب ف رمضان يكحوُن عظيمحاد عند ال _عز وجل_‪.‬‬
‫نُسأل ال _عز وجل_ أن يإتم علِّىَ السلِّمحي جيعاد بتوُبة نُصوُح إنُه ول ذلك والقادر علِّيه‪.‬‬
‫يييييييييي‬
‫تقدم رمضان بالصوم‬
‫الفت‬
‫الشيخ ‪ /‬عبَدال بنم صال الفوُزأان‬
‫رقم الفتوُىً‬
‫‪12376‬‬
‫تاريخ الفتوُىً‬
‫‪ 25/8/1426‬هي ‪20050929‬‬

‫‪100‬‬
‫تصنيف الفتوُىً‬
‫السؤال‬
‫فضيلِّة الشيخ ‪ :‬وفقكحم ال للِّصيام والقيام وحسنم العمحال ‪ ،‬أرريد منكحم – وفقكحم ال – أن توُضحوُا‬
‫ل حكحم سبَق رمضان بالصوُم‬
‫ث أن هذه السألة أشكحلِّت علِّي كثياد ؟ ‪.‬‬ ‫حي ر‬
‫الوُاب‬
‫بسم ال والمحد ل والصلة والسلم علِّىَ رسوُل ال وبعد ‪:‬‬
‫فالصل ف هذه السألة هوُ قوُله علِّيه الصلة والسلم فيمحا جاء عنم أب هريرة قال‪" :‬ل تقلدموُا رمضان‬
‫بصوُم يوُم ول يوُمي‪ –?،‬رضي ال عنه – عنم النب إل رجل كان يصوُم صوُماد فلِّيصمحه" ]رواه ‪:‬‬
‫البَخماري ومسلِّم[ ‪.‬‬
‫الديث دليل علِّىَ النهي عنم الصيام قبَل ثبَوُت دخوُل رمضان‪ .‬بأن يصوُم يوُماد أو يوُمي منم غي عادة‬
‫بقصد الحتياط لرمضان‪ .‬لن الصوُم عبَادة مدودة بوُقت معي وهوُ رؤية اللل‪ ،‬فالصيام قبَل ذلك منم‬
‫تعدي حدود ال تعال‪ ،‬وهوُ ذريعة إل الزيادة ف العبَادة‪.‬‬
‫قال التمذي بعد الديث‪" :‬العمحل علِّىَ هذا عند أهل العلِّم‪ ،‬كرهوُا أن يتعجل الرجل بصيام قبَل دخوُل‬
‫شهر رمضان‪ ،‬لعن رمضان" متفق علِّيه ‪.‬‬
‫فيستفاد منم الديث النهي عنم صوُم يوُم الشك؛ لن النهي عنم تلقدم رمضان بالصوُم ني عنم الصوُم‬
‫قبَل ثبَوُته‪ ،‬أما منم كان له عادة بصوُم يوُم معلي كيوُم الثني أو المحيس‪ ،‬أو صوُم يوُم وفطر يوُم‬
‫فيصادف ذلك قبَل رمضان بيوُم أو يوُمي فل بأس بذلك لزوال الذور‪ ،‬وكذلك منم يصوُم واجبَاد‬
‫كصوُم نُذر أو كفارة أو قضاء رمضان السابق‪ ،‬فكحل هذا جائز‪ ،‬لن ذلك ليس منم استقبَال رمضان‪.‬‬
‫فإن قيل ما الوُاب عنم الديث عمحران بنم حصي – رضي ال عنهمحا – أن النب ‪ r‬قال لرجل‪ :‬هل‬
‫صمحت منم سرر هذا الشهر‪ ،‬أي شعبَان؟ قال‪ :‬ل‪ ،‬فقال رسوُل ال ‪" :r‬فإذا أفطرت منم رمضان فصم‬
‫يوُمي مكحانُه"‪ ،‬متفق علِّيه ‪.‬‬
‫حيث يدل علِّىَ مشروعية صيام آْخر شعبَان؛ لن الراد بسرر الشهر‪ :‬آْخره؟‬
‫فالوُاب أنُه‪ :‬ل معارضة بي هذا الديث وحديث أب هريرة الذكوُر‪ .‬فإن حديث عمحران ممحوُل علِّىَ‬
‫أن هذا الرجل كان معتاداد لصيام آْخر الشهر‪ .‬فتكه خوُفاد منم الدخوُل ف النهي عنم تقدم رمضان‪ ،‬ول‬
‫يبَلِّغه الستثناء‪ ،‬فبَي له النب ‪ r‬أن الصوُم العتاد ل يدخل ف النهي‪ ،‬وأمره بقضائه لتستمحر مافظته علِّىَ‬
‫ما ولظف علِّىَ نُفسه منم العبَادة؛ لن أحب العمحل إل ال تعال أدومه ‪.‬‬

‫‪101‬‬
‫وأما حديث أب هريرة – رضي ال عنه – أن رسوُل ال ‪ r‬قال‪" :‬إذا انُتصف شعبَان فل تصوُموُا" وف‬
‫رواية "فل يصوُملنم أحد"‪ ،‬وف رواية‪" :‬إذا كان النصف منم شعبَان فأمسكحوُا عنم الصيام حت يكحوُن‬
‫رمضان"‪ .‬فعنه جوُابان‪:‬‬
‫الول‪ :‬أنُه حديث متلِّف ف تصحيحه وتضعيفه ‪.‬‬
‫الثان‪ :‬علِّىَ القوُل بصحته فهوُ ممحوُل علِّىَ منم يصوُم نُفلد مطلِّقاد ابتداءد منم النصف منم شعبَان‪ ،‬أما‬
‫منم له عادة بصيام الثني والمحيس‪ ،‬أو صوُم يوُم وإفطار يوُم‪ ،‬أو كان يصل النصف الثان بالنصف‬
‫الول‪ ،‬أو علِّيه قضاء فل يدخل ف النهي‪ ،‬كمحا تقدم‪.‬‬
‫وقد ثبَت أن النب ‪ r‬كان يصوُم ف شعبَان‪ .‬وقد سئملِّت عائشة – رضي ال عنها – عنم صيام رسوُل‬
‫ال ‪ r‬فقالت‪" :‬كان يصوُم شعبَان حت يصلِّه برمضان" قالت‪" :‬وكان يتحرىً صيام الثني والمحيس"‪.‬‬
‫وهذا ل يعارض حديث أب هريرة رضي ال؛ لن صيامه ‪ r‬شعبَان كان عادة له فيكحوُن داخلد ف‬
‫الستثن ف حديث أب هريرة "إل رجل كان يصوُم صوُماد فلِّيصمحه" وال أعلِّم‪.‬‬
‫اللِّهم إنُا نُسألك فوُاتح الي وخوُاته وجوُامعه‪ ،‬ونُسألك الدرجات العلِّىَ منم النة‪ ،‬اللِّهم إنُا نُسألك‬
‫إيإانُاد نتدي به‪ ،‬ونُوُراد نُقتدي به‪ ،‬ورزأقاد حللد نُكحتفي به‪ ،‬واغفر اللِّهم لنا ولوُالدينا ولمحيع السلِّمحي‪،‬‬
‫وصلِّىَ ال وسلِّم علِّىَ نُبَينا ممحد ‪.‬‬
‫يييييييييي‬
‫العتماد في بدء الصوم ونهايته على الحساب الفلكي‬
‫الفت‬
‫اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية و الفتاء‬
‫رقم الفتوُىً‬
‫‪10691‬‬
‫تاريخ الفتوُىً‬
‫‪ 2/11/1425‬هي ‪20041214‬‬
‫تصنيف الفتوُىً‬
‫السؤال‬
‫هل يوُزأ للِّمحسلِّم العتمحاد ف بدء الصوُم ونايته علِّىَ الساب الفلِّكحي‪ ،‬أو لبد منم رؤية اللل؟‬
‫الوُاب‬
‫الشريعة السلمية شريعة سحة وهي عامة شاملِّة أحكحامها جيع الثقلِّي النُس والنم‪ ،‬علِّىَ اختلف‬
‫طبَقاتم علِّمحاء وأميي أهل الضر وأهل البَادية‪ ،‬فلِّهذا سهل ال علِّيهم الطريق إل معرفة أوقات‬
‫العبَادات‪ ،‬فجعل لدخوُل أوقاتا وخروجها أمارات يشتكوُن ف معرفتها‪ ،‬جعل زأوال الشمحس أمارة علِّىَ‬

‫‪102‬‬
‫دخوُل وقت الغرب وخروج وقت العصر‪ ،‬وغروب الشفق الحر أمارة علِّىَ دخوُل وقت العشاء مثل‪،‬‬
‫وجعل رؤية اللل بعد استتاره آْخر الشهر أمارة علِّىَ ابتداء شهر قمحري جديد وانُتهاء الشهر السابق‪،‬‬
‫ول يكحلِّفنا معرفة بدء الشهر القمحري با ل يعرفه إل النزر اليسي منم الناس‪ ،‬وهوُ علِّم النجوُم‪ ،‬أو علِّم‬
‫الساب الفلِّكحي‪ ،‬وبذا جاءت نُصوُصا الكحتاب والسنة بعل رؤية اللل ومشاهدته أمارة علِّىَ بدء‬
‫صوُم السلِّمحي شهر رمضان‪ ،‬والفطار منه برؤية هلل شوُال‪ ،‬وكذلك الال ف ثبَوُت عيد الضحىَ‬
‫ذ‬
‫صهمحره{َ ]البَقرة‪ [185 :‬وقال تعال‪:‬‬ ‫ويوُم عرفات قال ال تعال‪} :‬فششمحنم ششذهشد منركحرم اللشههشر فشيهلِّيش ر‬
‫ت لذلِّلناذس شواهلشلجه{َ ]البَقرة‪ [189 :‬وقال النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪:‬‬ ‫ذ‬ ‫ذذ ذ‬
‫ك شعذنم الشهلِّلة قرهل هشىَ شمشوُاقي ر‬
‫}يشهسئمشيرلِّوُنُش ش‬
‫))إذا رأيتمحوُه فصوُموُا وإذا رأيتمحوُه فأفطروا فإن غم علِّيكحم فأكمحلِّوُا العدة ثلثي(( فجعل علِّيه الصلة‬
‫والسلم الصوُم لثبَوُت رؤية هلل شهر رمضان‪ ،‬والفطار منه لثبَوُت رؤية هلل شوُال‪ ،‬ول يربط ذلك‬
‫بساب النجوُم وسي الكحوُاكب‪ ،‬وعلِّىَ هذا جرىً العمحل زأمنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم وزأمنم اللِّفاء‬
‫الراشدينم والئمحة الربعة والقرون الثلثة الت شهد لا النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم بالفضل والي‪ ،‬فالرجوُع‬
‫ف إثبَات الشهوُر القمحرية إل علِّم النجوُم ف بدء العبَادات والروج منها دون الرؤية منم البَدع الت لخي‬
‫فيها‪ ،‬ولمستند لا منم الشريعة‪ ،‬وإن المحلِّكحة العربية السعوُدية متمحسكحة با كان علِّيه النب صلِّىَ ال علِّيه‬
‫وسلِّم والسلِّف الصال منم إثبَات الصيام والفطار والعياد وأوقات الجه نوُها برؤية اللل‪ ،‬والي كل‬
‫الي ف اتبَاع منم سلِّف ف الشئموُن الدينية والشر كل الشر ف البَدع الت أحدثت ف الدينم‪ .‬حفظنا ال‬
‫وإياك وجيع السلِّمحي منم الفتم ماظهر منها ومابطنم‪ .‬وبال التوُفيق وصلِّىَ ال علِّىَ نُبَينا ممحد وآْله‬
‫وصحبَه وسلِّم ‪.‬‬

‫مصدر الفتوُىً‪ :‬فتاوىً اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية والفتاء )ج ‪ /10‬صا ‪ 104‬ي ‪ ] (106‬رقم‬
‫الفتوُىً ف مصدرها‪[386 :‬‬
‫يييييييييي‬
‫تبييت النية في الصوم وحكم التلفظ بها‬
‫الفت‬
‫الشيخ ‪ /‬صال بنم فوُزأان الفوُزأان‬
‫رقم الفتوُىً‬
‫‪10587‬‬
‫تاريخ الفتوُىً‬
‫‪ 25/10/1425‬هي ‪20041207‬‬
‫تصنيف الفتوُىً‬

‫‪103‬‬
‫السؤال‬
‫هل يشتط أن تكحوُن نُية الصيام قبَل الفجر منم كل ليلِّة منم رمضان أم تكحفي نُية واحدة كل الشهر‪.‬‬
‫وما حكحم منم تلِّفظ با ف كل ليلِّة منم ليال شهر رمضان‪.‬‬
‫الوُاب‬
‫النية شرط منم شروط صحة العبَادة منم صيام وغيه لقوُله صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ‪)) :‬إنا العمحال بالنيات‬
‫وإنا لكحل امرئ ما نُوُىً(()]‪ ([1‬فكحل عبَادة منم العبَادات ل تصح إل بنية ومنم ذلك الصيام فإنُه ل‬
‫يصح إل بنية لقوُله صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪)) :‬ل صيام لنم ل يبَيت النية منم اللِّيلِّة(()]‪ ([2‬فالنية للِّصيام‬
‫مشتطة وصيام الفرض لبد أن ينوُيه منم اللِّيل قبَل طلِّوُع الفجر ويب علِّيه أن ينوُي لكحل يوُم نُية‬
‫جديدة لن كل يوُم عبَادة مستقلِّة تتاج إل نُية متجددة بتجدد اليام لعمحوُم قوُله صلِّىَ ال علِّيه‬
‫وسلِّم‪)) :‬إنا العمحال بالنيات وإنا لكحل امرئ ما نُوُىً(()]‪.([3‬‬
‫فإن قام منم نُوُمه وتسحر فهذا هوُ النية‪ .‬وإن ل يستيقظ إل بعد طلِّوُع الفجر وكان نُاوديا للِّصيام قبَل‬
‫نُوُمه فإنُه يإسك إذا استيقظ وصيامه صحيح لوُجوُد النية منم اللِّيل‪.‬‬
‫وما أشار إليه السائل منم النطق بالنية هل هوُ مشروع أو ليس بشروع؟ فالنطق بالنية غي مشروع‬
‫والتلِّفظ با بدعة لن النية منم أعمحال القلِّوُب والقاصد ل يعلِّمحها إل ال سبَحانُه وتعال بدون تلِّفظ ول‬
‫يرد عنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أنُه كان يتلِّفظ بالنية ويقوُل ال إن نُوُيت أن أصوُم أو نُوُيت أن‬
‫أصلِّي أو نُوُيت كذا وكذا‪ .‬إنا ورد هذا عند الحرام بالجه أو العمحرة أن يقوُم السلِّم لبَيك عمحرة أو‬
‫لبَيك حدجا)]‪ ([4‬وكذلك عند ذبح الدي أو الضحية ورد أنُه يتلِّفظ عند ذبها)]‪ ([5‬ويقوُل‪ :‬اللِّهم‬
‫هذه عن أو عنم فلن فتقبَل من إنُك أنُت السمحيع العلِّيم‪ .‬أما ما عدا ذلك منم العبَادات فالتلِّفظ بالنية‬
‫بدعة سوُاء كان ف الصوُم أو ف الصلة أو ف غي ذلك لنُه ل يرد عنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أنُه‬
‫تلِّفظ ف شيء منم هذه الحوُال بالنية وقد قال علِّيه الصلة والسلم‪)) :‬منم عمحل عمحلد ليس علِّيه أمرنُا‬
‫فهوُ رد(( )]‪.([6‬‬
‫وقال علِّيه الصلة والسلم‪)) :‬إياكم ومدثات الموُر فإن كل مدثة بدعة(()]‪.([7‬‬
‫فالتلِّفظ بالنية أمر مدث فهوُ بدعة‪.‬‬
‫ت شوشما ذف اهلشهر ذ‬ ‫وقد قال ال سبَحانُه وتعال‪} :‬قرل أشتريعلِّلمحوُشن اللِّله بذذدينذركحم واللِّله ييعلِّشم ما ذف اللسمحاوا ذ‬
‫ض شواللِّلهر‬ ‫شش‬ ‫ه ش ر شه ر ش‬ ‫ش‬ ‫ه شر‬
‫ت‬ ‫بذركحلل ششيتء عذلِّيم{َ ]الجرات‪ [16 :‬فال جل وعل أنُكحر علِّىَ الذينم تلِّفظوُا بنياتم قال تعال‪} :‬شقالش ذ‬
‫ه ش ة‬
‫ب آْشملنا قرهل شله تريهؤذمنروُا شولشذكحهنم رقوُلروُا أشهسلِّشهمحشنا{َ إل أن قال تعال‪} :‬قرهل شأتريشعلِّلرمحوُشن اللِّلهش بذذدينذركحهم شواللِّلهر يشيهعلِّشرم‬
‫اهلشهعشرا ر‬
‫ض{َ ]الجرات‪ 14 :‬ي ‪ [16‬فالتلِّفظ بالنية معناه أن النُسان يب ربه عز‬ ‫ت شوشما ذف اهلشهر ذ‬ ‫ما ذف اللسمحاوا ذ‬
‫شش‬ ‫ش‬
‫وجل أنُه نُوُىً له كذا وكذا قد نىَ ال عنم ذلك وأنُكحر علِّىَ منم فعلِّه‪.‬‬
‫)]‪ ([1‬رواه البَخماري ف صحيحه جي ‪ 1‬صا ‪ 2‬منم حديث عمحر بنم الطاب رضي ال عنه‪.‬‬

‫‪104‬‬
‫)]‪ ([2‬رواه المام مالك ف الوُطأ جي ‪ 1‬صا ‪ 288‬منم حديث عبَد ال بنم عمحر موُقوُدفا‪ .‬ورواه المام‬
‫أحد ف مسنده جي ‪ 6‬صا ‪ 287‬ورواه أبوُ داود ف سننه جي ‪ 2‬صا ‪ ،342 ،341‬ورواه النسائي ف‬
‫سننه جي ‪ 4‬صا ‪ ،197 ،196‬ورواه ابنم ماجه ف سننه جي ‪ 1‬صا ‪ ،542‬ورواه الدارمي ف سننه جي ‪2‬‬
‫صا ‪ ،12‬ورواه البَيهقي ف السننم الكحبىً جي ‪ 4‬صا ‪ ،203 ،202‬ورواه ابنم خزيإة ف صحيحه جي ‪3‬‬
‫صا ‪ ،212‬ورواه ابنم أب شيبَة عنم مصنفه جي ‪ 2‬صا ‪ ،292‬ورواه ابنم حزم ف اللِّىَ جي ‪ 6‬صا ‪،162‬‬
‫ورواه الطيب البَغدادي ف تاريخ بغداد جي ‪ 3‬صا ‪ ،93 ،93‬وذكره الزيلِّعي ف نُصب الراية جي ‪ 2‬صا‬
‫‪ 433‬ي ‪ 435‬كلِّهم م حديث حفصة رضي ال عنها بنحوُه‪.‬‬
‫)]‪ ([3‬رواه البَخماري ف صحيحه جي ‪ 1‬صا ‪ 2‬منم حديث عمحر بنم الطاب رضي ال عنه‪.‬‬
‫)]‪ ([4‬انُظر‪ :‬صحيح المام مسلِّم جي ‪ 2‬صا ‪ 915‬عنم حديث أنُس رضي ال عنه‪.‬‬
‫)]‪ ([5‬انُظر‪ :‬مسند المام أحد جي ‪ 6‬صا ‪ 8‬منم حديث أب رافع‪ .‬وسننم أب داود جي ‪ 3‬صا ‪99 ،98‬‬
‫منم حديث جابر بنم عبَد ال‪ ،‬وسننم التمذي جي ‪ 5‬صا ‪ 237 ،236‬منم حديث جابر بنم عبَد ال‬
‫رضي ال عنه‪ ،‬وسننم ابنم ماجه جي ‪ 2‬صا ‪ 1044 ،1043‬منم حديث أنُس بنم مالك وجابر بنم عبَد‬
‫ال وأب هريرة‪ .‬وممحع الزوائد ومنبَع الفوُائد جي ‪ 4‬صا ‪.23 ،22‬‬
‫)]‪ ([6‬رواه المام البَخماري ف صحيحه جي ‪ 8‬صا ‪ .156‬معلِّدقا‪.‬‬
‫)]‪ ([7‬رواه المام أحد ف مسنده جي ‪ 4‬صا ‪ ،126‬ورواه أبوُ داود ف سننه جي ‪ 4‬صا ‪ ،200‬ورواه‬
‫التمذي ف سننه جي ‪ 7‬صا ‪ 320 ،319‬بنحوُه‪ ،‬ورواه ابنم ماجه ف سننه جي ‪ 1‬صا ‪ 16 ،15‬بنحوُه‪.‬‬
‫ورواه الاكم ف مستدركه جي ‪ 1‬صا ‪ 97‬كلِّهم منم حديث العرباض بنم سارية رضي ال عنه‪.‬‬
‫مصدر الفتوُىً‪ :‬النتقىَ منم فتاوىً فضيلِّة الشيخ صال بنم فوُزأان بنم عبَد ال الفوُزأان )ج ‪ /4‬صا ‪] (84‬‬
‫رقم الفتوُىً ف‬
‫يييييييييي‬
‫الصيام في البلد التي يطولا فيها النهار‬
‫الفت‬
‫اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية و الفتاء‬
‫رقم الفتوُىً‬
‫‪10016‬‬
‫تاريخ الفتوُىً‬
‫‪ 16/10/1425‬هي ‪20041128‬‬
‫تصنيف الفتوُىً‬
‫السؤال‬

‫‪105‬‬
‫تلِّقت رابطة العال السلمي رسالة منم الشيخ ممحد دير منجىَ مبَعوُثها ف كوُبنهاجنم الدانارك يفيد‬
‫فيها بأنُه ف بعض جهات الدول السكحندنُافية يكحوُن النهار أطوُل منم اللِّيل بكحثي علِّىَ مدار السنة‪،‬‬
‫حيث يكحوُن اللِّيل ثلث ساعات فقط‪ ،‬ف حي يكحوُن النهار واحد وعشرينم ساعة‪ ،‬وذكر أنُه إذا‬
‫صادف أن قدم شهر رمضان ف الشتاء فإن السلِّمحي فيها يصوُموُن مدة ثلث ساعات فقط‪ ،‬وأما إذا‬
‫كان شهر رمضان ف فصل الصيف فإنم يتكوُن الصوُم لعدم قدرتم علِّيه نُظراد لطوُل النهار‪ .‬وطلِّب‬
‫الشيخ دير منجىَ فتوُىً تدد موُاعيد الفطار والسحوُر‪ ،‬والدة الت يصام فيها شهر رمضان لعلنا‬
‫للِّمحسلِّمحي ف هذه البَلد‪.‬‬
‫تلِّقت رابطة العال السلمي رسالة منم الشيخ ممحد دير منجىَ مبَعوُثها ف كوُبنهاجنم الدانارك يفيد‬
‫فيها بأنُه ف بعض جهات الدول السكحندنُافية يكحوُن النهار أطوُل منم اللِّيل بكحثي علِّىَ مدار السنة‪،‬‬
‫حيث يكحوُن اللِّيل ثلث ساعات فقط‪ ،‬ف حي يكحوُن النهار واحد وعشرينم ساعة‪ ،‬وذكر أنُه إذا‬
‫صادف أن قدم شهر رمضان ف الشتاء فإن السلِّمحي فيها يصوُموُن مدة ثلث ساعات فقط‪ ،‬وأما إذا‬
‫كان شهر رمضان ف فصل الصيف فإنم يتكوُن الصوُم لعدم قدرتم علِّيه نُظراد لطوُل النهار‪ .‬وطلِّب‬
‫الشيخ دير منجىَ فتوُىً تدد موُاعيد الفطار والسحوُر‪ ،‬والدة الت يصام فيها شهر رمضان لعلنا‬
‫للِّمحسلِّمحي ف هذه البَلد‪.‬‬
‫أرجوُ التكحرم بإصدار بيان شرعي ف هذا الوُضوُع حت يتسن ل علِّىَ ضوُئه إجابة الذكوُر باللزأم‪.‬‬
‫الوُاب‬
‫ت لشركحهم‬ ‫بعد دراسة اللِّجنة للِّسؤال أجابت بايلِّي‪ :‬شريعة السلم كاملِّة وشاملِّة قال تعال‪} :‬اهليشيهوُشم أشهكشمحهلِّ ر‬
‫ىً ششهىَء‬ ‫ت لشركحرم الهسلششم ذديندا{َ ]الائدة‪ ،[3 :‬وقال تعال‪} :‬قرهل أش ت‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫ت شعلِّشهيركحهم نُهعشمحذت شوشرضي ر‬
‫ذ‬
‫دينشركحهم شوأشهتشهمح ر‬
‫ل شهاشذا الهرقهرءارن ذلنُذذشرركهم بذذه شوشمنم بشيلِّششغ{َ ]النُعام‪[19 :‬‬ ‫أشهكبَشيرر شششهاددة قرذل اللِّلهر ششذهيةد بذهيذن شوبشهييينشركحهم شورأوذحشىَ إذ شل‬
‫الية‪ .‬وقال تعال‪} :‬شوشما أشهرشسهلِّشناشك إذلل شكافلةد للِّلناذس بشذشياد شونُشذذيردا{َ ]سبَأ‪ ،[28 :‬وقد خاطب ال الؤمني‬
‫ب شعشلِّىَ الذذيشنم ذمنم قشيهبَلِّذركحهم‬ ‫ذ‬
‫صشيارم شكشمحا ركت ش‬ ‫ب شعلِّشهيركحرم ال ل‬
‫ذ‬ ‫لذ‬
‫بفرض الصيام فقال تعال‪} :‬ياأشييتشها ا ذيشنم ءاشمنروُاه ركت ش‬
‫لششعلِّلركحهم تشيتليرقوُشن{َ ]البَقرة‪ ،[183 :‬وبي ابتداء الصيام وانُتهاءه فقال تعال‪} :‬شوركلِّروُاه شواهششربروُاه شحلت يشيتشبَشي ل ش‬
‫ي‬
‫صشياشم إذشل الهيذل{َ ]البَقرة‪ ،[187 :‬ول يصص‬ ‫ذ‬ ‫ذذ‬ ‫ذ‬ ‫ط البيي ذ‬
‫ض مشنم اهلشهيط الهسشوُد مشنم الهشفهجذر رثل أشتتوُاه ال ل‬ ‫لشركحرم اهلشهي ر هش ر‬
‫هذا الكحم ببَلِّد ولبنوُع منم الناس‪ ،‬بل شرعه شرعا عاما‪ ،‬وهؤلء السئموُل عنهم داخلِّوُن ف هذا العمحوُم‬
‫وال جل وعل لطيف بعبَاده شرع لم منم طرق اليسر والسهوُلة مايساعدهم علِّىَ فعل ماوجب علِّيهم‪،‬‬
‫ضاشن الذذىً أرنُذزشل‬ ‫فشرع للِّمحسافر والريض مثل الفطر ف رمضان لدفع الشقة عنهمحا قال تعال‪} :‬ششههرر شرشم ش‬
‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ت‬ ‫ذذ‬
‫ضا‬‫صهمحهر شوشمنم شكاشن شمذري د‬ ‫فيه الهرقهرآْرن رهددىً للِّلناذس شوبشييليشنات لمشنم اهلرشدىً شوالهرفهرشقان فششمحنم ششذهشد منركحرم اللشههشر فشيهلِّيش ر‬
‫أشهو شعشلِّىَ شسشفتر فشعذلد ة لمهنم أشلياتم أرشخشر يرذريرد اللِّلهر بذركحرم الهيرهسشر شولش يرذريرد بذركحرم الهعرهسشر{َ ]البَقرة‪ [185 :‬الية‪ ،‬فمحنم‬
‫شهد رمضان منم الكحلِّفي وجب علِّيه أن يصوُم‪ ،‬سوُاء طال النهار أو قصر‪ ،‬فإن عجز عنم إتام صيام‬

‫‪106‬‬
‫يوُم وخاف علِّىَ نُفسه الوُت أو الرض جازأ له أن يفطر با يسد رمقه ويدفع عنه الضرر‪ ،‬ث يإسك بقية‬
‫يوُمه وعلِّيه قضاء ما أفطره ف أيام أخر يتمحكحنم فيها منم الصيام‪ .‬وبال التوُفيق وصلِّىَ ال علِّىَ نُبَينا ممحد‬
‫وآْله وصحبَه وسلِّم ‪.‬‬
‫ي‬
‫مصدر الفتوُىً‪ :‬فتاوىً اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية والفتاء )ج ‪ /10‬صا ‪ 113‬ي ‪ ] (115‬رقم‬
‫الفتوُىً ف مصدرها‪[1442 :‬‬
‫يييييييييي‬
‫عتماد في بدء الصوم ونهايته على الحساب الفلكي‬
‫الفت‬
‫اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية و الفتاء‬
‫رقم الفتوُىً‬
‫‪10004‬‬
‫تاريخ الفتوُىً‬
‫‪ 16/10/1425‬هي ‪20041128‬‬
‫تصنيف الفتوُىً‬
‫السؤال‬
‫هل يوُزأ للِّمحسلِّم العتمحاد ف بدء الصوُم ونايته علِّىَ الساب الفلِّكحي‪ ،‬أو لبد منم رؤية اللل؟‬
‫الوُاب‬
‫الشريعة السلمية شريعة سحة وهي عامة شاملِّة أحكحامها جيع الثقلِّي النُس والنم‪ ،‬علِّىَ اختلف‬
‫طبَقاتم علِّمحاء وأميي أهل الضر وأهل البَادية‪ ،‬فلِّهذا سهل ال علِّيهم الطريق إل معرفة أوقات‬
‫العبَادات‪ ،‬فجعل لدخوُل أوقاتا وخروجها أمارات يشتكوُن ف معرفتها‪ ،‬جعل زأوال الشمحس أمارة علِّىَ‬
‫دخوُل وقت الغرب وخروج وقت العصر‪ ،‬وغروب الشفق الحر أمارة علِّىَ دخوُل وقت العشاء مثل‪،‬‬
‫وجعل رؤية اللل بعد استتاره آْخر الشهر أمارة علِّىَ ابتداء شهر قمحري جديد وانُتهاء الشهر السابق‪،‬‬
‫ول يكحلِّفنا معرفة بدء الشهر القمحري با ل يعرفه إل النزر اليسي منم الناس‪ ،‬وهوُ علِّم النجوُم‪ ،‬أو علِّم‬
‫الساب الفلِّكحي‪ ،‬وبذا جاءت نُصوُصا الكحتاب والسنة بعل رؤية اللل ومشاهدته أمارة علِّىَ بدء‬
‫صوُم السلِّمحي شهر رمضان‪ ،‬والفطار منه برؤية هلل شوُال‪ ،‬وكذلك الال ف ثبَوُت عيد الضحىَ‬
‫ذ‬
‫ويوُم عرفات قال ال تعال‪} :‬فششمحنم ششذهشد منركحرم اللشههشر فشيهلِّيش ر‬
‫صهمحره{َ ]البَقرة‪ [185 :‬وقال تعال‪:‬‬
‫ت لذلِّلناذس شواهلشلجه{َ ]البَقرة‪ [189 :‬وقال النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪:‬‬ ‫ذ‬ ‫ذذ ذ‬
‫ك شعذنم الشهلِّلة قرهل هشىَ شمشوُاقي ر‬‫}يشهسئمشيرلِّوُنُش ش‬
‫))إذا رأيتمحوُه فصوُموُا وإذا رأيتمحوُه فأفطروا فإن غم علِّيكحم فأكمحلِّوُا العدة ثلثي(( فجعل علِّيه الصلة‬

‫‪107‬‬
‫والسلم الصوُم لثبَوُت رؤية هلل شهر رمضان‪ ،‬والفطار منه لثبَوُت رؤية هلل شوُال‪ ،‬ول يربط ذلك‬
‫بساب النجوُم وسي الكحوُاكب‪ ،‬وعلِّىَ هذا جرىً العمحل زأمنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم وزأمنم اللِّفاء‬
‫الراشدينم والئمحة الربعة والقرون الثلثة الت شهد لا النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم بالفضل والي‪ ،‬فالرجوُع‬
‫ف إثبَات الشهوُر القمحرية إل علِّم النجوُم ف بدء العبَادات والروج منها دون الرؤية منم البَدع الت لخي‬
‫فيها‪ ،‬ولمستند لا منم الشريعة‪ ،‬وإن المحلِّكحة العربية السعوُدية متمحسكحة با كان علِّيه النب صلِّىَ ال علِّيه‬
‫وسلِّم والسلِّف الصال منم إثبَات الصيام والفطار والعياد وأوقات الجه نوُها برؤية اللل‪ ،‬والي كل‬
‫الي ف اتبَاع منم سلِّف ف الشئموُن الدينية والشر كل الشر ف البَدع الت أحدثت ف الدينم‪ .‬حفظنا ال‬
‫وإياك وجيع السلِّمحي منم الفتم ماظهر منها ومابطنم‪ .‬وبال التوُفيق وصلِّىَ ال علِّىَ نُبَينا ممحد وآْله‬
‫وصحبَه وسلِّم ‪.‬‬
‫ي‬
‫مصدر الفتوُىً‪ :‬فتاوىً اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية والفتاء )ج ‪ /10‬صا ‪ 104‬ي ‪ ] (106‬رقم‬
‫الفتوُىً ف مصدرها‪[386 :‬‬
‫يييييييييي‬
‫صيام التطوع بنيتين‪ :‬نية قضاء‪ ،‬ونية سنة‬
‫الفت‬
‫اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية و الفتاء‬
‫رقم الفتوُىً‬
‫‪9957‬‬
‫تاريخ الفتوُىً‬
‫‪ 16/10/1425‬هي ‪20041128‬‬
‫تصنيف الفتوُىً‬
‫السؤال‬
‫هل يوُزأ صيام التطوُع بنيتي‪ :‬نُية قضاء‪ ،‬ونُية سنة‪ ،‬وما حكحم الصوُم بالنسبَة للِّمحسافر والريض‪،‬‬
‫وخصوُصاد وأن ما يطلِّق علِّيه سفراد فهوُ سفر‪ ،‬وإذا كان السافر قادراد علِّىَ الصيام‪ ،‬وبالنسبَة أيضاد‬
‫للِّمحريض القادر علِّىَ الصيام فهل ف هذه الالة يقبَل الصوُم أم ل؟‬
‫الوُاب‬
‫ل يوُزأ صيام التطوُع بنيتي‪ ،‬نُية القضاء ونُية السنة‪ ،‬والفضل للِّمحسافر سفر قصر أن يفطر‪ ،‬ولكحنه لوُ‬
‫صام أجزأه‪ ،‬والفضل لنم يشق علِّيه الصوُم مشقة فادحة لرضه أن يفطر‪ ،‬وإن علِّم أو غلِّب علِّىَ ظنه‬
‫أن يصيبَه ضرر أو هلك بصوُمه وجب علِّيه الفطر؛ دفعاد للِّحرج والضرر‪ ،‬وعلِّىَ كل منم السافر والريض‬

‫‪108‬‬
‫قضاء صيام ما أفطره منم أيام رمضان ف أيام أخر‪ ،‬ولكحنه لوُ صام مع الرج أجزأه‪ .‬وبال التوُفيق وصلِّىَ‬
‫ال علِّىَ نُبَينا ممحد وآْله وصحبَه وسلِّم‪.‬‬
‫مصدر الفتوُىً‪ :‬فتاوىً اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية والفتاء )ج ‪ /10‬صا ‪ 383‬ي ‪ ] (384‬رقم‬
‫الفتوُىً ف مصدرها‪[6497 :‬‬
‫يييييييييي‬
‫هل الحج يكفر ترك الصلة والصوم؟‬
‫الفت‬
‫الشيخ ‪ /‬صال بنم فوُزأان الفوُزأان‬
‫رقم الفتوُىً‬
‫‪9619‬‬
‫تاريخ الفتوُىً‬
‫‪ 12/10/1425‬هي ‪20041124‬‬
‫تصنيف الفتوُىً‬
‫السؤال‬
‫أفيدكم أن أبلِّغ منم العمحر الامسة والربعي‪ ،‬وقد مضىَ علِّي أربع سني منم عمحري دون أن أصلِّي‬
‫ودون أن أصوُم رمضان‪ ،‬ولكحن ف العام الاضي أديت فريضة الجه؛ فهل تكحفر عمحا فاتن منم صوُم‬
‫وصلة؟ وإن كانُت ل تكحفر؛ فمحاذا علِّي أن أفعلِّه الن؟ أرشدونُا وفقكحم ال‪.‬‬
‫الوُاب‬
‫ترك الصلة متعمحددا خطي جددا؛ لن الصلة هي الركنم الثان منم أركان السلم‪ ،‬وإذا تركها السلِّم‬
‫متعمحددا؛ فإن ذلك كفر‪:‬‬
‫كمحا قال النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪)) :‬بي العبَد وبي الكحفر ترك الصلة((]‪.[1‬‬
‫وقال النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪)) :‬العهد الذي بيننا وبينهم الصلة‪ ،‬فمحنم تركها؛ فقد كفر(( ]‪.[2‬‬
‫وال تعال يقوُل ف الكحفار‪} :‬فشذإهن شتابروُا شوأششقارموُا ال ل‬
‫صلشة شوآْتشيروُا اللزشكاشة فششخملِّتوُا شسذبَيلِّشرههم{َ ]التوُبة‪.[5 :‬‬
‫ك ذمنم الهمحصلِّلي‪ .‬وشل نُش ر ذ ذ ذ‬
‫ي{َ‬‫ك نُرطهعرم الهمحهسكح ش‬ ‫ويقوُل عنم أهل النار‪} :‬شما شسلِّششكحركحهم ذف شسشقشر‪ .‬شقالروُا شله نُش ر ش ر ش ش ش ه‬
‫]الدثر‪ 42 :‬ي ‪.[44‬‬
‫‪ ...‬إل غي ذلك منم النصوُصا الت تدلك علِّىَ كفر تارك الصلة‪ ،‬وإن ل يحد وجوُبا‪ ،‬وهوُ الصحيح‬
‫منم قوُل العلِّمحاء رحهم ال‪.‬‬

‫‪109‬‬
‫فمحا ذكرت منم أنُك تركتها متعمحددا مدة أربع سنوُات‪ ،‬هذا يقتضي الكحفر‪ ،‬ولكحنم إذا تبَت إل ال عز‬
‫وجل توُبة صحيحة‪ ،‬وحافظت علِّىَ الصلة ف مستقبَل حياتك‪ ،‬فإن ال يإحوُ ما كان منم ذي قبَل‪،‬‬
‫والتوُبة الصادقة تب ما قبَلِّها‪.‬‬
‫أما الجه‪ ،‬فل يكحفر ترك الصلة ول ترك الصيام؛ لن هذه كبَائر موُبقة ل يكحفرها الجه‪ ،‬وكذلك الجه‬
‫إذا كنت أديته وأنُت ل تصلِّي؛ فإنُه ل يصح؛ لن الذي ل يصلِّي ليس له دينم‪ ،‬وليس له إسلم‪ ،‬ول‬
‫يصح منه عمحل؛ إل أن يتوُب إل ال سبَحانُه وتعال‪.‬‬
‫فإذا تبَت إل ال توُبة صحيحة‪ ،‬وحافظت علِّىَ الصلة؛ فإن هذا يكحفر ما سبَق‪ ،‬ولكحنم؛ علِّيك‬
‫بالصدق‪ ،‬والستمحرار علِّىَ التوُبة‪ ،‬والهتمحام بالصلة‪ ،‬وإذا كنت أديت الجه ف حالة ترك الصلة‪،‬‬
‫فعلِّيك أن تعيده‪ ،‬أما إذا كنت أديته بعدما تبَت؛ فهوُ حجه صحيح إن شاء ال‪ ،‬وما مضىَ منم العصية‬
‫وترك الصلة والصيام تكحفره التوُبة الصادقة‪.‬‬
‫]‪ [1‬رواه مسلِّم ف "صحيحه" )‪ (1/88‬بنحوُه‪ ،‬ورواه أبوُ داود )‪ ،(4/219‬ورواه غيها‪.‬‬
‫]‪ [2‬رواه المام أحد )‪ (5/355‬بنحوُه‪ ،‬ورواه التمذي ف "سننه" )‪ ،(7/283‬ورواه ابنم ماجه ف‬
‫"سننه" )‪.(1/343‬ي‬
‫مصدر الفتوُىً‪ :‬النتقىَ منم فتاوىً فضيلِّة الشيخ صال بنم فوُزأان بنم عبَد ال الفوُزأان )ج ‪ /3‬صا ‪] (30‬‬
‫رقم الفتوُىً ف مصدرها‪[41 :‬‬
‫يييييييييي‬
‫صيام التطوع بنيتين‪ :‬نية قضاء‪ ،‬ونية سنة‬
‫الفت‬
‫اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية و الفتاء‬
‫رقم الفتوُىً‬
‫‪3533‬‬
‫تاريخ الفتوُىً‬
‫‪ 2/10/1425‬هي ‪20041114‬‬
‫تصنيف الفتوُىً‬
‫السؤال‬
‫هل يوُزأ صيام التطوُع بنيتي‪ :‬نُية قضاء‪ ،‬ونُية سنة‪ ،‬وما حكحم الصوُم بالنسبَة للِّمحسافر والريض‪،‬‬
‫وخصوُصاد وأن ما يطلِّق علِّيه سفراد فهوُ سفر‪ ،‬وإذا كان السافر قادراد علِّىَ الصيام‪ ،‬وبالنسبَة أيضاد‬
‫للِّمحريض القادر علِّىَ الصيام فهل ف هذه الالة يقبَل الصوُم أم ل؟‬
‫الوُاب‬

‫‪110‬‬
‫ل يوُزأ صيام التطوُع بنيتي‪ ،‬نُية القضاء ونُية السنة‪ ،‬والفضل للِّمحسافر سفر قصر أن يفطر‪ ،‬ولكحنه لوُ‬
‫صام أجزأه‪ ،‬والفضل لنم يشق علِّيه الصوُم مشقة فادحة لرضه أن يفطر‪ ،‬وإن علِّم أو غلِّب علِّىَ ظنه‬
‫أن يصيبَه ضرر أو هلك بصوُمه وجب علِّيه الفطر؛ دفعاد للِّحرج والضرر‪ ،‬وعلِّىَ كل منم السافر والريض‬
‫قضاء صيام ما أفطره منم أيام رمضان ف أيام أخر‪ ،‬ولكحنه لوُ صام مع الرج أجزأه‪ .‬وبال التوُفيق وصلِّىَ‬
‫ال علِّىَ نُبَينا ممحد وآْله وصحبَه وسلِّم‪.‬‬
‫مصدر الفتوُىً‪ :‬فتاوىً اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية والفتاء )ج ‪ /10‬صا ‪ 383‬ي ‪ ] (384‬رقم‬
‫الفتوُىً ف مصدرها‪[6497 :‬‬
‫يييييييييي‬
‫صيام التطوع قبل قضاء الصوم الواجب‬
‫الفت‬
‫اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية و الفتاء‬
‫رقم الفتوُىً‬
‫‪3532‬‬
‫تاريخ الفتوُىً‬
‫‪ 2/10/1425‬هي ‪20041114‬‬
‫تصنيف الفتوُىالسؤال‬
‫منم كان علِّيه صوُم قضاء‪ ،‬ث صام تطوُعاد قبَل أن يقضي ذلك الصوُم الوُاجب‪ ،‬ث قضاه فهل يزئه؟‬
‫الوُاب‬
‫منم صام تطوُعاد قبَل أن يقضي ما علِّيه منم الصوُم الوُاجب‪ ،‬ث قضىَ ما علِّيه أجزأه قضاؤه‪ ،‬لكحنم كان‬
‫ينبَغي له أن يقضي ما علِّيه أودل‪ ،‬ث يصوُم تطوُعاد بعد ذلك؛ لن الوُاجب أهم‪ .‬وبال التوُفيق وصلِّىَ ال‬
‫علِّىَ نُبَينا ممحد وآْله وصحبَه وسلِّم‪.‬‬
‫مصدر الفتوُىً‪ :‬فتاوىً اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية والفتاء )ج ‪ /10‬صا ‪ ] ( 383 , 382‬رقم‬
‫الفتوُىً ف مصدرها‪[2232 :‬‬
‫يييييييييي‬
‫متى يؤمر الصبي بالصيام؟‬
‫الفت‬
‫الشيخ ‪ /‬عبَدال بنم عقيل‬
‫رقم الفتوُىً‬
‫‪8547‬‬

‫‪111‬‬
‫تاريخ الفتوُىً‬
‫‪ 27/9/1425‬هي ‪20041110‬‬
‫تصنيف الفتوُىً‬
‫السؤال‬
‫سائل يقوُل‪ :‬إنُه قدم علِّىَ أقاربه‪ ،‬ونُزل عندهم ضيدفا ف شهر رمضان‪ ،‬ووجد عندهم ممحوُعة منم‬
‫الطفال‪ :‬أولد وبنات ي ويغلِّب علِّىَ ظنه أنم يطيقوُن الصيام ي فأمرهم بالصوُم‪ ،‬ونُبَه أهلِّهم علِّىَ إلزامهم‬
‫بالصوُم‪ ،‬فاعتذروا بأنم صغار‪ ،‬ولكحنه ل يقتنع بذا العذر‪ .‬فكحتب يسأل‪ :‬مت يؤمر مثل هؤلء بالصيام‪.‬‬
‫وهل لذلك سنم مددة؟ ‪ ...‬أفتوُنُا مأجوُرينم‪.‬‬
‫الوُاب‬
‫قال ال تعال‪} :‬شيا أشييتشها الذذيشنم آْشمنروُا قروُا أشنُهيرفشسركحهم شوأشههذلِّيركحهم شنُاردا{َ ]التحري‪ ,[6 :‬وقال صلِّىَ ال علِّيه‬
‫وسلِّم‪)) :‬أل كلِّكحم راع‪ ،‬وكلِّكحم مسئموُل عنم رعيته((‪ ،‬وفيه‪)) :‬والرجل راع علِّىَ أهل بيته‪ ،‬ومسئموُل عنم‬
‫رعيته‪ .‬والرأة راعية علِّىَ أهل بيت زأوجها وولده‪ ،‬وهي مسئموُلة عنهم((]‪ .[1‬وهؤلء الطفال أمانُة ف‬
‫أيدي ول أمرهم‪ ،‬يب علِّيهم تعلِّيمحهم ما ينفعهم ف دينهم ودنُياهم‪ ،‬وينبَهم ما يضرهم منم أموُر‬
‫دينهم ودنُياهم‪.‬‬

‫وإذا بلِّغ الصب سبَع سني ي ومثلِّه الصبَية ي فعلِّىَ ول أمره أن يأمره بالصلة‪ ،‬وما يب لا منم طهارة‬
‫وغيها‪ ،‬وتعلِّيمحه أحكحامها‪ ،‬ويطبَقها له عمحلِّيدا؛ لن ما ل يتم الوُاجب إل به فهوُ واجب‪ ،‬ويستمحر علِّىَ‬
‫ذلك حت يبَلِّغ عشر سني‪ .‬فإذا بلِّغ عشر سني ضربه علِّىَ تركها؛ لديث‪)) :‬مروا أبناءكم بالصلة‬
‫لسبَع‪ ،‬واضربوُهم علِّيها لعشر‪ ،‬وفرقوُا بينهم ف الضاجع((]‪.[2‬‬
‫وأما الصيام فيؤمر به المحيز إذا أطاقه‪ .‬والمحيز قيل‪ :‬إنُه الذي يبَلِّغ سبَع سني‪ .‬وقال ف "الطلِّع"‪ :‬هوُ‬
‫الذي يفهم الطاب ويرد الوُاب‪ .‬ول ينضبَط بسنم‪ ،‬بل يتلِّف باختلف الفهام‪ .‬وصوُبه ف‬
‫"النُصاف"]‪ [3‬وقال‪ :‬إن الشتقاق يدل علِّيه‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬إذا بلِّغ الطفل عشر سني وأطاقه‪ ،‬أمره به وليه‪ .‬ويعرف ذلك بصيامه ثلثة أيام متتالية‪ .‬فإن ل‬
‫يتضرر بذلك‪ ،‬فهوُ يطيق الصيام‪ ،‬فحينئمذ يؤمر به‪ ،‬ويضرب علِّيه؛ ليعتاده‪.‬‬
‫قال ف "القناع" و"شرحه"]‪ :[4‬ويصح الصوُم منم ميز‪ ،‬كصلته‪ .‬ويب علِّىَ وليه ي أي‪ :‬المحيز ي أمره به‬
‫إذا أطاقه‪ ،‬وضربه حينئمذ علِّيه ي أي‪ :‬الصوُم ي إذا تركه؛ ليعتاده كالصلة؛ إل أن الصوُم أشق‪ ،‬فاعتبت له‬
‫الطاقة؛ لنُه قد يطيق الصلة منم ل يطيق الصوُم‪ .‬والثوُاب للِّصب إذا صام‪ .‬وكذا جيع أعمحال الب الت‬
‫يعمحلِّها‪ .‬فإن ثوُابا له‪ ،‬كمحا ورد بذلك الديث الصريح ف الجه‪ .‬فهوُ ف هذه السنم تكحتب له السنات‬
‫صا‪.‬‬ ‫ول تكحتب علِّيه السيئمات]‪ .[5‬انُتهىَ ملِّخم د‬

‫‪112‬‬
‫وقال الد بنم تيمحية ف "منتقىَ الخبَار" وشرحه "نُيل الوطار" للِّشوُكان‪ .‬باب‪ :‬الصب يصوُم إذا أطاق]‬
‫‪ :[6‬عنم الربيع بنت معوُذ قالت‪ :‬أرسل رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم غداة عاشوُراء إل قرىً النُصار‬
‫الت حوُل الدينة‪)) :‬منم كان أصبَح صائدمحا فلِّيتم صوُمه‪ ،‬ومنم كان أصبَح مفطدرا فلِّيتم بقية يوُمه((‪.‬‬
‫فكحنا بعد ذلك نُصوُمه ونُصلوُمه صبَيانُنا الصغار منهم‪ .‬ونُذهب إل السجد فنجعل لم اللِّعبَة منم‬
‫العذههنم‪ .‬فإذا بكحىَ أحدهم منم الطعام أعطيناها إياه‪ ،‬حت يكحوُن عند الفطار‪ .‬أخرجاه]‪.[7‬‬
‫قال‪ :‬البَخماري]‪ [8‬وقال عمحر لنشوُان ف رمضان‪ :‬ويلِّك‪ ،‬وصبَيانُنا صيام؟!ا فضربه‪ ...‬وهذا الثر وصلِّه‬
‫سعيد بنم منصوُر والبَغوُي ف "العديات" منم طريق عبَد ال بنم هذيل أن عمحر بنم الطاب رأت برجل‬
‫شرب المحر ف رمضان‪ .‬فلِّمحا دنُا منه جعل يقوُل للِّمحنخمرينم والفم‪ .‬وف رواية البَغوُي]‪" :[9‬فلِّمحا رفع إليه‬
‫عثر‪ .‬فقال عمحر‪ :‬علِّىَ وجهك‪ ،‬ويك!ا وصبَيانُنا صيام!ا ث أمر به فضرب ثانُي سوُدطا‪ ،‬ث سيه إل‬
‫الشام"‪ .‬انُتهىَ‪.‬‬
‫الديث استدل به علِّىَ أنُه يستحب أمر الصبَيان بالصوُم؛ للِّتمحرينم علِّيه إذا أطاقوُه‪ .‬وقد قال باستحبَاب‬
‫ذلك جاعة منم السلِّف‪ .‬منهم‪ :‬ابنم سيينم والزهري والشافعي وغيهم‪ .‬واختلِّف أصحاب الشافعي ف‬
‫تديد السنم الت يؤمر الصب عندها بالصيام؛ فقيل‪ :‬سبَع سني‪ .‬وقيل‪ :‬عشر‪ .‬وبه قال أحد‪ .‬وقال‬
‫الوزأاعي‪ :‬إذا أطاق صوُم ثلثة أيام تبَادعا ل يضعف فيهنم‪ ،‬رحل علِّىَ الصوُم‪ .‬وذكر الادي ف‬
‫"الحكحام" أنُه يب علِّىَ الصب الصوُم بالطاقة لصيام ثلثة أيام‪ .‬واحتجه علِّىَ ذلك با رواه عنم النب‬
‫صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أنُه قال‪)) :‬إذا أطاق الغلم صيام ثلثة أيام وجب علِّيه صيام الشهر كلِّه((]‪.[10‬‬
‫وهذا الديث ذكره السيوُطي ف "الامع الصغي"]‪ [11‬وقال‪ :‬أخرجه الرهب عنم ابنم عبَاس‪ .‬ولفظه‪:‬‬
‫ر‬
‫))تب الصلة علِّىَ الغلم إذا عقل‪ ،‬والصوُم إذا أطاق‪ ،‬والدود والشهادة إذا احتلِّم((]‪ .[12‬وقد حل‬
‫الرتضىَ كلم الادي علِّىَ لزوم التأديب‪ .‬وحلِّه السادة الادويوُن علِّىَ أنُه يؤمر بذلك؛ تعوُيددا وتريدنا‪.‬‬
‫صا]‪ .[13‬وال أعلِّم‪.‬‬ ‫انُتهىَ ملِّخم د‬
‫]‪ [1‬البَخماري )‪ (7138‬ومسلِّم )‪.(1829‬‬
‫]‪ [2‬أبوُ داود )‪ (495‬وأحد )‪ (2/187‬والبَيهقي )‪ (2/14‬وغيهم‪ .‬وصححه الشيخ اللبَان ف‬
‫"الرواء" )‪.(2/7) ،(1/266‬‬
‫]‪ [3‬النُصاف )‪.(1/396‬‬
‫]‪ [4‬القناع )‪.(2/973‬‬
‫]‪ [5‬حديث ابنم عبَاس ف احتساب الجر للِّصب إذا حجه‪ ،‬أخرجه مسلِّم )‪ (1336‬و)‪ (2645‬وفيه‬
‫أن امرأة رفعت إل النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم صبَديا فقالت‪ :‬ألذا حجه؟ قال‪)) :‬نُعم‪ ،‬ولك أجر((‪.‬‬
‫]‪ [6‬نُيل الوطار )‪.(4/198‬‬
‫]‪ [7‬البَخماري )‪ (1960‬ومسلِّم )‪.(1136‬‬

‫‪113‬‬
‫]‪ [8‬انُظر "الفتح" )‪.(4/200‬‬
‫]‪ [9‬البَغوُي )‪.(1/415‬‬
‫]‪" [10‬الروحي" )‪ ،(3/116‬وأبوُ نُعيم ف "العرفة" )‪ 2/170‬ب( نُسخمة أحد الثالث‪.‬‬
‫]‪" [11‬ضعيف الامع" )‪.(2392‬‬
‫]‪ [12‬أخرجه ابنم عدي )‪ (2/545‬وهوُ ف "الكحنز" )‪.(45326‬‬
‫]‪" [13‬نُيل الوطار" )‪.(199 ،4/198‬‬
‫يييييييييي‬
‫ل يلزم رؤية الهللا بنفسه لوجوب الصوم وتكفي رؤية الواحد العدلا‬
‫الفت‬
‫اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية و الفتاء‬
‫رقم الفتوُىً‬
‫‪8327‬‬
‫تاريخ الفتوُىً‬
‫‪ 26/9/1425‬هي ‪20041109‬‬
‫تصنيف الفتوُىً‬
‫السؤال‬
‫ما حكحم الذي ليصوُم ف أول رؤية هلل رمضان إذا رؤي حت يرىً بنفسه ويستدل بالديث القائل‪:‬‬
‫))صوُموُا لرؤيته وأفطروا لرؤيته((‪ ،‬وهل صحيح استدللم بذا الديث؟‬
‫الوُاب‬
‫الوُاجب الصيام إذا ثبَتت رؤية اللل ولوُ بوُاحد عدل منم السلِّمحي‪ ،‬كمحا أمر النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‬
‫بالصيام عندما شهد العراب برؤيته اللل وأما الستدلل بديث صوُموُا لرؤيته علِّىَ أن كل فرد‬
‫ليصوُم إل برؤيته بنفسه فغي صحيح؛ لن الديث خطاب عام بالصيام عند تقق الرؤية ولوُ منم واحد‬
‫عدل منم السلِّمحي‪ .‬وبال التوُفيق وصلِّىَ ال علِّىَ نُبَينا ممحد وآْله وصحبَه وسلِّم ‪.‬‬
‫مصدر الفتوُىً‪ :‬فتاوىً اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية والفتاء )ج ‪ /10‬صا ‪ ] (94 ،93‬رقم الفتوُىً‬
‫ف مصدرها‪[7753 :‬‬
‫يييييييييي‬
‫التتابع في صيام كفارة اليمين‬
‫الفت‬
‫الشيخ ‪ /‬صال بنم فوُزأان الفوُزأان‬

‫‪114‬‬
‫رقم الفتوُىً‬
‫‪6944‬‬
‫تاريخ الفتوُىً‬
‫‪ 25/9/1425‬هي ‪20041108‬‬
‫تصنيف الفتوُىً‬
‫السؤال‬
‫كان علِّي صيام أيام كفارة يإي فسألت إحدىً أخوُات السلِّمحات والت أثق با لنا علِّىَ درجة منم‬
‫العلِّم فسألتها إن كان الصوُم متتابدعا أو متفردقا فقالت ل ل يشتط التتابع فصمحتها متفرقة ولكحنم سعت‬
‫منم برنُامكحم ومنم أحد العلِّمحاء الكحرام إنُه يشتط التتابع فرجعت إليها فأخرجت ل ف تفسي ابنم كثي‬
‫قوُل مالك فيه بأنُه ل يشتط التتابع فهل علِّي شيء‪ .‬وما هوُ القوُل الصحيح ف هذا؟‬
‫الوُاب‬
‫كمحا ذكرت السألة فيها خلف بي أهل العلِّم هل يب التتابع ف صيام كفارة اليمحي أو ل يب‬
‫ولكحنم الراجح ما ذهب إليه المام أحد وأبوُ حنيفة والشافعي ف أحد قوُليه ف أنُه يب التتابع لنُه رقرئ‬
‫صا علِّىَ وجوُب التتابع وال أعلِّم‪.‬‬
‫قوُله تعال‪} :‬فصيام ثلثة أيام متتابعات{َ)]‪ ([1‬فتكحوُن هذا القراءة نُ د‬

‫)]‪ ([1‬انُظر‪ :‬تفسي القرآْن العظيم لبنم كثي جي ‪ 2‬صا ‪.86‬‬


‫مصدر الفتوُىً‪ :‬النتقىَ منم فتاوىً فضيلِّة الشيخ صال بنم فوُزأان بنم عبَد ال الفوُزأان )ج ‪ /4‬صا ‪] (96‬‬
‫رقم الفتوُىً ف مصدرها‪94 :‬‬
‫يييييييييي‬
‫عمل العزاء ووصية الميت والنيابة عن الميت في الصلة والصوم‬
‫الفت‬
‫الشيخ ‪ /‬صال بنم فوُزأان الفوُزأان‬
‫رقم الفتوُىً‬
‫‪7906‬‬
‫تاريخ الفتوُىً‬
‫‪ 24/9/1425‬هي ‪20041107‬‬
‫تصنيف الفتوُىً‬
‫السؤال‬

‫‪115‬‬
‫ضا شديددا وف آْخر شهر منم‬ ‫كان ل أخت متزوجة ولا طفلن وقد طلِّقها زأوجها بعد أن مرضت مر د‬
‫عدتا توُفيت وعلِّيها ديوُن كثية للطبَاء الذينم قاموُا بعلجها ولغيهم وليس لا سوُىً أرض ل تغطي‬
‫كل ما علِّيها منم ديوُن فل تفي إل بالثلِّثي منها فقط‪ ،‬وقد أوصت بأن يجه عنها وأوصت بأن يصلِّىَ‬
‫عنها لدة ثلث سنوُات‪ ،‬ويصام عنها ثلثة أشهر‪ ،‬وبأن يذبح لا بعد موُتا ويعمحل لا وليمحة عزاء‪ ،‬علِّدمحا‬
‫أن لا أربعة أخوُة أشقاء وأختي‪ ،‬فمحا الكحم أولد ف سداد ما علِّيها منم دينم علِّىَ منم يكحوُن قضاؤه‬
‫وكذلك ما الكحم ف وصيتها تلِّك وماذا يلِّزمنا تنفيذه منها وماذا ل يلِّزمنا أفيدونُا عنم ذلك جزاكم ال‬
‫خديا؟‬
‫الوُاب‬
‫أما قضية الديوُن الت علِّيها فإنا يب تسديدها منم تركتها ول ينفذ لا وصية إل بعد سداد الديوُن لن‬
‫وفاء الدينم مقدم علِّىَ الوُصية‪ .‬وأما قضية أنا أوصت بوُصايا منم جلِّتها العزاء وذبح ذبيحة فيه فهذا ل‬
‫يوُزأ الوُفاء به حت ولوُ كان لا تركة لن هذا منم البَدع وعمحل العزاء وعمحل الوُلئم بناسبَة العزاء منم‬
‫مال اليت منم البَدع ول يوُزأ فعلِّه وإنا سح لا الشارع بالوُصية ف حدود الثلِّث فاقل وعلِّىَ الوُجه‬
‫الشروع وبعد سداد الديوُن الت علِّيها‪.‬‬
‫ضا ل تنفذ الوُصية به لن الصلة والصيام‬ ‫وأما قضية الوُصية بأن يصلِّىَ عنها أو يصام عنها فهذا أي د‬
‫عمحلن بدنُيان ل تدخلِّهمحا النيابة إل إذا كان علِّيها صيام نُذر فإنا يصام عنها لقوُله صلِّىَ ال علِّيه‬
‫وسلِّم ‪)) :‬منم مات وعلِّيه صوُم نُذر صام عنه وليه(()]‪ ،([1‬فصيام النذر يصام عنم اليت بأن يصوُم‬
‫عنه وليه أما ما وجب بأصل الشرع منم الصلة والصيام فهذا ل تدخلِّه النيابة لنُه عمحل بدن مطلِّوُب‬
‫منم النُسان القيام به بنفسه‪.‬‬
‫)]‪ ([1‬ل أجده بذا اللِّفظ‪.‬‬
‫مصدر الفتوُىً‪ :‬النتقىَ منم فتاوىً فضيلِّة الشيخ صال بنم فوُزأان بنم عبَد ال الفوُزأان )ج ‪ /4‬صا ‪(210‬‬
‫] رقم الفتوُىً ف مصدرها‪[225 :‬‬
‫يييييييييي‬
‫صوم كفارة القتل للمرضى‬
‫الفت‬
‫الشيخ ‪ /‬عبَد ال بنم ممحد بنم حيد‬
‫رقم الفتوُىً‬
‫‪7805‬‬
‫تاريخ الفتوُىً‬
‫‪ 23/9/1425‬هي ‪20041106‬‬

‫‪116‬‬
‫تصنيف الفتوُىً‬
‫السؤال‬
‫إن سائق سيارة ومصاب برض ف القلِّب‪ ,‬وقدر ال علِّي بادث انُقلب ف السيارة وذلك بسبَب خلِّل‬
‫فن حيث خرب علِّي الكحفر‪ ,‬وتوُف معي شخمصان‪ ,‬وسامن أهلِّهم شردعا ي جزاهم ال خديا ي إل أنُه‬
‫ييك ف صدري مسألة الصوُم‪ ,‬فإنا صعبَة بالنسبَة ل‪ ,‬ول أستطيع الصيام‪ ,‬حيث إن أستعمحل علدجا‬
‫للِّقلِّب ثلث مرات يوُمديا والعلج كنت أستعمحلِّه قبَل الادث‪ ,‬وما زألت أستعمحلِّه‪ ,‬فمحا الل ف ذلك؟‬
‫أفيدونُا مأجوُرينم‬
‫الوُاب‬
‫ما دمت معذودرا‪ ,‬ول تستطيع الصيام‪ ,‬فل حرج علِّيك‪ ,‬فإن ال يقوُل‪} :‬شفاتليرقوُا اللِّلهش شما اهستشطشهعترهم{َ‬
‫ف اللِّلهر نُشيهفساد ذإل روهسشعشها{َ ]البَقرة‪ [286 :‬ل سيمحا أنُه ل يقع منك‬ ‫]التغابنم‪ ,[16 :‬ويقوُل‪} :‬ل يرشكحلِّل ر‬
‫ضا‪ .‬أما لوُ وقع منك تفريط فيلِّزمك الصوُم‪ .‬لكحنم إن ل يكحنم ثة تفريط وأنُت ف هذه الالة‬ ‫تفريط أي د‬
‫الت وصفتها فنرجوُ أل حرج ف هذا‪.‬‬
‫وبالنسبَة إل الادث وموُت الشخمصي‪ ,‬فهذا قضاء وقدر‪ .‬وكفارة القتل عتق رقبَة‪ ,‬فإن ل يد فصيام‬
‫شهرينم متتابعي‪ .‬ولكحنم هل هناك إطعام مع ذلك؟‬
‫مذهب كثي منم أهل العلِّم أنُه ليس فيها إطعام‪ .‬فالقصوُد‪ :‬مادمت ل تفرط ف السيارة‪ ,‬ل سرعة‪ ,‬ول‬
‫نُوُم‪ ,‬ول خلِّل‪ ,‬وكذلك أنُت مصاب برض ف القلِّب‪ ,‬فأرجوُ أل حرج علِّيك ول ذنُب إن شاء ال‪ ,‬ول‬
‫يلِّزمك صوُم ما دام المر كمحا ذكرت‪ .‬وال أعلِّم‪.‬‬
‫مصدر الفتوُىً‪ :‬فتاوىً ساحة الشيخ عبَد ال بنم حيد )صا ‪ ] (263‬رقم الفتوُىً ف مصدرها‪[278 :‬‬
‫يييييييييي‬
‫صوم كفارة القتل للسائقين‬
‫الفت‬
‫الشيخ ‪ /‬عبَد ال بنم ممحد بنم حيد‬
‫رقم الفتوُىً‬
‫‪7804‬‬
‫تاريخ الفتوُىً‬
‫‪ 23/9/1425‬هي ‪20041106‬‬
‫تصنيف الفتوُىً‬
‫السؤال‬

‫‪117‬‬
‫أنُا رجل أملِّك سيارة وأبلِّغ منم العمحر تسعة عشر عادما وقد حصل معي حادث ف السيارة حيث‬
‫ل‪ ,‬فمحات منم أثر الصدمة‪ ,‬وكان هوُ التسبَب بالادثة مائة بالائة‪ .‬فهل يب علِّي الصوُم‬ ‫صدمت رج د‬
‫أم ل؟ مع العلِّم أن ل أستطيع الصيام لن صاحب عمحل‪ ,‬وأعمحل طوُال النهار‪ ,‬وأضطر لذلك لكحسب‬
‫لقمحة العيش‪ .‬أفيدونُا وجزاكم ال خديا‪.‬‬
‫الوُاب‬
‫إذا صح ما تقوُل‪ ,‬وأنُه ل يقع منك خطأ‪ ,‬بل هوُ الذي صدمك وتوُف‪ ,‬فل شيء علِّيك؛ ل دية‪ ,‬ول‬
‫كفارة‪ ,‬ول ذنُب‪.‬‬
‫أما إذا كان الطأ منك‪ ,‬فأنُت الذي صدمته‪ ,‬ولوُ منم غي قصد‪ ,‬ل شك أنُك ل تريده‪ ,‬لكحنم موُته‬
‫صار بسبَبَك‪ .‬فهذا ل بد وأن تصوُم شهرينم متتابعي‪ .‬ويإكحنك أن تصوُم ف فصل الشتاء‪ ,‬فأيامه‬
‫قصية‪ ,‬والصيام فيه سهل‪ .‬ولوُ كنت عاملد وكنت تشتغل‪ ,‬فهوُ متيسر‪ ,‬لن الدية تلِّزمك‪ ,‬فهي ف‬
‫ذمتك ولبد منم أدائها‪ .‬هذا ما يتتب علِّيك فعلِّه إن كان موُته بسبَبَك‪ ,‬ول يكحنم الطأ منه مائة‬
‫بالائة‪ ,‬أما إذا كانُت الطأ منه مائة بالائة بأن صدم السيارة‪ ,‬فهذا ل شيء علِّيك فيه كمحا أشرنُا‪ .‬وال‬
‫أعلِّم‪.‬‬
‫مصدر الفتوُىً‪ :‬فتاوىً ساحة الشيخ عبَد ال بنم حيد صا ‪ ] 263‬رقم الفتوُىً ف مصدرها‪[277 :‬‬
‫يييييييييي‬
‫ما هي كفارة القتل وهل هناك بديل عن الصوم؟‬
‫الفت‬
‫الشيخ ‪ /‬صال بنم فوُزأان الفوُزأان‬
‫رقم الفتوُىً‬
‫‪7803‬‬
‫تاريخ الفتوُىً‬
‫‪ 23/9/1425‬هي ‪20041106‬‬
‫تصنيف الفتوُىً‬
‫السؤال‬
‫سائل يقوُل إنُه سائق سيارة وقد حصل بينه وبي سائق آْخر تصادم ونُتجه عنم الادث وفاة السائق‬
‫الخر وبرفقته ثلثة أشخماصا فقال له القاضي ف الكحمحة الشرعية علِّيك كفارة عتق رقبَة عنم كل واحد‬
‫ضا وهوُ يقوُل أن الصوُم يصعب علِّي فهل توُجد كفارة‬‫منهم أو صوُم شهرينم عنم كل واحد منهم أي د‬
‫غي ذلك أفعلِّها أفيدون جزاكم ال خديا؟‬
‫الوُاب‬

‫‪118‬‬
‫إذا كنت مدادنُا ف الادث فالمر كمحا قال لك القاضي منم أنُه يب علِّيك كفارة عنم كل واحد منم‬
‫القتلِّىَ ف هذا الادث وهي عتق رقبَة فإن ل تستطع فصيام شهرينم متتابعي كمحا ف نُص القرآْن الكحري‬
‫وأما كوُنُك ل تستطيع الصيام فربا أنُك ل تستطيع ف وقت معي لكحنم ف وقت آْخر تستطيع فتنتظر‬
‫إل أن تستطيع الصيام ويب علِّيك الصيام متتابدعا بأن تصوُم شهرينم عنم كل قتيل وليس بلزأم أن‬
‫تصوُم الكحفارات متتابعة بل بإمكحانُك أن تصوُم شهرينم متتابعي عنم واحد ث تنتظر إل أن تقوُىً ويتيسر‬
‫لك ذلك فتصوُم الكحفارة الثانُية وهكحذا‪ ،‬الاصل أنُه لبد منم الصيام والصيام متعي علِّيك وعلِّيك أن‬
‫تتحي الفرصا الناسبَة لدائه وال يعينك علِّىَ ذلك وليس هناك شيء ثالث ف كفارة القتل إنا ها‬
‫شيئمان عتق الرقبَة فإن ل تستطيع فصيام شهرينم متتابعي‪.‬‬
‫مصدر الفتوُىً‪ :‬النتقىَ منم فتاوىً فضيلِّة الشيخ صال بنم فوُزأان بنم عبَد ال الفوُزأان )ج ‪ /4‬صا ‪(232‬‬
‫] رقم الفتوُىً ف مصدرها‪[240 :‬‬
‫يييييييييي‬
‫هل يجوز الطعام بدل من الصوم في كفارة القتل؟‬
‫الفت‬
‫الشيخ ‪ /‬صال بنم فوُزأان الفوُزأان‬
‫رقم الفتوُىً‬
‫‪7802‬‬
‫تاريخ الفتوُىً‬
‫‪ 23/9/1425‬هي ‪20041106‬‬
‫تصنيف الفتوُىً‬
‫السؤال‬
‫لقد قدر ال حادث سيارة علِّىَ أحد الشخماصا بسيارت بينمحا هوُ يإشي علِّىَ قدميه ونُقل إل‬
‫الستشفىَ متأثدرا بتلِّك الصابة ورقد عشرة أيام ث توُف وقد تنازأل أهلِّه عنم ديته وأخذ أولده القصر مبَلِّغ‬
‫ثلثي ألف ر حيث كان الطأ مشتدكا فعلِّيه نُسبَة ‪ %40‬منه‪.‬‬
‫وسؤال هوُ عنم الصيام‪ .‬هل يب علِّي وجوُدبا مع أنُن طالب ف الثانُوُية وقد ل أستطيع المحع بي‬
‫الصيام والدراسة فهل يكحفي أن أتصدق وأطعم أو هل منم مرج ل منم الصيام أفيدون بارك ال فيكحم؟‬
‫الوُاب‬
‫س خطأد والكحفارة تب علِّىَ القاتل خطأ سوُاء‬ ‫ل شك أنُه يب علِّيك الصيام لنُك شاركت ف قتل نُف ت‬
‫انُفرد ف القتل أو شارك فيه وأنُت تذكر أنُك اشتكت ف ‪ %60‬الهم أنُه لوُ شارك ف ‪ %1‬أو أقل‬
‫علِّيه كفارة لعمحوُم الية الكحريإة فيثبَت ف ذمتك صيام شهرينم إذا ل تستطع‪ ،‬تذهب إل البَديل وهوُ‬

‫‪119‬‬
‫الصيام وليس هناك شيء ثالث غي الصيام وتأت به مت استطعت فإذا كنت ف الوُقت الاضر ل‬
‫تستطيع فإنُه يبَقىَ ف ذمتك وتصوُمه إذا استطعت والدراسة ليست تنع منم الصيام فالناس يصوُموُن‬
‫وهم يدرسوُن لسيمحا ف الناطق البَاردة‪ .‬الدراسة ليست عذدرا ف ترك الصيام ولوُ أنُك تينت مثلد‬
‫الفصوُل البَاردة مثل فصل الشتاء وصمحت فيه فل بأس به مع البودة الت تفف علِّيك منم شدة الصيام‬
‫الهم أنُك لبد أن تصوُم وأنُت أدرىً بالوُقت الناسب لك والصيام يبَقىَ ف ذمتك إل أن تؤديه ليس له‬
‫بديل‪ ،‬الطعام ليس له وجوُد ف كفارة القتل ي ال تعال ل يذكر إل خصلِّتي العتق أو الصيام فيمحا ذكر‬
‫ف كفارات أخرىً ثلث أشياء تدل أن القتل ل يزي فيه إل شيئمان العتق أو الصيام‪.‬‬
‫مصدر الفتوُىً‪ :‬النتقىَ منم فتاوىً فضيلِّة الشيخ صال بنم فوُزأان بنم عبَد ال الفوُزأان )ج ‪ /4‬صا ‪(231‬‬
‫] رقم الفتوُىً ف مصدرها‪[239 :‬‬
‫يييييييييي‬
‫السنة في حق من سافر إلى العمرة في شهر رمضان أن يفطر‬
‫الفت‬
‫اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية و الفتاء‬
‫رقم الفتوُىً‬
‫‪7729‬‬
‫تاريخ الفتوُىً‬
‫‪ 23/9/1425‬هي ‪20041106‬‬
‫تصنيف الفتوُىً‬
‫السؤال‬
‫نُفيدكم أن ف أوقات شهر رمضان تتاج المة إل السفر لداء العمحرة وغيها‪ ،‬أفيدونُا هل أفضل الصوُم‬
‫أم الفطار للِّصائم السافر للِّعمحرة‪ ،‬وأملِّي منم ال ث منم ساحتكحم الفادة مفصلد عنم ذلك مع الفادة‬
‫أيضاد عمحا يلِّي‪ :‬أيهمحا أفضل للِّمحعتمحر أن يصلِّي ما استطاع منم الفرائض بعد إناء أعمحال العمحرة أم‬
‫يسافر مبَاشرة بجرد انُتهاء عمحرته؟‬
‫الوُاب‬
‫أودل‪ :‬السنة ف حق منم سافر إل العمحرة ف شهر رمضان أن يفطر؛ لن ال رخص له ف ذلك وال يب‬
‫أن تؤتىَ رخصه كمحا يكحره أن تؤتىَ معصيته‪ ،‬فإن صام فل حرج‪.‬‬
‫ثانُيدا‪ :‬ل شك أن القامة بكحة للِّصلة فيها أفضل لنم تيسر له ذلك؛ لن الصلة ف السجد الرام‬
‫تضاعف بائة ألف صلة وإن سافر بعد فراغه منم العمحرة فل حرج ف ذلك‪ .‬وبال التوُفيق وصلِّىَ ال‬
‫علِّىَ نُبَينا ممحد وآْله وصحبَه وسلِّم ‪.‬‬

‫‪120‬‬
‫مصدر الفتوُىً‪ :‬فتاوىً اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية والفتاء )ج ‪ /10‬صا ‪ ] (211 , 210‬رقم‬
‫الفتوُىً ف مصدرها‪[3102 :‬‬
‫يييييييييي‬
‫يصوم رمضان ول يصلي‬
‫الفت‬
‫الشيخ ‪ /‬ممحد بنم صال العثيمحي‬
‫رقم الفتوُىً‬
‫‪7724‬‬
‫تاريخ الفتوُىً‬
‫‪ 23/9/1425‬هي ‪20041106‬‬
‫تصنيف الفتوُىً‬
‫السؤال‬
‫ما حكحم الصوُم مع ترك الصلة ف رمضان؟‬
‫الوُاب‬
‫إن الذي يصوُم ول يصلِّي ل ينفعه صيامه ول يقبَل منه ول تبأ به ذمته بل إنُه ليس مطالبَاد به ما دام ل‬
‫يصلِّي ‪ ،‬لن الذي ل يصلِّي مثل اليهوُدي والنصران ‪ ،‬فمحا رأيكحم أن يهوُدياد أو نُصرانُياد صام وهوُ علِّىَ‬
‫دينه ‪ ،‬فهل يقبَل منه ؟ ل‪.‬‬
‫إذن نُقوُل لذا الشخمص ‪ :‬تب إل الللِّه بالصلة وصم ومنم تاب تاب الللِّه علِّيه‪.‬‬
‫مصدر الفتوُىً‪ :‬سلِّسلِّة كتاب الدعوُة فتاوىً فضيلِّة الشيخ ممحد الصال العثيمحي عضوُ هيئمة كبَار‬
‫العلِّمحاء )ج ‪ /1‬صا ‪(176‬‬
‫يييييييييي‬
‫هل يجوز الطعام بدل من الصوم في كفارة القتل؟‬
‫الفت‬
‫الشيخ ‪ /‬صال بنم فوُزأان الفوُزأان‬
‫رقم الفتوُىً‬
‫‪7720‬‬
‫تاريخ الفتوُىً‬
‫‪ 23/9/1425‬هي ‪20041106‬‬
‫تصنيف الفتوُىً‬

‫‪121‬‬
‫السؤال‬
‫لقد قدر ال حادث سيارة علِّىَ أحد الشخماصا بسيارت بينمحا هوُ يإشي علِّىَ قدميه ونُقل إل‬
‫الستشفىَ متأثدرا بتلِّك الصابة ورقد عشرة أيام ث توُف وقد تنازأل أهلِّه عنم ديته وأخذ أولده القصر مبَلِّغ‬
‫ثلثي ألف ر حيث كان الطأ مشتدكا فعلِّيه نُسبَة ‪ %40‬منه‪.‬‬
‫وسؤال هوُ عنم الصيام‪ .‬هل يب علِّي وجوُدبا مع أنُن طالب ف الثانُوُية وقد ل أستطيع المحع بي‬
‫الصيام والدراسة فهل يكحفي أن أتصدق وأطعم أو هل منم مرج ل منم الصيام أفيدون بارك ال فيكحم؟‬
‫الوُاب‬
‫س خطأد والكحفارة تب علِّىَ القاتل خطأ سوُاء‬ ‫ل شك أنُه يب علِّيك الصيام لنُك شاركت ف قتل نُف ت‬
‫انُفرد ف القتل أو شارك فيه وأنُت تذكر أنُك اشتكت ف ‪ %60‬الهم أنُه لوُ شارك ف ‪ %1‬أو أقل‬
‫علِّيه كفارة لعمحوُم الية الكحريإة فيثبَت ف ذمتك صيام شهرينم إذا ل تستطع‪ ،‬تذهب إل البَديل وهوُ‬
‫الصيام وليس هناك شيء ثالث غي الصيام وتأت به مت استطعت فإذا كنت ف الوُقت الاضر ل‬
‫تستطيع فإنُه يبَقىَ ف ذمتك وتصوُمه إذا استطعت والدراسة ليست تنع منم الصيام فالناس يصوُموُن‬
‫وهم يدرسوُن لسيمحا ف الناطق البَاردة‪ .‬الدراسة ليست عذدرا ف ترك الصيام ولوُ أنُك تينت مثلد‬
‫الفصوُل البَاردة مثل فصل الشتاء وصمحت فيه فل بأس به مع البودة الت تفف علِّيك منم شدة الصيام‬
‫الهم أنُك لبد أن تصوُم وأنُت أدرىً بالوُقت الناسب لك والصيام يبَقىَ ف ذمتك إل أن تؤديه ليس له‬
‫بديل‪ ،‬الطعام ليس له وجوُد ف كفارة القتل ي ال تعال ل يذكر إل خصلِّتي العتق أو الصيام فيمحا ذكر‬
‫ف كفارات أخرىً ثلث أشياء تدل أن القتل ل يزي فيه إل شيئمان العتق أو الصيام‪.‬‬
‫مصدر الفتوُىً‪ :‬النتقىَ منم فتاوىً فضيلِّة الشيخ صال بنم فوُزأان بنم عبَد ال الفوُزأان )ج ‪ /4‬صا ‪(231‬‬
‫] رقم الفتوُىً ف مصدرها‪[239 :‬‬
‫يييييييييي‬
‫تارك الصلة ل يؤمر بقضاء الصوم‬
‫الفت‬
‫اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية و الفتاء‬
‫رقم الفتوُىً‬
‫‪7235‬‬
‫تاريخ الفتوُىً‬
‫‪ 21/9/1425‬هي ‪20041104‬‬
‫تصنيف الفتوُىً‬
‫السؤال‬

‫‪122‬‬
‫شخمص ف الثامنة والعشرينم منم العمحر وما صام شهر رمضان حت بلِّغ عمحره ‪ 35‬سنة‪ ،‬وبعد هذه الدة‬
‫تاب إل ال عز وجل‪ ،‬واليوُم متار هل يقضي أو يفدي أو يتصدق وماذا يب علِّىَ هذا الرجل حيث‬
‫أنُه متار جددا‪ ،‬وماذا تدلوُن هذا الرجل علِّيه؟ أفيدون جزاكم ال خيدا‪.‬‬
‫الوُاب‬
‫إذا كان يصلِّي حي التك فعلِّيه القضاء وإطعام مسكحي عنم كل يوُم أخر قضاءه مقدار نُصف صاع‬
‫منم بر أو أرزأ‪ ،‬وإن كان ل يصلِّي فالتوُبة كافية وليس علِّيه قضاء الصوُم ول الصلة؛ لن ترك الصلة‬
‫كفر أكب وردة عنم السلم والرتد ل يؤمر بالقضاء‪ .‬وبال التوُفيق وصلِّىَ ال علِّىَ نُبَينا ممحد وآْله‬
‫وصحبَه وسلِّم‪.‬‬
‫مصدر الفتوُىً‪ :‬فتاوىً اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية والفتاء )ج ‪ /10‬صا ‪ ] (351 ,350‬رقم‬
‫الفتوُىً ف مصدرها‪[11506 :‬‬
‫يييييييييي‬
‫الجماع من وراء حائل في نهار رمضان ل يمنع من وجوب القضاء والكفارة‬
‫الفت‬
‫اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية و الفتاء‬
‫رقم الفتوُىً‬
‫‪6906‬‬
‫تاريخ الفتوُىً‬
‫‪ 20/9/1425‬هي ‪20041103‬‬
‫تصنيف الفتوُىً‬
‫السؤال‬
‫إنُسان وقع علِّىَ امرأته ف نار رمضان البَارك‪ ،‬وارتشف بعضاد منم ريقها وهي كذلك ارتشفت بعضاد‬
‫منم ريقه‪ ،‬ول ينزل‪ ،‬بل أدخل ذكره منم وراء الاف لا فمحا الكحم ف هذه الالة‪ ،‬وما الذي يب علِّيه‪،‬‬
‫وكيف تبأ ذمته‪ ،‬وهل البَخموُر كالعوُد وما نا نوُه يفسد الصوُم‪ ،‬أجيبَوُن رحكحم ال‪.‬‬
‫الوُاب‬
‫أودل‪ :‬يب علِّىَ الذكوُر وزأوجته أن يستغفرا ال ويتوُبا إليه منم انُتهاكهمحا حرمة صيامهمحا بشهر رمضان‪.‬‬
‫ثانُيدا‪ :‬علِّىَ كل واحد منهمحا كفارة المحاع ف شهر رمضان وهي عتق رقبَة مسلِّمحة‪ ،‬فإن ل يد فصيام‬
‫شهرينم متتابعي‪ ،‬فإن ل يستطع فإطعام ستي مسكحيناد لكحل مسكحي نُصف صاع منم بر أو أرزأ أو‬
‫غيها ما يطعم عادة‪ ،‬وعلِّيهمحا قضاء ذلك اليوُم‪ ،‬وكوُن المحاع منم وراء حائل ل يإنع منم وجوُب‬
‫القضاء والكحفارة‪.‬‬

‫‪123‬‬
‫ثالثدا‪ :‬أما البَخموُر فل حرج فيه للِّصائم إذا ل يتسعط به وهكحذا بقية الطياب كدهنم العوُد والوُرد ونوُها‬
‫ل حرج فيها كمحا سبَق وإنا يإنع منم ذلك مطلِّقاد الرم بجه أو عمحرة إل أن يل منم إحرامه‪ .‬وبال‬
‫التوُفيق وصلِّىَ ال علِّىَ نُبَينا ممحد وآْله وصحبَه وسلِّم ‪.‬‬
‫مصدر الفتوُىً‪ :‬فتاوىً اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية والفتاء )ج ‪ /10‬صا ‪ ] ( 314 , 313‬رقم‬
‫الفتوُىً ف مصدرها‪[6401 :‬‬
‫يييييييييي‬
‫صلة المحتلم إذا نسي الغاتسالا‬
‫الفت‬
‫اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية و الفتاء‬
‫رقم الفتوُىً‬
‫‪6498‬‬
‫تاريخ الفتوُىً‬
‫‪ 17/9/1425‬هي ‪20041031‬‬
‫تصنيف الفتوُىً‬
‫السؤال‬
‫احتلِّمحت ف يوُم منم أيام رمضان بعد صلة الفجر وعلِّمحت بذلك ولكحنم عندما استيقظت نُسيت‬
‫وذهبَت إل العمحل‪ ،‬وصلِّيت الظهر وأنُا إمام لمحاعة‪ ،‬وصلِّيت العصر مأموُماد مع إمام آْخر‪ .‬السؤال‪ :‬ما‬
‫حكحم صلت الظهر‪ ،‬وما حكحم صلة المحاعة الذينم صلِّوُا بعدي‪ ،‬وما حكحم صلة العصر‪ ،‬وكيف‬
‫الصوُم هل أقضي أم ل‪ ،‬علِّمحاد بأنُه كان كل ذلك نُسيانُدا‪ ،‬وعند صلة الغرب تذكرت واغتسلِّت‬
‫أفيدونُا؟‬
‫الوُاب‬
‫إذا كان الوُاقع كمحا ذكرت صلتك الظهر باطلِّة‪ ،‬وكذا صلتك العصر باطلِّة‪ ،‬وعلِّيك قضاؤها‪ ،‬وليس‬
‫علِّىَ منم صلِّىَ وراءك الظهر مأموُماد قضاء لصحة صلتم‪ ،‬لكحوُنم ل يعلِّمحوُا أنُك علِّىَ غي طهارة حي‬
‫الصلة‪ ،‬أما الصوُم فصحيح ول يفسده الحتلم‪ .‬وبال التوُفيق وصلِّىَ ال علِّىَ نُبَينا ممحد وآْله وصحبَه‬
‫وسلِّم‪.‬‬
‫مصدر الفتوُىً‪ :‬فتاوىً اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية والفتاء )ج ‪ /6‬صا ‪ ] (194 ،193‬رقم‬
‫الفتوُىً ف مصدرها‪[6496 :‬‬
‫يييييييييي‬
‫من أغامي عليه مدة طويلة هل يقضي الصلة والصوم ؟‬

‫‪124‬‬
‫الفت‬
‫اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية و الفتاء‬
‫رقم الفتوُىً‬
‫‪2343‬‬
‫تاريخ الفتوُىً‬
‫‪ 16/9/1425‬هي ‪20041030‬‬
‫تصنيف الفتوُىً‬
‫السؤال‬
‫يوُجد رجل صار علِّيه حادث اصطدام سيارة ووقع ف درك الوُت وأخذ مدة طوُيلِّة منها شهر رمضان‬
‫البَارك وهوُ ف غيبَوُبة الطر ل يعرف شيئماد وبعد مدة منحه الالق الكحري العظيم الشفاء‪ ،‬واكتمحلِّت‬
‫صحته فمحاذا علِّيه منم قضاء الصوُم والصلة؟‬
‫الوُاب‬
‫إذا كان الوُاقع كمحا ذكرت منم أن الرجل غاب عقلِّه مدة طوُيلِّة ل يعي شيئما فيها منم تأثر الصدمة ومنم‬
‫هذه الدة شهر رمضان فلِّيس علِّيه قضاء ما مضىَ منم الصوُم والصلة أيام غيبَوُبة عقلِّه ف أصح قوُل‬
‫العلِّمحاء لكحوُنُه غي مكحلِّف بمحا تلِّك الدة ‪ .‬وبال التوُفيق وصلِّىَ ال علِّىَ نُبَينا ممحد وآْله وصحبَه‬
‫وسلِّم‪.‬‬
‫مصدر الفتوُىً‪ :‬فتاوىً اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية والفتاء )ج ‪ /6‬صا ‪ ] (18‬رقم الفتوُىً ف‬
‫مصدرها‪[2883 :‬‬
‫يييييييييي‬
‫هل يكفر الحج ترك الصوم والصلة؟‬
‫الفت‬
‫الشيخ ‪ /‬صال بنم فوُزأان الفوُزأان‬
‫رقم الفتوُىً‬
‫‪3267‬‬
‫تاريخ الفتوُىً‬
‫‪ 16/9/1425‬هي ‪20041030‬‬
‫تصنيف الفتوُىً‬
‫السؤال‬

‫‪125‬‬
‫أفيدكم أن أبلِّغ منم العمحر الامسة والربعي‪ ،‬وقد مضىَ علِّي أربع سني منم عمحري دون أن أصلِّي‬
‫ودون أن أصوُم رمضان‪ ،‬ولكحن ف العام الاضي أديت فريضة الجه؛ فهل تكحفر عمحا فاتن منم صوُم‬
‫وصلة؟ وإن كانُت ل تكحفر؛ فمحاذا علِّي أن أفعلِّه الن؟ أرشدونُا وفقكحم ال‪.‬‬
‫الوُاب‬
‫ترك الصلة متعمحددا خطي جددا؛ لن الصلة هي الركنم الثان منم أركان السلم‪ ،‬وإذا تركها السلِّم‬
‫متعمحددا؛ فإن ذلك كفر؛ كمحا قال النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ‪)) :‬بي العبَد وبي الكحفر ترك الصلة((]‬
‫‪ ،[1‬وقال النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ‪)) :‬العهد الذي بيننا وبينهم الصلة‪ ،‬فمحنم تركها؛ فقد كفر((]‬
‫صلشة شوآْتشيروُا اللزشكاشة فششخملِّتوُا شسذبَيلِّشرههم{َ ]التوُبة‪:‬‬‫‪ ، [2‬وال تعال يقوُل ف الكحفار‪} :‬فشذإهن شتابروُا شوأششقارموُا ال ل‬
‫ك نُرطهعذرم‬
‫ي‪ ،‬شوشله نُش ر‬‫صلِّل ش‬
‫‪ ،[105‬ويقوُل عنم أهل النار‪} :‬ما سلِّششكحركحم ذف سشقر‪ ،‬شقالروُا شل نُش ر ذ‬
‫ك مشنم الهرمح ش‬ ‫ه‬ ‫ش ش ه شش‬
‫ي{َ]الدثر‪ 42 :‬ي ‪ ...[44‬إل غي ذلك منم النصوُصا الت تدل علِّىَ كفر تارك الصلة‪ ،‬وإن ل‬ ‫ذ ذ‬
‫الهمحهسكح ش‬
‫يحد وجوُبا‪ ،‬وهوُ الصحيح منم قوُل العلِّمحاء رحهم ال‪.‬‬
‫فمحا ذكرت منم أنُك تركتها متعمحددا مدة أربع سنوُات؛ هذا يقتضي الكحفر‪ ،‬ولكحنم إذا تبَت إل ال عز‬
‫وجل توُبة صحيحة‪ ،‬وحافظت علِّىَ الصلة ف مستقبَل حياتك‪ ،‬فإن ال يإحوُ ما كان منم ذي قبَل‪،‬‬
‫ب ما قبَلِّها‪.‬‬
‫والتوُبة الصادقة شتر ت‬
‫أما الجه؛ فل يكحفر ترك الصلة ول ترك الصيام؛ لن هذه كبَائر موُبقة ل يكحفرها الجه‪.‬‬
‫وكذلك الجه إذا كنت أديته وأنُت ل تصلِّي؛ فإنُه ل يصح؛ لن الذي ل يصلِّي ليس له دينم‪ ،‬وليس له‬
‫إسلم‪ ،‬ول يصح منه عمحل إل أن يتوُب إل ال سبَحانُه وتعال؛ فإذا تبَت إل ال توُبة صحيحة‪،‬‬
‫وحافظت علِّىَ الصلة‪ ،‬فإن هذا يكحفر ما سبَق‪ ،‬ولكحنم علِّيك بالصدق والستمحرار علِّىَ التوُبة والهتمحام‬
‫بالصلة‪.‬‬
‫وإذا كنت أديت الجه ف حالة تركك للِّصلة؛ فإن الحوُط لك أن تعيده‪ ،‬أما إذا كنت أديته بعدما‬
‫تبَت؛ فهوُ حجه صحيح إن شاء ال‪.‬‬
‫وما مضىَ منم العصية وترك الصلة والصيام تكحفره التوُبة الصادقة‪.‬‬
‫]‪ [1‬رواه مسلِّم ف "صحيحه" )‪ (1/88‬منم حديث جابر بنم عبَد ال بنحوُه‬
‫]‪ [2‬رواه المام أحد ف "مسنده" )‪ ،(5/346‬ورواه التمذي ف "سننه" )‪ ،(7/283‬ورواه النسائي ف‬
‫"سننه" )‪ 1/231‬ي ‪ ،(232‬ورواه ابنم ماجه ف "سننه" )‪(1/342‬؛ كلِّهم منم حديث بريدة السلِّمحي‬
‫رضي ال عنه‪.‬‬
‫مصدر الفتوُىً‪ :‬النتقىَ منم فتاوىً فضيلِّة الشيخ صال بنم فوُزأان بنم عبَد ال الفوُزأان )ج ‪ /1‬صا ‪] (96‬‬
‫رقم الفتوُىً ف مصدرها‪[49 :‬‬
‫يييييييييي‬

‫‪126‬‬
‫هل يعاقب المجنون على ترك الصلة والصوم والزكاة وغايرها؟‬
‫الفت‬
‫اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية و الفتاء‬
‫رقم الفتوُىً‬
‫‪4609‬‬
‫تاريخ الفتوُىً‬
‫‪ 6/9/1425‬هي ‪20041020‬‬
‫تصنيف الفتوُىً‬
‫السؤال‬
‫هل يعاقب النوُن علِّىَ العمحال الت قام با قبَل حدوث النوُن والت ل ترضي ال عز وجل مثل ترك‬
‫الصلة والصوُم والزكاة وغيها‪ ،‬حيث أنُه ف بداية الياة كان عاقلد ولكحنم الصابة بالنوُن حدثت ف‬
‫وقت متأخر؟‬
‫الوُاب‬
‫حكحمحه أيام عقلِّه حكحم جيع الكحلِّفي العقلء ف الساب والثوُاب والعقاب‪ ،‬وحكحمحه أيام جنوُنُه حكحم‬
‫سائر الانُي ف أنُه رفع عنه القلِّم ‪ .‬وبال التوُفيق وصلِّىَ ال علِّىَ نُبَينا ممحد وآْله وصحبَه وسلِّم‬
‫مصدر الفتوُىً‪ :‬فتاوىً اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية والفتاء )ج ‪ /6‬صا ‪ ] (21 ،20‬رقم الفتوُىً ف‬
‫مصدرها‪[8302 :‬‬
‫يييييييييي‬
‫ل صيام على من عاهدت زوجها المتوفي بقضاء ما أفطر وهو مريض‬
‫الفت‬
‫اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية و الفتاء‬
‫رقم الفتوُىً‬
‫‪4490‬‬
‫تاريخ الفتوُىً‬
‫‪ 6/9/1425‬هي ‪20041020‬‬
‫تصنيف الفتوُىً‬
‫السؤال‬
‫مرض والدي مرضاد شديداد ف بداية شهر شعبَان‪ ،‬وجاء شهر رمضان وهوُ علِّىَ مرضه حيث ل يأكل‬
‫الطعام‪ ،‬ويشرب الاء والقهوُة فقط‪ ،‬وصام ستة أيام منم رمضان‪ ،‬وهوُ ل يأكل‪ ،‬يشرب الاء والقهوُة‬

‫‪127‬‬
‫فقط‪ ،‬ودخل علِّيه أهل الي منهم بعض إخوُانُه وزأوجته وقالوُا له‪ :‬أنُت يب علِّيك أن تفطر حيث‬
‫عندك عذر شرعي‪ ،‬وهوُ الرض الشديد‪ .‬قال لم‪ :‬ل يإكحنم أن أفطر‪ ،‬أموُت أو أحيا‪ .‬وقالت له زأوجته‪:‬‬
‫إذا شيء جرىً بك موُت مثلد فأنُا مستعدة أنُا أقضي عنك‪ .‬وبعد إلاح شديد منم زأوجته أفطر حيث‬
‫وهم خائفوُن علِّيه منم الصيام أن يؤثر علِّىَ حالته‪ ،‬وقد أفطر باقي شهر رمضان ‪ 24‬يوُمدا‪ ،‬وف يوُم‬
‫العيد بعد رمضان وقف شقه اليإنم رجلِّه ويده وجيع أعضاء الهة اليمحي‪ ،‬وبعد عشرة أيام توُف والدي‪.‬‬
‫والسؤال هنا هوُ‪ :‬هل علِّىَ والدت الصوُم عنم أب ف رمضان الذي هي وعدته وقطعت علِّىَ نُفسها بأن‬
‫تصوُم بدلد عنه لوُ مات‪ ،‬وقد مات والدي؟ فأرجوُ منم فضيلِّتكحم التكحرم بالوُاب كتابيدا‪ ،‬وهي باليمحنم‬
‫وأنُا مقيم ف الرياض حت أقنعها با تفتوُن به‪ ،‬وفقكحم ال لدمة السلِّمحي با فيه الي؟‬
‫الوُاب‬
‫إذا كان الوُاقع كمحا ذكر فأبوُك معذور ف فطره لشدة مرضه‪ ،‬فلِّيس علِّيه قضاء ول فدية لتصال موُته‬
‫برضه‪ ،‬وليس علِّىَ أمك قضاء ول فدية لا أفطره أبوُك منم أيام مرضه كذلك‪ ،‬وإن كانُت قد التزمت له‬
‫بذلك لسقوُط الصيام والفدية عنه‪ .‬وبال التوُفيق وصلِّىَ ال علِّىَ نُبَينا ممحد وآْله وصحبَه وسلِّم‪.‬‬
‫مصدر الفتوُىً‪ :‬فتاوىً اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية والفتاء )ج ‪ /10‬صا ‪ ] (379 , 378‬رقم‬
‫الفتوُىً ف مصدرها‪[9400 :‬‬
‫يييييييييي‬
‫صيام الحامل والمرضع‪ ،‬واستخدام حبوب لمنع الحيض في رمضان‬
‫الفت‬
‫الشيخ ‪ /‬صال بنم فوُزأان الفوُزأان‬
‫رقم الفتوُىً‬
‫‪4540‬‬
‫تاريخ الفتوُىً‬
‫‪ 6/9/1425‬هي ‪20041020‬‬
‫تصنيف الفتوُىً‬
‫السؤال‬
‫مت يربَاح الفطر ف رمضان للِّحامل والرضع؟ وما هي مفسدات الصوُم عمحوُدما؟ وهل يوُزأ للِّمحرأة أن‬
‫تتناول البَوُب الانُعة للِّعادة الشهرية حت تتمحكحنم منم صيام رمضان بدون انُقطاع؟‬
‫الوُاب‬
‫يوُزأ الفطار للِّحامل والرضع إذا خافتا علِّىَ ولديهمحا منم أضرار الصيام؛ لنُه يإكحنم أن الصيام يضعف‬
‫الغذاء الذي يتغذىً به الوُلوُد ف بطنم أمه‪ ،‬فإذا كان المر كذلك فلِّها أن تفطر وأن تقضي منم أيام‬

‫‪128‬‬
‫أخر وتطعم مع القضاء‪ ،‬وإن خافت علِّىَ نُفسها منم الصيام؛ لنا ل تستطيع الصيام وهي حامل أو ل‬
‫تستطيع الصيام وهي مرضع؛ فهذه تفطر وتقضي منم أيام أخر وليس علِّيها إطعام‪ .‬هذا ما يتعلِّق‬
‫بالامل والرضع‪.‬ويوُزأ للِّمحرأة تناول البَوُب الت تنع عنها اليض منم أجل أن تصوُم إذا كانُت هذه‬
‫البَوُب ل تضر بصحتها‪.‬‬
‫مصدر الفتوُىً‪ :‬النتقىَ منم فتاوىً فضيلِّة الشيخ صال بنم فوُزأان بنم عبَد ال الفوُزأان )ج ‪ /3‬صا ‪(147‬‬
‫] رقم الفتوُىً ف مصدرها‪[223 :‬‬
‫يييييييييي‬
‫قضاء الصوم بعد زوالا المرض‬
‫الفت‬
‫الشيخ ‪ /‬صال بنم فوُزأان الفوُزأان‬
‫رقم الفتوُىً‬
‫‪4536‬‬
‫تاريخ الفتوُىً‬
‫‪ 6/9/1425‬هي ‪20041020‬‬
‫تصنيف الفتوُىً‬
‫السؤال‬
‫شخمص أصابه مرض مزمنم ونُصحه الطبَاء بعدم الصيام‪ ،‬ولا شفي منم هذا الرض؛ كان قد فاته أربع‬
‫سنوُات؛ فمحاذا يفعل بعد أن شفاه ال؟ هل يقضيها أم ل؟‬
‫الوُاب‬
‫منم أفطر لجل مرض‪ ،‬ث زأال مرضه‪ ،‬واستطاع الصيام؛ فإنُه يب علِّيه قضاء ما أفطر؛ لقوُله تعال‪:‬‬
‫}فششمحهنم شكاشن ذمهنركحهم شمذريضاد أشهو شعشلِّىَ شسشفتر فشعذلدة ذمهنم أشلياتم أرشخر{َ ]البَقرة‪.[184 :‬‬
‫وهذا الذي أفطر أربعة رمضانُات وشفي الن؛ يب علِّيه القضاء لتلِّك الشهر أولد بأول‪ ،‬لكحنم له أن‬
‫يفرق القضاء حسب استطاعته‪ ،‬إل أن ينتهي ما ف ذمته‪ ،‬ول يب علِّيه القضاء دفعة واحدة؛ لقوُله‬
‫تعال‪} :‬شفاتليرقوُا اللِّلهش شما اهستشطشهعترهم{َ ]التغابنم‪ ،[16 :‬ولن وقت القضاء موُسع‪.‬‬
‫مصدر الفتوُىً‪ :‬النتقىَ منم فتاوىً فضيلِّة الشيخ صال بنم فوُزأان بنم عبَد ال الفوُزأان )ج ‪ /3‬صا ‪(139‬‬
‫] رقم الفتوُىً ف مصدرها‪[213 :‬‬
‫يييييييييي‬
‫حكم الكفارة بدل من قضاء الصوم‬
‫الفت‬

‫‪129‬‬
‫الشيخ ‪ /‬صال بنم فوُزأان الفوُزأان‬
‫رقم الفتوُىً‬
‫‪4535‬‬
‫تاريخ الفتوُىً‬
‫‪ 6/9/1425‬هي ‪20041020‬‬
‫تصنيف الفتوُىً‬
‫السؤال‬
‫أمي ف الستي منم عمحرها‪ ،‬ل تقض أيام اليض منم أشهر رمضان فاتتها منذ أن تزوجت والدي‪ ،‬حيث‬
‫كان يقوُل لا والدي بأن تكحفر عنم كل يوُم بدلد منم قضائه‪ ،‬وذلك لنا أم ولا أولد‪ ،‬والدة الت‬
‫فاتتها تقدر بعشرينم عادما؛ بوُاقع سبَعة أيام منم كل رمضان؛ ماذا علِّيه؟ هل تصوُم ما فاتا أم تتصدق؟‬
‫وما مقدار الصدقة؟‬
‫الوُاب‬
‫الوُاجب علِّىَ والدتك قضاء اليام الت تركت صيامها منم رمضان ف فتة اليض‪ ،‬ولوُ تكحرر ذلك منها‬
‫عدة رمضانُات‪ ،‬فتحصي اليام الت تركتها‪ ،‬وتقضيها‪ ،‬وتطعم مع القضاء مسكحيدنا عنم كل يوُم‪ ،‬بقدار‬
‫نُصف صاع عنم كل يوُم؛ كفارة عنم تأخي القضاء‪ ،‬ويوُزأ أن تقضيها متتابعة أو متفرقة حسب‬
‫ظروفها‪.‬‬
‫الهم أنُه ل يوُزأ لا تركها‪ ،‬ووالدك قد أخطأ خطأ كبَديا ف إفتائها بغي علِّم‪.‬‬
‫مصدر الفتوُىً‪ :‬النتقىَ منم فتاوىً فضيلِّة الشيخ صال بنم فوُزأان بنم عبَد ال الفوُزأان )ج ‪ /3‬صا ‪(138‬‬
‫] رقم الفتوُىً ف مصدرها‪[212 :‬‬
‫يييييييييي‬
‫الحامل والمرضع في الصيام وحبوب منع الحيض‬
‫الفت‬
‫الشيخ ‪ /‬صال بنم فوُزأان الفوُزأان‬
‫رقم الفتوُىً‬
‫‪4525‬‬
‫تاريخ الفتوُىً‬
‫‪ 6/9/1425‬هي ‪20041020‬‬
‫تصنيف الفتوُىً‬
‫السؤال‬

‫‪130‬‬
‫مت يبَاح الفطر ف رمضان للِّحامل والرضع؟ وما هي مفسدات الصوُم عمحوُدما؟ وهل يوُزأ للِّمحرأة أن‬
‫تتناول البَوُب الانُعة للِّعادة الشهرية حت تتمحكحنم منم صيام رمضان بدون انُقطاع؟‬
‫الوُاب‬
‫يوُزأ الفطار للِّحامل والرضع إذا خافتا علِّىَ ولديهمحا منم أضرار الصيام؛ لنُه يإكحنم أن الصيام يضعف‬
‫الغذاء الذي يتغذىً به الوُلوُد ف بطنم أمه؛ فإذا كان المر كذلك فلِّها أن تفطر وأن تقضي منم أيام‬
‫أخر وتطعم مع القضاء‪ ،‬وإن خافت علِّىَ نُفسها منم الصيام؛ لنا ل تستطيع الصيام وهي حامل أو ل‬
‫تستطيع الصيام وهي مرضع؛ فهذه تفطر وتقضي منم أيام أخر وليس علِّيها إطعام‪ .‬هذا ما يتعلِّق‬
‫بالامل والرضع‪.‬‬
‫ويوُزأ للِّمحرأة تناول البَوُب الت تنع عنها اليض منم أجل أن تصوُم إذا كانُت هذه البَوُب ل تضر‬
‫بصحتها‪.‬‬
‫مصدر الفتوُىً‪ :‬النتقىَ منم فتاوىً فضيلِّة الشيخ صال بنم فوُزأان بنم عبَد ال الفوُزأان )ج ‪ /3‬صا ‪] (28‬‬
‫رقم الفتوُىً ف مصدرها‪[39 :‬‬
‫يييييييييي‬
‫هل يجوز الطعام بدل من الصوم في كفارة القتل؟‬
‫الفت‬
‫الشيخ ‪ /‬صال بنم فوُزأان الفوُزأان‬
‫رقم الفتوُىً‬
‫‪4523‬‬
‫تاريخ الفتوُىً‬
‫‪ 6/9/1425‬هي ‪20041020‬‬
‫تصنيف الفتوُىً‬
‫السؤال‬
‫لقد قدر ال حادث سيارة علِّىَ أحد الشخماصا بسيارت بينمحا هوُ يإشي علِّىَ قدميه ونُقل إل‬
‫الستشفىَ متأثدرا بتلِّك الصابة ورقد عشرة أيام ث توُف وقد تنازأل أهلِّه عنم ديته وأخذ أولده القصر مبَلِّغ‬
‫ثلثي ألف ر حيث كان الطأ مشتدكا فعلِّيه نُسبَة ‪ %40‬منه‪.‬‬
‫وسؤال هوُ عنم الصيام‪ .‬هل يب علِّي وجوُدبا مع أنُن طالب ف الثانُوُية وقد ل أستطيع المحع بي‬
‫الصيام والدراسة فهل يكحفي أن أتصدق وأطعم أو هل منم مرج ل منم الصيام أفيدون بارك ال فيكحم؟‬
‫الوُاب‬

‫‪131‬‬
‫س خطأد والكحفارة تب علِّىَ القاتل خطأ سوُاء‬ ‫ل شك أنُه يب علِّيك الصيام لنُك شاركت ف قتل نُف ت‬
‫انُفرد ف القتل أو شارك فيه وأنُت تذكر أنُك اشتكت ف ‪ %60‬الهم أنُه لوُ شارك ف ‪ %1‬أو أقل‬
‫علِّيه كفارة لعمحوُم الية الكحريإة فيثبَت ف ذمتك صيام شهرينم إذا ل تستطع‪ ،‬تذهب إل البَديل وهوُ‬
‫الصيام وليس هناك شيء ثالث غي الصيام وتأت به مت استطعت فإذا كنت ف الوُقت الاضر ل‬
‫تستطيع فإنُه يبَقىَ ف ذمتك وتصوُمه إذا استطعت والدراسة ليست تنع منم الصيام فالناس يصوُموُن‬
‫وهم يدرسوُن لسيمحا ف الناطق البَاردة‪ .‬الدراسة ليست عذدرا ف ترك الصيام ولوُ أنُك تينت مثلد‬
‫الفصوُل البَاردة مثل فصل الشتاء وصمحت فيه فل بأس به مع البودة الت تفف علِّيك منم شدة الصيام‬
‫الهم أنُك لبد أن تصوُم وأنُت أدرىً بالوُقت الناسب لك والصيام يبَقىَ ف ذمتك إل أن تؤديه ليس له‬
‫بديل‪ ،‬الطعام ليس له وجوُد ف كفارة القتل ي ال تعال ل يذكر إل خصلِّتي العتق أو الصيام فيمحا ذكر‬
‫ف كفارات أخرىً ثلث أشياء تدل أن القتل ل يزي فيه إل شيئمان العتق أو الصيام‪.‬‬
‫مصدر الفتوُىً‪ :‬النتقىَ منم فتاوىً فضيلِّة الشيخ صال بنم فوُزأان بنم عبَد ال الفوُزأان )ج ‪ /4‬صا ‪(231‬‬
‫] رقم الفتوُىً ف مصدرها‪[239 :‬‬
‫يييييييييي‬
‫الفطر أفضل من الصوم في السفر إل في عرفة وعاشوراء‬
‫الفت‬
‫الشيخ ‪ /‬ممحد بنم إبراهيم آْل الشيخ‬
‫رقم الفتوُىً‬
‫‪4518‬‬
‫تاريخ الفتوُىً‬
‫‪ 6/9/1425‬هي ‪20041020‬‬
‫تصنيف الفتوُىً‬
‫السؤال‬
‫الفطر أفضل منم الصوُم ف السفر إل ف عرفة وعاشوُراء‬
‫الوُاب‬
‫ذذ‬ ‫ذ‬
‫صاة(( للِّلذيهشنم له‬
‫اختلِّف العلِّمحاء أيهمحا أفضل‪ :‬علِّىَ أقوُال‪ .‬والراجح أن الفطر أفضل‪ .‬لقوُله‪)) :‬أرهولشئمك الهعر ش‬
‫س ذمشنم الهذ لب ال ل‬
‫صشيارم ذ هف اللسشفذر(( وحديث حزة بنم عمحرو‪.‬‬ ‫صةش و))لشهي ش‬
‫يشيهقبَشيلِّرهوُا الترهخ ش‬
‫وهذا خلف صيام يوُم عاشوُراء نُص علِّيه أحد أنُه ل يكحره للِّمحسافر‪ ،‬وقاس علِّيه بعض صيام يوُم عرفة‬
‫ف حق السافر‪.‬‬

‫‪132‬‬
‫وبعض استظهر أن يقاس علِّيه كل صوُم يوُم ليس بوُاجب كصيام ثلثة أيام منم كل شهر‪ ،‬وصيام‬
‫الثني والمحيس ونوُ ذلك‪.‬‬
‫مصدر الفتوُىً‪ :‬فتاوىً ورسائل ساحة الشيخ ممحد بنم إبراهيم بنم عبَد اللِّطيف آْل الشيخ )ج ‪ /4‬صا‬
‫‪ ] (184‬رقم الفتوُىً ف مصدرها‪[1123 :‬‬
‫يييييييييي‬
‫الصوم في بلد يستمر فيها طلوع الشمس‬
‫الفت‬
‫الشيخ ‪ /‬ممحد بنم إبراهيم آْل الشيخ‬
‫رقم الفتوُىً‬
‫‪4515‬‬
‫تاريخ الفتوُىً‬
‫‪ 6/9/1425‬هي ‪20041020‬‬
‫تصنيف الفتوُىً‬
‫السؤال‬
‫سئمل رحه ال عنم حكحم الصيام ف بلد يستمحر فيها طلِّوُع الشمحس؟‬
‫الوُاب‬
‫يب علِّيهم الصيام‪ ،‬وينظرون البَلد الت تلِّيهم‪.‬‬
‫مصدر الفتوُىً‪ :‬فتاوىً ورسائل ساحة الشيخ ممحد بنم إبراهيم بنم عبَد اللِّطيف آْل الشيخ )ج ‪ /4‬صا‬
‫‪ ] (161‬رقم الفتوُىً ف مصدرها‪[1099 :‬‬
‫يييييييييي‬
‫الصوم في بلد ل تطلع فيها الشمس شتاء‬
‫الفت‬
‫الشيخ ‪ /‬ممحد بنم إبراهيم آْل الشيخ‬
‫رقم الفتوُىً‬
‫‪4514‬‬
‫تاريخ الفتوُىً‬
‫‪ 6/9/1425‬هي ‪20041020‬‬
‫تصنيف الفتوُىً‬
‫السؤال‬

‫‪133‬‬
‫سئمل رحه ال عنم حكحم صوُم منم ل تطلِّع عندهم الشمحس أيام الشتاء مطلِّدقا؟‬
‫الوُاب‬
‫منم ممحد بنم إبراهيم إل حضرة الستاذ الكحرم جاسر العلِّي الريش سلِّمحه ال‬
‫السلم علِّيكحم ورحة ال وبركاته‪ .‬وبعد‪:‬‬
‫فقد وصل إلينا كتبَك الذي ذكرت فيه أنُك تدرس ف ألانُيا الغربية‪ ،‬وتسأل عنم مسألتي مهمحتي منم‬
‫مسائل الصيام‪ ،‬وقد جرىً تأملِّهمحا‪ ،‬والوُاب علِّيهمحا با يلِّي‪:‬‬

‫السألة الول‪ .‬ذكرت أن الشمحس ل تطلِّع عندكم أيام الشتاء مطلِّدقا‪ ،‬وأما الصيف فالنهار عندكم تسع‬
‫ساعات فقط‪ ،‬وتسأل مت يكحوُن فطركم؟ ومت يكحوُن إمساككحم؟‬
‫ض‬‫ط ا ه شلبهييش ر‬
‫ي لشركحرم اهلشهي ر‬
‫والوُاب‪ :‬ي المحد ل‪ .‬أما المساك فقد قال ال تعال‪} :‬شوركلِّروُا شواهششربروُا شحلت يشيتشبَشي ل ش‬
‫صشياشم إذشل اللِّلهيذل{َ ]البَقرة‪ [187 :‬فمحادام اللِّيل باقديا فل حرج علِّىَ‬ ‫ذمشنم اهلشهيذط اهلشهسشوُذد ذمشنم الهشفهجذر رثل أشذتتوُا ال ل‬
‫منم أكل أو شرب‪ ،‬والصل بقاء اللِّيل‪ ،‬فإذا تبَي الفجر لزم المساك مع الحتياط ببَضع دقائق قبَل‬
‫الفجر احتياطا للِّعبَادة وأما الفطر فالصل بقاء النهار فل يفطر حت يغلِّب علِّىَ الظنم غروب الشمحس‬
‫ويعرف ذلك بغشيان الظلم واختفاء نُوُر الشمحس‪ .‬فإذا غلِّب علِّىَ الظنم النُسان ذلك باجتهاده أو‬
‫بب ثقة جازأ له الفطر‪.‬‬
‫مصدر الفتوُىً‪ :‬فتاوىً ورسائل ساحة الشيخ ممحد بنم إبراهيم بنم عبَد اللِّطيف آْل الشيخ )ج ‪ /4‬صا‬
‫‪ ] (160‬رقم الفتوُىً ف مصدرها‪[1098 :‬‬
‫يييييييييي‬
‫مات قبل قضاء الصوم فماذا أفعل؟‬
‫الفت‬
‫الشيخ ‪ /‬صال بنم فوُزأان الفوُزأان‬
‫رقم الفتوُىً‬
‫‪4511‬‬
‫تاريخ الفتوُىً‬
‫‪ 6/9/1425‬هي ‪20041020‬‬
‫تصنيف الفتوُىً‬
‫السؤال‬
‫ضا شديددا منعه منم صيام شهر رمضان الاضي فهل يوُزأ ل أن‬‫ضا مر د‬
‫والدي متوُف وكان قبَل وفاته مري د‬
‫أصوُم قضاءد عنه أم يلِّزمن شيء آْخر وما هوُ؟‬

‫‪134‬‬
‫الوُاب‬
‫إذا ترك والدك الصيام لعذر الرض واستمحر به الرض إل أن توُف فل شيء علِّيه لنُه أفطر لعذر ول‬
‫يستطع القضاء حت مات ل شيء علِّيه‪ ،‬وإذا كان شفي منم مرضه ومر علِّيه وقت يستطيع القضاء ول‬
‫يقض حت دخل علِّيه رمضان آْخر واليام الت أفطرها ف ذمته ث مات بعد رمضان الخر فإنُه يب أن‬
‫يطعم عنه عنم كل يوُم مسكحيدنا منم تركته إذا كان له تركة لن هذا دينم ل سبَحانُه وتعال بأن يطعم‬
‫عنم كل يوُم مسكحي يعن يدفع له عنم كل يوُم نُصف صاع منم الطعام العتاد ف البَلِّد أما أن يصوُم عنه‬
‫أحد فالصيام الوُاجب ف أصل الشرع ل يصوُم أحد عنم أحد وإنا هذا ف النذر لوُ كان علِّيه صيام نُذر‬
‫فإنُه يصوُم عنه وليه كمحا قال النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪)) :‬منم مات وعلِّيه صيام نُذر صام عنه وليه((‬
‫لن النذر هوُ الذي ألزمه نُفسه فهوُ ل يب ف أصل الشرع أما صوُم رمضان فهذا ركنم منم أركان‬
‫السلم وواجب بأصل الشرع ول يصوُم أحد عنم أحد كمحا أنُه ل يصلِّي أحد عنم أحد‪.‬‬
‫مصدر الفتوُىً‪ :‬النتقىَ منم فتاوىً فضيلِّة الشيخ صال بنم فوُزأان بنم عبَد ال الفوُزأان )ج ‪ /4‬صا ‪(107‬‬
‫] رقم الفتوُىً ف مصدرها‪[108 :‬‬
‫يييييييييي‬
‫تقبيل الزوجة‬
‫الفت‬
‫الشيخ ‪ /‬صال بنم فوُزأان الفوُزأان‬
‫رقم الفتوُىً‬
‫‪4508‬‬
‫تاريخ الفتوُىً‬
‫‪ 6/9/1425‬هي ‪20041020‬‬
‫تصنيف الفتوُىً‬
‫السؤال‬
‫ما حكحم تقبَيل الزوجة بدون شهوُة ف حال الصوُم أو ف حال الطهارة وهل ينتقض الوُضوُء بسبَب‬
‫القبَلِّة؟‬
‫الوُاب‬
‫إذا قبَل الرجل زأوجته بدون شهوُة ف أثناء الصوُم أو بعد الطهارة ول يرج منه شيء فإن ذلك ل يل‬
‫بصيامه ول بطهارته فقد ثبَت أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم كان يقبَل بعض أزأواجه وهوُ صائم ويقبَل‬
‫وهوُ متوُضئ لا كان مالكحاد لربه )]‪ ([1‬فدل ذلك علِّىَ الوُازأ ف هذه الالة‪ ،‬أما الذي يشىَ منم‬

‫‪135‬‬
‫ثوُران شهوُته فإنُه ل يقبَل ف هاتي الالتي خشية أن يرج منه شيء يل بصيامه أو طهارته‪ .‬وال‬
‫أعلِّم‪.‬‬
‫)]‪ ([1‬رواه البَخماري ف صحيحه جي ‪ 2‬صا ‪ 233‬منم حديث عائشة رضي ال عنها‪.‬‬
‫مصدر الفتوُىً‪ :‬النتقىَ منم فتاوىً فضيلِّة الشيخ صال بنم فوُزأان بنم عبَد ال الفوُزأان )ج ‪ /4‬صا ‪] (98‬‬
‫رقم الفتوُىً ف مصدرها‪[97 :‬‬
‫يييييييييي‬
‫التتابع في صيام كفارة اليمين‬
‫الفت‬
‫الشيخ ‪ /‬صال بنم فوُزأان الفوُزأان‬
‫رقم الفتوُىً‬
‫‪4506‬‬
‫تاريخ الفتوُىً‬
‫‪ 6/9/1425‬هي ‪20041020‬‬
‫تصنيف الفتوُىً‬
‫السؤال‬
‫كان علِّي صيام أيام كفارة يإي فسألت إحدىً أخوُات السلِّمحات والت أثق با لنا علِّىَ درجة منم‬
‫العلِّم فسألتها إن كان الصوُم متتابدعا أو متفردقا فقالت ل ل يشتط التتابع فصمحتها متفرقة ولكحنم سعت‬
‫منم برنُامكحم ومنم أحد العلِّمحاء الكحرام إنُه يشتط التتابع فرجعت إليها فأخرجت ل ف تفسي ابنم كثي‬
‫قوُل مالك فيه بأنُه ل يشتط التتابع فهل علِّي شيء‪ .‬وما هوُ القوُل الصحيح ف هذا؟‬
‫الوُاب‬
‫كمحا ذكرت السألة فيها خلف بي أهل العلِّم هل يب التتابع ف صيام كفارة اليمحي أو ل يب‬
‫ولكحنم الراجح ما ذهب إليه المام أحد وأبوُ حنيفة والشافعي ف أحد قوُليه ف أنُه يب التتابع لنُه رقرئ‬
‫صا علِّىَ وجوُب التتابع وال أعلِّم‪.‬‬
‫قوُله تعال‪} :‬فصيام ثلثة أيام متتابعات{َ)]‪ ([1‬فتكحوُن هذا القراءة نُ د‬
‫)]‪ ([1‬انُظر‪ :‬تفسي القرآْن العظيم لبنم كثي جي ‪ 2‬صا ‪.86‬‬
‫مصدر الفتوُىً‪ :‬النتقىَ منم فتاوىً فضيلِّة الشيخ صال بنم فوُزأان بنم عبَد ال الفوُزأان )ج ‪ /4‬صا ‪] (96‬‬
‫رقم الفتوُىً ف مصدرها‪[94 :‬‬
‫يييييييييي‬
‫صوم وفطر المسافر‬
‫الفت‬

‫‪136‬‬
‫الشيخ ‪ /‬صال بنم فوُزأان الفوُزأان‬
‫رقم الفتوُىً‬
‫‪4504‬‬
‫تاريخ الفتوُىً‬
‫‪ 6/9/1425‬هي ‪20041020‬‬
‫تصنيف الفتوُىً‬
‫السؤال‬
‫أيهمحا أفضل للِّمحسافر الفطر أم الصوُم؟ وما حكحم لوُ نُوُىً السافر القامة ف بلِّد أقل منم أربعة أيام‪،‬‬
‫فهل له الفطر والالة هذه أم ل؟ أفيدون بارك ال فيكحم‪.‬‬
‫الوُاب‬
‫السافر سفدرا يبَاح فيه قصر الصلة وهوُ ما يسمحىَ بسفر القصر بأن يبَلِّغ ثانُي كيلِّوُ فأكثر فهذا‬
‫الفضل له أن يفطر عمحلد بالرخصة الشرعية وإذا صام وهوُ مسافر فصوُمه صحيح ومزئ لقوُله تعال‪:‬‬
‫}شوشمهنم شكاشن شمذريضاد أشهو شعشلِّىَ شسشفتر فشعذلدة ذمهنم أشلياتم أرشخشر يرذريرد اللِّلهر بذركحرم الهيرهسشر شول يرذريرد بذركحرم الهعرهسشر شولذترهكحذمحلِّروُا‬
‫الهعذلدشة{َ ]البَقرة‪ [185 :‬فالفطار ف السفر أفضل منم الصيام وإذا صام فل حرج علِّيه إن شاء ال‬
‫وصيامه مزئ وصحيح‪ .‬وأما إذا نُوُىً إقامة أربعة أيام فأقل فإنُه له أحكحام السافر يوُزأ له الفطار ويوُزأ‬
‫له قصر الصلة لن إقامته إذا كانُت أربعة أيام فأقل فإنا ل ترجه عنم حكحم السافر أما إذا كانُت‬
‫إقامته الت نُوُاها تزيد عنم أربعة أيام فهذا يأخذ حكحم القيم وتنقطع ف حقه أحكحام السفر فيجب علِّيه‬
‫إتام الصلة والصوُم ف رمضان‪.‬‬
‫مصدر الفتوُىً‪ :‬النتقىَ منم فتاوىً فضيلِّة الشيخ صال بنم فوُزأان بنم عبَد ال الفوُزأان )ج ‪ /4‬صا ‪] (87‬‬
‫رقم الفتوُىً ف مصدرها‪[88 :‬‬
‫يييييييييي‬
‫تبييت النية في الصوم وحكم التلفظ بها‬
‫الفت‬
‫الشيخ ‪ /‬صال بنم فوُزأان الفوُزأان‬
‫رقم الفتوُىً‬
‫‪4503‬‬
‫تاريخ الفتوُىً‬
‫‪ 6/9/1425‬هي ‪20041020‬‬
‫تصنيف الفتوُىً‬

‫‪137‬‬
‫السؤال‬
‫هل يشتط أن تكحوُن نُية الصيام قبَل الفجر منم كل ليلِّة منم رمضان أم تكحفي نُية واحدة كل الشهر‪.‬‬
‫وما حكحم منم تلِّفظ با ف كل ليلِّة منم ليال شهر رمضان‪.‬‬
‫الوُاب‬
‫النية شرط منم شروط صحة العبَادة منم صيام وغيه لقوُله صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ‪)) :‬إنا العمحال بالنيات‬
‫وإنا لكحل امرئ ما نُوُىً(()]‪ ([1‬فكحل عبَادة منم العبَادات ل تصح إل بنية ومنم ذلك الصيام فإنُه ل‬
‫يصح إل بنية لقوُله صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪)) :‬ل صيام لنم ل يبَيت النية منم اللِّيلِّة(()]‪ ([2‬فالنية للِّصيام‬
‫مشتطة وصيام الفرض لبد أن ينوُيه منم اللِّيل قبَل طلِّوُع الفجر ويب علِّيه أن ينوُي لكحل يوُم نُية‬
‫جديدة لن كل يوُم عبَادة مستقلِّة تتاج إل نُية متجددة بتجدد اليام لعمحوُم قوُله صلِّىَ ال علِّيه‬
‫وسلِّم‪)) :‬إنا العمحال بالنيات وإنا لكحل امرئ ما نُوُىً(()]‪.([3‬‬
‫فإن قام منم نُوُمه وتسحر فهذا هوُ النية‪ .‬وإن ل يستيقظ إل بعد طلِّوُع الفجر وكان نُاوديا للِّصيام قبَل‬
‫نُوُمه فإنُه يإسك إذا استيقظ وصيامه صحيح لوُجوُد النية منم اللِّيل‪.‬‬
‫وما أشار إليه السائل منم النطق بالنية هل هوُ مشروع أو ليس بشروع؟ فالنطق بالنية غي مشروع‬
‫والتلِّفظ با بدعة لن النية منم أعمحال القلِّوُب والقاصد ل يعلِّمحها إل ال سبَحانُه وتعال بدون تلِّفظ ول‬
‫يرد عنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أنُه كان يتلِّفظ بالنية ويقوُل ال إن نُوُيت أن أصوُم أو نُوُيت أن‬
‫أصلِّي أو نُوُيت كذا وكذا‪ .‬إنا ورد هذا عند الحرام بالجه أو العمحرة أن يقوُم السلِّم لبَيك عمحرة أو‬
‫لبَيك حدجا)]‪ ([4‬وكذلك عند ذبح الدي أو الضحية ورد أنُه يتلِّفظ عند ذبها)]‪ ([5‬ويقوُل‪ :‬اللِّهم‬
‫هذه عن أو عنم فلن فتقبَل من إنُك أنُت السمحيع العلِّيم‪ .‬أما ما عدا ذلك منم العبَادات فالتلِّفظ بالنية‬
‫بدعة سوُاء كان ف الصوُم أو ف الصلة أو ف غي ذلك لنُه ل يرد عنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أنُه‬
‫تلِّفظ ف شيء منم هذه الحوُال بالنية وقد قال علِّيه الصلة والسلم‪)) :‬منم عمحل عمحلد ليس علِّيه أمرنُا‬
‫فهوُ رد(( )]‪.([6‬‬
‫وقال علِّيه الصلة والسلم‪)) :‬إياكم ومدثات الموُر فإن كل مدثة بدعة(()]‪.([7‬‬
‫فالتلِّفظ بالنية أمر مدث فهوُ بدعة‪.‬‬
‫ت شوشما ذف اهلشهر ذ‬ ‫وقد قال ال سبَحانُه وتعال‪} :‬قرل أشتريعلِّلمحوُشن اللِّله بذذدينذركحم واللِّله ييعلِّشم ما ذف اللسمحاوا ذ‬
‫ض شواللِّلهر‬ ‫شش‬ ‫ه ش ر شه ر ش‬ ‫ش‬ ‫ه شر‬
‫ت‬ ‫بذركحلل ششيتء عذلِّيم{َ ]الجرات‪ [16 :‬فال جل وعل أنُكحر علِّىَ الذينم تلِّفظوُا بنياتم قال تعال‪} :‬شقالش ذ‬
‫ه ش ة‬
‫ب آْشملنا قرهل شله تريهؤذمنروُا شولشذكحهنم رقوُلروُا أشهسلِّشهمحشنا{َ إل أن قال تعال‪} :‬قرهل شأتريشعلِّلرمحوُشن اللِّلهش بذذدينذركحهم شواللِّلهر يشيهعلِّشرم‬
‫اهلشهعشرا ر‬
‫ض{َ ]الجرات‪ 14 :‬ي ‪ [16‬فالتلِّفظ بالنية معناه أن النُسان يب ربه عز‬ ‫ت شوشما ذف اهلشهر ذ‬ ‫ما ذف اللسمحاوا ذ‬
‫شش‬ ‫ش‬
‫وجل أنُه نُوُىً له كذا وكذا قد نىَ ال عنم ذلك وأنُكحر علِّىَ منم فعلِّه‪.‬‬
‫)]‪ ([1‬رواه البَخماري ف صحيحه جي ‪ 1‬صا ‪ 2‬منم حديث عمحر بنم الطاب رضي ال عنه‪.‬‬

‫‪138‬‬
‫)]‪ ([2‬رواه المام مالك ف الوُطأ جي ‪ 1‬صا ‪ 288‬منم حديث عبَد ال بنم عمحر موُقوُدفا‪ .‬ورواه المام‬
‫أحد ف مسنده جي ‪ 6‬صا ‪ 287‬ورواه أبوُ داود ف سننه جي ‪ 2‬صا ‪ ،342 ،341‬ورواه النسائي ف‬
‫سننه جي ‪ 4‬صا ‪ ،197 ،196‬ورواه ابنم ماجه ف سننه جي ‪ 1‬صا ‪ ،542‬ورواه الدارمي ف سننه جي ‪2‬‬
‫صا ‪ ،12‬ورواه البَيهقي ف السننم الكحبىً جي ‪ 4‬صا ‪ ،203 ،202‬ورواه ابنم خزيإة ف صحيحه جي ‪3‬‬
‫صا ‪ ،212‬ورواه ابنم أب شيبَة عنم مصنفه جي ‪ 2‬صا ‪ ،292‬ورواه ابنم حزم ف اللِّىَ جي ‪ 6‬صا ‪،162‬‬
‫ورواه الطيب البَغدادي ف تاريخ بغداد جي ‪ 3‬صا ‪ ،93 ،93‬وذكره الزيلِّعي ف نُصب الراية جي ‪ 2‬صا‬
‫‪ 433‬ي ‪ 435‬كلِّهم م حديث حفصة رضي ال عنها بنحوُه‪.‬‬
‫)]‪ ([3‬رواه البَخماري ف صحيحه جي ‪ 1‬صا ‪ 2‬منم حديث عمحر بنم الطاب رضي ال عنه‪.‬‬
‫)]‪ ([4‬انُظر‪ :‬صحيح المام مسلِّم جي ‪ 2‬صا ‪ 915‬عنم حديث أنُس رضي ال عنه‪.‬‬
‫)]‪ ([5‬انُظر‪ :‬مسند المام أحد جي ‪ 6‬صا ‪ 8‬منم حديث أب رافع‪ .‬وسننم أب داود جي ‪ 3‬صا ‪99 ،98‬‬
‫منم حديث جابر بنم عبَد ال‪ ،‬وسننم التمذي جي ‪ 5‬صا ‪ 237 ،236‬منم حديث جابر بنم عبَد ال‬
‫رضي ال عنه‪ ،‬وسننم ابنم ماجه جي ‪ 2‬صا ‪ 1044 ،1043‬منم حديث أنُس بنم مالك وجابر بنم عبَد‬
‫ال وأب هريرة‪ .‬وممحع الزوائد ومنبَع الفوُائد جي ‪ 4‬صا ‪.23 ،22‬‬
‫)]‪ ([6‬رواه المام البَخماري ف صحيحه جي ‪ 8‬صا ‪ .156‬معلِّدقا‪.‬‬
‫)]‪ ([7‬رواه المام أحد ف مسنده جي ‪ 4‬صا ‪ ،126‬ورواه أبوُ داود ف سننه جي ‪ 4‬صا ‪ ،200‬ورواه‬
‫التمذي ف سننه جي ‪ 7‬صا ‪ 320 ،319‬بنحوُه‪ ،‬ورواه ابنم ماجه ف سننه جي ‪ 1‬صا ‪ 16 ،15‬بنحوُه‪.‬‬
‫ورواه الاكم ف مستدركه جي ‪ 1‬صا ‪ 97‬كلِّهم منم حديث العرباض بنم سارية رضي ال عنه‪.‬‬
‫مصدر الفتوُىً‪ :‬النتقىَ منم فتاوىً فضيلِّة الشيخ صال بنم فوُزأان بنم عبَد ال الفوُزأان )ج ‪ /4‬صا ‪] (84‬‬
‫رقم الفتوُىً ف مصدرها‪[87 :‬‬
‫يييييييييي‬
‫الحكمة من الصوم‪ ،‬وكم صام النبي صلى ال عليه وسلم‪،‬‬
‫وإفطار الاجم والجوُم‪ ،‬وحديث‪)) :‬صوُموُا تصحوُا((‬
‫الفت‬
‫الشيخ ‪ /‬صال بنم فوُزأان الفوُزأان‬
‫رقم الفتوُىً‬
‫‪4493‬‬
‫تاريخ الفتوُىً‬
‫‪ 6/9/1425‬هي ‪20041020‬‬
‫تصنيف الفتوُىً‬

‫‪139‬‬
‫السؤال‬
‫ضا ما معن أفطر الاجم‬ ‫ما الكحمحة منم مشروعية الصيام‪ ،‬وكم صام النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم وأي د‬
‫والجوُم‪ .‬وهل هذا حديث ))صوُموُا تصحوُا((؟‬
‫الوُاب‬
‫ذ‬ ‫لذ‬
‫صشيارم شكشمحا‬ ‫الصيام فيه حكحم عظيمحة منها ما ذكره ال ف قوُله ‪} :‬شيا أشييتشها ا ذيشنم آْشمنروُا ركت ش‬
‫ب شعلِّشهيركحرم ال ل‬
‫ب شعشلِّىَ الذذيشنم ذمهنم قشيهبَلِّذركحهم لششعلِّلركحهم تشيتليرقوُشن{َ ]البَقرة‪ [183 :‬فبَي سبَحانُه وتعال أن الصيام سبَب‬ ‫ذ‬
‫ركت ش‬
‫لصوُل التقوُىً‪ ،‬والتقوُىً مزية عظيمحة وهي جاع الي‪ .‬فالصائم يكحتسب التقوُىً والصيام يلِّب التقوُىً‬
‫للِّعبَد لنُه إذا صام فإنُه يتب علِّىَ العبَادة ويتوض علِّىَ الشقة وعلِّىَ ترك الألوُف وعلِّىَ ترك الشهوُات‬
‫وينتصر علِّىَ نُفسه المارة بالسوُء ويبَتعد عنم الشيطان وبذا تصل له التقوُىً وهي فعل أوامر ال عز‬
‫وجل وترك نُوُاهيه طلِّدبَا لثوُابه وخوُدفا منم عقابه فهذا منم أعظم الزايا أن الصيام يسبَب للِّعبَد تقوُىً ال‬
‫سبَحانُه وتعال والتقوُىً هي جاع الي وهي رأس الب وهي الت علِّق ال علِّيها خيات كثية وكرر المر‬
‫با ف كتابه وأثن علِّىَ أهلِّها ووعد علِّيها بالي الكحثي وأخب أنُه يب التقي‪.‬‬
‫ومنم فوُائد الصيام أنُه يرب النُسان علِّىَ ترك مألوُفه تقردبا إل ال سبَحانُه وتعال ولذا يقوُل ال جل‬
‫وعل ف الديث القدسي‪)) :‬الصوُم ل وأنُا أجزي به‪ ،‬إنُه ترك شهوُته وطعامه وشرابه منم أجلِّي(()]‪([1‬‬
‫فهذا فيه امتحان للِّصائم ف أنُه ترك شهوُته وملِّذوذاته ومبَوُباته تقردبا إل ال سبَحانُه وتعال وآْثر ما يبَه‬
‫ال علِّىَ ما تبَه نُفسه وهذا أبلِّغ أنُوُاع التعبَد وهذا منم أعظم فوُائد الصيام‪ ،‬وكذلك الصيام يعوُد‬
‫النُسان علِّىَ الحسان وعلِّىَ الشفقة علِّىَ الاويجه والفقراء لنُه إذا ذاق طعم الوُع وطعم العطش فإن‬
‫ذلك يرقق قلِّبَه ويلِّي شعوُره لخوُانُه التاجي‪.‬‬
‫والصيام فرض ف السنة الثانُية منم الجرة وصام النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم تسع رمضانُات لنُه عاش ف‬
‫الدينة عشر سنوُات والصيام رفرض ف السنة الثانُية منها فيكحوُن علِّيه الصلة والسلم قد صام تسع‬
‫رمضانُات‪ ،‬وأما معن قوُله صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ‪)) :‬أفطر الاجم والجوُم(()]‪ ([2‬فمحعناه أنُه يفسد‬
‫صيام الاجم وهوُ الذي يسحب الدم بالقرن والجوُم هوُ الذي يسحب منه الدم فالثنان أفطرا؛ أما‬
‫إفطار الجوُم فلِّخمروج الدم الكحثي منه وذلك ما يضعفه عنم الصيام‪ ،‬وأما إفطار الاجم فلنُه مظنة أن‬
‫يتطاير إل حلِّقه شيء منم الدم والظنة تنزل منزلة القيقة فأفطر منم أجل ذلك وسددا للِّذريعة وحديث‪:‬‬
‫))صوُموُا تصحوُا(()]‪ .([3‬يروىً عنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم وهوُ ف بعض كتب السنة وإن ل يكحنم‬
‫سنده بالقوُي ومعناه صحيح لن الصيام فيه صحة للِّبَدن لنُه يإنع الخلط الت تسبَب المراض وهذا‬
‫العن يشهد به علِّمحاء الطب والتجربة أكب برهان‪.‬‬
‫)]‪ ([1‬رواه المام البَخماري ف صحيحه جي ‪ 2‬صا ‪ ،226‬منم حديث أب هريرة رضي ال عنه بنحوُه‪.‬‬

‫‪140‬‬
‫)]‪ ([2‬رواه المام أحد ف مسنده جي ‪ 2‬صا ‪ 364‬منم حديث أب هريرة رضي ال عنه ورواه التمذي‬
‫ف سننه جي ‪ 3‬صا ‪ 118‬منم حديث رافع بنم خديجه رضي ال عنه‪.‬‬

‫)]‪ ([3‬انُظر‪ :‬القاصد السنة صا ‪ ،381‬وتييز البَيث منم الطيب صا ‪ ،88‬وأسن الطالب صا ‪،167‬‬
‫وممحع الزوائد ومنبَع الفوُائد جي ‪ 3‬صا ‪ .179‬وذكره غيهم‪.‬‬
‫مصدر الفتوُىً‪ :‬النتقىَ منم فتاوىً فضيلِّة الشيخ صال بنم فوُزأان بنم عبَد ال الفوُزأان )ج ‪ /4‬صا ‪] (59‬‬
‫رقم الفتوُىً ف مصدرها‪[58 :‬‬
‫يييييييييي‬
‫وصية الميت بالصوم عنه‬
‫الفت‬
‫اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية و الفتاء‬
‫رقم الفتوُىً‬
‫‪4483‬‬
‫تاريخ الفتوُىً‬
‫‪ 6/9/1425‬هي ‪20041020‬‬
‫تصنيف الفتوُىً‬
‫السؤال‬
‫مات والدي بعد مرض أل به منعه منم الصيام نُصف شهر رمضان‪ ،‬وقد أوصان بصيام تلِّك اليام‪.‬‬
‫فهل يلِّزمن ذلك أو إخراج كفارة؟‬
‫الوُاب‬
‫إذا كان المر كمحا ذكر‪ ،‬فل يلِّزمك أن تصوُم عنه‪ ،‬ول يلِّزم إخراج كفارة عنم اليام الت ل يتمحكحنم منم‬
‫ف اللِّلهر نُشيهفدسا إذلل روهسشعشها{َ ]البَقرة‪ [286 :‬وحيث أن والدك ل‬
‫صيامها لعمحوُم قوُله تعال‪} :‬لش يرشكحلِّل ر‬
‫يتمحكحنم منم الصيام ول منم القضاء فل يب علِّيه شيء‪ .‬وبال التوُفيق وصلِّىَ ال علِّىَ نُبَينا ممحد وآْله‬
‫وصحبَه وسلِّم‪.‬‬
‫مصدر الفتوُىً‪ :‬فتاوىً اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية والفتاء )ج ‪ /10‬صا ‪ ] (371‬رقم الفتوُىً ف‬
‫مصدرها‪[2169 :‬‬
‫يييييييييي‬
‫قضاء الصوم عن الميت‬
‫الفت‬

‫‪141‬‬
‫اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية و الفتاء‬
‫رقم الفتوُىً‬
‫‪4487‬‬
‫تاريخ الفتوُىً‬
‫‪ 6/9/1425‬هي ‪20041020‬‬
‫تصنيف الفتوُىً‬
‫السؤال‬
‫إن والدي توُف وعلِّيه أيام منم رمضان لعام ‪1400‬هي ل أعرف عددها‪ ،‬وهوُ ليس ف حالة مرض‪ ،‬وأظنم‬
‫أنُه ف حالة سفر وتعب‪ ،‬وقد حل شهر رمضان الثان وهوُ ل يقضه‪ ،‬وقد أشعرته أن علِّيه أياماد هل هوُ‬
‫قاضيها‪ ،‬فقال‪ :‬إنُن سوُف أقضيها ف الشتاء‪ ،‬وقد توُف إثر حادث مروري فجأة وأنُا متأكد أنُه ل‬
‫يقضه‪ ،‬أطلِّب منم فضيلِّتكحم إرشادي ماذا أفعل؛ هل أصوُم عنه أو أتصدق حيث أنُه خلِّف مالد كثيدا؟‬
‫هذه كامل الشكحلِّة‪.‬‬
‫الوُاب‬
‫يشرع لك أن تصوُم عنم والدك منم اليام ما يغلِّب علِّىَ ظنك أن والدك أفطرها؛ لعمحوُم قوُله صلِّىَ ال‬
‫علِّيه وسلِّم‪)) :‬منم مات وعلِّيه صيام صام عنه وليه(( متفق علِّيه‪ .‬وبال التوُفيق وصلِّىَ ال علِّىَ نُبَينا‬
‫ممحد وآْله وصحبَه وسلِّم‪.‬‬
‫مصدر الفتوُىً‪ :‬فتاوىً اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية والفتاء )ج ‪ /10‬صا ‪ ] (376 , 375‬رقم‬
‫الفتوُىً ف مصدرها‪[4860 :‬‬
‫يييييييييي‬
‫وصية الميت بالصوم عنه‬
‫الفت‬
‫اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية و الفتاء‬
‫رقم الفتوُىً‬
‫‪4483‬‬
‫تاريخ الفتوُىً‬
‫‪ 6/9/1425‬هي ‪20041020‬‬
‫تصنيف الفتوُىً‬
‫السؤال‬

‫‪142‬‬
‫مات والدي بعد مرض أل به منعه منم الصيام نُصف شهر رمضان‪ ،‬وقد أوصان بصيام تلِّك اليام‪.‬‬
‫فهل يلِّزمن ذلك أو إخراج كفارة؟‬
‫الوُاب‬
‫إذا كان المر كمحا ذكر‪ ،‬فل يلِّزمك أن تصوُم عنه‪ ،‬ول يلِّزم إخراج كفارة عنم اليام الت ل يتمحكحنم منم‬
‫ف اللِّلهر نُشيهفدسا إذلل روهسشعشها{َ ]البَقرة‪ [286 :‬وحيث أن والدك ل‬
‫صيامها لعمحوُم قوُله تعال‪} :‬لش يرشكحلِّل ر‬
‫يتمحكحنم منم الصيام ول منم القضاء فل يب علِّيه شيء‪ .‬وبال التوُفيق وصلِّىَ ال علِّىَ نُبَينا ممحد وآْله‬
‫وصحبَه وسلِّم‪.‬‬
‫مصدر الفتوُىً‪ :‬فتاوىً اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية والفتاء )ج ‪ /10‬صا ‪ ] (371‬رقم الفتوُىً ف‬
‫مصدرها‪[2169 :‬‬
‫يييييييييي‬
‫قضاء الزوج الصيام عن زوجته المتوفاة‬
‫الفت‬
‫اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية و الفتاء‬
‫رقم الفتوُىً‬
‫‪4484‬‬
‫تاريخ الفتوُىً‬
‫‪ 6/9/1425‬هي ‪20041020‬‬
‫تصنيف الفتوُىً‬
‫السؤال‬
‫مرضت زأوجت ومكحثت ف الرض ثلث سنوُات ونُصف‪ ،‬ول تستطع صوُمها بسبَب الرض‪ ،‬وذلك منم‬
‫عام ‪ 95‬حت ‪15/9/98‬هي‪ ،‬ث توُفيت وكان ممحوُع الصوُم الذي علِّيها ثلثة أشهر ونُصف‪ ،‬فهل‬
‫أصوُم عنها هذه الدة أو أدفع عنها صدقة أو أصوُم عنها وأدفع صدقة؟ وهل يوُزأ أن يصوُم عنها أحد‬
‫أقربائها غيي هذه الدة؟ أفيدون‪.‬‬
‫الوُاب‬
‫إذا كان المر كمحا ذكرت منم أن زأوجتك مكحثت ف الرض ثلث سنوُات ونُصف سنة‪ ،‬ول تستطع‬
‫صوُم رمضان ف هذه السنوُات ف وقته ث توُفيت؛ فإن استمحر با الرض حت الوُفاة فل قضاء علِّيها؛‬
‫ف اللِّلهر نُشيهفدسا إذلل روهسشعشها{َ ]البَقرة‪ ، [286 :‬وقال ‪} :‬شفاتليرقوُاه اللِّلهش‬
‫لعدم تكحنها منه‪ ،‬قال تعال‪} :‬لش يرشكحلِّل ر‬
‫شما اهستشطشهعترهم{َ ]التغابنم‪ .[16 :‬ول يطالب أولياؤها ول زأوجها بالقضاء عنها‪ ،‬أما إن كانُت شفيت مدة‬

‫‪143‬‬
‫منم هذا الرض تتمحكحنم فيها منم القضاء وفرطت فيه شرع لزوجها وأقربائها أن يصوُموُا عنها ما وجب‬
‫علِّيها قضاؤه ول تقضه‪ .‬وبال التوُفيق وصلِّىَ ال علِّىَ نُبَينا ممحد وآْله وصحبَه وسلِّم‪.‬‬

‫مصدر الفتوُىً‪ :‬فتاوىً اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية والفتاء )ج ‪ /10‬صا ‪ ] ( 372, 371‬رقم‬
‫الفتوُىً ف مصدرها‪[2277 :‬‬
‫يييييييييي‬
‫ل يجوز للزوج أن يمنع زوجته من القضاء‬
‫الفت‬
‫اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية و الفتاء‬
‫رقم الفتوُىً‬
‫‪4481‬‬
‫تاريخ الفتوُىً‬
‫‪ 6/9/1425‬هي ‪20041020‬‬
‫تصنيف الفتوُىً‬
‫السؤال‬
‫امرأة كانُت تفطر ف رمضان منم كل عام إفطاراد اضطراريدا‪ ،‬إما لرض أو إفطار بسبَب اليض ول تفطر‬
‫أبداد عامدة متعمحدة‪ ،‬وظلِّت كذلك عدداد منم السني‪ ،‬ول تقض بعد كل رمضان إل أن تراكم علِّيها‬
‫أيام كثية حوُال ستة أشهر‪ ،‬وهي الن أرادت القضاء فبَدأت تصوُم كل يوُم اثني وخيس‪ ،‬ولكحنم‬
‫زأوجها منعها منم الصوُم‪ ،‬فمحاذا تفعل الن؟ وهل تطيع زأوجها وتفطر‪ ،‬أم تصوُم بدون إذن زأوجها؟ أرجوُ‬
‫الفادة أثابكحم ال‪.‬‬
‫الوُاب‬
‫يب علِّىَ الرأة الذكوُرة قضاء عدد اليام الت أفطرتا‪ ،‬وتطعم عنم كل يوُم مسكحيناد مع القضاء للِّتأخي‪،‬‬
‫ول يوُزأ لزوجها أن يإنعها منم القضاء؛ لنُه واجب علِّيها‪ ،‬وليس لا طاعته ف ذلك‪ .‬وبال التوُفيق‬
‫وصلِّىَ ال علِّىَ نُبَينا ممحد وآْله وصحبَه وسلِّم‪.‬‬
‫مصدر الفتوُىً‪ :‬فتاوىً اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية والفتاء )ج ‪ /10‬صا ‪ ] ( 370 , 369‬رقم‬
‫الفتوُىً ف مصدرها‪[12845 :‬‬
‫يييييييييي‬
‫السكن في منطقة حارة ليس عذراع في ترك قضاء الصوم‬
‫الفت‬

‫‪144‬‬
‫اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية و الفتاء‬
‫رقم الفتوُىً‬
‫‪4474‬‬
‫تاريخ الفتوُىً‬
‫‪ 6/9/1425‬هي ‪20041020‬‬
‫تصنيف الفتوُىً‬
‫السؤال‬
‫وضعت حلِّي بتاريخ ‪21/8/1407‬هي وحرمت منم صوُم شهر رمضان البَارك لعام ‪1407‬هي وحيث‬
‫أنُن أرغب افتائي هل يوُزأ ل إطعام أو أصوُم؟ حيث أنُن أسكحنم ف منطقة حارة جددا‪ ،‬وهي منطقة‬
‫تامة عسي‪ ،‬وحيث أنُن ف حية منم المر أرجوُ إفادت جزاكم ال خيدا‪.‬‬
‫الوُاب‬
‫يب علِّيك قضاء صيام شهر رمضان لعام ‪ 1407‬الذي نُفست فيه وينبَغي لك البَادرة بذلك قبَل‬
‫ميء رمضان‪ ،‬وليست السكحن ف منطقة حارة عذراد ف ترك قضاء الصوُم‪ ،‬ول يزئك الطعام وأنُت‬
‫قادرة علِّىَ الصيام‪ .‬وبال التوُفيق وصلِّىَ ال علِّىَ نُبَينا ممحد وآْله وصحبَه وسلِّم‪.‬‬
‫مصدر الفتوُىً‪ :‬فتاوىً اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية والفتاء )ج ‪ /10‬صا ‪ ] (350‬رقم الفتوُىً ف‬
‫مصدرها‪[10722 :‬‬
‫يييييييييي‬
‫أشياء ل تفسد الصوم‬
‫الفت‬
‫اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية و الفتاء‬
‫رقم الفتوُىً‬
‫‪4465‬‬
‫تاريخ الفتوُىً‬
‫‪ 6/9/1425‬هي ‪20041020‬‬
‫تصنيف الفتوُىً‬
‫السؤال‬
‫هل يضع الصائم طيبَدا‪ ،‬وهل يوُزأ له التسوُك بالنهار‪ ،‬وهل تضع الرأة حناء أو تدهنم شعرها لتمحتشط‬
‫به؟‬
‫الوُاب‬

‫‪145‬‬
‫له أن يضع طيبَاد ف ثوُبه أو ما يلِّبَسه علِّىَ رأسه أو ف بدنُه إل أنُه ل يتسعطه ف أنُفه‪ ،‬وله أن يتسوُك‬
‫بالنهار لقوُله صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪)) :‬لوُل أن أشق علِّىَ أمت لمرتم بالسوُاك مع كل صلة((]‪[1‬‬
‫متفق علِّىَ صحته‪ ،‬وهذا يشمحل صلة الظهر والعصر ف حق الصائم وغيه‪ ،‬ول نُعلِّم دليلد صحيحاد‬
‫يإنع منم ذلك‪ ،‬وللِّمحرأة أن تضع الناء أو تدهنم شعرها لتمحتشط به؛ لنُه ل يؤثر علِّىَ الصيام‪ ،‬وهكحذا‬
‫الرجل له أن يدهنم بدواء أو غيه‪ ،‬وإن كان صائمحدا‪.‬‬
‫‪0000000000000000‬‬
‫)]‪ ([1‬أخرجه مالك ‪ ،1/66‬وأحد ‪ ،399،429،509،531 ،2/245،287‬والبَخماري‬
‫‪ ،1/214‬ومسلِّم ‪ 1/220‬برقم )‪ ،252‬وأبوُ داود ‪ 1/40‬برقم )‪ ،(46،47‬والتمذي ‪1/34،35‬‬
‫برقم )‪ ،(22،23‬والنسائي ‪ ،1/12،266267‬برقم )‪ ،(7،534‬وابنم ماجه ‪ 1/105‬برقم )‪،(287‬‬
‫والدارمي ‪ ،1/174‬وابنم حبَان ‪ 3/350‬برقم )‪ ،(1068‬وابنم خزيإة ‪ 1/72‬برقم )‪ ،(139‬والاكم‬
‫‪ ،1/146‬والبَيهقي ‪.1/35،37‬‬
‫مصدر الفتوُىً‪ :‬فتاوىً اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية والفتاء )ج ‪ /10‬صا ‪ ] (328‬رقم الفتوُىً ف‬
‫مصدرها‪[6288 :‬‬
‫يييييييييي‬
‫نزولا المني بدون احتلم ول استمناء ل يفسد الصوم‬
‫الفت‬
‫اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية و الفتاء‬
‫رقم الفتوُىً‬
‫‪4438‬‬
‫تاريخ الفتوُىً‬
‫‪ 6/9/1425‬هي ‪20041020‬‬
‫تصنيف الفتوُىً‬
‫السؤال‬
‫أشكحوُ نُزول السائل النوُي ف أيام رمضان أثناء الصيام بدون أي احتلم أو مارسة العادة السرية فهل ف‬
‫هذا تأثي علِّىَ الصوُم؟ أفيدونُا أفادكم ال‪.‬‬
‫الوُاب‬
‫إذا كان المر كمحا ذكر فإن نُزول الن منك بدون لذة ف نار رمضان ل يؤثر علِّىَ صيامك وليس‬
‫علِّيك القضاء‪ .‬وبال التوُفيق وصلِّىَ ال علِّىَ نُبَينا ممحد وآْله وصحبَه وسلِّم ‪.‬‬

‫‪146‬‬
‫مصدر الفتوُىً‪ :‬فتاوىً اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية والفتاء )ج ‪ /10‬صا ‪ ] (278‬رقم الفتوُىً ف‬
‫مصدرها‪[10645 :‬‬
‫يييييييييي‬
‫الروائح مطلقاع عطرية وغاير عطرية ل تفسد الصوم‬
‫الفت‬
‫اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية و الفتاء‬
‫رقم الفتوُىً‬
‫‪4382‬‬
‫تاريخ الفتوُىً‬
‫‪ 5/9/1425‬هي ‪20041019‬‬
‫تصنيف الفتوُىً‬
‫السؤال‬
‫هل روائح الطيب أو روائح البَيدات الشرية تفطر الصائم ف رمضان أو غيه؟‬
‫الوُاب‬
‫ل‪ .‬وبال التوُفيق وصلِّىَ‬
‫الروائح مطلِّقاد عطرية وغي عطرية ل تفسد الصوُم ف رمضان وغيه فرضاد أو نُف د‬
‫ال علِّىَ نُبَينا ممحد وآْله وصحبَه وسلِّم ‪.‬‬
‫مصدر الفتوُىً‪ :‬فتاوىً اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية والفتاء )ج ‪ /10‬صا ‪ ] (271‬رقم الفتوُىً ف‬
‫مصدرها‪[7845 :‬‬
‫يييييييييي‬
‫دخإولا الماء في الجوفا أثناء المضمضة للوضوء ل يبطل الصوم‬
‫الفت‬
‫اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية و الفتاء‬
‫رقم الفتوُىً‬
‫‪4386‬‬
‫تاريخ الفتوُىً‬
‫‪ 5/9/1425‬هي ‪20041019‬‬
‫تصنيف الفتوُىً‬
‫السؤال‬

‫‪147‬‬
‫ما حكحم منم دخل الاء جوُفه أثناء الوُضوُء‪ ،‬أثناء الصيام ف أثناء الضمحضة ف غي وضوُء‪ ،‬قطرة أو‬
‫قطرتي منم غي تعمحد‪ ،‬أو أثناء الغتسال أو الوُضوُء أو التبد بالاء ف الر‪ ،‬هل علِّيه قضاء يوُم كامل‬
‫بدلد عنه؟ أم إعطاء صدقة للِّفقراء كفارة لذه الفوُات مع العلِّم أن قطرة الاء غلِّبَته ودخلِّت جوُفه‬
‫غصبَاد عنه منم غي تعمحد‪ .‬أفتوُنُا جزاكم ال خيدا‪.‬‬
‫الوُاب‬
‫منم اغتسل أو تضمحض أو استنشق فدخل الاء حلِّقه منم غي اختياره ل يفسد صوُمه؛ لا روي عنم النب‬
‫صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أنُه قال‪)) :‬عفي لمت عنم الطأ والنسيان وما استكحرهوُا علِّيه((‪ .‬وبال التوُفيق‬
‫وصلِّىَ ال علِّىَ نُبَينا ممحد وآْله وصحبَه وسلِّم ‪.‬‬
‫مصدر الفتوُىً‪ :‬فتاوىً اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية والفتاء )ج ‪ /10‬صا ‪ ] (275‬رقم الفتوُىً ف‬
‫مصدرها‪[5733 :‬‬
‫يييييييييي‬
‫خإروج الدم من النف والفم فجأة ل يبطل الصوم‬
‫الفت‬
‫اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية و الفتاء‬
‫رقم الفتوُىً‬
‫‪4367‬‬
‫تاريخ الفتوُىً‬
‫‪ 5/9/1425‬هي ‪20041019‬‬
‫تصنيف الفتوُىً‬
‫السؤال‬
‫رجل سافر وهوُ صائم ف شهر رمضان وبعد صلة الظهر فوُجئ بنزول دم منم أنُفه وفمحه‪ ،‬ورغم ذلك ل‬
‫يفطر بل استمحر علِّىَ إكمحال صيام ذلك اليوُم‪ .‬فمحا الكحم ف ذلك‪ ،‬وهل يقضي ذلك اليوُم مع العلِّم‬
‫أنُه مضىَ عدة أعوُام ول يتم قضاء هذا اليوُم حت الن؟‬
‫الوُاب‬
‫ل تأثي لا خرج منم فمحك وأنُفك منم الدم فجأة ما دمت أمسكحت عنم الفطرات إل غروب الشمحس‪،‬‬
‫سوُاء قل ذلك أم كثر‪ ،‬فصوُمك صحيح وليس علِّيك قضاء‪ .‬وبال التوُفيق وصلِّىَ ال علِّىَ نُبَينا ممحد‬
‫وآْله وصحبَه وسلِّم ‪.‬‬
‫مصدر الفتوُىً‪ :‬فتاوىً اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية والفتاء )ج ‪ /10‬صا ‪ ] (267 , 266‬رقم‬
‫الفتوُىً ف مصدرها‪[4449 :‬‬

‫‪148‬‬
‫يييييييييي‬
‫النزيف في الحلق ل يفسد الصوم‬
‫الفت‬
‫اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية و الفتاء‬
‫رقم الفتوُىً‬
‫‪4366‬‬
‫تاريخ الفتوُىً‬
‫‪ 5/9/1425‬هي ‪20041019‬‬
‫تصنيف الفتوُىً‬
‫السؤال‬
‫لقد أصيب والدي ف آْخر شهر رمضان عام ‪1400‬هي برض ف اللِّق والرقبَة وقد حصل لديه نُزيف‬
‫منم اللِّق لدة عشرة أيام‪ ،‬ورغم هذا النزيف ل يفطر إل أنُه قد تأثر منم هذا النزيف وراوده الشك ف‬
‫صحة صيامه‪ ،‬وحيث إنُه الن أصبَح ملزأماد للِّفراش منم مرض أل به بعد ذلك النزيف‪ ،‬وقد طلِّب من‬
‫السؤال هل علِّيه قضاء لليام الت خرج فيها النزيف ولكحوُنُه طاعناد ف السنم ومريضاد مرضاد ألزمه الفراش‪،‬‬
‫ويتعذر الشفاء منه‪ ،‬وهوُ سرطان ف أسفل الظهر‪ ،‬والرجل اليسرىً ولديه ثلث درجات سكحر‪ ،‬فهل‬
‫يوُزأ ل أن أقضي عنه تلِّك اليام إذا كان يلِّزمه القضاء نُظراد لالته الصحية؟‬
‫الوُاب‬
‫إذا كان المر كمحا ذكر فصيامه صحيح‪ ،‬ول قضاء علِّيه‪ .‬وبال التوُفيق وصلِّىَ ال علِّىَ نُبَينا ممحد وآْله‬
‫وصحبَه وسلِّم ‪.‬‬
‫مصدر الفتوُىً‪ :‬فتاوىً اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية والفتاء )ج ‪ /10‬صا ‪ ] (266‬رقم الفتوُىً ف‬
‫مصدرها‪[3841 :‬‬
‫يييييييييي‬
‫الدم الذي يخرج من اللثة ل يضر بالصوم‬
‫الفت‬
‫اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية و الفتاء‬
‫رقم الفتوُىً‬
‫‪4365‬‬
‫تاريخ الفتوُىً‬
‫‪ 5/9/1425‬هي ‪20041019‬‬

‫‪149‬‬
‫تصنيف الفتوُىً‬
‫السؤال‬
‫ف يوُم منم أيام رمضان وقبَل الغروب بوُال ربع ساعة مسحت أسنان بنديل‪ ،‬فنزل دم وأنُا لست‬
‫متعمحداد ف ذلك‪ ،‬وهذا الرض معي منم زأمان حيث أنُه إذا تسوُكت بالسوُاك ينزل الدم كذلك‪ ،‬فهل‬
‫صيامي صحيح؟‬
‫الوُاب‬
‫نُعم صيامك صحيح وهذا الدم الذي يرج منم لثة النُسان عند مسحها أو عند السوُاك ل يضر‬
‫صوُمه‪.‬‬
‫وبال التوُفيق وصلِّىَ ال علِّىَ نُبَينا ممحد وآْله وصحبَه وسلِّم ‪.‬‬
‫مصدر الفتوُىً‪ :‬فتاوىً اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية والفتاء )ج ‪ /10‬صا ‪ ] (265‬رقم الفتوُىً ف‬
‫مصدرها‪[3785 :‬‬
‫يييييييييي‬
‫كيفية النية في شهر رمضان‬
‫الفت‬
‫اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية و الفتاء‬
‫رقم الفتوُىً‬
‫‪4356‬‬
‫تاريخ الفتوُىً‬
‫‪ 5/9/1425‬هي ‪20041019‬‬
‫تصنيف الفتوُىً‬
‫السؤال‬
‫كيف ينوُي النُسان صيام رمضان؟ وهل مرد العلِّم بدخوُل رمضان يصح الصوُم بقية اليام؟‬
‫الوُاب‬
‫تكحوُن النية بالعزم علِّىَ الصيام‪ ،‬ول بد منم تبَييت نُية صيام رمضان ليلد كل ليلِّة‪ .‬وبال التوُفيق وصلِّىَ‬
‫ال علِّىَ نُبَينا ممحد وآْله وصحبَه وسلِّم ‪.‬‬
‫مصدر الفتوُىً‪ :‬فتاوىً اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية والفتاء )ج ‪ /10‬صا ‪ ] (246‬رقم الفتوُىً ف‬
‫مصدرها‪[11455 :‬‬
‫يييييييييي‬
‫النية في الصيام‬

‫‪150‬‬
‫نُسيت نُية الصيام باللِّيل‪ ،‬ث تذكرت بعد الفجر أنُن ل أنُوُ‪ .‬فهل يصح صوُمي؟‬
‫الجابة لفضيلِّة الشيخ عطية صقر رئيس لنة الفتوُىً بالزأهر سابدقا‬
‫النية للِّصوُم ل بد منها‪ ،‬ول يصح بدونا‪ ،‬وأكثر الئمحة يشتط أن تكحوُن لكحل يوُم نُية‪ ،‬واكتفىَ بعضهم‬
‫بنية واحدة ف أول ليلِّة منم رمضان عنم الشهر كلِّه‪ ،‬وقتها منم غروب الشمحس إل طلِّوُع الفجر‪ ،‬فإذا‬
‫نُوُىً النُسان الصيام ف أية ساعة منم ساعات اللِّيل كانُت النية كافية‪ ،‬ول يضره أن يأكل أو يشرب‬
‫بعد النية ما دام ذلك كلِّه قبَل الفجر‪ ،‬روىً أحد وأبوُ داود والنسائي وابنم ماجه والتمذي أن رسوُل ال‬
‫صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال‪" :‬منم ل يمحع الصيام قبَل الفجر فل صيام له"‪.‬‬
‫ول يشتط التلِّفظ بالنية‪ ،‬فإن ملِّها القلِّب‪ ،‬فلِّوُ عزم بقلِّبَه علِّىَ الصيام كفىَ ذلك‪ ،‬حت لوُ تسلحر بنية‬
‫الصيام‪ ،‬أو شرب حت ل يشعر بالعطس ف أثناء النهار كان ذلك نُية كافية‪ ،‬فمحنم ل يصل منه ذلك‬
‫ف أثناء اللِّيل ل يصح صوُمه‪ ،‬وعلِّيه القضاء‪ .‬هذا ف صوُم رمضان‪ ،‬أما صوُم التطوُع فتصح نُيته نادرا‬
‫قبَل الزوال‬
‫تبدلا النية‬
‫هل يفسد صوُم منم نُوُىً الفطار؟‬
‫ييب الدكتوُر عبَد الكحري زأيدان أستاذ الشريعة السلمية حفظه ال‪:‬‬
‫منم نُوُىً الفطار‪ ،‬فقد فسد صوُمه وأفطر‪:‬‬
‫ظاهر مذهب النابلِّة أن منم نُوُىً الفطار فقد افطر‪ ،‬وهوُ قوُل الشافعي‪ ،‬وأب ثوُر‪ ،‬وأصحاب الرأي‪،‬‬
‫إل أن أصحاب الرأي أي النفية قالوُا‪ :‬إن عاد فنوُىً قبَل أن ينتصف النهار أجزأه‪ ،‬بناء علِّىَ أصلِّهم أن‬
‫الصوُم يزئ بنية منم النهار‪.‬‬
‫وحكحي عنم ابنم حامد منم النابلِّة أن الصوُم ل يفسد بذلك؛ لنُه عبَادة يلِّزم الضي ف فاسدة فلِّم‬
‫تفسد بنية الروج منها كالجه‪.‬‬
‫إل أن المام ابنم قدامة النبَلِّي رحة ال تعال رلد علِّىَ قوُل ابنم حامد‪ :‬بأن الصوُم عبَادة منم شرطها‬
‫النية‪ ،‬فتفسد بنية الروج منها كالصلة؛ ولن الصل اعتبَار النية ف جيع أجزاء العبَادة‪ ،‬ولكحنم لا شق‬
‫اعتبَار حقيقتها اعتب بقاء حكحمحها‪ ،‬وهوُ أن ل ينوُي قطعها‪ ،‬فإذا نُوُاه زأالت حقيقة وحكحدمحا فيفسد‬
‫الصوُم‪ ،‬لزوال شرطه‪ ،‬ول يصح القياس علِّىَ الجه‪ ،‬فإنُه يصح بالنية الطلِّقة والبَهمحة‪ ،‬وبالنية عنم غيه إذا‬
‫ل يكحنم حجه عنم نُفسه فافتقا‬
‫‪...‬‬
‫النوُم ف نار رمضان‬
‫هل كثرة النوُم ف نار رمضان تبَطل الصيام مع أنُن أحافظ علِّىَ أداء الصلِّوُات ف أوقاتا؟‬
‫ييب فضيلِّة الشيخ عطية صقر رئيس لنة الفتوُىً بالزأهر سابدقا‬

‫‪151‬‬
‫شهر رمضان شهر عبَادة ليلد ونادرا؛ أما باللِّيل فبَالقيام بصلة التاويح وقراءة القرآْن‪ ،‬وأما بالنهار‬
‫فبَالصيام‪ ،‬والزاء علِّىَ ذلك وردت فيه نُصوُصا كثية‪ ،‬وف حديث واحد جع ثوُاب الصيام والقرآْن‪،‬‬
‫فقال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪" :‬الصيام والقرآْن يشفعان للِّعبَد يوُم القيامة‪ ،‬يقوُل الصيام‪ :‬يا رب منعته‬
‫الطعام والشهوُة بالنهار فشفعن فيه‪ ،‬ويقوُل القرآْن‪ :‬منعته النوُم باللِّيل فشفعن فيه فيشفعان" رواه أحد‬
‫والطبان والاكم وصححه‪ ،‬ولوُ نُام الصائم طوُل النهار فصيامه صحيح‪ ،‬وليس حرادما علِّيه أن ينام‬
‫كثديا ما دام يؤدي الصلِّوُات ف أوقاتا‪ ،‬وقد يكحوُن النوُم مانُدعا له منم التوُرط ف أموُر ل تلِّيق بالصائم‪،‬‬
‫وتتناف مع حكحمحة مشروعية الصيام‪ ،‬وهي جهاد النفس ضد الشهوُات والرغبَات الت منم أهها شهوُتا‬
‫البَطنم وشهوُة الفرج‪ ،‬ويدخل ف الهاد عدم التوُرط ف العاصي مثل الكحذب والزور والغيبَة‪ ،‬فقد صح ف‬
‫الديث‪" :‬منم ل يدع قوُل الزور والعمحل به فلِّيس ل حاجة ف أن يدع طعامه وشرابه" رواه البَخماري‪.‬‬
‫هذا ول يصح عنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أنُه قال‪ :‬نُوُم الصائم عبَادة‬
‫يييييييييي‬
‫حولا المفطرات في رمضان‬
‫ما هوُ التفسي القيقي لعن "الكل والشرب" الذي يبَطل بمحا الصيام؟ وهل منم البَطلت‪ :‬القنم‬
‫ووضع الصبَع ف الذن‪ ،‬والفحص الهبَلِّي والتبد بالاء والقيء؟‬
‫ييب فضيلِّة الشيخ عطية صقر رئيس لنة الفتوُىً بالزأهر سابدقا‬
‫ط‬
‫ي لشركحرم اهلشهي ر‬ ‫ذ‬
‫ب اللِّلهر لشركحهم شوركلِّروُاه شواهششربروُاه شحلت يشيتشبَشي ل ش‬
‫قال تعال ف الصوُم )شفالشن شباشررورهلنم شوابهيتشيغروُاه شما شكتش ش‬
‫صشياشم إذشل اللِّهيذل )‪ .‬وروىً المحاعة حديث صحاب قال‬ ‫ض ذمشنم اهلشهيذط الشهسشوُذد ذمشنم الهشفهجذر رثل أشذتتوُاه ال ل‬
‫اشلبهييش ر‬
‫للِّرسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪ :‬هلِّكحت‪ ،‬فسأله "ما أهلِّكحك"؟ قال‪ :‬وقعت علِّىَ امرأت ف رمضان‪ ،‬ث بي‬
‫له كيف يكحفر عنم ذلك كفارة عظمحىَ‪.‬‬
‫تدل الية والديث علِّىَ أن الصيام إمساك عنم الطعام والشراب والتصال النسي‪ ،‬وأن الذي يتناول‬
‫طعادما أو شرادبا أو يتصل اتصالد جنسديا فقد أفطر‪ ،‬أي بطل صوُمه‪ ،‬وقد أجع الفقهاء علِّىَ أنُه يب‬
‫علِّيه قضاء ما أفطره‪ ،‬لنُه دينم‪ ،‬ودينم ال أحق بالقضاء كمحا ثبَت ف الديث الصحيح‪ ،‬وإل جانُب‬
‫القضاء تب بالتصال النسي خاصة كفارة عظمحىَ‪ ،‬وهي عتق رقبَة‪ ،‬فإن ل يد فصيام شهرينم‬
‫متتابعي‪ ،‬فإن ل يستطع فإطعام ستي مسكحيدنا‪.‬‬
‫وذهب الفقهاء مذاهب شت ف تفسي الكل والشرب‪ ،‬ث فلرعوُا علِّىَ ذلك تفريعات متعددة‪ ،‬والتتبَع‬
‫لقوُالم يرىً أن معظمحها مبَن علِّىَ اصطلحات ومفهوُمات حافظت ف نُظرهم علِّىَ الشكحل الذي‬
‫يتحقق به الكل والشرب البَطل للِّصوُم دون الهتمحام بالكحمحة القصوُدة منم الصيام‪ ،‬وهي كف النفس‬
‫عنم أسبَاب وجوُدها الشخمصي والنوُعي مدة منم الزمان‪ ،‬ليقوُىً سلِّطان العقل علِّيها‪ ،‬وتصمحد إرادته أمام‬
‫الغريات والشهوُات‪ ،‬وليتحقق معن قوُله تعال‪) :‬لششعلِّلركحهم تشيتليرقوُشن( فقالوُا‪ :‬إن الكل والشرب يتحققان‬

‫‪152‬‬
‫بدخوُل أي شيء إل الوُف‪ ،‬واختلِّفوُا ف هذا الشيء‪ :‬هل هوُ عام أو خاصا با فيه غذاء وتلِّبَية لشهوُة‬
‫النفس؟ كمحا اختلِّفوُا ف الراد بالوُف‪ :‬هل هوُ العدة الت تتلِّقىَ الكل والشرب‪ ،‬أو هوُ ما استت منم‬
‫جسم النُسان عند النظر إليه‪ ،‬أو هوُ ما ييل الغذاء والدواء؟‪.‬‬
‫وترتب علِّىَ هذا أن بعضهم قال‪ :‬إن إدخال الصبَع ف الذن يبَطل الصوُم‪ ،‬لنُه أكل أو ف معن‬
‫الكل‪ ،‬ف الوُقت الذي يقوُلوُن فيه‪ :‬لوُ وصل الغذاء إل السم وتقلوُىً به عنم طريق غي مفتوُح بالطبَع‬
‫كالبر الديثة ل يبَطل الصوُم‪ ،‬وييء آْخرون فيقوُلوُن‪ :‬لوُ وصل دون الشعر إل اللِّق منم خلل‬
‫السالم بطل الصوُم‪ ،‬مع أنُه وصل منم منفذ غي طبَيعي‪ ،‬ف الوُقت الذي يقوُلوُن فيه‪ :‬إدخال حقنة ف‬
‫الحلِّيل ل تفسد الصوُم مع أن الحلِّيل منفذ مفتوُح‪.‬‬
‫وف إهال مراعاة الكحمحة ف الصوُم وإطلق الكل علِّىَ ما يشمحل ما هوُ بعيد عنم معناه لغة وعردفا‬
‫جاءت هذه الحكحام الخمتلِّفة‪ .‬ولذا أختار منم أقوُال الفقهاء العروفي وغيهم ما يلِّي‪:‬‬
‫‪ ... .1‬ل يبَطل الصوُم بوُضع الصبَع ف الذن أو تنظيفها بقطنة أو بحلِّوُل؛ لن الطبَلِّة ل تسمحح‬
‫بوُصوُل شيء منم ذلك إل داخل الدماغ‪ ،‬والدماغ ليس عضدوُا يتلِّقىَ غذاء يستفيد منه السم‪.‬‬
‫‪ ... .2‬ل يبَطل الصوُم بالفحص الهبَلِّي أو الكحشف علِّىَ البَوُاسي الداخلِّية أو الكحشف علِّىَ اللِّوُزأ‬
‫بنحوُ ملِّعقة‪.‬‬
‫‪ ... .3‬القنة الشرجية ل تبَطل الصيام إل إذا وصلِّت إل العدة‪.‬‬
‫‪ ... .4‬إبر الدواء ف الوُريد أو العضل أو تت اللِّد ل يفطر با الصائم‪ ،‬لنا ليست غذاءد يغن منم‬
‫جوُع أو يروي منم عطش‪.‬‬
‫‪ ... .5‬إبر التغذية "اللِّوُكوُزأ ونوُه" تريشعلد أكلد عردفا يفطر به الصائم؛ لن منم يأخذها يستغن با عنم‬
‫الطعام مدة طوُيلِّة‪ ،‬فهي تشبَعه كمحا يشبَعه الكل العادي؛ ذلك أن الكل الذي يصل إل العدة بعد‬
‫هضمحه وامتصاصه يوُزأعه الدم إل السم ويكحفيه حاجته‪ ،‬وإبر التغذية أدخلِّت الغذاء إل الدم دون‬
‫حاجة إل إمراره علِّىَ العدة والجهزة الاضمحة الخرىً‪.‬‬
‫‪ ... .6‬ترطيب السم بالاء البَارد أو ترطيب الفم بالضمحضة ل يفسد الصوُم؛ لن النب صلِّىَ ال علِّيه‬
‫ي وهوُ يصب الاء علِّىَ رأسه منم الر وهوُ صائم‪ ،‬كمحا روه أحد وأبوُ داود والنسائي بإسناد‬ ‫وسلِّم ررذؤ ش‬
‫صحيح‪ ،‬علِّىَ أن التطيب ليس فيه دخوُل الاء إل الوُف‪ ،‬بل هوُ لنع العرق الارج لتلِّطيف حرارة‬
‫اللِّد وإبقائه لاجة السم إليه ف التقلِّيل منم الشعوُر بالعطش‪.‬‬
‫‪ ... .7‬القيء‪ :‬روي أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال‪ ":‬منم ذرعه القيء أي غلِّبَه فلِّيس علِّيه قضاء‪،‬‬
‫ومنم استقاء عمحددا فلِّيقض" رواه أحد وأصحاب السننم إل النسائي‪.‬‬
‫قال الفقهاء‪ :‬إن القيء وهوُ ما يرج منم العدة عنم طريق الفم إن كان خروجه اضطرارديا فل يفسد‬
‫الصوُم‪ ،‬وإن كان عنم تعمحد فسد الصوُم‪.‬‬

‫‪153‬‬
‫وقال ابنم مسعوُد وعكحرمه وربيعة‪ :‬إن القيء ل يفسد الصوُم علِّىَ أي حال‪ ،‬متجي بديث فيه مقال‪،‬‬
‫وردوا علِّىَ الفقهاء بأن الديث الذي اعتمحدوا علِّيه موُقوُف وليس مرفوُدعا إل النب صلِّىَ ال علِّيه‬
‫وسلِّم‪ ،‬وقال البَخماري‪ :‬ل أراه مفوُدظا‪ ،‬وقد روي منم غي وجه‪ ،‬ول يصح إسناده‪ ،‬وأنُكحره أحد‪ .‬واحتجه‬
‫ضا بديث آْخر‪ ،‬لكحنم ف سنده اضطراب ل تقوُم به حجه‪.‬‬ ‫المحهوُر أي د‬
‫وإذا ل يوُجد حديث متفق علِّىَ رفعه وصحته فالمر متوك للجتهاد‪ ،‬وقد وجد منم يالف المحهوُر‪،‬‬
‫ويإكحنم أن يقال‪ :‬إن القيء ليس فيه أكل ول شرب‪ ،‬بل فيه إخراج أكل وشرب لنع ضرره بالسم‪ ،‬فهل‬
‫يلِّحق بالجامة الت هي أخذ دم منم الرأس ومثلِّها الفصد‪ ،‬وهوُ أخذ دم منم غي الرأس؟ إن المحهوُر‬
‫يقوُلوُن بعدم بطلن الصيام بالجامة والفصد؛ لن حديث "أفطر الاجم والجوُم" ل يسلِّم منم النقد‪،‬‬
‫إن ل يكحنم منم جهة السند فمحنم جهة الدللة‬
‫يييييييييي‬
‫صيام الصغار ومتى يكون؟‬
‫بالنسبَة للِّوُلد ‪ :‬مت يصوُم؟ وكذلك البَنت؟ وهل هناك سنم مددة شرعاد لذلك؟‬
‫ييب فضية الدكتوُر الشيخ يوُسف القرضاوي حفظه ال‪.‬‬
‫جاء ف الديث عنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال‪) :‬رفع القلِّم عنم ثلث ‪ :‬عنم الصغي حت يكحب‪،‬‬
‫وعنم النائم حت يستيقظ‪ ،‬وعنم النوُن حت يفيق( رواه أحد وأبوُ داود والنسائي وابنم ماجه والاكم عنم‬
‫عائشة بإسناد صحيح‪ ،‬ورواه أحد وأبوُ داود والاكم عنم علِّي وعمحر بألفاظ متقاربة‪ ،‬ومنم طرق عديدة‬
‫يقوُي بعضها بعضدا‪ ،‬ومعن رفع القلِّم‪ :‬امتناع التكحلِّيف؛ أي ليسوُا مكحلِّفي‪ ،‬غي أن السلم وهوُ دينم‬
‫يراعي طبَيعة البَشر أراد أن يأخذ الولد منم الصغر بذه العبَادات والطاعات‪ ،‬ليمحارسوُها ويتدربوُا‬
‫علِّيها‪.‬‬
‫فجاء ف الديث عنم الصلة‪) :‬مروا أولدكم بالصلة لسبَع واضربوُهم علِّيها لعشر( رواه أحد وأبوُ داود‬
‫والاكم عنم عبَد ال بنم عمحرو بنم العاصا‪ ،‬والصيام أيضاد عبَادة وفريضة كالصلة‪ .‬فالوُاجب أن يدرب‬
‫علِّيها الولد‪ ،‬ولكحنم منم أي سنم؟ ليس منم الضروري لسبَع؛ لن الصيام أشق منم الصلة‪ ،‬إنا يرجع‬
‫المر إل طاقة الصب‪ .‬فكحلِّمحا رأىً الوُالد أو رأىً ول أمر الطفل أنُه يطيق الصيام ولوُ أيادما معينة ف كل‬
‫شهر فلِّيدربه علِّىَ ذلك‪ ،‬يدربه علِّىَ الصيام سنة بعد سنة‪ ،‬سنة يصوُم ثلثة أيام‪ ،‬وأخرىً يصوُم أسبَوُدعا‪،‬‬
‫والت بعدها يصوُم أسبَوُعي‪ ،‬والت بعدها يصوُم الشهر كلِّه‪ ،‬فإذا جاء وقت البَلِّوُغ وهوُ وقت التكحلِّيف‬
‫كان قد زأاول ومارس عمحلِّية الصيام فل تشق علِّيه‪ ،‬فهذه هي التبية السلمية أن يؤخذ الصب منم‬
‫صغره‪ ،‬ومنذ نُعوُمة أظفاره بآداب السلم وفرائضه حت يتعوُد علِّيها‪ ،‬وقد قال الشاعر‪:‬‬
‫وينفع الدب الحداث ف صغر ‪ ... ...‬وليس ينفع عند الشيبَة الدب‬
‫إن الغصوُن إذا قوُمتها اعتدلت ‪ ... ...‬ولنم تلِّي إذا قوُمتها الشب‬

‫‪154‬‬
‫فعلِّىَ الباء وعلِّىَ أولياء أموُر الصبَيان والبَنات أن يعوُدوهم ويعوُدوهنم الصيام والصلة‪ ،‬الصلة منذ سنم‬
‫السابعة والضرب علِّيها عند العاشرة‪ ،‬والصيام منذ يطيق الصب ولوُ بعد السابعة بسنة أو بأكثر عندما‬
‫يطيق‪ ،‬يأمره الب بالصيام‪.‬‬
‫ويقوُل فضيلِّة الشيخ عطية صقر رئيس لنة الفتوُىً بالزأهر الشريف‬
‫الصوُم كسائر التكحاليف ل يب علِّىَ السلِّم إل عند البَلِّوُع‪ ،‬وذلك لديث‪" :‬رفع القلِّم عنم ثلث؛ عنم‬
‫الصب حت يبَلِّغ‪ ،‬وعنم النائم حت يستيقظ‪ ،‬وعنم النوُن حت يفيق" رواه أحد وأبوُ داود والاكم‬
‫وصححه‪ ،‬ولكحنم بعض العلِّمحاء أوجب علِّىَ الصب إذا بلِّع عشدرا أن يصوُم‪ ،‬وذلك لديث‪" :‬إذا أطاق‬
‫الغلم صيام ثلثة أيام وجب علِّيه صيام شهر رمضان" رواه ابنم جريجه‪ ،‬وكذلك قيادسا علِّىَ الصلة الت‬
‫أمر النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم بضرب الغلم علِّيها إذا بلِّغ عشدرا‪ ،‬لكحنم الرأي الول هوُ الصحيح‪ ،‬وهوُ‬
‫عدم وجوُب الصوُم إل بالبَلِّوُغ‪.‬‬
‫ومنم هوُ دون العشر ليس هناك خلف ف عدم وجوُب شيء علِّيه منم صلة وصيام وغيها إل ما قيل‬
‫ف الزكاة‪ ،‬وسنبَينه ف موُضعه‪ ،‬ولكحنم منم ذلك يستحب أن يإرن علِّىَ العبَادات‪ ،‬لن النب صلِّىَ ال علِّيه‬
‫وسلِّم أمرنُا أن نُأمر أولدنُا بالصلة لسبَع سني‪ ،‬كمحا رواه أبوُ داود بإسناد حسنم‪ .‬وكان الصحابة‬
‫ضا‪ ،‬روىً البَخماري ومسلِّم عنم الربيع بنت معوُذ بنم عفراء أنم كانُوُا‬ ‫يإرنُوُن أولدهم علِّىَ الصيام أي د‬
‫يصوُموُن عاشوُراء‪ ،‬ويصوُموُن صبَيانم الصغار‪ ،‬ويذهبَوُن بم إل السجد‪ ،‬ويعلِّوُن لم اللِّعبَة منم‬
‫الصوُف‪ ،‬فإذا بكحىَ أحدهم منم أجل الطعام أعطاه إياها حت يي وقت الفطار‪.‬‬
‫وكل هذا ف الولد الذينم يطيقوُن الصيام‪ ،‬أما منم كان بم مرض أو صحتهم ضعيفة يزيدها الصوُم‬
‫ضا أن ينهوُهم عنه‪ ،‬بل‬ ‫ضعدفا فلِّيس علِّىَ الباء والمهات أن يأمروهم بالصيام‪ ،‬لكحنم ل ينبَغي أي د‬
‫يتكوُنم يربوُن ذلك بأنُفسهم‪ ،‬فإن أطاقوُا استمحروا‪ ،‬وإل فإنم سيتكوُنُه اختيارهم‪ .‬وعلِّىَ الباء‬
‫والمهات أن يإدحوُا ف أولدهم عزمهم علِّىَ الصيام وأن يبَينوُا لم حكحمحة تشريعه بلِّبَاقة وكياسة‪،‬‬
‫وسيكحوُن استمحرارهم ف هذه التجربة أو عدولم عنها باقتناع‪ ،‬وهذا منهجه تربوُي سلِّيم‬
‫يييييييييي‬
‫الصوم والفرازات المهبلية‬
‫أنُا بنت عمحري ‪ 18‬سنة وأول ما جاءن اليض خرج من شيء أبيض مثل التشيح ل أعرفه ‪ ،‬هل‬
‫يصح ل الصلة والصيام ؟‬
‫ييب الشيخ عطية صقر رئيس لنة الفتوُىً بالزأهر الشريف‬
‫هذه الشياء تعتب إفرازأات طبَيعية بالنسبَة للِّفتاة وبالنسبَة للِّمحرأة‪ ،‬والذي يوُجب الفطر ويرم الصلة‬
‫وغيها إنا هوُ الدم‪ ،‬دم اليض العروف بالمحرة القانُية‪ ،‬فإذا ل يكحنم هناك دم وإنا كان هناك بعض‬

‫‪155‬‬
‫الفرازأات بالصفة الت تصفها السائلِّة فل تف الخت السائلِّة منها‪ .‬ولا بل علِّيها أن تصوُم وأن تصلِّي‬
‫وأن تؤدي عبَاداتا وال تعال يتقبَل منها‬
‫يييييييييي‬
‫حبوب تأخإير الحيض في رمضان‬
‫ننم نُعلِّم أن صيام رمضان خي وبركة ف جيع أيامه‪ ،‬ول نب أن نرم منم بعض هذه اليام صوُماد ول‬
‫صلة‪ ،‬فهل يوُزأ لنا استعمحال حبَوُب منع اليض مع العلِّم بأن البَعض قد جربه ول يضر ؟‬
‫ييب فضيلِّة الدكتوُر يوُسف القرضاوي حفظه ال‪:‬‬
‫أجع السلِّمحوُن علِّىَ أن السلِّمحة الت تأتيها العادة الشهرية ف رمضان البَارك ل صيام علِّيها؛ أي ل‬
‫صيام علِّيها ف الشهر‪ ،‬وإنا يب علِّيها القضاء‪ ،‬وذلك تفيف منم ال ورحة بالرأة الائض؛ حيث‬
‫يكحوُن جسمحها متعدبَا وأعصابا متوُترة‪ ،‬فأوجب علِّيها الفطار إيادبا وليس إباحة‪ ..‬فإذا صامت ل يقبَل‬
‫منها الصيام ول يزئها‪ ،‬ول بد أن تقضي أياماد بدل هذه اليام‪ ،‬وهكحذا كان يفعل النساء السلِّمحات‬
‫منذ عهد أمهات الؤمني والصحابيات رضي ال عنهنم ومنم تبَعهنم بإحسان‪ ،‬ول حرج إذن علِّىَ الرأة‬
‫السلِّمحة إذا وافتها هذه العادة الشهرية أن تفطر ف رمضان‪ ،‬وأن تقضي بعد ذلك كمحا جاء عنم عائشة‪:‬‬
‫"كنا نُؤمر بقضاء الصوُم‪ ،‬ول نُؤمر بقضاء الصلة" رواه البَخماري‪.‬‬
‫وأنُا شخمصديا أفضل أن تسي الموُر علِّىَ الطبَيعة وعلِّىَ الفطرة‪ .‬فمحا دام هذا اليض أمدرا طبَيعديا فطرديا‬
‫فلِّيبَق كمحا هوُ علِّىَ الطبَيعة الت جعلِّها ال عز وجل‪ ،‬ولكحنم إذا كان هناك نُوُع منم البَوُب والدوية‬
‫تتعاطاها بعض النساء لتأجيل اليض كمحا هوُ معروف منم حبَوُب منع المحل‪ ،‬وأرادت بعض النساء أن‬
‫يتناولنم هذه البَوُب لتأخي العادة عنم موُعدها حت ل تفطر بعض أيام رمضان فهذا ل بأس به بشرط‬
‫أن تتأكد منم عدم إضراره با‪ .‬وذلك باستشارة أهل الذكر وأهل البة أو باستشارة طبَيب؛ حت ل‬
‫تتضرر منم تناول هذه البَوُب‪ ،‬فإذا تأكد لا ذلك وتناولت هذه البَوُب وتأخرت العادة صامت‪ ،‬فإن‬
‫صيامها مقبَوُل إن شاء ال‬
‫يييييييييي‬
‫صوم القضاء والكفارات‬
‫ما حكحم صوُم القضاء؟ وهل يب فوُدرا بعد انُتهاء رمضان؟ وهل يب متتابدعا كرمضان؟ وماذا لوُ أخر‬
‫صوُم القضاء حت انُتهىَ شعبَان القبَل وأقبَل بعده رمضان؟ وماذا لوُ تأخر القضاء حت مات منم علِّيه‬
‫القضاء؟‬
‫ييب فضيلِّة الشيخ ممحوُد شلِّتوُت شيخ الزأهر السبَق رحه ال‪:‬‬
‫ضا‪ ،‬وأن منم الناس منم‬
‫منم العلِّوُم أن قضاء الصوُم يب علِّىَ كل منم فاته الصوُم ف رمضان كلد أو بع د‬
‫تلِّحقهم ف رمضان أعذار صحية أو شرعية تبَيح لم بكحم الشرع والدينم الفطار مدة تلِّك العذار‪،‬‬

‫‪156‬‬
‫ومنم ذلك الريض والسافر والائض والنفساء‪ ،‬وأن منم الناس منم يتناول مفطدرا علِّىَ وجه ل يتحقق به‬
‫وجوُب الكحفارة علِّيه‪ ،‬ومنهم منم يفطرون قبَل الغروب علِّىَ اعتقاد أن الشمحس قد غربت‪ ،‬أو يأكلِّوُن‬
‫بعد الفجر علِّىَ اعتقاد أن الفجر ل يطلِّع‪ .‬ومنهم منم يفطر بغي ما يغذي ول يشتهىَ‪ ،‬وكل أولئمك‬
‫يب علِّيهم القضاء يوُدما بيوُم‪ .‬ولكحنم منم الناس منم يغفل عمحا أفطره منم أيام رمضان‪ ،‬وكثديا ما ينساه‬
‫ول يذكره‪ ،‬وقد يذكره ولكحنه يدع نُفسه جرديا وراء شهوُتا‪ ،‬فيتثاقل أو يؤجل منم يوُم إل يوُم‪ ،‬ومنم‬
‫أسبَوُع إل أسبَوُع إل آْخر‪ ،‬ومنم شهر إل شهر‪ ،‬وهكحذا حت يإر علِّيه العام‪ ،‬فيتلِّوُه آْخر‪ ،‬وهكحذا حت‬
‫يوُافيه الجل وعلِّيه ما علِّيه منم صيام‪ .‬وإن واجب السلِّم أن يكحوُن علِّىَ ذكر دائم منم حق ربه علِّيه‪،‬‬
‫ضا منم قوُله ف آْيات الصوُم الت فرضته ف رمضان‪ ،‬وبينت أحكحامه‪) :‬فششمحنم شكاشن‬ ‫وأن يكحوُن علِّىَ ذكر أي د‬
‫ضا أشهو شعشلِّىَ شسشفتر فشعذلدة لمهنم أشلياتم أرشخشر(‪ ،‬وقد وضعت هذه الية قضاء رمضان ف مستوُىً أدائه‬ ‫ذ‬
‫منركحم لمذري د‬
‫ف وقته بالنظر للِّمحريض والسافر‪ ،‬وبذلك أخذ القضاء حكحم الداء‪ ،‬ووجب علِّىَ منم فاته الداء أن‬
‫يرصا علِّىَ القضاء‪ ،‬وإذا كان ال قد أوجب القضاء علِّىَ منم أباح له الفطر ف رمضان بعذر الرض أو‬
‫السفر فلن يب القضاء منم باب أول علِّىَ منم أفطر بغي ما أباح به الفطار ف رمضان‪.‬‬
‫وإذا كان القضاء ف صوُم رمضان ما أوجبَه ال علِّىَ الؤمني فمحمحا ل شك فيه أن البَادرة بقضاء‬
‫الوُاجب ف وقت التمحكحنم منه أفضل منم تأخيه‪ ،‬ول ينبَغي للِّمحؤمنم أن يإاطل ربه ف أداء حقه بعد أن‬
‫أزأال عذره ورد علِّيه صحته وأعاده إل وطنه‪ .‬كيف والنُسان ل يدري مت ينزل به القضاء‪ .‬ومنم هنا‬
‫رجح العلِّمحاء أن الجه واجب علِّىَ الفوُر‪ ،‬ول ينبَغي تأخيه مت تققت عند السلِّم استطاعته وأمنم‬
‫الطريق إليه‪ ،‬ولوُ فرض وتاون السلِّم ف قضاء الصوُم حت أقبَل رمضان التال فإنُه يب علِّيه أن يصوُم‬
‫رمضان لتعينه وقدتا للِّصوُم الفروض‪ ،‬ث يصوُم ما علِّيه منم قضاء‪ .‬وإذا أل به التسوُيف حت مات دون‬
‫أن يصوُم القضاء كان مسئموُلد عنه أمام ال‪ ،‬وكان صوُمه لرمضان الذي أفطر فيه ووجب قضاؤه وأهل‬
‫صا ل يصل به إل درجة الصائمحي عند ال‪.‬‬ ‫فيه حت مات نُاق د‬
‫أما حكحم القضاء منم جهة التتابع أو التفريق فلِّلِّعلِّمحاء فيه رأيان؛ أحدها‪ :‬أنُه يب فيه التتابع‪ ،‬ويستند‬
‫أصحاب هذا الرأي إل حديث ل يصح عند أهل الديث‪ .‬والمحهوُر علِّىَ أن صوُم القضاء ل يب فيه‬
‫التتابع‪ ،‬وإنا يستحبَوُنُه فيه‪ ،‬وإن فلرق صح‪ ،‬ويستدلوُن بعمحوُم قوُله تعال ف جانُب القضاء‪) :‬فشعذلد ة لمهنم‬
‫أشلياتم أرشخشر(‪ ،‬ومنم أتىَ به متفردقا فقد صام عدة منم أيام أخر‪ ،‬وصح أن رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‬
‫سئمل عنم تقطيع صوُم القضاء‪ ،‬فقال‪" :‬ذلك إليك‪ ،‬أرأيت لوُ كان علِّىَ أحدكم دينم فقضىَ الدرهم‬
‫والدرهي‪ ،‬أل يكحنم ذلك قضاء؟ فال أحق أن يعفوُ ويغفر"‪.‬‬
‫هذه هي الحكحام التعلِّقة بقضاء رمضان‪ ،‬وينبَغي أن يعلِّم أن الفطار ف صوُم القضاء ل يوُجب أكثر‬
‫منم قضائه‪ ،‬ول تب فيه كفارة ول غيها وإن كان الفطار فيه متعمحددا‪ ،‬وكان بغذ أو مشتهىَ؛ لن‬
‫الطلِّوُب ف القضاء صوُم يوُم آْخر بدل الصل )فشعذلد ة لمهنم أشلياتم أرشخشر(‬

‫‪157‬‬
‫يييييييييي‬
‫وجوب القضاء ووقت القضاء‬
‫منم فاته رمضان فهل علِّيه قضاء؟ ومت يب؟‬
‫يقوُل الدكتوُر عبَد الكحري زأيدان أستاذ الشريعة السلمية ورئيس قسمحها ف كلِّية القوُق بامعة بغداد‬
‫سابدقا‬
‫* دليل وجوُب القضاء‪:‬‬
‫ضا أو‬ ‫والدليل علِّىَ أصل وجوُب القضاء قوُله تعال‪[ :‬فمحنم شهد منكحم الشهر فلِّيصمحه‪ ،‬ومنم كان مري د‬
‫علِّىَ سفر فعدة منم أيام أخر]‪ ،‬ولن الصل ف العبَادة الوُقتة أي الت لا وقت مصوُصا مثل صيام‬
‫رمضان ‪ ،‬أنا إذا فاتت عنم وقتها أن رتقضىَ وهذا سوُاء فاته صيام رمضان أو أيام منه لعذر أو لغي‬
‫عذر‪ ،‬لنُه لا وجب القضاء علِّىَ العذور‪ ،‬فلِّئمنم يب علِّىَ القصر غي العذور ف فطره أول‪ ،‬ولن العن‬
‫يمحعهمحا وهوُ الاجة إل جب الفائت‪ ،‬بل حاجة غي العذور أشد‪"] .‬البَدائع" ‪ ،‬ج ‪ ،2‬صا ‪.[103‬‬
‫* وقت القضاء‪:‬‬
‫أما وقت القضاء فهوُ سائر اليام خارج رمضان سوُىً اليام النهي عنم الصيام فيها علِّىَ ما سنذكره‬
‫ضا أو علِّىَ سفر فعدة منم أيام أخر‪ ]..‬ووجه‬ ‫فيمحا بعد‪ ،‬ودليل ذلك قوُله تعال‪[ :‬فمحنم كان منكحم مري د‬
‫الدللة بذه الية الكحريإة أن ال تعال أمر بالقضاء مطلِّدقا عنم وقت معي‪ ،‬فل يوُزأ تقييده ببَعض‬
‫ضا فإن المر بالقضاء هوُ علِّىَ التاخي وليس علِّىَ الفوُر‪ .‬وما‬
‫الوقات إل بدليل‪ ،‬ول دليل هنا‪ .‬وأي د‬
‫قلِّناه هوُ مذهب النفية‪ .‬وقد ترتب علِّىَ ذلك ف مذهبَهم جوُازأ تأخي القضاء حت يدخل رمضان‬
‫آْخر‪ ،‬وليس علِّيه شيء إل القضاء سوُاء كان التأخي لعذر أو لغي عذر ]"البَدائع" ‪ ،‬ج ‪ ،2‬صا ‪103‬‬
‫‪.[104‬‬
‫وقال النابلِّة‪ :‬وقت القضاء مؤقت با بي رمضانُي‪ ،‬فمحنم فاته شيء منم رمضان أن يقضيه ف هذا‬
‫الوُقت ما ل يدخل رمضان آْخر‪ ،‬لقوُل عائشة رضي ال عنها‪" :‬كان يكحوُن علِّلىَ الصوُم منم رمضان فمحا‬
‫أستطيع أن أقضي إل ف شعبَان" ]"اللِّؤلؤ والرجان فيمحا اتفق علِّيه الشيخمان"‪ ،‬ج ‪ ،2‬صا ‪ ،18‬وجاء ف‬
‫"التاج الامع للصوُل لحاديث الرسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم" ج ‪ ،2‬صا ‪ 77‬عنم عائشة‪" :‬أن كانُت‬
‫إحدانُا لتفطر ف رمضان ف زأمان رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم فمحا تقدر أن تقضيه مع رسوُل ال‬
‫صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم حت يأت شعبَان" و "سننم أب داود" ‪ ،‬ج ‪ ،7‬صا ‪.32‬‬
‫فل يوُزأ له تأخي القضاء إل ما بعد رمضان آْخر منم غي عذر؛ لن عائشة رضي ال عنها ل تؤخره‬
‫إل ذلك الوُقت ولوُ جازأ التأخي لخرته؛ ولن الصوُم عبَادة متكحررة فلِّم يز تأخي الول عنم الثانُية‪،‬‬
‫فإن أخره عنم رمضان آْخر‪ ،‬نُظرنُا‪ :‬فإن كان لعذر فلِّيس علِّيه إل القضاء‪ ،‬وإن كان لغي عذر فعلِّيه مع‬

‫‪158‬‬
‫القضاء إطعام مسكحي لكحل يوُم‪ ،‬وبذا قال ابنم عبَاس‪ ،‬وابنم تعمحر‪ ،‬وأبوُ هريرة‪ ،‬وماهد ‪ ،‬وسعيد بنم‬
‫جبَي‪ ،‬ومالك‪ ،‬والثوُري‪ ،‬والوزأاعي‪ ،‬والشافعي‪ ،‬وإسحاق‪.‬‬
‫وقال السنم‪ ،‬والنخمعي‪ ،‬وأبوُ حنيفة‪ :‬ل فدية علِّيه لنُه صوُم واجب فلِّم يب علِّيه ف تأخيه فدية؛ لن‬
‫الفدية تب خلِّدفا عنم الصوُم عند العجز عنم تصيلِّه عجدزا ل ترجىَ معه القدرة عادة علِّىَ الصيام ‪،‬‬
‫كمحا ف حق الشيخ الفان ول يوُجد العجز؛ لنه قادر علِّىَ القضاء فل معن لياب الفدية علِّيه مع‬
‫القضاء‪"] .‬الغن"‪ ،‬ج ‪ ،3‬صا ‪" ،145 144‬المحوُع" ‪ ،‬ج ‪ ،6‬صا ‪" ،421 420‬البَدائع" ‪ ،‬ج‬
‫‪،2‬صا ‪[103‬‬
‫تأخي قضاء الصوُم‬
‫منم أخر القضاء هل علِّيه فدية؟‬
‫ييب فضيلِّة الشيخ عطية صقر رئيس لنة الفتوُىً بالزأهر سابدقا ‪:‬‬
‫جهوُر العلِّمحاء يوُجب فدية علِّىَ منم أخر قضاء ما فاته منم رمضان حت دخل رمضان الذي بعده‪،‬‬
‫وتتأكد هذه الفدية‪ ،‬وهي إطعام مسكحي عنم كل يوُم با يكحفيه غداء وعشاء إذا كان تأخي القضاء‬
‫لغي عذر‪ ،‬واستدلوُا علِّىَ هذا الكحم بديث موُقوُف علِّىَ أب هريرة؛ أي أنُه منم كلمه هوُ‪ ،‬ونُسبَه إل‬
‫رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم؛ أي رفعه إليه ضعيف‪ ،‬كمحا أن هذا الكحم مروي عنم ستة منم الصحابة‬
‫ول ير ييح بنم أكثم مالدفا لم‪ ،‬منهم ابنم عبَاس وابنم عمحر رضي ال عنهم‪.‬‬
‫وقال أبوُ حنيفة وأصحابه‪ :‬ل فدية مع القضاء‪ ،‬وذلك لن ال تعال قال ف شأن الرضي والسافرينم‪:‬‬
‫)فشعذلدة لمهنم أشلياتم أرشخشر( ول يأمر بفدية‪ ،‬والديث الروي ف وجوُبا ضعيف ل يؤخذ به‪.‬‬
‫قال الشوُكان منتصرا لذا الرأي‪ :‬ليس هناك حديث ثابت عنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم فيها‪ ،‬وأقوُال‬
‫الصحابة ل حجة فيها‪ ،‬وذهاب المحهوُر إل قوُل ل يدل علِّىَ أنُه الق‪ ،‬والباءة الصلِّية قاضية بعدم‬
‫وجوُب الشتغال بالتكحاليف حت يقوُم الدليل الناقل عنها‪ ،‬ول دليل هنا‪ ،‬فالظاهر عدم الوُجوُب‪.‬‬
‫وقال الشافعي‪ :‬إن كان تأخي القضاء لعذر فل فدية وإل وجبَت‪ ،‬وهذا الرأي وسط بي الرأيي‬
‫السابقي‪ ،‬لكحنم الديث الضعيف أو الوُقوُف الوُارد ف مشروعية الكحفارة ل يفرق بي العذر وعدمه‪.‬‬
‫ولعل القوُل بذا الرأي يريح النفس لراعاته للِّخملف بصوُرة منم الصوُر‪ ،‬ث إن قضاء رمضان واجب علِّىَ‬
‫التاخي‪ ،‬وليس علِّىَ الفوُر وإن كان الفضل التعجيل به عند الستطاعة‪ ،‬فشدينم ال أحق بالقضاء‬
‫العاجل‪ ،‬وثبَت ف صحيح مسلِّم ومسند أحد أن عائشة رضي ال عنها كانُت تقضي ما علِّيها منم‬
‫رمضان ف شعبَان ول تكحنم تقضيه فوُدرا عند قدرتا علِّىَ القضاء‪.‬‬
‫ول يلِّزم ف القضاء التتابع والوُالة‪ ،‬فقد روىً الدار قطن عنم ابنم عمحر رضي ال عنهمحا أن النب صلِّىَ‬
‫ال علِّيه وسلِّم قال ف قضاء رمضان‪) :‬إن شاء فرق وإن شاء تابع(‬
‫يييييييييي‬

‫‪159‬‬
‫الصلة والصيام عند أهل القطبين‬
‫هل يصام رمضان حيث النهار ستة أشهر؟ وكيف يصام؟‬
‫ييب فضيلِّة الشيخ ممحوُد شلِّتوُت شيخ الزأهر السبَق رحه ال‪:‬‬
‫فرض ال علِّىَ الؤمني خس صلِّوُات ف اليوُم واللِّيلِّة‪ ،‬وبلي الرسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم بقوُله وفعلِّه‬
‫أوقاتا فيهمحا؛ فحدد للِّصبَح منم طلِّوُع الفجر إل شروق الشمحس‪ ،‬وللِّظهر منم زأوال الشمحس عنم كبَد‬
‫السمحاء إل صيورة ظل كل شيء مثلِّه أو مثيلِّه‪ ،‬وللِّعصر منم ناية وقت الظهر إل غروب الشمحس‪،‬‬
‫وللِّمحغرب منم غروب الشمحس إل غياب الشفق‪ ،‬وللِّعشاء منم غياب الشفق حت طلِّوُع الفجر‪ .‬وفرق‬
‫ضا صوُم شهر هلل منم السنة‪ ،‬وبي أنُه شهر رمضان‪ ،‬وقال علِّيه السلم‪" :‬الشهر هكحذا أو‬ ‫علِّيهم أي د‬
‫هكحذا" بإشارة تدل علِّىَ أنُه إما ثلثوُن يوُدما أو تسعة وعشرون يوُدما‪.‬‬
‫ول ريب أن بيان أوقات الصلة ف اليوُم واللِّيلِّة وبيان الشهر ف السنة علِّىَ هذا الوُجه الذي عرف‬
‫وتناقلِّه الناس جيلد بعد جيل إنا كان با يناسب حال البَلد العتدلة الت تتجلِّىَ أوقاتا الددة ف اليوُم‬
‫واللِّيلِّة‪ ،‬ويتجلِّىَ رمضانا ف السنة‪ ،‬وهي القسم العظم منم الكحرة الرضية‪ .‬ول يكحنم معرودفا للِّناس ف‬
‫وقت التشريع أن ف الكحرة الرضية جهات تكحوُن السنة فيها يوُدما وليلِّة‪ :‬نُصفها نار ونُصفها ليل‪،‬‬
‫وجهات أخرىً يطوُل نارها حت ل يكحوُن ليلِّها إل جزءاد يسديا‪ ،‬ويطوُل ليلِّها حت ل يكحوُن نارها إل‬
‫جزءاد يسديا‪.‬‬
‫ول ريب أن الريان ف هذه الهات علِّىَ بيان الوقات الت عرفت للِّصلة والصوُم يؤدي إل أن يصلِّي‬
‫السلِّم ف يوُمه وليلِّته وهوُ "سنة كاملِّة" خس صلِّوُات فقط موُزأعة علِّىَ خس أوقات منم السنة كلِّها‪،‬‬
‫ويؤدي كذلك ف بعض الهات إل أن تكحوُن الصلِّوُات الفروضة أربدعا أو أقل‪ ،‬علِّىَ حسب طوُل‬
‫النهار وقصره‪ ،‬وكذلك يؤدي إل أن يكحلِّف السلِّم ف تلِّك الهات صوُم رمضان ول رمضان عنده‪ ،‬وف‬
‫بعضها يؤدي إل صوُم ثلث وعشرينم ساعة منم أربع وعشرينم ساعة‪ ،‬وكل هذا تكحلِّيف تأباه الكحمحة‬
‫منم أحكحم الاكمحي والرحة منم أرحم الرحاء‪ .‬وإذن يب استبَعاد هذا الفرض‪.‬‬
‫ويدور أمر هذه القاليم بعد ذلك بي فرضي آْخرينم ل ثالث لمحا‪ :‬إما إعفاؤهم كمحا ذهب إليه بعض‬
‫الناظرينم منم الصلة والصوُم؛ لعدم الوُقت وعدم القدرة والمكحان‪ ،‬وعدم الفائدة الرجوُة منم التكحلِّيف‪،‬‬
‫وهوُ فيمحا نُرىً فرض يأباه عمحوُم النصوُصا الت جاءت بتكحلِّيف الصلة؛ فالصوُم لمحيع الؤمني دون فرق‬
‫بي قطر وقطر‪.‬‬
‫وإذن ل يبَقىَ طريق لقيامهم بوُاجبَهم الدين علِّىَ وجه مقدور لم ميسوُر علِّيهم ومقق للِّفائدة الرجوُة‬
‫منم التكحلِّيف سوُىً أن يقدروا أيامهم ولياليهم وأشهرهم بساب أوقات أقرب البَلد العتدلة إليهم؛ أي‬
‫حساب البَلد القريبَة منهم‪ ،‬الت تتمحيز فيها الوقات‪ ،‬ويتسع كل منم ليلِّها ونارها لا فرض منم صوُم‬
‫وصلة علِّىَ الوُجه الذي يقق حكحمحة التكحلِّيف دون مشقة أو إرهاق‪.‬‬

‫‪160‬‬
‫ول ريب أن أهل هذه الهات ل بد أن يكحوُنُوُا قد اتذوا طريدقا لتقدير اليام والشهر فيمحا يتص‬
‫بياتم العامة منم أعمحال وعقوُد‪.‬‬
‫وإذن فمحنم السهل أن يتخمذوا ف تديد أوقات عبَادتم ما عرف ف أقرب البَلد العتدلة إليهم‪ ،‬خاصة‬
‫بعد أن تطوُرت وسائل الوُاصلت وأدوات التصالت بذه الصوُرة‪ ،‬حت أصبَح الدث يكحوُن ف‬
‫أقصىَ الكحرة الرضية فياه منم يعيشوُن ف أقصاها ف نُفس وقت حدوثه‪ ،‬وبذا يستطيعوُن أداء فروضهم‬
‫الدينية منم صلة وصوُم علِّىَ وجه مدد كامل ل عسر فيه ول إرهاق‪) :‬يرذريرد اللِّلهر بذركحرم الهيرهسشر شولش يرذريرد‬
‫بذركحرم الهعرهسشر شولذترهكحذمحلِّروُاه الهعذلدشة شولذترشكحبَليررواه اللِّلهش شعشلِّىَ شما شهشداركهم شولششعلِّلركحهم تشهشركحرروشن(‬
‫يييييييييي‬
‫نقل الدم في نهار رمضان‬
‫هل نُقل الدم يبَطل الصيام؟‬
‫ييب فضيلِّة الشيخ عطية صقر رئيس لنة الفتوُىً بالزأهر الشريف سابدقا‪:‬‬
‫هذا السؤال له طرفان؛ طرف يتصل بالنقوُل منه‪ ،‬وطرف يتصل بالنقوُل إليه‪ ،‬أما النقوُل منه فيقاس‬
‫أخذ الدم منه ف نار رمضان علِّىَ الفصد‪ ،‬وهوُ أخذ الدم منم غي الرأس‪ ،‬وعلِّىَ الجامة وهي أخذ‬
‫الدم منم الرأس‪ ،‬وقد سبَق أن المحهوُر يقوُلوُن بعدم بطلن الصيام بمحا؛ لن حديث‪" :‬أفطر الاجم‬
‫والجوُم" الذي أخذ به منم قال بالفطار ل يسلِّم منم النقد‪ ،‬إن ل يكحنم منم جهة السند فمحنم جهة‬
‫الدللة‪.‬‬
‫وأما النقوُل إليه فيعطىَ نُقل الدم حكحم القنة‪ ،‬وقد تقدم الكحلم فيها‪ ،‬وإذا كان للِّعلج ل للِّغذاء‬
‫وأدخل عنم طريق الوُريد فأختار عدم بطلن الصيام‪ ،‬ومع ذلك أقوُل‪ :‬إن هذا الريض الذي نُقل إليه‬
‫الدم حتدمحا يتاج إل ما يقوُيه‪ ،‬فلِّه أن يفطر بتناول الطعمحة وعلِّيه القضاء عند الشفاء‪ .‬واختلف آْراء‬
‫الفقهاء ف مثل هذه الفروع رحة يإكحنم الخذ بأيسرها عند الاجة إليه‬
‫يييييييييي‬
‫الصوم وأسلوب القرآن في فرضيته‬
‫قرأت أن بعض الكحتاب كان يرىً أن الصيام إنا شرع لغرض معي‪ ،‬فلِّوُ تقق للنُسان هذا الغرض دون‬
‫أن يتحمحل مشقة الصيام فلِّيس هناك داع إليه عنده‪ .‬فمحا رأيكحم ف ذلك؟‬
‫ييب فضيلِّة الشيخ ممحوُد شلِّتوُت شيخ الزأهر السبَق رحه ال‪:‬‬
‫ليس ف بلد السلم منم يهل معن الصوُم الذي طلِّبَه ال منم السلِّمحي ف هذا الشهر‪ ،‬وليس فيها منم‬
‫يهل أن صوُمه ركنم منم أركان السلم‪ ،‬وفريضة منم فرائضه الول الت بن علِّيها‪ .‬وقد عب القرآْن عنم‬
‫فرضيته "بادة" ل تتمحل غي الثبَات والياب والتحتيم‪ ،‬بادة ل تعرف فيه لغي الصوُم منم أركان‬
‫السلم‪ .‬بادة كان أكثر ما ورد التعبَي با ف الدللة علِّىَ التحتم والثبَوُت لقتضيات الذات اللية‪ ،‬أو‬

‫‪161‬‬
‫لقتضيات النظام الكحوُن الذي قلدره ال ف سابق علِّمحه للِّكحائنات‪ ،‬ول يعتيه ف سنته تغيي ول تبَديل‪.‬‬
‫ب شربتركحهم شعشلِّىَ نُشيهفذسذه اللرهحششة) وقوُله‬
‫وإنُك إذا قرأت ف الدللة علِّىَ تتم تلِّك القتضيات قوُله تعال‪) :‬شكتش ش‬
‫ذ‬ ‫ب اللِّلهر لشهغلِّذ ش ل‬
‫ب ذف‬ ‫ك شكتش ش‬ ‫ب اللِّلهر لششنا(‪ .‬وقوُله ( أرهولشئمذ ش‬ ‫ل ذ ذ‬
‫ب أششنُا شورررسلِّي( وقوُله )رقل لنم يرصيبَشيشنا إلل شما شكتش ش‬ ‫)شكتش ش‬
‫قريرلِّوُذبذرم اذلشيإاشن( فإنُك ترىً القرآْن ل يقف ف شرع الصوُم وطلِّبَه منم الؤمني عند "الادة" الألوُفة ف‬
‫صلشة شوآْتروُا اللزشكاشة( أو نوُ )شولذلِّلذه شعشلِّىَ اللناذس‬ ‫طلِّب الشيء‪ ،‬أو المر به نوُ "فلِّيصمحه" أو نوُ)شوأشذقيرمحوُا ال ل‬
‫ل(‪ .‬بل سا به إل مادة "الكحتب والكحتابة" الت عرفت عنه ف مقام‬ ‫ع إذلشهيذه شسذبَي د‬ ‫ذ‬
‫حتجه الهبَشيهيت شمذنم اهستششطا ش‬
‫ذ‬
‫التعبَي عنم مقتضىَ اللوُهية‪ ،‬أو مقتضىَ التقدير اللي ف النظام الكحوُن الثابت التقرر‪ ،‬ترىً القرآْن سا‬
‫بالصوُم إل هذه الادة‪ ،‬مهددا له بالنداء الوُقظ للِّشعوُر‪ ،‬وبوُصف اليإان البَاعث علِّىَ المتثال‪ ،‬ومشديا‬
‫ف السلِّوُب نُفسه إل أن الصوُم تكحلِّيف ال العام لؤلء ولنم مضىَ منم عبَادة السابقي )شيا أشييتشها الذذيشنم‬
‫ذ ذ ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫صل‬ ‫ب شعشلِّىَ الذيشنم منم قشيهبَلِّركحهم لششعلِّلركحهم تشيتليرقوُشن)‪ .‬ث حدد وقته‪ ،‬وف ل‬ ‫صشيارم شكشمحا ركت ش‬ ‫ب شعلِّشهيركحرم ال ل‬ ‫آْشمنروُاه ركت ش‬
‫أعذاره علِّىَ نوُ ل يوُجد ف غيه منم الفرائض والركان‪.‬‬
‫ومنم هنا أجع السلِّمحوُن منم عهد التشريع علِّىَ أن منم أنُكحر فرضية الصوُم أو ألوشل طلِّبَه‪ ،‬أو حلرف‬
‫وضعه‪ ،‬أو رلده إل مرد الشوُق إليه والرغبَة فيه كان خاردجا عنم ربقة السلم ل تري علِّيه أحكحامه‪ ،‬ول‬
‫يعد منم أهلِّه‪ .‬وهذا هوُ حكحم ال ف الصوُم وف سائر ما ثبَتت فرضيته أو حرمته بصدر تشريعي قطعي‬
‫ف ثبَوُته عنم ال‪ ،‬ودللته علِّىَ معناه‪ ،‬وتناقل جيع الؤمني العلِّم به هكحذا‪ ،‬جيلد عنم جيل‪ ،‬وطبَقة عنم‬
‫طبَقة‬
‫يييييييييي‬
‫ثبوت شهر رمضان بالرؤية أو بالخإبار عنها‬
‫كيف يثبَت شهر رمضان؟‬
‫ييب الدكتوُر عبَد الكحري زأيدان أستاذ الشريعة السلمية ورئيس قسمحها ف كلِّية القوُق بامعة بغداد‬
‫سابدقا‪.‬‬
‫تهيد‪:‬‬
‫الصيام الفروض كمحا قلِّنا‪ :‬هوُ صيام شهر رمضان‪ ،‬فل بد منم ضبَط أول هذا الشهر وآْخره؛ لن أيام‬
‫هذا الشهر هي الت فرض ال صيامها‪ .‬ويضبَط أول رمضان وآْخره برية هلله عند طلِّوُعه‪ ،‬وعند عدم‬
‫رؤيته يثبَت أول شهر رمضان بإكمحال عدة شهر شعبَان )ثلثي يوُدما( فرؤية هلل رمضان‪ ،‬أو إكمحال‬
‫عدة شعبَان عند عدم رؤية اللل‪ ،‬طريقان شرعيان لثبَوُت أول شهر رمضان‪ .‬كمحا يثبَت انُتهاء شهر‬
‫رمضان برؤية هلل شوُال أو بإكمحال عدة شهر رمضان عند عدم رؤية هلل شوُال‪.‬‬

‫‪162‬‬
‫والرؤية الت يثبَت با أول شهر رمضان وآْخره ل تصل لكحل مسلِّم أو مسلِّمحة عادة‪ ،‬ولذا فقد اتفق‬
‫العلِّمحاء علِّىَ أن الخبَار بالرؤية منم رآْه حجة شرعية تلِّزم السلِّمحي ف ثبَوُت شهر رمضان ف ابتداءه‬
‫وانُتهائه إذا توُافرت الشروط الشرعية الطلِّوُبة ف الخمب أو ف الخمبينم كمحا نُبَينة ف الفقرات التالية‪.‬‬
‫أودل‪ :‬ثبَوُت شهر رمضان بالرؤية‬
‫أجع العلِّمحاء علِّىَ أن الشهر العرب )أي الشهر القمحري( يكحوُن تسعة وعشرينم يوُدما‪ ،‬وقد يكحوُن ثلثي‬
‫يوُما‪ ،‬فقد جاء ف الديث الشريف عنم رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أنُه قال‪" :‬إنُا أمة أمية ل نُكحتب‬
‫ول نسب‪ ،‬الشهر هكحذا وهكحذا‪ :‬يعن مرة تسعة وعشرينم‪ ،‬ومرة ثلثي" ]بداية التهد ‪ ،‬ج ‪ ،1‬صا‬
‫‪ ،196‬والديث رواه البَخماري ومسلِّم‪ ،‬انُظر "التاج"‪ ،‬الرجع السابق‪ ،‬ج ‪ ،2‬صا ‪.[5455‬‬
‫إل أن ثبَوُت رمضان ف ابتدائه وانُتهائه يكحوُن بالرؤية ل بالساب‪ .‬قال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم " ل‬
‫تصوُموُا حت تروا اللل‪ ،‬ول تفطروا حت تروه‪ ،‬فإن غم علِّيكحم فاقدروا له"‪ ،‬رواه البَخماري وغيه‪ .‬ولفظ‬
‫التمذي‪" :‬ل تصوُموُا قبَل رمضان‪ ،‬صوُموُا لرؤيته وأفطروا لرؤيته‪ ،‬فإن حالت دونُه غيابه فأكمحلِّوُا ثلثي‬
‫يوُدما"‪ .‬وف لفظ البَخماري‪" :‬فإن غم علِّيم فأكمحلِّوُا عدة شعبَان ثلثي" ]التاج‪ ،‬الرجع السابق‪ ،‬ج ‪،2‬‬
‫صا ‪ ،54‬ومعن غيابه‪ :‬أي سحابة[‪.‬‬
‫الكحمحة ف اعتمحاد الرؤية ف ثبَوُت رمضان‪.‬‬
‫والكحمحة ف ثبَوُت ابتداء رمضان وانُتهائه بالرؤية وليس بالسابات الفلِّكحية‪ ،‬أن العبَادات الت تعتمحد علِّىَ‬
‫الوُاقيت كالصلة‪ ،‬والصيام‪ ،‬والجه جعل الشرع السلمي النيف ثبَوُتا مرتبَدطا بالموُر السوُسة الت‬
‫يستوُي ف العلِّم با العال والاهل وأهل البَوُادي والوُاضر ‪ ،‬كطلِّوُع الشمحس وغروبا‪ ،‬وطلِّوُع الفجر‪،‬‬
‫وطلِّوُع اللل‪ ،‬وهذا منم فضل ال علِّىَ بعادة إذ ربط هذه العبَادات الفروضة علِّيهم جيدعا بذه‬
‫العلمات الظاهرة الت يستوُون ف العلِّم با‪.‬‬
‫ثانُديا‪ :‬ثبَوُت شهر رمضان بإكمحال عدة شهر شعبَان‪:‬‬
‫وإذا غم الشهر ول ير هلل رمضان ليلِّة الثلثي منم شعبَان‪ ،‬فالكحم ف هذه الالة إكمحال عدة‬
‫شعبَان‪ ،‬أي اعتبَاره ثلثي يوُدما‪ .‬وهذا ما تدل علِّيه الحاديث النبَوُية الشريفة‪ ،‬وقد ذكرنُا بعضها ف‬
‫الفقرة السابقة‪ .‬ث يتحتم الصوُم ف اليوُم التال ليوُم الثلثي منم شعبَان باعتبَاره أول يوُم رمضان‪.‬‬
‫وكذلك الكحم إذا ل ير هلل شوُال يب إكمحال عدة رمضان ثلثي يوُدما ث يتحتم الفطر بعدها‪،‬‬
‫باعتبَار أن اليوُم الذي يلِّيها هوُ اليوُم الول منم شوُال‪.‬‬
‫صيام يوُم الشك‪:‬‬
‫وقد استدل بالحاديث الت ذكرنُاها وغيها الت ربطت وجوُب صوُم رمضان برؤية هلله‪ ،‬علِّىَ النع منم‬
‫صوُم يوُم الشك وهوُ يوُم الثلثي منم شعبَان عند عدم رؤية هلل رمضان ف ليلِّة الثلثي منم شعبَان‪،‬‬
‫وهذا قوُل الهوُر‪ .‬وسوُاء ف هذا كوُن السمحاء مصحية أو غي مصحية لقوُله صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪:‬‬

‫‪163‬‬
‫"صوُموُا لرؤيته وافطروا لرؤيته‪ ،‬فإن غم علِّيكحم فاقدروا له ثلثي يوُدما"‪ .‬وف الديث الشريف التفق علِّي‬
‫صحته‪" :‬ل يتقدمنم أحدكم رمضان بصيام يوُم أو يوُمي إل أن يكحوُن رجل كان يصوُم صيادما‬
‫فلِّيصمحه"‪ .‬وقال عمحار رضي ال عنه‪" :‬منم صام اليوُم الذي يشك فيه فقد عصىَ أبا القاسم صلِّىَ ال‬
‫علِّيه وسلِّم"‪ .‬وف رواية عنم المام أحد‪" :‬إذا حال دون رؤية هلل رمضان غيم أو قت ليلِّة الثلثي منم‬
‫شعبَان وأجزأ الصائم إذا كان منم شهر رمضان"‪ .‬وعلِّىَ هذه الرواية صيام يوُم الشك هوُ يوُم الثلثي‬
‫منم شعبَان إذا كانُت ليلِّة الثلثي منه مصحية‪ ،‬أما إذا ل تكحنم مصحية فل تكحوُن ليلِّة شك ول يكحوُن‬
‫يوُم الثلثي منم شعبَان ليلِّة شك‪.‬‬
‫ويصام هذا اليوُم بنية أنُه منم رمضان‪ ،‬فإذا ظهر كذلك أجزأه وبذا صرح صاحب "كشاف القناع" منم‬
‫فقهاء النابلِّة التأخرينم‪.‬‬
‫والراجح عندي عدم صيام يوُم الشك مطلِّدقا أي إذا كانُت السمحاء مصحية أو غي مصحية‬
‫يييييييييي‬
‫رؤية الهللا‬
‫هل يب الصوُم إذا ررؤي اللل ف الشرق ول رير ف الغرب‪ ،‬وما الكحم لوُ أن دولة إسلمية ما أعلِّنت‬
‫الصيام ف يوُم ما‪ ،‬وقد تكحوُن الرؤية غي ثابتة أو حسب تقوُيإها‪ ،‬وإنا فعلِّت لرد كسب قصب السبَق‬
‫بأنا أول دولة إسلمية أعلِّنت صيام رمضان‪ ،‬هل تصوُم الاليات السلِّمحة ف بلد الغرب أم ل؟ علِّدمحا‬
‫بأن قوُل "جهوُر الفقهاء إذا رئي اللل ف بلِّد يب الصوُم علِّىَ كافة البَلِّدان"‪.‬‬
‫ييب فضيلِّة الشيخ مصطفىَ أحد الزرقا كلِّية الشريعة الامعة الردنُية رحه ال‪:‬‬
‫إن معظم الجتهادات والذاهب الفقهية تقرر أنُه إذا رؤي اللل ف الشرق فإنُه يلِّزم أهل الغرب‪،‬‬
‫والعكحس بالعكحس‪ ،‬توُحيددا ليوُم الصيام‪ ،‬وتسهيلد علِّىَ الكحلِّفي‪ ،‬ولن اختلف الطالع بالنسبَة للِّهلل‬
‫يسي‪ ،‬وليس كبَديا‪ ،‬فل عبة به‪.‬‬
‫وعلِّيه فمحت ثبَتت الرؤية ف دولة ما فعلِّىَ القاطني ف فرنُسا أو سوُاها أن يصوُموُا ف اليوُم التال‪ .‬وقد‬
‫بلِّغن أن السلِّمحي ف الغرب‪ ،‬وباصة ف أمريكحا وهم ف بلِّد واحد )كهيوُستم أو نُيوُيوُرك( يبَدؤون‬
‫الصوُم ف أيام متلِّفة؛ فمحنهم منم يإشي علِّىَ الساب الفلِّكحي‪ ،‬ومنهم منم يإشي علِّىَ إثبَات السعوُدية‪،‬‬
‫ومنهم منم يتم عدة شعبَان ثلثي‪ ،‬وهذا أمر منكحر ف منتهىَ النُكحار ف البَلِّد الوُاحد‪.‬‬
‫وإن أرىً أن تتقبَوُا وتتابعوُا أخبَار الثبَات ف المحلِّكحة العربية السعوُدية‪ ،‬فإن كثديا منم البَلد العربية‬
‫والسلمية تتقب إثبَاتا‪ ،‬وتشي علِّيه‪ ،‬وما أسهل هذه الراقبَة للخبَار‪ ،‬والتصالت بالوُسائل الديثة‬
‫اليوُم‪ .‬والعال السلمي كلِّه يتابع إثبَات المحلِّكحة العربية السعوُدية ف الجه اضطرادرا‪ ،‬فلِّمحاذا ل يتابعها ف‬
‫الصيام‬
‫يييييييييي‬

‫‪164‬‬
‫هل يصوم من رأى الهللا وحده؟‬
‫منم رأىً اللل وحده‪ ،‬ول يره أحد غيه‪ ،‬فهل يلِّزمه الصيام بناء علِّىَ رؤيته هوُ؟‬
‫ييب فضيلِّة الشيخ مصطفىَ أحد الزرقا كلِّية الشريعة الامعة الردنُية رحه اللِّهيجيب الدكتوُر عبَد‬
‫الكحري زأيدان أستاذ الشريعة السلمية ورئيس قسمحها ف كلِّية القوُق بامعة بغداد سابدقا‪.‬‬
‫قال ابنم رشد رحه ال إن صيامه واجب علِّيه سوُاء صام الناس أو ل يصوُموُا‪ ،‬وحكحمحه الجاع علِّىَ ما‬
‫قاله إل عند عطاء فإنُه قال‪ :‬ل يصوُم إل برؤية غيه ]بداية التهد‪ ،‬ج ‪ ،1‬صا ‪ ،197‬اللِّي لينم حزم‪،‬‬
‫ج ‪ ،6‬صا ‪ ،235‬العدة شرح العمحدة‪ ،‬صا ‪ ،148‬الفتاوىً الندية ف فقه النفية‪ ،‬ج ‪ ،1‬صا ‪197‬‬
‫‪.[198‬‬
‫قال شيخ السلم ابنم تيمحية رحه ال تعال‪" :‬منم رأىً اللل وحده هلل الصوُم )رمضان(‪ ،‬أو خلل‬
‫الفطر )شوُال( فلِّلِّعلِّمحاء فيه ثلثة أقوُال هي ثلثة روايات عنم أحد‪:‬‬
‫)الول(‪ :‬أن علِّيه أن يصوُم وأن يفطر سدرا وهوُ مذهب الشافعي‪.‬‬
‫)الثان(‪ :‬يصوُم ول يفطر إل مع الناس وهوُ الشهوُر منم مذهب أحد‪ ،‬ومالك‪ ،‬وأب حنيفة‪.‬‬
‫)الثالث(‪ :‬يصوُم مع الناس ويفطر مع الناس‪ ،‬وهذا أظهر القوُال كمحا قال شيخ السلم ابنم تيمحية‬
‫متدجا بقوُله النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪" :‬صوُمكحم يوُم تصوُموُن وفطركم يوُم تفطرون‪ ،‬وإضحاكم يوُم‬
‫رتضحوُن"‪ .‬وقد فسر بعض أهل العلِّم هذا الديث بأن الصوُم والفطر يكحوُنُان مع المحاعة‪ .‬وكمحا ل‬
‫يعرف وحده أي ل يقف علِّىَ عرفات وحده بل مع جيع الجاج السلِّمحي فل يضحي وحده‪] .‬ممحوُع‬
‫فتاوىً شيخ السلم ابنم تيمحية"‪ ،‬ج ‪ ،25‬صا ‪ 114‬وما بعدها‪" ،‬الختيارات الفقهية منم فتاوىً شيخ‬
‫السلم ابنم تيمحية"‪ ،‬صا ‪.[106‬‬
‫وف "الغن" لبنم قدامة النبَلِّي ]الغن ‪ ،‬ج ‪ ،3‬صا ‪: [156‬الشهوُر منم الذهب أنُه منم رأي اللل‬
‫وحده لزمه الصيام عدلد كان أو غي عدل‪ .‬شهد عند الاكم أو ل يشهد‪ ،‬قبَلِّت شهادته أو ل تقبَل‪.‬‬
‫وهذا قوُل مالك‪ ،‬واللِّيث‪ ،‬والشافعي‪ ،‬وأصحاب الرأي ‪ ...‬ال‪.‬‬
‫ثبَوُت هلل رمضان بالب عنم رؤيته‪:‬‬
‫وإذا أخب شخمص الناس عنم رؤيته هلل رمضان‪ ،‬فهل يثبَت رمضان ببه وحده‪ ،‬وهل يشتط فيه‬
‫شروط معينة؟ أم ل بد منم تعدد الخمبينم برية هلل رمضان فل تكحفي رؤية الوُاحد والخبَار عنها ولوُ‬
‫كان عددل؟‪.‬‬
‫أقوُال للِّفقهاء ف هذه السالة نُوُجزها بالت‪:‬‬
‫أودل‪ :‬مذهب النفية‪:‬‬
‫قالوُا‪ :‬إن كانُت السمحاء مصحية ل غيم فيها ل تقبَل إل شهادة جع كثي يقع العلِّم ببهم‪ ،‬وتقدير‬
‫عددهم مفوُض إل رأي المام أو نُائبَة‪ .‬ووجه هذا القوُل أن انُفراد شخمص برؤية والسمحاء صحوُ منم‬

‫‪165‬‬
‫دون الخرينم يلِّقي شدكحا ف صحة خبه‪ ،‬وهذا ف ظاهر الرواية عند النفية‪ .‬وروي عنم أب حنيفة قبَوُل‬
‫شهادة الوُاحد العدل كمحا لوُ كانُت السمحاء صحدوُا‪.‬‬
‫وإذا كانُت السمحاء متغيمحة‪ ،‬تقبَل شهادة الوُاحد بل خلف نُد النفية سوُاء كان حدرا أو عبَدأ‪ ،‬رجلد‬
‫كان أو امرأة‪ ،‬بشرط أن يكحوُن مسلِّدمحا بالغاد عاقلد عددل؛ لن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قبَل شهادة‬
‫رجل واحد علِّىَ رؤية هلل رمضان‪ ،‬ولن هذا ف القيقة ليس بشهادة بل هوُ إخبَار بدليل أن حكحمحه‬
‫يلِّزم الشاهد وهوُ الصوُم‪ ،‬وحكحم الشهادة ل يلِّزم الشاهد‪ ،‬ث إن النُسان ل يتهم ف إياب شيء علِّىَ‬
‫نُفسه‪ ،‬فدل بذلك كلِّه علِّىَ انُه ليس بشهادة بل هوُ إخبَار‪.‬‬
‫والعدل ليس بشرط ف الخبَار إل أنُه إخبَار ف أموُر الدينم‪ ،‬فيشتط فيه السلم‪ ،‬والبَلِّوُغ‪ ،‬والعقل‪،‬‬
‫والعدالة‪ ،‬كمحا ف رواية الخبَار عنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم وإذا رأىً اللل شخمص واحد ورد‬
‫القاضي شهادته لزمه الصوُم‪ ،‬لن عنده أن ذلك اليوُم هوُ منم رمضان فيؤاخذ با عنده أي با يعتقده‪.‬‬
‫ثانُديا‪ :‬مذهب الشافعية‪:‬‬
‫يثبَت هلل رمضان بب العدل‪ ،‬وخبه يعتب بطريق الرواية علِّىَ أحد القوُلي ف مذهبَهم‪ ،‬فيقبَل بذا‬
‫العتبَار خب الرأة برؤيتها هلل رمضان‪ .‬وعلِّىَ القوُل الخر يقبَل قوُل الوُاحد العدل بطريق الشهادة‪،‬‬
‫فل يقبَل إل قوُل الرجل العدل‪ ،‬فل تقبَل شهادة الرأة بريتها اللل‪ .‬وف قوُل عند الشافعية ل يثبَت‬
‫هلل رمضان إل بشهادة رجلِّي عدلي كمحا ف غيه منم الشهوُر‪ .‬وما قلِّناه كلِّه عند الشافعية سوُاء‬
‫كانُت السمحاء مصحية أم ل‪.‬‬
‫ثالدثا‪ :‬مذهب الالكحية‪:‬‬
‫عندهم ل يثبَت هلل رمضان بشهادة عدل واحد‪ ،‬وإنا يثبَت بشهادة عدلي إذا كان ف السمحاء غيم‪،‬‬
‫فإن ل يكحنم فكحذلك تكحفي شهادة اثني عدلي‪ ،‬وهوُ ظاهر ما ف الدونُة للمام مالك‪] .‬القدمات‬
‫المحهدات‪ ،‬لبنم رشد‪ ،‬ج ‪ ،1‬صا ‪.[187‬‬
‫ولكحنم الالكحية قالوُا‪ :‬إن رؤية الوُاحد كافية لثبَوُت هلل رمضان ف مل ل اعتناء فيه بأمر اللل‪ ،‬ولوُ‬
‫كان الرائي امرأة ولكحنم بشرط أن تثق النفس ببه ]الشرح الصغي‪ ،‬للِّدردير و "حاشية الصاوي" ‪ ،‬ج‬
‫‪ ،1‬صا ‪.[240‬‬
‫رابدعا‪ :‬مذهب النابلِّة‪:‬‬
‫وعندهم‪ ،‬يقبَل ف هلل رمضان خب واحد عدل‪ ،‬ويلِّزم الناس الصيام بقوُله‪ ،‬وقال ابنم قدامة‪ :‬وهذا قوُل‬
‫عمحر وعلِّي‪ ،‬وابنم عمحر‪ ،‬وابنم البَارك ]الغن‪ ،‬ج ‪ ،3‬صا ‪" ،157‬العدة شرح العمحدة"‪ ،‬صا ‪" ،148‬غاية‬
‫النتهىَ ف المحع بي القناع والنتهىَ"‪ ،‬ج ‪ ،1‬صا ‪.[320‬‬
‫خامدسا‪ :‬مذهب الظاهرية‪:‬‬

‫‪166‬‬
‫قال ابنم حزم الظاهري‪" :‬ومنم صح عنده بب منم يصدقه منم رجل واحد‪ ،‬أو امرأة واحدة‪ ،‬أو عبَد‪ ،‬أو‬
‫حر‪ ،‬أو أمة‪ ،‬أو حرة فصاعداد إن اللل قد رؤي البَارحة ف آْخر شعبَان ففرض علِّيه الصوُم‪ ،‬صام الناس‬
‫أو ل يصوُموُا‪ ،‬وكذلك لوُ رآْه واحده ‪ ...‬ال" ]"اللِّي" ‪ ،‬ج ‪ ،6‬صا ‪.[235‬‬
‫ساددسا‪ :‬مذهب الزيدية‪:‬‬
‫قالوُا‪ :‬يثبَت اللل بب عدلي أو عدلتي بأنمحا رأيا هلل رمضان‪ ،‬ويلِّزم الناس الصيام بذا الب‬
‫]"شرح الزأهار" ‪ ،‬ج ‪ ،2‬صا ‪.[56‬‬
‫سابدعا‪ :‬مذهب العفرية‪:‬‬
‫وعندهم‪ :‬إن كانُت الرؤية ف داخل البَلِّد‪ ،‬فل بد منم رؤية خسي نُفدسا وشهادتم علِّىَ هذه الرؤية‬
‫حت تقبَل شهادتم‪ ،‬ويثبَت با رؤية هلل رمضان‪ ،‬وهذا سوُاء كانُت السمحاء صحدوُا أو كان فيها علِّة‬
‫منم غيم ونوُه‪ .‬فإن كانُت الرؤية خارج البَلِّد‪ ،‬فكحذلك يشتط هذا العدد ف رؤية هلل رمضان لثبَوُته‬
‫ووجوُب الصوُم علِّىَ الناس‪.‬‬
‫أما إذا كان ف السمحاء علِّة‪ ،‬فيكحفي لثبَوُت اللل شهادة شاهدينم عدلي بأنمحا رأيا اللل‪ .‬ومنم رأىً‬
‫اللل وحده منم دون الناس لزمه الصيام ]"النهاية" للِّطوُسي‪ ،‬صا ‪.[150151‬‬
‫القوُل الراجح ف الب الذي يثبَت به رمضان‪:‬‬
‫والراجح ما ذهب إليه الظاهرية والنابلِّة منم ثبَوُت هلل رمضان بشهادة شخمص عدل واحد‪ ،‬لا روي‬
‫عنم ابنم عبَاس انُه قال‪" :‬جاء رجل إل النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم فقال‪ :‬إن رأيت اللل فقال‪ :‬أتشهد‬
‫أن ل غلِّه إل ال؟ قال‪ :‬نُعم‪ .‬قال‪ :‬أتشهد أن ممحددا رسوُل ال؟ قال‪ :‬نُعم‪ .‬قال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪:‬‬
‫يا بلل أذن ف الناس فلِّيصوُموُا غددا"‪ .‬رواه أبوُ داود ]"سننم اب داود"‪ ،‬ج ‪،6‬صا ‪ .[467 466‬وعنم‬
‫ابنم عمحر رضي ال عنه قال‪" :‬تراءىً الناس اللل أي هلل رمضان فأخبت رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه‬
‫ضا‪"] .‬سننم أب داود"‪ ،‬ج ‪ ،6‬صا ‪.[468‬‬ ‫وسلِّم أن رايته‪ ،‬فصام‪ ،‬وأمر الناس بصيامه" رواه أبوُ داود أي د‬
‫ففي هذينم الديثي الشريفي قبَل رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم خب الوُاحد ف رؤية هلل رمضان‬
‫ضا فإن الخبَار عنم رؤية اللل خب عنم دخوُل وقت‬ ‫وأمر الناس بالصيام بناء علِّىَ خب الوُاحد‪ ،‬وأي د‬
‫فريضة الصيام‪ ،‬فيمحا طريقه الشاهد فيقبَل منم واحد‪ ،‬كالب بدخوُل وقت الصلة يقبَل منم واحد‪.‬‬
‫]"الغن"‪ ،‬ج ‪ ،3‬صا ‪.[158 157‬‬
‫إناء شهر رمضان‪:‬‬
‫ينتهي صيام رمضان بلل شهر شوُال‪ ،‬ويثبَت ذلك برؤيته منم قبَل اثني عدلي يشهدان علِّىَ رؤيتهمحا‬
‫للل شوُال ف قوُل الفقهاء جيدعا علِّىَ ما قاله المام ابنم قدامة رحه ال‪ ،‬ول يستثن منهم إل أبا ثوُر‪،‬‬
‫فإنُه قال‪ :‬يقبَل قوُل واحد؛ لنُه أحد طرف شهر رمضان أشبَه طرفه الول أي هلله‪ ،‬ولنُه خب ل يري‬

‫‪167‬‬
‫مرىً الشهادات وإنا مرىً الرواية‪ ،‬والخبَار عنم الموُر الدينية يقبَل فيها خب الوُاحد‪"] .‬الغن" ‪ ،‬ج‬
‫‪ ،3‬صا ‪.[158‬‬
‫وعند النفية‪ ،‬ل يثبَت هلل شوُال إن كانُت السمحاء صحدوُا إل شهادة جاعة يصل العلِّم لقاضي‬
‫يبهم كمحا ف هلل رمضان‪ .‬فإن كان ف السمحاء علِّة منم غيم ونوُه فل تقبَل ف ثبَوُت رؤيته إل‬
‫شهادة رجلِّي‪ ،‬أو رجل وامرأتي مسلِّمحي عاقلِّي بالغي عدلي‪"] .‬البَدائع"‪ ،‬ج ‪ ،2‬صا ‪" ،80‬الفتاوىً‬
‫الندية" ‪ ،‬ج ‪ ،1‬صا ‪ .[198‬وعند الظاهرية كمحا جاء ف "اللِّىَ" لبنم حزم‪" :‬ولوُ صح عنده بب‬
‫ضا كمحا ذكرنُا فصاعددا أن هلل شوُال قد رؤي فلِّيفطر‪ ،‬افطر الناس أو صاموُا‪ ،‬وكذلك لوُ رآْه‬ ‫واحد أي د‬
‫هوُ وحده‪ ،‬فإن خشي ذلك أذىً فلِّيستت بذلك أي بفطره‪"] .‬اللِّىَ"‪ ،‬ج ‪ ،6‬صا ‪.[235‬‬
‫القوُل الراجح فيمحا يثبَت به انُتهاء رمضان‪:‬‬
‫والراجح أن هلل شوُال‪ ،‬الذي ينتهي به رمضان يثبَت هذا اللل بشهادة الوُاحد‪ ،‬كمحا ذهب إل ذلك‬
‫أبوُ ثوُر والظاهرية‪ ،‬لن ثبَوُت هلل رمضان يثبَت بب الوُاحد‪ ،‬كمحا جاء ف الديث النبَوُي الشريف‬
‫ضا التقيد بقوُل خب‬ ‫كمحا ذكرنُاه‪ ،‬فينبَغي أن يثبَت هلل شوُال بثل ما يثبَت به هلل رمضان‪ ،‬وأي د‬
‫الوُاحد يدل علِّىَ قبَوُله ف كل موُضع إل ما ورد الدليل بتخمصيصه بعدم التقيد فيه بب الوُاحد‪"] .‬نُيل‬
‫الوطار"‪ ،‬ج ‪ ،4‬صا ‪.[187188‬‬
‫هل يثبَت هلل رمضان وشوُال بب الرأة؟‬
‫أ عند النفية‪ :‬يثبَت هلل رمضان بإخبَار امرأة عنم رؤيتها اللل‪ ،‬ولكحنم ل يثبَت هلل شوُال إل‬
‫بشهادة رجلِّي‪ ،‬أو بشهادة رجل وامرأتي كمحا قلِّنا‪] .‬الفقرة "‪ ،"1269‬والفقرة ‪.["1278‬‬
‫ب مذهب الشافعية‪ :‬وعندهم يثبَت هلل رمضان بقوُل الوُاحد العدل‪ ،‬كمحا ذكرنُا منم قبَل‪ ،‬ولكحنم‬
‫اختلِّفوُا ف قبَوُل قوُله‪ ،‬هل هوُ بطريق الرواية أم بطريق الشهادة؟ فيه عندهم‪ ،‬وجهان مشهوُران‪:‬‬
‫)الول(‪ :‬أنُه بطريق الشهادة‪ ،‬وعلِّىَ هذا الوُجه ل يقبَل فيه قوُل الرأة‪.‬‬
‫)الثان(‪ :‬أنُه بطريق الرواية فيقبَل فيه قوُل الرأة‪"] .‬المحوُع" ‪ ،‬ج ‪ ،6‬صا ‪.[306 303‬‬
‫وأما ف الفطر‪ ،‬فل يقبَل ف إثبَات هلل شوُال اقل منم شهادة عدلي‪ ،‬لنه إسقاط فرض أي فرض‬
‫الصيام فاعتب فيه العدد احتيادطا للِّفرض‪"] .‬المحوُع" ‪ ،‬ج ‪ ،6‬صا ‪.[304‬‬
‫ج مذهب النابلِّة‪ :‬يثبَت هلل رمضان بقوُل الرأة وإخبَارها برؤيته؛ لنُه خب دين فاشبَه الرواية‪ ،‬والب‬
‫عنم القبَلِّة ودخوُل وقت الصلة‪.‬‬
‫ول يقبَل قوُلا ف إثبَات هلل شوُال‪ ،‬إذ ل يثبَت عندهم هلل شوُال إل بشهادة رجلِّي عدلي‪ ،‬لنا‬
‫شهادة علِّىَ هلل ل يدخل با ف العبَادة‪ ،‬فلِّم تقبَل فيه غل شهادة اثني كسائل الشهوُد‪.‬‬
‫]"الغن"‪ ،‬ج ‪ ،3‬صا ‪" ،159‬غاية النتهىَ ف المحع بي القناع والنتهىَ"‪ ،‬ج ‪ ،1‬صا ‪.[320‬‬
‫د وعند الزيدية‪ :‬يثبَت هلل رمضان أو شوُال بشهادة عدلي أو عدلتي‪.‬‬

‫‪168‬‬
‫هي وعند الالكحية‪ :‬ل يثبَت هلل رمضان بقوُل الرأة ل منفردة ول معها رجل عدل‪ ،‬ول معه امرأة ورجل‬
‫عدل؛ لنم ثبَوُته بعدلي ]"شرح الزأهار" ‪ ،‬ج ‪ ،2‬صا ‪" ،56‬الشرح الكحبَي للِّدردير ف فقه الالكحية"‪ ،‬ج‬
‫ضا ف هلل شوُال‪.‬‬ ‫‪،1‬صا ‪ ..[509‬وإذا كان هذا ف هلل رمضان عند الالكحية فأول عندهم أي د‬
‫و وعند الظاهرية‪ :‬يثبَت هلل رمضان بب الرأة الوُاحدة‪ ،‬كمحا يثبَت برها هلل شهر شوُال‬
‫]"اللِّىَ" ‪ ،‬ج ‪ ،6‬صا ‪.[235‬‬
‫القوُل الراجح‪:‬‬
‫والراجح قوُل الظاهرية‪ ،‬فيقبَل قوُل الرأة السلِّمحة ف ثبَوُت هلل رمضان وشوُال‪ ،‬لنم إخبَارها برؤية اللل‬
‫منم قبَل الخبَار بأموُر الديانُة‪ ،‬فيجري مرىً الرواية‪ ،‬وهذه يقبَل فيها خب الوُاحد رجلد كان أو امرأة‪.‬‬
‫ما دامت العدالة متحققة فيهمحا‪.‬‬
‫هل يفطر منم رأىً هلل شوُال وحده؟‬
‫ومنم رأىً وحده دون غيه هلل شوُال‪ ،‬فهل يفطر بنا علِّىَ رؤيته هذه؟ أقوُال للِّفقهاء ف هذه السألة‪:‬‬
‫فعند النفية‪ :‬ل يفطر برؤيته النفردة حت لوُ كان الرائي المام وحده أو القاضي وحده ]"الفتاوىً‬
‫الندية"‪ ،‬ج ‪ ،1‬صا ‪.[198 197‬‬
‫وكذلك قال النابلِّة‪ ،‬وإن كان قد نُقل عنم ابنم عقيل النبَلِّي‪ :‬يب علِّيه الفطر سدرا‪ ،‬لنه بريته تيقنم يوُم‬
‫عيد وهوُ منهي عنه‪ .‬ولكحنم صاحب "كشاف القناع" النبَلِّي رده بقوُل‪" :‬وأجيب بأنُه ل يثبَت به‬
‫اليقي ف نُفس المر إذ يوُزأ أنُه خيل إليه فينبَغي أن يتهم ف رؤيته احتيادطا للِّصوُم ]"كشاف القناع" ‪،‬‬
‫ج ‪ ،1‬صا ‪" ،506‬غاية النتهي ف المحع بي القناع والنتهىَ"‪ ،‬ج ‪ ،1‬صا ‪.[321‬‬
‫وعند الالكحية كمحا ينقل ابنم جزي الالكحي بأنُه‪" :‬منم رأي وحده هلل شوُال ل يفطر عند مالك خوُف‬
‫التهمحة‪ ،‬وسددا للِّذريعة‪ .‬وعلِّىَ الذهب‪ :‬عنم أفطر فلِّيس علِّيه شيء فيمحا بينه وبي ال" ]"قوُانُي الحكحام‬
‫الشرعية" لبنم جزي الالكحي‪ ،‬صا ‪.[34‬‬
‫وقال المام النوُوي الشافعي‪" :‬ومنم رأي هلل شوُال وحده لزمه الفطر‪ ،‬وهذا ل خلف فيه عندنُا لقوُله‬
‫صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪" :‬صوُموُا لرؤيته‪ ،‬وأفطروا لرؤيته" ]"المحوُع"‪ ،‬ج ‪ ،6‬صا ‪ .[310‬وكذلك‪ ،‬الكحم‬
‫عند الظاهرية‪ ،‬فهم ف هذه السالة كالشافعية ]"اللِّىَ"‪ ،‬ج ‪ ،6‬صا ‪.[235‬‬
‫هل يوُزأ إثبَات اللل بالساب؟‬
‫ثبَوُت اللل يكحوُن بالرؤية‪ ،‬وقد ذكرنُا الحاديث الدالة علِّىَ ذلك منها‪" :‬صوُموُا لرؤيته‪ ،‬وأفطروا لرؤيته"‬
‫]الفقرة "‪ .["984‬فالصوُم والفطر معلِّقان برؤية اللل‪ :‬هلل رمضان‪ ،‬وهلل شوُال‪ .‬فل يوُزأ إثبَاتا‬
‫بالسابات الفلِّكحية‪ ،‬وقد بينا الكحمحة ف ذلك ]الفقرة "‪.["985‬‬
‫وقد صرح الفقهاء بعدم جوُازأ العتمحاد علِّىَ السابات الفلِّكحية ف إثبَات اللل‪ ،‬وإياب الصوُم بناء‬
‫علِّىَ هذا الثبَات؛ لن الشرع علِّق الصيام بالرؤية ل بالساب‪.‬‬

‫‪169‬‬
‫قال الالكحية‪" :‬ول يثبَت اللل بقوُل منجم‪ ،‬أي‪ :‬مؤقت يعرف سي القمحر‪ ،‬ل ف حق نُفسه‪ ،‬ول ف‬
‫حق غيه؛ لن الشارع أنُاط الصوُم والفطر والجه برؤية اللل ل بوُجوُده إن فرض صحة قوُله" ]"الشرح‬
‫الصغي للِّدردير ف فقه الالكحية"‪ ،‬ج ‪.[241 ،1‬‬
‫وقال شيخ السلم ابنم تيمحية‪" :‬فإنُا نُعلِّم بالضطرار منم دينم السلم أن العمحل ف رؤية هل الصوُم‪ ،‬أو‬
‫الجه‪ ،‬أو العدة‪ ،‬أو اليلء‪ ،‬أو غي ذلك منم الحكحام العلِّقة باللل يب الاسب أنُه يرىً أي اللل‬
‫أو ل يرىً‪ ،‬ل يوُزأ‪ .‬النصوُصا الستفيضة عنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم بذلك كثية‪ ،‬وقد أجع‬
‫السلِّمحوُن علِّيه ول يعرف فيه خلف قدي أصلد ول خلف ف الديث‪" ]"..‬ممحوُع فتاوىً ابنم تيمحية"‪،‬‬
‫ج ‪ ،25‬صا ‪.[132‬‬
‫ضا‪" :‬العتمحد علِّىَ الساب ف اللل ضال ف الشريعة مبَتدع ف الدينم" ]"ممحوُع‬ ‫وقال ابنم تيمحية أي د‬
‫فتاوىً ابنم تيمحية"‪ ،‬ج ‪ ،25‬صا ‪.[207‬‬
‫اختلف الطالع وآْراء الفقهاء فيه‪:‬‬
‫الطالع جيع مطلِّع )بكحسر اللم( موُضع طلِّوُع اللل‪ .‬ونُفس اختلف الطالع ل نُزاع فيه‪ ،‬بعن انُه قد‬
‫يكحوُن بي البَلِّدتي ربعد بيث يطلِّع اللل ليلِّة كذا ف أحد البَلِّدتي دون الخرىً‪ .‬وإنا اللف بي‬
‫الفقهاء ف اعتبَار اختلف الطالع بعن أنُه هل يب علِّىَ كل قوُم اعتبَار مطلِّعهم‪ ،‬ول يلِّزم العمحل‬
‫بطلِّع غيه؟ أم ل يعتب اختلفهمحا بل يب العمحل بالسبَق رؤية‪ ،‬حت لوُ رؤي ف الشرق ليلِّة المحعة‪،‬‬
‫وف الغرب ليلِّة السبَت‪ ،‬وجب علِّىَ أهل الغرب العمحل با رآْه أهل الشرق؟‪"] .‬رد التار علِّىَ الدر‬
‫الخمتار" لبنم عابدينم‪ ،‬ج ‪ ،2‬صا ‪.[293‬‬
‫واختلف بي الفقهاء نُوُجزه بالت‪:‬‬
‫أودل‪ :‬مذهب النفية‪:‬‬
‫العتمحد عند النفية‪ ،‬وهوُ ظاهر الرواية ف مذهبَهم‪ ،‬هوُ عدم اعتبَار الطالع‪ ،‬فإذا ثبَت اللل ف بلِّد أي‬
‫هلل رمضان وجب الصيام علِّىَ أهل البَلِّد الخر الذي ل ير اللل فيه ]"رد التار علِّىَ الدر الخمتار"‬
‫لبنم عابدينم‪ ،‬ج ‪ ،2‬صا ‪ .[393‬وف "الفتاوىً الندية ف فقه النفية"‪ :‬ول عبة لختلف الطالع ف‬
‫ظاهر الرواية‪ ،‬وبه كان يفت شس الئمحة اللِّوُان قال‪ :‬لوُ رأىً أهل مغرب هلل رمضان يب الصوُم‬
‫علِّىَ أهل مشرق" ]"الفتاوىً الندية"‪ ،‬ج ‪ ،1‬صا ‪.[199 198‬‬
‫ثانُيدا‪ :‬مذهب الالكحية‪:‬‬
‫جاء ف "قوُانُي الحكحام الشرعية" لبنم جزي الالكحي‪" :‬إذا رأىً اللل أهل بلِّد لزم الكحم غيهم منم‬
‫أهل البَلِّدان وفادقا للِّشافعي وخلدفا لبنم الاجشوُن منم فقهاء الالكحية ول يلِّزم أي الصيام ونوُه ف البَلد‬
‫البَعيدة جددا كالنُدلس والجازأ إجادعا" ]"قوُانُي الحكحام الشرعية" لبنم جزي الالكحي‪ ،‬صا ‪134‬‬
‫‪.[135‬‬

‫‪170‬‬
‫ثالدثا‪ :‬مذهب الشافعية‪:‬‬
‫قالوُا‪ :‬إذا ررؤي اللل ف بلِّد ‪ ،‬ول يروه ف بلِّد آْخر‪ ،‬ينظر‪ :‬فإن تقارب البَلِّدان فحكحمحهمحا حكحم بلِّد‬
‫واحد‪ ،‬ويلِّزم أهل البَلِّد الخر الصوُم بل خلف‪ .‬وإن تبَاعد البَلِّدان فوُجهان )أصحهمحا(‪ :‬ل يب‬
‫الصوُم علِّىَ هل البَلِّد الخر‪.‬‬
‫وأما ما يعتب به البَعد والقرب فثلثة اوجه )أصحها(‪ :‬أن التبَاعد يتلِّف باختلف الطالع‪ ،‬كالجازأ‬
‫والعراق وخراسان‪ .‬والتقارب أن ل يتلِّف كبَغداد والكحوُفة لن مطلِّع هؤلء مطلِّع هؤلء‪ ،‬فإذا رآْه هؤلء‬
‫فعدم رؤية الخرينم له إنا هوُ لتقصيهم ف التأمل أو لعارض بلف متلِّفي الطلِّع‪.‬‬
‫رابدعا‪ :‬مذهب النابلِّة‪:‬‬
‫قالوُا‪" :‬وإذا ثبَت رؤيته ببَلِّد لزوم الصوُم جيع الناس" ]"غاية النتهىَ ف المحع بي القناع والنتهىَ"‪ ،‬ج‬
‫‪ ،1‬صا ‪ ،[320 319‬وقالوُا أيضا‪" :‬وإذا ثبَتت رؤية اللل بكحان قريب كان أو بعيد لزم الناس كلِّهم‬
‫الصوُم‪ ،‬وحكحم منم ل يره حكحم منم رآْه لقوُله صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪" :‬صوُموُا لرؤيته‪ ،‬وافطروا لرؤيته"‪،‬‬
‫وهوُ خطاب للمة كافة‪"] "..‬كشاف القناع" ‪،‬ج ‪ ،1‬صا ‪.[504‬‬
‫وف "الغن" لبنم قدامة النبَلِّي‪" :‬وإذا رأىً اللل أهل بلِّد لزم جيع البَلد الصوُم لقوُله تعال‪[ :‬فمحنم‬
‫شهد منكحم الشهر فلِّيضمحه]‪ ،‬وقد ثبَت أن هذا اليوُم منم شهر رمضان بشهادة الثقات‪ ،‬فوُجب صوُمه‬
‫علِّىَ جيع السلِّمحي" ]"الغن" ‪ ،‬ج ‪ ،3‬صا ‪.[88 ،87‬‬
‫القوُل الراجح‪:‬‬
‫والراجح ما ذهب إليه النابلِّة لا احتجوُا به لذهبَهم‪ ،‬وهوُ حديث رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪:‬‬
‫"صوُموُا لرؤيته‪ ،"..‬والطاب لمحاعة السلِّمحي مهمحا اختلِّف ديارهم وبلدهم‪ ،‬ولكحنم يبَدو ل أن منم‬
‫اللزأم تقييده باشتاك بلِّد الرؤية مع غيه منم البَلد بلِّيل أو بزء منه كالبَلد العربية‪ ،‬أما إذا كان‬
‫اختلف الطالع كثديا جددا كأن يكحوُن ف أحد البَلِّدينم ليل وف الخر نار‪ ،‬ورؤي اللل ف البَلِّد‬
‫الول‪ ،‬فإن حكحم الرؤية يتص به دون الثان‪.‬‬
‫وما يرجح ترجيحنا أنُه يتفق ورغبَة الشريعة السلمية ف وحدة السلِّمحي واجتمحاعهم ف أداء شعائرهم‬
‫الدينية‪ .‬ل سيمحا ف زأمانُنا حيث يإكحنم إعلم جيع بلد السلم برؤية اللل ف البَلِّد الذي رؤي به عنم‬
‫طريق الراديوُ وغيه‪.‬‬
‫النُتقال منم بلِّد الرؤية إل غيه وبالعكحس‪:‬‬
‫وإذا انُتقل السلِّم منم بلِّد الرؤية إل غيه وبالعكحس ف شهر رمضان فإن الكحم بالنسبَة إليه يتلِّف‬
‫باختلف الالت التالية‪"].‬المحع"‪ ،‬ج ‪ ،6‬صا ‪ .[302‬الالة الول‪ :‬لوُ شرع ف الصوُم ف بلِّد الرؤية‪،‬‬
‫ث سافر إل بلِّد بعيد ل ير أله اللل حي رآْه أهل البَلِّد الول‪ ،‬فاستكحمحل صيام ثلثي يوُدما منم حي‬
‫صام‪ ،‬فإن قلِّنا‪ :‬لكحل بلِّد حكحمحه ومطلِّعة فالصوُم يلِّزمه معهم؛ لنُه صار منهم أي‪ :‬منم أهل البَلِّد الثان‬

‫‪171‬‬
‫الذي انُتقل إليه‪ .‬وهناك قوُل‪ :‬يفطر لنُه التزم حكحم البَلِّد الول‪ ،‬وإن قلِّنا‪ :‬تعم الرؤية كل البَلد لزم‬
‫أهل البَلِّد الثان موُافقته ف الفطر إن ثبَت عندهم رؤية البَلِّد الول بقوُله أو بغيه‪ ،‬وعلِّيهم قضاء اليوُم‬
‫الول‪ .‬وإن ل يثبَت عندهم رؤية البَلِّد الول بقوُله أو بغيه‪ ،‬وعلِّيهم قضاء اليوُم الول‪ .‬وإن ل يثبَت‬
‫عندهم لزمه هوُ الفطر‪ ،‬كمحا لوُ رأىً هلل شوُال وحده‪ ،‬ويفطر سدرا‪.‬‬
‫الالة الثانُية‪ :‬ولوُ أن مسافدرا منم بلِّد ل يروا فيه اللل إل بلِّد ررؤي فيه اللل‪ ،‬فافطروا وعيدوا اليوُم‬
‫التاسع والعشرينم منم صوُمه‪ ،‬فإن عمحمحنا حكحم الرؤية أو قلِّنا له حم البَلِّد الثان‪ ،‬افطر وعيد معهم ولزمه‬
‫قضاء يوُم‪ .‬وإن ل نُعمحم حكحم الرؤية وقلِّنا له حكحم البَلِّد الول لزمه الصوُم‬
‫يييييييييي‬
‫حكم إثبات الهللا بالحساب الفلكي في هذا العصر‬
‫هل يوُزأ ف هذا العصر اعتمحاد الساب الفلِّكحي ف حلِّوُل الشهر القمحري الذي ربط بثبَوُته تكحاليف‬
‫شرعية كبَدء الصيام والفطر وغيها منم الحكحام أم ل يوُزأ؟ وذلك ف ضوُء قوُله صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪:‬‬
‫"صوُموُا لرؤيته وأفطروا لرؤيته‪ ،‬فإن غرلم علِّيكحم فأتوُا العدة ثلثي"‪ ،‬والحاديث الخرىً الوُاردة ف هذا‬
‫الشأن؟‬
‫ييب فضيلِّة الشيخ مصطفىَ أحد الزرقا كلِّية الشريعة الامعة الردنُية رحه ال‪:‬‬
‫أستهل جوُاب الن بأن ل أجد ف اختلف علِّمحاء الشريعة العصريي ما يدعوُ إل الستغراب أغرب منم‬
‫اختلفهم الشديد فيمحا ل يوُزأ فيه الختلف حوُل اعتمحاد الساب الفلِّكحي ف عصرنُا هذا؛ لتحديد‬
‫حلِّوُل الشهر القمحري لتتيب أحكحامه الشرعية‪ .‬نُعم أؤكد علِّىَ قصدي عصرنُا هذا بالذات‪ ،‬ذلك لنُن‬
‫ل أستبَعد الوُقف السلِّب لعلِّمحاء سلِّفنا منم عدم تعوُيلِّهم علِّىَ الساب الفلِّكحي ف هذا الوُضوُع‪ ،‬بل‬
‫إنُن لوُ كنت ف عصرهم لقلِّت بقوُلم‪ ،‬ولكحن أستبَعد كل الستبَعاد موُقف السلِّبَيي منم رجال الشريعة‬
‫ف هذا العصر؛ الذي ارتاد علِّمحاؤه آْفاق الفضاء الكحوُن‪ ،‬وأصبَح أصغر إنازأاتم النزول إل القمحر‪ ،‬ث‬
‫وضع أقمحادرا صناعية ف مدارات فلِّكحية مددة حوُل الرض لغراض شت علِّمحية وعسكحرية وتسسية‪ ،‬ث‬
‫القيام برحلت فضائية متنوُعة الحداث‪ ،‬والروف منم مراكبَها للِّسياحة ف الفضاء خارج الغلف‬
‫الوُي الذي يغلِّف الرض‪ ،‬وخارج نُطاق الاذبية الرضية‪ ،‬ث سحب بعض القمحار الصناعية الدوارة‬
‫لصلح ما يطرأ علِّيها منم اختلل وهي ف الفضاء‪.‬‬
‫إن علِّىَ يقي أن علِّمحاء سلِّفنا الولي‪ ،‬الذي ل يقبَلِّوُا اعتمحاد الساب الفلِّكحي للسبَاب الت سأذكرها‬
‫قريدبَا نُقلد عنهم لوُ أنم روجدوا اليوُم ف عصرنُا هذا‪ ،‬وشاهدوا ما وصل إليه علِّم الفلِّك منم تطوُر وضبَط‬
‫مذهل لغيوا رأيهم‪ ،‬فإن ال قد آْتاهم منم سعة الفق الفكحري ف فهم مقاصد الشريعة ما ل يؤت مثلِّه‬
‫أتبَاعهم التأخرينم‪ ،‬فإذا كان الرصد الفلِّكحي وحساباته ف الزمنم الاضي‪ ،‬ل يكحنم له منم الدقة والصدق‬
‫ما يكحفي للِّثقة به والتعوُيل علِّيه‪ ،‬فهل يصح أن ينسحب ذلك الكحم علِّيه إل يوُمنا هذا؟‬

‫‪172‬‬
‫ولعل قائلد يقوُل‪ :‬إن عدم قبَوُل العتمحاد علِّىَ الساب الفلِّكحي ف تديد أوائل الشهوُر القمحرية‪ ،‬ليس‬
‫سبَبَه الشك ف صحة الساب الفلِّكحي ودقته‪ ،‬وإنا سبَبَه أن الشريعة السلمية بلِّسان رسوُلا صلِّىَ ال‬
‫علِّيه وسلِّم قد ربطت ميلد الهلِّة وحلِّوُل الشهوُر القمحرية بالرؤية البَصرية‪ ،‬وذلك بقوُل صلِّىَ ال علِّيه‬
‫وسلِّم ف حديثه الثابت عنم ابنم عمحر رضي ال عنهمحا‪" :‬صوُموُا لرؤيته أي "اللل وأفطروا لرؤيته‪ ،‬فإذ‬
‫غلم علِّيكحم فاقدروا له"‪.‬‬
‫ضا‪" :‬فإن غرلم علِّيكحم فأكلِّمحوُا العدة ثلثي"‪.‬‬ ‫وف رواية ثابتة أي د‬
‫وقد أخرج هذا الديث البَخماري ومسلِّم‪ .‬وف رواية لسلِّم‪" :‬فإن غم علِّيكحم فاقدروا ثلثي"‪ ،‬وهي‬
‫تفسي لعن التقدير الطلِّق الوُارد ف الرواية الول‪.‬‬
‫وف رواية أخرىً عند البَخماري ومسلِّم والنسائي عنم أب هريرة رضي ال عنه‪" :‬إذا رأيتم اللل فصوُموُا‪،‬‬
‫وإذا رأيتمحوُه فأفطروا‪ ،‬فإن غرلم علِّيكحم فصوُموُا ثلثي يوُدما"‪.‬‬
‫فجمحيع الروايات الوُاردة عنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ف هذا الشأن قد ربط فيها الصوُم والفطار برؤية‬
‫اللل الديد‪ .‬وإن القدر أو التقدير عندما تتنع الرؤية البَصرية لعارض يجبَها منم غيم أو ضبَاب أو‬
‫مانُع آْخر معناه‪ :‬إكمحال الشهر القائم شعبَان أو رمضان ثلثي يوُدما‪ ،‬فل يكحم بأنُه تسع وعشرون إل‬
‫بالرؤية‪ .‬وهذا منم شؤون العبَادات الت تبَن فيها الحكحام علِّىَ النص تعبَددا دون نُظر إل العلِّل‪ ،‬ول‬
‫إعمحال للقيسة‪.‬‬
‫هذه حجة منم ل يقبَلِّوُن العتمحاد علِّىَ الساب الفلِّكحي ف تديد أوائل الشهوُر القمحرية‪ ،‬ولوُ بلِّغ‬
‫الساب الفلِّكحي منم الصحة والدقة مبَلِّغ اليقي بتقدم وسائلِّه العلِّمحية‪.‬‬
‫وننم نُقوُل بدورنُا‪ :‬إن كل ذلك مسلِّم به لدينا‪ ،‬وهوُ معروف ف قوُاعد الشريعة وأصوُل فقهها بشأن‬
‫العبَادات‪ ،‬ول مال للِّجدل فيه‪ ،‬ولكحنه مفروض ف النصوُصا الت تلِّقىَ إلينا مطلِّقة غي معلِّلِّة‪ ،‬فإذا ورد‬
‫النص نُفسه معلِّلد بعلِّة جاءت معه منم مصدره‪ ،‬فإن المر حينئمذ يتلِّف‪ ،‬ويكحوُن للِّعلِّة تأثيها ف فهم‬
‫النص وارتبَاط الكحم با وجوُددا وعددما ف التطبَيق‪ ،‬ولوُ كان الوُضوُع منم صمحيم العبَادات‪ ،‬ولكحي تتضح‬
‫لنا الرؤية الصحيحة ف الوُضوُع نُقوُل‪" :‬إن هذا الديث النبَوُي الشريف النُف الذكر ليس هوُ النص‬
‫ضح علِّة أمره‬ ‫الوُحيد ف الوُضوُع‪ ،‬بل هناك روايات أخرىً ثابتة عنم الرسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم توُ ل‬
‫باعتمحاد رؤية اللل البَصرية للِّعلِّم بلِّوُل الشهر الديد؛ الذي نُيطت به التكحاليف والحكحام‪ ،‬منم صيام‬
‫وغيه‪ .‬فقد أخرج المام مسلِّم ف صحيحه عنم أم سلِّمحه رضي ال عنها ف كتاب الصيام‪ ،‬باب الصوُم‬
‫لرؤية اللل‪ :‬أن رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال‪" :‬إن الشهر يكحوُن تسعة وعشرينم يوُدما"‪.‬‬
‫ضا بعده عنم ابنم عمحر رضي ال عنه أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال‪" :‬إنُا أمة أمية ل نُكحتب‬ ‫وأخرج أي د‬
‫ول نسب‪ ،‬الشهر هكحذا وهكحذا‪ ،‬وعقد البام ف الثالثة )أي‪ :‬طوُاه( والشهر هكحذا وهكحذا يعن تام‬
‫الثلثي"‪.‬‬

‫‪173‬‬
‫ومفاد هذا الديث أنُه صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أشار )أودل( بكحلِّتا يديه وبإصبَعه العشر ثلث مرات‪،‬‬
‫وطوُىً ف الثالثة إبامه علِّىَ راحته لتبَقىَ الصابع فيها تسدعا‪ ،‬لفادة أن الشهر قد يكحوُن تسعة وعشرينم‬
‫يوُدما‪ ،‬ث كرر الشارة ذاتا )ثانُديا( دون أن يطوُي ف الرة الثالثة شيدئما منم أصابعه العشر‪ ،‬ليفيد أن الشهر‬
‫ضا ثلثي يوُدما؛ أي‪ :‬أنُه يكحوُن تارة تسدعا وعشرينم وتارة ثلثي‪.‬‬ ‫قد يكحوُن أي د‬
‫هكحذا نُقل النسائي تفسي هذا الديث عنم شعبَة عنم جبَلِّة بنم سحيم عنم ابنم عمحر‪) .‬رواه النسائي(‪.‬‬
‫وكذلك ليس هذا هوُ كل شيء منم الروايات الوُاردة ف هذا الوُضوُع‪ ،‬فالرواية الت أكمحلِّت الصوُرة‪،‬‬
‫وأوضحت العلِّة‪ ،‬فارتبَطت أجزاء ما ورد عنم الرسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ف هذا الشأن بعضها ببَعض‪،‬‬
‫هي ما أخرجه البَخماري ومسلِّم وأحد وأبوُ داود والنسائي )واللِّفظ للِّبَخماري( أن رسوُل ال صلِّىَ ال‬
‫علِّيه وسلِّم قال‪" :‬إنُا أمة أمية ل نُكحتب ول نسب‪ ،‬الشهر هكحذا وهكحذا" يعن مرة تسعة وعشرينم‪،‬‬
‫ومرة ثلثي‪ ،‬وكلِّهم أوردوا ذلك ف كتاب الصوُم‪ .‬وقد أخرجه أحد عنم ابنم عمحر‪.‬‬
‫فهذا الديث النبَوُي هوُ عمحاد اليمحة‪ ،‬وبيت القصيد ف موُضوُعنا هذا‪ ،‬فقد علِّل رسوُل ال صلِّىَ ال‬
‫علِّيه وسلِّم أمره باعتمحاد رؤية اللل رؤية بصرية لبَدء الصوُم والفطار بأنُه منم أمة أمية ل تكحتب ول‬
‫تسب‪ ،‬فمحا منم سبَيل لديها لعرفة حلِّوُل الشهر ونايته إل رؤية اللل الديد‪ ،‬ما دام الشهر القمحري‬
‫يكحوُن تارة تسعة وعشرينم وتارة ثلثي‪ .‬وهذا ما فهمحه شراح الديث منم هذا النص‪ .‬قال الافظ ابنم‬
‫حجر ف فتح البَاري‪" :‬ل تكحتب ول نسب" )بالنوُن فيهمحا(‪ ،‬والراد أهل السلم الذينم بضرته ف تلِّك‬
‫القالة‪ ،‬وهوُ ممحوُل علِّىَ أكثرهم؛ لن الكحتابة كانُت فيهم قلِّيلِّة نُادرة‪ .‬والراد بالساب هنا حساب‬
‫ضا إل النزر اليسي‪ ،‬فعلِّق الكحم بالصوُم وغيه بالرؤية‬ ‫النجوُم وتسييها‪ ،‬ول يكحوُنُوُا يعرفوُن منم ذلك أي د‬
‫لرفع الرج عنهم ف معانُاة حساب التسيي‪.‬‬
‫ل‪" :‬واستمحر الكحم ف الصوُم ولوُ حدث بعدهم منم يعرف ذلك‪ ،‬بل‬ ‫أضاف ابنم حجر بعد ذلك قائ د‬
‫ل"‪ .‬وقد نُاقش فضيلِّة الشيخ هذه العبَارة لبنم‬ ‫ظاهر السياق يشعر بنفي تعلِّيق الكحم بالساب أص د‬
‫حجر ف كتابه "العقل والفقه ف فهم الديث النبَوُي" فارجع إليه‪.‬‬
‫ضا بعلِّة رفع الرج ف معانُاة حساب‬ ‫والعين ف "عمحدة القارئ" قد علِّل تعلِّيق الشارع الصوُم بالرؤية أي د‬
‫التسيي كمحا نُقلِّناه عنم ابنم حجر‪ .‬ونُقل العين عنم ابنم بطال ف هذا القام قوُله‪" :‬ل نُكحلِّف ف تعريف‬
‫موُاقيت صوُمنا ول عبَاداتنا ما نتاج فيه إل معرفة حساب ول كتابة‪ ،‬إنا ربطت عبَاداتنا بأعلم‬
‫واضحة‪ ،‬وأموُر ظاهرة‪ ،‬يستوُي ف عرفه ذلك الساب وغيهم"‪.‬‬
‫وذكر القسطلن ف "إرشاد الساري شرح البَخماري" مثل ما قال ابنم بطال‪ .‬وقال السندي ف "حاشيته‬
‫علِّىَ سننم النسائي" يشرح كلِّمحة )أمية( الوُاردة ف الديث بقوُله‪" :‬أمية ف عدم معرفة الكحتابة والساب‪،‬‬
‫فلِّذلك ما كلِّفنا ال تعال بساب أهل النجوُم‪ ،‬ول بالشهوُر الشمحسية الفية‪ ،‬بل كلِّفنا بالشهوُر‬
‫القمحرية اللِّية‪."..‬‬

‫‪174‬‬
‫وواضح منم هذا أن المر باعتمحاد رؤية اللل ليس لن رؤيته هي ف ذاتا عبَادة‪ ،‬أو أن فيها معن‬
‫التعبَد‪ ،‬بل لنا هي الوُسيلِّة المحكحنة اليسوُرة إذ ذاك‪ ،‬لعرفة بدء الشهر القمحري ونايته لنم يكحوُنُوُن‬
‫كذلك‪ ،‬أي‪ :‬أميي ل علِّم لم بالكحتابة والساب الفلِّكحي‪.‬‬
‫ولزأم هذا الفاد منم مفهوُم النص الشرعي نُفسه أن الرسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم وقوُمه العرب إذ ذاك‬
‫لوُ كانُوُا منم أهل العلِّم بالكحتاب والساب بيث يستطيعوُن أن يرصدوا الجرام الفلِّكحية‪ ،‬ويضبَطوُا‬
‫بالكحتاب والساب دوراتا النتظمحة الت نُظمحتها قدرة ال العلِّيم القدير بصوُرة ل تتل‪ ،‬ول تتلِّف‪ ،‬حت‬
‫يعرفوُا مسبَدقا بالساب مت يهل باللل الديد‪ ،‬فينتهي الشهر السابق ويبَدأ اللحق‪ ،‬لمكحنهم اعتمحاد‬
‫الساب الفلِّكحي‪ .‬وكذا كل منم يصل لديهم هذا العلِّم منم الدقة والنُضبَاط إل الدرجة الت يوُثق با‬
‫ويطمحئمنم إل صحتها‪.‬‬
‫هذا حينئمذ ول شك أوثق وأضبَط ف إثبَات اللل منم العتمحاد علِّىَ شاهدينم ليسا معصوُمي منم الوُهم‬
‫وخداع البَصر‪ ،‬ول منم الكحذب لغرض أو مصلِّحة شخمصية مستوُرة‪ ،‬مهمحا ترينا للِّتحقق منم عدالتهمحا‬
‫الظاهرة الت توُحي بصدقهمحا‪ ،‬وكذلك هوُ أي طريق الساب الفلِّكحي هوُ أوثق وأضبَط منم العتمحاد‬
‫علِّىَ شاهد واحد عندما يكحوُن الوُ غي صحوُ والرؤية عسية‪ ،‬كمحا علِّيه بعض الذاهب العتبة ف هذا‬
‫الال‪.‬‬
‫وقد وجد منم علِّمحاء السلِّف حي كان الساب الفلِّكحي ف حاله القديإة غي منضبَط منم قال‪ :‬إلن العال‬
‫بالساب يعمحل به لنفسه‪ ،‬قال بذا مطرف بنم عبَد ال منم التابعي‪ ،‬ونُقلِّه عنه الطاب منم الالكحية ف‬
‫كتابه "موُاهب اللِّيل"‪ .‬ونُقل العلمة العين النفي ف كتابه "عمحدة القاري شرح صحيح البَخماري" عنم‬
‫ضا ف رسائلِّه‪.‬‬
‫بعض الساب الفلِّكحي كمحا سبَق بيانُه‪ ،‬وذكر ذلك العلمة ابنم عابدينم أي د‬
‫وقال القشيي‪ :‬إذا دلل الساب علِّىَ أن اللل قد طلِّع منم الفق علِّىَ وجه يرىً لوُل وجوُد الانُع‬
‫كالغيم مثلد فهذا يقتضي الوُجوُب لوُجوُد السبَب الشرعي‪ ،‬وأن حقيقة الرؤية ليست مشروطة ف اللِّزوم‪،‬‬
‫فقد اتفقوُا علِّىَ ألن البَوُس ف الطمحوُرة إذا علِّم بإتام العدة‪ ،‬أو بطريق الجتهاد أن اليوُم منم رمضان‬
‫وجب علِّيه الصوُم‪.‬‬
‫ونُقل القلِّيوُب منم الشافعية عنم العبَادي قوُله‪" :‬إذا دل الساب القطعي علِّىَ عدم رؤية اللل ل يقبَل‬
‫قوُل العدول برؤيته‪ ،‬وترد شهادتم" ث قال القلِّيوُب‪ :‬هذا ظاهر جلِّي‪ ،‬ول يوُزأ الصوُم حينئمذ‪ ،‬وإن‬
‫مالفة ذلك معانُدة ومكحابرة‪.‬‬
‫ضا لكحل ذي علِّم وفهم أن أمر الرسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم بإتام الشهر القائم ثلثي حي‬ ‫وواضح أي د‬
‫يغم علِّينا اللل بسبَب ما حاجب للِّرؤية منم غيم أو ضبَاب أو غيها ليس معناه أن الشهر القائم‬
‫يكحوُن ف الوُاقع ثلثي يوُدما‪ ،‬بل قد يكحوُن اللل الديد متوُلددا وقابلد للِّرؤية لوُ كان الوُ صحدوُا‪،‬‬
‫وحينئمذ‪ :‬يكحوُن اليوُم التال الذي اعتبنُاه يوُم الثلثي الخي منم الشهر هوُ ف الوُاقع أول يوُم منم الشهر‬

‫‪175‬‬
‫الديد الذي علِّينا أن نُصوُمه أو نُفطر فيه‪ ،‬ولكحنم لنُنا ل نُستطيع معرفة ذلك منم طريق الرؤية البَصرية‬
‫الت حجبَت‪ ،‬ول نلِّك وسيلِّة سوُاها فإنُنا نُكحوُن معذورينم شردعا إذا أتمحنا شعبَان ثلثي يوُدما وكان هوُ‬
‫ف اللِّلهر نُشيهفدسا إذلل روهسشعشها )بنص‬
‫ف الوُاقع تسعة وعشرينم‪ ،‬فلِّم نُصم أول يوُم منم رمضان؛ إذ )لش يرشكحلِّل ر‬
‫القرآْن العظيم‪.‬‬
‫هذا تلِّيل الوُضوُع وفهمحه عقلد وفقدها‪ ،‬وليس معن إتام الثلثي حي انجاب الرؤية أنُنا بذا التام‬
‫نُصل إل معرفة واقع المر وحقيقته ف ناية الشهر السابق وبداية اللحق‪ ،‬وأن ناية السابق هي يوُم‬
‫الثلثي‪.‬‬
‫وما دام منم البَدهيات أن رؤية اللل الديد ليست ف ذاتا عبَادة ف السلم‪ ،‬وإنا هي وسيلِّة لعرفة‬
‫الوُقت‪ ،‬وكانُت الوُسيلِّة الوُحيدة المحكحنة ف أمة أمية ل تكحتب ول تسب‪ ،‬وكانُت أميتها هي العلِّة ف‬
‫المر بالعتمحاد علِّىَ العي البَاصرة‪ ،‬وذلك بنص الديث النبَوُي مصدر الكحم‪ ،‬فمحا الذي يإنع شردعا أن‬
‫نُعتمحد الساب الفلِّكحي اليقين‪ ،‬الذي يعرفنا مسبَدقا بوُعد حلِّوُل الشهر الديد‪ ،‬ول يإكحنم أن يجب‬
‫علِّمحنا حينئمتذ غيم ول ضبَاب إل ضبَاب العقوُل؟‬
‫سبَب رفض العلِّمحاء التقدمي لعتمحاد الساب‪:‬‬
‫منم السلِّم به أن الفقهاء وشراح الديث يرفضوُن التعوُيل علِّىَ الساب لعرفة بدايات الشهوُر القمحرية‬
‫ونايتها للِّصيام والفطار‪ ،‬ويقررون أن الشرع ل يكحلِّفنا ف موُاقيت الصوُم والعبَادة بعرفة حساب ول‬
‫كتابة‪ ،‬وإنا ربط التكحلِّيف ف كل ذلك بعلمات واضحة يستوُي ف معرفتها الكحاتبَوُن والاسبَوُن‬
‫وغيهم‪ ،‬كمحا نُقلِّناه سابدقا عنم العين والقسطلن وابنم بطال والسندي وسوُاهم‪ .‬وأن الكحمحة ف هذا‬
‫واضحة لستمحرار إمكحان تطبَيق الشريعة ف كل زأمان ومكحان‪.‬‬
‫ولكحنم يسنم أن نُنقل تعلِّيلتم لذا الرفض ليتبَي سبَبَه ومبَناه‪ ،‬ما يظهر ارتبَاطه با كانُت علِّيه الال ف‬
‫الاضي‪ ،‬ول ينطبَق علِّىَ ما أصبَح علِّيه أمر علِّم الفلِّك وحسابه ف عصرنُا هذا‪ .‬فقد نُقل ابنم حجر‬
‫ضا عنم ابنم بزيزة أن اعتبَار الساب هوُ "مذهب باطل‪ ،‬فقد نت الشريعة عنم الوُض ف علِّم النجوُم‬ ‫أي د‬
‫لنُه شحدس وتمحي‪ ،‬وليس فيه قطع ول ظنم غالب"‪.‬‬
‫ويظهر منم كلم ابنم حجر وابنم بزيزة أن العلِّة ف عدم اعتمحاد الساب هي أن هذا العلِّم ف ذاك الزمنم‬
‫مرد حدس وتمحي ل قطع فيه‪ ،‬وأن نُتائجه متلِّفة بي أهلِّه فيؤدي ذلك إل الختلف والنزاع بي‬
‫الكحلِّفي‪.‬‬
‫ونُقل الزرقان ف شرحه علِّىَ الوُطأ عنم النوُوي قوُله‪" :‬إن عدم البَناء علِّىَ حساب النجمحي لنُه حدس‬
‫وتمحي‪ ،‬وإنا يعتب منه ما يعرفه به القبَلِّة والوُقت"؛ أي‪ :‬إن موُاقيت الصلة فقط يعتب فيها الساب‪.‬‬
‫وذكر ابنم بطال ما يؤيد ذلك‪ ،‬فقال‪" :‬وهذا الديث أي‪ :‬حديث "ل نُكحتب ل نسب" نُاسخ لراعاة‬
‫النجوُم بقوُانُي التعديل‪ ،‬وإنا العوُل علِّىَ رؤية الهلِّة‪ ،‬وإنا لنا أن نُنظر ف علِّم الساب ما يكحوُن عيادنُا‬

‫‪176‬‬
‫أو كالعيان‪ ،‬وأما ما غمحض حت ل يدرك إل بالظنوُن‪ ،‬وبكحشف اليئمات الغائبَة عنم البصار فقد نينا‬
‫عنه وعنم تكحلِّفه"‪ .‬قال شيخ السلم ابنم تيمحية رحه ال ف معرض احتجاجه لعدم جوُازأ اعتمحاد‬
‫الساب‪" :‬إن ال سبَحانُه ل يعل لطلِّع اللل حسادبا مستقيدمحا‪ ..‬ول يضبَطوُا سيه إل بالتعديل الذي‬
‫يتفق الساب علِّىَ أنُه غي مطرد‪ ،‬وإنا هوُ تقريب"‪.‬‬
‫وقال ف مكحان آْخر‪" :‬وهذا منم السبَاب الوُجبَة لئمل يعمحل بالكحتاب والساب ف الهلِّة"‪.‬‬
‫وقد أكد هذا العن ف موُطنم عديدة منم الفصل الذي عقده ف هذا الوُضوُع‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬ويبَدو منم كلم شيخ السلم رحه ال أنُه يعتب اعتمحاد الساب لعرفة أوائل الشهوُر القمحرية منم‬
‫قبَيل عمحل العرافي‪ ،‬وعمحل النجمحي؛ الذينم يربطوُن الوُادث ف الرض وطوُالع الظوُظ بركات النجوُم‬
‫واقتانُاتا‪ .‬فقد قال ف أواخر الفصل الطوُيل الذي عقده ف هذا الوُضوُع‪" :‬فالقوُل بالحكحام النجوُمية‬
‫باطل عقلد ومردما شردعا‪ ،‬وذلك أن حركة الفلِّكحوُإن كان لا أثر ليست مستقلِّة‪ ،‬بل تأثي الرواح وغيها‬
‫منم اللئكحة أشد منم تأثيه‪ ،‬وكذلك تأثي الجسام الطبَيعية الت ف الرض‪."..‬‬
‫ث قال‪" :‬والعراف يعم النجم وغيه إما لفدظا وإما معن‪ ،‬وقال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪" :‬منم اقتبَس علِّدمحا‬
‫منم النجوُم فقد اقتبَس شعبَة منم السحر" )رواه أبوُ داود ف الطب ‪ ،(03905‬وابنم ماجة ف الدب )‬
‫‪ ،(3726‬وصححه النوُوي ف "رياض الصالي" رقم )‪ ،(1669‬والذهب ف "الكحبَائر"[‪ ،‬فقد تبَي‬
‫ضا متعذر ف الغالب‪ ،‬وحذاق‬ ‫تري الخذ بأحكحام النجوُم‪ ،‬وقد بينا منم جهة العقل أن ذلك أي د‬
‫النجمحي يوُافقوُن علِّىَ ذلك‪ ،‬فتبَي لم أن قوُلم ف رؤية اللل وف الحكحام ]مراده أحكحام النجوُم‪ ،‬أي‬
‫‪ :‬تأثي حركاتا ف الوُادث والظوُظ[ منم باب واحدة يعلِّم بأدلة العقوُل امتناع ضبَط ذلك‪ ،‬ويعلِّم‬
‫بأدلة الشريعة تري ذلك‪."..‬‬
‫وقد اشتد شيخ السلم رحه ال علِّىَ منم يقوُل باعتمحاد الساب ف الهلِّة وشنع علِّيه‪ ،‬وقال‪" :‬فمحنم‬
‫كتب أو حسب ل يكحنم منم هذه المة ف هذا الكحم‪ ،‬بل يكحوُن اتبَع غي سبَيل الؤمني"‪.‬‬
‫الرأي الذي أراه ف هذا الوُضوُع‪:‬‬
‫يتضح منم ممحوُع ما تقدم بيانُه الموُر الربعة التالية‪:‬‬
‫أودل‪ :‬أن النظر إل جيع الحاديث النبَوُية الصحيحة الوُاردة ف هذا الوُضوُع‪ ،‬وربط بعضها ببَعض وكلِّها‬
‫واردة ف الصوُم والفطار يبزأ العلِّة السبَبَية ف أمر الرسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم بأن يعتمحد السلِّمحوُن ف‬
‫بداية الشهر ونايته رؤيته اللل بالبَصر لبَداية شهر الصوُم ونايته‪ ،‬ويبَلي أن العلِّة هي كوُنم أمة أمية ل‬
‫تكحتب ل تسب‪ ،‬أي‪ :‬ليس لديهم علِّم وحساب مضبَوُط يعرفوُن به مت يبَدأ الشهر ومت ينتهي‪ ،‬ما‬
‫دام الشهر القمحري يكحوُن تارة تسعة وعشرينم يوُدما‪ ،‬وتارة ثلثي‪.‬‬
‫وهذا يدل بفهوُمه أنُه ل يتوُافر العلِّم بالنظام الفلِّكحي الكحم؛ الذي أقامه ال تعال بصوُرة ل تتلِّف‪،‬‬
‫وأصبَح هذا العلِّم يوُصلِّنا إل معرفة يقينية بوُاعيد ميلد اللل ف كل شهر‪ ،‬وف أي وقت بعد ولدته‬

‫‪177‬‬
‫تكحنم رؤيته بالعي البَاصرة السلِّيمحة؛ إذا انُتفت العوُارض الوُية الت قد تجب الرؤية‪ ،‬فحينئمذ ل يوُجد‬
‫مانُع شرعي منم اعتمحاد هذا الساب‪ ،‬والروج بالسلِّمحي منم مشكحلِّة إثبَات اللل‪ ،‬ومنم الفوُضىَ الت‬
‫أصبَحت مجلِّة‪ ،‬بل مذهلِّة‪ ،‬حيث يبَلِّغ فرق الثبَات للِّصوُم بي متلِّف القطار السلمية ثلثة أيام‪،‬‬
‫كمحا يصل ف بعض العوُام‪.‬‬
‫ثانُديا‪ :‬أن الفقهاء الوائل الذينم نُصوُا علِّىَ عدم جوُازأ اعتمحاد الساب ف تديد بداية الشهر القمحري‬
‫للِّصوُم والفطار‪ ،‬وسوُه حساب التسيي‪ ،‬قالوُا‪ :‬إنُه قائم علِّىَ قانُوُن التعديل‪ ،‬وهوُ ظن مبَن علِّىَ الدس‬
‫والتخممحي )كمحا نُقلِّناه عنم العلمة ابنم حجر وابنم بطال وابنم بزيزة والنوُوي والسندي والعين‬
‫والقسطلن(‪ ،‬وكلِّهم قد بنوُا علِّىَ حالة هذا الساب الذي كان ف زأمنهم‪ ،‬حيث ل يكحنم ف وقتهم‬
‫علِّم الفلِّك الذي كان يسمحىَ علِّم اليئمة‪ ،‬وعلِّم النجوُم‪ ،‬أو علِّم التسيي أو التنجيم قائدمحا علِّىَ رصد‬
‫دقيق بوُسائل مكحمحة؛ إذ ل تكحنم آْنُذاك الراصد الهزة بالكحبات منم العدسات الزجاجية العظيمحة الت‬
‫تقرب البعاد الشاسعة إل درجة يصعب علِّىَ العقل تصوُرها‪ ،‬والت تتبَع حركات الكحوُاكب والنجوُم‪،‬‬
‫وتسجلِّها بأجزاء منم مئمات أو آْلف الجزاء منم الثانُية الوُاحدة‪ ،‬وتقارن بي دورتا بذه الدقة؛ ولذا‬
‫كانُوُا يسمحوُنُه علِّم التسيي الذي يقوُم علِّىَ قانُوُن التعديل؛ حيث يأخذ النجم الذي يسب سي‬
‫الكحوُاكب عدددا منم الوُاقيت السابقة‪ ،‬ويقوُم بتعديلِّها بأخذ الوُسطىَ منها‪ ،‬ويبَن علِّيها حسابه‪ ،‬وهذا‬
‫معن قانُوُن التعديل كمحا يشعر به كلمهم نُفسه‪.‬‬
‫منم هنا كان حسابم حدسديا وتمحيدنا كمحا وصفه أولئمك الفقهاء الذي نُفوُا جوُازأ العتمحاد علِّيه‪ ،‬وإن‬
‫كان بعضهم كالمام النوُوي صرح بوُازأ اعتمحاد حسابم لتحديد جهة القبَلِّة وموُاقيت الصلة دون‬
‫الصوُم‪ ،‬مع أن الصلة ف حكحم السلم أعظم خطوُرة منم الصوُم بإجاع الفقهاء‪ ،‬وأشد وجوُدبا وتأكيددا‪.‬‬
‫وقد نُقلِّنا آْنُدفا كلم ابنم بطال بأن "لنا أن نُنظر ف علِّم الساب ما يكحوُن عيادنُا أو كالعيان ‪،" ...‬‬
‫وهذا ما يتسم به ما وصل إليه علِّم الفلِّك ف عصرنُا هذا منم الدقة التناهية النُضبَاط‪.‬‬
‫ضا مشكحلِّة خطية ف عصرهم‪ ،‬وهي الختلط والرتبَاط الوُثيق إذ‬ ‫ثالدثا‪ :‬إن الفقهاء الوائل واجهوُا أي د‬
‫ذاك ف الاضي بي العرافة والتنجيم والكحهانُة والسحر منم جهة‪ ،‬وبي حساب النجوُم )بعن علِّم‬
‫ضا يشتغلِّوُن بتلِّك الموُر‬
‫الفلِّك( منم جهة أخرىً‪ .‬فيبَدو أن كثديا منم أهل حساب النجوُم كانُوُا أي د‬
‫البَاطلِّة‪ ،‬الت نت عنها الشريعة أشد النهي‪ ،‬فكحان للِّقوُل باعتمحاد الساب ف الهلِّة مفسدتان‪:‬‬
‫الول‪ :‬أنُه ظن منم باب الدس والتخممحي مبَن علِّىَ طريقة التعديل الت بيلنا معناها‪ ،‬فل يعقل أن تتك‬
‫به الرؤية بالعي البَاصرة رغم ما قد يعتيها منم عوُارض واشتبَاهات‪.‬‬
‫الثانُية‪ :‬وهي الشد خطوُرة والدهىَ‪ ،‬وهي انُسياق الناس إل التعوُيل علِّىَ أولئمك النجمحي والعرافي‬
‫الذينم يتفوُن الضحك علِّىَ عقوُل الناس بأكاذيبَهم‪ ،‬وترهاتم‪ ،‬وشعوُذاتم‪.‬‬

‫‪178‬‬
‫وهذه الفسدة الثانُية هي التفسي لذا النكحي الشديد الذي أطلِّقه شيخ السلم ابنم تيمحية رحه ال علِّىَ‬
‫منم يلِّجؤون إل الساب‪ ،‬حساب النجوُم ف إهلل الهلِّة بدلد منم الرؤية‪ ،‬واعتبَارهم إياهم منم الذينم‬
‫يتبَعوُن غي سبَيل الؤمني‪ ،‬وذلك بدليل أنُه صرح باعتبَارهم منم قبَيل العرافي‪ ،‬والذينم يربطوُن أحداث‬
‫الرض وطوُالع الناس وحظوُظهم بركات النجوُم‪ ،‬وسوُا منم أجل ذلك بالنجمحي‪ ،‬وذكر شاهددا علِّىَ‬
‫ذلك الديث النبَوُي النُف الذكر‪ ،‬وهوُ قوُله علِّيه الصلة والسلم‪" :‬منم اقتبَس علِّدمحا منم النجوُم فقد‬
‫اقتبَس شعبَة منم السحر"‪.‬‬
‫فل يعقل أن ينهىَ الرسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم عنم علِّم يبَي نُظام الكحوُن‪ ،‬وقدرة ال تعال وحكحمحته‬
‫وعلِّمحه اليط ف إقامة الكحوُن علِّىَ نُظام دقيق ل يتل‪ ،‬ويدخل ف قوُله تعال ف قرآْنُه العظيم‪) :‬قرذل‬
‫ض(‪ ،‬فلِّيس لذا الديث النبَوُي ممحل إل علِّىَ تلِّك الشعوُذات والموُر‬ ‫ت شوالشهر ذ‬‫انُظررواه ماشذا ذف اللسمحاوا ذ‬
‫شش‬ ‫ر ش‬
‫البَاطلِّة؛ الت خلِّط أولئمك النجمحوُن بينها وبي الساب الفلِّكحي‪ ،‬الذي ل يكحنم قد نُضجه وبلِّغ ف ذلك‬
‫الوُقت مرتبَة العلِّم والثقة‪.‬‬
‫رابدعا‪ :‬أما اليوُم ف عصرنُا هذا الذي انُفصل فيه منذ زأمنم طوُيل علِّم الفلِّك بعناه الصحيح عنم التنجيم‬
‫بعناه العرف منم الشعوُذة‪ ،‬والكحهانُة‪ ،‬واستطلع الظوُظ منم حركات النجوُم‪ ،‬وأصبَح علِّم الفلِّك قائدمحا‬
‫علِّىَ أسس منم الرصد بالراصد الديثة‪ ،‬والجهزة العمحلقة الت تكحتشف حركات الكحوُاكب منم مسافات‬
‫السني الضوُئية‪ ،‬وبالسابات الدقيقة التيقنة الت تدد تلِّك الركات بزء منم مئمات أو آْلف الجزاء‬
‫منم الثانُية‪ ،‬وأقيمحت بناء علِّيه ف الفضاء حوُل الرض مطات ثابتة‪ ،‬وتستقبَل مركبَات تدور حوُل‬
‫الرض‪ ..‬ال‪ ..‬فهل يإكحنم أن يشك بعد ذلك بصحته ويقي حساباته‪ ،‬وأن يقاس علِّىَ ما كان علِّيه‬
‫منم البَساطة والظنية والتعديل ف الاضي زأمنم أسلفنا رحهم ال؟‬
‫يييييييييي‬
‫فتاوى الدكتور القرضاوي‬
‫الترفيه في رمضان‬
‫ما حكحم مشاهدة الفلم وساع الغان ف نار رمضان؟‬
‫ييب فضيلِّة الدكتوُر يوُسف القرضاوي حفظه ال‪:‬‬
‫الكحم العام علِّىَ مشاهدة الفلم والسرحيات والسلِّسلت وساع الغان‪ :‬أنا إن كانُت هذه‬
‫الشاهدات والسمحوُعات تمحل كلدما باطلد أو تدعوُ إل مرم‪ ،‬أو كانُت تؤثر تأثديا ضادرا علِّىَ فكحر‬
‫النُسان وسلِّوُكه‪ ،‬أو صرفته عنم واجب‪ ،‬أو صاحبَها مرم كشرب أو رقص أو اختلط سافر كانُت‬
‫حرادما؛ سوُاء أكان ذلك ف رمضان أم ف غي رمضان‪ .‬فإن خلِّت منم هذه الاذير كان الكثار منها‬
‫مكحرودها‪ ،‬ول بأس بالقلِّيل منها للِّتويح‪.‬‬

‫‪179‬‬
‫وشهر رمضان له طابع خاصا‪ ،‬فهوُ قائم علِّىَ صيام النفس عنم شهوُاتا والتدريب علِّىَ سيطرة العقل‬
‫علِّىَ رغبَاتا‪ ،‬وليس ذلك بالمتناع فقط عنم الكل والشرب والشهوُة النسية‪ ،‬فذلك هوُ الد الدن‬
‫للِّصيام‪ ،‬ل يكحتفي به إل العامة الذينم يعمحلِّوُن فقط لجل النجاة منم العقاب‪ ،‬مع القناعة بالقلِّيل منم‬
‫الثوُاب‪ ،‬أما غيهم فيحرصوُن علِّىَ الكحمحال ف كل العبَادات‪ ،‬فيمحسكحوُن عنم كل شهوُات النفس‪،‬‬
‫وباصة ما حلرم ال كالكحذب والغيبَة‪ ،‬ويسمحوُ بعضهم ف الكحمحال فيصوُم حت عنم اللل‪ ،‬مقبَلد علِّىَ‬
‫الطاعة ف هذا الشهر بالذات ليخمرج منه صاف النفس والسلِّوُك منم الرذائل متحلِّديا بالفضائل‪.‬‬
‫فل ينبَغي أن نُضليع فرصة هذا الشهر الذي يضاعف فيه ثوُاب الطاعة‪ ،‬بصيام ناره وقيام ليلِّه بالتاويح‬
‫وقراءة القرآْن‪. .‬‬
‫وضياع جزء كبَي منم الوُقت ف مشاهدة وساع أنُوُاع التفيه خسارة للِّمحؤمنم العاقل‪ ،‬وعلِّىَ السئموُلي‬
‫جيدعا أن يراعوُا حرمة هذا الشهر‪ ،‬فيهيئموُا الفرصة للِّصائمحي والقائمحي أن يتقربوُا إل ال بالطاعات بدل‬
‫اللِّهوُ الذي ملِّلِّناه طوُل العام‪.‬‬
‫ومهمحا يكحنم منم شيء فإن مشاهدة وساع هذه الشياء ل يبَطل الصيام إل إذا حدث أثر جنسي‬
‫بسبَبَها‪ ،‬ومع عدم البَطلن فاتت فرصا كثية لشغل الوُقت بالعبَادة وقراءة القرآْن وساع البامجه الدينية‪،‬‬
‫يقوُل النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم فيمحا رواه الطبان‪" :‬أتاكم رمضان شهر بركة‪ ،‬يغشاكم ال فيه فرينزل‬
‫ط الطايا‪ ،‬ويستجيب فيه الدعاء‪ ،‬ينظر ال إل تنافسكحم فيه ويبَاهي بكحم ملئكحته‪ ،‬فأروا ال‬ ‫الرحة‪ ،‬وير ت‬
‫منم أنُفسكحم خديا؛ فإن الشقي منم حرم به رحة ال عز وجل"‪ ،‬فلِّيكحنم تنافسنا ف رمضان ف الي ل ف‬
‫اللِّهوُ ول ف القبَال علِّىَ اللِّذات‬
‫[أكل الصائم أو شربه ناسعيا‬
‫كثياد ما ينسىَ الناس ف بداية شهر رمضان‪ .‬فيأخذ أحدهم كوُب ماء أو سيجارة أو أي شيء آْخر‬
‫ويضعه ف فمحه‪ .‬ث يتذكر أنُه صائم‪ .‬ويكحوُن قد أكل فعل أو شرب‪.‬فهل يوُزأ له استكحمحال صيام يوُمه ؟‬
‫ييب فضيلِّة الدكتوُر يوُسف القرضاوي حفظه ال‪:‬‬
‫جاء ف الصحيحي منم حديث أب هريرة عنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪) :‬منم نُسي وهوُ صائم فأكل‬
‫وشرب‪ ،‬فلِّيتم صوُمه‪ ،‬فإنا أطعمحه ال وسقاه( ‪ .‬وف لفظ للِّدارقطن بإسناد صحيح‪) .‬فإنا هوُ رزأق ساقه‬
‫ال إليه‪ ،‬ول قضاء علِّيه(‪ .‬وف لفظ آْخر للِّدارقطن وابنم خزيإة وابنم حبَان والاكم‪) ..‬منم أفطر منم‬
‫رمضان نُاسيدا‪ ،‬فل قضاء علِّيه ول كفارة( ‪ .‬وإسناده صحيح أيضاد قاله الافظ ابنم حجر‪.‬‬
‫وهذه الحاديث صرية ف عدم تأثي الكل والشرب نُسيانُاد علِّىَ صحة الصوُم‪ ،‬وهوُ الوُافق لقوُله‬
‫تعال‪[ :‬ربنا ل تؤاخذنُا إن نُسينا أو أخطأنُا] }البَقرة‪ َ{286 :‬وقد ثبَت ف الصحيح أن ال أجاب هذا‬
‫الدعاء‪.‬‬
‫كمحا ثبَت ف حديث آْخر‪) :‬إن ال وضع عنم هذه المة الطأ والنسيان وما استكحرهوُا علِّيه(‪.‬‬

‫‪180‬‬
‫فعلِّىَ الصائم الذي أكل وشرب نُاسياد أن يستكحمحل صيام يوُمه‪ ،‬ول يوُزأ له الفطر‪ .‬وبال التوُفيق‬
‫قضاء الصيام‬
‫لقد اضطررت للفطار ستة أيام ف السنة الاضية ف شهر رمضان البَارك بسبَب العادة الشهرية‪ ،‬وعندما‬
‫أردت قضاء هذه اليام بدأت بصوُمها ف العشرينم منم شعبَان وبعد ما صمحت يوُمي أتان كثي منم‬
‫الناس وقالوُا ل‪ :‬إنُه ل يوُزأ قضاء الصوُم ف شهر شعبَان فمحا رأيكحم ف هذا ؟‬
‫ييب فضيلِّة الدكتوُر يوُسف القرضاوي حفظه ال‪:‬‬
‫ل حرج ول بأس بقضاء ما فات السلِّمحة أو السلِّم منم رمضان ف أي شهر منم الشهوُر حت ف شعبَان‬
‫نُفسه‪ ،‬بل قد ورد أن عائشة كانُت أحيانُاد تتأخر بقضاء بعض اليام إل شعبَان فتصوُمها قبَل أن يأت‬
‫رمضان فلِّتطمحئمنم السلِّمحة علِّىَ اليام الت صامتها‪ ،‬وهي مقبَوُلة ومزئة عنها وال تعال يتقبَل منم التقي‬
‫استعمالا السواك ومعجون السنان للصائم‬
‫س‪ :‬ما حكحم استعمحال السوُاك للِّصائم‪ ،‬وخاصة الستياك بعجوُن السنان ؟‬
‫ييب فضيلِّة الدكتوُر يوُسف القرضاوي حفظه ال‪ :‬ج‪ :‬السوُاك قبَل الزوال مستحب كمحا هوُ دائمحدا‪،‬‬
‫وبعد الزوال اختلِّف الفقهاء فقال بعضهم‪ :‬يكحره الستياك للِّصائم بعد الزوال‪ .‬وحجته ف ذلك أن النب‬
‫صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال‪:‬‬
‫)والذي نُفسي بيده للِّوُف فم الصائم أطيب عند ال منم ريح السك( ]رواه البَخماري منم حديث أب‬
‫هريرة[ فهوُ يرىً أن ريح السك هذا ل يسنم أن يزيلِّه السلِّم‪ ،‬أو يكحره له أن يزيلِّه‪ ،‬ما دامت هذه‬
‫الرائحة مقبَوُلة عند ال ومبَوُبة عند ال‪ ،‬فلِّيبَقها الصائم ول يزيلِّها‪ ،‬وهذا مثل الدماء‪ ..‬دماء الراح‪..‬‬
‫الت يصاب با الشهيد‪ ،‬قال النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ف الشهداء‪) :‬زأملِّوُهم بدمائهم وثيابم‪ ،‬فإنا‬
‫يبَعثوُن با عند ال يوُم القيامة اللِّوُن لوُن الدم والريح ريح السك( ولذلك يبَقىَ الشهيد بدمه وثيابه ل‬
‫يغسل ول يزال أثر الدم‪ .‬قاسوُا هذا علِّىَ ذلك‪ .‬والصحيح أنُه ل يقاس هذا علِّىَ ذلك‪ ،‬فذلك له مقام‬
‫خاصا‪ ،‬وقد جاء عنم بعض الصحابة أنُه قال‪) :‬رأيت النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يتسوُك ما ل يصىَ‬
‫وهوُ صائم( فالسوُاك ف الصيام مستحب قبَل الصيام وبعد الصيام ‪ ...‬فهوُ سنة أوصي با رسوُل ال‬
‫صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم وقال‪) :‬السوُاك مطهرة للِّفم مرضاة للِّرب )]رواه النسائي وابنم خزيإة وابنم حبَان ف‬
‫صحيحهمحا‪.‬ورواه البَخماري معلِّقاد مزوما[ ‪ .‬ول يفرق بي الصوُم وغيه‪.‬‬
‫أما معجوُن السنان‪ ،‬فينبَغي التحوُط ف استعمحاله بأل يدخل شيء منه إل الوُف وهذا الذي يدخل‬
‫إل الوُف مفطر عند أكثر العلِّمحاء‪ ،‬ولذا فالول أن يتنب السلِّم ذلك ويؤخره إل ما بعد الفطار‪،‬‬
‫ولكحنم إذا استعمحلِّه واحتاط لنفسه وكان حذراد ف ذلك ودخل شيء إل جوُفه فهوُ معفوُ عنه وال‬
‫سبَحانُه وتعال يقوُل‪) :‬وليس علِّيكحم جناح فيمحا أخطأت به‪ ،‬ولكحنم ما تعمحدت قلِّوُبكحم( }الحزاب‪:‬‬

‫‪181‬‬
‫‪ َ{5‬والنب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يقوُل‪) :‬رفع عنم أمت الطأ والنسيان وما استكحرهوُا علِّيه( وال تعال‬
‫أعلِّم‬
‫صيام الصغار ومتى يكون ؟‬
‫س‪ :‬بالنسبَة للِّوُلد‪ :‬مت يصوُم؟ وكذلك البَنت؟ وهل هناك سنم مددة شرعاد لذلك؟‬
‫ييب فضيلِّة الدكتوُر يوُسف القرضاوي حفظه ال‪:‬‬
‫ج‪ :‬جاء ف الديث عنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪) :‬رفع القلِّم عنم ثلث‪ :‬عنم الصغي حت يكحب‪،‬‬
‫وعنم النائم حت يستيقظ‪ ،‬وعنم النوُن حت يفيق( ]رواه أحد وأبوُ داود والنسائي وابنم ماجه والاكم‬
‫عنم عائشة بإسناد صحيح ورواه أحد وأبوُ داود والاكم عنم علِّي وعمحر بألفاظ متقاربة ومنم طرق‬
‫عديدة يقوُي بعضها بعضدا[ ومعن رفع القلِّم‪ :‬امتناع التكحلِّيف أي ليسوُا مكحلِّفي غي أن السلم وهوُ‬
‫دينم يراعي طبَيعة البَشر أراد أن يأخذ الولد منم الصغر بذه العبَادات والطاعات‪ ،‬ليمحارسوُها ويتدربوُا‬
‫علِّيها‪ .‬فجاء ف الديث عنم الصلة‪) :‬مروا أولدكم بالصلة لسبَع واضربوُهم علِّيها لعشر )]رواه أحد‬
‫وأبوُ داود والاكم عنم عبَد ال بنم عمحرو بنم العاصا[ والصيام أيضاد عبَادة وفريضة كالصلة‪ .‬فالوُاجب‬
‫أن يدرب علِّيها الولد‪ ،‬ولكحنم منم أي سنم ؟ ليس منم الضروري لسبَع‪ ،‬لن الصيام أشق منم الصلة‪،‬‬
‫إنا يرجع المر إل طاقة الصب‪ .‬فكحلِّمحا رأىً الوُالد أو رأىً ول أمر الطفل أنُه يطيق الصيام‪ ،‬ولوُ أياماد‬
‫معينة ف كل شهر‪ ،‬فلِّيدربه علِّىَ ذلك‪ ،‬يدربه علِّىَ الصيام سنة بعد سنة‪ ،‬سنة يصوُم ثلثة أيام‪ ،‬وأخرىً‬
‫يصوُم أسبَوُعاد والت بعدها يصوُم أسبَوُعي‪ ،‬والت بعدها يصوُم الشهر كلِّه‪ ،‬فإذا جاء وقت البَلِّوُغ‪ ،‬وهوُ‬
‫وقت التكحلِّيف كان قد زأاول ومارس عمحلِّية الصيام فل تشق علِّيه‪ ،‬فهذه هي التبية السلمية أن يؤخذ‬
‫الصب منم صغره‪ ،‬ومنذ نُعوُمة أظفاره بآداب السلم وفرائضه حت يتعوُد علِّيها وقد قال الشاعر‪:‬‬
‫وينفع الدب الحداث ف صغر ‪ ... ...‬وليس ينفع عند الشيبَة الدب‬
‫إن الغصوُن إذا قوُمتها اعتدلت ‪ ... ...‬ولنم تلِّي إذا قوُمتها الشب‬
‫فعلِّىَ الباء وعلِّىَ أولياء أموُر الصبَيان والبَنات أن يعوُدوهم ويعوُدوهنم الصيام والصلة‪ ،‬الصلة منذ سنم‬
‫السابعة والضرب علِّيها عند العاشرة والصيام منذ أطاق الصب ولوُ بعد السابعة بسنة أو بأكثر عندما‬
‫يطيق‪ ،‬يأمره الب بالصيام‪..‬‬
‫هل تختلف زكاة الفطر من عام إلى آخإر‬
‫س‪ :‬هل زأكاة الفطر تتلِّف منم عام إل عام ؟‬
‫ييب فضيلِّة الدكتوُر يوُسف القرضاوي حفظه ال‪:‬‬
‫ج‪ :‬جاء ف الديث عنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪) :‬رفع القلِّم عنم ثلث‪ :‬عنم الصغي حت يكحب‪،‬‬
‫وعنجه‪:‬‬

‫‪182‬‬
‫زأكاة الفطر ل تتلِّف لنا مدودة بقدار شرعي‪ ،‬وهذا القدار هوُ الصاع والصاع حدده النب صلِّىَ ال‬
‫علِّيه وسلِّم‪ ،‬والكحمحة فيمحا أرىً منم ذلك ترجع إل أمرينم‪:‬‬
‫المر الول‪ :‬أن النقوُد كانُت عزيزة عند العرب‪ ،‬خاصة أهل البَوُادي منهم‪ ،‬فلِّوُ قلِّت لحدهم‪ :‬ادفع‬
‫كذا درهاد أو ديناردا‪ ،‬فلِّنم تد لديه منم ذلك شيئمدا‪ ..‬ليس لديه إل الطعمحة الشائعة كالتمحر والزبيب‬
‫والشعي وغيه ما كان يقتات به العرب يوُمئمذ‪.‬‬
‫وهذا ما جعل النب صلِّىَ ال علِّيه سلِّم يدد زأكاة الفطر بالصاع‪.‬‬
‫المر الثان‪ :‬أن النقوُد تتغي قدرتا الشرائية منم وقت لخر‪ ،‬فأحيانُاد ند الريال منخمفض القيمحة‪ ،‬وقوُته‬
‫الشرائية متدنُية جددا‪ ،‬وف أحيان أخرىً ترتفع قيمحته الشرائية ف السوُاق‪ ،‬ما يعل تديد الزكاة بالنقوُد‬
‫مضطرباد بي الصعوُد والبَوُط‪ ،‬ول يستقر علِّىَ حال‪ ،‬ولذا حددها النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم بقدار ل‬
‫يتلِّف ول يضطرب وهوُ الصاع‪ .‬والصاع هذا يشبَع عائلِّة ليوُم طعاماد ف الغالب‪.‬‬
‫وقد حدد النب علِّيه الصلة والسلم القوُات الت كانُت شائعة ف عصره‪ ،‬وهي ليست علِّىَ سبَيل‬
‫الصر‪ ،‬ولذا قال العلِّمحاء بأن الخراج منم غالب قوُت البَلِّد جائز‪ ،‬سوُاء أكان برراد أم أرزأاد أم ذرة أم غي‬
‫ذلك‪.‬‬
‫والصاع يساوي ربعة وزأيادة بقدار قلِّيل‪ ،‬أي نوُ كيلِّوُينم منم الطعام )‪2‬كلِّغم( أو خسة أرطال تقريبَدا‪.‬‬
‫ويإكحنم دفع القيمحة‪ ،‬علِّىَ مذهب أب حنيفة‪.‬‬
‫وإن كان موُسراد فالفضل أن يدفع زأيادة علِّىَ قيمحة الصاع‪ ،‬لن الطعام ل يعد مقصوُراد هذه اليام علِّىَ‬
‫ل‪ ،‬بل لبد أن يكحوُن معه اللِّحم والرق والضر والفاكهة وغي ذلك‪ .‬وال أعلِّم‬ ‫الرزأ مث د‬
‫قضاء رمضان بعد مرور رمضان آخإر‬
‫س‪ :‬إذا أفطرت لعذر بضعة أيام منم رمضان‪ ،‬وجاء رمضان آْخر ول أقض ما علِّلي‪ ،‬فمحا الكحم ف ذلك‪،‬‬
‫هل أقضي وأفدي؟ وإذا حدث لدي شك ف عدد اليام الت أفطرتا‪ ،‬فمحا افعل حت أزأيل هذا الشك‬
‫وأرضي ال تعال ؟‬
‫ييب فضيلِّة الدكتوُر يوُسف القرضاوي حفظه ال‪:‬‬
‫ج‪ :‬بعض الئمحة يقوُلوُن‪ ،‬بأنُه إذا مر رمضان وجاء رمضان آْخر ول يقض ما علِّيه منم أيام أفطرها ف‬
‫رمضان السابق‪ ،‬فعلِّيه القضاء والفدية‪ ،‬هي إطعام مسكحي عنم كل يوُم مداد منم غالب قوُت البَلِّد‪ ،‬والد‬
‫يساوي تقريبَاد نُصف كيلِّوُ غرام‪ ،‬يزيد قلِّيل‪.‬‬
‫هذا ف مذهب الشافعية‪ ،‬والنابلِّة‪ ،‬عمحل با جاء عنم عدد منم الصحابة‪ ،‬والئمحة الخرون ل يوُجبَوُا‬
‫هذا‪ .‬علِّىَ كل حال‪ ،‬فإن حدث معه مثل هذا فعلِّيه القضاء جزمدا‪ ،‬أما الطعام أو الفدية فإن فعلِّها‬
‫فحسنم‪ ،‬وإن تركها فل حرج علِّيه إن شاء ال‪ ،‬حيث ل يصح شيء ف ذلك عنم النب صلِّىَ ال علِّيه‬
‫وسلِّم‪.‬‬

‫‪183‬‬
‫أما عند الشك ف عدد اليام‪ ،‬فيعمحل النُسان بغالب الظنم‪ ،‬أو باليقي‪ ..‬فلِّكحي يطمحئمنم النُسان علِّىَ‬
‫سلمة دينه وبراءة ذمته‪ ،‬فلِّيصم الكثر‪ ،‬وله علِّىَ ذلك مزيد الجر والثوُاب‬
‫استحباب الصوم في شعبان‬
‫س‪ :‬هل هناك أيام معينة ف شهر شعبَان يستحب فيها الصيام ؟‬
‫ييب فضيلِّة الدكتوُر يوُسف القرضاوي حفظه ال‪:‬‬
‫ج‪ :‬شهر شعبَان كان منم الشهوُر الت يرصا النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم علِّىَ أن يصوُم فيها أكثر منم‬
‫غيه منم الشهوُر‪ .‬روت عائشة رضي ال عنها أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ل يستكحمحل صيام شهر قط‬
‫غي رمضان‪ ،‬علِّىَ خلف ما يفعل بعض الناس ف بعض البَلد العربية‪ ،‬حيث يصوُموُن ثلثة أشهر‪:‬‬
‫رجب‪ ،‬شعبَان‪ ،‬ورمضان‪.‬‬
‫واليام الستة منم شوُال‪ ،‬الت يسمحوُنا )البَيض( يبَدأ الصيام عندهم منم أول رجب إل السابع منم شوُال‪،‬‬
‫ما عدا يوُم العيد‪ ،‬الول منم شوُال‪ .‬وهذا ل يرد عنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ول عنم الصحابة ول عنم‬
‫التابعي‪.‬‬
‫كان النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يصوُم منم كل شهر‪ ،‬وتقوُل عائشة‪ :‬كان يصوُم حت نُقوُل‪ :‬ل يفطر‪.‬‬
‫ويفطر حت نُقوُل‪ :‬ل يصوُم‪ ،‬وأحيانُاد يصوُم الثني والمحيس‪ ،‬وأحيانُاد ثلثة أيام منم كل شهر‪ ،‬وخاصة‬
‫اليام البَيض القمحرية‪ .‬وأحيانُاد يصوُم يوُماد ويفطر يوُمدا‪ ،‬كمحا كان يفعل داود علِّيه السلم )أحب الصيام‬
‫إل ال صيام داود‪ ،‬كان يصوُم يوُماد ويفطر يوُمدا( ‪.‬‬
‫وكان علِّيه الصلة والسلم أكثر ما يصوُم ف شهر شعبَان‪ ،‬وكأن ذلك نُوُع منم التهيؤ والستعداد‬
‫لستقبَال رمضان‪.‬‬
‫أما أن يصوُم أياماد مددة‪ ،‬فلِّم يرد قط‪.‬‬
‫وف الشرع ل يوُزأ تصيص يوُم معي بالصيام‪ ،‬أو ليلِّة معينة بالقيام دون سند شرعي‪ ..‬إن هذا المر‬
‫ليس منم حق أحد أياد كان وإنا هوُ منم حق الشارع فحسب‪.‬‬
‫تصيص الوقات‪ ،‬أو تصيص الماكنم بالعبَادات‪ ،‬وتديد الصوُر والكحيفيات‪ ،‬هذا منم شأن الشارع‬
‫ومنم حقه‪ ،‬وليس منم شأن البَشر‪.‬‬
‫الحتلم والغسل للصائم‬
‫إذا احتلِّمحت وأنُا نُائم ف نار رمضان ‪ ،‬ث اغتسلِّت لتطهر منم النابة ‪ ،‬فهل هذا الغسل يفطر أم ل ؟‬
‫ييب فضيلِّة الدكتوُر يوُسف القرضاوي حفظه ال‪:‬‬
‫كنت أظنم السائل يسأل عنم الحتلم ‪ :‬هل يفطر أم ل؟ فقد يشتبَه ذلك علِّىَ بعض الناس ‪ .‬وأبادر‬
‫فأقوُل‪:‬‬

‫‪184‬‬
‫إن الحتلم ل يفطر ‪ ..‬لنُه شيء ل دخل للنُسان فيه ‪ ،‬ول يقصد إليه ‪ ،‬فهوُ ل يفطر‪ ..‬نُزول الن‬
‫ف الحتلم ل يفطر ‪ ..‬وكذلك بالطبَع الستحمحام ل يفطر ‪ ،‬فإنُه طهارة أمر با الشارع الكحيم‬
‫وفرضها علِّىَ السلِّم ‪ ،‬وحت لوُ دخل الاء منم أذنُيه فهوُ ل يفطر‪ ،‬ولوُ كان يتمحضمحض ودخل الاء‬
‫رغمحاد عنه وهوُ يتمحضمحض للِّوُضوُء أو للِّغسل ‪ ،‬فهوُ أيضاد غي مفطر لنُه منم الطأ العفوُ عنه‪ ،‬وال‬
‫تعال يقوُل ‪) :‬وليس علِّيكحم جناح فيمحا أخطأت به‪ ،‬ولكحنم ما تعمحدت قلِّوُبكحم( }الحزاب‪.َ{5 :‬‬
‫والرسوُل يقوُل‪) :‬إن ال تاوزأ ل عنم أمت الطأ والنسيان( ]رواه الطبان ف الوسط عنم ابنم عمحر‬
‫بإسناد صحيح كمحا قال السيوُطي ف الشبَاه ‪ ،‬ورواه ف الكحبَي عنم ابنم عبَاس ورواه الاكم أيضاد عنه‪،‬‬
‫وقال ‪ :‬صحيح كمحا رواه الطبان عنم ثوُبان وأيضاد ‪ .‬رواه ابنم ماجة عنم ابنم عبَاس وأب ذر وهوُ منم‬
‫أحاديث الربعي النوُوية[‬
‫استعمالا الحقنة الشرجية واللبوس ونحوها للصائم‬
‫س‪ :‬هل تفطر القنم الت تؤخذ ف الوُريد أو العضل‪ ،‬وكذلك القنم الشرجية واستعمحال الرهم أو اللِّبَوُس‬
‫ف فتحة الشرج لجل البَوُاسي أو غيها ؟‬
‫ييب فضيلِّة الدكتوُر يوُسف القرضاوي حفظه ال‪:‬‬
‫ج‪ :‬ل يهل أحد معن الصوُم البَسيط‪ ،‬وهوُ المتناع عنم الكل والشرب ومبَاشرة النساء‪ ،‬وهي أموُر‬
‫نُص علِّيها القرآْن‪ .‬ول يهل أحد كذلك معن هذه الموُر المحنوُعة‪ ،‬فقد كان يفهمحها بداة العراب ف‬
‫عهد النبَوُة‪ ،‬ول يتاجوُا ف فهم معن الكل أو الشرب إل حدود وتعريفات منطقية‪ .‬ول يهل أحد‬
‫كذلك الكحمحة الول للِّصيام‪ ،‬وهي إظهار العبَوُدية ل تعال بتك شهوُات السد طلِّبَاد لرضاته سبَحانُه‬
‫كمحا قال ف الديث القدسي )كل عمحل ابنم آْدم له إل الصوُم فإنُه ل‪ ،‬وأنُا أجزي به‪ ،‬يدع طعامه‬
‫وشرابه وشهوُته منم أجلِّي )]رواه البَخماري[‪.‬‬
‫وإذا تبَي ذلك رأينا أن تعاطي القنم بأنُوُاعها‪ ،‬واستعمحال الراهم ونوُها ما ذكره السائل ليس أكل ول‬
‫شراباد ف لغة ول عرف‪ ،‬ول تناف قصد الشارع منم الصيام فهي لذلك ل تفطر‪ .‬ول موُضع للِّتشديد ف‬
‫أمر ل يعل ال فيه منم حرج‪ ،‬قال تعال ف آْية الصيام )يريد ال بكحم اليسر ول يريد العسر( }البَقرة‪:‬‬
‫‪ َ{185‬قال ابنم حزم‪ :‬ل ينقض الصوُم حقنة )يعنوُن با القنة الشرجية إذ القنم العرقية واللِّدية ل‬
‫تكحنم عرفت ف عهدهم) ول سعوُط "نُشوُق" ول تقطي ف أذن أو ف إحلِّيل أو ف أنُف ول استنشاق‬
‫ل‪،‬‬
‫وإن بلِّغ اللِّقوُم‪ ،‬ول مضمحضة دخلِّت اللِّق منم غي تعمحد‪ ،‬ول كحل وإن بلِّغ إل اللِّق ناراد أو لي د‬
‫بعقاقي أو غيها‪ ،‬ول غبَار طحنم‪ ،‬أو غربلِّة دقيق أو حناء أو عطر‪ ،‬أو حنظل‪ ،‬أو أي شئ كان‪ ،‬ول‬
‫ذباب دخل اللِّق بغلِّبَة ‪ ...‬ال‪.‬‬

‫‪185‬‬
‫واستدل ابنم حزم لا ذهب إليه فقال‪" :‬إنا نانُا ال ف الصوُم عنم الكل والشرب والمحاع وتعمحد القيء‬
‫والعاصي‪ .‬وما علِّمحنا أكلد ول شرباد يكحوُن منم دبر أو إحلِّيل أو أذن أو عي أو أنُف أو منم جرح ف‬
‫البَطنم أو الرأس‪ .‬وما نينا قط عنم أن نُوُصل إل الوُف بغي الكل والشرب ما ل يرم علِّينا إيصاله"‪.‬‬
‫وقال شيخ السلم ابنم تيمحية ف الكححل والقنة والتقطي ف الحلِّيل ووصوُل الدواء إل الوُف عنم‬
‫طريق جراحة ‪ ...‬ال‪ " :.‬الظهر أنُه ل يفطر بشيء منم ذلك فإن الصيام منم دينم السلم الذي يتاج‬
‫إل معرفته الاصا والعام‪ ،‬فلِّوُ كانُت هذه الموُر ما حرمها ال ورسوُله ف الصيام ويفسد الصوُم با‬
‫لكحان هذا ما يب علِّىَ الرسوُل بيانُه‪ ،‬ولوُ ذكر ذلك لعلِّمحه الصحابة وبلِّغوُه المة كمحا بلِّغوُا سائر‬
‫شرعه‪ .‬فلِّمحا ل ينقل أحد منم أهل العلِّم عنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ف ذلك حديثاد صحيحاد ول‬
‫ضعيفاد ول مسنداد ول مرسلد علِّم أنُه ل يذكر شيئماد منم ذلك وال أعلِّم‬
‫إفطار بعض اليام عمعدا في رمضان‬
‫س‪ :‬ما حكحم منم صام أياماد منم رمضان وأفطر أياماد أخر متعمحداد ؟ أتتسب له اليام الت صامها أم ل‬
‫تتسب ؟‬
‫ييب فضيلِّة الدكتوُر يوُسف القرضاوي حفظه ال‪:‬‬
‫ج‪ :‬هذا السؤال منم جنس السؤال السابق‪ ،‬وجوُابنا علِّيه أن كل شيء بسابه‪ .‬والسألة ليست ف اليام‬
‫الت صامها هل تسب أم ل ؟ بل ف اليام الت أفطرها هل تعوُض أم ل ؟ ول يإكحنم أن يعوُض يوُم منم‬
‫رمضان إل بيوُم مثلِّه منم رمضان آْخر‪ ،‬وكل رمضان يأت مشغوُل بوُاجب الصوُم فيه ل مالة‪ .‬ولذلك‬
‫قال أبوُ هريرة رضي ال عنه‪) :‬منم أفطر يوُماد منم أيام رمضان ل يعوُضه يوُم منم أيام الدنُيا )]رواه‬
‫التمذي واللِّفظ له‪ ،‬وأبوُ داود والنسائي وابنم ماجة وابنم خزيإة والبَيهقي عنم أب هريرة وف أحد رجاله‬
‫مقال[ ‪ .‬ويروىً عنه أن رجلد أفطر ف رمضان فقال أبوُ هريرة‪ :‬ل يقبَل منه صوُم سنة‪ .‬وعنم ابنم‬
‫مسعوُد‪ :‬منم أفطر يوُماد منم رمضان منم غي رخصة ل يزه صيام الدهر وإن صامه‪ .‬ويروىً عنم أب بكحر‬
‫وعلِّي نوُ ذلك‪ ..‬فلِّيتق ال امرؤ مسلِّم ف دينه‪ ،‬وليحرصا علِّىَ صيام رمضان‪ ،‬ولينتصر علِّىَ شهوُاته‪،‬‬
‫فمحنم انزم أمام بطنه ل ينتصر ف ميدان منم اليادينم‬
‫المضمضة والستنشاق للصائم‬
‫س‪ :‬هناك منم يقوُل بأن الضمحضة أو الستنشاق ف الوُضوُء يؤثر علِّىَ صحة صيام الصائم‪ ،‬فمحا مدىً‬
‫صدق هذا القوُل ؟‬
‫ييب فضيلِّة الدكتوُر يوُسف القرضاوي حفظه ال‪:‬‬
‫ج‪ :‬الضمحضة والستنشاق ف الوُضوُء‪ ،‬إما سنتان منم سننه كمحا هوُ مذهب الئمحة الثلثة أب حنيفة‬
‫ومالك والشافعي‪ ،‬وإما فرضان منم فروضه كمحا هوُ مذهب المام أحد الذي اعتبها جزءاد منم غسل‬
‫الوُجه الأموُر به‪ .‬وسوُاء كانُتا منم السننم أم الفرائض‪ ،‬فل ينبَغي تركهمحا ف الوُضوُء ف صيام أو فطر‪ .‬كل‬

‫‪186‬‬
‫ما علِّىَ السلِّم ف حالة الصيام أل يبَالغ فيهمحا‪ .‬كمحا يبَالغ ف حالة الفطار فقد جاء ف الديث‪) :‬إذا‬
‫استنشقت فأبلِّغ أل أن تكحوُن صائمحدا( ]أخرجه الشافعي وأحد والربعة والبَيهقي‪ . [.‬فإذا تضمحض‬
‫الصائم أو استنشق وهوُ يتوُضأ‪ ،‬فسبَق الاء إل حلِّقه منم غي تعمحد ول إسراف‪ ،‬فصيامه صحيح‪ ،‬كمحا‬
‫لوُ دخل غبَار الطريق‪ ،‬أو غربلِّة الدقيق‪ ،‬أو طارت ذبابة إل حلِّقه‪ ،‬لن كل هذا منم الطأ الرفوُع عنم‬
‫هذه المة‪ .‬وإن خالف ف ذلك بعض الئمحة‪ .‬علِّىَ أن الضمحضة لغي الوُضوُء أيضاد ل تؤثر علِّىَ صحة‬
‫الصيام‪ .‬ما ل يصل الاء إل الوُف‬
‫خإروج المرأة لصلة التراويح‬
‫بعض السلِّمحات يوُاظب علِّىَ صلة التاويح ف السجد‪ ،‬ترج إحداهنم إل الصلة بدون إذن زأوجها‪،‬‬
‫كمحا أن بعضهنم تسمحع أصوُاتنم متحدثات ف السجد‪ ،‬فمحا حكحم صلتنم‪،‬؟ وهل هي واجبَة علِّيهنم ؟‬
‫ييب فضيلِّة الدكتوُر يوُسف القرضاوي حفظه ال‪:‬‬
‫صلة التاويح ليست واجبَة علِّىَ النساء ول علِّىَ الرجال‪ ،‬وإنا هي سنة لا منزلتها وثوُابا العظيم عند‬
‫ال‪ .‬روىً الشيخمان عنم أب هريرة قال‪ :‬يأمرهم بعزيإة ث يقوُل‪( :‬منم قام رمضان إيإانُاد واحتساباد غفر ال‬
‫له ما تقدم منم ذنُبَه( ‪.‬‬
‫منم صلِّىَ التاويح بشوُع واطمحئمنان مؤمناد متسبَدا‪ ،‬وصلِّىَ الصبَح ف وقتها‪ ،‬فقد قام رمضان واستحق‬
‫مثوُبة القائمحي‪.‬‬
‫وهذا يشمحل الرجال والنساء جيعدا‪ .‬إل أن صلة الرأة ف بيتها أفضل منم صلتا بالسجد‪ ،‬ما ل يكحنم‬
‫وراء ذهابا إل السجد فائدة أخرىً غي مرد الصلة‪ ،‬مثل ساع موُعظة دينية‪ ،‬أو درس منم دروس‬
‫العلِّم‪ ،‬أو ساع القرآْن منم قاريء خاشع ميد‪ .‬فيكحوُن الذهاب إل السجد لذه الغاية أفضل وأول‪.‬‬
‫وباصة أن معظم الرجال ف عصرنُا ل يفقهوُن نُساءهم ف الدينم‪ ،‬ولعلِّهم لوُ أرادوا ل يدوا عندهم‬
‫القدرة علِّىَ الوُعظة والتثقيف‪ ،‬فلِّم يبَق إل السجد مصدراد لذلك فينبَغي أن تتاح لا هذه الفرصة‪ ،‬ول‬
‫يال بينها وبي بيوُت ال‪ .‬ول سيمحا أن كثياد منم السلِّمحات إذا بقي ف بيوُتنم ل يدن الرغبَة أو‬
‫العزيإة الت تعينهنم علِّىَ أداء صلة التاويح منفردات بلف ذلك ف السجد والمحاعة‪.‬‬
‫علِّىَ أن خروج الرأة منم بيتها ولوُ إل السجد يب أن يكحوُن بإذن الزوج‪ ،‬فهوُ راعي البَيت‪ ،‬والسؤول‬
‫عنم السرة‪ ،‬وطاعته واجبَة ما ل يأمر بتك فريضة‪ ،‬أو اقتاف معصية فل سع له إذن ول طاعة‪.‬‬
‫وليس منم حق الرجل أن يإنع زأوجته منم الذهاب إل السجد إذا رغبَت ف ذلك إل لانُع معتب‪ .‬فقد‬
‫روىً مسلِّم عنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال‪):‬ل تنعوُا إماء ال مساجد ال(‪.‬‬
‫ل‪ ،‬وف حاجة إل بقائها بوُاره تدمه وتقوُم باجته‪ .‬أو‬ ‫والانُع العتب شرعدا‪ :‬أن يكحوُن الزوج مريضاد مث د‬
‫يكحوُن لا أطفال صغار يتضررون منم تركهم وحدهم ف البَيت مدة الصلة وليس معهم منم يرعاهم‪،‬‬
‫ونوُ ذلك منم الوُانُع والعذار العقوُلة‪.‬‬

‫‪187‬‬
‫وإذا كان الولد يدثوُن ضجيجاد ف السجد‪ ،‬ويشوُشوُن علِّىَ الصلِّي بكحثرة بكحائهم وصراخهم‪ ،‬فل‬
‫ينبَغي أن تصطحبَهم معها ف فتة الصلة‪ .‬فإن ذلك وإن جازأ ف صلِّوُات الفرائض اليوُمية لقصر مدتا‬
‫ينبَغي أن يإنع ف صلة التاويح لطوُل مدتا‪ ،‬وعدم صب الطفال عنم أمهاتم هذه الدة الت قد تزيد‬
‫علِّىَ الساعة‪.‬‬
‫وأما حديث النساء ف الساجد‪ ،‬فشأنُه شأن حديث الرجال‪ ،‬ول يوُزأ أن يرتفع الصوُت به لغي حاجة‪.‬‬
‫وباصة الحاديث ف أموُر الدنُيا‪ ،‬فلِّم تعل الساجد لذا‪ ،‬إنا جعلِّت للِّعبَادة أو العلِّم‪.‬‬
‫فعلِّىَ السلِّمحة الريصة علِّىَ دينها أن تلِّتزم الصمحت ف بيت ال‪ ،‬حت ل تشوُش علِّىَ الصلِّي أو علِّىَ‬
‫درس العلِّم‪ ،‬فإذا احتاجت إل الكحلم‪ ،‬فلِّيكحنم ذلك بصوُت خافت وبقدر الاجة‪ ،‬ول ترج عنم الوُقار‬
‫والحتشام ف كلمها ولبَسها ومشيتها‪.‬‬
‫وأحب أن أقوُل هنا كلِّمحة منصفة‪ :‬إن بعض الرجال يسرفوُن إسرافاد شديداد ف الغية علِّىَ جنس النساء‪،‬‬
‫والتضييق علِّيهنم‪ ،‬فل يؤيدون فكحرة ذهاب الرأة إل السجد بال‪ ،‬برغم الوُاجز الشبَية العالية الت‬
‫تفصل بي الرجال والنساء‪ ،‬والت ل يكحنم لا وجوُد ف عهد النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم وصحابته‪ ،‬والت‬
‫تنع النساء منم معرفة تركات المام إل بالصوُت والسمحاع‪ ،‬ول غرو أن ترىً بعض هؤلء الرجال‬
‫يسمححوُن لنُفسهم ف السجد بالكحلم والحاديث‪ ،‬ول يسمحح أحدهم لمرأة أن تمحس ف أذن جارتا‬
‫بكحلِّمحة ولوُ ف شأن دين‪ ،‬وهذا مبَعثه التزمت وعدم النُصاف‪ ،‬والغية الذموُمة الت جاء با الديث‪:‬‬
‫)إن منم الغية ما يبَغضه ال ورسوُله( ‪ ،‬وهي الغية ف غي ريبَة‪.‬‬
‫لقد فتحت الياة الديثة البوُاب للِّمحرأة‪ .‬فخمرجت منم بيتها إل الدرسة والامعة والسوُق وغيها‪،‬‬
‫وبقيت مرومة منم خي البَقاع وأفضل الماكنم وهوُ السجد‪ .‬وإن أنُادي بل ترج‪ :،‬أن أفسحوُا للِّنساء‬
‫ف بيوُت ال‪ ،‬ليشهدن الي‪ ،‬ويسمحعنم الوُعظة ويتفقهنم ف الدينم‪ ،‬ول بأس أن يكحوُن منم وراء ذلك‬
‫ترويح عنهنم ف غي معصية ول ريبَة‪ ،‬ما دمنم يرجنم متشمحات متوُقرات بعيدات عنم مظاهر التبج‬
‫المحقوُت‪ .‬والمحد ل رب العالي‬
‫السراع في صلة التراويح‬
‫س‪ :‬ما حكحم السراع ف صلة التاويح ؟‬
‫ييب فضيلِّة الدكتوُر يوُسف القرضاوي حفظه ال‪:‬‬
‫ج‪ :‬ثبَت ف الصحيحي عنم رسوُ ل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أنُه قال‪) :‬منم قام رمضان إيإانُاد واحتساباد‬
‫غفر له ما تقدم منم ذنُبَه( ‪ .‬فال سبَحانُه وتعال شرع ف رمضان ف ناره الصيام‪ ،‬وشرع عل لسان‬
‫رسوُله ف ليلِّه القيام‪ ،‬وجعل هذا القيام سبَبَاد للِّتطهر منم الذنُوُب والطايا‪ ..‬ولكحنم القيام الذي تغفر به‬
‫الذنُوُب‪ ،‬وتغسل فيه الدنُاس‪ ،‬هوُ الذي يؤديه السلِّم كامل بشروطه وأركانُه وآْدابه وحدوده‪ .‬وقد علِّمحنا‬
‫أن الطمحأنُينة ركنم منم أركان الصلة كقراءة الفاتة‪ ،‬وكالركوُع وكالسجوُد‪ ..‬فإن النب صلِّىَ ال علِّيه‬

‫‪188‬‬
‫وسلِّم حينمحا أساء بعض الناس الصلة أمامه ول يؤد لا حقها منم الطمحئمنان‪ ،‬قال له‪) :‬ارجع فصل‪،‬‬
‫فإنُك ل تصل( ‪ .‬ث علِّمحه كيف تكحوُن الصلة القبَوُلة فقال له‪) :‬اركع حت تطمحئمنم راكعدا‪ ،‬واعتدل حت‬
‫تطمحئمنم قائمحدا‪ ،‬واسجد حت تطمحئمنم ساجددا‪ ،‬واجلِّس بي السجدتي حت تطمحئمنم جالساد وهكحذا )]رواه‬
‫الشيخمان وأصحاب السننم منم حديث أب هريرة[ فالطمحأنُينة ف جيع هذه الركان شرط ل بد منه‪،‬‬
‫وحد الطمحأنُينة الشروطة قد اختلِّف فيه العلِّمحاء‪ .‬فمحنهم منم جعل أدنُاه أن يكحوُن مقدار تسبَيحة كأن‬
‫يقوُل‪ :‬سبَحان رب العلِّىَ مثل‪ .‬وبعضهم كالمام شيخ السلم ابنم تيمحية اشتط أن يكحوُن مقدار‬
‫الطمحأنُينة ف الركوُع والسجوُد نوُ ثلث تسبَيحات‪ ،‬فقد جاء ف السنة أن التسبَيح ثلث‪ ،‬وذلك أدنُاه‪،‬‬
‫فل بد أن تطمحئمنم بقدار ثلث تسبَيحات‪ ..‬ويقوُل ال عز وجل‪[ :‬قد أفلِّح الؤمنوُن‪ .‬الذينم هم ف‬
‫صلتم خاشعوُن] ]الؤمنوُن‪.[1،2 :‬‬
‫والشوُع نُوُعان‪ :‬خشوُع بدن‪ ،‬وخشوُع قلِّب‪.‬‬
‫فخمشوُع البَدن‪ :‬أن يطمحئمنم البَدن ول يعبَث ول يلِّتفت الرء تلِّفت الثعلِّب‪ .‬ول ينقر الركعات والسجدات‬
‫نُقر الديكحة وإنا يؤديها بأركانا وحدودها كمحا شرعها ال عز وجل‪..‬‬
‫لبد إذن منم خشوُع البَدن‪ ..‬ول بد منم خشوُع القلِّب ‪...‬‬
‫وخشوُع القلِّب معناه استحضار عظمحة ال عز وجل‪ ،‬وذلك بالتأمل ف معان اليات الت تتلِّىَ‪ ،‬وبتذكر‬
‫الخرة‪ ،‬وبتذكر أن الصلِّي بي يدي ال عز وجل‪ ..‬وأن ال تعال يقوُل ف الديث القدسي )قسمحت‬
‫الصلة بين وبي عبَدي نُصفي‪ ،‬فإذا قال العبَد‪ :‬المحد ل رب العالي ‪ .‬قال ال تعال‪ :‬حدن عبَدي‪،‬‬
‫وإذا قال‪ :‬الرحنم الرحيم‪ .‬قال ال عز وجل‪ :‬أثن علِّيي عبَدي‪ .‬وإذا قال‪ :‬مالك يوُم الدينم‪ .‬قال ال‬
‫تعال‪ :‬مدن عبَدي‪ .‬وإذا قال‪ :‬إياك نُعبَد وإياك نُستعي ‪ ،‬قال ال تعال‪ :‬هذا بين وبي عبَدي‪ ،‬وإذا‬
‫قال‪ :‬اهدنُا الصراط الستقيم ‪ .‬قال ال تعال‪ :‬هذا لعبَدي‪ .‬و لعبَدي ما سأل( ]رواه مسلِّم[‪ .‬فال‬
‫سبَحانُه وتعال ليس بعزل عنم الصلِّي‪ ،‬ولكحنه ييبَه فل بد أن يتجاوب السلِّم الصلِّي مع ال عز وجل‪،‬‬
‫وأن يستحضر قلِّبَه ف كل حركة منم حركات الصلة‪ ،‬وف كل وقت منم أوقاتا‪ ،‬وف كل ركنم منم‬
‫أركانا‪ ،‬فالذينم يصلِّوُن وكل ههم أن يفرغوُا منم الصلة‪ ،‬وأن يتخملِّصوُا منها‪ ،‬وأن يلِّقوُها كأنا عبء‬
‫فوُق ظهوُرهم‪ ،‬فإنا ليست هذه هي الصلة الطلِّوُبة وكثي منم الناس يصلِّوُن ف رمضان العشرينم‬
‫والثلث والعشرينم ركعة ف دقائق معدودات‪ ،‬كل هه أن يطف الصلة خطفدا‪ ،‬وأن ينتهي منها ف‬
‫أسرع وقت مكحنم ‪ ...‬ل يتم ركوُعها ول سجوُدها ول خشوُعها‪ ..‬فهذه كمحا ورد ف الديث‪) :‬تعرج إل‬
‫السمحاء وهي سوُداء مظلِّمحة تقوُل لصاحبَها‪ :‬ضيعك ال كمحا ضيعتن( ‪ .‬والصلة الاشعة الطمحئمنة تعرج‬
‫إل السمحاء بيضاء نُاصعة تقوُل لصاحبَها‪ :‬حفظك ال كمحا حفظتن‪.‬‬
‫ونُصيحت لكحثي منم الئمحة والصلِّي الذينم يصلِّوُن هذا العدد بغي إتقان ول خشوُع ول حضوُر قلِّب ول‬
‫سكحوُن بدن‪ ،‬أن يصلِّوُا ثان ركعات مطمحئمنة خاشعة متقنة خي منم هذه العشرينم‪ ،‬فلِّيست العبة بالكحلم‬

‫‪189‬‬
‫والكحثرة‪ ،‬ولكحنم العبة بالكحيف والنوُع ‪ ...‬العبة ف الصلة نُفسها‪ ..‬هل هي صلة الاشعي ؟ أم هي‬
‫صلة الاطفي ؟‬
‫نُسأل ال عز وجل أن يعلِّنا منم الؤمني الاشعي‬
‫هل تقبل صيام تارك الصلة ؟‬
‫هل يقبَل الصيام منم تارك الصلة ؟ أم أن العبَادات كلِّها مقرونُة بعضها ببَعض بيث ل يقبَل شيء‬
‫منها إذا ترك الخر؟‬
‫ييب فضيلِّة الدكتوُر القرضاوي‪:‬‬
‫السلِّم مطالب أن يؤدي العبَادات كلِّها‪ :‬يقيم الصلة ويؤت الزكاة ويصوُم رمضان ويجه البَيت مت‬
‫استطاع إليه سبَيل‪ .‬فمحنم ترك واحدة منم هذه الفرائض بغي عذر يعتد ال به‪ ،‬فلِّعلِّمحاء السلم فيه آْراء‬
‫شت‪ ،‬فمحنهم منم يذهب إل كفره بتك أي واحدة منها‪ .‬ومنهم منم يكحفر تارك الصلة ومانُع الزكاة‪.‬‬
‫ومنهم منم يكحفر تارك الصلة فحسب‪ ،‬لنزلتها ف دينم ال ولا ورد أن )بي العبَد وبي الكحفر ترك‬
‫الصلة( رواه مسلِّم‪.‬‬
‫ل‪.‬‬
‫ومنم ذهب إل تكحفي تارك الصلة عمحددا‪ ،‬فل يظنم أن يقبَل صوُمه‪ ،‬إذ الكحافر ل تقبَل له عبَادة أص د‬
‫ومنهم منم يبَقي علِّيه إيإانُه وإسلمه ما دام مصدقاد بال ورسوُله وما جاء به غي جاحد ول مرتاب‪.‬‬
‫ويكحتفي هذا الفريق منم العلِّمحاء بوُصفه بالفسوُق عنم أمر ال‪.‬‬
‫ولعل هذا الرأي وال أعلِّم هوُ أعدل القوُال وأقربا‪ .‬وعلِّىَ هذا فإذا قصر لكحسل أو هوُىً ف بعض‬
‫الفرائض غي منكحر ول مستهزئ وأدىً البَعض الخر‪ ،‬كان نُاقص السلم‪ ،‬ضعيف اليإان‪ ،‬ويشىَ‬
‫علِّىَ إيإانُه إذا استمحر علِّىَ التك‪ .‬ولكحنم ال تعال ل يضيع أجر عمحل أحسنه‪ .‬بل له عند ال بقدر‬
‫عمحلِّه‪ :‬له مثوُبة ما أدىً‪ .‬وعلِّيه وزأر ما فرط [وكل صغي وكبَي مستطر] }القمحر‪[ َ{53:‬فمحنم يعمحل‬
‫مثقال ذرة خياد يره ومنم يعمحل مثقال ذرة شراد يره] }الزلزلة‪َ{7،8 :‬‬
‫المسافة التي يجوز للمسافر فيها الفطار‬
‫ما هي السافة الت يوُزأ للِّمحسافر إذا قطعها أن يفطر هل هي حقاد ‪ 81‬كيلِّوُ متاد ؟ وهل يوُزأ له أل‬
‫يفطر إذا ل يوُاجه مشقة ف سفره ؟‬
‫ييب فضيلِّة الدكتوُر يوُسف القرضاوي حفظه ال‪:‬‬
‫ج‪ :‬أما السافر فلِّه أن يفطر بنص القرآْن الكحري‪[ :‬فمحنم كان منكحم مريضاد أو علِّىَ سفر فعدة منم أيام‬
‫أخر] والسافة قد اختلِّف فيها الفقهاء ولكحنم هذه السافة الت يسأل عنها السائل وهوُ أكثر منم ‪80‬‬
‫كيلِّوُ متاد أعتقد أن المحيع يوُافقوُن علِّيها وقد قدرت السافة لقصر الصلة ولباحة الفطر عند أكثر‬
‫الذاهب بنحوُ ‪ 84‬كيلِّوُ متاد وهذه التقديرات تقريبَية ‪ ...‬ول ييء عنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ول‬
‫عنم أصحابه تقدير بالت ول بالكحيلِّوُ مت‪ ،‬فهذه السافة كافية‪ ،‬وإن كان بعض العلِّمحاء ل يشتط مسافة‬

‫‪190‬‬
‫أصل‪ ،‬فإن كل سفر يسمحىَ سفراد لغة وعرفاد ييز فيه قصر الصلة‪ ،‬كمحا ييز فيه للِّمحسافر أن يفطر‪..‬‬
‫هذا ما قرره القرآْن الكحري وما قررته السنة‪ ،‬وهوُ مي ف ذلك‪ ،‬فقد كان أصحاب الرسوُل صلِّىَ ال علِّيه‬
‫وسلِّم يسافرون مع النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قالوُا‪ :‬فمحنا الصائم ومنا الفطر‪ ،‬فلِّم يعب الفطر علِّىَ‬
‫الصائم‪ ،‬ول يعب الصائم علِّىَ الفطر‪ .‬ولكحنم السافر الذي يشق علِّيه الصوُم مشقة شديدة يكحره له أن‬
‫يصوُم‪ ،‬بل ربا حرم علِّيه لقوُل النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ف رجل ظلِّل علِّيه منم شدة مشقة الصوُم‬
‫علِّيه‪ ،‬فسأل عنه فقالوُا‪ :‬صائم‪ .‬فقال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪) :‬ليس منم الب الصيام ف السفر( ]رواه‬
‫البَخماري[ وذلك فيمحنم اشتدت الشقة علِّيه‪ ،‬ومنم ل يشق علِّيه فهوُ باليار كمحا قلِّنا‪ ،‬يصوُم أو يفطر‪،‬‬
‫ولكحنم ما أفضلِّهمحا ؟‬
‫اختلِّف العلِّمحاء‪ ،‬بعضهم فضل الصيام‪ ،‬وبعضهم فضل الفطر‪ ،‬وقال عمحر ابنم عبَد العزيز‪ :‬أيسرها‬
‫أفضلِّهمحا‪ .‬فبَعض الناس يكحوُن أيسر علِّيه أن يصوُم مع الصائمحي‪ ،‬لئمل يقضي بعد ذلك أياماد والناس‬
‫مفطرون‪ ،‬فهذا نُقوُل له‪ :‬صم‪ .‬وبعض الناس يرىً أن الفطر علِّيه أيسر ف رمضان‪ ،‬ليقضي أموُردا‪،‬‬
‫ويقضي حاجات ويتحرك بسهوُلة‪ ،‬ف قضاء ما شرع ال له وما أباح له فهذا نُقوُل له‪ :‬افطر واقض عدة‬
‫منم أيام أخر‪ .‬فأيسرها علِّىَ صاحبَه فهوُ أفضل‪ .‬وروىً أبوُ داود عنم حزة ابنم عامر السلِّمحي قال‪ :‬قلِّت‬
‫يا رسوُل ال إن صاحب ظهر )أي صاحب ركوُبة( أعاله وأسافر علِّيه‪ ،‬وإنُه ربا صادفن هذا الشهر‬
‫وأنُا أجد القوُة‪ ،‬وأنُا شاب‪ ،‬وأجدن أن أصوُم يا رسوُل ال أهوُن علِّلي منم أن أؤخر فيكحوُن ديناد علِّي‪،‬‬
‫أفأصوُم يا رسوُل ال ؟ أعظم لجري ؟ أم أفطر ؟ قال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪) :‬أي ذلك‬
‫شئمت يا حزة(‪ .‬أي اخت ما يتيسر لك‪.‬‬
‫وف رواية النسائي عنه‪ :‬أنُه قال لرسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪ :‬أجد قوُة علِّىَ الصيام ف السفر‪ ،‬فهل‬
‫علِّلي جناح ؟ قال‪) :‬هي رخصة ال لك‪ ،‬فمحنم أخذ با فحسنم‪ ،‬ومنم أحب أن يصوُم فل جناح علِّيه( ‪.‬‬
‫هذا هوُ شرع ال ف السافر‪ .‬وليس منم الضرورة ول منم الشرط ف هذه الرخصة أن تكحوُن الشقة شديدة‬
‫أن تتحقق الشقة‪ ،‬بل السفر نُفسه مبَيح للِّفطر‪ ،‬ل يعلِّق ال الرخصة علِّىَ الشقة‪ ،‬وإنا علِّقها علِّىَ‬
‫السفر‪ .‬فان الشقة لوُ علِّق با الكحم لختلِّف الناس فيها اختلفاد شديددا‪ ،‬فالتزمت يعان أصعب‬
‫الشقات‪ ،‬ومع هذا يقوُل‪ :‬ليست هذه مشقة فيكحلِّف نُفسه ما يرهقها‪ ،‬وما يعنتها‪ ،‬وال ل يريد إعنات‬
‫عبَاده‪ .‬والتخص يعتب أدن جهد مشقة علِّيه‪.‬‬
‫لذا علِّق ال حكحم الفطار ف السفر‪ ،‬علِّىَ السفر نُفسه‪ ،‬فلِّوُ سافر النُسان ف طائرة أو ف قطار أو ف‬
‫سيارة‪ ،‬فلِّه أن يفطر‪ ،‬فإن السألة أن علِّيه الدينم‪ ،‬علِّيه أن يقضي عدة منم أيام أخر‪ ،‬ل يسقط عنه‬
‫الصوُم سقوُطاد أبديدا‪ ،‬إنا هوُ سقوُط مؤجل‪ ،‬سقوُط إل بدل آْخر‪ ،‬إل القضاء‪ ،‬فهوُ مي ف هذه الالة‬
‫ولوُ ل يلِّب السفر له الشقة‪ .‬والذي جرب السفار يعلِّم أن السفر ف نُفسه قطعة منم العذاب‪ ،‬سوُاء‬
‫أسافشر النُسان علِّىَ الدابة أم سافر علِّىَ الطائرة‪ ،‬فمحجرد ابتعاد النُسان عنم مل استقراره‪ ،‬ومرد بعده‬

‫‪191‬‬
‫عنم أهلِّه‪ ،‬يشعر شعوُراد نُفسياد بأنُه غي طبَيعي‪ ،‬وغي مطمحئمنم ف حياته‪ ،‬وغي مستقر‪ .‬لذه العان‬
‫النفسية‪ ،‬فوُق العان البَدنُية شرع ال الفطر‪ ،‬ولغيها منم الكحم ما نُعلِّم وما ل نُعلِّم‪ ،‬وحسبَنا أن نُقف‬
‫عند النص ول نُتفلِّسف ول نُضيع أو ندر أو نُبَطل رخصة رخصها ال لعبَاده[ يريد ال بكحم اليسر ول‬
‫يريد بكحم العسر] وال أعلِّم‬
‫المرأة وصلة التراويح‬
‫هل الفضل للِّمحرأة ف شهر رمضان البَارك أن تصلِّي التاويح ف البَيت أم ف السجد؟‬
‫ييب فضيلِّة الدكتوُر يوُسف القرضاوي حفظه ال‪:‬‬
‫ج‪ :‬صلة التاويح بالنسبَة للِّمحرأة وللِّرجل جيعدا‪ ،‬يوُزأ أن تؤدىً ف البَيت ويوُزأ أن تؤدىً ف السجد‪،‬‬
‫إل أن صلة الرأة ف بيتها بصفة عامة أفضل‪ .‬ولكحنم إذا كانُت الرأة تستفيد ف السجد درساد علِّمحياد أو‬
‫تسمحع موُعظة تنتفع با ف دينها‪ ،‬تكحوُن صلتا ف السجد افضل لا‪ .‬فإن طلِّب العلِّم والتفقه ف الدينم‬
‫فرض علِّيها‪.‬‬
‫والقيقة أن أرىً النساء ف هذه اليام مرومات منم التوُجيهات الدينية النافعة‪ ،‬والدروس العلِّمحية الت‬
‫تفقهها ف دينها‪ ،‬وتعرفها حق ربا وواجب طاعته وعبَادته والستقامة علِّىَ نجه‪ ،‬كمحا تعرفها حق‬
‫زأوجها‪ ،‬وحق أولدها‪ ،‬فل الزوج يعلِّمحها ذلك‪ ،‬ول هي تسعىَ إل دروس العلِّم‪.‬‬
‫فإذا كان رمضان‪ ،‬وأمكحنم أن تستفيد ما يلِّقىَ فيه منم دروس وموُاعظ‪ ،‬فالفضل لا أن تذهب إل‬
‫السجد‪ ،‬وإل فلِّها أن تصلِّي ف البَيت‪ ،‬وإذا رغبَت علِّىَ أي حال أن تصلِّي ف السجد‪ ،‬فلِّيس لزوجها‬
‫أن يإنعها‪ ،‬فالنب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يقوُل‪) :‬ل تنعوُا إماء ال مساجد ال( ]رواه مسلِّم[ بشرط أن‬
‫تلِّتزم الرأة الدب السلمي ف ملبسها وف مشيتها‪ ،‬ول تتبج بزينة‪ ،‬ول تذهب متبَخمتة كأنا تعرض‬
‫نُفسها‪ ..‬ل ينبَغي هذا‪ ،‬وإنا ليكحنم ذهابا خالصاد ل‪ ،‬ل للِّفرجة ول للِّمحبَاهاة‪ ،‬وهذا ما ينبَغي أن ترصا‬
‫علِّيه الرأة السلِّمحة‬
‫قضاء ما فات من رمضان في شعبان‬
‫هل يوُزأ قضاء ما يفطر السلِّم منم رمضان ف شهر شعبَان ؟‬
‫ييب فضيلِّة الدكتوُر يوُسف القرضاوي حفظه ال‪:‬‬
‫ما فات منم رمضان منم أيام علِّىَ السلِّم أو علِّىَ السلِّمحة فعلِّيه أن يقضيه عند الستطاعة حينمحا تتاح له‬
‫الفرصة‪ ،‬طيلِّة أشهر العام‪ ،‬قبَل رمضان التال‪ ،‬ومعن هذا أن أمام السلِّم أحد عشر شهراد يستطيع أن‬
‫يقضي فيها ما فاته منم رمضان‪ ،‬سوُاء كان أفطر لعذر مرض أو سفر أو لعذر حيض أو لغي ذلك منم‬
‫أعذار‪.‬‬
‫هناك نُوُع منم السعة ف الشرع‪ ،‬لقضاء ما فات منم رمضان‪ .‬يستطيع أن يقضي ف شوُال أي بعد‬
‫رمضان مبَاشرة‪ ،‬وما بعد شوُال‪ .‬ول شك أن البَادرة أفضل‪ ،‬مسارعة ف اليات‪ ،‬كمحا قال تعال‪[ :‬‬

‫‪192‬‬
‫فاستبَقوُا اليات] ولن إنُسانُاد ل يضمحنم أجلِّه‪ ،‬ولذا يكحوُن الحوُط لنفسه‪ ،‬والضمحنم لخرته أن يعجل‬
‫بإبراء ذمته بقضاء ما فاته‪.‬‬
‫فإذا أجلِّه لعذر ما‪ ،‬كشدة الر‪ ،‬أو لضعف وعجز ف صحته‪ ،‬أو طرأت علِّيه مشاغل ل يتمحكحنم معها‬
‫منم الصوُم قضاء ما فاته‪ ،‬يستطيع أن يقضي إل رمضان الت‪.‬‬
‫فإذا جاء شعبَان ول يقض ما فاته‪ ،‬فإن علِّيه أن يقضي ف شعبَان‪ ،‬لنُه الفرصة الخية وقد كانُت‬
‫تفعل ذلك أم الؤمني عائشة رضي ال عنها‪ ،‬فقد كانُت كثياد ما يفوُتا بعض أيام منم رمضان‪،‬‬
‫فتقضيها ف شعبَان‪ ..‬وذلك ل حرج فيه‪ ،‬وإن كان هناك اشتبَاه لدىً بعض الناس ف هذا المر‪ ،‬فهذا‬
‫ل أساس له منم الشرع‪ ..‬إذ كل الشهوُر يإكحنم أن تكحوُن مل لقضاء ما فات منم رمضان‪.‬‬
‫ولكحنم هب أن إنُسانُاد كان مريضاد ف شهر رمضان الاضي‪ ،‬وحت الن‪ ،‬وقد وافاه رمضان التال وهوُ‬
‫علِّىَ حاله منم الرض‪ ،‬ل يستطيع قضاء ما فاته إل بشقة شديدة وحرج وإعنات‪ .‬مثل هذا يبَقىَ ما فاته‬
‫منم صيام رمضان شديناد مؤجل علِّيه إل ما بعد رمضان‪ ،‬حي يستعيد صحته ومقدرته علِّىَ الصيام‪ ،‬ول‬
‫حرج علِّيه ف ذلك‪ ،‬فال تعال ختم آْية الصوُم بقوُله‪[ :‬يريد ال بكحم اليسر ول يريد بكحم‬
‫العسر] ]البَقرة‪[185 :‬‬
‫السحور للصائم‬
‫أفيدونُا عنم السحوُر ‪ ..‬هل هوُ شرط ف صحة الصوُم ‪ ،‬أم أنُه ليس كذلك ؟؟‬
‫ييب فضيلِّة الدكتوُر يوُسف القرضاوي حفظه ال‪:‬‬
‫السحوُر ليس شرطاد ف الصيام‪ ،‬وإنا هوُ سنة‪ ،‬عنم النب صلِّي ال علِّيه وسلِّم فعلِّها وأمر با‪ ،‬وقال ‪:‬‬
‫) تسحروا‪ ،‬فإن ف السحوُر بركة ( ]متفق علِّيه منم حديث أنُس[ ‪ .‬فيسنم السحوُر ويسنم تأخيه‪ ،‬لنُه‬
‫ما يقوُي السلِّم علِّىَ الصيام ‪ ،‬ويفف عنه مشقة الصوُم ؛ لنُه يقلِّل مدة الوُع والعطش ‪ ،‬وقد جاء‬
‫هذا الدينم باليسرات ‪ ،‬الت تيسر علِّىَ الناس عبَاداتم ‪ ،‬وترغبَهم فيها ‪ ،‬ومنم ذلك تعجيل الفطوُر‬
‫وتأخي السحوُر ‪ ،‬فيسنم للِّمحسلِّم الصائم أن يقوُم إل السحوُر ويتسحر ولوُ بالقلِّيل ولوُ بتمحرة أو شربة‬
‫ماء‪ ،‬عمحل بسنة رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ‪ ،‬وف السحوُر فائدة أخرىً روحية ‪ ،‬وهي التنبَه‬
‫والستيقاظ قبَل الفجر ‪ ،‬ساعة السحوُر الت يتجلِّىَ ال فيها لعبَاده ‪ ،‬فيجيب منم دعا ‪ ،‬ويغفر ل‬
‫استغفر ‪ ،‬ويتقبَل منم عمحل صالاد ‪ .‬وما أعظم الفرق بي منم يقضي هذا الوُقت ذاكراد تالياد ‪ ،‬منم يإر‬
‫علِّيه راقداد نُائمحا‬
‫إفطار الكبير والحامل والمرضع والمريض‬
‫هل يوُزأ للِّشيخ كبَي السنم أن يفطر ف رمضان وماذا يب علِّيه عند ذلك ؟ وهل يصح للِّمحرأة الامل‬
‫أن تفطر ف رمضان خوُفاد علِّىَ الني أن يإوُت ؟ وماذا يب علِّيها ؟ وهل يوُزأ استعمحال الطيب ف‬
‫شهر رمضان ؟‬

‫‪193‬‬
‫ييب فضيلِّة الدكتوُر يوُسف القرضاوي حفظه ال‪:‬‬
‫أما السؤال الول فأجيب عنه بأنُه يوُزأ لثل هذا الشيخ الكحبَي الذي يهده الصوُم ويشق علِّيه مشقة‬
‫شديدة‪ ،‬ومثلِّه الرأة العجوُزأ طبَعدا‪ ،‬يوُزأ لمحا أن يفطرا ف رمضان‪ ،‬ومثلِّهمحا كل مريض ل يرجىَ شفاؤه‬
‫منم مرضه‪.‬‬
‫الريض مرضاد مزمندا‪ ،‬قرر الطبَاء أنُه مستعص علِّىَ العلج‪ ،‬أو أنُه مزمنم معه‪ ،‬يوُزأ له أن يفطر‪ ،‬وهؤلء‬
‫إذا أفطروا علِّيهم فدية طعام مسكحي عنم كل يوُم‪ ،‬رخصة منم ال وتيسيدا‪ .‬وقال تعال‪[ :‬يريد ال بكحم‬
‫اليسر ول يريد بكحم العسر] }البَقرة‪[ َ{185:‬وما جعل علِّيكحم ف الدينم منم حرج] }الجه‪ َ{78:‬وقال‬
‫ابنم عبَاس رضي ال عنهمحا‪) :‬رخص للِّشيخ الكحبَي أن يفطر‪ ،‬ويطعم عنم كل يوُم مسكحيندا‪ ،‬ول قضاء‬
‫علِّيه( ]رواه الدارقطن والاكم وصححاه[ ‪ ،‬وروىً البَخماري عنه قريبَاد منم هذا‪ :‬أن ف الشيخ الكحبَي‬
‫ونوُه نُزل قوُله تعال‪[ :‬وعلِّىَ الذينم يطيقوُنُه فدية طعام مسكحي فمحنم تطوُع خياد فهوُ خي له] }البَقرة‪:‬‬
‫‪ َ{184‬أي منم زأاد عنم طعام السكحي فهوُ أفضل وأبقىَ له عند ال‪ .‬فالشيخ الكحبَي‪ ،‬والرأة العجوُزأ‪،‬‬
‫والريض الذي ل يرجىَ برؤه منم مرضه‪ ،‬كل هؤلء لم أن يفطروا ويتصدقوُا عنم كل يوُم طعام مسكحي‬
‫‪...‬‬
‫وأما السؤال الثان‪ :‬هل يصح للِّمحرأة الامل أن تفطر ف رمضان إذا خافت علِّىَ جنينها أن يإوُت ؟‬
‫فنعم‪..‬لا أن تفطر‪ ..‬بل إذا تأكد هذا الوُف أو قرره لا طبَيب مسلِّم ثقة ف طبَه ودينه‪ ،‬يب علِّيها‬
‫أن تفطر حت ل يإوُت الطفل‪ ،‬وقد قال تعال‪[ :‬ول تقتلِّوُا أولدكم] }النُعام‪} ،َ{151:‬والسراء‪:‬‬
‫‪ َ{31‬وهذه نُفس متمة‪ ،‬ل يوُزأ لرجل ول لمرأة أن يفرط فيها ويؤدي با إل الوُت‪ .‬وال تعال ل‬
‫يعنت عبَاده أبددا‪ ،‬وقد جاء عنم ابنم عبَاس أيضاد أن الامل والرضع منم جاء فيهم (وعلِّىَ الذينم يطيقوُنُه‬
‫فدية طعام مسكحي(‪.‬‬
‫وإذا كانُت الامل والرضع تافان علِّىَ أنُفسهمحا فأكثر العلِّمحاء علِّىَ أن لمحا الفطر وعلِّيهمحا القضاء‬
‫فحسب‪ ..‬وها ف هذه الالة بنزلة الريض‪ .‬أما إذا خافت الامل أو خافت الرضع علِّىَ الني أو علِّىَ‬
‫الوُلد‪ ،‬نُفس هذه الالة اختلِّف العلِّمحاء بعد أن أجازأوا لا الفطر بالجاع‪ ،‬هل علِّيها القضاء أم علِّيها‬
‫الطعام تطعم عنم كل يوُم مسكحيندا‪ ،‬أم علِّيها القضاء والطعام معدا‪ ،‬اختلِّفوُا ف ذلك‪ ،‬فابنم عمحر وابنم‬
‫عبَاس ييزان لا الطعام وأكثر العلِّمحاء أن علِّيها القضاء‪ ،‬والبَعض جعل علِّيها القضاء والطعام‪ ،‬وقد‬
‫يبَدو ل أن الطعام وحده جائز دون القضاء‪ ،‬بالنسبَة لمرأة يتوُال علِّيها المحل والرضاع‪ ،‬بيث ل‬
‫تد فرصة للِّقضاء‪ ،‬فهي ف سنة حامل‪ ،‬وف سنة مرضع‪ ،‬وف السنة الت بعدها حامل‪ ..‬وهكحذا‪ ..‬يتوُال‬
‫علِّيها المحل والرضاع بيث ل تد الفرصة للِّقضاء‪ ،‬فإذا كلِّفناها قضاء كل اليام الت أفطرتا للِّحمحل‬
‫أو للرضاع معناها أنُه يب علِّيها أن تصوُم عدة سنوُات متصلِّة بعد ذلك‪ ،‬وف هذا عسر‪ ،‬وال ل يريد‬

‫‪194‬‬
‫بعبَاده العسر‪ .‬هذا بالنسبَة للِّسؤال الثان‪ .‬وأما السؤال الثالث عنم استعمحال الطيب ف شهر رمضان فهوُ‬
‫جائز ول يقل أحد برمة استعمحال الطيب ف رمضان ول بأنُه مفسد للِّصوُم‪ ،‬وال أعلِّم‪.‬‬
‫لقد أجريت ل عدة عمحلِّيات‪ ،‬ومنعن الطبَيب منم الصيام‪ ،‬وصمحت بعد العمحلِّيات بسنتي وتعبَت منم‬
‫ذلك الصيام‪ ،‬وأنُا رجل عاقل‪ ،‬فهل يصح ل أن أتصدق بدل الصيام؟ وهل يصح ل أن أعطي نُقوُداد‬
‫لبَعض الضعفاء والتاجي نُظي إفطاري ف نار رمضان؟‬
‫أجع أهل العلِّم علِّىَ إباحة الفطر للِّمحريض‪ ،‬لقوُله تعال‪[ :‬شهر رمضان الذي أنُزل فيه القرآْن هدىً‬
‫للِّناس وبينات منم الدىً والفرقان‪ ،‬فمحنم شهد منكحم الشهر فلِّيصمحه‪ ،‬ومنم كان مريضاد أو علِّىَ سفر‬
‫فعدة منم أيام أخر‪ ،‬يريد ال بكحم اليسر ول يريد بكحم العسر] }البَقرة‪ َ{185:‬فبَالنص والجاع يوُزأ‬
‫الفطر للِّمحريض‪ ،‬ولكحنم ما الرض البَيح للِّفطر‪ ،‬إنُه الرض الذي يزيده الصوُم‪ ،‬أو يؤخر الشفاء علِّىَ‬
‫صاحبَه‪ ،‬أو يعلِّه يتجشم مشقة شديدة‪ ،‬بيث ل يستطيع أن يقوُم بعمحلِّه الذي يتعيش منه ويرتزق منه‪،‬‬
‫فمحثل هذا الرض هوُ الذي يبَيح الفطر‪ ،‬فيل للمام أحد‪ :‬مت يفطر الريض ؟ قال‪ :‬إذا ل يستطع‪ .‬قيل‬
‫له‪ :‬مثل المحىَ ؟ قال‪ :‬وأي مرض أشد منم المحىَ ؟ وذلك‪ ،‬أن المراض تتلِّف‪ ،‬فمحنها مال أثر للِّصوُم‬
‫فيه‪ ،‬كوُجع الضرس وجرح الصبَع والدمل الصغي وما شابها‪ ،‬ومنها ما يكحوُن الصوُم علجاد له‪،‬‬
‫كمحعظم أمراض البَطنم‪ ،‬منم التخممحة‪ ،‬والسهال‪ ،‬وغيها فل يوُزأ الفطر لذه المراض‪ ،‬لن الصوُم ل‬
‫يضر صاحبَها بل ينفعه‪ ،‬ولكحنم البَيح للِّفطر ما ياف منه الضرر‪ .‬والسلِّيم الذي يشىَ الرض بالصيام‪،‬‬
‫يبَاح له الفطر أيضاد كالريض الذي ياف زأيادة الرض بالصيام‪ .‬وذلك كلِّه يعرف بأحد أمرينم‪:‬‬
‫إما بالتجربة الشخمصية‪ .‬وإما بإخبَار طبَيب مسلِّم موُثوُق به‪ ،‬ف فنه وطبَه‪ ،‬وموُثوُق به ف دينه وأمانُته‪،‬‬
‫فإذا أخبه طبَيب مسلِّم بأن الصوُم يضره‪ ،‬فلِّه أن يفطر‪ ،‬وإذا أبيح الفطر للِّمحريض ولكحنه تمحل وصام‬
‫مع هذا فقد فعل مكحروهاد ف الدينم لا فيه منم الضرار بنفسه‪ ،‬وتركه تفيف ربه وقبَوُل رخصته‪ ،‬وإن‬
‫كان الصوُم صحيحاد ف نُفسه‪ ،‬فإن تقق ضرره بالصيام وأصر علِّيه فقد ارتكحب مرمدا‪ ،‬فإن ال غن عنم‬
‫تعذيبَه نُفسه‪ .‬قال تعال‪[ :‬ول تقتلِّوُا أنُفسكحم‪ .‬إن ال كان بكحم رحيمحدا] }النساء‪.َ{29:‬‬
‫بقي شيء منم سؤال السائل وهوُ‪ :‬هل يوُزأ له أن يتصدق بدل اليام الت أفطرها وهوُ مريض ؟ فنقوُل‬
‫له‪ :‬الرض نُوُعان‪ :‬مرض مؤقت يرجىَ الشفاء منه وهذا ل يوُزأ فيه فدية ول صدقة‪ ،‬بل لبد منم قضائه‬
‫كمحا قال تعال‪[ :‬فعدة منم أيام أخر] فإذا أفطر شهراد فعلِّيه شهر وإذا أفطر يوُماد فعلِّيه يوُم‪ ،‬فإذا أفطر‬
‫أياماد فعلِّيه أن يقضي مثلِّها حي يأتيه ال بالصحة وتتاح له فرصة القضاء‪ ..‬هذا هوُ الرض الؤقت‪.‬‬
‫أما الرض الزمنم فحكحم صاحبَه كحكحم الشيخ الكحبَي والرأة العجوُزأ إذا كان الرض ل يرجىَ أن يزول‬
‫عنه‪ .‬ويعرف ذلك بالتجربة أو بإخبَار الطبَاء فعلِّيه الفدية‪ :‬إطعام مسكحي‪ .‬وعند بعض الئمحة كأب‬
‫حنيفة يوُزأ له أن يدفع القيمحة نُقوُداد إل منم يرىً منم الضعفاء والفقراء والتاجي‬
‫حكم أخإذ البر أو الحقن في الصيام‪ ،‬ووضع الدواء في الذن والكتحالا‬

‫‪195‬‬
‫هل يصح للِّمحريض أن يأخذ حقناد ف شهر رمضان أو حقناد شرجية‪ ،‬وهل يصح للِّمحريض وهوُ صائم‬
‫وآْذانُه تؤله أن يضع فيها الدواء‪ ،‬وهل يصح للِّمحرأة أن تكححل عينيها ف شهر رمضان صبَاحاد ؟‬
‫ييب فضيلِّة الدكتوُر يوُسف القرضاوي حفظه ال‪:‬‬
‫نُقوُل لكحل منم يستفسر عنم أخذ القنم أو البر ف شهر رمضان بأن البر أنُوُاع فمحنها ما يؤخذ كدواء‬
‫وعلج‪ ،‬سوُاء كان ف الوُريد أو ف العضل أو تت اللِّد‪ ،‬فهذه ل مال للِّخملف فيها‪ ،‬فهي ل تصل‬
‫إل العدة‪ ،‬ول تغذي‪ ،‬فهي لذلك ل تفطر الصائم ول مال للِّكحلم هنا‪.‬‬
‫إنا هناك نُوُع منم البر يصل بالغذاء مصفىَ إل السم‪ ،‬كإبر اللِّوُكوُزأ فهي تصل بالغذاء إل الدم‬
‫مبَاشرة‪ ،‬فهذه قد اختلِّف فيها علِّمحاء العصر‪ ،‬حيث أن السلِّف ل يعرفوُا هذه النُوُاع منم العلجات‬
‫والدوية‪ ،‬ول يرد عنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ول عنم الصحابة ول عنم التابعي ول عنم العصوُر الول‬
‫شيء ف هذا المر‪ ،‬فهذا أمر مستحدث‪ ،‬ولذا اختلِّف فيه علِّمحاء العصر‪ ،‬فمحنهم منم يرىً هذا النوُع‬
‫مفطراد لنُه يصل بالغذاء إل أقصىَ درجاته حيث يصل إل الدم مبَاشرة‪ ،‬وبعضهم يقوُل‪ :‬إنا ل تفطر‬
‫أيضدا‪ ،‬وإن كانُت تصل إل الدم لن الذي يفطر هوُ الذي يصل إل العدة‪ ،‬والذي يشعر النُسان بعده‬
‫بالشبَع‪ ،‬أو بالري فالفروض ف الصيام هوُ حرمان شهوُة البَطنم وشهوُة الفرج‪ ،‬أي أن يشعر النُسان‬
‫بالوُع وبالعطش‪ ،‬ومنم هنا يرىً هؤلء العلِّمحاء أن هذه البر الغذية أيضاد ل تفطر‪.‬‬
‫ومع أن أميل إل هذا الرأي الخي أرىً أن الحوُط علِّىَ كل حال أن يإتنع السلِّم عنم هذه البر ف‬
‫نار رمضان‪ ،‬فعنده متسع لخذها بعد الغروب‪ .‬وإن كان مريضاد فقد أباح ال له الفطر‪ ،‬فإن هذه‬
‫البر وإن ل تكحنم تغذي بالفعل‪ ،‬تغذية الطعام والشراب وإن ل يشعر النُسان بعدها بزوال الوُع‬
‫والعطش كالكل والشرب البَاشرينم‪ ،‬فهوُ علِّىَ القل يشعر بنوُع منم النُتعاش‪ ،‬بزوال التعب الذي يزاوله‬
‫ويعانُيه الصائم عادة‪ ،‬وقد أراد ال منم الصيام أن يشعر النُسان بالوُع والعطش‪ ،‬ليعرف مقدار نُعمحة‬
‫ال علِّيه‪ ،‬وليحس بالم التألي وبوُع الائعي وبؤس البَائسي‪ ..‬فنخمشىَ إذا فتحنا البَاب لذه البر أن‬
‫يذهب بعض القادرينم الثرياء فيتناول هذه البر بالنهار لتعطيهم نُوُعاد منم القوُة وقدراد منم النُتعاش‬
‫لكحي ل يسوُا كثياد بأل الوُع وبأل الصيام ف نار رمضان‪ ،‬فالول أن يؤجلِّها الصائم إل ما بعد‬
‫الفطار‪.‬‬
‫هذا جوُاب السؤال الول‪.‬‬
‫أما السؤال الثان والثالث أيضدا‪ ..‬وهوُ ما يتصل بوُضع الدواء ف الذن وكذلك تكححيل العيني ف نار‬
‫رمضان‪ ،‬ومثل ذلك القنة الشرجية هذه كلِّها أشياء ربا يصل بعضها إل الوُف ولكحنها ل تصل إل‬
‫الوُف منم منفذ طبَيعي وليس منم شأنا أن تغذي ول أن يشعر النُسان بعدها بانُتعاش أو نوُ ذلك‪،‬‬
‫و قد اختلِّف العلِّمحاء قديإاد وحديثاد ف شأنا ما بي متشدد وما بي متخص‪ .‬فمحنم العلِّمحاء منم حكحم‬
‫بأن هذه الشياء مفطرة‪ .‬ومنم العلِّمحاء منم قال بأن هذه الشياء ليست منفذاد طبَيعياد إل الوُف فهي‬

‫‪196‬‬
‫لذلك ل تفطر‪ ،‬والقيقة أن أختار بأن هذه الشياء ي أعن استعمحال الكححل ومثلِّه القطرة ف العي‬
‫ومثل ذلك التقطي ف الذن وكذلك وضع الراهم ونوُها ف الدبر لنم عنده مرض البَوُاسي وما شابه‬
‫ذلك ‪ ...‬والقنة الشرجية أيضدا‪ ..‬وهي الت يستعمحلِّها منم يشكحوُ المساك ي كل هذه الموُر أرىً أنا ل‬
‫تفطر‪ ،‬وهذا الذي أفت به هوُ ما اختاره ورجحه شيخ السلم ابنم تيمحية ف فتاويه فقد ذكر تنازأع‬
‫العلِّمحاء ف هذه الشياء ث قال‪ :‬والظهر أنُه ل يفطر بشيء منم ذلك فإن الصيام منم دينم السلم‬
‫الذي يتاج إل معرفته الاصا والعام‪ ،‬فلِّوُ كانُت هذه الموُر ما حرمه ال ورسوُله ف الصيام‪ ،‬ويفسد‬
‫الصوُم با لكحان هذا ما يب علِّىَ الرسوُل بيانُه‪ ،‬ولوُ ذكر ذلك لعلِّمحه الصحابة وبلِّغوُه المة‪ ،‬كمحا بلِّغوُا‬
‫سائر شرعه‪ ،‬فلِّمحا ل ينقل أحد منم أهل العلِّم ف ذلك ل حديثاد صحيحاد ول ضعيفاد ول مسنداد ول‬
‫ل‪ ،‬علِّم أنُه ل يذكر شيئماد منم ذلك‪ ،‬قال‪ :‬والديث الذي يروىً ف الكححل ضعيف‪ ،‬وقال ييح بنم‬ ‫مرس د‬
‫معي‪ :‬هذا حديث منكحر‪.‬‬
‫هذه هي فتوُىً شيخ السلم ابنم تيمحية وهوُ مبَنية علِّىَ أصلِّي‪:‬‬
‫الصل الول‪ :‬أن الحكحام الت تعم با البَلِّوُىً ويتاج إل معرفتها جهوُر الناس يب علِّىَ الرسوُل صلِّىَ‬
‫ال علِّيه وسلِّم بيانا للمة‪ ،‬فإنُه البَي للِّناس ما نُزل إليهم‪ ،‬قال تعال‪[ :‬وأنُزلنا إليك الذكر لتبَي للِّناس‬
‫ما نُزل إليهم] }النحل‪ َ{44 :‬كمحا يب علِّىَ المة أن تفعل هذا البَيان منم بعده‪ .‬هذا أصل‪.‬‬
‫والصل الثان‪ :‬أن الكتحال والتقطي ف الذن ونوُها ما ل يزل الناس يستعمحلِّوُنُه منم أقدم العصوُر‬
‫فهوُ ما تعم به البَلِّوُىً‪ ،‬شأنُه شأن الغتسال والدهان والبَخموُر والطيب ونوُها‪ ،‬فلِّوُ كان هذا ما يفطر‬
‫لبَينه النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪ ،‬كمحا بي الفطار بغيه‪ ،‬فلِّمحا ل يبَي ذلك علِّم أنُه منم جنس الطيب‬
‫والبَخموُر والدهنم‪ ..‬أي زأيت الشعر ونوُها‪ ..‬قال ابنم تيمحية‪ :‬والبَخموُر قد يتصاعد إل النُف ويدخل إل‬
‫الدماغ‪ ،‬وينعقد أجسامدا‪ ،‬والدهنم يشربه البَدن‪ ،‬ويدخل إل داخلِّه ويتقوُىً به‪ ،‬وكذلك يتقوُىً بالطيب‬
‫قوُة جيدة‪ ،‬فلِّمحا ل ينه الصائم عنم ذلك‪ ،‬دل علِّىَ جوُازأ تطيبَه وتبَخمره ودهنه وكذلك اكتحاله‪ .‬ومنم‬
‫جلِّة ما قال ابنم تيمحية ف هذه الفتوُىً‪ :‬أن الكححل ل يغذي البَتة‪ ،‬ول يدخل أحد كحل إل جوُفه‪ ،‬ل‬
‫منم أنُفه ول منم فمحه‪ ،‬وكذلك القنة )يعن الشرجية( ل تغذي بل تستفرغ ما ف البَدن‪ ،‬كمحا لوُ شم‬
‫شيئماد منم السهلت‪ ،‬أو فزع فزعاد أوجب استطلق بطنه‪ ،‬وهي ل تصل إل العدة‪ ..‬وهذا كلم جيد‬
‫وفهم عمحيق لفقه السلم‪ ،‬وهوُ الذي نتاره ونُفت به‬
‫تأثير المعاصي على الصيام‬
‫ما حكحم صائم رمضان إذا اغتاب أو كذب أو نُظر إل أجنبَية بشهوُة‪ .‬أيصح صيامه أم يبَطل ؟‪.‬‬
‫ييب فضيلِّة الدكتوُر يوُسف القرضاوي حفظه ال‪:‬‬
‫الصوُم النافع القبَوُل هوُ الذي يهذب النفس‪ ،‬ويقوُي إرادة الي‪ ،‬ويثمحر التقوُىً الذكوُرة ف قوُله تعال‪[ :‬‬
‫يا أيها الذينم آْمنوُا كتب علِّيكحم الصيام كمحا كتب علِّىَ الذينم منم قبَلِّكحم لعلِّكحم تتقوُن] }البَقرة‪:‬‬

‫‪197‬‬
‫‪ .َ{183‬والوُاجب علِّىَ الصائم أن يكحف عنم كل قوُل أو فعل يتناف وصوُمه حت ل يكحوُن حظه منم‬
‫صيامه الوُع والعطش والرمان‪ .‬وف الديث‪) :‬الصيام جنة فإذا كان يوُم صوُم أحدكم فل يرفث ول‬
‫يهل‪ ،‬وإذا سابه أو قاتلِّه أحد فلِّيقل‪ :‬إن صائم( رواه الشيخمان‪ .‬وقال علِّيه السلم‪) :‬رب صائم ليس‬
‫له منم صيامه إل الوُع‪ ،‬ورب قائم ليس له منم قيامه إل السهر )]رواه النسائي وابنم ماجة والاكم‪،‬‬
‫وقال‪ :‬صحيح علِّىَ شرط البَخماري[‪ .‬وقال صلِّوُات ال علِّيه‪) :‬منم ل يدع قوُل الزور والعمحل به‪ ،‬فلِّيس‬
‫ل حاجة ف أن يدع طعامه وشرابه ‪]) .‬رواه البَخماري وأحد وأصحاب السننم[ ‪ ..‬قال ابنم العرب‪:‬‬
‫مقتضىَ هذا الديث أل يثاب علِّىَ صيامه‪ ،‬ومعناه أن ثوُاب الصيام ل يقوُم ف الوُازأنُة بإث الزور وما‬
‫ذكر معه‪.‬‬
‫ورأىً ابنم حزم‪ :‬أن هذه الشياء تبَطل الصوُم كمحا يبَطلِّه الطعام والشراب‪ ،‬وروىً عنم بعض الصحابة‬
‫والتابعي ما يفهم منه هذا‪.‬‬
‫وننم وإن ل نُقبَل برأي ابنم حزم نُرىً أن هذه العاصي تضيع ثرة الصيام وتفسد القصوُد منم شرعيته‪،‬‬
‫ومنم أجل ذلك كان سلِّف المة الصالوُن يهتمحوُن بالصوُم عنم اللِّغوُ والرام كمحا يهتمحوُن بالصوُم عنم‬
‫الشراب والطعام‪ ..‬قال عمحر رضي ال عنه‪) :‬ليس الصيام منم الشراب والطعام وحده‪ ،‬ولكحنه منم‬
‫الكحذب والبَاطل واللِّغوُ(‪ .‬وروىً عنم علِّي مثلِّه‪ .‬وعنم جابر قال‪) :‬إذا صمحت فلِّيصم سعك وبصرك‬
‫ولسانُك عنم الكحذب والآث‪ ،‬ودع أذىً الادم‪ ،‬وليكحنم علِّيك وقار وسكحينة يوُم صيامك‪ ،‬ول تعل يوُم‬
‫فطرك ويوُم صيامك سوُاء(‪.‬‬
‫وقال أبوُ ذر لطلِّيق بنم قيس‪) :‬إذا صمحت فتحفظ ما استطعت( ‪ ،‬فكحان طلِّيق إذا كان يوُم صيامه‬
‫دخل فلِّم يرج إل إل صلة‪ .‬وكان أبوُ هريرة وأصحابه إذا صاموُا جلِّسوُا ف السجد وقالوُا‪ :‬نُطهر‬
‫صيامنا‪ ..‬وعنم ميمحوُن بنم مهران‪) :‬أهوُن الصيام الصيام عنم الطعام والشراب( ‪ ..‬وأياد ما كان المر‬
‫فلِّلِّصوُم أثره وثوُابه‪ ،‬وللِّغيبَة والكحذب ونوُه عقابا وجزاؤها عند ال [وكل شيء عنده بقدار] }الرعد‪:‬‬
‫‪ .َ{8‬وكل عمحل بساب وميزان‪[ .‬ل يضل رب ول ينسىَ] }طه‪ .َ{52 :‬وتأمل هذا الديث النبَوُي‬
‫عنم دقة الساب اللي ف الخرة تد فيه الوُاب الكحاف عنم هذا السؤال والسؤالي قبَلِّه‪ :‬روىً المام‬
‫أحد والتمذي عنم عائشة رضي ال عنها أن رجل منم أصحاب رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم جلِّس‬
‫بي يديه فقال‪ :‬يا رسوُل ال إن ل ملِّوُكي يكحذبوُنُن ويعصوُنُن‪ ،‬وأضربم وأشتمحهم‪ ،‬فكحيف أنُا منهم؟‪.‬‬
‫)يعن يوُم القيامة( فقال له رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪) :‬يسب ما خانُوُك وعصوُك وكذبوُك‪،‬‬
‫وعقابك إياهم‪ ،‬فإن كان عقابك إياهم دون ذنُوُبم كان فضل لك‪ ،‬وإن كان عقابك إياهم بقدر‬
‫ذنُوُبم كان كفافا ل لك ول علِّيك‪ ،‬وإن كان عقابك فوُق ذنُوُبم اقتص لم منك الفضل الذي بقىَ‬
‫قبَلِّك(‪ .‬فجعل الرجل يبَكحي بي يدي رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ويهتف‪ .‬فقال رسوُل ال صلِّىَ ال‬
‫علِّيه وسلِّم‪ :‬ماله ل يقرأ كتاب ال ؟ [ونُضع الوُازأينم القسط ليوُم القيامة فل تظلِّم نُفس شيئمدا‪ ،‬وإن‬

‫‪198‬‬
‫كان مثقال حبَة منم خردل أتينا با وكفىَ بنا حاسبَي] }النُبَياء‪ .َ{47 :‬فقال الرجل يا رسوُل ال‪ :‬ما‬
‫أجد شيئماد خياد منم فراق هؤلء يعن عبَيده إن أشهدك أنم أحرار كلِّهم‬
‫السحور عند أذان الفجر‬
‫إذا تأخر النُسان ف السحوُر مبدا‪ ،‬كأن يغلِّبَه النوُم‪ ،‬وسع أذان الفجر وكان ما يزال يأكل طعام‬
‫سحوُره‪ ،‬فهل يتك الطعام فوُر ساعه الذان ؟ أم منم الائز الستمحرار ف الكل حت انُتهاء الذان‪.‬‬
‫ييب فضيلِّة الدكتوُر يوُسف القرضاوي حفظه ال‪:‬‬
‫إذا تأكد أن آْذان الفجر ف موُعده الضبَوُط‪ ،‬حسب التقوُي اللِّي للِّبَلِّد الذي يصوُم فيه‪ ،‬وجب علِّيه‬
‫أن يتك الكل والشرب فوُر ساعه الذان‪ ،‬بل لوُ كان ف فمحه طعام وجب علِّيه أن يلِّفظه حت يصح‬
‫صوُمه‪ .‬أما إذا كان يعرف أن الذان قبَل موُعده بدقائق‪ ،‬أو علِّىَ القل يشك ف ذلك فمحنم حقه أن‬
‫يأكل أو يشرب حت يستيقنم منم طلِّوُع الفجر‪ .‬وهذا ميسوُر الن بوُاسطة التقوُي )المساكيات(‬
‫والساعات الدقيقة الت ل يلِّوُ منها بيت‪.‬‬
‫قال رجل لبنم عبَاس رضي ال عنهمحا‪ :‬إن أتسحر‪ ،‬فإذا شكحكحت أمسكحت‪ .‬قال ابنم عبَاس‪ :‬كل‪ ،‬ما‬
‫شكحكحت حت ل تشك‪ .‬وقال المام أحد‪ :‬إذا شك ف الفجر يأكل حت يستيقنم طلِّوُعه‪.‬‬
‫وقال النوُوي‪ :‬وقد اتفق أصحاب الشافعي علِّىَ جوُازأ الكل للِّشاك ف طلِّوُع الفجر‪ :‬والدليل علِّىَ ذلك‬
‫أن ال تعال أباح الكل والشرب ف ليلِّة الصيام إل غاية هي تبَي الفجر‪ ،‬والشاك ل يتبَي له الفجر‪،‬‬
‫قال تعال‪[ :‬فالن باشروهنم وابتغوُا ما كتب ال لكحم وكلِّوُا واشربوُا حت يتبَي لكحم اليط البيض منم‬
‫السوُد منم الفجر] }البَقرة‪.َ{187 :‬‬
‫ومنم هنا نُتبَي أن المساك مدة منم الزمنم قبَل الفجر بصفة دائمحة ل يرد به كتاب ول سنة وهوُ لوُن منم‬
‫الغلِّوُ ف الدينم‪ ،‬ويناف ما جاء ف السنة منم استحبَاب تأخي السحوُر‪ .‬وال أعلِّم‬
‫زكاة الفطر لمن صام في بلد وعميد في آخإر‬
‫بالنسبَة لزكاة الفطر‪ ،‬إذا صام صائم ثلِّثي الشهر ف بلِّد ما‪ ،‬وكان ينوُي صيام بقية الشهر ف بلِّد آْخر‬
‫ويشهد العيد هناك‪ .‬ففي أي البَلِّدينم يب أن يرج الزكاة ؟‬
‫ييب فضيلِّة الدكتوُر يوُسف القرضاوي حفظه ال‪ :‬يرج السلِّم زأكاة فطره ف البَلِّد الذي يدركه فيه أول‬
‫ليلِّة منم شوُال " ليلِّة العيد " لن هذه الزكاة ليس سبَبَها الصيام وإنا سبَبَها الفطر ولذا أضيفت إليه‬
‫وسيت زأكاة الفطر ولذا لوُ مات إنُسان قبَل مغرب اليوُم الخي منم رمضان ل تكحنم زأكاة الفطر واجبَة‬
‫علِّيه‪ ،‬وإن صام سائر أيام رمضان‪ .‬ولوُ ولد موُلوُد بعد مغرب آْخر يوُم منم رمضان أي ف اللِّيلِّة الول‬
‫لدخوُل شهر شوُال كان منم الوُاجب إخراج زأكاة الفطر عنه بالجاع فهي زأكاة مرتبَطة بالعيد وبتعمحيم الفرحة‬
‫به بيث تشمحل الفقراء والساكي‪ ،‬ولذا جاء ف الديث )أغنوُهم ف هذا اليوُم(‬
‫‪‬‬

‫‪199‬‬
‫حوارات رمضانية‬
‫* ‪ ...‬علِّمحنة رمضان‬
‫* ‪ ...‬سلِّوُكياتنا ف رمضان ‪ ...‬إيابيات وسلِّبَيات‬
‫* ‪ ...‬الصيام ‪ ...‬والسمحوُ اليإان‬
‫* ‪ ...‬توُحيد الطالع‪ ..‬بي النظرية والضرورة‬
‫علمنة رمضان‬
‫ف الدينم هناك عبَادات ومعاملت وأخلق‪ ،‬والعلِّمحنة لا هوُ دين ليست هي فصل الدينم عنم الدولة أو‬
‫فصلِّه عنم الياة اليوُمية وحسب‪ ،‬بل قد تأخذ العلِّمحنة شكحل إدخال البَعد الادي الدنُيوُي ف الخلق‬
‫والعبَادات‪ ،‬وتوُيل العبَادات نُفسها عنم مقاصدها وغاياتا الت تدم الرؤية السلمية لتنقلِّب ف النهاية‬
‫لدمة نُظم الياة غي السلمية‪ ،‬فتكحوُن مارسة الفرائض الدينية ف ظاهرها مستمحرة وتامة‪ ،‬لكحنم ف‬
‫القيقة تضع لعلِّمحنة متدرجة ما تلِّبَث أن تصبَح قوُية وفاصلِّة‪.‬‬
‫وينطبَق هذا علِّىَ رمضان؛ إذ أنُه الشهر الذي فرض علِّينا ال فيه الصيام‪ ،‬وسنم لنا الرسوُل صلِّىَ ال‬
‫علِّيه وسلِّم فيه القيام‪ ،‬وغايته الكحبىً هي ربط السلِّم ف علقة إيإانُية بربه بالعبَادة والذكر وبإخوُانُه ف‬
‫التمحع بالتكحافل والب‪ ،‬لكحنم قد توُل إل مناسبَة إعلمية إعلنُية يصرف فيها التلِّفازأ والقنوُات الفضائية‬
‫الناس عنم العبَادة‪ ،‬ويزيد فيها استهلكنا منم الطعام نُوُعاد وكيمحا‪ ،‬ويتحوُل فيها السوُق السلمي لسوُق‬
‫مروجة للِّبَضائع الجنبَية الت تاول تسوُيق إنُتاجها بتوُفي سلِّع "رمضانُية"‪ ،‬بدءاد منم فوُانُيس رمضان‬
‫الصينية الزودة بوُسيقىَ "ماكارينا"‪ ،‬مروراد بالعروض الاصة للِّسحوُر ف فروع الطاعم المريكحية للِّوُجبَات‬
‫السريعة‪ ،‬وانُتهاءد بلبس العيد الخمفضة ف بيوُت الزأياء العالية الخمتلِّفة ‪ ..‬حت العادات الرمضانُية‬
‫الشعبَية كالسهر والسمحر ف الماكنم الشعبَية قد توُلت ف بلِّدان كثية إل سهرات فندقية تدخنم فيها‬
‫النرجيلِّة )الشيشة(‪ ،‬ويتلِّط فيها الرجال بالنساء‪ ،‬وتنتهي مع السحوُر علِّىَ أنُغام الوُسيقىَ الغربية‪.‬‬
‫وللِّتأمل ف علِّمحنة رمضان وكيف توُل تدريديا إل هذه "العلِّمحنة" بكحل أبعادها نُطرح الاور التالية‬
‫للِّنقاش‪:‬‬
‫‪ #‬إل أي مدىً تت علِّمحنة الشعائر لكحل منم جوُانُب العبَادات والعاملت والخلق ف متمحعاتنا ؟‬
‫‪ #‬هل تتفاوت درجة العلِّمحنة بي الدول السلمية ؟‬
‫‪ #‬ما أثر العلِّمحنة علِّىَ رمضان باتاه خدمة النظام العالي ف مالت العاملت والخلق؟‬
‫‪ #‬ما هي مظاهر علِّمحنة رمضان؟ وما الذي يإكحنم تلفيه منها هذا العام وبشكحل بسيط ومتاح للِّمحسلِّم‬
‫العادي؟‬
‫يييييييييي‬
‫سلوكياتنا في رمضان ‪...‬‬

‫‪200‬‬
‫إيابيات وسلِّبَيات‬
‫رمضان ‪ ...‬هذا الشهر العظيم الذي اختصه ال سبَحانُه وتعال بالصيام‪ ،‬وأكرمنا فيه سبَحانُه بفضلِّه‬
‫وكرمه‪ ،‬فجعلِّنا بي ثلث مراحل؛ الرحة والغفرة والعتق منم النار‪ ،‬وضاعف لنا فيه الجر والثوُاب ف كل‬
‫العمحال‪ ،‬فحلثنا ذلك كلِّه علِّىَ العبَادة والطاعة‪ ،‬فأقبَل السلِّمحوُن علِّىَ الطاعات‪ ،‬وامتلت الساجد‬
‫بصفوُف الصلِّي‪ ،‬وحفلِّت القارئ بقارئي القرآْن‪ ،‬وأصبَح البَذل والوُد والتوُاصل والتاحم سة ظاهرة ف‬
‫التمحع‪ ،‬وغدا رمضان وسيلِّة لتهذيب النفس وتربيتها علِّىَ الوُع والعطش ف سبَيل ال‪ ،‬وعلِّىَ اتاذ‬
‫الزهد منهجه حياة‪ ،‬وحت علِّىَ مستوُىً وسائل العلم أخذت مساحة العمحال الدينية تزداد ف هذا‬
‫الشهر عنم غيه منم الشهوُر‪.‬‬
‫ضا‪ ،‬ول تسل عنم هذا‬ ‫وف ظل هذه الظاهر اليابية‪ ،‬غزت السلِّمحي مظاهر سلِّبَية اختصت برمضان أي د‬
‫التناقض وكيف حدث‪ ،‬فإن الوُاقع يشهد به ويؤكده وكم ف حال السلِّمحي اليوُم منم تناقض!ا!ا فإل‬
‫جانُب امتلء الساجد بالعرلمحار جلِّس كثي منم السلِّمحي ف القاهي واليام الرمضانُية والديوُانُيات‪،‬‬
‫وأصبَح هذا هوُ مكحانم الدائم ومأواهم الوُحيد كل ليلِّة‪ ،‬وكمحا كان رمضان وسيلِّة للِّزهد والتقشف‪،‬‬
‫صار علمة للِّتبَذير والسراف‪ ،‬وأخذت الوُائد تزدان بأكوُلت خاصة برمضان‪ ،‬وكأنُه أصبَح احتفالية‬
‫"طعامية" مادية ل احتفالية روحية‪.‬‬
‫وبحاذاة الساحة الزائدة للِّبامجه الدينية ف قنوُات التلِّفازأ‪ ،‬غدا التلِّفازأ طريقة منم طرق الفساد واللاء‬
‫عنم العبَادة سوُاء بزيادة عدد ساعات الرسال حت طلِّوُع الفجر‪ ،‬أو بنوُعية البامجه القدمة‪ ،‬وحت‬
‫السلِّسلت الدينية أو الت يفتض أن تكحوُن دينية غدا مدار الديث فيها عنم الب والعشق‪ ،‬وأما‬
‫العادات الطيبَة الت أرساها لنا رمضان منم صلِّة الرحم والتعاون وحب الي‪ ،‬قلِّبَناها إل مال للِّحديث‬
‫فيمحا هوُ غي نُافع‪ ،‬أو ضار كالغيبَة والنمحيمحة‪ ،‬وتفلشت بي السلِّمحي ظاهرة ف غاية السوُء وهي الكحسل‬
‫وكثرة النوُم وقلِّة العمحل‪،‬وكأنُه شهر الكحسال والاملِّي ل شهر اللد والنشاط !ا!ا‬
‫وبي الياب والسلِّب يعيش السلِّم اليوُم‪.‬‬
‫ماور الوُضوُع‪:‬‬
‫العبَادات ف رمضان بي اللتزام با حدده الشارع ومغالة البَعض‪.‬‬
‫العلم بي الدور النشوُد والوُاقع الشهوُد‪.‬‬
‫العادات والتقاليد‪ :‬الانُب الياب منها وكيف نُستثمحره؟ والانُب السلِّب أسبَابه وطرق علجه‪.‬‬
‫يييييييييي‬
‫الصيام ‪ ...‬والسمو اليماني‬
‫إن التأمل ف رمضان‪ ،‬وحكحمحته ‪ ...‬يقف منبَهدرا بذا التوُجيه الربان الركز نوُ الطاعة والقرب منم ال‬
‫تعال‪ ،‬والث علِّىَ فعل اليات‪ ،‬وتضاعف الجر‪ ..‬وكل ذلك ف مدة مددة مدودة مع كل ما ف‬

‫‪201‬‬
‫هذه الدة منم أعمحال‪ ،‬ليكحوُن السلِّم مشغوُلد طوُل ليلِّه وناره بالقرب منم ربه سبَحانُه وتعال‪ ،‬فهوُ بي‬
‫الصيام‪ ،‬وقراءة القرآْن ‪،‬والقيام‪ ،‬وبي صلِّة الرحم‪ ،‬والبَذل والوُد‪ ،‬ومعاونُة أخيه السلِّم‪.‬‬
‫ولعل منم أجل وأروع ما يربينا علِّيه رمضان‪ ،‬قضية كسر العادة‪ ،‬ليحررنُا منم أسر أي عادة مهمحا‬
‫كانُت‪ ،‬فيفك إسار عبَوُديتنا للِّمحألوُف‪ ،‬فكحمحا تعوُدنُا أن نُأكل ونُشرب كل يوُم‪ ،‬أصبَحنا مأموُرينم‬
‫بالصوُم حت غروب الشمحس‪ ،‬وكمحا ألفنا الرصا علِّىَ الال‪ ،‬غدونُا مطالبَي بالبَذل والتصدق ودفع زأكاة‬
‫الفطر‪ ،‬وكمحا كان ليلِّنا للِّخملِّوُد والنوُم‪ ،‬لزمنا القيام فيها ل تعال بالصلة‪.‬‬
‫وكل هذا التكيز ف الطاعات هدفه تقيق العبَوُدية ل أولد كمحا أمر‪ ،‬ث الرتقاء والسمحوُ اليإان بالسلِّم‬
‫ليكحوُن لديه منم زأاد التقوُىً والعبَادة والوُرع‪ ،‬ما يعينه ف حياته وسط ضغوُط الياة‪ ،‬وأموُاجها التلطمحة‬
‫اليطة به‪.‬‬
‫ماور الوُضوُع‪:‬‬
‫كيف يؤسس النُسان حياته علِّىَ العبَوُدية الكحاملِّة ل سبَحانُه‪.‬‬
‫رمضان ودوره ف تقيق مطلِّق العبَوُدية ل سبَحانُه‪.‬‬
‫تقلِّب النفس البَشرية‪ ،‬وكيف عالها سبَحانُه منم خلل رمضان‪.‬‬
‫السمحوُ اليإان ف رمضان‪ :‬تارب شخمصية‪ ،‬ومشاهدات عينية‪.‬‬
‫يييييييييي‬
‫توحيد المطالع‪ ..‬بين النظرية والضرورة‬
‫كانُت وما زأالت قضية توُحيد الطالع هي الشغل الشاغل للِّمحسلِّمحي مرتي ف العام؛ الول عند‬
‫استطلع هلل رمضان إيذادنُا ببَدء الصيام‪ ،‬والثانُية عند استطلع شهر شوُال إعلدنُا بانُتهاء الصيام‪.‬‬
‫وأصبَح منم العتاد أن يصوُم السلِّمحوُن ف بلِّد ما أو يتفلِّوُن بالعيد بينمحا يفطر إخوُانم ف بلِّد ماور أو‬
‫يفرحوُن بالعيد بعد البَلِّد الول بيوُم أو يوُمي‪ ،‬وربا ثلثة‪ .‬ووصل المر ف بعض الحيان لضوُع‬
‫موُاقيت الصيام أو الفطار لهوُاء سياسية؛ فإذا اختلِّفت دولة عربية ما مع دولة أخرىً تأخذ بالساب‬
‫الفلِّكحي ف الوُاقيت‪ ،‬أما إذا تسنت العلقات بينهمحا فيتم الخذ بالرؤية الشرعية وهىَ الرؤية بالعي‬
‫الردة والخذ بالبَدأ الشرعي الذي يقوُل‪ :‬إنُه إذا ظهر اللل ف دولة ما فعلِّىَ جيع الدول الت تشاركها‬
‫ف جزء منم اللِّيل أن تلِّتزم بنفس التوُقيت!ا‬
‫وبي هذينم المرينم "الرؤية بالعي الردة والساب الفلِّكحي "يعيش السلِّمحوُن أفراددا وحكحوُمات بي مؤيد‬
‫ومعارض‪ ،‬وكلق يدل بدلوُه بقدر ما أوت منم العلِّم والعرفة‪ ،‬وبجم ما لديه منم سلِّطة‪.‬‬
‫ماور الوُضوُع‪:‬‬
‫‪ ... ... 1‬مدىً إمكحانُية تقيق توُحيد الطالع اليوُم ف ظل التقدم العلِّمحي‪ ،‬وهل هوُ ضرورة؟‬
‫‪ ... ... 2‬توُحيد الطالع بي فقهائنا الولي وعلِّمحائنا العاصرينم‪.‬‬

‫‪202‬‬
‫‪ ... ... 3‬هل لختلف الطالع أثر ف اختلف السلِّمحي؟‬
‫‪ ... ... 4‬هل للِّسياسة دور ف الختلف حوُل استطلع اللل؟‬
‫يييييييييي‬
‫تجميد مشروع لنتاج قمر صناعي إسلمي يوححد الشهور العربية‬
‫مفت مصر صاحب الفكحرة‪ :‬توُحيد الشهوُر العربية يوُحد موُاسنا الدينية الكحبىً ويؤلف بي مشاعر‬
‫السلِّمحي‪.‬‬
‫شركة أمريكحية تلمحست للِّمحشروع وواشنطنم استثنت القمحر منم كل القيوُد السياسية وبقيت عقبَة التمحوُيل!ا‬
‫ممحد جال عرفة‬
‫أصبَح منم العتاد أن يصوُم السلِّمحوُن ف بلِّد ما أو يتفلِّوُن بالعيد بينمحا يفطر إخوُانم ف بلِّد ماور أو‬
‫يفرحوُن بالعيد بعد البَلِّد الول بيوُم أو يوُمي وربا ثلثة‪ .‬ووصل المر ف بعض الحيان لضوُع‬
‫موُاقيت الصيام أو الفطار لهوُاء سياسية‪ ،‬فإذا اختلِّفت دولة عربية ما مع السعوُدية مثلد تأخذ‬
‫بالساب الفلِّكحي ف الوُاقيت‪ ،‬أما إذا تسنت العلقات فيتم الخذ بالرؤية الشرعية وهىَ الرؤية بالعي‬
‫الردة والخذ بالبَدأ الشرعي الذي يقوُل‪ :‬إنُه إذا ظهر اللل ف دولة ما فعلِّىَ جيع الدول الت تشاركها‬
‫ف جزء منم اللِّيل أن تلِّتزم بنفس التوُقيت!ا‬
‫وللِّتوُفيق بي أصحاب الرؤية الشرعية "بالعي الردة" لثبَات رؤية أهللِّة الشهوُر العربية وتديد الناسبَات‬
‫وأصحاب نُظرية الساب الفلِّكحي‪ :‬قام مفت مصر الشيخ نُصر فريد واصل عام ‪ 1998‬باقتاح مشروع‬
‫لبَناء قمحر صناعي إسلمي يهدف إل التغلِّب علِّىَ مشاكل رصد اللل منم فوُق سطح الرض‪ ،‬بسبَب‬
‫التلِّوُث ف الوُ أو السحب وغيها‪ ،‬ويقق توُحيد الوُاقف بي أنُصار الرؤية الشرعية وأنُصار الساب‬
‫الفلِّكحي‪ ،‬ضلمحنه كافة التفاصيل الدقيقة الاصة بتكحاليف النُتاج‪ ،‬وارتفاع القمحر عنم سطح الرض‪،‬‬
‫وقدرته علِّىَ رصد مطلِّع اللل بدقة‪ ،‬وبالتال توُحيد مطالع الشهوُر العربية تهيددا لتوُحيد موُاقف العرب‬
‫والسلِّمحي‪ ،‬علِّىَ اعتبَار أن توُحيد الطالع دليل علِّىَ وحدة السلِّمحي‪ ،‬والعكحس صحيح‪.‬‬
‫ل‪ :‬إن الدف الساسي منم مشروع القمحر الصناعي‬ ‫ويشرح الدكتوُر نُصر واصل الدف منم الشروع قائ د‬
‫السلمي هوُ التغلِّب علِّىَ مشاكل الرصد منم فوُق سطح الرض الت تؤدىً لعدم رؤية اللل بي دولة‬
‫وأخرىً بنقلِّها خارج الطبَقات الكحثيفة اللِّوُثة منم الوُ باستخمدام منظار ممحوُل علِّىَ قمحر صناعي يقوُم‬
‫برصد اللل حال طيانُه ف ساء دول عالنا السلمي وإرسالا إل مطات أرضية تنشأ ف متلِّف‬
‫الدول السلمية لتىً الصوُرة الأخوُذة منم فوُق كل دولة منم خلل شاشة تلِّفزيوُنُية أو جهازأ فاكس أو‬
‫كلِّيهمحا‪ ،‬وبذلك تتحقق رؤية شرعية مشتكة فتتوُحد موُاقيت موُاسنا الدينية الكحبىً‪ ،‬مثل الصوُم وعيد‬
‫الفطر وغيها‪ ،‬ما يوُحد مشاعر شعوُبنا ويؤلف بينها‪ .‬ويضيف‪ :‬إن القمحر السلمي سينوُب بذلك عنم‬
‫ضلِّها ف انفاض التكحلِّفة‬
‫عشرات الناظي الت يإكحنم أن تنشأ علِّىَ امتداد عالنا السلمي‪ ،‬بل ويف ر‬

‫‪203‬‬
‫ضا عمحل تلِّك الناظي الرضية؛ إذ أن‬ ‫بدرجة كبَية فضلد عنم تلِّصه منم قيوُد الرصد الت ستعوُق أي د‬
‫التلِّوُث الذي يغلِّف الكحرة الرضية ف الوُقت الاضر‪ ،‬وخاصة بالقرب منم الدن الكحبىً أو الناطق‬
‫الصناعية يؤدي لعتام شديد للفق يعل عمحلِّية رصد اللل تبَدو مستحيلِّة ما ل يبَق فوُق الفق مدة‬
‫ل تتكحرر إل علِّىَ فتات بعيدة‪.‬‬
‫والل الوُحيد هنا كمحا يقوُل الشيخ واصل هوُ استخمدام منظار ممحوُل علِّىَ قمحر صناعي يطي علِّىَ‬
‫ارتفاع مناسب ما بي ‪ 600 400‬كيلِّوُ مت‪ ،‬وهوُ ارتفاع تتحقق به عدة مزايا‪ ،‬مثل انُعدام التلِّوُث‬
‫ل‪ ،‬وانُعدام تشتت الضوُء‪ ،‬وبذلك تبَدو‬ ‫والنشاط الوُي تادما ف هذا الرتفاع‪ ،‬فيصفوُ الفق صفاءد كام د‬
‫الجرام السمحاوية مضيئمة وسط ظلم منتشر‪ ،‬فل تضعف إضاءة اللل بالنسبَة للفق‪ ،‬وبذلك يإكحنم‬
‫رؤية اللل مهمحا كانُت درجة لعانُه‪ ،‬والهم أنُه منم هذا الرتفاع يكحوُن القمحر مرئديا بوُضوُح منم دائرة‬
‫ميطه بالنقطة الت تقع تته مبَاشرة‪ ،‬ويزيد قطرها عنم ‪ 2000‬كيلِّوُ مت‪ ،‬ما يتح له رؤية كل العال‬
‫العرب والسلمي ف دوراته التتالية "دائرة التغطية"‪.‬‬
‫وقد مرت مرحلِّة إخراج الشروع للِّنوُر برحلِّتي؛ الول‪ :‬حساب التكحاليف والتفاصيل الفنية بالتعاون مع‬
‫شركات وخباء مصريي وعرب‪ .‬الثانُية‪ :‬التصال بالكحوُمات العربية والسلمية ومراكز البَحوُث‬
‫السلمية لعرض الشروع علِّيها‪.‬‬
‫ففي الرحلِّة الول جرت اتصالت مع مراكز البَحوُث السلمية والدول العربية والسلمية‪ ،‬وخاطبَت‬
‫دار الفتاء الصرية عشرات الدول؛ منها السعوُدية وتوُنُس والمارات والردن وقطر ولبَنان‪ ،‬كمحا وافقت‬
‫اللِّجنة الفقهية بجمحع البَحوُث السلمية الصري علِّىَ الشروع‪ ،‬واهتم به منم السعوُدية بوُجه خاصا‬
‫المي سلِّطان بنم سلِّمحان بنم عبَد العزيز‪ ،‬ووافقت علِّيه جهات الختصاصا ف المحلِّكحة العربية السعوُدية‪،‬‬
‫كمحا ت حساب عدد الدول الت تشتك مع بعضها أو مع مكحة الكحرمة ف جزء منم اللِّيل بدراسات‬
‫ضا وافقت اللِّجنة الثامنة للِّتقوُي الجري الوُحد ف‬ ‫مسهبَة‪ ،‬عددها ‪ 56‬دولة عربية وإسلمية وأجنبَية‪ .‬أي د‬
‫اجتمحاعها الذي عقد ف جدة أواخر العام الاضي علِّىَ تشكحيل لنة علِّمحية متخمصصة تتوُل دراسة‬
‫الشروع الاصا بالقمحر الصناعي‪ ،‬وعهد المر إل أمانُة منظمحة الؤتر السلمي‪.‬‬
‫وف الرحلِّة الثانُية جرت دراسات بوُاسطة لنة علِّمحية للِّمحشروع ضمحت خباء مسلِّمحي‪ ،‬ث اتصالت‬
‫عديدة ومكحثفة مع الشركات العالية الكحبىً العاملِّة ف مال الفضاء‪ ،‬منها شركات أمريكحية وإنلِّيزية‬
‫وفرنُسية‪ ،‬ولقي الشروع ترحيدبَا منم تلِّك الشركات‪ ،‬وت بالفعل تقدي عروض فنية تفصيلِّية متعددة‪ ،‬ت‬
‫تعديلِّها بناءد علِّىَ التطلِّبَات واللحظات الت أبدتا اللِّجنة العلِّمحية للِّمحشروع‪ ،‬وطبَدقا للِّعروض البَدئية‬
‫للِّشركات كانُت تكحلِّفة بناء هذا القمحر السلمي الساسية حوُال ‪ 15‬ملِّيوُن دولر تشمحل‪ :‬القمحر‪،‬‬
‫والجهزة المحلِّة علِّيه‪ ،‬وعمحلِّية الطلق‪ ،‬والطة الرضية الرئيسية؛ حيث سيوُضع علِّىَ سطح القمحر‬

‫‪204‬‬
‫منظار فلِّكحي مزود بكحاميا حساسة مناسبَة‪ ،‬وحاسب مزود ببامجه التشغيل‪ ،‬وأجهزة اتصال تستقبَل‬
‫التعلِّيمحات الرضية الت تقيمحها كل دولة ف الوُاقع الت تددها‪.‬‬
‫والغريب أن إحدىً الشركات المريكحية قد بلِّغ با المحاس للِّمحشروع حد السعي لستصدار موُافقة منم‬
‫الكحوُمة المريكحية علِّىَ الضي ف تنفيذ الشروع متضمحدنا كل ما رأته اللِّجنة العلِّمحية للِّمحشروع‪ ،‬ووصل‬
‫المر لستثناء القمحر الصناعي السلمي منم جانُب الكحوُمة المريكحية منم كل القيوُد الت تصاحب‬
‫عادة مثل هذه الشروعات‪ ،‬وقبَوُل أن يقوُم متصوُن منم طرف دار الفتاء بتابعة كل خطوُات تصمحيم‬
‫القمحر وتصنيعه وإطلقه ودعوُة الدول العربية والسلمية الراغبَة ف تعيي مثلِّي لا يتابعوُن العمحل ف‬
‫الشروع‪ ،‬ونُدب مسلِّمحي ثقات لتصمحيم مدار القمحر وبرامجه التشغيل‪.‬‬
‫ورغم كل هذا فقد خبَتت الضوُاء عنم الشروع‪ ،‬وت تمحيد الديث عنه تقريدبَا‪ ،‬وراحت كل الوُعوُد‬
‫بالشاركة ف بنائه‪ ،‬رغم أن مفت مصر اقتح فكحرة لتمحوُيلِّه منم خلل اكتتاب بي الدول العربية‬
‫والسلمية‪ ،‬وعلِّمحت "قدس برس" أن بعض الدول الت أبدت تمحسها منم البَداية عادت للِّتهرب منم‬
‫الشاركة بجة استمحرار دراسة الشروع رغم أن الشروع جاهز تقريدبَا للِّتنفيذ!ا‪.‬‬
‫جدير بالذكر أن شركة أوربيتال أعدت دراسة عنم الشروع قالت فيها‪ :‬إن القمحر سوُف يغطىَ حوُال‬
‫‪ 56‬دولة تشتك ف جزء منم اللِّيل‪ ،‬وقد أطلِّق علِّىَ الشروع اسم )‪ ،(ISMO‬وهوُ اختصار لعبَارة‬
‫"القمحر الصناعي السلمي لرصد القمحر" أو‬
‫) ‪ISLAMIC SATELLITE FOR MOON OBSERVATION‬‬
‫‪(PROGRAM‬‬
‫يييييييييي‬
‫القمر الصناعي‪ ..‬مرصد جوالا للهللة‬
‫الدف الساسي للِّمحشروع‪:‬‬
‫صار منم العتاد ف السنوُات الخية أن تستعصي أهللِّة الشهوُر الجرية عنم الرصد‪ ،‬ليس بسبَب سحب‬
‫أو ظروف جوُية طارئة‪ ،‬بل بسبَب العتام الدائم الذي صار يغلِّف الطبَقات الدنُيا منم جوُ الرض‪،‬‬
‫وهدف مشروع القمحر السلمي الساسي هوُ التغلِّب علِّىَ مشاكل الرصد منم فوُق سطح الرض‬
‫بنقلِّها خارج الطبَقات الكحثيفة اللِّوُثة منم جوُها باستخمدام منظار ممحوُل علِّىَ قمحر صناعي يقوُم برصد‬
‫اللل حال طيانُه ف ساء دول عالنا السلمي وإرسالا إل مطات أرضية تنشأ ف متلِّف دول عالنا‬
‫السلمي لتىً الصوُرة الأخوُذة منم فوُق كل دولة منم خلل شاشة تلِّيفزيوُنُية أو جهازأ فاكس أو‬
‫كلِّيهمحا‪.‬‬
‫بذلك تتحقق رؤية شرعية مشتكة فتتحد موُاقيت موُاسنا الدينية الكحبىً‪ ،‬مثل الصوُم وعيد الفطر‬
‫وغيها‪ ،‬ما يوُحد مشاعر شعوُبنا ويؤلف بينها‪ ،‬ومنم الوُاضح أن القمحر بذا ينوُب عنم عشرات الناظي‬

‫‪205‬‬
‫ضلِّها ف انفاض التكحلِّفة بدرجة كبَية‪،‬‬‫الت يإكحنم أن تنشأ علِّىَ امتداد عالنا السلمي‪ ،‬إل أنُه يف ر‬
‫ضا عمحل تلِّك الناظي الرضية‪.‬‬ ‫وكذلك تلِّصه منم قيوُد الرصد الت ستعوُق أي د‬
‫وقد خاطبَت دار الفتاء الصرية الخوُة ف دول عالنا العرب والسلمي ف هذا الصوُصا‪ ،‬وقد كان‬
‫تاوب الخوُة مشجدعا للِّغاية‪ ،‬ونُذكر علِّىَ سبَيل الثال أن سوُ المي سلِّطان بنم سلِّمحان بنم عبَد العزيز‬
‫قد اهتم بالوُضوُع‪ ،‬وعرضه علِّىَ جهات الختصاصا بالمحلِّكحة العربية السعوُدية‪ ،‬حيث أبدت موُافقتها‬
‫الصرية علِّىَ فكحرة الشروع‪ ،‬كذلك جرت حوُارات مثمحرة وبناءة مع ساحة الخ الفاضل ممحد متار‬
‫السلمي مفت المحهوُرية التوُنُسية‪ ،‬وساحة الخ الفاضل السيد علِّي بنم السيد عبَد الرحنم الامشي‬
‫مستشار الشئموُن القضائية والدينية بدولة المارات العربية التحدة‪ ،‬وساحة الخ الفاضل الشيخ عز‬
‫الدينم الطيب التمحيمحي قاضي قضاة المحلِّكحة الردنُية الاشية‪ ،‬ومعال الخ الفاضل أحد عبَد ال الري‬
‫وزأير الوقاف والشئموُن السلمية بدول قطر‪ ،‬وساحة الخ الفاضل الشيخ ممحد مهدي شس الدينم‬
‫رئيس اللِّس الشيعي العلِّىَ بالمحهوُرية اللِّبَنانُية‪ ،‬وقد أوضح هذا الوُار الرغبَة ف عرض الشروع علِّىَ‬
‫منظمحة الؤتر السلمي‪ ،‬هذا بالضافة لوُافقة اللِّجنة الفقهية بجمحع البَحوُث السلمية علِّىَ الشروع‪.‬‬
‫الشهر الجري وشروط بدئه‪:‬‬
‫عندما يقع كل منم الرض والقمحر والشمحس علِّىَ خط واحد تقريدبَا يقال‪ :‬إنم ف وضع اقتان‪ .‬والشهر‬
‫الجري هوُ الفتة الزمنية بي اقتانُي متتاليي‪ ،‬وطوُله حوُال ‪ 29.530589‬يوُدما‪ ،‬وبسبَب عدم انُتظام‬
‫حركة القمحر لدرجة كبَية يصعب عمحل تقوُي قمحري ماثل للِّتقوُي الشمحسي؛ خاصة أنُنا ل يإكحنم أن ندد‬
‫أطوُال الشهوُر الجرية مقددما مثلِّمحا يدث ف التقوُي الشمحسي‪.‬‬
‫ويتعي لبَدء الشهر الجري تقق شرطي‪:‬‬
‫أن يوُلد اللل الديد بدوث القتان‪.‬‬
‫أن يإكحث اللل الديد فوُق الفق بعد غروب الشمحس بيث يإكحنم رصده‪.‬‬
‫فإذا تقق هذان الشرطان يكحوُن اليوُم التال هوُ بداية الشهر الديد‪.‬‬
‫ومنم الناحية النظرية يبَدأ الشهر لوُ مكحث اللل فوُق الفق بعد غروب الشمحس لي فتة مهمحا‬
‫صغرت‪ ،‬ولوُ أمكحنم رصده خلل فتة مكحثه تلِّك يتحقق الشرط الشرعي لبَدء الشهر الديد‪.‬‬
‫مصاعب الرصد منم علِّىَ سطح الرض‪:‬‬
‫تتأثر إمكحانُية رصد اللل بعوُامل أهها‪:‬‬
‫شدة إضاءة اللل‪ ،‬وهذه تتعي بعمحر الوُليد وقت غروب الشمحس؛ أي مساحة الزء الضيء منم سطح‬
‫القمحر‪ ،‬وكذلك ربعد القمحر عنم الرض‪ ،‬حيث يتاوح هذا البَعد بي حوُال ‪ 363‬ألف و ‪ 405‬ألف‬
‫كيلِّوُ مت‪.‬‬
‫شدة إضاءة الفق وقت الرصد‪ ،‬وهذه تزداد باقتاب الشمحس منم القمحر فوُق الفق‪ .‬درجة صفاء الفق‪.‬‬

‫‪206‬‬
‫العاملن الولن يإكحنم تقديرها ومعرفة قدرة العي أو الهازأ الستخمدم علِّىَ تييز اللل منم الوُسط‬
‫اليط به‪ ،‬وكان ف الاضي يتأثر بوُجوُد السحب أو الضبَاب أو التربة أو بار الاء العالق ف الوُ‬
‫لظروف جوُية طارئة‪ ،‬وهذه كلِّها كانُت ظرودفا قلِّيلد ما تطرأ وكثديا ما تتفي‪ .‬أما ف الوُقت الاضر فقد‬
‫أدىً التلِّوُث الذي يغلِّف الكحرة الرضية‪ ،‬وخاصة بالقرب منم الدن الكحبىً أو الناطق الصناعية لعتام‬
‫شديد للفق يعل عمحلِّية رصد اللل تبَدو مستحيلِّة ما ل يبَق فوُق الفق مدة ل تتكحرر إل علِّىَ فتات‬
‫بعيدة‪.‬‬
‫وقد ثارت نُتيجة تلِّك الصعوُبات الت أصبَحت تعتض رؤية الهلِّة اقتاحات منها‪:‬‬
‫إنُشاء مراصد تكحوُن مهامها الساسية رصد أهلِّة الشهوُر الجرية‪ .‬ومنم الوُاضح أن ما يعتض العي‬
‫الردة سيعوُق عمحل الناظي بدرجة كبَية‪ ،‬وبذلك تقل جدوىً مثل تلِّك الراصد وما تتكحلِّف منم مبَالغ‬
‫لنم تقل عنم عشرات بل مليي منم الدولرات‪.‬‬
‫استخمدام موُجات رادار ترسل منم علِّىَ الرض أو موُجات الراديوُ أو الوُجات تت المحراء إل القمحر‪.‬‬
‫وهذا القتاح يفتقر للِّمحنطق بدرجة كبَية‪ ،‬فاللل وقت رصده يكحوُن قريدبَا منم الفق‪ ،‬ومنم العلِّوُم‬
‫صعوُبة استخمدام موُجات الرادار أو الراديوُ قريدبَا منم سطح الرض‪ ،‬كذلك ل تفرق هذه الوُجات بي‬
‫اللل الضيء وأي سطح معتم تقابلِّه أو تنبَعث منه‪ ،‬كمحا أنا ل توُفر الصوُرة الطلِّوُبة لتحقق الرؤية‬
‫الشرعية‪.‬‬
‫الرصد الفضائي كحل أمثل لشكحلِّة رصد اللل‪:‬‬
‫لكحي يإكحنم رصد اللل الوُليد مهمحا كانُت فتة مكحثه فوُق الفق بعد غروب الشمحس يتعي التخملِّص‬
‫منم العامل الثالث‪ ،‬والقلل منم تأثي العاملِّي الولي‪.‬‬
‫وهذا ل يتحقق إل بالرصد منم خارج الطبَقات الكحثيفة منم جوُ الرض باستخمدام منظار ممحوُل علِّىَ‬
‫قمحر صناعي يطي علِّىَ ارتفاع مناسب ما بي ‪ 600 400‬كيلِّوُ مت‪ .‬وعلِّىَ هذا الرتفاع يتحقق الت‪:‬‬
‫ل‪.‬‬
‫ينعدم النشاط الوُي والتلِّوُث تادما‪ ،‬فيصفوُ الفق صفاء كام د‬
‫ينعدم أو يكحاد تشتت الضوُء بوُاسطة مكحوُنُات الوُاء‪ ،‬وبذلك تبَدو الجرام السمحاوية مضيئمة وسط ظلم‬
‫منتشر‪ ،‬فل تضعف إضاءة اللل بالنسبَة للفق‪ .‬وبذلك يإكحنم رؤية اللل مهمحا كانُت درجة لعانُه‪.‬‬
‫منم هذه الرتفاعات يكحوُن القمحر الصناعي مرئديا بوُضوُح منم دائرة ميطة بالنقطة الت تقع تته مبَاشرة‬
‫يزيد قطرها عنم ‪ 2000‬كيلِّوُ مت‪ ،‬ما يتيح له رؤية كل العال العرب والسلمي ف دوراته التتالية‪ ،‬وهذه‬
‫الدائرة تسمحىَ دائرة التغطية‪ .‬كمحا يإكحنم أن ترىً كل البَلد الوُاقعة داخل دائرة التغطية هذه اللل ف‬
‫ذات اللِّحظة‪.‬‬
‫الستخمدامات الخرىً للِّقمحر‪:‬‬

‫‪207‬‬
‫لنم يقتصر عمحل القمحر علِّىَ رصد الهلِّة فقط‪ ،‬بل ستكحوُن له استخمدامات أخرىً عديدة تت مناقشتها‬
‫مع الشركات العالية الت تقدمت للِّمحساهة ف تصنيع القمحر‪ ،‬ومنم تلِّك الستخمدامات‪:‬‬
‫قياس نُسب تلِّوُث البَيئمة والشعاع علِّىَ طوُل مسار القمحر؛ سوُاء ف الدول السلمية أو غيها‪ ،‬ول‬
‫تفىَ الدوىً القتصادية الضخممحة لذا الستخمدام‪.‬‬
‫دراسة العناصر الوُية‪ ،‬ما يساعد علِّىَ تسي التنبَؤات الوُية بدرجة كبَية؛ حيث ل توُجد حالديا أقمحار‬
‫تدم الرصاد الوُية علِّىَ هذه الرتفاعات النخمفضة‪ ،‬وتسوُيق هذه العناصر يإكحنم أن يدر دخلد كبَديا‬
‫للِّمحشروع‪.‬‬
‫يإكحنم لذا الشروع أن يكحوُن مدرسة كبَية لعداد التخمصصي علِّمحديا وتكحنوُلوُجديا ف مثل هذه‬
‫الشروعات‪.‬‬
‫الجهزة المحلِّة وملحظات توُضح أسلِّوُب الرصد‪:‬‬
‫الجهزة الساسية الوُجوُدة علِّىَ سطح القمحر عبَارة عنم منظار فلِّكحي مزود بكحاميا مناسبَة‪ ،‬وحاسب‬
‫مزود ببامجه التشغيل‪ ،‬وأجهزة اتصال تستقبَل التعلِّيمحات منم الطات الرضية الت تقيمحها كل دولة ف‬
‫الوُاقع الت تددها‪ ،‬وترسل بصوُر اللل لتلِّك الطات‪ ،‬بالضافة لجهزة الستخمدامات الضافية‪.‬‬
‫* ملحظات توُضيحية‪:‬‬
‫‪ ... ... 1‬لنم يعاد بث صوُرة اللل بوُاسطة الطات الرضية‪ ،‬إنا الخمطط له هوُ‪:‬‬
‫)أ( ‪ ... ...‬يرسل القمحر بصوُرة اللل لكحل بلِّد به مطة استقبَال أرضية موُضدحا علِّيها قدر ارتفاعه فوُق‬
‫أفق النقطة الوُاقعة أسفلِّه مبَاشرة علِّىَ سطح الرض‪ ،‬وبعده الفقي عنم الشمحس‪ ،‬وكذلك الوُقع الغراف‬
‫لتلِّك النقطة‪.‬‬
‫)ب( ‪ ... ...‬ستخمطط البامجه علِّىَ القمحر بيث تقوُم برصد اللل وإرسال الصوُرة وقت مروره فوُق‬
‫كل دولة تضم مطة أرضية‪ .‬علِّدمحا بأن القمحر سوُف يدور حوُل الرض حوُال ‪ 15‬مرة خلل اليوُم‪،‬‬
‫ونُتيجة لدوران الرض تت الدار فإنُه يغطي ف كل مرة مناطق متلِّفة‪ ،‬وبذلك يغطي خلل فتة‬
‫الرصد كل مناطق العال السلمي تقريدبَا‪.‬‬
‫)ج( ‪ ... ...‬سرتجرىً إن شاء ال حسابات شهرية لكحل ما يص الرؤية‪ ،‬وترسل لكحل دولة با مطة‬
‫استقبَال أرضية لتقارن بي ما لديها منم بيانُات وما يرسل به القمحر‪ .‬ومثل تلِّك الطات ل تتكحلِّف أكثر‬
‫منم آْلف قلِّيلِّة منم الدولرات‪.‬‬
‫)د( ‪ ... ...‬البامجه الت سيحمحلِّها الاسب علِّىَ ظهر القمحر لتعيي اتاه اللل أو الشمحس أو‬
‫لستقبَال تلِّك البَيانُات منم الطات الرضية منفصلِّة عنم تلِّك الت ستحدد اتاه ‪.‬‬
‫)هي( ‪ ... ...‬بذلك يتاح لكحل مطة أرضية متابعة صوُرة اللل حال ثبَوُت رؤيته فوُق كل البَلد الت‬
‫يإكحنم أن يرىً فوُق أفقها بعد غروب الشمحس‪.‬‬

‫‪208‬‬
‫‪ ... ... 2‬سوُف تستقبَل كل مطة نُفس ممحوُعة البَيانُات منم القمحر كاملِّة‪ ،‬وسيقوُم الخمتصوُن با‬
‫بضبَط الوُائيات والتددات با يطمحئمنهم لصدر تلِّك العلِّوُمات‪.‬‬
‫‪ ... ... 3‬بالنسبَة لتأثي ارتفاع نُقطة الرصد‪ ،‬وهوُ ما يسمحيه الفلِّكحيوُن انفاض الفق فإن الدراسة‬
‫الوُضوُعة تضمحنم التصحيح لذا الرتفاع‪ ،‬بل وتضمحنم عدم رصد اللل إل وهوُ يعلِّوُ الشمحس لظة‬
‫اختفاء قرصها تت أفق النقطة تت القمحرية "الت تقع علِّىَ سطح الرض تت القمحر مبَاشرة"‪ .‬وبذلك‬
‫تكحوُن الصوُرة كمحا لوُ كنا نُرصد منم فوُق سطح الرض مبَاشرة‪ ،‬وهذا بالطبَع أفضل منم الرصد منم فوُق‬
‫جبَل مرتفع ل يتم التصحيح لرتفاعه‪ ،‬كمحا ل يتيح التخملِّص منم تلِّوُث الوُاء بصوُرة كافية‪.‬‬
‫استمحرارية الشروع وعمحر القمحر‪:‬‬
‫)أ( ‪ ...‬للِّقمحر الصناعي عمحر مدود‪ ،‬والعمحر القدر للِّقمحر السلمي الول ما بي ‪ 4‬إل ‪ 5‬سنوُات‪،‬‬
‫ويستدعي استمحرارية تقيق الدف النشوُد إطلق أقمحار أخرىً ف الستقبَل‪ ،‬إل أن القمحر الثان تقل‬
‫تكحلِّفته كثديا عنم القمحر الول‪ ،‬ذلك أن البَنية الساسية ومطات التتبَع والطات الرضية تقام مرة‬
‫واحدة‪.‬‬
‫)ب( ‪ ...‬خلل فتة عمحل القمحر الول يكحوُن قد ت تكحوُينم الكحوُادر الصرية والعربية اللزأمة‪ ،‬بيث يتم‬
‫تصنيع وإطلق القمحر الثان بالكحامل بإمكحانُات ملِّية‪ ،‬وبذلك تقل التكحلِّفة بدرجة كبَية‪.‬‬
‫)ج( ‪ ...‬الستخمدامات الضافية للِّقمحر يإكحنم أن تدلر عائددا كبَديا يستخمدم ف متابعة العمحل وإطلق‬
‫القمحار التالية ضمحادنُا لستمحرارية الشروع‪.‬‬
‫الشتاك ف جزء منم اللِّيل‪:‬تبَدعا لا يراه جهوُر الفقهاء فإن ثبَوُت رؤية اللل ف بلِّد إسلمي يعن بداية‬
‫الشهر ف كل بلِّد يشاركه ف جزء منم اللِّيل‪ ،‬وقد أجريت دراسة مسهبَة أوضحت اشتاك دول العال‬
‫شرقها وغربا مع جيع الدول ومع مكحة الكحرمة ف جزء كبَي منم اللِّيل‪ ،‬والدول الت يوُضح مثالد‬
‫لطوُال الجزاء الشتكة بي مكحة الكحرمة وعدد منم البَلد ف ليلِّة الول منم رمضان لسنة ‪1418‬‬
‫هجرية‪.‬‬
‫التصال بالشركات النفذة‪:‬‬
‫جرت اتصالت ودراسات عديدة ومكحثفة مع الشركات العالية الكحبىً العاملِّة ف مال الفضاء‪ ،‬منها‬
‫شركات أمريكحية وإنلِّيزية وفرنُسية‪ ،‬وقد لقي الشروع ترحيدبَا كبَديا منم تلِّك الشركات‪ ،‬وتقدمت بعروض‬
‫فنية تفصيلِّية ت تعديلِّها بناء علِّىَ اللحظات والتطلِّبَات الت أبدتا اللِّجنة العلِّمحية للِّمحشروع‪ ،‬وقد بلِّغ‬
‫تمحس شركة أمريكحية كبىً للِّمحشروع أن استصدرت بالفعل موُافقة مشكحوُرة منم الكحوُمة المريكحية علِّىَ‬
‫الضي ف تنفيذ الشروع متضمحدنا كل ما رأته اللِّجنة العلِّمحية‪ .‬وقد تضمحنت الشاورات والوُافقة الصادرة‬
‫الت‪:‬‬

‫‪209‬‬
‫أن يقوُم متصوُن منم طرف دار الفتاء بتابعة كل خطوُات تصمحيم القمحر وتصنيعه وإطلقه‪ .‬وف هذا‬
‫الصدد تدعوُ الدار الدول العربية والسلمية الراغبَة ف الشاركة ف الشروع لتعيي مثلِّي لا يتابعوُن‬
‫العمحل ف الشروع‪ ،‬ويشاركوُن ف البة الكحتسبَة خلل تنفيذه‪.‬‬
‫كل برامجه التشغيل وتصمحيم الدار سيقوُم با مسلِّمحوُن ثقات منم يرصوُن كل الرصا علِّىَ دينهم‪.‬‬
‫إنُشاء مطات للتصال والتحكحم داخل الدول العربية والسلمية الراغبَة ف الشاركة ف الشروع‪.‬‬
‫سرتجرىً برامجه للِّتدريب منم خلل الشاركة ف كل مراحل الشروع‪.‬‬
‫يلحظ ف الوُافقة الصادرة منم الكحوُمة المريكحية أنا استثنت القمحر السلمي‪.‬‬
‫التكحلِّفة‪:‬‬
‫طبَدقا للِّعروض البَدئية للِّشركات تصل التكحلِّفة التقديرية للِّقمحر واستخمداماته الساسية حوُال ‪ 15‬ملِّيوُن‬
‫دولر مشتمحلِّة علِّىَ القمحر والجهزة المحلِّة والطلق والطة الرضية الرئيسية‪.‬‬
‫منم هذا العرض الوُجز يبَدو جلِّديا أن القمحر السلمي مرصد صغي يوُب ساوات السلم باحدثا عنم‬
‫هلل كل شهر هجري جديد‪ ،‬تنشط مستشعراته يوُم موُلد اللل لكحنها أبددا ل تراه ول تس له وجوُددا‬
‫إل فوُق أفق النقطة تت القمحرية لظة غروب الشمحس تت هذا الفق‪ .‬وقتها يبَعث لنا بصوُرة اللل‬
‫الوُليد مستوُفية تادما لشروط الرؤية الشرعية الصحيحة‪ .‬فتشعرنُا هذه الصوُرة الت نُراها ف ذات اللِّحظة‬
‫ف كافة أرجاء عالنا العرب والسلمي بوُحدة الدف وتوُحد الصي‪ ،‬وتفزنُا للِّتفكحر ف قدرة ال تعال‪،‬‬
‫وما بث ف عقل ل يعدو قطرة ف ميط كوُن فسيح ل يهدأ ول يركنم إل خوُل‪ ،‬فكحأنُه ينادينا منم مداره‬
‫ل‪:‬‬
‫قائ د‬
‫قم واصنع الد ل تلِّتفت لا ت‬
‫ض تلِّيد سطرته الوائل‬
‫وأقم صرودحا للِّعلِّوُم منيفة تغدو الياة نُعائم وخائل‬
‫واخضع لربك مطمحئمدنا راضديا ‪ ...‬تظفر بروضات النان وتزل‬
‫وفقنا الوُل عز وجل لي عبَاده ورفعة شأن دينه‪ .‬والسلم علِّيكحم ورحة ال وبركاته‬
‫‪‬‬
‫رمضان في حياتهم ‪...‬‬
‫دعاء اليوُم‬
‫‪ ...‬مفت الديار الصرية‬
‫‪ ...‬دمشق‪ :‬رمضان شهر العياد والي واليإان‬
‫‪ ...‬حوُار مع هادي خشبَة‬
‫‪ ...‬حوُار مع الدكتوُرة صالة عابدينم‬
‫‪ ...‬الشيخ ممحد جبيل‪:‬إمام النصف ملِّيوُن مسلِّم‬

‫‪210‬‬
‫‪ ...‬رمضانُيات بريطانُية‬
‫‪ ...‬مدفع الفطار‬
‫‪ ...‬الديبَة سهيلِّة حاد‬
‫‪ ...‬رمضان ف ماليزيا‬
‫‪ ...‬رمضان ف أرض الشمحس الشرقة‬
‫‪ ...‬د‪ .‬هاجر سعد الدينم‬
‫‪ ...‬الشيخ أحد ياسي‬
‫‪ ...‬الدكتوُر ييح الرخاوي‬
‫‪ ...‬الشيخ عكحرمة صبي " و" الشيخ رائد صلح"‬
‫‪ ...‬رمضان ف تركيا‬
‫‪ ...‬الستشار القاضي فيصل الوُلوُي‬
‫‪ ...‬السيد ممحد حسنم المي‬
‫‪ ...‬د‪.‬أحد صدقي الدجان‬
‫‪ ...‬رمضان ف الشيشان‬
‫‪ ...‬رمضان ف السوُيد‬
‫مفت الديار الصرية‬
‫‪ ...‬تكحلِّيفي بأمانُة الفتاء هوُ أصعب موُقف واجهن ف حيات‪.‬‬
‫‪ ...‬أتن ف رمضان القادم أن يبَدأ القمحر الصناعي السلمي عمحلِّه لتوُحيد شعائر المة‪.‬‬
‫‪ ...‬القرآْن دستوُر المة يرافقن منذ طفوُلت وأحرصا علِّىَ ورد يوُمي‪.‬‬
‫أجرىً الوُار‪ :‬ماهد ملِّيجي القاهرة‬
‫ف البَداية حكحىَ فضيلِّة الفت الدكتوُر نُصر فريد واصل عنم رحلِّته مع كتاب ال‪ ،‬والذي ارتبَط ف ذهنه‬
‫بشهر رمضان البَارك منذ نُعوُمة أظفاره ف كلتاب قرية ميت حلوة بالشرقية وهوُ ل يزال طفلد آْنُذاك‪،‬‬
‫كمحا أكد لنا أن قرار إسناد منصب الفت إليه كان منم أصعب الفاجآت الت واجهته ف حياته‪ ،‬وأنُه‬
‫ترلدد ف بداية المر ف قبَوُلا‪ ،‬ولكحنه استخمار ال‪ ،‬وأقبَل علِّيه مدردكا عظمحته وهوُله منم الناحية الدينية‬
‫والعلِّمحية‪ ،‬وما يستوُجبَه هذا النصب الشاق الذي يعد تكحلِّيدفا مهددا‪ ،‬وليس كمحا يعتقد البَعض تشريدفا‬
‫ووجاهة‪ ،‬كمحا طلوُف بنا فضيلِّته ف ساحة الذكريات الرمضانُية بروح العاذل والفقيه خلل هذا الوُار‪..‬‬
‫* فضيلِّة الفت‪ :‬كتاب ال هوُ البَداية الصحيحة لنم أراد الطريق إل ال‪ .‬فمحا ذكرياتكحم معه منذ‬
‫طفوُلتكحم؟‬

‫‪211‬‬
‫ذكريات مع كتاب ال ل رتنسىَ منذ أن كنت طفلد صغديا ف كتاب القرية‪ ،‬وحصلِّت علِّىَ جوُائز كان‬
‫لا عظيم الثر ف نُفسي‪ ،‬ودفعتن للنُكحبَاب علِّيه حت حفظته عنم آْخره‪ ،‬وكان ذلك سبَدبَا ف التحاقي‬
‫بالزأهر الشريف‪ ،‬وأخذت أدرس فيه يوُدما بعد يوُم‪ ،‬حت ترجت وأصبَحت أستادذا ف الامعة‪ ،‬ث عمحيددا‬
‫لكحلِّية الشريعة بي "تفهنا الشراف" بالدقهلِّية‪ ،‬ث بعدها ت تكحلِّيفي بهمحة الفتاء‪ ،‬وخلل هذه الرحلِّة‬
‫الطوُيلِّة ل يفارقن القران الكحري تلودة وتفسديا وفهدمحا؛ حيث يعن ل القران الكحثي والكحثي‪ ..‬فهوُ يعن‬
‫الياة‪ ،‬ويعن الدنُيا والخرة‪ ،‬لن القرآْن هوُ دستوُر الياة الدنُيا والخرة‪ ،‬وفيه شرع ال وحكحم ال ف‬
‫كل صغية وكبَية‪ ،‬كمحا أن ل ورددا يوُمديا‪ ،‬وهوُ ما أواظب علِّيه بعد صلة الفجر بقراءة ما تيلسر منم‬
‫كتاب ال سبَحانُه وتعال بالتتيب منم أول البَقرة حت سوُرة الناس‪ ،‬وهكحذا كلِّمحا انُتهيت منه أبدأ منم‬
‫جديد‪ ،‬ول يشبَع النُسان منم تلوة القران واستشعار حلوته‪.‬‬
‫شيء يب فضيلِّة الفت أن يتحقق ف رمضان؟‬
‫** أحب وأتن أن يلِّتزم السئموُلوُن عنم إعلن هلل رمضان ف جيع الدول السلمية بتوُصيات‬
‫الجتمحاع الخي للِّجنة التقوُي الجري الت اجتمحعت مؤخدرا ف جدة‪ ،‬وشارك فيها مثلِّوُ ‪ 18‬دولة منم‬
‫علِّمحاء الشرع ‪ ،‬ووزأراء العدل‪ ،‬والفتي‪ ،‬وعلِّمحاء الفلِّك والساحة والساب علِّي شروط وضوُابط التقوُي‬
‫الجري الوُلحد‪ ،‬وقوُاعد الرؤية الشرعية لهللِّة الشهوُر الجرية‪ ،‬وشارك ف هذه الجتمحاعات ممحع الفقه‬
‫السلمي بدة بأنُه إذا ظهر اللل ف بلِّد‪ ،‬وتققت الرؤية الشرعية له تلِّتزم جيع البَلد السلمية‬
‫بإعلن الصوُم ف نُفس اليوُم ليبَدأ السلِّمحوُن ف ربوُع الرض الصيام مدعا ف يوُم واحد؛ حيث تشتك‬
‫جيع الدول السلمية والقلِّيات السلِّمحة ف جزء منم اللِّيل ل يقل عنم ‪ 6‬ساعات‪ ،‬ولكحنم تتلِّف فقط‬
‫التوُقيتات‪ ،‬وذلك ف ظل وجوُد القمحار الصناعية والنُتنُت ووسائل التصال الديثة‪ ،‬والت ل تدع عذدرا‬
‫لحد بعدم العلِّم‪ ،‬كمحا أتن أن يرىً القمحر الصناعي السلمي النوُر لتوُحيد جيع التوُقيتات والشعائر‬
‫التعلِّقة با منم الجه وأوائل الشهوُر العربية والعياد والناسبَات السلمية الخمتلِّفة‪ ،‬حت تتوُحد المة ف‬
‫عبَاداتا وشعائرها‪ ،‬وبالتال يسهل تقيق الوُحدة علِّىَ الصعيد القتصادي والسياسي فيمحا بعد‪.‬‬
‫شيء يتضرع فضيلِّة الفت لربه بأن يرفعه عنم المة؟‬
‫** أتضرع إل ال بأن يرفع عنم أمتنا الشقاق والفرقة والتشتت الذي تعان منه المة‪ ،‬وأن نُرىً الوُحدة‬
‫القتصادية والتكحتل السلمي القتصادي ف موُاجهة اليهوُد الذينم ياولوُن السيطرة علِّىَ مقدرات‬
‫النطقة‪ ،‬وينتهكحوُن القدسات السلمية‪ ،‬وحت نُستطيع أن نُتعامل مع التكحتلت القتصادية الت‬
‫أصبَحت هي السمحة المحيزة للِّعصر الاضر‪.‬‬
‫ما هي أحب الطاعات إليكحم ف رمضان؟‬
‫إن رمضان هوُ شهر القران والصيام والقيام والتهجد وصلِّة الرحام وفعل الب واليات والنُفاق‪ ،‬وهي‬
‫جيعها منم أعظم العبَادات والطاعات‪ ،‬فأعظم العبَادات هي قراءة القران وصلة التهجد خاصة‪ ،‬فضلد‬

‫‪212‬‬
‫عنم تصيل العلِّم؛ حيث إنُن منذ توُليت منصب الفتاء وأنُا ليلِّي وناري ف أمهات كتب الفقه ل‬
‫أنُصرف عنها‪ ،‬ل سيمحا ف رمضان منم أجل استنبَاط الحكحام واستخمراج الفتاوىً الت تطرح علِّينا منم‬
‫كل مكحان ف الدار‪ • .‬هل لسرتكحم الصغية نُصيب منم وقتكحم بعيددا عنم ضغوُط "الرسيات"؟‬
‫ربا قبَل النُشغال بأموُر السلِّمحي منم خلل توُل مسئموُلية الفتاء كان لسرت نُصيب أوفر منم اليوُم؛‬
‫فطبَيعة العمحل الذي أقوُم به منم إفتاء السلِّمحي ف أموُر دينهم أمر يسيطر علِّىَ تفكحيي ف كل زأمان‬
‫ضا‪ ،‬بل وكمحا هوُ الال ف دار الفتاء وف كل مكحان‪،‬‬ ‫ومكحان‪ ،‬حت إنُه يستمحر ذلك معي ف النزل أي د‬
‫وعلِّيه فإن النزل يكحوُن فيه البَحث والقراءة والستعداد للِّقضايا التجددة والطروحة علِّلي منم الناحية‬
‫الشرعية والفقهية‪ ،‬وبالنزل مكحتبَة ضخممحة تضم أمهات الكحتب ف متلِّف العلِّوُم؛ ل سيمحا الفقه والشريعة‬
‫السلمية‪ ،‬وتأخذ الكحتبَة من الكحثي منم الوُقت؛ خاصة إذا كانُت هناك قضية منم القضايا واجههتنا‪،‬‬
‫ويدث حوُلا جدل ما يضطرن إل البَحث الدقيق حت أصل إل الكحم الذي تطمحئمنم إليه نُفسي‪،‬‬
‫وبذه الصوُرة فإن السرة ل تستطيع أن تصل من علِّىَ الهتمحام الذي تصل علِّيه الراجع وأمهات‬
‫الكحتب واللِّدات الفقهية منم أجل عامة السلِّمحي ف مصر وخارجها‪.‬‬
‫لكحنم‪ ..‬كيف تؤدي فضيلِّتك الجازأة السبَوُعية؟‬
‫للسف‪ ..‬ل يوُجد عندي إجازأة أسبَوُعية‪ ،‬فالعمحل شبَه مستمحر‪ ،‬ووقت الجازأة ليس ملِّدكحا ل‪ ،‬ووقت‬
‫كلِّه أصبَح ملِّدكحا للمة؛ حيث أقضيه كلِّه ف خدمتها؛ سوُاء كان ذلك منم خلل البَحث أو الطلع‬
‫علِّىَ أمهات الكحتب الفقهية‪ ،‬أو الذهاب إل مقر العمحل بدار الفتاء الصرية أو تلِّبَية الدعوُات العامة‬
‫الت يطلِّب من الشاركة فيها منم خلل نُدوات أو لقاءات وكل ما يتصل بالفتاء؛ سوُاء علِّىَ الستوُىً‬
‫العام أو الاصا‪.‬‬
‫وصلِّة الرحم عند فضيلِّة الفت‪ ..‬ماذا تعن؟‬
‫صلِّة الرحم عندي هي العلقة النُسانُية الت ترتبَط إل حد كبَي بالصلِّة بال سبَحانُه وتعال‪ ،‬لن الرحم‬
‫هي منم عند ال‪ ،‬ومنم وصلِّها وصلِّه ال ومنم قطعها قطعه ال‪ ،‬كمحا ينص الديث القدسي الشريف‬
‫علِّىَ ذلك‪ ،‬والمحد ل‪ ..‬صلِّة الرحم هي جزء منم حيات؛ سوُاء منم خلل المحارسة العمحلِّية‪ ،‬حيث إنُن‬
‫علِّىَ صلِّة بفضل ال بمحيع الهل والقارب والحبَاب؛ سوُاء منم قريب أو منم بعيد‪ ،‬ول يتغلي شيء ف‬
‫ضا مفتوُح لؤلء جيدعا‪،‬‬ ‫حيات قبَل توُل مهام الفتاء أو بعده‪ ،‬وبيت والمحد ل مفتوُح‪ ،‬ومكحتب أي د‬
‫ووضعي ل يتغي‪ ،‬ولكحنه علِّىَ صوُرته كمحا هوُ وكمحا كنت وأنُا طالب صغي بينهم‪ ،‬وكلِّه منم نُعم ال‪.‬‬
‫ما أحب الطعام إل نُفسك؟‬
‫حت الن ل أجد منم خيات ال ما تعافه نُفسي‪ ،‬فكحل منم خيات ال؛ سوُاء منم الفاكهة أو اللِّحوُم أو‬
‫الضراوات‪ ،‬كمحا أن أي شيء يقدم ل هوُ منم نُعم ال نُأكلِّه ونمحده علِّيها‪.‬‬
‫ما هوُ أصعب موُقف واجهه فضيلِّة الفت؟‬

‫‪213‬‬
‫علِّمحي بقرار تكحلِّيفي بذا النصب منصب الفتاء كان منم أصعب الوُاقف الت واجهتها ف حيات؛‬
‫حيث إنُن ل أطمحح ول أسع يوُدما لذلك‪ ،‬كمحا أنُن ل أكنم ف بؤرة الضوُاء‪ ،‬وكنت أحاول إعفاء نُفسي‬
‫منم هذه السئموُلية الشرعية الكحبَية‪ ،‬والت سوُف أتمحل بسبَبَها السئموُلية عنم كل حرف أنُطق به أمام ال‬
‫سبَحانُه وتعال ف أية فتوُىً أفت با لكثر منم ‪ 60‬ملِّيوُن مسلِّم ف مصر وحدها‪ ،‬ولكحنن استعنت بال‬
‫ف أداء هذه الهمحة راجديا منه التوُفيق والسداد ف الفتاوىً الت تصدرها دار الفتاء ف وجوُدي منم خلل‬
‫الستعانُة باللِّجان التخمصصة ف الدار‪ ،‬وبالرجوُع إل أمهات الكحتب وآْراء الفقهاء القدامىَ والدثي ف‬
‫السألة الوُاحدة قبَل الفتاء بشأنا مراعاة لق ال وحق العبَاد ف الفتاوىً‪.‬‬
‫هل أصبَح لفضيلِّة الفت أحفاد؟‬
‫حت الن ل يرد ال بعرد أن أرصبَح جددا "مبَاشدرا"‪ ..‬فلِّيس ل أحفاد منم أولدي‪ ،‬بينمحا داخل منظوُمة‬
‫العائلِّة الكحبَية حصلِّت علِّىَ هذا اللِّقب منذ زأمنم‪ ،‬ول ولد وبنت بفضل ال‪ ،‬وممحد نُصر ابن الكب‬
‫يدرس ف نُفس الكحلِّية الت تلرج فيها أبوُه‪ ،‬حدبَا ف العلِّوُم الفقهية‪ ،‬بينمحا ابنت تدرس ف كلِّية التجارة‬
‫بنات‪ ،‬بامعة عي شس‪ ،‬وها ملِّتزمان بفضل ال بالخلق والداب السلمية الفاضلِّة‪ ،‬وأعتمحد ف‬
‫التعامل معهم أسلِّوُب الوُار القنع لتوُضيح الطأ منم الصوُاب لم ف أي أمر يعرض لم منذ نُعوُمة‬
‫أظفارهم حت اليوُم‬
‫يييييييييي‬
‫رمضان شهر العياد والخير واليمان‬
‫مزج بي "السحرات" و"الكحوُات" والبامجه التلِّيفزيوُنُية‬
‫وحيد تاجا دمشق‬
‫تكحاد دمشق تنفرد بتقاليد مليزة عنم مثيلتا منم الوُاضر العربية والسلمية ف تعاريش الناس مع شهر‬
‫رمضان البَارك فيها؛ حيث يإارس أهلِّها عادات قديإة عريقة توُارثوُها عنم أجدادهم تكحي عنم روح‬
‫التاث والصالة والبَة‪ ..‬والتوُاصل الدين والخلقي واليات فيمحا بينهم‪ ،‬تقاليد علِّىَ نُدرتا هذه اليام‬
‫أوشكحت أن تندثر إل منم بعضها‪ ..‬ومنم ذاكرة القدمي‪ ،‬وما حلدشثنا عنه السلِّف ف قصصهم الشعبَية‪.‬‬
‫ط ذرحاله بي ظهرانُينا؛ إذ ترىً الناس ف حالة تضي‬ ‫وتظهر كرامات هذا الشهر الفضيل قبَل أن ي ل‬
‫لستقبَال الشهر الكحري؛ حيث يسارع بعض الحياء إل وضع الزينات ف الشوُارع وعلِّىَ أبوُاب البَيوُت‬
‫وأبوُاب الوُانُيت‪ ،‬وتزلينم السوُاق بالعلم واليات القرآْنُية الكحريإة‪ ،‬ويشرق "سوُق المحيدية" بالضوُاء‬
‫طوُال اللِّيل‪.‬‬
‫إثبَات الشهر‪:‬‬
‫يستقبَل الدماشقة شهر رمضان بإثبَات موُلد هلل الشهر‪ ،‬وهذه تلِّتزم بأسس علِّمحية‪ .‬وقد جرت العادة‬
‫أن يلِّس القضاة والعلِّمحاء والوُجهاء ف ليلِّة الثلثي منم شعبَان ف السجد الموُي خلل الساعات الت‬

‫‪214‬‬
‫يتوُقع فيها ظهوُر هلل شهر رمضان لعلن الصيام‪ ،‬وكان لكحل مدينة ملِّس ماثل لدينة دمشق‪،‬‬
‫أصبَحت فيمحا بعد علِّىَ اتصال دائم بدمشق‪.‬‬
‫أما الن فقد أصبَح اللِّس ينعقد ف الكحمحة الشرعية لتبَلِّيغ الرؤية وإثبَات ميلد اللل‪ ،‬فإن جرىً‬
‫الثبَات رتنار الساجد ورتضرب الدافع إيذادنُا ببَدء الصيام‪.‬‬
‫السحرات‪:‬‬
‫منم الشخمصيات الرتبَطة بذاكرة الناس ف رمضان‪ :‬السلحر‪ ،‬وحت الن فإن أهل دمشق ل يزالوُن‬
‫يعتمحدون ويؤكدون علِّىَ وجوُد السلحر ف رمضان‪ ،‬وف الاضي كان يسلحر مدينة دمشق "مسحرات"‬
‫واحد‪ ،‬يصعد علِّىَ مكحان ومعه طبَل كبَي يضرب علِّيه‪ ،‬ويصيح بأعلِّىَ صوُته‪" :‬يا سامعي ذكر النب‬
‫عالصطفىَ صلِّوُا‪ ،‬لوُل النب ما انُبَن جامع ول صلِّوُا"‪.‬‬
‫ومع اتساع الدينة وتزايد عدد سكحانا تزايد عدد السلحرينم‪ ،‬حت أصبَح لكحل حي مسلحر خاصا به‪،‬‬
‫وكانُت تلِّك الرفة تنحصر ف عائلت تتوُارث العمحل‪ ،‬وهذا ما يفسر خروج السلحر مع ولد صغي‪،‬‬
‫وغالدبَا ما يكحوُن ابنه‪ ،‬يساعده ف حل السلِّة الت يمحع فيها أعطيات الطعام‪ ،‬وليتعلِّم منه أصوُل الصنعة‬
‫وآْدابا‪ ،‬وليتعرف إل أهل الطاف ومكحانُاتم الجتمحاعية‪ ،‬وبالتال ليحفظ الدائح والدعايات الت‬
‫سيددها عند تكحريسه ف "الكحار" مسحدرا‪ .‬وهكحذا كانُت تنطلِّق نُقرات علِّىَ طبَلت صغية فيها سحر‬
‫وإغراء ونُشوُة وصخمب يشق سكحوُن اللِّيل ويوُقظ القوُم إل ذكر ال‪ ،‬ويذكرهم با علِّيهم حيال الفقراء‪.‬‬
‫وينطلِّق مسحرو دمشق مزلودينم بي "عدة العمحل"‪" :‬الطبَلِّة والسلِّة" يوُبوُن الارات ويإرون بالبوُاب‬
‫يقرعوُنا بعصيهم الصغية‪ ،‬ويرددون بأصوُاتم الت تتفاوت ف الشوُنُة والدة عبَارات رمضان التقلِّيدية‪،‬‬
‫والت تشكحل حت اليوُم جزءاد ل يتجزأ منم شخمصية أولئمك السحرينم‪.‬‬
‫" يا نُاي وهوُ الداي‪ ،‬يا نُاي وحد ال‪ ،‬قوُم يا بوُ ممحد‪ :‬وحد ال‪ ،‬قوُم يا بوُ جاسم‪ ،‬يا بوُ صياح‪ :‬وحدوا‬
‫ال"‬
‫الوُلوُية‪:‬‬
‫صا ليلِّة‬
‫كانُت للِّطريقة "الوُلوُية" بدمشق‪ ،‬ول يزال دور متمحيز ف تقاليد الحتفاء بشهر رمضان؛ خصوُ د‬
‫القدر‪ ،‬ففي تلِّك اللِّيلِّة كان شيخ الطريقة يوُل علِّىَ ساط بإفطار للِّدراويش "الريدينم"‪ ،‬وبعد صلة‬
‫التاويح يعقد الذكر ف مقر "التكحية" الوُلوُية‪ ،‬ويضره منم شاء منم الوُاطني‪ ،‬ويلحظ ف السنوُات‬
‫الخية كثرة وجوُد الوربيي والمريكحيي ف تلِّك اللِّيلِّة‪ ،‬ويكحوُن الذكر بصاحبَة ضارب الدف‪ ،‬وعازأف‬
‫الناي وبإشراف )العشي باشي( الذي يلحظ الدراويش أثناء الدوران‪ ،‬فإذا انُتهىَ الذكر يرج المحيع ف‬
‫موُكب شعب حت السجد الموُي؛ حيث يبَقوُن ف احتفالم حت السحوُر‪ ،‬ث يصلِّوُن صلة الفجر ف‬
‫السجد الموُي‪.‬‬

‫‪215‬‬
‫أما اليوُم فقد اقتصر إحياء ليلِّة القدر علِّىَ التكحية الوُلوُية‪ ،‬دون الروج إل الشارع‪ ،‬كمحا يتم إحياء اللِّيلِّة‬
‫الت تسبَق ليلِّة القدر ف منزل الشيخ العيطة‪ ،‬وهوُ أحد مشايخ الطريقة الوُلوُية‪ ،‬ويقع خلِّف السجد‬
‫الموُي‪.‬‬
‫الكحوُات‪:‬‬
‫منم الشخمصيات التقلِّيدية الطريفة الت كادت تندثر مع وجوُد التلِّيفزيوُن والراديوُ‪" :‬الكحوُات"‪ ،‬إل أن‬
‫صاصا الشعب‪ ،‬ول سيمحا أيام رمضان؛ حيث يتبَوُأ‬ ‫بعض القاهي ف دمشق عادت وأحيت هذا الق ل‬
‫مكحانُه ف صدر القهىَ علِّىَ سدة عالية ملِّلِّة بالسجاد‪ ،‬ويقص علِّىَ الضوُر القصص الشعبَية عنم‬
‫"عنتة‪ ،‬والظاهر بيبس‪ ،‬والزير سال‪ ،‬وأب زأيد اللل" ‪.‬‬
‫وكان القوُم يتخميون "الكحوُات" الذي تتوُافق براعته وسرعة بديهته‪ ،‬وأسلِّوُبه ف اللقاء وتصعيد حبَكحة‬
‫الحداث‪ ،‬ومنم الموُر الطريفة الت يتحدث عنها البَعض أن حدث ف ليلِّة الديث عنم عرس عنتة بنم‬
‫شداد أن قام أنُصاره بتزيي القهىَ احتفالد بذه الناسبَة!ا!ا‬
‫موُائد الفطار‪:‬‬
‫خص الدماشقة هذا الشهر بالغالة ف إعداد موُائده‪ ،‬والفراط ف الرطبَات والشافات واللِّوُىً‪ ،‬ويإكحنم‬
‫القوُل‪ :‬إنُه ما منم بيت دمشقي إل ويتفي بائدة الفطار الت ينتظرها الصائم مساء كل يوُم با للذ‬
‫وطاب منم أصناف وألوُان الطعام‪ ،‬ول تكحاد تلِّوُ مائدة منم أنُوُاع "الفلتات‪ :‬الذلمحص بالزيت أو السمحنة"‬
‫و"فلتة الكحدوس"‪ ،‬كمحا ل تلِّوُ الائدة منم أنُوُاع الشروبات "الساء"‪ ،‬ومائدة الفطار ف دمشق ل تلِّوُ‬
‫منم القبَلت‪ ،‬وباصة صحنم الفوُل الدمس بالزيت‪.‬‬
‫ومع هذا الشهر تظهر عند البَغبَاتية "صناع اللِّوُيات"‪ ،‬اللِّوُىً الرمضانُية الصنوُعة منم الكحنافة والكحلج‪،‬‬
‫بالضافة إل البازأق والنهش‪ ،‬وتظهر أنُوُاع قمحر الدينم والنقوُع والزبيب لصنع أنُوُاع الشافات‪ ،‬كمحا‬
‫تظهر أرغفة العروك وأنُوُاع البَز الخرىً‪ ،‬وينتشر باعة الرطبَات بعد الفطار‪ ،‬وقلِّمحا تلِّوُ مائدة الفطار‬
‫منم الرطبَات‪ ،‬والطريف أن حديث النسوُة ف رمضان قلِّمحا يبَتعد عنم أنُوُاع الطعام الت تعلد للفطار‪.‬‬
‫وقد أخذت تنتشر ف الونُة الخية موُائد الطاعم؛ حيث أخذت الطاعم تتبَارىً فيمحا بينها لعداد‬
‫ضا‪ ،‬وقد لوُحظ استقطاب هذه الطاعم للِّعائلت؛ حيث ل تد مكحادنُا‬ ‫موُائد الفطار‪ ،‬بل والسحوُر أي د‬
‫ف العديد منم الطاعم علِّىَ الفطار أو علِّىَ السحوُر‪.‬‬
‫ت اجتمحاعية فريدة منم نُوُعها؛ ففي مساء أيام السبَوُع‬ ‫ترسوُد مدينةش دمشق خلل شهر رمضان ذصل ة‬
‫الول منم الشهر يتزاور أفراد العائلِّة للِّتهان‪ ،‬ويشمحل ذلك أصوُل العائلِّة وفروعها‪ ،‬وغالدبَا ما يكحوُن إفطار‬
‫أول يوُم عند عمحيد العائلِّة‪ ،‬وإفطار اليوُم الثان عند أكب أولده سدنا‪ ..‬وهكحذا‪ ،‬وف بداية السبَوُع الثان‬
‫يأت دور النساء ف التهنئمة‪ ،‬فيتبَادلنم التهان منم عصر كل يوُم إل قبَيل الغروب‪ ،‬ومنم خلل ذلك تدور‬
‫أحاديث عنم مآدب الطعام‪ ،‬وطرق إعداده‪ ،‬وقد يتساعدن ف ذلك ويتهادينم أطبَاق الطعام‪ .‬ومنم‬

‫‪216‬‬
‫النسوُة منم تذهب إل البية "القابر" لستذكار الوُتىَ بعد عصر اليوُم الول منم الشهر‪ ،‬وتأخذ معها‬
‫الطعام واللِّوُىً لتوُزأيعها علِّىَ الفقراء‪.‬‬
‫استقبَال العيد‪:‬‬
‫إذا كان العشر الرشول منم شهر رمضان "للِّمحرق" كمحا يقوُلوُن ف دمشق‪ ،‬لنمحاك القوُم بطعام رمضان‬
‫وموُائده‪ ،‬فإنم يعتبون الشعشر الروُهسشطىَ منم الشهر "للِّذخمشرق"؛ أي لشراء ثياب وكسوُة العيد ولوُازأمه‪ ،‬وإذا‬
‫حل الشعشر الواخر منم شهر رمضان انمحكحت النسوُة "بصلر الوُرق"؛ أي إعداد حلِّوُىً العيد‪ ،‬وخاصة‬
‫العمحوُل الشوُ بالوُزأ أو الفستق اللِّب‪.‬‬
‫وف اليام الت تسبَق العيد ل يعرف أهل دمشق فيها النوُم والسكحينة‪ ،‬فتتدي الدينة حلِّة قشيبَة منم‬
‫النُوُار تني الآذن والساجد والطرقات‪ ،‬فينقلِّب سوُاد اللِّيل إل نار‪ ،‬ويتحوُل سوُق المحيدية والرير‬
‫والقيشان إل بر متلطم منم البَشر‪.‬‬
‫وما يلِّفت النظر ف هذه اليام الكحريإة‪ :‬ازأدياد نُسبَة المنم والثقة عند الناس‪ ،‬حت يصبَح منم الطبَيعي‬
‫جددا أن تبَقىَ الرأة مع أطفالا حت ساعات الفجر الول وهي تشتي الثياب واللِّوُىً دون أي خوُف‬
‫أو حساب‪ ،‬وإن سألت فل تد جوُادبا سوُىً أنُه شهر رمضان‪ ،‬وفيه كل المان‪.‬‬
‫وما إن يعلِّنم موُلد هلل شوُال حت تكحوُن دمشق قائمحة علِّىَ قدم وساق‪ ،‬ليعم الفرح والتهان علِّىَ‬
‫السلِّم الذي أت فروضه ف الطاعة واليإان التوُاصل‪ ،‬وتتلِّئ الدنُيا فردحا وصخمدبَا وحبَوُدرا ونُشوُة‬
‫يييييييييي‬
‫هادي خإشبة نجم المنتخب المصري يتحدث عن فضل رمضان‬
‫أجرىً الوُار‪ :‬حسام تام القاهرة‬
‫هادي خشبَة‪ ..‬هوُ منم أشهر لعب فريق النادي الهلِّي الصري‪ ،‬وأحد أبرزأ لعب الكحرة الصرية الذينم‬
‫جعوُا بي الوُهبَة الكحروية واللتزام الخلقي والسلِّوُكي؛ فحازأ إعجاب ومبَة جاهي الكحرة ف مصر‬
‫والعال العرب‪.‬‬
‫ورغم أنُه ما زأال ف سنم مبَكحرة )عمحره ‪ 27‬عادما( فقد استطاع أن يصل علِّىَ عدد منم البَطوُلت اللِّية‬
‫والدولية مع فريقه )الهلِّي( ومنتخمب مصر مذ كان نُاشدئما زأادت علِّىَ خس عشرة بطوُلة ملِّية ودولية‪،‬‬
‫وتلوُج ذلك بصوُله علِّىَ لقب أحسنم لعب ف مصر لوُسم ‪ ،95/1996‬وكان قد حصل قبَلِّها علِّىَ‬
‫لقب أحسنم نُاشئ ف مصر موُسم ‪.92/1993‬‬
‫وهوُ منم أشهر لعب الكحرة الصرية الذينم تزوجوُا ف سلنم مبَكحرة تزوج منذ ثلثة أعوُام ولديه يوُسف عمحره‬
‫عامان وفضلِّوُا البتعاد عنم صخمب الشهرة وأضوُاء النجوُمية‪ ..‬لذلك فهوُ عند زأملئه منم لعب الكحرة‬
‫وخاصة الناشئمي نوُذج يتذىً به‪.‬‬

‫‪217‬‬
‫وحوُل رمضان ف حياة لعب الكحرة وذكرياته عنم رمضان كان لنا معه هذا الوُار‪ :‬كلعب كرة‬
‫ورياضي ماذا يإثل لك رمضان؟ وما الذي يتلِّف به عنم غيه منم الشهوُر منم وجهة نُظرك؟‬
‫رمضان شهر أنُتظره منم العام لخر‪ ،‬وكثديا ما أدعوُ بالدعاء الأثوُر‪" :‬اللِّهم بللِّغنا رمضان"‪ ،‬فهوُ شهر‬
‫البكة والغفرة والرحة منم ال عز وجل‪ ،‬وأظنم أن هذا إحساس الكحثيينم ف الوُسط الرياضي‪ ،‬كمحا هوُ‬
‫الال عند كل السلِّمحي‪ ..‬وحت إذا كان توُقيت البَاريات قبَل الصيام نُشعر بلِّذة مضاعفة ف الصيام‪..‬‬
‫تفوُق لذة الصوُم مع الراحة‪ ،‬لنا تمحع بي لذة الصوُم والاهدة‪ ،‬وأعتقد أن الصوُم مع الاهدة له‬
‫إحساس خاصا ومتلِّف‪ ،‬وثوُابه إن شاء ال يكحوُن أكب وأعظم‪ ..‬كمحا أن رمضان ترك تأثديا عمحيدقا علِّينا‬
‫ضا‪ ،‬فنحنم نُتعلِّم فيه الخلق الطيبَة‪ ،‬ونُكحثر فيه منم العبَادات واللتزام بالداب‬ ‫كأفراد وكفريق أي د‬
‫السلمية و ‪ ...‬وهذا بدوره يتك أثره علِّينا؛ إذ تسوُد بيننا روح الوُدة واللفة‪ ،‬وتقوُىً روح الفريق‬
‫الوُاحد‪ ،‬وهوُ أهم ما يتاجه الوُسط الرياضي‪ ،‬وهذا التأثي يإتد لفتة طوُيلِّة بعد رمضان‪ ،‬وهوُ ما أسيه‬
‫بزاد رمضان الذي يكحفي لعدة شهوُر أخرىً‪.‬‬
‫لكحنم الشائع خاصة ف الوساط الرياضية أن رمضان يؤثر سلِّبَديا علِّىَ الداء الرياضي؟‬
‫منم الفتض أن الصيام يعطي للنُسان القوُة واللِّد‪ ،‬وتأثي رمضان علِّىَ الرياضي تديددا ل بد وأن‬
‫يكحوُن إيابديا ف رأيي؛ خاصة إذا عرفنا أن اللعب يب أن يلِّتزم بنظام غذائي دقيق ودائم )رييم( ‪،‬‬
‫ويإتنع عنم الغذاء لعدة ساعات قبَل أي مبَاراة يوُضها‪ ،‬وأعتقد أن اللعب إذا أخذ بالسبَاب )تناول‬
‫السحوُر النُتظام ف موُاعيد النوُم القلل منم الطعام التزادما بوُصية الرسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪:‬‬
‫"بسب ابنم آْدم لقيمحات يقمحنم صلِّبَه‪ ("..‬فإن الصيام سيعوُد علِّيه بالفائدة‪ ..‬وهذا ما يدث معي‪،‬‬
‫فالبَاريات الت ألعبَها وأنُا صائم أكوُن موُفدقا جددا فيها‪ .‬ربا يتلِّف ذلك مع بعض اللعبَي؛ إذ نُلحظ‬
‫أن الشكحوُىً منم التعب والجهاد تزيد ف رمضان؛ خاصة وأن البَاريات غالدبَا ما تري نادرا‪.‬‬
‫هل أنُت مع إيقاف السابقات الرياضية ف رمضان أو القل القلل منها؟‬
‫ف القيقة نُعم‪ ،‬فالفضل منم وجهة نُظري إعادة تنظيم جدول البَاريات وخاصة الدوري العام بيث‬
‫يتوُقف تادما ف رمضان لنُه شهر وحيد ف السنة ومنم الول أن يصص للِّعبَادة والتقرب إل ال‪ ،‬وهذا‬
‫لنم يؤثر ف مسية الدوري ولنم يضر الرياضة ف شيء إذ أن الداء العام للعبَي يتأثر سلِّبَديا بالصيام‪.‬‬
‫كمحا أن هناك دولد فعلِّت ذلك كالسعوُدية مثلد ول تتأثر فيها الرياضة‪.‬‬
‫لكحنم ما رلدك علِّىَ منم يعتبون ذلك تعطيلد للعمحال؟‬
‫هذا غي صحيح خاصة إذا كان منم المحكحنم تأجيل البَاريات أو تنظيمحها با ل يتعارض مع أداء‬
‫الفرائض فالصوُم فريضة ورمضان شهر واحد ل يتكحرر ف العام إل مرة‪ ،‬والمر منم باب ترتيب الولوُيات‬
‫وتنظيم أموُر الدنُيا وفق الدينم‪ ،‬إذ ما الانُع أن تؤجل هذه البَاريات والنُشطة إل ما بعد رمضان؟‬
‫خاصة وأن ذلك لنم يضر بصال أحد‪ .‬ث إن كثديا منم النُشطة تعطل ف إجازأات أخرىً كالصيف‬

‫‪218‬‬
‫مثلد ول أحد يعتض‪ .‬فلِّنعتب رمضان مصيدفا وإن كان يعلِّوُ ويلل بالتأكيد منم أن يشبَه بالصيف‪.‬‬
‫وعلِّىَ كل إذا كان تأجيل الدوري إل ما بعد رمضان مطلِّدبَا صعدبَا؛ فل أقل منم أن تؤخر مبَارياته إل ما‬
‫بعد الفطار وهذا أضعف اليإان‪ ،‬فالبَاريات النهارية فتنة للعبَي وإغراء لم بالفطار تت مبرات‬
‫كثية‪.‬‬
‫بعض اللعبَي يلِّجئموُن إل الفطار إذا كانُت هناك مبَاراة نائية بدعوُىً وجوُد فتاوىً تبَيح ذلك كمحا‬
‫حدث منم قبَل ف بعض مبَاريات النتخمب الصري؟‬
‫ربا تقصد مبَاراتنا ف بطوُلة المم الفريقية ف جنوُب إفريقيا‪ ..‬والقيقة أن معظم اللعبَي كانُوُا‬
‫صائمحي وأدوا البَاراة باقتدار رغم أنا كانُت أثناء الظهر وف ظل درجة حرارة مرتفعة جددا‪ ..‬والذينم‬
‫أفطروا كانُت رخصتهم السفر وليس الشقة‪ .‬ومثل هذه الفتاوىً مرفوُضة تادما ول أتصوُر أن عالا يفت‬
‫د‬
‫با خاصة وأن البَاريات مهمحا بلِّغت مشقتها ل تستوُجب أو تستدعي الفطار‪ ..‬كمحا أن ظاهرة الفطار‬
‫بي اللعبَي قلِّت كثديا عنم ذي قبَل‪ .‬وأصبَح اللعب الفطر ظاهرة شاذة جددا ف الوُسط الرياضي‬
‫الذي صار ف الفتة الخية منم أكثر الوساط التزادما بالخلق والتعاليم السلمية‪.‬‬
‫بالناسبَة بش تفسر تزايد ظاهرة اللتزام ف الوساط الرياضية؟‬
‫بالفعل هناك إقبَال شديد بي اللعبَي علِّىَ اللتزام بالسلم‪ ،‬ويزيد باستمحرار خاصة ف شهر رمضان‪.‬‬
‫فالوُسط الرياضي ف رأيي أكثر تقبَلد للسلم لن اللعب دائدمحا باجة إل النصر والتوُفيق وهوُ ما‬
‫يعلِّه دائم التصال بال‪ ،‬كمحا أن الرياضة تعوُد النُسان علِّىَ اللتزام وتعلِّه جزدءا منم تكحوُينه إذ ل بد‬
‫منم النوُم مبَكحدرا والنُتظام ف التدريب والغذاء‪ ،‬وضبَط والعصاب‪ ،‬وعدم تضييع الوُقت وعدم النُغمحاس‬
‫ف اللِّذات ‪ ..‬ال‪ ،‬وهذه كلِّها صفات إسلمية ف الساس‪ ،‬وتعل اللعب بدوره أقرب إل اللتزام‬
‫بالسلِّوُكيات والخلق السلمية‪ ..‬وهذا ما ند أثره حالديا ف اللعب فقد صار اللتزام سة غالبَة بي‬
‫اللعبَي خاصة الشبَاب‪ ،‬وهذا ف رأيي يرجع إل تأثي الصحوُة السلمية‪.‬‬
‫وأنُت كيف تعيش شهر رمضان الكحري؟‬
‫ف رمضان أحاول أن ألغي كل التزامات علِّىَ قدر الستطاع وأبتعد قدر المكحان عنم الدنُيا سعديا للِّتقرب‬
‫إل ال فل أخرج منم النزل إل للِّضرورة‪ .‬وأحاول الفاظ علِّىَ الصلِّوُات ف جاعة بالسجد‪ ..‬خاصة‬
‫صلة العشاء والتاويح‪ ،‬حيث أصلِّي بصحبَة عدد منم زأملئي ف مسجد نُادي الصيد‪ ،‬خلِّف إمام‬
‫شاب يصلِّي بنا القيام بزء كامل‪ ..‬أما ف العشر الواخر منم الشهر فأقضيه معتكحدفا ف السجد ول‬
‫أخرج منه إل ليلِّة العيد‪ ،‬وف رمضان أحاول اللتزام بوُرد ثابت منم القرآْن الكحري )رفض تديد قدره(‬
‫وأواظب علِّىَ حضوُر حلِّقات ترتيل القرآْن الكحري‪ ،‬ومالس الذكر‪ .‬وإذا تصادف رمضان مع وجوُد‬
‫تمحعات أو معسكحرات رياضية للِّفريق ناول التجمحع قبَل التدريب أو بعده ف حلِّقة جاعية لتلوة‬
‫ضا بالنسبَة لذكار الصبَاح والساء حيث نرصا دائدمحا علِّىَ أدائها بشكحل جاعي‪،‬‬ ‫القرآْن‪ ..‬وكذلك أي د‬

‫‪219‬‬
‫وأحيادنُا نُذهب إل أحد دروس العلِّم الت تشهدها مساجد القاهرة‪ ،‬ومنم الدعاة الذينم أحرصا علِّىَ‬
‫حضوُر دروسهم ومتابعتها د‪ /‬عمحر عبَد الكحاف والشيخ‪ /‬وجدي غنيم‪ ..‬وها منم أكثر الدعاة تأثديا‬
‫خاصة بي الشبَاب‪ ،‬كمحا أحرصا علِّىَ متابعة فضيلِّة الشيخ‪ /‬يوُسف القرضاوي منم خلل الفضائيات‪،‬‬
‫ورأفضل قراءة كتبَه كثديا وساع أشرطة ماضراته وخطبَه‪.‬‬
‫لكحنم ما أكثر الشياء عندك ارتبَادطا برمضان؟‬
‫صلِّة الرحم‪ /‬ففي رمضان رأكثر منم زأيارة الهل والقارب‪ ..‬حيث تظلِّلِّنا أجوُاء الرحة والتسامح فتسوُد‬
‫العلقات السرية والعائلِّية الشاعر الدافئمة‪ ،‬وكثديا ما نُلِّتقي علِّىَ قراءة قرآْن أو ملِّس علِّم وتغلِّب علِّىَ‬
‫زأياراتنا الروح الدينية الالصة‪ .‬أما أكثر ما يرتبَط وجدانُديا برمضان فهوُ الحساس بالتعاطف والشفقة‬
‫تاه الفقراء والساكي خاصة الذينم ل يسألوُن الناس إلادفا؛ إذ يرقق رمضان قلِّوُبنا تاههم‪ ،‬ويصبَح‬
‫السلِّمحوُن مثل السد الوُاحد بي الؤمني‪.‬‬
‫ذكريات رمضانُية ل رتنسىَ؟‬
‫كانُت ف شهر رمضان الاضي ‪ 1419‬وكنت معتكحدفا ف العشر الواخر وانُتابتن حالة منم التسامي‬
‫أحسست فيها بقرب منم ال‪ ،‬وكان أكثر دعائي بأن يرزأقن ال حجه بيته الرام‪ ..‬والمحد ل خرجت منم‬
‫رمضان بعزم أكيد علِّىَ الجه حت ملنم ال علِّلي به‪ ..‬لكحنم ما زأال هذا العتكحاف ماثلد ف ذهن‪ .‬وقد‬
‫كان علمة فارقة ف حيات‪ .‬وبقدر ما استمحتعت فيه بالعبَادة والسمحوُ الروحي فقد شعرت فيه بندم‬
‫شديد علِّىَ ما فاتن‪ ،‬وأحسست لول مرة بقيمحة رمضان وعظمحته‪ ،‬وتنيت لوُ كان العام كلِّه رمضان‬
‫يييييييييي‬
‫د‪.‬صالحة عابدين ‪-‬رئيسة اللجنة السلمية العالمية للمرأة والطفل‬
‫نُسعىَ لقرار ميثاق إسلمي لقوُق الرأة والطفل ل يصطدم بالشريعة ‪.‬‬
‫الادمات الجنبَيات خطر يهدد مستقبَل النشء السلِّم وعلِّىَ المهات القيام بأدوارهنم‪.‬‬
‫أتن أن ل يإر رمضان هذا العام إل وقد تررت جيع القلِّيات السلمية‪.‬‬
‫أجرىً الوُار‪ :‬أجرىً الوُار ‪ /‬ماهد ملِّيجي‬
‫* ف البَداية نُوُد أن نُتعرف علِّىَ أهداف اللِّجنة السلمية العالية للِّمحرأة والطفل الت ترأسينها؟‬
‫** اللِّجنة كمحا هوُ معلِّوُم تتبَع اللِّس السلمي العالي للِّدعوُة والغاثة والذي يرأسه شيخ الزأهر بكحم‬
‫منصبَه وفقا لقانُوُن اللِّس ومقره موُجوُد بالقاهرة ‪،‬كمحا أن جيع النظمحات السلمية الدعوُية والغاثية‬
‫أعضاء فيه وتعمحل منم خلله واللِّجنة الت أشرف برئاستها هي لنة تتم وتركز علِّىَ شئموُن الرأة السلِّمحة‬
‫والطفل السلِّم و نُشأت بعد انُعقاد مؤتر بكحي وباركها الشيخ جاد الق علِّي جاد الق وإدراك خطوُرة‬
‫الخمطط الستعمحاري العالي الذي يسعىَ للِّنيل منم التمحعات السلمية تت دعاوىً التحرر والبداع‬
‫وقمحنا بإرسال كثي منم البَيانُات الت تصر فيها جيع مشاكل الرأة السلِّمحة عندنُا وهي تتكز ف مشاكل‬

‫‪220‬‬
‫انُتشار المية و سوُء الوضاع الصحية‪ ،‬و ضعف الكحفاءة والتنمحية البَشرية‪ ،‬وتأخذ اللِّجنة علِّىَ عاتقها‬
‫منذ تأسيسها إبرازأ والتأكيد ف متلِّف النتديات علِّىَ الهال الذي تعان منه الرأة السلِّمحة حت أدركوُا‬
‫أن موُضوُع الرأة السلِّمحة ل يأخذ حقه الكحاف منم الدراسة ووضعناه ف بؤرة الهتمحام ‪ ،‬وبينمحا العال كلِّه‬
‫يركز علِّىَ القوُق فقط فنحنم السلِّمحوُن نُتناول القوُق والوُاجبَات منم وجهة إسلمية متكحاملِّة ‪.‬‬
‫* هل فكحرت لنتكحم الوُقرة ف وضع ميثاق للِّمحرأة والطفل السلِّم بيث يراعي خصوُصية التمحعات‬
‫السلمية ؟‬
‫** لقد فكحرنُا بالفعل ف وضع ميثاق إسلمي للِّمحرأة والطفل بيث يراعي خصوُصية التمحعات العربية‬
‫والسلمية ولزألنا نُدرس إمكحانُية إصدار هذا اليثاق للِّمحرأة السلِّمحة والطفل السلِّم ف العال حت نُفرق‬
‫بي نُظرة السلم النبَثقة منم اليإان بال ومراعاة الضوُابط العقائدية و الخلقية وبي النظرة الغربية‬
‫للِّمحرأة والطفل والت ل تكحتث بذه الموُر‪ ،‬كمحا أنُه لبد منم وضع أيدينا أول علِّىَ الشكحلِّة ث نُصفها‬
‫ث نُضع اللِّوُل لا با يناسبَها ف متمحعات القلِّيات السلِّمحة ف العال أجع بصفة خاصة والتمحعات‬
‫العربية والسلمية عامة ‪،‬حيث إن المحيع لديهم مشاكل تتبَاينم حسب الكحان الذي تدث فيه‪ ،‬ففي‬
‫فرنُسا وبلِّجيكحا يوُاجه السلِّمحوُن مشاكل حرية السلِّمحة ف أن ترتدي ما يتناسب مع ما أمر به ال ‪.‬كمحا‬
‫أن هذه الظاهرة بدأت ف النُتشار حيث صعب علِّىَ الرأة السلِّمحة احتفاظها بوُظيفتها أو موُاصلِّة‬
‫تعلِّيمحها ف مدارس أو جامعات الغرب رغم أن الغرب يإل الدنُيا ضجيجا بالديإقراطية وحقوُق النُسان‬
‫‪!.‬ا!ا‬
‫* باعتبَاركم أقمحتم ف بلد الغرب هل هناك اختلف بي وضع الرأة ف متمحعاتنا العربية والسلمية وف‬
‫التمحعات الغربية ؟‬
‫** بالتأكيد هناك اختلف وطبَيعة هذا الختلف بي الرأة ف متمحعاتنا السلمية وف التمحعات‬
‫الغربية تنطلِّق منم الختلف الوُهري ف القيم الدينية والخلقية الت تعتمحد علِّيها الرأة السلِّمحة والرأة‬
‫الغربية إذ ند أن اكثر منم ‪ %50‬منم الغربيي رجال و نُساء متحررينم جلِّة منم الديانُة بصفة عامة حت‬
‫ل تصل الكحنيسة منهم علِّىَ ضريبَة الديانُة بينمحا ف متمحعاتنا السلمية ند أن الرأة تستمحد كرامتها‬
‫وعزتا منم ارتبَاطها بدينها علِّىَ العكحس منم نُظيتا الغربية‪ ،‬كمحا أنُه ف الغرب الفردية تسيطر علِّىَ‬
‫تفكحيهم بشكحل ليس له مثيل علِّىَ الصعيد الثقاف والجتمحاعي والسياسي والقتصادي حيث إنم‬
‫يعتبون الشخمص هوُ الوُر الساسي ف التمحع‪ ،‬والتكيز علِّىَ الفردية ف كل شئ هوُ السبَب الساسي‬
‫ف امتلء حياتم بالشاكل ‪ ،‬بينمحا ف العال السلمي يتلِّف المر كمحا قلِّنا حيث الدينم هوُ موُر‬
‫الياة العامة والاصة ومفاهيم التعاون علِّىَ الب والتقوُىً والتكحافل وصلِّة الرحام وتاسك السرة وغيها‬
‫منم الفاهيم تعل الختلف جذريا بيننا وبينهم ‪.‬‬
‫* هل يتلِّف مفهوُم حقوُق الرأة بي السلم والغرب؟ ولاذا ؟‬

‫‪221‬‬
‫** حقوُق الرأة ف السلم ل تتلِّف عنم مثيلتا ف الغرب بل تفوُقها بكحثي بصفة عامة فمحثل ليس‬
‫علِّىَ الرأة السلِّمحة مسئموُلية مالية لرعاية أسرتا وهىَ مسئموُلية الرجل تاما ‪ %100‬بينمحا ف الغرب‬
‫السئموُلية مشتكة وتب الرأة علِّىَ ذلك‪ ،‬بل ف أحيان كثية تتحمحل الرأة عبء النُفاق علِّىَ السرة ف‬
‫وجوُد رجل معها ولكحنه ل يعوُلا‪ ،‬وهناك العديد منم المتيازأات للِّمحرأة السلِّمحة لوجوُد لا ف النظوُمة‬
‫الغربية‪ ،‬كمحا أن حق إجازأة الموُمة ف عالنا السلمي ل يعرفها الغرب وهناك الكحثي والكحثي الذي‬
‫تتمحيز به الرأة السلِّمحة عنم نُظيتا ف الغرب بغض النظر عنم بعض الدعايات الت يتشنجه با الغرب‬
‫للِّنيل منم السلم ‪ ،‬وليس ذلك بأكثر ف إطار حلته النظمحة لتشوُيه صوُرة السلم‪.‬‬
‫* هناك منم يطالب بالعوُدة إل التاث السلمي ف دراسة علِّوُمنا الجتمحاعية ‪ .‬فمحا رأيك ف ذلك ؟‬
‫** ل شك أن هذا مطلِّب عادل ‪،‬ولبد أن تنبَع دراسات العلِّوُم الجتمحاعية ف التمحعات السلمية‬
‫منم داخل التمحعات العربية والسلمية نُفسها لنُنا ل نُستطيع أن تقوُل أن كل شئ ف العلِّوُم الغربية‬
‫يصلِّح تاما لتطبَيقه علِّىَ متمحعاتنا العربية والسلمية ولكحنم هناك خصوُصية ف الدراسات الجتمحاعية‬
‫منم بيئمة لخرىً داخل القطر الوُاحد فمحا بالنا باختلف الدينم والتاريخ واللِّغة والثقافة والعادات والتقاليد‬
‫والظروف التاريية؟ كل هذا يعل منم الستحيل أن تنطبَق العلِّوُم الجتمحاعية الغربية علِّىَ متمحعاتنا‬
‫السلمية ولبد منم أسلِّمحة العلِّوُم الجتمحاعية ومنطلِّقاتا و أدواتا‪ ،‬وهناك ف الغرب تفكحيهم‬
‫ومنطلِّقاتم مادية إلادية ل تصلِّح للِّمحجتمحعات اليإانُية ‪ ،‬وإن كان ذلك ل يإنع منم أن يوُجد بينهم‬
‫النادر جدا جدا الذي قد يتفق معنا ف بعض النطلِّقات مثل )ايفاستاكوُنُس( ول يإنع أن نُتوُاصل مع‬
‫أمثال هؤلء كمحا قال بذلك ابنم خلِّدون ‪.‬‬
‫* نُتيجة للِّدش والقنوُات الفضائية الغربية والنُتنُت النتشرة ف البَلد السلمية‪ ،‬كيف نمحىَ أطفالنا‬
‫وشبَابنا منم العادات الغربية الدمرة للِّدينم والخلق ؟‬
‫** هذه بل شك مسئموُلية جسيمحة تقع علِّىَ عاتق العلم ف عالنا السلمي شاء أم أب ولبد أن يقوُم‬
‫العلم ف العال السلمي بذا الدور بدل منم تكحرار النمحوُذج الغرب الرفوُض دينا وعقيدة وخلِّقيا ف‬
‫آْن واحد ‪ ،‬وأذكر أنُنا قبَل ‪ 4‬سنوُات قد نُظمحنا مؤترا ضخممحا تت عنوُان " مسئموُلية العلم ف السلم‬
‫" و قمحت بكحتابة ورقة مفصلِّة عنم "مسئموُليات الصحفيي السلِّمحي نوُ العال كلِّه" ويب عدم التهاون‬
‫ف هذه الموُر لا لا منم خطر عظيم علِّىَ مستقبَل أمتنا ف اللفية الثالثة ‪.‬‬
‫* تنتشر ف الحياء الراقية والتمحعات الغنية ظاهرة الادمات والربيات الجنبَيات فمحا هي منم وجهه‬
‫نُظركم خطوُرة الادمات الجنبَيات علِّىَ النشء ف التمحعات السلمية ؟‬
‫** إنا بل شك تؤثر علِّىَ الطفال تأثيا سلِّبَيا منم نُاحية العقيدة وقوُة الدينم لسيمحا وأن أغلِّبَهنم منم‬
‫غي السلِّمحات ‪،‬وعلج هذا الوُضع يكحمحنم ف تشجيع المهات علِّىَ القيام بسئموُليتهنم تاه أطفالنم‬
‫والتخمفف منم استخمدام الادمات ‪،‬وستنتهي هذه الظاهرة بعد أجيال إن شاء ال ف حال بداية‬

‫‪222‬‬
‫المهات ف القيام بذا الدور الذي خلِّقنم منم أجلِّه ‪ ،‬وإذا بدأن منم اليوُم بيث تكحتفي الادمات‬
‫بالساعدة ف أعمحال البَيت والتنظيف بينمحا تستقل الم بالتبية والعداد لطفالا علِّىَ العان السلمية‬
‫الصحيحة ‪،‬بل وتسعىَ لدعوُة هذه الادمة للسلم حال كوُنا غي مسلِّمحة عمحلِّيا ونُظريا ‪.‬‬
‫* شيء تب د‪ .‬صالة أن يتحقق ف رمضان ؟‬
‫** أحب أن يدث نوُض بالرأة السلِّمحة فتزول عنها أميتها وتتل الكحانُة التمحيزة لا ف تربية وإعداد‬
‫اليل القادم الذي سيتحقق علِّىَ يديه النصر للسلم والسلِّمحي إن شاء ال ‪ ،‬كمحا أتن أن ل يصبَح‬
‫بي القلِّيات السلمية مسلِّم واحد يعان الظلِّم والقهر والوُع والرض كمحا هوُ حادث اليوُم ف‬
‫الشيشان وكشمحي وداغستان ومنم قبَل كوُسوُفا والبَوُسنة‪ ،‬وأن تدث وحدة حقيقية للمة السلمية‬
‫ونضة اقتصادية واجتمحاعية ‪،‬وأن تتفي كل أشكحال العنف منم التمحعات العربية والسلمية ‪ ،‬و ‪...‬‬
‫غي ذلك آْلف المان ولكحنم أن تتحقق ؟وعمحوُما ليس ذلك علِّىَ ال ببَعيد‬
‫* ماذا تتمحن د‪ .‬صالة منم ال أن يرفعه عنم المة ف رمضان ؟‬
‫** أمنيت ف هذا الشهر البَارك أن يستجب ال لنا دعاءنُا ودعاء الليي منم السلِّمحي بأن يزيل هذه‬
‫الغمحة عنم القلِّيات السلِّمحة الت تعان منم الضطهاد والتعذيب والتشريد والذبح والقصاء وكل ما ل‬
‫يطر علِّىَ بال إنُسان منم وسائل جهنمحية يسلِّكحها أعداء السلِّمحي والنُسانُية كمحا حدث ف البَوُسنة‬
‫ويدث اليوُم ف كشمحي وفلِّسطي وغيها منم الماكنم الت يلقي فيها السلِّمحوُن العنت والضطهاد‬
‫يييييييييي‬
‫الشيخ محمد جبريل ‪-‬التراويح في رمضان تؤكد أن المسلمين بخير‬
‫القاهرة داود حسنم‬
‫بالرغم منم أن صلة التاويح ف مصر أصبَحت ظاهرة عادية أن ترىً جيع الساجد عامرة بالصلِّي حت‬
‫يرج العشرات إل الشوُارع للِّصلة‪ ،‬إل أن مسجد عمحرو بنم العاصا أكب وأول مسجد بن ف مصر‬
‫يظل أكثر الساجد حدظا ف عدد الصلِّي والذينم يصل عددهم ليلِّة القدر ف ليلِّة السابع والعشرينم منم‬
‫رمضان إل ما يقرب منم نُصف ملِّيوُن مسلِّم منم متلِّف العمحار والستوُيات الجتمحاعية‪ ،‬بل إن‬
‫الكحثيينم منهم منم خارج مدينة القاهرة أتوُا منم الافظات أو منم أبناء الدول العربية والسلمية حرصوُا‬
‫علِّىَ صلة التاويح‪ ،‬وخاصة ليلِّة القدر خلِّف المام الشاب ممحد جبيل الذي منحه ال صوُدتا جيلد‬
‫يؤثر ف قلِّوُب الصلِّي قبَل آْذانم؛ خاصة أثناء ابتهاله بالدعاء ف القنوُت‪ ،‬ويكحوُن الشهد رائدعا عندما‬
‫يإتلِّئ السجد عنم آْخره‪ ،‬وتتلِّئ الشوُارع والزأقة واليادينم اليطة بالسجد ف تظاهرة جيلِّة أثناء تأدية‬
‫إحدىً شعائر السلِّمحي‪ ..‬المحيع فيها ينتظر رحة منم ربه‪ ،‬وتاودزأا عنم سيئماته ونُصدرا لمته‪ .‬ف السطوُر‬
‫القادمة لقاء خاصا مع فضيلِّة الشيخ ممحد جبيل‪. .‬‬
‫فضيلِّة الشيخ جبيل‪ ..‬كيف كانُت بدايتك مع القرآْن؟‬

‫‪223‬‬
‫لقد بدأت مع القرآْن منذ نُعوُمة أظفاري ف كلتاب القرية الت ولدت فيها "لوُريا مركز شبَي القناطر‬
‫قلِّيوُبية"‪ ،‬حيث حفظت القرآْن كلِّه ول يتعد عمحري تسع سنوُات‪ ،‬وكان لنشأت الريفية وسط أسرة‬
‫متدينة تب القرآْن الثر الكحبَي ف أن يكحوُن ل نُصيب منم القرآْن‪ ،‬وكذلك كانُت القرية كلِّها تب‬
‫القرآْن‪ ،‬ما يساعد علِّىَ التفوُق‪ ،‬وقد كنت أجع بي حفظ القرآْن والتفوُق ف الدراسة خلل كافة‬
‫مراحل التعلِّيم منذ البتدائية‪ ،‬وحت تلرجي منم كلِّية الشريعة والقانُوُن منم جامعة الزأهر‪.‬‬
‫وشمهنم ذمنم الشخماصا تأثرت بم ف حياتك؟‬
‫لقد تأثرت بوُالدي بارك ال فيه‪ ،‬حيث كان يتابعن يوُمديا بعد عوُدت منم الكحلتاب‪ ،‬ويراجع ل ما حفظته‬
‫حت يثبَت القرآْن ف قلِّب‪ ،‬كل ذلك رغم أن شيخ الكحلتاب كان ل يتكن إل بعد أن يتأكد منم أنُن‬
‫حفظت حفدظا جيددا‪ ،‬كذلك تأثرت بشيخ الكحتاب‪ ،‬وهوُ الشيخ أمي سلِّيمحان‪ ،‬ث الشيخ عامر عثمحان‪،‬‬
‫وهوُ الذي له الفضل ف تعلِّيمحي أحكحام التلوة والداء السلِّيم‪ .‬وهؤلء جيدعا كان لم فضل علِّلي ف أن‬
‫أفوُزأ بالراكز الول ف كل مسابقات حفظ القرآْن ف مصر والعال‪.‬‬
‫هل سبَق لكحم قراءة القرآْن وإمامة السلِّمحي ف مساجد غي مسجد عمحرو بنم العاصا؟‬
‫نُعم‪ ..‬سبَقت ل الشاركة ف العديد منم الساجد قبَل مسجد عمحرو بنم العاصا وبعده‪ ،‬فبَعد عوُدت منم‬
‫الردن حيث كنت مدردسا للِّقرآْن ف الامعة الردنُية‪ ،‬وقاردئا للذاعة والتلِّفزيوُن‪ ،‬ومعددا لبَعض البامجه‬
‫الدينية‪ ،‬وإمادما لكب مساجدها ‪،‬بعد عوُدت عام ‪ ،1987‬صلِّيت ف مساجد الرم الخمتلِّفة‪ ،‬حت‬
‫ضاقت وازأدحت بالصلِّي‪ ،‬حت جاءت دعوُة د‪.‬عبَد الصبَوُر شاهي السئموُل عنم مسجد عمحرو بنم‬
‫العاصا ف عام ‪ 1988‬ل للِّصلة ف السجد‪ ،‬وحت الن ل أنُقطع عنم الصلة ف هذا السجد البَارك‬
‫ف رمضان‪ ،‬وظلِّلِّت أرفض الدعوُات الت توُجه ل للِّصلة خارج مصر خلل شهر رمضان أكثر منم‬
‫سبَع سنوُات إكرادما للِّمحسلِّمحي ف هذا البَلِّد الطيب‪ ،‬حت استخمرت ال تبَارك وتعال وجعت بي الصلة‬
‫ف السجد وف مساجد أخرىً خارج مصر‪.‬‬
‫وكيف نحت ف ذلك؟‬
‫أحرصا علِّىَ أن أقضي أسبَوُدعا كاملد داخل مصر لتكحنم منم الصلة ف مسجد عمحرو بنم العاصا‪،‬‬
‫وأقضي باقي الشهر متنقلد بي الراكز السلمية والساجد الاصة بالاليات السلمية ف العال‪ ،‬ورغم‬
‫الرهاق الشديد الذي يصيبَن إل أنُن أحاول أن أرضي كافة السلِّمحي‪.‬‬
‫رترىً ما هوُ سبَب ارتبَاطك بسجد عمحرو بنم العاصا بالتحديد؟‬
‫الرتبَاط بسجد عمحرو بنم العاصا هوُ ارتبَاط عمحيق مبَارك‪ ،‬ذلك أنُن عندما أصلِّي ف السجد أشعر‬
‫وكأن ف مسجد رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪ ،‬لن معظم الذينم شاركوُا ف بنائه قد رأوا رسوُل ال‬
‫صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم والذي بن القبَلِّة الت نُصلِّي فيها الن هوُ الصحاب عبَادة بنم الصامت‪ ،‬وهوُ منم‬
‫الصحابة الكحرام‪ ،‬فالقيقة هناك إحساس أعجز عنم وصفه عند دخوُل هذا السجد البَارك‪ ،‬ولذلك‬

‫‪224‬‬
‫كنت أرفض الدعوُات الت توُجه ل منم الارج لكمحل رمضان با إكرادما لذا الي‪ ،‬ولذلك فأنُا‬
‫صا لوُجهه الكحري‪.‬‬ ‫متمحسك به‪ ،‬وأسأل ال أن يعل ذلك خال د‬
‫كان لك طلِّب للعلم الصري بشأن نُقل صلة التاويح فيه علِّىَ الوُاء مبَاشرة؟‬
‫نُعم‪ ..‬أتن منم السئموُلي عنم العلم ف مصر أن ينقلِّوُا هذه الصوُرة الؤثرة علِّىَ الوُاء مبَاشرة للِّعال‬
‫الارجي‪ ،‬ولنم ل يستطيع أن يراها ف مصر‪ ،‬ليعلِّم المحيع أن مصر بي‪ ،‬ولنم ينقطع عنها الي إل أن‬
‫يرث ال الرض ومنم علِّيها‪.‬‬
‫وما هي أهم العان الت تستشفها منم خلل صلتك وهذه المحوُع الت تقف خلِّفك؟‬
‫العن الكحبَي الذي يتأكد عندي أن السلِّمحي فطرتم سلِّيمحة‪ ،‬وهم يتاجوُن لنم يأخذ بأيديهم إل ال‪،‬‬
‫وهم كمحا ترىً يزيدون ف العدد عاما بعد عام‪ .‬وأدعوُ ال أل يكحوُنُوُا غثاء كغثاء السيل‪ ،‬وأن يكحوُن هذا‬
‫العدد نُفدعا للسلم والسلِّمحي‪.‬‬
‫وباذا تفسر حب الناس لك والرصا علِّىَ الصلة خلِّفك؟ خاصة وأنم يإثلِّوُن شرائح متلِّفة منم‬
‫السلِّمحي؟‬
‫ت شما ذف‬ ‫حب الناس نُعمحة منم ال‪ ،‬وهذا هوُ رأسال‪ ،‬وسبَحان منم بيده القبَوُل‪ ،‬وهوُ القائل [لشهوُ أشنُشفهق ش‬
‫ف بشهييينشيرههم ذنُإلهر شعذزيةز شحذكحيةم( وأدعوُ ال أن يرزأقن الصدق‬ ‫ذذ ذ‬ ‫الشر ذ ذ‬
‫ي قريرلِّوُبهم شولشكحلنم اللِّلهش أشل ش‬ ‫ض شجيعاد لما أشلشف ه‬
‫ت بشي ه ش‬ ‫ه‬
‫والخلصا ف القوُل والعمحل‪.‬‬
‫وماذا عنم برنُامك اليوُمي ف رمضان وف غي رمضان؟‬
‫برنُامي يبَدأ مع صلة الفجر أولد ث مراجعة القرآْن وهوُ الوُرد اليوُمي ل‪ ،‬ث متابعة بعض العمحال‬
‫الاصة‪ ،‬والراحة ف وقت القيلِّوُلة إن تيلسر الال‪ ،‬ث النزول إل صلة الغرب والعشاء ضمحنم برنُامجه‬
‫ثابت ف الساجد الخمتلِّفة‪ ،‬هذا إن كنت ف مصر‪ ،‬وعادة ما أسافر كثديا علِّىَ مدار العام لتلِّبَية‬
‫الدعوُات الارجية‪.‬‬
‫رغم الدخل الادي الكحبَي الذي يلِّبَه إحياء ليال الآت إل أنُك ترفض ذلك‪ .‬لاذا؟‬
‫لنُن أشعر أن ال اصطفان لكوُن إمادما للِّمحسلِّمحي‪ ،‬ويكحفي حديث الرسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪" :‬إذا‬
‫مات بنم آْدم انُقطع عمحلِّه إل منم ثلث؛ صدقة جارية‪ ،‬وعلِّم ينتفع به‪ ،‬وولد صال يدعوُ له"‪.‬‬
‫وماذا عنم أسرتك؟‬
‫أسرت صغية ف حجمحها كبَية بالقرآْن‪ ،‬وال رزأقن بعمحرو وعمحره سبَع سنوُات‪ ،‬وسارة ثلث سنوُات‪،‬‬
‫ويوُسف ثانُية أشهر‪ .‬وأرجوُ ال أن ينبَتهم نُبَادتا حسدنا‬
‫يييييييييي‬
‫رمضانيات بريطانية‬
‫بقلِّم‪ /‬زأينب مصطفىَ‬

‫‪225‬‬
‫صبَاح الي يا عزيزت‪ .‬صبَاح الي مسز سيث‪ ..‬تفضلِّي بالدخوُل‪ .‬شكحدرا‪ ..‬فأنُا ف عجلِّة منم أمري‪.‬‬
‫فقط أحبَبَت أن أقدم لك هذه الدية الصغية‪ ،‬إنا علِّبَة منم التمحر اللِّذيذ‪ ..‬رأيته متوُفدرا بكحثرة ف السوُق‪،‬‬
‫فعرفت أن شهركم الفضل قد اقتب‪ ..‬تفضلِّي‪ ..‬وشهر سعيد‪ .‬هكحذا ودعتن جارت العجوُزأ الطيبَة‪،‬‬
‫وتركتن ف غمحرة منم مشاعر الشجنم والني ليام ذات مذاق خاصا‪..‬‬
‫ذكريات منم رمضان‬
‫كانُت الفرحة برمضان تعلِّنم عنم نُفسها قبَل الشهر الكحري بشهوُر‪ ..‬ول يغيب عنم ذاكرة القلِّب ذلك‬
‫الشد الائل منم العداد لرمضان‪ ،‬والذي كان لطفوُلة جيلِّي عالا سحرديا دائدمحا تفه الطقوُس البَهجة‬
‫د‬
‫الت تعلِّنا متعي بالسعادة‪ .‬ورغم مرور السني‪ ..‬وكلِّمحا جاء رمضان يتألق وجدان بصوُر منم الذكرىً‬
‫نُسجتها اليام بنبَضات قلِّب‪ ،‬فينساب منم بعيد صوُت الشيخ ممحد رفعت عذدبا نُدديا حاملد لقلِّب‬
‫معان الشوُع والنُس بالقرآْن‪ ،‬وما زأالت عين تذكر أطياف ألوُان الفوُانُيس ف ضوُء الشمحوُع‪ ..‬وما زألت‬
‫أتنلسم رائحة تلِّك اليام‪ ،‬وما أكثر ما كانُت تفل بالعبَق والعبَي والعطوُر‪ .‬ترىً هل ما زأال السحرات‬
‫يطوُف الشوُارع بسجلِّه العتيق ودقاته الرتيبَة!ا وهل يفرح أطفال الي ‪ Internet‬بالسحرات‪ ،‬ويمحلِّوُن له‬
‫نُفس مشاعرنُا نوُه منم الب والرهبَة؟!ا‬
‫مذاق آْخر لرمضان‬
‫أمعنت برهة مع الذكريات ‪ ...‬وهاهوُ رمضان يدعوُن ف الغربة للستعداد له ولحيائه‪ ..‬فرمضان هوُ‬
‫رمضان ف الشرق أو ف الغرب يشحذ المحم‪ ،‬ويفتح القلِّوُب للِّعبَادة والقرآْن والعمحل الصال‪.‬‬
‫كمحا يتلِّف مذاق الشرق عنم الغرب‪ ،‬يتلِّف مذاق رمضان ف بريطانُيا‪ ،‬لكحنه مذاق متمحليز علِّىَ أية‬
‫حال‪ ،‬فاليام ف رمضان ل يفارقها هدوءها العتاد‪ ،‬وليس ثة مظاهر تغيي ف الشوُارع والسوُاق‪ ،‬اللِّهم‬
‫إل ف ملت بيع الطعام اللل الت تعرض الطعمحة الت تلِّقىَ إقبَالد ف رمضان منم أبناء الاليات‬
‫السلمية الخمتلِّفة‪ .‬وحديدثا بدأت بعض اللت الشهية ف عرض أنُوُاع منم التمحوُر علِّىَ وجه الصوُصا‬
‫ما يعد إشارة إل وضع حاجات الاليات السلِّمحة علِّىَ قائمحة الهتمحام‪.‬‬
‫صيام الطفال السلِّمحي ف مدارس بريطانُيا‬
‫تستقبَل السر السلِّمحة ف بريطانُيا كمحا ف كل مكحان علِّىَ وجه الرض تستقبَل رمضان بفرحة خاصة‪،‬‬
‫وتليئ الصغار للِّتعوُد علِّىَ الصيام كمحا تعتدهم لوُاجهة تساؤلت زأملئهم ومعلِّمحاتم عنم سبَب‬
‫صيامهم‪ ،‬ويبَدأ الطفال السلِّمحوُن الصائمحوُن رحلِّتهم اليوُمية إل الدرسة غي مزلودينم بي ‪Lunch‬‬
‫‪ Box‬وسط اهتمحام كبَي منم العلِّمحات وإدارة الدرسة للِّتأكد منم أن الطفال غي مكحرهي علِّىَ‬
‫الصيام‪ ،‬والتنبَيه علِّيهم بالبَادرة بإخطار العلِّمحات لدىً إحساسهم بأية رغبَة ف تناول الطعام‪ .‬وكثي منم‬
‫صا علِّىَ عدم إرهاقهم‪ ،‬ف الانُب الخر تدور‬ ‫الدارس تنع الطفال الصائمحي منم مزاولة الرياضة حر د‬
‫حوُارات ل تنتهي بي الطفال عنم الصيام وأسبَابه‪ ،‬ويتلِّط الوُاقع باليال ف عال الطفال‪ ،‬ويبَهر جوُن‬

‫‪226‬‬
‫بقدرة ممحد علِّىَ الصيام وترك اللِّوُىً‪ ،‬وتشارك مرجريت فاطمحة فرحتها برمضان‪ ،‬أما عنم الدارس‬
‫السلمية الاصة فهي تتفي بالطفال الصائمحي‪ ،‬وتشجعهم علِّىَ ذلك دون ضغط أو إلاح‪.‬‬
‫لقاءات مدرسية رمضانُية‬
‫وكثديا ما تطلِّب أمهات مسلِّمحات منم إدارة بعض الدارس الكحوُمية خاصة الت يدرس فيها أطفالنم أن‬
‫ريسمحح لنم بلِّقاء تلميذ بعض الفصوُل وتعريفهم بالسلم كدينم وحضارة‪ ،‬وكثي منم الدارس ترحب‬
‫بذلك‪ ،‬لنُه يدعم تلقي الثقافات ف متمحع متعدد الثقافات‪ ،‬وف مدينة نُوُتنجهام بوُسط بريطانُيا‬
‫طلِّبَت إحدىً المهات وهي طبَيبَة مصرية منم إدارة الدرسة البتدائية الت يتعللِّم فيها أطفالا أن تقدم‬
‫لطفال الدرسة تعريدفا برمضان‪ ،‬وظلِّت تلِّتقي بالطفال يوُمديا علِّىَ مدار أسبَوُع لدة نُصف ساعة‬
‫تعرض علِّىَ الطفال ف كل مرة جانُدبَا أو معن منم معان رمضان فتكحلِّمحهم مرة عنم السحرات وترسه‬
‫لم‪ ،‬ومرة عنم فانُوُس رمضان‪ ،‬وتعللِّم الطفال كيف يصنعوُنُه منم الوُرق اللِّوُن‪ ،‬وثالثة تبهم عنم التمحر‬
‫وفوُائده‪ ،‬ولاذا يفضل السلِّمحوُن الفطار علِّيه‪ ،‬ورابعة تكحلِّمحهم عنم اللئكحة وليلِّة القدر‪ ،‬وخامسة عنم‬
‫القرآْن‪ ،‬وأخديا عنم كعك العيد‪ ،‬وتقدم لم شيدئما منه‪ .‬وقد أعجبَت إدارة الدرسة بالشروع‪ ،‬وطلِّبَت منم‬
‫الطبَيبَة إعداد ملِّف كامل به‪ ،‬ضمحته الدارة إل مكحتبَة الدرسة ليكحوُن مرجدعا للِّتعريف برمضان كلِّمحا‬
‫دعت الاجة‪.‬‬
‫وكلِّمحا ذهبَت تلِّك الطبَيبَة لصطحاب أطفالا‪ ،‬يلِّتف حوُلا الصغار سائلِّي عنم التمحر والفانُوُس‪ ،‬ومت‬
‫يعوُد رمضان‪ ،‬وف تعلِّيق بريء قال لا مايكحل الصغي‪ :‬إن حكحاية السحرات أجل منم الي ‪Fairy‬‬
‫‪)Tails‬قصص الشبَاح(‪ .‬ترىً أينشأ جيل ف بريطانُيا يقبَل السلم‪ ،‬ويعرف عنه ما يدعوُه إل أن‬
‫يبَه؟!ا يبَدو ذلك‪.‬‬
‫والامعات أيضاد‬
‫ويتسع الهتمحام باستقبَال رمضان والحتفال به ليشمحل الطلب السلِّمحي ف الامعات والعاهد العلِّيا‪،‬‬
‫فتجد ف لوُحات العلنُات بالكحلِّيات الخمتلِّفة‪ ،‬بطاقات التهنئمة بلِّوُل الشهر الكحري‪ ،‬كذلك تتغي‬
‫موُاعيد بعض الدروس والختبَارات با يتوُافق وموُاعيد الفطار‪ ،‬وتفل الساجد وغرف الصلة بالنُشطة‬
‫الخمتلِّفة منم ماورات ولقاءات‪ ،‬وأصبَح سة ميزة ف كثي منم الامعات ف لندن الفطار اليوُمي الان‬
‫الذي يوُلفره اتاد الطلب بدعم منم بعض الؤسسات الغاثية‪ ،‬كذلك تتمحيز الصدارات الخمتلِّفة منم‬
‫نُشرات وملت‪ ،‬باحتفاء خاصا بالشهر الكحري‪ .‬ويإتلد النشاط ليشمحل بيوُت ضيافة الطلب والطالبَات‬
‫العام منها والاصا‪ ،‬فتشهد هي الخرىً أنُشطة متمحيزة منم إفطارات وماضرات‪ ،‬ولقاءات بشخمصيات‬
‫علِّمحية‪ ،‬ويذب هذا النشاط‪ ،‬وذلك التوُالد‪ ،‬والرصا علِّىَ الطعام‪ ،‬كثيينم منم ل يعرفوُن عنم السلم‬
‫شيدئما فيدهشوُن لذلك الدفء وتلِّك المحيمحية‪ ،‬وكثديا ما شهدت بيوُت الضيافة إسلم فتاة أو شاب ف‬

‫‪227‬‬
‫رمضان الذي يثي مقدمه حوُارات عديدة بي السلِّمحي وغيهم‪ ،‬ويدعوُ كثيينم إل معرفة السلم عنم‬
‫كثب‪.‬‬
‫وللسر السلِّمحة نُصيب‪:‬‬
‫وبعيددا عنم ساحات الدراسة ف الدارس والامعات تد السر السلِّمحة متنفدسا ف التلقي ف رمضان ف‬
‫الساجد ودور الرعاية السلمية‪ .‬الت يقدر عددها بنحوُ ألف مسجد ف بريطانُيا‪ ،‬وتعتب الدن الصغية‬
‫أسعد حدظا؛ حيث تتمحع معظم العائلت ف السجد يوُمديا للفطار ث لصلة التاويح‪.‬‬
‫أما لندن الوُاسعة الشاسعة فإن الماكنم الت يكحثر با تمحعات السلِّمحي مثل شرق‪ ،‬وسط ‪ ،‬شال غرب‬
‫لندن تشهد حشوُددا هائلِّة منم القبَال علِّىَ صلة التاويح‪ ،‬حت إن الشاهد ليظنم أنُه ف بعض أحياء‬
‫القاهرة أو السكحندرية ف رمضان!ا ويشهد السجد الركزي بوُسط لندن إقبَالد كبَديا منم الصلِّي الذينم‬
‫صا لحياء ليال رمضان‪ ،‬ومنم شدة القبَال‬ ‫يتسابقوُن للِّصلة خلِّف الشيوُخ الذينم يضرون خصي د‬
‫والزحام يظنم البَعض أن ذلك السجد الفسيح قد استوُعب كل السلِّمحي ف لندن‪ ،‬غي أن عشرات‬
‫وعشرات منم الساجد ف عديد منم الحياء تلِّقىَ كثديا منم القبَال‪ ،‬وتفتح كثي منم الدارس السلمية‬
‫مساجدها وقاعاتا لحياء ليال رمضان‪ ،‬حت بعض الكحتبَات العامة ف شال غرب لندن تصص بعض‬
‫قاعاتا لقامة صلة التاويح‪.‬‬
‫وف كل مكحان تقام فيه الصلة يلِّقىَ الطفال رعاية خاصة‪ ،‬فالصغار دون سنم التمحييز تالسهم بعض‬
‫السيدات ف غرف خاصة‪ ،‬ما يتيح للمهات فرصة للِّصلة‪ ،‬والطفال الكب سدنا يؤدون الصلة ف‬
‫صحبَة والديهم‪.‬‬
‫ورغم البودة الشديدة والمطار واليوُم الدراسي الطوُيل‪ ،‬ودوام العمحل الرهق‪ ،‬إل أن السابعة مساءد هي‬
‫موُعد اللِّقاء ف ساحات الساجد أو الدارس لصلة التاويح‪ .‬وأصبَحت هذه التظاهرة اللِّيلِّية مألوُفة‬
‫لدىً جيان السجد‪ ،‬ويقبَلِّوُنا طالا تتم ف هدوء‪ ،‬وبل صخمب يرح سكحوُن اللِّيل‪.‬‬
‫الهتمحام العلمي برمضان‬
‫وعب الثي هناك تسابق جيل‪ ،‬واستعداد خاصا لستقبَال رمضان‪ ،‬وذلك عب ما يعرف بي "راديوُ‬
‫صا ف‬ ‫رمضان"‪ ،‬ففي كل مدينة كبَية ف بريطانُيا يقوُم بعض الشبَاب السلِّم بتوُجيه بث إذاعي خصي د‬
‫شهر رمضان باللِّغات النلِّيزية والعربية والردية والبَنجاب‪ ،‬وتوُجه البامجه للِّمحسلِّمحي ولفراد التمحع‬
‫البيطان بصفة عامة‪ ،‬وتتسم برامجه راديوُ رمضان باليوُية والتنلوُع‪ ،‬ويغلِّب علِّيها مناقشة قضايا‬
‫ضا برامهم‬ ‫اجتمحاعية وسياسية وإعلمية‪ ،‬وتشمحل لقاءات بشخمصيات عامة وعادية‪ ،‬كمحا أن للطفال أي د‬
‫الت تذب اهتمحاماتم‪.‬‬
‫وإن كان راديوُ رمضان ف كل مدينة يغطي إرساله ساعات مددة فإن ف لندن إذاعات رمضانُية‬
‫عديدة تكحاد تغطي ساعات اللِّيل والنهار‪ ،‬ورغم تعدد توُجهات الذاعات الرمضانُية إل أن راديوُ‬

‫‪228‬‬
‫رمضان السلمي تفيض برامه تنوُدعا وحيوُية‪ ،‬حت أصبَح الستعداد لرمضان ف السنوُات الخية يعن‬
‫ف جزء كبَي منه استعداددا للِّتجديد والبداع عب الثي مع راديوُ رمضان‪.‬‬
‫أبوُاب الي رتفشتح‬
‫ولن رمضان شهر الب والرحة‪ ،‬فإن اليئمات الغاثية الخمتلِّفة تنشط نُشادطا ملِّحوُدظا‪ ،‬وتنتهز فرصة إقبَال‬
‫القلِّوُب ف رمضان علِّىَ الي‪ ،‬وتتوُل جع الصدقات والتبعات لدعم القضايا السلمية الساخنة‪ ،‬بدءاد‬
‫بالرح النازأف أبددا‪ ..‬فلِّسطي ‪ ...‬حت جرح اليوُم الغائر‪ ..‬الشيشان‪ ،‬وف صلة التاويح‪ ،‬وف القنوُت‬
‫ف الوُتر‪ ..‬يتصاعد التضامنم والغاثة بالدعاء‪ ،‬جندبَا إل جنب مع الدعم الادي‪ .‬رمضان ف بريطانُيا منم‬
‫الستغراب إل القبَوُل وتضي أيام وليال رمضان ف بريطانُيا بذاقها الاصا با‪ ..‬تسي بالسلِّمحي ف‬
‫خطىَ وئيدة‪ ..‬وبرفق يتشربا نُسيجه التمحع البيطان‪ ..‬عب سني وسني‪ ..‬قد تتحوُل نُظرته إل ذلك‬
‫الوُافد الصائم منم دهشة واستغراب إل فهم وتقتبَل‪ ،‬ومع التوُاصل النُسان الراقي بقيم السلم قد‬
‫يتحوُل التقتبَل إل إقبَال وقشبَوُل‪ ..‬فها هي مسز سيث تب التمحر‪ ،‬والصغار جوُن‪ ،‬ومارجريت يشاركوُن‬
‫ممحد وفاطمحة فرحتهمحا برمضان!اورغم هذا القبَوُل فإنُه لزأال أمام السلِّمحي الكحثي ليكحوُن لم الدور‬
‫الفاعل النشوُد ف التمحع البيطان ‪ ،‬والتمحعات الغربية بشكحل عام‬
‫وكل عام والسلم بي‪..‬‬
‫يييييييييي‬
‫مدفع الفطار عمره ‪ 560‬عاعما‬
‫القائمحوُن علِّىَ إطلقه يسمحوُنُه "الاجة فاطمحة"‬
‫ممحد جال عرفة القاهرة‬
‫"مدفع الفطار ‪ ...‬اضرب"!ا "مدفع المساك ‪ ...‬اضرب"!ا‪ ..‬مع هذه الكحلِّمحات الت يسمحعها السلِّمحوُن‬
‫بعد غروب شس وقبَل طلِّوُع فجر كل يوُم منم أيام شهر رمضان يتناول السلِّمحوُن إفطارهم‪ ،‬ويإسكحوُن‬
‫عنم تناول السحوُر منذ ‪ 560‬عادما‪ .‬الكحثيون ل يعرفوُن مت بدأ هذا التقلِّيد‪ ،‬ول قصة استخمدام هذا‬
‫الدفع‪ ،‬وهناك العديد منم القصص الت تروىً حوُل موُعد بداية هذه العادة الرمضانُية الت أحبَها‬
‫الصريوُن وارتبَطوُا با‪ ،‬ونُقلِّوُها لعدة دول عربية أخرىً مثل المارات والكحوُيت‪ .‬وحت علِّمحاء الثار‬
‫الصريوُن متلِّفوُن حوُل بداية تاريخ استخمدام هذا الدفع‪ ،‬فبَعضهم يرجعه إل عام ‪ 859‬هجرية‪،‬‬
‫وبعضهم الخر يرجعه إل ما بعد ذلك بعشرات السني‪ ،‬وبالتحديد خلل حكحم ممحد علِّي الكحبَي‪.‬‬
‫فمحنم الروايات الشهوُرة أن وال مصر ممحد علِّي الكحبَي كان قد اشتىً عدددا كبَديا منم الدافع الربية‬
‫الديثة ف إطار خطته لبَناء جيش مصري قوُي‪ ،‬وف يوُم منم اليام الرمضانُية كانُت تري الستعدادات‬
‫لطلق أحد هذه الدافع كنوُع منم التجربة‪ ،‬فانُطلِّق صوُت الدفع مدوديا ف نُفس لظة غروب الشمحس‬
‫وأذان الغرب منم فوُق القلِّعة الكحائنة حالديا ف نُفس مكحانا ف حي مصر القديإة جنوُب القاهرة‪ ،‬فتصوُر‬

‫‪229‬‬
‫الصائمحوُن أن هذا تقلِّيد جديد‪ ،‬واعتادوا علِّيه‪ ،‬وسألوُا الاكم أن يستمحر هذا التقلِّيد خلل شهر‬
‫رمضان ف وقت الفطار والسحوُر‪ ،‬فوُافق‪ ،‬وتوُل إطلق الدفع بالذخية الية مرتي يوُمديا إل ظاهرة‬
‫رمضانُية مرتبَطة بالصريي كل عام‪ ،‬ول تتوُقف إل خلل فتات الروب العالية‪.‬‬
‫ورواية أخرىً عنم الدفع‪ ،‬والت ارتبَط با اسه‪" :‬الاجة فاطمحة" ترجع إل عام "‪ "859‬هجرية‪ .‬ففي هذا‬
‫العام كان يتوُل الكحم ف مصر واتل عثمحان يدعىَ "خوُشقدم"‪ ،‬وكان جنوُده يقوُموُن باختبَار مدفع‬
‫ضا ف وقت غروب الشمحس‪ ،‬فظنم‬ ‫جديد جاء هدية للِّسلِّطان منم صديق ألان‪ ،‬وكان الختبَار يتم أي د‬
‫الصريوُن أن السلِّطان استحدث هذا التقلِّيد الديد لبلغ الصريي بوُعد الفطار‪ .‬ولكحنم لا توُقف‬
‫الدفع عنم الطلق بعد ذلك ذهب العلِّمحاء والعيان لقابلِّة السلِّطان لطلِّب استمحرار عمحل الدفع ف‬
‫رمضان‪ ،‬فلِّم يدوه‪ ،‬والتقوُا زأوجة السلِّطان الت كانُت تدعىَ "الاجة فاطمحة" الت نُقلِّت طلِّبَهم‬
‫للِّسلِّطان‪ ،‬فوُافق علِّيه‪ ،‬فأطلِّق بعض الهال اسم "الاجة فاطمحة" علِّىَ الدفع‪ ،‬واستمحر هذا حت الن؛‬
‫إذ يلِّقب النوُد القائمحوُن علِّىَ تهيز الدفع وإطلقه الوُجوُد حالديا بنفس السم‪.‬‬
‫وتقوُل رواية أخرىً مفادها أن أعيان وعلِّمحاء وأئمحة مساجد ذهبَوُا بعد إطلق الدفع لول مرة لتهنئمة‬
‫الوُال بشهر رمضان بعد إطلق الدفع فأبقىَ علِّيه الوُال بعد ذلك كتقلِّيد شعب‪.‬‬
‫وقد استمحر الدفع يعمحل بالذخية الية حت عام ‪ 1859‬ميلدية‪ ،‬بيد أن امتداد العمحران حوُل مكحان‬
‫الدفع قرب القلِّعة‪ ،‬وظهوُر جيل جديد منم الدافع الت تعمحل بالذخية "الفشنك" غي القيقية‪ ،‬أدىً إل‬
‫الستغناء عنم الذخية الية‪ .‬أيضا كانُت هناك شكحاوىً منم تأثي الذخية الية علِّىَ مبَان القلِّعة‬
‫الشهية‪ ،‬ولذلك ت نُقل الدفع منم القلِّعة إل نُقطة الطفاء ف منطقة الدلراسة القريبَة منم الزأهر‬
‫الشريف‪ ،‬ث رنُقل مرة ثالثة إل منطقة مدينة البَعوُث قرب جامعة الزأهر‪ .‬وقد تغلي الدفع الذي يطلِّق‬
‫قذيفة العلن عنم موُعد الفطار أو المساك عدة مرات‪ ،‬بيد أن اسه "الاجة فاطمحة" ل يتغي‪ ،‬فقد‬
‫كان الدفع الول إنلِّيزديا‪ ،‬ث توُل إل ألان ماركة كروب‪ ،‬ومؤخراد أصبَحت تطلِّق خسة مدافع مرة‬
‫واحدة منم خسة أماكنم متلِّفة بالقاهرة‪ ،‬حت يسمحعه كل سكحانا‪ ،‬لكحنم أدىً اتساع وكب حجم العمحران‬
‫وكثرة السكحان وظهوُر الذاعة والتلِّيفزيوُن إل الستغناء تدريديا عنم مدافع القاهرة‪ ،‬والكتفاء بدفع واحد‬
‫يتم ساع طلِّقاته منم الذاعة أو التلِّيفزيوُن‪ ،‬وأدىً توُقف الدفع ف بعض العوُام عنم الطلق بسبَب‬
‫الروب واستمحرار إذاعة تسجيل له ف الذاعة إل إهال عمحل الدفع حت عام ‪ 1983‬عندما صدر قرار‬
‫منم وزأير الداخلِّية بإعادة إطلق الدفع مرة أخرىً‪ ،‬ومنم فوُق قلِّعة صلح الدينم الثرية جنوُب القاهرة‪،‬‬
‫بيد أن استمحرار شكحوُىً الثريي منم تدهوُر حال القلِّعة وتأثر أحجارها بسبَب صوُت الدفع قد أدىً‬
‫صا أن النطقة با عدة آْثار إسلمية هامة‪.‬‬ ‫لنقلِّه منم مكحانُه‪ ،‬خصوُ د‬

‫‪230‬‬
‫ويستقر الدفع الن فوُق هضبَة القطم‪ ،‬وهىَ منطقة قريبَة منم القلِّعة‪ ،‬ونُصبَت مدافع أخرىً ف أماكنم‬
‫متلِّفة منم الافظات الصرية‪ ،‬ويقوُم علِّىَ خدمة "الاجة فاطمحة" أربعة منم رجال المنم الذينم يعدون‬
‫البَارود كل يوُم مرتي لطلق الدفع لظة الفطار ولظة المساك‬
‫يييييييييي‬
‫الديبة السلمية سهيلة زين العابدين‬
‫رئيسة لنة الديبَات السلِّمحات برابطة الدب السلمي العالية‬
‫تلِّيات نُسمحات الفجر بسجد الرسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم وراء إنازأ أكثر منم ‪ 40‬عمحل أدب‪.‬‬
‫أبتهل إل ال أن يرفع عنم شعب الشيشان برابرة الروس ويكحتب لم البَقاء‪.‬‬
‫كتاب مسية الرأة السعوُدية أثار جدل و أصاب الدف ف الصمحيم ‪.‬‬
‫صمحت رمضان منذ الصغر وكنا نُبَكحي لمنا حت توُقظنا للِّسحوُر ‪.‬‬
‫القاهرة ‪ /‬ماجدة أبوُ الد‬
‫منم موُاليد الدينة النوُرة ولكحنها ل تعرف تاريخ ميلدها بالضبَط كمحا صرحت لنا وفتحت قلِّبَها بكحل‬
‫الب لتحدثنا عنم نُفسها وهي منم اشهر الديبَات السلميات العروفات ومقررة لنة الديبَات‬
‫السلميات برابطة الدب السلمي العالية ‪..‬إنا الديبَة سهيلِّة زأينم العابدينم حاد والت تقوُل ‪" :‬‬
‫ولدت بالدينة النوُرة ول أعرف بالضبَط ما عمحري لنُه ل يكحنم وقتها تستخمرج شهادات ميلد وعندما‬
‫دخلِّت الدرسة البتدائية استخمرجوُا ل شهادة جعلِّتن اكب منم أخوُات وكان هذا أسلِّوُب متبَع ول يكحنم‬
‫يص الفتيات فقط بل النسي وكان وضعا عاما للِّجمحيع ولكحنم والمحد ل فالجيال الديدة تستخمرج‬
‫لم شهادة ميلد بعد اليلد مبَاشرة عكحس ما كان علِّىَ أيامنا " ‪.‬‬
‫ي أن يتحقق ف رمضان ؟‬ ‫ما هوُ الذي تتمحنلي ه ش‬
‫**أتن أن يتحرر بيت القدس وكل فلِّسطي‪ ،‬وأن نلِّك قرارنُا بأيدينا وأن نُكحوُن أصحاب هذا القرار و‬
‫أل يفرض علِّينا ننم العرب السلِّمحي مصينُا بعقد التفاقيات الدولية كمحا أتن أن نلِّع ثوُب الضوُع‬
‫والذل والهانُة وأن نُكحوُن أقوُياء لن ديننا السلمي دينم قوُي‪.‬‬
‫ماذا يإثل الوُالد للديبَة السلِّمحة سهيلِّة حاد ؟‬
‫** والدي كان أمام وخطيب السجد النبَوُي‪ ،‬وكان داعية جاب دول العال لسيمحا الند حيث ظل با‬
‫سنوُات طوُيلِّة كمحا عرض علِّيه قضاء الدينة أكثر منم مرة ولكحنه كان يرفض حت يتفرغ للِّعلِّم والدعوُة‬
‫ويكحوُن حرا طلِّيقا منم تقييد النصب له ‪ ،‬وكان والدي الشيخ زأينم العابدينم حاد متخملِّق بأخلق القران‬
‫ويمحل صفات العلِّمحاء الوائل وكان بثابة الوُالد والقدوة وكل شيء ف حيات وقد ربانُا علِّىَ معايشة‬
‫السية النبَوُية معايشة حية حقيقية حيث يأخذنُا إل جبَل أحد ويشرح لنا ما حدث بالضبَط كمحا‬
‫يأخذنُا إل منطقة آْبار بدر ‪ ،‬وهكحذا‪ ،‬كمحا غرس فينا كل معان الرأة والشجاعة ف الق وان نُقوُل‬

‫‪231‬‬
‫الق ول نُبَال وهذا هوُ خطنا أنُا واخوُت حت اليوُم منذ فارق والدي علِّيه رحة ال الياة‪ ،‬ولكحنم بشرط‬
‫أن يكحوُن منم منطلِّق إسلمي صحيح لتوُضيح الخطاء والطالبَة بتصحيحها وفق هذا النهجه ودوما أجد‬
‫التشجيع مادمت انُتقد بوُضوُعية وحجت قوُية وعلِّىَ حق ‪ ،‬وكانُت بدايات كتابت ف حياة والدي وكان‬
‫التقلِّيد التبَع هوُ الكحتابة بأساء مستعارة للِّنساء علِّىَ وجه الصوُصا إل أنُن منم أول يوُم بدأت الكحتابة‬
‫باسي الصريح ‪.‬‬
‫ي أن يرفعه ال عنم أمتنا السلمية ؟‬ ‫ما هوُ الشيء الذي تتمحنلي ه ش‬
‫** أتن أن يدحر ال بصاعقة منم عنده الروس البابرة مصاصي الدماء السلِّمحة ف الشيشان وأن يتحرك‬
‫العال السلمي بعد طوُل هوُان وتاذل لنصرة أطفال ونُساء وكهوُل السلِّمحي ف الشيشان قبَل أن‬
‫يبَيدهم ذئاب الروس عنم آْخرهم ويفرغوُا القوُقازأ منم السلِّمحي ‪ ،‬كمحا أتن أن يرفع عنا ربنا ما بنا منم‬
‫غم وأن تتوُحد المة السلمية وتكحوُن كلِّمحتها واحدة ضد أعدائها ‪ ،‬وأن نُتفق فيمحا بيننا كدول عربية‬
‫علِّىَ قرار واحد ونُصمحم علِّىَ تنفيذه ‪.‬‬
‫علِّىَ طوُل التاريخ السلمي كان رمضان شهرا للنُتصارات وتفريجه الكحروب والنفحات الطيبَة فهل‬
‫أصبَت شخمصيا شيئما منم هذه النفحات؟‬
‫** بمحد ل كان رمضان وسيظل شهر العمحل الاد وليس وقتا للِّكحسل والمحوُل ولقد أنزت معظم‬
‫أعمحال الدبية ف الشهر الكحري فمحثل مؤلف " السية النبَوُية " كانُت بدايته ونايته ف رمضان‪ ،‬وكذلك‬
‫عوُامل خروج الرأة لسوُق العمحل كان ف رمضان وأيضا الياة الجتمحاعية ف شبَة الزيرة العربية كان ف‬
‫رمضان‪ ،‬كمحا أن هناك العديد منم العمحال منها الرأة السلِّمحة والبداع‪ ،‬والديبَة بي قهر الرجال وإهال‬
‫النقاد‪ ،‬وأيضا إعداد الديبَة السلمية وعمحق الروح وصلِّب الفكحر‪ ،‬وكانُت لجوُاء وروح رمضان تأثي‬
‫علِّلىَ شخمصيا حيث كانُت أجوُاء الدينة النوُرة تؤثر علِّىَ إبداعي الدب فكحانُت نُسمحات الفجر تمحل‬
‫رائحة بوُر " طيب العوُد " الوُجوُد بالقرب منم الجرة النبَوُية كمحا كنت أكتب علِّىَ ساع صوُت‬
‫الذان مع تيل كيف كان صوُت بلل رضي ال عنه وكانُت هذه بثابة دفعات ونُفحات أعانُتن علِّىَ‬
‫البداع القيقي ‪.‬‬
‫ما هي أهم مؤلفاتكحم خلل مسيتكحم الدبية ؟‬
‫** أما بالنسبَة للِّمحؤلفات الدبية فهي كثية أيضا حيث أسهمحت ف وضع " نُظرية الدب السلمي "‪،‬‬
‫و" النظرية النقدية " وتطبَيقها‪ ،‬كمحا أصدرت سلِّسلِّة " الفكحر العرب تت مهر التصوُر السلمي" وهي‬
‫مكحوُنُه منم خسة عشر جزءا ‪ ،‬وأيضا " كيف نُعد الديب السلمي"‪ ،‬و " مفهوُم الدب السلمي"‪،‬‬
‫وف الال التطبَيقي لدي كتاب " فكحرة توُفيق الكحيم تت مهر التصوُر السلمي" مكحوُن منم ‪ 3‬أجزاء‬
‫ونُشر ف ملِّحق الندوة الدب‪ ،‬وكتاب " إحسان عبَد القدوس بي العلِّمحانُية والسلم "‪ ،‬وكتاب " تأثي‬

‫‪232‬‬
‫الفكحر الغرب علِّىَ فكحر طه حسي "‪ ،‬وكتاب " نُوُال السعداوي بي الباحية والفرويدية "‪ ،‬و" أدونُيس‬
‫رائد الداثة اللِّحدة"‪ ،‬و" أثر الذاهب الغربية علِّىَ الفكحر العرب "‬
‫أما احدث العمحال الدبية فهي السية النبَوُية ف كتابات الستشرقي وهىَ دراسة منهجية تطبَيقية علِّىَ‬
‫الدرسة النلِّيزية ومكحوُنُة منم ‪ 3‬أجزاء وتناولت ‪ 15‬مستشرقا بآرائهم والرد علِّيها ‪.‬وأيضا "وماذا بعد يا‬
‫قدس " ‪ ،‬و " الرأة السلِّمحة والعوُلة " ‪.‬‬
‫وهل كان منم بينها ما أثار الدل ‪ ،‬ولاذا ؟‬
‫** مؤلفات والمحد ل كثية جدا وتزيد عنم الربعي‪ ،‬وأغلِّبَها ف رمضان ومنها الدب‪ ،‬والجتمحاعي‪،‬‬
‫والتاريي‪ ،‬ومنها ما يص الرأة والسرة‪ ،‬ولعل أول كتاب ل كان بعنوُان "الرأة السعوُدية إل أينم "‬
‫ويدرسه الن طلِّبَة كلِّية الشريعة بامعة المام ممحد بنم سعوُد السلمية بالرياض‪ ،‬وطالبَات كلِّية‬
‫البَنات كمحادة أساسية للطلع‪ ،‬ولقد أحدث هذا الكحتاب ضجة كبَية علِّىَ الصعيد اللِّي والعرب‬
‫والعالي‪ ،‬وكتبَت عنه صحيفة واشنطنم بوُست ‪ ،‬وكرستيان لوُ‪ ،‬وانُقسم القراء بشأنُه إل فريقي أحدها‬
‫مؤيد والخر معارض‪ ،‬لنُن نُاقشت فيه قضايا انُطلق الرأة السعوُدية بسلِّبَياتا وإيابيتها‪ ،‬وبنتهىَ‬
‫الصراحة والرأة وكانُت هي الرة الول الت تطرح فيها مسية الرأة السعوُدية بذه الصراحة با تنطوُي‬
‫علِّيه منم سلِّبَيات‪ ،‬خاصة نُظرة الرأة السعوُدية لنفسها ونُظرة التمحع السعوُدي الحفة لا وما ترتب علِّىَ‬
‫ذلك منم ضياع لقوُقها و إهدار لكحرامتها وإنُسانُيتها‪ ،‬فخملِّصت إل ضرورة العوُدة إل السلم النيف‬
‫لنستقي منه مبَادئنا لنصلِّح حال الرأة العربية السلِّمحة بصفة عامة والرأة السعوُدية بصفة خاصة لنا‬
‫حفيدة الصحابيات الطاهرات والفروض أن تكحوُن قدوة لمحيع نُساء السلِّمحي بسبَب موُقعها وتوُاجدها‬
‫ف أرض النبَوُة الذي يمحلِّها مسئموُلية الدفاع عنم الدعوُة السلمية‪.‬‬
‫كمحا نُاقشت أيضا ما وصلِّت إليه الرأة السعوُدية خارج وطنها السعوُدية منم تبج وسفوُر حاملِّة بذلك‬
‫رسالة سلِّبَية للِّعال كلِّه بأن الجاب واللتزام به ليس فرضا إسلميا وهي تشوُه صوُرة السلم بدون‬
‫قصد ف عيوُن أعدائه وهذا أمر ترفضه كل مسلِّمحة غيوُرة علِّىَ دينها ول تفرط فيه ‪.‬‬
‫كمحا نُاقش الكحتاب أيضا نُظرة التمحع السعوُدي الحفة للِّمحرأة وتمحيلِّها ما يفوُق طاقتها منم أعبَاء فهي‬
‫أم ‪ ،‬وزأوجة ‪ ،‬وربة منزل‪ ،‬ومفروض علِّيها أن تكحوُن مثالية فيمحا تؤديه منم أدوار وما تتحمحلِّه منم‬
‫مسئموُليات رغم ما تعانُيه منم ظلِّم وضياع لقوُقها الت منحتها الشريعة السلمية إياها وأبسطها حقها‬
‫ف التعلِّيم ما انُعكحس علِّىَ وضعها ومسيتا و إنازأاتا وعطائها وبالتال واجهت صعوُبات كثية ‪.‬‬
‫واضح أن مادة الكحتاب فيها انُفعال لوُقف ‪ ..‬فمحا قصة هذا الكحتاب ؟‬
‫** لقد كانُت هناك دوافع دفعتن لتأليف هذا الكحتاب فعندما كنت ف بلد الغرب العرب ودار بين‬
‫وبي زأميلِّة مغربية علِّمحانُية‪ ،‬مفتوُنُة بالفرنُسيات ف زأيهنم وطريقة تاملِّهنم علِّىَ السلم والشريعة‬
‫السلمية‪ ،‬نُقاش حوُل الجاب وأنُه فرض علِّىَ كل مسلِّمحة وأنُه حاية لا وصوُن لعفافها وكرامة‬

‫‪233‬‬
‫لنفسها وعرضها فكحان ردها الوُحيد علِّلىَ "أنُت تتحدثي عنم الجاب لكحنك ل ترينم بنات بلِّدك ف‬
‫الارج كيف وصلِّنم إل أعلِّىَ درجات التبج وتطالبَينن بالجاب " فاستفزن هذا الكحلم ودفعن لن‬
‫أكتب هذا الكحتاب قبَل أن أغادر الغرب وأنُا ف المحدية وعندما عدت إل الدينة كتبَت عدة مقالت‬
‫مسلِّسلِّة بريدة الدينة ‪ ,‬ث اتصلِّت ب دار للِّنشر تعرض تمحيع هذه القالت ف صوُرة كتاب فكحان‬
‫كتاب مسية الرأة السعوُدية إل أينم والت تناولت مقدمته هذا الوُضوُع ‪.‬‬
‫ماذا عنم عمحل الرأة منم وجهة نُظرك ؟‬
‫** منم ساحة السلم أنُه ل يوُجب عمحل الرأة ول يرمه ول يستحسنه‪ ،‬ولقد أثبَتت الدراسات‬
‫المريكحية أن ‪ % 80‬منم النساء المريكحيات يفضلِّنم العوُدة للِّبَيوُت لن دور الضانُة فشلِّت ف تربية‬
‫أبنائهنم ‪ ،‬وجاء هذا التقرير ف ورقة صحفية أمريكحية عندما حضرت مؤتر الرأة بي السرة وسوُق العمحل‬
‫الذي عقد عام ‪ 1996‬بالدوحة ‪.‬‬
‫رمضان زأمان واليوُم ‪ ،‬كيف تراه الديبَة سهيلِّة زأينم العابدينم ؟‬
‫* * لقد كنت حريصة علِّىَ أن أصوُم ف وقت مبَكحر ول يكحنم عمحري يتعدىً الامسة بعد وكنت أبكحي‬
‫لوُالدت عندما تتعمحد عدم إيقاظنا لتناول السحوُر معهم‪ ،‬وكان رمضان أحلِّىَ شيء ف حيات خاصة‬
‫وننم كنا نُسكحنم ف الدينة النوُرة وكان يهلل علِّينا رمضان ف الصيف حيث نُتك البَيت ونُقضيه ف‬
‫بستان لوُالدي وكان هذا البَستان به بذهركة مياه عذبة " حام سبَاحة " وصالوُن مكحشوُف يطل علِّىَ‬
‫البكة‪ ،‬ومنم شدة الرارة كنا نُنام ف هذا الصالوُن أو حوُل حام السبَاحة وعندما توُقظنا والدتنا لتناول‬
‫السحوُر كنا نُغسل وجهنا منم الذ هبكة‪ ،‬ومنم أجل الذكريات الت ل أنُساها وأنُا طفلِّة أن أخي الكب‬
‫كان يستغل سذاجتنا وننم أطفال فيقوُل لنا أن ليلِّة القدر يسجد فيها كل شيء ل الوُاحد الحد‬
‫والنخمل والشجر أيضا‪ ،‬فكحنا نُنتظر طوُال اللِّيل حت الفجر نُراقب حركة النخميل منم حوُلنا حت يسجد‪،‬‬
‫ولكحنم ذلك ل يدث بالطبَع‪ ،‬فكحنا نُنتظر للِّعام القدم لعلِّنا نُرىً هذا السجوُد !ا!ا كمحا أنُه منم يوُم‬
‫ميلدي وإل الن ل ابتعد عنم الرم النبَوُي وكنت دائمحا اسع الذان وأنُا ف بيت ‪ ،‬ومنم الذكريات الت‬
‫ل أنُساها ارتبَاط صلة التاويح ف ذهن بالشيخ عبَد العزيز بنم صال صديق والدي الذي ملِّك علِّي‬
‫خيال منم شدة تعلِّقي به حت أنُن منم شدة حب له كنت أراه ف النام‪.‬‬
‫ومنم العادات الرمضانُية الت لزأمتنا كل عام ف رمضان زأمان أنُه كان هناك اجتمحاع عقب صلة‬
‫التاويح للقارب والهل والصدقاء وفق جدول لتبَادل الزيارات‪ ،‬فنعرف هذا الدول ونُتقب الوُالد‬
‫لنصاحبَه‪ ،‬وكانُت هذه فرصة عظيمحة لصلِّة الرحم ف الدينة النوُرة ولكحنها اليوُم اختفت بسبَب انُشغال‬
‫الناس بإيقاع الياة العاصرة ما فتت معه العلقات الجتمحاعية المحيمحة‪ ،‬كمحا كانُت أيام العيد مقسمحة‬
‫حسب الناطق للِّتزاور والرصا منم جانُبَنا علِّىَ العيدية ف أول أيام العيد نُتلِّقىَ فيه العيدية ف بيوُتنا منم‬
‫الزوار ‪ ،‬ث ف اليوُم الثان يلِّس الناس ف بيوُتم انُتظارا لزيارات الهل منم منطقة بعيدة عنم الدينة‪ ،‬وكنا‬

‫‪234‬‬
‫نُسمحيه‪ :‬عيد " بابا اليدي " ث ثالث أيام العيد يسمحىَ عيد " عيد جوُبا " ورابع أيام العيد يسمحىَ "‬
‫عيد العنبية " كل ذلك كان ف الطفوُلة‪ ،‬وكانُت أسعد أيام حيات قضيتها ف مرح وسرور ‪.‬‬
‫وماذا عنم رابطة الدب السلمية العالية ودورها ف النهوُض بالدب النسائي السلمي؟‬
‫** نمحد ال تعال علِّىَ أن رابطة الدب السلمي نُالت الستجابة الطيبَة و أصبَحت لا مراكز ف‬
‫متلِّف القطار العربية والسلمية‪ ،‬وتقوُم بدمة الدب السلمي وتعريفه للِّناس منم خلل الؤترات‬
‫الدبية القلِّيمحية والدولية‪ ،‬والندوات اللِّية علوة علِّىَ اللت الدبية التخمصصة‪ ،‬وكان اللِّتقىَ‬
‫السلمي للديبَات السلميات الذي نُظمحته الرابطة ف القاهرة هوُ الول منم نُوُعه وكان قد نُاقش واقع‬
‫الديبَات السلميات وما يوُاجهنم منم حصار إعلمي حديدي داخل أوطاننم‪ ،‬وضرورة كسر هذا‬
‫الصار‪ ،‬والستقبَل الشرق للديبَات السلميات مع مطلِّع اللفية الثالثة‪ ،‬ودورهنم ف توُعية التمحع‬
‫وبذلك تكحوُن الرابطة قد فتحت الطريق أمام انُطلقة الديبَات منم خلل اللِّتقىَ الول وخطت خطوُة‬
‫عمحلِّية طال انُتظارها‬
‫يييييييييي‬
‫رمضان في ماليزيا‬
‫يتعاهد أفراد السرة الاليزية علِّىَ قراءة القران كامل ف البَيوُت خلل شهر رمضان‬
‫حوُافز حكحوُمية لزيادة النُتاج ف رمضان والبَيوُت تتبَادل الدايا واللِّوُيات‬
‫دروس فقهية بعد ‪ 21‬ركعة تراويح يوُميا ف جيع مساجد ماليزيا‬
‫لان زأكاة أهلِّية تمحع الزكاة وتوُزأعها ف جوُ رائع منم التكحافل والتاحم‬
‫استقلِّت ماليزيا عنم المحلِّكحة التحدة ف ‪ 31‬أغسطس ‪ 1957‬وقد دخلِّها السلم عنم طريق التجار‬
‫السلِّمحوُن والدعاة التصوُفي منم إيران وباكستان والند واللِّيجه العرب وشبَه الزيرة العربية‪ ،‬وهي الدولة‬
‫الوُحيدة ف آْسيا الت ينص دستوُرها علِّىَ أن السلم هوُ الدينم الرسي للِّدولة‪ ،‬وقد وقعت تت‬
‫الحتلل البيطان عام ‪ 1867‬ونُالت استقللا عام ‪ ،1957‬ويتم انُتخماب أميها كل ‪ 5‬سنوُات‪،‬‬
‫وتقع ماليزيا ف جنوُب شرق آْسيا ويدها منم الغرب إنُدونُيسيا ومنم الشرق ملِّكحة برونُاي " دار السلم"‬
‫ومنم الشمحال سنغافوُرة ومنم النوُب تايلنُد ويبَلِّغ عدد سكحانا اكثر منم ‪ 20‬ملِّيوُن نُسمحة وتبَلِّغ‬
‫مساحتها ‪.‬‬
‫وماليزيا منم الدول الت يعيش فيها أغلِّبَية مسلِّمحة يزيد عددهم علِّىَ ‪ 12‬ملِّيوُن مسلِّم وتزيد نُسبَتهم عنم‬
‫‪ %60‬منم إجال عدد سكحان ماليزيا‪ ،‬كمحا يعيش فيها حوُال ‪ % 25‬منم الصينيي البَوُذيي‪ ،‬و ‪%15‬‬
‫منم الندوس وجنسيات أخرىً‪ ،‬ودينم الدولة الرسي ف ماليزيا هوُ السلم ورئيس الدولة منم السلِّمحي‬
‫حيث يتقاسم السلِّمحوُن والصينيوُن السياسية والقتصاد‪ ،‬واليد العلِّيا للِّمحسلِّمحي ف شئموُن الكحم‬
‫والسياسة بينمحا يتفوُق الصينيوُن ف القتصاد والتجارة ‪.‬‬

‫‪235‬‬
‫ورمضان ف ماليزيا له طابع خاصا حيث أن الشعب الاليزي شديد التدينم ويوُجد الئمات منهم ف‬
‫القاهرة والعوُاصم السلمية لينهلِّوُا منم العلِّوُم السلمية‪ ،‬كمحا يشارك التخمصصوُن منم الاليزيي ف‬
‫الفعاليات السلمية والفكحرية والعلِّمحية ف الدول السلمية‪ ،‬ويشيع ف رمضان جوُ منم الروحانُية‬
‫والشوُع علِّىَ السلِّمحي ف الدن والقرىً‪ ،‬حيث يستعدون لستقبَال شهر رمضان بتنظيف الساجد‬
‫والنازأل‪ ،‬وتقبَل النساء علِّىَ شراء الزيد منم احتياجاتم ف النازأل واستعدادا لرمضان وأكلته الاصة منم‬
‫أطعمحة أو أشربة ل تظهر علِّىَ الائدة إل خلل رمضان منم كل عام كمحا هوُ الال ف الكحثي منم البَلد‬
‫السلمية‪.‬‬
‫كمحا تقوُم الذاعة الدينية بإعداد برامجه مكحثفة ف السية والفقه والتفسي وتلوة القرآْن وذلك خلل‬
‫السبَوُع الذي يسبَق رمضان حت إذا جاء شهر رمضان كان السلِّمحوُن يعيشوُن ف جوُ نُفسي وروحان‬
‫مهيأ لستثمحار الشهر ف العبَادة وقراءة القرآْن والصلة وغيها منم العبَادات الت تث علِّيها الذاعة‬
‫مستمحعيها منم السلِّمحي ‪.‬‬
‫ويأت علِّىَ رأس الحداث الامة للحتفاء بقدوم شهر رمضان قيام الوُزأير الخمتص عنم الشئموُن الدينية ف‬
‫ماليزيا باستطلع اللل وإعلن بدء أول أيام رمضان حيث ينتظر السلِّمحوُن كلِّهم بفرح وسرور هذا‬
‫العلن فيخمرجوُن إل الساجد ف جاعات رجال ونُساء وشبَابا وأطفال وفتيات‪ ،‬والمحيع يصلِّي‬
‫التاويح ف جاعة ث تنشغل البَيوُت بإعداد وجبَات السحوُر علِّىَ الفوُر حت يتناولوُا طعام السحوُر‬
‫ويستقبَلِّوُن بذلك شهر رمضان ‪.‬‬
‫ومنم نُاحية أخرىً ند الكحوُمة الاليزية تتم بذه الناسبَة وتشجع السلِّمحي علِّىَ العمحل والنُتاج ف‬
‫رمضان وترصد الوُافز لم خلل هذا الشهر‪ ،‬كمحا أنُه بجرد أن يبَدأ شهر رمضان تقوُم البَيوُت والسر‬
‫والعائلت الخمتلِّفة واليان بتبَادل الدايا والطعمحة واللِّوُيات تدعيمحا لواصر البَة والوُئام بي السلِّمحي‬
‫وتعظيمحا لذا الشهر‪ ،‬كمحا أنُه طوُال شهر رمضان ل تغلِّق الساجد‪ ،‬ويقبَل السلِّمحوُن منذ صلة التاويح‬
‫ف أول ليلِّة علِّىَ الصاحف لقراءة القرآْن ف ممحوُعات أو أفراد‪ ،‬ول تكحاد تلِّوُ مساجد ماليزيا منم قارئ‬
‫للِّقرآْن أو مصرل راكعا أو ساجدا طوُال ليل رمضان‪ ،‬وتتعاهد السرة الاليزية علِّىَ قراءة القرآْن كامل ف‬
‫البَيوُت خلل شهر رمضان‪ ،‬وذلك ف جيع أناء ماليزيا ف القرىً والدن‪.‬‬
‫وتكحتظ الساجد بالصلِّي ف جيع الصلِّوُات ل سيمحا العشاء والفجر كعادة السلِّمحي ف ربوُع العال‪،‬‬
‫وتقام الدروس الدينية والوُاعظ بعد صلة الفجر مبَاشرة بالساجد‪ ،‬حيث تتعدد الدروس ف التفسي‬
‫والعقيدة والحاديث وغي ذلك منم العلِّوُم الدينية حت تشرق الشمحس فينطلِّق المحيع إل أعمحالم ف‬
‫حيوُية ونُشاط ليكحمحلِّوُا برنُامهم اليوُمي ف العمحل‪ ،‬ول يزيدهم الصيام إل نُشاطا وحيوُية‪ ،‬ومع اقتاب‬
‫موُعد آْذان الغرب يتجمحع الرجال والطفال ف الساجد القريبَة منم منازألم‪ ،‬وتبَقىَ النساء ف البَيوُت‪،‬‬
‫والكحل يستعد لصلة الغرب‪ ،‬ويفطر الرجال ف الساجد علِّىَ مشروب ملِّي يعلدونُه مع بعض التمحر‪ ،‬ث‬

‫‪236‬‬
‫يصلِّوُن الغرب‪ ،‬وف نُفس الوُقت تكحوُن النساء قد فرغنم منم الصلة ف البَيت‪،‬وأعددن الائدة والت‬
‫تتعدد أنُوُاع الطبَاق فيها‪ ،‬غي أن الرزأ يبَقىَ هوُ الطبَق الساسي فيها‪ ،‬ومعه يكحوُن اللِّحم أو الدجاج‪،‬‬
‫وبعد الفطار يفضل المحيع شرب القهوُة الفيفة أو الشاي‪ ،‬ث يتوُجهوُن جيعا بعدها إل الساجد‬
‫استعدادا لصلة العشاء والتاويح والت تكحوُن ‪ 21‬ركعة ف أغلِّب الساجد‪ ،‬وما أن تنتهي هذه الركعات‬
‫حت يلِّتف جيع الصلِّي حوُل العلِّمحاء والئمحة ف الساجد لسمحاع دروس الفقه والتفسي والوُعظ‪ ،‬والت‬
‫تنتهي قرب الساعة الادية عشر مساء‪ ،‬ث يغادر معظم الصلِّي إل بيوُتم‪ ،‬بينمحا يفضل البَعض‬
‫الستمحرار ف السجد لقراءة القرآْن والعبَادة‪.‬‬
‫كمحا تنظم مسابقات القران الكحري والسابقات الدينية ف موُضوُعات السنة والفقه والتفسي ف كثي منم‬
‫الساجد لسيمحا ف مساجد العاصمحة كوُاللمبَوُر‪ ،‬حيث يشارك فيها الكحثي منم الشبَاب والفتيات ويتم‬
‫توُزأيع الوُائز ف الحتفال الكحبَي الذي يقيمحه وزأير الشئموُن الدينية الخمتص ف الكحوُمة ويشارك فيه رئيس‬
‫الوُزأراء مها تي ممحد ويذاع ف التلِّفازأ والذاعة وتغطيه الصحف‪ .‬ويراعي غي السلِّمحي مشاعر السلِّمحي‬
‫ف رمضان‪ ،‬فل يأكلِّوُن علِّناد ف نار رمضان‪ ،‬مراعي لصوُصية رمضان الت يشعرون با‪ ،‬بل ويشارك‬
‫غي السلِّمحي السلِّمحي أحيانُا ف بعض الهرجانُات والحتفالت الرياضية والتفيهية الت تقام ف الدن‬
‫والحياء الخمتلِّفة ف الساء‪ ،‬و يعتبها بعض السلِّمحي وسيلِّة لتعريف هؤلء بوُهر السلم حيث يعتنق‬
‫بعضهم السلم ويقبَلِّوُن علِّيه‪.‬‬
‫ومنم الموُر الت مازأال السلِّمحوُن يرصوُن علِّيها السحرات‪ ،‬ففي العديد منم القرىً والدن يقوُم السحرات‬
‫بالتجوُل ف الرجاء لينبَه الناس للستيقاظ لتناول طعام السحوُر‪ ،‬وذلك قبَل الفجر بوُال الساعة‪ ،‬وبعد‬
‫الفراغ منم السحوُر يتناول السلِّمحوُن مشروبا يسمحىَ مشروب " الكحوُلك " وهوُ يساعد علِّىَ عدم الظمحأ‬
‫ف نار رمضان‪ ،‬ويعطي الطاقة والقوُة خاصة لولئمك الذينم يعمحلِّوُن ف الصانُع والعمحال الشاقة‪.‬‬
‫وتد ف العشر الواخر منم رمضان أعدادا كبَية منم الرجال يعتكحفوُن ف الساجد‪ ،‬بينمحا يقوُم الهال‬
‫بتقدي الطعام والشروبات لم حرصا علِّىَ الجر‪.‬‬
‫وقبَل العيد ببَضعة أيام يقوُم الشبَاب والفتيات الذينم ترجوُا منم الدارس والعاهد الدينية بعمحل لان ف‬
‫الساجد لتحصيل الزكاة وتوُزأيعها علِّىَ الفقراء وبذلك يشيع جقوُ منم التكحافل الجتمحاعي حيث يوُزأع‬
‫البَعض اللبس وحلِّوُيات للِّعيد والموُال علِّىَ الفقراء والتاجي‪ ،‬فيكحوُن المحيع ف غاية السعادة والفرح‬
‫بقدوم العيد‪ ،‬كمحا يكحوُنُوُن علِّىَ درجة عالية منم النقاء الروحي الذي خرجوُا به منم رمضان‬
‫يييييييييي‬
‫رمضان في أرض الشمس المشرقة‬
‫حوُار مع رئيس الركز السلمي ف اليابان‬
‫أجرىً الوُار‪ :‬حسام تام‬

‫‪237‬‬
‫ف أقصىَ شرق الكحرة الرضية‪ ،‬ومنم أرض الشمحس الشرقة يشرق فجر السلم علِّىَ أهل اليابان‪،‬‬
‫أصحاب الضارة العريقة ورواد التكحنوُلوُجيا الديثة‪ ،‬ورغم بعد السافات وتنائي الديار بي مسلِّمحي‬
‫اليابان وإخوُانم ف أناء العال السلمي‪ ،‬ورغم حداثة عهدهم بالسلم إل أنم وككحل أبناء المة‬
‫يشاركوُنم فرحة رمضان لتكحتمحل سعادة السد الوُاحد‪ ،‬ويغتف المحيع منم فيض بركاته وعطر نُفحاته‪.‬‬
‫التقينا مع د‪ /‬صال السامرائي رئيس الركز السلمي ف اليابان‪ ،‬وهوُ أحد الشخمصيات السلمية البَارزأ‬
‫هناك‪ ،‬قضىَ نوُ ربع قرن ف حقل الدعوُة السلمية ف اليابان‪ ،‬وقد حدثنا ف هذا الوُار عنم رمضان‬
‫ف أرض الشمحس الشرقة‪ ،‬وكيف يعيش مسلِّمحوُ اليابان هذا الشهر الكحري‪ ،‬وأطلِّعنا علِّىَ بعض منم‬
‫أخبَارهم السارة‪.‬‬
‫كيف يستقبَل السلِّمحوُن ف اليابان شهر رمضان؟‬
‫* الهتمحام برمضان يبَدأ ف اليابان قبَل حلِّوُله بفتة طوُيلِّة؛ حيث تشكحلِّت لدينا لنة دائمحة ف الركز‬
‫السلمي اسها "لنة رمضان والعيدينم" لبَحث الستعداد لرمضان واستقبَاله‪ ،‬وتبَدأ نُشاطها بتوُل‬
‫عمحلِّية استطلع هلل رمضان‪ ،‬وغالدبَا ما يغم علِّينا اللل فل نُستطيع رؤيته‪ ،‬رغم أنُنا نُصعد أعلِّىَ‬
‫عمحارات اليابان لستطلعه‪ ،‬فنضطر إل اتبَاع أقرب بلِّد إسلمي إلينا وهي ماليزيا الت تفتح سفارتا‬
‫لعلن أول يوُم منم رمضان‪ ،‬ويقوُم الركز الذىً يظل مفتوُدحا طوُال اليوُم بإعلم السلِّمحي بثبَوُت هلل‬
‫رمضان‪ ،‬وييب عنم استفسارات السلِّمحي ف شت أناء اليابان حوُل اللل وموُاقيت الصلة والصوُم‪،‬‬
‫ونُصدر دائدمحا تقوُديإا بذه الناسبَة يتضمحنم أوقات الصلة والوُاعيد التقريبَية للمساك والفطار ف‬
‫رمضان‪ ،‬ويوُزأع علِّىَ اللِّتقيات والساجد والصلِّيات والتجمحعات السلمية الخمتلِّفة ف أناء اليابان‪،‬‬
‫ويتكحرر هذا بالنسبَة للِّعيدينم والناسبَات السلمية الخرىً‪ ،‬وتوُزأع قوُائم أخرىً بالطاعم واللت الت‬
‫تبَيع الطعمحة اللل‪ ،‬ويعاد تعديلِّها دورديا وند با كل التجمحعات والؤسسات السلمية الخرىً‪ ،‬كمحا‬
‫يأخذ الركز وكل التجمحعات السلمية الخرىً الستعدادات اللزأمة لستقبَال هذا الشهر الذي يعد‬
‫أكثر شهوُر العام بركة ونُشاطاد ف العمحل السلمي‪.‬‬
‫وكيف تقضوُن هذا الشهر البَارك؟‬
‫ضا طوُال اليوُم‪ ،‬وتقام‬ ‫* تفتح جيع الساجد والتجمحعات السلمية أبوُابا للِّمحسلِّمحي وغي السلِّمحي أي د‬
‫جلِّسات للِّتعارف وتوُثيق العلقات بي السلِّمحي‪ ،‬وخاصة بي اليابانُيي منهم وغي اليابانُيي لقامة نُوُع‬
‫منم اللفة والتمحاسك‪ ،‬وتقام الفطارات والسحوُرات المحاعية ف شت الساجد والتجمحعات‪ ،‬ويتجمحع‬
‫علِّيها السلِّمحوُن حيث يبَدأونا بقراءة القرآْن والذكار ث صلة الغرب‪ ،‬ويتناولوُن الفطار سوُديا‪ ،‬ويستمحر‬
‫ذلك حت النُتهاء منم صلة التاويح‪ ،‬وأحيادنُا حت تناول السحوُر وصلة الفجر‪ ..‬وغالدبَا ما يقيم هذه‬
‫الفطارات أبناء الاليات السلمية ف اليابان‪ ،‬وخاصة الاليات العريقة منها كالتراك والبَنغال منم‬
‫ضا‪ ،‬لنم أكثر استقرادرا ف اليابان منم الاليات العربية الت غالدبَا ما يكحوُن‬ ‫بنجلديش وباكستان والند أي د‬

‫‪238‬‬
‫أبناؤها حديثي عهد بالبَلد وغي مستقرينم با؛ إذ أن معظمحهم منم الطلب أو البَعوُثي للِّدراسة‪ ..‬وتقام‬
‫هذه الفطارات المحاعية يوُمديا ف معظم الساجد‪ ،‬ويضره أبناء الاليات وإخوُانُنا اليابانُيوُن السلِّمحوُن‬
‫بدرجة أقل وبنسب متفاوتة؛ إذ أن السلِّمحي اليابانُيي موُزأعوُن علِّىَ أناء البَلد‪ ،‬وليس هناك تمحعات‬
‫إسلمية يابانُية بالعن العروف‪ ..‬وغالدبَا ما يكحوُن رمضان ومثل هذه الفطارات وسيلِّة لتجمحيعهم وتوُثيق‬
‫الصلِّة بينهم‪ ،‬وناول عنم طريقها إقامة نُوُع منم التجمحعات تسمحح بالتوُاصل بينهم‪ ،‬وتوُل دون ذوبانم‬
‫صا علِّىَ حضوُر هذه اللِّقاءات‬ ‫الكحامل داخل متمحعهم‪ ،‬والكثر تديدنا منهم هم الكثر حر د‬
‫والحتفالت‪ ..‬وطوُال شهر رمضان يضر إلينا حفاظ وقراء للِّقرآْن الكحري منم أناء العال السلمي‪،‬‬
‫ضا؛ إذ أنُه كثديا ما يضر إلينا بعض القراء منم إنلِّتا وفرنُسا‪ ..‬وغالدبَا ما يكحوُن هؤلء‬ ‫بل ومنم خارجه أي د‬
‫القراء منم باكستان والند فيقرأون القرآْن طوُال ليال رمضان ف الساجد والتجمحعات السلمية‪ ،‬ويؤموُن‬
‫السلِّمحي ف صلة القيام والتاويح‪ ،‬وكذلك ف العتكحاف الذي يقام ف عدد قلِّيل منم الساجد‪ ،‬كمحا‬
‫يزورنُا أحيادنُا بعض الدعاة والعلِّمحاء منم أناء العال السلمي للقاء بعض الاضرات والندوات بدف‬
‫توُعية السلِّمحي وتعريفهم بأموُر دينهم‪.‬‬
‫ومنم أشهر الدعاة والقراء عند السلِّمحي هناك؟‬
‫* كثيون‪ ..‬خاصة وأن الفتة الخية شهدت انُتعادشا ف العلقات بي العال السلمي واليابان‪ ،‬وكثرت‬
‫فيها زأيارات وبعثات العلِّمحاء والدعاة السلِّمحي إل اليابان‪ ،‬وأذكر أن فضيلِّة العلمة د‪ .‬يوُسف القرضاوي‬
‫قد زأارنُا مرتي ف الفتة الخية‪ ،‬وكان لزيارته أثر طيب علِّىَ السلِّمحي هناك‪ ..‬كمحا زأارنُا فضيلِّة د‪ .‬صال‬
‫بنم حيد إمام الرم الكحي الشريف‪ ،‬وشهد افتتاح مسجد نُاجوُبار‪ ،‬ود‪.‬عبَد ال بنم صال العبَيد المي‬
‫ضا الداعية العروف الشيخ سعد البيك منم السعوُدية ود‪.‬‬ ‫العام لرابطة العال السلمىَ‪ ،‬وحاضر عندنُا أي د‬
‫ممحد حسان عمحران خان رئيس معهد دار العلِّوُم والشيخ مصطفىَ سيتش مفت البَوُسنة والرسك‪،‬‬
‫والستاذ صال أوزأجان منم تركيا‪ ،‬ود‪ .‬ممحد أبوُ ليلِّة منم جامعة الزأهر الشريف ‪ ..‬وغيهم منم العلِّمحاء‬
‫والدعاة الذينم كان لزياراتم تأثي كبَي علِّىَ السلِّمحي هناك ‪..‬‬
‫ضا فهوُ الداعية التكي ممحد نُعمحة‬ ‫أما أكثر الدعاة شهرة وتأثياد ف السلِّمحي هناك وف غي السلِّمحي أي د‬
‫ال خلِّيل إبراهيم إمام الركز السلمي‪ ،‬وكان قد زأارنُا خس مرات‪ ،‬ث استقر بعد ذلك ف اليابان منذ‬
‫ضا‪.‬‬‫ثلث سنوُات‪ ،‬وله تأثي واسع هنا‪ ،‬وأسلِّم علِّىَ يديه الئمات منم اليابانُيي ومنم الجانُب أي د‬
‫أما بالنسبَة لقراء القرآْن الكحري فأكثرهم شهرة الرحوُم الشيخ عبَد البَاسط عبَد الصمحد‪ ،‬والرحوُم الشيخ‬
‫ممحد صديق النشاوىً؛ إذ أنمحا يتمحتعان بتأثي بالغ علِّىَ السلِّمحي هناك‪ ،‬وتنتشر تسجيلتم الصوُتية‬
‫بي السلِّمحي بصوُرة واسعة رغم وجوُد كثي منم القراء العروفي الذينم يزرون اليابان بصفة دورية‪.‬‬
‫ضا؟‬‫وما أبرزأ النُشطة السلمية الت تنشط ف شهر رمضان أي د‬

‫‪239‬‬
‫* جع الزكاة وتوُزأيعها علِّىَ مستحقيها والتاجي؛ حيث تنشط عمحلِّية إخراج الزكاة بي مسلِّمحي اليابان‬
‫أثناء شهر رمضان أكثر منم بقية شهوُر العام‪ ،‬وقد خصصنا لنة للِّزكاة تارس عمحلِّها طوُال العام‪ ..‬وتوُزأ‬
‫هذه اللِّجنة ثقة السلِّمحي هناك؛ خاصة أن لدينا اتصالت ومعلِّوُمات عنم غالبَية السلِّمحي ف اليابان‪،‬‬
‫وهوُ ما يسمحح لنا بأداء هذه الهمحة بكحفاءة‪ ..‬وف العشر الواخر منم رمضان تبَدأ الستعدادات لصلة‬
‫العيد؛ حيث تبَاشر لنة خاصة عمحلِّها‪ ،‬فتقدم الجابات لكحل السلِّمحي حوُل موُاعيد الصلة‪ ،‬وكيفية‬
‫أدائها‪ ،‬والماكنم الخمصصة لا‪ ..‬وكنا إل وقت قريب نُؤدي الصلة ف الساجد والصلِّيات فقط‪ ،‬لكحنم‬
‫مؤخدرا اتهنا لقامة هذه الصلة ف الدائق والنتزهات أو اللعب الرياضية‪.‬‬
‫وقد لحظنا أن فرحة العيد تزداد كثديا ف هذه التجمحعات‪ ،‬كمحا يزيد تأثي هذه الصلة علِّىَ السلِّمحي‬
‫ضا‪ ..‬وف الفتة الخية بدأت ظاهرة جديدة تنتشر بي السلِّمحي اليابانُيي‪ ،‬وهي‬ ‫وغي السلِّمحي أي د‬
‫التاه إل أداء شعيت الجه والعمحرة‪ ،‬وزأيارة الماكنم القدسة فقبَل سنوُات كان الركز ينظم رحلت‬
‫الجه والعمحرة للِّيابانُيي السلِّمحي علِّىَ نُفقته الاصة أو تلِّبَية لدعوُىً منم بعض الؤسسات أو النظمحات‬
‫التابعة لدول إسلمية؛ خاصة السعوُدية‪ ..‬لكحنم طرأ تلوُل طيب؛ حيث بدأ اليابانُيوُن يطلِّبَوُن السفر إل‬
‫الراضي القدسة علِّىَ نُفقتهم‪ .‬ومنذ عامي خرجت أول قافلِّة حجه يابانُية تضم ‪ 43‬مسلِّدمحا ومسلِّمحة‬
‫منم اليابانُيي أرسل معهم الركز اثني منم الدعاة‪ ،‬بالضافة إل إمام الركز الشيخ نُعمحة ال‪ ،‬وكان لا‬
‫صدىً ف الوساط السلمية‪ ،‬والمحد ل يكحثر الن أعداد اليابانُيي الذينم يزرون الراضي القدسة‪.‬‬
‫وماذا عنم العلقات الجتمحاعية بي السلِّمحي اليابانُيي ف رمضان؟‬
‫* يدث نُوُع منم التقارب بي السلِّمحي‪ ،‬وتسوُد مشاعر الوُدة واللفة با يسمحح بل اللفات الت قد‬
‫تنشب بينهم‪ ..‬وننم ف الركز السلمي لدينا لنة مشلكحلِّة منم عدد منم الدعاة لل مثل هذه‬
‫اللفات‪ ،‬وتستقبَل السلِّمحي طوُال اليوُم لبَحث مشاكلِّهم وحل خلفاتم؛ سوُاء فيمحا بينهم أو‬
‫اللفات بينهم وبي غي السلِّمحي‪ ،‬والمحد ل‪ ..‬اللِّجنة موُفقة ف عمحلِّها إل الن‪ ،‬ويساعدها ف ذلك‬
‫طبَيعة الشعب اليابان الذىً يتسم بتمحاسكحه الجتمحاعي وروحه الشرقية الت تقدس العائلِّة‪ ،‬وتتم‬
‫العلقات الجتمحاعية‪ ،‬وكذلك تاوب السلِّطات اليابانُية معنا‪.‬‬
‫هل تتفظوُن بعلقات جيدة مع التمحع اليابان غي السلِّم؟‬
‫ضا‪ ..‬فنحنم نُشعر أن الشتك بيننا وبي اليابانُيي‬ ‫* جددا‪ ..‬التمحع يسمحح بذلك كمحا قلِّت‪ ،‬والسلِّطة أي د‬
‫كبَي جددا ف العادات والتقاليد وف روح الشرق‪ ..‬كمحا أن التمحع والكحوُمة اليابانُية رغم تأثرهم إل حد‬
‫بعيد بالمحلت العلمية الغربية الوُجهة للسلم يرحبَوُن بأي جهد أو عمحل منم شأنُه تصحيح صوُرة‬
‫السلم أو إعادة حقوُق السلِّمحي لم‪ ..‬يتكحرر هذا كثديا ف أي حادث أو قضية يساء فيها للسلم‪،‬‬
‫حيث يستجيبَوُن لنا بجرد تدخلِّنا‪ ،‬ويعلِّنوُن موُقفنا ف كل وسائل العلم بنتهىَ التسامح‪.‬‬
‫هل تعتقد أن مستقبَل السلم ف اليابان يبَلشر بالي؟‬

‫‪240‬‬
‫* بالتأكيد‪ ..‬هناك إقبَال كبَي علِّىَ السلم بي اليابانُيي‪ ..‬ننم نُقدر عدد منم يدخلِّوُن السلم بنحوُ‬
‫منم خسة إل خسي يابانُيا يوُمديا‪ ،‬وهذا عدد كبَي نُسبَديا ف دولة كاليابان‪ ،‬وهناك لنة ف الركز‬
‫لشهار السلم وعقد الزواج بي السلِّمحي تستقبَل يوُمديا عدددا كبَديا منم اليابانُيي يرغبَوُن ف التعرف‬
‫علِّىَ السلم أو إشهار إسلمهم‪ ،‬ويزيد القبَال دائدمحا ف رمضان ببكته‪.‬‬
‫لكحنم هل تستطيع أن تقدر لنا عدد السلِّمحي ف اليابان ولوُ بشكحل تقريب؟‬
‫* ليست هناك إحصاءات مددة‪ ،‬لكحنم عدد السلِّمحي ف اليابان زأاد كثديا ف الفتة الاضية‪ ،‬وربا يتاوح‬
‫بي مائة ألف أو يزيد‪ ،‬أما غي اليابانُيي "الجانُب والقيمحوُن" فربا يزيدون ثلثة أضعاف هذا العدد‪..‬‬
‫وهذا إنازأ كبَي؛ خاصة أن عمحر السلم ف اليابان ل يتجاوزأ مائة عام فقط‪ ..‬والعدد آْخذ ف الزأدياد‬
‫بإذن ال‬
‫البيد اللكحتون والوُقع علِّىَ شبَكحة النُتنُت للِّمحركز السلمي ف اليابان‪:‬‬
‫‪Email: islamcjp@islamccenter.or.JP‬‬
‫‪URL:http://islamcenter.or.jp‬‬
‫يييييييييي‬
‫رمضان في حياة الدكتورة هاجر سعد الدين‬
‫رئيسة شبَكحة إذاعة القرآْن الكحري ف مصر‬
‫أجرىً الوُار ‪ :‬عبَي صلح الدينم‬
‫كيف كان رمضان ف طفوُلتك؟‬
‫أتذكر جيددا أن رمضان كان يعن ف بيت عائلِّت الرزأق‪ ..‬أنُاس كثيون يأتوُن للفطار عندنُا يوُمديا‪،‬‬
‫وكان أب صاحب مصنع نُسيجه‪ ،‬وكان يفضل أن يرج زأكاة الال ف شهر رمضان ف شكحل ملبس‬
‫وأقمحشة توُلزأع علِّىَ الفقراء‪ ،‬ولذا كان رمضان بالنسبَة ل هوُ شهر الي للِّناس كلِّها‪ ،‬ولذا ورثت أنُا‬
‫هذه العادة حت الن‪ ،‬فأحرصا علِّىَ توُزأيع زأكاة الال ف شهر رمضان بشكحل خاصا مع أنُه يوُزأ إخراج‬
‫زأكاة الال ف أي شهر منم شهوُر السنة‪.‬‬
‫ضا صوُت أمي العذب وهي تقرأ القرآْن صبَادحا كل يوُم‪ ،‬وكانُت ترصا ف‬ ‫وتتابع د‪ .‬هاجر‪ :‬أذكر أي د‬
‫رمضان علِّىَ أن تلِّس للِّقراءة بعد صلة العصر‪ ،‬ويطيب لا أن تقرأه بصوُت مسمحوُع حت نُسمحع ننم‬
‫ضا‪ ،‬ونرصا علِّىَ أن نتم الصحف مرتي أو ثلدثا طوُال شهر رمضان‪.‬‬ ‫أي د‬
‫وماذا عنم رمضان الن ف عائلِّتك الصغية؟‬
‫منم العروف أن كل البَيوُت تستعلد لستقبَال العيد بتنظيف البَيت وترتيبَه‪ ،‬أما أنُا فأحرصا علِّىَ إعادة‬
‫ترتيب النزل وتنظيفه قبَل شهر رمضان وكأنُن أستعد لستقبَال ضيف عزيز‪ ،‬وأحرصا جدديا علِّىَ أن‬
‫أشتي فانُوُس رمضان سنوُديا لصغر أبنائي‪ ،‬وأختار الشكحل التقلِّيدي للِّفانُوُس الرتبَط بشهر رمضان ف‬

‫‪241‬‬
‫ضا السجل علِّىَ السطوُانُات الديثة الت أصبَحت‬ ‫كتاباته النقوُشة علِّيه‪ ،‬وتصمحيم الفانُوُس وصوُته أي د‬
‫ضا أحرصا علِّىَ شراء ملبس جديدة لولدي‬ ‫تضاف للِّفوُانُيس‪ ،‬وقبَل أن ينتهي شهر رمضان أي د‬
‫ليتدوها ف العيد‪ ،‬فهي سلنة عنم الرسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪ ،‬وأشتي الكحعك مثل كل الصريي ولكحنم‬
‫بكحمحيات قلِّيلِّة‪ ،‬وكنا ف بيت العائلِّة الكحبَي نُصنعه بأنُفسنا مع أمي‪ ،‬لكحنم الن ل وقت عندي لعداد‬
‫ضا نرصا ننم وأقارب وإخوُت علِّىَ أن يكحوُن الفطار ف‬ ‫الكحعك والبَسكحوُيت‪ .‬وتتابع‪ :‬ف رمضان أي د‬
‫بيت واحد منا‪ ،‬وإن ل يكحنم ذلك فتكحوُن زأيارة ما بعد الفطار حت نُتقابل ونُرىً أقاربنا الذينم قد ل‬
‫نُراهم منم رمضان إل رمضان مع كثرة النُشغالت واستخمدام وسائل التصال مثل التلِّيفوُن للطمحئمنان‬
‫علِّىَ بعضنا دون مقابلِّة وجدها لوُجه‪.‬‬
‫وكيف تستعدينم لشهر رمضان ف عمحلِّك؟‬
‫رمضان مرتبَط عندي ف العمحل بنجاحات جيلِّة ف حيات‪ ،‬فأول مرة يظهر فيها صوُت علِّىَ موُجات‬
‫الذاعة كان ف شهر رمضان عام ‪ ،1972‬وكان أول برنُامجه قدمته هوُ برنُامجه "دنُيا ودينم"‪ ،‬وكنت‬
‫أقدمه يوُمديا‪ ،‬ولنُه كان برنُادما متمحيدزا فقد استمحر إل الن بشكحل أسبَوُعي‪ ،‬ويدور حوُل الدللت‬
‫العلِّمحية الوُجوُدة ف اليات القرآْنُية‪ ،‬ويهدف إل زأيادة إيإان الؤمني‪ ،‬ويدعوُ للِّتأمل ف ملِّكحوُت ال‪،‬‬
‫وكانُت معظم برامي الناجحة ف شهر رمضان أيضا‪ ،‬ومنها برنُامجه "سبَحان ال" الذي يدور حوُل قوُله‬
‫صبَذرحوُشن(‪ ،‬وأثر اختلف اللِّيل والنهار علِّىَ الكحوُن با فيه منم‬ ‫ذ‬ ‫ذ ذ‬
‫ي تر ه‬ ‫تعال‪) :‬فشرسهبَشحاشن اللِّله ح ش‬
‫ي رتهرسوُشن شوح ش‬
‫ضا تت ترقيت إل مدير عام برامجه السرة‬ ‫ملِّوُقات‪ ،‬وقد استمحر لدة عامي متتاليي‪ ،‬وف رمضان أي د‬
‫ضا )فقه الرأة ف رمضان(‪ ،‬وكان يقدم يوُمديا‪.‬‬ ‫بشبَكحة القرآْن الكحري‪ ،‬وكان أول برامي أي د‬
‫وف عمحلِّي أستعد لريطة برامجه شهر رمضان قبَل رمضان بفتة طوُيلِّة ربا أكثر منم شهر‪ ،‬وتتحوُل‬
‫الجتمحاعات الشهرية مع مقدمي البامجه والعاملِّي بالشبَكحة إل ثلثة اجتمحاعات أسبَوُعديا‪ ،‬وأطمحئمنم علِّىَ‬
‫سي العمحل ف الذاعات الارجية الت سننقل منها شعائر صلة العشاء والتاويح والفجر‪ ،‬فهذا العام‬
‫مثلد نتفل برور ‪ 14‬قردنُا علِّىَ دخوُل السلم لصر ونُتتبَع مسية الفتح عنم طريق نُقل صلة العشاء‬
‫والتاويح ف الساجد الت شهدت مسي حلِّة فتح مصر بداية منم القدس الشريف ث أقدم مسجد‬
‫بالعريش‪ ،‬ث أقدم الساجد الوُجوُدة بنطقة الفارما‪ ،‬ث بلِّبَيس ث القاهرة فالسكحندرية فجنوُب الوُادي‪.‬‬
‫ضا نرصا علِّيه سنوُديا ف الشبَكحة‪ ،‬وهوُ إفطار جاعي مع كل العاملِّي وأنُا معهم‪ ،‬ونُتفق‬ ‫وهناك تقلِّيد أي د‬
‫قبَلِّها منم سيحضر كذا ومنم سيقوُم بعمحل كذا بيث يكحوُن الفطار منم جيع بيوُت العاملِّي بالشبَكحة‬
‫‪...‬‬
‫وتقوُل‪ :‬منم يتأمل شهر رمضان سيلحظ أن كلِّه بركة وعمحل ونُشاط ومهوُد‪ ،‬فعنم نُفسي أجد أنُن‬
‫أعمحل بنشاط ربا طوُال الربع والعشرينم ساعة‪ ..‬ما بي العمحل وتسجيل البامجه وتضي الفطار‬
‫لعائلِّت‪ ،‬ث السحوُر وصلة الفجر ث النوُم لساعات قلِّيلِّة قبَل النُطلق إل العمحل مرة أخرىً‪ ،‬فاليوُم فيه‬

‫‪242‬‬
‫بركة‪ ،‬ويإكحنم لنا أن نُقوُم فيه بالكحثي الذي قد ل نُستطيع عمحلِّه ف أي شهر أخر‪ ،‬والوُقت يقلسم بطريقة‬
‫تتلِّف عمحا نُعتاده ف أي شهر‪ ،‬فهناك فتة الصبَاح‪ ،‬ث فتة ما قبَل الغرب‪ ،‬ث فتة منم الغرب للِّعشاء‪،‬‬
‫ث فتة منتصف اللِّيل‪ ،‬ث فتة الفجر‪ ،‬وكلِّها فتات يإكحنم فيها تصيص الوُقت لشياء كثية ما بي‬
‫العبَادة والعمحل‪ ،‬دون أن نُشعر بالتعب أو الهوُد لن النُسان يؤدي العمحل بب‪.‬‬
‫وقد تعلِّمحت منم رمضان أن العمحل والحسان ف العمحل يرقىَ لرتبَة العبَادة مصدادقا لقوُله تعال )شوشمنم‬
‫ك ذبالهعرهرشوةذ الهروُثهيشقىَ شوإذشل اللِّلذه شعاقذبَشةر الررموُذر(‪ ،‬وقوُله صلِّىَ ال‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫يرهسلِّهم شوهجشههر إذشل اللِّلذه شورهشوُ رهمذسةنم فشيشقد اهستشهمحشس ش‬
‫علِّيه وسلِّم‪) :‬كلِّكحم راتع وكل راتع مسئموُل عنم رعيته(‬
‫يييييييييي‬
‫الشيخ أحمد ياسين ‪-‬المؤمن يشحن بالتقوى في رمضان كما تشحن البطارية بالكهرباء‬
‫مها عبَد الادي فلِّسطي‬
‫وسط فضاء القاومة تتسع حياة البطال للِّعديد منم الوُاقف والحداث والشاهدات الت ربا ل يعرفها‬
‫الكحثيون‪ ،‬ومنم هؤلء الشيخ أحد ياسي زأعيم حركة القاومة السلمية "حاس" ف فلِّسطي‪ ،‬الشيخ‬
‫القعيد الذي أقام العال‪.‬‬
‫ترىً كيف هوُ رمضان ف حياة شيخ النُتفاضة ؟ ما هي ذكرياته ف هذا الشهر؟ وكيف توُل الحتفاء‬
‫به مع مرور هذه السني؟‬
‫ل يعد رمضان متسدقا مع إيقاع حياتنا العاصرة فمحا رأيكحم ف تغيه؟!ا‬
‫* لقد كان رمضان ف تاريخ السلِّمحي شهدرا للِّعبَادة؛ الصوُم ف النهار‪ ،‬والقيام ف اللِّيل‪ ،‬والذكر ف كل‬
‫الحوُال‪ ،‬وقراءة القران‪ ،‬لن رمضان هوُ شهر القرآْن الكحري‪ ،‬فيخمرج الؤمنوُن منم رمضان وقد تزودوا بي‬
‫الزاد‪ ،‬وشحنت نُفوُسهم وأرواحهم باليإان والتقوُىً والتآلف والبَة والتاحم ورعاية الضعفاء والساكي‬
‫والفقراء وصلِّة الرحام‪ ،‬ما يقوُي وحدة المة وترابطها‪ ،‬ويعلِّي منم شأنا بي المم‪ ،‬ويدفعها للِّتصدي‬
‫لعدوان العتدينم‪ ،‬والستعداد للِّتضحية والهاد والفداء بالنفس والال‪.‬‬
‫ورمضان علِّىَ مدار تاريخ المة السلمية شهر النُتصارات‪ ،‬النُتصار ف ميادينم القتال مثل معركة بدر‬
‫وفتح مكحة وحطي وعي جالوُت‪ ،‬والنُتصار علِّىَ النفس البَشرية وضعفها وهوُاها‪ ،‬فتخمرج منم رمضان‬
‫زأاكية زأكية‪ ،‬ومنم الذنُوُب نُقية‪ ،‬وهكحذا كانُت أمتنا بالفعل "خي أمة أخرجت للِّناس"‪.‬‬
‫ومع مرور الزمنم وسقوُط اللفة السلمية‪ ،‬ووقوُع البَلد السلمية ف قبَضة الستعمحار‪ ،‬وهجمحات‬
‫التغريب علِّىَ أمتنا‪ ،‬وتنحية السلم عنم سدة الكحم وإبعاده عنم مريات الياة‪ ،‬تسربت إل متمحعنا‬
‫حيلِّة جديدة ترمنا أجر الشهر العظيم‪،‬و تثلِّت ف القبَال علِّىَ الطعام والوُائد الفاخرة بعيددا عنم‬
‫الكحمحة الت قصدها الشارع منم رمضان‪ ،‬وهي رياضة الروح والسد بتقلِّيل الطعام‪ ،‬وبعيددا عنم تلوة‬
‫القرآْن والذكر والقيام الت أرادها الشارع لصفاء النفوُس وشحذ المحم والعزائم‪ ،‬ليتلِّقىَ الناس رمضان‬

‫‪243‬‬
‫بسلِّسلت تعرض هنا وهناك علِّىَ شاشة التلِّفازأ أو الذاعة أو السينمحا أو علِّىَ صفحات الرائد‬
‫واللت‪ ،‬تدر الوُقت بعيددا عنم الطاعة القيقية التصلِّة بال تعال منم صلة وصيام وقيام وزأكاة ‪.‬‬
‫وتغيي نُسق الياة هذا هوُ الطلِّوُب ليعوُد الناس إل الصالة منم جديد‪ ،‬وإل العبَادة بعيددا عنم زأخارف‬
‫الدنُيا وملِّهياتا منم الوُسيقىَ والرقص والغناء والسلِّسلت الابطة الت ل تدم إل الغرائز والشهوُات‪ .‬ما‬
‫أحوُجنا أن تتم أمتنا بنسق الياة الكحريإة‪ ،‬ويهتم مسئموُلوُ التوُجيه ف المة السلمية بالعوُدة إل بساطة‬
‫الياة وعمحق اليإان بعيددا عنم الزخارف والقشوُر‪.‬‬
‫كنتم وأنُتم صغار تستقبَلِّوُن رمضان والعيد بطقوُس احتفالية خاصة‪ ،‬والن اختفت هذه الطقوُس‪،‬‬
‫وحلِّت ملِّها برامجه تلِّيفزيوُنُية وألعاب بلستيكحية‪ ،‬فهل يإكحنم أن نُستعيد ما تاه منه ف أضوُاء الدينة؟‬
‫* كنا مع بداية شهر رمضان نرج ف الشوُارع وننم نُضرب علِّىَ الصفائح ونُغن لرمضان‪ ،‬وكان الطبَالوُن‬
‫يرجوُن ف موُاعيد السحوُر يطبَلِّوُن ليوُقظوُا الناس لتناول وجبَة السحوُر‪ ،‬كانُت البَساطة تغلِّب علِّىَ‬
‫حياتنا‪ ،‬فالكحل يذهب إل السجد ف صلة التاويح والفجر وبقية الصلِّوُات‪ ،‬والكحل يتمحع ليسمحع إل‬
‫دروس الوُعظ والرشاد‪ ،‬والت تلِّقىَ ف السجد أو يتم الديث عنها ف الدواوينم بعد صلة التاويح‪،‬‬
‫نُعم كان الكحل مشغوُلد بالعبَادة والذكر وفعل الي وقراءة القرآْن‪ ،‬منا منم كان يتم القرآْن مرة واحدة‪،‬‬
‫ومنا منم كان يتمحه عدة مرات‪ ،‬الكحل يعي أن العمحل ف رمضان خي منم بقية الشهوُر‪ ،‬والصدقة فيه‬
‫بسبَعي ضعفا عنم غيه منم الشهوُر‪ ،‬تستجاب فيه الدعوُات‪ ،‬لن دعوُة الصائم ل ترد‪ ،‬ولن ال‬
‫سبَحانُه وتعال نُسب الصوُم لنفسه‪ ،‬وتكحفل بالزاء علِّيه‪.‬‬
‫ولكحنم الصائمحي اليوُم يغلِّب علِّيهم السهر علِّىَ السلِّسلت وبرامجه التلِّفازأ‪ ،‬وننم هنا لسنا ضد التقدم‬
‫والداثة‪ ،‬فمحا أجل أن يمحع السلِّم بي الصالة والداثة بدون غلِّوُ أو تفريط‪ ،‬ولكحنم بدون مستجدات‬
‫العصر الت تزعجه الناس وتقتل الوُقت بدون فائدة تذكر‪ ،‬فالنُسان باجة لن يروح عنم نُفسه حت ل‬
‫يصاب باللِّل وينقطع انُقطادعا كاملد عنم فعل الي‪ ،‬وذلك يتفق ومبَادئ السلم وشوُليته وتطوُره مع‬
‫الياة الت تافظ علِّىَ النقاء واللِّق والفضيلِّة‪ ،‬وتارب الرذيلِّة ألن كان مصدرها وزأمانا ومكحانا‪ ،‬ولكحنم‬
‫كل ذلك ل يعن تضييع العبَادة والفضل العظيم الذي اختص به هذا الشهر‪.‬‬
‫علِّىَ مر التاريخ السلمي كان يأت الي منهمحدرا ف رمضان‪ ،‬يتحقق النصر الأموُل وينفرج الم ‪ ،‬هل‬
‫أصابك شيء منم هذه النفحات ف تاريك الشخمصي؟‬
‫* ف عام ‪ 1984‬حكحم علِّلي بالسجنم لدة ثلثة عشر عادما ف السجوُن السرائيلِّية ‪ ،‬ول أقض منها إل‬
‫عشرة أشهر‪ ،‬وكان قشدر ال أن أخرشج ف اليوُم الول منم رمضان‪ ،‬وهذه منم نُفحات رمضان أن تطوُىً‬
‫صفحة ثلث عشرة سنة ف أول يوُم منم رمضان‪ ،‬فأفطر ف البَيت مع أسرت بعد أن نُوُيت الصيام ف‬
‫السجنم‪.‬‬

‫‪244‬‬
‫?اليإان عادة يزيد وينقص‪ ،‬إل أنُه منم الفروض ف رمضان أن يزيد ويزيد فقط‪ ،‬فهل هذا مكحنم؟ وكيف‬
‫تققه بنفسك؟!ا‬
‫* صحيح أن اليإان يزيد وينقص‪ ،‬ولكحنه ف رمضان يزيد ويزيد باستمحرار‪ ،‬لن النُسان وهوُ يقضي يوُمه‬
‫صائدمحا ل ذاكدرا له قارئا للِّقرآْن‪ ،‬ويقضي ليلِّة قائدمحا وساجددا ل‪ ،‬يصبَح ل مال لديه للِّعبَث واللِّهوُ‪ ،‬ول‬
‫مال لديه لوُساوس الشياطي‪ ،‬لن الرسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أخب الؤمني وخبه حق وصدق أن‬
‫الشياطي تصفد ف رمضان‪ ،‬وما دامت قد صفدت فإن الوُاجس والشاعر تتجه إل الذكر والعبَادة‬
‫والتوُجه للِّخمي والصدقة والعروف‪ ،‬ولذلك يزداد السلِّم إيإادنُا مع إيإانُه‪ ،‬ويشحنم بالتقوُىً كمحا تشحنم‬
‫البَطارية بالكحهرباء‪ ،‬ويكحوُن لديه الزاد الذي يوُصلِّه إل رمضان القادم‪.‬‬
‫يرتبَط الهاد واليإان برمضان أكثر ما يرتبَطان بسوُاه‪ ..‬لاذا؟ وكيف؟!ا‬
‫* إن رمضان هوُ شهر الهاد واليإان‪ ،‬جهاد النفس وجهاد العداء ف آْن واحد‪ ،‬فكحلِّمحا جاهد الرء‬
‫شر عنم ساعد الد‬ ‫نُفسه كلِّمحا ازأداد إيإانُه‪ ،‬وكلِّمحا أقبَل علِّىَ ال بكحلِّه وقطع علقته بالدنُيا ومغرياتا و ل‬
‫منم أجل الخرة فبَاع نُفسه وماله فيشيهقرتل أو ييرهقشتل‪ ،‬كلِّمحا ازأداد قربا منم النة‪.‬‬
‫ولقد أثبَت التاريخ أن معظم معارك السلم الفاصلِّة كانُت ف رمضان مثل معركة بدر وفتح مكحة‬
‫وحطي وعي جالوُت الت غليت وجه التاريخ‪ ،‬وقلِّبَت الوُازأينم ف العال‪.‬‬
‫إنا منم نُفحات رمضان‪ ،‬وإنا منم رحة ال علِّىَ عبَاده‪ ،‬حيث تعبَأ المة ف كل عام‪ ،‬وتتجدد حيوُيتها‬
‫ف نُظام إسلمي بديع‪ ،‬ويتبَي ذلك منم قوُل رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪" :‬الصلة إل الصلة‪،‬‬
‫والمحعة إل المحعة‪ ،‬ورمضان إل رمضان مكحفرات لا بينها إذا اجتنبَت الكحبَائر"‪ ،‬ففي رمضان تتحقق‬
‫ذ ذ‬ ‫العبَوُدية ل سبَحانُه ف قوُله تعال‪) :‬شوشما شخلِّشهق ر ذ ذ‬
‫صلشذت‬ ‫س ذإل ليشيهعبَرردون(‪ .‬وقوُله تعال‪) :‬قرهل إذلن ش‬
‫ت اهللنم شوالنُ ش‬
‫ي(‪.‬‬ ‫ذ‬ ‫ي شوششماذت لذلِّلذه شر ل‬
‫ب الهشعالشمح ش‬
‫ذ‬
‫شونُررسكحي شوشهمشيا ش‬
‫شيء تب أن يتحقق ف رمضان؟‬
‫* أدعوُ ال سبَحانُه وتعال أن يإنم علِّىَ أمتنا بالنصر والتمحكحي ف الرض وترير فلِّسطي قبَلِّة السلِّمحي‬
‫الول‪ ،‬وأن تعوُد المة السلمية واحدة موُحدة‪ ،‬وأن يرفع عنم المة الوُهنم وهيمحنة الظالي الستبَدينم‬
‫والكحفرة والشركي‪ ،‬وأن ترتفع راية السلم خفاقة ف جنبَات الرض‪ ،‬إنُه علِّىَ ما يشاء قدير‪.‬‬
‫شيء تدعوُ ال أن يرفعه عنم المة ؟‬
‫* نُدعوُ ال سبَحانُه وتعال أن يرفع القت والغضب عنم هذه المة‪ ،‬وأن يرفع منم بينها الفرقة والتناحر‪،‬‬
‫وأن يرفع عنها ظلِّم الظالي وكل النُظمحة الت ل تكحم بشرع ال‪ ،‬ول تلِّتزم دينه عقيدة وشريعة ومنهادجا‬
‫للِّحياة‪ ،‬وأن يعيدها أمة ماهدة تأمر بالعروف وتنهىَ عنم النكحر‪ ،‬ول تشىَ ف ال لوُمة لئم‬
‫يييييييييي‬
‫الدكتور يحيى الرخإاوي‬

‫‪245‬‬
‫أجرىً الوُار‪ :‬عبَي صلح الدينم‬
‫الديث عنم رمضان وذكرياته المحيلِّة ل ينتهي ‪ ..‬لكحنم عندما يكحوُن الديث عنم رمضان الدكتوُر ييح‬
‫الرخاوي أستاذ الطب النفسي بكحلِّية طب قصر العين جامعة القاهرة ‪ ..‬يكحوُن الديث أكثر عمحقاد‬
‫وأوسع أبعاداد ‪.‬‬
‫حاولنا استعادة ذكريات رمضان مع الدكتوُر الرخاوي الذي بدأ حديثه معنا قائلد ‪ ..‬ف البَداية كل عام‬
‫وأنُتم طيبَوُن ‪ ..‬ثانُيدا‪ :‬ل تفظات كثية علِّىَ طريقتنا ف استقبَال شهر رمضان‪ ،‬خاصة الطبَاء الذينم‬
‫يقوُلوُن‪ :‬إن للِّصيام فوُائد جسمحية و ‪ ..‬و‪ ،..‬ما أعرفه أن رمضان صوُم ‪ ..‬عبَادة مثل الصلة والزكاة‬
‫والجه‪ ،‬وليس موُضة ول ترينات صحية وغيها ‪ ..‬ننم ل نُرشي الناس حت يصوُموُا ويتعبَدوا ال‪ ،‬السلِّم‬
‫علِّيه أن يؤدي عبَاداته والفائدة يب أن تكحوُن أساساد ‪ ..‬طاعة ال ‪ .‬هذا منم حيث البَدأ‪ ،‬ولذا أنُا ل‬
‫أحبَذ فكحرة تغيي موُاعيد العمحل ف شهر رمضان‪ ،‬بل يب أن تبَقىَ موُاعيد العمحل كمحا هي منم الثامنة‬
‫صبَاحاد وحت الثانُية ظهراد ‪ ..‬فالصيام ليس معناه زأيادة عدد ساعات النوُم ناراد بل قضاء نُفس الوُقت‬
‫وننم مروموُن منم الطعام والشراب‪ ،‬حت نُصفي أرواحنا ونُشعر ببَعضنا البَعض ونُقوُي علقتنا بال‬
‫سبَحانُه وتعال ‪.‬‬
‫** وما هي الذكريات الت يإكحنم أن تذكرها لنا عنم رمضان ف طفوُلتك ؟‬
‫* بدأت الصيام وعندي سبَع أو ثان سنوُات‪ ،‬وكانُت أيام الصيام طوُيلِّة جيدا لنُنا كنا وقتها ف‬
‫الصيف‪ ،‬وكان أهم ما نرصا علِّيه هوُ تناول السحوُر مع الكحبَار فقد كنا نُرىً أن ما يتناولوُنُه باللِّيل‬
‫بالتأكيد أفضل ما نُأكلِّه كأطفال ف الصبَاح‪ ،‬وكنت أصر علِّىَ أن توُقظن أمي لتناول معهم السحوُر‪،‬‬
‫وف الصبَاح وأثناء النهار كانُت أمي ترأف بال قائلِّة‪ " :‬صم صوُمة القلحة ) حطب الذرة ( منم‬
‫الصبَح للِّضحىَ" لتجعلِّن أفطر بعد الظهر‪ ،‬وأحيانُاد كانُت تضحك علِّلي قائلِّة‪ " :‬صم صوُمة الخمدة‬
‫)الوُسادة( كل ما توُع تتغدىً " حت تعلِّن أفطر ول أواصل الصيام ف هذه السنم الصغية‪ ،‬وكأن كل‬
‫ت مدد للفطار‪ ،‬ومع هذا كنت أحيانُاد أكمحل الصوُم وأتفاخر‬ ‫ما حوُلنا يصوُم معنا ولكحنم لكحتل وق ة‬
‫بذا‪ ،‬وقبَل أذان الغرب بوُقت قلِّيل كان يطيب لنا كأطفال اللِّعب بالكحرة أمام البَيت حت يصيبَنا الظمحأ‬
‫فنتظاهر بأنُنا نُتوُضأ استعداداد لصلة الغرب حت نُدخل الاء إل أفوُاهنا وربا حلِّوُقنا ونُقوُل هذه ل‬
‫تفطر ‪..‬‬
‫وف بلِّدتنا أيضاد كان هناك ما يسمحىَ بالسهرات منم بعد صلة العشاء والتاويح حت السحوُر والقصوُد‬
‫بالسهر هوُ تأجي مقرئ للِّقرآْن أو اثني يظل يقرأ طيلِّة اللِّيل طيلِّة شهر رمضان عند رئيس العائلِّة‪،‬‬
‫بيث تكحوُن هناك حوُال خس أو ست سهرات يوُمياد عند أكب عائلت البَلِّدة ويسهر الناس مع القرئ‬
‫ويتناولوُن الشاي واللِّبَة والشاف وغيها ويتبَادلوُن الديث بي الربع والربع‪ ،‬أي بعد أن ينتهي القرئ‬

‫‪246‬‬
‫منم قراءة ربع حزب منم أحزاب القرآْن ويستعد لقراءة الزب التال‪ ،‬والشبَاب يطوُفوُن بي هذه السهرات‬
‫جيعها ‪.‬‬
‫أما ذكريات " التوُحيش " الت تكحوُن ف السبَعة أيام الخية منم شهر رمضان‪ ،‬فقد كان الطفال يبَكحوُن‬
‫مع السحرات ) الذي يتوُل إيقاظ منم نُاموُا ليتناولوُا السحوُر ( مرددينم ل أوحش ال منك يا شهر‬
‫الصيام ‪ .‬ويشعر الناس بقرب فراق هذا الشهر الكحري حت يأت يوُم وقفة عيد الفطر وآْخر ليلِّة ف شهر‬
‫رمضان يصعد الطفال إل أسطح النازأل مسكحي بعوُد منم الديد مع ملِّعقة ويظلِّوُن يضربوُن باللِّعقة‬
‫علِّىَ العوُد مرددينم ‪ ..‬يا بركة رمضان حطي ف كل مكحان‪ ،‬يا بركة ربنا حطي عندنُا ‪ ..‬وكأنا سيمحفوُنُية‬
‫تسري ف كل مكحان منم البَلِّدة‪.‬‬
‫** وماذا عنم ذكريات السرة ف رمضان ؟‬
‫* منم أجل ذكريات رمضان ما كان يقوُم به والدي مدرس اللِّغة العربية الذي كان يعلِّمحنا اللِّغة العربية‬
‫والدينم منم خلل قراءة القرآْن وحفظه رغم أنُنا كنا ف مدارس مدنُية وليست أزأهرية‪ ،‬لكحننا أنُا وإخوُت‬
‫كنا نتهد ف حفظ القرآْن‪ ،‬وكنت أنُا أصغر إخوُت حيث كان والدي يلِّسنا بانُبَه ف رمضان منم بعد‬
‫العشاء إل قبَل السحوُر وكل واحد يقرأ ربع حزب ومنم يطئ يضع " ملِّيمحاد " ) عمحلِّة صغية ( ف‬
‫صندوق صغي وإذا أخطأ هوُ يضع قرشاد ف الصندوق‪ ،‬وكان يتعمحد أحيانُاد هفوُة بسيطة حت يضع‬
‫نُقوُداد ف الصندوق‪ ،‬حت إذا جاء آْخر الشهر يقسم علِّينا ما تمحع ف الصندوق منم نُقوُد‪ ،‬ول يأخذ‬
‫هوُ شيئماد منها‪ ،‬ومنم خلل هذا كنا نتم الصحف خس أو ست مرات طيلِّة شهر رمضان‪ ،‬فينطلِّق‬
‫لسانُنا وتتعمحق معرفتنا بالقرآْن‪ ،‬وكان أحيانُاد يأت لنا بحفظ يفظنا القرآْن‪ ،‬أتذكر أن اسه الشيخ عبَد‬
‫الرحيم وكان كفيف البَصر‪ ،‬لكحنم يبَقىَ أفضل شيء ف تربة والدي معنا أنُه ل يكحنم يفسر لنا القرآْن‪،‬‬
‫فمحنم يقوُم بتفسي القرآْن يكحوُن وصياد علِّىَ كلم ال بطريقة يوُفق فيها أحيانُدا‪ ،‬وكثيا ما يتزل كلم ال‬
‫إل ما يتصوُره هوُ عنم كلم ال‪ ،‬ولذا فأهم شيء ف قراءة القرآْن خاصة للطفال أن يقرأ كمحا هوُ‬
‫بنغمحاته وصوُره وإيقاعاته وتداخلته وروحه‪ ،‬بالنبَض والرنُي‪ ،‬فكحل هذا يصل دفعة واحدة إل خليا الخ‬
‫أو جيع خليا النُسان‪ ،‬أما أن نتزل آْية منم القرآْن ونُضع لا تفسياد يصبَح اختزالد غي مفيد‪ ،‬صحيح‬
‫أن التفسي علِّم له أصوُله‪ ،‬لكحنم القرآْن نُفسه جوُهر يصل إل الناس كمحا هوُ وعلِّينا أن نتم ذلك‬
‫ونُنمحيه‪ ،‬حت نُصل إل الوُظيفة الكحلِّية العمحيقة ف تريك الوُعي ‪.‬‬
‫** كيف ترىً استقبَال السرة العربية لشهر رمضان الن ؟‬
‫* رمضان كان عبَارة عنم علقات وزأيارات وتوُاصل وجهاد لوُجه بي العائلت والقارب‪ ،‬أما الن فمحا‬
‫يدث أنُنا نتمحع ف الكحان ول نتمحع ف العوُاطف أو الوُارات‪ ،‬نُظل مشدوهي أمام التلِّيفزيوُن‪ ،‬نُفتح‬
‫أفوُاهنا لتناول اللِّوُىً الرصوُصة أمامنا حت وننم نُشعر بالشبَع‪ ،‬نُشاهد أشياء سخميفة أو لطيفة ‪..‬‬

‫‪247‬‬
‫صحيح أن التلِّيفزيوُن يمحع العائلِّة بعد الفطار‪ ،‬لكحنه ف نُفس الوُقت يفرقهم ف العوُاطف ول يعطيهم‬
‫الوُقت لي توُاصل مع بعضهم البَعض ‪.‬‬
‫ل أريد أن أبقىَ طيلِّة الوُقت أقوُل أن الاضي كان أفضل منم الاضر‪ ،‬لنُه قد يكحوُن ف الاضر مبَاهجه‬
‫يعرفها اليل الال ول أعرفها أنُا الذي يقتب عمحري منم السادسة والستي‪ ،‬فالاضي كانُت فيه أشياء‬
‫مفيدة وجيدة متلِّفة عنم الشياء اليدة والفيدة الوُجوُدة الن‪ ،‬ولكحنم بالنسبَة لرمضان وقراءة القرآْن ل‬
‫أرىً أن لحفادي نُفس الستعداد للِّبَقاء حوُل لقراءة القرآْن قبَل الغرب كمحا كان يفعل معنا والدي‪،‬‬
‫ومع هذا فمحازأال رمضان وسيبَقىَ يمحع أفراد السرة والصدقاء حوُل مائدة الفطار‪ ،‬حت غي السلِّمحي‪،‬‬
‫فأصدقائي السيحيوُن يرصوُن علِّىَ دعوُت علِّىَ الفطار عندهم ف بيوُتم‪ ،‬وكذلك يفطرون معي ف‬
‫بيت‪ ،‬وكذلك إذا أردت أن أداعب أحد أصدقائي مداعبَة ثقيلِّة أذهب لزيارته قبَل الفطار بدقائق‪،‬‬
‫ووقتها لنم أجد حرجاد ف الزيارة لنُن سآكل ما قد أعدوه بالفعل‪ ،‬وهذه اللفة وذلك التجمحع لنم نده‬
‫ف غي شهر رمضان ‪.‬‬
‫** كيف يصبَح شهر رمضان فرصة لكتشاف النُسان لذاته؟‬
‫* رمضان فيه ميزة عظيمحة جيدا وهي كسر الرتابة‪ ،‬فطيلِّة أحد عشر شهراد نُقوُم بأشياء ثابتة طيلِّة الوُقت‬
‫ونُتصوُر أنُنا ل نُستطيع أن نُكحف عنها‪ ،‬وعندما يأت رمضان يكحسر هذه القوُاعد فنمحارس العمحل دون أن‬
‫نُتناول شاي الصبَاح أو فنجان القهوُة أو وجبَة الفطار وكذلك ل نُتناول الغداء ف الوُقت الذي تعوُدنُا‬
‫فيه علِّىَ ذلك وتتغي موُاعيد النوُم والستيقاظ‪ ،‬ونُدهش لذلك ونُبَدأ ف التفكحي ف بقية ما نُفعلِّه ف‬
‫حياتنا‪ ،‬فقد يكحوُن ما نُفعلِّه طيلِّة الوُقت خطأ‪ ،‬أو أن ما تعوُدنُا علِّيه ف حاجة إل مراجعة‪ ،‬وهنا تكحوُن‬
‫القدرة علِّىَ إعادة النظر ف تمحل ما ل نُكحنم نُتصوُر أنُنا سنتحمحلِّه ‪ ..‬ويبَدأ النُسان فتح صفحة جديدة‬
‫ف كل الالت ‪ ..‬يدث ل هذا‪ ،‬ويؤكد ل مرضاي أنم يشعرون بتلِّك اللِّحظات وكذلك أولدي‪،‬‬
‫وعمحوُماد منم لديه استعداد للِّتغيي يتغي ف طريقة تفكحيه‪ ،‬وفهمحه للِّحياة وف علقته بالوُت وعلقته‬
‫بأسرته‪ ،‬وف علقته بال سبَحانُه وتعال‪.‬‬
‫** كيف ترىً السرة العربية الن؟‬
‫* أراها كمحنم يقف وسط السلِّم‪ ،‬فل هي وصلِّت إل مرحلِّة اللتزام ول هي وصلِّت إل مرحلِّة الرية‬
‫والستقلل الذي نُشاهده ف السرة ف الغرب الت نُرىً فيها اللِّيوُنُي يأمر ابنه بالروج منم منزله‬
‫ليكحتشف طريقه ويتدبر أمره بفرده عندما يصل إل السادسة عشرة‪ ،‬بينمحا ننم نُظل نُرعىَ أبناءنُا حت‬
‫سنم الربعي‪ ،‬أي أن السرة العربية ل هي أخذت النمحط الغرب با له وما علِّيه‪ ،‬ول هي مافظة علِّىَ‬
‫النمحط العرب القدي ف الرعاية والتوُاصل با له وما علِّيه ‪..‬‬
‫** ربا تكحوُن فتة انُتقالية ؟‬
‫*أشك‪ ،‬لنُنا قد توُقفنا طوُيلد عند هذه الرحلِّة با يعن أنا وقفة تبيرية ‪.‬‬

‫‪248‬‬
‫** وماذا عنم القرن الديد ؟‬
‫* لقد بالغنا كثياد ف موُضوُع القرن واللفية‪ ،‬عام ‪ 2000‬لنم يتلِّف كثياد عنم اليوُم‪ ،‬التخملِّف سيزداد‬
‫تلِّفاد والتقدم سيزداد تقدمدا‪ ،‬ول داعي أن نُضحك علِّىَ أنُفسنا‪ ،‬ومع هذا أنُا متفائل رغم كل الصائب‬
‫الت تيط بنا‪ ،‬لنُن أظنم أن الغنياء عندما سيزدادون غن إما أنم سيشبَعوُن غن أو يصبَحوُا تعساء ف‬
‫غناهم‪ ،‬فتظهر قيم جديدة تنبَههم إل العدل‪ ،‬فالغن لنم يشعر بالسعادة إل عندما تدم هذه النقوُد بقية‬
‫الناس‪ ،‬وإل فسيمحوُت بفرده علِّىَ القمحة منم البد والوُحدة‪ ،‬فمحنم خلل حرمان الفقي وتعاسة الغن يظهر‬
‫قانُوُن جديد وعقد اجتمحاعي جديد يصلِّح عيوُب هذه العلقة ولذا أنُا متفائل‬
‫يييييييييي‬
‫الشيخ عكرمة صبري "مفتي فلسطين"و الشيخ رائد صلحا"شيخ القصى"على مائدة رمضان‬
‫أجرىً الوُار‪ :‬خالد الزغاري فلِّسطي‬
‫قرب باب خيمحة العتصام الت نُصبَت قبَالة مكحاتب باراك جلِّست مع فضيلِّة الشيخ عكحرمة صبي‬
‫رئيس اليئمة السلمية العلِّيا والفت العام للِّقدس والديار الفلِّسطينية‪ ،‬وفضيلِّة الشيخ رائد صلح رئيس‬
‫الركة السلمية داخل فلِّسطي التلِّة عام ‪1948‬م ورئيس بلِّدية أم الفحم الذي أصبَح يعرف شيخ‬
‫ها بالسجد القصىَ البَارك‪.‬‬ ‫القصىَ لنُه منم أكب الناس ي‬
‫اجتمحعت بمحا للِّحديث حوُل شهر رمضان البَارك‪ ،‬وكان الشيخ رائد صلح وبصفته رئيساد لبَلِّدية أم‬
‫الفحم يعتصم داخل خيمحة العتصام الت أقيمحت احتجادجا علِّىَ سياسة التمحييز الت تنتهجها حكحوُمة‬
‫أيهوُد باراك تاه السلِّطات اللِّية العربية ومالسها البَلِّدية‪ ،‬والشيخ رائد دائدمحا منم أول البَادرينم للعتصام‬
‫والتضامنم لجل قضية بلده الت هي قضية السلِّمحي عامة‪ ،‬حت إنُه ت العتداء علِّيه خلل مظاهرة‬
‫احتجاج قرب اليمحة قبَل أسبَوُع منم إجراء الوُار معه‪.‬‬
‫ل يعد رمضان متسدقا مع إيقاع حياتنا العاصرة‪ ،‬فمحا رأيكحم ف تغييه؟‬
‫الشيخ عكحرمة‪ :‬ل بد منم التأكيد علِّىَ أن شهر رمضان هوُ شهر عبَادة منم أوله لخره‪ ،‬فهوُ عبَادة ف‬
‫الصوُم وف أداء الصلِّوُات منم الفرائض والنوُافل والتاويح وقيام اللِّيل‪ ،‬وهوُ عبَادة ف إخراج الزكاة وصدقة‬
‫الفطر‪ ،‬ويتمحيز هذا الشهر بأن عبَادته متصلِّة بال سبَحانُه وتعال وهي خالية منم الرياء والبَاهاة‪ ،‬لن‬
‫النُسان الصائم ل يعرف ف صوُمه إل ال سبَحانُه وتعال لذا أعد ال سبَحانُه وتعال للِّصائم ثوُادبا‬
‫عظيدمحا ل يعرف مقداره أحد منم البَشر‪ ،‬وإنُه ما يلحظ ف أيامنا هذه خروج بعض الناس عنم روح‬
‫رمضان‪ ،‬وذلك بالكثار منم أنُوُاع الطعمحة والبَذخ وكذلك بإقامة السهرات‪ ،‬فكحأن رمضان قائم علِّىَ‬
‫الغن والرقص‪ ،‬وهذه الظاهر السلِّبَية قد تكحررت ف السنوُات الخية‪ ،‬وننم نُؤكد علِّىَ العنصر الروحي‬
‫لشهر رمضان بيث يقوُم السلِّم بأعمحال وتصرفات تنسجم مع بركة هذا الشهر وأهيته‪.‬‬

‫‪249‬‬
‫ويضيف الشيخ رائد‪ :‬ل بد منم إحياء الدينم الذي سيعيدنُا بشكحل تلِّقائي إل إحياء رمضان الكحري‪،‬‬
‫وإحياء رسالة هذا الشهر الفضيل‪ ،‬شهر الصب والنصر وشهر التكحافل بي أبناء المة السلمية الذي‬
‫كان يأت علِّىَ المة ليؤكد لم كل عام أنم جسد واحد إذا اشتكحىَ منه عضوُ يب أن تتداعىَ له كل‬
‫العضاء بالسهر والمحىَ‪.‬‬
‫كنتم وأنُتم صغار تستقبَلِّوُن رمضان بطقوُس خاصة‪ ،‬الن اختفت هذه الطقوُس ف استقبَال رمضان وف‬
‫لياليه وف الحتفال بالعيد‪ ،‬وحلِّت مكحانا برامجه تلِّيفزيوُنُية وألعاب بلستيكحية‪ ،‬فهل يإكحنم أن نُستعيد ما‬
‫تاه فيه أضوُاء الدينة؟‬
‫الشيخ رائد‪ :‬بطبَيعة الال لقد فقدنُا خديا عظيدمحا عندما غابت تلِّك العادات الطيبَة والبيئمة الت كنا‬
‫نُستقبَل فيها رمضان‪ ،‬ولكحننا رغم ذلك ل نُصل إل طريق مسدود يإنعنا منم العوُدة إل تلِّك الجوُاء‬
‫بنفس العادات ما يؤدي إل نُفس النتيجة البَاركة‪ ،‬خاصة وأنُنا نيح ف ظروف ميزة تر علِّىَ القدس‬
‫والقصىَ‪ ،‬ويتاج منا ذلك أن نُشعر كل المة السلمية ف كل العال ف كل ظرف ومناسبَة أن‬
‫القدس الشريف ف خطر وأن القصىَ البَارك ف خطر‪ ،‬وأنمحا ليسا ملِّدكحا للِّمحسلِّمحي الفلِّسطينيي‪ ،‬وإنا‬
‫ل‪ ،‬ولذلك أتن‬ ‫ها قلِّعة التوُحيد ومعقل اليإان لكحل السلِّمحي ف كل العال‪ ،‬ماضديا وحاضدرا ومستقبَ د‬
‫علِّىَ نُفسي وعلِّىَ السلِّمحي ف بيت القدس وأكنافه أن نُعوُد إل تلِّك الجوُاء الت تفظ الفطرة‬
‫السلِّيمحة‪.‬‬
‫ويلِّتقط الوُار الشيخ عكحرمة فيقوُل‪ :‬الطقوُس الت كانُت سابدقا هي مظهر منم مظاهر البَهجة والفرح‬
‫لستقبَال رمضان‪ ،‬وإن سبَب اختفائها يعوُد إل الظروف السياسية والمنية الت مرت با بلدنُا‬
‫ل‪ ،‬وكذلك الطفال الذينم كانُوُا ينشدون ف الزأقة والطرقات‬ ‫فلِّسطي‪ ،‬فالسحرات ياف منم الروج لي د‬
‫قد اختفوُا بسبَب فرض منع التجوُل والقمحع منم قبَل الحتلل السرائيلِّي‪ ،‬وهناك سبَب آْخر وهوُ‬
‫انُتشار أجهزة التلِّفازأ والطات الفضائية ف البَيوُت‪ ،‬فالرء يرغب ف مشاهدة البامجه التلِّفازأية بدلد منم‬
‫ل‪ ،‬وأتصوُر أنُنا لنم‬ ‫خروجه إل الزأقة والشوُارع‪ ،‬أما إمكحانُية استعادة الطقوُس السابقة فتأخذ وقدتا طوُي د‬
‫نُستطيع استعادتا ف القدس إل بعد انُتهاء الحتلل السرائيلِّي‪.‬‬
‫علِّىَ مر التاريخ السلمي كان يأت الي منهمحدرا ف رمضان‪ ،‬يتحقق النصر الأموُل‪ ،‬ويفرج الم‪ ،‬هل‬
‫أصابك شيء منم هذه النفحات ف تاريك الشخمصي؟ الشيخ رائد‪ :‬ل شك ف ذلك‪ ،‬فهناك الوُاقف‬
‫الرجة الت عشتها كمحسلِّم يصارع فتناد تيط به منم كل جانُب‪ ،‬أو كمحلِّتزم ف الركة السلمية يعيش‬
‫ومنم حوُله الؤامرات التوُاصلِّة علِّىَ السلم والسلِّمحي وعلِّىَ العرب والفلِّسطينيي‪ ،‬ففي خلل هذه‬
‫الجوُاء كنا نُستبَشر بالفرج واليسر بعد امتحانُات صعبَة ما كان لا أن تنفرج علِّينا لوُل لطف ال تعال‬
‫ف أجوُاء هذا الشهر الفضيل وف رحاب السجد القصىَ البَارك‪ ،‬وهذا المر أكد ل بالدليل القطعي‬

‫‪250‬‬
‫التاريي وبالدليل القطعي العاصر أن منم أخلِّص للِّمحسجد القصىَ البَارك فإن اللِّهتعال يكحرمه‬
‫بالفتوُحات الربانُية واللِّطائف الرحانُية الت تفظه وترسه وتسدد خطاه منم حيث ل يتسب‪.‬‬
‫ويعقب الشيخ عكحرمة ف أسدىَ ظاهر‪ :‬نُعم لقد أكرمنا ال هنا بالكحثي منم فضلِّه‪ ،‬ولكحنم مع السف ننم‬
‫نُدرس ف التاريخ عنم النُتصارات الت تققت ف مراحل منم الزمنم بدءاد بعركة بدر وانُتهاءد بعي‬
‫جالوُت‪ ،‬ل شك ننم نُتغن بأماد الاضي‪ ،‬لكحنم هذه الماد ل تتكحرر ف عهدنُا‪ ،‬فإنُنا ما زألنا نت‬
‫مأساة مزرة اللِّيل الت حصلِّت ف منتصف شهر رمضان عام ‪1994‬م ي ‪1414‬هي‪.‬‬
‫اليإان عادة يزيد وينقص‪ ،‬إل أنُه ف رمضان منم الفروض أنُه يزيد ويزيد فقط‪ ،‬هل هذا مكحنم؟ وكيف‬
‫تققه بنفسك؟‬
‫الشيخ عكحرمة‪ :‬ما منم شك أن اليإان يزيد وينقص‪ ،‬والحرىً بالسلِّم أن يزيد إيإانُه ف شهر رمضان‬
‫البَارك‪ ،‬ويإكحنم تقيق ذلك بالصوُم أولد وبتلوة القرآْن الكحري وأداء صلة التاويح ثانُيدا‪ ،‬بالضافة إل‬
‫الصلِّوُات الفروضة والبتعاد عنم الغيبَة والنمحيمحة والوُض ف أعراض الناس وتنب الدل والصوُمة‪.‬‬
‫ننم نُؤكد دائمحا يقوُل الشيخ رائد مكحمحل الوُار أن ال تعال أعلِّم بنم اتقىَ وهوُ الذي يزكي منم يشاء‬
‫صا ف‬ ‫ويكحرم منم يشاء‪ ،‬ونُبَقىَ علِّىَ رجاء أن تسعنا هذه الرحة الربانُية الت وسعت كل شيء‪ ،‬خصوُ د‬
‫شهر رمضان البَارك الذي تصفد فيه الشياطي فتخمنس وتلِّجم وتتفي وساوسها ودسائسها البَاعثة‬
‫صا وننم نُعيش ف بيت القدس وأكناف بيت القدس الذي بارك ال فيه وحوُله‬ ‫للِّشر والفجوُر‪ ،‬وخصوُ د‬
‫والذي منحة الرسوُل علِّيه الصلة والسلم منم ال شهادة دائمحة إل قيام الساعة عندما قال لنا وهوُ‬
‫الذي ل ينطق عنم الوُىً‪ " :‬ل تزال طائفة منم أمت علِّىَ الق ظاهرينم لعدوهم قاهرينم‪ ،‬ل يضرهم منم‬
‫خذلم حت يأت أمر ال"‪ ،‬قالوُا‪ :‬وأينم هم يا رسوُل ال؟ قال‪" :‬ف بيت القدس وأكناف بيت القدس"‪.‬‬
‫لذلك فسنبَقىَ علِّىَ أمل أن تعمحنا اللِّطائف الرحانُية ف شهر الكحرم‪ ،‬وف هذه البَقعة البَاركة حصنم‬
‫الظاهرينم علِّىَ الق إل قيام الساعة‪.‬‬
‫هوُ شهر ف العام اسه رمضان‪ ،‬أما فعلِّه فل حلد له منم عمحق أثره‪ ،‬فالبكة فيه تعم حت ف الفريضة‬
‫لتكحوُن بأجر سبَعي فيمحا سوُاه‪ ،‬هل حلِّت علِّيك البكة؟‬
‫الشيخ عكحرمة‪ :‬ننم نُأمل منم ال سبَحانُه أن تل بركة هذا الشهر علِّىَ جيع الصائمحي‪ ،‬وإنُن أحس ف‬
‫كل رمضان أن أعمحال تكحثر والتزامات تزداد‪ ،‬وهذا منم بركة رمضان‪.‬‬
‫وأما الشيخ رائد فيقوُل‪ :‬إن بداية الصراع بي الق والبَاطل تبَدأ بي إرادة النُسان والوُىً الغروزأ ف‬
‫داخلِّه‪ ،‬فإذا انُتصر ف هذه العركة فهوُ مؤهل أن ينتصر ف غيها‪ ،‬ول شك أنا معركة داخلِّية ف صدره‬
‫فإذا انُتصر ف هذه العركة الداخلِّية مع هوُىً نُفسه فهوُ مؤهل أن ينتصر ف معاركه الارجية مع أعدائه‬
‫علِّىَ اختلف عناوينهم وأحزابم‪ ،‬ول شك أن رمضان الكحري هوُ مدرسة لنا‪ ،‬وهذا هوُ البَعد العسكحري‬
‫الذي يدرب النُسان حت يتفوُق بإرادته علِّىَ نُفسه فيحرزأ نُصدرا مبَاردكا ف هذا الصراع البدي الذي‬

‫‪251‬‬
‫يدور ف داخلِّه‪ ،‬ولعلِّي هنا أتذكر حديث رسوُل ال علِّيه السلم الذي يقوُل فيه ‪ " :‬الشيطان رابض‬
‫علِّىَ قلِّب ابنم آْدم فإذا ذكر ال خنس وإذا سكحت وسوُس" وحت نُصل إل هذا النُسان الذاكر الذي‬
‫ينس لذكره الشيطان ل بد لنا منم هذه الدرسة مدرسة رمضان‪ :‬شهر القرآْن وشهر الذكر‪.‬‬
‫يرتبَط الهاد واليإان برمضان أكثر ما يرتبَطان بسوُاه‪ ،‬لاذا وكيف؟‬
‫الشيخ عكحرمة‪ :‬نُلحظ أن معظم النُتصارات والعارك وقعت ف شهر رمضان‪ ،‬وكان آْخرها حرب‬
‫رمضان ف مصر‪ ،‬وهذا يؤكد علِّىَ أن الصوُم ل يضعف منم المحة ول يضعف منم الصحة بل إن إرادة‬
‫الصائم تكحوُن أقوُىً منم إرادته ف غي رمضان‪ ،‬وإن الذي يتصوُر أن شهر رمضان هوُ شهر كسل‬
‫وخوُل فإنُه ف القيقة ل يدرك معن الصوُم ول يتذوق روحانُية هذا الشهر البَارك‪.‬‬
‫ويعقب الشيخ رائد رابطاد الاضي بالستقبَل‪ :‬أحب أن يكحرمنا ال تعال بإحياء رسالة رمضان الت كانُت‬
‫ف تارينا فأثرت بددرا وفتح مكحة وفتح النُدلس‪ ،‬أحب أن تلِّتقي المة علِّىَ إحياء معان رمضان‬
‫وبشكحل خاصا علِّىَ إحياء معن الوُحدة ظاهدرا وباطدنا ف حياة المة السلمية‪ ،‬فرمضان الذي يوُحد‬
‫المة ف ظاهر حياتا منم خلل جلِّسة السحوُر ومتعة الفطوُر وبركات صلة التاويح‪ ،‬كم أتن أن‬
‫ينعكحس ذلك علِّىَ وحدة القلِّوُب بعد أن أعطانُا رمضان وحدة القوُالب‪ ،‬ولعل ذلك سيتحقق قريدبَا بإذن‬
‫ال رب العالي‪ ،‬حت يصبَح جرح فلِّسطي وجرح الشيشان وما بينهمحا منم جراح حت تصبَح كلِّها‬
‫جردحا واحددا وألا واحددا يلِّتقي علِّيه حاضر المة السلمية بدون استثناء‪.‬‬
‫د‬
‫هل هناك شيء تب أن يتحقق ف رمضان؟‬
‫الشيخ رائد‪ :‬أسال ال سبَحانُه وتعال أن يكحرم المة السلمية خلل رمضان البَارك بإحياء دينها‬
‫وتديد إيإانا‪ ،‬واستحضار قوُتا واستعدادها الدائم للِّقاء ال تعال‪ ،‬إنُن أسال ال تعال أن يكحرمن وأن‬
‫يكحرم المة السلمية عاصيهم وطائعهم بذا اللِّطف الربان‪ ،‬لن ف ذلك ربح الدنُيا والدينم‪ ،‬وربح‬
‫الدنُيا والخرة‪ ،‬وعزة السلم والسلِّمحي بإذن ال تعال‪.‬‬
‫ل‪ :‬أتن أن أرىً وحدة السلِّمحي وانُتهاء الحتلل السرائيلِّي‬ ‫ويلِّخمص الشيخ عكحرمة المنيات قائ د‬
‫لفلِّسطي‪ ،‬وأن يرفع عنم المة السلمية اللفات والنُشقاقات وكثرة الدل‪.‬‬
‫لوُ أردت أن تتكحلِّم بلِّسان حال السجد القصىَ فمحاذا ستقوُل لسلِّمحي العال؟‬
‫الشيخ عكحرمة‪ :‬السجد القصىَ يستنهض المحم ويستغيث لنُه ف خطر‪ ،‬ويطالب السلِّمحي أن يتوُحدوا‬
‫لنُقاذه منم الحتلل السرائيلِّي‪.‬‬
‫ويكحمحل الشيخ رائد‪ :‬إن كنت قائلد سأقوُل كمحا قال شاعرنُا ‪:‬‬
‫أنُا ثالث الرمي ل أبغي سوُىً ‪ ...‬أن تستحي منم نُكحبَت يا أمت‬
‫يييييييييي‬
‫رمضان في تركيا‬

‫‪252‬‬
‫تقرير‪:‬سعد عبَد اليد‬
‫يستقبَل الشعب التكي السلِّم شهر رمضان البَارك بظاهر منم الفرح والبَهجة‪ ،‬مثلِّمحا هوُ الال عند كل‬
‫الشعوُب السلمية ف أركان العمحوُرة‪ ،‬والقيقة أن هذه الظاهر العلِّنية منم الشعب التكي فيها الباهي‬
‫والدلة الكحافية علِّىَ عمحق وتلرسخ السلم‪ ،‬ورفض البَدأ العلِّمحان اللدين الذي تتمحسك به النخمبَة‬
‫ضا منم هذه‬ ‫الاكمحة ف تركيا منذ عام ‪1923‬وحت اليوُم‪ ،‬وف فقرات هذا التقرير نُستعرض ونُقدم بع د‬
‫الظاهر الت تتاح الشارع التكي مع أيام شهر رمضان البَارك‪.‬‬
‫إنُارة الآذن وصلة التاويح‬
‫علِّىَ الرغم منم اعتمحاد هيئمة الشؤون الدينية التكية علِّىَ أسلِّوُب الساب الفلِّكحي ف تديد موُعد بدء‬
‫هلل شهر رمضان البَارك‪ ،‬وهوُ المر الذي يعل تركيا عادة تبَدأ أيام الشهر ف موُعد متلِّف عنم بقية‬
‫العديد منم الدول السلمية )هذه السنة ‪1420‬هي جاء البَدء موُاكبَاد للِّعديد منم دول العال السلمي(‪،‬‬
‫إلل أن ظاهرة إنُارة مآذن الوُامع النتشرة ف تركيا عند صلة الغرب وحت الصبَاح البَاكر رترىً واضحة ف‬
‫ضا ف الناسبَات الدينية السلمية‪ .‬ومظهر إنُارة‬ ‫التمحع التكي مع بدء أيام شهر رمضان البَارك‪ ،‬وأي د‬
‫الآذن ويسمحىَ عند التراك بي "ميا"وهوُ الظهر العب عنم الفرحة والبَهجة بلِّوُل الشهر البَارك)يقوُل‬
‫رئيس هيئمة الشؤون الدينية التكية بأن اليئمة ترعىَ حوُال ‪77‬ألف جامع ف تركيا‪ ،‬وأن الشعب التكي ل‬
‫يإكحنم أن يعيش دون جامع وأذان(‬
‫ضا منم نُفحات الشهر الكحري‪ ،‬أل وهي صلة التاويح‬ ‫وتصحب ظاهرة إنُارة الآذن ظاهرة أخرىً هي أي د‬
‫الت تتمحتع بب عظيم واحتام كبَي عند أفراد الشعب التكي‪ ،‬فبَعد تناول طعام الفطار يهرع الطفال‬
‫والشبَاب والنساء والرجال نُاحية الوُامع والساجد لجز الماكنم ف صلة العشاء ومنم بعدها صلة‬
‫التاويح الت تتم علِّىَ الذهب النفي‪ ،‬ويقوُم أهل الي منم التراك بتوُزأيع اللِّوُىً علِّىَ الطفال‬
‫الشاركي ف صلة التاويح عقب انُتهائها‪.‬‬
‫قراءة القرآْن الكحري‬
‫القيقة أن التراك منم أكثر الشعوُب السلمية حساسية واحتاماد وتبَجيلد لكحتاب ال‪ ،‬فالقرآْن الكحري‬
‫مثلد يوُضع أعلِّىَ الكحتب ف الكحتبَات أو ف مكحان بارزأ داخل النزل أو الكحتب‪ ،‬ول يقبَل التراك بأي‬
‫حال وضع القرآْن الكحري بي الكحتب العادلية أييا كان شأنا أو قيمحتها‪ ،‬بل يضعوُنُه أعلها دائمحدا‪ ،‬ومنم‬
‫العادات المحيلِّة والبَوُبة عند الشعب التكي اهتمحامه بقراءة القرآْن طيلِّة شهر رمضان‪ ،‬فعلِّىَ صعيد تلِّك‬
‫العادة البَلبَة يقوُم التراك منم الرجال بتقسيم سوُر القرآْن الكحري فيمحا بينهم‪ ،‬علِّىَ أساس قدرة الشخمص‬
‫ف تمحل قراءة كرم منم السوُر القرآْنُية‪ ،‬فالبَعض يقبَل قراءة سوُرة والبَعض الخر يقبَل قراءة أكثر منم‬
‫سوُرة‪ ،‬وف اليام الخية منم شهر رمضان تقوُم هذه المحوُعة أو تلِّك الت انُتهت منم ختم القرآْن‬
‫بالذهاب سوُييا إل أحد الوُامع القريبَة لكحي تقوُم بالدعاء المحاعي الاصا بتم قراءة القرآْن‪ ،‬و يشارك‬

‫‪253‬‬
‫إمام الامع ف الغلِّب هذه المحاعة ف مسألة الدعاء والفل الدين الصغي الذي يقام داخل الامع‬
‫علِّىَ شرف القرآْن الكحري‪.‬‬
‫معرض الكحتب الدينية‬
‫قبَل ‪ 18‬سنة تقريبَاد بدء الشعب السلِّم ف تركيا اتبَاع ظاهرة جديدة‪ ،‬ل تكحنم موُجوُدة عند التراك منم‬
‫قبَل‪ ،‬وهي إقامة معرض للِّكحتب الدينية يبَدأ ف السبَوُع الثان منم شهر رمضان‪ ،‬ويستمحر حت نايته‪ ،‬و‬
‫يقام هذا العرض سنوُييا ف الامع الكحبَي"أولوُ جامع" بالعاصمحة أنُقره‪ ،‬وف الرواق الداخلِّي لامع‬
‫السلِّطان أحد بدينة إستانُبَوُل‪ ،‬وترعاه هيئمة الشؤون الدينية )الوُقف اليي للِّنشر( بالتنسيق مع وزأارة‬
‫الثقافة التكية‪ ،‬وتبَدأ أنُشطة هذا العرض بعد صلة الغرب منم كل يوُم‪ ،‬حيث يتوُافد اللف منم‬
‫التراك‪ ،‬رجال ونُساء‪ ،‬علِّىَ ميدان السلِّطان أحد ف إستانُبَوُل لداء صلة العشاء وصلة التاويح‪ ،‬ث‬
‫يتجوُلوُن ف معرض الكحتب القام ف الصحنم الداخلِّي للِّجامع‪ ،‬وعلِّىَ هامش نُفس العرض يتم إقامة‬
‫معرض آْخر يتعلِّق بفنوُن الط العرب والتذهيب ‪،‬وها منم الفنوُن السلمية الشهية عند التراك‪.‬‬
‫البامجه الدينية‬
‫يقوُم تلِّفزيوُن وإذاعة الدولة ‪ TRT 1 TV‬ف أيام السنة العادية ببَث فقرة دينية لدة تتاوح بي ربع‬
‫إل نُصف ساعة عصر يوُم المحيس فقط‪ ،‬ولكحنم ف شهر رمضان وقبَل سنوُات قلِّيلِّة فقط بدء تلِّفزيوُن‬
‫الدولة ببَث أذان الغرب والفجر حليا منم الوُامع الكحبَية طيلِّة أيام الشهر‪ ،‬ولعلل تلِّفزيوُن الدولة ياول‬
‫بذا الوُقف الديد بث الذان علِّىَ الوُاء مبَاشرة وقراءة القرآْن الفاظ علِّىَ موُقعه بي الطات الاصة‬
‫الت تنافسه بشدة وتطف منه الضوُاء كل يوُم‪ ،‬وف الوُقت الذي يقدم تلِّفزيوُن الدولة برنُامي أو‬
‫فقرتي دينيتي قبَل الفطار وقبَل السحوُر مدتمحا مدودة‪ ،‬وبرنُادما ثالدثا يوُمييا يص مائدة الفطار خلل‬
‫شهر رمضان‪ ،‬علوة علِّىَ بعض الفلم أو السلِّسلت الدينية الدبلِّجة منم العربية‪ ،‬تقوُم الطات‬
‫الاصة ببَث برامجه كثية ومتلِّفة خلل الشهر الكحري‪ ،‬فهناك أفلم سينمحائية ومسلِّسلت اجتمحاعية ف‬
‫عام ‪ 1993‬قدمت مطة التلِّفزيوُن الاصة ‪ KANAL 6‬مسلِّسلد بعنوُان "أهل رمضان "وهىَ الرة‬
‫الول ف تاريخ تركيا العاصر أن تقوُم مطة تلِّفزيوُنُية بإعداد مسلِّسل خاصا لشهر رمضان ‪ ،‬إضافة‬
‫لبامجه وقت الفطار ووقت السحوُر الت تبَث فقط ف شهر رمضان‪ ،‬وف السنوُات الخية درجت‬
‫بعض الطات التلِّفزيوُنُية الاصة علِّىَ ختم القرآْن الكحري خلل أيام الشهر‪ ،‬وتصص البَعض منها‬
‫برنُادما يوُمييا عنم السحرات‪.‬‬
‫ومثلِّمحا تنشط الطات الاصة التلِّفزيوُنُية ف رمضان‪ ،‬فإن الطات الذاعية الاصة والت تبَث علِّىَ‬
‫موُجات ‪ FM‬تنشط بشكحل أكب‪،‬وتسيطر علِّىَ مشاعر الناس ف أوقات النهار وعلِّىَ النساء بالذات ‪.‬‬
‫موُائد الطعام الرمضانُية‬

‫‪254‬‬
‫كان أهل الي والمحعيات اليية ف الاضي القريب يقوُموُن بإعداد موُائد الرحنم الانُية لفطار‬
‫الصائمحي الذينم يدركهم وقت الفطار وهم ف الشوُارع أو ف الطريق إل منازألم‪ ،‬ولكحنم كانُت الوُائد‬
‫تتم داخل البَان والوُائط شبَه الغلِّقة‪ ،‬ول تأخذ هذه الظاهرة شكحل العلِّنم أو النزول ف الشوُارع واليادينم‬
‫التكية إلل علِّىَ أيدي رؤساء البَلِّديات التابعة لزب الرفاه )الظوُر(‪ ،‬وقد استمحر حزب الفضيلِّة وبلِّدياته‬
‫ف تعقب هذه الطوُة بعد إغلق حزب الرفاه‪ ،‬وتعد بلِّديت إستانُبَوُل وأنُقرة أول البَلِّديات العامة التكية‬
‫الت تقدم طعام إفطار ساخنم وطازأج للِّصائمحي ف الشوُارع واليادينم‪ ،‬وقد بدأت هذه الظاهرة ف عام‬
‫‪1995/1415‬هي‪.‬‬
‫ومنم العروف أن الكحوُمة التكية ل تراعي حرمة الشهر أو ترفع الشقة عنم العاملِّي وموُظفيها‪ ،‬فهي ل‬
‫تدث أي تقلِّيل ف ساعات العمحل‪ ،‬بل تصرف العمحال والوُظفي ف الساعة الامسة منم كل يوُم وهوُ‬
‫نُفس توُقيت أذان الغرب‪ ،‬ولكحنم المر يتلِّف ف شركات القطاع الاصا الت تصرف عمحالا قبَل موُعد‬
‫الفطار بساعة تقريبَدا‪ ،‬ومنم ث فقد كانُت فكحرة الوُائد الرمضانُية العامة والانُية الت تقام ف الشوُارع‬
‫مناسبَة جداد لدمة اللوُف منم الصائمحي التراك الذينم ل يستطيعوُن إدراك الفطار ف بيوُتم‪.‬‬
‫زأيارة جامع الرقة الشريفة‬
‫يقع جامع الرقة الشريفة ف أشهر أحياء مدينة إستانُبَوُل‪ ،‬وهوُ حي أو ملِّة "الفاتح" والذي يقع ف‬
‫القطاع الوروب منم الدينة‪ ،‬وهوُ منم الوُامع الت بنيت ف العصر العثمحان‪ ،‬حيث سي باسم الرقة‬
‫الشريفة بسبَب أنُه يتضنم ف مكحان مليز داخلِّه بالرقة النبَوُية الشريفة الت أحضرها السلِّطان سلِّيم‬
‫لستانُبَوُل بعد رحلِّته للِّشرق ف عام ‪1516‬م‪ ،‬وتعد زأيارة الامع وإلقاء نُظرة علِّىَ "بردة" الرسوُل ي‬
‫صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ي منم أشهر مظاهر شهر رمضان عند التراك‪ ،‬ول يسمحح ف العادة بفتح مكحان‬
‫المانُة الشريفة للِّزيارة ف أيام السنة‪ ،‬ولكحنم ابتداء منم النصف الثان لشهر رمضان البَارك يسمحح بزيارته‬
‫وخاصة للِّنساء‪ ،‬حيث تتوُافد اللوُف كل يوُم منم جيع أناء تركيا للقاء نُظرة علِّىَ الثر أو المانُة‬
‫النبَوُية الشريفة‪ ،‬فتبَدأ الزيارة بعد الفطار وتستمحر حت ما قبَل وقت الفجر‪ ،‬ويتم تنظيم دخوُل الرجال‬
‫قبَل الفطار وأوقات النهار‪ ،‬أما النساء فتكحوُن زأيارتنم ف اللِّيل‪ ،‬وربا يكحوُن القصوُد منم السمحاح للِّنساء‬
‫بالزيارة ف وقت الساء واللِّيل لكحي تعطىَ الفرصة للِّوُفوُد والمحوُع النسوُية الراغبَة ف الزيارة اللِّوُات يأتي‬
‫منم علِّىَ بعد مئمات الميال فل يصلِّنم بالطبَع إل ف اللِّيل‪ ،‬ويعدن ف حافلت جاعية تصص منم‬
‫طرف المحعيات اليية لنقلِّهنم بي بلِّداتنم وقراهنم وبي مدينة إستانُبَوُل‪.‬‬
‫وزأيارة جامع الرقة الشريفة أصبَحت منم العادات الشعبَية عند التراك والت تتجلِّىَ بوُضوُح ف شهر‬
‫رمضان‪.‬‬
‫خبَز "البَيدا "والكحنافة‬

‫‪255‬‬
‫منم عادات التراك ف شهر رمضان أن يبَدءوا إفطارهم بتناول التمحر أو الزيتوُن‪ ،‬ويأكلِّوُن التمحر والزيتوُن‬
‫والب بأنُوُاعه قبَل تناول الطعام الشهي‪ ،‬والبَعض يقوُم لداء صلة الغرب أودل‪ ،‬ث يعوُد لائدة الطعام‬
‫مستمحراد ف إفطاره‪ ،‬والبَعض يكحمحل إفطاره ث يؤدي صلة الغرب‪ ،‬وف شهر رمضان تقوُم الفران والخمابز‬
‫بعمحل خبَز خاصا ل ريرىً إلل ف شهر رمضان ويسمحوُنُه بي"بيدا"وهىَ كلِّمحة فارسية تعن"الفطي"‪ ،‬وهوُ‬
‫نُوُع منم البَز الستدير بأحجام متلِّفة ويبَاع بسعر أغلِّىَ منم سعر البَز العادي‪ ،‬ولا كانُت فطائر"‬
‫ل‬
‫البَيدا" تص شهر رمضان؛ فإن الطفال يقفوُن ف صفوُف طوُيلِّة قبَل موُعد الفطار بقلِّيل للِّحصوُل‬
‫علِّىَ الفطائر الطازأجة‪ ،‬والتراك عادة منم الشعوُب السلمية الت تتمحتع بثقافة ف الطعام والشراب تفوُق‬
‫قرنُاءها‪ ،‬وتعتب الكحنافة )العجائنم الستديرة والت تتلِّئ أو تشىَ بالكحسرات وتسمحىَ عند أهل الشرق‬
‫لش والبَقلوة منم أبرزأ أنُوُاع اللِّوُيات الت يقبَل علِّيها التراك ف شهر رمضان‪ ،‬ولكحنم‬ ‫بالقطائف( وال ل‬
‫يظل دائدمحا وأبددا طبَق الشوُربة الساخنة منم الطعمحة الساسية ف الائدة التكية‪ ،‬ولعل هذا راجع لظروف‬
‫الناخ البَارد ف أكثر أوقات السنة‪.‬‬
‫ف التام فإن أبرزأ مظاهر شهر رمضان عند التراك تبَدو بوُضوُح ف مدينة إستانُبَوُل الت تضم أكب‬
‫وأجل جوُامع الدنُيا منم الناحية العمحارية والفنية‪ ،‬وف إستانُبَوُل أيضا تكحمحنم أكب كثافة سكحانُية ف تركيا‬
‫)حوُال عشرة مليي نُسمحة(‪ ،‬والدينة تثل الرمز السلمي عند الشعب التكي منذ فتحها ف عام‬
‫‪ 1453‬السلِّطان ممحد الول الذي لقلبَه التراك بالفاتح‪ ،‬ول غرابة ف أن تستحوُذ إستانُبَوُل علِّىَ‬
‫الظاهر اللية لشهر رمضان فهي الدينة الت ظلِّت عاصمحة للِّدولة العثمحانُية السلمية قرابة خسة قرون‪،‬‬
‫ففيها يقرأ القرآْن يوُمييا وبدون انُقطاع علِّىَ مدار الربع والعشرينم ساعة ف قصر طوُبقاب )البَاب العال(‬
‫إضافة إل المانُات النبَوُية القدسة الت جلِّبَها السلِّطان سلِّيم الول عند نُزوله للِّشرق العرب ف مطلِّع‬
‫القرن السادس عشر‬
‫يييييييييي‬
‫المستشار القاضي فيصل المولوي ‪-‬في رمضان نصل إلى قلوب الناس‬
‫إيقاع العصر يتسارع‪ ،‬ووقت العمحل يتزايد‪ ،‬فلِّم يعد الناس يستعدون لرمضان‪ ،‬كمحا كانُوُا يفعلِّوُن منم‬
‫قبَل‪ ،‬ولكحنم التكحيف مع إيقاع العصر حاصل بنسب متفاوتة خصوُصاد مع الصحوُة السلمية الت تاول‬
‫استيعاب الهل بالحكحام الشرعية‪ .‬ف بيوت خصوُصدا‪ ،‬انسرت ظاهرة اليام الرمضانُية الت شهدت‬
‫زأخاد إعلميا مفتعلد ف السنوُات القلِّيلِّة النصرمة لكحنها ل تتف تامدا‪ ،‬فيمحا الساجد تزدحم بالصلِّي‬
‫بعد صلة العشاء لداء صلة التاويح‪.‬‬
‫ف رمضان‪ ،‬تنشط المحعيات اليية ف جع الزكاوات والصدقات‪ ،‬وتلِّقىَ الوُاعظ والدروس قبَوُلد ل تده‬
‫ف أي شهر آْخر‪.‬‬

‫‪256‬‬
‫* يرافق شهر رمضان عادات وطقوُس معينة‪ ،‬منها اليد ومنها السيئ‪ ،‬وقد تبَدلت العادات ال حد ما‬
‫‪ ،‬بي الاضي والاضر‪ ،‬كيف ترون الفارق بي أجيال المس‪ ،‬وأجيال اليوُم‪ ،‬منم هذه الناحية؟‪.‬‬
‫رمضان منم أهم شهوُر السنة بالنسبَة للِّعبَادات كلِّها‪" ،‬كل أعمحال ابنم آْدم السنة بعشر أمثالا إل‬
‫الصيام فهوُ ل‪ ،‬وأنُا أجزي به"‪ .‬ولرمضان ف الصل طقوُس دينية بتة‪ ،‬وهي النصوُصا علِّيها ف كتاب‬
‫ال عز وجل وف سنة رسوُله صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪ ،‬وهذه الطقوُس ل يطرأ علِّيها تبَدل‪ ،‬ولكحنم إل‬
‫جانُب الطقوُس الدينية هناك عادات الناس الت أحاطت بالعبَادات بالكحثي منم السائل الديدة الت‬
‫تلِّتقي أحيانُاد مع العبَادة‪ ،‬وأحيانُاد رتالفها‪ .‬وبطبَيعة الال الناس مع أوامر ال هكحذا فمحنهم منم يأخذها‬
‫وينحرف با‪ ،‬ومنهم منم ريسنم تطبَيقها بأساليب جديدة ف ظروف جديدة‪ ،‬وهذا ما يصل مع كل‬
‫العبَادات كذلك‪ ،‬وليس مع الصيام وحسب‪.‬‬
‫ف الاضي‪ ،‬كان الوُ الغالب ف التمحع هوُ جوُ اللتزام الصادق بالعبَادة‪ ،‬أكثر ما هوُ ف أيامنا هذه‪،‬‬
‫ربا مع الصحوُة السلمية انُبَثق جوُ ماثل منم اللتزام‪ ،‬لكحنم فيه قدر كبَي منم الهل ما ل يكحنم ف‬
‫السابق‪ ،‬وربا يعوُد ذلك كثرة العلِّمحاء والوُجهي والدعاة ف الاضي عنه الن‪ ،‬حيث كان انُتشار العلِّوُم‬
‫الشرعية بي الناس واسعدا‪ ،‬ف حي أنُنا اليوُم ف معادلة معكحوُسة‪ ،‬فالعداد تتكحاثر‪ ،‬والدعاة قلِّيلِّوُن‪،‬‬
‫وهذا ما جعل ساحة الصحوُة السلمية عرضة للِّجهل الذي يؤثر ف تثبَيت بعض العادات والنراف‬
‫با علِّىَ حساب اللتزام الصحيح بالعان السلمية‪.‬‬
‫* نُلحظ أن إيقاع الياة تغي كثياد بي المس والاضر‪ ،‬ففي السابق كان اليقاع أبطأ وكان العمحل ل‬
‫يستنزف عمحر النُسان‪ ،‬فكحان الستعداد النفسي لستقبَال رمضان أكب بكحثي بلف ما ننم علِّيه‬
‫اليوُم‪ ،‬فكحيف تد رمضان مع إيقاع العصر؟‪.‬‬
‫النُسان يتكحيف بسب ظروفه الاصة‪ ،‬وبالمحل‪ ،‬وكمحا ذكرت آْنُفدا‪ ،‬فإن التمحع العاصر يتمحيز بالسرعة‬
‫ف كل أعمحاله‪ ،‬كمحا يتمحيز بزيد منم النُشغال بالعمحال الدنُيوُية‪ ،‬وهذا يؤثر ف حالة الصيام بل شك‪،‬‬
‫ولكحنم منم جهة أخرىً‪ ،‬يشعر السلِّمحوُن بأن الصيام عبَادة ل بد منها‪ ،‬وهم يتلِّذذون بذه العبَادة‪ ،‬الت‬
‫هي ف الصل كبَح جاح الشهوُات‪ ،‬خصوُصاد الشبَاب الذينم يتمحيزون بالرغبَة ف التسامي والرقي فوُق‬
‫الغرائز‪ ،‬وهؤلء ريكحيفوُن أشغالم بيث يبَقىَ متسع منم الوُقت للِّتعبَد‪ ،‬والال أوسع بالنسبَة للِّعبَادة ف‬
‫أيامنا هذه‪ ،‬حيث يقصر النهار ويطوُل اللِّيل‪ ،‬ومنم أهم العبَادات ف رمضان صلة التاويح وصلة اللِّيل‬
‫قبَل الفجر‪ ،‬فمحت حل وقت الغرب والعشاء انُتهت كل أعمحال الناس‪ ،‬لذلك تد إقبَال منقطع النظي‬
‫علِّىَ صلة التاويح ف السجد‪ ،‬حت لكحأن الوُقت وقت صلة المحعة‪ .‬ويبَقىَ مع ذلك متسع منم‬
‫الوُقت للِّنوُم والستيقاظ قبَل الفجر‪ ،‬حيث يصلِّي الرء ما شاء ال له أن يصلِّي ويتسحر ويصلِّي الفجر‬
‫ف السجد‪.‬‬

‫‪257‬‬
‫وف هذا الشهر‪ ،‬تتاح الناس رغبَة جامة ف التعبَد وتلوة القرآْن والنُفاق ف سبَيل ال‪ ،‬وتد العمحال‬
‫الجتمحاعية الوُاسعة لا مكحانُا ف رمضان ل تدها ف غيه‪ ،‬فالمحعيات اليية تمحع منم الزكاة والصدقة‬
‫ما تستطيع به النُفاق طيلِّة السنة‪.‬‬
‫* ف السنوُات القلِّيلِّة الاضية‪ ،‬برزأت ظاهرة سيئمة وهي استغلل العلم الرئي رمضان ف نط مغاير‬
‫لروح الشهر‪ ،‬خصوُصاد ترويه للِّخميام الرمضانُية‪ ،‬فمحا رأيكحم ف الدور الؤذي للعلم ف هذا الال؟‪.‬‬
‫يعمحل العلم ف الالت الت يإيل إليها أصحابه‪ ،‬فهناك كثي منم الطات الفضائية الت تركز ف‬
‫رمضان علِّىَ التوُعية والبامجه الفيدة‪ ،‬بث تل اليوُم واللِّيل‪ ،‬وف القابل هناك إعلم يستغل إقبَال الناس‬
‫ف رمضان واجتمحاعهم ف البَيوُت‪ ،‬فيبَث بعض البامجه السيئمة وغي النافعة‪.‬‬
‫أما اليام الرمضانُية فهي نُوُع منم الستغلل السيئ لرمضان‪ ،‬ول يرقبَل علِّيها ف الصل إل منم يصوُنُوُن‬
‫مكحرهي أو مسايرة للِّعادات‪ ،‬أو الذينم يصوُموُن طوُعاد لكحنم ل يتمحتعوُن بعرفة حقيقة الصيام‪ ،‬ول‬
‫يمحعوُن مع هذه العبَادة أخلقياتا‪ ،‬إنا ينتظرون انُقضاء النهار للكل والنُصراف إل شهوُاتم‪ .‬وهذه‬
‫اليام قد اتذت لا حيزاد كبَياد ف السنوُات الاضية‪ ،‬وهي ظاهرة تلِّفت النُتبَاه وتسيء إل السلِّمحي ف‬
‫آْن واحد‪ ،‬لكحنها هذه السنة أقل بكحثي‪ ،‬وحت أنُوُاع النراف فيها قد قلِّت مقارنُة بالسنة الاضية‪ ،‬حيث‬
‫كانُت تفل بالرقص والغناء الاجنم‪ ،‬وتقدم ف بعضها المحوُر باعتبَارها ملِّوُكة لغي السلِّمحي‪.‬‬
‫* هل كان للنُتقادات دور ف انسار هذه الظاهرة؟‪.‬‬
‫بل شك‪ ،‬فالنُتقادات كانُت كثية‪ ،‬ولا كانُت اليام الرمضانُية باباد منم أبوُاب النكحر فمحنم الوُاجب‬
‫منعها‪ ،‬وننم ف لبَنان ل نُستطيع منعها‪ ،‬باعتبَار اختلط الطوُائف فيه‪ ،‬والناس أحرار فمحنم شاء ذهب‬
‫إليها ومنم شاء امتنع‪ ،‬وإنا نُسعىَ إل تقلِّيلِّها بقدر الستطاع‪ ،‬وينبَغي هنا ملحظة نُقطة هامة وهي أن‬
‫لدىً الذينم ل يذهبَوُن إل اليام الرمضانُية قدرا جيدا منم اللتزام الشخمصي‪.‬‬
‫* ماذا عنم رمضان ف حياة الستشار القاضي فيصل الوُلوُي؟ وهل حدثت فيه واقعة معينة فانُطبَعت ف‬
‫وجدانُه؟‪.‬‬
‫ل يوُجد شيء خاصا ف هذا الال‪ ،‬فأنُا ككحل الشخماصا التفرغي للِّعمحل السلمي مطالب ف هذا‬
‫الشهر بكحثي منم الاضرات والندوات والشاركات‪ ،‬وأقوُم با ييسر ال ل‪ ،‬ولكحنن أشعر إجالد أن الناس‬
‫أكثر تقبَلد لكحل أنُوُاع الوُاعظ والتزكية ف رمضان‪ ،‬فعندما أتدث إليهم فكحأنُن أصل إل قلِّوُبم‪ ،‬ف‬
‫حي أن المر يكحوُن أقل بكحثي ف غي رمضان‬
‫يييييييييي‬
‫السيد محمد حسن المين‪-‬أخإشى أن تتحولا العبادات إلى طقوس مجردة‬
‫أجرىً الوُار‪ :‬سال مشكحوُر بيوت‬

‫‪258‬‬
‫العلمة السيد ممحد حسنم المي أحد رجال الدينم اللِّبَنانُيي الكحبَار‪ ،‬بل هوُ رمز منم رموُزأ الوُعي الدين‬
‫ف الساحة اللِّبَنانُية‪ ،‬له العديد منم الدراسات والبَحوُث الت تنشرها اللت الدورية‪ ،‬وهوُ أديب وشاعر‬
‫إل جانُب كوُنُه رجل دينم باردزأا‪ ،‬ومستشاراد للِّمححكحمحة الشرعية العلِّيا‪ ،‬له منزلة كبَية لدىً كافة أتبَاع‬
‫الذاهب‪ ،‬بل والديان الت يتألف منها التمحع اللِّبَنان؛ لا عرف له منم وعي وانُفتاح وروح حوُارية‪ ،‬وعلِّم‬
‫غزير‪.‬‬
‫هل يإكحنم القوُل أن واقع رمضان الال ف البَلد السلمية هوُ الوُضع الطلِّوُب إسلمييا؟‬
‫هناك مفارقات كبَية بي واقع رمضان الن والوُضع الرتىَ له‪ ،‬أنُا اعتقد أنُنا علِّينا أن نُدرك معن عبَادة‬
‫الصوُم وغاياته والت تتضح منم خلل الديث القدسي الذي ذكره كل الرواة علِّىَ اختلف مذاهبَهم‬
‫ودرجات ثقتهم والذي يقوُل‪ " :‬كل عمحل ابنم آْدم له إل الصوُم فإنُه ل وأنُا أجزي به"‪.‬‬
‫هذا الديث القدسي يشي إل العلقة البَاشرة بي النُسان وخالقه ف موُضوُع الصوُم‪ ،‬ف حي أنُه‬
‫يإكحنم للِّعبَادات الخرىً أن يدخلِّها عنصر النفاق بقصد أو بغي قصد‪.‬‬
‫والصوُم أل يإكحنم أن يدخلِّه هذا النفاق؟‬
‫العبَادات الخرىً كالصلة والجه والزكاة هي عبَادات إيابية‪ ،‬أي تتضمحنم القدام علِّىَ عمحل مطلِّوُب‪،‬‬
‫فقط الصوُم هوُ عبَادة امتناع بيث ل يإكحنم أن يعرف هذا العبَادة إل الطرفان الساسيان فيها أي‬
‫الصائم وال تعال‪.‬‬
‫تدثت عنم غايات فريضة الصوُم‪ ،‬فمحا هي؟‬
‫عبَادة المتناع تثل أعلِّىَ أشكحال الهاد كمحا نُفهمحه‪ ،‬فنحنم نارس هذا الهاد التقدم منم خلل هذه‬
‫العبَادة‪ ،‬والذي ترتكحز علِّىَ قاعدته كل أشكحال الهاد الخرىً‪ ،‬والقيقة أن السلم ل يركز كثديا علِّىَ‬
‫الشرائع والقوُانُي‪ ،‬رغم أن العروف عنه أنُه يتوُي علِّىَ سنة كاملِّة للِّحياة‪ ،‬لكحنم لوُ تأملِّنا جيددا ف‬
‫النص القرآْن؛ لحظنا أن التكيز علِّىَ عناصر هداية وتربية الكحائنم البَشري يتل القسم الكب منم‬
‫اليات القرآْنُية‪ ،‬فقد أحصىَ العلِّمحاء حوُال )‪ 520‬آْية( فقط منم أصل أكثر منم ستة آْلف آْية قرآْنُية‬
‫تضم التشريعات أي أن القرآْن اهتم ف التشريع بنسبَة حوُال ‪ 10‬بالائة فقط منم آْياته‪ ،‬بينمحا خصص‬
‫‪ 90‬بالائة منم هذه اليات للِّهداية والرشاد‪.‬‬
‫وماذا يعن هذا؟‬
‫هذا يعن أن الشريعة مهمحا كانُت قانُوُدنُا عاددل‪ ،‬لكحنم ل ضمحان لتطبَيقها إل بنزاهة القائمحي علِّىَ هذا‬
‫التطبَيق‪ ،‬منم هنا نُلحظ أن السلم اهتم ف عنصر الداية منم خلل العبَادات‪ ،‬ل بوُصفها نُوُدعا منم‬
‫الستجابة الطقسية التقلِّيدية الت يإارسها النُسان دون وعي لهدافها إنا بوُصفها شكحلد منم أشكحال‬
‫التبية للنُسان علِّىَ النحوُ الذي يتمحكحنم فيه هذا الكحائنم النُسان أن يشكحل الضمحانُة لذه الصيغة‬
‫العلِّنة ف القرآْن الكحري وهي خلفة النُسان علِّىَ الرض‪.‬‬

‫‪259‬‬
‫علِّىَ أساس الديث القدسي التقدم هل يإثل الصوُم أعلِّىَ مستوُيات الداية؟‬
‫بالضبَط‪ ،‬فرغم أنُه ليس معرودفا عنم الصوُم أنُه أهم منم الصلة أو الجه ولكحنم بتأمل خاصا ف عبَادة‬
‫الصوُم نُتنبَه إل هذه الصوُصية الوُاردة ف الديث القدسي التقدم وهي أن النُسان يإارس منم خلل‬
‫الصوُم أعلِّىَ أشكحال العبَادة التمحثلِّة بعبَادة المتناع أي الصوُم‪.‬‬
‫والنُسان هوُ الكحائنم الوُحيد الؤهل لمحارسة فعل المتناع بإرادته وخلف مصلِّحته البَاشرة‪ ،‬بل قد‬
‫يكحوُن هذا المتناع ضد هذه الصلِّحة‪.‬‬
‫وما تأثي فعل المتناع علِّىَ النُسان إيابييا؟‬
‫عندما يإارس النُسان المتناع عنم اللِّذات والشهوُات بكحل إرادته ووعيه؛ فإنُه يبَلِّغ درجة منم البَناء‬
‫الذات والتهذيب ما قد ل يبَلِّغه ف العبَادات الخرىً‪.‬‬
‫وهنا ل بد أن أشي إل أن مارسة المتناع يإثل ذروة مارسة الرية النُسانُية‪ ،‬فكحل امتناع يأت طوُدعا منم‬
‫النُسان وتلِّبَية لقناعة غي مكحوُمة بإكراه هوُ شكحل منم أشكحال الرية السىَ‪.‬‬
‫لكحنم الصوُم عبَادة مفروضة منم البَاري عز وجل‪.‬‬
‫نُعم ‪،‬لكحنه فرض يإكحنم للنُسان أل يؤديه دون أن يتحمحل نُتائجه معنوُية أو اجتمحاعية سلِّبَية بسبَبَه‪،‬‬
‫فالذي يفطر سيرا يإكحنم أن يتوُقىَ ما قد يصدر عنم التمحع منم قمحع وردع‪ ،‬لكحنه يكحوُن قد خالف قناعته‬
‫الشخمصية بأن الصوُم هوُ عبَادة امتناع طوُعي‪ ،‬فعبَادة ال اختيار وليست إكراه‪ ،‬وهي ترر النُسان منم‬
‫كل عبَوُدية أدن‪ ،‬إذن فالعبَادة هي رفع لسقف الرية فل تصطدم بأي حاجز حت تصل إل ال‪ ،‬منم‬
‫هنا فعبَادة ال ل تتناف مع حرية الكحائنم النُسان بل هي الوُجه الخر لرية النُسان‪.‬‬
‫لنأت إل المحارسة الجتمحاعية لعبَادة الصوُم‪ ،‬كيف تراها؟‬
‫للسف‪ ،‬نُرىً ف متمحعاتنا السلمية غيادبا لزء منم هذه العبَادة‪ ،‬بيث تبَدو المحارسات الالية ف‬
‫جانُب منها نُوُدعا منم الفوُلكحلِّوُر الذي يتكحرس عادما بعد عام‪.‬‬
‫ل؟‬
‫مث د‬
‫ما نُشهده منم تايل علِّىَ المتناع بيث تتحوُل عبَادة الصوُم منم عبَادة حرمان )امتناع( إل عبَادة ترف‬
‫يإثلِّه الهتمحام الفرط ف التهافت علِّىَ الوُاد الغذائية وأشهىَ الآكل‪ ،‬وف الآدب العامرة‪ ،‬بل وأكثر منم‬
‫ذلك هناك عمحلِّية تايل علِّىَ الزمنم‪ ،‬كمحا يري ف بعض البَلِّدان السلمية الت يعاد فيها تنظيم الوُقت‬
‫فينقلِّب النهار إل ليل ينام فيه الصائمحوُن‪ ،‬بينمحا يعمحلِّوُن ويرجوُن ويأكلِّوُن ويإارسوُن شهوُاتم طوُل‬
‫اللِّيل‪.‬‬
‫وهل ف ذلك إخلل بالصوُم؟‬

‫‪260‬‬
‫بل فيه إخلل بقاصد عبَادة الصوُم‪ ،‬صحيح أن إمساك النُسان عنم الطعام منذ الفجر وحت الغرب‬
‫يعلِّه أدىً هذه العبَادة‪ ،‬لكحنم أينم هي القاصد السامية لذه العبَادة؟!ا البَعض ياول التحايل علِّىَ ذلك‬
‫بالتهام كمحيات أكب منم الطعام‪ ،‬أو نُوُم القسم الكب منم النهار هردبا منم الوُع والعطش‪.‬‬
‫لكحنم هذه الظوُاهر ليست عامة؟‬
‫صحيح‪ ،‬لكحنم لا درجة منم الضوُر بات يهدد بفقدان الفاعلِّية الت نُتوُخاها منم عبَادة الصوُم لتهذيب‬
‫الكحائنم الجتمحاعي السلمي لتويضه وجعلِّه أكثر قدرة علِّىَ تمحل مسئموُلياته ف مالت الياة وف‬
‫مال الخلصا ل‪.‬‬
‫ربا يكحوُن الخطر هوُ ظاهرة تفشي مارسات خلل رمضان تكحوُن منافية للِّدينم تادما؟‪.‬‬
‫نُعم‪ ،‬هذه ظوُاهر مؤسفة فمحا نُلحظه حالديا ف لبَنان وبعض الدول الخرىً‪ ،‬هوُ عبَارة عنم ملهت ليلِّية‬
‫خلل شهر رمضان‪ ،‬تقع فيها مارسات مرمة‪ ،‬إضافة إل عمحلِّية عب الطعام بشكحل غي مقبَوُل‪ ،‬إضافة‬
‫إل مارسات تستدرج الساهر الرمضان إل متع مرمة أسادسا سوُاء ف رمضان أو ف غيه‪ ،‬والؤسف أن‬
‫هذه الظاهرة تنتشر تت اسم إحياء ليال رمضان‪ ،‬أهكحذا يتم إحياء ليال رمضان؟ إن الدبيات الدينية‬
‫تتحدث عنم أن ليل رمضان هوُ للِّقيام والتهجد‪ ،‬وناره للِّصيام‪ ،‬فل يإكحنم للنُسان أن يصوُم نادرا‬
‫ل‪.‬‬
‫ويندفع للِّذات لي د‬
‫هل نلِّص منم هذا‪ ،‬إل أنُنا باجة إل نُشر وعي إسلمي شعب بقاصد الصوُم وغاياته؟‪.‬‬
‫بالضبَط‪ ،‬ننم باجة إل وعي أحكحام الصوُم ومقاصده‪ ،‬وما هذا الوُضع الذي نُراه إل بسبَب غياب هذا‬
‫الوُعي‪.‬‬
‫بل إن هذا الوُعي مطلِّوُب لكحافة العبَادات‪.‬‬
‫نُعم أنُا أشعر أن هناك خطدرا ف أن تتحوُل العبَادات السلمية إل طقوُس مردة‪ ،‬وهناك فرق كبَي بي‬
‫العبَادة والطقس‪.‬‬
‫وما هوُ؟‬
‫العبَادة عنصر نُابض وحيوُي ومدد للِّذات‪ ،‬أما الطقس فهوُ عنصر تقلِّيد واحتام للِّسائد وامتناع‬
‫بالشكحل دون الضمحوُن‪ .‬وهناك خطوُرة حقيقية ف أن تأخذ عبَادات السلم شكحل الطقوُس نُظدرا لبَعدنُا‬
‫عنم القاصد‪ ،‬أنُا منم الداعي إل ثوُرة فكحرية تركز علِّىَ نُشر فقه القاصد‪.‬‬
‫كيف يإكحننا التوُفيق بي عبَارة "الصوُم ل" الوُاردة ف الديث القدسي وبي ما تطرحوُنُه منم مقاصد‬
‫الصوُم الاصة بصلِّحة النُسان؟‬
‫بقدر ما كانُت العبَادة متمححضة ل تعال يكحوُن حضوُر النُسان فيها أكثر وثرات النُسان منها أكب‪،‬‬
‫منم هنا فإن الصوُم ذو وظيفة غيبَية‪ ،‬لكحنها ف تلِّياتا العامة وظيفة اجتمحاعية وسياسية واقتصادية لا‬
‫علقة بكحل مالت الياة ومرافقها‪ ،‬وكل حيوُية نُضيفها لعبَادة الصوُم‪ ،‬منم خلل استحضار مقاصده‪،‬‬

‫‪261‬‬
‫هي بالضرورة تديد للجتمحاع السلمي‪ ،‬ولكحل ما يسعىَ إليه منم تقدم وازأدهار‪ ،‬فلِّيس الصوُم عزلة عنم‬
‫الياة؛ بل إنُه الشكحل الرقىَ منم أشكحال الرتبَاط بالياة‪ ،‬فهوُ الزهد الذي يعلِّنا نُعرف الياة بصوُرة‬
‫أفضل‪.‬‬
‫هناك منم يتمحسك بالصوُم ‪ ،‬لكحنه يإتنع عنم أداء عبَادات أخرىً مثل الصلة؟‬
‫أنُا أعتب مثل هذا الصوُم طقدسا وفلِّكحلِّوُدرا‪ ،‬فهوُ نُظام غذاء‪ ،‬لكحنه ل يلمس مقاصد الصوُم القيقي‬
‫الذي ل يإكحنم أن نُتصوُره بعزل عنم العبَادات الخرىً الت تشكحل شبَكحة متكحاملِّة‪ ،‬صحيح مثل هذا‬
‫المتناع يسقط عنم الرء واجب الصوُم ‪ ،‬لكحنه أداء شكحلِّي للِّعبَادة‪ ،‬ول ترجىَ منه أية آْثار إيابية علِّىَ‬
‫الكحيان البَشري والجتمحاعي‬
‫يييييييييي‬
‫الدكتور أحمد صدقي الدجاني ‪-‬يا لروعة ليالي رمضان في باحة القصى ‪!..‬‬
‫أجرىً الوُار‪ /‬علء الفقي‬
‫أوصىَ الدكتوُر أحد صدقي الدجان الفكحر العرب الفلِّسطين العروف الشبَاب باستلِّهام روح رمضان‪،‬‬
‫ومتابعة كل مالت العرفة منم علِّوُم وفنوُن وآْداب وقيم روحية‪ ،‬وأن يعتوُدوا أنُفسهم علِّىَ الرية مع‬
‫حسنم الختيار والتفرقة بي الغث والسمحي‪.‬‬
‫وتلدث عنم ذكريات طفوُلته ف مدينة يافا ف الربعينيات منم هذا القرن وكيف كان يستقبَل أهل‬
‫فلِّسطي الشهر الكحري‪ ،‬وترحاله إل بلد كثية‪ ،‬وتعلرفه علِّىَ مظاهر الحتفال فيها‪ ..‬ويقوُل الدكتوُر‬
‫الدجان‪ :‬إن هناك أربعة مسارات ف حياته ف كل منها ماولت للنازأ وهي‪ :‬السرة‪ ،‬والتأليف‪،‬‬
‫والعمحل الفكحري‪ ،‬ث العمحل العام‪.‬‬
‫ذكريات رمضان‪:‬‬
‫ماذا عنم رمضان وذكرياته ف حياتكحم ‪ ...‬طفلد وشاباد وشيدخما؟!ا‬
‫يا لا منم ذكريات رائعة ترافق الرء عب رحلِّة حياته ضمحنم الجل الكحتوُب‪ ،‬تبَدأ بأيام هذا الشهر البَارك‬
‫ف بلِّدة جيلِّة اسها يافا‪ ،‬يتفتح الطفل فيىً الهل جيدعا يقبَلِّوُن بفرح علِّىَ الشهر‪ ،‬ويستزيد باصة منم‬
‫جدته‪ ،‬وكانُت منم أهل العلِّم فيجلِّس ف حجرها‪ ،‬ويستمحع عنم رمضان وعنم أحداث جرت ف الشهر‬
‫البَارك مقتنُة بسية رسوُلنا الكحري صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪ .‬وكنت أخرج قبَل غروب كل يوُم إل شاطئ‬
‫البَحر لرىً قرصا الشمحس وهوُ يغيب تدريديا‪ ،‬حت إذا اكتمحل الغيب كانُت الفرحة!ا فرحة الصائم حي‬
‫يفطر‪ .‬فنعوُد لنجتمحع حوُل الفطار ويري الديث حلِّدوُا‪ ،‬ث كان ريسمحح ل بعد ذلك أن أخرج مع‬
‫إخوُت قبَيل صلة العشاء حيث نُغن الغان الشعبَية الت كانُت سائدة حينذاك ف فلِّسطي‪ ،‬وكانُت ف‬
‫إحدىً مطالعها تتحدث بلزأمة "يا حلِّليه‪ "...‬منم اللِّوُىً‪ ،‬وتكحي كيف رحنا‪ ،‬وكيف جئمنا‪ ،‬وتكحي عنم‬
‫اليان‪..‬‬

‫‪262‬‬
‫ويفرح الطفال حينمحا يإرون علِّىَ اليان الذينم عادة ما يقدموُن لم اللِّوُىً كنوُع منم التكحافل‬
‫الجتمحاعي‪..‬‬
‫اقتن رمضان ف فتة الطفوُلة وما بعدها بالحداث الت كانُت تشهدها فلِّسطي‪ ..‬فمحع الفرحة الشديدة‬
‫كان هناك القلِّق الدائم‪ ،‬وكنا نُستمحد منم روح رمضان زأاددا يإكحننا منم الستجابة لتحديات تلِّك‬
‫الحداث السام‪.‬‬
‫* ف بلد الشام‪:‬‬
‫وأذكر حي حللِّت نُكحبَة ‪ 1948‬بشعبَنا وأمتنا وأخذتن إل بلد الشام‪ ،‬وهناك أذكر ف رمضان كنت‬
‫فت جاوزأ الثانُية عشرة‪ ،‬واستمحرت هذه الرحلِّة حت الثانُية والعشرينم‪ .‬وأخذ شهر رمضان منها أبعاددا‬
‫جديدة؛ حيث بدأت أتردد علِّىَ طلِّب العلِّم أولد ف اللذقية ث حلِّب ث دمشق‪ ..‬ودودما كانُت الفرحة‬
‫عظيمحة بالشهر الكحري‪ ،‬وكان الشعوُر عظيدمحا ببكته علِّىَ صعيد النازأ‪ ،‬فالعمحل مستمحر‪ ،‬ولكحنه يتضاعف‬
‫ببكة هذا الشهر‪.‬‬
‫* ف ليبَيا‪:‬‬
‫وهنا الذكريات تكحتمحل بصلة التاويح الت أقبَلِّت علِّيها‪ ،‬وكنت أستمحتع بزميل ل يقرأ القرآْن ويتلِّوُ منه‬
‫جزدءا كل يوُم‪ ،‬وكان القبَال علِّىَ اللِّسات العلِّمحية مستمحدرا‪.‬‬
‫* ف القدس‪:‬‬
‫كان ذلك قبَل نُكحسة ‪ 1967‬ولدة عامي‪ ..‬ويا لروعة الذهاب إل السجد القصىَ والصلة فيه أثناء‬
‫النهار وبعد الغروب ف العشاء والتاويح‪ .‬حيث تتجلِّىَ معان كثية مقتنُة بروعة الكحان وتستحضر‬
‫جلل الزمان‪.‬‬
‫* ف موُسكحوُ‪:‬‬
‫ث تأت مرحلِّة تالية يأخذن العمحل العام فيها ف خضمحه فكحنت أراجع ما كتبَته ف أوراقي‪ ،‬وكنت ف‬
‫السبَعينيات والثمحانُينيات دائم التحال مع الرصا علِّىَ التقلِّيل منه إذا أقبَل رمضان‪ ،‬وإن كان ل بد منم‬
‫السفر ف هذا الشهر فكحنت أسعد بالتعرف علِّىَ عادات الشعوُب والقوُام‪..‬‬
‫فمحا زألت أذكر كم تأثرت ف عام ‪ 1974‬والشيوُعية رامية بظللا الثقيلِّة علِّىَ بلدنُا السلمية ف‬
‫وسط آْسيا حي ذهبَت إل التاد السوُفيت السابق ضمحنم وفد برلان‪ ،‬وكان الشهر رمضان‪ ،‬وكنت‬
‫ملِّتزدما بالصوُم ول المحد‪ ،‬ف ظل ضيافة ل تلِّتفت إل هذه العان‪.‬‬
‫وأذكر أنُنا كنا ف سرقند والتقينا بشبَاب يمحل الساء السلمية‪ ،‬ولكحنم مع التحوُير فهذا أحدوف‬
‫وذاك نُوُروف ‪..‬‬
‫وتوُجهنا مساء يوُم إل قرية فإذا ب أرىً رجالد صائمحي تأثرت بم كثديا‪ ،‬ودمعت العي لم وهي ترىً‬
‫فيمحا ترىً الستقبَل وتردد بأن كلِّمحة ال هي العلِّيا ‪...‬‬

‫‪263‬‬
‫* ذكريات شيخ‪:‬‬
‫كانُت تلِّك اليام الت قضيتها ف أسفاري تتلِّف عنم مرحلِّة الشيخموُخة‪ .‬الت لا نُظام يناسبَها مثل كل‬
‫مرحلِّة ف العمحر‪ ،‬حيث أنُام الن مبَكحدرا وأصحوُ مبَكحدرا قبَل الفجر بساعة أو اثنتي‪ ،‬ويكحوُن وقت السحر‬
‫للِّتلوة‪ ،‬وبعد أن يستيح الرء بركعتي يطيب ل أن أقرأ ف السية وبي يدي كتاب‪" :‬حدائق النُوُار"‬
‫للِّشيبَان أطلِّع علِّيه للِّمحرة الول بعزم‪ ،‬وسأتابع بإذن ال مؤلفات السية النبَوُية؛ حيث حرصت علِّىَ‬
‫تكحوُينم ركنم ف الكحتبَة لكحتب السية‪ ،‬وأعزم علِّىَ قراءتا بإذن ال ف هذه الرحلِّة حيث تتناسب مع‬
‫ظروفها‪.‬‬
‫وإذا ما تت صلة الفجر أخلِّد إل النوُم‪ ،‬وهذا طارئ حديث مؤخدرا‪ ،‬وكان علدجا لعارض صحي‬
‫أصابن بسبَب اضطراري‪ ،‬حيث كنت خلل السنوُات الاضية أتابع العمحل منذ الصحوُ ف السحر إل‬
‫ما بعد الظهر‪ ،‬وقد يإتد إل العصر‪ ،‬المر الذي أخل إخللد شديددا ونُبَه إل ضرورة اعتمحاد اليزان‪،‬‬
‫واستذكار آْيات سوُرة الرحنم‪ ،‬فكحل شىَء بسبَان‪.‬‬
‫والنوُم يكحوُن لساعة أو اثنتي وهوُ يفيدن كثديا ول المحد‪ ،‬وأسع بعدها أخبَار عالنا لساعة كاملِّة‪ ،‬ول‬
‫أسع غي ذلك طيلِّة النهار‪.‬‬
‫الغث والسمحي ف رمضان‬
‫حللِّت برامجه التلِّفازأ واللعاب الخمتلِّفة مكحان الظاهر الروحية البَسيطة الت كان يستقبَل با السلِّمحوُن‬
‫رمضان والعيد‪ .‬فهل يإكحنم استعادة ما تاه منها ف أضوُاء الدينة؟!ا‬
‫هذا يذكرن بتوُجيهات رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم منم مثل قوُله‪" :‬الؤمنم الذي يالط الناس ويصب‬
‫علِّىَ أذاهم خي منم الذي ل يالط الناس ول يصب علِّىَ أذاهم"‪..‬‬
‫أما عنم جهازأ التلِّفزة الذي أصبَح ف كل بيت فلِّلِّمحرء أن يتب نُفسه ف التعامل معه‪ ،‬وأذكر أن كثديا‬
‫منم البامجه هي منم النغصات ف رمضان‪ ،‬وأكتفي برؤية دقائق معدودة ليس منم أجلِّي فحسب‪ ،‬بل منم‬
‫أجل أولدي الذينم أرب فيهم النزعة النقدية‪..‬‬
‫ولكحنن أسلجل أنُن ف السنوُات الاضية سعت منم أصدقاء كيف تابعوُا مسلِّسلت قيمحة ف الساعات‬
‫التأخرة منم اللِّيل‪..‬‬
‫أخت كريإة قالت ل ‪ :‬إنا ل تفارق حلِّقة واحدة منم مسلِّسل "عمحر بنم عبَد العزيز" وف سنة تالية‬
‫تابعت مسلِّسل "هارون الرشيد"‪.‬‬
‫وهذا العام لفتن مسلِّسل "أم كلِّثوُم"‪ ،‬وخاصة ف حلِّقاته الول الذي يتناول الجوُاء الت سادت ف‬
‫مطلِّع القرن والاصة النُشاد الدين ويا لروعته‪ ،‬وهوُ جانُب منم الفنم عنيت به ف السنوُات الخية منم‬
‫العمحر‪ ،‬ول زألت أحرصا علِّىَ ساع فرقة النُشاد الدين وخي للِّمحرء أن يتعايش مع متغيات الياة حت ل‬

‫‪264‬‬
‫تل ببنُامه الرمضان‪ ،‬وهذا أمر بالنسبَة ليل الشيوُخ سهل‪ ،‬لكحنن أتوُجه بديثي إل جيل الشبَاب‪،‬‬
‫لنُه ينطوُي علِّىَ طبَيعة تنجذب إل الزخرف‪ ،‬كمحا أن منم طبَيعته حب النُطلق والركة‪..‬‬
‫وأقوُل‪ :‬إن ف حياتنا العصرية الغث والسمحي‪ ،‬ولكحنم النُسان قادر علِّىَ أن يتار‪ ،‬لنُه فاعل ف هذه‬
‫الياة‪..‬وأطمحح منم الشبَاب أن يتابعوُا ثوُرة التصال ف كل مالت العرفة منم علِّوُم وفنوُن وآْداب وقيم‬
‫روحية‪ ،‬وأن يتاروا ما يناسبَهم‪.‬‬
‫فإذا ما رأىً الغث يبَادر فيقوُل‪ :‬هذا غث‪ .‬ويطفئ الهازأ‪ ،‬وكذلك عند الطعام تأت لظة شعوُر بالشبَع‬
‫الول إذا توُقف عندها الصائم استلِّهم روح الشهر‪ ،‬وإذا تاوزأها أكل ضعف ما يتاج إليه‪ ،‬ويصاب‬
‫بالتخممحة‪.‬‬
‫منم نُفحات رمضان‬
‫ارتبَط رمضان ‪ ،‬أيامه ولياليه بالي والفرج‪ ،‬فهل تقق منم ذلك شىَء ف حياتكحم وهل هناك موُقف‬
‫تذكرونُه دائدمحا؟‬
‫حينمحا أتأمل رحلِّة الياة وأستذكر فصوُلد منها أجد قلِّب يردد قبَل لسان قوُل ال تعال‪" :‬شوذإن تشيعرتدواه‬
‫صوُشها"‪ .‬فنعم ال كثية علِّىَ مدار العام‪ ،‬وف رمضان أكرمنا ال بالبكات الضاعفة‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫ت اللِّله لش رهت ر‬
‫نُهعشمح ش‬
‫القتنُة بالطاعات‪ ،‬فمحع الصوُم يكحوُن الدعاء ف الصلة أكثر حيمحية للِّصائم‪ ،‬وأذكر أنُن كانُت ل‬
‫حاجة‪ ،‬ووجدت لسان يردد ف رمضان ف الصلة‪:‬‬
‫يا رب‪ ..‬نُعمحك ل تعد‪ ،‬وقد غمحرتنا با‪ ،‬وهناك نُعمحة أسألك أن تستكحمحلِّها وأنُت أدرىً با‪ ،‬وأحد ال‬
‫أنُه قد استجاب دعائي وكانُت الفرحة مضاعفة‪.‬‬
‫هل لنا أن نُعرف تلِّك الاجة الت دعوُت با ؟‬
‫إن منم أعظم نُعم ال علِّينا هي أن خلِّق لنا منم أنُفسنا أزأوادجا لنسكحنم إليها‪ ،‬وهذه النعمحة جعلِّتن أنُا‬
‫وزأوجت نُتطلِّع إل يوُم الفرحة لكحل واحد منم أولدنُا‪ ..‬وتتالت الفراح منذ عام ‪ 1986‬حي كان زأواج‬
‫ابنت الول ث ابن ف ‪ 1992‬ث جاء الدور علِّىَ البنة الثالثة‪ ،‬ولكحنم النصيب كمحا يقوُل أهلِّنا جعلِّها‬
‫لت علِّينا أن نُفرح بالبنم الرابع‪ ،‬وت ذلك ف‬ ‫تؤخر قرار الستجابة لكحل الدقات الت طرقت البَاب‪ ،‬وأ ل‬
‫‪ ،1996‬وجاء أول عام ‪ ،1998‬واستشعرت بقرب الفرحة‪ ،‬فكحان الدعاء لا بأن يأت منم ينشرح له‬
‫صدر ابنتنا‪ ،‬وقد جاء‪ ،‬واستجاب ال دعائي وهاننم ف انُتظار حفيدنُا الثامنم بشيئمة ال‪.‬‬
‫هل لديكحم أمنية تبَوُن أن تتحقق خلل الشهر الكحري ودعاء يمحلِّها ترفعوُن به أيديكحم إل ال تعال؟‬
‫تلِّح علِّلي هذا العام أمنية عامة منم وحي عكحوُف علِّىَ بث أفكحر فيه منذ أيام يتناول تقوُي قرن مضىَ‬
‫وأبعاد الزأمة الت تعيشها أمتنا ف هذه الرحلِّة‪ ،‬ومعروف عن انُتمحائي لدرسة التفاؤل الفاعل‪ ،‬بلف‬
‫التفاؤل التوُاكل‪ ،‬كمحا أرفض التشاؤم اليائس‪ ،‬وقد تشتد الزأمة كثديا فيضيق الرء وتبَلِّغ القلِّوُب الناجر‪.‬‬

‫‪265‬‬
‫وهنا يأت دور الفعل النُسان العاقل مقرودنُا بالدعاء‪" :‬اللِّهم اكشف الغمحة عنا‪ ،‬وخذ بأيدينا إل الكحمحة‬
‫والرشاد"‪.‬‬
‫وأنُا أحاول فيمحا أكتب أن أجتهد لتوُضيح سبَيل الكحمحة والرشاد‪ ،‬وكلِّمحا اتسع الرق علِّىَ الراقع لأت‬
‫إل خالق الكحوُن أسأله كشف الغمحة‪.‬‬
‫وأقوُل هذا لن ما يسلمحىَ بعمحلِّية التسوُية الت بدأت ف ‪ 1991‬هي ف سنتها الخية وقوُىً الطغيان‬
‫الت وراءها يرموُن بكحل ثقلِّهم لملء إرادتم علِّينا‪ ،‬وهناك إحساس بالرارة عندما نُشاهد صوُدرا منم هذا‬
‫الملء‪ ،‬حت إن منم هوُ ف موُقع السلِّطان ل يستطع أن يستجمحع قوُاه لرفض الملء‪ ،‬ولذلك نُضع‬
‫خييرر الهشمحاكذذريشنم(‪ ،‬وهذا يعلِّن أدعوُ ال‪ ،‬وأتن أن‬
‫نُصب أعيننا قوُله تعال‪) :‬شوشيإهركحرروشن شوشيإهركحرر اللِّلهر شواللِّلهر ش ه‬
‫تنجح أمتنا ف التعامل مع الوُاقع الديد قدر الستطاع ليتد علِّىَ العدو‪.‬‬
‫مستقبَل القدس‬
‫هل لنا أن نُتفاءل بشأن القدس وأن المة لنم تفرط فيها؟‬
‫إن أمتنا لنم تتنازأل عنم القدس‪ ،‬وهي ف رباط إل يوُم الدينم‪ ،‬وأديا كان الملء الذي يفرضه العداء‬
‫علِّينا فإن شعار العتصام بالقاومة سوُف يبزأ قوُديا‪ ،‬وستب أمتنا جيلد جديددا علِّىَ ضرورة استعادة‬
‫القدسات وتريرها منم الدنُس الصهيوُن‪.‬‬
‫وهذا هوُ سبَيلِّها‪ ،‬فالقدس علِّىَ مر التاريخ سلِّبَت منا ثلث مرات‪ ،‬وعادت بعد كل مرة وستبَقىَ نُصب‬
‫العي مقتنُة بكحوُنا مكحان السجد القصىَ الذي اختاره ال تعال مسجددا منذ أقدم العصوُر‪ ،‬كمحا‬
‫ستظل مقتنُة بروعة الصوُرة الت حدثت يوُم السراء والعراج‪.‬‬
‫أمنية خاصة ودعاء‬
‫ل‪ :‬اللِّهم إن أسألك حسنم الاتة‪.‬‬ ‫ل أمنية شخمصية أقوُلا ف كلِّمحتي‪" :‬حسنم الاتة" وأدعوُ رب قائ د‬
‫تعريف بالدكتوُر أحد صدقي الدجان‬
‫هوُ أحد صدقي الدجان منم موُاليد يافا بفلِّسطي عام ‪1355‬هي الوُافق ‪1936‬م‪ ،‬يمحع ف حياته بي‬
‫العمحل الفكحري الذي يعطيه أولوُية ف هذه الرحلِّة‪ ،‬كوُاحد منم أهل القلِّم‪ ،‬وبي العمحل العام الذي‬
‫ينشغل بقضايا المة‪ ،‬ويكحوُن السهام فيه منم خلل مافل وطنية وإقلِّيمحية ودولية‪ ،‬فضلد عنم التأليف‬
‫والاضرة‪ ..‬وأخديا‪ ..‬هوُ واحد منم أسرة مع الزوجة الكحريإة والولد "مزنُة‪ ،‬والطيب‪ ،‬ومهدىً‪ ،‬وبسمحة"‬
‫والحفاد‪ ،‬وهوُ ف انُتظار حفيده الثامنم وهوُ بصدد إصدار كتابه الي "‪ ،"51‬ويرتبَه هذه اليام‪ ،‬وهوُ‬
‫بعنوُان‪" :‬عرب ومسلِّمحوُن وعوُلة"‪ .‬وهوُ واحد ف سلِّسلِّة كتب تناولت منذ السبَعينيات قضايا عالنا‬
‫وأمتنا برؤية مؤمنة‪ .‬وهناك مع هذه السلِّسلِّة أخرىً تتص بالصراع العرب الصهيوُن‪ ،‬وآْخرها صدور‬
‫كتاب "أزأمة الل العنصري ف فلِّسطي" الذي تل كتاب "ل للِّحل العنصري ف فلِّسطي"‪ .‬وسيدفع‬

‫‪266‬‬
‫للِّمحطبَعة قريبَا بإذن ال بكحتاب يتناول التطوُرات الخية ف الصراع‪ ،‬ويرد علِّىَ الزعم اليهوُدي بشأن‬
‫القدس‬
‫يييييييييي‬
‫رمضان في الشيشان ‪ ..‬أرض الصمود والمقاومة‬
‫أجرىً الوُار‪ :‬حسام تام‬
‫يوُدما بعد يوُم تسجل الشيشان أنُصع السطوُر ف أروع ملمح القاومة والصمحوُد‪ ،‬وتوُاصل تصديها لكب‬
‫وأعت قوُة عسكحرية باطشة ف العال الديث ف استبَسال خارق للِّعادة‪ ،‬وإصرار نُادر علِّىَ نُيل‬
‫الستقلل‪ ،‬بلِّغ مداه با أعلِّنته وكالت النُبَاء مؤخدرا منم أن ماهدي الشيشان )الذينم ل يزيدون عنم‬
‫خسة آْلف مقاتل( أقسمحوُا علِّىَ القرآْن‪ ،‬وبايعوُا قادتم علِّىَ الوُت‪ ،‬منم أجل الدفاع عنم عاصمحتهم‬
‫"جروزأن" أمام اليش الروسي الذي يزيد عدده عنم مائت ألف جندي وسط تاهل منم العال الغرب‪،‬‬
‫وتاذل منم العال السلمي!ا‬
‫ويأت رمضان علِّىَ أهل الشيشان وهم ما بي مقاتل وشهيد‪ ،‬لريحيي فيهم روح الصمحوُد الت توُارثوُها عنم‬
‫أجدادهم‪ ،‬ويزف إليهم بشريات النصر الت تعوُدوها مع قدوم هذا الشهر الكحري‪ ،‬ومنم أرض الصمحوُد‬
‫والتحدي‪ ،‬التقينا بأحد أسوُد الشيشان الاهدة السيد‪ /‬شامل شس الدينم باشييف المحثل الرسي‬
‫لمحهوُرية الشيشان الذي حدثنا عنم رمضان ف أرض الصمحوُد‪ ،‬وكيف يعيش السلِّمحوُن هناك هذا الشهر‬
‫الكحري‪ ،‬وأبرزأ عاداتم وتقاليدهم‪ ،‬وماذا يإثل عندهم رمضان؟‬
‫ماذا يإثل شهر رمضان عند شعب الشيشان؟‬
‫رمضان هوُ أحب الشهوُر لشعب الشيشان السلِّم‪ ،‬لنُه رمز لهم ما رعرف به هذا الشعب‪ ،‬فهوُ رمز‬
‫الصمحوُد والقاومة‪ ،‬فنحنم شعب خاض منذ دخوُله السلم معارك ل تنته إل الن‪ ،‬قاوم فيها كل‬
‫الاولت الت كانُت تدف إل إخضاعه‪ ،‬وكسر إرادته وتذويبَه وموُ هوُيته‪ ،‬وتارينا كلِّه مقاومة‬
‫وصمحوُد‪ ..‬وحروبنا ل تنتهي مع روسيا منذ أكثر منم أربعة قرون‪ ،‬لذلك فرمضان رييي ف قلِّوُبنا هذا‬
‫ضا شهر يزيدنُا تسدكحا بوُيتنا السلمية‪ ،‬ويشعرنُا كم ننم‬ ‫الصمحوُد‪ ،‬ويزيد منم قدرتنا علِّىَ القاومة وهوُ أي د‬
‫ضا هوُ شهر البَطوُلت‬ ‫متمحيزون با‪ ،‬ول يستطيع أحد أن يبَتلِّعنا مهمحا نُقص عددنُا‪ ..‬ورمضان أي د‬
‫والنُتصارات سوُاء ف تارينا اللِّي أم ف التاريخ السلمي كلِّه‪ ،‬ومعاركنا الفاصلِّة كانُت دائدمحا تقع ف‬
‫رمضان الذي تعوُدنُا منه الي والبَشرىً بالنصر بإذن ال ومنذ ثلث سنوُات فقط جاء رمضان‪ ،‬ومعه‬
‫النصر علِّىَ اليش الروسي ف معركة الستقلل الول بقيادة جوُهر دواديف‪ ،‬ونُستبَشر معه خياد هذا‬
‫ضا‪ ،‬وكلِّنا أمل أن ينعم ال علِّينا بالنصر علِّىَ اليش الروسي الرم ف ختام هذا الشهر الكحري ‪.‬‬ ‫العام أي د‬
‫وكيف يستقبَل الشيشانُيوُن هذا الشهر الكحري ؟‬

‫‪267‬‬
‫الستعدادات لرمضان تبَدأ قبَلِّه بشهر‪ ،‬وتصل إل قمحتها مع ليلِّة النصف منم شعبَان إذ يستعد السلِّمحوُن‬
‫لستقبَال شهر رمضان الكحري‪ ،‬وقبَلِّه بيوُم ريرسل مفت البَلد مثلِّي عنه لستطلع اللل ف قمحم البَال‬
‫العالية‪ ،‬ويشاركهم ف ذلك الشعب الشيشان‪ ،‬وإذا ثبَت اللل ريرسل الفت منم يعلِّنم علِّىَ الشعب بدء‬
‫الشهر الكحري؛ فتفتح الساجد أبوُابا‪ ،‬ويتمحع الناس علِّىَ صلة التاويح‪ ،‬وتقام حلِّقات الذكر ف‬
‫الساجد‪ ،‬وتتبَادل السر التهان بذا الشهر الكحري‪ ،‬وف الصبَاح يرجوُن لزيارة القابر وأسر الشهداء‬
‫‪..‬وف أثناء فتة الكحم الشيوُعي للِّبَلد؛ قامت السلِّطات بنع الحتفالت بالعياد والناسبَات الدينية‬
‫وخاصة رمضان؛ لنا تفظ للِّمحسلِّمحي هوُيتهم‪ ،‬وتؤكد تايزهم‪ ،‬ورفضهم للِّحكحم الشيوُعي‪ ،‬كمحا كانُوُا‬
‫يإنعوُنُنا منم التصال بالعال السلمي أو التوُاصل معه‪ ،‬حت إنم كانُوُا يجبَوُن الصحف والطبَوُعات‬
‫الت تأت منم العال السلمي عنا‪ ،‬ويإنعوُن البَث الذاعي التلِّيفزيوُن خاصة القادم منم البَلد العربية‪،‬‬
‫لكحنم بعد سقوُط التاد السوُفيت ي بفضل ال ي زأاد اتصالنا بالعال السلمي وصار منم المحكحنم أن‬
‫نُتوُاصل معه‪ ،‬ونُشارك إخوُانُنا السلِّمحي الحتفالت برمضان‪ ،‬وبغيها منم الناسبَات والعياد الدينية ‪.‬‬
‫هل يإكحنم أن تدثنا عنم الانُب اليإان والجتمحاعي لرمضان والعيد ف أرض الشيشان؟‬
‫ف رمضان يكحثر إقبَال الناس علِّىَ الساجد منم كل العمحار‪ ،‬وخاصة الطفال الذينم تاوزأوا سنم‬
‫السابعة؛ فتزدحم الساجد بالصلِّي خاصة ف صلة التاويح‪ ،‬ول يإتنع عنها أحد إل للِّضرورة القصوُىً‪،‬‬
‫وتكحثر ف هذا الشهر حلِّقات الذكر الت تبَدأ أحيانُاد بعد صلة الفجر وتتد حت شروق الشمحس‪ ،‬أو‬
‫تقام بعد صلة العشاء والتاويح‪ ،‬وغالبَاد ما تصص ليلِّة المحعة للِّقات الذكر‪ ،‬والطرق الصوُفية هي‬
‫الكثر انُتشاراد بي الشعب الشيشان‪ ،‬وهي تتلِّف كثياد عنها ف العال العرب‪ ،‬ولا دور كبَي ف نُشر‬
‫السلم ف البَلد‪ ،‬والفاظ علِّيه أثناء الكحم الشيوُعي كمحا أنا تدعم الهاد الشيشان ضد روسيا ‪..‬‬
‫كمحا تكحثر حلِّقات العلِّم ف الساجد خاصة بعد صلة العصر‪ ،‬وكانُت تعقد أثناء الكحم الشيوُعي‬
‫بصوُرة سرية لن السلِّطات الشيوُعية كانُت تنعها وتعتقل أصحابا‪ ،‬وكثياد ما قتلِّت العلِّمحاء والشيوُخ‬
‫الذينم ينظمحوُنا‪ ،‬أو تلِّصت منهم بالعتقال والنفي إل صحراء سيبَييا‪ ،‬وكان جدي الشيخ شس الدينم‬
‫حاجي أحد هؤلء الضحايا‪ ،‬فقد اعتقلِّته السلِّطات الشيوُعية سنة ‪ 1925‬ول نُعرف عنه شيئماد بعدها‬
‫إل الن!ا‬
‫أما الن وبعد الستقلل‪ ،‬فنستطيع حضوُر مالس العلِّم بل خوُف‪ ،‬وتكحثر ف رمضان الزيارات بي‬
‫السر الشيشانُية‪ ،‬ونُادراد ما تفطر أسرة وحدها‪ ،‬فنحنم ف رمضان إما داعوُن لفطار أو مدعوُون‪،‬‬
‫ضا ف كل‬ ‫وشعبَنا متمحاسك جيدا كالسد الوُاحد يقدس العلقات العائلِّية‪ ،‬ويشارك بعضه بع د‬
‫الناسبَات‪ :‬الحزان والفراح ‪.‬‬
‫وغالبَاد ما يصل الشيشانُيوُن علِّىَ إجازأات منم أعمحالم ف هذا الشهر‪ ،‬ويرصوُن علِّىَ أن يقضوُه ف‬
‫العبَادة‪ ،‬وتقوُم النساء بتخمزينم الطعمحة استعداداد لذا الشهر‪ ،‬وأشهر الطعمحة الت نُتناولا اللِّحوُم‪ ،‬ودقيق‬

‫‪268‬‬
‫الذرة الصنوُع بالسمحنم والعسل الذي يعد أحب الطعمحة للطفال‪ ،‬وف العيد يرج السلِّمحوُن للِّصلة ف‬
‫الساحات الوُاسعة أو علِّىَ قمحم البَال‪ ،‬وقد ريضطرون لداء صلة العيد ف الساجد ف حالة الطر‬
‫الشديد أو العوُاصف الثلِّجية‪ ،‬ث يرجوُن بعدها للِّتزاور‪ ،‬وتبَادل التهان بالعيد؛ فتوُزأع " العيديات " علِّىَ‬
‫الطفال الذينم يرتدون أفضل اللبس‪ ،‬ويزورون أقاربم‪ ،‬أو يرجوُن ف رحلت مرح وترفيه‪ ،‬وعادتنا أن‬
‫نرج زأكاة رمضان للِّفقراء ف أول يوُم عيد الفطر مع صلة العيد أو بعدها مبَاشرة‪ ،‬وأحيانُاد ف ليلِّة العيد‬
‫ولكحنم هذا قلِّيل‪.‬‬
‫وكيف يقضي مسلِّمحوُ الشيشان رمضان هذا العام‪ ،‬واليش الروسي قد استوُل علِّىَ معظم بلدهم‬
‫وياصر العاصمحة جروزأن؟‬
‫الوضاع ف الشيشان بكحل أسف تبَعث علِّىَ الزن والسىَ‪ ،‬فالقوُات الروسية تقوُم بمحلِّة تدمي وإبادة‬
‫شاملِّة ف كل مدن الشيشان‪ ،‬فهي ترق الدن‪ ،‬وتقتل السكحان البرياء العزل‪ ،‬وتدم الساجد‬
‫والستشفيات‪ ،‬حت اللجئمي منم النساء والطفال والشيوُخ تطاردهم القوُات الروسية وتقوُم بعمحلِّيات‬
‫انُتقام وحشية ضدهم انُتقادما منم الزائم الت يلِّقوُنا علِّىَ أيدي الاهدينم الشيشان ‪ ..‬وهناك نُقص حاد‬
‫ف الياه والغذية والدوية وكثي منم اللجئمي معرضوُن للِّمحوُت إما تت الغارات والقصف الوُحشي‬
‫للِّروس أو بسبَب البد القارصا أو بسبَب الوُع ‪ ..‬فالقصف ل يتوُقف وعمحلِّيات البادة مستمحرة‪ ،‬الت‬
‫يشارك فيها ربع ملِّيوُن جندي روسي مسلِّحوُن بأحدث السلِّحة وأشدها فتدكحا ف حي أن الشعب‬
‫الشيشان كلِّه ل يتجاوزأ اللِّيوُن‪ ،‬وهوُ ماصر منم كل الهات‪ ،‬والعال كلِّه يتفرج علِّىَ مأساتنا‪ ،‬ول‬
‫أحد يتحرك حت العال السلمي ل يفعل شيدئما لنجدتنا إل الن ولكحننا رغم ذلك صامدون بإذن ال‪.‬‬
‫وكيف رتقليمحوُن الالة العنوُية للِّشعب الشيشان؟ وهل ألثر شهر رمضان علِّيها؟‬
‫الروح العنوُية للِّشعب عالية‪ ،‬والمحيع صامدون حت النصر أو الشهادة‪ ،‬ووفق آْخر الخبَار الت وصلِّتن‬
‫فإن الاهدينم ف أعلِّىَ معنوُياتم‪ ،‬وما زأالت كل قيادات القاومة موُجوُدة ف جروزأن للِّدفاع عنها‪ ،‬وقد‬
‫أقسم كل الاهدينم علِّىَ القرآْن الكحري وبايعوُا قادتم علِّىَ الوُت ف سبَيل ال‪ ،‬والستمحرار ف الهاد‬
‫حت النصر أو الشهادة‪ ،‬وبقية أبناء الشعب يقفوُن وراء قادتم يسانُدونم بكحل ما يإلِّكحوُن رغم حاجتهم‬
‫ورغم الالة السيئمة الت يعانُوُنا‪ ،‬ورمضان يزيد منم صمحوُد الاهدينم ومقاومتهم‪ ،‬وكلِّهم بفضل ال‬
‫صائمحوُن‪ ،‬ول يفطر واحد منهم حت الرحىَ‪ ،‬فالمحيع يريد أن يلِّقىَ ال إذا فازأ بالشهادة وهوُ صائم‪،‬‬
‫بل إن معظمحهم كان يصوُم يوُمي الثني والمحيس قبَل شهر رمضان؛ لن الصيام يإنحهم القدرة علِّىَ‬
‫الصمحوُد والهاد‪ ،‬ويزيدهم قردبا منم ال‪ ،‬وكذلك بقية أبناء الشعب الشيشان حت الطفال والعجزة‬
‫والنساء حريصوُن علِّىَ الصيام والصلة والتضرع إل ال منم أجل النصر علِّىَ اليش الروسي الغادر‪.‬‬
‫وكيف يؤثر السلم ف جهاد الشيشان لنيل الستقلل؟‬

‫‪269‬‬
‫الشعب الشيشان عمحيق التدينم ليس بعن التبَحر ف علِّوُم الدينم ومعارفه‪ ،‬فربا كان قلِّيل الظ ف‬
‫العارف الدينية‪ ،‬وإنا ف عاطفته الدينية وإيإانُه العمحيق بال‪ ،‬والتوُكل علِّىَ ال والستعداد للِّتضحية ف‬
‫سبَيلِّه‪ ،‬والثقة الطلِّقة ف نُصره‪ ،‬ما يعلِّنا نُستهي بكحل القوُىً والعتاد والسلِّحة الديثة واليوُش الروسية‬
‫الرارة؛ لنُنا نُتوُكل علِّىَ ال ونُثق ف نُصره‪ ،‬ول ناف إل منه وحده لنُه بيده الوُت والياة‪ ،‬وكلها ف‬
‫قدر ال مكحتوُب علِّينا ل يغيه أحد‪ .‬وشعب الشيشان يب السلم‪ ،‬ويقدر العلِّمحاء والشيوُخ كثديا‪،‬‬
‫وجيع قادة الشيشان منذ دخوُلنا السلم كانُوُا أئمحة وعلِّمحاء‪ ،‬وأبرزأ قيادات الشيشان الت دعت إل‬
‫الستقلل كانُت شخمصيات دينية مثل الشيخ منصوُر الذي أقام دولة مستقلِّة ف القوُقازأ ف القرن‬
‫الثامنم عشر حت قضت علِّيه روسيا وقتلِّته‪ ،‬والمام ممحد شامل أبرزأ الشخمصيات ف تاريخ الشيشان‬
‫والذي أقام دولة مستقلِّة منم الشيشان وداغستان‪ ،‬كمحا أن الذينم تصدوا للِّحكحم الشيوُعي‪ ،‬وقاوموُا‬
‫ماولة سلِّخ الشيشان منم السلم كانُوُا منم العلِّمحاء والشيوُخ‪ ،‬ومعظمحهم رقتل ف سبَيل قضية الشيشان‪،‬‬
‫لذلك فنحنم رذنلل العلِّمحاء‪ ،‬ونفظ لم منزلتهم‪ ،‬بل إن كل البَيوُت الشيشانُية تتفظ بصوُرة تذكارية‬
‫لؤلء العلِّمحاء‪ ،‬وترطلِّق أساءهم علِّىَ أبنائها؛ حت تظل خالدة وماثلِّة ف وجدانُنا‪ ،‬كمحا نُعلرف أطفالنا‬
‫بسي وتاريخ وجهاد هؤلء العلِّمحاء لذلك تد مثلد أن اسم )ممحد شامل( منم أكثر الساء انُتشادرا ف‬
‫الشيشان‪ ،‬لنُه يتكحوُن منم )ممحد( اسم الرسوُل العظم ي صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ي و)شامل( قائد الشيشان‬
‫الشهر الذي خاض معارك باسلِّة ضد روسيا القيصرية‪ ،‬ومات ودفنم ف الراضي القدسة‪.‬‬
‫وهل تسي الجيال الديدة علِّىَ نُفس النهجه‪ ،‬وتافظ علِّىَ هوُيتها‪ ،‬أم أنا تغيت تت وطأة قيم‬
‫الضارة الغربية؟‬
‫الشعب الشيشان منم أكثر شعوُب العال تسدكحا بوُيته‪ ،‬وحفادظا علِّيها؛ لذلك فهوُ ينحازأ دائدمحا إل‬
‫السلم‪ ،‬ورغم الاولت الت قام با النظام الشيوُعي طيلِّة سبَعي عادما لطمحس هوُية شعبَنا‪ ،‬وتغيي‬
‫عقيدته وعاداته وتقاليده‪ ،‬واستيعابه داخل التمحع السوُفيت؛ إل أنُه ل يرفلِّح ف ذلك‪ ،‬رغم استخمدامه‬
‫لبشع الوُسائل وأقذرها با فيها التقتيل والنفي‪ .‬وبعد سقوُط التاد السوُفيت أصابت أوساط الشبَاب‬
‫الشيشان لوُثة تقلِّيد الغرب ف العادات واللبس‪ ،‬لكحنم سرعان ما انسرت خاصة بعد أن زأاد اللتزام‬
‫الدين ف التمحع الشيشان بعد الستقلل‪ ،‬إذ تأسست الدارس السلمية‪ ،‬وتأسست أول جامعة‬
‫إسلمية ف البَلد‪ ،‬كمحا أرنُشئمت عشرات الساجد ف أناء البَلد‪ ،‬وبدأ الشعب يتجه أكثر إل الوُية‬
‫السلمية لذلك أقلِّع الشبَاب والفتيات عنم تقلِّيد الغرب‪ ،‬وصار العجاب بالغرب عندنُا عادة صبَيانُية‬
‫يقلِّع عنها الطفال بعد أن يبَلِّغ الامسة عشرة منم عمحره إذ لبد بعدها أن يتمحيز ويتحلِّىَ بأخلق‬
‫الرجال ويتمحسك بوُيته وتراث أجداده‪ ،‬ورغم أن معظم الساجد والدارس والؤسسات السلمية‬
‫رهلدمت وردلمرت تت القصف الروسي‪ ،‬إل أن ذلك لنم يوُل دون تسك الشيشان بإسلمهم‪.‬‬
‫منم أبرزأ رموُزأ النضال والهاد ف التاريخ الشيشان؟‬

‫‪270‬‬
‫كثيون وأولم الشيخ منصوُر الذي أسس دولة مستقلِّة منم بر قزوينم إل البَحر السوُد ف القرن الثامنم‬
‫عشر‪ ،‬ولكحنم قضت علِّيها روسيا بعد حرب طاحنة واستطاعت أسره وإعدامه‪ ،‬وكذلك المام ممحد‬
‫ضا دولة مستقلِّة ضمحت الشيشان وداغستان‪ ،‬وخاض حرودبا‬ ‫شامل أبرزأ رموُزأ الشيشان والذي أسس أي د‬
‫طاحنة مع روسيا انُتهت بزيإته وأسره علِّىَ يد القيصر‪ ،‬وقد توُف ف الراضي القدسة أثناء الجه سنة‬
‫‪ 1865‬م وكذلك نُائبَه الشيخ )باي سنجوُر بينوُي( الذي رفض الستسلم بعد هزيإة قائده شامل‪،‬‬
‫وخرق مع فرقته الصار الضروب حوُله‪ ،‬وقاوم الروس‪ ،‬وقاتلِّهم مدة عشر سنوُات حت وقع ف السر‪،‬‬
‫وقتلِّه الروس شندقا‪ ،‬وكان منم أشهر وأشجع الفرسان ف عصره‪ ،‬رغم أنُه كان بقدم ويد واحدة إذ أن‬
‫إحدىً يديه وإحدىً رجلِّيه كانُتا مشلِّوُلتي‪ ،‬فقد كان يضعه أتبَاعه علِّىَ صهوُة الوُاد؛ ليقوُد العركة‬
‫بنفسه واضدعا لام الفرس ف فمحه‪ ،‬ومقاتلد بيد واحدة‪ ،‬وف العصر الديث هناك الشهيد جوُهر دودايف‬
‫الذي كان قائددا للِّطيان ف اليش السوُفيت‪ ،‬واستطاع إعلن الستقلل ف أوائل السبَعينيات‪ ،‬وإقامة‬
‫أول دولة مستقلِّة للِّشيشان ف القرن الال‪ ،‬وهناك زأعمحاء آْخرون مثل أصلن مسخمادوف وشامل‬
‫باسييف‪ ،‬وسلِّيم خان بانُدريف‪ ،‬وسلِّمحان رعدييف وآْخرون قد ل تذكر وكالت النُبَاء والصحف‬
‫ونُشرات الخبَار أساءهم‪ ،‬لكحنها ف سجل الالدينم الكحرمي عند ال ي عز وجل ي إن شاء ال‪ ،‬والمحد‬
‫ل كل قادتنا وعظمحائنا منم الاهدينم أو منم الشيوُخ وعلِّمحاء الدينم‪.‬‬
‫وهل هناك علقات ثقافية وحضارية قوُية بينكحم وبي بقية أناء العال السلمي؟ نُعم منذ دخوُلنا‬
‫السلم وإل الن‪ ،‬وإن انُقطعت تادما ف أوائل هذا القرن بسبَب الحتلل الشيوُعي السوُفيت للِّبَلد‪،‬‬
‫والذي قام بعزلنا تادما عنم بقية المة السلمية‪ ،‬وهناك جاليات شيشانُية ف الردن وسوُريا‪ ،‬وهناك‬
‫شيشان يدرسوُن ف الامعات السلمية ف السعوُدية ومصر‪ ،‬لكحنم أقرب البَلد السلمية إلينا ف‬
‫الثقافة والعلِّوُم الدينية هي مصر‪ ،‬فأهل الشيشان يتبَعوُن الذهب الشافعي السن‪ ،‬ولن المام الشافعي‬
‫كان قد استقر ف مصر ودفنم با فقد كان اتصالنا با أكب‪ ،‬خاصة وأن معظم تلمذته مصريوُن؛‬
‫لذلك كان أهم العلِّمحاء الذينم تأثر بم أهل الشيشان منم مصر‪ ،‬وكذلك الكحتب فكحل الشيشانُيي‬
‫يعرفوُن الشيخ اللل اللِّي صاحب الشرح الشهي لكحتاب "منهاج الطالبَي" للِّنوُوي والذي يعد دستوُر‬
‫أهل الشيشان ف الفقه السلمي‪ ،‬وكذلك اللل السيوُطي وكتابه "جع الوُامع" والشيخ تاج الدينم‬
‫السبَكحي صاحب "طبَقات الشافعية" وكل علِّمحاء وشيوُخ الذهب الشافعي ‪ ...‬أما ف العصر الديث‬
‫فأشهر العلِّمحاء السلِّمحي عندنُا المام جاد الق علِّي جاد الق شيخ الزأهر السابق ي رحه ال ي والشيخ‬
‫العلمة د‪/‬يوُسف القرضاوي الذي يعد أقرب علِّمحاء السلم‪ ،‬وأحبَهم إل نُفوُس الشيشانُيي‪.‬‬
‫وما رأيك ف موُقف العال السلمي منم قضيتكحم؟‬
‫إذا كنا نُتحدث عنم الشعوُب فإنا متعاطفة معنا‪ ،‬وتريد مساعدتنا بكحل ما تستطيع‪ ،‬وقد وجدنُا هذه‬
‫الشاعر لدىً كل الشعوُب السلمية‪ ،‬فنحنم جزء منم السد السلمي لبد أن يتداعىَ لنا بالسهر‬

‫‪271‬‬
‫والمحىَ ف شكحوُانُا‪ ،‬لكحنم للسف الوُقف الرسي للِّحكحوُمات والدول السلمية غي جيد علِّىَ الطلق‪،‬‬
‫فهي ل تتحرك ول تفعل أي شيء لنجدتنا‪ ،‬ولوُ بالوُسائل الدبلِّوُماسية‪ ،‬وباستثناء الدعم الغاثي الذي‬
‫نُتلِّقاه منم منظمحات الغاثة ف بعض الدول السلمية ل يصلِّنا أي دعم منم العال السلمي‪ ،‬وهذا‬
‫شيء مزن‪.‬‬
‫هل لذلك توُجه الرئيس أصلن مساخدوف باستغاثة لبَابا الفاتيكحان؟‬
‫ننم ل نُستنجد إل بال‪ ،‬ول نُتوُكل إل علِّيه‪ ،‬ول نُطلِّب الغوُث إل منه‪ ،‬وإل لا كنا خضنا هذه الرب‬
‫منم الساس‪ ،‬وما فعلِّه مسخمادوف هوُ ماولة لبد أن يبَذلا أي رئيس لنُقاذ شعبَه‪ ،‬وهوُ قبَل ذلك قد‬
‫وجه الرسالة إل حكحام العال السلمي يستنكحر تاذلم وتقاعسهم عنم ندة إخوُانم الشيشان وأعتقد‬
‫أنا وصلِّت‪.‬‬
‫هل لديكحم أمل ف النصر؟ وهل ما زألتم تلِّمحوُن بدولة مستقلِّة؟‬
‫ليس هناك أمل بل يقي بال بأنُنا سننتصر ف كل الحوُال؛ لنُنا مستعدون للِّدفاع والقاومة حت آْخر‬
‫شيشان‪ ،‬وشعارنُا النصر أو الشهادة‪ ،‬وحلِّمحنا بدولة مستقلِّة حق لنا لنم نُتنازأل عنه حت ولوُ كان الثمحنم‬
‫الوُت‬
‫موُاقع خاصة بالشيشان علِّىَ النُتنُت‪:‬‬
‫‪www.qoqaz.com ... .1‬‬
‫‪www.amina.com ... .2‬‬
‫‪www.koykaz.org ... .3‬‬
‫يييييييييي‬
‫رمضان في السويد‪ ..‬شمالا أوربا الباردة‬
‫أجرىً الوُار ‪ /‬حسام تام‬
‫منم أقصىَ شال الكحرة الرضية‪ ،‬ومنم أوربا البَادرة وأرض الفايكحنجه تشرق شس السلم رغم برودة‬
‫الطقس الت تصل إل حد التجمحد فيزداد التوُاجد السلمي وترتفع معدلت انُتشار السلم حت أصبَح‬
‫الديانُة الثانُية ف بلد ل يكحنم له فيها أثر قبَل ربع قرن منم الزمان‪ ..‬التقينا بالسيدة نُائلِّة واكد مؤسسة‬
‫ورئيسة جعية "الرأة السلِّمحة" بالسوُيد‪ ،‬والت كانُت أول جعية إسلمية ف الدور السكحندنُافية‪ ،‬فحدثتنا‬
‫عنم رمضان ف إسكحندنُافيا‪ ،‬كيف يستقبَلِّه السلِّمحوُن‪ ،‬وكيف ييوُن لياليه‪ ،‬والصعوُبات الت يوُاجهوُنا ف‬
‫متمحع يتعامل معهم كأقلِّية‪ ،‬وتأثي رمضان علِّىَ مشاعرهم تاه المة السلمية وقضاياها‪ ،‬وعنم وضع‬
‫السلم ف هذه البَلد ومستقبَلِّه‪ ...‬وكان هذا الوُار‪:‬‬
‫كيف يستقبَل السلِّمحوُن ف الدول السكحندنُافية وهم أقلِّية شهر رمضان؟ وهل يتلِّف هذا الشهر الكحري‬
‫كثديا فيها عنم بقية أناء أوربا؟‬

‫‪272‬‬
‫هناك فارق كبَي بالتأكيد بي الدول السكحندنُافية وبقية أناء أوربا فيمحا يتعلِّق بشهر رمضان وكل ما‬
‫يتصل بالسلم‪ ،‬إذ إن الوُجوُد السلمي ف هذه الدول حديث جيدا إذا ما قوُرن ببَقية الدول الوربية‪،‬‬
‫ضا؛ لذلك فإن أول ما نُلحظه أن الال ف هذه الدول ل يتغي كثديا ف‬ ‫كمحا أنُه ضعيف نُسبَييا أي د‬
‫رمضان عنه ف بقية شهوُر السنة؛ نُظدرا لقلِّة عدد السلِّمحي با‪ ،‬بينمحا علِّىَ النقيض منم ذلك فإن رمضان‬
‫يغي حياة السلِّمحي فيها تادما حت قبَل حلِّوُله‪ ،‬إذ نُبَدأ قبَلِّه بأيام ف تتبَع أخبَاره‪ ،‬ونُستعد لستطلع‬
‫هلل الشهر الذي يصبَح موُر اهتمحامنا الول‪ ،‬ودائدمحا ما يظهر تيار الدل العتاد حوُل ثبَوُت اللل‬
‫وبداية الصوُم‪ ،‬نُظدرا لختلف التجمحعات السلمية حوُل اتبَاع الرؤية أم الفلِّك‪ ،‬واختلف الدول الت‬
‫يتبَعوُنا ف بداية الشهوُر العربية وف توُقيت المساك والفطار أحيادنُا‪ ،‬ما يدث اضطرادبا يستمحر حت‬
‫ثبَوُت اللل خاصة ف ظل عدم وجوُد مؤسسة إسلمية يإكحنها توُحيد الرؤية بي السلِّمحي ‪ ...‬وحت‬
‫الراكز السلمية الوُجوُدة وأشهرها الركز العلمي السلمي ليس لديها القدرة علِّىَ إبلغ كل‬
‫مسلِّمحي البَلِّد بثبَوُت اللل خاصة ف ظل تاهل وسائل العلم السوُيدية لثل هذه الموُر إل وقت‬
‫قريب‪ ..‬وغالدبَا ما يسم هذا اللف بي السلِّمحي باتبَاع مكحة الكحرمة "أم القرىً" ف أهلِّة الشهوُر‬
‫العربية وقد بدأ يستقر ذلك‪ ..‬وبجرد إعلن الرؤية يتجه السلِّمحوُن منم أناء البَلد إل أقرب الساجد‬
‫إليهم‪ ،‬وهي بالعن الدقيق "مصلِّيات" يستأجرها السلِّمحوُن لداء الصلِّوُات والشعائر الخمتلِّفة وتفتح‬
‫أبوُابا ف رمضان طيلِّة اليوُم حيث تيا أول ليلِّة بصلة التاويح وحلِّقات الذكر وقراءة القرآْن ويتبَادل‬
‫السلِّمحوُن التهان والتعارف‪.‬‬
‫وكيف تعيشوُن هذا الشهر الكحري؟‬
‫بالنسبَة للِّعمحل والدراسة وبقية تفاصيل الياة اليوُمية ل تتغي كثديا خاصة وأن التمحع السوُيدي ل يصل‬
‫بعد إل درجة مراعاة مثل هذا الشهر وغيه منم الناسبَات والشعائر الدينية الاصة بالسلِّمحي كالصلِّوُات‬
‫با فيها صلة المحعة‪ ،..‬وربا بسبَب ضعف التأثي السلمي‪ ،‬وعدم وصوُله إل دائرة صنع القرار هناك‪.‬‬
‫لكحنم هذا ل يإنعنا منم الحتفال بشهر رمضان والحتفاء به كمحا ينبَغي‪ ،‬إذ تفتح الراكز السلمية‬
‫أبوُابا لصلة التاويح والقيام‪ ،‬كمحا تعقد با الاضرات والدروس الدينية الخمتلِّفة‪ ،‬وياضر فيها علِّمحاء‬
‫ودعاة منم مسلِّمحي البَلِّد أو منم خارجها إذ ترسل إلينا اليئمات السلمية منم العال السلمي )وخاصة‬
‫الزأهر الشريف بصر( وفوُددا علِّمحية وقوُافل دعوُة ف هذا الشهر‪ ،‬حيث أصبَح تقلِّيددا متبَدعا أن يزورنُا وفد‬
‫منم الدعاة والقرئي‪ ،‬وينزل دائدمحا علِّىَ الركز السلمي بإستكحهوُل ث تستضيفه الاليات السلمية ف‬
‫الدن الخرىً؛ لحياء ليال رمضان بقراءة القرآْ والندوات والاضرات الدينية‪ ..‬كمحا تنظم الؤسسات‬
‫ضا‪ ..‬أما داخل البَيوُت فتأخذ‬ ‫السلمية إفطارات وسحوُرات جاعية يضرها الرجال والنساء أي د‬
‫الحتفالت برمضان طابدعا يتفق مع العادات والتقاليد الوُروثة والنقوُلة غالدبَا منم البَلد الصلِّية الت جاء‬
‫منها السلِّمحوُن خاصة وأن معظم مسلِّمحي هذه البَلد وافدون للِّعمحل أو الدراسة وليسوُا منم أهلِّها‪ ،‬وهذا‬

‫‪273‬‬
‫يرجع إل حداثة السلم ف هذه البَلد )ربا ل يتجاوزأ العشرينم عادما بكحثي( ما يؤدي إل تفتت‬
‫السلِّمحي وتوُزأعهم علِّىَ جاليات متلِّفة بسب البَلِّدان الت أتت منها‪ ،‬وأكب الاليات هي الالية‬
‫التكية‪ ،‬وتلِّيها اليرانُية ث الاليات العربية وأكثرهم منم العراقيي‪.‬‬
‫لكحنم ما أبرزأ العقبَات والصعوُبات الت يوُاجهها السلِّمحوُن ف هذه البَلد وخاصة ف رمضان؟‬
‫أهها النُقسام والتشرذم حيث تتغلِّب عوُامل النُتمحاء العرقي والذهب أحيادنُا‪ ،‬وتؤدي إل الفرقة‪ ،‬يظهر‬
‫ذلك بوُضوُح ف الختلف حوُل رؤية اللل‪ ،‬وف صلة العيد حيث تصر كثي منم الاليات علِّىَ اتبَاع‬
‫تقوُي البَلِّد الذي جاءت منه ما يؤدي إل اختلف السلِّمحي‪ ،‬حيث يصوُم بعضهم ويفطر آْخرون‪،‬‬
‫وتقام صلة العيد ف بعض التجمحعات بينمحا تستمحر تمحعات أخرىً ف صيامها يوُدما آْخر!ا لكحنم والمحد‬
‫ل الوُضع بدأ يتحسنم كثديا ف السنوُات الخية وبدأ المحيع يتجه إل التوُحد ونُبَذ اللفات والتكحامل‬
‫فيمحا بينهم خاصة بعد أن استقرت الجيال الول الت وفدت إل البَلد‪ ،‬وانُقطعت أو ضعفت صلِّتها‬
‫ضا بسبَب‬ ‫ببَلدها الصلِّية ‪ ،‬وبعد أن زأاد عدد السلِّمحي منم أبناء الدول السكحندنُافية نُفسها‪ ..‬وربا أي د‬
‫ضا بعض الصعوُبات الناتة عنم جغرافية هذه الدول الت تقع ف‬ ‫زأيادة الوُعي والعلِّم بالدينم‪ ،‬هناك أي د‬
‫أقصىَ شال الكحرة الرضية فعندما يأت رمضان ف فصل الصيف يطوُل النهار جيدا حت يصل إل أكثر‬
‫منم عشرينم ساعة كاملِّة؛ ما يتسبَب ف مشقة بالغة قد ل يتمحلِّها الكحثيون‪ ،‬ومنذ أكثر منم خسة عشر‬
‫عادما كنا نُفطر ف الساعة الادية عشرة مساء‪ ،‬ث نسك بعدها بساعتي أو ثلث علِّىَ الكثر‪ ،‬وكانُت‬
‫هذه مشكحلِّة كبىً استشرنُا فيها علِّمحاء كثيينم منم أناء العال السلمي حت أفت لنا فضيلِّة الشيخ‬
‫سيد درش رحه ال )مفت الركز السلمي بلِّندن( باتبَاع أقرب دولة إسلمية لنا علِّىَ خط الطوُل ف‬
‫ضا‪ ،‬خاصة وأنُه‬ ‫الفطار والمساك )وكانُت ليبَيا(‪ ،‬وأحدث ذلك اختلدفا واسدعا ومشقة نُفسية علِّينا أي د‬
‫كان منم الصعب علِّينا أن نُفطر والشمحس ما زأالت ساطعة ل تغب‪ ..‬واستمحر اللف حت اتفقنا علِّىَ‬
‫اتبَاع مكحة الكحرمة‪ ..‬وقد حل هذه الشكحلِّة مؤقدتا أن رمضان الن ف شهر الشتاء!ا‪.‬‬
‫وما أكثر النعم والفضائل الت يشعر با السلِّمحوُن ف الدول السكحندنُافية مع قدوم شهر رمضان؟‬
‫مثل كل السلِّمحي نُشعر بالسمحوُ اليإان وتزيد صلِّتنا بال ف هذا الشهر الكحري أكثر منم غيه‪ ..‬لكحنم‬
‫الذي قد نتلِّف به عنم غينُا منم السلِّمحي خاصة منم أبناء العال السلمي أن رمضان يشعرنُا بأنُنا جزء‬
‫ل ينفصل عنم المة السلمية وهذا يزيد منم إحساسنا بالسلِّمحي ف كل أناء العال‪ ،‬وتتحقق فيه‬
‫معان وحدة المة بصوُرة واضحة‪ ،‬فرغم أنُنا ف بلد بعيدة جيدا عنم العال السلمي وتفصلِّنا عنه‬
‫مسافات شاسعة إل أن رمضان يقرب بيننا كثديا حت كأنُنا ف مكحان واحد‪ ،‬فنتتبَع أخبَار السلِّمحي‬
‫ونُشاركهم فرحتهم وآْلمهم‪ ،‬ربا لنُنا نُصوُم مدعا ونُفطر مدعا‪ ..‬وقد ظهر ذلك ف التعاطف الكحبَي الذي‬
‫أبداه السلِّمحوُن ف السوُيد مع قضايا المة السلمية مثل قضية البَوُسنة والرسك وكوُسوُفا وكشمحي‬
‫والشيشان الن وقبَلِّها أفغانُستان‪ ،‬فقد أقمحنا فاعلِّيات إسلمية كثية للِّتعاطف مع قضايا هذه الشعوُب‬

‫‪274‬‬
‫السلمية‪ ،‬ونُظمحنا معارض ومؤترات وأسوُاق خيية لمحع التبعات ودعم هذه القضايا‪ ،‬وهناك‬
‫مسلِّمحات سوُيديات سافرن للِّبَوُسنة وكوُسوُفا مع لان الغاثة؛ لدعم السلِّمحي هناك‪ ،‬وقدمنم عوُدنُا مادييا‬
‫ومعنوُييا للِّمحسلِّمحات ف هذه الدول‪ ،‬رغم أن هؤلء النساء ل يكحنم يعرفنم قبَل ذلك شيدئما عنم هذه البَلد‬
‫أو أهلِّها‪ ،‬ولكحنم روح الخوُة السلمية والسد الوُاحد هي الت دفعتهنم للِّتعاطف مع السلِّمحي ونُصرة‬
‫قضاياهم‪" ..‬ورمضان" ف ذلك صاحب فضل كبَي‪ ،‬وخاصة مع قدوم الوُفوُد السلمية إلينا ف‬
‫الؤترات والندوات الدينية حيث يزيد توُاصلِّنا مع العال السلمي‪ ،‬وترتفع معنوُياتنا كثديا وقد لحظت‬
‫ف الفتة الخية أن القنوُات الفضائية العربية والسلمية رغم ما قد يؤخذ علِّيها تؤثر إيابييا ف توُاصلِّنا‬
‫مع العال السلمي‪ ،‬وتزيد منم إحساسنا بأنُنا جزء منم المة السلمية‪ ،‬خاصة ف رمضان وبالذات‬
‫البامجه الت تعال موُضوُعات أو قضايا إسلمية‪.‬‬
‫هل اختلِّف رمضان ف السوُيد كثديا هذه السنوُات عمحا قبَل؟‬
‫بالتأكيد‪ ،‬فالتوُاجد السلمي تزايد وأصبَح أكثر استقرادرا عنم ذي قبَل كمحا زأاد الدور السلمي ف‬
‫التمحع كثديا حت صارت هناك "ظاهرة إسلمية" تذب النُظار‪ ،‬ول يعد السلِّمحوُن علِّىَ الامش كمحا‬
‫كان الال قبَل عشرينم عادما مثلد ‪ ...‬لذلك بدأت أجهزة العلم السوُيدية ف الهتمحام بالقضايا‬
‫السلمية‪ ،‬وصارت تعن بأخبَار السلِّمحي وقضاياهم أكثر منم ذي قبَل‪ ،‬خاصة بعد أن تزايد معدل‬
‫انُتشار السلم بي السوُيديي ومعدل هجرة السلِّمحي إليها‪ ،‬كمحا بدأت الؤسسات الكحوُمية تستجيب‬
‫لطلِّبَات السلِّمحي وترعىَ أوضاعهم وخصوُصياتم‪ ،‬فانُتشرت الطاعم الت تقدم الطعمحة )اللل( أو‬
‫ضا بدأت الؤسسات التعلِّيمحية تراعي الصوُصيات السلمية‬ ‫النبَاتية علِّىَ القل مراعاة لنا‪ ،‬وف التعلِّيم أي د‬
‫فسمححت بتدريس بعض الوُاد السلمية با ل يتعارض مع مقررات الناهجه السوُيدية‪ ،‬واستثنت‬
‫السلِّمحي منم تعلِّم بعض الوُاد النسية الت تدرس ف مقررات الدارس أو أعادت تكحييفها با يتناسب‬
‫معنا‪ ،‬ونُفس الشيء بالنسبَة للِّرياضات الكحشوُفة والختلط‪ ..‬كمحا سح لنا بإنُشاء حضانُات إسلمية‬
‫للطفال‪ ،‬وهناك عدد منم الشروعات الت تقدمنا با لنُشاء مساجد ومراكز إسلمية وبدأت الكحوُمة‬
‫تتجاوب معها‪ ،‬بعد أن كانُت مثل هذه الشروعات مرفوُضة تادما منم حيث البَدأ‪.‬‬
‫هل يإكحنم أن نُعرف عدد السلِّمحي ف هذه البَلد ولوُ علِّىَ وجه التقريب؟‬
‫ليس هناك منم يستطيع الزم بذلك‪ ..‬لكحنم ف السوُيد مثلد التقدير الرسي للِّمحسلِّمحي يقدر بنحوُ ‪60‬‬
‫ألدفا منم بي ثان مليي نُسمحة هم تعداد الشعب السوُيدي‪ ،‬بينمحا ترتفع التقديرات غي الرسية بذا‬
‫العدد إل الضعف )‪ 120‬ألف مسلِّم( لكحنم هذا كلِّه تقديرات تقريبَية‪ ،‬وليس هناك إحصاءات حقيقية‬
‫علِّمحية عنم السلِّمحي ف السوُيد خاصة منم السوُيديي أنُفسهم‪ ،‬إذ أن كثديا منهم قد ل يعلِّنم إسلمه‬
‫بسبَب وظيفته أو لسبَاب اجتمحاعية أخرىً توُل دون ذلك‪ ،‬كمحا أن الوراق الرسية تلِّوُ منم أي‬
‫بيانُات عنم الديانُة غالدبَا‪ ،‬ومنم ث ل توُجد إحصاءات موُثوُق با ف هذا الشأن‪ ،‬إل أن كل الؤشرات‬

‫‪275‬‬
‫تؤكد تزايد عدد السلِّمحي ف الفتة الخية‪ ،‬بيث صار السلم يتل الرتبَة الثانُية بعد السيحية هناك‪،‬‬
‫كمحا يتنبَأ كثي منم الراقبَي بزيادة الوُجوُد‪ ،‬ومنم ث التأثي السلمي ف التمحع السوُيدي ف السنوُات‬
‫القلِّيلِّة القادمة‪.‬‬
‫وما أكثر الفئمات إقبَالد علِّىَ السلم بي السوُيديي؟‬
‫السلم ينتشر أكثر بي الفتيات والنساء‪ ،‬خاصة منم الكاديإيات والامعيات؛ ربا لن الرأة عاطفية‬
‫بالضافة إل أن الوُضع التدي للِّمحرأة الوربية يعلِّها أكثر تقديدرا للسلم وإقبَالد علِّيه‪ ،‬خاصة وأنُه‬
‫ضا‬
‫أعطىَ للِّمحرأة وضدعا متمحيدزا ف التمحع فاق كل الديانُات الخرىً‪ ،‬والطريف أن النشاط السلمي أي د‬
‫ف السوُيد تلِّعب فيه الرأة الدور الفاعل والكب منذ بداياته‪ ،‬فقد استطعنا )أنُا ومسلِّمحة منم أيسلِّندا‬
‫وأخرىً باكستانُية( تأسيس أول جعية للِّمحرأة السلِّمحة ف السوُيد وإسكحندنُافيا كلِّها سنة ‪ 1984‬ف فتة‬
‫مبَكحرة منم التوُاجد السلمي‪ ،‬ل يكحنم فيها أي نُشاط إسلمي مؤسسي‪ ،‬واستطعنا تسجيلِّها وفق‬
‫القوُانُي السوُيدية‪ ،‬ومارسنا منم خللا النشاط الدعوُي والجتمحاعي ف جيع أناء إسكحندنُافيا‪ ،‬منم‬
‫تنظيم الندوات والاضرات والدروس الدينية‪ ،‬وعقد الؤترات السلمية وإقامة السوُاق والعارض اليية‪،‬‬
‫وإنُشاء الضانُات ودور التبية للطفال‪ ،‬ودعم القضايا السلمية‪ ..‬وكل النُشطة السلمية حت‬
‫ضا‪ ،‬وزأادت فروعها عنم مائة‬ ‫صارت جعيتنا منم أهم المحعيات السلمية ف إسكحندنُافيا بل وأوربا أي د‬
‫وعشرينم فردعا ف أناء البَلد يشارك ف نُشاطاتا آْلف النساء‪ ..‬وكانُت سبَدبَا ف دخوُل كثي منم‬
‫الوربيات السلم وبعضهنم صرن منم الداعيات إليه‪.‬‬
‫كمحا كنا أسرع منم الرجال ف تاوزأ النُتمحاءات الذهبَية والعرقية‪ ،‬والنُفتاح علِّىَ كل النسيات السلِّمحة‪،‬‬
‫فنحنم نرصا علِّىَ إقامة إفطارات للِّنساء السلِّمحات منم كل الذاهب والنسيات دون تييز‪ ،‬كمحا نتمحع‬
‫دائدمحا علِّىَ صلة التاويح ف إحدىً الصلِّيات أو ف منزل واحدة ملنا‪ ،‬وكثديا ما نرج سوُييا ف رحلت‬
‫خلِّوُية‪ ،‬وهوُ ما قلرب بدوره بي الاليات السلمية‪ ،‬وأزأال الوُاجز الت كانُت توُل بينها‪ ،‬وقد نحنا‬
‫بفضل ال ف إصدار ملِّة شهرية اسها )سلم( بالهوُد الذاتية‪ ،‬وهي ملِّة إسلمية شاملِّة تعن بتقدي‬
‫كل ما يتصل بالسلم منم فتاوىً وأخبَار وقضايا‪ ،‬وتقدم التاجم والجابات الاصة بالقضايا‬
‫ضا‪ ،‬وتوُزأع ف الكحتبَات العامة النتشرة ف كل أناء‬ ‫السلمية‪ ،‬وهي موُجهة للِّمحسلِّمحي وغي السلِّمحي أي د‬
‫البَلد‪.‬‬
‫وماذا عنم الؤسسات السلمية الخرىً؟ وهل يتناسب دورها مع وضع السلِّمحي هناك؟‬
‫هناك مؤسسات أخرىً بالطبَع‪ ،‬وأهها الركز السلمي ف إستوُكهوُل والركز العلمي السلمي‪ ..‬وهي‬
‫مؤسسات تعن ف الساس بالتعريف بالسلم ف وسائل العلم الخمتلِّفة والتعامل مع السلِّطات‬
‫الكحوُمية ف كل ما يص السلم‪ ..‬وتتوُل عقد الؤترات والندوات السلمية وتتدخل لل ما قد‬
‫يوُاجه السلِّمحي منم مشكحلت هناك‬

‫‪276‬‬
iif.islamiska@swipnet.se ‫* البيد اللكحتون لحد الراكز السلمية ف السوُيد‬
islamedia@hotmail.com ‫* البيد اللكحتون للِّة سلم‬


277
‫حدث في رمضان ‪...‬‬
‫دعاء اليوُم‬
‫‪ ...‬غزوة بدر‬
‫‪ ...‬أسبَاب العركة‬
‫الستعداد والتحرك‬
‫التوُكل واليإان والدد‬
‫الفضل العظيم‬
‫‪ ...‬دروس منم غزوة بدر‬
‫‪ ...‬حرب رمضان‬
‫‪ ...‬فتح مكحة‬
‫‪ ...‬دروس منم فتح مكحة‬
‫‪ ...‬معركة البَوُيب‬
‫‪ ...‬وفاة خالد بنم الوُليد‬
‫‪ ...‬وفاة عمحرو بنم العاصا‬
‫‪ ...‬بعث علِّي وخالد إل اليمحنم‬
‫‪ ...‬وفاة فاطمحة رضي ال عنها‬
‫‪ ...‬معركة عي جالوُت‬
‫‪ ...‬غزوة تبَوُك‬
‫‪ ...‬فتح جزيرة رودس‬
‫‪ ...‬مذبة الرم البراهيمحي‪..‬‬
‫غازوة بدر ‪-‬ويقطع دابر الكافرين‬
‫الدكتوُر عبَد اليد واف‬
‫معركة بدر الكحبىً كانُت حددثا أراده ال عز وجل‪ ،‬فمحلهد له ودلبر له بتدبي مكحم ل يفلِّت هدفه‪ ،‬وإنا‬
‫يقه حدقا‪ ،‬كمحا أنُزل ف مكحم تنزيلِّه‪) :‬شويرذريرد اللِّلهر شأن رذيلق الشلق بذشكحلِّذشمحاتذذه شويشيهقطششع شدابذشر الهشكحافذذريشنم*ذليرذحلق‬
‫اهلشلق شوييرهبَذطشل الهشبَاذطشل شولشهوُ شكذرشه الهرمحهجذررموُشن(‪.‬‬
‫وذلك أن هجرة رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم إل يثرب كانُت إيذادنُا بظهوُر كلِّمحة الق‪ ،‬بعد أن‬
‫لت قريش لاجتها سنوُات لتطفئ نُوُر ال‪ ،‬فأعز ال كلِّمحة رسوُله صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم والؤمني بنم‬ ‫ل‬
‫آْوىً ونُصر منم أهل الدنُية‪ ،‬واعتلز رسوُله صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم بتأييد ال الذي ألف بي قلِّوُبم )رهشوُ‬

‫‪278‬‬
‫ي قريرلِّوُذبذهم‬ ‫الذذي أشيلشدشك بذنشصذرذه وذبالهمحهؤذمنذي* وأشلف بيي قريرلِّوُذبذم لشوُ أشنُشفهقت ما ذف الشر ذ ذ‬
‫ض شجيعاد لما أشلشف ه‬
‫ت بشي ه ش‬ ‫ه‬ ‫ش ش‬ ‫ه ه‬ ‫ه ش ر ش ش ش شهش‬ ‫ش‬
‫ذ‬
‫ف بشهييينشيرههم ذنُإلهر شعذزيةز شحكحيةم(‬ ‫ذ‬
‫شولشكحلنم اللِّلهش أشل ش‬
‫أسبَاب العركة‬
‫دولة الق‬
‫وقامت دولة الق بعدما نُظم رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم متمحع الدينة‪ ،‬فكحتب الصحيفة الت‬
‫ربطت بي عناصر متمحع الدينة‪ ،‬منم أنُصار ومهاجرينم وأهل كتاب؛ بن قينقاع والنضي وقريظة‪،‬‬
‫واجتمحع السلِّمحوُن للِّصلة ف موُاقيتها ل يافوُن إيذاء كمحا كان الال ف مكحة‪ ،‬وأصبَح السجد مركز‬
‫التجمحع الدن‪ ،‬فيه يتلِّىَ الوُحي النزل‪ ،‬وتقام المحاعات يدعىَ إليه بنداء هوُ منم أمر ال يمحع معال‬
‫السلم ف كلِّمحاته‪ ،‬وفيه تعقد اللوُية‪ ،‬وتستقبَل الوُفوُد وتقضىَ القضية ورسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه‬
‫وسلِّم علِّىَ رأس ذلك يستفد الوُحي وبه يستشد‪.‬‬
‫ضغائنم قريش‬
‫ك الذذيشنم‬ ‫وملِّك الغيظ قريدشا ولبَسهم الرج‪ ،‬بعد أن أفلِّتت منهم الفرصة الت خططوُا لا‪) :‬شوإذهذ شيإهركحرر بذ ش‬
‫خييرر الهشمحاكذذريشنم(‪ ،‬وما كان ال ليذرهم وما‬ ‫ذ‬
‫شكشفررواه ليرثهبَذرتوُشك أشهو يشيهقتريرلِّوُشك أشهو ريهذررجوُشك شوشيإهركحرروشن شوشيإهركحرر اللِّلهر شواللِّلهر ش ه‬
‫يططوُن‪ ،‬بل لقد اختار ال توُقيتهم وتطيطهم‪ ،‬ليحبَط به وفيه سعيهم وتدبيهم‪ ،‬ليخمرج رسوُل ال‬
‫صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم إل دار أمنم ومنعة‪ ،‬فاحتاروا كيف يتبصوُن بذا التمحع الذي اختق سلِّطانم‬
‫علِّىَ العرب‪ ،‬وأصبَح مناودئا لكحلِّمحتهم ف قبَائل الزيرة‪ ،‬ذلك السلِّطان الذي دانُت لم به العرب منذ عام‬
‫طييدرا أششباذبيشل*‬ ‫الفيل‪ ،‬الذي أهلِّك ال فيه جيش البَشة والفيل‪ ،‬با أرسل علِّيهم منم طي )شوأشهرشسشل شعلِّشهيذههم شه‬
‫ف لمأهركوُتل(؛ إذ ظنم العرب أن ال منع بيته الرم‪ ،‬إكرادما‬ ‫صت‬ ‫ذ‬ ‫ذ ذذ‬
‫تشيهرميذهم بشجاشرةت لمنم سلجيتل* فششجشعلِّشرههم شكشع ه‬
‫لقريش‪ ،‬وما فعلِّه ال سبَحانُه إل إكرادما لنبَيه الذي أوشك نُوُر ميلده أن يشرق‪ ،‬وليصطنعه ال علِّىَ‬
‫عينه ليطلهر البَيت منم الوثان والنُداد لعبَادة ال وحده‪.‬‬
‫إذن القتال‬
‫ول يكحنم بلد أن تقع وقائع بي الكحفر العانُد الكحابر‪ ،‬وبي أهل اليإان )الذذيشنم أرهخذررجوُا ذمنم ذدشياذرذههم بذغش هذي‬
‫شحرق ذإل شأن يشيرقوُلروُا شربيتشنا اللِّلره(‪ ،‬فلِّم يإض عام أو بعض عام حت كانُت هناك سرايا أخرجها رسوُل ال‬
‫صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم بعدما أذن للِّمحؤمني بأن يوُاجهوُا القتال بالقتال‪) :‬إذلن اللِّلهش يرشدافذرع شعذنم الذذيشنم آْشمنروُا إذلن‬
‫صذرذههم لششقذديةر* الذذيشنم‬ ‫ذ‬ ‫ذ ذذ‬ ‫ت‬
‫ب ركلل شخلوُان شكرفوُتر* أرذشن للِّلذيشنم ييرشقاتشيرلِّوُشن بذأشنُيلرههم ظرلِّرمحوُا شوإذلن اللِّلهش شعشلِّىَ نُش ه‬ ‫اللِّلهش ل رذي ت‬
‫صشوُاذمرع‬ ‫ض لرلدشم ه‬ ‫ضرهم بذبَشيهع ت‬ ‫لذ‬ ‫ل‬ ‫ذ ذ ذ ذذ ذ ذ ذ‬
‫ت ش‬ ‫س بشيهع ش‬ ‫أرهخررجوُا منم دشيارههم بغشهي شحرق إل شأن يشيرقوُلروُا شربيتشنا اللِّهر شولشهوُل شدفهرع اللِّه اللنا ش‬
‫ي شعذزيةز(‬‫صررهر إذلن اللِّلهش لششقذوُ ق‬ ‫ذ ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫صشرلن اللِّلهر شمنم شين ر‬ ‫ت شوشمشساجرد يرهذشكرر فيشها اهسرم اللِّله شكثديا شولششين ر‬ ‫صلِّششوُا ة‬‫شوبذيشةع شو ش‬

‫‪279‬‬
‫لقد ظلِّم الؤمنوُن؛ إذ خرجوُا منم ديارهم بأعز ما يإلِّك الرء وما يمحل؛ قلِّب مؤمنم بال ثابت علِّىَ‬
‫الق‪ ،‬يطلِّب النجاة بدينه‪ ،‬ويتك الال والنشب‪ ،‬بل ترك كثي منهم الهل والوُلد‪ ،‬ولقوُا بدار منعة‬
‫ضلِّوُه علِّىَ لعاعة الدنُيا رغبَة ف وجهه سبَحانُه‪ ،‬فعلوُضهم بنصره وما أفاء علِّيهم‪.‬‬ ‫اعتزادزأا بال وإيإادنُا به‪ ،‬ف ل‬
‫روىً ابنم جرير عنم سعيد بنم جبَي عنم ابنم عبَاس رضي ال عنهمحا قال‪ :‬لا رأخرج النب صلِّىَ ال علِّيه‬
‫وسلِّم منم مكحة؛ قال أبوُ بكحر‪ :‬أخرجوُا نُبَيهم؟!ا إنُا ل وإنُا إليه راجعوُن!ا!ا ليهلِّرركحنم‪ ..‬قال ابنم عبَاس‪:‬‬
‫صذرذههم لششقذديةر( قال أبوُ بكحر رضي‬ ‫ذ‬ ‫ذ ذذ‬
‫فأنُزل ال عز وجل‪) :‬أرذشن للِّلذيشنم ييرشقاتشيرلِّوُشن بذأشنُيلرههم ظرلِّرمحوُا شوإذلن اللِّلهش شعشلِّىَ نُش ه‬
‫ال عنه‪ :‬فعرفت أنُه سيكحوُن قتال‪ ،‬وزأاد أحد‪ :‬وهي أول آْية نُزلت ف القتال‪.‬‬
‫تدبي ال‬
‫وواجهت بعض السرايا الت أخرجها رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم التحادما بالسلح‪ ،‬وعاد غيها دون‬
‫أن يلِّقوُا قتادل‪ ،‬حت كانُت وقعة بدر‪ :‬الت قلدر الؤمنوُن الذي خرجوُا إليها ‪ :‬أن يعوُدوا بذعي قريش‪،‬‬
‫ضا عنم أموُالم بكحة الت استحلِّتها قريش‪ ،‬وقلدر ال تعال أن تكحوُن لقاء بي قلِّة مؤمنة مدودة العتاد‬ ‫عوُ د‬
‫والعدة وإيإانا يإل الصدور عزة بال‪ ،‬وكفدرا بالشيطان وحزبه‪ ،‬وبي الكحثرة الت خرجت منم مكحة بطدرا‬
‫ي أشنُيلها لشركحم وتشيوُتدوشن أشلن شغيير شذا ذ‬
‫ت‬ ‫لذذ ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ ذ‬
‫هش‬ ‫ورئاء الناس‪ ،‬ويصدون عنم سبَيل ال‪) :‬شوإهذ يشعردركرم اللِّلهر إهحشدىً الطائشفت ه ش ه ش ش‬
‫اللشهوُشكذة تشركحوُرن لشركحهم شويرذريرد اللِّلهر شأن رذيلق الشلق بذشكحلِّذشمحاتذذه شويشيهقطششع شدابذشر الهشكحافذذريشنم( نُعم‪ :‬لقاء يق ال به الق‬
‫ويبَطل البَاطل‪ ،‬ليذهب نُصر القلِّة الؤمنة علِّىَ الكحثرة الكحافرة الزهوُة بيلئها؛ حيث خرجت بالقيان‬
‫تضرب دفوُفها ليسمحع العرب‪ ،‬ويسقوُا المحر نُشوُة وكدبا واستعلء‪ ،‬فيذهب نُصر القلِّة الؤمنة علِّىَ الكحثرة‬
‫الستكحبة‪ .‬ف أناء الزيرة يرتج آْفاقها؛ إيذانُا بزوال دولة الكحفر والستعلء علِّىَ ال الوُاحد الحد‪،‬‬
‫بالنُداد والوثان‪ ،‬الت ل تغنم عنهم شيدئما‪.‬‬
‫حروب وحروب‬
‫إن الروب كانُت تقوُم وما تزال حت الن إل منم عصم ال دائدمحا بي طائفتي؛ طائفة مستعلِّية‬
‫مستكحبة‪ ،‬تزهوُا بالعتاد والعدة والعدد؛ ومستضعفة ل تلِّك ما تلِّك الول‪ ،‬وعدوان الستعلِّي هدفه‬
‫إذلل الستضعفي وموُ عزتم بأنُفسهم‪ ،‬يتخمذونم تبَدعا وأداة يصطنعوُنا لاجاتم وحرثهم‪ ،‬وناء‬
‫أموُالم وملِّكحهم‪ ،‬بطدرا واستكحبَادرا ف الرض‪.‬‬
‫وهذا ما كانُت تفعلِّه فارس والروم ف آْسيا وإفريقيا وأطراف منم أوروبا‪ ،‬وهوُ نُفس ما كانُت تفعلِّه قبَائل‬
‫العرب ف الاهلِّية بعضها مع بعض‪ ،‬فيعوُد النتصر بالسب والسلِّب‪ ،‬ويعوُد الهزوم بذلل الياة وعار‬
‫الزيإة والمهات والبَنات سبَايا‪ ،‬يا له منم ذل‪.‬‬
‫وربا قامت الرب بي طائفتي مستعلِّيتي كمحا قامت بي فارس والروم قدديإا وبي دول الغرب حديدثا‪،‬‬
‫وهذا ما جاء السلم لتغييه‪ ،‬بإخراج العبَاد منم استعبَاد العبَاد إل عبَادة رب العبَاد والعتزازأ بعزته‪:‬‬
‫ذذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ ذ ذ ذ ذذ ذ ذ ذ‬
‫ي ل يشيهعلِّشرمحوُشن(‪ ،‬ولذا كان تدبي ال تهيددا لا حدث ف‬ ‫ي شولشكحلنم الهرمحشنافق ش‬ ‫)شوللِّله الهعلزةر شولشررسوُله شولهلِّرمحهؤمن ش‬

‫‪280‬‬
‫بدر أن يذلل كفر الكحافرينم وكبياءهم الاهلِّي بعد إنُكحارهم للِّحق البلِّجه بيد منم كانُوُا ف مكحة بالمس‬
‫مستضعفي‪.‬‬
‫وعد ال‬
‫وبذا بلشر ال رسوُله صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم إذ وعده وصحبَه إحدىً الطائفتي؛ العي الت جاءت منم‬
‫الشام تريد مكحة‪ ،‬أو الناجزة والقتال ث النصر‪.‬‬
‫‪ ... ... 1‬وليتم ال تدبيه ملكحنم أبا سفيان الذي كان علِّىَ رأس القافلِّة منم النجاة بالعي‪ ،‬بعد أن‬
‫أرسل إل مكحة مذدرا قريدشا يستدعيها لتدافع عنم أموُالا‪ ،‬فلِّمحا اطمحأن إل سلمة العي استدرك‬
‫واستجعهم فقد سلِّم الال والتاع والبل‪.‬‬
‫‪ ... ... 2‬وليتم ال تدبيه أخرج أبا جهل أبوُ الكحم عمحرو بنم هشام ف ألف أو يزيد‪ ،‬ف عدة كاملِّة‪،‬‬
‫وظهر حاضر منم خيل وإبل‪ ،‬وسلح وافر ودروع‪ ،‬يتال كدبا وكفدرا‪ ،‬وأب أن يستجيب لستجاع أب‬
‫سفيان بنم حرب‪ ،‬يقوُل‪ :‬ل نُرجع حت تضرب علِّينا القيان ونُسقىَ المحر ونُطعم الطعام وتسمحع بنا‬
‫العرب فل يزالوُن يهابوُنُنا بعدها‪.‬‬
‫‪ ... ... 3‬وليتم ال تدبيه قلدر أن يكحوُن اللِّقاء حيث ل يإكحنم أن يتم ف مكحان أو ميعاد إل بإذنُه هوُ‪:‬‬
‫ب أشهسشفشل ذمنركحهم شولشهوُ تشيشوُاشعد لهت لشهختشيلِّشهفترهم ذف الهذمحيشعاذد‬‫صشوُىً شواللرهك ر‬
‫ذ‬ ‫ذ‬
‫) إذهذ أشنُرتم ذبالهعرهدشوة التدنُهيشيا شورهم ذبالهعرهدشوة الهرق ه‬
‫ك شعنم بشييلينشتة شوشهيشيح شمهنم شحلي شعنم بشييلينشتة شوإذلن اللِّلهش لششسذمحيةع‬ ‫ذ‬ ‫ولشذكحنم للييهق ذ‬
‫ك شمهنم شهلِّش ش‬‫ضشي اللِّلهر أشهمراد شكاشن شمهفرعوُلد لليشيههلِّ ش‬ ‫ش‬ ‫ش‬
‫ذ‬
‫شعلِّيةم(‬
‫الستعداد والتحرك‬
‫وشاورهم‪..‬‬
‫ولا تبَلي رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم إفلت العي‪ ،‬وأتاه خب خروج قريش بسلحها وقيانا وخرها‪،‬‬
‫وجيش يفوُق أصحابه عدددا وعدة؛ ل يبَادره با شله منم مقام النبَوُة يأمر وينهي يبَغي الوُاجهة‪ ،‬بل جع‬
‫منم حوُله منم أنُصار ومهاجرينم‪ :‬يشاورهم إعمحالد لمر ال‪) :‬شوششاذوهررههم ذف الشهمذر فشذإشذا شعشزهم ش‬
‫ت فشيتشيشوُلكهل شعشلِّىَ‬
‫ذ‬ ‫اللِّلذه إذلن اللِّلهش رذي ت‬
‫ي(‪.‬‬‫ب الهرمحتشيشوُلكلِّ ش‬
‫وكان أصحابه عند ظنه بم‪ :‬أما الهاجرون فقد قال أبوُ بكحر وعمحر رضي ال عنهمحا‪ :‬ما أقر عين رسوُل‬
‫ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪ ،‬وقال القداد بنم السوُد‪ :‬يا رسوُل ال‪ ،‬امض لا أمرك ال‪ ،‬فنحنم معك‪ ،‬وال‬
‫ك فشيشقاذتل ذإلنُا شهارهشنا شقاذعردوشن(‪ ،‬ولكحنم نُقوُل‪:‬‬ ‫ب أشنُ ش‬
‫ت شوشربت ش‬ ‫ل نُقوُل كمحا قالت بنوُ إسرائيل لوُسىَ‪) :‬شفاهذشه ه‬
‫اذهب أنُت وركب فقاتل إنُا معكحمحا مقاتلِّوُن‪ ..‬فوُالذي بعثك بالق لوُ سرت بنا إل برك الغمحاد لالدنُا‬
‫معك منم دونُه حت تبَلِّغه‪ ،‬فقال له رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم خديا ودعا له بي‪.‬‬

‫‪281‬‬
‫ولكحنم رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم كان يريد أن يستوُثق منم رأي النُصار؛ فهم الذينم خرج منم مكحة‬
‫بعد عهدهم له أن يإنعوُه ما يإنعوُن منه أموُالم وأولدهم‪ ،‬فقالصلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪" :‬أشيوا علِّلي أيها‬
‫الناس"‬
‫فقد روىً ابنم مردويه وابنم أب حات عنم أب أيوُب النُصاري قال‪ :‬قال لنا رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه‬
‫وسلِّم وننم بالدينة‪" :‬إن قد أخبت عنم عي أب سفيان أنا مقبَلِّة أي عائدة منم الشام‪ ،‬فهل لكحم أن‬
‫نرج إليها لعل ال يغنمحناها"؟ قلِّنا‪ :‬نُعم‪ .‬فخمرج وخرجنا‪ ،‬فلِّمحا سرنُا يوُدما أو يوُمي‪ ،‬قال‪" :‬ما ترون ف‬
‫القوُم؟ فإنم قد أخبوا بروجكحم"؟ فقلِّنا‪ :‬ل وال‪ ،‬ما لنا طاقة بقتال العدو‪ ،‬ولكحنم أردنُا العي‪ ،‬ث قال‪:‬‬
‫"ما ترون ف قتال القوُم"؟ فقلِّنا مثل ذلك‪ ،‬فقال القداد‪ :‬وذكر ما رويناه منم قوُله‪ ،‬ث استشارهم ثالدثا‪،‬‬
‫فتكحلِّم الهاجرون فأحسنوُا‪ ،‬ففهمحت النُصار أنُه يعنيهم‪.‬‬
‫وكان رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يتخملوُف أن ل تكحوُن النُصار ترىً علِّيها نُصرته إل منم دهه‬
‫بالدينة منم عدو‪ ،‬وأن ليس علِّيهم أن يسي بم إل عدو منم بلدهم؛ فلِّمحا قال ذلك رسوُل ال صلِّىَ‬
‫ال علِّيه وسلِّم‪ ،‬قال سعد بنم معاذ‪ :‬وال لكحأنُك تريدنُا يا رسوُل ال؟ قال‪" :‬أجل"‪ .‬فقال له‪ :‬لقد آْمنا‬
‫بك وصدقناك‪ ،‬وشهدنُا أن ما جئمت به هوُ الق‪ ،‬وأعطيناك علِّىَ ذلك عهوُدنُا وموُاثيقنا علِّىَ السمحع‬
‫والطاعة‪ ،‬فامض بنا يا رسوُل ال لا أردت‪ ،‬فنحنم معك‪ ،‬فوُالذي بعثك بالق لوُ استعرضت بنا هذا‬
‫البَحر فخمضته لضناه معك‪ ،‬ما تلِّف منا رجل واحد‪ ،‬وما نُكحره أن تلِّقىَ بنا عدونُا غددا‪ ،‬إنُا لصب ف‬
‫الرب‪ ،‬صدق ف اللِّقاء‪ ،‬لعل ال يريك منا ما تقر به عينك‪ ،‬فسر علِّىَ بركة ال‪.‬‬
‫فسلر رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم بقوُل سعد‪ ،‬ونُلشطه ذلك‪ ،‬ث قال‪" :‬سيوا علِّىَ بركة ال وأبشروا‪،‬‬
‫فإن ال قد وعدن إحدىً الطائفتي‪ ،‬وال لكحأن أنُظر إل مصارع القوُم"‪.‬‬
‫حوُل مياه بدر‬
‫وتقدم الفريقان علِّىَ غي ميعاد حت أدركوُا جيدعا ماء بدر‪ ،‬وكانُت بدر سوُدقا للِّعرب مسمحوُدعا خبها‬
‫ومكحانا‪ ،‬كل فريق علِّىَ عدوة وطرف‪.‬‬
‫ب صحاب ينزع منم معي‬ ‫واختار رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم منزدل‪ ،‬ودعا القوُم إل النزول‪ ،‬وهنا ه ل‬
‫الب واليإان‪ ،‬وينطق منم بلغة الدب والقرار لقام النبَوُة‪ ،‬هوُ البَاب بنم النذر بنم عمحرو بنم المحوُح‪،‬‬
‫ويقوُل‪ :‬يا رسوُل ال‪ ،‬أرأيت هذا النزل‪ ،‬أمنزل أنُزلكحه ال ليس لنا أن نُتقدمه ول نُتأخر عنه أم هوُ الرأي‬
‫والرب والكحيدة؟ فقال علِّيه الصلة والسلم‪" :‬بل هوُ الرأي والرب والكحيدة"‪.‬‬
‫فقال‪ :‬يا رسوُل ال‪ ،‬إن هذا ليس بنزل‪ ،‬فانض بنا حت نُأت أدن ماء منم القوُم فننزله‪ ،‬ونُغوُر ما وراءه‬
‫ضا فنمحلِّؤه فنشرب ول يشربوُن‪ ،‬فاستحسنم رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه‬ ‫منم القلِّب البار‪ ،‬ث نُبَن علِّيه حوُ د‬
‫وسلِّم هذا الرأي وفعلِّه‪.‬‬
‫مطر منم السمحاء‬

‫‪282‬‬
‫وكان ما دلبر ال لرسوُله صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم حي قدم بددرا أن أنُزل مطدرا بقدر‪ ،‬أما منم جهة قريش‬
‫فكحان الطر عظيدمحا‪ ،‬عطلِّهم عنم السبَق إل مياه بدر‪ ،‬وأما ما كان ما يلِّي السلِّمحي فبَالقدر الذي يثبَت‬
‫رمال الوُادي‪ ،‬فلِّم يصب السلِّمحي منه إل ما للبَد لم دهس الوُادي وأعانم علِّىَ السي‪ ،‬وهوُ ما عناه‬
‫ذذ ذ‬ ‫ذ‬
‫ب‬‫س أششمنشةد لمهنهر شويرينشيلزرل شعلِّشهيركحم لمنم اللسشمحاء شماء ليرطشلهشرركم به شويرهذه ش‬‫رب العزة ف قوُله‪) :‬إهذ ييرغشلشيركحرم النتيشعا ش‬
‫ت بذذه الشقهشداشم(‪.‬‬ ‫شعنركحهم ذرهجشز اللشهيشطاذن شوذليشيهربذ ش‬
‫ط شعشلِّىَ قريرلِّوُبذركحهم شوييرثشبَل ش‬
‫استطلع‬
‫ورغم يقي رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم منم نُصر ال الذي وعده‪ ،‬فإنُه أخذ بأسبَاب حكحمحة القاتل‬
‫الذي يتأهب‪ ،‬وخرج منم العسكحر مع أب بكحر كمحا روىً ابنم هشام يستطلِّع خب القوُم‪ ،‬حت وقف علِّىَ‬
‫شيخ منم العرب؛ فسأله عنم قريش وعنم ممحد وأصحابه وما بلِّغه عنهم؟!ا فقال‪ :‬ل أخبكمحا حت تبان‬
‫منم أنُتمحا!ا فقال له رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪" :‬إذا أخبتنا أخبنُاك" قال‪ :‬أوذاك بذاك؟ قال‪:‬‬
‫"نُعم"‪ ،‬قال‪ :‬فإنُه بلِّغن أن ممحددا وأصحابه خرجوُا يوُم كذا وكذا‪ ،‬فإن كان صدق الذي أخبن فهم‬
‫اليوُم بكحان كذا وكذا الكحان الذي فيه رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم وصحبَه وبلِّغن أن قريدشا خرجوُا‬
‫يوُم كذا وكذا‪ ،‬فإن كان صدق الذي أخبن فهم اليوُم بكحان كذا وكذا للِّمحكحان الذي به قريش‪ ،‬فلِّمحا‬
‫فرغ منم خبه قال‪ :‬منم أنُتمحا؟ فقال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪" :‬ننم منم ماء" ث انُصرف عنه‪،‬‬
‫قال‪ :‬يقوُل الشيخ‪ :‬منم ماء؟ أمنم ماء العراق؟ ث انُصرف رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم إل أصحابه‬
‫حدث ف رمضان ‪...‬‬
‫دعاء اليوُم‬
‫التوُكل واليإان والدد‬
‫يناشد ربه‬
‫وبات رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ليلِّته راكدعا ساجددا يناشد ربه النصر؛ فقد أخرج البَيهقي والاوردي‬
‫بسندها عنم علِّي رضي ال عنه قال‪ :‬ما كان فينا فارس يوُم بدر غي القداد علِّىَ فرس أبلِّق‪ ،‬ولقد‬
‫رأيتنا وما فينا إل نُائم‪ ،‬إل رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم تت شجرة يصلِّي ويبَكحي حت أصبَح‪ ،‬وجاء‬
‫خب الصبَاح ف صحيح مسلِّم قال‪ ..:‬وقال سعد بنم عبَادة‪ :‬يا رسوُل ال‪ ،‬أل نُبَن لك عريدشا تكحوُن‬
‫فيه‪ ،‬ونُعد عندك ركائبَك‪ ،‬ث نُلِّقىَ عدونُا‪ ،‬فإن أظهشرنُا ال وأعلزنُا علِّىَ عدلونُا كان ذلك ما أحبَهبَنا‪ ،‬وإن‬
‫كانُت الخرىً جلِّست علِّىَ ركائبَك‪ ،‬فلِّحقت بنم وراءنُا منم قوُمنا‪ ،‬فقد تلِّف عنك أقوُام يا نُب ال ما‬
‫ننم بأشد لك حدبَا منهم‪ ،‬ولوُ ظنوُا أنُا نُلِّقىَ حردبا ما تلِّفوُا عنك‪ ،‬يإنعك ال بم‪ ،‬ويناصحوُنُك‪،‬‬
‫وياهدون معك‪ ،‬فأثن رسوُل ال علِّيه خديا‪ ،‬ودعا له بي‪ ،‬ومشىَ رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم علِّىَ‬
‫موُضع الوُقعة‪ ،‬فعرض علِّىَ أصحابه مصارع رؤوس الكحفر منم قريش مصردعا مصردعا‪ ،‬يقوُل‪ :‬هذا مصرع‬
‫فلن إن شاء ال‪ ،‬هذا مصرع فلن إن شاء ال‪.‬‬

‫‪283‬‬
‫قال عمحر‪ :‬فوُالذي بعثه بالق‪ ،‬ما عدا واحد منهم مضجعه الذي حدده رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه‬
‫وسلِّم‪ ،‬وقام رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ف السقيفة‪ ،‬ل يكحف عنم مناشدته ربه‪ ،‬فقد أخرج المام‬
‫أحد عنم عمحر رضي ال عنه قال‪ :‬لا كان يوُم بدر نُظر رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم إل أصحابه‬
‫وهم ثلثائة ونُيف‪ ،‬ونُظر إل الشركي فإذا هم ألف وزأيادة‪ ،‬فاستقبَل النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم القبَلِّة‬
‫وعلِّيه رداؤه وإزأاره‪ ،‬ث قال‪" :‬اللِّهم أنز ل ما وعدتن‪ ،‬اللِّهم إن تلِّك هذه العصبَة منم أهل السلم فل‬
‫تعبَد بعد ف الرض أبددا"‪ ،‬فمحا زأال يستغيث بربه ويدعوُه حت سقط رداؤه‪ ،‬فأتاه أبوُ بكحر فأخذ رداءه‬
‫فرده‪ ،‬ث التزمه منم ورائه‪ ،‬ث قال‪ :‬يا رسوُل ال‪ ،‬كفاك مناشدتك ربك‪ ،‬فإنُه سينجز لك ما وعدك‪،‬‬
‫ي(‪ .‬وف رواية ابنم‬ ‫ذ ذ ذذ‬ ‫فأنُزل ال‪) :‬إذهذ تشستشذغيرثوُشن ربلركحم شفاستشجاب لشركحم أشلن رمذتدركم بذأشله ت‬
‫ف لمشنم الهشمحلئشكحة رمهردف ش‬ ‫ش ه ه ش ش ه‬ ‫ه‬
‫إسحق وغيه‪ :‬فقال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪ :‬أبشر يا أبا بكحر‪ :‬أتاك نُصر ال‪ ،‬هذا جبيل آْخذ‬
‫بعنان فرسه يقوُده علِّىَ ثناياه النقع غبَار العارك‪ ،‬ث خرج منم العريش وهوُ يتلِّوُ قوُل ال تعال‪) :‬شسيريههشزرم‬
‫اهلشهمحرع شوييرشوُتلوُشن التدبيرشر(‪.‬‬
‫مدد السمحاء الثالثة‬
‫ك إذشل‬ ‫واختلِّطت الصفوُف‪ ،‬وتلقت السيوُف بالسيوُف‪ ،‬وحسم أمر ال للِّمحلئكحة اللِّقاء‪) :‬إذهذ ريوُذحي شربت ش‬
‫ضذربروُاه فشيهوُشق الشهعشناذق‬ ‫ذ لذ‬ ‫ذ ذ‬ ‫لذ‬ ‫ذ ذ‬
‫ب شفا ه‬‫الهشمحلئشكحة أشلن شمشعركحهم فشيثشبَلتروُاه ا ذيشنم آْشمنروُاه شسأرلهقي ف قريرلِّوُب ا ذيشنم شكشفررواه اللرهع ش‬
‫ضذربروُاه ذمهنيرههم ركلل بشيشناتن(‪ ،‬وف الديث عنم ابنم عبَاس‪ :‬بينمحا رجل منم السلِّمحي يشتد ف أثر رجل منم‬ ‫شوا ه‬
‫الشركي أمامه إذ سع ضربة بالسوُط فوُقه‪ ،‬وصوُت فارس يقوُل‪ :‬أقدم حيزوم‪ ،‬فنظر إل الشرك مستلِّقديا‪،‬‬
‫فنظر إليه‪ :‬فإذا هوُ قد حطم أنُفه‪ ،‬وشق وجهه لضربة السوُط‪ ،‬فاخضلر ذلك أجع‪ ،‬فجاء النُصاري‬
‫فحدث بذلك رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪ ،‬فقال‪" :‬صدقت‪ ،‬ذلك منم مدد السمحاء الثالثة"‪.‬‬
‫منم قوُاعد القتال‬
‫وكان ما أنُزل ال تعال منم أوليات قوُاعد القتال قوُله‪( :‬شيا أشييتشها الذذيشنم آْشمنروُاه إذشذا لشذقيتررم الذذيشنم شكشفررواه شزأهحفاد‬
‫ب لمشنم اللِّلذه‬ ‫ذت‬ ‫ذ‬ ‫ذ ذت‬
‫ضت‬‫فشلش تريشوُتلوُرهرم الشهدشباشر* شوشمنم ييرشوُلهم يشيهوُشمئمذ ردبيرشرهر إذلل رمتششحلرفاد لقشتاتل أشهو رمتششحيلزاد إذشل فئمشة فشيشقهد شباء بذغش ش‬
‫صري(‪ ،‬فلِّيس للِّمحسلِّم إل القدام وال ردؤه إل أن يكحوُن مناودرا ينحرف منم مكحان‬ ‫ومأهواه جهنلم وبذهئمس الهمح ذ‬
‫شش ش ر ش ش ر ش ش ش‬
‫إل مكحان يبَدل موُاقع القتال أو طالدبَا التحيز لطائفة منم القاتلِّي يستكحثر بم‪.‬‬
‫ولكحنم ال قتلِّهم ‪...‬‬
‫وليعلِّم الؤمنوُن أنم جند ال وأدواته‪ ،‬وأن أيديهم ليست الفاعلِّة وأن الفعل ل؛ به يبَيد أهل الشرك‪،‬‬
‫فهوُ الذي وفق وهوُ الذي أعان فأهلِّك؛ فأنُزل‪) :‬فشيلِّشهم تشيهقتريرلِّوُرههم شولشذكحلنم اللِّلهش قشيتشيلِّشرههم( وهوُ الذي أظفر‬
‫الؤمني‪ ،‬ومكحنهم منم رقاب أهل الشرك وظهوُرهم‪ ،‬فمحا كان لحد أن يفخمر بقتل منم قتل وإصابة منم‬
‫أصاب‪ ،‬فال هوُ الذي استدرج القوُم‪ ،‬وملكحنم الؤمني منم نُوُاصيهم‪..‬‬
‫وما رميت إذ رميت‬

‫‪284‬‬
‫فقد روىً ابنم كثي قال‪ :‬قال ابنم عبَاس‪ :‬رفع رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يديه يوُم بدر‪ ،‬فقال‪" :‬يا‬
‫رب‪ ،‬إن تلِّك هذه العصابة فلِّنم تعبَد ف الرض أبددا" فقال له جبيل‪ :‬خذ قبَضة منم التاب فارم با ف‬
‫وجوُههم‪ ،‬فأخذ قبَضة منم التاب فرمىَ با ف وجوُههم‪.‬‬
‫وذلك ما جاء ف قوُل ممحد بنم قيس وممحد بنم كعب القرظي‪ :‬لا دنُا القوُم بعضهم منم بعض أخذ‬
‫رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قبَضة منم تراب‪ ،‬فرمىَ با ف وجوُه القوُم‪ ،‬وقال‪" :‬شاهت الوُجوُه"‪،‬‬
‫فدخلِّت ف أعينهم كلِّهم‪ ،‬وأقبَل أصحاب رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يقتلِّوُنم ويأسرونم‪ ،‬فكحانُت‬
‫هزيإتهم ف رمية رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪ ،‬ولكحنم ال تعال شلرف رسوُله فيمحا رمىَ‪ ،‬فجعل يده‬
‫ترمي عنم ال‪ ،‬فأنُزل علِّيه‪( :‬وما رميت إذهذ رميت ولشذكحلنم اللِّله رمىَ ولذيبَلِّذي الهمحهؤذمنذ ذ‬
‫ي مهنهر شبلء شحشسناد إذلن اللِّلهش‬‫ش شش ش ره ش ر ش‬ ‫ش ش شش ه ش شش ه ش ش‬
‫شذسيةع شعذلِّيةم(‪ ،‬ث علقب ال علِّىَ فضلِّه فيمحا كان يب ويقرر حدقا فيمحا كان ويكحوُن حت يتم ال دينه‪:‬‬
‫)شذلذركحهم شوأشلن اللِّلهش رموُذهرنم شكهيذد الهشكحافذذريشنم(‪ ،‬فمحا كادوا لرسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم وصحبَه بعدها كيددا‬
‫إل وأوهنه ال تعال إل أن لقي ربه صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪.‬‬
‫ث استمحر ذلك الوُهنم للِّكحافرينم أمام جند الفتح منم بعد رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم إل أن علم‬
‫السلم الفاق‪.‬‬
‫إيإان وبطر وكب‬
‫وتتحدث كتب السننم والغازأي والسي‪ ،‬فتوي تفاصيل كثية عمحا دار ف بدر عندما احتدم القتال‪:‬‬
‫فهذا عمحي بنم المحام يلِّوُك ترات‪ ،‬وما أن يسمحع بشارة رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم لنم يقاتل مقبَلد‬
‫غي مدبر حت يقتل فلِّه النة‪ ،‬فيلِّقىَ بالتمحرات منم يده وفمحه‪ ،‬ويتقدم فيقاتل فيلِّقىَ ال علِّىَ عهده‪.‬‬
‫وهذا عبَد الرحنم بنم عوُف يد نُفسه ف الصف بي شابي؛ كل يسأله عنم أب جهل عدو ال‪ ،‬ويتال‬
‫أبوُ جهل بي الصفوُف؛ فيقوُل ابنم عوُف‪ :‬ذاكم صاحبَكحم!ا فيتبَادله "العاذان"؛ معاذ بنم عمحرو بنم‬
‫المحوُح‪ ،‬ومعاذ بنم عفراء‪ ،‬يتبَادلنُه بضربتي حت يثبَتاه صريدعا يعال آْخر أنُفاسه‪.‬‬
‫ويدركه عبَد ال بنم مسعوُد‪ ،‬فيتقدم ويرقىَ صدره ليجهز علِّيه‪ ،‬فيغلِّبَه كبياء الكحفر وهوُ وشيك اللك‪،‬‬
‫فيقوُل‪ :‬لقد ارتقيت مرتقىَ صعدبَا يا رويعي الغنم‪ ،‬ويتلز عبَد ال رأسه ويذهب فيلِّقيه بي يدي رسوُل ال‬
‫صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪.‬‬
‫وتتابع الرماح والسيوُف فعلِّها ف القوُم‪ ،‬حت أذل ال أعداءه‪ ،‬فوُقعوُا بي قتيل وأسي‪ ،‬ويفر منم فر هردبا‬
‫منم القيان بدفوُفهم حت يدخلِّوُا مكحة خزايا مدحوُرينم‬
‫الفضل العظيم‬
‫الب ف مكحة‬
‫يقوُل ابنم إسحق‪ :‬وكان أول منم قدم مكحة بصاب القوُم منم قريش‪ :‬اليسمحان بنم عبَد ال الزاعي؛‬
‫فقالوُا‪ :‬ما وراءك؟ قال‪ :‬قتل عتبَة بنم ربيعة وشيبَة بنم ربيعة وأبوُ الكحم بنم هشام أبوُ جهل وأمية بنم‬

‫‪285‬‬
‫خلِّف وزأمعة بنم السوُد ونُبَيه ومنبَه ابنا الجاج وأبوُ البَخمتي بنم هشام‪ ،‬فلِّمحا جعل يعد أشراف قريش‬
‫قال صفوُان بنم أمية وهوُ قاعد ف الجر‪ :‬وال إن يعقل هذا يعن أنُه منوُن ل يدري فاسألوُه عن‪،‬‬
‫قالوُا‪ :‬ما فعل صفوُان بنم أمية؟ قال‪ :‬ها هوُ جالس ف الجر‪ ،‬وقد رأيت أباه وأخاه حي قتل‪.‬‬
‫أبوُ لب يإوُت كمحددا‬
‫وف حديث أب رافع موُل العبَاس بنم عبَد الطلِّب لا جاء الب عنم مصاب أصحاب بدر كبَت ال أبا‬
‫لب وأخزاه‪ ،‬فقام يلر رجلِّيه بشر حت جلِّس‪ ،‬فبَينمحا هوُ جالس إذ قال الناس‪ :‬هذا أبوُ سفيان بنم‬
‫ل فعندك لعمحري الب‪ .‬قال‪ :‬فجلِّس إليه‬ ‫الارث بنم عبَد الطلِّب قد قدم‪ .‬قال‪ :‬فقال أبوُ لب‪ :‬هلِّم إ ل‬
‫والناس قيام‪ ،‬فقال‪ :‬يا ابنم أخي‪ ،‬أخبن كيف كان أمر الناس؟‬
‫قال‪ :‬وال ما هوُ إل أن لقينا القوُم فمحنحناهم أكتافنا‪ ،‬يقتلِّوُنُنا كيف شاءوا‪ ،‬ويأسرونُنا كيف شاءوا‪،‬‬
‫ضا يلِّبَسوُن البَياض علِّىَ خيل بلِّق بي السمحاء والرض‪،‬‬ ‫وأي ال مع ذلك ما لت الناس‪ ،‬لقينا رجالد بي د‬
‫ل يقوُم لا شيء‪ ،‬قال أبوُ رافع وكان السلم دخلِّنا وسرنُا ذلك‪ :‬تلِّك وال اللئكحة‪ ،‬فرفع أبوُ لب يده‬
‫فضربن ف وجهي ضربة شديدة‪ ،‬فقامت أم الفضل زأوج العبَاس إل عمحوُد‪ ،‬فضربت به ف رأس أب لب‬
‫فشجته‪ ،‬وقالت‪ :‬أستضعفته أن غاب سيده؟!ا فوُال ما عاش إل سبَع ليال حت رماه ال بالعدسة وهي‬
‫قرحة تتشاءم منها العرب فتبَاعد عنه بنوُه حت قتلِّه ال‪ .‬الديث‪.‬‬
‫فضل ال‬
‫وهكحذا قضىَ ال أمره وأنُفذ تدبيه‪ ،‬وأوقع أول واقعة ف السلم‪ ،‬فذكر أحبَابه النتصرينم بفضلِّه‪:‬‬
‫صذرذه شوشرشزأقشركحم‬ ‫س شفآشواركهم شوأشيلشدركم بذنش ه‬ ‫ل‬
‫ض ششتارفوُشن شأن يشيتششخمطشفركحرم اللنا ر‬ ‫ضشعرفوُشن ذف الشهر ذ‬ ‫)شواذهركررواه إذهذ أشنُترهم قشذلِّيةل تمهستش ه‬
‫ذ‬
‫لمشنم الطليلشبَات لششعلِّلركحهم تشهشركحرروشن(‪ ،‬وأسكحنكحم بي قوُم يبَوُنُكحم وتبَوُنم )شوأشيلشدركم بذنش ه‬
‫صذرهذ شوشرشزأقشركحم لمشنم‬
‫ك قشذلِّيلد شولشهوُ‬‫ضا منم أسرار تدبيه )إذهذ يرذريشكحرهرم اللِّلهر ذف شمشناذم ش‬ ‫الطليلشبَات لششعلِّلركحهم تشهشركحرروشن(‪ ،‬وبلي لبَيبَه بع د‬
‫ذ‬
‫صردوذر(‪ ،‬وكشف ال تعال‬ ‫ت ال ت‬ ‫أشراشكهم شكثذيا لشفذشهلِّتم وشلتيشنازأعتم ذف الشمذر ولشذكحلنم اللِّله سلِّلم ذنُإله عذلِّيم بذشذا ذ‬
‫ش ش ش ر ش ة‬ ‫ه ش‬ ‫ر ه ش ش ش هر ه‬ ‫ش ره د‬
‫ب لشركحرم اهليشيهوُشم ذمشنم اللناذس‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫سعي الشيطان ف جيش الكحفر‪) :‬شوإهذ شزأيلشنم شلررم اللشهيشطارن أشهعشمحاشلرهم شوشقاشل لش شغال ش‬
‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ ذ‬ ‫ذ ذ‬ ‫ذ ذ ذ‬ ‫ذ‬
‫ص شعشلِّىَ شعقبَشيهيه شوشقاشل إلن بشريءة لمنركحهم إلن أششرىً شما لش تشيشرهوشن إلنش‬ ‫شوإلن شجاةر لركحهم فشيلِّشلمحا تشيشراءت الهفئمششتان نُششكح ش‬
‫ف اللِّلهش شواللِّلهر ششذديرد الهعذشقاب(‬ ‫أششخا ر‬
‫إعداد وعدة ‪ ..‬وحساب‬
‫ذِ ومنذ أن وقعت الوُاقعة أوجب ال تعال علِّىَ الؤمني الهبَة والعداد تسدبَا للِّقاءات قد تفاجئمهم‪،‬‬
‫ليس منم الشركي وحدهم‪ ،‬بل منم كل منم تسوُل له قوُته أن يارب السلم وأهلِّه أو يإكحر بم فأوحىَ‬
‫إل رسوُله صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪) :‬شوأشذعتدواه شرلم لما اهستشطشهعرتم لمنم قريلوُةت شوذمنم لرشباذط اهلشهيذل تريهرذهربَوُشن بذذه شعهدلو اللِّلذه‬
‫شوشعردلوركهم شوآْشخذريشنم ذمنم ردوذنذهم لش تشيهعلِّشرمحوُنُشيرهرم اللِّلهر يشيهعلِّشرمحرههم(‪ ،‬والعدة تتاج إل نُفقة وتنبَيه خاصا بفضلِّها‬
‫ف إذلشهيركحهم شوأشنُترهم لش ترظهلِّشرمحوُشن(‪.‬‬‫)شوشما رتنذفرقوُاه ذمنم ششهيتء ذف شسذبَيذل اللِّلذه ييرشوُ ل‬

‫‪286‬‬
‫وكان للِّمحؤمنم القاتل ذي اليإان السوُي الراسخ حساب خاصا عند ال‪ ،‬ليس كحساب البَشر إذا‬
‫ذ‬
‫احتدم القتال‪ :‬مقاتل بقاتل!ا!ا ولكحنم أبعد منم ذلك حيث أخب نُبَيه صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪) :‬شيا أشييتشها النل ل‬
‫بر‬
‫ي شوذإن يشركحنم لمنركحم لمئمشة يشيهغلِّذبَروُاه أشلهدفا‬ ‫صابذروشن يشيهغلِّذبَروُاه ذمشئمتشي ه ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ ذ ذ‬
‫ي شعشلِّىَ الهقشتال إن يشركحنم لمنركحهم عهشرروشن ش ر‬
‫حلر ذ ذ ذ‬
‫ض الهرمحهؤمن ش‬ ‫ش‬
‫لمشنم الذيشنم شكشفررواه بذأشنُيلرههم قشيهوُةم لل يشيهفشقرهوُشن(‪ ،‬ل يفقهوُن تدافعكحم للِّشهادة وبذل الهجه طلِّدبَا للِّجنة‪ ،‬وهم‬ ‫ذ‬
‫إنا يقاتلِّوُن ليسمحع بم الناس استعلء وكدبا وخيلء‪ ،‬ث خفف ال عنم عبَاده وقد علِّم ما بم‪) :‬الشن‬
‫ي شوذإن يشركحنم لمنركحهم أشله ة‬
‫ف‬ ‫صابذرة يشيهغلِّذبَروُاه ذمشئمتشي ه ذ‬ ‫ف اللِّلهر شعنركحم وشعلِّذم أشلن ذفيركحم ش ذ‬ ‫شخلف ش‬
‫ضهعدفا فشإن يشركحنم لمنركحم لمئمشة ش ش‬ ‫ه‬ ‫هش ش‬
‫ي(‪ ،‬ولقد صدق الؤمنوُن وعد ال وصدقهم ال وعده‪ ،‬فلِّقد كانُت جيوُش الفتح تلِّقىَ‬ ‫يشيهغلِّذبَروُاه أشلهشف ه ذ‬
‫أضعافها عدددا وعدة ف قتال الفرس والروم ف فتوُح العراق والشام ومصر وإفريقية‪ ،‬وحت عندما عبوا‬
‫صابذذريشنم(‬
‫مضيق جبَل طارق لقتال القوُط الغربيي‪ ،‬فكحان النصر معهم ما صبوا‪) :‬شواللِّلهر شمشع ال ل‬
‫مكحانُة البَدريي‬
‫جاء فيمحا روىً البَخماري بسنده‪ ... " :‬جاء جبيل إل النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم فقال‪ :‬ما تعرتدون أهل‬
‫بدر فيكحم؟!ا قال‪" :‬منم أفضل السلِّمحي" أو كلِّمحة نوُها‪ ،‬قال‪ :‬وكذلك منم شهد بددرا منم اللئكحة"‪.‬‬
‫وبعد‬
‫فإن بددرا وما لبسها منم أحداث‪ ،‬وما عللِّق ال تعال با منم أحكحام‪ ،‬وما ولجه منم تنبَيهات لرسوُل ال‬
‫صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم وللِّمحؤمني تتاج وحدها سفدرا يتدارس آْثارها وأخبَارها فبَها بدأت الوُاجهة‬
‫الصادقة‪ :‬أحقت الق وأبطلِّت البَاطل‪ ،‬وفيها عللِّم ال رسوُشله صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم والؤمني علِّوُشم الرب‬
‫والسلِّم والعداد والذر والطاعة والصب عند اللِّقاء‪ ،‬والثخمان ف العداء حت يستقيم أمر ال الذي‬
‫أراد وبلي‬
‫يييييييييي‬
‫" دروس من غازوة بدر "‬
‫لقد كانُت غزوة بدر الت ابتدأت وانُتهت بتدبي ال وتوُجيهه ومدده فرقادنُا بي الق والبَاطل كمحا يقوُل‬
‫ل‪،‬‬‫الفسرون إجادل‪ ،‬وفرقادنُا بعن أشل وأوسع وأدق وأعمحق كثديا‪ ،‬كانُت فرقادنُا بي الق والبَاطل فع د‬
‫ولكحنه الق الصيل الذي قامت علِّيه السمحاوات والرض‪ ،‬وقامت علِّيه فطرة الحياء والشياء‪ ،‬الق‬
‫الذي يتمحثل ف تفرد ال سبَحانُه باللوُهية والسلِّطان والتدبي والتقدير‪ ،‬وف عبَوُدية الكحوُن كلِّه سائه‬
‫وأرضه‪ ،‬أشيائه وأحيائه لذه اللوُهية التفردة‪ ،‬ولذا السلِّطان التوُحد‪ ،‬ولذا التدبي وهذا التقدير بل‬
‫معقب ول شريك‪ ..‬والبَاطل الزائف الطارئ كان يعم وجه الرض إذ ذاك‪ ،‬ويغشىَ علِّىَ ذلك الق‬
‫الصيل‪ ،‬ويقيم ف الرض طوُاغيت تتصرف ف حياة عبَاد ال با تشاء وأهوُاء تصرف أمر الياة‬
‫والحياء!ا‬

‫‪287‬‬
‫‪ #‬كانُت فرقادنُا بي هذا الق وهذا البَاطل ف الوُاقع الظاهر كذلك‪ .‬فرقادنُا بي العبَوُدية الوُاقعية‬
‫للشخماصا والهوُاء وللِّقيم والوضاع وللِّشرائع والقوُانُي وللِّتقاليد والعادات وبي الرجوُع ف هذا كلِّه ل‬
‫الوُاحد الذي ل إله غيه‪ ،‬ول متسلِّط سوُاه‪ ،‬ول حاكم منم دونُه‪ ،‬ول مشرع إل إياه‪ .‬فارتفعت الامات‬
‫ل تنحن لغي ال‪ ،‬وتساوت الرؤوس ل تضع إل لاكمحيته وشرعه‪.‬‬
‫‪ #‬كانُت فرقادنُا بي عهدينم ف تاريخ الركة السلمية‪ :‬عهد الصب والصابرة والتجمحع والنُتظار‪ ،‬وعهد‬
‫القوُة والركة والبَادأة والنُدفاع‪ ..‬والسلم بوُصفه تصوُدرا جديددا للِّحياة‪ ،‬ومنهدجا جديددا للِّوُجوُد‬
‫النُسان‪ ،‬ونُظادما جديددا للِّمحجتمحع‪ ،‬وشكحلد جديددا للِّدولة بوُصفه إعلدنُا عادما لتحرير النُسان ف‬
‫الرض‪ ،‬وبتقرير ألوُهية ال وحده وحاكمحيته ومطاردة الطوُاغيت الت تغتصب ألوُهيته وحاكمحيته‪ .‬السلم‬
‫بوُصفه هذا ل يكحنم له بد منم القوُة والركة والبَادأة والنُدفاع ‪ ،‬لنُه ل يكحنم يإلِّك أن يقف كامناد‬
‫منتظراد علِّىَ طوُل المد‪ .‬ل يكحنم يستطيع أن يظل عقيدة مردة ف نُفوُس أصحابه يتمحثل ف شعائر‬
‫تعبَدية ل‪ ،‬وف أخلق سلِّوُكية فيمحا بينهم‪ ،‬ول يكحنم له برقد ف أن يندفع إل تقيق التصوُر الديد والنهجه‬
‫الديد والدولة الديدة والتمحع الديد ف واقع الياة وأن يزيل منم طريقها العوُائق الادية الت تشكحبَتها‪،‬‬
‫وتوُل بينها وبي التطبَيق الوُاقعي ف حياة السلِّمحي أودل‪ ،‬ث ف حياة البَشرية كلِّها أخياد ‪ ..‬وهىَ لذا‬
‫التطبَيق الوُاقعي جاءت منم عند ال‪.‬‬
‫ت وكل عوُامل النصر الظاهرية ف صف‬ ‫‪ #‬وكانُت فرقادنُا بي تصوُرينم لعوُامل النصر وعوُامل الزيإة؛ فشجشر ه‬
‫الشركي‪ ،‬وكل عوُامل الزيإة الظاهرية ف صف العصبَة الؤمنة حت لقد قال‪ :‬النافقوُن والذينم ف قلِّوُبم‬
‫مرض‪) :‬شغلر شهرؤلء ذدينريرههم(‪ ،‬وقد أراد ال أن تري العركة علِّىَ هذا النحوُ‪ ،‬وهىَ العركة الول بي الكحثرة‬
‫الشركة والقلِّة الؤمنة‪ ،‬لتكحوُن فرقادنُا بي تصوُرينم وتقديرينم لسبَاب النصر وأسبَاب الزيإة‪ ،‬ولتنتصر‬
‫العقيدة القوُية علِّىَ الكحثرة العددية وعلِّىَ الزاد والعتاد‪ ،‬فيتبَي للِّناس أن النصر للِّعقيدة الصالة القوُية‪ ،‬ل‬
‫لرد السلح والعتاد‪ ،‬وأن أصحاب العقيدة القة علِّيهم أن ياهدوا ويوُضوُا غمحار العركة مع البَاطل‬
‫غي منتظرينم‪ ،‬حت تتساوىً القوُىً الادية الظاهرية؛ لنم يإلِّكحوُن قوُة أخرىً ترجح الكحفة‪ ،‬وأن هذا ليس‬
‫كلدما يقال‪ ،‬إنا هوُ واقع متحقق للِّعيان‪.‬‬
‫النصر القيقي منم ال وكل ما دونُه ستار لقدر ال ‪:‬‬
‫‪ ... ... 1‬الستغاثة بال ونُزول اللئكحة‪:‬‬
‫ي* شوشما شجشعلِّشهر اللِّلهر إذلل برهششرىً‬ ‫ذ ذ ذذ‬ ‫)إذهذ تشستشذغيرثوُشن ربلركحم شفاستشجاب لشركحم أشلن رمذتدركم بذأشله ت‬
‫ف لمشنم الهشمحلئشكحة رمهردف ش‬ ‫ش ه ه ش ش ه‬ ‫ه‬
‫صرر إذلل ذمهنم ذعنذد اللِّلذه إذلن اللِّلهش شعذزيةز شحذكحيةم(‬ ‫ذ ذ ذ‬
‫شولتشطهشمحئملنم بذه قريرلِّوُبرركحهم شوشما النل ه‬
‫روىً أحد ومسلِّم‪ ،‬وأبوُ داود والتمذىً وابنم جرير وغيهم عنم عبَد ال بنم عبَاس رضىَ ال عنهمحا قال‪:‬‬
‫حدثن عمحر بنم الطاب رضي ال عنه قال‪ :‬لا كان يوُم بدر نُظر النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم إل‬
‫ل‪ ،‬ونُظر إل الشركي فإذا هم ألف وزأيادة‪ ،‬فاستقبَل نُب ال‬ ‫أصحابه وهم ثلثائة رجل وبضعة عشر رج د‬

‫‪288‬‬
‫القبَلِّة ث ملد يده وجعل يهتف بربه‪" :‬اللِّهم أنز ل ما وعدتن‪ ،‬اللِّهم إن تلِّك هذه العصابة منم أهل‬
‫السلم ل تعبَد ف الرض" فمحا زأال يهتف بربه ماددا يديه مستقبَلد القبَلِّة حت سقط رداؤه فأتاه أبوُ‬
‫بكحر رضي ال عنه فألقاه علِّىَ منكحبَيه‪ ،‬ث التزمه منم ورائه وقال‪ :‬يا نُب ال كفاك منا شدتك لربك فإنُه‬
‫ف لمشنم‬ ‫سينجز لك ما وعدك‪ ،‬فأنُزل ال تعال‪) :‬إذهذ تشستشذغيرثوُشن ربلركحم شفاستشجاب لشركحم أشلن رمذتدركم بذأشله ت‬
‫ش ه ه ش ش ه‬ ‫ه‬
‫ي( فلِّمحا كان يوُمئمذ والتقوُا هزم ال الشركي‪ ،‬فرقتل منهم سبَعوُن رجلد ورأسر سبَعوُن‪.‬‬ ‫ذ ذ ذذ‬
‫الهشمحلئشكحة رمهردف ش‬
‫وأما البَخماري فروي عنم ابنم عبَاس قال‪ :‬قال النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يوُم بدر‪" :‬اللِّهم إن أنُشدك‬
‫عهدك ووعدك‪ ،‬اللِّهم إن شئمت ل تعبَد" فأخذ أبوُ بكحر بيده فقال‪ :‬حسبَك فخمرج وهوُ يقوُل‪) :‬شسيريههشزرم‬
‫اهلشهمحرع شوييرشوُتلوُشن التدبيرشر(‪.‬‬
‫‪ ... ... 2‬اللئكحة للِّبَشرىً والطمحأنُينة!ا‬
‫صرر إذلل ذمهنم ذعنذد اللِّلذه الهشعذزيذز اهلشذكحيذم( يقوُل ابنم‬ ‫ذ‬ ‫ذ ذ‬
‫)شوشما شجشعلِّشهر اللِّلهر إذلل برهششرىً لشركحهم شولتشطهشمحئملنم قريرلِّوُبرركحم بذه شوشما النل ه‬
‫ضا‪ ،‬وتتابعها بالسي إليكحم أيها‬ ‫جرير الطبي‪" :‬يقوُل تعال ذكره‪ :‬ل يعل ال إرداف اللئكحة بعضها بع د‬
‫الؤمنوُن مدددا لكحم إل بشرىً لكحم؛ أي بشارة لكحم تبَشركم بنصر ال إياكم علِّىَ أعدائكحم )شولذتشطهشمحئمذلنم‬
‫قريرلِّوُبرركحم بذذه(‪ ،‬يقوُل‪ :‬ولتسكحنم قلِّوُبكحم بجيئمها إليكحم وتوُقنم بنصر ال لكحم‪ ،‬وما النصر إل منم عند ال‪.‬‬
‫يقوُل‪ :‬وما تنصرون علِّىَ عدوكم أيها الؤمنوُن إل أن ينصركم ال علِّيهم ل بشدة بأسكحم وقوُاكم‪ ،‬بل‬
‫بنصر ال لكحم؛ لن ذلك بيده وإليه‪ ،‬ينصر منم يشاء منم خلِّقه"‪ .‬فاللئكحة إذن ل تقق النصر‪ ،‬وقوُة‬
‫بأس الؤمني ل تقق النصر؛ بل الؤمنوُن واللئكحة ستار لقشدر ال وهم جنوُد ال تعال‪ ،‬ينصر بم‬
‫وبغيهم؛ لن النصر بيده سبَحانُه‪.‬‬
‫وهذا العن الذي يشهده الؤمنوُن اليوُم ف بدر له مذاق خاصا‪ ،‬وله حلوة خاصة‪ ،‬فلِّيس معن مرداد ف‬
‫الذهنم‪ ،‬أو أملد معقوُداد ف الفق بل هوُ واقع حي ل تزال آْثاره الضخممحة ف حسهم وشعوُرهم‪ ،‬ول بد‬
‫أن يتم التجرد الكحامل منم عال السبَاب‪ ،‬وإعادة المر كلِّه ل‪.‬‬
‫‪ ... ... 3‬النعاس منم جنوُد ال ‪:‬‬
‫س أششمنشةد لمهنره( عنم علِّي رضىَ ال عنه قال‪ :‬ما كان فينا فارس يوُم بدر غي القداد علِّىَ‬ ‫ذ‬
‫)إهذ ييرغشلشيركحرم النتيشعا ش‬
‫فرس أبلِّق‪ ،‬ولقد رأيتنا وما فينا متيقظ إل رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم تت شجرة يصلِّىَ ويبَكحىَ‬
‫حت أصبَح‪ ،‬ذكره البَيهقي والاوردي وف امتنان ال تعال علِّيهم بالنوُم ف هذه اللِّيلِّة وجهان‪:‬‬
‫أحدها‪ :‬أنُه قوُاهم بالستاحة علِّىَ القتال منم الغد‪.‬‬
‫الثان ‪ :‬أنُه ألمنهم بزوال الرعب منم قلِّوُبم‪ ،‬كمحا ريقال‪" :‬المنم منيم والوُف مسهر"‪ ،‬وقيل‪ :‬غشاهم ف‬
‫حال التقاء الصفي‪.‬‬
‫‪ ... ... 4‬الاء منم جنوُد ال وله وظائف أربع‪:‬‬

‫‪289‬‬
‫ب شعنركحهم ذرهجشز اللشهيشطاذن‬ ‫ذذ ذ‬ ‫ذ‬
‫س أششمنشةد لمهنهر شويرينشيلزرل شعلِّشهيركحم لمنم اللسشمحاء شماء ليرطشلهشرركم به شويرهذه ش‬ ‫)إهذ ييرغشلشيركحرم النتيشعا ش‬
‫ت بذذه الشقهشداشم( ظاهر القرآْن يدل علِّىَ أن النعاس كان قبَل الطر‪ ،‬وقال ابنم أب‬ ‫ط شعشلِّىَ قريرلِّوُبذركحهم شوييرثشبَل ش‬‫شوذليشيهربذ ش‬
‫نيح‪ :‬كان الطر قبَل النعاس‪ .‬وحكحىَ الزلجاج‪ :‬أن الكحفار يوُم بدر سبَقوُا الؤمني إل ماء بدر فنزلوُا علِّيه‬
‫وبقي الؤمنوُن ل ماء لم‪ ،‬فوُجست نُفوُسهم وعطشوُا وأجنبَوُا وصلِّوُا كذلك‪ .‬فقال‪ :‬بعضهم ف نُفوُسهم‬
‫بإلقاء الشيطان إليهم‪ :‬نُزعم أنُا أولياء ال وفينا رسوُله وحالنا هذه والشركوُن علِّىَ الاء؟ فأنُزل ال الطر‬
‫ليلِّة بدر السابعة عشر منم رمضان حت سالت الودية؛ فشربوُا وتطهروا وسقوُا الظهر وتلِّبَدت السبَخمة‬
‫الت كانُت بينهم وبي الشركي؛ حت ثبَتت فيه أقدام السلِّمحي وقت القتال‪.‬‬
‫وعنم ابنم عبَاس رضي ال عنهمحا قال‪" :‬نُزل النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يعن حي صار إل بدر‬
‫والسلِّمحوُن بينهم وبي الاء رملِّة وعصة فأصاب السلِّمحي ضعف شديد‪ ،‬وألقىَ الشيطان ف قلِّوُبم الغيظ‬
‫فوُسوُس بينهم‪ :‬تزعمحوُن أنُكحم أولياء ال‪ ،‬وفيكحم رسوُله وقد غلِّبَكحم الشركوُن علِّىَ الاء‪ ،‬وأنُتم رتصتلِّوُن‬
‫منبَي؟‬
‫فأمطر ال علِّيهم مطدرا شديددا‪ ،‬فشرب السلِّمحوُن وتطهروا‪ ،‬وأذهب ال عنهم رجز الشيطان‪ ،‬وثبَت الرمل‬
‫حي أصابه الطر‪ ،‬ومشىَ الناس علِّيه واللدواب‪ ،‬فساروا إل القوُم‪ ،‬وأمد ال نُبَيه بألف منم اللئكحة فكحان‬
‫جبيل علِّيه السلم ف خسمحائة منم اللئكحة منبَة‪ ،‬وميكحائيل ف خسمحائة منبَة‪.‬‬
‫‪ ... ... 5‬اللئكحة باجة إل معية ال سبَحانُه‪:‬‬
‫ك إذشل الهشمحلئذشكحذة أشلن شمشعركحهم(‪.‬‬ ‫)إذهذ ريوُذحي شربت ش‬
‫فاللئكحة بدون عوُن ال تعال عاجزون عنم تقيق أي نُصر حت وهم يثبَتوُن الؤمني ويقاتلِّوُن معهم‪ ،‬ل‬
‫بد لم منم معية ال سبَحانُه ليلِّقي الرعب ف قلِّوُب الكحافرينم‪.‬‬
‫‪ ... ... 6‬ال تعال يدير العركة‪:‬‬
‫ضذربروُاه‬ ‫ذ لذ‬ ‫ذ ذ‬ ‫لذ‬ ‫ذ ذ‬ ‫)إذهذ يوُذحي ربت ش ذ‬
‫ب شفا ه‬ ‫ك إشل الهشمحلئشكحة أشلن شمشعركحهم فشيثشبَلتروُاه ا ذيشنم آْشمنروُاه شسأرلهقي ف قريرلِّوُب ا ذيشنم شكشفررواه اللرهع ش‬ ‫ر ش‬
‫ذ‬ ‫ذ‬
‫ك بذأشنُيلرههم ششآقتوُاه اللِّلهش شوشررسوُلشهر شوشمنم يرششاقذق اللِّلهش شوشررسوُلشهر فشذإلن اللِّلهش‬ ‫ضذربروُاه ذمهنيرههم ركلل بشيشناتن* شذل ش‬ ‫فشيهوُشق الشهعشناذق شوا ه‬
‫ب اللناذر لنار(‬ ‫ذ ذ‬ ‫ذ ذ ذ ذ‬
‫ششديرد الهعشقاب* شذلركحهم فشرذورقوُهر شوأشلن لهلِّشكحافذريشنم شعشذا ش‬
‫ك إذشل الهشمحلئذشكحذة أشلن شمشعركحهم فشيثشبَلتروُاه الذذيشنم آْشمنروُها(‬ ‫قوُله‪) :‬إذهذ ريوُذحي شربت ش‬
‫يقوُل‪ :‬قوُوا عزمهم‪ ،‬وصححوُا نُياتم ف قتال عدوهم منم الشركي‪ ،‬وقد قيل وهم منم الشركي وقد قيل‬
‫إن تثبَيت اللئكحة الؤمني كان حضوُرهم حربم معهم‪ ،‬وقيل كان ذلك معوُنُتهم إياهم بقتال أعدائهم‪،‬‬
‫وقيل كان ذلك بأن الشلِّك يأت الرجل منم أصحاب النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يقوُل‪ :‬سعت هؤلء القوُم‬
‫ش‬
‫ضا بذلك فتقوُىً‬ ‫د‬ ‫بع‬ ‫بعضهم‬ ‫لِّمحوُن‬ ‫س‬ ‫ال‬ ‫فيحدث‬ ‫لننكحشفنم‬ ‫لِّينا‬‫ع‬ ‫ا‬
‫وُ‬‫لِّ‬ ‫ح‬ ‫ئمنم‬‫ل‬ ‫ال‬ ‫و‬ ‫يعن الشركي يقوُلوُن‪:‬‬
‫أنُفسهم‪ .‬قالوُا‪ :‬وذلك كان وحي ال إل ملئكحته‪.‬‬

‫‪290‬‬
‫ذ لذ‬ ‫ذ ذ‬
‫ب( يقوُل تعال‪ :‬سأرعب قلِّوُب الذينم كفروا ب أيها الؤمنوُن منكحم‬ ‫)شسأرلهقي ف قريرلِّوُب ا ذيشنم شكشفررواه اللرهع ش‬
‫وأملِّؤها شفردقا حت ينهزموُا عنكحم‪ ،‬فاضربوُا فوُق العناق‪.‬‬
‫‪ ... ... 7‬الؤمنوُن منم جند ال‪:‬‬
‫)شيا أشييتشها الذذيشنم آْشمنروُاه إذشذا لشذقيتررم الذذيشنم شكشفررواه شزأهحفاد فشلش تريشوُتلوُرهرم الشهدشباشر* شوشمنم ييرشوُلذهم يشيهوُشمئمذتذ ردبيرشرهر إذلل رمتششحلرفاد‬
‫صري(‬ ‫ب لمنم اللِّلذه ومأهواه جهنلم وبذهئمس الهمح ذ‬ ‫لذقشتاتل أشهو رمتششحيلزاد إذشل فذئمشتة فشيشقهد شباء بذغش ش ت‬
‫ض ش شش ش ر ش ش ر ش ش ش‬
‫وبعد هذه العية وهذا العوُن‪ .‬ل مال لفرار الؤمني منم الزحف فقد أمر ال عز وجل ف هذه الية أل‬
‫يوُل الؤمنوُن أمام الكحفار وهذا المر مقيد بالشريطة النصوُصة ف ذمثهلِّي الؤمني فإذا لقيت فئمة منم‬
‫الؤمني فئمة هي ضعف الؤمني منم الشركي فالفرض أل يفروا أمامهم‪.‬‬
‫وقال المحهوُر منم العلِّمحاء أن حكحم الية باتق إل يوُم القيامة وليس ف الية نُسخ‪ ،‬وإل هذا ذهب‬
‫مالك والشافعي وأكثر العلِّمحاء‪ .‬وف صحيح مسلِّم عنم أب هريرة أن رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‬
‫قال‪" :‬اجتنبَوُا السبَع الوُبقات ‪ ...‬وفيه والتوُل يوُم الزحف"‪.‬‬
‫وأما يوُم أحد فإنا فر الناس منم أكثر منم ضعفهم ومع ذلك عنفوُا‪ ،‬وأما يوُم حني‪ ،‬فكحذلك منم فر إنا‬
‫انُكحشف منم الكحثرة‪.‬‬
‫‪ ... ... 8‬الصىَ منم جند ال‪:‬‬
‫ي ذمهنهر شبلء شحشسناد إذلن‬ ‫ذذ‬ ‫ذذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫ت شولشكحلنم اللِّلهش شرشمىَ شوليرهبَلِّشي الهرمحهؤمن ش‬ ‫ت إذهذ شرشمهي ش‬ ‫)فشيلِّشهم تشيهقتريرلِّوُرههم شولشكحلنم اللِّلهش قشيتشيلِّشرههم شوشما شرشمهي ش‬
‫اللِّلهش شذسيةع شعذلِّيةم* شذلذركحهم شوأشلن اللِّلهش رموُذهرنم شكهيذد الهشكحافذذريشنم(‬
‫روي أن أصحاب رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم لا صدروا عنم بدر ذكر كل واحد منهم ما فعل‪:‬‬
‫قتلِّت كذا‪ ،‬فعلِّت كذا؛ فجاء منم ذلك تفاخر ونوُ ذلك‪ ،‬فنزلت الية إعلدما بأن ال تعال هوُ المحيت‬
‫والقدر لمحيع الشياء‪ ،‬فقيل‪ :‬العن ل تقتلِّوُهم‪ ،‬ولكحنم ال قتلِّهم بسوُقهم إليكحم حت أمكحنكحم منهم‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬ولكحنم ال قتلِّهم باللئكحة الذينم أمدكم بم‪) ،‬تفسي القرطب ج ‪ 4،7‬صا ‪.(384‬‬
‫ت شولشذكحلنم اللِّلهش شرشمىَ(‬ ‫ت إذهذ شرشمهي ش‬ ‫)شوشما شرشمهي ش‬
‫ولا التحم القتال‪ ،‬كان رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم رافدعا يديه يسأل ال النصر وما وعده‪ ،‬وأرذمر‬
‫رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم؛ فأخذ منم الصىَ كفاد فرماهم با وقال‪" :‬شاهت الوُجوُه‪ ،‬اللِّهم ارعب‬
‫قلِّوُبم وزألزل أقدامهم" فانزم أعداء ال ل يلِّوُون علِّىَ شيء وألقوُا دروعهم‪ ،‬والسلِّمحوُن يقتلِّوُن ويأسرون‬
‫وما بقي منهم أحد إل امتل وجهه وعيناه ما يدري أينم توُجه واللئكحة يقتلِّوُنم‪.‬‬
‫‪ ... ... 9‬استفتاح الكحافرينم منم جند ال‪:‬‬
‫ن شعنركحهم فذئمشترركحهم‬ ‫ذ‬ ‫)ذإن تشستشيهفتذرحوُاه فشيشقهد جاءركم الهشفهتح وذإن شتنتشيرهوُاه فشيرهوُ ش ه ل ذ‬
‫خييةر ركحهم شوإن تشيرعوُردواه نُشيعرهد شوشلنم تريهغ ش‬ ‫ش‬ ‫ش ر رش‬ ‫ه‬
‫ذذ‬
‫ي( قال‪ :‬الموُي حدثنا أسبَاط بنم ممحد القرشي عنم عطية عنم‬ ‫ت شوأشلن اللِّلهش شمشع الهرمحهؤمن ش‬ ‫ششهيدئما شولشهوُ شكثريشر ه‬

‫‪291‬‬
‫مطرف ف قوُله )ذإن تشهستشيهفتذرحوُاه فشيشقهد شجاءركرم الهشفهترح( قال‪ :‬قال أبوُ جهل‪ :‬اللِّهم أعنم أعز الفئمتي وأكرم‬
‫القبَلِّتي وأكثر الفريقي فنزلت الية‪.‬‬
‫كأنا هوُ يدعوُ علِّىَ نُفسه وفئمته فاستجاب ال له‪.‬‬
‫‪ ... ... 10‬كثرة الكحافرينم وفئمتهم منم جند ال‪:‬‬
‫ذذ‬
‫ي( ولنم يدعهم للِّكحثرة الشركة تتحكحم بم‪.‬‬ ‫لن ال تعال نُاصر حزبه ومؤيد جنده )شوأشلن اللِّلهش شمشع الهرمحهؤمن ش‬
‫فلِّنم يعل ال للِّكحافرينم علِّىَ الؤمني سبَيل‬
‫يييييييييي‬
‫ال أكبر‪ ..‬في حرب رمضان‬
‫بقلِّم لوُاء شوُقي ممحد بدران‬
‫ف شهر رمضان عام ‪1393‬هي أتىَ نُصر‪ ،‬وتغلِّبَت اليوُش الؤمنة علِّىَ القوُات السرائيلِّية الغاشة‪.‬‬
‫ي شعذزيةز(‪ ،‬لقد تلقق نُصر‬ ‫صررهر إذلن اللِّلهش لششقذوُ ق‬
‫صشرلن اللِّلهر شمنم شين ر‬
‫وتقق وعد ال ف قوُله سبَحانُه وتعال‪) :‬شولششين ر‬
‫ال بعد سنوُات طوُال منم الصراع مع العدو السرائيلِّي الذي كان يكحسب كل جوُلة ‪ .‬ذلك لنُنا ل‬
‫نُكحنم نسنم الصلِّة بال سبَحانُه وتعال‪ ،‬ول نُكحنم نُأخذ بالسبَاب القيقية للعداد والستعداد الالد‬
‫للقاة العدو‪ .‬ولكحنم عندما غلينُا أحوُالنا كمحا أمرنُا الق تبَارك وتعال ف قوُله الكحري‪) :‬إذلن اللِّلهش لش ييرغشيليرر‬
‫شما بذشقهوُتم شحلت ييرغشيليررواه شما بذأشنُهيرفذسذههم(‪ .‬وحينمحا أعددنُا أنُفسنا عقائدديا ومادديا إعداددا جيددا كتب ال لنا‬
‫النصر‪ .‬وهذا هوُ الطريق الصحيح للِّنجاح والفوُزأ‪ .‬وذلك ببَذل كل جهد مكحنم‪ ،‬والعتمحاد علِّىَ ال‬
‫تبَارك وتعال وإخلصا النية ل‪ ،‬وطلِّب مرضاته‪ ،‬هنا تكحوُن النتيجة التمحية بالفوُزأ ف الدنُيا والخرة‪،‬‬
‫ل(‪.‬‬‫ضيرع أشهجشر شمهنم أشهحشسشنم شعشمح د‬ ‫كمحا قال الق سبَحانُه وتعال‪) :‬ذإلنُا ل نُر ذ‬
‫لقد كان شعار قوُاتنا السلِّحة ف حرب رمضان"أكتوُبر"‪) :‬ال أكب(مدوديا ف آْفاق السمحاء‪ ،‬ورجالنا‬
‫يهاجوُن موُاقع العدو‪ ،‬فيهزهم هدزا‪ .‬وقذف ال ف قلِّوُب العداء الرعب ففروا هاربي‪ .‬وكان هذا الشعار‬
‫يقوُي عزيإة الرجال‪ ،‬ويبَعث فيهم المل‪ ،‬ويعطيهم الثقة بأن العدو مهمحا كان كبَديا فإن ال أكب‪.‬‬
‫كانُت حرب رمضان عام ‪1393‬هي حردبا مبَاركة‪ ،‬وكانُت ف أيام مبَاركة منم شهر مبَارك هوُ شهر‬
‫ضل ف السلم ترفع فيه العمحال الصالة‪ ،‬فمحا بال الهاد والقتال فيه‬ ‫رمضان العظم‪ .‬وهوُ شهر مف ل‬
‫لنصرة الق والدفاع عنم الرمات؟‪ .‬وقد بدأت العركة يوُم العاشر منم رمضان وأعطي لا السم الرمزي‬
‫"بدر" تيمحدنا بعركة بدر الت كانُت فاتة خي علِّىَ السلِّمحي‪ ،‬ونُصرهم ال سبَحانُه وتعال بعد أن كانُوُا‬
‫أذلة‪ .‬كان البَدأ السلمي ف القتال وهوُ "النصر أو الشهادة" خي دافع لقوُاتنا للِّجرأة والشجاعة‬
‫والتضحية عنم عقيدة وإيإان‪ .‬لذلك احتوُت هذه الرب علِّىَ الكحثي منم قصص البَطوُلة والفداء الت‬
‫قدمها الضبَاط والنوُد منم نُالوُا شرف الشهادة‪.‬‬
‫خطة الداع‬

‫‪292‬‬
‫الداع منم أهم عوُامل النصر ف العركة‪ .‬لذلك اهتمحت قوُاتنا بداع العدو ف حرب رمضان‪ ،‬تسدكحا‬
‫بقوُل الرسوُل القائد صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم حيث قال‪" :‬الرب خدعة"‪.‬‬
‫وقد نحت قوُاتنا ف خداع العدو‪ ،‬وأخذه علِّىَ حي غرة ومفاجأته بالجوُم؛ سوُاء ف توُقيت الجوُم أو‬
‫ف حجمحه‪ .‬ول يكحنم العدو يتوُقع قيام قوُاتنا بالجوُم ف شهر رمضان‪ ،‬وهوُ شهر الصيام لدىً السلِّمحي‪،‬‬
‫فكحان يظنه شهر راحة واستخاء بالنسبَة لقوُاتنا السلِّحة‪.‬‬
‫وشلِّت إجراءات الداع علِّىَ الستوُىً الستاتيجي العلن عنم إناء خدمة عدة آْلف منم الندينم‬
‫إلزامديا‪ ،‬وكان ذلك موُقوُدفا منذ حرب يوُنُيوُ ‪ ،1967‬وإعلن التعبَئمة لفراد الحتياط عدة مرات‪ .‬كذا‬
‫العلن عنم قيام ممحوُعة منم القادة والضبَاط إل المحلِّكحة العربية السعوُدية لداء العمحرة‪ .‬والقيقة أنُه ل‬
‫يتم شيء منم هذه الجراءات‪ ،‬بل كانُت فقط لداع العدو؛ حيث كانُت توُحي بعدم وجوُد نُية‬
‫للِّهجوُم‪.‬‬
‫لقد حققت إجراءات الخفاء والداع الت ت التخمطيط لا‪ ،‬وقامت قوُاتنا بتنفيذها نُتائجه هامة‪ ،‬وكان لا‬
‫الفضل ف تقيق الفاجأة‪ ،‬وف امتصاصا مهوُد العدو الوُي والبي‪ ،‬والذي ضاع ف مهاجة موُاقعنا‬
‫الداعية واليكحلِّية‪.‬‬
‫ولعل خي دليل علِّىَ ناح خطة الداع الت وضعتها قوُاتنا أن العدو السرائيلِّي فوُجئ مفاجأة تامة‬
‫بالجوُم الصري السوُري الساعة الثانُية بعد ظهر يوُم ‪ 6‬أكتوُبر ‪ ،1973‬وف وضح النهار‪.‬‬
‫تدمي تصينات العدو‬
‫كان العدو السرائيلِّي قد أقام ساتدرا ترابديا عالديا علِّىَ الشفة الشرقية لقناة السوُيس‪ ،‬وأقام عدة نُقاط‬
‫حصينة‪ .‬وقد أطلِّق العدو علِّىَ هذا الط الدفاعي‪" :‬خط بارليف" نُسبَة للِّقائد السرائيلِّي "حاييم‬
‫بارليف"‪ .‬وخلِّف الط الدفاعي الول أنُشأت إسرائيل خطي دفاعيي آْخرينم‪.‬‬
‫وهكحذا ظنم قادة إسرائيل أنُه قد توُفر لم المنم والمان‪ ،‬ولكحنم ال خليب ظنهم‪ ،‬كمحا جاء ف الية‬
‫ث شله شهيتشذسبَروُا‬
‫صوُنُيررهم لمشنم اللِّلذه فشأششتارهرم اللِّلهر ذمهنم شحهي ر‬ ‫ذ‬
‫الكحريإة فيمحنم كان قبَلِّهم )شوظشنتوُا أشنُيلرهم لمانُشعتريرههم رح ر‬
‫ب(‪.‬‬ ‫وقششذ ش ذ ذذ‬
‫ف ف قريرلِّوُبرم الترهع ش‬ ‫ش‬
‫ل يكحنم يطر ببَال قادة إسرائيل أن العرب يإكحنهم تدمي هذا الط الصي‪ ،‬بل إن بعض الباء‬
‫العسكحريي بعد دراستهم لتحصينات "خط بارليف"‪ ،‬والانُع الائي الذي أمامه وهوُ قناة السوُيس‪ ،‬قالوُا‪:‬‬
‫إنُه ل يإكحنم تدميه إل إذا استخمدمت القنبَلِّة الذرية‪.‬‬
‫ي العزيز الذي أضاء بصية رجالنا البَوُاسل ليتغلِّبَوُا علِّىَ الساتر التاب الرتفع الذي كان‬ ‫وسبَحان ال القوُ ل‬
‫يعتمحد علِّيه "خط بارليف" بفكحرة بسيطة‪ ،‬وهي استخمدام تيار مائي قوُي بوُاسطة طلِّمحبَات ميكحانُيكحية‬
‫لتجريف الرمال وفتح الثغرات ف الائط التاب‪ .‬وقد وفق الق سبَحانُه وتعال الهندسي الصريي إل‬
‫هذه الفكحرة‪ ،‬والت كانُوُا قد استخمدموُها منم قبَل ف بناء السد العال‪.‬‬

‫‪293‬‬
‫ووقف قادة إسرائيل ف حية ونُدم بعد أن دمر هذا الط الدفاعي الذي تكحلِّف حوُال ‪ 200‬ملِّيوُن‬
‫دولر ف ذلك الوُقت‪ ،‬وأخذوا يتلوموُن‪ ،‬بل إن وزأير الدفاع "موُشىَ ديان" تبأ منه‪ ،‬وقال‪ :‬إن هذا‬
‫الط كان كقطعة الب الشة‪ .‬وكان منم قبَل يقوُل‪ :‬إن هذا الط لنم يإكحنم التغلِّب علِّيه ولوُ بعد مائة‬
‫عام‪.‬‬
‫إن اقتحام قناة السوُيس وتدمي "خط بارليف" عمحل شجاع حدقا يوُضح قدرة الندي السلِّم علِّىَ‬
‫القتال؛ فقد تطمحت نُظرية المنم السرائيلِّي‪ ،‬وثبَت لسرائيل أن فكحرتا عنم الدود المنة فكحرة خاطئمة‪.‬‬
‫الثبَات ف العركة‬
‫كان ثبَات قوُاتنا ف حرب رمضان واضدحا منذ بداية الرب حت نايتها‪ .‬وذلك امتثالد لقوُل الق تبَارك‬
‫وتعال )شيا أشييتشها الذذيشنم آْشمنروُاه إذشذا لشذقيترهم فذئمشةد شفاثهيبَرتروُاه شواهذركررواه اللِّلهش شكثذديا لشعلِّلركحهم تريهفلِّشرحوُشن(‪ ،‬وليس أدل علِّىَ‬
‫ذلك منم أن إصابات رجالنا كلِّهم كانُت ف الصدور الت واجهوُا با العدو‪.‬‬
‫وعلِّىَ العكحس منم ذلك‪ ،‬عندما رأىً أفراد العدو هجوُم قوُاتنا فروا هاربي‪ ،‬تاركي موُاقعهم الصينة‪،‬‬
‫وخزانُات اللِّهب الت أعدوها علِّىَ الضفة الشرقية لقناة السوُيس لتشتعل مياه القناة‪ ،‬وتيلِّها إل صفحة‬
‫منم اللِّهب‪ .‬والت ل يدوا الفرصة لستخمدامها‪ ،‬وصدق ال العظيم؛ حيث يقوُل‪) :‬شوذإن ييرشقاتذرلِّوُركهم ييرشوُتلوُركرم‬
‫صرروشن(‪.‬‬ ‫الشردشباشر رثل لش رين ش‬
‫وبعد أن فر جنوُد إسرائيل ف اليام الول للِّقتال‪ ،‬ودارت علِّيهم الدوائر وصلِّهم العوُن الارجي منم‬
‫أسلِّحة ودبابات وطائرات‪ ،‬فقاموُا بعمحل ثغرة علِّىَ الضفة الغربية للِّقناة‪ ،‬واتهوُا شالد إل مدينة‬
‫"الساعيلِّية" للستيلء علِّيها‪ ،‬ولكحنهم واجهوُا مقاومة عنيفة منم قوُات الدينة البَاسلِّة‪ ،‬فرجعوُا عنها‬
‫خاسرينم‪.‬‬
‫ث اتهوُا بعد ذلك جنوُدبا ف اتاه مدينة "السوُيس" الصامدة‪ ،‬ول يتمحكحنوُا منم دخوُلا‪ ،‬نُظدرا لثبَات رجال‬
‫القوُات السلِّحة وأهال الدينة ف وجه العدو‪ ،‬وقدموُا بطوُلت كثية ردت قوُات العدو‪ ،‬وعادوا منها‬
‫مدحوُرينم‪.‬‬
‫ب‬‫لقد كان ثبَات قوُاتنا ف العركة عنم عقيدة إيإانُية صادقة امتثالد لقوُل الق تبَارك وتعال‪) :‬إذلن اللِّلهش رذي ت‬
‫ذذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫صا)‪.‬‬‫صوُ ة‬ ‫صيفا شكأشنُيلرهم ربنشياةن لمهر ر‬ ‫الذيشنم ييرشقاترلِّوُشن ذف شسذبَيلِّه ش‬
‫التعاون‬
‫لعل منم أهم الضمحانُات الت تت لنجاح العركة هوُ تنظيم التعاون مع البَهة السوُرية‪ ،‬ما اضطر العدو‬
‫للِّقتال علِّىَ جبَهتي ف الزمان والكحان اللِّذينم حددها الانُب العرب‪ ،‬ووفق السلِّوُب القتال الذي‬
‫حدده العرب‪ .‬وكانُت هذه هي أول مرة يضطلر فيها العدو إل التخمللِّي عنم أساليبَه ف القتال‪ ،‬ويعمحل ف‬
‫ظروف غي مناسبَة له‪ .‬وكان اليش السرائيلِّي ف الوُلت السابقة هوُ الذي يدد مكحان العركة وزأمانا‬
‫بعد أن يعد قوُاته با يضمحنم تفوُقه وناحه ف العمحلِّيات‪ .‬لقد كان قرار الرب الشتك بي القاهرة‬

‫‪294‬‬
‫ودمشق الفاجأة الستاتيجية الكحبىً ف حرب رمضان‪ .‬وكانُت أول القائق الذهلِّة للِّعدو ف هذه‬
‫العركة أن البَهتي الصرية والسوُرية فتحتا النار ف لظة واحدة ف حي ل يتوُقع العدو ذلك‪ .‬كذلك‬
‫أثبَتت هذه الرب فائدة اتاد السلِّمحي وترابطهم ف موُاجهة العدوان السرائيلِّي‪ .‬وكان هذا التاد سبَدبَا‬
‫مبَاشدرا لقيام موُقف عرب موُلحد لول مرة ف تاريخ المة الديثة‪ .‬وساهت كافة الدول العربية علِّىَ قدر‬
‫طاقتها ف العركة؛ سوُاء بالطائرات أو الدبابات أو الدفعيات أو القوُات‪ ،‬أو بتقدي الوُقوُد اللزأم دون‬
‫مقابل أو بالموُال‪ ،‬ولذلك ل تارب مصر وحدها‪ ،‬ول تقاتل سوُريا بفردها‪ .‬لقد نُالت أمتنا كلِّها نُصدرا‬
‫كبَديا رفع الروح العنوُية للِّشعب‪ .‬وذلك عندما توُحدت كلِّمحتها‪ .‬وجاء ذلك مصددقا لقوُله تعال‪( :‬إذلن‬
‫ذذ‬ ‫ذ‬ ‫اللِّله رذي ت ذ‬
‫صا(‪ .‬وقوُل الصطفىَ صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‬ ‫صوُ ة‬ ‫ب الذيشنم ييرشقاترلِّوُشن ذف شسذبَيلِّه ش‬
‫صيفا شكأشنُيلرهم ربنشياةن لمهر ر‬ ‫ش‬
‫فيمحا رواه التمذي عنم ابنم عبَاس‪" :‬يد ال مع المحاعة" وكان للِّقرار التاريي للِّدول العربية بوُقف ضلخ‬
‫البَتول للِّدول النحازأة إل إسرائيل كبَي الثر ف تفلجر أزأمة الطاقة ف أوروبا‪ ،‬وأدرك الوروبيوُن عاقبَة‬
‫مسانُدة العتدينم‪.‬‬
‫العقيدة أولد‬
‫لقد قلرر قادة قوُاتنا أهية العقيدة واليإان‪ .‬وتوُلد عنم هذا اليإان العمحيق روح معنوُية عالية تعد منم أعظم‬
‫السلِّحة الت ف يد القائد بفضل ما توُدع ف نُفوُس الرجال منم صب وعزيإة وفداء‪.‬‬
‫كانُت الروح العنوُية العالية لقوُاتنا هي السلح الرهيب الذي أدهش العدو؛ حيث وجد رجالد يقذفوُن‬
‫بأنُفسهم إل الوُت‪ ،‬ويستهينوُن بالنار طلِّدبَا للِّنصر أو الشهادة‪.‬‬
‫وكان إيإان القادة والنوُد جيدعا بال سبَحانُه وتعال نُاصر الق وهازأم العتدي هوُ خي دافع لم للِّقتال‬
‫وموُاجهة العدو‪ .‬وكان إيإانم بعدالة القضية الت يقاتلِّوُن منم أجلِّها أكب حافز لم علِّىَ الصب عند لقاء‬
‫العدو‪.‬‬
‫إن كل هذه العان والقيم كانُت توُللد ف الضبَاط والنوُد طاقات هائلِّة ل يإكحنم وصفها أو تديدها‪،‬‬
‫فانُقلِّب الرجل منهم يقاتل بعشرة رجال ف استبَسال منقطع النظي‪ .‬وكانُت صيحاتم الدوية "ال أكب"‬
‫تزلزل أقدام العدو‪ .‬فكحانُت هذه الصيحة طلِّدبَا للِّمحدد منم الق سبَحانُه وتعال فكحتب لم النصر‪ .‬وحقق‬
‫ال أمنيتهم بعد أن قدموُا منم العمحل الاد الخملِّص ما يستحقوُن علِّيه النصر وذلك مصدادقا لقوُله تعال‪:‬‬
‫ذذ‬
‫ي(‪.‬‬ ‫)شوشكاشن شحيقا شعشهلِّييشنا نُش ه‬
‫صرر الهرمحهؤمن ش‬
‫كان جنوُدنُا ينظرون دائدمحا إل المام إل أرضهم السلِّيبَة يريدون استجاعها‪ ،‬وكانُوُا ينظرون إل العدو‬
‫يريدون الثأر منه‪ ،‬ويريدون هزيإته وتدميه‪.‬‬
‫وكان للِّنصر الذي حققته قوُاتنا ف اليام الول للِّقتال تأثي عمحيق علِّىَ قوُاتنا ف رفع روحها العنوُية‪.‬‬

‫‪295‬‬
‫ومنم جهة أخرىً فقدت القوُات السرائيلِّية ف اليام الول للِّقتال معظم دفاعاتا علِّىَ القناة ونُسبَة‬
‫كبَية منم قوُاتا وأسلِّحتها‪ ،‬ما ألثر علِّىَ روحها العنوُية‪ ،‬وجعلِّها تيل إل النُسحاب والفرار‪ .‬ووقع ف‬
‫أيدي قوُاتنا عدد كبَي منم السرىً؛ المر الذي ل يدث ف الوُلت السابقة مع إسرائيل‪.‬‬
‫خاتة‬
‫إن نُصر العاشر منم رمضان ل يكحنم منم قبَيل الصادفة‪ ،‬إنا هوُ ثرة عوُامل كثية أولا‪ :‬الخذ بالسبَاب‬
‫والعتمحاد علِّىَ ال سبَحانُه وتعال‪ .‬فكحان التخمطيط الدقيق‪ ،‬والتدريب الشاق‪ ،‬والعداد الكحامل‪،‬‬
‫والتنسيق الشامل علِّىَ كافة الستوُيات‪ .‬وقد تلوُج كل هذا بقلِّوُب عامرة باليإان بال سبَحانُه‪ ،‬وقوُله‬
‫صرر إذلل ذمهنم ذعنذد اللِّلذه الهشعذزيذز اهلشذكحيذم(‪ ،‬وهكحذا ند أن طريق النصر هوُ تقوُية الصلِّة بال‬ ‫تعال‪) :‬شوشما النل ه‬
‫جل جلله‪ ،‬حت يؤيدنُا ويقف بانُبَنا‪ .‬أما القوُات الت تبَتعد عنم ال فإنُه يتكها لعدوها قوُة أمام قوُة‬
‫وسلدحا ف موُاجهة سلح‪ ،‬ويتحكحم ف الصراع العوُامل الادية فحسب‪.‬‬
‫إن حرب "رمضان" الت اتذت شعادرا لا "ال أكب" كانُت حردبا عادلة تدف إل مقاومة الظلِّم‬
‫والعدوان السرائيلِّي قام با رجال مل اليإان قلِّوُبم‪.‬‬
‫وف التام نُقوُل‪ :‬إن حرب رمضان )أكتوُبر ‪ ( 1973‬كانُت نُصدرا منم عند ال سبَحانُه وتعال وتكحيدنا‬
‫لنا ف الرض‪ .‬وكان واجدبَا علِّينا قبَل ذلك وبعده أن نُنفذ أوامر الق جل جلله ف قوُله الكحري ‪) :‬الذذيشنم‬
‫ف شونُشيشههوُا شعذنم الهرمحنشكحذر شولذلِّلذه شعاقذبَشةر الررموُذر(‬
‫صلشة وآْتشيوُا اللزشكاشة وأشمروا ذبالهمحعرو ذ‬
‫ش شر ش هر‬ ‫ذإن لملكحلنارههم ذف الشهر ذ‬
‫ض أششقارموُا ال ل ش ر‬
‫يييييييييي‬
‫فتح مكة ‪-‬الفتح المبين‬
‫ي كان ذلك ف شهر رمضان سنة ثان منم هجرة النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم إل الدينة‪.‬‬
‫وسبَبَها أن أنُادسا منم بن بكحر‪ ،‬كلِّمحوُا أشراف قريش ف أن يعينوُهم علِّىَ خزاعة بالرجال والسلح‪.‬‬
‫)وخزاعة كانُت قد دخلِّت ف عهد السلِّمحي(‪ ،‬فأجابوُهم إل ذلك‪ ،‬وخرج حشد منم قريش متنكحرينم‬
‫متنقبَي‪ ،‬فيهم صفوُان بنم امية‪ ،‬وحوُيطب بنم عبَد العزىً ومكحرزأ بنم حفص‪ ،‬فالتقوُا مع بن بكحر ف‬
‫ل‪ ،‬وعندئذ خرج‬ ‫مكحان اسه الوُتي‪ ،‬وبيتوُا خزاعة ليلد وهم مطمحئمنوُن آْمنوُن‪ ،‬فقتلِّوُا منهم عشرينم رج د‬
‫عمحرو بنم سال الزاعي ف أربعي راكدبَا منم خزاعة‪ ،‬فقدموُا علِّىَ رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يبونُه‬
‫ل‪:‬‬‫با أصابم‪ ،‬فقام وهوُ ير رداءه قائ د‬
‫"ل رنُصرت إن ل أنُصر بن كعب‪ ،‬ما أنُصر منه نُفسي" وقال‪" :‬إن هذا السحاب لريستهل بنصر بن‬
‫كعب"‪.‬‬
‫ونُدمت قريش علِّىَ ما بدر منها‪ ،‬فارسلِّت أبا سفيان بنم حرب إل رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‬
‫ليجدد الدنُة ويإاددها‪ .‬وقدم أبوُ سفيان علِّىَ رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم فكحلِّمحه فلِّم يرد علِّيه شيدئما‪،‬‬
‫فذهب إل أب بكحر فكحلِّمحه أن يكحلِّم له رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪ ،‬فقال‪" :‬ما أنُا بفاعل"‪.‬‬

‫‪296‬‬
‫ث أتىَ عمحر بنم الطاب فكحلِّمحه فقال‪" :‬أأنُا أشفع لكحم إل رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم؟ فوُال لوُ ل‬
‫أجد إل الذر لاهدتكحم به )والذر صغار النمحل("‪.‬‬
‫وانُطلِّق أبوُ سفيان عائددا إل مكحة خائدبَا‪ ،‬ل يأت بشيء‪.‬‬
‫وتهز رسوُل ال‪ ،‬صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪ ،‬وقد أخفىَ أمره‪ ،‬وقال‪" :‬اللِّهم خذ علِّىَ أبصار قريش فل يرون‬
‫إل بغتة"‪.‬‬
‫ولا أجع النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم السي‪ ،‬كتب حاطب بنم أب بلِّتعة إل قريش يذرهم منم غارة‬
‫علِّيهم منم السلِّمحي‪ .‬قال علِّي رضي ال عنه‪" :‬فبَعثن رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أنُا والزبي‪،‬‬
‫والقداد‪ .‬فقال انُطلِّقوُا حت تأتوُا روضة خاخ‪ ،‬فإن با ظعينة )امرأة( معها كتاب فخمذوه منها‪ .‬قال‪:‬‬
‫فانُطلِّقنا تعادىً بنا خيلِّنا‪ ،‬حت أتينا الروضة‪ ،‬فإذا ننم بالظعينة‪ .‬قلِّنا لا‪ :‬أخرجي الكحتاب‪ ،‬قالت‪ :‬ما‬
‫معي كتاب‪ .‬فقلِّنا‪ :‬لتخمرجنم الكحتاب أو لنلِّقي الثياب‪ .‬قال‪ :‬فأخرجته منم عقاصها‪ .‬فأتينا به رسوُل ال‬
‫صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪ ،‬فإذا فيه‪ :‬منم حاطب بنم أب بلِّتعة إل نُاس بكحة منم الشركي يبهم ببَعض أمر‬
‫رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪ .‬فقال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪ :‬يا حاطب ما هذا؟ قال‪ :‬يا‬
‫رسوُل ال‪ ،‬ل تعجل علِّلي‪ ،‬إن كنت امرءد ملِّصدقا ف قريش أي كنت حلِّيدفا لم ولست منهم وكان منم‬
‫معك منم الهاجرينم لم قرابات يمحوُن أهلِّيهم وأموُالم‪ ،‬فأحبَبَت إذ فاتن ذلك منم النسب فيهم‪ ،‬أن‬
‫أتذ عندهم يددا يمحوُن قرابت‪ ،‬ول أفعلِّه ارتداددا عنم دين ول رضىَ بالكحفر بعد السلم‪ ،‬فقال رسوُل ال‬
‫صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪ :‬إنُه قد صدقكحم ‪ ،‬فقال عمحر‪ :‬يا رسوُل ال دعن أضرب عنق هذا النافق‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫إنُه قد شهد بددرا وما يدريك لعل ال اطلِّع علِّىَ منم شهد بددرا فقال‪ :‬اعمحلِّوُا ما شئمتم قد غفرت لكحم‪،‬‬
‫فأنُزل ال تعال‪[ :‬يا أيها الذينم آْمنوُا ل تتخمذوا عدوي وعدوكم أولياء تلِّقوُن إليهم بالوُدة‪ ،‬وقد كفروا‬
‫با جاءكم منم الق‪ ]..‬اليات إل قوُله تعال‪[ :‬فقد ضل سوُاء السبَيل]‪ .‬واستخملِّف رسوُل ال صلِّىَ ال‬
‫علِّيه وسلِّم علِّىَ الدينة كلِّثوُم بنم حسي‪ ،‬وخرج يوُم الربعاء لعشر ليال خلِّوُن منم شهر رمضان بعد‬
‫العصر‪ ،‬وأرسل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم إل منم حوُله منم العرب‪ :‬أسلِّم وغفار ومزينة‪ ،‬وجهينة وغيهم‪،‬‬
‫فالتقىَ كلِّهم ف الظهران مكحان بي مكحة والدينة وقد بلِّغ عدد السلِّمحي عشرة آْلف‪ .‬ول تكحنم النُبَاء‬
‫قد وصلِّت قريدشا بعد‪ ،‬ولكحنهم كانُوُا يتوُقعوُن أمدرا بسبَب فشل اب سفيان فيمحا جاء به إل الدينة‪،‬‬
‫فأرسلِّوُا أبا سفيان‪ ،‬وحكحيم بنم حزام‪ ،‬وبديل بنم ورقاء ليلِّتمحسوُا الب عنم رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‬
‫فأقبَلِّوُا يسيون‪ ،‬حت دنُوُا إل مر الظهران فإذا هم بنيان عظيمحة‪ ،‬فبَينمحا هم يتساءلوُن فيمحا بينهم عنم‬
‫هذه النيان‪ ،‬إذ رآْهم أنُاس منم حرس رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم فأتوُا بم رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه‬
‫وسلِّم‪ ،‬فأسلِّم أبوُ سفيان"‪.‬‬
‫قال ابنم إسحاق يروي عنم العبَاس تفصيل إيإان أب سفيان‪" :‬فلِّمحا أصبَحنم غدوت به إل رسوُل ال‬
‫صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪ ،‬فلِّمحا رآْه رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال‪ :‬ويك يا أبا سفيان‪ ،‬أل يأن لك‬

‫‪297‬‬
‫أن تعلِّم أنُه ل إله إل ال؟ قال‪ :‬بأب أنُت وأمي ما أحلِّمحك وأكرمك وأوصلِّك!ا ‪ ..‬وال لقد ظننت أن‬
‫لوُ كان مع ال إله غيه لقد أغن عن شيدئما بعد‪ .‬وقال‪ :‬ويك يا أبا سفيان‪ ،‬أل يأن لك أن تعلِّم أن‬
‫رسوُل ال؟ قال‪ :‬بأب أنُت وأمي ما أحلِّمحك وأكرمك وأوصلِّك‪ ،‬أما هذه وال‪ ،‬فإن ف النفس منها حت‬
‫الن شيدئما‪ ،‬فقال له العبَاس‪ :‬ويك‪ ..‬أسلِّم واشهد أن ل إله إل ال وان ممحددا رسوُل ال قبَل أن تضرب‬
‫عنقك‪ .‬قال‪ :‬فشهد شهادة الق فأسلِّم‪.‬‬
‫قال العبَاس‪ :‬فقلِّت يا رسوُل ال‪ ،‬إن أبا سفيان رجل يب الفخمر فاجعل له شيدئما‪ ،‬قال‪ :‬نُعم‪ ،‬منم دخل‬
‫دار أب سفيان فهوُ آْمنم‪ ،‬ومنم أغلِّق علِّيه بابه فهوُ آْمنم‪ ،‬ومنم دخل السجد فهوُ آْمنم‪.‬‬
‫فلِّمحا أراد رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم السي مقبَلد إل مكحة‪ ،‬قال للِّعبَاس‪ :‬احبَس أبا سفيان بضيق‬
‫الوُادي حت تر به جنوُد ال فياها قال‪ :‬فخمرجت فحبَسته عند مضيق الوُادي حيث أمرن رسوُل ال‬
‫صلِّىَ اله علِّيه وسلِّم أن أحبَسه‪ ،‬ومرت القبَائل علِّيها راياتا‪ ،‬كلِّمحا مرت قبَيلِّة‪ ،‬قال‪ :‬يا عبَاس منم هذه؟‬
‫فأقوُل‪ :‬سلِّيم‪ ،‬فيقوُل‪ :‬ما ل ولسلِّيم؟ ‪ ..‬وهكحذا‪ ،‬حت ملر به رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ف كتيبَة‬
‫فيها الهاجرون والنُصار‪ ،‬ل يرىً منهم إل الدق منم الديد‪ ،‬فقال‪ :‬سبَحان ال يا عبَاس‪ ،‬منم هؤلء؟‬
‫قلِّت‪ :‬هذا رسوُل ال ف الهاجرينم والنُصار!ا‪ ..‬قال‪ :‬ما لحد بؤلء قبَل ول طاقة‪ ،‬وال يا أبا الفضل‬
‫لقد اصبَح ملِّك ابنم أخيك الغداة عظيدمحا !ا ‪ ..‬فقال‪ :‬يا أبا سفيان إنا النبَوُة‪ ،‬قال‪ :‬فنعم إذن"‪.‬‬
‫ث قال له العبَاس‪" :‬النجاة إل قوُمك!ا‪..‬فأسرع أبوُ سفيان حت دخل مكحة قبَل أن يصلِّها رسوُل ال‪،‬‬
‫وصرخ بأعلِّىَ صوُته‪ :‬يا معشر قريش‪ ،‬هذا ممحد قد جاءكم فيمحا ل قبَل لكحم به‪ ،‬فمحنم دخل دار أب‬
‫سفيان فهوُ آْمنم‪.‬‬
‫لمحهيت الدسم الحس‪ ،‬قريلبَح منم‬ ‫فأقبَلِّت إليه امرأته هند بنت عتبَة‪ ،‬فأخذت بشاربه وهي تقوُل‪ :‬اقتلِّوُا ا ر‬
‫طلِّيعة قوُم!ا ‪ ..‬فقال‪ :‬ويلِّكحم ل تغرنُكحم هذه منم نُفوُسكحم‪ ،‬فإنُه قد جاءكم ما ل قبَل لكحم به‪ ،‬فمحنم‬
‫دخل دار أب سفيان فهوُ آْمنم‪ .‬قالوُا‪ :‬قاتلِّك ال‪ ،‬وما تغن عنا دارك؟ قال‪ :‬ومنم أغلِّق علِّيه بابه فهوُ‬
‫آْمنم‪ ،‬ومنم دخل السجد فهوُ آْمنم‪ .‬فتفرق الناس إل دورهم وال السجد"‪.‬‬
‫وبلِّغ رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أن سعد بنم عبَادة قال لب سفيان عندما رآْه ف مضيق الوُادي‪:‬‬
‫"اليوُم يوُم اللِّحمحة‪ ،‬اليوُم تستحل الكحعبَة" فلِّم يرض علِّيه الصلة والسلم بقوُله هذا‪ ،‬وقال‪ :‬بل اليوُم يوُم‬
‫الرحة‪ ،‬اليوُم يعظم ال الكحعبَة‪ .‬وأمر قادة جيوُشه أن ل يقاتلِّوُا إل منم قاتلِّهم‪ ،‬إل ستة رجال وأربعة‬
‫نُسوُة‪ ،‬أمر بقتلِّهم حيثمحا وجدوا‪ ،‬وهم عكحرمة بنم أب جهل‪ ،‬وهبَار بنم السوُد‪ ،‬وعبَد ال بنم سعد بنم‬
‫أب سرح‪ ،‬ومقيس بنم صبَابة اللِّيثي‪ ،‬والوُيرث بنم نُيرشقيد‪ ،‬وعبَد ال بنم هلل‪ ،‬وهند بنت عتبَة‪ ،‬وسارة‬
‫موُلة عمحرو بنم هشام‪ ،‬وفرشتن وقرينة )وكانُتا جاريتي تتغنيان دائدمحا بجاء النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم(‪.‬‬
‫ودخل النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم مكحة منم أعلها )كداء( وأمر خالد بنم الوُليد أن يدخل بنم معه منم‬
‫أسفلِّها )كدىً(‪ .‬فدخل السلِّمحوُن مكحة منم حيث أمرهم‪ ،‬ول يد أحد منهم مقاومة‪ ،‬إل خالد بنم‬

‫‪298‬‬
‫الوُليد‪ ،‬فقد لقيه جع منم الشركي فيهم عكحرمة بنم أب جهل‪ ،‬وصفوُان بنم أمية‪ ،‬فقاتلِّهم خالد فقتل‬
‫منهم أربعة وعشرينم منم قريش‪ ،‬وأربعة نُفر منم هذيل‪ .‬ورأىً رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم بارقة‬
‫السيوُف منم بعيد‪ ،‬فأنُكحر ذلك‪ ،‬فقيل له‪ :‬إنُه خالد قوُتل فقاتل‪ ،‬فقال‪" :‬قضاء ال خي"‪.‬‬
‫روىً ابنم إسحاق عنم عبَد ال بنم أب بكحر والاكم عنم أنُس‪ ،‬أن رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم لا‬
‫انُتهىَ إل ذي طوُىً وقف علِّىَ راحلِّته معتجدرا )متعمحدمحا( بشقة برتد شحذبة‪ ،‬وإن رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه‬
‫وسلِّم ليضع رأسه توُاضدعا ل‪ ،‬حي رأىً ما أكرمه ال به منم الفتح‪ ،‬حت إن عثنوُنُه ليكحاد يإس واسطة‬
‫الرحل‪.‬‬
‫وروىً البَخماري عنم معاوية بنم قرة قال‪ :‬سعت عبَد ال بنم مغفل يقوُل‪" :‬رأيت رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه‬
‫وسلِّم يوُم فتح مكحة علِّىَ نُاقته وهوُ يقرأ سوُرة الفتح‪ ،‬يرلجع‪ ،‬وقال‪ :‬لوُل أن يتمحع الناس حوُل لرلجعت‬
‫كمحا رلجع‪.‬‬
‫ودخل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم مكحة متجدها إل البَيت‪ ،‬وحوُله ثلث مئمة وستوُن صندمحا‪ ،‬فجعل يطعنها‬
‫الوُاحدة تلِّوُ الخرىً بعوُد ف يده‪ ،‬وهوُ يقوُل‪" :‬جاء الق وزأهق البَاطل‪ .‬جاء الق وما يبَدئ البَاطل وما‬
‫ضا آْلة‪ ،‬فأب أن يدخل وفيه اللة‪ ،‬وأمر با فأخرجت وأخرجت صوُر‬ ‫يعيد"‪ .‬وكان ف جوُف البَيت أي د‬
‫لبراهيم وإساعيل ف أيديهمحا الزألم‪ .‬فقال النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪" :‬قاتلِّهم ال لقد علِّمحوُا ما‬
‫استقسمحا با قط‪ .‬ث دخل البَيت فكحب ف نُوُاحي البَيت وخرج ول يصل فيه"‪.‬‬
‫وكان قد أمر صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم عثمحان بنم طلِّحة )وهوُ منم حجبَة البَيت( أن يأتيه بالفتاح‪ ،‬فجاءه‬
‫به‪ ،‬ففتح البَيت‪ ،‬ث دخل النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم البَيت‪ ،‬ث خرج فدعا عثمحان بنم طلِّحة فدفع إليه‬
‫الفتاح‪ ،‬وقال له‪ :‬خذوها خالدة ملِّدة‪ ،‬إن ل أدفعها إليكحم )أي حجابة البَيت( ولكحنم ال دفعها‬
‫إليكحم‪ ،‬ول ينزعها منكحم إل ظال‪ .‬يشي بقوُله هذا إل قوُل ال تعال [إن ال يأمركم أن تؤدوا المانُات‬
‫إل أهلِّها] ]النساء‪.[4/58 :‬‬
‫وأمر رسوُل ال بللد فصعد فوُق الكحعبَة فأذن للِّصلة‪ .‬وأقبَل الناس كلِّهم يدخلِّوُن ف دينم ال أفوُاجا‪.‬‬
‫قال ابنم إسحاق‪ :‬وأمسك النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم بعضادت باب الكحعبَة وقد اجتمحع الناس منم حوُله‬
‫ل‪:‬‬
‫ما يعلِّمحوُن ماذا يفعل بم‪ ،‬فخمطب فيهم قائ د‬
‫"ل إله إل ال وحده ل شريك له‪ ،‬صدق وعده ونُصر عبَده‪ ،‬وهزم الحزاب وحده‪ ،‬أل كل مأثرة أو دم‬
‫أو مال يلدعىَ فهوُ تت قدمي هاتي‪ ،‬إل سدانُة البَيت وسقاية الاج‪ ..‬يا معشر قريش إن ال قد‬
‫أذهب عنكحم نوُة الاهلِّية وتعظيمحها بالباء‪ .‬الناس منم آْدم‪ ،‬وآْدم منم تراب‪ ،‬وتل قوُله تعال‪[ :‬يا أيها‬
‫الناس إنُا خلِّقناكم منم ذكر وأنُثىَ وجعلِّناكم شعوُدبا وقبَائل لتعارفوُا عنم أكرمكحم عند ال أتقاكم]‪ .‬ث‬
‫قال‪ :‬يا معشر قريش‪ ،‬ما ترون أن فاعل بكحم؟ قالوُا‪ :‬خديا‪ ،‬أخ كري وابنم أخ كري‪ .‬فقال‪ :‬اذهبَوُا فأنُتم‬
‫الطلِّقاء"‪.‬‬

‫‪299‬‬
‫وروىً الشيخمان عنم أب شريح العدوي أنُه صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال فيمحا خاطب به الناس يوُم الفتح‪:‬‬
‫"إن مكحة حرمها ال‪ ،‬ول يرمها أنُاس‪ ،‬ل يل لمرئ يؤمنم بال واليوُم الخر أن يسفك با ددما أو‬
‫يعضد با شجدرا‪ ،‬فإن أحد ترخص لقتال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم فيها‪ ،‬فقوُلوُا له‪ :‬إن ال أذن‬
‫لرسوُله ول يأذن لكحم‪ ،‬وإنا أذن له فيه ساعة منم نار‪ ،‬وقد عادت حرمتها اليوُم كحرمتها بالمس‪،‬‬
‫وليبَلِّغ الشاهد الغائب"‪.‬‬
‫ث إن الناس اجتمحعوُا بكحة لبَايعة رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم علِّىَ السمحع والطاعة ل ورسوُله‪ ،‬فلِّمحا‬
‫فرغ صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم منم بيعة الرجال بايع النساء‪ ،‬واجتمحع إليه نُساء منم نُساء قريش‪ ،‬فيهنم هند‬
‫بنت عتبَة متنقبَة متنكحرة لا كان منم صنيعها بمحزة رضي ال عنها‪ .‬فلِّمحا دنُوُن منه ليبَايعنه قال رسوُل ال‬
‫صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪ :‬تبَايعنن علِّىَ أن ل تشركنم بال شيدئما‪ ،‬فقالت هند‪ :‬وال إنُك لتأخذ علِّينا أمدرا ما‬
‫أخذته علِّىَ الرجال‪ ،‬وسنؤتيكحه‪ ،‬قال‪ :‬ول تسرقنم‪ .‬قالت‪ :‬وال إن كنت لصيب منم مال أب سفيان‬
‫النة والنة‪ ،‬وما أدري أكان ذلك حلد ل أم ل؟ فقال أبوُ سفيان‪ ،‬وكان شاهددا لا تقوُل‪ :‬أما ما أصبَت‬
‫فيمحا مضىَ فأنُت منه ف حل‪ .‬فقال علِّيه الصلة والسلم‪ :‬وإنُك لند بنت عتبَة؟ فقالت‪ :‬أنُا هند بنت‬
‫عتبَة‪ ،‬فاعف عمحا سلِّف عفا ال عنك‪ .‬قال‪ :‬ول تزنُي‪ ،‬قالت‪ :‬وهل تزن الرة قال‪ :‬ول تقتلِّنم أولدكنم‪،‬‬
‫قالت‪ :‬قد ربيناهم صغادرا وقتلِّتهم يوُم بدر كبَادرا‪ ،‬فأنُت وهم أعلِّم‪ .‬فضحك عمحر منم قوُلا حت‬
‫استغرب‪ .‬قال‪ :‬ول تأتي ببَهتان تفتينه بي أيديكحنم وأرجلِّكحنم‪ ،‬فقالت‪ :‬وال إن إتيان البَهتان لقبَيح‪،‬‬
‫ولبَعض التجاوزأ أمثل‪.‬‬
‫قال‪ :‬ول تعصينن ف معروف‪ .‬فقال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم لعمحر‪ :‬بايعهنم واستغفر لنم رسوُل‬
‫ال‪ ،‬فبَايعهنم عمحر‪ .‬وكان رسوُل ال ل يصافح النساء ول يإس امرأة ول تسه‪ ،‬إل امرأة أحلِّها ال له"‪.‬‬
‫وروىً البَخماري عنم عائشة رضي ال عنها‪ ،‬قالت‪" :‬كان النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يبَايع النساء‬
‫بالكحلم‪ ،‬بذه الية‪ :‬ل يشركنم بال شيدئما‪ ،‬قالت‪ :‬وما مست يد رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يد امرأة‬
‫إل امرأة يإلِّكحها"‪ .‬وروىً مسلِّم عنم عائشة بنحوُه‪.‬‬
‫"وأجارت أم هانُئ بنت أب طالب رضي ال عنها‪ ،‬يوُم الفتح‪ ،‬رجلد منم الشركي‪ ،‬وكان علِّي رضي ال‬
‫عنه يريد قتلِّه‪ ،‬قالت‪ :‬فجئمت إل النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم فوُجدته يغتسل‪ ،‬وفاطمحة بنته تسته بثوُب‪،‬‬
‫قالت‪ :‬فسلِّمحت علِّيه‪ ،‬فقال‪ :‬منم هذه؟ فقلِّت‪ :‬أم هانُئ بنت أب طالب‪ .‬فقال‪ :‬مرحبَا بأم هانُئ‪ .‬فلِّمحا‬
‫فرغ منم غسلِّه قام فصلِّىَ ثان ركعات ملِّتحدفا ف ثوُب واحد‪ ،‬ث انُصرف‪ .‬فقلِّت‪ :‬يا رسوُل ال‪ .‬زأعم‬
‫ابنم أمي علِّلي أنُه قاتل رجلد أجرته‪ ،‬فلن‪ :‬ابنم هبَية‪ ،‬فقال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪ :‬قد أجرنُا‬
‫منم أجرت يا أم هانُئ"‪.‬‬

‫‪300‬‬
‫وأما أولئمك النفر الذينم كان رسوُل ال قد هدر دمهم‪ ،‬فقد رقتل بعضهم وأسلِّم الخرون‪ :‬قتل الوُيرث‬
‫وعبَد ال بنم خطل ومقيس بنم حبَابة‪ ،‬وقتلِّت إحدىً الاريتي الغنيتي وأسلِّمحت الخرىً‪ .‬وشفع ف‬
‫عبَد ال بنم سعد بنم أب سرح وحسنم إسلمه‪ ،‬وأسلِّم عكحرمة ‪ ،‬وهبَار‪ ،‬وهند بنت عتبَة‪.‬‬
‫روىً ابنم هشام أن فضالة بنم عمحي اللِّيثي أراد قتل النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم وهوُ يطوُف بالبَيت عام‬
‫الفتح‪ ،‬فلِّمحا دنُا منه قال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪" :‬أفضالة؟ قال‪ :‬نُعم‪ :‬فضالة يا رسوُل ال‪،‬‬
‫قال‪ :‬ماذا كنت تدث به نُفسك؟ قال‪ :‬ل شيء‪ ،‬كنت أذكر ال‪ .‬فضحك النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‬
‫ث قال‪ :‬استغفر ال‪ .‬ث وضع يده علِّىَ صدره فسكحنم قلِّبَه‪ .‬فكحان فضالة يقوُل‪ :‬وال ما رفع يده عنم‬
‫ل منه"‪.‬‬
‫صدري حت ما منم خلِّق ال شيء أحب إ ل‬
‫وملر فضالة عائددا إل بيته بامرأة كان يإيل إليها ويتحدث معها‪ ،‬فقالت له‪ :‬هلِّلم إل الديث‪ ،‬فانُبَعث‬
‫يقوُل‪:‬‬
‫قالت هلِّم إل الديث فقلِّت‪ :‬ل ‪ ...‬يأب علِّلي ال والسلم‬
‫لوُ ما رأيت ممحددا وقبَيلِّه ‪ ...‬بالفتح يوُم تكحسر الصنام‬
‫لرأيت دينم ال أضحىَ بيدنا ‪ ...‬والشرك يغشىَ وجه الظلم‬
‫يييييييييي‬
‫دروس من فتح مكة‬
‫منم أعظم بشائر القرآْن الكحري‬
‫الستاذ‪ /‬حسنم ضياء الدينم عت‬
‫انمحك الرسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم وأصحابه البطال اليامي بعد الجرة ف ردع العداء الكحائدينم هنا‬
‫وهناك ف أرجاء الزيرة العربية‪ ،‬ل ريمحدون نُادرا إل أوقد العدو للِّحرب نُادرا أخرىً‪.‬‬
‫ف هذه الغمحرة جاءتم بشارة عظيمحة فريدة فوُق الذي ف حسبَانم يوُمئمذ‪ ،‬إن ال سيمحنحكحم نُصدرا‬
‫عظيدمحا وعدزا وطيددا‪ ،‬ويفتح لكحم قلِّعة الشرك الصينة؛ أم القرىً‪ ،‬مكحة الكحرمة؛ ويتهاوىً الشرك كلِّه‪..‬‬
‫ويدخل الناس معكحم ف دينم ال أفوُادجا‪ ..‬نُزلت هذه البَشارة تاطب رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‬
‫س يشهدرخرلِّوُشن ذف ذديذنم اللِّلذه أشفهيشوُادجا* فششسبَلهح ذبشهمحذد‬ ‫ذ‬
‫إمامهم وقائدهم‪) :‬إذشذا شجاء نُش ه‬
‫صرر اللِّله شوالهشفهترح * شوشرأشيه ش‬
‫ت اللنا ش‬
‫ك شواهستشيهغذفهرهر ذنُإلهر شكاشن تشيلوُادبا(‬
‫شربل ش‬
‫ذهب العلمة عبَد الرحنم بنم رجب النبَلِّي رحه ال مذهب جهوُر الفسرينم‪ ،‬إل أن سوُرة النصر نُزلت‬
‫قبَل فتح مكحة إهذ أخب ال بفتحها قبَل وقوُعه‪ .‬وجاء مستقبَل الزمان بتحقق الفتح‪ ،‬كمحا أنُبَأ ال تعال‬
‫منم قبَل وأخب‪ .‬فسوُرة النصر علِّم منم أعلم نُبَوُة سيد الرسلِّي وإلية رسالته‪.‬‬
‫لقد استدل الافظ ابنم رجب علِّىَ نُزول سوُرة النصر قبَل الفتح بدلئل أهها‪:‬‬

‫‪301‬‬
‫‪ (1‬ظاهر النص القرآْن‪ ،‬فقد دلت اللِّغة العربية علِّىَ أن "إذا" ظرف لا يستقبَل منم الزمان‪ .‬وعلوُشل علِّىَ‬
‫هذا بعض أئمحة اللِّغة كالزمشري ف كشافه‪.‬‬
‫‪ (2‬روىً النسائي منم طريق هلل بنم خبَاب عنم عكحرمة عنم ابنم عبَاس رضي ال عنهمحا قال‪" :‬لا‬
‫ت لرسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه‬ ‫نُزلت‪[ :‬إذا جاء نُصر ال والفتح] إل آْخر السوُرة‪ ،‬قال ابنم عبَاس‪ :‬نُيرهعيش ه‬
‫وسلِّم نُفسه حي أنُرزلت‪ ،‬فأخذ ف أشد ما كان اجتهاددا ف أمر الخرة"‪.‬‬
‫وقال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم بعد ذلك‪" :‬جاء الفتح‪ ،‬وجاء نُصر ال‪ ،‬وجاء أهل اليمحنم" فقال‬
‫رجل‪ :‬يا رسوُل ال ‪ ،‬وما أهل اليمحنم"‪ ،‬قال‪) :‬قوُم رقيقة قلِّوُبم‪ ،‬لينة قلِّوُبم‪ ،‬اليإان يإان‪ ،‬والكحمحة‬
‫يإانُية‪ ،‬والفقه يإان"‪.‬‬
‫أقوُل‪ :‬إن القصوُد بي "أهل اليمحنم" ف الديث هم الشعريوُن‪ ،‬فإنم طلِّيعة وفوُد اليمحنم‪ ،‬قدموُا علِّىَ النب‬
‫صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم سنة سبَع للِّهجرة عند فتح خيب‪ ،‬ويدلك ذلك علِّىَ نُزول سوُرة النصر قبَل فتح‬
‫مكحة‪ .‬وهوُ قوُل المحهوُر‪ ،‬وإليه ذهب المام ابنم رجب رحة ال علِّيه‪.‬‬
‫تكحشف لك الدراسة العلِّمحية أن هذه السوُرة اللِّيلِّة علِّم ساطع منم أعلم نُبَوُة سيد الرسلِّي صلِّىَ ال‬
‫علِّيه وسلِّم وبرهان باهر علِّىَ إلية رسالته‪ ،‬فقد أخب ال سبَحانُه وتعال فيها عنم سقوُط معقل الشرك‬
‫ف الستقبَل القريب‪ ،‬لتقلر عي الرسوُل الكحري صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم بتطهي مكحة منم دنُس الشرك‬
‫والوُثنية‪ ،‬قبَل أن يلِّحق بالرفيق العلِّىَ‪ ،‬تبَاركت أساؤه وتعالت صفاته‪.‬‬
‫قال المام اللِّيل عبَد الرحنم بنم رجب النبَلِّي ف قوُله تعال‪[ :‬إذا جاء نُصر ال والفتح]‪" :‬أما )نُصر‬
‫ب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم العرب كلِّهم‪ ،‬واستوُل علِّيهم منم‬ ‫ال(‪ :‬فهوُ معوُنُته علِّىَ العداء‪ ،‬حت شغلِّش ش‬
‫قريش وهوُازأن وغيهم"‪ .‬وقال المام اللوُسي ف قوُله تعال‪) :‬إذا جاء(‪" :‬الراد باليء الصوُل"‪.‬‬
‫وف قوُله تعال )نُصر ال(‪" :‬أي إعانُته تعال وإظهاره إياك )يا رسوُل ال( علِّىَ عدوك"‪.‬‬
‫وقال المام أبوُ السعوُد العمحادي‪" :‬والتعبَي عنم حصوُل النصر والفتح باليء‪ ،‬لليذان بأنمحا متوُجهان‬
‫نوُه علِّيه السلم‪ ،‬وأنمحا علِّىَ جناح الوُصوُل إليه عنم قريب"‪.‬‬
‫وذكر القاضي البَيضاوي نوُ ذلك وزأاد علِّيه قوُله‪" :‬وقد قرب النصر منم وقته فكحهنم متقدبَا لوُروده‪،‬‬
‫مستعددا لشكحره"‪.‬‬
‫ذهب المام ابنم رجب النبَلِّي مذهب جهوُر الفسرينم وفيهم ابنم عبَاس وغيه إل أن الراد بالفتح‪:‬‬
‫"هوُ فتح مكحة بصوُصها"‪ .‬ث قال‪" :‬قال ابنم عبَاس وغيه‪ ،‬لن العرب كانُت تنتظر بإسلمها ظهوُر‬
‫النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم علِّىَ مكحة"‪ .‬وف صحيح البَخماري عنم عمحرو بنم سلِّمحة قال‪" :‬وكانُت العرب‬
‫تلِّشلوُم ]أي تنتظر[ بإسلمهم الفتح‪ ،‬فيقوُلوُن‪ :‬اتركوُه وقوُمه‪ ،‬فإنُه إن ظهر علِّيهم فهوُ نُب صادق‪ .‬فلِّمحا‬
‫كانُت وقعة أهل الفتح بادر كل قوُم بإسلمهم‪ ،‬وبدر أب قوُمي بإسلمه‪ ،‬فلِّمحا قدم قال‪ :‬جئمتكحم وال‬
‫منم عند النب حقا‪ "..‬الديث‪.‬‬

‫‪302‬‬
‫وقد استدل العلمة ابنم كثي بفتح مكحة علِّىَ نُبَوُة سيد الرسلِّي وساق استدلله تهيددا لديث عمحرو بنم‬
‫سلِّمحة الذي أوردنُاه آْنُدفا‪.‬‬
‫وعنم السنم قال‪" :‬لا فتح رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم مكحة؛ قالت العراب‪ :‬أما إهذ ظفر بأهل‬
‫مكحة؛ وقد أجارهم ال منم أصحاب الفيل؛ فلِّيس لكحم به يدان‪ .‬فدخلِّوُا ف دينم ال أفوُاجا"‪.‬‬
‫الق أن فتح مكحة علِّم منم أعلم نُبَوُته صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪ ،‬فإن ال تعال حىَ بيته منم أهل الضللة‬
‫والبَغي‪ ،‬وهم أصحاب الفيل‪ .‬بينمحا فتح أبوُابا وذلل وعرها‪ ،‬وأخضع أعناق جبَابرتا وصناديدها لسيد‬
‫الرسلِّي حبَيبَه ممحد صلِّىَ ال علِّيه وعلِّىَ آْله وأصحابه أجعي‪.‬‬
‫قال المام عمحاد الدينم إساعيل بنم كثي‪" :‬والراد بالفتح هنا فتح مكحة قوُلد واحددا" وتدل علِّيه أحاديث‬
‫كثية‪ ،‬وإذا أطلِّق لفظ "الفتح" فالراد به فتح مكحة الكحرمة‪ ،‬وقد ورد هذا ف القرآْن العظيم‪ .‬قال ال‬
‫تعال‪:‬‬
‫ض شل يشهستشذوُي ذمنركحم لمهنم أشنُشفشق ذمنم قشيهبَذل‬ ‫ث اللسمحاوا ذ‬ ‫ذ ذ ذ ذ ذذ ذ‬
‫ت شواهلشهر ذ‬ ‫)شوشما لشركحهم أشلل رتنفرقوُا ف شسبَيذل اللِّله شوللِّله مشيا ر ش ش‬
‫ك أشهعظشرم شدشرشجةد لمشنم الذذيشنم أشنُشفرقوُا ذمنم بشيهعرد شوشقاتشيلِّروُا شوركيل شوشعشد اللِّلهر اهلرهسشن شواللِّلهر ذ شبا تشيهعشمحرلِّوُشن‬ ‫الهشفهتذح شوشقاتششل أرهولشئمذ ش‬
‫شخذبَي( ]الديد[‬
‫سيد الرسلِّي يوُم الفتح العظم‬
‫كشف ال تعال ما يكحوُن بعد الفتح منم شأن سيد الرسلِّي‪ ،‬وهوُ شأن إخوُانُه الرسلِّي قبَلِّه‪ .‬فإنُك ل‬
‫تد ف تاريخ أحد منهم‪ ،‬قبَل النصر ول بعده‪ ،‬بعض ما تده ف زأعمحاء الضللة منم طغيان وتكحب وتب‬
‫وتطاول وظلِّم وإذلل للِّناس‪ ..‬فهذه سوُرة النصر رتب النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم بفتح مكحة وتوُجه قلِّبَه‬
‫إل جانُب عظيم منم جوُانُب الصلِّة بال تبَارك وتعال ]فسبَح بمحد ربك واستغفره إنُه كان توُابا[‪.‬‬
‫وفتح ال علِّىَ رسوُله المي وأصحابه اليامي أعت قلع الشرك ف الزيرة العربية فدخل مكحة ظافدرا؛‬
‫بيش عظيم منيع منم أصحابه‪ ،‬ل يتمحع منم أبناء الزيرة العربية نُظيه قط‪ ،‬وذلك ف أواخر شهر‬
‫رمضان البَارك ف السنة الثامنة منم الجرة‪ ،‬دخلِّها خاشدعا ل متوُاضدعا‪ ،‬ذاكدرا عابددا‪ ،‬يقرأ سوُرة الفتح‬
‫علِّىَ نُاقته‪ .‬روىً البَخماري ف صحيحه عنم معاوية بنم رقرةل قال‪" :‬سعت عبَد ال بنم رمغلفل يقوُل‪ :‬رأيت‬
‫رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يوُم فتح مكحة علِّىَ نُاقته وهوُ يقرأ سوُرة الفتح‪ ،‬ريرجرع‪ .‬وقال ]أي معاوية‬
‫بنم رقرة[‪ :‬لوُل أن يتمحع الناس حوُل لرجعت كمحا رجع"‪.‬‬
‫"التجيع"‪ :‬ترديد القارئ الرف ف اللِّق‪ .‬يفيدك هذا التعبَي أن الرسوُل صلِّىَ ال علِّيه سلِّم ف هذا‬
‫النصر العظيم كان يإعنم ف تلوة ألفاظ هذه السوُرة وف التفكحي بعانُيها اعتادفا بفضل ال علِّيه‪ .‬أجل‬
‫دخل رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم مكحة الكحرمة علِّىَ مشهد منم جع عظيم‪ ،‬وقد كاد له الذينم‬
‫نُاصبَوُا دعوُته العداء حت أخرجوُه منم بلِّده‪ ،‬لكحنه ل يدخلِّها مزهدوُا متادل‪ .‬إنا دخلِّها خاضدعا متوُاضدعا‬
‫ل خي الناصرينم‪ ،‬وذلك ف شهر رمضان البَارك ف السنة الثامنة منم الجرة‪.‬‬

‫‪303‬‬
‫روىً المام الاكم وأبوُ يعلِّىَ عنم أنُس رضي ال عنه قال‪" :‬لا دخل رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‬
‫مكحة يوُم الفتح‪ ،‬استشرفه الناس‪ ،‬فوُضع رأسه علِّىَ رحلِّه متخمشدعا"‪.‬‬
‫وف رواية البَيهقي عنم أنُس قال‪" :‬دخل رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم مكحة يوُم الفتح وذقنه علِّىَ‬
‫راحلِّته متخمشدعا"‪.‬‬
‫وأفادت رواية الوُاقدي عنم أب هريرة أن رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم توُسط الناس علِّىَ هذه الال‪..‬‬
‫"توُاضدعا ل تعال حي رأىً ما رأىً منم فتح ال وكثرة السلِّمحي‪ ،‬ث قال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ‪ :‬اللِّهم ل‬
‫عيش إل عيش الخرة"‪.‬‬
‫لقد رتب ال علِّىَ الفتح والنصر أمدرا جلِّيلد عظيدمحا‪] :‬فسبَح بمحد ربك واستغفره‪[ .‬فإن الصلِّة بالق‬
‫تبَاركت أساؤه وتعالت صفاته ل يوُزأ أن تكحوُن قاصرة علِّىَ أيام الشدة‪ ،‬إذ يفتقر العبَد إل موُله‪،‬‬
‫فيناديه منم أعمحاقه رباه!ا رباه!ا وهوُ ف أملر حالت الفتقار وأشلد حالت الظلم‪ ،‬ولكحنم الصلِّة الوُاجبَة‬
‫بي العبَد وربه صلِّة دائمحة ل تنقضي ول تنقطع مدىً الياة‪ ،‬مهمحا أمد ال له ف النعم‪ ،‬وأزأجىَ له منم‬
‫العز والنصر والسؤدد‪.‬‬
‫كانُت العرب تنتظر نُتيجة الصراع بي الصطفىَ "صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم" وبي قلِّعة الشرك والوُثنية‪ .‬دخل‬
‫الرسوُل الكحري مكحة ظافدرا متنصدرا‪ ..‬ودانُت له الرقاب‪ ..‬لكحنه دخلِّها متذللد ل رب العالي‪ .‬فلِّيس ف‬
‫النصر إغراء يوُله عنم طريقته الفضلِّىَ‪!..‬ا!ا ول ما يستدعي أن يقتف شيدئما منم جرائم البَارينم‪ ،‬زأعمحاء‬
‫الغرور والطغيان‪ ،‬منم سفك دماء العزل منم السلح‪ ،‬وهتك أعراض الرائر السالات‪ ،‬وسلِّب الموُال‬
‫وتريب الديار وانُتهاك حرمات ال‪ ،‬وإهانُة الشرفاء والفضلء‪ ،‬وإذلل الناس وكبَت حرياتم‪ ،‬وملء‬
‫السجوُن بمحوُع النبَغاء والكحرماء والفضلِّيات الشريفات!ا!ا‪.‬‬
‫إن للِّجبَابرة الطغاة شاكلِّة شهية ملت التاريخ الغابر والعاصر نُكحبَات ومآسي وفوُاجع‪ ..‬ولقد أماطت‬
‫الحداث اللِّثام عنم طغاة استلِّبَوُا زأعامات ف الاضي والاضر فعاثوُا ف أقوُامهم فسادا‪!..‬ا!ا وعنم طغاة‬
‫بغوُا ف الرض‪ ،‬ظلِّدمحا وعدوادنُا‪ ،‬تبا وغرورا‪ ،‬فاقتفوُا منم فظائع الرائم ما تذهل له العقوُل‪!..‬ا!ا ول تغيب‬
‫عنم بالك مازأر اليهوُد وأذنُابم ف فلِّسطي ولبَنان‪ ،‬ول مازأر الندوس والوُثنيي ف مسلِّمحي الند‪ ،‬ومثل‬
‫ذلك ف أفريقيا‪ .‬وغي ذلك كثي ف عصرنُا‪ .‬طغيان وسفك دماء‪ ..‬وانُتهاك أعراض‪ ..‬وسلِّب أموُال‪..‬‬
‫ت إذلن الهرمحرلِّوُشك إذشذا شدشخلِّروُا‬
‫وتريب ديار‪ ..‬ذاكم صنيع البَارينم‪ ،‬كمحا أخب ال عنهم‪ ،‬قال تعال‪ َ{ :‬شقالش ه‬
‫ذ‬ ‫ذ ذ‬
‫قشيهريشةد أشفهشسردوشها شوشجشعلِّروُا أشذعلزةش أشههلِّشها أشذلةد شوشكشذل ش‬
‫ك يشيهفشعرلِّوُشن ]سوُرة النمحل[‪.‬‬
‫أما ننم معشر أتبَاع ممحد صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم فلِّنا شاكلِّة أخرىً وطريقة مثلِّىَ‪ ،‬رسها الق تبَارك‬
‫وتعال‪ ،‬وها أنُت تشهدها ف دخوُل رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم مكحة ف أعظم نُصر‪ ،‬وقد طأطأ‬
‫رأسه‪ ..‬خاشدعا مبَدتا متذللد ل واهب النصر رب العالي [وما النصر إل منم عند ال إن ال عزيز‬
‫حكحيم] ]سوُرة النُفال‪ [10:‬إن ذلك التوُاضع الم والدب الكحامل والتذلل والستكحانُة بي يدي الق‬

‫‪304‬‬
‫ي أشذعلزتة‬ ‫ذذ‬ ‫ذت‬
‫جبَار السمحوُات والرض‪ ،‬لنا طريقة التعامل مع عبَاد ال‪ ،‬كل حسب حالة )أشذلة شعشلِّىَ الهرمحهؤمن ش‬
‫شعشلِّىَ الهشكحافذذريشنم ( ]سوُرة الائدة‪.[54 :‬‬
‫لقد آْذت قريش رسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم وأصحابه أذىً مريدرا‪ ،‬فصب علِّيهم ثلث عشرة سنة بعد‬
‫البَعثة ث هاجر مضطدرا منم مكحة إل الدينة‪.‬‬
‫واستمحرت الصاولة بينه وبينهم بعد الجرة ثان سني حت أظفره ال علِّيهم إهذ داههم الرسوُل صلِّىَ ال‬
‫علِّيه وسلِّم ف عقر دارهم‪ .‬وسبَق إليه أبوُ سفيان‪ ،‬الذي جلِّب الحزاب لربه وتسبَب وزأوجته بوُاسطة‬
‫وحشي ف قتل عمحه حزة والتمحثيل به‪ ،‬فلطفه الرسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ودعاه للسلم‪ ..‬فقال‪:‬‬
‫ويك يا أبا سفيان‪ ..‬أل يأذن لك أن تعلِّم وتشهد أن ل إله إل ال!ا؟ فقال‪ :‬بأب أنُت وأمي ما أحلِّمحك‬
‫وأوصلِّك وأكرمك!ا!ا ث جعل الرسوُل له مكحرمة خاصة لدىً اقتحام السلِّمحي مكحة‪ ،‬فجعل المان لنم‬
‫دخل داره فقال‪) :‬منم دخل دار أب سفيان فهوُ آْمنم(‪ .‬واجتمحع الذينم حاربوُا ال ورسوُله يستمحعوُن إل‬
‫الكحم فيهم‪ ،‬وهم يظنوُن أن الرسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم لنم يتوُان عنم استئمصال شأفتهم وإبادة‬
‫خضرائهم‪ ،‬فقال‪ :‬ما تقوُلوُن أن فاعل بكحم!ا!ا( فقالوُا‪ :‬أةخ كري وابنم أخ كري‪ .‬فقال‪ :‬أقوُل كمحا قال‬
‫ذذ‬ ‫ذ‬
‫ي( ]سوُرة يوُسف‪.[92 :‬‬ ‫ب شعلِّشهيركحرم اهليشيهوُشم يشيهغفرر اللِّلهر لشركحهم شورهشوُ أشهرشحرم اللراح ش‬
‫أخي يوُسف (شقاشل لش تشيثهيشري ش‬
‫وضح لك منم ذلك كلِّه تفوُق رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه سلِّم علِّىَ الناس أجعي بسعة الصدر‪ ،‬ولي‬
‫العريكحة‪ ،‬وكرم العشرة‪ ،‬وكظم الغيظ والعفوُ عنم الناس بل هوُ صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يفوُقهم ف جيع‬
‫ماسنم الخلق‪ ..‬حت ررحب صدره لجلف الاهلِّية؛ وهم منم أغلِّظ البَشر طبَدعا وأقساهم معاملِّة‪.‬‬
‫وإن عظيم عفوُه هذا يكحشف عنم تأهيل ال سيدنُا ممحددا لقام الرسالة العظمحىَ‪ ،‬وهوُ منم أعلم نُبَوُته‬
‫الساطعة البَاهرة صلِّىَ ال علِّيه سلِّم‬
‫يييييييييي‬
‫معركة البويب ‪-‬وقعت في السنة الثالثة عشر من الهجرة‪.‬‬
‫قال ابنم كثي رحه ال ف "البَداية والنهاية" )‪ :(30 / 7‬وكانُت هذه الوُاقعة بالعراق نُظي اليموُك‬
‫بالشام‪ ،‬فقد بعث أمراء النفوُس جيدشا لم بقيادة مهران واكتمحل صف السلِّمحي تت إمرة الثن بنم‬
‫حارثة‪ ،‬فتوُافوُهم وإياهم بكحان يقال له "البَوُيب" قريب منم مكحان الكحوُفة اليوُم وبينهمحا الفرات قالوُا‪ :‬إما‬
‫أن تعبوا إلينا‪ ،‬أو نُعب إليكحم‪ ،‬فقال السلِّمحوُن‪ :‬بل اعبوا إلينا فعبت الفرس إليهم فتوُافقوُا‪ ،‬وذلك ف‬
‫شهر رمضان‪ .‬فعزم الثن علِّىَ السلِّمحي ف الفطر فأفطروا عنم آْخرهم ليكحوُن أقوُىً لم‪ ،‬وعبَأ اليش‬
‫وجعل يإر علِّىَ كل راية منم رايات المراء علِّىَ القبَائل ويعظهم ويثهم علِّىَ الهاد والصب والصمحت‪،‬‬
‫وف القوُم جرير بنم عبَد ال البَجلِّي ف بيلِّة وجاعة منم سادات السلِّمحي‪ .‬وقال الثن لم‪ :‬إن مكحب‬
‫ثلث تكحبَيات فتهيأوا‪ ،‬فإذا كبت الرابعة فاحلِّوُا‪ .‬فقابلِّوُا قوُله بالسمحع والطاعة والقبَوُل‪ ،‬فلِّمحا كب أول‬
‫تكحبَية عاجلِّتهم الفرس فحمحلِّوُا حت غالقوُهم‪ .‬واقتتلِّوُا قتالد شديددا‪ ،‬ورأىً الثن ف بعض صفوُفه خلِّلد‬

‫‪305‬‬
‫فبَعث إليهم رجلد يقوُل‪ :‬المي يقرأ علِّيكحم السلم‪ ،‬ويقوُل لكحم ‪ :‬ل تفضحوُا العرب اليوُم فاعتدلوُا‪.‬‬
‫فلِّمحا رأىً ذلك منهم ي وهوُ بنوُ عجل ي أعجبَه وضحك وبعث إليهم يقوُل‪ :‬يا معشر السلِّمحي عاداتكحم‪،‬‬
‫انُصروا ال ينصركم‪ ،‬وجعل الثن والسلِّمحوُن يدعوُن ال بالظفر والنصر‪ .‬فلِّمحا طالت مدة الرب جع‬
‫الثن جاعة منم أصحابه البطال يمحوُن ظهره‪ ،‬وحل علِّىَ مهران فأزأاله عنم موُضعه حت دخل اليمحنة‪.‬‬
‫قال ممحد بنم إسحاق‪ :‬وحل النذر بنم حسان بنم ضرار الضب علِّىَ مهران قائد الفرس فطعنه واحتز‬
‫ل‪ ،‬وسبَق الثن‬ ‫رأسه جرير بنم عبَد ال البَجلِّي‪ ،‬وهربت الوُس وركب السلِّمحوُن أكتافهم يفصلِّوُنم فص د‬
‫بنم حارثة إل السر فوُقف علِّيه ليمحنع الفرس منم الوُازأ علِّيه ليتمحكحنم منهم السلِّمحوُن‪ .‬فركبَوُا أكتافهم‬
‫بقية ذلك اليوُم وتلِّك اللِّيلِّة‪ ،‬ومنم بعد إل اللِّيل فيقال‪ :‬أنُه قتل منهم يوُمئمذ وغرق قريب منم مائة ألف‬
‫ول المحد والنة وغنم السلِّمحوُن مالد جزيلد وطعادما كثديا‪ ،‬وبعثوُا بالبَشارة والخاس إل عمحر بنم‬
‫ضا‪ ،‬وذلت لذه‬ ‫الطاب ي رضي ال عنه ي وقد قتل منم سادات السلِّمحي ف هذا اليوُم بشر كثي أي د‬
‫الوُقعة رقاب الفرس‪ ،‬وتكحنم الصحابة منم الغارات ف بلدهم فيمحا بي الفرات ودجلِّة فغنمحوُا شيدئما‬
‫عظيدمحا ل يإكحنم حصره‬
‫يييييييييي‬
‫وفاة خإالد بن الوليد‬
‫هوُ خالد بنم الوُليد منم أجلل الصحابة وأبرعهم وأشجعهم‪ ،‬وهوُ سيف ال السلِّوُل ل يقهر ف جاهلِّية‬
‫ول إسلم‪.‬‬
‫وأبوُه هوُ الوُليد بنم الغية سيد قريش ف عصره‪.‬‬
‫وأمه لبَابة بنت الارث أخت ميمحوُنُة بنت الارث أم الؤمني‪ ،‬وقد أسلِّم رضي ال عنه بعد الديبَية ف‬
‫العام الثامنم الجري‪ ،‬وشهد مؤتة‪ ،‬وانُتهت إليه المارة يوُمئمذ منم غي إمرة‪ ،‬فقاتل يوُمئمذ قتالد شديددا ل‬
‫ير مثلِّه‪ ،‬وقد قال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪" :‬أخذ الراية زأيد فأصيب‪ ،‬ث أخذها جعفر فأصيب‪،‬‬
‫ث أخذها عبَد ال بنم رواحه فأصيب‪ ،‬ث أخذها سيف منم سيوُف ال ففتح ال علِّىَ يديه"‪ ،‬ومنم يوُمئمذ‬
‫رسي "سيف ال"‪ ،‬وشهد خيب وحنيدنا‪ ،‬وفتح مكحة وأبلِّىَ بلءد حسدنا‪.‬‬
‫وبعثه رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم إل العزىً‪ ،‬وكانُت لوُازأن فكحسر قمحتها أولد ث دعثرها وجعل‬
‫يقوُل‪ :‬يا عزىً كفرانُك ل سبَحانُك إن رأيت ال قد أهانُك ث حرقها‪.‬‬
‫وقد استعمحلِّه أبوُ بكحر الصديق رضي ال عنه علِّىَ قتال أهل الردة ‪ ،‬ولا ألمره الصديق قال‪ :‬سعت رسوُل‬
‫ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يقوُل‪" :‬فنعم عبَد ال وأخوُ العشية خالد بنم الوُليد‪ ،‬خالد بنم الوُليد سيف منم‬
‫سيوُف ال" رواه المام أحد ف مسنده‪.‬‬

‫‪306‬‬
‫وله آْثار مشهوُرة ف قتال الروم بالشام والفرس بالعراق‪ ،‬وافتتح دمشق‪ ،‬وقد روي له عنم رسوُل ال صلِّىَ‬
‫ال علِّيه وسلِّم ثانُية عشر حديدثا‪ .‬وقد ثبَت عنه ف صحيح البَخماري أنُه قال‪ :‬لقد انُدق ف يدي يوُم‬
‫مؤتة تسعة أسياف‪ ،‬فمحا ثبَت ف يدي إل صفيحة يإانُية‪.‬‬
‫ولا حضرته رضي ال عنه الوُفاة قال‪" :‬لقد شهدت مائة زأحف أو نوُها وما ف بدن موُضع شب إل‬
‫وفيه ضربة أو طعنة أو رمية‪ ،‬وها أنُا أموُت علِّىَ فراشي‪ ،‬فل نُامت أعي البَناء وما ل منم عمحل أرجىَ‬
‫منم ل إله إل ال وأنُا متتس با"‪.‬‬
‫وتوُف ف خلفة عمحر بنم الطاب رضي ال عنه وحزن علِّيه عمحر والسلِّمحوُن حزدنُا شديددا‪ ،‬وقد جعل‬
‫رضي ال عنه سلحه وفرسه ف سبَيل ال‪.‬‬
‫وقد توُف ف ‪ 18‬رمضان سنة ‪21‬هي‪ ،‬وصلِّىَ علِّيه عمحر بنم الطاب‪ ،‬ودفنم بوُار حص‪.‬‬
‫رضي ال تعال عنه وأرضاه‬
‫يييييييييي‬
‫وفاة عمرو بن العاصا‬
‫وكانُت ف رمضان سنة ‪43‬هي‪.‬‬
‫أسلِّم عمحرو بنم العاصا بعد تفكحي طوُيل وتدبر كبَي‪،‬وقد قال الرسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم عنه‪" :‬أسلِّم‬
‫الناس وآْمنم عمحرو بنم العاصا" ]رواه المام أحد والتمذي[‪.‬‬
‫" اللِّهم أمرتنا فعصينا ‪.. ...‬‬
‫"ونيتنا فمحا انُتهينا ‪ ...‬ول يسعنا إل عفوُك يا أرحم الراحي"‬
‫بذا الدعاء الضارع الراجي ولدع عمحرو بنم العاصا الياة واستقبَل الوُت‪.‬‬
‫وقصة حياة عمحرو بنم العاصا غنية حافلِّة‪ ،‬كسب خللا للسلم قطرينم كبَيينم منم أقطار العمحوُرة ها‪:‬‬
‫"فلِّسطي" و "مصر"‪.‬‬
‫تبَدأ هذه القصة قبَل الجرة بنحوُ نُصف قرن منم الزمان حيث ولد عمحرو بنم العاصا رضي ال عنه‬
‫وتنتهي ف سنة ثلث وأربعي بعد الجرة حيث وافاه اليقي‪.‬‬
‫أما أبوُه فهوُ "العاصا بنم وائل" أحد حكحام العرب ف الاهلِّية وسيد منم ساداتم الرموُقي‪ ،‬وأما أمه فلِّم‬
‫تكحنم كذلك‪.‬‬
‫شرح ال صدره للسلم ف السنة الثامنة للِّهجرة فقدم علِّىَ النب فبَسط الرسوُل الكحري صلِّىَ ال علِّيه‬
‫وسلِّم يده لعمحرو فقبَض عمحرو يده عنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ‪.‬‬
‫فقال له الرسوُل علِّيه الصلة والسلم‪" :‬ما لك يا عمحرو"؟!ا‬
‫فقال‪ :‬أبايعك علِّىَ أن ريغفر ل ما تقدم منم ذنُب‪.‬‬
‫فقال النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ‪" :‬إن السلم والجرة يبَان ما قبَلِّهمحا"‬

‫‪307‬‬
‫فبَايعه عند ذلك‪ ،‬ولكحنم هذه الادثة تركت أثرها ف نُفس عمحرو بنم العاصا‪ ،‬فكحان يقوُل‪" :‬وال ما‬
‫ن منم الرسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ول تلِّيت منم النظر إل وجهه حت لق بربه‪.‬‬ ‫ت عي ل‬
‫مل ر‬
‫ولقد ألمره رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم علِّىَ جيش السلِّمحي ف غزوة "ذات السلسل" علِّىَ الرغم‬
‫منم كان ف اليش منم الهاجرينم والنُصار لا لسه فيه منم طاقات فذة‪ .‬وأبلِّىَ رضي ال عنه ف حروب‬
‫الردة أعظم البَلء‪.‬‬
‫وبعد ذلك استعان الفاروق عمحر بقدرات عمحرو وخباته ووضعها ف خدمة السلم والسلِّمحي‪ ،‬ففتح ال‬
‫علِّىَ يديه سوُاحل "فلِّسطي" وآْلت "القدس" إل السلِّمحي ف السنة الامسة عشرة منم الجرة‪ ،‬وكان‬
‫الفاروق إذا رذكر أمامه حصار "بيت القدس" وما أبدىً فيه عمحرو بنم العاصا منم براعة يقوُل‪:‬‬
‫لقد رمينا "أرطبَوُن الروم" "بأرطبَوُن العرب"‬
‫ث توُج عمحرو بنم العاصا انُتصاراته الكحبىً بفتح "مصر"‬
‫وبذلك فتح أمام جيوُش السلِّمحي أبوُاب إفريقيا وبلد الغرب وإسبَانُيا" وكان عمحرو بنم العاصا منم‬
‫أحسنم الناس بيادنُا وأنُصحهم لسادنُا‪:‬‬
‫ومنم بلِّيغ كلمه رضي ال عنه ‪ :‬قوُله‪ :‬الرجال ثلثة‪:‬‬
‫رجل تام‪ ،‬ونُصف رجل‪ ،‬ول شيء‪.‬‬
‫أما الرجل التام فهوُ الذي كمحل دينه وعقلِّه ‪..‬‬
‫فإذا أراد أن يقضي أمدرا استشار أهل الرأي فل يزال موُفدقا‪.‬‬
‫وأما نُصف الرجل فهوُ الذي ريكحمحل ال له دينه وعقلِّه ‪..‬‬
‫فإذا أراد أن يقضي أمدرا ل يستشر فيه أحددا‪ ،‬وقال‪ :‬أي الناس أتبَعه وأترك رأيي لرأيه؟ فيصيب ويطئ‪.‬‬
‫وأما الذي ل شيء فهوُ منم ل دينم له ول عقل‪ ،‬فل يزال مطدئما مدبدرا‪..‬‬
‫وال إن لستشي ف المر حت خدمي‪.‬‬
‫ولا مرض رضي ال عنه مرض الوُت‪ ،‬وأحس بدنُوُ الجل غلِّبَته الشعبة‪ ،‬وقال لبنه‪ :‬كنت علِّىَ ثلث‬
‫حالت عرفت نُفسي فيها‪،‬‬
‫كنت أول شيء كافدرا‪ ،‬فلِّوُ مت حينئمذ لوُجبَت ل النار‪.‬‬
‫فلِّمحا بايعت الرسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم كنت أشد الناس حياء منه حت إن ما ملت عين منه قط‪،‬‬
‫فلِّوُ مت حينئمذ لقال الناس‪ :‬هنيدئما لعمحرو أسلِّم علِّىَ خي ومات علِّىَ خي‪..‬‬
‫ت بعد ذلك بأشياء فل أدري أعلِّلي أم ل؟‬ ‫ث تلِّبَس ر‬
‫ث أدار وجهه إل الدار وهوُ يقوُل‪:‬‬
‫اللِّهم أمرتنا فعصينا ‪ ...‬ونيتنا فمحا انُتهينا‬
‫ول يسعنا إل عفوُك يا أرحم الراحي‪.‬‬

‫‪308‬‬
‫ث وضع يده ف موُضع الغلل منم عنقه ورفع طرفه إل السمحاء وقال‪:‬‬
‫ي فأنُتصر ‪ ...‬ول بريء فأعتذر‬
‫اللِّهم ل قوُ ق‬
‫وما أنُا بستكحب ‪ ...‬وإنا مستغفر‪ ،‬فاغفر ل يا غفار‬
‫ول يزل يرددها حت فاضت روحه‪.‬‬
‫رضي ال تعال عنه وأرضاه‬
‫يييييييييي‬
‫بعث علي بن أبي طالب وخإالد بن الوليد إلى اليمن‬
‫بعث رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم علِّي بنم أب طالب وخالد بنم الوُليد إل اليمحنم ف رمضان سنة ‪10‬‬
‫هجرية‪.‬‬
‫قال الافظ البَيهقي فيمحا رواه عنم أب إسحاق عنم الباء‪ :‬أن رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم بعث خالد‬
‫بنم الوُليد إل أهل اليمحنم يدعوُهم إل السلم‪ .‬قال الباء‪ :‬فكحنت فيمحنم خرج مع خالد بنم الوُليد‪ ،‬فأقمحنا‬
‫ستة أشهر يدعوُهم إل السلم فلِّم ييبَوُه‪ ،‬ث إن رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه سلِّم بعث علِّي بنم أب‬
‫طالب وأمره أن يقفلي يعوُد خالددا إل رجلد كان منم مع خالد فإن أحب أن يعقبَأي يبَقىَ مع علِّي‬
‫فلِّيعقب معه‪ .‬قال الباء‪ :‬فكحنت فيمحنم عقب مع علِّي‪ ،‬فلِّمحا دنُوُنُا منم القوُم خرجوُا إلينا ث تقدم فصلِّىَ‬
‫بنا علِّي ث صفنا صدفا واحددا ث تقدم بي أيدينا‪ ،‬وقرأ علِّيهم كتاب رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‬
‫فأسلِّمحت هدان جيدعا‪ ،‬فكحتب علِّي إل رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم بإسلمهم‪ ،‬فلِّمحا قرأ رسوُل ال‬
‫صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم الكحتاب خر ساجددا ث رفع رأسه فقال‪" :‬السلم علِّىَ هدان‪ ،‬السلم علِّىَ هدان"‪.‬‬
‫قال البَيهقي‪ :‬رواه البَخماري متصدرا منم وجه آْخر‪.‬‬
‫وروىً ابنم ماجه والمام أحد‪ :‬حدثنا أسوُد بنم عامر‪ ،‬حدثنا شريك عنم ساك عنم حنش عنم علِّي كرم‬
‫ال وجهه قال‪ :‬بعثن رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم إل اليمحنم قال‪ :‬فقلِّت‪ :‬يا رسوُل ال‪ ،‬تبَعثن إل‬
‫قوُم أشد من وأنُا حدث ل أبصر القضاء‪ .‬قال فوُضع يده علِّىَ صدري وقال‪" :‬اللِّهم ثلبَت لسانُه‪ ،‬واهذد‬
‫قلِّبَه‪ ،‬يا علِّلي إذا جلِّس إليك الصمحان فل تقض بينهمحا حت تسمحع منم الخر ما سعت منم الول‪،‬‬
‫فإنُك إذا فعلِّت ذلك تبَي لك" قال‪ :‬فمحا اختلِّف علِّلي قضاء بعد‪ ،‬أو ما أشكحل علِّلي قضاء بعد‬
‫يييييييييي‬
‫وفاة فاطمة رضي ال عنها‬
‫توُفيت السيدة فاطمحة ف الثالث منم رمضان سنة ‪ 11‬هي ‪ ،‬وهي بنت رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‬
‫وأمها خدية بنت خوُيلِّد ولدتا وقريش تبَن البَيت قبَل النبَوُة بمحس سني وهي أصغر بناته صلِّىَ ال‬
‫علِّيه وسلِّم وتزوجها علِّي بنم أب طالب رضي ال عنه‪ ،‬ف السنة الثانُية منم الجرة ف رمضان وبن با ف‬
‫ذي الجة‪ ،‬وولدت له السنم والسي وزأينب وأم كلِّثوُم ومسدنا ومات صغديا‪.‬‬

‫‪309‬‬
‫وكانُت لا مكحانُة عظيمحة عند رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم وكان يناديها بأم أبيها لا كان فيها منم‬
‫النان والب لرسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪.‬‬
‫وعنم حياتا قال عامر الشعب‪ :‬قال علِّي بنم أب طالب رضي ال عنه‪ :‬لقد تزوجت فاطمحة ومال ولا‬
‫فراش غي جلِّد كبَش نُنام علِّيه باللِّيل‪ ،‬ونُعلِّف علِّيه الناضح بالنهار‪ ،‬ومال ولا خادم غيها‪ ،‬وبلِّغها أنُه‬
‫جاءه رقيق فلِّم تصادفه فذكرت ذلك لعائشة فلِّمحا جاء أخبته عائشة‪ ،‬قال‪ :‬فجاءنُا وقد أخذنُا‬
‫مضاجعنا فذهبَنا نُقوُم فقال‪":‬علِّىَ مكحانُكحمحا" فجاء فقعد بين وبينها حت وجدت برد قدميه علِّىَ بطن‬
‫فقال‪ ":‬أل أدلكحمحا علِّىَ خي ما سألتمحان؟ إذا أخذتا مضاجعكحمحا أو أتيتمحا إل فراشكحمحا فسبَحا ثلدثا‬
‫وثلثي‪ ،‬واحدا ثلدثا وثلثي‪ ،‬وكبا أربدعا وثلثي فهوُ خي لكحمحا منم خادم" أخرجه البَخماري ومسلِّم‪.‬‬
‫وعنم عائشة قالت‪ :‬أقبَلِّت فاطمحة رضي ال عنها كأن مشيتها مشية رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‬
‫فقال‪ :‬مرحدبَا بابنت‪ ،‬ث أجلِّسها عنم يإنيه أو عنم شاله‪ .‬ث إنُه أسلر إليها حديدثا فبَكحت‪ ،‬فقلِّت لا‪:‬‬
‫اختصك رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم بديثه ث تبَكحي؟ ث إنُه أسلر إليها حديدثا فضحكحت‪ ،‬فقلِّت‪:‬‬
‫ما رأيت كاليوُم فردحا أقرب منم حزن‪ ،‬فسألتها عمحا قال‪ ،‬فقالت‪ :‬ما كنت لفشي سلر رسوُل ال صلِّىَ‬
‫ال علِّيه وسلِّم‪.‬‬
‫فلِّمحا قرذبَض صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم سألرتها فقالت‪ :‬إنُه أسلر إل فقال‪" :‬إن جبيل كان يعارضن بالقرآْن ف‬
‫كل عام مرة وإنا عارضن به العام مرتي ول أراه إل قد حضر أجلِّي وإنُك أول أهل بيت لوُدقا ب ونُعم‬
‫السلِّف أنُا لك" فبَكحيت لذلك‪ ،‬ث قال‪ ":‬أل ترضي أن تكحوُن سيدة )نُساء( هذه المة أو سيدة نُساء‬
‫الؤمني؟" قالت‪ :‬فضحكحت لذلك" أخرجاه ف الصحيحي‪.‬‬
‫وروىً البَيهقي‪ :‬لا مات رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم سألت فاطمحة أبا بكحر عنم الياث فأخبها أن‬
‫رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال‪" :‬ل نُوُرث ما تركنا فهوُ صدقة"‪ .‬فسألت أن يكحوُن زأوجها نُاظدرا‬
‫علِّىَ هذه الصدقة فأب ذلك وقال‪ :‬إن أعوُل منم كان رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يعوُل‪ ،‬وإن‬
‫أخشىَ إن تركت شيدئما ما كان رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يفعلِّه أن أضل‪ ،‬وال لقرابة رسوُل ال‬
‫صلِّىَ ال علِّيه سلِّم أحب أل أن أصل منم قرابت‪ .‬فكحأنا وجدت ف نُفسها منم ذلك‪ ،‬فلِّمحا مرضت‬
‫جاءها الصديق فدخل علِّيها فجعل يتضاها وقال‪ :‬وال ما تركت الدار والال والهل والعشية إل ابتغاء‬
‫مرضاة ال ومرضاة رسوُله ومرضاتكحم أهل البَيت‪ .‬فرضيت رضي ال عنها‪.‬‬
‫ولا حضرتا الوُفاة أوصت إل أساء بنت عمحيس امرأة الصديق أن تغسلِّها فغسلِّتها هي وعلِّي ابنم أب‬
‫طالب رضي ال عنهمحا‪ ،‬وصلِّىَ علِّيها زأوجها علِّي وعمحه العبَاس ودفنت ليلد وذلك ليلِّة الثلثاء لثلث‬
‫خلِّوُن منم رمضان سنة إحدىً عشرة وقيل أنا ل تضحك ف مدة بقائها بعد النب علِّيه الصلة‬
‫والسلم‪ ،‬وأنا كانُت تذوب منم حزنا علِّيه وشوُقها إليه صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‬
‫رضي ال عنها وأرضاها‬

‫‪310‬‬
‫يييييييييي‬
‫قطز قاهر التتار ‪-‬في معركة عين جالوت‬
‫بقلِّم اللِّوُاء الركنم‪ :‬ممحوُد شيت خطاب‬
‫السلِّطان‬
‫اللِّك الظفر قطز قاهر التتار هوُ السلِّطان اللِّك الظفر سيف الدينم قطز بنم عبَد ال العزي‪ ،‬تسلِّطنم‬
‫بعد أن خلِّع اللِّك النصوُر علِّي ابنم اللِّك العز أيبَك ف يوُم السبَت ‪17‬منم ذي القعدة سنة ‪ 657‬هي‬
‫‪1959‬م‪ ،‬بعد أن تفاقم خطر التتار‪ ،‬وأصبَحت مصر مهددة بغزوهم الوُشيك‪.‬‬
‫وكانُت مصر علِّىَ إثر وفاة ملِّكحها الصال‪ ،‬ومقتل ولده اللِّك العظم قد رفعت علِّىَ عرشها امرأة هي‪:‬‬
‫شجرة الدر أرملِّة اللِّك الصال‪ ،‬فكحانُت أول ملِّكحة‪ ،‬كمحا كانُت آْخر ملِّكحة اعتلِّت عرش مصر‬
‫السلمية‪ .‬وأقيم للِّسلِّطنة نُائب قوُي‪ ،‬هوُ المي عز الدينم أيبَك كبَي المحاليك البَحرية‪ ،‬ليعاون شجرة‬
‫الدر ف تدبي الموُر‪ ،‬وبالرغم ما أبدته شجرة الدر منم حزم وبراعة ف تسيي أموُر الدولة‪ ،‬وتصفية‬
‫الوُقف مع الصلِّيبَيي وإجلئهم عنم مصر فقد كان جلِّوُس امرأة علِّىَ عرش مصر نُذيدرا بوُقوُع الفتم‬
‫والضطرابات‪ ،‬حيث أب معظم المراء أن يلِّفوُا يإي الطاعة للِّمحلِّكحة الديدة‪ ،‬لذلك رأت شجرة الدر‬
‫أن تتزوج منم المي عز الدينم أيبَك‪ ،‬فلِّمحا ل تفلِّح هذه الطوُة ف تدئة الموُر رأت أن تتنازأل عنم‬
‫العرش لزوجها‪ ،‬فتوُل المي عز الدينم أيبَك عرش مصر باسم اللِّك العز‪ ،‬وذلك ف آْخر ربيع الثان‬
‫سنة ‪ 648‬هي ‪1250‬م‪ ،‬وحكحم مصر زأهاء سبَع سني‪.‬‬
‫وكانُت شجرة الدر وراء زأوجها تعينه ف تصريف الموُر‪ ،‬حت دب اللف بي الزوجي‪ ،‬لعتزام العز‬
‫الزواج ثانُية‪ ،‬فدبرت شجرة الدر مؤامرة لغتياله‪ ،‬ونُفذتا ف بيتها يوُم الثلثاء ‪ 23‬منم ربيع الول منم‬
‫سنة ‪ 655‬هي ‪1257‬م‪.‬‬
‫ك يوُم المحيس ‪ 25‬منم ربيع الول منم سنة ‪655‬‬ ‫وتوُل اللِّك النصوُر علِّي ابنم اللِّك العز أيبَك‪ ،‬الهلِّ ش‬
‫ر‬
‫هي ‪1257‬م‪ ،‬وكان عمحره ‪ 15‬سنة‪ ،‬فلِّم يكحنم قاددرا علِّىَ تمحل أعبَاء اللِّك ف ظروف حرجة للِّغاية؛ إذ‬
‫كانُت البَلد مهددة بالغزو التتي‪ ،‬لذلك خلِّعه قطز‪ ،‬وتوُل اللِّك مكحانُه سنة ‪ 657‬هي ‪1259‬م‪ ،‬وكان‬
‫هدفه‪ :‬حرب التتار‪ ،‬وإنُقاذ مصر خاصة والبَلد العربية عامة منم خطر غزوهم الكحاسح‪.‬‬
‫الوُقف العام‬
‫ولعل ف عرض الوُقف العام العصيب الت كانُت مصر والبَلد العربية تتازأه منم جراء الغزو التتي‬
‫الارف ما يبزأ مبَلِّغ التضحية الت بذلا قطز ف قبَوُله تمحل السؤولية حينذاك‪ ،‬ف بلِّد مهدد بغزو‬
‫خارجي ماحق‪ ،‬وارتبَاك داخلِّي فظيع‪ ،‬وقد كان بإمكحانُه أن يستمحتع بالسلِّطة الفعلِّية بالرغم منم بقاء‬
‫اللِّك النصوُر ف الكحم دون أن يكحوُن السؤول الول ف مثل تلِّك الظروف الرجة‪ ،‬ولكحنه آْثر الصلِّحة‬
‫العامة علِّىَ مصلِّحته الشخمصية‪ ،‬فقضىَ أولد علِّىَ الرتبَاك الداخلِّي‪ ،‬ووضع الموُر ف نُصابا‪ ،‬ث وجه‬

‫‪311‬‬
‫هه إل العدو الارجي‪ ،‬فاستطاع بأعجوُبة خارقة حدقا إحرازأ النصر وإنُقاذ مصر والبَلد العربية منم التتار‬
‫وقوُاتم الضاربة‪.‬‬
‫ك التتار سائر بلد الروم بالسيف‪ ،‬فلِّمحا فرغوُا منم‬ ‫ففي سنة أربع وخسي وستمحائة هجرية ‪1256‬م‪ ،‬شملِّش ش‬
‫ذلك‪ ،‬نُزل هوُلكوُ بنم طوُلوُي بنم جنكحيز خان كالعصار علِّىَ بغداد ف صفر منم سنة ست وخسي‬
‫وستمحائة هجرية ‪1285‬م‪ ،‬ودخلِّوُها دخوُل الضوُاري الفتسة‪ ،‬وقتلِّوُا مئمات اللف منم أهلِّها‪ ،‬ونبَوُا‬
‫خزائنها وذخائرها‪ ،‬وقضوُا علِّىَ اللفة العبَاسية‪ ،‬وعلِّىَ معال الضارة السلمية‪ ،‬ث قتلِّوُا اللِّيفة‬
‫الستعصم بال وأفراد أسرته وأكابر دولته‪..‬‬
‫وتقدم التتار إل بلد الزيرة‪ ،‬واستوُلوُا علِّىَ "حران" و"الترها" و"ديار بكحر" ف سنة سبَع وخسي‬
‫وستمحائة هجرية ‪1259‬م‪ ،‬ث جاوزأا الفرات‪ ،‬ونُزلوُا علِّىَ "حلِّب" ف سنة ثان وخسي وستمحائة هجرية‬
‫‪1260‬م‪ ،‬واستوُلوُا علِّيها وجرت الدماء ف الزأقة أنادرا‪.‬‬
‫ووصل التتار إل "دمشق"‪ ،‬وسلِّطانا الناصر يوُسف بنم أيوُب‪ ،‬فخمرج هاردبا ومعه أهل اليسار‪ ،‬ودخل‬
‫التتار دمشق‪ ،‬وتسلِّمحوُها بالمان‪ ،‬ث غدروا بأهلِّها وفتكحوُا بم‪ ،‬ونبَوُا وسلِّبَوُا ودمروا‪.‬‬
‫وتعدوا دمشق‪ ،‬فوُصلِّوُا إل "نُابلِّس"‪ ،‬ث إل "الكحرك" وبيت القدس‪ ،‬وتقدموُا إل "غزة" دون أن يلِّقوُا‬
‫مقاومة تذكر‪ ،‬واضطر هوُلكوُ فجأة إل مغادرة سوُرية‪ ،‬بعد أن جاءته الخبَار بوُفاة أخيه الكب‬
‫"منكحوُقاآْن" ف الصي‪ ،‬وبتنازأع أخوُيه الخرينم "قوُبيلي" و"أريق بوُكا" ولية العرش‪.‬‬
‫وقد استثمحر التتار حرب الصاعقة‪ ،‬الت تعتمحد علِّىَ سرعة الركة‪ ،‬كمحا استثمحروا حرب العصاب إل‬
‫أقصىَ مدىً‪ ،‬فنشروا الذعر والوُف ف كل مكحان‪ ،‬وحيثمحا اتهت قوُاتم كانُت تسبَقهم القاصيص‬
‫عنم طغيانم وقسوُتم ومذابهم‪.‬‬
‫موُقف أوروبا‬
‫فرحت أوروبا النصرانُية بانُتصار التتار علِّىَ السلِّمحي‪ ،‬فقد كانُوُا منم أصدقاء النصارىً وفيهم بعض‬
‫النصارىً‪ ،‬ولوُلكوُ نُفسه زأوجة نُصرانُية‪ ،‬فضلد عنم أن القائد الذي ول أمر سوُرية عندما غادرها‬
‫هوُلكوُ كان نُصرانُديا‪ ،‬كل هذا جعل البَابوُات وحكحام غرب أوروبا ينظرون إل التتار وكأنم حلِّفاؤهم ف‬
‫قتال السلِّمحي‪.‬‬
‫والوُاقع أن فكحرة تكحوُينم حلِّف منم الوروبيي والتتار لتدمي البَلد السلمية‪ ،‬كانُت موُضع تفكحي‬
‫البَابوُات ف عصوُر متتالية‪ ،‬وكانُت سياسية هؤلء تدف إل نُشر الدينم النصران بي التتار‪ ،‬وقد تبَادل‬
‫التتار وحكحام أوروبا البَعوُث‪ ،‬وعلِّىَ سبَيل الثال‪ :‬فقد دعا لوُيس التاسع قسدمحا منم رجال أمي التتار إل‬
‫فرنُسا‪ ،‬حيث فاوضهم علِّىَ عقد اتفاقية عسكحرية‪ ،‬تنص علِّىَ أن يقوُم طرفاها بعمحلِّيات حربية علِّىَ‬
‫السلِّمحي‪ ،‬يكحوُن فيها دور التتار غزو العراق وتدمي بغداد والقضاء علِّىَ اللفة السلمية‪ ،‬ويكحوُن دور‬

‫‪312‬‬
‫الصلِّيبَيي حاية هذا الغزو التتي منم اليوُش الصرية‪ ,‬وتريد جيوُشهم لنع ندة القوُات الصرية‬
‫للِّمحسلِّمحي ف آْسيا‪ ،‬وبالحرىً تقوُم بعزل مصر عزلد تادما عنم سائر البَلد العربية‪.‬‬
‫ف لوُيس التاسع عنم العمحل لستمحالة التتار‪ ،‬وتسخمي قوُتم الدمرة لضرب السلم‪ ،‬ففي السابع‬ ‫ول يكح ل‬
‫عشر منم يناير سنة ‪1249‬م سنة ‪646‬هي أرسل إل أمي التتار هدايا ثينة حلِّها إل المي وفد علِّىَ‬
‫رأسه الراهب الدومنيكحي "أنُدريه دي لوُنيمحوُ"‪ ،‬وما يذكر أنُه كان منم بي هذه الدايا قطعة منم‬
‫الصلِّيب القدس وصوُرة للِّسيدة العذراء‪ ،‬ومتلِّف النمحاذج الصغية لعديد منم الكحنائس‪.‬‬
‫ويقوُل السقف "دي مسنيل ‪ "Du Masnil‬نُائب مدير البَعثات التبَشيية ف روما ف كتابه عنم‬
‫الكحنيسة والمحلت الصلِّيبَة‪" :‬اشتهر هوُلكوُ بيلِّه إل النصارىً النسطوُريي‪ ،‬وكانُت حاشيته تضم عدددا‬
‫كبَديا منهم‪ ،‬منم بينهم قائدهم الكب "كتبَغا" وهوُ تركي النس نُصران نُسطوُري‪ ،‬كمحا كانُت المية‬
‫ضا‪.‬‬
‫"دوكس خاتوُن" زأوجة هوُلكوُ نُصرانُية أي د‬
‫ولقد لعب نُفوُذ هذه المية علِّىَ زأوجها دودرا خطديا‪ ،‬تفخمر به الكحنيسة ف تنيب أوربا النصرانُية أهوُال‬
‫الغزو التتي‪ ،‬وتوُجيه غزوهم إل العرب السلِّمحي ف الشرق العرب‪ ،‬حيث ذبت قوُات التتار العرب‬
‫السلِّمحي ف مذابح بغداد‪ ،‬ف الوُقت الذي أبقت فيه علِّىَ النصارىً ف تلِّك الدينة‪ ،‬فلِّم تسهم ف‬
‫أرواحهم أو أموُالم بأذىً‪ ،‬كمحا لعبَت المية دودرا ف إغراء زأوجها باحتلل سوُرية السلمية‪.‬‬
‫ويصف السقف حلِّة التتار فيقوُل‪" :‬لقد كانُت المحلِّة التتية علِّىَ السلم والعرب حلِّة صلِّيبَية بالعن‬
‫الكحامل لا‪ ،‬حلِّة نُصرانُية نُسطوُرية‪ ،‬وقد هلِّل لا الغرب وارتقب اللصا علِّىَ يد "هوُلكوُ" وقائده‬
‫النصران "كتبَغا" الذي تعلِّق أمل الغرب ف جيشهمحا‪ ،‬ليحقق له القضاء علِّىَ السلِّمحي‪ ،‬وهوُ الدف‬
‫الذي أخفقت ف تقيقه اليوُش الصلِّيبَية‪ ،‬ول يعد للِّغرب أمل ف بلِّوُغه إل علِّىَ أيدي التتار خصوُم‬
‫العرب والسلِّمحي‪.‬‬
‫وقد بادر "هاتوُن الول" ملِّك إرمينية و"بوُهوُموُنُت السادس" أمي طرابلِّس ‪ ،‬وأمراء الفرنُجه "صوُر"‬
‫و"عكحا" و"قبصا" بادر هؤلء جيدعا إل عقد حلِّف مع التتار‪ ،‬يقوُم علِّىَ أساس القضاء علِّىَ السلِّمحي‬
‫كافة ف آْسيا‪ ،‬وتسلِّيم هؤلء المراء بيت القدس‪.‬‬
‫ويقوُل "دي مسنيل" ف كتابه عنم تاريخ التبَشي‪" :‬إن النصارىً هم الذينم حرضوُا "هوُلكوُ" علِّىَ الرحيل‬
‫عنم سوُرية إل بلده‪ ،‬وماربة أخيه هناك‪ ،‬بسبَب موُالته للسلم"‪.‬‬
‫وأخديا انُتهىَ أمل الصلِّيبَيي بدخوُل التتار ف السلم‪ ،‬وف ذلك يقوُل السقف "دي مسنيل" واصدفا‬
‫هذه الاتة‪" :‬وهكحذا نُرىً السلم الذي كان قد أشرفت قوُته علِّىَ الزوال‪ ،‬يستد مكحانُته‪ ،‬ويستعيد‬
‫قوُته‪ ،‬ويصبَح أشد خطدرا منم ذي قبَل"‪.‬‬

‫‪313‬‬
‫لقد كانُت مهمحة قطز صعبَة جددا‪ ،‬لنُه كان علِّيه أن يوُاجه الطر الداخلِّي التمحثل بالرتبَاك والفوُضىَ‬
‫ف نُظام الكحم والصراع علِّىَ السلِّطة‪ ،‬وف الوُقت نُفسه كان علِّيه أن يوُاجه الطر الارجي التمحثل‬
‫بالغزو التتي الداهم التحالف مع الصلِّيبَيي ف الغرب والشرق مدعا‪.‬‬
‫زأحف التتار‬
‫قبَل مغادرة "هوُلكوُ" سوُرية أرسل رسوُلد منم رجاله وبرفقته أربعوُن رجلد منم التبَاع إل قطز يمحلِّوُن‬
‫إليه رسالة منه جاء فيها‪:‬‬
‫"منم ملِّك اللِّوُك شردقا وغردبا القائد العظم‪ :‬باسك اللِّهم‪ ،‬باسط الرض‪ ،‬ورافع السمحاء‪ ،‬يعلِّم اللِّك‬
‫الظفر قطز الذي هوُ منم جنس المحاليك الذينم هربوُا منم سيوُفنا إل هذا القلِّيم‪ ،‬يتنعمحوُن بأنُعامه‪،‬‬
‫ويقتلِّوُن منم كان بسلِّطانُه بعد ذلك‪ ،‬يعلِّم اللِّك الظفر قطز وسائر أمراء دولته وأهل ملِّكحته بالديار‬
‫الصرية وما حوُلا منم العمحال‪ ،‬إنُا ننم جند ال ف أرضه‪ ،‬خلِّقنا منم سخمطه‪ ،‬وسلِّطنا علِّىَ شمنم شحلل به‬
‫غضبَه‪ ،‬فلِّكحم بمحيع البَلد معتب‪ ،‬وعنم عزمنا مزدجر‪ ،‬فاتعظوُا بغيكم وأسلِّمحوُا لنا أمركم‪ .‬قبَل أن‬
‫ينكحشف الغطاء‪ ،‬فتندموُا ويعوُد علِّيكحم الطأ‪ ،‬فنحنم ما نُرحم منم بكحىَ‪ ،‬ول نُرلق لنم شكحر‪ ،‬وقد سعتم‬
‫أنُنا قد فتحنا البَلد‪ ،‬وطهرنُا الرض منم الفساد‪ ،‬وقتلِّنا معظم العبَاد‪ ،‬فعلِّيكحم بالرب‪ ،‬وعلِّينا الطلِّب‪،‬‬
‫فأي أرض تؤويكحم‪ ،‬وأي طريق تنجيكحم‪ ،‬وأي بلد تمحيكحم؟!ا فمحا لكحم منم سيوُفنا خلصا‪ ،‬ول منم‬
‫مهابتنا مناصا‪ ،‬فخميوُلنا سوُابق‪ ،‬وسهامنا خوُارق‪ ،‬وسيوُفنا صوُاعق‪ ،‬وقلِّوُبنا كالبَال‪ ،‬وعددنُا كالرمال‪،‬‬
‫فالصوُن عندنُا ل تنع‪ ،‬والعساكر لقتالنا ل تنفع‪ ،‬ودعاؤكم علِّينا ل ريسمحع‪ ،‬فإنُكحم أكلِّتم الرام‪ ،‬ول‬
‫تعتفوُن عند كلم‪ ،‬وخنتم العهوُد واليإان‪ ،‬وفشا فيكحم العقوُق والعصيان‪ ،‬فأبشروا بالذلة والوُان‪ ،‬فاليوُم‬
‫تزون عذاب الوُن با كنتم تستكحبون ف الرض بغي الق وبا كنتم تفسقوُن‪ ،‬وسيعلِّم الذينم ظلِّمحوُا‬
‫أي منقلِّب ينقلِّبَوُن‪ ،‬فمحنم طلِّب حربنا نُدم‪ ،‬ومنم قصد أمانُنا سلِّم‪ ،‬فإن أنُتم لشرطنا وأمرنُا أطعتم‪ ،‬فلِّكحم‬
‫ما لنا وعلِّيكحم ما علِّينا‪ ،‬وإن خالفتم هلِّكحتم‪ ،‬فل تلِّكحوُا نُفوُسكحم بأيديكحم‪ ،‬فقد حلذر منم أنُذر‪ .‬وقد‬
‫ثبَت عندكم أنُا ننم الكحفرة‪ ،‬وقد ثبَت عندنُا أنُكحم الفجرة‪ ،‬وقد شسلِّلشطنا علِّيكحم منم له الموُر القلدرة‪،‬‬
‫والحكحام الدبرة‪ ،‬فكحبَيكم عندنُا قلِّيل‪ ،‬وعزيزكم عندنُا ذليل‪ ،‬فل تطيلِّوُا الطاب‪ ،‬وأسرعوُا برد الوُاب‪،‬‬
‫قبَل أن تضرم الرب نُارها‪ ،‬وترمي نوُكم شرارها‪ ،‬فل تدون منا جاهاد ول عدزا‪ ،‬ول كافديا ول حردزأا‪،‬‬
‫وتدهوُن منا بأعظم داهية‪ ،‬وتصبَح بلدكم منكحم خالية‪ ،‬فقد أنُصفناكم إذ راسلِّناكم‪ ،‬وأيقظناكم إذ‬
‫حذرنُاكم‪ ،‬فمحا بقي لنا مقصد سوُاكم‪ ،‬والسلم علِّينا وعلِّيكحم‪ ،‬وعلِّىَ منم أطاع الدىً‪ ،‬وخشي عوُاقب‬
‫الردىً‪ ،‬وأطاع اللِّك العلِّىَ"‪.‬‬
‫وكان ذلك ف سنة ثان وخسي وستمحائة هجرية "أوائل سنة ‪1260‬م"‪.‬‬
‫فلِّمحا سع قطز ما ف هذا الكحتاب جع المراء‪ ،‬واتفقوُا علِّىَ قتل رررسل هوُلكوُ‪ ،‬فقبَض علِّيهم‪ ،‬واعتقلِّوُا‪،‬‬
‫وأمر بإعدامهم فأعدموُا توُسيدطاأي‪:‬ضربوُا بالسيف ف وسطهم ليشطروا شطرينم ‪ ،‬كل ممحوُعة منهم أمام‬

‫‪314‬‬
‫باب منم أبوُاب القاهرة‪ ،‬وعرلِّقت رؤوسهم علِّىَ باب "زأويلِّة"‪ .‬لقد عقد قطز العزم علِّىَ حرب التتار‪،‬‬
‫وكان قراره نائديا ل رجعة عنه؛ إذ هوُ السوُغ الوُحيد لستيلئه علِّىَ السلِّطة‪ ،‬وتوُاترت العلِّوُمات الوُثوُق‬
‫با عنم زأحف التتار باتاه مصر‪ ،‬كمحا علِّم الصريوُن باستيلء التتار علِّىَ سوُرية وفلِّسطي‪ ،‬كمحا وصل‬
‫إل القاهرة كمحال الدينم عمحر بنم العدي أحد العلِّمحاء العلم رسوُلد منم اللِّك الناصر صلح الدينم‬
‫يوُسف صاحب حلِّب والشام يطلِّب منم قطز النجدة علِّىَ قتال التتار‪.‬‬
‫وجع قطز القضاة والفقهاء والعيان لشاورتم فيمحا يعتمحد علِّيه منم أمر التتار‪ ،‬وأن يؤخذ منم الناس ما‬
‫يستعان به علِّىَ جهادهم‪ ،‬وحضر أصحاب الرأي ف دار السلِّطنة بقلِّعة البَل‪ ،‬وحضر الشيخ عز الدينم‬
‫بنم عبَد السلم‪ ،‬والقاضي بدر الدينم السنجاري قاضي الديار الصرية‪ ،‬وأفاضوُا الديث‪ ،‬فكحان العتمحاد‬
‫علِّىَ ما يقوُله ابنم عبَد السلم‪ ،‬وخلصة ما قال‪" :‬إنُه إذا طرق العدو بلد السلم وجب علِّىَ العال‬
‫قتالم‪ ،‬وجازأ لكحم أن تأخذوا منم الرعية ما تستعينوُن به علِّىَ جهادكم‪ ،‬بشرط أل يبَقىَ ف بيت الال‬
‫شيء‪ ،‬وتبَيعوُا مالكحم منم الوُائصأي‪:‬حزام الرجل وحزام الدابة الذهبَة واللت النفيسة‪ ،‬ويقتصر كل‬
‫الند علِّىَ مركوُبه وسلحه‪ ،‬ويتساووا هم والعامة‪ ،‬وأما أخذ الموُال منم العامة‪ ،‬مع بقايا ف أيدي الند‬
‫منم الموُال واللت الفاخرة فل يوُزأ"‪.‬‬
‫وانُفض اللِّس علِّىَ ذلك‪ ،‬ول يتكحلِّم السلِّطان‪ ،‬وهوُ اللِّك النصوُر علِّي ابنم اللِّك العز أيبَك‪ ،‬لعدم‬
‫معرفته بالموُر ولصغر سنه‪ ،‬فلِّهجه الناس بلِّع السلِّطان وتوُلية قطز حت يقوُم بذا المر الهم‪ .‬فقد علِّم‬
‫قطز أنُه ل بد منم خروجه منم مصر علِّىَ رأس قوُاته العسكحرية لقتال التتار‪ ،‬ولكحنه ل يستطيع أن يفعل‬
‫ما يريد‪ ،‬لن الراء مغلِّوُلة لصغر سنم السلِّطان‪ ،‬ولن الكحلِّمحة متلِّفة‪ ،‬فجمحع قطز المراء والعلِّمحاء منم‬
‫أصحاب الرأي‪ ،‬وعرفهم أن اللِّك النصوُر هذا صب ل يسنم التدبي ف مثل هذا الوُقت الصعب‪ ،‬ول‬
‫بد منم أن يقوُم بأمر اللِّك رجل شهم يطيعه كل أحد‪ ،‬وينتصب للِّجهاد ف التتار‪ ،‬فأجابه المحيع‪:‬‬
‫ليس لا غيك‪.‬‬
‫لقد كان الوُاب علِّىَ رسالة هوُلكوُ هوُ‪ :‬القتال‪ ،‬ول شيء غي القتال‪ .‬وكان هذا القرار متفدقا علِّيه منم‬
‫المحيع قبَل وصوُل وفد هوُلكوُ‪ ،‬وقبَل وصوُل رسالته إل القاهرة‪.‬‬
‫ول يكحنم إعدام الوُفد إل حافدزا جديددا لقطز وقوُاته علِّىَ القتال‪ ،‬دون أن يتكوُا البَاب مفتوُدحا لل آْخر‬
‫غي القتال‪.‬‬
‫وهذا موُقف لقطز ف مثل تلِّك الظروف الت كانُت تيط به‪ ،‬موُقف ريمحد علِّيه‪ ،‬لنُه انُتزع آْخر أمل‬
‫منم نُفوُس التددينم والنزاميي ف احتمحال رضوُخ قطز إل مطالب التتار‪ ،‬فقال قطز قوُلته الاسة‪" :‬إن‬
‫الرأي عندي هوُ أن نُتوُجه جيدعا إل القتال‪ ،‬فإذا ظفرنُا فهوُ الراد‪ ،‬وإل فلِّنم نُكحوُن مسلِّمحي أمام اللِّق"‪.‬‬
‫الشد‬

‫‪315‬‬
‫خرج قطز يوُم الثني الامس عشر منم شعبَان سنة ‪ 658‬هي ‪1260‬م بمحيع عسكحر مصر ومنم انُضم‬
‫إليهم منم عساكر الشام ومنم العرب والتكمحان وغيهم منم قلِّعة البَل ف القاهرة‪ ،‬يريد معسكحر‬
‫الصالية‪ ،‬معسكحر مصر الكحبَي ف شرق الدلتا‪.‬‬
‫وقبَل ذلك‪ ،‬وف اليوُم نُفسه‪ ،‬أحضر قطز رسل "هوُلكوُ" وأعدمهم‪ ،‬ليضع قوُاته السلِّحة أمام المر‬
‫الوُاقع‪ :‬ل مفر منم القتال‪.‬‬
‫ونُوُدي ف القاهرة والرفسطاط وسائر أقاليم مصر بالروج إل الهاد‪ ،‬وتقدم قطز إل جيع الوُلة يث‬
‫الجناد للِّخمروج إل القتال‪ ،‬وسار حت وصل إل الصالية‪ ،‬وتكحامل حشد قوُاته‪ ،‬فجمحع المراء وكلِّمحهم‬
‫بالرحيل‪ ،‬فأبوُا كلِّهم علِّيه وامتنعوُا عنم الرحيل‪ ،‬فقال لم‪" :‬يا أمراء السلِّمحي‪ ،‬لكحم زأمان تأكلِّوُن أموُال‬
‫بيت الال‪ ،‬وأنُتم للِّغزاة كارهوُن‪ ،‬وأنُا متوُجه‪ ،‬فمحنم اختار الهاد يصحبَن‪ ،‬ومنم ل يت ذلك يرجع إل‬
‫بيته‪ ،‬فإن ال مطلِّع علِّيه‪ ،‬وخطيئمة حري السلِّمحي ف رقاب التأخرينم"‪.‬‬
‫وتكحلِّم المراء الذينم اختارهم وحللِّفهم مؤيدينم له ف السي‪ ،‬فلِّم يسع البَقية غي الوُافقة‪ .‬لقد جع قطز‬
‫قادته قبَل السي‪ ،‬وشرح لم خطوُرة الوُقف‪ ،‬وذكرهم با وقع منم التتار ف البَلد الت غزوها منم شنيع‬
‫السفك والتخمريب‪ ،‬وما ينتظر مصر وأهلِّها منم مصي مروع إذا انُتصر التتار‪ ،‬وحثهم وهوُ يبَكحي علِّىَ‬
‫بذل أرواحهم ف سبَيل إنُقاذ السلم والسلِّمحي منم هذا الطر الداهم‪ ،‬فضجه القادة بالبَكحاء‪ ،‬ووعدوا‬
‫أل يدخروا وسدعا ف سبَيل مقاتلِّة التتار‪ ،‬وإنُقاذ مصر والسلم منم شرهم‪.‬‬
‫ولكحنم لاذا خاف قادة قطز التتار؟‬
‫كان هوُلكوُ ف خلِّق ل يصيهم إل ال‪ ،‬ول يكحوُنُوُا منم حي قدومهم علِّىَ بلد السلِّمحي سنة ‪616‬‬
‫هي ‪1219‬م يلِّقاهم عسكحر إل فللِّوُه‪ ،‬وكانُوُا يقتلِّوُن الرجال ويسبَوُن النساء ويستاقوُن السرىً وينهبَوُن‬
‫الموُال‪ ،‬لذلك آْثر قادة قطز بعد إكمحال حشد قوُاتم حاية مصر ل غي‪ ،‬لكحثرة عدد التتار واستيلئهم‬
‫علِّىَ معظم بلد السلِّمحي‪ ،‬لن التتار ل يقصدوا إقلِّيدمحا إل فتحوُه‪ ،‬ول عسكحدرا إل هزموُه‪ ،‬ول يبَق خارج‬
‫حكحمحهم إل مصر والجازأ واليمحنم‪ ،‬وقد هرب جاعة منم الغاربة الذينم كانُوُا بصر إل الغرب‪ ،‬لقد‬
‫كانُت العنوُيات منهارة‪ ،‬فل عجب أن يبَذل قطز كل جهده لرفع معنوُيات قادته ورجاله خاصة‪،‬‬
‫والشعب الصري عامة‪ ،‬وأن يستحث القادرينم علِّىَ حل السلح للِّجهاد بأرواحهم‪ ،‬والقادرينم علِّىَ‬
‫تقدي الموُال للِّجهاد بأموُالم‪ ،‬وأن يشد كل طاقاته الادية والعنوُية للِّحرب‪ ،‬فل يعلِّوُ صوُت علِّىَ‬
‫صوُت العركة‪ ،‬ول يرقبَل عذر منم أحد قادر علِّىَ الهاد باله وروحه‪ ،‬وقد قدم قطز مثالد شخمصديا رائدعا‬
‫ف الهاد باله وروحه ف سبَيل ال‪.‬‬
‫كمحا أن قطز صلمحم علِّىَ لقاء التتار خارج مصر‪ ،‬وأل ينتظرهم ف مصر للِّدفاع عنها علِّىَ الرض‬
‫الصرية‪ ،‬حت ينب مصر ويلت الرب أودل‪ ،‬ويرفع معنوُيات رجاله ومعنوُيات الصريي ثانُديا‪ ،‬ويوُحي‬
‫للِّتتار بأنُه ل يافهم فيؤثر ذلك علِّىَ معنوُياتم ثالدثا‪ ،‬ولن الدافع ل ينتصر مطلِّدقا إل ف نُطاق ضيق‬

‫‪316‬‬
‫مدود بعكحس الهاجم الذي يؤدي انُتصاره إل كارثة تيق بعدوه رابدعا‪ ،‬ولن الجوُم أنح وسائل الدفاع‬
‫خامدسا وأخديا‪.‬‬
‫إن تصمحيم قطز علِّىَ قبَوُل العركة خارج مصر‪ ،‬كان قرادرا عسكحرديا فدذا‪.‬‬
‫العركة‬
‫وخرج قطز منم مصر ف الحافل الشامية والصرية‪ ،‬ف شهر رمضان منم سنة ‪ 658‬هي ‪1260‬م وغادر‬
‫معسكحر الصالية بيشه‪ ،‬ووصل مدينه "غزة" والقلِّوُب وجلِّة‪ ،‬وكان ف "غزة" جع التتار بقيادة "بيدر"‪،‬‬
‫وكان بيدر هذا قد أخب قائده "كتبَغا نُوُينم" الذي كان ف سهل "البَقاع" بالقرب منم مدينة "بعلِّبَك"‬
‫بزحف جيش قطز‪ ،‬فرد علِّيه‪" :‬قف مكحانُك وانُتظر"‪ .‬ولكحنم قطز داهم "بيدر" قبَل وصوُل "كتبَغا نُوُينم"‬
‫فاستعاد غزة منم التتار‪ ،‬وأقام با يوُدما واحددا‪ ،‬ث غادرها شالد باتاه التتار‪.‬‬
‫وكان "كتبَغا" مقدم التتار علِّىَ جيش "هوُلكوُ" لا بلِّغه خروج قطز‪ ،‬وكان ف سهل البَقاع قد عقد‬
‫ملِّدسا استشارديا‪ ،‬واستشار ذوي الرأي ف ذلك‪ ،‬فمحنهم منم أشار بعدم لقاء جيش قطز ف معركة‪،‬‬
‫والنُتظار حت ييئمه مدد منم "هوُلكوُ" ليقوُىً علِّىَ مصاولة جيش السلِّمحي‪ ،‬ومعن هذا مشاغلِّة جيش‬
‫قطز بالقوُات التيسرة لديه ريثمحا ترده النجدات الت تضمحنم له النصر‪ ،‬ومنهم منم أشار بغي ذلك قبَل‬
‫العركة اعتمحاددا علِّىَ قوُات التتار الت ل تقهر‪ ،‬وهكحذا تفرقت الراء‪ ،‬وكان رأي "كتبَغا نُوُينم" قبَوُل‬
‫العركة وموُاجهة جيش قطز‪ ،‬فتوُجه منم فوُره جنوُدبا باتاه القوُات الصرية‪.‬‬
‫وكان أول الوُهنم اختلف الراء وظهوُر رأي يبَذ النُسحاب‪ ،‬ورأي يبَذ عدم النُسحاب وقتال قطز‪.‬‬
‫وبعث قطز طلئع قوُاته بقيادة المي ركنم الدينم بيبس البَندقداري لناوشة التتار واختبَار قوُاتم‪،‬‬
‫واستحصال العلِّوُمات الفصلِّة عنم تنظيمحهم وتسلِّيحهم وقيادتم‪ ،‬فالتقىَ بيبس بطلئع التتار ف مكحان‬
‫يقع بي "بيسان" و"نُابلِّس" يدعي‪" :‬عي جالوُت" ف "الغوُر" غوُر الردن‪ ،‬وشاغل التتار حت وافاه‬
‫قطز علِّىَ رأس القوُات الصلِّية منم جيشه‪ ،‬وف يوُم المحعة ‪ 25‬رمضان سنة ‪658‬هي ‪ 6‬سبَتمحب‬
‫‪1260‬م نُشبَت بي اليشي التقابلِّي معركة حاسة‪ ،‬وكان التتار يتلِّوُن مرتفعات "عي جالوُت"‪،‬‬
‫فانُقضوُا علِّىَ جيش قطز تطبَيدقا لرب الصاعقة الت دأب التتار علِّىَ مارستها ف حروبم‪ ،‬تلِّك الرب‬
‫الت تعتمحد سرعة الركة بالفرسان‪ ،‬وكان القتال شديددا ل رير مثلِّه‪ ،‬حت قتل منم الانُبَي جاعة كثية‪.‬‬
‫وتغلِّغل التتار عمحيدقا‪ ،‬واختقوُا ميسرة قطز‪ ،‬فانُكحسرت تلِّك اليسرة كسرة شنيعة‪ ،‬ولكحنم قطز حل بنفسه‬
‫ف طائفة منم جنده‪ ،‬وأسرع لنجدة اليسرة‪ ،‬حت استعادت موُاقعها‪.‬‬
‫واستأنُف قطز الجوُم الضاد بقوُات "القلِّب" الت كانُت بقيادته البَاشرة‪ ،‬وكان يتقدم جنوُده وهوُ‬
‫يصيح‪" :‬واإسلماه‪ ..‬واإسلماه‪ "..‬واقتحم قطز القتال‪ ،‬وباشر بنفسه‪ ،‬وأبلِّىَ ف ذلك اليوُم أعظم البَلء‪،‬‬
‫وكانُت قوُات "القلِّب" مؤلفة منم التطوُعي الاهدينم منم الذينم خرجوُا يطلِّبَوُن الشهادة‪ ،‬ويدافعوُن عنم‬

‫‪317‬‬
‫السلم بإيإان‪ ،‬فكحان قطز يشجع أصحابه‪ ،‬ويلسنم لم الوُت‪ ،‬ويضرب لم الثل با يفعلِّه منم إقدام‬
‫ويبَديه منم استبَسال‪.‬‬
‫وكان قطز قد أخفىَ معظم قوُاته النظامية الؤلفة منم المحاليك ف شعب التلل‪ ،‬لتكحوُن كمحائنم‪ ،‬وبعد أن‬
‫كر بالاهدينم كرة بعد كرة حت زأعزع جناح التتار‪ ،‬برزأ المحاليك منم كمحائنهم وأداموُا زأخم الجوُم‬
‫بشدة وعنف‪.‬‬
‫وكان قطز أمام جيشه يصرخ‪" :‬واإسلماه‪ ..‬واإسلماه‪ ..‬يا ال انُصر عبَدك قطز علِّىَ التتار"‪ ،‬وكان‬
‫جيشه يتبَعه مقتدديا بإقدامه وبسالته‪ ،‬فقتل فرس قطز منم تته‪ ،‬وكاد يعرض للِّقتل لوُل أن أسعفه أحد‬
‫فرسانُه‪ ،‬فنزل له عنم فرسه‪.‬‬
‫وسارع قطز إل قيادة رجاله متغلِّغلد ف صفوُف أعدائه‪ ،‬حت ارتبَكحت صفوُف التتار‪ ،‬وشاع أن قائدهم‬
‫"كتبَغا نُوُينم" قد رقتل‪ ،‬فوُلوُا الدبار ل يلِّوُون علِّىَ شيء‪.‬‬
‫وكان "كتبَغا نُوُينم" يضرب يإيدنا وشالد غية وحية‪ ،‬وكان يكحر علِّىَ السلِّمحي‪ ،‬فرلغبَه جاعة منم أتبَاعه ف‬
‫الرب‪ ،‬ولكحنه ل يستمحع إليهم وقال‪" :‬ل مفر منم الوُت هنا‪ ،‬فالوُت مع العزة والشرف خي منم الرب‬
‫مع الذل والوُان"‪.‬‬
‫ورغم أن جنوُده تركوُه وهربوُا فقد ظل يقاتل حت رقتل‪ ،‬وف رواية أخرىً أن جوُاده كبَا به‪ ،‬فأسره‬
‫السلِّمحوُن‪ ،‬والرواية الول أصح‪.‬‬
‫وكانُت هناك مزرعة للِّقصب بالقرب منم ساحة القتال‪ ،‬فاختفىَ فيها فوُج منم التتار‪ ،‬فأمر قطز جنوُده‬
‫أن يضرموُا النار ف تلِّك الزرعة‪ ،‬وأحرقوُا فوُج التتار جيدعا‪.‬‬
‫وبدأ السلِّمحوُن فوُدرا بطاردة التتار‪ ،‬كمحا طاردهم السلِّمحوُن الذينم ل يكحوُنُوُا منم جيش قطز‪ ،‬حت دخل‬
‫قطز دمشق ف أواخر شهر رمضان البَارك‪ ،‬فاستقبَلِّه أهلِّها بالبتهاج‪.‬‬
‫وامتدت الطاردة السريعة إل قرب مدينة حلِّب‪ ،‬فلِّمحا شعر التتار باقتاب السلِّمحي منهم تركوُا ما كان‬
‫بأيديهم منم أسارىً السلِّمحي‪ ،‬ورموُا أولدهم‪ ،‬فتخمطفهم الناس‪ ،‬وقاسوُا منم البَلء ما يستحقوُنُه‪.‬‬
‫أسبَاب النصر‬
‫يدر بنا أن نُتوُقف قلِّيلد لعرفة أسبَاب انُتصار قطز علِّىَ التتار‪.‬‬
‫إن كل السابات العسكحرية تعل النصر إل جانُب التتار بدون أدن شك‪ ،‬ولكحنم الوُاقع يناقض كل‬
‫تلِّك السابات‪ ،‬فقد انُتصر قطز‪ ،‬وانزم التتار‪.‬‬
‫فقد كان لقادة التتار تارب طوُيلِّة ف الروب‪ ،‬ول يكحنم لقطز وقادته مثل تارب قادة التتار ول ما‬
‫يقاربا‪ ،‬والقائد الرب أفضل منم القائد غي الرب قطدعا‪ ،‬وكذلك اليش الرب أفضل منم اليش الذي‬
‫ل تربة له‪.‬‬

‫‪318‬‬
‫وكانُت معنوُيات التتار قادة وجنوُددا عالية جددا‪ ،‬لنم تقدموُا منم نُصر إل نُصر‪ ،‬ول تزم لم راية منم‬
‫قبَل أبددا‪ ،‬وكانُت معنوُيات قادة قطز وجنوُده منهارة‪ ،‬وقد خرج أكثر القادة إل القتال كردها‪.‬‬
‫وقد انُتصر التتار ف حرب العصاب‪ ،‬فكحانُوُا ينتصرون بالرعب‪ ،‬ما يؤثر ف معنوُيات أعدائهم أسوُأ‬
‫الثر‪ ،‬واليش الذي يتحلِّىَ بالعنوُيات العالية ينتصر علِّىَ اليش الذي تكحوُن معنوُياته منهارة‪.‬‬
‫وكانُت كفاية جيش التتار متفوُقة علِّىَ كفاية جيش قطز فوُادقا كاسدحا‪ ،‬لن جيش التتار خاض معارك‬
‫كثية‪ ،‬لذلك كانُت تربته العمحلِّية علِّىَ فنوُن القتال باهرة إل أبعد الدود‪ ،‬أما جيش قطز‪ ،‬فقلِّيل‬
‫التجربة العمحلِّية قلِّيل التدريب‪.‬‬
‫واليش الذي يتحلِّىَ بالكحفاية خاصة ف ميدان التدريب العمحلِّي ينتصر علِّىَ اليش الذي ل كفاية‬
‫عمحلِّية لديه‪.‬‬
‫وكان جيش التتار متفوُدقا علِّىَ جيش قطز شعدددا ورعدددا‪ ،‬وقد ازأداد تعداد جيش التتار بالذينم التحقوُا به‬
‫منم الوُالي والرتزقة والصلِّيبَيي‪ ،‬بعد احتلله أرض الشام‪ ،‬والتفوُق الشعددي والرعددي منم عوُامل إحرازأ‬
‫النصر‪.‬‬
‫وكان جيش التتار يتمحتع بزية فرسانُه التدربي‪ ،‬وكان تعداد فرسانُه كبَديا‪ ،‬ما ييسر له سرعة الركة‪،‬‬
‫ويؤدي إل تطبَيق حرب الصاعقة الت كانُت منم سات حرب التتار‪ ،‬واليش الذي يتحلِّىَ بسرعة‬
‫الركة يتغلِّب عل اليش الذي ل يتحلِّىَ بذه اليزة‪.‬‬
‫وكانُت موُاضع جيش التتار ف عي جالوُت أفضل منم موُاضع جيش قطز‪ ،‬لن تلِّك الوُاضع كانُت‬
‫متلِّة منم التتار قبَل وصوُل جيش قطز إل النطقة الت كانُت تت سيطرة التتار‪.‬‬
‫وللرض أثر عظيم ف إحرازأ النصر‬
‫وكان جيش التتار متفوُدقا علِّىَ جيش قطز ف قضاياه الدارية؛ إذ كان يستند علِّىَ قوُاعده القريبَة ف‬
‫أرض الشام‪ ،‬وهي الت استوُل علِّيها واستثمحر خياتا‪ ،‬بينمحا كانُت قوُاعد جيش قطز بعيدة عنه‪ ،‬لنُه‬
‫كان يعتمحد علِّىَ مصر وحدها ف إعاشته‪ ،‬والسافة بي مصر وعي جالوُت طوُيلِّة؛ خاصة ف تلِّك‬
‫اليام الت كانُت القضايا الدارية تنقل علِّىَ الدواب والمحال متقة الصحاري والوُديان والقفار‪.‬‬
‫هذا التفوُق الساحق الذي بانُب التتار ف سبَع مزايا حيوُية‪:‬‬
‫التجربة العمحلِّية‪ ،‬والعنوُيات العالية‪ ،‬والكحفاية القتالية‪ ،‬والعدد والعدة‪ ،‬وسرعة الركة‪ ،‬والرض‪ ،‬والقضايا‬
‫الدارية‪ ،‬هذا التفوُق له نُتيجة متوُقعة واحدة‪ ،‬هي‪ :‬إحرازأ النصر علِّىَ قطز وجيشه أسوُة بانُتصاراتم‬
‫البَاهرة علِّىَ الروم والفرس والعرب والمم الخرىً ف زأحفهم الظفر الطوُيل‪.‬‬
‫ولكحنم الوُاقع أن اليش الصري انُتصر علِّىَ جيش التتار‪ ،‬فكحيف حدث ذلك؟‬

‫‪319‬‬
‫أودل‪ :‬قلدم شيوُخ مصر‪ ،‬وعلِّىَ رأسهم الشيخ العز بنم عبَد السلم إرشاداتم الدينية لقطز‪ ،‬فأخذ با‬
‫ونُفذها علِّىَ نُفسه وعلِّىَ رجاله بكحل أمانُة وإخلصا‪ ،‬وأمر رجاله بالعروف وناهم عنم النكحر‪ ،‬فخمرج‬
‫اليش منم مصر تائدبَا منيدبَا طاهدرا منم الذنُوُب‪.‬‬
‫وكان علِّىَ رأس الاهدينم جيع القادرينم منم شيوُخ مصر علِّىَ السفر وحل السلح وتمحل أعبَاء الهاد‪.‬‬
‫ثانُديا‪ :‬قيادة قطز الذي كان يتحلِّىَ بإرادة القتال بأجلِّىَ مظاهرها‪ ،‬فكحان مصمحدمحا علِّىَ قتال التتار مهمحا‬
‫تمحل منم مشاق‪ ،‬وبذل منم تضحيات‪ ،‬ولقىَ منم صعاب‪.‬‬
‫ولعل إصراره علِّىَ مهاجة التتار خارج مصر‪ ،‬وعدم بقائه ف مصر‪ ،‬واختياره الجوُم دون الدفاع‪،‬‬
‫واستبَعاده خطة الدفاع الستكحنم‪ ،‬هوُ الذي جعل رجاله قادة وجنوُددا ف موُقف ل يؤدي إل إل الوُت أو‬
‫النصر‪ ،‬ما جعلِّهم يستقتلِّوُن ف الرب‪ ،‬لنُه ل يكحنم أمامهم ف حالة الزيإة غي البادة والفناء‪.‬‬
‫إن قطز ل ياهد ليتوُل السلِّطة‪ ،‬بل توُل السلِّطة منم أجل الهاد‪.‬‬
‫ثالدثا‪ :‬إيإان قطز بال واعتمحاده علِّيه‪ ،‬وإيإان التطوُعي ف جيشه منم الاهدينم الصادقي الذينم خرجوُا‬
‫طلِّدبَا للِّشهادة‪ ،‬كان له أثر عظيم ف إحرازأ النصر‪.‬‬
‫إن أثر قطز والاهدينم معه ف معركة عي جالوُت كان عظيدمحا‪ ،‬وحي اطمحأن قطز إل نُصر ال ترجل‬
‫عنم فرسه‪ ،‬ومرغ وجهه ف التاب توُاضدعا‪ ،‬وسجد ل شكحدرا علِّىَ نُصره‪ ،‬وحد ال كثديا وأثن علِّيه ثناءد‬
‫عاطدرا‪.‬‬
‫لقد كان انُتصار السلِّمحي ف "عي جالوُت" علِّىَ التتار انُتصار عقيدة ل مراء‪.‬‬
‫الشهيد‬
‫ل تض أسابيع قلئل‪ ،‬حت رطهرت بلد الشام كلِّها منم فلِّوُل التتار‪ ،‬فرتب قطز أموُر البَلد‪ ،‬واستناب‬
‫علِّىَ دمشق أحد رجاله‪ ،‬ث خرج منم دمشق عائددا إل مصر‪ ،‬إل أن وصل إل "القصي"‪ ،‬وبقي بينه‬
‫وبي الصالية العسكحر الذي حشد فيه قوُاته قبَل الركة لقتال التتار مرحلِّة واحدة‪ ،‬ورحلِّت قوُاته إل‬
‫جهة الصالية‪ ،‬فانُقض علِّيه عدد منم المراء وقتلِّوُه علِّىَ مقربة منم خيمحته‪ ،‬ذلك يوُم السبَت ‪ 16‬منم‬
‫ذي القعدة سنة ‪ 658‬هي أكتوُبر ‪1260‬م‪ ،‬ول يإض يوُمان علِّىَ قتلِّه حت حلل "بيبس" مكحانُه باسم‬
‫اللِّك الظاهر‪.‬‬
‫وقد دفنم قطز ف موُضع قتلِّه‪ ،‬وكثر أسف الناس وحزنم علِّيه‪ ،‬وكان قبه ريقصد دائدمحا للِّزيارة‪..‬‬
‫وكانُت سلِّطنة قطز سنة إل يوُدما واحددا‪.‬وكان قطز بطلد شجادعا مقدادما حسنم التدبي‪ ،‬يرجع إل دينم‬
‫وإسلم وخي‪ ،‬كمحا قال فيه الذهب‪ ،‬وله اليد البَيضاء ف جهاد التتار‪ ،‬فعوُض ال شبَابه بالنة ورضي‬
‫عنه‪.‬لقد كان قطز صاددقا عزيز النفس‪ ،‬كري الخلق‪ ،‬ماهددا منم الطرازأ الول‪.‬‬
‫رقتل قاهر التتار مظلِّوُدما‪ ،‬فخمسر روحه وربح الدنُيا والخرة‪ ،‬وسجلِّه التاريخ ف أنُصع صفحاته رضي ال‬
‫عنه وأرضاه‪ ،‬وجعلِّه قدوة صالة لقادة العرب والسلِّمحي‪ ،‬فمحا أشبَه غزو التتار بغزو الصهاينة‪ ،‬وما أشبَه‬

‫‪320‬‬
‫دعم الصلِّيبَيي القدامىَ للِّتتار بدعم الصلِّيبَيي الدد للِّصهاينة‪ ،‬وما أحوُجنا اليوُم إل مثلِّه قائددا يتخمذ‬
‫الجوُم مبَدأ‪ ،‬ول يكحتفي بالدفاع‪ ،‬ويتخمذ العمحل منهدجا ول يكحتفي بالكحلم‪ ،‬ويقاتل العدو الصهيوُن ف‬
‫الرض التلِّة‪ ،‬ول ينتظر أن يقاتلِّه ف أرضه‪ ،‬ويطلِّب الوُت لتوُهب له الياة‬
‫يييييييييي‬
‫قطز ‪ ...‬الصائح‪" :‬وا إسلماه"‬
‫كان سيف الدينم قطز عبَددا لرجل يسمحىَ "ابنم العدي" بدمشق ث ذبيع منم يتد إل يد حت انُتهىَ إل "عز‬
‫الدينم أيبَك" منم أمراء ماليك البَيت اليوُب بصر‪ .‬وتدرج ف الناصب حت صار قائددا لند أيبَك‪ ،‬ث‬
‫قائددا للِّجيوُش عندما توُل "عز الدينم أيبَك" السلِّطنة مع شجرة الدر‪.‬‬
‫ث صار وصديا علِّىَ ابنه "النصوُر" بعد مقتلِّه ومقتل زأوجته شجرة الدر منم بعده‪ .‬وقد استشار كبَار‬
‫رجال الدولة والعلِّمحاء ف أموُر البَلد ف حضوُر "النصوُر"‪ ،‬وقد انُصرف "النصوُر" عنم اللِّس دون أن‬
‫ينطق بكحلِّمحة‪ ،‬فأشاروا علِّىَ "قطز" بعزله وتوُل أمر البَلد؛ فاستجاب لم وعزل "النصوُر"‪ ،‬وقام باعتقال‬
‫ممحوُعة منم أمراء المحاليك الوُالي لعز الدينم أيبَك وابنه‪ ،‬ووضع علِّىَ قيادة اليوُش ركنم "الدينم بيبس"‪.‬‬
‫ويروي شس الدينم الزري ف تاريه عنم "سيف الدينم قطز"‪ .." :‬لا كان ف ذرلق ابنم العدي بدمشق‪،‬‬
‫ضربه سيده وسلبَه بأبيه وجده‪ ،‬فبَكحىَ ول يأكل شيدئما سائر يوُمه‪ ،‬فأمر سيده الفلراش أن يتضاه ويطعمحه‪،‬‬
‫فروىً الفلراش أنُه جاءه بالطعام وقال له‪ :‬كل هذا البَكحاء منم لطمحة؟ فقال قطز‪ :‬إنا بكحائي منم شسلبَه لب‬
‫وجدي وها خي منه؛ فقلِّت‪ :‬منم أبوُك؟ واحد كافر؟!ا‪ ..‬فقال‪ :‬وال ما أنُا إل مسلِّم ابنم مسلِّم‪ ،‬أنُا‬
‫ممحوُد بنم مدود ابنم أخت خوُارزأم شاه منم أولد اللِّوُك‪ ،‬فسكحت وترضيته" كمحا يروي أنُه أخب ف صغره‬
‫أحد أقرانُه أنُه رأىً رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم وقد بلشره بأنُه سيمحلِّك مصر ويكحسر التتار‪ ،‬ومثل‬
‫هذه الروايات وإن كان الشك يوُطها تعن أن الرجل كان يعتب نُفسه صاحب مهمحة‪ ،‬وأن له دودرا ف‬
‫صناعة التاريخ‪ ،‬وتغيي الوُاقع السيف الذي ييط به منم كل جانُب‪.‬‬
‫رملِّك مصر‬
‫لقد وصل "سيف الدينم قطز" للِّسلِّطة ف مصر والخبَار تتوُال عنم اقتحام التتار للِّشام‪ ،‬واستبَاحتهم‬
‫للِّمحدينة تلِّوُ الخرىً ف طريقهم إل مصر‪ ،‬وما لبَثت رسلِّهم أن وقفت أمام "قطز" وهوُ ف أيامه الول‬
‫علِّىَ عرشه تقرأ الرسالة التالية‪" :‬منم ملِّك اللِّوُك شردقا وغردبا‪ ،‬القائد العظم‪ ،‬باسك اللِّهم باسط الرض‬
‫ورافع السمحاء‪ ،‬نُرعلِّم أمي مصر "قطز"‪ ،‬الذي هوُ منم جنس المحاليك الذينم هربوُا منم سيوُفنا إل هذه‬
‫الرض‪ ،‬بعد أن ابتاعوُا إل التجار بأبس الثان أما بعد‪" ..‬فإنُا نُعبَد ال ف أرضه‪ ،‬خلِّقنا منم سخمطه‪،‬‬
‫يسلِّطنا علِّىَ منم يشاء منم خلِّقه‪ ،‬فسلِّمحوُا إلينا المر؛ تسلِّمحوُا‪ ،‬قبَل أن ينكحشف الغطاء؛ فتندموُا‪ ،‬وقد‬
‫سعتم‪ .‬أنُنا أخربنا البَلد‪ ،‬وقتلِّنا العبَاد‪ ،‬فكحيف لكحم الرب‪،‬؟!ا ولنا خلِّفكحم الطلِّب‪ ،‬فمحا لكحم منم سيوُفنا‬
‫خلصا‪ ،‬وأنُتم معنا ف القفاصا‪ ،‬خيوُلنا سوُابق‪ ،‬وسيوُفنا صوُاعق‪ ،‬فقلِّوُبنا كالبَال‪ ،‬وعددنُا كالرمال‪،‬‬

‫‪321‬‬
‫فمحنم طلِّب حربنا نُدم‪ ،‬ومنم تأخر عنا سلِّم‪ .. .‬فل تلِّكحوُا أنُفكحسم بأيديكحم‪ ،‬فقد حذر منم أنُذر‪ ،‬وقد‬
‫ثبَت عندكم أنُنا كفرة‪ ،‬وثبَت عندنُا أنُكحم فجرة‪ ،‬وال يلِّقي الكحفرة علِّىَ الفجرة‪"..‬‬
‫وحذره ف آْخر الرسالة منم أن يلِّقىَ مصي اللفة العبَاسية النكحوُبة ف بغداد‪ ،‬فمحا كان منم قطز إل أن‬
‫حبَس الرسل حيدنا‪ ،‬وأرسل يستشي المراء والعلِّمحاء‪ .‬وف ذات الوُقت انُتشر اللِّع بي الناس‪ ،‬وشرع‬
‫الغاربة ف الرحيل تاه الغرب‪ ،‬وآْخرون رحلِّوُا إل الجازأ واليمحنم فأشار المحيع بضرورة الروج للقاة‬
‫التتار‪ ،‬وإل خربت البَلد بسبَب اللِّع والوُف قبَل أن يربا التتار بدخوُلا‪.‬‬
‫وهنا وقف العلِّمحاء وعلِّىَ رأسهم الشيخ "العز بنم عبَد السلم" رحه ال أمام المراء وقادة الند‪ ،‬وهم ف‬
‫سبَيلِّهم لمحع الموُال للعداد للِّحرب‪ ،‬فقرروا أل يؤخذ منم الناس شيدئما إل إذا كان بيت الال فرادغا‪،‬‬
‫وأخرج المراء والتجار وأغنياء الناس منم أموُالم وذهبَهم وتساوىً المحيع‪ ،‬فنزل قطز علِّىَ حكحم العلِّمحاء‬
‫لما أحدث جفوُة مع بعض المراء‪.‬‬
‫وتوُجه قطز إل رسل هوُلكوُ فوُلسطهم )أي قتلِّهم بأن ضربم بالسيف ففصل أجسادهم منم وسطها(‬
‫وعللِّقهم علِّىَ أبوُاب القاهرة؛ رغم أن الرسل ل ريقتلِّوُن‪ ،‬ولكحنه أراد أن يشعر الناس بقوُة وهيبَة دولته‪.‬‬
‫وجاء الب بوُقوُع أمي دمشق ف قبَضة هوُلكوُ‪ ،‬وأن جوُع التتار استبَاحت مدن الشام تعيث فيها‬
‫فساددا وتتك الرمات‪ ،‬وتنهب الثروات‪ ،‬فكحان ل بد منم سرعة التحرك لوُقف الزحف الرتقب علِّىَ‬
‫مصر‪.‬‬
‫نُادىً "قطز" ف البَلد للِّخمروج لرب التتار‪ ،‬فاستجاب له جند منم مصر ومنم الشام‪ ،‬واجتمحع تت‬
‫يديه قرابة الربعي ألدفا منم الند‪ ،‬فتقدم بم إل منطقة البَقاع إل أرض الشام‪ .‬فوُصل الب لحد قادة‬
‫التتار بالشام ويسمحىَ "كتبَغا نُوُينم"‪ ،‬واستشار منم حوُله فاختلِّفوُا فمحنهم منم رأىً أن يتمحهل حت يصل‬
‫إليه مدد منم "هوُلكوُ"‪ ،‬ومنهم منم رأىً أن يسرع بلِّقائه قبَل أن يتمحع حوُل "قطز" الند الفارون منم‬
‫الرب السابقة؛ فتزيد خطوُرة الوُقف‪ .‬فاستجاب للِّرأي الخي وذلك "ليقضي ال أمدرا كان مفعوُدل"‪.‬‬
‫فتقدم "كتبَغا نُوُينم" منم جيش قطز‪ ،‬فتلقيا عند "عي جالوُت" منم أرض فلِّسطي‪ ،‬وقد كان ذلك ف‬
‫‪ 25‬رمضان ‪658‬هي ‪ 6‬سبَتمحب ‪1260‬م‪.‬‬
‫عي جالوُت‬
‫واشتعل القتال بي الطرفي‪ ،‬والسلِّمحوُن القل عدددا ياولوُن أن يوُقفوُا هجمحات التتار الشرسة‪ ،‬وضغط‬
‫التتار علِّىَ ميسرة جيش السلِّمحي فانُكحسرت‪ ،‬فمحا كان منم "قطز" وقائد جيوُشه "بيبس" إل أن التفا‬
‫منم اللِّف مع فريق منم القاتلِّي ليمحنعوُا التفاف جيش الغوُل حوُل السلِّمحي‪ ،‬ونحوُا ف ناية اليوُم ف‬
‫وقف هجمحة الغوُل منم هذا الانُب؛ ولكحنم بعد خسارة كبَية‪ .‬وبدأ اليوُم الثان‪ :‬واستمحر القتال فيه‬
‫سجالد بي الطرفي‪ .‬وف مطلِّع اليوُم الثالث‪ :‬خطب "قطز" ف جيشه يرغبَهم ف النة‪ .‬وريسنم لم‬
‫الوُت ف سبَيل ال‪ ،‬وما أن اشتعل القتال حت انُطلِّق جيش التتار ف حلِّة شديدة كادوا أن يكحسروا‬

‫‪322‬‬
‫فيها جيش السلِّمحي‪ ،‬فمحا أن رأىً قطز ذلك حت نُزل عنم فرسه وضرب عنقه‪ ،‬وخلِّع عنه خوُذته ف‬
‫وسط ميدان العركة صائدحا "واإسلماه" وثبَت معه طائفة منم الفرسان الشداء‪ ،‬فمحا لبَث أن عاد‬
‫الفارون منم اليدان إل العركة منم جديد‪ ،‬ونُزل أحد الفرسان عنم فرسه ليكبَه قطز‪ ،‬فرفض صائدحا‪ :‬ما‬
‫كنت أمنع نُفعك عنم السلِّمحي الن )يقصد أن ف هذا الوُقف لكحل فرد دور يب أن يؤديه‪ ،‬وأن‬
‫استمحرار الفارس ف ركوُبه لفرسه أنُفع منم ركوُبه هوُ وخروجه منم هذا الوُقف( فإذا بند السلم ينقضوُن‬
‫علِّىَ جيش التتار‪ ،‬فتنكحسر هجمحة التتار وتتخملِّخمل صفوُفهم‪ ،‬فيشرع "كتبَغا نُوُينم" ف قيادة جنوُده‬
‫بنفسه وينزل إل ساحة العركة‪ ،‬ولكحنم سيوُف السلِّمحي تقتلِّع شره وتقضي علِّيه‪ ،‬فينهزم جيش التتار‬
‫لول مرة ف العركة‪ ،‬ولول مرة منذ خروجهم لغزو أمة السلم‪ .‬ويقوُد "بيبس" ممحوُعة منم الفرسان‬
‫الشداء ويتبَعهم حت يقضي علِّىَ بقيتهم‪ ،‬وانُطلِّق "قطز" بيشه إل "بيسان" منم الشام حيث كان‬
‫اللِّقاء الثان مع التتار‪ ،‬وقد كانُت سيوُف السلِّمحي ذاقت دماء التتار ف الوُقعة الول وعرفت طريقها‬
‫ضا "بيبس"‬ ‫إل رقابم‪ ،‬فكحان ف هذا اللِّقاء مثل ما كان ف اللِّقاء الول‪ ،‬وانزم جيش التتار‪ ،‬وتبَعهم أي د‬
‫حت دمشق‪ ،‬ففروا أمامه وتركوُا ما كان ف أيديهم منم السرىً السلِّمحي‪.‬‬
‫وزأال خطرهم عنم مصر والشام إل حي )حيث تكحررت ماولتهم مرة ثانُية ولكحنم ف عهد حكحم بيبس‪،‬‬
‫وقد قضىَ علِّيهم تادما ف هذه الرة( واستقر حكحم "قطز" ف كل منم مصر والشام‪ ،‬وخضع أمراء البَيت‬
‫اليوُب لسلِّطان قطز‪ ،‬ونُظم شئموُن الشام‪ ،‬وقد كان وعد قائده "بيبس" بكحم حلِّب؛ ولكحنه أخلِّف‬
‫وعده وأعطاها لخر‪ .‬وبدأ رحلِّة العوُدة‪ ،‬وأرسل البَشي إل القاهرة بانُتصاره‪ ،‬وقد كان "قطز" كمحا قيل‪:‬‬
‫ب ما يأت به القدرر‬ ‫فغ ل‬ ‫ت ظشنك باليام إذ حسنت ‪ ...‬ول ت ه‬ ‫أحسن ش‬
‫وسالهتك اللِّيال فاغترت با ‪ ...‬وعند صفوُ اللِّيال يدث الكحدر‬
‫إذ تآمر علِّيه أمراء المحاليك وعلِّىَ رأسهم قائد جنده ووضع علِّىَ قيادة اليش "ركنم الدينم بيبس"!ا!ا فمحا‬
‫أن خلِّىَ "قطز" لبَعض شأنُه حت التفوُا حوُله فقتلِّوُه!ا!ا وكان ذلك بالقرب منم الصالية ف ‪ 16‬منم ذي‬
‫القعدة عام ‪658‬هي‪1260 /‬م‪ ،‬وبالرغم أن فتة حكحمحه ل تتعشد العام‪ ،‬إل أنا ستبَقىَ حاضرة ف ذاكرة‬
‫السلِّمحي عزة‪ ..‬وكرامة‪ ..‬ونُصدرا‪..‬‬
‫عمحاد حسي‬
‫باحث ف التاريخ‬
‫يييييييييي‬
‫غازوة تبوك‬
‫ل يذكر التاريخ حردبا خاضها السلِّمحوُن ف شهر رمضان الكحري ول ينتصروا فيها‪ ،‬وقد ل نُكحوُن مبَالغي‬
‫إذا قلِّنا‪ :‬إن تلِّك القوُة الروحية الت يإتلِّكحها الصائمحوُن كانُت أهم أسبَاب ذلك‪.‬‬

‫‪323‬‬
‫ومنم تلِّك الروب الت تذكرها كتب السية النبَوُية والتاريخ والتفسي والديث "غزوة تبَوُك" الت اختلِّف‬
‫ف تديد زأمنها بي شهر رجب وشهر رمضان‪ .‬وكمحا يذكر ابنم هشام ف سيته أن رسوُل ال صلِّىَ ال‬
‫علِّيه وسلِّم أمر الناس بالتهيؤ لا ف شهر رجب‪ ،‬لكحنه عاد منم هذه الغزوة ف رمضان‪ ،‬وتدل الحداث‬
‫الت جرت للِّتجهيز للِّغزوة والسي إل تبَوُك الت تقع ف الشمحال الغرب للِّمحدينة ف منتصف الطريق بينها‬
‫وبي دمشق أن السلِّمحي ف الغالب ل يتحلركوُا منم الدينة قبَل حلِّوُل شعبَان‪ ،‬ول يعوُدوا إل أثناء شهر‬
‫رمضان‪ ،‬وعلِّىَ هذا فأغلِّب الظنم أن أحداث هذه الغزوة بدأت ف شهر شعبَان‪ ،‬وانُتهت قبَل ناية شهر‬
‫رمضان البَارك‪ ،‬فالعروف أن شهر رجب منم الشهر الرم الت يرم فيها القتال‪.‬‬
‫بي يدي الغزوة‬
‫بعد فتح مكحة ودخوُل الناس ف دينم ال أفوُادجا بقي أمام السلِّمحي أكب قوُة عسكحرية ف ذلك الزمان‪،‬‬
‫وهي قوُة الرومان الت بدأت بالتعرض للِّمحسلِّمحي بقتل مبَعوُث رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم الارث‬
‫بنم عمحي الزأدي الذي كان يمحل رسالة إل عظيم "بصرىً"‪ ،‬وكان أن أرسل رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه‬
‫وسلِّم سرية زأيد بنم حارثة الت اصطدمت بالرومان اصطدادما عنيدفا ف مؤتة‪ ،‬ول تنجح ف أخذ الثأر منم‬
‫أولئمك الظالي‪ ،‬إل أنا تركت أروع الثر ف نُفوُس العرب‪ ،‬ونُبَهت قيصر عظيم الروم إل خطر السلِّمحي‬
‫الذي بدأ يتقدم ويطوُ إل حدوده‪ ،‬ويهدد الثغوُر الشامية الت تاور العرب‪ ،‬ولذا بدأ قيصر يعد جيدشا‬
‫منم الرومان والعرب التابعة لم منم الغساسنة وغيهم‪ ..‬ليجهز بم لعركة فاصلِّة مع السلِّمحي‪.‬‬
‫وبلِّغ رسوُشل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ذلك‪ ،‬وكان السلِّمحوُن ف زأمنم رعسرة‪ ،‬والرارة شديدة‪ ،‬والثمحار‬
‫طابت‪ ،‬والناس يبَوُن القام ف ثارهم وظللم‪.‬‬
‫القرار الاسم‬
‫كان صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يرىً أنُه لوُ توُان وتكحاسل عنم غزو الرومان ف هذه الظروف‪ ،‬وتركهم‬
‫ليجوُسوُا خلل الديار ف الناطق الت كانُت تت سيطرة السلم ونُفوُذه حت يأتوُا الدينة لكحان له‬
‫أسوُأ الثر علِّىَ سعة السلِّمحي‪ ،‬خاصة وهوُ صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يعلِّم أن هناك ممحوُعة منم النافقي‬
‫يتبصوُن بالسلِّمحي‪ ،‬ويتصلِّوُن بلِّك الروم‪ ،‬وهم علِّىَ أت الستعداد لطعنم السلِّمحي منم اللِّف ف الوُقت‬
‫الذي تجم فيه الروم منم المام‪.‬‬
‫ولذا قلرر صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم القيام بغزوة فاصلِّة يوُضها السلِّمحوُن ضد الرومان علِّىَ حدودهم‪ ،‬فل‬
‫يإهلِّهم حت يزحفوُا إل دار السلم‪ ،‬فأعلِّنم التأهب والتجهز للِّقتال‪ ،‬وبعث إل القبَائل منم العرب‪ ،‬وإل‬
‫أهل مكحة يستنفرهم‪ ،‬وكان ذلك ف شهر رجب سنة تسع للِّهجرة‪ ،‬وكان منم عادته إذا أراد غزوة يوُاري‬
‫بغيها‪ ،‬لكحنه نُظدرا لطوُرة الوُقف أعلِّنم أن اللِّقاء سيكحوُن مع الرومان ف تبَوُك‪ ،‬حت يستعد الناس‬
‫ل‪ ،‬وحض الناس علِّىَ الهاد وإنُفاق الموُال ف سبَيل تهيز اليش‪.‬‬ ‫استعداددا كام د‬

‫‪324‬‬
‫واستجاب الناس لدعوُة الرسوُل الكحري‪ ،‬وبدأت القبَائل والبَطوُن تبَط إل الدينة‪ ،‬وكان أهل الفاقة‬
‫يطلِّبَوُن منم رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ما يتجهزن به للِّقتال‪ ،‬فإذا قال لم‪) :‬لش أشذجرد ما أش هذ‬
‫حلِّرركحهم‬ ‫ش‬
‫ض ذمشنم اللدهمذع شحشزدنُا أشلل شذيردواه شما رينذفرقوُشن(‪.‬‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫شعلِّشهيه تشيشوُلوُاه لوأشهعيرينريرههم تشفي ر‬
‫وتسابق السلِّمحوُن ف إنُفاق الموُال لتجهيز اليش‪ ،‬حت بلِّغ ما أنُفقه عثمحان بنم عفان رضي ال عنه‬
‫وحده عشرة آْلف دينار وثلثائة بعي وخسي فردسا‪ ،‬فقال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪" :‬اللِّهم ارض عنم‬
‫ض عنه"‪ ،‬وجاء أبوُ بكحر الصديقرضي ال عنه بكحل ما لديه‪ ،‬وجاء عمحر بنم الطابرضي‬ ‫عثمحان‪ ،‬فإن را ت‬
‫ال عنه بنصف ماله‪ ،‬وهكحذا كان الال مع عبَد الرحنم بنم عوُف‪ ،‬والعبَاس وطلِّحة وعاصم بنم‬
‫عديرضي ال عنهم‪ ،‬وأرسلِّت النساء بكحل ما يقدرن علِّيه منم حلِّيهنم‪.‬‬
‫الثبَطوُن والنافقوُن‬
‫قال ابنم هشام ف سيته‪ :‬وبينمحا رسوُل ال يدعوُ للِّتجهز للِّخمروج إذ جاءه الد بنم قيس‪ ،‬وقال‪ :‬يا‬
‫رسوُل ال‪ :‬أو تأذن ل ول تفتلن؟ فوُال لقد عرف قوُمي أنُه ما منم رجل بأشد عجدبَا بالنساء من‪ ،‬وإن‬
‫أخشىَ إن رأيت نُساء بن الصفر "الرومان" أل أصب‪ ،‬فأعرض عنه رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‬
‫وقال‪ :‬قد أذنُت لك‪ .‬فنزل قوُله تعال‪) :‬شوذمهنيرهم لمنم يشيرقوُرل ائهشذن لل شولش تشيهفتذلن أشلش ذف الهذفهتينشذة شسشقطروُاه شوإذلن‬
‫شجشهنلشم لشرمحذحيطشة ذبالهشكحافذذريشنم(‪.‬‬
‫وقال قوُم منم النافقي بعضهم لبَعض‪ :‬ل تنفروا ف الر زأهادة ف الهاد‪ ،‬وشدكحا ف الق‪ ،‬وإرجادفا‬
‫برسوُل ال فنزل قوُله تعال‪) :‬شوشقالروُاه لش شتنذفررواه ذف اهلشلر قرهل شنُارر شجشهنلشم أشششتد شحيرا لهوُ شكانُروُا يشيهفشقرهوُشن*‬
‫ضشحركحوُاه قشذلِّيلد شولهيشهبَركحوُاه شكثذديا شجشزاء ذ شبا شكانُروُاه يشهكحذسربَوُشن(‪.‬‬‫فشيهلِّيش ه‬
‫ووصل حجم جيش السلِّمحي ثلثي ألدفا‪ ،‬وقبَل أن يغادروا الدينة ول رسوُل ال ممحد بنم مسلِّمحة علِّىَ‬
‫ي أبا بكحر الصديق قائددا عادما للِّجيوُش‪،‬‬ ‫الدينة‪ ،‬وعلِّلي بنم أب طالب علِّىَ أهلِّه‪ ،‬وأمره بالقامة فيهم‪ ،‬وع ل ش‬
‫والزبي بنم العوُام قائددا للِّمحهاجرينم‪ ،‬وأسيد بنم خضي قائددا للوس‪ ،‬والبَاب بنم النذر علِّىَ الزرج‪ ،‬وعلِّىَ‬
‫حرس اليش عبَاد بنم بشر‪.‬‬
‫وتلرك اليش منم الدينة حت مر علِّىَ "الجر"‪ ،‬فنزل السلِّمحوُن با‪ ،‬واستقوُا منم بئمرها‪ ،‬فلِّمحا راحوُا قال‬
‫صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪" :‬ل تشربوُا منم مائها شيئما‪ ،‬ول تتوُضئموُا منه للِّصلة‪ ،‬وما كان منم عجي‬
‫عجنتمحوُه فأعلِّفوُه البل‪ ،‬ول تأكلِّوُا منه شيدئما‪ ،‬ول يرجنم أحد منكحم اللِّيلِّة إل ومعه صاحبَه"‪ ..‬ففعلِّوُا‬
‫ذلك‪.‬‬
‫ث مضىَ صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم سائدرا بعد ذلك‪ ،‬فأخذ يتخملِّف عنه الرجل فيقوُلوُن‪ :‬يا رسوُل ال‪ ،‬تلِّف‬
‫فلن‪ .‬فيقوُل‪":‬دعوُه‪ ،‬فإن يك فيه خي فسيلِّحقه ال تعال بكحم‪ ،‬وإن يك غي ذلك فقد أراحكحم ال‬
‫منه"‪.‬‬

‫‪325‬‬
‫ويصل اليش إل تبَوُك‪ ،‬ويطب صلِّىَ ال علِّيه سلِّم خطبَة بلِّيغة يض فيها الناس علِّىَ الهاد‪ ،‬ويرفع‬
‫معنوُياتم‪ ،‬أما الرومان وحلِّفاؤهم فلِّمحا سعوُا بزحف جيش السلِّمحي أخذهم الرعب فتفلرقوُا ف البَلد‪،‬‬
‫وبقي السلِّمحوُن ف تبَوُك بضع عشرة يوُدما جاءهم "يوُحنا" صاحب "آْيلِّة" ومعه أهل قرية "جرباء" وأهل‬
‫"أذرح"‪ ،‬فصالهم رسوُل ال علِّىَ إعطاء الزية‪ ،‬وكتب ليوُحنا كتادبا جاء فيه‪" :‬بسم ال الرحنم الرحيم‪..‬‬
‫هذا أشمنشة منم ال وممحد النب رسوُل ال ليوُحنا بنم رؤبة وأهل آْيلِّة سفنهم وسيارتم ف الب والبَحر‪ ،‬لم‬
‫ذمة ال وممحد النب‪ ،‬ومنم كان معهم منم أهل الشام وأهل اليمحنم وأهل البَحر‪ ،‬فمحنم أحدث منهم حددثا‬
‫فإنُه ل يوُل ماله دون نُفسه‪ ،‬وإنُه طيب لنم أخذه منم الناس‪ ،‬وإنُه ل يل أن يإنحوُا ماء يردونُه‪ ،‬ول‬
‫طريدقا يريدونُه منم بتر أو بتر"‪ .‬وبعث علِّيه الصلة والسلم خالد بنم الوُليد إل أكيدر دومة‪ ،‬فأتىَ به‬
‫وصاله رسوُل ال علِّىَ الزية‪ ،‬واستشار النب أصحابه ف ماوزأة تبَوُك لقابلِّة جيش الرومان حيث‬
‫ذ‬
‫ت بالسي فسر‪ ،‬فرد علِّيه الصلة والسلم‪:‬‬ ‫يدونُه‪ ،‬فقال عمحر بنم الطاب‪ :‬يا رسوُل ال‪ ،‬إن كنت أرمر ش‬
‫"لوُ كنت أمرت ل أستشر"‪ ،‬فأشاروا علِّيه بالعوُدة بعد أن اكتفوُا بفزع الروم وهروبم‪ ،‬ورجع اليش‬
‫مظفدرا للِّمحدينة‪ ،‬وكفىَ ال الؤمني القتال‪.‬‬
‫الخملِّفوُن‬
‫وبعد قدوم الرسوُل الدينة ف شهر رمضان كان قد تللِّف عنه رهط منم النافقي‪ ،‬وتلِّف ثلثة منم‬
‫السلِّمحي منم غي شك ول نُفاق‪ ،‬وهم كعب بنم مالك ومرارة بنم الربيع وهلل بنم أمية‪ ،‬فقال رسوُل ال‬
‫لصحابه‪ :‬ل تكحلِّرمحلنم أحددا منم هؤلء الثلثة‪ ،‬وأتاه منم تلِّف عنه منم النافقي فجعلِّوُا يلِّفوُن له‬
‫س أولئمك الثلثة لدة خسي يوُدما‪ ،‬حت تاب ال علِّيهم‪ ،‬ونُزل‬ ‫ويعتذرون فصفح عنهم‪ ،‬ول يكحلِّم النا ر‬
‫صاذر الذذيشنم اتليبَشيرعوُهر ذف شساشعذة الهعرهسشرةذ ذمنم بشيهعذد شما‬ ‫ذ‬
‫ب شوالهرمحشهاجذريشنم شوالشنُ ش‬ ‫ب ال شعشلِّىَ النلذ ل‬ ‫قوُله تعال‪) :‬لششقد لتا ش‬
‫ف لرذحيةم* شوشعشلِّىَ الثللشثشذة الذذيشنم رخلِّلرفوُاه ‪ ( ...‬إل‬ ‫ب شعلِّشهيذههم ذنُإلهر ذبذهم شررؤو ة‬ ‫ب فشذريتق لمهنيرههم رثل شتا ش‬ ‫شكاشد يشذزيرغ قريرلِّوُ ر‬
‫ي(‪.‬‬ ‫قوُله تعال )يا أشييتها الذذينم آْمنوُاه اتليرقوُاه اللِّله وركوُنُروُاه مع ال ل ذ ذ‬
‫صادق ش‬ ‫شش‬ ‫شش‬ ‫ش شر‬ ‫ش ش‬
‫قال كعب بنم مالك‪ :‬فوُال ما أنُعم ال علِّلي نُعمحة قط بعد أن هدان للسلم أعظم منم صدقي رسوُل‬
‫ال يوُمئمذ أل أكوُن كذبته فأهلِّك كمحا هلِّك منم كذبوُا‪ ،‬ومنم قال عنهم ال‪) :‬شسيشهحلِّذرفوُشن ذباللِّلذه لشركحهم إذشذا‬
‫س شوشمأهشوارههم شجشهنلرم شجشزاء ذ شبا شكانُروُاه يشهكحذسربَوُشن* شهيلِّذرفوُشن‬ ‫ذ ذ‬
‫ضوُاه شعهنيرههم إنُيلرههم رهج ة‬ ‫ضوُاه شعهنيرههم فشأشهعذر ر‬
‫ذ‬
‫انُشقلِّشهبَترهم إذلشهيذههم لتريهعذر ر‬
‫ضىَ شعذنم الهشقهوُذم الهشفاذسذقي(‬ ‫ضهوُاه شعهنيرههم فشذإلن اللِّلهش لش يشيهر ش‬‫ضهوُاه شعهنيرههم فشذإن تشيهر ش‬
‫ذ‬
‫لشركحهم لتشيهر ش‬
‫يييييييييي‬
‫فتح جزيرة رودس‬
‫رمضان ‪53‬هي‬
‫يقوُل ابنم كثي ف البَداية والنهاية‪" :‬ف سنة ثلث وخسي افتتح السلِّمحوُن وعلِّيهم جنادة بنم أب أمية‬
‫جزيرة رودس‪ ،‬فأقام با طائفة منم السلِّمحي كانُوُا أشد شيء علِّىَ الكحفار‪ ،‬يعتضوُن لم ف البَحر‬

‫‪326‬‬
‫ويقطعوُن سبَيلِّهم‪ ،‬وكان معاوية يدلر علِّيهم الرزأاق والعطيات الزيلِّة‪ ،‬وكانُوُا علِّىَ حذر شديد منم‬
‫الفرنُجه‪ ،‬يبَيتوُن ف حصنم عظيم عنده‪ ،‬فيه حوُائجهم ودوابم وحوُاصلِّهم‪ ،‬ولم نُوُاطي علِّىَ البَحر‬
‫ينذرونم إن قدم عدو أو كادهم أحد‪ ،‬وما زأالوُا كذلك حت كانُت إمرة يزيد بنم معاوية بعد أبيه‪،‬‬
‫فحلوُلم منم تلِّك الزيرة‪ ،‬وقد كانُت للِّمحسلِّمحي با أموُال كثية وزأراعات غزيرة‪) .‬الزء السابع البَداية‬
‫والنهاية(‪.‬‬
‫وبشيء منم التفصيل نُقوُل‪ :‬إن معاوية بنم أب سفيان اته إل إسقاط العاصمحة البَيزنُطية "القسطنطينية"‪،‬‬
‫فأعد لذلك عدة هائلِّة لتحقيق هذا المل الطي‪ ،‬وكانُت هذه العدة تشمحل ثلثائة مركب ثقيلِّة علِّيها‬
‫أسلِّحة‪ ،‬وباصة النجنيقات‪ ،‬وكل مركب منها تمحل ألف رجل‪ ،‬كمحا تشمحل خسمحائة مركب خفيفة‬
‫تمحل كل منها مائة جندي‪.‬‬
‫وحرصا معاوية علِّىَ أن يسيطر علِّىَ جزر البَحر التوُسط لتأمي أسطوُله الزاحف للِّقسطنطينية‪ ،‬ول يكحنم‬
‫السلِّمحوُن قد احتلِّوُا حت عهد معاوية غي جزيرة قبصا‪ ،‬فاته معاوية لحتلل جزر أخرىً حت يضمحنم‬
‫المان لسطوُله منم جانُب‪ ،‬وحت تكحوُن هذه الزر مطات توُينم للسطوُل منم جانُب آْخر‪ ،‬وكانُت‬
‫"رودس" جزيرة شديدة الهية للِّمحسلِّمحي؛ إذ تقع قرب ساحل آْسيا الصغرىً‪ ،‬وكان الروم يغيون منها‬
‫علِّىَ مراكب السلِّمحي ومدنم الساحلِّية‪ ،‬ولذا بدأ با السلِّمحوُن‪ ،‬وفتحها ال علِّيهم ف رمضان عام‬
‫‪ 53‬هجرية‪.‬‬
‫وأسرع معاوية‪ ،‬فأنُزل با أسدرا إسلمية‪ ،‬ورتب لم العطاء‪ ،‬وأصبَحت جزيرة رودس قاعدة هامة للِّبَحرية‬
‫السلمية‪ ،‬فكحانُت مركز اطمحئمنان لقوُات السلِّمحي‪ ،‬ومركز ذعر لقوُات العداء‪ ،‬وقد ساعدت كثديا علِّىَ‬
‫فتح جزر أخرىً بالبَحر التوُسط‪ ،‬وبالتال علِّىَ حصار القسطنطينية‪.‬‬
‫هكحذا كان فتح رودس والستيلء علِّيها خطوُة مهمحة لدعم القوُات السلمية والنكحاية بالقوُات‬
‫البَيزنُطية‪ ،‬الت كانُت تعد البَحر التوُسط بية تابعة لا‪ ،‬وقد انُتهىَ هذا الدعاء بالزحف السلمي ف‬
‫الب والبَحر الذي شهد رمضان العظم بعض مآثره‬
‫يييييييييي‬
‫مذبحة الحرم البراهيمي ‪ 15‬رمضان ‪1414‬هـ‬
‫* ل يرؤ العلم الغرب علِّىَ وصف " باروغ غوُلدشتاينم السفاح الصهيوُن " بالرهاب لنُه إسرائيلِّي‪.‬‬
‫* كانُت ثلث مذابح ف مذبة واحدة‪ ،‬شارك فيها اليش السرائيلِّي وجوُع مستوُطن " كريات أربع "‬
‫ف تد سافر لكحل ما يتدد عنم السلم مع العرب لتؤكد قوُل ال ي تعال‪ ) :‬لتجدن أشد الناس عداوة‬
‫للِّذينم آْمنوُا اليهوُد ‪( ...‬‬
‫ماهد ملِّيجي‬

‫‪327‬‬
‫ف فجر يوُم المحعة ‪ 15‬منم رمضان البَارك ‪ 1414‬هي الوُافق ‪ 25/2/1994‬م كانُت ثلث مذابح‬
‫ف مذبة واحدة‪ ،‬شارك فيها اليش السرائيلِّي وجوُع مستوُطن " كريات أربع " ف تد سافر لكحل ما‬
‫يتدد عنم السلم مع العرب؛ لتؤكد قوُل ال ي تعال ) لتجدن أشد الناس عداوة للِّذينم آْمنوُا اليهوُد ‪( ...‬‬
‫وكان كلِّبَها النزير " باروخ جوُلدشتاينم "الدكتوُر اليهوُدي المريكحي الصل الذي يعمحل ضابدطا ف‬
‫جيش العدو الصهيوُن ‪ ..،‬وذهب ضحيتها حوُال ‪ 90‬شهيددا وثلثة أضعاف هذا العدد منم الرحىَ‪،‬‬
‫كانُوُا داخل الرم البراهيمحي‪ ،‬وكانُوُا يؤدون صلة الفجر‪ ،‬هذا النبَأ الذي تناقلِّته وكالت النُبَاء العالية‬
‫بشأن الزرة يؤكد بأنا مذبة جاعية وليست فردية‪ ،‬وقد وضعت هذه الزرة القضية الفلِّسطينية مرة‬
‫أخرىً ف بؤرة الحداث‪ ،‬ورفعت منم فعاليات النُتفاضة ‪..‬‬
‫ومدينة اللِّيل حيث وقعت الزرة مدينة إسلمية عريقة بناها العرب منذ آْلف السني‪ ،‬وتعوُد أغلِّب‬
‫مبَانُيها الالية إل العصر الموُي الذي اهتم خلِّفاؤه بقبَوُر النُبَياء‪ :‬إبراهيم وإسحاق ويعقوُب علِّيهم‬
‫صا للِّمحسلِّمحي إل أن وقع الحتلل الصهيوُن عقب‬ ‫السلم وزأوجاتم‪ ،‬وكان الرم اللِّيلِّي ملِّدكحا خال د‬
‫حرب اليام السبَعة سنة ‪1967‬م ‪ ،‬وسحت سلِّطات الحتلل السرائيلِّي للِّمحتطرفي اليهوُد بتدنُيسه؛‬
‫بجة إقامة الطقوُس اليهوُدية فيه‪ ،‬وككحل خطوُات السرائيلِّيي ابتدأت الطقوُس بالفراد لتنتهي‬
‫بالستيلء علِّىَ أكثر منم ثلِّثي الرم‪ ،‬وإحاطته براسة دائمحة ومشددة بجة حاية الستوُطني‪ ،‬ومنع‬
‫وقوُع احتكحاك بينهم وبي السلِّمحي ‪.‬‬
‫و هكحذا اتذت زأيارة اليهوُد للِّحرم البراهيمحي طابدعا استفزازأييا تظاهرييا حي قام الرهاب الصهيوُن‬
‫الاخام مائي كهانُا زأعيم " رابطة الدفاع اليهوُدية " العروفة باسم " كاخ " باقتحام مدينة اللِّيل علِّىَ‬
‫رأس ممحوُعة منم أتبَاعه وإقامة طقوُس يهوُدية بشكحل جاعي وعلِّن يوُم ‪1972 / 8/ 27‬م ‪ ،‬وف‬
‫‪10/1972/ 31‬م استدعىَ الاكم العسكحري السرائيلِّي مدير أوقاف اللِّيل ورئيس قليمحي الرم‬
‫وأبلِّغهمحا قراره بسقف السجد الداخلِّي الكحشوُف‪ ،‬وتصيصه للِّيهوُد‪ ،‬وزأيادة عدد الكحراسي‪ ،‬ووضع‬
‫خزائنم لفظ التوُراة‪ ،‬ومنع السلِّمحي منم الصلة علِّىَ موُتاهم فيه‪ ،‬وتقلِّيص عدد الساعات السمحوُح لم‬
‫بالصلة فيها؛ ما أدىً إل رفض اليئمة السلمية العلِّيا ف القدس للِّقرار‪ ،‬واعتبَاره انُتهادكا لقدسات‬
‫السلِّمحي‪ ،‬بالضافة إل عدم قانُوُنُيته‪ ،‬ومنم العلِّوُم أن مستوُطن "كريات أربع" الاورة للِّخملِّيل وهم منم‬
‫العناصر الوُتوُرة والتطرفة ل تتوُقف اعتداءاتم علِّىَ الرم بشكحل دائم ومستمحر‪ ،‬با ف ذلك نب‬
‫متوُياته‪ ،‬وتزيق الصاحف فيه‪ ،‬وإنُزال اللل عنم قبَته التاريية‪ ،‬وسرقة ساعاته الثرية‪ ،‬والستيلء علِّىَ‬
‫مطوُطات إسلمية ل تقدر بثمحنم‪ ،‬وف كل مرة يتم فيها موُاجهة أهل اللِّيل للِّمحستوُطني دفادعا عنم‬
‫الرم؛ كانُت مطالب الستوُطني للشراف علِّىَ الرم تزداد إصرادرا‪ ،‬وإجراءاتم تتصاعد ف العتداء‬
‫علِّىَ السكحان العرب‪ ،‬إل أن واقعة الزرة الخية جاءت ضمحنم سلِّسلِّة تصاعدية منم العتداءات‬
‫التكحررة الت ل تد منم جانُب السلِّطات السرائيلِّية إل أذدنُا صمحاء وعيدنا عمحياء‪.‬‬

‫‪328‬‬
‫منم هذا الرهاب؟‬
‫والرهاب الذي نُفذ الزرة يهوُدي أمريكحي الصل‪ ،‬هاجر منذ ‪ 11‬سنة واستقر ف اللِّيل إيإادنُا والتزادما‬
‫منه بشعارات الرهاب كهانُا‪ ،‬وعرف عنه تشدده وكراهيته لكحل ما هوُ عرب مع معارضته للنُسحاب‬
‫ض بخمتلِّف الوُسائل‬ ‫منم أي جزء منم الراضي التلِّة‪ ،‬ودعوُته إل ترحيل كل العرب عمحا بقي لم منم أرا ت‬
‫إل خارج فلِّسطي كلِّها‪.‬‬
‫سجل أسوُد‬
‫وليست هذه الزرة يتيمحة ف سجل اليهوُد السوُد ف نُيلِّهم منم أهل فلِّسطي وما جاورها منم البَلِّدان‪،‬‬
‫فالزرة ذلكرت اللِّبَنانُيي بجزرة "صبا وشاتيل" الت ذهب ضحيتها مال يقل عنم خسة آْلف ما بي‬
‫رجل وامرأة وطفل‪ ،‬معظمحهم ذرلبح شذهبح النعاج‪ ،‬يوُم كانُت بيوت تت الحتلل السرائيلِّي صيف عام‬
‫‪ 1982‬م‪ ،‬كمحا أعادت الزرة إل الذهان مذابح دير ياسي‪ ،‬وكفر قاسم‪ ،‬والجوُم السلِّح علِّىَ الرم‬
‫القدسي الشريف يوُم ‪ 11/4/1982‬والجوُم السلِّح علِّىَ الطلب داخل حرم كلِّية اللِّيل الامعية‬
‫ومقتل ممحوُعة منهم يوُم ‪ ، 26/7/1983‬ومذبة "ريشوُن ليتسوُن" ف ضاحية تل أبيب عندما قتل‬
‫مند إسرائيلِّي ثانُية عمحال عرب مسلِّمحي أمام عي الشرطة الصهيوُنُية ف ‪ ،1990 /20/5‬ومذبة‬
‫الرم القدسي يوُم ‪ 8/11/1990‬وذهب ضحيتها ‪ 18‬فلِّسطينديا برصاصا جنوُد الحتلل ف أعنف‬
‫موُاجهة شهدتا القدس‪ ،‬هذا بالضافة إل حريق السجد القصىَ الشهي عام ‪1969‬م ‪.‬‬
‫ردود الفعال العالية‬
‫وجاءت ردود الفعال العربية والسلمية والدولية غاية ف الضعف والذلن لدانُة الذبة مع تفاوت ف‬
‫لجة الستنكحار وف تمحيل السئموُلية‪ ،‬فقد حلِّت الدول العربية السئموُلية كاملِّة للِّسلِّطات الصهيوُنُية الت‬
‫تسلِّح الستوُطني‪ ،‬وتعززأ موُاقعهم ف موُاجهة العرب العلزل‪ ،‬وتشجيعهم علِّىَ عمحلِّيات الضرب والصادرة‬
‫والعتداء علِّىَ المحتلِّكحات والرواح‪.‬‬
‫كمحا إنُه ف هذه اللِّيلِّة ذكر شهوُد العيان أن الراسة كانُت علِّىَ البَاب الرئيسي للِّحرم البراهيمحي ساعة‬
‫ارتكحاب الذبة‪ ،‬ما أتاح الال للِّمحسلِّح السرائيلِّي بالتسلِّل بكحل يسر وبدون عوُائق ول رقابة‪،‬‬
‫فالستوُطنم الذي اتم بالنوُن طبَيب يإارس عمحلِّه بتصريح منم الكحيان الصهيوُن‪ ،‬ويمحل السلح‬
‫بتخيص منه أيضا‪ ،‬ويعيش حياته اليوُمية بمحاية منم الكحيان الصهيوُن‪ ،‬وينظم السيات والمحلت‬
‫العلمية‪ ،‬ويهاجم مناطق التجمحعات العربية‪ ،‬ويتظاهر مطالدبَا بطردهم والقضاء علِّيهم ببَاركة منم‬
‫السلِّطات الصهيوُنُية‪ ،‬وكل القرائنم تشي بشكحل ل يدع مال للِّشك إل الصابع القيقية الت تتبَن‬
‫الرهاب وتارسه وتشجع علِّيه‪.‬‬
‫‪ #‬عرض لهم العتداءات الت تعرض لا الرم البراهيمحي الشريف ف اللِّيل علِّىَ أيدي اليهوُد‪:‬‬
‫‪ #‬تشرينم الثان ‪ 1967‬منع دائرة الوقاف منم فرش السجد بالسجاد ‪.‬‬

‫‪329‬‬
‫‪ 1967 /18/12 #‬إدخال خزانُة حديدية إل الرم توُي أدوات عبَادة يهوُدية ‪.‬‬
‫‪ 13/1/1967 #‬مستوُطنوُن يهوُد يقتحمحوُن الرم ويقوُموُن بأداء طقوُس دينية يهوُدية ‪.‬‬
‫‪ 25/9/1968 #‬سلِّطات الحتلل تسمحح لفئمة يهوُدية بالصلة ف الرم البراهيمحي ف تد سافر‬
‫لشاعر السلِّمحي ‪.‬‬
‫‪ 11/10/1968 #‬سلِّطات الحتلل تنسف درع الرم البراهيمحي ‪ ،‬والبَوُابة الرئيسة الؤدية إليه وها‬
‫أثران تارييان ‪.‬‬
‫‪ #‬تشرينم الثان ‪ 1968‬م سلِّطات الحتلل تدم موُقع البَكحر الثري التابع للِّحرم ‪.‬‬
‫‪ #‬حزيران ‪ 1968‬مستوُطنوُن منم اليهوُد ريدخلِّوُن كراسي خاصة بم إل الضرة البراهيمحية‪.‬‬
‫‪11/10/1971 #‬م مستوُطنوُن منم اليهوُد ريدخلِّوُن طاولة خشبَية إل الضرة البراهيمحية‪1971 .‬‬
‫‪ #‬الاكم العسكحري السرائيلِّي ف اللِّيل يدل بتصريات رتوُحي بأن سلِّطاته تعتب الضرة البراهيمحية )‬
‫وهي قلِّب الرم البراهيمحي ( جزدءا " كنيستا" يهوُديا‪.‬‬
‫‪ 17/12/1972 #‬الاكم العسكحري السرائيلِّي يصدر أوامره بإغلق البَاب الشرقي للِّحرم الشريف‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫‪ 9/1972/ #‬منع السلِّمحي منم أداء صلة العصر بسبَب أن طائفة منم اليهوُد كانُوُا ينشدون‬
‫النُاشيد الدينية بأصوُات مرتفعة وينفخموُن ف البَوُق ‪.‬‬
‫‪ 1/10/1973 #‬الاكم العسكحري ف اللِّيل يسمحح بإدخال ‪ 50‬كرسييا خشبَييا إل الضرة اليعقوُبية‬
‫ف الرم الشريف ‪.‬‬
‫‪ 10/11/1973 #‬سلِّطات الحتلل تقوُم بتغطية صحنم الرم الشريف ف ماولة لتغيي معاله‬
‫السلمية ‪.‬‬
‫‪ #‬حزيران ‪ 1974‬سلِّطات الحتلل تقوُم بسلِّسلِّة منم الفر ف ميط الرم البراهيمحي منم بينها أسفل‬
‫أرضية " السطبَلن " وأسفل البَاب الثلثي إل الداخل وإل الغرب قلِّيل منم البَاب الثلثي‪ ،‬وأسفل‬
‫الدرسة النفية ‪.‬‬
‫‪ #‬ف مطلِّع ‪ 1975‬سلِّطات الحتلل تقوُم بتحوُيل جزء كبَي منم الرم البراهيمحي إل "كنيست"‬
‫وتقوُم بتقسيم الرم الشريف ‪.‬‬
‫‪ 14/7/1975 #‬قام عدد منم الستوُطني اليهوُد برفع العلِّم السرائيلِّي علِّىَ أحد أركان الرم‪27 .‬‬
‫‪ 7/1975/ #‬عشرون منم الستوُطني منم مستوُطنة " كريات أربع " يقتحمحوُن الرم‪ ،‬ويسرقوُن مفتاح‬
‫باب الئمذنُة‪ ،‬ويكحسرون أنُبَوُب الياه الوُصل للِّحرم ‪.‬‬
‫‪1/11/1975 #‬م مستوُطنان مسلِّحان يدخلن قبَيل صلة العصر‪ ،‬ويإنعان القارئ منم تلوة القرآْن‬
‫ف حضوُر الضابط العسكحري ‪.‬‬

‫‪330‬‬
‫‪ 2/11/1976 #‬مستوُطنوُن يعتدون علِّىَ الرم‪ ،‬ويدوسوُن الصاحف بأقدامهم‪ ،‬ويعتدون علِّىَ‬
‫السلِّمحي الصلِّيي بالضرب‪.‬‬
‫‪ 18/11/1976 #‬الاخام التطرف "مائي كهانُا" يعلِّنم أنُه سيحوُل الرم البراهيمحي إل قلِّعة‬
‫للِّمحتطرفي اليهوُد بدف ترحيل الوُاطني الفلِّسطينيي منم مدينة اللِّيل‪.‬‬
‫‪ 8/3/1977 #‬اليئمة السلمية تعلِّنم عنم مفقوُدات ذات قيمحة اختفت بعد فتة منم منع السلِّمحي‬
‫دخوُل الرم الشريف‪.‬‬
‫‪ 23/1/1976 #‬ثلثة مسلِّحي يهوُد يقتحمحوُن الرم برفقة سبَعة مستوُطني ويعبَثوُن بحتوُيات‬
‫السجد‪16 .‬‬
‫‪ 3/1976/ #‬مستوُطنوُن يإنعوُن السلِّمحي منم أداء الصلة ف الضرتي‪ :‬اليعقوُبية والبراهيمحية ‪.‬‬
‫‪ 21/10/1976 #‬جنوُد الحتلل يوُلوُن قسدمحا منم الرم إل ثكحنة عسكحرية ويضعوُن فيه سريرينم‬
‫وأمتعة للِّنوُم ‪.‬‬
‫‪ 24/11/1976 #‬السلِّطات السرائيلِّية تنع العمحال الفلِّسطينيي منم العمحل ف الرم البراهيمحي أيام‬
‫السبَت‪.‬‬
‫‪ 16/5/1977 #‬عدد منم الستوُطني يقتحمحوُن الرم برفقة الاخام إيفجر ويقوُموُن بالرقص داخل‬
‫الضرة البراهيمحية‪.‬‬
‫‪ 4/7/1977 #‬أحد الستوُطني ريشهر مسدسه تاه عدد منم الصلِّي أثناء صلة الظهر‪.‬‬
‫‪ 1977 / 8/7 #‬ضابط وجندي إسرائيلِّيان يقوُمان بقذف مادة مسيلِّة للِّدموُع علِّىَ الصلِّي‪.‬‬
‫‪ 1977 /16/2 #‬سلِّطات الحتلل رتدخل شعدانُا يهوُدديا بتسعة قناديل للِّحرم‪.‬‬
‫‪ 27/2/1978 #‬أحد الستوُطني يقتحم الرم‪ ،‬ويعبَث بحتوُياته أمام بصر النوُد‪.‬‬
‫‪ 24/4/1978 #‬مستوُطنان يدخلن نُسخمة جديدة منم التوُراة‪ ،‬ويقوُمان باحتفال كبَي برعاية جنوُد‬
‫الحتلل‪.‬‬
‫‪ 200 5/6/1978 #‬منم الستوُطني يقتحمحوُن الرم‪ ،‬وهم يرفعوُن العلم السرائيلِّية‪.‬‬
‫‪ 1/7/1978 #‬جنوُد الحتلل يصبَوُن مادة مرقة علِّىَ باب الرم‪ ،‬وإصابة الؤذن بروح‪.‬‬
‫‪ 20 : 27/2/1979 #‬مستوُطدنا يقتحمحوُن الرم‪ ،‬وهم يرفعوُن العلم السرائيلِّية‪.‬‬
‫‪ 5/1979/ 31 #‬جنوُد الحتلل يقتحمحوُن الضرة البراهيمحية‪ ،‬ويضعوُن كراسي فيها ويإنعوُن‬
‫السلِّمحي منم الوُصوُل إل الرم‪.‬‬
‫‪ 24/6/1984 #‬الستوُطنوُن يقوُموُن بعمحل ختان طفل ف الضرة البراهيمحية‪.‬‬
‫‪ 1984 /11/9 #‬النوُد يقوُموُن بتكيب عدسات تلِّفزيوُنُية داخل الرم لراقبَة الصلِّي‪.‬‬
‫‪ 25/9/1984‬عدد منم الستوُطني يعتدون علِّىَ أحد حراس الرم السلِّمحي‬

‫‪331‬‬


332
‫شعر وأدب ‪...‬‬
‫دعاء اليوُم‬
‫‪ ...‬أهلد رمضان‬
‫‪ ...‬ف نُوُر الصيام‬
‫‪ ...‬إن صائم‬
‫‪ ...‬زأينم الشهوُر‬
‫‪ ...‬هل الصيام‬
‫‪ ...‬رمضان شهر الرحة‬
‫‪ ...‬شهر الق والي‬
‫‪ ...‬ليلِّة القدر‬
‫‪ ...‬بدر‬
‫‪ ...‬رمضان ف الشعر العرب‬
‫أهلع رمضان‬
‫ممحد التهامي‬
‫ذ‬ ‫ذذ‬
‫شتاشدىً ف مرابعنا ضياء ش ‪ ...‬وأشرشق ف موُاجعنا دواءش‬
‫وجاءش وكتلِّنا شوُةق تناشهىَ ‪ ...‬إل أشمتل علِّىَ كلفهيه جاءش‬
‫ذذ‬ ‫ذ‬ ‫وحلِّلق بال ل ذ‬
‫ت ‪ ...‬لششيالينا ول تشلِّد الصفاءش‬ ‫صفاء ‪ ..‬وكم شتشطل ه‬ ‫ش‬
‫******‬
‫س يطلهرر كلل حري ‪ ...‬وهيشعرل طينةش الدنُيا ساءش‬ ‫له نُشف ة‬
‫ذ‬ ‫ذ‬
‫ف علِّىَ جوُارحنا دعاءد ‪ ...‬رييل عناشدها البَاغىَ رضاءش‬ ‫يطوُ ر‬
‫س ف حنايا النف ذ‬ ‫ذ‬
‫س عهزدما ‪ ...‬مشنم اليإان يركحرم كيف شاءش‬ ‫ويهغر ر‬
‫فيشهحيا الصائمحوُن منم البايا ‪ ...‬ملئكحةد فقد صاروا سوُاءش‬
‫ذ‬ ‫ذ‬
‫س ف مشاعره الباءش‬ ‫يزيرد كرامةش النُسان فيه ‪ ...‬ويغر ر‬
‫ذ‬ ‫ت ش ت‬ ‫ذ‬
‫ضوُار ‪ ...‬فل يشيهقضي لاجته نُداءش‬ ‫ترلِّتح علِّيه حاجا ة‬
‫ت الرادشة شوههشىَ تشهسرمحوُ ‪ ...‬ويشيهلِّقىَ منم كرامته اكتفاءش‬ ‫ويقتا ر‬
‫ت غد ه ذ‬ ‫ويسشقىَ منم ذرضاذء الذ ششهداد ‪ ...‬وكتل الكحائنا ذ‬
‫ت ظمحاءش‬ ‫ه‬ ‫ر‬
‫ذ‬ ‫ذ‬
‫ت بعالشمحه هبَاءش‬ ‫صار ه‬‫س شعهبَداد ‪ ...‬وقهد ش‬ ‫فلِّم يرصبَهح لردهنُيا النا ر‬
‫******‬
‫ذ‬
‫هوُ النُسارن ‪ ..‬باليإان يسرمحوُ ويإلر حوُشله الدنُيا شباءش‬

‫‪333‬‬
‫ذ‬
‫تسيطرر رورحه وتريشرتد عنه ‪ ...‬لدىً إنُسانُه طيناد وماءش‬
‫ذ‬
‫هوُ النُسان ‪ ..‬ما نُبَغيه حقاد يرتد لنا ‪ ..‬لعالشمحنا ‪ ..‬اللنقاءش‬
‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫س ف غياهبَها السناءش‬ ‫يرد جهامةش الحداث علنا ‪ ...‬ويغر ر‬
‫ويشيهرشدعر ما ترسوُرق لنا اللِّيال ‪ ...‬ويشيهرفشرع عنم نُوُاظذرنُا الغطاءش‬
‫ذ‬ ‫ذذ‬
‫فنشهسمحوُ ف مرابعنا الغوُال ‪ ...‬ونُرهشبَرع حوُشلنا الدنُيا عطاءش‬
‫ذ‬
‫ويشهدفشرع كلفنا دهفعاد فنشهبَذن ‪ ...‬ونُهرفشرع فوُشق هامتنا البَناءش‬
‫ذ‬ ‫ذ‬
‫ت لنا التدهنُيا ثناءش‬ ‫ت لنا اليارم ذهكدرا وكم ساق ه‬ ‫فكحم حفظش ه‬
‫يييييييييي‬
‫في نور الصيام‬
‫ممحد التهامي‬
‫ت‬‫الصوُم للِّحيان طوُق ناةذ ‪ ...‬وطريقه الادي إل النا ذ‬
‫وعلِّيه معراج اليقي إل الدىً ‪ ...‬يإتد فوُق مهالك الشهوُات‬
‫ويطهر النُسان حت إنُه ‪ ...‬روح يكحاد يضيء ف الظلِّمحات‬
‫******‬
‫ت‬ ‫ت‬
‫ويرىً علِّىَ نُوُر القيقة عالاد ‪ ...‬متألق العمحاق والنبَا ش‬
‫فيه الياة تراجعت أدراناد ‪ ...‬وتطهرت منم حأة النزوات‬
‫س اللئك طاف بالرحات‬ ‫وغدت كدار اللِّد طليب ريها ‪ ...‬نُشف ر‬
‫ت‬
‫إن ضاقت الدنُيا وقل ضياؤها ‪ ...‬ومضت مسالكحها إل العثرا ش‬
‫وتنوُعت فيها الكحروب وعربَلشئمت ‪ ...‬ترمي قلِّوُب الناس بالسرات‬
‫ت‬‫وتزيد ف ليل العذاب شجوُنُه ‪ ...‬تنساق أموُاجاد منم النكحبَا ش‬
‫وتيل فوُق النليات غبَارها ‪ ...‬فتد نُوُر الكحوُن للِّظلِّمحات‬
‫فإذا بطوُ السائرينم علِّىَ اللِّظدىَ ‪ ...‬يإتد ف درب منم المحرات‬
‫زألكىَ الصيام لا عزيإة صابر ‪ ...‬يإشي علِّىَ رمضائها بثبَات‬
‫******‬
‫يسعىَ ويؤمنم أن ربك قادر ‪ ...‬والنصر بالصب المحيل رموُات‬
‫مهمحا طوُانُا اللِّيل ف أعمحاقه ‪ ...‬فالفجر منتظر علِّىَ العتبَات‬
‫ت‬
‫ولنا بوُصوُل الكحفاح خلصنا ‪ ...‬يأت با نُبَغيه منم ثرا ش‬
‫وصيامنا ييي موُات حياتنا ‪ ...‬ويدق نُبَض الروح ف العزمات‬
‫ت‬
‫ويضيء ف كل الدروب علمة ‪ ...‬تدي با ما اعوُلج منم خطوُا ش‬

‫‪334‬‬
‫ويعيد ف غبَش الياة بريقها ‪ ...‬لتىً وتعنم صادق النظرات‬
‫فتهلم تكحتسح الطريق وتستوُي ‪ ...‬تطوُي الذي قد فات منم وقفات‬
‫ت‬
‫يا رب ف ألق الصيام ونُوُره ‪ ...‬وطهارة النُفاس ف الصلِّوُا ش‬
‫ب لفرط صفائه ‪ ...‬تتطهر الدعوُات بالشعبات‬ ‫أدعوُك منم قلِّ ت‬
‫يييييييييي‬
‫إني صائم‪!..‬‬
‫الستاذ كامل ممحد عجلن‬
‫هذا هوُ الضطرب الصاخب‪ ،‬وذاك هوُ التكحالب الريح‪ ،‬والتطاحنم الدائب‪ ،‬فأنُزل إليه وساهم فيه‪ ،‬وألق‬
‫دلوُك ف الدلء‪ ،‬وخذ ف العلئق‪ ،‬وتعلِّق بالسبَاب‪ :‬أسبَاب التشادق الذي خدع الناس؛ واصطنعه‬
‫بعضهم‪ ،‬وعاش منه وعلِّيه وله‪..‬‬
‫هكحذا هجست وتلِّمحظت النفس ‪ ...‬غي أن وقفت وهي تراودن وتطارحن المحهمحة‪ ،‬وكادت قنات تلِّي‬
‫حي أشارت إل أنُاس يعدهم الناس منم الخيار‪ ،‬ويسبَهم الغب منم التقياء‪.‬‬
‫وكادت قنات مرة أخرىً تنم‬
‫‪ ...‬ث عدت إل النفس أتسمحع حسيسها ول أجيب‪ ،‬وتغلِّي أهوُاؤها ول تفوُر‪ ،‬وجعلِّت أتصنع الوُعي‬
‫عنها والفهم ‪ ...‬وجعلِّت تؤلزأن أدزأا وتزن هدزا‪ ،‬وأخديا قلِّت لا بعد أن قالت ل‪:‬‬
‫أيتها النفس‪ :‬أجلِّي شغدفا‪ ،‬وهوُن علِّيك‪ .‬أيتها النفس‪" :‬إن صائم"‬
‫نُعم ‪ ...‬إن صائم ‪...‬‬
‫أعرف هذا منم حرمان ‪ ...‬تسك عنم الطعام والشراب؟‬
‫وضحكحت منم نُفسي وأثخمنتها باللِّوُم‪ ،‬وأرهقتها منم سخمريات‪ ،‬ودميت جوُانُبَها‪ ،‬كأنا أحارب عددوا‬
‫يشهر سلحه ف وجهي‪.‬‬
‫أيتها النفس‪ :‬صوُمك عنم الطعام والشراب بعض ما ف الصوُم منم تكحلِّيف‪ ،‬أيتها النفس‪ :‬ل حاجة ل‬
‫ب فيه غيك ووضع‪ .‬أيتها النفس‪ :‬ل تذكري الهوُاء‬ ‫ف هذا اللِّوُن منم الرمان‪ ،‬أهن جريت ف ميدان شخ ل‬
‫وأنُت صائمحة‪ ،‬ول تري وراء الدع وأنُت صائمحة‪ ،‬ول توُضي ف حديث اللهي وأنُت صائمحة‪ ،‬ول‬
‫تدي عيدنا وأنُت صائمحة‪ ،‬ول تهري أو تافت بضغينة وأنُت صائمحة‪ ..‬ول ول‪..‬‬
‫وهنا شدهت النفس قائلِّة‪ :‬قهدشك قهدشك‪:‬‬
‫كنت أحسب الصوُم ‪... ...‬‬
‫ول أدعها تجس با عندها منم باتق وما ف قراراتا منم قوُل ‪ ...‬بل رحت ف نُشوُة النتصر أغرقها ف‬
‫ب بالغ ف العظة والتذكي‪،‬‬ ‫خضم منم معان الروح وصفاء القلِّب‪ ،‬وأسوُق إليها طرائف وطرردفا منم طي ت‬
‫ش‬ ‫ل‬
‫ل السمحع‪.‬‬ ‫حت إذا اطمحأنُت وأخذها صحوُ العتبَار كسرت منم شوُكتها وألقت إ ل‬

‫‪335‬‬
‫أيتها النفس‪ :‬ناري نار الناس وليلِّي ليلِّهم‪ ،‬ولكحلنم وراء اللِّيل والنهار صوُةم تلرن علِّيه ف شهر لتذكلره ف‬
‫كل شهر ولتعمحل به آْنُاء اللِّيل وأطراف النهار‪.‬‬
‫ذاك هوُ الصب علِّىَ الكحاره‪ ،‬والتفع والبقاء علِّىَ نُعمحة العقل وحسنم الرضىَ وصحة الرأي‪ ،‬وتوُثيق‬
‫العقيدة‪ ،‬والتعلِّق بب ال ورسوُله‪ ،‬وإفساح الصدر‪ ،‬حت يطرد منه ضيق الاهلِّية‪ ،‬ودعوُة المحقىَ‪،‬‬
‫وغرور الدعي‪ ،‬وصخمب البَطلِّي‪.‬‬
‫أيتها النفس إن صائم ‪ ...‬وأنُت ‪ ...‬؟‬
‫إن صائمحة ‪...‬‬
‫تصوُمي أيتها النفس؟‬
‫نُعم أصوُم النهار وأقوُم اللِّيل!ا‬
‫يا عجدبَا ‪! ...‬ا‬
‫ول العجب ‪! ...‬ا‬
‫هازأة ملشاءة إل كل ما يردي ‪...‬‬ ‫أعرف النفس أمارة بالطامع‪ ،‬ل‬
‫تعرفن ولكحنم؟‬
‫ولكحنم ماذا ‪ ...‬؟‬
‫ت دابرر الفتنة‪ ،‬واطمحأنُت‬ ‫ت منافرذ الشيطان وقرلطع ر‬ ‫ت أبوُاربا غرللِّق ه‬
‫إنُه الصوُم‪ ،‬وإنا فطرة طيبَة‪ ،‬إذا فريلتح ه‬
‫الرورح منم غاشيات قاسية قاصمحة‪.‬‬
‫ك الطغيان والوُر‪.‬‬ ‫وصامت النفس أبد الياة‪ ،‬وحلرمت علِّىَ صاحبَها مسال ش‬
‫ت فإذا الياة جيلِّة‪ ،‬وإذا طيوُب الصوُم تلِّفن‪ ،‬ول أجرد ف‬ ‫ت وتلِّف ت‬
‫وف زأحة النُتصار علِّىَ النفس تنفس ر‬
‫حرمانُه غي ذطلوة الدوء‪ ،‬وسكحينة الطمحئمنان‪ ،‬وراحة المل‪ ،‬وبشرىً السلمة منم عقاب ال‪ ،‬وف ظل‬
‫اللِّياذ بعفوُه ورجاء مثوُبته‪ ،‬والطمحع ف رحته الت وسعت كل شيء‪, .‬لق‪ .‬أيتها النفس‪" :‬إن صائم"‪.‬‬
‫أيها القلِّب‪ :‬وأنُت طوُل الدهر صائم‪ ،‬فإل مائدة الروح‪ .‬إليها‪ .‬إليها ‪...‬‬
‫وأما حاجات النفس‪ ،‬فإل أطوُاء الرمان‪ ،‬حت نُلِّقىَ ال الذي يتوُل السرائر‪ ،‬ويضع الوُازأينم ف ملِّتقىَ ل‬
‫ف زأخرفهتها أنُامرل الدع‪ ،‬ورقلششهتها ريشة لشلوُن ف‬‫ينفع فيه إل سلمة القلِّب‪ ،‬وصوُم الدهر عنم زأيوُ ت‬
‫تم الشياطي‪.‬‬ ‫طلئها‪ ،‬فتارن البالسة‪ ،‬ورمف ر‬
‫*****‬
‫أيتها النفس ‪ ..‬هل تلقينا ‪ ...‬؟‬
‫أكب الظنم بل عي اليقي أن وإياك لخمتلِّفان ‪...‬‬

‫‪336‬‬
‫أيتها النفس‪ :‬هذا حداء الصائم ف بيداء الياة‪ ،‬ولعلِّك تذكرينم غنوُة الصحراوي الذي صحب نُاقته إل‬
‫هدف يبَه‪ ،‬سع حني الناقة إل ما خلِّفته‪ ،‬فراح يشكحوُ وهي تشكحوُ ‪ ...‬وراح يلنم وهي تلنم‪ ،‬وكل يغن‬
‫علِّىَ ليله‪..‬‬
‫هوُىً نُاقت خلِّفي وقدامي الوُىً وإن وإياها لخمتلِّفان‬
‫أيتها النفس هنيدئما ل ولك صوُرم ششههتر وذمرارن هدشهر‪ ..‬هنيدئما مريدئما غي هاجسات مامرة أيتها النفس‪" :‬إن‬
‫صائم"‪.‬‬
‫يييييييييي‬
‫زين الشهور‬
‫ممحد أمي الندي‬
‫رمضان يا زأينم الشهوُر‪ ،‬وخشيها ‪ ...‬وأمشيها ف دولة الزأمان‬
‫لسنم ف الكوُان‬ ‫أيامك الغرتر الوُضاء قصيدة ‪ ...‬نُظمحت معان ا ر‬
‫ضلمحنت أشرف ليلِّة ميمحوُنُة ‪ ...‬يهفوُ لسحر جللا اللثقلن‬ ‫ر‬
‫هي ليلِّة القدر اللسن باؤها ‪ ...‬بالروح‪ ،‬والملك‪ ،‬والرضوُان‬
‫ف الوُحي بالفرقان‬ ‫وعلِّىَ الرسوُل تنلزلت آْي الدىً ‪ ...‬فيه‪ ،‬ور ل‬
‫وليوُم "بدر" فيك آْيات بششدت ‪ ...‬ف نُصرة السلم للعيان‬
‫ضهم ‪ ...‬وقضيضهم ف جحفل الرعدوان‬ ‫زأحف البَغاةر الشركوُن بق ل‬
‫يبَغوُن غزو ممحتد ف "يثرب" ‪ ...‬غضدبَا لسيدهم "أب سيفان"‬
‫والسلِّمحوُن وهم قلِّيةل يوُمها ‪ ...‬نُفروا نُفار الشقهسوُر الغضبَان‬
‫يتسابقوُن إل اللشهادة ف الوُغىَ ‪ ...‬ف لفة اللظمحآن للِّرغدران‬
‫وكتائب الملك قاد لوُاءها ‪" ...‬جبيل" قد شهبَشطت إل اليدان‬
‫فإذا بيش الشركي مفلزدعا ‪ ...‬ومصلرعا‪ ،‬قد شخلر للذقان‬
‫صت علِّىَ أعقابا ‪ ...‬مذهوُلة كالائم اليان‬ ‫وفلِّوُله نُششكح ش‬
‫وإذا "بكحة" كل بيت مأت ‪ ...‬ومناحة مشبَوُبة الحزان‬
‫ال أكب قد أعلز ممحددا ‪ ...‬وأذلل أهل اللشرك والطغيان‬
‫صلِّت ‪ ...‬أجرارسه كاللشدو ف الذان‬ ‫صهلِّ ش‬
‫وتتابع اللنصر البَي و ش‬
‫واستسلِّمحت للِّفتح "مكحة" وانلِّىَ ‪ ...‬عنها ظلم الشرك والوثان‬
‫صم والعمحيان‬ ‫لل ‪ ...‬ضلِّلوُا ضلل ال ت‬ ‫ورأبيدت الصنام آْلةر ا ر‬
‫ث انُبىً العرب الركحمحاة "لرودس" ‪ ...‬فاستسلِّمحت للِّقادة الفرسان‬
‫ولفتح "أنُدلس" علِّىَ يد "طارق" ‪ ...‬نُصةر‪ ،‬به نُلِّنا أعز مكحان‬

‫‪337‬‬
‫وعلِّىَ "التتار" وجنده مةد لنا ‪ ...‬ف "عي جالوُت" عظيم الشان‬
‫ل باليوُش رينال نُصةر حاسم ‪ ...‬لكحنه بالصب واليإان‬
‫يا أيها الشهر الذي بلِّغ الدىً ‪ ...‬ف الب والسنات والحسان‬
‫أهل بقدمك الكحري‪ ،‬ومرحدبَا ‪ ...‬بك يا طبَيب الروح والبدان‬
‫ضيفان‬‫يا خي سوُق للِّمحكحارم‪ ،‬واللندىً ‪ ...‬والبَذل للِّمححروم‪ ،‬وال ل‬
‫فتقربوُا ل فيه‪ ،‬بكحل ما ‪ ...‬يرضاه منم خي‪ ،‬ومنم قربان‬
‫وامضوُا علِّىَ سننم الداية‪ ،‬وارشفوُا ‪ ...‬شهد الديث‪ ،‬وشسهلِّشسل القرآْن‬
‫وابنوُا علِّىَ الخلق جيل صالا ‪ ...‬قمحنا بمحل رسالة الوطان‬
‫وذروا الطامع ف التمحلِّك‪ ،‬إنا ‪ ...‬سبَب البَلء‪ ،‬ومبَعث الذلن‬
‫فبَها غدونُا أشهعبَددا لعبَيدنُا ‪ ...‬ورهائنا ف قبَضة الششدثان‬
‫فمحت تعوُدوا مثلِّمحا كنتم إل ‪ ...‬عرش القضاء‪ ،‬وعلزة السلِّطان؟‬
‫ف وأمان‬ ‫فلِّطالا سعد النُام بعهدكم ‪ ...‬ف ظلل عدتل وار ت‬
‫وال أسأل أن يوُلفق قوُمنا ‪ ...‬للِّصالات قصليهم واللدان‬
‫ف مذده ‪ ...‬ف وحدةت مشدودة الركان‬ ‫ويعيد للسلم سال ش‬
‫وعلِّىَ الطلريق الستقيم يسوُرسنا ‪ ...‬عدةل‪ ،‬يبَارك عدله العمحران‬
‫يييييييييي‬
‫همل الصيام‬
‫ممحد التهامي‬
‫هلل الصيارم يسوُق ف خطوُاته نُوُراد ريصلفي اللِّيشل منم ظلِّمحاته‬
‫واشتد ف اليام منطلِّق الطىَ لييح دنُيانُا علِّىَ نُفحاته‬
‫فلِّعلِّه يدري بأن نُفوُسنا ظمحأىً تبَل الشوُق ف عتبَاته‬
‫فلِّكحم طوُانُا اللِّيل ف أعمحاقه وأطال ف أيامنا وقفاته‬
‫ولكحم دعوُنُا الفجر يرحم ليلِّنا فتضيء دنُيانُا علِّىَ بسمحاته‬
‫فأب وخللِّفنا لدىً أهوُالنا ف اللِّيل نُضرب ف غيوُب شتاته‬
‫حاد الطريق بنا وجانُبَه الدىً فمحضىَ ير الناس ف عثراته‬
‫ف كل ركنم مسلِّم متعثر كل يدث عنم صدىً مأساته‬
‫وكأن كل الرض قد ضاقت به وتلمحعت لتسد درب حياته‬
‫منم ل تزقه الذئاب تشيشرهكشنه يضوُي وقد حرمته منم أقوُاته‬
‫علرهته حت ل يعد ف كلفه ما يست الظوُر منم عوُراته‬

‫‪338‬‬
‫واحتاج ‪ ..‬والدينم النيف بقلِّبَه كنز يفيض الي منم جنبَاته‬
‫لوُ أحسنم اليإاشن أرضىَ ربه وانُساقت الدنُيا إل مرضاته‬
‫تعطيه نُصر الهتدينم وعزهم ويثيبَه الرحنم ف جناته‬
‫يا رب ‪ ..‬خلل الصوُم يدرك جعنا ويرذقيرلِّه ف الرض منم كبَوُاته‬
‫ويرد نُبَض الروح ف إنُسانُنا فيخملِّص النُسان منم غفوُاته‬
‫يصحوُ ويإتلِّك الياة بعزمه ويصوُنُه اليإان ف وثبَاته‬
‫يا رب ‪ ..‬منم قلِّب وكل مشاعري ولسان صدق غص منم عباته‬
‫أدعوُك يا منم عز فوُق سائه وأفاض رحته علِّىَ ملِّكحوُته‬
‫يييييييييي‬
‫رمضان شهر الرحمة‬
‫الستاذ‪ /‬رفعت عبَد الوُهاب الرصفي‬
‫رمضان نر بالتاحم جاذر رمضان نم بالداية ساذر‬
‫رمضان عطر نُرتوُي بعبَيه ونُذوب شوُدقا ف سن السحاذر‬
‫رمضان وجه ل مثيل لسنه روح القصيد ونُشوُة الوتاذر‬
‫يهفوُ علِّينا‪ ..‬نُنتشي بأريه وترطب النسمحات كل أرواذر‬
‫والرحة الهداة تطلِّق ف الوُرىً مدفوُعة كالوُج منم تياذر‬
‫كل اللئق ترتوُي منم نُبَعه والكحوُن يعبَق منم شذىً التغفاذر‬
‫أسىَ المان ف أواخر عشرة حيث انُعتاةق منم سعي الناذر‬
‫والقدر ليلِّته تفجه بنوُرها فتبَارك اليام بالنُوُاذر‬
‫يا قدس إنُك ف العروق وف النهىَ زأيت يؤججه موُعددا للِّثاذر‬
‫إن كان باعر الغدر فلرق بيننا فاللِّيل دودما ملِّف بنهاذر‬
‫وغددا هلل الصوُم يشرق ف الدىً والسجد القصىَ طلِّيق إساذر‬
‫ويعوُد للسلم مد "صلحه" ونُقيم فيه تشتكحدرا للِّبَاري‬
‫وتسوُد روح الصف أكرم أمة والسلِّمحوُن لبَعضهم كجداذر‬
‫يييييييييي‬
‫شهر الحق والخير‬
‫أ‪ /‬عبَد العزيز أحد رضوُان‬
‫شذا النُسام والعطذر وأنُفاس منم الزهذر‬
‫ورائحة منم السك ساء الكحوُكب الدلري‬

‫‪339‬‬
‫وأقبَاس تلل ف بي النم التزهذر‬
‫ووجه ضاحك وضا ء يشرق باسم الثغذر‬
‫ي صوُت الق والذي‬ ‫ونُوُر الرحة العلِّوُ ل‬
‫وصوُت الق ف رمضان يأت رائع النصذر‬
‫وفتح ال للسلم لنا منم مكحم الذكذر‬
‫وأنُغام مرتللِّة ترتلِّىَ آْية الشكحذر‬
‫وف ساحات بيت ال اليإان والطهذر‬
‫وجبيل يقوُد ملئك واليات والمذر‬
‫تنزل بيننا بالق تيط بنا ول نُدري‬
‫تيينا وتغبَطنا حت مطلِّع الفجذر‬
‫سلم دائم النفحات والعنات والصذر‬
‫وعتق منم لظىَ النيان لنا ف ليلِّة القدذر‬
‫تية ربنا الادي عصدرا طليب الذكذر‬
‫أعيدي ليلِّة القرآْن قوُام النهي والمذر‬
‫به القرآْن دستوُر ويربَكحي جلِّمحد الصخمذر‬
‫يذيب الدمع ف حزن للِّطاعات واللب‬
‫يوُجه أسرة السلم هدايات علِّىَ طهذر‬
‫ويمحعنا العفاف علِّىَ معن الق والذي‬
‫يقيم بدولة السلم ف العسر وف اليسذر‬
‫يطيع الالق الدليان منم وكر إل وكذر‬
‫يطارد عصبَة التضلِّيل ويقطع دابر الكحفذر‬
‫يقيم العدل ميزادن ‪ ...‬وفيض النوُر والبَشر‬
‫يييييييييي‬
‫ليلة القدر‬
‫أ‪/‬عبَد الرحنم البَجاوي‬
‫يا ليلِّة القدر طوُف ملء دنُيانُا وكبي ف رحاب الكحوُن إعلنُا‬
‫وهلِّلِّي فرحة بالنوُر منطلِّقاد وحديا يضيء هذىً النفس إيإانُا‬
‫وأذن ف ليال العشر مشرقة فطالا اشتاقت الرواح ريانُا‬
‫ف موُسم الي يهمحي ف جوُاننا فيضاد ترقرق حت فاض هتانُا‬

‫‪340‬‬
‫وعانُقي مهجة ظمحأىً لعرفة لا تزل ف ضمحي الغيب كتمحانُا‬
‫ل‬
‫تسامقت ف معان النوُر موُقنة أن الروف تزيد العقل تبَيانُا‬
‫ول تزل تتحدىً العلِّم مؤتلِّقا إذ رام بي فضاء ال ) كيوُانُا (‬
‫سبَحان منم جعل اليات معجزة لحد الي إذ واتته قرآْنُا‬
‫ونُوُدي ‪ :‬اقرأ ‪ ،‬فلِّبَت كل خافقة وجاء ) جبيل ( باليات برهانُا‬
‫ضلوُأ الفق للِّساعي شكحرانُا‬ ‫ف ليلِّة قدر اللق طلِّعتها ف ش‬
‫واستيقظ الكحوُن لا طاف طائفها وظل يرجوُ منم الرحنم غفرانُا‬
‫ل‬
‫فكحم تزق أبنائىَ ‪ ،‬وما برحوُا يكحيد بعضهمحوُ للِّبَعض ألوُانُا‬
‫وذرلبح الرم القصىَ ‪ ،‬وكم رهتكحت أعراضنا ‪ ،‬واستبَلد اللِّيل طوُفانُا‬
‫إلنُا إل ال نُدعوُ أن يؤلفنا ويمحع الشمحل بي الروض أفنانُا‬
‫ف ليلِّة القدر حيث العرش تمحلِّه ملئك ال تسبَيحاد وعرفانُا‬
‫ونُسأل العوُن ف عصتر تلركه أطمحاع باغي ما لنُوُا لشكحوُانُا‬
‫ولنم نلل دعاء ال نُاصرنُا ف ليلِّة القدر حيث النوُر وافان‬
‫يييييييييي‬
‫بدر‬
‫أ‪ /‬ممحد بدر الدينم‬
‫أنُفاس الادي ف بدر مازأالت تعبَق ف صدري‬
‫وتدد ذكرىً أماد ومآثر أصحاب غلر‬
‫يوُم الفرقان بأرض العز سنذكره أبد الدهر‬
‫وثرىً بدر بفاخره أغلِّىَ منم هللء الدر‬
‫وموُاطئ أحد ف الوُادي أسىَ منم أنمحنا الزهر‬
‫فهنا جبيل سعىَ يرمي أعداء اللِّة بالقهر‬
‫وملئكحة التثبَيت أتت وتلِّىَ رب بالنصر‬
‫يسعىَ حيزوم بفارسه والرعب يزلزل ف الكحفر‬
‫ورسوُل ال يصكحهمحوُ بصىَ يرميهم بالذعر‬
‫يا عدوتنا الدنُيا تيهي فعلك أجتل منم الفخمر‬
‫فعلِّيك تنزلت السرار وغوُث الغوُث با يسري‬
‫وعريش العزة فوُق التلِّة فيه الداعي للِّخمي‬
‫يدعوُ وال يبَادره فيطيل السجدة للِّشكحر‬

‫‪341‬‬
‫أماد ل تنسىَ أبددا ومكحان أضوُأ منم بدر‬
‫ورجال فيها شيمحتهم ل يصيها طوُل الشعر‬
‫فسمحاحتهم وودادتم وقراهم أكب منم شكحري‬
‫ورجالمحوُ ونُساؤهم صنوُان بساحات اللب‬
‫يا حليا ال مكحارمهم وأدمهم طوُل الدهر‬
‫يييييييييي‬
‫رمضان في الشعر العربي‬
‫عبَي صلح الدينم‬
‫ل يتك الدب العرب شيدئما إل تناوله‪ ،‬وكان لشهر رمضان حظ منم الشعر ما بي ترحيب بقدمه وتوُديع‬
‫له‪ ،‬ورصد لحداثه ومظاهر الحتفاء به واستقبَال العيد‪.‬‬
‫فتذكر كتب التاريخ أن عمحر بنم الطاب رضي ال عنه جع الصلِّي لول مرة ف صلة التاويح خلِّف‬
‫إمام واحد ف السنة الثانُية منم خلفته الراشدة‪ ،‬فقال أحد الشعراء‪:‬‬
‫جاء الصيام فجاء الي أجعه ترتيل ذكر وتمحيد وتسبَيح‬
‫فالنفس تدأب ف قوُل وف عمحل صوُم النهار وباللِّيل التاويح‬
‫ومنم أحسنم ما قيل ف التهنئمة بقدوم شهر رمضان‪:‬‬
‫نُلِّت ف ذات الصيام ما ترتيه ووقاك ال له ما تتقيه‬
‫أنُت ف الناس مثل شهرك ف الشي هر أو مثل ليلِّة البَدر فيه‬
‫ولبَة ال بنم الرشيد جعفر بنم سناء اللِّك ف التهنئمة بقدوم شهر رمضان منم قصيدة طوُيلِّة‪:‬‬
‫تشيشهلنم بذا الصوُم يا خي صائر إل كل ما يهوُىً ويا خي صائم‬
‫ومنم صام عنم كل الفوُاحش عمحره فأهوُن شيتء هجره للِّمحطاعم‬
‫ويقوُل عمحارة اليمحن‪:‬‬
‫وهنئمت منم شهر الصيام بزائر مناه لوُ أن الشهر عندك أشهر‬
‫وما العيد إل أنُت فانُظر هلله فمحا هوُ إل ف عدوك خنجر‬
‫وللمي تيم بنم العز لدينم ال يهنئ اللِّيفة العزيز بال بقدوم شهر رمضان‪:‬‬
‫ليهنئمك أن الصوُم فرض مؤكد منم ال مفروض علِّىَ كل مسلِّم‬
‫وأنُك مفروض البَة مثلِّه علِّينا بق قلِّت ل بالتوُهم‬
‫ضا تيم يإدح اللِّيفة العزيز‪:‬‬ ‫وقال أي د‬
‫شهر الصيام أجل شهر مقبَل وبه يإحص كل ذنُب مثقل‬
‫وكذاك أنُت أبر منم وطئ الصىَ وأجل أبناء النب الرسل‬

‫‪342‬‬
‫وتدث الكحثي منم الشعراء العرب علِّىَ مر العصوُر السلمية عنم فضائل الشهر الكحري فقال أحدهم‪:‬‬
‫أذدم الصيام مع القيام تعبَدا فكحلها عمحلن مقبَوُلن‬
‫قم ف الدجىَ واتل الكحتاب ول تنم إل كنوُمة حائر ولان‬
‫فلِّربا تأت النية بغتة فتساق منم فرس إل أكفان‬
‫يا حبَذا عينان ف غسق الدجىَ منم خشية الرحنم باكيتان ‪...‬‬
‫وللِّصاحب بنم عبَاد‪:‬‬
‫قد تعلدوا علِّىَ الصيام وقالوُا حرم العبَد فيه حسنم العوُائد‬
‫كذبوُا ف الصيام للِّمحرء مهمحا كان مستيقدظا أت الفوُائد‬
‫موُقف بالنهار غي مريب واجتمحاع باللِّيل عند الساجد‬
‫وأنُشد القاضي أبوُ السنم ابنم النبَيه‪:‬‬
‫حبَذا ف الصيام مئمذنُة الامع واللِّيل مسبَل إزأباله‬
‫خلِّتها والفانُوُس إذا رفعته هصائددا واقدفا لصيد الغزالهة‬
‫ويبَدو أن فانُوُس رمضان واللِّوُىً الاصة الت تصنع فيه للِّصائمحي كانُت موُضوُدعا للِّكحثي منم قصائد‬
‫شعرائنا‪ ..‬فيقوُل علِّي بنم ظافر الديب الصري التوُف ‪613‬هي‪ :‬اقتح بعض الاضرينم ف ملِّس الديب‬
‫أب الجاج يوُسف بنم علِّي أن ينشدهم شيدئما عنم الفانُوُس بقصد تعجيزه فقال‬
‫ونم منم الفانُوُس يشرق ضوُؤه ولكحنه دون الكحوُاكب ل يسري‬
‫ول أر ندمحا قط قبَل طلِّوُعه إذا غاب ينهىَ الصائمحي عنم الفطر‬
‫أما حلِّوُىً رمضان الاصة مثل القطائف والكحنافة فيقوُل فيها الشاعر الصري الفاطمحي ابنم نُبَاتة‪:‬‬
‫رعا ال نُعمحاك الت منم أقلِّها قطائف منم قطر النبَات لا قطر‬
‫أمد له كفي فأهتز فرحة كمحا انُتفض العصفوُر بلِّلِّه القطر‬
‫ولبهان الدينم القياطي قصيدة كتبَها إل القاضي نُوُر الدينم بنم حجر والد القاضي شهاب الدينم يقوُل‬
‫فيها‪:‬‬
‫موُلي نُوُر الدينم ضيفك ل يزل يروي مكحارمك الصحيحة عنم عطا‬
‫صدقت قطائفك الكحبَار حلوة بغمحر وليس بنكحر صدق القطا‬
‫وند وثائق تاريية شعرية عنم رمضان وأحداثه الت منها مقتل المام علِّي بنم أب طالب كرم ال وجهه‬
‫علِّىَ يد عبَد الرحنم بنم ملِّجم ليلِّة المحعة لثلث عشرة خلِّت منم رمضان سنة أربعي للِّهجرة‪ ،‬والت‬
‫يذكرها الطبي فيمحا قاله أبوُ السوُد الدؤل‬
‫أف شهر الصيام فجعتمحوُنُا بي الناس طدرا أجعينا‬
‫قتلِّتم خي منم ركب الطايا وحلنسها ومنم ركب السفينا‬

‫‪343‬‬
‫والعروف أن شهر رمضان يدور علِّىَ فصوُل السنة كلِّها مرة كل ‪ 33‬عادما‪ ،‬فيأت ف الصيف والشتاء‬
‫والريف والربيع‪ ،‬وبالطبَع يكحوُن أشد ما يكحوُن ف الصيف حي ترتفع درجة الرارة‪ ،‬ويزيد شعوُر‬
‫الصائمحي بالظمحأ كمحا يصف ذلك ابنم الرومي مبَالدغا‪:‬‬
‫شهر الصيام مبَارك ما ل يكحنم ف شهر آْب‬
‫ذخفت العذاب فصمحته فوُقعت ف نُفس العذاب‬
‫ل‪:‬‬
‫ويكحمحل العن نُفسه شاعر آْخر قائ د‬
‫اليوُم فيه كأنُه منم طوُله يوُم الساب‬
‫واللِّيل فيه كأنُه ليل التوُاصل والعتاب‬
‫أما وداع رمضان فنجده ف هذه القصيدة الت يصف فيها الشاعر كيف سيكحوُن مآل الناس‪ ،‬وهل‬
‫ستقبَل أعمحالم عند رب العزة العظيم؟‪:‬‬
‫أي شهر قد توُل يا عبَاد ال عنا‬
‫حق أن نُبَكحي علِّيه بدماء لوُ عقلِّنا‬
‫كيف ل نُبَكحي لشهر قد قربَلِّنا أم رحرمنا‬
‫ث ل نُعلِّم ألنُا الروم والطرود منا‬
‫ليت شعري منم هوُ ملر بالغفلِّة عنا‬
‫ل‪:‬‬‫ويوُدع الشاعر البيوُردي رمضان قائ د‬
‫صوُم أغار علِّيه فطر كالنجم بر سناه جر‬
‫بذهنم يا صيام فلِّم تزل فردعا له الفطار بر‬
‫وله الشهوُر وإنا لك منم جيع الوُل شهر‬
‫ما كنت أول راحل ودعت بالزفرات جر‬
‫كالظعنم ليلِّة فاح ف خيب التفرق منه عطر‬
‫ث يأت عيد الفطر وتبَدأ التهان بقدومه كمحا ف قوُل شاعر الدولة الفاطمحية تيم بنم العز‪:‬‬
‫أهنيك بالعيد الذي أنُت عيده ‪ ...‬ونُوُر سنا إقبَاله حي يسطع‬
‫أما شاعر الدولة العبَاسية ابنم العز فيقوُل مهندئما اللِّيفة‪:‬‬
‫لئمنم أتىَ العيد منم لقياك ف فرح لقد مضىَ الصوُم منم منآك ف ثكحل‬
‫برزأت فيه بروزأ الشمحس طالعة وقد أعاد الضحاء النفع كالطفل‬
‫ولمحد بنم الرومي‪:‬‬
‫ولا انُقضىَ شهر الصيام بفضلِّه تلِّىَ هلل العيد منم جانُب الغرب‬
‫كحاجب شيخ شاب منم طوُل عمحره يشي لنا بالرمز للكل والشرب‬

‫‪344‬‬
‫ولبنم قلقس‪:‬‬
‫وهلل شوُال يقوُل مصددقا ‪ ...‬بيدي غصبَت النوُن منم رمضان‬
‫ولبنم العتز‪:‬‬
‫أهلد بفطر قد أتاك هلله فالن فاغد إل السرور وبلكحر‬
‫فكحأنا هوُ زأورق منم فضة قد أثقلِّته حوُلة منم عنب‬
‫ويهنئ الشاعر العبَاسي البَحتي اللِّيفة التوُكل بنم العتصم بنم هارون الرشيد لصيام شهر رمضان‬
‫وللِّوُل عيد الفطر‪:‬‬
‫ت وأنُت أفضل صائم وبسنة ال الرضية رتفطر‬ ‫صمح ش‬
‫بالب ر‬
‫فانُعم بعيد الفطر عيددا إنُه يوُم أغر منم الزمان رمشهرر‬
‫وف التهنئمة بالعيد ما كتبَه ابنم سكحرة الاشي مهندئما أبا السنم ممحد بنم عمحر‪:‬‬
‫أتاك العيد مقتبَلد جديددا وجلدك فيه مقتبَل جديد‬
‫تن الناس بالعياد فينا وأنُت لنا برغم العيد عيد‬

‫‪‬‬

‫‪345‬‬
‫أطفالا رمضان ‪...‬‬

‫‪ ...‬الفرحة وهلل رمضان‬


‫‪ ...‬مدفع الفطار وفانُوُس رمضان‬
‫‪ ...‬لاذا نُصوُم‬
‫‪ ...‬أول سنة صوُم‬
‫‪ ...‬قرآْن ف رمضان‬
‫‪ ...‬بداية جديدة مع معدت‬
‫‪ ...‬صيام النُبَياء‬
‫‪ ...‬الفتح الكب‬
‫‪ ...‬بلط الشهداء‬
‫‪ ...‬شهر اليات‬
‫‪ ...‬عي جالوُت‬
‫‪ ...‬يوُم عمحوُرية‬
‫‪ ...‬منيب ف رمضان‬
‫‪ ...‬التاويح‬
‫‪ ...‬حوُت يوُنُس علِّيه السلم‬
‫‪ ...‬أصحاب الغار‬
‫‪ ...‬اصح يا نُائم‬
‫‪ ...‬العتكحاف‬
‫‪ ...‬العابد والشجرة‬
‫‪ ...‬ليلِّة القدر‬
‫‪ ...‬معركة النصوُرة‬
‫‪ ...‬فتح بلد البَلِّقان‬
‫‪ ...‬زأكاة الفطر‬
‫‪ ...‬أول قيام ليل‪..‬‬
‫‪ ...‬كيف نُشكحر ال‬
‫‪ ...‬بر الوُالدينم‪..‬‬
‫الفرحة وهللا رمضان‬

‫‪346‬‬
‫شعبَان مصطفىَ قزامل‬
‫كلل عام وأنُتم بي‪ ،‬رمضان كري ‪ ...‬تية طيبَة ودعاء جيل‪ ،‬أسع أب يردده كلِّمحا قابل صديقاد أو‬
‫رجلد يعرفه‪ ،‬وأسع أمي‪ ،‬وهىَ تتبَادل التهنئمة مع جيانُنا منم السيدات‪.‬‬
‫فمحا أجل هذا الشهر‪ ،‬شهر رمضان البَارك‪ ،‬الذي يستقبَلِّه السلِّمحوُن بالفرحة والسرور‪.‬‬
‫قبَل أيام‪ ،‬تعاونُت مع أصدقائي‪ ،‬فمحلنُا الشارع الذي نُسكحنم فيه بالزينات المحيلِّة وبالفوُانُيس اللِّوُنُة‬
‫الرائعة‪.‬‬
‫هذا الشهر رأحلبَه منم أعمحاق قلِّب‪ ،‬لنُه شهر الوُد والساعدة لكحل متاج وإطعام لكحل مسكحي‪ ،‬وفيه‬
‫تل الشوُارع موُائد الرحنم‪ ،‬ويتاحم السلِّمحوُن‪ ،‬ويتعاونُوُن فيصوُموُن مدعا‪ ،‬ويإسكحوُن عنم الطعام ف وقت‬
‫واحد‪ ،‬ويفطرون ف وقت واحد‪ ،‬ف صوُرة جيلِّة للِّمحجتمحع السلِّم‪.‬‬
‫ضا بالمتناع عنم فعل الشر وعنم ارتكحاب‬ ‫والصوُم ل يكحوُن بالمتناع عنم الطعام والشراب فقط بل أي د‬
‫الذنُوُب والسيئمات‪ ،‬والكثار منم فعل الي‪ ،‬وشهر رمضان هوُ الشهر التاسع منم السنة الجرية‪ ،‬وسي‬
‫بذلك؛ لنُه يرمض الذنُوُب )أي يرقها( بالعمحال الصالة‪ ،‬وقد فرض ال عز وجل صيام شهر رمضان‬
‫ف السنة الثانُية منم الجرة‪ ،‬وهوُ شهر مبَارك نُزل فيه القرآْن الكحري‪ ،‬ورتفلتح فيه أبوُاب النة‪ ،‬وتغللِّق فيه‬
‫أبوُاب النار‪ ،‬وتقيد فيه الشياطي‪ ،‬وينادىً مناتد كل ليلِّة ‪ :‬يا باغي الي هلِّم‪ ،‬ويا باغي الشر أقصر ‪..‬‬
‫وهوُ شهر أوله رحة‪ ،‬وأوسطه مغفرة‪ ،‬وآْخره عتق منم النار‪.‬‬
‫ولعظمحة هذا الشهر الكحري‪ ،‬يستقبَلِّه الطفال بالبَهجة‪ ،‬وهذا الستقبَال قدي ‪ ،‬ففي مصر كانُت رؤية‬
‫هلل رمضان يصاحبَها موُكب جيل‪ ،‬وف هذا الوُكب السنوُي كان أصحاب الرف والصناعات‬
‫يعدون عربات لكحل حرفة ‪ ..‬وكان الكحنفان يظهر ف أول الوُكب ومعه فرن الكحنافة القيقي ممحوُلد علِّىَ‬
‫عربة "كارو" كبَية يرها حصان‪ ،‬ويقوُم بصنع الكحنافة‪ ،‬ث يأت صناع الرير وأمامهم النُوُال والناسجه‪،‬‬
‫والنجارون ومعهم الشب وأدوات النجارة‪ ،‬والقبَاقيب يعرض القبَاقيب )أحذية خشبَية( ويصنعها‪،‬‬
‫والقصاب )الزار(‪ ،‬والفطاطري والسمحاك والشرباتلِّي )صانُع الشربات والعصائر(‪ ،‬والقهوُجي وغيهم ‪.‬‬
‫وكان الوُكب يرج بعرباته منم ميدان باب اللِّق أمام مافظة القاهرة ف زأفة كبَية وأمامه الوُسيقات‬
‫وخيالة البَوُليس الت توُطه حت يصل إل ميدان القلِّعة ساعة الغروب‪ ،‬ث تعلِّنم رؤية اللل‪ ،‬وتطلِّق‬
‫الدافع منم القلِّعة‪ ،‬وتزغرد النساء‪ ،‬ث تسهر الدينة حت السحوُر‪ ،‬وتصبَح القاهرة شعلِّة منم ضياء ونُوُر‪،‬‬
‫وتفتح الدكاكي وتعم الفرحة‪.‬‬
‫ولوُ عدنُا إل الوُراء مئمات السني ند أنُه ف سنة ‪ 155‬هجرية خرج وال مصر عبَدالرحنم بنم عبَدال‬
‫بنم ليعة ومعه الناس ف موُكب حافل بالزينات‪ ،‬وصعدوا إل سطح جبَل القطم بالفسطاط القديإة ف‬
‫مكحان كان يعرف بامع ممحوُد‪ ،‬وكان بانُبَه مقعد علِّىَ مكحان مرتفع ويإكحنم منه مشاهدة هلل رمضان‪.‬‬

‫‪347‬‬
‫وبلِّغ موُكب الرؤية أشهوشجهر منم البة واللل ف عهد الفاطمحيي‪ ،‬حيث إن اللِّفاء حرصوُا علِّىَ أداء‬
‫شعائر الدينم ف العال السلمي‪ ،‬وتتفق مع ما وصلِّت إليه دولتهم منم ثراء وسلِّطان‪ ،‬فكحان اللِّيفة‬
‫الفاطمحي يشتك بنفسه ف الوُكب ومعه كبَار رجال الدولة وأرباب الرف ف البَلد تتقدمهم وحدات‬
‫رمزية منم اليش‪ ،‬بينمحا يقوُم الناس بتزيي الطريق الذي يسلِّكحه الوُكب بأشياء منم تارتم‪ ،‬وسائر ألوُان‬
‫نُشاطهم القتصادي التمحاساد لطلِّب البكة منم هذه الناسبَة الكحريإة‪.‬‬
‫وقد عللِّمحنا النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أن نُقوُل حي نُرىً اللل‪" :‬اللِّهم أهللِّه علِّينا بالريمحنم واليإان ‪،‬‬
‫والسلمة والسلم‪ ،‬رب وربك ال "] التمذي والدارمي [‪.‬‬
‫ويثبَت شهر رمضان برؤية اللل‪ ،‬أو إكمحال شهر شعبَان ثلثي يوُماد قال النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ‪:‬‬
‫" صوُموُا لرؤيته‪ ،‬وأفطروا لرؤيته‪ ،‬فإن غم علِّيكحم فأكمحلِّوُا عده شعبَان ثلثي يوُمدا" ]البَخماري ومسلِّم[‬
‫مدفع الفطار وفانُوُس رمضان‬
‫شعبَان مصطفىَ قزامل‬
‫ما أجل ساع صوُت "مدفع الفطار"‪ ،‬بعدها أكوُن جالدسا أمام الائدة مع أسرت لتناول وجبَة الفطار‪،‬‬
‫بعد يوُم كامل منم الصوُم‪.‬‬
‫وقصة مدفع الفطار قصة جيلِّة ‪ ..‬فكحمحا تقوُل رواية منم رواياته ‪ ،‬حدث أن الناس اختلِّط علِّيهم وقت‬
‫الفطار ووقت السحوُر‪ ،‬وتساءلوُا‪ :‬كيف يعرفوُن وقت كل منهمحا؛ خاصة أنم أحيادنُا ل يسمحعوُن‬
‫الذان‪ ،‬وأحيادنُا يكحوُن الوُ مظلِّدمحا ف فصل الشتاء فل يعرفوُن مت تغرب الشمحس‪.‬‬
‫ل‪ :‬مدافع ممحد علِّي باشا حاكم مصر ف ذلك‬ ‫واقتح أحد الفلحي علِّىَ شيخ منم شيوُخ الزأهر قائ د‬
‫الوُقت بالقلِّعة تقلِّقن ف الظهية‪ ..‬لاذا ل تقلِّقنا ليلد ف إفطارنُا وإمساكنا؟ سكحت شيخ الزأهر قلِّيلد ث‬
‫قال‪ :‬حدقا وال إنا فكحرة يا أخي‪ .‬وف التلوُ ذهب شيخ الزأهر إل ممحد علِّي باشا‪ ،‬وقال له‪ :‬يا وال‬
‫البَلد‪ ،‬إن القاهرة قد اتسعت كثديا‪ ،‬ومنم الناس منم ل يسمحع الذان ‪ ..‬وقد اقتح علِّلي فلح مصري‬
‫الت‪ .....‬وحكحىَ له‪.‬‬
‫فأمر ممحد علِّي باشا بتنفيذ الفكحرة‪ ،‬وسحب النوُد مدفدعا كبَديا‪ ،‬ووضعوُه فوُق قلِّعة صلح الدينم‪.‬‬
‫وقبَل رمضان بيوُم جاء أربعة جنوُد إل الدفع‪ ،‬واحد منهم "معمحارجي"‪ ،‬ومهمحته أن يضع الطلِّقة ف‬
‫مكحانا داخل ماسوُرة الدفع فيعلمحرها‪ ،‬والثان "راتم"‪ ،‬ومهمحته أن يقوُم بتشغيل التباس الذي يكحم إخراج‬
‫الطلِّقة‪ ،‬والثالث "طوُمار"‪ ،‬وهوُ الذي يقوُم بتبيد الاسوُرة بعد إخراج القذوف‪ ،‬والرابع مهمحته إحضار‬
‫الطلِّقة للِّمحعمحارجي‪.‬‬
‫ويقيم هذا الطاقم بوُار مدفع الفطار طوُال شهر رمضان‪ ،‬وعند ثبَوُت الرؤيا رؤيا اللل يطلِّق الطاقم‬
‫إحدىً وعشرينم طلِّقة ابتهادجا واحتفالد بقدوم شهر رمضان الكحري‪.‬‬

‫‪348‬‬
‫وف أيام رمضان يطلِّق الطاقم طلِّقة ساعة الفطار‪ ،‬وطلِّقة وقت المساك عند السحوُر‪ .‬وبعد طلِّقة‬
‫الفطار يرج الطفال إل الشوُارع وهم يغنوُن وينشدون الهازأيجه الرمضانُية‪ ،‬والفوُانُيس اللِّوُنُة علِّىَ كل‬
‫لوُن وشكحل تتأرجح بي أيديهم‪ ،‬فمحنهم منم يإسك فانُوُدسا مربدعا‪ ،‬ومنهم منم يمحل فانُوُدسا مثمحدنا أي‬
‫ثان الضلع‪ ،‬ومنهم منم يمحل فانُوُدسا مكحوُدرا‪ .‬ويطوُفوُن بالشوُارع ف مهرجان جيل يكحرر كل ليلِّة منم‬
‫ليال رمضان مصحوُدبا بكحلِّمحات جيلِّة يقوُلوُن فيها‪ :‬وحوُي يا وحوُي‪ ..‬إلياحه‪ ،‬وكمحان وحوُي‪ ..‬إلياحه‪.‬‬
‫ويرلددون أغنية‪ :‬حالوُ يا حالوُ‪ ..‬رمضان كري يا حالوُ‪ ،‬ويتبَادلوُن الكحسرات والقطايف والكحنافة‪ ،‬ومنهم‬
‫منم يذهب لداء الصلِّوُات‪ ،‬صلِّوُات التاويح الت تستمحر حت ساعة متأخرة منم اللِّيل‪ ،‬ومنهم منم يتمحع‬
‫حوُل الدة العجوُزأ وهي تكحي لم عنم الكحايات المحيلِّة الت شهدها شهر رمضان‪ ،‬وحكحايات الشاطر‬
‫لسنم والمحال‪ ،‬وحكحايات الصياد الفقي‪ ،‬وألف ليلِّة وليلِّة‪ ،‬وسندباد‪ ،‬وغيها منم‬ ‫حسنم وست ا ر‬
‫الكحايات المحيلِّة السلِّية الت يبَها الصغار وينجذبوُن إليها‪.‬‬
‫وكانُت بداية الفانُوُس ف عهد الدولة الفاطمحية‪ ،‬فالنُوُار الت كان يمحلِّها أهل مصر ف أيديهم للِّزينة‬
‫والستدلل با لستطلع اللل كانُت هي الشكحل الول للِّفانُوُس الذي نُعرفه اليوُم‪ ،‬ث جاء اللِّيفة‬
‫الفاطمحي ليأمر بأن ريعللِّق فانُوُس كبَي علِّىَ رأس كل حارة منم الارات الصرية‪ ،‬فإذا تبَلينوُا هلل رمضان‬
‫وتيقنوُا بقدوم الشهر الكحري عمحت الفرحة المحيع‪ ،‬ونُزلوُا إل شوُارع القاهرة يهلِّلِّوُن ويكحبون ويتصايوُن‬
‫ضا‪ ،‬ويستعدون‬ ‫بالفرحة الغامرة‪ ،‬ويقوُم الغنياء بتوُزأيع الدايا والصدقات‪ ،‬ويقوُم الناس بتهنئمة بعضهم بع د‬
‫لول سحوُر ف الشهر‬
‫يييييييييي‬
‫لماذا نصوم ؟!‬
‫شعبَان مصطفىَ قزامل‬
‫أصدقائي الصغار ‪ ..‬ل أخفي علِّيكحم سردا‪ ،‬لقد تليت كثياد وأنُا أسأل نُفسي‪ :‬لاذا يصوُم الناس؟ وما‬
‫الكحمحة ف أن نوُع ونُعطش ونُصب عنم الطعام والشراب منم طلِّوُع الفجر إل غروب الشمحس طوُال‬
‫شهر كامل كل عام‪ ،‬وهوُ شهر رمضان؟‬
‫لكحنم سرعان ما أدركت الجابة‪ ،‬فقد هدان ال إليها بعد أن ذقت حلوة الصوُم‪ ،‬وعرفت أهيته للِّناس‬
‫‪ ..‬وسجدت ل شاكردا؛ لنُه فرض علِّينا هذا الفرض العظيم؛ لكحي نس بآلم الفقي الائع الذي ل‬
‫صمحنا أدركنا مدىً ما يعانُيه هوُ وأولده‪ ،‬فتق قلِّوُبنا‪ ،‬ونُعطف علِّيه ببَعض الال؛‬
‫يد قوُت يوُمه‪ ،‬فإذا ر‬
‫ليحفظ له الياة‪.‬‬
‫وليست هذه هي حكحمحة الصيام فقط بل اتضح ل أن هناك حكحدمحا كثية‪ ،‬أريد منكحم أن تعرفوُها‪ ،‬وهي‬
‫‪:‬‬

‫‪349‬‬
‫* أنُنا نُصوُم كي نُتقي كثديا منم المراض الت تضر النُسان‪ ،‬مثل التخممحة والسكحر‪ ،‬وتصلِّب الشرايي‪،‬‬
‫وضغط الدم‪ ،‬والتهاب الكحلِّىَ واضطراب المعاء الزمنم‪ ،‬فالعدة هي بيت المراض‪ ،‬قال رسوُل ال صلِّىَ‬
‫ال علِّيه وسلِّم ‪ " :‬ما مل ابنم آْدم وعاءد شيرا منم بطنه" ]التمذي[‪.‬‬
‫* نُصوُم لن الصوُم يإنعنا منم العاصي والسيئمات‪ ،‬فالصائم يبَتعد عنم ارتكحاب الثام والرذائل‪ ،‬فإذا شتمحه‬
‫أحد قال له‪ :‬إن صائم ‪ ..‬إن صائم‪ .‬وبذلك يتقي الشر والصدام‪.‬‬
‫* ونُصوُم لن الصوُم يكحفر ذنُوُبنا ويقربنا منم ال سبَحانُه وتعال قال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ‪" :‬‬
‫منم صام رمضان إيإانُاد واحتساباد رغفر له ما تقدم منم ذنُبَه" ]النسائي وأحد[‪.‬‬
‫* ونُصوُم لن الصوُم يعلِّمحنا الصب‪ ،‬والصب منم اليإان‪ ،‬واليإان يدخلِّنا ال به النة‪ ،‬فيدخل الصائم منم‬
‫باب يسمحىَ "الريان"‪.‬‬
‫* ونُصوُم لن صوُم شهر رمضان يدربنا علِّىَ التحمحل ‪ ،‬ويغرس فينا العزيإة وقوُة الرادة‪ ،‬فنستطيع أن‬
‫نُعيش إذا قل الطعام أو تعرضنا لشاكل الفقر والرمان والبَعد عنم الوُطنم والهل‪.‬‬
‫* ونُصوُم ليجتمحع السلِّمحوُن ف أناء العال‪ ،‬فيصوُموُن ويإتنعوُن عنم الطعام والشراب ف وقت واحد‪،‬‬
‫ويفطرون وريعليدون ف وقت واحد‪.‬‬
‫* وقبَل كل ذلك نُصوُم لن هذا الصوُم طاعة ل عز وجل الذي فرضه علِّينا‪ ،‬ما دمنا نُؤمنم بال‬
‫وملئكحته وكتبَه ورسلِّه واليوُم الخر‪ ،‬قال ال تعال‪) :‬يا أيها الذينم آْمنوُا كتب علِّيكحم الصيام كمحا كتب‬
‫علِّىَ الذينم منم قبَلِّكحم لعلِّكحم تتقوُن ( ] البَقرة‪.[83 :‬‬
‫وعمحوُماد يا أصدقائي إن حكحم الصوُم كثية جيدا‪ ،‬لذلك فعندما فرضه ال علِّينا‪ ،‬فرضه لصلِّحتنا؛ لنُه‬
‫يبَنا ويريد أن نُقتب منه سبَحانُه‪ ،‬ونُكحوُن متمحدعا مثالييا ل يعرف الشر ول الكحراهية‪ ،‬إنا يسوُده الب‬
‫والسلم والرخاء‪.‬‬
‫وفرضه علِّينا ليمحتحنم صبنُا وطاعتنا له‪ ،‬وتكحفل بأنُه يغفر للِّصائم ما تقدم منم ذنُوُبه‪ ،‬قال رسوُل ال‬
‫صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ‪ " :‬منم صام رمضان إيإادنُا واحتسادبا غفر له ما تقدم منم ذنُبَه" ]متفق علِّيه[‪.‬‬
‫أضف إل معلِّوُماتك‪:‬‬
‫موُسىَ علِّيه السلم‬
‫واحدد منم أول العزم منم الرسل‪.‬‬
‫ولد موُسىَ علِّيه السلم لم منم بن إسرائيل‪ ،‬وقد نا بأعجوُبة منم الوُت القق الذي كان هوُ قضاء‬
‫فرعوُن الطبَق علِّىَ رقاب كل الذكوُر منم أبناء بن إسرائيل‪.‬‬
‫هرب منم مصر إل الشام وذلك خوُدفا علِّىَ حياته‪ ،‬ولبَث فيها مدة ف خدمة شعيب علِّيه السلم بعد‬
‫أن تزوج إحدىً ابنتيه‪ ،‬ث عاد إل مصر‪ ،‬وف طريق العوُدة جاءته الرسالة‪ ،‬وأنُزلت علِّيه التوُراة واللوُاح‪،‬‬
‫وأعطي تسع آْيات بينات تصديقا لدعوُته‪ ،‬وأرسل إل بن إسرائيل‪.‬‬

‫‪350‬‬
‫ذهب ومعه أخوُه هارون علِّيه السلمإل فرعوُن ليدعوُه‪ ،‬فجمحع له فرعوُن السحرة‪ ،‬الذينم ما لبَثوُا أن‬
‫آْمنوُا به بعد أن رأوا صدق آْياته‪ ،‬ولق فرعوُن وجنوُده بوُسىَ ومنم معه منم الؤمني حت فلِّق ال‬
‫للِّمحؤمني البَحر فلِّقي ليجتازأه السلِّمحوُن ث ما لبَث أن أطبَق البَحر علِّىَ فرعوُن وجنده ليغرقهم‬
‫يييييييييي‬
‫أولا سنة صوم‬
‫شعبَان مصطفىَ قزامل‬
‫أول مرة أصوُم فيها كانُت منذ سنتي‪ ،‬كان عمحري وقتها سبَع سنوُات‪ .‬ف البَداية كنت أصوُم حت‬
‫الظهر‪ ،‬أو أصوُم حت العصر عنم الطعام فقط‪ ،‬وأشرب حي أحس بالعطش‪ .‬ومكحثت طوُال شهر‬
‫رمضان أصوُم هكحذا‪ ،‬وقبَل انُتهاء رمضان صمحت ثلثة أيام كاملِّة‪ ،‬كانُت آْخر أيام ف رمضان‪ .‬وف‬
‫العام الاضي صمحت أكثر منم نُصف رمضان‪ ،‬وكان أب يفزن ويعلِّنم عنم مكحافأة مالية ل ولخوُت إذا‬
‫أتمحنا الصيام حت الغرب‪ ،‬وكانُت حكحاياته عنم النة الت وعد ال با الؤمني الذينم يؤدون الفرائض‬
‫بإخلصا‪ ،‬وحكحاياته عنم فضل الصيام وأن الالق تبَارك وتعال قد جعل الزاء عنه له وحده‪ ،‬ففي‬
‫الديث القدسي الذي يرويه النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم عنم ال سبَحانُه وتعال‪" :‬كل عمحل ابنم آْدم له‬
‫إل الصيام فإنُه ل وأنُا أجزي به"‪ ،‬وحكحاياته عنم اللئكحة وما يفعلِّوُن منم عبَادات تقربم منم ال ورضا‬
‫ال سبَحانُه وتعال‪ ،‬وعنم عبَاده الخملِّصي؛ كل هذه الكحايات كانُت كفيلِّه بتقوُية عزيإت وتشجيعي‬
‫علِّىَ إكمحال الصيام طمحدعا ف رضاء ال تبَارك وتعال‪.‬‬
‫والمحد ل أن شهر رمضان ف هذه السنوُات يأت ف فصل الشتاء‪ ،‬فاليوُم قصي‪ ،‬يإر بسرعة‪ ،‬ول أعد‬
‫أحس بالوُع أو العطش‪ ،‬وهذا منم حسنم حظي وحظ كل الطفال ف الدنُيا‪ ،‬والذينم يصوُموُن مثلِّي‬
‫لول مرة‪.‬‬
‫فالصوُم ف هذه اليام لذيذ‪ ،‬وتدريب للِّصوُم الذي سيأت مستقبَلد إن شاء ال تعال ف فصل الصيف‪.‬‬
‫وأذكر موُقفاد طريفاد حدث ل‪ ،‬لقد ضعفت يوُدما ف رمضان الاضي‪ ،‬ول أكمحل صيامي‪ ،‬وكنت ف الثامنة‬
‫منم عمحري‪ ،‬بعد أن لعبَت مبَاراة لكحرة القدم مع زأملئي‪ ،‬وتعبَت ول أستطع مقاومة العطش‪ ،‬ث أكمحلِّت‬
‫اللِّعب بعد أن شربت‪ ،‬وعندما عدت إل البَيت جلِّست مع السرة علِّىَ مائدة الفطار وكأن صائم‪،‬‬
‫صا من‬ ‫وكان أب قد أصدر أمراد بأن منم يفطر ل يلِّس علِّىَ مائدة الفطار‪ ،‬ما جعلِّن ألدعي الصوُم‪ ،‬حر د‬
‫علِّىَ مشاركة السرة طعام الفطار والسحوُر‪.‬‬
‫ولكحنم فجأة أحسست بالذنُب‪ ،‬فقد امتلت معدت بالطعام‪ ،‬ول أملِّك إل أن أعتف لوُالدي با حدث‬
‫‪ ...‬ضحك والدي‪ ،‬ووضع يده علِّىَ رأسي وقال‪ :‬ل علِّيك يا صغيىً‪ ،‬فأنُت ف حاجة إل الطعام‪،‬‬
‫لنُك ف مرحلِّة النمحوُ‪ .‬ولكحنم إذا استطعت الصيام فصم‪ ،‬فال سبَحانُه وتعال ل يفرض الصيام إل علِّىَ‬
‫منم بلِّغ السنم الت يكحوُن فيها قادراد علِّىَ تمحل الوُع والعطش‪ .‬وهذه رحة منم ساحة الدينم السلمي‪،‬‬

‫‪351‬‬
‫هذا الكحلم شلجعن أكثر‪ ،‬وجعلِّن أحرصا علِّىَ الصوُم‪ ،‬فزاد عدد اليام الت صمحتها ف رمضان الاضي‬
‫عنم نُصف الشهر‪ .‬وهذا العام إن شاء ال نُوُيت أن أصوُم الشهر كلِّه‪ ،‬فالوُ جيل ومشجع علِّىَ‬
‫الصوُم‪.‬‬
‫ما أجلِّك يا شهر رمضان!ا وما أجلِّنا حي نُقوُل داعي ال وقت الفطار‪" :‬اللِّهم لك صمحت‪ ،‬وعلِّىَ‬
‫رزأقك أفطرت‪ ،‬وعلِّيك توُكلِّت‪ ،‬وبك آْمنت‪ ،‬ذهب الظمحأ‪ ،‬وابتلِّت العروق‪ ،‬وثبَت الجر إن شاء ال‪ ،‬يا‬
‫واسع الفضل اغفر ل‪ ،‬المحد ل الذي أعانُن فصمحت‪ ،‬ورزأقن فأفطرت" أبوُ داود‪.‬‬
‫وبعد الكل‪" :‬المحد ل الذي أطعمحنا وسقانُا وجعلِّنا مسلِّمحي"‪ .‬فإذا أكلِّنا عند قريب لنا دعانُا للفطار‬
‫معه دشعهوُنُا له قائلِّي‪" :‬أفطر عندكم الصائمحوُن‪ ،‬وأكل طعامكحم البرار‪ ،‬وصللِّت علِّيكحم اللئكحة"‪ .‬أو‬
‫"اللِّهم أطعم منم أطعمحنا‪ ،‬واسق منم سقانُا"‪.‬‬
‫أضف إل معلِّوُماتك‪ :‬شعيب علِّيه السلم ‪ :‬هوُ )شعيب بنم سيكحيل بنم يشجر بنم مدينم أحد أولد‬
‫إبراهيم اللِّيل علِّيه أفضل الصلة والتسلِّيم ( وقد أرسل إل قوُم مدينم ‪،‬وهم عرب يسكحنوُن بلد الجازأ‬
‫‪ ،‬ما يلِّي جهة الشام ‪ ،‬قريبَا منم )خلِّيجه العقبَة( منم الهة الشمحالية منه ‪ ،‬وكانُوُا أهل تارة وزأراعة ‪،‬‬
‫وكانُوُا أصحاب رفاهية ونُعيم ‪ ،‬وقد فشت فيهم منكحرات عديدة ‪ ،‬منها )التطفيف( ف الكحاييل والوُازأينم‬
‫‪ ،‬فكحانُوُا يبَخمسوُن الناس أشياءهم ‪ ،‬ويفسدون ف الرض ول يصلِّحوُن ‪،‬وقد بعث ال إليهم )شعيبَا(‬
‫علِّيه السلم فدعاهم إل توُحيد ال وذلكرهم بعذابه ‪ ،‬وناهم عنم تطفيف الكحيال واليزان و أمرهم‬
‫بالصلح وعدم الفساد فآمنم به قلِّيل وكلذبه الكثر ون ‪ ،‬ولا أل علِّيهم شعيب علِّيه السلم ف‬
‫الدعوُة والوُعظة جاهر وه ف العداء ‪ ،‬وادعوُا أنم ل يفقهوُن كلمه ‪ ،‬ول يعرفوُن غرضه وتوُعدوه بأنُه‬
‫لوُل أن له أنُصارا لقتلِّوُه ث هلددوه وتوُعدوه بالخراج والطرد منم القرية ‪ ،‬هوُ والذينم آْمنوُا معه إل أن‬
‫يعوُدوا ف ملِّتهم ‪ ،‬ويدخلِّوُن ف دينم قوُمهم ‪،‬ولقد كان منم شدة حاقتهم أن يطلِّبَوُا إل )شعيب( أن‬
‫يسقط علِّيهم كسفا )قطعا( منم السمحاء ‪ ،‬إن كان منم الصادقي ف دعوُته ‪ ،‬فأخذهم عذاب )يوُم‬
‫الظللِّة( بأن سلِّط ال علِّيهم الر سبَع أيام حت غلِّت مياههم ‪ ،‬ث ساق إليهم غمحامة فاجتمحعوُا تتها‬
‫للستظلل فرارا منم شدة الر ‪ .‬فلِّمحا تكحامل عددهم ف ظلِّها تزلزلت بم الرض ‪ ،‬وجاءتم الصيحة‬
‫وأمطرت علِّيهم السمحاء نُارا فاحتقوُا وصدق ال حيث يقوُل )فكحلذبوُه فأخذهم عذاب يوُم الظللِّة إنُه‬
‫كان عذاب يوُم عظيم ‪(..‬‬
‫يييييييييي‬
‫قرآني في رمضان‬
‫شعبَان قزامل‬

‫‪352‬‬
‫أشهذركرر جيددا ذمثهشل شهذا اليوُشم منم رمضان منذ أربعة أعوُام‪ .‬كان عمحري وقتها خس سنوُات‪ .‬التحقت‬
‫بكحلتاب السجد الاور لبَيتنا‪ .‬ورأيت عدددا كبَديا منم الطفال‪ ،‬منم هم ف مثل عمحري‪ ،‬أو أكب أو أصغر‬
‫ل‪ ..‬كانُوُا جيدعا ييطوُن بشيخ جلِّيل رشيفظهم القرآْن‪ ،‬فيددون وراءه ما يقوُل‪.‬‬ ‫قلِّي د‬
‫ل‪،‬‬‫اقتبت وجلِّست ف أقرب مكحان خاتل‪ ،‬وأخذت أردد مع الطفال خلِّف الشيخ‪ ..‬كان يوُدما جي د‬
‫أحسست فيه براحة عجيبَة‪.‬‬
‫أما الن‪ ..‬فعمحري يقتب منم التاسعة‪ ،‬وقد أنُعم ال علِّلي بفظ معظم سوُر القرآْن الكحري‪.‬‬
‫وأشد ما ريفرحن أنُه كلِّمحا شهلل علِّينا شهر رمضان البَارك تذكرت أول يوُم انُتظمحت فيه لفظ القرآْن‬
‫الكحري‪ .‬إنُه فعلد شهر كري‪ ،‬أحل له ف قلِّب مكحانُة عظيمحة‪.‬‬
‫أصدقائي‪ ..‬كم أنُا سعيد وأنُا أتدث معكحم‪ ،‬وأهس لكحم عنم مشاعري!ا فالقرآْن أعظم كتاب‪ ،‬ورمضان‬
‫ي أرنُذزشل ذفيذه الهرقهرآْرن رهددىً للِّلناذس‬ ‫لذ‬
‫ضاشن ا ذ ش‬ ‫أعظم شهر‪ ،‬لنُه نُزل فيه القرآْن‪ ،‬يقوُل ال تعال‪( :‬ششههرر شرشم ش‬
‫ت لمشنم اهلرشدىً شوالهرفهرشقاذن(‪.‬‬ ‫وبييليشنا ت‬
‫شش‬
‫وما أجل أن أتلِّوُ القرآْن الكحري ف شهر رمضان!ا فهوُ دستوُري الذي يهدين ال بفضلِّه إل الصوُاب ف‬
‫كل شيء‪ ،‬شمهنم حفظه يفظه ال منم كل سوُء‪ ،‬ومنم وعاه وعمحل به أدخلِّه ال النة‪ .‬قال تعال‪) :‬إذلن‬
‫صلشة شوأشنُشفرقوُا ذ لما شرشزأقهيشنارههم ذسيرا شوشعشلنُذيشةد يشيهررجوُشن ذ شتاشردة للنم تشيربَوُشر(‪.‬‬
‫ب اللِّلذه شوأششقارموُا ال ل‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫الذيشنم يشيهتيرلِّوُشن كشتا ش‬
‫لذا أحرصا كل رمضان علِّىَ دعوُة أصدقائي‪ ،‬فنجتمحع سوُديا بي صلة العصر وصلة الغرب‪ ،‬ونُتلِّوُ ما‬
‫تيسر لنا منم القرآْن الكحري‪ ،‬حت نتمحه بفضل ال مع ناية هذا الشهر الكحري‪ ،‬ليس هذا فقط‪ ،‬بل‬
‫نُتبَادل تفسي آْياته وتدبرها‪ ،‬وقراءة كتب التفسي الخمتلِّفة؛ حت نُعرف ديننا‪ ،‬ونُتقنم لغتنا‪ ،‬ويفصح‬
‫لسانُنا‪ ،‬وتزكوُ نُفوُسنا‪ ،‬وتطهر قلِّوُبنا بنوُر ال سبَحانُه وتعال‪ .‬وأنُا وأصدقائي نُعلِّم جيددا أن الصيام‬
‫والقرآْن ريدذخلن النة بأمر ال‪ ،‬ويشفعان للِّعبَد يوُم القيامة‪ ،‬كمحا أخبنُا النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪:‬‬
‫"الصيام والقرآْن يشفعان للِّعبَد يوُم القيامة‪ ،‬يقوُل الصيام‪ :‬أي رب‪ ،‬منعته الطعام والشهوُات بالنهار‬
‫فشلفعن فيه‪ ،‬ويقوُل القرآْن‪ :‬أي رب منعته النوُم باللِّيل فشلفعن فيه‪ ،‬فيشفعان" ]أحد[‪.‬‬
‫ولعلِّك تساءلت معي‬
‫لاذا أنُزل ال عز وجل القرآْن؟ لقد سألت الشيخ الذي يفظن القرآْن هذا السؤال منم قبَل‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫أحسنت أيها الفت‪ ..‬إنُه سؤال جيل‪ ..‬لقد أنُزل ال القرآْن علِّىَ النب ممحد صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم رحة‬
‫ت إذشل التنوُذر‬ ‫ك لذتخمذرج اللناس ذمنم الظتلِّرمحا ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫ب أشنُشزلهشناهر إلشهي ش ر ه ش ش ش ش‬ ‫للِّعالي وهداية للِّناس أجعي‪ ،‬قال ال تعال‪) :‬كشتا ة‬
‫بذذإهذذن شرلبذهم إذشل ذصشراذط الهشعذزيذز اهلشذمحيذد(‪ ،‬وقال الشيخ‪ :‬إن القرآْن ريعلمحرر القلِّب بنوُر اليإان كمحا قال رسوُلنا‬
‫صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪" :‬إن الذي ليس ف جوُفه شيء منم القرآْن كالبَيت الرب" ]التمذي[‪.‬‬
‫وف ليال رمضان يلِّوُ الديث عنم القرآْن الكحري‪ ،‬وقراءة العلِّوُمات الفيدة حوُله‪ .‬ولقد عرفت بعض‬
‫العلِّوُمات القيمحة أهديها إليك يا صديقي‪ .‬فالقرآْن يشتمحل علِّىَ مائة وأربع عشرة سوُرة كريإة‪ ،‬يبَدأ‬

‫‪353‬‬
‫بسوُرة الفاتة‪ ،‬وينتهي بسوُرة الناس‪ .‬ولقد نُزلت ف مكحة الكحرمة ثان وثانُوُن سوُرة‪ ،‬ونُزلت بالدينة النوُرة‬
‫ست وعشرون سوُرة‪ .‬واشتمحلِّت بعض السوُر علِّىَ آْيات نُزلت ف مكحة وآْيات نُزلت ف الدينة؛ كسوُرة‬
‫البَقرة‪ ،‬فجمحيع آْياتا مدنُية إل الية رقم ‪ ،281‬وهي قوُله تعال‪) :‬شواتليرقوُاه يشيهوُدما تريهرشجرعوُشن ذفيذه إذشل اللِّلذه )‪،‬‬
‫وهي آْخر آْية نُزلت منم القرآْن الكحري علِّىَ قلِّب رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪.‬‬
‫أضف إل معلِّوُماتك‪:‬‬
‫عدد آْيات القرآْن الكحري "‪ "6236‬آْية‪.‬‬
‫عدد حروفه "‪ "321181‬حردفا‪.‬‬
‫القرآْن الكحري ثلثوُن جزءدا‪.‬‬
‫القرآْن الكحري ستوُن حزدبا‪.‬‬
‫سا؛ منها‪ :‬القرآْن‪ ،‬والفرقان‪ ،‬والكحتاب‪ ،‬والذكر‪،‬‬ ‫القرآْن الكحري له أساء كثية عددها خسة وخسوُن ا د‬
‫والنوُر‪ ،‬والدىً‪ ،‬والشفاء‪ ،‬والكحيم‪ ،‬والروح‪ ،‬والق‬
‫يييييييييي‬
‫شهر رمضان المبارك‬
‫بداية جديدة مع معدت‬
‫اشتكحت معدت منم زأحام الطعام والشراب كل يوُم‪ ،‬وتنت أن ييء رمضان ف أسرع وقت‪ ،‬لقد طال‬
‫انُتظارها للِّراحة‪ ،‬واشتاقت إل الياة الديدة ف رمضان‪.‬‬
‫أسعها تصرخ وتئملنم وتتعطف‪ ،‬كأنا تقوُل‪ :‬ارحن يا صغيي ‪ ...‬كفاك أكل الشيكحوُلتة واللِّحم وما لذ‬
‫وطاب ‪ ...‬لقد تعبَت منم العمحل ليل نار طوُال السنة‪ ،‬ل أرتح يوُدما‪..‬‬
‫أحسست بعانُاة معدت‪ ،‬وأشفقت علِّيها وخفت منها‪ ،‬فربا يصيبَها الرهاق والتعب فتتعبَن وتؤلن‪.‬‬
‫وكان ميء شهر رمضان فرصة طيبَة لن أجدد عهدها‪ ،‬فل أرهقها بالطعام والشراب‪ ،‬لن شهر رمضان‬
‫يتطلِّب من ومنكحم أن نُقتصد ف كل شئ؛ خاصة ف الطعام والشراب‪.‬‬
‫وكم كنت أتعلجب ف العام الاضي عندما صمحت رمضان لول مرة‪ ،‬وكنت أرىً الناس يإلون موُائدهم‬
‫بالطعام والشراب‪ ،‬كأنم ل يأكلِّوُا منذ شهوُر‪ ،‬وسألت نُفسي‪ :‬هذا شهر صوُم أم شهر طعام؟ ‪ ..‬عجدبَا‬
‫لحوُال الناس ف هذا الشهر الكحري‪.‬‬
‫الهم‪ ..‬انُتهزت فرصة رمضان‪ ،‬ونُوُيت أن أجدد حيات‪ ،‬وأجدد علقت بال عز وجل وأزأيد منم صلِّت به‬
‫وثقت فيه بالخلصا له‪.‬‬
‫فمحا منم إنُسان يلِّص ل ف صيامه وقيامه إل ويشعر ف آْخر رمضان بأنُوُار تتلل ف قلِّبَه‪ ،‬واطمحئمنان‬
‫تسكحنم إليه نُفسه‪ ،‬وراحة تغمحر وجدانُه‪ ،‬وتفتح لعان الياة القيقية يسيطر علِّىَ عقلِّه‪ .‬ولوُ استمحر‬
‫الناس بعد رمضان علِّىَ ما كانُوُا علِّيه ف رمضان لكحانُوُا أشبَه ما يكحوُنُوُن باللئكحة‪ .‬فال سبَحانُه وتعال‬

‫‪354‬‬
‫يقوُل ف الديث القدسي‪" :‬كل حسنة بعشر أمثالا إل سبَعمحائة ضعف إل الصيام فإنُه ل وأنُا أجزي‬
‫به‪ ،‬إنا يذر أي يتكشهوُته وطعامه وشرابه لجلِّي" ‪ .‬ث يقسم رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم بقوُله‪:‬‬
‫"والذي نُفس ممحد بيده للِّوُف فم الصائم أطيب عند ال منم ريح السك"‪ .‬ويقوُل‪" :‬للِّصائم فرحتان‪:‬‬
‫فرحة عند إفطاره‪ ،‬وفرحة عنم لقاء ربه"‪.‬‬
‫وعنم عبَد ال بنم مسعوُد رضي ال عنه عنم رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪" :‬إذا كان أول ليلِّة منم شهر‬
‫رمضان‪ ،‬فتحت أبوُاب النان‪ ،‬ونُادىً مناتد ف كل ليلِّة إل انُفراج الصبَح‪ :‬هل منم مستغفر ييرهغشفرر له؟‬
‫هل منم تائب يتوُب ال علِّيه؟ هل منم داتع يستجاب له؟ هل منم سائل ريعطىَ سؤله؟"‪.‬‬
‫وعنم أب هريرة رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪" :‬ثلثة ل ترد دعوُتم‪ :‬الصائم‬
‫حت يفطر‪ ،‬والمام العادل‪ ،‬ودعوُة الظلِّوُم"‪.‬‬
‫فلِّنتوُجه جيدعا ننم أطفال السلِّمحي إل ال عز وجل أن يتقبَل دعاءنُا وتوُبتنا‪ ،‬ويهبَنا حياة جديدة واعية‬
‫مع هذا الشهر الكحري‪ ،‬حت نُعبَد ال سبَحانُه وتعال وحده ‪.‬‬
‫أضف إل معلِّوُماتك‪:‬‬
‫ف هذا الشهر البَارك أعطيت للِّمحسلِّمحي خس خصال ل تعطهنم أمة قبَلِّهم‪،‬كمحا قال لناصلِّىَ ال علِّيه‬
‫وسلِّم ‪:‬‬
‫"خلِّوُف فم الصائم أطيب عند ال منم ريح السك" أي الرائحة الت ترج منم فمحه نُتيجة طوُل الصيام‪.‬‬
‫"تستغفر لم اللئكحة حت يفطروا"‬
‫"تصفد فيه الشياطي" أي تقيد بالسلسل‪.‬‬
‫"يزينم ال تعال كل يوُم النة‪ ،‬ويقوُل‪ :‬يوُشك عبَادي الصالوُن أن يكحف عنهم السوُء والذىً"‪.‬‬
‫"يغفر لم ف آْخر ليلِّة منه"‪ ،‬قيل‪ :‬يا رسوُل ال‪ ،‬أهي ليلِّة القدر؟ قال‪ :‬ل‪ ،‬ولكحنم العامل ريوُلف أجره إذا‬
‫قضىَ عمحلِّه"‬
‫يييييييييي‬
‫صيام النبياء‬
‫سألت أب‪ :‬كيف كان النُبَياء يصوُموُن؟ فابتسم‪ ،‬ووضع يده فوُق رأسي‪ ،‬وأجاب‪ :‬الصيام يا صغيي‬
‫أقدم فريضة عرفتها النُسانُية‪ ،‬كانُت البَداية أمدرا منم ال تعال إل سيدنُا آْدم‪ ،‬وامتد ذلك إل كل‬
‫النُبَياء والديانُات‪.‬‬
‫فمحا منم أمة إل وجعلِّت الصوُم عبَادة تتقرب با إل ال‪ ،‬والصوُم قد يكحوُن امتنادعا عنم تناول الطعام‬
‫والشراب‪ ،‬كصوُم السلِّمحي‪ ،‬وقد يكحوُن امتناعاد عنم الكحلم‪ ،‬مثل صوُم مري ابنة عمحران‪ ،‬قال تعال‪) :‬إذلن‬
‫نُششذر ذ‬
‫ك‬‫صهوُدما فشيلِّشهنم أرشكلِّلشم اهليشيهوُشم إذنُذسييا(‪ ،‬وكصوُم نُب ال زأكريا علِّيه السلم قال تعال‪) :‬شقاشل آْيشيتر ش‬
‫ت للِّلرهحشذنم ش‬ ‫هر‬
‫س ثشلشثشةش أشلياتم إذلل شرهمدزا(‪ ،‬وقد يكحوُن الصوُم امتنادعا عنم بعض الطعام دون البَاقي‪ ،‬كصوُم‬ ‫أشلل ترشكحلِّلشم اللنا ش‬

‫‪355‬‬
‫النصارىً عنم البَشيهيض واللِّب ومنتجات اللِّحوُم‪ .‬وكصوُم نُب ال آْدم علِّيه السلم حي أباح ال له الكل‬
‫ك اهلشنلةش‬ ‫ت شوشزأهورج ش‬‫منم جيع الثمحار‪ ،‬وناه عنم الكل منم شجرة معينة‪ ،‬قال تعال‪) :‬شوشيا آْشدرم اهسركحهنم أشنُ ش‬
‫ذذ‬ ‫ذ‬ ‫ذذ‬ ‫فشركحلش ذمنم حي ر ذ‬
‫ي(‪.‬‬ ‫ث شهئمترشمحا شولش تشيهقشرشبا شهذه اللششجشرشة فشيتشركحوُشنُا مشنم اللظالمح ش‬ ‫ه شه‬
‫ب ال إدريس علِّيه السلم بصائم الدهر‪ ،‬لكحثرة صيامه ل؛ إذ كان يصوُم أربعة أيام منم كل‬ ‫وللقب نُ ت‬
‫أسبَوُع طوُال حياته‪ ،‬وكان النب داود علِّيه السلم يصوُم يوُدما ويفطر يوُدما‪ .‬وصام نُب ال موُسىَ أربعي‬
‫يوُدما عندما ذهب ليكحلِّم ربه‪.‬‬
‫ولا هاجر النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم منم مكحة إل الدينة كان يصوُم ثلثة أيام منم كل شهر‪ ،‬ويصوُم‬
‫ذ‬ ‫لذ‬
‫يوُم عاشوُراء‪ ،‬وعندما فرض ال تعال بعد ذلك صيام رمضان‪ ،‬ونُزل قوُله‪) :‬شيا أشييتشها ا ذيشنم آْشمنروُاه ركت ش‬
‫ب‬
‫ذ‬ ‫ت‬ ‫ذ ذ ذ‬ ‫ذ‬
‫ضا‬‫ب شعشلِّىَ الذيشنم منم قشيهبَلِّركحهم لششعلِّلركحهم تشيتليرقوُشن* أشليادما لمهعردوشدات فششمحنم شكاشن منركحم لمذري د‬ ‫صشيارم شكشمحا ركت ش‬ ‫شعلِّشهيركحرم ال ل‬
‫خييةر لهر‬‫خييدرا فشيرهشوُ ش ه‬
‫ع شه‬ ‫أشهو شعشلِّىَ شسشفتر فشعذلدة لمهنم أشلياتم أرشخر وشعشلِّىَ الذذينم يرذطيرقوُنُشهر فذهديشة طششعارم ذمسذكح ت‬
‫ي فششمحنم تشطشلوُ ش‬ ‫ه‬ ‫ش‬ ‫شش‬
‫خييةر لركحهم ذإن ركنترهم تشيهعلِّشرمحوُشن( ي كان منم أراد أن يصوُم صام‪ ،‬ومنم أراد أن يطعم مسكحيدنا‬ ‫شوشأن تش ر‬
‫صوُرموُاه ش ه‬
‫ي أرنُذزشل ذفيذه الهرقهرآْرن‬ ‫لذ‬
‫ضاشن ا ذ ش‬ ‫بدلد منم الصوُم أطعم مسكحيدنا ول يصم‪ .‬فلِّمحا نُزل قوُل ال تعال‪) :‬ششههرر شرشم ش‬
‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ت‬
‫صهمحه ‪ ( ...‬أوجب ال تعال صوُم‬ ‫رهددىً للِّلناذس شوبشييليشنات لمشنم اهلرشدىً شوالهرفهرشقان فششمحهنم ششذهشد مهنركحرم اللشههشر فشيهلِّيش ر‬
‫رمضان علِّىَ القيم‪ ،‬وأجازأ الفطر للِّمحريض والسافر‪.‬‬
‫وكان صحابة النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يتطوُعوُن ويصوُموُن كثديا منم اليام‪ ،‬وحدث أن علِّم النب صلِّىَ‬
‫ال علِّيه وسلِّم أن عبَد ال بنم عمحرو بنم العاصا رضىَ ال عنهمحا أقسم أن يصوُم النهار ويقوُم اللِّيل طيلِّة‬
‫حياته‪ ،‬فسأله النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم عنم ذلك‪ ،‬فقال عبَد ال‪ :‬قد قلِّته بأب أنُت وأمي‪ .‬فقال رسوُل‬
‫ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪" :‬فإنُك ل تستطيع ذلك‪ ،‬فصم وأفطر‪ ،‬وقم ون‪ ،‬وصم منم الشهر ثلثة أيام‪،‬‬
‫فإن السنة بعشر أمثالا‪ ،‬وذلك مثل صيام الدهر"‪ .‬قال عبَد ال‪ :‬إن أطيق أفضل منم ذلك‪ .‬فقال‬
‫صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪" :‬فصم يوُماد وأفطر يوُمي"‪ .‬قال عبَد ال‪ :‬فإن أطيق أفضل منم ذلك‪ .‬فقال رسوُل‬
‫ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪" :‬فصم يوُماد وأفطر يوُمدا‪ ،‬فذلك صيام داود علِّيه السلم وهوُ أفضل الصيام"‪.‬‬
‫قال عبَد ال‪ :‬إن أطيق أفضل منم ذلك‪ .‬فقال له النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪" :‬ل أفضل منم ذلك"‬
‫)متفق علِّيه(‪.‬‬
‫أضف إل معلِّوُماتك‪:‬‬
‫إبراهيم اللِّيل )علِّيه السلم(‬
‫نُب ال‪ ،‬بل أبوُ النُبَياء‪ ،‬وجتد العرب منم جهة ابنه إساعيل‪.‬وجتد العبيي منم جهة ابنه اسحق‪ ،‬كان‬
‫قوُمه يعبَدون الصنام وكان أبوُه ينحت الصنام ويبَيعها فلِّمحا بعث ال إبراهيم إل قوُمه دعا أباه إل ترك‬
‫عبَادة الصنام وتأدب ف دعوُته‪ ،‬فلِّمحا أب عبَادة ال أعرض عنه‪ ،‬ودعا قوُمه إل عبَادة ال وحده وعدم‬

‫‪356‬‬
‫الشراك به‪ ،‬وكسر الصنام ليدلم علِّىَ كوُنا ل تنفع ول تضر‪ ،‬فأرادوا إحراقه فأناه ال منم النار‪ ،‬فتبأ‬
‫منم قوُمه الذينم رفضوُا التوُحيد وأبوُا أن يعبَدوا ال‪ ،‬ول يؤمنم به إل زأوجه وابنم أخيه لوُط علِّيه السلم‬
‫يييييييييي‬
‫الفتح الكبر‬
‫كلِّمحا جاء شهر رمضان هلبَت علِّينا نُسائم الرحة والنُتصارات الكحبَية الت نُصر ال سبَحانُه السلِّمحي‬
‫فيها‪ .‬ومنم هذه النُتصارات‪ :‬فتح مكحة‪.‬‬
‫ففي شهر ذي القعدة سنة ‪ 6‬للِّهجرة خرج رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم وأصحابه إل مكحة لداء‬
‫العمحرة‪ ،‬فلِّمحا علِّمحت قريش بذلك تلمحعت لصلد السلِّمحي عنم بيت ال الرام‪ ،‬وبعد ماولت وماورات‬
‫بي الطرفي اتفقا علِّىَ صلِّح بينهمحا سي بصلِّح الديبَية‪ ،‬وشروطه هي‪ :‬وقف الرب بي الطرفي لدة‬
‫عشر سنوُات‪.‬‬
‫منم يذهب إل السلِّمحي منم قريش يرلده رسوُل ال‪ ،‬ومنم يذهب إل قريش منم السلِّمحي ل ريرلد‪.‬‬
‫أن يرجع السلِّمحوُن عنم مكحة هذا العام‪ ،‬ويأتوُا ف العام القادم‪ ،‬ويإكحثوُا ف مكحة ثلثة أيام فقط‪ ،‬ليس‬
‫معهم سلح إل السيوُف يدفعوُن با عنم أنُفسهم شر الطريق‪.‬‬
‫منم أراد منم القبَائل أن يدخل ف عهد السلِّمحي فلِّيدخل‪ ،‬ومنم أراد أن يدخل ف عهد قريش فلِّيدخل‪،‬‬
‫فدخلِّت خزاعة ف عهد السلِّمحي‪ ،‬ودخلِّت بكحر ف عهد قريش‪.‬‬
‫ولكحلنم قريدشا نُقضت العهد؛ حيث ساعدت قبَيلِّة بكحر ف حربا ضد خزاعة‪ ،‬وأحلست قريش بيانُتها‪،‬‬
‫فأرسلِّت أبا سفيان إل الدينة؛ ليقوُم بتجديد الصلِّح مع الرسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ويزيد ف ملدته‪،‬‬
‫ولكحنه فشل ف ذلك‪ ،‬وعاد إل مكحة خائدبَا‪.‬‬
‫وكان رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قد عزم علِّىَ فتح مكحة‪ ،‬فأخذ يرعذلد العلدة لذلك ف سرية وخفاء‪.‬‬
‫وف اليوُم العاشر منم شهر رمضان ف السنة الثامنة منم الجرة تلرك عشرة آْلف صحاب تت قيادة‬
‫رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم لفتح مكحة‪ ،‬وخرجوُا منم الدينة وهم صائمحوُن‪ ،‬وف الطريق إل مكحة‪ ،‬قابل‬
‫صذحب العبَاس رسوُل ال ف‬ ‫رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم عمحه العبَاس مهاجدرا مع أهلِّه إل الدينة‪ ،‬ف ش‬
‫سيه إل مكحة‪ ،‬بينمحا تابع أهلِّه طريقهم إل الدينة‪.‬‬
‫وف ملر الظهران نُزل اليش السلِّم‪ ،‬وكان اللِّيل قد دخل‪ ،‬فأمر رسوُل ال بإيقاد النار‪ ،‬فأوقد اليش نُادرا‬
‫عظيمحة‪ ،‬ما أدخل الرعب ف قلِّوُب الشركي‪.‬‬
‫وتلرك اليش‪ ،‬ودخل رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم مكحة‪ ،‬واته إل ذي طوُىً‪ ،‬وخلر ساجددا شكحدرا ل‬
‫سبَحانُه وتعال علِّىَ ما أكرمه به منم العزة وذلل الكحافرينم‪ .‬وف ذي طوُىً قسم رسوُل ال الند‪ ،‬فسار‬
‫الزبي بنم العوُام بزء منم اليش‪ ،‬وانُطلِّق سعد بنم عبَادة بقسم آْخر‪ ،‬ث أخذ علِّي بنم أب طالب الراية‪،‬‬

‫‪357‬‬
‫ودخل خالد بنم الوُليد مكحة منم جانُب آْخر‪ ،‬وسار أبوُ عبَيدة بنم الراح بي يدي رسوُل ال حت نُزل‬
‫أعلِّىَ مكحة‪.‬‬
‫ول يلِّق السلِّمحوُن أية مقاومة رتذشكر أثناء دخوُلم مكحة سوُىً بعض الناوشات بي خالد بنم الوُليد وبعض‬
‫رجال قريش هرب الشركوُن بعدها‪ ،‬وقد أمر النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أصحابه بأل يقاتلِّوُا إل منم‬
‫قاتلِّهم‪.‬‬
‫وبعد أن هدأت أوضاع الناس دخل رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم السجد الرام وحوُله النُصار‬
‫والهاجرون‪ ،‬ث طاف بالبَيت وف يده قوُس‪ ،‬وحوُل الكحعبَة ثلثائة وستوُن صندمحا‪ ،‬فأخذ يطعنها‬
‫بالقوُس‪ ،‬ويقوُل‪) :‬شوقرهل شجاء اهلشتق شوشزأشهشق الهشبَاذطرل إذلن الهشبَاذطشل شكاشن شزأرهوُدقا(‪ .‬وأخذ الرسوُل صلِّىَ ال علِّيه‬
‫وسلِّم ذمفتاح الكحعبَة منم عثمحان بنم طلِّحة‪ ،‬وفتحها ث دخلِّها‪ ،‬فرأىً صوُدرا فمححاها‪ ،‬وحلطم الصنام‪ ،‬ث‬
‫صلِّىَ ف داخلِّها‪ ،‬وخرج فوُجد السجد قد امتل بأهل مكحة ينتظرون مصيهم‪ ،‬فخمطب فيهم‪ ،‬ث قال‪:‬‬
‫"يا معشر قريش‪ ،‬ما ترون أن فاعل بكحم"؟ قالوُا‪ :‬خديا‪ ،‬أخ كري وابنم أخ كري‪ .‬قال‪" :‬فإن أقوُل لكحم‬
‫كمحا قال يوُسف لخوُته‪ :‬ل تثريب علِّيكحم اليوُم‪ .‬اذهبَوُا فأنُتم الطلِّقاء"‪ .‬ث أعطىَ رسوُل ال مفتاح‬
‫الكحعبَة لعثمحان بنم طلِّحة‪.‬‬
‫وتل فتح مكحة‪ ،‬وكان لذا الفتح أثر كبَي ف تاريخ البَشرية‪ ،‬فقد قضىَ علِّىَ الوثان والشرك ف مكحة تادما‪،‬‬
‫وتسابقت الشعوُب والقبَائل إل الدخوُل ف السلم‪ ،‬ودخلِّت الزيرة العربية بأكمحلِّها ف دينم ال‪ ،‬وبدأ‬
‫الرسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ف بعث الرسل إل البَلد الاورة‪ .‬ووضع النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‬
‫السس الالدة الت قامت علِّيها الفتوُحات السلمية‪ ،‬مثل عدم العتداء علِّىَ الدنُيي‪ ،‬وعدم قطع‬
‫شيء منم النبَات بل فائدة‪ ،‬والعفوُ والصفح عند القدرة‪.‬‬
‫أضف إل معلِّوُماتك‪:‬‬
‫نُزول القرآْن ف غار حراء‪.‬‬
‫وفاة أب طاب عم الرسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ف السنة العاشرة منم البَعثة‪.‬‬
‫ف ‪ 10‬رمضان ف السنة العاشرة منم البَعثة توُفيت خدية رضي ال عنها فكحان هذا عام الزن‪.‬‬
‫ف ‪ 17‬رمضان منم السنة الثانُية للِّهجرة وقعت غزوة بدر‪.‬‬
‫وف نُفس السنة ف رمضان فرضت زأكاة الفطر‪.‬‬
‫ف ‪ 21‬رمضان منم السنة الثامنة للِّهجرة كان فتح مكحة‪.‬‬
‫وف نُفس السنة بعث رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم خالد بنم الوُليد لدم الصنام ومنها العزىً‪ ,‬وبعث‬
‫كذلك عمحرو بنم العاصا لدم سوُاع‪ ،‬وبعث سعد بنم زأيد الشهلِّي لدم مناة فأدىً كل منهم مهمحته‬
‫بنجاح‪.‬‬
‫ف السنة التاسعة كانُت غزوة تبَوُك‪.‬‬

‫‪358‬‬
‫ف السنة العاشرة بعث الرسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم المام علِّي كرم ال وجهه ف سرية منم السلِّمحي‬
‫إل بلد اليمحنم وخاصة قبَيلِّة هدان الت أسلِّمحت جيعها ف يوُم واحد وصلِّوُا خلِّف المام علِّي كرم ال‬
‫وجهه‪.‬‬
‫ف السنة الادية عشر توُفيت الزهراء فاطمحة بنت رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪.‬‬
‫‪ 17‬رمضان عام ‪40‬هي قتل المام علِّي كرم ال وجهه‪.‬‬
‫عام ‪53‬هي‪ .‬فتح العرب جزيرة رودس‪.‬‬
‫عام ‪58‬هي‪ .‬توُفيت زأوج النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أم الؤمني عائشة بنت أب بكحر الصديق رضي ال‬
‫عنهمحا ودفنت بالبَقيع‪.‬‬
‫عام ‪91‬هي‪ .‬نُزول السلِّمحوُن إل الشاطئ النوُب لبَلد النُدلس وغزوا بعض الثغوُر النوُبية‪.‬‬
‫عام ‪92‬هي‪ .‬انُتصر القائد السلِّم طارق بنم زأياد علِّىَ اللِّك رودريك ف معركة فاصلِّة‬
‫يييييييييي‬
‫بلطا الشهداء )بواتييه(‬
‫ف مثل هذا الشهر الكحري‪ ،‬شهر رمضان البَارك سنة ‪114‬هي‪732 /‬م‪ ،‬كانُت موُقعة بلط الشهداء‬
‫)توُر أو بوُاتييه(‪.‬‬
‫فمحا هي هذه الوُقعة؟ وكانُت بي شمهنم؟ وما نُتائجها؟ هذه هي الكحاية‪.‬‬
‫نُوُر السلم الذي أضاء معظم آْسيا وأفريقيا أيام الدولة الموُية‪ ،‬ل يقف عند هذه الدود الغرافية‪،‬‬
‫وإنا امتد حت جنوُب أوروبا‪ .‬فالقادة السلِّمحوُن الفاتوُن ل يتوُقفوُا عند النُدلس فحسب‪ ،‬بل دفعهم‬
‫المحاس لدينهم إل عبَوُر جبَال البانُس الفاصلِّة بي النُدلس وفرنُسا؛ ليبَشروا بذا الدينم العظيم‪ ،‬دينم‬
‫النُسانُية‪ ،‬ودينم العلِّم والضارة‪.‬‬
‫كان أول شمهنم فكحر ف هذا المر القائد العظيم موُسىَ بنم نُصي‪ ،‬الذي أراد دخوُل فرنُسا ث باقي أوروبا‪،‬‬
‫حت يصل إل القسطنطينية عاصمحة الدول البَيزنُطية منم الغرب‪.‬‬
‫وظلِّت فكحرة فتح فرنُسا حلِّدمحا يراود كل القادة السلِّمحي‪ ،‬حت قام بالفعل وال النُدلس "الر بنم عبَد‬
‫الرحنم الثقفي" بدخوُل جنوُب فرنُسا‪ ،‬وجعل مدينة "أربوُنُة" قاعدة لنم أراد منم السلِّمحي فتح أوروبا‪.‬‬
‫وخلِّف "السمحح بنم مالك" وال النُدلس "الر بنم عبَد الرحنم" فعبَأ جيوُشه لغزو فرنُسا‪ ،‬وما إن وصل‬
‫إل غرب فرنُسا‪ ،‬حيث يري نر الارون‪ ،‬حت تصدىً له القائد الفرنُسي "أودون" ف معركة قرب‬
‫"طوُلوُشة"‪ ،‬استهد فيها القائد "السمحح بنم مالك"‪ ،‬وانزمت اليوُش السلِّمحة‪ ،‬ورجعت إل أربوُنُة‪.‬‬
‫ول تضعف للِّمحسلِّمحي عزيإة‪ ،‬ول تلِّنم لم قناة‪ ،‬وبرغم الصعوُبات والشاق الت اعتضتهم‪ ،‬فإنم لبَوُا نُداء‬
‫القائد "عبَد الرحنم الغافقي"‪ ،‬حي دعاهم للِّجهاد ونُشر نُوُر السلم ف أناء العال‪ ،‬وأعلِّنم الهاد ف‬
‫النُدلس وشال إفريقيا‪.‬‬

‫‪359‬‬
‫وجاء الاهدون منم كل حدب وصوُب إل القائد عبَد الرحنم الغافقي‪.‬‬
‫وترك اليش السلِّم ف عدة وعدد ترهب أعداء السلم‪ ،‬وما مر ببَلِّدة بفرنُسا إل وامتلت قلِّوُب أهلِّها‬
‫هلِّدعا ورعدبَا وخوُدفا حت وصل السلِّمحوُن إل بلِّدة بوُاتييه‪ ،‬والت تبَعد عنم باريس ‪ 70‬كيلِّوُ مدتا‪ .‬وكان‬
‫خوُف الفرنُسيي نُتيجة الشاعات والدعاية الكحاذبة عنم السلِّمحي والسلم منم قبَل اليهوُد والقسيسي‬
‫أصحاب النفعة ف أن تظل البَلد بعيدة عنم السلم‪ .‬وعند بوُاتييه‪ ،‬أعلِّنم "شارل مارتل" النفي العام‪،‬‬
‫لوُاجهة زأحف السلِّمحي نوُ أوروبا‪ ،‬وأرسل له بابا الكحنيسة جيدشا؛ ليشد أزأره‪ ،‬ففاق عددهم عدد‬
‫السلِّمحي‪.‬‬
‫والتقىَ اليشان ف منطقة قد رغطت بالغابات والحراش‪ ،‬وهناك دارت رحىَ معركة طاحنة‪ ،‬استمحرت‬
‫عدة أيام‪ ،‬أحسنم فيها السلِّمحوُن البَلء والقتال‪ ،‬ولوُل هطوُل المطار الستمحر‪ ،‬الذي أعجز خيوُل‬
‫السلِّمحي عنم الثبَات‪ ،‬وكثرة الغابات والحراش لنُتصر السلِّمحوُن‪ .‬ولكحنم سقوُط القائد عبَد الرحنم‬
‫الغافقي شهيددا مع صفوُة منم جنده‪ ،‬اضطر السلِّمحي للنُسحاب منم أرض العركة ف جنح الظلم‪،‬‬
‫تاركي وراءهم ذكرىً أليمحة‪ ،‬وأملد قد تطم أمام أعينهم طالا راودهم ف نُشر السلم ف ربوُع أوروبا‪.‬‬
‫وأطلِّق السلِّمحوُن علِّىَ هذه العركة اسم "بلط الشهداء" لكحثرة شهداء السلِّمحي فيها‪ .‬وهكحذا توُقفت‬
‫فتوُحات السلِّمحي نُاحية الغرب بعد هذه العركة‪.‬‬
‫واستمحرت عصوُر الظلم تيم علِّىَ أوروبا‪ ،‬بينمحا الناطق الت فتحها السلِّمحوُن ف النُدلس شهدت تقددما‬
‫حضارديا وعلِّمحديا عريدقا‪ ،‬كان نُقطة النُطلق ف التقدم التكحنوُلوُجي والعلِّمحي الال‪.‬‬
‫أضف إل معلِّوُماتك‪:‬‬
‫أبوُ بكحر الصديق‬
‫هوُ عبَد ال بنم عثمحان أب قحافة العتيق الصديق‪ .‬أما العتيق فهوُ المحيل‪ ،‬الغاية ف الوُد والي‪ ،‬وأما‬
‫الصديق فهوُ الذي يصدقه الناس ول يكحذبوُنُه‪ ،‬والذي أسرع إل تصديق الرسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ف‬
‫كل أمر يب به الرسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم عنم ربه‪.‬‬
‫ولد بعد موُلد رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم بعامي وبضعة أشهر‪.‬‬
‫كان أول مؤمنم بالرسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم منم الرجال البَالغي‪.‬‬
‫كان هوُ وحده رفيق رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ف الجرة إل يثرب‪ ،‬وصاحبَه ف الغار‪.‬‬
‫هوُ والد أم الؤمني عائشة رضي ال عنهمحا زأوج رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪.‬‬
‫منم العشرة البَشرينم بالنة‪.‬‬
‫كان أول خلِّيفة بعد رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪.‬‬
‫توُل اللفة عام ‪ 10‬منم الجرة واستمحر فيها سنتي وثلثة أشهر‪.‬‬
‫منم أكب فضائلِّه ف التاريخ أنُه جع الصحف بعد أن كان أشتادتا ف الرقاع‪ ،‬ومفوُدظا ف الصدور‪.‬‬

‫‪360‬‬
‫حارب الرتدينم عنم السلم بعد وفاة الرسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ليوُحد شل السلِّمحي ويؤلف‬
‫صفوُفهم ‪.‬‬
‫ل‪.‬‬
‫تزوج ف الاهلِّية‪ :‬قتلِّة‪ ،‬وأم رومان‪ ،‬وف السلم‪ :‬أساء وحبَيبَة‪ ،‬وتوُف وكانُت حبَيبَة حام د‬
‫كان لب بكحر منم الوُلد ستة‪ :‬ثلثة بني وثلثة بنات أما البَنوُن هم‪ :‬عبَد ال وعبَد الرحنم‪ ،‬وممحد‪ ،‬وأما‬
‫البَنات فهنم‪ :‬أساء ‪ ،‬وعائشة أم الؤمني وأم كلِّثوُم‪.‬‬
‫توُف وعمحره ‪ 63‬عادما مثل عمحر النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم حي توُف وكان ذلك عام )‪13‬هي ‪634‬م(‪.‬‬
‫دفنم مع رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ف غرفة عائشة رضي ال عنها‬
‫يييييييييي‬
‫شهر الخيرات‬
‫شعبَان قزامل‬
‫حكحىَ سيدنُا سلِّمحان الفارسي رضي ال عنه قال‪ :‬خطبَنا رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم منم آْخر يوُم‬
‫منم شعبَان‪ ،‬قال‪" :‬يا أيها الناس قد أظللِّكحم شهر عظيم مبَارك‪ ،‬شهر فيه ليلِّة خي منم ألف شهر‪ ،‬جعل‬
‫ال صيام ناره فريضة‪ ،‬وقيام ليلِّه تطوُدعا‪ ،‬منم تقرب فيه بصلِّة منم الي كان كمحنم أدىً فريضة فيمحا‬
‫سوُاه‪ ،‬ومنم أدىً فيه فريضة كان كمحنم أدىً سبَعي فريضة فيمحا سوُاه‪ ،‬وهوُ شهر الصب‪ ،‬والصب ثوُابه‬
‫النة‪ ،‬وشهر الوُاساة‪ ،‬وشهر يزاد فيه رزأق الؤمنم‪ ،‬منم فلطر فيه صائدمحا كان مغفرة لذنُوُبه‪ ،‬وعتدقا لرقبَته‬
‫منم النار‪ ،‬وكان له مثل أجره‪ ،‬منم غي أن ينقص منم أجر الصائم شيء"‪ .‬قال‪ :‬يا رسوُل ال‪ ،‬ليس كلِّنا‬
‫يد ما يفطر الصائم علِّيه؟ فقال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪" :‬يعطي ال هذا الثوُاب منم فطر‬
‫صائدمحا علِّىَ ترة‪ ،‬أو علِّىَ شربة ماء أو مذقة لب‪ ،‬وهوُ شهر أوله رحة‪ ،‬وأوسطه مغفرة‪ ،‬وآْخره عتق منم‬
‫النار‪ ،‬واستكحثروا فيه منم أربع خصال‪ ،‬خصلِّتي ترضوُن بمحا ربكحم‪ ،‬وخصلِّتي ل غناء بكحم عنهمحا‪ .‬فأما‬
‫الصلِّتان اللِّتان ترضوُن بمحا ربكحم فشهادة أن ل إله إل ال وأن ممحددا رسوُل ال‪ ،‬وتستغفرونُه‪ .‬وأما‬
‫الصلِّتان اللِّتان ل غن بكحم عنهمحا‪ ،‬فتسألوُن ال النة‪ .‬وتعوُذون به منم النار‪ ،‬ومنم سقىَ صائدمحا سقاه‬
‫ال منم حوُضي شربة ل يظمحأ بعدها حت يدخل النة"‪] .‬ابنم حبَان والبَيهقي وابنم خزيإة[‪.‬‬
‫خطششر هذا الديث النبَوُي الشريف علِّىَ ذهن وأنُا أرىً ثلِّث رمضان يإر وهوُ ثلِّث الرحة‪ ،‬وبقي الثلِّثان‬
‫الغفرة والعتق منم النار‪ ،‬داعديا لنا أن نُنتهز فرصة رمضان قبَل أن ينتهي‪ ،‬نُنتهزه ف الزيد منم التقرب إل‬
‫ال عز وجل بفعل الي‪ ،‬وإقامة الصلِّوُات‪ ،‬والتصدق علِّىَ الفقراء والساكي‪.‬‬
‫فرمضان موُسم عطاء إلي للِّمحسلِّمحي‪ ،‬اختصه ال سبَحانُه وتعال بأن جعلِّه أثلدثا‪ ..‬فأوله رحة يتجلِّىَ‬
‫ال با علِّىَ عبَاده الصائمحي‪ ،‬وأوسطه مغفرة يإحوُ ال با الطايا‪ ..‬وآْخره عنق منم النار؛ ليستقروا ف‬
‫رحاب جنته‪ ،‬ينعمحوُن فيها با أولهم به منم النعيم والرضوُان‪.‬‬

‫‪361‬‬
‫اللِّهم نُسألك النة وما قرب إليها منم قوُل وعمحل‪ ،‬ونُستعيذ بك منم النار وما قرب منها منم قوُل‬
‫وعمحل‪.‬‬
‫أضف إل معلِّوُماتك‬
‫ذكر النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ما أعده ال للِّمحؤمني الطائعي ف هذا الشهر منم فضائل‪:‬‬
‫الول ‪ :‬فإنُه إذا كان أول ليلِّة منه نُظر ال إليهم‪ ،‬ومنم نُظر ال إليه ل يعذبه أبددا‪ .‬الثانُية ‪ :‬فإن اللئكحة‬
‫تستغفر لم كل يوُم وليلِّة‪.‬‬
‫الثالثة ‪ :‬فإن ال يأمر جنته يقوُل لا‪ :‬تزين لعبَادي الصائمحي‪ ،‬يوُشك أن يستيوُا منم تعب الدنُيا إل‬
‫داري وكرامت‪.‬‬
‫الرابعة ‪ :‬فإن رائحة أفوُاههم حي يإسوُن أطيب منم ريح السك‪.‬‬
‫الامسة‪ :‬فإنُه إذا كان آْخر ليلِّة منه غفر ال لم جيدعا‪ ،‬فإن العمحال يعمحلِّوُن‪ ،‬فإذا فرغوُا منم أعمحالم‬
‫وفوُا أجوُرهم‬
‫يييييييييي‬
‫عين جالوت‬
‫شعبَان قزامل‬
‫ف اليوُم الامس عشر منم رمضان سنة ‪658‬هي وقعت موُقعة عي جالوُت‪ ،‬والت انُتصر فيها السلِّمحوُن‬
‫بقيادة المي"قطز" علِّىَ التتار‪ ،‬وت توُحيد مصر وبلد الشام‪.‬‬
‫بداية الكحاية‪:‬‬
‫ظل العال السلمي يتصدىً لمحلت الصلِّيبَية الشرسة علِّىَ مدىً قرنُي منم الزمان‪ ،‬والت بدأت منم‬
‫سنة ‪490‬هي‪1096 /‬م‪ ،‬وظلِّت تتدفق علِّىَ شوُاطئ الشام ومصر ف ماولة للِّسيطرة علِّىَ رأس الربة ف‬
‫بلد السلِّمحي‪ ،‬ومنم ث القضاء علِّىَ السلم والسلِّمحي‪.‬‬
‫وما إن انُتهت تلِّك المحلت حت ظهر علِّىَ الساحة السلمية خطر عظيم‪ ،‬ل يقل ضراوة عنم خطر‬
‫الروب الصلِّيبَية؛ إنُه خطر الغوُل والتتار‪ ،‬الذينم ل يهددوا العال السلمي فحسب‪ ،‬بل هددوا العال‬
‫بأسره‪.‬‬
‫والغوُل كانُوُا شعدبَا بدائديا‪ ،‬عاش ف هضبَة منغوُليا بوُار الدولة الوُارزأمية السلمية‪ ،‬والت كانُت علِّىَ‬
‫علقة طيلبَة بالغوُل‪ ،‬ولكحنم سرعان ما ساءت العلقة بينهم لقتل بعض تار الغوُل‪ .‬فخمرج "جنكحيز‬
‫خان" ملِّكحهم بيوُشه لاربة السلِّمحي‪ ،‬فمحا دخل قرية إسلمية إل وأحرقها‪ ،‬وقتل سكحانا البرياء‪.‬‬
‫واستمحر الغوُل ف زأحفهم الدمر حت دخلِّوُا بغداد عاصمحة اللفة العبَاسية‪ ،‬واستطاع "هوُلكوُ" حفيد‬
‫جنكحيز خان إسقاط اللفة العبَاسية‪ ،‬وقهتل اللِّيفة العبَاسي سنة ‪1258‬م‪ ،‬وتدمي بغداد عاصمحة‬
‫اللفة‪.‬‬

‫‪362‬‬
‫وواصل هوُلكوُ تقدمه‪ ،‬فاستوُل علِّىَ حلِّب ودمشق‪ ،‬ول يبَق أمامه إل مصر‪ ،‬حصنم السلم النيع‪،‬‬
‫وكنانُة ال ف أرضه‪ ،‬فأرسل هوُلكوُ رسالة تديد لاكم مصر آْنُذاك السلِّطان "سيف الدينم قطز"‪،‬‬
‫ويطلِّب منه الستسلم‪ ،‬فأب السلِّطان قطز‪ ،‬وأخذ يعد جيوُشه‪ ،‬ويستعرضها ف شوُارع القاهرة ليفع به‬
‫منم معنوُيات السلِّمحي‪.‬‬
‫وأرسل قطز قوُة استطلعية بقياد "بيبس" الذي استطاع أن يهزم إحدىً الفرق الغوُلية‪ ،‬ووصل اليش‬
‫الصري السلِّم بقيادة قطز إل عي جالوُت ف شهر رمضان منم سنة ‪658‬هي‪ ،‬وهناك دارت تلِّك العركة‬
‫الفاصلِّة بي الفئمة الؤمنة وأهل البَغي والفساد منم الغوُل‪ ،‬وحقق السلِّمحوُن نُصدرا ساحدقا علِّىَ جيش‬
‫الغوُل‪ ،‬وأسروا قائدهم‪ ،‬وأمر "قطز" بقتلِّه‪.‬‬
‫وانُتهت بانُتهاء معركة عي جالوُت أسطوُرة اليش الغوُل الذي ل يقهر‪ ،‬واستطاع السلِّمحوُن إنُقاذ العال‬
‫كلِّه منم هجية الغوُل وخطرهم‪ ،‬والذينم أخذوا يفرون إل ديارهم وهم يرون أذيال اليبَة والزيإة ف عي‬
‫جالوُت‪.‬‬
‫وكانُت هذه العركة البَداية لدولة المحاليك ف مصر والشام‪.‬‬
‫أضف إل معلِّوُماتك‬
‫بائعة اللِّب‬
‫ف إحدىً اللِّيال خرج أمي الؤمني عمحر بنم الطاب رضي ال عنه ومعه خادمه "أسلِّم"‪ ،‬ومشيا ف‬
‫طرقات الدينة يتعسسان ويطمحئمنان علِّىَ أحوُال الناس‪.‬‬
‫وبعد مدة شعرا بالتعب منم كثرة الشي‪ ،‬فوُقفا يستيان بوُار أحد البَيوُت‪ ،‬فسمحعا صوُت امرأة عجوُزأ‬
‫داخل هذا البَيت تأمر ابنتها أن تلِّط اللِّب بالاء‪ ،‬قبَل أن تبَيعه للِّناس‪ ،‬فرفضت البنة أن تغش اللِّب‬
‫بالاء‪ ،‬وقالت لمها‪ :‬إن أمي الؤمني نىَ أن ريلِّط اللِّب بالاء‪ ،‬وأرسل منادديا ليخمب الناس بذلك‪.‬‬
‫فألت الم ف طلِّبَها‪ ،‬وقالت لبنتها‪ :‬أينم عمحر الن؟!ا إنُه ل يرانُا‪ .‬فقالت البنة الؤمنة المينة‪ :‬إذا‬
‫كان عمحر ل يرانُا فرب عمحر يرانُا‪ ،‬وهل نُطيع أمي الؤمني أمام الناس ونُعصيه ف السر؟!ا فسعد أمي‬
‫الؤمني با سعه منم هذه الفتاة‪ ،‬وأعجب بإيإانا وأمانُتها‪.‬‬
‫وف الصبَاح سأل عنها‪ ،‬فعلِّم أنا أم عمحارة بنت سفيان بنم عبَد ال الثقفي‪ ،‬وعرف أنا غي متزوجة‪،‬‬
‫فزلوجها لبنه عاصم‪ ،‬وبارك ال لمحا‪ ،‬فكحان منم ذريتهمحا اللِّيفة العادل عمحر بنم عبَد العزيز رضي ال‬
‫عنه‪.‬‬
‫إنا المانُة‪ ،‬ذلك اللِّق المحيل‪ ،‬فمحا أجل أن يراعي السلِّم أمانُته مع ربه عز وجل ومع نُفسه‪ ،‬ومع‬
‫ت إذشل أشههلِّذشها(‪ .‬فالمانُة خلِّق‬
‫الناس‪ ،‬مستجيبَا لمر ال سبَحانُه ف قوُله‪) :‬إذلن اللِّله يأهمرركم شأن رتؤتدواه الشماشنُا ذ‬
‫ش‬ ‫ش ش رر ه‬ ‫د‬
‫كري يدل علِّىَ الوُرع والخلصا ومراقبَة ال عز وجل وسائر الخلق السنة‬
‫يييييييييي‬

‫‪363‬‬
‫يوم عمورية‬
‫مع أيام شهر رمضان البَارك تلل علِّينا ذكرىً انُتصارات السلِّمحي ف مشارق الرض ومغاربا ف سبَيل‬
‫نُشر دينم ال عز وجل ‪.‬‬
‫ومنم هذه النُتصارات انُتصار السلِّمحي علِّىَ الروم ف موُقعة عمحوُرية ف رمضان سنة ‪223‬هي‪.‬‬
‫فقد طمحع "تيوُفيل بنم ميخمائيل" ملِّك الروم ف بلد السلِّمحي‪ ،‬خاصة عندما علِّم أن جنوُد السلِّمحي‬
‫جيعهم ف أذربيجان يوُاصلِّوُن فتوُحاتم‪ .‬فأخذ يعبَئ النوُد‪ ،‬وخرج قائددا علِّىَ مائة ألف منم الروم لقتال‬
‫السلِّمحي‪ ،‬فوُصل إل حصنم "زأبطرة"‪ ،‬فقتل الطفال والشيوُخ‪ ،‬وخلرب البَلد‪ ،‬وأسر النساء وسبَاهنم‪،‬‬
‫وانُتهك أعراضهنم وحرماتنم‪ ،‬وملثل بكحل منم وقع ف يده منم السلِّمحي‪.‬‬
‫وكان منم ضمحنم النساء امرأة اقتادها جنوُد الروم للسر‪ ،‬فصرخت هذه الرأة‪ ،‬وقالت‪" :‬وامعتصمحاه"‪.‬‬
‫فلِّمحا وصل الب إل "العتصم" خلِّيفة السلِّمحي استشاط غضدبَا‪ ،‬وأخذته المحية والغضب ل‪ ،‬وقال‪:‬‬
‫"لبَيك"‪ .‬وأخذ ف الستعداد‪ ،‬وجع النوُد‪ ،‬وأعلد العدة‪ ،‬وخرج علِّىَ رأس جيش لنجدة السلِّمحي‪،‬‬
‫وعسكحر بم ف غرب نر دجلِّة‪.‬‬
‫وبعث "العتصم" عجيف بنم عنبَة وعمحدرا الفرغان لنجدة أهل زأبطرة‪ .‬فوُجدا أن الروم كانُوُا قد رحلِّوُا‬
‫عنها بعد الفوُاحش الكحثية الت ارتكحبَوُها بأهلِّها‪ .‬ولكحنم العتصم أصلر علِّىَ تتبَع الروم وعدم الرجوُع عنم‬
‫قتالم‪ ،‬فسار إل بلدهم‪ ،‬وسأل عنم أقوُىً حصوُنا‪ ،‬فعلِّم أنا عمحوُرية؛ حيث ل يتعرض لا أحد منم‬
‫القادة السلِّمحي منم قبَل‪ ،‬وأنا أفضل عند الروم منم القسطنطينية نُفسها‪ ،‬فصلمحم أمي الؤمني العتصم‬
‫علِّىَ فتح هذه الدينة‪ ،‬رغم ما تلِّقاه منم تذيرات النجمحي وتوُيفهم له منم أن ذلك الوُقت ليس وقت‬
‫فتح عمحوُرية؛ إذ قال له النجمحوُن‪" :‬رأينا ف الكحتب أن عمحوُرية ل تفتح ف هذا الوُقت‪ ،‬وإنا وقت نُضجه‬
‫التي والعنب"‪ .‬لكحنم العتصم ل يستجب لم‪ ،‬ول يرضخ لرافاتم‪ ،‬وقرر فتح عمحوُرية‪.‬‬
‫أقام العتصم علِّىَ نر سيحان‪ ،‬وأمر أحد قادته وهوُ "الفشي" أن يدخل بلد الروم عنم طريق‬
‫"الدث"‪ ،‬كمحا أمر "أشناس" أن يدخل عنم طريق "طرسوُس"‪ ،‬وحدد لمحا يوُدما يلِّتقيان فيه عند أنُقرة‪.‬‬
‫واجتمحع اليش عند أنُقرة‪ ،‬ث دخل الدينة‪ ،‬وسار حت وصل عمحوُرية‪ ،‬ونُلظم العتصم اليش‪ ،‬فجعل‬
‫نُفسه ف القلِّب‪ ،‬و"الفشي" علِّىَ اليمحنة‪ ،‬و"أشناس" علِّىَ اليسرة‪ ،‬وقام اليش السلمي بصار الدينة‬
‫حصادرا شديددا‪ ،‬حت استطاع أن ريدث ثغرة ف سوُرها‪ ،‬فانُدفع النوُد داخل الدينة‪ ،‬وحاربوُا بكحل قوُة‬
‫وشجاعة؛ حت سيطروا علِّىَ الدينة‪ ،‬وانُتصروا علِّىَ الروم‪.‬‬
‫وهكحذا ت فتح أصعب الصوُن الرومانُية‪ ،‬ما كان له أكب الثر ف نُفوُس السلِّمحي‪ ،‬حيث قوُيت‬
‫معنوُياتم‪ ،‬وسهل لم استمحرار الفتوُحات ف شرق أوروبا‪.‬‬
‫كمحا أضعف هذا النصر منم معنوُيات الروم‪ ،‬لنُه أظهر لم قوُة السلِّمحي وشجاعتهم‪ ،‬وأنم أصبَحوُا قوُة‬
‫ل يستهان با‪ ،‬ويشىَ العداء بأسها‪.‬‬

‫‪364‬‬
‫كذلك عايش بعض الروم الياة السلمية‪ ،‬وأعجبَوُا بأخلق السلِّمحي وطهارة سيهم‪ ،‬وعظمحة دينهم‪،‬‬
‫فدخلِّوُا ف السلم‪ ،‬بعد أن شعروا برحته وعدله‪.‬‬
‫وقد خللِّد الشاعر أبوُ تام هذا النصر بقصيدة عظيمحة‪ ،‬قال ف أولا‪:‬‬
‫السيف أصدق أنُبَاء منم الكحتب ‪ ...‬ف حلده التد بي اللد واللِّعب‬
‫وجاء فيها‪:‬‬
‫فشيهترح الفتوُح تعال أن ييط به‬
‫ب السمحاء له‬‫فتةح تشيشفلتح أبوُا ر‬
‫يا يوُم وقعة عمحوُرية انُصرفت‬
‫ب‬‫صشعتد ‪ ...‬نُظم منم الشعر أو نُثر منم الرطش ذ‬ ‫أبقيت جلد بن السلم ف ش‬
‫ذ‬
‫ض ف أثوُابا الرقرش ذ‬
‫ب‬ ‫وتبزأ الر ر‬
‫ب‬‫ك الن رحلفلد معسوُلةش الشلِّش ذ‬ ‫عن ذ‬
‫ر‬
‫ب‬‫والشركي ودار الشرك ف صبَش ذ‬
‫ش‬
‫أضف إل معلِّوُماتك‬
‫الراعي المي‬
‫خرج عبَد ال بنم عمحر بنم الطاب رضي ال عنهمحا مع رفيق له ف سفر‪ .‬وبعد سي طوُيل شعرا بالتعب‪،‬‬
‫فجلِّسا يستيان بوُار سفح جبَل‪.‬‬
‫وبينمحا ها جالسان مر بمحا راعي غنم يسوُق غنمحه‪ ،‬فناداه عبَد ال‪ ،‬وسأله‪ :‬أنُت راع لذه الغنام؟‬
‫أجاب الراعي‪ :‬نُعم‪ .‬فقال له عبَد ال‪ :‬بع ل شاة منم أغنامك‪ .‬فقال الراعي‪ :‬هذه الغنام ليست‬
‫ملِّكحي‪ ،‬بل إنُن أرعاها لسيدي‪.‬‬
‫فأراد عبَد ال أن يتب أمانُة الراعي‪ ،‬فقال له‪ :‬قل لسيدك قد أكلِّها الذئب‪ .‬فقال الراعي‪ :‬أيها الرجل!ا‬
‫إن قلِّت ذلك لسيدي لنُه ل يران‪ ،‬فمحاذا أقوُل ل الذي يران إن سألن عنها يوُم القيامة؟!ا‬
‫فأعجب عبَد ال رضي ال عنه با قاله الراعي‪ ،‬وبكحىَ منم خشية ال‪.‬ر ث علِّم أن هذا الراعي ملِّوُك‪،‬‬
‫فأسرع إل سيده‪ ،‬واشتاه منه‪ ،‬وأعتقه‪ ،‬واشتىً الغنم‪ ،‬وأعطاها لذلك الراعي مكحافأة له علِّىَ أمانُته‬
‫وإيإانُه‬
‫يييييييييي‬
‫منيب في رمضان‬
‫س "منيب" باشتداد الوُع علِّيه أثناء الفسحة‪ ،‬فتوُجه إل مطعم الدرسة‪ ،‬واشتىً بعض الأكوُلت‬ ‫أح ل‬
‫واللِّوُىً‪ ،‬وقد نُوُىً أن يفطر بعيددا عنم أعي أصدقائه‪ ،‬رجع منيب إل البَيت وقد اشتد به أل الوُع‬

‫‪365‬‬
‫فدخل حجرته وأغلِّق علِّيه البَاب‪ ،‬وفتح القيبَة بسرعة‪ ،‬وأخرج ما فيها منم طعام‪ ،‬فإذا بالمساكية الت‬
‫أهداها إليه زأميلِّه هام ترج معه‪.‬‬
‫سأل منيب نُفسه‪ :‬ترىً كم بقي منم اليوُم؟ وبعد أن نُظر ف المساكية قال‪ :‬أكثر منم ثلث ساعات‪،‬‬
‫إنُه لوُقت طوُيل حدقا‪ ،‬ل يإكحنم أن أنُتظر كل هذه الدة‪.‬‬
‫فلكحر منيب ف أن يفض أغلِّفة الأكوُلت ويبَدأ الطعام‪ ،‬ولكحنه لح عنوُادنُا علِّىَ غلف المساكية وهوُ‬
‫يهم بإرجاعها إل القيبَة يقوُل‪" :‬التهيب منم الفطر ف رمضان" فقلربا إل عينيه وأخذ يقرأ بإمعان‪ :‬قال‬
‫رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪" :‬منم أفطر يوُدما ف رمضان ف غي رخصة رلخصها ال له ل يقض عنه‬
‫صيام الدهر كلِّه وإن صامه"‪.‬‬
‫فقال ف نُفسه‪ :‬يا سبَحان ال!ا كيف أجرؤ علِّىَ اقتاف هذا الرم الشنيع الذي ل يإكحنم تعوُيضه أبددا‪،‬‬
‫ما أهوُن الصب علِّىَ هذه السوُيعات البَاقية إدذا‪ ،‬ث أخذ الأكوُلت ووضعها ف القيبَة وأغلِّقها بعصبَية‪.‬‬
‫ولا حان أذان الغرب قطع صيامه ببَعض التمحرات‪ ،‬ث قام إل صلة المحاعة‪ ،‬وبعدها جلِّس إل الائدة‬
‫وهوُ يردد‪ :‬المحد ل الذي أعانُن فصمحت‪ ،‬ورزأقن فأفطرت‪ ،‬وقد غمحرته الفرحة بانُتصاره علِّىَ نُفسه أودل‪،‬‬
‫وبتوُفيق ال له وعوُنُه ثانُديا‪ ،‬وبانُتظار ثوُاب الصيام الزيل أخديا‪.‬‬
‫صلتنا تذلكرنُا بعدلونُا‬
‫ل‪ :‬لحظت يا أب أمرينم أثناء الصلة ل أعرف‬ ‫فرغ الب منم صلة المحاعة مع ابنه فبَادره البنم قائ د‬
‫لمحا تفسديا‪.‬‬
‫ن؟‬‫الب‪ :‬وما ها يا ب ل‬
‫ب شعشلِّيذههم( منم الفاتة‪ ،‬وسعتك‬ ‫ضوُ ذ‬
‫البنم‪ :‬لفت انُتبَاهي علِّوُ نُبة الصوُت عندما تر علِّىَ قوُل )شغذي الغ ر‬
‫ش‬
‫كذلك تمحس بدعوُات بعد التشهد ل أعرفها‪.‬‬
‫ن‪ ،‬هذا دليل جديد علِّىَ ما حبَاك ال به منم قوُة اللحظة‪ ،‬إن الصلة تذلكرنُا‬ ‫الب‪ :‬بارك ال فيك يا ب ل‬
‫بدايتها ونايتها بأشد الناس عداوة لنا معشر السلِّمحي‪.‬‬
‫البنم‪ :‬تقصد اليهوُد يا أب؟‬
‫ن؟!ا‬
‫الب‪ :‬ومنم غيهم يا ب ل‬
‫البنم‪ :‬وما علقة هذا يا أب باللحظات الت أبديتها؟‬
‫ن هم الغضوُب علِّيهم الذكوُرون ف الفاتة‪ ،‬والسيح الدجال واحد منهم‪.‬‬ ‫الب‪ :‬إنم يا ب ل‬
‫البنم‪ :‬وما سر هذا الغضب اللي الذي يلحقهم يا أب؟‬
‫الب‪ :‬لقد ارتكحبَوُا يا بن أبشع الرائم ف حق أقدس مقدساتم‪ ،‬أما ما يفعلِّوُنُه بالسلِّمحي منم فظائع‬
‫فأموُر تفوُق الوُصف‪.‬‬
‫البنم‪ :‬زأدن تفصيلد يا أب‪.‬‬

‫‪366‬‬
‫الب‪ :‬يكحفي يا بن أن تعلِّم حالم مع ال تعال‪ ،‬ومع رسلِّهم الرسلِّة إليهم‪ ،‬ومع كتبَهم النزلة‪ ،‬فقد‬
‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫وصفوُا ال تعال بأقبَح الوصاف لتبَجحهم وفجوُرهم فقالوُا‪) :‬يشرد اللِّله شمهغرلِّوُلشةة(‪ ،‬وقالوُا‪) :‬إلن اللِّلهش فشقية‬
‫شوشهنرنم أشهغنذشياء(‪ .‬البنم‪ :‬لعنهم ال‪ ..‬ألذا الد بلِّغ كفرهم؟ وماذا فعلِّوُا مع الرسل إدذا؟‬
‫الب‪ :‬إذا أتىَ الرسوُل با يالف أهوُاءهم أو مصالهم‪ ،‬كان لم معه أحد موُقفي؛ إما أن يكحذبوُه وإما‬
‫أن يقتلِّوُه‪.‬‬
‫البنم‪ :‬يا حفيظ يا رب‪ ،‬إنم شياطي ل بشر‪ ،‬وماذا عنم حالم مع كتبَهم؟‬
‫الب‪ :‬تيل يا بن كل الرائم الت يإكحنم ارتكحابا ف حق الكحتب النزلة‪.‬‬
‫البنم‪ :‬التكحذيب با‪ ،‬أو كتمحانا أو تريفها أو تأليفها‪ ،‬فهذا كل ما يصل إليه اليال ف هذا الشأن‪،‬‬
‫فهل فعلِّوُا هذا كلِّه مع كتبَهم يا أب؟‬
‫الب‪ :‬نُعم يا بن‪ ..‬ولوُ بقيت جرائم أخرىً غيها ما ترددوا ف اقتافها‪ ،‬وقد فصل القرآْن الكحري هذا‬
‫كلِّه ف موُاضع متلِّفة منه‪.‬‬
‫البنم‪ :‬ل حوُل ول قوُة إل بال‪ ،‬إن أمدرا واحددا ما ذكر ليكحفي للِّوُل غضب البَار علِّيهم‪ ،‬فمحاذا عنم‬
‫الدجال الذي أشرت إليه يا أب؟‬
‫الب‪ :‬إنُه السيح الدجال أو السيخ‪ ،‬وقد سي كذلك لسخ اللِّقة الذي ابتله ال به‪ ،‬فهوُ أعوُر‪ ،‬عينه‬
‫كالعنبَة الطافية‪ ،‬ومكحتوُب بي عينيه‪" :‬كافر"‪ ،‬وقد أعطاه ال تعال بعض الوُارق‪ ،‬وسيستغلِّها حي‬
‫يظهر لفتنة ضعاف اليإان ويدعوُهم إل اتاذه إدلا منم دون ال‪ ،‬وسينطلِّق هنا وهناك يعيث ف الرض‬
‫فساددا‪ ،‬حت ينزل عيسىَ بنم مري رسوُل ال علِّيه السلم فيتصدىً له ويقتلِّه عند النارة البَيضاء شرقي‬
‫دمشق‪ ،‬ويرىً الناس دمه يقطر منم السيف حت يتيقنوُا منم كذبه ودجلِّه‪.‬‬
‫البنم‪ :‬ثلبَتنا يا رب‪ ،‬منم أجل هذا تدعوُ يا أب بعد التشهد؟‪.‬‬
‫الب‪ :‬إنُنا نُتبَع هدي نُبَينا صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪ ،‬وف هذا ناتنا وصلحنا وفلحنا ف الدنُيا والخرة‪،‬‬
‫وقد كان يقوُل بي ما يقوُل قبَل التسلِّيم‪" :‬اللِّهم إن أعوُذ بك منم عذاب جهنم ومنم عذاب القب‪،‬‬
‫ومنم فتنة اليا والمحات‪ ،‬ومنم شر فتنة السيح الدجال"‪.‬‬
‫البنم‪ :‬الن يا أب فهمحت كيف تذكرنُا صلتنا بأعدائنا اليهوُد ف بدايتها وف نايتها فجزاكم ال خديا‬
‫يييييييييي‬
‫التراويح‬
‫ليال شهر رمضان حافلِّة بالي‪ ،‬والسلِّم الذاكر هوُ الذي يييها بالقيام‪ ،‬ليفوُزأ بغفرة ال ورضوُانُه‪ ،‬قال‬
‫رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪ " :‬منم قام رمضان إيإادنُا واحتسادبا غفر له ما تقدم منم ذنُبَه" ]البَخماري[‪.‬‬
‫ومعن "إيإادنُا" أي تصديدقا بوُعد ال تعال‪ ،‬و"احتسادبا" أي طلِّدبَا لوُجه ال تعال وثوُابه‪ .‬ومنم صلِّىَ‬
‫التاويح كمحا ينبَغي فقد قام رمضان‪.‬‬

‫‪367‬‬
‫والتاويح‪ :‬هي الصلة الت يؤديها السلِّمحوُن جاعة بعد صلة العشاء‪ .‬وقد سلنها الرسوُل صلِّىَ ال علِّيه‬
‫وسلِّم حي صلِّىَ بأصحابه ليلِّتي أو ثلدثا‪ ،‬ث تركها خشية أن تفرض علِّيهم‪ ،‬وكان بالؤمني رؤوفا‬
‫رحيدمحا‪ ،‬فعلِّها الصحابة فرادىً‪ ،‬حت جعهم عمحر بنم الطاب رضي ال عنه علِّىَ الصلة خلِّف أب بنم‬
‫كعب رضي ال عنه ‪.‬‬
‫ذات ليلِّة منم ليال رمضان‪ ،‬ذهب النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم إل السجد‪ ،‬وكان هناك عدد منم الناس‪،‬‬
‫فصلِّىَ بم ثان ركعات‪ ،‬ولا أصبَح الناس تدثوُا عنم هذه الصلة‪.‬‬
‫وف تلِّك اللِّيلِّة‪ ،‬اجتمحع ف السجد أنُاس أكثر منم كانُوُا ف اللِّيلِّة السابقة‪ ،‬فصلِّىَ بم النب صلِّىَ ال‬
‫علِّيه وسلِّم ثان ركعات‪ ،‬وتكحرر ذلك ف اللِّيلِّة الثالثة‪ .‬وف اللِّيلِّة الرابعة‪ ،‬اجتمحع عدد كبَي منم الناس ف‬
‫السجد‪ ،‬حت امتل عنم آْخره‪ .‬ولكحنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ل يرج منم بيته ف هذه اللِّيلِّة‪ ،‬وظل‬
‫الناس ينتظرون حت حان وقت صلة الفجر‪ ،‬فخمرج النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم فصلِّىَ بم صلة الفجر‪،‬‬
‫فلِّمحا انُتهت الصلة‪ ،‬نُظر النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم إل الناس‪ ،‬وقال لم‪" :‬أما بعد‪ ..‬فإنُه ل يف علِّي‬
‫مكحانُكحم‪ ،‬ولكحن خشيت أن تفرض علِّيكحم‪ ،‬فتعجزوا عنها"‪] .‬البَخماري[‪.‬‬
‫ومرت سنوُات‪ ،‬وف عهد أمي الؤمني عمحر بنم الطاب رضي ال عنه وف شهر رمضان‪ ،‬دخل أمي‬
‫الؤمني السجد النبَوُي ذات ليلِّة‪ ،‬فوُجد الناس يرصلِّوُن صلة التاويح؛ وكان منهم منم يصلِّىَ وحده‪،‬‬
‫ت هؤلء علِّىَ قارئ واحد لكحان‬ ‫ومنهم منم يرصلِّي ف جاعة‪ ،‬فلِّمحا رأىً عمحر ذلك قال‪ :‬إن أرىً لوُ جع ر‬
‫أمثل )أي منم الفضل أن يصلِّوُا ف جاعة واحدة وخلِّف إمام واحد(‪ .‬ث أمرهم أن يصلِّوُا جيدعا ف‬
‫جاعة واحدة خلِّف رأب بنم كعب رضي ال عنه فكحانُوُا يصلِّوُن خلِّفه التاويح بعد العشاء‪.‬‬
‫ب‪ ،‬ففرح وانُشرح‬ ‫وف ليلِّة أخرىً منم ليال رمضان ‪ ،‬دخل عمحر السجد‪ ،‬فوُجد الناس يصلِّوُن خلِّف أر ل‬
‫صدره‪ ،‬وأثن علِّىَ طاعتهم‪ ،‬ولكحنه كان يفضل أن يصلِّي صلة التاويح ف الثلِّث الخي منم اللِّيل ف‬
‫بيته"‪] .‬البَخماري[‪.‬‬
‫والتاويح جع‪ :‬تروية‪ ،‬وهي الرة الوُاحدة منم الراحة كتسلِّيمحة منم السلم‪ ،‬وسيت بالتاويح لستاحة‬
‫الصلِّي عند أدائها بعد كل عدد منم الركعات‪.‬‬
‫وتصلِّىَ صلة التاويح‪ :‬ركعتان ركعتان‪ ،‬فلِّوُ صلِّىَ أربع ركعات كالصلة الفروضة بتسلِّيمحة واحدة ل‬
‫يصح‪.‬‬
‫وتكحوُن صلة التاويح جاعة ف السجد أو انُفراددا بالبَيت‪ ،‬ويفضل صلتا جاعة ف السجد عند بعض‬
‫الفقهاء‪ ،‬ويفضل صلتا بالبَيت عند بعض الفقهاء الخرينم‪.‬‬
‫وبعض السلِّمحي يصلِّوُن التاويح إحدىً عشرة ركعة‪ ،‬وبعض آْخر يصلِّي ثلثا وعشرينم‪ ،‬وبعض ثالث‬
‫يصلِّي إحدىً وأربعي‪.‬‬

‫‪368‬‬
‫ومنم صلِّىَ بإحدىً عشرة ركعة فقد اهتدىً بدي النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪ ،‬قالت السيدة عائشة‪:‬‬
‫"كان النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ل يزيد ف رمضان ول ف غيه علِّىَ إحدىً عشرة ركعة" ]البَخماري[‪.‬‬
‫وصلة التاويح سنة مؤكدة عنم رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪ ،‬يوُاظب السلِّمحوُن علِّيها‪ ،‬فتىً بيوُت‬
‫ال تزدحم بالصلِّي ف ليال رمضان‪ ،‬وقد رحم ال عز وجل أمي الؤمني عمحر بنم الطاب الذي كان‬
‫أول منم فكحر ف إنُارة الساجد ف رمضان؛ ليستطيع السلِّمحوُن ف الشهر البَارك منم إقامة صلة التاويح‪،‬‬
‫إضافة إل إحياء شعائر الدينم النيف‪ .‬وقد مر أمي الؤمني علِّي بنم أب طالب رضي ال عنه ف إحدىً‬
‫ليال رمضان علِّىَ الساجد فوُجدها مزدانُة ومضاءة بالقناديل منم الداخل ومنم الارج‪ ،‬فقال‪ :‬نُوُر ال‬
‫علِّىَ عمحر بنم الطاب ف قبه‪ ،‬كمحا نُوُر علِّينا مساجدنُا"‪.‬‬
‫أضف إل معلِّوُماتك‬
‫مالك بنم أنُس‬
‫ولد بالدينة النوُرة عام ‪93‬هي منم أبوُيي عربيي منم أصل يإان‪.‬‬
‫حفظ القرآْن وهوُ صغي وكانُت أمه أشد التحمحسي لتعلِّيمحه وقد عنيت بثيابه ومظهره الارجي واختارت‬
‫له احسنم العلِّمحي‪ ،‬ووجهته نوُ العلِّمحاء وساعدته علِّىَ التنقل ف مالسهم‪.‬‬
‫كان يدرس العلِّم ف السجد النبَوُي وقد اختار منم السجد الكحان الذي كان عمحر بنم الطاب يلِّس‬
‫فيه‪ ،‬كمحا اتذ منم الدار الت كانُت لعبَد ال بنم مسعوُد دادرا له‪.‬‬
‫كلِّفه النصوُر بتدوينم كتاب ف الفقه والديث فاستجاب وصنف كتاب )الوُطأ( وهوُ أول كتاب منم‬
‫نُوُعه ت تدوينه وهوُ كتاب فقه وحديث‪ ،‬ذكر فيه المام مالك الوُاضيع الفقهية ومع كل موُضوُع‬
‫الحاديث الوُاردة حوُله‪ ،‬ث وضع عمحل أهل الدينة‪ ،‬ث آْراء وفتاوىً الصحابة والتابعي‪.‬‬
‫وتوُف المام مالك عام ‪179‬هي‬
‫رحه ال تعال رحة واسعة ورضي عنه‬
‫يييييييييي‬
‫حوت يونس عليه السلم‬
‫أرسل ال يوُنُس علِّيه السلم إل أهل نُينوُىً بأرض الوُصل بالعراق؛ ليهديهم إل طريق الرشاد‪ ،‬فيؤمنوُا‬
‫بال سبَحانُه‪ ،‬لكحنهم كذبوُه وأصروا علِّىَ كفرهم وعنادهم‪ ،‬فلِّم ييأس يوُنُس واستمحر ف دعوُته‪ ،‬ومرت‬
‫اليام‪ ،‬وقوُم يوُنُس ل يؤمنوُا بدعوُته‪ ،‬ول يستجيبَوُا ل ولرسوُله‪ ،‬فضاق يوُنُسعلِّيه السلم بم وبأفعالم‪،‬‬
‫فخمرج منم بينهم غاضدبَا بعد أن أخبهم أن عقاب ال نُازأل بم‪ .‬ولا خرج يوُنُس علِّيه السلم منم‬
‫نُينوُىً‪ ،‬خاف قوُمه منم عذاب ال فخمرجوُا إل الصحراء‪ ،‬وأخذوا أولدهم وأنُعامهم وسجدوا ل‪،‬‬
‫واعتفوُا بذنُبَهم‪ ،‬وارتفعت أصوُاتم بالدعاء‪ ،‬واشتد بكحاؤهم‪ ،‬نُادمي علِّىَ ما صنعوُا‪ ،‬طالبَي منم ال‬
‫العفوُ والغفرة‪ ،‬فرحم ال ذلم ومسكحنتهم‪ ،‬ورفع عنهم العذاب الذي حلذرهم منه يوُنُس علِّيه السلم‪،‬‬

‫‪369‬‬
‫ب الذهزذي‬ ‫س لشلمحآ آْشمنروُاه شكششهفشنا شعهنيرههم شعشذا ش‬ ‫ذل‬ ‫ذ‬
‫ت فشينشيشفشعشها إيإشانُيرشها إل قشيهوُشم ريوُنُر ش‬ ‫ت قشيهريشة آْشمنش ه‬‫قال تعال‪) :‬فشيلِّشهوُلش شكانُش ه‬
‫ي(‪.‬‬‫ذف اهلششياشة التدنُهيشيا وشمتليهعشنارهم إذشل ذح ت‬
‫ه‬ ‫ش‬
‫ولا خرج يوُنُس منم نُينوُىً ف اتاه البَحر وجد سفينة توُشك علِّىَ القلع فركبَها‪ ،‬وسارت السفينة حت‬
‫وصلِّت وسط البَحر‪ ،‬وفجأة هبَت العوُاصف‪ ،‬وارتفعت الموُاج وأوشكحت السفينة علِّىَ الغرق‪ ،‬فألقىَ‬
‫ف حوُلة السفينة‪ ،‬ورتكحتب لم النجاة‪ ،‬ولكحنم بقيت السفينة‬ ‫الركاب الحال الت معهم ف الاء‪ ،‬لتخم ل‬
‫عرضة للِّخمطر لثقل وزأنا‪ ،‬فاستقر أمرهم علِّىَ أن يروا قرعة‪ ،‬ومنم وقعت علِّيه ألقوُه ف البَحر‪ ،‬فأجروا‬
‫ي*‬ ‫ذ‬ ‫القرعة فوُقعت علِّىَ يوُنُسعلِّيه السلم فاستسلِّم لقضاء ال تعال‪ ،‬قال تعال‪) :‬وإذلن يوُنُر ذ‬
‫س لشمحشنم الهرمحهرشسلِّ ش‬‫ش ر ش‬
‫ت شورهشوُ رمذلِّيةم(‪ ،‬وألقىَ يوُنُس‬ ‫لوُ ر‬
‫ي* شفاهلتشيشقشمحهر ا هر‬
‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫ك الهشمحهشرحوُن* فششساشهشم فششكحاشن مهنم الهرمحهدشحض ش‬ ‫إذهذ أشبق إذشل الهرفهلِّ ذ‬
‫شش‬
‫بنفسه ف الاء‪ ،‬فأرسل ال سبَحانُه وتعال حوُدتا ضخمدمحا‪ ،‬ابتلِّع يوُنُس‪ ،‬وراح يطوُف به ف البَحار‪.‬‬
‫وجد يوُنُس نُفسه وحيددا ف بطنم الوُت‪ ،‬فأيقنم أنُه ميت‪ ،‬وأن ما أصابه ل يكحنم إل بسبَب تركه دعوُة‬
‫قوُمه وخروجه دون إذن منم ربه‪ ،‬وما ل تتداركه رحة ال‪ ،‬ويتنزل علِّيه عفوُه‪ ،‬فسيكحوُن منم الاسرينم‪،‬‬
‫فأخذ يذكر ال ويسبَحه ويمحده‪ ،‬ويإجده ويوُحده‪ ،‬ويستغفره‪ ،‬ويقر بالذنُب بي يديه‪ ،‬ويقوُل‪) :‬ل إذلشهش‬
‫ذذ‬ ‫ك إذلن ركن ذ‬
‫ي(‪.‬‬ ‫ت مشنم اللظالمح ش‬ ‫ر‬ ‫ت رسهبَشحانُش ش‬ ‫ذإل أشنُ ش‬
‫وأخذت كلِّمحات يوُنُس طريقها إل ال عز وجل واستجاب ال دعاءه‪ ،‬فأمر ال عز وجل الوُت أن‬
‫يلِّقي يوُنُس برفق علِّىَ الشاطئ‪ ،‬فأخرجه‪ ،‬وقد أصابه الضعف والهد‪ ،‬فأنُبَت ال علِّيه شجرة ليستظل‬
‫ذ‬ ‫ذ‬
‫ي*‬ ‫بظلِّها‪ ،‬وليأكل منم ثارها‪ ،‬حت عادت إليه قوُته وعافيته‪ ،‬قال تعال‪) :‬فشيلِّشهوُل شنُألهر شكاشن مهنم الهرمحشسبَلح ش‬
‫ث ذف بشطهنذذه إذشل يشيوُذم ييرهبَيشعرثوُشن* فشينشبَشهذشنُاهر ذبالهشعراء ورهوُ شسذقيم* وأشنُبَشهتيشنا شعلِّشهيذه شششجردة لمنم يشيهقذط ت‬
‫ي* شوأشهرشسهلِّشناهر إذشل‬ ‫لشلِّشبَذ ش‬
‫ش‬ ‫ش ش ش ة ش‬ ‫ه‬
‫ي(‪ ،‬فالؤمنم يستقبَل قضاء ال بنفس راضية‪ ،‬ويصب علِّىَ‬ ‫ف أشهو يشذزيردوشن* شفآشمنروُا فشمحتليهعشنارهم إذشل ذح ت‬ ‫ذمئمشذة أشله ت‬
‫ه‬ ‫ش‬
‫الدعوُة إل ال‪ ،‬ويوُقنم أن بعد العسر يسدرا‪ ،‬وأن فرج ال قريب مهمحا كانُت الزأمة شديدة أو الضائقة‬
‫الت وقع فيها عسية‪.‬‬
‫أضف إل معلِّوُماتك‬
‫المام الشافعي‬
‫هوُ‪ :‬ممحد بنم إدريس الشافعي الذي يلِّتقي نُسبَه بنسب النب ‪.‬‬
‫ولد ف غزة عام ‪150‬هي‪.‬‬
‫ولد يتيم الب فحمحلِّته أمه إل مكحة وهناك وجهته إل طلِّب العلِّم‪.‬‬
‫نُشأ الشافعي ف مكحة ونُال قسدطا منم العارف السلمية واللِّغوُية وحفظ القرآْن‪،‬وعندما بلِّغ العاشرة اته‬
‫نوُ علِّم الديث‪.‬‬
‫عند بلِّوُغه العشرينم منم عمحره ذهب إل الدينة ولزأم أمام أهل الجازأ مالك ابنم أنُس واخذ منه العلِّم‬
‫لدة تسع سنوُات‪.‬‬

‫‪370‬‬
‫الشافعي هوُ مؤسس علِّم أصوُل الفقه وبان قوُاعده الول‪.‬‬
‫منم مؤلفاته كتاب الم وكتاب الرسالة‪.‬‬
‫سافر إل بغداد واشتهر با ث ذهب إل مصر عام ‪199‬هي حت مات عام ‪204‬هي‪.‬‬
‫كان ف غاية الذكاء بلِّيدغا نل العلِّم طوُال حياته وقد مدحه كل منم عرفه أثنوُا علِّيه رخلِّردقا وعلِّدمحا وتديدنا‬
‫صا ف طلِّب العلِّم‬ ‫وإخل د‬
‫رحه ال تعال رحة واسعة ورضي عنه‬
‫يييييييييي‬
‫أصحاب الغار‬
‫قصة اليوُم هذه منم أجل القصص الت قرأتا‪ ،‬وهي قصة حكحاها النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪ ،‬ورواها‬
‫البَخماري ومسلِّم‪ ،‬وتتمحثل فيها قيم وأخلق حسنة كثية‪ ،‬كالصدق والخلصا والمانُة والوُفاء والب‬
‫واليإان‪.‬‬
‫ففي يوُم منم اليام‪ ..‬كان ثلثة رجال يسيون ف طريق‪ ،‬فأمطرت علِّيهم السمحاء‪ ،‬ودخل علِّيهم اللِّيل‪،‬‬
‫فاضطروا إل أن يدخلِّوُا غادرا للِّمحبَيت فيه‪ ،‬فاندرت صخمرة منم البَل‪ ،‬فسلدت علِّيهم الغار‪ ،‬فقالوُا‪ :‬إنُه‬
‫ل ينجيكحم منم هذه الصخمرة إل أن تدعوُا ال تعال بصال أعمحالكحم‪ .‬قال رجل منهم‪ :‬اللِّهم إنُه كان‬
‫ل أبوُان شيخمان كبَيان‪ ،‬وكنت ل أغبَق أي‪ :‬ل أقدم ف شرب اللِّب الذي أحلِّبَه قبَلِّهمحا أهلد ول مادل‪،‬‬
‫فنأىً ب أي‪ :‬بشيعرشد ب طلِّب الشجر يوُدما فلِّم أرح أي‪ :‬أرجع علِّيهمحا حت نُاما فحلِّبَت لمحا غبَوُقهمحا‪،‬‬
‫ت والقدح ف يدي أنُتظر‬ ‫فوُجدتمحا نُائمحي‪ ،‬فكحرهت أن أوقظهمحا وأن أغبَق قبَلِّهمحا أهلد أو مادل‪ ،‬فبَ ت‬
‫استيقاظهمحا حت برق الفجر والصبَية يتضاغوُن أي‪ :‬يصيحوُن منم الوُع عند قدملي‪ ،‬فاستيقظا فشربا‬
‫غبَوُقهمحا‪ ،‬اللِّهم إن كنت فعلِّت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما ننم فيه منم هذه الصخمرة‪ .‬فانُفرجت‬
‫ل‪ ،‬فأردتا‬ ‫شيدئما ل يستطيعوُن الروج منه‪ .‬قال الخر‪ :‬اللِّهم إنُه كانُت ل ابنة عتم كانُت أحب الناس إ ل‬
‫عنم نُفسها‪ ،‬فامتنعت من حت ألت با سنة منم السنينأي‪ :‬أصابا فقر فجاءتن فأعطيتها عشرينم ومائة‬
‫ل‬
‫ت علِّيها قالت‪ :‬اتق ال‪ ،‬ول تفض الات إل‬ ‫ت‪ ،‬حت إذا قدر ر‬ ‫دينار علِّىَ أن تلِّي بين وبي نُفسها ففشعلِّش ه‬
‫ل‪ ،‬وتركت الال الذي‬ ‫بقه أي‪ :‬ل تفعل ذلك إل بعد الزواج‪ ،‬فانُصرفت عنها وهي أحب الناس إ ل‬
‫أعطيتها‪ ،‬اللِّهم إن كنت فعلِّت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما ننم فيه‪.‬‬
‫ل‪ ،‬غي أنم ل يستطيعوُن الروج منها‪.‬‬ ‫فانُفرجت الصخمرة قلِّي د‬
‫وقال الثالث‪ :‬اللِّهم إن استأجرت أجراء‪ ،‬وأعطيتهم أجرهم غي رجل واحد ترك الذي له وذهب‪،‬‬
‫ل أجري‪.‬‬ ‫فثمحرت أجره حت كثرت منه الموُال‪ ،‬فجاءن بعد حي‪ ،‬فقال‪ :‬يا عبَد ال‪ ،‬ألد إ ل‬
‫فقلِّت‪ :‬كل ما ترىً منم أجرك منم البل والبَقر والغنم والرقيق‪.‬‬
‫فقال‪ :‬يا عبَد ال‪ ،‬ل تستهزئ ب‪.‬‬

‫‪371‬‬
‫فقلِّت‪ :‬ل أستهزئ بك‪.‬‬
‫فأخذه كلِّه فاستاقه أي‪ :‬أخذه كلِّه فلِّم يتك منه شيدئما‪ ،‬اللِّهم إن كنت فعلِّت ذلك ابتغاء وجهك ففرج‬
‫عنا ما ننم فيه‪.‬‬
‫فانُفرجت الصخمرة فخمرجوُا يإشوُن‪.‬‬
‫وكانُت أعمحالم الصالة سبَدبَا ف إنُقاذهم منم الوُت داخل الغار‪.‬‬
‫أضف إل معلِّوُماتك‬
‫أحد بنم حنبَل‬
‫هوُ أحد بنم ممحد بنم حنبَل بنم هلل بنم أسد الشيبَان‬
‫منم كبَار الدثي وأحد أئمحة الفقه السلمي وصاحب الذهب النبَلِّي‪.‬‬
‫ولد ف بغداد عام )‪164‬هي ‪780‬م(‬
‫توُف والده قبَل ولدته بشهوُر‪.‬‬
‫توُل أمره ورعايته بعد ولدته أمه وعمحاه "عبَد ال بنم حنبَل‪ ،‬وإسحاق بنم حنبَل"‪.‬‬
‫حفظ القرآْن وهوُ صغي‪.‬‬
‫حفظ الديث وعلِّوُمه علِّىَ يد شيخمه "أب يوُسف" تلِّمحيذ أب حنيفة وكذلك )هثيم بنم بشي السلِّمحي(‪.‬‬
‫خرج منم بغداد لطلِّب العلِّم عام )‪186‬هي ‪802‬م( قاصددا البَصرة والجازأ‪.‬‬
‫التقىَ ف الجازأ بالمام الشافعي ولزأمه وأخذ عنه فقهه وأصوُله وعرف فضلِّه‪ ،‬وكان يقوُل عنه‪" :‬يرحم‬
‫ال الشافعي‪ ،‬ما أصلِّي صلة إل دعوُت لمحسة هوُ أحدهم ما يتقدمه منهم أحد"‪.‬‬
‫كان معرودفا بذاكرته القوُية الوُاعية‪ ،‬وكان يقوُم بفظ أحاديث النب وفتاوىً الصحابة والتابعي‪ ،‬وكان‬
‫يتفهم ذلك كلِّه تفهدمحا تادما ويفقهه‪.‬‬
‫كان مشهوُدرا بصفات عظيمحة مثل‪ :‬الصب واللِّد والزهد والوُرع والخلصا ف العمحل والقتداء التام بكحل‬
‫ما يصدر عنم النب منم أقوُال وأفعال‪.‬‬
‫ف عام )‪218‬هي ‪833‬م( تعلرض لنة قاسية حي أعلِّنم "الأموُن" دعوُته إل القوُل بلِّق القرآْن‪ ،‬وحل‬
‫الناس علِّىَ قوُلا قهدرا‪ ،‬وسجنم ف عهد "العتصم" حوُال ‪ 28‬شهدرا‪.‬‬
‫ومنم مؤلفاته‪ :‬الناسك الكحبَي‪ ،‬والزهد‪ ،‬والناسخ والنسوُخ‪ ،‬والقدم والؤخر ف كتاب ال تعال‪.‬ر والسند‬
‫وهوُ أكب كتبَه وأهها بل هوُ أكب دواوينم السلنة؛ حيث يتوُي علِّىَ أربعي ألف حديث استخملِّصها منم‬
‫‪ 750‬ألف حديث‪.‬‬
‫توُف ف ‪ 12‬منم ربيع الخر ‪241‬هي ‪ 30‬أغسطس ‪855‬م‪ ،‬وعمحره ‪ 77‬عادما ‪ ،‬ودفنم ف بغداد‬
‫رحه ال تعال رحة واسعة ورضي عنه‬
‫يييييييييي‬

‫‪372‬‬
‫اصح يا نائم‬
‫"اصح يا نُاي‪ ..‬وحد الداي" نُداء جيل أسعه ف رمضان فقط‪ ..‬أسعه قبَل الفجر‪ ،‬ث تتبَعه طرقات علِّىَ‬
‫طبَلِّة صغية‪ ،‬يمحلِّها السحرات‪ ،‬ويدور با علِّىَ البَيوُت‪ ،‬وينادي أصحابا كل فرد باسه؛ حت يستيقظوُا‬
‫لتناول طعام السحوُر‪.‬‬
‫هذه الدعوُة المحيلِّة للِّسحوُر عرفها السلِّمحوُن منذ صدر السلم‪ ،‬وكان "بلل بنم رباح" رضي ال عنه‬
‫ف عهد الرسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يؤذن بصوُته المحيل‪ ،‬يشاركه "عبَد ال بنم أم مكحتوُم" رضي ال‬
‫عنه ف إيقاظ الناس للِّسحوُر وصلة الفجر‪.‬‬
‫أما ف مصر‪ ..‬فقد كان الوُل "عتبَة بنم إسحاق" أول منم نُادىً بالتسحي عام ‪238‬هي‪ ،‬وكان يرج‬
‫بنفسه ينادي‪ :‬يا عبَاد ال‪ ،‬تسحروا فإن ف السحوُر بركة"‪ .‬ومع مرور اليام والسني أصبَحت مهنة‬
‫يتفها عدد منم الناس‪ ،‬رسلوُا السحراتية‪ ،‬وكان السحرات يبَدأ جوُلته بعد منتصف اللِّيل‪ ،‬مسدكحا طبَلِّة‬
‫صغية‪ ،‬وحزاماد منم اللِّد الغلِّيظ‪ ،‬يضرب به علِّيها‪ ،‬مصطحبَاد معه غلدما يمحل فانُوُدسا‪ ،‬وهوُ يردد‪:‬‬
‫"اصح يا نُاي وحد الداي"‪.‬‬
‫وف مكحة قدديإا كان "الزمزمي" يتوُل التسحي‪ ،‬فيمحسك طرف حبَل بيده‪ ،‬فيتدل قنديلن كبَيان معلِّقان‬
‫أعلِّىَ الصوُمعة‪ ،‬فمحنم ل يسمحع النداء ينظر القنديلِّي يهبَطان‪ ،‬فإذا ل يسمحع أو ل يشر أحد القنديلِّي‬
‫يعلِّم أن وقت السحوُر فات‪.‬‬
‫والسحوُر والفطار ها الوُجبَتان اللِّتان يأكلِّهمحا الصائم ف رمضان‪ .‬فقبَل أذان الغرب بدقائق أتوُضأ‬
‫للِّصلة‪ ،‬وأذهب إل السجد الاور بيدي ثلث رطبَات أتناولا بعد ساع طلِّقات مدفع الفطار وأذان‬
‫الغرب‪ ،‬كمحا كان يفعل رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪ ،‬كان يفطر ف رمضان علِّىَ رطبَات‪ .‬فإن ل‬
‫يدها فعلِّىَ ترات‪ ،‬فإن ل يدها فعلِّىَ حسوُات منم ماء‪.‬‬
‫وبعد صلة الغرب‪ ،‬أعوُد لبَيت وأجلِّس مع أسرت إل مائدة الطعام وأسي ال وأحد كمحا علِّمحنا رسوُل‬
‫ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم وأقوُل‪" :‬المحد ل الذي أعانُن فصمحت ورزأقن فأفطرت"‪ .‬وكنت ألحظ أب‬
‫يبَتسم عندما يران أتعجل الطعام‪ ،‬ويقوُل ل‪ :‬إن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم كان يقوُل‪ :‬ل يزال الناس‬
‫بي ما عجلِّوُا الفطر" ]صحيح مسلِّم[‪.‬‬
‫ويستحب ف رمضان أن نُعجل منم الفطار‪ ،‬وأن نُؤخر منم السحوُر‪ ،‬فقد كان بعض الصحابة يعجلِّوُن‬
‫الفطر عندما تغيب الشمحس‪ ،‬وكان بعضهم الخر يؤخرون الفطر إل دخوُل اللِّيل‪ .‬وسع رجال منم‬
‫التابعي ذلك المر‪ ،‬فأرادوا أن يعرفوُا أيهمحا أفضل‪ :‬تعجيل الفطار أم تأخيه؟ فذهبَوُا إل السيدة عائشة‬
‫رضي ال عنها وقالوُا لا‪ :‬يا أم الؤمني‪ ،‬رجلن منم أصحاب ممحد صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪ ،‬كلها ل‬
‫يألوُأي‪:‬ل يدخر جهددا عنم الي؛ أحدها ريعجل الفطار ويعجل الصلة‪ ،‬والخر يؤخر الفطار ويؤخر‬

‫‪373‬‬
‫الصلة‪ ،‬فقالت السيدة عائشة‪ :‬أيهمحا يعجل الفطار ويعجل الصلة؟ قالوُا‪ :‬عبَد ال بنم مسعوُد‪ ،‬قالت‪:‬‬
‫كذلك كان يصنع رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪] .‬صحيح مسلِّم[‪.‬‬
‫والفطار يكحوُن بعد غروب الشمحس‪ ..‬ففي يوُم منم أيام رمضان‪ ،‬كان رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‬
‫ف سفر مع أصحابه وكانُوُا صائمحي‪ ،‬فلِّمحا غربت الشمحس أمر الرسوُل صلِّىَ ال علِّيه سلِّم أحد أصحابه‬
‫أن يهز الطعام ويأتيه به‪.‬‬
‫فلِّمحا نُظر الرجل إل الشمحس رأىً آْثار الضياء والمحرة ف السمحاء‪ ،‬بعد غروب الشمحس‪ ،‬فظنم أن الفطار‬
‫ل يكحوُن إل بعد ذهاب الضياء والمحرة‪ .‬ولا رأىً الرجل ذلك طلِّب منم النب صلِّىَ ال علِّيه سلِّم أن‬
‫ينتظر حت يتفي الضياء ويأت الظلم‪.‬‬
‫ولكحنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أمره أن يهز الفطار‪ ،‬ث قال‪" :‬إذا غابت الشمحس منم ههنا وأشار‬
‫بيده إل الغرب‪ ،‬وجاء اللِّيل منم ههنا وأشار بيده نوُ الشرق‪ ،‬فقد أفطر الصائم" ]متفق علِّيه[‪.‬‬
‫سا للكل والطعام كمحا يفعل بعض الناس‪ ،‬ولكحن أجعلِّه شهر صيام‬ ‫وأنُا ل أجعل شهر رمضان موُ د‬
‫وعبَادة‪ ،‬فالطعام ضرورة منم ضرورات الياة ومتعها ف نُفس الوُقت‪ ،‬والنُسان يأكل ليعيش‪ ،‬وليس‬
‫يعيش لكحي يأكل‪ ،‬وعدم الدقة ف تنظيم الكل والشرب‪ ،‬وعدم رعاية مقاديرها الكحافية يؤدي إل‬
‫خطرينم؛ خطر الزال والضعف‪ ،‬وخطر السمحنة والبَدانُة‪.‬‬
‫وكل الطرينم شر‪ ،‬يؤدي إل المراض‪ ،‬فإذا شئمنا أن نيا حياة ملِّيئمة بالصحة والسعادة فعلِّينا أن نُتبَع‬
‫العتدال ف الطعام والشراب‪.‬‬
‫ونُقتدي بالنب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪ ،‬فثلِّث لطعامنا‪ ،‬وثلِّث لشرابنا‪ ،‬وثلِّث لنشفسنا‪،‬وعلِّينا أن نرصا علِّىَ‬
‫تري اللل‪ ،‬وإطعام الائع وإفطار الصائم بل إسراف ول تقتي‪" ،‬فمحا مل ابنم آْدم وعاءد شدرا منم‬
‫بطنه"‪.‬‬
‫أضف إل معلِّوُماتك‬
‫السجد الموُي‬
‫هوُ السجد الامع بدينة دمشق‪ ،‬أنُشأه اللِّيفة الوُليد بنم عبَد اللِّك بنم مروان سنة ‪88‬هي ‪707‬م‪،‬‬
‫وجاء تصمحيمحه علِّىَ هيئمة السجد النبَوُي بالدينة‪ ،‬وهوُ أول مسجد يتضمحنم مرادبا ومقصوُرة ومآذن‬
‫وميضأة‪ ..‬وعنه أخذت الساجد الخرىً شكحلِّها وترتيبَها‪.‬‬
‫وقد استغرق بناء السجد تسع سنوُات وقيل اشتك ف بنائه نوُ اثن عشر ألف عامل‪.‬‬
‫وقد توُف الوُليد قبَل أن يكحتمحل بناء السجد بعام فأكمحلِّه أخوُه )سلِّيمحان بنم عبَد اللِّك( تعرض السجد‬
‫لريق كبَي أتىَ علِّيه كلِّية ف عام )‪1311‬هي ‪1893‬م( ول يبَق منه إل الدران‪.‬‬

‫‪374‬‬
‫وف سنة )‪1314‬هي ‪1896‬م( ربدء ف بناء السجد ثانُية وافتتح ف رمضان )‪1316‬هي ‪1898‬م(‬
‫وللِّمحسجد ثلثة مداخل موُرية وكان ف كل ركنم منم أركانُه الربعة برج ول يزال البج النوُب الغرب باقديا‬
‫حت اليوُم‪.‬‬
‫وبالسجد بضع نُوُافذ تشتمحل علِّىَ أقدم زأخارف هندسية إسلمية معروفة‪.‬‬
‫وتعتب أبراج السجد الربعة )الآذن الول ف السلم( وبقي تأثيها ف تصمحيم الآذن ول سيمحا ف‬
‫شال إفريقيا والنُدلس‪.‬‬
‫كان السجد مقدرا لهل العلِّم‪ ،‬حيث يدرسوُن ويتعلِّمحوُن ويعتكحفوُن فيه وكان منهم حجة السلم المام‬
‫)أبوُ حامد الغزال(‬
‫يييييييييي‬
‫العشر الواخإر والعتكافا‬

‫أصدقائي‪ :‬وننم نُبَدأ منم اللِّيلِّة العشرة أيام الخية منم رمضان‪ ،‬دعوُن أذكركم بفضل هذه اليام‪ ،‬كمحا‬
‫أخبنُا نُبَينا البَيب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪.‬‬
‫قال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم عنم شهر رمضان‪" :‬هوُ شهر أوله رحة‪ ،‬وأوسطه مغفرة‪ ،‬وآْخره عتق‬
‫منم النار"‪.‬‬
‫وشهر رمضان كلِّه خي وبركة‪ ،‬والسلِّم يتهد ويد ف هذا الشهر الكحري؛ لينال منم هذا الي‪ ،‬ويزيد ف‬
‫عبَادته ف العشر الواخر منم شهر رمضان؛ لن فيها الي الكحثي والكحثي‪ ،‬ولا منم الفضل الوُفي‪ ،‬وفيها‬
‫ليلِّة القدر‪.‬‬
‫وننم نُقتدي بالرسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم؛ عنم السيدة عائشةرضي ال عنها قالت‪ :‬كان رسوُل ال‬
‫صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يتهد ف العشر الواخر منم رمضان مال يتهد ف غيها" ]مسلِّم[‪ .‬وقالت أن‬
‫النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪" :‬كان إذا دخل العشر أحيا اللِّيل‪ ،‬وأيقظ أهلِّه‪ ،‬وشد مئمزره" ]البَخماري‬
‫ومسلِّم[‪.‬‬
‫وما يدل علِّىَ فضل العشر الواخر منم رمضان أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم كان يوُقظ أهلِّه فيه‬
‫صا علِّىَ اغتنام هذه اللِّيال البَاركة‪ ،‬با هي جديرة به منم العبَادة‪ ،‬فإنا فرصة العمحر‪،‬‬ ‫للِّصلة والذكر؛ حر د‬
‫وغنيمحة لنم وفقه ال عز وجل وينبَغي علِّىَ الؤمنم العاقل أل يفلوُت هذه القصة الثمحينة علِّىَ نُفسه وأهلِّه‪،‬‬
‫فمحا هي إل لياتل معدودة‪ ،‬ربا يدرك النُسان فيها رحة منم رحات اللِّهعز وجل فتكحوُن سعادة له ف‬
‫الدنُيا والخرة‪.‬‬
‫ومنم سنة النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ف رمضان‪ :‬العتكحاف‪ ،‬وهوُ لزوم السجد‪ ،‬والكحث فيه فتة معينة؛‬
‫بنية التقرب إل ال تبَارك وتعال وهوُ سنة مؤكدة ف العشر الواخر منم رمضان‪ ،‬ويستحب العتكحاف‬

‫‪375‬‬
‫ف غيها‪ ،‬قالت السيدة عائشة رضي ال عنها ‪":‬كان النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يعتكحف العشر الواخر‬
‫ف رمضان حت توُفاه ال عز وجل‪ ،‬ث اعتكحف أزأواجه بعده"‪] .‬البَخماري ومسلِّم[‪.‬‬
‫وقالت‪" :‬كان النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يعتكحف ف كل رمضان عشرة ايام‪ ،‬فلِّمحا كان العام الذي‬
‫قبَض فيه اعتكحف عشريدنا" ]البَخماري[‪ .‬وكمحا أن الصيام ورع للِّقلِّب يقيه شرور السراف ف الطعام‬
‫والشراب‪ ،‬فكحذلك العتكحاف ينطوُي علِّىَ سر عظيم‪ ،‬وهوُ حاية العبَد منم آْثار ارتكحاب الذنُوُب‪.‬‬
‫وعنم السي بنم علِّي رضي ال عنهمحا أن رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قالت‪" :‬منم اعتكحف عشدرا ف‬
‫رمضان كان كحجتي أو عمحرتي"‪.‬‬
‫وف العشر الواخر توُجد ليلِّة القدر‪ ،‬قال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم عنها‪" :‬التمحسوُها ف العشر‬
‫الواخر منم رمضان" ]البَخماري[‪.‬‬
‫وقال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪" :‬تروا ليلِّة القدر ف الوُتر منم العشر الواخر منم رمضان" ]البَخماري[‪ .‬وليلِّة‬
‫القدر خي منم ألف شهر‪ ،‬أنُزل ال فيها القرآْن الكحري‪ ،‬وروىً أن رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال‪:‬‬
‫"أعطيت أمت ف شهر رمضان خدسا ل يعطهنم نُب قبَلِّي‪ ،‬أما واحدة فإنُه إذا كان أول ليلِّة منم شهر‬
‫رمضان نُظر ال إليهم‪ ،‬ومنم نُظر إليه الرحنم ل يعذبه أبددا‪ ،‬وأما الثانُية فإن خلِّوُف أفوُاههم حي رهيإسوُن‬
‫أطيب عند ال منم ريح السك‪ ،‬وأما الثالثة فإن اللئكحة تستغفر لم ف كل يوُم وليلِّة‪ ،‬وأما الرابعة فإن‬
‫ال يأمر جنته فيقوُل لا استعدي وتزين لعبَادي‪ ،‬يوُشك أن يستيوُا منم تعب الدنُيا إل داري وكرامت‪،‬‬
‫وأما الامسة فإذا كان آْخر ليلِّة منم رمضان غفر ال لم جيدعا"‪.‬‬
‫فقال رجل منم القوُم‪ :‬أهي ليلِّة القدر يا رسوُل ال؟ فقال‪ :‬ل‪ ..‬أل تر إل العمحال يعمحلِّوُن فإذا فرغوُا منم‬
‫أعمحالم وفوُا أجوُرهم"‪] .‬أحد والبَيهقي والبَزار[‪.‬‬
‫وعنم علِّي بنم عروة قال‪ :‬ذكر رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يوُدما أربعة منم بن إسرائيل‪ ،‬عبَدوا ال‬
‫ثانُي عادما ل يعصوُه طرفة عي‪ ،‬فذكر أيوُب‪ ،‬وزأكريا‪ ،‬وحزقيل بنم العجوُزأ‪ ،‬ويوُشع بنم نُوُن‪ ،‬قال‪ :‬فعجب‬
‫أصحاب رسوُل ال منم ذلك‪ ،‬فأتاه جبيل فقال‪ :‬يا ممحد عجبَت أمتك منم عبَادة هؤلء النفر ثانُي‬
‫سنة ل يعصوُه طرفة عي‪ ،‬فقد أنُزل ال خديا منم ذلك‪ ،‬فقرأ علِّيه‪" :‬إنُا أنُزلناه ف ليلِّة القدر‪ .‬وما أدراك‬
‫ما ليلِّة القدر‪ .‬ليلِّة القدر خي منم ألف شهر"‪.‬‬
‫أضف إل معلِّوُماتك‬
‫رحة ال تعال‬
‫كانُت مدة الفطار تبَدأ منم غروب الشمحس‪ ،‬وتستمحر حت أذان العشاء فقط‪ ،‬وكان السلِّمحوُن إذا نُام‬
‫أحدهم ساعة الفطار دون أن يفطر واصل الصيام إل اليوُم التال‪.‬‬

‫‪376‬‬
‫وذات يوُم‪ ،‬كان رجل منم النُصار صائدمحا‪ ،‬ولا غربت الشمحس ذهب إل بيته كي يفطر‪ ،‬فلِّم يد‬
‫طعادما‪ ،‬فنام منم شدة التعب والرهاق‪ ،‬وذهبَت زأوجته لتحضر الطعام‪ ،‬فلِّمحا عادت وجدته نُائدمحا‪،‬‬
‫فأيقظته كي يأكل‪ ،‬لكحنه واصل الصيام؛ لن وقت العشاء كان قد حان‪.‬‬
‫وف اليوُم التال‪ ،‬ذهب ليعمحل‪ ،‬فوُقع علِّىَ الرض منم شدة الوُع والتعب‪ ،‬فأخب الناس رسوُل ال صلِّىَ‬
‫ال علِّيه وسلِّم بذلك‪ ،‬ونُزل قوُل ال تعال‪" :‬وكلِّوُا واشربوُا حت يتبَي لكحم اليط البيض منم اليط‬
‫السوُد منم الفجر" ]البَقرة‪.[187 :‬‬
‫فأصبَحت مدة الفطار منم الغروب‪ ،‬وحت أذان الفجر‪ ،‬وذلك منم رحة ال تعال بالسلِّمحي‬
‫يييييييييي‬
‫العابد والشجرة‬
‫يكحىَ أنُه كان ف بن إسرائيل رجل عابد‪ ،‬فجاءه قوُمه‪ ،‬وقالوُا له‪ :‬إن هناك قوُدما يعبَدون شجرة‪،‬‬
‫ويشركوُن بال‪ ،‬فغضب العابد غضدبَا شديددا‪ ،‬وأخذ فأسه‪ ،‬وذهب ليقطع الشجرة‪ .‬وف الطريق‪ ،‬قابلِّه‬
‫إبلِّيس ف صوُرة شيخ كبَي‪ ،‬وقال له‪ :‬إل أينم أنُت ذاهب؟ فقال العابد‪ :‬أريد أن أذهب لقطع الشجرة‬
‫الت يعبَدها الناس منم دون ال‪ .‬فقال إبلِّيس‪ :‬لنم أتركك تقطعها‪.‬‬
‫وتشاجر إبلِّيس مع العابد‪ ،‬فغلِّب العابد إبلِّيسدا‪ ،‬وأوقعه علِّىَ الرض‪ ،‬فقال إبلِّيس‪ :‬إن أعرض علِّيك‬
‫أمدرا هوُ خي لك‪ ،‬فأنُت فقي ل مال لك‪ ،‬فارجع عنم قطع الشجرة‪ ،‬وسوُف أعطيك عنم كل يوُم‬
‫دينارينم‪.‬فوُافق العابد‪ .‬وف اليوُم الول‪ ..‬أخذ العابد دينارينم‪ ،‬وف اليوُم الثان أخذ دينارينم‪ .‬ولكحنم ف‬
‫اليوُم الثالث ل يد الدينارينم‪ ،‬فغضب العابد‪ ،‬وأخذ فاسه‪ ،‬وقال‪ :‬ل بدأن اقطع الشجرة‪.‬‬
‫فقابلِّه إبلِّيس ف صوُرة شيخ كبَي‪ ،‬وقال له‪ :‬إل أينم أنُت ذاهب؟‬
‫فقال العابد‪ :‬سوُف اقطع الشجرة‪.‬‬
‫فقال إبلِّيس‪ :‬لنم تستطيع‪ ،‬وسأمنعك منم ذلك‪.‬‬
‫فتقاتل‪ ،‬فغلِّب إبلِّيس العابد ف هذه الرة‪ ،‬وألقىَ به علِّىَ الرض‪.‬‬
‫فتعجب العابد منم أمره كيف استطاع أن يهزم هذا الرجل ف الرة الول بسهوُلة‪ ،‬وف هذه الرة ريهزم منه‬
‫بنفس السهوُلة‪.‬‬
‫سأل العابد إبلِّيسدا‪ :‬كيف غلِّبَتن هذه الرة؛ وقد غلِّبَتك ف الرة السابقة؟ فقال إبلِّيس‪ :‬لنُك غضبَت ف‬
‫صا له‪ ،‬فأمكحنك ال من‪ ،‬أما ف هذه الرة‪ ،‬فقد غضبَت لنفسك‬ ‫الرة الول ل تعال‪ ،‬وكان عمحلِّك خال د‬
‫لضياع الدينارينم‪ ،‬فهزمتك وغلِّبَتك‪.‬‬
‫هذه القصة الرائعة تدلنا إل أن طريق الخلصا ف العمحل هوُ أقصر الطرق لتحقيق الدف والغاية‪.‬‬
‫فالخملِّص ف عمحلِّه وفعلِّه وقوُله وإيإانُه يبَه ال ويعينه ويسانُده‪ .‬قال تعال‪) :‬إل الذينم تابوُا وأصلِّحوُا‬

‫‪377‬‬
‫واعتصمحوُا بال وأخلِّصوُا دينهم ل فأولئمك مع الؤمني وسوُف يؤت ال الؤمني أجدرا عظيدمحا( ]النساء‪:‬‬
‫‪.[146‬‬
‫أضف إل معلِّوُماتك‬
‫ممحد الفاتح‬
‫* موُلده‪:‬‬
‫ولد "بأدرنُة" بتكيا ف ‪ 26‬منم رجب سنة ‪833‬هي ‪ ،‬الوُافق ‪ 20‬أبريل سنة ‪1429‬م‪.‬‬
‫* شيوُخه وأساتذته‪:‬‬
‫)أ( الل أحد بنم إساعيل الكحوُران وهوُ أول أستاذ درسه‪ ،‬وهوُ الذي حبَب إليه العلِّم‪ ،‬وحلفظه القرآْن‬
‫الكحري كلِّه‪.‬‬
‫)‪ (2‬الشيخ ابنم التمحجيد وكان إل جانُب صلحه وتقوُاه شاعدرا حسنم النظم بالعربية والفارسية‪.‬‬
‫)‪ (3‬الشيخ سراج الدينم اللِّب‪.‬‬
‫* اللِّغات الت ييدها‪:‬‬
‫ضا منم اليطالية‪.‬‬‫لغته التكية‪ ،‬وكذلك العربية والفارسية واللتينية والغريقية والسلفية وبع د‬
‫* صفاته‪:‬‬
‫كان السلِّطان ممحد الفاتح قمححي اللِّوُن‪ ،‬متوُسط الطوُل متي العضلت‪ ،‬كثي الثقة بنفسه‪ ،‬ذا بصر‬
‫ثاقب وذكاء حاد ومقدرة علِّىَ تمحل الشاق‪ ،‬يسنم ركوُب اليل واستعمحال السلح‪ ،‬نُدر أن أدىً‬
‫صلة ف غي مسجد جامع‪ ،‬يريد بذلك التقرب منم ال سبَحانُه وأن يوُفق للِّعمحل للسلم‪ ،‬كان ميبَا‬
‫للِّتفوُق‪ ،‬سريدعا ف فهم الوُاقف‪ ،‬يسنم معالة الموُر‪ ،‬كبَي اليقظة‪ ،‬بعيد النظر‪ ،‬وكان مدبَا للِّعلِّمحاء‬
‫ورجال الدب‪ ،‬ول يلِّوُ ملِّسه منم نُدمائه الدباء والشعراء والفلسفة ورجال الدينم‪.‬‬
‫* أعظم أعمحاله‪:‬‬
‫القضاء علِّىَ الدولة البَيزنُطية وفتح مدينة القسطنطينية وكذلك توُطيد دعائم اللفة العثمحانُية‪ .‬فقد انُتصر‬
‫ف العديد منم العارك‪ ،‬وقننم القوُانُي‪ ،‬وعمحل علِّىَ استقرار الياة الداخلِّية‪ ،‬وأشاع المنم والطمحأنُينة بي‬
‫السلِّمحي‪.‬‬
‫* مدة حكحمحه‪:‬‬
‫إحدىً وثلثوُن سنة‪.‬‬
‫* منم أقوُاله العظيمحة‪:‬‬
‫نُصيحته لوُلده وخلِّيفته منم بعده‪:‬‬
‫لا رحيدمحا‪ ،‬وابسط علِّىَ الرعية‬ ‫"ها أنُذا أموُت‪ ،‬ولكحن غي آْسف لن تارك خلِّدفا مثلِّك‪ ،‬كنم عادلد صا د‬
‫حايتك بدون تييز‪ ،‬واعمحل علِّىَ نُشر السلم‪ ،‬فإن هذا هوُ واجب اللِّفاء ف الرض‪ ،‬وقلدم الهتمحام‬

‫‪378‬‬
‫بأمر الدينم علِّىَ كل شيء‪ ،‬ول تفت ف الوُاظبَة علِّيه‪ ،‬ول تستخمدم الشخماصا الذينم ل يهتمحوُن بأمر‬
‫الدينم‪ ،‬ول يتنبَوُن الكحبَائر‪ ،‬وينغمحسوُن ف الفحش‪ ،‬وجانُب البَدع الفسدة‪ ،‬وباعد الذينم يرضوُنُك‬
‫علِّيها‪ .‬وسع رقعة البَلد بالهاد‪ ،‬واحرس أموُال بيت الال منم أن تتبَدد‪ ،‬وإياك أن تد يدك إل مال‬
‫أحد منم رعيتك إل بق السلم‪ ،‬واضمحنم للِّمحعوُزأينم قوُتم‪ ،‬وابذل إكرامك للِّمحستحقي‪ ،‬وبا أن العلِّمحاء‬
‫هم بثابة القوُة البَثوُثة ف جسم الدولة؛ فعظم جانُبَهم وشجعهم‪ ،‬وإذا سعت بأحد منهم ف بلِّد آْخر‬
‫فاستقدمه إليك‪ ،‬وأكرمه‪ .‬رحه ال تعال‬
‫يييييييييي‬
‫ليلة القدر‬

‫احتفل ويتفل السلِّمحوُن بلِّيلِّة القدر الت نُزل فيها القرآْن الكحري‪ .‬وقد اختلِّف السلِّمحوُن ف أي اللِّيال‬
‫هي‪ ،‬وأشهر القوُال أنا ف ليلِّة السابع والعشرينم منم شهر رمضان البَارك‪ ،‬إل أنُنا رأمرنُا أن نُتحراها‬
‫أي‪:‬نُتوُقعهاف اليام الفردية منم اليام العشرة الخية ف رمضان‪،‬أي ليال ‪ 21،23،25،27،29‬منم‬
‫رمضان‪.‬‬
‫وليلِّة القدر هي ليلِّة الشرف وعلِّوُ الكحانُة‪ ،‬وهي خي منم ألف شهر‪ ،‬قال ال عز وجل‪) :‬ذإلنُا أشنُشزلهشناهر ذف‬
‫ف ششههتر* تشينشيلزرل الهشمحلئذشكحةر شوالترورح ذفيشها بذذإهذذن‬ ‫خيير لمنم أشله ذ‬ ‫ذ‬
‫شهلييلِّشة الهشقهدذر* شوشما أشهدشراشك شما شهلييلِّشةر الهشقهدذر* شهلييلِّشةر الهشقهدذر ش ه ة ه‬
‫شرلذبم لمنم ركلل أشهمتر* شسلةم ذهشي شحلت شمطهلِّشذع الهشفهجذر(‬
‫فيمحا نُزلت أول آْية منم القرآْن الكحري علِّىَ رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم وهوُ يتعبَد ف غار حراء بعيددا‬
‫عنم الناس‪ ،‬نُزل قوُل ال تعال‪) :‬اقهيرأه ذباسذم ربل ذ‬
‫ك الذي شخلِّششق* شخلِّششق اذلنُشساشن ذمهنم شعلِّشتق* اقهيشرأه شوشربت ش‬
‫ك‬ ‫ش ه ش ش‬
‫الشهكشررم* الذذي شعلِّلشم ذبالهشقلِّشذم * شعلِّلشم اذلنُشساشن شما شله يشيهعلِّشهم(‪.‬‬
‫ك لذترهخمذرشج‬‫ب أشنُشزلهشناهر إذلشهي ش‬ ‫ذ‬
‫ث توُال نُزول القرآْن الكحري رحة للِّعالي وهداية للِّناس أجعي‪ ،‬قال تعال‪) :‬كشتا ة‬
‫ت إذشل التنوُذر بذذإهذذن شرلبذهم إذشل ذصشراذط الهشعذزيذز اهلشذمحيذد(‪.‬‬ ‫اللناس ذمنم الظتلِّرمحا ذ‬
‫ش ش ش‬
‫وعنم ليلِّة القدر روي أن عمحر بنم الطاب رضي ال عنه دعا أصحابه فسألم عنم ليلِّة القدر فأجعوُا أنا‬
‫ف العشر الواخر منم رمضان‪ ،‬فقال ابنم عبَاس لعمحر‪ :‬إن لعلِّم أي ليلِّة القدر هي‪ ،‬فقال عمحر‪ :‬وأي‬
‫ليلِّة هي؟ فقال‪ :‬سابعة تضي أو سابعة تبَقىَ‪ ،‬منم العشر الواخر‪ ،‬فقال عمحر‪ :‬منم أينم علِّمحت ذلك؟‪،‬‬
‫قال ابنم عبَاس‪ :‬خلِّق ال سبَع سوُات وسبَع أرضي وسبَعة أيام‪ ،‬وإن الشهر يدور علِّىَ سبَع‪ ،‬وخلِّق‬
‫النُسان منم سبَع‪ ،‬ويأكل منم سبَع‪ ،‬ويسجد علِّىَ سبَع‪ ،‬والطوُاف بالبَيت سبَع‪ ،‬ورمي المحار سبَع‪،‬‬
‫فقال عمحر‪ :‬لقد فطنت لمر ما فطنا له‪.‬‬

‫‪379‬‬
‫وسيت ليلِّة القدر بذا السم لن ال تعال يقدر فيها الرزأاق والعمحار وكل شيء ف العال‪ ،‬قال‬
‫تعال‪) :‬ذفيشها ييرهفشررق ركتل أشهمتر شحذكحيتم(‪ ،‬وسيت كذلك لعظم قدرها وشرفها‪ ،‬ولنا تكحسب منم أحياها‬
‫قددرا عظيدمحا ل يكحنم له قبَل ذلك وتزيده شردفا عند ال تعال‪ ،‬ولن العمحل ف هذه اللِّيلِّة له قدر عظيم‪.‬‬
‫وقد خص ال سبَحانُه وتعال أمة السلم بذه اللِّيلِّة البَاركة‪ ،‬وأخفاها عنهم رحة بم‪ ،‬حت يزيدوا ف‬
‫طاعته بانُتظارهم لا وترقبَها ف العشر الواخر منم رمضان‪.‬‬
‫وليلِّة القدر لا علمات تعرف با‪ ،‬قال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪ :‬إن أمارة ليلِّة القدر أنا صافية‬
‫بلِّجة‪ ،‬وكأن فيها قمحدرا ساطدعا‪ ،‬ساكنة ساجية‪ ،‬ل برد فيها ول حر‪ ،‬وإن أمارتا أن الشمحس صبَيحتها‬
‫ترج مستوُية‪ ،‬ليس لا شعاع مثل القمحر ليلِّة البَدر‪ ،‬ول يل للِّشيطان أن يرج معها يوُمئمذ"النسائي‪.‬‬
‫وف هذه اللِّيلِّة يكحثر نُزول اللئكحة إل الرض‪ ،‬ويكحثر فيها نُزول الرحات والعمحل فيها خي منم عمحل‬
‫ألف شهر‪ ،‬وصيامها وقيامها خي منم عبَادة ألف شهر‪.‬‬
‫وليلِّة القدر سلم حت مطلِّع الفجر‪ ،‬لذلك أحرصا علِّىَ أن أجد واجتهد لكحي أنُال بركة هذه اللِّيلِّة‪،‬‬
‫فأنُا أعلِّم أنُه لنم ينال كسلن أو غافل ثوُابا وبكحرتا‪ ،‬وأن الذي يراقب ال فيقوُم ليلِّه ويصوُم ناره‪،‬‬
‫ويتلِّوُ القرآْن آْنُاء اللِّيل وأطراف النهار ويعتكحف ف مسجد ال يسبَحه ويستغفره ويدعوُه‪ ،‬ويرجوُ رحته‬
‫ويشىَ عذابه‪ ،‬هوُ الذي سيفوُزأ بذه اللِّيلِّة وبركتها‪ ،‬قال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪":‬منم قام ليلِّة‬
‫القدر إيإادنُا واحتسادبا غفر له ما تقدم منم ذنُبَه" متفق علِّيه‪.‬‬
‫وف هذه اللِّيلِّة أدعوُ رب قائل‪" :‬اللِّهم إنُك عفوُ تب العفوُ فاعف عن" لا روي عنم السيدة عائشة‬
‫ت ليلِّة القدر فمحاذا أدعوُ؟ فقال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم لا‪":‬‬ ‫رضي ال عنها قالت‪ :‬يا رسوُل ال‪..‬إن وافق ر‬
‫قوُل‪:‬اللِّهم إنُك عفوُ تب العفوُ فاعف عن"التمذي والنسائي‪.‬‬
‫فينبَغي علِّينا جيعا أن ل نُدع فرصة هذه اللِّيلِّة العظيمحة الت يستجاب فيها الدعاء تفوُتنا‪،‬بل نييها‬
‫بالصلة والقيام والدعاء لنُفسنا ولهلِّنا وللِّمحسلِّمحي ف كل مكحان‪.‬‬
‫أضف إل معلِّوُماتك‬
‫رزأق ساقه ال إليك‬
‫كانُت أم إسحاق رضي ال عنها عند رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ذات يوُم فأحضر رجل وعاء فيه‬
‫طعام وعلِّيه بعض اللِّحم‪ ،‬فأكل منه النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم وأكلِّت معه أم إسحاق حت شبَعت ‪...‬‬
‫ث قطع النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قطعة منم اللِّحم ونُاولا أم إسحاق‪ ،‬فتذكرت أم إسحاق أنا كانُت‬
‫صائمحة ولكحنها نُسيت‪ ،‬وأكلِّت مع الرسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم فتددت ف أن تأخذ اللِّحم منه صلِّىَ‬
‫ال علِّيه وسلِّم‪ ،‬وأخذت تفكحر‪ ،‬تد يدها وتؤخرها‪ ،‬فسألا النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪ :‬مالك؟ فأجابت‪:‬‬
‫كنت صائمحة‪ ،‬فنسيت‪ ،‬فقال ذو اليدينم‪ :‬الن‪ ،‬بعدما شبَعت؟ فقال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪" :‬أتي‬
‫صوُمك فإنا هوُ رزأق ساقه ال إليك" أحد‬

‫‪380‬‬
‫يييييييييي‬
‫معركة المنصورة‬
‫ف مثل هذه اليام البَاركة منم شهر رمضان‪ ،‬نُتذكر معركة منم معارك السلِّمحي ضد الظلِّم والكحفر‪ ،‬كلِّلِّها‬
‫ال بالنصر البَي علِّىَ أعداء السلم والسلِّمحي‪ ،‬هذه العركة هي معركة "النصوُرة" الت كانُت ف شهر‬
‫رمضان سنة ‪647‬هي ضد الصلِّيبَيي‪.‬‬
‫فقد قدم "لوُيس التاسع" ملِّك فرنُسا يقوُد جيدشا قوُامه ‪ 110‬آْلف مقاتل‪ ،‬مزودينم بأحدث أنُوُاع‬
‫السلِّحة‪ ،‬ف أحدث حلِّة صلِّيبَية‪ ،‬وهي المحلِّة الصلِّيبَية السابعة ضد مصر‪ ،‬كان طابع المحلِّة‬
‫استعمحارييا اقتصادييا‪ ،‬وقام اللِّك لوُيس التاسع بالتصال مع الغوُل للِّضغط علِّىَ الشرق السلمي منم‬
‫الانُبَي‪ ،‬وواصل زأحفه حت استوُل علِّىَ دمياط سنة ‪1249‬م‪ ،‬ث توُلجه إل النصوُرة‪ ،‬وعلِّىَ ضفاف‬
‫البَحر الصغي دارت معركة حامية‪ ،‬اشتك فيها العربان والشايخ والفلحوُن‪ ،‬واشتك ف تعبَئمة الروح‬
‫العنوُية "العز بنم عبَد السلم" وهوُ يوُمئمذ ضرير‪ ،‬وكان قائد اليوُش فخمر الدينم ابنم شيخ السلم‬
‫الوُين‪ ،‬وانُتهت العركة بأن أسر السلِّمحوُن منم الصلِّيبَيي مائة ألف وقتلِّوُا عشر آْلف‪ ،‬ورأسر اللِّك‬
‫لوُيس التاسع‪ ،‬وسجنم بدار ابنم لقمحان بالنصوُرة‪ ،‬ث افرتدي اللِّك بدفع )‪ 40‬ألف دينار(‪ ،‬وأةطلِّق‬
‫سراحه‪.‬‬
‫وأثناء العركة توُف اللِّك الصال أيوُب؛ فقاد ماليكحه الرب‪ ،‬وبدأت بم الدولة المحلِّوُكية‪.‬‬
‫ويطلِّق اسم الروب الصلِّيبَية علِّىَ الروب الت شنتها أوروبا ضد الشرق السلمي والسلِّمحي ف‬
‫النُدلس لدة قرنُي منم الزمان‪ ،‬وبدأت مقدماتا ف النصف الثان منم القرن العاشر اليلدي )الرابع‬
‫الجري( بجوُم بيزنُطة علِّىَ الشام‪ ،‬وهجوُم دول الشمحال السبَان‪ ،‬مدعوُمة منم البَابوُية ومنم دول‬
‫الفرنة‪ ،‬منذ أواسط القرن الادي عشر علِّىَ النُدلس ‪ ،‬واحتلل طلِّيطلِّة سنة ‪1085‬م‪ ،‬ث احتلل‬
‫صقلِّية منم قبَل النوُرمانُد سنة ‪1091‬م‪ ،‬واستمحر النضال بي السلِّمحي والصلِّيبَيي حت سقطت‬
‫القسطنطينية ف يد العثمحانُيي‪ ،‬وسقطت غرنُاطة ف القابل ف يد الصلِّيبَيي سنة ‪1491‬م‪.‬‬
‫بدأت المحلِّة الصلِّيبَية الول سنة ‪1095‬م‪ ،‬وكانُت تمحل ف الظاهر الطابع الدين وحل الاربوُن علِّىَ‬
‫طوُل أجسامهم علمة الصلِّيب‪ ،‬لتكحوُن حردبا مقدسة‪ ،‬لكحنم الطمحاع ف ثروات بلد الشرق كانُت‬
‫السبَب الفي‪ .‬وكانُت المحلِّة الصلِّيبَية الثانُية بي عامي )‪1149 1147‬م( ‪ ،‬والثالثة بي أعوُام )‬
‫‪1192 1189‬م(‪ ،‬والرابعة بي عامي ) ‪1204 1202‬م(‪ ،‬والسابعة بي عامي )‪1250 1248‬م(‬
‫ضا لوُيس التاسع بعد أن أطلِّق سراحه‪ ،‬وتوُجه با إل توُنُس سنة ‪1270‬م وقد‬ ‫والثامنة والت قادها أي د‬
‫توُف هناك‪ ،‬وفشلِّت المحلِّة‪ .‬ث تت تصفية الوُجوُد الصلِّيب ف بلد الشام بعد ذلك علِّىَ يد السلِّطان‬
‫قلوون )الذي حكحم بي سنت )‪1290 1279‬م(‪ ،‬والذي استوُل علِّىَ طرابلِّس‪ ،‬ث استوُل ابنه‬
‫"خلِّيل" علِّىَ عكحا‪ ،‬وأهخشرج منها سنة ‪1291‬م آْخر القوُىً الصلِّيبَية ف الشام‪.‬‬

‫‪381‬‬
‫وكانُت الروب الصلِّيبَية مناسبَة مأساوية للِّقاء الشرق والغرب‪ ،‬ولكحنها سحت لوروبا أن تستفيد كل‬
‫الفائدة منم الضارة السلمية‪ ،‬والعلِّوُم والكتشافات الت توُصل إليها علِّمحاء السلِّمحي‪ ،‬ما بعث فيها‬
‫عصر النهضة‪ ،‬والذي كان الطريق نوُ تقدمها العلِّمحي والتكحنوُلوُجي الذي نُشهده اليوُم‪.‬‬
‫أضف إل معلِّوُماتك‬
‫الجر للِّمحفطر‬
‫خرج رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ومعه بعض الصحابة ف سفر طوُيل‪ ،‬وكانُت الشمحس ف ذلك‬
‫اليوُم رمرقة وشديدة الرارة‪ ،‬فصام بعض الصاحبَة‪ ،‬وافطر بعض آْخر‪.‬‬
‫وبعد فتة منم السي ف الصحراء‪ ،‬أمر رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم بالتوُقف ف مكحان ليستيوُا فيه‪.‬‬
‫فقعد الصائمحوُن‪ ،‬ول يستطيعوُا الركة منم شدة التعب والوُع والعطش‪ ،‬وقام الفطرون فنصبَوُا اليام‪،‬‬
‫وسقوُا البل‪ ،‬وأخذوا يدموُن الصائمحي‪.‬‬
‫فلِّمحا رأىً رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ذلك‪ ،‬قال‪" :‬ذهب الفطرون اليوُم بالجر" ]مسلِّم[‪ .‬أي‬
‫أخذوا أجر قيامهم بالعمحال وثوُاب خدمتهم لخوُانم الصائمحي‬
‫يييييييييي‬
‫فتح بلد البلقان‬
‫ف مثل هذا اليام منم شهر رمضان سنة ‪932‬هي فتح السلِّمحوُن بلِّجراد‪ ،‬ورملهد الطريق أمام السلِّمحي‬
‫لفتح وسط أوروبا‪.‬‬
‫ففي عام ‪1520‬م توُل السلِّطان العثمحان "سلِّيمحان القانُوُن" اللفة‪ ،‬فأرسل سفديا إل ملِّك الر‪،‬‬
‫يطالبَه اللتزام بعاهدة الصلِّح الت ت التوُصل إليها مع الدولة العثمحانُية‪ ،‬فأمر ملِّك الر بقتل السفي‪،‬‬
‫فأعد السلِّطان سلِّيمحان حلِّة وجيدشا قوُييا يتكحوُن منم )‪ 100‬ألف مقاتل(‪ ،‬و)‪ 300‬مدفع(‪ ،‬و)‪800‬‬
‫سفينة( ف نر الدانُوُب؛ لنقل النوُد منم شاطئ إل شاطئ آْخر‪ ،‬فقد كانُت كثرة النار والقنوُات‬
‫الائية تشكحل عائدقا أمام اليوُش ف هذه النطقة منم شرق أوروبا ووسطها‪.‬‬
‫وف مثل هذا اليام منم شهر رمضان سنة ‪932‬هي فتح اليش العثمحان مدينة بلِّجراد‪ ،‬وواصل الفاتوُن‬
‫زأحفهم حت فتحوُا جزيرة رودس ف البَحر التوُسط‪ ،‬والت كان يتلِّها فرسان "القديس يوُحنا"‪ ،‬وكانُت‬
‫تشكحل عائدقا بي إسطنبَوُل والقاهرة‪ ،‬وتعتض سفنم الجاج البَحرة منم تركيا إل الجازأ‪.‬‬
‫وبعد فتح بلد الصرب‪ ،‬خرج جنوُد الر‪ ،‬وتوُقفت اليوُش العثمحانُية علِّىَ هذه البَهة فتة خس‬
‫سنوُات؛ لنُشغالا بالهاد علِّىَ جبَهات أخرىً‪.‬‬
‫وف عام ‪1526‬م ترك اليش العثمحان تت قيادة السلِّطان "سلِّيمحان القانُوُن"‪ ،‬بعد أن انُضمحت إليه‬
‫الاميات العثمحانُية الت كانُت مقيمحة ف بلد الصرب نوُ الر‪ ،‬وجعل بلِّجراد قاعدة إدارية للِّجيش‪،‬‬
‫وبعد أن فتح السلِّطان عدددا منم القلع الصينة علِّىَ نر الدانُوُب‪ ،‬وصل إل وادي "موُهاتش" ف ‪28‬‬

‫‪382‬‬
‫أغسطس سنة ‪1526‬م‪ ،‬ودارت أكب معركة ف تاريخ الدولة العثمحانُية ضد جيش الر بقيادة اللِّك‬
‫"لوُيس الثان" الذي انزم‪ ،‬وانُتهت العركة بقتلِّه وتزيق جيشه‪.‬‬
‫وطاردت قوُات اليش العثمحان فلِّوُل وبقايا اليش الري حت اقتبت منم أبوُاب عاصمحة الر )بوُدا(‪،‬‬
‫فسارع قادتا بتسلِّيم مفاتيح الدينة إل السلِّطان سلِّيمحان‪ ،‬الذي دخلِّها رمتلوُدجا بالنصر ف‬
‫‪10/9/1526‬م‪ ،‬وجع السلِّطان سلِّيمحان رجال الدينة‪ ،‬واستشارهم ف تعيي أمي "تراسلِّفانُيا" )جان‬
‫زأابوُل( ملِّدكحا علِّيهم‪ ،‬فوُافقوُا‪ ،‬وبذلك انُتهت ملِّكحة الر‪ ،‬وأصبَحت تابعة للِّدولة العثمحانُية‪.‬‬
‫بقيت النمحسا بعيدة عنم الصراع حت تلِّك الفتة‪ ،‬لكحنم ملِّكحها "فردينانُد" طمحع ف أن يضم بلد الر‬
‫للِّكحه‪ ،‬فوُجه جيدشا حارب اللِّك زأابوُل وانُتصر علِّيه‪ ،‬فأرسل زأابوُل إل السلِّطان سلِّيمحان‪ ،‬وأخطره با‬
‫حدث‪ ،‬فقاد السلِّطان جيدشا منم ‪ 250‬ألف جندي‪ ،‬و ‪ 300‬مدفع‪ ،‬وسار حت وصل إل "موُهاتش"‬
‫ف سنة ‪1529‬م‪ ،‬فانُضم إليه زأابوُل‪ ،‬وسار معه إل "بوُدا" عاصمحة الر‪ ،‬فهرب منها ملِّك النمحسا‬
‫"فردينانُد" إل "فيينا" عاصمحة بلده‪ ،‬فطاردته القوُات العثمحانُية حت أبوُاب "فيينا"‪ ،‬فحاصرتا وقصفتها‬
‫بالدافع‪ ،‬وأمكحنم فتح عدد منم الثغرات ف أسوُارها‪ ،‬ولكحنم ل يتمحكحنم العثمحانُيوُن منم فتحها سنة‬
‫‪1531‬م‪ ،‬فقرر السلِّطان سلِّيمحان رفع الصار والعوُدة إل عاصمحته‪.‬‬
‫وبعد مناوشات بي الطرفي‪ ،‬توُصلِّوُا إل صلِّح بينهمحا‪ ،‬ضمحنم الستقرار ف بلد الصرب والبَلِّقان‪،‬‬
‫فتعرف أهال هذه النطقة علِّىَ السلم والسلِّمحي منم خلل التعامل معهم علِّىَ أساس الشريعة‬
‫السلمية‪.‬‬
‫صا بعد أن وجه‬ ‫ولكحنم استمحرت النمحسا ف تنظيم التحالفات‪ ،‬وتوُجيه الروب ضد العثمحانُيي‪ ،‬خصوُ د‬
‫البَابا نُداءد إل الدول الوروبية سنة ‪1594‬م‪ ،‬لقامة تالف ضد السلِّمحي‪.‬‬
‫وف سنة ‪1595‬م اجتاحت قوُات النمحسا بلد الر مرة أخرىً‪ ،‬وهزمت واليها‪ ،‬وقتلِّت وال البَوُسنة‬
‫والرسك "حسنم باشا"‪ ،‬فقام الصدر العظم "سنان باشا" بالتحرك علِّىَ رأس جيش كبَي‪ ،‬استد به‬
‫القلع والدن الت احتلِّها النمحساويوُن‪ ،‬فمحا كان منم ملِّك النمحسا "رودلف الثان" إل أن نُظم تالدفا‬
‫ضد العثمحانُيي ضم ألانُيا ورومانُيا وترانُسلِّفانُيا‪ ،‬وقام أمي رومانُيا بمحع ‪ 4000‬مسلِّم وقطع رقابم‪،‬‬
‫فقاد "سنان باشا" جيشه ودخل مدينة بوُخارست عاصمحة رومانُيا‪ ،‬وأخضعها‪ ،‬ودمر الكحثي منم قوُات‬
‫هذا التحالف‪ ،‬وف السنة التالية )‪1596‬م( قاد السلِّطان سلِّيم الثان جيشه‪ ،‬وهز التحالف الوروب‪،‬‬
‫وكانُت أرض الر هي ساحة النزاع والرب‪ ،‬وكان أهلِّها يفضلِّوُن حاية السلِّمحي لم عنم حاية‬
‫النمحساويي الذينم كانُوُا يستقوُنم ويسيئموُن معاملِّتهم‪ ،‬وهوُ ما دفع أهل الر إل انُتخماب المي‬
‫"بوُسكحاي" ملِّدكحا علِّيهم سنة ‪1605‬م‪ ،‬ووافقت علِّيه الدولة العثمحانُية‪.‬‬
‫أضف إل معلِّوُماتك‪:‬‬
‫* تسمحىَ سوُرة الزلزلة نُصف القران الكحري‪.‬‬

‫‪383‬‬
‫* تسمحىَ سوُرة البَقرة سنام القران الكحري‪.‬‬
‫* تنبَت شجرة الزقوُم ف قعر جهنم ‪.‬‬
‫* كان أول عيد فطر ف السلم ف العام الثان للِّهجرة‪.‬‬
‫* سي الصحاب قتادة بنم النعمحان النُصاري ذو العيني أو ذو العي ‪ ،‬وذلك حي أصيبَت عينه يوُم‬
‫أحد وسقطت ‪ ،‬فردها النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم إل مكحانا‪.‬‬
‫* أرسل الرسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم علِّي بنم أب طالب رضي ال عنه إل أهل مكحة ليقرأ علِّيهم‬
‫اليات العشر الول منم سوُرة التوُبة‬
‫يييييييييي‬
‫زكاة الفطر‬
‫صديقي العزيز‪ ..‬حديثنا اليوُم عنم زأكاة الفطر أو صدقة الفطر‪ ،‬وزأكاة الفطر أو الفطار هي مبَلِّغ بسيط‬
‫يدفعه السلِّم عنم طيب نُفس للِّمححتاج‪ ،‬شكحدرا ل تعال علِّىَ فضلِّه وتوُفيقه له وإعانُته علِّىَ الصيام‪ ،‬كمحا‬
‫أنا تطهي لصيام السلِّم منم الشوُائب الت أحاطت به وأنُقصت منم أجره‪ ،‬قال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪:‬‬
‫"صدقة الفطر طهرة للِّصائم منم اللِّغوُ والرفث‪ ،‬وطعمحة للِّمحساكي" رواه أبوُ داود‪ ،‬كمحا أنا إشاعة للِّب‬
‫ف العيد لتعم الفرحة كل السلِّمحي‪ ،‬فيدفع القادر منم السلِّمحي إل غي القادر مبَلِّدغا يطهر به ماله‬
‫ونُفسه منم البَخمل‪ ،‬وينقي غي القادر قلِّبَه منم القد والسد‪ ،‬فتسوُد البَة والوُدة التمحع السلِّم قال‬
‫تعال‪" :‬خذ منم أموُالم صدقة تطهرهم وتزكيهم با"‪ ،‬وهكحذا اقتضت حكحمحة ال تعال ورحته أن ييرهتبَذشع‬
‫صيام رمضان بكحل ما فيه منم تزكية للِّنفس بتزكية أخرىً تبَث البَسمحة والفرحة ف قلِّوُب السلِّمحي جيدعا‪.‬‬
‫* علِّىَ منم تب‪:‬‬
‫زأكاة الفطر يرجها السلِّم عنم نُفسه وعمحنم يعوُل أي‪ :‬منم يصرف علِّيهم منم زأوجته وأطفاله وخادمه‬
‫ووالديه‪ ،‬بشرط كوُنُه قاددرا علِّىَ طعامه وطعام منم يعوُل‪.‬‬
‫* مت تب‪:‬‬
‫تب بإدراك جزء منم رمضان وجزء منم شوُال‪ ،‬ويوُزأ إخراجها منم أول يوُم منم رمضان‪ ،‬ويكحره تأخيها‬
‫عنم صلة العيد‪ ،‬ول يوُزأ تأخيها عنم صلة العيد‪ ،‬ول تسقط بالتأخي بعد الوُجوُب‪ ،‬بل تصي ديدنا ف‬
‫الذمة حت تؤدىً‪.‬‬
‫* مقدارها‪:‬‬
‫مقدار زأكاة الفطر صاع منم غالب قوُت ما يأكلِّه أهل البَلِّد‪ ،‬وهوُ ما يعادل تقريدبَا دولدرا أمريكحياد واحددا‪،‬‬
‫ويوُزأ إخراج القيمحة نُقددا إذا كان ذلك أنُفع للِّفقي والسكحي‪.‬‬
‫* لنم رتصرف‪:‬‬

‫‪384‬‬
‫تصرف زأكاة الفطر إل الفقراء والساكي‪ ،‬وف وجوُه الب العام‪ ،‬ويوُزأ إنُفاقها لتعمحي الساجد وإقامة‬
‫اللجئ والستشفيات ودور العلِّم‪.‬‬
‫أضف إل معلِّوُماتك‪:‬‬
‫ذو الكحفل علِّيه السلم‬
‫نُسبَه‪:‬‬
‫قال أهل التاريخ ذو الكحفل هوُ ابنم أيوُب علِّيه السلم ونُسبَه هوُ نُسب أيوُب علِّيه السلم‪ ،‬وقد بعثه‬
‫ال بعد أيوُب وساه ذا الكحفل لنُه تكحفل ببَعض الطاعات فوُف با‪ ،‬وكان مقامه ف الشام‪ ،‬وأهل دمشق‬
‫يتناقلِّوُن أن له قبا ف جبَل هناك يشرف علِّىَ دمشق يسمحىَ قاسيوُن‪ ،‬ويرىً بعض العلِّمحاء أنُه ليس بنب‬
‫و إنا هوُ رجل منم الصالي منم بن إسرائيل وقد رجح ابنم كثي نُبَوُته لن ال تعال قرنُه مع النُبَياء‬
‫فقال عز وجل ف سوُرة النُبَياء ) وإساعيل وإدريس وذا الكحفل كل منم الصابرينم‪ ،‬و أدخلِّناهم ف رحتنا‬
‫إنم منم الصالي( قال ابنم كثي‪ :‬فالظاهر منم ذكره ف القرآْن العظيم بالثناء علِّيه مقرونُا مع هؤلء‬
‫السادة النُبَياء أنُه نُب علِّيه منم ربه الصلة والسلم وهذا هوُ الشهوُر‪ ،‬والقرآْن الكحري ل يزد علِّىَ ذكر‬
‫اسه ف عداد النُبَياء أما دعوُته ورسالته والقوُم الذينم أرسل إليهم فلِّم يتعرض لشيء منم ذلك ل‬
‫بالجال ول بالتفصيل‪ ،‬لذلك نسك عنم الوُض ف موُضوُع دعوُته حيث أن كثياد منم الؤرخي ل‬
‫يوُردوا عنه إل النزر اليسي‪ ،‬وما ينبَغي التنبَه له أن )ذا الكحفل( الذي ذكره القرآْن هوُ غي )الكحفل( الذي‬
‫ذكر ف الديث الشريف‪ ،‬ونُص الديث كمحا رواه المام أحد عنم ابنم عمحر رضي ال عنهمحا قال ‪:‬‬
‫) كان الكحفل منم بن إسرائيل ل يتوُرع عنم ذنُب عمحلِّه فأتته امرأة فأعطاها ستي ديناردا‪ ،‬علِّىَ أن يطأها‬
‫فلِّمحا قعد منها مقعد الرجل منم امرأته أرعدت وبكحت فقال لا ما يبَكحيك ؟ أكرهتك ؟ قالت ‪ :‬ل ولكحنم‬
‫هذا عمحل ل أعمحلِّه قط وإنا حلِّتن علِّيه الاجة‪ ،‬قال ‪ :‬فتفعلِّي هذا‪ ،‬ول تفعلِّيه قط؟ ث نُزل فقال‪:‬‬
‫اذهب فالدنُانُي لك‪ ،‬ث قال ‪ :‬وال ل يعصي ال الكحفل أبدا‪ ،‬فمحات منم ليلِّته فأصبَح مكحتوُبا علِّىَ بابه ‪:‬‬
‫)قد غفر ال للِّكحفل(‪ ،‬قال ابنم كثي‪ :‬ورواه التمذي وقال ‪ :‬حديث حسنم‪ ،‬وروي موُقوُفا علِّىَ ابنم عمحر‬
‫وف إسناده نُظر‪ ،‬فإن كان مفوُظا فلِّيس هوُ ذا الكحفل وإنا لفظ الديث الكحفل منم غي إضافة فهوُ إذاد‬
‫رجل آْخر غي الذكوُر ف القرآْن‪.‬‬
‫ويذكر بعض الؤرخي أن ذا الكحفل تكحفل لبَن قوُمه أن يكحفيهم أمرهم ويقضي بينهم بالعدل فسمحي ذا‬
‫الكحفل وذكروا بعض القصص ف ذلك ولكحنها قصص تتاج إل تثبَت وإل تحيص وتدقيق‬
‫يييييييييي‬
‫أولا قيام ليل‬
‫أذكر أول مرة قمحت فيها اللِّيل‪ ،‬كان ذلك ف اللِّيلِّة الامسة والعشرينم منم رمضان منذ ‪ 4‬سني‪ ،‬كان‬
‫عمحري حينها أحد عشر عادما‪ ..‬يوُمها أخذن والدي معه إل السجد‪ ،‬كانُت الساعة تقتب منم‬

‫‪385‬‬
‫الوُاحدة والنصف صبَادحا‪ ..‬وكنت قد استعددت جيددا لذا السهر‪ ،‬فأخذت قسدطا جيددا منم النوُم بعد‬
‫صلة العشاء‪ ،‬حت أستطيع أن أؤدي هذا العمحل العظيم بمحة ونُشاط‪.‬‬
‫ول أنُسىَ أبددا هذا اليوُم ما حييت‪ ،‬فل زأال عالدقا ف ذهن مشهد دخوُل السجد منم الداخل‪ ،‬حيث‬
‫برت وقتها بالضوُاء‪ ،‬ول أدري لاذا‪ ،‬فهذه الضوُاء أراها كل يوُم ف صلت الغرب والعشاء‪ ،‬ولكحنم ل‬
‫أدري لاذا برتن الضوُاء هذه الرة‪ ،‬هل لن النطقة كلِّها مظلِّمحة ودخلِّت علِّىَ السجد النار‪ ،‬فكحانُت‬
‫القارنُة بي الظلِّمحة والنوُر؟ أم هل لنُن ل أتوُقع أن أجد هذا النوُر وننم ف جوُف اللِّيل؟ ل أدري‪ ..‬كل‬
‫الذي أدري أنُن لنم أنُسىَ هذا الشهد ما حييت‪.‬‬
‫ضا هذا الكحم الكحبَي منم الصلِّي‪ ،‬فقد توُقعت أن يكحوُن العدد قلِّيلد نُظدرا لتأخر‬ ‫وما لفت انُتبَاهي أي د‬
‫الوُقت‪ ،‬ولكحن علِّىَ العكحس منم ذلك وجدت السجد متلِّدئما بالصلِّي‪ ،‬وسرن أن أرىً عدددا ل بأس به‬
‫منم الصلِّي الصغار مثلِّي جاءوا مع ذويهم لينالوُا الثوُاب والجر‪ ،‬وكان الشهد يهز القلِّوُب‪ ،‬ويستحوُذ‬
‫ي للمام يزيده تأثديا وتلِّدكحا منم‬ ‫علِّىَ الشاعر‪ ،‬فجلل القرآْن وجاله له هيبَة ووزأن وتأثي‪ ،‬والصوُت الند ل‬
‫القلِّب‪ ،‬لذلك أوصانُا رسوُلنا صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أن نسنم أصوُاتنا ف القراءة‪ ،‬وأخب أب بنم كعب‬
‫رضي ال عنه بأنُه أوت مزمادرا منم مزامي داود‪ ،‬نُظدرا لمحال صوُته‪ ،‬وحسنم قراءته للِّقرآْن‪.‬‬
‫فتهيأت نُفسديا للِّخمشوُع قبَل أن أدخل الصلة‪ ،‬ولا دخلِّت ف الصلة عشت مع جلل القرآْن‪ ،‬أفكحر‬
‫ف كل كلِّمحة فيه‪ ،‬أحاول فهمحها وتدبر معناها‪ ،‬أسلبَح ال سبَحانُه عندما يرد ذكره‪ ،‬أو ذكر شيء منم‬
‫نُعمحه وآْياته‪ ،‬أدعوُ بدخوُل النة إذا قرأ المام عنها‪ ،‬وأتعوُذ منم النار حي ذكرها‪ ،‬حت إذا ركع المام‬
‫ل‪ ،‬وفعلِّت مثل ذلك ف السجوُد‪ ،‬حيث أكثرت منم الدعاء ل تعال ل‬ ‫ركعت‪ ،‬وأخذت أسبَح ال طوُي د‬
‫ولوُالدي ولهلِّي ولخوُت وللِّمحسلِّمحي ف كل مكحان‪ ..‬دعوُت ال أن يرحن‪ ،‬وأن يتقبَلِّن عنده ف عبَاده‬
‫ي اللِّذينم ربيان صغديا واعتنيا ب‪ ،‬ودعوُت لخوُت وأصحاب بالداية والتوُفيق‬ ‫الصالي‪ ،‬ودعوُت لوُالد ل‬
‫والنجاح‪ ،‬ودعوُت للِّمحسلِّمحي ف كل مكحان بأن ينصرهم ال‪ ،‬ويرفع عنهم بأس عدوهم‪ ،‬وأن يهديهم‬
‫إل فهم السلم والعمحل به‪.‬‬
‫والغريب والمحيل ف آْن واحد أنُن ل أشعر بالتعب‪ ،‬رغم أن الركعتي قد استغرقتا حوُال نُصف الساعة‪،‬‬
‫وما ذلك إل لعوُن ال ل أودل‪ ،‬ث لشوُعي مع المام ف الصلة‪ ،‬ما أنُسان تعب السم ف ظل سعادة‬
‫القلِّب‪.‬‬
‫وهكحذا أكمحلِّت صلة الركعات الثمحان‪ ،‬ث صلِّيت الشفع والوُتر‪ ،‬وعدت مع والدي إل البَيت‪ ،‬وأنُا‬
‫أشعر أن إنُسان جديد‪ ،‬إنُسان ذو هة عالية‪ ،‬وقلِّب رقيق‪ ،‬وأخلق حسنة‪ ،‬نُعم يا إخوُت‪ ..‬هذا ما‬
‫ف‪ ،‬فقد علِّمحتن كيف أكوُن حسنم الصلِّة بال‪ ،‬وفهمحتن فضل أهلِّي علِّلي‪،‬‬ ‫فعلِّته صلة قيام اللِّيل ل‬
‫وحثتن علِّىَ أن أكوُن تقديا حسنم اللِّق مع الناس جيدعا‪.‬‬

‫‪386‬‬
‫ولذلك طلِّبَت منم والدي أن يأخذن معه كل يوُم‪ ،‬ولكحنه أشفق علِّلي‪ ،‬وذكرن بأن علِّلي الذهاب‬
‫للِّمحدرسة كل يوُم ف الصبَاح البَاكر‪ ،‬ولذلك فهوُ سيأخذن هذا العام أربع مرات فقط‪ ،‬علِّىَ وعد منه‬
‫أن يزيد عدد الرات ف رمضان التال‪ ،‬وقد كان‪ ،‬ث زأيارة أخرىً ف رمضان الذي يلِّيه‪ ،‬وهكحذا‪ ،‬حت‬
‫أصبَحت أصلِّي القيام كل ليال العشر الواخر منم رمضان‪.‬‬
‫وهذه الصوُرة "صوُرة أول قيام ليل" ل زأالت عالقة ف ذهن واضحة تادما رغم مرور أربع سنوُات علِّيها‪،‬‬
‫صلِّيت خللا الكحثي منم اللِّيال بفضل ال تعال ولكحنها تبَقىَ هي الجل‪ ،‬لنا الول‬
‫يييييييييي‬
‫كيف نشكر ال؟‬
‫مع اليام الخية لشهر رمضان‪ ..‬قال ل والدي‪ :‬قد أوشك رمضان علِّىَ النُتهاء‪ ،‬ونُسأل ال تعال أن‬
‫يتقبَل منا صلتنا وصيامنا وقيامنا‪ ،‬ولكحنم علِّينا أن نُشكحر ال تعال أن جاءنُا رمضان وننم بصحة‬
‫وعافية‪ ،‬فتمحكحنا بعوُنُة ال منم الصيام ومنم أداء العبَادات‪.‬‬
‫فقلِّت‪ :‬وهل ال ف حاجة لذا الشكحر؟ قال‪ :‬ننم الذينم ف حاجة للِّشكحر يا ولدي‪ ،‬فالشكحر اعتاف‬
‫منا بنعم ال‪ ،‬وهوُ طريق لبَقاء النعمحة وعدم زأوالا‪ ،‬وقد روي عنم المام علِّري كلرم ال وجهه أنُه قال‪:‬‬
‫"النعمحة موُصوُلة بالشكحر"‪ ،‬فحت تبَقىَ النعمحة وتزاد فعلِّينا أن نُشكحر ال تعال علِّيها؛ لنُه سبَحانُه قد‬
‫ضل با علِّينا‪ ،‬ورمضان هوُ منم أعظم هذه النعم؛ لنُه كمحا عرفت سابدقا يا ولدي شهر الثوُاب‬ ‫تف ل‬
‫الكحبَي‪ ،‬فأوله رحة‪ ،‬وأوسطه مغفرة‪ ،‬وآْخره عتق منم النار‪ ،‬وننم ل نُدري إن كنا سندرك رمضان القادم‬
‫لننال هذا الجر العظيم أم ل‪.‬‬
‫قلِّت‪ :‬وكيف نُشكحر ال تعال يا أب؟‬
‫قال‪ :‬شكحر ال تعال يكحوُن بعدة طرق‪:‬‬
‫يكحوُن باللِّسان‪ ،‬وذلك بتسبَيح ال تعال وذكره الدائم‪ ،‬وشكحره علِّىَ نُعمحه الوُاسعة‪.‬‬
‫ويكحوُن الشكحر بالقلِّب‪ ،‬وذلك بتعظيم ال تعال وإجلله وتوُقيه‪.‬‬
‫ويكحوُن الشكحر كذلك بالعمحل‪ ،‬وذلك بعمحل ما أمر ال به‪ ،‬والبتعاد عمحا نىَ ال عنه‪ ،‬تيل معي يا بن‬
‫صا أحسنم إليك‪ ،‬أو قدم إليك خدمة‪ ،‬ث بدلد منم أن تشكحره علِّىَ ذلك إذا بك تشتمحه‬ ‫لوُ أن شخم د‬
‫وتسبَه‪ ،‬فهل هذا الفعل يلِّيق؟ قلِّت‪ :‬بالطبَع ل‪ ،‬وكيف يكحوُن ذلك؟ قال‪ :‬فلِّلِّه تعال الثل العلِّىَ‪،‬‬
‫ذ‬
‫فنعمحه ل يإكحنم أن تقارن بأي شيء أو أحد ف الدنُيا‪ ،‬وصدق ال تعال حي قال‪) :‬شوذإن تشيعرتدواه نُهعشمح ش‬
‫ت‬
‫صوُشها(‪ ،‬فهل يلِّيق بنا وننم ل نُستطيع أن نصي نُعم ال تعال أن نُفعل ما يغضبَه؟ إن‬ ‫ذ‬
‫اللِّله لش رهت ر‬
‫العاصي والذنُوُب منم أشد ما يغضب ال تعال لنُنا بذلك كأنُنا ناهره سبَحانُه بالعداوة‪ ،‬ومنم يستطيع‬
‫أن يفعل ذلك مع ال البَار القهار؟ وانُظر يا بن إل نُبَينا صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم كم كان شاكدرا لربه‬

‫‪387‬‬
‫صللِّي شحلت تشذرشم أشهو تشيهنتشذفشخ‬ ‫ذ‬
‫صللِّىَ اللِّلهر شعلِّشهيه شوشسلِّلشمحكحان ير ش‬
‫عاردفا لفضلِّه‪ ،‬فكحمحا روىً المام البَخماري‪:‬أشن النلذب ش‬
‫قششدشماهر فشييريشقارل لشره‪:‬أوما قد غفر ال لك ما تقدم منم ذنُبَك وما تأخر؟ فشييشيرقوُرل‪ " :‬أششفل أشركوُرن شعهبَددا ششركحوُدرا"‪.‬‬
‫قلِّت‪ :‬صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪ ..‬ونمحد ال علِّىَ نُعمحه الكحثية‪ ،‬وفضلِّه العظيم‪..‬‬
‫قال‪ :‬يا ولدي‪ ،‬إذا ما حدث لك شيء تبَه‪ ،‬أو زأال عنك شيء تكحرهه‪ ،‬فاسجد ل تعال شاكدرا‪.‬‬
‫قلِّت‪ :‬شكحدرا ل دائدمحا‪ ..‬ففضلِّه أكب منم أن يشكحر‪ ..‬والمحد ل دائدمحا‪.‬‬
‫أضف إل معلِّوُماتك‬
‫ف رواية الديث‬
‫أبوُ هريرة رضي ال عنه أكثر منم روىً الديث عنم الرسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم وروىً ‪ 5374‬حديثا ‪،‬‬
‫وبعده عبَد ال بنم عمحر ث انُس بنم مالك ث عائشة ث ابنم عبَاس رضي ال عنهم‪.‬‬
‫علِّم النحوُ‬
‫ينسب علِّم النحوُ إل الشاعر والنحوُي أبوُ السوُد الدؤل‪ ،‬أول منم وضع علِّم النحوُ وأول منم وضع‬
‫نُقاط الروف ‪ ،‬كان ذلك زأمنم علِّي بنم أب طالب رضي ال عنه‪.‬‬
‫التقوُي الجري‬
‫أمر اللِّيفة عمحر بنم الطاب بالعمحل بالتقوُي الجري بعد ‪ 16‬عاما منم هجرة الرسوُل صلِّىَ ال علِّيه‬
‫وسلِّم منم مكحة إل الدينة ‪ ،‬وتتألف السنة فيه منم ‪ 12‬شهرا وكل شهر يساوي ‪ 29‬يوُما أو ‪ 30‬يوُما‬
‫وعدد أيام السنة ‪ 354‬يوُما أو ‪ 355‬يوُما ويبَدأ التاريخ به منم ‪ 16‬يوُليوُ ‪622‬‬
‫يييييييييي‬
‫بر الوالدين‬
‫مع اليام الخية منم رمضان‪ ،‬جلِّست أنُا وأخت‪ ،‬وأخذنُا نُتحدث كيف مضىَ هذا الشهر المحيل‬
‫بسرعة كبَية كعادته كل سنة‪ ،‬وكيف هوُ شهر مطلِّوُب منا فيه الطاعة والعبَادة‪ .‬قالت ل أخت‪ :‬أليس‬
‫منم الموُر الستحبَة ف رمضان صلِّة الرحم وبر الوُالدينم؟‬
‫قالت‪ :‬صلِّة الرحم وبر الوُالدينم مطلِّوُبان ف كل وقت‪ ،‬ولكحنهمحا ف رمضان أكثر استحبَادبا‪ ،‬لن رمضان‬
‫هوُ شهر الوُلد والبَة وشهر اجتمحاع السرة وتقاربا‪.‬‬
‫قالت‪ :‬وهل تفظ شيدئما ما وصىَ به ديننا عنم بر الوُالدينم؟‬
‫قلِّت‪ :‬نُعم أحفظ قال تعال‪" :‬شوذبالهشوُالذشديهذنم إذهحشسادنُا"‪ ،‬وقال‪" :‬واخفض لمحا جناح الذل منم الرحة وقل‬
‫رب ارحهمحا كمحا ربيان صغيا"‪ ،‬وجاء رجل إل النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم فقال‪ :‬منم أحق الناس‬
‫بصحبَت؟‬
‫قال‪" :‬أمك"‪ ،‬قال‪ :‬ث منم؟‪ ،‬قال‪" :‬أمك" قال‪ :‬ث منم؟ قال‪" :‬أمك ث أبوُك"‪ ،‬وقال صلِّىَ ال علِّيه‬
‫وسلِّم‪" :‬بر الوُالدينم أفضل منم الصلة والصدقة والصوُم‪ ،‬والجه والعمحرة‪ ،‬والهاد ف سبَيل ال"‪.‬‬

‫‪388‬‬
‫قالت‪ :‬يا ال‪ ،‬كم ننم مقصرون ف حقهمحا رغم الثوُاب العظيم الذي أعده ال لنم أطاعهمحا‪ ،‬ولكحنم‬
‫كيف نُستطيع أن نُكحوُن بارينم بمحا؟‬
‫قلِّت‪ :‬ل أدري بالتحديد‪ ،‬ولكحن أظنم أنُنا علِّينا أن نُطيعهمحا ف كل ما يطلِّبَاه منا‪ ،‬فل نُكحذب علِّيهمحا‬
‫ف شيء‪ ،‬وأن نُساعدها ف أعمحال النزل‪ ،‬وأن نُزور أهلِّنا وأقاربنا‪ ،‬لن ف زأيارتمحا إسعاد لم‪ ،‬وبالتال‬
‫إسعاد لوُالدينا‪.‬‬
‫قالت‪ :‬أظنم أن اجتهادنُا ف الدراسة يدخل ف بر الوُالدينم لن هذا المر يسعدها‪.‬‬
‫قلِّت‪ :‬أحسنت‪ ،‬نُعم هذا أمر مهم‪ ،‬إن اجتهادنُا الدراسي جزء مهم منم طاعتنا لوُالدينا يغفل عنه‬
‫الكحثيون‪ ،‬ولذلك يب التنبَيه وتذكي جيع أصحابنا بذلك‪.‬‬
‫قالت‪ :‬وماذا سنعمحل الن؟‬
‫قلِّت‪ :‬أهم شيء أن نُفكحر ثانُية ف علقتنا بوُالدينا‪ ،‬خاصة ف العيد‪ ،‬حيث تعم الفرحة المحيع‪ ،‬ووالدينا‬
‫ها أول الناس بإفراحهمحا‪.‬‬
‫قالت‪ :‬فلِّنتفق علِّىَ ذلك‪.‬‬
‫قلِّت‪ :‬اتفقنا‪ ،‬فهيا إذن إليهمحا لنقبَل يديهمحا‪ ،‬وندد حبَنا لمحا‪.‬‬
‫أضف إل معلِّوُماتك‪:‬‬
‫الربيع بنم رخثيم‬
‫هوُ الربيع بنم خثيم بنم عائذ‪ ،‬المام القدوة‪ ،‬العابد ‪ ،‬أدرك زأمنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪ ،‬وليس له‬
‫صحبَة‪ ،‬قال فيه عبَد ال بنم مسعوُد‪" :‬يا أبا يزيد لوُ رآْك النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم لحبَك‪ ،‬وما رأيتك‬
‫ت الخمبَتينأي‪ :‬الاشعي ل"‪.‬‬ ‫إل ذكر ر‬
‫كان شديد الوُف منم ال تعال‪ ،‬قالوُا‪ :‬صحبَت الربيع عشرينم عادما ما سعت منه كلِّمحة عتاب‪ ،‬وسئمل‬
‫يوُدما‪ :‬كيف أصبَحت؟ قال‪ :‬ضعفاء مذنُبَي‪ ،‬نُأكل أرزأاقنا‪ ،‬ونُنتظر آْجالنا‪ .‬وكان يقوُل‪ :‬ما أنُا عنم نُفسي‬
‫براض‪ ،‬فأتفرغ منم ذمها إل ذم الناس‪ ،‬تعال ف ذنُوُب الناس‪.‬‬
‫وكان يب أن يفي عمحلِّه‪ ،‬فإذا نُشر الصحف وجاءه رجل غطىَ الصحف بثوُبه حت ل يراه أحد‪،‬‬
‫وكان يب أن يعطي خي ما عنده ل‪ ،‬فإذا جاءه مسكحي قال‪ :‬أعطوُه سكحدرا فإن الربيع يب السكحر‪،‬‬
‫وكان يعطي للِّسائل رغيدفا ويقوُل‪ :‬إن استحي أن ألقىَ رب وف صحائفي نُصف رغيف‪.‬‬
‫وكان الربيع رحيدمحا حت بنم يؤذيه‪ ،‬فقد رسرق منه فرس‪ ،‬فقال له أهل اللِّس‪ :‬ادع ال علِّيه‪ ،‬فقال‪ :‬بل‬
‫أدعوُ ال له "اللِّهم إن كان غنديا فاقبَل بقلِّبَه‪ ،‬وإن كان فقديا فأغنه"‪.‬‬
‫منم أقوُاله‪:‬‬
‫أقلِّلوُا الكحلم إل بتسع‪ :‬تسبَيح‪ ،‬وتكحبَي‪ ،‬وتلِّيل‪ ،‬وتمحيد‪ ،‬وسؤالك الي‪ ،‬وتعوُذك منم الشر‪ ،‬وأمرك‬
‫بالعروف‪ ،‬ونيك عنم النكحر‪ ،‬وقراءة القرآْن‪.‬‬

‫‪389‬‬
‫ما غائب ينتظره الؤمنم خي منم الوُت‪.‬‬
‫لوُ فارق ذكر الوُت قلِّب ساعة فسد علِّي‪.‬‬
‫أكثروا منم ذكر هذا الوُت الذي ل تذوقوُا قبَلِّه مثلِّه‪ ،‬فإن الغائب إذا طالت غيبَته وجبَت مبَته وانُتظره‬
‫أهلِّه وأوشك أن يقدم علِّيهم‪.‬‬
‫وفاته‪:‬‬
‫توُف الربيع قبَيل سنة خس وستي وكانُت وصيته‪" :‬هذا ما أوصىَ به الربيع علِّىَ نُفسه وأشهد ال وكفىَ‬
‫بال شهيددا وجازأديا لعبَاده الصالي ومثيدبَا‪ ،‬إن رضيت بال ردبا‪ ،‬وبحمحد نُبَديا‪ ،‬وبالسلم ديدنا‪ ،‬ورضيت‬
‫لنفسي ومنم أطاعن بأن أعبَد ال ف العابدينم‪ ،‬وأحده ف الامدينم‪ ،‬وأنُصح لمحاعة السلِّمحي"‬

‫‪‬‬

‫‪390‬‬
‫فتاوى الصيام قبل شهر رمضان‬
‫قضاء ما فات من رمضان في شهر شعبان‬
‫الدكتوُر يوُسف القرضاوي‬
‫ما فات منم رمضان منم أيام علِّىَ السلِّم أو علِّىَ السلِّمحة أن يقضيه عند الستطاعة حينمحا تتاح له‬
‫الفرصة‪ ،‬طيلِّة أشهر العام‪ ،‬قبَل رمضان التال‪ ،‬ومعن هذا أن أمام السلِّم أحد عشر شهدرا يستطيع أن‬
‫يقضي فيها ما فاته منم رمضان‪ ،‬سوُاء كان أفطر لعذر مرض أو سفر أو لعذر حيض أو لغي ذلك منم‬
‫أعذار‪.‬‬
‫وهناك نُوُع منم السعة ف الشرع لقضاء ما فات منم رمضان‪ ،‬يستطيع السلِّم أن يقضي ف شوُال أي بعد‬
‫رمضان مبَاشرة وما بعد شوُال‪.‬‬
‫ت{َ ولن إنُسادنُا ل‬ ‫ول شك أن البَادرة أفضل‪ ،‬مسارعة ف اليات‪ ،‬كمحا قال تعال‪} :‬شفاستبَذرقوُا اهلييرا ذ‬
‫شه ش‬ ‫هش‬
‫يضمحنم أجلِّه‪ ،‬ولذا يكحوُن الحوُط لنفسه والضمحنم لخرته أن يعجل بإبراء ذمته بقضاء ما فاته‪.‬‬
‫فإذا ألجلِّه لعذر ما‪ ،‬كشدة الر‪ ،‬أو لضعف وعجز ف صحته‪ ،‬أو طرأت علِّيه مشاغل ل يتمحكحنم معها‬
‫منم الصوُم قضاء ما فاته‪ ،‬يستطيع أن يقضي إل رمضان الت‪.‬‬
‫فإذا جاء شعبَان ول يقض ما فاته‪ ،‬فإن علِّيه أن يقضي ف شعبَان‪ ،‬لنُه الفرصة الخية وقد كانُت‬
‫تفعل ذلك أم الؤمني عائشة رضي ال عنه‪ ،‬فقد كانُت كثديا ما يفوُتا بعض أيام منم رمضان‪ ،‬فتقضيها‬
‫ف شعبَان‪ ..‬وذلك ل حرج فيه‪ ،‬وإن كان هناك اشتبَاه لدىً بعض الناس ف هذا المر‪ ،‬فهذا ل أساس‬
‫له منم الشرع؛ إذ كل الشهوُر يإكحنم أن تكحوُن ملد لقضاء ما فات منم رمضان‪.‬‬
‫ضا ف شهر رمضان الاضي‪ ،‬وحت الن‪ ،‬وقد وافاه رمضان التال وهوُ‬ ‫ولكحنم هب أن إنُسادنُا كان مري د‬
‫علِّىَ حاله منم الرض‪ ،‬ل يستطيع قضاء ما فاته إل بشقة شديدة وحرج وإعنات‪ .‬ومثل هذا يبَقىَ ما‬
‫فاته منم صيام رمضان ديدنا مؤجلد علِّيه إل ما بعد رمضان‪ ،‬حي يستعيد صحته ومقدرته علِّىَ الصيام‪،‬‬
‫ول حرج علِّيه ف ذلك؛ فال تعال ختم آْية الصوُم بقوُله‪} :‬يرذريرد الر بذركحرم الهيرهسشر شولش يرذريرد بذركحرم الهعرهسشر{َ‬
‫)البَقرة‪.(185 :‬‬
‫التتابع في صيام رجب وشعبان رمضان‬

‫الدكتوُر ممحد سيد أحد السي**‬


‫الصيام عبَادة فيها نُبَل وسوُ إنُسان وتشبَه بالل العلِّىَ‪ ،‬وشأن السلِّم أن يعل منم أيام دهره أوقات‬
‫للِّصيام‪ ،‬اقتداء برسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪ ،‬والظاهرة العامة لصيام الرسوُل الكحري أنُه ل يصم شهدرا‬
‫كامل إل رمضان‪ ،‬ول يكحنم يلِّي شهدرا منم صيام ‪ ،‬وقد سئملِّت السيدة عائشة رضي ال عنها كمحا ف‬

‫‪391‬‬
‫صحيح مسلِّم أكان رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يصوُم شهدرا كلِّه ؟ قالت‪ :‬ما علِّمحته صام شهدرا كلِّه‬
‫إل رمضان‪ ،‬ول أفطره كلِّه حت يصوُم منه ‪ ،‬حت مضىَ لسبَيلِّه صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ‪.‬‬
‫وقد ورد أن الرسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم كان يص شهر شعبَان بزيد الصيام عنم باقي الشهوُر‪ ،‬وتقوُل‬
‫السيدة عائشة‪ :‬وما رأيته ف شهر أكثر منه صيادما ف شعبَان ‪.‬‬
‫أما ما ورد منم قوُلا كان يصوُم شعبَان كلِّه‪ ،‬فمحفسر برواية أخرىً تقوُل‪ :‬كان يصوُم شعبَان إل قلِّيل د‬
‫أما شهر رجب فقد قال المام النوُوي ‪ :‬ل يثبَت ف صوُمه ني ول نُدب لعينه ولكحنم أصل الصوُم‬
‫مندوب إليه ‪ ،‬وف سننم أب داود أن رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم نُدب إل الصوُم منم الشهر الرم ‪،‬‬
‫ورجب أحدها ‪.‬‬
‫وعلِّىَ هذا فتتابع الشهر الثلثة رجب وشعبَان ورمضان بالصيام ليس منم السنة والتبَاع أول‪ ،‬فيمحكحنم‬
‫للِّمحسلِّم أن يصوُم منم رجب ما شاء ال دون أن يستكحمحلِّه ويصوُم منم شعبَان ما شاء ال دون أن‬
‫يستكحمحلِّه ث يتم صيام رمضان علِّىَ جهة الفريضة ‪.‬‬
‫ويصف لنا ابنم عبَاس صيام رسوُل ال ف النافلِّة فيقوُل ‪ :‬كان رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يصوُم‬
‫حت نُقوُل ل يفطر ‪ ،‬ويفطر حت نُقوُل ل يصوُم ‪.‬‬
‫فالسألة –إذن راجعة إل انُشراح الصدر للِّعبَادة والقبَال علِّىَ الطاعة بفرح وسرور بل ملِّل أو فتوُر ‪.‬‬
‫_________________‬
‫** الستاذ بامعة الزأه‬
‫قضاء الصيام عن سنوات ماضية‬
‫ماذا تفعل الرأة الت ل تقض ماأفطرته منم رمضان ف سنوُات ماضية؟ ‪ ...‬السؤال‬
‫‪ ... 21/09/2005‬التاريخ‬
‫الدكتوُر الشيخ يوُسف عبَد ال القرضاوي ‪ ...‬الفت‬
‫الل ‪...‬‬
‫‪ ...‬المحد ل‪ ،‬والصلة والسلم علِّىَ رسوُل ال ‪ ،‬وبعد‬
‫علِّىَ الرأة أن تقضي ما فات منم رمضانُات ماضية‪ ،‬إن كان هذا التأخي عنم عذر‪ ،‬ول شيء علِّيها‪ ،‬أما‬
‫إن كان هذا التأخي بغي عذر ‪ ،‬أو كان الفطار ف رمضان بغي عذر فتقضي مع الث أيضا‪ ،‬فإن‬
‫عجزت عنم الصيام فعلِّيها الكحفارة‪.‬‬
‫منم كان علِّيه صيام أيام منم رمضان‪ ،‬أفطر فيه بعذر‪ ،‬كالريض والسافر والائض‪ ،‬والنفساء‪ ،‬ومنم شق‬
‫علِّيه الصوُم‪ ،‬مشقة شديدة‪ ،‬فأفطر‪ ،‬والامل والرضع‪ ،‬عند منم يرىً علِّيهمحا القضاء‪ ،‬فينبَغي له أن يبَادر‬
‫بقضاء ما فاته بعدد اليام الت أفطر فيها‪ ،‬تبئة لذمته‪ ،‬ومسارعة إل أداء الوُاجب‪ ،‬واستبَادقا للِّخميات‪.‬‬

‫‪392‬‬
‫أما الريض والسافر فقضاؤها ثابت بالقرآْن‪) :‬فعدة منم أيام أخر( وأما قضاء الائض والنفساء‪ ،‬فهوُ‬
‫ثابت بالسنة‪ ،‬عنم عائشة‪ :‬كنا نيض ف عهد النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪ ،‬فكحنا نُؤمر بقضاء الصوُم‪ ،‬ول‬
‫نُؤمر بقضاء الصلة‪.‬‬
‫ول يأث بالتأخي مادام ف نُيته القضاء لن وجوُب القضاء علِّىَ التاخي‪ ،‬حت كان له أن يتطوُع قبَلِّه‬
‫علِّىَ الصحيح‪.‬‬
‫ويدل علِّىَ ذلك أن عائشة رضي ال عنها قالت‪ :‬كان يكحوُن علِّلىَ الصيام منم رمضان‪ ،‬فمحا أستطيع أن‬
‫أقضي إل ف شعبَان )متفق علِّيه‪ ،‬اللِّؤلؤ والرجان ‪.(703‬‬
‫وكذلك منم أفطر بغي عذر منم باب أول‪ ،‬كمحنم أفسد صوُمه عامددا‪ ،‬با يوُجب الكحفارة‪ ،‬كالمحاع‪ ،‬أو‬
‫ضا‪ ،‬كمحا بينا ذلك ف‬ ‫با ل يوُجب الكحفارة‪ ،‬كالكل أو الشرب‪ ،‬عند أكثر الفقهاء فعلِّيه القضاء أي د‬
‫موُضعه‪.‬‬
‫ويوُزأ أن يكحوُن قضاء رمضان متتابدعا وهوُ أفضل‪ ،‬مسارعة إل إسقاط الفرض‪ ،‬وخرودجا منم اللف‬
‫)فقد أوجبَه بعض العلِّمحاء لن القضاء يكحىَ الداء‪ ،‬وهوُ متتابع( وأن يقضيه مفردقا‪ ،‬وهوُ قوُل جهوُر‬
‫السلِّف واللِّف‪ ،‬وعلِّيه ثبَتت الدلئل‪ ،‬لن التتابع إنا وجب ف الشهر لضرورة أدائه فيه‪ ،‬فأما بعد‬
‫انُقضاء رمضان‪ ،‬فالراد صيام عدة ما أفطر‪ ،‬ولذا قال تعال‪) :‬فعدة منم أيام أخر( ول يشتط فيها‬
‫تتابعا‪ ..‬بل قال بعدها‪) :‬يريد ال بكحم اليسر ول يريد بكحم العسر(‪.‬‬
‫ومنم أفطر ف قضاء رمضان متعمحددا ولوُ بالمحاع فل كفارة علِّيه‪ ،‬وإنا علِّيه يوُم مكحان يوُم‪ ،‬وذلك لن‬
‫الداء متعي بزمان له حرمة خاصة‪ ،‬فالفطر انُتهاك له‪ ،‬بلف القضاء‪ ،‬فاليام متساوية بالنسبَة إليه‪.‬‬
‫ومنم أتىَ علِّيه رمضان آْخر‪ ،‬ول يقض ما علِّيه منم رمضان الفائت‪ ،‬فإن كان ذلك بعذر فل شيء علِّيه‬
‫بالجاع‪ ،‬لنُه معذور ف تأخيه‪.‬‬
‫وإن كان تأخيه للِّقضاء بغي عذر‪ ،‬فقد جاء عنم عدد منم الصحابة‪ :‬أن علِّيه عنم كل يوُم إطعام‬
‫مسكحي‪ ،‬كفارة عنم تأخيه‪.‬‬
‫وأخذ بذلك مالك والثوُري والشافعي وأحد وغيهم )الغن مع الشرح الكحبَي ‪.(81/2‬‬
‫وهناك رأي آْخر‪ :‬أن ل شيء علِّيه غي القضاء وهوُ رأي النخمعي وأبوُ حنيفة وأصحابه‪ ،‬ورجحه‬
‫صاحب )الروضة الندية( لنُه ل يثبَت ف ذلك شيء‪ ،‬صح رفعه إل النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪ ،‬وغاية‬
‫ما فيه آْثار عنم جاعة منم الصحابة منم أقوُالم‪ ،‬وهي ليست حجة علِّىَ أحد‪ ،‬ول تعبَد ال با أحددا منم‬
‫عبَاده‪ ،‬والباءة الصلِّية‪ ،‬مستصحبَة فل ينقل عنها إل نُاقل صحيح )الروضة الندية لصديق حسنم خان‬
‫‪.(232/1‬‬
‫وأرىً الخذ با جاء عنم الصحابة علِّىَ سبَيل الستحبَاب‪ ،‬ل الوُجوُب‪ ،‬فهوُ نُوُع منم جب التقصي‬
‫بالصدقة‪ ،‬وهوُ أمر مندوب إليه‪ .‬أما الوُجوُب فيحتاج إل نُص منم العصوُم ول يوُجد‪.‬‬

‫‪393‬‬
‫علِّىَ كل حال‪ ،‬فإن حدث معك مثل هذا فعلِّيك القضاء جزدما‪ ،‬أما الطعام أو الفدية فإن فعلِّتيها‬
‫فحسنم‪ ،‬وإن تركتيها فل حرج علِّيك إن شاء ال‪ ،‬حيث ل يصح شيء ف ذلك عنم النب صلِّىَ ال علِّيه‬
‫وسلِّم ‪.‬‬
‫أما عند الشك ف عدد اليام‪ ،‬فيعمحل النُسان بغالب الظنم‪ ،‬أو باليقي ‪ ..‬فلِّكحي يطمحئمنم النُسان علِّىَ‬
‫سلمة دينه وبراءة ذمته‪ ،‬فلِّيصم الكثر‪ ،‬وله علِّىَ ذلك مزيد الجر والثوُاب‪.‬‬
‫وال أعلِّم‬
‫يييييييييي‬
‫حكم تأخإير القضاء فى الصيام‬
‫ما حكحم منم جاءعلِّيهارمضان قبَل أن تقضىَ اليام الت علِّيها؟ ‪ ...‬السؤال‬
‫‪ ... 16/11/1999‬التاريخ‬
‫الل ‪...‬‬
‫جهوُر العلِّمحاء يوُجب فدية علِّىَ منم ألخر قضاء ما فاته منم رمضان حت دخل رمضان الذي بعده‪،‬‬
‫وتتأكد هذه الفدية‪ ،‬وهي إطعام مسكحي عنم كل يوُم با يكحفيه غداء وعشاء إذا كان تأخي القضاء‬
‫لغي عذر‪ ،‬واستدلوُا علِّىَ هذا الكحم بديث موُقوُف علِّىَ أب هريرة‪ ،‬أي أنُه منم كلمه هوُ‪ ،‬ونُسبَة هذا‬
‫إل رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أي رفعه إليه ضعيف‪ ،‬كمحا أن هذا الكحم مروي عنم ستة منم‬
‫الصحابة‪ ،‬ول يعلِّم ييح بنم أكثم مالدفا لم‪ ،‬منهم ابنم عبَاس وابنم عمحر رضي ال عنهم‪.‬‬
‫وقال أبوُ حنيفة وأصحابه‪ :‬ل فدية مع القضاء‪ ،‬وذلك لن ال تعال قال ف شأن الرضىَ والسافرينم‪:‬‬
‫)فشعذلدة لمهنم أشلياتم أرشخشر( ول يأمر بفدية‪ ،‬والديث الروي ف وجوُبا ضعيف ل يؤخذ به‪.‬‬
‫قال الشوُكان "نُيل الوطار ج ‪ 4‬صا ‪ "318‬منتصدرا لذا الرأي‪ :‬ليس هناك حديث ثابت عنم النب‬
‫صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم فيها‪ ،‬وأقوُال الصحابة ل حجة فيها وذهاب المحهوُر إل قوُل ل يدل علِّىَ أنُه‬
‫الق‪ ،‬والباءة الصلِّية قاضية بعدم وجوُب الشتغال بالتكحاليف حت يقوُم الدليل النقلِّي علِّيها‪ ،‬ول دليل‬
‫هنا‪ ،‬فالظاهر عدم الوُجوُب‪.‬‬
‫وقال الشافعي‪ :‬إن كان تأخي القضاء لعذر فل فدية‪ ،‬وإل وجبَت‪ ،‬وهذا الرأي وسط بي الرأيي‬
‫السابقي‪ ،‬لكحنم الديث الضعيف أو الوُقوُف الوُارد ف مشروعية الكحفارة ل يفرق بي العذر وعدمه‪.‬‬
‫ولعل القوُل بذا الرأي يريح النفس لراعاته للِّخملف بصوُرة منم الصوُر‪ ،‬ث إن قضاء رمضان واجب علِّىَ‬
‫التاخي‪ ،‬وليس علِّىَ الفوُر وإن كان الفضل التعجيل به عند الستطاعة‪ ،‬فدينم ال أحق بالقضاء‬
‫العاجل‪ ،‬وثبَت ف صحيح مسلِّم ومسند أحد أن عائشة رضي ال عنها كانُت تقضي ما علِّيها منم‬
‫رمضان ف شعبَان‪ ،‬ول تكحنم تقضيه فوُدرا عند قدرتا علِّىَ القضاء‪.‬‬

‫‪394‬‬
‫ويلِّزم ف القضاء التتابع والوُالة‪ ،‬فقد روىً الدارقطن عنم ابنم عمحر رضي ال عنهمحا أن النب صلِّىَ ال‬
‫علِّيه سلِّم قال ف قضاء رمضان‪) :‬إن شاء فرق وإن شاء تابع(‪.‬‬

‫‪‬‬

‫‪395‬‬
‫أعيادنا‬
‫في بيوت النتفاضة‪ ..‬عيد مختلف جددا‬
‫اعتدال قنيطة‬
‫فلِّسطي اليل للِّصحافة ‪26/12/2000 ...‬‬
‫فقد عيد الفطر الكحثي منم الموُر الت اعتاد علِّيها الشعب الفلِّسطين‪ ،‬وأرطلِّق العديد منم الساء علِّىَ‬
‫هذا العيد الذي تيز بكحثرة الشهداء ومآسيه مثل‪ :‬عيد الزن‪ ،‬عيد الشهداء‪ ،‬عيد اليتيم‪.‬‬
‫ولكحنم هل ستقتصر مظاهر العيد القادم ف الراضي الفلِّسطينية علِّىَ الصلة فقط؟ وكيف سيستقبَل‬
‫أهال الشهداء والرحىَ العيد الول لشهدائهم؟ وما هوُ أهم ما سيطرأ علِّىَ الشارع الفلِّسطين ف هذا‬
‫اليوُم لوُاساة منكحوُبيه؟‬
‫ذكريات أبناء الشهداء‬
‫التقينا بي هوُيدا بسام البَلِّبَيسي "‪ " 17‬عاما الطالبَة ف الصف الثان الثانُوُي ابنة الشهيد بسام البَلِّبَيسي‬
‫الذي ارتفع شهيدا أثناء ماولته إنُقاذ الطفل ممحد الدرة ووالدته قالت بعدما ارتسمحت ابتسامة حزينة‬
‫علِّىَ شفتيها " كل طفل وطفلِّة ف العال ينتظر العيد بسعادة ليلِّبَس ملبس العيد الديدة ويأكل‬
‫اللِّوُىً ويذهب مع والده ال الماكنم العامة للِّتنزه وزأيارة أقاربه‪ ،‬إل أنُا وأمثال منم أبناء الشهداء‪ ،‬ل‬
‫نُتمحن أن يأت العيد إلينا؛ لنُه عيد حزن وبكحاء علِّىَ فراق الب النوُن الذي حرمنا بوُته معان الفرح‬
‫بقدوم العيد وسأمضي أنُا وإخوُت ف كل لظة منم أيام العيد مع ذكريات أب‪ ،‬وف هذا الركنم كان‬
‫يلِّس وننم حوُله‪ ،‬وف هذا الوُقت كان يذهب معنا لزيارة أقاربنا‪ ،‬وكان وكان ‪ ...‬وهكحذا حزن وبكحاء‬
‫ل ينقطع وكذلك أمي وجدت الكحلِّوُمة الت ل تف دموُعها بعد علِّىَ ولدها الوُحيد‪.‬‬
‫العزاء منم جديد‬
‫أضافت هوُيدا وهي تسح دموُعها "يوُم العيد لنم يإر حت كيوُم عادي‪ ،‬بل هوُ أسوُأ وأحزن أيام العام‪،‬‬
‫سنفتح باب العزاء بوُالدي منم جديد‪ ،‬وسنستقبَل الوُاسي لنا منم الهل واليان لفقدان والدنُا؛ فيوُم‬
‫العيد سيكحوُن اليوُم الرابع للِّعزاء؛ لنُه سيكحوُن شبَيها بيوُم موُاراة جسد أب الطاهر الثرىً منم الزن‬
‫والبَكحاء والوُاسي وسنذهب لزيارة قبه‪.‬‬
‫أما أختها الطفلِّة نُسب "‪ " 6‬سنوُات فقالت بلِّهجة غاضبَة " ل أحب العيد " وما فائدة العيد وأب غي‬
‫موُجوُد بيننا؟ يشتي لنا اللِّي واللبس ونُذهب معه لزيارة عمحات ونُأخذ منه العيدية مثل كل الطفال‬
‫لنفرح با‪ ..‬لنم أخرج يوُم العيد منم النزل للعب مع الطفال كمحا كنت أفعل ف السابق‪ ،‬وسأحبَس‬
‫نُفسي ف الغرفة حت ل أرىً الطفال وهم يلِّعبَوُن فرحي بلبس العيد وبزيارة أقاربم ووجوُد والدهم‬
‫معهم‪.‬‬

‫‪396‬‬
‫يذكر أن الشعب الفلِّسطين اعتاد ف العياد زأيارة ذوي الشهداء والرحىَ ومنم فقد عزيزا‪ ،‬وف هذا‬
‫العيد الذي يأت والشعب مثخمنم بالراح ستتحوُل فيه مقابر الشهداء النتشرة ف الراضي الفلِّسطينية إل‬
‫بيوُت عزاء كبَية‪ ،‬وسيفتح الرح منم جديد ف كافة بيوُت الشهداء الت ستتحوُل هي الخرىً ال‬
‫بيوُت عزاء‪.‬‬
‫عيد الرحىَ أيضا‬
‫أما أهال الرحىَ الذينم أدميت قلِّوُبم بإعاقة ولدهم وعدم قدرته علِّىَ العوُدة إل حالته الول منم‬
‫القدرة علِّىَ الروج معهم أو ما زأال يرقد أحد أفرادهم ف الستشفىَ ويتلِّقىَ العلج فيها‪ ،‬فالتقينا بعدد‬
‫منم جرحىَ انُتفاضة القصىَ ف مستشفىَ الشفاء بغزة‪ ،‬فالشاب عمحاد جرور "‪ "24‬عادما متزوج وله‬
‫طفلن ما زأال يرقد علِّىَ سرير العلج ف مستشفىَ الشفاء إثر إصابته بشظايا قذيفة صهيوُنُية ف‬
‫‪ 18/12‬ف مدينة رفح الت يقطنها قال‪" :‬ما زأال وضعي الصحي ل يسمحح ل بغادرة الستشفىَ‪،‬‬
‫ومضطر لن أقضي العيد علِّىَ فراش الرض داخل الستشفىَ‪ ،‬وسيحضر إل الستشفىَ زأوجت وأولدي‬
‫وأقارب ليهنئموُن بالعيد "الزينم"‪ ،‬ول أدري إن كان يستطيع أهلِّي القدوم ال الستشفىَ لصعوُبة التنقل‬
‫بي مدن قطاع غزة رغم صغرها وتلصقها ببَعضها البَعض بسبَب الوُاجز العسكحرية الت فصلِّت با‬
‫قوُات الحتلل الصهيوُنُية جنوُب القطاع عنم مدينة غزة وشاله والطر الذي يتعرض له القادم منم‬
‫جنوُبه لكحثرة عمحلِّيات الغتيال علِّىَ الوُاجز العسكحرية ف قطاع غزة‪ ،‬وأضافت زأوجته الت ترافقه منذ‬
‫اليوُم الول لصابته " ل يستطيع إخوُة عمحاد زأيارته والكحوُث بوُاره بسبَب الوضاع الصعبَة الت نُعان‬
‫منها بسبَب كثرة عمحلِّيات الغتيال علِّىَ الوُاجز والغضب الذي يندفع مرة واحدة علِّىَ الوُاطني‬
‫الفلِّسطينيي بدون مبر‪ ،‬فيطلِّق الندي الصهيوُن العنان لرشاشه ودبابته ليصطاد شمنم يشاء منم الوُاطني‬
‫وبدون ذنُب ارتكحبَه‪ ،‬واضطررت أنُا للِّمحكحوُث بوُاره بعدما تركت أطفال عند والدت لتعتن بمحا طوُال‬
‫فتة غياب"‪.‬‬
‫وقاطعها عمحاد الريح قائل‪" :‬منذ انُدلع انُتفاضة القصىَ وأنُا ل أستطيع أن أذهب إل عمحلِّي مثل‬
‫غيي الكحثيينم منم العمحال الفلِّسطينيي الذينم أوشك أن ينكحشف عنا الغطاء؛ لنُعدام الدخل علِّينا‪،‬‬
‫ت نُفسي منم أن تفرح بأول عيد يأت علِّىَ ابنت الصغية وارتدائها ملبس العيد‪ ،‬ولنم أستطيع أن‬ ‫وحرم ه‬
‫أعطي أخوُات ما قسم ال لنم كمحا اعتدت علِّىَ ذلك كل عام‪ ،‬ول أدري كيف أقابلِّهنم هذا العام بيتد‬
‫ل تمحل حت ولوُ هدية رمزية بسيطة"‪.‬‬
‫عيد بالاتف فقط؟!ا!ا‬
‫وبدا الفت باسل اللِّداوي ‪ 17‬عاما ف الصف الثان عشر الذي ما زأال يرقد علِّىَ سرير العلج ف‬
‫مستشفىَ الشفاء منذ إصابته برصاصا جيش الحتلل بساقه بتاريخ ‪ 28/11‬بدا حزيدنا جيدا وخائدفا‬
‫منم اضطراره إل قضاء عيد الفطر داخل الستشفىَ وعلِّىَ سرير الرض‪ ،‬وقال‪ :‬كم أتن أن أتكحنم منم‬

‫‪397‬‬
‫الشي ثانُية لخرج ف العيد أفرح مع أصدقائي‪ ،‬نُتجاوزأ الزن الشديد الذي غطىَ علِّىَ جيع معال‬
‫الياة ف الشارع الفلِّسطين‪ ،‬سأؤكد للِّصهاينة الكحلب أن كثرة عدد الشهداء والصابي لنم تنعنا منم‬
‫البتهاج والفرح بقدوم عيد الفطر الذي فرضه ال علِّينا‪ .‬وأعرب باسل عنم أملِّه بأن تر أيام العيد بدون‬
‫شهداء أو جرحىَ‪ ،‬وإن كان اليش الصهيوُن سيحاول بقدر المكحان أن ينغص علِّينا عيدنُا بعدوانُه‬
‫الغاشم علِّينا‪ ،‬وأكمحل اللِّداوي بنبة حزينة سنحاول أن نُرسم البَسمحة علِّىَ وجوُهنا ونُبَدو سعداء بالعيد‪،‬‬
‫وإن كنت ل أدري كيف ستقضي أمي العيد وأنُا ف الستشفىَ؟!ا ل شك أنا ستبَكحي كثيا كلِّمحا‬
‫تذكرتن أو رأت أحدا منم أصحاب‪ ،‬ولنم يتمحكحنم العديد منم أهلِّي منم زأيارت بسبَب الوُاجز العسكحرية‬
‫الت يفرضها علِّينا اليش الصهيوُن‪ ،‬ويقطع منم خللا أوصال شعبَنا‪ ،‬وسيكحتفوُن بتهنئمت بالعيد علِّىَ‬
‫الاتف فقط !ا!ا!ا!ا‪.‬‬
‫يرم علِّلي لبَس الديد‬
‫أما أم مصطفىَ الزرد "‪ 50‬عاما‪ ،‬والدة مروان الزرد العتقل ف السجوُن السرائيلِّية منذ ‪10/1993‬‬
‫بتهمحة النُتمحاء إل كتائب الشهيد عز الدينم القسام الناح العسكحري لركة حاس ويقضي حكحدمحا بي ‪4‬‬
‫مؤبدات؛ فقد انُفجرت بالبَكحاء قائلِّة‪" :‬العيد لصحابه وليس لنا كشعب منكحوُب‪ ،‬العيد للِّشهداء‬
‫والرحىَ والبطال الذينم ما زأالوُا يقبَعوُن خلِّف قضبَان السجوُن السرائيلِّية‪ ،‬يوُم العيد والفرحة يوُم أن‬
‫يعوُد لنا الوُطنم ويرر أسرانُا والسي العزيز علِّينا السجد القصىَ‪ ،‬وتساءلت‪ :‬يا حسرة قلِّب كيف ل‬
‫أن أفرح وأنُا ل أزأر ولدي مروان منذ ما يزيد عنم ثلثة شهوُر‪ ،‬ول أدر ما هي أخبَاره؟ وكيف يقضي‬
‫فصل الشتاء بدون ملبس أو أغطية ثقيلِّة تقيه برد الشتاء؟ وأعلِّم أنُه هوُ وإخوُانُه العتقلِّوُن يعانُوُن منم‬
‫نُقص الوُاد الغذائية بسبَب عدم ساح إدارة السجوُن السرائيلِّية الاقدة للهال بتزويد أبنائهم السرىً‬
‫بالوُاد الغذائية واحتياجاتم الخرىً‪ ،‬وكيف ل أن أفرح وأنُا أشعر أن فلِّذة كبَدي خلِّف القضبَان بدون‬
‫أكل أو ملبس تدفئمه؟!ا بالضافة للِّشهداء والقصف الدفعي وتضيف أم مصطفىَ‪ :‬لقد صمحم إخوُته‬
‫علِّىَ التضامنم مع أخيهم وحرموُا علِّىَ أنُفسهم أدن مظاهر العيد حت طفلِّت الصغية هدىً "‪" 6‬سنوُات‬
‫قالت ل " يرم علِّي لبَس الديد‪ ،‬وأخي ف السجنم بدون مأكل وملِّبَس"‪.‬‬
‫عيد بل كعك‬
‫اعتاد الشعب الفلِّسطين ف أواخر شهر رمضان علِّىَ عمحل الكحعك استعداددا لستقبَال عيد الفطر‪،‬‬
‫ولكحنم هذا العام امتنع الكحثي منم الهال عنم صنع الكحعك؛ فقد تزايد عدد الشهداء والرحىَ وحرصا‬
‫جيع الهال علِّىَ موُاساة بعضهم البَعض وحرصهم علِّىَ مشاعر غيهم حت بدت الشوُارع والسوُاق‬
‫خالية منم مكحوُنُات كعك العيد والارة علِّىَ غي عادتم؛ حيث تتلِّئ الال التجارية بكحوُنُات الكحعك‬
‫وتكحتظ السوُاق بالارة الذينم يشتون متطلِّبَات العيد‪ ،‬وتنع السيارات منم دخوُل تلِّك الشوُارع‪ ،‬وقد‬
‫بدت السوُاق حزينة وكأن الهال لنم تستقبَل العيد ‪ ،‬وعبت عنم ذلك أم أحد منم معسكحر خان‬

‫‪398‬‬
‫يوُنُس " لقد اتفقت أنُا وجيع نُساء العسكحر علِّىَ عدم صنع الكحعك هذا العيد تضامنا مع أمهات‬
‫شهداء معسكحر خان يوُنُس وأصحاب البَيوُت الت دمرت منه بسبَب القصف السرائيلِّي الستمحر علِّينا‬
‫يوُمييا‪ ،‬وقالت‪ " :‬أي كعك نُصنعه وف كل أسرة شهيد أو جريح ما زأالت عائلِّته تبَكحيه وقصف‬
‫الطائرات والدبابات يطاردنُا ف كل بيت؟!ا وكل واحد منا يتوُقع أن يسقط علِّيه بيته بسبَب تعرضه‬
‫لقذيفة أو صاروخ‪ ،‬والدمار علم علِّىَ كل أجزاء العسكحر‪ ،‬والوُاحدة منا توُشك أن تبَكحي دما بدل‬
‫الدموُع علِّىَ ما لق بالعسكحر منم خراب ودمار وأيدتا ف الرأي رويدا أبوُ لب منم مدينة غزة وزأوجة‬
‫الشهيد حسي أبوُ لب الذي ارتقىَ إل العل ف النُتفاضة الول " النُتفاضة الديدة فتحت كل‬
‫الروح القديإة‪ ،‬وعدت أتيل صوُرة زأوجي ف وجه كل شهيد أراه علِّىَ شاشة التلِّفازأ‪ ،‬وبت أشعر‬
‫بالوُف الشديد علِّىَ إخوُت الذينم يسكحنوُن ف مدينة خان يوُنُس؛ لذلك طلِّبَت منهم أل يأت أحد‬
‫منهم لزيارت ف العيد؛ خوُفا أن يصيبَهم رصاصا اليش السرائيلِّي الغاشم عند الوُاجز العسكحرية الت‬
‫كثرت عمحلِّيات الغتيال فيها ورغم أن موُظفة ف الامعة‪ ،‬ول أعان منم أي نُقص مال فإنُن رفضت‬
‫أن أشتي لبن ملبس العيد أو أصنع الكحعك كمحا كنت أفعل سابقا‪.‬‬
‫يييييييييي‬
‫زكاة المشاعر‬
‫سحر عبَده ‪26/12/2000 ...‬‬
‫تقبَل ال صيامكحم وقيامكحم وصال أعمحالكحم‪ ..‬وكلل عام وأنُتم إل‬
‫ال أقرب‪ ،‬وعلِّىَ طاعته أدوم‪.‬‬
‫للِّعيد فرحته وبجته‪ ،‬ومنم سنة نُبَينا الكحري صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أن نُدخل السرور علِّىَ بعضنا‪ ،‬ولكحن‬
‫أستمحيحكحم عذراد إذا أثار موُضوُعي بعض الشجوُن‪ ،‬ولكحنم الدف هوُ ي صدقوُن ي إدخال السرور‬
‫والسعادة علِّىَ قلِّوُبكحم؛ فساموُن‪..‬‬
‫منم وريقات دفت حياتنا نُقرأ ونُتذكر‪ ،‬فكحثي منا قد رحلِّوُا ف يوُم منم أيام العمحر‪ ..‬ف ساعة منم ساعات‬
‫الوُعي العمحيق‪ ..‬ف لظة منم تلِّك اللِّحظات الت تتمحزق فيها الجب عنم العان والشياء؛ فتبَدو أشد‬
‫نُضارة وأعمحق مغزىً‪ ،‬وف رحلِّة الياة كثي منا رحلِّوُا‪ ،‬صاعدينم هابطي ف منحن حياتم؛ ليصلِّوُا إل‬
‫اليوُم أو اللِّحظة الفريدة الت تتكحشف فيها أمامهم القيم والقدار‪.‬‬
‫وكل منا قد أحس وهوُ يصل إل قمحة النحن عبَث حياته الاضية‪ ،‬وتفاهة أيامه الاوية وسخمف مليي‬
‫اللِّحظات الت عاشها؛ فيعب حدود ذاته الغلِّقة وتتبَلِّوُر أمام عينيه العان والقائق ف الكحوُن منم حوُله‬
‫وف داخل نُفسه عب مساحات الوُجدان ‪...‬‬
‫وف أول ورقة دخلِّت دار رعاية اليتيمحات قدراد وبل إعداد مسبَق؛ فقابلِّتن عيوُنم البيئمة اللِّيئمة بالدموُع‬
‫وتسحوُا ب كالقطط الصغية فوُجدتن أقف للِّحظة‪ ،‬ث أحلِّهم بب غي مبَالية بالتهم وهيئمتهم‪،‬‬

‫‪399‬‬
‫وجلِّسنا مدعا لساعات ل أشعر برورها ول أكنم أحل معي إل قلِّيل منم اللِّوُىً‪ ،‬ولكحنم ما كانُوُا يرصوُن‬
‫علِّيه هوُ أن أضمحهم إل صدري وأقبَلِّهم‪ ،‬وخرجت وقد امتل قلِّب بشاعر فياضة وصفاء نُفسي كنت‬
‫أفتقده منم قبَل فسبَحان ال ما أحوُجن إليه!ا شعرت يوُمها بدىً نُسيان لنعم كثية ل أحدها ول أشعر‬
‫با‪ ،‬أبسطها وأعظمحها أن ل أبا وأما وأن لست مهوُلة النسب والوُية‪ ،‬وأن ل منم يرعان ويضمحن‬
‫ويإنحن الدفء العاطفي والمان‪ ،‬واكتشفت أن حقا شحيحة رغم ما أوصف به منم كرم‪ ،‬ولكحنه شح‬
‫النفس وشح الشاعر‪.‬‬
‫ووال ما يبَذله النُسان ويفيض به منم قلِّبَه علِّىَ منم حوُله يعوُد إليه أضعافاد مضاعفة‪ ،‬ويإتل قلِّبَه رضا‪،‬‬
‫ويكحتشف ما هوُ فيه منم ترف نُفسي وعقلِّي يظهر ف غضبَه وانُشغاله بأشياء ل وزأن لا ببَصيته الديدة‬
‫الت شملنم ال با علِّيه؛ فأصبَح يرىً بقلِّبَه‪ ،‬وكل الموُر أصبَح لا معدن آْخر حقيقي يلِّمحس شغاف‬
‫القلِّوُب؛ فيمحدها بالقوُة الت تعينه علِّىَ ما يقبَلِّه‪ ،‬ومرت اليام والسنوُات وكبت اليتيمحات‪ ،‬وأكمحلِّنم‬
‫تعلِّيمحهنم‪ ،‬وبعضهنم قد تزوجنم ول المحد؛ فمحا الانُع أن نُزكي ببَعض مشاعر الموُمة؛ فيخملِّف ال علِّينا‬
‫ف أموُمتنا بالي والبكة والنمحاء‪ ،‬ويبَارك لنا ف فلِّذات أكبَادنُا‪.‬‬
‫ونُقلِّب الوُريقات ف دفت حياتنا؛ فتقابلِّنا ورقة ثانُية اسها "كريإة" وهي فتاة معاقة ذهنييا تزوج أخوُها‬
‫وتوُف والداها‪ ،‬وأصبَحت تعيش ف حجرة صغية تت السلِّم‪ ،‬حي التقيت با كانُت تعيش منم عمحل‬
‫يدها فتساعد اليان وتقضي حاجاتم وتقوُم بأعمحال النظافة‪ ،‬كريإة تفهم جيددا‪ ،‬ولكحنم ل تتكحلِّم إل‬
‫كلِّمحات بسيطة غي مفهوُمة‪ ،‬وعلِّمحت أنا قد أصيبَت بسرطان الثدي وت استئمصاله‪ ،‬ولكحنم عاودها‬
‫الرض وكنت أزأورها أسبَوُعييا وبرغم كل شيء فالبتسامة ل تفارق وجهها‪ ،‬ول تسمحع منها سوُىً كلِّمحة‬
‫"يارب" ومع عوُدة الرض وشده فقرها أصبَحت النطقة ف صدرها شديدة اللتهاب وأحضرت لا‬
‫الطبَيب ووقفت بانُبَه وهوُ يغي علِّىَ جرحها‪ ،‬وف حيات لنم أنُسىَ ما رأيت فلول مرة أجد "الديدان‬
‫تأكل لم إنُسان حي" فالروح ف حالة تعفنم شديد؛ غالبَت نُفسي ودموُعي‪ ،‬ولسان كريإة ل يلِّهجه‬
‫إل بقوُل "يارب يارب" وذهبَت لعهد السرطان فلِّها هناك ملِّف‪ ،‬ولكحنهم أجابوُن بأن حالتها متأخرة؛‬
‫فذهبَت لوُحدة "علج الل" ولكحنم الطبَيبَة أخبتن أن الل أصبَح أقوُىً منم أي مدر أو مسكحنم‪،‬‬
‫وأرجع إل كريإة فأجدها تقوُل "يارب يارب" ول تبَكحي فتعجبَت منم نُفسي حي آْلن "ضرسي" وصرت‬
‫أبكحي ول أنُام‪ ،‬وأكاد أفقد عقلِّي منم الل؛ فتعلِّمحت الصب منم كريإة رحها ال‪ ،‬وامتل قلِّب ونُفسي‬
‫بالرضا‪.‬‬
‫وتقابلِّنا الوُرقة الثالثة حي ضرب الزلزال مصر امتلت الستشفيات بالصابي وذهبَنا لزيارتم‪ ،‬واستوُقفنا‬
‫صوُت رجل يتأوه بصوُت عاتل فذهبَنا تاهه‪ ،‬وتدثت أخت منا إليه عنم الصب‪ ،‬وأن الصب ل جزاء له‬
‫إل النة وتبَادلنا معه الديث فسأل‪ :‬هل سيغفر ل رب؟ قلِّنا نُعم؛ فأكثر منم الستغفار ومنم قوُل‪" :‬يا‬
‫حي يا قيوُم برحتك أستغيث" فظل يرددها وتركناه والتفتنا لنغادر القسم‪ ،‬ولكحنم المحرضة جرت صوُبنا‬

‫‪400‬‬
‫لتقوُل‪ :‬إن الرجل قد أسلِّم روحه إل خالقه غفر ال له ورحه؛ فبَكحينا جيعاد وحدنُا ال‪ ،‬وازأداد اليقي ف‬
‫قلِّوُبنا‪ ،‬وملت قلِّوُبنا السكحينة والرحة‪.‬‬
‫وبعد‪ ..‬فأحبَائي‪ ،‬ف قلِّب كل منا مشاعر إذا فاضت للت الكحوُن حيبَا وعطفاد ورحة وإيثادرا ‪ ...‬فلِّنفرح‬
‫ف عيدنُا‪ ،‬ولكحنم منم المحكحنم أن نُزكي منم مشاعر الفرح ويشاركها فيها اليتامىَ‪ ،‬والساكي والرضي‪،‬‬
‫ولنصحب أطفالنا بعد صلة العيد؛ لزيارتم لتمحتلِّئ قلِّوُبنا بالرحة والرضا والياة‪.‬‬
‫يييييييييي‬
‫في العيد‪ ..‬هل ننساها؟؟‬
‫ل تكحوُن وحيدة وقلِّب يوُم‬
‫دعاء جال ‪26/12/2000 ...‬‬
‫أهل به يزورنُا كل عام ‪ ..‬ريطل علِّينا بطلِّعته البَهية‪ ..‬ضيدفا عزيدزا علِّىَ القلِّوُب والنفوُس ‪ ..‬يفرح له‬
‫الصغار ويهش به الكحبَار‪ ..‬أهل بك أيها العيد ‪ ..‬حلِّلِّت أهل ونُزلت سهل بعد طوُل اشتياق ‪ ..‬جئمت‬
‫ولك ف قلِّوُبنا أسىَ مكحان ‪ ..‬أتيت تذكرنُا بأعز الحبَة ‪ ..‬تذكرنُا بأسىَ معن ف الوُجوُد وأعذب كلِّمحة‬
‫نُطقت با اللسنة وتغنت با‪ ..‬أتيتنا لنفرح بأزأهىَ باقة ورد ف حياتنا‪ ..‬بألمنا النوُن ‪ ...‬بنم نُغفل عنها‬
‫ف فرحتنا الطاغية بالعيد ‪ ..‬بنبَع السعادة الذي نُنسىَ أن نُسعده ليبَقىَ دائدمحا يفيض علِّينا بالسعادة‬
‫ونُنهل منه بأطيب رحيق‪ ..‬ففي العيد يإضي الكحل ف طريق سعادته‪ ،‬هذا هنا وذاك هناك ‪ ..‬هذا يإرح‬
‫مع أصحابه وتلِّك مع صوُيبَاتا ‪ ..‬وقد تبَقىَ الم – أساس السعادة – ل تد منم يدخل السعادة علِّىَ‬
‫قلِّبَها؛ فالكحل لهت مشغوُل ف سعادته وكيفية قضائه للِّعيد‪ ..‬ويظل ف ذهنم البَعض دائمحا أن الم هي‬
‫ينبَوُع السعادة والعطاء الذي ل ينضب‪ ،‬وأن كوُنم سعداء يكحفي لسعادها‪.‬‬
‫إن الم لا حقوُق علِّينا‪ ..‬وحق علِّينا إسعادها كمحا تسعدنُا ولوُ لنرد لا المحيل‪.‬‬
‫يا أمي البَيبَة‪ ،‬هنيدئما لك العيد وفرحته‪ ..‬يا نُبَع وفاء صاف ل يعرف الكحدر يوُما ‪ ..‬يا عريشا ما تركترهر‬
‫لظة إل اشتقت إليه ثانُية ‪ ..‬يا قلِّدبَا حوُىً الكحوُن‪ ،‬ومله حنانُا وألفة ‪ ..‬يا نُوُدرا أرىً به ف ظلِّمحة اليام‬
‫‪ ..‬يا شدسا مزقت غيوُم الزن والكحآبة‪ ..‬يا صفحة بيضاء نُاصعة‪ ،‬وريانُة خضراء يانُعة‪ ،‬وزأهرة بنفسجه‬
‫يافعة‪.‬‬
‫ت معناه ومتوُاه‪ ..‬يا قمحرا ربيعيا أششنُار دربنا فعرفناه ‪ ..‬يا لنم خلِّوُد أطربنا فعشقناه‬ ‫يا كلِّمحة ف كتاب أنُ ذ‬
‫‪ ..‬يا نمحة سابة ف ساء الياة ‪..‬يا وردا نُشر طيبَه ف الفق الرحب فأغناه‪..‬‬
‫أمي حبَك فوُق وصفي‪ ،‬والنفس تعجز كل حي عنم بوُح ما فيها‪ ..‬وأنُت بالشارة تفهمحي ‪ ..‬ف‬
‫طفوُلت كم بكحيت؛ فكحنت ل دوما معيدنا‪..‬‬
‫أماه عذرا ‪ ..‬لست أدري كيف أرد لك المحيل ‪ ..‬ف حضنك كم غفوُت وكنت ل نُعم العرينم ‪..‬‬
‫ضنم يا أمي يشدن دوما حني‪.‬‬ ‫أشتاق ذاك الذ ه‬

‫‪401‬‬
‫أماه كم صار اختلف بيننا هل تذكرينم؟!ا ول يدوم لنا سوُىً الب الدفي‪ ..‬فألف عذر يا حيات إن‬
‫كنت من تغضبَي ‪ ..‬فلِّيس ل سوُاك ألم تبَن عب السني‪.‬‬
‫أماه ‪ ..‬ف صدري تتنق الكحلِّمحات‪ ..‬وف عين آْلف العبات‬
‫أماه ل تنسي فؤاداد يدعوُ لك ف كل حي ‪ ..‬ول تكحوُن ذات يوُم وحيدة وقلِّب يوُم‪..‬‬
‫‪ ..‬فلِّيس ل سوُاك قلِّب يبَن عب السني‪ ..‬وهنيئما لك يا أم بالعيد‪.‬‬
‫يييييييييي‬
‫المراصد الفلكية في الحضارة السلمية‬
‫خالد عزب‬
‫عرفت الضارات القديإة علِّم الفلِّك وارتبَط فيها بالتنجيم ومعرفة الغيب‪ ،‬وهوُ ما ألقىَ بظلله علِّىَ علِّم‬
‫الفلِّك عند السلِّمحي حت عهد قريب‪ ،‬ولكحنم ف حضارة السلم‪ ،‬تلِّك الضارة الت نُبَذت التنجيم‬
‫واعتبته مالدفا لعقيدتا‪ ،‬انُفصل علِّم الفلِّك عنم التنجيم‪ ،‬وأصبَحت له قوُاعده العلِّمحية الت يرتكحز علِّيها‪.‬‬
‫ول يكحنم هذا النُفصال وليد الصدفة‪ ،‬بل وليد التجربة العلِّمحية والقياس والستنبَاط‪ ،‬والاجة السلمية‬
‫لتحديد موُاعيد الصلة واتاه القبَلِّة‪ ،‬حت أصبَحت الساجد الامعة ل تلِّوُ منم فلِّكحي يقوُم بتحديد‬
‫الوُقت منم خلل واحدة منم اللت الفلِّكحية الت عرفها وابتكحرها السلِّمحوُن‪.‬‬
‫لقد كان علِّم الفلِّك ف الضارات القديإة تائدها‪ ،‬ولكحنم مع العصر العبَاسي وف خلفة الأموُن بنم‬
‫هارون الرشيد‪ ،‬صار لذا العلِّم موُقع خاصا‪ ،‬فلول مرة نُرىً مراصد كبَية لا موُاقعها الثابتة والتمحيزة‪،‬‬
‫وآْلتا الضخممحة الصنعة بعناية‪ ،‬والرعاية الت حظيت با منم قبَل الدولة‪ ،‬وعدد الفلِّكحيي الذينم ارتبَطت‬
‫أساؤهم با‪.‬‬
‫ويرىً آْيدينم صاييلِّي أبرزأ البَاحثي التراك الذينم درسوُا الراصد الفلِّكحية أنُه نُشأت ظروف اقتنُت‬
‫بالسلم‪ ،‬وكانُت موُاتية لتطوُر الراصد كمحؤسسات‪ ،‬ذلك أن هناك ما يبر القوُل بأن السلم شكحل‬
‫بيئمة مناسبَة لنشأة الراصد وتطوُرها‪ ،‬فلِّقد كانُت هناك مرتبَة خاصة لعلِّم الفلِّك ف العال السلمي‪،‬‬
‫وكان هناك اهتمحام بالرصد البَاشر‪ ،‬وبدقة القياسات‪ ،‬وبالنظريات الرياضية‪ ،‬وبزيادة حجم اللت‪،‬‬
‫وبالصرار علِّىَ مارسة الفلِّكحيي أعمحالم ف ممحوُعات‪ ،‬وباليل إل التخمصص ف مالت ضيقة‪ ،‬وبالنزعة‬
‫التجريبَية عند علِّمحاء السلم‪.‬‬
‫كان للِّمحراصد ف عصر الأموُن عدة سات هامة لعل أهها البامجه البَحثية الددة‪ ،‬كانُت الهمحة الكحبىً‬
‫لتلِّك الراصد الول إياد جداول فلِّكحية مبَنية علِّىَ أرصاد حديثة للِّشمحس والقمحر فقط‪ .‬ولكحنم فضلد‬
‫علِّىَ كوُن البامجه الرسوُمة لا مدودة‪ ،‬فإنا كانُت ربدائية بعض الشيء منم حيث الدارة والتنظيم‬
‫الال‪ ،‬والوُاقع أن طبَيعة العمحل الددة الت نُيطت برصدي الأموُن ف الشمحاسية وقاسيوُن قد جعلِّتهمحا ل‬
‫يرقيان إل مستوُيات الراصد التكحاملِّة الت عرفها العال السلمي فيمحا بعد‪.‬‬

‫‪402‬‬
‫ظهر الرصد السلمي بشكحل أكثر تطوُدرا بعد زأمنم الأموُن بوُال قرن ونُصف قرن‪ ،‬وكان أكثر تنظيدمحا‬
‫منم الناحية الدارية‪ ،‬وعندما نُشأ مرصد شرف الدولة أصبَح له مدير يشرف علِّىَ تدبي شؤونُه‪ ،‬واقتن‬
‫ذلك بتوُسعة برنُامجه الرصد بيث صار يشمحل الكحوُاكب كافة‪ ،‬ولقد أمكحنم تقيق هذا الانُب الخي‬
‫منم تطوُر الراصد علِّىَ مرحلِّتي‪ ،‬ذلك أن هناك دليلد علِّىَ أن بعض برامجه الرصد قد اقتصرت علِّىَ‬
‫مشاهدة الكحوُاكب السريعة فقط إل جانُب الشمحس والقمحر‪.‬‬
‫كانُت الهمحة الرئيسية للعمحال الت يضطلِّع با الرصد تتمحثل ف إقامة جداول فلِّكحية جديدة لكحل‬
‫الكحوُاكب مبَنية علِّىَ أرصاد حديثة‪ .‬وكان هناك ميل واضح نوُ تصنيع آْلت تزداد حجدمحا علِّىَ مر‬
‫ضا‪،‬‬
‫الزمنم ونُزوع إل توُفي هيئمة عاملِّة متمحيزة‪ ،‬وذلك بوُجب التقدم الذي أمكحنم تقيقه ف هذا التاه أي د‬
‫ومنم شأن التطوُرات أن تعمحل علِّىَ تعزيز اعتقاد مفاده أن نُشأة الراصد‪ ،‬باعتبَارها مؤسسات‪ ،‬ترجع ف‬
‫أصلِّها إل اللِّفاء واللِّوُك‪.‬‬
‫ويعد الرصد الذي شيده السلِّطان السلِّجوُقي ملِّك شاه ف بغداد مرحلِّة أخرىً منم مراحل تطوُر العمحل‬
‫ف الراصد‪ ،‬وإن ل يتوُافر لدينا إل الن معلِّوُمات كافية حوُل عمحل هذا الرصد‪ ،‬وظل هذا الرصد‬
‫يعمحل لفتة تزيد علِّىَ عشرينم عامدا‪ ،‬وهي فتة زأمنية طوُيلِّة نُسبَييا بالنسبَة لعمحر الراصد‪ ،‬وقد رأىً‬
‫الفلِّكحيوُن آْنُذاك أنُه يلِّزم لنازأ عمحل فلِّكحي فتة زأمنية ل تقل عنم ‪ 30‬عامدا‪.‬‬
‫مرصد الراغة‬
‫يعد القرن السابع الجري أهم حقبَة ف تاريخ الراصد السلمية؛ لن بناء مرصد الراغة ت هذا القرن‪،‬‬
‫ويعد هذا الرصد واحددا منم أهم الراصد ف تاريخ الضارة السلمية‪ ،‬وتقع الراغة بالقرب منم مدينة‬
‫تبيز‪ .‬ربن الرصد خارج الدينة‪ ،‬ول تزال بقاياه موُجوُدة إل اليوُم‪ ،‬وقد أنُشأه "مانوُ" أخوُ "هوُلكوُ"‪.‬‬
‫كان مانوُ مهتدمحا بالرياضيات والفلِّك‪ ،‬وقد عهد إل جال الدينم بنم ممحد بنم الزيدي البَخماري بهمحة‬
‫إنُشاء هذا الرصد‪ ،‬واستعان بعدد هائل منم العلِّمحاء منهم‪ :‬نُصي الدينم الطوُسي‪ ،‬وعلِّي بنم عمحر‬
‫الغزوين‪ ،‬ومؤيد الدينم العرضي‪ ،‬وفخمر الدينم الراغي‪ ،‬وميي الدينم الغرب وغيهم كثي‪.‬‬
‫ض‪ ،‬لكحي يتم‬ ‫ويعد مرصد الراغة أول مرصد استفاد منم أموُال الوُقف؛ إذ وقفت علِّيه عقارات وأرا ت‬
‫ضمحان استمحرارية العمحل به؛ ولذا ظل العمحل جارديا ف الرصد إل عام ‪1316‬م وشهد حكحم سبَعة‬
‫سلطي اهتمحوُا به وبرعايته‪.‬‬
‫وتكحمحنم السمحة الثالثة لرصد الراغة ف النشاط التعلِّيمحي الام الذي ت فيه‪ ،‬فقد ت تعلِّيم العديد منم‬
‫الطلِّبَة ف الرصد علِّم الفلِّك والعمحل علِّىَ اللت الفلِّكحية‪ .‬كمحا كان بالرصد مكحتبَة ضخممحة ضمحت‬
‫آْلف الخمطوُطات ف شت مالت العرفة‪.‬‬
‫مرصد سرقند‬

‫‪403‬‬
‫أسس هذا الرصد "أولغ بك" حفيد "تيمحوُرلنك" ف سرقند‪ ،‬وف عام ‪ 1908‬ت الكحشف عنم موُقع هذا‬
‫الرصد حي نح "ج‪.‬ل فاتكحنم" ف العثوُر علِّىَ وقفية منم وقفياته تدد مكحانُه بالضبَط ف الدينة‪،‬‬
‫واستطاع ف أثناء تنقيبَاته الثرية أن يعثر علِّىَ قوُس كبَية كانُت تستخمدم ف تديد منتصف النهار‪،‬‬
‫وتعتب أهم الدوات الفلِّكحية ف الرصد‪.‬‬
‫يقع فناء الرصد الذي يبَلِّغ ارتفاعه حوُال ‪ 21‬متا علِّىَ تل ذي قاعدة صخمرية‪ ،‬وتبَلِّغ مساحة السطح‬
‫لذلك التل حوُال ‪ 85‬مدتا منم الشرق إل الغرب‪ ،‬وحوُال ‪ 170‬مدتا منم الشمحال إل النوُب‪ .‬وتيط‬
‫بالبَن الرئيسي للِّمحرصد حديقة‪ ،‬وأماكنم إقامة لغرض السكحنم‪ .‬وهذا ما يدل علِّىَ فخمامة البَن وعظمحته‪،‬‬
‫ويستدل منم الكتشافات الثرية أن ذلك البَن كان أسطوُان الشكحل وذا تصمحيم داخلِّي دقيق ومكحم‪.‬‬
‫ول يكحنم دمار مرصد سرقند وزأواله نُاجي‪ ،‬ف رأي فاتكحنم‪ ،‬عنم عوُامل طبَيعية؛ إذ منم التمحل أن يكحوُن‬
‫بعض الدمار قد نم عنم استخمدام رخامه ف عمحلِّيات بناء أخرىً‪ .‬وقد وضعت جداول فلِّكحية ف‬
‫الرصد‪ ،‬عرفت بداول "أولغ بك" وتعد منم أدق الداول ف العال‪ .‬ومنم العروف أن قبَة الرصد‪،‬‬
‫استغلِّت ف وضع الداول؛ حيث كان يوُجد با نُقوُش تدد الدرجات والدقائق والثوُان وأعشار الثوُان‬
‫لفلك التدوير‪ ،‬وللِّكحوُاكب السبَعة‪ ،‬وللِّنجوُم التحية‪ ،‬وللِّكحرة الرضية بتقسيمحاتا منم حيث القاليم‬
‫والبَال والصحارىً‪ .‬ومنم عمحلِّوُا ف هذا الرصد "غياث الدينم الكحاشي" الذي برع ف ميدان النمحاذج‬
‫اليكحانُيكحية للِّحركات السمحاوية‪.‬‬
‫يييييييييي‬
‫الزمن وقصة التقاويم‬
‫عمحاد حسي ممحد‬
‫الزمنم هوُ أكثر أموُر الياة تعقيددا؛ فهوُ علقة بي حركة الشمحس أو القمحر مع الرض مع النُسان‪،‬‬
‫ومنذ بداية التاريخ والنُسان يتهد ف وضع نُظام لذا الزمنم؛ ومنم ث عرفنا عدة نُظم عررفت باسم‬
‫التقوُي‪ ،‬وسنعرض لبَعض منها فيمحا يلِّي‪:‬‬
‫التقوُي العرب‬
‫جعل العرب اليوُم يبَدأ منم غروب الشمحس‪ ،‬ومنم ث رعرف التقوُي العرب باسم التقوُي الغروب‪ ،‬وقد قلسم‬
‫العرب يوُمهم إل اثنت عشرة ساعة للِّيل ومثلِّها للِّنهار‪ ،‬وت تقسيم الساعة إل خس عشرة درجة‪،‬‬
‫وقلسمحوُا الدرجة إل أربع دقائق تقريدبَا؛ وعلِّىَ ذلك فإن التوُقيت الغروب يتلِّف منم مدينة إل أخرىً‪،‬‬
‫كذلك فإن الدة الفعلِّية للِّساعة تتلِّف مع اليام بي الشتاء والصيف‪ ،‬وعلِّىَ ذلك فإن القيمحة القيقية‬
‫للِّدرجة تتاوح بي ثلث دقائق وثلِّث‪ ،‬وأربع دقائق وسدس دقيقة منم دقائقنا‪ ،‬وهذا النظام يصنع توُازأنُاد‬
‫ف ساعات العمحل صيدفا وشتاء‪ ،‬ولكحنم فروق التوُقيت بي الدن قد تسبَب ارتبَاكاد للعمحال‪.‬‬

‫‪404‬‬
‫ومنم العروف أن العرب يستخمدموُن السنة القمحرية‪ ،‬وعدة الشهر اثنا عشر شهدرا )ستأت فيمحا بعد‬
‫أساؤها(‪ ،‬وقد كانُوُا يتخمذون منم الحداث الامة بداية لتوُاريهم‪ ،‬منها بناء الكحعبَة الشرفة )ف حدود‬
‫سنة ‪ 1871‬ق‪.‬م(‪ ،‬وسيل الشعذرذم )ف حدود سنة ‪ 120‬ق‪.‬م(‪ ،‬وعام الفيل سنة ‪571‬م‪.‬‬
‫أما هيئمة التقوُي العرب وأساء الشهر فقد أخذت هيئمتها عام ‪412‬م‪ ،‬وقد بدأ التقوُي الجري ف عهد‬
‫عمحر بنم الطاب‪ ،‬وقد اتذ منم الجرة بداية لذا التقوُي )وكان ذلك للختلف حوُل يوُم اليلد بي‬
‫‪ 1821‬بصوُرة قاطعة( وقد بدأ العمحل بالتقوُي الجري ف يوُم الربعاء ‪ 20‬منم جادىً الخرة عام ‪17‬‬
‫هجرية‪ ،‬وعلِّىَ ذلك يكحوُن أول الرم سنة ‪ 1‬للِّهجرة هوُ يوُم المحعة ‪ 16‬توُزأ‪ /‬يوُليوُ سنة ‪ 622‬ميلدية‬
‫وسنة ‪ 338‬قبَطية‪ .‬وقد انُتشر التقوُي الجري ف العال مع الفتوُحات السلمية‪ ،‬وعلِّىَ أساسه ت ضبَط‬
‫العبَادات السلمية منم زأكاة وصيام وحجه‪.‬‬
‫التقوُي الصري‬
‫يعوُد هذا التقوُي إل عام ‪ 4241‬ق‪.‬م‪ ،‬وكان قدماء الصريي يستخمدموُن السنة الشمحسية وقد قاموُا‬
‫بتقسيم العام إل اثن عشر شهدرا‪ ،‬كل شهر ثلثوُن يوُدما‪ ،‬وف الشهر الخي منها فقط ويسمحىَ مسرىً‬
‫يضيفوُن خسة أيام أطلِّقوُا علِّيها اللِّوُاحق‪ ،‬وقد قلسمحوُا العام إل ثلثة فصوُل مرتبَطة بفيضان النيل‬
‫وعمحلِّية الزراعة‪ ،‬وكان بدايتها مع العتدال الريفي )‪ 21‬سبَتمحب(؛ لنُه بداية عمحلِّهم ف الزراعة‪ ،‬وأساء‬
‫الشهوُر ارتبَطت بآلتهم‪ ،‬وهي مستمحرة حت اليوُم تت اسم السنة أو التقوُي القبَطي‪ ،‬حيث ل يكحنم‬
‫للِّمحصريي حادثة يرتبَط التقوُي با‪ ،‬حت جاء المباطوُر دقلِّديانُوُس ف العصر السيحي وقتل منم‬
‫السيحيي مقتلِّة عظيمحة؛ فاتذ مسيحيوُ مصر بداية عهده الوُافق ‪ 284‬ميلدية بداية لتقوُيإهم؛ وعلِّىَ‬
‫هذا فالتقوُي القبَطي شسي ف سنوُاته‪ ،‬فرعوُن ف أساء شهوُره‪ ،‬مسيحي ف بدايته‪.‬‬
‫التقوُي العبي‬
‫هوُ تقوُي شديد التعقيد والغمحوُض ل يسنم حسابه إل الحاد منم أحبَارهم‪ ،‬وهم يقوُلوُن إنُه يبَدأ منم‬
‫عام ‪ 3760‬ق‪.‬م وهي سنة اللِّق ف زأعمحهم‪ ،‬والسنة ف جلِّتها تتوُافق مع السنة الشمحسية ولكحنم‬
‫بدايات الشهوُر عندهم قمحرية‪ ،‬وهي تبَدأ ف النظام الدن بشهر "تشرينم"‪ ،‬وأولا ملرم العمحل فيه‪ ،‬ولكحنم‬
‫السنة الدينية تبَدأ بشهر "نُيسان" الذي غليوا اسه إل "أبيب"‪ ،‬وعدد أيام السنة يتاوح بي‬
‫‪ 353354383384385‬يوُدما‪ ،‬وف الالت الثلث الخية يضيفوُن شهرا كاملد إل سنتهم‬
‫يسمحوُنُه آْذار‪.‬‬
‫التقوُي الرومان‬
‫اقتبَس الرومان تقوُيإهم منم جيانم اللبَان‪ ،‬وجعلِّوُا العام عشرة أشهر فقط ف البَداية‪ ،‬وجعلِّوُا بدايته عام‬
‫‪ 753‬وهوُ عام تأسيس روما‪ ،‬وكانُت الشهر كمحا يلِّي‪:‬‬
‫‪.1‬مارس نُسبَة للِّمحريخ وهوُ إله الرب الرومان وهوُ ‪ 31‬يوُدما‪.‬‬

‫‪405‬‬
‫‪.2‬إبريل وهوُ يرمز للزأهار رمز اللة "فينوُس" وهوُ ‪ 30‬يوُدما‪.‬‬
‫‪.3‬مايوُ وهوُ يرمز لللة اليوُنُانُية "مايا" الاصة بالصب والنمحاء وهوُ ‪ 30‬يوُدما‪.‬‬
‫‪.4‬يوُنُيوُ وهوُ يرمز للسم ‪ Junius‬وهوُ اسم أكب القبَائل الرومانُية وهوُ ‪ 30‬يوُدما‪.‬‬
‫‪.5‬الشهر منم الامس إل العاشر ترمز إل مكحانا‪ ،‬وأساؤها‪ :‬كوُنُيلِّس أي الامس وهوُ ‪ 31‬يوُدما‪ ،‬ث‬
‫سكحستيلِّس أي السادس وهوُ ‪ 30‬يوُدما‪ ،‬سبَتمحب أي السابع وهوُ ‪ 30‬يوُدما‪ ،‬ث أكتوُبر أي الثامنم ‪31‬‬
‫يوُدما‪ ،‬نُوُفمحب أي التاسع ‪ 30‬يوُدما‪ ،‬ديسمحب العاشر ‪ 31‬يوُدما‪.‬‬
‫‪.6‬وعدد أيام السنة ‪ 304‬أيام‪ ،‬ولا ف هذا النظام منم خلِّل واضح؛ ت إدخال عدة تعديلت أهها‪:‬‬
‫تعديل نُوُما ‪ Numa Pompilus‬وهوُ ثان أباطرة الرومان‪ ،‬وقد حكحم بي ‪ 715‬إل ‪ 672‬قبَل‬
‫اليلد واشتمحلِّت تعديلته علِّىَ الت‪:‬‬
‫‪.1‬أضاف شهدرا قبَل مارس ساه يناير )وهوُ يرمز إل الله "يانُوُس" إله الشمحس عند الرومان وهوُ حارس‬
‫أبوُاب السمحاء(‪.‬‬
‫‪.2‬أضاف شهدرا بعد ديسمحب أساه فباير )وهوُ يعن الكحفارة أو شهر التطهر والتقديس(‪.‬‬
‫‪.3‬أضاف شهدرا طوُله ‪ 22‬يوُدما أو ‪ 23‬يوُدما مرة كل سنتي‪.‬‬
‫وف سنة ‪ ،452‬قام أحد الباطرة الرومان بعل شهر فباير بي يناير ومارس أي ف مكحانُه الال‪،‬‬
‫ولكحنم الكحهنة تلعبَوُا بذا التقوُي حت جاء يوُلوُيس قيصر وأدخل تعديلته‪ ،‬وكان ذلك بساعدة فلِّكحي‬
‫مصري اسه "سوُسيحنيوُ"‪ ،‬فكحانُت صوُرة التقوُي كالتال‪:‬‬
‫‪.1‬جعل السنة الشمحسية هي أساس التقوُي‪.‬‬
‫‪.2‬جعل السنة الكحبَيسة ‪ 366‬يوُدما والعادية ‪ 365‬يوُدما‪.‬‬
‫‪.3‬جعل سنة ‪ 718‬رومانُية تساوي ‪ 445‬يوُدما لعادة ضبَط التقوُي‪.‬‬
‫‪.4‬جعل مبَدأ التاريخ الرومان أول يناير ‪ 709‬تبَدعا للِّرومان‪.‬‬
‫‪.5‬جعل الشهوُر فردية العدد مثل يناير ومارس ‪ 31‬يوُدما والزوجية ‪ 30‬يوُدما‪.‬‬
‫‪.6‬جعل شهر فباير ‪ 29‬يوُدما ف السنة العادية و ‪ 30‬يوُدما ف الكحبَيسة‪.‬‬
‫وف عام ‪ 44‬ق‪.‬م ت إطلق اسم يوُليوُس قيصر علِّىَ الشهر السابع فصار اسه "يوُليوُ"‪ ،‬وف عام ‪31‬‬
‫ق‪.‬م أطلِّق اسم المباطوُر إكتافيوُس اللِّقب بأغسطس )أي الهيب( علِّىَ الشهر الثامنم فصار اسه‬
‫أغسطس‪ ،‬وحت ل يكحوُن ف عدد أيامه أقل منم سلِّفة ذزأيد ف أيامه يوُم رأخذ منم شهر فباير‪ ،‬ث حدث‬
‫تعديل لعدد أيام كل منم سبَتمحب ونُوُفمحب وهي أشهر فردية وجعلِّها ‪ 30‬يوُدما فقط‪ ،‬وبذلك انُتهىَ وضع‬
‫الشهوُر علِّىَ ما علِّيه الن‪ ،‬ولكحنم البَداية اختلِّفت بتعديلِّي الول بتقوُي أكسيجوُس الراهب )التوُف عام‬
‫‪ 550‬ميلدية(‪ ،‬وقد توُصل هذا الراهب إل رواية منم "كلِّيمحنت السكحندري" مفادها‪ :‬أن السيح ولد ف‬
‫‪ 25‬ديسمحب منم عام ‪ 28‬لكحم القيصر أغسطس إكتافيوُس‪ ،‬وهذا يساوىً سنة ‪ 754‬رومانُية‪ ،‬وقد‬

‫‪406‬‬
‫أخطأ كل منم كلِّيمحنت وأكس يوُس دون شك ف هذا التحديد لسبَاب أهها أن كلِّيمحنت‬
‫السكحندري سجل انُتصار إكتافيوُس ف موُقعة إكتيوُم ‪ 727‬رومانُية بينمحا هي ‪ 723‬رومانُية‪.‬‬
‫علِّىَ كرل استقر المر بذا التعديل العروف باسم التقوُي اليوُليان السيحي أن جعل بداية السنة‬
‫اليلدية بيوُم البَشارة ف ‪ 25‬آْذار‪ /‬مارس‪ ،‬وجرىً الناس علِّىَ ذلك فتة ث وقع الختيار علِّىَ السبَوُع‬
‫الذي يلِّي تاريخ اليلد ليكحوُن بداية السنة الديدة وهوُ الستقر للن‪ .‬أما التعديل الخي فقد عرف‬
‫باسم التقوُي الريوُري‪ .‬ومبَدأ المر أن التقوُي اليوُليان استقر علِّىَ أن السنة تعادل ‪ 365‬يوُدما وربع‬
‫اليوُم‪ ،‬بينمحا ف الوُاقع تنقص السنة عنم ذلك بقدار ‪ 11‬دقيقة و ‪ 14‬ثانُية‪ .‬ومع توُال السني بدأ الفرق‬
‫يتضح‪ ،‬وقد لحظ ذلك بطريرك الفاتيكحان جريوُري الثالث عشر أن ف ‪ 325‬ميلدية عقد ممحع نُيقية‬
‫ف ‪ 21‬آْذار‪ /‬مارس أي ف يوُم العتدال الربيعي‪ ،‬وف سنة ‪ 1582‬ميلدية أن المحع وقع ف آْذار‬
‫فاستدعي الراهب كلفيوُس لصلح التقوُي فقام بعمحلِّي ف آْن واحد‪:‬‬
‫*حسب الفرق بي السنة اليوُليانُية والسنة الشمحسية‪ ،‬فبَلِّغ ثلثة أيام كل ‪ 400‬سنة‪.‬‬
‫*قرر استقطاع عشرة أيام منم سنة ‪ 1582‬ميلدية‪ ،‬فجعل يوُم المحعة الامس منم تشرينم الول‪/‬‬
‫أكتوُبر يساوي المحعة الامس عشر منم ذات الشهر‪.‬‬
‫وبذلك ظهر التقوُي الريوُري‪ ،‬وقد طبَقت فرنُسا النظام فوُر صدوره‪ ،‬ث أخذت به إنلِّتا عام‬
‫‪ ،،1752‬واليابان ‪1872‬م‪ ،‬وأخذت به مصر ف عام ‪1875‬م‪ ،‬وف الصي عام ‪1912‬م واليوُنُان‬
‫سنة ‪1913‬م‪ ،‬وقد ت تطبَيقه ف سوُرية ولبَنان وفلِّسطي والردن والعراق ف أيام الحتلل النلِّيزي‬
‫والفرنُسي‪ ،‬وت تطبَيقه ف التاد السوُفيت عام ‪1923‬م‪ ،‬وف تركيا عام ‪.1923‬‬
‫وف ختام الديث يب أن نُشي أن الرمنم يعدون يوُم ‪ 9‬توُزأ‪ /‬يوُليه عام ‪ 553‬ميلدية هوُ بادية‬
‫لتاريهم؛ بسبَب عقد ممحع "تيبَتي" ف تلِّك السنة‪ ،‬وهوُ الذي فصل بي كنيسة الرمنم والكحنيسة‬
‫اليوُنُانُية‪.‬‬
‫التقاوي الخمتلِّفة‬
‫العرب‬
‫السريان*‬
‫الرومان‬
‫القبَطي‬
‫العبي‬
‫الرم‬
‫آْب‬
‫أغسطس‬

‫‪407‬‬
‫توُت‬
‫تشرىً‬
‫صفر‬
‫أيلِّوُل‬
‫سبَتمحب‬
‫بابة‬
‫مرحشوُان‬
‫ربيع ‪1‬‬
‫تشرينم ‪1‬‬
‫أكتوُبر‬
‫هتوُر‬
‫كسل‬
‫ربيع ‪2‬‬
‫تشرينم ‪2‬‬
‫نُوُفمحب‬
‫كيهك‬
‫طابات‬
‫جادي ‪1‬‬
‫كانُوُن ‪1‬‬
‫ديسمحب‬
‫طوُبة‬
‫شبَاط‬
‫جادي ‪2‬‬
‫كانُوُن ‪2‬‬
‫يناير‬
‫أمشي ‪...‬‬
‫آْذار‬
‫رجب‬
‫شبَاط‬

‫‪408‬‬
‫فباير‬
‫برمهات‬
‫نُيسان‬
‫شعبَان‬
‫آْذار‬
‫مارس‬
‫برموُدة‬
‫آْيار‬
‫رمضان‬
‫نُيسان‬
‫ريل‬
‫بشنس‬
‫سيوُان‬
‫شوُال‬
‫آْيار‬
‫مايوُونُة‬
‫توُزأ‬
‫ذو القعدة‬
‫حزيران ‪...‬‬
‫يوُنُيوُ‬
‫أبيب‬
‫آْب‬
‫ذو الجة‬
‫توُزأ‬
‫يوُليوُ‬
‫مسرىً‬
‫أيلِّوُل‬

‫‪409‬‬
‫*أساء الشهوُر السريانُية يرجع ف أصلِّها إل آْلة بابلِّية ف معظمحها‪ ،‬وهي ترجع إل تقوُي السكحندر‪،‬‬
‫وهوُ يبَدأ عند أغلِّب العلِّمحاء منم عام ‪ 312‬ق‪.‬م‪ ،‬وهوُ العام الذي فتح فيه أحد قوُاد السكحندر )وهوُ‬
‫سلِّوُقس(مدينة بابل‪ ،‬وقد انُدثر هذا التقوُي منذ القرن الي ‪ 17‬اليلدي‪ ،‬ولكحنم استمحرت أساء الشهوُر‪.‬‬
‫يييييييييي‬
‫صوموا لرؤيته‪ ..‬وأفطروا لرؤيته‬
‫‪04/11/2002‬‬
‫‪...‬‬
‫بثينة أسامة **‬
‫يستعد العال السلمي لستطلع رؤية هلل رمضان‪ .‬وقد اعتاد الناس الدل الوُاسع حوُل رؤية أهلِّة‬
‫الشهوُر القمحرية‪ ..‬واختلفها أو اتفاقها مع السابات الفلِّكحية‪ .‬ورغم وجوُد خلِّل تاريي ف تلِّك‬
‫السابات )ت تلفيه ف السنوُات الخية( فإن اختلف الرؤية منم مكحان إل مكحان علِّىَ الكحرة الرضية‬
‫ما زأال وارددا‪ ..‬بل ويؤكد علِّيه علِّمحاء الفلِّك‪.‬‬
‫نُشأة اللِّل ف السابات الفلِّكحية‬
‫التقوُي السلمي أو الجري هوُ طريقة لتأريخ الزمنم‪ ،‬بدأ بجرة الرسوُل علِّيه الصلة والسلم‪ ،‬ويعتمحد‬
‫علِّىَ الشهوُر القمحرية؛ حيث يبَدأ الشهر القمحري ف التقوُي السلمي برؤية اللل استناددا إل قوُل‬
‫الرسوُل علِّيه الصلة والسلم‪" :‬صوُموُا لرؤيته وأفطروا لرؤيته"‪.‬‬
‫وقد قام علِّمحاء الفلِّك والرياضة ف عصر الضارة السلمية )منم القرن الثالث الجري إل القرن السابع‬
‫الجري( بوُضع القوُاعد والعايي الدقيقة للِّتنبَؤ بالهلِّة الت اعتمحدت علِّىَ تطوُير العايي البَابلِّية القديإة‪،‬‬
‫وقد انُتشرت تلِّك العايي لعدة قرون ف معظم أناء العال السلمي‪ ،‬لكحنم مع اضمححلل تلِّك الضارة‬
‫والضياع التدريي لتلِّك العرفة العلِّمحية بدأت العديد منم الدول السلمية ف الرجوُع إل تقوُيإاتا‬
‫التقلِّيدية كالتقوُي اليلدي أو الصين أو الندي حيث أدىً هذا إل حدوث خلِّل ف أسلِّوُب التنبَؤ‬
‫بالتقوُي الجري‪.‬‬
‫فمحعظم تلِّك التقوُيإات تعتب أن بداية الشهر القمحري هي الوُصوُل إل نُقطة التزامنم أو القتان بي‬
‫الرض والقمحر والشمحس‪ ،‬أي وقوُعها علِّىَ خط واحد مع وجوُد القمحر بي الرض والشمحس؛ حيث‬
‫يصبَح القمحر ف هذه الالة غي مرئي تادما‪ ،‬وهوُ ما يطلِّق علِّيه الاق‪ ،‬وهذا ما يتعارض مع البَداية‬
‫الشرعية للِّشهر الت دلنا علِّيها رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ف قوُله‪" :‬صوُموُا لرؤيته وأفطروا لرؤيته"‬
‫حيث اعتب هنا أن بداية الشهر القمحري مع بداية القدرة علِّىَ رؤية القمحر )اللل( الذي ل يإكحنم رؤيته‬
‫إل بعد ‪ 17‬إل ‪ 20‬ساعة منم الوُصوُل إل الاق أي حوُال ثلثة أرباع يوُم‪.‬‬
‫موُلد اللل ورؤيته‬

‫‪410‬‬
‫خلل الشهر القمحري ف دورة القمحر حوُل الرض يتمحع كل منم الرض والقمحر والشمحس مرتي علِّىَ‬
‫خط واحد تقريب‪ :‬أولها عندما يكحوُن القمحر بددرا؛ حيث تكحوُن الرض بي القمحر والشمحس‪ ،‬والثانُية‬
‫بعدها بوُال ‪ 14.5‬يوُدما عندما يصبَح القمحر ماقا؛ حيث يكحوُن القمحر بي الشمحس والرض‪ ،‬وحيث‬
‫إن القمحر ليس ندمحا بل جردما مظلِّدمحا فهوُ ل يرسل أي أشعة؛ لذلك ل يإكحنم رؤيته منم علِّىَ سطح‬
‫الرض إل عنم طريق قيامه بعكحس الشعة الوُاقعة علِّيه منم الشمحس الت تصل تقريدبَا إل الصفر ف وضع‬
‫الاق؛ حيث يكحوُن القمحر كالرآْة الت أعطت ظهرها لصدر الضوُء‪ ،‬وبالتال ل تد أشعة لتعكحسها؛‬
‫لذلك ل يإكحنم رؤيته‪.‬‬
‫ولكحي يوُلد اللل الديد أي يإكحنم رؤية القمحر مرة أخرىً منم علِّىَ سطح الرض يب أن يرج القمحر‬
‫ف منم أشعة‬ ‫منم تزامنه علِّىَ خط واحد مع الرض والشمحس بالقدر الذي يإكحنه منم عكحس مقدار كا ت‬
‫الشمحس يإكحنم أن تلِّتقطه العي الدمية‪ .‬ولكحي يصل القمحر إل هذا الد الدن منم الرؤية يكحوُن عمحره‬
‫قد أصبَح منم ‪ 17‬إل ‪ 20‬ساعة‪ ،‬ويكحوُن قد أخذ زأاوية مقدارها حوُال ‪ 12‬درجة منم الشمحس‪ ،‬غي أن‬
‫هناك شردطا أساسييا آْخر حت يإكحنم رؤية اللل‪ ،‬وهوُ أن يدث وضع الاق قبَل غروب الشمحس بوُقت‬
‫ف يسمحح للِّقمحر بأن يصل للِّوُضع الذي يصبَح فيه مرئييا حت يإكحنم رؤيته بعد غروب الشمحس‬ ‫كا ت‬
‫مبَاشرة‪ ،‬ففي هذه الالة يبَقىَ القمحر مرئييا لدة ‪ 48‬دقيقة فقط بعد الغروب‪ ،‬أما إذا حدث وضع الاق‬
‫عند الغروب أو بعده فل يإكحنم ف هذه الالة رؤية اللل‪.‬‬
‫وهكحذا تكحوُن تلِّك الي ‪ 17‬ساعة ما بعد الاق منم أهم العوُامل الت قد أحدثت خلِّدل ف التنبَؤ بالتقوُي‬
‫الجري‪ ،‬ومع العلِّم أن دورة القمحر حوُل الرض تأخذ حوُال ‪ 29.5306‬يوُدما‪ ،‬إذن ل يوُجد شهر‬
‫‪ 29‬يوُدما بالضبَط أو ‪ 30‬يوُدما بالضبَط؛ لذلك يلِّعب التقريب دودرا كبَديا ف السابات الفلِّكحية لبَداية‬
‫كل شهر قمحري ما قد يعلِّه عامل آْخر منم عوُامل اللِّل ف التنبَؤ بالتقوُي‪.‬‬
‫أسلِّوُب جديد للِّتنبَؤ بالهلِّة‬
‫هناك عامل آْخر يؤثر علِّىَ التنبَؤ برؤية اللل‪ ،‬لكحنه ما زأال غي معروف علِّىَ نُطاق واسع وهوُ الط‬
‫الزمن القمحري أو ‪ International Lunar Dateline‬ويرمز له ‪ I.L.D.L‬فاللل يإكحنم أن‬
‫يرىً ف مكحان ما دون أن يعن هذا إمكحانُية رؤيته ف جيع الماكنم الوُاقعة علِّىَ نُفس خط الطوُل؛‬
‫وذلك لوُجوُد خط زأمن يأخذ شكحل النحن علِّىَ سطح الكحرة الرضية إل الغرب منم هذا النحن يإكحنم‬
‫أن يرىً اللل‪ ،‬لكحنم إل الشرق منه ل يإكحنم رؤيته وقريدبَا منم هذا الط علِّىَ كل منم جانُبَيه يوُجد‬
‫منطقة عدم تأكد صغية يإكحنم أو ل يإكحنم رؤية اللل فيها‪ ،‬وتقدر تلِّك النطقة بوُال ‪ 10‬درجات‬
‫شردقا وغردبا‪.‬‬
‫وقد اكتشف هذا الط وقام بتسمحيته العال الفلِّكحي الدكتوُر "ممحد إلياس" وهوُ ماليزي النسية‪ ،‬وعب‬
‫هذا الط النحن قسم العال إل ‪ 3‬مناطق تتحد ف رؤية اللل وهي‪ :‬المريكحتان‪ ،‬وأوروبا وأفريقيا‬

‫‪411‬‬
‫وغرب آْسيا‪ ،‬وشرق آْسيا واليط الادي‪ .‬وقد وضع ف كتابه "الوقات والقبَلِّة" )& ‪Times‬‬
‫‪ (Qibla‬الذي صدر عام ‪ 1984‬البَيانُات اللزأمة لرسم ‪ I.L.D.L‬لدة ‪ 25‬سنة‪ ،‬ت تربة هذا‬
‫الط الزمن ومقارنُة نُتائجه مع الرؤية الفعلِّية لكثر منم ‪ 10‬سنوُات ف أكثر منم دولة إسلمية‪ ،‬وقد‬
‫أثبَت دقة فائقة ف التنبَؤ؛ حيث إنُه يعتمحد علِّىَ القاعدة الشرعية لبَداية الشهوُر الجرية‪ ،‬وهي رؤية‬
‫اللل وليس الاق‪ ،‬ورغم الدقة الت أصبَحت تققها أساليب الساب الفلِّكحي فإنُه ل يإكحنم التغاضي‬
‫عنم الرؤية الشرعية‪.‬‬
‫يإكحنك تربة الساب الفلِّكحي لعرفة مت سيظهر هلل رمضان عب هذا الرابط‪:‬‬
‫*‪/http://www.starlight.demon.co.uk/mooncalc‬‬
‫اقرأ أيضدا‪:‬‬
‫*الساب الفلِّكحي لتحديد أوائل الشهوُر العربية‬
‫الصادر‪:‬‬
‫* ‪Uniform Islamic Lunar Calendar of crescent prediction‬‬
‫)‪(Mazhar Korashy‬‬
‫*‪Islamic Crescents' Observation Project‬‬
‫** مرر صفحة العلِّوُم والتكحنوُلوُجيا بالوُقع‬
‫يييييييييي‬
‫الحساب الفلكي لتحديد أوائل الشهور العربية‬
‫دكتوُر مسلِّم شلِّتوُت‬
‫القمحر كمحا هوُ معروف جرم تابع للرض وجسم مظلِّم ل يضيء بذاته‪ ،‬بل يعكحس ما يسقط علِّيه منم‬
‫ضوُء الشمحس إل الرض؛ فيصبَح مرئديا بالنسبَة لسكحان الرض‪ .‬وهذه الضاءة واتساع مساحتها تتلِّف‬
‫باختلف زأاوية موُقع القمحر اليوُمي منم الرض والشمحس‪ ،‬ما ينشأ عنها ظاهرة أوجه القمحر العروفة‪ ،‬والت‬
‫استخمدمها السلِّمحوُن أسادسا للِّتقوُي الجري العمحوُل به؛ تطبَيدقا لقوُل ال تعال ف كتابه الكحري‬
‫"يسألوُنُك عنم الهلِّة قل هي موُاقيت للِّناس والجه"‪ .‬حيث يتم تثبَيت يوُم بدء الشهر القمحري برؤية‬
‫اللل بعد غروب الشمحس ف يوُم ‪ 29‬منم الشهر القمحري السابق‪ ،‬وإذا تعذرت رؤية اللل يتوُجب‬
‫إكمحال عدة الشهر القمحري السابق ‪ 30‬يوُدما‪ ،‬ث يبَدأ بعد ذلك الشهر القمحري الديد؛ وذلك لداء‬
‫فريضت الصوُم والجه عند السلِّمحي‪.‬‬
‫لذلك كان لدراسة حركة القمحر أهية كبَية لتحديد ميلد الهلِّة الت تساعد كثديا ف تديد بدايات‬
‫الشهر القمحرية؛ وذلك لن أمر اللل يثي اهتمحام الكحثي منم الناس وخاصة السلِّمحي الذينم دأبوُا ف‬
‫أقطارهم الخمتلِّفة للِّتطلِّع إل الفق لرؤيته بعد غروب الشمحس للِّتثبَت منم بعض مناسبَاتم الدينية‪.‬‬

‫‪412‬‬
‫فبَعضهم قد يوُفق ف رؤية اللل‪ ،‬بينمحا يشتبَه الخرون فيتوُهوُن رؤيته‪ ،‬ومنهم منم ل يتمحكحنم منم رؤيته‬
‫البَتة؛ وبذلك قد يصل الختلف بي القطار العربية والسلمية ف تعيي موُعد إقامة الشعائر الدينية‪.‬‬
‫لذلك ند أن الوُاجب يتم علِّىَ الفلِّكحيي السلِّمحي الساهة منم أجل تقدي العوُن للِّمحسلِّمحي‪ ،‬منم‬
‫خلل حساباتم الفلِّكحية الت قد تساعد كثديا ف هذا الال؛ لتضييق شقة اللف إن وجدت‪.‬‬
‫ومدار القمحر حوُل الرض يتخمذ شكحل القطع الناقص كمحا هوُ الال بالنسبَة إل مدارات الكحوُاكب‬
‫السيارة الخرىً‪ ،‬إل أنُه يتلِّف عنم كوُنُه غي منتظم وفيه الكحثي منم التعقيد بسبَب التأثي الذب الوُاقع‬
‫علِّيه منم قبَل كل منم الشمحس والرض‪ ،‬ولذا فإن الختلف ف مداره الركزي يكحوُن غي ثابت وسرعته‬
‫ضا؛ ونُظدرا لوُجوُد هذا التفاوت ف الختلف الركزي للِّمحدار‪ ،‬فإن التصحيحات‬ ‫ف الدار غي ثابتة أي د‬
‫اللزأمة والخذ بعي العتبَار الكحثي منم العوُامل والؤثرات الت تؤثر علِّىَ حركة ومدار وموُقع القمحر خلل‬
‫دورانُه حوُل الرض؛ لن كل هذه العوُامل تؤثر بشكحل أو بآخر علِّىَ زأمنم دورة القمحر وموُقع القمحر ف‬
‫السمحاء وبعده وقربه عنم الرض‪ ،‬هذا بالضافة إل تأثي الكحوُاكب السيارة القريبَة منم الرض علِّىَ حركة‬
‫ومدار القمحر‪ .‬وعلِّىَ الرغم منم أن هذه التأثيات بسيطة فإنُه يب مراعاتا ف السابات الفلِّكحية‪،‬‬
‫وخاصة إذا ما توُخينا الدقة العالية ف حسابات مدة الدورة ولظة ميلد اللل وموُقع القمحر ف أي‬
‫لظة مطلِّوُبة‪ ،‬ونُعن بوُاقع القمحر ف السمحاء بعده عنم الشمحس‪ ،‬وموُقعه بالنسبَة لفق راصد معي‪ ،‬وزأمنم‬
‫شروقه وزأمنم غروبه‪ ،‬وما إل ذلك منم الموُر الخرىً الت تسهل عمحلِّية الستدلل علِّىَ القمحر‬
‫ومشاهدته‪ ،‬وخاصة عندما يكحوُن ف طوُر اللل‪.‬‬
‫ولقد تكحنم العال الفلِّكحي الوروب "براون" ف ناية القرن التاسع عشر منم وضع جداول مفصلِّة لتحديد‬
‫حركة القمحر‪ ،‬ث تكحنم البَاحثوُن الفلِّكحيوُن ف القرن الال منم تصحيح هذه الداول ووضعها بصيغة‬
‫معادلت يإكحنم استعمحالا لتحديد موُقع القمحر‪ .‬وبعد انُتشار الاسبَات اللية‪ ،‬فقد قام بعض الفلِّكحيي‬
‫السلِّمحي بتطوُير برامجه للِّحاسب الل لتحديد حركة الرض حوُل الشمحس بالستناد إل قوُانُي‬
‫"كبَلِّر"‪ ،‬وذلك لتحديد زأمنم غروب الشمحس بالدقة الطلِّوُبة‪ ،‬وبعد ذلك يتم تديد موُقع اللل‪ ،‬استناددا‬
‫إل العادلت الشتقة منم جداول "براون" لركة القمحر‪.‬‬
‫ولقد برزأ منم الفلِّكحيي السلِّمحي الذينم تطرقوُا إل موُضوُع استخمدام الساب الفلِّكحي لتحديد أوائل‬
‫الشهوُر الجرية العديد منم العلِّمحاء‪ ،‬أشهرهم "البَتان" ‪850929‬م‪ ،‬و"البَيون" ‪9731048‬م‪،‬‬
‫"ونُصي الدينم الطوُسي" ‪12581274‬م‪ .‬وف القرن الاضي قام اللِّوُاء الصري "ممحد متار باشا"‬
‫‪ 18461897‬بتأليف كتابه القليم "التوُفيقات اللامية ف مقارنُة التوُاريخ الجرية بالسني الفرنية‬
‫والقبَطية منم سنة ‪ 1‬إل سنة ‪ 1500‬هجرية"‪ .‬وقد قام الدكتوُر "ممحد عمحارة" بدراسة وتقيق وتكحمحلِّة‬
‫هذا الكحتاب‪ ،‬وت نُشر الطبَعة الول منه عام ‪1400‬هي ‪1980‬م‪ ،‬عنم طريق الؤسسة العربية للِّدراسات‬
‫والنشر ف ملِّدينم‪ .‬أما ف السنوُات الخية‪ ،‬فقد برزأ اهتمحام السلِّمحي بالوُضوُع‪ ،‬ولعل السبَب هوُ تطوُر‬

‫‪413‬‬
‫طرق الوُاصلت والتصالت بي أرجاء العال السلمي الخمتلِّفة‪ ،‬ف حي ل زأال السلِّمحوُن يتلِّفوُن ف‬
‫أوقات أعيادهم وحت ف الدول التجاورة ما ل يإكحنم تفسيه‪.‬‬
‫وقد برزأ ف هذا الال عدد منم البَحوُث‪ ،‬أهها تلِّك الت نُشرها الستاذ الاليزي الدكتوُر‪" /‬ممحد إلياس"‬
‫ف السبَعينيات‪ ،‬وتلِّك الت نُشرها الستاذ الدكتوُر "حيد موُل النعيمحي" وممحوُعته بقسم الفلِّك – كلِّية‬
‫العلِّوُم – جامعة بغداد ف الثمحانُينيات‪ .‬كمحا أن الساب الفلِّكحي لوائل الشهوُر العربية أصبَح يتم ف‬
‫كل منم مرصد حلِّوُان‪ ،‬وهيئمة الساحة الصرية كجزء منم العمحل الروتين اليوُمي ف هذه الهات‪.‬‬
‫ولتحديد بداية الشهر القمحري الشرعي‪ ،‬يب تديد الشروط اللزأمة الت تسمحح للِّعي الردة بتمحييز‬
‫هلل الشهر الديد‪ ،‬وهناك عوُامل كثية تؤثر علِّىَ عمحلِّية الرؤية هذه أهها‪:‬‬
‫‪ 1‬عمحر اللل وبعده الزاوي عنم قرصا الشمحس‪.‬‬
‫‪ 2‬ارتفاع اللل عنم مستوُىً الفق وقت الغروب‪.‬‬
‫‪ 3‬بعد القمحر عنم الرض‪.‬‬
‫‪ 4‬طبَيعة الظروف الوُية وشفافية الوُاء‪.‬‬
‫إن العاملِّي الول والثان هي الرئيسة‬
‫ف تديد القدرة علِّىَ الرؤية‪ ،‬أما الفقرة الثالثة فتأثيها قلِّيل؛ حيث إن بعد القمحر عنم الرض يتغي بدود‬
‫‪ ،%4 +‬ول يؤثر ذلك كثديا علِّىَ قابلِّية الرؤية ومنم المحكحنم إهاله‪ ،‬أما الفقرة الرابعة فتعتمحد علِّىَ العديد‬
‫منم العوُامل اللِّية ف وقت الرؤية ول يإكحنم معرفتها مسبَدقا‪.‬‬
‫وقد اتذ قرار منم اللِّجنة الفقهية خلل الؤتر السلمي الذي عقد ف مدينة "إسطنبَوُل" بتكيا عام‬
‫‪ 1978‬بشأن تديد ظروف رؤية اللل تت الشروط التالية‪:‬‬
‫‪ 1‬أل تقل زأاوية ارتفاع اللل عنم الفق ف لظة غروب الشمحس عنم ‪ 5‬درجات قوُسية‪.‬‬
‫‪ 2‬أل يقل بعد القمحر الزاوي عنم الشمحس عنم ‪ 8‬درجات قوُسية‪ ،‬وعندما تظهر السابات الفلِّكحية‬
‫تطابق هذه الشروط أو أحسنم منها‪ ،‬فسوُف يتم اعتبَار اليوُم التال لتوُفر هذه الشروط هوُ بداية ذلك‬
‫الشهر القمحري‪.‬‬
‫وقد ت التأكيد علِّىَ هذه الشروط منم قبَل الستاذ الاليزي الدكتوُر‪" /‬ممحد إلياس"؛ حيث قدر ظروف‬
‫جوُدة الرؤية للِّهلل بعمحر يبَلِّغ ‪ 2‬ساعة زأائد أو نُاقص ‪ 24‬دقيقة زأمنية‪.‬‬
‫كمحا قام الدكتوُر‪" /‬حيد موُل النعيمحي" وممحوُعته بتطوُير شروط اللِّجنة الفقهية لؤتر إسطنبَوُل ضمحنم‬
‫أربعة احتمحالت لزاويت ارتفاع اللل عنم الفق وبعده عنم الشمحس‪ ،‬وهذه الحتمحالت سيت كالت‪:‬‬
‫مستحيلِّة – وصعبَة – ومتوُسطة – وجيدة‪ ،‬وحسبَوُا ظروف الرؤية هذه لمحس مدن إسلمية روعي ف‬
‫اختيارها التوُزأيع الغراف ف العال السلمي‪ ،‬واعتبوا اليوُم الذي يلِّي يوُم ظروف الرؤية الذي يتحقق فيه‬
‫الحتمحالت أعله عدا احتمحال )مستحيل( أول يوُم منم ذلك الشهر القمحري‪ .‬وبطلِّب منم جامعة‬

‫‪414‬‬
‫بغداد‪ ،‬فإن هذا البَحث ت تكحيمحه وفحصه منم قبَل الستاذ الدكتوُر‪" /‬مسلِّم شلِّتوُت" أستاذ ونُائب‬
‫رئيس شعبَة الشمحس والفضاء بالعهد القوُمي للِّبَحوُث الفلِّكحية واليوُفيزيقية بلِّوُان‪ ،‬واتضح أن هذه‬
‫السابات الفلِّكحية أجريت بدقة عالية جيدا‪ ،‬بيث إن مقدار الطأ ل يزيد عنم دقيقة زأمنية واحدة‬
‫للِّحظة ميلد اللل لكحل شهر‪.‬‬
‫يتضح ما سبَق أن حساب حركة القمحر ف الوُقت الاضر هي مكحنة وبدقة عالية جددا‪ ،‬ولكحنم تبَقىَ‬
‫الشكحلِّة الرئيسة ف تديد الشهر القمحرية‪ ،‬ول يإكحنم تديد ذلك إل بإجراء إرصاد ف مناطق متلِّفة منم‬
‫العال السلمي ولفتة عدة سنوُات‪ ،‬يتم بعدها تلِّيل هذه العلِّوُمات إحصائديا لذا الغرض‪ .‬إن إنازأ‬
‫هذا العمحل علِّىَ مستوُىً الدول السلمية سوُف يساهم ف القضاء علِّىَ العديد منم الختلفات‪ ،‬أهها‬
‫اختلف أوقات العياد والناسبَات الدينية بي الدول السلمية‪.‬‬
‫إن اعتمحاد بداية الشهر العرب علِّىَ رؤية اللل هوُ أمر استقر علِّيه العرب قبَل السلم‪ ،‬فالديث النبَوُي‬
‫الشريف "صوُموُا لرؤيته وأفطروا لرؤيته"‪ ،‬هوُ إقرار لا درج علِّيه الناس منم اعتبَار اللل دليلد علِّىَ طوُل‬
‫الشهر‪.‬‬
‫وكانُت القبَائل العربية رتعن بالرؤية منم أجل تديد الشهر الرم ف أوقات الصوُمات والروب الستعرة‬
‫بينهم ومنم أجل موُاسم الجه‪ ،‬ول نُقرأ وكذلك ل نُسمحع بوُسيلِّة أخرىً أو معيار آْخر لتحديد بداية‬
‫الشهر العرب‪ ،‬ول يعقل أن تكحوُن لم غي هذه الوُسيلِّة الوُاضحة‪.‬‬
‫ومنم نُاحية أخرىً يتبَي لنم عرف سية النب الكحري سيدنُا ممحد صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أنُه كان يتار‬
‫أيسر الموُر وأهوُنا "ما رخلي بي أمرينم إل اختار أيسرها"‪ ،‬وقد وصفه القرآْن الكحري بقوُله سبَحانُه "لقد‬
‫جاءكم رسوُل منم أنُفسكحم عزيز علِّيه ما عنتم"‪ ،‬وأن التوُجيه اللي لمة ممحد )صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم(‬
‫هوُ‪" :‬يريد ال بكحم اليسر ول يريد بكحم العسر"‪ .‬وعلِّىَ هذا الساس ل يكحنم منم العقوُل أن تقرر‬
‫الشريعة وسيلِّة أخرىً ل تكحنم بسبَانم أو ف مقدورهم‪ ،‬ولكحنم ل يعن ذلك رفض أية وسيلِّة علِّمحية‬
‫تؤدي نُفس الغرض وبنفس الوُضوُح إذا تيأت للجيال ف مستقبَل المة كمحا تيأت ف عصرنُا‪.‬‬
‫والن‪ ...‬ما هوُ رأي الفقهاء ف الخذ بالساب الفلِّكحي لتحديد أوائل الشهوُر العربية؟‬
‫إن فقهاء السلم الوائل ف الذاهب الخمتلِّفة يكحاد يتفق رأيهم ف عدم اعتبَار الطرق السابية الفلِّكحية‬
‫ف إثبَات بداية الشهر الجرية؛ حيث إن الساب الفلِّكحي ف أزأمنتهم كان مقرودنُا بالتنجيم‪ ،‬إل أن‬
‫الساب الفلِّكحي الن يتلِّف عنم التنجيم منم حيث الدقة العلِّمحية‪ ،‬حيث يعتمحد علِّىَ علِّمحي حديثي‬
‫ها الندسة الكحروية واليكحانُيكحا السمحاوية‪ ،‬وها العلِّمحان الساسان اللِّذان استطاع بمحا النُسان البَوُط‬
‫علِّىَ سطح القمحر منذ حوُال الربع قرن‪.‬‬
‫لذلك فقد قال العلمة الشيخ الدكتوُر "مصطفىَ أحد الزرقا"‪" :‬ل أجد ف اختلف علِّمحاء الشريعة‬
‫العاصرينم اختلدفا يدعوُ إل الستغراب بل إل الدهشة أكثر منم اختلفهم منم جوُازأ العتمحاد شردعا‬

‫‪415‬‬
‫علِّىَ الساب الفلِّكحي ف تديد أوائل الشهوُر القمحرية ف عصر ارتاد علِّمحاؤه أجزاء منم الفضاء الكحوُن‬
‫وأصبَح منم أصغر إنازأاتم النزول علِّىَ القمحر‪ .‬وإذا كان الرصد الفلِّكحي وحساباته منم الزمنم الاضي ل‬
‫يكحنم له منم الدقة والصدق ما يكحفي للِّثقة به والتعوُيل علِّيه‪ ،‬فهل يصح أن ينسحب ذلك الكحم إل‬
‫يوُمنا هذا؟‬
‫ضا‪ :‬إن النظر إل جيع الحاديث النبَوُية الصحيحة الوُاردة ف هذا الوُضوُع يبزأ العلِّة السبَبَية ف‬ ‫وقال أي د‬
‫أمر الرسوُل –صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم بأن يعتمحد السلِّمحوُن ف بداية الشهر ونايته رؤية اللل بالبَصر‬
‫لبَداية شهر الصوُم ونايته‪ ،‬ويبَي أن العلِّة هي كوُنم أمة أمية ل تكحتب ول تسب‪ ،‬وهذا يدل بفهوُمه‬
‫أنُه لوُ توُافر العلِّم بالنظام الفلِّكحي الكحم الذي أقامه ال تعال بصوُرة ل تتلِّف ول تتخملِّف‪ ،‬وأصبَح‬
‫هذا العلِّم يوُصلِّنا إل معرفة يقينية بوُاعيد ميلد اللل ف كل شهر وف أي وقت‪ ،‬تكحنم رؤيته بالعي‬
‫البَاصرة إذا انُتفت العوُارض الوُية الت قد تجب الرؤية؛ فحينئمذ ل يوُجد مانُع شرعي منم اعتمحاد هذا‬
‫الساب والروج بالسلِّمحي منم مشكحلِّة إثبَات اللل‪ ،‬ومنم الالت الت أصبَحت مجلِّة بل مذهلِّة‬
‫حيث يبَلِّغ فرق الثبَات للِّصوُم والفطار بي متلِّف القطار السلمية ثلثة أيام‪.‬‬
‫ويضيف‪ :‬أن الفقهاء الوائل ل يعتمحدوا الساب البَن علِّىَ الدس والتخممحي‪ ،‬ول يكحنم ف وقتهم علِّم‬
‫للِّفلِّك قائدمحا علِّىَ رصد دقيق بوُسائل مكحمحة‪.‬‬
‫وقد لص العلمة الشيخ الستاذ "الخمتار السلمي" رأيه ف أن يعتب الساب وسيلِّة يقينية لثبَوُت‬
‫دخوُل الشهوُر القمحرية ونايتها‪ ،‬وأن العبة بوُضع القمحر وضعاد تكحنم رؤيته‪ ،‬وأن كل دعوُىً رؤية تالف‬
‫الساب هي دعوُىً مرفوُضة يكحذب صاحبَها شأن الشهادة با يالف الوُاقع‪ ،‬وأن القصد هوُ العمحل‬
‫علِّىَ توُحيد السلِّمحي ف أعيادهم وف صوُمهم ونُسكحهم‪.‬‬

‫أما دار الفتاء الصرية‪ ،‬فإن موُقفها الثابت خلل الفتة الخية هوُ‪ :‬أن الرؤية البَصرية هي الساس‬
‫لثبَوُت دخوُل الشهوُر القمحرية ونايتها‪ ،‬وأن الساب الفلِّكحي يكحوُن دليلد علِّيها ل بديل لا وأن كل‬
‫دعوُىً رؤية تالف الساب هي دعوُىً مرفوُضة‪ ،‬وعلِّىَ أساس أن السلم يدعوُ للخذ بالعلِّم‬
‫الصحيح‪.‬‬
‫والن‪ ...‬ومع بشائر قدوم شهر رمضان العظم‪ ،‬فإنُه يبَدأ معه النقاش ف يوُمه الول وف يوُمه الخي‪،‬‬
‫ونُتيجة لتلِّك الناقشات الت قد تنتهي بالختلف يصوُم شعوُب بعض البَلد السلمية ف يوُم سابق‪،‬‬
‫وشعوُب بلد أخرىً ف يوُم لحق‪ ،‬والالة نُفسها تتكحرر ف العياد والناسبَات الدينية الخرىً‪.‬‬
‫إن الختلفات هذه نُاتة عنم استخمدام الطرق الخمتلِّفة فيمحا بينها لتعيي أوائل الشهوُر‪ ،‬إضافة إل‬
‫تبَاعد البَلد السلمية فيمحا بينها علِّىَ سطح الكحرة الرضية‪ .‬ففي بعض البَلد السلمية يتم تعيي‬
‫أوائل هذه الشهوُر القمحرية بالساب؛ حيث تقيم حساباتا علِّىَ أساس وقت الاق وعندها تعلِّنم أول‬

‫‪416‬‬
‫الشهر القمحري‪ ،‬وف البَلد الخرىً تعتمحد الزمنم الذي يإكحنم أن ريرىً فيه اللل‪ ،‬وعندها تعتب اليام الت‬
‫تلِّي أيام الرؤية أول الشهوُر الذكوُرة‪ ،‬وهناك بلد إسلمية أخرىً )تركيا علِّىَ سبَيل الثال( تعتمحد علِّىَ‬
‫قرار اللِّجنة الفقهية للِّمحؤتر السلمي الذي عقد ف مدينة "إسطنبَوُل" عام ‪1978‬م بشأن تديد‬
‫ظروف اللل‪.‬‬
‫يييييييييي‬
‫جانا العيد‬
‫حسام عبَد القادر‬
‫‪...‬‬
‫‪25/12/2000‬‬
‫بعد انُتهاء شهر الصيام يتفل السلِّمحوُن ف جيع أناء العال بعيد الفطر؛ فيلِّبَسوُن أزأهىَ ملبسهم‪،‬‬
‫ويبَدءون يوُمهم بصلة العيد‪ ،‬ويإارسوُن شعائرهم وعاداتم المحيلِّة ف العيد‪ ،‬ولكحنم كيف كان يتفل‬
‫الصريوُن بعيد الفطر قدديإا؟ يكحي لنا الؤرخ إبراهيم عنان عضوُ اتاد الؤرخي العرب فيقوُل‪ :‬ف عصر‬
‫المباطوُرية العثمحانُية كان الحتفال الرسي يبَدأ عقب أداء صلة فجر أول أيام العيد‪ ،‬حيث يصعد‬
‫أمراء الدولة والقضاة ف موُكب إل القلِّعة‪ ،‬ويتوُجهوُن إل جامع الناصر ممحد بنم قلوون داخل القلِّعة‬
‫لداء صلة العيد ث يصطفوُن لتهنئمة البَاشا‪ .‬وف اليوُم التال كان البَاشا ينزل للحتفال الرسي بالعيد ف‬
‫)الوُسق( العد له بيدان الرملِّية )القلِّعة( والذي رفرش بأفخمر الوُسائد والطفافس‪ ،‬ويتقدم للِّتهنئمة المراء‬
‫الصناجق )كبَار البَكحوُات المحاليك( والختيارية )كبَار الضبَاط( وكتخمدا اليكحنجرية )النُكحشارية( وتقدم‬
‫القهوُة واللِّوُىً والشربات‪ ،‬وتفوُح روائح السك والبَخموُر‪ ،‬ث يلِّع البَاشا علِّىَ أرباب الناصب والمراء‪،‬‬
‫كمحا يأمر بالفراج عنم بعض الساجي‪.‬‬
‫ويسهر الناس ليلِّة العيد ف ابتهاج وسرور‪ ،‬وقد أعدوا الكحعك واللِّوُىً لتقديإها للهل والزوار ويأخذ‬
‫رب السرة زأينته ويصطحب أولده إل السجد لداء صلة العيد‪ ،‬كمحا اعتاد الناس زأيارة القابر‬
‫للِّتصديق علِّىَ أرواح موُتاهم وإشعارهم بالنُس والبَة‪ ،‬ويرصا الشبَاب علِّىَ الروج ف جاعات للِّنزهة‬
‫ل‪ ..‬وكانُت‬ ‫ف النيل‪ ،‬كمحا يشهد خلِّيجه القاهرة وبذهركة الزأبكحية وبركة الفيل وجزيرة الروضة ازأدحادما هائ د‬
‫مدافع القلِّعة ترطلِّق أيام العيد الثلثة ف أوقات الصلة المحسة‪.‬‬
‫كعك العيد‬
‫ف الثلِّث الخي منم شهر رمضان يبَدأ الناس ف العداد لعيد الفطر وأبرزأ مظاهر هذه الستعدادات‬
‫)كعك العيد( ويرجع صنع الكحعك إل العصر الفرعوُن؛ حيث كانُوُا يضعوُنُه مع الوُتىَ داخل القابر‪..‬‬
‫وكانُوُا ينقشوُن علِّىَ الكحعك رسم الشمحس )آْتوُن( الت عبَدوها لزمنم طوُيل‪ ،‬ومنم الدهش أن القاهرة‬

‫‪417‬‬
‫السلمية قد عرفت فكحرة القوُالب‪ ،‬فمحتحف الفنم السلمي يتفظ ببَعض منها مكحتوُب علِّيه‪) :‬بالشكحر‬
‫قدوم النعم( ‪) ...‬كل هنيئما( )كل واشكحر( أما ف العياد؛ فكحانُوُا يشكحلِّوُنُه علِّىَ هيئمة عرائس‪.‬‬
‫وف طلِّعة العيد كانُت ترصا الصريات خاصة ف الريف وصعيد مصر علِّىَ تقدي كعك علِّىَ هيئمة‬
‫)حلِّقات( ملة بالسكحر؛ ليوُزأع علِّىَ الفقراء بالقابر؛ ففي معتقداتم أن )ملك الرحة( يقوُم بتعلِّيقها منم‬
‫منتصفها ف أحد فروع شجرة السنات‪.‬‬
‫العصر الديث‬
‫أما ف العصر الديث فيقوُل إبراهيم عنان‪ :‬كان الصلِّوُن يتشدون بعد طلِّوُع الشمحس مبَاشرة ف أبىَ‬
‫حلِّة ف الوُامع‪ ،‬ويؤدون صلة العيد‪ ،‬ويرصا المحيع علِّىَ ارتداء ملبس جديدة‪ ،‬كذلك يقدم أرباب‬
‫ضا علِّىَ العيدية منم الزوار الذينم أتوُا للِّتهنئمة بالعيد‪،‬‬ ‫البَيوُت ثياباد جديدة لدمهم الذينم يصلِّوُن أي د‬
‫وريؤكل أيام العيد‪ :‬الكحعك – الفطي – الشريك – السمحك المحلِّح‪ ،‬وكمحيات هائلِّة منم الكحسرات‪،‬‬
‫والبَعض يفضل أطبَادقا منم اللِّحم والبَصل والطحينة ‪ ...‬ومعظم اللت تغلِّق أبوُابا خلل أيام العيد‪.‬‬
‫يييييييييي‬
‫عيد الفطرالفاطمي موائد عامرة‪ ..‬وحلل جديدة‬
‫عمحاد حسي‬
‫كانُت احتفالت عيد الفطر لا طابع ميز ف عهد الدولة الفاطمحية‪ ،‬فهوُ عندهم "الوُسم الكحبَي"‪ ،‬علِّىَ‬
‫حد تعبَي القريزي‪ ،‬كمحا كان يطلِّق علِّيه عيد "الرلِّل" لتوُزأيع الكحسوُات علِّىَ جيع موُظفي الدولة‬
‫كبَيهم وصغيهم فتعم المحيع منم اللِّيفة إل أدن موُظفي القصر‪.‬‬
‫وقد بدأ الفاطمحيوُن احتفالم الرسي بذا العيد منذ قدوم اللِّيفة العز لدينم ال سنة ‪362‬هي‪972/‬م‬
‫فيذكر ابنم زأولق أن العز ركب ف هذا العام لصلة عيد الفطر إل الصلِّىَ الذي يقع شرقي القصر‬
‫الكحبَي ‪ ،‬وقد بناه القائد جوُهر لذا الغرض‪.‬‬
‫كمحا يروىً ف أحداث سنة ‪380‬هي‪990/‬م أن اللِّيفة العزيز خرج ف موُكب صلة عيد الفطر ف هذا‬
‫الصلِّىَ وقد أقيمحت لذا الغرض مصاطب علِّىَ الطريق الذي يسلِّكحه اللِّيفة بي الصلِّىَ والقصر‪ ،‬وقد‬
‫اصطلفىَ علِّيها الؤذنُوُن‪ ،‬كمحا يلِّس علِّىَ كل مصطبَة جاعة منم أنُصار الدولة منم الشيعة ترج‬
‫بأسائهم كشوُف منم قاضي القضاة وداعي الدعاة ممحد بنم النعمحان‪ ،‬فيجلِّس هؤلء التبَاع إل‬
‫الصاطب حسب ترتيب أسائهم‪ ،‬ويبَدأ التكحبَي والبتهالت منم القصر إل الصلِّىَ بي الؤذنُي الذينم‬
‫علِّىَ الصاطب‪ ،‬واللِّيفة يتق هذا الطريق ف موُكبَه الضخمم الذي يضم طوُائف العسكحر ف أبىَ زأينة‪،‬‬
‫وكان يشتك ف هذا الوُكب الفيلِّة والزرافات والسوُد الزينة بالجلِّة والرير وعلِّيها قبَاب الذهب‪.‬‬
‫وكانُت الفيلِّة الشتكة ف الوُكب علِّيها السرة يلِّس فوُقها العسكحر بكحامل زأيهم وسلحهم‪ ،‬والوُسيقىَ‬
‫الصاحبَة للِّمحوُكب تصدح بأنُغام قوُية وتوُي بي آْلتا أبوُادقا خاصة ل تعزف إل بصاحبَة اللِّيفة‪ ،‬وقد‬

‫‪418‬‬
‫انُتشرت ف كل مكحان البَنوُد )أي العلم( والفضضة والت تمحل عبَارات النصر علِّىَ أسنة الرماح‪،‬‬
‫والناس متشدون علِّىَ جانُب الطريق للِّتطلِّع إل اللِّيفة ولشاهدة ما يوُيه الوُكب منم مظاهر القوُة‬
‫والفخمامة‪ .‬وعند وصوُل اللِّيفة إل الصلِّىَ كان يؤم الناس ف صلة العيد طبَدقا لرسوُم مددة‪ .‬وف طريق‬
‫عوُدة اللِّيفة إل القصر‪ ،‬يتشد الناس لشاهدة اللعاب الت يقوُم با طائفة منم أهل برقة يطلِّق علِّيها‬
‫"صبَيان الف" تصصت ف اللعاب البَهلِّوُانُية‪ ،‬وكانُت الدولة تصص لا إقطاعات ومرتبَات ورسوُم‪،‬‬
‫ويبَدو أن اللِّيفة كان يقف بوُكبَه لشاهدة ألعابم عند باب القصر‪ ،‬فكحانُوُا يإدون حبَلِّي منم أعلِّىَ‬
‫باب القصر إل الرض وينزل علِّىَ البَلِّي جاعة منهم وهم يركبَوُن خيل منم خشب‪ ،‬ويمحلِّوُن الرايات‬
‫ويمحل الراكب فرددا آْخر معلِّدقا بيديه ورجلِّيه‪ ،‬وآْخر خلِّفه!ا!ا ويقوُموُن بجمحوُعة منم اللعاب الذهلِّة‪.‬‬
‫كمحا يركب جاعة منهم علِّىَ اليوُل ويتقلِّبَوُن علِّيها وهي مسرعة‪ ،‬ويرج الوُاحد منهم منم أسفل الفرس‬
‫ث يعوُد للِّركوُب منم الهة الخرىً‪ ،‬ومنهم منم يقف علِّىَ ظهر الصان وهوُ مسرع!ا!ا‬
‫وكانُت هذه اللعاب والستعراضات تري أمام اللِّيفة ف عيدي الفطر والضحىَ وف موُكب فتح‬
‫اللِّيجه‪ .‬وكان منم عادة اللِّفاء ف هذه الناسبَة أن يزوروا تربة الزعفران الت توُي رفات اللِّفاء‬
‫الفاطمحيي السابقي للِّتحم علِّيهم وتوُزأيع الصدقات‪.‬‬
‫وكان منم أهم مظاهر الحتفال بعيد الفطر توُزأيع اللِّوُىً علِّىَ جيع موُظفي الدولة وإقامة السطة‬
‫الضخممحة الت توُي كل طريف ف القصر‪ ،‬وقد أنُشئ لذا الغرض مطبَخ لصناعة اللِّوُىً أطلِّق علِّيه‬
‫"دار الفطرة"‪ ،‬وقد أنُشئمت ف عهد اللِّيفة العزيز بال وهوُ أول منم بن "دار الفطرة" وقرر فيها عمحل ما‬
‫يمحل للِّناس ف العيد‪ ،‬ويبَدأ العمحل ف هذه الدار منذ نُصف رجب فيخمزن داخلِّها كمحيات كبَية منم‬
‫السكحر والعسل وقلِّوُب اللِّوُزأ والوُزأ والفستق والبَندق والدقيق والتمحر والزبيب والوُاد العطرية‪ ،‬ويستمحر‬
‫العمحل استعداددا لوُل عيد الفطر ف صنع أصناف اللِّوُىً الخمتلِّفة مثل‪ :‬الرقاق الشوُ وبالفستق واللِّوُزأ‬
‫)الشكحنانُجه( وحلِّىَ تصنع منم الدقيق واللِّح )البَستندود( وكعب الغزال ولقمحة القاضي وغيها‪ ،‬وتزن‬
‫هذه الصناف ف مازأن داخل دار الفطرة‪ ،‬وكان اللِّيفة يضر نُفسه بصحبَة الوُزأير للطمحئمنان علِّىَ سي‬
‫العمحل ف النصف الثان منم شهر رمضان‪ ،‬ث يبَدأ منم هذا التاريخ توُزأيع اللِّوُىً علِّىَ جيع أرباب الرتب‬
‫ف الدولة والوُظفي كبَيهم وصغيهم ف صوُاتن تمحل كل صينية اسم صاحبَها‪ ،‬ويتلِّف حجم الصينية‬
‫وكمحية اللِّوُىً حسب مكحان كل فرد‪ ،‬ويمحل هذه اللِّوُىً فراشوُن مصصوُن لذا العمحل‪ ،‬وهم ف أت‬
‫زأينة ويرتدون الثياب الفاخرة‪.‬‬
‫وكان يقام ف القصر ساطان )أي مائدتان( بناسبَة عيد الفطر‪ ،‬السمحاط الول‪ :‬يبَاح للِّناس ولعامة‬
‫موُظفي القصر منم أرباب الوُظائف الصغية‪ ،‬كان يبَدأ ف إعداد هذا السمحاط منم ليلِّة العيد ف اليوُان‬
‫الكحبَي الطل علِّىَ الشبَاك الذي ينظر منه اللِّيفة‪ ،‬ويتشد السمحاط بأصناف الطعمحة واللِّوُىً والت‬
‫صنعت ف دار الفطرة‪ ،‬فإذا صلِّىَ اللِّيفة صلة الفجر جلِّس ف الشبَاك الطل علِّىَ اليوُان وحضر إليه‬

‫‪419‬‬
‫الوُزأير وأمر أن يسمحح للِّناس بالطعام‪ ،‬فيقبَل المحيع علِّىَ السمحاط فيأكلِّوُن كفايتهم ويسمحح لم ما‬
‫يستطيعوُن حلِّه حت أن بعضهم كان يبَيع منم هذه اللِّوُىً ما ل حاجة له با‪.‬‬
‫أما السمحاط الثان‪ :‬فكحان يقام ف قاعة الذهب بالقصر بعد عوُدة اللِّيفة منم صلة العيد الفطر‪ ،‬فتوُضع‬
‫أمام سرير اللِّك الاصا باللِّيفة مائدة ضخممحة منم الفضة تسمحىَ "الدورة" علِّيها منم الطعمحة ف أواتن‬
‫منم الذهب والفضة والزف الصين‪ ،‬وهي خاصة باللِّيفة فل توُي منم الطعمحة إل الاصا الفائحة‬
‫الطيب منم غي خضروات سوُىً الدجاج الفائق السمحنم العمحوُل بالمزجة الطيبَة ‪،‬ورنُصب علِّىَ رأس‬
‫السمحاط قصران كبَيان منم اللِّوُىً قد صنعا لذا الناسبَة ف دار الفطرة مدهوُنُان بأوراق الذهب وبمحا‬
‫تاثيل منم سكحر ف غاية الدقة ف صناعاتا كأنا مسبَوُكة ف قوُالب‪ ،‬وكان هذا السمحاط مصصا لكحبَار‬
‫رجال الدولة والمراء‪ .‬ويعم أهل القاهرة والفسطاط منم هذه الائدة طعام وفي وتستمحر الائدة إل قرب‬
‫الظهر‪ ،‬وخلل الطعام يقرأ القراء ويكحب الؤذنُوُن وينشد النشدون ويتبَارىً الشعراء ف إلقاء قصائدهم ف‬
‫هذه الناسبَة‪ ،‬ويتقدم كبَار رجال الدولة منم الشيوُخ والقضاة والشهوُد والمراء والكحتاب والفقهاء ورجال‬
‫العلِّم وأعيان القاهرة والفسطاط للِّسلم علِّىَ اللِّيفة كمحا يتقدم للِّسلم أيضا زأعمحاء اليهوُد برئيسهم‪،‬‬
‫والنصارىً ببَطريقهم ويوُزأع علِّىَ المحيع خلل ذلك اللِّل والبَات حسب العادة التبَعة‪.‬‬
‫وبغادرة اللِّيفة للِّسه ينتهي السمحاط ث يتبَعه الوُزأير وباقي الاضرينم‪ ،‬وكان الوُزأير يقيم سادطا آْخر‬
‫متصدرا ف دار الوُزأارة لهلِّه وحاشيته‪.‬‬
‫وكان عيد الفطر منم الناسبَات الت ترسل فيها الكحاتبَات العطرة إل أناء الدولة الفاطمحية‪ ،‬والقطار‬
‫الاضعة لا لتصف عظمحة موُكب اللِّيفة وعوُدته سالا إل قصره وانُتهاء الحتفالت بسلم‬
‫د‬
‫يييييييييي‬
‫ليلة عيد صورة قلمية‬
‫مني عتيبَة‬
‫البَهجة البيئمة القطرة أتشمحم عبَيها الن‪ ..‬أحاول استعادة إحساسي القدي‪ ..‬اللِّيلِّة ليلِّة عيد‪ ..‬يقتب‬
‫الفجر حثيدثا‪ ..‬أتأمل البَخمار التكحاثف فوُق مياه التعة الرقراق‪..‬‬
‫نرىً إل ساحة القرية أمام السجد‪ ..‬نُلِّعب بوُار النخملِّتي التعانُقتي‪" ..‬وحنفية الياه" الت تل منها‬
‫كل بيوُت القرية‪ ..‬نلِّع ملبسنا‪ ..‬نُقف عرايا تت النفية‪ ..‬نُتقاذف بالياه الندفعة ف هدأة ليلِّة العيد‬
‫كمحوُسيقىَ ذات وقع حلِّمحي‪ ..‬نُكحتفي‪ ..‬نُرتدي ملبسنا‪ ..‬نُرىً "جدو" قادماد ف خطىَ شاب تعدىً‬
‫الثمحانُي بعدة سنوُات‪ ..‬شاب فعلد ل يستند علِّىَ عصا‪ ..‬العزيإة تل جسده النحيف الن الكتاف‬
‫ووجهه المحصوُصا ورقبَته العروقة‪ ،‬عروقها مثل "زأعازأيع" القصب‪ ..‬الطاقية الشبَيكحة يبَي منم تتها شعره‬
‫الفضىَ الفيف‪ .‬اسه عبَد الرازأق‪ ..‬كل القرية تقوُل له "يا جدو"‪ ..‬مات مرتي‪ ..‬أقصد قيل أنُه مات‬

‫‪420‬‬
‫مرتي‪ ..‬وغرلسل‪ ..‬وركلفنم‪ ..‬وت تهيز السجد والساحة الت أمامه لستقبَال العزينم‪ ..‬ث يقوُم بأكفانُه‬
‫ويضحك "وال لوصلِّكحم كلِّكحم للِّقب بيدي يا بلِّد عيال" فقد كانُت إغمحاءة طوُيلِّة‪..‬‬
‫نرىً إل جدو‪ ..‬يناول مفتاح السجد لحدنُا‪ ..‬يسرع صاحب الفتاح ويفتح‪ ..‬نلِّع أحذيتنا ونُلِّقىَ با‬
‫أمام السجد‪ ..‬ونُبَدأ ف "خدمة العيد" كمحا كان يسمحيها جدو‪ ..‬أحدنُا يإسك الكحنسة‪ ..‬وآْخر يأخذ‬
‫دلدوُا ويذهب ليمحله منم النفية‪ ..‬وثالث يلِّمحلِّم الصي ويضعه أمام السجد‪ ..‬نُكحنس السجد جيددا‪..‬‬
‫ونُغمحره بالاء أكثر منم مره‪ ..‬ونففه‪ ..‬ونُنفض الصي ليصبَح كالديد‪ ..‬ونُفرشه‪ ..‬ونرىً إل "جنينة‬
‫الدياش" )الت أصبَحت الن مصنعاد للدوات الصحية!ا!ا( ونُقطف بعض الوُرود ونُضعها ف أركان‬
‫السجد‪ ..‬ويرج جدو منم جيب الصديري زأجاجة السك الت جلِّبَها معه "الاج رضوُان" الذي كان‬
‫يؤدىً عمحرة رمضان هذا العام‪ ..‬يرش جدو الزجاجة كلِّها ف السجد‪..‬‬
‫نُنتهي منم العمحل كلِّه والفجر ما زأال بعيددا‪ ..‬بقيت ساعة أو أكثر‪ ..‬يطلِّب منا جدو أن نُنام علِّىَ‬
‫الصي لنستيح‪ ..‬لكحنم الولد ل يناموُن ف ليلِّة العيد‪ ..‬نرج منم السجد‪ ..‬نُلِّعب حوُل النخملِّتي‪..‬‬
‫نُقذفهمحا بالطوُب ونمحع البَلِّح التساقط‪ ..‬يتسلِّقهمحا بعضنا ليجلِّب مزيددا منم البَلِّح‪ ..‬نُغسل البَلِّح‪..‬‬
‫نرىً به إل جدو‪ ..‬يفرح به جدو "سنعطىَ بلِّحة لكحل مصلِّىَ"‪ ..‬نُتحمحس‪ ..‬نرىً لنأت بكحمحية أخرىً‬
‫منم البَلِّح ونُغسلِّها ونُعطيها لدو‪..‬‬
‫نُشعر بالتعب‪ ..‬فنسرع إل النفية‪ ..‬نلِّع ملبسنا‪ ..‬نُستحم‪ ..‬نُرتدي ملبسنا‪ ..‬نرىً إل السجد‪..‬‬
‫جدو مستند برأسه إل الائط‪ ..‬وصوُت شخميه يإل السجد‪ ..‬يرقبَل "الشيخ عبَد السنم"‪" ..‬السلم‬
‫علِّيكحم‪ ..‬كل عام وأنُتم بي يا أولد"‪" ،..‬وأنُت بي يا سيدنُا الشيخ‪ ..‬وأنُت طيب يا موُلنُا" يستيقظ‬
‫جدو منم غفوُته‪ ..‬يرىً الشيخ عبَد السنم‪ ..‬يبَتسم‪ ..‬يهم بالوُقوُف‪ ..‬يضع الشيخ عبَد السنم يده علِّىَ‬
‫كتف جدو ليمحنعه منم الوُقوُف‪ ..‬ويلِّس بانُبَه‪ ..‬يتعانُقان‪" ..‬كل سنة وأنُت طيب يا جدو" "كل سنة‬
‫وأنُت طيب يا شيخ"‪ ..‬يصعد الشيخ عبَد السنم فوُق سطح السجد‪" ..‬ال‪ ..‬ال‪ ..‬ال" ث ينشد‬
‫بعض التوُاشيح بصوُته الندي الشجي‪ ..‬يتوُافد الصلِّوُن والعيدون‪ ..‬الوُجوُه نُضرة مغسوُلة بالفرحة‪..‬‬
‫اللبس زأاهية اللوُان‪ ..‬تر النساء بوُار السجد بلبسهنم السوُداء ف طريقهنم إل القابر ليعيدن علِّىَ‬
‫أموُاتنم‪ ..‬ربح صوُت الشيخ عبَد السنم وهوُ يؤكد أن زأيارة النساء للِّمحقابر حرام ول أحد يستجيب‪..‬‬
‫يإتلِّئ السجد والساحة أمامه بالصلِّي‪ ..‬تنتهي الصلة‪ ..‬نُنطلِّق إل بيوُتنا‪ ..‬نُتناول فطوُر العيد مع‬
‫العائلِّة‪ ..‬نُرتدي اللبس الديدة‪ ..‬نرج لنلِّعب بالبَمحب‪ ..‬نُركب الرجيحة الت يقيمحها "حدي العرج"‬
‫ببَعض عروق الشب القديإة‪..‬‬
‫"ال‪ ..‬ال‪ ..‬ال"‪ ..‬صوُت "الشيخ منصوُر" يأتين عب اليكحروفوُن‪ ..‬يأخذن منم الذكريات المحيلِّة‪..‬‬
‫أقوُم فأتوُضأ‪ ..‬أذهب مع الصلِّي ف ذهن أبيات ل أتذكر قائلِّها ‪:‬‬
‫وطنم النجوُم أنُا هنا حدق أتذكر منم أنُا‬

‫‪421‬‬
‫ألت ف الاضي البَعيد فت غريدرا أرعنا‬
‫جذلن يإرح ف حقوُلك كالنسيم مدنُددنُا‬
‫أنُا ذلك الوُلد الذي دنُياه كانُت ها هنا‬
‫يييييييييي‬
‫خإطبة العيد‪ ..‬زمان‬
‫* ف أول أيام العيد كان الوُزأير الفاطمحي أو المحلِّوُكي يسي يوُم العيد منم منزله ومعه كبَار رجال الدولة‬
‫ف ملبسهم الديدة إل باب القصر‪ ،‬ويركب اللِّيفة بيئمة الوُاكب العظيمحة‪ ،‬وتكحوُن ملبسه ف العيد‬
‫بيضاء موُشاة بالفضة والذهب ومظلِّته كذلك‪ ،‬وكان يرج منم باب العيد علِّىَ عادته ف ركوُب الوُاكب‬
‫‪ ..‬إل أن عساكره ف هذا اليوُم منم المراء والجناد والركبَان والشاة تكحوُن أكثر وينتظم الند له ف‬
‫صفي منم باب القصر إل الصللِّىَ‪.‬‬
‫ر‬
‫ويركب اللِّيفة إل الصلِّىَ ويدخل منم شرفتها إل مكحان يستيح فيه فتة ث يرج مفوُدفا باشيته قاصددا‬
‫الراب والوُزأير والقاضي وراءه ‪ ..‬فيصلِّىَ العيد ويقرأ ف الركعة الول ما هوُ مكحتوُب ف الست اليإنم‬
‫ويقرأ ف الثانُية ما هوُ مكحتوُب ف الست علِّىَ يساره‪.‬‬
‫فإذا انُتهت الصلة وسلِّم صعد النب لطبَة العيد‪ ،‬فإذا انُتهىَ إل ذروة النب جلِّس علِّىَ الطراحة الريرية‬
‫بيث يراه الناس‪ ،‬ويقف أسفل النب الوُزأير والقاضي والاشية‪ ،‬ث يشي اللِّيفة إل الوُزأير بالصعوُد‬
‫فيصعد حت ينتهي إل سابع درجة مقددما إل اللِّيفة نُص الطبَة الت أعدها ديوُان النُشاء وسبَق‬
‫عرضها علِّىَ اللِّيفة‪.‬‬
‫وبعد مقدمات وإشارات يست اللِّيفة باللِّوُاءينم الركزينم ف جانُب الصلِّىَ وينادىً علِّىَ الناس بالنُصات‬
‫فيخمطب اللِّيفة منم النص الذي قدم له‪ ،‬فإذا فرغ منم الطبَة أخلِّىَ النب فيهبَط ويدخل الكحان الذي‬
‫خرج منه يلِّبَث قلِّيل ث يعوُد بوُكبَه ويضر مع أفراد الشعب "أسطة" الوُلئم منم أنُوُاع الطعمحة واللِّوُىً‪.‬‬
‫*"العيدية" منم أهم مظاهر الحتفال بالنسبَة للطفال ف العيد حيث يقوُم الكحبَار بإعطاء صغارهم‬
‫عيدية العيد وهىَ غالبَا ما تكحوُن مبَلِّدغا منم الال ‪ ..‬والعيدية كلِّمحة عربية منسوُبة إل العيد بعن العطاء‬
‫أو العطف‪ ،‬وترجع هذه العادة إل عصر المحاليك‪ .‬فكحان السلِّطان المحلِّوُكي يصرف راتدبَا بناسبَة العيد‬
‫للتبَاع منم النوُد والمراء ومنم يعمحلِّوُن معه؛ وكان اسها "الامكحية"‪ .‬وتتفاوت قيمحة العيدية تبَدعا للِّراتب‪،‬‬
‫فكحانُت تقدم للِّبَعض علِّىَ شكحل طبَق ملِّوُء بالدنُانُي الذهبَية‪ ،‬وآْخرون تقدم لم دنُانُي منم الفضة‪ ،‬إل‬
‫جانُب الدنُانُي كانُت تقدم الأكوُلت الفاخرة‪ .‬وف العصر العثمحان أخذت العيدية أشكحالد أخرىً‬
‫فتقدم نُقوُددا وهدايا للطفال‪ ،‬واستمحر هذا التقلِّيد إل العصر الديث‬
‫يييييييييي‬
‫العيد في الفضاء‬

‫‪422‬‬
‫هيام السيد‬
‫وعندما اقتب موُعد العيد‪ ،‬وجدتن أفكحر ف شئ غريب ومتلِّف ل يطر ببَال منم قبَل‪ ،‬ففكحرت كيف‬
‫يكحوُن العيد‪ ،‬وكيف تكحوُن مظاهره ف الفضاء الارجي؟!ا ل أعرف لاذا خطر ل هذا الاطر؟‪..‬‬
‫ووجدتن أشارك فيه منم حوُل وأطرح علِّيهم نُفس السؤال الذي طرح نُفسه علِّىَ ذهن‪:‬‬
‫كيف تكحوُن مظاهر العيد ف الفضاء؟!ا‬
‫وكانُت الفاجأة أن كل منم حوُل قد استنكحر علِّلي السؤال‪ ،‬وقام بعضهم بتديد بعض التعلِّيقات الظريفة‬
‫وربا السخميفة علِّىَ هذا السؤال‪ ،‬وأعتقد أن هذا هوُ ما جعلِّن أبث عنم إجابة أو بعن أصح أتيل‬
‫تلِّك الجابة‪ ،‬فتخميلِّت كيف يكحوُن العيد ف العوُال الخرىً!ا!ا وإذا كانُت هناك ملِّوُقات تعيش علِّىَ‬
‫سطح الكحوُاكب والرات فمحاذا ستتدىً يوُم العيد؟!ا هل عندهم ثياب جديدة يرتدونا مثلِّنا‪.‬‬
‫ولكحنم قابلِّتن مشكحلِّة صعبَة التخميل !ا ماذا لوُ وجدت "مراجيح" ف الفضاء؟!ا وماذا سيكحوُن شكحلِّها‬
‫وهيئمتها؟!ا "فالراجيح" أهم ما يإيز العيد ومظهر هام منم مظاهر الفرحة به‪ ،‬أعتقد أنا لوُ وجدت هناك‬
‫فل بد أنا ستكحوُن علِّىَ شكحل أقمحار صناعية صغية متشابكحة مع بعضها البَعض فيمحا يشبَه المحوُعة‬
‫الشمحسية تدور ف الفراغ حوُل نُفسها دون أي جاذبية‪ .‬تيلت غريبَة جيدا تلِّك الت أصابتن‪ ،‬والغرب‬
‫منها هوُ لاذا أتيلِّها وأبث فيها؟!ا!ا هل هذا نُتيجة طبَيعية لكحل التطوُرات الديثة الت تر بنا ونُتعامل‬
‫ضا يكحوُن‬ ‫معها ف هذا العصر؟ أو نُتيجة لقدوم اللفية الديدة؟ وأن هذا هوُ أول عيد فيها‪ ،‬وربا أي د‬
‫نُتيجة لنُن أتعامل الن وبشكحل يوُمي ومبَاشر مع فضاء آْخر منم نُوُع جديد أل وهوُ الفضاء‬
‫الليكحتون‪ ،‬حيث أصبَح ل عال آْخر ودنُيا جديدة أعيش وأتعايش معها علِّىَ شبَكحة النُتنُت‪.‬‬
‫هذا العال الديد الذي فرضته علِّينا كل مستحدثات التكحنوُلوُجيا الديثة منم سرعة هائلِّة تكحاد تكحوُن‬
‫ميفة‪ ،‬ومنم تطوُرات سريعة ومتلحقة ف متلِّف الالت والعلِّوُم والفنوُن‪ ،‬هذا العال الذي اختلِّفت‬
‫حوُله القوُال والراء وكثر الديث عنم إيابياته وسلِّبَياته أصبَح ل فيه دنُيا حياة خاصة جددا‪ .‬فمحنم‬
‫خلل تلِّك الشاشة الصغية ومنم خلل لوُحة الفاتيح الت كنت دوما أعتقد أنا مرد ممحوُعة منم‬
‫الفاتيح الت تؤدىً دور الكحتابة والروف‪ ،‬ومنم خلل هذا الهازأ الصغي اطلِّعت علِّىَ هذا الفضاء‬
‫الليكحتون وأصبَحت كل الشياء ذات صفات ومعاتن جديدة؛ فأصبَحت الشاشة الصغية عالا كبَديا‬
‫د‬
‫وفضاء حقيقييا أسبَح فيه كل يوُم وكل ليلِّة‪ ،‬وأصبَحت تلِّك الفاتيح البَيضاء )‪ ( Key board‬هي‬
‫اللِّغة الوُحدة للِّتخماطب مع العال بأكمحلِّه بالرغم منم اختلف اللِّهجات واللِّغات والنسيات‪.‬‬
‫ف البَداية خفق قلِّب بشدة وشعرت بالفعل أنُن رائدة فضاء ولكحنن ف فضاء ل أعرف عنه شيء‪ ،‬ولكحنم‬
‫برور الوُقت واكتساب بعض البات أصبَحت أملِّك هذا العال الديد‪ ،‬أملِّك دنُيا متلِّفة تاما عنم‬
‫تلِّك الت أعيش فيها‪ ،‬فأصبَح ل عب تلِّك الشاشة صداقات حقيقة مع أشخماصا ربا يكحوُنُوُن غي‬
‫حقيقيي؛ فهم أشخماصا ل أقابلِّهم‪ ،‬ول أتعرف علِّىَ صوُرهم‪ ،‬ولكحن أعرف شخمصياتم‪ ،‬ول أيضا‬

‫‪423‬‬
‫بلف الصدقاء أسرة وأخوُة وأخوُات وزأملء دراسة وعمحل‪ ،‬والعجيب ف المر أن يكحوُن ل أبناء‬
‫أيضا!ا!ا‬
‫كل هذا الفضاء اليال أو الليكحتون أصبَح جزءاد هادما منم حيات ل يإكحنم الستغناء عنه‪ ،‬وأصبَح ل‬
‫موُعد مدد ل بد أن انُطلِّق فيه إل عالي الاصا‪ .‬وربا يثي الدهشة والبتسام أيضا أن ل عمحلد خيالييا‪،‬‬
‫ول دفت أوقع فيه كل يوُم بالضوُر والنُصراف‪ ،‬وأحيانُا نُفرض بعض الغرامات علِّىَ التأخرينم عنم‬
‫موُعد الضوُر أو التغيبَي دون عذر مسبَق‪ ،‬هذا كلِّه بلف خبات وعلقات العمحل والت اكتسبَت‬
‫منها الكحثي بالفعل‪ ،‬وأضافت ل ولعمحلِّي مهارات جديدة ومفيدة‪.‬‬
‫وإذا كنا ف البَداية تيلِّنا العيد ف الفضاء فالعيد ف فضائي الليكحتون له شكحل متلِّف وطابع خاصا‪،‬‬
‫فالكحثي والكحثي منم الوُاقع الليكحتونُية علِّىَ شبَكحة النُتنُت قد خصصت جزدءا كبَديا وموُاقع خاصة‬
‫لرسال كروت التهنئمة بعيد الفطر‪ ،‬وكذلك جيع العياد والناسبَات‪ ،‬وتلِّك الكحروت الليكحتونُية هي‬
‫بثابة برقيات التهنئمة والعايدة‪ ،‬وبالطبَع ل تلِّوُ هذه الوُاقع منم بعض الكحروت ذات الطابع الفكحاهي‬
‫الظريف‪ ،‬والت نُرسلِّها لبَعضنا البَعض منم باب الدعابة وإدخال السرور )مقالب يعن( كذلك فقد اتفق‬
‫معي بعض الصدقاء علِّىَ القيام بنزهة خلل إجازأة العيد بالرغم منم اختلف البَلد الت نُعيش فيها‬
‫لكحننا اتفقنا علِّىَ أن يصحب كل واحد منا الخرينم معه ف نُزهة خاصة داخل بلِّده ليعرفهم علِّيها‬
‫ونُستمحتع سوُيا بزيارة كل هذه البَلد‪ ،‬وليصبَح العيد الليكحتون عندنُا شيدئما جديددا ومفيددا‪ .‬وبالطبَع فلِّم‬
‫نُنس كعك العيد حيث تتم به الكحثي منم البَلد العربية‪ ،‬فلِّقد اتفقنا أيضا علِّىَ إرسال عينات منم هذا‬
‫الكحعك علِّىَ البيد الليكحتون )‪ (Email‬الاصا بكحل منا علِّىَ أن يكحوُن ملِّف )‪ (File‬مشوُ‬
‫بالعجمحية والكحسرات ومفوُظ )‪ (Save‬بالسكحر‪.‬‬
‫أعلِّم أنُه عال غريب وربا خيال ولكحنن بالفعل أعيش فيه وأتفاعل معه كل يوُم وليلِّة‪ ،‬وأصبَح فضائي‬
‫الليكحتون كوُكدبَا جديددا أعيش علِّىَ سطحه وأخوُض تربته بكحل ما فيها منم إيابيات وسلِّبَيات وأفراح‬
‫وأعياد‪ ،‬ولعلِّنا نُكحتشف الزيد منم تلِّك الكحوُاكب ونُصبَح رواددا حقيقيي ف عال غي حقيقي‪.‬‬
‫وكل عام وأنُتم بي‬
‫يييييييييي‬
‫ب يا هللا!‬ ‫غ‬
‫غا ن‬
‫عبَد الرحنم عشمحاوي‬
‫ب يا هلهل‪..‬‬ ‫ذ‬
‫غه‬
‫إن أخاف علِّيك منم قهر الرجاهل‬
‫ذقف منم وراء الغيم‬
‫ل تنشر ضياءك فوُق أعناق التلهل‬

‫‪424‬‬
‫ب يا هلهل‪..‬‬ ‫ذ‬
‫غه‬
‫إن لخشىَ أن ريصيبَك‬
‫حي تلِّمححنا الششبَاهل‬
‫أنُا يا هلهل‬
‫أنُا طفلِّة عربية فارقت أسرتنا الكحريإهه‬
‫ل قصة‬
‫دموُيةر الحداث باكية أليمحهه‬
‫أنُا يا هلهل‬
‫أنُا منم ضحايا الحتلهل‬
‫أنُا منم رولدت‬
‫ي الزيإهه‬ ‫وف فمحي ثشهد ر‬
‫ت يوُدما عند منذزذلنا كتيبَهه‬ ‫شاهد ر‬
‫ف يوُذمها‬
‫كان الظلرم مكحددسا‬
‫منم حوُل قريتنا البَيبَهه‬
‫ف يوُذمها‬
‫ساق النوُرد أب‬
‫وف عينيه أناةر حبَيسهه‬
‫ب الغرهبَيرر‬ ‫وتمحعت تلِّك الذئا ر‬
‫ف طلِّب الفريشسهه‬
‫ورأيت جندديا ياصر جسم والدت‬
‫بنظرته الريبَهه‬
‫ما زألت أسع يا هلهل‬
‫ما زألت أسع صوُت ألمي‬
‫وههي تهستجدي العروبهه‬
‫ما زألت أبصر نُصل خنجرها الكحرهي‬
‫ف العظيم‬ ‫ت به الشر ش‬ ‫صانُ ه‬
‫مسكحين ة ألمي‬
‫ت‬‫فقد مات ه‬

‫‪425‬‬
‫ت بهوُتتها العروبهه‬ ‫ذ‬
‫وما شعلِّشمح ه‬
‫إن لعجب يا هلل‬
‫يتلنُح الذياعر منم طرب!ا!ا‬
‫وينتعش القدهح!ا!ا‬
‫وتيجه موُسيقىَ الرهح!ا!ا‬
‫والطربوُن يرددون علِّىَ مسامعنا‬
‫ترانُيم الفرهح!ا!ا‬
‫ض لوُحة للِّتهنئمهه‬ ‫وبرامجه التلِّفازأ تعر ر‬
‫"عيةد سعيةد يا صغاهر"‪!..‬ا!ا‬
‫والطفرل ف لبَنان يهل منشأهه‬
‫وبراعم القصىَ عرايا جائعوُهن‬
‫واللجئموُشن‬
‫يصارعوُن الشهوبئمشهه‬
‫ب يا هلهل‬ ‫ذ‬
‫غه‬
‫ت بالعيد السعيد‬ ‫ل تأ ذ‬
‫ي‬‫مع النُ ه‬
‫ي‬
‫ع الوُت ه‬ ‫أنُا ل أريد العيد مقطوُ ش‬
‫أتظرنم أن العيشد ف حلِّوُىً‬
‫وأثوُاب جديدهه؟!ا‬
‫أتظرنم ألن العيد تنئمهه‬
‫رتسلطر ف جريدهه؟‬
‫ب يا هلهل‬ ‫ذ‬
‫غه‬
‫واطلِّهع علِّينا حي يبَتسم الزمهنم‬
‫تم‬
‫وتوُت نُيان الف ه‬
‫اطلِّع علِّينا‬
‫حي ريوُرق بابتسامتنا الساهء‬
‫ويذوب ف طرقاتنا ثلِّجه الشتاهء‬
‫اطلِّهع علِّينا بالشذا‬
‫ي‬‫بالعز بالنصر البَ ه‬

‫‪426‬‬
‫اطلِّهع علِّينا بالتئمام الشمحل‬
‫ي‬‫بي السلِّمح ه‬
‫هذا هوُ العيرد السعيهد‬
‫وسوُاهر‬
‫ليس لنا ذبعيهد‬
‫ب يا هلهل‬ ‫ذ‬
‫غه‬
‫ف ف شششهم‬ ‫حت ترىً رايات أمتنا ترفر ر‬
‫فهناك عيةد‬
‫أي عيهد‬
‫وهناك يبَتسم الشقتي مع السعيهد‬

‫‪‬‬

‫‪427‬‬
‫نفحات رمضان‬
‫مشاريع رمضانية‬

‫المحد ل رب العالي‪ ،‬تفضل علِّىَ عبَاده بوُاسم الطاعة‪ ،‬ليتمحيز أولوُ العزم والمحة‪ ،‬ولينكحشف علِّىَ‬
‫القيقة أصحاب التاخي والهانُة‪ ،‬وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له‪ ،‬أثن علِّىَ نُفسه خيدا‪،‬‬
‫وثن بالتحية علِّىَ عبَاده الذينم اصطفىَ " قل المحد ل وسلم علِّىَ عبَاده الذينم اصطفىَ وأشهد أن‬
‫ممحداد عبَده ورسوُله خير البية وأزأكاها صلِّىَ ال علِّيه وعلِّىَ إخوُانُه وآْله ورضىَ ال عنم الصحابة أجعي‪،‬‬
‫والتابعي ومنم تبَعهم بإحسان إل يوُم الدينم ‪.‬‬
‫معاشر السلِّمحي‪ :‬ربشراكم جيعاد شهر الصيام‪ ،‬أهللِّه ال علِّينا بالمنم واليإان‪ ،‬والسلمة والسلم ‪،‬‬
‫وجعلِّه ال علِّينا وعلِّىَ السلِّمحي شهر بركة وخي‪ ،‬ومغفرة للِّذنُوُب‪ ،‬ورفعة للِّدرجات‪.‬‬
‫عبَاد ال ‪ :‬يق لنا أن نُفرح بذا الضيف العزيز بعد طوُل عناتء‪ ،‬وبعد رحلِّة شاقة ف دروب الياة الدنُيا‪،‬‬
‫تل بالصد والعراض‪ ،‬والسراف ف الذنُوُب‪ ،‬والظلِّم للِّنفس أو للخرينم‪ ،‬يشهد الكحوُن فيها علِّىَ‬
‫ب النازألة‪ ،‬والفتم واللحم التتابعة‪ ،‬والضعف والرفرقة‪ ،‬والتخماذل بي‬ ‫الراح النازأفة‪ ،‬والبَليا والطوُ ذ‬
‫السلِّمحي – إل منم رحم ربك وقلِّيةل ما هم – كيف ل نُفررح فيك يا شهشر الصيام!ا ونُفةر منم السلِّمحي‬
‫ل ريسوُن بالم الوُع إل حي يصوُموُن‪ ،‬ومنم إخوُانم منم يتضوُرون جوُعاد وهم مفطرون‪،‬وكيف ل نُفرح‬
‫فيك يا شهر رمضان ونُفةر منم السلِّمحي تكحارد أن تكحوُن صلِّرتهم بالقرآْن مقطوُعةد إل ف شهر رمضان ‪،‬‬
‫أجل لقد جلفت مآقينا عنم البَكحاء‪ ،‬فهل ند فيك يا شهر الصيام باعثاد للِّبَكحاء علِّىَ خشية ال ؟‬
‫لنا‬‫تا ش‬ ‫ت نُوُمنا‪ ،‬فهل يكحوُن شهرر الصيام موُقظاد لقلِّوُبنا بالصيام؟ واختلِّط اللِّغوُ‪ ،‬وكادت أصوُا ر‬ ‫طال رسبَا ر‬
‫ب‬ ‫ذ‬
‫والغناء أن تصلم الذان‪ ،‬فهل تكحوُن يا شهشر الصيام سبَبَاد لسلمة أساعنا؟ وتفننم العداءر وأصحا ر‬
‫صوُر الفاضحة‪ ،‬ليصدوا الناس ويفتنوُهم‪ ،‬فينشر الثر عاريدا‪ .‬فهل يكحوُن‬ ‫الهوُاء والشهوُات ف إخراج ال ل‬
‫ك شكاشن‬ ‫صشر شوالهرفشؤاشد ركتل أرولئمذ ش‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫شهر رمضان سبَبَاد ف حفظ أبصاذرنُا والافظة علِّىَ قيمحنا ))إذلن اللسهمحشع شوالهبَش ش‬
‫شعهنهر شمهسرؤودل(( )السراء‪.(36:‬‬
‫معاشر الصائمحي ‪ :‬إنُنا قبَل الصيام وبعد الصيام مدعوُون لمتر عظيم‪ ،‬هوُ غايةر الصيام وحكحمحرته– وهوُ‬
‫وصية ال وكلِّمحته – وسوُرقه روج ف الصيام أكثر منم غذيه‪ ،‬كيف ل وقد قال ال تعال )) شيا أشييتشها الذذيشنم‬
‫ب شعشلِّىَ الذذيشنم ذمنم قشيهبَلِّذركحهم لششعلِّلركحهم تشيتليرقوُشن (( )البَقرة‪(182:‬‬ ‫ذ‬
‫صشيارم شكشمحا ركت ش‬
‫ب شعلِّشهيركحرم ال ل‬ ‫ذ‬
‫آْشمنروُاه ركت ش‬
‫ب ذمنم قشيهبَلِّذركحهم شوإذلياركهم أشذن اتليرقوُاه‬ ‫ذ‬ ‫إن التقوُىً‪ :‬وصيةر ال للولي والخرينم )) ولششقهد و ل ذ‬
‫صييشنا الذيشنم رأوتروُاه الهكحشتا ش‬ ‫ش ش ه‬
‫اللِّلشه(( )النساء‪. (131 :‬‬
‫ذذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫ي ((‬ ‫ب اتلذق اللِّلهش شوشل ترطذع الهشكحافذريشنم شوالهرمحشنافق ش‬ ‫وهي وصيرته سبَحانُه لمحد صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم )) شيا أشييتشها النلذ ت‬
‫)الحزاب‪. (1 :‬‬

‫‪428‬‬
‫تقوُىً ال‪ :‬وصيرته سبَحانُه وتعال للِّمحؤمني خاصة )) شيا أشييتشها الذذيشنم آْشمنروُاه اتليرقوُاه اللِّلهش شحلق تريشقاتذذه (( )آْل‬
‫عمحران‪. (102:‬‬
‫س شواذحشدةت شوشخلِّششق ذمهنيشها‬ ‫س اتليرقوُاه شربلركحرم الذذي شخلِّششقركحم لمنم نُيلهف ت‬‫وهي وصيرته للِّناس كافة‪ )) :‬شيا أشييتشها اللنا ر‬
‫شزأهوشجشها(( )النساء‪. (1 :‬‬
‫وبالتقوُىً‪ :‬أوصىَ ممحةد صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم علِّىَ الدوام وحيثمحا كان الزمان والكحان )) اتق ال حيثمحا‬
‫كنت((‬
‫وإن سألتم عنم حقيقة التقوُىً وآْثاذرها‪ ،‬أرجبَتم بأن تقوُىً الذ نُوُةر ف القلِّوُب‪ ،‬تظهر آْثارره علِّىَ الوُارح‪،‬‬
‫ب لششعلِّلركحهم تريهفلِّذرحوُشن(( )الائدة‪. (100 :‬‬ ‫إنا سبَب للِّفلح والنجاح ))شفاتليرقوُاه اللِّلهش يا أروذل الشلهبَا ذ‬
‫ش‬ ‫ش ه‬ ‫ة‬
‫ومنبَةع للِّصلح والصلح‪ ،‬ودليل للِّفرقان " إن تتقوُا ال يعل لكحم فرقانُدا" التقوُىً عمحاةد للِّمحؤمني ف‬
‫ت‬
‫ي ف الزأمات‪ ،‬وذخية حي‬ ‫الدنُيا‪ ،‬و أنُيسه ف القب‪ ،‬ودليرلِّه إل جنات ونتر‪ ،‬تقوُىً ال حصنم حص ة‬
‫الشدائذد واللِّمحات‪ ،‬ترثبَت القداشم ف الز الق‪ ،‬وتربط القلِّوُب ف الفتم‪،‬‬
‫إنا أعظرم كنتز يإلِّكحه ويمحلِّه النُسارن ف الدنُيا‪ ،‬وأعظرم نُوُر يرد به علِّىَ ال يوُم العاد )) شوتشيشزلوردواه فشذإلن‬
‫خييشر اللزاذد التليهقشوُىً(( )البَقرة‪(197:‬‬
‫شه‬
‫ي علِّىَ‬ ‫ض صفاذتا وآْثاذرها أن ريسعىَ لا فهذا أوارنا‪ ،‬وذلك الشهر خي مع ت‬ ‫أفل تستحق بضاعة تلِّك بع ر‬
‫ر ر‬
‫تقيذقها‪.‬‬
‫كم يدخل علِّينا منم رمضاتن ول نتحنم أنُفسنا علِّىَ اكتساب التقوُىً‪ ،‬فهل يكحوُن العام بآلذمه وآْماذله –‬
‫ذ‬
‫ب عظيةم‪ ،‬وتارة‬ ‫فرصةد أكب للِّتفطنم لا وملء القلِّوُب با ‪ ،‬وتسذي الوُارذح علِّىَ مقتضاها‪ ،‬إنُه كس ة‬
‫ي منم دخل علِّيهم رمضارن وخرج‪ ،‬ورصيرد‬ ‫رابة‪ ،‬نُسأرل ال أن يعيننا علِّىَ تقيق التقوُىً– ومساك ر‬
‫التقوُىً جامةد ل يتحرك– أو يتحرك ببَطء ل يكحاد ريرىً‪ ،‬إنُن أدعوُ نُفسي وإياكم إل تقيق التقوُىً‪،‬‬
‫وافتح لنفسي ولكحم مشاريع رتسهم ف تقيق التقوُىً‪ ،‬ومنم عمحل صالاد فلِّنفسه ومنم أساء فعلِّيها‪،‬‬
‫أيها السلِّمحوُن ‪ :‬وأورل هذه الشاريع الالبَة للِّتقوُىً‪ :‬التوُبةر النصوُح ‪ ،‬فالتوُبرة‪ :‬هي بدايةر الطريذق ونايرته‪،‬‬
‫وهي وظيفةر العمحر وبدايةر العبَد ونايرته‪ ،‬ودليرلِّه إل الذي وسائرقه‪ ،‬وهي النزلةر الت يفتقر إليها السائرون‬
‫إل ال ف جيع مراحذل سفذرهم ‪ ،‬وحيث حلِّوُا أو ارتلِّوُا‪ ،‬إن التوُبةش ليست منم منازأل العصاةذ والخمللِّطي‬
‫فحسب‪ ،‬كمحا يظنم كثية منم الناس – وإن كان هؤلء العصاة أحوُشج منم غذيهم إليها – بل هي عامة‬
‫للِّطائعي والعابدينم والعاصي‪ ،‬وهذا سيرد الطائعي‪ ،‬وإمارم العابدينم ممحةد صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ياطب‬
‫ب إل ال ف اليوُم مائة مرة (( رواه مسلِّم‬ ‫س توُبوُا إل ال فإن أتوُ ر‬ ‫س كافةد ويقوُل ‪ )) :‬يا أيها النا ر‬ ‫النا ش‬
‫جيعاد أشييتشها الهرمحهؤذمرنوُشن لششعلِّلركحهم‬
‫وأهل اليإان يدعوُن للِّتوُبذة ويقوُل الداعي سبَحانُه )) ورتوُبوُا إذشل اللِّلذه شذ‬
‫ش ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫تريهفلِّذرحوُشن(( )النوُر‪. (31 :‬‬

‫‪429‬‬
‫ذ‬ ‫ذ‬
‫صوُحاد شعشسىَ شربتركحهم شأن يرشكحلفشر‬ ‫إنُه نُداءر الرحنم أفل نُستجيب؟ )) شيا أشييتشها الذيشنم آْشمنروُا رتوُبروُا إذشل اللِّله تشيهوُبشةد نُل ر‬
‫ب شوالذذيشنم آْشمنروُا شمشعره((‬ ‫ذ ذ‬ ‫ت‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫شعنركحهم شسيلشئماتركحهم شويرهدخلِّشركحهم شجلنات شهتذري منم شهتتشها اهلشنُهيشهارر يشيهوُشم شل ريهذزي اللِّلهر النلذ ل‬
‫)التحري‪(8 :‬‬
‫صرون‪ ،‬وما أعظشم رربنا وأرحه‪،‬‬ ‫ذ‬
‫نُعم يا عبَاشد ال‪ ،‬كرلِّنا متاةج إل التوُبة النصوُح – فكحلِّنا مطئموُن‪ ،‬وكلِّنا مق ل‬
‫وهوُ يدعوُنُا إل التوُبذة ليغذفر لنا ذنُوُبنا‪ ،‬ويكحفر سيئماتنا‪ ،‬ويفتح لنا باب الرجاء‪ ،‬وبا يدخلِّنا النة ويعيذنُا‬
‫منم النار ‪.‬‬
‫ذ‬ ‫ذ‬
‫ت الرمةر إل طاعا ت‬ ‫إنا – أعن التوُبة – تبَدأر بالمحة الصادقة‪ ،‬وتستمحرر العزيإةر القوُيةر لتتحلوُل الشهوُا ر‬
‫وقربا ت تأنُس با ف الدنُيا‪ ،‬وتد أجشرها يوُم ترد علِّىَ ال ‪،‬‬
‫يا منم غلِّبَتهم شهوُارتم وأهوُارؤهم ف رجب وشعبَان‪ ،‬أفل تغلِّبَوُنا ف رمضان ومنم بعد رمضان ؟‬
‫ع عنم العصية‪ ،‬ها هوُ شهر رمضان حلل‪ ،‬وما تدري أتدركه‬ ‫ويا منم سلوُفت ف التوُبة‪ ،‬وأرجأت القل ش‬
‫ت تدري أترتذرم شهشر الصيام حيلاش أم تكحوُرن ف عداد الوُتىَ‪ ،‬وشهرر الصيام ل‬ ‫عاماد آْخر أم ل‪ ،‬بل ولس ش‬
‫يزال حيلاش ؟‬
‫إنُن أدعوُ نُفسي وإياك للِّتوُبة دائمحدا‪ ،‬وف شهر الصيام فابدأ وتوُكل علِّىَ ال ‪ ،‬واعلِّم بأنُك تشذررد علِّىَ كرتي‬
‫ب مسيرئ اللِّيل‪ ،‬فل تستكحثر معاصيك‬ ‫ط يشده بالنهار ليتوُ ش‬ ‫غفار‪ ،‬يبَسط يشده ليتوُب مسيرئ النهار‪ ،‬ويبَس ر‬
‫عنم التوُبة‪ ،‬وفتش وأنُت أدرىً بنفسك وبعاصيك‪ ،‬واعقد العزشم علِّىَ التوُبة‪ ،‬واحد رلبك علِّىَ أنُه بلِّغك‬
‫شهر رمضان‪ ،‬وستجد له طعمحاش آْخر حي تبَدأه بالتوُبة‪ ،‬وتتمحه بالشكحذر والمحد ل )) شوشما بذركحم لمنم‬
‫نُليهعشمحتة فشذمحشنم اللِّلذه (( )النحل‪ )) (53:‬شوشمنم شششكحشر فشذإلشنا يشهشركحرر ذلنشيهفذسذه (( )النمحل‪(40:‬‬
‫الطبَة الثانُية‬
‫المحد ل رب العالي‪ ،‬يهدي منم يشاء ويضل منم يشاء‪ ،‬ومنم يهدي ال فهوُ الهتدي ومنم يضلِّل فلِّنم‬
‫ث رحةد للِّعالي‪ ،‬والسراج الني وعلِّىَ إخوُانُه منم النبَيي‬ ‫تد له ولياد مرشداد ‪ ،‬والصلة والسلم عل البَعوُ ذ‬
‫‪.‬‬
‫أيها الصائم‪ :‬وثة مشاريرع – تؤكرد حقيقةش التقوُىً‪ ،‬وريدلك با علِّىَ التوُبة النصوُحة – هذه الشاريع‬
‫ساريةر الفعوُذل ف كل حي– ولكحنها تزكوُا ويعظرم أجررها ف شهر الصيام‪.‬‬
‫ومنها‪:‬‬
‫أولد ‪ :‬مشروعر الذكر والدعاء – وكم رنُفلرط ف الذكر‪ ،‬وهوُ منم أسهل العبَادات وأزأكاها‪ ،‬وخية منم إنُفاق‬
‫الذهب والوُرق‪ ،‬وخية لكحم منم أن تلِّقوُا عدلوكم فتضربوُا أعناشقهم ويضربوُا أعناقكحم‪،‬‬
‫وما أروع السلِّشم والسلِّمحةش ) إذا ظلل لسارنمحا رطبَاد بذكر ال ‪ ،‬وما أجل الصائشم ريإضي شطراد منم ليذلِّه‬
‫وناره ذاكراد ل ‪ ،‬يرسبَح ويمحد ويكحب ويهلِّل ‪ ،‬يستغفر لنفسه ولوُالديه والؤمني ‪ ،‬ويدعوُا با شاء منم‬

‫‪430‬‬
‫ك الوُكرل بالدعاذء‬ ‫خذيذي الدنُيا والخرة‪ ،‬ول يص بالدعوُة نُفسه بل يشمحل غيه‪ ،‬ففضرل ال واسع‪ ،‬واللِّ ر‬
‫ت به ‪،‬‬ ‫للخرينم بظهر الغيب يقوُل للِّداعي‪ :‬ولك بثل ما دعوُ ش‬
‫أيها الداعوُن ‪ :‬ول تنسوُا أموُاشتكحم بالدعاء‪ ،‬وتعلِّمحوُا آْداب وسنشنم الدعاء‬
‫ضهم إل الائة أو تزيد‪.‬‬ ‫يا عبَد ال‪ :‬كم ف الذكر منم فائدة – وقد أوصلِّها بع ر‬
‫وكم رنطرئ باللِّيل والنهار؟ وف الستغفار رترق الطايا وتذوب ‪.‬‬
‫ذ‬
‫وكم لنا منم حاجة ؟ وكم بإخوُانُنا السلِّمحي منم بأساء؟ فهل نُتضرعر إل ال بالدعاء لرفعها‪ ،‬والكحرير‬
‫يقوُرل لنا "أدعوُن استجب لكحم " وللِّصائم دعوُة ل ترد ‪ ،‬ل سيمحا عند فطره‪ ،‬وف السحار حي ينزل‬
‫الرب وبي الذان والقامة‪ ،‬وف السجوُد‪ ،‬وحي تلِّي القلِّوُب ونوُها منم موُاطنم إجابة الدعاء‪ .‬فهل‬
‫نُستثمحرر فرصة الذكر والدعاء ف رمضان ؟‬
‫ب سهلِّةر الهد‪ ،‬عظيمحةر الثر ‪.‬‬ ‫إنا مكحاس ر‬
‫ي )) شوشما‬ ‫ثانُيدا‪ :‬مشاريع النُفاذق والصدقة ‪ :‬أيها الصائم شعارنُا وأدلرتنا ف القرآْذن والسنذة تقوُل لنا ف ح ت‬
‫ر‬
‫أشنُشفهقرتم لمنم ششهيتء فشيرهشوُ ريهلِّذرفره(( )سبَأ‪)) (39:‬اللِّهم أعط منفقاد خلِّقاد وأعط مسكحاد تلِّفدا((‬
‫ذ‬ ‫ذ‬
‫وف شهذر رمضان للِّنفقة والصدقة مزية‪ ،‬فرسوُرلنا وقدورتنا ممحةد صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم كان أجوُشد الناذس‬
‫ف صدقارتنا ف شهذر مضاعفذة السنات؟‬ ‫بالذي‪ ،‬وأجوُرد ما يكحوُرن ف رمضان‪ ،‬هل نُقتدي وهل تتضاع ر‬
‫هذا معسةر نُفك منم إعساره ‪ ،‬وهذا متاج نُسد حاشجته ‪ ،‬وثالث مدينم نُقضي ديشنه‪ ،‬ورابةع جائةع‬
‫فنطعمحه‪ ،‬وهكحذا‬
‫ب يريد الزواشج فنعينه وف الديث )) أفضرل العمحال أن رتدخل علِّىَ أخيك الؤمذنم سروردا‪ ،‬أو تقضي‬ ‫وشا ة‬
‫عنه ديندا‪ ،‬أو تطعمحه خبَزاد ((‬
‫صا النفقة والحسان كثية لل يامىَ واليتامىَ والساكي‪ ،‬وللِّشبَاب الراغبَي ف الزواج‪ ،‬وللِّمحسلِّمحي‬ ‫إن رفر ش‬
‫التضررينم‪ ،‬والاهدينم الصادقي‪ ،‬وتفطي الصائمحي‪ ،‬إن ف داخل بلذدنُا‪ ،‬أو ف عاذلنا السلمي ‪ ،‬زأكادة‬
‫وصدقدة‪ ،‬وهديةد وصلِّدة‪ ،‬علوُد نُفسك أيها السلِّم علِّىَ الصدقة ف كل يوُتم منم أياذم رمضان‪ ،‬قلل ذلك أم‬
‫كثر‪ ،‬ودرب أهلِّك وأولدك علِّىَ الصدقة والحسان‪ ،‬فهذا شهر الحسان‪ ،‬ول ينسيك الغن عنم‬
‫الفقراء‪ ،‬ول الشبَع عنم الوُعىَ وال إن جعلِّك يداد عرلِّيا رتعطي ول تأخذ ‪ ،‬وتذكر أن الال مارل ال ‪،‬‬
‫وأنُت متحنم فيه‪.‬‬
‫ثالثدا‪ :‬مشاريع الدعوُة إل ال تعال‪ ،‬وكم للِّدعوُة منم أثاتر إيابية علِّىَ الداعي والدعوُ‪ ،‬علِّىَ الفرد‬
‫والتمحع‪ ،‬وبالدعوُة والمر بالعروف والنهي عنم النكحر‪ ،‬كنا خشي المم‪ ،‬والدعاةر المرون بالعروف واللنا‬
‫ف‬ ‫هوُن عنم النكحر‪ ،‬هم الفلِّحوُن بشهادةذ القرآْن )) ولهتركحنم لمنركحم أرلم ة يهدعوُشن إذشل اهل ذي ويأهمروشن ذبالهمحعرو ذ‬
‫ش هر‬ ‫شه ش ش ر ر‬ ‫ه ش ر‬ ‫شش‬
‫ك رهرم الهرمحهفلِّذرحوُشن (( )آْل عمحران‪(104:‬‬‫شويشيهنيشههوُشن شعذنم الهرمحنشكحذر شوأرهولشئمذ ش‬

‫‪431‬‬
‫صاذلاد‬ ‫ذ ذ‬
‫وهل أحسنم قوُلد منم الدعوُة والدعاة ؟ وال يقوُل )) شوشمهنم أشهحشسرنم قشيهوُلد للمنم شدشعا إذشل اللِّله شوشعمحشل ش‬
‫ذذ‬ ‫ذ‬
‫ي (( )فصلِّت‪(33:‬‬ ‫شوشقاشل ذنُإلذن مشنم الهرمحهسلِّمح ش‬
‫ب النار‬ ‫ب النة تفتح وأبوُا ر‬ ‫ب للِّدعوُة ‪ ،‬وشيسمحع الصائمحوُن للِّدعاة‪ ،‬كيف ل وأبوُا ر‬ ‫وف رمضان رتفتح القلِّوُ ر‬
‫ي بك أن‬ ‫تغلِّق‪ ،‬ومردةر الشياطي رتصفد‪ ،‬إن روحانُيةش الصيام تشجع علِّىَ الدعوُة‪ ،‬وأنُت أيها السلِّم حر ة‬
‫س الدعوُشة‪ ،‬وتتحي الفرصا الوُاتية لقبَوُذلا – مع ابنك وأخيك‪ ،‬وزأوجك وابنتك ‪ ،‬ومع جيانُك‬ ‫تار ش‬
‫وزأملئك ف العمحل‪ ،‬ومع العامل والسائق والادمة‪،‬‬
‫أيها العلِّرم‪ :‬هل جربت الدعوُشة مع طلبك ف رمضان ؟ أيها البَائرع أو الشتي هل مارستمحا الدعوُشة حال‬
‫البَيع والشراء؟ إن الدعوُشة قد تكحوُن بكحلِّمحة طيبَة‪ ،‬وابتسامتة لطيفة‪ ،‬ومعاملِّتة حسنتة‪ ،‬فكحيف با هوُ فوُق‬
‫ذلك؟‬
‫معاششر الرجال والنساء‪ ،‬والشيوُخ والشبَاب‪ ،‬والتعلِّمحي والميي‪ ،‬هل نعل منم رمضان فرصةد للِّدعوُة‬
‫بكحل وسيلِّة‪ ،‬وف أي مناسبَة‪ ،‬ومع الناطقي بالعربية أو غيهم ؟‬
‫توُزأيع الكحتاب الفيد‪ ،‬والشريط النافع بالدية ومع الصدقة ‪ ،‬ول ينبَغي لحتد أن يقشر نُفشسه عنم هذه‬
‫الهمحة الشريفة‪ ،‬والرسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يقوُل )) بلِّغوُا عن ولوُ آْية((‬
‫ب للِّسعادة أبددا‪،‬‬ ‫وينبَغي أن يعلِّم أن الدعوُة طريق واسع‪ ،‬ومهم للِّتوُبة‪ ،‬وهي بريةد للِّتقوُىً‪ ،‬وسبَ ة‬
‫خامسدا‪ :‬مشاريع القيام وتلوة القرآْن‪ :‬إن رمضان شهرر الصيام وشهرر القرآْن‪ ،‬هل يعجزك أخي السلِّم‬
‫أن تقوُم مع المام حت ينصرف؟ وهل تعلِّم أنُه يكحتب لك قيارم ليلِّتة كاملِّتة‪ ،‬أم يراودك الشيطارن ث‬
‫يرجك منم السجد‪ ،‬لتذهب إل القيل والقال‪ ،‬ومشاهدةذ ما هبَط منم الفلم ف البَيوُت الوُهية أو ف‬
‫البَيوُت القيقية ؟‬
‫تذلكر أخي السلِّم‪ :‬أن منم قام رمضان إيإانُاد واحتساباد رغفر له ما تقدم منم ذنُبَه‪ ،‬فوُلطنم نُفسك علِّىَ‬
‫القيام منم أول الشهر إل آْخره‪.‬‬
‫لئمنم قصرت ف قيام اللِّيل‪ ،‬أو تلوة القرآْن فيمحا مضىَ منم أياتم‪ ،‬فحنانُيك أن تضيشع ذلك ف شهر‬
‫رمضان ؟ إنُن حي أنُصحك ونُفسي بالكثار منم تلوة كتاب ال‪ ،‬أنُصح بالتدبر ف آْياته‪ ،‬والوُقوُف‬
‫عند عجائبَه‪ ،‬وكم ف القرآْن منم كنوُزأ تتاج إل تدبر ورربنا يقوُل لنا ))أشفششل يشيتششدبيلرروشن الهرقهرآْشن أشهم شعشلِّىَ‬
‫ب أشقهيشفا رشلا(( )ممحد‪(24:‬‬ ‫قريرلِّوُ ت‬
‫ك مبَارةك ليلدبيلروا آْياتذذه ولذيتششذلكر أرولروُا اهلشلهبَا ذ‬ ‫ذ‬
‫ب(( )صا‪(29 :‬‬ ‫ش‬ ‫ب أشنُشزلهشناهر إذلشهي ش رش ش ش ر ش ش ش ش ه‬ ‫ويقوُل ))كشتا ة‬
‫أمة القرآْن‪ :‬إن أهشل القرآْذن أهرل الذ وخاصرته‪ ،‬وكيف يكحوُرن منم أهذل القرآْن منم اتذه مهجوُراد ؟ ننم أمة‬
‫أعزنُا الر بالسلم‪ ،‬وأعلِّىَ قدرنُا بالقرآْن‪ ،‬فهل نعرل للِّقرآْن منم أوقاتذنا وعقوُلنا وقلِّوُبنا ما يستحق ؟ إن‬
‫رمضاشن فرصةر لصلِّة تبَدأ ول تنتهي مع القرآْن‪ ،‬وعلِّىَ قدر مبَتك لنم أنُزل القرآْن فاقرأ القران !ا وكفىَ‪.‬‬

‫‪432‬‬
‫ف وعدرم القتصاد‪ ،‬وف رمضان‬ ‫سادساد ‪ :‬مشاريرع اقتصادية‪ :‬منم مشكحلتنا – بشكحتل عام – السرا ر‬
‫س خاصة بالقتصاد‪ ،‬فالصائرم مسك عنم الطعام منم طلِّوُع الفجر إل غروب‬ ‫س عامة‪ ،‬ودرو ة‬ ‫درو ة‬
‫ب للرواح‪ ،‬ومريةح‬ ‫ض للِّنفس علِّىَ الصب‪ ،‬ومهذ ة‬ ‫الشمحس‪ ،‬وهذا مشجةع علِّىَ القضاء علِّىَ التخممحة‪ ،‬ومرو ة‬
‫لوُظائف السم‪ ،‬ومذكةر للِّصائم بنم يتاجوُن للِّطعام فل يدونُه )صاموُا أم أفطروا( ولكحنم هذه العان‬
‫وأمثالا منم اقتصاديات الصوُم تضيع‪ ،‬بل رتفهم فهمحاد خاطئماد عند قوُتم ما‪ ،‬أن يتسامعوُا شهر رمضان‬
‫حت تتلِّئ بم السوُاق‪ ،‬فيشتون ما يتاجوُن وما ل يتاجوُنُه‪ ،‬ويمحعوُن ما ل يأكلِّوُن‪ ،‬ومنم خلل‬
‫الدراسات والتحقيقات تبَي أن العلنُات التجارية‪ ،‬تارس دوراد كبَياد ف خداذع الستهلِّك‪ ،‬ودفذعه إل‬
‫الزيد منم الشراء لشياء كثية ل حاجة له با‪ ،‬بل يتجاوزأ المرر مرشد الدعاية إل التسهيلت ف‬
‫ب الدفع بالبَطاقات‪ ،‬أو القساط‬ ‫عمحلِّيات الشراء‪ ،‬وحل السلِّع إل الستهلِّك ف مقر بيته‪ ،‬ث يأت أسلِّوُ ر‬
‫أو مكحافأة الشتي كلِّمحا زأاد منم نُسبَة الشراء‪ ،‬وسيلِّةد ثالثةد رتسهم ف السراف‪ ،‬ومزيد الستهلك‬
‫فهل نُتنبَه لذه الخماطذر القتصادية‪ ،‬ونعل منم شهر الصيام فرصةد للقتصاذد غشي القت‪ ،‬لتسلِّم بطوُرنُنا منم‬
‫ر‬
‫التخممحة‪ ،‬وجيوُربنا منم النفقة السرفة‪ ،‬إنا ملحظة تستدعي النظشر والعمحشل‪ ،‬وإذا شاع عند أبناذء العال‬
‫ر‬
‫الخر مصطلِّح ) ولد ليشتىً( فعندنُا معاششر السلِّمحي الصطلِّح يقوُل ‪ ) :‬ولد ليعبَد ال ( والشراءر ليس‬
‫هدفاد بذاذته بل وسيلِّةد للِّعبَوُديذة ‪.‬‬
‫ــــــــــ‬
‫العتكافا‪ :‬فضله وآدابه وأحكامه‬
‫ماهوُ فضل العتكحاف ؟وماهىَ أحكحامه؟ ‪ ...‬السؤال‬
‫‪ ... 16/10/2005‬التاريخ‬
‫الشيخ ممحد صال النجد ‪ ...‬الفت‬
‫الل ‪...‬‬
‫‪ ...‬بسم ال والمحد ل والصلة والسلم علِّىَ رسوُل ال وبعد‪:‬‬
‫العتكحاف ‪ :‬هوُ لزوم السجد بنية مصوُصة ‪ ،‬لطاعة ال تعال ‪ :‬وهوُ مشروع مستحب باتفاق أهل‬
‫العلِّم ‪ ،‬قال المام أحد فيمحا رواه عنه أبوُ داود ‪ ) :‬ل أعلِّم عنم أحد منم العلِّمحاء إل أنُه مسنوُن (‬
‫وقال الزهري رحه ال ‪ ) :‬عجبَاد للِّمحسلِّمحي !ا تركوُا العتكحاف ‪ ،‬مع أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ‪ ،‬ما‬
‫تركه منذ قدم الدينة حت قبَضه ال عز وجل (‪.‬‬
‫فائدة العتكحاف وثرته ‪:‬‬
‫إن ف العبَادات منم السرار والكحم الشيء الكحثي ‪ ،‬ذلك أن الدار ف العمحال علِّىَ القلِّب ‪ ،‬كمحا قال‬
‫الرسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ‪ ) :‬أل وإن ف السد مضغة إذا صلِّحت صلِّح السد كلِّه ‪ ،‬وإذا فسدت‬
‫فسد السد كلِّه ‪ ،‬أل وهي القلِّب ( رواه البَخماري ) ‪ ( 52‬ومسلِّم ) ‪. ( 1599‬‬

‫‪433‬‬
‫وأكثر ما يفسد القلِّب اللِّهيات ‪ ،‬والشوُاغل الت تصرفه عنم القبَال علِّىَ ال عز وجل منم شهوُات‬
‫الطاعم ‪ ،‬والشارب ‪ ،‬والناكح ‪ ،‬وفضوُل الكحلم ‪ ،‬وفضوُل النوُم ‪ ،‬وفضوُل الصحبَة ‪ ،‬وغي ذلك منم‬
‫الصوُارف الت تفرق أمر القلِّب ‪ ،‬وتفسد جعيته علِّىَ طاعة ال ‪ ،‬فشرع ال تعال قربات تمحي القلِّب‬
‫منم غائلِّة تلِّك الصوُارف ‪ ،‬كالصيام مثلد ‪ ،‬الصيام الذي يإنع النُسان منم الطعام والشراب ‪ ،‬والمحاع‬
‫ف النهار ‪ ،‬فينعكحس ذلك المتناع عنم فضوُل هذه اللِّذات علِّىَ القلِّب ‪ ،‬فيقوُىً ف سيه إل ال ‪،‬‬
‫وينعتق منم أغلل الشهوُات الت تصرف الرء عنم الخرة إل الدنُيا ‪.‬‬
‫وكمحا أن الصيام درع للِّقلِّب يقيه مغبَة الصوُارف الشهوُانُية ‪ ،‬منم فضوُل الطعام والشراب والنكحاح ‪،‬‬
‫كذلك العتكحاف ‪ ،‬ينطوُي علِّىَ سر عظيم ‪ ،‬وهوُ حاية العبَد منم آْثار فضوُل الصحبَة ‪ ،‬فإن الصحبَة‬
‫قد تزيد علِّىَ حد العتدال ‪ ،‬فيصي شأنا شأن التخممحة بالطعوُمات لدىً النُسان ‪ ،‬كمحا قال الشاعر ‪:‬‬
‫صحاب‬ ‫عدوك منم صديقك مستفاد *** فل تستكحثرن منم ال ل‬
‫فإن الداء أكثر ما تراه *** يكحوُن منم الطعام أو الشراب‬
‫وف العتكحاف أيضاد حاية القلِّب منم جرائر فضوُل الكحلم ‪ ،‬لن الرء غالبَاد يعتكحف وحده ‪ ،‬فيرقبَل‬
‫علِّىَ ال تعال بالقيام وقراءة القرآْن والذكر والدعاء ونوُ ذلك ‪.‬‬
‫وفيه كذلك حاية منم كثرة النوُم ‪ ،‬فإن العبَد إنا اعتكحف ف السجد ليتفرغ للِّتقرب إل ال ‪ ،‬بأنُوُاع منم‬
‫العبَادات ‪ ،‬ول يلِّزم السجد لينام ‪.‬‬
‫ول ريب أن ناح العبَد ف التخملِّص منم فضوُل الصحبَة ‪ ،‬والكحلم والنوُم يسهم ف دفع القلِّب نوُ‬
‫القبَال علِّىَ ال تعال وحايته منم ضد ذلك ‪.‬‬
‫المحع بي الصوُم والعتكحاف ‪:‬‬
‫ل ريب أن اجتمحاع أسبَاب تربية القلِّب بالعراض عنم الصوُارف عنم الطاعة ‪ ،‬أهدعىَ للقبَال علِّىَ ال‬
‫تعال والتوُجه إليه بانُقطاع وإخبَات ‪ ،‬ولذلك استحب السلِّف المحع بي الصيام والعتكحاف ‪ ،‬حت‬
‫قال المام ابنم القيم رحه ال ‪ ) :‬ول ينقل عنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أنُه اعتكحف مفطراد قط ‪ ،‬بل‬
‫قالت عائشة ‪ ) :‬ل اعتكحاف إل بصوُم ( أخرجه أبوُ داود ) ‪( 2473‬‬
‫ول يذكر ال سبَحانُه وتعال العتكحاف إل مع الصوُم ‪ ،‬ول فعلِّه رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم إل مع‬
‫الصوُم ‪.‬‬
‫فالقوُل الراجح ف الدليل الذي علِّيه جهوُر السلِّف ‪ ) :‬أن الصوُم شرط ف العتكحاف ‪ ،‬وهوُ الذي‬
‫كان يرجحه شيخ السلم أبوُ العبَاس ابنم تيمحية ( زأاد العاد ‪2/87،88‬‬
‫واشتاط الصوُم ف العتكحاف نُقل عنم ابنم عمحر وابنم عبَاس ‪ ،‬وبه قال مالك والوزأاعي وأبوُ حنيفة ‪،‬‬
‫واختلِّف النقل ف ذلك عنم أحد والشافعي ‪.‬‬

‫‪434‬‬
‫وأما قوُل المام ابنم القيم رحه ال ‪ ) :‬ول ينقل عنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أنُه اعتكحف مفطراد قط (‬
‫ففيه بعض النظر ‪ ،‬فقد نُقل أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ‪ ،‬اعتكحف ف شوُال ( رواه البَخماري )‬
‫‪ ( 1928‬ومسلِّم ) ‪ . ( 1173‬ول يثبَت أنُه كان صائمحاد ف هذه اليام الت اعتكحافها ‪ ،‬ول أنُه كان‬
‫مفطراد ‪.‬‬
‫فالصح أن الصوُم مستحب للِّمحعتكحف ‪ ،‬وليس شرطاد لصحته ‪.‬‬
‫مع النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ف معتكحفه ‪ :‬اعتكحف علِّيه الصلة والسلم ف العشر الول منم رمضان ث‬
‫العشر الواسط ‪ ،‬يلِّتمحس ليلِّة القدر ‪ ،‬ث تبَلي له أنا ف العشر الواخر فداوم علِّىَ اعتكحافها ‪.‬‬
‫فعنم أب سعيد الدري رضي ال عنه قال ‪ :‬كان رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ‪ ،‬ياور ف العشر الت‬
‫وسط الشهر ‪ ،‬فإذا كان منم حي تضي عشرون ليلِّة ‪ ،‬ويستقبَل إحدىً وعشرينم ‪ ،‬يرجع إل مسكحنه ‪،‬‬
‫ورجع منم كان ياور معه ‪ ،‬ث إنُه أقام ف شهر ‪ ،‬جاور فيه تلِّك اللِّيلِّة الت كان يرجع فيها ‪ ،‬فخمطب‬
‫الناس ‪ ،‬فأمرهم با شاء ال ‪ ،‬ث قال ‪ ) :‬إن كنت أجاور هذه العشر ‪ ،‬ث بدال أن أجاور هذه العشر‬
‫الواخر ‪ ،‬فمحنم كان اعتكحف معي فلِّيبَت ف معتكحفه ‪ ،‬وقد رأيت هذه اللِّيلِّة فأنُسيتها ‪ ،‬فالتمحسوُها ف‬
‫العشر الواخر ‪ ،‬ف كل وتر ‪ ،‬وقد رأيتن أسجد ف ماء وطي ( ‪.‬‬
‫قال أبوُ سعيد ‪ :‬مطرنُا ليلِّة إحدىً وعشرينم ‪ ،‬فوُكف السجد ف مصلِّىَ رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‬
‫‪ ،‬فنظرت إليه ‪ ،‬وقد انُصرف منم صلة الصبَح ‪ ،‬ووجهه مبَتل ماء وطيناد فتحقق ما أخب به صلِّىَ ال‬
‫علِّيه وسلِّم وهذا منم علمات نُبَوُته ‪.‬‬
‫ث حافظ صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ‪ ،‬علِّىَ العتكحاف ف العشر الواخر ‪ ،‬كمحا ف الصحيحي منم حديث‬
‫عائشة رضي ال عنها أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم كان يعتكحف العشر الواخر منم رمضان حت توُفاه‬
‫ال عز وجل ث اعتكحف أزأواجه منم بعده ‪ .‬رواه البَخماري ) ‪ ( 1921‬ومسلِّم ) ‪( 1171‬‬
‫وف العام الذي قبَض فيه صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم اعتكحف عشرينم يوُماد البَخماري ) ‪ . ( 1939‬أي العشر‬
‫الواسط والعشر الواخر جيعاد ‪ ،‬وذلك لعدة أسبَاب ‪:‬‬
‫أولا ‪ :‬أن جبيل عارضه القرآْن ف تلِّك السنة مرتي البَخماري ) ‪ . ( 4712‬فناسب أن يعتكحف عشرينم‬
‫يوُماد ‪ ،‬حت يتمحكحنم منم معارضة القرآْن كلِّه مرتي ‪.‬‬
‫ثانُيها ‪ :‬أنُه صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أراد مضاعفة العمحل الصال ‪ ،‬والستزادة منم الطاعات ‪ ،‬لحساسه‬
‫صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم بدنُوُ أجلِّه كمحا فهم منم قوُل ال تعال ‪ ) :‬إذا جاء نُصر ال والفتح ‪ ،‬ورأيت‬
‫الناس يدخلِّوُن ف دينم ال أفوُاجاد ‪ ،‬فسبَح بمحد ربك واستغفره إنُه كان توُاباد ( سوُرة النصر ‪ .‬فإن ال‬
‫عز وجل أمر نُبَيه علِّيه الصلة والسلم بالكثار منم التسبَيح والستغفار ف آْخر عمحره ‪ ،‬وهكحذا فعل‬
‫صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ‪ ،‬فقد كان يكحثر ف ركوُعه وسجوُده منم قوُل ‪ ) :‬سبَحانُك اللِّهم وبمحدك ‪ ،‬اللِّهم‬
‫اغفر ل ( يتأول القرآْن ‪ .‬رواه البَخماري ) ‪ ( 487‬ومسلِّم ) ‪( 484‬‬

‫‪435‬‬
‫ثانُيها ‪ :‬أنُه صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم فعل ذلك شكحراد ل تعال علِّىَ ما أنُعم به علِّيه منم العمحال الصالة‬
‫منم الهاد والتعلِّيم والصيام والقيام وما آْتاه منم الفضل منم إنُزال القرآْن علِّيه ورفع ذكره وغي ذلك ما‬
‫امتم ال تعال به علِّيه ‪.‬‬
‫وكان صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يدخل معتكحفه قبَل غروب الشمحس فإذا أراد مثلد أن يعتكحف العشر الواسط‬
‫دخل العتكحف قبَل غروب الشمحس منم ليلِّة الادي عشر ‪ ،‬وإذا أراد أن يعتكحف العشر الواخر دخل‬
‫العتكحف قبَل غروب الشمحس منم ليلِّة الادي والعشرينم ‪.‬‬
‫أما ما ثبَت ف الصحيح منم أنُه صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم صلِّىَ الفجر ث دخل معتكحفه رواه البَخماري )‬
‫‪ ، ( 1928‬ومسلِّم ) ‪ ( 1173‬والتمذي ) ‪ . ( 791‬فإنا القصوُد أنُه دخل الكحان الاصا ف‬
‫السجد بعد صلة الفجر ‪ ،‬فقد كان يعتكحف ف مكحان مصص لذلك ‪ ،‬كمحا ورد ف صحيح مسلِّم أنُه‬
‫صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم اعتكحف ف قبَة تركية ‪ .‬رواه مسلِّم ) ‪1167‬‬
‫وكان صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يرج رأسه وهوُ معتكحف ف السجد إل عائشة رضي ال عنها وهي ف‬
‫حجرتا ‪ ،‬فتغسلِّه وترجلِّه ‪ ،‬وهي حائض ‪ ،‬كمحا جاء ف الصحيحي ‪ .‬البَخماري ) ‪) ، ( 1924‬‬
‫‪ ( 1926‬ومسلِّم ) ‪. ( 297‬‬
‫وف مسند أحد أنُه كان يتكحئ علِّىَ باب غرفتها ‪ ،‬ث رهيرج رأسه ‪ ،‬فتلجلِّه ‪ .‬أحد ) ‪( 6/272‬‬
‫وف ذلك دليل علِّىَ أن إخراج العتكحف بعض جسده منم العتكحف ل بأس به ‪ ،‬كأن يرج رجلِّه أو‬
‫رأسه ‪ .‬كمحا أن الائض لوُ أدخلِّت يدها أو رجها مثلد ف السجد فل بأس ‪ ،‬لن هذا ل ريعلد دخوُلد‬
‫ف السجد ‪.‬‬
‫ومنم فوُائد هذا الديث أيضا أن العتكحف ل حرج علِّيه أن يتنظف ‪ ،‬ويتطيب ‪ ،‬ويغسل رأسه ‪ ،‬ويسرحه‬
‫‪ ،‬فكحل هذا ل يلل بالعتكحاف ‪.‬‬
‫وما وقع له صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ف اعتكحافه ما راوه الشيخمان عنم عائشة رضي ال عنها قالت ‪ :‬كان‬
‫رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم إذا أراد أن يعتكحف صلِّىَ الفجر ‪ ،‬ث دخل معتكحفه ‪ ،‬وإنُه أمر ببَائها‬
‫فضرب ‪ ،‬وأمر غيها منم أزأواج النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ‪ ،‬ببَائه فضرب ‪ ،‬فلِّمحا صلِّىَ رسوُل ال صلِّىَ‬
‫ال علِّيه وسلِّم الفجر نُظر فإذا الخبَية ‪ ،‬فقال ‪ ) :‬آْللب رترهدن ؟( فأمر ببَائه فقوُض ‪ ،‬وترك العتكحاف‬
‫ف شهر رمضان ‪ ،‬حت اعتكحف ف العشر الول منم شوُال البَخماري ) ‪ ( 1928‬ومسلِّم ) ‪. ( 1173‬‬
‫ومعن قوُله ‪ ) :‬آْللب ترهدن ؟ ( أي ‪ :‬هل الدافع لذا العمحل هوُ إرادة الب ‪ ،‬أو الغية والرصا علِّىَ القرب‬
‫منم رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ؟‬
‫والظهر وال أعلِّم أن اعتكحافه صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ف شوُال منم تلِّك السنة بدأ بعد العيد ‪ ،‬أي ف‬
‫الثان منم شوُال ‪.‬‬

‫‪436‬‬
‫ويتمحل أن يكحوُن بدأ منم يوُم العيد ‪ ،‬فإن صح ذلك فهوُ دليل علِّىَ أن العتكحاف ل يشتط معه‬
‫الصوُم ‪ ،‬لن يوُم العيد ل يصام ‪.‬‬
‫وما وقع له صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ف اعتكحافه ما رواه الشيخمان أيضا أن صفية زأوج النب صلِّىَ ال علِّيه‬
‫وسلِّم جاءت تزوره ف اعتكحافه ف السجد ‪ ،‬ف العشر الواخر منم رمضان ‪ ،‬فتحدثت عنده ساعة ‪ ،‬ث‬
‫قامت تنقلِّب ‪ ،‬فقام النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم معها يقلِّبَها ‪ ،‬حت إذا بلِّغت باب السجد عند باب أم‬
‫سلِّمحة ‪ ،‬مر رجلن منم النُصار ‪ ،‬فسللِّمحا علِّىَ رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ‪ ،‬فقال لمحا النب صلِّىَ‬
‫ال علِّيه وسلِّم ‪ ) :‬علِّىَ رسلِّكحمحا ‪ ،‬إنا هي صفية بنت حيي ( ‪ ،‬فقال ‪ :‬سبَحان ال يا رسوُل ال !ا‬
‫وكبَريشر علِّيهمحا ‪ ،‬فقال النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ‪ ) :‬إن الشيطان يبَلِّغ منم النُسان مبَلِّغ الدم ( وف لفظ‬
‫‪ ) :‬يري منم النُسان مرىً الدم ( ‪ ) ،‬وإن خشيت أن يقذف ف قلِّوُبكحمحا شيئماد ( وف لفظ ‪ ) :‬شراد (‬
‫‪.‬‬
‫فمحنم شدة حرصه صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ‪ ،‬علِّىَ صدق إيإان هذينم النُصارييلهي ‪ ،‬وخشية أن يلِّقىَ‬
‫الشيطان ف قلِّوُبمحا شيئماد ‪ ،‬فيشلكحا ف الرسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ‪ ،‬فيكحوُن ذلك كفراد ‪ ،‬أو يشتغل‬
‫بدفع هذه الوُسوُسة ‪ ،‬بلي صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم المر ‪ ،‬وقطع الشك ‪ ،‬ودفع الوُسوُاس ‪ ،‬فأخبها أنا‬
‫صفية رضي ال عنها وهي زأوجته ‪.‬‬
‫هديه صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ف العتكحاف ‪ :‬وهديه صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ف لعتكحاف كان أكمحل هدي‬
‫‪ ،‬وأيسره ‪ ،‬فكحان إذا أراد أن يعتكحف روضع له سريره وفراشه ف مسجده صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ‪،‬‬
‫وبالتحديد وراء أسطوُانُة التوُبة كمحا جاء ف الديث عنم نُافع عنم ابنم عمحر عنم النب صلِّىَ ال علِّيه‬
‫وسلِّم ) أنُه كان إذا اعتكحف طرح له فراشه ‪ ،‬أو يوُضع له سريره وراء أسطوُانُة التوُبة ( رواه ابنم ماجه‬
‫‪. 1/564‬‬
‫وكان النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يضرب له خبَاء مثل هيئمة اليمحة ‪ ،‬فيمحكحث فيه غي أوقات الصلة حت‬
‫تتم اللِّوُة له بصوُرة واقعية ‪ ،‬وكان ذلك ف السجد ‪ ،‬ومنم التوُقع أن يضرب ذلك البَاء علِّىَ فراشه أو‬
‫سريره ‪ ،‬وذلك كمحا ف حديث عائشة رضي ال عنها قالت ‪ ) :‬كان النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يعتكحف‬
‫ف العشر الواخر منم رمضان ‪ ،‬فكحنت أضرب له خبَاء ‪ ،‬فيصلِّي الصبَح ‪ ،‬ث يدخلِّه ‪ ..‬الديث ( رواه‬
‫البَخماري ‪ 4/810‬فتح البَاري ‪.‬‬
‫وكان دائم الكحث ف السجد ل يرج منه إل لاجة النُسان ‪ ،‬منم بوُل أو غائط ‪ ،‬وذلك لديث‬
‫عائشة رضي ال عنها حي قالت ‪ .. ) :‬وكان ل يدخل البَيت إل لاجة إذا كان معتكحفاد ( رواه‬
‫البَخماري ‪ 808 /4‬فتح البَاري ‪.‬‬
‫وكان صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يؤت إليه بطعامه وشرابه إل معتكحفه كمحا أراد ذلك سال بقوُله ‪ ) :‬أما طعامه‬
‫وشرابه فكحان يؤتىَ به إليه ف معتكحفه ( صا ‪. 75‬‬

‫‪437‬‬
‫وكان صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يافظ علِّىَ نُظافته ‪ ،‬إهذ كان يرج رأسه إل حجرة عائشة رضي ال عنها‬
‫لكحي ترلجل له شعر رأسه ‪ ،‬ففي الديث عنم عروة عنها رضي ال عنها ) أنا كانُت ترلجل النب صلِّىَ‬
‫ال علِّيه وسلِّم وهي حائض ‪ ،‬وهوُ معتكحف ف السجد ‪ ،‬وهي ف حجرتا ‪ ،‬يناولا رأسه ( رواه‬
‫البَخماري ‪ 4/807‬فتح البَاري ‪.‬‬
‫قال ابنم حجر‪ ) :‬وف الديث جوُازأ التنظيف والتطيب والغسل واللِّق والتزينم إلاقاد بالتجل ‪،‬‬
‫والمحهوُر علِّىَ أنُه ل يكحره فيه إل ما يكحره ف السجد ( ‪ 4/807‬فتح البَاري‬
‫وكان صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ل يعوُد مريضاد ‪ ،‬ول يشهد جنازأة ‪ ،‬وذلك منم أجل التكيز والنُقطاع الكحلِّي‬
‫لناجاة ال عز وجل ‪ ،‬ففي الديث عنم عائشة أنا قالت ‪ ) :‬كان النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يإلر‬
‫بالريض وهوُ معتكحف ‪ ،‬فيمحلر كمحا هوُ ول ريعلرج يسأل عنه ( وأيضا عنم عروة أنا قالت ‪ ) :‬السلنة علِّىَ‬
‫العتكحف أن ل يعوُد مريضاد ‪ ،‬ول يشهد جنازأة ‪ ،‬ول يإس امرأة ‪ ،‬ول يبَاشرها ‪ ،‬ول يرج لاجة إل لا‬
‫ل بد منه ‪ ،‬ول اعتكحاف إل بصوُم ‪ ،‬ول اعتكحاف إل ف مسجد جامع ( رواه أبوُ داود‪. 2/333 /‬‬
‫وكان أزأواجه صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يزهرنُه ف معتكحفه ‪ ،‬وحدث أنُه خرج ليوُصل إحداهنم إل منزلا ‪ ،‬وكان‬
‫ذلك لاجة إذ كان الوُقت ليلد ‪ ،‬وذلك كمحا جاء ف الديث عنم علِّي بنم السي ‪ ) :‬أن صفية رضي‬
‫ال عنها أتت النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم وهوُ معتكحف ‪ ،‬فلِّمحا رجعت مشىَ معها ‪ ،‬فأبصره رجل منم‬
‫النُصار ‪ ،‬فلِّمحا أبصر دعاه ‪ ،‬فقال ‪ :‬تعال ‪ ،‬هي صفية ( وربا قال سفيان ‪ ) :‬هذه صفية ‪ ،‬فإن‬
‫الشيطان يري منم ابنم آْدم مرىً الدم ( قلِّت لسفيان ‪ ) :‬أتته ليلد ؟ قال ‪ :‬وهل هوُ إل ليلد ( رواه‬
‫البَخماري ‪. 4/819‬‬
‫فرأىً صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أن خروجه معها رضي ال عنها أمر ل بد منه ف ذلك اللِّيل ‪ ،‬فخمرج معها‬
‫منم معتكحفه ‪ ،‬ليوُصلِّها إل بيتها ‪.‬‬
‫وخلصة القوُل ‪ :‬أن هديه صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ف اعتكحاف كان يتسم بالجتهاد ‪ ،‬فقد كان جل‬
‫وقته مكحث ف السجد ‪ ،‬وإقبَال علِّىَ طاعة ال عز وجل ‪ ،‬وترقب للِّيلِّة القدر ‪.‬‬
‫مقاصد العتكحاف‬
‫تري ليلِّة القدر ‪.‬‬
‫اللِّوُة بال عز وجل ‪ ،‬والنُقطاع عنم الناس ما أمكحنم حت يتم أنُسه بال عز وجل وذكره ‪.‬‬
‫إصلح القلِّب ‪ ،‬ول شعثه بإقبَال علِّىَ ال تبَارك وتعال بكحلِّيته ‪.‬‬
‫النُقطاع التام إل العبَادة الصرفة منم صلة ودعاء وذكر وقراءة قرآْن ‪.‬‬
‫حفظ الصيام منم كل ما يؤثر علِّيه منم حظوُظ النفس والشهوُات ‪.‬‬
‫التقلِّل منم البَاح منم الموُر الدنُيوُية ‪ ،‬والزهد ف كثي منها مع القدرة علِّىَ التعامل معها ‪.‬‬
‫أقسام العتكحاف ‪:‬‬

‫‪438‬‬
‫واجب ‪ :‬ول يكحوُن إل بنذر ‪ ،‬فمحنم نُذر أن يعتكحف وجب علِّيه العتكحاف ‪ ،‬فقد قال صلِّىَ ال علِّيه‬
‫وسلِّم ‪ ) :‬منم نُذر أن يطيع ال فلِّيطعه ‪ ،‬ومنم نُذر أن يعصيه فل يعصه ( وف الديث أن ابنم عمحر‬
‫رضي ال عنهمحا ‪ :‬أن عمحر سأل النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال ‪ :‬كنت نُذرت ف الاهلِّية أن اعتكحف‬
‫ليلِّة ف السجد الرام ‪ ،‬قال ‪ ) :‬أوف بنذرك ( البَخماري ‪.4/809‬‬
‫مندوب ‪ :‬وهوُ ما كان منم دأب النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ف اعتكحافه ف العشر الواخر منم رمضان ‪،‬‬
‫ومافظة علِّىَ هذا المر وهوُ سنة مؤكدة منم حياته صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم كمحا ورد ذلك ف الحاديث‬
‫الت أشي غلِّيها عند الديث عنم مشروعية العتكحاف ‪.‬‬
‫حكحم العتكحاف‪:‬ي سنة مؤكدة داوم علِّيها الرسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ‪ ،‬وقضىَ بعض ما فاته منها ‪،‬‬
‫ويقوُل ف ذلك ) عزام ( ‪ " :‬والسنوُن ما تطوُع به السلِّم تقرباد إل ال ‪ ،‬وطلِّبَاد لثوُابه اقتداء برسوُل ال‬
‫صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ‪ ،‬فقد ثبَت أنُه فعلِّه وداوم علِّيه ( صا ‪114‬‬
‫شروط العتكحاف ‪ :‬يشتط للعتكحاف شروط هي ‪:‬‬
‫السلم ‪ :‬إذ ل يصح منم كافر ‪ ،‬وكذلك الرتد عنم دينه ‪.‬‬
‫التمحييز ‪ :‬إذ ل يصح منم صب غي ميز ‪.‬‬
‫الطهارة منم الدث الكب ) منم جنابة ‪ ،‬وحيض ‪ ،‬ونُفاس ( وإن طرأت مثل هذه الموُر علِّىَ العتكحف‬
‫أثناء اعتكحافه وجب علِّيه الروج منم السجد ‪ ،‬لنُه ل يوُزأ له الكحث علِّىَ حالته هذه ف السجد ‪.‬‬
‫أن يكحوُن ف مسجد ‪ :‬قال ال تعال ) ول تربَاشروهنم وأنُتم عاكفوُن ف الساجد والفضل أن يكحوُن‬
‫العتكحاف ف مسجد تقام فيه المحعة ‪ ،‬حت ل يضطر إل الروج منم مسجده لجل صلة المحعة ‪.‬‬
‫وقد ذهب بعض أهل العلِّم إل أنُه ل اعتكحاف إل ف الساجد الثلثة ‪ :‬السجد الرام ‪ ،‬والسجد‬
‫القصىَ ‪ ،‬ومسجد النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ‪ .‬والصوُاب أن العتكحاف جائز ف كل مسجد تصلِّىَ‬
‫فيه الفروض المحسة ‪ ،‬قال ال تعال ‪ ) :‬ول تبَاشروهنم وأنُتم عاكفوُن ف الساجد ( سوُرة البَقرة‬
‫‪ ، 187‬فدل عمحوُم قوُله تعال ‪ ) :‬ف الساجد ( علِّىَ أنُه جائز ف كل مسجد ‪ .‬ويستحب أن يكحوُن‬
‫ف مسجد جامع ‪ ،‬حت ل يتاج العتكحف إل الروج للِّجمحعة ‪.‬‬
‫وأما حديث ) ل اعتكحاف إل ف الساجد الثلثة ( أخرجه الطحاوي ف مشكحل الثار ‪ 4/20‬فهوُ‬
‫علِّىَ القوُل بصحته مؤول بعن ألن أكمحل ما يكحوُن العتكحاف ف هذه الساجد كمحا قال أهل العلِّم ‪.‬‬
‫وقد يكحوُن الراد بقوُله صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ‪ ) :‬ل اعتكحاف إل ف الساجد الثلثة ( ‪ :‬أي ل اعتكحاف‬
‫رينذر ويسافر إليه ‪ .‬والعتكحاف يصح ف كل مسجد ‪ ،‬وقد أجع الئمحة خاصة الئمحة الربعة علِّىَ‬
‫صحة العتكحاف ف كل مسجد جامع ‪ .‬ول يقل بعدم صحة العتكحاف إل ف الساجد الثلثة أحد‬
‫منم الئمحة العروفي التبَوُعي ‪ ،‬ل الربعة ول العشرة ول غيهم ‪ ،‬وإنا نُقل هذا عنم حذيفة رضي ال‬
‫عنه وواحد أو اثني منم السلِّف ‪.‬‬

‫‪439‬‬
‫وإذا نُذر الرء أن يعتكحف ف السجد الرام وجب علِّيه الوُفاء بنذره ‪ ،‬فيعتكحف ف السجد الرام ‪.‬‬
‫ولكحنم لوُ نُذر مثل أن يعتكحف ف مسجد النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم فإنُه يوُزأ له أن يعتكحف ف مسجد‬
‫النب أو ف السجد الرام ؛ لن السجد الرام أفضل ‪.‬‬
‫ولوُ نُذر أن يعتكحف ف السجد القصىَ ‪ ،‬جازأ له أن يعتكحف ف السجد القصىَ أو السجد الرام أو‬
‫السجد النبَوُي ‪ ،‬لنمحا أفضل منم السجد القصىَ ‪.‬‬
‫أركان العتكحاف ‪ :‬ي‬
‫‪1‬ي النية ‪ :‬لديث عمحر بنم الطاب رضي ال عنه قال ‪ :‬سعت رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يقوُل ‪:‬‬
‫) إنا العمحال بالنيات ‪ ،‬وإنا لكحل امرئ ما نُوُىً ‪ ،‬فمحنم كانُت هجرته إل دنُيا يصيبَها أو امرأة ينكححها‬
‫فهجرته إل ما هاجر إليه ( البَخماري ‪. 1/15‬‬
‫‪2‬ي الكحث ف السجد ‪ :‬كمحا ف قوُله تعال ‪ ) :‬وعهدنُا إل إبراهيم وإساعيل أن طهرا بيت للِّطائفي‬
‫والعاكفي والركع والسجوُد ( سوُرة البَقرة ‪ 125/‬وف هذا تأكيد علِّىَ أن مكحان العتكحاف هوُ السجد‬
‫‪ ،‬ودلل علِّىَ ذلك أيضاد فعل الرسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ومنم بعده أزأواجه وصحابته رضوُان ال علِّيهم‬
‫‪ ،‬ففي الديث عنم يوُنُس بنم زأيد أن نُافعاد حدثه عنم عبَد ال بنم عمحر رضي ال عنهمحا أن رسوُل ال‬
‫صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم كان يعتكحف العشر الواخر منم رمضان ‪ ،‬قال نُافع ‪ :‬وقد أران عبَد ال رضي ال‬
‫عنه الكحان الذي يعتكحف فيه رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم منم السجد أخرجه مسلِّم ‪. 8/308‬‬
‫مكحانُه وزأمانُه وبداية وقته ‪:‬ي‬
‫مكحان العتكحاف السجد كمحا دلت علِّيه الية ف قوُله تعال ‪ ) :‬ول تبَاشروهنم وأنُتم عاكفوُن ف‬
‫الساجد ( البَقرة ‪. 187/‬‬
‫ولن الرسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم وأزأواجه وصحابته رضوُان ال علِّيهم اعتكحفوُا ف الساجد ‪ ،‬ول يرد‬
‫عنم أحد منهم أنُه اعتكحف ف غي السجد‬
‫وأما بالنسبَة لزمانُه فإذا كان ف رمضان فآكد وقته العشر الواخر منه ‪ ،‬ويوُزأ ف أي وقت ف رمضان‬
‫وغيه ‪ ،‬فهوُ ل يتص بزمنم معلي ‪ ،‬بل مستحب ف جيع الوقات ‪ ،‬ويب إذا ألزم نُفسه بنذر ‪ ،‬كمحا‬
‫جاء ف حديث ابنم عمحر رضي ال عنهمحا أن عمحر سأل النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال ‪ :‬كنت نُذرت‬
‫ف الاهلِّية ان اعتكحف ليلِّة ف السجد الرام ‪ .‬قال ‪ ) :‬أوف بنذرك ( البَخماري ‪4/809‬‬
‫وأما بالنسبَة لبَداية وقته فقبَل غروب الشمحس لنم أراد أن يعتكحف يوُماد وليلِّة أو اكثر وقال بعض العلِّمحاء‬
‫يدخل معتكحفه فجرا ‪.‬‬
‫آْداب العتكحاف‪:‬ي للعتكحاف آْداب يستحب للِّمحعتكحف أن يأخذ با حت يكحوُن اعتكحافه مقبَوُلد وكلِّمحا‬
‫حافظ علِّيها العتكحف كان له الجر الزيل منم رب العالي وكلِّمحا أخل بذه الداب نُقص أجره ‪.‬‬
‫ومنم آْداب العتكحاف ما ذكره ابنم قدامة ف العن ‪:‬‬

‫‪440‬‬
‫يستحب للِّمحعتكحف التشاغل بالصلة وتلوة القرآْن وبذكر ال تعال ونوُ ذلك منم الطاعات الضة‬
‫ويتنب مال يعينه منم القوُال والفعال ول ريكحثر الكحلم لن منم كثر كلمه كثر سقطه وف الديث‬
‫) منم حسنم إسلم الرء تركه ما ل يعنيه ( ويتنب الدال والراء والسبَاب والفحش فإن ذلك مكحروه ف‬
‫غي العتكحاف ففيه أول ول يبَطل العتكحاف بشي منم ذلك ول بأس بالكحلم لاجة ومادثة غيه روىً‬
‫الشيخمان أن صفية زأوج النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم جاءت تزوره ف اعتكحافه ف السجد ‪ ،‬ف العشر‬
‫الواخر منم رمضان ‪ ،‬فتحدثت عنده ساعة ‪ ،‬ث قامت تنقلِّب ‪ ،‬فقام النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم معها‬
‫يقلِّبَها ‪ ،‬حت إذا بلِّغت باب السجد عند باب أم سلِّمحة ‪ ،‬مر رجلن منم النُصار ‪ ،‬فسلِّمحا علِّىَ رسوُل‬
‫ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ‪ ،‬فقال لمحا النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ‪ ) :‬علِّىَ رسلِّكحمحا ‪ ،‬إنا هي صفية بنت‬
‫حيي ( ‪ ،‬فقال ‪ :‬سبَحان ال يا رسوُل ال !ا وكبَريشر علِّيهمحا ‪ ،‬فقال النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ‪ ) :‬إن‬
‫الشيطان يبَلِّغ منم النُسان مبَلِّغ الدم ( وف لفظ ‪ ) :‬يري منم النُسان مرىً الدم ( ‪ ) ،‬وإن خشيت‬
‫أن يقذف ف قلِّوُبكحمحا شيئماد ( وف لفظ ‪ ) :‬شراد ( ‪.‬‬
‫قال الافظ وف الديث فوُائد ‪:‬‬
‫جوُازأ اشتغال العتكحف بالموُر البَاحة منم تشييع زأائره والقيام معه والديث مع غيه وإباحة خلِّوُة‬
‫العتكحف وزأيارة الرأة للِّمحعتكحف ‪.‬‬
‫وروىً عبَد الرزأاق عنم علِّي قال ‪ :‬منم اعتكحف فل يرفث ف الديث ول يساب ويشهد المحعة والنازأة‬
‫وليوُصا أهلِّه إذا كانُت له حاجة ‪ ،‬وهوُ قائم ول يلِّس عندهم ‪.‬‬
‫وأما إقراء القرآْن وتدريس العلِّم ودرسه ومناظرة الفقهاء ومالستهم وكتابة الديث فقد راختلِّف فيه ‪.‬‬
‫فعند المام أحد أنُه ل يستحب ذلك ‪ ،‬لن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم كان يعتكحف فلِّم ينقل عنه‬
‫الشتغال بغي العبَادات الخمتصة به ‪.‬‬
‫قال الروزأي ‪ :‬قلِّت لب عبَد ال إن رجلد ريقرئ ف السجد وهوُ يريد أن يعتكحف ولعلِّه أن يتم ف كل‬
‫يوُم فقال ‪:‬‬
‫إذا فعل هذا كان لنفسه وإذا قعد ف السجد كان له ولغيه يقرئ أحب إل ‪.‬‬
‫وذهب الشافعي كمحا ف الغن ‪ :‬إل استحبَاب لنُه أفضل العبَادات ونُفعه يتعدىً ‪.‬‬
‫والقوُل ما ذهب إليه المام أحد وهوُ الفضل وال أعلِّم ‪.‬‬
‫ملِّحوُظة )‪ : (1‬بعض الناس يعدون العتكحاف فرصة خلِّوُة ببَعض أصحابم وأحبَابم ‪ ،‬وتاذب أطراف‬
‫الديث معهم ‪ ،‬وليس هذا بيد ‪.‬‬
‫حقا أنُه ل حرج ف أن يعتكحف جاعة معا ف مسجد ‪ ،‬فقد اعتكحف أزأواج النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‬
‫معه ‪ ،‬حت لقد كانُت إحداهنم معتكحفة معه ‪ ،‬وهي مستحاضة ترىً الدم وهي ف السجد رواه البَخماري‬
‫) ‪ ، ( 304 ، 303‬فل حرج أن يعتكحف الشخمص مع صاحبَه أو قريبَه ‪ ،‬ولكحنم الرج ف أن يكحوُن‬

‫‪441‬‬
‫العتكحاف فرصة لسمحر والسهر ‪ ،‬والقيل و القال ‪ ،‬وما شابه ذلك ‪ .‬ولذلك قال المام ابنم القيم بعدما‬
‫أشار إل ما يفعلِّه بعض الهال منم اتاذ العتكحف موُضع ذعهشرة ‪ ،‬وملِّبَة للِّزائرينم ‪ ،‬وأخذهم بأطراف‬
‫الديث بينهم ‪ ،‬قال ‪ ) :‬فهذا لوُن ‪ ،‬والعتكحاف النبَوُي لوُن ( زأاد العاد ‪.‬‬
‫ملِّحوُظة )‪ : (2‬بعض الناس يتك عمحلِّه ‪ ،‬ووظيفته وواجبَه الكحلِّف به ‪ ،‬كي يعتكحف ‪ ،‬وهذا تصرف غي‬
‫سلِّيم ؛ إذ ليس منم العدل أن يتك الرء واجبَا ليؤدي سنة ؛ فيجب علِّىَ منم ترك عمحلِّه الكحللِّف به‬
‫واعتكحف ‪ ،‬أن يقطع العتكحاف ‪ ،‬ويعوُد إل عمحلِّه لكحي يكحوُن كسبَه حلل ‪ ،‬وألما إذا استطاع أن يعل‬
‫العتكحاف ف إجازأة منم عمحلِّه أو رخصة منم صاحب العمحل فهذا خي عظيم ‪.‬‬
‫مظوُرات العتكحاف ‪:‬‬
‫أ الروج منم السجد ‪ :‬يبَطل العتكحاف إذا خرج العتكحف منم السجد لغي حاجة ‪ ،‬لن الرسوُل صلِّىَ‬
‫ال علِّيه وسلِّم ل يكحنم يرج منم السجد إل لاجة النُسان ‪ ،‬وهي حاجته إل الطعام ‪ ،‬إن ل يكحنم‬
‫بالمكحان أن يؤتىَ إليه بالطعام ‪ ،‬كمحا كان يؤتىَ بطعام رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم إل السجد إذ‬
‫يقوُل ) سال ( ‪ " :‬فأما طعامه وشرابه فكحان يؤتىَ به إليه ف معتكحفه ( ‪.‬‬
‫وكذلك خروجه للِّتطهر منم الدث الصغر ‪ ،‬والوُضوُء لديث عائشة رضي ال عنها أنا قالت ‪ ) :‬وإن‬
‫كان رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ليدخل علِّلي رأسه وهوُ ف السجد فأرلجلِّه ‪ ،‬وكان ل يدخل البَيت‬
‫إل لاجة إذا كان معتكحفاد ( فتح البَاري ‪. 4/808‬‬
‫ب مبَاشرة النساء ‪ :‬ومنها المحاع ‪ ،‬فهذا المر يبَطل العتكحاف ‪ ،‬لوُرود النهي عنه صرياد ف قوُله تعال‬
‫‪ ) :‬ول تبَاشروهنم وأنُتم عاكفوُن ف الساجد ( سوُرة البَقرة ‪. 187/‬‬
‫ج اليض والنفاس ‪ :‬فإذا حاضت الرأة العتكحفة أو نُفست وجب علِّيها الروج منم السجد ‪ ،‬وذلك‬
‫للِّمححافظة علِّىَ طهارة السجد وكذلك النب حت يغتسل ‪.‬‬
‫د قضاء العدة ‪ :‬وذلك إذا توُف زأوج العتكحفة وهي ف السجد وجب علِّيها الروج لقضاء العدة ف‬
‫منزلا ‪.‬‬
‫هي الرلدة عنم السلم ‪ :‬حيث إن منم شروط العتكحاف السلم ‪ ،‬فيبَطل اعتكحاف الرتد ‪.‬‬
‫الوُانُب التبوُية للعتكحاف ‪:‬‬
‫)‪ (1‬تطبَيق مفهوُم العبَادة بصوُرتا الكحلِّية ‪:‬‬
‫يؤصل العتكحاف ف نُفس العتكحف مفهوُم العبَوُدية القة ل عز وجل ‪ ،‬ويدربه علِّىَ هذا المر العظيم‬
‫الذي منم أجلِّه خلِّق النُسان ‪ ،‬إذ يقوُل الق تبَارك وتعال ‪ ) :‬وما خلِّقت النم والنُس إل ليعبَدون (‬
‫الذاريات‪ . 56/‬حيث إن العتكحف قد وهب نُفسه كلِّها ووقته كلِّه متعبَداد ل عز وجل ‪.‬‬
‫ويكحوُن شغلِّه الشاغل هوُ مرضاة ال عز وجل ‪ ،‬فهوُ يشغل بدنُه وحوُاسه ووقته منم أجل هذا المر‬
‫بالصلة منم فرض ونُفل وبالدعاء ‪ ،‬وبالذكر ‪ ،‬وبقراءة القرآْن الكحري ‪ ،‬وغي ذلك منم أنُوُاع الطاعات‬

‫‪442‬‬
‫وبذه التدهربة ف مثل أيام العشر الية منم شهر رمضان البَارك يتب العتكحف علِّىَ تقيق مفهوُم العبَوُدية‬
‫ل عز وجل ف حياته العامة والاصة ‪ ،‬ويضع موُضع التنفيذ قوُل الق تبَارك وتعال ‪ ) :‬قل إن صلت‬
‫ونُسكحي ومياي ومات ل رب العالي ‪ .‬ل شريك له وبذلك أمرت وأنُا أول السلِّمحي ( النُعام ‪/‬‬
‫‪ ، 163‬قال القرطب ) مياي ( أي ‪ :‬ما أعمحلِّه ف حيات ‪ ) ،‬ومات ( أي ‪ :‬ما أوصي به بعد وفات ‪) ،‬‬
‫ل رب العالي ( أي ‪ :‬أفرده بالتقرب با إليه ( ‪. 7/69‬‬
‫)‪ (2‬تري ليلِّة القدر‪:‬‬
‫وهوُ القصد الرئيسي منم اعتكحافه صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم إذ بدأ اعتكحافه أول مرة الشهر كلِّه وكذلك‬
‫اعتكحف العشر الواسط ترياد لذه اللِّيلِّة البَاركة ‪ ،‬فلِّمحا علِّم أنا تكحوُن ف العشرة الخية منم شهر‬
‫رمضان اقتصر اعتكحافه علِّىَ هذه العشر البَاركة ‪.‬‬
‫)‪ (3‬تعلوُد الكحث ف السجد‬
‫فالعتكحف قد الزم نُفسه البَقاء ف السجد مدة معينة ‪ .‬وقد ل تقبَل النفس النُسانُية مثل هذا القيد ف‬
‫بداية أمر العتكحاف ‪ ،‬ولكحنم عدم القبَوُل هذا سرعان ما يتبَدد عادة با تلِّقاه النفس السلِّمحة منم راحة‬
‫وطمحأنُينة ف بقائها ف بيت ال ‪.‬‬
‫ومعرفة العتكحف بأهية بقائه ف السجد أثناء اعتكحافه تتجلِّىَ ف الموُر التالية ‪:‬‬
‫‪1‬أن الرجل الذي يإكحث ف السجد قد احب السجد منم قلِّبَه ‪ ،‬وعرف قدر بيوُت ال عز وجل ‪ ،‬وهذا‬
‫الب له قيمحة عند ال عز وجل ؛ إذ يعلِّه منم الفئمات الت يظلِّهم ال ف ظلِّه يوُم ل ظل إل ظلِّه ‪.‬‬
‫‪ 2‬أن الذي يإكحث ف السجد ينتظر الصلة له أجر صلة ‪ ،‬وأن اللئكحة تستغفر له ‪ ،‬ففي الديث‬
‫الذي أورده أبوُ هريرة رضي ال عنه أن رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال ‪ ) :‬إن اللئكحة تصلِّي علِّىَ‬
‫أحدكم ما دام ف مصله ما ل يدث ‪ :‬اللِّهم اغفر له ‪ ،‬اللِّهم ارحه ‪ ،‬ل يزال أحدكم ف مصله ما‬
‫دامت الصلة تبَسه ‪ ،‬ل يإنعه أن ينقلِّب إل أهلِّه إل الصلة ( البَخماري ‪ 2/360‬فتح البَاري ‪.‬‬
‫‪ 3‬البَعد عنم التف الادي والزهد فيه ‪:‬‬
‫ف العتكحاف يتخمفف العتكحف منم الكحثي منم هذه الموُر ‪ ،‬ويصبَح كأنُه إنُسان غريب ف هذه الدنُيا‬
‫‪ ،‬وطوُب للِّغرباء ‪ ،‬فهوُ منم أجل مرضاة ال عز وجل ارتضىَ أن يقبَع ف نُاحية منم السجد ليس لديه ف‬
‫الغالب إل وسادة يضع علِّيها رأسه وغطاء يتغطىَ به ‪ ،‬قد ترك فراشه الوُثي وعادته الاصة منم أجل‬
‫ذلك الرضا ‪.‬‬
‫أما طعامه فهوُ متلِّف ف وضعه ‪ ،‬إن ل يكحنم ف نُوُعه ‪ ،‬إن كان طعامه يأتيه منم منزله ‪ ،‬فهوُ عادة ل‬
‫يأتيه بالكحثرة ول يتناوله بالوُضع الذي كان يتناوله ف منزله علِّىَ طاولة وكرسي مع أهلِّه وولده ‪ ،‬بل‬
‫يأكل كمحا يأكل الغريب ‪ ،‬ويأكل كمحا يأكل العبَد الفقي إل ربه ‪ ،‬وإن خرج إل السوُق منم أجل‬
‫الطعام فهوُ يعمحل جاهداد علِّىَ التعامل مع ما هوُ متوُفر ول يشتط نُوُعاد معيناد ‪ ،‬لنُه مطلِّوُب منه العوُدة‬

‫‪443‬‬
‫إل معتكحفه ‪ ،‬وعدم الطالة ف مثل هذه الموُر ‪ ،‬وبذا يعرف أن الياة يإكحنم إدارتا بالقلِّيل الذي‬
‫يرضىَ عنه ال ‪ ،‬وكذلك يإكحنم إدارتا بالكحثي الذي ل ريرضي ال عز وجل ‪ ،‬والفرق بينهمحا كبَي ‪.‬‬
‫)‪ (5‬القلع عنم كثي منم العادات الضارة ‪:‬‬
‫ف ظل غياب مفهوُم التبية السلمية ف كثي منم التمحعات السلمية ‪ ،‬وف كثي منم بيوُت التمحعات‬
‫السلمية ‪ .‬نُشأت وتفلشت لدىً أفراد هذه التمحعات كثي منم العادات الت تتعارض مع تعاليم الدينم‬
‫النيف ‪ ،‬وعلمحت هذه العادات النكحرة حت أصبَحت نُوُعاد منم العروف الذي ل يرىً فيه ضرر علِّىَ‬
‫الدينم والنفس ‪ ،‬ومنم تلِّك العادات ‪ :‬التدخي ‪ ،‬وساع الوُسيقىَ ‪ ،‬ومشاهدة ما يبَث ف القنوُات‬
‫الفضائية منم مشاهد وأحاديث تضالد عقيدة السلِّم ورتناف حياءه وعلفته ‪ ،‬وغي ذلك منم عادات لا‬
‫ضررها علِّىَ الدينم والنفس ‪.‬‬
‫وتأت فتة العتكحاف لتكحشف للِّفرد السلِّم زأيف تلِّك العادات ‪ ،‬وزأيف ذلك العتقاد الذي سكحنم ف‬
‫نُفوُس كثي منم السلِّمحي بعدم القدرة علِّىَ التخملِّص منم مثل تلِّك العادات ‪ ،‬لنا قد استحكحمحت ف‬
‫النفوُس ‪.‬‬
‫ويتعرف النُسان السلِّم ف فتة العتكحاف ‪ ،‬وقد خل إل خالقه ‪ ،‬علِّىَ مفهوُم العبَادة بصوُرتا الشاملِّة‬
‫‪ ،‬وأنُه يب أن يكحوُن متعبَداد ل عز وجل علِّىَ مدار الساعة ف حياته العامة والاصة ‪.‬‬
‫فهوُ عندما يتخمذ مرضاة ال عز وجل وملبَته ميزانُا يزن به كل عمحل يقوُم به ‪ ،‬يد أن تلِّك العادات الت‬
‫أشرنُا إليها آْنُفاد وكثي غيها ل تتفق مع هذه البَة ل عز وجل بل تعمحل ف اتاه معاكس لا ‪ ،‬ويد‬
‫بذلك أن مثل تلِّك العادات ترجه عنم دائرة العبَوُدية الصادقة ل ‪ ،‬وإذا كان المر كذلك فيجب علِّيه‬
‫أن يتخملِّص منها ف أسرع وقت مكحنم ‪.‬‬
‫وف فتة العتكحاف ل يق للِّمحسلِّم أن يرج إل لاجة إيابية ترتبَط بتسهيل أمر العتكحاف ف السجد‬
‫‪ ،‬وما عدا ذلك يب أن يإتنع عنه وإن كان مبَاحاد ‪ ،‬فهوُ علِّىَ سبَيل الثال ل يق له أن يتجوُل ف‬
‫السوُاق ولوُ لفتة بسيطة ليشتي منها ما ل ارتبَاط له بأمر العتكحاف ‪ ،‬فلِّوُ خرج لشراء سوُاك ل يكحنم‬
‫ف هذا حرج علِّىَ اعتكحافه ‪ ،‬لنُه منم متطلِّبَات الصلة ف اعتكحافه ‪ ،‬ولكحنم لوُ خرج لشراء هدية لزوجته‬
‫‪ ،‬أو لحد أبنائه ‪ ،‬فذلك مبَطل لعتكحافه ‪ ،‬لن الرسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم كمحا ورد سابقاد كان ل‬
‫يرج إل لاجة النُسان ‪ ،‬فكحيف إذا خرج العتكحف لمر مرم كشرب الدخان مثلد أو لشاهدة برنُامجه‬
‫فضائي قد اعتاد مشاهدته ‪ ،‬ل شك أن ذلك مبَطل لعتكحافه ل مالة‬
‫وكذلك لوُ خرج يشرب خرا أو يتعاطىَ تدخينا بطل اعتكحافه ‪ .‬وعمحوُما فإلن أي خروج لغي عذر يبَطل‬
‫العتكحاف ومنم باب أول الروج للِّمحعصية ‪ ،‬ول يوُزأ له حت لوُ خرج لقضاء حاجته أن يرهشعل ف‬
‫الطريق سيجارة يدخنها ‪.‬‬

‫‪444‬‬
‫فالعتكحاف فرصة سنوُية يستطيع فيها العتكحف أن يتخملِّص منم هذه البَليا عنم طريق التوُبة واللتجاء‬
‫إل ال عز وجل أولد ‪ ،‬وعنم طريق فطام النفس عنم تلِّك العاصي ف فتة العتكحاف ‪ ،‬وعدم تقيق‬
‫رغبَة النفس منها ‪ ،‬وتعوُيدها علِّىَ ذلك ‪.‬‬
‫هذه الطاعات الستمحرة ل عز وجل تتاج إل صب مستمحر منم قذشبَل العتكحف ‪ ،‬وف هذا تربية للرادة ‪،‬‬
‫وكهبَح لمحاح النفس الت عاددة ما ترغب ف التفللِّت منم هذه الطاعة إل أموُر أخرىً توُاها ‪.‬‬
‫وهناك الصب علِّىَ ما نُقص ما أذلفته النفس منم أنُوُاع الطعام الخمتلِّفة الت كان يطعمحها ف منزله ‪ ،‬فتلِّك‬
‫النُوُاع ل تتوُفر ف السجد ‪ ،‬فيصب علِّىَ هذا القلِّيل منم أجل مرضاة عز وجل ‪.‬‬
‫وهناك الصب علِّىَ نُوُع الفراش الذي ينام علِّيه ‪ ،‬فلِّنم يوُضع له سرير ف السجد ‪ ،‬أو فراش وثي كالذي‬
‫ينام علِّيه ف منزله ‪ ،‬فهوُ ينام علِّىَ فراش متوُاضع جداد إن ل يكحنم فرش السجد ‪.‬‬
‫وهناك الصب علِّىَ ما يد ف السجد منم مزاحة الخرينم له ‪ ،‬ومنم عدم توُفر الدوء الذي كان يألفه ف‬
‫منزله إذا أراد النوُم ‪.‬‬
‫وهناك الصب عنم شهوُة الزوجة إذ يرم علِّيه مبَاشرتا عند دخوُله إل منزله للِّحاجة حت التقبَيل والعناق‬
‫‪ ،‬وهي حلله ‪ ،‬وف هذا المر تتجلِّىَ قيمحة الصب وقيمحة القوُة ف الرادة وضبَط النفس ‪ ،‬ومنم خلل‬
‫هذه الوُاقف وغيها ند أنُه يإكحنم تربية النُسان علِّىَ القدرة علِّىَ تأجيل كثي منم الموُر والرغبَات‬
‫العاجلِّة منم أجل أموُر أهم منها ‪ ،‬فهوُ يؤجل كل هذه الاجات النفسية والادية العاجلِّة منم أجل الفوُزأ‬
‫برضىَ ال تبَارك وتعال ‪.‬‬
‫)‪ (9‬الطمحئمنان النفسي‬
‫)‪ (10‬قراءة القرآْن وختمحه‬
‫)‪ (11‬التوُبة النصوُح‬
‫)‪ (12‬قيام اللِّيل والتعوُد علِّيه‬
‫)‪ (13‬عمحارة الوُقت‬
‫)‪ (14‬تربية النفس‬
‫)‪ (15‬صلح القلِّب وجعه علِّىَ ال عز وجل ‪.‬‬
‫نُسأل ال أن ريعيننا علِّىَ ذكره وشكحره وحسنم عبَادته ‪ ،‬وال تعال أعلِّم وصلِّىَ ال علِّىَ نُبَينا ممحد ‪.‬‬
‫وال أعلِّم‬
‫يييييييييي‬
‫ما أحوج المسلمين إلى أمر جامع!‬
‫الشيخ‪ /‬ممحد أبوُ زأهرة رحه ال‬

‫‪445‬‬
‫تفرقت كلِّمحة السلِّمحي؛ فل جامعة تمحعهم‪ ،‬ول أمر جامع يشدهم إل ما دعاهم إليه القرآْن الكحري ف‬
‫قوُله تعال‪" :‬إنا الؤمنوُن إخوُة‪ ،‬فأصلِّحوُا بي أخوُيكحم"‪ ،‬وقوُله تعال‪" :‬وإن هذه أمتكحم أمة واحدة"‪،‬‬
‫وما يوُجبَه الدينم النيف منم عدم التفرق والنُقسام‪ ،‬وعدم التنابز والصام؛ فقد قال تعال ماطدبَا نُبَيه‬
‫الكحري‪" :‬فأقم وجهك للِّدينم حنيدفا‪ ،‬فطرة ال الت فطر الناس علِّيها‪ ،‬ل تبَديل للِّق ال ذلك الدينم‬
‫القيم‪ ،‬ولكحنم أكثر الناس ل يعلِّمحوُن‪ ،‬منيبَي إليه واتقوُه‪ ،‬وأقيمحوُا الصلة‪ ،‬ول تكحوُنُوُا منم الشركي‪ ،‬منم‬
‫الذينم فلرقوُا دينهم‪ ،‬وكانُوُا شيدعا‪ ،‬كل حزب با لديهم فرحوُن"‪.‬‬
‫وإن التأمل ف هذا النص الكحري يد فيه أسبَاب الجتمحاع وذرائع الفتاق‪ ،‬بي جاعات الناس‪،‬‬
‫صا أهل السلم‪ ،‬وإنُه ليجد أسبَاب العزة‪ ،‬وأسبَاب الذلة‪ ،‬ويد أسبَاب القوُة وأسبَاب الضعف‪.‬‬ ‫وخصوُ د‬
‫فأسبَاب القوُة والعزة والجتمحاع‪ ،‬كمحا تدل الية الكحريإة‪ ،‬ثلثة‪ :‬أولا‪ :‬التاه إل ال تعال بإقامة دينه‬
‫والخلصا ف طلِّب الق؛ وثانُيها‪ :‬تقوُىً ال تعال وخشيته وحده‪ ،‬وطلِّب ما عنده؛ وثالثها‪ :‬أل‬
‫يسلِّكحوُا مسلِّك الشركي ف أي عمحل منم العمحال‪ ،‬فل يعبَدوا غي ال‪ ،‬ول يافوُا غيه ول يسبَوُا لغيه‬
‫حسادبا‪ ،‬ويتجهوُا لطلِّب الق لذاته‪ ،‬ل يغرهم مال يبَتغوُنُه‪ ،‬ول جاه منم غي طريق الق يطلِّبَوُنُه‪ ،‬فذلك‬
‫قوُام المة‪ ،‬ومناط عزتا‪ .‬ولقد سأل عمحر بنم الطاب معاذ بنم جبَل‪ ،‬فقال‪ :‬ما قوُام هذه المة‪ ،‬فقال‬
‫معاذ‪ :‬ثلث وهنم النجيات‪ :‬الخلصا وهوُ الفطرة ؛ فطرة ال الت فطر الناس علِّيها‪ ،‬والصلة وهي‬
‫اللِّة‪ ،‬والطاعة وهي العصمحة‪.‬‬
‫ول شك أن الطاعة هي التنفيذ للمر الامع الذي يتمحع علِّيه السلِّمحوُن‪ ،‬أو فيه تقيق لقيقة مقررة‬
‫ثابتة يتمحع علِّيها السلِّمحوُن ويقررها الدينم‪ .‬ولقد قال سبَحانُه وتعال ف ذلك‪" :‬إنا الؤمنوُن الذينم آْمنوُا‬
‫بال ورسوُله‪ ،‬وإذا كانُوُا معه علِّىَ أمر جامع ل يذهبَوُا حت يستأذنُوُه‪ ،‬إن الذينم يستأذنُوُنُك أولئمك‬
‫الذينم يؤمنوُن بال ورسوُله‪ ،‬فإذا استأذنُوُنُك لبَعض شأنم فأذن لنم شئمت منهم واستغفر لم ال‪ ،‬إن ال‬
‫غفوُر رحيم"‪ .‬وهذه صوُرة لطاعة المام العادل الذي ينفذ أمر ال تعال‪.‬‬
‫هذه هي الموُر الثلثة الت تكحلوُن قوُة المة‪ .‬أما الموُر الت تفك قوُتا وتسلِّمحها إل الذل والوُان؛ فهي‪:‬‬
‫التفرق فيمحا بينهم بعصبَية جامة‪ ،‬أو بإقلِّيمحية ظالة‪ ،‬فيكحوُنُوُن قوُىً متنافرة‪ ،‬بأسهم بينهم شديد‪،‬‬
‫والسيف يطر فيهم‪ ،‬فيعي قوُم منهم علِّىَ قوُم‪ ،‬والنب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يقوُل‪" :‬ل يشي أحدكم إل‬
‫أخيه بالسلح فإنُه ل يدري لعل الشيطان أن ينزع ف يده‪ ،‬فيقع ف حفرة منم حفر النار"‪.‬‬
‫التفرق ف الدينم‬
‫وثان الموُر الوُهنة لقوُة المة‪ :‬التفرق ف الدينم‪ ،‬فيكحوُن لكحل طائفة منزع تنزع إليه‪ ،‬ليس منم لب‬
‫الدينم‪ ،‬ولكحنم يتفرقوُن فيه ويشدون أنُفسهم إليه شيدا منم غي مراعاة للِّفكحرة الامعة بينهم‪ ،‬ول لرحم‬
‫الق القائمحة ف هذا الدينم‪ .‬والمر الثالث الذاهب بكحل عزة وبكحل قوُة‪ :‬أن يسري ف نُفوُسهم الوُهنم؛‬
‫وهوُ حب الدنُيا با فيها منم جاه ومال‪ ،‬وقد فسر النب –صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم الوُهنم الذي يذهب‬

‫‪446‬‬
‫بالعزة‪ ،‬ويؤدي إل الضعف وأن تصي أمة السلم أوزأادعا متفرقة‪ ،‬فقال‪" :‬إنُه حب الدنُيا وكراهية الوُت"‪،‬‬
‫ول يكحوُن حب الدنُيا وكراهية الوُت إل إذا شغرت بالقلِّوُب منم التقوُىً‪ ،‬وامتلت بنازأع الهوُاء‬
‫والشهوُات‪ ،‬وترددت ف التناحر والتنازأع‪ ،‬وتاذلت القوُىً ‪ ،‬ويصي الؤمنم يرىً أخاه الؤمنم فريسة‬
‫لعدوها فل يإد إليه يد العوُنُة‪ ،‬وقد تصل به الال إل أن يغري أعداء السلم به‪ ،‬مع أن النب صلِّىَ‬
‫ال علِّيه وسلِّم يقوُل‪" :‬السلِّم أخوُ السلِّم ل يظلِّمحه ول يسلِّمحه ول يذله‪ ،‬التقوُىً ها هنا‪ ،‬وأشار إل‬
‫صدره وما توُالد رجلن ف ال ففرق بينهمحا إل حدث يدثه أحدها‪ .‬واهلذدث شر‪ ،‬والدث شر‪،‬‬
‫والدث شر"‪.‬‬
‫ذهبَت النجيات أو ضعفت‪ ،‬أو اختفىَ صوُتا‪ ،‬وظهرت الهلِّكحات ونُتأت رءوسها‪ ،‬كمحا تنتأ رءوس‬
‫الشياطي‪ ،‬وقد تنبَأ النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم بذلك المر العظيم‪ ،‬فقد قال علِّيه السلم‪" :‬ويل للِّعرب‬
‫منم شر قد اقتب" فسأل راوي الديث النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪" :‬يا رسوُل ال أنلِّك وفينا‬
‫الصالوُن" فأجابه النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪" :‬نُعم إذا كثر البَث" نُعم إذا كثرت العمحال البَيثة‪،‬‬
‫وسيطر البَيثوُن‪ ،‬وظهر الوُ معتكحدرا بالفساد وضعف صوُت الق فلِّم ينطق‪ ،‬وللِّجه البَاطل فلِّم‬
‫يسكحت‪ ،‬وأصبَح الناس ل يسمحعوُن إل لغدطا‪ ،‬ول يصل إل آْذانم إل باطل‪ ،‬واستمحرأت اللسنة النطق‬
‫با يؤدي إل الفرقة والنُقسام‪ ،‬فإن النُفصال بي الدول السلمية يكحوُن هوُ الصل‪ ،‬والتقارب غيه‪،‬‬
‫وكأن المة السلمية ليست إل أشتادتا منم الناس‪ ،‬ل تمحعهم جامعة‪ ،‬ول يربطهم ميثاق‪.‬‬
‫لقد أصبَحنا ل نُرىً إل دويلت متقاطعة متدابرة ل تمحعها جامعة ول تربطهم رابطة دينية‪ ،‬اللِّهلم إل‬
‫الصلِّوُات ف أوقاتا‪ ،‬والتاه إل الكحعبَة وصوُم رمضان‪ ،‬ويجوُن البَيت الرام منم غي تفهم لعن‬
‫العبَادات وغاياتا‪.‬‬
‫إن السلِّمحي ل ينظرون إل الدينم إل علِّىَ أنُه علقة نُفسية تكحوُن ف الصلة والصوُم والجه ف أضيق‬
‫صوُرة حت صاروا يظنوُن أن السلم دينم العابد والصوُامع‪ ،‬حت لقد صار السلِّم ينظر إل السلِّم الذي‬
‫يفارقه ف النزع الفكحري نُظرة الصم التبص‪ ،‬ل الخمالف ف النظر‪ .‬يفرقهمحا الطريق‪ ،‬ولكحنم يمحعهمحا‬
‫القصد والغاية‪.‬‬
‫المر الطي الن بعد أن خلِّعت كل دولة اسها منم أن تكحوُن مكحوُمة بالسلم‪ ،‬بل صارت مكحوُمة‬
‫بأحكحام الزمان هوُ أن الدولة السلمية تنظر إل غيها منم الدول السلمية علِّىَ أنا مغايرة لا ف كل‬
‫شيء‪ ،‬ل تربطها با رابطة؛ ل رابطة حضارة إسلمية كانُت تمحعهم‪ ،‬ول تراث فكحري كان يربطهم‪،‬‬
‫ول القرآْن وما اشتمحل علِّيه منم شرائع وأخلق ونُظم‪ ،‬ول التسلنة وما فيها منم حكحمحة بالغة ول صاحبَها‬
‫الذي أوت الكحمحة وفصل الطاب‪ ،‬بل إنُك تغشىَ دور الثقافة ف كل إقلِّيم إسلمي‪ ،‬فتىً فيها‬
‫تقديس عظمحاء الغرب قديإهم وحديثهم‪ ،‬وقد جعلِّوُا كل ما هوُ إسلمي ف جانُب منم جوُانُب الفكحر‬
‫غي متصل بالياة والحياء‪ ،‬ومعاهد العلِّم الت يغشاها أكثر شبَيبَة السلِّمحي ل يوُجد فيها علِّم السلم‬

‫‪447‬‬
‫ول يوُجد علِّم تراثه إل عند طائفة يعلِّقوُن علِّيه‪ ،‬ول يزيدون عمحنم يعلِّقوُن علِّىَ الثار القديإة إل منم‬
‫حيث العدد‪ ،‬ومنم حيث أن هؤلء يعتقدون أنُه دينم وأنم البَقية البَاقية الت تفظ علِّم السلم وتصل‬
‫ماضيه باضره‪ ،‬ولوُل هذه البَقية ف احتفاظها بعلِّم السلم‪ ،‬لصار نُسديا منسييا‪ ،‬ولصار علِّدمحا مهجوُدرا‪،‬‬
‫ولقد قال النب –صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم فيمحا رواه الصحيحان البَخماري ومسلِّم‪" :‬ل تزال طائفة منم أمت‬
‫ظاهرينم علِّىَ الق ل يضرهم منم خذلم ول منم خالفهم إل يوُم القيامة‪ .‬وف رواية‪" :‬حت يأت أمر ال‬
‫وهم علِّىَ ذلك" وأنُه قد وجد منم بي هؤلء منم أخذ يؤول القرآْن بغي تأويلِّه‪ ،‬ويذهب بغي مذاهبَه‪،‬‬
‫وينسب ذلك إل السلم وإل علِّم القرآْن‪ ،‬ولكحنه ل يد آْذادنُا مصغية‪ ،‬فبَقيت الطائفة القائمحة علِّىَ‬
‫شرع ال منم العلِّمحاء الذينم انُصرفوُا إل علِّم السلم وبيان حقائقه‪ ،‬وستبَقىَ إل يوُم القيامة إن شاء ال‬
‫تعال‪.‬‬
‫ثغرات استعمحارية‬
‫إن تفرق الدول السلمية بعد أن خلِّعت الدينم منم نُظمحها‪ ،‬فلِّم يكحنم ذا سلِّطان ف توُجيه أموُرها‪ ،‬قد‬
‫أوجد الثغرات لغي الدول السلمية منم النفوُذ إل السيطرة علِّيها إن ل يكحنم بقوُة السلِّطان والتوُجيه‬
‫النظامي‪ ،‬حت إنُنا ند دولد تعلِّنم نُفسها دولة إسلمية‪ ،‬والثقافة فيها إنلِّيزية أو أمريكحية أو فرنُسية أو‬
‫غي ذلك منم أنُوُاع الثقافات‪.‬‬
‫بل إنا تاوزأت الثقافة إل القتصاد‪ ،‬فتلِّك دولة إسلمية تستمحد اقتصادها منم إنلِّتا وهذه منم أمريكحا‪،‬‬
‫وتلِّك منم غيها منم غي تعاون بي متكحافئمي‪ ،‬بل فيه أخذ الستعي منم العي‪ ،‬والطالب منم الطلِّوُب‪،‬‬
‫ر‬
‫بل تاوزأ ذلك إل الستعانُة بأدوات القتال‪ ،‬فصارت الدول السلمية ل تأخذ بقوُله تعال‪" :‬وأعدوا‬
‫لم ما استطعتم منم قوُة ومنم رباط اليل‪ ،‬ترهبَوُن به عدو ال وعدوكم‪ ،‬وآْخرينم منم دونم ل تعلِّمحوُنم‪،‬‬
‫ال يعلِّمحهم‪ ،‬وما تنفقوُا منم شيء ف سبَيل ال يوُف إليكحم وأنُتم ل تظلِّمحوُن"‪.‬‬
‫وبدل أن تعد كل دولة سلحها منم داخلِّها‪ ،‬أخذ الكحثي منها يستعي بالسلح منم غيهم‪ ،‬وبعبَارة‬
‫القرآْن الصادقة السامية منم عدو ال تعال وعدوهم‪ ،‬ومنم آْخرينم منم دونم ل نُعلِّمحهم وال تعال‬
‫يعلِّمحهم‪ ،‬وال تعال يقوُل‪" :‬يأيها الذينم آْمنوُا‪ ،‬ل تتخمذوا بطانُة منم دونُكحم ل يألوُنُكحم خبَادل‪ ،‬شوتدوا ما‬
‫عنتم‪ ،‬قد بدت البَغضاء منم أفوُاههم وما تفي صدورهم أكب‪ ،‬قد بينا لكحم اليات‪ ،‬إن كنتم تعلِّمحوُن‪.‬‬
‫هأتنم أولء تبَوُنم ول يبَوُنُكحم‪ ،‬وتؤمنوُن بالكحتاب كلِّه‪ .‬وإذا لقوُكم قالوُا آْمنا‪ ،‬وإذا خلِّوُا عضوُا علِّيكحم‬
‫النُامل منم الغيظ‪ ،‬قل موُتوُا بغيظكحم‪ ،‬إن ال علِّيم بذات الصدور‪ ،‬إن تسسكحم حسنة تسؤهم‪ ،‬وإن‬
‫تصبَكحم سيئمة يفرحوُا با‪ ،‬وإن تصبوا وتتقوُا ل يضركم كيدهم شيدئما‪ ،‬إن ال با يعمحلِّوُن ميط"‪.‬‬
‫وصرنُا نُرىً سيوُدفا إسلمية تستعد لضرب السلِّمحي‪ ،‬فوُق نُشر الراء الادمة لعان السلم‪ ،‬ولكحنم هل‬
‫نُيئمس ونُتك المر للِّمحقادير؟ إن ذلك ضد السلم‪ ،‬وضد مبَادئه؛ فل بد منم عمحل‪ ،‬ول بد منم مقاومة‬
‫تلِّك الدواء‪ .‬وإن شعوُب السلم ما زأال فيها اليإان القوُي‪ ،‬وإهن كانُت أكثر الكحوُمات ل تمحي‬

‫‪448‬‬
‫السلم ف سياستها‪ ،‬ول تتبَعه ف أعمحالا‪ ،‬ول ف علقاتا‪ .‬وإن الشعوُب تريد منادرا يني السبَيل‪ ،‬ل منم‬
‫داخل القاليم‪ ،‬ولكحنم منم جاعات تعمحل علِّىَ جع الوُحدة؛ فل بد منم أمر جامع تلِّتقي عنده الشعوُب‬
‫السلمية‪ ،‬وترجع إليه‪ ،‬ويسي با ف طريق اللِّقاء منم غي تدخل ف سلِّطان الكحام‪ ،‬ولكحنم لنع أن‬
‫يكحوُن الكحام بعضهم لبَعض عديوا‪" :‬إنُه ل ييئمس منم روح ال إل القوُم الكحافرون"‪.‬‬
‫يييييييييي‬
‫السلم والمجتمع الممتح ح‬
‫ضر *‬
‫للِّدكتوُر‪ /‬ممحد البَهي رحه ال‬
‫)الدير العام للِّثقافة السلمية(‬
‫ضا‪ :‬وكثديا ما قيل إن السلم دينم صال للِّبَدائيي منم الناس؛ هوُ ريعينهم علِّىَ النُتقال منم‬ ‫ربا ييرشقال أي د‬
‫حالم إل مستدوُىً أفضل؛ ولذا صلِّح لقبَائل الصحراء‪ ،‬ولكحنم التمحع التحضر ليس ف حاجة إليه!ا‬
‫ل!ا ‪ .‬إنُه متمحع الضارة الادية الصناعية؛ متمحع العلِّم الطبَيعي‬ ‫أي متمحع متحضر؟ متمحعنا العاصر مث د‬
‫والرياضي‪ .‬والضارة الادية الصناعية تعي علِّىَ تبَلِّيغ النُسان مستدوُىً رفيدعا ف العيشة؛ ولكحنها ل‬
‫تستطيع أن تبَلِّغه مستدوُىً إنُسانُييا رفيدعا؛ لنا ل تارس مهمحتها ف القيم‪ ،‬وإنا تبَاشرها ف الادة واللة‪.‬‬
‫والعلِّم الطبَيعي الرياضي يلِّعب دوره ف الكحشف عنم القوُىً الكحوُنُية‪ ،‬ولكحنه ل يعال القيم النُسانُية‪ ،‬بل‬
‫ربا حل الناس علِّىَ الغراء بالقوُة الادية‪ ،‬والسخمرية بالقيم العنوُية‪.‬‬
‫ليس هناك تلزأم بي مستوُىً الضارة الادية والستوُىً الفاضل للنُسانُية‪ ،‬ول بي العلِّم الطبَيعي‬
‫الرياضي منم جانُب والقيم النُسانُية منم جانُب آْخر‪ ،‬إن الذي يبَلِّغ إل الستوُىً الفاضل ف النُسانُية‬
‫صل إل القيمحة العلِّيا وهي ال الدينم‪ .‬والسلم دينم‪،‬‬ ‫وإدراك القيم النُسانُية هوُ التوُجيه‪ .‬والذي ريوُ ل‬
‫"وتوُجيه" مدعا‪.‬‬
‫قد يرتفع التمحع النُسان ف الضارة الادية‪ ،‬ومع ذلك ينخمفض ف الستوُىً النُسان‪ .‬وقد يتقدم العلِّم‬
‫ف مال الطبَيعة والرياضة‪ ،‬ومع ذلك يتأخر وضع العلِّمحاء ووضع متمحعهم ف القيم النُسانُية‪.‬‬
‫فإذا طغت النُانُية والفردية‪ ،‬ووهنت روابط التمحع‪ ،‬وضعف اليإان بال أو انُعدم؛ فل توُجد خصائص‬
‫الستوُىً النُسان الرفيع‪ .‬وإذا دفعت الضارة الادية الصناعية إل الحتكحاك والصطدام؛ أي إذا دفعت‬
‫إل العتداء علِّىَ البَشرية؛ انُعدم الستوُىً الفاضل للنُسانُية بي أصحاب هذه الضارة‪.‬‬
‫وإذا استخمدم النُسان العلِّم الطبَيعي والرياضي للِّقلِّق‪ ،‬والضطراب‪ ،‬والبادة‪ ،‬أو التشيد‪ ،‬فأصحابه‬
‫ليسوُا ذوي مستوُىً فاضل ف النُسانُية‪.‬‬
‫إن النُسانُية غي اللة؛ النُسانُية حرة لا مشيئمة‪ ،‬واللة عديإة الشيئمة والختيار‪ .‬فل يكحفي أن ترشدار‬
‫اللة بل ل بد لا منم قيادة‪ .‬وقيادتا ف النُسان‪ .‬وقيادة النُسان لنفسه ولللة مدعا قياددة صالةد يوُم‬
‫ريدذرك الذقيم؛ يوُم يدرك الي والشر‪ ،‬ويوُم يدرك الخوُة والتعاون‪ ،‬ويوُم يدرك ال‪.‬‬

‫‪449‬‬
‫إن التقوُىً‪ ،‬وهي تقوُىً ال‪ ،‬وهي الب‪ ،‬والتعاطف‪ ،‬والصب‪ ،‬والثابرة‪ ،‬غي العلِّم الطبَيعي والرياضي‪ .‬والعلِّم‬
‫الطبَيعي والرياضي ل ينفع إل إذا صحبَته التقوُىً‪.‬‬
‫السلم توُجيه نوُ الستوُىً الفاضل للنُسانُية‪ .‬هوُ توُجيه نوُ هذا الستوُىً أينمحا روذجد النُسان‪ ،‬ف‬
‫بادية أو ف مدينة؛ ف متمحع عدي الضارة الادية‪ ،‬أو ف آْخر له حضارة صناعية‪.‬‬
‫التمحع السلمي كمحا وصفه ال ي تعال ي ف الية التالية‪ :‬رسالة التزكية والطهر منم طغيان اليوُانُية‪،‬‬
‫ورسالة الكحمحة المحثللِّة ف إدراك القيم والرثل‪ ،‬ورسالة النُتقال منم النراف إل الستقامة ف السلِّوُك‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫النُسان‪ .‬سوُاء لنم جاء القرآْن لم وقت ميئمه‪ ،‬أو لنم كان معهم بغي لغة العرب‪ ،‬أو لنم ييئموُن‬
‫بعدهم منم جيع الجناس ف الجيال القادمة‪ ،‬ف أي مكحان وأي زأمان‪.‬‬
‫ذذ‬
‫ب والكحمحةش وإن كانُوُا‬ ‫ي رسوُلد منهم يهتيرلِّوُ علِّيهم آْياته ويرزلكيذههم وريعللِّمحرهرم الكحتا ش‬
‫ث ف الرلمي ش‬ ‫"رهشوُ الذي بشيشع ش‬
‫ي * وآْشخريشنم منهم لشلمحا يشلِّشحرقوُا بم وهوُ العزيرز الكحيرم"‪ .‬صدق ال العظيم‪.‬‬ ‫مهنم قبَل لفي ضلتل رمبَ ت‬
‫ر‬
‫النظام التبوُي ل يكحفي‪:‬‬
‫ولكحنم ربا ييرشقال‪ :‬إن نُظام التبية قد يقوُم بذه الرسالة الت يؤديها النظام السلمي نوُ تبَلِّيغ النُسان‬
‫إل الستوُىً الفاضل ف النُسانُية‪ ،‬إنُه قد يوُجه النُسان إل القيم الرفيعة؟‬
‫أي قيمحة رفيعة؟‪ .‬أشذإل الشيئمة والختيار‪ ،‬أو إل التمحع‪ ،‬أو إل وحدة اللوُهية؟‪ .‬إن كان هذا النظام يبَلِّغ‬
‫إل ذلك فهوُ السلم أخذ اسم نُظام التبية‪ .‬وإن أوصل إل القيم‪ ،‬عدا اللوُهية ووحدة ال فيها فهوُ ل‬
‫صل النُسان إل منتهىَ القيم!ا ولذا يقصر عنم أن يوُصل إل الستوُىً الفاضل الكحامل ف النُسانُية‪.‬‬ ‫ريوُ ل‬
‫علِّىَ أن السلم ليس نُظادما توُجيهييا فحسب‪ .‬بل هوُ دينم يدفع عنم طريق اليإان بال أودل‪ ،‬وعنم طريق‬
‫الشية منه ثانُديا‪ .‬تتكحوُن الشية منم ال‪ ،‬فيتكحوُن الضمحي‪ ،‬فيندفع النُسان دفدعا ذاتديا إل إدراك القيم‬
‫لا‪.‬‬ ‫وتثلِّها ف نُفسه‪ ،‬ث يعمحل طبَدقا لا تثليشلِّه ف نُفسه منها؛ فيكحوُن عمحلِّه عمحلد صا د‬
‫ل"‪.‬‬ ‫هنا ف الدينم‪ ،‬قد عمحر قلِّب النُسان أولد باليإان‪ ،‬ث أدرك عقلِّه القيم ثانُديا‪" .‬واتليرقوُا الش وييرشعلِّلرمحركحرم ا ر‬
‫أما توُجيه التبية فهوُ توُجيه للدراك والعقل أودل‪ ،‬وقلِّمحا يتكحوُن إيإان يسكحنم القلِّب ويعمحره‪.‬‬
‫يييييييييي‬
‫بطولت إسلمية ‪-‬بطولة إنكار الذات‬
‫بقلِّم الستاذ‪ /‬أحد الشرباصي*‬
‫ست همحهم وعلِّت نُفوُسهم‪ ،‬فصاروا منم البطال الصادقي ف‬ ‫إن إنُكحار الذات خلِّةق منم أخلق الذينم شش‬
‫هذه الياة؛ لن حب الذات والثرة والنُانُية منم الغرائز الستكحينة ف صدور الناس‪ ،‬فإن استطاع الرء أن‬
‫يقتلِّع منم نُفسه جذور هذه الذاتية‪ ،‬أو يقطع علِّيها طريق تأثيها‪ ،‬أثبَت أنُه قد صار بطلد مضحديا ف‬
‫سبَيل غيه‪ ،‬صادق الكحفاح ف سبَيل مبَادئه وعقائده وقوُمه ووطنه‪.‬‬

‫‪450‬‬
‫ولعل التمحعات الزيلِّة ل تصاب بداء كداء الفاخرة العريضة والتبَاهي السرف؛ لن هذا الداء يصرف‬
‫المحم والعزائم إل الرياء والدعاء‪ ،‬وشريوُل بينها وبي الخلصا والتوُاضع‪ ،‬وقد يفتح علِّيها أبوُاب النفاق‬
‫والتلِّوُن؛ ولذلك وصف القرآْن النافقي بأنم يراءون الناس‪ ،‬وجاء ف الديث الشريف‪ " :‬إن ال يب‬
‫البرار التقياء الخفياء"‪.‬‬
‫ولقد جاء رجل إل رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم فقال له‪ :‬يا رسوُل ال‪ ،‬أرأيت رجلد غزا يلِّتمحس‬
‫الجر والذكر‪ ،‬ماله؟ فأجاب النب‪" :‬ل شيء له‪ ،‬فأعادها الرجل ثلث مرات‪ ،‬فقال النب –صلِّىَ ال‬
‫صا‪ ،‬وابتغي به وجهه!ا"‪.‬‬
‫علِّيه وسلِّم "إن ال ل يقبَل منم العمحل إل ما كان له خال د‬
‫وكذلك جاء رجل إل الرسوُل فقال‪ :‬يا رسوُل ال‪ ،‬إن أقف الوُقف أريد وجه ال وأريد أن ريرىً موُطن‪،‬‬
‫لا ول يشرك‬ ‫فتلِّلبَث الرسوُل ف الرد حت نُزل قوُله تعال‪" :‬فمحنم كان يرجوُ لقاء ربه فلِّيعمحل عمحلد صا د‬
‫بعبَادة ربه أحددا"‪.‬‬
‫والسلم النيف يدعوُ أهلِّه إل هذا اللِّق النبَيل؛ وهوُ إنُكحار الذات‪ .‬ويرضهم علِّىَ أن يؤدوا أعمحالم‬
‫الخمتلِّفة يريدون با وجه ال‪ ،‬ويبَتغوُن با ما عنده منم الثوُاب العظيم والنعيم القيم‪" :‬والخرة خي‬
‫وأبقىَ"‪" ،‬وما عند ال خي للبرار"‪" ،‬وإن الدار الخرة لي اليوُان" )أي الياة الكحاملِّة( "لوُ كانُوُا‬
‫يعلِّمحوُن"‪.‬‬
‫ولذلك‪ ،‬ل يقيم السلم كبَي وزأن للِّصدقة إذا أريد با الفتخمار والشتهار‪" :‬إنا نُطعمحكحم لوُجه ال ل‬
‫نُريد منكحم جزاءد ول شكحوُدرا"‪ ،‬والؤمنم النكحر لذاته هوُ "الذي يؤت ماله يتزكىَ وما عنده منم نُعمحة تزىً‬
‫إل ابتغاء وجه ربه العلِّىَ ولسوُف يرضىَ"‪.‬‬
‫هؤلء أنُكحروا ذواتم‬
‫وقد استطاع السلم أن يرج منم أبنائه أبطالد عمحالقة‪ ،‬سادوا وقادوا‪ ،‬وفعلِّوُا الكحارم‪ ،‬وأتوُا جلئل‬
‫العمحال؛ ومع ذلك ل يتبَاهوُا با فعلِّوُا‪ ،‬ول يفخمروا با قلدموُا‪ ،‬بل أنُكحروا ذواتم وكتمحوُا أعمحالم‪ ،‬وابتغوُا‬
‫ل‪ ،‬والذي يعلِّم السر واللنجوُىً‪" :‬فل تزكوُا أنُفسكحم هوُ‬ ‫وجه ربم الذي ل ريضيع أجر منم أحسنم عمح د‬
‫أعلِّم بنم اتقىَ"‪.‬‬
‫وهذا موُقف منم موُاقف البَطوُلة الالدة‪ ،‬ومعرض منم معارض الندية الهوُلة‪ ،‬يتألق ف تاريخ السلم‬
‫والعرب؛ فقد كان مسلِّمحة بنم عبَد اللِّك أمديا علِّىَ جيش منم جيوُش الدولة الموُية الت قدمت ما‬
‫قدمت ف نُصرة العروبة وتوُطيد الدولة العربية السلِّمحة‪ .‬وكان مسلِّمحة ياصر بيشه حصدنا منم حصوُن‬
‫العداء‪ ،‬واستعصىَ هذا الصنم علِّىَ اليش‪ ،‬فلِّم يستطع له فتدحا ول اقتحادما؛ فحرض المي مسلِّمحة‬
‫جنده علِّىَ التضحية والقدام حت يدث بعضهم ف ذلك الصنم ثغدرا أو نُقدبَا‪ ،‬فتقدم منم وسط اليش‬
‫جندي ملِّثم غي معروف وقذف بنفسه إل جهة الصنم غي مبَال بسهام العداء ول خائف منم‬
‫الوُت؛ حت أحدث فيه نُقدبَا كان سبَدبَا ف سقوُط الصنم ودخوُل اليش فيه‪..‬‬

‫‪451‬‬
‫وفرح مسلِّمحة بذلك كثديا‪ ،‬ونُادىً ف وسط اليش‪ :‬أينم صاحب النقب؟ فلِّم يبَه أحد‪ ،‬فقال مسلِّمحة‪:‬‬
‫إن أمرت حاجب بإدخاله علِّلي حي يأت فعزمت علِّيه )أي حلِّفت( أل جاء‪ .‬وكان يريد أن يصه بزء‬
‫منم الغنائم ويإجده‪.‬‬
‫وبعد فتة جاء الرجل إل حاجب مسلِّمحة‪ ،‬وقال له استأذن ل علِّىَ المي فقال له الاجب‪ :‬أأنُت‬
‫صاحب النقب؟ فأجاب أنُا أخبكم عنه‪..‬‬
‫واستأذن له الاجب علِّىَ المي‪ ،‬فلِّمحا صار بي يديه قال له‪ :‬إن صاحب النقب يشتط علِّيكحم ثلثة‬
‫شروط هي‪ :‬أل تبَعثوُا باسه ف صحيفة إل اللِّيفة‪ ،‬وأل تسألوُه شمهنم هوُ‪ ،‬وأل تأمروا له بشيء‪ .‬قال‬
‫مسلِّمحة‪ :‬فذلك له‪ .‬فقال الرجل ف استحياء‪ :‬أنُا صاحب النقب!ا ث ول مسردعا‪ ،‬فكحان مسلِّمحة ل يصلِّي‬
‫ل‪ :‬اللِّهم اجعلِّن مع صاحب النقب يوُم القيامة!ا!ا‬ ‫بعدها صلة إل دعا فيها قائ د‬
‫وكأن هذا الرجل التسب الاهد التست كان يتذكر خي التذكر أن رجلد جاء إل رسوُل ال صلِّىَ ال‬
‫علِّيه وسلِّم فقال له‪ :‬يا رسوُل ال الرجل يقاتل للِّمحغنم‪ ،‬والرجل يقاتل للِّذكر )أي ليتفع ذكره( والرجل‬
‫يقاتل لريىً مكحانُه )أي ليشتهر بالشجاعة( فشمحهنم ف سبَيل ال؟ فأجاب الرسوُل‪" :‬منم قاتل لتكحوُن كلِّمحة‬
‫ال هي العلِّيا فهوُ ف سبَيل ال"‪.‬‬
‫ضا نُذهعشم التذكر أن عبَد ال بنم عمحرو بنم العاصا قال‪ :‬يا رسوُل ال أخبن عنم الهاد‬ ‫وكأنُه كان يتذكر أي د‬
‫والغزو‪ ،‬فقال‪" :‬يا عبَد ال إن قاتلِّت صابدرا متسدبَا بعثك ال صابدرا متسدبَا‪ ،‬وإن قاتلِّت مرائديا مكحاثدرا‪،‬‬
‫بعثك ال مرائديا مكحاثدرا"‪.‬‬
‫موُاقف باهرة‬
‫ونُضيف إل الوُقف السابق موُقدفا آْخر فيه عفة رائعة وفيه إنُكحار للِّذات باهر‪.‬‬
‫جاء ف تاريخ الطبي‪ :‬لا هبَط السلِّمحوُن الدائنم وجعوُا القبَاض )أي الغنائم قبَل أن تقسم( أقبَل رجل‬
‫ل‬
‫بق معه‪ ،‬فدفعه إل صاحب القبَاض‪ ،‬فقال هوُ والذينم معه‪ :‬ما رأينا مثل هذا قط‪ ،‬ما يعدله ما عندنُا‬
‫ول يقاربه‪ .‬فقالوُا‪ :‬هل أخذت منه شيدئما؟ فقال‪ :‬أما وال لوُل ال ما أتيتكحم به‪ .‬فعرفوُا أن للِّرجل شأدنُا‪،‬‬
‫فقالوُا‪ :‬منم أنُت؟ فقال‪ :‬ول وال ل أخبكم لتحمحدون ول غيكم ليقرظوُن‪ ،‬ولكحنم أحد ال وأرضىَ‬
‫بثوُابه‪ .‬فأتبَعوُه رجلد حت انُتهىَ إل أصحابه‪ ،‬فسأل عنه‪ ،‬فإذا هوُ عامر بنم قيس!ا!ا‬
‫وهذا التوُجيه السلمي الرائع إل البَطوُلة التسبَة شمثشةل أعلِّىَ‪ ،‬يصوُر الرصا علِّىَ نُشر روح الندية‬
‫الضحية ف توُاضع وصمحت وإنُكحار للِّذات‪.‬‬
‫ومنم رحاب هذه البَطوُلة أرادت بعض الدول ف العصوُر الخية أن تتفل احتفالد مادييا ومعنوُليا بتكحري‬
‫الندي الهوُل‪ ،‬وهوُ اتاه أوحت به الرغبَة ف تديد الكحفاح الصامت الذي يعمحل ف الفاء‪ ،‬ول يثي‬
‫منم حوُله الصخمب أو الضوُضاء؛ لن الندي الهوُل –كمحا يقوُل أحد شوُقي‪" :‬تثال منم إنُكحار‬
‫الذات والفناء ف المحاعات‪ ،‬وصوُرة منم التضحية البأة منم الفات النزهة عنم انُتظار الكحافآت"‪.‬‬

‫‪452‬‬
‫فعلِّىَ الذينم يؤمنوُن بربم وعقائدهم وأوطانم ومبَادئهم‪ ،‬أن ينطلِّقوُا خفادفا وثقالد ف ميادينم العمحل‬
‫البور‪ ،‬والسعي الشكحوُر؛ لينصروا مبَادئهم‪ ،‬ويدموُا بلدهم‪ ،‬واثقي أن العروف ل يذهب بي ال‬
‫والناس "وما عند ال خي للبرار"‪.‬‬
‫يييييييييي‬
‫الدين الصناعي‬
‫للستاذ‪ /‬أحد أمي رحه ال‬
‫هل تعرف الشفهرق بي الرير الطبَيعي والرير الصناعي؟‬
‫وهل تعرف الشفهرق بي السد وصوُرة السد؟‬
‫وهل تعرف الشفهرق بي الدنُيا ف الارج والدنُيا علِّىَ الريطة؟‬
‫وهل تعرف الشفهرق بي عمحلِّك ف اليقظة وعمحلِّك ف النام؟‬
‫وهل تعرف الشفهرق بي النار أمامك وهي تلِّتهب وتأت علِّىَ كل ما ريقلدم لا منم وقوُد‪ ،‬وبي نُطقك‬
‫بكحلِّمحة النار وهي تري علِّىَ لسانُك فل تسه بسوُء؟‬
‫وهل تعرف الشفهرق بي إنُسان يسعىَ ف الياة‪ ،‬وبي إنُسان منم جبَس ف متجر؛ لتعرض علِّيه اللبس؟‬
‫وهل تعرف الشفهرق بي النائحة الثلهكحشلِّىَ والنائحة الستأشجشرة‪ ،‬وبي التكححل ف العيني والكححل؟‬
‫ر‬
‫وهل تعرف الشفهرق بي السيف ريإسكحه الندي الحاذرب وبي السيف الشب ريإسكحه الطيب يوُم‬
‫ر‬
‫المحعة؟‬
‫وهل تعرف الشفهرق بي الناس ف الياة والناس علِّىَ الشاشة البَيضاء؟‬
‫وهل تعرف الشفهرق بي الصوُت والصدىً؟‬
‫ت ذلك فهوُ بعينه الشفهرق بي الدينم الق والدينم الصناعي‬ ‫إن عرف ش‬
‫يكحد البَاحثوُن أذهانم‪ ،‬ويهد الؤرخوُن أنُفسهم ف تقلِّيب صحفهم ووثائقهم عنم تعرف السبَب ف أن‬
‫السلِّمحي أول أمرهم أتوُا بالعجائب؛ فغزوا وفتحوُا وسادوا‪ ،‬والسلِّمحي ف آْخر أمرهم أتوُا بالعجائب‬
‫ضا؛ فضعفوُا وذلوُا واستكحانُوُا‪ ،‬والقرآْن هوُ القرآْن‪ ،‬وتعاليم السلم هي تعاليم السلم‪ ،‬و"ل إله إل‬ ‫أي د‬
‫ال" هي "ل إله إل ال"‪.‬‬
‫وكل شيء هوُ كل شيء؛ ويذهبَوُن ف تعلِّيل ذلك مذاهب شلت‪ ،‬ويسلِّكحوُن مسالك متعدددة‪ .‬ول أرىً‬
‫لذلك إل سبَدبَا واحددا هوُ الشفهرق بي الدينم الق والدينم الصناعي‪.‬‬
‫حرارة الدينم الق‬
‫الدينم الصناعي دينم حركات وسكحنات‪ ،‬وألفاظ‪ ،‬ول شيء وراء ذلك‪ ،‬والدينم الق دينم رروح وقلِّب‬
‫وحرارة‪.‬‬

‫‪453‬‬
‫الصلة ف الدينم الصناعي ألعاب رياضية‪ ،‬والجه حركة آْلية ورحلِّة بدنُية‪ ،‬والظاهر الدينية أعمحال‬
‫مسرحية وأشكحال بلِّوُانُية‪.‬‬
‫و)ل إله إل ال( ف الدينم الصناعي قوُل جيل ل مدلوُل له‪ ،‬أما ف الدينم الق فهي كل شيء؛ هي‬
‫ثوُرة علِّىَ عبَادة الال‪ ،‬وثوُرة علِّىَ عبَادة السلِّطان وثوُرة علِّىَ عبَادة الاه‪ ،‬وثوُرة علِّىَ عبَادة الشهوُات‪،‬‬
‫وثوُرة علِّىَ كل معبَوُد غي ال‪.‬‬
‫)ل إله إل ال( ف الدينم الصناعي تتفق مع إحناء الرأس والضوُع لشهوُة البَدن‪ ،‬وتتفق مع الذلة‬
‫والسكحنة‪ ،‬و)ل إله إل ال( ف الدينم الق ل تتفق إل مع الق‪.‬‬
‫)ل إله إل ال( ف الدينم الصناعي تذهب مع الريح‪ ،‬وف الدينم الق ترزلزل البَال‪.‬‬
‫الدينم الصناعي صناعة كصناعة النجارة والياكة‪ ،‬يإهر فيها الاهر بالذق والران‪ ،‬أما الدينم الق فرروح‬
‫ل‪ ،‬ولكحنه يبَعث علِّىَ كل عمحل جلِّيل وكل عمحل نُبَيل‪.‬‬ ‫وقلِّب وعقيدة‪ ،‬ليس عمح د‬
‫الدينم الق )إكسي( يل ف اليت فيحيا‪ ،‬وف الضعيف فيقوُىً‪.‬‬
‫هوُ "حجر الفلسفة" تضعه علِّىَ النحاس والفضة والرصاصا فتكحوُن ذهدبَا‪.‬‬
‫هوُ العقيدة الت تأت بالعذجزات فيقف العلِّم والتاريخ والفلِّسفة أمامها حائردة‪ :‬ذبش رتعللِّل‪ ،‬وكيف رتششرح؟!ا‬
‫ر‬
‫هوُ التليهرشياق الذي تتعاطىَ منه قلِّيلد فيذهب بكحل سوُم الياة‪ ،‬هوُ العنصر الكحيمحاوي الذي رتشزج به‬
‫ك إل ال‪ ،‬ورتشزج به العمحال الدنُيوُية؛ فتذلل العقبَات مهمحا صعبَت‪ ،‬وتصل بك‬ ‫الشعائر الدينية فتطي ب ش‬
‫إل الغرض مهمحا لقت‪.‬‬
‫هوُ الذي وجده كل شمنم نح‪ ،‬وهوُ الذي فقده كل شمنم خاب‪.‬‬
‫هوُ الكحهرباء الذي يتصل فيرشدلور الشعشجل‪ ،‬وريسلي العمحل‪ ،‬وينقطع فل حركة ول عمحل‪.‬‬
‫هوُ الذي يل ف الوتار فتوُقع وكانُت قبَرل حبَادل‪ ،‬وف الصوُت فريغلن وكان قبَرل هوُادء‪.‬‬
‫نيا به ونارب له‬
‫الدينم الق يمحل صاحبَه علِّىَ أن ييا له ويارب له‪ ،‬والدينم الصناعي يمحل صاحبَه علِّىَ أن ييا به‬
‫وريتاجر به ويتال به‪.‬‬
‫الدينم الق يعل صاحبَه فوُق كل سلِّطة وفوُق كل سياسة‪ ،‬والدينم الصناعي يمحل صاحبَه علِّىَ أن‬
‫يلِّوُي الدينم ليخمدم السلِّطة ويدم السياسية‪.‬‬
‫الدينم الق قلِّب وقوُة‪ ،‬والدينم الصناعي نوُ وصرف وإعراب وكلم وتأويل‪ .‬الدينم امتزاج بالتروح والدم‪،‬‬
‫وغضب للِّحق‪ ،‬ونُفوُر منم الظلِّم‪ ،‬وموُت ف تقيق العدل‪ .‬والدينم الصناعي عمحامة كبَية‪ ،‬وقبَاء يلِّمحع‪،‬‬
‫وفشيشرذجلية واسعة الكمحام‪.‬‬

‫‪454‬‬
‫"الشهادة" ف الدينم الق هي ما قاله ال تعال‪) :‬إلن الش اشتىً منم الؤمني أنُرفشسرهم وأموُاشلم بألن لم‬
‫ب جلِّتة‪ ،‬وتريجه م ت‬
‫تم‪،‬‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫النلةش ريقاتلِّوُن ف سبَيذل ال فشييشيهقتريرلِّوُن ويشيهقتريرلِّوُن(‪ .‬و"الشهادة" ف الدينم الصناعي إعرا ر‬
‫ر‬
‫ف ورد العتاض علِّيه‪.‬‬ ‫وتفسي شرتح‪ ،‬وتوُجيه )حاشيتة(‪ ،‬وتصحيح قوُتل مؤل ت‬
‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫الدينم الق تسي علقة النُسان بال‪ ،‬وتسي علقة النُسان بالنُسان؛ لتحسنم علقتهم جيدعا بال‪.‬‬
‫ب جاته‪ ،‬أو تصيذل شمغنشتم‪ ،‬أو‬ ‫والدينم الصناعي تسي علقة صاحبَه بالنُسان لستدراذر رزأتق‪ ،‬أو كس ذ‬
‫دفذع شمغشرتم‪.‬‬
‫لقد صدق شمنم قال‪ :‬إن هذا الدينم )ل يصرلِّح آْخره إلل با صرلِّح به أوله( وهل كان أوله إل دينم رروتح‪،‬‬
‫وهل كان آْخره إل دينم صناعتة؟‬
‫جناية أهل كل دينم أن يبَتعدوا – كلِّمحا تقدم بم الزمان – عنم رروحه ويتفظوُا بشكحلِّه‪ ،‬وأن يقلِّبَوُا‬
‫الوضاع‪ ،‬ويعكحسوُا التقدير‪ ،‬فل يكحوُن للِّتروح قيمحة‪ ،‬ويكحوُن للِّشكحل كل القيمحة‪.‬‬
‫شأن "اليإان" شأن العشق‪ ،‬ريلوُل البودة حراردة‪ ،‬والمحوُل نُبَاهدة‪ ،‬والرذيلِّة فضيلِّةد والثرة إيثادرا‪.‬‬
‫واليإان الق كالعصا السحرية‪ ،‬ل تس شيدئما إل ألبَته‪ ،‬ول جامددا إل أذابته‪ ،‬ول موُادتا إل أحيته‪.‬‬
‫سىَ معانُيه؟‬‫منم ل بنم يأخذ الدينم الصناعي بكحل ما فيه‪ ،‬ويبَيعن ذردة منم الدينم الق ف أ ش‬
‫ت قريرروح‬ ‫ول شكبَذةد مقروحة منم يبَيعن با شكبَذددا ليست بذا ذ‬
‫ه‬ ‫ش ر‬
‫يييييييييي‬
‫المدينة الفاضلة في السلم‬
‫للستاذ الشيخ‪ /‬ممحد الضر حسي‬
‫ف عام ‪1931‬هي‬
‫"هؤلء رحلِّوُا عنا "رحهم ال" ولكحنم بقي علِّمحهم بيننا ومضات علِّىَ الطريق"‬
‫أخذ نُبَهاء المم الاملِّة أو مهضوُمة الانُب يسعوُن إل أن تكحوُن أمهم ف رقي وسعادة‪ ،‬وخطوُا ف‬
‫ت قصيدة أو واسعدة‪ ،‬ووضعوُا أسدسا متينةد أو واهيدة‪ ،‬والذي يعنينا ف هذا القام أن‬ ‫هذا السبَيل خطوُا ت‬
‫نُقوُل كلِّمحةد ف وسائل نوُض الشعوُب السلمية إن كانُت خاملِّدة‪ ،‬أو ظفرها بالرية الصادقة إن كانُت‬
‫مرومةد منم التمحتع بقوُقها الت أوصىَ با دينها النيف‪.‬‬
‫ل نُفتأ نُذكر ذلك السلِّطان الكحري الذي بسطه خلِّفاء السلم الراشدون علِّىَ العمحوُرة‪ ،‬فعلِّم الناس‬
‫كيف يعيشوُن أحرادرا‪ ،‬واللِّوُك كيف يقيمحوُن عروشهم علِّىَ قوُاعد العدل والساواة‪ ،‬ورجال الدينم كيف‬
‫يدعوُن إل القيقة والفضيلِّة ف ساحة ووقار‪ ،‬ول نحد مع هذه الذكرىً أن الشعوُب السلمية قد‬
‫وقعت منذ عهد بعيد ف وههشدة منم المحوُل‪ ،‬وانُقطعت الصلِّة بينها وبي المم فشيلِّشهم تشهدذر ماذا يصنعوُن؛‬
‫حت تراءىً لا ما نُبَهها منم غفوُتا وحثها أن تنهض منم كبَوُتا؛ فمحسك بقيادتا فريق كانُوُا علِّىَ بصية‬
‫ت فرقهل‪ :‬تقدم لقيادتا رجال مستنيون منم أبناء العاهد السلمية‪ ،‬وآْخرون‬ ‫منم هداية السلم‪ ،‬وإن شئم ش‬

‫‪455‬‬
‫مهتدون منم القائمحي علِّىَ جانُب منم العلِّوُم الكحوُنُية‪ ،‬فمحنم يتحدث عنم النهضة الصرية مثلد ل ييد‬
‫عنم ذذهكر رجال استنارت عقوُلم بي جدران الامعة الزأهرية‪ ،‬ومنم يتحدث عنم النهضة التوُنُسية ذششكشر ف‬
‫مقدمة رجالا فريدقا تلِّقوُا معارفهم بي جدران الامعة الزيتوُنُية‪.‬‬
‫ولوُ استمحر العمحل لرقلينا الدن بأيدي طوُائف تمحع بي رجال الدينم الصلِّحي ورجال العلِّم الديث‬
‫الهتدينم؛ لقطعنا ف سبَيل السعادة شوُدطا أبعد ما قطعنا‪ ،‬ولشركحلنا أثبَت موُقدفا وأقرب إل أن يهابنا الذينم‬
‫يعمحلِّوُن لشقائنا‪ ،‬ولكحنم حركة تقدمنا ل تستمحر علِّىَ ما وصفنا‪ ،‬ومسها مرض إذا ل نُبَادر إل إنُقاذها‬
‫منه كان شرها أكب منم خيها‪ ،‬وخيبَتها أقرب علِّينا منم ناحها‪.‬‬
‫إن المة الت تأخذ بنصائح الدينم وتقتدي بآدابه ف السر والعلنُية لي المة الت يإكحنها أن تتحد‬
‫وتتآزأر ف صفاء‪ .‬وهي الت تستطيع أن تبَن عظمحةد وتوُط أكنافها شبنشعتة‪ .‬فل تد اليدي العادية إل‬
‫هضم حق منم حقوُقها منفدذا‪.‬‬
‫سنوُاصل بتوُفيق ال القوُل ف نُصائح الدينم الت تأخذ بيد المحاعة إل هضبَة الشرف القصوُىً‪ .‬ونُقلفي‬
‫علِّىَ أثر النصيحة بأخرىً حت يستبَي لك أن السلم صنع ال الذي أتقنم كل شيء‪ ،‬وإنا أذكر ف‬
‫هذا القام خصالد كالدعائم يقوُم علِّيها صرح الياة الدنُية‪ ،‬بلي النظر شامخ البَناء‪ ،‬وما هذه الدعائم‬
‫إل العلِّم الصحيح والعمحل النافع واللِّق الرفيع‪.‬‬
‫العلِّم والدينم‬
‫أما العلِّم؛ فقد عن به الدينم فيمحا عن‪ ،‬ونُوُه بذكره فيمحا نُوُه‪ ،‬فقال تعال‪" :‬قل هل يستوُي الذينم يعلِّمحوُن‬
‫والذينم ل يعلِّمحوُن" ومنم دلئل أن السلم ينظر إل العلِّم بإقبَال ويعده ف أكب النعم الت يتقلِّب فيها‬
‫النُسان أنُك ترىً ف أول ما نُزل به الروح المي قوُله تعال‪" :‬اقرأ وربك الكرم الذي علِّم بالقلِّم علِّم‬
‫النُسان ما ل يعلِّم"‪.‬‬
‫وقد انُدفع السلِّمحوُن إل اقتناء ما لغيهم منم العلِّوُم برغبَة حريصة وهم كبَية‪ ،‬وتناولوُا بثها بعقوُل‬
‫راجحة‪ ،‬علوة علِّىَ العلِّوُم الت استمحدوها منم الكحتاب والسنة كأحكحام الفقه وأصوُله‪ ،‬أو العلِّوُم اللِّغوُية‬
‫كالنحوُ والبَيان‪.‬‬
‫فالسلم ينصح لوليائه أن يبَتغوُا العلِّوُم أينمحا كانُت‪ ،‬ويضهم علِّىَ أن ينظمحوُا شؤونم اليوُية علِّىَ‬
‫مقتضىَ ما علِّمحوُا‪ ،‬ول يئ السلم ف عقائده أو أخبَاره با يالف العلِّم الصحيح‪ ،‬ول يئ ف نُصائحه‬
‫با ينقص الرغبَة ف العلِّم علِّىَ اختلف فنوُنُه‪ ،‬فشأن المة الت تبَتغيه ديدنا أن تكحوُن أصفىَ المم‬
‫بصائر‪ ،‬وأغزرها معارف‪ ،‬وأبعدها ف البَحث نُظدرا‪.‬‬
‫وإذا أضاف أحد علِّىَ جهالة أو سوُء قصد إل الدينم شيدئما ل يقبَلِّه العلِّم‪ ،‬فالسلم كلِّه حقائق‪ ،‬وهوُ‬
‫منم تبَعة ما يلِّصقه به الاهلِّوُن أو الفسدون براء‪ ،‬وإذا صدر منم بعض النتمحي إل الدينم كلِّمحة تصذرف‬

‫‪456‬‬
‫الناس عنم علِّم مادي أو أدب فأقصىَ مصدر هذه الكحلِّمحة ذهنم صاحبَها‪ ،‬وليس بينها وبي الدينم منم‬
‫صلِّة‪ ،‬بل شأن الدينم أن ل يكحوُن عنها راضديا‪.‬‬
‫ول يبَق اليوُم بعد أن ظهر منم نُتائجه العلِّوُم الكحوُنُية منم أمثال هذه الغوُاصات والطائرات والقذوفات‬
‫ووسائل الخمابرات شمهنم ل يرجع إل قوُله تعال‪" :‬وأعدوا لم ما استطعتم منم قوُة" ويتفقه فيها أكثر ما‬
‫كان يتفقه‪ ،‬ويشهد بأن العلِّوُم الت يسمحوُنا الطبَيعيات والرياضيات هي منم فروض الكحفايات الت يب‬
‫أن تقوُم علِّيها طائفة منم المة‪ ،‬فإن ال ل يرضىَ لا إل حياة العزة والكحرامة‪ ،‬وهي ل تيا هذه الياة‬
‫إل أن تكحوُن علِّىَ بلينة ما يعلِّم أو يصنع خصوُمها‪.‬‬
‫السلم ومكحارم الخلق‬
‫وأما الخلق الشريفة؛ فإن السلم ل يدع مكحرمة إل نُبَه علِّىَ مكحانا ونُدب علِّىَ التجمحل بلِّيتها‪ ،‬وقد‬
‫عن بزايا هي أساس رقي المة وانُتظام حياتا الجتمحاعية‪ ،‬كالصدق والمانُة والعفاف واللِّم والعفوُ‬
‫والتاحم والعدل وعزة النفس والشجاعة وحرية الضمحي والقدام علِّىَ قوُل الق وبذل الال ف وجوُه الب‪،‬‬
‫وسنبَحث ف هذه الزايا ببَسط القوُل وإقامة الشوُاهد ف مقام آْخر إن شاء ال‪.‬‬
‫وأما العمحل النافع؛ فإن الدينم يث علِّىَ العمحل لذه الياة كمحا يث علِّىَ العمحل للِّحياة الخرىً‪ ،‬وجعل‬
‫لعمحل الشخمص ف هذه الياة نُصيدبَا منم ثوُاب الخرة فوُق ما ينال منم منفعة عاجلِّة مت كان قصده‬
‫صا‪.‬‬
‫منم العمحل خال د‬
‫ولا نُسمحيه أعمحالد أخروية وهي العبَادات الثرر الطيب ف الياة الدنُيا قبَل الياة الخرة‪ ،‬أليست الصلة‬
‫القرونُة بضوُر القلِّب وعمحارته بلل ال تنهي عنم الفحشاء والنكحر‪ ،‬وتكحف يد صاحبَها عنم أن يعمحل‬
‫سوُدءا فتحمحيه منم جرائم شأنا أن تره إل عقوُبات بدنُية أو مالية‪ ،‬وفيها بعد هذا غن عنم طائفة منم‬
‫التششرط والسجوُن ينفق علِّيها أولوُ المر أموُالد طائلِّة؟‬
‫أوليس ف الصيام رياضة النفوُس وتدريبَها علِّىَ احتمحال الكحاره‪ ،‬والصب عنم الشهوُات حت ل تكحوُن‬
‫أسية ف ملذها‪ ،‬وف النفوُس الت اعتادت الصب عمحا تشتهي وهوُ حاضر لديها قوُة وجلدة ل تدها‬
‫ف النفوُس الت ل تكحف عنم الشتهيات إل عند فقدانا؟ فالصيام بق يشفي النفوُس منم علِّة النطاط‬
‫ف الشهوُات كلِّمحا عرضت‪ ،‬ويسبَكحها ف صوُرة النفوُس القوُية الت يسهل علِّيها أن تنصرف عنم ملذها‬
‫ساعة ترىً الي ف النُصراف عنها‪.‬‬
‫أوليس ف الجه فوُائد اقتصادية واجتمحاعية لوُ ولجه إليها زأعمحاء الجيجه عنايتهم لعادوا إل أوطانم با‬
‫ينفعهم ف الول بعد أن قدموُا للخرة منم العمحل الصال ذخدرا باقديا؟‬
‫ول أرىً حاجة إل أن أذكر ف هذا النسق فريضة الزكاة فإن أثرها ف سد حاجات كبَية منم حاجات‬
‫المة ظاهر ظهوُر الشمحس ف شكذبَد السمحاء‪ .‬وقد أتىَ مقال فضيلِّة الستاذ الشيخ إبراهيم البَال النشوُر‬
‫ف الزء الثان علِّىَ جانُب منم حكحمحها الجتمحاعية والقتصادية‪.‬‬

‫‪457‬‬
‫العمحل والعبَادة‬
‫ول يشرع الدينم منم العبَادات ما يضيق به وقت العمحل للِّحياة مقدار أنلِّة؛ فنحنم نُرىً الذينم هم عنم‬
‫الخرة غافلِّوُن يشغلِّوُن جانُدبَا منم أوقاتم ف راحة ولوُ‪ ،‬أفل يق للِّمحؤمنم أن يقضي جزدءا منم وقت‬
‫راحته ف الوُقوُف بي يدي الالق وابتغاء رضوُانُه‪ ،‬وهذا الزء ل يزيد علِّىَ ساعة ف اليوُم واللِّيلِّة إذا‬
‫شاء؟ ليفعل هذا وليقس حياته بياة منم يصرف أوقاته ف جع الال وإذا انُتقل عنه فإل راحة ولوُ‪ ،‬فإنُه‬
‫يد منم طمحأنُينة القلِّب وارتياح النفس ما يعل عيشه أهنأ وحياته أطيب مصداق قوُله تعال‪" :‬منم عمحل‬
‫لا منم ذكر أو أنُثىَ وهوُ مؤمنم فلِّنحيينه حياة طيبَة ولنجزينهم أجرهم بأحسنم ما كانُوُا يعمحلِّوُن"‪.‬‬ ‫صا د‬
‫ل أدري كيف حدث خاطر أن قلِّة إقبَال السلِّمحي علِّىَ العمحل لمحع الال وتفشي الفقر ف شعوُبم‬
‫آْتياذن منم نُاحية دينهم‪ ،‬وهؤلء علِّمحاؤنُا يقررون أن كل صنعة تتاج إليها المة فرض كفاية ل تلِّص‬
‫المة منم واجبَها حت تقوُم با طائفة منهم‪ ،‬وقالوُا‪ :‬إن نوُ التجارة هي مبَاحة بالنسبَة للفراد‪ ،‬أي يوُزأ‬
‫للِّرجل أن يتخمذها حرفة يستمحر علِّيها‪ ،‬وله أن يتار غيها ف بعض الحيان‪ ،‬ولوُ تركها الناس جيدعا‬
‫لثوُا بتكهم لا؛ لنا منم الضروريات الأموُر با‪ .‬وهذا الزركشي يقوُل ف بث فرض الكحفاية منم‬
‫قوُاعده‪" :‬الدنُيوُي كالرف والصنائع وما به قوُام العاش كالبَيع والشراء والراثة وما ل بد منه حت‬
‫ض امتناع اللِّق منها أثوُا"‪.‬‬ ‫الجامة والكحنس" ث قال‪" :‬ولوُ فرذر ش‬
‫توُكل ل توُاكل‬
‫والتوُكل ف لسان الدينم إنا يراد به توُجه القلِّب إل الالق حال العمحل واستمحداد العوُنُة منه‪ ،‬فلِّم يكحنم‬
‫داعية إل البَطالة والقلل منم العمحل البَتة‪ ،‬بل كان للِّتوُكل الثر العظيم ف إقدام عظمحاء الرجال علِّىَ‬
‫العمحال اللِّيلِّة الت يسبَق إل ظنوُنم أن استطاعتهم وما لديهم منم السبَاب الاضرة يقصران عنم‬
‫إدراكها‪ ،‬وإذا فسرته فئمة غي عالة بقبَض اليد عنم العمحل وطرح السبَاب جلِّة‪ ،‬فذلك تفسي ل يقره‬
‫الدينم الذي يقوُل‪" :‬وأعدوا لم ما استطعتم منم قوُة ومنم رباط اليل ترهبَوُن به عدو ال وعدوكم‬
‫وآْخرينم منم دونم ل تعلِّمحوُنم ال يعلِّمحهم"‪ ،‬ويقوُل‪" :‬وإذا كنت فيهم فأقمحت لم الصلة فلِّتقم طائفة‬
‫منهم معك وليأخذوا أسلِّحتهم فإذا سجدوا فلِّيكحوُنُوُا منم ورائكحم"‪.‬‬
‫فالشريعة السلمية تأمر بالعمحل لذه الياة وتعل السعي علِّىَ العيال والعمحل للِّتعفف عمحا ف أيدي‬
‫الناس أو للنُفاق ف سبَيل الي منم قبَيل العمحل الذي يستحق صاحبَه ثوُاب ال ف الخرىً‪ ،‬وتكحره‬
‫للِّرجل أن يوُصي با فوُق الثلِّث وتقوُل له‪" :‬إنُك إن تدع ورثتك أغنياء خي منم أن تدعهم عالة‬
‫يتكحففوُن الناس ف أيديهم"‪.‬‬
‫ب البَسطة ف‬ ‫إن شريعةد هذا شأنا لشريع ة مدنُية تمحع إل تذيب النفوُس الذي هوُ القوُة العنوُية أسبَا ش‬
‫الال الذي هوُ القوُة الادية‪ ،‬وإذا جع قوُم بي القوُتي فقد أحرزأوا الكحفاية لن يعيشوُا كمحا ولدتم‬
‫أمهاتم أحرادرا‪.‬‬

‫‪458‬‬
‫فالسلم ينادي أمه إل أن يتعلِّقوُا منم العلِّم بكحل فنم‪ ،‬وينوُه بشأن الخلق أبلِّغ تنوُيه‪ ،‬ويعل كل ما‬
‫تدعوُ إليه حاجة المحاعة منم العمحل النافع أمدرا واجدبَا‪ ،‬فمحا منم أمة تريد أن تصعد إل أفق السيادة‬
‫العلِّىَ إل وجدت ف مبَادئه أجنحة تطي با إل حيث تطمحح هتها‪ ،‬وعلِّىَ قدر ما تنفق منم عزمها‪،‬‬
‫وكذلك قص علِّينا التاريخ الصادق أن السلم أخرج للِّناس أمة برت العال بعلِّوُمها الزاخرة وأخلقها‬
‫الزاهرة وأعمحالا الفاخرة‪ ،‬وإذا شاءت الشعوُب السلمية أن تكحوُن الشثل العلِّىَ للِّمحدنُية الفاضلِّة؛ ففي‬
‫ش‬
‫استطاعتها أن تتحرىً نُصائح الدينم النيف‪ ،‬وف احتام رؤسائها وزأعمحائها لحكحام الدينم ونُصائحه‬
‫أخذ بالسياسة الرشيدة وهي التصرف ف شؤون المة علِّىَ مقتضىَ إراداتا‪.‬‬
‫يييييييييي‬
‫الصيام وبناء الضمير وتزكية النفس‬
‫الشيخ سلِّمحان مندن‬
‫ف‪ ،‬ينتقل به النُسان إل ميدان آْخر‪ ،‬تزكوُ به نُفسه وفكحره وجوُارحه‪،‬‬ ‫لرمضان وقهةع ف النفس متلِّ ة‬
‫ل‪ ،‬وإنا يتجم معان رمضان ف أفعاله وأقوُاله‬ ‫ويعيش اليإان فيه واقدعا‪ ،‬ل يد بي اليإان والياة فاص د‬
‫وسلِّوُكه وتعاملِّه‪ ..‬فهوُ عف اللِّسان‪ ،‬عف اليد‪ ،‬عف القلِّب والاطر‪.‬‬
‫ورمضان بق مدرسة إيإانُية؛ يتجدد معها إيإان العبَد‪ .‬كلِّمحا شعر بأل الوُع والعطش‪ ،‬ازأداد إيإانُه‬
‫بالمتناع عنم البَاح وارتقت نُفسه بالمتناع عنم الرام‪ ،‬وتسامىَ عنه‪ ،‬وحافظ علِّىَ صيامه منم أن تدشه‬
‫كلِّمحة أو تؤثر فيه لفظة؛ فل يصوُم عنم البَاح ليفطر علِّىَ الرام‪.‬‬
‫لذلك كان الصيام مدرسة التقوُىً الت يعيش با الضمحي حييا حذدرا مدردكا‪ ،‬تفرحه الطاعة وتؤذيه‬
‫العصية‪ .‬إن هلم صاحبَه بسيئمة ناه عنها‪ ،‬وإن هلم صاحبَه بسنة حلثه علِّيها‪ .‬يكحب ضمحيه وينمحوُ حت‬
‫يكحوُن ف بصر العبَد وأذنُه وف يده ورجلِّه ولسانُه‪ ،‬بل ف خوُاطر نُفسه وإحساسه‪ .‬وهوُ بد ذاته فوُزأ‪،‬‬
‫وأي فوُزأ أكب منم أن ينتصر النُسان علِّىَ نُفسه فيعمحل بسب ما يإلِّيه علِّيه دينه وليس بسب ما توُاه‬
‫نُفسه‪" :‬ومنم يطع ال ورسوُله فقد فازأ فوُدزأا عظيدمحا"‪.‬‬
‫ول أدل علِّىَ سوُ مكحانُة الصوُم ومنزلته منم أن ال جلل شأنُه قال فيمحا رواه رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه‬
‫وسلِّم‪" :‬الصيام ل وأنُا أجزي به" رواه مسلِّم‪ .‬فقد أضاف اللِّيل الصوُم إل نُفسه‪ ،‬وليس بعد ذلك منم‬
‫ضا أنُه ل يطلِّع علِّيه أحد إل ال‪ ،‬وكم متنع عنم‬ ‫تشريف ينسحب علِّىَ منم صام إيإادنُا واحتسادبا‪ .‬وفيه أي د‬
‫الكل والشرب‪ ،‬غي أنُه عند ال غي صائم وإن كان صائدمحا ف ظاهره كمحا يظنم به الناس‪.‬‬
‫وهذا هوُ سر رقي النُسان وتزكية نُفسه وجوُارحه وفكحره؛ فهوُ يعيش اليإان بذا الحساس فيزداد نُقاءد‬
‫وصفاءد وحسنم معاملِّة؛ فهوُ عف اللِّسان ل يقوُل إل حدقا ول ينطق إل صددقا ويتعبَد ال بذلك‪ .‬وهوُ‬
‫عف اليد‪ ،‬ل تتد إل حرام أو إيذاء أو شرور‪ ،‬وإنا هي يد علِّيا ف كل شيء؛ يد خي وصلح وعطاء‬
‫وبناء‪ ،‬يد طيبَة منفقة متصدقة معينة‪.‬‬

‫‪459‬‬
‫وهوُ عف القلِّب والاطر مشغوُل الفكحر والوُجدان بالذكر والتسبَيح والقرآْن‪ ،‬فإن جال ف نُفسه شيء‬
‫منم وسوُسة الشيطان تذكر؛ فإذا هوُ مبَصر‪ ،‬واستغفر؛ فإذا هوُ مدرك‪ ،‬ورأىً برهان ربه ف قلِّبَه وفكحره‬
‫نُوُدرا وصلة ويقيدنا وعلِّدمحا؛ فانُدحر منهمحا الشيطان وعاد خائدبَا خاسدرا مردددا‪" :‬إل عبَادك منهم‬
‫الخملِّصي" )الجر‪.(40 :‬‬
‫والصائم إذا امتنع عنم اللل البَاح؛ استجابة ل وطاعة لوامره‪ ،‬فإنُه منم باب أول أكثر طوُاعية‬
‫للمتناع عنم الرام وترفدعا عنه‪ .‬فالرام يصادم الفطرة والبَلِّة‪ ،‬والعبَادة تتوُافق مع الفطرة وتنسجم مع‬
‫طبَيعة النُسان‪.‬‬
‫والصوُم تربية للِّنفس علِّىَ الخلصا ف العبَادة والراقبَة وإحياء الضمحي ويقظته‪ ،‬وهذا هوُ مراد الصيام‪:‬‬
‫"يا أيها الذينم آْمنوُا كتب علِّيكحم الصيام كمحا كتب علِّىَ الذينم منم قبَلِّكحم لعلِّكحم تتقوُن" )البَقرة‪:‬‬
‫‪ .(183‬والتقوُىً هي ميزان الؤمنم ف الياة؛ با يتحرىً الق منم البَاطل والطيب منم البَيث والرشد منم‬
‫الغي والصحيح منم السقيم‪ ،‬فيكحوُن ف نُوُر منم ال وعلِّىَ نُوُر منم ال‪ ،‬وهذا هوُ مصلِّة العبَادات‬
‫جيعها‪" :‬يا أيها الذينم آْمنوُا اعبَدوا ربكحم الذي خلِّقكحم والذينم منم قبَلِّكحم لعلِّكحم تتقوُن" )البَقرة‪.(21:‬‬
‫والصيام فوُزأ للنُسان‪ ،‬فأي فوُزأ أكب منم أن ينتصر النُسان علِّىَ نُفسه المارة بالسوُء والت خلِّقت‬
‫وفيها عوُامل تعيقها‪ :‬منم غفلِّة ونُسيان وسهوُ وضعف وعجز وتقصي‪ ،‬وغي ذلك‪ .‬ول يغلِّب ذلك كلِّه‬
‫إل اليإان؛ فهوُ الطاقة والوُقوُد والعزيإة‪.‬‬
‫"احرصا علِّىَ ما ينفعك واستعنم بال ول تعجز" رواه أحد‪ .‬والعبَد ف صيامه قد ألم وكبَح جاح نُفسه‪،‬‬
‫وأعلِّنم بذلك انُتصاره علِّيها واستهان باجتها ودوافعها‪ ،‬فأصبَح هه طاعة ال وعصيانا‪" :‬ومنم يطع ال‬
‫ورسوُله فقد فازأ فوُدزأا عظيدمحا" )الحزاب‪(71:‬؛ لنُه عرف السار‪ ،‬وأدرك طريقه‪ ،‬وتغلِّب علِّىَ العوُقات‬
‫الكحثية والت أشقها شهوُات النفس ورغبَاتا‪.‬‬
‫=====================‬
‫العيد‬
‫يقوُل الشاعرعبَد العطي الدالت‪:‬‬
‫ب‬
‫ب *** سعيداد يقرعر البوُا ه‬ ‫يعوُرد العيرد ياأحبَا ه‬
‫ب‬‫ريشليينا ‪ ..‬ورهييينا *** ويدعوُنُا إل الرا ه‬
‫ب؟!ا‬‫ب *** وهل أحلِّىَ منم ال ل‬ ‫ب للِّقلِّ ذ‬
‫يعوُرد ال ت‬
‫ب‬
‫ب *** ونُدعوُ ال ش‪ :‬يا توُا ه‬ ‫فشنهنا بالشنا العذ ذ‬
‫***‬
‫نُرىً الفقراءش قد نُاموُا *** وف الكبَاذد آْلم ر‬
‫ب‬‫ت الرازأق الوُلها ه‬
‫وقبَشل الصوُم قد صاموُا *** وأنُ ش‬

‫‪460‬‬
‫فكحلب يا أخا السلهم *** فهذا أسعرد الياهم‬
‫ب‬
‫وهليا نسح اللهم ***ونُسقي الي شبالكوُا ه‬
‫***************‬
‫دموُعر القدس خلِّف الناهر *** تنادي موُكب الحراهر‬
‫ب‬
‫فكحبَليهر ‪ ..‬دلمر السوُاهر *** فرتبك هازأرم الحزا ه‬
‫****************‬
‫ي أو بدرر؟‬ ‫أيا عيرد مت النصرر؟ *** مت حط ر‬
‫ب‬ ‫رترىً هل يشررق الفجرر ؟ *** ونُفررح فرحةش الصحا ه‬
‫****************‬
‫وف ختام رمضان واستقبَال عيد الفطر‪:‬‬
‫منم ذلك قوُل ابنم الرومي‪:‬‬
‫ب‬‫ب الغر ذ‬ ‫ولا انُقضىَ شهر الصيام بفضلِّه *** تللِّىَ هلرل العيذد منم جانُ ذ‬
‫ب‬ ‫ب شيتخ شاب منم رطوُذل عرمحذره * يشي لنا بالرمز للهكذل والتشر ذ‬ ‫كحاج ذ‬
‫ه‬ ‫ر‬ ‫ه‬ ‫ش‬
‫****************‬
‫وقوُل ابنم العتز‪:‬‬
‫صحاب وبشلكحذر‬ ‫أهلد بذفطهتر قد أضاء هلرله **** فالشن فاهغرد علِّىَ ال ل‬
‫ضتة *** قد أثقلِّهتهر حوُلة منم شعهن شذب‬‫وانُظهر إليه كزورتق منم فذ ل‬
‫****************‬
‫ويستغل الشاعر ممحد السر فرصة العيد ليذكر بالي و الث علِّىَ الصدقة فيه تفيدفا منم معانُاة الفقراء‬
‫والعوُزأينم ف يوُم العيد؛ فيقوُل‪:‬‬
‫ف النفوُس به *** وبذلك الي فيه خي ما صنعا‬ ‫هذا هوُ العيد فلِّتص ر‬
‫أيامه موُسم للِّب تزرعه *** وعند رب يب الرء ما زأرعا‬
‫فتعهدوا الناس فيه‪:‬منم أضر به ** ريب الزمان ومنم كانُوُا لكحم تبَعا‬
‫وبددوا عنم ذوي القرب شجوُنم *** دعا الله لذا والرسوُل معا‬
‫واسوُا البايا وكوُنُوُا ف دياجرهم *** بدراد رآْه ظلم اللِّيل فانُقشعا‬
‫****************‬
‫وهذا الشاعر المحبَلطي يستبَشر خياد بقدوم العيد‪ ،‬ويأمل أن يكحوُن فرصة لساعدة الفقراء والكحروبي‬
‫حي يقوُل‪:‬‬
‫طاف البَشي بنا مذ أقبَل العيد *** فالبَشر مرتقب والبَذل ممحوُد‬

‫‪461‬‬
‫يا عيد كل فقي هز راحته *** شوُقاد وكل غن هزه الوُد‬
‫****************‬
‫وللِّشاعر ييح حسنم توُفيق قصيدة بعنوُان »ليلِّة العيد« يستبَشر ف مطلِّعها بقوُله‪:‬‬
‫بشائر العيد تتا غنية الصوُر *** وطابع البَشر يكحسوُ أوجه البَشر‬
‫وموُكب العيد يدنُوُ صاخبَاد طرباد *** ف عي وامقة أو قلِّب منتظر‬
‫****************‬
‫ويستمحر ف وصفه حت يتمحها بقوُله‪:‬‬
‫ياليلِّة العيد كم ف العيد منم عب *** لنم أراد رشاد العقل والبَشر‬
‫****************‬
‫والعيد ما هوُ إل تعبَي عنم السعادة الت تغمحر الصائمحي بنعمحة ال الت أنُعمحها علِّيهم باكتمحال صيام‬
‫الشهر الفضيل يقوُل ممحد بنم سعد الشعان‪:‬‬
‫والعيد أقبَل مزهدوُا بطلِّعته *** كأنُه فارس ف حلِّة رفل‬
‫والسلِّمحوُن أشاعوُا فيه فرحتهم *** كمحا أشاعوُا التحايا فيه والقبَل‬
‫فلِّيهنأ الصائم النهي تعبَده *** بقدم العيد إن الصوُم قد كمحل‬
‫****************‬
‫وما قيل ف ذلك دالية التنب ف وصف حاله بصر والت يقوُل ف مطلِّعها‪:‬‬
‫ذ‬ ‫ذ‬
‫ك تديرد‬ ‫ت يا عيرد *** با مضىَ أم بأهمتر في ش‬ ‫عيةد بأيلة حاتل جهئم ش‬
‫ألما الذحبَة فالبَيداءر دوشنم *** فلِّيت دونُك بيداد دونم بيرد‬
‫****************‬
‫وشكحوُىً العتمحرد بنم عبَاد بعد زأوال ملِّكحه‪ ،‬وحبَسه ف )أغمحات( بافية علِّىَ أي متصفح لكحتب الدب‬
‫العرب؛ حي قال وهوُ يرىً بناته جائعات عاريات حافيات ف يوُم العيد ‪:‬‬
‫فيمحا مضىَ كنت بالعياد مسرورا *** وكان عيدك بالللِّذات معمحوُرا‬
‫وكنت تسب أن العيد مسعد ة *** فساءك العيد ف أغمحات مأسوُرا‬
‫ترىً بناتك ف الطمحار جائعةد *** ف لبَسهلنم رأيت الفقر مسطوُرا‬
‫معاشهلنم بعيد العلز متهةنم *** يغزلنم للِّناس ل يإلِّكحنم قطمحيا‬
‫أفطرت ف العيد ل عادت إساءرته *** ولست يا عيرد من اليوُم معذورا‬
‫وكنت تسب أن الفطر رمبَتشيشهةجه *** فعاد فطرك للكبَاد تفطيا‬
‫****************‬
‫ويبَث الشاعر العراقي السيد مصطفىَ جال الدينم شكحوُىً أيام صبَاه الول ف قصيدة رائعة قال فيها‪:‬‬

‫‪462‬‬
‫ت يداه‬ ‫ذ‬
‫العيرد أقبَشل ترهسعرد الطفاشل ما حلِّ ه‬
‫ضتجه با اللشفاه‬ ‫لرعبَاد وأثوُاباد وأنُغاماد تش ذ‬
‫ش‬
‫ذ‬ ‫ذ‬
‫ب الطفوُلة عنم )نُداه(‬ ‫ي أسرا ذ‬ ‫ثب ش‬ ‫وفتاشك يبَح ر‬
‫فيعوُرد ف أهدابه شدهمةع ‪ ،‬وف شفتيه )آْه(‬
‫****************‬
‫ويقوُل ف قصيدة أخرىً‪:‬‬
‫هذا هوُ العيرد ‪ ،‬أيشنم الهرل والفررح‬
‫ت به الرقشررح؟!ا‬ ‫ضاق ذ‬
‫س ‪ ،‬أم أهوشد ه‬ ‫ت به النليهف ر‬ ‫ه‬
‫ت ملرمهم‬ ‫وأيشنم أحبَاربنا ضاع ه‬
‫شمهنم ف البَلد بقي منهم ‪ ،‬ومنم نُزحوُا؟!ا‬
‫****************‬
‫وف قصيدة ثالثة يقوُل‪:‬‬
‫ت ذعنشبَا‬ ‫ك السنوُرن الت كم أيهينشيشع ه‬ ‫ت *** تذلِّ ش‬‫يا عيرد علرهج فقد طاشل اللظمحا وشجشف ه‬
‫ذ‬
‫ت منم أحلمنا فخمبَا‬ ‫ت *** به الصغيا ر‬ ‫يا عيرد رعدهنُا أعهدنُا للِّذي فذرشح ه‬
‫ب الضحكحةش البَيضاءش منم شغذدنُا *** شمهنم فشيلر بالفرذح السهراذن شمهنم شهرشبا‬ ‫شمهنم غيل ش‬
‫ت *** لنا يداهر وما أعطىَ وما شوشهبَا‬ ‫ل يبَشق منم عيدنُا إل الذي تشيشرشك ه‬
‫صررها *** فمحا شربنا ول داعي الن ششذربا‬ ‫منم ذكريا ت‬
‫ت أشقمحنا العمحر شنُع ذ‬
‫ر‬ ‫ش‬ ‫ر‬
‫ت *** ملنا اللِّيال وما منم كأذسنا انُشسشكحبَا‬ ‫ت الذي أشخشذ ه‬ ‫يا عيرد شهلل تششذكر ش‬
‫ذ‬
‫ك الت إذا اقتبا‬ ‫صهبَذح ش‬
‫ت أطفالد مبَاهرجرهم *** يا عيرد ف ر‬ ‫وهل تششذلكر ش‬
‫ذ‬
‫ت أيشنم البَذهشرر؟‪..‬قد شذشهبَا‬ ‫س تلِّرؤهر *** بذهشراد إذا جهئم ش‬ ‫ت ليل اشلم ذ‬
‫شهلل تششذلكر ش ش‬
‫****************‬
‫أما الهل ف خارج السجنم فلِّم يكحنم حالم بأفضل منم حال منم بداخلِّه حيث يصف الطاهر إبراهيم‬
‫ذلك حي يقوُل‪:‬‬
‫يا رب هذا العيد واف والنفوُس با شجوُن‬
‫لبَس الصغار جديدهم فيه وهم يستبَشرون‬
‫بديد أحذية وأثوُاب لم يتبَخمتون‬
‫ولذيذ حلِّوُىً العيد باليدي با يتخماطفوُن‬
‫وهناك خلِّف البَاب أطفال لنا يتساءلوُن‬
‫أمي صلة العيد حانُت أينم والدنُا النوُن؟‬

‫‪463‬‬
‫إنُا توُضأنُا كعادتنا وعند البَاب )أمي( واقفوُن‬
‫زأفرت تئمنم وقد بدا ف وجهها الل الدفي‬
‫ورنُت إليهم ف أسىَ واغرورقت منها العيوُن‬
‫العيد ليس لكحم أحبَائي فوُالدكم سجي‬
‫***************‬
‫صا كلِّمحا عاد العيد ومنم ذلك قوُل الشاعر عمحر باء‬ ‫ولقد وصف الشعراء مآسي المة وأحزانا خصوُ د‬
‫الدينم الميي‪:‬‬
‫س ونُشعرر‬ ‫ب لوُ ن ت‬ ‫وإلهر *** ليوُم حسا ت‬ ‫يقوُلوُشن ل‪ :‬عيةد سعيةد‪ ،‬نُ‬
‫ر‬
‫أعيةد سعيةد !ا!ا يالا منم سعادةت *** وأوطارنُنا فيها الشقاءر يزمرر‬
‫وقوُله‪:‬‬
‫س ف الهسذر تصررخ‬ ‫يإتر علِّينا العيرد رملرا مضلرجاد *** بأكبَادنُا والقد ر‬
‫صردا‪ ،‬ورهيإحىَ العارر علنا وييرهنشسرخ‬ ‫ذ‬
‫عسىَ أهن يعوُشد العيرد بال علزدة *** ونُش ه‬
‫****************‬
‫وشكحوُىً الشاعر عمحر أبوُ الريشة ‪:‬‬
‫يا عيرد ما افهيتشيلر ثهغرر الذد يا عيد *** فكحيف تلِّقاشك بالبَذهشذر الزغاريرد؟‬
‫ف العرهلِّذوُ ل‬
‫ي تشيهعييرد؟‬ ‫يا عيرد كم ف رواب القدذس منم شكبَذتد *** لا علِّىَ اللرفهير ذ‬
‫ش‬
‫سينجلِّي شهلييرلِّنا عنم فشهجذر رمهعتشيشرتك *** ونرنم ف فمحه الهشبَوُب تشيهغريرد‬
‫ذ‬
‫****************‬
‫أما الشاعر الدكتوُر عبَد الرحنم العشمحاوي فيقوُل ف قصيدته )عندما يزن العيد( راثديا حال المة‬
‫السلمية با يشاهده منم معانُاتا‪:‬‬
‫أقبَلِّت يا عيد والحزان نُائمحة *** علِّىَ فراشي وطرف الشوُق سهران‬
‫منم أينم نُفرح يا عيد الراح وف *** قلِّوُبنا منم صنوُف اللم ألوُان؟‬
‫منم أينم نُفرح والحداث عاصفة *** وللِّتدمىَ مقل ترنُوُ وآْذان؟‬
‫****************‬
‫ث ينتقل إل الرح الذي ل يندمل‪ ،‬والذي يؤرق المة السلمية أل وهوُ جراحات مقدساتا العظيمحة‬
‫الت سلِّبَها عدلوها لا نُام عنها راعيها منم السلِّمحي فقال‪:‬‬
‫منم أينم والسجد القصىَ مطمحة‬
‫آْماله وفؤاد القدس ولا؟‬
‫منم أينم نُفرح يا عيد الراح وف‬

‫‪464‬‬
‫دروبنا جدر قامت وكثبَان؟‬
‫****************‬
‫وبعدها يشتاق قلِّب الشاعر إل إخوُانُه وأحبَائه وأهلِّه إل كل منم ل يطعم الراحة والناء تت ظل المة‬
‫السلمية ليوُاسيهم‪ ،‬ويوُاسي جراحات قلِّبَه وآْلم نُفسه فيقوُل‪:‬‬
‫أصبَحت ف يوُم عيدي والسؤال علِّىَ ** ثغري يئمنم وف الحشاء نُيان‬
‫أينم الحبَة وارتد السؤال إل *** صدري سهادما لا ف الطعنم إمعان؟‬
‫****************‬
‫وعندما رسئمل الشاعر ممحد الشعارن عنم العيد ماذا يقوُل له ؟ أجاب سائلِّه وهوُ يتحسر علِّىَ ما آْل إليه‬
‫ل‪:‬‬
‫حال أمته السلمية منم التفرق والصام قائ د‬
‫ماذا تقوُل لذا العيد يا شاعر؟ *** أقوُل‪ :‬يا عيد ألق الرحل أو غادر‬
‫ما أنُت يا عيد والتراح جاثة *** إل سؤال سخميف ملر بالاطر‬
‫ما أنُت يا عيد والعربان قد ثكحلِّوُا *** جالم والراعي وانُتهىَ الاطر ؟‬
‫ما أنُت يا عيد ف قوُم يإر بم ** ركب الشعوُب وهم ف دهشة الائر‬
‫****************‬
‫وتتفاعل الشاعرة الفلِّسطينية فدوىً طوُقان مع أخوُاتا اللجئمات الفلِّسطينيات بي اليام لتصوُر‬
‫مأساتنم وما يعانُينه منم آْلم التشرد واللِّجوُء ف يوُم العيد فتقوُل‪:‬‬
‫ف سناه ف روح الوُجوُهد‬ ‫أختاه‪ ,‬هذا العيد ر ل‬
‫وأشاع ف قلِّب الياة بشاشة الفجر السعيهد‬
‫ت تثالد شقييا‬ ‫وأراك ما بي اليام قبَع ذ‬
‫متهالكحدا‪ ,‬يطوُي وراء جوُده ألاد عتييا‬
‫يرنُوُ إل اللشيء‪ ..‬منسرحاد مع الفق البَعيهد‬
‫أختاه‪ ,‬مالك إن نُظرت إل جوُع العابريهنم‬
‫ي‬‫ولت أسراب الصبَايا منم بنات التف ه‬
‫منم كل راقصة الطىَ كادت بنشوُتا تطير‬
‫العيد يضحك ف ملياها ويلِّتمحع السرورر‬
‫ي?‬ ‫ت واجة كأنُك صوُرة الل الدف ه‬ ‫أطرق ذ‬
‫****************‬
‫وتذكر الشاعرة أخوُاتا بالعيد أيام الطفوُلة حيث الرح واللِّهوُ الطفوُل ف يافا وغيها منم مدن فلِّسطي‬
‫الت استوُل علِّيها التل الغاصب‪ ،‬وحرم أهلِّها منم البتسامة وفرحة العيد‪:‬‬

‫‪465‬‬
‫ت مبَاهجه العياد ف )يافا( المحيلِّهه?‬ ‫أترىً ذكر ذ‬
‫أهفت بقلِّبَك ذكريات العيد أيام الطفوُلهه?‬
‫إذ أنُت كالسوُن تنطلِّقي ف زأهتوُ غريذر‬
‫ت علِّىَ الرأس الصغي‬ ‫والعقدة المحراء قد رفل ه‬
‫والشعر منسدةل علِّىَ الكحتفي‪ ,‬ملِّوُل الديلِّهه?‬
‫ب‬‫إذ أنُت تنطلِّقي بي ملعب البَلِّد البَي ذ‬
‫ب‬ ‫تتاكضي مع الللِّدات بوُكب فرح طرو ذ‬
‫طوُراد إل أرجوُحة نُرصبَت هناك علِّىَ الرماذل‬
‫طوُراد إل ظل الغارس ف كنوُزأ البتقاذل‬
‫ب?‬ ‫والعيد يإل جوُكنم بروحه الرح اللِّعوُ ذ‬
‫ل‬
‫وقبَل التام رأعلرج معك مع أبيات سارت أمثالد وحكحمحا تسري ف كل مكحان‬
‫أنُقلِّها لك أخي القاريء منم كتاب الخمتار منم شوُاهد الشعار‬
‫ب‬ ‫‪ 1‬إذا كان الطبَاع طبَا ت‬
‫ب يفيد ول أدي ر‬ ‫ع سوُء *** فل أد ة‬ ‫ر ش‬
‫‪ 2‬إذا جاء موُسىَ وألقىَ العصىَ *** فقد بطل السحر والساحرر‬
‫ت عن كرام عشيت *** فل زأال غضبَانُاد علِّلي لئمارمها‬ ‫‪ 3‬إذا رضي ه‬
‫‪ 4‬إذا ل تكحنم إل السنةر مركبَاد *** فمحا حيلِّةر الضطر إل ركوُبا‬
‫‪ 5‬إذا ما أتيت المر منم غي بابه *** ضلِّلِّت وإن تقصد إل البَاب تتدي‬
‫‪ 6‬إن العدو وإن أبدىً مسالةد *** إذا راىً منك يوُماد غلرة وثبَا‬
‫ك ل يكحنم ذا هبَهه *** فدعه فدولته ذاهبَهه‬ ‫‪ 7‬إذا ملِّ ة‬
‫ص‬‫‪ 8‬إذا كان رب البَيت بالدف ضارباد *** فشيمحة منم ف الدار كلِّهرم الرق ر‬
‫ت تدري فالصيبَةر أعظرم‬ ‫ت ل تدري فتلِّك مصيبَة *** وإن كن ش‬ ‫‪ 9‬إذا كن ش‬
‫‪ 10‬إذا ما أراد ال إهلك نلِّتة *** ست بناحيها إل الوُ تصعرد‬
‫‪ 11‬إذا أنُت ل تعرض عنم الهل والنا *** أصبَت حلِّيمحاد أو أصابك جاهرل‬
‫ت حذارم‬ ‫‪ 12‬إذا قالت حذارم فصدقوُها *** فإن القوُل ما قال ه‬
‫‪ 13‬إذا ل تستطع شيئماد فدعه *** وجاوزأه إل ما تستطيرع‬
‫ذ‬
‫ت ذنُوُباد فقل ل كيف أعتذرر‬ ‫ن اللت أردتل با *** عرلد ه‬‫‪ 14‬إذا ماس ش‬
‫‪ 15‬إذا اعتاد الفت خوُض النايا *** فأيسر ما يإر به الوُحوُرل‬
‫ت ذا رأي فكحنم ذا عزيإتة *** فإن فساشد الرأي أن تتددا‬ ‫‪ 16‬إذا كن ش‬
‫‪ 17‬إذا ل يكحنم عوُةن منم ال للِّفت *** فأورل ما ين علِّيه اجتهاردهر‬

‫‪466‬‬
‫ب‬ ‫ط الطبَي ذ‬ ‫‪ 18‬إذا ما الررح رلم علِّىَ فساتد *** تبَي فيه تفري ر‬
‫‪ 19‬إذا ننم أدلنا وأنُت إمامنا *** كفىَ لطايانُا برؤياك هاديا‬
‫ب نُعامة *** ربداءر ترفرل منم صفي الصافذر‬ ‫‪ 20‬أسةد علِّلي وف الرو ذ‬
‫‪ 21‬أعمحىَ يقوُد بصياد ل أبا لكحرم *** قد ضل منم كانُت العمحيان تديذه‬
‫‪ 22‬أقلِّوُا علِّيهم ل أبا لبيكحرم منم *** اللِّوُم أو سدوا الكحان الذي سدوا‬
‫‪ 23‬أل تر أن الرء تدوي يإينه *** فيقطعها عمحداد ليسلِّم سائرهه‬
‫‪ 24‬أل تر أن السيف ينقص قدرره *** إذا قيل إن السيف أمضىَ منم العصا‬
‫س‬‫ب باتغ حاجةد ل ينارلا *** وآْخرر قد رتقضىَ له وهوُ جال ر‬ ‫‪ 25‬أل رر ل‬
‫ت عوُاصفها *** فلِّيس ترمي سوُىً العال منم الشجذر‬ ‫‪ 26‬إن الرياح إذا اشتد ه‬
‫ب‬ ‫ذ‬
‫ت ملمرسها *** عند التقلِّب ف أنُيابا العط ر‬ ‫‪ 27‬إن الفاعي وإن لنُ ه‬
‫‪ 28‬أوردها سعةد وسعد مشتمحهل *** ما هكحذا يا سعرد رتوُشرد البهل‬
‫ىً بالكحرهم *** ومنم يشابهه أشبه فمحا ظلِّهم‬ ‫ذ‬
‫‪ 29‬بأبه اقتدىً عد ة‬
‫ت والعوُرد أحرد‬ ‫ت جاهدا *** وإن عدتوُ ثني ر‬ ‫‪ 30‬بدأت فأحسنتم فأثني ر‬
‫‪ 31‬بذا قضت اليارم ما بي أهلِّها *** مصائب قوُتم عند قوُتم فوُائرد‬
‫‪ 32‬باللِّح نُرصلِّح ما نشىَ تغيهر *** فكحيف باللِّح إن حلِّت به الذغيشيرر‬
‫‪ 33‬ترىً الرجشل النحيل فتزدريذه ***وف أثوُابه أسةد حصوُرر‬
‫ويعجبَك الطريرر فتبَتلِّيذه *** فيخملِّف ظنك الرجرل الطريرر‬
‫ب‬ ‫ذ‬
‫‪ 34‬تعلشقرتها شطاءش شاب وليردها *** وللِّناس فيمحا يعشقوُن مذاه ر‬
‫ت ذا قيءر الزنُابذي‬ ‫ذ‬
‫‪ 35‬تقوُرل هذا مارج النحذل تدرحهر *** وإن تشأ قلِّ ش‬
‫ت وصفهمحا *** والق قد يعتيذه سوُءر تعبَذي‬ ‫مدحاد وذماد وما جاوزأ ش‬
‫س‬‫‪ 36‬ترجوُا النجاشة ول تسلِّك مسالكحها *** إن السفينة ل تري علِّىَ اليبَ ذ‬
‫ضذح ر‬
‫ك‬ ‫ت بينهمحوُ معشجبَا *** وشتر البَلِّيذة ما ير ه‬ ‫‪ 37‬تضاحكح ر‬
‫ش ما يصيرد‬ ‫‪ 38‬تكحاثرت الظبَاءر علِّىَ خراتش *** فمحا يدري خرا ة‬
‫‪ 39‬حياك منم ل تكحنم ترجوُ تيته *** لوُل الدراهرم ما حياك إنُسارن‬
‫س ما يغنيك عنم رزأشحذل‬ ‫ت به *** ف طلِّعذة الشمح ذ‬ ‫‪ 40‬خذ ما تراه ودع شيئماد سع ش‬
‫ت أن تنقري‬ ‫‪ 41‬خل لذل الوُ فبَيضي واصفري *** ونُلقري ما شئم ذ‬
‫وعارضها بعضهم بقوُله ‪:‬‬
‫ت أن رتشلرب‬ ‫ك الوُ فغن واطرب *** وخلرب ما شئم ذ‬ ‫‪ 42‬خل ل ذ‬
‫‪ 43‬الي ل يأتيك متصلد *** والشر يسبَق سيشلِّه مطررهه‬

‫‪467‬‬
‫‪ 44‬ذو العقل يشقىَ ف النعيم بعقلِّه ***وأخوُ الهالة ف الشقاء منلعرم‬
‫ت علِّيذه‬ ‫‪ 45‬ر ل ت‬
‫ت ف غيه بكحي ر‬ ‫ت منه فلِّمحا *** صر ر‬ ‫ب يوُم بكحي ر‬ ‫ر‬
‫ض‬‫ض الشر أهوُرن منم بع ذ‬ ‫ت ببَعض الذل خوُف جيعه ***كذلك بع ر‬ ‫‪ 46‬رضي ر‬
‫‪ 47‬زأعم الفرزأدرق أن سيقتل ذمرشبعاد *** أبشهر بطوُذل سلمتة يا ذمربرع‬
‫ب‬‫ب مشغالب الغلل ذ‬ ‫ذ‬
‫ب ربلهر *** وشليريهغلِّش ش ل ر ر‬
‫‪ 48‬زأعم السلفه أن يغال ش‬
‫ت جاهلد *** ويأتيك بالخبَار منم ل تريشزلوذد‬ ‫‪ 49‬ستبَدي لك اليارم ما كن ش‬
‫‪ 50‬ستذكرن إذا جربت غيي *** وتعلِّم أنُن نُعم الصديرق‬
‫‪ 51‬ستوُرر الضمحائذر مهتوُكة *** إذا ما تلحظت الع ر‬
‫ي‬
‫‪ 52‬سيذكرن قوُمي إذا جد جدهم *** وف اللِّيلِّة الظلِّمحاذء ريفشتقرد البَدرر‬
‫ي عند امتلئها‬ ‫ض الع ر‬ ‫ت وما الشكحوُىً لثلِّشي عادة *** ولكحنم تفي ر‬ ‫‪ 53‬شكحوُ ر‬
‫‪ 54‬طفح السرورر علِّلي حت أنُه *** منم ركثهذر ما قد سرن أبكحان‬
‫ب‬ ‫ذ‬
‫ت بم ظناد جيلد فخميبَوُا *** رجائي وما كل الظنوُن رتصي ر‬ ‫‪ 55‬ظنن ر‬
‫ت علِّىَ عمحرذو‬ ‫ت أقوُاماد بكحي ر‬‫ت علِّىَ عمحرتو فلِّمحا تركته *** وجرب ر‬ ‫‪ 56‬عتبَ ر‬
‫‪ 57‬العبَرد ريقرعر بالعصا *** والتر تكحفيه الشاره‬
‫ش لوُل فسحةر المذل‬ ‫ذ‬
‫‪ 58‬أرعلِّل النفس بالمال أرقريربَها ما *** أضيشق العي ش‬
‫‪ 59‬فلِّم أر كاليام للِّمحرذء واعظاد *** و ل كصروف الدهر للِّمحرذء هاديا‬
‫ب حي تعتدهم *** ولكحنهم ف النائبَات قلِّيرل‬ ‫‪ 60‬فمحا أكثر الصحا ذ‬
‫ر‬
‫‪ 61‬فلِّوُ لبَس المحارر ثياب ختز *** لقال الناس يالك منم حاذر‬
‫ب‬‫‪ 62‬فإن كانُت الجسارم منا تبَاعدت *** فإن الدىً بي القلِّوُب قري ر‬
‫ب‬ ‫ذ‬
‫ك صدرر هذا اليوُم ول *** فإن غداد لناظره قري ر‬ ‫‪ 63‬فإن ي ر‬
‫س منم رمتد *** وينكحرر الفرم طعشم الاذء منم شسشقذم‬ ‫ي ضوُءش الشمح ذ‬ ‫‪ 64‬قد رتنكحر الع ر‬
‫ط ف الرىً وترتفرع‬ ‫ك سلِّيمحان وعاوده *** والشمحس تنح ت‬ ‫‪ 65‬قد زأال ملِّ ر‬
‫ر‬
‫‪ 66‬قد يمحرع الاشل غير آْكلِّذذه *** ويأكرل الاشل غير منم جعهه‬
‫‪ 67‬قد يرك التأن بعض حاجتذه ***وقد يكحوُن منم الستعجل الزلرل‬
‫ذذ‬
‫ب قمحيصه مرقوُعر‬ ‫ف الفت ورداؤه *** شخلِّشةق وجي ر‬ ‫‪ 68‬قد يدرك الشر ش‬
‫ص تمحعتا *** علِّىَ غي شيتء سوُىً التفرقهه‬ ‫‪ 69‬كشقي مق ت‬
‫ب‬‫‪ 70‬كعصفوُرة ف كف طفتل يسوُمها *** ورود حياض الوُت والطفرل يلِّع ر‬
‫س ف البَيداء يقتريرلِّها الظمحا ***والاءر فوُق ظهوُذرها ممحوُرل‬ ‫‪ 71‬كالعي ذ‬
‫‪ 72‬كل الصائب قد تر علِّىَ الفت *** فتهوُن غشي شاتذة العداء‬

‫‪468‬‬
‫ب‬
‫ب *** فأنُت إل كل النُام حبَي ر‬ ‫‪ 73‬كأنُك منم كل النفوُس مرك ة‬
‫‪ 74‬كالكحلِّب إن جاع ل يإنعك بصبَصة *** وإن ينل شبَعاد ينبَهح منم الشذر‬
‫ب‬‫‪ 75‬ل تدحلنم امرأد حت تربه *** و ل تذملنه منم غي تري ذ‬
‫‪ 76‬لعمحرك ما ضاقت بلةد بأهلِّها *** ولكحلنم أخلق الرجال تضيرق‬
‫‪ 77‬لعل عتبَك ممحوُةد عوُاقربَهر *** وربا صلحت الجسارم بالعلِّذل‬
‫‪ 78‬لذلِّمحوُت فينا سهاةم وهي صائبَة *** منم فاته اليوُم سهةم ل يفته غدا‬
‫ب بسيتد ف قوُمه *** لكحلنم سيشد قوُمه التغاهب‬ ‫‪ 79‬ليس الغ ل‬
‫‪ 80‬وإن عناءد أن تريشفلهم جاهلد *** فيحسب جهلد أنُه منك أعلِّرم‬
‫ت تبَنيذه وغريك يهدرم‬ ‫‪ 81‬مت يبَلِّغ البَنيارن يوُماد تاشمه *** إذا كن ش‬
‫ك جلِّدك مثرل ظفرهك *** فتوُلل أنُت جيشع أمذرهك‬ ‫‪ 82‬ما ح ل‬
‫‪ 83‬ذمشكحتر ذمشفتر مقبَتل مدبتر معاد *** كجلِّمحوُذد صخمتر حلطه السيرل منم عذل‬
‫‪ 84‬منم كان فوُق مل الشمحس رتبَته *** فلِّيس يرفعه شيءة و ل يضرع‬
‫ت أقاربهه‬ ‫‪ 85‬منم الناس منم يغشىَ الباعشد نُفعه ***ويشقىَ به حت المحا ذ‬
‫ر‬ ‫شه‬
‫ت‬‫ت النفوُس حياتا *** منم شاء أن ييا يإوُ ه‬ ‫‪ 86‬موُ ر‬
‫‪ 87‬الستجير بعمحرتو عند كربته *** كالستجذي منم الرمضاذء بالناذر‬
‫ت إيلرم‬ ‫‪ 88‬منم يهنم يسهل الوُارن علِّيذه *** ما رلرتح بي ت‬
‫ر‬
‫ض وإن ل يشعروا خدرم‬ ‫س للِّناذس منم بدتو وحاضرتة *** بعض لبَع ت‬ ‫‪ 89‬النا ر‬
‫‪ 90‬هب الدنُيا تقاد إليك عفوُاد *** أليس مصي ذاك إل زأواذل‬
‫ب بجهر‬ ‫‪ 91‬هل يضر البَحر أمسىَ زأاخراد *** أن رمىَ فيه ص ة‬
‫ب عوُىً ألقمحته حجراد *** لصبَح الصخمرر مثقالد بديناذر‬ ‫‪ 92‬ولوُ كل كلِّ ت‬
‫‪ 93‬ول أر كالعروف أما مذاقه *** فحلِّةوُ وأمل وجهه فجمحيرل‬
‫ص *** فهي الشهادةر ل بأن فاضرل‬ ‫‪ 94‬وإذا أتتك مذمت منم نُاق ت‬
‫‪ 95‬وتتلِّدي للِّشامتي أرريهرم *** أن لريب الدهر ل أتضعضرع‬
‫ت أظفاشرها *** ألفيت كل تيمحتة ل تنفرع‬ ‫‪ 96‬وإذا النيةر أنُشبَ ه‬
‫ت أمةر عاتب القدرا‬ ‫ذ‬
‫‪ 97‬وعاجرز الرأي مضياعة لفرصته *** حت إذا فا ش‬
‫‪ 98‬وف السمحاء نوُةم ل ذعداشد لا *** وليس يكحسف إل الشمحس والقمحرر‬
‫ت‬
‫ت منها با‬ ‫ت علِّىَ لذة *** وأخرىً تداوي ر‬ ‫س شذرب ر‬ ‫‪ 99‬وكأ ة‬
‫ت عنده النُوُارر والظرلِّشرم‬ ‫‪ 100‬وما انُتفاعر أخي الدنُيا بناظرهذ *** إذا استوُ ه‬
‫‪ 101‬وما الرءر إل حيث يعل نُفسهر *** ففي صال العمحال نُفسك فاجعل‬

‫‪469‬‬
‫ب العيشذة بالتمحن *** ولكحنم ألذق دلوُك ف الدلذء‬ ‫‪ 102‬وما طلِّ ر‬
‫ب‬‫‪ 103‬ومنم يكحنم الغراب له دليلد *** يإر به علِّىَ جيف الكحل ذ‬
‫ر‬
‫ب كلِّيلِّة *** كمحا أن عي السخمط تبَدي اساوي‬ ‫‪ 104‬وعي الرضا عنم كل عي ت‬
‫‪ 105‬و ل بد منم شكحوُىً إل ذي مروأةت ***يوُاسيك أو يسلِّيك أو يتوُجرع‬
‫‪ 106‬ولكحل شيتء آْفة منم جنسذه *** حت الديد سطا علِّيه البرد‬
‫‪ 107‬وليس يصتح ف الذهان شيءة *** إذا احتاج النهارر إل دليذل‬
‫ت أعهرد‬ ‫س بالناس الذينم عرفتهم *** ول الدارر بالدار الت كن ر‬ ‫‪ 108‬وما النا ر‬
‫ب العوُذر‬ ‫ب والعجائب جة *** أن يلِّهجه العمحىَ بعي ذ‬ ‫‪ 109‬ومنم العجائ ذ‬
‫ر‬
‫‪ 110‬ومنم نُكحد الدنُيا علِّىَ الر أن يرىً *** عدواد له ما منم صداقته بتد‬
‫ب‬‫س للِّعقر ذ‬ ‫‪ 111‬وكةل يإيل إل شكحلِّذه *** كمحيذل الناف ذ‬
‫ر‬
‫‪ 112‬وكم مرتة أتبَعتكحم بنصيحت *** وقد يستفيد البَغضةش التن ل‬
‫صرح‬
‫ب إل تبَتينا *** وكل إنُاء بالذي فيه ينضرح‬ ‫‪ 113‬و يأب الذي ف القلِّ ذ‬
‫ض يهان با *** إل منم العجز أو منم قلِّة الذيشذل‬ ‫‪ 114‬ل يسكحنم الرءر ف أر ت‬
‫‪ 115‬يا نُاطح البَشل العال ليشهكحلِّذشمحه *** شأشفق علِّىَ الرأذس ل ترهشذفق علِّىَ البَذل‬
‫ضهرها وأوهىَ قرشنُه الوُذعرل‬ ‫‪ 116‬كناطتح صخمردة يوُماد ليوُهشنها *** فلِّم ي ذ‬
‫ش‬
‫ب الموُارل *** ولكحل دهتر دولة ورجارل‬ ‫‪ 117‬يبَقىَ الثناءر وتذه ر‬
‫‪ 118‬يريك البَشاشة عند اللِّقا *** ويبيك ف السر بري القلِّهم‬
‫‪ 119‬يريد الرءر أن ريعطىَ رمناه *** ويأب الر إل ما يشاءر‬
‫‪ 120‬ريقضىَ علِّىَ الرء ف أيام منتذه *** حت يرىً حسناد ما ليس بالسذنم‬
‫يييييييييي‬
‫نهاية رمضان‬
‫المحد ل الذي بنعمحته تتم الصالات وبفضلِّه وكرمه تزداد السنات وتغفر الزلت ‪ ،‬أحده سبَحانُه علِّىَ‬
‫ما أول وهدىً ‪ ،‬وأشكحره علِّىَ ما وهب وأعطىَ ‪ ،‬ل إله إل هوُ العلِّي العلِّىَ ‪ ،‬وأشهد أن ممحداد عبَده‬
‫ورسوُله النب الصطفىَ ذو اللِّق السىَ ‪ ،‬صلِّىَ ال علِّيه وعلِّىَ آْله وأصحابه أول النهىَ والتقىَ والتابعي‬
‫وتابعيهم بإحسان إل يوُم الدينم أما بعد ‪.‬‬
‫ك أشهمرر اللِّلذه أشنُهيشزلشهر إذلشهيركحهم شوشمهنم يشيتلذق اللِّلهش يرشكحلفهر شعهنهر شسيلشئماتذذه شوييرهعذظهم لشهر أشهجردا((‬ ‫ذ‬
‫فاتقوُا ال ربكحم واشكحروا له ))شذل ش‬
‫)الطلق‪(5:‬‬

‫‪470‬‬
‫وقف السلِّم يتأمل ف أحوُال السلِّمحي يتابع الغطرسة الصلِّيبَية والجمحة الاقدة علِّىَ السلم ‪ ،‬ويراقب‬
‫بقلِّق الطوُات النفاقية العلِّمحانُية والت تستهدف زأعزعة البَناء العقدي والخلقي ف المة منم خلل‬
‫الطرح السافل ‪ ،‬والعالة التهوُرة ‪.‬‬
‫ويرقب الدعوُات الثة لفساد الرأة السلِّمحة منم خلل دعوُتا للِّتخملِّي عنم الجاب وإقحامها ف أعمحال‬
‫ل تتناسب مع طبَيعتها ل تتوُافق مع دينها ‪.‬‬
‫ويتأمل بزن ماولت تغريب الرأة ف مناهجها وتعلِّيمحها وإعلمها وسائر شؤون حياتا ‪.‬‬
‫وف الوُقت ذاته يتأمل ف مشاهد مبَهجة وموُاقف رائعة تتمحثل ف عوُدة المة لربا ‪ ،‬وإقبَال الشبَاب‬
‫حنبَة الستقامة ‪.‬‬
‫ووعي الرأة السلِّمحة بالخماطر منم حوُلا ‪.‬‬
‫ويشاهد بفرح بيوُت ال ف هذا الشهر البَارك تزداد بالعبَاد والزهاد والقائمحي والعاكفي والركع السجوُد ‪.‬‬
‫بينمحا السلِّم شارد ف تأملته ‪ ،‬غارق ف آْهاته كأنُه ف حراسة فينتقل بي آْلمه وآْماله إذ حانُت التفاتة‬
‫فرأىً ضيف الكحري شهر رمضان العظم يمحع متاعه ويتأهب للِّوُداع ‪.‬‬
‫فقال لضيفه ‪ ،‬ما الذي أرىً ‪ ،‬وما الذي جرىً ‪ ،‬وما الذي يا ضيفنا جرىً أو هكحذا ترجل بعد مقام‬
‫يسي وزأمنم قصي ‪.‬‬
‫يا ضيفنا ‪ :‬كنا بالمس نُستقبَلِّك ‪ ،‬وبذه السرعة نُوُدعك اعلِّم يا ضيفنا أنُك تمحل شعوُراد بالعتب‬
‫ولكحنم ف جنبَاتك شيئماد منم الغضب ‪ ،‬لن منا منم جفاك ‪ ،‬ول يقدرك حق قدرك ل تلِّمحنا يا ضيفنا‬
‫الكحرم ‪،‬فهذا نُتاج أزأمة نُفسية أحدثتها نُعال اليهوُد والنصارىً وأذنُابم منم النافقي‬
‫يا ضيفنا قد شغلِّوُنُا عنم لذتك وسلِّبَوُنُا العيش ف متعتك يوُم أن بلِّوُنُا بذه النم وأحدثوُا فينا تلِّك الفتم‬
‫فكحان البَال منشغل وأصبَح القلِّب منذهل ‪ ،‬فعذراد ث عذراد‬
‫قال الضيف ‪ :‬وهوُ يتأهل للِّرحيل يا أيها السلِّم ‪ ،‬قد جئمتكحم أحل العطايا‪ ،‬وأبشر بالنح الربانُية‬
‫والوُاهب الرحانُية فنالا منم نُالا وخسرها منم خسرها ‪ ،‬واليوُم أودعكحم وأنُا أحل معي شهادات بالفوُزأ‬
‫والرضوُان موُقعة منم الرحيم الرحة علِّىَ لسانُه الصادق المي ونُصها ‪ )) :‬منم صام رمضان وقامه إيإانُا‬
‫واحتسابا غفر له ما تقدم منم ذنُبَه(( ‪.‬‬
‫وف الوُقت ذاته أحل صكحوُك السارة والرمان مذيلِّة بتوُقيع الروح المي ومهوُرة بتأمي الصطفىَ‬
‫المي صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ونُصها ‪ )) :‬منم أدرك رمضان فلِّم يغفر له فأبعده ال قل آْمي فقال‬
‫الصطفىَ آْمي(( ‪.‬‬
‫بلِّغ أيها السلِّم منم ورائك إن راحل ‪ ،‬وعائد إليكحم بعد عام سيوُلد فيه أنُاس ويإوُت أقوُام ويسعد فيه‬
‫أقوُام ويشقىَ فيه فئمام وكم منم مؤمل بلِّوُغي حال دونُه الجل ‪.‬‬

‫‪471‬‬
‫بلِّغ أيها السلِّم إخوُانُك أن منم بدل عهده مع ال ونُقض غزله منم بعد قوُة وعاد إل الغي والفتوُر فإن‬
‫ذلك علمة السران ودليل الرد والرمان ‪ )) :‬شوشمهنم يرذهذنم اللِّلهر فششمحا لشهر ذمهنم رمهكحذرتم(( )الجه‪. (18 :‬‬
‫نُعمحة سابغة ورحة واسعة أن ترج منم رمضان مغفوُراد لك فحافظ علِّىَ تلِّك النعمحة ول تبَدلا نُقمحة‬
‫بالعوُدة إل العصيان بعد خروج رمضان ‪.‬‬
‫عهدتك يا مسلِّم حياد حييياد ف شهر الصيام فخمذ علِّىَ نُفسك العهد أن تبَقىَ علِّىَ عهد الياة والياء‬
‫بعد شهر الصيام ‪ ،‬فعسىَ أن يكحوُن هذا العهد توُبة منم ال علِّيك وتوُفيقاد وذخراد لديك فإذا أبرمت‬
‫ث شعشلِّىَ نُشيهفذسذه (( )الفتح‪. (10 :‬‬ ‫ث فشذإلشنا يشيهنركح ر‬
‫ذلك العهد فإياك والنكحث ‪ )) :‬فششمحهنم نُششكح ش‬
‫واحذر أن تكحوُن بنقض العهد ربع النافق ))فشأشهعشقبَشيرههم نُذشفاقاد ذف قريرلِّوُذبذهم (( )التوُبة‪. (77 :‬‬
‫يا أيها السلِّم إن قريب راحل بعد أن رأيت منكحم وفاء وجاء فسلم ال علِّىَ الوُفي بالعهوُد ‪ ،‬ويا‬
‫حسرة علِّىَ أهل النكحوُصا والعقوُد ‪.‬‬
‫ث خاطب السلِّم إخوُانُه والدموُع مدرارة والعبات تسبَق العبات وقال ‪ :‬ف نُبة حزن وأل ‪.‬‬
‫وف البَكحاء علِّىَ الخلل والدار واذكر لنم بات مدخل ومدجار‬
‫وإذا الدموُع نيبَا وابك متأسفا عل فراق ليال ذات أنُوُار‬
‫علِّىَ ليال لشهر الصوُم ما جعلِّت إل لتمححيص آْثام وأوزأار‬
‫يا لثي ف البَكحاء زأدن به كلِّفا واسع غريب أحاديثي وأخبَاري‬
‫ما كان أحسننا والشمحل متمحع منا الصلِّي ومنا القانُت القاري‬
‫وف التاويح للِّراحات جامعة فيها الصابيح تزهوُ قبَل أزأهار‬
‫إن هوُ إل يوُم أو ساعات وتغرب شس منم شوُسه اليات والبكات ‪ ،‬ويبَوُ نُوُر منم أنُوُار النفحات‬
‫الربانُية والعطايا اللية ‪ ،‬إن تلِّكحم اليام العدودات منم نُفائس أيام الؤمني ‪ ،‬جرت فيها أحاسيس حية‬
‫ومشاعر صدقة ‪ ،‬أثرتا معال المحم ومسابقة النفوُس الدائبَة فل عجب أن نُستهل العبات وتشتد‬
‫السرات أسفاد علِّىَ فوُات خي عظيم وسعات صافية راضية ما أجل ناره الني بالذكر والتلوة‬
‫والعروف ‪ ،‬وما أطيب لياليه العامرة بالقيام وحداء الصالي وأنُي التائبَي ‪.‬‬
‫تذكرت أياماد مضت ولياليا خلِّت فجرت منم ذكرهنم دموُع‬
‫أل هل لا يوُماد منم الدهر عوُن وهل إل وقت الوُصال رجوُع‬
‫إن للِّطاعات فيه منافع وأثاراد ف النفوُس أغنت عنم لذات الطعام وزأينة الياة ومكحاسب الموُال ‪ ،‬ورب‬
‫صلة صادقة أو قراءة خاشعة أعقبَت سروراد مضيئماد امتزج بالدم والعصب ل يضاهيه طيب الأكل ول‬
‫أفراح الياة وملذها ومفاخرها لنا ل تدوم وإن دامت ل تل منم تنغيص ‪ ،‬وإذا انُقضت أورثت‬
‫غمحوُماد وأحزانُاد وشدائد قاسيات ‪.‬‬

‫‪472‬‬
‫فالياة القيقية والسعادة الدائمحة والعزة الشامة ‪ ،‬إنا هي ف طاعة ال تعال وعبَادته ‪ ،‬عبَادة سائقها‬
‫ذ‬ ‫الخلصا ‪ ،‬وحكحمحها التذلل ومنهجها التبَاع ))منم عذمحل ذ ذ‬
‫صالاد مهنم ذششكتر أشهو أرنُهيشثىَ شورهشوُ رمهؤمةنم فشيلِّشنرهحذييشينلهر‬‫شه ش ش ش‬
‫شحشيادة طشيلبَشةد شولشنشهجذزيشينليرههم أشهجشررههم بذأشهحشسذنم شما شكانُروُا يشيهعشمحرلِّوُشن(( )النحل‪. (97:‬‬
‫يامسلِّمحوُن ‪ :‬إن ضيفنا العظم قد عزم علِّىَ الرحيم ‪ ،‬فالعي لفراقه تدمع والقلِّب يوُجل ‪ ،‬وإنُا لفراقك‬
‫لزونُوُن ‪.‬‬
‫شهر رمضان‪ :‬إنُه الن بي أيدينا وملء أساعنا وأبصارنُا وحديث منابرنُا وزأينة منائرنُا وبضاعة أسوُاقنا‬
‫ومادة موُائدنُا وحياة مساجدنُا فكحيف الال بعد فراقه ‪.‬‬
‫ياشهرنُا الكحري ‪ :‬يا لسنم الفائرينم الذينم اغتنمحوُك بأكمحل وجه منم صلة وصيام وتجد وقيام وصدقة‬
‫وإحسان فنظر ال إليهم وهم يبَتهلِّوُن بالدعاء إليه فغفر لم ‪.‬‬
‫ويا لسارة الفرطي الذينم ل يعرفوُا ذلك الفضل فأمضوُا وقتهم باللِّهيات واشغلِّوُا أنُفسهم بظوُظ الدنُيا‬
‫ومضىَ علِّيهم الشهر بذه الال ‪.‬‬
‫يا مسلِّمحوُن ‪ :‬إن ضيفنا قد قرب رحيلِّه فاختمحوُه بي ختام واستغفروا ربكحم منم كل خلِّل وتقصي قال‬
‫السنم أكثروا منم الستغفار فإنُكحم ل تدرون مت تنزل الرحة ‪.‬‬
‫وكان نُبَيكحم يقوُل )) إن لستغفر ال وأتوُب إليه ف اليوُم أكثر منم سبَعي مرة ((‬
‫يا أيها العصاة ‪ ،‬وكذلك كلِّنا ل تقنطوُا منم رحة ال بسوُء أعمحالكحم وأحسنوُا الظنم بربكحم وتوُبوُا إليه‬
‫فإنُه ل يهلِّك علِّىَ ال هالك ‪.‬‬
‫يا مسلِّمحوُن ‪ :‬إن الاسنم الت جنتها النفوُس السلِّمحة ف رمضان ينبَغي أن تكحوُن طريقاد للِّزيادة والضاعفة‬
‫وسلِّمحاد للِّمحجد والعلء وليس التقاعس والنُقلب والنكحوُصا علِّىَ العقاب ‪.‬‬
‫عاهد ال بالافظة علِّىَ الطاعات ‪ ،‬وأنُت ف ناية موُسم الطاعات فقد كان نُبَيك صلِّىَ ال علِّيه‬
‫وسلِّم يعاهد ال علِّىَ الطاعة ف كل ساعة قبَيل اللِّيل وأول النهار فيقوُل ف سيد الستغفار ) اللِّهم‬
‫أنُت رب ل إله إل أنُت خلِّقتن وأنُا عبَدك وأنُا علِّىَ عهدك (‬
‫أخي ‪ :‬وأنُت علِّىَ عتبَات الوُداع لشهر ال العظم وتتقب ساعات ا لرحيل الزينة فإن مذكرك ونُاصح‬
‫ل و لك فاستمحع إن علِّيك منم الشفقي ولك منم الناصحي‬
‫إن الشياطي يتزاحوُن عند بوُابة الروج علِّىَ فك القيوُد الت سلِّسلِّوُا با خلل الشهر البَارك ‪ ،‬فهل‬
‫تنحهم أخي فرصة للِّوُصوُل إل مآربم أم تراك تتمحسك بذا الطهر الذي منحك ال إياه ‪ ،‬والخي‬
‫باليية أمثالك أخرىً وأقرب ‪.‬‬
‫أخي التجأ إل ال عصر هذا اليوُم فلِّربا تكحوُن هي الساعات الخية وإن فيها لساعة تاب فيها‬
‫الدعوُات ‪ ،‬فتضرع إل ربك واسأله لنفسك وأمتك وإن رب لسمحيع الدعاء ‪.‬‬

‫‪473‬‬
‫أخي ‪ :‬ف ليلِّة العيد أحي شعية التكحبَي تعظيمحاد ل ولدينه )) شولذترشكحبَليرروا اللِّلهش شعشلِّىَ شما شهشداركهم(( )البَقرة‪:‬‬
‫‪. (185‬‬
‫أخي ‪ :‬زأكاة الفطر شعية إسلمية وصوُرة روحانُية لكحنم أصبَحت اليوُم ف عصر التوُاكل والتوُكيل عادة ل‬
‫معن لا ول أثر ‪ ،‬ولذا فإن أوصيك بأن تشتيها بنفسك وتضرها إل بيتك وتعرضها أمام أبنائك‬
‫وأهلِّك ليتبوُا علِّيها ويستشعروا عبَوُديتها قبَل أن يأت جيل ينسي معالها ‪.‬‬
‫أخي ‪ :‬أيام العيد أيام بجة وسرور ولظات وفاء وصفاء وانُشراح صدور وأوقات صلِّة وتزاور ‪ ،‬وهي‬
‫أيام ذكر وطاعة وإذا كانُت موُساد للِّتفيه والتسلِّية فإن التفيه ل يعن النُفلت منم الدود الشرعية‬
‫والتمحر علِّىَ القيم الخلقية ‪.‬‬
‫العيد لوُ بريء لكحنم ل يعن اختلط الرجال بالنساء ول الاهرة بالغناء ول يعن تضييع الصلِّوُات وإتبَاع‬
‫الشهوُات ‪ ،‬فلِّنحذر ما يسخمط ال ‪ ،‬ولنتجنب ما يغضبَه ‪ ،‬وما يتناف مع الغية والرجوُلة والروءة وإنا‬
‫خييةر ذ لما شهيشمحرعوُشن(( )يوُنُس‪:‬‬
‫ك فشيهلِّيشيهفشررحوُا رهشوُ ش ه‬
‫ذ‬
‫ضذل اللِّلذه شوبذشرهحشتذذه فشبَذشذل ش‬
‫نُكحمحل الفرحة بطاعة ال ‪)) :‬قرهل بذشف ه‬
‫‪. (58‬‬
‫نُسأله تعال أن يتم لنا رمضان بالعفوُ والغفران والنجاة منم النيان والفوُزأ بالنان‬
‫وأن يتقبَل منا صيامنا وقيامنا وسائر أعمحالنا )) ذنُإلهر رهشوُ الهبَشيتر اللرذحيرم(( )الطوُر‪(28 :‬‬
‫أقوُل هذا القوُل ‪.‬‬
‫الطبَة الثانُية‬
‫أخي ‪ :‬احرصا علِّىَ صلة العيد فهي منم شعار الدينم الظاهرة واخرج إليها بأحسنم زأينة وأبىَ حلِّة بل‬
‫إسراف ول مبَالغة ‪ ،‬فإن البَالغة والسرف فيه خروج عنم حد القصد والعتدال ‪ ،‬وإضاعة وتبَذير للِّمحال‬
‫وإضاعة للِّضعيف والفقراء ومفاخرة بل ادب ول حياء واعلِّم أن ليس منم الزينة التجمحيل با حرمه ال‬
‫منم حلِّق للِّحىَ وإطالة للِّشارب وقص للِّشعر با يشبَه فعل الكحافر ‪ ،‬بل تلِّك مظاهر انزامية ودليل تبَعية‬
‫وتشبَيه بأعداء ال )) ومنم تشبَه بقوُم فهوُ منهم (( ‪.‬‬
‫أما بعد والمة تعيش أيام شهرها الخية وتتقب لظات نُزول الرحات والعتق والغفران فإنا تنظر بعي‬
‫العزة والكبَار والشفاق إل ما يري ف أرض العراق ‪.‬‬
‫هناك حيث فتحت حامية الصلِّيب وراعية الرهاب فصلد جديداد منم فصوُل الروب الصلِّيبَية علِّىَ‬
‫السلم والسلِّمحي ‪.‬‬
‫أجل ‪ :‬إنا حرب صلِّيبَية ‪ ،‬وإن كان الخمدوعوُن منم دعاة تغيي الناهجه الذي يطالبَوُن بذف الروب‬
‫الصلِّيبَية بدعوُىً أنا انُتهت ف وقتها )) شأل شساءش شما شهيركحرمحوُشن(( )النحل‪. (59 :‬‬

‫‪474‬‬
‫إنا حرب صلِّيبَية رفع فيها جنوُد الصلِّيب صلِّبَانم علِّىَ فوُهات الدافع وعلِّقوُها ف صدورهم واستهدفوُا‬
‫بنارهم ودمارهم أهل التوُحيد والعقيدة هناك علِّىَ أرض العراق قد حصحص الق وانلِّت القيقة‬
‫وتبَينت معال الرية والديإقراطية الت جاءت با أمريكحا لتبَشر با السلِّمحي وتنذر با قوُماد آْخرينم ‪.‬‬
‫إنا حرب تقوُم علِّىَ حرق الرض وهدم الساجد والستشفيات ‪ ،‬إنا حرية يعب إليها عب بوُابة البادة‬
‫المحاعية والسلِّحة الكحيمحاوية ‪.‬‬
‫إنُنا لسنا باجة إل تلِّيلت سياسية أو اعتافات غربية أو توُقعات صحفية تبَي لنا الدف منم جحافل‬
‫الصلِّيب فذلك بي لنا ربنا ف كتابه )) شول يشيشزارلوُشن ييرشقاتذرلِّوُنُشركحهم شحلت يشيررتدوركهم شعهنم ذدينذركحهم إذذن اهستششطاعروُا((‬
‫)البَقرة‪. (217 :‬‬
‫)) إذهن يشيثهيشقرفوُركهم يشركحوُنُروُا لشركحهم أشهعشداءد شويشيهبَرسطروُا إذلشهيركحهم أشيهذديشيرههم شوأشلهذسشنتشيرههم ذبالتسوُذء شوشوتدوا لشهوُ تشهكحرفرروشن((‬
‫)المحتحنة‪. (2:‬‬
‫فإل مت نُظل ساذجي مدوعي تصنع آْراءنُا وموُاقفنا وسائل العلم الكحاذبة‬
‫هناك علِّىَ أرض الفلِّوُجة وما حوُلا تصنع لوُحة منم لوُحات الد والعز وترسم صوُرة رائعة للِّمحفاخر‬
‫والثر ‪.‬‬
‫أبطال الفلِّوُجة القلِّيلِّوُ العدد والرعدد يابوُن أقوُىً قوُة طاغوُتية علِّىَ وجه الرض فتنقل الخبَار منم‬
‫بطوُلتم عجبَاد علِّىَ أرض الفلِّوُجة تعانُق صوُت مدافع البطال مع دعوُات إخوُانم ف كل الرجاء‬
‫تنبَعث منم الناجر الؤمنة ويتدد صداها ف الفاق لتظهر صوُت مرصوُصا التلحم والوُلء بي الؤمني‬
‫‪.‬‬
‫علِّىَ أرض الفلِّوُجة تظهر آْيات ال وبشائر نُصره لوليائه ‪ ،‬يرسل العداء طائرات فيسل ال رياحا‬
‫ت شولشذكحلنم اللِّلهش شرشمىَ(( )لنُفال‪(17 :‬‬ ‫ت إذهذ شرشمهي ش‬‫تسقطها)) شوشما شرشمهي ش‬
‫ويرسل العداء سوُماد فينزل ال أمطاراد تسح آْثارها وترفع أخطارها ‪.‬‬
‫ت فذئمشةد شكثذشيدة‬ ‫ذ ذت ذ ت‬
‫علِّىَ أرض الفلِّوُجة تلِّتقي القلِّة الؤمنة الصابرة مع الكحثرة الكحافرينم)) شكهم مهنم فئمشة قشلِّيلِّشة شغلِّشبَش ه‬
‫صابذذريشنم(( )البَقرة‪. (249 :‬‬ ‫بذذإهذذن اللِّلذه شواللِّلهر شمشع ال ل‬
‫علِّىَ أرض الفلِّوُجة رجال يأبوُن الضيم ويرفضوُن القلِّم ول يقبَلِّوُن الدنُية ف دينهم ‪.‬‬
‫ف أرض الفلِّوُجة تذكرة بوُم مؤتة حيث بعث رسوُل ال × ثلثة آْلف ليقاتلِّوُا مأئت ألف فهل ترىً ف‬
‫ذلك توُراد وانُتحاراد‬
‫ف يشركحوُرن‬ ‫علِّىَ أرض الفلِّوُجة ظهرت آْثار دعوُاتكحم ))قرهل شما يشيهعبَشأر بذركحهم شرلب لشهوُل ردشعارؤركهم فشيشقهد شكلذبهيترهم فششسهوُ ش‬
‫لذشزامدا(( )الفرقان‪. (77:‬‬
‫فوُاصلِّوُا ول تلِّوُا ول تستعجلِّوُا فإن وعد ال حق ونُصره آْت ولوُ بعد حي‬

‫‪475‬‬
‫علِّىَ أرض الفلِّوُجة ظهرت خيانُات أهل النفاق وأحقاد الوُس كمحا ظهرت منم وهكحذا علِّىَ أرض‬
‫الفلِّوُجة ظهرت حقيقة الرهاب ومعاله ‪ ،‬وتبَي صانُعوُه منم هم ؟ وزأارعوُه علِّىَ أرض الفلِّوُجة وما حوُلا‬
‫سيدد المريكحان وحلِّفاؤهم ))شربيلشنا أشهخذرهجشنا ذمهنيشها فشذإهن عرهدشنُا فشذإلنُا شظالذرمحوُشن(( )الؤمنوُن‪. (107:‬‬
‫إل إخوُتنا هناك ‪ ،‬إل صانُعي لوُحة الد والعز إن عز علِّينا أن نُشارككحم هذه الشرف فلِّنم نُضعف بإذن‬
‫ال عنم التفاعل معكحم بدعائنا ومشاعرنُا ‪.‬‬
‫ب شحلت إذشذا أشثهشخمهنتررمحوُرههم فشرشتدوا الهشوُشثاشق(( )ممحد‪:‬‬ ‫ضرب اللرشقا ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫يا أسوُد العراق ‪ )) :‬فشذإشذا لشقيتررم الذيشنم شكشفرروا فش ش ه ش‬
‫‪. (4‬‬
‫ذ‬ ‫ب أشهن يشركحوُشن لشهر أشهسشرىً شحلت ييرثهذخمشنم ذف اهلشهر ذ‬ ‫ذ‬
‫ض التدنُهيشيا شواللِّلهر يرذريرد اهلخشرشة شواللِّلهر‬
‫ض ترذريردوشن شعشر ش‬ ‫))شما شكاشن لنشذ ر‬
‫شعذزيةز شحذكحيةم(( )لنُفال‪. (67:‬‬
‫ذذ‬ ‫ذ‬
‫ي (( )آْل عمحران‪. (139:‬‬ ‫)) شول شتنروُا شول شهتشزنُروُا شوأشنُهيتررم اهلشهعلِّشهوُشن إذهن ركهنترهم رمهؤمن ش‬
‫)) إذهن تشركحوُنُروُا تشأهلشرمحوُشن فشذإنُيلرههم يشأهلشرمحوُشن شكشمحا تشأهلشرمحوُشن شوتشيهررجوُشن ذمشنم اللِّلذه شما ل يشيهررجوُشن (( )النساء‪(104 :‬‬
‫إنُه لفرق وال بي رجال يبَذلوُن الدماء ويقدموُن الرواح ويصيدون العداء ويمحوُن العراض ويرابطوُن‬
‫علِّىَ الثغوُر وآْخرينم يسهرون علِّىَ الفلم والسلِّسلت ويضيعوُن الصلة ويتبَعوُن الشهوُات ولكحنم خلِّق‬
‫ال للِّحروب رجالد ورجالد لقصعة وثريد ‪.‬‬
‫ياماهدي العراق ‪ :‬إنُنا إذ نمحد ال ونُشكحره علِّىَ ما أول وقدم وعلِّىَ ما تفضل به سبَحانُه منم صوُر‬
‫النصر والظاهرة حيث تاوت طائرات العداء ودمرت دباباتم وحنبَد صناديدهم بل صناديقهم علِّىَ‬
‫ثرىً الفلِّوُجة ‪ ،‬وما حوُلا وحيث تلِّت آْيات ال البَاهرة ف نُصر الؤمني وإغاثة الظلِّوُمي ومع هذا فإنُنا‬
‫فل تستعجلِّوُا النصر ول تشعروا بالعجب والفخمر ول تقتحوُا علِّىَ الله صوُرة منم صوُر النصر فال‬
‫يكحم ما يشاء ويتار )) شوركتل ششهيتء ذعهنشدهر ذبذهقشداتر(( )الرعد‪. (8 :‬‬
‫يكحفيكحم نُصراد ثبَاتكحم علِّىَ دينكحم وعلِّىَ مبَادئكحم وصمحوُدكم ف وجه أهل التخمذيل ودعاة الرجاف‬
‫وحاملِّي راية اليأس والقنوُط يكحفيكحم نُصراد أن أبرزأت للِّعال أن القوُة هي قوُة الق ل قوُة العدد والعتاد‬
‫وكشفتم للِّعال القناع عنم وجه الرهاب القيقي وأعلِّنتم للِّعال أن السلِّم ل يذل ول يزل ول يإل ول‬
‫يكحل حت ينال إحدىً السنيي ‪.‬‬
‫يكحفيكحم نُصراد أن أرغمحتم وجه الصلِّيبَيي ف التاب وحطمحتم أسطوُرة أن أمريكحا قوُة ل تغلِّب ‪ ،‬ول‬
‫توُاجه ‪ ،‬وبذرت بذورة السقوُط الرتقب بإذن ال لذه المة الظالة الطاغية ‪.‬‬
‫وإنُنا وننم نُرقب الساعات الخية لذا الشهر البَارك ‪ ،‬والسلِّمحوُن قد اتصلِّت قلِّوُبم بال وحسنم ظنهم‬
‫وزأاد رجاؤهم به ‪ ،‬والسلِّمحوُن ف الساجد الن وف ساعة ترفع فيها الدعوُات وتسبَق العبات العبَارات‬
‫وتضم الناجر بالبتهالت تتوُجه إل منم له اللِّق والمر وبيده النفع والضر ومنه الزيإة والنصر ونُردد‬
‫ف ثقة ويقي ‪.‬‬

‫‪476‬‬
‫يا نُاصر الستضعفي ويا راحم البَائسي ويا ملِّجأ الكحروبي إنُك ترىً حال إخوُانُنا ف العراق وفلِّسطي‬
‫وف بلد أخرىً وتسمحع بكحائهم وأنُينهم وأنُت العلِّم بالم والقدر علِّىَ نُصرتم عز جارك وجل ثناؤك‬
‫ل تضعف قوُتك ول يهزم جندك ول يرد حكحمحك ‪.‬‬
‫نُسألك منم قلِّب خاضع منكحسر أن تعل لخوُانُنا منم كل هم فرجاد‬
‫يييييييييي‬
‫رحيل رمضان‬
‫المحد ل رب العالي والصلة والسلم علِّىَ أشرف الرسلِّي ‪.‬‬
‫أما بعد‪:‬‬
‫هاهوُ النصف الول منم رمضان رحل أو أوشك علِّىَ الرحيل‪ ،‬وثة حديث يال النفس ف ثنايا هذا‬
‫الوُداع‪ ،‬رترىً ماذا حفظ لنا؟ وماذا حفظ علِّينا؟‬
‫إن ثة تساؤلت عريضة تبَعثها النفس ف غمحار هذا الوُداع‪.‬‬
‫أول هذه التساؤلت كم تبَلِّغ مساحة هذا الدينم منم اهتمحاماتنا؟ هل نُعيش له؟ أم نُعيش لنُفسنا‬
‫وذواتنا ؟ كم نهد منم أجلِّه؟ كم يبَلِّغ منم مساحة هوُمنا؟ إن العيش ف حد ذاته يشتك فيه النُسان‬
‫مع غيه منم الخملِّوُقات‪ ،‬ول ينشأ الفرق إل عندما تسمحوُ المحم‪ ،‬وتكحب الهداف‪.‬‬
‫ضوُاه بذشأن يشركحوُنُروُاه شمشع‬
‫وعلِّىَ أعتاب العشر الثانُية آْمل أل يكحوُن نُصيب ونُصيبَك قوُل ال عز وجل‪)) :‬شر ر‬
‫ف(( )التوُبة‪.(87:‬‬‫اهلشوُالذ ذ‬
‫فالسابقوُن مضوُا‪ ،‬والسي حفظت لنا قوُل بكحر بنم عبَد ال الزن‪" :‬منم سره ينظر إل أعلِّم رجل أدركناه‬
‫ف زأمانُه فلِّينظر إل السنم فمحا أدركنا أعلِّم منه‪ ،‬ومنم سره أن ينظر إل أورع رجل أدركناه ف زأمانُه‬
‫فلِّينظر إل ابنم سيينم إنُه ليدع بعض اللل تأثدا‪ ،‬ومنم سره أن ينظر إل أعبَد رجل أدركناه فلِّينظر إل‬
‫ثابت البَنان فمحا أدركنا أعبَد منه‪ ،‬ومنم سره أن ينظر إل أحفظ رجل أدركناه ف زأمانُه وأجدر أن يؤدي‬
‫الديث كمحا سع فلِّينظر إل قتادة‪.‬‬
‫وليت شعري أن نُكحوُن وإياك أحد هؤلء‪.‬‬
‫سؤال آْخر يتدد‪ :‬حرارة الفرحة الت عشناها ف مقدم رمضان تسائلِّنا‪ :‬هل ل زأالت قلِّوُبنا تل الشهر؟‬
‫وتدرك ربيع أيامه‪ ،‬أم أن عوُاطفنا عادت كأول وهلِّة باردة ف زأمنم اليات‪ ،‬ضعيفة ف أوقات‬
‫الطاعات؟‬
‫ورحم ال سلِّفنا الصال فلِّكحأنا تقص سيهم علِّينا عالاد منم اليال حينمحا تقوُل‪ :‬قال الوزأاعي‪ :‬كانُت‬
‫لسعيد بنم السيب فضيلِّة ل نُعلِّمحها كانُت لحد منم التابعي‪ ،‬ل تفته الصلة ف جاعة أربعي سنة‪،‬‬
‫عشرينم منها ل ينظر إل أفقية الناس‪.‬‬

‫‪477‬‬
‫وكانُت امرأة مسروق تقوُل‪ :‬وال ماكان مسروق يصبَح ليلِّة منم اللِّيال إل وساقاه منتفخمتان منم طوُل‬
‫القيام‪ ،‬وكنت أجلِّس خلِّفه فأبكحي رحة له إذا طال علِّيه اللِّيل وتعب صلِّىَ جالساد ول يتك الصلة‪،‬‬
‫وكان إذا فرغ منم صلته يزحف كمحا يزحف البَعي منم الضعف‪.‬‬
‫قال أبوُ مسلِّم‪ :‬لوُ رأيت النة عيانُاد أو النار عيانُاد ما كان عندي مستزاد‪ ،‬ولوُ قيل ل إن جهنم تسلعر‬
‫ما استطعت أن أزأيد ف عمحلِّي‪ .‬وكان يقوُل‪ :‬أيظنم أصحاب ممحد صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أن يسبَقوُنُا‬
‫علِّيه‪ ،‬وال لزأاحنهم علِّيه حت يعلِّمحوُا أنم خللِّفوُا بعدهم رجادل‪.‬‬
‫وف ظل هذه الخبَار رترىً كم منم صلة ف المحاعة ضاعت؟ وكم نُافلِّة ف صراع العمحال تاهت؟ رترىً‬
‫كم منم لوُم إخوُانُنا هتكحناها بأنُيابنا؟ رترىً كم هي اليانُة الت عاثتها أعيننا ف رحاب الرمات‪.‬‬
‫كم خطت أقدامنا منم خطوُ آْث؟ كم‪ ،‬وكم‪ ،‬منم عال الرمات هلتكحت فيه السوُار بيننا وبي الالق؟‬
‫والعصية أياد كانُت‪ ،‬حت لوُ عاقرنُاها ف ليال رمضان فل تبَقىَ خندقاد تاصركم‪ ،‬وهي كمحا قال بعض‬
‫العلِّمحاء‪ :‬أي خلل العصية ل تزهدك فيها‪ :‬الوُقت الذي تقطعه منم نُفيس عمحرك حي توُاقعها‪ ،‬وليس‬
‫يضيع سدىً‪ ،‬بل يصبَح شؤماد علِّيك؟ أم الخدود الذي تفره ف قلِّبَك وعقلِّك ث تشوُه برذائل‬
‫العتياد واللف السيء والدمان البَيث‪ ،‬والذكريات الغابرة الت يلِّيها لك الشيطان ليدعوُك إل مثلِّها‪،‬‬
‫ويشوُقك إليها؟ أم استثقال الطاعة والعبَادة واللِّل منها وفقد لذتا وغبَطتها‪ ،‬أم إعراض ال عنك وتلِّيته‬
‫بينك وبي نُفسك حت وقعت فيمحا وقعت‪ ،‬أم الوُسم الذي تيزك به حي جعلِّتك ف عداد الشرار‬
‫والفجار والعصاة‪ ،‬أم الوُف منم توُل قلِّبَك عنم السلم حي تد حشرجة الوُت وكرباته وغصصه‪ ،‬فيا‬
‫ويلِّك إن مت علِّىَ غي ملِّة السلم!ا‪.‬‬
‫سؤال ثالث‪ :‬يتدد معاشر الدعاة والصلِّحي والربي‪ ،‬عرلدوا ل بارك ال فيكحم ف شهر رمضان فقط‪:‬‬
‫ماذا قدمتم لتمحعاتكحم منم خي؟ دينكحم الذي تتعبَدون به هل نحتم ف طريقة عرضه ؟ فالبَائع ينجح‬
‫بقدر ما يسنم ف طريقة العرض‪ ،‬وأنُتم أول هؤلء بسنم الطريقة‪ ،‬ونُوُعية التقدي ‪ .‬متمحعاتكحم بكحل منم‬
‫فيها ماذا قدمتم لا ؟ مسجد الي‪ ،‬وجيان البَيت‪ ،‬وأقارب السرة‪ ،‬وميدان الدرسة أول الناس بعروفك‬
‫فأينم هم منم مساحة اهتمحاماتك ؟ أسئملِّة تتدد علِّىَ الشفاه ‪ ،‬أوليس رمضان فرصة سانة للجابة‬
‫عنها؟ أملِّي أن يكحوُن ذلك‪ .‬وكل ما أرجوُه أن ل ترج نُفسك أخي الفاضل منم قطار الدعاة‬
‫والصلِّحي والربي أياد كنت‪ ،‬وف ظل أي ظروف تعيش‪ ،‬فالسؤولية فردية‪.‬‬
‫وعندما نسنم فنم التهرب منم السؤولية نُكحوُن أحوُج ما نُكحوُن إل منم يأخذ بأيدينا‪ ،‬وياول إخراجنا منم‬
‫التيه الكحبَي‪.‬‬
‫يقوُل أبا إسحاق الفزاري‪ :‬ما رأيت مثل الوزأاعي والثوُري‪ ،‬فأما الوزأاعي فكحان رجل عامة‪ ،‬وأما الثوُري‬
‫فكحان رجل خاصة‪ ،‬ولوُ خليت لذه المة ل ختت لا الوزأاعي‪.‬‬

‫‪478‬‬
‫سؤال رابع يتدد‪ :‬هل مازألنا نارس نُوُعاد منم الهالة ف معاملِّة ربنا؟ إن خلِّوُات اللِّيل أياد كانُت ف نُظرك‬
‫إنُا هي ف منظوُرها الصحيح هتك للِّست الذي بينك وبي ال تعال‪ ،‬ونُسيان لعان الربوُبية الت اتصف‬
‫با ربك‪ ،‬ومكحابرة منم ملِّوُق ضعيف ل يإلِّك شيئماد أمام جبوت الرب‪ ،‬وسلِّطان الالق‪ ،‬وقهر الوُاحد‬
‫الحد‪.‬‬
‫هذه هي النظرة الصحيحة لا‪ ،‬ومنم يسلِّي نُفسه بغي هذا فلِّيصحح النظرة‪ ،‬وليفلكحر ف عظمحة منم‬
‫عصىَ‪ ،‬أشار إل ذلك ابنم القليم ف كتابه الداء والدواء فقال‪" :‬فهاهنا أصل عظيم يكحشف سر السألة‪،‬‬
‫وهوُ أن أعظم الذنُوُب عند ال تعال إساءة الظنم به؛ فإن السيء به الظنم قد ظنم به خلف كمحاله‬
‫القلدس‪ ،‬وظنم به ما يناقض أساءه وصفاته‪.‬‬
‫وقال ف موُضع آْخر‪ :‬وكذلك ل يقدره حق قدره منم هان علِّيه أمره فعصاه‪ ،‬ونيه فارتكحبَه‪ ،‬وحقه‬
‫فضليعه‪ ،‬وذكره فأهلِّه وغفل قلِّبَه عنه‪ ،‬وكان هوُاه آْثر عنده منم طلِّب رضاه‪ ،‬وطاعة الخملِّوُق أهلم عنده‬
‫منم طاعته؛ فلِّلِّه الفضلِّة ف قلِّبَه وعمحلِّه‪ ،‬وسوُاه القلدم ف ذلك؛ لنُه الهم عنده‪ ،‬يستخمف بنظر ال إليه‬
‫وإطلعه علِّيه‪ ،‬وهوُ ف قبَضته ونُاصيته بيده‪ ،‬ويعلظم نُظر الخملِّوُق إليه وإطلعه علِّيه بكحل قلِّبَه‬
‫وجوُارحه‪ ،‬يستحي منم الناس ول يستحي منم ال تعال‪ ،‬ويشىَ الناس ول يشىَ ال تعال‪ ،‬ريعامل‬
‫اللِّق بأفضل ما يقدر علِّيه‪ ،‬وإن عامل ال عاملِّه بأهوُن ما عنده وأحقره " فهل قدر ال حق قدره منم‬
‫هذا وصفه؟!ا وإل ستكحوُن النتائجه وخيمحة وسيئمة‪ ،‬وفرصا التوُبة ل تتكحرر‪ ،‬وقد يوُل ال تعال بينك وبي‬
‫التوُبة جزاء التسوُيف والتأخي‪ ،‬وما يدريك فمحنم جعلِّته أصغر الناظرينم إليك قد يرصد لك ف وقت‬
‫غفلِّة‪ ،‬ويرديك ف وقت جذوة‪ ،‬والعصية ل تأت إل إذا اجتمحع جهل وكب وعناد‪ ،‬وهذه لوُ تأمل العاصي‬
‫واحدة منها لوُجد أنا أهلِّكحت أما غابرة‪ ،‬وجنوُداد غفية‪ ،‬فال ال ف زأمنم الهلِّة‪ ،‬فل شهر أعظم منم‬
‫هذا!ا ول وقت أنُفس منم هذا الوُقت!ا والالك لنم يهلِّك إل عنم بينه‪ ،‬وحينئمذ ل تأسف علِّيه‪.‬‬
‫سؤال خامس يتدد‪ :‬القلِّوُب التنافرة أما آْن لا أن تتصافح؟ هل لزأالت معانُدة للِّفطرة السوُية‪ ،‬هل‬
‫لزأال الكحب يوُقد ضرامها؟ ويشعل فتيلِّها؟ أما نح رمضان ف أن يعيد البَسمحة لشفاه طال انُغلقها؟ إن‬
‫هذه القلِّوُب ريشىَ علِّيها إن ل تفلِّح الوُاعظ ف ليها للِّحق‪ ،‬فإن لفح جهنم هوُ القادر علِّىَ أن يكحسر‬
‫مكحابرتا‪ ،‬ويلِّوُي عناقها‪ ،‬ويرغم أنُف باطلِّها‪.‬‬
‫لؤلء أن يسمحعوُا هذه النصوُصا وأن يضعوُا أنُفسهم ف التتيب اللئق با عند ذلك‪ :‬فهذا رسوُل الدىً‬
‫صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم سئمل منم أفضل الناس؟ فقال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ‪)) :‬كل ممحوُم القلِّب صدوق‬
‫اللِّسان‪ ،‬قالوُا‪ :‬صدوق اللِّسان نُعرفه‪ ،‬فمحا ممحوُم القلِّب؟ قال‪ :‬هوُ التقي النقي ل إث فيه ول بغي ول‬
‫غل ول حسد(( أخرجه ابنم ماجه وصححه اللبَان‪.‬‬

‫‪479‬‬
‫لقد وقف رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم خطيبَاد قبَل موُته فقال‪)) :‬أل فمحنم كنت جلِّدت له ظهراد‬
‫فلِّيستقد‪ ،‬ومنم كنت أخذت له مالد فهذا مال فلِّيأخذ منه‪ ،‬ومنم كنت شتمحت له عرضاد فهذا عرضي‬
‫فلِّيستقد((‪.‬‬
‫ورحم ال أبا دجانُة‪ ،‬رئي وجهه يتهلِّل عند موُته فسئمل عنم ذلك فقال‪ :‬كنت ل أتكحلِّم فيمحا ل يعنين‪،‬‬
‫والخرىً فكحان قلِّب للِّمحسلِّمحي سلِّيمحدا‪.‬‬
‫ورحم ال شيخ السلم ابنم تيمحية‪ ،‬كتب رسالة ف سجنم القلِّعة بعد أن كرثر الديث عمحنم كان‬
‫السبَب ف سجنه فقال‪ :‬فتعلِّمحوُن رضي ال عنكحم أن ل أحب أن يؤذىً أحد منم عمحوُم السلِّمحي‪،‬‬
‫ل‪،‬‬‫ل‪ ،‬ل باطناد ول ظاهردا‪ ،‬ول عندي عتب علِّىَ أحد منهم ول لوُم أص د‬ ‫فضلد عنم أصحابنا بشيء أص د‬
‫بل هم عندي منم الكحرامة والجلل والبَة والتعظيم أضعاف ما كان‪ ،‬كل بسبَه‪ ،‬ول يلِّوُ الرجل إما‬
‫أن يكحوُن متهداد مصيبَاد أو مطئماد أو مذنُبَدا‪ ،‬فالول مأجوُر مشكحوُر‪ ،‬والثان مع أجره علِّىَ الجتهاد‬
‫فمحعفوُ عنه مغفوُر له‪ ،‬والثالث‪ :‬فال يغفر لنا وله ولسائر الؤمني‪ .‬فنطوُي بساط الكحلم الخمالف لذا‬
‫صر‪ ،‬فلن ما عمحل‪ ،‬فلن رأذي الشيخ بسبَبَه‪ ،‬فلن كان سبَب هذه‬ ‫الصل كقوُل القائل‪ :‬فلن ق ل‬
‫القضية‪ ..‬فإن ل أسامح منم آْذاهم ف هذا البَاب‪ ،‬ول حوُل ول قوُة إل بال‪ ..‬فل أحب أن ينتصر منم‬
‫أحد بسبَب كذبه علِّلىَ أو ظلِّمحه وعدوانُه فإن قد أحلِّلِّت كل مسلِّم‪ ..‬والذينم كذبوُا وظلِّمحوُا فهم ف‬
‫حل منم جهت‪ "..‬اهي رحه ال‪.‬‬
‫وكانُت النتائجه أن قال ابنم ملِّوُف وهوُ منم أشد الناس عداوة لشيخ السلم ابنم تيمحية‪ ،‬بل إنُه أفت‬
‫بقتلِّه‪ ،‬كان يقوُل‪ :‬ما رأينا مثل ابنم تيمحية‪ ،‬حلرضنا علِّيه فلِّم نُقدر علِّيه‪ ،‬وقدر علِّينا فصفح عنا وحاججه‬
‫عنا‪.‬‬
‫أل فمحا أحرىً القلِّوُب القاسية بفهم هذه الرسالة وإن ل تنتفع فيها ففي وعيد النب البَلِّغ عنم ربه خي‬
‫واعظ حي قال‪)) :‬هجر السلِّم كسفك دمه((‪ ،‬وحي قال‪)) :‬رتعرض العمحال علِّىَ ال كل إثني‬
‫وخيس إل التخماصمحي فيقوُل ال‪ :‬أنُظروا هذينم حت يصطلِّحا((‪.‬‬
‫وإن ل يرفلِّح رمضان ف إزأالة صلبة هذه القلِّوُب فوُعيد ال تعال غي بعيد حي قال تعال‪)) :‬فشيشههل‬
‫ض وتريشقطلعوُاه أشرحامركحم *أشولشئمذ ذ‬
‫شعشسهيترهم ذإن تشيشوُلهيترهم شأن تريهفذسردواه ذف الشهر ذ ش ر ه ش ش ه ه ش‬
‫ك الذيشنم لششعنشيرهرم اللِّلهر فشأش ش‬
‫صلمحرههم شوأشهعشمحىَ‬
‫صاشررههم(( )ممحد‪.(23 ،22:‬‬ ‫أشبه ش‬
‫وقوُم ولت بيوُتم اللِّعنة أينم يدون طعم الراحة؟ وأينم يتلِّذذون بطيب الرقاد؟‬
‫أقوُل ما تسمحعوُن وأستغفر ال ل ولكحم منم كل ذنُب‪ ،‬فاستغفروه‪ ،‬إنُه هوُ الغفوُر الرحيم‪.‬‬
‫الطبَة الثانُية‬
‫المحد ل رب العالي والصلة والسلم علِّىَ أشرف النُبَياء والرسلِّي‪.‬‬
‫وبعد‪:‬‬

‫‪480‬‬
‫فإن رمضان شهر الب والصلِّة والصدقة‪ ،‬والنُفس البية هل الت تعطف علِّىَ الفقراء‪ ،‬وتبَذل لم شيئماد‬
‫منم العروف‪ ،‬فإن منم معان الصيام تذكر حالة البَائسي والعوُزأينم والعطف علِّيهم وموُاساتم بالال‬
‫والحسان‪ ،‬إن القلِّوُب الت ل يشعرها رمضان بال إخوُانا الفقراء قلِّوُب يصدق فيها وصف النفلِّوُطي‬
‫حي قال ف كتابه النظرات‪ :‬فتشت عنم الفضيلِّة ف قصوُر الغنياء فرأيت الغن إما شحيحاد أو متلفدا‪،‬‬
‫أما الول يعن الشحيح فلِّوُ كان جاراد لبَيت فاطمحة رضي ال عنها وسع ف جوُف اللِّيل أنُينها‪ ،‬وأنُي‬
‫ولديها منم الوُع ما مد أصبَعيه إل أذنُيه ثقة منه أن قلِّبَه التحلجر ل تنفذه أشعة الرحة‪ ،‬ول تر بي‬
‫طياته نُسمحات الحسان‪.‬‬
‫يقوُل رحه ال‪ ) :‬لوُ أعطىَ الغن الفقي ما فضل عنم حاجته منم الطعام ماشكحىَ واحد منهمحا رسقمحاد ول‬
‫ألدا‪ ،‬لقد كان جديراد به أن يتناول منم الطعام ما يشبَع جوُعته‪ ،‬ويطفئ غلِّته‪ ،‬ولكحنه كان مبَاد لنفسه‬
‫مغالياد با فضم إل مائدته ما اختلِّسه منم صحفة الفقي فعاقبَه ال علِّىَ قسوُته بالبَطنة‪..‬إل إن قال رحه‬
‫ال تعال‪ :‬ل أستطيع أن أتصلوُر أن النُسان إنُسان حت أراه مسندا‪ ،‬لن ل أعتمحد فصلد صحيحاد بي‬
‫النُسان واليوُان إل الحسان‪ ،‬وإن أرىً الناس ثلثة‪:‬‬
‫رجل يسنم إل غيه ليتخمذ إحسانُه إليه سبَيلد إل الحسان إل نُفسه‪ ،‬وهذا هوُ الستبَد البَار الذي ل‬
‫يفهم منم الحسان إل أنُه يستعبَد النُسان‪ ،‬ورجل ريسنم إل نُفسه ول ريسنم إل غيه‪ ،‬وهوُ الشره‬
‫التكحالب الذي لوُ علِّم أن الدم السائل يستحيل إل ذهب جامد لذبح ف سبَيلِّه الناس جيعدا"‪.‬‬
‫إن السنم منكحم أيها السلِّمحوُن منم يسعىَ ف رمضان وغي رمضان لرحة يتيم يتقرق الدمع ف عينيه أن‬
‫ل يد منم يوُاسيه فقد أبيه!ا أو لرحة أسرة فقدت معيلِّها‪ ،‬وضاعت خياتا‪ ،‬أو رحة كسي ومريض‬
‫أقعده الرض وأجبه علِّىَ نُزف دموُع الفقر والاجة‪ ،‬أو رحة أخ غريب بينكحم‪ ،‬نُأت به الديار عنم أهلِّه‬
‫وذويه‪ ،‬ولئمنم بت آْمناد ف بيتك‪ ،‬معاف ف بدنُك‪ ،‬بي أهلِّك وأسرتك‪ ،‬فإنا يعيش هوُ وحيداد بل أنُيس‪،‬‬
‫وفقياد بل معي‪ ،‬يتابع العلم فيىً صوُرة يهوُدي يهلدم بيته‪ ،‬ومأوىً أسرته‪ ،‬أو يسمحع صوُت قنبَلِّة‬
‫أطاحت ببَعض أهلِّه أشلء مفرقة‪.‬‬
‫فإن ل نُكحنم هؤلء فمحا أجدر وصف النفلِّوُطي بنا‪.‬‬
‫وأخياد ‪ :‬رحل النصف الول ولئمنم كنا فرطنا فل ينفع ذواتنا بكحاء ول عوُيل‪ ،‬وما بقي أكثر ما فات‪،‬‬
‫فلِّنري ال منم أنُفسنا خيدا‪ ،‬فال ال أن يتكحرر شريط التهاون‪ ،‬وأن تستمحر دواعي الكحسل‪ ،‬فلِّقيا الشهر‬
‫غي مؤكدة ‪ ،‬ورحيل النُسان رمنتظر‪ ،‬والسارة مهمحا كانُت بسيطة ضعيفة فهي ف ميزان الرجال قبَيحة‬
‫كبَية‪.‬‬
‫رحل النصف الول وبي صفوُفكحم الصائم العابد‪ ،‬البَاذل‪ ،‬النفق‪ ،‬الوُاد‪ ،‬نُقي السريرة‪ ،‬طيب العشر‬
‫فهنيئماد له رحلِّة العشر بيات كهذه‪ ،‬ورحل النصف الول وبي صفوُفكحم صائم عنم الطعام والشراب‪،‬‬

‫‪481‬‬
‫يبَيت ليلِّه يتسلِّىَ علِّىَ أعراض السلِّمحي‪ ،‬وتقامر عينه شهوُة مرمة يرصدها ف ليل رمضان‪ ،‬يده امتدت‬
‫إل عامل فأكلِّت ماله‪ ،‬أو حفنة ربا فاجتالتها دون نُظر إل عاقبَة أو تأمل ف آْخرة‪.‬‬
‫رحلِّت وبي صفوُفكحم منم فاتته صلِّوُات وجاعات‪ ،‬وقد آْثر النوُم والراحة علِّىَ كسب الطاعة والعبَادة‪،‬‬
‫رحل النصف الول وبي صفوُفكحم بيل شحيح‪ ،‬أسوُد السريرة‪ ،‬سيء العشر‪ ،‬دخيل النية‪ ،‬فأحسنم ال‬
‫عزاء هؤلء جيعاد ف عشرهم الول‪ ،‬وجبهم ف مصيبَتهم‪ ،‬وأحسنم ال لم استقبَال البَقية‪ ،‬وجعلِّهم ف‬
‫ما يستقبَلِّوُن خياد ما ودعوُا‪ .‬وال السؤول أن يصلِّح نُياتنا‪ ،‬وأن يغفر لنا‪.‬‬
‫ذ‬
‫أل وصلِّوُا وسلِّمحوُا علِّىَ منم أمرت بالصلة والسلم علِّيه ف قوُل ال تعال‪)) :‬إذلن اللِّلهش شوشمشلئشكحتشهر ير ش‬
‫صتلِّوُشن‬
‫صلِّتوُاه شعلِّشهيذه شوشسلِّلرمحوُاه تشهسذلِّيمحدا(( )الحزاب‪. (56:‬‬ ‫ذ‬
‫ب ياأشييتشها الذيشنم ءاشمنروُاه ش‬‫ذ‬
‫شعشلِّىَ النل ل‬
‫ب أشذليتم *‬ ‫يقوُل ربنا سبَحانُه وتعال‪)) :‬يا أشييتها الذذينم آْشمنروُا شهل أشردلتركحم شعشلِّىَ ذ شتارتة رتنذجيركحم لمنم شعشذا ت‬
‫ه‬ ‫ش‬ ‫ه‬ ‫ش ش ه‬ ‫ش ش‬
‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذذ ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫خييةر لركحهم ذإن ركنترهم تشيهعلِّشرمحوُشن*‬ ‫تريهؤمرنوُشن ذباللِّله شوشررسوُله شورشتاهردوشن ذف شسذبَيذل اللِّله بذأشهمشوُالركحهم شوأشنُرفسركحهم شذلركحهم ش ه‬
‫ذ‬ ‫ت شهتذري ذمنم شهتتذها اهلشنُهيهار ومساكذنم طشيلبَةد ذف جلنا ذ‬ ‫ييهغذفر لشركحم ذررنُوُبركحم ويهدذخهلِّركحم جلنا ت‬
‫ك الهشفهوُرزأ‬ ‫ت شعهدتن شذل ش‬ ‫ش‬ ‫ش ش ر شش ش ش ش‬ ‫ه ش‬ ‫ش ه ه ش ه شر‬
‫الهشعذظيرم(( )الصف‪.(101112:‬‬
‫عبَاد ال ‪ ،‬ف شهر الصيام وقعت الغزوة الكحبىً الت انُتصر فيها السلم‪ ،‬والت سيت ف القرآْن بيوُم‬
‫الفرقان‪ ،‬والت قال النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم فيمحنم حضرها‪)) ،‬لعل ال أطلِّع علِّىَ أهل بدر فقال اعمحلِّوُا‬
‫ما شئمتم فقد وجبَت لكحم النة(( ‪.‬‬
‫ف السنة الثانُية منم الجرة فرض صيام شهر رمضان‪ ،‬وف أول رمضان يصام ف السلم وقعت غزوة‬
‫بدر الكحبىً ف يوُم المحعة السابع عشر منه‪ .‬فقد شاء ال تعال أن تقع هذه الغزوة ف شهر الصب‬
‫الذي يطلِّب فيه منم أهل اليإان أن يغتنمحوُه بالعبَادة وكثرة الصلة وقراءة القرآْن والذكر والصدقة‬
‫والحسان‪ ،‬وهكحذا أضاف ذاك اليل البَارك منم صحابة رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم إل كل ذلك‪،‬‬
‫جهادا بالنفس والال لعلء كلِّمحة ال وقمحع عصابة الشرك والطغيان‪.‬‬
‫لقد عللِّمحهم النب علِّيه الصلة والسلم أن الصب منم الدينم بنزلة الرأس منم السد‪ ،‬وعلِّمحهم أنُه بالصب‬
‫يظهر الفرق بي أصحاب العزائم والمحم وأهل الب والضعف‪ ،‬وعلِّمحهم أن العبَادة ل تؤدي كمحا أمر‬
‫ال إل بالصب‪ ،‬وأن العاصي ل تتنب إل بالصب‪ ،‬وأن علِّىَ الؤمنم أن يصب علِّىَ ما قدره ال وقضاه‬
‫صابذريشنم((‬ ‫خييةر للِّ ل‬ ‫ذ‬
‫صبَشيهررهت شلرشوُ ش ه‬
‫فل يتسخمط ول يضجر عند نُزول البَلء‪ ،‬وتل علِّيهم قوُل ال تعال‪)) :‬شولشئمنم ش‬
‫)النحل‪.(126:‬‬
‫صابذررواه شوشرابذطروُاه شواتليرقوُاه اللِّلهش لششعلِّلركحهم تريهفلِّذرحوُشن(( )آْل عمحران‪:‬‬
‫صذبرواه شو ش‬
‫ذ‬
‫وقوُله سبَحانُه‪)) :‬شيا أشييتشها الذيشنم آْشمنروُاه ا ه‬
‫‪. (200‬‬
‫أي اصبوا علِّىَ الطاعة ولزأموُها واصبوا عنم الشهوُات وامتنعوُا عنها ورابطوُا إما ف الثغوُر ف موُاجهة‬
‫العدو أو انُتظار الصلة ف الساجد ثبَت ف الصحيح أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال ‪)) :‬أل أخبكم‬

‫‪482‬‬
‫با يإحوُا ال به الطايا ويرفع به الدرجات إسبَاغ الوُضوُء علِّىَ الكحاره‪ ،‬وكثرة الطا إل الساجد وانُتظار‬
‫الصلة بعد الصلة فذلكحم الرباط فذلكحم الرباط فذلكحم الرباط((‪.‬‬
‫وبالصب يتحقق النصر بإذن ال‪ ،‬فهاهم أهل بدر عندما وقفوُا ف وجه أعداء ال خاطبَهم النب صلِّىَ‬
‫ال علِّيه وسلِّم بقوُله‪)) :‬ألنم يكحفيكحم أن يإدكم ربكحم بثلثة آْلف منم اللئكحة منزلي(( ‪.‬‬
‫لقد رأىً أهل بدر أن عدوهم يبَلِّغ ثلثة أضعاف عددهم وتتوُفر معه مؤونُة وسلح وأنُه جاء مستعدا‬
‫متهيئما للِّقتال‪ ،‬بينمحا هم علِّىَ العكحس منم ذلك‪ ،‬لقد كان الوُقف حرجا جدا‪ ،‬فقريش ف عز قوُتا‪،‬‬
‫والسلِّمحوُن ف ضعف مادي شديد‪ ،‬ولذلك كان منم دعاء النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ف ليلِّة بدر‪:‬‬
‫))اللِّهم إن تلِّك هذه العصابة منم أهل السلم ل تعبَد ف الرض(( ‪.‬‬
‫فلِّوُ انزم السلِّمحوُن ف بدر لا قامت للسلم قائمحة‪ ،‬ولذلك بشر النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أهل بدر‬
‫بنزول ثلثة آْلف منم اللئكحة‪ ،‬وأنم إن صبوا علِّىَ شدة الرب وثبَتوُا ف العركة فإن ال تعال يإدهم‬
‫صذبرواه شوتشيتليرقوُاه شويشأهرتوُركم لمنم فشيهوُذرذههم شهشذا ريإهذدهدركهم شربتركحم‬
‫بمحسة آْلف منم اللئكحة ‪ ،‬قال تعال‪ )) :‬بشيشلِّىَ ذإن تش ه‬
‫ي(( )آْل عمحران‪. (125:‬‬ ‫ذ ذ ذ‬ ‫ذ ذ ت‬
‫بشهمحشسة آْلف لمشنم الهشمحلئشكحة رمشسلوُم ش‬
‫روىً البَخماري أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال يوُم بدر‪)) :‬هذا جبيل آْخذ برأس فرسه علِّيه أداة‬
‫الرب(( ‪.‬‬
‫وقال ف رواية أخرىً‪)) :‬جاء جبيل النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم فقال‪ :‬ما تعدون أهل بدر فيكحم‪ ،‬قال‪:‬‬
‫منم أفضل السلِّمحي أو كلِّمحة بدرا منم اللئكحة((‪.‬‬
‫والنب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قاد السلِّمحي ف غزوة بدر وشارك ف القتال‪ ،‬عنم علِّي قال‪) :‬لقد رأيتنا يوُم‬
‫بدر وننم نُلِّوُذ برسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم وهوُ أقربنا منم العدو وكان منم أشد الناس يوُمئمذ بأسا(‬
‫فكحان ياهد بالدعاء والتضرع إل ال تعال ويقاتل ببَدنُه جعا بي القامي الشريفي‪.‬‬
‫وحقق ال تعال لعبَاده الؤمني الصابرينم النصر علِّىَ عدوهم رغم قلِّة عددهم وعددهم قال تعال‪:‬‬
‫صشرركرم اللِّلهر بذبَشهدتر شوأشنُترهم أشذذلة (( )آْل عمحران‪. (123:‬‬
‫))شولششقهد نُش ش‬
‫بسبَب قلِّتهم ولكحنم ال تعال نُصرهم لصبهم وثبَاتم وال تعال ينصر الؤمني الصابرينم الصادقي‪.‬‬
‫عبَاد ال ‪ :‬بي ال تعال ف كتابه الكحيم أن الهاد ف سبَيلِّه هوُ التجارة الت تنجي منم عذاب أليم‪،‬‬
‫ب أشذليتم((‬ ‫قال العلِّمحاء نُزل قوُله سبَحانُه‪)) :‬يا أشييتها الذذينم آْشمنروُا شهل أشردلتركحم شعشلِّىَ ذ شتارةت رتنذجيركحم لمنم شعشذا ت‬
‫ه‬ ‫ش‬ ‫ه‬ ‫ش ش ه‬ ‫ش ش‬
‫)الصف‪. (10:‬‬
‫ف عثمحان بنم مظعوُن وذلك أنُه قال لرسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ‪ :‬لوُ أذنُت ل فطلِّقت خوُلة‬
‫وترهبَت واختصيت وحرمت اللِّحم ول أنُام بلِّيل أبدا ول أفطر بنهار أبدا ‪ ،‬فقال رسوُل ال صلِّىَ ال‬
‫علِّيه وسلِّم ‪)) :‬إن منم سنت النكحاح ول رهبَانُية ف السلم إنا رهبَانُية أمت الهاد ف سبَيل ال وخصاء‬

‫‪483‬‬
‫أمت الصوُم ول ترموُا طيبَات ما أحل ال لكحم ومنم سنت أنُام وأقوُم وأفطر وأصوُم فمحنم رغب عنم سنت‬
‫فلِّيس من((‪.‬‬
‫فقال عثمحان فمحنم وال لوُددت يا نُب ال أي التجارات أحب إل ال فأتر فيها فنزلت الية‪.‬‬
‫فبَالهاد ف سبَيل ال ينجوُ الؤمنم منم عذاب ال وبالهاد ف سبَيل ال انُتصر السلِّمحوُن علِّىَ أعداء ال‬
‫وعندما ترك السلِّمحوُن الهاد ضاعت النُدلس وغيها منم بلد السلم‪ ،‬وهاهي اليوُم فلِّسطي تضيع‬
‫بسبَب ترك الهاد ف سبَيل ال والسجد القصىَ وفلِّسطي لنم يعوُدا إل السلِّمحي إل بالهاد ف سبَيل‬
‫ال ‪ ،‬وغزوة بدر ستبَقىَ درسا للِّمحسلِّمحي يتعلِّمحوُن منها أن ال تعال يؤيد الؤمني الصابرينم‪ ،‬ويإدهم‬
‫ي(( )الروم‪.(47:‬‬ ‫ذذ‬
‫صرر الهرمحهؤمن ش‬
‫بدده الذي ل ينفد‪ ،‬فهوُ سبَحانُه وتعال القائل‪ )) :‬شوشكاشن شحلقاد شعشهلِّييشنا نُش ه‬
‫يييييييييي‬
‫وكان أجود ما يكون في رمضان‬
‫روىً البَخماري ف صحيحه عنم عبَد ال بنم عبَاس – رضي ال عنهمحا – قال ‪)) :‬كان رسوُل ال صلِّىَ‬
‫ال علِّيه وسلِّم أجوُد الناس ‪ ،‬وكان أجوُد ما يكحوُن ف رمضان حي يلِّقاه جبيل ‪ ،‬وكان يلِّقاه ف كل‬
‫ليلِّة منم رمضان فريدارسه القرآْن ‪ ،‬فالرسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أجوُرد بالي منم الريح الرشسلِّة(( ]‪[1‬‬
‫هذا الديث له دللته الكحثية ‪ ،‬وأحب قبَل النُتقال إل هذا الوُضوُع أن أقف وقفات ‪:‬‬
‫إحداها ‪ :‬أن ابنم عبَاس قدم لذا الديث بقوُله ‪ " :‬كان رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أجوُد الناس‬
‫" ‪ ،‬وهذا علِّىَ سبَيل الحتاس منم مفهوُم ما بعدها ‪ ،‬ما قد يظلنم أن جوُده خاصا ف رمضان ونوُ‬
‫ذلك ‪.‬‬
‫وقد ثبَت ف الصحيح عنم أنُس بنم مالك رضي ال عنه ‪)) :‬كان النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أشجع‬
‫الناس وأجوُد الناس(( ]‪.[2‬‬
‫الثانُية ‪ :‬الوُد هوُ الكحرم ‪ ،‬وهوُ ف الشرع أعم منم الصدقة ‪ ،‬ولذا علرفه بعضهم بأنُه ‪ ) :‬إعطاء ما ينبَغي‬
‫لنم ينبَغي ( لكحنم منم أعظم مظاهره ‪ :‬بذل الال ‪ ،‬وإل فالشهيد يوُد بنفسه ف سبَيل ال تعال ‪ ،‬وفاعل‬
‫الي يوُد بنفسه ف خدمة إخوُانُه ‪ ،‬والعال يوُد بوُقته وعلِّمحه ف سبَيل نُشر العلِّم ‪..‬وكهذا ‪.‬‬
‫الثالثة ‪ :‬تشبَيه جوُد الرسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسم بالريح الرسلِّة ‪ ،‬بل هوُ أجوُد بالي منها ‪ :‬فيه دللة‬
‫علِّىَ أمرينم عظيمحي ‪:‬‬
‫* السرعة ؛ كالريح ‪ ،‬فهوُ سريع ف بذل جوُده ببَذل بدون تلِّكحؤ أو توُاتن * وصف الريح بالرسلِّة إشارة‬
‫ب بالرحة ‪ ،‬وإشارة أيضاد إل عمحوُم النفع بوُده كمحا تعم الريح الرسلِّة جيع منم‬ ‫إل أنا ريح خي ت ل‬
‫ب علِّيه منم البَلد ‪.‬‬
‫تل‬

‫‪484‬‬
‫والن نُنتقل إل الديث عنم الوُضوُع فنقوُل ‪ :‬إن جوُد الرسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ف هذا الشهر‬
‫الكحري ‪ ،‬واقتداءنُا به علِّيه الصلة والسلم ف ذلك ‪ ،‬إلنا جاء ضمحنم دللت خاصة يتص به هذا‬
‫الشهر البَارك ‪ ،‬أهها ‪:‬‬
‫* جوُد ال وعظيم فضلِّه علِّىَ عبَاده ف رمضان ‪.‬‬
‫* مدارسة القرآْن وأثرها علِّىَ النفس وغناها ‪.‬‬
‫* مالسة الصالي وأثرها ف استقامة السلِّوُك وعلِّوُ اللمحة ‪ ،‬ومنم ذلك ‪ :‬أن يبَذل النُسان ما له فيمحا‬
‫ينفعه ‪.‬‬
‫* فضل الصدقة عمحوُماد ‪ ،‬فكحيف إذا كانُت ف رمضان ‪.‬‬
‫ما هي أهم مظاهر الوُد ؟‬
‫أولد ‪ :‬جوُد ال وعظيم فضلِّه علِّىَ عبَاده ف رمضان ‪:‬‬
‫ف الديث الصحيح عنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يقوُل ال عز وجل ‪)) :‬كل عمحل ابنم آْدم له إل‬
‫الصيام فإنُه ل وأنُا أجزي به(( ]‪. [3‬‬
‫فإذا كان جوُد ال تعال عبَاده تيز هذا التمحيز بالنسبَة للِّصائمحي ول شك أن رمضان أفضل الصيام ؛‬
‫لنُه فريضة ‪ ،‬وأحب العمحال إل ال ما افتضه علِّىَ عبَاده فكحيف ل يوُد العبَاد علِّىَ إخوُانم ف هذا‬
‫الشهر الكحري منم هذا الال الذي هوُ أولد هبَة وعطلية منم ال تعال ‪ ،‬ل كمحا قال الكحافر قارون ‪ )) :‬إذلشنا‬
‫رأوذتيترهر شعشلِّىَ ذعهلِّتم ذعنذدي(( )القصص ‪. (78 :‬‬
‫ث إنُه ثانُيا ل شك زأائل ؛ لنُه إما أن يزول عنك ‪ ،‬أ‪ ,‬تزول عنه بالوُت حي يتبَعك مالك مع أهلِّك‬
‫وعمحلِّك فيجع اثنان الال والهل ‪ ،‬وتبَقىَ حبَيس عمحلِّك فقط ‪.‬‬
‫فرسوُل ال صلِّىَ ال كان أجوُد ما يكحوُن ف رمضان ؛ لا يرىً منم جوُد ال تبَارك وتعال ‪.‬‬
‫ثانُيدا‪ :‬مدارسة القرآْن وأثرها ‪ :‬ف هذا الديث ‪ )) :‬وكان يلِّقاه أي جبيل ف كل ليلِّة منم رمضان‬
‫فريدارسه القرآْن(( ]‪. [4‬‬
‫هذه الدارسة تدد له العهد بزيد عن النفس ‪ ،‬وهي ليست للِّحفظ فقط ‪ ،‬فقد كان صلِّىَ ال علِّيه‬
‫وسلِّم يفظ القرآْن‪ ،‬فالدارسة لموُر كثية منها ‪:‬‬
‫* أن رمضان شهر القرآْن ‪.‬‬
‫* أهية الدارسة بشوُع وتدبر وأثر ذلك ف عظم العلِّم والفهم لكحتاب ال تعال ‪.‬‬
‫* أثر القرآْن علِّىَ النفس وغناها ‪ ،‬ومنم ث جوُدها ‪.‬‬
‫س قشهد‬ ‫ومظاهر أثر القرآْن ف النفس كثية جداد – ل يإكحنم إحصاؤها – وال يقوُل ‪ )) :‬شيا أشييتشها اللنا ر‬
‫ضذل اللِّلذه شوبذشرهحشتذذه‬
‫ي * قرهل بذشف ه‬ ‫ذذ‬ ‫شجاءتهركحم لمهوُذعظش ة لمنم لربلركحهم شوذششفاء لشمحا ذف ال ت‬
‫صردوذر شورهددىً شوشرهحش ة لهلِّرمحهؤمن ش‬
‫ذ‬
‫خييةر للما شهيشمحرعوُشن (( )يوُنُس ‪. ( 58 ،57 :‬‬ ‫ك فشيهلِّيشيهفشررحوُاه رهشوُ ش ه‬‫فشبَذشذل ش‬

‫‪485‬‬
‫وأحب أن أقف وقفات قصية متعلِّقة بالقتصاد والال وتقوُي الشياء ف القرآْن ‪:‬‬
‫الوُقفة الول‬
‫ت‬ ‫صشدشقا ذ‬ ‫عللِّمحنا ال ف كتابه اللل والرام وأثرها ف الياة فقال جل شأنُه ‪ )) :‬شيإهشحرق اللِّلهر الهلرشبا شوييرهرذب ال ل‬
‫ب ركلل شكلفاتر أشذثيتم (( )البَقرة‪ (276 :‬وهذا يدتل علِّىَ أمرينم ‪:‬‬ ‫شواللِّلهر لش رذي ت‬
‫* أن جع الال بطريق الربا والرام مهمحا كثر هوُ عند ال محوُق البكة ‪ ،‬وحي يإحق وتحق بركته‬
‫يتحوُل إل وبال علِّىَ صاحبَه ‪.‬‬
‫* أن الصدقات يربيها وينمحيها تعال لعبَاده حت تضاعف أضعافاد كثية‬
‫في ))اللِّقمحة يربيها ال تعال بيده حت تصي مثل جبَل أحد (( ]‪.[5‬‬
‫وهكحذا ‪:‬‬
‫* فالربا ف النهجه القتصادي السلمي يساوي ‪ :‬ل شيء ‪.‬‬
‫* والصدقة ف النهجه القتصادي السلمي تساوي ‪ :‬مضاعفة إل ما ل ناية ‪.‬‬
‫الوُقفة الثانُية‬
‫حي تقوُم الوُجوُدات الت يإلِّكحها النُسان ف الدنُيا ‪ ،‬يأت ف النهجه القرآْن بيان أن هناك شيئماد واحداد ‪،‬‬
‫ن ف العال ‪ ،‬وليس أحد أغن منه إل منم ملِّك مثل ما ملِّك‬ ‫إذا ملِّكحه النُسان يتحوُل إل أغن غ ل‬
‫‪.‬وهذا الشيء ل يقدر بثمحنم ‪.‬‬
‫ب يشيهوُذم‬‫جيعاد وذمثهيلِّشهر معهر ذلييهفتشردواه بذذه ذمنم شعشذا ذ‬
‫ه‬ ‫ض ش ش شش ش‬
‫قال ال تعال ‪ )) :‬إذلن الذذينم شكشفرواه لشوُ أشلن شلم لما ذف الشر ذ ذ‬
‫ه‬ ‫ش ر ه ر‬
‫ب أشذليةم(( )الائدة‪. (36 :‬‬ ‫ذ‬ ‫ذ ذ‬
‫الهقشياشمة شما تريرقبَلشل مهنيرههم شوشلرهم شعشذا ة‬
‫ض شذشهبَاد شولشذوُ افهيتششدىً‬‫وقال تعال ‪ )) :‬إذلن الذذيشنم شكشفررواه شوشماتروُاه شورههم ركلفاةر فشيشلِّنم ييرهقبَشل ذمهنم أششحذدذهم لمهلءر الهر ذ‬
‫ش‬
‫ب أشذليةم شوشما شرلم لمنم لنُاذصذريشنم (( ) آْل عمحران ‪. (91 :‬‬ ‫ك شلرهم شعشذا ة‬ ‫بذذه أرهولشئمذ ش‬
‫فهذا الشيء هوُ ‪ :‬اليإان الصادق ‪ .‬فمحنم كان معه اليإان كمحنم ملِّك أكثر منم ملء الرض ذهبَاد ‪،‬‬
‫كمحا يدل علِّيه مفهوُم هذه اليات ‪.‬‬
‫الوُقفة الثالثة ‪ :‬مالسة الصالي‬
‫كان صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يالس جبيل علِّيه السلم وهوُ يدل علِّىَ عظم وأهية اللِّيس خاصة بالنسبَة‬
‫للغنياء‪.‬‬
‫* فالغن الذي يالس أهل الدنُيا ‪ ،‬ل يد إل الفاخرة بكحثرة الموُال ‪ ،‬فيتأثر بذلك ويزداد طمحعاد‬
‫ويصبَح هه ماراة منم فوُقه منم الغنياء ‪.‬‬
‫* منم يالس أهل الي ‪ ،‬يذكروه بال والدار الخرة ويدلوُه إل الطريق الصحيح والنهجه السديد ف هذه‬
‫الموُال ‪ ،‬ويقربوُه إل ربه وما أعده منم النعيم لعبَاده السني ‪.‬‬
‫الوُقفة الرابعة ‪ :‬فضل الصدقة ‪ ،‬وكيف إذا كانُت ف رمضان ؟‬

‫‪486‬‬
‫اليات ف القرآْن كثية جداد بينت فضل الحسان والصدقات عمحوُماد ‪ ،‬وأما منم السنة ‪:‬‬
‫فعنم عائشة رضي ال عنها قالت ‪ :‬قال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ‪ )) :‬ياعائشة استتي منم النار‬
‫ولوُ بشق ترة ‪ ،‬فإنا تسلد منم الائع مسدها منم الشبَعان(( ]‪. [6‬‬
‫وف رواية لسلِّم ‪ )) :‬منم استطاع منكحم أن يستت منم النار ولوُ بشق ترة فلِّيفعل(( ‪.‬‬
‫وعنم عقبَة بنم عامر رضي ال عنه قال ‪ :‬سعت رسوُل ال صلِّىَ ال يقوُل ‪ )) :‬كل امرئ ف ظل صدقته‬
‫حت يقضىَ بي الناس ‪ .‬قال يزيد ‪ :‬فكحان أبوُ مرثد ل يطئمه يوُم إل وتصدق فيه بشيء ولوُ كعكحة أو‬
‫بصلِّة(( ‪[7].‬‬
‫وعنم أب أمامة رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ‪ )) :‬صنائع العروف تقي‬
‫مصارع السوُء ‪ ،‬وصدقة السر تطفئ غضب الرب ‪ ،‬وصلِّة الرحم تزيد ف العمحر (( ]‪.[8‬‬
‫هذه )سعدي( زأوجة طلِّحة بنم عبَيد ال رضي ال عنهمحا دخل علِّيها زأوجها طلِّحة فرأت منه ثقلد‬
‫فقالت له ‪ :‬مالك ؟ لعلِّك رابك منا شيء فنعتبَك أي نُطلِّب رضاك – قال ‪ :‬ل ‪ ،‬ولنعم حلِّيلِّةر الرء‬
‫ت ‪ ،‬ولكحنم اجتمحع عندي مال ‪ ،‬ول أدري كيف أصنع به ؟ قالت ‪ :‬وما يغلمحك منه ‪ ،‬ادع‬ ‫السلِّم أنُ ذ‬
‫قوُمك فاقسمحه بينهم ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا غلم !ا علِّلي بقوُمي ‪ ،‬فسألت الازأن كم قسم ؟ قال ‪ :‬أربعمحائة ألف‬
‫(( ]‪.[9‬‬
‫الوُقفة الامسة ‪ :‬ما هي أعظم مظاهر الوُد‬
‫كثي منم الناس حصر جوُده ف رمضان فيمحا يسمحىَ بعشىَ الوُالدينم وجعلِّه ف يوُم المحيس فقط ‪ ،‬وهذا‬
‫مع أنُه أراد الي ‪ ،‬إل أنُه قصر منم عدة أموُر ‪:‬‬
‫* أنُه حرم نُفسه وتصدق عنم والديه ‪ ،‬وفضل ال واسع فهذا مثل منم يضحي عنم أموُاته ويتك نُفسه‬
‫ص ذلك ف يوُم معي ‪ ،‬فتحوُل إل عادة مستمحرة لسنوُات ‪ ،‬ويشىَ أن يتحوُل إل بدعة ‪.‬‬ ‫* أنُه خ ل‬
‫* أنُه قصر القضية ف صناعة الطعام ‪ ،‬قد يؤكل وقد ل يؤكل ‪ ،‬خاصة أن بعض الناس يصنع الطعام ‪،‬‬
‫ث يبَحث عمحنم يأكلِّه ‪ ،‬ولا كان الي يعم ف هذا الشهر ‪ ،‬فقد يضطر إل رميه والتخملِّص منه ‪.‬‬
‫لذا ‪ ،‬فأحب أن أذكر نُفسي وإخوُان بأن مظاهر الوُد عديدة ‪:‬‬
‫* فهناك التاجوُن منم الفقراء ف الداخل ‪ ،‬وهناك فقراء كثيون ف الارج ‪ ،‬ول شك أن القربي‬
‫والقريبَي أول ‪ ،‬ولكحنم ف الارج منم هوُ أشلد حاجة ‪.‬‬
‫* وهناك مشاريع الفطار أيضاد ف الداخل والارج وهي والمحد ل كثية ‪.‬‬
‫* وهناك جعيات ومدارس إسلمية منتشرة ‪ :‬وهي تشكحوُ بل إخوُانم السلِّمحي ‪ ،‬ف مقابل نُشاط‬
‫تنصيي مدعوُم ‪.‬‬
‫* والاهدون ف سبَيل ال ف البَوُسنة وف كشمحي وغيها منم بلد السلم باجة إل دعم وتأييد ‪.‬‬
‫* وهناك مراكز تفيظ القرآْن اليية ‪ ،‬وهي كثية جداد ‪.‬‬

‫‪487‬‬
‫ولعل منم ذلك ‪ :‬الستكحثار منم الطعام وقت الفطار بيث يإتلِّئ الوُف منم ذلك ‪ ،‬فل يستفيد منم‬
‫صيامه ف قهر عدو ال الشيطان وكسر الشهوُة‪.‬‬
‫لن الصائم تدارك عند فطره ما فاته ضحوُة ناره ‪ ،‬وربا زأاد علِّىَ ذلك ف ألوُان الطعام حت استمحرت‬
‫العادات بأن تدخر جيع الطعمحة لرمضان ‪ ،‬فيؤكل منها فيه ما ل يؤكل ف عدة أشهر ‪.‬‬
‫ومعلِّوُم أن مقصوُد الصوُم كمحا يقوُل الغزال الوُاء وكسر الوُىً لتقوُىً النفس علِّىَ النفس ‪ ،‬فإذا دفعت‬
‫العدة ومنعت منم أول النهار إل آْخره حت هاجت شهوُتا وقوُيت رغبَتها ث أطعمحت منم اللِّذات‬
‫وأشبَعت ‪ ،‬زأادت لذتا وتضاعفت قوُتا ‪ ،‬وانُبَعثت منم الشهوُات ما عساها كانُت راكدة لوُ تركت علِّىَ‬
‫عادتا ‪.‬‬
‫فروح الصوُم وسلره تضعيف القوُىً الت هي وسائل الشيطان ف العوُد إل الشرور ولنم يصل ذلك إل‬
‫بالقلِّيل ‪ .‬وهوُ أن يأكل أكلِّته الت كان يأكلِّها كل ليلِّة لوُ ل يصم ‪.‬‬
‫فأما إذا جع ما كان يأكل ضحوُة إل ما كان يأكل ليلد ل ينتبَع بصوُمه ‪.‬‬
‫س بالوُع والعطش ويستشعر ضعف القوُىً ‪ ،‬فيصفوُ عند‬ ‫ومنم ذلك ‪ :‬أن ل يكحثر النوُم بالنهار حت ي ل‬
‫ذلك قلِّبَه ‪ ،‬والناس ف هذه اليام خالفوُا ف هذينم ‪.‬‬
‫* نُوُم طوُيل بالنهار ‪ ،‬فل يلسوُن بصوُم ‪.‬‬
‫* وأكل كثي منم ألوُان الطعام ف اللِّيل فل يستشعرون الصيام فتهيجه شهوُاتم وشياطينهم‬
‫________________________________________‬
‫]‪ [1‬رواه البَخماري )‪ (6‬وف غي موُضع ‪.‬‬
‫]‪ [2‬رواه البَخماري )‪ ، (1033‬ومسلِّم )‪. (2307‬‬
‫]‪ [3‬رواه البَخماري )‪ (6‬وف غي موُضع ‪ ،‬والنسائي )‪. (4/125‬‬
‫]‪ [4‬سبَق تريه ‪.‬‬
‫]‪ [5‬رواه البَخماري )‪ (1410‬وف غي موُضع ‪ ،‬ومسلِّم )‪. (1014‬‬
‫]‪ [6‬انُظر ‪ :‬صحيح التغيب )‪ ، (559‬والديث رواه أحد بإسناد حسنم ‪.‬‬
‫]‪ [7‬انُظر ‪ :‬صحيح التغيب )‪ ، (866‬والديث رواه أحد وابنم خزيإة وابنم حبَان والاكم ‪ ،‬وقال ‪:‬‬
‫صحيح علِّىَ شرط مسلِّم ‪.‬‬
‫]‪ [8‬انُظر ‪ :‬صحيح التغيب )‪ ، (880‬والديث رواه الطبان ف الكحبَي بإسناد حسنم ‪.‬‬
‫]‪ [9‬انُظر ‪ :‬صحيح التغيب )‪. (916‬‬
‫يييييييييي‬
‫وأن تصوموا خإيراع لكم‬
‫قبَسات منم كتاب ال‬

‫‪488‬‬
‫خييةر لركحهم ذإن ركنترهم تشيهعلِّشرمحوُشن(( )البَقرة‪.(184:‬‬ ‫القبَس التاسع ‪)) :‬شوشأن تش ر‬
‫صوُرموُاه ش ه‬
‫قد ورد هذا القبَس منم كتاب ال تعال ف آْيات الصوُم‪ ،‬وقد كان الصوُم ف ألول المر ليس واجبَدا‪،‬‬
‫فمحنم شاء صام‪ ،‬ومنم شاء أطعم مسكحيناد فأجزأ ذلك عنه‪ ،‬ث نُزلت الية الت بعد هذه الية فنسخمتها‪،‬‬
‫واستقلر المر علِّىَ الوُجوُب إل أصحاب العذار فقد بلي الشارع حكحمحهم‪ ..‬لكحلنم اليية باقية علِّىَ كلل‬
‫ل‪ ،‬وهي شاملِّة ليي الدنُيا والخرة‪ ،‬وإن كان السلِّم ف الصل إلنا‬ ‫حال للِّقادر علِّىَ الصيام فرضاد ونُف د‬
‫يصوُم امتثالد لمر ال‪ ،‬ورغبَة فيمحا عنده ف الخرة‪ ،‬لكحلنم ذلك ل يإنع منم طلِّب الفوُائد الدنُيوُية ف‬
‫الصيام‪ ،‬وهي فوُائد متنلوُعة؛ صحلية‪ ،‬واجتمحاعلية‪ ،‬واقتصادلية‪ ،‬ونُفسية‪..‬‬
‫فألما الصحلية‪ ،‬فهي كثية جلددا‪ ،‬وطلِّبَاد للختصار أوجزها فيمحا يلِّي‪:‬‬
‫* تقوُية جهازأ الناعة ‪ ،‬وتسي الؤلشر الوُظيفي للِّخمليا اللِّيمحفاوية عشرة أضعاف‪.‬‬
‫* وقاية السم منم تكحلوُن حصليات الكحلِّىَ‪ ،‬إذ يرفع معلدل الصوُديوُم ف الدم‪ ،‬فيمحنع تبَلِّوُر أملح‬
‫الكحالسيوُم‪.‬‬
‫* ترميم السنان والفاظ علِّيها وذلك عند امتناع الصائم عنم تناول الطعام منم طلِّوُع الفجر إل غياب‬
‫الشمحس‪.‬‬
‫* ثبَت طبَياد ف دراسة علِّمحية حديثة ألن حوُال ‪ 80‬ف الئمة منم آْلم الروماتيزم والفاصل تزول بانُتهاء‬
‫شهر رمضان‪ ،‬حيث إلن المتناع عنم الكل والشرب ف نار رمضان يفف منم تراكم الملح والدهوُن‬
‫ف السم‪ ،‬ما يساعد ف الشفاء منم المراض الروماتيزمية‪.‬‬
‫* الساعدة علِّىَ رفع معلدل الكحلِّستول اليد " عال الكحثافة " الذي يقي القلِّب والهازأ الدوري منم‬
‫النوُبات القلِّبَية‪ ،‬والذبة الصدرية‪ ،‬واللِّطات‪.‬‬
‫* زأيادة استجاع الليا التالفة والت انُتهىَ عمحرها الفتاضي‪ ،‬وسرعة إصلح النُسجة خاصة بعد‬
‫الروح‪.‬‬
‫* الساعدة علِّىَ تسي مقاومة الليا للنُسوُلي بالنسبَة لرضىَ الداء السكحري " النوُع الثان " الذينم ل‬
‫يعتمحدون علِّىَ النُسوُلي ف علجهم‪.‬‬
‫* وقاية السم منم أخطار السمحوُم التاكمحة ف خلياه‪ ،‬وبي أنُسجته منم جلراء تناول الطعمحة‬
‫وخصوُصاد الفوُظة والصنعة‪ ،‬وتناول الدوية‪ ،‬واستنشاق الوُاء اللِّلوُث بذه السمحوُم‪.‬‬
‫* الافظة علِّىَ الشبَاب‪ ،‬وتأخي الشيخموُخة‪ ،‬وقد أجريت دراسة ف جامعة نُباسكحا المريكحية علِّىَ‬
‫ممحوُعة منم حيوُانُات التجارب‪ ،‬حيث ت تقلِّيل طعامها بنسبَة الثلِّث‪ ،‬وتقلِّيل كم السعرات الرارلية‬
‫بنسبَة ‪ 40‬ف الئمة يوُميدا‪ ،‬فجاءت النتائجه مذهلِّة‪ ،‬حيث زأاد العلدل العمحري لذه اليوُانُات ‪ 50‬ف الئمة‪،‬‬
‫وتألخرت علمات الشيخموُخة بدرجة كبَية‪ ،‬وقللِّت نُسبَة المراض‪..‬‬
‫هذه بعض الفوُائد الصحلية للِّصيام‪ ،‬وهي غيض منم فيض‪.‬‬

‫‪489‬‬
‫ألما الفوُائد الجتمحاعية؛ فأهها قلِّة نُسبَة الرائم ف حال الصيام‪ ،‬وذلك ألن الصيام يكحبَح جاع النفوُس‬
‫ب صللِّىَ ال علِّيه وسللِّم منم تصفيد مردة اللنم ف‬ ‫ف عنم الشلر‪ ،‬هذا مع ما أخب به الن ل‬ ‫الشريرة‪ ،‬فتكح ل‬
‫رمضان‪.‬‬
‫* وألما الفوُائد القتصادية فمحنم أهها توُفي كمحيات منم الموُال الت تصرف ف شراء الطعمحة التنوُعة‬
‫ونوُها‪.‬‬
‫* وألما الفوُائد النفسلية ‪ ،‬فمحنها‪ :‬تدئة ثوُرة الغريزة النسلية‪ ،‬وخصوُصاد عند الشبَاب‪ ،‬وذلك يقي السم‬
‫منم الضطرابات النفسية والسمحية‪ ،‬والنرافات السلِّوُكية‪ .‬كمحا ألن اللخ أثناء الصيام يفرزأ مادة "‬
‫النُدرفي " الت تعمحل علِّىَ تسكحي العصاب وهدوئها‪..‬‬
‫هذه بعض فوُائد الصيام الدنُيوُلية‪ ،‬وهي ل تتحقلق إل ف حال الصيام الصحيح‪ ،‬خلفاد لا علِّيه كثي منم‬
‫الناس اليوُم منم الكحسل‪ ،‬وكثرة النوُم‪ ،‬والتوُسع ف شراء الطعمحة ف رمضان‪ ،‬والنمحاك ف الكل بعد‬
‫الفطار‪ ،‬والسهر إل ساعات متأخرة منم اللِّيل‪ ،‬فإلن هذا يناف الكحمحة منم الصيام‪ ،‬ول يلقق شيئماد منم‬
‫هذه الفوُائد‪.‬‬
‫خييةر لركحهم ذإن ركنترهم تشيهعلِّشرمحوُشن(( )البَقرة‪.(184:‬‬ ‫وصدق ال جلل ف عله‪ )) :‬شوشأن تش ر‬
‫صوُرموُاه ش ه‬
‫يييييييييي‬
‫من أسرار شهر الصيام‬
‫إخوُة السلم‪ :‬وكم هوُ عظيم شهر الصيام وكم فيه منم حكحم وإسرار يدرك كل صائم منها بسب‬
‫علِّمحه وإيإانُه وتعبَده لوُله‪ ،‬ويكحفيه أنُه باب مشرع لكحل طرق الي‪ ،‬منم صيام وصلة وزأكاة وصدقة‬
‫وذكر ودعاء وتلوة وجوُد وإحسان وصب ويقي واحتساب للجر العظيم ويكحفيه أنُه طريق للِّتقوُىً‪،‬‬
‫والتقوُىً جاع الي وسبَيل الفلح والنجاح‪.‬‬
‫)) شوشمنم يشيتلذق اللِّلهش شهيشعل لهر شمهشرجاد (( ) الطلق ‪. (23:‬‬
‫ذذ‬ ‫ذ‬
‫ي (( ) يوُسف‪.(90:‬‬ ‫صذ هب فشذإلن اللِّلهش لش يرضيرع أشهجشر الهرمحهحسن ش‬ ‫)) ذنُإلهر شمنم يشيتلذق شويذ ه‬
‫كم يكحسر باعث الشهوُة للِّنفوُس عنم السمحوُ‪ ،‬وشهر الصيام يطم كبياء النفس بكحسر باعث الشهوُة‬
‫ف قلِّب العاصي وهذا كمحا قال القرطب رحه ال وجه مازأي حسنم ف تأويل معن قوُله تعال )) شيا أشييتشها‬
‫ب شعشلِّىَ الذذيشنم ذمنم قشيهبَلِّذركحهم لششعلِّلركحهم تشيتليرقوُشن (( ) البَقرة‪. (183:‬‬ ‫ذ‬
‫صشيارم شكشمحا ركت ش‬
‫ب شعلِّشهيركحرم ال ل‬ ‫ذ‬ ‫لذ‬
‫ا ذيشنم آْشمنروُاه ركت ش‬
‫وقيل‪ :‬لتتقوُا العاصي بالصيام ‪ ،‬وقيل‪ :‬وهوُ علِّىَ العمحوُم لن الصيام كمحا ورد جنة ووجاء وسبَب تقوُىً‪،‬‬
‫لنُه يإيت الشهوُات ]‪.[1][1‬‬
‫أجل إن الصيام جنة يتقىَ با الصائم عنم الآث والسيئمات والهلِّكحات الؤدية إل النار كمحا يتقىَ الارب‬
‫بنة حي القتال فيمحنعه القتل ويسلِّمحه منم العدو بإذن ال‪.‬‬

‫‪490‬‬
‫يسد هذا العن رسوُل ال صلِّىَ ال ف اكثر منم حديث ويقوُل‪)) :‬الصيام جنة إذا كان أحدكم صائمحا‬
‫فل يرفث ول يهل‪ ،‬وإن امرؤ قاتلِّه أو شاته فلِّيقل‪ :‬إن صائم –مرتي]‪.(([2][2‬‬
‫وف الديث الخر يقوُل علِّيه الصلة والسلم‪)) :‬الصيام جنة منم النار كجنة أحدكم منم القتال((‪.‬‬
‫وف الديث الثالث‪)) :‬الصيام جنة‪ ،‬وهوُ حصنم منم حصوُن الؤمنم(( ‪.‬‬
‫إخوُة السلم‪ :‬وف شهر الصيام فرصة للِّتخمفيف منم أثقال الوزأار‪ ،‬فيه تطهي للِّنفوُس منم الدران وحاية‬
‫القلِّوُب منم الدران‪ ،‬وهذه وتلِّك قد ل يس بوُاطأتا إل منم أثقلِّت نُفوُسهم العاصي‪ ،‬فضاقت علِّيهم‬
‫الرض با رحبَت‪ ،‬فلِّمحا حل شهر رمضان وصاموُا مع تفريطهم وأحسوُا بانُشراح صدورهم وخفة‬
‫أرواحهم وانُفراج ف كربتهم وأنُس بدل وحشتهم‪ ،‬وذلك بفعل الصيام‪ ،‬وكذلك تتنزل الرحات ف‬
‫رمضان وغي رمضان‪.‬‬
‫فبَشراكم معاشر السلِّمحي بشهر الصيام يرتفع فيه الؤمنوُن درجات وتط به الوزأار عنم أهل السيئمات‪.‬‬
‫ول يزال الصيام بالسلِّم يوُطه ويؤنُسه حت يكحوُن شافعا له لدخوُل النة والنجاة منم النار يوُم القيامة‪،‬‬
‫وكذلك يفعل القرآْن يقوُل النب ‪)) :‬الصيام والقرآْن يشفعان للِّعبَد يوُم القيامة ويقوُل الصيام‪ :‬أىً رب‪،‬‬
‫إن منعته الطعام والشهوُات بالنهار‪ ،‬فشفعن فيه‪ ،‬ويقوُل القرآْن‪ :‬رب منعته النوُم باللِّيل‪ ،‬فشفعن فيه‬
‫فيشفعان(( ‪.‬‬
‫أيها السلِّمحوُن‪ :‬ويدرك منم فقه سر الصيام كم لرمضان منم أثر علِّىَ تريبَة النفس وعبَوُدية الوُارح بقية‬
‫العام‪ ،‬ذلكحم لن شهر رمضان يدرب النفس علِّىَ كثي منم خلل الي فتحيا الراقبَة ل ويشيع الصدق‬
‫ف النفوُس لصدقها مع ال ف الصيام واجتناب الثام وتتطبَع النفوُس بالكحرم والوُد وهوُىً الحسان إل‬
‫التاجي والب بالقربي وتتهذب الخلق‪ ،‬فل تسمحع الذان الرام‪ ،‬ول تنطق اللسنة بالفحش والسب‬
‫ورديء الكحلم‪ ،‬وترب العي علِّىَ عدم استدامة النظر ف الرام‪.‬‬
‫ذلك كلِّه يهدي العارفي والدركي لسبَاب الصوُم أن بإمكحان الرء أن يغي منم واقعه‪ ،‬وإن الفساد‬
‫والرام ليسا ضربة لزأب له وتتحطم أسطوُرة الشيطان الت يوُسوُس با النفوُس حي يوُحىَ لوليائه بنقل‬
‫الطاعات وصعوُبة مارسة اليات وعدم القدرة منم النُفكحاك منم أسر الشهوُات وكذلك ينبَغي أن‬
‫يستثمحر العاقل هذه التوُبة إل ال وأن يسارع بتغيي واقعه إل الحسنم بعد رمضان‪.‬‬
‫ما أحوُج المة إل شهر الصيام يأت ليحسسها بقيمحة الوُقت وأهية ملِّئمه بالطاعات ‪ ..‬والصائم الفطنم‬
‫يقضي سحابة يوُمه ف الذكر والتلوة والصلة والتحسر علِّىَ الوُقت الذي يضيع دونا فائدة وكذلك‬
‫ينبَغي أن يكحوُن السلِّم حريصا علِّىَ وقته ف رمضان وبعد‬
‫رمضان وأن يتخمذ منم حفظ وقته ف رمضان وسيلِّة لفظ أوقاته علِّىَ الدوام‪.‬‬
‫وما أحوُج المة إل شهر الصيام وهوُ يمحع الكحلِّمحة الوُاحدة ويوُحد الصفوُف ويؤلف ويفطر أهل كل‬
‫قطر ف زأمان واحد‪ ،‬إنُه مذكر بوُحدة السلِّمحي ودعوُة إل تآخيهم وتوُادهم وشيوُع البَة بينهم )) إذلشنا‬

‫‪491‬‬
‫الهرمحهؤذمرنوُشن إذهخشوُة (( ‪)) .‬مثل الؤمني ف توُادهم وتراحهم كمحثل السد الوُاحد إذا اشتكحىَ منه عضوُ‬
‫تداعىَ له سائر السد بالسهر والمحىَ((‪.‬‬
‫وهذه الوُحدة تقلِّق العداء فتاهم يسعوُن جاهدينم لتفريق صف السلِّمحي‪ ،‬فهل يفقه السلِّمحوُن قيمحة‬
‫وحدتم ويتداعوُن لمحع كلِّمحتهم‪ ،‬ذلكحم جزء منم أسرار شهر الصيام‪ ،‬وما يعقلِّها إل العالوُن‪.‬‬
‫أيها الصائمحوُن‪ :‬وشهر الصيام فرصة لزيد منم الهتمحام بتبية الهل والولد علِّىَ الب والحسان‬
‫والتقوُىً‪ ،‬فحثهم علِّىَ الصلِّوُات وترغيبَهم ف الصدقات وتدريبَهم علِّىَ الصيام وتشجيعهم علِّىَ كثرة‬
‫الذكر وتلوة القران وسائر الطاعات‪ ،‬كل ذلك يسي ف التبية الوُاجبَة ف كل حال‪ ،‬لن النفوُس لديها‬
‫استعداد ف رمضان أكثر منم غيه منم موُاسم الب وموُاطنم الدعاء وقيام اللِّيل والستغفار بالسحار ما‬
‫قد ل يتوُفر مثلِّه ف سائر الزأمان ‪.‬‬
‫والب الناصح هوُ الذي يستثمحر الفرصا ويذكر بفضلِّها‪ ،‬والم الانُية هي الت تشجع علِّىَ الي وتآزأر‬
‫الب ف تربية البناء‪ ،‬وإذا وقع ف أذهان البَعض أن البوُينم الثاليي ها منم يوُفران للبناء ما يتاج إليه‬
‫أبنائهم فذلك غي صحيح ‪ ،‬فالبوُة الثالية تتحقق ف تربيتهم وحثهم علِّىَ الي خاصة ف هذه اليام‬
‫الفاضلِّة هوُ نُوُع منم الغفلِّة ل تلِّيق‪ ،‬ونُتيجته السارة ل ف الدنُيا فحسب بل وف الدينم‪.‬‬
‫وفانُتبَهوُا لتبية أبنائكحم علِّىَ الدوام خصوُصا ف هذا الشهر الصيام والقيام بزيد منم العناية والهتمحام‪،‬‬
‫فذلك جزء منم واجبَكحم ف وقايتهم منم النار قال تعال‪ )) :‬شيا أشييتشها الذذيشنم آْشمنروُا قروُا أشنُرفشسركحهم شوأشههذلِّيركحهم‬
‫س شواهلذشجاشرةر (( )التحري ‪. (00 :‬‬
‫شنُاراد شورقوُردشها اللنا ر‬
‫وف صلحهم وتوُجيههم نُفع لكحم ف الياة‪ ،‬وحي ترحلِّوُن إل الدار الخرىً‪ ،‬فابنم آْدم إذا مات انُقطع‬
‫عمحلِّه إل منم ثلث‪ ،‬ومنها‪ :‬الوُلد الصال الذي يدعوُ له‪ ،‬وكم هي مأساة أن ترىً الباء والمهات ف‬
‫أيام رمضان مع القائمحي والراكعي الساجدينم ‪ ..‬وأبناؤهم يسرحوُن ويإرحوُن‪ ،‬وربا حصلِّت منهم الذية‬
‫للِّمحصلِّي أو ربا عكحفوُا وعكحفت البَنات معهم علِّىَ مشاهدة ما ليل أو ساع ما حرم ال والزمان زأمان‬
‫رحة‪ ،‬اليام فاضلِّة‪ ،‬والدعوُة‬
‫مستجابة‪ ،‬ومنم تذكر فإنا يتذكر لنفسه‪ ،‬ومنم أساء فعلِّيها‪.‬‬
‫اللِّهم ألمحنا رشدنُا وأهدنُا واهدبنا‪ ،‬وتقبَل صيامنا وقيامنا‪ ،‬واشرح صدورنُا للِّخمي واليإان ونُوُر قلِّوُبنا‬
‫بالقران‪.‬‬
‫الطبَة الثانُية‬
‫إخوُة اليإان‪ :‬وشهر الصيام شهر الوُاساة ‪ ..‬أل ترون الناس أجع غنيهم وفقيهم‪ ،‬ذكرهم‬
‫وأنُثاهم‪،‬صغيهم وكبَيهم يإسكحوُن عنم الطعام والشراب وسائر البَاحات مع توُفرها عند قوُم ونُدرتا عند‬
‫آْخرينم أفل يوُحي ذلك للِّقادرينم أن بإمكحانم أن يتنازألوُا عنم بعض ما يإلِّكحوُن إل غيها منم التاجي‪.‬‬

‫‪492‬‬
‫ولئمنم نُسىَ النعمحوُن أو غلِّفوُا عنم حوُائجه التاجي طوُال العام وما كان لم أن ينسوُه فشهر الصيام ف‬
‫كثرة إطعام الطعام وإفطار الصائمحي‪ ،‬وكم هوُ مشهد إيإان مبَب للِّنفس هذه الجتمحاعات المحاعية‬
‫علِّىَ الفطار‪.‬‬
‫وهذه الشروعات الية بإذن ال لطعام الصائمحي تلِّك الت تنتشر ف الساجد أو خارج الساجد‪،‬‬
‫فيشعر السلِّم بقرب أخيه منه وحنانُه والتآلف والتوُاضع والصلِّة والحسان‪ ،‬وتزداد عظمحة الشهد كلِّمحا‬
‫زأادت مساحة التجمحع وكثر التاجوُن ‪ ،‬وتبَلِّغ قمحتها ف السجد الرام بكحة أو ف السجد النبَوُي ف‬
‫الدينة‪.‬‬
‫ومنم مظاهر الساواة ف شهر رمضان قضاء الدينم عنم الديني وفك الرقاب علِّىَ الغارمي وتفريجه‬
‫الكحربات للِّمحعسرينم‪ ،‬وشهر الصيام يقوُي عزائم هؤلء وأولئمك ليهيمحوُا علِّىَ وجوُههم بثا عنم أهل الي‬
‫لسد حاجتهم‪ ،‬وعلِّىَ الوُسرينم أن تطيب نُفوُسهم با يوُدون به لؤلء منم صدقات فضل عنم دفعهم‬
‫للِّزكاة الوُاجبَة‪ ،‬ول ضي ف التحري والدقة والسؤال والعرفة ول سيمحا ف أهل الزكاة والستحقي لا‪.‬‬
‫وشهر رمضان فرصة للِّمحوُاساة مع شعوُب العال السلمي ‪ ...‬تلِّك الت أثخمنتها الراح‪ ،‬وعز فيها‬
‫الطعام أو قل فيها الكحساء أو توُفر لم الشراب أو الدواء‪ ،‬كل ذلك حت تغزوهم بالفكحار وتقدم لم‬
‫البَادئ الكحافرة وتصرفهم عنم السلم الق‪.‬‬
‫أوليس ف غفلِّة السلِّمحي عنم إخوُاهم فرصة لنجاح مهمحة هؤلء البالسة الاكرينم ‪ ..‬أولسنا جيعا‬
‫نُتحمحل مسئموُلية أي انراف يقع نُتيجة تراجعنا عنم الساعدات الوُاجبَة وتقدم غينُا ؟‬
‫أما منم يتضوُر جوُعا أو يتقلِّب ف قمحم البَال البَاردة ول يتوُفر عنده ما يقيه شدة البد فتلِّك مسؤولية‬
‫أخرىً يتحمحلِّها السلِّمحوُن بإزأاء إخوُانم السلِّمحي‪.‬‬
‫يا إخوُة السلم ‪ :‬إذا توُفرت لكحم العلِّوُمات عنم حاجة هذه الشعوُب السلِّمحة وتوُفرت لكحم اليدي‬
‫والمحعيات السلمية واليئمات الوُثوُقة الت توُصل هذه الصدقات إل متاجيها‪ ،‬فأي عذر لكحم ف‬
‫الحجام عنم الساعدة‪ .‬أولستم ف شهر الصيام تتذكرون حاجة النفس إل الطعام حي صوُمكحم وقرقعة‬
‫بطوُنُكحم؟ وتتذكرون حاجتها إل الشرب حي يبَس الشفاه وشدة العطش؟ فتتسلِّوُن بقرب الفطار‬
‫وتوُفره‪ ،‬فتذكروا حاجة هؤلء التاجي ل ف رمضان فحسب‪ ،‬وتذكروا أن هؤلء منتظرون مدد السمحاء‬
‫وإعانُات السني وأهل الب والوُفاء‪.‬‬
‫أولستم ف فصوُل الشتاء تبَحثوُن عنم الفرش الوُثية لتحتمحوُا با منم لسع البد القارصا؟ فتذكروا منم‬
‫يشعرون بشعوُركم ويتاجوُن لاجتكحم أو أشد لكحنهم ل يإلِّكحوُن ما به يتدثرون وينتظرون العوُن منم أفاء‬
‫ال علِّيهم وفتح علِّيهم ما ل يفتح علِّىَ غيهم‪.‬‬
‫شهر الصيام جدير بتذكينُا بذه العان وأكثر لنم تأمل وتدبر‪ .‬أما الذينم ينتهي تفكحيهم ف الصيام عند‬
‫المساك عند الفجر‪ ،‬والفطار عند تقق الغروب دون إحساس بالكحمحة والسر العظيم منم وراء ذلك‪،‬‬

‫‪493‬‬
‫فمحا فقه هوُلء حكحمحة الصيام‪ ،‬وما بال حاجة أن يدع الرء طعامه وشرابه دون أن يوُرثه ذلك تقوُىً‬
‫تدعوُه لفعل اليات وتنأىً به عنم الرمات وتذب نُفسه وترقق مشاعره وتفف منم حدة الشح أو‬
‫البَخمل الصاحبَة للِّنفوُس ف غياب التقوُىً ‪.‬‬
‫يييييييييي‬
‫شهر الصوم‬
‫ت أعمحاذلنا ‪ ,‬مهنم‬ ‫إلن المحشد لذلِّه نمحده ونُستعينه ‪ ,‬ونُستغفره ‪ ,‬ونُعوُذر بالذ منم شروذر أنُفسنا ‪ ,‬ومنم سيلئما ذ‬
‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫ي له ‪.‬‬ ‫ذ‬
‫ريهده الر فل رمضشل لهر ‪ ,‬ومهنم يضلِّل فل هاد ش‬
‫ك له وأشهرد ألن ممحداد عبَدهر ورسوُله ‪ )).‬شيا أشييتشها الذذيشنم آْشمنروُا اتليرقوُا‬ ‫وأشهرد ألن ل إله إل ال وحدهر ل شري ش‬
‫س اتليرقوُا شربلركحرم الذذي‬ ‫ذ‬ ‫ذل‬ ‫ذذ‬
‫اللِّهش شحلق تريشقاته شول شرتوُترلنم إل شوأشنُهيترهم رمهسلِّرمحوُشن (( )آْل عمحران‪ )). (102:‬شيا أشييتشها اللنا ر‬
‫ل‬
‫ث ذمهنيرهشمحا ذرشجالد شكذثياد شونُذشساءد شواتليرقوُا اللِّلهش الذذي تششساءشرلوُشن‬ ‫س شواذحشدةت شوشخلِّششق ذمهنيشها شزأهوشجشها شوبش ل‬ ‫شخلِّششقركحهم ذمهنم نُشيهف ت‬
‫بذذه شواهلشهرشحاشم إذلن اللِّلهش شكاشن شعلِّشهيركحهم شرقذيبَاد (( )النساء‪)) . (1:‬شيا أشييتشها الذذيشنم آْشمنروُا اتليرقوُا اللِّلهش شورقوُلروُا قشيهوُلد‬
‫صلِّذهح لشركحهم أشهعشمحالشركحهم شويشيهغذفهر لشركحهم ذررنُوُبشركحهم شوشمهنم يرذطذع اللِّلهش شوشررسوُلشهر فشيشقهد شفاشزأ فشيهوُزأاد شعذظيمحاد ((‬
‫شسديداد * ير ه‬
‫ذ‬
‫)الحزاب‪. (7071 :‬‬
‫ي ممحتد ? وشلر الموُذر رمدثارتا ‪ ,‬وكلل‬ ‫ب ال ‪ ,‬وخشي الدي هد ر‬
‫ذ‬
‫أما بعد ‪ :‬فإن أصدشق الديث كتا ر‬
‫مدثتة بدعة ‪ ,‬وكلل بدعتة ضللة ‪ ,‬وكلل ضللتة ف النار ‪.‬‬
‫أما بعرد أيها السلِّمحوُن ‪:‬‬
‫ففي يوُمنا هذا نُسعد بلِّوُل شهرنُا العظيم‪ ,‬شهر الصيام‪ ,‬والقيام وقراءة القرآْن‪ ,‬وحب الساكي وبلِّوُل‬
‫هذا الشهر الكحري تطر ف بالك تلِّك الية الكحمحة الت فرض ال تعال منم خللا الصيام بقوُله ‪ )) :‬شيا‬
‫ب شعشلِّىَ الذذيشنم ذمهنم قشيهبَلِّذركحهم لششعلِّلركحهم تشيتليرقوُشن (( )البَقرة‪:‬‬ ‫ذ‬
‫صشيارم شكشمحا ركت ش‬ ‫ب شعلِّشهيركحرم ال ل‬ ‫ذ‬ ‫لذ‬
‫أشييتشها ا ذيشنم آْشمنروُا ركت ش‬
‫‪. ( 183‬‬
‫فإهن كان الصيام مفروضاد علِّىَ منم سبَقنا منم المم فإنُه منم الطبَيعي جداد أهن ريفرض علِّىَ هذه المة‬
‫ض علِّيها الهاد ف سبَيل ال لتقرير منهجه ف الرض‪ ,‬وللِّقوُامة علِّىَ‬ ‫خاصدة‪ ,‬وهي المة الت رفر ش‬
‫البَشرية‪ ,‬وللِّشهادة علِّىَ الناس ‪.‬‬
‫فالصوُم هوُ مال تقرير الرادة الازأمة‪ ,‬ومال اتصال النُسان بربه وموُله اتصال طاعة وانُقياد‪ ,‬كمحا أنُه‬
‫مال الستعلء علِّىَ ضرورات السد كلِّها‪ ,‬واحتمحال ضغطها وثقلِّها إيثاراد لا عند ال منم الرضىَ‬
‫والتاع‪ ,‬وهذه كلِّها عناصةر لزأمة ف إعداد النفوُس لحتمحال مشقات الطريق الفروش بالعقبَات‪,‬‬
‫والشوُاك‪ ,‬والذي تتناثر مع جوُانُبَه الرغبَات والشهوُات والذي تتف لسالكحيه آْلف الغريات والثبَطات‪,‬‬
‫ب شعشلِّىَ الذذيشنم‬ ‫ذ‬
‫صشيارم شكشمحا ركت ش‬ ‫ب شعلِّشهيركحرم ال ل‬ ‫ذ‬ ‫لذ‬
‫ومنم خلل الية الكحريإة قوُله تعال ‪ )) :‬شيا أشييتشها ا ذيشنم آْشمنروُا ركت ش‬
‫ذمهنم قشيهبَلِّذركحهم لششعلِّلركحهم تشيتليرقوُشن(( )البَقرة‪ . (183:‬يلِّحظ اللِّبَيب الفطنم التدبر لكحتاب ال يلِّحظ الغاية الت‬

‫‪494‬‬
‫منم أجلِّها شرع الصوُم أل وهي تقيق ثرته وجن علِّته تلِّك الت أشار إليها القرآْن بقوُله ‪ )) :‬لششعلِّلركحهم‬
‫تشيتليرقوُشن (( ‪.‬‬
‫فالتقوُىً هي الت تستيقظ ف القلِّوُب‪ ,‬وتيح با الضمحائر‪ ,‬وتسعد با النفوُس‪ ,‬وهي تؤدي هذه الفريضة‬
‫العظيمحة طاعة ل‪ ,‬وإيثاراد لرضاه ‪ ,‬والتقوُىً هي‪ :‬الت ترس القلِّوُب وتفظ النفوُس منم مظلت الفتم‪,‬‬
‫ووساوس الشياطي ‪ ,‬والخماطبَوُن بذا القرآْن يدركوُن مقام التقوُىً عند ال‪ ,‬ووزأنا ف ميز انُه سبَحانُه‪,‬‬
‫فهي غاية تتطلِّع إليها أرواحهم‪ ,‬وتشتاقها نُفوُسهم‪ ,‬وهذا الصوُم أداة منم أدواتا وطريق موُصل إليها فإن‬
‫ل يثمحر الصوُم خشيةد ف القلِّوُب‪ ,‬وإرهافاد ف الشعوُر وتل عنم الذنُوُب‪ ,‬ونُدماد علِّىَ العمحار الهدرة‬
‫والسني البَعثرة إهن ل يثمحر الصوُم هذا كلِّه أو جلِّه فهوُ مضيعة للِّوُقت‪ ,‬وتبَديد للِّجهد فيمحا ل فائدة فيه‬
‫وإهن ل يثمحر الصوُم عزماد صادقدا‪ ,‬ويقيناد واثقاد علِّىَ التوُبة النصوُح‪ ,‬والستقامة علِّىَ الدىً‪ ,‬والعزيإة علِّىَ‬
‫ع الصائرم طعامه وشرابه ‪.‬‬ ‫التقىَ‪ ,‬فلِّيس ل حاجه بأهن يد ش‬
‫أيها السلِّمحوُن ‪ :‬لقد أساء الكحثيون فهم السلم‪ ,‬واتذوا أجل عبَادته وأعظم شعائره اتذوها عبَادات‬
‫جوُفاء ل روح فيها‪ ,‬ول تأثي لا‪ ,‬بل إنا أقرب للِّعادات منها للِّعبَادات‪ ,‬وإل فمحا معن أهن يتحوُل أعظم‬
‫شهوُر هم وأنُفس أوقاتم شهر الصيام والقيام‪ ,‬شهر بدتر‪ ,‬وفتح مكحة‪ ,‬ما معن أهن يتحوُل ذلك الشهر‬
‫العظيم إل شهر السوُاق الزدحة ؟ والشوُارع الكحتظة‪ ,‬والوُائد المحتدة بألوُان السراف والتبَذير‪ ,‬وما‬
‫معن أهن يتحوُل أعظم الشهوُر وأقدس الدهوُر إل شهر لعرض الفتنة ؟ وإثارة الغرائز‪ ,‬وتدمي الخلق‪,‬‬
‫لقد نُتجه عنم سوُء فهم السلم‪ ,‬وسوُء فهم شعائره ومقاصده ومراميه‪ ,‬ما تعانُيه المة كلِّها منم الذل‬
‫والوُان‪ ,‬وتسلِّط العداء يسوُموُنا سوُء العذاب ‪ ,‬ويسفكحوُن دمائها‪ ,‬ويستبَيحوُن ويدنُسوُن عقائدها‪,‬‬
‫ويعبَثوُن بأخلقها‪ ,‬وقيمحها‪ ,‬بل إنم ليمحارسوُن وصاية ذليلِّة علِّىَ شعوُبا‪ ,‬ويرسوُن للمة سياساتا‪,‬‬
‫ويوُجهوُن زأمام الموُر فيها وصدق فينا قوُل القائل ‪:‬‬
‫ب تيةم ول يستأمرون وهم شهوُرد‬ ‫وريقضىَ المرر حي تغي ر‬
‫لقد آْن الوان أهن تستيقظ المة منم رقدتا ‪ ,‬وتتخملِّص منم غفلِّتها وتراجع دينها مبَعث قوُتا‪ ,‬وسر‬
‫نضتها‪ ,‬ومصدر عزيإتها ‪ )) :‬أششله يشأهذن لذلِّلذذيشنم آْشمنروُا أشهن شتهشششع قريرلِّوُبيررههم لذذذهكذر اللِّلذه شوشما نُشيشزشل ذمشنم اهلشلق شول‬
‫ت قريرلِّوُبيررههم شوشكثذية ذمهنيرههم شفاذسرقوُشن ((‬ ‫يركحوُنُروُا شكالذذينم رأوتروُا الهذكحشتا ذ‬
‫ب مهنم قشيهبَرل فششطاشل شعلِّشهيذهرم اهلششمرد فشيشقشس ه‬ ‫ش‬ ‫ش‬ ‫ش‬
‫)الديد‪. (16:‬‬
‫أل يأن لشبَاب المة أن يصطلِّحوُا مع ربم‪ ,‬ويعوُدوا إل رشدهم‪ ,‬ويعوُا حقيقة دورهم‪ ,‬أل يأن لشبَاب‬
‫المة أن يدركوُا ما ريطط لم‪ ,‬وما يراد بم‪ ,‬منم أولئمك يعبَثوُن بعقائدهم‪ ,‬ويسخمرون منم قيمحهم‬
‫وأخلقهم‪ ,‬ويضيعوُن زأهرة شبَابم ف الفنم والرياضة‪ ,‬وبذل الوُلءت لا‪ ,‬أل يأن لشبَاب المة أن يثأروا‬
‫لسلمهم الريح‪ ,‬وعقيدتم المحتهنة‪ ,‬وكرامتهم الهدرة‪ ,‬أل يأن للباء والشيوُخ أهن يغتنمحوُا بقية‬
‫أعمحارهم‪ ,‬وناية آْمالم‪ ,‬فيلِّتمحسوُا رضىَ ربم وعفوُ بارئهم ف ساعات السحر‪ ,‬وانُتظار الصلة بعد‬

‫‪495‬‬
‫الصلة‪ ,‬وإصلح البَيوُت‪ ,‬وتفقد السر‪ ,‬وتعاهد البناء بالنصح والرعاية والتوُجيه‪ ,‬أل يأن للِّذينم آْمنوُا‬
‫أهن تشع قلِّوُبم لذكر ال وما نُزل منم الق‪ ,‬أجيبَوُا بربكحم أجيبَوُا أل يأن لنا أهن نُستغل مناسبَة كهذه‬
‫نُثب فيها إل رشدنُا‪ ,‬ونُصلِّح ما بيننا وبي ربنا‪ ,‬ونُعاهده سبَحانُه ف هذا الكحان الطيب البَارك‪ ,‬وف‬
‫هذا اليوُم الفضيل خي يوُم طلِّعت فيه الشمحس ف هذا الشهر الكحري‪ ,‬شهر القرآْن‪ ,‬وليلِّة القدر نُعاهده‬
‫سبَحانُه علِّىَ التوُبة منم كل ذنُب‪ ,‬والندم علِّىَ كل خطيئمة‪ ,‬والعزيإة علِّىَ الرشد والستقامة ‪ )) :‬قرهل شيا‬
‫جيعاد ذنُإلهر رهشوُ الهغشرفوُرر‬ ‫ذعبَاذدي الذذينم أشسرفروُا عشلِّىَ أشنُهيرفذسذهم ل تشيهقنشطروُا ذمنم رهحذة اللِّلذه إذلن اللِّله ييهغذفر التذرنُوُب شذ‬
‫ش‬ ‫شش ر‬ ‫هشش‬ ‫ه‬ ‫ش ش ش هش ش‬
‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫صرروشن * شواتلبَذعروُا أشهحشسشنم شما أرنُهذزشل‬ ‫ب رثل ل تريهن ش‬ ‫اللرحيرم * شوأشنُيبَروُا إذشل شربلركحهم شوأشهسلِّرمحوُا لشهر مهنم قشيهبَذل أشهن يشأهتيشركحرم الهشعشذا ر‬
‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫س شيا شحهسشرشتىَ شعشلِّىَ شما‬ ‫ب بشيهغتشةد شوأشنُهيترهم ل تشهشعررروشن * أشهن تشيرقوُشل نُشيهف ة‬‫إذلشهيركحهم مهنم شربلركحهم مهنم قشيهبَذل أشهن يشأهتيشركحرم الهشعشذا ر‬
‫ي * أشهو‬ ‫ذ‬ ‫ب اللِّلذه وإذهن ركهنت لشذمحنم اللساذخذرينم * أشو تشيرقوُشل لشوُ أشلن اللِّله هشداذن لشركحهن ذ‬ ‫ت ذف شجهن ذ‬
‫ت مشنم الهرمحتلق ش‬ ‫ر‬ ‫شش‬ ‫ه‬ ‫ش ه‬ ‫ر ش‬ ‫ش‬ ‫فشيلرطه ر‬
‫ت ذشبا‬ ‫ك آْشياذت فششكحلذبه ش‬ ‫ي * بشيشلِّىَ قشهد شجاءشته ش‬ ‫ذذ‬ ‫ذ‬
‫ب لشهوُ أشلن ذل شكلردة فشأشركوُشن مشنم الهرمحهحسن ش‬ ‫ي تشيشرىً الهشعشذا ش‬
‫ذ‬
‫تشيرقوُشل ح ش‬
‫س ذف‬ ‫لذ‬ ‫لذ‬ ‫ذ ذ‬ ‫ذذ‬ ‫واستشهكحبَيرت وركهن ذ‬
‫ت مشنم الهشكحافريشنم * شويشيهوُشم الهقشياشمة تشيشرىً ا ذيشنم شكشذبروُا شعشلِّىَ اللِّه رورجوُرهرههم رمهسشوُلدة أشلشهي ش‬ ‫ش ه شه ش ش ش‬
‫ىً لذهلِّرمحتششكح لذبيشنم * شوييرنشلجي اللِّلهر الذذيشنم اتليشقهوُا ذبششفاشزأذتذهم ل شيإشتسرهرم التسوُءر شول رههم شهيشزرنُوُشن (( )الزمر‪:‬‬ ‫شجشهنلشم شمهثوُ د‬
‫‪. (5361‬‬
‫هذا كلم ربنا فهل نُفقه ما يقوُل سبَحانُه ؟ وهل نُقبَل نُصحه جل جلله ؟ أم نُظل فريسة للِّشيطان‪,‬‬
‫يتلعب بنا كيف يشاء‪ ,‬ويسخمر منم عوُاطفنا‪ ,‬ويوُهنم عزائمحنا‪ ,‬ويقوُض إرادتنا‪ ,‬إل مت نُظل أسرىً‬
‫لشهوُاتنا‪ ,‬وضحايا لرغبَاتنا ونُتناسىَ هادم اللِّذات‪ ,‬ومفرق المحاعات‪ ,‬ومضيق الصدور‪ ,‬ومدخل القبَوُر‪.‬‬
‫أيها السلِّمحوُن‪ :‬هذا رمضان حل بكحم أياماد معدودات‪ ,‬وسيحل قريبَاد أو عنه ترحلِّوُن‪ ,‬فأينم السارعوُن‬
‫للِّخميات‪ ,‬والبَادرون بالصدقات أينم الراحوُن للِّضعفاء ؟ القاصدون للِّفقراء ؟ أينم الوُاصلِّوُن للِّقربات‪,‬‬
‫الكحثرون منم القربات ؟ أينم العافوُن عنم الرام ؟ الزاهدون ف الثام ؟ أينم الاجرون للِّمحوُبقات ؟ التاركوُن‬
‫ضوُا فششمحا‬ ‫للِّمححرمات؟ أينم العلِّمحاء العاملِّوُن ؟ والدعاة الخملِّصوُن ؟ هذا شهرهم وهذا أوانم )) فشذإهن أشهعشر ر‬
‫ك إذلل الهبَلغر وذإلنُا إذشذا أششذقهيشنا ا هذلنُهساشن ذملنا رهحةد فشذرح ذبا وإذهن تر ذ‬ ‫ذ‬
‫صهبَيرههم شسيلئمشة‬ ‫شش ش ش ش‬ ‫ش‬ ‫ش ش‬ ‫أشهرشسهلِّشناشك شعلِّشهيذههم شحفيظاد إذهن شعلِّشهي ش‬
‫ت أشيهذديذههم فشذإلن اهلنُهشساشن شكرفوُةر (( )الشوُرىً‪(48:‬‬ ‫شبا قشلدشم ه‬
‫ذ‬
‫بارك ال ل ولكحم بالقرآْن العظيم‪ ،‬ونُفعن وأليا كم بالذكذر الكحيم‪ ،‬واستغفر ال ل ولكحم نُإلهر هوُ الغفوُرر‬
‫الرحيم ‪.‬‬
‫الطبَة الثانُية‬
‫ض ويرفع‪ ,‬ويضرر وينفع‪ ,‬أل إل الذ تصير الموُر‪ .‬وأرصلِّي وأسلِّرم علِّىَ الرحذة‬ ‫المحد ل ريعطي ويإنع‪ ,‬ويف ر‬
‫الهداة‪ ,‬والنعمحذة السداة‪ ,‬وعلِّىَ آْلذه وأصحابه والتابعي ‪ .‬ألما بعرد‪:‬‬
‫ر‬
‫أيها السلِّمحوُن‪ :‬فهذه بعض أحكحام الصيام أسوُقها للِّتذكي با‪ ,‬وامتثال لقوُله تعال ‪ )) :‬لشتربَشييلينرينلهر لذلِّلناذس‬
‫شول تشهكحتررمحوُنُشهر (( )آْل عمحران‪. (187:‬‬

‫‪496‬‬
‫فمحنم أحكحام الصيام وجوُب تبَييت النية منم اللِّيل‪ ,‬وتكحفي نُية واحدة لصيام الشهر كلِّه علِّىَ الصحيح‬
‫منم قوُل العلِّمحاء‪ ,‬ومنم أحكحام الصيام سقوُطه عنم الريض فإن كان مرضه ملزأماد له ل يرجىَ زأواله‬
‫فيطعم عنم كل يوُم مسكحيندا‪ ,‬ومثلِّه الكحبَي الرم العاجز عنم الصوُم‪ ,‬وألما إهن كان الرض يرجىَ زأواله‪,‬‬
‫والشفاء منه فيلِّزم القضاء منم غي إطعام‪ ,‬وما يب معرفته ألن الرض إهن ل يكحنم شاقاد أو ضاراد بالريض‬
‫فل يوُزأ له الفطر بتاتدا‪ ,‬وأما السافر فيجوُزأ له الفطر حت وإن ل يشق علِّيه الصوُم‪ ,‬أما الذينم يتحايلِّوُن‬
‫ت الصوُم‬ ‫بالسفر منم أجل الفطر علِّىَ الطريق لقطعهم ف السفار ففطرهم حرام ل يوُزأ‪ ,‬وأما مفسدا ر‬
‫فسبَعة ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬المحاعر ف نار رمضان ‪ :‬فمحنم جامع امرأته بطل صوُمه ولزمته الكحفارة الغلِّظة‪ ,‬وهي عتق رقبَة‪,‬‬
‫فإن ل يد فصيام شهرينم متتابعي‪ ,‬فإن ل يستطع‪ ,‬فإطعام ستي مسكحيناد ‪.‬‬
‫والثان ‪ :‬منم مفسدات الصوُم‪ :‬إنُزال الن ببَاشرة أو نوُها ‪.‬‬
‫والثالث ‪ :‬الكل والشرب‪ :‬سوُاءد عنم طريق الفم‪ ,‬أو النُف بطريقة طبَيعية‪ ,‬أو صناعية ‪.‬‬
‫الرابع‪ :‬ما كان بعن الكل والشرب‪ :‬كالبر الغذية‪ ,‬وأما غي الغذية فل تفطر ‪.‬‬
‫الامس ‪ :‬التقيؤ عمحددا‪ :‬فإن ل يتعمحده صح صوُمه ول شيء علِّيه ‪.‬‬
‫السادس ‪ :‬خروج دم اليض والنفاس‪ :‬ولوُ قبَل الغرب بيسي ‪.‬‬
‫السابع ‪ :‬إخراج الدم بالجامة‪ :‬أو ما يشابها‪ ,‬كالعضد ونوُه ‪.‬‬
‫وهذه الفطرات كلِّها ل تفطر الصائم إل بثلثة شروط ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬أن يكحوُن عالاد بالكحم ‪ ,‬وعالاد بالوُقت غي جاهل ‪.‬‬
‫الثان ‪ :‬أن يكحوُن ذاكراد غي نُاتس ‪.‬‬
‫الثالث ‪ :‬أن يكحوُن متاراد غي مكحره ‪.‬‬
‫ك لذشة‬ ‫ت‪ ،‬وراحةد بعد الوُ ذ‬ ‫اللِّهلم إلنُا نُسأرلك إيإانُاد يبَاشر قلِّوُبنا‪ ،‬ويقيناد صادقدا‪ ،‬وتوُبةد قبَل الوُ ذ‬
‫ت‪ ،‬ونُسألر ش‬ ‫ش‬ ‫ر ر‬
‫ك ف غذي ضراءش رمضرة‪ ،‬ول فتنةد مضلِّة‪،‬‬ ‫ك الكحرذي‪ ,‬والشوُق إل لقائذ ش‬ ‫النظذر إل وجه ش‬
‫اللِّهلم زأينا بزينذة اليإاذن‪ ،‬واجعلِّنا رهدادة مهتدينم‪,‬ل ضالشي ول رمضلِّي‪ ,‬بالعروف آْمرينم‪ ,‬وعنم النكحر‬
‫ب العالي‪ ,‬أل وصلِّوُا وسلِّمحوُا علِّىَ منم رأمرت بالصلة علِّيه‪ ،‬إمام التقي‪ ،‬وقائد الغلر الجلِّي‬ ‫نُاهي‪ ،‬يا ر ل‬
‫وعلِّىَ ألذه وصحابته أجعي‪.‬‬
‫وأرض اللِّهلم عنم اللِّفاذء الراشدينم أب بكحتر وعمحر وعثمحان وعلِّي ‪.‬‬
‫اللِّهلم آْمنا ف الوطاذن والردور‪ ،‬وأصلِّذح الئمحةش وولةذ الموُذر‪ ,‬يا عزيرز يا غفوُر‪ ,‬سبَحان ربك رب العزة‬
‫عمحا يصفوُن ‪.‬‬
‫يييييييييي‬
‫أي رمضان رمضانك ؟!‬

‫‪497‬‬
‫لطالا حدثنا أنُفسنا باهتبَال فرصة رمضان‪ ،‬ولكحم منيناها بصلحها فيه ‪ ،‬ولطالا عاهدنُا أنُفسنا قبَل‬
‫س متشوُقتة‪ ،‬ولكحنم كلِّمحا أتىَ قضىَ الشيطان علِّىَ‬ ‫دخوُله بأوبتة حقتة‪ ،‬وتوُبتة صادقتة‪ ،‬ودمعتة حارتة‪ ،‬ونُف ت‬
‫س المارةر بالسوُء بعهدها وغدرت‪ ،‬فثابت لياتل ورجعت أيام ث عادت لسالف‬ ‫المنية‪ ،‬وخاست النف ر‬
‫عهدها كان ل تغنم بنوُر رمضان وضيائه‪...‬‬
‫ي رمضاتن يكحوُرن رمضارنُك هذه الرة‬ ‫وها ننم أيها الحبَة ف ال يطالعنا شهةر وموُسةم منم الي جديد فأ ر‬
‫؟!ا‪ ..‬هل هوُ رمضارن السوُفي الكحسلنُي ؟!ا أم رمضان السارعي الدينم ؟!ا‬
‫هل هوُ رمضان التوُبة أم رمضان الذشذقوُة‪ ،‬هل هوُ شهرر النعمحذة أم شهرر النقمحة؟!ا‬
‫هل هوُ شهر الصيام والقيام ؟!ا أم شهر الوُائد والفلم واليام ؟!ا!ا‬
‫هذا ما يعتلِّجه بالفوُأد ويدور باللِّد ؟!ا‬
‫هاهوُ هلل رمضان قد حل ووجه سعده قد طل ‪ ..‬رمضان هل هلله‪ ،‬وخيمحت ظلله‪ ،‬وهيمحنم جلله‪،‬‬
‫وسطع جاله‪ ،‬لقد أظلِّنا موُسم كري الفضائل‪ ،‬عظيم البَات والنوُائل ‪ ،‬جلِّيل الفوُائد والكحارم‪...‬‬
‫ت الي ونُسائم الرحة والرضوُان ‪ ،‬فمحا ألذها منم أيام معطرتة بالذكر والطاعة‪،‬‬ ‫أيام وليال رمضان‪ :‬نُفحا ر‬
‫وما أجلِّها منم لياتل منوُرتة بابتهالت الراغبَي وحني التائبَي‪.‬‬
‫ىً لذلِّلناذس‬ ‫ذذ‬
‫ضاشن ا ذي أرنُهذزشل فيه الهرقهرآْرن رهد د‬
‫لذ‬
‫رمضان‪ :‬النحةر الربانُية‪ ،‬والبَةر اللية‪ ،‬قال تعال‪ )) :‬ششههرر شرشم ش‬
‫صهمحهر شوشمهنم شكاشن شمذريضاد أشهو شعشلِّىَ شسشفتر فشعذلدة ذمهنم‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ت ذ‬
‫شوبشييليشنات مشنم اهلرشدىً شوالهرفهرشقان فششمحهنم ششذهشد مهنركحرم اللشههشر فشيهلِّيش ر‬
‫أشلياتم أرشخشر يرذريرد اللِّلهر بذركحرم الهيرهسشر شول يرذريرد بذركحرم الهعرهسشر شولذترهكحذمحلِّروُا الهعذلدشة شولذترشكحبَليرروا اللِّلهش شعشلِّىَ شما شهشداركهم شولششعلِّلركحهم‬
‫تشهشركحرروشن (( )البَقرة‪.(185:‬‬
‫ضلِّت تفضيل‬ ‫شهةر يفوُق علِّىَ الشهوُر بلِّيلِّتة منم ألف شهر فر ل‬
‫طوُب لعبَتد صشح فيه صيامه ودعا الهيمحشنم بكحردة وأصيل‬
‫وبلِّيلِّه قد قاشم يتم ورشده متبَتلد لله تبَتيل‬
‫ب الصالوُشن رمضاشن علِّىَ قلِّة الزيارة‪ ،‬وطوُل الغياب‬ ‫رمضان‪ :‬أشررف الشهوُر‪ ،‬وأيارمه أحلِّىَ اليام ‪ ،‬يعات ر‬
‫ل‪:‬‬‫‪ ،‬فيأت بعد شوُتق ويشذفرد بعد فراق فيجيبَه لسان الال قائ د‬
‫أهلد وسهلد بالصيام يا حبَيبَا زأارنُا ف كل عاهم‬
‫ب مفعمحركحل حب ف سوُىً الوُل حراهم‬ ‫قد لقيناك ب ت‬
‫فاقبَل اللِّهم رب صوُمنا ث زأدنُا منم عطاياك الساهم‬
‫ل تعاقبَنا فقد عاقبَنا قلِّق أسهرنُا جنح الظلم‬
‫صا الخرةذ الت تمحل ف طياتا غفراشن الذنُوُب وغسشل الوُب‪!..‬ا!ا‬ ‫أخي البَيب‪ .‬إن رمضاشن فرص ة منم فر ذ‬
‫وكم تر بنا الفرصا وننم ل نُشعر‪ ..‬هذه فرصة وما أعظمحها‪ ،‬تمحرل سعادةش النُسان البدية فأينم‬
‫البَادرون‪ ،‬وأينم السارعوُن ‪..‬‬

‫‪498‬‬
‫إن الصيام هوُ الدرسة الت يتعلِّرم منها السلِّمحوُن‪ ,‬ويتهذب فيها العابدون ويتحنث فيها التنسكحوُن‪..‬‬
‫جاء شهرر الصيام بالبكات* فأكرم به منم زأائتر هوُ آْت‬
‫نُعم إنُه شهر البكات والرحات‪ :‬فرمضان شهر الطاعة والقرب‪ ،‬والب والحسان‪ ،‬والغفرة والرحة‬
‫والرضوُان ‪ ،‬والعتق منم النيان‪ :‬ففي الصحيحي عنم أب هريرة رضي ال عنه عنم النب صلِّىَ ال علِّيه‬
‫وسلِّم قال‪ )) :‬إذا دخل رمضان رفتحت أبوُاب النة وغرلِّقت أبوُاب جهنم ورسلِّرسلِّت الشياطي(( ‪.‬‬
‫وعنه رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ‪ )) :‬إذا كان أورل ليلِّتة منم رمضاشن‬
‫صفدت الشياطي ومردة النم وغرلِّقت أبوُاب النيان فلِّم يفتح منها باب وينادي مناد‪ :‬ياباغي الي أقبَل‬
‫ي وابرنم ماجةش والنسائري وحسنهر‬ ‫وياباغي الشر أقصر‪ ،‬ول عتقاء منم النار وذلك ركشل ليلِّة(( رواه التمذ ر‬
‫ن‪.‬‬‫اللبَا ر‬
‫ب وتكحلفر‬
‫س‪ ،‬ويدفع إل اكتساب الامد‪ ,‬والبَعد عنم الفاسد‪ ،‬به رتغفر الذنُوُ ر‬ ‫الصيارم يرصلِّح النفوُ ش‬
‫السيئمات وتزدارد السنات‪ ،‬يقوُل الصطفىَ صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪)) :‬منم صام رمضان إيإانُاد واحتساباد‬
‫غفر له ما تقدم منم ذنُبَه(( متفق علِّيه‪.‬‬
‫ب لتكحفي الذنُوُب والسيئمات إل الكحبَائر قال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪:‬‬ ‫نُعم ياعبَد ال ‪ :‬رمضارن سبَ ة‬
‫)) الصلِّوُات المحس والمحعة إل المحعة ورمضان إل رمضان مكحفرات لا بينهلنم إذا اجتنبَت الكحبَائر ((‬
‫رواه مسلِّم ‪.‬‬
‫وقال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ‪ )) :‬فتنة الرجال ف أهلِّه وماله وجاره تكحفرها الصلة والصوُم والصدقة((‬
‫متفق علِّيه‪.‬‬
‫رمضان فيه إجابةر الدعوُات وإقالةر العثرات قال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪ )) :‬لكحل مسلِّتم دعوُة مستجابة‬
‫يدعوُ با ف رمضان (( ويقوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ‪ )) :‬ثلثة لترد دعوُتم‪ :‬الصائم حت يفطر‪،‬‬
‫والمام العادل‪ ،‬ودعوُة الظلِّوُم(( رواه أحد‪.‬‬
‫ي رمضاتن يكحوُرن رمضانُك‪ ،‬وتلِّك هي نُعمحة رمضان فمحاذا أنُت فاعل وما ذا‬ ‫هذه هي فرصة رمضان فأ ر‬
‫أنُت صانُع‪:‬‬
‫أتىَ رمضارن مزرعةر العبَاد لتطهيالقلِّوُب منم الفساد‬
‫فأد حقوُقه قوُلد وفعلد وزأادشك فاتذهر للِّمحعاد‬
‫ب وما سقاها تأوه نُادماد يوُشم الصاذد‬ ‫فمحنم زأرع البَوُ ش‬
‫إن شهراد بذه الصفات وتلِّك الفضائل والكحرمات لرىً بالهتبَال والهتمحام ‪ ،‬فهل هيأت نُفسك أخي‬
‫السلِّم لستقبَاله وروضتها علِّىَ اغتنامه ؟!ا‬

‫‪499‬‬
‫عنم أب هريرشة قال‪ :‬قال‪ :‬رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪ )) :‬قد جاءكم شهر رمضان ‪ ،‬شهر مبَارك ‪،‬‬
‫ب النة ويغلِّرق فيه أبوُاب الحيم ‪ ،‬وتغرل فيه الشياطي ‪ ،‬فيه ليلِّة‬ ‫افتض ال علِّيكحم صيامه يفترح فيه أبوُا ر‬
‫خي منم ألف شهر منم رحذرشم خيها فقد رحذرهم ((‪ .‬رواه أخرج أحرد والنسائري وصححه اللبَان‪.‬‬
‫لقد كان الرسوُرل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يبَشر أصحابه بقدوم رمضان وإتيانُه ركل ذلك شحذاد للِّهمحم‬
‫وإذكادءا للِّعزائم وتيئمةد للِّنفوُس‪ ،‬حت رتسشنم التعامل مع فرصذة رمضان ‪ ،‬وحت ل تفوُتا‪ ,‬وهذا شأن‬
‫السلِّف الصال رحهم ال تعال قال معلِّىَ ابرنم الفضذل عنم السلِّف أنم كانُوُا يدعوُن ال جل وعل ستة‬
‫أشهر أن يبَلِّغهم رمضان ويدعوُنُه ستةد أخرىً أن يتقبَلِّه منهم ‪ ،‬وقال ييح برنم كثتي – رحه ال – كان‬
‫منم دعائهم ‪ :‬اللِّهم سلِّمحن إل رمضان وسلِّم ل رمضان وتسلِّمحه من فتقبَلِّه ‪.‬‬
‫أيها الحبَة ف ال ‪ :‬قدوم رمضان تلِّوُ رمضان يدل علِّىَ تعاقب اليام‪ ،‬فاليام تضي والسنوُن تري‬
‫وركةل إل داع الوُت سيصغي‪:‬‬
‫ي تنظرر‬ ‫تر بنا اليام تتىً وإنا *** نُسارق إل الجال والع ر‬
‫ب الكحدرر‬ ‫ب الذي مضىَ *** ول زأائةل هذا الشي ر‬ ‫فل عائةد ذاك الشبَا ر‬
‫عبَاد ال ‪ :‬هاهوُ شهر العزة والكحرامة ‪ ،‬شهر الهاد والنصر‪ ،‬شهر الدية والعزيإة‪ ,‬هاهوُ قد أتىَ فهل آْن‬
‫ض عنها غبَاشر التبَعية‪ ،‬هل آْن لا أن ترفشع عنم نُفسها أسبَاب الذلة والوُان‪.‬‬ ‫للمة أن تنف ش‬
‫لقد زأارنُا رمضان مرات عديدة ‪ ،‬فمحا زأارنُا ف مرة إل وجدنُا أسوُأ منم العام الذي قبَلِّه ‪ ،‬أمةم متناثرةة‪،‬‬
‫ت مفرقةة‪ ،‬المة ف مساغبَها‬ ‫تم مدقةة‪،‬وشهوُا ة‬ ‫ب متصارعة‪ ،‬وف ة‬ ‫ب متناثرة ‪ ،‬ودوةل متقاطعةة‪ ،‬وأحزا ة‬ ‫وقلِّوُ ة‬
‫وماعاتا وأمراضها‪..‬‬
‫رمضان أتىَ بياته وبركاته فكحيف حال الناس بل كيف حال المة السلمية ‪ ،‬رمضان آْتىَ والمةر تيد‬
‫ض البَاركةر تعان الذلة والوُان ‪ ،‬رمضان آْت والمة ل‬ ‫با الرض جراءش تسلِّط العداء علِّىَ ديارها‪ ،‬الر ر‬
‫زأالت تغالب الصلِّيب ف أفغانُستان والعراق ‪،‬واليهوُد ف فلِّسطي‪ ،‬واللاشد والشيوُعيةش ف الشيشان‪،‬‬
‫وتقاسي المرينم وهي توُصم ظلِّمحاد وزأوراد بالغلِّوُ والتطرف والرهاب‪.‬‬
‫ي رمضان يكحوُن رمضانُك؟ وما هوُ استعدادك وما هي مراسم استقبَالك له‪.‬‬ ‫رمضان آْت يا عبَد ال فأ ر‬
‫فالناس ف استقبَاله أقسام‪ :‬فهل أنُت يا أخي منم القسم الفرح بقدومه لنُه يزداد به قرب وزألفىَ إل ربه‬
‫صردوذر‬‫س قشهد شجاءشتهركحهم شمهوُذعظشة ذمهنم شربلركحهم شوذششفاءة لذشمحا ذف ال ت‬ ‫جل وعل‪ ،‬وهذا شأن الؤمني‪ )) :‬شيا أشييتشها اللنا ر‬
‫خييةر ذ لما شهيشمحرعوُشن(( )يوُنُس‪:‬‬
‫ك فشيهلِّيشيهفشررحوُا رهشوُ ش ه‬
‫ذ‬
‫ضذل اللِّلذه شوبذشرهحشتذذه فشبَذشذل ش‬
‫ي* قرهل بذشف ه‬ ‫ذ ذذ‬
‫ىً شوشرهحشة لهلِّرمحهؤمن ش‬
‫شورهد د‬
‫‪. (57،58‬‬
‫ونُبَينا ممحد صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم علِّىَ رأس هؤلء يقوُل ابنم عبَاس رضي ال عنهمحا ‪ )) :‬كان رسوُل ال‬
‫صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أجوُشد الناس‪ ،‬وكان أجوُشد ما يكحوُن ف رمضان‪ ،‬حي يلِّقاه جبيل ف كل ليلِّة‪،‬‬
‫فيدارسه القرآْن‪ ،‬فلِّرسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أجوُد بالي منم الريح الرسلِّة(( متفق علِّيه‪.‬‬

‫‪500‬‬
‫وهناك صنف ثان وأعيذك بال منم حاله ل يعرف ربه إل ف رمضان فل يصلِّي ول يقرأ القرآْن إل ف‬
‫رمضان‪ ,‬وهذه توُبة زأائفة ومادعة وتسوُيةلر منم الشيطان وبئمس القوُم الذينم ل يعرفوُن ال إل ف‬
‫رمضان‪ ..‬ويا حسرة علِّىَ أقوُام تعساء يستقبَلِّوُنُه بالضجر والتضايق والرج علِّىَ أنُه شهر جوُع ناري‬
‫وشبَع ليلِّي ‪ ..‬إن بعض العصاة يراونُه مانُعاد لم منم شهوُاتم ومنم مأربم البَاطلِّة فهم كالذئاب ف اللِّيل‬
‫تعوُي وكاليف ف النهار توُر كمحا يوُر الثوُر‪.‬‬
‫وياعجبَاد هل يتأفف منم شهر الرضوُان والرحة !ا!ا ل وال بل هوُ شهر الي والنعمحة والبكة‪ ،‬إن الوُاحد‬
‫منم هؤلء هداهم ال ريس بالرمان منم الشهوُات ولذلك تراهم إذا قدم رمضان غشي فرحي بقدومه لن‬
‫هؤلء يريدون أن يغتفوُا منم حأة اللِّذة الرمة حت لقد قال بعض التعساء منم أولد اللِّفاء كمحا ذكره‬
‫الافظ ابنم رجب ف الوُظائف‪:‬‬
‫دعان شهر الصوُم ل كان منم شهر** ول صمحت شهراد بعده آْخر الدهر‬
‫فلِّوُ كان يعدين النُام بقوُة علِّىَ الشهر** لستعديت قوُمي علِّىَ الشهر‬
‫ت ومازأال كذلك‬ ‫ت وكرا ت‬‫والذي حصل لذا الشاب أن ابتله ال برض الصرع فكحان يصرع ف اليوُم مرا ت‬
‫ر هش ر‬
‫حت مات قبَل أن يصوُم رمضان الخر‪ ،‬نُسأل ال تعال حسنم التام ‪.‬‬
‫أيها السلِّم ‪ :‬إن منم نُعم ال تعال علِّيك أن ملد ف عمحرك وملد ف أنُفاسك وجعلِّك تدرك خيات هذا‬
‫الشهر العظيم‪ ،‬فاحدوا ال عبَاد ال أن بللِّغكحم‪ ،‬واشكحروه علِّىَ أن ألخركم إليه وملكحنكحم‪ ،‬فكحم منم طامتع‬
‫غ هذا الشهر فمحا بلِّغه‪ ،‬كم مؤلمل إدراشكه فمحا أدركه‪ ،‬فاجأه الوُت فأهلِّكحه‪.‬‬ ‫بلِّوُ ش‬
‫صمحناه وكم عزيز علِّينا‬
‫ب لنا أضجعناه‪ ،‬ر‬ ‫أيها السلِّمحوُن‪ :‬بلِّغناه وكم حبَيب لنا فقدنُاه‪ ،‬أدركناه وكم قري ت‬
‫دفناه‪.‬‬
‫يا ذا الذي ما كفاه الذنُب ف رجب ***حت عصىَ ربه ف شهر شعبَان‬
‫لقد أظلِّك شهر الصوُم بعدها *** فل تصيه أيضاد شهر عصيان‬
‫واتل القرآْن وسبَح فيه متهداد *** فإنُه شهر تسبَيح وقرآْن‬
‫كم كنت تعرف منم صام ف سلِّف *** منم بي أهل وإخوُان وجيان‬
‫أفناهم الوُت واستبَقاك بعدهم حياد *** فمحا أقرب القاصي منم الدان‬
‫يا عبَ دشد ال ‪ :‬يا أمةش ال ‪ ،‬هل يأت علِّيكحمحا رمضان وأنُتمحا ف قوُةت وعافيتة ؟ فكحم منم إنُسان صام رمضان‬
‫ض‪ ،‬هل يأت علِّيك‬ ‫الفائت ف عافيتة وصحة وقوُة يأت علِّيه رمضان القابل وهوُ قعيرد الفراش أسير الر ذ‬
‫رمضان وأنُت ف أمنم وأمان علِّىَ نُفسك واهلِّك ومالك‪.‬‬
‫يا عبَد ال يا منم تعيش آْمناد مستقراد تتلِّذذ بيات ال ذخل نُفسك واحداد منم هؤلء الذينم يصوُموُن وهم‬
‫رأسارىً أو يتسحرون ويفطرون علِّىَ الدود وف اللجئ ‪ ،‬ذخل نُفسك واحداد منم أولئمك الذينم يتاجوُن‬
‫إل الفطر دفاعاد عنم اللِّة والدينم‪ ،‬ذخل نُفسك جائعاد مطرداد شريداد كمحا يصل للِّمحسلِّمحي الفلِّسطيني‬

‫‪501‬‬
‫ط الكحفار‬‫وغيهم منم السلِّمحي ف غي ما مكحان الذينم يعانُوُن آْلم الصار والتشرذم والشتات وتسلِّ ش‬
‫والفجار‪.‬‬
‫رمضان شهر الشعوُر بإخوُانُك السلِّمحي فأي رمضان رمضانُك‪ :‬هل شعرت بإخوُانُك ف أقاصي الرض‬
‫ومغاربا لبد للِّمحسلِّم الصائم أن يشعر بآلم السلِّمحي ‪ ،‬وأن يستشعر حال إخوُانُه ف كل مكحان‪ ،‬فإذا‬
‫جاع تذكر أن آْلف البَطوُن جوُعىَ تنتظر لقمحةد فهل منم مطعم ‪ ،‬وهوُ إذا عطش تذكر أن آْلف‬
‫الكبَاد عطشىَ تنتظر قطردة منم الاء فهل منم ساقي‪ ،‬وهوُ إذا لبَس تذكر أن آْلف الجساد قد لقها‬
‫العري فهل منم كاسي ‪ ،‬يشعر بنعمحة ال جل وعل علِّيه أن أعطاه السحوُر والفطار وغيه مروم ‪ ،‬أن‬
‫ألبَسه وغيه عاتر‪ ،‬فالمحد ل علِّىَ نُعمحائه‪.‬‬
‫ي رمضان رمضانُك هل اتذت منه فرصة لتبية نُفسك علِّىَ العبَادة ‪ :‬فالصيام‬ ‫رمضان شهر العبَادة فأ ر‬
‫يربينا علِّىَ العبَادة فلِّئمنم كان السلِّم يعبَد ربه جل وعل ف سائر شهوُره وأيامه إل أنُه يأخذ ف رمضان‬
‫ت اليإان والخلصا حت يقوُىً علِّىَ ما تبَقىَ منم‬ ‫دوردة عبَاديةد يزيد فيها منم جرعات الطاعة ونُكحها ذ‬
‫الشهوُر ويعل هذه الفرصة منطلِّقاد إل فعل اليات تقوُل عائشة رضي ال عنها‪ " :‬كان رسوُل ال‬
‫صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يتهد ف رمضان ما ل يتهد ف غيه " أخرجه مسلِّم‪.‬‬
‫وليال رمضان تاج ليال العام‪ ،‬ودجاها ثينة بظلِّمحائها‪ ،‬فيها تصفوُ الوقات وتلِّوُ الناجاة‪ ،‬قال صلِّىَ‬
‫ال علِّيه وسلِّم‪ )) :‬أفضرل الصلة بعد الفريضة صلةر اللِّيل ((‪ ,‬ورمضارن شهر القيام يقوُل النب صلِّىَ ال‬
‫علِّيه وسلِّم ‪ )) :‬منم قام رمضان إيإانُاد واحتساباد رغفر له ما تقدم منم ذنُبَه(( متفق علِّيه‪.‬‬
‫وقيام رمضان أمر مشروع فعلِّىَ السلِّم أن يرصا علِّىَ أداء صلة التاويح وأن يكحمحلِّها مع المام حت‬
‫ينصرف ‪ ،‬قال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ‪ )) :‬منم قام مع إمامه حت ينصرف كتب له قيام ليلِّة (( ‪ ،‬رواه‬
‫أهل السننم وهوُ صحيح ‪.‬‬
‫فلِّلِّه المحد والنة يقوُرم الصلِّي ساعةد منم اللِّيل مع المام فكحأنا قام اللِّيل كلِّه‪.‬‬
‫ول نُنسىَ أيها الخوُة الهتمحام بالفرائض أولد والوُاظبَة علِّيها ف الساجد جاعة‪ ،‬فال عز وجل يب‬
‫التقرب إليه بالفرائض‪ ،‬فل نُنسىَ الفرض ونتم بالنوُافل والستحبَات‪.‬‬
‫رمضان شهر النفحات والبكات ‪ :‬فلِّمحاذا ل نُقوُم رمضان ‪ ،‬لاذا ل نرب لذة القران ‪ ،‬ولذة الناجاة‬
‫والدعاء ‪ ،‬لاذا ل نرب وقت السحار وهجيع اللِّيل لاذا ل نُنطرح بي يدي موُلنُا ‪ ،‬فربنا ينزل ف ثلِّث‬
‫اللِّيل الخي نُزولد يلِّيق بلله وعظمحته يعرض نُفحاته ورحاته فلِّمحاذا ل نُتعرض لرحات ال!ا!ا‬
‫قم ف الدجىَ واتل الكحتاب *** ول تنم إل كنوُمة حائر ولان‬
‫فلِّربا تأتىَ النية بغتة *** فتساق منم فرش إل أكفان‬
‫يا حبَذا عينان ف غسق الدجىَ *** منم خشية الرحنم باكيتان‬
‫فال ينزل ركشل آْخر ليلِّة *** لسمحائه الدنُيا بل نُكحران‬

‫‪502‬‬
‫ب مهنم نُادان‬ ‫ب أجي ر‬ ‫فيقوُرل هل منم سائتل فأجيشبَه *** فأنُا القري ر‬
‫ولكحنم يا حسردة علِّىَ الرومي ‪ ،‬ويا حسردة علِّىَ الفتوُنُي الذينم يعلِّوُن وقت السحر ووقت الستغفار‬
‫ت يا‬ ‫ت والوُمسا ذ‬ ‫وقت نُزول اللي فرصةد للِّعب واللِّهوُ ومشاهدة القنوُات وتقلِّيب البصار ف الغانُيا ذ‬
‫حسردة علِّىَ العبَاد!ا!ا ‪.‬‬
‫رمضان شهر التقوُىً فأي رمضان يكحوُن رمضانُك ‪ :‬هل دربنا نُفوُسنا ووطناها علِّىَ هجر العاصي‬
‫فرمضان فرصة لتك الذنُوُب‪ :‬فالعن السامي للِّصيام أنُه يمحع بي التقوُىً السية والتقوُىً العنوُية فمحنم‬
‫ذ‬ ‫لذ‬ ‫ت‬
‫ب شعلِّشهيركحرم‬‫أخل بوُاحدة منهمحا فمحا استكحمحل الصيام ‪ ،‬ولذا قال جل وعل ‪ )) :‬شيا أشييتشها ا ذيشنم آْشمنروُا ركت ش‬
‫ب شعشلِّىَ الذذيشنم ذمهنم قشيهبَلِّذركحهم لششعلِّلركحهم تشيتليرقوُشن(( )البَقرة‪.(183:‬‬ ‫ذ‬
‫صشيارم شكشمحا ركت ش‬
‫ال ل‬
‫يؤكد هذا العن أيها الصوُام قوُل النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪ )) :‬منم ل يدع قوُل الزور والعمحل به فلِّيس‬
‫ل حاجة ف أن يدع طعامه وشرابه (( رواه البَخماري ‪.‬‬
‫قال بعض السلِّف‪ :‬أهوُن الصيام‪ :‬ترك الطعام والشراب ‪.‬‬
‫فيا أهل اللِّهوُ والعبَث ويا أهل البامجه والفوُازأير والسابقات نُبَيكحم صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يقوُل‪ )) :‬ليس‬
‫الصيام منم الكل والشرب إنا الصيام منم اللِّغوُ والرفث (( رواه ابنم حبَان‪.‬‬
‫هذا هوُ الصيام فإذا تقق فيه ذلك كان جنةد منم العاصي ‪ ،‬الصيام الذي ل يإنعك منم النظر إل الرام‬
‫والسب والشتم والتلحي والصام والغيبَة والنمحيمحة والقيل والقال والوُلوُغ ف العراض فلِّيس بصيام‪ ،‬إنا‬
‫الصيام منم اللِّغوُ والرفث إذا تقق هذا كان جنةد منم العاصي وبالتال جنةد ووقايةد منم النار قال صلِّىَ ال‬
‫علِّيه وسلِّم‪ )) :‬الصيام جنة يستجنم با العبَد منم النار (( رواه أحد وحسنه اللبَان ‪.‬‬
‫ث ول يفسهق ول يههل فان سابه أحةد‬ ‫وقال أيضاد ‪ )) :‬الصيام جنة فإذا كان يوُرم صوُم أحدكم فل يرف ه‬
‫فلِّيقل إن صائم (( رواه الشيخمان ‪.‬‬
‫وعنم أب هريرة رضي ال عنه قال ‪ :‬قال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ‪ )) :‬رب صائم ليس له منم‬
‫صيامه إل الوُع ورب قائم ليس له منم قيامه إل السهر (( رواه ابنم ماجة وصححه اللبَان‪.‬‬
‫ب اللِّيرل جابرر برنم عبَد ال رضي ال عنه ‪ :‬إذا صمحت فلِّيصم سعك وبصرك ولسانُك عنم‬ ‫وقال الصحا ر‬
‫الكحذب والارم ودع عنك أذىً الار وليكحنم علِّيك وقاةر وسكحينة ول يكحهنم يوُرم صوُذمك ويوُرم فطذرك‬
‫ي ف كلمه‪،‬‬ ‫سوُادء‪ .‬ويقوُل المام أحد رحه ال‪ :‬ينبَغي للِّصائم أن يتعاهد صوُشمه منم لسانُه‪ ،‬ول يإار ش‬
‫ب أحددا‪.‬‬ ‫ظ صوُمنا ول نُغتا ر‬ ‫كانُوُا إذا صاموُا قعدوا ف الساجد وقالوُا‪ :‬نف ر‬
‫إذا ل يكحنم ف السمحع من تصاون وف بصري غض وف منطقي صمحت‬
‫فحظي إذن منم صوُمي الوُع والظمحا فإن قلِّت إن صمحت يوُمي فمحا صمحت‬
‫الطبَة الثانُية‬

‫‪503‬‬
‫ت ماضية ليستغلِّوُا‬ ‫أيها الحبَة‪ :‬وإذا كان سلِّف المة يستعدون لرمضان بمحتم عالية وعزائم قوُيتة وإرادا ت‬
‫ش‬ ‫ش‬
‫رمضان ف طاعة ال ليجعلِّوُه منطلِّقاد للِّخميات ومنطلِّقاد إل التوُبة وإصلح النفس والال‪.‬‬
‫ومع ذلك فإنُنا ند عجبَاد منم بعض الناس يستعدون لرمضان‪ ،‬ولكحنم با ريفسد علِّىَ الناس صوُمهم‬
‫ويهدم أخلقهم ويبَعدهم عنم تسس واستشعار معان الصيام والقيام‪ ،‬فيستعدون باللِّهوُ والعبَث وبا‬
‫يفسد حرمة هذا الشهر الكحري‪ ..‬يستعدون لنا بالسرحيات وبالسلِّسلت وبالفلم الت وإن ل تكحنم‬
‫هابطة أو خالعة أو عارية – كمحا يقوُلوُن فل تعدوا عنم كوُنا مبَعددة للِّناس عنم صوُمهم وقيامهم‬
‫وعبَاداتم!ا!ا‬
‫إنا مسلِّسلت جعلِّت هدفها الستهزاء بسنة سيد الرسلِّي والسخمرية بعبَاد ال الصالي وماربة ثوُابت‬
‫الدينم فمحردة يغمحزون اللِّحية والغية وتارة يتجوُن علِّىَ الرم للِّمحرأة ال‪ ..‬نُاهيك عنم تصوُيرهم للِّمحستقيم‬
‫علِّىَ دينه التمحسك بسنة نُبَيه بصوُرة البلِّة والوُسوُس والتناقض !ا!ا أما ظهوُر الفاتنات منم النساء‬
‫فحدث ول حرج ‪.‬‬
‫يسبَوُن دينم ال ف شهر صوُمهم *** فعنم دينهم صاموُا وبالكحفر أفطروا‬
‫وبعض الفتوُنُي يدير الريإوُت علِّىَ أجساد العرايا ففي اللِّيلِّة الوُاحدة يدور الوُاحد منهم علِّىَ العال شرقاد‬
‫وغرباد يفسد صيامه بالنظر الرام وباللِّهوُ الرام وبالفعل الرام‪.‬‬
‫إنُن أقوُل لنم ابتلِّوُا بذه القنوُات أو اللت أو بتضيع أوقاتم فيمحا ل يفيد ول ينفع لاذا ل نُفكحر أن‬
‫نُبَدل السيئمة بالسنة ‪ ،‬لاذا ل نُغتسل باء التوُبة النصوُح منم حأة الطايا ‪ ،‬لاذا ل نعل هذا الشهر‬
‫الكحري بداية لن نجر هذه القاذورات سيمحا ونُفوُسنا مهيئمة للِّخميات ‪.‬‬
‫لعلِّها أيها الحبَة ف ال أن تكحوُن بداية النهاية إن شاء ال لكحل شيء يبَعد عنم ال ويسخمطه‪ ،‬ولعلِّها‬
‫أن تكحوُن بداية النُطلقة القيقية ف السارعة إل اليات وإرضاء رب الرض والسمحاوات‪.‬‬
‫رمضان شهر التوُبة فأي رمضان يكحوُن رمضانُك ‪ :‬صعد رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم النب فقال‪:‬‬
‫)) آْمي‪ ،‬آْمي‪ ،‬آْمي " فقيرل‪ :‬يا رسوُل ال ‪ ،‬إنُك صعدت النب فقلِّت‪ :‬آْمي آْمي آْمي !ا!ا فقال صلِّىَ‬
‫ال علِّيه وسلِّم ‪ " :‬إن جبيل علِّيه السلم أتان فقال‪ :‬منم أدرك شهشر رمضان فلِّم ريغفر له فدخل النار‬
‫فأبعده ال قل‪ :‬آْمي‪ ،‬قلِّت‪ :‬آْمي (( أخرجه ابرنم خزيإة وابرنم حبَان انُظر صحيح التغيب والتهيب)‬
‫‪.(2/625‬‬
‫فالوُشحىَ الوُشحىَ قبَل أن ل توُبة رتنال‪ ،‬ول عثرةش رتقال‪ ،‬ول ريفدىً أحد بال‪ ،‬فرحثوُا حزم جزمكحم‪ ،‬وشدوا‬
‫لشبَد عزمكحم‪ ،‬وأروا ال خياد منم أنُفسكحم‪ ،‬فبَالد فازأ منم فازأ‪ ،‬وبالعزم جازأ منم جازأ‪ ،‬واعلِّمحوُا أن منم دام‬
‫ب أملِّه‪ ،‬وتلقق فشلِّه‪..‬‬
‫كسلِّه خا ش‬

‫‪504‬‬
‫ب‬
‫يا عبَد ال ‪ :‬هذا أوان الد إن كنت مددا‪ ،‬هذا زأمان التعلبَد إن كنت مستعداد ‪ ،‬هذا نُسيم القبَوُل ه ل‬
‫ب‪ ،‬هذا باب الي مفتوُح لنم أحب‪ ،‬هذا زأمان الياب‪ ،‬هذا‬ ‫ب ‪،‬هذا الشيطان ك ل‬ ‫‪ ،‬هذا سيل الي ص ل‬
‫مغتسةل بارد وشراب‪ ،‬رحة منم الكحري الوُهاب‪ ،‬فأسرعوُا بالتاب ‪ ،‬قبَل إغلق البَاب‪.‬‬
‫فبَادر الفرصة‪ ،‬وحاذر الفوُتة‪ ،‬ول تكحنم منم أب‪ ،‬وخرج رمضان ول ينل فيه الغفران والن ‪.‬‬
‫هاهوُ موُسم التوُبة والنُابة‪ ،‬فبَاب التوُبة مفتوُح‪ ،‬وعطاء ربك منوُح‪ ،‬فمحت يتوُب منم أسرف ف الطايا‬
‫وأكثشر منم العاصي إن ل يتب ف شهر رمضان؟!ا ومت يعوُد إن ل يعد ف شهر الرحة والغفران؟!ا فبَادر‬
‫بالعوُدة إل ال‪ ،‬واطرق باشبه‪ ،‬وأكثر منم استغفاره‪ ،‬واغتنم زأمشنم الرباح‪ ،‬فأيام الوُاسم معدودة‪ ،‬وأوقات‬
‫الفضائل مشهوُدة‪ ،‬وف رمضان كنوُزأ غالية‪ ،‬فل تضليعها باللِّهوُ واللِّعب وما ل فائدة فيه‪ ،‬فإنُكحم ل‬
‫تدرون مت ترجعوُن إل ال‪ ،‬وهل تدركوُن رمضان الخر أو ل تدركوُنُه؟ وإن اللِّبَيب العاقل منم نُظر ف‬
‫حاله‪ ،‬وفلكحر ف عيوُبه‪ ،‬وأصلِّح نُفسه قبَل أن يفجأه الوُت‪ ،‬فينقطع عمحلِّه‪ ،‬وينتقل إل دار البزأخ ث إل‬
‫دار الساب‪.‬‬
‫جعل ال صيامنا صياما حقيقيا مقبَوُلد وجعلِّه إيإانُا واحتسابا إيإانُا با عنده‪ ،‬واحتسابا لثوُابه‪ ،‬كمحا أسأله‬
‫تعال أن يعلِّنا وإياكم وسائر السلِّمحي منم صام الشهر‪ ،‬واستكحمحل الجر‪ ،‬وفازأ بلِّيلِّة القدر‪ ،‬كمحا أسأله‬
‫أن يعلِّنا منم يصوُموُنُه ويقوُموُنُه إيإانُاد واحتسابدا‪ .‬اللِّهم اكتب صيامنا ف عداد الصائمحي وقيامنا ف‬
‫عداد القائمحي ‪.‬‬
‫وبال التوُفيق وصلِّىَ ال وسلِّم علِّىَ نُبَينا ممحد‪.‬‬
‫يييييييييي‬
‫الصوم مغفرة للذنوب‬
‫عنم أب هريرة رضي ال عنه أن رسوُل ال ? قال‪ )) :‬منم صام رمضان إيإانُاد واحتساباد غفر له ما تقدم‬
‫منم ذنُبَه(( ]‪ ) [1‬رواه البَخماري ومسلِّم( ‪.‬‬
‫الديث دليل علِّىَ فضل صوُم رمضان وعظيم أثره حيث كان منم أسبَاب مغفرة الذنُوُب وتكحفي‬
‫السيئمات‪.‬‬
‫وعنه أيضاد رضي ال عنه عنم رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال ‪ )) :‬الصلِّوُات المحس والمحعة إل‬
‫المحعة ورمضان إل رمضان مكحفرات لا بينهنم إذا اجتنبَت الكحبَائر(( ]‪.[2‬‬
‫وقد ورد أن الصيام وكذا الصلة والصدقة كفارة لفتنة الرجل ف أهلِّه وماله وجاره‪ ،‬فعنم حذيفة بنم‬
‫اليمحان رضي ال عنه قال ‪ :‬قال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ‪ )) :‬فتنة الرجل ف أهلِّه وماله وجاره‬
‫تكحفرها الصلة والصيام والصدقة(( ]‪.[3‬‬
‫وقد دلت النصوُصا علِّىَ أن الغفرة الوُعوُد با مشروطة بأموُر ثلثة‪:‬‬

‫‪505‬‬
‫الول ‪ :‬أن يصوُم رمضان إيإانُاد أي‪ :‬إيإانُاد بال ورسوُله وتصديقاد بفرضية الصيام وما أعد ال تعال‬
‫للِّصائمحي منم جزيل الجر‪.‬‬
‫الثان ‪ :‬أن يصوُمه احتساباد أي ‪ :‬طلِّبَاد للجر والثوُاب‪ .‬بأن يصوُمه إخلصاد لوُجه اله تعال‪ ،‬ل رياء ول‬
‫تقلِّيداد ول تلِّداد لئمل يالف الناس‪ ،‬أو غي ذلك منم القاصد‪ ،‬يصوُمه طيبَة به نُفسه غي كاره لصيامه‪،‬‬
‫ول مستثقل ليامه‪ .‬بل يغتنم طوُل أيامه لعظم الثوُاب‪.‬‬
‫الثالث ‪ :‬أن يتنب الكحبَائر‪ .‬وهي جع كبَية‪ .‬وهي كل ذنُب رلتب علِّيه حد ف الدنُيا‪ ،‬أو وعيد ف‬
‫الخرة‪ ،‬أو رتب علِّيه غضب ونوُه‪ ،‬وذلك كالشراك بال‪ ،‬وأكل الربا‪ ،‬وأكل مال اليتيم‪ ،‬والزنُا‪،‬‬
‫والسحر‪ ،‬والقتل‪ ،‬وعقوُق الوُالدينم‪ ،‬وقطيعة الرحم ‪ ،‬وشهادة الزور‪ ،‬واليمحي الغمحوُس]‪ ، [4‬والغش ف‬
‫البَيع‪ ،‬وسائر العاملت‪ ،‬وغي ذلك‪ .‬قال ال تعال‪)) :‬ذإن شهتتشنذبَروُاه شكشبَآئذشر شما تريهنيشههوُشن شعهنهر نُرشكحلفهر شعنركحهم‬
‫شسيلشئماتذركحهم شونُرهدذخهلِّركحم تمهدشخلد شكذريإدا(( )النساء ‪. (5 :‬‬
‫فإذا صام العبَد رمضان كمحا ينبَغي‪ ،‬غفر ال له بصيامه الصغائر والطيئمات الت اقتفها‪ ،‬إذا اجتنب‬
‫كبَائر الذنُوُب‪ ،‬وتاب ما وقع فيه منها‪.‬‬
‫وقد أفاد الديث الثان أن كلل نُص جاء فيه تكحفي بعض العمحال الصالة للِّذنُوُب ‪ ،‬كالوُضوُء وصيام‬
‫رمضان وصيام يوُم عرفة‪ ،‬وعاشوُراء وغيها‪.‬‬
‫أن الراد به الصغائر؛ لن هذه العبَادات العظيمحة وهي الصلِّوُات المحس والمحعة ورمضان إذا كانُت ل‬
‫تكحلفر با الكحبَائر‪ ،‬فكحيف با دونا منم العمحال الصالة؟‬
‫ولذا يرىً جهوُر العلِّمحاء أن الكحبَائر ل تكحلفرها العمحال الصالة‪ ،‬بل لبد لا منم توُبة أو إقامة الد‬
‫فيمحا يتعلِّق به حد‪ .‬وال أعلِّم‪.‬‬
‫فعلِّىَ السلِّم أن يبَادر بالتوُبة ف هذا الشهر الفضيل منم جيع الذنُوُب صغيها وكبَيها‪ ،‬عسىَ ال أن‬
‫يتوُب علِّيه‪ ،‬ويغفر ذنُبَه‪.‬‬
‫ومنم للوُث حياته بالعاصي والثام ف سعه أو بصره أو لسانُه أو جوُراحه فقد أضاع علِّىَ نُفسه ف هذا‬
‫الشهر فرصة التطهي ومغفرة الذنُوُب‪ .‬فلِّم يستحق الغفرة الوُعد با‪ ،‬بل ربا أصابه ما دعا به جبيل ‪،‬‬
‫وألمنم علِّيه النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم كمحا يروي لنا الصحاب اللِّيل أبوُ هريرة رضي ال عنه ‪ :‬أن النب‬
‫صلِّىَ ال علِّيه سلِّم )) صعد النب فقال ‪ :‬آْمي‪ ،‬آْمي ‪ ،‬آْمي‪ .‬قيل‪ :‬يا رسوُل ال‪ :‬إنُك صعدت النب‬
‫فقلِّت آْمي‪ ،‬آْمي ‪ ،‬آْمي فقال‪ :‬إن جبيل علِّيه السلم أتان فقال‪ :‬منم أدرك شهر رمضان فلِّم يغفر له‬
‫فدخل النار فأبعده ال‪ .‬قل آْمي فقلِّت آْمي(( ]‪.[5‬‬
‫فعلِّىَ الصائم أن يرصا علِّىَ أسبَاب الغفرة والرضوُان بالفاظ علِّىَ الصيام والقيام وأداء الوُاجبَات‪.‬‬
‫وأن يبَتعد عنم أسبَاب الطرد والرمان منم العاصي والثام ف رمضان وبعد رمضان؛ ليكحوُن منم القائزينم ‪.‬‬
‫وإن منم علمة ذلك الستفادة منم أوقات رمضان بالطاعة تأسياد بالنب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ‪.‬‬

‫‪506‬‬
‫قال ابنم القيم رحه ال ‪ :‬وكان منم هدية صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ف شهر رمضان الكثار منم أنُوُاع‬
‫العبَادات‪ .‬وكان أجوُد الناس‪ ،‬وأجوُد ما يكحوُن ف رمضان‪ .‬يكحثر فيه منم الصدقة والحسان وتلوة‬
‫القرآْن ‪ ،‬والصلة والذكر والعتكحاف‪ ،‬وكان يص رمضان منم العبَادة با ل يص غيه منم الشهوُر‪،‬‬
‫حت إنُه كان ليوُاصل فيه أحيانُاد ليوُفر ساعات ليلِّه وناره علِّىَ العبَادة ]‪.[6‬‬
‫اللِّهم اغفر لنا جيع اللزلت‪ .‬واست علِّينا كل الطيئمات ‪ ،‬وسامنا يوُم السؤال والناقشات‪ ،‬اللِّهم تقبَل‬
‫صيامنا وقيامنا‪ ،‬واغفر ذنُوُبنا وآْثامنا‪ ،‬وصلِّىَ ال وسلِّم علِّىَ نُبَينا ممحد ‪.‬‬
‫________________________________________‬
‫]‪[1‬البَخماري )‪ , (1/92‬ومسلِّم )‪ ، (759‬وقوُله‪) :‬منم ذنُبَه( ظاهره غفران الصغائر والكحبَائر‪ ،‬وفضل‬
‫ال واسع‪ ،‬لكحنم الشهوُر منم مذاهب العلِّمحاء أن الراد الصغائر كمحا سيأت‪.‬‬
‫]‪ [2‬رواه مسلِّم )‪. (233‬‬
‫]‪ [3‬رواه البَخماري )‪ ، (4/110‬ومسلِّم )‪ ، (144‬وانُظر‪ :‬لشرحه فتح البَاري )‪.(6/605‬‬
‫]‪ [4‬اليمحي الغمحوُس‪ :‬هي اليمحي الفاجرة الت يقتطع با مال امرئ مسلِّم سيت بذلك؛ لنا تغمحس‬
‫صاحبَها ف الث ف النار‪.‬‬
‫]‪ [5‬رواه أحد )‪ ،(254 ،2/246‬وابنم خزيإة )‪ ،(3/192‬والبَيهقي )‪ (4/204‬منم طرق عنم أب‬
‫هريرة رضي ال عنه‪ ،‬وهوُ حديث صحيح‪ ،‬وأصلِّه عند مسلِّم رقم )‪ ،(2551‬والديث مروي عنم عدد‬
‫منم الصحابة منهم ابنم عبَاس وأنُس وجابر بنم سرة‪ ،‬ومالك بنم الوُيرث‪ ،‬وغيهم رضي ال عنهم‪.‬‬
‫]‪ [6‬زأاد العاد )‪. (2/32‬‬
‫يييييييييي‬
‫رمضان فرصة للتغيير‬
‫المحد ل ‪ ،‬والصلة والسلم علِّىَ رسوُل ال‪ ،‬وعلِّىَ آْله وصحبَه ومنم واله‪ ،‬أما بعد‪:‬‬
‫فاليام تر مر السحاب‪ ،‬وتضي السنوُن سراعدا‪ ،‬وجلِّنا ف غمحرة الياة ساهوُن ‪ ،‬وقل منم يتذكر أو يتدبر‬
‫واقعنا ومصينُا مع أنُنا نُقرأ قوُل ال تعال‪)) :‬شورهشوُ الشذذي شجشعشل اللِّلهيشل شوالنليشهاشر ذخهلِّشفةد لشمحهنم أششراشد شأن يشلذلكشر أشهو‬
‫أششراشد رشركحوُردا(( )الفرقان‪.(62 :‬‬
‫والسلِّم ف عمحره الدود وأيامه القصية ف الياة قد عوُضه ال تعال بوُاسم الي‪ ،‬وأعطاه منم شرف‬
‫الزمان والكحان ما يستطيع به أن يعوُض أي تقصي ف حياته إذا وفق لستغللا والعمحل فيها‪ ،‬ومنم تلِّك‬
‫الوُاسم‪ :‬شهر رمضان البَارك ‪.‬‬
‫ب شعشلِّىَ الشذذيشنم ذمنم قشيهبَلِّذركحهم لششعلِّلركحهم‬ ‫ذ‬
‫صشيارم شكشمحا ركت ش‬
‫ب شعلِّشهيركحرم ال ل‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫يقوُل ال تعال‪)) :‬شيا أشييتشها الشذيشنم آْشمنروُا ركت ش‬
‫تشيتليرقوُشن(( )البَقرة‪. (183 :‬‬

‫‪507‬‬
‫)إنُه نُداء ربان حبَيب لعبَاده الؤمني يذكرهم بقيقتهم الصيلِّة ‪ ،‬ث يقرر بعد ذلك النداء‪ :‬أن الصوُم‬
‫فريضة قديإة علِّىَ الؤمني بال ف كل دينم‪ ،‬وأن الغاية الول هي إعداد القلِّوُب للِّتقوُىً والشية منم‬
‫ال‪ ،‬هكحذا تبزأ الغاية الكحبىً منم الصوُم‪ ..‬والتقوُىً هي الت توُقظ القلِّوُب لتؤدي هذه الفريضة طاعةد ل‬
‫وإيثاراد لرضاه‪.‬‬
‫والخماطبَوُن بذا القرآْن منم الرعيل الول ومنم تبَعهم بإحسان يعلِّمحوُن مقام التقوُىً عند ال ووزأنا ف‬
‫ميزانُه‪ ،‬فهي غاية تتطلِّع إليها أرواحهم‪ ،‬وهذا الصوُم أداة منم أدواتا وطريق موُصل إليها( ‪.‬‬
‫ولذا الشهر الكحري منم الصائص الت ميزه ال با دون غيه منم الشهوُر ما يساعد علِّىَ أن يكحوُن فرصة‬
‫لزيادة معدلت التغيي والتصحيح ف حياة كل فرد‪ ،‬بل ف حياة المة جعاء‪ ،‬يقوُل الرسوُل ‪)) :‬إذا‬
‫دخل رمضان فتحت أبوُاب النة وغلِّقت أبوُاب النار وسلِّسلِّت الشياطي(( )اخرجه التمذي(‪،‬‬
‫وف رواية أخرىً‪)) :‬إذا كان أول ليلِّة منم رمضان صفدت الشياطي ومردة النم وفتحت أبوُاب النة‪،‬‬
‫فلِّم يغلِّق منها باب‪ ،‬وغلِّقت أبوُاب النار فلِّم يفتح منها باب‪ ،‬وينادي مناتد‪ :‬يا باغي الي أقبَل ويا‬
‫باغي الشر أقصر‪ ،‬ول عتقاء منم النار‪ ،‬وذلك ف كل ليلِّة(( ‪.‬‬
‫هذه الفرصة العظيمحة سانة ف هذا الشهر البَارك حيث تصفوُ النفوُس‪ ،‬وترق القلِّوُب‪ ،‬فيؤوب العبَاد إل‬
‫ربم ويقوُموُن بي يديه‪.‬‬
‫وليعلِّم كل منا أنُه يساهم بقسط وافر ف تردي الال وتأخر النصر إذا ل ينتهز فرصة رمضان لزيادة‬
‫رصيده منم الصالات‪ ،‬وتصفية ما علِّيه منم الثام‪ ،‬حيث هوُ لبَنة ف بناء المة الت وعد ال بتغيي‬
‫واقعها إل أحسنم وحالا إل أفضل إن هم غيوا ما بأنُفسهم‪)) :‬إلن اللِّلهش ل ييرغشيليرر شما بذشقهوُتم شحلت ييرغشيليرروا شما‬
‫بذأشنُرفذسذههم(( )الرعد‪.(11 :‬‬
‫ما أحوُجنا معشر السلِّمحي كافة إل وقفة ماسبَة‪ ،‬كل منا مع نُفسه ف هذه اليام الفاضلِّة‪ ،‬نُراجع‬
‫صر ف حق أهلِّه أو حق منم وله ال رعايته‪ ،‬ومنم‬ ‫أحوُالنا ل سيمحا منم أسرف وفرط ف جنب ال ومنم ق ل‬
‫زألت به القدم وفرط ف حقوُق إخوُانُه السلِّمحي فلِّم يسلِّمحوُا منم أذاه‪.‬‬
‫إنا فرصة لن يتساءل فيها كل منا مع نُفسه‪ :‬حت مت يبَقىَ ضالد عنم صراط ال الستقيم‪ ،‬وهوُ يعلِّم‬
‫أن الطريق الصحيح هوُ ما دعا إليه البَشي النذير وأن خلفه ونُقيضه هوُ الضلل البَي؟‪ ،‬لاذا أكوُن‬
‫ت شغهزششلا ذمهنم بشيهعذد قريلوُةت أشنُشكحاثدا(( ]النحل‪ [92 :‬؟!ا‪.‬‬
‫ضه‬‫))شكالذت نُشيشق ش‬
‫إن الستمحرار علِّىَ الق والعض علِّيه بالنوُاجذ‪ ،‬والعوُدة إل رحاب ال‪ ،‬وترك ما ألفته النفس منم لوُ‬
‫وهوُىً قد يكحوُن الفكحاك منه صعبَاد كمحا قال الشاعر‪:‬‬
‫النفس كالطفل إن تمحلِّه شب علِّىَ حب الرضاع وإن تفطمحه ينفطم‬
‫لكحهنم ل بد منم إرادة قوُية واستشعار لوُاجب التغيي‪ ،‬وباصة إذا آْمنا إيإانُاد جازأماد أنُنا معرضوُن للِّخمطر‬
‫ض‪.‬‬‫وسوُء الاتة إن ل يتداركنا ال برحته‪ ،‬فمحا أحوُجنا إل الصب والصابرة حت نُلِّقىَ ال وهوُ عنا را ت‬

‫‪508‬‬
‫قال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪)) :‬إن منم ورائكحم أياماد الصابر فيهنم كالقابض علِّىَ المحر‪ ،‬للِّعامل‬
‫فيها أجر خسي‪ ،‬قالوُا‪ :‬يا رسوُل ال خسي منهم أو خسي منا؟ قال خسي منكحم(( ]رواه أبوُ‬
‫داود[‪.‬‬
‫إنُنا معشر السلِّمحي حكحاماد ومكحوُمي يب أن نُصطلِّح مع ال‪ ،‬وهذا الشهر الكحري فرصة وأي فرصة‪.‬‬
‫فمحنم الاكمحي بأمرهم اليوُم منم يارب ال ورسوُله جهاراد ناردا‪ ،‬فألن له أن يوُفق وألن له أن يإلكحنم‪ ،‬وألن‬
‫له أن يتم له بي‪ ،‬فإن كانُوُا مسلِّمحي حلقدا؛ فلِّيعلِّنوُا حقيقة إسلمهم‪ ،‬وليحلكحمحوُا شريعة ال‪ ،‬وليوُطدوا‬
‫العزم علِّىَ السي بدي السلم‪ ،‬وليغيوا وفق منهاجه‪ ،‬فلِّيس المر مرد دعوُىً‪.‬‬
‫الدعاوىً إذا ل يقم علِّيي ها دليل فأصحابا أدعياء‬
‫وهنا أيضاد دعوُة لكحل جاعة أو فئمة تنتمحي إل السلم وتدعوُ إل ذلك أن تقق ولءها ل تعال وأن‬
‫ترد متابعتها للِّرسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪ ،‬فكحم رأينا ف الوُاقع منم يزعمحوُن أنم منم الداعي إل‬
‫السلم‪ ،‬بينمحا هم ف العقيدة منحرفوُن‪ ،‬وعنم السنة زأائغوُن‪ ،‬وعنم آْداب وأخلق السلم متخملِّوُن‪.‬‬
‫وقصارىً ما عندهم‪ :‬الكحلم والصام والزبية القيتة واللِّدد ف الصوُمة‪ ،‬فمحا أحوُج النتمحي إل سلِّك‬
‫الدعوُة إل ال لتمحثل السلم ف منطلِّقاتم وتعاملتم والوُلء للِّمحسلِّمحي والباء منم أعداء الدينم‪.‬‬
‫فهل يكحوُن هذا الشهر فرصة للِّعوُدة إل ال وسلِّوُك صراط ال الستقيم؟!ا عسىَ ولعل‪.‬‬
‫وأخياد ‪:‬‬
‫نُدعوُ كل مفكحر وكاتب مسلِّم منم اتذ الكحتابة مهنة ومصدر رزأق أل يزل به القلِّم ويتبَن الطاريح‬
‫النحرفة والراء الفجة فيمحا يزعمحوُنُه علجاد للِّمحشكحلت‪ ،‬لنُنا قشلل أن ند منم هؤلء الكحتاب منم يسلِّك‬
‫لل ما ينقدون بل فهم؛ فضلد‬ ‫السبَيل السوُي فيمحا يسوُد به الصفحات؛ لكحثرة ما يقوُلوُن بل علِّم‪ ،‬و ر‬
‫عنم هجوُمهم التوُال علِّىَ الدعاة والطعنم ف نُوُاياهم واتامهم با هم منه براء‪.‬‬
‫فهؤلء إن كانُوُا غي مسلِّمحي فلِّيس بعد الكحفر ذنُب؛ وإن كانُوُا مسلِّمحي فعلِّيهم أن يتوُبوُا إل ال؛ وأن‬
‫يستشعروا المانُة اللِّقاة علِّىَ عوُاتقهم؛ وعلِّيهم أل يتسبَبَوُا ف أذىً إخوُانم والساءة لم والتحريض‬
‫ضدهم بل دليل؛ وعند ال تتمحع الصوُم‪.‬‬
‫فلِّعل ف هذا الشهر البَارك ما يوُضح الرؤية الشاملِّة ف الوُقف منم السلم ودعاته ؛ وأل يكحوُنُوُا أذنُاباد‬
‫لعداء ال ف الجوُم علِّىَ السلم والتخموُيف منه بناسبَة وغي مناسبَة‪.‬‬
‫ولعل ف هذه اليام الفاضلِّة ما يعي علِّىَ تاوزأ الخطاء وتناسي الحنم‪ ،‬والعوُدة إل الق وعدم‬
‫التمحادي ف البَاطل‪ ،‬وماذا بعد الق إل الضلل؟‪.‬‬
‫وال أسأل أن يتقبَل منا صيامنا وقيامنا‪ ،‬إنُه علِّىَ ذلك قدير‪ ،‬وبالجابة جدير‪.‬‬
‫وصلل اللِّهم وسلِّم علِّىَ البَشي النذير وعلِّىَ آْله وصحبَه وسلِّم ‪,,,‬‬
‫يييييييييي‬

‫‪509‬‬
‫استقبالا شهر رمضان‬
‫ت أعمحاذلنا‪ ,‬منم يهدهذ‬ ‫إلن المحشد لذلِّه نمحده ونُستعينه‪ ,‬ونُستغفره‪ ,‬ونُعوُذر بالذ منم شروذر أنُفسنا‪ ,‬ومنم سيلئما ذ‬
‫هش‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫ك له‪ ,‬وأشهرد ألن‬ ‫ي له ‪ .‬وأشهرد ألن ل إله إل ال وحدهر ل شري ش‬ ‫الر فل رمضشل لره‪ ,‬ومهنم يرضلِّل فل هاد ش‬
‫ممحداد عبَدهر ورسوُله ‪ )) .‬شيا أشييتشها الذذيشنم آْشمنروُا اتليرقوُا اللِّلهش شحلق تريشقاتذذه شول شرتوُترلنم إذلل شوأشنُهيترهم رمهسلِّذرمحوُشن (( )آْل‬
‫س شواذحشدةت شوشخلِّششق ذمهنيشها شزأهوشجشها شوبش ل‬
‫ث‬ ‫س اتليرقوُا شربلركحرم الذذي شخلِّششقركحهم ذمهنم نُشيهف ت‬‫عمحران‪ )) .(102:‬شيا أشييتشها اللنا ر‬
‫ذمهنيرهشمحا ذرشجالد شكذثياد شونُذشساءد شواتليرقوُا اللِّلهش الذذي تششساءشرلوُشن بذذه شواهلشهرشحاشم إذلن اللِّلهش شكاشن شعلِّشهيركحهم شرقذيبَاد (( )النساء‪:‬‬
‫صلِّذهح لشركحهم أشهعشمحالشركحهم شويشيهغذفهر لشركحهم ذررنُوُبشركحهم‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫‪ )) . (1‬شيا أشييتشها الذيشنم آْشمنروُا اتليرقوُا اللِّلهش شورقوُلروُا قشيهوُلد شسديداد * ير ه‬
‫شوشمهنم يرذطذع اللِّلهش شوشررسوُلشهر فشيشقهد شفاشزأ فشيهوُزأاد شعذظيمحاد (( )الحزاب‪. (7071:‬‬
‫ي ممحتد ? وشلر الموُذر رمدثارتا‪ ,‬وكلل مدثتة‬ ‫ب ال‪ ,‬وخشي الدي هد ر‬
‫ذ‬
‫أما بعرد ‪ :‬فإن أصدشق الديث كتا ر‬
‫بدعة‪ ,‬وكلل بدعتة ضللة‪ ,‬وكلل ضللتة ف النار‬
‫أما بعد ‪ ،‬أيها السلِّمحوُن ‪:‬‬
‫ف فيه الدرجات‪ ،‬وتقارل فيه العثرات‪ ,‬شهرر‬ ‫فقهد أظلِّكحم شهةر عظيم‪ ,‬وموُسةم كري‪ ,‬شهةر تضاع ر‬
‫ت السذد كللِّها‪ ,‬واحتمحاذل ضغذطها وثقذلِّها‪ ,‬إيثاراد لا عند الذ منم الجر ذوالثوُبة ‪.‬‬ ‫الستعلذء علِّىَ ضرورا ذ‬
‫ت السذد‬ ‫فالصوُم بل منازأع هوُ مارل تقريذر الدارذة الازأمة‪ ,‬والعزيإذة الصادقة‪ ,‬شهر الستعلذء علِّىَ ضرورا ذ‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫ذ‬
‫كللِّها‪ ,‬واحتمحال ضغطها وثقلِّها‪ ,‬إيثاراد لا عند ال منم الجذر والثوُبة‪ ,‬فالصوُرم بل منازأع هوُ مارل تقريذر‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫الدارذة الازأمة‪ ,‬والعزيإذة الصادقة‪ ,‬الضروريتان ف إعداذد النفوُس‪ ،‬لتحمحذل مشاذق الطريق الفروذش بالعقبَا ذ‬
‫ت‬
‫ث الفتنةر‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫ف بالسالكحي‪,‬أن حليهل إل حي ر‬ ‫والشوُاك تارة‪ ,‬والمحلِّوُء بالرغبَات والشهوُات تارة أخرىً تت ر‬
‫ب شعشلِّىَ الذذيشنم ذمهنم قشيهبَلِّذركحهم لششعلِّلركحهم‬ ‫ذ‬
‫صشيارم شكشمحا ركت ش‬
‫ب شعلِّشهيركحرم ال ل‬ ‫ذ‬ ‫لذ‬
‫والتاعر الرخيص)) شيا أشييتشها ا ذيشنم آْشمنروُا ركت ش‬
‫تشيتليرقوُشن(( )البَقرة‪. (183:‬‬
‫ب‪ ,‬يؤجل بضع ساعا ت‬
‫ت‬ ‫ت قضيةش طعاتم وشرا ت‬
‫ر ش‬ ‫لعلِّكحم تتقوُن قف عندها وتأمل‪ ,‬فالقضيةر أيها البَاررك ليس ه‬
‫إل اللِّيل‪ ,‬القضية ليست قضيةش توُيتع‪ ,‬أو حرماتن منم الوُطذء اللل‪ ,‬إلنا أكبر منم ذلك بكحثي‪ .‬إلنا‬
‫س فالتقوُىً‪ :‬هي الرادعر القوُي‪,‬‬ ‫ت ت‬ ‫ت‬
‫مسألةر إيإان وتقوُىً‪ ،‬وعزيإة وإرادة تيح با الضمحائرر‪ ،‬وتسعرد لا النفوُ ر‬
‫ي‪ ,‬والتدبرون لذا القرآْذن‪ ،‬يدركوُن مقاشم التقوُىً عند‬ ‫تم ووساوذس الشياط ذ‬ ‫ت الف ذ‬ ‫والارس المي منم مضل ذ‬
‫ال‪ ,‬ويعرفوُشن وزأشنا وحقيشقتها‪ ,‬فهي غاية تتطلِّرع إليها أروارحهم‪ ,‬وتشتارقها نُفوُرسهم‪ ,‬فمحا قيمحةر النُساذن بل‬
‫تقوُىً‪ ,‬وما وزأنُهر بل إيإان‪ ,‬أو يقي ؟!ا وما قيمحةر الصوُذم إن ل يثمحهر خشيةد ومراقبَه‪ ,‬وتوُبةد وإنُابة ؟!ا ما‬
‫قيمحةر الصوُم إن ل يثمحهر إرهافاد ف الشعوُر‪ ،‬وشفافيةد ف الس‪ ،‬ومانُبَةد للِّخمطيئمة ؟!ا‬
‫ضيعت‪ ,‬فيمحا ل طائشل منم ورائذه ول عائشد منم‬ ‫ت‬
‫ما قيمحتهر إن ل يكحنم نُدماد علِّىَ أعمحاتر رأهدرت‪ ,‬وسنوُات ر‬
‫شجلرائه‪ ,‬ما قيمحةر الصوُم إهن ل يكحهنم عزماد صادقاد ؟!ا ويقيناد واثقاد ؟!ا بتمحيذة الستقامذة والتوُبة ؟!ا‬

‫‪510‬‬
‫ت الاطئمة‪ ,‬وحشل النفس علِّىَ‬ ‫واستدرارك ما بقي منم الجل‪ ,‬بإصلذح الوضاذع النحرفة‪ ,‬والمحارسا ذ‬
‫ب جلل جلله‪ ,‬ما قيمحةر الصوُم إهن ل يكحهنم ماكمحةد للِّضمحي‪ ,‬وماسبَةد‬ ‫اللتزاذم بشرذع ال‪ ،‬والضوُذع لمذر الر ذ‬
‫ت نُفسي ظلِّمحاد كثياد ‪ ,‬وإلل‬ ‫ف دائتم معناه ر ل‬ ‫للِّنفس‪ ,‬ومراجعةد للِّمحاضي‪ ,‬واستحضاتر واعتا ت‬
‫ب إلن ظلِّمح ر‬
‫تغفهر ل وترحن أكهنم منم الاسرينم‬
‫أيها السلِّمحوُن ‪ :‬لقد أساءش الكحثيوشن فهشم السلم‪ ،‬واتذوا شعائشره هزواد ولعبَدا‪ ,‬وف أحسذنم الحوُال‬
‫ت جرداء ل روشح فيها ول تأثشي لا‪ ,‬وإلل فمحا معن أن يكحوُن أعظرم رشهوُر‬ ‫جعلِّوُها شعائر جوُفاء‪ ,‬وعبَادا ت‬
‫ش‬
‫ك الشهر القدس إل شهذر السوُاقذ‬ ‫س ردرهوُر هم وأغلِّىَ أوقاتم ؟!ا ما معن أن يتحوُشل ذل ش‬
‫ر‬ ‫ر‬ ‫هم‪ ,‬وأنُف ر‬
‫ف‪ ,‬والتبَذير ؟!ا‬ ‫الزدحذة‪ ,‬والوُائذد المحتدةذ بألوُاذن السرا ذ‬
‫وما معن أن يتحوُشل أعظشم رشرهوُر ذهم إل شهتر لطالعذة الفتنذة‪ ,‬وإثارذة الغرائذز وهدم الفضائل ؟!ا وما معن‬
‫ي ف ضلذلم‪ ,‬مستسلِّمحي لشهوُاذتم‪,‬‬ ‫ذ‬
‫ب عمحارد المة وأمرلِّها سادريشنم ف غيذهم‪ ,‬معن ش‬ ‫أهن يظلل الشبَا ر‬
‫ع بسياراذتم اللمعذة‪,‬‬ ‫ي ف ملِّذاتم؟!ا ل يرراعوُن للِّشهذر حرمدة‪ ،‬ول يرجوُشن ل وقاردا‪ ,‬يذرعوُشن الشوُار ش‬
‫ذ‬
‫منكحبَ ش‬
‫ووجوُههذم الصقوُلذة‪ ،‬وهيئماذتم البَغيضة‪ ,‬يؤذوشن العبَاشد‪ ,‬ويفذسدوشن البَلشد‪ ،‬ول يشسلِّرم منم شلرهم حاضةر ول‬
‫ي‬‫باد‪ ,‬وما معن أن يتحوُشل شهرر بدتر وفتذح مكحة‪ ,‬إل شهذر المحوُذل‪ ,‬والتثاؤب‪ ,‬والتثاقذل عنم أداذء الضرور ل‬
‫الوُاجب؟!ا بل حلت عنم الصلةذ الفروضذة أحيانُدا‪ ,‬واعجبَاد لصلوُاذم آْخذر الزمان هؤلء‪.‬‬
‫ك صائةم‬ ‫ب منهم !ا منم ل يسجرد لذ سجددة ل ف رمضاشن ول ف غذي رمضان‪ ,‬وهوُ مع ذل ش‬ ‫بل وأعج ر‬
‫ب‪ ,‬يظرنم ألنُه قد بلِّشغ مرتبَةش أب بكحر وعمحر ‪ ,‬إلنم يسيئموُشن فهشم السلم‪ ,‬ويتعاملِّوُشن معهش مشوُهاد‬ ‫متس ة‬
‫مزقدا‪ ,‬مزادء‪ ,‬فوُا غربةش السلذم!ا ويا حسردة علِّىَ العبَاد!ا!ا‬
‫ت السريعرة‪.‬‬‫أيها السلِّمحوُن ‪ :‬ولنا مع هذا الشهذر المحيذز هذه الوُقفا ر‬
‫ث عرفتهر البَشرية ف هذا الشهذر البَارك‪ ,‬يوُشم نُزشل القرآْرن الكحري‪ ،‬فكحان حدثاد‬ ‫الول ‪ :‬وقفة مع أعظذم حد ت‬
‫باهراد غلي مساشر التاريخ‪ ،‬وأنُشأش خشي أمتة رأخرجت للِّناس‪ ،‬وصنشع رجالد فاجئموُا العال‪ ,‬وأذهلِّوُا الدنُيا‬
‫بعلِّوُذمهم وجهادهم وفتوُحاذتم‪ ،‬وبروا العقوُشل بعجزاذتم الارقة‪ ،‬وبطوُلذتم الفذة‪.‬‬
‫ذلك القرآْرن الذي أصبَشح اليوُم ريقرأر ف السنذة ملرة‪ ,‬ث ريركرنم ف الدراج حت إشعاتر آْخر‪ ,‬وإهن أحسنوُا‬
‫ت هذه الرعوُنُةر‬ ‫لخرىً‪ ،‬باعتبَارهذ كتاباد رمقدساد وكفىَ‪ ,‬ولعمحر ال!ا فلِّقد أفرزأ ه‬ ‫أزأاحوُا عنه الغربَار بي الفينذة وا ر‬
‫ب العزيز مظاهر شت‪.‬‬ ‫ف معاملِّذة الكحتا ذ‬
‫أورلا ‪ :‬ما تعانُيهر المةر اليوُم منم ذتل وهوُاتن‪ ,‬وتسلِّذط أعداذئها علِّيها يسوُموُنا سوُءش العذاب‪ ,‬يسفكحوُشن‬
‫ضتها‪ ,‬ويدلنُسوُن عقائشدها‪ ,‬وريإليعوُن أخلشقها‪ ,‬بل إلنم ليمحارسوُشن وصايةد ذليلِّةد علِّىَ‬ ‫دمائها‪ ,‬ويستبَيحوُشن بي ش‬
‫شعوُذبا ‪ ,‬حت صدشق فيهم‪:‬‬
‫ب شتيةم *** ول يستأ مرون وهم شهوُرد‬ ‫ويرقضىَ المرر حي تغي ر‬

‫‪511‬‬
‫ت‬‫ب العزيز‪ ،‬فتلِّمحسها بوُضوُتح منم خلذل التخمبَطا ذ‬ ‫وأما الظهر الثان‪ :‬الذي أفرزأتهر رعوُنُةر التعامذل مع الكحتا ذ‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫العقدية‪ ،‬والنرافات السلِّوُكية‪ ,‬والنعرات العصبَية‪ ,‬والتدهوُرات الخلقية‪ ,‬فكحرل هذه الشذوذات أفرزأها‬ ‫ذ‬
‫ت جاهير السلِّمحي ف العاذل السلمي طرية‬ ‫ب القرآْن ‪ ،‬وعزلهر عنم التبية والتوُجيه‪ ,‬بيث أصبَح ه‬ ‫غيا ر‬
‫ب والتعجيم ‪.‬‬ ‫ت الجنبَيذة الوُافدة‪ ,‬والغزو الفكحرذي النظم‪ ,‬مصطلِّيةد بناذر التغري ذ‬ ‫تت تأثذي الثقافا ذ‬
‫ر‬ ‫ش‬
‫ذ‬ ‫ذ‬
‫ك الجياذل الزيلِّة منم الفتيان والشبَاب ذوي الهتمحامات التافهة‪,‬‬ ‫ت ثالثةر الثاف‪ ،‬بنشأشة تلِّ ش‬ ‫حت كانُ ه‬
‫والوُايا ذ‬
‫ك القضايا ‪.‬‬ ‫ت السخميفة‪ ,‬الت ل تتجاورزأ نُطاشق الفنم والسفذر والسياحة ونذوُها منم هاتي ش‬
‫ب‬‫أل إلن رمضان فرصة سانة للمة‪ ،‬شعوُباد وأفراددا‪ ,‬كي يعيدوا للِّقرآْذن هيبَشته وينقلِّوُهر بأيتد متوُضئمة‪ ،‬وقلِّوُ ت‬
‫ر‬
‫ف الساجد ليحكحشم كلل صغيةت وجلِّيلِّتة ف حياتم‪ ،‬ويهيمحنم علِّىَ كلل شاذة وفاذة منم‬
‫ت‬ ‫تائبَة‪ ،‬منم أرف ذ‬
‫أموُرهم ‪.‬‬
‫أيها الحبَة ف ال ‪ :‬وأما الوُقفةر الثانُية فنقفها سوُيدا‪ ,‬بصحبَذة جلِّتة منم أخبَار الصطفىَ صلِّىَ ال علِّيه‬
‫وسلِّم وهوُ ريقدرم للمذة دروساد بالان‪ ,‬ف منهجيذة التعامذل مع شهتر عظيم كهذا‪ ،‬فقد أخشب علِّيه الصلة‬
‫ب النيان‪ ,‬وما‬ ‫ب النذة ف رمضان )]‪ ([1‬وإغلذق أبوُا ذ‬ ‫صادق الصدوق‪ ,‬عنم فتذح أبوُا ذ‬ ‫و السلم وهوُ ال ل‬
‫أعظشمحها منم بشارة لوُ تأملِّنا ها بوُعتي وإدراك‪ ,‬لوُ تدلبر السلِّمحوُشن هذا الشب العجيب‪ ,‬الذي فيه منم‬
‫ذ‬ ‫ذ‬
‫ي للِّضعفاء‪,‬‬ ‫ي ف الرقربات‪ ,‬راح ش‬ ‫ي ف اليات‪ ,‬متنافس ش‬ ‫معاذن الرحة والحسان ما فيه‪ ,‬لوُجدشتم مسارع ش‬
‫ي للِّفقراء ‪.‬‬‫مسن ش‬
‫ي للِّشهوُات‪ ,‬عالفي عنم الرام‪,‬‬ ‫لوُ تأمشل السلِّمحوُن هذا الشب العظيم‪ ,‬لوُجدشتم هاجريشنم للِّمحوُبقات‪ ,‬تارك ش‬
‫ب النذة الشرعة‪ ,‬ومصا ريعها الفتوُحذة‪ ,‬لبَلوُا منم رقدذتم‪,‬‬ ‫زأاهديشنم ف الثام‪ ,‬لوُ تيشل السلِّمحوُن أبوُا ش‬
‫ذ‬
‫ب النة ل‬ ‫ك البوُاب‪ ,‬عللِّهم يلِّجوُنا وينعمحوُشن بدخوُلا‪ ,‬أل إلن أبوُا ش‬ ‫وانُتفضوُا انُتفاضةش السد يبَتدروشن تلِّ ش‬
‫ض‬ ‫تدررك بالماذن الكحاذبة‪ ,‬ول توُلر بالحلذم الزائفة‪,‬ولكحلنها توُل بأداذء الصلةذ الكحتوُبة‪ ،‬وأداذء الفرائ ذ‬
‫الفروضة‪ ,‬أبوُاب النة توُلر بصنائذع العروف‪ ،‬وتفطذي الصائمحي‪ ،‬وتفقذد الرامذل واليتامىَ‪ ,‬والضعفاذء‬
‫س الداد عنم شتذم الناذس‬ ‫ف اللِّسان وحبَ ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫ف المام‪ ،‬وك ش‬ ‫ب اللنة توُلر بصلة التهجد خلِّ ش‬ ‫والزمن‪ ,‬أبوُا ر‬
‫لتم وهفوُاذتم‪ ,‬إلنا توُلر بسذنم الدعوُةذ إل ال‪ ،‬والصذب علِّىَ الذىً ف‬ ‫وثلِّبَهم‪ ،‬وتتبَذع عوُراذتم‪ ,‬وتصيذد زأ ل‬
‫ف الباطيل ‪ ،‬وتعر الوُجذه غيدة‬ ‫ت ال ‪ ،‬والمذر بالعروف والنهذي عنم النكحر‪ ،‬والتصدي للِّبَاطل وكش ذ‬ ‫ذا ذ‬
‫ي‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫ب اللنة مفتوُحة لنم قاشم بلق النصيحة ملِّصاد ل ولكحتابه ولرسوُله ولئمحة السلِّمح ش‬ ‫علِّىَ مارم ال‪ ,‬أبوُا ر‬
‫ب قرآْتن جم‪ ,‬ومنطتق نُبَوُتي مهذب ‪.‬‬ ‫وعامتذهم‪ ,‬بأد ذ‬
‫أيها الحبَة ف ال ‪ :‬ويبنُا رسوُرلنا صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ‪ )) :‬بألن منم ل يدهع قوُشل الزوذر والعمحشل به فلِّيس‬
‫ع طعاشمه وشرابه (( ]‪. [2‬‬ ‫ذ‬
‫ل حاج ة بأهن يد ش‬
‫صللِّىَ علِّيك ال يا علِّشم الدىً‪ ,‬صللِّىَ علِّيك ال‪ ,‬صللِّىَ علِّيك الر أبا القاسم فمحا أوجشزها منم عبَارة‪ ,‬وما‬
‫أبلِّشغها منم إشارة!ا‬

‫‪512‬‬
‫ت قضيةش توُيتع وحرماتن‬ ‫ذ‬
‫ص حقيقةش الصوُم‪ ,‬وريلِّي ثرشته‪ ,‬فالقضيةر كمحا أسلِّفشنا ليس ه‬ ‫إلنُه علِّيه السلم يرلِّخم ر‬
‫منم الوُطء اللل!ا‬
‫ضف‬ ‫ض السلِّمحي‪ ,‬وخوُ ت‬ ‫ب لعرا ذ‬ ‫ف للِّساذن عنم قالذة السوُء‪ ,‬منم غيبَتة ونيمحة وثلِّ ت‬ ‫إلنا قبَل ذلك‪ ،‬ك ة‬
‫ش‬
‫ث للِّفرقذة والتناحذر ف أوساذطهم ‪.‬‬ ‫نُوُاياهم‪ ,‬وب ت‬
‫س‪ ،‬منم التلِّطذخ بقذارذة الطيئمذة‪ ,‬وشؤذم العصيذة‪ ،‬ورجرذم‬ ‫إلنا قبَل ذلك كبَتح لمحاذح الوُىً وحظوُذظ النف ذ‬
‫النُغمحاس ف وحذل الخمالفذة‪ ,‬وماوزأذة اللد الذي حلده ال ‪.‬‬
‫إلن الصوُشم قبَشل أن يكحوُشن تأجيلد لطعاذم الغداة‪ ,‬وتأخياد لرشفذة الظهيذة‪ ,‬هوُ قبَشل ذلك امتناعر الصابذع عنم‬
‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ث بأزألرذة قنوُا ذ‬‫العبَ ذ‬
‫ب‬
‫ل‪ ،‬أو الستمحاذع إل ما يغض ر‬ ‫ث الفضائي‪ ,‬وحفظ الوُاذس عنم مطالعة ما حلرم ا ر‬ ‫ت البَ ل‬
‫ف عنم أكذل الراذم منم الرشوُةذ والربا‪ ،‬أوالغلِّوُذل والسرقة‪ ,‬إلنُه صوُرم الوُف عنم أكذل‬ ‫ال‪ ,‬نُإله صوُم الوُ ذ‬
‫ر ر‬
‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫أموُاذل اليتامىَ‪ ،‬ومرتبَات الجراء وتسوُيذق العازأف‪ ,‬وترويذجه الخمدرات وبيذع الدخان واللت وغيها‪ ،‬لما‬ ‫ذ‬
‫حرمهر الر ورسوُله‪ ,‬إلنُه صوُرم الوُارذح كللِّها عنم انُتهاذك الدود‪ ,‬وتاوذزأ السدوذد ف هجمحتة غذي بريئمتة‪ ,‬علِّىَ‬
‫ما ل رييرزه شرعة ‪ ,‬أو يسلوُرغه عقةل‪ ,‬أو يتلئرم مع رخلِّتق ومبَدتءا ودينم‪ ,‬وأما البر الخي منم أخبَاذر رسوُلنا‬
‫? ف شأذن رمضان‪ ,‬فهوُ إخبَارهر المة بألن )) للِّصائذم عند فطرذه دعوُدة ل ترد((]‪.[3‬‬
‫ت – يا‬ ‫حك ال هذه الفرصةش النادرة السوُقةش إليك فوُشق طبَتق منم ذهب‪ ,‬هلل اغتنمح ش‬ ‫ت ير ر‬ ‫فهلل اغتنمح ش‬
‫ك منم بركاتذه‪,‬‬ ‫ض علِّيك منم رحا تذه‪ ،‬ورينلزشل علِّي ش‬ ‫رعاك ال – فرصةد كهذه‪ ,‬ودعوُت ملِّ ش ذ‬
‫ك اللِّوُك أهن شيفي ش‬ ‫ش‬
‫ذ‬
‫ت اليوُشم يرقرق بعضها بعضدا‪ ,‬وريهوُرن‬ ‫ك رمضلت الفتم‪ ،‬الت أصبَح ه‬ ‫ف الرحيم أن يقي ش‬ ‫ت الرؤو ر‬ ‫هلل دعوُ ش‬
‫ك‪ ,‬وشر الشيطاذن وشركه ؟!اوأهن يأخشذ بيدشك إل حي ر‬
‫ث‬ ‫ك شلر نُفس ش‬ ‫ت الش أن يقي ش‬ ‫بعضها بعضدا‪ ,‬هلل دعوُ ش‬
‫البر والتقوُىً ‪ ,‬وحلوةر اليإاذن وبرد التقي ؟!ا إلن للِّصائذم عند فطرهذ دعوُدة ل رترد‪ ,‬بشارة ل ينبَغي أهن‬
‫ب‪ ,‬أو يغفشل عنها منم لديذه مسكحة منم عقل ‪.‬‬ ‫يفرشط فيها لبَي ة‬
‫صوُن با أنُفشسهم وقد علِّمحوُا شلدة‬ ‫س الاجذة إليها !ا فل ير ل‬ ‫ف ريفررط با أقوُاةم وههم ف أم ل‬ ‫واعجبَاد كي ش‬
‫س حاجتها إل تأييدهذ وتسديده‪ ,‬ول ريصوُشن با إخوُاشنم الستضعفي‬ ‫افتقاذرها إل عوُذن ال‪ ،‬ومسي ذ‬
‫ت مطارذق اللاذد والزنُدقة ف الشيشاذن‪ ,‬وكشمحي وغيها‪ ،‬حذاري أيها‬ ‫الضطهديشنم ف أماكشنم شت‪ ,‬ت ش‬
‫س‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫ك فرحةر الفطر حرارشة الدعاء للِّعراق‪ ,‬وفلِّسطي‪ ,‬بأهن يعلجشل الرلِّه للمة فرشجها‪ ،‬وينف ش‬ ‫ب أن تنسي ش‬ ‫اللِّبَي ر‬
‫ف صدوشر قوُتم مؤمني ‪.‬‬ ‫ث علزتا‪ ,‬ويش ذ‬ ‫كربشتها‪ ,‬ويبَع ش‬
‫ذ‬ ‫ذ‬
‫أتزأر بالدعاء وتزدريه وما تدري ما صنشع الدعاءر‬
‫سهارم اللِّيذل ل رتطي ولكحهنم لا أجةل وللجذل انُقضاءر‬
‫بارك ال ل ولكحم بالقرآْن العظيم ونُفعن وأيا كم بالذكر الكحيم ‪.‬واستغفر ال ل ولكحم إنُه هوُ الغفوُر‬
‫الرحيم‬
‫الطبَة الثانُية‬

‫‪513‬‬
‫المحد ل يعطي ويإنع‪ ,‬ويفض ويرفع‪ ,‬ويضر وينفع‪ ,‬أل إل ال تصير الموُر‪ .‬وأصلِّي وأسلِّم علِّىَ الرحذة‬
‫الهداة‪ ,‬والنعمحة السداة‪ ,‬وعلِّىَ آْله وأصحابه والتابعي‪,‬‬
‫أما بعرد‪:‬‬
‫فأما الوُقفةر الثالثة فهي وقفة مع العتمحرينم وزأواشر السجذد الراذم‪ ،‬فوُا ال إلنُه ليثلِّرجه صدوشرنُا‪ ,‬ويسعرد‬
‫ف الؤلفة الت تلر أروقةش السجذد وساحاذته‪ .‬بيشد ألن ذلك ل ينبَغي أهن يإنعشنا منم‬ ‫نُفوُشسنا‪ ،‬تلِّك اللوُ ر‬
‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫التذكذي بأهية العتناء بالذرية والارم‪ ,‬وإحاطتهم بالرعاية والتوُجيه‪ ,‬إذ ل ينبَغي أهن ينشغشل ال ر‬
‫ب‬
‫ب الناذس إليه وألصقذهم به‪ ,‬فيترك لم البَشل علِّىَ الغارب‪ ،‬يذرعوُشن السوُاشق جيئمةد‬ ‫بصلتذه‪ ,‬وطوُافذه عنم أقر ذ‬
‫وذهابدا‪ ،‬لما قد ينترجه عنه ما ل رتمحرد عوُاقبَره‪ ،‬ول رتسعرد نُتائجره‪ ,‬ل ينبَغي أن يكحوُشن رمضان مدعاة لهاذل‬
‫ب رأسذرهم إل‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫السذر ‪ ،‬وتقوُي ذ‬
‫ي والراهقات‪ ,‬لقد اعتاشد الكحثيون اصطحا ش‬ ‫ض البَيوُت‪ ،‬وإفراشط الثقة بالراهق ش‬
‫البَيت الرام‪ ،‬لكحلنهم يغفرلِّوُن عنهم ساعا ذ‬
‫ض‬
‫ب خللا بع ر‬ ‫ف النهار‪ ،‬لما جعشلِّها فرصةد يرتكح ر‬ ‫ت اللِّيل وأطرا ش‬ ‫ش‬
‫ك عمحهنم يسافرر لكحةش‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫البناء تصرفاتم الشينة‪ ,‬وحاقاتم الزرية‪ ,‬ف أطهر البَقاذع وأشرفها عند ال‪ ,‬نُاهي ش‬
‫ب‬‫صذه‪ ،‬وفيهم الراهرق والسفيه‪ ,‬يتكرهم بل حسي ت‬ ‫وحشده ويهمحل أولده وبناتذه‪ ،‬وفيهم ضعيف العقذل ونُاق ذ‬
‫ر‬ ‫ر شر ر‬ ‫ر‬
‫أو رقيب‪ ,‬ونُسلي ألن ف الشرع حسناد وأحسنم‪ ,‬وفاضلد وأفضل‪ ,‬وواجبَاد وأوجب‪.‬‬
‫ك وأولدك ‪،‬‬ ‫ذ ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫ك لذةر العبَادة وحلوةر الناجاة عنم رعايةش أبناءشك‪ ,,‬وتفقد أهلِّ ش‬ ‫حك ال أهن ترلِّهي ش‬ ‫فحذاري ير ر‬
‫س أمارة بالسوُء‪ ،‬والفتنةر ضاربةر برارتا فوُق الرض ‪.‬‬ ‫ت بعد‪ ،‬والنف ر‬ ‫فالشيطارن حةي ل يإ ه‬
‫ض أحكحاذم الصوُم ‪.‬‬ ‫وأخياد فهذا تذكاةر سريع‪ ،‬لبَع ذ‬
‫ت نُيذة الصوُذم منم اللِّيل‪ ،‬وتكحفي نُية واحدة لصوُذم الشهذر كللِّه علِّىَ الصحيذح الراجح‪.‬‬ ‫أورلا ‪ :‬وجوُب تبَيي ذ‬
‫ر‬
‫ض ل ريرجىَ زأوارله‪ ،‬فيطعرم عنم كلل يوُتم‬ ‫ض ملزأماد للِّمحري ذ‬ ‫ض‪ ،‬فإهن كان الر ر‬ ‫وثانُيدا‪ :‬سقوُرط الصوُذم عنم الري ذ‬
‫مسكحيناد ومثلِّهر الكحبَير الررم العاجرز عنم الصوُم ‪ ,‬وألما السافر فيجوُزأ له الفطرر مطلِّقاد حت لوُ ل يشهق علِّيه‬
‫الصوُم‪.‬‬
‫ألما الذينم يتحايلِّوُشن بالسفر منم أجل الفطر علِّىَ طريقذة لقطعنه بالسفار‪ ,‬ففطررهم حراةم ل يوُرزأ‪ ,‬وأما‬
‫ت الصوُذم فستة ‪:‬‬ ‫مفسدا ر‬
‫أورلا‪ :‬المحاعر ف النهار ‪.‬‬
‫وثانُيها ‪ :‬إنُزارل الن ببَاشرةت ونوُها ‪.‬‬
‫ب ولوُ بطريذق الغذيات ‪.‬‬ ‫وثالرثها ‪ :‬الكرل والشر ر‬
‫ورابرعها ‪ :‬التقيؤ عمحداد ‪.‬‬
‫وخامرسها ‪ :‬إخرارج الدذم بجامتة ونوُها ‪.‬‬
‫ض‪ ,‬والنفاس ولوُ قبَل الغر ذ‬
‫ب بقلِّيل ‪.‬‬ ‫ر‬ ‫وسادرسها ‪ :‬لما تتص به النساء منم خرورج دذم الي ذ‬
‫ش‬
‫ت ‪ ،‬ل تفسرد الصوُشم ‪ ،‬إل بشروتط ثلثة ‪:‬‬ ‫وكل هذه الفطرا ر‬

‫‪514‬‬
‫الول ‪ :‬أن يكحوُشن عالاد بالكحم‪ ،‬عالاد بالوُقت ‪.‬‬
‫الثان ‪ :‬أهن يكحوُشن ذاكراد غشي نُاسي ‪.‬‬
‫الثالث ‪ :‬أن يكحوُشن رمتاراد غشي مكحره ‪.‬‬
‫ك لذشة‬ ‫ت‪ ،‬وراحةد بعد الوُ ذ‬ ‫اللِّهم إلنُا نُسأرلك إيإانُاد يبَاشر قلِّوُبنا‪ ،‬ويقيناد صادقدا‪ ،‬وتوُبةد قبَل الوُ ذ‬
‫ت‪ ،‬ونُسألر ش‬ ‫ش‬ ‫ر ر‬
‫ك ف غذي ضراءش رمضرة‪ ،‬ول فتنةد مضلِّة‪،‬‬ ‫ذ‬
‫ك الكحرذي‪ ,‬والشوُرق إل لقائ ش‬ ‫النظذر إل وجه ش‬
‫اللِّهم زأينا بزينذة اليإاذن واجعلِّنا هدادة مهتدينم‪,‬ل ضالشي ول رمضلِّي‪ ,‬بالعروف آْمرينم‪ ,‬وعنم النكحر نُاهي‬
‫ب العالي‪ ,‬أل وصلِّوُا وسلِّمحوُا علِّىَ منم رأمرت بالصلة علِّيه إمام التقي وقائد الغر الجلِّي وعلِّىَ أله‬ ‫يا ر ل‬
‫وصحابته أجعي ‪.‬‬
‫وأرضي اللِّهم عنم اللِّفاء الراشدينم أبوُ بكحتر وعمحر وعثمحان وعلِّي‬
‫اللِّهم آْمنا ف الوطاذن والدور وأصلِّذح الئمحةش وولةذ الموُذر‪ ,‬يا عزيرز يا غفوُر‪ ,‬سبَحان ربك رب العزة عمحا‬
‫يصفوُن ‪.‬‬
‫يييييييييي‬
‫]‪ [1‬السننم الكحبىً )‪ (2409‬منم حديث أب هريرة ? ‪.‬‬
‫]‪ [2‬رواه البَخماري )‪ (1903‬منم حديث أب هريرة ? ‪.‬‬
‫]‪ [3‬مصبَاح الزجاجة ‪ ،‬ورواه الاكم ف الستدرك والبَيهقي‪.‬‬
‫يييييييييي‬
‫من فضائل رمضان وتناقضاتنا في شهر الصيام‬
‫إن المحد ل نمحده ونُستعينه ونُستغفره‪ ،‬ونُعوُذ بال منم شرور أنُفسنا وسيئمات أعمحالنا‪ ،‬منم يهده ال فل‬
‫مضل له‪ ،‬ومنم يضلِّل فل هادي له‪ ،‬وأشهد أن ل إله إل ال‪ ،‬وحده ل شريك له‪ ،‬وأشهد أن ممحداد‬
‫عبَده ورسوُله‪ ،‬اللِّهم صلل وسلِّم علِّيه وعلِّىَ سائر النُبَياء والرسلِّي ‪ ،‬وارض اللِّهم عنم الصحابة أجعي‬
‫وعنم التابعي ومنم تبَعهم بإحسان إل يوُم الدينم وسلِّم تسلِّيمحاد كثياد ‪..‬‬
‫إخوُة السلم ‪ :‬ول زأالت سحائب الي ترضلِّلِّنا ف رمضان‪ ،‬ومنم ذا الذي ينكحرر ما لشهذر رمضان منم‬
‫فضائل ومزايا شحرية بالوُقفذة والبَيان‪.‬‬
‫ت ربا تظهر أكثر ف رمضان‪ ،‬وهذه كذلك حرية بالوُقفة والبَيان‬ ‫وف القابل أل يوُجرد ف حياتنا تناقضا ة‬
‫‪.‬‬
‫أيها السلِّمحوُن ‪ :‬نُسائرم رمضان أكثرر منم أن رتصىَ ف القدي والديث‪ ،‬وعلِّىَ الفرد والتمحع والمة‪،‬‬
‫س شيئماد منم نُسمحات رمضان وفضائلِّه ف واقعنا‪ ،‬أليست الفرحة‬ ‫ب أنُفسنا‪ ،‬ونُتلِّمح ر‬ ‫ولكحنم دعوُنُا ناط ر‬
‫والبَشرىً علمحت الصغي والكحبَي‪ ،‬والذكر والنُثىَ بلِّوُذل شهر رمضان؟ وتلِّك علمة ختي‪ ،‬وال يقوُل‪:‬‬
‫خييةر ذ لما شهيشمحرعوُشن(( )يوُنُس‪.(58:‬‬ ‫ذ‬
‫ضذل اللِّلذه شوبذشرهحشتذذه فشبَذشذل ش‬
‫ك فشيهلِّيشيهفشررحوُا رهشوُ ش ه‬ ‫))قرهل بذشف ه‬

‫‪515‬‬
‫أليس سوُرق الراقبَة ل يروج ويشتتد ف رمضان‪ ،‬والصائرم يإتنع عمحا أحل ال له‪ ،‬ول رقيب علِّيه ف ذلك‬
‫إل ال‪ ،‬والصائمحوُن يضربوُن ف ذلك أروع المثلِّة حت عاد ذلك ديدنُاد للِّصغي والكحبَي‪ ،‬والسافر‬
‫والقيم‪ ،‬والصحيح والسقيم‪ ،‬إل منم رعذر بالفطار فتلِّك رخصة منم ررخص ال )) شوشما شجشعشل شعلِّشهيركحهم ذف‬
‫اللديذنم ذمهنم شحشرتج (( )الجه‪.(78:‬‬
‫إن مساجدنُا رتعمحر بالصلِّي أكثر ف رمضان‪ ،‬وقد يعوُد فيها شارةد إل ربه‪ ،‬وقد يألف السجد علِّىَ‬
‫الدوام منم كان هاجراد له ف بعض الزمان‪.‬‬
‫وإن بيوُتنا أضحت موُئلد للِّمحلئكحذة لكحثرة ما يرتلِّىَ فيها منم القرآْن‪ ،‬أو زأيادة النوُافل ف رمضان‪ ،‬ولربا‬
‫ض منها موُئلد للِّشياطي حيناد منم الدهر لكحثرة الصوُر‪ ،‬أو لتعال أصوُات الذغناء‪ ،‬أو لقلِّة الذكر‬ ‫بات البَع ر‬
‫وكثرة الغفلِّة فيها‪.‬‬
‫أيها الصائمحوُن ‪ :‬ألستم تدون ف أنُفسكحم للذة الصيام وإن رمنعتم الشهوُات؟ إنا الاهدة علِّىَ الطاعة‬
‫))شوالذذيشنم شجاشهردوا ذفيشنا شلنشيههذديشينليرههم رسبَريلِّششنا(( )العنكحبَوُت‪ :‬منم الية ‪.(69‬‬
‫ف‬‫أولستم تافوُن ال وتطيعوُنُه حي تتقربوُن إليه بالصيام؟ فأبشروا بالعوُض وال يقوُل ‪)) :‬شولذشمحهنم شخا ش‬
‫س شعذنم اهلششوُىً * فشذإلن اهلشلنةش‬ ‫ذ‬ ‫شمشقاشم شربلذه شجنلشتاذن(( )الرحنم‪ ،(46:‬ويقوُل‪)) :‬شوأشلما شمهنم شخا ش‬
‫ف شمشقاشم شربله شونُشيشهىَ النليهف ش‬
‫ذهشي الهشمحأهشوىً(( )النازأعات‪.(4041 :‬‬
‫ب خاصا بالصائمحي ف النة‪.‬‬ ‫العمحرة ف رمضان تعدل حجة‪ ،‬والريان با ة‬
‫صائذذم‬‫أولستم تفرحوُن عند الفطار ف الدنُيا ؟ فشلِّفرحتكحم حي تلِّقوُن رلبكحم ف الخرة أشتد وأبقىَ ))لذلِّ ل‬
‫ي يشيهلِّشقىَ شربلره(( ‪.‬‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫ي ييرهفطرر‪ ،‬شوفشيهرشحة ح ش‬
‫فشيهرشحشتان‪ :‬فشيهرشحة ح ش‬
‫ت تنطلِّرق‬ ‫ذ‬
‫يا معاشر السلِّمحي ‪ :‬كيف يهل أحةد منكحم نُسمحات رمضان وخيية شهر رمضان؟ والدعوُا ر‬
‫ف سوُءدا‪ ،‬أو تصلِّرح‬ ‫منم أفوُاه الصائمحي وقلِّوُبم فتعتلِّرجه ف السمحاء‪ ،‬فتتد قضادء‪ ،‬أو تقرق مطلِّبَدا‪ ،‬أو تكح ت‬
‫ك أسيدا‪ ،‬أو تنكحأ عردلودا‪.‬‬ ‫فاسددا‪ ،‬أو تنصرر مظلِّوُمدا‪ ،‬أو تشفي مريضدا‪ ،‬أو تغن فقيدا‪ ،‬أو تف ت‬
‫إن للِّصائم دعوُدة ل ترد لسيمحا عند فطره‪ ،‬وللِّمحسلِّم دعوُة ل ترد لسيمحا ف الزيع الخي منم اللِّيل‪،‬‬
‫وبي الذان والقامة‪ ،‬وف حال السجوُد‪ ،‬وآْخر ساعتة منم المحعة‪...‬إل غي ذلك منم موُاطنم إجابة‬
‫الدعاء‪ ،‬فألوُا علِّىَ ال بالدعاء‪ ،‬واستجيبَوُا لمره‪ ،‬وآْمنوُا به‪ ،‬فتلِّك بوُابةر الدعاء‪ ،‬وعلمة الرشد ))شوإذشذا‬
‫ب شدهعشوُشة اللداذع إذشذا شدشعاذن فشيهلِّيشهستشذجيبَروُا ذل شوهليريهؤذمنروُا ذب لششعلِّلرههم يشيهررشردوشن((‬ ‫سأشلشك ذعبَاذدي علن فشذإلن قشذري ذ‬
‫ب أرجي ر‬ ‫ة‬ ‫ش ش ش ش‬
‫)البَقرة‪. (186:‬‬
‫قال الفسرون‪ :‬فلِّيستجيبَوُا ل إذا دعوُرتم لليإان والطاعة‪ ،‬كمحا أن رأجيبَرهم إذا دعوُن لوُائجهم )تفسي‬
‫النسفي ‪.(1/95‬‬
‫وأمةر آْخرر لبد منم التليشفطتذنم له حي الدعاء أل وهوُ‪ :‬إن إجابة الدعاء وعرد ذصدتق منم ال ل رخلِّف فيه‪،‬‬
‫ب‪ ،‬فيقوُل ال‪ :‬لبَيك‬ ‫ف قضاءش الاجة‪ ،‬فإجابةر الدعوُة أن يقوُل العبَرد‪ :‬يا ر ل‬ ‫لكحنم إجابةش الدعوُة رتال ر‬

‫‪516‬‬
‫عبَدي‪ ،‬وهذا أمةر موُعوُد موُجوُةد لكحل مؤمنم‪ ،‬وقضاءر الاجة إعطاءر الراد‪ ،‬وهذا قد يكحوُن نُاجزدا‪ ،‬وقد‬
‫يكحوُن بعد مدتة‪ ،‬وقد يكحوُن ف الخرة‪ ،‬وقد تكحوُن اليةر له ف غيه )تفسي النسفي ‪.(1/95‬‬
‫أيها الصائمحوُن ‪ :‬وهل يهل أحةد أثر الصيام ف وحدة المة وتآلفها وانُقيادها‪ ،‬أجل إنم جيعاد يلِّزموُن‬
‫حي طلِّوُع الفجر ث ريتلمحوُن صوُمهم إل اللِّيل‪ ،‬يستوُي ف ذلك الكحبَي والصغي‪ ،‬والغن والفقي‪ ،‬والمير‬
‫والأموُر‪ ،‬والذكرر والنُثىَ‪ ،‬والعرب والعجمحي‪.‬‬
‫وكم تتجلِّىَ هذه الوُحدة ف تمحعات السلِّمحي الكحبىً كالرمي الشريفي والسلِّمحوُن منم متلِّف البَلد‬
‫ك عنم الطعام والشراب‪ ،‬حت إذا ارتفرع‬ ‫س بعضهم إل بعض‪ ،‬وكتلِّهم مس ة‬ ‫والعراق واللِّغات واللوُان يلِّ ر‬
‫ت الؤذن رمشعراد بلِّوُل اللِّيل أفطر الصائمحوُن‪ ،‬إنا لوُةن منم ألوُان وحدة المذة وترابطها‪ ،‬ريذكرنُا با‬ ‫صوُ ر‬
‫شهر رمضان‪ ،‬وتتجدد مع كل سحوُر وإفطاتر ف رمضان‪ ،‬وريدعىَ لا السلِّمحوُن علِّىَ الدوام ‪.‬‬
‫أيهاالسلِّمحوُن ‪ :‬ولئمنم نُسينا فمحا شنُسي الفقراءر والتاجوُن والرامرل واليامىَ واليتامىَ والنكحوُبوُن والشردون‬
‫ب الوُائجه الخرىً‪ ،‬ما نُسي هؤلء وأولئمك أعطياتنا ف رمضان‪ ،‬نُعم إن أيدي الحسان تترد‬ ‫وأصحا ر‬
‫ت يروج سوُقها أكثر ف رمضان‪ ،‬كم ينتظر الفضل منم مروم ف‬ ‫ت والزكوُا ر‬ ‫أكثر ف رمضان والصدقا ر‬
‫ف منم‬ ‫شهر رمضان وكم رتسدد منم ديوُن تثقل الكحوُاهل وتلِّب اللم والغلم ف شهر الصيام‪ ،‬كم رتكحفكح ر‬
‫دموُتع ف شهر الحسان‪ ،‬وكم يشعر بالمان إخوُاةن لنا عاشوُا فتدة منم النسيان والرمان‪ ،‬حت إذا حلل‬
‫ب الكحآبة‪ ،‬ولسان حالم يقوُل‬ ‫شهرر الصيام ذكرنُاهم فأعطيناهم وآْويناهم فابتهجوُا وتقشعت عنهم سح ر‬
‫‪:‬‬
‫وعسىَ أن يكحوُن ف شهر رمضان فرصة للِّذكرىً والوُصال علِّىَ الدوام حت تتغي الال وتقضىَ الوُائجه‬
‫ورينتصر للِّمحظلِّوُم وريرتد الصائل‪ ،‬وينكحفيء الغشوُم ‪.‬‬
‫ي القوُل‬ ‫إخوُة اليإان‪ :‬ول تكحارد رتطئ العي أثر الصيام ف تذيب النفوُذس علِّىَ الب‪ ،‬وفطامها عنم رد ر‬
‫وساذع الزور‪ ،‬أشوليس الصائم الوُفق ياهرد نُفسه علِّىَ حسنم التعامل مع الخرينم حت وإن سابلهر أحةد‬
‫صائذةم(( ‪.‬‬ ‫وقاتلِّه رلد علِّيه‪)) :‬إذلن امرؤ ش‬
‫ش والداع‬ ‫ذ‬
‫هل رأيتم صائمحاد يتم صوُمه يسمحرع أو ينظر للِّحرام‪ ،‬إن سوُق الغناء والنا‪ ،‬والكحذب والغ ل‬
‫ونوُها منم منكحرات القوُال والعمحال‪ ،‬يضعف ف رمضان‪ ،‬أوليس تلِّك نُسمحةد عظمحىَ منم نُسمحات‬
‫رمضان؟ حت وإن تلِّف نُفرر عنم ركب اليإان‪ ،‬بل إن الصائم ريعطي نُفسه حظلها منم الب والحسان‬
‫والذكر والدعاء وتلوة القرآْن‪ ،‬والكحث ف الساجد‪ ،‬وهذه وتلِّك شحرية بأن تكحوُن ديدنُاد للِّمحسلِّم ف‬
‫شوُال وشعبَان وسائر الشهوُر واليام‪.‬‬
‫إنا فضائل ومزايا لبد أن نُتبَينها ونُستزيد منها‪ ،‬ونُشكحر ال علِّيها‪ ،‬ولبد أن نُرب أنُفسنا وناهدها علِّىَ‬
‫ذ‬ ‫لذ‬
‫ب شعلِّشهيركحرم‬‫الصب والداومة علِّيها فتلِّك قيمحة الصيام‪ ،‬وتلِّك مدرسة رمضان ))شيا أشييتشها ا ذيشنم آْشمنروُا ركت ش‬
‫ب شعشلِّىَ الذذيشنم ذمهنم قشيهبَلِّذركحهم لششعلِّلركحهم تشيتليرقوُشن(( )البَقرة‪.(183:‬‬ ‫ذ‬
‫صشيارم شكشمحا ركت ش‬
‫ال ل‬

‫‪517‬‬
‫الطبَة الثانُية‬
‫أيها الؤمنوُن ‪ :‬ومع ما ف الصوُم منم تذيب‪ ،‬وما لرمضان منم مزايا إل أنُه ريوُذجرد فينا معاشر السلِّمحي‬
‫ت‪ ،‬ما أحرانُا أن نُتنبَه لا وأن نُستفيد منم مدرسة الصوُم‪.‬‬ ‫خلِّةل‪ ،‬ولدينا تناقضا ة‬
‫أليس فينا منم يادل وياصرم حت ف رمضان وهوُ جدةل ل للِّب مصلِّحة ول لدرء مفسدة ؟ لكحنه لدد‬
‫وخصوُمة وإظهاةر للِّقوُة‪ ،‬والتشفي منم الخرينم‪ ،‬أفل نُرب أنُفسنا علِّىَ ترك الصوُمة والدل ف شهر‬
‫ث شولش شهيشههل(( )متفق علِّيه( ‪.‬‬‫صوُرم شأحدكم فشلش يشيهرفر ه‬
‫ريقال لنا فيه‪)) :‬وإذا شكاشن ش‬
‫ث شولش رشياذدل(( ) لسعيد بنم منصوُر‪ ،‬انُظر‪ :‬ممحد المحد‪ ،‬رمضان‪ ،‬دروس وعب‬ ‫وف رواية‪)) :‬فشلش يشيهرفر ه‬
‫‪.(27‬‬
‫قال ابنم عبَاس رضي ال عنه ‪ :‬كفىَ بك ظلِّمحاد أل تزال ماصمحدا‪ ،‬وكفىَ بك إثاد أل تزال ماريا ‪.‬‬
‫وقال الوزأاعي ‪ :‬إذا أراد ال بقوُم شراد ألزمهم الدل ومنعهم العمحل‪.‬‬
‫وإذا كان ثل خلف حوُل أمر ما فلِّتقهم فينا رورح النُصاف‪ ،‬ولنعلوُد أنُفسنا علِّىَ العدذل مع غينُا‪ ،‬فذلك‬
‫ب للِّتقوُىً‪ ،‬وأنُفىَ للِّوُحشة والبَغضاء‪.‬‬ ‫أقر ر‬
‫أيها الصائمحوُن ‪ :‬وثة تناقض صارخ‪ ،‬وذلك حي ينام بعض الصائمحي عنم الصلة الكحتوُبة‪ ،‬ويتكحرر هذا‬
‫بشكحل يفقد الصائم تقوُىً الصيام‪ ،‬إن الطاعة ينبَغي أن تقوُد إل طاعة أخرىً‪ ،‬ورمضان فرصة للِّكحسال‬
‫والقصرينم ف أمر الصلة لياجعوُا أنُفسهم‪ ،‬فإذا وجد التاخي والكحسرل عنم الصلة ف شهر الصيام‪،‬‬
‫ع بالعلج ‪.‬‬ ‫ذ‬
‫فذلك خلِّل ف الصيام‪ ،‬وتناقض ف سلِّوُكيات الصائم علِّيه أن ينته وريسار ش‬
‫ب والزور والغيبَة والنمحيمحة والتعدي علِّىَ حقوُق الخرينم مرماد‬ ‫ش والفحش والكحذ ر‬ ‫عبَاد ال ‪ :‬أليس الغ ت‬
‫علِّىَ السلِّم علِّىَ الدوام ؟ لكحنم ما رأيكحم ف شمهنم يإارس هذا حت وهوُ صائم ؟ أليس هذا تناقضاد مع‬
‫حقيقة الصيام‪ ،‬وخروجاد عنم ست الصائمحي ؟ ))ومنم ل يدع الزور والعمحل به فلِّيس ل حاجة أن يدع‬
‫طعامه وشرابه (( ‪.‬‬
‫أما التعامل بالربا‪ ،‬وأكرل أموُال الناس بالبَاطل‪ ،‬فذلك مرم ف شريعة السلم علِّىَ الدوام‪ ،‬ولكحنم مارسته‬
‫ض بي العبَوُدية ل والعبَوُدية لغيه‪.‬‬ ‫ت‬
‫ف رمضان شتعد علِّىَ حرمة الصيام‪ ،‬وانُتهاةك لقدسية رمضان‪ ،‬وهوُ تناق ة‬
‫أما الذينم يعكحفوُن سحابة النهار علِّىَ تلوة القرآْن ‪ ،‬فإذا جلنم علِّيهم اللِّيل رأيت منهم عكحوُفاد رمناقضاد‬
‫علِّىَ مشاهدة القنوُات الابطة‪ ،‬أو متابعة للِّمحوُاقع الشبَوُهة ف النُتنُت‪ ،‬فأولئمك حريوُن بتدبذر ما قرءوا‬
‫منم القرآْن‪ ،‬وأولئمك خلِّطوُا عمحلد صالاد وآْخر سيئماد عسىَ ال أن يتوُب علِّيهم ‪ ،‬وأن يفتح علِّيهم‬
‫ليعلِّمحوُا أن صيام النهار رجنة عنم آْثام اللِّيل‪ ،‬وأن ساع الغناء أو مشاهدة النا‪ ،‬ل يتمحعان مع ساع‬
‫القرآْن وتقدير شهر رمضان ‪.‬‬

‫‪518‬‬
‫ت يستحي‬ ‫أيهاالصائمحوُن ‪ :‬أما رسائل الوُال وصوُره فكحم هي مؤشرات علِّىَ اللسفه حي تمحل عبَارا ت‬
‫ر‬
‫العقلءر منم ذكرها ‪ ،‬أو صوُراد ل يلِّيق نُشرها ‪ ،‬وحي تارس هذه الرسائل والصوُرر الابطة ف شهر‬
‫رمضان فمحا فشذقه أولئمك فقهش الصيام ‪ ،‬وأينم هم منم حكحمحة الصيام وقدسية رمضان ؟‬
‫عبَاد ال ‪ :‬أل نُشعر جيعاد بالسراف ف تناول الكحثي منم الطعمحة ف رمضان‪ ،‬أليس ف الصوُم تربية‬
‫علِّىَ الصب والوُع والقتصاد ف الطعم والشرب‪ ،‬وماربة للِّتخممحة‪ ،‬وموُازأنُة مشروعة لثلث الطعام‬
‫والشراب والنفس‪ ،‬لكحنا حي نُسرف ف الفطر ونُعلوُض ما فات ف الصوُم‪ ،‬فمحا استفدنُا كثياد منم حكحمحة‬
‫الصوُم‪.‬‬
‫أيها الدخنوُن ‪ :‬كان ال ف عوُنُكحم علِّىَ ترك التدخي‪ ،‬ورمضان فرصةر مهمحة لكحم للقلع عنم هذا‬
‫الداء الستشري‪ ،‬أل تشعرون بشيتء منم التناقض وأنُتم تصوُموُن النهار عمحا أحل ال لكحم طاعة ل وقربةد‬
‫له‪ ،‬فإذا كان اللِّيرل أفطرت علِّىَ الرام‪ ،‬وربا علوُضتم ما فاتكحم منم النهار‪ ،‬إنا طاعة ومعصية‪ ،‬واستجابة‬
‫ل ف النهار لكحنها استجابة للِّهوُىً وانزاةم أمام الشهوُة ف اللِّيل‪ ،‬أينم ذهبَت قوُةر إرادتكحم ف النهار فهل‬
‫ب‪ ،‬ولكحنم ذلك منم توُيف الشيطان‪ ،‬وإل‬ ‫واصلِّتمحوُها ف اللِّيل؟ إن القرار قد يبَدو عند بعضكحم صع ة‬
‫فقافلِّة القلِّعي عنم التدخي سائرة‪ ،‬وأنُت لست أضعف منم ترك وأقلِّع‪ ،‬ولكحنك متاةج إل الرأة والصب‬
‫ل‪ ،‬والعاقبَةر حيدة ‪ ،‬والطوُة موُفقة‪ ،‬فاستعنم بال ول تعجز‪ ،‬وقل لنفسك‪ :‬هذا أوان التوُبة‪ ،‬ومهلِّتك‬ ‫قلِّي د‬
‫الخية شهرر رمضان‪ ،‬وستجد منم ربك عوُنُاد ومنم أقاربك مشجعدا‪ ،‬ومنم متمحعك مثنياد ومبَاركدا‪ ،‬ولك‬
‫أن تتصوُر فرحتنا بك مقلِّعاد تائبَدا‪ ،‬ومنم حقك بل ومنم حلق كل مبَتلِّىَ أن نُدعوُ وأن رنُؤمنم علِّىَ الدعاء‪،‬‬
‫ف كلل مبَتلِّىَ بسوُء‪ ،‬اللِّهم أبدل سيئماتم حسنات‪ ،‬اللِّهم ثبَتهم علِّىَ اللق إل لقياك ‪.‬‬ ‫اللِّهم عا ذ‬
‫ب بالتغيي للحسنم‪ ،‬وكلِّنا يكحره التناقض‪ ،‬فلِّنجعل‬ ‫عبَاد ال كللِّنا ريدعىَ إل التوُبة النصوُح‪ ،‬وكلِّنا مطال ة‬
‫صا ل تعوُض‪،‬‬ ‫منم رمضان فرصةد للِّمحراجعة والاسبَة والتوُبة والنُابة‪ ،‬ففي الشهر عوُةن علِّىَ الطاعة وفر ة‬
‫ب جلِّية للِّدنُيا والخرة‪ ،‬ومنم تزكىَ فإنا يتزكىَ لنفسه‪ ،‬وغداد يكحشف الستار ويتبَي منم تأخر‬ ‫ومكحاس ة‬
‫ومنم فازأ وحينها ل ينفع الندم ‪ ،‬ول ينفع نُفساد إيإارنا ل تكحنم آْمنت منم قبَل ‪.‬‬
‫اللِّهم أذعلنا علِّىَ ذكرك وعلِّىَ شكحرك وحسنم عبَادتك ‪ ،‬واجعلِّنا منم السابقي للِّخميات‪ ،‬الفائزينم بالنات‬
‫‪ ،‬اللِّهم اعصمحنا منم الزلل واحفظنا منم الفتم ‪ ،‬اللِّهم أفء منم بركات هذا الشهر علِّىَ السلِّمحي كافة ‪،‬‬
‫وعلِّىَ الظلِّوُمي والشردينم وارلمححاصرينم خاصة ‪.‬‬
‫يييييييييي‬
‫الصوم‬
‫* عنم ابنم أب ملِّيكحة قال ‪ :‬كان ابنم الزبي يوُاصل سبَعة أيام ‪ ،‬ويصبَح يوُم السابع ‪ ،‬وهوُ ألثينا ‪.‬‬
‫)‪(1/335‬‬

‫‪519‬‬
‫* عنم أب هريرة ‪ t‬قال ‪ :‬أل أدلكحم علِّىَ غنيمحة باردة ؟ قالوُا ‪ :‬ماذا يا أبا هريرة ؟ قال ‪ :‬الصوُم ف الشتاء‬
‫‪(1/381).‬‬
‫* وعنه ‪ ،‬أنُه كان وأصحابه ‪ :‬كانُوُا إذا صاموُا ‪ :‬قعدوا ف السجد ؛ وقالوُا ‪ :‬نُطهر صيامنا ‪.‬‬
‫)‪(1/382‬‬
‫* عنم سعيد بنم السيب قال ‪ :‬رأيت أبا هريرة يطوُف بالسوُق ‪ ،‬ث يأت أهلِّه ‪ ،‬فيقوُل ‪ :‬هل عندكم منم‬
‫شيء ؟ فإن قالوُا ‪ :‬ل ‪ ،‬قال ‪ :‬فإن صائم ‪(1/382).‬‬
‫* عنم عبَاس بنم فروخ قال ‪ :‬سعت أبا عثمحان النهدي يقوُل ‪ :‬تضيفت أبا هريرة سبَع ليال ؛ فقلِّت له ‪:‬‬
‫كيف تصوُم ي أو ‪ :‬كيف صيامك ي يا أبا هريرة ؟ قال ‪ :‬أما أنُا ‪ ،‬فأصوُم أول الشهر ثلثاد ‪ ،‬فإن حدث‬
‫ل حدث ‪ ،‬كان ل أجر شهري ‪(1/382).‬‬
‫* عنم أب عثمحان النهدي ‪ :‬أن أبا هريرة كان ف سفر ‪ ،‬فلِّمحا نُزلوُا ‪ ،‬وضعوُا السفرة ‪ ،‬وبعثوُا إليه وهوُ‬
‫يصلِّي ‪ ،‬فقال ‪ :‬إن صائم ؛ فلِّمحا كادوا يفرغوُن ‪ ،‬جاء ‪ ،‬فجعل يأكل الطعام ؛ فنظر القوُم إل رسوُلم‬
‫‪ ،‬فقال ‪ :‬ما تنظرون ؟ قد وال أخبن أنُه صائم ؛ فقال أبوُ هريرة ‪ :‬صدق ‪ ،‬إن سعت رسوُل ال ‪r‬‬
‫يقوُل ‪ » :‬صوُم شهر رمضان ‪ ،‬وصوُم ثلثة أيام منم كل شهر ‪ :‬صوُم الدهر « وقد صمحت ثلثة أيام‬
‫منم أول الشهر ‪ ،‬فأنُا مفطر ف تفيف ال ‪ ،‬صائم ف تضعيف ال ‪(1/382).‬‬
‫* عنم أب موُسىَ ‪ t‬قال ‪ :‬خرجنا غازأينم ف البَحر ‪ ،‬فبَينمحا ننم والريح لنا طيبَة ‪ ،‬والشراع لنا مرفوُع ؛‬
‫فسمحعنا مناديا ينادي ‪ :‬يا أهل السفينة ‪ ،‬قفوُا أخبكم ‪ ،‬حت وال بي سبَعة أصوُات ؛ قال أبوُ موُسىَ ‪:‬‬
‫فقمحت علِّىَ صدر السفينة ‪ ،‬فقلِّت ‪ :‬منم أنُت ‪ ،‬ومنم أينم أنُت ؟ أو ما ترىً أينم ننم ‪ ،‬وهل نُستطيع‬
‫وقوُفاد ؟ قال ‪ :‬فأجابن الصوُت ‪ :‬أل أخبكم بقضاء قضاه ال عز وجل علِّىَ نُفسه ؟ قال ‪ :‬قلِّت ‪ :‬بلِّىَ‬
‫‪ ،‬أخبنُا ؛ قال ‪ :‬فإن ال تعال قضىَ علِّىَ نُفسه ‪ :‬أنُه منم عطش نُفسه ل عز وجل ف يوُم حار ‪ ،‬كان‬
‫حقاد علِّىَ ال ‪ :‬أن يرويه يوُم القيامة ؛ قال ‪ :‬فكحان أبوُ موُسىَ يتوُخىَ ذلك اليوُم الار ‪ ،‬الشديد الر ‪،‬‬
‫الذي يكحاد ينسلِّخ فيه النُسان فيصوُمه ‪(1/260).‬‬
‫* عنم ابنم شوُذب قال ‪ :‬كان ابنم سيينم ‪ :‬يصوُم يوُماد ‪ ،‬ويفطر يوُماد ؛ وكان الذي يفطر فيه ‪ :‬يتغدىً ‪،‬‬
‫فل يتعشىَ ؛ ث يتسحر ‪ ،‬ويصبَح صائمحاد ‪(2/272).‬‬
‫* عنم الزهري قال ‪ :‬دخلِّنا علِّىَ علِّي بنم السي بنم علِّي ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا زأهري ‪ ،‬فيم كنتم ؟ قلِّت ‪:‬‬
‫تذاكرنُا الصوُم ‪ ،‬فأجع رأيي ورأىً أصحاب ‪ :‬علِّىَ أنُه ليس منم الصوُم شيء واجب ‪ ،‬إل شهر رمضان‬
‫؛ فقال ‪ :‬يا زأهري ‪ ،‬ليس كمحا قلِّتم ‪ ،‬الصوُم علِّىَ أربعي وجهاد ‪ ،‬عشرة منها واجبَة كوُجوُب شهر‬
‫رمضان ‪ ،‬وعشرة منها حرام ‪ ،‬وأربعة عشرة خصلِّة ‪ ،‬صاحبَها باليار ‪ :‬إن شاء صام ‪ ،‬وإن شاء أفطر ؛‬
‫وصوُم النذر واجب ‪ ،‬وصوُم العتكحاف واجب ؛ قال ‪ :‬قلِّت ‪ :‬فسرهنم يا ابنم رسوُل ال ؛ قال ‪ :‬أما‬
‫الوُاجب ‪ :‬فصوُم شهر رمضان ‪ ،‬وصيام شهرينم متتابعي ي يعن ‪ :‬ف قتل الطأ ي لنم ل يد العتق ‪ ،‬قال‬

‫‪520‬‬
‫تعال ‪ َ{ :‬شوشمهنم قشيتششل رمهؤذمناد شخطشأد } ]النساء‪ [92 :‬الية ‪ .‬وصيام ثلثة أيام ف كفارة اليمحي ‪ ،‬لنم ل‬
‫ك شكلفاشرةر أشهشيإانُذركحهم إذشذا شحلِّشهفترهم } ]الائدة‪ . [89 :‬وصيام حلِّق‬ ‫ذ‬
‫يد الطعام ‪ ،‬قال ال عز وجل ‪ َ{ :‬شذل ش‬
‫ىً ذمهنم شرأهذسذه } ]البَقرة‪ [196 :‬الية ‪.‬‬ ‫ذذ‬ ‫ذ‬
‫الرأس ‪ ،‬قال ال تعال ‪ َ{ :‬فششمحهنم شكاشن مهنركحهم شمذريضاد أشهو به شأذ د‬
‫صاحبَه باليار ‪ :‬إن شاء صام ثلثاد ؛ وصوُم دم التعة ‪ ،‬لنم ل يد الدي ‪ ،‬قال ال تعال ‪ َ{ :‬فششمحهنم‬
‫شتشتلشع ذبالهعرهمحشرذة إذشل اهلشلجه } ]البَقرة‪ [196 :‬الية ‪ .‬وصوُم جزاء الصيد ‪ ،‬قال ال عز وجل ‪ َ{ :‬شوشمهنم قشيتشيلِّشهر‬
‫ذمهنركحهم رمتشيشعلمحداد فششجشزاءة ذمثهرل شما قشيتششل ذمشنم النليشعذم } ]الائدة‪ [95 :‬الية ‪ .‬وإنا يقوُم ذلك الصيد قيمحة ‪ ،‬ث‬
‫يقص ذلك الثمحنم علِّىَ النطة ‪.‬‬
‫وأما الذي صاحبَه باليار ‪ :‬فصوُم يوُم الثني والمحيس ‪ ،‬وصوُم ستة أيام منم شوُال بعد رمضان ‪ ،‬ويوُم‬
‫عرفة ‪ ،‬ويوُم عاشوُراء ؛ كل ذلك صاحبَه باليار ‪ :‬إن شاء صام ‪ ،‬وإن شاء أفطر ؛ وأما صوُم الذن ‪:‬‬
‫فالرأة ل تصوُم تطوُعاد ‪ ،‬إل بإذن زأوجها ‪ ،‬وكذلك العبَد والمة ‪.‬‬
‫وأما صوُم الرام ‪ :‬فصوُم يوُم الفطر ‪ ،‬ويوُم الضحىَ ‪ ،‬وأيام التشريق ‪ ،‬ويوُم الشك ‪ :‬نينا أن نُصوُمه‬
‫كرمضان ‪ ،‬وصوُم الوُصال حرام ‪ ،‬وصوُم الصمحت حرام ‪ ،‬وصوُم نُذر العصية حرام ‪ ،‬وصوُم الدهر حرام‬
‫‪ ،‬والضيف ‪ :‬ل يصوُم تطوُعاد ‪ ،‬إل بإذن صاحبَه ؛ قال رسوُل ال ‪ » : r‬منم نُزل علِّىَ قوُم ‪ ،‬فل‬
‫يصوُمنم تطوُعاد ‪ ،‬إل بإذنم « ويؤمر الصب بالصوُم إذا ل يراهق ‪ ،‬تأنُيسا ‪ ،‬وليس بفرض ؛ وكذلك منم‬
‫أفطر لعلِّة منم أول النهار ‪ ،‬ث وجد قوُة ف بدنُه ‪ :‬أمر بالمساك ‪ ،‬وذلك تأديب ال عز وجل ‪ ،‬وليس‬
‫بفرض ؛ وكذلك السافر ‪ :‬إذا أكل منم أول النهار ‪ ،‬ث قدم ‪ :‬أمر بالمساك ‪.‬‬
‫وأما صوُم الباحة ‪ :‬فمحنم أكل ‪ ،‬أو شرب ‪ ،‬نُاسياد منم غي عمحد ‪ ،‬فقد أبيح له ذلك ‪ ،‬وأجزأه عنم‬
‫صوُمه ‪.‬‬
‫وأما صوُم الريض ‪ ،‬وصوُم السافر ‪ :‬فإن العامة اختلِّفت فيه ‪ ،‬فقال بعضهم ‪ :‬يصوُم ‪ ،‬وقال قوُم ‪ :‬ل‬
‫يصوُم ؛ وقال قوُم ‪ :‬إن شاء صام ‪ ،‬وإن شاء أفطر ؛ وأما ننم ‪ ،‬فنقوُل ‪ :‬يفطر ف الالي جيعاد ؛ فإن‬
‫صام ف السفر والرض ‪ ،‬فعلِّيه القضاء ‪ ،‬قال ال عز وجل ‪ َ{ :‬فشعذلد ة ذمهنم أشلياتم أرشخشر } ]البَقرة‪. [184 :‬‬
‫)‪(3/141142‬‬
‫* عنم يوُنُس بنم عبَد العلِّىَ قال ‪ :‬قيل لوُكيع ‪ :‬أنُت رجل تدي الصيام ‪ ،‬وأنُت كذا ‪ ،‬فعلِّىَ ماذا ؟ قال‬
‫‪ :‬بفرحي علِّىَ السلم ‪(8/369).‬‬
‫* عنم إبراهيم بنم أدهم ‪ ،‬أنُه كان إذا دعي إل طعام ‪ :‬أكل وهوُ صائم ‪ ،‬ول يقل ‪ :‬إن صائم ‪).‬‬
‫‪(8/10‬‬
‫* عنم السنم قال ‪ :‬السائحوُن هم الصائمحوُن ‪(9/44).‬‬
‫* عنم إبراهيم النخمعي قال ‪ :‬الكحذب ‪ :‬يفطر الصائم ‪(4/227).‬‬
‫* عنم هنيدة ي امرأة إبراهيم النخمعي ي ‪ ،‬أن إبراهيم ‪ :‬كان يصوُم يوُماد ‪ ،‬ويفطر يوُماد ‪(4/224).‬‬

‫‪521‬‬
‫* عنم مكححوُل قال ‪ :‬الطيب ‪ :‬غذاء الصائم ‪(5/184).‬‬
‫* عنم عوُن بنم عبَد ال بنم عتبَة قال ‪ :‬الصوُم منم اللل ‪ :‬أن تدخلِّه ‪ ،‬ومنم الرام ‪ :‬أن ترجه ‪).‬‬
‫‪(4/252‬‬
‫* وعنه قال ‪ :‬أفضل الصيام ‪ ،‬الصيام منم أربع ‪ :‬منم الطعم ‪ ،‬والأث ‪ ،‬والرم ‪ ،‬وأن تفطر علِّىَ صدقة ‪).‬‬
‫‪(4/252‬‬
‫* عنم عطاء بنم السائب قال ‪ :‬كان عبَد الرحنم بنم أب نُعم يوُاصل خسة عشر يوُماد ‪ :‬ل يأكل ‪ ،‬ول‬
‫يشرب ‪(5/69).‬‬
‫* عنم سعيد بنم جبَي ‪ :‬أنُه سئمل عنم القبَلِّة لصائم ‪ ،‬قال ‪ :‬قيل ‪ :‬فإنُه بريد سوُء ‪(4/289) .‬‬
‫* كان عبَد ال بنم عوُن ‪ :‬يصوُم يوُماد ‪ ،‬ويفطر يوُماد ‪(3/40).‬‬
‫* عنم إسحاق قال ‪ :‬قد كبت وضعفت ‪ ،‬ما أصوُم ‪ :‬إل ثلثة منم الشهر ‪ ،‬والثني والمحيس ‪،‬‬
‫وشهوُر الرم ‪(9/339).‬‬
‫* عنم يزيد بنم عبَد ربه قال ‪ :‬عدت مع خال علِّي بنم مسلِّم أبا بكحر بنم أب مري وهوُ ف النزع ‪ ،‬فقلِّت‬
‫له ‪ :‬رحك ال ‪ ،‬لوُ جرعت جرعت ماء ‪ ،‬فقال بيده ‪ :‬ل ‪ ،‬ث جاء اللِّيل ‪ ،‬فقال ‪ :‬أذن ؟ فقلِّت ‪ :‬نُعم‬
‫‪ ،‬فقطرنُا ف فمحه قطرة ماء ‪ ،‬ث غمحضناه ‪ ،‬فمحات رحه ال ؛ وكان ل يقدر أحداد ينظر إليه ‪ ،‬منم خوُىً‬
‫فمحه منم الصيام ‪(6/89).‬‬
‫* عنم يزيد بنم عبَد ربه قال ‪ :‬عدت مع خال علِّي بنم مسلِّم أبا بكحر بنم أب مري وهوُ ف النزع ‪ ،‬فقلِّت‬
‫له ‪ :‬رحك ال ‪ ،‬لوُ جرعت جرعة ماء ‪ ،‬فقال بيده ‪ :‬ل ‪ ،‬ث جاء اللِّيل ‪ ،‬فقال ‪ :‬أذن ؟ فقلِّت ‪ :‬نُعم ‪،‬‬
‫فقطرنُا ف فمحه قطرة ماء ‪ ،‬ث غمحضناه ‪ ،‬فمحات رحه ال ؛ وكان ل يقدر أحداد ينظر إليه ‪ ،‬منم خوُىً‬
‫فمحه منم الصيام ‪(6/89).‬‬
‫* عنم عمحرو بنم قيس ‪ :‬أن معاذ بنم جبَل لا طعنم ‪ ،‬فجعلِّت سكحرات الوُت تغشاه ‪ ،‬ث يفيق الفاقة ‪،‬‬
‫فيقوُل ‪ :‬اخنقن خنقاتك ‪ ،‬فوُعزتك ‪ ،‬إنُك لتعلِّم أن قلِّب يب لقاءك ‪ ،‬اللِّهم إنُك تعلِّم ‪ :‬أن ل أكنم‬
‫أحب البَقاء ف الدنُيا‪ ،‬لري النار ‪ ،‬ول لغرس الشجار ‪ ،‬ولكحنم لكحابدة الساعات ‪ ،‬وظمحأ الوُاجر ‪،‬‬
‫ومزاحة العلِّمحاء بالركب عند حلِّق الذكر ‪(5/103).‬‬
‫* عنم أشعث بنم سوُار قال ‪ :‬دخلِّت علِّىَ يزيد الرقاشي ف يوُم شديد الر ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا أشعث ‪ ،‬علِّىَ‬
‫الاء البَارد ف يوُم الظمحأ ؛ ث قال ‪ :‬والفاه ‪ ،‬سبَقي العابدون ‪ ،‬وقطع ب ؛ قال ‪ :‬وكان قد صام ثنتي‬
‫وأربعي سنة ‪(3/50).‬‬
‫* عنم كعب الحبَار قال ‪ :‬كان داود علِّيه السلم يصوُم يوُماد ويفطر يوُماد ؛ فإذا هوُ وافق صيامه يوُم‬
‫جعة ‪ ،‬أعظم فيه الصدقة ؛ ث يقوُل ‪ :‬صيامه ‪ ،‬كصيام خسي ألف سنة ‪ ،‬كطوُل يوُم القيامة ؛‬
‫وكذلك سائر العمحال ‪ ،‬الجر فيه مضعف ‪(5/382).‬‬

‫‪522‬‬
‫* عنم شفىَ بنم ماتع الصبَحي قال ‪ :‬إن الرجلِّي ليكحوُنُان ف الصلة ‪ ،‬مناكبَهمحا جيعاد ؛ ولا بينهمحا ‪،‬‬
‫كمحا بي السمحاء والرض ؛ وإنمحا ليكحوُنُان ف بيت ‪ ،‬صيامهمحا واحد ؛ ولا بي صيامهمحا ‪ ،‬كمحا بي‬
‫السمحاء والرض ‪(5/167) .‬‬
‫* عنم سعيد بنم جبَي قال ‪ :‬ل تطفئموُا سرجكحم ليال العشر ؛ تعجبَه العبَادة ‪ .‬وكان يقوُل ‪ :‬أيقظوُا‬
‫خدمكحم يتسحرون ‪ ،‬لصوُم يوُم عرفة ‪(4/281).‬‬
‫* عنم أب إسحاق قال ‪ :‬قد كبت وضعفت ‪ ،‬ما أصوُم ‪ :‬إل ثلثة منم الشهر ‪ ،‬والثني والمحيس ‪،‬‬
‫وشهوُر الرم )‪4/339‬‬
‫يييييييييي‬
‫أحكام صيام الست من شوالا‬
‫بسم ال الرحنم الرحيم‬
‫المحد ل رب العالي والصلة والسلم علِّىَ سيد الرسلِّي وعلِّىَ آْله وصحبَه أجعي أما بعد ‪:‬‬
‫فهذه لة متصرة عنم أحكحام صيام الست منم شوُال أسأل ال أن ينفع با المحيع ‪ ،‬فأقوُل وبال التوُفيق‬
‫‪:‬‬
‫أولد ‪ :‬حكحمحها ‪:‬‬
‫صيام الستة منم شوُال سنة لا ثبَت عنم أب أيوُب رضي ال عنه أن رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال‬
‫‪ ) :‬منم صام رمضان ث أتبَعه ستا منم شوُال كان كصيام الدهر( رواه أحد)‪ (5/417‬ومسلِّم )‬
‫‪ (2/822‬وأبوُ داود )‪ (2433‬والتمذي )‪ . (1164‬قال ابنم قدامة ف الغن ‪) :‬صوُم ستة أيام منم‬
‫شوُال مستحب عند كثي منم أهل العلِّم ( ‪.‬وجاء ف الوُسوُعة الفقهية ‪) :‬ذهب جهوُر الفقهاء الالكحية‬
‫‪ ،‬والشافعية ‪ ،‬والنابلِّة ‪ ،‬ومتأخرو النفية إل أنُه يسنم صوُم ستة أيام منم شوُال بعد صوُم رمضان ‪...‬‬
‫ونُقل عنم أب حنيفة رحه ال تعال كراهة صوُم ستة منم شوُال ‪ ،‬متفرقا كان أو متتابعا ‪ .‬وعنم أب‬
‫يوُسف ‪ :‬كراهته متتابعا ‪ ،‬ل متفرقا ‪ .‬لكحنم عامة التأخرينم منم النفية ل يروا به بأسا ‪ .‬قال ابنم عابدينم‬
‫‪ ،‬نُقل عنم صاحب الداية ف كتابه التجنيس ‪ :‬والخمتار أنُه ل بأس به ‪ ،‬لن الكحراهة إنا كانُت لنُه ل‬
‫يؤمنم منم أن يعد ذلك منم رمضان ‪ ،‬فيكحوُن تشبَها بالنصارىً ‪ ،‬والن زأال ذلك العن ‪ ،‬واعتب الكحاسان‬
‫مل الكحراهة ‪ :‬أن يصوُم يوُم الفطر ‪ ،‬ويصوُم بعده خسة أيام ‪ ،‬فأما إذا أفطر يوُم العيد ث صام بعده‬
‫ستة أيام فلِّيس بكحروه ‪ ،‬بل هوُ مستحب وسنة ‪ .‬وكره الالكحية صوُمها لقتدىً به ‪ ،‬ولنم خيف علِّيه‬
‫اعتقاد وجوُبا ‪ ،‬إن صامها متصلِّة برمضان متتابعة وأظهرها ‪ ،‬أو كان يعتقد سنية اتصالا ‪ ،‬فإن انُتفت‬
‫هذه القيوُد استحب صيامها ‪ .‬قال الطاب ‪ :‬قال ف القدمات ‪ :‬كره مالك رحه ال تعال ذلك مافة‬
‫أن يلِّحق برمضان ما ليس منه منم أهل الهالة والفاء ‪ ،‬وأما الرجل ف خاصة نُفسه فل يكحره له‬
‫صيامها (‬

‫‪523‬‬
‫ثانُياد ‪ :‬فضلِّها ‪:‬‬
‫لقد بي النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أن منم صام الست منم شوُال كان كصيام الدهر كمحا ف الديث‬
‫السابق ‪ ،‬وقد فلسر ذلك النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم بقوُله ‪ " :‬منم صام ستة أيام بعد الفطر كان تام‬
‫السنة ‪) :‬منم جاء بالسنة فلِّه عشر أمثالا ( ‪ " .‬وف رواية ‪ " :‬جعل ال السنة بعشر أمثالا فشهر‬
‫بعشرة أشهر وصيام ستة أيام تام السنة " النسائي وابنم ماجة وهوُ ف صحيح التغيب والتهيب‬
‫‪ 1/421‬ورواه ابنم خزيإة بلِّفظ ‪ " :‬صيام شهر رمضان بعشرة أمثالا وصيام ستة أيام بشهرينم فذلك‬
‫صيام السنة " ‪ .‬يقوُل المام النوُوي رحه ال ‪ :‬قال العلِّمحاء‪) :‬وإنا كان كصيام الدهر‪ ،‬لن السنة‬
‫بعشر أمثالا‪ ،‬فرمضان بعشرة أشهر‪ ،‬والستة بشهرينم‪.(..‬‬
‫ثالثاد ‪ :‬ثراتا‬
‫إليك هذه الفوُائد أسوُقها إليك منم كلم الافظ ابنم رجب رحه ال ‪:‬‬
‫‪ 1‬ي إن صيام ستة أيام منم شوُال بعد رمضان يستكحمحل با أجر صيام الدهر كلِّه‪.‬‬
‫‪ 2‬ي إن صيام شوُال وشعبَان كصلة السننم الرواتب قبَل الصلة الفروضة وبعدها‪ ،‬فيكحمحل بذلك ما‬
‫حصل ف الفرض منم خلِّل ونُقص‪ ،‬فإن الفرائض تكحمحل بالنوُافل يوُم القيامة‪ ..‬وأكثر الناس ف صيامه‬
‫للِّفرض نُقص وخلِّل‪ ،‬فيحتاج إل ما يبه منم العمحال‪.‬‬
‫‪ 3‬ي إن معاودة الصيام بعد صيام رمضان علمة علِّىَ قبَوُل صوُم رمضان‪ ،‬فإن ال تعال إذا تقبَل عمحل‬
‫عبَد‪ ،‬وفقه لعمحل صال بعده‪ ،‬كمحا قال بعضهم‪ :‬ثوُاب السنة السنة بعدها‪ ،‬فمحنم عمحل حسنة ث‬
‫أتبَعها بسنة بعدها‪ ،‬كان ذلك علمة علِّىَ قبَوُل السنة الول‪ ،‬كمحا أن منم عمحل حسنة ث أتبَعها‬
‫بسيئمة كان ذلك علمة رد السنة وعدم قبَوُلا‪.‬‬
‫‪ 4‬ي إن صيام رمضان يوُجب مغفرة ما تقدم منم الذنُوُب‪ ،‬كمحا سبَق ذكره ‪.‬‬
‫‪ 5‬ي أن الصائمحي لرمضان يوُفوُن أجوُرهم ف يوُم الفطر‪ ،‬وهوُ يوُم الوُائز فيكحوُن معاودة الصيام بعد‬
‫الفطر شكحراد لذه النعمحة‪ ،‬فل نُعمحة أعظم منم مغفرة الذنُوُب‪ ،‬كان النب يقوُم حت تتوُلرم قدماه‪ ،‬فيقال‬
‫له‪ :‬أتفعل هذا وقد غفر ال لك ما تقدم منم ذنُبَك وما تألخر؟!ا فيقوُل‪} :‬أفل أكوُن عبَداد شكحوُرا{َ‪.‬‬
‫وقد أمر ال سبَحانُه وتعال عبَاده بشكحر نُعمحة صيام رمضان بإظهار ذكره‪ ،‬وغي ذلك منم أنُوُاع شكحره‪،‬‬
‫فقال‪} :‬شولذترهكحذمحلِّروُاه الهعذلدشة شولذترشكحبَليررواه اللِّلهش شعشلِّىَ شما شهشداركهم شولششعلِّلركحهم تشهشركحرروشن{َ ]البَقرة‪ [185:‬فمحنم جلِّة‬
‫شكحر العبَد لربه علِّىَ توُفيقه لصيام رمضان‪ ،‬وإعانُته علِّيه‪ ،‬ومغفرة ذنُوُبه أن يصوُم له شكحراد عقيب ذلك‪.‬‬
‫كان بعض السلِّف إذا وفق لقيام ليلِّة منم اللِّيال أصبَح ف نارها صائمحدا‪ ،‬ويعل صيامه شكحراد للِّتوُفيق‬
‫للِّقيام‪.‬‬
‫وكان وهيب بنم الوُرد يسأل عنم ثوُاب شيء منم العمحال كالطوُاف ونوُه‪ ،‬فيقوُل‪ :‬ل تسألوُا عنم ثوُابه‪،‬‬
‫ولكحنم سلِّوُا ما الذي علِّىَ منم وفق لذا العمحل منم الشكحر‪ ،‬للِّتوُفيق والعانُة علِّيه‪.‬‬

‫‪524‬‬
‫كل نُعمحة علِّىَ العبَد منم ال ف دينم أو دنُيا يتاج إل شكحر علِّيها‪ ،‬ث التوُفيق للِّشكحر علِّيها نُعمحة أخرىً‬
‫تتاج إل شكحر ثان‪ ،‬ث التوُفيق للِّشكحر الثان نُعمحة أخرىً يتاج إل شكحر آْخر‪ ،‬وهكحذا أبداد فل يقدر‬
‫العبَاد علِّىَ القيام بشكحر النعم‪ .‬وحقيقة الشكحر العتاف بالعجز عنم الشكحر‪.‬‬
‫رابعاد ‪ :‬مسائل متفرقة‬
‫‪ 1‬ي يستحب البَدء با بعد العيد مبَاشرة ؛ لن ذلك منم باب السارعة إل الي ‪ .‬قال تعال ) شوشساذرعروُاه‬
‫ي( آْل عمحران‬ ‫إذشل مهغذفرتة لمنم لربلركحم وجنلتة عرضها اللسمحاوات والشرض أرذعلد ذ ذ‬
‫ت لهلِّرمحتلق ش‬
‫ه‬ ‫ه ش ش شه ر ش ش ش ر ش ه ر‬ ‫ش ش‬
‫ض أرذعلدت لذلِّلذذينم آْمنروُا ذباللِّلهذ‬ ‫ت‬ ‫ذ‬
‫ش ش‬ ‫ه‬ ‫ض اللسشمحاء شواهلشهر ذ‬ ‫ضشها شكشعهر ذ‬‫وقوُله تعال ) شسابذرقوُا إذشل شمهغفشرتة لمنم لربلركحهم شوشجنلة شعهر ر‬
‫ذ ذ‬
‫ضذل الهشعذظيذم( الديد‬ ‫ضرل اللِّلذه ييرهؤذتيذه شمنم يشششاء شواللِّلهر رذو الهشف ه‬ ‫شورررسلِّذه شذل ش‬
‫ك فش ه‬
‫‪ 2‬ي يوُزأ تفريقها ف شهر شوُال كاملد ول يلِّزم التتابع فيها ؛ لن الرسوُل – صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم –‬
‫أطلِّق صيامها ول يذكر تتابعاد ول تفريقاد ‪ ،‬حيث قال – صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ‪ " :‬منم صام رمضان ث‬
‫أتبَعه ستاد منم شوُال كان كصيام الدهر "‬
‫‪ 3‬ي منم صامها ف عام ل يلِّزمه أن يصوُمها ف عام آْخر لكحنه يستحب له ذلك ؛ لقوُل النب – صلِّىَ‬
‫ال علِّيه وسلِّم ‪ " :‬أحب العمحال إل ال أدومها وإن قل" رواه البَخماري ومسلِّم منم حديث عائشة‬
‫رضي ال عنها ‪.‬‬
‫‪ 4‬ي يلِّزم ف الست منم شوُال ونوُها منم النفل القيد منم تبَييت النية منم اللِّيل لقوُل النب صلِّىَ ال علِّيه‬
‫وسلِّم ‪) :‬منم ل يبَيت الصيام قبَل الفجر‪ ،‬فل صيام له( رواه النسائي وصححه اللبَان ‪.‬‬
‫‪ 5‬ي ل يلِّزم إتام الست منم شوُال ‪ ،‬فمحنم استطاع التام فقد أحسنم ومنم ل فل حرج علِّيه لقوُل النب‬
‫صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ) الصائم التطوُع أمي نُفسه إن شاء صام وإن شاء أفطر( قال النوُوي ف المحوُع )‬
‫‪ ) : (6/395‬إسناده جيد ( ‪.‬‬
‫‪ 6‬ي الول لنم علِّيه قضاء منم رمضان أن يبَدأ به لنُه أبرأ لذمته ؛ ولن الفرض مقدم علِّىَ النافلِّة ‪،‬‬
‫واختلِّف أهل العلِّم فيمحنم قدم الست منم شوُال علِّىَ صيام الفرض علِّىَ قوُلي ‪:‬‬
‫القوُل الول‪ :‬أن فضيلِّة صيام الست منم شوُال ل تصل إل لنم قضىَ ما علِّيه منم أيام رمضان الت‬
‫أفطرها لعذر‪ .‬واستدلوُا لذلك بأن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال فيمحا رواه مسلِّم منم حديث أب أيوُب‬
‫النُصاري‪ :‬منم صام رمضان ث أتبَعه ستلاد منم شوُال كان كصيام الدهر‪ .‬وإنا يتحقق وصف صيام‬
‫رمضان لنم أكمحل العدة‪ .‬قال اليتمحي ف تفة التاج )‪)) :(3/457‬لنا مع صيام رمضان أي‪ :‬جيعه‪،‬‬
‫وإل ل يصل الفضل الت وإن أفطر لعذر((‪ .‬وقال ابنم مفلِّح ف كتابه الفروع )‪ )) :(3/108‬يتوُجه‬
‫تصيل فضيلِّتها لنم صامها وقضىَ رمضان وقد أفطره لعذر‪ ,‬ولعلِّه مراد الصحاب‪ ,‬وما ظاهره خلفه‬
‫خرج علِّىَ الغالب العتاد‪ ,‬وال أعلِّم((‪ .‬وبذا قال جاعة منم العلِّمحاء العاصرينم كشيخمنا عبَد العزيز بنم‬
‫بازأ وشيخمنا ممحد العثيمحي رحهمحا ال‪.‬‬

‫‪525‬‬
‫القوُل الثان‪ :‬أن فضيلِّة صيام الست منم شوُال تصل لنم صامها قبَل قضاء ما علِّيه منم أيام رمضان‬
‫الت أفطرها لعذر؛ لن منم أفطر أياماد منم رمضان لعذر يصدق علِّيه أنُه صام رمضان فإذا صام الست‬
‫منم شوُال قبَل القضاء حصل ما رتبَه النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم منم الجر علِّىَ إتبَاع صيام رمضان ستاد‬
‫منم شوُال‪ .‬وقد نُقل البَجيمي ف حاشيته علِّىَ الطيب بعد ذكر القوُل بأن الثوُاب ل يصل لنم قدم‬
‫الست علِّىَ القضاء متجاد بقوُل النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ث أتبَعه ستاد منم شوُال )‪ (2/352‬عنم‬
‫بعض أهل العلِّم الوُاب التال‪)) :‬قد يقال التبَعية تشمحل التقديرية لنُه إذا صام رمضان بعدها وقع عمحا‬
‫قبَلِّها تقديردا‪ ,‬أو التبَعية تشمحل التأخرة كمحا ف نُفل الفرائض التابع لا ا هي‪ .‬فيسنم صوُمها وإن أفطر‬
‫رمضان((‪ .‬وقال ف البَدع )‪)) :(3/52‬لكحنم ذكر ف الفروع أن فضيلِّتها تصل لنم صامها وقضىَ‬
‫رمضان وقد أفطر لعذر ولعلِّه مراد الصحاب‪ ،‬وفيه شيء((‪.‬‬
‫والذي يظهر أن ما قاله أصحاب القوُل الثان أقرب إل الصوُاب؛ ل سيمحا وأن العن الذي تدرك به‬
‫الفضيلِّة ليس موُقوُفاد علِّىَ الفراغ منم القضاء قبَل الست فإن مقابلِّة صيام شهر رمضان لصيام عشرة‬
‫ذ ذ‬
‫أشهر حاصل بإكمحال الفرض أداء وقضاء وقد وسع ال ف القضاء فقال‪ }:‬فشعلدة مهنم أشلياتم أرشخشر يرذريرد اللِّلهر‬
‫بذركحرم الهيرهسشر شول يرذريرد بذركحرم الهعرهسشر شولذترهكحذمحلِّروُا الهعذلدشة{َ )البَقرة‪ ،(185 :‬أما صيام الست منم شوُال فهي‬
‫فضيلِّة تتص هذا الشهر تفوُت بفوُاته‪ .‬ومع هذا فإن البَداءة بإبراء الذمة بصيام الفرض أول منم‬
‫الشتغال بالتطوُع‪ .‬لكحنم منم صام الست ث صام القضاء بعد ذلك فإنُه تصل له الفضيلِّة إذ ل دليل‬
‫علِّىَ انُتفائها‪ ،‬وال أعلِّم‪.‬‬
‫‪ 7‬ي استدل بعض أهل العلِّم بذا الديث علِّىَ استحبَاب صيام الدهر ‪،‬‬
‫وقالوُا ‪ :‬لوُ كان صوُم الدهر مكحروها لا وقع التشبَيه به ‪ ,‬بل هذا يدل علِّىَ أنُه أفضل الصيام‪.‬‬
‫وأجاب عنم ذلك ابنم القيم فقال ‪ ) :‬هذا الستدلل فاسد جدا منم وجوُه ‪:‬‬
‫أحدها ‪ :‬أن ف الديث نُفسه أن وجه التشبَيه هوُ أن السنة بعشر أمثالا ‪ ,‬فستة وثلثوُن يوُما بسنة‬
‫كاملِّة ومعلِّوُم قطعا أن صوُم السنة الكحاملِّة حرام بل ريب والتشبَيه ل يتم إل بدخوُل العيدينم وأيام‬
‫التشريق ف السنة وصوُمها حرام فعلِّم أن التشبَيه الذكوُر ل يدل علِّىَ جوُازأ وقوُع الشبَه به فضل عنم‬
‫استحبَابه فضل عنم أن يكحوُن أفضل منم غيه ‪ .‬نُظي هذا ‪ :‬قوُل النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم لنم سأله‬
‫عنم عمحل يعدل الهاد ؟ فقال " ل تستطيعه ‪ .‬هل تستطيع إذا خرج الاهد أن تقوُم فل تفت ‪ ,‬وتصوُم‬
‫فل تفطر ؟ قال ‪ :‬ل ‪ .‬قال ‪ :‬فذلك مثل الاهد " ومعلِّوُم أن هذا الشبَه به غي مقدور ول مشروع ‪.‬‬
‫فإن قيل ‪ :‬يمحل قوُله " فكحأنا صام الدهر " علِّىَ ما عدا اليام النهي عنم صوُمها ‪.‬‬
‫قيل ‪ :‬تعلِّيلِّه صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم حكحمحة هذه القابلِّة ‪ ,‬وذكره السنة بعشر أمثالا ‪ ,‬وتوُزأيع الستة‬
‫والثلثي يوُما علِّىَ أيام السنة ‪ :‬يبَطل هذا المحل ‪.‬‬

‫‪526‬‬
‫الثان ‪ :‬أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم سئمل عمحنم صام الدهر ‪ ,‬فقال " ل صام ول أفطر ‪ ,‬وف لفظ ل‬
‫صام منم صام البد " فإذا كان هذا حال صيام الدهر فكحيف يكحوُن أفضل الصيام ؟‬
‫الثالث ‪ :‬أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ثبَت عنه ف الصحيحي أنُه قال " أفضل الصيام صيام داود "‬
‫وف لفظ " ل أفضل منم صوُم داود ‪ :‬كان يصوُم يوُما ويفطر يوُما " فهذا النص الصحيح الصريح الرافع‬
‫لكحل إشكحال ‪ ,‬يبَي أن صوُم يوُم وفطر يوُم أفضل منم سرد الصوُم ‪ .‬مع أنُه أكثر عمحل ‪ .‬وهذا يدل‬
‫علِّىَ أنُه مكحروه لنُه إذا كان الفطر أفضل منه ل يإكحنم أن يقال بإباحته واستوُاء طرفيه ‪ .‬فإن العبَارة ل‬
‫تكحوُن له بالبطال ‪ ,‬فتعي أن يكحوُن مرجوُحا ‪ ,‬وهذا بي لكحل منصف ‪ .‬ول المحد ‪.‬‬
‫‪ 8‬ي هل يإكحنم أن رتصام هذه الست ف غي شوُال وتصل نُفس الزية ؟‬
‫أجاب عنم ذلك العلمة ابنم القيم رحه ال ف تعلِّيقه علِّىَ سننم أب داود فقال ‪) :‬اختصاصا شوُال ففيه‬
‫طريقان ‪:‬‬
‫أحدها ‪ :‬أن الراد به الرفق بالكحلِّف ‪ ,‬لنُه حديث عهد بالصوُم ‪ ,‬فيكحوُن أسهل علِّيه ففي ذكر شوُال‬
‫تنبَيه علِّىَ أن صوُمها ف غيه أفضل ‪ ,‬هذا الذي حكحاه القراف منم الالكحية ‪ ,‬وهوُ غريب عجيب ‪.‬‬
‫الطريق الثان ‪ :‬أن القصوُد به البَادرة بالعمحل ‪ ,‬وانُتهازأ الفرصة ‪ ,‬خشية الفوُات ‪ .‬قال تعال } فاستبَقوُا‬
‫اليات {َ وقال } وسارعوُا إل مغفرة منم ربكحم {َ وهذا تعلِّيل طائفة منم الشافعية وغيهم ‪.‬قالوُا ‪ :‬ول‬
‫يلِّزم أن يعطي هذا الفضل لنم صامها ف غيه ‪ ,‬لفوُات مصلِّحة البَادرة والسارعة البَوُبة ل ‪.‬‬
‫قالوُا ‪ :‬وظاهر الديث مع هذا القوُل ‪ .‬ومنم ساعده الظاهر فقوُله أول ‪ .‬ول ريب أنُه ل يإكحنم إلغاء‬
‫خصوُصية شوُال ‪ ,‬وإل ل يكحنم لذكره فائدة ‪.‬‬
‫وقال آْخرون ‪ :‬لا كان صوُم رمضان ل بد أن يقع فيه نُوُع تقصي وتفريط ‪ ,‬وهضم منم حقه وواجبَه‬
‫نُدب إل صوُم ستة أيام منم شوُال ‪ ,‬جابرة له ‪ ,‬ومسددة للِّل ما عساه أن يقع فيه ‪ .‬فجرت هذه اليام‬
‫مرىً سننم الصلِّوُات الت يتنفل با بعدها جابرة ومكحمحلِّة ‪ ,‬وعلِّىَ هذا ‪ :‬تظهر فائدة اختصاصها بشوُال‬
‫‪ ,‬وال أعلِّم ‪.‬‬
‫‪ 9‬ي هناك فرق بي أن يقوُل " فكحأنا قد صام الدهر " وبي قوُله " فكحأنا صام الدهر " هوُ أن القصوُد‬
‫تشبَيه الصيام بالصيام ‪ .‬ولوُ قال ‪ :‬فكحأنُه قد صام الدهر ‪ ,‬لكحان بعيدا عنم القصوُد ‪ ,‬فإنُه حينئمذ يكحوُن‬
‫تشبَيها للِّصائم بالصائم ‪ .‬فمححل التشبَيه هوُ الصوُم ‪ ,‬ل الصائم ‪ ,‬وييء الفاعل لزوما ‪ ,‬ولوُ شبَه‬
‫الصائم لكحان هوُ مل التشبَيه ‪ ,‬ويكحوُن ميء الصوُم لزوما ‪ ,‬وإنا كان قصد تشبَيه الصوُم أبلِّغ وأحسنم‬
‫لتضمحنه تنبَيه السامع علِّىَ قدر الفعل وعظمحه وكثرة ثوُابه ‪ ,‬فتتوُفر رغبَته فيه ‪.‬قاله ابنم القيم ف تعلِّيقه‬
‫علِّىَ سننم أب داود ‪.‬‬
‫وف التام أسأل ال تعال أن ينفع بذه البَحث الخمتصر وأن يعلِّه ف موُازأينم السنات وصلِّىَ ال‬
‫وسلِّم علِّىَ نُبَينا ممحد وعلِّىَ آْله وصحبَه وسلِّم ‪.‬‬

‫‪527‬‬
‫وكتبَه ممحد بنم عبَدال بنم صال البَدان‬
‫‪3/10/1425‬هي‬
‫يييييييييي‬
‫صوم السلف‬
‫* دخل موُسىَ بنم عبَد ال يوُماد علِّىَ الرشيد ‪ ،‬ث خرج منم عنده فعثر بالبَساط ‪ ،‬فسقط فضحك الدم‬
‫وضحك الند ‪ ،‬فلِّمحا قام التفت إل هارون ‪ ،‬فقال يا أمي الؤمني ‪ :‬إنُه ضعف صوُم لضعف سكحر‪) .‬‬
‫‪( 27 ، 26 / 13‬‬
‫* كان ممحد بنم عبَد ال السدي يصوُم الدهر ‪ ,‬وكان إذا تسحر برغيف ل يصدع ‪ ,‬فإذا تسحر‬
‫بنصف رغيف صدع منم نُصف النهار إل آْخره ‪ ,‬فإن ل يتسحر صدع يوُمه أجع ‪( 404 / 5 ).‬‬
‫* صام داود الطائي أربعي سنة ما علِّم به أهلِّه ‪ ,‬وكان خرازأاد ‪ ,‬وكان يمحل غداءه معه ‪ ,‬ويتصدق به ف‬
‫الطريق ‪ ,‬ويرجع إل أهلِّه يفطر عشاء ل يعلِّمحوُن أنُه صائم ‪( 350 / 8 ).‬‬
‫* عنم زأر بنم جيش قال ‪ :‬ليلِّة القدر ليلِّة سبَع وعشرينم مضي وثلث بقي ‪( 103 / 9 ).‬‬
‫* كان الشافعي يتم ف كل ليلِّة ختمحة ‪ ,‬فإذا كان شهر رمضان ختم ف كل ليلِّة منه ‪ ,‬وف كل يوُم‬
‫ختمحة ‪ ,‬فكحان يتم ف شهر رمضان ستي ختمحة ‪( 63 / 2 ).‬‬
‫* دخل رجل علِّىَ معروف ف مرضه الذي مات فيه ‪ ,‬فقال له ‪ :‬يا أبا مفوُظ أخبن عنم صوُمك ‪ .‬قال‬
‫‪ :‬كان عيسىَ علِّيه السلم يصوُم كذا ‪ .‬قال ‪ :‬أخبن عنم صوُمك ‪ .‬قال ‪ :‬كان داود علِّيه السلم يصوُم‬
‫كذا ‪ .‬قال ‪ :‬أخبن عنم صوُمك ‪ .‬قال ‪ :‬كان النب يصوُم كذا ‪ .‬قال ‪ :‬أخبن عنم صوُمك ‪ .‬قال ‪ :‬أما‬
‫أنُا فكحنت أصبَح دهري كلِّه صائمحاد ‪ ,‬فإن دعيت إل طعام أكلِّت ‪ ,‬ول أقل إن صائم ‪.‬‬
‫) ‪( 202 / 13‬‬
‫* عنم ممحد بنم صبَيح قال ‪ :‬مر معروف علِّىَ سقاء يسقي الاء ‪ ,‬وهوُ يقوُل ‪ :‬رحم ال منم شرب ‪،‬‬
‫فشرب ‪ ,‬وكان صائمحاد ‪ .‬وقال ‪ :‬لعل ال أن يستجيب له ‪( 208 / 13 ).‬‬
‫* عنم أب عبَد الرحنم سفيان بنم وكيع بنم الراح قال ‪ :‬حدثن أب قال ‪ :‬كان أب وكيع يصوُم الدهر ‪,‬‬
‫فكحان يبَكحر ‪ ,‬فيجلِّس لصحاب الديث إل ارتفاع النهار ‪ ,‬ث ينصرف ‪ ,‬فيقيل إل وقت صلة الظهر‬
‫‪ ,‬ث يرج ‪ ,‬فيصلِّي الظهر ‪ ,‬ويقصد طريق الشرعة الت كان يصعد منها أصحاب الروايا ‪ ,‬فييوُن‬
‫نُوُاضحهم ‪ ,‬فيعلِّمحهم منم القرآْن ما يؤدون به الفرض إل حدود العصر ‪ ,‬ث يرجع إل مسجده ‪ ,‬فيصلِّي‬
‫العصر ‪ ,‬ث يلِّس فيدرس القرآْن ‪ ,‬ويذكر ال إل آْخر النهار ‪ ,‬ث يدخل إل منزله فيقدم إليه إفطاره ‪,‬‬
‫وكان يفطر علِّىَ نوُ عشرة أرطال منم الطعام ‪ ,‬ث يقدم له قربة فيها نوُ منم عشرة أرطال نُبَيذ فيشرب‬
‫منها ما طاب له علِّىَ طعامه ‪ ,‬ث يعلِّها بي يديه ‪ ,‬ويقوُم فيصلِّي ورده منم اللِّيل ‪ ,‬وكلِّمحا صلِّىَ ركعتي‬
‫أو أكثر منم شفع أو وتر شرب منها حت ينفذها ‪ ,‬ث ينام ‪( 471 / 13 ).‬‬

‫‪528‬‬
‫* قال ابنم عمحار ‪ :‬كان وكيع يصوُم الدهر ‪ ,‬وكان يفطر يوُم الشك والعيد ‪ .‬قال ‪ :‬فأخبت أنُه كان‬
‫يشتكحي إذا أفطر ف هذه اليام ‪ .‬قال ‪ :‬وولد إما قال ‪ :‬لوُكيع ‪ ,‬وإما قال لبنم وكيع ولد ‪ .‬قال ‪ :‬فأطعم‬
‫وكيع الناس البَيص ‪ .‬قال ‪ :‬و أخرج ثان جفان خبَيص ف السجد ‪ ,‬وأراه قال ‪ :‬ف البَيت ‪ .‬قال ‪:‬‬
‫فجعل يدخل يده فيه ‪ ,‬ويسوُيه كمحا يسوُي اللِّقمحة ‪ ,‬ويقوُل ‪ :‬كل يا موُصلِّي ‪ ,‬ول يذوق منه شيئماد لنُه‬
‫كان صائمحاد ‪ ,‬وكان يصوُم الدهر ‪( 472 / 13 ).‬‬
‫يييييييييي‬
‫وقفات مع آيات الصيام‬
‫بسم ال الرحنم الرحيم‬
‫المحد ل الذي اختص شهر رمضان بفضيلِّة الصيام منم بي سائر الشهوُر ‪ ،‬وفتح فيه أبوُاب النان با‬
‫فيها منم السرور والبَوُر ‪ ،‬وكمحلِّها بأنُوُاع الكحرامات ‪ ،‬وهيأها لكحل موُحد شكحوُر ‪ ،‬وأغلِّق فيه أبوُاب‬
‫النيان ‪ ،‬وأعدها لكحل مشرك كفوُر ‪ ،‬وسلِّسل فيه مردة الشياطي فكحل منهم مسلِّسل مأسوُر ‪ ،‬ووفق‬
‫بعض عبَاده باستغلل هذا الشهر ‪ ،‬وكف عنم قلِّوُبم الجب والستوُر ‪ ،‬فنصبَوُا ف خدمته القدام ‪،‬‬
‫ولزأموُا الصيام والقيام ‪ ،‬وأنُصبَوُا البدان ‪ ،‬وبادروا الوُقت والزمان ‪ ،‬وهرم آْخرينم فحرموُا النُس بالرحنم ‪،‬‬
‫وابعدوا عنم التدبر لكحلم الوُاحد الديان ‪ ،‬وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له ‪ ،‬يفرح بتوُبة‬
‫التائبَي ‪ ،‬ويقبَل دعاء الداعي ‪ ،‬ويب منم عبَاده الخمبَتي النيبَي الفكحرينم ‪ ،‬وأشهد أن ممحداد عبَده‬
‫ورسوُله ‪ ،‬الذي أمره ربه فأجاب ‪ ،‬وناه فمحا خالف نيه وما ارتاب ‪ ،‬وأخبَت إل ربه وأنُاب ‪ ،‬صلِّىَ ال‬
‫علِّيه وعلِّىَ آْله وأصحابه الذينم أحيوُا أيام رمضان بتلوة القرآْن ‪ ،‬وبالتهجد والقيام ‪ ،‬علِّمحوُا أنا أيام ‪،‬‬
‫فعمحروها بطاعة الي الذي ل ينام ‪ ،‬فرضي ال عنهم وأرضاهم ) والسابقوُن الولوُن منم الهاجرينم‬
‫والنُصار والذينم اتبَعوُهم بإحسان رضي ال عنهم ورضوُا عنهم وأعد لم جنات تري منم تتها النار‬
‫خالدينم فيها أبداد ذلك الفوُزأ العظيم ( ‪..‬‬
‫أما بعد ‪:‬‬
‫فيا معاشر السلِّمحي فإن أوصيكحم ونُفسي بتقوُىً ال جل وعل ‪ ،‬فقد قال ال تعال ف سوُرة البَقرة ف‬
‫آْيات الصيام ) يا أيها الذينم آْمنوُا كتب علِّيكحم الصيام كمحا كتب علِّىَ الذينم منم قبَلِّكحم لعلِّكحم تتقوُن‬
‫فدعوُنُا نُتأمل ف هذه اليات العظيمحات ‪ ،‬ونوُل ف معانُيها ‪ ،‬ونُأخذ الدروس منها ‪..‬‬
‫أيها الخوُة ‪:‬‬
‫الوُقفة الول ‪ :‬إن الناظر ف آْيات الصيام ف هذه السوُرة ‪ ،‬يد ولول وهلِّة ‪ ،‬أن التعقيب بقوُله تعال )‬
‫لعلِّكحم تتقوُن ( ‪ ،‬قد تكحرر ف أكثر منم مرة ‪ ..‬فقال سبَحانُه ) يا أيها الذينم آْمنوُا كتب علِّيكحم الصيام‬
‫كمحا كتب علِّىَ الذينم منم قبَلِّكحم لعلِّكحم تتقوُن ( ‪ ،‬وقال تعال ) تلِّك حدود ال فل تقربوُها كذلك‬
‫يبَي ال آْياته للِّناس لعلِّهم يتقوُن ( ‪ ..‬بينمحا غيه منم التعقيبَات ل تتكحرر ‪ ،‬بل أن التعقيبَات الخرىً‬

‫‪529‬‬
‫لتصب ف معن التقوُىً وف معانُيها ‪ ،‬فجاء لعلِّكحم تشكحرون ‪ ،‬لعلِّهم يرشدون ‪ ،‬وهذه وتلِّك لوُل التقوُىً‬
‫ما شكحر العبَد وما رشد ‪..‬‬

‫فمحا الكحمحة منم تكحرار لفظ التقوُىً ههنا ؟؟‬


‫أيها الخوُة ‪ :‬إن تكحرار التقوُىً ف ثنايا آْيات الصيام ‪ ،‬لن الصوُم منم أعظم العبَادات الالبَة للِّتقوُىً ‪،‬‬
‫فالذي يهجر الطعام والشراب ‪ ،‬ويتك الستمحتاع بأهلِّه ‪ ،‬ل عز وجل وتقرباد إليه ‪ ،‬فسوُف ريوُهب‬
‫التقوُىً ويوُفق إليها ‪ ،‬ولذلك يقوُل ال عز وجل ف الديث القدسي ) كل عمحل ابنم آْدم له ‪ ،‬السنة‬
‫بعشر أمثالا ‪ ،‬إل سبَعمحائة ضعف ‪ ،‬إل الصوُم فإنُه ل وأنُا أجزي به ‪ ،‬يدع شهوُته وطعامه منم أجلِّي‬
‫فأعظم مقاصد الصوُم هي التقوُىً الالبَة لكحل خي ‪ ،‬الصارفة عنم كل شر ‪ ..‬فحي ناك ال عنم‬
‫الكل والشرب مدة صوُمك والكل والشرب مبَاح لك ف الصل ‪ ،‬لتعتاد نُفسك علِّىَ ترك الرام ‪،‬‬
‫فالذي قدر أن يإنع نُفسه منم البَاح ‪ ،‬لوُ أقدر أن يإنعها منم الرام ‪ ،‬وهذا سر منم أسرار التقوُىً الالب‬
‫للِّتقوُىً !ا!ا‬
‫وأما الذينم ل يفهمحوُن منم الصوُم إل ترك الطعام والشراب ‪ ،‬فهؤلء ما فهمحوُا حقيقة الصيام عنم ال‬
‫شيء ‪ ،‬ول انُتفعوُا بالصيام ‪ ،‬ولذا فأنُت تد أحدهم يإسك عنم الطعام والشراب ‪ ،‬ولكحنم قد أفطر‬
‫لسانُه بالرام ‪ ،‬ونُطق بالرام ‪ ،‬وأفطرت عينه بالنظر إل الرام ‪ ،‬وأفطر سعه علِّىَ ساع الرام ‪ ،‬ولمثال‬
‫هؤلء يقوُل النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ‪ ) :‬منم ل يدع قوُل الزور والعمحل به فلِّيس ل حاجة أن يدع‬
‫طعامه وشرابه ( رواه البَخماري ‪.‬‬
‫وقوُل الزور كل قوُل باطل منم الغيبَة والنمحيمحة ‪ ،‬والسب والشتم ‪ ،‬وكل قوُل باطل ‪ ،‬والعمحل به كل‬
‫باطل يعمحل ‪ ،‬ولذلك أيها الخوُة ‪ :‬فقد ذكر أهل العلِّم ف مفطرات الصائم أنا علِّىَ نُوُعي ‪ :‬حسية ‪،‬‬
‫ومعنوُية ‪ ،‬أما السية كالكل والشرب والمحاع وغي ذلك ‪ ..‬أما العنوُية فكحالغيبَة والنمحيمحة وقوُل الزور‬
‫والعمحل به ‪ ،‬فإن أجر الصائم ينقص بسب ما أل به منم الزور والعمحل به ‪ ،‬فبَعض الصائمحي تستغرق‬
‫ذنُوُبه أجر صوُمه كلِّه ‪ ،‬فل يكحوُن له منم صوُمه إل الوُع والعطش ‪ ،‬أعاذنُا ال وإياكم منم الزور وأهلِّه‬
‫‪..‬‬
‫أيها الخوُة ‪ :‬ومنم معان التقوُىً التعوُد علِّىَ شظف العيش ‪ ،‬وترك ملذ الياة ‪ ،‬والقلل منها ‪،‬‬
‫وليحس السلِّمحوُن الصائمحوُن بأن لم إخوُانُاد يعيشوُن الصيام طيلِّة عامهم ‪ ،‬فل يدون الطعام والشراب‬
‫الذي يكحفيهم منم شدة الصاصة والفقر ‪ ،‬ليبَذلوُا الال بعد ذلك سخمية ببَذله نُفوُسهم ‪..‬‬
‫أيها الخوُة ‪..‬‬

‫‪530‬‬
‫) الوُقفة الثانُية ( ‪ :‬وقال تعال ) أياماد معدودات ( فمحنم رحة ال بعبَاده أن جعل الصيام أياماد معدودات‬
‫‪ ،‬فلِّيس فريضة العمحر ‪ ،‬وتكحلِّيف الدهر ‪ ،‬ومع هذا أعفىَ منم أدائه الرضىَ حت يصحوُا ‪ ،‬والسافرينم‬
‫حت يقيمحوُا ‪ ،‬رحة وتيسيا ‪..‬‬
‫أياماد معدودات ‪ ) ،‬فمحنم كان منكحم مريضاد أو علِّىَ سفر فعدة منم أيام أخر ( ‪ ،‬وأيضاد فثمحة أمر جلِّيل‬
‫تؤديه هذه الية فقد قال تعال وهوُ أعلِّم بنم خلِّق ‪ ،‬قال عنم أيام رمضان ) أياماد معدودات ( لنا‬
‫سريعة التقضي ‪ ،‬سريعة الفوُل ‪ ،‬فحري بعبَد يرجوُا ما عند ال أل تفوُته هذه اليام القلِّيلِّة ‪ ،‬باستغللا‬
‫بطاعة ال عز وجل ‪ ،‬فقد جاء ف الصحيحي ‪ ،‬أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يقوُل ) منم صام رمضان‬
‫إيإانُاد واحتساباد غفر له ما تقدم منم ذنُبَه ( ويقوُل ) منم قام رمضان إيإانُاد واحتساباد غفر له ما تقدم منم‬
‫ذنُبَه ( ويقوُل ) منم قام مع المام حت ينصرف كتب له قيام ليلِّة ( رواه أهل السننم بإسناد صحيح ‪..‬‬
‫فل يفوُتك هذا الفضل العظيم ‪ ،‬والعطاء السيم ‪ ،‬فبَمحجرد قيامك مع المام ساعة أو أقل تكحتب عند‬
‫ال قائمحاد للِّيل كلِّه ‪ ،‬فمحنم يزهد ف هذا العطاء اللي والنحة الربانُية ‪..‬‬
‫أيها الخوُة ‪:‬‬
‫الوُقفة الثالثة ‪ :‬قال تعال ف ثنايا آْيات الصيام ) شهر رمضان الذي أنُزل فيه القرءان ‪ .. ( ...‬فرمضان‬
‫شهر القرآْن وكان السلِّف رحهم ال إذا أقبَل رمضان أقبَلِّوُا علِّىَ القرآْن ‪ ،‬وتركوُا كتب أهل العلِّم ‪، ..‬‬
‫قال الزهري رحه ال إذا دخل رمضان يقوُل ) إنا هوُ تلوة القرآْن وإطعام الطعام ( ‪ ،‬وكان مالك رحه‬
‫ال إذا دخل رمضان ‪ ،‬ترك قراءة الديث ومالس العلِّم ‪ ،‬وأقبَل علِّىَ قراءة القرآْن منم الصحف ‪ ،‬وكان‬
‫قبَلِّهم العلِّم الول رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يدارس جبيل القرآْن ف كل رمضان ‪ ،‬فيعرض علِّيه‬
‫‪ ،‬حت إذا كان سنة وفاته علِّيه الصلة والسلم عرض علِّيه مرتي ‪ ،‬فمحا أحوُجنا أيها الخوُة لذا القرآْن‬
‫العظيم ‪ ،‬وخاصة ف هذا الشهر الكحري ‪ ،‬فأكثروا فيه منم تلوة القرآْن وتأمل معانُيه وتدبره والعمحل به ‪..‬‬
‫آْيات منم القرآْن يلِّي با ما قسىَ منم القلِّوُب ‪ ،‬وسيشهد با ما جف منم الآقي ‪ ،‬فوُا عجبَاد لنفوُس ل‬
‫تستعذب تلوة كلم ال ول ترق لكحلم ال ‪ ،‬ول تلِّي جلِّوُدها وقلِّوُبا لكحلم ال ‪ ،‬لقد أثن ال علِّىَ‬
‫عبَاده الؤمني فقال ) ال نُزل أحسنم الديث كتاباد متشاباد مثان تقشعر منه جلِّوُد الذينم يشوُن ربم‬
‫ث تلِّي جلِّوُدهم وقلِّوُبم إل ذكر ال ( نُعم ‪ ..‬هذا توُفيق وهداية ل يوُفق إليها كل واحد ‪ ) ..‬ذلك‬
‫هدىً ال يهدي به منم يشاء ومنم يضلِّل ال فمحا له منم هاد ( ووا عجبَاد منم قلِّوُب كيف تعيش وليس‬
‫لا ورد منم كتاب ال ‪ ،‬وواعجبَاد منم قلِّوُب ما أقساها وهي ل ترك قلِّوُبا بتلوة كلم ال ‪ ،‬لقد عاتب‬
‫ال الصحابة وهم حدثاء عهد بإسلم ‪ ،‬فقال ) أل يأن للِّذينم آْمنوُا أن تشع قلِّوُبم لذكر ال وما نُزل‬
‫منم الق (‬
‫فحرب بك أخي السلِّم أن تعل لك ورداد منم كتاب ال تتأمل فيه ‪ ،‬وتتلِّوُه ترك به قلِّبَك ‪ ،‬وتدر به‬
‫دمعك ‪ ،‬وتغي ب‬

‫‪531‬‬
‫ه حياتك ‪ ،‬ول يكحنم هك آْخر السوُرة بل اتلِّوُا بتمحعنم وتدبر ‪..‬‬
‫الوُقفة الرابعة ‪..‬أيها الخوُة ‪ :‬وما جاء ف آْيات الصيام ‪ ..‬قال تعال ) فمحنم شهد منكحم الشهر فلِّيصمحه‬
‫( فعلِّىَ كل منم أدرك شهر رمضان وهوُ قادر علِّىَ صوُمه فوُاجب علِّيه الصوُم ‪ ،‬فيمحسك عنم الطعام‬
‫والشراب والمحاع وسائر الفطرات منم طلِّوُع الفجر إل غروب الشمحس ‪ ،‬متعبَداد ل عز وجل بذلك ‪،‬‬
‫فمحنم تناول شيئما منم الفطرات متاراد غي مكحره ‪ ،‬ذاكراد غي نُاتس ‪ ،‬عالاد غي جاهل ‪ ،‬ل يصح صوُمه ‪..‬‬
‫أما الريض فإن كان مرض يرجىَ برؤه وشفاءه ‪ ،‬فهذا يفطر مدة مرضه ويقضي مكحان اليام الت أفطرها‬
‫‪ ،‬وإن كان مرضه ل يرجىَ شفاءه فهذا يطعم عنم كل يوُم مسكحي ‪ ،‬لكحل مسكحي نُصف صاع أي ‪:‬‬
‫كيلِّوُ ونُصف منم الرزأ ونوُه ‪ ،‬أو إن شاء جع فقراء بعدد اليام الت أفطرها وأطعمحهم ‪ ،‬فإن ذلك‬
‫يزئه ‪..‬‬
‫وأما السافر فإن كان الصوُم ل يشق علِّيه فالصوُم أول إبراء للِّذمة ‪ ،‬وأما إن كان يشق علِّيه الصوُم أو‬
‫يضره ‪ ،‬فإنُه يب علِّيه الفطر ‪..‬‬
‫واعلِّمحوُا أيها الخوُة ‪ ..‬أن الريض الذي يضره الصوُم ل يوُزأ له الصوُم ‪ ،‬والصوُم ف حقه حرام ‪ ،‬فإذا‬
‫قرر الطبَاء أن هذا الريض يضره الصوُم ‪ ،‬فل يوُزأ له الصوُم بل يطعم ول شيء علِّيه ‪ ،‬ومنم يغسل‬
‫الكحلِّىَ فهؤلء ل صوُم لم ‪ ،‬ول يصح منهم حال غسيلِّهم ‪ ،‬لقوُل النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ) أفطر‬
‫الاجم والجوُم ( ‪ ،‬وغسيل الكحلِّىَ إخراج للِّدم منم البَدن ‪ ،‬فإن كان يستطيع الصوُم ف أيام الت ل‬
‫يغسل فيها صامها ‪ ،‬وقضىَ مكحان اليام الت أفطرها ‪ ،‬وإن كان ل يطيق الصوُم فإنُه يطعم عنم كل يوُم‬
‫مسكحي ‪..‬‬
‫واعلِّمحوُا أيها الخوُة ‪ ..‬أنُه كل ما كان ف معن الكل والشرب ‪ ،‬كحقنم الدم ‪ ،‬والبر الغذية فإنا‬
‫مفطرة لنا تقوُم مقام الكل والشرب منم حيث استغناء السم با ‪ ..‬ومنم أراد البَسط ف هذا فلِّيجع‬
‫لكحتب أهل العلِّم ‪ ،‬وليسأل عمحا أشكحل علِّيه ‪..‬‬
‫الوُقفة الامسة ‪ :‬قال تعال ) وإذا سألك عبَادي عن فإن قريب أجيب دعوُة الداع إذا دعان ( لقد‬
‫جاءت هذه الية ف ثنايا آْيات الصيام ‪ ،‬يا لا منم آْية عجيبَة ي آْية تسكحب ف قلِّب الؤمنم النداوة‬
‫والطمحأنُينة ‪ ،‬والراحة والنُس ‪ ،‬فلِّلِّصيام أثر ف إجابة الدعوُات ‪ ،‬فاعرضوُا حاجاتكحم علِّىَ موُلكم‬
‫وخالقكحم ‪ ،‬اعرضوُا علِّيه سؤالكحم ‪ ،‬فإن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يقوُل ) إن ال تعال ليستحي منم أن‬
‫يبَسط العبَد إليه يديه يسأله فيها خيا فيدها خائبَتي ( ‪..‬‬
‫يقوُل النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ) ما منم مسلِّم يدعوُا بدعوُة ليست بإث ول قطيعة رحم إل كان له‬
‫إحدىً ثلث ‪ ،‬إما أن يستجيب ال له ‪ ،‬أو أن يصرف عنه السوُء مثلِّها وإما أن يدخرها له يوُم القيامة‬
‫( ‪ ،‬فقال الصحابة يا رسوُل ال إذا نُكحثر ؟ فقال ) ال أكثر ( ‪..‬‬

‫‪532‬‬
‫تقبَل ال منا صيامنا وقيامنا ‪ ،‬اللِّهم أعنا علِّىَ القيام بطاعتك ف هذا الشهر الكحري ‪ ،‬واجعلِّنا منم‬
‫القبَوُلي ‪ ،‬ومنم العتوُقي منم النار ‪..‬‬
‫بارك ال ل ولكحم ف القرآْن الكحري ‪.....‬‬
‫الطبَة الثانُية‬
‫المحد ل علِّىَ إحسانُه ‪....‬‬
‫الوُقفة السادسة ‪ :‬قال تعال بعد ما ذكر فرض الصوُم علِّىَ عبَاده ‪ ،‬وإنُه وضعه عنم السافر والريض ‪،‬‬
‫قال ) يريد ال بكحم اليسر ول يريد بكحم العسر ( ‪ ،‬إنا القاعدة الثابتة الراسخمة ف كل ما فرض ال‬
‫علِّينا ‪ ،‬فلِّيس فيمحا فرض ال علِّينا أراده علِّينا به العسر ‪ ..‬كل ‪ ،‬فلِّقد أراد بنا اليسر يوُم أن فرض علِّينا‬
‫الصلة ‪ ،‬فجعلِّها خس صلِّوُات ف اليوُم واللِّيلِّة ‪ ،‬ول يعلِّها خسي صلة ‪ ،‬وأراد بنا اليسر يوُم أن‬
‫فرض علِّينا الزكاة ‪ ،‬فجعلِّها ف جزء بسيط منم الال ‪ ،‬وهي مع ذلك تزكية وتنمحية ‪ ،‬ولقد أراد ال بنا‬
‫اليسر يوُم افتض علِّينا الصيام ‪ ،‬فقد جعلِّه شهراد ف السنة ‪ ،‬وخفف علِّىَ السافر والريض ‪ ،‬وجعل‬
‫الصوُم مدة النهار ‪ ،‬ويعوُد الصائم ف ليلِّة كأيام فطره فيبَاح له كل شيء ما أباحه ال عز وجل ‪..‬‬
‫ولقد أراد ال بنا اليسر يوُم أن فرض علِّينا الجه ‪ ،‬فهوُ واجب ف العمحر مرة ‪ ،‬ولنم استطاع إليه سبَيل ‪،‬‬
‫ول يكحلِّف العبَاد ما ل يطيقوُن ف ذلك ‪ ،‬ولقد أراد ال بنا اليسر يوُم أن فرض علِّينا الهاد ف سبَيلِّه ‪،‬‬
‫فالهاد مشقة ما ف ذلك شك ‪ ،‬كمحا قال تعال ) كتب علِّيكحم القتال وهوُ كره لكحم ( ‪ ،‬فالهاد‬
‫مشقة علِّىَ النفوُس ‪ ،‬مشقة علِّىَ البدان ‪ ،‬لكحنم منم وراءه عز للسلم ‪ ،‬وتكحي للِّمحسلِّمحي ‪ ،‬وحاية‬
‫بيضة السلِّمحي ‪ ،‬وحفظ أعراضهم ‪ ،‬وإرغام الكحافر النتفش ‪ ،‬وإصغار البَاطل السيطر ‪ ،‬فمحنم هنا‬
‫فالهاد يسي ‪..‬‬
‫ويوُم أن تركت المة الهاد ف سبَيل ال واعتبته تطرفاد حاق علِّيها الذل والصغار ‪ ،‬فكحانُت تنشد منم‬
‫وراء ذلك اليسر ‪ ،‬فإذا هي واقفة ف العسر ‪ ،‬إنا اليسر ف إمضاء ما أمضاه ال ‪ ،‬وتطبَيق ما أمر ال به‬
‫‪ ،‬فبَهذا يتحقق اليسر ‪ ) ،‬يريد ال بكحم اليسر ول يريد بكحم العسر( ‪..‬‬
‫ولقد أراد ال بنا اليسر يوُم أن أمر الرأة أن تتحجب عنم الرجال ‪ ،‬ول تبَدي زأينتها ‪ ،‬ول يظهر منها‬
‫شيء للِّرجال الجانُب ‪ ،‬وليس هذا منم العنت الذي فرض ال علِّينا ‪ ،‬وها ننم نُرىً البَلِّدان الغربية يوُم‬
‫أن أخرجوُا الرأة عنم مكحانا الذي جعلِّه ال لا ‪ ،‬جروا ويلت ل تصىَ ‪ ،‬وأصبَحوُا يعانُوُن منم مشاكل‬
‫اجتمحاعية ‪ ،‬تالف الفطرة السلِّيمحة ‪ ،‬فقبَل أيام أجري حوُار عب الذاعة لعلج ظاهرة ‪ ،‬ويستقبَل‬
‫البنُامجه اتصالت التابعي ‪ ،‬أتدرون أيها الخوُة ما موُضوُع الوُار ؟؟ إنُه موُضوُع ل يدور ف خاطر‬
‫) أحد ( إل منم عاش واقع مساواة الرأة بالرجال ‪ ،‬وكانُت الرأة فيه لا ما للِّرجال تاماد ‪ ،‬ول يراعوُا‬
‫أنُوُثتها ‪ ،‬وال يقوُل ) وليس الذكر كالنُثىَ ( ‪ ،‬إن موُضوُع الوُار أيها الخوُة عنم ظاهرة بدأت تظهر‬
‫وتستشري عندهم ‪ ،‬وهي ظاهرة ) ضرب الرأة للِّرجل ( ‪ ،‬وكانُت هذه الذاعة تستقبَل اتصالت‬

‫‪533‬‬
‫الستمحعي ‪ ،‬ويقتحوُن حلِّوُلد لذه الظاهرة !ا!ا وهذا خلف الفطرة ‪ ،‬ولكحنم لا أن ترك الناس أمر ال‬
‫جرىً علِّيهم العسر ‪ ،‬وقد كانُوُا يظنوُن أنم يطلِّبَوُن اليسر ‪ ،‬فلِّيس عسر علِّىَ الرأة أن تكحوُن تت عناية‬
‫الرجال ‪ ،‬وتت وليتهم ‪ ،‬أما الذينم يريدون أن تستقل الرأة بكحل شيء ‪ ،‬ومنم ذلك البَطاقة الرسية ‪،‬‬
‫فهؤلء ما أرادوا لا اليسر ‪ ،‬إنا حلِّوُها مشاقة ما هي باجتها ‪ ،‬فأي عسر ف أن تكحوُن الرأة مدومة‬
‫مكحفية عنم كل عناء ‪ ،‬مفوُظة عنم كل عي أجنبَية ‪ ،‬إن هذا لوُ عي اليسر ) يريد ال بكحم اليسر ول‬
‫يريد بكحم العسر ( ‪..‬‬
‫يييييييييي‬
‫رمضان المبارك‬
‫بسم ال الرحنم الرحيم‬
‫إلن المحد ل نمحده ونُستعينه ‪ ,‬ونُستغفره ‪ ,‬ونُعوُذ بال منم شرور أنُفسنا ‪ ,‬ومنم سيلئمات أعمحالنا ‪ ,‬منم‬
‫يهده ال فل مضل له ‪ ,‬ومنم يضلِّل فل هادي له ‪.‬‬
‫وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له وأشهد أن ممحداد عبَده ورسوُله‬
‫? شيا أشييتشها الذذيشنم آْشمنروُا اتليرقوُا اللِّلهش شحلق تريشقاتذذه شول شرتوُترلنم إذلل شوأشنُهيترهم رمهسلِّذرمحوُشن ? [آْل عمحران‪. ]102:‬‬
‫ث ذمهنيرهشمحا ذرشجالد شكذثياد‬ ‫س شواذحشدةت شوشخلِّششق ذمهنيشها شزأهوشجشها شوبش ل‬ ‫س اتليرقوُا شربلركحرم الذذي شخلِّششقركحهم ذمهنم نُشيهف ت‬ ‫? شيا أشييتشها اللنا ر‬
‫شونُذشساءد شواتليرقوُا اللِّلهش الذذي تششساءشرلوُشن بذذه شواهلشهرشحاشم إذلن اللِّلهش شكاشن شعلِّشهيركحهم شرقذيبَاد ? [النساء‪. ]1:‬‬
‫صلِّذهح لشركحهم أشهعشمحالشركحهم شويشيهغذفهر لشركحهم ذررنُوُبشركحهم شوشمهنم يرذطذع‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫? شيا أشييتشها الذيشنم آْشمنروُا اتليرقوُا اللِّلهش شورقوُلروُا قشيهوُلد شسديداد ? ير ه‬
‫اللِّلهش شوشررسوُلشهر فشيشقهد شفاشزأ فشيهوُزأاد شعذظيمحاد ? [الحزاب‪. ]7071:‬‬
‫ب ال ‪ ,‬وخي الدي هدي ممحد ? وشلر الموُر مدثاتا ‪ ,‬وكلل‬ ‫أما بعد ‪ :‬فإن أصدق الديث كتا ر‬
‫مدثة بدعة ‪ ,‬وكلل بدعتة ضللة ‪ ,‬وكلل ضللتة ف النار ‪.‬‬
‫أما بعد ‪ ،‬أيها السلِّمحوُن ‪:‬‬
‫ف فيه الدرجات ‪ ,‬ورتقارل فيه العثرات ‪ ,‬شهرر الستعلء‬ ‫فقد أظللِّكحم شهةر عظيم ‪ ,‬وشموُسةم كري ‪ ,‬رتضاع ر‬
‫ت السذد كللِّها ‪ ,‬واحتمحاذل ضغذطها وثقذلِّها ‪ ,‬إيثاراد لا عند الذ منم الجذر والنعيذم القيم ‪,‬‬ ‫‪ ,‬علِّىَ ضرورا ذ‬
‫ي الغايةش العظمحىَ ‪ ,‬الت منم أجلِّها رشرع الصيارم‬ ‫وف هذا الشهذر العظيم نُتذكرر قوُشل رلبنا جل جلله وهوُ يبَ ر‬
‫س علِّىَ‬ ‫ي الثابت ‪ ,‬وتعوُيرد النف ذ‬ ‫ورفرض ‪ ,‬أل وهي تقيرق التقوُىً ف القلِّوُب ‪ ,‬وعمحاررتا بالشيذة واليق ذ‬
‫الصذب ومكحابدةر الشاق ‪ ,‬والحساذس بعانُاةذ الخرينم ‪ ,‬وألنا إهن استطاعت أن تؤملنم للذاذتا ومطعوُماذتا‬
‫ش العاشم كللِّه ‪!,‬ا‬ ‫ذ‬
‫ع والعط ش‬ ‫طوُاشل العام ‪ ,‬فإلن ثةش أنُفساد كثية ‪ ,‬تكحابرد الوُ ش‬
‫ب شعشلِّىَ الذذيشنم ذمهنم قشيهبَلِّذركحهم لششعلِّلركحهم تشيتليرقوُشن ? [البَقرة‪:‬‬ ‫ذ‬
‫صشيارم شكشمحا ركت ش‬ ‫ب شعلِّشهيركحرم ال ل‬ ‫ذ‬ ‫لذ‬
‫? شيا أشييتشها ا ذيشنم آْشمنروُا ركت ش‬
‫ت القضية ‪,‬‬ ‫ض سفهاد ‪ ,‬حاشا وكل ‪ ,‬وليس ه‬ ‫‪ , ]183‬فالصوُم أيها السلِّمحوُن ل ريشرهع عبَثاد ‪ ,‬ول يفر ه‬
‫قضيةر ترتك للِّطعاذم أو زأهتد ف الشراب ‪ ,‬القضيةر أكبر منم ذلك بكحثي يا مسلِّمحوُن ‪,‬‬

‫‪534‬‬
‫ض الصيارم يوُشم رفرض ‪ ,‬إلل لكحي يعلِّشم السلِّم ألن هناك رباد ‪ ,‬ريشلرعر الصوُشم مت شاء ‪ ,‬ويبَيرح الفطشر‬ ‫فمحا رفر ش‬
‫مت شاء ‪ ,‬وليعلِّشم كذلك أن هناك رباد يعرد وشيتوُعد ‪ ,‬ريعطي وشيإنع ‪ ,‬وشيفض ويشرفع ‪ ,‬وشيضر وشينفع ‪ ,‬أل‬
‫ك ‪ ,‬ألن هناشك موُتاد وقباد ‪ ,‬وألن هناك بعثاد وحشراد ‪,‬‬ ‫إل ال تصري الموُر ‪!,‬ا وليعلِّشم علِّشم يقتي ل يعتيه ش ة‬
‫ت ف روحه‬ ‫وألن هناك جنةد ونُاراد ‪ ,‬ونُعيمحاد وجحيمحاد ‪ ,‬فإذا استشعر الصائرم هذه العانش العظيمحة ‪ ,‬فتغلِّغلِّ ه‬
‫ت ف دمه ‪ ,‬أيقشنم بضرورذة إصلذح أوضاعه ‪ ,‬والتخملِّي عنم كبيائه ‪ ,‬وجرأته علِّىَ انُتهاذك مارذم ال‬ ‫‪ ,‬وجر ه‬
‫س رضا موُله‬ ‫ع إل اللتزاذم بشرذع ال ‪ ,‬وانُطلِّشق ينشرد التقوُىً بأي ثنم ‪ ,‬وحذل النفس علِّىَ تلِّمح ذ‬ ‫‪ ,‬وسار ش‬
‫ت أساؤهر ‪.‬‬ ‫جلل جللهر وتقدس ه‬
‫أيها السلِّمحوُن ‪ :‬وف رمضان نُتذكر قوُله تعال ? ششهر رمضاشن الذذي أرنُهذزشل ذفيذه الهرقرآْرن هدىً لذلِّلناذس وبييليشنا ت‬
‫ت‬ ‫شش‬ ‫ه ر د‬ ‫ه ر شش ش‬ ‫ر‬
‫ث البَاهر ‪, ,‬‬ ‫ك الد ش‬ ‫ذمشنم اهلرشدىً شوالهرفهرشقاذن ? [البَقرة‪ ,]185 :‬نُتذكرر هذه اليةش الكحريإة ‪ ,‬فنتذكرر معها ذل ش‬
‫غ الياشة البَشرية بشكحتل جديد ‪,‬‬ ‫الذي اهتشز له الافقان ‪ ,‬وغيليشر مساشر التاريخ وصا ش‬
‫فقد كاشن نُزورل القرآْذن ‪ ,‬إيذانُاد بنشأةذ أمتة جديدة ‪ ,‬هي تارج المذم قاطبَةد ‪ ,‬أمة أنبَت رجالد ول كرل‬
‫الرجال ‪ ,‬أدهشوُا الدنُيا بعلِّوُذمهم وجهاذدهم وفتوُحاذتم ‪ ,‬وبروا العقوُشل والنفوُس ‪ ,‬بصنائذعهم ومنجزاذتم ‪,‬‬
‫صروا المصار ‪ ,‬ودلكوُا العروش ‪ ,‬وقهروا الطغاة وأدبلوُا البَغاة ‪ , ,‬ذلك القرآْن ‪,‬‬ ‫به فتحوُا القلِّوُب ‪ ,‬وم ل‬
‫ب وريقاته ‪ ,‬وصقذل صفحاذته ‪ ,‬ث ركنوُه ف‬ ‫الذي أصبَح اليوُم يقرأر ف السنذة مردة واحدة ‪ ,,‬واكتفوُا بتذهي ذ‬
‫ش‬
‫الدراج ‪ ,‬ومسحوُا عنه الغبَار ‪ ,‬بي الفينة والخرىً ‪ ,‬باعتبَارذه كتاباد مقدساد والسلم ‪ ,,‬ألما أهن ريتخمرذ‬
‫القرآْرن تشريعاد للمة ‪ ,‬ومنهشجه حياةت لا ‪ ,‬فذلك أمةر مستحيةل مستحيل ‪!,‬ا إذ ألن هناك كتاباد آْخر‬
‫ريسمحوُنُه الدستوُر ‪ ,‬وريضفوُشن علِّيه قداسةد وهيبَة فيكعوُشن له ويسجدون ‪ ,‬ويوُالوُن ويعادون ‪ ,‬ويغضبَوُن‬
‫ت أيدذيهم وويةل لم لما يكحسبَوُن ‪!,‬ا‬ ‫ويرضوُن ‪ ,‬فوُيةل لم ما كتبَ ه‬
‫ت الذ وسلرمه علِّيه الذي ما ترشك شارددة ول‬ ‫وف رمضان ‪ ،‬نُتذكرر جلِّةد منم أخبَاذر رسوُلنا البَيب صلِّوُا ر‬
‫واردة ول طائراد يطير بناحيه ‪ ,‬إلل أنُبَأنُا شيئماد منم نُبَأهذ ‪ ،‬وأخبنُا شيئماد منم خبهذ ‪ ،‬يبنُا نُبَرينا صلِّىَ ال‬
‫علِّيه وسلِّم عنم تصفيذد مردةذ الشياطي ف رمضان فل يصلِّوُشن إل ما كانُوُا يصلِّوُنُه ف غذي رمضان ‪،‬‬
‫ي النُس الذينم ل يرعوُشن ف رمضاشن ول غيهذ ؟!ا فمحناسبَذة رمضان يلي‬ ‫لكحهنم منم يصفرد لنا مردشة شياط ذ‬
‫)الفنان الكحبَي !ا( فلن حفلِّةد غنائيةد ف مسرذح كذا وكذا ‪.‬‬
‫وبناسبَة رمضان رتقيم فرقةر البالسة بقيادةذ الشيطان الكحبَي فلن مسرحيتها الاجنذة ابتداء منم الوُاحدةذ‬
‫د‬
‫ت تلِّك الوُجوُه ما‬ ‫صبَاحاد كلل ليلِّة ‪ ,‬فالعجل العجل ‪ ..‬الماكرنم مدود ة ‪..‬واللِّيال معدودة ‪!,‬ا أل شاه ه‬
‫ت ال وما أعظشم استخمفاذفها بال الوُاحذد القهار ‪ . ,‬ربنا ل تؤاخذنُا با فعل‬ ‫أجرأها علِّىَ انُتهاذك حرما ذ‬
‫ر‬ ‫ش‬
‫السفهاء ملنا وافتح بيننا و بينهم بالق وأنُت خي الفاتي ‪,‬‬
‫ب النار‬ ‫ب النذة ف رمضان ‪ ،‬وإغلذق أبوُا ذ‬ ‫أيها السلِّمحوُن ويبنُا رسوُلرنا صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم عنم فتذح أبوُا ذ‬
‫ر‬
‫‪،‬وما أعظشمحها منم بشارة ‪ ..‬لوُ تأملِّلنا بوُعتي وإدراك ‪,‬‬

‫‪535‬‬
‫ولوُ أمعشنم السلِّمحوُن النظشر ف هذا الحاديث وأمثالا وما فيها منم معان الرحذة والحسان ‪،‬لوُجدتم‬
‫ي للِّفقراء ‪،‬‬ ‫ي للِّضعفاء ‪ .،‬مسن ش‬ ‫ي ف الرقربات ‪ ،‬راح ش‬ ‫ي ف اليات ‪ ،‬متنافس ش‬ ‫مسارع ش‬
‫ت‬
‫ي عنم الثام ‪ ،‬هاجريشنم‬ ‫ولوُ أمعشنم السلِّمحوُن النظر ف حديث كهذا لوُجدتم عالفي عنم الرام معرض ش‬
‫ي للِّشهوُات ‪,‬‬ ‫للِّمحوُبقات ‪ ،‬تارك ش‬
‫ب النذة مفتوُحةد باباد باباد ‪ ،‬وقصوُرها متللة قصراد قصراد ‪،‬وأنارها جارية د نراد‬ ‫ولوُ تيل السلِّمحوُن أبوُا ش‬
‫ب وحيلِّة ‪،‬‬ ‫ت الصالات ‪ ,‬والتمحسوُا كلل سبَ ت‬ ‫ك الناذن العاليات ‪ ,‬والبَاقيا ذ‬ ‫نراد ‪ ،‬لطاروا شوُقاد إل تلِّ ش‬
‫ت رب ‪ ،‬إلنا توُلر بأداذء الصلةذ جاعةد ف‬ ‫ت الالدات ‪!,‬ا أل إلن جنا ذ‬ ‫رتكحنهم منم ولوُج هاتيك الناعمحا ذ‬
‫ت رب إلنا توُلر بأداذء فرائض السلم تامةد غشي منقوُصتة ‪,‬‬ ‫الساجد ف رمضاشن وغذي رمضان ‪ .‬أل إلن جنا ذ‬
‫ف ‪ ،‬وبذذل الحسان ‪ ،‬وتفقد الاويجه ‪،‬‬ ‫ت رب إلنا توُل بالحساذن إل اللِّق بصنائذع العرو ذ‬ ‫أل إلن جنا ذ‬
‫ر‬
‫ف والنهذي عنم النكحر ‪،‬‬ ‫وألنا رتوُل بالدعوُةذ إل ال والصذب علِّىَ الذىً ف ذات ال ‪ ،‬والمذر بالعرو ذ‬
‫ر‬
‫والتصدي للِّبَاطل وكشف الباطيل ‪,,‬‬
‫ذ‬
‫ع‬‫وريبنُا رسوُلنا صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم » ألن منم له يدهع قوُشل الزوذر والعمحشل به فلِّيس ل حاجة بأهن يد ش‬
‫س ف رابعذة النهار ‪,‬‬ ‫طعاشمه وشراشبه «)]‪ ([1‬وهنا تتضرح القضيةر الكحبىً وتتجلِّىَ حقيقةر الصياذم كالشمح ذ‬
‫فالقضيةر يا مسلِّمحوُن ‪ ،‬ليست قضيةش توُيتع وحرمان ‪,‬‬
‫س منم‬ ‫ب واللِّعان ‪ ,‬وكبَةح للِّنف ذ‬ ‫ب والبَهتان والس ذ‬ ‫ف للِّساذن عنم الغيبَذة والنمحيمحذة والكحذ ذ‬ ‫القضيةر يا هؤلء ك ر‬
‫ت الهلِّكحات ‪ ،‬فهلل تذكرت أيها الرخ البَيب هذا الشب الرهيب‬ ‫التلِّطذخ برجس العاصي ‪ ،‬ووحذل الوُبقا ذ‬
‫ض به مع الائضي ‪ ،‬وتتهكحرم معهم بالخرينم وتسخمر ‪ ،‬هلل‬ ‫ذ‬
‫‪ ،‬قبَشل أن ترطلِّق للِّسانُك الزمام ‪ ،‬توُ ر‬
‫ت ‪ ،‬مسبَحةد ل وذاكرة ‪ ،‬هل‬ ‫ت يرحك ال ‪ ،‬هذا الشب اللِّيل قبَل أهن ترشك بأصابعك الت رخلِّق ه‬ ‫تذكر ش‬
‫ث الفضائي وغذي الفضائي ‪،‬‬ ‫تذكرت هذا الديث قبَل أهن ترك بأصابعك تلِّك ‪ ،‬أزأرشة تشغيل قنوُات البَ ذ‬
‫ش‬ ‫ش‬ ‫ش‬
‫ت يقيناد ألن ال ليس بغافتل علمحا تعمحرل ويعمحلِّوُن ‪ ,‬وعلمحا رتشاهد وريشاهدون ‪!,‬ا وعلمحا تسمحرع‬ ‫وعلِّمح ش‬
‫ويسمحعوُن ‪!,‬ا‬
‫ف بي يدذي قاهذر البَابرةذ ‪،‬‬ ‫حك ال – وأعلِّهم بألنُك راحةل علمحا قريب ‪ ،‬وألنُك موُقوُ ة‬ ‫فإتق ال – ير ر‬
‫ذ‬ ‫ك القياصرة ‪ ،‬وألنُك مسؤوةل عنم النقذي والقطمحي ‪ ،‬والصغذي والكحبَي ? فشيشوُشربل ش‬ ‫ومهلِّ ذ‬
‫ي?‬ ‫ك لشنشهسأشلشنليرههم أشهجشع ش‬
‫شعلمحا شكانُروُا يشيهعشمحرلِّوُشن ? [الجر‪ ]9293:‬فسارع – يرحك ال – إل التوُبة النصوُح وقل رب أن ظلِّمحت‬
‫نُفسي ظلِّمحاد كبَياد وإل تغفر ل وترحن أكنم منم الاسرينم ‪.‬‬
‫حك ال –‬ ‫ت – ير ر‬ ‫ويبرنُا رسوُلنا صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ألن للِّصائذم عند فطرهذ دعوُةد ل رترد فهل اغتنمح ش‬
‫ك منم رحاذته ‪ ،‬ورينزشل علِّيك منم بركاذته ‪ ،‬هلل‬ ‫ض علِّي ش‬ ‫ك اللِّوُك ‪ ،‬أهن شيفي ش‬
‫ت ملِّ ش‬
‫هذه الفرصةش النادرة ودعوُ ش‬
‫ث البر والتقوُىً ‪!,‬ا‬ ‫ك شلر نُفسك وشلر الشيطان وشركه ‪ ،‬وأهن يأخشذ بيدشك إل حي رر‬ ‫ت ال أن يقي ش‬ ‫دعوُ ش‬

‫‪536‬‬
‫ص المةش منم هذا اللذل والوُان‬ ‫ت ال ‪ ،‬أهن يلِّ ش‬ ‫ت أتيها البَارك هذه الفرصةش النادرة ‪ ،‬فدعوُ ش‬ ‫وهلل اغتنمح ش‬
‫ك‬‫الذي آْلت إليه ‪ ،‬يوُم غليت وتنكحرت ‪ ،‬واستبَدلت الذي هوُ أدن بالذي هوُ خي ‪!,‬ا وهلل اغتنمحت تلِّ ش‬
‫ت با الضطهدينم ف كلل مكحان ‪ ،‬هلل تذكرتم ف الشيشان وأفغانُستان ‪،‬‬ ‫الدعوُشة الت ل رترد فخمصص ش‬
‫وف كشمحي وف البَوُسنة ‪ ،‬والفلِّبَي والعراق ‪!,‬ا‬
‫ك فرحةر الفطاذر حرارشة الدعاء ‪ ،‬بأهن يعجشل العزيرز البَار بلذك‬ ‫حك ال – أهن رتنسي ش‬ ‫حذاري – ير ر‬
‫ض ول ف السمحاذء وهوُ القوُي‬ ‫الظالي ‪ ،‬وزأواذل البَابرذة التسلِّطي ‪ ،‬فإلنُه سبَحانُه ل ريعجزهر شيءة ف الر ذ‬
‫التي ‪.‬‬
‫بارك ال ل ولكحم ف القرآْن العظيم ‪..‬‬
‫الطبَة الثانُية‬
‫المحد ل مالك اللِّك رب العالي ‪ ،‬بيده مقاليد السمحاوات والرض وهوُ العزيز الكحيم ‪.‬‬
‫أما بعد أيها السلِّمحوُن‪:‬فمحنم أحكحاذم الصيام الت ينبَغي اللارم با ما يلِّي‪:‬‬
‫ت نُيذة الصيام ذمنم اللِّيل ‪ ،‬وتكحفي نُية واحدة ‪ ،‬لصياذم الشهذر كللِّه ‪ ،‬علِّىَ الصحيذح منم‬ ‫أولد ‪ :‬وجوُب تبَيي ذ‬
‫ر‬
‫قوُل العلِّمحاء ف هذه السألة ‪.‬‬
‫ض ملزأماد للِّمحريض ول ريرجىَ زأوارله ‪،‬فيطعرم عنم كلل يوُتم‬ ‫ثانُياد ‪ :‬سقوُرط الصياذم علِّىَ الريض فإن كان الر ر‬
‫ض ريرجىَ زأوارله ورينتظرر الشفاءر‬ ‫مسكحيناد ومثرل الريض ‪ ،‬الكحبَير الرم والعاجرز عنم الصوُم ‪ ،‬وألما إهن كاشن الر ر‬
‫ب معرفتهر ‪ ،‬ألن الرض ‪ ،‬ما ل يكحهنم شاقاد أو ضاراد بالريض ‪،‬‬ ‫ذ‬
‫منه فيلِّزرم القضاء ‪ ،‬منم غي إطعام ‪ ،‬ولما ي ر‬
‫فل يوُرزأ له الفطرر بتاتاد ‪.‬‬
‫وأما السافرر ؛ فيجوُرزأ له الفطرر حت وإهن ل يكحنم ثةش مشقة ‪ ،‬وألما الذينم يتحايلِّوُشن بالسفر ‪ ،‬منم أجذل‬
‫ب‬ ‫ذ‬
‫الفطر علِّىَ طريقة ) لقطعلنه بالسفار !ا ( ففطررهم حراةم ل يوُزأ ‪.‬ومنم أحكحام الصيام ‪ ،‬استحبَا ر‬
‫ب الفطار علِّىَ ررطبَات فإهن ل يتيسر فتمحرات ‪ ،‬و إلل حسا‬ ‫تعجيذل الفطار وتأخير السحوُر ‪ ،‬ويستح ر‬
‫ت منم ماء‬ ‫حسوُا ت‬
‫ت الصوُذم فسبَعة ‪:‬‬ ‫ألما مفسدا ر‬
‫أحدها المحاعر ف ناذر رمضان ‪ ،‬فمحنم جامشع امرأته بشطششل صوُرمه ‪ ،‬ولزمته الكحفارةر الغلِّظة ‪ ،‬وهي عترق رقبَة‬
‫‪ ،‬فإهن ل يد ‪ ،‬فصيارم شهرينم متتابعي ‪ ،‬فإهن ل يستطيع أطعم ستي مسكحيناد ‪.‬‬
‫ت الصوُم ‪ ،‬إنُزارل الن ببَاشرةت أو نوُها ‪.‬‬ ‫وثان مفسدا ذ‬
‫ت الصوُم ‪ ،‬الكرل أو الشرب سوُاءة بطريقتة طبَيعية أو صناعية‬ ‫ث مفسدا ذ‬ ‫وثال ر‬
‫ب كالبذر الغذية ونوُها وألما غير الغذية فل تفطرر‬ ‫ت الصوُم ‪ ،‬ما كان بعن الكذل والشر ذ‬ ‫ورابع مفسدا ذ‬
‫ر‬
‫مطلِّقاد ‪.‬‬
‫ت الصوُم ‪ ،‬التقيرؤ عمحداد فإهن ل يتعمحهده صلح صوُرمه ول شيء علِّيه ‪.‬‬ ‫وخامس مفسدا ذ‬
‫ر‬

‫‪537‬‬
‫ت الصوُم ‪ ،‬إخرارج الدذم بالجامذة ونوُها ‪.‬‬ ‫وسادس مفسدا ذ‬
‫ر‬
‫ض أو النفاس ‪ ،‬ولوُ قبَل الغر ذ‬
‫ب بيسي ‪.‬‬ ‫ذ‬
‫وسابرع مفسدات الصوُم ‪ ،‬وتتص به النساء خرورج دذم الي ذ‬
‫ش‬
‫ت كرلِّها ل تفسرد الصوُم إلل بثلثذة شروط ‪:‬‬ ‫وهذه الفطرا ر‬
‫الول ‪ :‬أهن يكحوُشن عالاد بالكحذم وعالاد بالوُقت ‪.‬‬
‫الثان ‪ :‬أهن يكحوُشن ذاكراد غي نُاسي ‪.‬‬
‫الثالث ‪ :‬أهن يكحوُشن متاراد غي مكحره ‪.‬‬
‫أسأل ال العظيم رب العرش الكحري أن يفقهنا ف دينه وأن يتقبَل صيامنا وقيامنا اللِّهم نُسألك رحة‬
‫تدي با قلِّوُبنا ‪...‬‬
‫يييييييييي‬
‫دواعي التوبة في رمضان‬
‫بسم ال الرحنم الرحيم‬
‫الطبَة الول‬
‫المحد ل رب العالي‪ ،‬يتوُف النُفس حي موُتا‪ ،‬فيمحسك الت قضىَ علِّيها الوُت‪ ،‬ويرسل الخرىً إل‬
‫أجل مسمحىَ‪ ،‬وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له‪ ،‬بقدرته يتعاقب الديدان‪ ،‬وتتكحرر الوُاسم‪،‬‬
‫وتطوُىً اليام واللِّيال‪ ،‬وتفن أمم وشعوُب‪ ،‬وتنشأ أمم وشعوُب أخرىً‪ ،‬وما يعقل ذلك إل العالوُن‪،‬‬
‫وأشهد أن ممحدا عبَده ورسوُله أزأكىَ البَشرية وأبرها وأسبَقها إل اليات‪ ،‬اللِّهم صل وسلِّم علِّيه وعلِّىَ‬
‫سائر الرسلِّي‪ ،‬الذينم قضوُا بالق وبه كانُوُا يعدلوُن‪ ،‬وعلِّىَ الل والصحاب الطيبَي الطاهرينم‪ ،‬وعلِّىَ‬
‫التابعي ومنم تبَعهم بإحسان إل يوُم الدينم‪.‬‬
‫أما بعد‪ :‬فاتقوُا ال معاشر السلِّمحي فشهر الصيام موُسم للِّب والتقوُىً‪ ،‬قال تعال }يا أيها الذينم آْمنوُا‬
‫كتب علِّيكحم الصيام كمحا كتب علِّىَ الذينم منم قبَلِّكحم لعلِّكحم تتقوُن{َ] هوُد ‪.[114 :‬‬
‫إخوُة اليإان ‪ :‬حل الضيف الكحري النتظر‪ ،‬ومتع ال منم شاء منم عبَاده حت بلِّغ شهر الصيام‪ ،‬وطوُيت‬
‫صحائف أقوُام‪ ،‬فغيبَتهم اللِّحوُد‪ ،‬واختمتهم النايا قبَل حلِّوُل هذا الشهر الكحري‪ ،‬ولنم تزال النايا تتم‬
‫النفوُس‪ ،‬وقد قضىَ ال علِّىَ أقوُام استكحمحال هذا الشهر وقضىَ علِّىَ آْخرينم بالوُت قبَل بلِّوُغ الشهر‬
‫أجلِّه‪ ،‬ولكحل أجل كتاب‪ ،‬ومنم أدركه هذا العام وإذا كانُت تلِّك جزء منم أقدار ال وتدبيه ف العبَيد‬
‫فالغبَوُن حقا منم يدخل علِّيه الشهر ويرج ول يستفد شيئما‪ ،‬أل وكلِّنا ذاك الخمطئ الذي يرجوُ مغفرة ربه‬
‫وتكحفي سيئماته‪ ،‬ورمضان فرصة لتكحفي السيئمات‪ ،‬ويد الرء فيه منم العوُن مال يده ف الشهر الخرىً‪،‬‬
‫ففرصا الطاعة تتوُفر‪ ،‬وأبوُاب النة تفتح‪ ،‬ودواعي الشر تضيق‪ ،‬وأبوُاب النار تغلِّق‪ ،‬به تنشرح صدور‬
‫الؤمني‪ ،‬وبه تصفد مردة الشياطي‪ ،‬فل يلِّصوُن إل ما كانُوُا يلِّصوُن إليه ف غيه منم الشهوُر‪ ،‬وهذه‬
‫وتلِّك تعي الرء علِّىَ تكحفي سيئماته وتدفعه إل عمحل الصالات الت با يكحفر ال السيئمات‪ ،‬قال تعال‪:‬‬

‫‪538‬‬
‫} إن السنات يذهب السيئمات ذلك ذكرىً للِّذاكرينم{َ ] هوُد ‪ [144:‬ومروم منم أدركه رمضان فلِّم‬
‫يغفر له‪ ،‬فأي خسارة أعظم منم أن يدخل الرء فيمحنم عناهم الصطفىَ صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم بديثه علِّىَ‬
‫منبه ف مساءلة بينه وبي جبيل علِّيه السلم‪ ،‬وقد جاء فيها‪":‬منم أدرك شهر رمضان فلِّم يغفر له‬
‫فدخل النار فأبعده ال‪ ،‬قل‪ :‬آْمي‪ .‬فقلِّت‪ :‬آْمي" ‪.‬‬
‫وإذا كان ال يدعوُ عبَاده إل التوُبة النصوُح الصادقة ف كل زأمان‪ ،‬ويقوُل جل ذكره‪} :‬يا أيها الذينم‬
‫آْمنوُا توُبوُا إل ال توُبة نُصوُحا{َ ويقوُل تعال‪} :‬وتوُبوُا إل ال جيعا أيها الؤمنوُن لعلِّكحم تفلِّحوُن{َ‪.‬فإن‬
‫التوُبة ف رمضان أحرىً وأول‪ ،‬فهوُ شهر تسكحب فيه العبات‪ ،‬وتقال فيه‬
‫العثرات‪ ،‬ويصل به العتق منم النار‪ ،‬ومنم منا ل يتلِّبَس بطأ هوُ أدرىً به منم غيه‪ ،‬ومنم منا ل يصر‬
‫علِّىَ معصيته كبت أو صغرت‪ ..‬أو ليس حريا بنا ف رمضان أن نُتخمفف منم الوزأار‪ ،‬ونُقلِّع عنم‬
‫العاصي والوُبقات فيستشعر لذة رمضان ونس بأثره ف نُفوُسنا وسلِّوُكياتنا‪ ،‬ول يكحنم رمضان وغيه‬
‫سوُاء‪.‬‬
‫إن رمضان فرصة لاسبَة النفس‪ ،‬وينبَغي أن يكحوُن رمضان مذكرا لنا با اقتفنا طيلِّة العام فمحا وجدنُا منم‬
‫خي حدنُا ال وازأددنُا‪ ،‬وما وجدنُا عمحلِّنا فيه منم سوُء تبَنا إل ال واستغفرنُا وتصدقنا‪ ،‬وأكثرنُا منم عمحل‬
‫الصالات حت تعفوُا علِّىَ السيئمات‪ ،‬ووعدنُا أنُفسنا أل تتكحرر أخطاؤنُا‪ ،‬وأل نُرخي العنان لشهوُاتنا‪،‬‬
‫فإذا حافظنا علِّىَ ذلك وحافظنا قبَلِّه علِّىَ الصلِّوُات المحس‪ ،‬والمحعة والمحاعة‪ ،‬كنا منم فقه قوُل‬
‫الصطفىَ صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم "الصلِّوُات المحس والمحعة إل المحعة‪ ،‬ورمضان إل رمضان مكحفرات لا‬
‫بينهنم إذا اجتنبَت الكحبَائر ")]‪.([1‬‬
‫ومنم دواعي التوُبة ف رمضان الصب‪ ،‬فالصوُم كمحا جاء ف الديث "نُصف الصب" )]‪([2‬‬
‫والصوُم يرب النفس علِّىَ الصب وتمحل الشاق‪ ،‬وإذا كان الصائم يصب نُفسه عنم ما أحل ال له منم‬
‫الطعام والشراب والنكحح‪ ،‬فل شك أن صبه عنم ما حرم ال علِّيه منم باب أول‪ .‬وهكحذا يرج السلِّم‬
‫منم شهر الصيام وقد تدرب علِّىَ الصب‪ ،‬وانُتهىَ ف حسبَانُه أي شيء كان يظنه مستحيل‪ ،‬أو ليس‬
‫الدمنم علِّىَ التدخي مثل كان ل يطيق الصب عنه بضع سوُيعات فإذا به ف شهر الصيام يصب عنه‬
‫الساعات الطوُال‪ ..‬أو ليس ف ذلك فرصة للقلع منه واللصا منم أسره بدءا منم شهر الصيام‪..‬‬
‫وهكحذا فكحل منم فتم بشيء مرم وصب نُفسه عنه ف شهر الصيام فجدير به أن يقلِّع عنه ويتوُب إل‬
‫موُله‪ ،‬وهذا منم الستفيدينم حقا منم حكحم الصيام ومثلِّه يفقه حقيقة التقوُىً ف الصيام‪ ،‬كمحا قال تعال‬
‫}يا أيها الذينم آْمنوُا كتب علِّيكحم الصيام كمحا كتب علِّىَ الذينم منم قبَلِّكحم لعلِّكحم تتقوُن{َ‪.‬‬
‫وينبَغي أن يتفع النُسان الكحرم بصبه عنم صب البَهائم الت تأكل حي تد الرعىَ‪ ،‬وتصوُم إجبَارا حي‬
‫يعز الرعىَ‪ ،‬فمحا بال حاجة أن يدع النُسان طعامه وشرابه دون جدوىً‪ ،‬لكحنه السر العظيم يراد‬

‫‪539‬‬
‫للنُسان أن يدركه فيشكحر ربه علِّىَ أن هيئ له ما يأكل منه ويشرب‪ ،‬وقد حرم منه آْخرون‪ ،‬ويتوُب إل‬
‫بارئه ويستغفره ويعبَده حق عبَادته‪.‬‬
‫وف شهر الصيام دعوُة للِّصائم ل ترد‪ ،‬كمحا قال علِّيه الصلة والسلم‪ " :‬ثلثة ل ترد دعوُتم‪ ،‬المام‬
‫العادل‪ ،‬والصائم حي يفطر‪ ،‬ودعوُة الظلِّوُم")]‪.([3‬‬
‫وليحرصا السلِّم علِّىَ الدعاء عند الفطار‪ ،‬فلِّلِّصائم عند فطره دعوُة ل ترد‪ ،‬كمحا صح بذلك الديث‬
‫)]‪.([4‬‬
‫كمحا يرصا علِّىَ الستغفار بالسحار قال تعال‪} :‬والستغفرينم بالسحار{َول يص أن حضوُر القلِّب‬
‫واللاح ف الدعاء والبَدء بمحد ال والثناء علِّيه‪ ،‬والتم بالصلة والسلم علِّىَ نُبَيه صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‬
‫كل ذلك منم آْداب الدعاء‪ ..‬وهل غاب عنم ذهنك أيها القصر أن ال تعال يغفر الذنُوُب جيعا مع‬
‫التوُبة وصدق التوُجه‪ ،‬وأن ل تعال نُفحات ف رمضان حري بك أن تستفيد منها‪ ،‬فقد روىً المام‬
‫أحد رحه ال ف مسنده بسند صحيح عنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال‪":‬إن ل عتقاء ف كل يوُم‬
‫وليلِّة‪ ،‬لكحل عبَد منهم دعوُة مستجابة"‪.‬‬
‫وف الديث الخر عنم أب أمامة رضي ال عنه عنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال‪" :‬ل عند كل فطر‬
‫عتقاء"‬
‫فتذكر ذلك جيدا يا أخا السلم وادع ال بالتوُبة النصوُح‪ ،‬واسأله منم خيي الدنُيا والخرة‪ ،‬وأرجه أن‬
‫تكحوُن منم عتقائه منم النار‪ .‬وإنُه لفرق بي منم يتصوُر هذه العان وهوُ عند لظات الفطار‪ ،‬وبي منم‬
‫هوُ غافل شارد‪ ،‬ل يقطع حديثه العتاد إل ساع الذان‪ ،‬وربا كان الكحلم ف مرم‪ ،‬فكحانُت السارة‬
‫أعظم‪ ،‬فاستفيدوا منم الصيام يا معاشر الصوُام‪ ،‬وانُتبَهوُا للِّحظات قبَوُل الدعاء فهي حرية بالهتمحام‪.‬‬
‫إخوُة اليإان‪ ..‬وثة أمر يدعوُ إل التوُبة ف كل حال‪ ،‬وهوُ ف رمضان أحرىً وأول‪ ،‬أل وهوُ كثرة الذكر‬
‫وكثرة الصدقة‪ ،‬فكحثرة الذكر تشرح الصدور تطمحئمنم با القلِّوُب‪ ،‬وتصبَح النفوُس متهيأة للِّتوُبة }أل بذكر‬
‫ال تطمحئمنم القلِّوُب{َ والذكر طارد للِّشيطان جالب للئكحة الرحنم‪ ،‬هذا فضل عمحا ف الذكر منم تكحفي‬
‫الطايا والذنُوُب وقد صح ف الديث عنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم "منم قال‪ :‬سبَحان ال وبمحده ف‬
‫يوُم مائة مرة حطت خطاياه وإن كانُت مثل زأبد البَحر")]‪([5‬‬
‫أما الصدقة فهي برهان علِّىَ الرغبَة ف الي‪ ،‬ولسيمحا صدقة السر‪ ،‬الت قال النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‬
‫ف شأنا "صدقة السر تطفئ غضب الرب" )]‪ .([6‬والصدقة بشكحل عام تطفئ الطيئمة كمحا يطفئ‬
‫الاء النار‪ ..‬كمحا ثبَت ذلك عنم رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم )]‪.([7‬‬
‫وإذا كانُت الصدقة الخرىً مستحبَة ف كل زأمان‪ ،‬فلِّها ف شهر الصيام مزية علِّىَ سائر العام‪ ،‬وقد‬
‫كان الصطفىَ صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أجوُد الناس‪ ،‬وكان أجوُد ما يكحوُن ف رمضان‪ ،‬وقال المام‬

‫‪540‬‬
‫الشافعي رحه ال ))أحب للِّرجل الزيادة بالوُد ف شهر رمضان اقتداء بالرسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪،‬‬
‫ولاجة الناس فيه إل مصالهم‪ ،‬ولتشاغل كثي منهم بالصوُم والصلة عنم مكحاسبَهم )]‪.([8‬‬
‫وهكحذا يكحوُن الذكر وتكحوُن الصدقة منم أسبَاب التوُبة وتكحفي السيئمات‪ ،‬ول تبَقي الطيئمة ف حس‬
‫السلِّم عقدة تقعد به عنم الغفرة كحال أصحاب العقائد الفاسدة‪ ،‬أعوُذ بال منم الشيطان الرجيم }قل‬
‫يا عبَادي الذينم أسرفوُا علِّىَ أنُفسهم ل تقنطوُا منم رحة ال إن ال يغفر الذنُوُب جيعا إنُه هوُ الغفوُر‬
‫الرحيم{َ‪.‬‬
‫الطبَة الثانُية‬
‫المحد ل رب العالي غافر الذنُب وقابل التوُب شديد العقاب ذي الطوُل ل إله إل هوُ إليه الصي‪،‬‬
‫وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له ف ربوُ بيته وألوُهيته وأسائه وصفاته‪ ،‬وأشهد أن ممحدا عبَده‬
‫ورسوُله وخيته منم خلِّقه‪ ،‬اللِّهم صل وسلِّم علِّيه وعلِّىَ آْله الطهار وارض اللِّهم عنم الصحابة الخيار‪،‬‬
‫وعنم التابعي بإحسان ما تدد اللِّيل والنهار وتلحقت الوُاسم والعوُام‪.‬‬
‫أيها الصائمحوُن فمحنم دواعي التوُبة ف شهر رمضان كثرة تلوة القرآْن‪ ،‬منم أسبَاب التوُبة ف رمضان‬
‫لشك أن تلوة القرآْن مستحبَة ف كل زأمان‪ ،‬ولشك أن للِّقرآْن أثره علِّىَ قارئه ف كل حال‪ ،‬كيف ل‬
‫وهوُ الكحتاب العظيم العجز الذي حكحىَ ال أثره علِّىَ صم البَال لوُ أنُزل علِّيها }لوُ أنُزلنا هذا القرآْن‬
‫علِّىَ جبَل لرأيته خاشعا متصدعا منم خشية ال{َ وتبَقىَ القلِّوُب الت ل تلِّي أو تتأثر بالقرآْن‬
‫}كالجارة أو أشد قسوُة‪ ،‬وإن منم الجارة لا يتفجر منه النار‪ ،‬وإن منهمحا لا يشقق فيخمرج منه الاء‬
‫وإن منها لا هبَط منم خشية ال وما ال بغافل تعمحلِّوُن{َ]البَقرة ‪.[74 :‬‬
‫وللِّقرآْن ف رمضان مزية خاصة‪ ،‬ففيه أنُزل‪ ،‬وبه كان جبيل علِّيه السلم يلِّقىَ النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‬
‫كل ليلِّة منم رمضان فيدارسه القرآْن )]‪ ([9‬وبه تزدان الساجد ف رمضان تلوة وصلة‪ ،‬وخشوُعا‪ ،‬وبه‬
‫يتهيء لكحثي منم الناس القراءة أكثر منم غيه‪ ،‬وإن كان حريا بالسلِّم أن يداوم علِّىَ قراءة القرآْن ف‬
‫رمضان أو غي رمضان‪ ،‬لكحنم فضل الزمان يدعوُ إل كثرة التلوة والتدبر للِّقرآْن‪ ،‬وف رمضان يتمحع‬
‫الصيام مع تلوة القرآْن فيكحوُن أسىَ للِّروح وأخف للِّجوُارح لعدم امتلء البَطنم ف الطعام‪.‬‬
‫وقارئ القرآْن بتدبر وتعنم لبد أن ينتهي إل التوُبة‪ ،‬ولبد أن يعوُد إل ربه ويستغفره منم ذنُوُبه لعدة دواع‬
‫منها‪ :‬أنُه يقرأ ما أعده ال للِّمحتقي منم النعيم والبَوُر الدائم ما تطرب له النفوُس وتتعلِّق به القلِّوُب‪،‬‬
‫ويزداد شوُقه إذا قرأ أن ف ذلك النعيم مال يستوُعبَه اليال أو تيط به العيوُن والساع }فل تعلِّم نُفس‬
‫ما أخفي لم لنم قرة أعنم جزاء با كانُوُا يعمحلِّوُن{َ ]السجدة ‪.[17:‬‬
‫ول يكحاد ينتهي منم النُس والشوُق حت تر به الشاهد الغيبَة للِّكحافرينم والفجار ما ل تطيق بعض‬
‫النفوُس ساع وعده ووعيده فضل علِّىَ أن تصب علِّىَ شدة العذاب أو تطيق أن تكحوُن منم أهل النار‬
‫والعياذ بال وبي هذه الشاهد وتلِّك تأت الدعوُة اللية للِّتوُبة فضل منم ال وإحسانُا وإل فربك الغن‬

‫‪541‬‬
‫القهار‪ ،‬وجهنم لا سبَعة أبوُاب لكحل باب منهم جزء مقسوُم‪ ،‬وحي يقال لا‪ :‬هل امتلت؟ تيب‪" :‬منم‬
‫مزيد؟‪..‬‬
‫وقارىًء القرآْن يستشعر التوُبة لنُه يقرأ أخبَار وقصص التائبَي وف مقدمتهم‬
‫آْدم علِّيه السلم‪ ،‬فلِّم تقعد به الطيئمة عنم التوُبة والستغفار‪ ،‬ول يتجب أو يتكحب كحال إبلِّيس الذي‬
‫كان مصيه إل النار وبئمس القرار‪ ،‬ويستشعر منم هذا أن كل ابنم آْدم خطاء وخي الطائي التوُابوُن‪،‬‬
‫فيتأمل ف نُفسه ويعقد العزم علِّىَ التوُبة‪ ،‬ويكحوُن هذا الشهر بداية عتقه منم النار‪ ،‬ويكحوُن القرآْن دليلِّه‬
‫إل النجاة‪ ،‬وقاربه إل بر المان ‪.‬‬
‫بل إن قارئ القرآْن يوُل بطرفه ويسرح بفكحره ف أحوُال المم الغابرة بي الطاعة والعصيان‪ ،‬وبي الرجوُع‬
‫إل ال والبوت والطغيان‪ ..‬ويهديه القرآْن إل ناية هؤلء وأولئمك‪ ،‬ويبَصره كيف كانُت العاقبَة ولنم‬
‫كانُت النهاية ف كل حال‪ ،‬فيدعوُه ذلك إل أن يكحوُن منم حزب ال الفلِّحي‪ ،‬وينأىً بنفسه أن يكحوُن‬
‫منم أخذهم ال بالعذاب فمحا استكحانُوُا لربم وما يتضرعوُن‪.‬‬
‫إخوُة ليإان‪ :‬وقارىًء القرآْن ل يدعه عنم التوُبة طوُل المل أو نُضرة الشبَاب‪ ،‬أو توُفر النعم فيسوُف‬
‫ف التوُبة حت تقتب النهاية وتكحوُن الفاجأة }وليست التوُبة للِّذينم يعمحلِّوُن ا السيئمات حت إذا حضر‬
‫أحدهم الوُت قال إن تبَت الن{َ ]النساء ‪.[18:‬‬
‫ويهدي القرآْن أصحابه كيف يتوُبوُن وكيف يستغفرون }والذينم إذا فعلِّوُا فاحشة أو ظلِّمحوُا أنُفسهم‬
‫ذكروا ال فاستغفروا لذنُوُبم ومنم يغفر الذنُوُب إل ال ول يصروا علِّىَ ما فعلِّوُا وهم يعلِّمحوُن أولئمك‬
‫جزاؤهم مغفرة منم ربم وجنات تري منم تتها النار خالدينم فيها ونُعم أجر العاملِّي{َ ]آْل عمحران ‪:‬‬
‫‪.[135136‬‬
‫أيها السلِّمحوُن توُبوُا إل ربكحم واستغفروه‪ ،‬واستفيدوا منم تلوة القرآْن وشهر الصيام‪ ،‬ول تتعاظمحوُا علِّىَ‬
‫ال ذنُبَا‪ ،‬فقد أذن لهل الكحفر بالغفرة إن هم تابوُا وانُتهوُا }قل للِّذينم كفروا إن ينتهوُا يغفر لم ما قد‬
‫سلِّف{َ ]النُفال ‪.[38:‬‬
‫ودعا أهل التثلِّيث وقتلِّة النُبَياء علِّيهم السلم إل التوُبة فقال }أفل يتوُبوُن إل ال ويستغفرونُه وال‬
‫غفوُر رحيم{َ]الائدة ‪.[74:‬‬
‫وف الديث جاء رجل إل النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم فقال‪ :‬يا رسوُل ال‬
‫أحدنُا يذنُب‪ ،‬قال "يكحتب علِّيه "‪ ،‬قال‪ :‬ث يستغفر منه‪ ،‬قال‪" :‬يغفر له وتاب علِّيه قال‪ :‬فيعوُد فيذنُب‪،‬‬
‫قال‪ :‬يكحتب علِّيه‪ ،‬قال‪ :‬ث يستغفر منه ويتوُب قال‪ :‬يغفر له ويتاب علِّيه‪ ،‬ول يإل ال حت تلِّوُا" )]‬
‫‪.([10‬‬
‫وقيل للِّحسنم يرحه ال‪ :‬أل يستحي أحدنُا منم ربه يستغفر منم ذنُوُبه‪ ،‬ث‬
‫يعوُد ث يستغفر ث يعوُد فقال‪ :‬ود الشيطان لوُ ظفر منكحم بذا فل تلِّوُا منم الستغفار )]‪.([11‬‬

‫‪542‬‬
‫ومع التوُبة والستغفار تنبَوُا الوُبقات‪ ،‬وأكثروا منم الطاعات‪ ،‬عسىَ ربكحم أن يرحكحم ويغفر لكحم إن ف‬
‫ذلك لذكرىً لنم عقل شهر الصيام‪ ،‬وأدرك ما فيه والقرآْن منم أسرار ودعوُة إل الي واليإان‪ ،‬ومنم‬
‫اهتدىً فإنا يهتدي لنفسه ومنم ضل فإنا يضل علِّيها‪.‬‬
‫________________________________________‬
‫)‪ (1‬رواه التمذي وحسنه‪ ،‬وابنم ماجه وف إسناده موُسىَ بنم عبَيدة ‪ ،‬متفق علِّىَ ضعفه‪ ،‬رمضان مدرسة‬
‫الجيال ‪ ،‬نُاصر العمحر صا ‪30‬‬
‫)‪ (1‬رواه التمذي وابنم ماجه وهوُ حديث حسنم‪ ،‬عبَدال الفوُزأان ‪ ،‬أحاديث الصيام صا ‪97‬‬
‫)‪ (1‬الرجع السابق صا ‪. 97‬‬
‫)‪ (1‬رواه أحد وصحح إسناده النذري واللبَان ‪ ،‬الصيام صا ‪89‬‬
‫)‪ (1‬الذكار للِّنوُوي صا ‪13 ،12‬‬
‫)‪ (2‬صحيح الامع ‪3/240‬‬
‫)‪ (3‬رواه أحد والتمذي وابنم ماجه‪،‬الفوُزأان صا ‪68‬‬
‫)‪ (1‬معرفة السننم والثار للِّبَيهقي عنم أحاديث الصيام للِّفوُزأان صا ‪69‬‬
‫)‪ (1‬متفق علِّيه‪ ،‬البَخماري ‪ ، 1/30‬مسلِّم ‪. 2308‬‬
‫)‪ (1‬أخرجه الاكم ‪ ،‬توُجيهات وذكرىً ‪249 /2‬‬
‫)‪ (1‬السابق ‪250 /1‬‬
‫يييييييييي‬
‫حالا السلف مع الصيام‬
‫بسم ال الرحنم الرحيم‬
‫أيها الخوُة ف ال ‪ :‬لقد كان سلِّرفنا الصالر قمحمحاد ف القتداذء ‪ ،‬ونُباساد ف التأسي والهتداذء بدي ر ذ‬
‫ب‬
‫ض والسمحاء ‪ ،‬ففي كذل صغيةت وكبَيةت منم أموُذر حياذتم ‪ ،‬وشؤوذن عيشذهم ‪ ،‬يتحرون سنةش نُبَليهم ? ‪،‬‬ ‫الر ذ‬
‫ويتلِّمحسوُن منهاشج رسوُذلم ‪ ،‬فنالوُا بذلك ذوساشم خذي القرون ‪ ،‬وفازأوا بصحبَذة الرسوُذل ? ‪ ،‬وحققوُا بذا‬
‫ت البَاهرة ‪ ،‬والنُتصارا ذ‬
‫ت الرائعة ‪.‬‬ ‫التبَاذع النازأا ذ‬
‫س أخبَاشرهم ‪ ،‬حت نُسشي سشيهم ونُبَلِّشغ الشد الذي‬ ‫لذا كان علِّينا أحبَت الكحرام أن نُقرأش سشيهم ‪ ،‬ونُتلِّمح ش‬
‫صنا ف هذه الياذم‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫بلِّغوُه ‪ ،‬والشي الذي سطروه ‪،‬وسيوا هؤلء العظمحاء متنوُعة ؟؟لكحننا سنتطررق لا ي ر‬
‫ف علِّىَ أحوُاذلم ف الصياذم ‪..‬وأحوُارلم منم أحسذنم الحوُال ‪ ،‬فمحا كانُت ورجوُههم تكحفرهر لبَلِّوُذغ‬ ‫فنتعر ر‬
‫ض لدراذك شهذر الصياذم ‪..‬وما كانُوُاش يشتضايقوُشن لعبَادةذ الصيام ‪،‬‬ ‫شهذر الصيام ‪ ،‬وما كانُت نُفوُسرهم تنقبَ ر‬
‫ك العلذم‬ ‫للن السشنة كلِّلها عندهم صيام‪..‬نُعم لقد أدركوُا فضل الصياذم وما له منم الجذر الكحبَذي منم اللِّي ذ‬
‫ش‬
‫ث القدسي ‪ » :‬كرل عمحذل بذنم آْدشم له إل الصيارم فإنُه ل وأنُا أجزي به]‪"« [1‬‬ ‫فهوُ القائل كمحا ف الدي ذ‬
‫ر‬

‫‪543‬‬
‫ي تكحرتي كهذا ؟ وأي‬ ‫ذ‬
‫رواه البَخماري ‪..‬فلِّمحاذا ل يفرحوُن بالصيام والر يقوُرل ‪ :‬إنُه ل وأنُا أجزي به " فأ ر‬
‫ف مثرل هذا ؟ ولذا أصبَحوُا يتنافسوُن ف عبَادةذ الصيام ‪..‬والداومذة علِّيه طوُاشل العام ‪..‬سوُىً ما حرشم‬ ‫شر ت‬
‫ب فكحان‬ ‫ت حس تذ‬ ‫علِّيهرم الكحرير العلم ‪..‬فهذا ابرنم عمحرو رضي ال عنهمحا يقوُرل ‪ ":‬أنُكححن أب امرأدة ذا ش‬
‫يتعاهرد شكلنته ي وهي زأوجةر الوُلذد ي فيسأرلا عنم بعذلِّها فتقوُرل‪ :‬نُذهعشم الرجرل منم رجل ‪ ،‬ل يطأه لنا فراشاد ول‬
‫ش لنا كنفا مذ أتيناه ‪ ،‬فلِّمحا طال ذلك علِّيه ذكشر للِّنب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم فقال‪ ":‬القن به " فلِّقيرته‬ ‫ريفت ه‬
‫ت ‪ :‬كشل يوُم ‪..‬قال ‪ :‬وكيف تترم ؟ قلِّت ‪..‬كشل ليلِّة ‪..‬قال ‪ " :‬صم ف‬ ‫بعد ‪ ،‬فقال ‪ :‬كيف تصوُم ؟ قلِّ ر‬
‫ت رأطيرق أكثشر منم ذلك‪ ..‬قال ‪ ":‬صهم ثلثة أياتم ف‬ ‫كذل شه تذر ثلثةد واقرأه القرآْشن ف كذل شهتر " قال ‪ :‬قلِّ ر‬
‫ي وصهم يوُما " قال ‪ :‬قلِّت ‪:‬رأطيرق أكثشر منم‬ ‫المحعذة" قلِّت ‪ :‬رأطيرق أكثر منم ذلك ‪..‬قال ‪ ":‬أفطر يوُم ذ‬
‫ه‬ ‫ش‬
‫ت‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ذ‬
‫ذلك ‪..‬قال ‪ »" :‬صم أفضشل الصوُم صوُرم داوشد صيارم يوُذم وإفطارر يوُم واقرأ ف كذل سبَذع ليال مرتة " فلِّيتن‬
‫ض أهذلِّه‬ ‫ت فكحان يقرأر علِّىَ بع ذ‬ ‫ت وضعف ر‬ ‫ت رخصةش رسوُذل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم وذاك أن كب ر‬ ‫قبَلِّ ر‬
‫ف علِّيه باللِّيذل وإذا أراد أن يتقوُىً‬ ‫ضه منم النهاذر ليكحوُشن أخ ل‬ ‫السبَشع منم القرآْذن بالنهار والذي يقررؤه يعر ر‬
‫أفطر أياما وأحصىَ وصام أياما مثلِّهنم كراهية أن يتك شيئما فارق النب ? ]‪ .«[2‬رواه البَخماري ‪..‬‬
‫ب الصيام ‪..‬عنم مضاجعذة النساذء علِّىَ الفرش ‪..‬نُعم لقد أدركوُا أن منم أظمحأش نُفسه ف‬ ‫لقد شغشلِّهم ح ر‬
‫هذه الياة ‪..‬فلِّنم يظمحأ ف الخرذة ف داذر القراذر بإذذن الوُاحذد القهار ‪..‬لقد أدركوُا أن الصائمحي يدخلِّوُن‬
‫ب ف النذة‬ ‫ذ‬ ‫ب خا ت‬ ‫منم با ت‬
‫ب ? ‪ " »:‬للِّصائمحي با ة‬ ‫ب الريان ‪ ..‬يقوُرل الن ت‬ ‫صا إل جنات النعيم ‪..‬ريسمحىَ با ش‬
‫ب ‪..‬ومنم‬ ‫ريقارل له ‪ :‬الريان ‪..‬ل يدخرل منه أحةد غيرهم ‪..‬فإذا دخشل آْخررهم ‪..‬أرغلِّق ‪..‬منم دخشل شر ش‬
‫ت رسوُذل ال ? يلِّجرل ف آْذاذنم‬ ‫ب ل يظمحأه أبدا]‪ " «[3‬رواه ابرنم خزيإة ‪ ..‬ولاذا ل يصوُموُن ‪..‬وصوُ ر‬ ‫شر ش‬
‫‪ »":‬منم صاشم يوُماد ف سبَيذل ال باعشد ال وجشهه عنم الناذر سبَعي خريفا]‪ " «[4‬رواه البَخماري ‪..‬ولاذا ل‬
‫يعشقوُن الصياشم ونُبَريهم قد أعلِّمحهم ‪» ":‬إن ف النذة غرفةد ‪..‬ريرىً ظاهررها منم باطذنها ‪ ،‬وباطرنها منم‬
‫س نُيام]‪ "« [5‬رواه‬ ‫ذ‬
‫ظاهرها ‪..‬أعدها ال لنم أطعشم الطعام ‪ ،‬وألشن الكحلم ‪ ،‬وتابشع الصيام ‪ ،‬وصلِّىَ والنا ر‬
‫ب ? ‪»" :‬‬ ‫ت معد ة للِّصائمحي يا رأخي ‪..‬وما أدراشك ما الغرفات ؟ يقوُرل الن ت‬ ‫أحد وحسنه اللبَان ‪..‬الغرفا ر‬
‫ب الدشري لبَعذدهم ف الفذق منم الشرذق‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫إن أهشل النة ليتاءون أهشل الغرف منم فوُقهم كمحا تراشءون الكحوُك ش‬
‫ذ‬
‫ب لتفاضذل ما بينذهم]‪ «" [6‬رواه البَخماري ومسلِّم وما ذلك إل لرفعتذهم وصفاذء لوُذنم وخلِّوُ ذ‬
‫صا‬ ‫أو الغر ذ‬
‫لالذيشذة? )الاقة‪ (24:‬قال ماهد ‪:‬‬ ‫ذ‬
‫نُوُذرهم ‪..‬يقوُرل الر تعال ‪ ?:‬ركلِّروُا شواهششربروُا شهنيئماد ذ شبا أشهسلِّشهفترهم ذف اهلشلياذم ا هش‬
‫ذ‬
‫ض ذلك ف النة ‪..‬منم ترك‬ ‫نُزلت ف الصائمحي ‪..‬منم ترك طعاشمه وشراشبه وشهوُشته ل يرجوُ ما عنده ‪..‬عرذوُ ش‬
‫ب برنم يوُسف‬ ‫ذ‬
‫ت شفارهه عطشا ‪..‬قال يعقوُ ر‬ ‫شيئماد ل عوُضه الر عنه خياد ما تركه ‪..‬فكحيف بنم قشيشلِّص ه‬
‫ت إليكحهم ف الدنُيا وقد‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫النفي ‪ :‬بلِّشغنا أن الش تعال يقوُرل لوليائه يوُشم القيامة ‪ :‬يا أوليائي طالا نُظر ر‬
‫ت بطوُرنُكحم ‪ ،‬كوُنُوُا اليوُشم ف نُعيذمحذكحم ‪ ،‬وتعاطوُا‬ ‫ت شفارهكحم عنم الشربة ‪ ،‬وغارت أعيرنكحم ‪ ،‬وجف ه‬
‫ذ‬
‫قشيرلِّص ه‬
‫ل الذ وهوُ متكحةئ معها علِّىَ نتر العسذل رتعاطيه‬ ‫س فيمحا بيشنكحم ‪..‬وقاشل السنم ‪ :‬تقوُرل الوُراءر لوُ ل‬ ‫الكحأ ش‬

‫‪544‬‬
‫ش‬‫ت ف ظمحذأ هاجرتة منم جهد العط ذ‬ ‫الكحأس ‪ :‬إن ال نُظر إليك ف يوُتم صائ ت ذ‬
‫ف بعيد ما بي الطرفي وأنُ ش‬ ‫ش ش ش‬ ‫ش‬
‫فبَاهي بك اللئكحةش وقال ‪ :‬انُظروا إل عبَدي ترك زأوجشته وشهوُشته ولذشته وطعاشمه وشراشبه منم أجلِّي رغبَةد‬
‫ك ]‪ [7‬فيا قوُذم أل خاطب ف الصوُم إل‬ ‫ت‬
‫ت له فغفر لك يوُمئمذ وزأهوجني ش‬ ‫فيمحا عندي اشهدوا أن قد غفر ر‬
‫ب لا أخشب به منم النعيذم القيذم مع أنُه‬ ‫ب فيمحا أعشده الر للِّطائعي ف النان ‪ ،‬أل طال ة‬ ‫الرحنم ‪ ،‬أل راغ ة‬
‫ليس البر كالعيان ‪.‬‬
‫ك الناذن فلِّيدهع عنه التوُان وليقهم ف ظلِّمحذة اللِّيذل إل نُوُذر القرآْن‬ ‫منم يرذرهد رملِّ ش‬
‫ش جوُارر الذ ف داذر المان‬ ‫ت‬
‫ش فان إنا العي ر‬ ‫ولشيصهل صوُماد بصوُم إن هذا العي ش‬
‫ف رحهم ال يتحسرون لفراذق الياة ‪...‬ل حبَاد بأشجاذرها وأناذرها ‪..‬ول شوُقاد إل‬ ‫لذلك كان السلِّ ش‬
‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫ت‬ ‫ت معاذاد الوُفاةر قال ‪ :‬اللِّهم إن كن ش‬ ‫نُسائها وبرجها ‪..‬ولكحنم لظمحأ الوُاجر ‪..‬وقياذم اللِّيل ‪ ..‬لا حضر ه‬
‫ب الدنُيا وطوُشل البَقاذء فيها لكحرىً الناذر ‪..‬ول لغرذس الشجر‪ ..‬ولكحنم لظمحذأ الوُاجر‬ ‫تعلِّرم أن ل اكهنم رأح ر‬
‫ب ‪ ..‬الت‬ ‫ب عند ذحلِّذق الذكر ]‪..[8‬فيا ل منم هذه القلِّوُ ذ‬ ‫‪..‬ومكحابدةذ الساعات ‪..‬ومزاحذة العلِّمحاذء بالرك ذ‬
‫ب ‪..‬أشهىَ إليها منم جري النار ‪..‬وغرذس الشجار ‪ ،‬وعنم‬ ‫س منم الطعاذم والشرا ذ‬ ‫أصبَح حرمارن النف ذ‬
‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ت‬
‫ع‬
‫ض أشياخنا أن رجلد منم عامة هذه المة حضررته الوُفاةر فجز ش‬ ‫عبَيد ال بذنم ممحد التيمحي قال حدثن بع ر‬
‫جزعاد شديدا وبكحىَ بكحاء كثياد ‪..‬فقيل له ف ذلك فقال ‪:‬ما أبكحي إل علِّىَ أن يصوُم الصائمحوُن لذ‬
‫ش‬ ‫د‬
‫ت فيهم‪..‬فذاك الذي أبكحان ]‬ ‫ت فيهم‪..‬ويذكره الذاكرون ولس ر‬ ‫ت فيهم ‪ ..‬ويصلِّي الصلِّوُن ولس ر‬ ‫ولس ر‬
‫ت ‪..‬وهجروا‬ ‫‪ ..[9‬أرأيتم كيف اشتيارقهم لفعذل الطاعات ‪..‬وتافتهم لعمحذل اليات ‪..‬لقد فارقوُا اللِّذا ذ‬
‫ش‬ ‫ر‬
‫ت ‪..‬وما حصل منهم ذلك إل لنم ذاقوُا طعشم اليإاذن ‪..‬فبَكحوُا لفراذق الياة ‪..‬ل حبَاد فيها‬ ‫البَاحا ذ‬
‫ت تلِّك العمحال ‪..‬فل إله إل ال ‪..‬منم ل يدخهل جنةش الدنُيا ل يدخهل جنةش الخرة ‪..‬‬ ‫‪..‬ولكحنم لفوُا ذ‬
‫ش‬‫ت أقوُرل ‪ :‬إن كان أهل النذة ف مثذل هذا ‪..‬إنم لفي عي ت‬ ‫ب أوقا ة‬ ‫ض العارفي ‪ :‬إنُه ليمحر بالقلِّ ذ‬
‫ر‬ ‫يقوُل بع ر‬
‫ر‬
‫ب ما فيها ‪..‬قالوُا‪ :‬وما‬ ‫ض البَي ‪ :‬مساكي أهرل الدنُيا خرجوُا منم الدنُيا وما ذاقوُا أطي ش‬ ‫طيب ‪..‬ويقوُرل بع ر‬
‫ض عمحا سوُاه ]‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫س به ‪..‬والشوُرق إل لقائه‪..‬والقبَارل علِّيه‪..‬والعرا ر‬ ‫ب ما فيها ‪..‬قال ‪ :‬مبَةر ال والنُ ر‬ ‫أطي ر‬
‫‪.[10‬‬
‫ب فحسب ‪..‬وأطلِّقوُا ألسنشتهم بالغيبَذة والنمحيمحذة‬ ‫ف رحهم ال عنم الطعاذم والشرا ذ‬
‫ر‬
‫ول يكحنم صيام السلِّ ذ‬
‫ه ر‬
‫ب والبَهتاذن ‪..‬والتندذر بالناذس والستهزاذء بم ‪..‬ول يكحنم صيارمهم كسلد ونُوُم ‪..‬وسهراد باللِّيذل إل‬ ‫والكحذ ذ‬
‫قبَيذل الفجر ‪..‬كل ‪..‬ل يكحهنم منم ذلك شيءة ‪..‬بل كانُوُا ريافظوُن علِّىَ صياذمهم ‪..‬عنم كذل ما يدرشه‬
‫‪..‬فهم صاموُا ناشره فأحسنوُا الصيام ‪..‬وقاموُا ليلِّه فأحسنوُا القيام ‪..‬وبي هذا وذاك تلوة للِّقرآْن ‪ ،‬وذكةر‬
‫ف ورجاء ‪ ،‬أولئمك هم الذينم انُتفعوُا برمضاشن حلق النُتفاع ‪..‬يقوُل ابرنم‬ ‫واستغفار ‪ ،‬ونُدةم وبكحاء ‪ ،‬وخوُ ة‬
‫ف يتلِّوُن القرآْشن ف شهذر رمضاشن ف الصلةذ وغذيها ( وكان التابعري اللِّيرل‬ ‫ب رحه ال ‪ ) :‬كان السلِّ ر‬ ‫رج ت‬
‫ث لياتل مرةد ‪ ،‬فإذا‬ ‫قتادةر رحه ال يتم القرآْشن ف كذل سبَذع لياتل مرة ‪ ،‬فإذا جاء رمضارن ختم ف كذل ثل ذ‬
‫ش‬ ‫ش‬ ‫ر‬

‫‪545‬‬
‫ي إذا دخشل رمضارن قال ‪ :‬إنا هوُ قرارءة القرآْذن‬ ‫ت‬
‫جاءش العشرر ختشم ف كذل ليلِّة مردة ‪ ،‬وكان المارم الزهر ر‬
‫ب برنم يزيد شأمر‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫وإطعارم الطعام ‪..‬أما عنم قيامهم بالسحار ‪ ،‬ومناجاتم للِّوُاحد الغفار ‪..‬فيقوُل السائ ر‬
‫ي أن يقوُما بالناذس بإحدىً عششر ركعتة ‪ ،‬قال ‪ :‬وقد كان‬ ‫ت‬
‫ب بشنم كعب وتيمحاد الدار ش‬ ‫بأل‬ ‫عمحر بنم الطا ذ‬
‫ر‬
‫ف إل ف فروذع الفجر‬ ‫ئ يقرأر بالئمي ‪ ،‬حت كنا نُعترمحد علِّىَ العصذي منم طوُذل القيام ‪ ،‬وما كنا نُنصر ر‬ ‫القار ر‬
‫" خشيةش أن يفوُشتنا الفلرح ي أي الشسحوُر ي ‪[11] .‬‬
‫بارك ال ل ولكحم ف القرآْن العظيم‬
‫الطبَة الثانُية‬
‫ف يروُاسوُن منم إفطارذهم أو ريؤثرون به فكحان ابشنم عمحر‬ ‫أيها الخوُةر الكارم ‪ :‬لقد كان كثةي منم السلِّ ذ‬
‫ش تلِّك اللِّيلِّةش ‪ ،‬وكان إذا جاشءه سائةل‬ ‫يصوُرم ول يفطرر إل مع الساكي ‪ ،‬فإذا مشنعه أهرلِّه عنههم ل يتع ل‬
‫وهوُ علِّىَ طعامذه أخشذ نُصيبَهش منم الطعاذم وقاشم فأعطاهر للِّسائذل فيجرع وقد أكشل أهرلِّه ما بقي ف الفنذة‬
‫فيصبَرح صائمحاد ول يأكهل شيئما ‪ ،‬وكان يتصدرق بالسكحذر ويقوُل ‪ ":‬سعت ال يقوُل ‪?:‬لشهنم تشيشنالروُا الهذ لب شحلت‬
‫ذ ذ ذ‬
‫ب السكحر ‪..‬وكان السرنم ريطعم إخوُاشنُه‬ ‫تريهنفرقوُا لما رتتبَوُشن? )آْل عمحران‪ :‬منم الية ‪ (92‬وال يعلِّرم أن أح ر‬
‫س يرورحهم وهم يأكلِّوُن ‪..‬وكان ابشنم البَارك يطعرم إخوُارنُه ف السفذر اللوُاشن منم‬ ‫وهوُ صائةم تطوُعاد ويلِّ ر‬
‫ذ ذ‬
‫ك النفوُذس ‪ ،‬ل يبَهق منهم‬ ‫اللِّوُاء وغيها وهوُ صائم ‪..‬فسلةم الذ علِّىَ تلِّك الرواذح ‪ ،‬رحةر ال علِّىَ تلِّ ش‬
‫ب علِّيه وبي أهذل اليثار‬ ‫إل أخبَاةر وآْثار ‪ ،‬كم بي منم يإرنع الشق الوُاج ش‬
‫ل تقعرلدن لذكذرنُا ف ذكرذهم ليس الصحيرح إذا مشىَ كالقشعذد‬
‫ب ول خصام ‪..‬ول غيبَةش ول بتان‪ ،‬بل امتثلِّوُا‬ ‫ولقد كانُوُا يفظوُن صياشمهم عنم قبَيذح الكحلم ‪ ،‬فل سبَا ش‬
‫ث ول شيههل وإن امرةؤ قاتشلِّه أو شاشته ‪..‬فلِّيقهل ‪ :‬إن‬ ‫ي نُبَليهم ? ف قوُذله ‪ »" :‬الصيارم جنةد فل يرف ه‬ ‫هد ش‬
‫ظ اللِّساذن يكحوُهن ف سائذر الحوُاذل ويتأكرد ف حاذل الصيام ‪ ..‬لن‬ ‫صائم «]‪ "[12‬رواه البَخماري ‪..‬وحف ر‬
‫بو‬ ‫ف لسانُذه عنم الس ذ‬ ‫ب والشهوُةذ ‪..‬لاذا يعجز عنم ك ذ‬ ‫ع أن يإنع نُفسه منم الطعاذم والشرا ذ‬ ‫الذي استطا ش‬
‫ر‬ ‫ش ش‬
‫ظ لساشنُه عنم سيذء الكحلم‪.‬‬ ‫الشتائم ‪ ،‬ويف ر‬
‫صهم علِّىَ هذه العبَادةذ أنم كانُوُا ريإرنُوُن أطفاشلم علِّيه ‪..‬ويرسلِّوُرنم‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫ومنم اهتمحام السلِّف بالصيام ‪..‬وحر ر‬
‫ت رمشعلوُذ قالت‪ :‬أرسشل رسوُرل‬ ‫ب حت ل يشعروا بطوُذل النهار ‪..‬أخرج البَخماري ومسلِّم عنم الربيذع بن ذ‬ ‫باللِّع ذ‬
‫شش‬ ‫ه‬ ‫ر‬ ‫ش‬
‫ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم غداشة عاشوُراءش إل قرىً النُصاذر الت حوُشل الدينذة منم كان أصبَشح صائمحاد فلِّيتهم‬
‫صلوُرم صبَياشنُنا الصغاشر منهم‬ ‫ذ‬
‫صوُشمه ‪،‬ومنم كان أصبَشح مفطراد فلِّيتهم بقيةش يوُمه‪ ،‬فكحنا بعد ذلك نُصوُرمه ونُر ش‬
‫ب إل السجذد فنجعرل لم اللِّعبَةش منم الرعهنم ‪،‬فإذا بكحىَ أحردهم علِّىَ الطعاذم أعطيناهم إياه ‪،‬‬ ‫‪..‬ونُذه ر‬
‫ف مع الصيام ‪..‬وكيف‬ ‫ف لنا حاشل السلِّ ذ‬ ‫ف يكحش ر‬ ‫حت يكحوُشن عند الفطار ‪..‬رواه مسلِّم ‪..‬فهذا الوُق ر‬
‫ب‬ ‫ذ‬
‫ب أبناءشنُا علِّىَ الصيام ‪..‬وأل شيتسر ش‬ ‫كانُوُا يرربوُن أولشدهم علِّيه ‪..‬وهذا الذي ينبَغي أن نُكحوُن علِّيه بأن نُر ل‬
‫حهم ‪..‬‬ ‫ذ‬
‫إل قلِّوُبشنا تلِّك اليلِّةش ‪..‬ها هؤلء صغار ‪..‬أل تر ر‬

‫‪546‬‬
‫وينشأر نُاشرئ الفتياذن منا علِّىَ ما كان عوُشده أبوُه‬
‫ب ‪..‬وما‬ ‫ف مع الصيام ‪..‬ما كانُوُا ريضيعوُن أوقاشتم باللِّع ذ‬ ‫إذن أحبَت ف ال ‪ :‬هكحذا كان حارل السلِّ ذ‬
‫تف‬ ‫كانُوُاش يقضوُن صيامهم بالنوُذم ‪..‬نُعم هم يناموُن لكحنم ليس كمحا نُنام ‪..‬ننم نُنام الكحثي منم الوُق ذ‬
‫ر ش‬ ‫ر‬ ‫ش‬
‫ذ‬
‫النهار ‪..‬ونُسهرر ف اللِّيل ‪..‬ولكحنم هم علِّىَ العكحس منم ذلك ‪..‬فأينم ننم منم أخلق السلِّف ؟ وأينم‬
‫نرنم منم هذه الصوُذر الرائعة ؟!ا!ا‬
‫وننم أيها السلِّمحوُن ‪ :‬قادرون علِّىَ أن نُكحوُشن مثشلِّهم ‪ ،‬وأن نذلو حذشوهم ‪ ،‬لنم بشةر ونرنم بشر ‪ ،‬هم‬
‫ب أن تكحوُشن لنا هةم وعزائم ‪ ،‬ما بيننا‬ ‫ت وننم لنا شهوُات ‪ ،‬هم لم عزائرم وهةم وننم ي ر‬ ‫لم شهوُا ة‬
‫ت ونُصرل إليهم بإذن ال تعال ‪..‬فالفاررق يسية والمرر ليس بالعسذي ‪..‬فعلِّيك ببَذذل‬ ‫وبيشنهم إل خطوُا ة‬
‫ك علِّىَ الذي والدعاذء‬ ‫ك والقبَاذل علِّىَ ال تعال ‪ ،‬وصحبَذة منم ريعينر ش‬
‫ذ‬
‫ب الفساد عن ش‬ ‫ب منم قطذع أسبَا ذ‬ ‫السبَا ذ‬
‫ب رحذته وأن يتوُلك بوُاسذع فضلِّذه ‪ ،‬وأن يرزأشقك النُاشبة والداشية ‪ ،‬والتوُبةش‬ ‫ل تعال أن يفتشح علِّيك أبوُا ش‬
‫ذ‬
‫والستقامة ‪.‬‬
‫اللِّهم تب علِّىَ التائبَي ‪ ،‬واغفر ذنُوُب الستغفرينم ‪...‬‬
‫________________________________________‬
‫]‪ [1‬رواه البَخماري)‪ (1904‬منم حديث أب هريرة ?‬
‫]‪ [2‬رواه البَخماري )‪ (5052‬منم حديث عبَد ال بنم عمحرو ?‬
‫]‪ [3‬رواه النسائي )‪ (2236‬منم حديث سهل بنم سعد ?‬
‫]‪ [4‬ورقمحه )‪ (2840‬أب سعيد الدري ?‬
‫]‪ [5‬وراه أحد )‪ (1340‬منم حديث علِّي ?‬
‫]‪ [6‬ورقمحه )‪ (3256‬منم حديث أب سعيد الدري ?‬
‫]‪ [7‬ي لطائف العارف صا ‪177‬‬
‫]‪ [8‬ي الزهد لبنم أب عاصم )‪(1/181‬‬
‫]‪ [9‬ي شعب اليإان )‪. (414 / 3‬‬
‫]‪ [10‬ي مدارج السالكحي )‪. (1/454‬‬
‫]‪ [11‬ي رواه مالك)‪ (251‬وصححه اللبَان ‪.‬‬
‫]‪ [12‬ورقمحه )‪ (1904‬منم حديث أب هريرة‬
‫يييييييييي‬

‫‪http://www.islamlight.net/index.php‬‬

‫‪547‬‬
‫خإطب رمضانية‬

‫من يجب عليه صوم رمضان والمفطرات‬


‫ممحد بنم صال العثيمحي‬
‫عنيزة‬
‫الامع الكحبَي‬
‫مامد و أدعيةطبَاعة الطبَة بدون مامد وأدعية‬
‫‪-------------------------‬‬
‫ملِّخمص الطبَة‬
‫‪ -‬المر بتقوُىً ال وشكحره علِّىَ موُاسم الطاعات واغتنامها ‪ -‬منم فضائل شهر رمضان ‪ -‬استقبَال‬
‫رمضان وحكحم صيام يوُم الشك ‪ -‬وجوُب صوُم رمضان ‪ ,‬ومنم ريرلخص لم ف الفطر وأحكحام ذلك ‪-‬‬
‫الث علِّىَ قيام شهر رمضان وآْداب ذلك ‪ -‬أنُوُاع الفطرات وحكحم منم فعل شيئماد منها نُاسياد ‪ -‬بعض‬
‫البَاحات للِّصائم ‪ -‬وجوُب حفظ الصوُم منم النوُاقص والنوُاقض‬
‫‪-------------------------‬‬
‫الطبَة الول‬
‫أما بعد‪:‬‬
‫أيها الناس‪ :‬اتقوُا ال تعال واشكحروه علِّىَ ما أنُعم به علِّيكحم منم موُاسم اليات وما حبَاكم به منم‬
‫الفضائل والكحرامات‪ ،‬وعظمحوُا تلِّك الوُاسم وأقدروها قدرها بفعل الطاعات والقربات واجتناب العاصي‬
‫والوُبقات‪ ،‬فإن تلِّك الوُاسم ما جعلِّت إل لتكحفي سيئماتكحم وزأيادة حسناتكحم ورفعة درجاتكحم‪.‬‬
‫عبَاد ال‪ :‬لقد استقبَلِّتم شهرا كريإا وموُسا رابا عظيمحا لنم وفقه ال فيه للِّعمحل الصال‪ ،‬استقبَلِّتم شهر‬
‫رمضان الذي أنُزل فيه القرآْن‪ ،‬شهرا تضاعف فيه السنات وتعظم فيه السيئمات‪ ،‬أوله رحة‪ ،‬وأوسطه‬
‫مغفرة‪ ،‬وآْخره عتق منم النار‪ ،‬جعل ال صيام ناره فريضة منم أركان إسلمكحم‪ ،‬وقيام ليلِّه تطوُعا لتكحمحيل‬
‫فرائضكحم‪ ،‬منم صامه إيإانُا واحتسابا غفر ال له ما تقدم منم ذنُبَه‪ ،‬ومنم قامه إيإانُا واحتسابا غفر ال له‬
‫ما تقدم منم ذنُبَه‪ ،‬ومنم أتىَ فيه بعمحرة كان كمحنم أتىَ بجة‪ ،‬فيه تفتح أبوُاب النة‪ ،‬وتكحثر الطاعات منم‬
‫أهل اليإان‪ ،‬وتغلِّق أبوُاب النار‪ ،‬فتقل العاصي منم أهل اليإان وتغل الشياطي‪ ،‬فل يلِّصوُن إل أهل‬
‫اليإان بثل ما يلِّصوُن إليهم ف غيه‪.‬‬
‫أيها الناس‪ :‬صوُموُا لرؤية هلل رمضان ول تقدموُا علِّيه بصوُم يوُم أو يوُمي لن النب نىَ عنم ذلك إل‬
‫منم كان علِّيه قضاء منم رمضان الاضي فلِّيقضه أو كان علِّىَ عادة بصوُم فلِّيصمحه‪ ،‬مثل منم له عادة‬

‫‪548‬‬
‫بصوُم يوُم الثني أو المحيس فصادف قبَل الشهر بيوُم أو بيوُمي‪ ،‬أو كان له عادة بصيام أيام البَيض‬
‫ففاتته فلِّيس علِّيه بأس بصيامها قبَل رمضان بيوُم أو يوُمي‪.‬‬
‫ول تصوُموُا يوُم الشك وهوُ يوُم الثلثي منم شعبَان إذا كان ف ليلِّته ما يإنع رؤية اللل منم غيم أو فت‬
‫أو نوُها‪ ،‬ففي صحيح البَخماري منم حديث عبَد ال بنم عمحرو رضي ال عنهمحا أن النب قال‪)) :‬ل‬
‫تصوُموُا حت تروه فإن غم علِّيكحم فأكمحلِّوُا العدة ثلثي(( ومنم حديث أب هريرة عنم النب ‪)) :‬فإن غب‬
‫علِّيكحم فأكمحلِّوُا عدة شعبَان ثلثي(( وقال عمحار بنم ياسر ‪ :‬منم صام اليوُم الذي يشك فيه فقد عصىَ‬
‫أبا القاسم ‪.‬‬
‫ومنم رأىً اللل يقينا فلِّيخمب به ولة الموُر ول يكحتمحه‪ .‬وإذا أعلِّنم ف إذاعتكحم ثبَوُت دخوُل رمضان‬
‫فصوُموُا وإذا أعلِّنم فيها ثبَوُت دخوُل شوُال فأفطروا لن إعلن ولة الموُر ذلك حكحم به‪.‬‬
‫جاء أعراب إل النب فأخبه أنُه رأىً اللل فقال‪)) :‬أتشهد أن ل إله إل ال وأن ممحدا رسوُل ال؟ قال‪:‬‬
‫نُعم‪ .‬فقال النب ‪ :‬فأذن ف الناس يا بلل أن يصوُموُا غدا((‪.‬‬
‫صوُم رمضان أحد أركان السلم فرضه ال علِّىَ عبَاده فمحنم أنُكحر فريضته فهوُ كافر‪ ،‬لنُه مكحذب ل‬
‫ورسوُله وإجاع السلِّمحي قال ال تعال‪ :‬يا أيها الذينم آْمنوُا كتب علِّيكحم الصيام كمحا كتب علِّىَ الذينم‬
‫منم قبَلِّكحم لعلِّكحم تتقوُن ]البَقرة‪ .[183:‬وقال تعال‪ :‬شهر رمضان الذي أنُزل فيه القرآْن هدىً للِّناس‬
‫وبينات منم الدىً والفرقان فمحنم شهد منكحم الشهر فلِّيصمحه ]البَقرة‪.[185:‬‬
‫فالصوُم واجب علِّىَ كل مسلِّم بالغ عاقل قادر مقيم ذكرا كان أم أنُثىَ ليست حائضا ول نُفساء‪ ،‬فل‬
‫يب الصوُم علِّىَ كافر‪ ،‬فلِّوُ أسلِّم ف أثناء رمضان ل يلِّزمه قضاء ما مضىَ منه‪ ،‬ولوُ أسلِّم ف أثناء يوُم‬
‫منم رمضان أمسك بقية اليوُم ول يلِّزمه قضاؤه‪.‬‬
‫ول يب الصوُم علِّىَ صغي ل يبَلِّغ‪ ،‬لكحنم إن كان ل يشق علِّيه رأمر به ليعتاده فقد كان الصحابة رضي‬
‫ال عنهم يصلوُموُن أولدهم‪ ،‬حت إن الصب ليبَكحي منم الوُع فيعطوُنُه لعبَة يتلِّهىَ با إل الغروب‪.‬‬
‫ويصل بلِّوُغ الصغي إن كان ذكرا بوُاحد منم أموُر ثلثة‪ :‬أن يتم له خس عشرة سنة أو تنبَت عانُته أو‬
‫ينزل منيا باحتلم أو غيه‪ ،‬وتزيد النُثىَ بأمر رابع وهوُ اليض‪.‬‬
‫فمحت حصل للِّصغي واحد منم هذه الموُر فقد بلِّغ ولزمته فرائض ال وغيها منم أحكحام التكحلِّيف إذا‬
‫كان عاقل‪.‬‬
‫ول يب الصوُم علِّىَ منم ل عقل له كالنوُن والعتوُه ونوُها فالكحبَي والهذري ل يلِّزمه الصوُم ول‬
‫الطعام عنه ول الطهارة ول الصلة لنُه فاقد التمحييز فهوُ بنزلة الطفل قبَل تييزه‪ ،‬ول يب الصوُم علِّىَ‬
‫منم يعجز عنه عجزا دائمحا كالكحبَي والريض مرضا ل يرجىَ برؤه‪ ،‬ولكحنم يطعم بدل عنم الصيام عنم كل‬
‫يوُم مسكحينا بعدد أيام الشهر‪ ،‬لكحل مسكحي ربع صاع نُبَوُي منم الب أي أن الصاع يكحفي لربعة فقراء‬
‫عنم أربعة أيام‪ ،‬والحسنم أن يعل مع الطعام شيئما يأدمه منم لم أو دهنم‪.‬‬

‫‪549‬‬
‫وأما الريض برض يرجىَ برؤه فإن كان الصوُم ل يشق علِّيه ول يضره وجب علِّيه أن يصوُم لنُه ل عذر‬
‫له‪ ،‬وإن كان الصوُم يشق علِّيه ول يضره فإنُه يفطر‪ ،‬ويكحره له أن يصوُم وإن كان الصوُم يضره فإنُه يرم‬
‫علِّيه أن يصوُم‪ ،‬ومت برئ منم مرضه قضىَ ما أفطر‪ ،‬فإن مات قبَل برئه فل شيء علِّيه‪.‬‬
‫والرأة الامل الت يشق علِّيها الصوُم لضعفها أو ثقل حلِّها يوُزأ لا أن تفطر ث تقضي إن تيسر لا‬
‫القضاء قبَل وضع المحل أو بعده إذا طهرت منم النفاس‪ ،‬والرضع الت يشق علِّيها الصوُم منم أجل‬
‫الرضاع أو ينقص لبَنها منم الصوُم نُقصا يل بتغذية الوُلد تفطر ث تقضي ف أيام ل مشقة فيها ول‬
‫نُقص‪.‬‬
‫والسافر إن قصد بسفره التحيل علِّىَ الفطر فالفطر حرام علِّيه‪ ،‬ويب علِّيه الصوُم‪.‬‬
‫وإن ل يقصد بسفره التحيل علِّىَ الفطر مي بي أن يصوُم وبي أن يفطر ويقضي عدد اليام الت أفطر‪،‬‬
‫والفضل له فعل السهل علِّيه‪.‬‬
‫فإن تساوىً عنده الصوُم و الفطر فالصوُم أفضل لنُه فعل النب ولنُه أسرع ف إبراء ذمته وأخف منم‬
‫القضاء غالبَا‪ ،‬وإن كان الصوُم يشق علِّيه بسبَب السفر كره له أن يصوُم‪ ،‬وإن عظمحت الشقة به حرم‬
‫أن يصوُم لن النب خرج عام الفتح إل مكحة ف رمضان فصام فقيل له‪ :‬إن الناس قد شق علِّيهم‬
‫الصيام‪ ،‬وإنا ينظرون فيمحا فعلِّت‪ ،‬فدعا بقدح منم ماء بعد العصر‪،‬فرفعه حت نُظر الناس إليه ث شرب‬
‫والناس ينظرون إليه‪،‬فقيل له بعد ذلك إن بعض الناس قد صام فقال‪)) :‬أولئمك العصاة‪ .‬أولئمك‬
‫العصاة((‪.‬‬
‫ول فرق ف السافر بي أن يكحوُن سفره عارضا لاجة أو مستمحرا ف غالب الحيان مثل أصحاب‬
‫السيارات الجرة )التكحاسي( أو غيه منم السيارات الكحبَية‪ ،‬فإنم مت خرجوُا منم بلِّدهم فهم مسافرون‬
‫يوُزأ لم ما يوُزأ للِّمحسافرينم الخرينم منم الفطر ف رمضان وقصر الصلة الرباعية إل ركعتي والمحع بي‬
‫الظهر والعصر‪ ،‬وبي الغرب والعشاء عند الاجة‪ ،‬والفطر لم أفضل منم الصيام إذا كان الفطر أسهل‬
‫لم ويقضوُنُه ف أيام الشتاء لن أصحاب هذه السيارات لم بلِّد ينتمحوُن إليها وأهل فيها يأوون إليهم‪،‬‬
‫فمحت كانُوُا ف بلِّدهم فهم مقيمحوُن وإذا خرجوُا منها فهم مسافرون‪ ،‬لم ما للِّمحسافرينم وعلِّيهم ما علِّىَ‬
‫السافرينم‪ ،‬ومنم سافر ف أثناء اليوُم ف رمضان وهوُ صائم‪ ،‬فالفضل أن يتم صوُم يوُمه‪ ،‬فإن كان فيه‬
‫مشقة فلِّيفطر ث يقضيه‪ ،‬ول يتقيد السفر بزمنم‪ ،‬فمحنم خرج منم بلِّده مسافرا فهوُ علِّىَ سفر حت يرجع‬
‫إل بلِّده ولوُ أقام مدة طوُيلِّة ف البَلِّد الت سافر إليها إل أن يقصد بتطوُيل مدة القامة التحيل للِّفطر‪،‬‬
‫فإنُه يرم علِّيه الفطر ويلِّزمه الصوُم لن فرائض ال تعال ل تسقط بالتحيل علِّيها‪.‬‬
‫ول يب الصوُم علِّىَ الائض والنفساء‪ ،‬ول يصح منهمحا إل إن تطهرا قبَل الفجر ولوُ بلِّحظة‪ ،‬فيجب‬
‫علِّيهمحا الصيام‪ ،‬ويصح منهمحا وإن ل تغتسل إل بعد طلِّوُع الفجر‪ ،‬ويلِّزمهمحا قضاء ما أفطرتا منم اليام‪.‬‬

‫‪550‬‬
‫أيها السلِّمحوُن لقد رلغب النب ف قيام هذا الشهر وقال‪)) :‬منم قام رمضان إيإانُا واحتسابا غفر له ما‬
‫تقدم منم ذنُبَه((‪ ،‬وإن صلة التاويح منم قيام رمضان‪ ،‬فأقيمحوُها وأحسنوُها وقوُموُا مع إمامكحم حت‬
‫ينصرف‪ ،‬فإن منم قام مع المام حت ينصرف كتب له قيام ليلِّة تامة وإن كان نُائمحا علِّىَ فراشه‪.‬‬
‫وإن علِّىَ الئمحة أن يتقوُا ال عز وجل ف هذه التاويح فياعوُا منم خلِّفهم ويسنوُا الصلة لم فيقيمحوُنا‬
‫بتأن وطمحأنُينة ول يسرعوُا فيها فيحرموُا أنُفسهم ومنم وراءهم الي‪ ،‬أو ينقروها نُقر الغراب ل يطمحئمنوُن‬
‫ف ركوُعها وسجوُدها وقعوُدها والقيام بعد الركوُع فيها‪.‬‬
‫وعلِّىَ الئمحة أن ل يكحوُن هلم الوُاحد منهم أن يرج قبَل الناس أو أن يكحثر عدد التسلِّيمحات دون‬
‫إحسان الصلة فإن ال تعال يقوُل‪ :‬ليبَلِّوُكم أيكحم أحسنم عمحلد ]اللِّك‪ .[2:‬ل يقل أيكحم أسرع ناية أو‬
‫أكثر عمحل‪.‬‬
‫وقد كان نُبَيكحم وهوُ أحرصا الناس علِّىَ الي والسوُة السنة لنم كان يرجوُ ال واليوُم الخر كان ل‬
‫يزيد علِّىَ إحدىً عشرة ركعة ل ف رمضان ول ف غيه‪ ،‬وف صحيح مسلِّم عنم ابنم عبَاس رضي ال‬
‫عنهمحا‪ :‬أنُه قام بأصحابه ف رمضان ث ترك ذلك خشية أن تفرض علِّىَ الناس فيعجزوا عنها ‪.‬‬
‫وصح عنم أمي الؤمني عمحر بنم الطاب أنُه أمر أب بنم كعب وتيمحا الداري أن يقوُما ف الناس بإحدىً‬
‫عشرة ركعة فهذا العدد الذي قام به النب وواظب علِّيه واتبَعه فيه اللِّيفة الراشد عمحر بنم الطاب هوُ‬
‫أفضل عدد تصلِّىَ به التاويح‪ ،‬ولوُ زأاد النُسان رغبَة ف الزيادة ل رغبَة عنم السنة بعد أن تبَينت له ل‬
‫ينكحر علِّيه لوُرود ذلك عنم بعض السلِّف‪ ،‬وإنا ينكحر السراع الفاحش الذي فعلِّه بعض الئمحة فيفوُت‬
‫الي علِّيه وعلِّىَ منم خلِّفه‪.‬‬
‫وفقن ال وإياكم لغتنام الوقات بالطاعات‪ ،‬وحانُا منم فعل النكحر والسيئمات‪ ،‬وهدانُا صراطه الستقيم‪،‬‬
‫وجنبَنا صراط الحيم‪ ،‬وجعلِّنا منم يصوُم رمضان ويقوُمه إيإانُا بال واحتسابا لثوُاب ال إنُه جوُاد كري‪.‬‬
‫أقوُل قوُل هذا وأستغفر ال ل ولكحم ولكحافة السلِّمحي منم كل ذنُب‪.‬‬
‫ــــــــ‬
‫رمضان شهر التوحيد )غازوة بدر(‬
‫عبَد العزيز بنم عبَد الفتاح قاري‬
‫الدينة النوُرة‬
‫قبَاء‬
‫مامد و أدعيةطبَاعة الطبَة بدون مامد وأدعية‬
‫‪-------------------------‬‬
‫ملِّخمص الطبَة‬

‫‪551‬‬
‫سبَب الغزوة ‪ -‬مشاهد منم العداد للِّغزوة ‪ -‬هزيإة قريش ‪ -‬دروس ‪ -1 :‬رمضان والهاد ‪ -2‬النصر‬
‫بيد ال ‪ -3‬خطأ العايي الادية ‪ -4‬أهية الشوُرىً ‪ -5‬أهية الدعاء‬
‫‪-------------------------‬‬
‫الطبَة الول‬
‫أما بعد قال ال عز وجل ولقد نُصركم ال ببَدر وأنُتم أذلة فاتقوُا ال لعلِّكحم تشكحرون ]آْل عمحران‪:‬‬
‫‪.[123‬‬
‫ف شهر رمضان البَارك منم السنة الثانُية منم الجرة وقعت أول الغزوات النبَوُية الكحبىً ‪ ,‬غزوة بدر‬
‫الكحبىً وكان سبَبَها أن سيدنُا رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم علِّم بقافلِّة تارية كبَية لقريش عائدة منم‬
‫الشام إل مكحة يقوُدها أبوُ سفيان‪ ,‬فأمر أصحابه بالروج للستيلء علِّيها وقال لم‪ :‬لعل ال‬
‫يإكحنكحمحوُها ‪ ,‬فقد كانُت قريش إذ ذاك حربا علِّىَ رسوُل ال وحربا علِّىَ السلِّمحي وخرج النب صلِّىَ ال‬
‫علِّيه وسلِّم ف ثلثائة وبضعة عشر رجل منم أصحابه‪ ,‬خرجوُا ل يريدون الرب ول يظنوُن أن سيكحوُن‬
‫قتال ولكحنم أبا سفيان أفلِّت ونىَ بالقافلِّة أما قريش فلِّمحا أتاها الصارخ خرجت بأشرافها عنم بكحرة أبيهم‬
‫ف نوُ ألف رجل معهم مائة فرس وسبَعمحائة بعي ‪ ,‬خرجوُا كبا ورءاء الناس ويصدون عنم سبَيل ال‬
‫معهم القيان يغني بجاء السلِّمحي ‪ ,‬فلِّمحا علِّم أبوُ سفيان بروج قريش أرسل إليهم يبهم بنجاته‬
‫وإفلت القافلِّة ويشي علِّيهم بالرجوُع وعدم الرب ‪ ,‬فأبوُا وقال أبوُ جهل ‪ :‬وال ل نُرجع حت نُبَلِّغ بدرا‬
‫فنقيم فيه ثلثا نُنحر الزور ونُطعم الطعام ونُسقي المحر فتسمحع بنا العرب فل يزالوُن يهابوُنُنا ‪.‬‬
‫أما سيدنُا رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم فلِّمحا علِّم صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم بأمر قريش جع منم كان معه‬
‫منم أصحابه استشارهم ‪ ,‬فقام القداد بنم عمحرو رضي ال عنه وهوُ منم الهاجرينم فقال ‪ :‬يا رسوُل ال‬
‫امض إل ما أمرك ال فوُ ال لنم نُقوُل لك كمحا قالت بنوُ إسرائيل لوُسىَ " اذهب أنُت وربك فقاتل إنُا‬
‫هاهنا قاعدون " ولكحنا نُقاتل عنم يإينك وعنم شالك ومنم بي يديك ومنم خلِّفك‪ .‬فأثن علِّيه النب‬
‫صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ث قال ‪ :‬أشيوا علِّي أيها الناس ‪ .‬فقام سعد بنم معاذ منم النُصار وهوُ سيد‬
‫الوس فقال ‪ :‬لكحأنُك تريدنُا يا رسوُل ال ‪ .‬فقال ‪ :‬أجل ‪ .‬فقال سعد ‪ :‬كأنُك يا رسوُل ال خشيت أن‬
‫تكحوُن النُصار ترىً أنُه ليس منم حقها أن تنصرك إل ف ديارهم وأنُا أقوُل عنم النُصار وأجيب عنهم‬
‫فاظعنم مت شئمت وصل حبَل منم شئمت واقطع حبَل منم شئمت وخذ منم أموُالنا ما شئمت وأعطنا منها ما‬
‫شئمت والذي تأخذه منا كان أحب إلينا ما تتكه وما أمرت فيه بأمر فأمرنُا فيه تبَع لمرك فسر بنا فوُ‬
‫ال لوُ سرت بنا إل برك الغمحاد لنسين معك ولوُ استعرضت هذا البَحر فخمضته لنخموُضنه معك ‪ ,‬وال‬
‫ل نُكحره أن تلِّقىَ بنا عدونُا غدا فإنُنا صب ف الرب صدق عند اللِّقاء ولعل ال يريك منا ما تقر به‬
‫عينك‪.‬‬

‫‪552‬‬
‫فسر النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ما سع منم كلم الهاجرينم والنُصار وقال لصحابه ‪ :‬سيوا وأبشروا فوُ‬
‫ال لكحأن أنُظر إل مصارع القوُم ‪.‬‬
‫و سار النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم بأصحابه حت نُزل بأدن ماء منم مياه بدر إل الدينة ‪ .‬فقال البَاب‬
‫بنم النذر رضي ال عنه يا رسوُل ال ‪ :‬أرأيت هذا النزل أهوُ منزل أنُزلكحه ال فلِّيس لنا أن نُتقدم عنه أو‬
‫نُتأخر أم هوُ الرأي والرب والكحيدة ‪ .‬فقال النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ‪ :‬بل هوُ الرب والرأي والكحيدة‬
‫‪.‬‬
‫فقال البَاب ‪ :‬فلِّيس هذا بنزل فانض بنا حت نُأت أدن ماء منم القوُم فننزله ونُغوُر ما وراءه منم البار‬
‫‪ ,‬فاستحسنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم رأي البَاب ومضىَ بأصحابه حت نُزل بالعدوة الدنُيا ما يلِّي‬
‫الدينة وجيش قريش بالعدوة القصوُىً ما يلِّي مكحة ‪ ,‬وأنُزل ال مطرا كان شديدا ووحل زألقا علِّىَ‬
‫الشركي وكان طل خفيفا علِّىَ السلِّمحي ‪ ,‬طهرهم به ووطأ لم الرض وثبَت به القدام وبن السلِّمحوُن‬
‫لرسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم عريشا علِّىَ تل مشرف علِّىَ موُضع العركة ‪.‬‬
‫ونُزل رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم فسوُىً صفوُف أصحابه ومشىَ ف أرض العركة يشي إل مصارع‬
‫القوُم إل الوُاضع الت سيقتل فيها زأعمحاء الشركي يقوُل هذا مصرع فلن إن شاء ال فوُ ال ما جاوزأ‬
‫أحد منهم الوُضع الذي أشار إليه النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪ ,‬قتلِّوُا ف تلِّك الوُاضع الت عينها النب‬
‫صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ‪.‬‬
‫والتقىَ الفريقان وقام النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم بي يدي ربه يدعوُ ويلِّح ف الدعاء ويتضرع بي يدي ربه‬
‫ويستغيث به ‪ ,‬يقوُل اللِّهم أنز ل ما وعدتن ‪ ,‬اللِّهم هذه قريش قد أتت بيلِّها وخيلئها تصد عنم‬
‫دينك وتارب رسوُلك ‪,‬ث يقوُل عنم أصحابه ‪ :‬اللِّهم إن تلِّك هذه العصابة فلِّنم تعبَد ف الرض ‪.‬‬
‫واستجابة منم الرب سبَحانُه وتعال لستغاثة نُبَيه واستغاثة الصحابة أنُزل علِّيهم نُصره ‪ ,‬أنُزل اللئكحة‬
‫فهزموُا عدوهم ‪ ,‬هزمت قريش وولوُا الدبر ‪ ,‬قتل منم الشركي سبَعوُن وأسر سبَعوُن وجع منم القتلِّىَ أربعة‬
‫وعشرون منم صناديد الشركي فألقي بم ف قلِّيب منم قلِّبَان بدر ‪ ,‬منهم أبوُ جهل وعتبَة بنم ربيعة‬
‫وشيبَة بنم ربيعة والوُليد بنم عتبَة وغيهم منم رؤوس الكحفر وصناديد الشركي ‪.‬‬
‫وبعد ثلث ليال أقامها النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ببَدر ‪ ,‬انُصرف رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم وعند‬
‫انُصرافه وقف علِّي القلِّيب ونُادىً أولئمك الصناديد بأسائهم وأساء آْبائهم ‪ ,‬يا فلن بنم فلن ويا فلن‬
‫بنم فلن لقد وجدنُا ما وعدنُا ربنا حقا فهل وجدت ما وعد ربكحم حقا ‪.‬‬
‫فقال له عمحر الفاروق ‪ :‬أتنادي أجساداد قد بلِّيت يا رسوُل ال ‪ .‬فقال ‪ :‬وال ما أنُتم بأسع لكحلمي‬
‫منهم ‪,‬ذلك أن ال عز وجل أسعهم نُداء نُبَيه ف تلِّك اللِّحظة)‪.[1](1‬‬

‫‪553‬‬
‫وف هذينم الفريقي فريق اليإان رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم وأصحابه وفريق الكحفر والشرك قريش‬
‫وصناديدها أنُزل ال تبَارك وتعال قوُله‪ :‬هذان خصمحان اختصمحوُا ف ربم فالذينم كفروا قطعت لم‬
‫ثياب منم نُار يصب منم فوُق رؤوسهم المحيم ]الجه‪.[19:‬‬
‫اللِّهم إنُا نُسألك حبَك وحب منم يبَك وحب رسوُلك وحب منم يب رسوُلك وحب عمحل يقربنا‬
‫إليك‪.‬‬
‫بارك ال ل ولكحم ف القرآْن العظيم ونُفعن وإياكم با فيه منم اليات والذكر الكحيم أقوُل هذا وأستغفر‬
‫ال ل ولكحم فاستغفروه إنُه هوُ الغفوُر الرحيم‪.‬‬

‫‪-------------------------‬‬
‫الطبَة الثانُية‬
‫المحد ل رب العلِّمحي والعاقبَة للِّمحتقي وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له وأشهد أن ممحدا‬
‫عبَده ورسوُله اللِّهم صل وسلِّم وبارك علِّيه وعلِّىَ آْله وأصحابه أجعي ‪.‬‬
‫أما بعد فمحا أكثر الدروس وما أعظمحها ف هذه الغزوة النبَوُية الكحبىً غزوة بدر الكحبىً ‪:‬‬
‫أول ‪ :‬هذه الغزوة وقعت ف شهر رمضان‪ ,‬هذا الشهر الكحري شهر العمحل وشهر الصب والهاد ف سبَيل‬
‫ال ‪ ,‬تتضاعف فيه هة الؤمنم ويقرب منم ربه الكحري الرحيم وتفتح فيه أبوُاب النان فهوُ أثنم وأنُفس‬
‫فرصة للِّمحؤمنم لكحي يضاعف فيها نُشاطه وعمحلِّه ف سبَيل ال عز وجل وأكثر العارك السلمية الكحبىً‬
‫ف تاريخ السلِّمحي وقعت ف هذا الشهر الكحري‪.‬‬
‫ثانُيا ‪ :‬هذه الغزوة تبَي بلء ما يعرفه كل مؤمنم أن النصر كلِّه بيد ال يؤتيه منم يشاء ‪ ,‬فالصحابة‬
‫رضوُان ال علِّيهم لا خرجوُا مع النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ل يكحوُنُوُا يريدون الرب وما ظنوُا أن سيكحوُن‬
‫قتال ولذلك ل يتهيؤوا للِّحرب والقتال ول يعدوا ما يكحفي منم العدة ومع ذلك أظفرهم ال ونُصرهم‬
‫علِّىَ عدوهم لا صدقوُا ما عاهدوا ال علِّيه وامتثلِّوُا أمر رسوُله صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪ ,‬فبَبكة إيإانم‬
‫وبصدقهم مع ال وطاعتهم لرسوُله نُصرهم ال وأظفرهم وأظهرهم علِّىَ عدوهم ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬حينمحا تكحوُن العركة بي اليإان والكحفر فإن النتائجه ل تقاس بالقاييس البَشرية الت تبَن عادة علِّي‬
‫السبَاب الادية وحدها ‪ ,‬فإن ال عز وجل يؤيد جند اليإان ‪ ,‬يؤيد الؤمني علِّىَ الكحافرينم وإن كان‬
‫اليزان الادي بينهم وبي عدوهم ليس متكحافئما فإن ال سبَحانُه وتعال الرحيم بعبَاده الؤمني يعوُض ما‬
‫عساه نُقص منم استعداداتم با شاء منم جنوُده وما يعلِّم جنوُد ربك إل هوُ ‪.‬‬
‫فالصحابة رضوُان ال علِّيهم ف بدر كان عدوهم أكثر منهم عددا وأقوُىً عدة ‪ ,‬كان جيش الشركي‬
‫ثلثة أضعاف جيش الؤمني ولكحنهم لا لأوا إل ربم واستغاثوُا به نُصرهم ال عز وجل علِّي عدوهم‬
‫رغم هذا الفارق الادي الكحبَي ف العدد والعدة ‪.‬‬

‫‪554‬‬
‫رابعا ‪ :‬ل يكحنم سيدنُا رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يتوُان عنم مشاورة أصحابه ف جلئل الموُر‬
‫وخاصة ف الوُاقف الطية كغزوة بدر وغزوة أحد وغزوة الندق كان النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يأخذ‬
‫ببَدأ الشاورة امتثال لمر ربه عز وجل ولذلك كانُت بركات هذا البَدأ تنزل علِّيه وعلِّىَ أصحابه ناحا‬
‫وفلحا وفوُزأا ف الموُر ونُصرا وظفرا ف العارك ‪.‬‬
‫خامسا ‪ :‬المر كلِّه ل اللِّك ملِّكحه واللِّق عبَيده ‪ ,‬فاللِّق مفتقرون كلِّهم إل الالق وهذه هي حقيقة‬
‫ر‬
‫العبَوُدية وهي حقيقة عرفها الؤمنم وامتثل لا وعانُدها الكحافر وترد علِّيها وهذا هوُ سيدنُا رسوُل ال‬
‫صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ف هذا الوُقف العظيم يعلِّمحنا هذا الدرس اللِّيل مهمحا كانُت الحوُال فان إظهار‬
‫الفتقار إل الرب عز وجل والتضرع بي يديه والتذلل له سبَحانُه وإظهار الضعف بي يديه والاجة إليه‬
‫والستغاثة به ‪ ,‬هذه كلِّها أموُر مطلِّوُبة منم الؤمنم مهمحا كانُت الحوُال فالنب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم مع‬
‫يقينه بالنصر حت إنُه حدد الوُاضع الت سيقتل فيها زأعمحاء الشركي ومع ذلك يقف بي يدي ربه يدعوُ‬
‫ويلِّح ف الدعاء والتضرع والستغاثة وببكة هذه الستغاثة منم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم وببكة استغاثة‬
‫الصحابة الكحرام استجاب لم الرب فنصرهم وأيدهم علِّىَ الرغم منم ذلتهم والقصوُد بالذلة ضعف القوُة‬
‫وقلِّة العدد‪ ,‬يقوُل تعال‪ :‬إذ تستغيثوُن ربكحم فاستجاب لكحم أن مدكم بألف منم اللئكحة مردفي‬
‫]النُفال‪.[9:‬‬
‫أما بعد فإن خي الكحلم كلم ال وخي الدي هديه صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم وشر الموُر مدثاتا وكل‬
‫مدثة بدعة وكل بدعة ضللة وكل ضللة ف النار ‪.‬‬
‫وعلِّيكحم أيها السلِّمحوُن بالمحاعة فإن يد ال علِّىَ المحاعة ومنم شذ شذ ف النار واعلِّمحوُا أن المحاعة هي‬
‫التمحسك بالكحتاب والسنة وبنهجه الصحابة الكحرام رضوُان ال علِّيهم أجعي‪.‬‬
‫يا بنم آْدم أحبَب ما شئمت فإنُك مفارقه واعمحل ما شئمت فإنُك ملقيه وكنم كمحا شئمت فكحمحا تدينم تدان‬
‫ث صلِّوُا علِّىَ خات النبَيي وإمام الرسلِّي فقد أمركم ال بذلك ف كتابه البَي فقال عز منم قائل إن ال‬
‫وملئكحته يصلِّوُن علِّىَ النب يا أيها الذينم آْمنوُا صلِّوُا علِّيه وسلِّمحوُا تسلِّيمحا ]الحزاب‪ .[56:‬وقال صلِّىَ‬
‫ال علِّيه وسلِّم‪ )) :‬منم صلِّىَ علِّي واحدة صلِّىَ ال با علِّيه عشرا (()‪ [1](2‬اللِّهم صل وبارك علِّىَ‬
‫ممحد وعلِّىَ آْل ممحد كمحا صلِّيت وباركت علِّىَ إبراهيم وعلِّىَ آْل إبراهيم إنُك حيد ميد وارض اللِّهم‬
‫عنم الربعة اللِّفاء الئمحة النفاء أب بكحر الصديق وعمحر الفاروق و ذي النوُرينم عثمحان وأب السبَطي‬
‫علِّي وعنم آْل بيت نُبَيك الطيبَي الطاهرينم وعنم أزأواجه أمهات الؤمني وعنم الصحابة أجعي وعنم‬
‫التابعي ومنم تبَعهم بإحسان إل يوُم الدينم وعنا معهم بنك وكرمك وعفوُك وإحسانُك يا أرحم الراحي‬
‫‪.‬‬
‫__________‬

‫‪555‬‬
‫)‪ (1‬صحيح البَخماري )‪ ، (4026 ،3976 ،1370‬صحيح مسلِّم )‪ (2875 ،2873‬عنم أنُس بنم‬
‫مالك رضي ال عنه‪.‬‬
‫)‪ (2‬صحيح مسلِّم )‪ (408‬عنم أب هريرة رضي ال عنه‪.‬‬
‫ــــــــ‬
‫استقبالا رمضان‬
‫عبَد المحيد بنم جعفر داغستان‬
‫مكحة الكحرمة‬
‫‪22/8/1406‬‬
‫ابنم حسنم‬
‫مامد و أدعيةطبَاعة الطبَة بدون مامد وأدعية‬
‫‪-------------------------‬‬
‫ملِّخمص الطبَة‬
‫‪ -1‬رمضان ضيف حلل فينبَغي أن نُكحرمه‪ -2 .‬الستعداد لستقبَال شهر رمضان‪ -3 .‬الث علِّىَ تعلِّم‬
‫الحكحام الاصة بالصيام‪ -4 .‬العزم علِّىَ ترك الصال الذميمحة ف رمضان‪ -5 .‬حكحم صيام أواخر‬
‫شعبَان‪.‬‬
‫‪-------------------------‬‬
‫الطبَة الول‬
‫أما بعد‪ :‬معشر السلِّمحي‪:‬‬
‫فإن لكحل غائب طالت غيبَته نُوُع استقبَال‪ ،‬ولكحل حبَيب أوشكحت رجعته اهتمحاماد يتناسب مع مكحانُته ‪،‬‬
‫ويتوُافق مع منزلته ف نُفس منم يستقبَل ذلك العزيز البَيب الغائب‪ .‬فإذا جفوُت حبَيبَك الغائب جفاك‬
‫وأخفىَ عنك هداياه وعطاياه‪ ،‬وادخرها ليعطيها لغيك منم يسنم استقبَاله ويعد العدة للِّحفاوة به‬
‫وإكرامه‪.‬‬
‫وإن أعظم مسافر أوشك أن ينزل ديارنُا ‪ ،‬ويط رحاله ف أوطانُنا شهر رمضان العظيم ‪ ،‬سيد شهوُر‬
‫السنة‪ ،‬هذا الشهر الكحري الذي يأت حامل معه النفحات الربانُية‪ ،‬والعطاءات اللية‪ ،‬فتنبَه الغافل وتذكر‬
‫الناسي وتدد هة الذاكر وتمحع شتات الناس وتمحع منم تفرق منم أهل الي الوُاحد خلِّف إمام يقرأ لم‬
‫آْيات ربم ياطبَهم با‪ :‬قل يا عبَادي الذينم أسرفوُا علِّىَ أنُفسهم ل تقنطوُا منم رحة ال إن ال يغفر‬
‫الذنُوُب جيعاد إنُه هوُ الغفوُر الرحيم ]الزمر‪ .[53:‬فتذرف دموُع السرة علِّىَ التفريط ودموُع الل علِّىَ‬

‫‪556‬‬
‫ما مضىَ منم العمحر ف معصية ال‪ ،‬ث يقرأ إمامهم قوُل ال‪ :‬إن الذينم آْمنوُا وعمحلِّوُا الصالات سيجعل‬
‫لم الرحنم وداد فإنا يسرنُاه بلِّسانُك لتبَشر به التقي وتنذر به قوُماد لداد ]مري‪.[97-96:‬‬
‫ليتذكر أهل الي الديث الذي رواه المام أحد عنم ثوُبان رضي ال عنه عنم النب ‪ )) :‬إن العبَد‬
‫ليلِّتمحس مرضاة ال‪ ،‬ول يزال كذلك فيقوُل ال عز وجل لبيل‪ :‬إن فلنُاد عبَدي يلِّتمحس أن يرضين‪ ،‬أل‬
‫وإن رحت علِّيه فيقوُل جبيل‪ :‬رحة ال علِّىَ فلن ويقوُلا حلِّة العرش ويقوُلا منم حوُلم حت يقوُلا أهل‬
‫السمحاوات السبَع ث تبَط له إل الرض (()‪.(1‬‬
‫ث يسبَح الصلِّوُن ف أناء السمحاوات وجنبَات الرض وبي اليات الكحوُنُية العظيمحة وهم واقفوُن ل تبح‬
‫أقدامهم مكحانم وذلك عندما يتلِّوُ إمامهم قوُل ال‪ :‬إن ف خلِّق السمحوُات والرض واختلف اللِّيل‬
‫والنهار ليات لول اللبَاب الذينم يذكرون ال قياماد وقعوُداد وعلِّىَ جنوُبم ويتفكحرون ف خلِّق السمحوُات‬
‫والرض ربنا ما خلِّقت هذا باطلد سبَحانُك فقنا عذاب النار ]آْل عمحران‪.[91-90:‬‬
‫وهكحذا كلِّمحا مر إمامهم بآية قام ف نُفوُسهم منم الفيوُضات الربانُية‪ ،‬والحاسيس اليإانُية‪ ،‬ما يناسب‬
‫تلِّك الية الرحانُية‪.‬‬
‫معشر السلِّمحي‪ :‬سؤال أراه يفرض نُفسه أمامنا أجعي يقوُل هذا السؤال‪ :‬كيف نُعد العدة لستقبَال‬
‫هذا البَيب الذي أوشك أن يصل منم غيبَته ؟ وكيف نتم باستقبَال هذا الشهر الكحري شهر رمضان؟‬
‫فأقوُل وبال التوُفيق‪ :‬إن الفرد منا يب أن يوُطنم نُفسه وأهلِّه علِّىَ تلوة القرآْن ف شهر رمضان ‪،‬‬
‫ومراجعة ما حفظه منه ‪ ،‬ث النية الكيدة والعزم الصادق علِّىَ اللتزام بصلة التوايح بقدر المكحان ‪.‬‬
‫ثانُيا‪ :‬تعلِّم أحكحام الصيام الفقهية وسننه وآْدابه إن كان جاهل با ‪ ،‬أو مراجعتها وتذكرها إن كان عالا‬
‫با ‪ ،‬وملزأمة حلِّق العلِّم الت تقام ف شهر رمضان منم أجل هذا الغرض‪.‬‬
‫ثالثدا‪ :‬العزم علِّىَ التوُبة ف هذا الشهر الفضيل‪ ،‬فأبوُاب رحة ال وأبوُاب التوُبة ل تزال مفتوُحة ‪.‬‬
‫رابعدا‪ :‬العزم علِّىَ ترك العادات الرذيلِّة والصال القبَيحة كالسبَاب والشتم والغيبَة والنمحيمحة وغي ذلك منم‬
‫الصال السيئمة الخرىً وإن ف شهر رمضان لعظم فرصة علِّىَ ترك قبَيحة جالبَة للمراض أل وهي‬
‫عادة التدخي ‪.‬‬
‫ومنم الناس منم يتقدم صيام شهر رمضان بصوُم يوُم أو يوُمي منم آْخر شعبَان وهوُ يفعل ذلك عنم‬
‫حسنم نُية‪ ،‬ولكحنم هذا مرم ومالف لسنة الصطفىَ إذ يقوُل ف الديث التفق علِّيه‪ )) :‬ل يتقدمنم‬
‫أحدكم رمضان بصوُم يوُم أو يوُمي إل أن يكحوُن رجل كان يصوُم صوُمه فلِّيصم ذلك اليوُم (()‪.(2‬‬
‫وروىً التمذي وأبوُ داود عنم عمحار بنم ياسر قال‪ )) :‬منم صام اليوُم الذي يشك فيه الناس فقد عصىَ‬
‫أبا القاسم (()‪ .(3‬ويكحره الصوُم بعد منتصف شعبَان لا رواه التمذي عنم أب هريرة‪ )) :‬إذا بقي نُصف‬
‫منم شعبَان فل تصوُموُا (()‪.(4‬‬

‫‪557‬‬
‫‪-------------------------‬‬
‫الطبَة الثانُية‬
‫ل ترد‪.‬‬
‫__________‬
‫)‪ (1‬السند ‪. 279 /5‬‬
‫)‪ (2‬أخرجه البَخماري ف صحيحه ‪ :‬كتاب الصوُم باب ل يتقدمنم رمضان بصوُم يوُم أو يوُمي ‪2/230‬‬
‫‪.‬‬
‫)‪ (3‬سننم التمذي‪ :‬كتاب الصوُم باب ما جاء ف كراهية صوُم يوُم الشك ‪.3/70‬‬
‫)‪ (4‬سننم التمذي‪ :‬كتاب الصوُم باب ما جاء ف كراهية الصوُم ف النصف الثان منم شعبَان لال‬
‫رمضان ‪.3/115‬‬
‫ـــــــــ‬
‫فضائل شهر رمضان‬
‫عبَد المحيد بنم جعفر داغستان‬
‫مكحة الكحرمة‬
‫‪27/8/1405‬‬
‫ابنم حسنم‬
‫مامد و أدعيةطبَاعة الطبَة بدون مامد وأدعية‬
‫‪-------------------------‬‬
‫ملِّخمص الطبَة‬
‫‪ -1‬خطبَة رسوُل ال ف استقبَال رمضان‪ -2 .‬الصيام عبَادة اختص ال نُفسه بضاعفة أجرها‪-3 .‬‬
‫رمضان شهر الصب‪ -4 .‬رمضان شهر النُفاق ف سبَيل ال‪ -5 .‬النهي عنم صيام يوُم الشك‪ -6 .‬مت‬
‫يبَاح الفطر ف رمضان‪.‬‬
‫‪-------------------------‬‬
‫الطبَة الول‬
‫أما بعد ‪ :‬أيها السلِّمحوُن اتقوُا ال وأطيعوُه واستبَشروا خياد فقد أظلِّكحم شهر رمضان الذي أنُزل فيه‬
‫القرآْن هدىً للِّناس وبينات منم الدىً والفرقان‪ ،‬ففيه تفتح أبوُاب الرحة‪ ،‬وتغلِّق أبوُاب الحيم وتغل فيه‬
‫الشياطي ومردة النم‪ ،‬وف هذا الشهر الكحري تضاعف السنات‪ ،‬وتقال العثرات‪ ،‬وتاب الدعوُات‪،‬‬
‫وهوُ شهر الصب والوُاساة والصدقات‪ ،‬فقد سئمل رسوُل ال ‪ )) :‬أي الصدقة أفضل‪ ،‬فقال‪ :‬صدقة ف‬
‫رمضان (()‪ ،(1‬وعنم سلِّمحان الفارسي رضي ال عنه قال‪ )) :‬خطبَنا رسوُل ال ف آْخر يوُم منم شعبَان‬

‫‪558‬‬
‫فقال ‪ :‬يا أيها الناس قد أظلِّكحم شهر عظيم شهر مبَارك ‪ ،‬شهر فيه ليلِّة خي منم ألف شهر‪ ،‬جعل ال‬
‫صيامه فرضا وقيام ليلِّه تطوُعا‪ ،‬منم تقرب فيه بصلِّة منم الي كان كمحنم أدىً فريضة فيمحا سوُاه‪ ،‬ومنم‬
‫أدىً فريضة فيه كان كمحنم أدىً سبَعي فريضة فيمحا سوُاه‪ ،‬وهوُ شهر الصب‪ ،‬والصب ثوُابه النة‪ ،‬وشهر‬
‫الوُاساة وشهر يزاد ف رزأق الؤمنم‪ ،‬منم فطر فيه صائمحا كان له مغفرة لذنُوُبه وعتق رقبَته منم النار‪ ،‬وكان‬
‫له مثل أجره منم غي أن ينقص منم أجره شيء قلِّنا ‪ :‬يا رسوُل ال ليس كلِّنا يد ما يفطر الصائم ((‪،‬‬
‫فقال رسوُل ال ‪ )) :‬يعطي ال هذا الثوُاب منم فطر صائمحا علِّىَ مزقة لب أو ترة أو شربة منم ماء‪ ،‬ومنم‬
‫أشبَع صائمحا سقاه ال منم حوُضي شربة ل يظمحأ حت يدخل النة‪ .‬وهوُ شهر أوله رحة وأوسطه مغفرة‬
‫وآْخره عتق منم النار (()‪ (2‬فانُظروا رحكحم ال إل هذه الطبَة النبَوُية البَلِّيغة‪ ،‬بشر فيها النب أصحابه‬
‫بشهر رمضان وأخبهم بفضلِّه ومضاعفة العمحال الصالة فيه وأنُه شهر عظيم مبَارك وقال ‪ )) :‬ما مر‬
‫بالسلِّمحي شهر قط خي لم منه‪ ،‬ول مر بالنافقي شهر قط أشر لم منه (()‪.(3‬‬
‫وعنم أب هريرة رضي ال عنه عنم النب قال‪ )) :‬كل عمحل ابنم آْدم له ‪ ،‬السنة بعشر أمثالا إل سبَعمحائة‬
‫ضعف قال ال عز وجل‪ :‬إل الصيام فإنُه ل وأنُا أجزي به‪ ،‬إنُه يدع شهوُته وطعامه وشرابه منم أجلِّي‪،‬‬
‫وللِّصائم فرحتان‪ :‬فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه‪ ،‬وللِّوُف فم الصائم أطيب عند ال منم ريح‬
‫السك (()‪.(4‬‬
‫وساه شهر الصب لا فيه منم صب علِّىَ الصيام وصب علِّىَ أل الوُع والعطش وضعف النفس ‪ ،‬وعنم ابنم‬
‫عمحر مرفوُعا‪ )) :‬الصيام ل يعلِّم ثوُابه إل ال عز وجل (()‪.(5‬‬
‫ول يفىَ أن مضاعفة ثوُاب العمحال الصالة تكحوُن بأسبَاب منها شرف الكحان كمحكحة الكحرمة والدينة‬
‫النوُرة‪ ،‬كمحا ثبَت ف الصحيح أن النب قال‪ )) :‬صلة ف مسجدي هذا خي منم ألف صلة فيها سوُاه‬
‫إل السجد الرام ((‪ ،‬وف رواية أنُه قال‪ )) :‬أفضل (( )‪. (6‬‬
‫ومنم خصائص هذا الشهر البَارك مضاعفة ثوُاب العمحال الصالة فيه إل سبَعمحائة ضعف وفوُق ذلك‬
‫لنم حسنت نُيته وأخلِّص أعمحاله ل وبذل اليسوُر منم الصدقات وكانُت منم كسب طيب ول يقبَل ال‬
‫إل طيبَا‪ )) :‬فإن ال يتقبَلِّها بيمحينه ث يربيها لصاحبَها كمحا يرب أحدكم فلِّوُه حت تكحوُن مثل البَل (()‬
‫‪(7‬متفق علِّيه‪.‬‬
‫وعنم أنُس رضي ال عنه مرفوُعا‪)) :‬إن الصدقة لتطفئ غضب الرب وتدفع عنه ميتة السوُء(( )‪،(8‬‬
‫وورد‪ )) :‬إن ظل الؤمنم يوُم القيامة صدقته (()‪(9‬وصدقة السر أفضل لقوُله تعال‪ :‬إن تبَدوا الصدقات‬
‫فنعمحا هي وإن تفوُها وتؤتوُها الفقراء فهوُ خي لكحم ويكحفر عنكحم منم سيئماتكحم وال با تعلِّمحوُن خبَي‬
‫]البَقرة‪.[271:‬‬
‫بارك ال ل ولكحم ف القرآْن العظيم ونُفعنا باليات والذكر الكحيم ‪.‬‬

‫‪559‬‬
‫أقوُل قوُل هذا وأستغفر ال العظيم ل ولكحم ولكحافة السلِّمحي منم كل ذنُب فاستغفروه إنُه هوُ الغفوُر‬
‫الرحيم ‪.‬‬

‫‪-------------------------‬‬
‫الطبَة الثانُية‬
‫المحد ل الوُاد الكحري‪ ،‬وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له له فرائض الدينم ‪ ،‬اللِّهم صل علِّيه‬
‫وسلِّم تسلِّيمحا كثيا وبعد ‪:‬‬
‫عنم أب هريرة رضي ال عنه عنم النب قال‪)) :‬ل يتقدمنم أحدكم رمضان بصوُم يوُم أو يوُمي‪ ،‬إل أن‬
‫يكحوُن رجل كان يصوُم صوُما‪ ،‬فلِّيصم ذلك اليوُم(()‪ (10‬متفق علِّيه‪.‬‬
‫وعنم أب هريرة رضي ال عنه قال رسوُل ال ‪)) :‬إذا بقي نُصف منم شعبَان فل تصوُموُا(()‪ (11‬رواه‬
‫التمذي وقال‪ :‬حديث حسنم صحيح ‪.‬‬
‫وعنم أب اليقظان عمحار بنم ياسر رضي ال عنهمحا قال‪)) :‬منم صام اليوُم الذي يشك فيه الناس فقد‬
‫عصىَ أبا القاسم (()‪(3‬رواه أبوُ داود والتمذي وقال‪ :‬حديث صحيح ‪.‬‬
‫وف صحيح مسلِّم عنم أب هريرة أيضا أن النب قال‪)) :‬الصلِّوُات المحس والمحعة إل المحعة ورمضان‬
‫إل رمضان مكحفرات لا بينهنم إذا اجتنبَت الكحبَائر(()‪ (12‬ويبَاح الفطر ف رمضان لربعة أصناف ‪:‬‬
‫أحدها‪ :‬الريض الذي يتضرر به والسافر الذي له القصر‪ ،‬فالفطر لمحا أفضل وعلِّيها القضاء‪ ،‬وإذا صاما‬
‫أجزأها ‪.‬‬
‫الثان‪ :‬الائض والنفساء تفطران وتقضيان وإن صامتا‪ ،‬والامل والرضع إن خافتا علِّىَ ولديهمحا أفطرتا‬
‫وقضتا وأطعمحتا عنم كل يوُم مسكحينا‪.‬‬
‫وعلِّىَ سائر منم أفطر القضاء ل غي‪ ،‬إل منم أفطر بمحاع ف الفرج فإنُه يقضي ويعتق رقبَة‪ ،‬فإن ل يد‬
‫فصيام شهرينم متتابعي فإن ل يستطع فإطعام ستي مسكحينا‪ ،‬فإن ل يد سقطت عنه‪ ،‬فإن جامع ول‬
‫يكحفر حت جامع ثانُية فكحفارة واحدة‪ ،‬وإن كفر ث جامع فكحفارة ثانُية )‪(13‬‬
‫عنم أب سعيد الدري رضي ال عنه قال ‪ :‬قال رسوُل ال ‪)) :‬منم صام يوُماد ف سبَيل ال باعد ال‬
‫وجهه عنم النار سبَعي خريفدا(()‪ (14‬متفق علِّيه‪.‬‬

‫__________‬
‫)‪ (1‬أخرجه التمذي ف سننه ‪ :‬كتاب الزكاة باب ما جاء ف فضل الصدقة ‪. 3/52‬‬
‫)‪ (2‬أخرجه البَيهقي ف شعب اليإان ‪. 7/216‬‬
‫)‪ (3‬أخرجه أحد ف السند ‪. 2/524‬‬

‫‪560‬‬
‫)‪ (4‬أخرجه أحد ف صحيحه ‪ :‬كتاب الصيام باب فضل الصيام ‪. 8/31‬‬
‫)‪ (5‬وأخرج البَيهقي عنم زأيد مرفوُعا بلِّفظ ) ‪ ..‬والعمحل الذي ل يعلِّم ثوُاب عاملِّه إل ال الصيام (‬
‫الامع لشعب اليإان ‪. 7/197‬‬
‫)‪ (6‬صحيح البَخماري ‪ :‬باب فضل الصلة ف مسجد مكحة والدينة ‪. 2/57‬‬
‫)‪ (7‬صحيح البَخماري كتاب الزكاة باب الصدقة منم كسب طيب ‪. 2/113‬‬
‫)‪ (8‬أخرجه التمذي ف سننه ‪ :‬كتاب الزكاة باب ما جاء ف فضل الصدقة ‪. 3/52‬‬
‫)‪ (9‬أخرجه أحد ف مسنده ‪. 4/233‬‬
‫)‪ (10‬صحيح البَخماري ‪ :‬كتاب الصوُم باب ل يتقدمنم رمضان بصوُم يوُم أو يوُمي ‪. 2/230‬‬
‫وصحيح مسلِّم كتاب الصوُم باب النهي عنم تقدي رمضان بصوُم يوُم أو يوُمي ‪. 7/194‬‬
‫)‪ (11‬سننم التمذي‪ :‬كتاب الصوُم باب ما جاء ف كراهية الصوُم ف النصف الثان منم شعبَان لال‬
‫رمضان ‪ ، 3/115‬وسننم أب داود ‪ :‬كتاب الصوُم باب ف كراهية ذلك ‪. 2/301‬‬
‫)‪ (12‬صحيح مسلِّم ‪ :‬كتاب الطهارة باب فضل الوُضوُء والصلة عقبَه ‪. 3/119‬‬
‫)‪ (13‬نُقل منم كتاب )العدة ف شرح العمحدة ( ‪.‬‬
‫)‪ (14‬صحيح البَخماري ‪ :‬كتاب الهاد باب فضل الصيام ف سبَيل ال ‪ 3/123‬وصحيح مسلِّم ‪:‬‬
‫كتاب الصوُم باب فضل الصيام ف سبَيل ال ‪. 8/33‬‬
‫ـــــــ‬
‫رمضان وأحكام الصيام‬
‫إساعيل الطيب‬
‫تطوُان‬
‫‪3/9/1418‬‬
‫السنم الثان‬
‫مامد و أدعيةطبَاعة الطبَة بدون مامد وأدعية‬
‫‪-------------------------‬‬
‫ملِّخمص الطبَة‬
‫‪ -1‬فضل شهر رمضان وذكر الذينم يربَاح لم الفطر فيه ‪ -2‬مت يؤمرالصب بالصوُم وشأن الائض وما‬
‫يتعللِّق با منم أحكحم الصيام ‪ -3‬الخمالفات الت تقع ف رمضان‬
‫‪-------------------------‬‬
‫الطبَة الول‬
‫أما بعد‪:‬‬

‫‪561‬‬
‫بلِّوُغ شهر رمضان وصيامه نُعمحة عظيمحة‪ ،‬ولقد كان سلِّفنا الصال يدعوُن ال تعال ستة أشهر أن‬
‫يبَلِّغهم رمضان‪ ،‬ث يدعوُنُه ستة أشهر أن يتقبَلِّه منهم‪ ،‬وكان منم دعائهم إذا دخل شهر رجب ‪ :‬اللِّهم‬
‫بارك لنا ف رجب وشعبَان وبلِّغنا رمضان‪ ،‬وكان منم دعائهم ‪ :‬اللِّهم سلِّمحن إل رمضان‪ ،‬وسلِّم ل‬
‫رمضان‪ ،‬وتسلِّمحه من متقبَل‪ ،‬وكان النب يبَشر أصحابه بقدوم رمضان‪ ،‬وكيف ل‪ ،‬وهوُ شهر يفتح ال‬
‫فيه أبوُاب النان‪ ،‬وتغلِّق فيه أبوُاب النيان‪ ،‬شهر فرض ال صيامه كمحا فرضه علِّىَ المم السابقة‪ ،‬ومنم‬
‫رحة ال تعال ولطفه وتيسيه أن سهل الصوُم علِّىَ أمة نُبَينا ممحد علِّيه الصلة والسلم بعدة أشياء‪،‬‬
‫منها‪:‬‬
‫أن الصوُم إنا يكحوُن ف نار رمضان‪ ،‬قال تعال‪ :‬وكلِّوُا واشربوُا حت يتبَي لكحم اليط البيض منم اليط‬
‫السوُد منم الفجر ث أتوُا الصيام إل اللِّيل وجاءت السنة تدعوُا إل تعجيل الفطار وتأخي السحوُر‪،‬‬
‫وثبَت أن أصحاب رسوُل ال كانُوُا أسرع الناس إفطارا وأبطأهم سحوُرا‪.‬‬
‫وف أحكحام الصيام يتجلِّىَ اليسر والتخمفيف فالفطار يبَاح لسبَعة‪ :‬للِّمحسافر‪ ،‬والريض‪ ،‬والامل والرضع‪،‬‬
‫والرم‪ ،‬ومنم أرهقه الوُع والعطش‪ ،‬والكحره‪.‬‬
‫فالرأة الامل إن خافت علِّىَ نُفسها أو علِّىَ ولدها أفطرت‪ ،‬وقضت‪ ،‬وكذلك الرضع‪ ،‬أما الشيخ الكحبَي‬
‫والرأة العجوُزأ‪ ،‬والريض الذي ل يرجىَ شفاؤه‪ ،‬فهم يفطرون ويطعمحوُن مسكحينا بنحوُ صاع أو مد أو ما‬
‫تيسر إن كانُوُا قادرينم علِّىَ الطعام‪ ،‬وإل فال تعال كري جوُاد ل رب سوُاه‪.‬‬
‫ومنم اليسر والتخمفيف ف الصيام أن قطرة الدواء ف العي أو ف الذن ل تفطر وكذلك الطيب والكححل‪،‬‬
‫وأخذ الدم للِّتحلِّيل‪ ،‬والرعاف والقنة‪ ،‬والشرجية )القوُالب( والبر غي الغذية والغبَار‪ ،‬وذوق الطبَاخ‬
‫للِّطعام دون دخوُله إل جوُفه‪ ،‬ودواء الربوُ الذي يؤخذ بطريق الستنشاق‪ ،‬وتنظيف السنان بعجوُنا‬
‫جائز طيلِّة النهار‪.‬‬
‫ومنم أحكحام الصيام الت يب معرفتها‪ :‬مت يؤمر الصب بالصيام‪ ،‬إن الصبَيان أمانُة ف أعناق مربيهم‬
‫))كلِّكحم راع وكلِّكحم مسؤول عنم رعيته((‪ ،‬لذلك كان علِّىَ الرب أن يكحلِّف الطفل ما يطيق وأن يزرع ف‬
‫نُفسه الشعوُر بسؤولياته تاه ربه ودينه وقد أرشدنُا الرسوُل علِّيه الصلة والسلم إل أمر الطفل بالصلة‬
‫وهوُ ف سنم السابعة تدريبَا له علِّىَ تمحل مسؤوليات العبَادة‪ ،‬وقد ذكر العلِّمحاء أن الطفل إذا بلِّغ عشر‬
‫سني وأطاق الصيام‪ ،‬أي كانُت حالته الصحية تسمحح له بالصوُم‪ ،‬أخذ به‪ ،‬واستدلوُا بأن النب أمر‬
‫بالضرب عندها علِّىَ الصلة‪ ،‬واعتبَار الصوُم بالصلة أحسنم لقرب إحداها منم الخرىً‪ ،‬ولقد كان‬
‫الصحابة يصلوُموُن أطفالم فإن بكحوُا منم العطش أو الوُع شغلِّوُهم بلِّعب يتلِّهوُن با‪ ،‬وذلك لتنغرس‬
‫العبَادة ف قلِّوُبم ويتعوُدوا علِّيها‪.‬‬
‫ومنم أحكحام النساء ف الصيام أن الرأة إذا انُقطع عنها دم اليض باللِّيل وجب علِّيها أن تنوُي الصيام‬
‫ولوُ ل تغتسل إل بعد الفجر‪ ،‬وكذلك النفساء مت انُقطع عنها دم النفاس لعشرة أيام أو أكثر أو أقل‬

‫‪562‬‬
‫تبَادر إل الغتسال وتصلِّي وتصوُم‪ ،‬فإذا اغتسلِّت الائض والنفساء ث رأت شيئما منم الصفرة أو الكحدرة‬
‫فل تبَال به بل تصلِّي وتصوُم والامل إذا رأت شيئما منم الدم فإن ذلك الدم ليس بيض وإنا هوُ دم‬
‫فساد‪ ،‬فتصوُم وتصلِّي وتسأل ال تعال أن يفظها ويعافيها‪ ،‬ويعينها‪ ،‬ويهبَها ذرية صالة بنه وفضلِّه‬
‫وكرمه‪.‬‬
‫عبَاد ال‪ :‬أقسم النب أنُه ما مر بالسلِّمحي شهر خي لم منم رمضان‪ ،‬شهر أوله رحة وأوسطه مغفرة‬
‫وآْخره عتق منم النار‪ ،‬شهر تفتح فيه أبوُاب النان‪ ،‬وتغلِّق فيه أبوُاب النيان‪ ،‬وذلك بسبَب تنافس الناس‬
‫ف العبَادات والكثار منم الصلِّوُات‪ ،‬وبذل الصدقات والكثار منم تلوة كتاب ال والذكر والدعاء‪ ،‬إنُه‬
‫شهر القرآْن لذلك كان علِّىَ الؤمنم أن يتهد فيه ف تلوة القرآْن‪ ،‬وأن ينظر إليه باعتبَاره شهرا للِّجد‬
‫والجتهاد‪ ،‬وتطهي القلِّوُب منم الفساد‪.‬‬
‫إنُه شهر الصيام و))الصيام رجلنة(( كمحا قال نُبَينا علِّيه الصلة والسلم‪ ،‬أي وقاية وستة منم الجرام‬
‫والثام‪ ،‬منم السب واللِّعنم والغيبَة والنمحيمحة والكحذب‪ ،‬فالسلِّم إذا صام‪ ،‬صام سعه وبصره ولسانُه‪.‬‬
‫ولقد عمحل الشيطان علِّىَ إفساد ليل رمضان علِّىَ منم أطاعه وعصىَ الرحان‪ ،‬فدعاهم إل جعل ليلِّه‬
‫مناسبَة للِّسهر علِّىَ اللِّهوُ واللِّعب وزأينم لم تقدي السحوُر مالفة للِّسنة‪ ،‬وترك صلة الفجر ف وقتها‪،‬‬
‫وما ذلك إل منم عدم معرفتهم بلل هذا الشهر ومكحانُته وفضلِّه وأنُه شهر للِّعبَادة والطاعة يتمحن أهل‬
‫القبَوُر أن لوُ مد ال ف أعمحارهم ليمحل ساعاته با يرضي ال‪ ،‬وما يدون ثوُابه عند ال‪.‬‬
‫لقد عمحل طائفة منم الناس علِّىَ إفساد شهر رمضان عندما جعلِّوُا منه شهرا لختيار ما لذ وطاب منم‬
‫الطعام والشراب‪ ،‬وعندما حوُلوُا لياليه إل ليال للِّسهر ف اللِّهوُ واللِّعب‪ ،‬ث جاء عصر التلِّفازأ‬
‫والفضائيات فزادت الفساد فسادا بأشغال الناس بكحل ما يصدهم عنم ذكر ال‪.‬‬
‫رمضان شهر عبَادة‪ ،‬فاستقبَلِّوُه بالتوُبة واحرصوُا فيه علِّىَ الزيادة منم كل أعمحال الي‪ :‬منم تلوة القرآْن‬
‫وصلة النوُافل والذكر والصدقة وزأيارة القارب وصلِّة الرحم‪ ،‬لتنالوُا منم عفوُا ال ورحته‪.‬‬
‫يييييييي‬
‫انتصافا رمضان‬
‫عز الدينم عوُير‬
‫الزائر‬
‫‪11/9/1413‬‬
‫الرحة‬
‫مامد و أدعيةطبَاعة الطبَة بدون مامد وأدعية‬
‫‪-------------------------‬‬
‫ملِّخمص الطبَة‬

‫‪563‬‬
‫‪ -1‬إذا خسرنُا ف رمضان فمحت نُربح ؟ ‪ -2‬العبَد مسئموُل عنم عمحره وعلِّمحه وماله وجسمحه ‪ -3‬التحذير‬
‫منم تضييع الوُقت ف رمضان ‪ -4‬اغتنام الياة والصحة والفراغ والشبَاب والغن ‪ -5‬حال السلِّمحي‬
‫الزري ف رمضان ‪ -6‬نُعمحتا الصحة والفارغ ‪ -7‬حرصا السلِّف الصال علِّىَ اغتنام أوقاتم ‪ -8‬الث‬
‫علِّىَ صيام رمضان وقيامه وإخلصا النية ف ذلك‬
‫‪-------------------------‬‬
‫الطبَة الول‬
‫أما بعد‪ :‬فإن شهر رمضان قد اقتب أن ينتصف‪ ،‬فهل فينا منم قهر نُفسه وانُتصف؟ وهل فينا منم قام‬
‫فيه با عرف؟ وهل تشوُقت أنُفسنا لنيل الشرف؟ أيها السنم فيمحا مضىَ منه دم علِّىَ طاعتك‬
‫وإحسانُك‪ ،‬وأيها السيء وبخ نُفسك علِّىَ التفريط ولها‪ ،‬إذا خسرنُا ف هذا الشهر مت نُربح؟ وإذا ل‬
‫نُسافر فيه نوُ الفوُائد مت نُبح؟‬
‫كان قتادة رحه ال يقوُل‪ :‬كان يقال‪ :‬منم ل يغفر له ف رمضان فلِّنم يغفر له؛ لا ف هذا الشهر البَارك‬
‫منم أسبَاب الغفرة والرحة‪.‬‬
‫فلِّنستدرك باقي الشهر‪ ،‬فإنُه أشرف أوقات الدهر‪ ،‬هذه أيام يافظ علِّيها وتصان‪ ،‬هي كالتاج علِّىَ رأس‬
‫الزمان‪ ،‬ولنعلِّم أنُنا مسؤولوُن عمحا نُضيعه منم أوقات وأحيان‪ ،‬فعنم أب برزأة رضي ال عنه قال‪ :‬قال‬
‫رسوُل ال ‪)) :‬ل تزول قدما عبَد يوُم القيامة حت يسأل عنم أربع‪ ،‬عنم عمحره فيم أفناه؟ وعنم علِّمحه فيم‬
‫عمحل فيه؟ وعنم ماله منم أينم اكتسبَه وفيم أنُفقه؟ وعنم جسمحه فيم أبله(()‪.[1](1‬‬
‫نُعم إنُنا مسؤولوُن عنم هذه الوقات منم أعمحارنُا‪ ،‬ف أي مصلِّحة قضيناها؟ أف طاعة ال وذكره‪ ،‬وتلوة‬
‫كتابه وتعلِّم دينه‪ ،‬أم قضيناها ف القاهي وأمام التلِّفزيوُن وف لعب الكحرة أو ف غي ذلك ما ل يعوُد‬
‫علِّينا بكحبَي فائدة‪ ،‬بل قد يبَاعدنُا عنم ال تعال وعنم مرضاته‪ ،‬ويقربنا ما يسخمطه والعياذ بال تعال؟‬
‫فالعجب لنا‪ ،‬نُعرف ما ف هذا الشهر منم اليات والبكات‪ ،‬ث ل تطمحئمنم أنُفسنا إل بتضييع أوقاتنا فيمحا‬
‫ل يزيدنُا إل بعداد عنم ال تبَارك وتعال‪ ،‬وكأن صحفنا قد ملِّئمت بالسنات‪ ،‬وضمحنا دخوُل النات‪ ،‬إل‬
‫مت نُرضىَ بالنزول ف منازأل الوُان؟ هل مضىَ منم أيامنا يوُم صال سلِّمحنا فيه منم الرائم والقبَائح؟ تال‬
‫لقد سبَق التقوُن الرابوُن‪ ،‬وننم راضوُن بالسران‪ ،‬أعيننا مطلِّقة ف الرام‪ ،‬وألسنتنا منبَسطة ف الثام‪،‬‬
‫ولقدامنا علِّىَ الذنُوُب إقدام‪ ،‬ونُغفل أن الكحل مثبَت عند اللِّك الدليان‪.‬‬
‫عنم ابنم عبَاس رضي ال عنهمحا مرفوُعا إل النب أنُه قال‪)) :‬اغتنم خسا قبَل خس‪ :‬حياتك قبَل موُتك‪،‬‬
‫وصحتك قبَل سقمحك‪ ،‬وفراغك قبَل شغلِّك‪ ،‬وشبَابك قبَل هرمك‪ ،‬وغناك قبَل فقرك(()‪.[2](2‬‬
‫فالرؤوف الرحيم يوُصينا ببَادرة خسة أشياء قبَل حصوُل خسة أخرىً‪ ،‬نُغتنم حال حياتنا قبَل موُتنا‪،‬‬
‫وحال صحتنا قبَل مرضنا‪ ،‬وحال فراغنا قبَل انُشغالنا‪ ،‬وحال شبَابنا قبَل كبنُا‪ ،‬وحال غنانُا قبَل فقرنُا‪،‬‬

‫‪564‬‬
‫نُغتنمحها ف طاعة ال والتقرب إليه قبَل أن يل بنا ما يإنعنا منم ذلك فنندم علِّىَ ما فلرطنا ف جنب ال‬
‫ول ينفع يوُمئمذ الندم‪.‬‬
‫عبَاد ال‪ ،‬إنُنا ل نُعرف قدر وقيمحة نُعمحة الياة والصحة والفراغ والشبَاب والغن إل بعد زأوالا وفقدها‪،‬‬
‫فلِّنغتنم فرصة وجوُدها‪ ،‬ولنسخمرها ف كل ما يوُصلِّنا إل جنات ربنا عز وجل ويبَاعدنُا عنم عذابه‪ .‬هذا‬
‫شهر رمضان الذي أنُزل فيه القرآْن‪ ،‬وهذا كتاب ال يتلِّىَ فيه بي أظهرنُا‪ ،‬ويتدد ف أساعنا‪ ،‬وهوُ القرآْن‬
‫الذي لوُ أنُزل علِّىَ جبَل لرأيناه خاشعا يتصدع‪ ،‬ومع هذا فل قلِّوُبنا تشع‪ ،‬ول عيوُنُنا تدمع‪ ،‬ول صيامنا‬
‫يبَعد عنم الرام فينفع‪ ،‬ول قيامنا استقام‪ ،‬فقلِّوُبنا خلِّت منم التقوُىً فهي خراب بلِّقع‪ ،‬وتراكمحت علِّيها‬
‫الذنُوُب فهي ل تبَصر ول تسمحع‪ ،‬كم تتلِّىَ علِّينا آْيات القرآْن وقلِّوُبنا كالجارة أو أشد قسوُة‪ ،‬وكم‬
‫يتوُال علِّينا منم رمضان وحالنا فيه كحال أهل الشقوُة‪ ،‬أينم ننم منم قوُم إذا سعوُا داعي ال أجابوُا‬
‫الدعوُة‪ ،‬وإذا تلِّيت علِّيهم آْيات ال وجلِّت قلِّوُبم وزأادتم إيإانُا‪ ،‬وإذا صاموُا صامت منهم اللسنة‬
‫والساع والبصار؟!ا أوليس لنا فيهم اقتداء وأسوُة؟!ا كلِّمحا حسنت منا القوُال ساءت منا العمحال‪،‬‬
‫سيشهد علِّينا رمضان‪ ،‬وسيشار لكحل واحد منا يوُم القيامة‪ :‬شقي فلن وسعيد فلن‪ ،‬اللِّهم ل تعلِّنا‬
‫منم أهل الشقاء‪ ،‬واجعلِّنا منم أهل السعادة والرضوُان‪ ،‬ول حوُل ول قوُة إل بال‪.‬‬

‫‪-------------------------‬‬
‫الطبَة الثانُية‬
‫أما بعد‪ :‬روىً البَخماري ف صحيحه عنم ابنم عبَاس رضي ال عنهمحا قال‪ :‬قال النب ‪)) :‬نُعمحتان مغبَوُن‬
‫فيهمحا كثي منم الناس‪ :‬الصحة والفراغ ((‪ .‬شلبَه النب ف هذا الديث النُسان بالتاجر‪ ،‬والصحة والفراغ‬
‫أي‪ :‬عدم الشوُاغل برأس الال لكحوُنمحا منم أسبَاب الرباح ومقدمات النجاح‪ ،‬فمحنم استعمحل صحته‬
‫وقوُته وفراغه ووقته ف طاعة ال تعال ربح ف تارته مع ال عز وجل‪ ،‬ومنم استعمحل صحته وفراغه ووقته‬
‫ف معصية ال تعال خسر رأس ماله‪ ،‬فهوُ مغبَوُن ل يسنم تدبي أموُره‪.‬‬
‫صا علِّىَ اغتنام أوقاتم ف ذكر ال‬ ‫لجل هذا كان السلِّف الصال رضوُان ال علِّيهم أشد الناس حر د‬
‫تعال وتلوة كتابه وتعللِّم دينه والحسان إل خلِّقه‪ ،‬فمحنم ذلك عامر بنم عبَد قيس إذ قال له رجل‪ :‬قف‬
‫أكلِّمحك‪ ،‬قال‪ :‬أمسك الشمحس‪ ،‬أي إن استطعت أن تسك الوُقت فل يإر فسأقف‪ ،‬وكان داود الطائي‬
‫يستف الفتيت‪ ،‬يأكل فتات الطعام‪ ،‬ويقوُل‪ :‬بي سف الفتيت وأكل البَز قراءة خسي آْية‪ ،‬وكان‬
‫عثمحان البَاقلن دائم الذكر ل تعال‪ ،‬فقال‪ :‬إن وقت الفطار أحس بروحي كأنا ترج لجل اشتغال‬
‫بالكل عنم الذكر‪ .‬وأوصىَ بعض السلِّف أصحابه فقال‪ :‬إذا خرجتم منم عندي فتفرقوُا لعل أحدكم يقرأ‬
‫القرآْن ف طريقه‪ ،‬ومت اجتمحعتم تلدثتم‪.‬‬

‫‪565‬‬
‫هكحذا كانُوُا علِّيهم رحه ال‪ ،‬كانُوُا أشد الناس بل فأوقاتم‪ ،‬فمحاذا يقوُلوُن لوُ اطلِّعوُا علِّينا ورأوا كيف‬
‫نُضيع أوقاتنا‪ ،‬ف هذا الشهر البَارك خاصة‪ ،‬وف سائر أيام السنة عامة؟ فكحثي منا منم يلِّهي نُفسه ف‬
‫رمضان باللِّعب واللِّغوُ‪ ،‬ويقوُل‪ :‬نُقتل الوُقت حت يصل الفطار‪ .‬وما نُدري أنُنا بتضييع أوقاتنا فيمحا ل‬
‫يرضي ال تعال نُقتل أنُفسنا‪ ،‬وليس الوُقت لن الوُقت مسوُب منم أعمحارنُا وحياتنا‪.‬‬
‫فلِّنستيقظ منم غفلِّتنا أيها السلِّمحوُن‪ ،‬ولنستدرك ما فاتنا منم رمضان‪ ،‬ولنجعل ما بقي منم شهرنُا أحسنم‬
‫ما فات‪ ،‬ولنتذكر قوُله ‪)) :‬منم صام رمضان إيإانُا واحتسابا غفر له ما تقدم منم ذنُبَه(()‪ ،[1](3‬وقوُله‬
‫أيضا‪)) :‬منم قام رمضان إيإانُا واحتسابا غفر له ما تقدم منم ذنُبَه(()‪.[2](4‬‬
‫فمحنم صام رمضان ل تعال‪ ،‬وطاعة له ليس لجل أنُه رأىً الناس صاموُا فصام‪ ،‬ورجاء ثوُابه‪ ،‬غفر له ما‬
‫تقدم منم ذنُبَه‪ ،‬ومنم قام لياليه مصلِّيا ملِّصا ل تعال ورغبَة ف مثوُبته غفر له ما تقدم منم ذنُبَه وخرج منم‬
‫رمضان كيوُم ولدته أمه‪ ،‬بل لقد قال ‪)) :‬إن الرجل إذا صلِّىَ مع المام حت ينصرف كتب له قيام‬
‫ليلِّة(()‪ ،[3](5‬فمحنم صلِّىَ صلة التاويح مع المام حت ينتهي منم آْخر ركعة منها‪ ،‬كتب له أجر قيام‬
‫ليلِّة بأكمحلِّها‪ ،‬هذا منم فضل ال علِّىَ عبَاده الؤمني‪ ،‬ولكحنم أكثر الناس عنم شكحر هذه النعمحة غافلِّوُن‪.‬‬
‫فمحنم أراد الفوُزأ بالنة والنجاة منم النار‪ ،‬فمحا علِّيه إل اغتنام وقته وصحته وماله ف هذا الشهر البَارك‬
‫خاصة‪ ،‬ف طاعة ال تعال والتقرب إليه‪ ،‬فلِّعل الوُاحد منا يكحوُن هذا الشهر آْخر رمضان يعيشه‪ ،‬فيكحوُن‬
‫لمنم أعتق فيه منم النار‪.‬‬
‫ربنا ظلِّمحنا أنُفسنا وإن ل تغفر لنا وترحنا لنكحوُنُنم منم الاسرينم‪.‬‬
‫__________‬
‫)‪ (1‬أخرجه التمذي وهوُ صحيح‪.‬‬
‫)‪ (2‬أخرجه الاكم وهوُ صحيح ‪ ،‬صحيح الامع ]‪.[1077‬‬
‫)‪ (3‬متفق علِّيه عنم أب هريرة‪.‬‬
‫)‪ (4‬مسلِّم عنم أب هريرة ‪.‬‬
‫)‪ (5‬الربعة عنم أب ذر وهوُ صحيح‪.‬‬
‫يييييييي‬
‫فضائل شهر رمضان‬
‫أحد فريد‬
‫السكحندرية‬
‫غي مدد‬
‫مامد و أدعيةطبَاعة الطبَة بدون مامد وأدعية‬
‫‪-------------------------‬‬

‫‪566‬‬
‫ملِّخمص الطبَة‬
‫‪ -1‬موُعظة ف استقبَال رمضان‪ -2 .‬خصوُصيات شهر رمضان‪ -3 .‬تعريف الصوُم‪ -4 .‬فوُائد الصوُم‪.‬‬
‫‪ -5‬صيام الوُارح‪ -6 .‬رمضان شهر القرآْن والقيام والنُفاق‪.‬‬
‫‪-------------------------‬‬
‫الطبَة الول‬
‫ث أما بعد‪:‬‬
‫قال ال عز وجل‪ :‬شهر رمضان الذي أنُزل فيه القرآْن هدىً للِّناس وبينات منم الدىً والفرقان فمحنم‬
‫شهد منكحم الشهر فلِّيصمحه ومنم كان مريضاد أو علِّىَ سفر فعدة منم أيام أخر يريد ال بكحم اليسر ول‬
‫يريد بكحم العسر ولتكحمحلِّوُا العدة ولتكحبوا ال علِّىَ ما هداكم ولعلِّكحم تشكحرون ]البَقرة‪.[185:‬‬
‫يا منم طالت غيبَته عنا قد قربت أيام الصالة‪.‬‬
‫يا منم دامت خسارته‪ ،‬قد أقبَلِّت أيام التجارة الرابة‪.‬‬
‫منم ل يربح ف هذا الشهر‪ ،‬ففي أي وقت يربح‪.‬‬
‫منم ل يقرب فيه منم موُله فهوُ علِّىَ بعده ل يبح‪.‬‬
‫عبَاد ال هبَت علِّىَ القلِّوُب نُفحة منم نُفحات نُسيم القرب‪ ،‬سعىَ سسار الوُاعظ للِّمحهجوُرينم ف‬
‫الصلِّح‪ ،‬وصلِّت البَشارة للِّمحنقطعي بالوُصل‪ ،‬وللِّمحذنُبَي بالعفوُ‪ ،‬والستوُجبَي النار بالعتق ‪.‬‬
‫لا سلِّسل الشيطان ف شهر رمضان‪ ،‬وخدت نُيان الشهوُات بالصيام‪ ،‬انُعزل سلِّطان الوُىً‪ ،‬وصارت‬
‫الدولة لاكم العقل بالعدل ‪،‬فلِّم يبَق للِّعاصي عذر‪ ،‬يا غيوُم الغفلِّة عنم القلِّوُب تقشعي‪ ،‬يا شوُس‬
‫التقوُىً واليإان اطلِّعي‪ ،‬يا صحائف أعمحال الصائمحي ارتفعي‪ ،‬يا قلِّوُب الصائمحي اخشعي‪ ،‬يا أقدام‬
‫التهجدينم اسجدي لربك واركعي‪ ،‬ويا عيوُن التهدينم ل تجعي‪ ،‬يا ذنُوُب التائبَي ل ترجعي‪ ،‬يا أرض‬
‫الوُىً ابلِّعي ماءك ويا ساء النفوُس اقلِّعي‪ ،‬يا خوُاطر العارفي ارتعي‪ ،‬يا هم البَي بغي ال ل تقنعي‪،‬‬
‫قد مدت ف هذه اليام‪ ،‬موُائد النُعام للِّصوُام‪ ،‬فمحا منكحم إل منم دعىَ‪ :‬يا قوُمنا أجيبَوُا داعي ال‬
‫]الحقاف‪.[31:‬‬
‫فطوُب لنم أجاب فأصاب‪ ،‬وويل لنم طرد عنم البَاب وما دعىَ‪.‬‬
‫قال العللِّىَ بنم الفضل‪ :‬كان السلِّف يدعوُن ال ستة أشهر أن يبَلِّغهم رمضان‪ ،‬ث يدعوُنُه ستة أشهر أن‬
‫يتقبَلِّه منهم‪.‬‬
‫وقال يي بنم أب كثي‪ :‬كان منم دعائهم اللِّهم سلِّمحن إل رمضان‪ ،‬وتسلِّمحه من متقبَل ‪.‬‬
‫وروىً البَخماري عنم أب هريرة أن رسوُل ال قال‪)) :‬إذا جاء رمضان فلتحت أبوُاب النة (()‪.([1](1‬‬
‫وله عنه قال‪ :‬قال رسوُل ال ‪)) :‬إذا دخل شهر رمضان فتحت أبوُاب السمحاء‪ ،‬وغلِّقت أبوُاب جهنم‪،‬‬
‫وسلِّسلِّت الشياطي (()‪ ([2](2‬وف رواية عند مسلِّم ))فتحت أبوُاب الرحة((‪.‬‬

‫‪567‬‬
‫قال عياض‪ :‬يتمحل أنُه علِّىَ ظاهره‪ ،‬وحقيقته أن ذلك كلِّه علمة للِّمحلئكحة لدخوُل الشهر‪ ،‬وتعظيم‬
‫حرمته‪ ،‬ولنع الشياطي منم أذىً الؤمني‪ ،‬ويتمحل أن يكحوُن إشارة إل كثرة الثوُاب‪ ،‬وأن الشياطي يقل‬
‫إغوُاؤهم فيصيون كالصفدينم‪.‬‬
‫قال‪ :‬ويتمحل أن يكحوُن فتح أبوُاب النة وغلِّق أبوُاب النار عبَارة عنم صرف المحم عنم العاصي اليلِّة‬
‫بأصحابا إل النار‪ ،‬وتصفيد الشياطي عبَارة عنم إعجازأهم عنم الغوُاء وتزيي الشهوُات‪.‬‬
‫وهذا الشهر عبَاد ال مدرسة ربانُية رحانُية تفتح أبوُابا كل سنة شهرا كامل يتدرب فيه العبَاد علِّىَ‬
‫طاعة ال عز وجل والمساك عنم معاصيه‪ ،‬فهوُ شهر الصيام والقيام وتلوة القرآْن والصدقة والعمحرة‬
‫وسائر الطاعات ‪.‬‬
‫روىً البَخماري وغيه عنم أب هريرة قال‪ :‬قال رسوُل ال ‪ :‬قال ال‪)) :‬كل عمحل ابنم آْدم له إل الصيام‬
‫فإنُه ل وأنُا أجزي به‪ ،‬والصيام جنة فإذا كان يوُم صوُم أحدكم فل يرفث ول يصخمب‪ ،‬فإن سابه أحد‬
‫أو قاتلِّه فلِّيقل إن امرؤ صائم‪ ،‬والذي نُفس ممحد بيده للِّوُف فم الصائم أطيب عند ال منم ريح‬
‫السك‪ ،‬للِّصائم فرحتان يفرحهمحا‪ :‬إذا أفطر فرح بفطره وإذا لقي ربه فرح بصوُمه (()‪.([3](3‬‬
‫والصيام ف اللِّغة هوُ المساك‪ ،‬وف الشرع إمساك مصوُصا ف زأمنم مصوُصا بشرائط مصوُصة‪ ،‬فهوُ‬
‫إمساك الكحلِّف بالنية عنم الطعام والشراب والشهوُة منم الفجر إل الغرب‪.‬‬
‫وف التقرب بتك هذه الشهوُات بالصيام فوُائد‪:‬‬
‫منها كسر النفس‪ ،‬فإن الشبَع والري ومبَاشرة النساء تمحل النفس علِّىَ الشر والبَطر والغفلِّة‪.‬‬
‫ومنها تلِّي القلِّب للِّفكحر والذكر‪ ،‬فإن تناول هذه الشهوُات قد يقسي القلِّب ويعمحيه‪ ،‬وخلِّوُ البَطنم منم‬
‫الطعام والشراب‪ ،‬ينوُر القلِّب ويوُجب رقته ويزيل قسوُته ويلِّيه للِّفكحر والذكر‪.‬‬
‫ومنها أن الغن يعرف قدر نُعمحة ال علِّيه بامتناعه عنم هذه الشهوُات ف وقت مصوُصا‪ ،‬وحصوُل‬
‫الشقة له بذلك بتذكر منم منع منم ذلك علِّىَ الطلق فيوُجب له ذلك شكحر نُعمحة ال علِّيه بالغن‪،‬‬
‫ويدعوُه إل رحة أخيه التاج وموُاساته با يإكحنم منم ذلك‪.‬‬
‫ومنها أن الصيام يضيق ماري الدم الت هي ماري الشيطان منم ابنم آْدم‪ ،‬فإن الشيطان يري منم ابنم‬
‫آْدم مرىً الدم‪ ،‬فتسكحنم بالصيام وساوس الشيطان وتنكحسر سوُرة الشهوُة والغضب‪ ،‬ولذا جعل النب‬
‫الصوُم وجادء؛ لقطعه عنم شهوُة النكحاح‪.‬‬
‫ول يتم التقرب إل ال تعال بتك الشهوُات البَاحة ف غي حالة الصيام‪ ،‬إل بعد التقرب إليه بتك ما‬
‫حرم ال ف كل حال‪ ،‬منم الكحذب والظلِّم والعتداء علِّىَ الناس ف دمائهم وأموُالم وأعراضهم‪ ،‬ولذا‬
‫قال النب ‪)) :‬منم ل يدع قوُل الزور والعمحل به فلِّيس ل حاجة أن يدع طعامه وشرابه (()‪.([4](4‬‬
‫قال بعض السلِّف‪ :‬أهوُن الصيام ترك الشراب والطعام‪.‬‬

‫‪568‬‬
‫وقال جابر‪ :‬إذا صمحت فلِّيصم سعك وبصرك ولسانُك عنم الكحذب والارم‪ ،‬ودع أذىً الار‪ ،‬وليكحنم‬
‫علِّيك سكحينة ووقار يوُم صوُمك‪ ،‬ول تعل يوُم صوُمك ويوُم فطرك سوُاء‪.‬‬
‫وكان السلِّف إذا صاموُا جلِّسوُا ف الساجد وقالوُا‪ :‬نفظ صوُمنا ول نُغتاب أحدا‪.‬‬
‫والصائمحوُن علِّىَ طبَقتي‪ :‬أحدها منم ترك طعامه وشرابه وشهوُته ل تعال يرجوُ عنده عوُض ذلك ف‬
‫النة‪ ،‬فهذا قد تاجر مع ال وعاملِّه وال تعال ل يضيع أجر منم أحسنم عمحل ول ييب معه منم عاملِّه‬
‫بل يربح علِّيه أعظم الربح‪ ،‬فهذا الصائم يعطىَ ف النة ما شاء ال منم طعام وشراب ونُساء‪ ،‬قال ال‬
‫تعال‪ :‬كلِّوُا واشربوُا هنيئما با أسلِّفتم ف اليام الالية ]الاقة‪.[24:‬‬
‫قال ماهد وغيه‪ :‬نُزلت ف الصائمحي ‪.‬‬
‫وف الصحيحي عنم النب قال‪)) :‬إن ف النة بابا يقال له الريان يدخل منه الصائمحوُن ل يدخل منه‬
‫غيهم(()‪ .([5](5‬وف رواية‪)) :‬فإذا دخلِّوُا أغلِّق(( وف رواية‪)) :‬منم دخل شرب ومنم شرب ل يظمحأ‬
‫أبدا((‪.‬‬
‫والطبَقة الثانُية منم الصائمحي منم يصوُم ف الدنُيا عمحا سوُىً ال‪ ،‬فيحفظ الرأس وما حوُىً‪ ،‬ويفظ البَطنم‬
‫وما وعىَ‪ ،‬ويذكر الوُت والبَلِّىَ ويريد الخرة فيتك زأينة الدنُيا‪ ،‬فهذا عيد فطره يوُم لقاء ربه وفرحه برؤيته‬
‫‪.‬‬
‫أهل الصوُصا منم الصوُام صوُمهم صوُن اللِّسان عنم البَهتان والكحذب‬
‫والعارفوُن وأهل النُس صوُمهم صوُن القلِّوُب عنم الغيار والجب‬
‫العارفوُن ل يسلِّيهم عنم رؤية موُلهم قصر‪ ،‬ول يرويهم دون مشاهدته نر همحهم أجلل منم ذلك ‪.‬‬
‫منم صام عنم شهوُاته ف الدنُيا أدركها غدا ف النة‪ ،‬ومنم صام عمحا سوُىً ال فعيده يوُم لقائه منم كان‬
‫يرجوُ لقاء ال فإن أجل ال لت ]العنكحبَوُت‪.[5:‬‬
‫وقوُله عز وجل ف الديث القدسي‪)) :‬كل عمحل ابنم آْدم له إل الصيام فإنُه ل وأنُا أجزي به(( معناه‬
‫أن العمحال كلِّها تضاعف بعشر أمثالا إل سبَعمحائة ضعف‪ ،‬إل الصيام فإنُه ل ينحصر تضعيفه ف هذا‬
‫العدد‪ ،‬بل يضاعفه ال عز وجل أضعافا كثية‪ ،‬بغي حصر عدد فإن الصيام منم الصب وقد قال ال‬
‫تعال‪ :‬إنا يوُف الصابرون أجرهم بغي حساب ]الزمر‪.[10:‬‬
‫وقيل الكحمحة ف إضافة الصيام إل ال عز وجل‪ ،‬أن الصيام هوُ ترك حظوُظ النفوُس وشهوُاتا الصلِّية‬
‫الت جبَلِّت علِّىَ اليل إليها‪ ،‬منم الطعام والشراب والنكحاح‪ ،‬ول يوُجد ذلك ف غيه منم العبَادات‪.‬‬
‫قال بعض السلِّف‪ :‬طوُب لنم ترك شهوُة حاضرة لوُعد غيب ل يره‪ ،‬وقيل‪ :‬لن الصيام سر بي العبَد‬
‫وربه ل يطلِّع علِّيه غيه‪ ،‬لنُه مركب منم نُية باطنة ل يطلِّع علِّيها إل ال‪ ،‬وترك لتناول الشهوُات الت‬
‫يستخمفي بتناولا دائمحا‪ ،‬ولذلك قيل‪ :‬ل تكحتبَه الفظة‪ ،‬وال عز وجل يب منم عبَاده أن يعاملِّوُه سرا‪.‬‬

‫‪569‬‬
‫وشهر رمضان له خصوُصية بالقران كمحا قال ال تعال‪ :‬شهر رمضان الذي أنُزل فيه القرآْن ]البَقرة‪:‬‬
‫‪.[185‬‬
‫وقد قال ابنم عبَاس رضي ال عنهمحا أنُه أنُزل جلِّة واحدة منم اللِّوُح الفوُظ إل بيت العزة ف ليلِّة القدر‬
‫ويشهد لذلك قوُله تعال‪ :‬إنُا أنُزلناه ف ليلِّة القدر ]القدر‪.[1:‬‬
‫كان الزهري إذا دخل رمضان قال‪ :‬إنا هوُ تلوة القرآْن‪ ،‬وإطعام الطعام‪ ،‬قال ابنم عبَد الكحم‪ :‬كان‬
‫مالك إذا دخل رمضان يفر منم قراءة الديث ومالسة أهل العلِّم‪ ،‬وأقبَل علِّىَ تلوة القرآْن منم‬
‫الصحف‪.‬‬
‫والشهر عبَاد ال ماهدة باللِّيل والنهار‪ ،‬فكحمحا أن العبَد ياهد نُفسه بالصيام ويلِّزمها بأخلق الصائمحي‪،‬‬
‫ياهد نُفسه كذلك بالقيام تشبَها بالصالي‪ .‬قال رسوُل ال ‪)) :‬منم قام رمضان إيإانُا واحتسابا غفر له‬
‫ما تقدم منم ذنُبَه (()‪.([6](6‬‬
‫وكان عمحر قد أمر أب بنم كعب وتيمحا الداري أن يؤما بالناس ف شهر رمضان‪ ،‬فكحان القارئ يقرأ‬
‫بالائتي ف ركعة‪ ،‬حت كانُوُا يعتمحدون علِّىَ العصي منم طوُل القيام‪ ،‬وما كانُوُا ينصرفوُن إل قرب الفجر‪.‬‬
‫والشهر كذلك عبَاد ال تدريب علِّىَ النُفاق وكثرة الوُد‪ ،‬ففي الصحيحي عنم ابنم عبَاس رضي ال‬
‫عنهمحا قال‪ :‬كان النب أجوُد الناس بالي‪ ،‬وكان أجوُد ما يكحوُن ف رمضان‪ ،‬حي يلِّقاه جبيل‪ ،‬وكان‬
‫جبيل يلِّقاه كل ليلِّة ف رمضان فيدارسه القرآْن‪ ،‬فلِّرسوُل ال حي يلِّقاه جبيل أجوُد بالي منم الريح‬
‫الرسلِّة )‪.([7](7‬‬
‫فقد كان النب أجوُد الناس وكان جوُده ل وف ابتغاء مرضاته‪ ،‬وكان جوُده يتضاعف ف شهر رمضان‬
‫علِّىَ غيه منم الشهوُر‪ ،‬كمحا أن جوُد ربه يتضاعف فيه أيضا‪ ،‬فإن ال جبَلِّه علِّىَ ما يبَه منم الخلق‬
‫الكحريإة‪ ،‬وكان علِّىَ ذلك منم قبَل البَعثة‪.‬‬
‫ث كان بعد الرسالة جوُده ف رمضان أضعاف ما كان قبَل ذلك‪ ،‬فإنُه كان يلِّتقي هوُ وجبيل علِّيه‬
‫السلم‪ ،‬ويدارسه الكحتاب الذي جاء به إليه‪ ،‬وهوُ أشرف الكحتب وأفضلِّها‪ ،‬وهوُ يث علِّىَ الحسان‬
‫ومكحارم الخلق‪ ،‬فلِّهذا كان يتضاعف جوُده وإفضاله ف هذا الشهر لقرب عهده بخمالطة جبيل علِّيه‬
‫السلم وكثرة مدارسته له هذا الكحتاب الكحري الذي يث علِّىَ الكحارم والوُد‪.‬‬
‫وف تضاعف جوُده ف شهر رمضان بصوُصه فوُائد كثية‪:‬‬
‫منها‪ :‬شرف الزمان ومضاعفة أجر العمحل فيه‪ ،‬فإن العمحل يشرف ويزداد ثوُابه لشرف الزمان‪ ،‬أو الكحان‪،‬‬
‫أو لشرف العامل وكثرة تقوُاه‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬إعانُة الصائمحي والقائمحي والذاكرينم علِّىَ طاعتهم‪ ،‬فيستوُجب العي لم مثل أجرهم‪ ،‬كمحا أن‬
‫منم جهز غازأيا فقد غزا‪ ،‬ومنم خلِّفه ف أهلِّه فقد غزا‪.‬‬

‫‪570‬‬
‫ومنها‪ :‬أن شهر رمضان شهر يوُد ال فيه علِّىَ عبَاده بالرحة والغفرة والعتق منم النار ل سيمحا ف ليلِّة‬
‫القدر‪ ،‬وال تعال يرحم منم عبَاده الرحاء‪.‬‬
‫كمحا قال ‪)) :‬إنا يرحم ال منم عبَاده الرحاء(( )‪.([8](8‬‬
‫فمحنم جاد علِّىَ عبَاد ال جاد ال علِّيه بالعطاء والفضل والزاء منم جنس العمحل‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن المحع بي الصيام والصدقة منم موُجبَات النة‪ ،‬وف صحيح مسلِّم عنم أب هريرة عنم النب أنُه‬
‫قال‪)) :‬منم أصبَح منكحم اليوُم صائمحا؟ قال أبوُ بكحر‪ :‬أنُا‪ ،‬قال‪ :‬منم تبَع منكحم اليوُم النازأة ؟ قال أبوُ‬
‫بكحر‪ :‬أنُا‪ ،‬قال‪ :‬منم تصدق بصدقة ؟ قال أبوُ بكحر‪ :‬أنُا‪ ،‬قال فمحنم عاد منكحم مريضا ؟ قال أبوُ بكحر‪ :‬أنُا‪،‬‬
‫قال‪ :‬ما اجتمحعت ف امرئ إل دخل النة (()‪.([9](9‬‬
‫ومنها‪ :‬أن المحع بي الصيام والصدقة أبلِّغ ف تكحفي الطايا‪ ،‬واتقاء جهنم والبَاعدة عنها‪ ،‬وقد قال ‪:‬‬
‫))الصيام جنة(()‪ .([10](10‬وقال ‪)) :‬الصدقة تطفئ الطيئمة(()‪.([11](11‬‬
‫قال أبوُ الدرداء‪ :‬صلِّوُا ف ظلِّمحة اللِّيل ركعتي لظلِّمحة القبَوُر‪ ،‬صوُموُا يوُما شديدا حره لر يوُم النشوُر‪،‬‬
‫تصدقوُا بصدقة لشر يوُم عسي‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن الصيام ل بد أن يقع فيه خلِّل أو نُقص‪ ،‬فالصدقة تب ما فيه منم النقص واللِّل‪ ،‬ولذا وجب‬
‫ف آْخر شهر رمضان زأكاة الفطر طهرة للِّصائم منم اللِّغوُ والرفث‪.‬‬
‫ب للِّرجل الزيادة بالوُد ف شهر رمضان‪ ،‬اقتداء برسوُل ال ‪،‬‬ ‫ومنها‪ :‬ما قاله الشافعي رحه ال‪ :‬أشذح ت‬
‫ولاجة الناس فيه إل مصالهم‪ ،‬ولتشاغل كثي منهم بالصوُم عنم مكحاسبَهم‪ ،‬اللِّهم تقبَل منا صيامنا‬
‫وقيامنا‪.‬‬
‫اللِّهم اغفر لينا وميتنا‪ ،‬وصغينُا وكبَينُا‪ ،‬وذكرنُا وأنُثانُا‪ ،‬وحاضرنُا وغائبَنا‪.‬‬
‫وصلِّىَ ال وسلِّم وبارك علِّىَ ممحد وعلِّىَ آْله وأصحابه وسلِّم تسلِّيمحا‪.‬‬

‫‪-------------------------‬‬
‫الطبَة الثانُية‬
‫ل ترد ‪.‬‬
‫__________‬
‫)‪ (1‬البَخماري )‪ (4/112‬الصوُم ‪ :‬هل يقال رمضان أو شهر رمضان ومسلِّم )‪ (7/87‬أول كتاب‬
‫الصوُم رقم )‪.(1898‬‬
‫)‪ (2‬البَخماري )‪ (4/112‬الصوُم ‪ ،‬رقم ‪.1899‬‬
‫)‪ (3‬البَخماري )‪ (4/103‬الصوُم ‪ :‬باب فضل الصوُم ومسلِّم )‪ (8/32‬ف الصيام ‪ :‬باب فضل الصيام‪.‬‬

‫‪571‬‬
‫)‪ (4‬رواه البَخماري )‪ (4/16‬ف الصوُم ‪ :‬باب منم ل يدع قوُل الزور والعمحل به ف الصوُم وف الدب‬
‫باب قوُل ال تعال‪ :‬واجتنبَوُا قوُل الزور ورواه أبوُ داود )‪ (6/488‬ف الصوُم ك باب الغيبَة والتمذي )‬
‫‪ (3/226‬باب ما جاء ف التشديد ف الغيبَة للِّصائم ‪.‬‬
‫)‪ (5‬البَخماري )‪ (4/111‬ف الصوُم ‪ :‬باب الريان للِّصائمحي ومسلِّم )‪ (8/32‬ف الصيام ‪ :‬باب فضل‬
‫الصيام‪.‬‬
‫)‪ (6‬رواه البَخماري )‪ (4/250‬التاويح ‪ :‬باب فضل منم قام رمضان‪.‬‬
‫)‪ (7‬رواه البَخماري )‪ (4/116‬الصوُم ‪ :‬باب أجوُد ما كان النب يكحوُن ف رمضان ‪ ،‬ومسلِّم )‬
‫‪ (15/68،69‬الفضائل ‪ :‬جوُده ‪.‬‬
‫)‪ (8‬رواه الطبان ف الكحبَي عنم جرير‪ .‬وحسنه اللبَان ف صحيح الامع رقم ‪.(2/293) ،317‬‬
‫)‪ (9‬أخرجه مسلِّم ف صحيحه )‪ (7/110) ، (3/92‬والبَخماري ف الدب الفرد )‪ - (75‬أحكحام‬
‫النائز ‪.69‬‬
‫)‪([10 (10‬رواه البَخماري ومسلِّم عنم أب هريرة وتقدم تريه ‪.‬‬
‫)‪([11 (11‬ل أقف علِّىَ لفظه وقد روىً التمذي عنه ‪ -‬صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ‪)) -‬إن الصدقة لتطفئ‬
‫غضب الرب وتدفع ميتة السوُء(( وحسنه التمذي ولكحنم ضعفه اللبَان ف الرواء حديث ‪) 885‬‬
‫‪ (3/390‬وذكره اللبَان ف الصحيحة رقم ‪ (4/535)1908‬لفظ ))صدقة السر تطفئ غضب‬
‫الرب(( وقال حفظه ال بعد أن ذكر طرق الديث ‪ :‬وجلِّة القوُل أن الديث بمحوُع طرقه وشوُاهده‬
‫صحيح بل ريب بل يلِّحق بالتوُاتر عند بعض الدثي التأخرينم‪.‬‬
‫يييييييي‬
‫التذكرة فيما بعد رمضان‬
‫عبَد ال بنم صال القصي‬
‫الرياض‬
‫جامع المي متعب‬
‫مامد و أدعيةطبَاعة الطبَة بدون مامد وأدعية‬
‫‪-------------------------‬‬
‫ملِّخمص الطبَة‬
‫‪ -1‬موُعظة ف القبَال علِّىَ العمحل الصال ‪-2‬علمات قبَوُل العمحل ‪ -3‬أعمحال صالة بعد رمضان‬
‫‪-------------------------‬‬
‫الطبَة الول‬
‫أما بعد‪:‬‬

‫‪572‬‬
‫أيها السلِّمحوُن‪ :‬اتقوُا ال ربكحم‪ ،‬فإنُه عفوُ غفوُر جوُاد شكحوُر‪ ،‬وهوُ وحده مصرف الشهوُر‪ ،‬ومقدر‬
‫القدور‪ ،‬يوُل اللِّيل ف النهار‪ ،‬ويوُل النهار ف اللِّيل‪ ،‬وهوُ علِّيم بذات الصدور‪ .‬وقد جعل لكحل شيء‬
‫أسبَادبا‪ ،‬ولكحل أجل كتادبا‪ ،‬ولكحل عمحل حسادبا‪ ،‬وما ربك بغافل عمحا تعمحلِّوُن‪ ،‬وجعل الدنُيا سوُدقا يغدو‬
‫إليها الناس ويروحوُن منها‪ ،‬فبَائع نُفسه فمحعتقها أو موُبقها‪ ،‬وإنا يظهر الفرقان ويتجلِّىَ الربح منم‬
‫صاذلاد يرشكحلفهر شعهنهر شسيلشئماتذذه‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ ذ‬
‫ك يشيهوُرم التليشغابرذنم شوشمنم ييرهؤمنم ذباللِّله شويشيهعشمحهل ش‬ ‫السران يشيهوُشم شهيشمحعرركحهم ليشيهوُم اهلشهمحذع شذل ش‬
‫ك الهشفهوُرزأ الهشعذظيرم شوالذذيشنم شكشفررواه شوشكلذبروُاه‬ ‫ذ‬ ‫ذذ ذ‬
‫ت شهتذرىً ذمنم شهتتذشها الشنُهيشهارر شخالديشنم فيشها أششبداد شذل ش‬ ‫ويهدذخهلِّه جلنا ت‬
‫شر ر ش‬
‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫س الهشمحصير ]التغابنم‪.[9،10:‬‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫ب اللنار شخالديشنم فيشها شوبهئم ش‬
‫صشحا ر ذ‬ ‫ك أش ه‬‫بذشئماشياتذشنا أرهولشئم ش‬
‫ذ‬
‫أيها السلِّمحوُن‪:‬تذكروا أن اليام أجزاء منم العمحر‪ ،‬ومراحل ف الطريق إل الستقر‪ ،‬تفنوُنا يوُدما بعد آْخر‪،‬‬
‫ومرحلِّة تلِّوُ الخرىً‪ ،‬ومضيها ف القيقة استنفاذ للعمحار‪ ،‬واستكحمحال للثار‪ ،‬وقرب منم الجال‪ ،‬وغلِّق‬
‫س لما عذمحلِّش ذ‬ ‫ذ‬
‫ت مهنم شخ هتي تهم ش‬
‫ضدرا‬ ‫لزائنم العمحال‪ ،‬إل حي الوُقوُف بي يدي الكحبَي التعال‪ :‬يشيهوُشم شترد ركتل نُشيهف ت ش ه‬
‫ف ذبالهعذشبَاذد ]آْل‬ ‫ت ذمنم رسوُء تشيشوُتد لشهوُ أشلن بشهييينشيشها شوبشهييينشهر أششمشدا بشذعيددا شوريشلذررركرم اللِّلهر نُشيهفشسهر شواللِّلهر شرءو ر‬ ‫ذ‬
‫شوشما شعمحلِّش ه‬
‫عمحران‪.[30:‬‬
‫فاتقوُا ال عبَاد ال ف سائر أيامكحم‪ ،‬وراقبَوُه ف جيع لظاتكحم‪ ،‬وتقربوُا إليه بصال أعمحالكحم‪ ،‬والتوُبة إليه‬
‫منم معاصيكحم وسيئماتكحم‪.‬‬
‫أيها السلِّمحوُن‪ :‬ف اليام القلِّيلِّة الاضية كنتم ف شهر رمضان شهر البكات واليات‪ ،‬شهر مضاعفة‬
‫العمحال والسنات‪ ،‬تصوُموُن ناره‪ ،‬وتقوُموُن ما تيسر منم ليلِّه‪ ،‬وتتقربوُن إل ربكحم سبَحانُه بفعل‬
‫الطاعات‪ ،‬وهجر البَاح منم الشهوُات‪ ،‬وترك السيئمات الوُبقات‪ ،‬ث مضت تلِّك اليام وقطعتم با مرحلِّة‬
‫منم مراحل العمحر‪ ،‬والعمحل بالتام‪ ،‬فمحنم أحسنم فلِّيحمحد ال وليوُاصل الحسان‪ ،‬ومنم أساء فلِّيتب إل‬
‫ال وليصلِّح العمحل ما دام ف وقت المكحان‪.‬‬
‫واعلِّمحوُا أن ال تعال يعطي الدنُيا منم يب ومنم ل يب‪ ،‬ول يعطي الدينم إل لنم أحب‪ ،‬فمحنم أعطاه‬
‫ال الدينم فقد أحبَه‪ ،‬وإن ال تعال إذا أراد بعبَده الي فتح له بي يدي موُته باب عمحل صال يهديه‬
‫إليه‪ ،‬وييسره علِّيه‪ ،‬ويبَبَه إليه‪ ،‬ث يتوُفاه علِّيه‪ ،‬وكل امرئ يبَعث علِّىَ ما مات علِّيه‪ ،‬فالزموُا ما هداكم‬
‫ال له منم العمحل الصال‪ ،‬واحذروا الرجوُع إل النكحرات والقبَائح‪ ،‬فلِّيس للِّمحؤمنم منتهىَ منم العبَاد دون‬
‫ي ]الجر‪.[99:‬‬ ‫الوُت‪ ،‬قال تعال‪ :‬واعبَهد ربلك حلت يأهتذي ذ‬
‫ك الهيشق ر‬ ‫ش هر ش ش ش ش ش ش‬
‫فنهجه الدىً ل يتحدد بزمان‪ ،‬وعبَادة الرب وطاعته ليست مقصوُرة علِّىَ رمضان‪ ،‬بل ل ينقطع مؤمنم‬
‫منم صال العمحل إل بلِّوُل الجل؛ فإن ف استدامة الطاعة وامتداد زأمانا نُعيدمحا للِّصالي‪ ،‬وقرة أعي‬
‫الؤمني‪ ،‬وتقيدقا لمل السني‪ ،‬يعمحرون با الزمان ويإلون لظاته با تيسر لم منم خصال اليإان الت‬
‫يثقل با اليزان‪ ،‬ويتجمحل با الديوُان‪ ،‬وف الديث‪)) :‬خي الناس منم طال عمحره وحسنم عمحلِّه(( )‪](1‬‬
‫‪ .[1‬وف الديث التفق علِّىَ صحته عنم أب هريرة أن رسوُل ال قال‪)) :‬ل يتمحلني أحدكم الوُت؛ إما‬

‫‪573‬‬
‫مسدنا فلِّعلِّه يزداد‪ ،‬وإما مسيدئما فلِّعلِّه يستعتب(( )‪ .[2](2‬وف رواية لسلِّم عنه عنم رسوُل ال قال‪)) :‬ل‬
‫يتمحنم أحدكم الوُت ول يدع به منم قبَل أن يأتيه‪ ،‬إنُه إذا مات انُقطع عمحلِّه‪ ،‬وإنُه ل يزيد الؤمنم عمحره إل‬
‫خديا(( )‪.[3](3‬‬
‫أيها السلِّمحوُن‪ :‬أل وإن لقبَوُل العمحل علمات‪ ،‬وللِّكحذب ف التوُبة والنُابة أمارات‪ ،‬فمحنم علمة قبَوُل‬
‫السنة فعل السنة بعدها‪ ،‬ومنم علمة السيئمة عمحل السيئمة بعدها‪ ،‬فأتبَعوُا السنات بالسنات تكحنم‬
‫علمة علِّىَ قبَوُلا‪ ،‬وتكحمحيلد لا‪ ،‬وتوُطيدنا للِّنفس علِّيها‪ ،‬حت تصبَح منم سجاياهم وكرم خصالا‪ ،‬وأتبَعوُا‬
‫ت يهذذهب اللسيئما ذ ذ‬ ‫ذ‬
‫ك‬ ‫ت ذال ش‬ ‫السيئمات بالسنات تكحنم كفارة لا‪ ،‬ووقاية منم خطرها وضررها‪ :‬إذلن اهلششسشنا ر ه ش لش‬
‫ذذهكشرىً لذلِّذكذذريشنم ]هوُد‪ .[114:‬وف الديث الصحيح عنم النب قال‪)) :‬اتق ال حيثمحا كنت‪ ،‬وأتبَع‬
‫السيئمة السنة تحها‪ ،‬وخالق الناس بلِّق حسنم(( )‪ .[4](4‬وف لفظ‪)) :‬وإذا اسأت فأحسنم(( )‪](5‬‬
‫‪ .[5‬وقال ‪)) :‬منم حلِّف باللت والعزىً فلِّيقل‪ :‬ل إله إل ال(( )‪ .[6](6‬أي لتكحنم كفارة للِّفه بغي‬
‫ال‪.‬‬
‫وإن ال تعال قد شرع لكحم بعد رمضان أعمحالد صالة تكحنم تتمحيدمحا لعمحالكحم‪ ،‬وقردبا لكحم عند‬
‫ملِّيكحكحم‪ ،‬وعلمة علِّىَ قبَوُل أعمحالكحم‪ ،‬ففي صحيح مسلِّم عنم أب أيوُب أن رسوُل ال قال‪)) :‬منم صام‬
‫رمضان ث أتبَعه سدتا منم شوُال كان كصيام الدهر(( )‪ .[7](7‬وكان يصوُم الثني والمحيس ويقوُل‪:‬‬
‫))تعرض العمحال يوُم الثني والمحيس فأحب أن يعرض عمحلِّي وأنُا صائم(( )‪ .[8](8‬وف الصحيحي‬
‫عنم النب قال‪)) :‬صوُم ثلثة أيام منم كل شهر صوُم الدهر كلِّه(( )‪ .[9](9‬وقال ‪)) :‬أيها الناس!ا‬
‫أفشوُا السلم‪ ،‬وأطعمحوُا الطعام‪ ،‬وصلِّوُا الرحام‪ ،‬وصلِّوُا باللِّيل والناس نُيام تدخلِّوُا النة بسلم(( )‪](10‬‬
‫‪.[10‬‬
‫فاغتنمحوُا هذه العمحال العظيمحة وداوموُا علِّيها ؛ فإن عمحل نُبَيكحم كان ديإة‪ ،‬واسألوُا ال منم فضلِّه فإنُه‬
‫ذو الفضل العظيم‪ ،‬وفقن ال وإياكم لا يب ويرضىَ‪ ،‬وسلِّك بنا سبَيل أول التقىَ‪ ،‬وثبَتنا علِّىَ الق ف‬
‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫كر ذ‬
‫ب‬ ‫ب الهعلزةذ شعلمحا يشصرفوُشن شوشسشلةم شعشلِّىَ الهرمحهرشسلِّ ش‬
‫ي شواهلشهمحرد للِّله شر ل‬ ‫الياة الدنُيا وف الخرة‪ :‬رسهبَشحاشن شربل ش ش ل‬
‫ي ]الصافات‪.[182-180:‬‬ ‫ذ‬
‫الهشعالشمح ش‬
‫بارك ال ل ولكحم ف القرآْن العظيم‪ ،‬ونُفعنا جيدعا با فيه منم اليات والذكر الكحيم‪ .‬أقوُل قوُل هذا‬
‫وأستغفر ال العظيم اللِّيل ل ولكحم منم كل ذنُب‪ ،‬فاستغفروه يغفر لكحم إنُه هوُ الغفوُر الرحيم‪.‬‬

‫‪-------------------------‬‬
‫الطبَة الثانُية‬
‫ل ترد‪.‬‬
‫__________‬

‫‪574‬‬
‫)‪ (1‬صحيح‪ ،‬أخرجه أحد )‪ ،(190 ،4/188‬والتمذي ح )‪ (2330 ،2329‬وقال‪ :‬حسنم غريب‬
‫منم هذا الوُجه‪.‬‬
‫)‪ (2‬صحيح البَخماري ح )‪ ،(5349‬صحيح مسلِّم ح )‪ (2680‬بعناه‪.‬‬
‫)‪ (3‬صحيح مسلِّم ح )‪.(2682‬‬
‫)‪ (4‬حسنم‪ ،‬أخرجه أحد )‪ ،(157 ،5/153‬والتمذي ح )‪ (1987‬وقال‪ :‬حسنم صحيح‪.‬‬
‫)‪ (5‬أخرجه المام أحد )‪ (5/181‬عنم أب ذر رضي ال عنه أن رسوُل ال قال‪)) :‬ستة أيام ث اعقل يا‬
‫أبا ذر ما أقوُل لك بعد(( فلِّمحا كان اليوُم السابع قال‪)) :‬أوصيك بتقوُىً ال ف سر أمرك وعلنُيته‪ ،‬وإذا‬
‫أسأت فأحسنم‪ ،‬ول تسألنم أحددا شيدئما وإن سقط سوُطك‪ ،‬ول تقبَض أمانُة‪ ،‬ول تقضي بي اثني((‪.‬‬
‫قال البَنا ف "بلِّوُغ المان" )‪ :(19/194‬والديث ضعيف لن ف إسناده دراج عنم أب اليثم" ودراج‬
‫هوُ‪ :‬دراج بنم سعان السهمحي قال ابنم حجر‪ :‬صدوق‪ ،‬ف حديثه عنم أب اليثم ضهعف‪ .‬التقريب )‬
‫‪.(1833‬‬
‫)‪ (6‬أخرجه البَخماري ح )‪ ،(4579‬ومسلِّم ح )‪.(1647‬‬
‫)‪ (7‬صحيح مسلِّم ح )‪.(1164‬‬
‫)‪ (8‬صحيح‪ ،‬أخرجه أحد )‪ ،(5/201‬والتمذي ح )‪ (747‬وقال‪ :‬حسنم غريب‪ ،‬والنسائي ح )‬
‫‪.(2358‬‬
‫)‪ (9‬أخرجه البَخماري ح )‪ (1878‬واللِّفظ له‪ ،‬ومسلِّم ح )‪.(1159‬‬
‫)‪ [10 (10‬صحيح‪ ،‬أخرجه التمذي )‪ (2485‬وقال‪ :‬حديث صحيح‪ ،‬وابنم ماجه ح )‪.(1334‬‬
‫ــــــــ‬
‫انبثق الوليد ) رمضان (‬
‫سعوُد بنم إبراهيم الشري‬
‫مكحة الكحرمة‬
‫السجد الرام‬
‫مامد و أدعيةطبَاعة الطبَة بدون مامد وأدعية‬
‫‪-------------------------‬‬
‫ملِّخمص الطبَة‬
‫‪ -1‬انُقضاء العمحال منم غي بركة‪ -2 .‬رمضان شهر البَطوُلة والماد‪ -3 .‬رمضان شهر القرآْن ‪،‬‬
‫وحال السلِّف فيه مع القرآْن‪ -4 .‬النُفاق والطعام ف رمضان‪ -5 .‬رمضان شهر القيام‪.‬‬
‫‪-------------------------‬‬
‫الطبَة الول‬

‫‪575‬‬
‫أما بعد‪:‬‬
‫فيا أيها الناس‪ ،‬إن عظم رمضان وجاله‪ ،‬وباء الشهر العظيم وروعته‪ ،‬بدا ظاهرا جلِّيا فيمحا يلِّتزمه‬
‫السلِّمحوُن ف شهرهم هذا منم مظاهر الطاعة ف كل اتاهاتا‪ ،‬طاعة فيها كل معان السمحوُ الروحي‪،‬‬
‫الت تكحبَح جاح النفس عنم نُزواتا‪ ،‬وتد منم هفوُاتا وشهوُاتا‪ ،‬تتغلِّب فيه الروح علِّىَ البَدن والسد‪،‬‬
‫وتكحوُن النفس الؤمنة‪ ،‬أكثر استعدادا لقبَوُل نُفحات خالقها ي جل وعل ي‪.‬‬
‫عبَاد ال‪ ،‬قبَل ليال‪ ،‬انُبَثق ف كبَد السمحاء‪ ،‬هلل رمضان الوُليد‪ ،‬انُبَثق ذلك الوُليد؛ ليعلِّم السلِّمحوُن ف‬
‫مشارق الرض ومغاربا‪ ،‬أن خالقهم قد آْذنم بشهر‪ ،‬له ف متمحعهم تأثي‪ ،‬وف نُفوُسهم تأديب‪ ،‬وف‬
‫مشاعرهم إيقاظ‪ ،‬وكأنُه لم موُسم ربيع‪ ،‬انُبَثق ذلك الوُليد بعد أن ظلِّوُا أحد عشر شهرا‪ ،‬وهم سائرون‬
‫ف مسالك الياة‪ ،‬ينالوُن منها‪ ،‬وتنال منهم‪ .‬انُبَثق ذلك الوُليد‪ ،‬فتساءل الناس ف دهشة وذهوُل‪ ،‬ما‬
‫أسرع ما عادت اليام‪ ،‬ورجعت الذكريات!ا‪.‬‬
‫إن الزمنم‪ ،‬يري بسرعة عجيبَة‪ ،‬فهوُ دائب الركة ليل ونارا‪ ،‬يتساءل الناس منم كان بلِّغ العشرينم منم‬
‫عمحره‪ ،‬أو الثلثي‪ ،‬أو أكثر أو أقل يتساءل عنم تلِّك اليام الت عاشها‪ ،‬واللِّيال الت قضاها‪ ،‬فل ينفك‬
‫يراها ماضيا تركه خلِّفه‪ ،‬لنم يعوُد له مرة أخرىً‪.‬‬
‫يشعر الناس جيعا بذلك صغيهم وكبَيهم ل سيمحا عند لقاء ربم حفاة عراة غرل شقاشل شكهم لشبَذثهترهم ذف‬
‫ض يشيهوُتم شفاهسأشذل الهشعالديشنم ]الؤمنوُن‪.[113 ،112:‬‬ ‫ي شقالروُاه لشبَذثهيشنا يشيهوُماد أشهو بشيهع ش‬
‫ذذ‬
‫ض شعشدشد سن ش‬‫الهر ذ‬
‫علِّىَ هذه البَسيطة‪ ،‬يشب الطفل‪ ،‬ويشيخ الشاب‪ ،‬ومع ذلك ينظر الرء إل عمحره‪ ،‬فل يد إل ماضيا ل‬
‫يدري ما أوله وآْخره‪ ،‬ولكحنم الرء الذي ل يدري ما كان‪ ،‬يب أن يعلِّم‪ ،‬أن ال سجل علِّيه كل ما‬
‫كان شهاشذا كذشتابيرشنا شينذطرق شعلِّشهيركحم ذباهلشلق ذإلنُا ركلنا نُشهسشتنذسرخ شما ركنترهم تشيهعشمحرلِّوُشن ]الاثية‪.[29:‬‬
‫أيها السلِّمحوُن‪ ،‬تعارف كثي منم الناس‪ ،‬علِّىَ أن يتخمذوا منم رمضان‪ ،‬شهرا للِّتاخي والكحسل‪ ،‬والتخمفف‬
‫منم الد ف العمحل‪ ،‬مع أن رمضان ف تاريخ السلم‪ ،‬شهر جد واجتهاد‪ ،‬بل هوُ شهر بطوُلت وأماد‪،‬‬
‫بطوُلت وأماد بكحل ألوُانا وأناطها‪ ،‬بطوُلة الصراع ف اليدان‪ ،‬بي الكحفر والسلم‪ ،‬وبطوُلة اليقي‬
‫واليإان‪ ،‬وبطوُلة التأب علِّىَ الشهوُات‪ ،‬وبطوُلة التفع عنم خسيس اللِّذات‪ .‬ولرمضان منم كل هذه‬
‫البَطوُلت‪ ،‬حظه الوُافر‪ ،‬ف الاضي والاضر‪ ،‬منم تاريخ المة السلمية‪.‬‬
‫رمضان شهر مبَارك يلِّمحح فيه السلِّم عدة خصال‪ ،‬فهوُ شهر القرآْن إنُزال ومدارسة‪ ،‬شهر القرآْن يوُم‬
‫يلِّقىَ جبيل ي علِّيه السلم ي رسوُل ال فيدارسه القرآْن‪ ،‬شهر القرآْن‪ ،‬وما أدراك ما شهر القرآْن؟!ا إن‬
‫النُسان بل قران‪ ،‬كالياة بل ماء ول هوُاء‪ ،‬بل إن الفلس‪ ،‬متحقق ف حسه ونُفسه‪ ،‬ذلك أن القرآْن‪،‬‬
‫ذذ‬ ‫ذذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫ي إشلل شخشسادرا‬ ‫ي شولش يشذزيرد اللظالمح ش‬ ‫هوُ الدواء والشفاء شونُرينشيلزرل مشنم الهرقهرءان شما رهشوُ ششفاء شوشرهحش ة لهلِّرمحهؤمن ش‬
‫]السراء‪ .[82:‬قرهل رهشوُ لذلِّلذذيشنم ءاشمنروُاه رهددىً شوذششفاء شوالذذيشنم لش ييرهؤذمرنوُشن ذف ءاشذاذنذهم شوقهيةر شورهشوُ شعلِّشهيذههم شعدمحىَ‬
‫]فصلِّت‪.[44:‬‬

‫‪576‬‬
‫شفاء القلِّوُب وشفاء البدان‪ ،‬فكحلِّمحا ضاقت أمام الرء مسالك الياة وشعابا‪ ،‬وافتقد الرائد عند الية‪،‬‬
‫والنوُر عند الظلِّمحة‪ ،‬وجد القرآْن خي اللِّجأ‪ ،‬ل يإل حديثه‪ ،‬وترداده يزداد به تمحل وباء‪ ،‬وجد ف القرآْن‬
‫صاذلا ذ‬ ‫اللِّجأ والعتصم إذلن هاشذا الهرقرءاشن يذهذدىً لذلِّلذت ذهىَ أشقهيوُم وييبَلشر الهمحؤذمنذ ذ‬
‫ت أشلن شلرهم‬ ‫ي الذيشنم يشيهعشمحرلِّوُشن ال ل ش‬ ‫ش ش ر ش رش ر ر ه ش‬ ‫ه ه‬ ‫ش‬
‫أشهجدرا شكبَذديا ]السراء‪.[9:‬‬
‫كان بعض السلِّف‪ ،‬يتم ف رمضان‪ ،‬ف كل ثلث ليال‪ ،‬وبعضهم ف سبَع‪ ،‬وبعضهم ف عشر‪ .‬وكان‬
‫للِّشافعي ي رحه ال ي‪ ،‬ستوُن ختمحة يقرؤها ف غي الصلة‪ ،‬وكذا عنم أب حنيفة ي رحه ال ي‪ ،‬وكان مالك ي‬
‫رحه ال ي‪ ،‬إذا دخل رمضان‪ ،‬أقبَل علِّىَ تلوة القرآْن‪ ،‬وترك قراءة الديث‪ ،‬وإنا ورد النهي عنم النب عنم‬
‫قراءة القرآْن ف أقل منم ثلث‪ ،‬علِّىَ الداومة علِّىَ ذلك‪ ،‬فأما ف الوقات الفضلِّة كشهر رمضان‪،‬‬
‫فيستحب الكثار فيها منم تلوة القرآْن‪ ،‬وهذا قوُل المام أحد وإسحاق‪ ،‬وغيها منم الئمحة‪.‬‬
‫هذا الشهر البَارك‪ ،‬شهر القرآْن‪ ،‬يشد الناس إل الدينم‪ ،‬يذكرهم بق ال‪ ،‬تشم رائحة الدينم ف كل‬
‫ملِّس تلِّس فيه‪ ،‬تس بإقبَال الناس علِّىَ كتاب ال‪ ،‬يقرؤونُه‪ ،‬ويسمحعوُنُه‪ ،‬ويتدبرون آْياته‪ ،‬إنُه يرفع ف‬
‫نُفوُس الناس درجة الستعداد‪ ،‬لتغيي ما ف النفس‪ ،‬حت يغي ال ما بم إذلن اللِّلهش لش ييرشغيليرر شما بذشقهوُتم شحلت‬
‫ييرشغيليررواه شما بذأشنُرفذسذههم ]الرعد‪.[11:‬‬
‫يشعرهم القرآْن بضرورة هذا الدينم لم‪ ،‬كضرورة الاء والوُاء‪ ،‬وإن كل أمة تمحل أمر دينها وتعطل كلِّمحة‬
‫ال ف متمحعها‪ ،‬فإنا تمحل أعظم طاقاتا‪ ،‬وتعطل أسبَاب فلحها ف الدنُيا والخرة‪ ،‬وكل أمة يفقد‬
‫التدينم ف متمحعها‪ ،‬تضطرب أموُرها‪ ،‬ويإوُج بعضها ف بعض‪ ،‬ويقلِّب ال عزها ذل‪ ،‬وأمنها خوُفا‪،‬‬
‫وإحكحامها فوُضىَ‪.‬‬
‫وشهر رمضان‪ :‬شهر الوُد وسعة العطاء‪ :‬ففي الصحيحي منم حديث ابنم عبَاس ي رضي ال عنهمحا ي‬
‫قال‪)) :‬كان النب أجوُد الناس‪ ،‬وكان أجوُد ما يكحوُن ف رمضان‪ ،‬حي يلِّقاه جبيل فيدارسه القرآْن‪،‬‬
‫وكان جبيل يلِّقاه ف كل ليلِّة منم رمضان‪ ،‬فيدارسه القرآْن‪ ،‬فلِّرسوُل ال حي يلِّقاه جبيل‪ ،‬أجوُد بالي‬
‫منم الريح الرسلِّة(()‪.[1](1‬‬
‫فرسوُل ال أجوُد بن آْدم علِّىَ الطلق‪ ،‬وكان جوُده بمحيع أنُوُاع الوُد‪ ،‬منم بذل العلِّم والال‪ ،‬وبذل‬
‫نُفسه ل ي تعال ي ف إظهار دينه‪ ،‬وهداية عبَاده‪ ،‬وإيصال النفع إليهم بكحل طريق‪ ،‬منم إطعام جائعهم‪،‬‬
‫ووعظ جاهلِّهم‪ ،‬وقضاء حوُائجهم‪ ،‬وتمحل أثقالم‪.‬‬
‫ومنم هنا نُعلِّم أن هذا الشهر البَارك‪ ،‬عوُن للِّمحسلِّم علِّىَ الوُد‪ ،‬فسكحوُن النفس‪ ،‬وخفتها ف الأكل‬
‫والشرب‪ ،‬وكثرة الدارسة للِّقرآْن‪ ،‬الذي يث علِّىَ الكحارم والوُد‪ ،‬كل ذلك له تأثي ف الوُاقع‪.‬‬
‫فالمحع بي الصيام والصدقة‪ ،‬موُجب منم موُجبَات النة قال رسوُل ال ‪)) :‬إن ف النة غرفا‪ ،‬يرىً‬
‫ظهوُرها منم بطوُنا‪ ،‬وبطوُنا منم ظهوُرها(( قالوُا‪ :‬لنم هي يا رسوُل ال؟ قال‪)) :‬لنم طيب الكحلم‪ ،‬وأطعم‬
‫الطعام‪ ،‬وأدام الصيام‪ ،‬وصلِّىَ باللِّيل والناس نُيام(( ]رواه أحد والتمذي والاكم وصححه[)‪.[2](2‬‬

‫‪577‬‬
‫فيا أيها الغنياء ف كل قطر‪ ،‬ويا أيها الثرياء ف كل مصر‪ ،‬إن كان ال ي تعال ي قد تفضل علِّيكحم‬
‫ورزأقكحم منم الطيبَات‪ ،‬وأغناكم عنم الاجة‪ ،‬وصان وجوُهكحم عنم مذلة السؤال‪ ،‬فقد وجب علِّيكحم أن‬
‫دلركحهم شولشذئمنم شكشفهررهت إذلن شعشذاذب لشششذديةد ]إبراهيم‪.[7:‬‬ ‫تشكحروه علِّىَ ما منحكحم لشذئمنم شششكحهررهت لذزأي ش نُ‬
‫اتقوُا ال ف البَؤساء‪ ،‬الذينم أصابتهم الشدائد‪ ،‬والفقراء التاجي‪ ،‬منم أرباب العيال‪.‬‬
‫فمحنم القسوُة أن تنعوُا العوُنُة‪ ،‬وتقبَضوُا أيديكحم شحا وبل‪ ،‬أمنم الرحة أن تكحوُنُوُا ف رغد منم العيش‪،‬‬
‫وسعة منم الرزأق‪ ،‬ومنم أبقت علِّيهم صروف الياة‪ ،‬ف شدة منم الضيق‪ ،‬وأل منم العسار؟ أمنم الروءة‬
‫أن تتمحتعوُا بلبس الزينة‪ ،‬وأخوُكم السلِّم‪ ،‬يرقه حر الصيف‪ ،‬ويقرصه برد الشتاء‪.‬‬
‫إن الغن الذي ل يس بأن علِّيه للِّفقراء حقوُقا وواجبَات‪ ،‬لقاسي القلِّب‪ ،‬خال منم الشفقة‪ ،‬بعيد منم‬
‫ذذ‬ ‫ذ‬
‫ي ]العراف‪)) .[56:‬الراحوُن يرحهم الرحنم‪ ،‬ارحوُا منم ف‬ ‫ب لمشنم الهرمحهحسن ش‬ ‫رحة ال إذلن شرهحش ش‬
‫ت اللِّله قشذري ة‬
‫الرض يرحكحم منم ف السمحاء(( ]أخرجه أبوُ داود والتمذي وقال‪ :‬حسنم صحيح[)‪.[3](3‬‬
‫إن منم الغنياء‪ ،‬منم ل يئمنم لتأل‪ ،‬ول يتوُجع لستصرخ‪ ،‬ول ينم لبَائس‪ ،‬ترد منم العاطفة وحنان‬
‫الخاء‪ ،‬يقع أمامه منم الوُادث‪ ،‬ما يؤل القلِّب ويدمع العي‪ ،‬فل يتأثر ول يلِّي‪ ،‬بل تده كالصخمرة‬
‫الصمحاء‪ ،‬وما علِّم أولئمك أن مالك اللِّك‪ ،‬وخالق اللِّق‪ ،‬قادر علِّىَ أن ينزع عنم الغن لبَاس الغن‪،‬‬
‫ذ‬
‫ك شمنم تشششاء شوشتنذزعر‬ ‫ك تريهؤذتىَ الهرمحهلِّ ش‬‫ك الهمحهلِّ ذ‬
‫ويعطي البَائس الفقي ما يرضيه منم متاع الياة قرذل اللِّلرهلم شمال ش ر‬
‫ك شعشلِّىَ ركلل ششهىَء قشذديةر ]آْل عمحران‪:‬‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫الهمحهلِّ ذ‬
‫ك لمنم تشششاء شوترعتز شمنم تشششاء شوترذتل شمنم تشششاء بذيشدشك ا هشه‬
‫لييرر ذنُإل ش‬ ‫ر ش‬
‫‪.[26‬‬
‫فاتقوُا ال أيها الغنياء‪ ،‬واصنعوُا العروف ف أهلِّه ما استطعتم‪ ،‬وافعلِّوُا الي لعلِّكحم تفلِّحوُن‪ ،‬واعلِّمحوُا أن‬
‫ما يضيعه البَعض منكحم ف الكحمحاليات لكحثي‪ ،‬وقد ينفق ف لظة قصية ما يكحفي البَائس الفقي زأمنا‬
‫طوُيل‪ ،‬فأدخلِّوُا السرور علِّىَ الساكي بالب والحسان‪ ،‬لعل ال أن يرحم المحيع‪ ،‬ويكحشف ما بم منم‬
‫ضيق وشدة‪ ،‬وذل وبلء‪.‬‬
‫عبَاد ال‪ ،‬كمحا أن شهر رمضان‪ ،‬شهر جوُد وإنُفاق‪ ،‬فهوُ كذلك شهر قيام ل ي تبَارك وتعال ي‪ ،‬قال‬
‫رسوُل ال ‪)) :‬منم قام رمضان إيإانُا واحتسابا غفر له ما تقدم منم ذنُبَه(( ]متفق علِّيه[)‪.[4](4‬‬
‫ص ذمهنهر قشذلِّيلد ‪ %‬أشهو ذزأهد شعلِّشهيذه شوشرتلذل ٱلهرقهرءاشن تشيهرذتيلد ‪%‬‬ ‫صشفهر أشذو ٱنُرق ه‬
‫ذ‬
‫يأشييتشها ٱلهرمحلزلمرل ‪ %‬قرذم ٱلهيشل إذلل قشلِّيلد ‪ %‬نُل ه‬
‫ك قشيهوُلد ثشذقيلد ‪ %‬إذلن شنُاذشئمشةش ٱلهيذل ذهشىَ أشششتد شوطهأد شوأشقهيشوُرم ذقيلد ]الزمل‪.[6-1:‬‬ ‫ذ‬
‫ذإلنُا شسنريهلِّقىَ شعلِّشهي ش‬
‫ونُاشئمة اللِّيل هي أوقاته وساعاته‪ .‬والقصوُد‪ ،‬أن قيام اللِّيل هوُ أشد موُاطأة بي القلِّب واللِّسان‪ ،‬وأجع‬
‫علِّىَ التلوة منم قيام النهار؛ لنُه وقت انُتشار الناس‪ ،‬ولغط الصوُات‪ ،‬وأوقات العاش‪.‬‬
‫وكان عمحر بنم الطاب ‪ ،‬قد أمر أب بنم كعب‪ ،‬وتيمحا الداري أن يقوُما بالناس ف شهر رمضان‪ ،‬فكحان‬
‫القارئ يقرأ بالائتي ف ركعة‪ ،‬حت كانُوُا يعتمحدون علِّىَ العصي منم طوُل القيام‪ ،‬وما كانُوُا ينصرفوُن إل‬
‫عند الفجر‪ ،‬وهذا كلِّه عنم رغبَة منهم‪ ،‬وحرصا وعزيإة‪.‬‬

‫‪578‬‬
‫ومنم أم قوُما يستثقلِّوُن الطالة‪ ،‬فلِّيخمفف القراءة علِّىَ ما يتمحلِّه الناس‪ ،‬فقد قال أحد بنم حنبَل رحه ال‬
‫لبَعض أصحابه‪ ،‬وكان يصلِّي بم ف رمضان‪" :‬هؤلء قوُم ضعفىَ‪ ،‬اقرأ خسا‪ ،‬وستا‪ ،‬وسبَعا" يعن منم‬
‫اليات‪.‬‬
‫قال رسوُل ال ‪)) :‬منم قام بعشر آْيات ل يكحتب منم الغافلِّي‪ ،‬ومنم قام بائة آْية كتب منم القانُتي‪،‬‬
‫ومنم قام بألف آْية كتب منم القنطرينم(( والعن‪ :‬يكحتب له قنطار منم الجر‪] .‬رواه أبوُ داود بإسناد‬
‫حسنم[]‪.[5‬‬
‫أيها السلِّمحوُن‪ ،‬هذا شهر رمضان‪ ،‬أتىَ ليكحوُن فتة تأديبَية‪ ،‬تعلِّم الرء كيف يهدأ‪ ،‬وكيف يفف منم‬
‫جاح رغبَاته‪ ،‬وإسراف شهوُاته‪ ،‬فها هي الفطرات تكحوُن منم حوُله‪ ،‬وليس علِّيه منم رقيب أو حسيب‪،‬‬
‫سوُىً خالقه وموُله‪ ،‬الطلِّع علِّىَ الضمحائر والسرائر‪ ،‬قال رسوُل ال ‪)) :‬قال ال ي عز وجل ي‪ :‬كل عمحل‬
‫ابنم آْدم له إل الصوُم فإنُه ل وأنُا أجزي به(( ]رواه البَخماري[]‪.[6‬‬
‫فاتقوُا ال أيها السلِّمحوُن‪ ،‬وأروا ال منم أنُفسكحم ف هذا الشهر البَارك‪ ،‬فإن ل نُفحات‪ ،‬منم حرمها حرم‬
‫خيا كثيدا‪.‬‬
‫اللِّهم اجعل موُاسم اليات لنا مربا ومغنمحا‪ ،‬وأوقات البكات والنفحات لنا إل رحتك طريقا وسلِّمحا‪.‬‬
‫أقوُل قوُل هذا‪ ،‬وأستغفر ال ل ولكحم ولسائر السلِّمحي منم كل ذنُب‪ ،‬فاستغفروه إنُه هوُ الغفوُر الرحيم‪.‬‬
‫‪---------------‬‬
‫]‪ [1‬أخرجه البَخماري ح )‪ ،(6‬ومسلِّم ح )‪.(2308‬‬
‫]‪ [2‬حسنم‪ ،‬مسند أحد )‪ ،(1/156‬سننم التمذي ح )‪ (2527‬وقال‪ :‬حديث غريب‪ .‬مستدرك‬
‫الاكم )‪ 1/80‬ي ‪ (81‬وقال‪ :‬صحيح علِّىَ شرطهمحا‪ .‬ووافقه الذهب‪.‬‬
‫]‪ [3‬صحيح‪ ،‬سننم أب داود ح )‪ ،(4941‬سننم التمذي ح )‪.(1924‬‬
‫]‪ [4‬صحيح البَخماري ح )‪ ،(37‬صحيح مسلِّم ح )‪.(759‬‬
‫]‪ [5‬صحيح سننم أب داود ح )‪.(1398‬‬
‫ضا مسلِّم ح )‪.(1151‬‬ ‫]‪ [6‬صحيح البَخماري ح )‪ ،(5927‬وأخرجه أي د‬
‫الطبَة الثانُية‬
‫المحد ل حدا كثيا طيبَا مبَاركا فيه‪ ،‬كمحا يب ربنا ويرضىَ‪ ،‬وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك‬
‫له‪ ،‬وأشهد أن ممحدا عبَده ورسوُله‪ ،‬صلِّىَ ال وبارك علِّيه وعلِّىَ آْله وصحبَه‪ ،‬ومنم تبَعهم بإحسان إل‬
‫يوُم الدينم‪.‬‬
‫أما بعد‪:‬‬
‫فاتقوُا ال أيها السلِّمحوُن‪ ،‬واعلِّمحوُا كمحا أن لشهر رمضان حوُافز ومرغبَات‪ ،‬فإن هناك مزعجات‬
‫ومنغصات‪ ،‬بدت جلِّية ظاهرة‪ ،‬سبَبَها قصوُر بعض الناس‪ ،‬الذينم يستثقلِّوُن هذا الشهر البَارك‪،‬‬

‫‪579‬‬
‫ويستعظمحوُن مشقته‪ ،‬فهوُ كالضيف الثقيل عندهم‪ ،‬يرتقبَوُن خروجه بفارغ الصب‪ ،‬ويتطلِّعوُن إل انُقضائه‬
‫مشرئبَي‪ ،‬اعتادوا علِّىَ التوُسع ف اللِّذات والشهوُات منم الآكل والشارب‪ ،‬يأكلِّوُن الرطال‪ ،‬ويشربوُن‬
‫السطال‪ ،‬ويناموُن النهار ولوُ طال‪ ،‬أغرقهم طوُفان التسعار]‪ [1‬الادي‪ ،‬فجعلِّهم يطلِّبَوُن ول يعطوُن‪،‬‬
‫ويشتهوُن ول يصبون‪ ،‬ويسنوُن المحع ول يعرفوُن القسمحة‪ ،‬حت حطم فيهم روح الغالبَة والقاومة‪،‬‬
‫تراهم ذئابا ف اللِّيل‪ ،‬جيفا ف النهار‪ ،‬فل عجب أل يد هؤلء منم اللِّذة والراحة‪ ،‬بذا الشهر البَارك‪،‬‬
‫ما يده الؤمنوُن الصادقوُن‪.‬‬
‫ومنغص آْخر منم منغصات الناس ف رمضان‪ ،‬تلِّكحم الركة النشطة‪ ،‬الت تبَثها قنوُات القمحار الرئية‪ ،‬الت‬
‫تنشر الث عاريا‪ ،‬وتلِّق الدينم قبَل أن تلِّق العفاف والياء‪ ،‬جعلِّوُا منم رمضان موُسم طرب وسهر‪،‬‬
‫تبَث فيه الفلم الرخيصة‪ ،‬والدعايات الضلِّلِّة‪ ،‬وإن كان للسلم نُصيب ف تلِّك القنوُات‪ ،‬فهوُ إسلم‬
‫مشوُه الصوُرة‪ ،‬ترىً معه القبَلت واستجداء اللِّحظات‪ ،‬صارت وباء كامل‪ ،‬فاحتلِّت كل مكحان‪،‬‬
‫وجذبت إليها الرشيد والسفيه‪ ،‬والقوُي والفاسد‪ ،‬وبذلك تسر المة ف كل لظة موُاطنا صالا‪ ،‬يضل‬
‫ضللة‪ ،‬يغش با ويدع‪ ،‬ويسرق ويتال‪ ،‬تتعا بذا التف الرئي‪ ،‬والداء الستشري‪ ،‬فل حوُل ول قوُة إل‬
‫بال‪.‬‬

‫ومنغص ثالث منم تلِّك النغصات‪ ،‬الرأة السلِّمحة؛ ما دورها ف رمضان؟ أيكحوُن شغلِّها الشاغل‪ ،‬التفننم‬
‫ف الأكل والشرب؟ ماذا أدت لالقها ف هذا الشهر؟ كيف يطيب لا إن تسامت إل الي‪ ،‬أن تتلِّي‬
‫بأجنب دون مرم؟ كيف يطيب لا أن ترج إل السجد مع سائقها متعطرة متبجة‪ ،‬قد اصطحبَت‬
‫أطفالا ف سذاجة وبلدة‪ ،‬وكأن الصلِّي هي وحدها؟ آْذت وآْنُت‪ ،‬فمحا صلِّت ول صامت‪ ،‬تمحلِّت‬
‫الوُزأر منم حيث أرادت الجر‪ ،‬ربا اعتمحرت فطافت وسعت‪ ،‬ث قصرت فحلِّت إحرامها‪ ،‬خرجت إل‬
‫السوُاق كاشفة الوُجه أو العيني‪ ،‬أثارت كوُامنم الشهوُة بعينيها‪ ،‬فعلِّت بألبَاب الرجال كمحا تفعل‬
‫المحرة بالعقوُل‪ ،‬فهي خراجة ولجة‪ ،‬زأرعت بتبجها دروب الناس ألغاما‪ ،‬طافت بالسوُاق‪ ،‬وسعت بي‬
‫الغادي والرائح‪ ،‬ث قصرت عنم طاعة ال فحلِّت حياءها‪ ،‬فقارنُوُا – رحكحم ال – بي هاتي‬
‫العمحرتي!ا!ا‪.‬‬
‫هذا وصلِّوُا ي رحكحم ال ي علِّىَ خي البية وأفضل البَشرية ممحد بنم عبَد الطلِّب صاحب الوُض‬
‫والشفاعة‪...‬‬
‫]‪ [1‬التسعار‪ :‬شدة الوُع ‪ ،‬وحر النار )لسان العرب ‪ ،‬مادة سعر(‪.‬‬
‫ف وأشعذرض عذنم ا ه ذ ذ‬
‫ذ ذ‬ ‫ذ‬
‫ي(( العراف‪199-‬‬ ‫))رخذ الهشعهفشوُ شوأهرمهر بالهعرهر ش ه ه ش ش‬
‫لاهلِّ ش‬
‫ــــــــ‬
‫شهر رمضان‬

‫‪580‬‬
‫عبَد العزيز بنم عبَد الفتاح قاري‬
‫الدينة النوُرة‬
‫قبَاء‬
‫مامد و أدعيةطبَاعة الطبَة بدون مامد وأدعية‬
‫‪-------------------------‬‬
‫ملِّخمص الطبَة‬
‫"رمضان موُسم عظيم ‪-‬العمحر كلِّه موُسم ‪ -‬مضاعفة الجر ف رمضان أعظم العمحال ‪ :‬الصيام ‪-‬‬
‫القيام ‪ -‬القرآْن ‪ -‬الصدقة ‪ -‬العمحرة "‬
‫‪-------------------------‬‬
‫الطبَة الول‬
‫أما بعد فقد قال ال تعال شهر رمضان الذي أنُزل فيه القرآْن هدىً للِّناس وبينات منم الدىً والفرقان‬
‫فمحنم شهد منكحم الشهر فلِّيصمحه ومنم كان مريضاد أو علِّىَ سفر فعدة منم أيام أخر يريد ال بكحم اليسر‬
‫ول يريد بكحم العسر ولتكحمحلِّوُا العدة ولتكحبوا ال علِّىَ ما هداكم ولعلِّكحم تشكحرون ]البَقرة‪ .[185:‬هذا‬
‫الشهر البَارك موُسم عظيم للِّخمي والبكة والعبَادة والطاعة والؤمنم الصادق كل الشهوُر عنده موُاسم‬
‫للِّعبَادة والعمحر كلِّه عنده موُسم للِّطاعة ‪ ,‬ولكحنه ف شهر رمضان تتضاعف هته للِّخمي وينشط قلِّبَه‬
‫للِّعبَادة أكثر ويقبَل علِّىَ ربه سبَحانُه وتعال ‪ ,‬وربنا الكحري منم جوُده وكرمه تفضل علِّي الؤمني‬
‫الصائمحي فضاعف لم الثوُبة ف هذا الوُقف الكحري واجزل لم العطاء والكحافئمة علِّىَ صال العمحال ‪,‬‬
‫واعلِّمحوُا أيها الؤمنوُن الصائمحوُن أن منم أعظم العمحال ف هذا الشهر الكحري الصيام نُفسه ففي‬
‫الصحيحي عنم أب سعيد الدري أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال )) منم صام يوُماد ف سبَيل ال‬
‫باعد ال وجهه عنم النار سبَعي خريفاد (()‪ .[1](1‬أي سبَعي سنة ‪ ,‬فإذا كان صيام يوُم واحد يبَاعد‬
‫العبَد عنم النار سبَعي سنة فمحا بالك بصيام شهر رمضان كلِّه ‪ ,‬والصيام طريق إل النة وباب منم‬
‫أبوُابا فعنم سهل بنم سعد الساعدي رضىَ ال عنه أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال )) إن للِّجنة باباد‬
‫يقال له الريان يدخل منه الصائمحوُن ول يدخل منه أحد غيهم (()‪ ,[2](2‬والصيام مثل القرآْن يشفعان‬
‫للِّعبَد يوُم القيامة فعنم عبَد ال بنم عمحرو بنم العاصا رضىَ ال عنهمحا أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال‬
‫)) الصيام والقرآْن يشفعان للِّعبَد يوُم القيامة يقوُل الصيام أي رب منعته الشراب والطعام ف النهار‬
‫فشفعن فيه ويقوُل القرآْن منعته النوُم باللِّيل فشفعن فيه‪ ,‬قال‪ :‬صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يشفعان أي‬
‫فيشفعان (()‪.[3](3‬‬
‫و صيام شهر رمضان خصوُصاد يإحوُ الذنُوُب ويكحفر السيئمات ففي الصحيحي منم حديث أب هريرة‬
‫رضىَ ال عنه قال ‪ ,‬قال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم )) منم صام رمضان إيإانُاد واحتساباد غفر له ما‬

‫‪581‬‬
‫تقدم منم ذنُبَه (()‪ ,[4](4‬وف صحيح مسلِّم عنم أب هريرة أيضاد أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال‬
‫)) الصلِّوُات المحس والمحعة إل المحعة ورمضان إل رمضان مكحفرات ما بينهنم ما اجتنب الكحبَائر (()‬
‫‪ [5](5‬فدل هذا الديث علِّىَ أن الراد تكحفي ما سوُىً الكحبَائر منم الذنُوُب أما الكحبَائر فل يإحوُها إل‬
‫التوُبة الصادقة‪ ,‬واعلِّمحوُا أن منم أجل العمحال أيضاد وأعظمحها ف هذا الوُسم العظيم القيام أو صلة‬
‫اللِّيل سوُاء كان مع المام ف صلة التاويح أو كان القيام ف البَيت منفرداد وحده ف أخر اللِّيل وهذه‬
‫أفضل منم تلِّك كمحا قال عمحر الفاروق رضىَ ال عنه‪ " :‬والت يناموُن عنها أفضل منم الت يقوُموُن " ‪,‬‬
‫قال ال تعال لنبَيه ومصطفاه يأيها الزمل قم اللِّيل إل قلِّيلد نُصفه أو انُقص منه قلِّيلد أو زأد علِّيه ورتل‬
‫القرآْن ترتيلد ]الزمل‪ ,[4-1:‬وقال سيدنُا الصطفىَ صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أمراد أو نُادباد أمته إل قيام‬
‫اللِّيل )) يا أيها الناس أفشوُا السلم وأطعمحوُا الطعام وصلِّوُا والناس نُيام تدخلِّوُا النة بسلم (()‪,[6](6‬‬
‫وقال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ف قيام شهر رمضان علِّىَ وجه الصوُصا )) منم قام رمضان إيإانُاد واحتساباد‬
‫غفر له ما تقدم منم ذنُبَه (()‪ ,[7](7‬وقال عنم القيام مع المام ف صلة التاويح علِّىَ وجه الصوُصا‬
‫أيضاد )) منم قام مع المام حت ينصرف كتب له قيام ليلِّة (()‪ [8](8‬منم قام مع المام حت ينصرف‬
‫أي ينتهي منم صلته كتب له قيام ليلِّة كأنا قام تلِّك اللِّيلِّة كلِّها ف الفضل والجر والثوُاب ‪ ,‬ولقد‬
‫صلِّىَ سيدنُا رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم صلة التاويح بأصحابه ولكحنه ل يزد علِّي إحدىً عشر‬
‫ركعة وصلها الصحابة بعده ف عهد الصديق إحدىً عشرة ركعة وكذلك ف أول عهد الفاروق عمحر ث‬
‫صلِّوُها إحدىً وعشرينم وف رواية ثلث وعشرينم فدل ذلك علِّىَ أن كلد سنة وعلِّىَ أن هذا المر فيه‬
‫سعة‪.‬‬
‫و اعلِّمحوُا أيها الؤمنوُن الصائمحوُن أن منم أجل العمحال وأعظمحها أيضاد ف هذا الوُسم الكحري قراءة كتاب‬
‫ال عز وجل وتلوته آْنُاء اللِّيل وأطراف النهار فهذا شهر القرآْن شهر رمضان الذي أنُزل فيه القرآْن ‪,‬‬
‫وكان سيدنُا رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم إذا دخل هذا الشهر الكحري شر وأيقظ أهلِّه وكان يلِّتقي فيه‬
‫بأمي وحي رب العالي جبيل يدارسه القرآْن ويعرض علِّيه القرآْن ‪ ,‬وقال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم )) منم‬
‫قرأ حرفاد منم كتاب ال فلِّه به حسنة والسنة بعشر أمثالا ل أقوُل أل حرف ولكحنم ألف حرف ولم‬
‫حرف وميم حرف (()‪ ,[9](9‬والقرآْن كمحا سبَق أن ذكرنُا يشفع لصاحبَه يوُم القيامة ف الصحيح أن‬
‫النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم وصف البَقرة وآْل عمحران بالزهراوينم وقال )) إنمحا يأتيان يوُم القيامة كأنمحا‬
‫غمحامتان أو غيايتان ياجان عنم صاحبَهمحا (()‪ [10](10‬أي عنم الذي يفظهمحا ويقرأ بمحا دائمحاد‬
‫يأتيان يذبان عنه ويدافعان وياجان عنه يوُم القيامة ‪ ,‬وكذلك روي عنه صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أن سوُرة‬
‫اللِّك‪ :‬تبَارك الذي بيده اللِّك تذب عنم صاحبَها ف القب منم يفظها ويقرأ با تذب عنه وتدافع عنه‬
‫عذاب القب)‪ .[11](11‬فعلِّيكحم بذا الكحتاب العظيم اقرؤوا كتاب ال عز وجل واتلِّوُه آْنُاء اللِّيل‬

‫‪582‬‬
‫وأطراف النهار فإن منم أراد أن يناجي ربه فلِّيقرأ هذا القرآْن العظيم فإنُه كلم ال ولقد يسرنُا القرآْن‬
‫للِّذكر فهل منم مدكر ]القمحر‪.[40-32:‬‬
‫بارك ال ل ولكحم ف القرآْن العظيم ونُفعن وإياكم با فيه منم اليات والذكر الكحيم أقوُل هذا وأستغفر‬
‫ال ل ولكحم فاستغفروه إنُه هوُ الغفوُر الرحيم ‪.‬‬

‫‪-------------------------‬‬
‫الطبَة الثانُية‬
‫المحد ل رب العالي والعاقبَة للِّمحتقي وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له وأشهد أن ممحدا‬
‫عبَده ورسوُله اللِّهم صلِّىَ وسلِّم وبارك علِّيه وعلِّىَ آْله وأصحابه أجعي ‪.‬‬
‫أما بعد فاعلِّمحوُا أن منم أجل العمحال أيضاد وأعظمحها وخاصة ف هذا الوُسم العظيم البَذل والنُفاق‬
‫علِّي الهل والعيال والرحام والصدقة علِّي الفقراء والساكي والتاجي فهذا الشهر شهر البَذل‬
‫والنُفاق والوُد والكحرم وكان سيدنُا رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أكرم الناس وأعظمحهم جوُداد وكرماد‬
‫وبذلد وسخماءد وإنُفاقاد يعطي عطاء منم ل يشىَ الفقر قط وقد أعطىَ رجل منم أصحابه ما بي جبَلِّي‬
‫منم الاشية)‪ [1](12‬وكان صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم إذا جاء هذا الشهر الكحري يكحوُن أعظم ما يكحوُن جوُداد‬
‫وكرماد يصي مثل الريح الرسلِّة كمحا قال عبَد ال بنم عبَاس رضىَ ال عنهمحا)‪ , [2](13‬والصدقة منم‬
‫أعظم أبوُاب الب قال سيدنُا رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم )) والصدقة برهان (()‪ [3](14‬أي دليل‬
‫علِّىَ صدق إيإان العبَد لنُه بذلك يكحوُن قد تغلِّب علِّي الطبَيعة الغروسة ف النُسان وهي الشح‪ :‬ومنم‬
‫يوُق شح نُفسه فأولئمك هم الفلِّحوُن ]الشر‪ ,[9:‬وقد أمرنُا رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم بالكثار‬
‫منم الصدقة فقال‪ )) :‬أيها الناس تصدقوُا (( وقال‪ )) :‬اتقوُا النار ولوُ بشق ترة (( وأمر النساء علِّىَ وجه‬
‫الصوُصا بالكثار منم الصدقة فقال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪ )) :‬تصدقنم فإن رأيتكحنم أكثر أهل النار ((‪.‬‬
‫واعلِّمحوُا أيضاد أن منم أعظم العمحال صدقة السر الصدقة الت تنفقها بيمحينك فل تعلِّم شالك ما أنُفقت‬
‫يإينك مبَالغة ف السر بيث تكحوُن أبعد عنم الرياء والسمحعة هذه الصدقة تطفئ غضب الرب كمحا أخب‬
‫بذلك الصطفىَ صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم فقال‪ )) :‬صنائع العروف تقي مصارع السوُء وصدقة السر تطفئ‬
‫غضب الرب وصلِّة الرحم تزيد ف العمحر ((‪ ,‬أما الصدقة العلِّنة ف الرائد وأعمحال الي الت يطبَلِّوُن لا‬
‫ويزمرون مع وصف صاحبَها بخمتلِّف الوصاف " السنم الكحبَي " " صاحب أعمحال الي " فلن وفلن‬
‫هذه صدقة الرياء والسمحعة تذهب هبَاء منثوُراد ل تنفع صاحبَها عند ال عز وجل‪ ,‬ل تطفئ غضب‬
‫الرب بل ربا تزيد غضبَه عز وجل‪.‬‬
‫و اعلِّمحوُا أيها الؤمنوُن الصائمحوُن أن منم أعظم العمحال وأجلِّها ف هذا الوُسم الكحري العمحرة إل بيت‬
‫ال الرام فإنا تعدل حجة مع النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ففي الصحيحي عنم ابنم عبَاس رضي ال‬

‫‪583‬‬
‫عنهمحا أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪ )) :‬لا رجع منم حجة الوُداع قال لمرأة منم النُصار يقال لا أم‬
‫سنان ‪ :‬ما منعك أن تجي معنا؟ فقالت‪ :‬أبوُ فلن تعن زأوجها أبوُ فلن له نُاضحان حجه علِّىَ أحدها‬
‫والخر نُسقي علِّيه‪ .‬فقال لا صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪ :‬فإذا جاء رمضان فاعتمحري فإن عمحرة فيه تعدل‬
‫حجة معي (()‪ .[4](15‬صدق رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪.‬‬
‫اللِّهم إنُا نُسألك أن تعيننا علِّىَ صيام هذا الشهر الكحري وعلِّىَ قيام هذا الشهر الكحري وعلِّىَ الطاعة‬
‫والعبَادة فيه ‪ .‬أن تعيننا فيه وف غيه علِّىَ ذكرك وشكحرك وحسنم عبَادتك وعلِّىَ تلوة كلمك العظيم‬
‫آْنُاء اللِّيل وأطراف النهار ونُسألك أن تتقبَل منا ذلك كلِّه يا كري يا رحيم ‪.‬‬
‫يا بنم آْدم أحبَب ما شئمت فإنُك مفارقه واعمحل ما شئمت فإنُك ملقيه وكنم كمحا شئمت فكحمحا تدينم تدان‬
‫ث صلِّوُا علِّىَ خات النبَيي وإمام الرسلِّي فقد أمركم ال بذلك ف كتابه البَي فقال عز منم قائل إن ال‬
‫وملئكحته يصلِّوُن علِّىَ النب يا أيها الذينم آْمنوُا صلِّوُا علِّيه وسلِّمحوُا تسلِّيمحا ]الحزاب‪ .[56:‬وقال صلِّىَ‬
‫ال علِّيه وسلِّم‪)) :‬منم صلِّىَ علِّي واحدة صلِّىَ ال با علِّيه عشرا(()‪ .[5](16‬اللِّهم صل وبارك علِّىَ‬
‫ممحد وعلِّىَ آْل ممحد كمحا صلِّيت وباركت علِّىَ إبراهيم وعلِّىَ آْل إبراهيم إنُك حيد ميد وارض اللِّهم‬
‫عنم الربعة اللِّفاء الئمحة النفاء أب بكحر الصديق وعمحر الفاروق و ذي النوُرينم عثمحان وأب السبَطي‬
‫علِّي وعنم آْل بيت نُبَيك الطيبَي الطاهرينم وعنم أزأواجه أمهات الؤمني وعنم الصحابة أجعي وعنم‬
‫التابعي ومنم تبَعهم بإحسان إل يوُم الدينم وعنا معهم بنك وكرمك وعفوُك وإحسانُك يا أرحم‬
‫الراحي‪.‬‬

‫__________‬
‫)‪ (1‬صحيح البَخماري )‪ (2840‬صحيح مسلِّم )‪.(1153‬‬
‫)‪ (2‬صحيح البَخماري )‪ (1896‬صحيح مسلِّم )‪.(1152‬‬
‫)‪ (3‬مسند أحد )‪.(2/174‬‬
‫)‪ (4‬صحيح البَخماري )‪ (1901‬صحيح البَخماري )‪ (760‬منم أب هريرة رضي ال عنه ‪.‬‬
‫)‪ (5‬صحيح مسلِّم )‪.(233‬‬
‫)‪ (6‬سننم التمذي )‪ (2485‬وقال ‪ :‬حديث صحيح ‪ ،‬سننم ابنم ماجة )‪ (1334‬عنم عبَد ال بنم‬
‫سلم رضي ال عنه‪.‬‬
‫)‪ (7‬صحيح البَخماري )‪ (2009‬صحيح مسلِّم )‪ (759‬عنم أب هريرة رضي ال عنه‪.‬‬
‫)‪ (8‬سننم التمذي )‪ (806‬وقال ‪ :‬حسنم صحيح ‪ ،‬سننم النسائي )‪ (1605‬سننم ابنم ماجة )‬
‫‪ (1327‬عنم أب ذر رضي ال عنه‪.‬‬
‫)‪ (9‬سننم التمذي )‪ (2910‬وقال ‪ :‬حسنم صحيح غريب‪ .‬عنم عبَد ال بنم مسعوُد رضي ال عنه‪.‬‬

‫‪584‬‬
‫)‪ [10 (10‬صحيح مسلِّم )‪ (804‬عنم أب أمامة البَاهلِّي رضي ال عنه‪.‬‬
‫)‪ [11 (11‬سننم التمذي )‪ (2890‬عنم ابنم عبَاس ‪ ،‬وقال ‪ :‬حديث حسنم غريب‪.‬‬
‫)‪ (12‬صحيح مسلِّم )‪ (2312‬عنم أنُس بنم مالك رضي ال عنه‪.‬‬
‫)‪ (13‬صحيح البَخماري )‪ ،(1902‬صحيح مسلِّم )‪.(2308‬‬
‫)‪ (14‬صحيح مسلِّم )‪ (223‬عنم أب مالك الشعري رضي ال عنه‪.‬‬
‫)‪ (15‬صحيح البَخماري )‪ ، (1863‬صحيح مسلِّم )‪.(1256‬‬
‫)‪ (16‬صحيح مسلِّم )‪ (408‬عنم أب هريرة رضي ال عنه‪.‬‬
‫ـــــــــ‬
‫وداع رمضان‬
‫عبَد العزيز بنم عبَد الفتاح قاري‬
‫الدينة النوُرة‬
‫‪5/10/1411‬‬
‫قبَاء‬
‫مامد و أدعيةطبَاعة الطبَة بدون مامد وأدعية‬
‫‪-------------------------‬‬
‫ملِّخمص الطبَة‬
‫درس منم وداع رمضان ‪ -‬دوام انُفتاح أبوُاب الي ‪ -‬أنُوُاع منم نُوُافل الصيام ‪ -‬القيام بعد رمضان ‪-‬‬
‫أهية السننم الرواتب‬
‫‪-------------------------‬‬
‫الطبَة الول‬
‫أما بعد قال ال تعال قل بفضل ال وبرحته فبَذلك فلِّيفرحوُا هوُ خي ما يمحعوُن ]يوُنُس‪.[58:‬‬
‫إن منم أعظم نُعم ال تعال علِّىَ عبَاده الؤمني توُفيقهم للِّطاعات وفعل اليات منم صيام وقيام وقراءة‬
‫للِّقرآْن وصدقة وغي ذلك ومنم أعظم هذه النعم أن يبَلِّغهم شهر رمضان ذلك الوُسم العظيم الافل‬
‫بالبكات والدىً والنوُر والفرقان‪ ,‬ذلك الوُسم العظيم الذىً تفتح فيه أبوُاب النان وتغلِّق فيه أبوُاب‬
‫النيان‪ ,‬ول فيه عتقاء منم النيان نُسأل ال أن يعلِّنا منهم‪ .‬كان أصحاب رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه‬
‫وسلِّم يسألوُن ال تعال ستة أشهر أن يبَلِّغهم شهر رمضان‪ ,‬فإذا ما بلِّغوُه وصاموُه وأحيوُا ليلِّه حت أتوُه‬
‫سألوُا ال تعال ستة أشهر أن يتقبَلِّه منهم‪.‬‬
‫نُسأل ال الكحري رب العرش العظيم أن يتقبَل منا أجعي ويتوُب علِّينا أجعي وأن يبَلِّغنا رمضان سنوُات‬
‫كثية عديدة عامرة بطاعته سبَحانُه مزدهرة بعبَادته‪.‬‬

‫‪585‬‬
‫أيها الؤمنوُن‪ :‬هذا هوُ رمضان ول وانُصرم كأنا هوُ طيف عابر مر ول نُشعر فيه بضي الزمان ول بكحلر‬
‫اللِّيال واليام‪ .‬هكحذا العمحر يإر بنا وننم ل نُشعر‪ ,‬يكحوُن بعضنا غارقاد ف شهوُاته حت يغزو الشيب‬
‫مفرقيه نُظي أجل متوُم قد يل بساحته‪ ,‬قد يل الجل والغافل ل يستقر بعد للِّرحيل‪ ,‬فإذا حانُت‬
‫ساعة اليعاد‪ ,‬فلت حي مناصا‪ ,‬يمحل الغافل علِّىَ العوُاد ويدس بي اللاد والذنُب كثي والعمحل‬
‫قلِّيل وحينئمذ ل ينفعه أي عض علِّىَ أصبَع الندم ول أن يهتف وينادي يا ليتن أرد فأعمحل غي الذىً‬
‫كنت أعمحل‪ ,‬فالعمحر فرصة ل تنح للنُسان إل مرة واحدة‪ ,‬فإذا ما ذهبَت هذه الفرصة وولت فهيهات‬
‫أن تعوُد‪.‬‬
‫فاغتنم أيها الؤمنم هذه الفرصة قبَل أن توُت‪ ,‬فإن أبوُاب الي مفتحه أمامك ف رمضان وغي رمضان‪,‬‬
‫أبوُاب الي والطاعات والعبَاده مفتحه أمامك ف رمضان وف غي رمضان‪.‬‬
‫فالصيام مثلد ليس قاصرا علِّىَ شهر رمضان‪ ,‬فقد سنم لنا سيدنُا رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم صيام‬
‫ست أيام منم شوُال فقال‪)) :‬منم صام رمضان ث أتبَعه ستاد منم شوُال فكحأنا صام الدهر كلِّه(()‪[1](1‬‬
‫وسنم لنا أيضا صيام ثلثة أيام منم كل شهر‪)) :‬ثلث منم كل شهر ورمضان إل رمضان فهذا صيام‬
‫الدهر كلِّه(()‪ [2](2‬رواه مسلِّم‪.‬‬
‫والفضل أن يصوُم اليام البَيض وهي الثالث عشر والرابع عشر والامس عشر منم كل شهر لديث‬
‫أب ذر الغفاري رضي ال عنه عنم أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال له‪)) :‬يا أبا ذر إذا صمحت ثلثة‬
‫منم كل شهر فصم الثالث عشر والرابع عشر والامس عشر(()‪ [3](3‬رواه أحد والنسائي‪.‬‬
‫وسنم لنا أيضا صيام يوُم عرفة وأخبنُا بأنُه يكحفر السنة الاضية والبَاقية‪ ,‬وصيام يوُم عاشوُراء وأخبنُا أنُه‬
‫يكحفر السنة الاضية‪ ,‬وسنم لنا صيام الثني منم كل أسبَوُع وقال إنُه يوُم ولدت فيه وفيه أنُزل علِّي‪.‬‬
‫وعنم أب هريرة رضي ال عنه أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم سئمل عنم أفضل الصيام بعد رمضان فقال‪:‬‬
‫))أفضل صيام بعد رمضان صيام شهر ال الرم(()‪ [4](4‬وف الصحيحي عنم أم الؤمني عائشة رضي‬
‫ال عنها أن النب كان يتحرىً صيام الثني والمحيس‪.‬‬
‫وعنم أب هريرة رضي ال عنه أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال‪)) :‬تعرض العمحال يوُم الثني والمحيس‬
‫وأحب أن يعرض عمحلِّىَ وأنُا صائم(()‪.[5](5‬‬
‫وعنم أم الؤمني عائشة رضىَ ال عنها قالت‪)) :‬ما أكمحل رسوُل ال شهراد قط إل شهر رمضان وما‬
‫رأيته أكثرصياماد منه ف شعبَان(()‪ [6](6‬فالمحد ال رب العالي ذلك الصيام‪ ,‬وهوُ منم أعظم‬
‫العبَادات‪ ,‬أبوُابه مفتحه مشروعة ف كل الشهوُر طوُال السنة‪ ,‬فاغتنم الفرصه أيها الؤمنم‪ ,‬فإن منم‬
‫صفات الؤمني والؤمنات أنم صوُاموُن قوُاموُن قلِّيل منم اللِّيل ما يهجعوُن وبالسحار هم يستغفرون‬
‫]الذاريات‪ .[17:‬فصلِّتهم بربم عز وجل الذىً يبَهم ويبَوُنُه‪ ,‬صلِّتهم ل تنقطع أبدا‪ ,‬فهم دائمحا وف‬
‫كل حي يذكرونُه سبَحانُه وتعال ويناجوُنُه أما ذلك الذي ليعرف ربه إل ف رمضان‪ ,‬فإذا ما خرج منم‬

‫‪586‬‬
‫رمضان‪ ,‬أعرض عنم ربه ونُسي ذكره‪ ,‬ذلك ف حبَه لربه شك وارتياب‪ ,‬هذا ليس منم شأن الب أنُه ل‬
‫يذكر حبَيبَه إل شهرا واحدا ف السنة‪.‬‬
‫فاتقوُا ال أيها الؤمنوُن واعمحروا أيامكحم وشهوُركم عمحركم كلِّه بذكر ال عز وجل ومناجاته وعبَادته‪.‬‬
‫اللِّهم إنُا نُسألك حبَك وحب منم يبَك وحب رسوُلك وحب منم يب رسوُلك وحب عمحل يقربنا‬
‫إليك‪.‬‬
‫اللِّهم إنُا نُسألك موُجبَات رحتك وعزائم مغفرتك ونُعوُذ بك منم سخمطك والنار‪.‬‬
‫بارك ال ل ولكحم ف القرآْن العظيم ونُفعن وإياكم با فيه منم اليات والذكر الكحيم أقوُل هذا وأستغفر‬
‫ال ل ولكحم فاستغفروه إنُه هوُ الغفوُر الرحيم‪.‬‬

‫‪-------------------------‬‬
‫الطبَة الثانُية‬
‫المحد ل رب العلِّمحي والعاقبَة للِّمحتقي وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له وأشهد أن ممحدا‬
‫عبَده ورسوُله‪ ،‬أما بعد فإن منم بركات شهر رمضان قيام اللِّيل ولكحنه أيضا ليس خاصا برمضان‪ ,‬فربنا عز‬
‫وجل كمحا أخبنُا النب ينزل ف كل ليلِّة منم ليال السنة إل السمحاء الدنُيا إذا بقي ثلِّث اللِّيل الخر‬
‫فيقوُل‪)) :‬هل منم تائب فأتوُب علِّيه‪ ,‬هل منم مستغفر فأغفر له‪ ,‬هل منم سائل فأعطيه سؤله(()‪[1](7‬‬
‫ولذلك سنم لنا النب القيام والصلة ف هذا الوُقت اللِّيل البَارك‪.‬‬
‫وصلة اللِّيل مثن مثن أي ركعتي ركعتي‪ ,‬يصلِّي الؤمنم ما تيسر له‪ ,‬وبا تيسر له منم القرآْن حت إذا‬
‫خشي أن يدركه الصبَح صلِّىَ واحدة توُتر له صلته‪.‬‬
‫لقد حثنا ربنا علِّىَ التقرب إليه بذه النافلِّة وبثلِّها منم النوُافل صيام أو صلة أو صدقة أو غي ذلك‪.‬‬
‫فقال تعال ف الديث القدسي‪)) :‬ما تقرب إل عبَدي بشيء أحب إل ما افتضته علِّيه(( أداء‬
‫الفرائض أول ث قال‪)) :‬ومازأال يتقرب إل عبَدي بالنوُافل حت أحبَه(( لزأال الؤمنم يتزلف إل ربه با‬
‫تيسر له منم نُوُافل منم صيام وصلة وصدقة وقراءة للِّقرآْن وغي ذلك حت يوُزأ علِّىَ تلِّك الدرجة‬
‫العظيمحة أن يبَه ال عز وجل وهذه الدرجة معناها وميزتا النوُر‪ ,‬إن منم أحبَه ال يإتل نُوُرا كمحا امتل‬
‫قلِّبَه بنوُر اليإان‪ ,‬فإن النوُر يفيض علِّىَ جوُارحه كلِّها‪ )) :‬فإذا أحبَبَته كنت سعه الذي يسمحع به‪,‬‬
‫وبصره الذي يبَصر به‪ ,‬ويده الت يبَطش با ورجلِّه الت يإشىَ علِّيها‪ ,‬ولئمنم سألن لعطينه‪ ,‬ولئمنم‬
‫استعاذن لعيذنُه(()‪.[2](8‬‬
‫وحثنا سيدنُا رسوُل ال علِّىَ صلة اللِّيل علِّىَ وجه الصوُصا فقال‪)) :‬أيها الناس أفشوُا السلم وأطعمحوُا‬
‫الطعام وصلِّوُا والناس نُيام تدخلِّوُا النة بسلم(()‪ [3](9‬ولكحنم منم ل يقدر علِّىَ صلة اللِّيل وقيامه‬
‫فعلِّيه أن يافظ علِّىَ هذه السننم الرواتب التابعة للِّفرائض وهي اثنتا عشرة ركعة‪ ,‬قبَل الظهر أربع وبعده‬

‫‪587‬‬
‫ركعتان‪ ,‬وبعد الغرب ركعتان‪ ,‬وبعد العشاء ركعتان‪ ,‬وقبَل صلة الفجر ركعتان‪ ,‬قال الرسوُل ‪)) :‬ما منم‬
‫مسلِّم يصلِّي ل تعال كل يوُم اثنتا عشرة ركعة تطوُعا غي الفريضة إل بن ال له بيتا ف النة(()‪](10‬‬
‫‪.[4‬‬
‫واعلِّمحوُا أيها الؤمنوُن أن أداء النوُافل‪ ,‬أداؤها ف البَيوُت أفضل منم السجد وذلك لنُه بالصلة وقراءة‬
‫القرآْن تعمحر البَيوُت وتزدهر وتفر منها الشياطي وأما بدون ذلك فإن البَيوُت تظلِّم وتصبَح قبَوُرا وتتلِّئ‬
‫بالشياطي‪.‬‬
‫قال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪)) :‬ل تعلِّوُا بيوُتكحم قبَوُرا‪ ,‬صلِّوُا ف بيوُتكحم(()‪ ،[5](11‬وقال‪)) :‬صلة الرء‬
‫ف بيته أفضل منم صلته ف مسجدي هذا إل الكحتوُبة(()‪.[6](12‬‬
‫فاتقوُا ال أيها الؤمنوُن واغتنمحوُا العمحر‪ ,‬اعمحروا أيامكحم وعمحركم كلِّه بطاعة ال‪.‬‬
‫أما بعد‪ :‬فإن خي الكحلم كلم ال وخي الدي هديه صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم وشر الموُر مدثاتا وكل‬
‫مدثة بدعة وكل بدعة ضللة وكل ضللة ف النار‪.‬‬
‫وعلِّيكحم أيها السلِّمحوُن بالمحاعة فإن يد ال علِّىَ المحاعة ومنم شذ شذ ف النار واعلِّمحوُا أن المحاعة هي‬
‫التمحسك بالكحتاب والسنة وبنهجه الصحابة الكحرام رضوُان ال علِّيهم أجعي‪.‬‬
‫يا ابنم آْدم أحبَب ما شئمت فإنُك مفارقه واعمحل ما شئمت فإنُك ملقيه وكنم كمحا شئمت فكحمحا تدينم‬
‫تدان ث صلِّوُا علِّىَ خات النبَيي وإمام الرسلِّي فقد أمركم ال بذلك ف كتابه البَي فقال عز منم قائل‪:‬‬
‫إن ال وملئكحته يصلِّوُن علِّىَ النب يا أيها الذينم آْمنوُا صلِّوُا علِّيه وسلِّمحوُا تسلِّيمحا ]الحزاب‪ .[56:‬وقال‬
‫صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪)) :‬منم صلِّىَ علِّي واحدة صلِّىَ ال با علِّيه عشرا(()‪ [7](13‬اللِّهم صل وبارك‬
‫علِّىَ ممحد وعلِّىَ آْل ممحد كمحا صلِّيت وباركت علِّىَ إبراهيم وعلِّىَ آْل إبراهيم انُك حيد ميد وارض‬
‫اللِّهم عنم الربعة اللِّفاء الئمحة النفاء أب بكحر الصديق وعمحر الفاروق وذي النوُرينم عثمحان وأب‬
‫السبَطي علِّي وعنم آْل بيت نُبَيك الطيبَي الطاهرينم وعنم أزأواجه أمهات الؤمني وعنم الصحابة أجعي‬
‫وعنم التابعي ومنم تبَعهم بإحسان إل يوُم الدينم وعنا معهم بنك وكرمك وعفوُك وإحسانُك يا أرحم‬
‫الراحي‪.‬‬

‫__________‬
‫)‪ (1‬مسلِّم‪ :‬كتاب الصيام )‪.(1164‬‬
‫)‪ (2‬مسلِّم‪ :‬كتاب الصيام )‪.(1162‬‬
‫)‪ (3‬التمذي‪ :‬كتاب الصيام )‪.(761‬‬
‫)‪ (4‬مسلِّم‪ :‬كتاب الصيام )‪.(1163‬‬
‫)‪ (5‬النسائي‪ :‬ف الصيام )‪.(2358‬‬

‫‪588‬‬
‫)‪ (6‬أخرجه النسائي بنحوُه ف الصيام )‪.(2354‬‬
‫)‪ (7‬البَخماري‪ :‬التهجد )‪.(1094‬‬
‫)‪ (8‬البَخماري‪ :‬الرقاق )‪.(6136‬‬
‫)‪ (9‬ابنم ماجة‪ :‬أبوُاب إقامة الصلة )‪.(1334‬‬
‫)‪ (10‬رواه مسلِّم‪ :‬كتاب صلة السافرينم )‪.(103‬‬
‫)‪ (11‬أخرجه أحد )‪.(2/367‬‬
‫)‪ (12‬أخرجه أبوُ داود ف الصلة )‪.(1044‬‬
‫)‪ (13‬صحيح مسلِّم )‪.(408‬‬
‫يييييييي‬
‫نعمة رمضان‬
‫منصوُر الغامدي‬
‫الطائف‬
‫‪1/9/1420‬‬
‫أبوُ بكحر الصديق‬
‫مامد و أدعيةطبَاعة الطبَة بدون مامد وأدعية‬
‫‪-------------------------‬‬
‫ملِّخمص الطبَة‬
‫مشاعر السلِّمحي عند استقبَال شهر رمضان ‪ -‬فضل شهر رمضان ‪ -‬بعض الطاعات الطلِّوُبة ف شهر‬
‫رمضان ‪ :‬التوُبة ‪,‬الدعاء ‪,‬النُفاق ‪,‬العمحرة ‪,‬القيام ‪ -‬أصناف الناس ف رمضان‬
‫‪-------------------------‬‬
‫الطبَة الول‬
‫أما بعد‪:‬‬
‫فيا أيها الؤمنوُن‪ ،‬كم هي مشاعر الفرحة والغبَطة الت تغمحر السلِّمحي ف أناء الرض كلِّها‪ ،‬تالط‬
‫قلِّوُبم وهم يتقبَوُن دخوُل هذا الشهر الكحري‪ ،‬شهر رمضان الكحري الذي أنُزل فيه القرآْن‪ ،‬لعلِّمحهم أنُه‬
‫يمحل بي جنبَاته سعة رحة ال ومغفرته ورضوُانُه قال ‪)) :‬إذا جاء رمضان فتحت أبوُاب النة وغلِّقت‬
‫أبوُاب النار‪ ،‬وصفرت الشياطي(()‪ ،[1](1‬وفيه ليلِّة القدر خي منم ألف شهر‪ ،‬قال ي تعال ي‪ :‬ذإلنُا أشنُشزلهشناهر‬
‫ف ششههتر تشينشيلزرل الهشمحشلئذشكحةر شوالترورح ذفيشها بذذإهذذن‬
‫خيير منم أشله ذ‬ ‫ذ ذ‬
‫ف شهلييلِّشة الهشقهدذر شوشما أشهدشراشك شما شهلييلِّشةر الهشقهدذر شهلييلِّشةر الهشقهدذر ش ه ة ل ه‬
‫شرلذبم لمنم ركلل أشهمتر‪.‬‬

‫‪589‬‬
‫إن رمضان انُبَثاقة فجر جديد للِّعال‪ ،‬إنُه تشرف أن يكحوُن فيه تبَديد ظلم الشكحر والضلل الذي خيم‬
‫علِّىَ الرض قرونُا‪ ،‬بنزول القرآْن فيه‪ ،‬والصيام فيه يرب العبَد علِّىَ التطلِّع إل دار الخرة‪ ،‬فهوُ يتك‬
‫طعامه وشرابه وشهوُته انُتظارا للِّجزاء السنم يوُم القيامة‪.‬‬
‫والصيام استسلم وعبَوُدية ل‪ ،‬فالعبَد يأتر بأمر ربه ف موُاعيد المساك‪ ،‬وموُاعيد الكل والشرب‪ ،‬ل‬
‫يتقلدم عنها ول يتأخر‪ .‬والصوُم تربية للِّمحجتمحع علِّىَ التلحم والشعوُر باجة الخرينم‪.‬‬
‫أيها السلِّمحوُن‪ ،‬إن منم رحة ال ي تبَارك وتعال ي أن أخشرنُا لبَلِّوُغ هذا الشهر‪ ،‬وأمهلِّنا فلِّم يتخملطفنا الوُت‬
‫كمحا تلطف أنُاساد غينُا‪ ،‬ولوُ تألملِّنا قلِّيلد ف حال بعض أقربائنا أو جيانُنا أو أصحابنا ف ساعة ما‪،‬‬
‫فكحم هي نُعمحة أن يبَللِّغنا ربنا هذا الشهر الكحري‪ ،‬ومهنم يدري هل سوُف نُبَلِّغه العام القادم أم ل؟ شوشما‬
‫ت إذلن اللِّلهش شعشلِّيةم شخبَذةي‪.‬‬ ‫ىً أشهر ت‬ ‫تشهدذرىً نُشيهفس لماشذا تشهكحذسب شغداد وما تشهدذرىً نُشيهف ذ‬
‫ض شرتوُ ر‬ ‫س بأش ل‬‫ة‬ ‫شش‬ ‫ر‬ ‫ة‬
‫إنُك ي أخي الكحري ي ترىً ف هذا الشهر صنفاد مسارعاد إل طاعةال‪ ،‬لقد حنلوُا ف مسيهم الدنُيا إل ال‬
‫العلِّي الكحبَي‪ ،‬فكحللِّمحا تذكروا ما أعلد ال للِّصائمحي منم عظيم الجر قالوُا‪:‬‬
‫يا حبَذا النة واقتابا ……طيبَة وبارةد شرابا‬
‫إنُك تراهم يمحلِّوُن همحاد عالية ف الي‪ ،‬وهمحاد ف الحسان إل الناس‪ ،‬وهمحاد ف الب والعروف‪ ،‬لقد‬
‫استعد أهل الدنُيا لستقبَال هذا الشهر الكحري‪ ،‬فكحيف استعدوا هم له وب يستقبَلِّوُنُه‪ ،‬ومنم أعمحالم فيه‬
‫التوُبة والستغفار‪ ،‬فرمضان فرصة عظيمحة وساحة واسعة للِّتفكحي الصادق ف العوُدة إل ال ي تعال ي‪،‬‬
‫وترك أكل الرام وشهادة الزور‪ ،‬والتوُبة الصادقة منم الظلِّم والغيبَة والنمحيمحة‪ ،‬وقد قال ال ي تعال ي‪ :‬شورتوُبروُاه‬
‫جيعاد أشيتهش الهرمحهؤذمرنوُشن لششعلِّلركحهم تريهفلِّذرحوُشن‪.‬‬‫إذشل اللِّلذه شذ‬
‫فإن ل نُبَت ف رمضان فلِّيت شعري مت نُتوُب؟ ول ي سبَحانُه ي ف كل ليلِّة منم رمضان عتقاء منم النار‪.‬‬
‫ب شدهعشوُشة اللداذع إذشذا شدشعاذن فشيهلِّيشهستشذجيبَروُاه‬ ‫ثانُيا‪ :‬الدعاء‪ :‬قال ي تعال ي‪ :‬وإذشذا سأشلشك ذعبَاذدي عن فشذإن قشذري ذ‬
‫ب أرجي ر‬ ‫ش ش ش ش شل ل ة‬
‫ذل شوهليريهؤذمنروُاه ذب لششعلِّلرههم يشيهررشردوشن وقال ‪)) :‬لكحل مسلِّم دعوُة مستجابة يدعوُ با ف رمضان(()‪،[2](2‬‬
‫وعلِّىَ السلِّم أن يتخمي أوقات ف أدبار الصلِّوُات الكحتوُبات‪ ،‬وما بي الذان والقامة‪ ،‬وف الساعة‬
‫الخية منم يوُم المحعة‪ ،‬وعند دخوُل المام إل أن تنقضي صلة المحعة‪ ،‬وعند إفطار الصائم وغيها‪.‬‬
‫صرفت إل رب النُام مطالب……ووجهت وجهي نوُه وقالب‬
‫إل اللِّك العلِّىَ الذي ليس فوُقه …ملِّيك يرجىَ شيبَه وف التاعب‬
‫فمحا زأال يوُلين المحيل تلِّطفا ……ويدفع عن ف صدور النوُائب‬
‫إذا أغلِّق الملك دون قصوُرهم ……وننه عنم غشيانم زأجر حاجب‬
‫فزعت إل باب الهيمحنم طارقا ……مدل أنُادي باسه غي هائب‬
‫فلِّم أنُف حجابا ول أخش منعة ……ولوُ كان سؤل فوُق هام الكحوُاكب‬
‫كري يلِّب عبَده كلِّمحا دعا……نارا وليل ف الدجىَ والغياهب‬

‫‪590‬‬
‫سأسلِّه ما شئمت إن يإينه ……تسح رفاقا باللِّهىَ والرغائب‬
‫ثالثا‪ :‬النُفاق‪:‬‬
‫النفقة منم أسبَاب القرب منم ال ي تعال ي ودخوُل النة أو سارعوُا إل مغفرة قال ‪)) :‬ما نُقصت صدقة‬
‫منم مال‪ ،‬وما زأاد ال عبَدا بعفوُ إل عزا‪ ،‬وما توُاضع أحد ل إل رفعه(()‪ ،[3](3‬وإنا لفرصة ثينة أن‬
‫ينال العبَد الجر العظيم‪ ،‬بصدقة ل تنقص ماله‪ ،‬وقال ‪)) :‬صنائع العروف تقي مصارع السوُء‪ ،‬وصدقة‬
‫السر تطفئ غضب الرب‪ ،‬وصلِّة الرحم تزيد ف العمحر(()‪.[4](4‬‬
‫رابعا‪ :‬العمحرة‪ :‬قال ‪)) :‬العمحرة إل العمحرة كفارة لا بينهمحا‪ ،‬والجه البور ليس له جزاء إل النة(()‪[5](5‬‬
‫وهذا الفضل العظيم للِّعمحرة عام ف كل حي وأما ف رمضان فإن فضلِّها يتضاعف‪ ،‬فقد قال لمرأة منم‬
‫النُصار‪)) :‬فإذا جاء رمضان فاعتمحري‪ ،‬فإن عمحرة فيه تعدل حجة‪ ،‬أو قال‪ :‬حجة معي(()‪.[6](6‬‬
‫بارك ال ل ولكحم‪...‬‬

‫‪-------------------------‬‬
‫الطبَة الثانُية‬
‫المحد ل رب العالي‪ ،‬والصلة والسلم علِّىَ عبَده ورسوُله ممحد وآْله وصحبَه‪.‬‬
‫أما بعد‪:‬‬
‫فمحنم أعمحالم الصالة الوُفقة كذلكحم‪:‬‬
‫خامسا‪ :‬القيام‪ ،‬كمحا أن شهر رمضان شهر الصيام‪ ،‬فهوُ كذلك شهر القيام قال ي تعال ي‪ :‬قرذم الهيشل إذلل‬
‫ل‪.‬‬‫ص ذمهنهر قشذلِّيلد أشهو ذزأهد شعلِّشهيذه شوشرتلذل الهرقهرءاشن تشيهرذتي د‬
‫صشفهر أشذو انُرق ه‬
‫ذ‬
‫قشلِّيلد نُل ه‬
‫وقال ي تعال ي ف صفة عبَاده السني‪ :‬شكانُروُاه قشذلِّيلد لمنم الهيذل شما يشيههشجرعوُشن شوذبالشهسشحاذر رههم يشهستشيهغذفرروشن‪.‬‬
‫وقل ‪)) :‬منم قام رمضان إيإانُا وإحتسابا غفر له ما تقدم منم ذنُبَه(()‪ ،[1](7‬وكانُوُا ل يقتصرون علِّىَ‬
‫هذه العمحال بل كل شيء يقربم إل النة ويبَاعدهم عنم النار‪ .‬جعلِّنا ال وإياكم منم هذه الصنف منم‬
‫الناس الذي عرف حقيقة الوُقت وعمحل لا بعد الوُت‪ ،‬وهناك صنفان منم الناس‪ ،‬ل يتكحيف مع رمضان‬
‫كمحا ينبَغي بل كان واقعه متلِّفا عنم هدي السلِّف الصال ولعلِّي أقص علِّيك طرفا منها‪:‬‬
‫فمحنهم منم يغلِّق ماري البتسامة علِّىَ شفتيه‪ ،‬فمحا تراه إل معبَس الوُجه مقطب البَي‪ ،‬وإن حصل بينه‬
‫وبي إنُسان اخر شيء منم اللف‪ ،‬سعت السب والشتم ورفع الصوُت‪ ،‬أو يكحوُن ناره إفطارا علِّىَ‬
‫لوُم إخوُانُه السلِّمحي وتتبَعاد لعوُراتم‪ ،‬بل ل يكحاد يسلِّم منه السلِّم الذي يصلِّي بوُاره ف السجد‪.‬‬
‫ونُقوُل لذا الصنفان منم الناس رويدك فمحا هكحذا يكحوُن خلِّق الصائم‪ ،‬وما هكحذا يقضي يوُمه‪.‬‬
‫ومنهم منم يعل شهر رمضان شهر النوُم والكحسل والبَطالة‪ ،‬فيقضي جل ناره نُائمحا وربا تد البَعض ل‬
‫يستيقظ إل قبَيل الغرب بلِّحظات‪ ،‬وقد فاتته صلة الظهر والعصر‪.‬‬

‫‪591‬‬
‫ومنهم منم يإضي ليلِّه أمام أجهزة الفساد إل قبَيل الفجر عند نُزول الرب إل السمحاء الدنُيا‪ ،‬فهوُ يطيع‬
‫ال ف النهار ويعصيه ف اللِّيل‪.‬‬
‫ومنهنم منم تقض ليال رمضان ف التجوُل ف السوُاق وأمام نُوُافذ الشاغل‪ ،‬وف أماكنم أخرىً‪ ،‬وربا‬
‫خرجنم بدون مرم‪ ،‬أو متبجات سافرات‪ ،‬فيجعنم مأزأورات غي مأجوُرات‪.‬‬
‫عجيب هذا الصنف منم الناس‪ ،‬كيف ل يقدروا هذا الشهر حق قدره ول يستشعروا حديث النب ‪:‬‬
‫))أتن جبيل فقال‪ :‬يا ممحد منم أدرك رمضان فلِّم يغفر له فأبعده ال‪ ،‬فقلِّت‪ :‬آْمي‪ ،‬قال‪ :‬ومنم أدرك‬
‫والديه أو أحدها فدخل النار فأبعده ال‪ ،‬فقلِّت‪ :‬آْمي‪ ،‬قال‪ :‬ومنم ذكرت عنده فلِّم يصل علِّيك فأبعده‬
‫ال فقلِّت‪ :‬آْمي(()‪.[2](8‬‬
‫فنسأل ال ي عز وجل ي ف هذه الساعة البَاركة أن ل يعلِّنا منهم ننم ول أهلِّوُنُا‪.‬‬
‫إن هؤلء القوُم يشىَ علِّيهم ينتهي أن رمضان وقد حرموُا خيا عظيمحا‪ ،‬اللِّهم ل تعل حظنا منم صيامنا‬
‫الوُع والعطش‪ ،‬ول منم قيامنا النصب والتعب‪.‬‬
‫أل وصلِّوُا وسلِّمحوُا‪...‬‬

‫__________‬
‫)‪ (1‬أخرجه البَخماري ‪ :‬كتاب الصوُم ‪ -‬باب هل يقال رمضان أو شهر رمضان؟‪ ...‬حديث )‬
‫‪ ، (1899‬ومسلِّم ‪ :‬كتاب الصيام ‪ -‬باب فضل شهر رمضان ‪ ،‬حديث )‪.(1079‬‬
‫)‪ (2‬قال اليثمحي ف المحع )‪ :(3/143‬عنم أب سعيد قال ‪ :‬قال رسوُل ال ‪)) :‬إن ل تبَارك وتعال‬
‫عتقاء ف كل يوُم وليلِّة ‪ -‬يعن ف رمضان ‪ -‬وإن لكحل مسلِّم ف كل يوُم وليلِّة دعوُة مستجابة((‪ .‬رواه‬
‫البَزار وفيه أبان بنم أب عياش ‪ ،‬وهوُ ضعيف‪ .‬اهي‪ .‬قلِّت‪ :‬ل أجده ف الطبَوُع منم مسند البَزار ن وقال‬
‫ابنم حجر ف أبان ‪ :‬متوك ‪ ،‬التقريب )صا ‪ ، (87‬فإسناده ضعيف‪ .‬وأخرج أحد )‪ (2/254‬عنم أب‬
‫هريرة أو عنم أب سعيد ‪ -‬شك العمحش ‪ -‬قال ‪ :‬قال رسوُل ال ‪)) :‬إن ل عتقاء ف كل يوُم وليلِّة ‪،‬‬
‫لكحل عبَد منهم دعوُة مستجابة(( قال اليثمحي ف المحع )‪ : (10/216‬ورجاله رجال الصحيح‪.‬‬
‫وصححه اللبَان ف صحيح الامع )‪.(2165‬‬
‫)‪ (3‬أخرجه مسلِّم ف صحيحه ‪ :‬كتاب الب والصلِّة ‪ -‬باب استحبَاب العفوُ والتوُاضع ‪ ،‬حديث )‬
‫‪.(2588‬‬
‫)‪ (4‬أخرجه الطبان ف الكحبَي )‪ ، (8014‬قال اليثمحي ف المحع )‪ : (3/115‬إسناده حسنم ‪،‬‬
‫وصححه اللبَان ف الصحيحة )‪.(1908‬‬
‫)‪ (5‬أخرجه مسلِّم ‪ :‬كتاب الجه ‪ -‬باب فضل الجه والعمحرة ويوُم عرفة ‪ ،‬حديث )‪.(1349‬‬

‫‪592‬‬
‫)‪ (6‬أخرجه البَخماري ‪ :‬كتاب العمحرة ‪ -‬باب عمحرة ف رمضان ‪ ،‬حديث )‪ ، (1782‬وكتاب جزاء‬
‫الصيد ‪ -‬باب حجه النساء ‪ ،‬حديث )‪ ، (1863‬ومسلِّم ‪ :‬كتاب الجه ‪ -‬باب فضل العمحرة ف رمضان‬
‫‪ ،‬حديث )‪.(1256‬‬
‫)‪ (7‬أخرجه البَخماري ‪ :‬كتاب اليإان ‪ -‬باب تطوُع قيام رمضان منم اليإان ‪ ،‬حديث )‪ ، (37‬ومسلِّم‬
‫‪ :‬كتاب صلة السافرينم ‪ -‬باب التغيب ف قيام رمضان ‪ ،‬حديث )‪.(759‬‬
‫)‪ (8‬أخرجه الطبان )‪ ، (2022‬وابنم حبَان ‪ :‬كتاب الب والحسان ‪ -‬باب حق الوُالدينم ‪ ،‬حديث )‬
‫‪ ، (409‬قال اليثمحي ف المحع )‪ :(8/139‬رواه الطبان بأسانُيد ‪ ،‬وأحدها حسنم‪ .‬وانُظر كلم مقق‬
‫صحيح ابنم حبَان ‪ ،‬وصححه اللبَان ف صحيح الامع )‪ ، (75‬فالديث صحيح بجمحوُع طرقه‪.‬‬
‫ـــــــــ‬
‫خإتام شهر رمضان‬
‫عبَد العزيز بنم عبَد الفتاح قاري‬
‫الدينة النوُرة‬
‫قبَاء‬
‫مامد و أدعيةطبَاعة الطبَة بدون مامد وأدعية‬
‫‪-------------------------‬‬
‫ملِّخمص الطبَة‬
‫‪ -1‬المحة العالية بعد رمضان علمة قبَوُله ‪ -2‬دعوُة للِّمحداومة علِّىَ الطاعة ف سائر الشهوُر ‪ -3‬صيام‬
‫ت منم شوُال ‪ -4‬صيام النافلِّة وأفضلِّه صيام داود ‪ -5‬أحكحام خاصة بصيام الرأة ‪ -6‬دعوُة‬ ‫اللس ذ‬
‫للِّمحداومة علِّىَ قراءة القرآْن ‪ -7‬مقدار زأكاة الفطر وأحكحامها ‪ -8‬سننم صلة العيد‬
‫‪-------------------------‬‬
‫الطبَة الول‬
‫أما بعد‪ :‬فهذا شهر رمضان هذا الشهر الكحري الذي أظلِّنا بظلِّه الوُافر البَارك‪ ،‬قد آْذن بالرحيل وأعلِّنم‬
‫الفراق‪ ،‬فسلِّوُا ال تعال أن يعلِّه فراقا إل تلقي‪ ،‬وأن يعيده علِّينا وعلِّيكحم باليمحنم والبكة وأن يعلِّنا منم‬
‫عتقاء رمضان‪ ،‬ومنم القبَوُلي الفائزينم عند توُزأيع الوُائز يوُم الدينم‪ ،‬اللِّهم تقبَل منا طاعتنا أجعي‪ ،‬تقبَل‬
‫منا صلتنا وقيامنا وصيامنا وقراءتنا يا كري يا غفوُر يا رحيم‪.‬‬
‫ث اعلِّمحوُا أيها الصائمحوُن أن منم علمات القبَوُل ف هذا الشهر الكحري أن تد نُفسك أيها السلِّم بعد‬
‫رمضان وهتك متوُاصلِّة بالطاعة ورغبَتك مستمحرة ف العبَادة‪.‬‬
‫ومنم علمات الذلن والعياذ بال أن تفت النفس بعد رمضان تفت النفس عنم الطاعة بعد رمضان‬
‫وتنصرف عنم العبَادة وتعوُد إل ما كانُت تقتفه منم أنُوُاع العاصي‪ ،‬العمحر ليس رمضان والزمان أوسع‬

‫‪593‬‬
‫منم رمضان والساب مستمحر ف رمضان وغي رمضان والثوُاب والعقاب علِّىَ رمضان وشوُال وشعبَان‪،‬‬
‫والسؤال آْت عنم عمحرك كلِّه فيم أتمحته وكيف قضيته‪ ،‬عنم أب برزأة السلِّمحي رضي ال عنه قال قال‬
‫رسوُل ال ‪)) :‬ل تزول قدما عبَد‪ ،‬وف رواية ل تزول قدما عبَد يوُم القيامة حت ريسأل عنم عمحره فيم‬
‫أفناه وعنم علِّمحه فيم فعل وعنم ماله منم أينم اكتسبَه وفيم أنُفقه وعنم جسمحه فيم أبله(()‪.[1](1‬‬
‫فيا أيها السلِّم ل يكحنم آْخر عهدك بالصيام وقراءة القرآْن وغيها منم العبَادات هوُ رمضان‪ ،‬واعلِّم أن‬
‫سيدنُا رسوُل ال قد نُدبك إل الستمحرار ف الطاعة والعبَادة‪ .‬اجعل عمحرك كلِّه عبَادة وعبَوُدية ل‬
‫الوُاحد القهار‪ ،‬سبَحانُه وتعال نُدبك رسوُل ال إل صيام ست منم شوُال يبَدأ منم اليوُم التال بعد العيد‬
‫قال رسوُل ال ‪)) :‬منم صام رمضان ث أتبَعه سدتا منم شوُال فكحأنا صام الدهر كلِّه(()‪ ،[2](2‬ث بعد‬
‫ذلك تي لنفسك أيها السلِّم ما تطيقه وتتمحلِّه منم صيام التطوُع‪ ،‬فالي كثي وأبوُاب الي كثية طوُال‬
‫العام بل طوُال عمحرك كلِّه فهناك ثلثة أيام منم كل شهر كان سيدنُا رسوُل ال ل يدع صيامهنم أبددا‬
‫والفضل أن يكحنم اليام البَيض)‪ [3](3‬منم كل شهر الثالث عشر ويوُمان بعده‪ ،‬وهناك يوُم الثني‬
‫والمحيس منم كل أسبَوُع فعنم أسامة بنم زأيد رضي ال عنه قال كان رسوُل ال يصوُم يوُم الثني ويوُم‬
‫المحيس فرسئمل عنم ذلك فقال‪)) :‬إن أعمحال الناس رتعرض علِّىَ ال يوُم الثني ويوُم المحيس ورأحب أن‬
‫ريعرض عمحلِّي علِّىَ رب وأنُا صائم (()‪.[4](4‬‬
‫وأفضل صوُم التطوُع أن تصوُم يوُدما وتفطر يوُدما إذا كنت تطيق ذلك‪ .‬قال رسوُل ال ‪)) :‬أفضل الصيام‬
‫صيام داود كان يصوُم يوُدما ويفطر يوُدما(()‪.[5](5‬‬
‫وقال عبَد ال بنم عمحرو بنم العاصا رضي ال عنه فأن أطيق أكثر منم ذلك‪.‬‬
‫قال رسوُل ال لعبَد ال بنم عمحرو‪)) :‬ل أكثر منم ذلك(()‪ [6](6‬متفق علِّيه‪.‬‬
‫فأفضل الصيام إذا تطوُعت هوُ هذا الصيام أن تصوُم يوُدما وتفطر يوُدما‪ ،‬وريكحره بل ريقال يرم أن توُاصل‬
‫الصيام ولوُ كنت تطيق ذلك‪ ،‬وحث رسوُل ال علِّىَ صيام أيام معينة منم السنة كيوُم عرفة حث غي)‬
‫‪ [7](7‬الاج علِّىَ صيامه‪ ،‬وأخب أن صيام يوُم عرفة يكحفر السنة الت قبَلِّه)‪ [8](8‬والسنة الت بعدها‪.‬‬
‫ويوُم التاسع والعاشر منم مرم حث رسوُل ال علِّىَ صيامهمحا وأخبنُا بأن صيامهمحا يكحفر السنة الت‬
‫قبَلِّه‪.‬‬
‫فهذه أيام معينة منم السنة حثنا رسوُل ال علِّىَ صيامها وأخبنُا بذه النقبَة العظيمحة ف ذلك‪ ،‬واعلِّم أيها‬
‫السلِّم أن صوُم يوُمي العيدينم مرم‪ ،‬يوُم عيد الفطر ويوُم عيد الضحىَ حرم ال صيامهمحا)‪،[9](9‬‬
‫وحرم ال صيام يوُم الشك وهوُ آْخر يوُم منم شعبَان‪ ،‬وحرم ال علِّىَ الرأة أن تصوُم إل بإذن زأوجها‪،‬‬
‫وإذا ل يأذن زأوجها ل يكحوُن لا الصوُم تطوُدعا أو إذا علِّمحت أنُه كاره لقوُل رسوُل ال ‪)) :‬ل يل لمرأة‬
‫أن تصوُم وزأوجها شاهد إل بإذنُه(()‪[10](10‬متفق علِّيه‪.‬‬

‫‪594‬‬
‫ول يصح صيام الائض والنفساء فإن صامتا ف رمضان فلِّم يزئهمحا وعلِّيهمحا القضاء وكذلك الريض‬
‫الذي يشىَ علِّىَ نُفسه منم الصيام يرم علِّيه الصيام تطوُدعا أو غي تطوُع لقوُل ال تعال‪ :‬ول تقتلِّوُا‬
‫أنُفسكحم إن ال كان بكحم رحيدمحا ]النساء‪.[29:‬‬
‫أيها السلِّم هذا القرآْن الكحري كلم ال تعال ل تتخمذه طوُال العام مهجوُدرا ول يكحنم آْخر عهدك به‬
‫رمضان‪ ،‬فأنُت إذا تلِّوُت القرآْن الكحري فأنُت تناجي ربك وتادثه لن هذا القرآْن كلم ال تعال فكحيف‬
‫تعرض عنه وكيف تجره اقرأ هذا القرآْن إن استطعت كل سبَع لياتل مرة وهذا هوُ الوُرد العظم‬
‫والفضل‪ ،‬ورد النب ‪ ،‬فإن ل تستطع فاقرأه كل شهر مرة‪ ،‬فإن ل تستطع فاقرأ كل يوُم ما تيسر لك منم‬
‫القرآْن واقرأ القرآْن ف بيتك واجهر به وارفع به صوُتك فذلك طرد للِّشيطان منم البَيت‪.‬‬
‫ث اعلِّمحوُا أيها السلِّمحوُن أن رسوُل ال علِّينا زأكاة الفطر علِّىَ الناس علِّىَ الذكر والنُثىَ والصغي والكحبَي‪،‬‬
‫صادعا منم طعام أي صادعا منم قمحح أو صادعا منم تر أو صادعا زأبيب‪ ،‬أو صادعا منم شعي أو صادعا منم‬
‫أقط‪ ،‬فهذه)‪[11](11‬الزكاة مفروضة علِّىَ كل قادر علِّىَ إخراجها كل مسلِّم فضل عنه شيء منم‬
‫قوُت يوُمه أو قوُت عياله علِّيه أن يرج هذه الزكاة عنم نُفسه وعنم منم يعوُلم‪ ،‬والصاع يساوي هذا اليوُم‬
‫ثلثة آْلف وثانائة غرام وقيل ألفي وسبَعمحائة وواحد وخسي غرام‪.‬‬
‫فخمذ اليطة لدينك وأخرج هذه الصدقة‪ ،‬واعلِّم أن وقت خروجها يبَدأ منم غروب شس ليلِّة العيد‬
‫وينتهي بانُتهاء صلة العيد‪ ،‬فمحنم أخرجها إل ما بعد ذلك فهي صدقة منم الصدقات كمحا قال ولكحنها‬
‫ل تسقط عنه ويلِّزمها إخراجها‪ ،‬ويوُزأ تعجيل هذه الزكاة قبَل يوُم العيد بيوُم أو يوُمي‪ ،‬ولكحنم ل يوُزأ‬
‫تعجيلِّها أكثر منم ذلك لن القصوُد با كمحا أخبنُا إغناء الفقراء عنم السألة يوُم العيد‪ ،‬هذا هوُ‬
‫القصوُد منم هذه الصدقة أو منم أهم مقاصد هذه الصدقة قال عبَد ال بنم عبَاس)‪ [12](12‬رضي ال‬
‫عنهمحا فرض رسوُل ال زأكاة الفطر طهرة للِّصائم ث منم اللِّغوُ والرفث وفعلِّة للِّمحساكي‪.‬‬
‫ث اعلِّمحوُا أيها السلِّمحوُن أن منم سننم رسوُل ال يوُم العيد أن ترج إل صلة العيد ماشديا إن استطعت‬
‫وإن ذهبَت راكدبَا فل حرج‪.‬‬
‫ومنم سنته أن تعوُد منم غي الطريق الت سلِّكحتها ف الذهاب وإن عدت منم نُفس الطريق فل حرج‪ ،‬ومنم‬
‫سنته)‪ [13](13‬أن تفطر فجر يوُم العيد قبَل الصلة‪ ،‬قبَل أن تغدو إل الصلة تأكل ثلث ترات‬
‫فأكثر‪ ،‬فقد كان ل يغدو)‪ [14](14‬يوُم الفطر إل صلة العيد حت يأكل ترات وتدرا‪.‬‬
‫ومنم سنته يوُم العيد أن تغتسل قبَل)‪ [15](15‬صلة العيد وتتطيب وتلِّبَس أحسنم)‪ [16](16‬ثيابك‬
‫وتذهب إل صلة العيد ف أحسنم هيئمة وتكحثر منم التكحبَي‪.‬‬
‫هذه هي سننم رسوُل ال ف شأن يوُم العيد أعاده ال علِّينا جيدعا باليمحنم والبكات نُسأله تعال أن ييينا‬
‫أجعي علِّىَ طاعته‪ ،‬اللِّهم تقبَل منا إنُك أنُت السمحيع العلِّيم وتب علِّينا إنُك أنُت التوُاب الرحيم‪ ،‬اللِّهم‬
‫اجعلِّنا منم القبَوُلي الرحوُمي وف هذا الشهر الكحري منم الفائزينم الغاني أجعي يا أرحم الراحي‪.‬‬

‫‪595‬‬
‫‪-------------------------‬‬
‫الطبَة الثانُية‬
‫ل ترد‪.‬‬
‫__________‬
‫)‪ (1‬أخرجه التمذي )‪ (4/612‬والدارمي )‪ (145-1/144‬وابوُ نُعيم ف اللِّية )‪.(10/232‬‬
‫)‪ (2‬أخرجه مسلِّم ف صحيحه )‪ (13‬باب استحبَاب صوُم ستة أيام منم شوُال اتبَاعاد لرمضان )‬
‫‪ (2/822‬رقم )‪.(1164‬‬
‫)‪ (3‬أخرجه ف البَخماري ف صحيحه ف كتاب الصوُم )‪ (59‬صيام أيام البَيض ثلث عشرة وأربع عشرة‬
‫وخس عشرة )‪.(2/699‬‬
‫)‪ (4‬أخرجه أحد ف مسنده )‪ (5/201‬والنسائي ف سننه )‪ (4/202‬ومسنده حسنم‪.‬‬
‫)‪ (5‬أخرجه البَخماري ف صحيحه ف كتاب )‪ (25‬التهجد )‪ (7‬باب منم نُام عند السحر )‪.(1/380‬‬
‫)‪ (6‬أخرجه البَخماري ف صحيحه ف كتاب الصوُم‪ ،‬باب صوُم الدهر )‪ (2/697‬ومسلِّم يف صحيحه‬
‫ف كتاب الصيام )‪ (35‬باب النهي عنم صوُم الدهر )‪. (2/812‬‬
‫)‪ (7‬أخرجه أحد )‪2/304‬و ‪ (446‬وابوُ داود )‪ (1/741‬برقم )‪ (2440‬والنسائي ف الكحبىً )‬
‫‪.(2/155‬‬
‫)‪ (8‬أخرجه مسلِّم ف صحيحه ف كتاب الصيام )‪ (36‬باب استحبَاب صيام ثلثة أيام منم كل شهر‪،‬‬
‫وصوُم يوُم عرفة وعاشوُراء والثني والمحيس )‪ (819-2/818‬برقم )‪.(1162‬‬
‫)‪ (9‬أخرجه البَخماري ف صحيحه ف الصوُم )‪ (65‬باب صوُم يوُم الفطر )‪.(2/702‬‬
‫)‪ [10 (10‬أخرجه البَخماري ف صحيحه ف كتاب )‪ (70‬النكحاح )‪ (84‬باب صوُم الرأة بإذن زأوجها‬
‫تطوُعاد )‪.(5/1993‬‬
‫)‪ [11 (11‬أخرجه البَخماري ف صحيحه )‪ (31‬أبوُاب صدقة الفطر )‪.(2/547‬‬
‫)‪ [12 (12‬أخرجه أبوُ داود )‪ (506-1/505‬وابنم ماجة )‪ (1/585‬ومسنده ل بأس به وقال‬
‫اللبَان حسنم‪.‬‬
‫)‪ [13 (13‬أخرجه البَخماري ف صحيحه ف كتاب العيدينم )‪ (24‬باب منم خالف الطريق )‬
‫‪.(1/334‬‬
‫)‪ [14 (14‬أخرجه البَخماري ف صحيحه ف كتاب )‪ (19‬العيدينم )‪ (4‬باب الكل يوُم الفطر قبَل‬
‫الروج )‪.(1/325‬‬

‫‪596‬‬
‫)‪ [15 (15‬أخرجه ابنم ماجة ف سننه )‪) (1/417‬والبَيهقي ف الكحبىً )‪ (3/278‬وهوُ حديث‬
‫ضعيف السناد‪.‬‬
‫)‪ [16 (16‬أخرجه البَخماري ف كتاب العيدينم )‪ (1‬باب ف العيدينم والتجمحل فيهمحا )‪.(1/323‬‬
‫ـــــــــ‬
‫خإطبة عيد الفطر‪ :‬الحسان بعد رمضان‬
‫عبَد المحيد بنم جعفر داغستان‬
‫مكحة الكحرمة‬
‫‪1/10/1405‬‬
‫ابنم حسنم‬
‫مامد و أدعيةطبَاعة الطبَة بدون مامد وأدعية‬
‫‪-------------------------‬‬
‫ملِّخمص الطبَة‬
‫‪ -1‬حد ال علِّىَ ملنة تام رمضان‪ -2 .‬دعوُة للستقامة علِّىَ العمحل الصال بعد رمضان‪ -3 .‬دعوُة‬
‫لخلصا العبَادة ل‪ -4 .‬دعوُة لصلِّة الرحام والحسان للِّوُالدينم‪ -5 .‬التحذير منم التبَذير ف العيد‪.‬‬
‫‪ -6‬الدعوُة إل تيسي زأواج البَنات‪ -7 .‬تذكي بصائب السلِّمحي ف العال‪ -8 .‬التحذير منم تبج‬
‫النساء‪ -9 .‬دعوُة لصيام ستة أيام منم شوُال‪.‬‬
‫‪-------------------------‬‬
‫الطبَة الول‬
‫المحد ل الذي هدانُا للسلم وما كنا لنتدي لوُل أن هدانُا ال‪ ،‬والمحد ل الذي فضل شهر رمضان‬
‫البَارك علِّىَ سائر الشهوُر وجعلِّه موُسا عظيمحا منم موُاسم اليات‪ ،‬فيه يتنافس الؤمنوُن علِّىَ الطاعات‬
‫والبَذل والعروف والسنات‪ ،‬تضاعف فيه العمحال الصالات‪ ،‬وتقال فيه العثرات‪ ،‬وترفع فيه الدرجات‪،‬‬
‫وتاب الدعوُات‪ ،‬وهوُ شهر اليات والبكات‪ ،‬وشهر الوُاساة‪ ،‬يزاد فيه رزأق الؤمنم‪ ،‬ويزداد الؤمنوُن إيإانُا‬
‫إل إيإانم‪ ،‬فيتنافسوُن فيه علِّىَ التاويح وقيام اللِّيل وتلوة القرآْن العظيم وبذل الصدقات والحسان إل‬
‫ذوي الاجات منم القارب واليان والعوُزأينم عمحل بقوُله تعال‪ :‬شوشساذرعروُاه إذشل شمهغذفشرتة لمنم لربلركحهم شوشجنلتة‬
‫ضلراء والهشكحاذظذمحي الهغشي ش ذ‬ ‫ت لذهلِّمحتلذق ش ل ذ ذ ذ‬ ‫عرضها اللسمحاوات والهر ذ‬
‫ي‬‫ظ شوالهشعاف ش‬ ‫ش ه‬ ‫ي ا ذيشنم رينفرقوُشن ف اللسلراء شوال ل ش‬ ‫ض أرعلد ه ر‬
‫شه ر ش ش ر ش ه ر‬
‫ي ]آْل عمحران‪ .[134 ،133:‬وقوُله تعال‪ :‬شوأشهحذسنروُاه إذلن اللِّلهش رذي ت‬
‫ب‬ ‫ذذ‬ ‫شعذنم اللناذس شواللِّلهر رذي ت‬
‫ب الهرمحهحسن ش‬
‫ي ]البَقرة‪.[195:‬‬ ‫ذذ‬
‫الهرمحهحسن ش‬
‫واليات الت تدعوُ إل الحسان كثية كثية‪ ،‬أل فلِّنوُاصل الحسان ف رمضان بالحسان ف شوُال‬
‫وبقية الشهوُر‪ ،‬فرب الزمانُي واحد‪ ،‬واعلِّمحوُا رحكحم ال أن علمة قبَوُل السنة عمحل السنة بعدها‪ ،‬ومنم‬

‫‪597‬‬
‫علمة ردها عمحل السيئمة بعدها‪ ،‬إن هذا ما ينبَغي أن يعلِّمحه العبَد الذي يفرح برحيل رمضان ث يبَادر إل‬
‫مبَارزأة ربه بالتمحرد والعصيان‪.‬‬
‫ال أكب كلِّمحا صام صائم وأفطر‪ ،‬وكلِّمحا أورق الشجر وأثر‪ ،‬وكلِّمحا هلِّل هلل وأقمحر‪ ،‬وكلِّمحا هطل الطر‬
‫وانمحر‪ ،‬ال أكب ال أكب ول المحد‪.‬‬
‫عبَاد ال‪ ،‬أنُيبَوُا إل ال وادعوُه ملِّصي له الدينم‪ ،‬أخلِّصوُا العبَادة‪ ،‬وأخلِّصوُا الدعاء‪ ،‬وأخلِّصوُا الوُف‬
‫والرجاء‪ ،‬وتوُكلِّوُا ف كل أموُركم علِّيه‪ ،‬واستعينوُا به فهوُ العي وهوُ نُعم الوُكيل‪ ،‬وهوُ الغيث وهوُ القريب‬
‫ب شدهعشوُشة اللداذع إذشذا‬ ‫اليب لنم دعاه بصدق وإخلصا قال تعال‪ :‬وإذشذا سأشلشك ذعبَاذدي عن فشذإن قشذري ذ‬
‫ب أرجي ر‬ ‫ش ش ش ش شل ل ة‬
‫شدشعاذن فشيهلِّيشهستشذجيبَروُاه ذل شوهليريهؤذمنروُاه ذب لششعلِّلرههم يشيهررشردوشن ]البَقرة‪ ،[186:‬فلِّنستجب ل ولنؤمنم برسوُله ولنتذكر‬
‫باجتمحاعنا هذا اجتمحاع المم بي يدي ال يوُم القيامة ف ساحة الشر وهم حفاة عراة‪ ،‬كمحا بدأهم ال‬
‫يعوُدون ويشرون ف صعيد واحد‪ ،‬يسمحعهم الداعي وينفذهم البَصر‪ ،‬فالؤمنوُن تتلِّقاهم اللئكحة‬
‫بالبَشارات والتهان بالمان منم العذاب‪ ،‬يقوُل اللئكحة للِّناجي يوُم القيامة‪ :‬أشلل ششتافروُاه شولش شهتشزنُروُاه شوأشبهذشررواه‬
‫ذباهلشنلذة الذت ركنترهم رتوُشعردوشن ]فصلِّت‪ .[30:‬ويصف ال الؤمني ف ذلك اليوُم فيقوُل‪ :‬رورجوُهة يشيهوُشمئمذتذ تمهسذفشرة‬
‫ضاذحشكحة تمهستشهبَذششرة ]عبَس‪.[39 ،38:‬‬ ‫ش‬
‫ت‬
‫ك رهرم الهشكحشفشرةر الهشفشجشرةر ]عبَس‪-40:‬‬ ‫أما الكحفار فيصفهم بقوُله‪ :‬شورورجوُهة يشيهوُشمئمذذ شعشهلِّييشها شغبَشيشرة تشيهرشهرقشها قشيتشيشرة أرهولشئمذ ش‬
‫‪.[42‬‬
‫ال أكب ال أكب ال أكب‪ ،‬ل إله إل ال‪ ،‬ال أكب ال أكب ال أكب ول المحد‪ ،‬ال أكب عدد ذنُوُبنا‬
‫حت تغفر‪.‬‬
‫ذ ذ‬
‫ي رتهرسوُشن‬ ‫سبَحان منم تعطف بالعز وتكحرم به‪ ،‬سبَحان منم ل ينبَغي التسبَيح إل له‪ :‬فشرسهبَشحاشن اللِّله ح ش‬
‫ت والر ذ ذ ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫ي ترظهذهرروشن ]الروم‪ .[18 ،17:‬اللِّهم كمحا‬ ‫ض شوشعشيلاد شوح ش‬ ‫صبَذرحوُشن شولشهر اهلشهمحرد ذف اللسشمحاوا ش ه‬ ‫ي تر ه‬
‫شوح ش‬
‫بعثت فينا نُبَيك ممحدا فاعمحر لنا منازألنا ول تؤاخذنُا بسوُء أفعالنا وارحنا يا أرحم الراحي‪ ،‬اللِّهم كمحا‬
‫لطفت بعظمحتكحم فوُق اللِّطفاء‪ ،‬وعلِّوُت بعزتك علِّىَ العظمحاء‪ ،‬اجعل لنا منم كل هم وغم أصبَحنا فيه‬
‫فرجا ومرجا‪ ،‬اللِّهم صل وسلِّم علِّىَ سيدنُا ممحد بنم عبَد ال نُب الرحة ورسوُل الدىً عدد منم صلِّىَ‬
‫علِّيه منذ بعثته إل يوُم القيامة‪ ،‬اللِّهم صل وسلِّم علِّيه عدد منم يصلِّي علِّيه منم يوُمنا هذا إل يوُم‬
‫القيامة‪ ،‬اللِّهم شفعه فينا واحشرنُا تت زأمرته وتت لوُائه واسقنا منم حوُضه شربة هنيئمة مريئمة ل نُظمحأ‬
‫بعدها أبدا‪ ،‬اللِّهم ارزأقنا عيشا قارا ورزأقا دارا وعمحل بارا‪ ،‬ال اجعل اجتمحاعنا هذا مرحوُما وتفرقنا بعده‬
‫معصوُما‪.‬‬
‫عبَاد ال‪ ،‬جلِّوُا عيدكم بالطاعات وبوُاصلِّة فعل اليات‪ ،‬وبر الوُالدينم وصلِّة الرحام‪ ،‬والعطف علِّىَ‬
‫القارب والفقراء واليتام‪ ،‬وسارعوُا إل إصلح ذات البَي‪ ،‬فهذا العيد أعظم مناسبَة لذلك‪ ،‬وأوفوُا الكحيل‬
‫واليزان‪ ،‬وقدموُا حكحم ال علِّىَ هوُىً النفس فل يؤمنم أحدنُا حت يكحوُن هوُاه تبَعا لا جاء به الرسوُل‬

‫‪598‬‬
‫واعلِّمحوُا أن‪)) :‬الظلِّم ظلِّمحات يوُم القيامة(( ]حديث متفق علِّيه[ )‪ ،[1](1‬وقال رسوُل ال ‪)) :‬منم‬
‫ضار ضار ال به‪ ،‬ومنم شاق شق ال علِّيه(( ]رواه التمذي[ )‪.[2](2‬‬
‫ب أولدنُا علِّىَ السلم‪ ،‬ولنعلِّمحهم القتصاد ف النُفاق وحسنم التدبي‪ ،‬وصرف الموُال ف‬ ‫أل فلِّنر ل‬
‫موُاضعها ف العيد‪ ،‬ولنحصنم البَالغي بالزواج عمحل بقوُله ‪)) :‬يا معشر الشبَاب منم استطاع منكحم البَاءة‬
‫فلِّيتزوج فإنُه أغض للِّبَصر وأحصنم للِّفرج(()‪ ،[3](3‬فيا أيها الشبَاب الستطيع للِّزواج هل بادرت إل‬
‫ذلك؟؟‪.‬‬
‫ويا أيها الوُل الذي ائتمحنك ال علِّىَ البَنات هل سارعت إل تزويهنم وتيسي مهوُرهنم؟ ل يأت العيد‬
‫القبَل إل وقد زأوجتهنم بالكفاء الذينم يافظوُن علِّيهنم‪.‬‬
‫ال أكب ال أكب ال أكب ول المحد‪ ،‬وأستغفر ال العظيم ل ولكحم ولسائر السلِّمحي‪.‬‬

‫‪-------------------------‬‬
‫الطبَة الثانُية‬
‫المحد ل معيد المحع والعياد‪ ،‬وجامع الناس ليوُم ل ريب فيه‪ ،‬إن ال ل يلِّف اليعاد‪ ،‬أحده سبَحانُه‬
‫علِّىَ توُفيقه وامتنانُه‪ ،‬وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له‪ ،‬إليه الرجع والآب وهوُ علِّىَ كل‬
‫شيء قدير‪ ،‬وأشهد أن سيدنُا ونُبَينا ممحداد إمام التقياء وسيد الولياء‪ ،‬فصلِّىَ ال علِّيه وعلِّىَ آْله‬
‫وأصحابه أجعي ومنم اهتدىً بداه إل يوُم الدينم‪.‬‬
‫ال أكب ال أكب ال أكب ال أكب ال أكب ال أكب ال أكب ال أكب ال أكب ول المحد‪ ،‬ال أكب‬
‫كبَياد والمحد ل كثيا وسبَحان ال بكحرة وأصيل‪.‬‬
‫اعلِّمحوُا عبَاد ال أن الصدقة تحوُ الطيئمة وتطفئ غضب الرب وتقي مصارع السوُء‪ ،‬فل ينبَغي للِّمحؤمنم‬
‫أن ينسىَ منم حرم منم إخوُانُه السلِّمحي منم فرحة العيد بجاعة أهلِّكحت أو حرب دمرت‪ ،‬واعلِّمحوُا أن منم‬
‫ل يهتم بأمر السلِّمحي فلِّيس منهم‪ ،‬فلِّنتذكر الفقراء والتاجي ول سيمحا إخوُانُنا التضررينم بالفاف ف‬
‫أفريقيا‪ ،‬ولنتذكر الاهدينم ف سبَيل ال ف كل مكحان ول سيمحا ف بلد الفغان‪ ،‬اللِّهم أيدهم بنصرك‬
‫وأعزهم بقدرتك‪ ،‬اللِّهم سدد سهامهم‪ ،‬وزألزل الرض تت أقدام أعدائهم‪ ،‬وألف ذات بينهم يا سيع‬
‫الدعاء‪.‬‬
‫أل فلِّيحذر السلِّمحوُن منم التكحب ومظاهره‪ ،‬فإن التكحبينم يشرون يوُم القيامة كأمثال الذر يدوسهم‬
‫الناس بأقدامهم‪ ،‬ولتحافظ الرة السلِّمحة علِّىَ زأينتها فل تتبج ول تتعطر ول تظهر زأينتها لغي الارم فال‬
‫لاذهلِّذيلذة الوشل ]الحزاب‪.[33:‬‬ ‫ذ ذ‬
‫يقوُل‪ :‬شوقشيهرشن ف بيرريوُتركحلنم شولش تشيبَشيلرهجشنم تشيبَشيترشج ا هش‬
‫فلِّنفرح بدون بطر‪ ،‬ولنتنزه دون تكحشف واختلط‪ ،‬ولنكحب ال فإن التكحبَي شعار السلِّمحي ف أعيادهم‪.‬‬
‫ال أكب ال أكب ال أكب ل إله إل ال ال أكب ال أكب ال أكب ول المحد‪.‬‬

‫‪599‬‬
‫ول نُنسىَ صيام ستة أيام منم شوُال فالرسوُل يقوُل‪)) :‬منم صام رمضان وأتبَعه ستا منم شوُال فكحأنا صام‬
‫الدهر كلِّه(( ]رواه مسلِّم[ )‪.[1](4‬‬

‫__________‬
‫)‪ (1‬أخرجه البَخماري ف الظال والغصب‪ ،‬باب‪ :‬الظلِّم ظلِّمحات يوُم القيامة )‪ ،(2447‬ومسلِّم ف‪ :‬الب‬
‫والصلِّة‪ ،‬باب‪ :‬تري الظلِّم )‪ (2579‬منم حديث ابنم عمحر رضي ال عنهمحا‪.‬‬
‫)‪ (2‬أخرجه التمذي ف الب والصلِّة‪ ،‬باب‪ :‬ما جاء ف اليانُة والغش )‪ ،(1940‬وأبوُ داود ف‪:‬‬
‫القضية‪ ،‬باب‪ :‬منم القضاء )‪ ،(3635‬وابنم ماجه ف‪ :‬الحكحام‪ ،‬باب‪ :‬منم بن ف حقه ما يضر باره )‬
‫‪ ،(2242‬منم طريق لؤلؤة عنم أب حرمة‪ ،‬وقال التمذي‪" :‬حديث حسنم غريب"‪ .‬وفيه لؤلؤة مقبَوُلة كمحا‬
‫ف التقريب )‪ (8775‬ول يرو عنها سوُىً ممحد بنم ييح‪ ،‬لكحنم له شاهد منم حديث أب سعيد الدري‬
‫أخرجه الاكم )‪ (58-2/57‬والبَيهقي )‪ ،(6/69‬ولذا حسنه اللبَان ف صحيح التمذي )‪.(1584‬‬
‫)‪ (3‬أخرجه البَخماري ف‪ :‬النكحاح‪ ،‬باب‪ :‬منم ل يستطع البَاءة فلِّيصم )‪ ،(5066‬ومسلِّم ف‪ :‬النكحاح‪،‬‬
‫باب‪ :‬استحبَاب النكحاح لنم تاقت نُفسه إليه )‪ (1400‬منم حديث عبَد ال بنم مسعوُد رضي ال عنه‪.‬‬
‫)‪ (4‬أخرجه مسلِّم ف‪ :‬الصيام‪ ،‬باب‪ :‬استحبَاب صوُم ستة منم شوُال إتبَاعاد لرمضان )‪ (1164‬منم‬
‫حديث أب أيوُب رضي ال عنه‪.‬‬
‫ــــــــ‬
‫رمضان شهر الطاعات‬
‫عبَد العزيز بنم عبَد الفتاح قاري‬
‫الدينة النوُرة‬
‫قبَاء‬
‫مامد و أدعيةطبَاعة الطبَة بدون مامد وأدعية‬
‫‪-------------------------‬‬
‫ملِّخمص الطبَة‬
‫"منم فضائل رمضان ‪ -‬منم أخطاء الناس ف رمضان ‪ -‬مع حديث ‪ " :‬إل الصوُم فإنُه ل ‪ "..‬الصيام‬
‫الق ‪ -‬الرسوُل ف رمضان "‬
‫‪-------------------------‬‬
‫الطبَة الول‬
‫أما بعد‪:‬‬

‫‪600‬‬
‫فرمضان شهر الطاعات والقربات وشهر اليات والبكات فيه تضاعف السنات وتغفر السيئمات ولجل‬
‫ذلك ينبَغي علِّىَ السلِّم التشمحي عنم ساعد الد والطاقة منم صيام وصلة وقيام وصدقة وغي ذلك منم‬
‫أنُوُاع الب بعض الناس منم ل يفقهوُن معن الصوُم ل يدرك منم رمضان إل الوُع والعطش يقضي ناره‬
‫نُائمحاد وليلِّه لهياد قد اتذه موُساد للِّكحسل وفرصة لضاعفة اللِّهوُ واللِّعب فهؤلء مروموُن والعياذ بال‪.‬‬
‫فهذا الشهر البَارك موُسم كري لك أيها السلِّم لتضاعف العمحل‪ ,‬هذا شهر العمحل والعبَادة‪ ,‬هذا شهر‬
‫تضاعف فيه السنات وتضاعف فيه العمحال الصالات‪:‬‬
‫فأودل‪ :‬هذا الصيام إذا أديته علِّىَ وجهه ول تل به فهوُ أعظم عبَادة تؤديها ف هذا الوُسم الكحري ‪ ,‬قال‬
‫رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪)) :‬قال ال تعال‪ :‬كل عمحل ابنم آْدم له إل الصوُم فإنُه ل وأنُا أجزي به‬
‫إنُه إنا ترك طعامه وشرابه وشهوُته منم أجلِّي((‪ ,‬قال سفيان بنم عيينة رحه ال ف بيان معن هذا‬
‫الديث العظيم‪) :‬السلِّم قد يأت يوُم القيامة وعلِّيه حقوُق للِّناس فتؤخذ منم حسناته وثوُاب أعمحاله‬
‫فتعطىَ لهل تلِّك القوُق علِّىَ سبَيل القصاصا منه إل الصيام فإنُه ل يؤخذ منم ثوُابه شيء( هذا هوُ‬
‫معن أن الصوُم ل وهوُ يزي به كمحا ذكر ذلك سفيان بنم عيينة رحه ال‪ .‬وإنا بلِّغ الصائم هذه الدرجة‬
‫الرفيعة ونُال هذه الفضيلِّة العظيمحة لنُه ف صوُمه يقق أشياء ‪ ,‬يقق معن الصب بمحيع أنُوُاعه وللِّصب‬
‫ثلثة أنُوُاع‪ :‬أولا الصب علِّىَ طاعة ال والصائم قصر نُفسه علِّىَ الصيام طاعة ل تعال‪ ,‬وثانُيها الصب‬
‫عمحا حرم ال وهذا الصائم امتنع عنم الطعام والشراب والنكحاح لن ال حرم ذلك ف نار رمضان فامتنع‬
‫عنم هذه الشهوُات خوُفاد منم ال تعال‪ ,‬وثالث أنُوُاع الصب‪ ,‬الصب علِّىَ أقدار ال وهذا الصائم يصيبَه‬
‫منم جراء الصوُم منم آْلم الوُع أو شدة العطش وربا منم خوُر السم وخوُله وضعف الصحة ما يصيبَه‬
‫ومع ذلك هوُ صابر علِّىَ هذا كلِّه متسبَاد ل تعال فالصائم منم أجل الصابرينم الذينم حققوُا معن الصب‬
‫بأنُوُاعه وال سبَحانُه وتعال يقوُل‪ :‬إنا يوُف الصابرون أجرهم بغي حساب وكذلك الصائم نُال هذه‬
‫الدرجة الرفيعة لنُه منع نُفسه منم حظوُظها وشهوُاتا ل تعال ومنم أجل ال‪ ,‬منع نُفسه منم شهوُات‬
‫الطعام والشراب والنكحاح وهي منم الصفات الصلِّية الت جبَلِّت النفس البَشرية علِّيها‪ ,‬قال بعض‬
‫السلِّف‪) :‬طوُبا لنم ترك شهوُة حاضرة منم أجل موُعد غائب ل يره( فالصائم يتك شهوُته الاضرة طمحعاد‬
‫فيمحا عند ال تعال وما عند ال تعال غيب عنه ف الوُقت الاضر‪ .‬والصيام القيقي الذي أداه صاحبَه‬
‫دون أن يل به دون أن يغتاب أحداد أو يرفث أو يهل أو يساب أحداد أو يقاتلِّه الصيام القيقي منم‬
‫أعظم علمات اليإان فهذا الصائم يإتنع عنم هذه الشهوُات ف نار رمضان لن ال تعال حرمها علِّيه‬
‫ف النهار يإتنع عنها حت ف خلِّوُته ل يطلِّع علِّيه إل علم الغيوُب سبَحانُه وتعال فمحا الذي منعه منم‬
‫مقارفة هذه الشهوُات إل خوُف ال تعال وهذا منم علمات صحة اليإان وإليه أشار ف الديث بعد‬
‫قوُله‪)) :‬إل الصوُم فإنُه ل وأنُا أجزي به((‪ ،‬قال‪)) :‬إنا ترك طعامه وشرابه وشهوُته منم أجلِّي(( أي ما‬
‫منع الصائم منم مقارفة هذه الشهوُات الثلث وغيها إل خوُفه من وطمحعه فيمحا عندي وإل فلِّوُ قارف‬

‫‪601‬‬
‫شيء منم تلِّك الشهوُات ف خلِّوُته ل يطلِّع علِّىَ ذلك أحد منم الخملِّوُقي وهذا منم أسرار كوُن الصوُم‬
‫أو جعل الصوُم ل تعال فإن ال شكحر للِّصائم ذلك فاختص الصوُم منم سائر عمحلِّه لنفسه سبَحانُه‬
‫وتعال فهوُ يزي به فهذا درس عظيم تتعلِّمحه أيها الصائم منم مدرسة الصوُم والدرس الخر الذي يب‬
‫أن تتعلِّمحه منم مدرسة الصوُم أن هذا الشهر البَارك الكحري فرصة لك لتضاعف حركتك ف سبَيل ال‬
‫ونُشاطك ف طاعة ال وعمحلِّك ف سبَيل دينم ال تعال‪ ,‬هذا الشهر الكحري موُسم للِّعمحل ومضاعفة‬
‫العمحل وليس موُسم للِّكحسل تأمل هذه النصوُصا النبَوُية تلِّمحح فيها هذا العن واضحاد جلِّياد قال رسوُل‬
‫ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪)) :‬عمحرة ف رمضان تعدل حجة فيمحا سوُاه(( وف لفظ تعدل حجة معي ‪,‬‬
‫وكان رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم إذا دخلِّت العشر الواخر منم رمضان شر ثوُبه وأيقظ أهلِّه صلِّىَ‬
‫ال علِّيه وسلِّم وأحيا ليلِّه وكان صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أجوُد منم الريح الرسلِّة فإذا دخل رمضان كان‬
‫أجوُد ما يكحوُن صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ف رمضان وهنا وقفة قلِّيلِّة نُعم رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‬
‫سيد الكحرماء جوُاد كري صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪ ،‬قال أنُس بنم مالك رضىَ ال عنه‪)) :‬ما سأل رسوُل ال‬
‫علِّىَ السلم شيئماد إل أعطاه ولقد سأله رجل فأعطاه غنمحاد بي جبَلِّي فرجع الرجل إل قوُمه يقوُل لم‪:‬‬
‫يا قوُم أسلِّمحوُا فإن ممحداد صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يعطىَ عطاء منم ل يشىَ الفاقة(( هذا كرم رسوُل ال‬
‫وجوُده وعطاءه ليس ككحرم أهل الدنُيا وعطائهم فأهل الدنُيا يعطوُن ابتغاء ثناء الناس والصيت السنم‬
‫بينهم ويوُدون شهوُة منم شهوُات النفس أما سيد اللِّق صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم فجوُده وكرمه كان لمرينم‬
‫اثني أولمحا أن الدنُيا با فيها منم زأينة وزأخرف ومتاع وأموُال ل تكحنم تزن عند رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه‬
‫وسلِّم شيئماد فقد عرضت علِّيه الدنُيا وأعرض منم قوُة إيإانُه وكمحال عبَوُديته لربه وتوُاضعه لالقه صلِّىَ ال‬
‫علِّيه وسلِّم وإل فهذا النب الكحري الذي يعطي هذا العطاء الزيل كان يإر علِّيه الشهر والشهران ل يوُقد‬
‫ف بيته نُار وهوُ يعطي الرجل غنمحاد بي جبَلِّي صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم والمر الثان أنُه صلِّىَ ال علِّيه‬
‫وسلِّم إنا يعطي بسخماء لصلِّحة شرعية إسلمية وليس عنم هوُىً وشهوُة ول عنم ماباة إنا يعطي لدمة‬
‫السلم ‪ ,‬يقوُل أنُس بنم مالك رضىَ ال عنه‪ :‬إن الرجل كان ليسلِّم وليس به إل طمحع الدنُيا لا يعلِّم‬
‫منم كرمه صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم فمحا يإسي الرجل إل والسلم أحب إليه منم الدنُيا وما علِّيها‪ .‬انُظر إل‬
‫هذه الصلِّحة الشرعية العلِّيا الت كان يققها صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم بعطائه وجوُده ‪ ,‬هذا صفوُان بنم أمية‬
‫رضي ال عنه يقوُل‪ :‬أعطان رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم الذي أعطان وهوُ أبغض الناس إل وما‬
‫برح يعطين حت أصبَح أحب الناس إل وقد أعطاه يوُم حني وادي بأكمحلِّه ملِّوُء إبلد ونُعمحاد فلِّمحا رأىً‬
‫صفوُان ذلك قال‪ :‬أشهد أنُه ما طابت بذا إل نُفس نُب صلِّوُات ال وسلمه علِّيه‪ .‬هكحذا جوُد رسوُل‬
‫ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم وكرمه ل يكحنم عنم ماباة ول هوُىً نُفس فرسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم الذي‬
‫يعطىَ صفوُان وادياد بأكمحلِّه ملِّوُء إبلد ونُعمحاد مر علِّيه يوُم منم اليام وقد جاءه سب فجاءته فلِّذة كبَده‬
‫رضىَ ال عنها فاطمحة تشكحوُ إليه ما تعان منم عناء وجهد ومشقة ف عمحل البَيت ‪ ,‬فاطمحة بنت ممحد‬

‫‪602‬‬
‫تشققت قدماها وهي تدير البَيت تطحنم وتعجنم وتقوُم بؤنُة البَيت وخدمته فجاءت تشكحوُ إل أبيها‬
‫سيد اللِّق صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم تسأله خادماد يقوُم عنها بؤنُة البَيت ولكحنم رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه‬
‫وسلِّم ف تلِّك الساعة كان يعلِّم أن السلِّمحي يإرون بظرف عصيب ل يسمحح له بأن يلِّب حاجة فلِّذة‬
‫كبَده فأمرها بأن تستعي با هوُ أفضل منم ذلك بالتسبَيح والتحمحيد والتكحبَي عند نُوُمها وقال لا‪ :‬ما‬
‫كنت لعطيك وأدع فقراء السلِّمحي ف الصفة تطوُىً بطوُنم علِّىَ الوُع ‪ ,‬هكحذا جوُد رسوُل ال صلِّىَ‬
‫ال علِّيه وسلِّم حركة دائبَة طوُال العام ف خدمة السلم ولصلِّحة السلم حت إذا أقبَل رمضان‬
‫تضاعفت حركة هذا الهد النبَوُي‪.‬‬
‫فيا أيها السلِّمحوُن يا أيها الصائمحوُن ليكحنم هذا الوُسم الكحري وهذا الشهر البَارك فرصة لنا جيعاد‬
‫لنضاعف نُشاطنا ف الطاعة والعبَادة ولنزيد حركتنا ف سبَيل ال مقتدينم ف ذلك بسيد اللِّق صلِّىَ ال‬
‫علِّيه وسلِّم‪.‬‬
‫أيها السلِّم ل تكحنم ف رمضان ول ف غي رمضان جثة خاملِّة وعبَئماد علِّىَ السلِّمحي بل كنم عضوُاد‬
‫متحركاد نُشيطاد عاملد بناء ‪ ,‬كنم بسعيك وحركتك وعقلِّك وعلِّمحك إن كنت ذا علِّم ومالك إن كنت‬
‫ذا مال كنم عضوُاد نُافعاد فعالد ف متمحعك‪ ,‬أعوُذ بال السمحيع العلِّيم منم الشيطان الرجيم‪ :‬ضرب ال‬
‫مثلد عبَداد ملِّوُكاد ل يقدر علِّىَ شيء ومنم رزأقناه منا رزأقاد حسناد فهوُ ينفق منه سراد وجهراد هل يستوُون‬
‫المحد ل بل أكثرهم ل يعلِّمحوُن وضرب ال مثلد رجلِّي أحدها أبكحم ل يقدر علِّي شيء وهوُ كل علِّىَ‬
‫موُله أينمحا يوُجهه ل يأت بي هل يستوُي هوُ ومنم يأمر بالعدل وهوُ علِّىَ صراط مستقيم ‪.‬‬
‫‪-------------------------‬‬
‫الطبَة الثانُية‬
‫إن المحد ل نمحده ونُستعينه ونُستغفره ونُعوُذ بال منم شرور أنُفسنا وسيئمات أعمحالنا منم يهده ال فل‬
‫مضل له ومنم يضلِّل فل هادي له وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له وأشهد أن ممحدا عبَده‬
‫ورسوُله‪.‬‬
‫منم يطع ال ورسوُله فقد رشد ومنم يعص ال ورسوُله فقد غوُىً‪ .‬ومنم يعص ال ورسوُله فإنُه ل يضر إل‬
‫نُفسه ول يضر ال شيئما‪.‬‬
‫أما بعد‪:‬‬
‫فان خي الكحلم كلم ال وخي الدي هديه صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم وشر الموُر مدثاتا وكل مدثة بدعة‬
‫وكل بدعة ضللة وكل ضللة ف النار‪ .‬وعلِّيكحم أيها السلِّمحوُن بالمحاعة فان يد ال علِّىَ المحاعة ومنم‬
‫شذ شذ ف النار وأعلِّمحوُا أن المحاعة هي التمحسك بالكحتاب والسنة وبنهجه الصحابة الكحرام رضوُان ال‬
‫علِّيهم أجعي‪.‬‬

‫‪603‬‬
‫يا أيها الذينم آْمنوُا اتقوُا ال حق تقاته ول توُتنم إل وأنُتم مسلِّمحوُن ‪ ،‬يا أيها الناس اتقوُا ربكحم الذي‬
‫خلِّقكحم منم نُفس واحدة وخلِّق منها زأوجها وبث منهمحا رجال كثيا ونُساء واتقوُا ال الذي تساءلوُن به‬
‫والرحام إن ال كان علِّيكحم رقيبَا ‪ ،‬يا أيها الذينم آْمنوُا اتقوُا ال وقوُلوُا قوُل سديدا يصلِّح لكحم أعمحالكحم‬
‫ويغفر لكحم ذنُوُبكحم ومنم يطع ال ورسوُله فقد فازأ فوُزأا عظيمحا‪.‬‬
‫يا ابنم آْدم أحبَب ما شئمت فإنُك مفارقه واعمحل ما شئمت فإنُك ملقيه وكنم كمحا شئمت فكحمحا تدينم‬
‫تدان‪.‬‬
‫ث صلِّوُا علِّىَ خات النبَيي وإمام الرسلِّي فقد أمركم ال بذلك ف كتابه البَي فقال عز منم قائل‪:‬إن ال‬
‫وملئكحته يصلِّوُن علِّي النب يا أيها الذينم آْمنوُا صلِّوُا علِّيه وسلِّمحوُا تسلِّيمحا وقال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪:‬‬
‫))منم صلِّىَ علِّي واحدة صلِّىَ ال علِّيه با عشرا(( اللِّهم صل وبارك علِّىَ ممحد وعلِّىَ آْل ممحد كمحا‬
‫صلِّيت وباركت علِّىَ إبراهيم وعلِّىَ آْل إبراهيم إنُك حيد ميد وارض اللِّهم عنم الربعة اللِّفاء الئمحة‬
‫النفاء أب بكحر الصديق وعمحر الفاروق وذي النوُرينم عثمحان وأب السبَطي علِّىَ وعنم آْل بيت نُبَيك‬
‫الطيبَي الطاهرينم وعنم أزأواجه أمهات الؤمني وعنم الصحابة أجعي وعنم التابعي ومنم تبَعهم بإحسان‬
‫إل يوُم الدينم وعنا معهم بنك وكرمك وعفوُك وإحسانُك يا أرحم الراحي‪.‬‬
‫ــــــــ‬
‫استقبالا شهر رمضان‬
‫ممحد بوُ سنه‬
‫عي النعجة‬
‫مبَارك اليلِّي‬
‫مامد و أدعيةطبَاعة الطبَة بدون مامد وأدعية‬
‫‪-------------------------‬‬
‫ملِّخمص الطبَة‬
‫‪ - 1‬البَشارة والتهنئمة بشهر رمضان ‪ - 2 .‬بعض النكحرات الت تقع ف رمضان ‪ - 3‬أصناف الناس ف‬
‫استقبَال رمضان ‪ - 4‬فضل رمضان ‪ - 5‬شكحر ال علِّىَ بلِّوُغ رمضان‬
‫‪-------------------------‬‬
‫الطبَة الول‬
‫وبعد‪:‬‬
‫ب با العبَد إل ربه‪ .‬بتك‬‫عبَاد ال‪ :‬لقد أهلل علِّينا شهر منم أعظم الشهوُر‪ ،‬فهوُ شهر عبَادة يتقلر ر‬
‫مبَوُباته منم طعام وشراب لينال رضا ربه‪ ،‬ولوُ يعلِّم العبَاد ما ف هذا الشهر الكحري منم الجر والثوُاب‬

‫‪604‬‬
‫لتمحلنت المة أن تكحوُن السنة كلِّها رمضان‪ .‬يقوُل ال علز وجل‪)) :‬يتك شهوُته وطعامه وشرابه لجلِّي‪،‬‬
‫فالصوُم ل وأنُا أجزي به((‪.‬‬
‫هذا الشهر الكحري كان النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يربَلشر أصحابه بقدومه فيقوُل‪)) :‬أتاكم شهر رمضان‪،‬‬
‫شهر مبَارك فرض ال علِّيكحم صيامه رتفتح فيه أبوُاب السمحاء‪ ،‬وترغلِّق فيه أبوُب جهنم‪ ،‬ورتغلل فيه شمشردة‬
‫الشياطي‪ ،‬ل فيه ليلِّة خي منم ألف شهر‪ ،‬منم رحرم خيها فقد رحرم(( قال العلِّمحاء هذا الديث أصل‬
‫ف تنئمة الناس بعضهم بعضاد بدخوُل الشهر‪ ،‬فالشقي منم رحذرم فيه رحة ال‪ ،‬وكيف ل يكحوُن شقياد‬
‫وخاذسراد وهوُ ل تدركه رحة ال ف شهر التوُبة والرغفران ولذا دعا النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم بالبَعد‬
‫واللك والشقاء والسران لنم أدرك رمضان ول ريغفر له‪ .‬فعنم كعب بنم رعجرة رضي ال عنه قال قال‬
‫ضروا النب فحضرنُا فلِّمحا ارتقىَ درجة قال‪ :‬آْمي‪ .‬فلِّمحا ارتقىَ‬ ‫رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪)) :‬رأح ذ‬
‫الدرجة الثانُية قال‪ :‬آْمي‪ .‬فلِّمحا ارتقىَ الدرجة الثالثة قال‪ :‬آْمي(( فلِّمحا نُزل قرلِّنا‪ :‬يا رسوُل ال لقد سعنا‬
‫منك اليوُم شيئماد ما ركنا نُسمحعه قال‪)) :‬إن جبيل عشرض ل فقال‪ :‬بشيرعد منم أدرك رمضان فلِّم ريغشفر له‪.‬‬
‫صل علِّيك‪ .‬فقلِّت‪ :‬آْمي‪ .‬فلِّمحا رقيت‬ ‫ذ‬
‫ت عنده فلِّم ير ش‬
‫قلِّت‪ :‬آْمي‪ .‬فلِّمحا رقيت الثانُية قال‪ :‬بشيرعد منم ذركر ش‬
‫الثالثة قال‪ :‬برعد منم أدرك أبوُيه الكحب عنده أو أحدها فلِّم ريدخله النة قلِّت‪ :‬آْمي((‪.‬‬
‫ول علز وجل أيها الصائمحوُن ف هذا الشهر عتقاء منم النار وذلك كل ليلِّة منم ليال رمضان‪ ،‬فعنم أب‬
‫لدري رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪)) :‬إن ل تبَارك وتعال عتقاء ف‬ ‫سعيد ا ر‬
‫كل يوُم وليلِّة ‪ -‬يعن منم رمضان ‪ -‬وإن لكحل مسلِّم ف كل يوُم وليلِّة دعوُة مستجابة ‪ -‬أي ل تريشرد ‪((-‬‬
‫فانُتبَهوُا عبَاد ال لذا الوُقت واشغلِّوُه بشدعوُات صالات‪ .‬كم منم مؤمنم أيها الحبَاب ل ريدرك هذا‬
‫حدوا ال علز وجل‬ ‫ب أو أخ أو صديق ول ريدرك رمضان‪ ،‬فا ش‬ ‫الشهر‪ ،‬بالمس القريب مات جاةر أو قري ة‬
‫أن أبقاكم أحياءد ومنشحكحم فرصة‪ ،‬فاغتنمحوُها ول رتضليعوُها‪ ،‬ولينظر أحدنُا ماذا أعلد لرمضان‪ ،‬وكيف‬
‫ب للِّرمحخملدرات والتمحلتع بالفلم‬ ‫استعلد له؟ أنُستعلد له ف تضييع أوقاته ف السهر علِّىَ الحرمات منم رشر ت‬
‫ر ل‬
‫والسلِّسلت الساقطات والري وراء الششهوُات‪ ،‬أو نُستقبَلِّه بالسراف والتبَذير ف الأكوُلت والتللِّتهفذ‬
‫ش‬ ‫ر‬
‫علِّىَ اللِّلذات‪ .‬أم نُستعلد له بالفلت والغان أم نُستقبَلِّه بالعاصي والرام وماربة اللِّك الدليان‪.‬‬
‫إن الناس ف استقبَالم لرمضان علِّىَ صنفي اثني‪.‬‬
‫أما الصنف الول‪ :‬فهم الذينم يفرحوُن بذا الشهر وريسترون بقدومه‪ ،‬لنم علوُدوا أنُفسهم علِّىَ الصيام‬
‫وولطنوُها علِّىَ تتمحلِّه‪ ،‬ولذا جاء ف السنة النبَوُية استحبَاب صيام الثني والمحيس وأيام البَيض ويوُم‬
‫عرفة ويوُم عاشوُراء مع يوُم قبَلِّه وصيام شعبَان وغي ذلك منم أنُوُاع الصيام الستحب الذي سلنه رسوُل‬
‫ر‬
‫ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم لمته ليعتادوا الصوُم ويتزلودوا منم التقوُىً‪ .‬وأثر ذلك واضح ف الوُاقع‪ ،‬فإلنُك‬
‫تد الذي يصوُم النفل ل يستثقل صيام رمضان بل هوُ عنده أمر يسي ل ركلِّفة فيه ول عناء‪ ،‬وأما الذي‬
‫ل يصوُم شيئماد منم النافلِّة فإلن رمضان يكحوُن علِّيه ثقيلد شاقدا‪ .‬ولقد كان السلِّف ذمثالد رائعاد ف الرصا‬

‫‪605‬‬
‫علِّىَ النوُافل‪ ،‬ورروي عنهم ف ذلك قصص عجيبَة‪ ،‬منم ذلك أن قوُماد منم السلِّف باعوُا جاريةد لم لحد‬
‫الناس فلِّمحا أقبَل رمضان أخذ سيدها الديد يتهيأ بألوُان الطعوُمات والشروبات لستقبَال رمضان كمحا‬
‫يصنع كثي منم الناس اليوُم‪ ،‬فلِّمحا رأت الارية ذلك منهم قالت‪ :‬لاذا تصنعوُن ذلك؟ قالوُا لستقبَال‬
‫شهر رمضان فقالت‪ :‬وأنُتم ل تصوُموُن إل ف رمضان‪ ،‬وال لقد جئمت منم عند قوُم السنة عندهم كألنا‬
‫كتلِّها رمضان‪ ،‬ل حاجة ل فيكحم ررلدون إليهم ورجعت إل سيدها الول‪.‬‬
‫ويروىً أن السنم بنم صال وهوُ أحد اللزهاد العرلبَاد التقياء كان يقوُم اللِّيل هوُ وأخوُه وألمه ثلثاد أي‬
‫يقوُم هوُ الثلِّث الول‪ ،‬وأخوُه الثلِّث الثان‪ ،‬وألمه الثلِّث الثالث فلِّمحا ماتت أمه صار يقوُم هوُ نُصف‬
‫اللِّيل وأخوُه النصف الخر‪ ،‬فلِّمحا رتوُف أخوُه صار يقوُم اللِّيل كللِّه‪ .‬وكان لدىً السنم بنم صال هذا‬
‫جارية‪ ،‬فاشتاها منه بعضهم فلِّمحا انُتصف اللِّيل عند سيدها الديد قامت تصيح ف الدار‪ :‬الصلة‬
‫الصلة‪ .‬فقاموُا شفزعي وسألوُها هل طلِّع الفجر؟ فقالت‪ :‬وأنُتم ل رتصللِّوُن إل الكحتوُبة؟ فلِّمحا أصبَحت‬
‫رجعت إل السنم بنم صال وقالت له‪ :‬لقد ذبعتن إل قوُم سوُء ل ريصللِّوُن إل الفريضة ول يصوُموُن إل‬
‫الفريضة‪ ،‬فرلدن فرلدن‪.‬‬
‫هؤلء كانُوُا فرحي برمضان لنم يعلِّمحوُن أن منع النفس وكلفها عنم اللِّذات ف هذه الدنُيا سبَب نُيلِّها‬
‫ش‬
‫ف الخرة فإلن امتناع الصائم عنم الكل والشرب والمحاع وسائر الفطرات ف نار رمضان طاعة ل علز‬
‫ر‬
‫وجل يكحوُن سبَبَاد ف حصوُله علِّىَ ألوُان اللِّلذات الالدة ف النة فيقوُىً يقي التقي بذلك‪ ،‬تراهم‬
‫ر‬
‫يفرحوُن بقدوم هذا الشهر الكحري‪ ،‬وعلِّىَ العكحس منم ذلك حال النغمحسي ف اللِّلذات الحلرمة ف هذه‬
‫ل‬ ‫ر‬
‫الدنُيا فإن انُغمحاسهم فيها يكحوُن سبَبَاد ف حرمانم منها يوُم القيامة‪ .‬أل يقل رسوُلنا صلِّىَ ال علِّيه‬
‫وسلِّم‪)) :‬منم شرب المحر ف الدنُيا ل يشربا ف الخرة إل أن يتوُب(( وإنا ريرم منم شربا يوُم القيامة‬
‫‪ -‬وإن دخل النة ‪ -‬عقاباد له علِّىَ تلتعه بمحر الدنُيا وهي رملرمة علِّيه‪ .‬وما ريقال ف المحر يقال ف لبَس‬
‫الرير للِّرجال فإن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال‪)) :‬منم لبَس الرير ف الدنُيا ل يلِّبَسه ف الخرة((‬
‫كذلك يفرح هؤلء بذا الشهر لنم ريدركوُن أنُه منم أعظم موُاسم الطاعات والتنفس ف الرقربات‪،‬‬
‫ويعلِّمحوُن أن ال ريري فيه منم الجوُر ما ل ريري ف غيه منم الشهوُر‪ ،‬فل عجب أن يفرحوُا بقدومه‬
‫فرح الشتاق بقدوم حبَيبَه الغائب أو أعظم منم ذلك‪ .‬هذا هوُ الصنف الول منم الناس ف استقبَال‬
‫شهر رمضان‪.‬‬
‫وأما الصنف الثان‪ :‬الذينم يستقبَلِّوُن هذا الشهر ويستعظمحوُن مشلقته‪ ،‬فإذا نُزل بم فهوُ كالضيف‬
‫الثقيل‪ ،‬يشيعرلدون ساعاته وأيامه ولياليه‪ ،‬منتظرينم رحيلِّه بفارغ الصب‪ ،‬يفرحوُن بكحل يوُم يإضي منه حت إذا‬
‫قررب العيد فرحوُا بذردنُلوُ خروج هذا الشهر‪ ،‬وهؤلء إنا استثقلِّوُا هذا الشهر وتطللِّعوُا إل انُتهائه لنم‬
‫اعتادوا التوُتسع ف اللِّذات والشهوُات منم الآكل والشارب فضلد عنم ارتكحابم للِّذات الحلرمة كالنظر‬
‫ر‬
‫ض البَصر وغيها‪ .‬فوُجدوا ف هذا الشهر مانُعاد وقيداد شيذبَسهم عنم ششهوُاتم‪ ،‬وشيوُل‬ ‫إل النساء وعدذم غ ل‬

‫‪606‬‬
‫بينهم وبي ملِّلذاتم‪ ،‬لذلك ثشيرقل علِّيهم رمضان ولنم قوُم عرظم تقصيهم ف الطاعات حت إلن منهم‬
‫منم قد ريفلرط ف الفرائض والوُاجبَات‪ ،‬كالصلة فإذا جاء هذا الشهر التزموُا ببَعض الطاعات‪ ،‬فتىً شمثلد‬
‫صرينم يتلددون ف هذا الشهر علِّىَ الساجد ويشهدون الرشمحع والمحاعات ويوُاظبَوُن‬ ‫بعض ارلفلرطي وارلق ل‬
‫حل هذا الشهر‪،‬‬ ‫ذ‬
‫علِّىَ الصيام والصلة‪ ،‬فبَسبَب هذا اللتزام الذي ل يأشلفوُه ول يتعلوُدوا علِّيه استعظمحوُا ه‬
‫هكحذا حال الذينم يستقبَلِّوُن رمضان لنم سيفارقوُن ما أذلفوُه منم الشهوُات ويلِّتزموُن ببَعض العبَادات‬
‫هذا مع ضعف يقينهم با أعلده ال تبَارك وتعال للِّمحؤمني وعدم استحضارهم ذلفضل هذا الشهر وما فيه‬
‫منم الجوُر العظيمحة‪ ،‬فل عشجب أل يدوا منم اللِّذة والفرح والسرور بذا الضيف الكحري ما يده‬
‫الصادقوُن الؤمنوُن‪.‬‬
‫ل ذلك والقادر‬ ‫جعلِّن ال وإياكم منم شيفرح بقدوم رمضان ويتهد فيه للِّتقترب إل ال علز وجل إلنُه و ل‬
‫علِّيه والمحد ل رب العالي‪.‬‬
‫‪-------------------------‬‬
‫الطبَة الثانُية‬
‫أما بعد‪:‬‬
‫وماذا عنم شهر رمضان‪ ،‬إنُه شهر أنُزل ال فيه كتابه وفتح فيه للِّتائبَي أبوُابه‪ ،‬فل دعاء فيه إل وهوُ‬
‫ضر إل وهوُ مدفوُع‪ ،‬ول عمحل إل وهوُ مرفوُع‪ ،‬الظافر اليمحوُن منم‬ ‫مسمحوُع‪ ،‬ول خي إل وهوُ ممحوُع‪ ،‬ول ر‬
‫اغتنم أوقاته‪ ،‬والاسر الهغبَوُن منم أهلِّه ففاته‪ ،‬شهر جعلِّه ال لذنُوُبكحم تطهياد ولسيئماتكحم تكحفيدا‪ ،‬ولنم‬
‫ش‬
‫صحبَته ذخية ونُوُردا‪ .‬ولنم ولف بشرطه وقام بلقه فرحاد وسروردا‪ ،‬شهةر شتوُلرع فيه أهل الفسق‬ ‫أحسنم منكحم ر‬
‫والفساد‪ ،‬وازأداد فيه إل الرغبَة إل ال أهل اللد والجتهاد‪ ،‬شهر عمحارات القلِّوُب‪ ،‬وكلفارات الذنُوُب‬
‫واختصاصا الساجد بالزأدحام والتحاشر‪ ،‬شهر فيه الساجد رتعمحر‪ ،‬والصابيح تزهر‪ ،‬واليات رتذكر‪،‬‬
‫والقلِّوُب رتشب‪ ،‬والذنُوُب رتغشفر‪ ،‬شهر رتكحذثر فيه اللئكحة لصلوُامه بالستغفار وشيعتق فيه اللبَار ف كل ليلِّة‬
‫ويوُم‪ ،‬وتنزل فيه البكات وتعرظم فيه الصدقات‪ ،‬وتكحفر فيه النكحبَات‪ ،‬وتررفع فيه الدرجات ورترحم فيه‬
‫لسان منم اللنات‪ :‬هنيئماد لكحم يا معشر الصائمحي والصائمحات‪ ،‬والقائمحي‬ ‫العبات‪ ،‬وتنادي فيه الوُر ا ذ‬
‫ش‬
‫والقائمحات با أعلد ال لكحم منم اليات‪ ،‬فقد غمحرتكحم البكات واستبَشر بكحم أهل الرض والسمحاوات‪.‬‬
‫فيا ليت شعري شمنم القبَوُل ملنا فنهنلئمه بسنم عمحلِّه؟ أم ليت شعري منم الطرود ملنا فنعلزيه بسوُء عمحلِّه؟‬
‫عبَاد ال‪ :‬أوصيكحم ونُفسي ف هذا الشهر الكحري بوُصيتي أرجوُ ال أن ينفعنا بمحا‪ ،‬أما الوُصية الول‪:‬‬
‫فهي أن شتشمحد ال أيها الصائم علِّىَ نُعمحة ال الت أسبَشغها علِّيك‪ ،‬ومنها أن كشتب لك الياة حت بلِّغت‬
‫رمضان فتذلكر أولئمك الذينم حلنت أرواحهم واشتاقت أنُفسهم لبَلِّوُغ رمضان‪ ،‬قد مضىَ بم القشدر‬
‫وانُقطع عنهم الثر فهم اليوُم ف العمحاق تت التاب‪ .‬كانُوُا يتمحنليشوُن لقاء هذا الشهر فمحا بلِّغوُا رمناهم‪،‬‬
‫وما حلققوُا شرجاهم‪ ،‬وأنُت أيها العبَد قد ولفقك ال لذلك‪ ،‬فاذكر نُعمحة رلبك علِّيك‪ ،‬ورقل بلِّسان الال‬

‫‪607‬‬
‫والقام‪ :‬اللِّهم لك المحد أن بللِّغتن رمضان‪ ،‬وتذلكر أيضاد أيها الصائم إخوُانُاد لك علِّىَ الشذسلرة البَيضاء ف‬
‫الستشفيات ‪ -‬شفاهم ال ‪ -‬قد منشعتهم المراض وحالت بينهم وبي الصيام والقيام شتذلكر هؤلء الناس‬
‫ر‬
‫الذينم ولدوا أن يصوُموُا فمحا استطاعوُا وولدوا أن يقوُموُا فمحا تلكحنوُا‪ ،‬فاذكر أيها العبَد ما تتمحلتع به منم‬
‫العافية‪ ،‬وانُظر إل جسدك وهوُ تغمحرره الصحة الغالية فإذا شتذكهرت ذلك فاسأل ال دوام العافية‪ ،‬واسأله‬
‫أن يعينك علِّىَ دوام الطاعة والنُابة إليه‪ .‬ث تذلكر أيها العبَد ألن صيامك إنا هوُ ل فإن رجعت ل‬
‫وعطشت ل فل تؤلثر فيه نُشزغات الشيطان منم النم والنُس‪ ،‬وتذلكر قوُل النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪:‬‬
‫))إذا كان يوُم صوُم أحدكم فل شيررفث ول شيصخمب فإن سالبه أحد أو قاتلِّه فلِّيقل إن امرؤ صائم((‪.‬‬
‫فركحنم علِّىَ حذر منم هذا حت ل رتضيع صيامك‪.‬‬
‫وأما الوُصية الثانُية‪ :‬فهي للِّقائمحي‪ .‬إذا وفليشقك ال لن تقوُم ليال رمضان فاحرصا علِّىَ أن يكحوُن‬
‫خروجك منم بيتك لصلة التاويح ل علز وجل ل ترريد إل وجهه‪ ،‬ول يكحوُن ف قلِّبَك إل ما أعلده ال‬
‫للِّقائمحي فقد قال نُبَليك صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪)) :‬منم قام رمضان إيإانُاد واحتساباد غرذفر له ما تقلدم منم‬
‫ت خطوُة وأنُت ذاهب إل السجد إل رفشعك ال با درجة وما وضعت قشدماد‬ ‫ذنُبَه((‪ .‬واعلِّم أنُه ما شرفع ش‬
‫لم وهم ف القيام أوجب ال لم دار‬ ‫إل حلطت عنك سيئمة‪ ،‬فكحم منم أرنُاس وقفوُا بي يدي اللِّك الع ل‬
‫السلم‪ .‬وكم منم أنُاس اجتهدوا ف القيام ف جوُف اللِّيل فمحا كان حتظهم إلل التعب والسهر‪.‬‬
‫فالخلصا الخلصا عبَاد ال‪ ،‬وإلياك أيها العبَد أن شتشلل وأنُت قائم فكحم منم أرنُاس يستثقلِّوُن آْية‬
‫يسمحعوُنا وهم قيام شخلِّف إمامهم ولكحنهم ل شيإتلِّوُن الديث وهم ف مالس الغيبَة والنمحيمحة فإلياك أن‬
‫تشيهبَشخمس أعمحالك وأنُت ل شتشعر‪ .‬فاصبوا علِّىَ قيامكحم وشتذلكروا أنُه أهوُن وأخف منم قيامكحم يوُم الشر‬
‫بي يشدي ربكحم‪ .‬واحتسبَوُا أجر القيام عند ربكحم‪ .‬كمحا رأوصيكحم وأنُتم قائمحوُن أن تسمحعوُا ورتن ذ‬
‫صتوُا‬ ‫ل‬
‫حدوا‬ ‫وتتدلبروا ف اليات الت تسمحعوُنا واعرضوُها علِّىَ أعمحالكحم‪ ،‬فإن وجدت أنُفسكحم معها طائعي فا ش‬
‫صرينم فتوُبوُا إل ربكحم وأصلِّحوُا ما‬‫ال واسألوُه الثبَات علِّىَ ذلك‪ ،‬وإن وجدت أنُفسكحم رمالفي أو رمق ل‬
‫أفسدت وتداركوُا ما فاتكحم فشيرفرصة هذا الشهر بي أيديكحم‪ ،‬فاللِّهم ولفقنا لغتنامها والكثار منم العمحل‬
‫الصال فيها وانُفعنا بالصيام والقيام وبا نُقوُل وسبَحانُك اللِّهم وبمحدك أشهد ألن ل إله إل أنُت‬
‫أستغفرك وأتوُب إليك‪.‬‬
‫يييييييي‬
‫لقد استعلد رمضان للرحيل‬
‫صلدوق الوُلنُاس‬
‫برج الكحيفان‬
‫الرحة العتيق‬
‫مامد و أدعيةطبَاعة الطبَة بدون مامد وأدعية‬

‫‪608‬‬
‫‪-------------------------‬‬
‫ملِّخمص الطبَة‬
‫صر ف هذا الشهر‪-3 .‬‬ ‫‪ -1‬بشرىً لنم أحسنم ف هذا الشهر )شهر رمضان(‪ -2 .‬دعوُة إل التوُبة لنم ق ل‬
‫ختم صيام رمضان بالستغفار‪ -4 .‬ختم صيام رمضان بعتق الرقاب‪ -5 .‬التوُحيد والستغفار سلر‬
‫النجاة‪.‬‬
‫‪-------------------------‬‬
‫الطبَة الول‬
‫إن الذينم اتقوُا وأحسنوُا ف هذا الشهر فصاموُا عنم الطعام والرام‪ ،‬وقاموُا باللِّيل والناس منهم نُيام‪،‬‬
‫ومنهم الكحلبَوُن علِّىَ الشهوُات كالنُعام‪ ،‬وهؤلء الصالوُن أطعمحوُا الطعام‪ ،‬وألنُوُا الكحلم‪ ،‬قد فازأوا‬
‫بالرحة والحسان‪ ،‬منم ال ذي اللل والكرام‪ ،‬قال ال تعال‪ :‬إن رحة ال قريب منم السني‪ ،‬وقال‪:‬‬
‫ورحت وسعت كل شيء فسأكتبَها للِّذينم يتقوُن‪ ،‬وقال‪ :‬هل جزاء الحسان إل الحسان‪.‬‬
‫لقد أعلد ال لم عظيم الجر‪ ،‬ما ل عي رأت‪ ،‬ول أذن سعت‪ ،‬ول خطر علِّىَ قلِّب بشر‪ ،‬جزاء علِّىَ‬
‫إحسان العبَادة للِّذينم أحسنوُا السن وزأيادة‪ ،‬والسن النة‪ ،‬والزيادة النظر إل وجه ال تعال‪ ،‬رزأقنا ال‬
‫وإياكم لذة النظر إل وجهه للنه وكرمه‪.‬‬
‫أما ننم فقد أثقلِّتنا الوزأار‪ ،‬وارتكحبَنا الذنُوُب الكحبَار الت توُجب النار‪ ،‬وكبَلِّتنا خطايانُا عنم الطاعات‪،‬‬
‫ودفعتنا إل الزلت‪ ،‬وجلِّبَت علِّينا الوُيلت‪ ،‬فمحاذا نُصنع حت نُتدارك ما فات؟ ورمضان قد تليأ للِّرحيل‬
‫فلِّم يبَق منه إل ليلِّة أو ليلِّتان‪.‬‬
‫علِّينا ‪ -‬يا عبَاد ال ‪ -‬بالعتاف بذنُوُبنا‪ ،‬وبالتوُبة الصادقة النصوُح‪ ،‬وبالتوُجه إل ال تعال بالدعاء‬
‫بالغفرة والعتق منم النار‪.‬‬
‫فاغفر لنا يا رلبنا وأعتقنا منم النار‪ ،‬أل تقل يا رلبنا‪ :‬قل يا عبَادي الذينم أسرفوُا علِّىَ أنُفسهم ل تقنطوُا‬
‫منم رحة ال إن ال يغفر الذنُوُب جيعاد إنُه هوُ الغفوُر الرحيم أل تقل يا ربنا‪ :‬وإن ربك لذو مغفرة‬
‫للِّناس علِّىَ ظلِّمحهم‪.‬‬
‫يا رب عبَدك قد أتاك …وقد أساء وقد هفا‬
‫يكحفيه منك حياؤه…… منم سوُء ما قد أسلِّفا‬
‫حل الذنُوُب علِّىَ الذنُوُب …الوُبقات وأسرفا‬
‫وقد استجار بذيل عفوُك …منم عقابك ملِّحفا‬
‫رب اعف وعافه…فلنُت أول منم عفا‬

‫‪609‬‬
‫وأما منم استغفر بلِّسانُه وقلِّبَهر علِّىَ العصية معقوُد‪ ،‬وهوُ عازأم بعد الشهر إل العاصي أن يعوُد‪ ،‬فصوُمه‬
‫علِّيه مردود‪ ،‬وباب القبَوُل عنه مسدود‪ ،‬كيف ل؟ وقد قابل نُداء ال‪)) :‬يا عبَادي‪ ((..‬بالعراض‬
‫والصدود‪.‬‬
‫فكحم بي منم حلظه ف رمضان القبَوُل والغفران‪ ،‬ومنم حلظه فيه اليبَة والسران‪.‬‬
‫أيها السلِّمحوُن‪ :‬إن الستغفار هوُ ختام العمحال كللِّها‪ .‬فيخمتم به ف الصلة كمحا ف صحيح مسلِّم أن‬
‫رسوُل ال كان إذا فرغ منم الصلة يستغفر ال ثلثا‪.‬‬
‫ويتم به ف الجه‪ ،‬قال ال تعال‪ :‬ث أفيضوُا منم حيث أفاض الناس واستغفروا ال إن ال غفوُر رحيم‪،‬‬
‫بعد هذه الشعية العظيمحة وهي الوُقوُف بعرفة والجه عرفة‪ ،‬ينطلِّق الاج إل مزدلفة وهوُ يستغفر ال‬
‫تعال‪.‬‬
‫ويتم به قيام اللِّيل‪ ،‬يإدح ال تعال عبَاده التقي ويصفهم فيقوُل‪ :‬الذينم يقوُلوُن ربنا إنُنا آْمنا فاغفر لنا‬
‫ذنُوُبنا وقنا عذاب النار الصابرينم والصادقي والقانُتي والنفقي والستغفرينم بالسحار‪ ،‬وقال تعال‬
‫كذلك ف وصفهم‪ :‬وبالسحار هم يستغفرون‪.‬‬
‫قال السنم رحه ال‪ :‬قاموُا اللِّيل إل وقت السحر ث جلِّسوُا يستغفرون‪ ،‬وكان ابنم عمحر رضي ال عنهمحا‬
‫يصلِّي منم اللِّيل ث يقوُل‪ :‬يا نُافع هل جاء السحر‪.‬؟ فإذا قال‪ :‬نُعم‪ ،‬أقبَل علِّىَ الدعاء والستغفار حت‬
‫يصبَح‪.‬‬
‫ويتم به كذلك ف الالس‪ ،‬فإن كانُت ذكراد كان كالطابع لا‪ ،‬وإن كانُت لغوُا كان كلفارة لا‪.‬‬
‫وكذلك ينبَغي أن يتم صيام رمضان بالستغفار‪.‬‬
‫ط ال عنه الوزأار‪ ،‬ويعتقه منم النار‪ ،‬فلِّيكحثر منم الستغفار باللِّيل والنهار‪ ،‬ل‬‫فمحنم أحب منكحم أن ي ل‬
‫سيمحا ف وقت السحار‪.‬‬
‫وما يستحسنم ختم هذا الشهر به أيضاد عتق الرقاب‪.‬‬
‫فقد كان أبوُ قلبة يعتق ف آْخر الشهر جارية حسناء مزينة يرجوُا بعتقها العتق منم النار‪.‬‬
‫وعتق الرقاب يوُجب العتق منم النار كمحا دل علِّىَ ذلك الديث الصحيح الذي رواه البَخماري عنم سعيد‬
‫بنم مرجانُة صاحب علِّي ابنم السنم قال‪ :‬قال أبوُ هريرة ‪ :‬قال النب ‪)) :‬أيإا رجل أعتق امرأ مسلِّمحا‬
‫استنقذ ال بكحل عضوُ منه عضوُا منه منم اللِّنار((‪ .‬قال سعيد منم مرجانُة‪ :‬فانُطلِّقت به إل علِّي بنم‬
‫السي‪ ،‬فعمحد علِّي بنم السي رضي ال عنهمحا إل عبَد له قد أعطاه به عبَد ال بنم جعفر عشرة‬
‫آْلف درهم أو ألف دينار فأعتقه ‪.‬‬
‫ومنم فاته عتق الرقاق لنُعدامها فلِّيكحثر منم شهادة التوُحيد فإنا تقوُم مقام عتق الرقاب‪.‬‬
‫قال ‪)) :‬منم قال‪ :‬ل إله إل ال وحده ل شريك له‪ ،‬له اللِّك وله المحد وهوُ علِّىَ كل شيء قدير‬
‫عشراصا كان كمحنم أعتق رقبَة منم ولد إساعيل(( ]أخرجه البَخماري[‪.‬‬

‫‪610‬‬
‫وقال‪)) :‬منم قال‪ :‬ل إله إل ال وحده ل شريك له‪ ،‬له اللِّك وله المحد وهوُ علِّىَ كل شيء قدير ف‬
‫يوُم مائة مرة كانُت له عدل عشر رقاب‪ ،‬وكتب له مائة حسنة وميت عنه مائة سيئمة‪ ،‬وكانُت له حرزأاد‬
‫منم الشيطان يوُمه ذلك حت يإسي‪ ،‬ول يأت أحد بأفضل لما جاء به إل أحةد عذمحل أكثر منم ذلك((‬
‫]متفق علِّيه منم حديث أب هريرة[‪.‬‬
‫واعلِّمحوُا عبَاد ال أن المحع بي شهادة التوُحيد والستغفار منم أعظم أسبَاب الغفرة والنجاة منم النار‪،‬‬
‫وكشف الكحربات قضاء الاجات‪ .‬لذا جع ال تعال بينهمحا ف قوُله‪ :‬فاعلِّم أنُه ل إله إل ال واستغفر‬
‫لذنُبَك‪ .‬وف قوُله‪ :‬ل إله إل أنُت سبَحانُك إن كنت منم الظالي‪.‬‬
‫فأكثر أخي السلِّم منم طاعة ال ل سيمحا منم قوُل‪ :‬ل إله إل ال وحده ل شريك له‪ ،‬له اللِّك وله‬
‫المحد وهوُ علِّىَ كل شيء قدير‪.‬‬
‫وأكثر منم الستغفار وغيها منم الذكار والعمحال الصالة قبَل فوُات هذه الفرصة العظيمحة‪ ،‬فإنُه إن ل‬
‫يغفر لك ف هذا الشهر فمحت يغفر لك؟‬
‫قال قتادة رحه ال‪ :‬كان يقال‪ :‬منم ل يغفر له ف رمضان فلِّنم يغفر له فيمحا سوُاه‪.‬‬
‫غفر ال لنا ولكحم ف هذا الشهر العظيم‪ .‬وجعلِّنا منم عبَاده الصالي‪ ،‬والمحد ل رب العالي‪.‬‬
‫ـــــــ‬
‫وماذا بعد رمضان‬
‫عبَد الرحنم بنم عبَد العزيز السديس‬
‫مكحة الكحرمة‬
‫جامع الفرقان‬
‫مامد و أدعيةطبَاعة الطبَة بدون مامد وأدعية‬
‫‪-------------------------‬‬
‫ملِّخمص الطبَة‬
‫ماذا بعد رمضان ‪ ,‬وأهية الداومة علِّىَ الطاعة ‪ -‬فضل الصيام والقيام والسنة ف ذلك والنوُافل والافظة‬
‫علِّيها ‪ ,‬والصدقة ‪ -‬تعظيم ال عز وجل بتعظيم شعائره وحرماته أهية العمحل الصال ‪ -‬سرعة انُقضاء‬
‫العمحر وزأواله ‪ -‬علمات قبَوُل الطاعة‬
‫‪-------------------------‬‬
‫الطبَة الول‬
‫أما بعد‪:‬‬
‫ض ‪ ,‬وانُقضىَ رمضان لكحنم القيام ل ينق ذ‬
‫ض وانُقضىَ‬ ‫فيا عبَاد ال لقد انُقضىَ رمضان لكحنم الصيام ل ينق ذ‬
‫ض تلوة القرآْن ‪ .‬منم كان يعبَد رمضان فإن رمضان قد ول ومنم كان يعبَد ال فإن ال‬ ‫رمضان ول تنق ذ‬

‫‪611‬‬
‫حي ل يإوُت ‪ ,‬بئمس العبَد ل يعرف ال إل ف رمضان ‪ ,‬إن كان الصوُم الفروض قد انُقضىَ فإن منم‬
‫نُافلِّة الصوُم صيام ست منم شوُال ‪ ,‬ففي صحيح مسلِّم عنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال‪ )) :‬منم‬
‫صام رمضان ث اتبَعه بست منم شوُال كان كصيام الدهر (()‪ ,[1](1‬وذلك أن السنة بعشر أمثالا‬
‫فرمضان بثلثائة والست بستي‪ ,‬وهذه عدة أيام السنة ‪ ,‬ولئمنم كانُت التاويح قد انُقضىَ وقتها فإن قيام‬
‫اللِّيل ما يزال مشروعاد مرغبَاد فيه ‪ ,‬صح عنه صلِّىَ ال علِّيه وعلِّىَ آْله وسلِّم أنُه قال‪ )) :‬منم قام ف ليلِّة‬
‫بعشر آْيات ل يكحتب منم الغافلِّي ومنم قام ف ليلِّة بائة آْية كتب منم القانُتي ومنم قام بألف آْية كتب‬
‫منم القنطرينم (()‪ ،[2](2‬وف رواية ))كتب منم الذاكرينم ال كثيدا(()‪ , [3](3‬وال إنُه لغافل منم غفل‬
‫عنم القيام بعشر آْيات‪ .‬صح عنم النب صلِّىَ ال علِّيه وعلِّىَ آْله وسلِّم‪ )) :‬يا عبَد ال ل تكحنم مثل فلن‬
‫كان يقوُم اللِّيل ث ترك قيام اللِّيل (()‪ .[4](4‬فيا عبَاد ال ل تكحوُنُوُا كمحنم كان يقوُم اللِّيل ث ترك قيام‬
‫اللِّيل ‪ ,‬فقد صح عنه صلِّىَ ال علِّيه وعلِّىَ آْله وسلِّم‪ )) :‬نُعم الرجل عبَد ال لوُ كان يقوُم منم اللِّيل ((‬
‫)‪ ,[5](5‬عبَاد ال دونُكحم الرواتب فالزموُها وهي اثنتا عشرة ركعة ‪ ,‬ركعتان قبَل الفجر وأربع قبَل الظهر‬
‫وركعتان بعدها وركعتان بعد الغرب وركعتان بعد العشاء ‪ ,‬صح عنه صلِّىَ ال علِّيه وعلِّىَ آْله وسلِّم‪:‬‬
‫))منم صلِّىَ ل اثنت عشرة ركعة بن ال له بيتاد ف النة (()‪(6‬‬
‫ث ذكر هذه‪ .‬والوُتر يا عبَاد الرحنم فل تضيعوُه ‪ ,‬صح عنه صلِّىَ ال علِّيه وعلِّي آْله وسلِّم‪ )) :‬اوتروا يا‬
‫أهل القرآْن (()‪ ,(7‬وكتاب ال فل تضيعوُه‪ :‬وقال الرسوُل يا رب إن قوُمي اتذوا هذا القرآْن مهجوُراد‬
‫وتدبروا معان ال فيه‪ .‬وفعل الي فل تعدموُه‪ :‬وافعلِّوُا الي لعلِّكحم تفلِّحوُن ‪ ,‬أنُفقوُا منم مال ال الذي‬
‫آْتاكم وجعلِّكحم مستخملِّفي فيه فإن ل ملئكحة يقوُلوُن‪ )) :‬اللِّهم أعذط منفقاد خلِّفاد وأعذط مسكحاد تلِّفاد ((‬
‫‪ ,3‬وما أنُفقتم منم شيء فهوُ يلِّفه وهوُ خي الرازأقي ‪.‬‬
‫‪ 3‬صحيح البَخماري )‪ (1442‬صحيح مسلِّم )‪.(1010‬عظمحوُا ال بتقديره وإجلله‪ :‬وما قدروا ال حق‬
‫قدره والرض جيعاد قبَضته يوُم القيامة والسمحوُات مطوُيات بيمحينه ‪ ,‬عظمحوُه بتعظيم شعائره‪ ,‬ذلك ومنم‬
‫يعظم شعائر ال فإنا منم تقوُىً القلِّوُب ‪ ,‬عظمحوُه بتعظيم حرماته‪ :‬ذلك ومنم يعظم شعائر ال فهوُ خي‬
‫له عند ربه ‪ ,‬إن خياد لكحم عند ربكحم أن تغضوُا أبصاركم وتفظوُا فروجكحم ذلك أزأكىَ لكحم إن ال خبَي‬
‫با تصنعوُن ‪ ,‬إن خياد لكحم عند ربكحم أن تكحفوُا عنم أكل الرام منم الربا والرشوُة والغش وأكل مال‬
‫اليتيم وأكل أموُالكحم بينكحم بالبَاطل ‪ ,‬إن خياد لكحم عند ربكحم أن تنكحروا علِّىَ منم فعل ذلك وتدعوُه إل‬
‫الكحف عنها والتوُبة منها ‪ ,‬إن خياد لكحم عند ربكحم أن تعظمحوُا حرماته بعرفتها واجتنابا والتحذير منها‬
‫والنُكحار علِّىَ الوُاقع فيها‪ :‬ذلكحم خي لكحم عند بارئكحم فتاب علِّيكحم إنُه هوُ التوُاب الرحيم ‪ ,‬رب واقع‬
‫ف الرام قد دنُا أجلِّه ول يتب ‪ ,‬رب غافل لهي قد حان موُته ول يتب‪ )) :‬منم بطأ به عمحلِّه ل يسرع‬
‫به نُسبَه(()‪ , (8‬ومنم قعدت به فعلِّته ل ينهض به جيل صوُرته‪ )),‬إن ال ل ينظر إل صوُركم‬
‫وأجسادكم ولكحنم ينظر إل قلِّوُبكحم وأعمحالكحم (()‪.(9‬‬

‫‪612‬‬
‫دعوُا المان والزموُا الادة فعلد وتركدا‪ :‬ليس بأمانُيكحم ول بأمان أهل الكحتاب منم يعمحل سوُء يز به ول‬
‫يد له منم دون ال ولياد ول نُصياد ومنم يعمحل منم الصالات منم ذكر أو أنُثىَ وهوُ مؤمنم فأولئمك‬
‫يدخلِّوُن النة ول يظلِّمحوُن نُقياد ومنم أحسنم ديناد منم أسلِّم وجهه ل وهوُ مسنم واتبَع ملِّة إبراهيم حنيفاد‬
‫فأسلِّمحوُا وجوُهكحم ل وأحسنوُا واتبَعوُا ملِّة النيف إبراهيم فبَذلك أمر نُبَيكحم صلِّىَ ال علِّيه وعلِّىَ آْله‬
‫وسلِّم ‪ ,‬وما أنُتم إل اتبَاعه‪ :‬قل إنُن هدان رب إل صراط مستقيم ديناد قيمحاد ملِّة إبراهيم حنيفاد وما كان‬
‫منم الشركي قل إن صلت ونُسكحي ومياي ومات ل رب العالي ل شريك له وبذلك أمرت وأنُا أول‬
‫السلِّمحي قل أغي ال أبغي رباد وهوُ رب كل شيء ول تكحسب كل نُفس إل علِّيها ول تزر وازأرة وزأر‬
‫أخرىً ث إل ربكحم مرجعكحم فينبَئمكحم با كنتم فيه تتلِّفوُن ‪.‬‬
‫نُفعن ال وإياكم بدىً كتابه ‪ ,‬أقوُل قوُل هذا وأستغفر ال ل ولكحم ولسائر السلِّمحي منم كل ذنُب‬
‫فاستغفروه إنُه هوُ الغفوُر الرحيم ‪.‬‬

‫‪-------------------------‬‬
‫الطبَة الثانُية‬
‫المحد ل وحده والصلة والسلم علِّىَ منم ل نُب بعده وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له‬
‫وأشهد أن ممحداد عبَده ورسوُله اللِّهم صلِّىَ وسلِّم علِّيه وعلِّىَ آْله وصحبَه وسلِّم تسلِّيمحاد كثيدا‪.‬‬
‫أما بعد‪:‬‬
‫فيا عبَاد ال فدع الكحسل وانُشط لتضي ال فمحا العمحر إل أيام إذا انُقضىَ بعضها فقد انُقضىَ بعضك‬
‫كل يوُم يأت علِّيك فقد نُقص منم عمحرك يوُم ‪ ,‬فعمحرك حقاد هوُ ما بقي منم أيام ف أجلِّك أما ما قد‬
‫مضىَ فقد فات با فيه منم خي ومنم شر‪ :‬وما تدري نُفس ماذا تكحسب غداد وما تدري نُفس بأي أرض‬
‫توُت إن ال علِّيم خبَي ‪.‬‬
‫إن منم علمات قبَوُل الطاعة الطاعة بعدها ‪ ,‬فوُاصلِّوُا الطاعات وأوصلِّوُا القربات ول يكحنم آْخر عهد‬
‫أحدكم بالقرآْن خاتة رمضان ول بالقيام آْخر لياليه ول بالب والوُد أيامه الوُال ‪ ,‬فالرقيب مطلِّع‬
‫والكحرام الكحاتبَي ل يبَخمسوُنُك حقك‪ :‬ونُضع الوُازأينم القسط ليوُم القيامة فل تظلِّم نُفس شيئماد وإن كان‬
‫مثقال حبَة منم خردل أتينا با وكفىَ بنا حاسبَي ووضع الكحتاب فتىً الرمي مشفقي ما فيه ويقوُلوُن‬
‫يا ويلِّتنا مال هذا الكحتاب ل يغادر صغية ول كبَية إل أحصاها ووجدوا ما عمحلِّوُا حاضراد ول يظلِّم‬
‫ربك أحداد ‪ ,‬فمحا شيء منم عمحلِّك بضائع بل ستجازأىً علِّي الفتيل‪ :‬هل جزاء الحسان إل الحسان ‪,‬‬
‫منم جاء بالسنة فلِّه عشر أمثالا ومنم جاء بالسيئمة فل يزىً إل مثلِّها ‪ ,‬منم جاء بالسنة فلِّه خي‬
‫منها‪ .‬فارغبَوُا إل ال فيمحا عنده منم الزاء ‪ ,‬وتوُبوُا إل ال جيعاد أيها الؤمنوُن لعلِّكحم تفلِّحوُن‪.‬‬
‫__________‬

‫‪613‬‬
‫)‪ (1‬صحيح مسلِّم )‪.(1164‬‬
‫)‪ (2‬سننم أب داود )‪.(1398‬‬
‫)‪ (3‬سننم الدارمي)‪.(3458‬‬
‫)‪ (4‬صحيح البَخماري )‪.(1152‬‬
‫)‪ (5‬صحيح البَخماري )‪ (1122‬صحيح مسلِّم )‪.(2479‬‬
‫)‪ 1 (6‬صحيح مسلِّم )‪.(728‬‬
‫)‪ 2 (7‬مستد أحد )‪ (1/100‬سننم التمذي )‪ (453‬سننم ابنم ماجه )‪.(1170‬‬
‫)‪ 4 (8‬صحيح مسلِّم )‪.(2699‬‬
‫)‪ 5 (9‬صحيح مسلِّم )‪.(2567‬‬
‫ــــــــ‬
‫ماذا استفاد المسلمون من رمضان؟‬
‫عبَد القادر ابنم رحال‬
‫غرداية‬
‫علِّي بنم أب طالب‬
‫مامد و أدعيةطبَاعة الطبَة بدون مامد وأدعية‬
‫‪-------------------------‬‬
‫ملِّخمص الطبَة‬
‫‪ -1‬حكحم وأسرار العبَادات‪ -2 .‬حقيقة التوُحيد‪ -3 .‬حقيقة الصلِّة والزكاة والجه‪ -4 .‬فوُائد الصيام‪.‬‬
‫‪ -5‬هل استفدنُا منم رمضان‪ -6 .‬التحذير منم التشبَه بالكحفار‪-7 .‬التحذير منم العاصي‪ -8 .‬الصيام‬
‫مدرسة‪.‬‬
‫‪-------------------------‬‬
‫الطبَة الول‬
‫وبعد‪:‬‬
‫يقوُل ربكحم ف كتابه‪ :‬يا أيها الذينم آْمنوُا كتب علِّيكحم الصيام كمحا كتب علِّىَ الذينم منم قبَلِّكحم لعلِّكحم‬
‫تتقوُن أياما معدودات‪.‬‬
‫قال المام ابنم كثي‪" :‬يقوُل تعال ماطبَاد الؤمني منم هذه المة وآْمراد لم بالصيام‪ ،‬وهوُ المساك عنم‬
‫الطعام والشراب والوُقاع بنلية خالصة ل عز وجل لا فيه منم زأكاة النفوُس وطهارتا وتنقيتها منم الخلط‬
‫الرديئمة والخلق الرذيلِّة"أ‪.‬هي‪ .‬فهل حققنا معاشر السلِّمحي هذه الثمحرات ف نُفوُسنا بعدما انُقضىَ‬
‫رمضان؟ ول نُدري أيعيش إل قابل‪ ،‬فنستدرك ما ضيعناه ف هذا الشهر الكحري أم ل؟!ا‪.‬‬

‫‪614‬‬
‫وعنم أب هريرة عنم النب قال‪)) :‬منم صام رمضان إيإانُاد وإحتساباد غفر له ما تقدم منم ذنُبَه(( ]رواه‬
‫الشيخمان[‪ .‬وف رواية صحيحة‪)) :‬ما تأخر منم ذنُبَه((‪.‬‬
‫وقال ‪)) :‬منم ل يدع قوُل الزور والعمحل به‪ ،‬فلِّيس ل حاجة ف أن يدع طعامه وشرابه(( ]رواه البَخماري[‪.‬‬
‫أيها السلِّمحوُن‪:‬‬
‫إن السلِّم الاذق هوُ الذي ينظر ف حقائق وأسرار وحكحم العبَادات‪ ،‬ول ينظر فقط إل رسوُمها‬
‫وحركاتا‪ ،‬فمحنم الناس منم تراه يهد نُفسه ف عبَادات متنوُعة‪ ،‬وليس له منها إل التعب‪ ،‬لنُه نُظر إل‬
‫رسوُم العبَادات ول ينظر إل حقائقها ونُتائجها الت تعب بق عنم حقيقية الدينم قال تعال‪ :‬لنم ينال ال‬
‫لوُمها ول دماؤها ولكحنم يناله التقوُىً منكحم‪ ،‬إن هذه الشريعة جاءت بكحم وأسرار عظيمحة لنا ببَساطة‬
‫صدرت منم إله حكحيم خبَي لطيف‪ ،‬فشرائعه تعال وأحكحامه مبَنية علِّىَ علِّل وحكحم وأسرار‪ ،‬علِّمحها منم‬
‫علِّمحها‪ ،‬وجهلِّها منم جهلِّها‪ ،‬وفوُق كل ذي علِّم علِّيم‪ ،‬فها هوُ التوُحيد الذي هوُ قطب رحىَ هذا‬
‫الدينم وأساسه الذي بن علِّيه؟ قال تعال‪ :‬ومنم يبَتغ غي السلم ديناد فلِّنم يقبَل منه وهوُ ف الخرة منم‬
‫الاسرينم‪ .‬وقال كذلك‪ :‬فاعلِّم أنُه ل إله إل ال وقال كذلك‪ :‬قل أفغي ال تأمرون أعبَد أيها الاهلِّوُن‬
‫ولقد أوحي إليك وإل الذينم منم قبَلِّك لئمنم أشركت ليحبَطنم عمحلِّك ولتكحوُنُنم منم الاسرينم بل ال فاعبَد‬
‫وكنم منم الشاكرينم‪.‬‬
‫ليس التوُحيد فقط كلِّمحات تردد باللِّسان‪ ،‬وإنا هوُ حياة مبَنية علِّىَ كلِّمحة التوُحيد‪ ،‬فل يتحرك السلِّم‬
‫ول يسكحنم إل ف إطار التوُحيد كمحا قال تعال‪ :‬قل إن صلت ونُسكحي ومياي ومات ل رب العالي ل‬
‫شريك له وبذلك أمرت وأنُا أول السلِّمحي‪ ،‬فالتوُحيد جاء لتحرير النُسان كل النُسان منم عبَوُدية غي‬
‫ال لعبَوُدية ال وحده‪ ،‬فالنُسان الر التحضر الطلِّيق هوُ منم يعبَد ال وحده ل شريك له‪ ،‬وأما النُسان‬
‫العبَد السيس فهوُ منم ترك عبَادة ال وعبَد غيه منم شهوُات وهوُىً وبدع وتقلِّيد للباء والعراف‬
‫الارجة عنم شريعة ال تعال‪ ،‬قال تعال‪ :‬وإذا قيل لم اتبَعوُا ما أنُزل ال قالوُا بل نُتبَع ما وجدنُا علِّيه‬
‫آْباءنُا أولوُ كان الشيطان يدعوُهم إل عذاب السعي‪.‬‬
‫وهاهي الصلة عمحوُد الدينم‪ ،‬فهل حققنا آْثارها ف حياتنا؟ هي صلِّة بي العبَد وربه‪ ،‬ليست كلِّمحات ول‬
‫حركات جوُفاء‪ ،‬بل هي خشوُع ل رب العالي وقرب منه سبَحانُه وتعال‪ ،‬قال ‪)) :‬أقرب ما يكحوُن‬
‫العبَد منم ربه وهوُ ساجد((‪.‬‬
‫والصلة تنهىَ عنم الفحشاء والنكحر فهل انُتهينا عنم ذلك‪ ،‬والصلة تنهىَ عنم الخلق الفاسدة‬
‫واليوُانُية قال تعال‪ :‬إن الصلة تنهىَ عنم الفحشاء والنكحر وقال‪ :‬إن النُسان خلِّق هلِّوُعاد إذا مسه‬
‫الشر جزوعاد وإذا مسه الي منوُعاد إل الصلِّي الذينم هم علِّىَ صلتم دائمحوُن‪.‬‬
‫وهاهوُ الصوُم منم أعظم أسراره تقوُىً ال تعال‪ ،‬وها هي الزكاة جاءت لتطهر صاحبَها منم البَخمل‬
‫والشح الذي أهلِّك المم منم قبَلِّنا‪ ،‬والزكاة تبَارك ف الال وتزيد فيه قال تعال‪ :‬خذ منم أمالم صدقة‬

‫‪615‬‬
‫تطهرهم وتزكيهم با‪ ،‬وقال كذلك‪ :‬وما أنُفقتهم منم شيء فهوُ يلِّفه وهوُ خي الرازأقي والزكاة ترجة‬
‫عمحلِّية علِّىَ التعاون بي السلِّمحي وسد حاجات الفقراء‪.‬‬
‫ل‪ ،‬فالجه ليس فقط سياحة‬ ‫وها هوُ الجه عبَادة فرضها ال مرة ف العمحر علِّىَ منم استطاع إل ذلك سبَي د‬
‫أو تارة‪ ،‬ولكحنه قدوم علِّىَ الرحنم ليغفر الذنُوُب ويست العيوُب؟ إن الجه تذكي بالوُقف الكحبَي ف‬
‫الشر يوُم القيامة إن الجه موُعد لجتمحاع السلِّمحي عربم وعجمحهم علِّىَ اختلف ألوُانم وأشكحالم قد‬
‫أتوُا منم كل فجه عمحيق ليشهدوا منافع لم ويذكروا ال تعال شكحراد علِّىَ نُعمحه‪.‬‬
‫هذا وكل أحكحام السلم أنُزلا ال لكحم وأسرار منم أهها أنا جاءت للِّب الصال ودفع الفاسد قال‬
‫العلز بنم عبَد السلم‪:‬‬
‫الشريعة كلِّها مصال إما دفع مفاسد أو جلِّب مصال‪ ،‬فإذا سعت ال يقوُل‪ :‬يا أيها الذينم آْمنوُا فتأمل‬
‫وصيته بعد نُدائه فل يد إل خياد يثك علِّيه أو شراد يزجرك عنه(( أهي ‪.‬‬
‫قال تعال‪ :‬ول تفسدوا ف الرض بعد إصلحها‪.‬‬
‫أيها السلِّمحوُن‪ :‬إن شهر رمضان شهر التقوُىً والبكات اللية فهل حققنا ثراته الزكية وفوُائده اللِّية‪ ،‬إن‬
‫شهر رمضان نُفعلِّه يعوُد علِّىَ صاحبَه‪ ،‬فل يعوُد علِّىَ ال ف شيء‪ ،‬فال غن حيد‪ ،‬قال تعال‪ :‬يا أيها‬
‫الناس أنُتم الفقراء إل ال وال هوُ الغن المحيد إن يشأ يذهبَكحم ويأت بلِّق جديد وما ذلك علِّىَ ال‬
‫بعزيز‪.‬‬
‫إن فوُائد وأسرار رمضان كثية منها‪:‬‬
‫‪ -1‬تزكية النفوُس بطاعة ال‪ ،‬وتدريب النفوُس علِّىَ العبَوُدية ل والصب علِّيها قال ‪)) :‬والذي نُفسي‬
‫بيده للِّوُف فم الصائم أطيب عند ال منم ريح السك‪ ،‬بتك طعامه وشرابه منم أجلِّي كل عمحل ابنم‬
‫آْدم له إل الصوُم‪ ،‬فإنُه ل وأنُا أجزي به(( ]متفق علِّيه[‪.‬‬
‫‪ -2‬إن الصوُم فيه إعلءة ورفع للِّجانُب الروحي الهم ف النُسان‪ ،‬فالنُسان ليس مادة فقط بل هوُ روح‬
‫كذلك‪ ،‬فالصوُم يعززأ هذا الانُب فيجعلِّه ف اللِّكحوُت العلِّوُي قريبَاد منم مرتبَة اللئكحة وصدق منم قال‪:‬‬
‫يا خادم السم كم تشقىَ لدمته ……أتطلِّب الربح ما فيه خسران…‬
‫أقبَل علِّىَ الروح وإستكحمحل فضائلِّها …فأنُت بالروح ل بالسم إنُسان‬
‫‪ -3‬إن الصوُم يعلِّم الخلصا لصاحبَه فهوُ شهر الخلصا‪ ،‬لن الصائم يإكحنه أن يفطر خفية عنم‬
‫الناس ولكحنه يإنعه إخلصه ل تعال‪ ،‬والصوُم يعلِّم الصب‪ ،‬والصب بنزلة الرأس منم السد‪ ،‬فهوُ قاعدة‬
‫التكحاليف ولوُل الصب ما شرع الصوُم ول شرع الهاد ف سبَيل ال‪ ،‬ولذا أجر الصابر والصائم بغي‬
‫حساب قال تعال‪ :‬إنا يوُف الصابرون أجرهم بغي حساب‪.‬‬
‫‪ -4‬إن الصوُم جاء ليكحسر الشهوُة النسية الت هي أخطر الغرائز ف النُسان إذا ل تنلظم وفق الفطرة‬
‫السلمية‪ ،‬فإن هذه الغريزة هدمت أماد بأكمحلِّها وتدم آْخرينم‪ ،‬واسألوُا التاريخ واعتبوا يا أول البصار‪.‬‬

‫‪616‬‬
‫وننم نُتعجب كل العجب فالسلم جاء ينظم هذه الغريزة ويهذبا ويضع لا حدوددا‪ ،‬أما هذه الضارة‬
‫الغربية الساقطة فأعطتها كل الرية وقدستها بجة أن النُسان خلِّق حردا‪ .‬لبد أن يستجيب لكحل غريزة‬
‫فيه استجابة بيوُلوُجية‪ ،‬وصدق رسوُل ال إذ قال‪)) :‬يا معشر الشبَاب منم استطاع منكحم البَاءة فلِّيتزوج‪،‬‬
‫فإنُه أغض البَصر وأحصنم الفرج‪ ،‬فمحنم ل يستطع فعلِّيه بالصوُم فإنُه له وجاء(( ]رواه البَخماري ومسلِّم[‪.‬‬
‫‪ -5‬وللِّصوُم ثرة اجتمحاعية هي التكحافل والشعوُر بالوُحدة لن الصوُم يسوُي بي الاكم والكحوُم والغن‬
‫والفقر والقوُي والضعيف ف الشعوُر بأنم علِّىَ صفة واحدة توُجب علِّيهم التعاون علِّىَ الي‪.‬‬
‫‪ -6‬إن منم أعظم فوُائد الصوُم تقوُىً ال تعال‪ ،‬فلِّه تأثي عجيب ف حفظ الوُارح الظاهرة والبَاطنة منم‬
‫الثام‪.‬‬
‫لكحنم أيها السلِّمحوُن هل حققنا هذه الفوُائد ف نُفوُسنا وأسرنُا ومتمحعنا ف رمضان وما بعد رمضان؟ أم‬
‫نُافقنا وصرنُا أصحاب مناسبَات ورسوُم وحفلت؟ فهناك صائمحوُن ولكحنم يقلِّدون أهل الكحتاب ف‬
‫أعيادهم وال عزم علِّينا أل نُتشبَه بم قال تعال‪ :‬يا أيها الذينم آْمنوُا ل تتخمذوا اليهوُد والنصارىً أولياء‬
‫بعضهم أولياء بعض ومنم يتوُلم منكحم فإنُه منهم إن ال ل يهدي القوُم الظالي وقال ‪)) :‬منم تشبَه‬
‫بقوُم فهوُ منهم(( ]رواه أحد[‪ .‬وهناك صائمحوُن ولكحنم يلِّعبَوُن القمحار وينظرون إل ما حلرم ال‪ ،‬وصائمحوُن‬
‫ولكحنم يغتابوُن الناس ويشعلِّوُن الفتم‪ ،‬وصائمحوُن ولكحنم يغشوُن ف البَيع ول ينصحوُن ف وظائفهم‬
‫ويأكلِّوُن الربا والرشوُة‪ ،‬وصائمحوُن ويقضوُن ليلِّهم باللِّهوُ والغناء الفاحش وبالنهار نُائمحوُن‪.‬‬
‫والق يقال‪ ،‬إن صيام رمضان مدرسة متمحيزة يفتحها السلم كل عام للِّتبية العمحلِّية ليعلِّم الناس القيم‬
‫وأرفع العان‪ ،‬فمحنم اغتنم الفرصة وصام كمحا أمر ال وشرع فقد نح ف المتحان‪ ،‬ومنم تكحاسل وخالف‬
‫فهوُ الاسر ول يضر ال شيئما‪ ،‬وصدق رسوُل ال حيث قال‪)) :‬منم ل يدع قوُل الزور والعمحل به فلِّيس‬
‫ل حاجة ف أن يدع طعامه وشرابه(( ]البَخماري[‪.‬‬
‫وقال عمحر بنم الطاب ‪ :‬ليس الصوُم منم الشراب والطعام وحده ولكحنه منم الكحذب والبَاطل واللِّغوُ‪.‬‬
‫وقال جابر بنم عبَد ال ‪) :‬إذا صمحت فلِّيصم سعك وبصرك ولسانُك عنم الكحذب والأت‪ ،‬ودع أذىً‬
‫الادم وليكحنم علِّيك وقار وسكحينة يوُم صوُمك ول تعل يوُم فطرك ويوُم صوُمك سوُاء(‪.‬‬
‫ــــــــ‬
‫العشر الوسط من رمضان‬
‫عبَد المحيد التكستان‬
‫الطائف‬
‫طه خياط‬
‫مامد و أدعيةطبَاعة الطبَة بدون مامد وأدعية‬
‫‪-------------------------‬‬

‫‪617‬‬
‫ملِّخمص الطبَة‬
‫‪ -1‬دعوُة لغتنام فضيلِّة الزمان )رمضان(‪ -2 .‬تقسيم الشهر بي السني والقتصدينم والذنُبَي‪-3 .‬‬
‫شفاعة الصيام القرآْن للِّعبَد يوُم القيامة‪ -4 .‬صيام الوُارح‪.‬‬
‫‪-------------------------‬‬
‫الطبَة الول‬
‫ث أما بعد أيها السلِّمحوُن‪:‬‬
‫اتقوُا ال تعال واجتهدوا ف العمحال الصالة ف بقية شهركم وكم منم الناس حت يوُمنا هذا ل يستفد‬
‫منم شهر رمضان قد ضيع ناره ف النوُم ولياليه ف السهر الرم‪ ،‬حت مت يعيش النُسان للِّذاته‬
‫وشهوُاته‪ ،‬وحت مت يسي ف طريق النار ومع ركب إبلِّيس‪ ،‬أل ينزجر هذا السكحي‪ ،‬أل يصبَحوُا منم‬
‫سبَات الغفلِّة وضياع العمحر‪.‬‬
‫توُل العمحر ف سهر و ف لوُ وف خسر‬
‫فيا ضيعة ما أنُفقت ف اليام منم عمحري‬
‫أما يعلِّم الفرط ف الطاعة أن شهر رمضان شهر ملِّيء بأسبَاب الغفرة فمحنم فلرط ف هذه السبَاب كان‬
‫مروما غاية الرمان ‪.‬‬
‫وف الديث ))منم أدرك رمضان فلِّم يغفر له فدخل النار فأبعده ال(( ‪.‬‬
‫وقال سعيد عنم قاتدة‪ ،‬كان يقال‪ :‬منم ل يغفر له ف رمضان فلِّنم يغفر له ف ما سوُاه‪ ،‬وف أثر آْخر‪:‬‬
‫)إذا ل يغفر له منم رد ف ليلِّة القدر؟ مت يصلِّح منم ل يصلِّح ف رمضان‪ ،‬فمحنم فرط ف الزرع ف وقت‬
‫البَذار ل يصد يوُم الصاد إل الندم والسار(‪.‬‬
‫فيا منم تريد العتق منم النار ومغفرة الذنُوُب ورضا الرحنم‪ ،‬ينبَغي لك أن تأت بأسبَاب توُجب لك الرحة‬
‫والغفرة والعتق منم النار وهي كمحا ذكرنُا متيسرة ف هذا الشهر منم الصيام والقيام وقراءة القرآْن والذكر‬
‫ومساعدة الفقراء والتاجي وإطعامهم والصدقة والستغفار وغي ذلك منم العمحال الصالة ‪.‬‬
‫وقد ورد ف التمذي وغيه بسند صحيح ))إن ل عتقاء منم النار وذلك ف كل ليلِّة((‪ ،‬ولكحنم الغلِّب‬
‫علِّىَ أول الشهر الرحة وهي للِّمححسني التقي الذينم قاموُا بالصيام والقيام وقراءة القرآْن قال تعال إن‬
‫رحة ال قريب عنم السني فيفاض علِّىَ التقي ف أول الشهر خلِّع الرحة والرضوُان‪ ،‬ويعامل أهل‬
‫الحسان بالفضل والحسان‪ ،‬وأما وسط الشهر فالغلِّب علِّيه الغفرة‪ ،‬فيغفر للِّصائمحي‪ ،‬وإن ارتكحبَوُا‬
‫بعض الذنُوُب الصغائر فل يإنعهم ذلك منم الغفرة إذا ارتكحبَوُا بعض الذنُوُب كمحا قال تعال وإن ربك‬
‫لذو مغفرة للِّناس علِّىَ ظلِّمحهم ‪.‬‬
‫وأما آْخر الشهر فيعتق فيه منم النار منم أوبقته الوزأار‪ ،‬وصار مستوُجبَا للِّنار ‪.‬‬
‫ليت شعري منم فيه يقبَل منا‬

‫‪618‬‬
‫فيهنا يا خيبَة الردود‬
‫منم توُل عنه بغي قبَوُل‬
‫أرغم ال أنُفقه بزي شديد‬
‫ماذا فات منم فاته خي رمضان؟ وأي شيء أدرك منم أدركه فيه الرمان ‪.‬‬
‫أيها الخوُة‪ :‬اعلِّمحوُا أن الؤمنم يتمحع له ف رمضان جهادان لنفسه جهاد بالنهار علِّىَ الصيام‪ ،‬وجهاد‬
‫باللِّيل علِّىَ القيام‪ ،‬فمحنم جع بي هذينم الهادينم‪ ،‬ووف بقوُقهمحا وصب علِّيهمحا‪ ،‬وف أجره بغي حساب‬
‫قال كعب‪ :‬ينادي يوُم القيامة مناد‪ :‬إن كل حارث يعطي يرثه ويزاد غي أهل القرآْن والصيام‪ ،‬يعطوُن‬
‫أجوُرهم بغي حساب ويشفعان له أيضا عند ال عز وجل‪ ،‬كمحا ف السند بسند صحيح‪ ،‬عنم عبَد ال‬
‫بنم عمحرو عنم النب قال ‪)) :‬الصيام والقرآْن يشفعان للِّعبَد يوُم القيامة‪ ،‬فيقوُل الصيام‪ :‬أي رب منعته‬
‫الطعام والشهوُات بالنهار‪ ،‬ويقوُل القرآْن‪ :‬منعته النوُم باللِّيل فشفعن فيه‪ ،‬فيشفعان(( ‪.‬‬
‫فيا منم ضيع عمحره ف غي الطاعة!ا يا منم فرط ف شهره بل ف دهره وأضاعه ويا منم بضاعته التسوُيف‬
‫والتفريط!ا وبئمست البَضاعة‪ ،‬أيا منم جعل خصمحه القرآْن وشهر رمضان‪ ،‬كيف ترجوُا منم خصمحك‬
‫الشفاعة‪.‬‬
‫ويل لنم شفعاؤه خصمحاؤه‬
‫والصوُر ف يوُم القيامة ينفخ‬
‫رب صائم حظه منم صيامه الوُع والعطش‪ ،‬وقائم حظه منم قيامه والسهر‪ ،‬كل قيام ل ينهىَ عنم‬
‫الفحشاء والنكحر ل يزيد صاحبَه إل بعدا‪ ،‬وكل صيام ل يصان عنم قوُل الزور والعمحل به ل يوُرث‬
‫صاحبَه إل مقتا وردا‪.‬‬
‫يا قوُم أينم آْثار الصيام؟ وأينم أنُوُار القيام؟‬
‫إن كنت تنوُح يا حام البَان‬
‫للِّبَي فأينم شاهد الحزان‬
‫أيها السلِّمحوُن ‪ :‬ها ننم ف بداية العشر الوسط منم رمضان وقد انُقضت العشر الوائل منه با عمحلِّناه‬
‫منم طاعات فنسأل ال عز وجل أن يتقبَل منا مصال العمحال وأن يغفر لنا التفريط والتقصي‪.‬‬
‫ابنم آْدم ‪ :‬يا منم تكحاسلِّت عنم القيام بوُاجب الطاعة ف أول الشهر ل تكحنم منم الرومي ففي الوُقت‬
‫فسحة وف الشهر بقية هل لك الن أن تبَادر وتستقبَل بقية الشهر أم تزيد أن تكحوُن منم الرومي؟ أيها‬
‫العبَد الفقي إل ربك لوُ عرفت قدر نُفسك ما أمرضتها بالعاصي‪ ،‬لنُك أنُت الخمتار منم الخملِّوُقات‪،‬‬
‫ولك أعدت النة‪ ،‬إن اتقيت وعمحلِّت صالا‪ ،‬فهي إنا أعدت للِّمحتقي‪ ،‬فكحيف ترضىَ أن تكحوُن منم‬
‫أتبَاع إبلِّيس‪ ،‬وأن تكحوُن معه ف النار غدا منم جلِّة أتبَاعه‪ ،‬وإنا طرد اللِّعي عنم النة منم أجلِّك حيث‬

‫‪619‬‬
‫تكحب عنم السجوُد لبيك‪ ،‬ث بعد ذلك ترضىَ لنفسك أن تكحوُن منم حربه وإنا يدعوُ حزبه ليكحوُنُوُا منم‬
‫أصحاب السعي أل إن حزب الشيطان هم الاسرون ‪.‬‬
‫أيها السلِّمحوُن ‪ :‬هذا شهر رمضان قد انُتصف‪ ،‬فمحنم منكحم حاسب ف نُفسه ل وانُتصف؟ منم منكحم‬
‫قام ف هذا الشهر بقه الذي عرف؟ منم منكحم عزم قبَل علِّق أبوُاب النة أن يبَن له فيها غرفا منم فوُقها‬
‫غرف أل إن شهركم قد أخذ ف النقص فزيدوا أنُتم ف العمحل‪ ،‬فكحأنُكحم به وقد انُصرف‪ ،‬فكحل شهر‬
‫فعسىَ أن يكحوُن منه خلِّف وأما شهر رمضان فمحنم أينم لكحم منه خلِّف؟‬
‫تنصف الشهر وا لفاه و انمحر‬
‫واختص بالفوُزأ بالنات منم حزما‬
‫وأصحب الغافل السكحي منكحسرا‬
‫مثلِّي فيا ويه يا عظيم ما حرما‬
‫منم فاته الزرع ف وقت النذار فمحا‬
‫تراه يصد إل الم و الندما‬
‫طوُب لنم كانُت التقوُىً بضاعته‬
‫ف شهره و ببَل ال معتصمحا‬
‫يا قوُم آْل خاطب ف هذه الشهر إل الرحنم؟ أل راغب فيمحا أعده ال للِّطائعي ف النان؟ أل طالب‬
‫لا أخب به منم النعيم القيم مع أنُه ليس الب كالعيان ؟‬
‫منم يرد ملِّك النان فلِّيدع عنه التوُان‬
‫و ليقم ف ظلِّمحة اللِّيل إل نُوُر القران‬
‫وليصل صوُما بصوُم إن هذا العيش فان‬
‫إنا العيش جوُار ال ف دار المان‬
‫معشر الؤمني ‪ :‬لقد كان سلِّفنا الصال يصوُموُن عنم كل مرم وعنم كل شهوُة منم شهوُات الدنُيا‬
‫ولسان حال الوُاحد منهم‪:‬‬
‫وقد صمحت عنم لذات الدهر كلِّها‬
‫ويوُم لقاكم ذاك فطر صيامي‬
‫رؤىً بشر الاف رحه ال ف النام‪ ،‬فسئمل عنم حاله‪ ،‬فقال ‪ :‬علِّم ال قلِّة رغبَت ف الطعام فأباحن النظر‬
‫إليه‪ .‬نُعم لقد كانُت أمان أولئمك الصالي هوُ دخوُل النة والنظر إل وجه ال الكحري وذلك لن النظر‬
‫إل وجه ال منم أعظم نُعيم النة كلِّها علِّىَ الطلق كمحا قال تعال ولدينا مزيد فالزيد هوُ النظر إل‬
‫وجه ال الكحري ‪.‬‬

‫‪620‬‬
‫منم كان يرجوُ لقاء ال‪ ،‬فإن أجل ال لت وقد قيل للِّحافظ عبَد الغن النابلِّسي رحه ال عندما أتته‬
‫الوُفاه ما تشتهي قال ‪ :‬أشتهي النظر إل وجه ال الكحري‪ ،‬وقيل لبَعضهم ‪ :‬أينم نُطلِّبَك ف الخرة؟ قال ‪:‬‬
‫ف زأمرة الناظرينم إل ال‪ ،‬قيل له ‪ :‬كيف عمحلِّت ذلك؟ قال ‪ :‬بغض طرف له عنم كل مرم‪ ،‬واجتناب فيه‬
‫كل منكحر ومأث‪ ،‬وقد سألته أن يعل جنت النظر إليه‪ .‬هذه هي أمان الصالي ولسان حالم‪:‬‬
‫قال الشاعر‪:‬‬
‫هجرت اللِّق طرا ف هوُاك وأيتمحت العيال لكحي أراكا‬
‫فلِّوُ قطعتن ف الب إربا لا حنم الفؤاد إل سوُاكا‬
‫فالعارفوُن ل يسلِّيهم عنم رؤي موُلهم قصر‪ ،‬ول يرويهم دون مشاهدته نر‪ ،‬همحهم كمحا ذكرنُا أجل منم‬
‫ذلك‪.‬‬
‫عبَاد ال هذا شهر رمضان الذي أنُزل فهي القرآْن وف بقيته للِّعابدينم مستمحتع‪ ،‬وهذا كتاب ال يتلِّىَ فيه‬
‫بي أظهركم ويسمحع‪ ،‬وهوُ القرآْن الذي لوُ أنُزل علِّىَ جبَل لرأيته خاشعا يتصدع‪ ،‬ومع هذا فل قلِّب‬
‫يشع‪ ،‬ول عي تدمع‪ ،‬ول صيام يصان عنم الرام فينفع‪ ،‬ول قيام استقام فيجىَ فيه صاحبَه أن يشفع‪،‬‬
‫قلِّوُب خلِّت منم التقوُىً فهي خراب بلِّقع‪ ،‬وتراكمحت علِّيها ظلِّمحت الذنُوُب فهي ل تبَصر ول تسمحع‪،‬‬
‫كم تتلِّىَ علِّينا آْيات القرآْن وقلِّوُبنا كالجارة أو أشد قسوُة‪ ،‬وكمحم يتوُال علِّينا شهر رمضان وما لنا فيه‬
‫كحال أهل الشهوُة‪ ،‬أل الشاب منا ينتهي عنم الصبَوُة‪ ،‬ول الشيخ ينزجر عنم القبَيح فيلِّتحق بالصفوُة‪،‬‬
‫أينم ننم منم قوُم إذا سعوُا داعي ال أجابوُا الدعوُة وإذا تلِّيت علِّيهم آْياته جلِّت قلِّوُبم جلِّوُه‪ ،‬وإذا‬
‫صاموُا صامت منهم اللسنة والساع والبصار‪ ،‬أما لنا فيهم أسوُة‪ ،‬كم بيننا وبي حال أهل الصلفا أبعد‬
‫ما بيننا وبي الصفاء الروة‪.‬‬
‫يا نُفس فازأ الصالوُن بالتقىَ‬
‫وأبصروا الق وقلِّب قد تمحي‬
‫ويك يا نُفس أل تيقظ‬
‫ينفع قبَل أن تزل قدمي‬
‫مضىَ الزمان ف توُان وهوُىً‬
‫فاستدركي ما قد بقي واغتنمحي‬
‫‪-------------------------‬‬
‫الطبَة الثانُية‬
‫أيها السلِّمحوُن‪ :‬ما أشبَه اللِّيلِّة بالبَارحة!ا!ا بالمس كنا نُستقبَل رمضان وها ننم نُوُدع أسبَوُعا كامل‬
‫مضىَ العشر الوائل منه مضت منه با فيها منم طاعات وأعمحال صالة منم صيام وقيام وتلوة قران‬
‫وهاهي أيامه المحيلِّة ولياليه الطاهرة تشي الوُين لكحي تطوُي علِّينا هذا الشهر البَارك‪.‬‬

‫‪621‬‬
‫إذا ت أمر بدا نُقصه تأمل زأوال إذا قيل ت‬
‫أيها الخوُة‪ :‬إنُه وال منم العجيب أن نُرىً أنُاسا ليس لم هم ف هذه الدنُيا إل تضييع الوقات ف‬
‫اللِّهوُ والغفلِّة تر علِّيهم الوُاسم والفرصا ول يرصوُن علِّىَ استغللا ف طاعة ال انُظروا مثل للِّناس ف‬
‫صلة العشاء يإلِّؤن السجد حت إذا فرغوُا منم صلة العشاء خرجوُا منم السجد بيث أنم ل يفكحروا‬
‫مرد تفكحي يتبَعه عمحل‪ ،‬ف صلة التاويح ويرموُن أنُفسهم أجر مغفرة الذنُوُب‪ ،‬وكأن الدنُيا فائتة‬
‫وسوُف تذهب علِّيهم فلِّمحاذا العجلِّة إذدا؟‬
‫والبَعض يفرط أصل ف صلة المحاعة حت ف رمضان ل ينصلِّح حاله‪ ،‬ويتك صلة المحاعة يعرض‬
‫نُفسه للِّعقوُبة ومشابة النافقي‪ ،‬والبَعض ل يصوُن صوُمه عنم الكحذب والغيبَة والنمحيمحة والغش وساع‬
‫الغان والوُسيقىَ وغي ذلك منم العمحال الت تدش أجر الصوُم‪.‬‬
‫لوُل الذينم له ورد يصلِّوُنُا‬
‫وآْخرون لم سرد يصوُموُنُا‬
‫فاحذروا أيها السلِّمحوُن منم نُوُاقض الصوُم ونُوُاقضه‪ ،‬وصوُنُوُه عنم قوُل الزور والعمحل به فقد ورد ف‬
‫الديث الصحيح إن النب قال‪)) :‬منم ل يدع قوُل الزور والعمحل به والهل فلِّيس ل حاجة ف أن يدع‬
‫طعامه وشرابه(( رواه البَخماري‪.‬‬
‫فالصائم القيقي هوُ الذي صامت جوُارحه عنم الثام ولسانُه عنم الكحذب والفحش والغيبَة والنمحيمحة‬
‫وقوُل الزور وبطنه عنم الكل والشرب وفرجه عنم الرفث‪ ،‬فإن تكحلِّم ل يتكحلِّم با يرح صوُمه ون فعل ل‬
‫يفعل ما يفسد صوُمه‪ ،‬فيخمرج كلمه نُافعا صالا‪ ،‬وكذلك أعمحاله هذا هوُ الصوُم الشروع ل مرد‬
‫المساك عنم الطعام والشراب كمحا جاء ف الديث ))رب صائم حظه منم صيامه الوُع والعطش(( رواه‬
‫المام أحد وهوُ صحيح ‪.‬‬
‫فالصوُم القيقي إذن هوُ صوُم الوُارح عنم الثام وصوُم البَطنم عنم الطعام والشراب‪ ،‬فكحمحا أن الطعام‬
‫والشراب يقطعه فهكحذا الثام تقطع ثوُابه وتفسر ثرته‪ ،‬فتصليه بنزلة منم ل يصم‪.‬‬
‫قال جابر بنم عبَد ال ‪) :‬إذا صمحت فلِّيصم سعك وبصرك ولسانُك عنم الكحذب‪ ،‬ودع عنك أذىً الار‪،‬‬
‫وليكحنم علِّيك وقار وسكحينة ول يكحنم يوُم صوُمك ويوُم فطرك سوُاء(‪.‬‬
‫ــــــــ‬
‫الخاسرون في رمضان‬
‫عبَد العزيز بنم عبَد الرحنم القحم‬
‫غي مدد‬
‫غي مدد‬
‫مامد و أدعيةطبَاعة الطبَة بدون مامد وأدعية‬

‫‪622‬‬
‫‪-------------------------‬‬
‫ملِّخمص الطبَة‬
‫‪ -1‬مزية رمضان علِّىَ سائر الشهوُر ‪ -2‬الاسرون ف رمضان هم الذينم ل يفيدون منم خصائصه ‪-3‬‬
‫الاسرون هم أهل الكحبَائر ولا يتوُبوُا منها ‪ -4‬دعوُة للِّتوُبة ‪ -4‬تشريعات السلم تأمر بكحل ما ريوُلثق‬
‫ل‬
‫الخوُة منم إفشاء للِّسلم وسعي ف الصلح و‪ -5 ..‬الوُلء حق للِّمحسلِّمحي ‪ -6‬الرء يوُم القيامة مع‬
‫منم أحب‬
‫‪-------------------------‬‬
‫الطبَة الول‬
‫أما بعد‪:‬‬
‫فإن أصدق الديث كتاب ال‪ ،‬وخي الدي هدي ممحد ‪ ،‬وشر الموُر مدثاتا‪ ،‬وكل مدثة بدعة‪ ،‬وكل‬
‫بدعة ضللة‪.‬‬
‫ياأشييتشها الذذيشنم ءاشمنروُاه اتليرقوُاه اللِّلهش شحلق تريشقاتذذه شولش شرتوُترلنم إذلل شوأشنُرتم تمهسلِّذرمحوُشن ]آْل عمحران‪.[102:‬‬
‫ث ذمهنيرهشمحا ذرشجالد شكذثياد‬ ‫س واذحشدةت شوشخلِّششق ذمهنيشها شزأهوشجشها شوبش ل‬ ‫س اتليرقوُاه شربلركحرم الذذىً شخلِّششقركحهم لمنم نُيلهف ت‬ ‫ياأشييتشها اللنا ر‬
‫شونُذشساء شواتليرقوُاه اللِّلهش الذذىً تششساءرلوُشن بذذه شوالشهرشحاشم إذلن اللِّلهش شكاشن شعلِّشهيركحهم شرقذيبَاد ]النساء‪.[1:‬‬
‫ت لذغشتد شواتليرقوُاه اللِّلهش إذلن اللِّلهش شخبَذية ذ شبا تشيهعشمحرلِّوُشن ]الشر‪:‬‬
‫س لما قشلدشم ه‬ ‫ل‬ ‫لذ‬
‫ياأشييتشها ا ذيشنم ءاشمنروُاه اتليرقوُاه اللِّهش شولهشتنظرهر نُشيهف ة‬
‫‪.[18‬‬
‫المحد ل علِّىَ ما يسر منم موُاسم اليات‪ ،‬وأفاض فيها علِّىَ عبَاده منم النعمحات‪ ،‬ومكحنهم بفضلِّه منم‬
‫تكحفي السيئمات‪ ،‬وزأيادة السنات‪ ،‬قال رسوُل ال ‪)) :‬منم صام رمضان إيإادنُا واحتسادبا غفر له ما تقدم‬
‫منم ذنُبَه((‪)) ،‬ومنم قام رمضان إيإادنُا واحتسادبا غفر له ما تقدم منم ذنُبَه‪ ،‬ومنم قام ليلِّة القدر إيإادنُا‬
‫واحتسادبا غفر له ما تقدم منم ذنُبَه(()‪![1](1‬ا!ا ما أعظم البَشارة!ا وما أسهل العمحل الطلِّوُب لا!ا وهل‬
‫ف السلِّمحي أحد عاقل ل يهمحه أن يغفر له ما تقدم منم ذنُبَه أو ل يغفر؟!ا وهل ف السلِّمحي أحد عاقل‬
‫يريد أن يلِّقىَ ربه غددا ولوُ ل يغفر له منم ذنُوُبه شيء؟!ا‬
‫لقد فزع كثي منم السلِّمحي لصيام رمضان البَارك وقيامه‪ ،‬وقيام ليلِّة القدر إيإادنُا واحتسادبا ابتغاء ذلك‬
‫الجر العظيم‪ ،‬والي العمحيم‪ ،‬فامتلت الساجد بالصلِّي‪ ،‬وضجت بأصوُات التالي‪ ،‬وجعل الناس يهنئ‬
‫ضا بإدراك هذا الشهر الكحري!ا‬ ‫بعضهم بع د‬
‫ولكحنم هل هذا هوُ كل ما ف رمضان أم هناك أشياء أخرىً غي هذا؟!ا أما منم ضيع رمضان وأهلِّه‬
‫وقصر فيمحا شرع له فأولئمك هم الاسرون‪ ،‬ول مرية ف خسرانم وشقاوتم ‪ -‬نُسأل ال العافية ‪،-‬‬
‫ولكحنم كيف بنم ترىً الي ف رمضان فأحيا ليلِّه بالقيام‪ ،‬وعمحر ناره بالصيام‪ ،‬وجعل يتلِّوُ القرآْن آْنُاء‬
‫اللِّيل‪ ،‬وأطراف النهار‪ ،‬ابتغاء ذلك الوُعد النبَوُي الصادق‪ ،‬وال ل يلِّف اليعاد؟ هل فيهم خاسر‬

‫‪623‬‬
‫ضا؟!ا أيسر منهم أحد وقد كان منه مثل ما ذكرنُا؟‪ ،‬نُعم فيهم خاسرون كثي استفادوا منم رمضان‬ ‫أي د‬
‫ذ ذ‬ ‫ذت ذ‬
‫ل‪ ،‬وخسروا فيه كثديا‪ ،‬ولكحنم أكثر الناس ل يعلِّمحوُن‪ ،‬رورجوُهة يشيهوُشمئمذ شخاششعة شعاملِّشة لنُاصبَشة تش ه‬
‫صشلِّىَ شنُاراد‬ ‫قلِّي د‬
‫شحاذميشةد ]الغاشية‪ .[4-2:‬فمحع عمحلِّها وتعبَها هي ف النار ‪ -‬عيادذا بال منم ذلك ‪ ،-‬فأي خسارة أعظم‬
‫منم تلِّك السارة‪.‬‬
‫غددا توُف النفوُس ما عمحلِّت ……ويصد الزارعوُن ما زأرعوُا …‬
‫إن أحسنوُا أحسنوُ لنُفسهم ……وإن أساءوا فبَئمسمحا صنعوُا‬
‫صذعد النب فقال‪)) :‬آْمي‪ ،‬آْمي‪ ،‬آْمي فسئمل عنم ذلك‪ ،‬فقال‪ :‬إن جبيل‬ ‫لقد صح عنم رسوُل ال أنُه ش‬
‫أتان‪ ،‬فقال‪ :‬خاب وخسر منم أدرك أبوُيه فلِّم يدخله النة فمحات‪ ،‬فدخل النار‪ ،‬قل‪ :‬آْمي‪ ،‬قلِّت‪:‬‬
‫آْمي‪ ،‬قال‪ :‬ومنم أدرك رمضان‪ ،‬فلِّم يغفر له فمحات‪ ،‬فدخل النار‪ ،‬قل‪ :‬آْمي‪ ،‬قلِّت‪ :‬آْمي‪ ،‬قال‪ :‬ومنم‬
‫ذكرت عنده‪ ،‬فلِّم يصل علِّيك فمحات‪ ،‬فدخل النار‪ ،‬قل‪ :‬آْمي‪ ،‬قلِّت‪ :‬آْمي(()‪ ،[2](2‬أو كمحا قال ‪،‬‬
‫فمحنم هؤلء الاسرون الذينم يدعوُ علِّيهم رسوُل ال وجبيل ‪ -‬علِّيهمحا الصلة والسلم ‪ ،-‬فيكحوُن شهر‬
‫رمضان نُقمحة علِّيهم‪ ،‬وسبَدبَا لرمانم الثوُاب‪ ،‬ودخوُلم النار ‪ -‬عيادذا بال منم ذلك‪-‬؟‬
‫إن هذا الصنف منم الناس هم أهل القلِّوُب القاسية‪ ،‬الذينم ل يزيدهم رمضان منم ال إل بعددا‪ ،‬ول‬
‫ك الذذيشنم شله يرذرذد اللِّلهر شأن‬‫ك لشهر ذمشنم اللِّلذه ششهيئماد أرهولشئمذ ش‬
‫ذ‬ ‫ذ ذ‬
‫تزيدهم بشائر الرحنم إل صددا‪ ،‬شوشمنم يرذرد اللِّلهر فهتينشتشهر فشيشلِّنم شتهلِّ ش‬
‫ب شعذظيةم ]الائدة‪.[41:‬‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫ىً شوشلرهم ذف الخشرذة شعشذا ة‬ ‫ذ‬
‫يرطشلهشر قريرلِّوُبشيرههم شلرهم ف التدنُهيشيا خهز ة‬
‫إنم الذينم إذا أدركوُا رمضان‪ ،‬بادروا ببَعض العمحال‪ ،‬ولكحنها ل تتغي منهم الحوُال‪ ،‬فيصبَح الوُاحد‬
‫منهم ف شوُال كمحا كان ف شعبَان‪ ،‬فحق علِّيه ذاك الدعاء العظيم بدخوُل الناس إذا أدرك رمضان فلِّم‬
‫يغفر له‪.‬‬
‫إن هذا الصنف هوُ الذي بينه رسوُل ال حي قال‪)) :‬الصلِّوُات المحس والمحعة إل المحعة ورمضان إل‬
‫رمضان مكحفرات لا بينهمحا ما اجتنبَت الكحبَائر(()‪ ،[3](3‬فمحنم اجتنب الكحبَائر‪ ،‬وسلِّم منم الوُبقات‪،‬‬
‫فانسر عنها‪ ،‬وقسر نُفسه علِّىَ البتعاد منها‪ ،‬فسيكحوُن رمضان مكحفدرا لا سوُاها منم الذنُوُب‪ ،‬والصلِّوُات‬
‫لمحع وسيكحوُن هذا الصنف ‪ -‬امرأة كان أم رجلد ‪ -‬منم أدرك رمضان فغفر له‪ ،‬فدخل النة‬ ‫المحس وا ر‬
‫بإذن ال تعال‪ ،‬ولكحنم منم كان ذا كبَية أو كبَائر‪ ،‬فحافظ علِّيها أشد الافظة‪ ،‬وأصر علِّيها أعظم‬
‫إصرار‪ ،‬وتعاهدها منم نُفسه‪ ،‬حت ل يرجع عنم عصيان ربه قيد أنلِّة‪ ،‬فذلك هوُ الاسر الذي أدرك‬
‫رمضان فلِّم يغفر له؛ لن ما هوُ فيه منم كبَائر الذنُوُب ل وعد علِّيه بالغفرة لنم صام رمضان إيإادنُا‬
‫واحتسادبا‪ ،‬ول لنم قام رمضان إيإادنُا واحتسادبا‪ ،‬ول لنم قام ليلِّة القدر إيإادنُا واحتسادبا‪ ،‬فالكحبَائر ل تكحفرها‬
‫تلِّك الكحفرات‪ ،‬الت ذكرها رسوُل ال ف قوُله‪)) :‬الصلِّوُات المحس والمحعة إل المحعة ورمضان إل‬
‫رمضان مكحفرات لا بينها ما اجتنبَت الكحبَائر(()‪ ،[4](4‬وليس ثة شيء يكحفر الكحبَية عنم صاحبَها إل‬
‫التوُبة الصادقة النصوُح‪ ،‬الت يتحقق فيها القلع عنم الذنُب‪ ،‬والندم علِّىَ فعلِّه‪ ،‬وعصيان ال به‪ ،‬والعزم‬

‫‪624‬‬
‫الصادق الكيد علِّىَ أل يعوُد التائب إليه‪ ،‬فالوُعد لولئمك فوُق التكحفي أن تبَدل سيئماتم حسنات‪ ،‬ترفع‬
‫س الذت شحلرشم اللِّلهر إذلل ذباهلشلق شولش‬ ‫لذ‬ ‫لذ‬
‫با درجاتم ف النة‪ ،‬شوا ذيشنم لش يشهدرعوُشن شمشع اللِّه الا ءاشخشر شولش يشيهقتريرلِّوُشن النليهف ش‬
‫ك يشيهلِّشق أششثاماد ]الفرقان‪ .[68،69:‬وأي شيء أعظم منم الشرك بال وقتل النفس‬ ‫ذ‬
‫يشيهزرنُوُشن شوشمنم يشيهفشعهل ذال ش‬
‫الت حرم ال بغي حق والزنُا فذلك مصي منم يفعلِّه إذلل منم شتاب وءامنم وعذمحل عمحلد ذ‬
‫صالاد فشأرهولشئمذ ش‬
‫ك‬ ‫ش ش ش ش ش ش ش ش شش ش‬
‫ب إذشل اللِّلذه شمتاباد‬ ‫ت وشكاشن اللِّله شغرفوُراد لرذحيمحاد ومنم شتاب وعذمحل ذ‬ ‫ت‬ ‫ذذ‬
‫صالاد فشذنُإلهر يشيرتوُ ر‬ ‫شش ش ش ش ش ش‬ ‫ر‬ ‫ل‬
‫ييربَشلدرل اللِّهر شسيلشئماتهم شحشسشنا ش‬
‫]الفرقان‪ .[70،71 :‬فمحا أعظم فضل ال وما أكرمه وما أسعد التائبَي الصادقي بذا الوُعد الربان الذي‬
‫ل يإاثلِّه وعد شوشمهنم أشهوشف بذشعههذدهذ ذمشنم اللِّلذه ]التوُبة‪ ،[111:‬بل إن ال تعال وعد منم يتنب كبَائر الذنُوُب‬
‫بتكحفي السيئمات والدخل الكحري ف النات فقال جل وعل‪ :‬ذإن شهتتشنذبَروُاه شكشبَائذشر شما رتنشههوُشن شعهنهر نُرشكحلفهر شعهنركحهم‬
‫ض‬‫ت شوشما ذف الشهر ذ‬ ‫سيئماتذركحم ونُرهدذخهلِّركحم تمهدخلد شكذريإاد ]النساء‪ .[31:‬وقال تعال‪ :‬ولذلِّلذه ما ذف اللسمحاوا ذ‬
‫ش‬ ‫ش ش‬ ‫ه ش‬ ‫ش لش ه ش‬
‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ ذ ذ‬ ‫لذيجذز ذ‬
‫ىً الذيشنم أششساءواه شبا شعمحلِّروُاه شو هيذزىً الذيشنم أشهحشسنروُاه ذباهلرهسشن الذيشنم شهيتشنربَوُشن شكشبَائشر اذل هذث شوالهشفوُاح ش‬
‫ش‬ ‫شه ش‬
‫]النجم‪.[31،32:‬‬
‫بارك ال ل ولكحم ف القرآْن العظيم‪. . .‬‬

‫‪-------------------------‬‬
‫الطبَة الثانُية‬
‫المحد ل حددا كثديا طيدبَا كمحا أمر‪ ،‬وأشكحره سبَحانُه وقد تأذن بالزيادة لنم شكحر‪ ،‬وأشهد أن ل إله إل‬
‫ال وحده ل شريك له‪ ،‬علِّىَ رغم أنُف منم جحد به وكفر‪ ،‬وأشهد أن ممحددا عبَده ورسوُله سيد البَشر‪،‬‬
‫صلِّىَ ال علِّيه وعلِّىَ آْله وصحبَه السادة الغي‪ ،‬وسلِّم تسلِّيدمحا كثديا إل يوُم الدينم‪.‬‬
‫عبَاد ال‪ :‬اتقوُا ال حق التقوُىً‪ ،‬واعلِّمحوُا أن ال تعال أمركم بالصلة والسلم علِّىَ رسوُله المي فقال‬
‫صلِّتوُاه شعلِّشهيذه شوشسلِّلرمحوُاه تشهسذلِّيمحاد‬ ‫ذ‬
‫ب ياأشييتشها الذيشنم ءاشمنروُاه ش‬ ‫ذ‬ ‫جل وعل‪ :‬إذلن اللِّلهش شوشمشلئذشكحتشهر ير ش ت‬
‫صلِّوُشن شعشلِّىَ النل ل‬
‫]الحزاب‪ .[56:‬وقد قال ‪)) :‬منم صلِّىَ علِّلي صلة صلِّىَ ال علِّيه با عشدرا(()‪ ،[1](5‬اللِّهم صل‬
‫وسلِّم علِّىَ عبَدك ورسوُلك نُبَينا ممحد‪ ،‬وارض اللِّهم علِّىَ خلِّفائه الراشدينم الئمحة الهديي أب بكحر‬
‫وعمحر وعثمحان وعلِّي‪ ،‬وعلِّىَ سائر الصحابة أجعي‪ ،‬وعنم التابعي‪ ،‬وتابعي التابعي‪ ،‬ومنم تبَعهم بإحسان‬
‫إل يوُم الدينم‪ ،‬وعنا معهم بفضلِّك ورحتك يا أرحم الراحي‪.‬‬
‫ت لذغشتد ]الشر‪ .[18:‬ول يفوُتنكحم هذا الشهر الكحري‪ ،‬ول يش‬ ‫س لما قشلدشم ه‬ ‫ل‬
‫عبَاد ال‪ :‬اتليرقوُاه اللِّهش شولهشتنظرهر نُيشهف ة‬
‫صاحب كبَية أصر علِّيها أن يكحوُن منم أدرك رمضان فلِّم يغفر له‪ ،‬ودعا علِّيه بذلك رسوُل ال وجبيل‬
‫‪ -‬علِّيهمحا الصلة والسلم ‪ -‬فتبَينوُا ‪ -‬رحن ال وإياكم ‪ -‬قبَل أن تزل قدم بعد ثبَوُتا شوأشذنُيبَروُاه إذشل شربلركحهم‬
‫صرروشن شواتلبَذعروُاه أشهحشسشنم شما أرنُذزشل إذلشهيركحم لمنم لربلركحهم لمنم قشيهبَذل شأن‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫ب رثل لش رتن ش‬ ‫شوأشهسلِّرمحوُاه لشهر منم قشيهبَذل شأن يشأهتيشركحرم الهشعشذا ر‬
‫يأهتذيركحم الهعشذاب بيهغتشةد وأشنُترم لش تشهشعروشن شأن تشيرقوُشل نُشيهفس ياحسرشتىَ عشلِّىَ ما فشيلرطشت ذف جن ذ ذ‬
‫ت‬‫ب اللِّله شوذإن ركن ر‬ ‫ر ش‬ ‫ة ش هش ش ش‬ ‫رر‬ ‫شش ر ش ر ش ش ه‬

‫‪625‬‬
‫ب لشهوُ أشلن ذل شكلردة‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫لشذمحنم اللساذخذرينم أشو تشيرقوُشل لشوُ أشلن اللِّله هشداذن لشركحن ذ‬
‫ي أشهو تشيرقوُشل ح ش‬
‫ي تشيشرىً الهشعشذا ش‬ ‫ت مشنم الهرمحتلق ش‬‫ر‬ ‫شش‬ ‫ه‬ ‫ش ه‬ ‫ش‬
‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫ت شبا‬ ‫ك ءاشياتىَ فششكحلذبه ش‬‫ي ]الزمر‪ .[58-54:‬فتجاب بقوُل ال تعال‪ :‬بشيشلِّىَ قشهد شجاءته ش‬ ‫فشأشركوُشن مشنم الهرمحهحسن ش‬
‫ت ذمشنم الهشكحافذذريشنم ]الزمر‪.[59:‬‬ ‫ت شوركن ش‬ ‫شواهستشهكحبَشيهر ش‬
‫إن حلِّق اللِّحىَ‪ ،‬وإسبَال الثياب‪ ،‬والداومة علِّىَ النظر الرم‪ ،‬والسمحاع الرم‪ ،‬كبَائر عظيمحة‪ ،‬وماهرة‬
‫خطية‪ ،‬توُشك أن تدخل صاحبَها ف قوُل رسوُل ال ‪)) :‬كل أمت معاف إل الاهرون(()‪،[2](6‬‬
‫ولبد لا أولد منم نُفوُس صادقة مؤمنة بربا‪ ،‬معتفة بطئمها وزأللِّها‪ ،‬ث عزائم جادة‪ ،‬غي وانُية‪ ،‬تعزم إجابة‬
‫ال ورسوُله‪ ،‬مهمحا كلِّفها ذلك منم مالفة الوُىً‪ ،‬وترك مألوُف العادات‪ ،‬فيتحقق للِّعبَد بذلك توُبة‬
‫ب ما قبَلِّها‪ ،‬فيخمرج منم شهره مغفوُدرا له ما تقدم منم ذنُبَه‪ ،‬طامدعا أن يقال له‬ ‫صادقة نُصوُح‪ ،‬والتوُبة تر ت‬
‫ك شراذضيشةد لمهرذضيلةد‬‫عند فراقه‪ :‬يأشيليتريها النليهفس الهمحطهمحئمذنلةر ارذجذعىَ إذشل رب ذ‬
‫شل‬ ‫ر ر ش ه‬ ‫ش‬
‫ــــــــ‬
‫بعض خإصائص رمضان‬
‫نُاصر بنم ممحد الحد‬
‫الب‬
‫‪4/9/1418‬‬
‫النوُر‬
‫مامد و أدعيةطبَاعة الطبَة بدون مامد وأدعية‬
‫‪-------------------------‬‬
‫ملِّخمص الطبَة‬
‫‪ -1‬خصائص شهر رمضان ‪ :‬أ‪ -‬تكحفي السيئمات ب‪ -‬شهر القيام ‪ -3‬رتفتح فيه أبوُاب النة ‪ -4‬ترغلِّق‬
‫فيه أبوُاب النار ‪ -5‬شهر القرآْن‬
‫‪-------------------------‬‬
‫الطبَة الول‬
‫أما بعد‪-:‬‬
‫قال ال تعال‪ :‬يا أيها الذينم آْمنوُا كتب علِّيكحم الصيام كمحا كتب علِّىَ الذينم منم قبَلِّكحم لعلِّكحم تتقوُن‬
‫‪.‬‬
‫إن شهر رمضان أيها الحبَة‪ ،‬له ف قلِّوُب السلِّمحي معاتن خاصة‪.‬‬
‫فقد ميزه الوُل جل وتعال عنم باقي الشهوُر بعدة خصائص‪ .‬وميزه بعدة سات‪ ،‬فهذه بعضها‪-:‬‬
‫أودل‪ :‬رمضان شهر تكحفي السيئمات‪:‬‬

‫‪626‬‬
‫أنُعم الكحري سبَحانُه علِّىَ المة بتمحام إحسانُه‪ ،‬وعاد علِّيها بفضلِّه وامتنانُه‪ ،‬وجعل شهرها هذا مصوُصاد‬
‫بعمحيم غفرانُه‪ .‬فيا أيها الحبَة‪ ،‬أيام رمضان أيام موُ ذنُوُبكحم فاستغيثوُا إل موُلكم منم عيوُبكحم‪ ،‬هي أيام‬
‫النُابة‪ ،‬فيها تفتح أبوُاب الجابة‪ ،‬فأينم اللئذ بالناب‪ ،‬أينم التلعرض بالبَاب‪ ،‬أينم البَاكي علِّىَ ما جن‪،‬‬
‫أينم الستغفر لمر قد دنُا‪ .‬كم منم منقوُل ف هذه اللِّيلِّة منم ديوُان الحياء‪ ،‬عنم قريب يفاجأ بالمحات‪،‬‬
‫ب معرض عنم‬ ‫ب غافل عنم تدبي أمره قد انُفصمحت عرشرىً عمحره‪ ،‬أل رر ل‬ ‫وهوُ مقيم علِّىَ السيئمات‪ .‬أل رر ل‬
‫ب مقيم‬ ‫ب رافل ف ثوُب شبَابه قد أزأف فراقه لحبَابه‪ ،‬أل رر ل‬ ‫سبَيل رشده‪ ،‬قد آْن أوان شق لده‪ ،‬أل رر ل‬
‫ب ساع‬ ‫ب مشغوُل بمحع ماله‪ ،‬قد حانُت خيبَة آْماله‪ ،‬أل رر ل‬ ‫علِّىَ جهلِّه‪ ،‬قد قرب رحيلِّه عنم أهلِّه‪ ،‬أل رر ل‬
‫ف جع حطامه‪ ،‬قد دنُا تشتت عظامه‪ .‬أينم العتذر ما جناه فقد اطلِّع علِّيه موُله‪ ،‬أينم البَاكي علِّىَ‬
‫تقصيه قبَل تسره ف مصيه‪.‬‬
‫عنم جابر بنم سرة رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪)) :‬أتان جبيل فقال يا‬
‫ممحد‪ :‬منم أدرك شهر رمضان فمحات ول يغفر له فأدخل النار فأبعده ال‪ ،‬قل آْمي‪ ،‬فقلِّت آْمي((‪.‬‬
‫وعنم أب هريرة رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪)) :‬الصلِّوُات المحس‪ ،‬والمحعة‬
‫إل المحعة‪ ،‬ورمضان إل رمضان مكحفرات لا بينهنم إذا اجتنبَت الكحبَائر((‪.‬‬
‫يا منم كان يوُل ف العاصي قبَل رمضان‪ ،‬ها قد أعطاك ال الفرصة‪ ،‬ل تكحنم كمحنم كلِّمحا زأاد عمحره زأاد‬
‫إثه‪.‬‬
‫فيا أيها الغافل‪ ،‬اعرف نُفسك‪ ،‬وانُتبَه لوُقتك‪ ،‬يا متلِّوُثاد بالزلل‪ ،‬إغسل بالتوُبة أدرانُك‪ ،‬يا مكحتوُباد علِّيه‬
‫كل قبَيح‪ ،‬تصفح ديوُانُك‪.‬‬
‫لوُ قيل لهل القبَوُر تنلوُا‪ ،‬لتمحنوُا يوُماد منم رمضان‪ .‬وأنُت كلِّمحا خرجت منم ذنُب دخلِّت ف آْخر‪ ،‬أنُت‪،‬‬
‫صلم السمحع أم عرششىَ البَصر؟ آْن‬ ‫نُعم أنُت الن ف رمضان كمحا كنت ف سفر‪ ،‬أما تنفعك العب؟ أ ر‬
‫الرحيل وأنُت علِّىَ خطر‪ ،‬وعند المحات يأتيك الب‪.‬‬
‫قال بعضهم‪" :‬السنة شجرة‪ ،‬والشهوُر فروعها‪ ،‬واليام أغصانا‪ ،‬والساعات أوراقها‪ ،‬وأنُفاس العبَاد‬
‫ثراتا‪ ،‬فشهر رجب أيام توُريقها‪ ،‬وشعبَان أيام تفريعها‪ ،‬ورمضان أيام قطفها‪ ،‬والؤمنوُن قرلطافها"‪.‬‬
‫يا منم قد ذهبَت عنه هذه الشهر‪ ،‬وما تغي‪ ،‬أقوُلا لك صرية‪ :‬أحسنم ال عزاءك‪.‬‬
‫أنُا العبَد الذي كسب الذنُوُبا …وصدته المان أن يتوُبا‬
‫أنُا العبَد الذي أضحىَ حزينا …علِّىَ زألته قلِّقاد كئميبَا‬
‫أنُا العبَد السئ عصيت سراد …… فمحال الن ل أبدي النحيبَا‬
‫أنُا العبَد الفرط ضاع عمحري………فلِّم أرع الشبَيبَة والشيبَا‬
‫أنُا العبَد الغريق بلِّجه بر ………أصيح لربا ألقىَ ميبَا…‬
‫أنُا العبَد السقيم منم الطايا………وقد أقبَلِّت ألتمحس الطبَيبَا‬

‫‪627‬‬
‫أنُا الغلدار كم عاهدت عهداد………وكنت علِّىَ الوُفاء به كذوبا …‬
‫فيا أسفي علِّىَ عمحر تقضىَ ………ول أكسب به إل الذنُوُبا …‬
‫ويا حزنُاه منم حشري ونُشري ………بيوُم يعل الوُلدان شيبَا‬
‫ويا خجله منم قبَح اكتساب ………اذا ما أبدت الصحف العيوُبا‬
‫ويا حذراه منم نُار تلِّظىَ ………اذا زأفرت أقلِّقت القلِّوُبا‬
‫فيا منم ملد ف كسب الطايا ………خطاه أما آْن الوان لن تتوُبا‬
‫ثانُيدا‪ :‬رمضان شهر التاويح‪ ،‬شهر التهجد والصابيح‪:‬‬
‫عجبَاد لوقاته ما أشرفها‪ ،‬ولساعاته الت كالوُاهر ما أظرفها‪ ،‬طوُب لعبَد صام ناره‪ ،‬وقام أسحاره‪.‬‬
‫إليك يا أخي البَيب بعض فوُائد صلة التاويح‪:‬‬
‫منها أن قيام رمضان منم اليإان ومغفرة لسالف الذنُوُب‪ ،‬قال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪)) :‬منم قام‬
‫رمضان إيإانُاد واحتساباد غفر له ما تقدم منم ذنُبَه(( متفق علِّيه‪.‬‬
‫ومنم فوُائد التاويح أن مصلِّيها يستحق اسم الصديقي والشهداء‪ ،‬وهذا منم فيض الكحري سبَحانُه‬
‫وتعال‪ .‬جاء رجل إل النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم فقال‪ :‬يا رسوُل ال أرأيت إن شهدت أن ل إله إل‬
‫ال‪ ،‬وأنُك رسوُل ال‪ ،‬وصلِّيت الصلِّوُات المحس‪ ،‬وأديت الزكاة‪ ،‬وصمحت رمضان وقمحته فذمحلمحنم أنُا؟ قال‪:‬‬
‫))منم الصديقي والشهداء(( رواه البَزار وابنم خزيإة وهوُ صحيح‪.‬‬
‫وكان عمحر بنم الطاب رضي ال عنه إذا دخل أول ليلِّة منم رمضان يصلِّي الغرب ث يقوُل‪" :‬أما بعد‪،‬‬
‫فإن هذا الشهر كتب علِّيكحم صيامه ول يكحتب علِّيكحم قيامه فمحنم استطاع منكحم أن يقوُم فلِّيقم‪ ،‬فإنا‬
‫نُوُافل الي الت قال ال"‪.‬‬
‫ومنم فوُائد وبركات صلة التاويح أن منم قام مع إمامه كتب له قيام ليلِّة‪ .‬عنم أب ذر رضي ال عنه أن‬
‫رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال‪)) :‬ان الرجل إذا صلِّىَ مع المام حت ينصرف حسب له قيام‬
‫اللِّيلِّة((‪.‬‬
‫تصلِّي مع المام حت ينصرف وتتصب هذه الدقائق يكحتب لك قيام ليلِّة كاملِّة‪.‬‬
‫فاتق ال يا عبَدال ف عمحرك الذي مضىَ أكثره وأقبَل علِّىَ صلة التاويح يرقبَل ال علِّيك وانُظر إل‬
‫سلِّفك منم الصحابة‪ ،‬عنم السائب بنم يزيد أنُه قال‪ :‬أمر عمحر بنم الطاب أب بنم كعب وتيمحاد الداري‬
‫أن يقوُما بالناس بإحدىً عشرة ركعة‪ ،‬قال وقد كان القارئ يقرأ بالئمي حت كنا نُعتمحد علِّىَ العصىَ منم‬
‫طوُل القيام‪ ،‬وما كنا نُنصرف إل ف فروع الفجر خشية أن يفوُتنا الفلح ‪ -‬أي السحوُر ‪.-‬‬
‫وما صلح الجساد إل بإنُتصابا لربا‪ ،‬ف القيام والتاويح‪ ،‬وهوُ شفاء منم أمراض الجساد والقلِّوُب‬
‫ورفعة للِّدرجات عند علم الغيوُب وهذا طريق الصالي منم قبَلِّنا‪.‬‬

‫‪628‬‬
‫قال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪)) :‬علِّيكحم بقيام اللِّيل فإنُه دأب الصالي قبَلِّكحم‪ ،‬وقربة إل ال‬
‫تعال ومنهاة عنم الث‪ ،‬وتكحفي السيئمات‪ ،‬ومطردة للِّداء عنم السد(( حديث صحيح رواه التمذي‬
‫وغيه‪.‬‬
‫وقد كان صحابة رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يربطوُن البَال بي السوُاري ث يتعلِّقوُن با منم طوُل‬
‫القيام ف التاويح‪.‬‬
‫فرحم ال رجلد قدم لخرته‪ ،‬وأحيا ليلِّه‪ ،‬وأيقظ أهلِّه‪ ،‬وقدم مهره‪ ،‬فإنا مهر الوُر السان طوُل التهجد‬
‫بالقرآْن‪ ،‬ول تكحنم يا أخي منم يعظم الذطبَة ويسهىَ الهر‪.‬‬
‫بادر يا أخي فإنُه مبَادر بك‪.‬‬
‫كان أبوُ الدرداء رضي ال عنه يقوُل‪" :‬صلِّوُا ف ظلِّمحة اللِّيل ركعتي لظلِّمحة القبَوُر‪ ،‬صوُموُا يوُماد شديداد‬
‫حره لر يوُم النشوُر‪ ،‬تصدقوُا بصدقة لشر يوُم عسي"‪.‬‬
‫وقل ساعدي بانُفس بالصب ساعةد ……فعند اللِّقا ذا الكحد يصبَح زأائلد‬
‫فمحا هي إل ساعة ث تنقضي ……ويصبَح ذا الحزان فرحان جاذل‬
‫ثالثدا‪ :‬رمضان شهر فتح أبوُاب النان‪:‬‬
‫عنم أب هريرة رضي ال عنه‪ ،‬أن رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال‪)) :‬إذا جاء رمضان‪ ،‬فتحت أبوُاب‬
‫النة‪ ،‬وغلِّقت أبوُاب النار‪ ،‬وصفدت الشياطي(( رواه البَخماري ومسلِّم‪.‬‬
‫إن فتح أبوُاب النة ف رمضان حقيقة‪ ،‬ل تتاج إل تأويل‪ ،‬وهذه نُعمحة عظيمحة ومنة كريإة منم ال‪،‬‬
‫يتفضل با علِّىَ عبَاده ف هذا الشهر‪.‬‬
‫إنا النة يا عبَاد ال الت غرس غراسها الرحنم بيده‪.‬‬
‫إنا النة الت ل يسأل بوُجه ال العظيم غيها‪.‬‬
‫إنا النة دار كرامة الرحنم فهل منم مشمحر لا‪.‬‬
‫إنا النة فاعمحل لا بقدر مقامك فيها‪.‬‬
‫إنا النة فاعمحل لا بقدر شوُقك إليها‪….‬‬
‫إنا النة الت اشتاق إليها الصاحوُن منم هذه المة‪ ،‬فسلِّوُا عنها جعفر الطيار وعمحي بنم المحام وحرام‬
‫بنم ملِّحان وأنُس بنم النضر وعامر بنم أب فهية‪ ،‬وعمحرو بنم المحوُح وعبَدال بنم رواحة‪.‬‬
‫نُعم إنا النة الت فتحت أبوُابا هذه اليام ولكحنم يا عجبَاد لا كيف نُام طالبَها‪ ،‬وكيف ل يدفع مهرها‬
‫ف رمضان خاطبَها‪ ،‬وكيف يطيب العيش ف هذه الدار بعد ساع أخبَارها‪ ،‬إنا النة‪ ،‬دار الوُقني بوُعد‬
‫ال‪ ،‬التهجدينم ف ليال رمضان‪ ،‬الصائمحي ناره‪ ،‬الطعمحي لعبَاد ال‪ ،‬قال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه‬
‫وسلِّم‪)) :‬إن ف النة غرفاد يرىً ظاهرها منم باطنها‪ ،‬وباطنها منم ظاهرها‪ ،‬قالوُا لنم هي يا رسوُل ال؟‬
‫قال‪ :‬لنم أطعم الطعام وأدام الصيام‪ ،‬وصلِّىَ باليل والناس نُيام((‪.‬‬

‫‪629‬‬
‫إنا النة ما رحلِّيت لمة منم المم‪ ،‬مثلِّمحا رحللِّيت لمة ممحد صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪.‬‬
‫إن نُب ال موُسىَ علِّيه السلم خدم العبَد الصال عشر سنوُات‪ ،‬مهراد لزواجه منم ابنته‪ .‬فكحم تدم أنُت‬
‫موُلك لجل بنات النان الوُر السان‪.‬‬
‫إن مفاتيح النة مع أصحاب اللِّيل‪ ،‬وهم رحراسها‪ ،‬فيا قرة عيوُن البرار بالنظر إل وجه ال ف الدار‬
‫الخرة‪ ،‬ويا ذلة الراجعي بالصفقة الاسرة قال ال تعال‪ :‬وجوُه يوُمئمذ نُاضرة إل ربا نُاظرة ووجوُه يوُمئمذ‬
‫باسرة تظنم أن يفعل با فاقره ‪.‬‬
‫فحي علِّىَ جنات عدن فإنا ……منازألك الول وفيها الخميم‬
‫ولكحننا سب العدو فهل ترىً ……نُعوُد إل أوطانُنا ونُسلِّم‬
‫فلِّلِّه أبصار ترىً ال جهرة ……فل الزن يغشاها ول هي تسأم‬
‫فيا نُظرة أهدت إل الوُجه نُضردة………أمنم بعدها يسلِّوُ الب التيم‬
‫أجئمتنا عطفاد علِّينا فإنُنا ……بنا ظمحأد والوُرد العذب أنُتم‬
‫رابعدا‪ :‬رمضان شهر غلِّق أبوُاب النيان‪:‬‬
‫قال ال تعال‪ :‬أن جهنم كانُت مرصادا‪ ،‬للِّطاغي مآبا ‪ .‬وقال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪)) :‬وأي‬
‫الذي نُفسي بيده لوُ رأيتم ما رأيت لضحكحتم قلِّيلد ولبَكحيتم كثيدا‪ ،‬قالوُا‪ :‬وما رأيت يا رسوُل ال؟ قال‪:‬‬
‫رأيت النة والنار((‪.‬‬
‫النار الت رأها رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يطم بعضها بعضدا‪ ،‬والت قال عنها صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‬
‫لا رآْها‪ ،‬ل أر منظراد كاليوُم قط أفظع منم النار‪.‬‬
‫هذه النار هي ملِّوُقة الن‪ ،‬موُجوُدة الن‪ ،‬إنا معدة‪ ،‬فإياك ث إياك أن تكحوُن منم وقوُدها‪.‬‬
‫لقد رأخبت بأن النار موُرد المحيع‪ ،‬وإن منكحم إل واردها كان علِّىَ ربك حتمحاد مقضياد ث نُنجي الذينم‬
‫اتقوُا ونُذر الظالي فيها جثياد ‪.‬‬
‫فأنُت منم الوُرود علِّىَ يقي‪ ،‬لكحنك منم النجاة ف شك‪ .‬استشعر يا أخي ف قلِّبَك هوُل ذلك الوُرد‪،‬‬
‫فعساك أن تستعد للِّنجاة منه‪ ،‬تأمل ف حال اللئق‪ ،‬وقد قاسوُا منم دواهي القيامة ما قاسوُا‪ ،‬فبَينمحا هم‬
‫ف كربا وأهوُالا‪ ،‬ينتظرون حقيقة أبنائها‪ ،‬وتشفيع شفعائها‪ ،‬إذ أحاطت بالرمي ظلِّمحات ذات شعب‪،‬‬
‫وأظلِّت علِّيهم نُار ذات لب‪ ،‬وسعوُا لا زأفياد وجرجرة‪ ،‬تفصح عنم شدة الغيظ والغضب‪ ،‬فعند ذلك‬
‫أيقنم الرموُن بالعطب‪ ،‬وجثت المم علِّىَ الركب‪ ،‬حت أشفق البيء منم سوُء النقلِّب‪ ،‬وخرج النادي‬
‫ل‪ :‬أينم فلن بنم فلن‪ ،‬السلوُف نُفسه ف الدنُيا بطوُل المل‪ ،‬الضيع عمحره ف سوُء‬ ‫منم الزبانُية قائ د‬
‫العمحل‪ ،‬فيبَادرونُه بقامع منم حديد‪ ،‬ويستقبَلِّوُنُه بعظائم التهديد‪ ،‬ويسوُقوُنُه إل العذاب الشديد‪ ،‬ث‬
‫ينكحسوُنُه ف قعر الحيم‪ ،‬ويقوُلوُن له‪ :‬ذق إنُك أنُت العزيز الكحري فشرأسكحنوُا داراد ضيقة الرجاء مظلِّمحة‬
‫السالك‪ ،‬مبَهمحة الهالك‪ ،‬يلِّد فيها السي‪ ،‬ويوُقد فيها السعي‪ ،‬طعام أهلِّها الزقوُم‪ ،‬وشرابم المحيم‪،‬‬

‫‪630‬‬
‫ومستقرهم الحيم‪ ،‬الزبانُية تقمحعهم‪ ،‬والاوية تمحعهم‪ ،‬أمانُيهم فيها اللك‪ ،‬وما لم منها فكحاك‪ ،‬قد‬
‫رشلدت أقدامهم إل النوُاصي‪ ،‬واسوُدت وجوُههم منم ظلِّمحة العاصي‪ ،‬ينادون منم أكنافها‪ ،‬ويصيحوُن ف‬
‫نُوُاحيها وأطرافها‪ ،‬يا مالك قد حق علِّينا الوُعيد‪ ،‬يا مالك قد أثقلِّنا الديد‪ ،‬يا مالك قد نُضجت منا‬
‫اللِّوُد‪ ،‬يا مالك أخرجنا منها فإنُا ل نُعوُد‪ ،‬فتقوُل الزبانُية‪ :‬هيهات لت حي أمان‪ ،‬ول خروج لكحم منم‬
‫دار الوُان‪.‬‬
‫يا عبَدال‪ :‬إن القضية جد‪ ،‬إنُه لقوُل فصل‪ ،‬وما هوُ بالزل‪ ،‬نُار‪ ،‬غقم قرارها‪ ،‬مظلِّمحة أقطارها‪ ،‬حامية‬
‫قدورها‪ ،‬فظيعة أموُرها‪ ،‬عقابا عمحيم‪ ،‬عذابا أليم‪ ،‬بلؤها شديد‪ ،‬وقعرها بعيد‪ ،‬سلسل وأغلل‪ ،‬مقامع‬
‫وأنُكحال‪ ،‬زأمانم ليل حالك‪ ،‬وضجيجهم ضجيجه هالك‪ ،‬يصطرخوُن فيها فل ييبَهم مالك‪ ،‬ومقامع‬
‫الديد تشم جبَاههم‪ ،‬ويتفجر الصديد منم أفوُاههم‪ ،‬وينقطع منم العطش أكبَادهم‪ ،‬وتسيل علِّىَ الدود‬
‫أحداقهم‪ ،‬ليب النار سار ف بوُاطنم أعضائهم‪ ،‬وحيات الاوية وعقاربا تأخذ بأشفارهم‪.‬‬
‫ف منم نُار‪ ،‬ومساكنم منم نُار‪ ،‬وهم والعياذ‬ ‫نُعوُذ بال أن نُكحوُن منم قوُم لبَاسهم نُار‪ ،‬ومهادهم نُار‪ ،‬رلر ة‬
‫بال ف شر دار‪.‬‬
‫فيها غلظ شداد منم ملئكحة ………قلِّوُبم شدة أقسىَ منم الجر‬
‫لم مقامع للِّتعذيب مرصدة ………وكل كسر لديهم غي منجب‬
‫سوُداء مظلِّمحة شعثاء موُحشة ……دهاء مرقة لوُاحة البَشر‬
‫يا ويلِّهم ترق النيان أعظمحهم … …فالوُت شهوُتم منم شدة الضجر‬
‫ضجوُا وصاحوُا زأمانُا ليس ينفعهم ……دعاء داع ول تسلِّيم مصطب‬
‫وكل يوُم لم ف طوُل مدتم …… نُزع شديد منم التعذيب ف سقر‬
‫فيا أخي الكحري‪ ،‬إذا كانُت النار بذه الثابة بل أشد‪ ،‬فإن أسألك أيها العاقل‪ ،‬أليست فرصة أن تغلِّق‬
‫أبوُابا هذه اليام فإن ل تنتهز الفرصة الن‪ ،‬فمحت يكحوُن؟‬
‫فيا عجبَاد ‪،‬يدري بنار وجنة وليس لذي نُشتاق أو تلِّك نذر‬
‫إذا ل يكحنم خوُف وشوُق ول حيا …فمحاذا بقىَ فينا منم الي يذكر‬
‫وليس لر صابرينم ول بلِّىَ فكحيف علِّىَ النيان يا قوُم نُصب‬
‫وفوُق جنات اللِّد أعظم حسرة علِّىَ تلِّك فلِّيستحسر التحسر‬
‫بارك ال ل ولكحم ‪. . .‬‬
‫‪-------------------------‬‬
‫الطبَة الثانُية‬
‫‪-------------------------‬‬
‫الطبَة الثانُية‬

‫‪631‬‬
‫المحد ل علِّىَ إحسانُه والشكحر له علِّىَ توُفيقه وامتنانُه‪. . .‬‬
‫أما بعد‪-:‬‬
‫اليزة الامسة لذا الشهر البَارك‪ ،‬أنُه شهر القرآْن‪ ،‬بل هوُ شهر الكحتب السمحاوية كلِّها‪.‬‬
‫عنم وائلِّة بنم السقع رضي ال عنه‪ ،‬عنم رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أنُه قال‪)) :‬أنُزلت صحف‬
‫ابراهيم أول ليلِّة منم رمضان‪ ،‬وأنُزلت التوُراة لست مضت منم رمضان‪ ،‬و أنُزل النيل لثلث عشرة‬
‫مضت منم رمضان‪ ،‬وأنُزل الزبوُر لثمحان عشر خلِّت منم رمضان‪ ،‬وأنُزل القرآْن لربع وعشرينم خلِّت منم‬
‫رمضان(( حديث حسنم رواه الطبان وأحد‪.‬‬
‫أما القرآْن خاصة فيقوُل ال جل وتعال‪ :‬شهر رمضان الذي أنُزل فيه القرآْن هدىً للِّناس وبينات منم‬
‫الدىً والفرقان ‪.‬‬
‫إن للِّصيام علقة خاصة بالقرآْن‪ ،‬فإذا علِّم هذا فلِّعلِّه يتضح سلر إقبَال الناس علِّىَ القرآْن ف رمضان‬
‫قراءدة وحفظاد واستمحاعاد دون بقية الطاعات والقربات‪.‬‬
‫قال ابنم رجب‪ :‬كان السلِّف يتلِّوُن القرآْن ف شهر رمضان ف الصلة وغيها‪.‬‬
‫وقال أيضدا‪ :‬وكان قتادة يدرس القرآْن ف شهر رمضان‪ ،‬وكان الزهري إذا دخل رمضان قال‪ :‬إنا هوُ قراءة‬
‫القرآْن وإطعام الطعام‪.‬‬
‫وقال ابنم الكحم‪ :‬كان مالك إذا دخل رمضان يفلر منم قراءة الديث ومالسة أهل العلِّم‪.‬‬
‫وقال عبَدالرزأاق‪ :‬كان سفيان الثوُري إذا دخل رمضان ترك جيع العبَادة وأقبَل علِّىَ قراءة القرآْن‪.‬‬
‫أسأل ال جل وتعال للِّجمحيع القبَوُل والعانُة‪.‬‬
‫ــــــــ‬
‫التلفزيون في رمضان‬
‫نُاصر بنم ممحد الحد‬
‫الب‬
‫النوُر‬
‫مامد و أدعيةطبَاعة الطبَة بدون مامد وأدعية‬
‫‪-------------------------‬‬
‫ملِّخمص الطبَة‬
‫‪ -1‬كثرة القبَال علِّىَ الطاعات ف رمضان‪ -2 .‬نُشاط برامجه التلِّفزيوُن ف رمضان‪ -3 .‬ذكر بعض‬
‫الرام الذي يعرض علِّىَ الناس ف التلِّفازأ‪ -4 .‬التقوُىً هي الدف منم تشريع الصيام‪ -5 .‬خطر النظرة‬
‫الرام علِّىَ قلِّب الصائم‪ -6 .‬أثر التلِّفازأ ف حياتنا الجتمحاعية‪.‬‬
‫‪-------------------------‬‬

‫‪632‬‬
‫الطبَة الول‬
‫أما بعد‪:‬‬
‫ها ننم أيها الحبَة ‪،‬نُعيش هذه اليام أياماد مبَاركات ‪،‬صيام وتراويح قرآْن وتسابيح صدقة ودعاء ‪،‬وبر‬
‫وإحسان ‪،‬وغيها كثي ما يتقرب با السلِّمحوُن إل ربم ف هذا الشهر ‪،‬لقد ازأدحت الساجد ‪،‬وكثر‬
‫الصلِّوُن ‪،‬وهذا أمر طبَيعي نُشاهده ف كل رمضان ‪،‬وأقبَلِّت السر علِّىَ ربا ‪،‬ويرصا كثي منم الناس‬
‫علِّىَ العمحرة ف رمضان ‪،‬وكل هذا وغيه أمر طيب يبَه ال عز وجل‪.‬‬
‫لكحنم ثة أمر آْخر يتناقض مع كل ما سبَق ذكره ‪،‬يقع أيضاد منم الكحثيينم ف رمضان ‪،‬وهذا المر يعكحس‬
‫الموُر السابقة يبَغضها الوُل جل وتعال‪ .‬وأظنم أنُه ل بد منم الصارحة بالديث فيه‪ .‬وهوُ قضية التلِّفازأ‬
‫ف رمضان‪.‬‬
‫أيها السلِّمحوُن الصائمحوُن‪ :‬إن البامجه التلِّفزيوُنُية كمحا هوُ مشاهد أنا تنشط ف رمضان بشكحل عجيب‬
‫‪،‬ويتضاعف جهوُد الطات وقنوُات البَث‪.‬وهذا ل يتعارض مع حديث أب هريرة التفق علِّيه أن رسوُل‬
‫ال قال‪)) :‬إذا دخل رمضان فتحت أبوُاب النة وغلِّقت أبوُاب جهنم ‪،‬وسلِّسلِّت الشياطي((‪ .‬وف‬
‫رواية مسلِّم‪)) :‬وصفدت الشياطي(( لن الذي يسلِّسل هوُ الشياطي منم النم كمحا جاء ف رواية‬
‫التمذي وابنم ماجه‪-‬ومردة النم‪ ،-‬لكحنم الذي وراء هذه البامجه هم مردة شياطي النُس‪.‬‬
‫وكأنُه وال أعلِّم أن هذا النشاط الكحثف لمر مقصوُد ‪،‬وهوُ إزأالة الجر والثوُاب الذي حصل علِّيه العبَد‬
‫ف نار رمضان فتأت هذه البامجه وتقضي علِّيه باللِّيل‪.‬‬
‫لكحنم هؤلء الشياطي ل يدعوُا الصائمحي منم جع السنات حت ف النهار ‪،‬فالتلِّفازأ يعمحل طوُال‬
‫ساعات اللِّيل والنهار ‪،‬فانُشغل الكحثيون حت ف نار رمضان عنم الذكر والستغفار وقراءة القرآْن‬
‫‪،‬وجلِّسوُا أمام هذا الهازأ ‪،‬واكتفوُا منم الصيام بالمساك عنم الطعام فقط‪.‬‬
‫أيها السلِّمحوُن‪ :‬هل ينكحر أحد منا أن ال حرم علِّينا معاشر الرجال النظر إل الرأة الجنبَية ‪،‬ول أتكحلِّم‬
‫عنم اللف العروف بي الفقهاء ف وجه الرأة ‪،‬لن الذي يعرض ف التلِّفازأ وجه الرأة وشعرها وصدرها‬
‫وذراعيها ‪،‬وساقيها وربا أعظم منم هذا هل ينكحر أحد منا أن السلم قد حرم علِّينا الستمحاع إل الغناء‬
‫وآْلت الطرب واللِّهوُ‪ .‬ول يإكحنم أن يلِّوُ برامجه التلِّفازأ منم أصوُات الوُسيقىَ الرمة‪.‬‬
‫كل هذا أيها الحبَة ‪،‬لوُ سللِّمحنا بأن ما يعرض علِّىَ الناس هوُ النساء والوُسيقىَ ولكحنم الوُاقع أن المر‬
‫أعظم منم هذا‪.‬‬
‫إن الذي يعرض علِّىَ الناس الن الشرك والكحفر بال تعال ‪،‬يعرض علِّىَ الناس السحر والشعوُذة والزنُدقة‬
‫‪،‬يعرض علِّىَ الناس تثيلِّيات النس ومسلِّسلت العشق والغرام ‪،‬يعرض علِّىَ الناس الزنُا الصريح ‪،‬يعرض‬
‫علِّىَ الناس صوُر الريإة وأساليب النصب والحتيال ‪،‬يعرض علِّىَ الناس برامجه منتجة ف بلد عربية‬

‫‪633‬‬
‫‪،‬مثل‪ ،‬وأغلِّب القائمحي علِّىَ النُتاج اللِّبَنان نُصارىً ‪،‬ياربوُن ال ورسوُله ‪،‬يعرض علِّىَ الناس المحر‬
‫والخمدرات‪.‬‬
‫لقد تبَلِّد أحاسيسس الناس ‪،‬وماتت الكحثي منم الفضائل السلمية ف نُفوُسهم حت صاروا يتقبَلِّوُن أن‬
‫ينظروا ف الشاشة رجلد يتضنم بنتاد شابة ‪،‬لنُه يإثل دور أبيها ‪،‬وننم مطالبَوُن أن نُأخذ المر بعفوُية‬
‫وطبَيعية‪.‬‬
‫وصرنُا ل نُنكحر وجوُد رجل وامرأة ف وضع الزوجي ‪،‬ونُصف الرجل بأنُه مثل متم وأنا مثلِّة قديرة‬
‫‪،‬وصرنُا ل نُنكحر علِّىَ أن تظهر الرأة حاسرة الرأس ‪،‬كاشفة الشعر والرقبَة‪ ،‬والذراعي والساقي‪.‬‬
‫تعوُدنُا مناظر احتساء المحوُر والتدخي والغتصاب والسرقات والقتل والسبَاب بأقذع اللفاظ ‪،‬وتقبَلِّنا‬
‫كل هذا علِّىَ أساس أنُه تثيل‪ .‬وكل هذا متفقوُن جيعاد علِّىَ أنُه حرام ‪،‬مصادم لمر ال عز وجل‪.‬‬
‫أيها الصائمحوُن‪ :‬أسألكحم وأنُتم تعرفوُن الوُاب‪ ،‬هل يتناسب كل ما ذكر مع رمضان ‪،‬شهر جع‬
‫السنات ‪،‬وشهر نُزول الرحات والبكات كيف تنزل الرحات علِّىَ البَيوُت؟ ما هذه التناقضات الت‬
‫نُعيشها‪ .‬نسك عنم الطعام والشراب ‪،‬ول نسك عنم النظر والستمحتاع‪ ،‬هل الصيام فقط المتناع عنم‬
‫الكل والشرب؟ منم كان ل يعرف الصيام إل بذه الصوُرة مطئ وجاهل ‪،‬الصيام هوُ صيام الوُارح‬
‫كلِّها لكحي يرج ف النهاية ‪ -‬لعلِّكحم تتقوُن‪.‬‬
‫يا أيها الذينم آْمنوُا كتب علِّيكحم الصيام كمحا كتب علِّىَ الذينم منم قبَلِّكحم لعلِّكحم تتقوُن‪.‬‬
‫وهل مشاهدة هذه البامجه تكحسب التقوُىً ‪،‬إنا تقضي علِّىَ البَقية البَاقية منم إيإان العبَد ‪،‬كيف نُرضىَ‬
‫لنُفسنا أن نُرتكحب الرم وننم صائمحوُن كيف نُرضىَ أن نالف ونُطيع ف نُفس الوُقت ‪،‬إنا لنم‬
‫التناقضات العجيبَة‪.‬‬
‫إذا كان لبد منم التلِّفازأ ف حياتك أخي السلِّم ووصلِّت إل قناعة ‪،‬أنُك ل يإكحنك الستغناء عنه‬
‫‪،‬وهوُ ف حياتك بثابة الوُاء والاء ‪،‬فل أقل منم أن تتكه ف رمضان ‪،‬لكحي ل ترح صيامك وتنقص‬
‫الجر‪.‬‬
‫فاتقوُا ال أيها الصائمحوُن ‪،‬إنُنا ناطب اليإان الذي ف قلِّوُبكحم ‪،‬وناطب الصيام الذي تصوُموُن ‪،‬أن‬
‫تتقوُا ال جل وتعال وأن يستحي الوُاحد منا منم ربه ‪،‬فل يعصيه ويالفه وهوُ صائم ‪،‬ول يعصيه بنعمحه‬
‫الت أنُعمحها علِّيه‪.‬‬
‫يا عبَد ال ‪،‬يا منم أيام عمحره ف حياته معدودة ‪،‬يا منم عمحره ريقضىَ بالساعة والساعة فيمحا ل فائدة منه‬
‫‪،‬يا كثي التفريط ف قلِّيل البَضاعة ‪،‬يا شديد السراف‪ ،‬يا قوُي الضاعة ‪،‬كأن بك عنم قلِّيل رترمىَ ف‬
‫جوُف قاعة ‪،‬مسلِّوُباد لبَاس القدرة ‪،‬وبأس الستطاعة وجاء منكحر ونُكحي ف أفظع الفظاعة ‪،‬كأنمحا أخوُان‬
‫منم الفظاظة منم لبَان الرضاعة ‪،‬وأمسيت تن ثار هذه الزراعة ‪،‬وتنيت لوُ قدرت علِّىَ لظتة لطاعة‬
‫‪،‬وقلِّت‪ :‬رب ارجعوُن ‪،‬ومالك كلِّمحة مطاعة ‪،‬يا متخملِّفاد عنم أقرانُه قد آْن أن تلِّق المحاعة‪.‬‬

‫‪634‬‬
‫أيها السلِّمحوُن الصائمحوُن‪ :‬إنُنا ناطب اليإان الذي ف قلِّوُبكحم أن تفظوُا نُعمحة البَصر ‪،‬ول تطلِّقوُها ف‬
‫النظر إل ما حرم ال‪ ،‬فإن النظر سهم منم سهام إبلِّيس‪ .‬إن النظر بنزلة الشرارة ف النار ‪،‬رترمىَ ف‬
‫الطب اليابس ‪،‬فإن ل ترقه كلِّه ‪،‬أحرقت بعضه ‪،‬وكمحا قيل‪:‬‬
‫ومعظم النار منم مستصغر الشرر‬
‫فعل السهام بل قوُس ول وتر‬
‫ف أعي الغيد موُقوُف علِّىَ خطر‬
‫ل مرحبَاد بسرور عاد بالضرر‬
‫كل الوُادث مبَدؤها منم النظر‬
‫كم نُظرة فعلِّت ف قلِّب صاحبَها‬
‫والرء ما دام ذا عي يقلِّبَها‬
‫يسر مقلِّته ما ضلر مهجته‬
‫ض بصره عمحا حرم ال علِّيه ‪،‬عوُضه ال تعال منم جنسه ما هوُ خي منه ‪،‬فكحمحا أمسك نُوُر‬ ‫إن منم غ ل‬
‫بصره عنم الرمات أطلِّق ال نُوُر بصيته وقلِّبَه‪ ،‬فرأىً به ما ل يره منم أطلِّق بصره ف مارم ال ‪،‬وهذا أمر‬
‫يسه النُسان منم نُفسه ‪،‬فإن القلِّب كالرآْة ‪،‬والذنُوُب كالصدأ فيها‪ .‬فإذا خلِّصت الرآْة منم الصدأ‬
‫انُطبَعت فيها صوُر القائق كمحا هي‪ .‬وإذا صدأت ل تنطبَع فيها صوُر العلِّوُمات ‪،‬فيكحوُن علِّمحه وكلمه‬
‫منم باب الوُض والظنوُن‪.‬‬
‫ث بعد هذا كلِّه أيها الباء ما ذنُب البناء أن نُربيهم منذ الصغر ‪،‬وف هذا الشهر علِّىَ مسلِّسلت‬
‫اللعة والوُن ‪،‬ويكحبون علِّىَ التناقضات ‪،‬فيتب منذ الصغر ف نُفسه أن ل مانُع منم النظر ف النساء‬
‫‪،‬ول مانُع منم رؤية الفوُاحش ‪،‬ول مانُع منم رؤية مناظر المحوُر والدعارة ‪،‬ومع هذا كلِّه ل مانُع أن يصوُم‬
‫ويإسك عنم الطعام والشراب ‪،‬لكحنه ل يطلِّق بقية جوُارحه‪ .‬وال الستعان‪.‬‬
‫ما ذنُب البناء؟ ث يشتكحي الوُاحد منا بعد ذلك منم ولده أنُه يدخنم أو‪..‬‬
‫أيها السلِّمحوُن‪ :‬إن التلِّفازأ ف حياة الناس تدخل ف كل شيء‪ ،‬إن التلِّفازأ غلي ترتيب وجبَات الطعام‬
‫عند الناس فصارت الوُجبَات ملِّتزمة بوُاعيد البامجه ‪،‬وأحيانُاد يأت موُعد الوُجبَة الغذائية ويإضي‬
‫‪،‬والشاهدون مشدودون للِّتلِّفازأ دون اهتمحام باجة السم للِّطعام ودون شعوُر بالوُع ف بعض الحيان‬
‫وذلك عندما يبَلِّغ سكحر الفم منتهاه‪.‬‬
‫لقد غلي التلِّفازأ طريقة تمحع الناس ‪،‬لقد كان هناك تزاور بي اليان ف السابق وكانُت هناك أحاديث‬
‫جيلِّة وتسامر نُظيف واهتمحام بشاكل بعض ‪،‬أما الن ‪،‬فكحل ليل السر مشغوُل بتابعة الفلم‪ ،‬وتعدىً‬
‫المر حت إل العجائز وال الستعان‪.‬‬

‫‪635‬‬
‫بل إن السرة الوُاحدة اسأل نُفسك أيها الب ‪،‬كم مرة تلِّتقي ف السبَوُع بكحامل أفراد البَيت علِّىَ غي‬
‫الطعام والتلِّفازأ ‪،‬لتتحدثوُا حوُل موُضوُع معي ‪،‬أو علِّىَ القل تلِّس معهم أيها الب لكحي يكحتسبَوُا منم‬
‫أخلقك ‪،‬ومت سوُف يتعلِّمحوُن منك التعقل والكحمحة والتزان ‪،‬ومت يقتبَسوُن منم أفكحارك وآْرائك أيها‬
‫الوُالد‪.‬‬
‫إذا كنت الن وف هذا السنم ل تلِّس معهم فمحت يكحوُن إذن ‪،‬فبَعد أن يكحب الولد‪ ،‬اللتقاء معهم‬
‫يكحوُن ف الناسبَات ‪،‬فالتلِّفازأ ل يتك وقتاد لللتقاء السري ‪،‬ول للِّتجمحع العائلِّي ‪،‬وليس هناك مال‬
‫لتبَادل البات والتجارب‪ ،‬الوُاب أتركه لكحل والد‪.‬‬
‫أينم هدوء ليال رمضان الت كنا نُعرفها قديإدا‪ ،‬إن ليال رمضان كان له جوُه الاصا ‪،‬وشفافيته الفياضة‬
‫‪،‬وروحانُيته الاصة ‪،‬بي قارئ لكحتاب ال ‪،‬ومستغفر بالسحار ‪،‬وقائم يصلِّي لصدره أزأيز كأزأيز الرجل‬
‫‪،‬الكحل ف هدوء وسكحينة ‪،‬فجاء التلِّفازأ ف رمضان وحرم الناس تلِّك السكحينة وذاك الدوء ‪،‬بأفلم رعاة‬
‫البَقر ‪،‬ومسلِّسلت العنف والريإة ‪،‬وجوُلت الصارعة الرة ‪،‬ومبَاريات كرة القدم‪ .‬والدهىَ منم ذلك‬
‫كلِّه ‪،‬أن ريدع الناس ف رمضان ببَعض الفلم الت يسمحوُنا السلمية أو )السلِّسلت الدينية(‬
‫‪،‬فالخمنثي منم المحثلِّي الذينم كانُوُا ف شعبَان يإثلِّوُن أفلم اللعة والزنُا والدعارة ‪،‬إذا جاء رمضان‬
‫‪،‬مثلِّوُا أدوار الصحابة ف تثيلِّياتم‪ .‬والمحثلِّة الساقطة الت كانُت ف شعبَان ‪،‬ترقبَل علِّىَ شاشات التلِّفازأ‬
‫‪،‬وريإارس معها النا والفجوُر ترج ف رمضان بجاب وجلِّبَاب طوُيل لتمحثل دور الصحابيات ‪،‬أو زأوجة‬
‫أحد الشخمصيات السلمية‪ ،‬أي مغالطة أعظم منم هذا ‪،‬بل أي منكحر أعظم منم هذا وننم نُنظر‬
‫ونُتقبَل المر بشكحل طبَيعي ‪،‬ماتت الغية عندنُا حت علِّىَ أصحاب رسوُل ال‪.‬‬
‫فلِّنتق ال أيها السلِّمحوُن ‪،‬ولنعرف لرمضان حقه وحرمته ‪،‬ولنتك العاصي والذنُوُب ‪،‬ونُتوُب إل ال توُبة‬
‫صادقة ف هذا الشهر فإنا وال فرصة‪ ،‬والروم منم حرم ذلك‪.‬‬
‫أعوُذ بال منم الشيطان الرجيم‪ :‬أل تلِّك آْيات الكحتاب الكحيم هدىً ورحة للِّمححسني الذينم يقيمحوُن‬
‫الصلة ويؤتوُن الزكاة وهم بالخرة هم يوُقنوُن أولئمك علِّىَ هدىً منم ربم وأولئمك هم الفلِّحوُن ومنم‬
‫الناس منم يشتي لوُ الديث ليضل عنم سبَيل ال بغي علِّم ويتخمذها هزواد أولئمك لم عذاب مهي وإذا‬
‫تتلِّىَ علِّيه آْياتنا ول مستكحباد كأن ل يسمحعها كأن ف أذنُيه وقرا فبَشره بعذاب أليم إن الذينم آْمنوُا‬
‫وعمحلِّوُا الصالات لم جنات النعيم خالدينم فيها وعد ال حقاد وهوُ العزيز الكحيم‪.‬‬
‫بارك ال ل ولكحم ف القرآْن العظيم‪.‬‬
‫‪-------------------------‬‬
‫الطبَة الثانُية‬
‫أما بعد‪:‬‬

‫‪636‬‬
‫أيها السلِّمحوُن الصائمحوُن‪ :‬بقيت كلِّمحة تتعلِّق بهازأ التلِّفازأ ف رمضان‪ .‬تتعلِّق بالقنوُات الفضائية الت‬
‫تستقبَل عنم طريق القراصا ‪،‬الت تسمحىَ بالدش‪ .‬إن الشر الذي يعرض ف الطات القريبَة حوُلنا ‪،‬لكحا ت‬
‫ف‬
‫ف هدم دينم وأخلق التمحع‪ .‬فمحا بالكحم لوُ رسلهل للِّناس رؤية مطات فرنُسا وبريطانُيا وأمريكحا ‪،‬وقد‬
‫رسلهل ذلك ‪،‬إنُه باب منم الشر ل يعلِّمحه إل ال‪.‬‬
‫ــــــــ‬
‫أبواب الخير في رمضان‬
‫ممحد بنم ممحد الخمتار الشنقيطي‬
‫الدينة النوُرة‬
‫قبَاء‬
‫مامد و أدعيةطبَاعة الطبَة بدون مامد وأدعية‬
‫‪-------------------------‬‬
‫ملِّخمص الطبَة‬
‫‪ -1‬كثرة ذنُوُبنا وخطايانُا تدعوُنُا لتوُبة نُصوُح ف رمضان‪ -2 .‬صيام الوُارح مع الصيام عنم الطعام‬
‫والشراب‪ -3 .‬رحة الفقراء والتاجي ف رمضان‪ -4 .‬نُعمحة إدراك رمضان وبلِّوُغه‪ -5 .‬رمضان شهر‬
‫القيام وشهر قراءة القرآْن‪ -6 .‬تزكية عمحل الؤسسات اليية الت تتم بأحوُال السلِّمحي‪ -7 .‬الث علِّىَ‬
‫التبع لمحعية تفيظ القرآْن الكحري‪.‬‬
‫‪-------------------------‬‬
‫الطبَة الول‬
‫أما بعد‪:‬‬
‫فيا عبَاد ال اتقوُا ال حقيقة التقوُىً‪ ،‬واستمحسكحوُا منم السلم بالعروة الوُثقىَ‪ ،‬واعلِّمحوُا أن أجسادنُا علِّىَ‬
‫النار ل تقوُىً‪ ،‬وأكثروا منم ذكر الوُت والبَلِّىَ وقرب الصي إل ال جل وعل‪.‬‬
‫عنم أب هريرة وأرضاه أن رسوُل ال قال‪)) :‬إذا دخل رمضان فتحت أبوُاب الرحة(()‪.[1](1‬‬
‫فتحت أبوُاب الرحات‪ ،‬فتحت أبوُاب اليات والبكات‪ ،‬فتحت أبوُاب الغفرات‪ .‬فمحا أحوُجنا إل رحة‬
‫منم ربنا‪ ،‬ما أحوُجنا إل رحة منم رحاته ومغفرة منم واسع مغفراته‪.‬‬
‫وقفنا علِّىَ أبوُاب رمضان‪ ،‬وكلِّنا أمل ف عفوُ اللِّيم الرحنم‪ .‬وقفنا وقد أثقلِّتنا ذنُوُبنا وعظمحت علِّينا‬
‫عيوُبنا وإساءتنا‪ ،‬وف ال رجاؤنُا وأملِّنا‪ ،‬فبَبَاب ال أننا‪ ،‬ولرحته وحلِّمحه وعفوُه تعرضنا‪ ،‬فيا أرحم الراحي‬
‫ل تعلِّنا عنم بابك مطرودينم‪ ،‬ول منم فضلِّك وإحسانُك ي با كان منا منم إساءة ي مرومي‪ ،‬اللِّهم إنُا‬
‫نُسألك منم واسع رحتك‪.‬‬

‫‪637‬‬
‫المل ف ال كبَي‪ ،‬المل ف ال عظيم‪ ،‬فمحا منا إل ومذنُب ومسيء‪ ,‬وما منا إل وهوُ مطئ ولكحنم‬
‫رجاؤنُا فيمحنم يبَسط يده باللِّيل ليتوُب مسيء النهار‪ ،‬ومنم يبَسط يده بالنهار ليتوُب مسيء اللِّيل‪.‬‬
‫))يا بنم آْدم لوُ بلِّغت ذنُوُبك عنان السمحاء ث استغفرتن لغفرتا لك ول أبال(()‪ .[2](2‬استغفروا ال؛‬
‫فإن ال غفوُر رحيم‪ ،‬واستفتحوُا شهركم بتوُبة نُصوُح يأمنم العبَد با الزي والفضوُح‪ ،‬فكحم ل جل وعل‬
‫ف هذه اليام منم نُفحات ورحات‪.‬‬
‫ما أحوُجنا أن نُستفتح هذا الشهر الكحري وقد ألقيت عنم ظهوُرنُا الحال والوزأار‪ ،‬وما ذلك علِّىَ ال‬
‫بعزيز‪.‬‬
‫نُقف اليوُم علِّىَ مشارف شهر رمضان ‪ ،‬شهر الرحات والبكات واليات‪ ،‬وننم أحوُج ما نُكحوُن إل‬
‫أسبَاب رحة ال‪.‬‬
‫أل وإن منم أسبَاب رحته صفاء قلِّوُبنا ونُقاء صدورنُا منم الشحناء والبَغضاء‪.‬‬
‫كفىَ أيها التهاجرون‪ ،‬كفىَ أيها التقاطعوُن‪ ،‬كفىَ أيها التبَاعدون‪.‬‬
‫إل مت وننم متعادون؟ إل مت وننم متلِّفوُن؟ إل مت وننم متبَاغضوُن؟ هل لنا أن نُستفتح هذا الشهر‬
‫الكحري وقد ملِّئمت قلِّوُبنا بالصفاء والوُدة والخاء؟‬
‫فيا أيها الحبَة ف ال‪ :‬دعوُة أن تصوُم قلِّوُبنا عنم الشحناء والبَغضاء‪ ،‬كفىَ ما مضىَ فمحا قلِّتم ول قلِّنا‬
‫ول كان بينكحم بيننا‪ .‬كفىَ‪ ،‬فل كان منكحم ول كان منا‪ ،‬ول فعلِّتم ول فعلِّنا‪ .‬فلِّتجتمحع قلِّوُبنا ولتلِّتحم‬
‫صفوُفنا ولنرض ال جل وعل‪.‬‬
‫صفدحا عنم البناء والبَنات‪ ،‬صفدحا عنم الخوُان والخوُات‪ ،‬صفدحا عنم الؤمني والؤمنات‪.‬‬
‫ما أحوُجنا أن نُصوُم صيام الصالي فنستفتح هذا الشهر البَارك وقد زأال ما بيننا وبي الؤمني‪ ،‬ما‬
‫أحوُجنا ف هذا الشهر البَارك أن نُنظر إل البَائسي‪ ،‬وأن نُرحم البَائسي‪ ،‬وأن نسنم إل التاجي‪ ،‬فال‬
‫يرحم منم عبَاده الرحاء‪.‬‬
‫أل عطدفا علِّىَ البَائسي والتاجي والنكحوُبي‪ ,‬فمحنم رحم عبَاد ال رحه ال‪ ،‬والصدقة تطفئ غضب ال‪،‬‬
‫فكحم منم حسنة إل منكحوُب‪ ،‬وكم منم صدقة إل مكحروب غفر ال با الذنُوُب‪ ،‬وست با العيوُب‪،‬‬
‫فاحتسبَوُا عند ال‪.‬‬
‫إن الصيام يذكركم بالائع الذي ل يد طعامه‪ .‬إن الصيام يذكركم بإخوُان لكحم ف الدينم عاشوُا بائسي‬
‫منكحوُبي‪ ،‬يذكركم بتلِّك المعاء والحشاء الت ظمحئمت وجاعت فاحتسبَوُا عند ال‪ ،‬فمحنم فرج كربة فرج‬
‫ال عنه كربة منم كرب يوُم القيامة‪ ،‬يسروا علِّىَ العسرينم‪ ،‬وأحسنوُا إل التاجي‪ .‬فكحم غابت شس‬
‫رمضان فغابت معها ذنُوُب العبَاد منم ال الرحنم‪ .‬ارحوُا عبَاد ال فإن ال يرحم منم عبَاده الرحاء‪.‬‬
‫عبَاد ال ما أحوُجنا وننم نُعيش هذه اليام أن نُلِّهجه بالثناء والشكحر ل فاطر الرض والسمحاء‪ .‬بلِّغنا‬
‫رمضان وما كنا لنبَلِّغه بوُلنا وقوُتنا‪ .‬كم منم قلِّوُب تنت‪ ,‬وكم منم نُفوُس حنت أن تبَلِّغ هذه الساعات‬

‫‪638‬‬
‫واللِّحظات دههم هادم اللِّذات‪ ،‬فهم غرباء سفر ل ينتظرون‪ ،‬وسكحان لد وشق إل الشر يساقوُن‪ .‬فيا‬
‫عبَاد ال اشكحروا نُعمحة ال علِّيكحم بالياة وبلِّوُغ شهر رمضان‪ ,‬واسألوُه التوُفيق للِّطاعة؛ فإنُه الوُفق‬
‫والسدد لنم شاء منم عبَاده‪ ،‬واحدوا نُعمحة ال علِّىَ عافية البدان‪ ،‬وأمنم الوطان‪ ،‬وما كان منم ال منم‬
‫إحسان‪ ،‬فمحنم شكحر نُعمحة ال آْذنُه بالزيد‪ .‬اللِّهم لك المحد كالذي نُقوُل ولك المحد خديا ما نُقوُل‪.‬‬
‫عبَاد ال‪ :‬شهر الصيام صامت فيه الوُارح والركان عنم الثام والعصيان‪ ،‬فطوُب لنم صامت أحشاؤه‬
‫وأمعاؤه‪ ,‬وطوُب لنم صام بصره عنم الرام‪ ،‬وصام لسانُه عنم الفحش والثام‪ ،‬طوُب لنم صام الشهر‬
‫ل‪ ،‬فل غيبَة ول نيمحة ول‬ ‫واستكحمحل الجر‪ ،‬وأدرك ليلِّة القدر‪ .‬أخذ رمضان كاملد وسلِّمحه للِّمحلئكحة كام د‬
‫أذية للِّمحؤمني صام فصامت جوُارحه وأركانُه قانُدتا آْنُاء اللِّيل ساجددا وقائدمحا يرجوُ رحة ربه ويشىَ منم‬
‫عذابه‪.‬‬
‫الصيام إقبَال علِّىَ ال‪ ،‬مدرسة الصالي ومنازأل الخيار والتقي‪ ،‬فلِّمحثل هذا فلِّيعمحل العاملِّوُن‪ .‬جعلِّنا‬
‫ال وإياكم منهم أجعي‪.‬‬
‫عبَاد ال‪ :‬إن قيام شهر رمضان حسنة منم السنات وطاعة منم أجلل الطاعات‪.‬‬
‫علِّيكحم بقيام اللِّيل؛ فإنُه دأب الصالي‪ ,‬ورخلِّق عبَاد ال التقي كانُوُا قلِّيلد منم اللِّيل ما يهجعوُن‬
‫وبالسحار هم يستغفرون ]الذاريات‪.[18-17:‬‬
‫وأكثروا منم تلوة القرآْن؛ فإنُه يأت شفيدعا لهلِّه يوُم القيامة‪ .‬أكثروا منم قراءة القرآْن ف شهر رمضان؛‬
‫فإنُه نُعمحة ورحة وهداية وموُعظة‪ ,‬وقفوُا أمام اليات وتدبروا تلِّك العظات البَالغات‪ ،‬وأتبَعوُها العمحل تبَدبَا‬
‫إل ال فاطر الرض والسمحوُات‪.‬‬
‫اللِّهم اجعل القرآْن العظيم ربيع قلِّوُبنا ونُوُر صدورنُا‪ ،‬وجلء أحزانُنا وذهاب هوُمنا وغمحوُمنا وسائقنا‬
‫وقائدنُا إل رضوُانُك وجناتك جنات النعيم‪.‬‬
‫أقوُل قوُل هذا‪ ،‬وأستغفر ال العظيم ل ولكحم ولسائر السلِّمحي منم كل ذنُب فاستغفروه إنُه هوُ الغفوُر‬
‫الرحيم‪.‬‬

‫‪-------------------------‬‬
‫الطبَة الثانُية‬
‫المحد ل عظيم الحسان‪ ،‬وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له‪ ،‬الوُاحد الديان‪ ،‬وأشهد أن‬
‫سيدنُا ونُبَينا ممحددا عبَده ورسوُله الذي أرسلِّه بالدىً والبَيان‪ ،‬فشرح به الصدور وأنُار به القلِّوُب‪ .‬صلِّىَ‬
‫ال علِّيه وعلِّىَ آْله وصحبَه ما آْذنُت شس بغروب‪ ،‬ومنم سار علِّىَ نجهم‪ ،‬واهتدىً بديهم إل يوُم‬
‫الدينم‪.‬‬
‫أما بعد‪ :‬فأوصيكحم ونُفسي بتقوُىً ال عز وجل‪.‬‬

‫‪639‬‬
‫عبَاد ال إن الؤسسات اليية والمحاعات اليية تقوُم بأمر عظيم‪ ،‬تمحلِّت المانُة وقامت بتلِّك‬
‫السئموُلية العظيمحة الت رعت فيها أبناء السلِّمحي وبناتم‪ .‬فال أعلِّم كم فرجت بم منم كربات‪ ,‬وكم‬
‫زأالت بم منم نُكحبَات‪ .‬ال أعلِّم كم كان منم هذه المحعيات والؤسسات اليية منم خي وبر‪ .‬أسأل ال‬
‫العظيم أن يعظم أجرهم وأن يثقل ف موُازأينم السنات حسناتم‪.‬‬
‫عبَاد ال‪ :‬ووراء هذه المحعيات أقوُام يتسبَوُن الجر عند ال ومسنوُن بذلوُا لوُجه ال فكحم كان لم منم‬
‫فضل بعد ال عز وجل ف بقائها وحسنم أدائها وعظيم رعايتها‪.‬‬
‫فيا عبَاد ال‪ :‬القيام بأمر هذه المحعيات يتاج إل معوُنُة ومساعدة وموُاساة منم السلِّمحي يتاج إل كل‬
‫واحد منا أن يقف مع إخوُانُه ويعينهم علِّىَ الطاعة والب‪ .‬فمحنم أعان ذا خي علِّىَ خيه رأجر كأجره‪،‬‬
‫فتعاونُوُا علِّىَ الب والتقوُىً‪ ،‬واحتسبَوُا ي عبَاد ال ي ف مد يد العوُن لم فإن ال ل يضيع أجر منم أحسنم‬
‫ل‪.‬‬
‫عمح د‬
‫ومنم هذه المحعيات والؤسسات تلِّك الؤسسة اليية والمحعية البَاركة الت قامت علِّىَ تفيظ كتاب ال‬
‫لبناء السلِّمحي وبناتم‪ .‬كم حبت منم آْيات‪ ،‬وسعت منم تلوات وكم منم جاهل عرذلِّم‪ ،‬وكم منم ضال‬
‫قريلوُم‪ .‬كم كان فيها منم خي‪ .‬كم كان فيها منم نُفع للِّمحسلِّمحي والسلِّمحات فاحتسبَوُا ي عبَاد ال ي ف‬
‫معوُنُتها وأداء الي إليها‪ .‬وما يدريك فلِّعل هذا الال الذي تدفعه أن يكحوُن سبَدبَا ف حفظ كتاب ال‬
‫جل وعل‪ .‬وما يدريك فلِّعل هذا الال الذي تعطيه يكحوُن سبَدبَا ف حفظ آْية أو سوُرة‪ ،‬ما تلِّفظ با‬
‫صاحبَها إل كان لك كأجره‪ ،‬ما يدريك لعل ال عز وجل أن يرحك با كان منك منم خي لكحتابه‪،‬‬
‫ومنم أعان علِّىَ حفظ كتابه‪ ،‬وإن إخوُانُكحم ينتظرون منكحم العوُن فأعينوُهم أعانُكحم ال‪ .‬تقبَل ال منا‬
‫ومنكحم‪.‬‬
‫أل وصلِّوُا وسلِّمحوُا علِّىَ خي خلِّق ال‪ ،‬الرحة الهداة والنعمحة السداة؛ فقد أمركم ال بذلك‪....‬‬
‫__________‬
‫)‪ (1‬رواه البَخماري ف كتاب الصوُم‪،‬‬
‫)‪ (2‬هذا حديث قدسي رواه التمذي ف كتاب الدعوُات عنم أنُس‪ ،‬ورواه أحد )‪ (5/167‬منم حديث‬
‫أب ذر بعناه‪.‬‬
‫ــــــــ‬
‫كيف نستقبل رمضان‬
‫مرزأوق بنم سال الغامدي‬
‫مكحة الكحرمة‬
‫الرحة‬
‫مامد و أدعيةطبَاعة الطبَة بدون مامد وأدعية‬

‫‪640‬‬
‫‪-------------------------‬‬
‫ملِّخمص الطبَة‬
‫‪ -1‬اغتنم رمضان فل تدري لعلِّك ل تدركه ثانُية‪ -2 .‬الستعداد لشهر رمضان بتصحيح السلِّوُك‬
‫وتقيق كمحال اليإان والتوُبة منم الذنُوُب‪ -3 .‬بعض فضائل رمضان‪ -4 .‬بعض الحكحام التعلِّقة‬
‫بالصيام والقيام‪ -5 .‬القنوُت ف صلة الوُتر‪.‬‬
‫‪-------------------------‬‬
‫الطبَة الول‬
‫أيها الخوُة‪ :‬ما أشبَه اللِّيلِّة بالبَارحة هذه اليام تر بسرعة وكأنا لظات‪ ،‬لقد استقبَلِّنا رمضان ث‬
‫ودعناه‪ ،‬وما هي إل فتة منم الزمنم وإذا ننم نُستقبَل رمضان مرة أخرىً‪.‬‬
‫أيها الخوُة‪ :‬ولوُ نُظرنُا حوُلنا لوُجدنُا أن بعضاد منم أدرك رمضان الاضي أصبَح منم أهل القبَوُر وربا‬
‫ل‪ .‬فيقدر ال أل يكحوُن منم أهل الدنُيا‬ ‫البَعض منا ف هذا العام منم يقدر ال له أن يصوُم رمضان كام د‬
‫بعده فيكحوُن آْخر رمضان يصوُمه ويقوُمه‪ ،‬ولوُ استشعر كل منا هذا المر واستعد للِّمحوُت بعد رمضان‬
‫أو ف أثنائه وصام رمضان إيإانُاد واحتساباد وقامه أيضاد إيإانُاد واحتساباد لنال السعادة والفوُزأ بالنة‪ ،‬فرغم‬
‫أنُف ث رغم أنُف منم أدرك رمضان ول يغفر له‪.‬‬
‫أيها الخوُة‪ :‬إن الستعداد ف رمضان يكحوُن بحاسبَة النفس علِّىَ تقصيها سوُاء بالتقصي ف تقيق‬
‫الشهادتي أو التقصي ف الوُاجبَات أو التقصي ف عدم ترك ما نُقع فيه منم الشهوُات أو الشبَهات ‪..‬‬
‫فيقوُم العبَد سلِّوُكه ليكحوُن ف رمضان علِّىَ درجة عالية منم اليإان ‪ ..‬فاليإان يزيد وينقص‪ ،‬يزيد بالطاعة‬
‫وينقص بالعصية‪ ،‬فأول طاعة يققها العبَد هي تقيق العبَوُدية ل وحده وينعقد ف نُفسه أل معبَوُد بق‬
‫إل ال فيصرف جيع أنُوُاع العبَادة ل ل يشرك معه أحداد ف عبَادته‪ ،‬ول يرائىَ بعبَادته‪ ،‬ومنها العبَادات‬
‫القلِّبَية منم خشية ورهبَة وخوُف ورجاء وتوُكل وإنُابة وإخبَات ورغبَة واستعانُة واستغاثة وأيضاد وكل أنُوُاع‬
‫العبَادة الظاهرة‪ ،‬ويستيقنم كل منا أن ما أصابنا ل يكحنم ليخمطئمنا‪ ،‬وما أخطأنُا ل يكحنم ليصيبَنا وأن كل‬
‫شيء بقدر‪.‬‬
‫ونتنع عنم كل ما يناقض تقيق الشهادتي وذلك بالبتعاد عنم البَدع والحداث ف الدينم‪ .‬وبتحقيق‬
‫الوُلء والباء‪ ،‬بأن نُوُال الؤمني ونُعادي الكحافرينم والنافقي‪ ،‬ونُفرح بانُتصار السلِّمحي علِّىَ أعدائهم‪،‬‬
‫ونُقتدي بالنب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم وأصحابه‪ ،‬ونُستم بسنته صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم وسنة اللِّفاء‬
‫الراشدينم الهديي منم بعده‪ ،‬ونبَها ونب منم يتمحسك با ويدافع عنها ف أي أرض وبأي لوُن وجنسية‬
‫كان‪.‬‬
‫بعد ذلك أيها الخوُة ناسب أنُفسنا علِّىَ التقصي ف فعل الطاعات كالتقصي ف أداء الصلِّوُات جاعة‬
‫وذكر ال عز وجل وأداء القوُق للِّجار وللرحام وللِّمحسلِّمحي وإفشاء السلم والمر بالعروف والنهي‬

‫‪641‬‬
‫عنم النكحر والتوُاصي بالق‪ ،‬والصب علِّىَ ذلك‪ ،‬وبالصب عنم فعل النكحرات‪ ،‬أو بالصب علِّىَ فعل‬
‫الطاعات‪ ،‬أو بالصب علِّىَ أقدار ال عز وجل‪.‬‬
‫ث تكحوُن الاسبَة علِّىَ فعل العاصي واتبَاع الشهوُات بنع أنُفسنا منم الستمحرار علِّيها‪ ،‬أي معصية‬
‫كانُت صغية أو كبَية‪ ،‬سوُاء كانُت معصية بالعي‪ ،‬بالنظر إل ما حرم ال أو بالسمحاع للِّمحعازأف أو‬
‫بالشي فيمحا ل يرضي ال عز وجل‪ ،‬أو بالبَطش باليدينم ف ما ل يرضي ال‪ ،‬أو بأكل ما حرم ال منم‬
‫الربا أو الرشوُة أو غي ذلك ما يدخل ف أكل أموُال الناس بالبَاطل‪.‬‬
‫ويكحوُن نُصب أعيننا أيها الخوُة أن ال يبَسط يده بالنهار ليتوُب مسيء اللِّيل ويبَسط يده باللِّيل ليتوُب‬
‫مسيء النهار‪ ،‬وقد قال سبَحانُه وتعال‪ :‬وسارعوُا إل مغفرة منم ربكحم وجنة عرضها السمحوُات والرض‬
‫أعدت للِّمحتقي الذينم ينفقوُن ف السراء والضراء والكحاظمحي الغيظ والعافي عنم الناس وال يب السني‬
‫والذينم إذا فعلِّوُا فاحشة أو ظلِّمحوُا أنُفسهم ذكروا ال فاستغفروا لذنُوُبم ومنم يغفر الذنُوُب إل ال ول‬
‫يصروا علِّىَ ما فعلِّوُا وهم يعلِّمحوُن أولئمك جزاؤهم مغفرة منم ربم وجنات تري منم تتها النار خالدينم‬
‫فيها ونُعم أجر العاملِّي‪.‬‬
‫وقال تعال‪ :‬قل يا عبَادي الذينم أسرفوُا علِّىَ أنُفسهم ل تقنطوُا منم رحة ال إن ال يغفر الذنُوُب جيعاد‬
‫إنُه هوُ الغفوُر الرحيم‪ .‬وقال تعال‪ :‬ومنم يعمحل سوُءاد أو يظلِّم نُفسه ث يستغفر ال يد ال غفوُراد رحيمحدا‪.‬‬
‫بذه الاسبَة وبالتوُبة والستغفار يب علِّينا أن نُستقبَل رمضان‪ ،‬فالكحيس منم دان نُفسه وعمحل لا بعد‬
‫الوُت والعاجز منم أتبَع نُفسه هوُاها وتن علِّىَ ال المان‪.‬‬
‫أيها الخوُة‪ :‬إن شهر رمضان شهر مغنم وأرباح والتاجر الاذق يغتنم الوُاسم ليزيد منم أرباحه فاغتنمحوُا‬
‫هذا الشهر بالعبَادة وكثرة الصلة وقراءة القرآْن والعفوُ عنم الناس والحسان للِّغي والتصدق علِّىَ الفقراء‪.‬‬
‫ففي شهر رمضان تفتح أبوُاب النة وتغلِّق أبوُاب النار وتصفد فيه الشياطي وينادي مناتد كل ليلِّة‪ :‬يا‬
‫باغي الي أقبَل هلِّم‪ ،‬ويا باغي‪ ،‬الشر أقصر‪.‬‬
‫فكحوُنُوُا عبَاد ال منم أهل الي متبَعي ف ذلك سلِّفكحم الصال مهتدينم بسنة نُبَيكحم صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‬
‫حت نرج منم رمضان بذنُب مغفوُر وعمحل صال مقبَوُل‪.‬‬
‫أسأل ال العلِّي العظيم أن يوُفقنا جيعاد لذلك ويعيننا علِّىَ الصيام والقيام وفعل الطاعات وترك النكحرات‬
‫إنُه ول ذلك والقادر علِّيه‪ ،‬وأستغفر ال العظيم ل ولكحم فاستغفروه إنُه هوُ الغفوُر الرحيم‪.‬‬
‫‪-------------------------‬‬
‫الطبَة الثانُية‬
‫ىً للِّناس وبينات منم الدىً والفرقان فمحنم شهد منكحم‬ ‫قال تعال‪ :‬شهر رمضان الذي أنُزل فيه القرآْن هد د‬
‫الشهر فلِّيصمحه ومنم كان مريضاد أو علِّىَ سفر فعدة منم أيام أخر يريرد ال بكحرم اليسر ول يريد بكحم‬
‫العسر ولتكحمحلِّوُا العدة ولتكحبوا ال علِّىَ ما هداكم ولعلِّكحم تشكحرون‪.‬‬

‫‪642‬‬
‫أيها الخوُة‪ :‬أخلِّصوُا النية ل ف صيامكحم وقيامكحم‪ ،‬وبيتوُا النية بالصيام‪ ،‬ويصح أن تنوُوا صيام الشهر‬
‫كلِّه إذا ل ترموُه بإفطار بعذر‪ .‬لقوُله صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪)) :‬إنا العمحال بالنيات‪ ،‬وإنا لكحل امرئ ما‬
‫نُوُىً((‪ .‬ولقوُله صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪)) :‬منم ل يبَيت الصيام قبَل الفجر فل صيام له((‪ .‬فمحنم أفطر بعذر‬
‫لسفر أو لرض أو لغيه فعلِّيه تديد النية‪.‬‬
‫وعلِّىَ السلِّم أن يتحلِّىَ بالصب حت وإن سابه أحد أو شاته كمحا جاء ف الديث الصحيح‪)) :‬فإذا‬
‫كان يوُم صوُم أحدكم فل يرفث ول يصخمب‪ ،‬فإن شاته أحد أو قاتلِّه فلِّيقل‪ :‬إن امرؤ صائم((‪.‬‬
‫ومنم سنة النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم تأخي السحوُر وتعجيل الفطار‪ ،‬ويكحوُن تأخي السحوُر إل ما قبَل‬
‫الفجر با يقدر بقراءة خسي آْية‪ ،‬وعلِّىَ السلِّم أن يتسحر ولوُ بقلِّيل منم الاء‪ ،‬لن النب صلِّىَ ال علِّيه‬
‫وسلِّم قال‪)) :‬تسحروا فإن ف السحوُر بركة((‪.‬‬
‫وإذا أصبَح الصائم وهوُ جنب منم اللِّيل فلِّيغتسل ول شيء علِّيه‪ ،‬وكذلك منم أكل أو شرب نُاسياد فلِّيتم‬
‫صوُمه فإنا أطعمحه ال وساقاه‪ ،‬كمحا قال النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪ ،‬والسافر مي بي الصوُم والفطار‬
‫أثناء سفره كمحا جاء ف صحيح مسلِّم عنم حزة بنم عمحرو السلِّمحي رضي ال عنه أنُه قال يا رسوُل ال‬
‫أجد ب قوُة علِّىَ الصيام ف السفر فهل علِّي جناح؟ فقال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪)) :‬هي‬
‫رخصة منم ال فمحنم أخذ با فحسنم‪ ،‬ومنم أحب أن يصوُم فل جناح علِّيه((‪ .‬هذا ف السفر البَاح أما‬
‫منم سافر بقصد الفطار أو سافر ف معصية فأفطر فهوُ آْث وعلِّيه وزأر وعلِّيه القضاء مع التوُبة‬
‫والستغفار‪.‬‬
‫وقد شرع ف رمضان العتكحاف ف العشر الواخر منه استعداداد وترياد للِّيلِّة القدر الت هي خي منم‬
‫ألف شهر‪ ،‬وهي اللِّيلِّة البَاركة الت يفرق فيها كل أمر حكحيم أسأل ال العلِّي العظيم أن يعلِّنا منم‬
‫يظوُن بالقيام والدعاء والستغفار ف ليلِّة القدر إنُه ول ذلك والقادر علِّيه‪.‬‬
‫كمحا أنُه يشرع قيام رمضان وأن منم قام مع المام حت ينصرف كتب له قيام ليلِّة ‪ ..‬فلِّلِّه المحد والنة‪،‬‬
‫يقوُم الصلِّي ساعة منم اللِّيل مع المام فكحأنا قام اللِّيل كلِّه‪.‬‬
‫ول نُنسىَ أيها الخوُة الهتمحام بالفرائض أولد والوُاظبَة علِّيها ف الساجد جاعة‪ ،‬فال عز وجل يب‬
‫التقرب إليه بالفرائض ‪.‬فل نُنسىَ الصل والفرض ونتم بالنوُافل والستحب‪.‬‬
‫وصلة القيام أيها الخوُة ليس لا أذان ول إقامة‪ ،‬وقد سئملِّت أمنا عائشة رضي ال عنها عنم صلة النب‬
‫صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ف رمضان فقالت‪ :‬ل يزد رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ف رمضان ول غيه عنم‬
‫إحدىً عشرة ركعة‪.‬‬
‫والنب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال‪)) :‬صلة اللِّيل مثن مثن فإذا خشيت الصبَح فأوتر بوُاحدة(( إذاد‬
‫الفضل أن تكحوُن صلة اللِّيل إحدىً عشرة ركعة بقراءة مرتلِّة وخشوُع واطمحئمنان ف جيع الركان ومنم‬
‫زأاد علِّىَ إحدىً عشرة ركعة فل بأس لقوُل النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪)) :‬صلة اللِّيل مثن مثن((‪ ،‬سوُاء‬

‫‪643‬‬
‫صلِّىَ الصلِّي ثلثاد وعشرينم أو ثلثاد وثلثي أو غي ذلك الهم أن تكحوُن الصلة بقراءة مرتلِّة وخشوُع‬
‫واطمحئمنان وسوُاء صلها السلِّم مع المام ف الساجد أو صلها منفرداد ف بيته‪.‬‬
‫أما دعاء القنوُت ف الوُتر فلِّم يثبَت فعلِّه عنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ل ف رمضان ول ف غيه‪ ،‬ل‬
‫منفرداد ول ف جاعة حيث قد صلِّىَ النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم بالصحابة ف رمضان ف عدة رمضانُات‬
‫وف ليال متفرقة منم كل رمضان صلِّىَ النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم بالصحابة ول ينقل عنه أنُه قنت ف‬
‫الوُتر‪ ،‬ولذلك أخذ الالكحية بذا المر فهم ل يقنتوُن ل ف رمضان ول ف غيه وأهل بلد الغرب‬
‫يتمحسكحوُن بعدم القنوُت طوُال العام‪.‬‬
‫ولكحنم أيها الخوُة حيث ثبَت أن الصحابة قد قنتوُا ف النصف الخي منم رمضان ف عهد عمحر بنم‬
‫الطاب رضي ال عنه فلِّذلك رأىً بعض أهل العلِّم أن القنوُت ف الوُتر ل يشرع طوُال العام إل ف‬
‫النصف الخي منم رمضان‪ ،‬وبذا أخذ الشافعية فهم ليقنتوُن ف الوُتر طوُال العام إل ف النصف‬
‫الخي منم رمضان ودليلِّهم قوُي لجاع الصحابة رضي ال عنهم علِّىَ ذلك‪.‬‬
‫وأما منم يقنت ف الوُتر طوُال العام بجة الديث الذي يروىً عنم تعلِّيم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‬
‫للِّحسنم رضي ال عنه دعاء القنوُت الشهوُر‪ ،‬فقد قال بعض أهل العلِّم ل بأس بذلك‪ .‬إذاد فمحنم قنت‬
‫أوترك‪ .‬أو اقتصر علِّىَ النصف الخي منم رمضان فل بأس‪ .‬ول ينكحر علِّىَ أحد منهم‪ ،‬فالمر واسع‬
‫والمحد ل‪.‬‬
‫ولكحنم الرجح هوُ أن يكحوُن دعاء القنوُت ف النصف الخي منم رمضان‪ ،‬والدعاء ف القنوُت ينبَغي أن‬
‫يكحوُن موُافقاد لا ثبَت عنم إجاع الصحابة‪ ،‬مع البَعد عنم التعدي ف القوُال والبَعد عنم الطالة والتنغيم‬
‫تشبَهاد بقراءة القرآْن والول إخشاع القلِّوُب بالقرآْن وبسنم التلوة مع تطبَيق السننم ف الصلة منم‬
‫خشوُع وطمحأنُينة‪ ،‬وقراءة دعاء الستفتاح الذي يتهاون به كثي منم أئمحة التاويح هذه اليام‪ ،‬نُسأل ال‬
‫لنا ولم الداية والخلصا ف القوُل والعمحل إنُه سيع ميب‪.‬‬
‫ــــــــ‬
‫تحقيق التقوى في صيام رمضان‬
‫فهد بنم عبَد الرحنم العبَيان‬
‫الرياض‬
‫غي مدد‬
‫مامد و أدعيةطبَاعة الطبَة بدون مامد وأدعية‬
‫‪-------------------------‬‬
‫ملِّخمص الطبَة‬

‫‪644‬‬
‫‪ -1‬فضل الصوُم ومكحانُته‪ -2 .‬فضل شهر رمضان وحال السلِّف فيه‪ -3 .‬حال الناس هذه اليام ف‬
‫رمضان‪ -4 .‬الكحمحة منم مشروعية صوُم رمضان هي تقيق التقوُىً‪.‬‬
‫‪-------------------------‬‬
‫الطبَة الول‬
‫أما بعد‪:‬‬
‫أيها الؤمنوُن‪ :‬قد أظلِّنا شهر الرحات والبكات شهر الطاعات والصدقات‪ ،‬شهر يازأي فيه ال علِّىَ‬
‫القلِّيل بالكحثي‪ ،‬ويضاعف فيه السنات شهر رمضان الذي أنُزل فيه القرآْن هدىً للِّناس وبينات منم‬
‫الدىً والفرقان‪.‬‬
‫قال ‪)) :‬أتاكم رمضان شهر مبَارك فرض ال علِّيكحم صيامه‪ ،‬تفتح فيه أبوُاب السمحاء وتغلِّق فيه أبوُاب‬
‫الحيم‪ ،‬وتغل فيه مردة الشياطي‪،‬ل فيه ليلِّة خي منم ألف شهر‪ ،‬منم رحرم خيها فقد حرم((‪.‬‬
‫وقال علِّيه الصلة والسلم‪)) :‬الصيام والقرآْن يشفعان للِّعبَد يوُم القيامة‪ ،‬يقوُل الصيام‪ :‬أي رب منعته‬
‫الطعام والشهوُات بالنهار فشفعن فيه‪ ،‬ويقوُل القرآْن‪ :‬منعته النوُم باللِّيل فشفعن فيه‪ ،‬قال‪ :‬فيشفعان((‪.‬‬
‫وقال ‪)) :‬ما منم عبَد يصوُم يوُماد ف سبَيل ال إل باعد ال بذلك اليوُم وجهه عنم النار سبَعي خريفدا((‪.‬‬
‫وقال ‪)) :‬قال ال عز وجل‪ :‬كل عمحل ابنم آْدم له إل الصيام‪ ،‬فإنُه ل وأنُا أجزي به((‪ .‬أي أن أجره‬
‫عظيم تكحفل ال به لعبَاده الصائمحي الخملِّصي‪.‬‬
‫عبَاد ال‪ :‬شهر رمضان عند سلِّفنا الصال ليس شهر النوُم والبَطالة والبَدانُة‪ ،‬إنُه شهر عظيم عرفوُا قدره‬
‫ومكحانُته وعلِّمحوُا أن منم حرم الي والرحة فيه فهوُ الروم حقدا‪.‬‬
‫شهر رمضان عندهم هوُ شهر الد والنشاط والستعداد للِّدار الخرة‪ ،‬فشهر رمضان عندهم هوُ شهر‬
‫جيع الطاعات‪ ،‬فهوُ شهر الصلة والقيام حيث كانُوُا ييوُن ليلِّه كلِّه قياماد وتجددا‪ ،‬وهوُ شهر القرآْن‬
‫حيث كانُوُا يتمحوُن ف كل يوُم مرة أو مرتي‪ ،‬فكحان لبَعضهم ف رمضان ستوُن ختمحة‪ ،‬وهوُ شهر‬
‫الصدقات حيث كانُوُا يطعمحوُن الطعام ويفطرون الصوُام‪،‬ورمضان عندهم هوُ شهر الهاد حيث وقعت‬
‫فيه أعظم فتوُحات السلم‪ ،‬فيه معركة الفرقان الكحبىً معركة بدر الت فرق ال فيها بي التوُحيد‬
‫والشرك‪،‬وف رمضان كذلك كان الفتح العظم فتح مكحة الذي فيه أزأهق البَاطق وهدمت قلعه ودخل‬
‫الناس ف دينم ال أفوُاجدا‪.‬‬
‫إذاد شهر رمضان عند أسلفنا ليس شهر النوُم والكحسل والعبَث بل شهر ملِّؤوا ساعاته ولياليه بالطاعات‬
‫والعبات والبَكحاء والنُطراح بي يدي ال يرجوُن رحته ومغفرته‪ .‬إذا كان هذا حالم ف رمضان فمحا هي‬
‫حالنا ف رمضان كيف هوُ حال المة يدخل علِّيها هذا الشهر الكحري هل استعدت للِّقائه؟ هل عزمت‬
‫علِّىَ استثمحاره واغتنامه؟ هل أعطته حقه منم التكحري والتعظيم؟نُعم قد استعد سفهاء هذه المة لذا‬
‫الشهر الكحري بقنوُاتم الفضائية وبرامهم الت يصدون با عنم دينم ال عز وجل‪ .‬نُعم قد استعدت المة‬

‫‪645‬‬
‫بأسوُاقها لتلِّقي أفوُاج الناس الذينم تتلِّئ بم السوُاق أضعاف ما يكحوُن ف صلة التاويح‪ ،‬قد استعدت‬
‫المة لعداد أصناف الأكوُلت باصة برمضان‪ ،‬بل إنُك لتعجب أن يأخذ الطعام ف رمضان منم الم‬
‫والوُقت والهد أكثر ما تأخذه العبَادة عند كثي منم الناس‪ ،‬وبالخص النساء‪.‬‬
‫إن حال المة ف استقبَالا لذا الشهر حال يرثىَ له فصنف منها يستثقل هذا الشهر وقدومه لنُه‬
‫سيفقد فيه ما اعتاده منم الشهوُات البَاحة وغي البَاحة ف النهار‪ ،‬ولذا لوُ تسن له السفر عنم بلد‬
‫السلِّمحي لسافر وتفف منم هذا الشهر وتكحاليفه‪ ،‬فتجده يقضي ناره كلِّه بالنوُم وتضييع الصلِّوُات‪،‬‬
‫وليلِّه بالسهر والعبَث‪ ،‬وصنف آْخر منم هذه المة ل يستثقل هذا الشهر الكحري لكحنه أيضاد ل يستعد له‬
‫بالقيام وتلوة القرآْن وبذل العروف‪ ،‬فمحثل هذا قد استعد ببَطنه وجسمحه ل بروحه وقلِّبَه‪.‬‬
‫وصنف آْخر منم هذه المة أولوُ بقية قد استقبَلِّوُا هذا الشهر الكحري بالفرح والستبَشار وحد ال أن‬
‫بلِّغهم رمضان‪،‬قد عقدوا العزم علِّىَ اغتنام ناره ولياليه بالطاعات والقربات والبَعد عنم الرمات قد‬
‫امتلت بثل هؤلء الساجد وخلِّت منهم السوُاق‪ ،‬فهؤلء هم صلِّة السلِّف الذينم عرفوُا لذا الشهر‬
‫قدره ومنزلته‪ ،‬فعمحروه بطاعة ال وطلِّب رضوُانُه‪.‬‬
‫أيها الؤمنوُن‪ :‬هذه وقفتان نُقفهمحا عند آْية وحديث‪.‬‬
‫الوُقفة الول‪ :‬عند قوُله تعال‪ :‬يا أيها الذينم آْمنوُا كتب علِّيكحم الصيام كمحا كتب علِّىَ الذينم منم‬
‫قبَلِّكحم لعلِّكحم تتقوُن فهذه الية دلت علِّىَ أن الغاية الكحبىً منم هذا الصيام هوُ حصوُل تقوُىً ال بفعل‬
‫أوامره واجتناب نُوُاهيه‪ ،‬فالصائم الذي ل يقق تقوُىً ال ف صيامه قد خسر الثمحرة منم هذا الصيام‬
‫الذي ل يشرعه ال لرد المتناع عنم الطعام والشراب والشهوُة قال ‪)) :‬منم ل يدع قوُل الزور والعمحل به‬
‫والهل فلِّيس ل حاجة ف أن يدع طعامه وشرابه(( والعن منم ل يتك الكحذب واليل عنم الق‪.‬‬
‫إذاد هل حقق التقوُىً منم يدخل علِّيه الشهر الكحري ويرج ول يرك فيه ساكندا‪ ،‬فصلته مضيعة‪ ،‬ومنكحراته‬
‫مستمحرة‪ ،‬فإن ل يزده رمضان بعداد عنم ال فلِّم يزده قربدا‪ .‬أم هل حقق التقوُىً ونُال ثرة الصيام منم‬
‫حافظ علِّىَ الصلِّوُات وتصدق وقرأ القرآْن وتفف منم النكحرات لكحنه ما إن يهلل شهر شوُال حت يعوُد‬
‫كمحا كان ف شعبَان‪.‬‬
‫وهل حقق التقوُىً منم يصوُم ويصلِّي ويقرأ القرآْن لكحنه ل يتوُرع عنم تضييع ليال هذا الشهر الكحري ف‬
‫جلِّسات وسهرات منكحرة قد امتلت بالغيبَة والشاهد الرمة‪.‬‬
‫الوُقفة الثانُية‪ :‬عند قوُله ‪)) :‬منم صام رمضان إيإانُاد واحتساباد غفر له ما تقدم منم ذنُبَه((‪.‬‬
‫))منم قام رمضان إيإانُاد واحتساباد غفر له ما تقدم منم ذنُبَه((‪.‬‬
‫))منم قام ليلِّة القدر إيإانُاد واحتساباد غفر له ما تقدم منم ذنُبَه((‪.‬‬
‫ومعن قوُله‪)) :‬إيإانُاد واحتسابدا(( أي مصدقاد بوُجوُبه راغبَاد ف ثوُابه طيبَة به نُفسه غي مستثقل لصيامه ول‬
‫مستطيل ليامه‪.‬‬

‫‪646‬‬
‫ول نُعجب أيها الؤمنوُن منم يصوُم ويصلِّي مع الناس ومع ذلك ل ند أثراد للِّصيام ف أعمحاله وتصرفاته‬
‫بل يوُم صوُمه وفطره سوُاء‪ ،‬وسر ذلك أن كثياد منم الناس يصوُموُن ويصلِّوُن التاويح مع الناس‪ ،‬لكحنم‬
‫فعلِّهم هذا قد غلِّبَت فيه العادة نُية العبَاد‪ ،‬ولذلك ل ند للِّصيام والقيام أثراد ف حياتم قال جابر ‪) :‬إذا‬
‫صمحت فلِّيصم سعك وبصرك ولسانُك عنم الكحذب والآث‪ ،‬ودع أذىً الار‪ ،‬وليكحنم علِّيكحم وقار وسكحينة‬
‫يوُم صوُمك‪ ،‬ول تعل يوُم فطرك ويوُم صوُمك سوُاء(‪.‬‬
‫فإذاد قوُله ف صيام رمضان وقيامه وقيام ليلِّة القدر إيإانُاد واحتساباد هوُ سبَب حصوُل ثرة الصيام‪ ،‬وهوُ‬
‫غفران الذنُوُب وحصوُل الرضىَ منم ال‪ .‬وأما منم صام لن الناس يصوُموُن وقام لن الناس يقوُموُن‬
‫غافلد عنم إصلح النية واحتساب الجر علِّىَ ال‪ ،‬فهذا قد خسر السران البَي‪.‬‬
‫أيها الؤمنوُن‪ :‬هذا الشهر الكحري قد هل علِّينا وما أسرع ما تنقضي أيامه ولياليه‪ ،‬وصدق ال إذ يقوُل‬
‫عنم هذا الشهر أياماد معدودات‪ .‬فبَادروا فيه بالعمحال الصالة والتوُبة إل ال منم جيع الذنُوُب‬
‫والعاصي‪ ،‬فهوُ فرصة للِّتوُبة والدعاء والعتق منم النيان‪ ،‬فمحنم ل يتب فيه فمحت يتوُب؟ ومنم ل يدع فيه‬
‫العصية ول يستجب له فمحت يدع؟ ومنم ل يعتق منم فيه منم النار فقد خسر أعظم السارة‪.‬‬
‫أعوُذ بال منم الشيطان الرجيم‪ :‬وإذا سألك عبَادي عن فإن قريب أجيب دعوُة الداعي إذا دعان‬
‫فلِّيستجيبَوُا ل وليؤمنوُا ب لعلِّهم يرشدون‪.‬‬
‫بارك ال ل ولكحم‪. .‬‬
‫‪-------------------------‬‬
‫الطبَة الثانُية‬
‫أما بعد‪:‬‬
‫أيها الؤمنوُن‪ :‬تستقبَل المة السلمية شهر رمضان الكحري براحها وآْلمها‪ ،‬فكحم لا ف بقاع الرض‬
‫منم جريح وصريع وشريد‪ ،‬فأمتنا باجة لن يلِّتفت إل جراحها وآْلمها الخملِّصوُن منم أبنائها‪،‬‬
‫وبالخص منم أنُعم ال علِّيهم بالال والسعة ف الرزأق‪ ،‬فتذكروا أيها الؤمنوُن ف هذا الشهر الكحري وف‬
‫هذا الشتاء البَارد إخوُانُاد لكحم قد ألت بم مصائب الروب والاعات والفقر‪ ،‬ل يدون الطعام واللِّبَاس‬
‫ل‬
‫والأوىً‪ ،‬ف حي أنُك ف بيتك آْمنم دافئ طاعم كاسي‪ ،‬فوُال لتسألنم عنم هذا النعيم‪.‬‬
‫عبَاد ال‪ :‬أبشروا بوُعوُد ال‪ ،‬فربنا غفوُر رحيم يقبَل التوُبة منم عبَاده ويغفر الذنُب العظيم ويازأي علِّىَ‬
‫العمحل اليسي بالجر العظيم‪ ،‬قد أعد جنة عرضها السمحاوات والرض‪ ،‬فتحت أبوُابا ف هذا الشهر‬
‫الكحري وجرت أنارها وتزينت حوُرها واكتمحل نُعيمحها وأعدت للِّمحتقي‪.‬‬
‫اللِّهم أعنا علِّىَ صيام رمضان وقيامه وتقبَلِّه منا يا أرحم الراحي‪.‬‬
‫عبَاد ال صلِّوُا وسلِّمحوُا علِّىَ منم أمركم ال بالصلة والسلم علِّيه‪. .‬‬
‫ـــــــ‬

‫‪647‬‬
‫رمضان شهر القرآن‬
‫عبَد ال الشرقاوي‬
‫الدار البَيضاء‬
‫الصفا‬
‫مامد و أدعيةطبَاعة الطبَة بدون مامد وأدعية‬
‫‪-------------------------‬‬
‫ملِّخمص الطبَة‬
‫‪ -1‬خصوُصية شهر رمضان‪ -2 .‬حال السلِّف مع القرآْن ف رمضان‪ -3 .‬أهية القرآْن الكحري ف‬
‫إصلح حياتنا‪ -4 .‬صوُر مزرية ف التعامل مع القرآْن والصاحف‪.‬‬
‫‪-------------------------‬‬
‫الطبَة الول‬
‫أما بعد‪:‬‬
‫عبَاد ال‪ :‬أوصيكحم به ونُفسي بتقوُىً ال عز وجل وأساس التقوُىً اتبَاع القرآْن قال تعال‪ :‬وهذا كتاب‬
‫أنُزلناه مبَارك فاتبَعوُه واتقوُا لعلِّكحم ترحوُن‪.‬‬
‫أيها الخوُة والخوُات ف السلم‪ :‬يقوُل ال تعال ف مكحم كتابه‪ :‬شهر رمضان الذي أنُزل فيه القرآْن‬
‫هدىً للِّناس وبينات منم الدىً والفرقان فمحنم شهد منك الشهر فلِّيصمحه‪ .‬لقد خص ال جل شأنُه شهر‬
‫رمضان منم بي سائر الشهوُر بإنُزال القرآْن الكحري فيه‪ ،‬وخصه كذلك بوُجوُب الصيام شكحراد ل علِّىَ‬
‫نُعمحة القرآْن‪ ،‬والقرآْن الكحري كتاب السعادة‪ ،‬ودستوُر العدالة‪ ،‬وقانُوُن الفضيلِّة‪ ،‬وهوُ الافظ لنم تسك‬
‫به منم الرذيلِّة‪ ،‬فلِّوُ أن الناس آْمنوُا بتعاليمحه وانُقادوا لكحمحه وتنظيمحه‪ ،‬ووقفوُا عند حدوده ومراسيمحه‬
‫لصاروا به سعداء‪ ،‬ولتحوُلوُا منم حياة الذل والوُان وصاروا به كرماء‪ ،‬فهوُ يهدي للِّت هي أقوُم ويبَشر‬
‫الؤمني الذينم يعمحلِّوُن الصالات أن لم أجراد كبَيدا‪ ،‬فهوُ يهدي للِّعبَادة القوُم‪ ،‬واللِّق القوُم‪ ،‬والتبية‬
‫القوُم‪ ،‬والعاملِّة القوُم‪ ،‬والوُعظة القوُم والكحم القوُم‪ ،‬ومنم أجل ذلك كان جبيل علِّيه السلم يدارس‬
‫الرسوُل القرآْن ف رمضان فيزيد جوُده وكرمه بالعبَادة والصدقة والحسان قدراد زأائداد علِّىَ سائر الزمان‪.‬‬
‫وكان السلِّف الصال منم هذه المة منم الصحابة والتابعي يتدارسوُن القرآْن ف رمضان ويقوُموُن به اللِّيل‬
‫با يسمحىَ بقيام رمضان‪ ،‬ولذا كان منم الوُاجب علِّىَ السلِّمحي جيعاد أن يتخمذوا منم القرآْن مائدة‬
‫رحانُية يتحلِّقوُن حوُلا ويفوُن با طلِّبَاد لنفحات القرآْن وحلوة ذكره‪ ،‬لن ملِّس القرآْن هوُ ملِّس لذكر‬
‫ال‪ ،‬وملِّس الذكر روضة منم رياض النة قال عبَد ال بنم مسعوُد ‪) :‬إن هذا القرآْن مأدبة ال فتعلِّمحوُا‬
‫منم مأدبته ما استطعتم إن هذا القرآْن حبَل ال وهوُ النوُر والشفاء النافع لنم تسك به‪ ،‬وناة لنم اتبَعه(‪،‬‬
‫وقال بعض السلِّف الصال‪ :‬ما جالس أحد القرآْن فقام سالدا‪ :‬إما له‪ ،‬وإما علِّيه‪ ،‬وقال أبوُ موُسىَ‬

‫‪648‬‬
‫الشعري ‪) :‬إن هذا القرآْن كائنم لكحم أجراد وكائنم علِّيكحم وزأراد فاتبَعوُا القرآْن ول يتبَعكحم‪ ،‬فإنُه منم اتبَع‬
‫القرآْن هبَط به رياض النة ومنم اتبَعه القرآْن قذف به ف النار( والعياذ بال‪.‬‬
‫عبَاد ال‪:‬إن ضرورة القرآْن للِّحياة كضرورة الاء والوُاء والغذاء فل تستقيم حياة النُسان علِّىَ هذه‬
‫الرض إل بذه العناصر الساسية‪ ،‬وكذلك ل يإكحنم أن يعرف قيمحة هذه النعم السخمرة ف الكحوُن إل‬
‫بعرفة القرآْن والسي علِّىَ نجه الذي رسه ال تعال فيه‪ ،‬لن القرآْن الكحري أنُزله ال تعال لينظم سي‬
‫النُسان ف هذه الياة‪ ،‬فمحثلد سخمر ال للنُسان الشمحس لتضيء الكحوُن‪ ،‬وأثناء هذا الضوُء اليوُمي‬
‫ينادي القرآْن النُسان ويذكره بلِّقاء ربه‪ ،‬ويوُجب علِّيه عبَادات مثل الصلِّوُات الفروضة وهي تتلِّف منم‬
‫حيث الوقات بطلِّوُع الشمحس وغروبا كمحا يأمره بالصيام والزكاة والجه وقال سبَحانُه‪ :‬يسألوُنُك عنم‬
‫الهلِّة قل هي موُاقيت للِّناس والجه‪ .‬قال تعال‪ :‬وهوُ الذي جعل اللِّيل والنهار خلِّفة لنم أراد أن يذكر‬
‫أو أراد شكحوُردا‪.‬‬
‫كمحا بي الق سبَحانُه ف القرآْن ما أحلِّه للنُسان وما حرمه علِّيه منم نُبَات وحيوُان وغيها‪ ،‬والدف‬
‫منم التحلِّيل والتحري هوُ صيانُة النُسان وهدايته إل ما فيه خيه وصلحه‪ ،‬وخلِّق ال النُسان ‪ -‬بل‬
‫سائر الخملِّوُقات ‪ -‬ذكراد وأنُثىَ‪ ،‬وجعل الرأة تكحمحل حياة الرجل والرجل يكحمحل حياة الرأة‪ ،‬وبي القرآْن‬
‫الصداقة بينهمحا وكيف يب أن تكحوُن‪ ،‬وذلك عنم طريق الزواج الشرعي الذي هدفه الطمحأنُينة والسكحينة‬
‫والوُدة والرحة قال تعال‪ :‬ومنم آْياته أن خلِّق لكحم منم أنُفسكحم أزأواجاد لتسكحنوُا إليها وجعل بينكحم موُدة‬
‫ورحة إن ف ذلك لية لقوُم يتفكحرون‪ .‬ث بي تعال ف القرآْن الكحري تنظيم علقة النُسان بأخيه‬
‫النُسان كالبَيع والشراء والوُار وغيها‪.‬‬
‫وهكحذا نُستفيد أيها السلِّمحوُن الصائمحوُن أن الكحمحة منم إنُزال القرآْن الكحري هوُ تنظيم حياة النُسان‬
‫علِّىَ وجه هذه الرض حت تنجح الياة العامة والاصة‪ ،‬الدنُيوُية والخروية قال تعال‪ :‬قد جاءكم منم‬
‫ال نُوُر وكتاب مبَي يهدي به ال منم اتبَع رضوُانُه سبَل السلم ويرجهم منم الظلِّمحات إل النوُر بإذنُه‬
‫ويهديهم إل صراط مستقيم‪.‬‬
‫معشر الصائمحي والصائمحات‪ :‬إن تلوة كتاب ال عبَادة منم أجل العبَادات‪ ،‬إذ كل حرف يقرأه السلِّم‬
‫بعشر حسنات‪ ،‬ولكحنم ليست تلوة القرآْن غاية‪ ،‬وإنا هي وسيلِّة إل فهم القرآْن وتدبر آْياته ث العمحل‬
‫به وتبَلِّيغه‪ ،‬وتلِّك هي الغاية الطلِّوُبة منم قراءة القرآْن‪ ،‬ذلك أن القرآْن رسالة ال إل الناس كافة‪ ،‬وإل‬
‫السلِّمحي خاصة‪ ،‬والقاعدة العروفة ف الرسائل هوُ قراءتا للِّتوُصل إل فهم ما فيها وما يطلِّب صاحبَها‬
‫منم الرسل إليه‪.‬‬
‫وعلِّيك أيها السلِّم أن تذكر إذا جاءتك رسالة منم مبَوُب كري كم يكحوُن فرحك با‪ ،‬وإذا جاءتك‬
‫رسالة منم حاكم أو رئيس كم يكحوُن تقديرك لا حيث تقرؤها بإمعان لتنفذ كل ما جاء فيها منم أمر‬
‫وني هذا إذا كانُت الرسالة منم بشر مثلِّك‪ ،‬فكحيف برسالة خالقك وخالق الخملِّوُقات كلِّها وملِّك‬

‫‪649‬‬
‫اللِّوُك وإله العالي ياطبَك ف رسالته ف كل وقت وحي‪ :‬يا أيها النُسان‪ ،‬يا بن آْدم‪ ،‬يا أيها الناس‪،‬‬
‫يا أيها الذينم آْمنوُا‪ ،‬سوُاء كنت قارئاد أو مستمحعدا‪ ،‬وهذه النداءات كلِّها تشتمحل علِّىَ أوامر ونُوُاهي‪ ،‬فهل‬
‫أديت الوامر واجتنبَت النوُاهي كمحا أمرك ربك ف رسالته‪ ،‬وأنُت تشهد دائمحاد أنُك توُصلِّت با وآْمنت‬
‫با وصادقت علِّيها بقوُلك‪ :‬أشهد أن ل إله إل ال‪ ،‬وأشهد أن ممحداد رسوُل ال ‪.‬‬
‫نُفعن ال وإياكم بالقرآْن البَي وبديث سيد الولي والخرينم وأجارن وإياكم منم عذابه الهي وغفر‬
‫ل ولكحم ولسائر السلِّمحي آْمي‪.‬‬
‫‪-------------------------‬‬
‫الطبَة الثانُية‬
‫أما بعد‪:‬‬
‫عبَاد ال‪ :‬لقد نُسي كثي منم ينتسبَوُن إل السلم هذه الشهادة بل أصبَحوُا يستهزئوُن بآيات القرآْن‬
‫حيث وضعوُه ف موُضع غي لئق بكحلم ال تعال‪ ،‬فتحوُل القرآْن عند بعضهم إل زأخرفة البَيوُت ونُقش‬
‫بالروف علِّىَ أبوُاب التاجر والسيارات والقاهي والشوُارع‪ ،‬ويقصدون بذلك جلِّب البكة أو دفع الشر‬
‫ث ل يطبَقوُن منه شيئماد فصاحب التجر يعلِّق آْيات القرآْن وهوُ يتعامل بالربا وينقص الكحيل والوُزأن‬
‫ويتكحر السلِّع ويلِّط صالها برديئمها‪ ،‬ويلِّف باليإان الغلِّيظة كاذبدا‪ ،‬والقرآْن يرم ذلك ويناقضه تامدا‪،‬‬
‫وتشاهد الرأة التبجة العارية تمحل ف عنقها صوُرة مصحف منم الذهب وهي مكحشوُفة الرأس والصدر‬
‫والذراعي‪ ،‬والقرآْن يقوُل‪ :‬ول تبجنم تبج الاهلِّية الول‪ ،‬وتشاهد اليات ف السيارات‪ ،‬وأصحابا‬
‫يمحلِّوُن المحر والشيش وعلِّبَة السجائر وينطلِّق مع آْيات القرآْن الكحري‪ ،‬الكحل ف سيارته‪ ،‬وهذا استهزاء‬
‫بالقرآْن‪.‬‬
‫وتشاهد سيارة نُقل السافرينم مكحتوُباد علِّيها آْيات القرآْن كقوُله تعال‪ :‬فسيكحفيكحهم ال وهوُ السمحيع‬
‫العلِّيم‪ ،‬بسم ال مريها ومرساها وركابا يقطعوُن السافات القصية والطوُيلِّة ث ل يصلِّوُن‪.‬‬
‫وأما الفلت والوُلئم والناسبَات فالمر أفظع وأفحش فالقرآْن يقرأ والناس يلِّهوُن ويلِّعبَوُن وقد يغنوُن‬
‫ويرقصوُن ويدخنوُن وتذهب إل الدارات فتجد آْيات مكحتوُبة مثل يا أيها الذينم آْمنوُا كوُنُوُا قوُامي‬
‫بالقسط شهداء ل ولوُ علِّىَ أنُفسكحم أو الوُالدينم والقربي وبي جدران هذه الدارة أنُاس يتعاملِّوُن‬
‫بالرشوُة والوُساطة‪ ،‬أهكحذا يكحوُن موُقفنا مع القرآْن؟ استهزاء ونُسيان‪ ،‬وعدم العمحل به‪.‬‬
‫إنُنا ف شهر القرآْن فلِّنعد إل القرآْن ولنتدبر آْياته ولنفهم معاينه ولنبَلِّغها الناس اللِّهم عد بنا وبالسلِّمحي‬
‫إل كتابك واحلِّنا علِّىَ أوامره واجتناب نُوُاهيه واجعلِّنا منم أهل القرآْن واحشرنُا ف زأمرة تاليه واجعلِّه‬
‫شفيعاد لنا غداد بي يديك آْمي‪.‬‬
‫ــــــــ‬
‫استقبالا رمضان بالتوبة‬

‫‪650‬‬
‫إبراهيم بنم ممحد أحد عبَد الكحري‬
‫صنعاء‬
‫‪28/8/1416‬‬
‫العمحيي‬
‫مامد و أدعيةطبَاعة الطبَة بدون مامد وأدعية‬
‫‪-------------------------‬‬
‫ملِّخمص الطبَة‬
‫‪ -1‬البَشارة بقدوم رمضان‪ -2 .‬استقبَال الناس اليوُم لرمضان‪ -3 .‬استقبَال السلِّف لرمضان‪-4 .‬‬
‫شروط التوُبة‪ -5 .‬سعة رحة ال تعال‪ -6 .‬التذكي بالوُت‪.‬‬
‫‪-------------------------‬‬
‫الطبَة الول‬
‫أما بعد‪:‬‬
‫فأوصي نُفسي القصرة وإياكم بتقوُىً ال سبَحانُه‪.‬‬
‫ذ‬ ‫ذ‬
‫صوُحدا‪ .‬ويقوُل جل ف عله‪:‬‬ ‫ث أما بعد‪ :‬فيقوُل الوُل سبَحانُه‪ :‬يأشييتشها الذيشنم ءاشمنروُاه رتوُبروُاه إذشل اللِّله تشيهوُبشةد نُل ر‬
‫جيعاد أشيتهش الهرمحهؤذمرنوُشن لششعلِّلركحهم تريهفلِّذرحوُشن ]النوُر‪ .[31:‬ويقوُل سبَحانُه‪ :‬نُشيبَلهئ ذعشبَاذدىً أشلن أششنُا‬ ‫ورتوُبوُاه إذشل اللِّلذه شذ‬
‫ش ر‬
‫ذ‬ ‫ذ‬
‫ب الشليرم ]الجر‪ .[50-49:‬ويقوُل أيضاد رب العزة واللل ف‬ ‫الهغشرفوُرر اللرحيرم شوأشلن شعشذاذب رهشوُ الهشعشذا ر‬
‫حديث قدسي‪)) :‬يا عبَادي إنُكحم تطئموُن باللِّيل والنهار وأنُا أغفر الذنُوُب جيعدا‪ ،‬فاستغفرون أغفر‬
‫لكحم((‪.‬‬
‫إخوُة السلم وأحبَاب البَيب الصطفىَ ممحد ‪:‬‬
‫نُستقبَل ف هذه الساعات القادمة ضيفا كريإا‪ ،‬وشهرا عظيمحا‪ ،‬ل يبَق بيننا وبينه إل ساعات معدودة‪،‬‬
‫ضاشن الذذىً أرنُذزشل ذفيذه الهرقهرآْرن‬ ‫فمحاذا أعددنُا لذا الضيف؟ وكيف سنستقبَل هذا الشهر العظيم؟ ششههرر شرشم ش‬
‫ت لمشنم اهلرشدىً شوالهرفهرشقاذن ]البَقرة‪.[185:‬‬ ‫هددىً للِّلناذس وبييليشنا ت‬
‫شش‬ ‫ر‬
‫إن كثياد منم الناس يستعدون لشهر رمضان البَارك بتوُفي ما يتاجوُنُه منم مستلِّزمات الياة منم طعام‬
‫وشراب‪ ،‬وكأن شهر رمضان أصبَح شهراد للِّطعام وللكل والشراب والنوُم والمحوُل والكحسل‪ ،‬ل شهراد‬
‫للِّطاعة والعبَادة والهاد والعمحل‪ ،‬هذا هوُ حالنا ف هذه اليام إل منم رحه ال‪ ،‬أما صحابة ممحد‬
‫وسلِّف هذه المة الصال فكحانُوُا يستقبَلِّوُن رمضان ويستعدون له ويتهيئموُن لقدومه قبَل أن يأت بستة‬
‫أشهر يقوُلوُن‪" :‬اللِّهم بلِّغنا رمضان"‪ ،‬فإذا جاء رمضان أجهدوا أنُفسهم ف طاعة الرحنم‪ ،‬وف التقرب‬
‫إل ال الوُاحد الديان‪ ،‬فإذا انُقضىَ الشهر الكحري ودعوُه بقية العام يقوُلوُن‪" :‬اللِّهم تقبَل منا رمضان"‪،‬‬
‫فكحان عامهم كلِّه رمضان‪ ،‬وكانُت حياتم كلِّها رمضان‪ .‬فرضي ال عنكحم يا أيها السلِّف يوُم علِّمحتم‬

‫‪651‬‬
‫أن الياة بسنينها وأعوُامها ينبَغي أن تصرف ف مرضاة ال‪ ،‬ويوُم علِّمحتم أن الياة ليست حياة الكل‬
‫والشرب والشهوُة إنا هي حياة الطاعة والعبَوُدية والتصال بال الوُاحد جل ف عله‪.‬‬
‫يا متعب السم كم تشقىَ لراحته…أتعبَت جسمحك فيمحا فيه خسران‬
‫أقبَل علِّىَ الروح واستكحمحل فضائلِّها…فأنُت بالروح ل بالسم إنُسان‬
‫يا عامراد لراب الدار متهداد…بال هل لراب الدينم عمحران‬
‫فزاد الروح أرواح العان……وليس بأن طعمحت ول شربت‬
‫فأكثر ذكره ف الرض دأباد…لتذكر ف السمحاء إذا ذكرت‬
‫ونُاذد إذا سجدت له اعتافاد…با نُاداه ذو النوُن ابنم مت‬
‫معاشر الحبَة‪:‬‬
‫إن علِّينا أن نُستقبَل شهر رمضان بتوُبة صادقة خالصة نُصوُتح‪ ،‬نُقلِّع فيها عنم كل معصية‪ ،‬ونُندم علِّىَ‬
‫ما مضىَ منم أعمحارنُا ف معصية ال‪ ،‬ونُعاهد ال أل نُعوُد لعصية‪.‬‬
‫قال العلِّمحاء‪ :‬التوُبة واجبَة منم كل ذنُب‪ ،‬فإن كانُت العصية بي العبَد ورلبه ول تتعلِّق بق آْدمي فلِّها‬
‫ثلثة شروط‪ :‬القلع عنم الذنُب‪ ،‬والندم علِّىَ ما فات‪ ،‬والعزم علِّىَ عدم العوُدة إل الذنُب أبددا‪ ،‬وإن‬
‫كانُت العصية تتعلِّق بق آْدمي فيضاف شرط رابع لذه الشروط الثلثة وهوُ أن يبأ منم حق صاحبَها‪،‬‬
‫فإن كانُت مالد رده إليه‪ ،‬وإن كانُت غيبَة استحلِّه منها ونوُ ذلك‪.‬‬
‫يا نُفس توُب قبَل أن ل…تستطيعي أن تتوُب‬
‫واستغفري لذنُوُبك الرحنم …غفار الذنُوُب‬
‫إن النايا كالرياح علِّيك…دائمحة البَوُب‬
‫كلِّنا ذوو خطأ يا عبَاد ال‪ ،‬وكلِّنا ذاك الذنُب‪ ،‬والطأ منم طبَيعة البَشر والعصوُم منم عصمحه ال سبَحانُه‬
‫وتعال‪ ،‬والكحمحال لصاحب الكحمحال سبَحانُه وتعال‪ ،‬وكل بن آْدم خطاء‪ ،‬وخي الطائي التوُابوُن‪.‬‬
‫وف صحيح مسلِّم منم حديث أب هريرة وأرضاه عنم النب أنُه قال‪)) :‬والذي نُفسي بيده لوُ ل تذنُبَوُا‬
‫لتىَ ال بقوُم يذنُبَوُن فيستغفرون ال فيغفر ال لم((‪.‬‬
‫فل بد منم الطأ والتقصي‪ ،‬فكحلِّنا ذو خطأ‪ ،‬وكلِّنا ذاك الذنُب‪.‬‬
‫ومنم الذي ما ساء قط ……ومنم له السن فقط‬
‫تريد مبأ ل عيب فيه……وهل نُار تفوُح بل دخان‬
‫ومنم الذي ترضىَ سجاياه كلِّها……كفىَ الرء نُبَلد أن تعد معايبَه‬
‫ولكحنم الصيبَة يا عبَاد ال أن نُبَقىَ علِّىَ الطأ‪ ،‬وأن نُدوم علِّىَ الذنُب‪ ،‬وأن نُصر علِّىَ العصية الت هي‬
‫وال شؤم‪ ،‬وهي وال وحشة وعذاب منم ال الوُاحد الديان‪.‬‬
‫تفن اللِّذاذة منم نُال صفوُتا……منم الرام ويبَقىَ الث والعار‬

‫‪652‬‬
‫تبَقىَ عوُاقب سوُء منم مغبَتها……ل خي ف لذة منم بعدها النار‬
‫العصية يا عبَاد ال قد تكحوُن سبَبَاد ف أن يبَس ال سبَحانُه وتعال عنم المة الي‪ ،‬ولوُ كانُت منم فرد‬
‫واحد منم المة ل يؤمر ول ينه نُسأل ال سبَحانُه وتعال أن ل يرمنا خي ما عنده بشر ما عندنُا‪.‬‬
‫ها هم بنوُ إسرائيل يلِّحق بم قحط شديد علِّىَ عهد موُسىَ علِّيه السلم‪ ،‬فيجتمحعوُن إل نُب ال موُسىَ‬
‫علِّيه السلم فيقوُلوُن‪ :‬يا نُب ال ادع لنا ربك أن يغيثنا الغيث‪ ،‬فقام معهم وقد خرجوُا إل الصحراء‬
‫وعددهم سبَعوُن ألفاد أو يزيدون‪ ،‬فقال موُسىَ علِّيه السلم‪ :‬إلنا اسقنا غيثك‪ ،‬وانُشر علِّينا رحتك‪،‬‬
‫وارحنا بالطفال الرضع‪ ،‬والبَهائم الرتع‪ ،‬والشيوُخ الركع‪ .‬فمحا زأادت السمحاء إل تقشعدا‪ ،‬والشمحس إل‬
‫حرارة‪ ،‬فتعجب نُب ال موُسىَ منم ذلك وسأل ال عنم ذلك‪ ،‬فأوحىَ ال إليه أن فيكحم عبَداد يبَارزأن‬
‫بالعاصي منذ أربعي سنة‪ ،‬فناد ف الناس حت يرج منم بي أظهركم‪.‬‬
‫فقال موُسىَ‪ :‬إلي وسيدي‪ ،‬أنُا عبَد ضعيف وصوُت ضعيف‪ ،‬فأينم يصل صوُت ويظهر وهم سبَعوُن ألفاد‬
‫أو يزيدون‪ ،‬فأوحىَ ال إل موُسىَ أن منك النداء ومنا البَلغ‪ ،‬فقام نُب ال موُسىَ علِّيه السلم منادياد‬
‫ل‪ :‬يا أيها العبَد العاصي الذي يبَارزأ ال بالعاصي منذ أربعي سنة اخرج منم بي أظهرنُا‪،‬‬ ‫ف الناس قائ د‬
‫منك ومنم ذنُوُبك منعنا القطر منم السمحاء‪ ،‬فقام العبَد العاصي ونُظر ذات اليمحي وذات الشمحال فلِّم ير‬
‫أحداد خرج فعلِّم أنُه القصوُد‪ ،‬فقال ف نُفسه‪ :‬إن أنُا خرجت منم بي هذا اللِّق افتضحت علِّىَ رؤوس‬
‫بن إسرائيل‪ ،‬وإن قعدت معهم منعوُا القطر منم السمحاء بشؤمي وشوُم ذنُب ومعصيت‪ ،‬فمحا كان منم هذا‬
‫العبَد العاصي إل أن أدخل رأسه ف ثيابه نُادماد ومتأسفاد علِّىَ فعاله ث قال‪ :‬يا إلي ويا سيدي‪ ،‬عصيتك‬
‫أربعي سنة وأمهلِّتن‪ ،‬وقد أتيتك طائعاد تائبَاد نُادماد فاقبَلِّن ول تفضحن يا كري‪ ،‬فمحا أكمحل كلمه حت‬
‫ارتفعت سحابة بيضاء فأمطرت كأمثال القرب حت ارتوُت الرض وسالت الودية‪ ،‬فقال موُسىَ علِّيه‬
‫السلم‪ :‬إلي وسيدي‪ ،‬سقيتنا ول يرج منم بي أظهرنُا أحد‪ ،‬فقال ال‪ :‬يا موُسىَ أسقيتكحم بالذي به‬
‫منعتكحم‪ ،‬فقال موُسىَ‪ :‬إلي أرن هذا العبَد الطائع التائب‪ ،‬فقال ال‪ :‬يا موُسىَ ل أفضحه وهوُ يعصين‬
‫أأفضحه وهوُ يطيعن؟!ا!ا‬
‫فل إله إل ال ما أعظم شأن التوُبة‪ ،‬ول إله إل ال ما أعظم رحة ال بعبَاده‪ ،‬وحلِّمحه سبَحانُه وتعال‪.‬‬
‫فيا أيها الذنُب وكلِّنا ذاك الذنُب‪ ،‬ويا منم زأل وأخطأ وأذنُب‪ ،‬ويا منم بارزأ ال بالعصية وبكحره ال‪ ،‬تب‬
‫إل ال وعد إل رحابه قبَل أن تفضح ف يوُم الفضائح‪ ،‬وتندم حي ل ينفع الندم يشيهوُشم لش شينشفرع شماةل شولش‬
‫ب شسذلِّيتم ]الشعراء‪.[89-88:‬‬ ‫بشيرنوُشن إذلل شمهنم أششتىَ اللِّلهش بذشقهلِّ ت‬
‫منم أعظم الموُر العينة علِّىَ التوُبة ‪ -‬يا عبَاد ال ‪ -‬أن يستحضر العبَد سعة رحة ال سبَحانُه وتعال‬
‫جيعاد‬ ‫فهوُ القائل‪ :‬قرل ياذعبَاذدىً الذذينم أشسرفروُاه عشلِّىَ أشنُرفذسذهم لش تشيهقنشطروُاه ذمنم لرهحذة اللِّلذه إذلن اللِّله ييهغذفر التذرنُوُب شذ‬
‫ش‬ ‫شش ر‬ ‫ش‬ ‫ه‬ ‫ه ش ش ش هش ش‬
‫ذنُإلهر رهشوُ الهغشرفوُرر اللرذحيرم ]الزمر‪ .[53:‬وهوُ القائل جل ف عله ف حديث قدسي أخرجه التمذي يقوُل‬
‫سبَحانُه‪)) :‬يا ابنم آْدم إنُك ما دعوُتن ورجوُتن إل غفرت لك علِّىَ ما كان منك ول أبال‪ ،‬يا ابنم آْدم‬

‫‪653‬‬
‫لوُ بلِّغت ذنُوُبك عنان السمحاء ث استغفرتن غفرت لك علِّىَ ما كان منك ول أبال‪ ،‬يا ابنم آْدم لوُ‬
‫أتيتن بقراب الرض خطايا ث جئمتن ل تشرك ب شيئماد لتيتك بقرابا مغفرة((‪.‬‬
‫وهوُ القائل سبَحانُه وتعال‪ :‬شوالذذيشنم إذشذا فشيشعلِّروُاه شفاذحششةد أشهو ظشلِّشرمحوُاه أشنُهيرفشسرههم ذششكررواه اللِّلهش شفاهستشيهغشفررواه لذرذرنُوُذبذهم‬
‫صترواه شعشلِّىَ شما فشيشعلِّروُاه شورههم يشيهعلِّشرمحوُشن ]آْل عمحران‪.[135:‬‬ ‫ومنم ييهغذفر التذرنُوُب إذلل اللِّله وشل ي ذ‬
‫رشه ر‬ ‫ش‬ ‫شش ش ر‬
‫وف الصحيحي أن رجلد أسرف علِّىَ نُفسه ف الطايا فلِّمحا حضرته الوُفاة قال لبنائه‪ :‬إذا أنُا مت‬
‫فاجعوُا ل حطبَاد ث احرقوُن بالنار ث اسحقوُن وذرون مع الريح‪ ،‬فلِّمحا توُف هذا الرجل وفعل أولده‬
‫بوُصيته قال له ال‪ :‬يا عبَدي‪ ،‬ما الذي حلِّك علِّىَ ما فعلِّت؟ قال‪ :‬يا رب‪ ،‬خفتك وخشيت ذنُوُب‪،‬‬
‫فقال ال‪ :‬يا ملئكحت‪ ،‬أشهدكم أن قد غفرت له وأدخلِّته النة‪.‬‬
‫وف صحيح البَخماري أن سبَياد جاء إل الرسوُل ‪ ،‬وإذا بامرأة منم نُساء السب جاءت تبَحث عنم صب لا‬
‫فقدته‪ ،‬فأخذت تقلِّب الطفال واحداد واحدا‪ ،‬ث وجدت طفلِّها بعد مشقة وعناء‪ ،‬فألصقته ف بطنها‬
‫وأخذت ترضعه‪ ،‬والرسوُل وصحابته يرقبَوُن الوُقف ويرقبَوُن الرأة وهي تذرف الدموُع رحة بوُليدها‪،‬‬
‫فيقوُل الرسوُل لصحابه‪)) :‬أترون هذه الرأة طارحة ولدها ف النار؟((‪ ،‬قالوُا‪ :‬ل يا رسوُل ال‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫))ل أرحم بعبَاده منم هذه بوُلدها((‪.‬‬
‫فل إله إل ال ما أعظم رحة ال‪ ،‬وما أوسع رحة ال‪ ،‬رحته سبَحانُه وتعال وسعت كل شيء‪ ،‬ورحته‬
‫جل وعل سبَقت غضبَه‪ ،‬فهوُ رحنم الدنُيا والخرة ورحيمحهمحا‪ ،‬له سبَحانُه مائة رحة‪ ،‬أنُزل لنا ف هذه‬
‫الدنُيا رحة واحدة‪ ،‬فبَها يتاحم اللِّق كلِّهم‪ ،‬صغيهم وكبَيهم‪ ،‬مؤمنهم وكافرهم‪ ،‬نُاطقهم وأعجمحهم‪،‬‬
‫حت إن الدابة لتفع رجلِّها ليضع منها وليدها ث يذهب بذه الرحة‪ ،‬فإذا كان يوُم القيامة رفع ال هذه‬
‫الرحة إل تسع وتسعي رحة‪ ،‬حت إن إبلِّيس ليتطاول ف ذلك اليوُم‪ ،‬ويظنم أن رحة ال ستشمحلِّه‪.‬‬
‫فيا منم رحتك وسعت كل شيء ارحنا برحتك‪.‬‬
‫يا كثي العفوُ عمحنم كثر الذنُب لديه جاءك الذنُب يرجوُ الصفح عنم جرتم لديه‬
‫أنُا ضيف وجزاء الضيف إحسان إليه‬
‫يروىً أن رجلد منم بن إسرائيل أطاع ال أربعي سنة‪ ،‬ث عصىَ ال أربعي سنة‪ ،‬فلِّمحا نُظر ف الرآْة رأىً‬
‫الشيب ف ليته فقال‪ :‬يا رب‪ ،‬أطعتك أربعي سنة‪ ،‬وعصيتك أربعي سنة‪ ،‬فهل تقبَلِّن؟ فقيل له‪:‬‬
‫أطعت ربك فقبَلِّك‪ ،‬وعصيته فأمهلِّك‪ ،‬وإن عدت إليه قبَلِّك‪.‬‬
‫إن اللِّوُك إذا شابت عبَيدهم……ف رقهم عتقوُهم عتق أبرار‬
‫وأنُت يا خالقي أول بذا كرماد……قد شبَت ف الرق فأعتقن منم النار‬
‫صاذلاد فشذلِّنشيهفذسذه شوشمهنم أششساء فشيشعشهلِّييشها شوشما‬ ‫ذ‬
‫أعوُذ بال منم الشيطان الرجيم‪ ،‬بسم ال الرحنم الرحيم‪ :‬لمهنم شعمحشل ش‬
‫ك بذظشللتم لهلِّشعذبَيذد ]فصلِّت‪.[46:‬‬ ‫شربت ش‬

‫‪654‬‬
‫بارك ال ل ولكحم ف القرآْن العظيم‪ ،‬ونُفعن وإياكم با فيه منم اليات والذكر الكحيم‪ ،‬أقوُل قوُل هذا‪،‬‬
‫واستغفر ال العظيم ل ولكحم ولسائر السلِّمحي منم كل ذنُب فاستغفروه‪ ،‬إنُه هوُ الغفوُر الرحيم‪.‬‬
‫‪-------------------------‬‬
‫الطبَة الثانُية‬
‫إن المحد ل‪. .‬‬
‫أما بعد‪:‬‬
‫فمحنم أعظم أسبَاب التوُبة ‪ -‬عبَاد ال ‪ -‬تذكر الوُت والقدوم إل ال والوُقوُف بي يديه سبَحانُه وتعال‪.‬‬
‫ذكر ابنم قدامة ف كتاب التوُابي أن امرأة بغيا زأانُية كانُت بارعة المحال ول تكحنم منم نُفسها إل بائة‬
‫دينار‪ ،‬رآْها عابد ما عصىَ ال‪ ،‬فلِّمحا رآْها أعجبَته وفتنت قلِّبَه وسلِّبَت لبَه‪ ،‬فذهب وعمحل وكلد حت جع‬
‫الائة الدينار‪ ،‬ث جاء إليها ف بيتها وقال لا‪ :‬لقد أعجبَتين فاشتغلِّت واجتهدت ف العمحل حت جعت‬
‫لك الائة الدينار‪ ،‬وها أنُا ذا جئمت با‪ ،‬فقالت له‪ :‬ادخل‪ ،‬وأخذت منه الائة الدينار‪ ،‬فدخل إل غرفتها‬
‫ل‪ ،‬فتذكر ذاك العابد مقامه بي‬ ‫وكان لا سرير منم ذهب‪ ،‬فجلِّست علِّىَ سريرها ث قالت له‪ :‬هلِّم إ ل‬
‫يدي ال وقدومه إل ال فأخذته رعدة ورعشة‪ ،‬وقال لا‪ :‬اتركين لخرج ولك الائة الدينار‪ ،‬فقالت له‬
‫البَغي‪ :‬عجبَاد لك زأعمحت أنُك تكحد وتكحدح لتجمحع هذه الائة الدينار‪ ،‬فلِّمحا قدرت علِّلي فعلِّت ما‬
‫فعلِّت!ا!ا قال‪ :‬فعلِّته وال خوُفاد منم ال ومنم مقامي بي يديه‪ ،‬فرق قلِّب تلِّك الرأة وخافت وارتعدت‬
‫وتذكرت القدوم علِّىَ ال‪ ،‬فقالت له‪ :‬ل أدعك حت آْخذ علِّيك عهداد أن تتزوجن‪ ،‬فأعطاها العهد‪،‬‬
‫وأعطاها مكحانُه وهوُ يريد اللصا منها‪ ،‬فخمرج منم عندها نُادماد علِّىَ ما فعل‪ ،‬وهوُ ل يقارف الفاحشة‪،‬‬
‫وتابت تلِّك الرأة وكان سبَبَاد ف توُبتها‪ ،‬ول زأال ف نُفس تلِّك الرأة أن تتزوج بنم كان سبَبَاد ف توُبتها‪،‬‬
‫فذهبَت وبثت عنم مكحان ذلك الرجل‪ ،‬فلِّمحا وصلِّت إل بيته طرقت علِّيه البَاب وفتح لا البَاب ذلك‬
‫الرجل‪ ،‬فلِّمحا رآْها تذكر ذلك اليوُم الذي كاد أن يقدم فيه علِّىَ عمحل الفاحشة بذه الرأة‪ ،‬وتذكر موُقفه‬
‫أمام ال وقدومه علِّىَ ال فشهق شهقة عظيمحة ومات‪ ،‬فحزنُت علِّيه هذه الرأة التائبَة حزنُاد عظيمحدا‪،‬‬
‫وقالت‪ :‬أما هذا فقد فاتن‪ ،‬فهل له منم قريب أتزوجه؟ فقالوُا لا‪ :‬له أخ فقي تقي‪ ،‬فقالت‪ :‬أتزوجه إن‬
‫رضي حبَاد لخيه‪ ،‬فتزوجته فكحان منم نُسلِّه ونُسلِّها سبَعة منم الصالي العابدينم الزاهدينم‪.‬‬
‫وها هوُ شاب ف الثلثي منم عمحره ف أوج شبَابه وشهوُته وقوُته لكحنه ياف ال‪ ،‬واسه الربيع بنم خثيم‪،‬‬
‫وكان ف بلِّده فساق وفجار يتوُاصوُن علِّىَ إفساد الناس‪ ،‬وهم ف كل مكحان وزأمان يصدون عنم سبَيل‬
‫ال‪ ،‬أتوُا بزانُية وقالوُا لا‪ :‬هذه ألف دينار‪ ،‬قالت‪ :‬علم؟ قالوُا‪ :‬علِّىَ قبَلِّة منم الربيع‪ ،‬قالت‪ :‬ولكحم فوُق‬
‫ل‪:‬‬‫ذلك أن يزن‪ ،‬فذهبَت إليه وتعرضت له ف ساعة خلِّوُة‪ ،‬وأبدت له مفاتنها فلِّمحا رآْها صرخ فيها قائ د‬
‫يا أمة ال كيف بك لوُ نُزل بك ملِّك الوُت فقطع منك حبَل الوُتي؟ أم كيف بك يوُم يسألك منكحر‬
‫ونُكحي؟ أم كيف بك يوُم تقفي بي يدي الرب العظيم؟ أم كيف بك إن ل تتوُب يوُم ترمي ف‬

‫‪655‬‬
‫الحيم؟ فصرخت وولت هاربة تائبَة عابدة عائدة إل ال‪ ،‬قائمحة للِّيل صائمحة للِّنهار‪ ،‬حت لقبَت بعابدة‬
‫الكحوُفة‪.‬‬
‫معاشر السلِّمحي‪:‬‬
‫إن منم أعظم فرصا الياة أن بلِّغنا ال هذه الساعات الت نُتهيأ فيها لستقبَال شهر رمضان‪ ،‬ونُسأله‬
‫سبَحانُه أن يبَلِّغنا هذا الشهر العظيم‪ ،‬فكحم نُعرف منم الهل والخوُان والقارب واليان صاموُا معنا ف‬
‫العام الاضي‪ ،‬وهم الن تت النادل والتاب وحدهم‪ ،‬أتاهم الوُت‪ ،‬أتاهم هادم اللِّذات ومفرق‬
‫المحاعات وآْخذ البَني والبَنات‪ ،‬فاختطفهم منم بي أيدينا‪ ،‬أسكحتهم وال فمحا نُطقوُا‪ ،‬وأرداهم فمحا‬
‫تكحلِّمحوُا‪ ،‬كأنم وال ما ضحكحوُا مع منم ضحك‪ ،‬ول أكلِّوُا مع منم أكل‪ ،‬ول شربوُا مع منم شرب‪.‬‬
‫كم كنت تعرف منم صام ف سلِّف…منم بي أهل وجيان وإخوُان‬
‫أفناهم الوُت واستبَقاك بعدهوُ…حياد فمحا أقرب القاصي منم الدان‬
‫الوُت ‪ -‬يا عبَاد ال ‪ -‬يقصم الظهوُر ويرج الناس منم الدور‪ ،‬وينزلم منم القصوُر ويسكحنهم القبَوُر‪.‬‬
‫ل‪ ،‬ول يستأذن غنياد ول أمياد ول ملِّكحاد ول وزأيراد ول سلِّطانُدا‪.‬‬ ‫الوُت ل يستأذن شاباد ول شيخماد ول طف د‬
‫أتيت القبَوُر فناديتها……أينم العظم والتقر‬
‫تفانُوُا جيعاد فمحا مبة……وماتوُا جيعاد ومات الب‬
‫فيا سائلِّي عنم أنُاس مضوُا……أما لك فيمحا مضىَ معتب‬
‫تروح وتغدوا بنات الثرىً……فتمححوُ ماسنم تلِّك الصوُر‬
‫الوُت يا عبَاد ال أسرع وأقرب إلينا منم شراك النعل‪ ،‬وما أسرعه هذه اليام‪ ،‬وما أسهلِّه‪ ،‬والياة قصية‬
‫‪ -‬وال ‪ -‬جد قصية‪ ،‬إذا ولد النُسان أذن ف أذنُه اليمحن أذان بل صلة‪ ،‬فإذا مات النُسان صلِّيت‬
‫علِّيه صلة النازأة بل أذان‪ ،‬فكحأن حياة النُسان قصية قصية‪ ،‬وكأنا كالوُقت الذي بي الذان‬
‫والقامة‪.‬‬
‫أذان الطفل ف اليلد دوماد……وتأخي الصلة إل المحات‬
‫دليلد ألن مياه قلِّيةل……كمحا بي القامة والصلة‬
‫فهل منم تائب إل ال؟ وهل منم عائد إل رحاب ال؟ وهل منم توُبة صادقة؟ وهل منم عوُدة حيدة؟‬
‫يا شيخماد كبَياد احدودب ظهره‪ ،‬ودنُا أجلِّه‪ ،‬ماذا أعددت للِّقاء ال؟ وماذا بقي لك ف هذه الدنُيا؟‬
‫يقوُل سفيان الثوُري‪" :‬إذا بلِّغ العبَد ستي سنة فلِّيشت كفناد وليهاجر إل ال"‪.‬‬
‫ويا شاباد غره شبَابه وطوُل المل‪ ،‬ماذا أعددت للِّقاء ال؟ مت تستفيق إن ل تستفق اليوُم؟ ومت تتوُب‬
‫إن ل تتب ف هذه الساعات؟ ومت تعمحل إن ل تعمحل ف هذه اللِّحظات؟‬
‫يا نُفس توُب قبَل أن ل تستطيعي أن تتوُب واستغفري لذنُوُبك الرحنم غفار الذنُوُب‬
‫إن النايا كالرياح علِّيك دائمحة البَوُب‬

‫‪656‬‬
‫يا منم يرىً مد البَعوُض جناحها……ف ظلِّمحة اللِّيل البَهيم الليل‬
‫ويرىً مناط عروقها ف مها……والخ ف تلِّك العظام النحل‬
‫اغفر لمحيع منم تاب منم زألته……ما كان منه ف الزمان الول‬
‫يا ابنم آْدم أحبَب ما شئمت فإنُك مفارقه‪ ،‬واعمحل ما شئمت فإنُك ملقيه‪ ،‬وكنم كمحا شئمت فكحمحا تدينم‬
‫ـــــــــ‬
‫استقبالا رمضان‬
‫إبراهيم بنم ممحد أحد عبَد الكحري‬
‫صنعاء‬
‫العمحيي‬
‫مامد و أدعيةطبَاعة الطبَة بدون مامد وأدعية‬
‫‪-------------------------‬‬
‫ملِّخمص الطبَة‬
‫البَشارة بشهر رمضان‪ -2 .‬فضائل رمضان‪ -3 .‬صفة النة‪ -4 .‬صفة النار‪ -5 .‬خصائص الصيام‪.‬‬
‫‪ -6‬خيبَة منم أدرك رمضان ول يغفر له‪ -7 .‬الجتهاد ف رمضان‪.‬‬
‫‪-------------------------‬‬
‫الطبَة الول‬
‫أما بعد‪:‬‬
‫فأوصي نُفسي القصرة وإياكم بتقوُىً ال سبَحانُه‪ ،‬ث أما بعد‪:‬‬
‫ب شعشلِّىَ الذذيشنم ذمنم قشيهبَلِّذركحهم لششعلِّلركحهم‬ ‫ذ‬
‫صشيارم شكشمحا ركت ش‬
‫ب شعلِّشهيركحرم ال ل‬
‫ذ‬ ‫لذ‬
‫فيقوُل الوُل سبَحانُه‪ :‬يأشييتشها ا ذيشنم ءاشمنروُاه ركت ش‬
‫ت لمشنم‬ ‫تشيتليرقوُشن ]البَقرة‪ .[183:‬ويقوُل جل وعل‪ :‬ششهر رمضاشن الذذىً أرنُذزشل ذفيذه الهرقرآْرن هددىً للِّلناذس وبييليشنا ت‬
‫شش‬ ‫ه ر‬ ‫ه ر شش ش‬
‫اهلرشدىً شوالهرفهرشقاذن ]البَقرة‪.[185:‬‬
‫وقال كمحا ف الصحيحي منم حديث أب هريرة ‪)) :‬إذا جاء رمضان فتحت أبوُاب النة‪ ،‬وغلِّقت أبوُاب‬
‫النار‪ ،‬وصفدت الشياطي((‪ .‬وف الصحيحي أيضاد منم حديث أب هريرة أن النب قال‪)) :‬منم صام‬
‫رمضان إيإانُاد واحتساباد غفر له ما تقدم منم ذنُبَه((‪.‬‬
‫إخوُة السلم وأحبَاب البَيب الصطفىَ ممحد ‪:‬‬
‫ت لمشنم اهلرشدىً‬ ‫لقد أظلِّنا شهر كري وموُسم عظيم‪ ،‬ششهر رمضاشن الذذىً أرنُذزشل ذفيذه الهرقرآْرن هددىً للِّلناذس وبييليشنا ت‬
‫شش‬ ‫ه ر‬ ‫ه ر شش ش‬
‫شوالهرفهرشقاذن‪ ،‬شهر اليات والبكات‪ ،‬شهر النح والبَات‪ ،‬شهر النفحات والنسمحات‪ ،‬شهر مفوُف بالرحة‬
‫والغفرة والعتق منم النار‪.‬‬

‫‪657‬‬
‫روىً المام أحد ف مسنده منم حديث أب هريرة أن النب قال‪)) :‬أعطيت أمت خس خصال ف رمضان‬
‫ل تعطهنم أمة منم المم قبَلِّها(( الصلِّة الول‪)) :‬خلِّوُف فم الصائم أطيب عند ال منم ريح السك((‬
‫واللِّوُف هوُ الرائحة الكحريهة الت تنبَعث منم فم الصائم نُتيجة خلِّوُ العدة منم الطعام‪ ،‬ولكحنم لا كانُت‬
‫هذه الرائحة نُاتة عنم عبَادة ال تعال وطاعته كانُت هذه الرائحة الستكحرهة عند الناس أطيب منم‬
‫رائحة السك‪.‬‬
‫الصلِّة الثانُية‪)) :‬وتستغفر لم اللئكحة حت يفطروا((‪ ،‬ملئكحة الرحنم‪ ،‬عبَاد ال الكحرموُن الذينم لل‬
‫صوُشن اللِّلهش شما أششمشررههم شويشيهفشعرلِّوُشن شما ييرهؤشمرروشن ]التحري‪ ،[6:‬يستغفرون لك ‪ -‬يا عبَد ال ‪ -‬حت تفطر‪،‬‬ ‫يشيهع ر‬
‫ي مكحانُة أفضل منم هذه الكحانُة؟!ا!ا‪.‬‬ ‫ي منزلة أعظم منم هذه النزلة؟!ا وأ ت‬ ‫فأ ت‬
‫الصلِّة الثالثة‪)) :‬ويزينم ال كل يوُم جنته ويقوُل‪ :‬يوُشك عبَادي الصالوُن أن يرلِّقوُا عنهم الؤونُة والذىً‬
‫ويصيوا إليك((‪ ،‬النة ‪ -‬يا عبَاد ال ‪ -‬تتزينم لعبَاد ال الؤمني العاملِّي ف كل يوُم منم أيام هذا‬
‫الشهر‪ ،‬فهل منم عامل كري‪ ،‬وهل منم مشمحر لا؟!ا!ا‪.‬‬
‫النة ‪ -‬يا عبَاد ال ‪ -‬لبَنة ذهب ولبَنة فضة‪ ،‬بلطها السك‪ ،‬وحصبَاؤها اللِّؤلؤ والياقوُت‪ ،‬وترابا‬
‫الزعفران‪ ،‬منم يدخلِّها ينعم ول ييأس‪ ،‬ويلِّد ول يإوُت‪ ،‬ل تبَلِّىَ ثيابه‪ ،‬ول يفن شبَابه‪ ،‬لا ثانُية أبوُاب‪،‬‬
‫فيها باب يسمحىَ الريان ل يدخلِّه إل الصائمحوُن‪ ،‬وموُضع قدم ف النة خي منم الدنُيا وما فيها‪ ،‬ولوُ أن‬
‫امرأة منم نُساء أهل النة اطلِّعت إل الرض لضاءت ما بينهمحا‪ ،‬وللت ما بينهمحا ريدا‪ ،‬ولنصيفها أي‬
‫خارها خي منم الدنُيا وما فيها‪.‬‬
‫وف صحيح مسلِّم عنم الغية بنم شعبَة‪ ،‬عنم النب قال‪)) :‬سأل موُسىَ علِّيه السلم ربه ما أدن أهل النة‬
‫منزلة فقال ال سبَحانُه وتعال‪ :‬هوُ رجل ييء بعدما أدخل أهل النة النة‪ ،‬فيقال له‪ :‬ادخل النة‪،‬‬
‫فيقوُل‪ :‬أي رب وكيف وقد نُزل الناس منازألم‪ ،‬وأخذوا أخذاتم؟ فيقال له‪ :‬أترضىَ أن يكحوُن لك مثل‬
‫ك منم ملِّوُك الدنُيا؟ فيقوُل‪ :‬رضيت رب‪ ،‬فيقوُل ال‪ :‬هذا لك وعشرة أمثاله‪ ،‬ولك ما اشتهت‬ ‫ك ملِّذ ت‬
‫رمهلِّ ر ش‬
‫نُفسك وللذت عينك‪ ،‬فيقوُل‪ :‬رضيت رب‪ ،‬فيقوُل موُسىَ علِّيه السلم‪ :‬رب فأعلهم منزلة‪ ،‬قال أولئمك‬
‫الذينم غرست كرامتهم بيدي‪ ،‬وختمحت علِّيها‪ ،‬فلِّم تر عي‪ ،‬ول تسمحع أذن‪ ،‬ول يطر علِّىَ قلِّب‬
‫ي شجشزاء ذ شبا شكانُروُاه يشيهعشمحرلِّوُشن ]السجدة‪.[17:‬‬ ‫بشر((‪ ،‬فشلش تشيهعلِّشم نُشيهفس لما أرهخذفىَ شرلم لمنم قريلرةذ أشهع ر ت‬
‫ش‬ ‫ر ة‬
‫وذكر أن سفيان الثوُري رحه ال تعال وكان منم العلِّمحاء العاملِّي الزاهدينم العابدينم كان كثي الجتهاد‬
‫فقال له تلميذه‪ :‬يا إمام‪ ،‬هلوُن علِّىَ نُفسك‪ ،‬فقال سفيان‪ :‬كيف ل أجتهد وقد بلِّغن أن أهل النة‬
‫يكحوُنُوُن ف منازألم‪ ،‬فيتجلِّىَ لم نُوُر تضيء له النان الثمحان‪ ،‬فيظنوُن أن ذلك نُوُر منم عند الرب‬
‫سبَحانُه وتعال فيخمرون ساجدينم‪ ،‬فينادون أن ارفعوُا رؤوسكحم ليس الذي تظنوُن إنا هوُ نُوُر جارية‬
‫تبَسمحت ف وجه صاحبَها‪.‬‬
‫فنسأل ال سبَحانُه وتعال أن ل يرمنا خي ما عنده بشر ما عندنُا‪.‬‬

‫‪658‬‬
‫منازألك الول وفيها الخميم‬
‫الار أحد والرحنم بانُيها‬
‫والزعفران حشيش نُابت فيها‬
‫فحلي علِّىَ جنات عدن فإنا‬
‫فاعمحل لدار غداد رضوُان خازأنا‬
‫قصوُرها ذهب والسك طينتها‬
‫هذه النة يا عبَاد ال فكحيف بالنار؟ النار يا عبَاد ال أوقد علِّيها ألف سنة حت احرت‪ ،‬ث أوقد علِّيها‬
‫ألف سنة حت ابيضت‪ ،‬ث أوقد علِّيها ألف سنة حت اسوُدت‪ ،‬فهي سوُداء مظلِّمحة‪ .‬نُار الدنُيا جزء منم‬
‫سبَعي جزدءا منم نُار جهنم‪.‬‬
‫وبينمحا صحابة رسوُل ال جلِّوُس عنده‪ ،‬وإذا بم يسمحعوُن صوُتاد منكحراد فقال لم الرسوُل ‪)) :‬أتدرون ما‬
‫هذا؟(( قالوُا‪ :‬ال ورسوُله أعلِّم‪ ،‬فقال ‪)) :‬هذا حجر أرسلِّه ال ف جهنم منذ سبَعي خريفاد ‪ -‬أي منذ‬
‫سبَعي سنة ‪ -‬فانُتهىَ إل قعرها الن((‪ .‬ويقوُل علِّيه الصلة والسلم‪)) :‬لوُ أن قطرة منم الزقوُم قرلطرت‬
‫ف دار الدنُيا لفسدت علِّىَ أهل الدنُيا معايشهم‪ ،‬فكحيف بنم يكحوُن طعامه الزقوُم؟!ا((‪.‬‬
‫أهوُن أهل النار عذاباد منم له نُعلن وشراكان منم نُار يغلِّي منهمحا دماغه كمحا يغلِّي الرجل‪ ،‬ما يرىً أن‬
‫أحداد أشد منه عذابدا‪ ،‬وإنُه لهوُنم عذابدا‪.‬‬
‫يؤتىَ بأنُعم أهل الدنُيا منم أهل النار‪ ،‬فيصبَغ ف النار صبَغة ث يقال له‪ :‬يا ابنم آْدم هل رأيت خياد قط؟‬
‫هل مر بك نُعيم قط؟ فيقوُل‪ :‬ل وال يا رب‪.‬‬
‫أنُسته هذه الصبَغة ف نُار جهنم كل نُعيم مر به ف حياته الدنُيا‪ ،‬فنسأل ال سبَحانُه وتعال أن يعلِّنا‬
‫منم عتقائه منم النار ف هذا الشهر الكحري‪.‬‬
‫الصلِّة الرابعة‪)) :‬تصفد فيه مردة الشياطي‪ ،‬فل يلِّصوُن إل ما كانُوُا يلِّصوُن إليه ف غيه((‪.‬‬
‫الصلِّة الامسة الت خص با أمة ممحد ف هذا الشهر الكحري‪)) :‬يغفر لم ف آْخر ليلِّة((‪ ،‬قيل‪ :‬يا‬
‫رسوُل ال‪ ،‬أهي ليلِّة القدر؟ قال‪)) :‬ل‪ ،‬ولكحنم العامل إنا يوُلف أجره إذا قضىَ عمحلِّه((‪.‬‬
‫إخوُة السلم‪:‬‬
‫ومنم خصائص الصيام أن جعل ال سبَحانُه وتعال جزاءه وأجره علِّيه سبَحانُه وتعال‪ ،‬فكحل عبَادة منم‬
‫العبَادات جعل ال سبَحانُه وتعال أجرها مدودا كالصلة والزكاة والجه إل الصوُم فأجره غي مدود‪،‬‬
‫صابذروشن أشهجررهم بذغش هذي ذحسا ت‬ ‫ذل‬
‫ب ]الزمر‪:‬‬ ‫ش‬ ‫ش ه‬ ‫للن الصوُم يتجلِّىَ فيه الصب‪ ،‬وال سبَحانُه وتعال يقوُل‪ :‬إ شنا ييرشوُلف ال ل ر‬
‫‪.[10‬‬
‫وف الديث القدسي الذي أخرجه مسلِّم ف صحيحه منم حديث أب هريرة أن النب قال‪)) :‬قال ال عز‬
‫وجل‪ :‬كل عمحل ابنم آْدم له إل الصيام فإنُه ل وأنُا أجزي به((‪.‬‬

‫‪659‬‬
‫إخوُة السلم‪ ،‬وأحبَاب البَيب الصطفىَ ممحد ‪:‬‬
‫الصوُم مدرسة يتب فيها الصائم طيلِّة هذا الشهر الكحري‪ ،‬بل جعل ال سبَحانُه وتعال علِّة الصوُم تقيق‬
‫ب شعشلِّىَ الذذيشنم ذمنم قشيهبَلِّذركحهم‬ ‫ذ‬
‫صشيارم شكشمحا ركت ش‬ ‫ب شعلِّشهيركحرم ال ل‬
‫ذ‬ ‫لذ‬
‫التقوُىً كمحا قال سبَحانُه‪ :‬يأشييتشها ا ذيشنم ءاشمنروُاه ركت ش‬
‫لششعلِّلركحهم تشيتليرقوُشن ]البَقرة‪ ،[183:‬فجعل ال سبَحانُه وتعال علِّة الصوُم والكحمحة منم فرضيته هوُ تقيق هذه‬
‫الكحلِّمحة العظيمحة‪ ،‬فالصائم يهد نُفسه ف نار رمضان بالصيام وترك الكل والشراب والمحاع ما أباحه‬
‫ال له‪ ،‬فالرمات منم باب الول‪ ،‬كل ذلك إيإانُاد بال واحتساباد لا عند ال منم الجر والثوُاب‪،‬‬
‫وكذلك فإن الصائم يستشعر عظمحة الالق سبَحانُه وتعال ومراقبَته ف كل جارحة منم جوُارحه‪ ،‬وف كل‬
‫عضوُ منم أعضائه‪ ،‬فكحمحا أنُه صام علمحا أباحه ال منم طعام وشراب وجاع‪ ،‬فكحذلك يصوُم علمحا حلرمه‬
‫ال منم كذب وغيبَة ونيمحة ونُظرة آْثة‪.‬‬
‫ولذلك يقوُل ال عز وجل كمحا ف الديث القدسي‪)) :‬الصيام رجلنة ‪ -‬أي وقاية للِّصائم منم الوُقوُع ف‬
‫أي معصية أو ذنُب ‪ -‬الصيام جنة فإذا كان يوُم صوُم أحدكم‪ ،‬فل يرفث ول يصخمب ول يهل‪ ،‬فإن‬
‫شاته أحد أو قاتلِّه فلِّيقل‪ :‬إن امرؤ صائم‪ ،‬إن امرؤ صائم((‪.‬‬
‫وهكحذا يا عبَاد ال إذا حقق الصائم هذه الكحلِّمحة الدينلية ‪ -‬كلِّمحة التقوُىً ‪ ،-‬واستشعر عظمحة ال ومراقبَة‬
‫ال‪ ،‬واتقىَ ال ف كل جارحة منم جوُارحه‪ ،‬وف كل عضوُ منم أعضائه‪ ،‬فازأ ف الدنُيا والخرة‪ ،‬وفرح ف‬
‫الدنُيا والخرة‪ ،‬يقوُل رسوُل ال ‪)) :‬للِّصائم فرحتان يفرحهمحا‪ :‬إذا أفطر فرح بفطره‪ ،‬وإذا لقي ربه فرح‬
‫بصوُمه((‪.‬‬
‫وأما إذا ل يقق العبَد هذه الكحلِّمحة فقد أتعب نُفسه‪ ،‬وليس له حظ منم صيامه إل الوُع والعطش‪ ،‬كمحا‬
‫قال ‪)) :‬منم ل يدع قوُل الزور والعمحل به فلِّيس ل حاجة ف أن يدع طعامه وشرابه((‪ ،‬ويقوُل ‪)) :‬رب‬
‫صائم ليس له منم صيامه إل الوُع والعطش((‪.‬‬
‫صاذلاد فشذلِّنشيهفذسذه شوشمهنم أششساء فشيشعشهلِّييشها شوشما‬ ‫ذ‬
‫أعوُذ بال منم الشيطان الرجيم‪ ،‬بسم ال الرحنم الرحيم‪ :‬لمهنم شعمحشل ش‬
‫ك بذظشللتم لهلِّشعذبَيذد ]فصلِّت‪.[46:‬‬ ‫شربت ش‬
‫بارك ال ل ولكحم ف القرآْن العظيم‪ ،‬ونُفعن وإياكم با فيه منم اليات والذكر الكحيم‪ ،‬أقوُل قوُل هذا‪،‬‬
‫وأستغفر ال العظيم ل ولكحم ولسائر السلِّمحي منم كل ذنُب فاستغفروه‪ ،‬إنُه هوُ الغفوُر الرحيم‪.‬‬
‫‪-------------------------‬‬
‫الطبَة الثانُية‬
‫أما بعد‪:‬‬
‫صعد النب النب فارتقىَ الدرجة الول فقال‪)) :‬آْمي((‪ ،‬ث ارتقىَ الدرجة الثانُية فقال‪)) :‬آْمي((‪ ،‬ث‬
‫ارتقىَ الدرجة الثالثة فقال‪)) :‬آْمي((‪ ،‬فلِّمحا نُزل الرسوُل منم النب قال الصحابة‪ :‬يا رسوُل ال‪ ،‬لقد سعنا‬

‫‪660‬‬
‫منك اليوُم شيئماد ما كنا نُسمحعه فقال ‪)) :‬إن جبيل عرض ل ف الدرجة الول فقال‪ :‬بشيعرشد منم أدرك‬
‫رمضان فلِّم يغفر له‪ ،‬فقلِّت‪ :‬آْمي((‪.‬‬
‫هذه دعوُة منم أفضل أهل السمحاء جبيل علِّيه السلم‪ ،‬ويؤلمنم علِّيها أفضل أهل الرض ممحد ‪.‬‬
‫فهل منم مشمحر لعمحل الطاعات ف هذه الشهر الكحري؟ وهل منم مستثمحر لذا الوُسم العظيم؟ كان‬
‫رسوُل ال منم أكثر الناس اجتهاداد ف هذا الشهر العظيم‪ ،‬وكان أجوُد الناس‪ ،‬وكان أجوُد ما يكحوُن ف‬
‫رمضان حي يلِّقاه جبيل‪ ،‬وكان يلِّقاه ف كل ليلِّة منم رمضان‪ ،‬فيدارسه القرآْن‪ ،‬فلِّرسوُل ال أجوُد بالي‬
‫منم الريح الرسلِّة‪.‬‬
‫وهكحذا كان سلِّف هذه المة‪ ،‬كان السلِّف رحهم ال يعتمحدون علِّىَ العصي منم طوُل القيام ف هذا‬
‫الشهر الكحري‪ ،‬وكانُوُا إذا دخل هذا الشهر الكحري تفرغوُا لقراءة القرآْن وعبَادة الرحنم‪ ،‬وكان المام مالك‬
‫رحه ال إذا دخل رمضان ترك قراءة الديث ومالسة أهل العلِّم‪ ،‬وأقبَل علِّىَ تلوة القرآْن منم الصحف‪،‬‬
‫وكان السلِّف يسمحوُن هذا الشهر شهر القطيعة منم اللِّق والقبَال علِّىَ الالق‪ ،‬فلِّنتسابق عبَاد ال إل‬
‫س الهرمحتشيشنافذرسوُشن ]الطففي‪.[27:‬‬ ‫ذ‬
‫اليات ولنتنافس علِّىَ الطاعات شوذف شذل ش‬
‫ك فشيهلِّشيتشيشنافش ذ‬
‫يا ابنم آْدم أحبَب ما شئمت فإنُك مفارقه‪ ،‬واعمحل ما شئمت فإنُك ملقيه‪ ،‬وكنم كمحا شئمت فكحمحا تدينم‬
‫تدان‪.‬‬
‫ـــــــ‬
‫في استقبالا رمضان‬
‫عادل بنم أحد بانُاعمحة‬
‫جدة‬
‫‪29/8/1419‬‬
‫ممحد الفاتح‬
‫مامد و أدعيةطبَاعة الطبَة بدون مامد وأدعية‬
‫‪-------------------------‬‬
‫ملِّخمص الطبَة‬
‫‪ -1‬أصناف الناس ف استقبَالم شهر رمضان‪ -2 .‬استقبَال النب شهر رمضان‪ -3 .‬خطبَة النب صلِّىَ‬
‫ال علِّيه وسلِّم ف آْخر يوُم منم شعبَان‪ -4 .‬خصائص شهر رمضان‪ -5 .‬فضل عبَادة الصوُم‪-6 .‬‬
‫الختبَارات وشهر رمضان‪ -7 .‬بعض أحوُال السلِّمحي ف رمضان‪ -8 .‬دعوُة لغتنام شهر رمضان قبَل‬
‫فوُاته‪.‬‬

‫‪-------------------------‬‬

‫‪661‬‬
‫الطبَة الول‬
‫قفوُا يا رجال!ا‬
‫وسط سوُاد الدخاهن‬
‫هنا بذرة الوُعد تنمحوُ‪ ،‬وإشراقة الفجر تبَدو‬
‫ويهوُي الوُاهن‬
‫وما بي حر اللِّهيب ونُزف الريق يكحوُن الماهن!ا‬
‫ب‬
‫إذا ل ترد القوُق الط ه‬
‫ب‬
‫فلِّنم يفهم الصم إل كلم اللِّه ه‬
‫نُعم وحده كلم اللِّهب يفهم العتدينم‪.‬‬
‫ومع اقتاب هذا الشهر البَارك شهر الفداء والهاد تددت صوُر التضحيات والبَطوُلة‪ ،‬كأنا جاء‬
‫رمضان ليهز المة منم غفوُتا ويذكرها بجدها وواجبَها‪.‬‬
‫مع اقتاب هذا الشهر العظيم الذي تنزل فيه القرآْن تنزلت الصوُاعق علِّىَ رؤوس يهوُد تقوُل لم‪ :‬ننم‬
‫هنا‪ ،‬ف كل ذرة رمل‪ ،‬وتت كل شجرة ليمحوُن‪ ،‬وفوُق كل غصنم زأيتوُن‪.‬‬
‫مع اقتاب هذا الشهر بدأ إخوُانُنا ينشدون بأفعالم قوُل منم قال‪:‬‬
‫لغة الصوُم منم الرجوُم حروفها …فلِّيقرؤوا منها الغداة فصوُل‬
‫لا أبوُا أن يفهمحوُا إل با …رحنا نُرتلِّها لم ترتيل‬
‫فلِّلِّه دره منم شهر مبَارك …‬
‫إيه يا شهرنُا العظيم شوُخا ……قد تنسمحت منم شيم الوُادي‬
‫ضمحنا ضمحنا إليك فإنُا ……ل نُزل منم بنيك والحفاد‬
‫أطلِّق الروح منم عقال التوُابيت ……وزأينم أيامنا بالهاد‬
‫يا أخوُتاه …‬
‫ل يعد يفصل بيننا وبي رمضان غي ساعات معدودات تر مر البق وتنقضي انُقضاء اللِّم‪ ،‬ويا‬
‫للِّعجب العجاب كيف تصرم عام كامل بكحل مافيه فإذا بنا مرة أخرىً نُستقبَل هذا الشهر العظيم‪.‬‬
‫فهنيئماد ل ولكحم ولمة السلم هذا الوُسم العظيم والشهر الكحري‪.‬‬
‫وحيهل بأيامه البَاركات وساعاته الطيبَات‪.‬‬
‫أتىَ رمضان مزرعة العبَاد……لتطهي القلِّوُب منم الفساد‬
‫فأد حقوُقه قوُلد وفعلد……وزأادك فاتذه للِّمحعاد‬
‫فمحنم زأرع البَوُب وما سقاها……تأوه نُادماد يوُم الصاد‬
‫ل‪.‬‬‫وأريدك أيها الخ البَيب أن تقف مع نُفسك قلِّي د‬

‫‪662‬‬
‫ذلك أن الناس ف استقبَال هذا الشهر العظيم علِّىَ ثلثة أصناف‪:‬‬
‫فمحنهم منم هوُ إليه بالشوُاق‪ ،‬يعد اليام والساعات شوُقاد ورغبَة إل لقاء رمضان‪ ،‬الشهر الذي أحبَه‬
‫وأنُس به‪ ،‬ولسان حاله يقوُل‪:‬‬
‫مرحبَاد أهلد وسهلد بالصيام…يا حبَيبَا زأارنُا ف كل عام‬
‫قد لقيناك بب مفعم…كل حب ف سوُىً الوُل حرام‬
‫إن بالقلِّب اشتياقاد كاللِّظىَ……وبعين أدمع الب سجام‬
‫وهذا رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم كان إذا دخل رجب يقوُل‪)) :‬اللِّهم بارك لنا ف رجب وشعبَان‬
‫وبلِّغنا رمضان((‪ ،‬وقال العلِّىَ بنم الفضل يقوُل‪ :‬كان السلِّف يدعوُن ال ستة أشهر أن يبَلِّغهم رمضان!ا!ا‬
‫ل‪.‬‬‫وقال ييح بنم أب كثي‪ :‬كان منم دعائهم‪ :‬اللِّم سلِّمحن إل رمضان وسلِّم ل رمضان وتسلِّمحه من متقبَ د‬
‫ومنم الناس نُاس ل فرق عندهم بي رمضان وغيه فهم يستقبَلِّوُنُه بقلِّب بارد ونُفس فاترة ل ترىً لذا‬
‫الشهر ميزة عنم غيه إل أنا تتنع فيه عنم الطعام والشراب‪ .‬فهم يصبَحوُن فيه ويإسوُن كمحا يصبَحوُن‬
‫ويإسوُن ف غيه‪ ،‬ل تتحرك قلِّوُبه شوُقاد ول تفق حبَدا‪ ،‬ول يشعرون أن علِّيهم ف هذا الشهر أن يدوا‬
‫أكثر ما سوُاه‪.‬‬
‫ومنم الناس نُاس ضاقت نُفوُسهم بذا الشهر الكحري‪ ،‬ورأوا فيه حبَساد عنم التع والشهوُات‪ ،‬فتبموُا به‬
‫وتنوُا أن ل يكحنم قد حل‪ ،‬وقد روت لنا كتب الدب خب واحد منم هؤلء أدركه شهر رمضان فضاق به‬
‫ذرعاد فجعل يقوُل‪:‬‬
‫أتان شهر الصوُم ل كان منم شهر‬
‫ول صمحت شهراد بعده آْخر الدهر‬
‫فلِّوُكان يعدين النُام بقوُة‬
‫علِّىَ الشهر لستعديت قوُمي علِّىَ الشهر‬
‫فابتله ال عز وجل برض الصرع فصار يصرع ف كل رمضان‪.‬‬
‫وصدق علِّيه الصلة والسلم إذ قال عنم شهر رمضان‪)) :‬بحلِّوُف رسوُل ال ما أتىَ علِّىَ السلِّمحي‬
‫شهر خي لم منه‪ ،‬ول مر بالنافقي شهر شر لم منه؛ وذلك لا يعد الؤمنوُن فيه منم القوُة للِّعبَادة‪ ،‬وما‬
‫يعد فيه النافقوُن منم غفلت الناس وعوُراتم‪ ،‬وغنم للِّمحؤمنم ونُقمحة للِّفاجر(( ]رواه أحد وقال الشيخ‬
‫شاكر‪ :‬إسناده صحيح‪ ،‬وضعفه اللبَان‪ ،‬وهوُ عند البَيهقي وصدره عند ابنم خزيإة[‪.‬‬
‫فتأمل حالك أيها الخ السلِّم‪ ،‬وانُظر منم أي القوُام أنُت!ا‬
‫لقد كان الرسوُ ل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يهنئ أصحابه بلِّوُل هذا الشهر الكحري‪ ،‬ويعلِّنم لم عنم فضائلِّه‬
‫شحذاد لمحمحهم وعزائهم‪ ،‬وتشوُيقاد لم لستغلل أيامه وساعاته فعنم سلِّمحان رضي ال عنه قال‪ :‬خطبَنا‬
‫رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ف آْخر يوُم منم شعبَان فقال‪)) :‬يا أيها الناس قد أظلِّكحم شهر مبَارك‪،‬‬

‫‪663‬‬
‫شهر فيه ليلِّة القدر خي منم ألف شهر‪ ،‬جعل ال صيامه فريضة وقيام ليلِّه تطوُعدا‪ ،‬منم تقرب فيه بصلِّة‬
‫منم خصال الي كان كمحنم أدىً فريضة فيمحا سوُاه‪ ،‬ومنم أدىً فيه فريضة كان كمحنم أدىً سبَعي فريضة‬
‫فيمحا سوُاه‪ ،‬وهوُ شهر الصب والصب ثوُابه النة وشهر الوُاساة وشهر يزاد ف رزأق الؤمنم ومنم فطر فيه‬
‫صائمحاد كان مغفرة لذنُوُبه وعتق رقبَته منم النار وكان له مثل أجره منم غي أن ينقص منم أجره شيئمدا((‬
‫قالوُا يا رسوُل ال‪ :‬ليس كلِّنا يد ما يفطر به الصائم!ا قال‪)) :‬يعطي ال هذا الثوُاب لنم فطر صائمحاد‬
‫علِّىَ مذقة لب أو ترة أو شربة ماء‪ ،‬ومنم سقىَ صائمحاد سقاه ال عز وجل منم حوُضي شربة ل يظمحأ‬
‫بعدها أبداد حت يدخل النة … وهوُ شهر أوله رحة‪ ،‬وأوسطه مغفرة‪ ،‬وآْخره عتق منم النار‪ ،‬فاستكحثروا‬
‫فيه منم أربع خصال‪ :‬خصلِّتي ترضوُن بمحا ربكحم‪ ،‬وخصلِّتي ل غن بكحم عنهمحا‪ ،‬أما الصلِّتان اللِّتان‬
‫ترضوُن بمحا ربكحم فشهادة أل إله إل ال وتستغفرونُه‪ .‬وأما اللِّتان ل غن بكحم عنهمحا فتسألوُن ال النة‬
‫وتعوُذون به منم النار(( ]رواه ابنم خزيإة والبَيهقي بسند فيه مقال[‪.‬‬
‫وعنم أب هريرة رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪)) :‬إذا دخل رمضان فتحت‬
‫أبوُاب الرحة وغلِّقت أبوُاب جهنم‪ ،‬وسلِّسلِّت الشياطي وفتحت أبوُاب النة(( ]رواه الشيخمان[‪.‬‬
‫وعنم أب هريرة قال‪ :‬قال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪)) :‬أتاكم شهر رمضان‪ ،‬شهر مبَارك‪ ،‬فرض ال‬
‫علِّيكحم صيامه‪ ،‬تفتح فيه أبوُاب السمحاء وتغلِّق فيه أبوُاب الحيم وتغل فيه مردة الشياطي‪ ،‬ل فيه ليلِّة‬
‫خي منم ألف شهر‪ ،‬منم حرم خيها فقد حرم(( ]النسائي والبَيهقي بسند حسنم‪ ،‬صحيح التغيب‪:‬‬
‫‪.[418‬‬
‫قال ابنم رجب‪" :‬هذا الديث أصل ف تنئمة الناس بعضهم بعضاد بشهر رمضان‪ ،‬كيف ل يبَشر الؤمنم‬
‫بفتح أبوُاب النان‪ ،‬وغلِّق أبوُاب النيان‪ ،‬كيف ل يبَشر العاقل بوُقت يغل فيه الشيطان‪ ،‬منم أينم يشبَه‬
‫هذا الزمان زأمان" ]لطائف العارف[‪.‬‬
‫وعنم أب هريرة رضي ال عنه عنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال‪)) :‬إذا كان أول ليلِّة منم شهر رمضان‬
‫صفدت الشياطي ومردة النم وغلِّقت أبوُاب النار فلِّم يبَق منها باب‪ ،‬وفتحت أبوُاب النة فلِّم يغلِّق‬
‫منها باب‪ ،‬وينادي مناد‪ :‬يا باغي الي أقبَل‪ ،‬ويا باغي الشر أقصر‪ ،‬ول عتقاء منم النار وذلك كل‬
‫ليلِّة(( ]التمذي والنسائي والاكم[‪.‬‬
‫عنم عبَد ال بنم مسعوُد عنم رسوُل ال قال‪)) :‬إذا كان أول ليلِّة منم شهر رمضان فتحت أبوُاب النان‬
‫فلِّم يغلِّق منها باب واحد الشهر كلِّه‪ ،‬وغلِّقت أبوُاب النار فلِّم يفتح منها باب الشهر كلِّه‪ ،‬وغلِّت‬
‫عتاة النم ونُادىً مناد منم السمحاء كل ليلِّة إل انُفجار الصبَح‪ :‬يا باغي الي يإم وأبشر‪ ،‬ويا باغي الشر‬
‫أقصر وأبصر‪ ،‬هل منم مستغفر نُغفر له؟ هل منم تائب نُتوُب علِّيه؟ هل منم داع نُستجيب له؟ هل منم‬
‫سائل يعطىَ سؤله؟ ول عز وجل عند كل فطر منم شهر رمضان كل ليلِّة عتقاء منم النار ستوُن ألفدا‪،‬‬

‫‪664‬‬
‫فإذا كان يوُم الفطر أعتق مثل ما أعتق ف جيع الشهر ثلثي مرة ستي ألفاد ستي ألفدا(( ]البَيهقي‪،‬‬
‫وهوُ حديث حسنم ل بأس به‪ ،‬التغيب‪.[1476:‬‬
‫وعنم أنُس بنم مالك‪ :‬قال‪ :‬قال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪)) :‬ماذا يستقبَلِّكحم وتستقبَلِّوُن؟(( ثلث‬
‫مرات‪ ،‬فقال عمحر بنم الطاب‪ :‬يا رسوُل ال وحي نُزل؟ قال‪ :‬ل‪ .‬قال‪ :‬عدو حضر؟ قال‪ :‬ل‪ .‬قال‪:‬‬
‫فمحاذا؟ قال‪)) :‬إن ال يغفر ف أول ليلِّة منم شهر رمضان لكحل أهل هذه القبَلِّة(( وأشار بيده إليها‪] .‬ابنم‬
‫خزيإة ف صحيحه والبَيهقي‪ ،‬التغيب‪.[1478:‬‬
‫وعنم أب سعيد الدري قال‪ :‬قال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪)) :‬إن ل تعال عتقاء ف كل يوُم‬
‫وليلِّة )يعن ف رمضان( وإن لكحل مسلِّم ف يوُم وليلِّة دعوُة مستجابة(( ]البَزار[‪.‬‬
‫وعنم أب هريرة رضي ال عنه عنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال‪)) :‬منم صام رمضان إيإانُاد واحتساباد‬
‫غفر له ما تقدم منم ذنُبَه(( ]الشيخمان[‪.‬‬
‫بثل هذه الحاديث العظيمحة كان علِّيه الصلة والسلم يعظ أصحابه إذا أظلِّتهم بشائر شهر رمضان‬
‫ليحرك منم همحهم إل الطاعة والعبَادة‪ ،‬وليصرفهم عنم دنُياهم إل أخراهم‪ ،‬ومنم متاع فان إل تارة رابة‬
‫دائمحة‪.‬‬
‫فهل لنا ف ذلك متعظ؟‬
‫إن كثيا منم السلِّمحي اليوُم ل يعرفوُن هذا الشهر إل أنُه شهر لتنوُيع الآكل والشارب‪ ،‬فيبَالغوُن ف‬
‫إعطاء نُفوُسهم ما تشتهي ويكحثرون منم شراء الكحمحاليات الت ل داعي لا‪.‬‬
‫والبَعض الخر ل يعرف منم رمضان إل أنُه وقت السهر ف اللِّيل علِّىَ اللِّهوُ واللِّعب والغفلِّة‪ ،‬ووقت‬
‫النوُم والبَطالة ف النهار فتجده معظم ناره نُائمحدا‪ ،‬فينام حت عنم الصلة الفروضة‪.‬‬
‫والبَعض ل يعرف منم رمضان إل انُه موُسم للِّتجارة وعرض السلِّع فينشطوُن ف البَيع والشراء ويلزأموُن‬
‫السوُاق ول يضرون الساجد إل قلِّيلد علِّىَ عجل‪ ،‬فصار رمضان عندهم موُساد للِّدنُيا ل للخرة‪،‬‬
‫يطلِّب العرض الفان ويتك النافع البَاقي‪.‬‬
‫وآْخرون ل يعرفوُن منم رمضان إل أنُه وقت التسوُل ف الساجد والشوُارع فيمحضي أوقاته بي ذهاب‬
‫وإياب ويظهر نُفسه بظهر الفاقة والفقر وربا كان مادعدا‪.‬‬
‫وبعض إخوُانُنا وأحبَابنا ل يعرفوُن عنم رمضان إل أنُه شهر الرصفة والشلِّل والتجمحعات الرصيفية!ا فهم‬
‫أبداد منم رصيف إل رصيف‪ ،‬ومنم مبَاراة إل أخرىً‪ ،‬ومنم ملِّعب إل أخيه‪.‬‬
‫وبعض الحبَاء ظنوُا أن ميء الختبَارات ف شهر رمضان يرخص لم ف التفريط ف صلة التاويح‬
‫والمحاعة ف السجد وقراءة القرآْن‪ ،‬ومادروا أن الؤمنم الاد يد ف دروسه حت يتفوُق‪ ،‬ويد ف عبَادته‬
‫حت يتألق وإنُه لقادر علِّىَ المحع بينهمحا بإذن ال‪.‬‬

‫‪665‬‬
‫ورحم ال الناوي إذ يقوُل‪" :‬رغم أنُف منم علِّم أنُه لوُ كف نُفسه عنم الشهوُات شرها ف كل سنة‪،‬‬
‫وأتىَ با وظف له فيه منم صيام وقيام غفر له ما سلِّف منم الذنُوُب‪ ،‬فقصر ول يفعل حت انُسلِّخ الشهر‬
‫ومضىَ"‪.‬‬
‫يا عبَاد ال‪ :‬السنة شجرة‪ ،‬والشهوُر فروعها واليام أغصانا والساعات أوراقها وأنُافس العبَاد ثرتا‪،‬‬
‫فشهر رجب أيام توُريقها‪ ،‬وشهر شعبَان أيام تفريعها‪ ،‬ورمضان أيام قطفها‪ ،‬والؤمنوُن قطافها‪ ،‬إن هذه‬
‫الشهر الثلث كالوُقفات الثلث فرجب أولها تمحىَ فيها العزائم‪ ،‬وشعبَان ثانُيتها تذوب فيها مياه‬
‫العيوُن‪ ،‬ورمضان ثالثتها توُرق فيها أشجار الاهدات‪ ،‬وأي شجرة ل توُرق ف الربيع قطعت للِّحطب‪،‬‬
‫فيامنم قد ذهبَت عنه هذه الشر وما تغي أحسنم ال عزاءك!ا‬
‫‪-------------------------‬‬
‫الطبَة الثانُية‬
‫أما بعد‪:‬‬
‫أي أخي …‬
‫أتذكر كم كانُت نُدامتك وحسرتك حي تصرمت آْخر ليلِّة منم رمضان الفائت؟‬
‫أتذكر كم منم عبة سكحبَتها‪ ،‬وأنُت تتندم علِّىَ أوقات منم شهر رمضان ضاعت‪ ،‬وليال ل تسنم‬
‫استغللا؟‬
‫أتذكر أنُك عاهدت نُفسك يوُم ذاك أن تستقبَل رمضان القادم بنفس عازأمة‪ ،‬وهة قائمحة؟‬
‫فها أنُت ذا أمام رمضان جديد‪ ،‬وها قد كتب ال لك الياة لتدرك فرصة أخرىً تتب فيها صدقك‬
‫ورغبَتك ف الي‪ ،‬فمحاذا ستفعل؟ هل ستبَادر؟ أم تفرط ف أوقات شهرك حت يغادر؟ ث تندم ول ينفع‬
‫الندم؟‬
‫يا إخوُتاه … هل أدركنا مقدار النعمحة العظيمحة حي منم ال علِّينا ببَلِّوُغ هذا الشهر؟ ماذا لوُ طوُيت‬
‫أعمحارنُا قبَلِّه؟ أكنا قادرينم علِّىَ الطاعة والعبَادة؟ أكنا قادرينم علِّىَ الركوُع والسجوُد؟‬
‫إن ال أعطانُا فرصة عظيمحة حرمها غينُا منم فارق الياة وأفضىَ إل ما قدم … وكم منم رجل صلِّىَ‬
‫معنا ف هذا السجد ف رمضان الاضي‪ ،‬وسع حديثاد كهذا الديث عنم فضائل رمضان‪ ،‬ث هاهوُ الن‬
‫موُسد ف الثرىً يتمحن لظة يسبَح فيها تسبَيحة فل يقدر علِّيها‪ ،‬ويرجوُ ثانُية ينطق فيها بل إله إل ال‬
‫فل ياب رجاؤه‪.‬‬
‫لقد وقفت طوُيلد عند حديث عجيب رواه أحد وابنم ماجه‪ ،‬وقفت عنده طوُيلد لنُه أشعرن جلل‬
‫نُعمحة إدراك رمضان جديد‪ ،‬وأشعرن أيضا بعظيم السؤولية اللِّقاة علِّىَ كل مسلِّم يكحتب ال له عمحراد‬
‫ليدرك شهر رمضان‪.‬‬

‫‪666‬‬
‫عنم طلِّحة بنم عبَيد ال أن رجلِّي منم بلِّي قدما علِّىَ رسوُل ال صلِّىَ اللِّهم علِّيه وسلِّم وكان إسلمهمحا‬
‫جيعا فكحان أحدها أشد اجتهاداد منم الخر فغزا التهد منهمحا فاستشهد ث مكحث الخر بعده سنة ث‬
‫توُف قال طلِّحة فرأيت ف النام بينا أنُا عند باب النة إذا أنُا بمحا فخمرج خارج منم النة فأذن للِّذي‬
‫توُف الخر منهمحا ث خرج فأذن للِّذي استشهد ث رجع إل فقال‪ :‬ارجع فإنُه ل يأن لك بعد‪ ،‬فأصبَح‬
‫طلِّحة يدث به الناس فعجبَوُا لذلك فبَلِّغ ذلك رسوُل ال صلِّىَ اللِّهم علِّيه وسلِّم وحدثوُه الديث‬
‫فقال‪ :‬منم أي ذلك تعجبَوُن؟ فقالوُا‪ :‬يا رسوُل ال هذا كان أشد الرجلِّي اجتهاداد ث استشهد ودخل‬
‫هذا الخر النة قبَلِّه!ا!ا فقال رسوُل ال صلِّىَ اللِّهم علِّيه وسلِّم‪)) :‬أليس قد مكحث هذا بعده سنة؟‬
‫قالوُا‪ :‬بلِّىَ‪ ،‬قال‪ :‬وأدرك رمضان فصام وصلِّىَ كذا وكذا منم سجدة ف السنة؟ قالوُا‪ :‬بلِّىَ‪ ،‬قال رسوُل ال‬
‫صلِّىَ اللِّهم علِّيه وسلِّم‪ :‬فمحا بينهمحا أبعد ما بي السمحاء والرض(( ]ابنم ماجه‪.[3925:‬‬
‫أفرأيت كيف سبَق أقل الرجلِّي اجتهاد لا أتيح له منم فرصة العمحل ف العمحر المحتد؟‬
‫"فيا غيوُم الغفلِّة عنم القلِّوُب تقشعي‪ ،‬يا شوُس التقوُىً واليإان اطلِّعي‪ ،‬يا صحائف أعمحال الصائمحي‬
‫ارتفعي‪ ،‬يا قلِّوُب الصائمحي اخشعي‪ ،‬يا أقدام التهجدينم اسجدي لربك واركعي‪ ،‬يا ذنُوُب التائبَي ل‬
‫ترجعي" ]نُداء الريان‪.[1/169:‬‬
‫ــــــــ‬
‫رمضان والقرآن‬
‫عادل بنم أحد بانُاعمحة‬
‫جدة‬
‫‪6/9/1421‬‬
‫ممحد الفاتح‬
‫مامد و أدعيةطبَاعة الطبَة بدون مامد وأدعية‬
‫‪-------------------------‬‬
‫ملِّخمص الطبَة‬
‫‪ -1‬نُبَوُة النب ف رمضان وهوُ ف الغار‪ -2 .‬تنزلت القرآْن الكحري‪ -3 .‬ليلِّة القدر‪ -4 .‬حال النب‬
‫صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم مع القرآْن ف رمضان‪ -5 .‬حال السلِّف مع القرآْن ف رمضان‪ -6 .‬أيهمحا أفضل‬
‫الكثار منم التلوة أم القتصاد مع التدبر‪ -7 .‬اختصاصا رمضان بالقرآْن دون سائر الشهوُر‪.‬‬
‫‪-------------------------‬‬
‫الطبَة الول‬
‫بشرىً منم الغيب ألقيت ف فم الغار …‬

‫‪667‬‬
‫ف ليلِّة السابع عشر منم رمضان والنب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ف الربعي منم عمحره أذن ال عز وجل‬
‫للِّنوُر أن يتنزل‪ ،‬فإذا جبيل علِّيه السلم آْخذ بالنب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يقوُل له‪ :‬اقرأ!ا فقال النب صلِّىَ‬
‫ال علِّيه وسلِّم‪)) :‬ما أنُا بقارئ‪ ،‬قال‪ :‬فأخذن فغطن حت بلِّغ من الهد ث أرسلِّن فقال‪ :‬اقرأ‪ ،‬قلِّت‪:‬‬
‫ما أنُا بقارئ‪ ،‬فأخذن فغطن الثانُية حت بلِّغ من الهد ث أرسلِّن فقال‪ :‬اقرأ‪ ،‬فقلِّت‪ :‬ما أنُا بقارئ‬
‫فأخذن فغطن الثالثة ث أرسلِّن فقال اقهيرأه ذباسذم رب ذ‬
‫ك‬‫ك الذىً شخلِّششق شخلِّششق اذلنُشساشن ذمهنم شعلِّشتق اقهيشرأه شوشربت ش‬ ‫ش ه شل ش‬
‫الههكشررم ]العلِّق‪ .[3-1:‬فرجع با رسوُل ال صلِّىَ اللِّهم علِّيه وسلِّم يرجف فؤاده(( ]البَخماري‪.[3:‬‬
‫وهكحذا نُزلت أول آْية منم هذا الكحتاب العظيم علِّىَ النب الرؤوف الرحيم ف هذا الشهر العظيم‪.‬‬
‫وهكحذا شهدت أيامه البَاركة اتصال الرض بالسمحاء‪ ،‬وتنزل الوُحي بالنوُر والضياء‪ ،‬فأشرقت الرض بنوُر‬
‫ربا وانُقشعت ظلِّمحات الاهلِّية الهلء‪.‬‬
‫ومنم قبَل ذلك شهد هذا الشهر الكحري نُزولد آْخر‪ ،‬إنُه نُزول القرآْن جلِّة منم اللِّوُح الفوُظ إل بيت العزة‬
‫ف السمحاء الدنُيا‪ ،‬وكان ذلك ف ليلِّة القدر ذإلنُا أشنُشزلهشناهر ذف شهلييلِّشذة الهشقهدذر ]القدر‪ .[1:‬ذإلنُا أشنُشزلهشناهر ذف شهلييلِّشتة تمشبَاشرشكتة‬
‫]الدخان‪ .[2:‬قال ابنم عبَاس‪ :‬أنُزل القرآْن جلِّة واحدة إل ساء الدنُيا ليلِّة القدر ث أنُزل بعد ذلك ف‬
‫عشرينم سنة ]النسائي والاكم[‪ .‬وقال ابنم جرير‪ :‬نُزل القرآْن منم اللِّوُح الفوُظ إل ساء الدنُيا ف ليلِّة‬
‫القدر منم شهر رمضان ث أنُزل إل ممحد صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم علِّىَ ما أراد ال إنُزاله إليه‪.‬‬
‫إنا تلِّك "اللِّيلِّة الوُعوُدة الت سجلِّها الوُجوُد كلِّه ف فرح وغبَطة وانُبَهار‪ ،‬ليلِّة التصال بي الرض والل‬
‫العلِّىَ‪ ،‬ليلِّة ذلك الدث العظيم الذي ل تشهد الرض مثلِّه ف عظمحته وف آْثاره ف حياة البَشرية‬
‫جيعدا‪.‬‬
‫والنصوُصا القرآْنُية الت تذكر هذا الدث تكحاد ترف وتني بل هي تفيض بالنوُر الادئ الساري الرائق‬
‫الوُدود نُوُر ال الشرق ف قرآْنُه ذإلنُا أشنُشزلهشناهر ذف شهلييلِّشذة الهشقهدذر ]القدر‪ .[1:‬ونُوُر اللئكحة والروح وهم ف غدوهم‬
‫ورواحهم تشينشيلزرل الهشمحشلئذشكحةر شوالترورح ذفيشها ]القدر‪ .[4:‬ونُوُر الفجر شسشلةم ذهشىَ شحلت شمطهلِّشذع الهشفهجذر ]القدر‪".[5:‬‬
‫]ف ظلل القرآْن[‪.‬‬
‫"وأي نُعمحة أعظم منم نُعمحة نُزول القرآْن؟ نُعمحة ل يسعها حد البَشر فحمحد ال نُفسه علِّىَ هذه النعمحة‬
‫ب شوشله شهيشعل لهر ذعشوُشجا ]الكحهف‪.[1:‬‬ ‫ذذ ذ‬ ‫ذذ ذ‬
‫اهلشهمحرد للِّله الذىً أشنُهيشزشل شعشلِّىَ شعهبَده الهكحشتا ش‬
‫أي رفعة للِّعمحر يرفعها هذا التنزيل؟ إنا منة ال علِّىَ النُسان ف هذه الرض‪ ،‬النة الت ولد النُسان‬
‫معها ميلداد جديداد ونُشأ با النُسان نُشأة جديدة‪ ،‬النة الت التقطت البَشرية منم سفح الاهلِّية لتقىَ‬
‫با ف الطريق الصاعدة إل القمحة السامقة علِّىَ النهجه الربان الفريد" ]الظلل[‪.‬‬
‫وهكحذا إذن‪ ،‬شهد شهر رمضان هذا النزول الفريد لكحتاب ال‪ ،‬ومنم يوُمذاك ارتبَط القرآْن بشهر رمضان‬
‫ت لمشنم اهلرشدىً شوالهرفهرشقاذن ]البَقرة‪.[185:‬‬ ‫ششهر رمضاشن الذذىً أرنُذزشل ذفيذه الهرقرآْرن هددىً للِّلناذس وبييليشنا ت‬
‫شش‬ ‫ه ر‬ ‫ه ر شش ش‬
‫ومنم يوُم ذاك أصبَح شهر رمضان هوُ شهر القرآْن‪.‬‬

‫‪668‬‬
‫عنم ابنم عبَاس قال‪) :‬كان رسوُل ال صلِّىَ اللِّهم علِّيه وسلِّم أجوُد الناس‪ ،‬وكان أجوُد ما يكحوُن ف‬
‫رمضان حي يلِّقاه جبيل‪ ،‬وكان يلِّقاه ف كل ليلِّة منم رمضان فيدارسه القرآْن فلِّرسوُل ال صلِّىَ اللِّهم‬
‫علِّيه وسلِّم أجوُد بالي منم الريح الرسلِّة( ]البَخماري‪ ،6:‬مسلِّم‪.[2308:‬‬
‫لقد كان القرآْن أنُيسه وسيه ف رمضان‪.‬‬
‫نُعم السمحي كتاب ال إن له ……حلوة هي أحلِّىَ منم جن الضرب‬
‫به فنوُن العان قد جعنم فمحا ……تفت منم عجب إل إل عجي‪،‬ب‬
‫أمر وني وأمثال وموُعظة ……وحكحمحة أودعت ف أفصح الكحتب‬
‫لطائف يتنيها كل ذي أدب ……وحكحمحة أودعت ف أفصح الكحتب‬
‫قال ابنم رجب‪ :‬دل الديث علِّىَ استحبَاب دراسة القرآْن ف رمضان والجتمحاع علِّىَ ذلك‪ ،‬وعرض‬
‫القرآْن علِّىَ منم هوُ أحفظ له‪] .‬لطائف العارف‪ .[354:‬وفيه دليل علِّىَ استحبَاب الكثار منم تلوة‬
‫القرآْن ف شهر رمضان‪ ،‬وف حديث فاطمحة علِّيها السلم عنم أبيها أنُه أخبها أن جبيل علِّيه السلم‬
‫كان يعارضه القرآْن كل عام مرة‪ ،‬وأنُه عارضه ف عام وفاته مرتي‪] .‬البَخماري‪ ،3624:‬ومسلِّم‪:‬‬
‫‪] ،[2450‬لطائف العارف‪.[355:‬‬
‫قال رحه ال‪ :‬وف حديث ابنم عبَاس أن الدارسة بينه وبي جبيل كانُت ليلد ما يدل علِّىَ استحبَاب‬
‫الكثار منم التلوة ف رمضان ليلد فإن اللِّيل تنقطع فيه الشوُاغل ويتمحع فيه الم‪ ،‬ويتوُاطأ فيه القلِّب‬
‫واللِّسان علِّىَ التدبر كمحا قال تعال‪ :‬إذلن شنُاذشئمشةش الهيذل ذهشىَ أشششتد شوطهأد شوأشقهيشوُرم ذقيلد ]الزمل‪] .[6:‬لطائف‬
‫العارف‪.[355:‬‬
‫وقد كان للِّسلِّف رحهم ال اجتهاد عجيب ف قراءة القرآْن ف رمضان بل ل يكحوُنُوُا يشتغلِّوُن فيه بغيه‪.‬‬
‫وكان الزهري إذا دخل رمضان يقوُل‪ :‬إنا هوُ قراءة القرآْن وإطعام الطعام‪.‬‬
‫وقال ابنم الكحم‪ :‬كان مالك إذا دخل رمضان يفر منم قراءة الديث ومالسة أهل العلِّم‪.‬‬
‫وقال عبَد الرزأاق‪ :‬كان سفيان الثوُري إذا دخل رمضان ترك جيع العبَادة وأقبَل علِّىَ قراءة القرآْن‪.‬‬
‫وقال سفيان‪ :‬كان زأبيد اليامي إذا حضر رمضان أحضر الصاحف وجع إليه أصحابه‪.‬‬
‫وكان لم ماهدات منم كثرة التمحات رواها الئمحة الثقات الثبَات رحهم ال‪.‬‬
‫فقد كان السوُد يتم القرآْن ف رمضان كل ليلِّتي‪ ،‬وكان يتم ف غي رمضان كل ست ليال‪.‬‬
‫وكان قتادة يتم القرآْن ف كل سبَع ليال مرة‪ ،‬فإذا جاء رمضان ختم ف كل ثلث ليال مرة‪ ،‬فإذا جاء‬
‫العشر ختم ف كل ليلِّة مرة‪.‬‬
‫وكان النخمعي يفعل ذلك ف العشر الواخر منه خاصة‪ ،‬وف بقية الشهر ف ثلث‪.‬‬
‫وقال ربيع بنم سلِّيمحان‪ :‬كان ممحد بنم إدريس الشافعي يتم ف شهر رمضان ستي ختمحة ما منها شيء‬
‫إل ف صلة‪.‬‬

‫‪669‬‬
‫وكان سعد بنم إبراهيم بنم عبَد الرحنم الرجوُي يتم كل يوُم‪.‬‬
‫وروىً ابنم أب داود بسند صحيح أن ماهداد رحه ال كان يتم القرآْن ف رمضان فيمحا بي الغرب‬
‫والعشاء‪ ،‬وكانُوُا يؤخرون العشاء ف رمضان إل أن يإضي ربع اللِّيل‪.‬‬
‫وكان علِّي الزأدي يتم فيمحا بي الغرب والعشاء ف كل ليلِّة منم رمضان‪.‬‬
‫قال مالك‪ :‬ولقد أخبن منم كان يصلِّي إل جنب عمحر بنم حسي ف رمضان قال‪ :‬كنت أسعه يستفتح‬
‫القرآْن ف كل ليلِّة‪] .‬البَيهقي ف الشعب[‪.‬‬
‫قال النوُوي‪ :‬وأما الذي يتم القرآْن ف ركعة فل يصوُن لكحثرتم فمحنم التقدمي عثمحان بنم عفان‪ ،‬وتيم‬
‫الداري‪ ،‬وسعيد بنم جبَي رضي ال ختمحة ف كل ركعة ف الكحعبَة‪] .‬التبَيان‪.[48:‬‬
‫قال الذهب‪ :‬قد روي منم وجوُه متعددة أن أبا بكحر بنم عياش مكحث نوُاد منم أربعي سنة يتم القرآْن ف‬
‫كل يوُم وليلِّة مرة‪ ،‬ولا حضرته الوُفاة بكحت أخته فقال‪ :‬ما يبَكحيك؟ انُظري إل تلِّك الزاوية فقد ختم‬
‫أخوُك فيها ثانُية عشر ألف ختمحة‪] .‬سي أعلم النبَلء[‪.‬‬
‫قال القاسم عنم أبيه الافظ ابنم عساكر‪ :‬كان يتم كل جعة ويتم ف رمضان كل يوُم‪] .‬سي أعلم‬
‫النبَلء[‪.‬‬
‫فإن قلِّت أي أفضل؟ أن يكحثر النُسان التلوة أم يقلِّلِّها مع التدبر والتفكحر؟‬
‫قال النوُوي رحه ال‪ :‬والختيار أن ذلك يتلِّف بالشخماصا فمحنم كان منم أهل الم وتدقيق الفكحر‬
‫استحب له أن يقتصر علِّىَ القدر الذي ل يتل به القصوُد منم التدبر واستخمراج العان وكذا منم كان‬
‫له شغل بالعلِّم وغيه منم مهمحات الدينم ومصال السلِّمحي العامة يستحب له أن يقتصر منه علِّىَ القدر‬
‫الذي ل يل با هوُ فيه‪ ،‬ومنم ل يكحنم كذلك فالول له الستكحثار ما أمكحنه منم غي خروج إل اللِّل‪،‬‬
‫ول يقرؤه هذرمة‪] .‬الفتح‪.[8/715:‬‬
‫ومعن ذلك أن الكثار ي وإن كان مطلِّوُباد لذاته ي ل ينبَغي أن يطغىَ علِّىَ الفهم والتدبر‪ ،‬فليكحنم هم‬
‫الرء كثرة التم دون أن يعقل ما قرأ شيئمدا‪.‬‬
‫وأما حديث ابنم عمحر‪)) :‬ما فقه القرآْن منم قرأه ف أقل منم ثلث(( فقد أجاب عنه الئمحة رضي ال‬
‫عنهم‪.‬‬
‫قال ابنم رجب‪ :‬إنا ورد النهي عنم قراءة القرآْن ف أقل منم ثلث علِّىَ الداومة علِّىَ ذلك‪ ،‬فأما ف‬
‫الوقات الفضلِّة كشهر رمضان‪ ،‬خصوُصاد ف اللِّيال الت يطلِّب فيها ليلِّة القدر أو الماكنم الفضلِّة‬
‫كمحكحة لنم دخلِّها منم غي أهلِّها فيستحب الكثار فيها منم تلوة القرآْن اغتناماد للِّزمان والكحان‪ ،‬وهوُ‬
‫قوُل أحد وإسحاق وغيها منم الئمحة‪ ،‬وعلِّيه يدل عمحل غيهم كمحا سبَق ذكره‪] .‬لطائف[‪.‬‬
‫وقال ابنم حجر‪ :‬وكأن النهي عنم الزيادة ليس علِّىَ التحري‪ ،‬كمحا أن المر ف جيع ذلك ليس للِّوُجوُب‪،‬‬
‫وعرف ذلك منم قرائنم الال الت أرشد إليها السياق … وقال النوُوي‪ :‬أكثر العلِّمحاء علِّىَ أنُه ل تقدير‬

‫‪670‬‬
‫ف ذلك‪ ،‬وإنا هوُ بسب النشاط والقوُة‪ ،‬فعلِّىَ هذا يتلِّف باختلف الحوُال والشخماصا‪ ،‬وال أعلِّم‪.‬‬
‫]الفتح‪.[8/716:‬‬
‫وإن قال قائل‪ :‬هذا الذي ذكر ل يقبَلِّه عقل ول يقره منطق‪ ،‬فإنُن أقوُل له ما قاله المام اللِّكحنوُي رحه‬
‫ال‪ .‬قال‪ :‬فإن قلِّت بعض الاهدات ما ل يعقل وقوُعها؟ قلِّت‪ :‬وقع مثل هذا وإن استبَعد منم العوُام‬
‫فل يستبَعد منم أهل ال تعال‪ ،‬فإنم أعطوُا منم ربم قوُة وصلِّوُا با إل هذه الصفات‪ ،‬ول ينكحر هذا إل‬
‫منم ينكحر صدور الكحرامات وخوُارق العادات‪.‬‬
‫وإن الذاكرينم لذه الناقب ليسوُا منم ل يعتمحد علِّيه أو منم ل يكحوُن حجة ف النقل بل هم أئمحة السلم‬
‫وعمحد النُام … كأب نُعيم وابنم كثي والسمحعان وابنم حجر الكحي وابنم حجر العسقلن والسيوُطي‬
‫والنوُوي والذهب ومنم يذو حذوهم‪] .‬إقامة الجة‪.[101:‬‬
‫وقد سبَق أن ذكرت كلِّمحة المام ابنم رجب الت قرر فيها أن مثل هذا الجتهاد سائغ ف الزأمنة الفضلِّة‬
‫والماكنم الفضلِّة وأما طوُال العام فالول للِّمحؤمنم أل يتمحه ف أقل منم ثلث وإن ل يكحنم ذلك منوُعدا‪،‬‬
‫ل‪ ،‬فالدينم يسر‪ ،‬فوُال إن‬ ‫قال الذهب رحه ال‪ :‬ولوُ تل ورتل ف أسبَوُع ول زأم ذلك لكحان عمحلد فاض د‬
‫ترتيل سبَع القرآْن ف تجد قيام اللِّيل مع الافظة علِّىَ النوُافل الراتبَة والضحىَ وتية السجد مع الذكار‬
‫الأثوُرة الثابتة والقوُل عند النوُم واليقظة ودبر الكحتوُبة والسحر‪ ،‬مع النظر ف العلِّم النافع والشتغال به‬
‫ملِّصاد ل مع المر بالعروف وإرشاد الاهل وتفهيمحه وزأجر الفاسق ونوُ ذلك … لشغل عظيم جسيم‬
‫ولقام أصحاب اليمحي وأولياء ال التقي‪ ،‬فإن سائر ذلك مطلِّوُب فمحت تشاغل العبَد بتمحة ف كل يوُم‬
‫فقد خالف النيفية السمححة ول ينهض بأكثر ما ذكرنُاه‪] .‬السي‪.[86-3/84:‬‬
‫قال نُافع‪ :‬لا غسل أبوُ جعفر القاري نُظروا ما بي نره إل فؤاده مثل ورقة الصحف فمحا شك منم‬
‫حضره أنُه نُوُر القرآْن‪] .‬معرفة القراء الكحبَار[‪.‬‬
‫وف رمضان يتمحع الصوُم والقرآْن‪ ،‬فتدرك الؤمنم الصادق شفاعتان‪ ،‬يشفع له القرآْن لقيامه‪ ،‬ويشفع له‬
‫الصيام لصيامه‪ ،‬قال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪)) :‬الصيام والقرآْن يشفعان للِّعبَد يوُم القيامة‪ ،‬يقوُل الصيام‪:‬‬
‫أي رب منعته الطعام والشهوُات بالنهار فشفعن فيه‪ ،‬ويقوُل القرآْن‪ :‬رب منعته النوُم باللِّيل فشفعن فيه‬
‫فيشفعان(( ]أحد[‪ .‬وعند ابنم ماجه عنم ابنم بريدة عنم أبيه قال‪ :‬قال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪:‬‬
‫))ييء القرآْن يوُم القيامة كالرجل الشاحب يقوُل‪ :‬أنُا الذي أسهرت ليلِّك وأظمحأت نارك((‪.‬‬
‫"واعلِّم أن الؤمنم يتمحع له ف شهر رمضان جهادان لنفسه‪ ،‬جهاد بالنهار علِّىَ الصيام وجهاد باللِّيل‬
‫علِّىَ القيام‪ ،‬فمحنم جع بي هذينم الهادينم ووف بقوُقهمحا وصب علِّيهمحا روف أجره بغي حساب"‬
‫]لطائف العارف‪.[360:‬‬

‫‪671‬‬
‫ومنم صوُر اختصاصا شهر رمضان بالقرآْن الكحري صلة التاويح‪ ،‬فهذه الصلة أكثر ما فيها قراءة‬
‫ل‪ ،‬ولذلك استحب للمام أن يتم فيها ختمحة‬ ‫القرآْن‪ ،‬وكأنا شرعت ليسمحع الناس كتاب ال موُداد مرت د‬
‫كاملِّة‪.‬‬
‫وقد كان النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يطيل القراءة ف قيام رمضان باللِّيل أكثر منم غيه ]لطائف‬
‫العارف‪ .[356:‬وما يؤيد ذلك ما رواه المام أحد عنم حذيفة قال‪ :‬أتيت النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‬
‫ف ليلِّة منم رمضان فقام يصلِّي‪ ،‬فلِّمحا كب قال‪ :‬ال أكب‪ ،‬ذو اللِّكحوُت والبوت والكحبياء والعظمحة ث‬
‫قرأ البَقرة ث النساء ث آْل عمحران‪ ،‬ل يإر بآية توُيف إل وقف عندها ث ركع يقوُل‪)) :‬سبَحان رب‬
‫العظيم(( مثل ما كان قائمحاد ث رفع رأسه فقال‪)) :‬سع ال لنم حده ربنا لك المحد(( مثل ما كان‬
‫قائمحاد ث سجد يقوُل‪)) :‬سبَحان رب العلِّىَ(( مثل ما كان قائمحاد ث رفع رأسه فقال‪)) :‬رب اغفر ل((‬
‫مثل ما كان قائمحاد ث سجد يقوُل‪)) :‬سبَحان رب العلِّىَ(( مثل ما كان قائمحاد ث رفع رأسه فقام‪ ،‬فمحا‬
‫صلِّىَ إل ركعتي حت جاء بلل فآذنُه بالصلة ]أحد‪ ،‬مسند باقي مسند النُصار رقم‪.[22309:‬‬
‫وكان عمحر قد أمر أب بنم كعب وتيمحاد الداري أن يقوُما بالناس ف شهر رمضان فكحان القارئ يقرأ‬
‫بالائتي ف ركعة حت كانُوُا يعتمحدون علِّىَ العصي منم طوُل القيام‪ ،‬وما كانُوُا ينصرفوُن إل عند الفجر‪،‬‬
‫وف رواية أنم كانُوُا يربطوُن البَال بي السوُاري ث يتعلِّقوُن با ]لطائف العارف‪ .[356:‬وكان بعض‬
‫السلِّف يتم ف قيام رمضان ف كل ثلث ليال وبعضهم ف كل سبَع منهم قتادة‪ ،‬وبعضهم ف كل‬
‫عشرة منهم أبوُ رجاء العطاردي‪] .‬لطائف العارف‪.[358:‬‬
‫كل هذا التطوُيل والقيام منم أجل تلوة القرآْن وتعطي ليال شهر القرآْن بآيات القرآْن‪.‬‬
‫وإذا كان هذا شأن القرآْن ف رمضان فمحا أجدر العبَد الؤمنم أن يقبَل علِّيه‪ ،‬ويدي النظر فيه‪ ،‬وإن أقتح‬
‫علِّىَ الخ الؤمنم الصادق أن يعل له مع القرآْن ف هذا الشهر ثلثة مسارات‪:‬‬
‫السار الول‪ :‬مسار الكثار منم التلوة وتكحرار التمحات‪ ،‬فيجعل النُسان لنفسه جدولد ينضبَط به‪،‬‬
‫بيث يتمحكحنم منم ختم القرآْن مرات عديدة ينال خياتا وينعم ببكاتا‪.‬‬
‫السار الثان‪ :‬مسار التأمل والتدبر‪ ،‬فيستفتح النُسان ف هذا الشهر الكحري ختمحة طوُيلِّة الدىً يأخذ‬
‫منها ف اليوُم صفحة أو نوُها مع مراجعة تفسيها وتأمل معانُيها‪ ،‬والتبَصر ف دللتا واستخمراج أوامرها‬
‫ونُوُاهيها ث العزم علِّىَ تطبَيق ذلك وماسبَة النفس علِّيه‪ ،‬ول مانُع أن تطوُل مدة هذه التمحة إل سنة أو‬
‫نوُها شريطة أن ينتظم القارئ فيها ويكحثر التأمل ويأخذ نُفسه بالعمحل‪ ،‬ولعل ف هذا بعض منم معن‬
‫قوُل الصحاب اللِّيل‪) :‬كنا نُتعلِّم العشر آْيات فل ناوزأهنم حت نُعلِّم ما فيهنم منم العلِّم والعمحل(‪.‬‬
‫السار الثالث‪ :‬مسار الفظ والراجعة‪ ،‬فيجعل لنفسه مقدارا يوُمياد منم الفظ ومثلِّه منم الراجعة‪ ،‬وإن‬
‫كان قد حفظ ونُسي فهي فرصة عظمحىَ لتثبَيت الفظ واستجاع ما ذهب‪ ،‬ولست باجة إل التذكي‬

‫‪672‬‬
‫بللة منزلة الافظ لكحتاب ال ورفيع مكحانُته‪ ،‬وحسبَه أنُه قد استدرج النبَوُة بي جنبَيه إل أنُه ل يوُحىَ‬
‫له‪.‬‬
‫أخي الكحري … ها قد عرفت منم فضل القرآْن ما قد عرفت‪ ،‬وعلِّمحت منم ارتبَاط هذا الشهر الكحري‬
‫بالقرآْن العظيم ما قد علِّمحت‪ ،‬فلِّم يبَق إل أن تشمحر عنم ساعد الد‪ ،‬وتأخذ نُفسك بالعزم‪ ،‬وتدرع‬
‫الصب‪ ،‬وتكحوُن مع القرآْن كمحا قال القائل‪:‬‬
‫أسرىً مع القرآْن ف أفق ……فذ تبَارك ذلك الفق‬
‫وسرىً به ف رحلِّة عجب……منم واحة اليإان تنطلِّق‬
‫وارتاد منه عوُالاد ملِّئمت……سحراد به الرواح تنعتق‬
‫يامنم يريد العيش ف دعة ……نُبَع السعادة منه ينبَثق‬
‫"عبَاد ال هذا شهر رمضان الذي أنُزل فيه القرآْن‪ ،‬وف بقيته للِّعابدينم مستمحتع‪ ،‬وهذا كتاب ال يتلِّىَ‬
‫فيه بي أظهركم ويسمحع‪ ،‬وهوُ القرآْن الذي لوُ أنُزل علِّىَ جبَل لرأيته خاشعاد يتصدع‪ ،‬ومع هذا فل قلِّب‬
‫يشع ولعي تدمع ول صيام يصان عنم الرام فينفع ول قيام استقام فيجىَ ف صاحبَه أن يشفع"‪.‬‬
‫]لطائف العارف‪364:‬ا‪.[365/‬‬
‫فهل للِّنفس إقبَال؟ وهل للِّقلِّب اشتياق؟ وهل نل شهر القرآْن بتلوة القرآْن؟‬
‫ــــــــ‬
‫معذرة يا رمضان!!‬
‫عادل بنم أحد بانُاعمحة‬
‫جدة‬
‫‪1/9/1417‬‬
‫ممحد الفاتح‬
‫مامد و أدعيةطبَاعة الطبَة بدون مامد وأدعية‬
‫‪-------------------------‬‬
‫ملِّخمص الطبَة‬
‫‪ -1‬صوُرة مزية لستعداد الناس لرمضان‪ -2 .‬صوُر منم صنيع السلِّف ف رمضان‪ -3 .‬رمضان شهر‬
‫الوُاساة‪.‬‬
‫‪-------------------------‬‬
‫الطبَة الول‬
‫عبَاد ال‪ :‬أوصيكحم ونُفسي بتقوُىً ال‪ ،‬فقد أمرنُا ال بذلك ف قوُله‪ :‬ياأشييتشها الذذيشنم ءاشمنروُاه اتليرقوُاه اللِّلهش شحلق‬
‫س اتليرقوُاه شربلركحرم الذذىً شخلِّششقركحهم لمنم نُيلهف ت‬
‫س‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذذ‬
‫تريشقاته شولش شرتوُترلنم إلل شوأشنُرتم تمهسلِّرمحوُشن ]آْل عمحران‪ .[102:‬يشأشييتشها اللنا ر‬

‫‪673‬‬
‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ ذ‬ ‫واذحشدةت وخلِّشق ذمهنيها زأوجها وب ل ذ‬
‫ث مهنيرهشمحا ذرشجالد شكثياد شونُشساء شواتليرقوُاه اللِّلهش الذىً تششساءرلوُشن بذه شوالشهرشحاشم إذلن اللِّلهش‬ ‫ش ش ش ش شه ش ش ش ش‬
‫صلِّذهح لشركحهم أشهعشمحالشركحهم‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫شكاشن شعلِّشهيركحهم شرقيبَاد ]النساء‪ .[1:‬يأشييتشها الذيشنم ءاشمنروُاه اتليرقوُاه اللِّلهش شورقوُلروُاه قشيهوُلد شسديداد ير ه‬
‫شويشيهغذفهر لشركحهم ذررنُوُبشركحهم شوشمنم يرذطذع اللِّلهش شوشررسوُلشهر فشيشقهد شفاشزأ فشيهوُزأاد شعذظيمحاد ]الحزاب‪.[71-70:‬‬
‫وبعد‪:‬‬
‫معذرة يا رمضان!ا!ا!ا‬
‫معذرة يا شهر الي والعزة والبكة والنُتصارات!ا!ا!ا‬
‫معذرة إليك إذا ل تد عندنُا ما كنت تأمل وترجوُ ‪...‬‬
‫لقد كنت تشرق علِّىَ أمة السلم وهي عزيزة ل تقف علِّىَ البوُاب‪ ،‬ول تستعطف العداء ول تضع‬
‫للِّكحافرينم‪.‬‬
‫كنت تشرق علِّيها وإن ف كل أرض منها أذانُا يعلِّوُ‪ ،‬ومنائر ترتفع‪ ،‬وشعائر يعالنم با الناس‪.‬‬
‫كنت تشرق علِّيها وإنا لسيدة العال‪ ،‬وقائدة الدنُيا‪.‬‬
‫واليوُم علِّىَ ماذا تشرق؟؟‬
‫علِّىَ جرح فلِّسطي الدامي؟ أم علِّىَ آْلم أفغانُستان؟ أم علِّىَ مذبة السلم ف البَوُسنة والرسك؟ أم‬
‫علِّىَ فجيعة الشاشان؟ أم علِّىَ مصيبَة كشمحي؟‬
‫معذرة يا رمضان لقد أطرقت رؤوسنا خجل‪ ،‬وعدت إلينا وقد غرقنا ف ذلنا ‪..‬‬
‫رمضان عدت وهذه أوطانُنا …عم الفساد با وزأاد وطال‬
‫ضاعت مقاييس الفضيلِّة بيننا …وتبَدلت أحوُالنا أوحال‬
‫وما فتئ الزمان يدور حت …مضىَ بالد قوُم آْخرونُا‬
‫وأصبَح ل يرىً ف الركب قوُمي …وقد كانُوُا أئمحته سنينا‬
‫وآْلن وآْل كل حر …سؤال الدهر أينم السلِّمحوُنُا؟‬
‫معذرة يا رمضان!ا!ا!ا‬
‫كنت تأت قوُما أعدوا العدة لستقبَالك‪ ،‬وفهمحوُا سرك‪ ،‬وعرفوُا مغزاك‪ ،‬فهم ينتظرونُك ويتقبَوُنُك‪،‬‬
‫ويتهيأون لك بالصلة والصيام والتهيئمة العبَادية‪ ،‬كانُوُا يدعوُن ال ستة أشهر أن يدركوُا فضيلِّتك‪ ،‬ث‬
‫يدعوُنُه باقي العام أن يتقبَل‪ ،‬كانُوُا يقوُلوُن‪ :‬اللِّهم سلِّمحنا إل رمضان‪ ،‬وسلِّم لنا رمضان‪ ،‬وتسلِّمحه منا‪.‬‬
‫لقد علِّم هؤلء أنُك جئمت لتعلِّمحهم كيف يتفعوُن عنم الظاهر اليوُانُية الت غاية أكلِّها الكل والشرب‬
‫وإشبَاع الغريزة‪ ،‬وعلِّمحوُا أنُك جئمت لتعلِّمحهم كيف يرجوُن منم شهوُاتم النفسانُية‪.‬‬
‫هذا عبَد الرحنم بنم عوُف رضي ال عنه يؤتىَ له بإفطاره وقد كان صائمحا وفيه نُوُعان منم الطعام‪،‬‬
‫فيبَكحي!ا فيسأله أهلِّه‪ :‬ما يبَكحيك؟ فيقوُل‪ :‬تذكرت مصعب بنم عمحي مات يوُم مات ول ند ما نُكحفنه به‬

‫‪674‬‬
‫إل بردة إذا غطينا رأسه بدت قدماه‪ ،‬وإذا غطينا قدميه بدا رأسه‪ ،‬وننم اليوُم نُأكل منم هذه النُوُاع‪،‬‬
‫وأخشىَ أن تكحوُن طيبَاتنا عجلِّت لنا!ا!ا!ا‬
‫واليوُم يا رمضان إل منم تأت؟‬
‫إل قوُم ما عرفوُا عنك إل أنُك شهر الوُع ف النهار والشبَع ف اللِّيل؟ إل قوُم ما عرفوُا عنك إل أنُك‬
‫شهر التنوُيع ف الطعمحة والكثار منها؟ إل قوُم ل يكحنم زأادهم لستقبَالك إل طعاما وشرابا؟ وكأنُك يا‬
‫رمضان جئمت تعلِّمحهم فنوُن الطبَخ‪ ،‬وطرائق الكل !ا!ا!ا‬
‫معذرة يا رمضان!ا!ا!ا‬
‫كنت تطل علِّىَ قوُم أسهر لك ليلِّهم‪ ،‬وأظمحأوا نارهم‪ ،‬وأدركوُا أنُك موُسم ل يعوُض فبَذلوُا الغال‬
‫والنفيس‪.‬‬
‫ت ]البَقرة‪ .[184:‬فأرادوا أل تضيع منهم‪.‬‬ ‫سعوُا قوُل ال‪ :‬أشلياما لمعردودا ت‬
‫د ه‬
‫كنت تنظر إليهم‪ ،‬وهم بي باك غلِّبَته عبته‪ ،‬وقائم غفل عنم دنُياه‪ ،‬وساجد ترك الدنُيا وراء ظهره‪ ،‬وداع‬
‫علِّق كل أملِّه ف ال‪.‬‬
‫ي سجد مرة بنم شراحيل ل حت أكل التاب جبَهته‪] .‬نُزهة‪.[335:‬‬
‫ي كان صفوُان بنم سلِّيم يقوُم منم اللِّيل حت ترم قدماه وتظهر فيها عروق خضر‪] .‬نُزهة‪.[498:‬‬
‫ي وصلِّىَ عبَد ال بنم الزبي ف الرم وإن حجارة النجنيق لتتساقط بي يديه وخلِّفه م يشعر با!ا‬
‫ي وبكحىَ عمحر رضي ال عنه حت صار ف خديه خطان أسوُدان منم أثر الدمع!ا‬
‫ت‬‫ي وسع عبَد ال بنم الفضيل قوُله تعال‪ :‬ولشوُ تشيرىً إذهذ وقذرفوُاه عشلِّىَ اللناذر فشيشقالروُاه يالشيتيشنا نُيررتد ولش نُرشكحلذب بذئمايا ذ‬
‫ش شش‬ ‫هش ش ش‬ ‫ر ش‬ ‫شه ش‬
‫ي ]النُعام‪ .[27:‬فبَكحىَ حت غشي علِّيه‪ ،‬ث حل ميتا!ا‬ ‫ذذ‬ ‫ذ‬
‫شربيلشنا شونُشركحوُشن مشنم الهرمحهؤمن ش‬
‫ضاذجذع يشهدرعوُشن شربيلرههم شخهوُفاد شوطششمحعاد شوذ لما شرشزأقهيشنارههم‬‫لقد صدق فيهم قوُل ال تعال‪ :‬تشيتششجاشف رجرنوُبيررههم شعذنم الهشمح ش‬
‫ي شجشزاء ذ شبا شكانُروُاه يشيهعشمحرلِّوُشن ]السجدة‪.[17-16:‬‬ ‫رينذفرقوُشن فشلش تشيهعلِّشم نُشيهفس لما أرهخذفىَ شرلم لمنم قريلرةذ أشهع ر ت‬
‫ش‬ ‫ر ة‬
‫واليوُم علِّىَ منم تطل يا رمضان؟‬
‫هل تطل إل علِّىَ مساكي ليس ف ليلِّهم إل اللِّهوُ واللِّعب‪.‬‬
‫هل تطل إل علِّىَ حقىَ تركوُا الصلة وانُشغلِّوُا بذه القنوُات الفضائية؟‬
‫هل تطل إل علِّىَ كسال غاية جهد أحدهم أن يصلِّي مع المام ثان ركعات ث ينصرف معجبَا مزهوُا‬
‫وكأنُه قضىَ حق العبَادة‪ ،‬وفرغ منم واجب ال علِّيه؟‬
‫هل تطل إل علِّىَ قساة القلِّوُب‪ ،‬الذينم يتوُل القرآْن سعهم بكحرة وعشية فل تتز له قلِّوُبم ول تدمع له‬
‫أعينهم؟‬
‫سامنا يا رمضان ‪ ...‬لقد قست قلِّوُبنا!ا تجرت أفئمدتنا!ا قحطت أعيننا!ا ل نُعد نس بلوة الطاعة‪،‬‬
‫ول بمحال العبَادة‪ ،‬ول بأنُس الناجاة!ا!ا!ا‬

‫‪675‬‬
‫معذرة يا رمضان!ا!ا!ا‬
‫لقد كنت تفد إل قوُم تآخوُا علِّىَ غي أرحام بينهم‪ ،‬عرفوُا قيمحة الخاء فلِّزموُه‪ ،‬وفهمحوُا قدره فقاموُا‬
‫بقوُقه وواجبَاته‪ ،‬وعرفوُا قوُله صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪)) :‬السلِّم أخوُ السلِّم(( فكحانُوُا بق إخوُة وأحبَابا‪.‬‬
‫كانُوُا جسدا واحدا‪ ،‬يرحم الكحبَي الصغي‪ ،‬ويتم الصغي الكحبَي‪ ،‬يعيشوُن بالوُد‪ ،‬ويتعاملِّوُن بالب‪،‬‬
‫حياتم صفاء‪ ،‬وعيشهم وفاق‪ ،‬ل تبَاغض‪ ،‬ول تاسد‪ ،‬ول حقد‪.‬‬
‫يأل أحدهم لل أخيه‪ ،‬ويأسىَ لساه‪ ،‬يقضي حوُائجه‪ ،‬ويسد خلِّته‪ ،‬ويتلِّمحس مصال ليقضيها‪.‬‬
‫جاء رجل إل ابنم عبَاس رضي ال عنه وهوُ معتكحف يسأله قضاء حاجة له‪ ،‬فقام ابنم عبَاس ليخمرج‬
‫معه‪ ،‬فقالوُا له‪ :‬إنُك معتكحف!ا فقال‪ :‬لن أسعىَ ف قضاء حاجة أخي أحب إل منم اعتكحاف شهرينم‬
‫ف مسجد رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪.‬‬
‫واليوُم يا رمضان ‪ ...‬هل تفد إل علِّىَ قوُم استبَدلوُا العداوة بالخاء‪ ،‬والصوُمة بالصفاء‪ ،‬ورضوُا‬
‫بالتبَاغض والشحناء؟!ا وكأنُه ل ينته إليهم قوُل الصطفىَ صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪)) :‬ترفع العمحال إل ال‬
‫كل اثني وخيس فيغفر لنم شاء إل رجل كان بينه وبي أخيه شحناء فيقوُل‪ :‬انُظروا هذينم حت‬
‫يصطلِّحا((‪.‬‬
‫هل تفد إل علِّىَ قوُم ضمحر فيهم حس الخوُة اليإانُية‪ ،‬والرابطة الربانُية‪ ،‬فهم ل يشعرون بصاب‬
‫إخوُانم ف شرق الرض وغربا‪ ،‬ول يهتزون للعراض النتهكحة والراضي الغتصبَة‪ ،‬والقوُق الهدرة‪،‬‬
‫وكأنم ل يسمحعوُا قوُله صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪)) :‬منم ل يهتم بأمر السلِّمحي فلِّيس منهم((‪.‬‬
‫هل تفد إل علِّىَ متمحع ل يكحاد يعرف فيه الار جاره‪ ،‬والقريب قريبَه؟‬
‫معذرة يا رمضان ‪...‬‬
‫هذه جراحنا ‪ ...‬هذا واقعنا الذي نُعيشه‪.‬‬
‫هكحذا تبَدلت الدنُيا‪ ،‬وتغي الناس‪ ،‬واستحال الزمنم زأمنا آْخر‪.‬‬
‫هكحذا ننم ‪...‬‬
‫فهل ند ف أيامك هذه البَاركات ما يغي الال؟‬
‫وهل تكحوُن لنا مطة نرج منها بوُجه غي الوُجه الذي دخلِّنا به؟‬
‫نُرجوُ ذلك ‪...‬‬
‫ــــــــ‬
‫في وداع رمضان‬
‫أمي بنم نُوُر الدينم بتقة‬
‫بوُزأريعة‬
‫عثمحان بنم عفان‬

‫‪676‬‬
‫مامد و أدعيةطبَاعة الطبَة بدون مامد وأدعية‬
‫‪-------------------------‬‬
‫ملِّخمص الطبَة‬
‫‪ -1‬حسرة ف وداع رمضان‪ -2 .‬تديد ليلِّة القدر‪ -3 .‬فضل ليلِّة القدر‪ -4 .‬فضل الستغفار والدعوُة‬
‫له ف ناية الشهر‪ -5 .‬شهر عتق الرقاب‪ -6 .‬حذار منم الغرور‪ -7 .‬بعض أحكحام زأكاة الفطر‪.‬‬
‫‪-------------------------‬‬
‫الطبَة الول‬
‫أما بعد‪:‬‬
‫أيها الؤمنوُن‪ ،‬هذا هوُ رمضان ول وانُصرم‪ ،‬كأنا هوُ طيف عابر‪ ،‬مر ول نُشعر فيه بضي الزمان ول‬
‫بكحلر اللِّيال واليام‪ .‬هكحذا العمحر يإر بنا وننم ل نُشعر‪ ,‬يكحوُن بعضنا غارقاد ف شهوُاته حت يغزو الشيب‬
‫مفرقيه‪ ،‬نُذير أجل متوُم قد يل بساحته‪ ,‬قد يل الجل والغافل ل يستعلد بعد للِّرحيل‪ ,‬فإذا حانُت‬
‫ساعة اليعاد‪ ,‬فلت حي مناصا‪ ,‬يمحل الغافل علِّىَ العوُاد‪ ،‬ويرشدس بي اللاد‪ ،‬والذنُب كثي‪ ،‬والعمحل‬
‫قلِّيل‪ ،‬وحينئمذ ل ينفعه أن يعض علِّىَ أصبَع الندم‪ ،‬ول أن يهتف وينادي‪ :‬يا ليتن أرلد فأعمحل غي الذي‬
‫كنت أعمحل‪ ,‬فالعمحر فرصة ل تنح للنُسان إل مرة واحدة‪ ,‬فإذا ما ذهبَت هذه الفرصة وولت فهيهات‬
‫أن تعوُد‪.‬‬
‫وبقيت مظان ليلِّة القدر‪ ،‬وأصح القوُال أنا ف العشر الواخر‪ ،‬بل ف الوُتر منم العشر الواخر‪ ,‬كمحا‬
‫صح عنه صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪)) :‬تروا ليلِّة القدر ف الوُتر منم العشر الواخر منم رمضان(()‪,[1](1‬‬
‫وأصح أقوُال أهل العلِّم واليإان أنا تتنقل ف الوُتر منم العشر‪ ،‬فسنة تكحوُن ليلِّة إحدىً وعشرينم‪ ،‬وسنة‬
‫تكحوُن ف غيها منم ليال الوُتر‪ ,‬كمحا صح عنه صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أنُه قال‪)) :‬أريت ليلِّة القدر فنسيتها‪,‬‬
‫وأران صبَيحتها أسجد ف ماء وطي((‪ ،‬يقوُل الصحاب راوي الديث‪) :‬فمحطرنُا ليلِّة إحدىً وعشرينم‬
‫فخمر السجد‪ ،‬فصلِّىَ بنا النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم الصبَح فسجد ف ماء وطي()‪ .[2](2‬وصح عنه‬
‫صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أنُه قال‪)) :‬تلروا ليلِّة القدر ليلِّة ثلث وعشرينم(()‪ ,[3](3‬وصح عنه صلِّىَ ال‬
‫علِّيه وسلِّم‪)) :‬التمحسوُا ليلِّة القدر ليلِّة سبَع وعشرينم(()‪ ,[4](4‬وقوُله‪)) :‬تروا ليلِّة القدر‪ ،‬فمحنم كان‬
‫متحريها فلِّيتحلرها ف ليلِّة سبَع وعشرينم(()‪ ،[5](5‬وقد قال أب بنم كعب رضي ال عنه‪) :‬وال الذي‬
‫ل إله غيه إن لعلِّم أي ليلِّة هي‪ ,‬هي اللِّيلِّة الت جع فيها النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أهلِّه والناس‬
‫أجعي فصلِّىَ بم حت الصبَح‪ ،‬ليلِّة سبَع وعشرينم()‪ ,[6](6‬ففي تلِّك السنة كانُت ليلِّة القدر ليلِّة‬
‫سبَع وعشرينم‪ ،‬وصح عنه صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪)) :‬التمحسوُا ليلِّة القدر آْخر ليلِّة منم ليال رمضان(()‪](7‬‬
‫‪ ,[7‬أي ليلِّة تسع وعشرينم‪.‬‬

‫‪677‬‬
‫فكحل تلِّك الروايات الثابتة عنه صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم تدل بوُضوُح أنا ل تلِّزم ليلِّة السبَع والعشرينم ف‬
‫كل السني‪ ،‬بل ربا كانُت ف سنة ف ليلِّة إحدىً وعشرينم‪ ،‬وف سنة أخرىً ف ليلِّة ثلث وعشرينم‪،‬‬
‫وهكحذا إل تسع وعشرينم‪.‬‬
‫ولا كان دخوُل شهر رمضان يتلِّف فيه الناس‪ ،‬فرب لياتل نُعدها أوتاراد هي ف واقع المر شفع ليست‬
‫بوُتر‪ ,‬وإذا كان المر كذلك فإن العبَد السدد ل يقصر نُشاطه علِّىَ الوتار منم العشر‪ ،‬بل يتهد ف‬
‫العشر كلِّها مقتدياد ف ذلك برسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪ ،‬قال تعال‪ :‬لشقهد شكاشن لشركحهم ذف شررسوُذل اللِّلذه‬
‫أرهسشوُة شحشسنشة لشمحنم شكاشن يشيهررجوُ اللِّلهش شواهليشيهوُشم الذخشر شوذششكشر اللِّلهش شكذثياد ]الحزاب‪.[21:‬‬
‫وليلِّة القدر سيت بذلك لشرفها وعلِّوُ قدرها‪ ،‬فعبَادة فيها تعدل عبَادة ف ثلثة وثانُي سنة‪ ,‬وسيت‬
‫بذلك أيضا لنا تقلدر فيها مقادير العام الذي يلِّيها‪ ،‬فيفصل منم اللِّوُح الفوُظ إل كل ملِّك ما ولكل‬
‫إليه القيام به ف كل عام‪ ,‬فمحلِّك الوُت يعلِّم الرواح الت يقبَضها ف كل عام‪ ,‬وهكحذا يفرق ف هذه‬
‫اللِّيلِّة منم اللِّوُح الفوُظ كل أمر مكحم‪ ،‬فيعلِّم به منم سينفذه منم العبَاد الكحرمي‪ ،‬الذينم ل يعصوُن ال‬
‫ما أمرهم‪ ،‬ويفعلِّوُن ما يؤمرون‪ ,‬قال ال سبَحانُه‪ :‬ذفيشها ييرهفشررق ركتل أشهمتر شحذكحيتم ]الدخان‪.[4:‬‬
‫وساها ال جل وعل مبَاركة كمحا قال سبَحانُه‪ :‬ذإلنُا أشنُشزلهشناهر ذف شهلييلِّشتة تمشبَاشرشكتة ذإلنُا ركلنا رمنذذذريشنم ]الدخان‪.[3:‬‬
‫ومنم بركاتا أن اللئكحة تتنزل فيها منم السمحاء‪ ,‬كمحا قال سبَحانُه‪ :‬تشينشيلزرل الهشمحشلئذشكحةر شوالترورح ذفيشها ]القدر‪:‬‬
‫‪ ،[4‬والروح هوُ جبيل علِّيه السلم‪ ،‬وقد صح عنه صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أنُه قال‪)) :‬إن اللئكحة تلِّك‬
‫اللِّيلِّة ف الرض أكثر منم عدد الصىَ(()‪ ،[8](8‬ومنم بركاتا ما صح عنه صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪)) :‬منم‬
‫قام ليلِّة القدر إيإانُاد واحتساباد غفر له ما تقدم منم ذنُبَه(()‪.[9](9‬‬
‫فيا منم فرط استدرك‪.‬‬
‫ماذا نُصنع حت نُتدارك ما فات؟ ورمضان قد تليأ للِّرحيل فلِّم يبَق منه إل ليال‪.‬‬
‫علِّينا ‪ -‬يا عبَاد ال ‪ -‬أن نُعتف بذنُوُبنا‪ ،‬وأن نُتوُب التوُبة الصادقة النصوُح‪ ،‬وأن نُتوُجه إل ال تعال‬
‫بالدعاء بالغفرة والعتق منم النار‪.‬‬
‫ىً الذذيشنم أشهسشرفروُاه شعشلِّىَ أشنُرفذسذههم لش تشيهقنشطروُاه ذمنم‬ ‫ذ ذ‬
‫فاغفر لنا يا رلبنا وأعتقنا منم النار‪ ،‬أل تقل يا رلبنا‪ :‬قرهل ياعشبَاد ش‬
‫ك لشرذو‬ ‫جيعاد ذنُإلهر رهشوُ الهغشرفوُرر اللرذحيرم ]الزمر‪[53:‬؟!ا أل تقل يا ربنا‪ :‬شوإذلن شربل ش‬ ‫لرهحذة اللِّلذه إذلن اللِّله ييهغذفر التذرنُوُب شذ‬
‫ش‬ ‫شش ر‬ ‫ش‬
‫شمهغذفشرةت للِّلناذس شعشلِّىَ ظرهلِّذمحذههم ]الرعد‪[6:‬؟!ا‬
‫وأما منم استغفر بلِّسانُه وقلِّبَهر علِّىَ العصية معقوُد‪ ،‬وهوُ عازأم بعد الشهر إل العاصي أن يعوُد‪ ،‬فصوُمه‬
‫ىً الذذيشنم أشهسشرفروُاه شعشلِّىَ‬ ‫ذ ذ‬
‫علِّيه مردود‪ ،‬وباب القبَوُل عنه مسدود‪ ،‬كيف ل؟ وقد قابل نُداء ال‪ :‬قرهل ياعشبَاد ش‬
‫جيعاد ذنُإلهر رهشوُ الهغشرفوُرر اللرذحيرم بالعراض والصدود‪.‬‬ ‫أشنُرفذسذهم لش تشيهقنشطروُاه ذمنم لرهحذة اللِّلذه إذلن اللِّله ييهغذفر التذرنُوُب شذ‬
‫ش‬ ‫شش ر‬ ‫ش‬ ‫ه‬
‫أيها السلِّمحوُن‪ ،‬إن الستغفار هوُ ختام العمحال كللِّها‪ ،‬فيخمتم به ف الصلة كمحا ف صحيح مسلِّم أن‬
‫رسوُل ال كان إذا فرغ منم الصلة يستغفر ال ثلثا)‪ .[10](10‬وريتم به ف الجه‪ ،‬قال ال تعال‪ :‬رثل‬

‫‪678‬‬
‫س شواهستشيهغذفررواه اللِّلهش إذلن اللِّلهش شغرفوُةر لرذحيةم ]البَقرة‪ .[199:‬بعد هذه الشعية‬ ‫ث أششفا ش‬
‫ض اللنا ر‬ ‫ضوُاه ذمهنم شحهي ر‬
‫ذ‬
‫أشفي ر‬
‫العظيمحة وهي الوُقوُف بعرفة والجه عرفة‪ ،‬ينطلِّق الاج إل مزدلفة وهوُ يستغفر ال تعال‪ .‬ويتم به قيام‬
‫اللِّيل‪ ،‬يإدح ال تعال عبَاده التقي ويصفهم فيقوُل‪ :‬الذذيشنم يشيرقوُرلوُشن شربيلشنا إذنُيلشنا ءاشملنا شفاهغذفهر لششنا ذررنُوُبشيشنا شوقذشنا‬
‫ي شوالهرمحهستشيهغذفذريشنم ذبالهسشحاذر ]آْل عمحران‪،[17 ،16:‬‬ ‫ذذ‬
‫ي شوالهرمحنفق ش‬
‫ذذ‬
‫ي شوالهشقانُت ش‬
‫صابذذرينم وال ل ذ ذ‬
‫صادق ش‬ ‫ب اللنار ال ل ش ش‬
‫شعشذا ش ذ‬
‫وقال تعال كذلك ف وصفهم‪ :‬شوذبالشهسشحاذر رههم يشهستشيهغذفرروشن ]الذاريات‪ ،[18:‬قال السنم رحه ال‪:‬‬
‫"قاموُا اللِّيل إل وقت السحر‪ ،‬ث جلِّسوُا يستغفرون")‪ ،[11](11‬وكان ابنم عمحر رضي ال عنهمحا‬
‫يصلِّي منم اللِّيل ث يقوُل‪) :‬يا نُافع هل جاء السحر؟( فإذا قال‪ :‬نُعم‪ ،‬أقبَل علِّىَ الدعاء والستغفار حت‬
‫يصبَح)‪ .[12](12‬ويتم به كذلك ف الالس‪ ،‬فإن كانُت ذكراد كان كالطابع لا‪ ،‬وإن كانُت لغوُا‬
‫ط ال عنه‬ ‫كان كلفارة لا‪ .‬وكذلك ينبَغي أن يتم صيام رمضان بالستغفار‪ ،‬فمحنم أحب منكحم أن ي ل‬
‫الوزأار‪ ،‬ويعتقه منم النار‪ ،‬فلِّيكحثر منم الستغفار‪ ،‬باللِّيل والنهار‪ ،‬ل سيمحا ف وقت السحار‪.‬‬
‫وما يستحسنم ختم هذا الشهر به أيضاد عتق الرقاب‪ ،‬فقد كان أبوُ قلبة يعتق ف آْخر الشهر جارية‬
‫حسناء مزينة يرجوُ بعتقها العتق منم النار‪ .‬وعتق الرقاب يوُجب العتق منم النار كمحا دل علِّىَ ذلك‬
‫الديث الصحيح الذي رواه البَخماري عنم سعيد بنم مرجانُة صاحب علِّي بنم السنم قال‪ :‬قال أبوُ‬
‫هريرة‪ :‬قال النب ‪)) :‬أيإا رجل أعتق امرأ مسلِّمحا استنقذ ال بكحل عضوُ منه عضوُا منه منم النار((‪ ،‬قال‬
‫سعيد منم مرجانُة‪ :‬فانُطلِّقت به إل علِّي بنم السي‪ ،‬فعمحد علِّي بنم السي رضي ال عنهمحا إل عبَد له‬
‫قد أعطاه به عبَد ال بنم جعفر عشرة آْلف درهم أو ألف دينار فأعتقه)‪.[13](13‬‬
‫ومنم فاته عتق الرقاق لنُعدامها فلِّيكحثر منم شهادة التوُحيد‪ ،‬فإنا تقوُم مقام عتق الرقاب‪ ،‬قال ‪)) :‬منم‬
‫قال‪ :‬ل إله إل ال وحده ل شريك له‪ ،‬له اللِّك وله المحد وهوُ علِّىَ كل شيء قدير عشر مرار كان‬
‫كمحنم أعتق رقبَة منم ولد إساعيل(( ]أخرجه البَخماري[)‪ ،[14](14‬وقال‪)) :‬منم قال‪ :‬ل إله إل ال‬
‫وحده ل شريك له‪ ،‬له اللِّك وله المحد وهوُ علِّىَ كل شيء قدير ف يوُم مائة مرة كانُت له عدل عشر‬
‫رقاب‪ ،‬وكتب له مائة حسنة‪ ،‬وميت عنه مائة سيئمة‪ ،‬وكانُت له حرزأاد منم الشيطان يوُمه ذلك حت‬
‫يإسي‪ ،‬ول يأت أحد بأفضل لما جاء به إل أحةد عذمحل أكثر منم ذلك(( ]متفق علِّيه منم حديث أب‬
‫هريرة[)‪.[15](15‬‬
‫واعلِّمحوُا عبَاد ال أن المحع بي شهادة التوُحيد والستغفار منم أعظم أسبَاب الغفرة والنجاة منم النار‪،‬‬
‫وكشف الكحربات‪ ،‬وقضاء الاجات‪ .‬لذا جع ال تعال بينهمحا ف قوُله‪ :‬شفاهعلِّشهم شنُألهر لش اله إذلش اللِّلهر‬
‫ت ذمشنم اللظالذذمحي ]النُبَياء‪:‬‬ ‫ك إذلن ركن ر‬ ‫ت رسهبَشحانُش ش‬
‫ذ ذ‬
‫شواهستشيهغفهر لشذنُذبَك ]ممحد‪ ،[19:‬وف قوُله‪ :‬لل اله إذلل أشنُ ش‬
‫‪.[87‬‬
‫فأكثر ي أخي السلِّم ي منم طاعة ال ل سيمحا منم قوُل‪ :‬ل إله إل ال وحده ل شريك له‪ ،‬له اللِّك وله‬
‫المحد وهوُ علِّىَ كل شيء قدير‪.‬‬

‫‪679‬‬
‫وأكثر منم الستغفار وغيها منم الذكار والعمحال الصالة قبَل فوُات هذه الفرصة العظيمحة‪ ،‬فإنُه إن ل‬
‫ريغفر لك ف هذا الشهر فمحت سيغفر لك؟!ا‬
‫قال قتادة رحه ال‪" :‬كان يقال‪ :‬منم ل يغفر له ف رمضان فلِّنم يغفر له فيمحا بقي"‪.‬‬
‫فيا منم جد‪ ،‬واصل ول تغت‪ ،‬حذار منم الغتار با صنعت‪ ،‬وكنم كمحنم قال ال جل وعل فيهم‪ :‬شكانُروُاه‬
‫قشذلِّيلد لمنم الهيذل شما يشيههشجرعوُشن شوذبالشهسشحاذر رههم يشهستشيهغذفرروشن ]الذاريات‪ ،[18 ،17:‬ما استغفروا إل‬
‫لستشعارهم تقصشيهم ف جنب ال‪ ،‬رغم قيامهم أكثر اللِّيل‪ ,‬وكنم كمحنم قال ال جل وعل فيهم‪:‬‬
‫شوالذذيشنم ييرهؤرتوُشن شما ءاتشوُاه لوقريرلِّوُبيررههم شوذجلِّشة أشنُيلرههم إذشل شرلبذهم راذجرعوُشن ]الؤمنوُن‪ .[60:‬وتذكر أن ما أنُت فيه إنا‬
‫هوُ بفضل ال وتوُفيقه لك‪ ,‬فالذي أعطاك ووفقك هوُ الذي حرم غيك ومنعه‪ ،‬فقل كمحا قال‬
‫ىً لشهوُل أشهن شهشداشنُا اللِّلهر ]العراف‪ .[43:‬واعتب با‬ ‫ذ ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ ذ لذ‬
‫الصالوُن‪ :‬اهلشهمحرد للِّله ا ذىً شهشداشنُا شلاشذا شوشما ركلنا لنشيههتشد ش‬
‫ك بذذه‬ ‫قاله ال لعبَده ونُبَيه ممحد صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪ :‬ولشذئمنم ذشهئمينا لشنهذه ل ذ‬
‫ك رثل لش شذترد لش ش‬ ‫ب ذبالذىً أشهو ش ه‬
‫حييشنا إذلشهي ش‬ ‫ش ش شش‬ ‫ش‬
‫ك شكبَذديا ]النُبَياء‪ ،[87 ،86:‬حت عدها بعض‬ ‫ك إذلن فش ه‬
‫ضلِّشهر شكاشن شعلِّشهي ش‬ ‫شعشهلِّييشنا شوذكيلد إذلل شرهحشةد لمنم لربل ش‬
‫السلِّف أعظم تديد ف كتاب ال‪.‬‬
‫لاذسرروشن‬ ‫ذ‬
‫فكحنم خافض الناح‪ ،‬متهداد ف الطاعة‪ ،‬خائفاد منم عدم القبَوُل‪ ،‬فشلش يشأهشمرنم شمهكحشر اللِّله إذلل الهشقهوُرم ا هش‬
‫ذ‬ ‫ذ‬
‫ي ]الائدة‪ .[27:‬ول تدري أتكحوُن منهم أم ل؟‬ ‫]العراف‪ ،[99:‬وإذلشنا يشيتشيشقبَلرل اللِّلهر مشنم الهرمحتلق ش‬
‫ث اعلِّمحوُا ي يا عبَاد ال ي أن عائشة زأوج النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم سألته إن هي أدركت ليلِّة القدر ما‬
‫تقوُل فيها؟ قال‪)) :‬قوُل‪ :‬اللِّهم إنُك عفوُ تب العفوُ فاعف عن(()‪.[16](16‬‬
‫اعلِّمحوُا أيها السلِّمحوُن أن رسوُل ال فرض زأكاة الفطر علِّىَ السلِّمحي‪ ،‬علِّىَ الذكر والنُثىَ والصغي‬
‫والكحبَي‪ ،‬صادعا منم طعام أي صادعا منم قمحح‪ ،‬أو صادعا منم تر‪ ،‬أو صادعا زأبيب‪ ،‬أو صادعا منم شعي‪ ،‬أو‬
‫ضل عنه شيء منم‬ ‫صادعا منم أقط‪ ،‬فهذه الزكاة مفروضة علِّىَ كل قادر علِّىَ إخراجها‪ ،‬كل مسلِّم ف ش‬
‫قوُت يوُمه وقوُت عياله علِّيه أن يرج هذه الزكاة عنم نُفسه وعلمحنم يعوُلم‪ ،‬والصاع يساوي هذا اليوُم‬
‫كيلِّوُينم ومائت غرام تقريبَا‪.‬‬
‫واعلِّمحوُا أن وقت خروجها يبَدأ منم غروب شس ليلِّة العيد‪ ،‬وينتهي بانُتهاء صلة العيد‪ ،‬فمحنم أخرها إل‬
‫ما بعد ذلك فهي صدقة منم الصدقات كمحا قال الصطفىَ ‪ ،‬ولكحنها ل تسقط عنه‪ ،‬ويلِّزمه إخراجها‪،‬‬
‫ويوُزأ تعجيل هذه الزكاة قبَل العيد بيوُم أو يوُمي‪ ،‬ولكحنم ل يوُزأ تعجيلِّها أكثر منم ذلك؛ لن القصوُد‬
‫با كمحا أخبنُا إغناء الفقراء عنم السألة يوُم العيد‪ ،‬هذا هوُ القصوُد منم هذه الصدقة‪ ،‬أو منم أهم‬
‫مقاصد هذه الصدقة‪ ،‬قال عبَد ال بنم عبَاس رضي ال عنهمحا‪ :‬فرض رسوُل ال زأكاة الفطر طهرة‬
‫للِّصائم منم اللِّغوُ والرفث‪ ،‬وطعمحة للِّمحساكي‪ ،‬منم أداها قبَل الصلة فهي زأكاة مقبَوُلة‪ ،‬ومنم أداها بعد‬
‫الصلة فهي صدقة منم الصدقات)‪.[17](17‬‬

‫‪680‬‬
‫‪-------------------------‬‬
‫الطبَة الثانُية‬
‫ل ترد‪.‬‬
‫__________‬
‫)‪ (1‬أخرجه البَخماري ف صلة التاويح ]‪ ،[2017‬ومسلِّم ف الصيام ]‪ [1169‬منم حديث عائشة‬
‫رضي ال عنها‪.‬‬
‫)‪ (2‬أخرجه البَخماري ف صلة التاويح ]‪ ،[2016،2018‬ومسلِّم ف الصيام ]‪ [1167‬منم حديث‬
‫أب سعيد رضي ال عنها‪.‬‬
‫)‪ (3‬أخرجه بنحوُه أحد )‪ ،[16046](25/439‬وأبوُ داود ف الصيام ]‪ [1380‬منم حديث عبَد ال‬
‫بنم أنُيس رضي ال عنه‪ ،‬وصححه ابنم خزيإة ]‪ ،[2185،2186‬وهوُ ف صحيح الامع ]‪.[2923‬‬
‫)‪ (4‬أخرجه بذا اللِّفظ الطبان ف الكحبَي )‪ (350-19/349‬منم حديث معاوية رضي ال عنه‪،‬‬
‫وصححه اللبَان ف صحيح الامع ]‪.[1240‬‬
‫)‪ (5‬أخرجه أحد )‪ [4808](8/426‬منم حديث ابنم عمحر رضي ال عنهمحا‪ ،‬وصححه اللبَان ف‬
‫صحيح الامع ]‪.[2920‬‬
‫)‪ (6‬أخرجه مسلِّم ف صلة السافرينم ]‪ [1272‬بنحوُه‪.‬‬
‫)‪ (7‬أخرجه ابنم نُصر ف قيام اللِّيل )صا ‪ (106‬منم حديث معاوية رضي ال عنه‪ ،‬وصححه ابنم خزيإة‬
‫)‪ ،(3/330‬وكذا اللبَان‪.‬‬
‫)‪ (8‬أخرجه الطيالسي ]‪ ،[2545‬وعنه أحد ]‪ [10734‬منم حديث أب هريرة رضي ال عنه‪،‬‬
‫وصححه ابنم خزيإة ]‪ ،[2194‬وقال ابنم كثي ف تفسيه )‪" :(4/535‬إسناده ل بأس به"‪ ،‬وحسنم‬
‫إسناده اللبَان ف السلِّسلِّة الصحيحة ]‪.[2205‬‬
‫)‪ (9‬أخرجه البَخماري ف الصوُم ]‪ ،[1768‬ومسلِّم ف صلة السافرينم ]‪ [1268‬منم حديث أب هريرة‬
‫رضي ال عنه‪.‬‬
‫)‪ [10 (10‬أخرجه مسلِّم ف الساجد ]‪ [931‬عنم ثوُبان رضي ال عنه‪.‬‬
‫)‪ [11 (11‬أخرجه ابنم أب شيبَة ف الصنف )‪ ،(2/47‬والطبي ف تفسيه )‪ (13/200‬بنحوُه‪.‬‬
‫)‪ [12 (12‬أخرجه الطبي ف تفسيه )‪.[6756](6/266‬‬
‫)‪ [13 (13‬أخرجه البَخماري ف العتق ]‪ ،[2333‬ومسلِّم ف العتق ]‪.[2778‬‬
‫)‪ [14 (14‬أخرجه البَخماري ف الدعوُات ]‪ ،[5925‬ومسلِّم ف الذكر ]‪ [4859‬منم حديث أب‬
‫أيوُب رضي ال عنه‪.‬‬
‫)‪ [15 (15‬أخرجه البَخماري ف بدء اللِّق ]‪ ،[3050‬ومسلِّم ف الذكر ]‪.[4857‬‬

‫‪681‬‬
‫)‪ [16 (16‬أخرجه أحد ]‪ ،[25384‬والتمذي ف الدعوُات ]‪ ،[3513‬وابنم ماجه ف الدعاء ]‬
‫‪ ،[3840‬وقال التمذي‪" :‬حسنم صحيح"‪ ،‬وصححه الاكم )‪ ،(1/530‬وأقره الذهب‪،‬وصححه‬
‫النوُوي ف الذكار )صا ‪ ،(2487‬وهوُ ف صحيح التغيب ]‪.[3391‬‬
‫)‪ [17 (17‬أخرجه أبوُ داود ف الزكاة ]‪ ،[1376‬وابنم ماجه ف الزكاة ]‪ ،[1817‬وقال الدارقطن ف‬
‫السننم )‪" :(2/138‬ليس فيهم مروح"‪ ،‬وصححه الاكم )‪ (1/409‬علِّىَ شرط البَخماري‪ ،‬وأقره‬
‫الذهب‪ ،‬وحسنه اللبَان ف صحيح التغيب ]‪.[1085‬‬
‫ـــــــ‬
‫المنجيات من الفتن واستقبالا رمضان‬
‫عبَد البَاري بنم عوُض الثبَيت‬
‫الدينة النوُرة‬
‫‪24/8/1422‬‬
‫السجد النبَوُي‬
‫مامد و أدعيةطبَاعة الطبَة بدون مامد وأدعية‬
‫‪-------------------------‬‬
‫ملِّخمص الطبَة‬
‫‪ -1‬ظهوُر الفتم منم أشراط الساعة‪ -2 .‬العقوُبات الت تنزل زأمنم الفتم‪ -3 .‬أعظم الفتم فتنة الدينم‪.‬‬
‫‪ -4‬ما كل أحد يثبَت ف الفتنة‪ -5 .‬السبَاب العينة علِّىَ موُاجهة الفتم‪ -6 .‬كلِّمحة ف استقبَال‬
‫رمضان‪.‬‬
‫‪-------------------------‬‬
‫الطبَة الول‬
‫أما بعد‪:‬‬
‫فأوصيكحم ونُفسي بتقوُىً ال‪ ،‬قال تعال‪ :‬ياأشييتشها الذذيشنم ءاشمنروُاه اتليرقوُاه اللِّلهش شحلق تريشقاتذذه شولش شرتوُترلنم إذلل شوأشنُرتم‬
‫تمهسلِّذرمحوُشن ]آْل عمحران‪.[102:‬‬
‫أخب النب أن منم أشراط الساعة ظهوُر الفتم العظيمحة‪ ،‬الت يلِّتبَس فيها الق بالبَاطل‪ ،‬فتزلزل اليإان حت‬
‫يصبَح الرجل مؤمناد ويإسي كافردا‪ ،‬ويإسي مؤمناد ويصبَح كافردا‪ ،‬كلِّمحا ظهرت فتنة قال الؤمنم‪ :‬هذه‬
‫مهلِّكحت‪ ،‬ويظهر غيها فيقوُل‪ :‬هذه هذه‪ ،‬ول تزال الفتم تظهر ف الناس إل أن تقوُم الساعة‪.‬‬
‫ومنم الصحابة رضوُان ال علِّيهم اهتم حذيفة بنم اليمحان بأحاديث الفتم‪ ،‬وكان يقوُل عنم نُفسه‪) :‬إن‬
‫أصحاب النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم كانُوُا يسألوُن عنم الي‪ ،‬وكنت أسأل عنم الشر مافة أن أدركه()‪(1‬‬
‫]‪.[1‬‬

‫‪682‬‬
‫وننم ف عصر أخذت أموُاجها تتلطم بألوُان منم الحوُال العجيبَة‪ ،‬موُجات فتم تتىً‪ ،‬ومصائب‬
‫تتوُال‪ ،‬وتقلِّبَات وتغيات تلِّلوُث العقائد والفكحار والخلق‪ ،‬تسلعر القوُم شردا‪ ،‬كلِّمحا تعاظم الناس فتنة‬
‫تلِّتها أعظم منها‪ ،‬فتم الشهوُات الرقة‪ ،‬وفتم الشبَهات الضلِّة‪ ،‬وفتم تضارب الراء‪ ،‬سيمحا عند تفاوت‬
‫الشارب‪ .‬فتم هذا الزمان ل توُج بالناس فحسب‪ ،‬بل بم وبأفكحارهم‪ ،‬وربا كان موُج الفكحار والقائق‬
‫سة فتم هذا العصر‪ ،‬فتىً الناس ف الفتم كالوُرق اليابس تسلفه الريح يإنةد ويسردة‪.‬‬
‫نُعم‪ ،‬للِّفتم ضحايا تصرعهم‪ ،‬وف ذلك يقوُل الوُزأير ابنم هبَية‪" :‬احذروا مصارع العقوُل عند التهاب‬
‫الشهوُات"‪ .‬ويقوُل حذيفة بنم اليمحان‪) :‬إياكم والفتم‪ ،‬ل يشخمص إليها أحد‪ ،‬فوُال ما شخمص فيها أحد‬
‫إل نُسفته كمحا ينسف السيل الدمنم( )‪.[2](2‬‬
‫لقد حذر ال المة السلِّمحة إن هي خالفت ربا ونُبَيها‪ ،‬وبعدت عنم شريعتها أن يفتنها‪ ،‬قال تعال‪:‬‬
‫ب أشذليةم ]النوُر‪.[63:‬‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫فشيهلِّيشهحشذذر الذيشنم رشيالرفوُشن شعهنم أشهمذرذه شأن ترصيبَشيرههم هفتينشة أشهو يرصيبَشيرههم شعشذا ة‬
‫هذه الفتنة عامة تشمحل متلِّف أنُوُاع العقوُبات‪ ،‬كانُتشار القتل فيمحا بينهم‪ ،‬أو الزلزأل والباكي‪ ،‬أو‬
‫تسلِّط السلِّطان الائر علِّيهم‪ ،‬أو ظهوُر أنُوُاع منم المراض‪ ،‬أو الفقر‪ ،‬أو الشدة ف الياة‪ ،‬إل غي‬
‫ذلك‪.‬‬
‫ب الذذيشنم‬ ‫هذه الفتنة إذا نُزلت فإنا تعم المحيع‪ ،‬فل يستثن منها أحد لقوُله تعال‪ :‬واتليرقوُاه فذهتينشةد لل تر ذ‬
‫صي ش ل‬ ‫ش‬
‫صةد ]النُفال‪ ،[25:‬يقوُل الفسرون ف معناه‪" :‬واحذروا فتنة إذا نُزلت بكحم‪ ،‬ل تقتصر‬ ‫ظشلِّشرمحوُاه ذمنركحهم شخا ل‬
‫علِّىَ الظالي خاصة‪ ،‬بل تتعدىً إليكحم جيعدا‪ ،‬وتصل إل الصال والطال‪ ،‬أما الطال فهوُ عقوُبة لذنُبَه‪،‬‬
‫وأما الصال فلنُه سكحت ول ينكحر علِّىَ الظال ظلِّمحه"‪.‬‬
‫الفتم ‪ -‬عبَاد ال ‪ -‬خطرها عظيم‪ ،‬وشرها مستطي‪ ،‬تلِّك الرث والنسل‪ ،‬وتأت علِّىَ الخضر واليابس‪،‬‬
‫تلي العقلء‪ ،‬وترلمل النساء‪ ،‬وتيتم الطفال‪ ،‬وتسيل أنار الدماء‪ ،‬تنزل الوُيلت والنكحبَات بالتمحعات‬
‫الت تغشاها‪ ،‬نُار وقوُدها النُفس والموُال‪ ،‬ومصي أهلِّها ومآلم ‪ -‬عياذاد بال ‪ -‬شر مآل‪.‬‬
‫وأعظم الفتم ما كان ف الدينم‪ ،‬يرىً الرء أمامه سبَلد متشلعبَة‪ ،‬وفتناد متادفة‪ ،‬ل تزلزل وجدان النُسان‬
‫صنم‪ ،‬ويبَقىَ الرء ف حية منم أمره‪،‬‬ ‫فحسب‪ ،‬لكحنها تفعل فعلِّها ف جعل حياته تضطرب مهمحا ت ل‬
‫وخشية منم عاقبَته‪ .‬هناك منم تصيبَه حالة منم اليأس القاتل‪ ،‬وآْخرون يسنوُن أنُفسهم علِّىَ هامش‬
‫الياة‪ ،‬وصنف يلِّعب الشيطان برأسه‪ ،‬ويلِّب علِّىَ نُفسه الوُبال‪ ،‬نُتيجة فهم قاصر‪ ،‬أو نُقل كاذب‪ ،‬أو‬
‫غرض فاسد‪ ،‬أو هوُىً متلبَع‪ ،‬أو عمحىَ ف البَصية وفساد ف الرادة‪ ،‬قال تعال‪ :‬شواله ذ هفتينشةر أشششتد ذمشنم الهشقهتذل‬
‫]البَقرة‪.[191:‬‬
‫لذا رعنيت الشريعة بوُضوُع الفتم‪ ،‬ووضعت أمام السلِّم معال واضحة يهتدي با‪ ،‬ليخمرج غي مسخمط‬
‫ربه علِّيه‪ ،‬يقوُل السنم البَصري رحه ال‪" :‬الفتنة إذا أقبَلِّت عرفها كل عال‪ ،‬وإذا أدبرت عرفها كل‬
‫س شأن ييرهتيشرركوُاه شأن يشيرقوُلروُاه‬ ‫ذ‬
‫ب اللنا ر‬ ‫جاهل")‪ .[3](3‬الفتم سنة ربانُية ل تتبَدل‪ ،‬كمحا ف قوُله تعال‪ :‬أششحس ش‬

‫‪683‬‬
‫ءاشملنا شورههم لش ييرهفتشيرنوُشن ]العنكحبَوُت‪ ،[2:‬كتبَها ال عز وجل علِّىَ عبَاده لكحم عظيمحة‪ ،‬ومنها تحيص‬
‫الصف السلِّم‪ ،‬فالدعوُة ينضوُي تت لوُائها الصادق والكحاذب‪ ،‬والتجرد والنفعي‪ ،‬وطريق الدعوُة يأب‬
‫الهازأيل والمحثلِّي دور الصفياء‪ ،‬ول صفاء‪ ،‬وف الفتم تنكحشف حقائق النفوُس‪ ،‬فالذي يرصد مصلِّحته‬
‫ومنفعته‪ ،‬ول يعنيه حق ول باطل‪ ،‬عبَد الدرهم والدينار‪ ،‬ل يكحوُن أمثال هؤلء أصحاب مبَادئ وحلِّة‬
‫أمانُات‪.‬‬
‫والفتم تظهر خبَايا نُفوُسهم‪ ،‬لتعرف المة قدرهم فتنبَذهم‪ ،‬وصنف منم الناس ف الفتم تقوُىً رجوُلته‪،‬‬
‫وتسمحوُ هته‪ ،‬ويستدرك ضعفه‪ ،‬فيزداد صلبة لدور أكب‪ ،‬ومهمحة أجل وأكرم‪ ،‬قال تعال‪ :‬شوشعشسىَ شأن‬
‫خييةر لركحهم شوشعشسىَ شأن رذتبَتوُاه ششهيدئما شورهشوُ ششقر لركحهم شواللِّلهر يشيهعلِّشرم شوأشنُترهم لش تشيهعلِّشرمحوُشن ]البَقرة‪:‬‬
‫تشهكحشررهوُاه ششهيدئما شورهشوُ ش ه‬
‫‪.[216‬‬
‫كم منم أنُاس ريظنم أنم سيثبَتوُن ف الفتم فل يثبَتوُن‪ ،‬وأنُاس يظنم أنم لنم يثبَتوُا فيثبَتوُن‪.‬‬
‫الفتم تنساق لنم ل يتوُقاها انُسياب السيل إل منحدره‪ ،‬يقوُل علِّيه الصلة والسلم‪)) :‬ستكحوُن فتم‪،‬‬
‫القاعد فيها خي منم القائم‪ ،‬والقائم فيها خي منم الاشي‪ ،‬والاشي فيها خي منم الساعي‪ ،‬ومنم يشرف‬
‫لا تستشرفه(( أخرجه البَخماري ومسلِّم)‪ ،[4](4‬أي منم تطلِّع إليها‪ ،‬وتعرض لا‪ ،‬وأتته وقع فيها‪.‬‬
‫صنم‬ ‫لذا يرمي السلِّم إل تبَي السبَاب العينة علِّىَ موُاجهة الفتم‪ ،‬ليعد للمر عدته‪ ،‬ويأخذ أهبَته‪ ،‬وي ل‬
‫النفس منم النُزلق‪ ،‬ومنم ذلك إقبَال السلِّم علِّىَ كتاب ربه بقوُله وعمحلِّه واعتقاده‪ ،‬تعلِّمحاد وتعلِّيمحدا‪،‬‬
‫تلوة وتدبردا‪ ،‬ففيه العصمحة لنم اعتصم به‪ ،‬وفيه الثبَات لنم طلِّبَه فيه‪ ،‬قال تعال‪ :‬فشذإلما يشأهذتيشينلركحم لملن رهددىً‬
‫ك ذباهلشلق‬ ‫ضتل شولش يشهششقىَ ]طه‪ ،[123:‬وقال تعال‪ :‬قرهل نُشيلزلشهر ررورح الهرقردذس ذمنم لربل ش‬ ‫فشمحذنم اتليبَع هشداىً فشلش ي ذ‬
‫ش شش ر ش ش‬
‫ت بذذه فريشؤاشدشك‬ ‫ص علِّشي ش ذ‬ ‫لذيثبَ ذ‬
‫ك مهنم أشنُهيشبَاء التررسذل شما نُيرثشبَل ر‬ ‫ت الذيشنم ءاشمنروُاه ]النحل‪ ،[102:‬وقال تعال‪ :‬شوركلي نُيلرق ت ش ه‬ ‫رشل ش‬
‫]هوُد‪.[120:‬‬
‫السلح الول لرفع الفتم عنم المة اتبَاع هدىً ال‪ ،‬وف ظل هذا التبَاع يتب السلِّمحوُن‪ ،‬ويتوُلد سلح‬
‫العزائم‪ ،‬وتتحد المة تت راية ل إله إل ال‪.‬‬
‫ل ينجي منم الفتم إل تريد اتبَاع الرسوُل ‪ ،‬وتكحيمحه ف دلق الدينم وجللِّه‪ ،‬ظاهره وباطنه‪ ،‬عقائده‬
‫وأعمحاله‪ ،‬حقائقه وشرائعه‪ ،‬العلِّم الخملِّص ف تصيلِّه‪ ،‬التقىَ ال ف تطبَيقه‪ ،‬نُوُةر يضيء الطريق إذا‬
‫ادلمحت الطوُب‪ ،‬وتشابكحت الدروب‪ ،‬وعصفت بالناس الفتم‪ ،‬قال تعال‪ :‬أششو شمنم شكاشن شمهيدتا فشأشهحيش هيييشناهر‬
‫س ذ شباذرتج لمهنيشها ]النُعام‪.[122:‬‬ ‫ذ ت ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ ذذ ذ‬
‫شوشجشعهلِّشنا لشهر رنُوُدرا شيإهشي به ف اللناس شكشمحنم لمثشيلِّرهر ف الظلِّرشمحات لشهي ش‬
‫ل حوُل ول قوُة للِّعبَد إل بال‪ ،‬فهوُ الثبَت والعي‪ ،‬ولوُله ما رفع السلِّم قدمدا‪ ،‬ول وضع أخرىً‪ ،‬ول‬
‫ثبَت علِّىَ الي لظةد واحدة‪ ،‬اللِّجوُء إل ال بالدعاء منم أهم السبَاب‪ ،‬فهذا رسوُل ال كان عظيم‬
‫الشعوُر بالفتقار إل ربه‪ ،‬كان يكحثر ف دعائه أن يقوُل‪)) :‬يا مقلِّب القلِّوُب ثبَت قلِّب علِّىَ دينك(( )‬

‫‪684‬‬
‫‪ ،[5](5‬وكان يكحثر الستعاذة منم الفتم‪ ،‬ويدعوُ أصحابه لذلك‪)) :‬تعوُذوا بال منم الفتم‪ ،‬ما ظهر منها‬
‫وما بطنم(( أخرجه مسلِّم منم حديث زأيد بنم ثابت رضي ال عنه)‪.[6](6‬‬
‫إصلح النفس وتزكيتها بالطاعة والعبَادة منم أسبَاب التثبَيت‪ ،‬قال تعال‪ :‬شولشهوُ أشنُيلرههم فشيشعلِّروُاه شما ريوُشعرظوُشن بذذه‬
‫لششكحاشن شخهياد لرهم شوأشششلد تشيثهذبَيتاد ]النساء‪ .[66:‬العمحال الصالة مصادق للِّفتم ووقاية منها‪ ،‬وبا يدخر السلِّم‬
‫ضح هذا قوُل الرسوُل ‪:‬‬ ‫رصيداد منم الي ف الرخاء‪ ،‬فإذا ما نُزلت الفتم كانُت النجاة بفضل ال‪ ،‬ريوُ ل‬
‫))بادروا بالعمحال فتناد كقطع اللِّيل الظلِّم‪ ،‬يصبَح الرجل مؤمناد ويإسي كافردا‪ ،‬أو يإسي مؤمندا‪ ،‬ويصبَح‬
‫كافردا‪ ،‬يبَيع دينه بعرض منم الدنُيا(( أخرجه مسلِّم)‪.[7](7‬‬
‫لقد وجه القرآْن الكحري بالصب والتقوُىً لوُاجهة الكحيد‪ ،‬والتحصي منم الفتم‪ ،‬قال تعال‪ :‬لشترهبَيلِّشروُلن ذف‬
‫ب ذمنم قشيهبَلِّذركحهم شوذمشنم الذذيشنم أشهششرركوُاه أشدذىً شكذثياد شوذإن‬ ‫ذ‬ ‫ذ ذ‬ ‫ذ‬
‫أشهموُالركحهم شوأشنُرفسركحهم شولشتشهسشمحعرلنم مشنم الذيشنم رأوتروُاه الهكحشتا ش‬
‫ذ‬
‫ك ذمهنم شعهزذم الرموُذر ]آْل عمحران‪ .[186:‬يوُسف علِّيه السلم لناه ال منم الفتم‬ ‫ذ‬
‫صذبرواه شوتشيتليرقوُاه فشذإلن ذال ش‬ ‫تش ه‬
‫ذ‬ ‫ذ ذ ذ‬ ‫بالخلصا‪ ،‬قال تعال‪ :‬شكذالذ ذ‬
‫ي ]يوُسف‪.[24:‬‬ ‫ف شعهنهر التسوُء شوالهشفهحششاء ذنُإلهر مهنم عشبَادشنُا الهرمحهخملِّشص ش‬ ‫صذر ش‬ ‫ك لنش ه‬ ‫ش‬
‫ك شرهحشةد شوشهليئ لششنا ذمهنم أشهمذرشنُا‬ ‫وأهل الكحهف ناهم ال وحاهم حي لؤوا إليه سبَحانُه‪ :‬شربيلشنا ءاتذشنا ذمنم لردنُ ش‬
‫شرششددا ]الكحهف‪.[10:‬‬
‫إن دفاع ال سبَحانُه عنا وحايته لنا منم الفتم والكحايد‪ ،‬إنا يكحوُن علِّىَ قدر إيإانُنا وعبَوُديتنا‪ ،‬قال تعال‪:‬‬
‫ف شعهبَشدهر ]الزمر‪ ،[36:‬وكان السلِّف يقوُلوُن‪" :‬علِّىَ قدر العبَوُدية تكحوُن الكحفاية"‪ ،‬يقوُل‬ ‫أشلشيس اللِّله بذشكحا ت‬
‫ه ش ر‬
‫ابنم القيم رحه ال ف قوُله تعال‪ :‬إذلن اللِّلهش يرشدافذرع شعذنم الذذيشنم ءاشمنروُاه ]الجه‪ .[38:‬وف قراءة يشهدفشرع)‪[8](8‬‬
‫فيقوُل رحه ال‪" :‬فدفعه سبَحانُه ودفاعه عنهم ‪ -‬أي عنم الؤمني ‪ -‬بسب إيإانم وكمحاله‪ ،‬ومادة‬
‫اليإان وقوُته بذكر ال تعال‪ ،‬فمحنم كان أكمحل إيإانُاد وأكثر ذكردا‪ ،‬كان دفع ال تعال عنه ودفاعه أعظم‪،‬‬
‫ومنم نُقص نُقص")‪ ،[9](9‬أي منم نُقص إيإانُه نُقص الدفع والدفاع عنه‪.‬‬
‫ورمضان ‪ -‬عبَاد ال ‪ -‬موُسم خي قادم‪ ،‬وهوُ فرصة سانة لنطلِّب منم ال التثبَيت‪ ،‬ولنقبَل علِّىَ ربنا‪،‬‬
‫ونُغتف منم بر اليات‪ ،‬ونُزيد منم عبَوُديتنا وطاعتنا‪ ،‬ف زأمنم الفتم الدلمحة‪ ،‬لتتحقق حاية ال لنا‬
‫ويتحقق دفعه ودفاعه عنا‪ ،‬والنُسان مكحوُم علِّيه بالوُبال والسران‪ ،‬ما ل يسلِّك طريق اليإان‬
‫صذر إذلن اذلنُشساشن لشذفىَ رخهستر إذلل الذذيشنم ءاشمنروُاه‬ ‫والحسان‪ ،‬ويصب علِّىَ طريق الدىً‪ ،‬قال تعال‪ :‬شوالهشع ه‬
‫صهوُاه ذبال ل‬ ‫صا ذ ذ‬ ‫ذ‬
‫ص هذب ]سوُرة العصر[‪.‬‬ ‫صهوُاه ذباهلشلق شوتشيشوُا ش‬
‫لات شوتشيشوُا ش‬‫شوشعمحلِّروُاه ال ل ش‬
‫قتادة بنم دعامة رحه ال أحد التابعي‪ ،‬عاصر فتنة منم الفتم‪ ،‬ويضع بي يدي المة نُتائجها فيقوُل‪:‬‬
‫"قد رأينا وال أقوُاماد يسارعوُن إل الفتم وينزعوُن فيها‪ ،‬وأمسك أقوُام عنم ذلك هيبَة ل ومافة منه‪ ،‬فلِّمحا‬
‫انُكحشفت الفتم إذا الذينم أمسكحوُا أطيب نُفساد وأثلِّجه صدوردا‪ ،‬وأخف ظهوُراد منم الذينم أسرعوُا إليها‪،‬‬
‫وصارت أعمحال أولئمك حزازأات علِّىَ قلِّوُبم كلِّمحا ذكروها‪ ،‬وأي ال‪ ،‬لوُ أن الناس كانُوُا يعرفوُن منها إذ‬
‫أقبَلِّت ما عرفوُا منها إذ أدبرت لعقل فيها جيل منم الناس كثي")‪.[10](10‬‬

‫‪685‬‬
‫بارك ال ل ولكحم ف القرآْن العظيم‪ ،‬ونُفعن وإياكم با فيه منم اليات والذكر الكحيم‪ ،‬أقوُل قوُل هذا‪،‬‬
‫وأستغفر ال العظيم ل ولكحم فاستغفروه‪ ،‬إنُه هوُ الغفوُر الرحيم‪.‬‬

‫‪-------------------------‬‬
‫الطبَة الثانُية‬
‫المحد ل الذي جعل شهر رمضان سيد الشهوُر‪ ،‬وضاعف فيه السنات والجوُر‪ ،‬أحده سبَحانُه‬
‫وأشكحر إنُه غفوُر شكحوُر‪ .‬وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له‪ ،‬شهادة أرجوُ با الفوُزأ بدار القرار‬
‫والسرور‪ ،‬وأشهد أن سيدنُا ونُبَينا ممحداد عبَده ورسوُله أشرف آْمر ومأموُر‪ ،‬صلِّىَ ال علِّيه وعلِّىَ آْله‬
‫وصحبَه‪ ،‬ومنم اقتفىَ أثرهم إل يوُم النشوُر‪.‬‬
‫أما بعد‪:‬‬
‫فأوصيكحم ونُفسي بتقوُىً ال ‪.‬‬
‫بعد أيام قلئل يبَشر الؤمنوُن بإذن ال بشهر رمضان الذي ريفلتح ال فيه أبوُاب النة‪ ،‬وريغللِّق أبوُاب‬
‫النار‪ ،‬بشهر ل تصىَ فضائلِّه‪ ،‬ول ياط بفوُائده‪ ،‬والمة باجة إل هذا الوُسم لينسلِّخموُا منه بعد تامه‬
‫ملِّلوُة قلِّوُبم‪ ،‬منلوُرة بصائرهم‪ ،‬قوُية عزائمحهم‪.‬‬
‫يستقبَل رمضان بتهيئمة القلِّوُب‪ ،‬وتصفية النفوُس‪ ،‬وتطهي الموُال‪ ،‬والتفرغ منم زأحام الياة‪ ،‬وأعظم‬
‫مطلِّب ف هذا الشهر إصلح القلِّوُب‪ ،‬فالقلِّب الذي ما زأال مقيمحاد علِّىَ العصية يفوُت خياد عظيمحدا‪،‬‬
‫فرمضان هوُ شهر القرآْن‪ ،‬والقلِّوُب هي أوعية القرآْن ومستقر اليإان‪ ،‬فكحيف بوُعاء لرلوُث بالثام؛ كيف‬
‫يتأثر بالقرآْن؟!ا‬
‫وريستقبَل رمضان بتهيئمة النفوُس وتنقيتها منم الضغائنم والحقاد‪ ،‬الت خلِّخملِّت العرىً‪ ،‬وأنكحت القوُىً‪،‬‬
‫ومزقت السلِّمحي شر مزق‪ ،‬فالذي ريطل علِّيه رمضان عاقاد لوُالديه‪ ،‬قاطعاد لرحامه‪ ،‬هاجراد لخوُانُه‪،‬‬
‫أفعاله قطيعة‪ ،‬دوره ف التمحع النمحيمحة‪ ،‬هيهات هيهات أن يستفيد منم رمضان‪.‬‬
‫ومنم حكحم رمضان أن يتفاعل السلِّم مع إخوُانُه ف شت البَقاع‪ ،‬ويتجاوب مع نُداء الفقراء والضعفاء‪،‬‬
‫متجاوزأاد بشاعره كل الفوُاصل‪ ،‬متسلِّقاد ببَادئه كل الوُاجز‪ ،‬يتأل للمهم‪ ،‬يزن لحزانم‪ ،‬يشعر‬
‫بفقرائهم‪.‬‬
‫وريستقبَل رمضان بتطهي الموُال منم الرام‪ ،‬فمحا أفظعها منم حسرة ونُدامة أن تلِّهجه اللسنم بالدعاء ول‬
‫ب شدهعشوُشة اللداذع إذشذا شدشعاذن ]البَقرة‪.[186:‬‬ ‫استجابة‪ ،‬وربنا يقوُل‪ :‬وإذشذا سأشلشك ذعبَاذدي عن فشذإن قشذري ذ‬
‫ب أرجي ر‬
‫ش ش ش ش شل ل ة‬
‫اللِّهم بلِّغنا شهر رمضان‪ ،‬ووفقنا فيه للِّصيام والقيام‪ ،‬اللِّهم أعز السلم والسلِّمحي‪...‬‬
‫__________‬

‫‪686‬‬
‫)‪ (1‬أخرجه البَخماري ف الفتم باب‪ :‬كيف المر إذا ل تكحنم جاعة؟ )‪ ، (7084‬ومسلِّم ف المارة‬
‫باب ‪ :‬وجوُب ملزأمة جاعة السلِّمحي عند ظهوُر الفتم )‪.(1847‬‬
‫)‪ (2‬أخرجه معمحر ف جامعه )‪ -11/359‬مصنف عبَد الرزأاق ‪ ، (-‬ومنم طريقه نُعيم بنم حاد ف الفتم‬
‫)‪ (177 ،1/140‬وأبوُ نُعيم ف اللِّية )‪ ، (1/273‬وصححه الاكم )‪ ، (4/495‬وف سنده عمحارة‬
‫بنم عبَتد ‪ -‬الراوي عنم حذيفة ‪ -‬ل يرو عنه غي أب إسحاق ‪ ،‬قال الذهب ف اليزان )‪: (3/177‬‬
‫"مهوُل ل يتجه به"‪ .‬واللدمنم ‪ :‬السرقي التلِّلبَد والبَعر كمحا ف القاموُس‪.‬‬
‫)‪ (3‬أخرجه ابنم سعد ف الطبَقات )‪ ، (7/166‬والبَخماري ف التاريخ الكحبَي )‪ ، (4/321‬وأبوُ نُعيم ف‬
‫اللِّية )‪.(9/24‬‬
‫)‪ (4‬أخرجه البَخماري ف الفتم باب ‪ :‬تكحوُن الفتنة القاعد فيها خي منم القائم )‪ ، (7081‬ومسلِّم ف‬
‫الفتم باب ‪ :‬نُزول الفتم كمحوُاقع القطر )‪ (2886‬منم حديث أب هريرة رضي ال عنه‪.‬‬
‫)‪ (5‬أخرجه أبوُ داود الطيالسي )‪ (1/224‬وإسحاق بنم راهوُيه ف مسنده )‪ ، (1/113‬والمام أحد )‬
‫‪ (6/294‬والتمذي ف الدعوُات باب منه )‪ (3522‬منم حديث أم سلِّمحة ‪ ،‬وقال التمذي ‪" :‬ف البَاب‬
‫عنم عائشة والنوُاس بنم سعان وأنُس وجابر وعبَد ال بنم عمحرو ونُعيم بنم هار ‪ ،‬وهذا حديث حسنم " ‪،‬‬
‫وصححه الاكم )‪.(1/706‬‬
‫)‪ (6‬رواه مسلِّم ف النة ‪ ،‬باب عرض مقعد اليت منم النة أو النار علِّيه )‪.(2867‬‬
‫)‪ (7‬أخرجه مسلِّم ف اليإان باب ‪ :‬الث علِّىَ البَادرة بالعمحال قبَل تظاهر الفتم )‪ (118‬منم حديث‬
‫أب هريرة رضي ال عنه‪.‬‬
‫)‪ (8‬قرأ به ابنم كثي الكحي ‪ ،‬وأهل البَصرة ‪ ،‬انُظر‪ :‬تفسي البَغوُي )‪.(5/388‬‬
‫)‪ (9‬الوُابل الصيب )صا ‪.(100‬‬
‫)‪ [10 (10‬أخرجه أبوُ نُعيم ف اللِّية )‪.(2/337‬‬
‫يييييييي‬
‫خإصائص رمضان‬
‫عبَد العزيز بنم عبَد ال آْل الشيخ‬
‫الرياض‬
‫‪24/8/1422‬‬
‫جامع المام تركي بنم عبَد ال‬
‫مامد و أدعيةطبَاعة الطبَة بدون مامد وأدعية‬
‫‪-------------------------‬‬
‫ملِّخمص الطبَة‬

‫‪687‬‬
‫‪ -1‬حكحمحة ال ف اللِّق‪ -2 .‬أنُوُاع العبَادات‪ -3 .‬ركنية صوُم رمضان‪ -4 .‬الكحمحة منم شرعية الصوُم‪.‬‬
‫‪ -5‬الصوُم سلر بي العبَد وبي ربه‪ -6 .‬الصوُم يبَلي قيمحة النعم ويذكر بالفقراء والعوُزأينم‪ -7 .‬إدراك‬
‫رمضان نُعمحة‪ -8 .‬خصائص رمضان‪.‬‬
‫‪-------------------------‬‬
‫الطبَة الول‬
‫أما بعد‪:‬‬
‫فيا أيها الناس‪ ،‬اتقوُا ال تعال حق التقوُىً‪.‬‬
‫عبَاد ال‪ ،‬إن ل جل وعل الكحمحة البَالغة ف شرعه وخلِّقه‪ ،‬فهوُ الكحيم فيمحا شرع وخلِّق‪ ،‬ل يلِّق خلِّقه‬
‫عبَثدا‪ ،‬ول يتكهم رسدىً‪ ،‬ول يشرع لم الشرائع لعبَدا‪ ،‬إنا خلِّقهم لمر عظيم‪ ،‬وهليأهم لطب جسيم‪ ،‬شوشما‬
‫ها إذلل ذباهلشلق شوشلكذلنم أشهكثشيشررههم لش يشيهعلِّشرمحوُشن‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫ض شوشما بشهييينشيرهشمحا شلعبَذ ش‬
‫ي شما شخلِّشهقشنا رش‬ ‫شخلِّشهقشنا اللسشمحاوات شوالشهر ش‬
‫]الدخان‪.[39-38:‬‬
‫خلِّقهم لمر عظيم‪ ،‬وهيأهم لطب جسيم‪ ،‬شرع لم منم العبَادات ما يزداد به إيإانم‪ ،‬وتكحمحل به‬
‫عبَاداتم‪.‬‬
‫ت شواهلياشة لذيشهبَيلِّرشوُركهم أشيتركحهم أشهحشسرنم‬ ‫ذ‬
‫أيها السلِّمحوُن‪ ،‬وإن شرع ال ابتلء وامتحان للِّمحكحللِّفي‪ ،‬الذىً شخلِّششق الهشمحهوُ ش‬
‫شعشمحلد ]اللِّك‪ ،[2:‬ففيها ابتلء للِّعبَاد‪ ،‬ليظهر منم هوُ صابةر لشرع ال‪ ،‬مستجيب منقاد‪ ،‬عبَةد لوُله‪،‬‬
‫سامةع مطيع‪ ،‬منم هوُ عبَةد لوُاه‪ ،‬إنا يتبَع ما يوُافق هوُاه‪ .‬إن ال تعال شرع العبَادات ونُلظم العاملت‬
‫ابتلءد وامتحانُدا‪ ،‬فمحنم قبَل بشرع ال‪ ،‬وانُشرح بذلك صدره‪ ،‬وطابت نُفسه‪ ،‬دل علِّىَ صدق إيإانُه‪،‬‬
‫وعظيم يقينه‪ ،‬ومنم قبَل منم الشرائع بعضدا‪ ،‬ورد بعضدا‪ ،‬قبَل ما يوُافق هوُاه‪ ،‬ورد سوُىً ذلك‪ ،‬فهوُ دليل‬
‫ضع‬ ‫علِّىَ أنُه عابةد لوُاه‪ ،‬ليس مطيعاد لوُله‪ ،‬يريد أن يكحوُن متبَوُعدا‪ ،‬ول يريد أن يكحوُن تابعدا‪ ،‬يريد أن ري ذ‬
‫ض شوشمنم ذفيذهلنم بشهل‬ ‫ت شوالهر ر‬
‫ذ‬
‫الموُر كلِّها لا توُاه نُفسه فقط‪ ،‬شولشذوُ اتليبَششع اهلشتق أشههشوُاءرههم لششفشسشدت اللسشمحاوا ر‬
‫ذ ذ‬ ‫ذ ذ‬
‫ضوُشن ]الؤمنوُن‪.[71:‬‬ ‫شأتشهيييشنارههم بذذهكذرههم فشيرههم شعنم ذهكذرههم تمهعذر ر‬
‫أيها السلِّم‪ ،‬إن ال تعال نُلوُع العبَادات علِّىَ العبَاد‪ ،‬فمحنها عبَادة تتعلِّق بالبَدن‪ ،‬كأداء الصلِّوُات‪،‬‬
‫وعبَادة تتعلِّق بالال كإخراج الزكاة‪ ،‬وعبَادة ما بي الال والبَدن جيعدا‪ ،‬بالال والبَدن جيعدا‪ ،‬كحجه بيت‬
‫ف عنم مشتهيات النفس‪ ،‬كعبَادة الصيام‪ ،‬والسلِّم‬ ‫ب با الكح ل‬ ‫ال‪ ،‬والهاد ف سبَيل ال‪ ،‬وعبَادة مطلِّوُ ة‬
‫ب‬‫ض الهذكحشتا ذ‬ ‫يقبَل شرع ال كلِّه إيإانُاد ويقيندا‪ ،‬وقد رد ال علِّىَ منم قبَلِّوُا بعضاد وردوا بعضا‪ ،‬أشفشيتريهؤذمرنوُشن بذبَشيهع ذ‬
‫ىً ذف اهلياةذ التدنُهيشيا شويشيهوُشم الهذقشياشمذة ييرشرتدوشن إذشل أشششلد‬ ‫ض فشمحا جزاء منم ييهفعل ذالذ ش ذ ذ ذ‬
‫ك منركحهم إلل خهز ة‬ ‫ذ ت‬
‫شوتشهكحرفرروشن ببَشيهع ش ش ش ش ش ش ر‬
‫ب شوشما اللِّلهر بذشغافذتل شعلمحا تشيهعشمحرلِّوُشن ]البَقرة‪.[85:‬‬
‫العشذا ذ‬
‫ش‬
‫أيها السلِّمحوُن‪ ،‬منم تلِّكحم العبَادات عبَادة الصوُم فإن الصوُم عبَاد ة ل‪ ،‬عبَادة يتقرب با العبَاد إل ال‪،‬‬
‫الصوُم ‪ -‬أيها السلِّمحوُن ‪ -‬عبَادة يتقرب با العبَاد إل ال‪ ،‬ولا كان الصيام عبَادة ل‪ ،‬وطاعةد ل‪،‬‬

‫‪688‬‬
‫وعنوُان الضوُع والذل ل‪ ،‬تعبَد ال به المم قبَلِّنا‪ ،‬وتعبَدنُا به كمحا تعبَد منم قبَلِّنا‪ ،‬ياأشييتشها الذذيشنم ءاشمنروُاه‬
‫ت ]البَقرة‪،183:‬‬ ‫ركتذب علِّشيركحم الصيام شكمحا ركتذب عشلِّىَ الذذينم ذمنم قشيبَلِّذركحم لشعلِّلركحم تشيتليرقوُشن أشلياما لمعردودا ت‬
‫د ه‬ ‫ه ه ش ه‬ ‫ش‬ ‫ش ش‬ ‫ش ش ه ر لش ر ش‬
‫‪.[184‬‬
‫أيها السلِّمحوُن‪ ،‬صيام شهر رمضان أحد أركان السلم‪)) ،‬بن السلم علِّىَ خس‪ :‬شهادة أن ل إله إل‬
‫ال وأن ممحداد رسوُل ال‪ ،‬وإقام الصلة‪ ،‬وإيتاء الزكاة‪ ،‬وصوُم رمضان وحجه بيت ال الرام(()‪.[1](1‬‬
‫وأجع السلِّمحوُن علِّىَ ذلك إجاعاد قطعياد ل شك فيه‪ ،‬فمحنم أنُكحر وجوُب الصيام‪ ،‬أو شك ف وجوُب‬
‫الصيام‪ ،‬منم أنُكحر صيام رمضان أو شك ف فرضية صيام رمضان‪ ،‬فذاك غي مسلِّم‪ ،‬مرتلد عنم دينه‬
‫والعياذ بال‪.‬‬
‫فرض ال صيام رمضان علِّىَ أمة السلم‪ ،‬ف العام الثان منم الجرة‪ ،‬فصام ممحد تسع رمضانُات‪ ،‬قال‬
‫ذ‬ ‫لذ‬
‫ب شعلِّشهيركحرم‬ ‫تعال ماطبَاد عبَاده الؤمني‪ ،‬السامعي الستجيبَي‪ ،‬النقادينم لشرع ال‪ :‬ياأشييتشها ا ذيشنم ءاشمنروُاه ركت ش‬
‫ذ‬ ‫ت‬ ‫ذ ذ ذ‬ ‫ذ‬
‫ضا أشهو شعشلِّىَ‬ ‫ب شعشلِّىَ الذيشنم منم قشيهبَلِّركحهم لششعلِّلركحهم تشيتليرقوُشن أشليادما لمهعردودات فششمحنم شكاشن منركحم لمذري د‬ ‫صشيارم شكشمحا ركت ش‬‫ال ل‬
‫شسشفتر فشعذلدة لمهنم أشلياتم أرشخشر ]البَقرة‪ ،[184 ،183:‬هذا الطاب لهل السلم‪ ،‬ليبَي لم وجوُب صيام‬
‫رمضان‪ ،‬وأنُه ركتب ورفرض علِّيهم كمحا ركتب علِّىَ منم قبَلِّهم لكحوُنُه عبَادة مبَوُبة إل ال‪ ،‬دالة علِّىَ‬
‫الخلصا القيقي ل‪ ،‬فتعلبَد ال به منم قبَلِّنا‪ ،‬وتعبَدنُا به جل وعل‪.‬‬
‫ب شعشلِّىَ الذذيشنم ذمنم قشيهبَلِّذركحهم لششعلِّلركحهم تشيتليرقوُشن‪ ،‬يبَي تعال‬ ‫ذ‬
‫صشيارم شكشمحا ركت ش‬ ‫ب شعلِّشهيركحرم ال ل‬
‫ذ‬ ‫لذ‬
‫ياأشييتشها ا ذيشنم ءاشمنروُاه ركت ش‬
‫حكحمحته منم فرض صيام رمضان علِّىَ أمة السلم قوُله‪ :‬لششعلِّلركحهم تشيتليرقوُشن‪ ،‬أي أنُكحم تنالوُن بالصيام التقوُىً‪،‬‬
‫ويتحقق لكحم بصيامكحم رمضان تقوُىً ال جل وعل‪ ،‬كيف يكحوُن ذلك؟ نُعم‪ ،‬يكحوُن ذلك بأن السلِّم‬
‫يتعلبَد ل بتك الطعام والشراب‪ ،‬وموُاقعة النساء‪ ،‬وتلِّك منم الموُر البَبَة إليه‪ ،‬الغروس حلبَها ف نُفسه‪،‬‬
‫يتكها طاعة ل‪ ،‬مع ميل النفس وحبَها لا‪ ،‬لكحنه يتك ذلك طاعة ل‪ ،‬وعبَاددة يتقرب با إل ال‪،‬‬
‫فيحصل الضوُع والطاعة لرب العالي‪.‬‬
‫إن الصائم يتعبَد بالصيام ل فيمحا بينه وبي ال‪ ،‬فيكحوُن ف بيته‪ ،‬امرأته بوُاره‪ ،‬والطعام والاء قريب‪ ،‬وف‬
‫موُضع ل يعلِّمحه إل ال‪ ،‬لكحنه يتك ذلك طاعة ل‪ ،‬يعلِّم أن ال يرضىَ منه ترك الشتهيات‪ ،‬فيدعها‬
‫ك ذف‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫طاعةد لربه‪ ،‬ويعلِّم أن ال مراقب علِّيه‪ ،‬وعال بسره وعلنُيته‪ ،‬الذىً يشيشراشك ح ش‬
‫ي تشيرقوُرم شوتشيشقلِّتبَش ش‬
‫اللساذجذديشنم ذنُإلهر رهشوُ اللسذمحيرع الهشعذلِّيرم ]الشعراء‪ ،[220-218:‬باستطاعته أن يأكل ويشرب‪ ،‬ويأت امرأته‪،‬‬
‫ويكحذب علِّىَ السلِّمحي‪ ،‬وما كأنُه فعل شيئمدا‪ ،‬ومنم يعلِّم الغيب إل ال‪ ،‬لكحنم ما ف قلِّبَه منم خوُف ال‪،‬‬
‫ف ف ترك تلِّك الشتهيات‪ ،‬طاعةد ل‪ ،‬وقربة يتقرب با إل ال‪.‬‬ ‫وعلِّمحه بالطلع ال علِّيه‪ ،‬كا ت‬
‫إن النعم ل تعرف إل بفقدها‪ ،‬الصائم عندما يشتد به الظمحأ‪ ،‬ويؤله الوُع‪ ،‬يعرف قدر نُعمحة ال علِّيه‪،‬‬
‫هوُ الن ف شدة الوُع والعطش‪ ،‬والاء والطعام قريب منه‪ ،‬لكحنم السبَب ف تركه طاعة ال‪ ،‬فيعرف عند‬
‫ذلك قدر نُعم ال عند فقدها‪ ،‬فيزداد شكحراد ل‪ ،‬وثناءد علِّيه با ملتعه بذه النعم ف كل عاذمه‪.‬‬

‫‪689‬‬
‫إنُه يتذكر أنُاساد فقراء ومعوُزأينم‪ ،‬يإلر بم الشهر وهم ف العراء والوُع وقلِّة الؤونُة‪ ،‬فيؤدي به ذلك إل‬
‫موُاساتم‪ ،‬وتضمحيد جروحهم‪.‬‬
‫إن قلِّبَه عندما يقل تناول الشهوُات يعظم تفكحيه‪ ،‬ويكحثر اتعاظه واعتبَاره‪ ،‬فالقلِّب عندما تقل الشهوُات‪،‬‬
‫يعظم فيه الفكحر والتفلكحر والتدبر ف آْلء ال‪ ،‬فيزداد إيإانُاد ويقيندا‪ ،‬إنا عبَادة ل‪.‬‬
‫أيها السلِّم‪ ،‬إن إدراكك رمضان نُعمحة منم ال علِّيك‪ ،‬فاشكحر ال أن بللِّغك رمضان‪ ،‬واسأله أن يإلدك‬
‫بعوُنُه وتأييده لن تصوُمه وتقوُم ليلِّه‪ ،‬طاعةد ل‪ ،‬وإخلصاد ل‪ ،‬كان سلِّفكحم الصال يدعوُن ال قائلِّي‪:‬‬
‫ل( )‪.[2](2‬‬ ‫)اللِّهم سلِّمحنا لرمضان‪ ،‬وسللِّم لنا رمضان‪ ،‬وتسللِّم منا رمضان متقبَ د‬
‫أيها السلِّمحوُن‪ ،‬لذا الشهر العظيم خصائص عظيمحة‪ ،‬تفضل ال با علِّينا‪ ،‬فمحنها أن صيامه وقيامه‬
‫سبَب لغفرة ما مضىَ منم الذنُوُب‪ ،‬يقوُل ‪)) :‬منم قام ليلِّة القدر إيإانُاد واحتساباد غفر ال له ما تقدم منم‬
‫ذنُبَه‪ ،‬ومنم صام رمضان إيإانُاد واحتساباد غفر ال له ما تقدم منم ذنُبَه(()‪.[3](3‬‬
‫وكان يرغبَهم ف قيام رمضان منم غي أن يأمرهم بعزيإة ث يقوُل‪)) :‬منم قام رمضان إيإانُاد واحتساباد غفر‬
‫ال له ما تقدم منم ذنُبَه(()‪.[4](4‬‬
‫ص هذه المة ف هذا الشهر بصائص خس ل تكحنم للمم قبَلِّهم‪ ،‬فقال‪)) :‬أعطيت‬ ‫وأخب أن ال خ ل‬
‫أمت خس خصال ف رمضان ل تعطها أمة قبَلِّهم‪ :‬خلِّوُف فم الصائم أطيب عند ال منم ريح السك‪،‬‬
‫تستغفر لم اللئكحة حت يفطروا‪ ،‬يزلينم ال جنته كل ليلِّة‪ ،‬ويقوُل‪ :‬يوُشك عبَادي الصالوُن أن يصيوا‬
‫إليك‪ ،‬رتصلفد فيه مردة النم‪ ،‬فل يلِّصوُن فيه إل ما كانُوُا يلِّصوُن إليه ف غيه‪ ،‬يغفر لم ف آْخر‬
‫ليلِّة(( قيل‪ :‬أليلِّة القدر؟ قال‪)) :‬ل‪ ،‬ولكحنم العامل إنا يوُف أجره إذا قضىَ عمحلِّه(( )‪.[5](5‬‬
‫منم خصائص هذا الشهر ما بلينه بقوُله‪)) :‬إذا كان أول ليلِّة منم رمضان رفتحت أبوُاب النة‪ ،‬وغلِّقت‬
‫أبوُاب النار‪ ،‬ورسلِّسلِّت الشياطي(( )‪.[6](6‬‬
‫أيها السلِّم‪ ،‬منم خصائص هذا الشهر ما بلينه بقوُله‪ ،‬لا أهل رمضان‪)) :‬أتاكم شهر رمضان‪ ،‬ما ملر‬
‫بالسلِّمحي شهر خي لم منه‪ ،‬ول بالنافقي شهر شر لم منه‪ ،‬إن ال ليكحتب أجره ونُوُافلِّه قبَل أن‬
‫ريدخلِّه‪ ،‬ويكحتب إصره وشقاءه قبَل أن ريدخلِّه‪ ،‬وذلك أن الؤمنم ريعد فيه القوُت للِّعبَادة‪ ،‬وريعد فيه الفاجر‬
‫اغتنام غفلت السلِّمحي‪ ،‬وتتبَع غفلتم(( )‪.[7](7‬‬
‫وبي منم خصائص هذا الشهر بقوُله‪)) :‬منم صام رمضان وتلفظ ما ينبَغي التحفظ منه كلفر ما كان‬
‫قبَلِّه(()‪ ،[8](8‬هوُ شهر يبَاهي ال بعبَاده ملئكحته يقوُل يوُمدا‪)) :‬أتاكم رمضان شهر خي وبركة‪،‬‬
‫يغشاكم ال فيه‪ ،‬فينزل السكحينة‪ ،‬وينزل الرحة‪ ،‬ويط الطيئمة‪ ،‬ويستجيب الدعاء‪ ،‬ينظر ال إل تنافسكحم‬
‫فيه‪ ،‬فيبَاهي بكحم ملئكحته‪ ،‬فأروا ال منم أنُفسكحم خيدا‪ ،‬فإن الشقي منم رحرم فيه رحة ال(( )‪.[9](9‬‬
‫أيها السلِّم‪ ،‬أقبَل رمضان فعلِّىَ أي شيء العزم؟ هل علِّىَ نُية طيبَة وتوُبة نُصوُح‪ ،‬وعزيإة صادقة‪ ،‬وتنافس‬
‫ف صال العمحل؟ إنُه شهر ف السنة كلِّها‪ ،‬فاغتنم أيامه ولياليه‪ ،‬واستعنم بال علِّىَ ذلك‪ ،‬وكنم متهددا‪،‬‬

‫‪690‬‬
‫ي الرغبَة ف هذا الشهر‪ ،‬فذرحاد به‪ ،‬مستبَشراد به‪ ،‬مستأنُساد به‪ ،‬ترجوُ‬‫وكنم صادق العزيإة‪ ،‬صادق التوُبة‪ ،‬قوُ ل‬
‫أن يكحوُن لك فيه نُصيب عند ربك‪ ،‬بتوُبة نُصوُح‪ ،‬ودعوُات مرفوُعة إل ال‪ ،‬وإقلع منم الطأ‪ ،‬وعزيإة‬
‫علِّىَ الستمحرار ف الطاعة‪ ،‬ورجاء منم ال أن يقق لك ما وعد به الصائمحي‪ ،‬وما ذاك علِّىَ ال بعزيز‪.‬‬
‫فاستقيمحوُا علِّىَ طاعة ربكحم‪ ،‬واسألوُا ال إذ قربكحم منم هذا الشهر أن يبَلِّغنا جيعاد صيامه وقيامه‪ ،‬وأن‬
‫يعل لنا فيه حظاد ونُصيبَدا‪ ،‬وأن يعيننا فيه علِّىَ كل خي‪ ،‬وأن يعيذنُا فيه منم نُزغات الشيطان‪.‬‬
‫أقوُل قوُل هذا‪ ،‬وأستغفر ال العظيم اللِّيل ل ولكحم ولسائر السلِّمحي منم كل ذنُب‪ ،‬فاستغفروه وتوُبوُا‬
‫إليه‪ ،‬إنُه هوُ الغفوُر الرحيم‪.‬‬

‫‪-------------------------‬‬
‫الطبَة الثانُية‬
‫المحد ل حداد كثياد طيبَاد مبَاركاد فيه‪ ،‬كمحا يب ربنا ويرضىَ‪ ،‬وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك‬
‫له‪ ،‬وأشهد أن ممحداد عبَده ورسوُله‪ ،‬صلِّىَ ال علِّيه وعلِّىَ آْله وصحبَه‪ ،‬وسلِّم تسلِّيمحاد كثياد إل يوُم‬
‫الدينم‪.‬‬
‫أما بعد‪:‬‬
‫فيا أيها الناس اتقوُا ال تعال حق التقوُىً‪.‬‬
‫عبَاد ال‪ ،‬إن نُبَيكحم إذا أقبَل رمضان بلشر به السلِّمحي‪ ،‬وهلنأهم بقدمه‪ ،‬وبي لم فضائلِّه وخصائصه‪،‬‬
‫يدعوُهم إل الد والنشاط فيه‪ ،‬يدعوُهم إل التسابق لفعل الي‪ ،‬قال سلِّمحان الفارسي رضي ال عنه‪:‬‬
‫خطبَنا رسوُل ال ف آْخر يوُم منم شعبَان فقال‪)) :‬أيها الناس قد أظلِّكحم شهر عظيم مبَارك‪ ،‬شهر فيه‬
‫ليلِّة خي منم ألف شهر‪ ،‬شهر جعل ال صيامه فريضة‪ ،‬وقيام ليلِّه تطوُعدا‪ ،‬منم تقلرب فيه بصلِّة منم‬
‫خصال الي‪ ،‬كان كمحنم أدىً فيه فريضة‪ ،‬ومنم أدىً فيه فريضة كان كمحنم أدىً سبَعي فريضة فيمحا‬
‫سوُاه‪ ،‬وهوُ شهر الصب‪ ،‬والصب ثوُابه النة‪ ،‬وشهر الوُاساة‪ ،‬وشهر يزاد ف رزأق الؤمنم فيه‪ ،‬منم فلطر فيه‬
‫صائمحاد كان مغفرة لذنُوُبه‪ ،‬وعتق رقبَته منم النار‪ ،‬وكان له منم الجر مثل أجوُرهم‪ ،‬منم غي أن ينقص‬
‫ذلك منم أجوُرهم شيء(( قالوُا‪ :‬يا رسوُل ال‪ ،‬ليس كل منا يد ما يفطر الصائم ؟ قال‪)) :‬يعطي ال‬
‫هذا الثوُاب منم فلطر صائمحاد علِّىَ ترة‪ ،‬أو شربة ماء‪ ،‬أو مذقة لب‪ ،‬وهوُ شهر ألوله رحة‪ ،‬وأوسطه مغفرة‪،‬‬
‫وآْخره عتق منم النار‪ ،‬منم خفف فيه عنم ملِّوُكه غفر ال له‪ ،‬وأعتقه منم النار‪ ،‬ومنم سقىَ فيه صائمحاد‬
‫شربة سقاه ال منم حوُضي شربة ل يظمحأ بعدها حت يدخل النة‪ ،‬فاستكحثروا فيه منم أربع خصال‪،‬‬
‫خصلِّتي ترضوُن بمحا ربكحم‪ ،‬وخصلِّتي ل غناء بكحم عنهمحا‪ ،‬فأما اللِّتان ترضوُن بمحا ربكحم فشهادة أن‬
‫ل إله إل ال وتستغفرونُه‪ ،‬وأما الصلِّتان اللِّتان ل غناء بكحم عنهمحا‪ ،‬فتسألوُن ال النة‪ ،‬وتستعيذون به‬
‫منم النار(()‪.[1](10‬‬

‫‪691‬‬
‫فارغبَوُا ‪ -‬عبَاد ال ‪ -‬فيمحا عند ال منم الثوُاب‪ ،‬واغتنمحوُا أيامه ولياليه‪ ،‬وحافظوُا علِّىَ صلة التاويح فيه‪،‬‬
‫ول تلِّلوُا با ما دام السلِّم ف صحة وسلمة منم بدنُه‪ ،‬فلِّيحمحد ال علِّىَ هذه النعمحة‪ ،‬وليؤلد شكحرها‬
‫بطاعة ال‪ ،‬والتقرب إليه با يرضيه‪.‬‬
‫واعلِّمحوُا رحكحم ال أن أحسنم الديث كتاب ال‪ ،‬وخي الدي هدي ممحد ‪...‬‬

‫__________‬
‫)‪ (1‬أخرجه البَخماري ف اليإان ‪ ،‬باب‪ :‬بن السلم علِّىَ خس )‪ ، (8‬ومسلِّم ف اليإان ‪ ،‬باب‪ :‬بيان‬
‫أركان السلم ودعائمحه العظام )‪ (16‬منم حديث ابنم عمحر بنحوُه‪.‬‬
‫)‪ (2‬روي عنم علِّي كمحا ف مسند الفردوس )‪ (1/483‬بنحوُه‪.‬‬
‫)‪ (3‬أخرجه البَخماري ف الصوُم ‪ ،‬باب‪ :‬منم صام رمضان إيإانُاد واحتساباد ونُية )‪ (1901‬واللِّفظ له ‪،‬‬
‫ومسلِّم ف صلة السافرينم وقصرها‪ ،‬باب‪ :‬التغيب ف قيام رمضان )‪ (760‬منم حديث أب هريرة‪.‬‬
‫)‪ (4‬أخرجه البَخماري ف اليإان ‪ ،‬باب‪ :‬تطوُع قيام رمضان منم اليإان )‪ ، (37‬ومسلِّم ف صلة‬
‫السافرينم وقصرها ‪ ،‬باب‪ :‬التغيب ف قيام رمضان )‪ (759‬منم حديث أب هريرة‪.‬‬
‫)‪ (5‬أخرجه أحد )‪ ، (2/292‬والبَزار )‪ -1/458‬كشف الستار(‪ ،‬وممحد بنم نُصر ف قيام رمضان‬
‫)صا ‪ ، (112‬والبَيهقي ف الشعب )‪ ، (3602‬وقال البَزار‪" :‬ل نُعلِّمحه عنم أب هريرة مرفوُعاد إل بذا‬
‫السناد ‪ ،‬وهشام بصري يقال له ‪ :‬هشام بنم زأياد أبوُ القدام ‪ ،‬حدث عنه جاعة منم أهل العلِّم وليس‬
‫هوُ بالقوُي ف الديث"‪ ،‬وقال اليثمحي ف المحع )‪" : (3/140‬رواه أحد والبَزار ‪ ،‬وفيه هشام بنم زأياد‬
‫أبوُ القدام وهوُ ضعيف"‪ .‬وقال اللبَان ف ضعيف التغيب )‪" :(1/294‬ضعيف جددا"‪.‬‬
‫)‪ (6‬أخرجه البَخماري ف بدء اللِّق ‪ ،‬باب‪ :‬صفة إبلِّيس وجنوُده )‪ ، (3277‬ومسلِّم ف الصيام ‪ ،‬باب‪:‬‬
‫فضل شهر رمضان )‪ (1079‬منم حديث أب هريرة رضي ال عنه بنحوُه‪.‬‬
‫)‪ (7‬أخرجه أحد )‪ (2/374‬وابنم خزيإة )‪ ، (3/188‬والطبان ف الوسط )‪ (9/21‬منم حديث أب‬
‫هريرة‪ ،‬قال اليثمحي ف المحع )‪" :(3/141‬رواه أحد والطبان ف الوسط عنم تيم موُل ابنم زأمانُة ‪ ،‬ول‬
‫أجد منم ترجه"‪ .‬وف إسناده أيضاد عمحرو بنم تيم قال الذهب ف اليزان )‪" : (5/302‬عمحرو بنم تيم عنم‬
‫أبيه عنم أب هريرة ف فضل رمضان وعنه كثي بنم زأيد ‪ ،‬قال البَخماري‪ :‬ف حديثه نُظر"‪ ،‬وقال العقيلِّي ف‬
‫الضعفاء )‪" : (3/260‬ل يتابع علِّيه"‪.‬‬
‫)‪ (8‬أخرجه ابنم البَارك ف الزهد )صا ‪ ، (98‬ومنم طريقه أحد )‪ ، (3/55‬وأبوُ يعلِّىَ )‪ (1058‬منم‬
‫حديث أب سعيد الدري‪ ،‬وصححه ابنم حبَان )‪ ، (3433‬لكحنم فيه عبَد ال بنم قرط ل يرو عنه غي‬
‫ل‪ ،‬وقال السين ف‬ ‫ييح بنم أيوُب ‪ ،‬وأورده ابنم أب حات )‪ (5/140‬ول يذكر فيه جرحاد ول تعدي د‬
‫الكمحال ‪" :‬مهوُل" ‪ ،‬وضعفه اللبَان ف تام النة )صا ‪.(395‬‬

‫‪692‬‬
‫)‪ (9‬عزاه النذري ف التغيب )‪ (2/99‬إل الطبان منم حديث عبَادة رضي ال عنه وقال ‪" :‬رواته‬
‫ثقات إل ممحد بنم قيس ل يضرن فيه جرح ول تعديل" ‪ ،‬وقال اليثمحي ف المحع )‪" :(3/142‬رواه‬
‫الطبان ف الكحبَي ‪ ،‬وفيه ممحد بنم أب قيس ول أجد منم ترجته" وذكره اللبَان ف ضعيف التغيب )‬
‫‪.(592‬‬
‫)‪ (10‬رواه الارث ف مسنده )‪ -318‬بغية البَاحث( ‪ ،‬وابنم خزيإة )‪ ، (1887-3/191‬وابنم أب‬
‫حات ف العلِّل )‪ ، (1/249‬وابنم عدي ف الكحامل )‪ ، (5/293‬قال أبوُ حات ‪ :‬هذا حديث منكحر‪.‬‬
‫يييييي‬
‫وظائف رمضان‬
‫عبَد السنم بنم ممحد القاسم‬
‫الدينة النوُرة‬
‫‪8/9/1422‬‬
‫السجد النبَوُي‬
‫مامد و أدعيةطبَاعة الطبَة بدون مامد وأدعية‬
‫‪-------------------------‬‬
‫ملِّخمص الطبَة‬
‫‪ -1‬فضل رمضان‪ -2 .‬حقيقة الصيام‪ -3 .‬عبَادات رمضان‪ -4 .‬الحسان ف رمضان‪-5 .‬‬
‫الستعداد لرمضان‪ -6 .‬حال الرومي ف رمضان‪ -7 .‬رمضان شهر التوُبة والغفران‪ -8 .‬أسبَاب‬
‫الغفرة وعلمة التوُبة‪ -9 .‬نُصائح للِّمحرأة السلِّمحة‪ -10 .‬اغتنام موُاسم اليات‪.‬‬
‫‪-------------------------‬‬
‫الطبَة الول‬
‫أما بعد‪:‬‬
‫فاتقوُا ال ‪ -‬عبَاد ال ‪ -‬حق التقوُىً‪ ،‬فالتقوُىً زأاد البرار‪ ،‬ومتاع الخيار‪.‬‬
‫أيها السلِّمحوُن‪ ،‬لقد حلل بالسلِّمحي موُسةم عظيم‪ ،‬مصوُصا بالتشريف والتكحري‪ ،‬أنُزل ال فيه كتابه‪،‬‬
‫وفرض صيامه‪ ،‬شهر القيام وتلوة القرآْن‪ ،‬زأمنم العتق والغفران‪ ،‬موُسم الصدقات والحسان‪ ،‬تتوُال فيه‬
‫اليات‪ ،‬وتعتم البكات‪ ،‬يقوُل النب ‪)) :‬أتاكم رمضان‪ ،‬شهر مبَارك‪ ،‬فرض ال علِّيكحم صيامه‪ ،‬رتفلتح فيه‬
‫أبوُاب السمحاء‪ ،‬وترغلِّق فيه أبوُاب الحيم‪ ،‬ورتغلل فيه مردة الشياطي‪ ،‬ل فيه ليلِّة خي منم ألف شهر‪ ،‬منم‬
‫حرم خيها‪ ،‬فقد حرم(( ]رواه النسائي[)‪.[1](1‬‬
‫أشرف الشهوُر وأزأكاها عند ال‪ ،‬جعلِّه تعال ميدانُاد لعبَاده يتسابقوُن فيه بأنُوُاع الطاعات والقربات‪ ،‬شهر‬
‫رمضان منحة لتزكية النفوُس وتنقيتها منم الضغائنم والحقاد‪ ،‬الت خلِّخملِّت العرىً‪ ،‬وأنكحت القوُىً‪ ،‬ومنم‬

‫‪693‬‬
‫استقبَل رمضان بالثام وهوُ عالق لوُالديه‪ ،‬وقاطع لرحامه‪ ،‬هاجةر لخوُانُه‪ ،‬وأقوُاله فيها غيبَة ونيمحة‪،‬‬
‫فهيهات أن يستفيد منم رمضان‪ ،‬يقوُل الصطفىَ ‪)) :‬منم ل يدع قوُل الزور والعمحل به فلِّيس ل حاجة‬
‫أن يدع طعامه وشرابه(( ]رواه البَخماري[ )‪.[2](2‬‬
‫وأهوُن الصيام ترك الطعام والشراب‪ ،‬وكان السلِّف إذا صاموُا جلِّسوُا ف الساجد‪ ،‬وقالوُا‪ :‬نفظ صوُمنا‬
‫ول نُغتاب أحددا)‪.[3](3‬‬
‫ف هذا الشهر يشلمحر الادون ف طاعة ربم‪ ،‬أداءة للِّصلِّوُات جاعة ف بيوُت ال‪ ،‬قياةم باللِّيل مع المام‪،‬‬
‫وقراءة للِّقرآْن قراءدة مرتلِّة خاشعة بتدبر‪ ،‬صدقة بالال ولوُ بالقلِّيل‪ ،‬علِّىَ أهل الاجة منم القارب‬
‫واليان‪ ،‬تفطي الصائمحي‪ ،‬يقوُل النب ‪)) :‬منم فطر صائمحاد كان له مثل أجره‪ ،‬غي أنُه ل ينقص منم أجر‬
‫الصائم شيء(( ]رواه التمذي[ )‪.[4](4‬‬
‫ف ف بيت منم بيوُت ال‪ ،‬أداءة لناسك العمحرة‪)) :‬عمحرة ف رمضان تعدل حجة(( ]متفق علِّيه[ )‬ ‫اعتكحا ة‬
‫‪.[5](5‬‬
‫إكثار منم الذكر والدعاء والستغفار‪ ،‬يتأكد ذلك عند الفطار‪ ،‬فلِّلِّصائم عند فطره دعوُة ل ترد‪ ،‬وف‬
‫الثلِّث الخي منم اللِّيل‪ ،‬ينزل ربنا ويقوُل‪ :‬منم يدعوُن فأستجيب له؟‬
‫زأيادة ف بر الوُالدينم‪ ،‬والقرب منهم‪ ،‬والتوُدد إليهم‪ ،‬إحساةن إل الزوجة والولد والهل بالتوُجيه الرشيد‪،‬‬
‫والكحلِّمحة الطيبَة‪ ،‬والعاملِّة السنة‪ ،‬صلِّةر الرحام‪ ،‬والصدقة علِّىَ التاج منهم‪ ،‬تفقد اليان وزأيارتم‪،‬‬
‫والتعرف علِّىَ أحوُالم‪ ،‬متد يد العوُن للِّفقراء والساكي والرامل واليتام‪ ،‬هذا دأب الصالي ف شهر‬
‫اليات‪.‬‬
‫وإن منم أفضل العمحال بعد إصلح النُسان لنفسه أن يقوُم بالدعوُة إل ال والجتهاد ف هداية الناس‪،‬‬
‫صاذلاد شوشقاشل ذنُإلذن‬ ‫ذ ذ‬
‫وإصلح ما فسد منم أخلقهم وسلِّوُكهم‪ :‬شوشمهنم أشهحشسرنم قشيهوُلد للمنم شدشعا إذشل اللِّله شوشعمحشل ش‬
‫ي ]فصلِّت‪.[33:‬‬ ‫ذذ‬ ‫ذ‬
‫مشنم الهرمحهسلِّمح ش‬
‫ل‪ ،‬تقدوُىً وأخلقدا‪،‬‬ ‫وميادينم الدعوُة رحبَة‪ ،‬نُصيحة ملِّصدة‪ ،‬وكلِّمحة صادقة‪ ،‬وقدوة حسنة‪ ،‬علِّمحاد وعمح د‬
‫))منم دعا إل هدىً كان له منم الجر مثل أجوُر منم تبَعه ل ينقص منم أجوُرهم شيئمدا(( ]رواه مسلِّم[ )‬
‫‪.[6](6‬‬
‫فاعزم بصدق علِّىَ الرتقاء نوُ درجات الستقامة والداية‪ ،‬واستقبَل رمضان بتطهي الال منم الرام‪،‬‬
‫فالال الرام سبَب البَلء ف الدنُيا ويوُم الزاء‪ ،‬فل يستجاب معه الدعاء‪ ،‬ول رتفلتح له أبوُاب السمحاء‪.‬‬
‫فبَادر ‪ -‬رعاك ال ‪ -‬وانُظر ف نُفسك‪ ،‬وابث ف بيتك‪ ،‬وتطهر منم كل مال حرام‪ ،‬حت تقف بي‬
‫يدي ال بقلِّب خاشع‪ ،‬فريسمحع لك الدعاء‪.‬‬
‫وف رياح السحار‪ ،‬ولظات أنُي النيبَي يهفوُ بعض الرومي إل الرمات‪ ،‬ليتخمذ رمضان موُساد‬
‫للِّعصيان‪ ،‬إطلةق للِّبَصر ف الظوُرات‪ ،‬وإرخاءة للذنُي للغنيات‪ ،‬ومشاهد ة للِّمححمحوُم منم الفضائيات‪،‬‬

‫‪694‬‬
‫تتبَةع لعوُرات السلِّمحات ف السوُاق والطرقات‪ ،‬وفيهم أصحاب اللِّسات الفارغة‪ ،‬وأصدقاء الزيارات‬
‫ب‪ ،‬هزةل ومرةح‪ ،‬ل يعرفوُا للِّزمان قدردا‪ ،‬ول لرمضان شرفدا‪ ،‬جلِّبَوُا لنُفسهم الشقاء‪ ،‬وأذاقوُا‬ ‫القاتلِّة‪ ،‬لةوُ ولع ة‬
‫أرواحهم العناء‪ ،‬أما علِّمحوُا أهن ل لذة ف غي الطاعة‪ ،‬وألن كل متعة بحرم تؤلدي إل حسرة ونُدامة‪ ،‬شوشمهنم‬
‫ذ‬ ‫ذ‬
‫ضنكحاد ]طه‪.[124:‬‬ ‫ض شعنم ذهكذرىً فشذإلن لشهر شمعيششةد ش‬ ‫أشهعشر ش‬
‫أيها السلِّمحوُن‪ ،‬اليأس والقنوُط سلةح لبلِّيس ليمحضشيه ف العاصي حت يستمحر علِّىَ عصيانُه‪ ،‬مهمحا عمحل‬
‫العبَد منم العاصي والفجوُر‪ ،‬فالسلم ل يأس فيه منم رحة ال‪ ،‬فالتوُبة تدم ما قبَلِّها‪ ،‬والنُابة تب ما‬
‫سلِّفها‪ ،‬فمحنم كان مبَتلِّىَ بعصية‪ ،‬فرمضان موُسم التوُبة والنُابة‪ ،‬الشياطي مصلفدة‪ ،‬والنفس منكحسرة‪،‬‬
‫ذ‬ ‫ذ ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫وال تعال ينادي‪ :‬قرل ياذعبَاذد ذ‬
‫ب‬‫ىً الذيشنم أشهسشرفروُاه شعشلِّىَ أشنُرفسذههم لش تشيهقنشطروُاه منم لرهحشة اللِّله إذلن اللِّلهش يشيهغفرر التذرنُوُ ش‬ ‫ه ش ش‬
‫جيعاد ذنُإلهر رهشوُ الهغشرفوُرر اللرذحيرم ]الزمر‪ ،[53:‬ويقوُل ف الديث القدسي‪)) :‬يا ابنم آْدم‪ ،‬إنُك ما دعوُتن‬ ‫شذ‬
‫ورجوُتن غفرت لك علِّىَ ما كان منك ول أبال‪ ،‬يا ابنم آْدم‪ ،‬لوُ بلِّغت ذنُوُبك عنان السمحاء ث‬
‫استغفرتن غفرت لك‪ ،‬يا ابنم آْدم‪ ،‬لوُ أتيتن بقراب الرض خطايا ث لقيتن ل تشرك ب شيئماد لتيتك‬
‫بقرابا مغفرة(( ]رواه التمذي[ )‪.[7](7‬‬
‫إن منم أعظم أسبَاب الغفرة أن العبَد إذا أذنُب ذنُبَاد ل يرج مغفرته منم غي ربه‪ ،‬يقوُل لقمحان لبنه‪) :‬يا‬
‫ل( )‪.[8](8‬‬ ‫بن‪ ،‬علوُد لسانُك‪ :‬اللِّهم اغفر ل‪ ،‬فإن ل ساعات ل يرلد فيها سائ د‬
‫وعلمة التوُبة البَكحاء علِّىَ ما سلِّف‪ ،‬والوُف منم الوُقوُع ف الذنُب‪ ،‬وهجران إخوُان السوُء‪ ،‬وملزأمة‬
‫الخيار‪.‬‬
‫ف هذا الشهر قوُافل منم التائبَي يقصدون عفوُ ال‪ ،‬فكحنم أحدهم‪ ،‬فمحا أجل أن يكحوُن رمضان بداية‬
‫للِّتوُبة والنُابة‪ ،‬فكحم فيه منم التائبَي إل ال‪ ،‬وكم منم الستغفرينم منم ذنُوُبم‪ ،‬النادمي علِّىَ تفريطهم‪.‬‬
‫أيتها الرأة السلِّمحة‪ ،‬كوُن ف هذا الشهر البَارك مركز إشعاع‪ ،‬ومشعل هداية‪ ،‬حارسة للِّفضيلِّة‪ ،‬نُابذة‬
‫للِّرذيلِّة‪ ،‬معتزدة بدينك‪ ،‬شامة بشرفك‪ ،‬صائنة عفافك‪ ،‬ل تستمحعي إل سقيم الفكحار‪ ،‬وقبَيح القوُال‪،‬‬
‫الداعية إل نُبَذ الست والياء‪ ،‬أو تقلِّيد الكحافرات والفاجرات‪ ،‬اللت نُبَذن صفات النُوُثة والجل‪،‬‬
‫صفي بالتبج والسفوُر‪ ،‬وابتعدي‬ ‫واحذري أن تكحوُن منم حبَائل الشيطان ف هذه اليام الفاضلِّة‪ ،‬أو تتل ذ‬
‫عنم قرينات السوُء‪ ،‬فسكحرنم الرأة ف قرارها‪ ،‬وأبغض البَقاع إل ال السوُاق‪ ،‬وال تعال يغار علِّىَ حرماته‪،‬‬
‫وبطشه شديد‪ ،‬وإذا رفع سته عنم أمته فضحها‪ ،‬فتزلين بزينة الدينم‪ ،‬وتمحلِّي بمحال الست‪ ،‬فالعمحر قلِّيل‪،‬‬
‫والشر أمره عسي‪.‬‬
‫ت لمشنم اهلرشدىً‬ ‫أعوُذ بال منم الشيطان الرجيم‪ :‬ششهر رمضاشن الذذىً أرنُذزشل ذفيذه الهرقرآْرن هددىً للِّلناذس وبييليشنا ت‬
‫شش‬ ‫ه ر‬ ‫ه ر شش ش‬
‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫ضا أشهو شعشلِّىَ شسشفتر فشعلد ة لمهنم أشلياتم أرشخشر يرذريرد اللِّلهر‬
‫صهمحهر شوشمنم شكاشن شمذري د‬ ‫شوالهرفهرشقان فششمحنم ششذهشد منركحرم اللشههشر فشيهلِّيش ر‬
‫بذركحرم الهيرهسشر شولش يرذريرد بذركحرم الهعرهسشر شولذترهكحذمحلِّروُاه الهعذلدةش شولذترشكحبَليررواه اللِّلهش شعشلِّىَ شما شهشداركهم شولششعلِّلركحهم تشهشركحرروشن ]البَقرة‪:‬‬
‫‪.[185‬‬

‫‪695‬‬
‫بارك ال ل ولكحم ف القرآْن العظيم‪ ،‬ونُفعن ال وإياكم با فيه منم اليات والذكر الكحيم‪ ،‬أقوُل ما‬
‫تسمحعوُن‪ ،‬وأستغفر ال ل ولكحم ولمحيع السلِّمحي منم كل ذنُب‪ ،‬فاستغفروه إنُه هوُ الغفوُر الرحيم‪.‬‬

‫‪-------------------------‬‬
‫الطبَة الثانُية‬
‫المحد ل علِّىَ إحسانُه‪ ،‬والشكحر له علِّىَ توُفيقه وامتنانُه‪ ،‬وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له‬
‫تعظيمحاد لشأنُه‪ ،‬وأشهد أن ممحداد عبَده ورسوُله‪ ،‬صلِّىَ ال علِّيه وعلِّىَ آْله وأصحابه‪.‬‬
‫أما بعد‪:‬‬
‫أيها السلِّمحوُن‪ ،‬ستنقضي الدنُيا بأفراحها وأحزانا‪ ،‬وتنتهي العمحار بطوُلا أو قصرها‪ ،‬ويعوُد الناس ي‬
‫وأنُت منهم ي إل ربم‪ ،‬فكحم منم إنُسان انُتظر رمضان بأقوُىً المل‪ ،‬فبَاغته الجل‪ ،‬فأكثر ف رمضان منم‬
‫عمحل الصالات‪ ،‬فقد أتىَ إليك رمضان بعد طوُل غياب‪ ،‬ووفد إليك بعد فراق‪ ،‬فافتح فيه صفحة‬
‫ض نُسيته‪ ،‬وأحصاه ال علِّيك‪ ،‬وتب إل التوُاب الرحيم منم‬ ‫مشرقة مع موُلك‪ ،‬واسدل الستار علِّىَ ما ت‬
‫كل ذنُب وتقصي وخطيئمة‪ ،‬وف اغتنام موُاسم الي بالد ف العمحل الصال والتوُبة ما سلِّف منم القبَائح‬
‫ما يعلوُض ال به العاملِّي عمحا مضىَ منم نُقص العمحل‪ ،‬ويصرف به عقوُبة ما اقتف الرء منم الزلل‪.‬‬
‫ذ‬
‫ث اعلِّمحوُا أن ال أمركم بالصلة والسلم علِّىَ نُبَيه‪ ،‬فقال ف مكحم التنزيل‪ :‬إذلن اللِّلهش شوشمشلئشكحتشهر ير ش‬
‫صتلِّوُشن شعشلِّىَ‬
‫صلِّتوُاه شعلِّشهيذه شوشسلِّلرمحوُاه تشهسذلِّيمحاد ]الحزاب‪.[56:‬‬ ‫ذ‬
‫ب ياأشييتشها الذيشنم ءاشمنروُاه ش‬‫ذ‬
‫النل ل‬
‫اللِّهم صل وسلِّم علِّىَ نُبَينا ممحد‪...‬‬
‫__________‬
‫)‪ (1‬أخرجه أحد ]‪ ،[7148‬والنسائي ف الصيام )‪ (4/129‬منم طريق أب قلبة عنم أب هريرة رضي‬
‫ال عنه‪ ،‬قال النذري ف التغيب‪" :‬ل يسمحع منه فيمحا أعلِّم"‪ ،‬وصححه اللبَان لشوُاهده‪ ،‬انُظر‪:‬‬
‫صحيح التغيب ]‪.[999‬‬
‫)‪ (2‬أخرجه البَخماري ف الصوُم ]‪ [1903‬منم حديث أب هريرة رضي ال عنه‪.‬‬
‫)‪ (3‬انُظر‪ :‬الغن لبنم قدامة )‪.(3/59‬‬
‫)‪ (4‬رواه أحد ]‪ ،[16585‬والتمذي ف الصوُم‪ ،‬باب‪ :‬ما جاء ف فضل منم فطر صائمحاد ]‪،[807‬‬
‫وابنم ماجه ف الصيام‪ ،‬باب‪ :‬ف ثوُاب منم فطر صائمحاد ]‪ [1746‬منم حديث زأيد بنم خالد الهن‪،‬‬
‫وقال التمذي‪" :‬حسنم صحيح"‪ ،‬وصححه ابنم خزيإة ]‪ ،[2064‬وابنم حبَان ]‪ ،[3429‬وأورده اللبَان‬
‫ف صحيح التغيب ]‪.[1078‬‬
‫)‪ (5‬أخرجه البَخماري ف الجه ]‪ ،[1782‬ومسلِّم ف الجه ]‪ [1256‬منم حديث ابنم عبَاس رضي ال‬
‫عنهمحا بنحوُه‪.‬‬

‫‪696‬‬
‫)‪ (6‬أخرجه مسلِّم ف العلِّم ]‪ [2674‬منم حديث أب هريرة رضي ال عنه‪.‬‬
‫)‪ (7‬أخرجه التمذي ف الدعوُات ]‪ [3540‬وقال‪" :‬حديث حسنم غريب"‪ ،‬وقال ابنم رجب ف جامع‬
‫العلِّوُم والكحم )‪" :(2/400‬إسناده ل بأس به"‪ ،‬وحسنه اللبَان ف السلِّسلِّة الصحيحة ]‪.[127‬‬
‫)‪ (8‬أخرجه البَيهقي ف الشعب )‪ (2/56‬منم طريق سنيد بنم داود عنم العتمحر عنم أبيه قال‪ :‬قال لقمحان‬
‫لبنه ‪ ...‬وذكر نوُه‪ ،‬وذكره ابنم رجب ف جامع العلِّوُم والكحم )صا ‪ (394‬بصيغة التمحريض‪.‬‬
‫ييييييي‬
‫رمضان‪ :‬ما أعظمه من فرصة‬
‫أسامة بنم عبَد ال خياط‬
‫مكحة الكحرمة‬
‫‪15/9/1422‬‬
‫السجد الرام‬
‫مامد و أدعيةطبَاعة الطبَة بدون مامد وأدعية‬
‫‪-------------------------‬‬
‫ملِّخمص الطبَة‬
‫‪ -1‬حاجة النُسان إل ملذات يرجع إليها‪ -2 .‬موُاسم الي وفرصا العمحر‪ -3 .‬منم حكحم الصوُم‪.‬‬
‫‪ -4‬الصوُم مدرسة‪ -5 .‬اغتنام ما بقي‪.‬‬
‫‪-------------------------‬‬
‫الطبَة الول‬
‫أما بعد‪:‬‬
‫فيا عبَاد ال‪ ،‬اتقوُا ال وحذار منم إضاعة العمحر الشريف‪ ،‬والزمان الغال‪ ،‬والوُقت النفيس ف كل زأبد؛‬
‫فإنُه يذهب رجفاء‪ ،‬واصرفوُها ف كل نُافع؛ فإنُه يإكحث ف الرض ويكحتب ال لكحم به الرضوُان‪.‬‬
‫أيها السلِّمحوُن‪:‬‬
‫بي لوُ الياة ولغوُها‪ ،‬وف غمحرة خطوُبا وأحداثها‪ ،‬ووسط سعي صراعها وهجي مطامعها‪ ،‬يشعر الرء‬
‫بأنُه ف حاجة إل ملذات يتوُب إليها‪ ،‬ويتفليأ ظللا‪ ،‬ويأخذ الهبَة‪ ،‬ويعلد العدة لتجديد العزم‪ ،‬وشحذ‬
‫المحة‪ ،‬وتقوُية الرادة‪ ،‬حت يإضي علِّىَ الطريق موُفوُشر الظ منم التوُفيق‪ ،‬سالش الطىَ منم العذهتار‪ ،‬بالدغا‬
‫الرام‪ ،‬وإذا كانُت القوُة للِّمحسلِّم زأاددا ل غناء له عنه‪ ،‬ورصيددا ل مناصا له منه؛ لنُه عوُةن علِّىَ الق‪،‬‬
‫وسبَيل إل التمحكحي‪ ،‬وطريق إل الظفر‪ ،‬وباب إل رضوُان ال ومبَته‪ ،‬كمحا أخب رسوُل ال ف الديث‬
‫بقوُله‪)) :‬الؤمنم القوُي خي وأحب إل ال منم الؤمنم الضعيف‪ ،‬وف كل خي(( ]أخرجه مسلِّم ف‬
‫صحيحه[)‪ ،[1](1‬فإن ما ل يرتاب فيه أولوُ النهىَ أن كلل ما تتحقق به هذه الغاية يتعي الخذ به‪،‬‬

‫‪697‬‬
‫والدأب ف طلِّبَه‪ ،‬ولقد كان منم وافر نُذشعم ال السابغة أن هيأ لعبَاده منم فرصا العمحر وموُاسم الي ما‬
‫يبَلِّغ بم إل هذا الراد‪ ،‬وإن فرصة الصيام وموُسم رمضان ها ف الطلِّيعة منم هذه الفرصا والوُاسم الت‬
‫يب علِّىَ أول اللبَاب اغتنامها‪ ،‬والسعي الثيث إل اهتبَالا‪ ،‬فإن ف الصيام مالد رحيدبَا ومضمحادرا‬
‫واسدعا لعداد لبَنات القوُة ف متلِّف ميادينها ودروبا‪ ،‬فالمساك بالنهار عنم الكل والشرب والشهوُة‪،‬‬
‫وما يصحبَه منم صب علِّىَ رهق الرمان ومرارة الفقد‪ ،‬وإحياء اللِّيل بالقيام ف صب علِّىَ نُصبَه واستدامة‬
‫علِّىَ ذلك تنتظم أيام هذا الشهر وليالشيه إل منتهاها‪ ،‬كل أولئمك منم أظهر عوُامل الدربة علِّىَ تقوُية‬
‫الرادة ف تغيي هوُ مطمحح أول البصار‪ ،‬ومبَتغىَ الذينم أخبَتوُا إل ربم‪ ،‬وابتغوُا إليه الوُسيلِّة بكحل سبَيل‪،‬‬
‫إنُه تغيي ف السار‪ ،‬وتصوُيب ف السلِّك‪ ،‬فمحنم ذرلل الطيئمة إل ذعز الطاعة‪ ،‬ومنم مهابط العجز والكحسل‬
‫إل ذررا اللد والعزم‪ ،‬ومنم أدران العوُائد القبَوُحة والسننم النكحوُرة إل رطهر وطيب العوُائد القوُيإة والسننم‬
‫المحيلِّة والصال اللِّيلِّة‪ .‬وهكحذا فإن ف الصيام ي يا عبَاد ال ي بهعثاد للِّقوُة الت وهنت أو خدت‪ ،‬والرادة‬
‫الت استنامت أو ذوت)‪ ،[2](2‬والعزيإة الت خارت أو استكحانُت‪ ،‬لتكحوُن خي عدة يعتلد با لبَلِّوُغ‬
‫الدرجات العل‪ ،‬والظفر بسعادة العاجلِّة والعقب ف الياة الدنُيا ويوُم يقوُم الناس لرب العالي‪.‬‬
‫ب شعشلِّىَ الذذيشنم ذمنم‬ ‫ذ‬
‫صشيارم شكشمحا ركت ش‬
‫ب شعلِّشهيركحرم ال ل‬
‫ذ‬ ‫لذ‬
‫أعوُذ بال منم الشيطان الرجيم‪ :‬ياأشييتشها ا ذيشنم ءاشمنروُاه ركت ش‬
‫قشيهبَلِّذركحهم لششعلِّلركحهم تشيتليرقوُشن ]البَقرة‪.[183:‬‬
‫نُفعن ال وإياكم بدي كتابه وبسنة نُبَيه ‪ ،‬أقوُل قوُل هذا وأستغفر ال العظيم اللِّيل ل ولكحم ولسائر‬
‫السلِّمحي منم كل ذنُب فاستغفروه‪ ،‬إنُه هوُ الغفوُر الرحيم‪.‬‬

‫‪-------------------------‬‬
‫الطبَة الثانُية‬
‫إن المحد ل نمحده ونُستعينه ونُستغفره‪ ،‬ونُعوُذ بال منم شرور أنُفسنا‪ ،‬ومنم سيئمات أعمحالنا‪ ،‬منم يهده‬
‫ال فل مضل له‪ ،‬ومنم يضلِّل فل هادي له‪ ،‬وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له‪ ،‬وأشهد أن‬
‫ممحددا عبَده ورسوُله‪ ،‬اللِّهم صل وسلِّم علِّىَ عبَدك ورسوُلك سيدنُا ممحد وعلِّىَ آْله وصحبَه والتابعي‬
‫ومنم تبَعهم بإحسان إل يوُم الدينم‪.‬‬
‫أما بعد‪:‬‬
‫فيا عبَاد ال‪ ،‬إنا أيام هذا الشهر تضي سرادعا‪ ،‬حت شارفت علِّىَ انُقضاء‪ ،‬وآْذنُت برحيل‪ ،‬أل‬
‫فلِّيستدرك الفرطوُن ما فات‪ ،‬وليعمحلِّوُا فيمحا هوُ آْت‪ ،‬فإن الشقي منم رحرم ف هذا الشهر رحةش ال عز‬
‫وجل‪ ،‬فاتقوُا ال عبَاد ال‪ ،‬وصلِّوُا وسلِّمحوُا علِّىَ البَيب رسوُل ال‪ ،‬فقد أمرت بذلك ف كتاب ال حيث‬
‫صلِّتوُاه شعلِّشهيذه شوشسلِّلرمحوُاه تشهسذلِّيمحاد‬ ‫ذ‬
‫ب ياأشييتشها الذيشنم ءاشمنروُاه ش‬‫ذ‬ ‫قال سبَحانُه‪ :‬إذلن اللِّلهش شوشمشلئذشكحتشهر ير ش ت‬
‫صلِّوُشن شعشلِّىَ النل ل‬
‫]الحزاب‪.[56:‬‬

‫‪698‬‬
‫اللِّهم صل وسلِّم علِّىَ عبَدك ورسوُلك سيدنُا ممحد‪..‬‬
‫__________‬
‫)‪ (1‬صحيح مسلِّم كتاب القدر‪ ،‬باب‪ :‬ف المر بالقوُة وترك العجز والستعانُة بال )‪ (2664‬منم‬
‫حديث أب هريرة رضي ال عنه‪.‬‬
‫)‪ (2‬أي‪ :‬ذبرلِّت‪.‬‬
‫ييييييي‬
‫توديع رمضان وحالا اللمة‬
‫حسي بنم عبَد العزيز آْل الشيخ‬
‫الدينة النوُرة‬
‫‪6/10/1422‬‬
‫السجد النبَوُي‬
‫مامد و أدعيةطبَاعة الطبَة بدون مامد وأدعية‬
‫‪-------------------------‬‬
‫ملِّخمص الطبَة‬
‫‪ -1‬تسارع انُقضاء الزمان‪ -2 .‬حاجة المة إل وقفات للِّمححاسبَة‪ -3 .‬دروس رمضان‪ -4 .‬منم‬
‫مقاصد الصوُم‪ -5 .‬الثبَات علِّىَ الي‪ -6 .‬حال المة الؤل‪ -7 .‬نُصرة الدينم وقضايا المة‪-8 .‬‬
‫ضرورة إدراك ماطر العداء‪ -9 .‬المحلت العلمية الاكرة‪ -10 .‬منم السعيد؟ ‪ -11‬صيام ست منم‬
‫شوُال‪.‬‬
‫‪-------------------------‬‬
‫الطبَة الول‬
‫إخوُة السلم‪ ،‬ما أسرع ما تنقضي اللِّيال واليام‪ ،‬وما أعجشل ما تنصرم الشهوُر والعوُام‪ ،‬وهكحذا حال‬
‫الدنُيا‪ ،‬سريعةر الزوال‪ ،‬قريبَةر الضمححلل‪ ،‬ل يدوم لا حال‪ ،‬ول يطمحئملنم لا بال‪ ،‬وهذه رسنة ال ف خلِّقه‪،‬‬
‫ذ‬ ‫ذ‬
‫ب ]الرعد‪.[38:‬‬ ‫أدواةر وأطوُاةر تري بأجل مسمحىَ ولركحلل أششجتل كشتا ة‬
‫وإن أهل التفكحر والتعقل‪ ،‬وأصحاب التبَصر والتأتمل ليدركوُن تلِّك القائق حلق الدراك‪ ،‬فيأخذون منم‬
‫تعاقب الزأمان أعظم معتب‪ ،‬ويستلِّهمحوُن منم انُصرام اليام أكشب مزدجر‪ ،‬يقوُل ال جل وعل‪ :‬إذلن ذف‬
‫ت لوذل اللهبَا ذ‬‫ت‬ ‫ت والر ذ ذ ذ‬ ‫ذ‬
‫ب ]آْل عمحران‪.[190:‬‬ ‫ش‬ ‫ض شواهختشلف الهيذل شوالنليشهاذر لشيا ه‬ ‫شخهلِّذق اللسشمحاوا ش ه‬
‫ع ما انُتهىَ‪،‬‬‫أمة السلم‪ ،‬عنم قريب ولدعنا رمضان‪ ،‬وكألنُه طيف خيال‪ ،‬ما أعجشل ما انُقضىَ‪ ،‬وما أسر ش‬
‫ول المحد علِّىَ ما قضىَ وأبرم‪ ،‬وله الشكحر علِّىَ ما أعطىَ وأنُعم‪ ،‬انُطوُت صحيفته‪ ،‬وقد ربح فيه منم‬
‫ب شمنم شدلساشها ]الشمحس‪.[10 ،9:‬‬ ‫ربح‪ ،‬وخسر فيه منم خسر‪ ،‬قشهد أشفهيلِّششح شمنم شزألكاشها شوقشهد شخا ش‬

‫‪699‬‬
‫ل‪ ،‬ذهب بأعمحالكحم شاهددا با رأودع فيه‪ ،‬فيا رترىً هل رحل حامددا الصنيع أو‬ ‫ل‪ ،‬وول مرت د‬‫ذهب منتق د‬
‫ذادما التضييع؟ فمحنم أحسنم فعلِّيه بالتمحام‪ ،‬ومنم كان فلرط فلِّيخمتم بالسن فالعمحل بالتام‪.‬‬
‫إخوُة السلم‪ ،‬ما أحوُج المة إل وقفات للِّمححاسبَة الدائمحة والراقبَة الستمحرة‪ ،‬ما أحوُجها إل رفرصا‬
‫ت تستلِّهم منها المة العب‬ ‫للِّتأمل ووقفات للِّنظر ف الحوُال‪ ،‬والتفكحر ف الشؤون والوضاع‪ ،‬وقفا ت‬
‫والعظات‪ ،‬فتبَصرها بوُاقعها‪ ،‬وخطوُات مستقبَلِّها‪ ،‬ومعال حاضرها وغدها‪ ،‬وإن ف مثل مناسبَتة كرمضان‬
‫لعظم الرفرصا الت يب علِّىَ المة أفراددا ومتمحعات حكحادما ومكحوُمي أن تتخمذ منها جسدرا لتقييم‬
‫الهوُد‪ ،‬وإصلح الوضاع قبَل فوُات الوان وانُقلب الزأمان‪.‬‬
‫إن ف رمضان عطاءات وافرة ودرودسا عظيمحة يب أن تتحقق منها المة العزم علِّىَ الاهدة القة‬
‫للِّشيطان‪ ،‬وأن تقوُدها للِّمحسية الصحيحة علِّىَ الصراط الستقيم‪ ،‬وأن تنأىً با عنم كل بغي وفساد‬
‫بشت صوُره واختلف أشكحاله‪.‬‬
‫عبَاد ال‪ ،‬إن تشريعات السلم تتضمحنم أسرادرا ل تتناهىَ‪ ،‬ومقاصد عالية ل رتارىً‪ ،‬وإن منم فقه مقاصد‬
‫الصوُم كوُنُه وسيلِّة عظمحىَ لبَناء صفة التقوُىً ف وجدان السلِّم‪ ،‬التقوُىً بأوسع معانُيها وأدق صوُرها‪،‬‬
‫فكحنم ي أيها السلِّم ي آْخدذا منم صوُمك مدرسة تستلِّهم منها شدة العزم‪ ،‬وقوُة الرادة علِّىَ كل خي‪،‬‬
‫تعظيدمحا للِّسلِّوُك‪ ،‬وتقوُديإا للِّنفوُس‪ ،‬وتعديلد للِّغرائز‪ ،‬وتذيدبَا للِّظوُاهر والبَوُاطنم‪ ،‬وصفاءد ونُقاءد للعمحال‬
‫والضمحائر‪ ،‬إرادة مستقيمحة علِّىَ الدوام‪ ،‬ف قوُة علِّىَ الفضائل ل تعرف ليدنا‪ ،‬وف صلبة علِّىَ الاسنم ل‬
‫يدخلِّها استخاء‪ ،‬فهل منم سعي ف إصلح ما فسد‪ ،‬ومعالتة لا اختل‪ ،‬وتقوُية لا ضعف منم جوُانُب‬
‫الصلح والي والدىً؟!ا يقوُل ال جل وعل‪ :‬شوشجاذهردوا ذف اللِّلذه شحلق ذجشهاذدهذ ]الجه‪.[78:‬‬
‫أخي السلِّم‪ ،‬مطالب القرآْن تتىً ف الدعوُة إل الستقامة علِّىَ الي‪ ،‬والثبَات علِّىَ الدىً‪ ،‬يقوُل ربنا‬
‫ي‬ ‫جل وعل‪ :‬شفاستذقم شكمحا أرذمرت ومنم شتاب معك ولش تشطهغشوُاه ]هوُد‪ ،[112:‬واعبَهد ربلك حلت يأهتذي ذ‬
‫ك الهيشق ر‬ ‫ش هر ش ش ش ش ش ش‬ ‫ه‬ ‫هش ه ش ه ش شش ش ش ش ش ش‬
‫]الجر‪ .[99:‬وصايا ربانُية تتوُجه للفراد والتمحعات تنتظم القامة علِّىَ أموُر السلم‪ ،‬والدوام علِّىَ‬
‫منهجه الدينم‪ ،‬والستمحرار ف التقيد بقيوُده‪ ،‬والوُقوُف عند حدوده‪ ،‬والستجابة لوامره‪ ،‬والنُتهاء عنم‬
‫زأواجره‪ ،‬علِّىَ الوُجه الكمحل‪ ،‬والطريق القوُم‪.‬‬
‫استمحع إل مشكحاة النبَوُة وهي تلِّخمص لك وصية عظيمحة ذات عبَارات جيلِّة البَن‪ ،‬جلِّيلِّة العن‪ ،‬قلِّيلِّة‬
‫العبَارة‪ ،‬كثية الشارة‪ ،‬إنا وصية رسوُلنا ممحد ‪ ،‬وصية للمة جعاء‪ ،‬وصية تقضي بالخذ بجامع‬
‫اليإان التام‪ ،‬ولزوم العتقاد الصحيح‪ ،‬والتمحسك بالصب علِّىَ الطاعات‪ ،‬واجتناب الظوُرات‪ ،‬واتبَاع‬
‫ماسنم الفضائل ومكحارم العاملت‪ ،‬يقوُل للِّرجل حينها قال له‪ :‬قل ل ف السلم قوُلد ل أسأل عنه‬
‫أحددا بعدك‪ ،‬قال علِّيه الصلة والسلم‪)) :‬قل‪ :‬أمنت بال‪ ،‬ث استقم(()‪.[1](1‬‬
‫إنا وصية تضمحنم بإذن ال جل وعل للمة علِّىَ شت أنُوُاعها ومتلِّف مسؤولياتا‪ ،‬تضمحنم لم حياة‬
‫طيبَة‪ ،‬وعيشة راضية‪ ،‬تقق للِّمحؤمني سعادة أبدية‪ ،‬وعاقبَة آْمنة‪ ،‬إذلن الذذيشنم شقالروُاه شربيتشنا اللِّلهر رثل اهستشيشقارموُاه فشلش‬

‫‪700‬‬
‫ب اهلشنلذة شخالذذديشنم ذفيشها شجشزاء ذ شبا شكانُروُاه يشيهعشمحرلِّوُشن ]الحقاف‪:‬‬ ‫صشحا ر‬ ‫ك أش ه‬‫ف شعلِّشهيذههم شولش رههم شهيشزرنُوُشن أرهولشئمذ ش‬‫شخهوُ ة‬
‫‪.[14 ،13‬‬
‫أمة السلم‪ ،‬تر هذه الناسبَات العظيمحة والمة ييط با عوُائق شت‪ ،‬وأدواء عظمحىَ‪ ،‬تقاسي بليا‬
‫ورزأايا‪ ،‬وضراءش ولواء‪ ،‬وتعان منم تفرق وضعف‪ ،‬وتشتت وهوُان‪ ،‬أموُةر مؤلة‪ ،‬وأحوُال مبَكحية ف المة‪،‬‬
‫فهل آْن الوان لراجعة الوُاقع الؤل‪ ،‬والسار الاطئ؟!ا هل حان الوُقت لدراك السبَاب القيقية‬
‫للِّضعف‪ ،‬ومعرفة العوُامل الرئيسة للدواء والشكحوُىً؟!ا يقوُل ال جل وعل‪ :‬أششله يشأهذن لذلِّلذذيشنم ءاشمنروُاه شأن‬
‫شتهشششع قريرلِّوُبيررههم لذذذهكذر اللِّلذه شوشما نُشيشزشل ذمشنم اهلشلق ]الديد‪.[16:‬‬
‫وما أجدر المة اليوُم وقد ودعت رمضان العزيز أن توُدع أوضاعها الأساوية‪ ،‬وجراحاتا التعددة ف‬
‫موُاضع كثية منم جسدها الثخمنم بالراحات واللم‪ ،‬ولنم تد لذلك سبَيلد نُاجدحا وعلدجا نُاجدعا إل‬
‫ك بنهاج متكحامل منم كتاب ربا وسنة نُبَيها ممحد ‪ ،‬وإن منم هذا‬ ‫بنطلِّتق منم منطلِّقات دينها‪ ،‬وتس ت‬
‫النهجه العمحل الاد والصدق مع ال جل وعل ف نُصرة دينه ف كل مكحان‪ ،‬والقيام بالوُاجب اللتم ف رد‬
‫ض ]التوُبة‪.[71:‬‬ ‫ضرههم أشهولذشياء بشيهع ت‬ ‫ذ ذ‬ ‫ذ‬
‫الظلِّم والضرر عنم عبَاده الضطهدينم‪ ،‬شوالهرمحهؤمرنوُشن شوالهرمحهؤمشنات بشيهع ر‬
‫إخوُة السلم‪ ،‬إن الوُاجب علِّىَ أبناء المة الوُعي الكحامل والدراك الشامل بخماطر العداء ومططاتم‬
‫ف استهداف عقائد السلِّمحي‪ ،‬وزأعزعة استقرارهم‪ ،‬وتديد مقدراتم‪ ،‬فكحم منم أموُر غامضة تري‪،‬‬
‫وتطيط ضخمم يررتب ف الفاء‪ ،‬ال أعلِّم با يوُي وعلِّيه يأوي‪ ،‬فالصهيوُنُية العالية اليوُم تقوُد العال إل‬
‫صا‬
‫الكحوُارث والنم‪ ،‬تريد بأمة ممحد القلقل والفتم‪ ،‬والضرار والحنم‪ ،‬فالذر الذر أيتها المة‪ ،‬والر ش‬
‫صا علِّىَ هذا الدينم‪.‬‬ ‫الر ش‬
‫إخوُة السلم‪ ،‬منم مشمحوُذل مططات العداء حلت إعلمية مسعوُرة ترششلنم علِّىَ البَلِّد الذي انُطلِّقت‬
‫منه الرسالة المحدية‪ ،‬بلد الرمي الت قدمت الكحثي للنُسانُية‪ ،‬وضحت بالكحثي ف سبَيل المنم والمان‬
‫والستقرار ونُشر سبَل الي والسلم‪ ،‬فالوُاجب علِّىَ السلِّمحي أن يدركوُا أن الدف والغاية النهائية منم‬
‫كل تلِّك الاولت هوُ ضرب المة ف عمحقها‪ ،‬والتأثي علِّيها ف أكب ركيزة منم ركائز وجوُدها‪ ،‬وصدق‬
‫ال جل وعل إذ يقوُل‪ :‬شوتدواه لشهوُ تشهكحرفرروشن شكشمحا شكشفررواه فشيتشركحوُرنُوُشن شسشوُاء ]النساء‪.[89:‬‬
‫فعلِّىَ المة المحدية أن تدرك مقاصد دينها‪ ،‬وأغراض وأهداف كلم خالقها‪ ،‬وأن تستبَصر مبَادئ‬
‫وتعاليم إسلمها‪ ،‬وإل فستكحوُن ي ل قدر ال ي ضحية تاذلا‪ ،‬وبعدها عنم مشاعل هداية ربا‪ ،‬وال جل‬
‫وعل يقوُل‪ :‬شوقرذل اهعشمحلِّروُاه فششسيشيشرىً اللِّلهر شعشمحلِّشركحهم شوشررسوُلرهر شوالهرمحهؤذمرنوُشن ]التوُبة‪.[205:‬‬
‫بارك ال ل ولكحم ف القرآْن‪ ،‬ونُفعنا با فيه منم اليات والبَيان‪ ،‬أقوُل هذا القوُل‪ ،‬وأستغفر ال ل ولكحم‬
‫ولسائر السلِّمحي منم كل ذنُب‪ ،‬فاستغفروه وتوُبوُا إليه إنُه هوُ الغفوُر الرحيم‪.‬‬

‫‪-------------------------‬‬

‫‪701‬‬
‫الطبَة الثانُية‬
‫المحد ل علِّىَ إحسانُه‪ ،‬والشكحر له علِّىَ توُفيقه وامتنانُه‪ ،‬وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له‬
‫تعظيدمحا لشأنُه‪ ،‬وأشهد أن سيدنُا ونُبَينا ممحددا عبَده ورسوُله‪ ،‬اللِّهم صل وسلِّم وبارك علِّيه وعلِّىَ آْله‬
‫وأصحابه وإخوُانُه‪.‬‬
‫أما بعد‪:‬‬
‫فإن خي الديث كلم ال‪ ،‬وخي الدي هدي ممحد رسوُل ال ‪ ،‬وشر الموُر مدثاتا‪ ،‬وكل مدثة‬
‫بدعة‪ ،‬وكل بدعة ضللة‪ ،‬وكل ضللة ف النار‪.‬‬
‫أيها السلِّمحوُن‪ ،‬السعيد منم عمحر وقته باستصلح آْخرته‪ ،‬ول شتذهلِّه مطالب الياة عنم حقوُق خالقه‪ ،‬ول‬
‫تشغلِّه رغائب الدنُيا العاجلِّة عنم حقائق الخرة البَاقية‪.‬‬
‫فيا منم ذاق حلوة الطاعة‪ ،‬احذر منم مقارفة مرارة العصية‪ ،‬كنم بدرا تقديا ف غي رمضان كمحا كنت ف‬
‫رمضان‪.‬‬
‫ث اعلِّم ي أيها السلِّم ي أن منم صام رمضان ث أتبَعه سدتا منم شوُال فكحأنا صام الدهر‪ ،‬كمحا صح ذلك‬
‫ت منم شوُال‪ ،‬ومنم كان علِّيه قضاءة منم رمضان فالبَادرة‬ ‫عنم رسوُل ال )‪ ،[1](2‬فيستحب صيام س ت‬
‫بالقضاء أوجب‪ ،‬فالوُاجب أحق وأول‪.‬‬
‫ث اعلِّمحوُا أن ال أمركم بالصلة والسلم علِّىَ النب الكحري‪ ،‬اللِّهم صل وسلِّم وبارك وأنُعم علِّىَ عبَدك‬
‫ورسوُلك ممحد…‬

‫__________‬
‫)‪ (1‬أخرجه مسلِّم ف ‪ :‬اليإان ‪ ،‬باب ‪ :‬جامع أوصاف اليإان )‪ (38‬منم حديث سفيان بنم عبَد ال‬
‫الثقفي رضي ال عنه‪.‬‬
‫)‪ (2‬هوُ ف صحيح مسلِّم كتاب ‪ :‬الصيام ‪ ،‬باب ‪ :‬استحبَاب صوُم ستة أيام منم شوُال إتبَاعاد لرمضان‬
‫)‪ (1164‬منم حديث أب أيوُب رضي ال عنه‪.‬‬
‫ـــــــ‬
‫ماذا بعد رمضان؟!‬
‫عبَد البَاري بنم عوُض الثبَيت‬
‫الدينة النوُرة‬
‫‪29/9/1422‬‬
‫السجد النبَوُي‬
‫مامد و أدعيةطبَاعة الطبَة بدون مامد وأدعية‬

‫‪702‬‬
‫‪-------------------------‬‬
‫ملِّخمص الطبَة‬
‫‪ -1‬نُعمحة بلِّوُغ شهر رمضان وصيامه‪ -2 .‬شكحر ال تعال‪ -3 .‬سرعة انُقضاء اليام‪ -4 .‬الستغفار‬
‫ختام العمحال الصالة‪ -5 .‬ل توُديع للِّطاعة والعبَادة‪ -6 .‬آْثار الطاعة‪ -7 .‬استحبَاب صيام ست‬
‫منم شوُال‪ -8 .‬ما استفدنُاه وتعلِّمحناه ف مدرسة رمضان‪ -9 .‬فرحتا الصائم‪ -10 .‬صفة النة‪-11 .‬‬
‫حال المة الؤل‪ -12 .‬ما يستحب فعلِّه أو قوُله ليلِّة العيد‪ -13 .‬زأكاة الفطر‪ -14 .‬استحبَاب التهنئمة‬
‫بالعيد‪ -15 .‬حقيقة العيد‪.‬‬
‫‪-------------------------‬‬
‫الطبَة الول‬
‫أما بعد‪:‬‬
‫فاتقوُا ال حق التقوُىً‪ ،‬وراقبَوُه ف السر والنجوُىً‪ ،‬قال تعال‪ :‬ياأشييتشها الذذيشنم ءاشمنروُاه اتليرقوُاه اللِّلهش شحلق تريشقاتذذه شولش‬
‫شرتوُترلنم إذلل شوأشنُرتم تمهسلِّذرمحوُشن ]آْل عمحران‪.[102:‬‬
‫ف ورجاةء‪،‬‬ ‫عبَاد ال‪ ،‬سعادة غامرة تل جوُاننا إذ بيرللِّغنا هذا الشهر العظيم‪ ،‬فالقلِّوُب يتجاذبا خوُ ة‬
‫واللسنم تلِّهجه بالدعاء أن يتقلبَل ال الصيام والقيام لنا ولكحم ولمحيع السلِّمحي‪ ،‬أن يتقبَل ال منا ما‬
‫مضىَ‪ ،‬ويبَارك لنا فيمحا بقي‪ ،‬فطوُب لنم اغترذفرت زألتره‪ ،‬وتريرقبَللِّت توُبرته‪ ،‬وأقيلِّت عثرته‪ .‬ف ناية الشهر‬
‫العظيم نُشكحره سبَحانُه شكحر منم أنُعم علِّىَ عبَاده‪ ،‬بتوُفيقهم للِّصيام والقيام‪ ،‬وإعانُتهم علِّيه‪ ،‬ومعوُنُته‬
‫لم‪ ،‬وعتقهم منم النار‪ ،‬قال تعال‪ :‬شولذترهكحذمحلِّروُاه الهعذلدشة شولذترشكحبَليررواه اللِّلهش شعشلِّىَ شما شهشداركهم شولششعلِّلركحهم تشهشركحرروشن‬
‫]البَقرة‪.[185:‬‬
‫هكحذا مضت اللِّيال مسرعة‪ ،‬بالمس كنا نُستقبَل رمضان‪ ،‬واليوُم نُوُلدعه‪ ،‬ول نُدري هل نُستقبَلِّه عاماد‬
‫آْخر أم أن الوُت أسبَق إلينا منه‪ ،‬نُسأل ال أن يعيده علِّيها وعلِّيكحم أعوُاماد عديدة وأزأمنة مديدة‪.‬‬
‫الستغفار ‪ -‬عبَاد ال ‪ -‬ختام العمحال الصالة‪ ،‬تتم به الصلة والجه وقيام اللِّيل والالس‪ ،‬وكذلك‬
‫ينبَغي أن ريتم به الصيام‪ ،‬لنقلوُم به غمحرات الغفلِّة والنسيان‪ ،‬ونحوُ به شوُائب التقصي والنراف‪،‬‬
‫فالستغفار يدفع عنم النفس الشعوُر بالكحب والزهوُ بالنفس والعجب بالعمحال‪ ،‬ويوُرثها الشعوُر‬
‫بالتقصي‪ ،‬وهذا الحساس يدفع لزيد عمحتل بعد رمضان‪ ،‬فتزداد السنات ويثقل اليزان‪ ،‬يبَي ابنم القيم‬
‫رحه ال حاجةش الطائعي إل الستغفار فيقوُل‪" :‬الرضا بالطاعة منم رعوُنُات النفس وحاقتها‪ ،‬وأرباب‬
‫العزائم والبَصائر أشتد ما يكحوُنُوُن استغفاراد عقب الطاعات‪ ،‬لشهوُدهم تقصيهم فيها‪ ،‬وترك القيام ل با‬
‫كمحا يلِّيق بلله وكبيائه‪ ،‬وأنُه لوُل المر لا أقدم أحدهم علِّىَ مثل هذه العبَوُدية ول رضيها لسيده")‪(1‬‬
‫]‪ [1‬انُتهىَ كلمه‪.‬‬

‫‪703‬‬
‫إذا كنا نُوُلدع رمضان فإن الؤمنم لنم يوُلدع الطاعة والعبَادة‪ ،‬بل سيوُلثق العهد مع ربه‪ ،‬ويقوُي الصلِّة مع‬
‫خالقه ليبَقىَ نُبَع الي متدفقدا‪ ،‬أما أولئمك الذينم ينقضوُن عهد ال‪ ،‬ويهجرون الساجد مع مدفع العيد‪،‬‬
‫فبَئمس القوُم‪ :‬ل يعرفوُن ال إل ف رمضان‪ ،‬قد ارتدوا علِّىَ أدبارهم‪ ،‬ونُكحصوُا علِّىَ أعقابم‪ ،‬قال تعال‪:‬‬
‫ي لش ششذري ش‬ ‫ذ‬ ‫ذ ذ‬ ‫ذ‬ ‫قرل إذلن ذ‬
‫ك لشهر ]النُعام‪.[163 ،162:‬‬ ‫ىً شوششماتىَ للِّله شر ل‬
‫ب الهشعالشمح ش‬ ‫صلشتىَ شونُررسكحىَ شوشهمشيا ش‬
‫ه ش‬
‫ل قيمحة لطاعة تشؤلدىً دون أن يكحوُن لا أثر منم تقوُىً أو خشية‪ ،‬أينم أثر رمضان بعد انُقضائه إذا رهجر‬
‫القرآْن‪ ،‬ورتركت الصلة مع المحاعة‪ ،‬وانُرتهكحت الرمات؟!ا أينم أثر الطاعة إذا رأكل الربا‪ ،‬ورأخذ أموُال‬
‫الناس بالبَاطل؟!ا أينم أثر الصيام إذا رأعرض عنم سنة رسوُل ال إل العادات والتقاليد‪ ،‬ورحلكحمحت القوُانُي‬
‫الوُضعية؟!ا أينم أثر الصيام والقيام إذا تايل السلِّم ف بيعه وشرائه‪ ،‬وكذب ف ليلِّه وناره؟!ا أينم أثر‬
‫رمضان إذا ل يقلدم دعوُة إل ضال‪ ،‬ولقمحة إل جائع‪ ،‬وكسوُة إل عاتر‪ ،‬مع دعاء صادق بقلِّب خاشع‬
‫أن ينصر ال السلم والسلِّمحي‪ ،‬ويدلمر أعداء الدينم؟!ا‬
‫ي بنا ‪ -‬أيها الصائمحوُن ‪ -‬أن نُتأمل كلم ابنم القيم رحه ال إذ يقوُل‪" :‬فبَي العمحل والقلِّب مسافة‪،‬‬ ‫حر ل‬
‫ف تلِّك السافة قطاعة تنع وصوُل العمحل إل القلِّب‪ ،‬فيكحوُن الرجل كثي العمحل‪ ،‬وما وصل منه إل قلِّبَه‬
‫ملبَة ول خوُف ول رجاء ول زأهد ف الدنُيا ول رغبَة ف الخرة‪ ،‬ول نُوُر يفرق به بي أولياء ال وأعدائه‪،‬‬
‫فلِّوُ وصل أثر العمحال إل قلِّبَه لستنار وأشرق ورأىً الق والبَاطل")‪ [2](2‬انُتهىَ كلمه رحه ال‪.‬‬
‫يا أهل الطاعة‪ ،‬الر ل يريد منم سائر عبَاداتنا الركات والهد والشقة‪ ،‬بل طلِّب سبَحانُه ما وراء ذلك‬
‫ب شعشلِّىَ الذذيشنم ذمنم‬ ‫ذ‬
‫صشيارم شكشمحا ركت ش‬‫ب شعلِّشهيركحرم ال ل‬
‫ذ‬ ‫لذ‬
‫منم التقوُىً والشية له‪ ،‬قال تعال‪ :‬ياأشييتشها ا ذيشنم ءاشمنروُاه ركت ش‬
‫لوُرمشها شولش ذدشمارؤشها شوشلذكنم يشيشنالرهر التليهقشوُىً‬ ‫ذ‬
‫قشيهبَلِّركحهم لششعلِّلركحهم تشيتليرقوُشن ]البَقرة‪ ،[183:‬وقال تعال‪ :‬شلنم يشيشناشل اللِّلهش رر‬
‫ذمنركحهم ]الجه‪.[37:‬‬
‫منم العمحال الصالة بعد رمضان صيام ست منم شوُال‪ ،‬قال ‪)) :‬منم صام رمضان ث أتبَعه ستا منم‬
‫شوُال كان كصيام الدهر(( ]أخرجه مسلِّم منم حديث أب أيوُب النُصاري رضي ال عنه[)‪.[3](3‬‬
‫لقد غرس رمضان ف نُفوُسنا خياد عظيمحدا‪ ،‬صقل القلِّوُب‪ ،‬أيقظ الضمحائر‪ ،‬طلهر النفوُس‪ ،‬ومنم استفاد‬
‫منم رمضان فإن حاله بعد رمضان خي له منم حاله قبَلِّه‪ ،‬ومنم علمات قبَوُل السنة السنة بعدها‪،‬‬
‫ومنم علمات بطلن العمحل ورلده العوُدة إل العاصي بعد الطاعات‪ ،‬فاجعل ‪ -‬أخي الصائم ‪ -‬منم‬
‫نُسمحات رمضان الشرقة مفتاح خي سائر العام‪ ،‬ومنهجه حياة ف كل الحوُال‪ ،‬احرصا علِّىَ بر الوُالدينم‪،‬‬
‫وصلِّة اليان‪ ،‬وزأيارة الخوُان‪ ،‬انُصر الظلِّوُمي‪ ،‬وتلِّذذ بسح رأس اليتيم‪ ،‬أصلِّح ذات البَي‪ ،‬وأطعم‬
‫الرومي‪ ،‬واجب نُفوُس النكحسرينم‪ ،‬ساهم ف زأرع السعادة علِّىَ شفاه الصابي والبَتلِّي‪ ،‬صل رحك‪،‬‬
‫احفظ عرض إخوُانُك‪ ،‬كنم نُبَعاد متدفقاد بالي كمحا كنت ف رمضان‪.‬‬
‫لقد تعلِّمحنا ف مدرسة رمضان أنع الدروس وأبلِّغ الوُاعظ‪ ،‬تعللِّمحنا كيف نُقاوم نُزغات الشيطان‪ ،‬تعلِّمحنا‬
‫صت‬ ‫كيف نُقاوم هوُىً النفس المارة بالسوُء‪ ،‬تعلِّمحنا كيف نُنبَذ اللف وأسبَاب الفرقة‪ .‬لقد ترا ل‬

‫‪704‬‬
‫الصفوُف ف رمضان كالسجد الوُاحد‪ ،‬فينبَغي أن ل تتناثر بعد رمضان‪ ،‬لقد سكحبَت العيوُن الدموُع ف‬
‫رمضان‪ ،‬فاحذر أن يصيبَها القحط والفاف بعد رمضان‪ ،‬لقد اهتزت جنبَات الساجد‪ ،‬ولجت‬
‫اللسنم بالتهلِّيل والتحمحيد والدعاء‪ ،‬فلِّيدم هذا اللل والمحال بعد رمضان‪ ،‬لقد عل مياك ف رمضان‬
‫ت وسكحينة‪ ،‬وقاةر وخشية‪ ،‬فل تحه بعد رمضان بأخلق الزهوُ‬ ‫ست الصالي‪ ،‬ذقل وخضوُع‪ ،‬إخبَا ة‬
‫والكحب والبَطر والسفه‪ ،‬لقد امتدت يداك ف رمضان بالعطاء‪ ،‬وأنُفقت بسخماء‪ ،‬فل تقبَضها بعد رمضان‪.‬‬
‫عبَاد ال‪ ،‬للِّصائم فرحة عند فطره‪ ،‬وفرحة عند لقاء ربه‪ ،‬فرحة ف الدنُيا العاجلِّة‪ ،‬وفرحة ف الخرة‬
‫البَاقية‪ ،‬لنم داوم علِّىَ العبَادة والطاعة‪ ،‬حيث ينال التعة الكحبىً والنعمحة العظمحىَ‪ ،‬أل وهي النة‪ ،‬الت‬
‫فيها ما ل عي رأت‪ ،‬ول أذن سعت‪ ،‬ول خطر علِّىَ قلِّب بشر‪ ،‬وكأن بأقوُام منم بيننا سينادون‪ :‬ركلِّروُاه‬
‫واهشربوُاه هذنيئماد ذبا أشسلِّشهفتم ذف الشلياذم ا ه ذ‬
‫لاليشذة ]الاقة‪ ،[24:‬وينادون‪ :‬شوتذهلِّ ش‬
‫ك اهلشنلةر الذت رأوذرثهيتررمحوُشها ذ شبا ركنترهم‬ ‫ش‬ ‫ش شر ش ش ش ه ر ه‬
‫ث ذمهنم ذعشبَاذدشنُا شمنم شكاشن تشذقيلاد ]مري‪ ،[63:‬جعلِّن ال وإياكم‬ ‫ك اهلشنلةر الذت رنُوُذر ر‬ ‫تشيهعشمحرلِّوُشن ]الزخرف‪ ،[72:‬تذهلِّ ش‬
‫منم أهلِّها‪.‬‬
‫ضح لم طريقها فاستقاموُا علِّيه‪ ،‬علِّمحوُا أن الربح كل الربح إذا‬ ‫هؤلء ررفع لم شعشلِّم النة فشلمحروا إليه‪ ،‬ورو ل‬
‫حشروا إل الرحنم وفدا‪ ،‬فوُقفوُا اللِّحظات والسكحنات ووجيف القلِّوُب والنُفاس علِّىَ النة أن يدخلِّوُها‪،‬‬
‫ب ذنُإلهر شكاشن شوهعردهر شمأهتذيلاد ]مري‪.[61:‬‬ ‫حارن ذعشبَاشدهر ذبالهغشهي ذ‬ ‫ذ ت‬
‫فنالوُها شجلنات شعهدن الذت شوشعشد اللر ه ش‬
‫إنا جنات إقامة دائمحة‪ ،‬ل كجنات الدنُيا‪ ،‬وقد وعد ال با التقي‪ ،‬ووعد ال ل يلِّف‪ ،‬فهم آْتوُها ل‬
‫هه وغلمحه‪ ،‬كمحا ثبَت ف‬ ‫مالة‪ .‬هي النة الت إذا غمحس فيها العبَد غمحسة واحدة زأال بؤسه‪ ،‬ونُسي ل‬
‫صحيح مسلِّم منم حديث أنُس بنم مالك رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسوُل ال ‪ ،‬وفيه‪)) :‬ويؤتىَ بأشد‬
‫الناس بؤسا ف الدنُيا منم أهل النة فيرصبَغ صبَغة ف النة فيقال له‪ :‬يا ابنم آْدم‪ ،‬هل رأيت بؤسا قط؟!ا‬
‫هل مر بك شدة قط؟!ا فيقوُل‪ :‬ل وال‪ ،‬يا رب ما ملر ب بؤس قط‪ ،‬ول رأيت شدة قط(( )‪.[4](4‬‬
‫جعلِّها ال مقراد لحبَابه‪ ،‬وملها منم رحته وكرامته ورضوُانُه‪ ،‬ووصف نُعيمحها بالفوُزأ العظيم‪ ،‬وأودعها‬
‫الي بذافيه‪ ،‬وطلهرها منم كل عيب وآْفة ونُقص‪ ،‬إن سألت عنم أرضها وتربتها فهي السك والزعفران‪،‬‬
‫وإن سألت عنم سقفها فهوُ عرش الرحنم‪ ،‬وإن سألت عنم حصبَائها فهوُ اللِّؤلؤ والوُاهر والرجان‪ ،‬وإن‬
‫سألت عنم بنائها فلِّبَنة منم فضة ولبَنة منم ذهب‪ ،‬وإن سألت عنم أنارها فأنار منم ماء غي آْسنم‪ ،‬وأنار‬
‫منم لب ل يتغي طعمحه‪ ،‬وأنار منم خر للذةت للِّشاربي‪ ،‬وأنار منم عسل مصفىَ‪ ،‬وإن سألت عنم طعامهم‬
‫ففاكهة ما يتخميون‪ ،‬ولم طي ما يشتهوُن‪ ،‬وإن سألت عنم شرابم فالزنبَيل والكحافوُر‪ ،‬وإن سألت عنم‬
‫آْنُيتهم فهي آْنُية الذهب والفضة ف صفاء القوُارير‪ ،‬وإن سألت عنم لبَاس أهلِّها فهوُ الرير والذهب‪،‬‬
‫وإن سألت عنم فريررشهم فبَطائنها منم إستبق ف أعلِّىَ الرتب‪ ،‬وإن سألت عنم أهلِّها وحسنهم فعلِّىَ‬
‫صوُرة القمحر ليلِّة البَدر‪ ،‬وإن سألت عنم أسنانم فأبناء ثلث وثلثي‪ ،‬علِّىَ صوُرة آْدم علِّيه السلم أب‬
‫البَشر‪ .‬اللِّهم اجعلِّنا منم أهلِّها يا أرحم الراحي‪.‬‬

‫‪705‬‬
‫أيها الصائمحوُن‪ ،‬هاهي المة توُلدع رمضان‪ ،‬لكحنها ل توُلدع مآسيها الدامية وآْلمها البحة‪ ،‬وهي تر اليوُم‬
‫ب شرسة لتنحية‬ ‫بحنم عظيمحة‪ ،‬وجراح عمحيقة‪ ،‬ترىً جراحها ف القدس وف موُاقع أخرىً ملِّتهبَة‪ ،‬حر ة‬
‫السلم‪ ،‬وتفيف منابعه منم أعداء السلم‪ ،‬متجاوزأينم كل الدود والعراف‪ .‬لقد امرتحنت المة‬
‫بصنوُف الكحر وأثقال الصائب‪ ،‬وكان بعض ذلك كافياد للِّقضاء علِّىَ غيها منم المم إل أن قوُة العقيدة‬
‫واليإان ينابيع عذبة تتجدد رغم الصاعب‪ ،‬وأن الغد الأموُل لذه الرسالة‪ ،‬والوُاجب علِّىَ السلِّمحي نُصرة‬
‫قضايا أمتهم‪ ،‬والتحلِّي بالصب وضبَط النفس‪ ،‬والخلصا ف الدعاء‪ ،‬والستعانُة بال أمام العوُاصف‬
‫ك شعشلِّىَ اللِّلذه بذشعذزيتز ]فاطر‪.[17:‬‬ ‫ذ‬
‫العاتية حت تنقشع الغمحة وينكحشف الكحرب‪ ،‬شوشما شذل ش‬
‫بارك ال ل ولكحم ف القرآْن العظيم‪ ،‬ونُفعن وإياكم با فيه منم اليات والذكر الكحيم‪ ،‬أقوُل هذا القوُل‪،‬‬
‫وأستغفر ال العظيم ل ولكحم فاستغفروه إنُه هوُ الغفوُر الرحيم‪.‬‬

‫‪-------------------------‬‬
‫الطبَة الثانُية‬
‫المحد ل الذي أودع شهر رمضان مزيد فضل وأجر‪ ،‬أحده سبَحانُه وأشكحره علِّىَ التوُفيق للِّصيام والقيام‬
‫وليلِّة القدر‪ ،‬وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له‪ ،‬له اللِّق والمر‪ ،‬وأشهد أن سيدنُا ونُبَينا‬
‫ممحداد عبَده ورسوُله صلِّىَ ال علِّيه وعلِّىَ آْله وصحبَه كلِّمحا أضاء قمحر وانُشق فجر‪.‬‬
‫أما بعد‪:‬‬
‫فاتقوُا ال حق التقوُىً‪ ،‬وراقبَوُه ف السر والنجوُىً‪.‬‬
‫تتفل المة قريبَاد بنعمحة إتام شهر رمضان‪ ،‬فتفرح بالعيد‪.‬‬
‫وهناك أموُر ريستحب فعلِّها أو قوُلا ف ليلِّة العيد ويوُمه‪ ،‬يشرع التكحبَي منم غروب شس ليلِّة العيد إل‬
‫صلة العيد‪ ،‬قال تعال‪ :‬شولذترهكحذمحلِّروُاه الهعذلدةش شولذترشكحبَليررواه اللِّلهش شعشلِّىَ شما شهشداركهم شولششعلِّلركحهم تشهشركحرروشن ]البَقرة‪،[185:‬‬
‫كان ابنم مسعوُد رضي ال عنه يقوُل‪) :‬ال أكب‪ ،‬ال أكب‪ ،‬ل إله إل ال‪ ،‬وال أكب‪ ،‬ال أكب‪ ،‬ول‬
‫المحد( )‪.[1](5‬‬
‫ريسلنم جهر الرجال ف الساجد والسوُاق والبَيوُت إعلنُاد بتعظيم ال‪ ،‬وإظهاراد لعبَادته وشكحره‪.‬‬
‫أخي السلِّم‪ ،‬شرع لك موُلك عز وجل زأكاة الفطر وهي طهرة للِّصائم منم اللِّغوُ والرفث‪ ،‬ورطعمحة‬
‫للِّمحساكي‪ ،‬وتكحوُن صاعاد منم شعي أو تر أو زأبيب أو أرزأ أو نوُه منم الطعام‪ ،‬عنم الصغي والكحبَي‪،‬‬
‫ت لخراجها قبَل صلة العيد‪ ،‬ويوُزأ قبَل يوُم‬ ‫والذكر والنُثىَ‪ ،‬والر والعبَد منم السلِّمحي‪ ،‬وأفضل وق ت‬
‫العيد بيوُم أو يوُمي‪ ،‬ول يوُزأ تأخيها عنم صلة العيد بغي عذر‪.‬‬
‫ويستحب الغتسال والتطيب للِّرجال قبَل الروج للِّصلة‪ ،‬صح عنم سعيد بنم جبَي رضي ال عنه أنُه‬
‫قال‪) :‬سنة العيد ثلث‪ :‬الشي والغتسال والكل قبَل الروج(‪ .‬وكذا التجمحل بأحسنم اللبس‪ ،‬وكان‬

‫‪706‬‬
‫للِّنب جبَة يلِّبَسها ف العيد وف يوُم المحعة)‪ ،[2](6‬وصح أن ابنم عمحر رضي ال عنهمحا كان يلِّبَس‬
‫للِّعيد أجل ثيابه‪.‬‬
‫أما النساء فيبَتعدن عنم الزينة إذا خرجنم‪ ،‬لننم منهيات عنم إظهار الزينة للِّرجال الجانُب‪ ،‬وكذا يرم‬
‫س الطيب أو تتعرض للِّرجال بالفتنة‪ ،‬فإنا ما خرجت إل لعبَادة وطاعة‪،‬‬ ‫علِّىَ منم أرادت الروج أن ت ل‬
‫فكحيف تعصي ال بالتبج والسفوُر والتطيب أمام الرجال؟!ا‬
‫وأكل ترات وترا قبَل الذهاب إل الصلِّىَ‪ ،‬لا رواه البَخماري عنم أنُس رضي ال عنه‪ :‬كان رسوُل ال ل‬
‫يغدو يوُم الفطر حت يأكل ترات‪ ،‬وف لفظ‪ :‬وترا)‪.[3](7‬‬
‫النساء يشهدن العيد مع السلِّمحي حت الرليض‪ ،‬ولكحنم الليض يعتزلنم الصلِّىَ‪ ،‬ويشهدن الي ودعوُة‬
‫السلِّمحي‪.‬‬
‫ويستحب التهنئمة بالعيد لثبَوُت ذلك عنم الصحابة رضي ال عنهم)‪ [4](8‬كقوُله‪ :‬تقلبَل ال منا ومنكحم‪،‬‬
‫وما أشبَه ذلك منم عبَارات التهنئمة البَاحة‪.‬‬
‫إن العيد لنم صام وقام ل‪ ،‬إن العيد لقلِّوُب شلع فيها نُوُر اليإان‪ ،‬وتطهرت منم العاصي والثام‪.‬‬
‫عيد السلِّمحي ‪ -‬إخوُة السلم ‪ -‬مناسبَة لنبَذ الشحناء والبَغضاء‪ ،‬والنُتصار علِّىَ الشاعر والحاسيس‬
‫الت ينزغ با الشيطان‪ ،‬فهل جعلِّنا العيد منعطفاد حقيقياد ف علقتنا مع أقاربنا وجيانُنا وإخوُانُنا؟!ا هل‬
‫تاوزأنُا الظاهر والطقوُس ليكحوُن عيداد وفرحة بقلِّوُب صادقة ونُفوُس طاهرة؟!ا قال تعال‪ :‬شواهعبَرردواه اللِّلهش شولش‬
‫لاذر اهلرنر ذ‬ ‫ي وا ه ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ ذ‬ ‫ذذ‬
‫ب‬ ‫ترهشذرركوُاه به ششهيئماد شوذبالهوُالشديهذنم إهحشسانُاد شوبذذىً الهرقهرشب شوالهيششتاشمىَ شوالهشمحشساك ذ ش ش‬
‫لاذر ذىً الهرقهرشب شوا هش‬
‫ب شمنم شكاشن رمهشتالد فشرخموُراد ]النساء‪:‬‬ ‫ت أشهشيإانُرركحهم إذلن اللِّلهش لش رذي ت‬
‫ب شوابهذنم اللسذبَيذل شوشما شملِّششكح ه‬‫ب ذبالشهن ذ‬ ‫صاذح ذ‬‫شوال ل‬
‫‪.[36‬‬
‫ذ‬
‫أل وصلِّوُا ‪ -‬عبَاد ال ‪ -‬علِّىَ رسوُل الدىً‪ ،‬فقد أمركم ال بذلك ف كتابه فقال‪ :‬إذلن اللِّلهش شوشمشلئشكحتشهر‬
‫صلِّتوُاه شعلِّشهيذه شوشسلِّلرمحوُاه تشهسذلِّيمحاد ]الحزاب‪.[56:‬‬ ‫ذ‬
‫ب ياأشييتشها الذيشنم ءاشمنروُاه ش‬ ‫ذ‬ ‫ير ش ت‬
‫صلِّوُشن شعشلِّىَ النل ل‬
‫اللِّهم صل وسلِّم علِّىَ عبَدك ورسوُلك ممحد‪...‬‬

‫__________‬
‫)‪ (1‬مدارج السالكحي )‪.(1/175‬‬
‫)‪ (2‬مدارج السالكحي )‪.(1/349‬‬
‫)‪ (3‬صحيح مسلِّم كتاب ‪ :‬الصيام ‪ ،‬باب ‪ :‬استحبَاب صوُم ستة أيام منم شوُال )‪.(1164‬‬
‫)‪ (4‬صحيح مسلِّم كتاب ‪ :‬صفة القيامة ‪ ،‬باب ‪ :‬صبَغ أنُعم أهل الدنُيا ف النار )‪.(2807‬‬
‫)‪ (5‬أخرجه ابنم أب شيبَة ف الصنف )‪ ، (5633-1/488‬والطبان ف الكحبَي )‪.(9538-9/307‬‬

‫‪707‬‬
‫)‪ (6‬أخرج البَخماري ف ‪ :‬المحعة ‪ ،‬باب ‪ :‬يلِّبَس أحسنم ما يد )‪ ، (886‬ومسلِّم ف ‪ :‬اللِّبَاس والزينة ‪،‬‬
‫باب‪ :‬تري استعمحال إنُاء الذهب والفضة علِّىَ الرجال )‪ (2068‬أن عمحر بنم الطاب رأىً حلِّة سياء‬
‫عند باب السجد فقال ‪ :‬يا رسوُل ال لوُ اشتيت هذه فلِّبَستها للِّناس يوُم المحعة وللِّوُفد إذا قدموُا‬
‫علِّيك ‪ ...‬الديث‪.‬‬
‫)‪ (7‬أخرجه البَخماري ف ‪ :‬المحعة ‪ ،‬باب ‪ :‬الكل يوُم الفطر قبَل الروج )‪.(953‬‬
‫)‪ (8‬انُظر‪ :‬فتح البَاري لبنم حجر )‪.(2/446‬‬
‫يييييييي‬
‫وداع رمضان‬
‫عبَد الرحنم السديس إمام الرم‬
‫مكحة الكحرمة‬
‫‪29/9/1422‬‬
‫السجد الرام‬
‫مامد و أدعيةطبَاعة الطبَة بدون مامد وأدعية‬
‫‪-------------------------‬‬
‫ملِّخمص الطبَة‬
‫‪ -1‬انُقضاء اللِّيال واليام‪ -2 .‬حرقة وداع شهر القرآْن‪ -3 .‬السعيد برمضان‪ -4 .‬اهتمحام السلِّف‬
‫بالقبَوُل‪ -5 .‬طاعات وعبَادات رمضان‪ -6 .‬فرصة رمضان‪ -7 .‬الدوام علِّىَ الطاعة‪ -8 .‬آْثار الصيام‬
‫ف النفوُس‪ -9 .‬حال المة الؤل‪ -10 .‬المحلت العلمية ضد السلم والسلِّمحي‪ -11 .‬ل خلصا‬
‫إل بالعقيدة الصحيحة‪ -12 .‬أعمحال ختام الشهر‪ -13 .‬زأكاة الفطر‪.‬‬
‫‪-------------------------‬‬
‫الطبَة الول‬
‫أما بعد‪:‬‬
‫فأوصيكحم ي عبَاد ال ي ونُفسي بتقوُىً ال؛ فإنا عروة ليس لا انُفصام‪ ،‬وجذوة تضيء القلِّوُب والفهام‪،‬‬
‫وهي خي زأاد يبَلِّغ إل دار السلم‪ ،‬منم تلِّىَ با بلِّغ أشرف الراتب‪ ،‬وتقق له أعلِّىَ الطالب‪ ،‬وحصل‬
‫علِّىَ مأموُن العوُاقب‪ ،‬ورعفي منم شرور النوُائب‪.‬‬
‫أيها السلِّمحوُن‪ ،‬الستقرئ لتأريخ المم‪ ،‬والتأمل ف سجل الضارات يدرك أن كل منها يعيش تقلِّبَات‬
‫وتغيات‪ ،‬ويوُاكب بدايات ونايات‪ ،‬وهكحذا اللِّيال واليام‪ ،‬والشهوُر والعوُام‪ ،‬وتلِّك سننم ل تتغي‪،‬‬
‫ونُوُاميس ل تتدبل‪ ،‬وييشقلِّلب اللِّله اليل والنليهار إذلن ذف ذالذ ش ذ‬
‫ك لشعهبَيشردة لهوذل البه ش‬
‫صاذر ]النوُر‪.[44:‬‬ ‫ر ر ر هش ش شش‬

‫‪708‬‬
‫إخوُة السلم‪ ،‬أرأيتم لوُ أن ضيدفا عزيدزا ووافددا حبَيدبَا حلل ف ربوُعكحم‪ ،‬ونُزل بي ظهرانُيكحم‪ ،‬وغمحركم‬
‫بفضلِّه وإحسانُه‪ ،‬وأفاض علِّيكحم منم بره وامتنانُه‪ ،‬وأحبَكحم وأحبَبَتمحوُه‪ ،‬وألفكحم وألفتمحوُه‪ ،‬ث حان وقت‬
‫فراقه‪ ،‬وقربت لظات وداعه‪ ،‬فبَمحاذا عساكم موُدعوُه؟!ا وبأي شعوُر أنُتم مفارقوُه؟!ا كيف ولظات‬
‫الوُداع تثي الشجوُن‪ ،‬وتربَكحي القل والعيوُن‪ ،‬وتنكحأ اللتياع‪ ،‬ول سيمحا وداع الب الضلن لبَيبَه العلن‪،‬‬
‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫وهل هناك فراق أشد وقدعا وودادعا‪ ،‬وأكثر أسىَ والتياعاد منم وداع المة السلمية هذه اليام لضيفها‬
‫العزيز ووافدها البَيب‪ ،‬شهر الب والوُد والحسان‪ ،‬شهر القرآْن والغفران والعتق منم النيان‪ ،‬شهر‬
‫رمضان البَارك‪ ،‬فال الستعان‪.‬‬
‫عبَاد ال‪ ،‬لقد شر الشهر عنم ساق‪ ،‬وأذن بوُداع وانُطلق‪ ،‬ودنُا منه الرحيل والفراق‪ ،‬لقد قريلوُضت‬
‫خيامه‪ ،‬وتصرمت أيامه‪ ،‬وأزأف رحيلِّه‪ ،‬ول يبَق إل قلِّيلِّه‪ .‬وقد كنا بالمس القريب نُتلِّقىَ التهان بقدومه‪،‬‬
‫ونُسأل ال بلِّوُغه‪ ،‬واليوُم نُتلِّقىَ التعازأي برحيلِّه‪ ،‬ونُسأله ال قبَوُله‪.‬‬
‫مضىَ هذا الشهر الكحري‪ ،‬وقد أحسنم فيه أنُاس وأساء آْخرون‪ ،‬وهوُ شاهد لنا أو علِّينا با أودعناه منم‬
‫أعمحال‪ ،‬شاهد للِّمحشمحرينم بصيامهم وقيامهم وبرهم وإحسانم‪ ،‬وعلِّىَ القصرينم بغفلِّتهم وإعراضهم‬
‫وشحهم وعصيانم‪ ،‬ول نُدري هل سندركه مرة أخرىً‪ ،‬أم يوُل بيننا وبينه هادم اللِّذات ومفرق‬
‫المحاعات‪.‬‬
‫أل إن السعيد ف هذا الشهر البَارك منم روفق لتام العمحل وإخلصه‪ ،‬وماسبَة النفس والستغفار والتوُبة‬
‫النصوُح ف ختامه‪ ،‬فإن العمحال بالوُاتيم‪.‬‬
‫إخوُة اليإان‪ ،‬لقد كان السلِّف الصال رحهم ال يتهدون ف إتقان العمحل وإتامه‪ ،‬ث يهتمحوُن بعد‬
‫ذلك بقبَوُله ويافوُن منم رده‪ ،‬يقوُل علِّي بنم أب طالب رضي ال عنه‪) :‬كوُنُوُا لقبَوُل العمحل أشد اهتمحادما‬
‫ذ‬ ‫ذ‬
‫ي ]الائدة‪[27:‬؟!ا()‪،[1](1‬‬ ‫منكحم بالعمحل‪ ،‬أل تسمحعوُا إل قوُل ال عز وجل‪ :‬إذلشنا يشيتشيشقبَلرل اللِّلهر مشنم الهرمحتلق ش‬
‫ويقوُل مالك بنم دينار رحه ال‪" :‬الوُف علِّىَ العمحل أل ريتقبَل أشد منم العمحل")‪ ،[2](2‬وقال فضالة‬
‫بنم عبَيد رحه ال‪" :‬لوُ أن أعلِّم أن ال تقبَل من حسنة واحدة لكحان أحب إل منم الدنُيا وما فيها")‪(3‬‬
‫]‪.[3‬‬
‫ال أكب‪ ،‬هذه حال الشمحرينم‪ ،‬فرحاك ربنا رحاك‪ ،‬وعفشوُك ي يا ال ي لال القصرينم‪ ،‬أل فسلم ال علِّىَ‬
‫شهر الصيام والقيام‪ ،‬سلم ال علِّىَ شهر التاويح والتلوة والذكر والتسبَيح‪ ،‬لقد مر كلِّمححة برق أو‬
‫غمحضة عي‪ ،‬كان مضمحادرا للِّمحتنافسي‪ ،‬وميدادنُا للِّمحتسابقي‪ ،‬أل وإنُه راحل ل مالة فشليعوُه‪ ،‬وتتعوُا فيمحا‬
‫بقي منم لظاته ول تضليعوُه‪ ،‬فمحا منم شهر رمضان ف الشهر عوُض‪ ،‬ول كمحفتضه ف غيه مفتض‪،‬‬
‫شهر عمحارات القلِّوُب‪ ،‬وكفارات الذنُوُب‪ ،‬وأمان كل خائف مرهوُب‪ ،‬شهر العبات السوُاكب‪،‬‬
‫ف ضارعة‪ ،‬وذرفت فيه منم دموُع ساخنة‪،‬‬ ‫والزفرات الغوُالب‪ ،‬والطرات الثوُاقب‪ ،‬كم ررذفعت فيه منم أك ر‬
‫ووجلِّت فيه منم قلِّوُب خاشعة‪ ،‬وتركت فيه منم مشاعر فياضة‪ ،‬وأحاسيس مرهفة‪ ،‬وعوُاطف جياشة‪.‬‬

‫‪709‬‬
‫هذا‪ ،‬وكم وكم يفيض ال منم جوُده وكرمه علِّىَ عبَاده‪ ،‬ويإلنم علِّيهم بالرحة والغفرة والعتق منم النار‪ ،‬ل‬
‫سيمحا ف آْخره‪.‬‬
‫عبَاد ال‪ ،‬مت ريغفر لنم ل ريغفر له ف هذا الشهر؟!ا ومت يرقبَل منم ررلد ف ليلِّة القدر؟!ا أورد الافظ ابنم‬
‫رجب رحه ال عنم علِّي رضي ال عنه أنُه كان ينادي ف آْخر ليلِّة منم رمضان‪) :‬يا ليت شعري منم‬
‫القبَوُل فنهنيه‪ ،‬ومنم الروم فنعزيه(‪.‬‬
‫أيها القبَوُلوُن هنيدئما لكحم‪ ،‬وأيها الردودون جب ال مصيبَتكحم‪ ،‬ماذا فات منم فاته خي رمضان؟!ا وأي‬
‫شيء أدرك منم أدركه فيه الرمان؟!ا كم بي منم حظه فيه القبَوُل والغفران ومنم حظه فيه اليبَة‬
‫والسران؟!ا مت يصلِّح منم ل يصلِّح ف رمضان؟!ا ومت يصتح منم كان فيه منم داء الهالة والغفلِّة‬
‫مرضان؟!ا‬
‫ص بالفوُزأ بالنان منم خدما‬ ‫ترلحل الشهر والفاه وانُصرما…واخت ل‬
‫فيا أرباب الذنُوُب العظيمحة‪ ،‬الغنيمحةش الغنيمحةش ف هذه اليام الكحريإة‪ ،‬فمحنم أعتق فيها منم النار فقد فازأ ي‬
‫وال ي بالائزة العظيمحة‪ ،‬والنحة السيمحة‪ ،‬أينم شحشرق الهتمحي ف ناره؟!ا أينم قلِّق التهدينم ف أسحاره؟!ا‬
‫فيا منم أعتقه موُله منم النار‪ ،‬إياك ث إياك أن تعوُد بعد أن صرت حدرا إل رق الوزأار‪ ،‬أيربَعردك موُلك‬
‫منم النار وأنُت تقتب منها؟!ا وينقذك وأنُت توُقع نُفسك فيها ول تيد عنها؟!ا وهل ينفع الفرشط بكحاؤه‬
‫وقد عظمحت فيه مصيبَته وجل عزاؤه؟!ا‬
‫فبَادروا ي يا رعاكم ال ي فلِّعل بعضكحم ل يدركه بعد هذا العام‪ ،‬ول يؤخره النوُن إل التمحام‪ ،‬فيا ربح منم‬
‫فازأ فيه بالسعادة والفلح‪ ،‬ويا حسرة منم فاتته هذه الغان والرباح‪ ،‬لقد دنُا رحيل هذا الشهر وحان‪،‬‬
‫ب مؤلمتل لقاء مثلِّه خانُه المكحان‪ ،‬فاغتنم ‪ -‬أيها الفرط ‪ -‬ف طاعة النان الفرصة قبَل فوُات الوان‪،‬‬ ‫ور ل‬
‫وتيقظ أيها الغافل منم سنة النام‪ ،‬وانُظر ما بي يديك منم فوُاجع اليام‪ ،‬واحذر أن يشهد علِّيك الشهر‬
‫بقبَائح الثام‪ ،‬واجتهد ف حسنم الاتة فالعبة بسنم التام‪.‬‬
‫أمة السلم‪ ،‬ماذا عنم آْثار الصيام الت عمحلِّها ف نُفوُس الصائمحي؟!ا لننظر ف حالنا‪ ،‬ولنتأمل ف واقع‬
‫أنُفسنا وأمتنا‪ ،‬ونُقارن بي وضعنا ف أول الشهر وآْخره‪ ،‬هل رعمحرت قلِّوُبنا بالتقوُىً؟ هل صلِّحت منا‬
‫العمحال وتسنت الخلق واستقام السلِّوُك؟ هل اجتمحعت الكحلِّمحة وتوُحدت الصفوُف ضلد أعداء‬
‫المة؟ هل زأالت الضغائنم والحقاد ورسللِّت السخمائم منم النفوُس؟ هل تلشت النكحرات والرمات عنم‬
‫التمحعات؟‬
‫أيها السلِّمحوُن‪ ،‬يا منم استجبَتم لربكحم ف الصيام والقيام‪ ،‬استجيبَوُا له ف سائر العمحال وف كل اليام‪.‬‬
‫أما آْن أن تشع لذكر ال القلِّوُب؟!ا وتتمحع علِّىَ الكحتاب والسنة الدروب لتدرأ عنم المة غوُائل‬
‫الكحروب وقوُارع الطوُب؟!ا‪.‬‬

‫‪710‬‬
‫سا منم أعز‬‫إخوُة السلم‪ ،‬أمة الصيام والقيام‪ ،‬ما أجدر المة السلمية وهي توُدع هذه اليام موُ د‬
‫وأحلِّىَ وأفضل وأغلِّىَ أيام وليال العمحر ما أحراها وهي توُدع شهرها أن توُدع الوضاع الأساوية‪،‬‬
‫والراحات الدموُية‪ ،‬الت أصابت موُاضع عديدة منم جسدها الثخمنم بالراح‪ ،‬ما أحراها أن تتخمذ‬
‫الطوُات الادة والعمحلِّية لوُقف نُزيف الدم السلِّم التدفق علِّىَ ثرىً الرض البَاركة فلِّسطي الاهدة‪،‬‬
‫وف بلد الشيشان وكشمحي السلِّمحة‪ ،‬فهل يعجز السلِّمحوُن وهم أكثر منم ملِّيار مسلِّم أن يتخمذوا حل‬
‫عادلد يقنم دماء السلِّمحي‪ ،‬ويعيد لم أمنهم ومدهم وهيبَتهم بي العالي؟!ا هل توُدع المة السلمية‬
‫‪ -‬وهي توُدع شهرها ‪ -‬التخماذشل الكحبَي تاه قضيتها الول‪ ،‬قضية أول القبَلِّتي ومسرىً سيد الثقلِّي‪،‬‬
‫السجد القصىَ البَارك ‪ -‬أقر ال العي بفك أسره وقرب تريره ‪ -‬الذي يرزأح تت وطأة العدوان‬
‫الصهيوُن الغاشم‪ ،‬ويستنجد ول ميب‪ ،‬ويستغيث ول ذو نوُه يتحرك‪ ،‬فإل ال الشتكحىَ‪ ،‬ومنه وحده‬
‫الفرج‪ ،‬ول حوُل ول قوُة إل بال العلِّي العظيم‪.‬‬
‫وعلِّىَ صعيد القضية الفغانُية‪ ،‬هل توُلدع الفصائل الفغانُية خلفاتا‪ ،‬وتتحد علِّىَ منم يكحمحها بكحتاب‬
‫ال وسنة رسوُله حقناد لدماء السلِّمحي‪ ،‬وحفدظا علِّىَ أمنم بلدهم‪ ،‬وسلمة الشعب الفغان السلِّم منم‬
‫التشرد والتهجي؟!ا هل توُدع المة السلمية ف وداع شهرها مآسي القلِّيات السلمية ف بقاع شت‬
‫منم العال؟!ا نُرجوُ أن يكحوُن ذلك قريدبَا بإذن ال‪ ،‬وهذا ‪ -‬وال ‪ -‬ليس بعزيز‪ ،‬فالمال معقوُدة بعد ال‬
‫علِّىَ قادة السلِّمحي وعلِّمحائهم‪ ،‬وأهل الل والعقد فيهم لبَذل الزيد منم الهوُد لعزازأ دينم ال‪ ،‬ونُصرة‬
‫قضايا السلِّمحي ف كل مكحان‪ ،‬ل سيمحا بعدما شهد التابعوُن أحدادثا عالية‪ ،‬ومريات دولية‪ ،‬كان لا أثر‬
‫بالغ علِّىَ أوضاع السلِّمحي ف العال‪ ،‬فهل توُلدع المة تلِّك المحلت العلمية الغرضة ضد السلم‬
‫وأهلِّه وبلده ومقدساته‪ ،‬ل سيمحا بلد الرمي الشريفي حرسها ال؟!ا وهل تستثمحر الطاقات العلِّمحية‬
‫والدعوُية والتقانُات العاصرة العلمية لنشر ماسنم السلم‪ ،‬ورعايته لقوُق النُسان‪ ،‬وإرسائه معان‬
‫الق والعدل والسلم‪ ،‬ومانُبَته مسالك العنف والرهاب‪ ،‬ف ظل تداعيات العوُلة العارمة‪ ،‬الت توُشك‬
‫أن تأت علِّىَ بنيان ثوُابت أمتنا منم القوُاعد‪ ،‬وف ظل ما يسمحىَ بصراع الضارات‪ ،‬والتلعب‬
‫بالصطلحات؟!ا هل يوُضع حد للرهاب علِّىَ مستوُىً الدولة الذي تارسه الصهيوُنُية العالية علِّىَ مرأىً‬
‫ومسمحع منم العال؟!ا‬
‫يا زأعمحاء العال‪ ،‬يا صناع القرار‪ ،‬يا أهل الرأي العام السلمي والعالي والدول‪ ،‬أيها العقلء والنصفوُن‪،‬‬
‫لقد أكدت الحداث أن منم ل يتعظ بالوُقائع فهوُ غافل‪ ،‬ومنم ل تقرعه الوُادث فهوُ خامل‪.‬‬
‫ت‬
‫يا أهل السلم‪ ،‬يا أمة ممحد ‪ ،‬ننم أمة رعرفت عب تأريها الشرق بعز ومد يطاول الثريا رفعة وسناءد‬
‫فحرام أن نُضعف ونُستكحي ونُتحسىَ كأس الذلة رمتعدا‪ ،‬ل بد أن تأخذ المة السلمية مكحانُتها بي‬
‫المم‪ ،‬لتحقيق ما تنشده البَشرية الضطهدة والنُسانُية اليىً منم حق وعدل وسلم‪ ،‬وانُتشالا ما‬
‫غرقت فيه منم أوحال الضلل والشقاء‪ ،‬ومستنقعات الضطراب والفوُضىَ‪ ،‬وإذا كان أعداؤهم سادوا‬

‫‪711‬‬
‫العال وهم علِّىَ مادية وضلل وباطل‪ ،‬فمحا أحراكم بالقيادة والسيادة والريادة وأنُتم علِّىَ منهجه الشهد‬
‫الزلل‪ ،‬منهجه اليإان والق والتقوُىً‪ ،‬ل بد منم صياغة اليل العاصر علِّىَ منهجه الوُسطية والعتدال‪،‬‬
‫ووضع دراسات استاتيجية واتاذ آْليات عمحلِّية للِّنهوُض بستوُىً الدعوُة السلمية‪ ،‬ووقاية المة منم‬
‫ل‪ ،‬والشكحلت الفتعلِّة الت تثل طعنة نلء‬ ‫شرور التشرذم واللفات الانُبَية الت عانُت المة منها طوُي د‬
‫ف خاصرة هذه المة‪.‬‬
‫إن حدقا علِّىَ أهل السلم جيدعا أن يعلِّمحوُا أنُه ل صلح لحوُالم الت يطلِّبَوُن لا اللِّوُل العاجلِّة إل‬
‫بالتمحسك بالعقيدة السلمية الصحيحة ف عال يإوُج باللاد والوُثنيات والنراف والغيات‪ ،‬ووال‬
‫وبال وتال إن فساد العقائد والخلق والتخملِّي عنم الثوُابت العقدية والناهجه الشرعية لوُ سبَب هزائم‬
‫المم‪ ،‬وانُتكحاسات الشعوُب‪ ،‬وتدهوُر الضارات‪ ،‬وتلِّك مسؤولية المة بأسرها‪ ،‬فهل يعي السلِّمحوُن‬
‫مكحانُة عقيدتم‪ ،‬ويلتحدوا علِّىَ ما كان علِّيه سلِّفهم الصال رحهم ال ليتحقق الي للِّبَلد والعبَاد؟!ا‬
‫هذا هوُ المل‪ ،‬وعلِّينا الصدق والعمحل‪ ،‬فنسأل ال عز وجل أن يتقبَل منا جيدعا صيامنا وقيامنا ودعاءنُا‪،‬‬
‫وأن يإنم علِّينا بالقبَوُل والغفرة والعتق منم النار بلنه وكرمه‪ ،‬وأن يب كسرنُا علِّىَ فراق شهرنُا‪ ،‬ويعيده‬
‫علِّينا أعوُادما عديدة‪ ،‬وأزأمنة مديدة‪ ،‬وعلِّىَ المة السلمية وهي ترفل ف حلِّل العز والنصر والتمحكحي‪،‬‬
‫وقد عاد لا مدها وهيبَتها بي العالي‪ ،‬إنُه خي مسؤول وأكرم مأموُل‪.‬‬
‫أقوُل قوُل هذا‪ ،‬وأستغفر ال ل ولكحم ولمحيع السلِّمحي والسلِّمحات منم كل الثام والطيئمات‪،‬‬
‫فاستغفروه وتوُبوُا إليه إنُه كان للوابي غفوُدرا‪.‬‬

‫‪-------------------------‬‬
‫الطبَة الثانُية‬
‫المحد ل الذي بنعمحته تتم الصالات‪ ،‬وبفضلِّه ترفع الدرجات وتكحفر السيئمات‪ ،‬وأشهد أن ل إله إل ال‬
‫وحده ل شريك له قاضي الاجات‪ ،‬والعال بالفايا والكحنوُنُات‪ ،‬وأشهد أن نُبَينا ممحددا عبَد ال ورسوُله‬
‫سيد البيات‪ ،‬صلِّىَ ال وسلِّم وبارك علِّيه‪ ،‬وعلِّىَ آْله وأصحابه أول الفضل والكحرمات‪ ،‬والتابعي ومنم‬
‫تبَعهم بإحسان ما دامت الرض والسمحاوات‪.‬‬
‫أما بعد‪:‬‬
‫لا يشهد لكحم عند اللِّك العلم‪ ،‬وودعوُه عند فراقه‬ ‫فاتقوُا ال عبَاد ال‪ ،‬واستوُدعوُا شهركم عمحلد صا د‬
‫بأزأكىَ تية وأوفر سلم‪ ،‬قلِّوُب التقي إل هذا الشهر ذتلنم‪ ،‬ومنم أل فراقه تأسي وتئمذلنم‪ ،‬كيف ل يري‬
‫للِّمحؤمنم علِّىَ فراقه دموُع‪ ،‬وهوُ ل يدري هل بقي له ف عمحره إليه رجوُع؟!ا إن قلِّوُب البَي لل فراقه‬
‫تشلقق‪ ،‬ودموُعهم للِّوُعة رحلِّيه تدلفق‪ ،‬فال الستعان وهوُ وحده الوُلفق‪.‬‬

‫‪712‬‬
‫أيها الخوُة الصائمحوُن‪ ،‬لقد شرع لكحم موُلكم ف ختام شهركم أعمحالد عظيمحة‪ ،‬تستد اللِّل‪ ،‬وتب‬
‫التقصي‪ ،‬وتزيد الثوُبة والجر‪ ،‬فندبكحم ف ختام شهركم إل الستغفار والشكحر والتوُبة شولذترهكحذمحلِّروُاه الهعذلدشة‬
‫شولذترشكحبَليررواه اللِّلهش شعشلِّىَ شما شهشداركهم شولششعلِّلركحهم تشهشركحرروشن ]البَقرة‪.[185:‬‬
‫كمحا شرع لكحم زأكاة الفطر شكحدرا ل علِّىَ نُعمحة التوُفيق للِّصيام والقيام‪ ،‬وطهرة للِّصائم منم اللِّغوُ والرفث‬
‫وطعمحة للِّمحساكي‪ ،‬وتريدكحا لشاعر الخوُة واللفة بي السلِّمحي‪ ،‬وهي صاع منم طعام منم بلر أو نوُه‬
‫منم قوُت البَلِّد كالرزأ وغيه‪ ،‬فيجب إخراجها عنم الكحبَي والصغي والذكر والنُثىَ‪ ،‬كمحا ف حديث أب‬
‫سعيد)‪ [1](4‬وابنم عمحر)‪ [2](5‬رضي ال عنهم‪.‬‬
‫ويستحب إخراجها عنم المحل ف بطنم أمه‪ ،‬والفضل إخراجها ما بي صلة الفجر وصلة العيد‪ ،‬وإن‬
‫أخرجها قبَل العيد بيوُم أو يوُمي فل حرج إن شاء ال‪.‬‬
‫والسنة أن يرجها طعادما كمحا هوُ نُص حديث الصطفىَ وعمحل السلِّف الصال رحهم ال‪.‬‬
‫وقد كان عمحر بنم عبَد العزيز رحه ال يكحتب ف ناية شهر رمضان إل المصار يأمرهم بتم شهر‬
‫رمضان بالستغفار وصدقة الفطر‪.‬‬
‫فأدوا ي رحكحم ال ي زأكاة الفطر طيبَة با نُفوُسكحم‪ ،‬فقد أعطاكم موُلكم الكحثي وطلِّب منكحم القلِّيل‪.‬‬
‫أيها الخوُة ف ال‪ ،‬الش الش ف الثبَات والستمحرار علِّىَ العمحال الصالة ف بقية أعمحاركم‪ ،‬واصلِّوُا‬
‫السية ف عمحل الي‪ ،‬وحثلوُا الطىَ ف العمحل الصال‪ ،‬لتفوُزأوا برضا الوُل جل وعل‪ ،‬فلِّديكحم منم‬
‫العمحال الصالة ما ريعلد منم الوُاسم الستمحرة‪ ،‬هذه الصلِّوُات المحس الفروضة‪ ،‬وهذه نُوُافل العبَادات‬
‫منم صلة وصيام وصدقة‪ ،‬وهكحذا سائر العمحال الصالة‪ ،‬واعلِّمحوُا أنُه لئمنم انُقضىَ شهر رمضان البَارك‬
‫فإن عمحل الؤمنم ل ينقضي إل بالوُت‪ ،‬ومنم علمة قبَوُل السنة السنة بعدها‪ ،‬ورب الشهوُر واحد‪،‬‬
‫وهوُ علِّىَ أعمحالكحم رقيب مشاهد‪ ،‬وبئمس القوُم‪ :‬ل يعرفوُن ال إل ف رمضان‪.‬‬
‫أل وإن منم التحدث بآلء ال ما نُعم به الصائمحوُن والعتمحرون منم أجوُاء آْمنة‪ ،‬وخدمات متوُفرة‪،‬‬
‫وأعمحال مذكوُرة‪ ،‬وجهوُد مشكحوُرة‪ ،‬ل تكحنم لتحصل مع هذا العدد الائل لوُل توُفيق ال أولد وآْخدرا‪ ،‬ث‬
‫ما ملنم به سبَحانُه علِّىَ الرمي الشريفي وروادها منم هذه الوُلية السلِّمحة الت بذلت وتبَذل كل ما منم‬
‫صا لوُجهه الكحري‪ ،‬وزأادها خديا وهدىً وتوُفيدقا بنه‬ ‫شأنُه تسهيل أموُر العمحار والزوار‪ ،‬جعلِّه ال خال د‬
‫وكرمه‪ ،‬وأدام علِّيها خدمة الرمي الشريفي وقاصديهمحا‪ ،‬ورعاية قضايا السلِّمحي ف كل مكحان‪ ،‬والشكحر‬
‫ل أولد وآْخدرا‪ ،‬وباطدنا وظاهدرا‪ ،‬شكحدرا كثديا دائدمحا أبددا إل يوُم الدينم‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬واعلِّمحوُا ‪ -‬رحكحم ال ‪ -‬أن منم خي أعمحالكحم وأزأكاها عند ملِّيكحكحم كثرة صلتكحم وسلمكحم‬
‫علِّىَ الرحة الهداة والنعمحة السداة‪ ،‬نُبَيكحم ممحد بنم عبَد ال كمحا أمركم بذلك ربكحم جل ف عله فقال‬
‫صلِّتوُاه شعلِّشهيذه شوشسلِّلرمحوُاه تشهسذلِّيمحاد‬ ‫ذ‬
‫ب ياأشييتشها الذيشنم ءاشمنروُاه ش‬‫ذ‬ ‫تعال قوُلد كرديإا‪ :‬إذلن اللِّلهش شوشمشلئذشكحتشهر ير ش ت‬
‫صلِّوُشن شعشلِّىَ النل ل‬
‫]الحزاب‪.[56:‬‬

‫‪713‬‬
‫اللِّهم صل وسلِّم وبارك علِّىَ سيدنُا وحبَيبَنا وقدوتنا ممحد بنم عبَد ال‪...‬‬

‫__________‬
‫)‪ (1‬أخرجه أبوُ نُعيم ف اللِّية )‪ (1/75‬منم غي ذكر الية‪.‬‬
‫)‪ (2‬أخرجه أبوُ نُعيم ف اللِّية )‪.(2/377‬‬
‫)‪ (3‬أخرجه ابنم البَارك ف الزهد )صا ‪ ، 19‬رقم ‪ (78‬بنحوُه‪.‬‬
‫)‪ (4‬قال أبوُ سعيد الدري رضي ال عنه‪ :‬كنا نرج زأكاة الفطر صاعاد منم طعام أو صاعاد منم شعي أو‬
‫صاعاد منم تر أو صاعاد منم أقط أو صاعاد منم زأبيب‪ .‬أخرجه البَخماري ف ‪ :‬الزكاة ‪ ،‬باب ‪ :‬صدقة الفطر‬
‫صاعاد منم طعام )‪ ، (1506‬ومسلِّم ف ‪ :‬الزكاة ‪ ،‬باب‪ :‬زأكاة الفطر علِّىَ السلِّمحي منم التمحر والشعي )‬
‫‪.(985‬‬
‫)‪ (5‬قال ابنم عمحر رضي ال عنهمحا‪ :‬فرض النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم صدقة الفطر أو قال رمضان علِّىَ‬
‫الذكر والنُثىَ والر والمحلِّوُك صاعاد منم تر أو صاعاد منم شعي‪ ...‬الديث‪ .‬أخرجه البَخماري ف‪ :‬الزكاة ‪،‬‬
‫باب ‪ :‬صدقة الفطر علِّىَ الر والمحلِّوُك )‪.(1511‬‬
‫ييييييي‬
‫رمضان ونصرة المسلمين‬
‫هان سلِّيم‬
‫غزة‬
‫‪12/9/1422‬‬
‫مسجد السدرة‬
‫مامد و أدعيةطبَاعة الطبَة بدون مامد وأدعية‬
‫‪-------------------------‬‬
‫ملِّخمص الطبَة‬
‫‪ -1‬مذبة إسرائيلِّية ف فلِّسطي وأخرىً ف أفغانُستان‪ -2 .‬خذلن السلِّمحي لخوُانم ف أرض الهاد‪.‬‬
‫‪ -3‬موُقف رسوُل ال منم قريش حي غدرت بلِّيفه بن خزاعة‪ -4 .‬أبوُ سفيان ياول تديد الصلِّح‪.‬‬
‫‪ -5‬فتح مكحة ف رمضان‪ -6 .‬فتح عمحوُرية ف رمضان‪ -7 .‬دعوُة لنصرة الظلِّوُمي ف أرض فلِّسطي‪.‬‬
‫‪ -8‬الي واعد ف أمة السلم‪ -9 .‬العزة مرهوُنُة بالستمحساك بالكحتاب والسنة‪.‬‬
‫‪-------------------------‬‬
‫الطبَة الول‬
‫أما بعد‪:‬‬

‫‪714‬‬
‫فيا أيها الخوُة‪ ،‬ننم ف شهر رمضان‪ ،‬ف شهر أحبَة ال ورسوُله والؤمنوُن‪ ،‬ف شهر الهاد والتضحية‬
‫والفداء‪ ،‬ف شهر التوُبة والغفرة‪ ،‬ف شهر الصدقة والزكاة‪ ،‬شهر لوُ عرف السلِّمحوُن ما فيه منم خي لتمحنوُا‬
‫أن يكحوُن العام كلِّه رمضان‪ ،‬شهر عزيز علِّىَ قلِّوُبنا‪ ،‬وننم ف هذا الشهر العظيم ل بد أن يصدق‬
‫السلِّمحوُن ما جاء ف كتاب ال كامل دون نُقصان‪ ،‬ال عز وجل يقوُل‪" :‬إل الذينم عاهدت عند‬
‫السجد الرام فمحا استقاموُا لكحم فاستقيمحوُا لم أن ال يب التقي"‪ ،‬شهر الهاد والستشهاد‪ ،‬شهر‬
‫ذبح فيه بالمس ف مذبة خطية والعال كلِّه ينظر إل هذه الرض كيف يذبح الطفال علِّىَ يد أعداء‬
‫ال سبَحانُه وتعال‪ ،‬خسة أطفال يذبوُن بقذيفة واحدة غي الذينم أصيبَوُا‪ ،‬فمحنم لم إخوُة اليإان؟!ا‬
‫فمحنم لنا غي ال عز وجل؟!ا مت تفيق المة؟!ا مت تستيقظ المة منم سبَاتا العمحيق والسلِّمحوُن يتفلِّوُن‬
‫ف هذه اليام بشهر كلِّه ذكريات؟!ا‬
‫شهر رمضان فيه ذكريات عزيزة علِّىَ قلِّوُب المة السلمية‪ ،‬فتحت فيه عمحوُرية‪ ،‬شهر الهاد‪ ،‬شهر‬
‫يتسابق فيه السلِّمحوُن إل الوُت ف سبَيل ال عز وجل‪ ،‬شتان بي منم كان يشحذ سلحه يريد أن‬
‫يلقي ال عز وجل وهوُ عنه راض وبي منم يرفع سلحه علِّىَ الاهدينم ف سبَيل ال حت ف شهر‬
‫رمضان‪ ،‬ماذا نُقوُل ل عز وجل؟!ا ماذا يقوُل حكحام السلِّمحي ل عز وجل يوُم القيامة؟!ا ماذا يقوُل‬
‫السلِّمحوُن ل تعال يوُم القيامة؟!ا ماذا تقوُلوُن والسلِّمحوُن يذبوُن هنا علِّىَ يد الصهيوُنُية العالية‪ ،‬وهناك‬
‫إخوُانُنا يذبوُن ف أفغانُستان مذابح شت ف كل مكحان والسلِّمحوُن يغطوُن ف نُوُم عمحيق‪ ،‬لقد حالف‬
‫رسوُل ال بن خزاعة أي دخلِّت بنوُ خزاعة ف حلِّف مع رسوُل ال ‪ ،‬ودخلِّت بنوُ بكحر ف حلِّف‬
‫قريش‪ ،‬هذا ما صال علِّيه رسوُل ال يوُم الديبَية‪ ،‬وكان هناك ثأر عظيم بي بن بكحر وبن خزاعة‪،‬‬
‫فلِّيعلِّم العال كيف كان يتم رسوُل ال اللِّف‪ ،‬أتدرون ما القصوُد باللِّف؟ القصوُد باللِّف ي إخوُة‬
‫اليإان ي هوُ الدفاع الشتك‪ ،‬لقد خذلت البَاكستان طالبَان‪ ،‬وكانُا علِّىَ حلِّف مع بعضهمحا‪ ،‬فلِّنعلِّم‬
‫كيف كان رسوُل ال يافظ علِّىَ اللِّف‪ ،‬وكان اللِّف مع بن خزاعة‪ ،‬ذهبَت بنوُ بكحر بساعدة قريش‪،‬‬
‫أمدت قريش بن بكحر بالسلح والعتاد والرجال لقتال بن خزاعة الذينم كانُوُا علِّىَ حلِّف مع رسوُل ال‬
‫فأصابوُا منهم مقتل عظيمحا‪ ،‬وذهب عمحرو بنم سال الزاعي ليخمب رسوُل ال ف الدينة النوُرة ما حدث‬
‫لقوُمه‪ ،‬فمحاذا قال له رسوُل ال عندها‪ ،‬قال له‪)) :‬نُصرت يا عمحرو‪ ،‬نُصرت يا عمحرو((‪ ،‬ل يتخمل رسوُل‬
‫ال عنم حلِّفه‪ ،‬وأخذ يكحوُن اليش لن قريشا قد نُقضت العهد‪ ،‬فلِّتسمحع الكحوُمات عندما ينقض‬
‫العهد ماذا كان يفعل رسوُل ال‪ ،‬ما زأال العرب متمحسكحي بالسلم الزعوُم‪ ،‬واسع رسوُل ال يقوُل‬
‫لعمحرو‪)) :‬نُصرت يا عمحرو((‪ ،‬فقامت قريش منم سبَاتا العمحيق‪ ،‬فأرسلِّت أبا سفيان ليذكر السلِّمحي‬
‫بالعهد‪ ،‬هل نُسي السلِّمحوُن العهد؟ ل‪ ،‬إنا يريدون أن يستمحعوُا خاطر رسوُل ال أريقتل البرياء ويقف‬
‫ممحد مكحتوُف اليدي؟!ا ل‪ ،‬إنا أرسلِّت أبا سفيان ليفاوض رسوُل ال‪ ،‬وصل الدينة فاستحىَ أن يقابل‬
‫رسوُل ال‪ ،‬نُقضوُا العهد‪ ،‬كيف يقابل رسوُل ال ‪ ،‬ل بد له منم واسطة‪ ،‬فذهب إل أب بكحر الصديق‬

‫‪715‬‬
‫رضي ال عنه وأرضاه‪ ،‬فرفض الروج معه‪ ،‬فذهب إل عمحر بنم الطاب رضي ال عنه فقال له‪ :‬وال لوُ‬
‫ل يكحنم معنا إل الذر لاهدنُاكم به‪ ،‬أتعلِّمحوُن ما معن الذر؟ النمحل‪ ،‬لوُ ل يكحنم مع السلِّمحي إل النمحل‬
‫لقاتل السلِّمحوُن قريشا‪ ،‬لنم نُقضوُا العهد مع رسوُل ال ‪ ،‬فتعب أبوُ سفيان‪ ،‬فطرق باب ابنته أم حبَيبَة‬
‫رضي ال عنها وأرضاها وهي أم الؤمني زأوجة رسوُل ال ‪ ،‬ففتحت له البَاب‪ ،‬ث أراد أن يلِّس علِّىَ‬
‫فراش الرسوُل‪ ،‬فتفع أم حبَيبَة الفراش منم تت أبيها‪ ،‬فيقوُل لا‪ :‬لاذا تفعلِّي هذا؟ فتقوُل‪ :‬ما ينبَغي‬
‫لثلِّك أن يلِّس علِّىَ فراش رسوُل ال ‪ ،‬إنُك نس‪ ،‬هذه الفاصلِّة يفاصل السلِّمحوُن ول يداهنوُن ول‬
‫يكحذبوُن‪ ،‬إنا يقفوُن موُقف الفاصلِّة‪ ،‬فعاد أبوُ سفيان بفي حني ول ير وجها طلِّقا ينظر ف وجهه‪،‬‬
‫فعاد بفي حني‪ ،‬وماذا فعل رسوُل ال ؟ أخذ يكحلوُن اليش‪ ،‬ورفع يديه إل السمحاء‪ ،‬وكان ذلك ف‬
‫شهر رمضان ويقوُل‪)) :‬اللِّهم خذ العيوُن والخبَار عنم قريش حت نُبَغتها ف ديارها((‪ ،‬كان يستعي‬
‫بالدعاء لقضاء حوُائجه‪ ،‬ويأت المام يطب المحعة فتجد ف السجد ثلثة صفوُف والبَاقي ف البَيت‪،‬‬
‫فمحاذا تفعلِّوُن؟ إذا أردنُا نُصرا وتكحينا ل بد أن نُكحوُن صادقي مع ال عز وجل‪ ،‬وأن نل بيوُت ال‪،‬‬
‫نلها بالطاعة ل عز وجل‪ :‬إذلشنا يشيهعرمحرر شمشساذجشد اللِّلذه شمهنم ءاشمشنم ذباللِّلذه شواهليشيهوُذم الهذخذر شوأششقاشم الصلشة شوءاشتىَ‬
‫ك شأن يشركحوُنُروُاه ذمشنم الهرمحههتشذديشنم ]التوُبة‪ ،[18:‬فبَدأ الرسوُل بتكحوُينم‬ ‫ش إذلل اللِّلهش فشيشعشسىَ أرهولشئمذ ش‬‫الزكاشة شوشله شيه ش‬
‫اليش‪ ،‬وطلِّب النصرة‪ ،‬منم؟ منم ال‪ ،‬طلِّب النصرة منم ال‪)) ،‬اللِّهم خذ العيوُن والخبَار عنم قريش‬
‫حت نُبَغتها ف ديارها((‪ ،‬فكحوُن جيشا قوُامه عشرة آْلف مقاتل‪ ،‬لاذا؟ لكحي تنصر الفئمة الستضعفة الت‬
‫قتل رجالا ونُساؤها‪ ،‬فأينم حكحام المة منم أطفال يقتلِّوُن ويذبوُن ف نار شهر رمضان؟!ا أينم هم؟!ا‬
‫إنم يلِّهوُن ويعبَثوُن ول يعلِّمحوُن شيئما عنم حال أمتنا إخوُة اليإان‪ ،‬فانُطلِّق الرسوُل حت يفتح مكحة‪ ،‬ففتح‬
‫ال عز وجل علِّىَ يديه دون قتال‪ ،‬لقد ضعفت قريش أمام رسوُل ال ‪ ،‬فعندما حط رسوُل ال ف مر‬
‫الظهران علِّىَ بعد ثلث كيلِّوُمت تقريبَا منم مكحة‪ ،‬فعسكحر هناك‪ ،‬ووقع أبوُ سفيان ف السر‪ ،‬فرأىً قوُة‬
‫السلِّمحي‪ ،‬ث تركه رسوُل ال‪ ،‬فمحاذا يقوُل لقوُمه؟ لقد جاءكم ممحد بيش ل قبَل لكحم به‪ ،‬فوُقع الرعب‬
‫ف قلِّوُبم‪ ،‬ورفعوُا الرايات البَيضاء عالية مستسلِّمحي أمام قوُة السلِّمحي‪ ،‬صدقوُا ال فصدقهم ال‪ ،‬عندما‬
‫نُصدق ال عز وجل يصدقنا ال عز وجل‪ ،‬وعندما نُتخملِّىَ عنم ال يتخملِّىَ ال عنا‪.‬‬
‫إخوُة اليإان‪ ،‬ل بد أن تستيقظ المة وإل فإن بوُش كمحا نُرىً كل يوُم يهدد دولدة‪ ،‬وصدق القائل‪:‬‬
‫أكلِّت يوُم أكل الثوُر البيض‪ ،‬لوُ هبَت المة ي إخوُة اليإان ي قاطبَة فهل تستطيع أمريكحا أو غي أمريكحا‬
‫أو أي قوُة علِّىَ وجه الرض أن تقف أمام قوُة السلِّمحي؟ أل وال ي إخوُة اليإان ي فعندما ضعفت المة‬
‫واستكحانُت وأرادت الدنُيا وطلِّقت الخرىً فنرىً بأن أعداء ال تكحنوُا منم رقابم‪ ،‬ولذلك ل بد أن‬
‫تستيقظ المة‪.‬‬
‫فتح مكحة ف جيوُش وعرة‪ ،‬وفتح عمحوُرية كان كذلك ف شهر رمضان‪ ،‬نُعم كانُت ف شهر رمضان‪ ،‬أنُا‬
‫ل أدري أما يقرأ حكحام المة تارينا؟!ا أما يقرؤون كتاب ال عز وجل؟!ا ومنم أصدق قيل‪ :‬ال أم ننم؟‬

‫‪716‬‬
‫ال هوُ أصدق منم أي إنُسان علِّىَ ظهر الرض‪ ،‬فل بد أن نُصدق ال ونُكحذب ما يقوُل البَشر إذا‬
‫خالف كلم ال عز وجل‪ ،‬فتح عمحوُرية كان بسبَب امرأة مسلِّمحة لطمحت علِّىَ خدها كفا واحدا قالت‪:‬‬
‫وامعتصمحاه أينم عمحوُرية؟ عمحوُرية ف تركيا إخوُان ف ال‪ ،‬وأينم العتصم؟ كان ف بلد العراق حيث‬
‫اللفة السلمية‪ ،‬ل يسمحع العتصم نُداء هذه الرأة الكحلِّوُمة‪ ،‬ل تذبح‪ ،‬ل يفتح بطنها‪ ،‬ل تسك منم‬
‫شعرها وتسحب علِّىَ الرض‪ ،‬ل يقتل أطفالا أمامها إنا لطمحت كفا واحدا قالت‪ :‬وامعتصمحاه‪ ،‬فكحوُن‬
‫جيشا جرارا فقال الستشارون له‪ :‬ل تتحرك‪ ،‬نُصحوُه بعدم التحرك لن عوُامل اليش ل تسمحح‪ ،‬فرفض‬
‫وترك بيش السلم‪ ،‬وننم ف شهر رمضان ف هذه الذكرىً الت ذبح فيها كذلك بالمس خسة منم‬
‫أطفال السلِّمحي أبرياء‪ ،‬ذهبَوُا إل مدارسهم فمحا عادوا إل لمحا‪ ،‬فمحا عادوا إل مقطعي‪ ،‬حسبَنا ال ونُعم‬
‫الوُكيل‪ ،‬حسبَنا ال ونُعم الوُكيل ف كل منم ظلِّمحنا وكل منم تآمر علِّىَ شعبَنا‪ ،‬ترك العتصم باليش‬
‫وحاصر عمحوُرية‪ ،‬وأحرق عمحوُرية بنم فيها‪ ،‬وفتح عمحوُرية‪ ،‬وهزم الروم‪ ،‬امرأة لطمحت علِّىَ خدها كفا‬
‫فانُتصر العتصم‪ ،‬فرحم ال أبا تام وهوُ ينشد ف قصيدته الوُزأونُة‪:‬‬
‫السيف أصدق إنُبَاء منم الكحتب…ف حده الد بي الد واللِّعب‬
‫السيف أصدق إنُبَاء منم الكحتب‪ ،‬السيف أفضل منم تلِّك البَاحثات‪ ،‬ها ننم طوُال الفتات ف‬
‫مبَاحثات‪ ،‬فمحاذا صنعنا؟ ما هي الكحتسبَات الت اكتسبَناها؟ إخوُة اليإان‪ ،‬ارجعوُا إل تاريكحم‪ ،‬ارجعوُا‬
‫إل ماضيكحم‪ ،‬هذا التاريخ العظيم الذي يدثنا عنم بطوُلت أمتنا‪ ،‬وكيف وقف الصحابة رضي ال عنهم‬
‫صفا واحدا‪ ،‬وكيف كانُت قيادة المة‪ ،‬كان الوُاحد منهم ل يذوق طعم النوُم‪ ،‬ل يذوق النوُم ي إخوُة‬
‫اليإان ي وهوُ يبَحث عنم حال المة‪ ،‬لنم يستقيم حال المة ي إخوُة اليإان ي إل بالرجوُع إل كتاب ال‬
‫عز وجل وإل سنة رسوُل ال ‪.‬‬
‫شهر رمضان هوُ شهر التضحيات والبَطوُلت‪ ،‬هوُ شهر الشهداء‪ ،‬قضيتان اثنتان أراحنا ال منهمحا وها‬
‫إخوُة اليإان‪ :‬الرزأق والجل‪ ،‬قضيتان أراحنا ال منهمحا‪ :‬ل توُت نُفس إل بعد أن تستوُف رزأقها وأجلِّها‪،‬‬
‫فلِّمحاذا الوُف؟ ل الوُف؟ ل بد أن نُعلِّم بأن الجل مدود‪ ،‬والرزأق مدود‪ ،‬فل بد أن تستيقظ المة‬
‫منم سبَاتا‪ ،‬وأن تتحد تت راية واحدة أل وهي راية ل إله إل ال ممحد رسوُل ال‪ ،‬هذه الراية لا النصر‬
‫والتمحكحي‪ ،‬وبغيها نُرىً بأن الناس يتسكحعوُن بي اليمحي والشمحال‪.‬‬
‫راية ي أيها الخوُة ي ما زأال فيها الي‪ ،‬وسيبَقىَ فيها الي إن شاء ال‪ ،‬ولكحنم ل بد منم العوُدة الصحيحة‬
‫إل كتاب ال عز وجل وإل سنة رسوُل ال ‪ ،‬ففيهمحا العزة والتمحكحي‪.‬‬
‫إخوُة اليإان‪ ،‬هذه المة أمة خي‪ ،‬ل تقنطوُا منم رحة ال‪ ،‬ل تيأسوُا منم رحة ال‪ ،‬فمحهمحا أصاب هذه‬
‫المة فإنا ستستقيم‪ ،‬ولكحننا نُنحرف ننم الشعوُب وما ف القلِّوُب حت تبَقىَ المحم عالية وحت نُكحوُن‬
‫دائمحا مستيقظي‪ ،‬وهذا ما ل يريده أعداء ال‪.‬‬

‫‪717‬‬
‫أيها الخوُة‪ ،‬أعداؤنُا يافوُن إذا ترك الارد السلمي‪ ،‬إذا ترك السلم ي إخوُة اليإان ي ترك العداء‬
‫جيعا منم كل حدب وصوُب‪ ،‬أفغانُستان السلِّمحة السكحينة‪ ،‬أفغانُستان ليس لا حوُل ول قوُة‪ ،‬تدك‬
‫بقنابل زأنُة القنبَلِّة خسة عشر طنا‪ ،‬ولكحنم حسبَنا ال ونُعم الوُكيل‪ ،‬ال سبَحانُه وتعال ذكر لنا ف القرآْن‬
‫الكحري أقوُاما طغوُا وبغوُا وتعالوُا وتبوا فمحا الصي إخوُة اليإان؟ الزوال الزوال‪ ،‬وأقوُل لكحم‪ :‬إن النصر‬
‫ت إن شاء ال‪ ،‬وسوُف تزول أمريكحا بإذن ال عز وجل‪ ،‬وأقوُل ي إخوُة اليإان ي بأن حضارتم بإذن ال‬ ‫آْ ت‬
‫عز وجل إل زأوال‪ ،‬ولكحنم تسكحوُا بكحتاب ال عز وجل ففيه نُصركم وعزتكحم‪ ،‬وأقوُل قوُل هذا‪ ،‬وأستغفر‬
‫ال ل ولكحم‪.‬‬
‫‪-------------------------‬‬
‫الطبَة الثانُية‬
‫المحد ل رب العالي نُاصر الؤمني ومؤيد الوُحدينم أشهد أن ل إله إل ال وأشهد أن سيدنُا وقائدنُا‬
‫وعظيمحنا وحبَيبَنا ممحد رسوُل ال يقوُل ف حديث ما معناه‪" :‬تركت فيكحم ما إن تسكحتم با لنم تضلِّوُا‬
‫بعدي أبدا كتاب ال وسنت" كتاب ال وسنة رسوُل ال فيها عزكم وفيها نُصركم ويغيها ل تقوُم للمة‬
‫قائمحة إذا تلِّت عنم كتاب ال وعنم سنة رسوُله‪.‬‬
‫إخوُة اليإان‪ ،‬ننم ف شهر التوُبة‪ ،‬شهر فتحنا فيه صفحة جديدة مع ال عز وجل‪ ،‬نُطلِّب منه الغفرة‪،‬‬
‫نُطلِّب منه الرحة‪ ،‬ولكحنم ما زأال الناس يقصرون‪ ،‬وأهس ف آْذانُكحم بأنُه ل بد أن نل بيوُت ال وأن‬
‫نُأت مبَكحراد إل بيوُت ال بدلد منم أن نُبَقىَ ف البَيوُت نُعافس البناء والنساء‪ ،‬فلِّنجلِّس ف بيوُت ال نُقرأ‬
‫آْية نُتدبر فيها معن‪ ،‬نُسبَح ال‪ ،‬بدلد منم أن يعكحر صفوُك أحد منم البناء‪ ،‬هذه البَيوُت ل بد أن‬
‫نُعمحرها كمحا ذكر ال سبَحانُه وتعال‪ :‬إذلشنا يشيهعرمحرر شمشساذجشد اللِّلذه شمهنم ءاشمشنم ذباللِّلذه شواهليشيهوُذم الهذخذر شوأششقاشم الصلشة‬
‫ك شأن يشركحوُنُروُاه ذمشنم الهرمحههتشذديشنم ]التوُبة‪.[18:‬‬ ‫ش إذلل اللِّلهش فشيشعشسىَ أرهولشئمذ ش‬
‫شوءاشتىَ الزكاشة شوشله شيه ش‬
‫إخوُة اليإان‪ ،‬هذا الشهر شهر الدعاء فاستغلِّوُا هذه الوقات ف الدعاء ل عز وجل‪ ،‬تطلِّبَوُن منه النصر‬
‫والتمحكحي‪ ،‬تطلِّبَوُن منه أن ينزل علِّيكحم الرحات لن المر قد ضاق ي إخوُة اليإان ي قد ضاقت الرض‬
‫بنا وضاقت الرزأاق بنا‪ ،‬فل بد أن نُتوُجه إل ال عز وجل ف هذا الشهر الفضيل الكحري‪ ،‬اللِّهم إن‬
‫بلِّغت‪ ،‬اللِّهم فاشهد‪.‬‬
‫إن ف يوُم المحعة ساعة يستجاب فيها الدعاء فأسأل ال عز وجل أن تكحوُن هذه الساعة‪.‬‬
‫اللِّهم صل وسلِّم علِّىَ ممحد وعلِّىَ آْل ممحد كمحا صلِّيت علِّىَ إبراهيم وعلِّىَ آْل إبراهيم وبارك علِّىَ‬
‫ممحد وعلِّىَ آْل ممحد كمحا باركت علِّىَ إبراهيم وعلِّىَ آْل إبراهيم ف العالي إنُك حيد ميد‪.‬‬
‫يييييييي‬
‫هل نعود ثانية إلى رمضان؟‬
‫يوُسف بنم عبَد الوُهاب أبوُ سنينه‬

‫‪718‬‬
‫القدس‬
‫‪2/10/1423‬‬
‫السجد القصىَ‬
‫مامد و أدعيةطبَاعة الطبَة بدون مامد وأدعية‬
‫‪-------------------------‬‬
‫ملِّخمص الطبَة‬
‫‪ -1‬كلِّمحة ف وداع رمضان‪ -2 .‬دعوُة للستقامة علِّىَ الطاعة بعد رمضان‪ -3 .‬صيام ستة أيام ف‬
‫شوُال‪ -4 .‬الصيام لظمحأ يوُم القيامة‪ -5 .‬صلِّة الرحم ف العيد‪ -6 .‬مظاهر مؤلة ف متمحعاتنا للِّغش‬
‫والداع‪.‬‬
‫‪-------------------------‬‬
‫الطبَة الول‬
‫أما بعد‪ :‬فاتقوُا ال يا عبَاد ال‪ ،‬وتوُبوُا إليه واستغفروه منم تقصيكم‪ ،‬وأنُيبَوُا إليه‪ ،‬وإياكم والاهرة ف‬
‫العياد بقبَيح الث والفساد‪ ،‬واحذروا طاعة الشيطان‪ ،‬فإنا مقرونُة بغضب الرحنم‪ ،‬ويذركم ال نُفسه‪.‬‬
‫اللِّهم ل تدع لنا ف هذا اليوُم العظيم ذنُبَاد إل غفرته‪ ،‬ول كرباد إل فرجته‪ ،‬ول عيبَاد إل ستته‪ ،‬ول شديناد‬
‫إل أديته‪ ،‬ول مريضاد إل وشافيته‪ ،‬ول ميتاد إل رحته‪ ،‬ول غائبَاد إل إل أهلِّه رددته‪.‬‬
‫اللِّهم است العوُرات وآْمنم الروعات وأحسنم التام يا رب العالي‪.‬‬
‫ويا شهر رمضان غي موُدع ودعناك‪ ،‬وغي مقلِّي فارقناك‪ ،‬كان نارك صدقة وصيامدا‪ ،‬وليلِّك قراءة‬
‫وقيامدا‪ ،‬فعلِّيك منا تية وسلمدا‪ ،‬يا شهر الصيام أتراك تعوُد بعدها علِّينا أو تدركنا النوُن فل تؤول إلينا‪،‬‬
‫مصابيحنا فيك مشهوُرة‪ ،‬ومساجدنُا فيك معمحوُرة‪ ،‬فالن تنطفئ الصابيح‪ ،‬وتنقطع التاويح‪.‬‬
‫عبَاد ال‪ ،‬منم كان منع نُفسه ف شهر الصيام منم الرام فلِّيمحنعها فيمحا بعده منم الشهوُر والعوُام‪ ،‬فإن‬
‫إلكحم واحد‪ ،‬وهوُ مطلِّع علِّيكحم وشاهد‪.‬‬
‫واعلِّمحوُا أن يوُم العيد يوُم سعيد‪ ،‬يسعد فيه أنُاس ويشقىَ فيه عبَيد‪ ،‬فطوُب لعبَد قبَلِّت فيه أعمحاله‪ ،‬والوُيل‬
‫لنم عمحلِّه علِّيه مردود‪ ،‬وباب التوُبة عنه مسدود‪ ،‬وهوُ يوُم يهنئ فيه القبَوُل ويعزىً فيه الطرود‪ ،‬فيا أيها‬
‫القبَوُل هنيئماد لك بثوُاب ال عز وجل وغفرانُه‪ ،‬وتعساد لك يا مطرود بإصرارك علِّىَ عصيانُه‪ ،‬لقد عظمحت‬
‫مصيبَتك‪ ،‬فأينم دمعتك وتوُبتك‪ ،‬فلي يوُم أخرت توُبتك؟ ولي عام ادخرت عدتك؟ أإل عام قابل أو‬
‫حوُل زأائل؟ كل فمحا إليك مدةر العمحار ول معرفة القدار‪ ،‬فكحم منم أعد طيبَاد لعيد‪ ،‬رجعل ف تلِّحيده‪،‬‬
‫وثياباد لتزيينه صارت لتكحفينه‪ ،‬ومتأهبَا لفطره صار مرتلد ف قبَله‪.‬‬
‫فاحدوا ال علِّىَ بلِّوُغ ختام الشهر الفضيل‪ ،‬وسلِّوُه قبَوُل الصيام والقيام والصدقات‪ ،‬ل در أقوُام تركوُا‬
‫الدنُيا فأصابوُا‪ ،‬وسعوُا منادي الق يدعوُ فأجابوُا‪ ،‬وقصدوا باب موُلهم فمحا ردوا وما خابوُا‪.‬‬

‫‪719‬‬
‫فبَادروا بالتوُبة إل ال عز وجل منم جيع الذنُوُب والثام‪ ،‬واعلِّمحوُا أن ال تبَارك وتعال قد خلِّقنا لعبَادته‬
‫فقال جل منم قائل‪ :‬وما خلِّقت النم والنُس إل ليعبَدون كان السلِّف رضي ال عنهم يرون أن منم‬
‫مات عقب عمحل صال كصيام أو حجه أو عمحرة يرجىَ له أن يدخل النة‪ ،‬وكانُوُا مع اجتهادهم ف‬
‫الصحة ف العمحال الصالة يددون التوُبة والستغفار عند الوُت وف كل وقت‪.‬‬
‫وتذكروا يا عبَاد ال أن يوُمكحم هذا أعظم ال قدره‪ ،‬وأفاض علِّيكحم فيه منم النعم ما يوُجب شكحره‪ ،‬جعلِّه‬
‫عيداد لا أديتم قبَلِّه منم فريضة الصيام‪ ،‬وأباح لكحم ما رمنعتم ف صيامكحم منم شراب وطعام‪ ،‬فاحدوا ال‬
‫علِّىَ إتام الصيام‪ ،‬وسلِّوُه التوُفيق والقبَوُل للِّتمحسك بالدينم وشرائع السلم‪.‬‬
‫وتذكروا واعتبوا يا عبَاد ال بنم كان معكحم ف مثل هذه اليام منم القارب والهل والحبَاب واليان‬
‫لمحام‪ ،‬وأودعتهم بطوُن القبَوُر‪ ،‬ل يقدرون علِّىَ زأيادة‬ ‫والصدقاء واللن‪ ،‬كيف جرعتهم النية كؤوس ا ذ‬
‫حسنة‪ ،‬ول ينتفعوُن ف مضي يوُم ول سنة‪ ،‬تردوا منم هذه الياة‪ ،‬والتحقوُا التاب‪ ،‬وسكحنوُا بعد القصوُر‬
‫العالية القبَوُر الوُاهية البَنيان‪ ،‬فلِّوُ رأيتم تت التاب أحوُالم لرأيتم أموُراد هائلِّة وأعناقاد منم البدان زأائلِّة‪،‬‬
‫وعيوُنُاد علِّىَ الدود سائلِّة‪ ،‬وننم إل ما صاروا إليه صائرون‪ ،‬وعلِّىَ ما قدت منم العمحل قادموُن‪ ،‬وإنُا ل‬
‫وإنُا إليه راجعوُن‪.‬‬
‫عبَاد ال‪ ،‬عندما ينقضي رمضان كان للِّرسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ستة أيام يصوُمها ف شوُال‪ ،‬ول‬
‫يشتط ف صيامها أن تكحوُن بعد رمضان مبَاشرة‪ ،‬بل إنا جائزة طوُال شهر شوُال‪ ،‬ول يشتط أن‬
‫تصوُمها متتابعة‪ ،‬وإنا يوُزأ أن تفرقها تيسياد منم ال الوُاحد العلم‪ ،‬وقد يسأل سائل ويقوُل‪ :‬ما فضل‬
‫هذه اليام؟ وما فضل صيامها؟ يقوُل نُبَينا صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪)) :‬منم صام رمضان ث أتبَعه بست منم‬
‫شوُال فكحأنا صام الدهر كلِّه(()‪.[1](1‬‬
‫وبيان ذلك أن صيام يوُم واحد منم رمضان يعدل عشرة أيام‪ ،‬فصيام رمضان بثلثائة يوُم‪ ،‬وصيام يوُم‬
‫واحد منم شوُال يعدل عشرة أيام كذلك‪ ،‬فصيام الستة بستي يوُمدا‪ ،‬فإذا ما صمحت رمضان واليام‬
‫الستة منم شوُال‪ ،‬فكحأنُك صمحت ثلثائة وستي يوُمدا‪ ،‬كأنُك صمحت السنة كلِّها‪ ،‬فإذا لقيت ال تبَارك‬
‫وتعال علِّىَ ذلك أعطاك ثوُاب منم صام العمحر كلِّه‪.‬‬
‫سيدي يا رسوُل ال‪ ،‬يا خي منم صام وأفطر وهلِّل وكب وبشر وأنُذر‪ ،‬وبدينم النيف أمر‪ ،‬أمر بالعروف‬
‫ونىَ عنم النكحر‪ ،‬فمحا ول ول كلل ول أدبر‪ ،‬هوُ صاحب البَي القمحر والوُجه الزأهر‪ ،‬صلِّىَ ال علِّيه‬
‫وسلِّم‪.‬‬
‫عبَاد ال‪ ،‬ومنم كان منم النساء علِّيه قضاء‪ ،‬فالوُاجب ف الصل أن تقدم الرأة السلِّمحة القضاء علِّىَ‬
‫صيام اليام الستة منم شوُال‪ ،‬وكذلك منم كان مريضاد فلِّيقدم اليام الخر علِّىَ صيام اليام الستة‪ ،‬لن‬
‫القضاء مقدم علِّىَ النافلِّة‪.‬‬

‫‪720‬‬
‫وقد كان للِّنب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أياماد أخر يصوُمها ف غي رمضان‪ ،‬صيام ثلثة أيام منم كل شهر‬
‫مع رمضان‪ ،‬يقيك ال تبَارك وتعال منم شر الظمحأ يوُم القيامة‪.‬‬
‫ف شسنشتة‬‫ي أشله ش‬
‫ذ‬ ‫ذ‬
‫أتدرون يا عبَاد ال ما يوُم الظمحأ؟ إنُه يوُم يقوُل ال تبَارك وتعال فيه شكاشن مهقشداررهر شخهس ش‬
‫جيلد ]العارج‪ ،[5 ،4:‬ف ذلك اليوُم يشتد الظمحأ بالعبَاد وتدنُوُ الشمحس منم الرؤوس‪،‬‬ ‫شفاصذب صباد شذ‬
‫ه ه شه‬
‫وليس هناك منم يسقي الاء إل رسوُلنا صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يقوُل علِّيه الصلة والسلم‪)) :‬حوُضي علِّىَ‬
‫مقدار مسية شهر‪ ،‬ماؤه أشد بياضاد منم اللِّب‪ ،‬وريه أطيب منم ريح السك‪ ،‬وطعمحه أحلِّىَ منم العسل‪،‬‬
‫منم شرب منه شربة ل يظمحأ بعدها أبددا(()‪ [2](2‬اللِّهم إنُا نُسألك أن تسقينا منم حوُض نُبَيك شربة‬
‫منم يده الشريفة ل نُظمحأ بعدها أبداد يا رب العالي‪.‬‬
‫عبَاد ال ومنم الوُاجب علِّيكحم ف هذه اليام السعيدة صلِّة الرحام‪ ،‬فينبَغي علِّىَ العاقل أن يبَادر إل‬
‫صلِّة الرحم‪ ،‬وأن يدفع ما عنده منم البَغضاء بالحسان والغضاء‪ ،‬فصل رحك أيها السلِّم ليضىَ‬
‫موُلك‪ ،‬وخالف بذلك نُفسك وهوُاك‪ ،‬واصب علِّىَ أذاهم‪ ،‬فإنُه بذلك نُبَينا صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أوصاك‪،‬‬
‫وبالغ بالحسان إل منم أساء إليك منهم‪ ،‬تمحد بذلك عقبَاك‪ ،‬وحلسنم أخلقك معهم تنل راحتك‬
‫ويطيب مثوُاك‪.‬‬
‫وتذكروا أيها الؤمنوُن أن الرحة ل تتنزل علِّىَ قوُم فيهم قاطع رحم‪ ،‬وأن قطيعة الرحام منم الفساد عند‬
‫ض شوتريشقطلعروُاه‬‫ال تبَارك وتعال‪ ،‬اسعوُا قوُل البَاري جل ف عله فشيشههل شعشسهيترهم ذإن تشيشوُلهيترهم شأن تريهفذسردواه ذف الشهر ذ‬
‫أشهرشحاشمركحهم ]ممحد‪ ،[22:‬ومعن هذه الية الكحريإة‪ :‬فهل عسيتم إن توُليتم عنم الطاعة أن تفسدوا ف‬
‫الرض بالعاصي وتقطيع الرحام‪.‬‬
‫اللِّهم اجعلِّنا وإياكم منم يصلِّوُن أرحامهم‪.‬‬
‫عبَاد ال‪ ،‬يقوُل نُبَينا صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪)) :‬الب ل يبَلِّىَ‪ ،‬والذنُب ل ينسىَ‪ ،‬والديان ل يإوُت‪ ،‬فكحنم ما‬
‫شئمت كمحا تدينم تدان(()‪ .[3](3‬ويقوُل علِّيه الصلة والسلم‪)) :‬كل ابنم آْدم خطاء‪ ،‬وخي الطائي‬
‫التوُابوُن(()‪.[4](4‬‬
‫ادعوُا ال وأنُتم موُقنوُن بالجابة‪ ،‬فيا فوُزأ الستغفرينم استغفروا ال‪.‬‬

‫‪-------------------------‬‬
‫الطبَة الثانُية‬
‫المحد ل الوُاحد القهار‪ ،‬العزيز الغفار‪ ،‬مصرف الموُر كمحا يشاء ويتار‪ ،‬نمحده علِّىَ كل حال‪ ،‬ونُعوُذ‬
‫بال منم حال أهل النار‪ ،‬ونُشهد أن ل إله إل ال عال الغيب والشهادة‪ ،‬وكل شيء عنده بقدار‪،‬‬
‫ونُشهد أن سيدنُا وموُلنُا ممحداد عبَده ورسوُله الذي رفع عنا ببَعثته الغلل والصار‪ ،‬اللِّهم صل وسلِّم‬
‫وبارك وأنُعم علِّيه وعلِّىَ آْله وأصحابه الطيبَي البرار ما تعاقب اللِّيل والنهار‪.‬‬

‫‪721‬‬
‫أما بعد‪:‬‬
‫ت للسلم‬ ‫أيها الؤمنوُن‪ ،‬فئمات مارقة ضالة تنتسب إل السلم لفظدا‪ ،‬غي أن تصرفاتا وأعمحالا ل تر ل‬
‫والتعاليم الدينية بصلِّة‪ ،‬هذه الفئمات الارقة تعيث ف الرض فساداد دون رقيب ول حسيب ول نُوُازأع منم‬
‫دينم أو خلِّق‪ ،‬تنتهجه أساليب قذرة وطرائق ملِّتوُية لسلِّب وابتزازأ أموُال البرياء منم أبناء شعبَنا السلِّم‪،‬‬
‫فتزداد الوُة ارتفاعاد بي أفراد أمتنا‪ ،‬لقد عمحد بعض الشخماصا منم عديإي اليإان إل ابتزازأ أموُال إخوُة‬
‫لنا دفعوُا أموُالم منم أجل أداء سنة العمحرة‪ ،‬فتبَي لم بعد ذلك أن الكحاتب الت سجلِّت فيها الساء‬
‫مكحاتب وهية‪ ،‬فضاعت أموُالم‪ ،‬ورملِّئمت نُفوُسهم حسرة ومرارة‪ ،‬وعيوُنم دموُعاد لعدم تكحنهم منم أداء‬
‫العمحرة وزأيارة مسجد البَيب الصطفىَ صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪.‬‬
‫اللِّهم انُتقم منم يسعوُن ف الرض فساددا‪ ،‬فحذار ث حذار منم اعتمحاد مكحاتب غي رسية وغي معتمحدة‪،‬‬
‫سيمحا وننم مقبَلِّوُن علِّىَ موُسم الجه‪ ،‬وحذار ث حذار مرة أخرىً منم التسجيل با يسمحىَ بالجه المحيز‬
‫قبَل التأكد منم إمكحانُية الجه والسفر‪.‬‬
‫أيها الؤمنوُن‪ ،‬وفئمات أخرىً ضالة أيضاد عمحدت إل ابتزازأ أموُال شعبَنا بأساليب ساقطة منم أنُاس كانُوُا‬
‫بأمس الاجة لعمحل معاملت جع شل أو الصوُل علِّىَ البَطاقات الشخمصية أو مصصات التأمي‬
‫الوُطن‪.‬‬
‫وفئمات أخرىً أيضاد عمحلِّت علِّىَ تزوير أوراق ثبَوُتية أو وكالت دورية لوُضع اليد علِّىَ عقارات وأراض‬
‫لشخماصا متوُشفي أو قهرهم الحتلل‪ ،‬فرهلجروا وأبعدوا عنم الوُطنم‪ ،‬فتقوُم هذه الفئمات بسلِّب أراضيهم‬
‫والستيلء علِّىَ متلِّكحاتم‪.‬‬
‫وفئمات أخرىً تزعم أنا تصلِّح ذات البَي فتبَتز أموُال الناس بالبَاطل بدعوُىً الصلح‪.‬‬
‫نُعم أيها الؤمنوُن‪ ،‬هذه بعض مظاهر الفساد ف متمحعنا‪ ،‬فالطلِّوُب منا توُحيد الصفوُف للِّوُقوُف بزم‬
‫أمام هذه الفئمات الارقة‪ ،‬لردعها عنم التمحادي ف غيها وضللا‪.‬‬
‫إن غياب السلم عنم واقع أمتنا يتيح لذه الفئمات الفرصة لتفشي الفساد وتنشره‪ ،‬ونُبَينا علِّيه الصلة‬
‫والسلم يقوُل ف الديث الشريف‪)) :‬منم رأىً منكحم منكحراد فلِّيغيه بيده‪ ،‬فإن ل يستطع فبَلِّسانُه‪ ،‬فإن ل‬
‫يستطع فبَقلِّبَه‪ ،‬وذلك أضعف اليإان(()‪.[1](5‬‬
‫عبَاد ال‪ ،‬توُجهوُا إل ال تبَارك وتعال بقلِّوُب ملِّصة منكحسرة‪ ،‬فالنفاق ليس منم عمحل الؤمني‪ ،‬وإنا هوُ‬
‫منم عمحل الفسدينم‪ ،‬توُجهوُا إل ال‪ ،‬وصلِّوُا علِّىَ نُبَينا الصطفىَ‪ ،‬وحبَيبَنا التب‪ ،‬فهذا خي لكحم‪.‬‬

‫__________‬
‫)‪ (1‬رواه أبوُ داود ف سننه )‪ ،(2078‬وابنم ماجه ف سننه )‪.(1706‬‬

‫‪722‬‬
‫)‪ (2‬رواه بلِّفظ مقارب البَخماري)‪ ،(6093‬كتاب الرقاق‪ ،‬باب ف الوُض‪ ،‬ومسلِّم)‪ (4244‬ف كتاب‬
‫الفضائل‪ ،‬باب إثبَات حوُض نُبَينا صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪.‬‬
‫)‪ (3‬رواه البَيهقي ف الزهد الكحبَي‪ ،‬منم حديث أب قلبة)‪ ،(2/277‬وضعف إسناده اللبَان ف‬
‫السلِّسلِّة الضعيفة)‪.(4124‬‬
‫)‪ (4‬رواه أحد ف مسنده )‪ ،(12576‬والتمذي ف جامعه )‪ ،(2423‬وابنم ماجه ف سننه )‪(4241‬‬
‫وحسنه اللبَان ف صحيح التمذي )‪.(2029‬‬
‫)‪ (5‬رواه مسلِّم ف صحيحه )‪ ،(70‬ف كتاب اليإان‪ ،‬بيان كوُن النهي عنم النكحر منم اليإان‪.‬‬

‫‪‬‬

‫الفهرس العام‬

‫عبَادة الصيام ‪4........................................................................................‬‬


‫حكحمحة مشروعية الصيام‪5...........................................................................‬‬
‫أسرار الصيام‪7......................................................................................‬‬
‫منم ثرات الصيام‪8..................................................................................‬‬
‫يسر السلم ورحته ف فرض الصيام‪11............................................................‬‬
‫صيام المم السابقة‪12.............................................................................‬‬
‫نُظرات نُفسية ف الصيام ‪14........................................................................‬‬
‫الفوُائد الطبَية لصيام رمضان‪21.....................................................................‬‬
‫ف ظلل رمضان ‪24.............................................................................. ...‬‬
‫الخلصا‪24.......................................................................................‬‬
‫آْثار التقوُىً وبشائرها ‪26...........................................................................‬‬

‫‪723‬‬
‫ألمهنم ييب الضطر؟‪27................................................................................‬‬
‫طوُل المل ‪29.....................................................................................‬‬
‫أل يأن؟؟‪30.......................................................................................‬‬
‫آْثار الذنُوُب ‪31....................................................................................‬‬
‫مبَة ال تعال‪33...................................................................................‬‬
‫مراقبَة ال تعال ‪34.................................................................................‬‬
‫العبَد بي جيوُش الدنُيا وجيوُش الخرة ‪35..........................................................‬‬
‫خشية ال تعال‪36.................................................................................‬‬
‫البَكحاء منم خشية ال تعال‪37......................................................................‬‬
‫التوُبة ‪39...........................................................................................‬‬
‫فضيلِّة التفكحر‪41...................................................................................‬‬
‫ف ذكر القب‪42....................................................................................‬‬
‫ف فضل الصب‪43..................................................................................‬‬
‫فضل الشكحر‪45....................................................................................‬‬
‫فضل التوُكل ‪45....................................................................................‬‬
‫ف سعة رحة ال تعال‪46..........................................................................‬‬
‫فضل الرجاء ‪47....................................................................................‬‬
‫ذكر الوُت والستعداد له ‪48.......................................................................‬‬
‫فضل الدعاء‪50....................................................................................‬‬
‫ف الستقامة‪52....................................................................................‬‬
‫ف طعم اليإان ‪52.................................................................................‬‬
‫ف العن اليإان للِّمحسجد‪54.......................................................................‬‬
‫فضل الصدق‪55...................................................................................‬‬
‫آْثار الصوُمة ف القلِّب‪57.........................................................................‬‬
‫فقه الصيام ‪60.................................................................................... ...‬‬
‫الصيام‪60..........................................................................................‬‬
‫الصيام وفضلِّه‪60................................................................................. :‬‬
‫أقسامه‪61........................................................................................ :‬‬
‫صيام رمضان ‪61...................................................................................‬‬

‫‪724‬‬
‫حكحمحه‪61......................................................................................:‬‬
‫ب يثبَت الشهر؟ ‪63................................................................................‬‬
‫اختلف الطالع‪63............................................................................... :‬‬
‫أركان الصيام‪64....................................................................................‬‬
‫علِّىَ منم يب؟‪65................................................................................ :‬‬
‫صيام الكحافر والنوُن ‪65............................................................................‬‬
‫صيام الصب ‪65....................................................................................‬‬
‫منم يب علِّيه الفطر والقضاء مدعا‪69..............................................................:‬‬
‫اليام النهي عنم صيامها‪69........................................................................‬‬
‫صيام التطوُع‪72....................................................................................‬‬
‫صيام الرم وتأكيد صوُم عاشوُراء ويوُم قبَلِّها ويوُم بعدها‪72....................................... :‬‬
‫جوُازأ فطر الصائم التطوُع‪75.......................................................................‬‬
‫آْداب الصيام ‪75...................................................................................‬‬
‫مبَاحات الصيام‪78.................................................................................‬‬
‫ما يبَطل الصيام‪81.................................................................................‬‬
‫قضاء رمضان ‪85...................................................................................‬‬
‫منم مات وعلِّيه صيام ‪85...........................................................................‬‬
‫ليلِّة القدر‪86.......................................................................................‬‬
‫العشر الواخر منم رمضان ‪87......................................................................‬‬
‫أسبَاب الغفرة ف رمضان ‪89.......................................................................‬‬
‫رمضان شهر العتق منم النيان‪90...................................................................‬‬
‫ودادعا رمضان‪90...................................................................................‬‬
‫زأكاة الفطر ‪91......................................................................................‬‬
‫فتاوىً رمضانُية‪94.....................................................................................‬‬
‫مفطرات الصوُم و مسائل القضاء ‪94...............................................................‬‬
‫العمحال الصالة الت تتأكد ف رمضان ‪99....................................................... :‬‬
‫مشاهدة القنوُات الفضائية ف رمضان ‪101.........................................................‬‬
‫تقدم رمضان بالصوُم‪102..........................................................................‬‬
‫العتمحاد ف بدء الصوُم ونايته علِّىَ الساب الفلِّكحي‪104..........................................‬‬

‫‪725‬‬
‫تبَييت النية ف الصوُم وحكحم التلِّفظ با ‪105.......................................................‬‬
‫الصيام ف البَلد الت يطوُل فيها النهار ‪107........................................................‬‬
‫عتمحاد ف بدء الصوُم ونايته علِّىَ الساب الفلِّكحي ‪109............................................‬‬
‫صيام التطوُع بنيتي‪ :‬نُية قضاء‪ ،‬ونُية سنة‪110......................................................‬‬
‫هل الجه يكحفر ترك الصلة والصوُم؟ ‪111..........................................................‬‬
‫صيام التطوُع بنيتي‪ :‬نُية قضاء‪ ،‬ونُية سنة‪112......................................................‬‬
‫صيام التطوُع قبَل قضاء الصوُم الوُاجب ‪113.......................................................‬‬
‫مت يؤمر الصب بالصيام؟ ‪113.....................................................................‬‬
‫ل يلِّزم رؤية اللل بنفسه لوُجوُب الصوُم وتكحفي رؤية الوُاحد العدل‪116...........................‬‬
‫التتابع ف صيام كفارة اليمحي ‪117.................................................................‬‬
‫عمحل العزاء ووصية اليت والنيابة عنم اليت ف الصلة والصوُم ‪117.................................‬‬
‫صوُم كفارة القتل للِّمحرضىَ ‪118....................................................................‬‬
‫صوُم كفارة القتل للِّسائقي ‪119...................................................................‬‬
‫ما هي كفارة القتل وهل هناك بديل عنم الصوُم؟‪120..............................................‬‬
‫هل يوُزأ الطعام بدل منم الصوُم ف كفارة القتل؟ ‪121............................................‬‬
‫السنة ف حق منم سافر إل العمحرة ف شهر رمضان أن يفطر‪122...................................‬‬
‫يصوُم رمضان ول يصلِّي ‪123......................................................................‬‬
‫هل يوُزأ الطعام بدل منم الصوُم ف كفارة القتل؟ ‪124............................................‬‬
‫تارك الصلة ل يؤمر بقضاء الصوُم‪125............................................................‬‬
‫المحاع منم وراء حائل ف نار رمضان ل يإنع منم وجوُب القضاء والكحفارة ‪125.....................‬‬
‫صلة التلِّم إذا نُسي الغتسال‪126...............................................................‬‬
‫منم أغمحي علِّيه مدة طوُيلِّة هل يقضي الصلة والصوُم ؟‪127.......................................‬‬
‫هل يكحفر الجه ترك الصوُم والصلة؟‪128..........................................................‬‬
‫هل يعاقب النوُن علِّىَ ترك الصلة والصوُم والزكاة وغيها؟‪129.................................‬‬
‫ل صيام علِّىَ منم عاهدت زأوجها التوُف بقضاء ما أفطر وهوُ مريض‪129...........................‬‬
‫صيام الامل والرضع‪ ،‬واستخمدام حبَوُب لنع اليض ف رمضان ‪130...............................‬‬
‫قضاء الصوُم بعد زأوال الرض ‪131.................................................................‬‬
‫حكحم الكحفارة بدل منم قضاء الصوُم ‪132..........................................................‬‬
‫الامل والرضع ف الصيام وحبَوُب منع اليض ‪133.............................................‬‬

‫‪726‬‬
‫هل يوُزأ الطعام بدل منم الصوُم ف كفارة القتل؟ ‪133............................................‬‬
‫الفطر أفضل منم الصوُم ف السفر إل ف عرفة وعاشوُراء ‪134.......................................‬‬
‫الصوُم ف بلد يستمحر فيها طلِّوُع الشمحس‪135.....................................................‬‬
‫الصوُم ف بلد ل تطلِّع فيها الشمحس شتاء‪136....................................................‬‬
‫مات قبَل قضاء الصوُم فمحاذا أفعل؟‪137...........................................................‬‬
‫تقبَيل الزوجة‪137..................................................................................‬‬
‫التتابع ف صيام كفارة اليمحي ‪138.................................................................‬‬
‫صوُم وفطر السافر‪139............................................................................‬‬
‫تبَييت النية ف الصوُم وحكحم التلِّفظ با ‪140.......................................................‬‬
‫الكحمحة منم الصوُم‪ ،‬وكم صام النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم‪142..................................... ،‬‬
‫وصية اليت بالصوُم عنه‪143.......................................................................‬‬
‫قضاء الصوُم عنم اليت‪144........................................................................‬‬
‫وصية اليت بالصوُم عنه‪145.......................................................................‬‬
‫قضاء الزوج الصيام عنم زأوجته التوُفاة ‪145.........................................................‬‬
‫ل يوُزأ للِّزوج أن يإنع زأوجته منم القضاء ‪146......................................................‬‬
‫السكحنم ف منطقة حارة ليس عذراد ف ترك قضاء الصوُم‪147........................................‬‬
‫أشياء ل تفسد الصوُم‪148.........................................................................‬‬
‫نُزول الن بدون احتلم ول استمحناء ل يفسد الصوُم‪149...........................................‬‬
‫الروائح مطلِّقاد عطرية وغي عطرية ل تفسد الصوُم ‪149.............................................‬‬
‫دخوُل الاء ف الوُف أثناء الضمحضة للِّوُضوُء ل يبَطل الصوُم ‪150.................................‬‬
‫خروج الدم منم النُف والفم فجأة ل يبَطل الصوُم‪150.............................................‬‬
‫النزيف ف اللِّق ل يفسد الصوُم ‪151..............................................................‬‬
‫الدم الذي يرج منم اللِّثة ل يضر بالصوُم‪152......................................................‬‬
‫كيفية النية ف شهر رمضان ‪152...................................................................‬‬
‫تبَدل النية‪153.....................................................................................‬‬
‫حوُل الفطرات ف رمضان‪154.....................................................................‬‬
‫صيام الصغار ومت يكحوُن؟ ‪156....................................................................‬‬
‫الصوُم والفرازأات الهبَلِّية‪158......................................................................‬‬
‫حبَوُب تأخي اليض ف رمضان ‪158..............................................................‬‬

‫‪727‬‬
‫صوُم القضاء والكحفارات ‪159......................................................................‬‬
‫وجوُب القضاء ووقت القضاء‪160.................................................................‬‬
‫الصلة والصيام عند أهل القطبَي‪162.............................................................‬‬
‫نُقل الدم ف نار رمضان‪163......................................................................‬‬
‫الصوُم وأسلِّوُب القرآْن ف فرضيته ‪164.............................................................‬‬
‫ثبَوُت شهر رمضان بالرؤية أو بالخبَار عنها ‪165..................................................‬‬
‫رؤية اللل ‪167...................................................................................‬‬
‫هل يصوُم منم رأىً اللل وحده؟ ‪167.............................................................‬‬
‫حكحم إثبَات اللل بالساب الفلِّكحي ف هذا العصر‪175..........................................‬‬
‫فتاوىً الدكتوُر القرضاوي‪182......................................................................‬‬
‫التفيه ف رمضان‪182...........................................................................‬‬
‫[أكل الصائم أو شربه نُاسديا ‪183...............................................................‬‬
‫قضاء الصيام‪183...............................................................................‬‬
‫استعمحال السوُاك ومعجوُن السنان للِّصائم‪184.................................................‬‬
‫صيام الصغار ومت يكحوُن ؟‪185................................................................‬‬
‫هل تتلِّف زأكاة الفطر منم عام إل آْخر‪185....................................................‬‬
‫قضاء رمضان بعد مرور رمضان آْخر‪186....................................................‬‬
‫استحبَاب الصوُم ف شعبَان‪187................................................................‬‬
‫الحتلم والغسل للِّصائم‪187...................................................................‬‬
‫استعمحال القنة الشرجية واللِّبَوُس ونوُها للِّصائم ‪188...........................................‬‬
‫إفطار بعض اليام عمحددا ف رمضان‪189........................................................‬‬
‫الضمحضة والستنشاق للِّصائم ‪189.............................................................‬‬
‫خروج الرأة لصلة التاويح‪190.................................................................‬‬
‫السراع ف صلة التاويح ‪191..................................................................‬‬
‫هل تقبَل صيام تارك الصلة ؟ ‪193.............................................................‬‬
‫السافة الت يوُزأ للِّمحسافر فيها الفطار‪193.....................................................‬‬
‫الرأة وصلة التاويح ‪195.......................................................................‬‬
‫قضاء ما فات منم رمضان ف شعبَان‪195.......................................................‬‬
‫السحوُر للِّصائم ‪196...........................................................................‬‬

‫‪728‬‬
‫إفطار الكحبَي والامل والرضع والريض‪196......................................................‬‬
‫حكحم أخذ البر أو القنم ف الصيام‪ ،‬ووضع الدواء ف الذن والكتحال‪199...................‬‬
‫تأثي العاصي علِّىَ الصيام‪201..................................................................‬‬
‫السحوُر عند أذان الفجر‪202...................................................................‬‬
‫زأكاة الفطر لنم صام ف بلِّد وعليد ف آْخر ‪202..................................................‬‬
‫حوُارات رمضانُية‪203.................................................................................‬‬
‫علِّمحنة رمضان‪203.................................................................................‬‬
‫سلِّوُكياتنا ف رمضان ‪204...................................................................... ...‬‬
‫الصيام ‪ ...‬والسمحوُ اليإان‪205....................................................................‬‬
‫توُحيد الطالع‪ ..‬بي النظرية والضرورة‪205..........................................................‬‬
‫تمحيد مشروع لنُتاج قمحر صناعي إسلمي يوُلحد الشهوُر العربية‪206...............................‬‬
‫القمحر الصناعي‪ ..‬مرصد جوُال للهللِّة‪209.........................................................‬‬
‫رمضان ف حياتم ‪214........................................................................... ...‬‬
‫رمضان شهر العياد والي واليإان ‪218...........................................................‬‬
‫هادي خشبَة نم النتخمب الصري يتحدث عنم فضل رمضان‪221.................................‬‬
‫د‪.‬صالة عابدينم ‪-‬رئيسة اللِّجنة السلمية العالية للِّمحرأة والطفل‪224..............................‬‬
‫الشيخ ممحد جبيل ‪-‬التاويح ف رمضان تؤكد أن السلِّمحي بي‪227...............................‬‬
‫رمضانُيات بريطانُية ‪229...........................................................................‬‬
‫مدفع الفطار عمحره ‪ 560‬عادما‪233...............................................................‬‬
‫الديبَة السلمية سهيلِّة زأينم العابدينم ‪235.........................................................‬‬
‫رمضان ف ماليزيا ‪239.............................................................................‬‬
‫رمضان ف أرض الشمحس الشرقة‪242..............................................................‬‬
‫رمضان ف حياة الدكتوُرة هاجر سعد الدينم ‪245...................................................‬‬
‫الشيخ أحد ياسي ‪-‬الؤمنم يشحنم بالتقوُىً ف رمضان كمحا تشحنم البَطارية بالكحهرباء‪247.........‬‬
‫الدكتوُر ييح الرخاوي ‪250.........................................................................‬‬
‫الشيخ عكحرمة صبي "مفت فلِّسطي"و الشيخ رائد صلح"شيخ القصىَ"علِّىَ مائدة رمضان‪253. .‬‬
‫رمضان ف تركيا‪257...............................................................................‬‬
‫الستشار القاضي فيصل الوُلوُي ‪-‬ف رمضان نُصل إل قلِّوُب الناس ‪261...........................‬‬
‫السيد ممحد حسنم المي‪-‬أخشىَ أن تتحوُل العبَادات إل طقوُس مردة‪263......................‬‬

‫‪729‬‬
‫الدكتوُر أحد صدقي الدجان ‪-‬يا لروعة ليال رمضان ف باحة القصىَ ‪!..‬ا‪266...................‬‬
‫رمضان ف الشيشان ‪ ..‬أرض الصمحوُد والقاومة‪271................................................‬‬
‫رمضان ف السوُيد‪ ..‬شال أوربا البَاردة ‪277........................................................‬‬
‫حدث ف رمضان ‪283...............................................................................‬‬
‫غزوة بدر ‪-‬ويقطع دابر الكحافرينم‪283..............................................................‬‬
‫" دروس منم غزوة بدر "‪292......................................................................‬‬
‫ال أكب‪ ..‬ف حرب رمضان ‪297..................................................................‬‬
‫فتح مكحة ‪-‬الفتح البَي‪301........................................................................‬‬
‫دروس منم فتح مكحة ‪307..........................................................................‬‬
‫معركة البَوُيب ‪-‬وقعت ف السنة الثالثة عشر منم الجرة‪311....................................... .‬‬
‫وفاة خالد بنم الوُليد ‪312..........................................................................‬‬
‫وفاة عمحرو بنم العاصا‪313.........................................................................‬‬
‫بعث علِّي بنم أب طالب وخالد بنم الوُليد إل اليمحنم‪314...........................................‬‬
‫وفاة فاطمحة رضي ال عنها ‪315....................................................................‬‬
‫قطز قاهر التتار ‪-‬ف معركة عي جالوُت ‪316......................................................‬‬
‫قطز ‪ ...‬الصائح‪" :‬وا إسلماه" ‪327...............................................................‬‬
‫غزوة تبَوُك ‪329....................................................................................‬‬
‫فتح جزيرة رودس ‪332.............................................................................‬‬
‫مذبة الرم البراهيمحي ‪ 15‬رمضان ‪1414‬هي ‪333................................................‬‬
‫شعر وأدب ‪339.....................................................................................‬‬
‫أهلد رمضان‪339..................................................................................‬‬
‫ف نُوُر الصيام‪340.................................................................................‬‬
‫إن صائم‪!..‬ا‪341..................................................................................‬‬
‫زأينم الشهوُر‪343...................................................................................‬‬
‫هلل الصيام‪344....................................................................................‬‬
‫رمضان شهر الرحة ‪345...........................................................................‬‬
‫شهر الق والي‪345..............................................................................‬‬
‫ليلِّة القدر‪346.....................................................................................‬‬
‫بدر‪347...........................................................................................‬‬

‫‪730‬‬
‫رمضان ف الشعر العرب‪348.......................................................................‬‬
‫أطفال رمضان ‪352..................................................................................‬‬
‫الفرحة وهلل رمضان‪352.........................................................................‬‬
‫لاذا نُصوُم ؟!ا‪355.................................................................................‬‬
‫أول سنة صوُم ‪357................................................................................‬‬
‫قرآْن ف رمضان ‪359..............................................................................‬‬
‫شهر رمضان البَارك‪360...........................................................................‬‬
‫صيام النُبَياء ‪361.................................................................................‬‬
‫الفتح الكب‪363..................................................................................‬‬
‫بلط الشهداء )بوُاتييه( ‪365.......................................................................‬‬
‫شهر اليات ‪367.................................................................................‬‬
‫عي جالوُت‪368..................................................................................‬‬
‫يوُم عمحوُرية ‪370...................................................................................‬‬
‫منيب ف رمضان‪372..............................................................................‬‬
‫التاويح‪374.......................................................................................‬‬
‫حوُت يوُنُس علِّيه السلم ‪376.....................................................................‬‬
‫أصحاب الغار‪377................................................................................‬‬
‫اصح يا نُائم‪379..................................................................................‬‬
‫العشر الواخر والعتكحاف‪382....................................................................‬‬
‫العابد والشجرة ‪384...............................................................................‬‬
‫ليلِّة القدر‪386.....................................................................................‬‬
‫معركة النصوُرة ‪387................................................................................‬‬
‫فتح بلد البَلِّقان ‪389..............................................................................‬‬
‫زأكاة الفطر ‪391....................................................................................‬‬
‫أول قيام ليل‪392..................................................................................‬‬
‫كيف نُشكحر ال؟‪394.............................................................................‬‬
‫بر الوُالدينم‪395....................................................................................‬‬
‫فتاوىً الصيام قبَل شهر رمضان ‪398..................................................................‬‬
‫قضاء ما فات منم رمضان ف شهر شعبَان ‪398....................................................‬‬

‫‪731‬‬
‫التتابع ف صيام رجب وشعبَان رمضان ‪398........................................................‬‬
‫قضاء الصيام عنم سنوُات ماضية ‪399..............................................................‬‬
‫حكحم تأخي القضاء ف الصيام‪401................................................................‬‬
‫أعيادنُا‪403...........................................................................................‬‬
‫ف بيوُت النُتفاضة‪ ..‬عيد متلِّف جيدا‪403........................................................‬‬
‫زأكاة الشاعر ‪406..................................................................................‬‬
‫ف العيد‪ ..‬هل نُنساها؟؟‪408......................................................................‬‬
‫الراصد الفلِّكحية ف الضارة السلمية‪409.........................................................‬‬
‫الزمنم وقصة التقاوي‪411...........................................................................‬‬
‫صوُموُا لرؤيته‪ ..‬وأفطروا لرؤيته ‪417.................................................................‬‬
‫الساب الفلِّكحي لتحديد أوائل الشهوُر العربية‪419.................................................‬‬
‫جانُا العيد ‪424....................................................................................‬‬
‫عيد الفطرالفاطمحي موُائد عامرة‪ ..‬وحلِّل جديدة ‪425...............................................‬‬
‫ليلِّة عيد صوُرة قلِّمحية‪428..........................................................................‬‬
‫خطبَة العيد‪ ..‬زأمان ‪429...........................................................................‬‬
‫العيد ف الفضاء ‪430..............................................................................‬‬
‫ب يا هلل!ا‪432................................................................................‬‬ ‫ذ‬
‫غه‬
‫نُفحات رمضان‪436..................................................................................‬‬
‫مشاريع رمضانُية‪436..............................................................................‬‬
‫العتكحاف‪ :‬فضلِّه وآْدابه وأحكحامه ‪441............................................................‬‬
‫ما أحوُج السلِّمحي إل أمر جامع!ا‪454.............................................................‬‬
‫ضر *‪457...................................................................‬‬ ‫السلم والتمحع التح ل‬
‫ر‬
‫بطوُلت إسلمية ‪-‬بطوُلة إنُكحار الذات‪459........................................................‬‬
‫الدينم الصناعي ‪462...............................................................................‬‬
‫الدينة الفاضلِّة ف السلم ‪464....................................................................‬‬
‫الصيام وبناء الضمحي وتزكية النفس‪468.............................................................‬‬
‫العيد ‪469.........................................................................................‬‬
‫ناية رمضان‪479..................................................................................‬‬
‫رحيل رمضان ‪486.................................................................................‬‬

‫‪732‬‬
‫وكان أجوُد ما يكحوُن ف رمضان‪493...............................................................‬‬
‫وأن تصوُموُا خياد لكحم ‪498........................................................................‬‬
‫منم أسرار شهر الصيام‪499........................................................................‬‬
‫شهر الصوُم‪503...................................................................................‬‬
‫أي رمضان رمضانُك ؟!ا ‪507......................................................................‬‬
‫الصوُم مغفرة للِّذنُوُب ‪514.........................................................................‬‬
‫رمضان فرصة للِّتغيي ‪517..........................................................................‬‬
‫استقبَال شهر رمضان‪519.........................................................................‬‬
‫منم فضائل رمضان وتناقضاتنا ف شهر الصيام‪525.................................................‬‬
‫الصوُم ‪529........................................................................................‬‬
‫أحكحام صيام الست منم شوُال ‪533................................................................‬‬
‫صوُم السلِّف‪538..................................................................................‬‬
‫وقفات مع آْيات الصيام ‪539......................................................................‬‬
‫رمضان البَارك ‪544................................................................................‬‬
‫دواعي التوُبة ف رمضان ‪548.......................................................................‬‬
‫حال السلِّف مع الصيام ‪553......................................................................‬‬
‫خطب رمضانُية‪559..................................................................................‬‬
‫منم يب علِّيه صوُم رمضان والفطرات ‪559........................................................‬‬
‫رمضان شهر التوُحيد )غزوة بدر( ‪562.............................................................‬‬
‫استقبَال رمضان‪567...............................................................................‬‬
‫فضائل شهر رمضان‪569..........................................................................‬‬
‫رمضان وأحكحام الصيام ‪572.......................................................................‬‬
‫انُتصاف رمضان ‪574..............................................................................‬‬
‫فضائل شهر رمضان‪578..........................................................................‬‬
‫التذكرة فيمحا بعد رمضان ‪583...................................................................‬‬
‫انُبَثق الوُليد ) رمضان ( ‪586.......................................................................‬‬
‫شهر رمضان‪592..................................................................................‬‬
‫وداع رمضان‪596..................................................................................‬‬
‫نُعمحة رمضان‪600..................................................................................‬‬

‫‪733‬‬
‫ختام شهر رمضان‪605............................................................................‬‬
‫خطبَة عيد الفطر‪ :‬الحسان بعد رمضان ‪609......................................................‬‬
‫رمضان شهر الطاعات‪612........................................................................‬‬
‫استقبَال شهر رمضان‪616.........................................................................‬‬
‫لقد استعلد رمضان للِّرحيل ‪620....................................................................‬‬
‫وماذا بعد رمضان‪623.............................................................................‬‬
‫ماذا استفاد السلِّمحوُن منم رمضان؟‪626............................................................‬‬
‫العشر الوسط منم رمضان‪630....................................................................‬‬
‫الاسرون ف رمضان ‪635..........................................................................‬‬
‫بعض خصائص رمضان‪638.......................................................................‬‬
‫التلِّفزيوُن ف رمضان‪645...........................................................................‬‬
‫أبوُاب الي ف رمضان‪649........................................................................‬‬
‫كيف نُستقبَل رمضان ‪653........................................................................‬‬
‫تقيق التقوُىً ف صيام رمضان‪657................................................................‬‬
‫رمضان شهر القرآْن‪661...........................................................................‬‬
‫استقبَال رمضان بالتوُبة‪664........................................................................‬‬
‫استقبَال رمضان‪670...............................................................................‬‬
‫ف استقبَال رمضان ‪674...........................................................................‬‬
‫رمضان والقرآْن ‪680...............................................................................‬‬
‫معذرة يا رمضان!ا!ا‪686............................................................................‬‬
‫ف وداع رمضان‪690...............................................................................‬‬
‫النجيات منم الفتم واستقبَال رمضان ‪695..........................................................‬‬
‫خصائص رمضان ‪701.............................................................................‬‬
‫وظائف رمضان‪707...............................................................................‬‬
‫رمضان‪ :‬ما أعظمحه منم فرصة‪711...............................................................‬‬
‫توُديع رمضان وحال اللمة‪713.....................................................................‬‬
‫ماذا بعد رمضان؟!ا‪716............................................................................‬‬
‫وداع رمضان‪722..................................................................................‬‬
‫رمضان ونُصرة السلِّمحي‪728.......................................................................‬‬

‫‪734‬‬
‫هل نُعوُد ثانُية إل رمضان؟ ‪733...................................................................‬‬

‫‪735‬‬

You might also like