Professional Documents
Culture Documents
شهر رمضان شهر الهدى والفرقان- جاهز
شهر رمضان شهر الهدى والفرقان- جاهز
شهر رمضان شهر الهدى والفرقان- جاهز
والفرقان
جمع وإعداد
1
بسم ال الرحنم الرحيم
ت لمشنم المحد ل القائل ف مكحم كتابه العزيز } :ششهر رمضاشن الذذي أرنُذزشل ذفيذه الهرقرآْرن هددىً للِّلناذس وبييليشنا ت
شش ه ر ش ه ر شش ش
ضا أشهو شعشلِّىَ شسشفتر فشعذلدة لمهنم أشلياتم أرشخشر يرذريرد
صهمحهر شوشمنم شكاشن شمذري د
ذ ذ
اهلرشدىً شوالهرفهرشقان فششمحنم ششذهشد منركحرم اللشههشر فشيهلِّيش ر
اللِّلهر بذركحرم الهيرهسشر شولش يرذريرد بذركحرم الهعرهسشر شولذترهكحذمحلِّروُاه الهعذلدشة شولذترشكحبَليررواه اللِّلهش شعشلِّىَ شما شهشداركهم شولششعلِّلركحهم تشهشركحرروشن{َ )
(185سوُرة البَقرة
والصلة والسلم علِّىَ سيدنُا وحبَيبَنا وقدوتنا ممحد الذي كان أجوُد الناس ،وأجوُد ما كان ف يكحوُن
ف رمضان
وعلِّىَ آْله وصحبَه الكحرام ومنم تبَعهم بإحسان إل يوُم الدينم .
أما بعد :
فهذه ومضات رمضانُية التقطتها منم هنا وهناك ف أوقات متلِّفة ،ومنم موُاقع كثية ،ولسيمحا
الشبَكحة السلمية
نُوُر السلم
http://www.islamlight.net/index.php
وغيها ...
وكل قوُل معزو لصاحبَه
وكنت أود كتابة كتاب مفصل عنم فقه الصيام ولكحنم حالت الظروف دونُه ،فأحبَبَت أن أتفكحم بذه
الشحنات اليإانُية ،وقسمحتها للِّمحوُضوُعات الرئيسة التالية :
عبَادة الصيام
ف ظلل رمضان
فقه الصيام
فتاوىً رمضانُية
حوُارات رمضانُية
رمضان ف حياتم
حدث ف رمضان
شعر وأدب
أطفال رمضان
فتاوىً الصيام قبَل شهر رمضان
أعيادنُا
2
نُفحات رمضان
خطب رمضانُية منوُعة
وقد قمحت بفهرستها علِّىَ الوُرد بشكحل دقيق ،ووضعتها ف الشاملِّة ، 3ليعم النفع با .
أسأل ال تعال أن يعل شهر رمضان القادم شهر خي وبركة وسعادة ونُصر ومغفرة لذنُوُبنا جيعاد ،وأن
ينفع با جامعها ،وقارئها ،ونُاشرها ،والدال علِّيها ف الدارينم .
جعه وأعده
الباحث في القرآن والسنة
علي بن نايف الشحود
24شعبَان 1429هي الوُافق ل 26/8/2008م
3
عبادة الصيام
...حكحمحة مشروعية الصيام
...أسرار الصيام
...منم ثرات الصيام
...يسر السلم ورحته ف فرض الصيام
...صيام المم السابقة
...نُظرات نُفسية ف الصيام
...الفوُائد الطبَية لصيام رمضان
4
حكمة مشروعية الصيام
لفضيلِّة الشيخ عطية صقر رئيس لنة الفتوُىً بالزأهر الشريف سابدقا :
علِّىَ ضوُء الكحمحة العامة للِّتشريع ،وهي ربط الخملِّوُق بالالق ،وإعداد النُسان لتحقيق خلفته ف
الرض بالخلق الشخمصية والجتمحاعية يإكحنم توُضيح الكحمحة منم الصيام فيمحا يأت:
... ... 1الصيام فيه تقدي رضا ال علِّىَ النفس ،وتضحية بالوُجوُد الشخمصي بالمتناع عنم الطعام
والشراب ،وبالوُجوُد النوُعي بالمساك عنم الشهوُة النسية ،وذلك ابتغاء وجه ال وحده ،الذي ل
يتقرب لغيه منم الناس بثل هذا السلِّوُب منم القربات ،ومنم هنا كان ثوُابه عظيدمحا ،يوُضحه ويبَي علِّته
قوُل النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم" :كل عمحل ابنم آْدم يضاعف ،السنة بعشر أمثالا إل سبَعمحائة ضعف
قال ال تعال :إل الصوُم فإنُه ل وأنُا أجزي به ،يدع طعامه وشرابه وشهوُته منم أجلِّي" رواه البَخماري
ومسلِّم.
وف الصوُم إحساس بقدار نُعمحة الطعام والشراب والتعة النسية عندما يرم منها ونُفسه تائقة إليها،
فيكحوُن شكحره علِّيها بالطعام التمحثل ف كثرة الصدقات ف فتة الصيام.
وف توُقيت الصيام بشهر رمضان الذي أرنُزل فيه القرآْن تذكي للنُسان بنعمحة الرسالة المحدية ،ونُعمحة
الداية القرآْنُية الت يكحوُن الشكحر علِّيها بالستمحساك با "لعلِّكحم تشكحرون" ،وف فتة إشراق الروح
بالصيام وتلوة القرآْن تتوُجه القلِّوُب إل ال بالدعاء الذي ل ريرلد لقوُل النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم:
"ثلثة ل رترد دعوُتم ،الصائم حت يفطر أو حي يفطر والمام العادل ،ودعوُة الظلِّوُم" رواه أحد
والتمذي وابنم ماجه وابنم خزيإة وابنم حبَان ،وحسنه التمذي ولعل ما يشي إل الغراء ف الصيام
ب شدهعشوُةش اللداذع إذشذا شدشعاذن (..بي آْيات الصيام توُسط قوُله تعال )وإذشذا سأشلشك ذعبَاذدي علن فشذإلن قشذري ذ
ب أرجي ر ة ش ش ش ش ش
سوُرة البَقرة.
... ... 2ف الصيام تلِّيص للنُسان منم ذرق الشهوُة والعبَوُدية للِّمحادة ،وتربية عمحلِّية علِّىَ ضبَط الغرائز
والسيطرة علِّيها ،وإشعار للنُسان بأن الريات مقيدة لي النُسان وخي الناس الذينم يعيش معهم ،هذا
جهاد شاق يعلوُد الصب والتحمحل ،ويعلِّم قوُة الرادة ومضاء العزيإة ،ويعد النُسان لوُاجهة جيع
احتمحالت الياة بلِّوُها ومرها وسائر متقابلتا ليجعل منه رجلد كاملد ف عقلِّه ونُفسه وجسمحه،
يستطيع أن يتحمحل تبَعات النهوُض بجتمحعه عنم جدارة .وقد شرعه النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم علدجا
لقوُة الشهوُة لنم ل يستطيع الزواج ،ففي الديث" :يا معشر الشبَاب منم استطاع منكحم البَاءة فلِّيتزوج،
فإنُه أغض للِّبَصر وأحصنم للِّفرج ،ومنم ل يستطع فعلِّيه بالصيام فإنُه له وجاء" أي قاطع .رواه البَخماري
ومسلِّم.
5
والنُسان إذا ترر منم سلِّطان الادة اتذ لنفسه رجنلةد قوُية تصنه ضد الخطار الت ينجم أكثرها عنم
النُطلق والستسلم للِّغرائز والهوُاء .يقوُل النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم" :الصوُم رجلنة ،فإذا كان يوُم
صوُم أحدكم فل يرفث ول يصخمب ،فإن سالبه أحد أو قاتلِّه فلِّيقل :إن صائم إن صائم" رواه البَخماري
ومسلِّم.
والصائم الذي يإتنع عنم الرمات وعنم اللل الذي تدعوُ له الشهوُة إنُسان عزيز كري ،يشعر بآدميته
ضا يعلوُد التوُاضع وخفض الناح ولي الانُب، وبامتيازأه عنم اليوُانُات الت تسليها الغرائز .والصيام أي د
وبالتال يعرف النُسان قدره ويس بضعفه ،ومنم عرف قدر نُفسه تفتحت له أبوُاب الي واستقام به
الطريق.
إن الصيام إل جانُب ما فيه منم صحة النفس فيه صحة بدنُية أسهب الخمتصوُن ف بيانا وتأكيد آْثارها
الطيبَة ،ففي الديث" :صوُموُا تصحوُا" رواه الطبان عنم رواة ثقات ،والصوُم يعلوُد النظام والتحري
والدقة ،وذلك بالتزام المساك عند وقت معي وحرمة الفطار قبَل حلِّوُل موُعده ،قال تعال )شوركلِّروُاه
ض ذمشنم اهلشهيذط الشهسشوُذد ذمشنم الهشفهجذر رثل أشذتتوُاه ال ل
صشياشم إذشل اللِّهيذل( ،كمحا أن ط اشلبهييش ر
ي لشركحرم اهلشهي ر
شواهششربروُاه شحلت يشيتشبَشي ل ش
ف الصيام الصادق اقتصاددا وتوُفديا يفيد منه الصائم ،وتفيد أسرته وتفيد المة.
... ... 3الوُع والعطش حي يس بمحا الصائم تتحرك يده فتمحتد بالي والب للِّفقراء الذينم عانُوُا مثل
ما عان منم أل الوُع وحر العطش ،ومنم هنا كانُت السمحة البَارزأة للِّصيام هي الوُاساة والصدقات
وعمحل الب ،وكانُت شعية يوُم العيد هي زأكاة الفطر للِّتوُسعة علِّىَ الفقراء ،وهي بثابة امتحان للِّصائم
بعد الدروس الطوُيلِّة الت تلِّقاها ف شهر رمضان ،وبذا كانُت زأكاة الفطر جوُازأ الرور لقبَوُل الصوُم كمحا
يقوُل الديث" :صوُم رمضان معلِّق بي السمحاء والرض ل يرتفع إل بزكاة الفطر" رواه أبوُ حفص بنم
شاهي ،وهوُ يقبَل ف فضائل العمحال .الصيام بذا الظهر ريعد للِّحياة الجتمحاعية القائمحة علِّىَ التعاون
علِّىَ الب ،وعلِّىَ الرحة الدافعة لعمحل الي عنم طيب نُفس وإيإان واحتساب ،ورد عنم ابنم عبَاس رضي
ال عنهمحا :كان رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أجوُد الناس ،وكان أجوُد ما يكحوُن ف رمضان حي
يلِّقاه جبيل فيدارسه القرآْن ،فرسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم "أجوُد بالي منم الريح الرسلِّة" رواه
البَخماري ومسلِّم.
والصيام الكحامل عنم كل الشتهيات يكحف النُسان عنم الكحذب والزور والفحش والنظر الرم والغش
وسائر الرمات ،وف الديث الشريف" :منم ل يدع قوُل الزور والعمحل به فلِّيس ل حاجة ف أن يدع
طعامه وشرابه" رواه البَخماري ،والزور هنا معناه البَاطل بكحل مظاهره وألوُانُه ،وقد رأىً بعض العلِّمحاء أن
الغيبَة والنمحيمحة يفسدان الصوُم كمحا يفسده تناول الطعام ،لقد قال النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ف شأن
الصائمحتي الغتابتي" :صامتا عمحا أحل ال الطعام وأفطرتا علِّىَ ما حرم ال" رواه أحد وأبوُ داود .وف
6
بيان أثر الصيام ف العلقات الجتمحاعية قال النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ف شأن الرأة الت تؤذي جيانا
بلِّسانا" :إنا ف النار" بالرغم منم كثرة صلتا وصيامها رواه أحد والاكم وصححه.
هذا ..والصيام يعلوُد الخلصا ف العمحل ومراقبَة ال ف السر والعلِّنم ،وإذا كان هذا طابع النُسان ف
كل أحوُاله أتقنم عمحلِّه ،وأنز ما يوُكل إليه منم الهمحات علِّىَ الوُجه الكمحل ،وعف عنم الرام أديا كان
نُوُعه ،وعاش موُفدقا راضديا مرضديا عنه ،وأفادت منه أمته إفادة كبَية
يييييييييي
أسرار الصيام
للمام أبوُ حامد الغزال:
ف الوُاجبَات والسننم الظاهرة واللِّوُازأم بإفساده
أما الوُاجبَات الظاهرة فستة:
الول :مراقبَة أول شهر رمضان ،وذلك برؤية اللل ،فإن غم فاستكحمحال ثلثي يوُدما منم شعبَان.
الثان :النية ،ولبد لكحل ليلِّة منم نُية مبَيتة معينة حازأمة ،فلِّوُ نُوُىً أن يصوُم شهر رمضان دفعة واحدة ل
يكحفه.
الثالث :المساك عنم إيصال شي إل الوُف عمحددا مع ذكر الصوُم ،فيفسد صوُمه بالكل والشرب
والسعوُط والقنة.
الرابع :المساك عنم المحاع ،وحتده مغيب الشفة ،وإن جامع نُاسديا ل يفطر ،وإن جامع ليلد او احتلِّم
فأصبَح جندبَا ل يفطر.
الامس :المساك عنم تعمحد إخراج القيء ،وإن غلِّبَه القيء ل يفسد صوُمه.
وأما لوُازأم الفطار فأربعة:
القضاء ،والكحفارة ،والفدية ،وإمساك بقية النهار تشبَدها بالصائمحي.
أما القضاء :فوُجوُبه عام علِّىَ كل مسلِّم مكحلِّف ترك الصوُم بعذر أو بغي عذر.
وأما الكحفارة :فل تب إل بالمحاع.
وأما إمساك بقية النهار :فيجب علِّىَ منم عصىَ بالفطر إن قربه ،ول يب علِّىَ الائض إذا طهرت
إمساك بقية نارها ،ول علِّىَ السافر إذا قدم مفطدرا منم سفر.
وأما الفدية :فتجب علِّىَ الامل والرضع إذا أفطرتا خوُدفا علِّىَ ولديهمحا ،لكحل يوُم رمتد حنطة لسكحي
واحد مع القضاء والشيخ الرم إذا ل يصم تصدق عنم كل يوُم مددا.
أما السننم فست؛ تأخي السحوُر ،وتعجيل الفطر بالتمحر أو الاء قبَل الصلة ،وترك السوُاك بعد الزوال،
والوُد ف شهر رمضان لا سبَق منم فضائل ف الزكاة ،ومدارسة القرآْن ،والعتكحاف ف السجد؛ ل سيمحا
7
ف العشر الواخر ،فهوُ عادة رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ،كان إذا دخل العشر الواخر طوُىً
الفراش ،وشد الئمزر ،ودأب وأدأب أهلِّه ،أي أداموُا النصب ف العبَادة؛ إذ فيها ليلِّة القدر.
ف أسرار الصوُم وشروطه البَاطنة
أعلِّم أن الصوُم ثلث درجات؛ صوُم العمحوُم ،وصوُم الصوُصا ،وصوُم خصوُصا الصوُصا.
أما صوُم العمحوُم فهوُ كف البَطنم والفرج عنم قضاء الشهوُة كمحا سبَق تفصيلِّه .وأما صوُم الصوُصا فهوُ
كف السمحع والبَصر واللِّسان واليد والرجل وسائر الوُارح عنم الثام.
وأما صوُم خصوُصا الصوُصا فصوُم القلِّب عنم المحم الدنُية ،والفكحار الدنُيوُية ،وكفه عمحا سوُىً ال عز
وجل بالكحلِّية ،ويصل الفطر ف هذا الصوُم بالفكحر فيمحا سوُىً ال عز وجل واليوُم الخر وبالفكحر ف
الدنُيا ،إل دنُيا تراد للِّدينم.
ف التطوُع بالصيام وترتيب الوراد فيه
أعلِّم أن استحبَاب الصوُم يتأكد ف اليام الفاضلِّة ،وفوُاضل اليام بعضها يوُجد ف كل سنة ،وبعضها
يوُجد ف كل شهر ،وبعضها ف كل أسبَوُع.
أما ف السنة بعد أيام رمضان فيوُم عرفة ،ويوُم عاشوُراء ،والعشر منم ذي الجة ،والعشر الول منم
الرم ،وجيع الشهر الرم مظان الصوُم ،وهي أوقات فاضلِّة و"كان رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم
يكحثر منم صوُم شعبَان حت كان يظنم أنُه ف رمضان" .والشهر الرم :ذو القعدة ،وذو الجة ،والرم،
ورجب؛ واحد فرد وثلثة متوُاليات.
وأما ما يتكحرر ف الشهر :فأول الشهر وأوسطه وآْخره ،وأوسطه اليام البَيض ،وهي الثالث عشر والرابع
عشر والامس عشر.
أما ف السبَوُع فالثني والمحيس والمحعة ،فهذه اليام هي اليام الفاضلِّة ،فيستحب فيه الصيام وتكحثي
اليات ،لتضاعف أجوُرها ببكة هذه الوقات.
وأما صوُم الدهر فإنُه شامل لكحل زأيادة :وللِّسالكحي فيه طرق؛ فمحنهم منم كره ذلك؛ إذ وردت أخبَار
تدل علِّىَ كراهيته ،والصحيح أنُه إنا يكحره لشيئمي:
أحدها :أل يفطر ف العيدينم وأيام التشريق فهوُ صوُم الدهر كلِّه.
والخر :أن يرغب عنم السنة ف الفطار ،ويعل الصوُم حجدرا علِّىَ نُفسه ،لن ال سبَحانُه يب أن
تؤتىَ رخصة كمحا يب أن تؤتىَ عزائمحه ،فإذا ل يكحنم شي منم ذلك ،ورأىً صلح نُفسه ف صوُم الدهر
فلِّيفعل ذلك ،فقد فعلِّه جاعة منم الصحابة والتابعي رضي ال عنهم
يييييييييي
من ثمرات الصيام
لفضيلِّة الشيخ ممحد الغزال رحه ال :
8
لعل أهم ثرات الصوُم إيتاء القدرة علِّىَ الياة مع الرمان ف صوُرة ما..
كنت أرمق النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم وهوُ يسأل أهل بيته ف الصبَاح :أشث ما يفطر به؟ فيقال :ل!ا
فينوُي الصيام ،ويستقبَل يوُمه كأنُه ل يدث..
ويذهب فيلِّقىَ الوُفد ببَشاشة ويبَت ف القضايا ،وليس ف صفاء نُفسه غيمحة واحدة !ا وينتظر بثقة تامة
رزأق ربه دونا ريبَة ،ولسان حاله) :فشذإلن شمشع الهعرهسذر يرهسدرا* إذلن شمشع الهعرهسذر يرهسدرا(
قلِّت :لوُ جاءن إفطاري دون شاي لسخمت!ا!ا ولرفضت إمضاء ورقة علِّىَ مكحتب ،بشيهلِّهش كتابة مقال!ا!ا.
إنا لعظمحة نُفسية جديرة بالكبَار أن يوُاجه الرء البَأساء والضراء مكحتمحل الرشد ،باسم الثغر ،والفراد
والمحاعات تقدر علِّىَ ذلك لوُ شاءت!ا.
وأعتقد أن أسبَاب غلِّب العرب ف الفتوُح الول قلِّة الشهوُات الت يضعوُن لا ،أو قلِّة العادات الت
تعجز عنم العمحل إن ل تتوُفر .يضع الوُاحد منهم ترات ف جيبَه وينطلِّق إل اليدان ،أما جنوُد فارس
والروم فإن العربات الشحوُنُة بالطعمحة كانُت وراءهم ،وإل توُقفوُا ...
وقد اعتمحد غانُدي علِّىَ هذا السلح عندما حارب "بريطانُيا" العظمحىَ ..كان النُتاج البيطان يعتمحد
علِّىَ الستهلك الندي ..وقرر غانُدي أن ينتصر بتدريب قوُمه علِّىَ الستغناء نُلِّبَس اليش ول نُلِّبَس
منسوُجات "مانُشيست" ،نُأكل الطعام بدون اللِّح ما دامت الدولة تتكحره ،نُركب أرجلِّنا ول نُركب
سياراتم
وقاد حركة القاطعة رجل نُصف عار جائع ،يتنقل بي الدن والقرىً مكحتفديا بكحوُب منم اللِّب.
واستجابت المحاهي الكحثيفة للِّرجل الزاهد ،وشرعت تسي وراءه فإذا النُتاج النُكحلِّيزي يتوُقف ،والصانُع
تتعطل ،وألوُف مؤلفة منم العمحال النلِّيز يشكحوُن البَطالة .واضطرت الكحوُمة إل أن تطلِّب منم
"غانُدي" اليء إل لندن كي يتفاوض معها ،أو يإلِّي شروطه علِّيها!ا!ا.
وحياة أحد شوُقي وهوُ ذاهب إل لندن بقصيدته الت يقوُل فيها مذدرا منم ألعيب الساسة:
وقل :هاتوُا أفاعيكحم أتىَ "الاوي" منم الند ...إن النُسان الذي يإلِّك شهوُاته قوُة خطية ،والشعب
الذي يإلِّك شهوُاته قوُة أخطر ،فهل نُعقل؟؟..
أحفظ للِّشيخ الكحبَي "ممحد الضر حسي" شيخ الزأهر السبَق كلِّمحة عظيمحة:
"لست أنُا الذي يهلدد؛ إن كوُدبا منم اللِّب يكحفين أربدعا وعشرينم ساعة"!ا.
ومنم قبَلِّه قال الشيخ عبَد اليد سلِّيم وقد حذروه منم غضب جهات عالية:
"أيإنعن ذاك منم التدد بي بيت والسجد؟ قالوُا :ل ..قال :ل خطر إذن؛ ليس هناك ما رياف"..
منم أركان العظمحة أن يعل الرجل مآربه منم الدنُيا ف أضيق نُطاق مستطاع ...إنُه يعيي عدوه بذلك
الستعفاف أو الستغناء.
9
وذاك نجه الشرف الذي خطه علِّي بنم أب طالب عندما قال" :استغنم عمحنم شئمت تكحنم نُظيه ،واحتجه
إل منم شئمت تكحنم أسيه" ..وما يستقيم علِّىَ هذا النهجه إل امرؤ يسنم الصيام..
أعجبَتن هذه الوُصية لب عثمحان النوُري لبنه ،وأثبَتها الاحظ ،وليس ل ف كتابتها إل فضل النقل..
"يا بن :كهل ما يلِّيك ،واعلِّم أنُه إذا كان ف الطعام لقمحة كريإة أو شيء مستطرف فإنا ذلك للِّشيخ
العلظم أو الصب الدللل ،ولست واحددا منهمحا .يا بن علوُد نُفسك ماهدة الوُىً والشهوُة ،ول تنهش
كالسبَاع ،ول تقضم كالبَغال ،ول تلِّقم لقم المحال ،فإن ال جعلِّك إنُسادنُا فل تعل نُفسك بيمحة،
واعلِّم أن الشبَع داعية البَشم ،والبَشم داعية السقم ،والسقم داعية الوُت ،ومنم مات هذه اليتة فقد
مات ميتة لئميمحة ،لنُه قاتل نُفسه ،وقاتل نُفسه ألم منم قاتل غيه .يا بن :وال ما أدىً حق الركوُع
والسجوُد متلِّئ قط!ا ول خضع ل ذو بطنة ،والصوُم مصحة والوُجبَات عيش الصالي .يا بن :قد
بلِّغت تسعي عادما ما نُقص ل سنم ،ول انُتشر ل عصب ،ول عرفت ذنُي أنُف ،ول سيلن عي ،ول
سلِّس بوُل ،وما لذلك علِّة إل التخمفف منم الزاد .فإن كنت تب الياة فهذه سبَيل الياة ،وإن كنت
تب الوُت فتلِّك سبَيل الوُت ،ول أبعد ال غيك"..
هذه وصية رجل ل يعرف عبَادة السد الت تاوىً فيها أبناء هذا العصر ،والت جاء فيها قوُله تعال:
ف يشيهعلِّشرمحوُشن( ،وقوُله)شوالذذيشنم شكشفرروا يشيتششمحتليرعوُشن شويشأهركرلِّوُشن شكشمحا )شذهررههم يشأهركلِّروُاه شويشيتششمحتليعروُاه شوييرهلِّذهذهرم الششمرل فششسهوُ ش
تشأهركرل الشنُهيشعارم شواللنارر شمثهيدوُىً لرهم(.
وتتاح الناس بي الي والي أزأمات حادة تقشعر منها البَلد ،ويف الزرع والضرع ،ما عساهم
يفعلِّوُن؟ إنم يصبون مرغمحي أو يصوُموُن كارهي ،وملء أفئمدتم السخمط والضيق ..وشريعة الصوُم
شيء فوُق هذا ،إنا حرمان الوُاجد ،ابتغاء ما عند ال .إنا تمحل للِّمحرء منه مندوحة لوُ شاء ولكحنه
يرس صياح بطنه ،ويرجئ إجابة رغبَته ،مدخدرا صبه عند ربه ،كيمحا يلِّقاه راحة ورضا ف يوُم عصيب
ذ ل ذ
ك يشيهوُةم لمهشرهوُةد(.
س شوشذل ش ك يشيهوُةم لهمرمحوُعة هر اللنا ر ) ...شذل ش
وربط التعب بأجر الخرة هوُ ما عناه النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ف قوُله" :منم صام رمضان إيإادنُا
واحتسادبا غفر له ما تقدم منم ذنُبَه"!ا..
إن كلِّمحت "إيإادنُا واحتسادبا" تعنيان جهددا ل يستعجل أجره ،ول يطلِّب اليوُم ثنه؛ لن باذله قرر حي
ك اهليشيهوُرم اهلشتق فششمحنم ششاء التششذ إذشل شربلذه شمآدبا(. ذ
بذله أن يعلِّه ضمحنم مدخراته عند ربه ..نُازألد عنم قوُله )ذشل ش
وسوُف يد الصائم مفطرينم ل يعرفوُن لرمضان حرمة ول لصيامه حكحمحة ،إذا اشتهوُا طعادما أكلِّوُا ،وإذا
شاقهم شراب كرعوُا ..ماذا يدون يوُم اللِّقاء؟..
إنم يدون أصحاب الدخرات ف أفق آْخر ،مفعم بالنعمحة والتاع ،ويدثنا القرآْن الكحري عمحنم أضاعوُا
ذ ذ ذ ذ
ضوُاه شعشهلِّييشنا مشنم الهشمحاء أشهو لما شرشزأقشركحرم اللِّلهر
ب اهلشنلة أشهن أشفي رصشحا ش ب اللناذر أش ه صشحا ر مستقبَلِّهم فيقوُل )شوشنُاشدىً أش ه
10
شقالروُاه إذلن اللِّلهش شحلرشمرهشمحا شعشلِّىَ الهشكحافذذريشنم* الذذيشنم التشرذواه ذدينشيرههم شلهدوُا شولشعذدبَا شوشغلرتهيرهرم اهلششياةر التدنُهيشيا شفاهليشيهوُشم شنُنشسارههم
شكشمحا نُشرسوُاه لذشقاء يشيهوُذمذههم شهشذا شوشما شكانُروُاه ذبآشياتذشنا شهيشحردوشن(
إن الصيام عبَادة مضادة لتيار الياة الن ،لن الفلِّسفات الادية السيطرة ف الشرق والغرب ،تعرف
الرض ول تعرف السمحاء ،تعرف السم ول تعرف الروح ،تعرف الدنُيا ول تعرف الخرة ...
ليكحنم للِّقوُم ما أرادوا ،ذلك مبَلِّغهم منم العلِّم!ا ..بيد أنُنا ننم السلِّمحي يب أن نُعرف ربنا ،وأن نُلِّزم
صراطه ،وأن نُصوُم له ،وأن نُدخر عنده!ا..
علِّىَ أن هناك حقيقة مؤسفة هي أن الصوُام قلِّة وان امتنع عنم الطعام كثيون!ا
يييييييييي
يسر السلم ورحمته في فرض الصيام
11
وكذلك أباح لنم يتضرر أو ياف الضرر باستعمحال الاء ف طهارة الصلة أن يتيمحم صعيددا طيدبَا .وأباح
الصلة ف موُاطنم الوُف والشقة ،مففة ف عدد ركعاتا ،وكيفية أدائها ،حت لقد تقبَلِّها رمدزا بركة
رأسية أو عينية .وأباح ترك الجه عند خوُف الطريق ،وجعل أمنه والقدرة علِّىَ نُفقة الذهاب والياب
زأائدة عنم نُفقة السرة منم الستطاعة الت ل يب الجه إل با.
وعلِّىَ هذه السنة الرحيمحة العامة ف التكحاليف كلِّها فرض ال صوُم رمضان ،وجعل الناس بالنسبَة إليه
واحددا منم ثلثة:
... ... 1مقيم سلِّيم قادر علِّيه دون ضرر يلِّحقه أو مشقة ترهقه ،والصوُم واجب متم علِّيه .وهذا هوُ
ذ لذ
الصل الذي نُظر فيه إل السلمة منم العوُارض ،وهوُ الذكوُر بقوُله تعال )شيا أشييتشها ا ذيشنم آْشمنروُاه ركت ش
ب
ذ
صهمحره( صشيارم ) وقوُله )فششمحنم ششذهشد منركحرم اللشههشر فشيهلِّيش رشعلِّشهيركحرم ال ل
... ... 2مريض أو مسافر ،وقد أبيح له الفطار مع وجوُب القضاء يوُم بيوُم عند الصحة أو القامة،
ضا أشهو شعشلِّىَ شسشفتر فشعذلدة لمهنم أشلياتم أرشخر( ذ
وهوُ لذكوُر بقوُله تعال) :فششمحنم شكاشن منركحم لمذري د
... ... 3منم يشق علِّيه الصوُم لسبَب ل يرجىَ زأواله ،ومنه ضعف الشيخموُخة ،والرض الزمنم ،والمحل
والرضاع التوُاليات إذا خيف علِّىَ الامل أو الرضع أو الرضيع ،وقد أبيح لؤلء وأمثالم الفطار دون
قضاء ،واكتفىَ منهم أن يطعمحوُا بدلد عنم كل يوُم مسكحيدنا واحددا با يشبَعه ف وجبَتي منم طعام
متوُسط ،ويقوُم مقام الطعام بدل ثنه علِّىَ حسب التقدير التعارف بي الناس ،وهذا هوُ الشار إليه
ي( ،وإنا يقال :يطيق حل هذه الصخمرة .وإذن بقوُله تعال) :وشعشلِّىَ الذذينم يرذطيرقوُنُشهر فذهديشة طششعارم ذمسذكح ت
ه ش ش
فهي تدل علِّىَ العسر ومشقة الحتمحال.
وإذن ..فحيث كان اليسر كان الصوُم ،وحيث كان العسر كان الفطار ،هذا هوُ شرع ال ودينه.
وتقدير اليسر والعسر يرجع الؤمنم فيه إل إيإانُه وما يسه منم نُفسه ،ومفتيه ف ذلك ضمحيه ،ول حاجة
بعد معرفة البَدأ العام إل فتوُىً الفتي الت كثديا ما توُقع الناس ف الية والضطراب "الب ما اطمحأنُت
إليه النفس ،والث ما حاك ف الصدر وكرهت أن يطلِّع علِّيه الناس".
وما يب التنبَيه علِّيه هنا أن الراد بوُف الضرر البَيح للفطار هوُ تيقنه أو غلِّبَة ظنه ،وواضح أن ذلك
يستدعي التجربة الشخمصية ،أو إخبَار الطبَيب المي الذي ل يعرف بالتهاون الدين .أما الوُف
الناشئ عنم مرد الوُهم أو التخميل فإنُه ل وزأن له عند ال ول يبَيح به الفطار
يييييييييي
صيام المم السابقة
لفضيلِّة الشيخ عطية صقر رئيس لنة الفتوُىً بالزأهر الشريف سابدقا :
الصيام بوُجه عام فرض علِّىَ غي السلِّمحي منم المم السابقة ،كمحا قال تعال) :شيا أشييتشها الذذيشنم آْشمنروُاه
ب شعشلِّىَ الذذيشنم ذمنم قشيهبَلِّذركحهم لششعلِّلركحهم تشيتليرقوُشن( ،وليس ف القرآْن الكحري ول ف ذ
صشيارم شكشمحا ركت ش
ب شعلِّشهيركحرم ال ل ذ
ركت ش
12
السنة النبَوُية بيان كيفية صيام السابقي ،وإن كانُت الية تقوُل عنم مري علِّيها السلم كمحا أمرها ال:
صهوُدما فشيلِّشهنم أرشكلِّلشم اهليشيهوُشم إذنُذسييا( ،وهوُ ف ظاهره )فشذإلما تشيريذلنم ذمنم الهبَشذر أشحددا فشيرقوُذل إذلن نُششذر ذ
ت للِّلرهحشذنم ش
هر ش ش شش ش
المساك عنم الكحلم ،وقد يكحوُن عنم أشياء أخرىً .وأخب الديث التفق علِّيه أن داود كان يصوُم يوُدما
ويفطر يوُدما.
والصوُم ف السلم إمساك عنم الطعام والشراب والشهوُة النسية منم طلِّوُع الفجر إل غروب الشمحس،
وصوُم المم السابقة متلِّف ف موُقعه منم شهوُر السنة ،وف مدته ،وف كيفيته.
وعرفنا منم صيام السابقي صوُم عاشوُراء عند اليهوُد شكحدرا ل علِّىَ ناة موُسىَ علِّيه السلم منم الغرق
كمحا ثبَت ف الديث الصحيح ،وما سوُىً ذلك يعرف منم كتبَهم ،واليهوُد العاصرون يصوُموُن ستة أيام
ف السنة ،وأتقياؤهم يصوُموُن شهدرا ،وهم يفطرون كل أربع وعشرينم ساعة مرة واحدة عند ظهوُر
النجوُم ،ويصوُموُن اليوُم التاسع منم شهر "أغسطس" كل سنة ف ذكرىً خراب هيكحل أورشلِّيم.
والنصارىً يصوُموُن كل سنة أربعي يوُدما ،وكان الصل ف صيامهم المتناع عنم الكل بتادتا ،والفطار
كل أربع وعشرينم ساعة ،ث قصروه علِّىَ المتناع عنم أكل كل ذي روح وما ينتجه منه ،وعندهم صوُم
ضا.الفصوُل الربعة ،وهوُ صيام ثلثة أيام منم كل منها ،وصيام الربعاء والمحعة تطوُدعا ل فر د
جاءت ف تفسي ابنم كثي أقوُال عنم بعض الصحابة والتابعي أن صيام السابقي كان ثلثة أيام منم
كل شهر ول يزل مشرودعا منم زأمان نُوُح إل أن نُسخ ال ذلك بصيام شهر رمضان ،كمحا ذكر حديدثا
عنم ابنم عمحر مرفوُدعا أن صيام رمضان كتبَه ال علِّىَ المم السابقة.
وجاء ف تفسي القرطب أن الشعب وقتادة وغيها قالوُا :إن ال كتب علِّىَ قوُم موُسىَ وعيسىَ صوُم
رمضان ،فغيوا وزأاد أحبَارهم علِّيه عشرة أيام ،ث مرض بعض أحبَارهم فنذر إن شفاه ال أن يزيد ف
صوُمهم عشرة أيام ففعل ،فصار صوُم النصارىً خسي يوُدما ،فصعب علِّيهم ف الر فنقلِّوُه إل الربيع،
واختار النحاس هذا القوُل ،وفيه حديث عنم دغفل بنم حنظلِّة عنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم .ث ذكر
أقوُالد ف أن تشبَيه صيامنا بصيام السابقي هوُ ف فرضيته وليس ف صفته ول ف مدته.
ومنم مراجعة كتب التاريخ وأسفار العهد القدي والديد رأينا أن قدماء اليهوُد كانُوُا ل يكحتفوُن ف
صيامهم بالمتناع عنم الطعام والشراب منم الساء إل الساء ،بل كانُوُا يإضوُن الصيام مضطجعي علِّىَ
الصا والتاب ف حزن عمحيق.
وف سفر الروج أن موُسىَ علِّيه السلم كان هناك عند الرب أربعي نادرا وأربعي ليلِّة ل يأكل خبَدزا ول
يشرب مادء ،وف إنيل مت أن السيح صام أربعي يوُدما ف البية.
وجاء ف كلم النب حزقيال أن صيامه كان عنم اللِّحوُم وما ينتجه عنم اليوُان ،وكان النب دانُيال يإتنع
عنم اللِّحوُم وعنم الطعمحة الشهية مدة ثلثة أسابيع ،وجاء ف التجة السبَعينية أن داود قال :ركبَتاي
ضعفتا منم الصوُم ،ولمحي تغي منم أكل الزيت.
13
والذينم ل يدينوُن بدينم ساوي كان عندهم صيام كالباهة والبَوُذيي ف الند والتبَت ،ومنم طقوُسهم ف
نُوُع منه المتناع عنم تناول أي شيء حت ابتلع الريق لدة أربع وعشرينم ساعة ،وقد يإتد ثلثة أيام ل
يتناولوُن كل يوُم إل قددحا منم الشاي ،وكان قساوسة جزيرة كريت ف اليوُنُان القديإة ل يأكلِّوُن طوُل
حياتم لدمحا ول سدكحا ول طعادما مطبَوُدخا
يييييييييي
نظرات نفسية في الصيام
د .ممحد كمحال الشريف
الصيام والشهوُة النسية
الصيام وسوُء اللِّق
أسبَاب العصبَية والغضب
الصيام وانفاض الزاج
عضات الوُع وبركة السحوُر
نُوُم اللِّيل لنمحوُ الرموُنُات
الصيام صب والتزام
الصيام تذيب نُفسي
إذا أردنُا أن نُبَحث ف الفوُائد النفسية للِّصيام فل بد لنا منم بث موُضوُع الشبَاع الفوُري ،وتأجيل
الشبَاع للِّحاجات والرغبَات عند النُسان ،فالصيام امتناع عنم إشبَاع بعض رغبَات النفس ،وبعض
حاجات البَدن ،وذلك منم الفجر إل غروب الشمحس؛ ففي الصيام امتناع عنم الكل إذا جعنا ،وعنم
الشرب إذا عطشنا ،وعنم الستجابة الفوُرية لبَعض شهوُاتنا ،وف هذا المتناع تدريب للِّنفس علِّىَ ما
ساه علِّمحاء النفس "تأجيل الشبَاع" والقدرة علِّىَ تأجيل إشبَاع الرغبَات تيز ما بي الطفل الصغي
والبَالغ الراشد ،وتيز ما بي نُاضجه الشخمصية وقلِّيل النضجه فيها.
فالطفل إذا رغب ف شيء ألل علِّيك لتعطيه إياه ،وتراه قد استحوُذ علِّيه التفكحي ف هذا الشيء الذي
رغب فيه ،ول يبَق لديه صب علِّىَ الرمان منه ،وكثديا ما يبَكحي الطفل إن ل يصل علِّىَ ما رغب فيه
علِّىَ الفوُر ،ومع التقدم ف العمحر ينضجه هذا الطفل منم الناحية النفسية ،ويصبَح أكثر صدبا علِّىَ عدم
حصوُله علِّىَ ما يلِّب رغبَاته حصوُلد فوُرديا ،لكحنم ذلك يتفاوت منم طفل إل آْخر ،وكذلك الكحبَار
يتفاوتوُن ف صبهم علِّىَ عدم إشبَاع رغبَاتم إشبَادعا فوُرديا ل تأجيل فيه ،فحت بعد بلِّوُغ النُسان رشده
يبَقىَ هنالك مكحان لزيد منم النضجه ف الشخمصية ،ولكتساب الزيد منم القدرة علِّىَ "تأجيل الشبَاع".
إن الصب علِّىَ عدم حصوُل النفس علِّىَ مشتهاها علِّىَ الفوُر جانُب هام منم جوُانُب نُضجه الشخمصية
النُسانُية؛ ويأت الصيام ف رمضان بثابة دورة تدريبَية سنوُية علِّىَ هذا الصب ،وبثابة دفعة جديدة نوُ
14
الزيد منم نُضجه الشخمصية لدىً الؤمنم ،والستعجال ف الصوُل علِّىَ شهوُات النفس صفة إنُسانُية
تكحوُن علِّىَ أشدها ،عند منم ل يهذبه اليإان ،قال تعال) :شويشهدعر اذلنُشسارن ذباللشلر ردشعاءهر ذباهلشهذي شوشكاشن
ذ ذ ذ
ضا) :شكل اذلنُشسارن شعرجوُدل( ،وقال) :رخلِّشق اذلنُشسارن مهنم شعشجتل شسأرذريركحهم آْشياذت شفل تشهستشيهعجرلِّوُذن( ،وقال أي د
بشهل رذتتبَوُشن الهشعاذجلِّششة* شوتششذرروشن الذخشرشة(.
الصيام والشهوُة النسية
لقد أوصىَ النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم معشر الشبَاب أن يتزوجوُا إذا وجد أحدهم البَاءة ،ومنم ل يستطع
أوصاه بالصوُم ،فالصوُم رجنة ووجاء ،ولكحنم ل منم حيث إن الوُع والعطش يرهقان السد ،فتقل الرغبَة
النسية عند الصائم ،فالصائم يفطر عند الغروب ،وعندها يذهب الظمحأ وتبَتلل العروق ،وتعوُد للِّجسم
حيوُيته ،وتعوُد له الرغبَة النسية ،حت إن بعض الصحابة كانُوُا يتانُوُن أنُفسهم ف ليال رمضان؛ أي
يبَاشرون زأوجاتم ذلك عندما كان الرفث إل نُسائهم مردما علِّيهم ف رمضان حت ف اللِّيل ،وهذا يرينا
أن الصوُم ل يضعف الرغبَة النسية لديهم ،لكحنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم نُصح العزب الذي عجز
عنم الزواج بالصوُم ،لن للِّصوُم علِّىَ ما يبَدو فائدة ف هذه الالة بآلية أخرىً غي إضعاف السد
ف والشابة العلفة اللِّذان ل يقعان ف الفاحشة وما يزالن عزبي يإكحنم أن بالوُع والعطش ،فالشاب الع ل
يعانُيا منم انُشغال البَال بالفكحار واليالت النسية أو الرومانُسية انُشغالد يسمحىَ ف العلِّوُم النفسية:
"انُشغالد وسوُاسديا" فيه تسيطر اليالت النسية والرومانُسية علِّىَ فكحر الشاب أو الشابة ،وتعطلِّه عنم
أن يوُجه ذهنه ف دراسته أو عمحلِّه ،وهذا النُشغال يقوُم ف النفس حت حي ل يكحوُن هنالك مثيات
أمام الشاب أو الشابة ،وهوُ أمر متعب للِّنفس ،ويستحوُذ علِّيها ،ويد النُسان صعوُبة ف التخملِّص
منه ،وهنا تظهر إحدىً فوُائد الصيام ،فقد لحظ بعض منم حلدثن عنم تربته الشخمصية ف هذا الال
أن الصوُم يقضي علِّىَ هذا النُشغال الوُسوُاسي بالنس والعشق ،دون أن يقضي علِّىَ الرغبَة النسية
نُفسها ،حيث تبَقىَ لدىً الصائم القدرة علِّىَ الستجابة إل الثيات النسية ،والقابلِّية للِّتأثر با إذا ما
تعرض لا ،والعامة عادة ل يلبَذون الزواج ف رمضان أو قبَلِّه مبَاشرة ،لن العروسي الديدينم يدان
صعوُبة بالغة ف المتناع عنم أي فعل جنسي أثناء النهار رغم أنمحا صائمحان ،ل يأكلن ول يشربان،
ض بصره ويبَتعد عمحا يثيه يبَقىَ ذهنه حدرا ،وغي منشغل بالموُر النسية أما العزب الصائم الذي يغ ل
الرومانُسية ،وبذا يكحوُن الصوُم وجاء له إذا ما اقتن بغض البَصر والبتعاد عنم دواعي الزنُا ،كمحا للِّصوُم
أثره ف العزب ،منم حيث هوُ عبَادة مستمحرة منم الفجر إل الغرب ،والصائم إن نُسي للِّحظات أنُه
صائم فإنُه ل يلِّبَث أن يعوُد إل جوُ العبَادة الت يعيشها ،وهذا بدوره يعلِّه أقل رغبَة ف نُظرة ل تل له،
أو غي ذلك ما ينبَه الرغبَة النسية لديه.
الصيام وسوُء اللِّق
15
لقد فرض ال علِّينا الصيام ف رمضان ليقربنا إل التقوُىً وليدخلِّنا فيها ،قال تعال) :شيا أشييتشها الذذيشنم آْشمنروُاه
ب شعشلِّىَ الذذيشنم ذمنم قشيهبَلِّذركحهم لششعلِّلركحهم تشيتليرقوُشن( ،وكظم الغيظ والعفوُ عنم الناس ذ
صشيارم شكشمحا ركت ش
ب شعلِّشهيركحرم ال ل ذ
ركت ش
منم أساسيات التقوُىً الت يهدف إليها الصيام .قال تعال معدددا بعض صفات التقي) :الذذيشنم رينذفرقوُشن
ي( ،وقد عللِّمحنا النب صلِّىَ ذذ ي شعذنم اللناذس شواللِّلهر رذي ت ضلراء والهشكحاذظذمحي الهغشي ش ذ ذ
ب الهرمحهحسن ش ظ شوالهشعاف ش ش ه ف اللسلراء شوال ل ش
ال علِّيه وسلِّم أن نُقوُل إن تعرضنا لهل جاهل علِّينا ،أو سابنا أو شادنُا أحد" :إن صائم ،إن
صائم"؛ وذلك كي نُصب ونلِّك أنُفسنا ،فل نُرلد علِّىَ السبَة بثلِّها ،ول نُدخل ف شجار أو مشادة،
فالصائم ف عبَادة ،والعابد وقت العبَادة يتفع عنم أن يرلد علِّىَ منم يشتمحه أو يشاده ،وف رمضان
تتحسنم أخلق التقي ،لكحنم بعضنا يصبَح نُكحد الزاج ،ويغضب لتفه السبَاب ،ول يبَدي أي استعداد
لتحمحل الناس ،ول يقوُم علِّىَ خدمتهم ،حت لوُ كان ذلك مهنته ووظيفته ،فهوُ صائم ول صب لديه ،ث
إنُه يقل إنُتاجه ف عمحلِّه إل حد كبَي ،لنُه كمحا يقوُل :صائم!ا فهل يا ترىً يتسبَب الصيام بكحل هذا؟
وكيف يتسبَب بذلك ،وكظم الغيظ والعفوُ عنم الناس منم أخلق التقوُىً وأينم اللِّل إذن؟
ل ،وذلك إذا اشتدا كثديا ،وهذا ل صحيح أن الوُع والعطش قد يعلن النُسان عصب الزاج قلِّي د
ينطبَق علِّىَ الوُظف الكحوُمي الصائم ،الذي تبَدأ عصبَيته وكسلِّه منذ الساعة الثامنة صبَادحا ،ول يإكحنم
للِّصائم أن يتجه بالوُع والعطش منذ الصبَاح ،ليبر سوُء خلِّقه مع الناس ،إن السبَب القيقي لسوُء
أخلق بعض الصائمحي ف رمضان هوُ أنم يدون العذر والبر بأنم صائمحوُن كي يظهروا أخلقهم
السيئمة ويعبوا عنها ،ويإارسوُها وهم مطمحئمنوُن إل أن التمحع سيتحمحل سوُء أخلقهم ،ويغفر لم ذلك،
فهم صائمحوُن ،وعلِّىَ الناس تمحل طبَاعهم السيئمة ،مقابل أنم تكحلرموُا علِّينا فصاموُا ،وكأنا هم صاموُا لنا
ول يصوُموُا ل ،الذي وعد علِّىَ الصيام ما ل يعد علِّىَ سوُاه ،إنم يتبَعوُن أنُفسهم هوُاها ،وينصرفوُن
وفق الخلق السيئمة الت لوُ أتيح لم لكحانُت هي أخلقهم ف الصيام وبعد الصيام.
أسبَاب العصبَية والغضب
لكحنم هنالك أسبَادبا أخرىً لعصبَية بعض الصائمحي وسرعة غضبَهم ،لعل أهها أن بعضهم مدمنم علِّىَ
التبَغ ،فهم مدخنوُن ،والدخنم الذي يوُاظب علِّىَ التدخي يوُمديا ولدة طوُيلِّة يكحوُن ف القيقة مدمدنا
علِّىَ التبَغ ،وعندما ينقطع عنم التدخي لبَضع ساعات يبَدأ يعان منم أعراض الرمان منم التبَغ الذي
اعتادت علِّيه خليا دماغه ،فيشعر بالعصبَية وسرعة الغضب والتمحلِّمحل والصداع ،وضعف التكيز
وانفاض الزاج ،والقلِّق وضعف الذاكرة ،واضطراب النوُم" ،وهي أعراض تتفي خلل أسبَوُع إن بقي
متندعا عنم التدخي" ،وهذه العراض نُاجة عنم الدمان علِّىَ التبَغ ،وليست نُاتة عنم الصيام بد ذاته،
فالشخمص الطبَيعي الذي ل يدمنم شيدئما ل يإر با إن صام.
كمحا أن هناك إدمادنُا آْخر شائدعا بي الناس يتسبَب ف عصبَية بعض الصائمحي ،وهوُ الدمان علِّىَ
الكحافايي ،وهي الادة النلبَهة ف القهوُة والشاي والكحوُل ،والنُقطاع الفاجئ عنم الكحافايي يتسبَب إن
16
طالت ساعاته بشعوُر الدمنم بالكحسل والنعاس ،وفهقد الرغبَة ف العمحل ،وبالعصبَية وانفاض الزاج ،وإذا
بلِّغ النُقطاع عنم الكحافايي عند الدمنم علِّيه ثان عشرة ساعة أو أكثر فقد يصيبَه صداع يشمحل رأسه
كلِّه ،ويتمحيز بأن الل فيه نُابض يشتد مع كل ضربة منم ضربات القلِّب ،لذا كان منم الفيد لنم أدمنم
علِّىَ الكحافايي أن يفف تناوله للِّقهوُة والشاي والكحوُل تفيدفا تدريديا قبَل رمضان ،وذلك استعداددا
للِّصيام ،وعلِّيه أن يتناول شيدئما منها عند السحوُر ،حت ل يعان منم أعراض الرمان منها أثناء الصيام.
الصيام وانفاض الزاج
إن منم أسبَاب تعلكحر مزاج بعض الصائمحي وانفاض معنوُياتم عند الصيام وجوُد قدر منم القلِّق النفسي
لديهم ،والوُف الغامض منم أن يعانُوُا منم امتناعهم عنم الطعام والشراب ،وأن علِّيهم النُتظار إل
الغرب ،وهذا القلِّق ل داعي له طالا أن الصائم يستطيع أن يفطر مت بلِّغ به الهد حددا ل يطيقه ،وله
أن يفطر إن أصابه منم الل أو الرض ما يستلِّزم تناوله للدوية؛ سوُاء منها السكحنة للل أو العالة
للِّداء ،والرخصة قائمحة ،والصائم حر ف الخذ با ،طالا أن مرضه ل يشكحل فيه الصيام ضردرا علِّىَ
صحته ،فال ل يعل علِّينا ف ديننا أي نُوُع منم أنُوُاع الرج ،أما إن كان الصيام يؤدي إل الضرر
بسبَب الرض الوُجوُد صار الفطار واجدبَا ،وليس مرد رخصة ،فعلِّينا أن نُستعي بال ،ونُصوُم وننم
مرتاحوُ البَال إل أنُنا لوُ بلِّغت معانُاتنا منم صيامنا حددا مؤلا فإن ال بنا رحيم ،ولنا ف رخصته راحة
د
ومرج؛ وعادة ل يبَلِّغ الهد بالصائم حددا يضطره إل الفطار إل ف حالت خاصة ،كالذي تعلرض
للِّحر ،فيعطش عطدشا شديددا ،وكان ضعيدفا وفاته السحوُر ،وآْذته عضات الوُع ف معدته ،وما شابه
ذلك منم حالت ،وحد الشقة والرج صعب التحديد ،إنا هي تقوُىً الؤمنم ،فال علِّيم بفايا النفوُس،
أما أطفالنا فعلِّينا أل نُشدد علِّيهم إن لحظنا أن الوُع أو العطش قد آْذاهم ،فإن إصرارنُا علِّيهم كي
يتمحوُا صوُمهم قد يوُلد ف نُفوُسهم الكحراهية لذه العبَادة الرائعة ،وقد يدفعهم إل الفطر خلِّسة ،ويتعلِّمحوُا
بذلك الكحذب والغش.
ومنم أسبَاب انفاض الزاج والتكحاسل عنم العمحل ف رمضان أن بعض الصائمحي ينفقوُن اللِّيل ف السمحر
والكل والشرب ،حت إذا اقتب الفجر تسحروا ونُاموُا ،لكحنم الساعات البَاقية لم حت موُعد العمحل ل
تكحفيهم كي يستعيدوا نُشاطهم ،فيذهبَوُن إل أعمحالم مرهقي ،وتكحوُن ساعات العمحل بالنسبَة لم شاقة
ومزعجة ،وذلك نُتيجة نُقص النوُم ،وليس نُتيجة للِّصيام.
عضات الوُع وبركة السحوُر
الصيام مدخل إل التقوُىً وحسنم اللِّق ،والصب علِّىَ الناس ،والصيام كمحا أمرنُا ال به منم الفجر إل
غروب الشمحس يب أل يوُصلِّنا إل حالة منم الوُع الشديد ،الذي يتافق مع عضات الوُع ف العدة،
ويصاحبَه التوُتر النفسي والعصبَية ،ذلك أن العدة بعد أن تفرغ منم الطعام الذي كان فيها ،ويإضي علِّىَ
فراغها عدة ساعات ،تبَدأ فيها تقلِّصات شديدة تسمحىَ "انُقبَاضات الوُع" ،وتتافق مع الحساس
17
النفسي بالوُع ،وتكحوُن هذه التقلِّصات ف العدة علِّىَ أشدها ف الشبَاب والشابات ذوي الصحة
اليدة؛ حيث تكحوُن العدة لديهم نُشيطة ،وانفاض سكحر الدم يزيد منم انُقبَاضات الوُع هذه كثديا،
فإذا طال جوُع النُسان صارت انُقبَاضات الوُع مؤلة ،وسيت "عضات الوُع" ،وهي تظهر عادة بعد
12إل 24ساعة منم آْخر وجبَة ،وهذا يتلِّف منم شخمص إل آْخر؛ أما إن كان الائع ف ماعة
واستمحر جوُعه فإن عضات الوُع تشتد ،حت تبَلِّغ أقصىَ مدىً لا خلل 3إل 4أيام ،ث تضعف
بالتدريجه ف اليام التالية ،حت لوُ استمحرت الاعة ،ويتلشىَ معها الحساس بالوُع.
إن الوُع هوُ الحساس الذي يدعوُ الكحائنم إل تناول الطعام ،وقد وجد العلِّمحاء ف الدماغ مركدزا صغديا
جددا إذا ما تنلبَه أحس الكحائنم بالوُع وأقبَل علِّىَ الطعام ،وإذا ما حزبه الرض أو استأصلِّه الراح فإن
اليوُان أو النُسان يفقد الرغبَة ف الطعام نائديا ،ويإوُت جوُدعا رغم أن الطعام أمامه.
وحت ل يبَلِّغ المر بنا مبَلِّغ عضات الوُع ،نىَ النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم عنم تأخي الفطر منم جهة،
فقال" :ل يزال الناس بي ما عجلِّوُا الفطر"] .رواه البَخماري ومسلِّم[ .وحثنا علِّىَ السحوُر منم جهة
أخرىً فقال" :تسحروا فإن ف السحوُر بركة"] .رواه البَخماري ومسلِّم[.
فلِّيست البَالغة ف الوُع والعطش هي الغاية منم الصوُم ،إنا الطلِّوُب مرد المتناع عنم الطعام والشراب
وغيها منم الفطرات منم الفجر إل الغروب ،ولوُ سبَق هذا المتناع وجبَة جيدة تعي علِّيه وتفف
مشقته لا قلِّل ذلك منم ثوُاب الصائم ،بل علِّىَ العكحس فإن السحوُر يلِّب الزيد منم الثوُاب ،لنُه سنة
النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم .
نُوُم اللِّيل لنمحوُ الرموُنُات
رمضان شهر القيام ،قال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم " :منم قام رمضان إيإادنُا واحتسادبا غفر له ما تقدم منم
ذنُبَه" متفق علِّيه.
وقد خلِّق ال النهار لننشط فيه ونُبَتغي منم فضل ال ،وخلِّق اللِّيل لنسكحنم فيه ونجع ،والنوُم نُعمحة منم
نُعم ال علِّينا؛ إذ ف النوُم راحة لهازأنُا العصب ،فلِّوُ حرم النُسان منم النوُم لبَضعة أيام فإن عمحل الدماغ
ضا ،وخاصة نُوُم لديه يضطرب ،وف النوُم ترميم لا اهتأ منم جسم النُسان ،كمحا يتم النمحوُ خلله أي د
اللِّيل ،حيث تزداد الرموُنُات الت تنشط النمحوُ والتميم أثناء اللِّيل ،وتزداد ف النهار بدلد عنها هرموُنُات
منشطة منم أجل العمحل والركة ،وف النهار يغلِّب معدل الهتاء ف السم معدل التميم والبَناء ،قال
ت لشقهوُتم يشهسشمحرعوُشن( ،لكحنم
ك ليا ت ذ ذ ذ ذذ ذ ذ
تعال) :رهشوُ الذي شجشعشل لشركحرم اللِّلهيشل لتشهسركحنروُاه فيه شوالنليشهاشر رمهبَصدرا إلن ذف ذشل ش ش
ت شوعرريوُتن*ال أثن علِّىَ التقي بأنم كانُوُا قلِّيلد منم اللِّيل ما يهجعوُن ،قال تعال) :إذلن الهمحتلذقي ذف جلنا ت
ر ش ش
ي* شكانُروُا قشذلِّيل لمشنم اللِّلهيذل شما يشيههشجرعوُشن* شوذبالشهسشحاذر رههم آْذخذذينم ما آْشتاهم ربيتهم إذنُيلهم شكانُروُا قشيبَل ذشلذ ش ذ ذ
ك رهمسن ش هش ش ش ره ش ره ره
يشهستشيهغذفرروشن* شوذف أشهمشوُاذلذهم شحقق للِّلسائذذل شوالهشمحهحرروذم( ،وهنا يثوُر ف الذهنم تساؤل ،لقد اختار ال اللِّيل ليكحوُن
وقت الستغراق ف العبَادة ،لكحنم هل يكحوُن ذلك علِّىَ حساب صحة النُسان العقلِّية ،وننم نُعلِّم كم
18
هوُ مفيد نُوُم النُسان ف اللِّيل؟ والوُاب أنُه لنم يكحوُن ذلك أبددا ،فقد كشفت دراسات الطبَاء
النفسيي ف السني الخية أن حرمان الريض الصاب بالكتئماب النفسي منم النوُم ليلِّة كاملِّة ،وعدم
السمحاح له بالنوُم حت مساء اليوُم التال هذا الرمان منم النوُم له فعل عجيب ف تفيف اكتئمابه النفسي
وتسي مزاجه حت لوُ كان منم الالت الت ل تنفع فيها الدوية الضادة للكتئماب ،ث أجريت
دراسات أخرىً ،فوُجدوا أنُه ل داعي لرمان الريض منم النوُم ليلِّة كاملِّة كي يتحسنم مزاجه ،إنا يكحفي
حرمانُه منم نُوُم النصف الثان منم اللِّيل ،لنحصل علِّىَ القدر نُفسه منم التحسنم ف حالته) :شكانُروُا قشذلِّيل
لمشنم اللِّلهيذل شما يشيههشجرعوُشن* شوذبالشهسشحاذر رههم يشهستشيهغذفرروشن( ،إذن لقيام اللِّيل والتهجد ف السحار جائزة فوُرية،
وهي اعتدال وتسنم ف مزاج القائمحي والتهجدينم ،وف صحتهم النفسية.
الصيام صب والتزام
الصيام تدريب علِّىَ الصب ،فالصوُم كمحا قال النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم شطر الصب ،والصب شطر
ض بذا الصوُم، اليإان ،والصب ف جوُهره رضاء ،فعندما يصب النُسان علِّىَ الصوُم فإنُه يصوُم وهوُ را ت
غي متذمر منه ول حت ف سره ،فهوُ يإتنع عنم الطعام والشراب وغيها منم الفطرات منم تلِّقاء نُفسه،
يلِّتزم بذلك منم الفجر وحت الغروب ،ول يتاج إل رقيب علِّيه ،وهذا اللتزام بالمتناع عنم الطعام
والشراب دون مقابل إل ابتغاء رضوُان ال يعل البَقاء دون طعام وشراب هذه الساعات الطوُيلِّة أهوُن
بكحثي ما لوُ كان البَقاء دون أكل وشرب نُادتا عنم مانُع منم خارج النفس ،كأن يإنعك شخمص منم
الوُصوُل إل الطعام والشراب؛ ففي هذه الالة يكحوُن الوُع والعطش أشد ،وهذا ما بينهته الختبَارات
النفسية ،حيث وجدت أن "اللتزام يغلي الدافع" ،ففي إحدىً التجارب حضر الشخماصا الذينم ستتم
علِّيهم التجربة دون أن يأكلِّوُا أو يشربوُا لعدة ساعات قبَل ميئمهم ،ث طلِّب منم بعضهم أن يبَقىَ دون
طعام أو شراب فتة أخرىً دون أي مقابل مال أو غي مال ،وذلك بأن يلِّزموُا أنُفسهم بذلك ،فيكحوُن
صوُمهم التزادما منهم ،وقرادرا اتذوه برية ،وإن كان بناءد علِّىَ طلِّب منم البَاحثي ،أما باقي الشخماصا
الرب علِّيهم فلِّم يطلِّب منهم اللتزام بالبَقاء دون طعام أو شراب ،إنا تركوُا دون طعام أو شراب،
وجعل المر يبَدو لم وكأنُه غي مقصوُد ،وف النهاية أجريت علِّىَ المحيع اختبَارات نُفسية لعرفة شدة
الوُع والعطش لديهم ،فوُجد أن الذينم التزموُا بالمتناع عنم الطعام والشراب التزادما كانُوُا أقل جوُدعا
وعطدشا منم الذينم تت ماطلِّتهم بيث صاموُا الساعات نُفسها ،ولكحنم دون التزام منهم بذلك ،كمحا
تت معايرة "المحوُض الدسة الرة" ف دمائهم ،وهي موُاد تزداد ف الدم كلِّمحا اشتد جوُع النُسان،
فوُجد أنا كانُت أقل ازأدياددا عند الذينم التزموُا بالصيام التزادما ،فاللتزام بالصوُم ألثر حت علِّىَ رد فعل
أجسامهم الفسيوُلوُجي علِّىَ بقائهم دون طعام أو شراب الساعات الطوُيلِّة؛ وف دراسة أخرىً درس
العلِّمحاء أثر اللتزام علِّىَ العطش ،فوُجدوا أن العطش عند منم التزم منم نُفسه بالمتناع عنم الاء كان أقلل
حت ف الختبَارات الت تكحشف مدىً انُشغال النفس ل شعوُرديا بالعطش ،وبالرغبَة ف الاء.
19
إن الصب ف القيقية التزام ورضاء بالال الت يضعنا ال فيها ،وبالصب توُن العانُاة وتقلل ،لن الرضا
حت بالصيبَة يشبَه اللتزام با ،كالذي منع نُفسه منم الطعام والشراب منم نُفسه ،لنُه يريد الصيام ل
تعال ،والذي ابتله ال بالفقر أو الرض ،أو فقد عزيز فصب ،فإنُه امتنع عنم الشيء الذي حرم منه
امتنادعا عنم رضا وقناعة ،امتنادعا يشبَه امتناع الصائم ،وإن كان رفضه لذا الرمان ل يغلي شيدئما منم
الوُاقع ،بلف رفض الصائم للِّصيام؛ إذ يإكحنم الكل والشرب ،وهذا المتناع الراضي يكحوُن أقل إيلدما
للِّنفس ،ما لوُ تلِّقىَ الصيبَة بتذمر وسخمط وغضب.
الصيام تذيب نُفسي
يتفاوت الناس ف فضل ال علِّيهم؛ ففيهم القوُي وفيهم الضعيف ،وفيهم الغن وفيهم الفقي ،وفيهم
صاحب الاه والسلِّطان ،وفيهم الشخمص العادي الذي ل سلِّطان له؛ وعندما يعطي ال منم فضلِّه
أحددا أكثر منم غيه فإنُه قد ينسىَ أن قدرته وقوُته أو غناه أو سلِّطانُه إنا هوُ فضل منم ال ،وامتحان
واختبَار له ،أيشكحر أم يكحفر هذا الفضل ،فإذا ما نُسي ذلك غرته قدرته وغره ماله ،ودعاه ذلك إل أن
يتكحب ويتجب علِّىَ الخرينم ،نُاسديا قدرة ال علِّيه ،وأن ال هوُ البَار ،وهوُ القاهر فوُق عبَاده ،وف
رمضان يصوُم الؤمنم ،ويإضي الساعات الطوُيلِّة بل طعام ول شراب ،فيشعر بشيء منم الضعف ف
قوُته ،ويشعر بالاجة إل الطعام والشراب ،ويسره أن تغيب الشمحس حت يتمحكحنم منم أن يأكل ويشرب
منم جديد ،إن الصائم يستشعر بذا ضعفه البَشري ،فيقل اغتاره بقوُته ،وتتطهر نُفسه منم نُزعة التجب
والعلِّوُ ف الرض؛ إذ كيف يتجب وهوُ ل يصب دون طعام وشراب أكثر منم ساعات؟ .ولعل هذا منم
الفوُائد النفسية الامة للِّصيام ،لنُه يرجع الغرور إل الوُاقع ،ويلِّصه منم عقدة التفوُق والعلِّوُ الت
أفسدت علِّيه نُفسه.
كمحا أن الصوُم با يتك ف نُفسية الصائم منم إحساس بالضعف والاجة إل لقمحة طعام ،وإل جرعة
ماء ،هذا الصوُم يعل لليات الكحريإة ،الت وعدت الؤمني ف النة الطعام والشراب ضمحنم ما وعدتم
به منم نُعيم ،ويعل لا أثدرا كبَديا ف النفس أكب ما يكحوُن لوُ أن النُسان الذي أنُعم ال علِّيه قد أمضىَ
عمحره كلِّه دون أن يوُع أو يعطش ،فكحمحا أن الصحة تاج علِّىَ رؤوس الصحاء ل يراه إل الرضىَ فإن
الطعام والشراب نُعمحة منم ال ،ل يعرف قدرها إل منم جاع وعطش
وآْخر دعوُانُا أن المحد ل رب العالي.
يييييييييي
الفوائد الطبية لصيام رمضان
الدكتوُر :شريف كف الغزال
أخصائي جراحة تمحيل /بريطانُيا
20
إن هدف صوُم رمضان هوُ استجابة ل عز وجل الذي قال ف كتابه الكحري ) يا أيها الذينم آْمنوُا كتب
علِّيكحم الصيام كمحا كتب علِّىَ الذينم منم قبَلِّكحم لعلِّكحم تتقوُن ( فالصيام فريضة بي العبَد وربه تكحفل
سبَحانُه وتعال بالكحافأة علِّيها كمحا قال ف الديث القدسي ) كل عمحل ابنم آْدم له إل الصوُم فهوُ ل
وأنُا اجزي به ( .ومع ذلك فإن للِّصيام فوُائد صحية كثية ل ريغفل عنها ،فرمضان هوُ شهر للِّتدريب
السمحي والروحي مع المل أن يستمحر ذلك لا بعد رمضان.
وف عام 1994رعقد الؤتر الول لفوُائد رمضان الصحية ف مدينة الدار البَيضاء ف الغرب ونُوُقشت
فيه حوُال ) (50ورقة بث منم متلِّف أناء العال ومنم قبَل علِّمحاء مسلِّمحي وغي مسلِّمحي تضمحنت
كثيا منم الفوُائد الصحية لصوُم رمضان .
ومنم الفوُائد الطبَية لصيام رمضان:
راحة لهازأ الضم :رمضان هوُ فتة راحة للِّجهازأ الضمحي السؤول عنم استهلك واستقلب الطعام ،
وبالتال فالكحبَد أيضا يأخذ فرصة استاحة كوُنُه معمحل استقلب الغذاء الرئيسي ف السم .ولتحقيق
هذه الغاية علِّىَ السلِّمحي أن يلِّتزموُا بسنة الرسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم بعدم الكثار ف وجبَة الفطار
وقد قال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم :ما مل ابنم آْدم وعاء شرا منم بطنه .وبذا ريضمحنم بقاء النشاط وعدم
المحوُل والستعداد للِّتمحارينم العتدلة بعد فتة راحة قصية أل وهي صلة التاويح الت ثبَت أن حركة
العضلت والفاصل ف كل ركعة تستهلِّك 10حريرات .ومنم الفوُائد الطبَية أن يبَدأ الفطار بتناول
ي الغلِّوُكوُزأ والفركتوُزأ اللِّذينم لمحا فائدة حريرية
بعض التمحرات ) كمحا هي السنة النبَوُية ( فالتمحر غن بسكحر ل
كبَية وخاصة للِّدماغ ،ويفيدان ف رفع مستوُىً السكحر ف الدم تدرييا ما يفف شعوُر الوُع ويقلِّل
الاجة إل كمحية اكب منم الطعام .
نُقص الوُزأن العتدل :خلل الصيام ينقص استهلك السكحريات وبالتال فإن مستوُىً سكحر الدم ينخمفض
وهذا يعل السم يعتمحد علِّىَ مزونُه منم السكحر لرقه وتأمي الريرات اللزأمة للستقلب ،ويأت
مزون السكحر منم الكحبَد بتفكحيك مادة Glycogenوكذلك منم تطيم الدهوُن ف النسيجه الشحمحي
لتحوُيلِّها إل حريرات وطاقة لزأمة لفعاليات السم وهذا بالتال ينتجه عنه نُقص معتدل ف وزأن السم ،
ولذا يعتب الصيام فائدة كبَية لدىً زأائدي الوُزأن ،وحت لرضىَ السكحري العتدل غي العتمحدينم علِّىَ
النُسوُلي ". " Stable noninsulin diabetes
نُقص مستوُىً كوُلستول الدم :أثبَتت دراسات عديدة انفاض مستوُىً الكحوُلستول ف الدم أثناء
الصيام وانفاض نُسبَة ترسبَه علِّىَ جدران الشرايي الدموُية ،وهذا بدوره يقلِّل منم اللِّطات القلِّبَية
والدماغية وينب ارتفاع الضغط الدموُي .ونُقص شحوُم الدم يساعد بدوره علِّىَ التقلِّيل منم حصيات
الرارة والطرق الصفراوية .قالصلِّىَ ال علِّيه وسلِّم " :صوُموُا تصلحوُا ".
21
استاحة للِّجهازأ الكحلِّوُي :بينت بعض الدراسات أن عدم تناول الاء لوُال 1012ساعة ليس
بالضرورة سيئ بل هوُ مفيد ف كثي منم الحيان ،فتكيز سوُائل السم تزداد مدثة تفافا خفيفا يتمحلِّه
السم لوُجوُد كفاية منم مزون السوُائل فيه ،وطالا أن الشخمص ل يشكحوُ منم حصيات كلِّوُية فإن هذا
يعطي الكحلِّيتي استاحة مؤقتة للِّتخملِّص منم الفضلت ،ومع ذلك فالسنة النبَوُية تقتضي بتأخي السحوُر
والتعجيل ف الفطوُر ما يقلِّل الفتة الزمنية للِّتجفاف قدر المكحان .ونُقص السوُائل يؤدي بدوره لنقص
خفيف بضغط الدم يتمحلِّه الشخمص العادي ويستفيد منه منم يشكحوُ ارتفاع الضغط الدموُي .
فوُائد تربوُية ونُفسية :يفيد رمضان ف كبَح جاح النفس وتربيتها بتك بعض العادات السيئمة وخاصة
عندما يضطر الدخنم لتك التدخي ولوُ مؤقتا علِّىَ أمل تركه نائيا ،وكذلك عادة شرب القهوُة والشاي
بكحثرة .وفوُائد رمضان النفسية كثية ،فالصائم يشعر بالطمحأنُينة والراحة النفسية والفكحرية وياول
البتعاد عمحا يعكحر صفوُ الصيام منم مرمات ومنغصات ويافظ علِّىَ ضوُابط السلِّوُك اليدة ما ينعكحس
إيابا علِّىَ التمحع عمحوُما .قالصلِّىَ ال علِّيه وسلِّم " :الصيام رجلنة ،فإذا صام أحدكم فل يرفث ول
يهل وان امرةؤ قاتلِّه أو شاته فلِّيقل إن صائم إن صائم " .وقد أثبَتت دراسات عديدة انفاض نُسبَة
الريإة بوُضوُح ف البَلد السلمية خلل شهر رمضان.
وكلِّمحة أخية بصوُصا منم يعانُوُن مرضا متقدما سوُاء أكان سكحري شديدا أو نُقص تروية قلِّبَية أو
حصيات كلِّوُية حادة ،فهم مستثنوُن منم صيام رمضان ولم أن يأخذوا بالرخصة الشرعية ،قال تعال
..":فمحنم كان منكحم مريضا أو علِّىَ سفر فعدة منم أيام أخر يريد ال بكحم اليسر ول يريد بكحم العسر"
الراجع:
.A. Cott : Fasting is a way of life . New York, 1977 .1
F. Azizi et al. : Evaluation of certain hormones and blood .2
.constituents during Ramadan . Nov.1987
S. Athar . Fasting for medical patients. Islamic Horizon. May .3
.1985
.S. Athar. Medical aspect of islamic fasting. 1998 .4
J. ElAti. Increased fat oxidation during Ramadan fasting in .5
.healthy women. Am J Clin Nutr . Aug 1995
Islamic Medicine site , by : Dr. Sharif Kaf AlGhazal .6
,http://www.welcome.to/islamic.medicine
22
في ظللا رمضان ...
دعاء اليوُم
...الخلصا
...آْثار التقوُىً
...أمنم ييب الضطر
...طوُل المل
...أل يأن للِّذينم آْمنوُا...
...آْثار الذنُوُب
...مبَة ال تعال
...مراقبَة ال تعال
...العبَد بي جيوُش الدنُيا وجيوُش الخرة
...خشية ال تعال
...البَكحاء منم خشية ال تعال
...التوُبة
...فضيلِّة التفكحر
...ف ذكر القب
...ف فضل الصب
...فضل الشكحر
...فضل التوُكل
...سعة رحة ال تعال
...فضل الرجاء
...ذكر الوُت والستعداد له
...فضل الدعاء
...الستقامة
...ف طعم اليإان
...ف العن اليإان للِّمحسجد
...ف فضل الصدق
...آْثار الصوُمة ف القلِّب
الخإلصا
23
الخلصا هوُ أصل العمحل ،وبه يرقبَل ويتحقق الثوُاب ،فإن حقيقة العبَادة أنا سر يتعلِّق بالقلِّب ،وينبَع
ذذ ذ ذ
ي لشهر اللديشنم رحنشيشفاء( منم الروح ،وليست شكحلد يتعلِّق بالظهر ،قال تعال )شوشما أرمرروا ذإل ليشيهعبَرردوا اللِّلهش رمهلِّص ش
ذ ذ ذ وقال) :ذإلنُا أشنُزلهشنا إذلشي ش ذ
ت أشهنصا لهر اللديشنم( وقال جل شأنُه) :قرهل إذلن أرمهر ر ب ذباهلشلق شفاهعبَرد اللِّلهش رمهلِّ د ك الهكحشتا ش ش ه
ذ ذ ذ
ي شوششماذت للِّله شر ل ذ صا لهر اللدينم( وقال) :قرل إذلن ش ذ ذ
ك لشهري* لش ششذري ش ب الهشعالشمح ش صلشت شونُررسكحي شوشهمشيا ش ه ش أشهعبَرشد اللِّلهش رمهلِّ د
ذذ وبذشذلذ ش ذ
ي(. ت شوأشنُشاه أشلورل الهرمحهسلِّمح شك أرمهر ر ش
وقال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم" :إنا العمحال بالنيات ،وإنا لكحل امرئ ما نُوُىً ،فمحنم كانُت هجرته إل ال
ورسوُله فهجرته إل ال ورسوُله ،ومنم كانُت هجرته لدنُيا يصيبَها أو امرأة ينكححها فهجرته إل ما هاجر
إليه" ،وعنم أب موُسىَ قال" :جاء رجل إل النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم فقال" :يا رسوُل ال ،أرأيت
الرجل يقاتل شجاعة ،ويقاتل حية ،ويقاتل رياء ،أي ذلك ف سبَيل ال؟ فقال" :منم قاتل لتكحوُن كلِّمحة
ال هي العلِّيا فهوُ ف سبَيل ال" .وأخبنُا صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم عنم أن الخلصا يأت بالجر ،حت وإن
ل يقوُموُا بالعمحل ،فقال" :لقد خللِّفتم بالدينة رجالد ما قطعتم وادديا ،ول سلِّكحتم طريدقا إل شششرركوُكم ف
الجر ...حبَسهم الرض".
وكان بعض الصالي يقوُل" :دللوُن علِّىَ عمحل ل أزأال به عاملد ل تعال ،فقيل له :انُذوُ الي ،فإنُك ل
تزال عاملد وإن ل تعمحل".
فالنية تعمحل وإن عدم العمحل ،فإنُه منم نُوُىً أن يصلِّي باللِّيل فنام كتب له ثوُاب ما نُوُىً أن يفعلِّه.
وقال عمحر بنم الطاب رضي ال عنه" :أفضل العمحال أداء ما افتض ال تعال ،والوُرع عمحا حلرم ال
تعال ،وصدق النية فيمحا عند ال تعال".
وقد عشرف السلِّف الصال قيمحة النية وصعوُبة تقيقها ،فقد قيل لسهل :أي شيء شر علِّىَ النفس؟ قال:
الخلصا؛ إذ ليس لا فيه نُصيب ،وقال أبوُ سلِّيمحان :طوُب لنم صلحت له خطوُة واحدة ل يريد با إل
ال تعال".
ونُلبَه ابنم البَارك رحه ال إل أن العمحل بغي إخلصا ل فائدة منه؛ إذ ليس فيه ثوُاب ،فقال :قل لنم ل
يلِّص : ...ل تتعب.
وذهب ابنم الوُزأي رحه ال إل أبعد منم ذلك ،فأوضح أن منم ل يلِّص لنم يكحمحل الطريق إل ربه
سبَحانُه وتعال ،فقال :إنا يتعثر منم ل يلِّص.
فالعمحل بغي نُية عناء ،والنية بغي إخلصا رياء ،والخلصا منم غي تقيق هبَاء ،قال تعال) :شوقشذدهمشنا إذشل
شما شعذمحلِّروُا ذمهنم شعشمحتل فششجشعهلِّشناهر شهشبَاء لمنرثوُدرا(.
وليت شعري ..كيف يصلِّح عمحل بغي نُية؟ ولاذا يتعب الرء نُفسه ف مشقة ليس له فيها إل الهد
والتعب؟ فلِّنراجع أعمحالنا ،ولنصحح نُياتنا ،ولنتذكر دائدمحا"..قل لنم ل يلِّص : ...ل تتعب".
يييييييييي
24
آثار التقوى وبشائرها
قال الارث الاسب" :اطلِّب الب ف التقوُىً"
وف هذا إشارة إل أثر عظيم منم آْثار التقوُىً ،وهوُ الب ،وهي كلِّمحة شاملِّة لنُوُاع الي.
وقد علدد العلمة الفيوزأآْبادي ف كتابه "بصائر ذوي التمحييز ف لطائف الكحتاب العزيز" آْثار التقوُىً
وبشائرها الت جاءت ف القرآْن الكحري ،قال رحه ال تعال" :وأما البَشارات الت برلشر با التقوُن ف
القرآْن فهي:
لياةذ التدنُهيشيا شوذف الذخشرةذ لش تشيهبَذديشل ذ
الول :البَشرىً بالكحرامات )الذيشنم آْشمنروُاه شوشكانُروُاه يشيتليرقوُشن* شلررم الهبَرهششرىً ذف ا هش
ذ لذشكحلِّذمحا ذ
ك رهشوُ الهشفهوُرزأ الهشعذظيرم( ت اللِّلذه شذل ش ش
ذ ذ ذ
الثانُية :البَشرىً بالعوُن والنصرة)إذلن اللِّلهش شمشع الذيشنم اتليشقوُاه لوالذيشنم رهم تهمسرنوُشن(
الثالثة :البَشرىً بالعلِّم والكحمحة ( ذيا أشييتشها الذذيشنم آْشمنروُاه شإن تشيتليرقوُاه اللِّلهش شهيشعل لركحهم فريهرقشانُاد شويرشكحلفهر شعنركحهم
ضذل الهشعذظيذم( شسيلشئماتذركحهم شويشيهغذفهر لشركحهم شواللِّلهر رذو الهشف ه
ذ ذ
ك أشهمرر اللِّله أشنُشزلشهر إذلشهيركحهم شوشمنم يشيتلذق اللِّلهشالرابعة :البَشرىً بتكحفي الذنُوُب وتعظيم التقىَ بتعظيم أجره)شذل ش
يرشكحلفهر شعهنهر شسيلشئماتذذه شوييرهعذظهم لشهر أشهجدرا(
الامسة :البَشرىً بالغفرة )شواتليرقوُاه اللِّلهش إذلن اللِّلهش شغرفوُةر لرذحيةم(
السابعة :الروج منم الغم والنة )شوشمنم يشيتلذق اللِّلهش شهيشعل لهر شمهشردجا(
ب( ذ الثامنة :رزأق واسع بأمنم وفراغ )شويشيهررزأقههر ذمهنم شحهي ر
ث ل شهيتشس ر
التاسعة :النجاة منم العذاب والعقوُبة) رثل نُيرنشلجي الذذيشنم اتليشقوُا(
ذ ذ ذ
ي شمشفادزأا( العاشرة :الفوُزأ بالراد )شوييرنشلجي اللِّلهر الذيشنم اتليشقوُا إذلن لهلِّرمحتلق ش
ك الذذيشنم ذ
الادية عشرة :التوُفيق والعصمحة )شولشذكحلنم الهذ لب شمهنم آْشمشنم ذباللِّلذه شواهليشيهوُم الذخذر( ...إل قوُله) ،رأولشئمذ ش
ك رهرم الهرمحتليرقوُشن( صشدقروُا شورأولشئمذ ش ش
الثانُية عشرة :الشهادة لم بالصدق)رأولشئمذ ذ
ك رهرم الهرمحتليرقوُشن(. صشدقروُا شورأولشئمذ ش ك الذيشنم ش ش
الثالثة عشرة :بشارة الكحرامة والكرامية )إذلن أشهكشرشمركحهم ذعنشد اللِّلذه أشتهيشقاركهم(
ي( الرابعة عشرة :بشارة البَة)إذلن اللِّله رذي ت ذ
ب الهرمحتلق ش ش
الامسة عشرة :الفلح )شواتليرقوُاه اللِّلهش لششعلِّلركحهم تريهفلِّذرحوُشن( ولعل منم ال واجبَة
السادسة عشرة :نُيل الوُصال والقربة )شولشذكحنم يشيشنالرهر التليهقشوُىً ذمنركحهم (
ذذ ذ
ي(صذ هب فشذإلن اللِّلهش لش يرضيرع أشهجشر الهرمحهحسن ش السابعة عشرة :نُيل الزاء بالنة)ذنُإلهر شمنم يشيتلذق شويذ ه
ذ ذ
ي(الثامنة عشرة) :قبَوُل الصدقة )إذلشنا يشيتشيشقبَلرل اللِّلهر مشنم الهرمحتلق ش
ب( التاسعة عشرة :الصفاء والصفوُة )فشذإنُيلها ذمنم تشيهقوُىً الهرقرلِّوُ ذ
ش ش
العشرون :كمحال العبَوُدية )اتليرقوُاه اللِّلهش شحلق تريشقاتذذه )
25
ت شوعرريوُتن ( الادية والعشرون :النات والعيوُن )إذلن الهمحتلذقي ذف جلنا ت
ر ش ش
ذ
ي ذف شمشقاتم أشم ت ذ
ي( الثانُية والعشرون :المنم منم البَلِّية )إذلن الهرمحتلق ش
الثالثة والعشرون :عز الفوُقية علِّىَ اللِّق )شوالذذيشنم اتليشقوُاه فشيهوُقشيرههم يشيهوُشم الهذقشياشمذة(
ف شعلِّشهيذههم شولش رههم شهيشزرنُوُشن( صلِّششح فشلش شخهوُ ة الرابعة والعشرون :زأوال الوُف والزن منم العقوُبة )فششمحذنم اتليشقىَ شوأش ه
ذ ذ ذ ذ
ب أشتهيشرادبا(ي شمشفادزأا* شحشدائشق شوأشهعشنادبا*شوشكشوُاع ش الامسة والعشرون :الزأواج الوُافقة [إذلن لهلِّرمحتلق ش
ت شونُشيشهتر* ذف شمهقشعذد ذصهدتق ذعنشد السادسة والعشرون :قرب الضرة واللِّقاء والرؤية [إذلن الهمحتلذقي ذف جلنا ت
ر ش ش
ك تمهقتشذدتر(
مذلِّي ت
ش
فمحا أكثر غنائم التقوُىً ..وما أغنم التقي
فاحرصا أن تكحوُن منهم.
قال الشاعر:
ذ ذ
ش إل الشفهجذر شتزلوهد مشنم التليهقشوُىً فإلنُك ل تهدذري ...إذا شجلنم لشهيةل :هل تشعي ر
ت أهكفانُرهر شورهشوُ ل يشهدذري ذ ذ
صبَششح ضاحدكحا ...وقشهد نُرسشج ه ت أهمشسىَ وأش ه فشكحم منم ف د
ت أشهجساردرهم ظرهلِّشمحةش الشق هذب ذ ذ ذ
وشكم لمنم صغاتر ييرهرششتىَ رطوُرل عرهمحذرهم ...وقشهد أرهدخلِّش ه
ذ ذ
ت أشهروارحهم شهلييلِّشةش الشقهدذر ضه وكم لمنم شعروتس شزأييلرنوُها لشزهوجها ...وقشهد قربَذ ش
ش ذحيدنا ذمشنم اللدههذر ت مهنم شغ هذي علِّلة ...وكم لمنم شسقيتم عا ش
ذت وشكم لمنم صذحيتح ما ذ
ش ش ش
فعلِّيك بالتقوُىً يعل ال لك مرجا ويرزأقك منم حيث ل تتسب
يييييييييي
أمنن يجيب المضطر؟
قال الارث الاسب ف كتابه "رسالة الستشدينم"" :وراع هك بعرفة قرب ال منك ،وقم بي يديه
مقام العبَد الستجي تده رؤودفا رحيدمحا"
وما أسرع إجابته وما أشد عوُنُه لنم وقف بي يديه مستجديا به ليس ف قلِّبَه إل ال تعال.
ذ ذ
فضطشلر إذشذا شدشعاهر شويشهكحش ر نُقل الافظ ابنم كثي ف تفسيه عند قوُله تعال ف سوُرة النمحل )أشلمنم ريي ر
ب الهرمح ه
التسوُءش ( :نُقل عنم الافظ بنم عساكر الدمشقي قال ":كان رجل مكحاتر علِّىَ بغل له أي يركب الناس
علِّىَ بغل له للِّسفر بالجرة يكحاري به منم دمشق إل الزبدان ،فركب معه ذات يوُم رجل قال :فمحررنُا
علِّىَ بعض الطريق عنم طريق غي مسلِّوُكة.
فقال ل الرجل :خذ ف هذه الطريق فإنا أقرب ،فقلِّت له :ل خبة ل با ،فقال :بل هي أقرب.
فسلِّكحناها ،فانُتهينا إل مكحان وعر وواد عمحيق به قتلِّىَ كثيون ،فقال ل الرجل :أمسك رأس البَغل حت
أنُزل ،فنزل وتشمحر وجع علِّيه ثيابه ،وسلل سكحيدنا معه وقصدن منم بي يديه فهربت ،وتبَعن فناشدته
ال ،وقلِّت له :خذ البَغل با علِّيه ،فقال :هوُ ل ،وإنا أريد قتلِّك ،فخموُفته بال تعال والعقوُبة منه ،فلِّم
26
يقبَل ،فاستسلِّمحت بي يديه ،وقلِّت له :إن رأيت أن تتكن حت أصلِّي ركعتي ،فقال :لك ذلك
وعجل ،فقمحت أصلِّي ،فارتجه علِّلي أي ذهب عن كل ما أحفظه منم القرآْن ،فلِّم يضرن منه حرف
ذ
بواحد ،فبَقيت واقدفا متحديا وهوُ يقوُل ل :هيا افرغ ،فأجرىً ال علِّىَ لسان قوُله تعال) :أشلمنم ريي ر
ذ
ف التسوُشء( ،فإذا أنُا بفارس قد أقبَل منم فم الوُادي ،وبيده حربة فرمىَ با ضطشلر إذشذا شدشعاهر شويشهكحش ر الهرمح ه
الرجل ،فمحا أخطأت فؤاده فخملر صريدعا ،فتعلِّقت بالفارس ،وقلِّت له :بال منم أنُت؟ فقال :أنُا عبَد "منم
يي الضطر إذا دعاه ويكحشف السوُء" ،قال :فأخذت البَغل والمحل ورجعت سالا.
د
فسبَحان منم يي ول يار علِّيه.
قال صاحب الظلل ف معن الية:
فالضطر ف لظات الكحربة والضيق ل يد له ملِّجأد إل ال ،يدعوُه ليكحشف عنه الضر والسوُء؛ ذلك
حي تضيق اللِّقة ،وتشتد النقة ،وتتخماذل القوُىً ،وتتهاوىً السناد ،وينظر النُسان حوُاليه ،فيجد
نُفسه مرددا منم وسائل النصرة وأسبَاب اللصا ،ل قوُته ول قوُة ف الرض تنجده ،وكل ما كان يعده
لساعة الشدة قد زأاغ عنه أو تللِّىَ ،وكل منم كان يرجوُه للِّكحربة قد تنلكحر له أو توُل ،ف هذه اللِّحظة
تستيقظ الفطرة فتلِّجأ إل القوُة الوُحيدة الت تلِّك الغوُث والنجدة ،ويتجه النُسان إل ال ولوُ كان فد
نُسيه منم قبَل ف ساعات الرخاء ،فهوُ الذي ييب الضطر إذا دعاه هوُ وحده دون سوُاه ،ييبَه
ويكحشف عنه السوُء ويرلده إل المنم والسلمة ،وينجيه منم الضيقة الخذة بالناق.
والناس يغفلِّوُن عنم هذه القيقة ف ساعات الرخاء وفتات الغفلِّة ،يغفلِّوُن عنها فيلِّتمحسوُن القوُة والنصرة
والمحاية ف قوُة منم قوُىً الرض الزيلِّة ،فأما حي تلِّجئمهم الشدة ويضطرهم الكحرب ،فتزول عنم فطرتم
غشاوة الغفلِّة ،ويرجعوُن إل ربم منيبَي مهمحا يكحوُنُوُا منم قبَل غافلِّي أو مكحابرينم.
والقرآْن يرد الكحابرينم الاحدينم إل هذه القيقة الكحامنة ف فطرتم ،ويسوُقها لم ف مال القائق
الكحوُنُية الت ساقها منم قبَل ،ويإضي ف لس مشاعرهم با هوُ واقع ف حياتم) :شوشهيشعلِّرركحهم رخلِّششفاء
ض( ،فمحنم يعل الناس خلِّفاء الرض؟ أليس هوُ ال الذي استخملِّف جنسهم ف الرض أولد ث الشهر ذ
جعلِّهم قردنُا بعد قرن ،وجيلد بعد جيل؟ أليس هوُ ال الذي فطرهم وفق النوُاميس الت تسمحح بوُجوُدهم
ف الرض ،وزأودهم بالطاقات والستعدادات الت تقدرهم علِّىَ اللفة فيها ،والنوُاميس الت تعل
الرض لم قرادرا ،والت تنظم الكحوُن كلِّه ،متناسدقا بعضه مع بعض ،بيث تتهيأ للرض تلِّك الوُافقات
والظروف الساعدة للِّحياة.
ولوُ اختلل شرط واحد منم الشروط الكحثية التوُافرة ف تصمحيم هذا الوُجوُد وتنسيقه لصبَح وجوُد الياة
ل.
علِّىَ هذه الرض مستحي د
إنا كلِّها حقائق ف النُفس كتلِّك القائق ف الفاق ،فمحنم الذي حلقق وجوُدها وأنُشأها ،منم؟ )أشإذلشهة
لمشع اللِّلذه(.
27
إنم لينسوُن ويغفلِّوُن ،وهذه القائق كامنة ف أعمحاق النفوُس مشهوُدة ف واقع الياة) ،قشذلِّيل لما
تششذلكرروشن( ،ولوُ تذلكر النُسان وتدلبر مثل هذه القائق لبَقي موُصوُلد بال صلِّة الفطرة الول ،ولا غفل
عنم ربه ،ول أشرك به أحددا.
فسبَحانُك يا رب ..ما أعظمحك ..نُلِّجأ إليك ..ونُسألك كشف السوُء عنا وعنم السلِّمحي
يييييييييي
طولا المل
حلذرنُا ربنا كثديا منم طوُل المل ،ونُبَليشهنا إل أن الوُت يأت بغتة ،قال تعال) :شواتلبَذعروُا أشهحشسشنم شما أرنُذزشل
ذ
س شيا شحهسشرشتىَ عشلِّىَ شما ب بشيهغتشةد شوأشنُترهم ل تشهشعررروشن* شأن تشيرقوُشل نُشيهف ة إذلشهيركحم لمنم لربلركحم لمنم قشيهبَذل شأن يشأهتيشركحرم الشعشذا ر
ي* أشهو ذ ب اللِّلذه وذإن ركنت لشذمحنم اللساذخذرينم* أشو تشيرقوُشل لشوُ أشلن اللِّله هشداذن لشركحن ذ ت ذف شجن ذ
ت مشنم الهرمحتلق ش ر شش ه ش ه ر ش ش فشيلرط ر
ذذ ذ ذ
ي( ب لشهوُ أشلن ذل شكلردة فشأشركوُشن مشنم الهرمحهحسن ش ي تشيشرىً الهشعشذا ش
تشيرقوُشل ح ش
وحلذرنُا كذلك منم أن تلِّهينا أموُالنا وأولدنُا عنم ذكر ال ،قال جل شأنُه" :شيا أشييتشها الذذيشنم آْشمنروُا ل
لاذسرروشن* شوأشنُذفرقوُا ذمنم لما ك رهرم ا هش ك فشأرهولشئمذ ش
ذ ذ
تريهلِّذهركحهم أشهمشوُالرركحهم شول أشهولردركهم شعنم ذهكذر اللِّلذه شوشمنم يشيهفشعهل شذل ش
صلدشق شوأشركنم لمشنم ب فشأش ل ب لشوُل أشلخرتشذن إذشل أششجتل قشذري ت شرشزأقهيشناركم لمنم قشيهبَذل شأن يشأهذتش أششحشدركرم الهشمحهوُ ر
ت فشييشيرقوُشل شر ل ه ه
ي* شوشلنم ييرشؤلخشر اللِّلهر نُشيهفدسا إذشذا شجاء أششجلِّرشها شواللِّلهر شخبَذية ذ شبا تشيهعشمحرلِّوُشن( ،وقد ورد الشرع بالث علِّىَ ال ل ذذ
صال ش
قصر الول وعلِّىَ العمحل والبَادرة إليه ،فعنم ابنم عبَاس رضي ال عنهمحا قال :قال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم:
"نُعمحتان مغبَوُن فيهمحا كثي منم الناس :الصحة والفراغ" ،وقال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم لرجل وهوُ يعظه:
"اغتنم خدسا قبَل خس؛ شبَابك قبَل هرمك ،وصحتك قبَل سقمحك ،وغناك قبَل فقرك ،وفراغك قبَل
شغلِّك ،وحياتك قبَل موُتك" وقال عمحر رضي ال عنه" :التؤدة ف كل شيء خي ،إل ما كان منم أمر
الخرة" وكان السنم رضي ال عنه يقوُل" :عجدبَا لقوُم رأمروا بالزاد ،ونُوُدي فيهم بالرحيل ،وحبَس أولم
علِّىَ آْخرهم ،وهم قعوُد يلِّعبَوُنُ".
وقد روي عنم عبَد ال بنم عمحر رضي ال عنهمحا قال :أخذ رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم بنكحب فقال:
"كنم ف الدنُيا كأنُك غريب أو عابر سبَيل" ،وكان ابنم عمحر يقوُل" :إذا أمسيت فل تنتظر الصبَاح،
وإذا أصبَحت فل تنتظر الساء ،وخذ منم صحتك لرضك ومنم حياتك لوُتك".
وعنم أب زأكريا التيمحي قال" :بينمحا سلِّيمحان بنم عبَد اللِّك ف السجد الرام إذ رأت بجر منقوُش ،فطلِّب
منم يقرؤه ،فإذا فيه :ابنم آْدم ،لوُ رأيت قرب ما بقي منم أجلِّك لزهدت ف طوُل أملِّك ،ولرغبَت ف
الزيادة منم عمحلِّك ،ولقصرت منم حرصك وحيلِّك ،وإنا يلِّقاك نُدمك لوُ قد زألت بك قدمك ،وأسلِّمحك
أهلِّك وحشمحك ،فبَان منك الوُلد والنسب ،فل أنُت إل دنُياك عائد ،ول ف حسناتك زأائد ،فاعمحل
ليوُم القيامة ،يوُم السرة والندامة".
28
وقال ابنم قدامة" :النُسان مشغوُل بالمانل البَاطلِّة ،فيمحلن نُفسه أبددا با يوُافق مراده منم البَقاء ف
الدنُيا ،وما يتاج إليه منم مال وأهل ومسكحنم وأصدقاء وسائر أسبَاب الدنُيا ،فيصي قلِّبَه عاكدفا علِّىَ
هذا الفكحر ،فيلِّهوُ عنم ذكر الوُت ،ول يقدر قربه ،فإن خطر له الوُت ف بعض الحوُال والاجة إل
الستعداد له سلوُف بذلك ووعد نُفسه ،وقال :اليام بي يديك إل أن تكحب ث تتوُب ،وإذا كب قال:
"إل أن يصي شيدخما ،وإن صار شيدخما قال :إل أن يفرغ منم بناء هذه الدار وعمحارة هذه الضيعة ،أو
يرجع منم هذه اللسفرة ،فل يزال يسلوُف ويؤلخر ،ول يرصا ف إتام شغل إل ويتعلِّق بإتام ذلك الشغل
عشرة أشغال ،وهكحذا علِّىَ التدريجه يؤلخر يوُدما بعد يوُم ،ويشتغل بشغل بعد شغل ،إل أن تتطفه النلية
ف وقت ل يتسبَه فتطوُل عند ذلك حسرته.
وكان حامد القيصري يقوُل :كتلِّنا قد أيقنم الوُت ،وما نُرىً له مستعددا!ا ،وكلِّنا قد أيقنم بالنة ،وما نُرىً
ل!ا ،وكلِّنا قد أيقنم بالنار ،وما نُرىً لا خائدفا!ا ،فعلم تفرحوُن؟!ا وما عسيتم تنتظرون؟!ا.. لا عام د
ل.ورحم الوُت؟!ا فهوُ أول وارد علِّيكحم منم أمر ال بي أو بشلر ،فيا إخوُتاه ،سيوا إل ربكحم سديا جي د
ال أبا العتاهية ،ما أفقهه حي قال:
ت تنوُرحرنُح علِّىَ نُفسك يا مسكحي ...إهن كن ش
ت ...ما شعلمحر نُوُح
ت بالبَاقي ولوُ عرلمحهر ش
لس ش
فمحاذا عسانُا نُنتظر؟ الوُت :أول وارد علِّينا؟!ا فلِّنسر إل ربنا سديا جيلد
يييييييييي
ألم يأن؟؟
ب ذمنم ذ ذ ذ ذذ ذ ذذذ
)أششله يشأهن للِّلذيشنم آْشمنروُا شأن شتهشششع قريرلِّوُبيررههم لذهكذر اللِّله شوشما نُشيشزشل مشنم اهلشلق شول يشركحوُنُروُا شكالذيشنم رأوتروُا الهكحشتا ش
ض بشيهعشد شمهوُذشتا قشهد ذ ذ
ت قريرلِّوُبيررههم شوشكثية لمهنيرههم شفاسرقوُشن* اهعلِّشرمحوُا أشلن اللِّلهش رهيذيي الشهر شقشيهبَرل فششطاشل شعلِّشهيذهرم الششمرد فشيشقشس ه
ت لششعلِّلركحهم تشيهعذقرلِّوُشن(.
بييليلنا لشركحم اليا ذ
ر ش ش
ض ،وفيه الستجاشة إل الشعوُر بلل عتاب مؤلثر منم الوُل الكحري الرحيم ،عتاب فيه الوُلد ،وفيه ال ل
ال والشوُع لذكره ،وتلِّقي ما نُزل منم الق با يلِّيق بلل الق؛ منم الروعة والشية والطاعة
والستسلم.
إن هذا القلِّب البَشري سريع التقلِّب سريع النسيان ،وهوُ يشف ويشرق فيفيض بالنوُر ويرف كالشعاع،
فإذا طال علِّيه المد بل تذكي ول تذتكر تبَللِّد وقسا وانُطمحست إشراقته وأظلِّم وأعتم ،فل بد منم تذكي
هذا القلِّب حت يذكر ويشع ،ول بد منم الطلهرق علِّيه حت يرق ويشف ،ول بد منم اليقظة الدائمحة كيل
ب فيه يصيبَه التبَلِّد والقساوة .ولكحنم ..ل يأس منم قلِّب خد وجحد وقسا وتبَلِّد ،فإنُه يإكحنم أن تد ل
الياة ،وأن يشرق فيه النوُر ،وأن يشع لذكر ال ،فال ييي الرض بعد موُتا ،فتنبَض بالياة ،وتزخر
29
ض بالنبَت والزهر ،وتنح الكل والثمحار ،وكذلك القلِّوُب حي يشاء ال ) ...اهعلِّشرمحوُا أشلن اللِّلهش رهيذيي الشهر ش
بشيهعشد شمهوُذشتا(.
ويروي مالك بنم دينار رحه ال فيقوُل" :كنت رجل منم التششرط أي أعمحل ف الشرطة قاسي القلِّب،
شاردبا للِّخممحر ،عاصديا ل تعال ،سلِّيط اللِّسان ،إل أن رزأقن ال ببَنت مثل فلِّقة القمحر ،كنت أرقبَها
ب وتكحب ،وحي أعوُد كل ليلِّة أجدها تنتظرن لتلِّعب معي وتري هنا وهناك ،حت عدت ف وهي تش ل
أحد اليام لجدها علِّيلِّة مريضة ،ث ما لبَث أن اشتد مرضها حت ماتت ،فأصابن هم شديد وحزن
عمحيق ،ول أدر ماذا أفعل فأخذت أشرب المحر لهرب منم تذكرها ،حيث كل مكحان ف البَيت يذكرن
با ،هنا كانُت تلِّعب ،وهناك جلِّست لتأكل ،وجدران البَيت تردد ضحكحاتا ،إل أن استبَد ب التعب
والزن يوُدما ،فرحت ف نُوُم عمحيق ،فرأيت نُفسي ف فضاء رحب واسع ،والناس منم حوُل يرون ف فزع
وخوُف ،فنظرت خلِّفي فإذا وحش عظيم ميف يري نوُي يريد المساك ب ،فأخذت أجري وأجري
ل ،فجريت نوُه أبغي الختبَاء فيه ،فإذا ف شرفة أبث عنم مكحان ألأ إليه ،فوُجدت قصدرا عظيدمحا جي د
منم شرفاته تلِّس ابنت والنوُر باتد ف وجهها ،فلِّمحا رأتن صرخت وقالت :أبتاه ،ث مدت يدها وأخذتن
فأجلِّستن إل جانُبَها ،ث تبَسمحت وقالت :يا أبتاه )أششله يشأهذن لذلِّلذذيشنم آْشمنروُا شأن شتهشششع قريرلِّوُبيررههم لذذذهكذر اللِّلذه شوشما
ذ ذذ ذ ذذذ ذ
نُشيشزشل مشنم اهلشلق( ،يا أبتاه )أششله يشأهن للِّلذيشنم آْشمنروُا شأن شتهشششع قريرلِّوُبيررههم لذهكذر اللِّله شوشما نُشيشزشل مشنم اهلشلق( ،يا أبتاه )أششله
يشأهذن لذلِّلذذيشنم آْشمنروُا شأن شتهشششع قريرلِّوُبيررههم لذذذهكذر اللِّلذه شوشما نُشيشزشل ذمشنم اهلشلق( يقوُل مالك :فقمحت فذزدعا منم نُوُمي ،فإذا
الؤذن يؤلذن للِّفجر ،فاستغفرت ال ،وتبَت إليه ،ث قمحت فاغتسلِّت ،وذهبَت لصلِّي الفجر خلِّف
المام الشافعي ،فإذا به يقرأ ف الصلة) :أششله يشأهذن لذلِّلذذيشنم آْشمنروُا شأن شتهشششع قريرلِّوُبيررههم لذذذهكذر اللِّلذه شوشما نُشيشزشل ذمشنم
اهلشلق( ،فأخذت دموُعي تنهمحر ،وأحسست بعظم ذنُب ،وبفضل ال علِّلي ورحته وحلِّمحه ،وشعرت بأن
ال ياطبَن ويشذلكرن ،ث بعد انُقضاء الصلة ،استدار المام الشافعي ،ث بدأ يقوُل" :يقوُل تعال) :أششله
يشأهذن لذلِّلذذيشنم آْشمنروُا شأن شتهشششع قريرلِّوُبيررههم لذذذهكذر اللِّلذه شوشما نُشيشزشل ذمشنم اهلشلق( ،ويأن :مشتقة منم الن ،فالن ..الن
توُبوُا ،الن ..الن إل اليإان ،الن ..الن إل الشوُع ،فاستغفرت ال وحدته وعزمت علِّىَ أل
أعصيه ،وأقبَلِّت علِّىَ مالس العلِّم ،وأصبَحت إنُسادنُا رقيدقا طيب اللِّق بعد أن أحاطن ال برحته
وحلِّمحه.
ب قد آْن لنا أن تشع )أششله يشأهذن لذلِّلذذيشنم آْشمنروُا شأن شتهشششع قريرلِّوُبيررههم لذذذهكذر اللِّلذه شوشما نُشيشزشل ذمشنم اهلشلق( بلِّي ،يا ر ل
قلِّوُبنا ،وآْن لنا أن نُتوُب ..نُقف ببَابك ..نُرجوُ رحتك وعفوُك ..نُتشرف أنُا عبَادك ..يا حلِّيم ..يا
غفار ..يا أرحم الراحي
يييييييييي
آثار الذنوب
30
حلدثنا ربنا سبَحانُه وتعال كثديا عنم آْثار الذنُوُب ،وتأثيها علِّىَ المم والفراد ف آْن واحد ،قال
ت بذأشنُهيعرذم اللِّلذه ذ ذ
ت آْمنشةد تمطهشمحئمنلةد يشأهتيشها ذرهزأقريشها شرشغددا لمنم ركلل شمشكحاتن فششكحشفشر ه
تعال( :وضرب اللِّله مثشلد قشيريةد شكانُش ذ
ه ش شش ش ر ش هش
ت شظالذشمحةد ذ ت
صهمحشنا منم قشيهريشة شكانُش ه
صنشيرعوُشن( ،وقال تعال) :شوشكهم قش ش
ذذ
لوُذع شواهلشهوُف شبا شكانُروُاه يش ه س ا هر
ذ
فشأششذاقشيشها اللِّلهر لشبَا ش
ضوُا شواهرذجعروُا إذشل شما أرتهذرفهيترهم ضوُشن* ل تشيهررك ر شوأشنُششأهشنُا بشيهعشدشها قشيهوُدما آْشخذريشنم* فشيلِّشلمحا أششحتسوُا بشأهشسشنا إذشذا رهم لمهنيشها يشيهررك ر
ذذ ذذ ذذ
ك شدهعشوُارههم شحلت شجشعهلِّشنارههم ي* فششمحا شزأاشلت تليهلِّ ش فيه شوشمشساكنركحهم لششعلِّلركحهم ترهسأشرلوُشن* شقالروُا شيا شويهيلِّششنا ذإلنُا ركلنا شظالمح ش
صيددا شخاذمذديشنم( ،وقال عز وجل) :فششكحأشلينم لمنم قشيهريشتة أشههلِّشهكحشناشها شوذهشي شظالذشمحة فشذهشي شخاذويشة شعشلِّىَ عررروذششها حذ
ش
ذ ذ ذ ذ ت
صتر لمشيد* أشفشيلِّشهم يشسيروا ذف الشهر ذ ذ ت
ب يشيهعقرلِّوُشن شبا أشهو آْشذاةن يشهسشمحرعوُشن شبا ض فشيتشركحوُشن شلرهم قريرلِّوُ ة شوبذهئمتر تمشعطللِّشة شوقش ه
ت ذ
ت صردوذر( ،وقال جل شأنُه) :شوشكأشلينم لمنم قشيهريشة شعتش ه ب الذت ذف ال ت صارر شولشكحنم تشيهعشمحىَ الهرقرلِّوُ رفشذإنُيلشها ل تشيهعشمحىَ الشبه ش
ت شوشباشل أشهمذرشها شوشكاشن شعاقذبَشةر ذ ذ ذذ
شعهنم أشهمذر شربليشها شورررسلِّه فششحاشسهبَيشناشها حشسادبا ششديددا شوشعلذبهيشناشها شعشذادبا نُتهكحدرا* فششذاقش ه
أشهمذرشها رخهسدرا(.
ب اللِّيل أبوُ الدرداء رضي ال عنه حي أخذ الناس يرون فرحي بفتح وفذهم ذفعشل الذنُوُب بالمم الصحا ت
ل :أتبَكحي ف يوُم أعز قبصا ،وإذا بأب الدرداء ينتحي جانُدبَا وهوُ يبَكحي ،فأقبَل علِّيه أحد السلِّمحي قائ د
ت أمشر صه ك علن ،فإلنا هي أرلمة قاهرة قادررة ،إهذ ع ش ال فيه السلم والسلِّمحي؟!ا فقال أبوُ الدرداء" :إشلي ش
رلبا ،فصليها إل ما ترىً".
نُعم ..هكحذا تفعل الذنُوُب بالمم ،وهذا هوُ فعلِّها ف الشعوُب ،هذا ما فهمحه نُب ال صال علِّيه
ذ ذ
صررذن ت شعشلِّىَ بشييلينشةد لمنم لرلب شوآْشتاذن مهنهر شرهحشةد فششمحنم شين ر السلم حي خاطب قوُمه( :شقاشل شيا قشيهوُم أششرشأيهيترهم ذإن ركن ر
غييشر شتهذستي(. صهيترهر فششمحا تشذزيردونُشذن شه
ذ ذ
مشنم اللِّله إذهن شع ش
وقد وازأن الصحاب اللِّيل ابنم عبَاس رضي ال عنهمحا بي آْثار السنات والسيئمات علِّىَ ظاهر النُسان
وباطنه ،فقال" :إن للِّحسنة نُوُدرا ف القلِّب ،وزأيدنا ف الوُجه ،وقوُة ف البَدن ،ورحبَة ف الرزأق ،ومبَة ف
صا ف الرزأق ،وبشيهغضةد شييدنا ف الوُجه ،ووشهدنا ف البَدن ،ونُق د قلِّوُب اللِّق ،وإن للِّسيئمة ظلِّمحة ف القلِّب ،و ش ه
ف قلِّوُب اللِّق".
ضرب عبَةد بعقوُبتة أعظشم ب جرتح وقع ف مهقتشتل ،وما ر ت ،ورر ل ب جراحا ة وقال ابنم القيم رحه ال" :الذنُوُ ر
ب القاسي" ورحم ال أبا العتاهية حي تيل ذ ذ ذ ذ ذ
منم قسوُة القلِّب والبَعد عنم ال ،وأبعرد القلِّوُب عنم ال القلِّ ر
لوُ أن للِّذنُوُب رائحة كريهة تفوُح فتفضح الذنُب كيف يكحوُن حالنا؟ وكيف أن ال قد أحسنم بنا إذ
جعل الذنُوُب بل رائحة .فقال:
لطايا ل شتفوُح أحشسشنم الر إلهينا ...ألن ا ش
ضوُح فإذا الهرءر ملنا ...بي شجنبَهيه فر ر
31
ث القسوُشة ،والشقسوُةرث الغشهفلِّشة ،والغفلِّةر توُذر رب توُذر ر وقال الارث الاسب رحه ال" :اعلِّشهم يا أخي ألن التذنُوُ ش
ت فإلنم قد ث الناشر ،وإنا يتفلكحرر ف هذا الحيارء ،وأما الموُا ر ل ،والبَعرد مشنم الذ يوُر ر
ث البَعشد منم ا ذ
توُذر ر
ب التدهنُيا" .وصدق منم قال: شأماتروُا أنُفشسهم بر ل
ث الذلل إدمارنا ب ...وقد ريوُذر ر ت القلِّوُ ش ب رتي رت التذنُوُ شرأي ر
صيارنا ذ ذ ب حياةر القلِّوُ ذ وتررك التذنُوُ ذ
خييةر لنهفسك ع ه ب ...و ش ه ه
فلِّننظر إل أنُفسنا :هل ننم منم الحياء أم منم الموُات؟ ..ومنم ينصرنُا منم ال إن عصيناه؟ كمحا قال
نُب ال صال علِّيه السلم.
فهل تريد القلِّب الي ،ونُوُر الوُجه ،وقوُة البَدن ،وسعة الرزأق ،وحب الناس؟؟ ...فقد عرفت الطريق
يييييييييي
محبة ال تعالى
قال الارث الاسب رحه ال:
البَةف ثلثة أشياء ل يسمحىَ الب مدبَا ل عز وجل إل با:
مبَة الؤمني ف ال عز وجل وعلمة ذلك :كف الذىً عنهم ،وجلِّب النفعة إليهم.
ومبَة الرسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ل عز وجل وعلمة ذلك اتبَاع سنته ،قال ال جل ذكره )قرهل ذإن
ركنترهم رذتتبَوُشن اللِّلهش شفاتلبَذعروُذن رهيبَذهبَركحرم الللِّهر(
ومبَة ال عز وجل ف إيثار الطاعة علِّىَ العصية ،ويقال :ذكر النعمحة يوُرث البَة.
وللِّمححبَة أول ووسط وآْخر:
فأولا :مبَة ال باليادي واذلننم ،قال ابنم مسعوُد رضي ال عنه :رجبَلِّت القلِّوُب علِّىَ حب منم أحسنم
إليها .ومنم أحسنم منم ال مهددا ورحة ورأفة وتاودزأا إل ال اللِّيم الكحري؟
ووسطها :المتثال لوامره واجتناب نُوُاهيه ،بيث ل يفقدك فيمحا أمرك ،ول يدك فيمحا ناك عنه ،فإذا
وقعت الخمالفة ذهب العتاف با والنُقلب عنها ف الي.
وأعلها :البَة لوُجوُب حق ال عز وجل ،قال علِّي بنم الفضيل رحة ال علِّيه:
ب ال عز وجل لنُه هوُ ال. إنا ريش ت
ب ال حدبَا حت ل يكحوُن شيء أحب إليك منه، وقال رجل لطاووس :أوصن؟ قال :أوصيك أن ت ل
وخفه خوُدفا حت ل يكحوُن شيء أخوُف إليك منه ،وارج ال رجاء يوُل بينك وبي ذلك الوُف ،وارض
ت لك علِّم التوُراة والنيل والزبوُر والفرقان. للِّناس ما ترضىَ لنفسك ،قم فقد جع ر
* قال العلمة الفيوزأآْبادي رحه ال تعال ف "بصائر ذوي التمحييز" السبَاب الالبَة لبَة ال تعال:
... ... 1قراءة القرآْن بالتدبر والتفهم لعانُيه والتفطنم لراد ال منه.
... ... 2التقرب إل ال تعال بالنوُافل بعد الفرائض.
32
... ... 3دوام ذكره سبَحانُه علِّىَ كل حال باللِّسان والقلِّب والعمحل والال ،فنصيب الب منم البَة
علِّىَ قدر نُصيبَه منم هذا الذكر.
... ... 4إيثار مالبه سبَحانُه علِّىَ مالبك عند غلِّبَات الوُىً.
... ... 5مطالعة القلِّب لسائه سبَحانُه وصفاته ومشاهدتا ،وتقلِّبَه ف رياض هذه العرفة ومبَاديها،
ف ال بأسائه وصفاته وأفعاله :أحبَه ل مالة. فمحنم شعر ش
... ... 6مشاهدة بلره وإحسانُه ونُعمحه الظاهرة والبَاطنة.
... ... 7وهوُ منم أعجبَها :انُكحسار القلِّب بكحللِّيته بي يديه.
... ... 8اللِّوُة به سبَحانُه وقت النزول اللي أي وقت التجلِّي اللي وهوُ ف السحار قبَل الفجر
لناجاته ،وتلوة كلمه ،والوُقوُف بالقالب والقلِّب بي يديه ،ث ختم ذلك بالستغفار والتوُبة.
... ... 9مالسة البَي الصادقي ،والتقاط أطايب ثرات كلمهم وأن ل يتكحلِّم أي الب إل إذا
ترجحت مصلِّحة الكحلم ،وشعلِّذشم أن فيه مزيددا لاله.
... ... 10مبَاعدة كل سبَب يوُل بي القلِّب وبي ال عز وجل
فمحنم هذه السبَاب وصل اللبَوُن إل منازأل البَة"
وصدق منم قال:
تعصي الله وأنُت تزعم حبَه ...هذا لعمحري ف الفعال شنيرع
ب مطيرع
ب لنم ري ت
لوُ كان حتبَك صاددقا لطعشته ...إن ال ل
فأحبَوُا ال لنُه ال ..عز وجل
يييييييييي
مراقبة ال تعالى
قال الارث الاسب" :والراقبَة ف ثلثة أشياء"
مراقبَة ال ف طاعته بالعمحل ،ومراقبَة ال ف معصيته بالتك ،ومراقبَة ال ف اللم والوُاطر.
لقوُل النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم" :اعبَد ال كأنُك تراه ،فإن ل تكحنم تراه فإنُه يراك" ومراقبَة العبَد ل عز
وجل أشد تعدبَا علِّىَ البَدن منم مكحابدة قيام اللِّيل وصيام النهار وإنُفاق الال ف سبَيل ال.
وقد ذرذكر عنم علِّي بنم أب طالب رضي ال عنه أنُه كان يقوُل :إلن ل ف أرضه آْنُية ،وإلن منم آْنُيته فيها
القلِّوُب ،فل يقبَل منها إل ما صفا وصلِّب ورق.
وقال المام ابنم القيم :فهي أواتن ملِّوُءة منم الي ،وأواتن ملِّوُءة منم الشر .وكمحا قال بعض السلِّف:
"قلِّوُب البرار تغلِّي بالب ،وقلِّوُب الفجار تغلِّي بالفجوُر".
33
ومعن ذلك أن صفاء القلِّب ل عز وجل باتبَاع أمره ونيه ،ومشاهدة الصدق والشفاق وصفاءه لرسوُل
ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم بقبَوُل ما أتىَ به قوُلد وعمحلد ونُية ،وصفاءه للِّمحؤمني بكحف الذىً وإيصال
النفع.
وأما قوُله" :وصلِّب" فمحعناه :قوُي ف إقامة الدود ل تعال والمر بالعروف والنهي عنم النكحر.
وقوُله" :ورلق" فاللرقةل علِّىَ وجهي :رقلة بالبَكحاء ،ورقلة بالرأفة.
وقد كان يزيد بنم مرثد أحد التابعي البرة كثي البَكحاء ،فقال له تلِّمحيذه عبَد الرحنم بنم يزيد بنم جابر:
"ما ل أرىً عينك ل ترفأ؟ فقال :وما مسألتك عنه؟ قال :فقلِّت له :عسىَ ال أن ينفعن به قال :يا ابنم
أخي ،إن ال عز وجل توُلعدن إن أنُا عصيته أن يسجنن ف النار .وال لوُ ل يتوُعدن إل أن يسجنن
ف ل عي" رضي ال عنه ،وأقر عينه برضوُانُه حام لكحنت شحذريلاد أن ل ت ل ف ل
يييييييييي
العبد بين جيوش الدنيا وجيوش الخإرة
قال المام ابنم القيم رحه ال :أقام ال سبَحانُه هذا اللِّق بي المر والنهي والعطاء والنع ،فافتقوُا
فرقتي :فرقة قابلِّت أمره بالتك ،ونيه بالرتكحاب ،وعطاءه بالغفلِّة عنم الشكحر ،ومنعه بالسخمط ،وهؤلء
أعداؤه ،وفيهم منم العداوة بسب ما فيهم منم ذلك.
وقسم قالوُا :إنا ننم عبَيدك ،فإن أمرتنا سارعنا إل الجابة ،وإن نيتنا أمسكحنا نُفوُسنا ،وكففناها عمحا
نيتنا عنه ،وإن أعطيتنا حدنُاك وشكحرنُاك ،وإن منعتنا تضلرعنا إليك وذكرنُاك ،فلِّيس بي هؤلء وبي
النة إل ست الياة الدنُيا ،فإذا ملزقه علِّيهم الوُت صاروا إل النعيم القيم وقرة العي كمحا إن أولئمك
ليس بينهم وبي النار إل ست الياة ،فإذا مزقه الوُت صاروا إل السرة والل ،فإذا تصادمت جيوُش
الدنُيا والخرة ف قلِّبَك وأردت أن تعلِّم منم أي الفريقي أنُت فانُظر مع منم تيل منهمحا ومع منم تقاتل؛
إذ ل يإكحنك الوُقوُف بي اليشي فأنُت مع أحدها ل مالة فالفريق الول استغشوُا الوُىً فخمالفوُه،
واستنصحوُا العقل فشاوروه ،وفلرغوُا قلِّوُبم للِّفكحر فيمحا رخذلِّقوُا له ،وجوُارحهم للِّعمحل با أرذمروا به ،وأوقاتم
لعمحارتا با يعمحر منازألم ف الخرة ،واستظهروا علِّىَ سرعة الجل بالبَادرة إل العمحال ،وسكحنوُا الدنُيا
وقلِّوُبم مسافرة عنها ،واستوُطنوُا الخرة قبَل انُتقالم إليها ،واهتمحوُا بال وطاعته علِّىَ قدر حاجتهم إليه،
وتزودوا للخرة علِّىَ قدر مقامهم فيها ،فعلجل لم سبَحانُه منم نُعيم النة وروحها أن آْنُسهم بنفسه،
وأقبَل بقلِّوُبم إليه ،وجعها علِّىَ مبَته ،وشلوُقهم إل لقائه ،ونُلعمحهم بقربه ،وفلرغ قلِّوُبم ما مل قلِّوُب
غيهم منم مبَة الدنُيا ،واللم والزن علِّىَ فشيهوُتا ،والغلم منم خوُف ذهابا فاستلنُوُا ما استوُعره التفوُن،
وأنُسوُا با استوُحش منه الاهلِّوُن ،صحبَوُا الدنُيا بأبدانم ،والل العلِّىَ بأرواحهم
يييييييييي
خإشية ال تعالى
34
لقد جع ال تعال للِّخمائفي الدىً والرحة والعلِّم والرضوُان وهي مامع مقامات أهل النات ،قال
تعال" :رهددىً شوشرهحشة للِّلذذيشنم رههم لذشرلبذهم يشيهرشهربَوُن" )العراف ، (154:وقال تعال" :إذلشنا شيهششىَ اللِّلهش ذمهنم
ك لذشمحهنم شخذششي شربلره")البَينة: ذ
ضوُا شعهنهر شذل ش عشبَاده الهعرلِّششمحاء")فاطر ، (28:وقال عز وجل" :لرذضشي اللِّلهر شعهنيرههم شوشر ر
ذ ذذ
(8وكل ما دل علِّىَ فضيلِّة العلِّم دل علِّىَ فضيلِّة الوُف لن الوُف ثرة العلِّم ،قال تعال :حاكيا عنم
ذ ذذ
ي 26فششمحلنم اللِّلهر ض يشيتششساءرلوُشن 25شقالروُا ذإلنُا ركلنا قشيهبَرل ذف أشههلِّشنا رمهشفق ش ضرههم شعشلِّىَ بشيهع ت
أهل النة ":شوأشقهيبَششل بشيهع ر
ب اللسرمحوُذم 27ذإلنُا ركلنا ذمنم قشيهبَرل نُشهدرعوُهر ذنُإلهر رهشوُ الهبَشيتر اللرذحيم")الطوُر( فقوُله" :مشفقي" شعشهلِّييشنا شوشوشقاشنُا شعشذا ش
أي خائفي منم عصيان ال تعال معتني بطاعته ،وقال تعال" :إذلن الذذيشنم شيهششهوُشن شربيلرهم ذبالهغشهيب ذ شرلم
لمهغذفشرة شوأشهجةر شكبَذةي")تبَارك (12:وقال تعال" :إذلن الذذيشنم رهم لمهنم شخهشيشذة شرلذبم تمهشذفرقوُشن 57شوالذذيشنم رهم
ت شرلبذهم ييرهؤذمرنوُشن 58شوالذذيشنم رهم بذشرلبذهم شل يرهشذرركوُشن 59شوالذذيشنم ييرهؤرتوُشن شما آْتشوُا لوقريرلِّوُبيررههم شوذجلِّشة أشنُيلرههم إذشل ذبآيا ذ
ش
ذ ذ
لييشرات شورههم ششلا شسابذرقوُن")الؤمنوُن( ،وسألت عائشة رضي ال ك يرشساذررعوُشن ذف ا هشه شرلبذهم شراجرعوُشن 60أرهولشئم ش
ذ
عنها عنم هذه الية الرسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم :أرهرم الذينم يشربوُن المحر و يزنُوُن ويسرقوُن ،فقال:
"ل يا ابنة الصديق ولكحنهم الذينم يصوُموُن ويصلِّوُن ويتصدقوُن ويافوُن أل يتقبَل منهم ،أولئمك
يسارعوُن ف اليات".
قال السنم رحه ال :عمحلِّوُا وال بالطاعات واجتهدوا فيها ،وخافوُا أن تريشرلد علِّيهم ،إن الؤمنم جع
إحسادنُا وخشية ،والنافق جع إساءة وأمدنا ،وقال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم" :إن رجلد حضره
الوُت ،فلِّمحا يئمس منم الياة أوصىَ أهلِّه ،إذا أنُا مت فاجعوُا ل حطدبَا كثديا وأوقدوا فيه نُادرا ،حت إذا
أكلِّت لمحي وخلِّصت إل عظمحي فامتحشت ،فخمذوها فاطحنوُها ث انُظروا يوُماد راحاد فاذروه ف اليم
ففعلِّوُا ،فجمحعه ال فقال له :ل فعلِّت ذلك قال :منم خشيتك فغفر ال له ".
وعنم أب هريرة رضي ال عنه :قال سعت رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يقوُل" :منم خاف أدل ومنم
أدل بلِّغ النزل ،أل إن سلِّعة ال غالية ،إل إن سلِّعة ال النة " فقوُله أدل أي سار منم أول اللِّيل،
والعن أن منم خاف الزمه الوُف السلِّوُك إل الخرة والبَادرة بالعمحال الصالة خوُدفا ما يقطعه عنها.
قال السنم البَصري رحه ال :إن الؤمني قوُم ذلت منهم وال الساع والبصار والوُارح حت يسبَهم
الاهل مرضىَ وإنم وال الصحاء ،ولكحنم دخلِّهم منم الوُف ما ل يدخل غيهم ،ومنعهم منم الدنُيا
علِّمحهم بالخرة فقالوُا :المحد ال الذي أذهب عنا الزن ،أما وال ما أحزنم ما أحزن الناس ،ول
تعاظم ف قلِّوُبم شيء طلِّبَوُا به النة ،إنُه منم ل يتعز بعزاء ال تقطعت نُفسه علِّىَ الدنُيا حسرات ،ومنم
ل ير ل علِّيه نُعمحه ف غي مطعم أو مشرب فقد قل علِّمحه وحضر عذابه .
ومنم تأمل حال السابقي وجدهم ف غاية الوُف ،وننم جعنا بي التقصي بل التفريط والمنم ،فكحلِّمحا
ازأداد علِّم العبَد بال عز وجل وبنفسه ازأداد خوُفه وعمحلِّه ،وكلِّمحا ازأداد جهلِّه بربه وبنفسه ازأداد أمنه
وتفريطه ،وهذا رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم كان إذا دخل ف الصلة يسمحع لصدره أزأيز كأزأيز
35
الرجل أي صوُت البَكحاء وهذا الصديق رضي ال عنه يقوُل } :وددت أن شعرة ف جنب عبَد مؤمنم {َ
،وكان إذا قام إل الصلة كأنُه عوُد منم خشية ال عز وجل ،وهذا الفاروق عمحر رضي ال عنه قرأ
ك لششوُاقذةع" )الطوُر ،(7:بكحىَ واشتد بكحاؤه حت مرض وعادوه ،وقال ب شربل شسوُرة الطوُر حت بلِّغ" :إذلن شعشذا ش
لبنه وهوُ يإوُت :ويك ضع خدي علِّىَ الرض عساه أن يرحن ،ث قال :ويل أمي إن ل يغفر ل
)ثلثا( ،ث قضىَ نبَه ،وكان يإر بالية ف ورده باللِّيل تيفه فيبَقىَ ف البَيت أياما ريعاد؛ يسبَوُنُه مريضا.
صشر ال بك المصار وفتح بك وكان ف وجهه خطان أسوُدان منم كثرة البَكحاء ،وقال له ابنم عبَاس :شم ل
الفتوُح وفعل وفعل ،فقال :وددت أن أنوُ ل أجر ول وزأر .وهذا عثمحان بنم عفان رضىَ ال عنه :كان
إذا وقف علِّىَ القب يبَكحي حت تبَتل ليته ،وقال :لوُ أنُن بي النة والنار ول أدري إل أيتهمحا أصي
لختت أن أكوُن رماددا قبَل أن أعلِّم إل أيتهمحا أصي .وكان يزيد بنم حوُشب يقوُل مدثا با كان يراه
منم صلح القوُم وخوُفهم :ما رأيت أخوُف منم السنم وعمحر بنم عبَد العزيز كألن النار ل تلِّق إل لمحا.
أخي :هل تاف ال ؟
قبَل أن تيب :اسع ما يقوُل لك الفضيل بنم عياض رحه ال :إذا قيل لك :هل تاف ال ؟ فاسكحت،
فإنُك إن قلِّت :نُعم ،كذبت ،وإن قلِّت :ل ،كفرت.
وكان أبوُ ذر رضي ال عنه يقوُل :لوُ تعلِّمحوُن ما أنُتم لقوُن بعد الوُت لا أكلِّتم طعاما علِّىَ شهوُة ،ول
شربتم شرابا علِّىَ شهوُة ،ول دخلِّتم بيتا تستظلِّوُن به ،ولرجتم إل الصعيد تضربوُن صدوركم وتبَكحوُن
علِّىَ أنُفسكحم ،ولوُددت أن شجرة تقطع ث تؤكل.
نُسأل ال عز وجل أن يقسم لنا منم خشيته ما يوُل بيننا و بي معصيته ،وأسأله سبَحانُه أن يرزأقنا
خشيته ف السر والعلِّنم ،وأسأله سبَحانُه أن يعلِّنا منم المني يوُم الوُف والفزع "يشيهوُشم يشذفتر الهشمحهرءر ذمهنم
صاذحبَشتذذه شوبشذنيذه 36لذركحلل اهمذرتئ لمهنيرههم يشيهوُشمئمذتذ ششأهةن ييرهغذنيذه")عبَس( ،ومنم ريناشدهون ذ ذ ذذ
أشخيه 34شوأرلمه شوأشذبيه 35شو ش
ف شعلِّشهيركحهم شولش أشنُترهم شهتشزرنُوُشن")العراف(49: ف ذلك اليوُم العظيم" :اهدرخلِّروُاه اهلشنلةش لش شخهوُ ة
يييييييييي
البكاء من خإشية ال تعالى
ذ ت
ت :يا صللِّىَ الر شعلِّشهيه وشسللِّم" :اقهيشرأه عللِّي الرقرآْشن" قلِّ ر
ب ش شعنم أب شمسعوُد رضي الللِّه عنه قاشل :قال ل الن ت
ذ ك أرنُهذزشل؟ ،قاشل " :ذإن أرذح ت
ت علِّيه سوُشرشة ب أشهن أشهسششعهر مهنم شغ هذيي" فقشرأه ر ك ،شوشعلِّشهي ش ررسوُشل الللِّه ،أشقهيشرأر شعلِّشهي ش
ك شعلِّىَ شهؤلذء ششذهيداد ذ
ف ذإذا جهئمنا ذمهنم ركلل أرلمة بذششهيد ذوجهئمنا بذ ش
ذذ
ت إل هذه الية } :فششكحهي ش
ذ
اللنساء ،حت جهئم ر
ت ذإلهيذه ،فشذإشذا ذعهيناهر تشهذذرفاذن .متفةق علِّيه.ك الن" شفاهلتشيشف ل {َ قال " :شحهسبَر ش
صللِّىَ الر شعلِّشهيذه وشسللِّم " :لشيشلِّذرجه اللناشر شرهجةل بششكحىَ ذمهنم ذ
وعنم أب هريرة رضي الللِّه عنه قال :قاشل ررسوُرل اللِّله ش
ضهرع ،شول شهيشتمحرع غرشبَاةر ف شسذبَيذل الللِّه وردخارن شجشهنلشم" رواه التمذي وقال : ذ
ب ف ال ل شخهشيشة الللِّه شحلت يشيرعوُشد اللِّل ش ر
ث حسةنم صحيةح . حدي ة
36
صللِّىَ الر شعلِّشهيذه وشسللِّم ":شسهبَيشعة يرذظلِّترهرم اللِّلهر ف ذظلِّلذه يشيهوُشم ل ذظلل إل ظلِّتره :ذإماةم
وعنه قاشل :قاشل ررسوُرل الللِّه ش
ب نُشششأش ف ذعشبَاشدةذ الللِّه شتعال ،شوشررجةل قشيهلِّبَرهر رمشعللِّق بالشساذجذد ،شوشررجلذن ششتالبا ف الللِّه ،اجتششمحعا شعشلِّيذه عاذدةل ،وشا ق
ش
صشدقشةش ذ
ب ق ل
د ص ت ل ج رو لِّه،ل ال ف أخا ش ن ب وشجاتل ،فشيشقاشل :إذ وتشيشفلرشقا شعشلِّيذه ،ورشجل شدشعهتهر اهمرأشة شذا ر ذ ت
ش ش ش
شر ة ش ر ل ت شمهنص ش ش شش ة
ذ ذ ذ ذ
عييشناره" متفةق علِّيه .
ت شه ضه فأشهخفاها حلت لش تشيهعلِّششم شالهر ما تريهنفرق شيإينره ،وشررجةل ذششكشر الللِّه خالياد فشيشفا ش
صللِّىَ الر شعلِّشهيذه وشسللِّم شورهوُ ريصللِّي ولهوُفذذهت ررسوُشل الللِّه ش وشعنم عبَد الللِّه بذنم اللشلخميرضي الللِّه عنه قال :شأتشيهي ر
أشذزأيةز شكأشذزأيذز الهرشجذل ذمشنم البَرشكحاذء.
وقال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم " :عينان ل تسهمحا النار ،عي بكحت منم خشية ال ،وعي باتت
ترس ف سبَيل ال".
وعنم أنُس رضي ال عنه قال :خطب رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم خطبَة ما سعت مثلِّها قط فقال":
لوُ تعلِّمحوُن ما أعلِّم لضحكحتم قلِّيل ولبَكحيتم كثيا" ،فغطىَ أصحاب رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم
وجوُههم ولم خني ،وف رواية :بلِّششغ رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم عنم أصحابه شيء فخمطب فقال:
"عرضت علِّلي النة والنار فلِّم أر كاليوُم منم الي والشر ولوُ تعلِّمحوُن ما أعلِّم لضحكحتم قلِّيل ولبَكحيتم
كثيا" فمحا أتىَ علِّىَ أصحاب رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يوُم أشد منه غطوُا رؤوسهم ولم خني،
والني :هوُ البَكحاء مع غلنة.
وعنم عبَد ال بنم عمحرو بنم العاصا قال :ابكحوُا فان ل تبَكحوُا فتبَاكوُا ،فوُالذىً نُفسي بيده لوُ يعلِّم العلِّم
أحدكم لصرخ حت ينقطع صوُته وصلِّىَ حت ينكحسر صلِّبَه ،أخي البَيب :بكحىَ معاذ رضي ال عنه
بكحاء شديدا فقيل له ما يبَكحيك؟ قال :لن ال عز وجل قبَض قبَضتي واحدة ف النة والخرىً ف
النار ،فأنُا ل أدري منم أي الفريقي أكوُن ،وبكحىَ السنم فقيل له :ما يبَكحيك؟ قال :أخاف أن يطرحن
ال غداد ف النار ول يبَال.
وكان بعض الصالي يبَكحي ليلد وناردا ،فقيل له ف ذلك ،فقال :أخاف أن ال تعال رآْن علِّىَ معصية
،فيقوُل :رملر عن فإن غضبَان علِّيك ،ولذا كان سفيان يبَكحي ويقوُل :أخاف أن أسلِّب اليإان عند
الوُت ،وهذا إساعيل بنم زأكريا يروي حال حبَيب بنم ممحد وكان جارا له ،يقوُل :كنت إذا أمسيت
سعت بكحاءه وإذا أصبَحت سعت بكحاءه ،فأتيت أهلِّه ،فقلِّت ما شأنُه ؟ يبَكحي إذا أمسىَ ،ويبَكحي إذا
أصبَح؟!ا قال :فقالت ل :ياف وال إذا أمسىَ أن ل يصبَح و إذا أصبَح أن ل يإسي.
لقد كان السلِّف كثيو البَكحاء والزن ،فحي عوُتب يزيد الرقاشىَ علِّىَ كثرة بكحائه ،وقيل له :لوُ كانُت
ت لك ما زأدت علِّىَ هذا ؟!ا قال :وهل خلِّقت النار إل ل ولصحاب ولخوُانُنا منم النم و ذ
النار رخلِّق ه
النُس؟؟ وحي سئمل عطاء السلِّيمحي :ما هذا الزن قال :ويك ،الوُت ف عنقي ،والقب بيت ،وف
القيامة موُقفي وعلِّىَ جسر جهنم طريقي ل أدري ما ريصشنع ب .وكان فضالة بنم صيفي كثي البَكحاء،
فدخل علِّيه رجل وهوُ يبَكحي فقال لزوجته ما شأنُه؟ قالت :زأعم أنُه يريد سفراد بعيداد وماله زأاد ،وانُتبَه
37
السنم ليلِّة فبَكحىَ ،فضجه أهل الدار بالبَكحاء ،فسألوُه عنم حاله فقال :ذكرت ذنُبَا ل فبَكحيت ،وعنم تيم
الداري رضىَ ال عنه أنُه قرأ هذه الية " :أم حسب الذينم اجتحوُا السيئمات أن نعلِّهم كالذينم آْمنوُا
وعمحلِّوُا الصالات" فجعل يرددها إل الصبَاح ويبَكحي ،وكان حذيفة رضي ال عنه يبَكحي بكحاءد شديددا،
فقيل له :ما بكحاؤك؟ فقال :ل أدري علِّىَ ما أقدم ،أعلِّىَ رضا أم علِّىَ سخمط؟ وقال سعد بنم الخرم :
كنت أمشي مع ابنم مسعوُد فلمحر باللدادينم و قد أخرجوُا حديدا منم النار فقام ينظر إل الديد الذاب
ويبَكحي .وما هذا البَكحاء إل لعلِّمحهم بأن المر جد والساب قادم ول يغادر صغيه ول كبَيه إل
أحصاها.
فيا أخي :
امنع جفوُنُك أن تذوق مناما ...وشذذر الدموُع علِّىَ الدود سجاما
واعلِّم بأنُك ميت وماسب ...يا منم علِّىَ سخمط اللِّيل أقاما
ل قوُةم أخلِّصوُا ف حبَه ...فرضىَ بم واختصهم خداما
قوُةم إذا جنم الظلم علِّيهم ...باتوُا هنالك سجداد و قياما
فاحفظ عينيك أخي البَيب منم النار بكحثرة البَكحاء منم خشية ال تعال
يييييييييي
التوبة
اعلِّم أن الذنُوُب حجاب عنم البَوُب ،والنُصراف عمحا يبَعد عنم البَوُب واجب ،وإنا يتم ذلك بالعلِّم
والندم والعزم ..فإنُه منم ل يعلِّم أن الذنُوُب أسبَاب البَعد عنم البَوُب ،ل يندم علِّيها ،ول يتوُجع بسبَب
سلِّوُكه طريق البَعد ،وإذا ل يتوُجع ل يرجع.
جيدعا أشييتشها الهرمحهؤذمرنوُشن لششعلِّلركحهم تريهفلِّذرحوُشن( وقال سبَحانُه" :شيا
وقد أمر ال تعال بالتوُبة فقال) :ورتوُبوُا إذشل اللِّلذه شذ
ش ر
ذ ذ ذ
صوُدحا" وقال عز وجل " :إذلن اللِّلهش ري ت ذ ذ
ب الهرمحتشطشلهذريشنم"
ي شوري ت
ب التليلوُاب ش أشييتشها الذيشنم آْشمنروُا رتوُبروُا إذشل اللِّله تشيهوُبشةد نُل ر
وقال النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم" :يا أيها الناس توُبوُا إل ربكحم فإن أتوُب إل ال ف اليوُم مائة مرة".
وقال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم منم حديث ابنم مسعوُد" :ل أشد فردحا بتوُبة عبَده حي يتوُب إليه منم
أحدكم ،كان علِّىَ راحلِّته بأرض فلة ،فانُفلِّتت منه وعلِّيها طعامه وشرابه ،فأيس منها ،فأتىَ شجرة
فاضطجع ف ظلِّها ،وقد أيس منم راحلِّته ،فبَينمحا هوُ كذلك إذ هوُ با قائمحة عنده ،فأخذ بطامها ث
قال منم شدة الفرح :اللِّهم أنُت عبَدي وأنُا ربك ،أخطأ منم شدة الفرح".
وعنم أب موُسىَ عبَد ال بنم قيس الشعري رضي ال عنه عنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال" :إن ال
تعال يبَسط يده باللِّيل ليتوُب مسيء النهار ،ويبَسط يده بالنهار ليتوُب مسيء اللِّيل حت تطلِّع
الشمحس منم مغربا".
38
والحاديث ف هذا كثية ،والجاع منعقد عنم وجوُب التوُبة ،لن الذنُوُب مهلِّكحات مبَعدات عنم ال
تعال" ،والتوُبة واجبَة علِّىَ الدوام ،فإن النُسان ل يلِّوُ منم معصية ،وقد حثنا رسوُلنا صلِّىَ ال علِّيه
وسلِّم علِّىَ البَادرة إل التوُبة فقال" :بادروا بالعمحال سبَدعا ،هل تنتظرون إل فقدرا منسديا ،أو غن مطغديا،
ضا مفسدا ،أو هردما مفندا ،أو موُدتا مهدزا ،أو الدجال فشر غائب ينتظر ،أو الساعة والساعة أدهىَ أو ر د
وأمر".
وقال علِّيه الصلة والسلم" :الكحليس منم دان نُفسه وعمحل لا بعد الوُت ،والعاجز منم اتبَع نُفسه هوُاها
ن".
وتن علِّىَ ال الما ل
والتوُبة تحوُ الطايا فقد قال صلِّىَ ل علِّيه وسلِّم" :التائب منم الذنُب كمحنم ل ذنُب له" .وهي عبَارة
عنم نُدم يوُرث عزدما وقصددا ،ولتمحامها علمة ،ولدوامها شروط ،فعلمة صحة الندم:
رقة القلِّب ،وغزارة الدمع :وقد ورد عنم عمحر رضي ال عنه أنُه قال" :اجلِّسوُا إل التوُابي فإنم أرق
أفئمدة".
الهد ف الطاعة :فإنُه لا تطهر منم الذنُوُب سطع ف قلِّبَه نُوُر الطاعة وأطال الناجاة وأقبَل علِّىَ ال.
الزن والوُف :فمحرة يذكر ما كان فيخمشىَ العقاب ،ومرة يذكر ما فاته فيزداد ألا وحسرة.
د
الشكحر والرجاء :شكحر ال تعال علِّىَ فضلِّه إذ وفقه للِّتوُبة ،ورجاء قبَوُلا.
وأما علمة العزم والقصد :فالعزم علِّىَ عدم العوُدة إل الذنُوُب ثانُية ،بأن يعقد مع ال عقددا مؤكددا
ويعاهده بعهد وثيق أل يعوُد إل تلِّك الذنُوُب ول إل أمثالا ،وقصد ال تعال بأن يعينه علِّىَ التوُبة
وعدم ارتكحاب الذنُوُب.
لص ه ذ ذ
ي الرزاعلي ومت تاب النُسان قبَل ال منه التوُبة مهمحا تعاظمحت ذنُوُبه ،شوشعهنم أب رنشهيد عهمحراشن بهذنم ا ر
ذ ذ ذ ذ ذ
تصللِّىَ الر شعلِّشهيه وشسللِّم شوهشي رحهبَيشلِّىَ مشنم اللزشنُا ،فشقالش ه شرضي اللِّلهر شعهنيرهشمحا أشلن اهمرأشدة مهنم رجهينةش أششتت شررسوُشل ال ش
ذ ذ ذ
صللِّىَ الر شعلِّشهيه وشسللِّم شوليليشها فشيشقاشل ":أشهحسهنم ذ ه
إلييشها ب ال ش ت شحلداد فأشقهمحهر شعلِّشلي ،فششدشعا نُشذ تصهبَ ر :شيا رسوُل ال أش ش
ت شعشهلِّييشها ثذشياربا ،رثل أششمشر ذشبا ذ
صللِّىَ الر شعلِّشهيه وشسللِّم ،فشرشلد ه
،فشذإشذا وضعت فشأهتذذن" فشيشفعلش ،فشأشمر ذبا نُشذ ذ
ب اللِّله شش شش ش ت ش شش ه
ذ ذ
ت تشيهوُبةد ت ،شقاشل " :لششقهد شتابش ه صللِّي شعشهلِّييشها شيا شررسوُشل اللِّله شوقشهد شزأنُش ه ت ،رثل صللِّىَ شعشهلِّييشها .فشيشقاشل لشهر عرشمحرر :تر شفررج ه
ت ذبنهفسشها للِّلذه شعلز لشوُ قرذسمحت بيي سبَعذي ذمنم أشهذل الذدينشذة لوُسعتهم وهل وجهدت أشفه ذ
ضشل مهنم أشهن شجاشد ه ر ه شش ه ش ش ش ش ه ش ه شه ه ش ه ه
ت منهم". وشجل؟"،وقال الفضيل :قال ال تعال" :بشر الذنُبَي بأنم إن تابوُا قربَذلِّش ه
اللِّهم تب علِّينا واغفر لنا ول ترمنا منم ستك لنا ف الدنُيا والخرة
يييييييييي
فضيلة التفكر
39
قد أمر ال تعال بالتفكحر والتدبر ف كتابه العزيز ف موُاضع ل تصىَ ،وأثن علِّىَ التفكحرينم ،فقال
ت شوالشهر ذ
ض شربيلشنا شما تعال) :الذذينم يهذركروشن اللِّله قياما وقريعوُدا وعلِّشىَ جرنوُذبذم وييتيشفلكحروشن ذف خهلِّذق اللسمحاوا ذ
شش ش ش ش د ش ر د ش ش ش ر ه ش شش ر شش ر
ذ
ب اللناذر(. ك فشقشنا شعشذا ش ت شهذا شباذطلد رسهبَشحانُش ششخلِّشهق ش
وعنم عطاء قال :انُطلِّقت يوُدما أنُا وعربَيد بنم رعمحي إل عائشة رضي ال عنها فكحلِّمحتنا وبيننا وبينها
حجاب ،فقالت :يا عربَيد ،ما يإنعك منم زأيارتنا؟ قال :قوُل رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم" :رزأهر غدبَا
تزدد حدبَا"،قال ابنم رعمحي :فأخبينا بأعجب شيء رأيته منم رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم .قال:
فبَكحت ،وقالت :كل أمره كان عجدبَا؛ أتان ف ليلِّت حت مس جلِّده جلِّدي ث قال" :ذرين أتعبَد لرب
عز وجل" ،فقام إل القربة فتوُضأ منها ث قام يصلِّي ،فبَكحىَ حت بلل ليته ،ث سجد حت بلل الرض ،ث
اضطجع علِّىَ جنبَه حت أتىَ بلل ريؤذنُه بصلة الصبَح ،فقال :يا رسوُل ال ،ما يبَكحيك وقد غفر ال
لك ما تقدم منم ذنُبَك وما تأخر؟ فقال :ويك يا بلل وما يإنعن أن أبكحي وقد أنُزل ال تعال علِّلي ف
ت لروذل اللهبَا ذ ت ت والشر ذ ذ ذ ذ ذ
ب( ،ث قال: ش ض شواهختلشف اللِّلهيذل شوالنليشهاذر لشيا ه هذه اللِّيلِّة) :إلن ذف شخهلِّذق اللسشمحاشوا ش ه
"ويل لنم قرأها ول يتفكحر فيها".
* وعنم السنم قال :تفكحر ساعة خي منم قيام ليلِّة.
* وعنم الفضيل قال :الفكحر مرآْة تريك حسناتك وسيئماتك.
* وكان لقمحان ريطيل اللِّوُس وحده ،فكحان يإر به موُله فيقوُل :يا لقمحان ،إنُك رتدي اللِّوُس وحدك ،فلِّوُ
جلِّست مع الناس كان آْنُس لك .فيقوُل لقمحان :إن طوُل الوُحدة أفهم للِّفكحر ،وطوُل الفكحر دليل علِّىَ
طريق النة.
فانُظر إل اللِّكحوُت لتىً عجائب العز والبوت ول تظنم أن معن النظر إل اللِّكحوُت أن تلد البَصر إليه
فتىً زأرقة السمحاء وضوُء الكحوُاكب وتفرقها؛ فإن البَهائم تشاركك ف هذا النظر .فإن كان هذا هوُ الراد
ض شولذيشركحوُشن ذمشنمت شوالشهر ذك نُرذري ذإبيراذهيم ملِّشركحوُت اللسمحاوا ذ
هش ش ش ش ش ش
ذ
فلِّم مدح ال تعال إبراهيم بقوُله) :شوشكشذل ش
ي )ل بل كل ما يرهدشرك باسة البَصر فالقرآْن ريعلب عنه باللِّك والشهادة وما غاب عنم البصار الهمحوُقذنذ
ر ش ر
فيعب عنه بالغيب واللِّكحوُت ،وال تعال عال الغيب والشهادة وجبَار اللِّك واللِّكحوُت ،ول ييط أحد
ر
ضىَ ذمنم لررسوُتل(،فارفع ت
ر ا نم م ذ
ب شفل يرظهذهرر شعشلِّىَ شغهيبَذه أششحددا ذإل ش هش ش
ذ بشيء منم علِّمحه إل با شاء )شعاذلر الهغشهي ذ
الن رأسك إل السمحاء ،وانُظر فيها وف كوُاكبَها وف دورانا وطلِّوُعها وغروبا وشسها وقمحرها واختلف
مشارقها ومغاربا،وكلِّمحا استكحثرت منم معرفة عجيب صنع ال تعال كانُت معرفتك بلله وعظمحته أت
يييييييييي
في ذكر القبر
روي عنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أنُه قال" :القب روضة منم رياض النة ،أو حفرة منم حفر النار".
40
ضا عنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أنُه قال" :يقوُل القب للِّمحيت حي يوُضع فيه :ويك يا ابنم وروي أي د
آْدم!ا ما غرك؟!ا أل تعلِّم أن بيت الظلِّمحة ،وبيت الوُحدة ،وبيت الدود؟".
وروىً التمذي عنم أب سعيد رضي ال عنه قال :دخل رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم مصله ،فرأىً
نُادسا كأنم يكحثرون ،فقال" :أما إنُكحم لوُ أكثرت منم ذكر هادم اللِّذات لشغلِّكحم عمحا أرىً ،فأكثروا ذكر
هادم اللِّذات الوُت ،فإنُه ل يأت علِّىَ القب يوُم إل يتكحلِّم فيقوُل :أنُا بيت الغربة ،أنُا بيت الوُحدة ،أنُا
ل ،أما إن كنت لحب منم بيت التاب ،أنُا بيت الدود ،فإذا دفنم العبَد الؤمنم قال له القب :مرحدبَا وأه د
يإشي علِّىَ ظهري إل ،فإذ وليتك اليوُم وصرت إل ،فستىً صنعي بك ،فيتسع له مد بصره ،ويفتح له
ل ،أما إن كنت لبغض باب إل النة ،وإذا دفنم العبَد الفاجر أو الكحافر قال له القب :ل مرحدبَا ول أه د
منم يإشي علِّىَ ظهري إل ،فإذا وليتك اليوُم ،وصرت إل ،فستىً صنيعي بك ،قال :فيلِّتئمم علِّيه حت
تتلِّف أضلعه" ،وقال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم" :القب روضة منم رياض النة ،أو حفرة منم
حفر النار".
وقال كعب :إذا وضع الرجل الصال ف قبه ،احتوُشته أعمحاله الصالة :الصلة ،والصيام ،والجه،
والهاد ،والصدقة .وقال :وتيء ملئكحة العذاب منم قبَل رجلِّيه فتقوُل الصلة :إليكحم عنه فل سبَيل
لكحم علِّيه ،فقد أطال ب القيام ل عز وجل ،قال :فيأتوُنُه منم قبَل رأسه ،فيقوُل الصيام :ل سبَيل لكحم
علِّيه فقد أطال ب الصيام .قال :فيأتوُنُه منم قبَل جسده ،فقوُل الجه والهاد :إليكحم عنه ،فقد أنُصب
نُفسه ،وأتعب بدنُه ،وحجه وجاهد ل عز وجل ،ل سبَيل لكحم علِّيه .فيأتوُنُه منم قبَل يديه ،فتقوُل
الصدقة :كم منم صدقة خرجت منم هاتي اليدينم حت وضعت ف يد ال ابتغاء وجهه ،فل سبَيل لكحم
علِّيه .قال :فيقال له :هنيدئما طبَت حديا ،وطبَت ميت.قال :وتأتيه ملئكحة الرحة ،فتفرشه فرادشا ف النة
ودثادرا منم النة ،فيفسح له ف قوُة مد بصره ،ويؤتىَ بقنديل منم النة يستضيء بنوُره إل يوُم يبَعثه ال
منم قبه.
وعنم أنُس بنم مالك أن نُب ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال" :إن العبَد إذا وضع ف قبه وتوُل عنه
أصحابه حت إنُه ليسمحع قرع نُعالم ،أتاه ملِّكحان فيقعدانُه ،فيقوُلن له :ما كنت تقوُل ف هذا الرجل
ممحد صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم؟ فأما الؤمنم فيقوُل :أشهد أنُه عبَد ال ورسوُله .فيقوُلن :انُظر إل مقعدك
منم النار قد أبدلك ال عز وجل به مقعددا منم النة ،فياها جيدعا .وأما الفاجر أو النافق فيقال له :ما
ت،ت ول تشيلِّشهي شكنت تقوُل ف هذا الرجل؟ فيقوُل :ل أدري ،كنت أقوُل ما يقوُل الناس ،فيقال له :ل شدشريه ش
ث يضرب بطارق منم حديد ضربة بي أذنُيه ،فيصيح صيحة يسمحعها منم يلِّيه غي الثقلِّي" أخرجاه ف
الصحيحي.
41
وفيهمحا منم حديث أساء بنت أب بكحر عنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أنُه قال" :أوحي إل أنُكحم تفتنوُن
ف قبَوُركم مثل أو قال قريدبَا منم فتنة السيح الدجال ،يقال :ما علِّمحك بذا الرجل؟ فأما الؤمنم فيقوُل:
أشهد أنُه عبَد ال ورسوُله "..وذكر باقي الديث.
وعنم ابنم عبَاس قال :لا أخرجت جنازأة سعد بنم معاذ وسوُينا علِّيها ،التفت إلينا رسوُل ال صلِّىَ ال
علِّيه وسلِّم فقال" :ما منم أحد منم الناس إل وله ضغطة ف قبه ،ولوُ كان منفلِّدتا منها أحد لنُفلِّت
سعد بنم معاذ" .وذكر باقي الديث.
وعنم عبَد ال الصنعان قال :رأيت يزيد بنم هارون ف النام بعد موُته بأربع ليال ،فقلِّت :ما فعل ال
بك؟ قال :تقبَل من السنات ،وتاوزأ عن السيئمات .قلِّت :وما كان بعد ذلك؟ قال :وهل يكحوُن منم
الكحري إل الكحرم ،غفر ل ذنُوُب وأدخلِّن النة ،قلِّت :ب نُلِّت الذي نُلِّت؟ قال :بجالس الذكر ،وقوُل
الق ،وصدقي ف الديث ،وطوُل قيامي ف الصلة ،وصبي علِّىَ الفقر ،قلِّت :منكحر ونُكحي حق؟ قال:
أي وال الذي ل إله إل هوُ ،لقد أقعدان وسألن :منم ربك؟ وما دينك ،ومنم نُبَيك؟ فجعلِّت أنُفض
ليت البَيضاء منم التاب ،وقلِّت :مثلِّي يسال؟ أنُا يزيد بنم هارون الوُاسطي ،كنت ف دار الدنُيا ستي
سنة رأعللِّم الناس؟ فقال أحدها :صدق ،هوُ يزيد بنم هارون ،ن نُوُمة العروس ،فل روعة علِّيك بعد
اليوُم.
وقال الروزأي :رأيت أحد بنم حنبَل ف النوُم ف روضة ،وعلِّيه حلِّتان خضروان ،وعلِّىَ رأسه تاج منم
النوُر ،وإذا هوُ يإشي مشية ل أكنم أعرفها له ،فقلِّت :يا أحد!ا ما هذه الشية الت ل أكنم أعهدها لك؟
فقال :هذه مشية الدام ف دار السلم .فقلِّت :وما هذا التاج الذي أراه علِّىَ رأسك؟ فقال :إن رب
عز وجل أوقفن وحاسبَن حسادبا يسديا ،وكسان وحبَان وقربن ،وأنُا أنُظر إليه ،وتوُجن بذا التاج وقال
ل :يا أحد!ا هذا تاج الوُقار توُجتك به ،كمحا قلِّت :القرآْن كلمي غي ملِّوُق
يييييييييي
في فضل الصبر
ذكر ال تعال الصب ف القرآْن الكحري ف نوُ منم تسعي موُضدعا ،وأضاف إليه أكثر اليات والدرجات،
صبَشيرروا شوشكانُروُا ذبآشياتذشنا ريوُقذرنوُشن( وقال: ذ ذ
وجعلِّها ثرة له ،فقال تعال) :شوشجشعهلِّشنا مهنيرههم أشئلمحةد يشيههردوشن بذأشهمذرشنُا لشلمحا ش
ذ ذ ذ )وشتل ذ
صبَشيرروها( قال عز وجل) :شولشنشهجذزيشلنم الذيشنم ش
صبَشيررواه أشهجشررهم ك اهلرهسشن شعشلِّىَ بشذن إذهسشرآْئيشل شبا ش ت شربل ش ت شكلِّشمح رش ه
صابذروشن أشهجررهم بذغش هذي ذحسا ت ذل ذ
ب(. ش ش بأشهحشسذنم شما شكانُروُاه يشيهعشمحرلِّوُشن( وقال) :إ شنا ييرشوُلف ال ل ر
فمحا منم قربة إل وأجرها بتقدير وحساب إل الصب ،ولجل كوُن الصوُم منم الصب قال تعال ف الديث
القدسي" :كل عمحل ابنم آْدم له إل الصوُم فإنُه ل وأنُا أجزي به" ،وقد وعد ال الصابرينم بأنُه معهم،
ك رهرم ت لمنم لرلبذهم شوشرهحشة شورأولشئمذ ش وجع للِّصابرينم أموُدرا ل يمحعها لغيهم فقال) :رأولشئمذ ش
ك شعلِّشهيذههم ش
صلِّششوُا ة
الهرمحههتشردوشن(.
42
أما الحاديث ففي الصحيحي منم حديث أب سعيد رضي ال عنه عنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أنُه
قال" :ما أعطي أحد عطاءد خديا وأوسع منم الصب".
وقال السنم :الصب كنز منم كنوُزأ الي ،ل يعطيه ال عز وجل إل لعبَد كري عنده .وكان بعض
ك بذأشهعيرنذشنا(. العارفي ف جيبَه رقعة يرجها كل ساعة فيطالعها ،وفيها) :وا ذ
ك فشذنُإل شصذ هب لرهكحذم شربل شش ه
والصب ثلثة أقسام:
- 1الصب علِّىَ الطاعات :فالعبَد متاج إل الصب علِّىَ الطاعات ،لن النفس بطبَعها تنفر منم
التكحلِّيف.
- 2الصب عنم العاصي :وما أحوُج العبَد إل ذلك؛ إذ النفس أمارة بالسوُء.
- 3الصب علِّىَ الصائب ،وهىَ كثية مثل موُت الحبَة ،وهلك الموُال ،وزأوال الصحة وغيها ،ومنم
ك ذمهنم شعهزذم ذ
صذبرواه شوتشيتليرقوُاه فشذإلن شذل شأعلِّىَ مراتب هذا البَاب الصب علِّىَ أذىً الناس ،قال تعال) :شوذإن تش ه
صهدررشك ذ شبا يشيرقوُرلوُشن(.
ك يشضيرق ش
الرموُذر( وقال ) :ولششقهد نُشيعلِّشم شنُأل ش ذ
ش ه ر ر
والحاديث ف فضائل الصب كثية ،منها :ما أخرجاه ف الصحيحي عنم عائشة رضي ال عنها قالت:
قال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم" :ما منم مصيبَة تصيب السلِّم إل كلفر ال عز وجل با عنه ،حت
الشوُكة يشاكها" ،وف حديث آْخر" :ما يصيب السلِّم منم وصب ول نُصب ول هم ول حزن ،ول أذىً
ول غم ،حت الشوُكة يشاكها ،إل كلفر با منم خطاياه".
وف حديث آْخر" :ل يزال البَلء بالؤمنم أو الؤمنة ،ف جسده ،وف ماله ،وف ولده ،حت يلِّقىَ ال وما
ذ
صابشيهتيرهمعلِّيه خطيئمة".ومنم حسنم الصب أل يظهر تأثي الصيبَة علِّىَ الصاب قال تعال) :الذيشنم إذشذا أش ش
ذ ذ
ك رهرم الهرمحههتشردوشن( .قال ت لمنم لرلبذهم شوشرهحشة شورأولشئمذ ش ك شعلِّشهيذههم ش
صلِّششوُا ة صيبَشة شقالروُاه ذإلنُا للِّلذه شوذإلنُا إذلشهيذه شراجعوُشن* رأولشئمذ شتم ذ
علِّي كرم ال وجهه :منم إجلل ال ومعرفة حقه أن ل تشكحوُ وجعك ،ول تذكر مصيبَتك.وقال رجل
للمام أحد :كيف تدك يا أبا عبَد ال؟ قال :بي ف عافية ،فقال له :حمحت البَارحة؟ أي :أصابتك
المحىَ قال :إذا قلِّت لك :أنُا ف عافية فحسبَك ،ل ترجن إل ما أكره .فلِّننظر إل مكحانُنا بي
الصابرينم ،ولنغتنم هذا الجر العظيم ،فإن الشكحوُىً لنم تغي منم الال شيدئما ،والصب سيوُرثنا الثناء
صابذرروشن أشهجشررهم بذغش هذي والثوُاب ..فالصب الصب عسىَ أن يوُفينا ربنا أجرنُا بغي حساب )إذلشنا ييرشوُلف ال ل
ب( ذحسا ت
ش
يييييييييي
فضل الشكر
قال تعال " :وسنجزي الشاكرينم " ،وقال تعال " :ما يفعل ال بعذابكحم إن شكحرت وآْمنتم" ،وقال :
" وقلِّيل منم عبَادي الشكحوُر " ،ويإد بالزيد مع الشكحر " :لئمنم شكحرت لزأيدنُكحم " .ولا عرف إبلِّيس
قدر الشكحر قال ف الطعنم علِّىَ بن آْدم " :ول تد أكثرهم شاكرينم" .
43
وروي أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قام حت تفطرت قدماه ،فقالت له عائشة " :أتصنع هذا وقد غفر
ال لك ما تقدم منم ذنُبَك وما تأخر ؟ قال : :أفل أكوُن عبَداد شكحوُراد " .
وعنم معاذ رضي ال عنه قال :قال ل رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم " :إن أحبَك ،فل تدع دبر كل
صلة أن تقوُل :اللِّهم أعن علِّىَ ذكرك وحسنم عبَادتك" .
والشكحر يكحوُن بالقلِّب ،واللِّسان ،والوُارح .
أما بالقلِّب فهوُ أن يقصد الي ،ويضمحره للِّخملِّق كافة .
وأما باللِّسان ،فهوُ إظهار الشكحر ل بالتحمحيد قال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم " :منم ل يشكحر القلِّيل ل
يشكحر الكحثي ،ومنم ل يشكحر الناس ل يشكحر ال ،والتحدث بنعمحة ال شكحر ،وتركها كفر " أخرجه
المام أحد وسنده حسنم .
وأما بالوُارح ،فهوُ استعمحال نُعم ال ف طاعته ،فمحنم شكحر العيني أن تست كل عيب تراه لسلِّم ،
ومنم شكحر الذنُي أن تست كل عيب تسمحعه .
ونُعم ال تعال أكثر منم أن تصىَ " وإن تعدوا نُعمحة ال ل تصوُها " ،فلِّوُ نُظر النُسان حوُله لبَدت
له آْلء ال ظاهرة بادية ،ف الكحوُن ،ف السمحاء ،ف الرض ،ف الحياء منم حوُلك ،ف نُفسك ،
فكحل ذلك ينطق بنعم ال وفضلِّه ،والنظر إل نُعم ال تعال يقوُي علِّىَ الشكحر ،ومت أحس العبَد بنعم
ال علِّيه ،لجه لسانُه بشكحر ال وحده ،وجد ما عرفه اللِّق كلِّهم منم نُعم ال تعال بالضافة إل ما
ل يعرفوُه ،أقل منم قطرة ف بر " ،وإن تعدوا نُعمحة ال ل تصوُها"
يييييييييي
فضل التوكل
التوُكل مأخوُذ منم الوُكالة ،يقال :ولكل فلن أمره إل فلن ،أي فوُض أمره إليه ،واعتمحد علِّيه ،فالتوُكل
عبَارة عنم اعتمحاد القلِّب علِّىَ الوُلكل.
وقد أثن الشرع علِّىَ التوُكلِّي ،فقال ال تعال "وعلِّىَ ال فلِّيتوُكل الؤمنوُن" وقال عز وجل" :ومنم يتوُكل
علِّىَ ال فهوُ حسبَه" .وف الديث :أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ذكر أنُه يدخل النة منم أمته سبَعوُن
ألدفا ل حساب علِّيهم ،ث قال" :هم الذينم ل يكحتوُون ،ول يستقوُن ،ول يتطيون ،وعلِّىَ ربم
يتوُكلِّوُن".
وعنم عمحر رضىَ ال عنه قال :سعت رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يقوُل" :لوُ أنُكحم توُكلِّتم علِّىَ ال
صا وتروح بطادنُا".حق توُكلِّه ،لرزأقكحم كمحا يرزأق الطي ،تغدو خا د
وقد يظنم البَعض أن معن التوُكل ترك الهد بالبَدن ،والكتفاء فقط بدعاء القلِّب للِّخمالق ،وهذا ظنم
خاطئ ،فإنا يظهر تأثي التوُكل ف حركة العبَد وسعيه إل مقاصده ،وسعي العبَد إما أن يكحوُن للِّب
مصلِّحة أو دفع ضرر ،وف كل الحوُال ،علِّىَ العبَد أن يسعىَ ،ويبَذل ما يستطيع ،ويعقد نُيته وهوُ ف
44
سعيه متوُكلد علِّىَ ربه ،جاء رجل إل النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم فقال :يا رسوُل ال ،أعقلِّها وأتوُكل ،أو
أطلِّقها وأتوُكل؟ قال ":اعقلِّها وتوُكل" ،وقال عمحر بنم الطاب رضي ال عنه :التوُكل الذي يرلِّقي شحلبَه
ف الرض ،ويتوُكل علِّىَ ال.
فهؤلء هم التوُكلِّوُن الذينم أثن علِّيهم ربنا سبَحانُه ،والذينم يدخلِّوُن النة بل حساب ،أما التوُاكلِّوُن
ن ،فأولئمك لنم ينالوُا شيئما ف الدنُيا ،فإن السمحاء كمحا الذينم يلِّسوُن ف بيوُتم ويتمحنوُن علِّىَ ال الما ل
قال عمحر رضي ال عنهل تطر ذهبَا ول فضة ،ويوُم القيامة سيحاسبَهم ال تعال حسابا عسيا علِّىَ
تقاعسهم وكسلِّهم.
اللِّهم إنُا نُسألك أن تعلِّنا منم التوُكلِّي الذينم ترزأقهم كمحا ترزأق الطي ف الدنُيا ،وتدخلِّهم النة بغي
حساب ف الخرة
يييييييييي
في سعة رحمة ال تعالى
جيدعاقال تعال) :قرل يا ذعبَاذدي الذذينم أشسرفروُا عشلِّىَ أشنُرفذسذهم ل تشيهقنشطروُا ذمنم لرهحذة اللِّلذه إذلن اللِّله ييهغذفر التذرنُوُب شذ
ش شش ر ش ه ه ش ش ش ش هش ش
ت ركلل ششهيتء( ،وقال سبَحانُه) :ذإلنُا ركلنا ذمنم قشيهبَرل ذ ذ
ذنُإلهر رهشوُ الهغشرفوُرر اللرحيرم( ،وقال عز وجل) :شوشرهحشذت شوسشع ه
نُشهدرعوُهر ذنُإلهر رهشوُ الهبَشيتر اللرذحيرم(.
وعنم أب هريرة رضي ال عنه قال :قال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم" :لا قضىَ ال عز وجل اللِّق
كتب ف كتاب فهوُ عنده فوُق العرش :إن رحت غلِّبَت غضب".
وعنم أب هريرة رضي ال عنه عنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم" :إن ل عز وجل مائة رحة ،أنُزل منها رحة
واحدة بي النُس والنم والوُالم والبَهائم ،فبَها يتعاطفوُن ،وبا يتاحوُن ،وبا تعطف الوُحوُش علِّىَ
أولدها ،وألخر تسدعا وتسعي رحة يرحم با عبَاده يوُم القيامة".
وعنم ابنم عبَاس رضي ال عنهمحا قال :قال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم" :إن ربكحم تبَارك وتعال
رحيم ،منم هلم بسنة فلِّم يعمحلِّها كتبَت له حسنة ،فإن عمحلِّها كتبَت له عشر حسنات إل سبَعمحائة
ضعف ،ومنم هلم بسيئمة فلِّم يعمحلِّها كتبَت له حسنة ،فإن عمحلِّها كتبَت له سيئمة واحدة أو يإحوُها ال،
ول يهلِّك علِّىَ ال تعال إل هالك".
وعنم أب هريرة رضي ال عنها عنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أن رجلد أذنُب ذنُدبَا فقال :أي رب،
ت ذنُدبَا فاغفر ل ،فقال تبَارك وتعال" :علِّم عبَدي أنُه له ردبا يغفر الذنُب ويأخذ به ،قد غفرت أذنُبَ ر
ب ،عمحلِّت ذنُدبَا فاغفره ل ،فقال عز لعبَدي" ،ث مكحث ما شاء ال ،ث أذنُب ذنُدبَا آْخر ،فقال :أي ر ل
وجل":علِّم عبَدي أن له ردبا يغفر الذنُب ويأخذ به ،قد غفرت لعبَدي" ،ث مكحث ما شاء ال ،ث أذنُب
ذنُدبَا آْخر ،فقال :أي رب ،عمحلِّت ذنُدبَا فاغفره ل ،فقال" :علِّم عبَدي أن له ردبا يغفر الذنُب ،أشهدكم
أن قد غفرت لعبَدي ،فلِّيعمحل ما شاء"
45
وعنم عمحر بنم الطاب رضي ال عنه قال :قدم علِّي رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم بسب ،وإذا امرأة
منم السب تسعىَ إذ وجدت صبَديا ف السب فأخذته ،فألصقته ببَطنها ،فأرضعته ،فقال رسوُل ال صلِّىَ
ال علِّيه وسلِّم" :أترون هذه الرأة طارحة ولدها ف النار؟" قلِّنا :ل وال ،قال" :ل أرحم بعبَاده منم هذه
الرأة بوُلدها".
وعنم أب ذر رضي ال عنه عنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أنُه قال" :ما منم عبَد قال :ل إله إل ال ،ث
مات علِّىَ ذلك إل دخل النة" ،قلِّت :وإن زأن وإن سرق؟ قال" :وإن زأن وإن سرق ،وإن زأن وإن
سرق" ث قال ف الرابعة" :علِّىَ رغم أنُف أب ذر".
ونُظر الفضيل بنم عياض إل تسبَيح الناس وبكحائهم يوُم عرفة فقال :أرأيتم لوُ أن هؤلء صاروا إل رجل
يسألوُنُه دانُدقا أي :سدس درهم أكان يردهم؟ فقيل :ل ،فقال :وال ،الغفرة عند ال عز وجل أهوُن
منم إجابة رجل لم بدانُق.
وعنم إبراهيم بنم أدهم قال :خل ل الطوُاف ف ليلِّة مظلِّمحة شديدة الطر ،فلِّم أزأل أطوُف إل السحر،
ث رفعت يدي إل السمحاء فقلِّت :اللِّهم إن أسألك أن تعصمحن عنم جيع ما تكحره ،فإذا قائل يقوُل ف
الوُاء :أنُت تسألن العصمحة؛ وكل خلِّقي يسألن العصمحة ،فإذا عصمحتك فعلِّىَ منم أتفضل؟
فهذه اليات والحاديث والقوُال تبَشرنُا بكحرم ال تعال وسعة رحته ،ونُسأله سبَحانُه أن ل يعاملِّنا با
نُستحقه ،بل يعاملِّنا با هوُ أهلِّه ،إذ ليس لنا منم أعمحال نُرجوُ با العفوُ ،ولكحننا نُرجوُ ذلك منم رحته
وكرمه ..إنُه هوُ الرحنم الرحيم
يييييييييي
فضل الرجاء
الرجاء :هوُ ارتياح لنُتظار ما هوُ مبَوُب ،ول يكحوُن الرجاء إل إذا قدمت أسبَابه ،وتهدت مبراته،
فعلِّىَ العبَد كي يرجوُ فضل ال تعال ،أن يعمحل لذلك بعمحل الطاعات ،وتطهي النفس منم آْثار
ت اللِّلذه ذ ذ
الذنُوُب ،قال تعال " :إذلن الذيشنم آْشمنروُاه شوالذيشنم شهاشجررواه شوشجاشهردواه ذف شسذبَيذل اللِّلذه أرهولشئمذ ش
ك يشيهررجوُشن شرهحش ش
شواللِّلهر شغرفوُةر لرذحيةم" .فالذينم يستحقوُن أن يرجوُا ال تعال ،هم أولئمك الذينم آْمنوُا وهاجروا وجاهدوا ،أما
منم يرجوُ دون أن يعمحل فهوُ العاجز.
روىً شداد بنم أوس ،قال :قال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم" :الكحليس منم دان نُفسه وعمحل لا بعد
ن".
الوُت ،والعاجز منم أتبَع نُفسه هوُاها ،وتن علِّىَ ال عز وجل الما ل
وقال معروف الكحرخي رحه ال" :رجاؤك لرحة منم ل تطيعه خذلن وحق".
ف وقد ذكر ال تعال ف موُضع الذلم منم ينهمحك ف طلِّب الدنُيا ،ث يرجوُ الغفرة ،قال تعال " :فششخملِّش ش
ض شهشذا الهدشن شويشيرقوُرلوُشن شسيريهغشفرر لششنا" وذم القائل" :شولشذئمنم ذ ذذ
ب يشأهرخرذوشن شعشر ش ف شوذرثروُاه الهكحشتا شذمنم بشيهعدههم شخهلِّ ة
ذ ترذدد ت
ت إذشل شرلب شلشجشدلن ش ه
خييدرا لمهنيشها رمنشقلِّشدبَا".
46
والقلِّب الستغرق بالدنُيا ،كالرض السبَخمة الت ل ينمحوُ فيها البَذر ،ويوُم القيامة هوُ يوُم الصاد ،ول
يصد أحد إل ما زأرع ،ول ينمحوُ زأرع إل منم بذر اليإان.
فينبَغي أن يقاس رجاء العبَد الغفرة برجاء صاحب الزرع ،فكحل منم طلِّب أرضاد طيبَة ،وألقىَ فيها بذدرا
جيداد غي مسوُس ول عفنم ،ث ساق إليها الاء ف أوقات الاجة ،وجلِّس ينتظر منم فضل ال تعال دفع
الصوُاعق والفات ،فهذا يسمحىَ رجاء ،وأما منم بذر أرضاد سبَخمة صلِّبَة ل يصل إليها الاء ،ث انُتظر
الصاد فهذا يسمحىَ حقاد ل رجاء.
فالرجاء إذن يوُرث طريق الاهدة بالعمحال ،والوُاظبَة علِّىَ الطاعات ،ومنم آْثاره التلِّذذ بدوام القبَال
علِّىَ ال عز وجل ،والتنعم بناجاته والوُقوُف بي يديه ،ومت تقق ال تعال منم ذلك ،كان عند حسنم
ظنم عبَده به ،روىً أبوُ هريرة رضي ال عنه ،عنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أنُه قال" :قال ال عز
وجل:أنُا ظنم عبَدي ب" وف رواية" فلِّيظنم ب ما شاء".
وف حديث آْخر أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال :ل يإوُتنم أحدكم إل وهوُ يسنم الظنم بال".
قال ابنم مسعوُد رضي ال عنه :ليغفرن ال عز وجل يوُم القيامة مغفرة ل تطر علِّىَ قلِّب بشر.
والرجاء مطلِّوُب عند نُزول الوُت ،قال سلِّيمحان التيمحي عند الوُت لنم حضره :حدثن بالرخص ،لعلِّي
ألقىَ ال وأنُا أحسنم الظنم به.
فال سبَحانُه كري غفوُر ،وهوُ عند حسنم ظننا به سبَحانُه ،مت تققت منا أسبَاب الرجاء بالقبَال علِّىَ
الطاعات ،وتطهي القلِّب منم دنُس العاصي ،وآْثام الذنُوُب ،ولنكحنم كالرض الطيبَة الت تؤت أكلِّها
كل حي بإذن ربا ،ول نُكحوُن كالرض البَيثة السبَخمة الت ل رجاء فيها ول أمل
يييييييييي
ذكر الموت والستعداد له
أخرج أبوُ نُعيم الافظ بإسناده منم حديث مالك بنم أنُس عنم ييح بنم سعيد بنم السيب عنم عمحر بنم
الطاب قال :قال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم " :أكثروا منم ذكر هادم اللِّذات " قلِّنا يا رسوُل ال
:وما هادم اللِّذات ؟ قال :الوُت " .
أخرج ابنم ماجة عنم ابنم عمحر رضي ال عنه أنُه قال :كنت جالساد مع رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم
فجاء رجل منم النُصار فسلِّم علِّىَ النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم فقال يا رسوُل ال :أي الؤمني أفضل؟
قال " :أحسنهم خلِّدقا " قال :فأي الؤمني أكيس؟ قال " :أكثرهم للِّمحوُت ذكراد وأحسنهم لا بعده
استعداددا ،أولئمك الكياس ".
وأخرج التمذي عنم شداد بنم أوس قال :قال النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم " الكحليس منم دان نُفسه وعمحل
لا بعد الوُت ،والعاجز منم أتبَع نُفسه هوُاها وتن علِّىَ ال المانل " .وروي عنم أنُس قال :قال رسوُل
ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم " :أكثروا ذكر الوُت .فإنُه يإحص الذنُوُب ويزهد ف الدنُيا " .
47
قال علِّمحاؤنُا رحة ال علِّيهم " :قوُله صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم " :أكثروا ذكر هادم اللِّذات الوُت " كلم
متصر وجيز ،قد جع التذكرة وأبلِّغ ف الوُعظة ،فإن منم ذشكشر الوُت حقيقة ذكره نُلغص علِّيه لذته
الاضرة ،ومنعه منم تنيها ف الستقبَل ،وزألهده فيمحا كان منها يؤمل ،ولكحنم النفوُس الراكدة ،والقلِّوُب
الغافلِّة تتاج إل تطوُيل الوُعاظ .
كان أمي الؤمني عمحر بنم الطاب كثياد ما يتمحثل بذه البيات :
ل شيء ما ترىً تبَقىَ بشاشته ...يبَقىَ الله ويوُدىً الال والوُلد
ت عاةد فمحا خلِّدوا ل تغنم عنم هرمز يوُماد خزائنه ...واللِّد قد حاول ه
ول سلِّيمحان إذ تري الرياح له ...والنُس والنم فيمحا بينها ترد
أينم اللِّوُك الت كانُت لعزته ...منم كل أوب إليها وافد يفد ؟
احوُض هنالك موُرود بل كذب ...ل بد منم وروده يوُدما كمحا وردوا
ت عاةديبَقىَ الله ويوُدىً الال والوُلد واللِّد قد حاول ه
فمحا خلِّدوا والنُس والنم فيمحا بينها ترد
منم كل أوب إليها وافد يفد ؟ ل بد منم وروده يوُدما كمحا وردوا
ل شيء ما ترىً تبَقىَ بشاشته
ل تغنم عنم هرمز يوُماد خزائنه
ول سلِّيمحان إذ تري الرياح له
أينم اللِّوُك الت كانُت لعزتا حوُض هنالك موُرود بل كذب
وكان رضي ال عنه يقوُل " :وال لوُ أن ل طلعأي:ملء الرض ذهبَاد ،لفتديت به منم عذاب ال
قبَل أن أراه " .
والرء حال الوُت أحد أمرينم :صاحب النة ،وصاحب النار ،ففي الصحيحي منم حديث عبَادة عبَد
الصامت رضي ال عنه قال :قال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم " :إن الؤمنم إذا حضره الوُت برلشر
برضوُان ال وكرامته ،فلِّيس شيء أحب إليه ما أمامه ،وأما صاحب النار الذي ختم له بسوُء ،فهوُ
يبَشر با وهوُ ف تلِّك الهوُال " .
وقد روي أن اللِّكحي الوُكلِّي بالعبَد يتاءيان له عند الوُت ،فإن كان صالاد أثنيا علِّيه ،وقال :جزاك ال
خيدا ،وإن كان صحبَهمحا ذبشر ،قال :ل جزاك ال خياد .ويستحب لنم شارف علِّىَ الوُت أن يكحوُن
قلِّبَه عامراد بسنم الظنم بال تعال ،ولسانُه نُاطقاد بالشهادة ،فقد جاء ف الديث " :ل يإوُتنم أحدكم إل
وهوُ يسنم الظنم بال " ،وروي أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم دخل علِّىَ رجل وهوُ يإوُت فقال " :كيف
ندك؟ " ،قال :أرجوُ ال ،وأخاف ذنُوُب ،فقال " :ما اجتمحعا ف قلِّب عبَد ف مثل هذه الوُطنم إل
48
أعطاه ال الذي يرجوُ ،وألمنه منم الذي ياف " .وقال سلِّيمحان التيمحي لبنه عند الوُت :يا بن ،
حدثن بالرخص ،لعلِّي ألقىَ ال تعال وأنُا أحسنم الظنم به.
كمحا يستحب تلِّقي التضر " :ل إله إل ال " ،كمحا جاء ف رواية المام مسلِّم " :لقنوُا موُتاكم ل إله
إل ال " .وروىً الزن قال " :دخلِّت علِّىَ الشافعي ف مرضه الذي مات فيه ،فقلِّت له :كيف
ل ،وللخوُان مفارقدا ،ولسوُء عمحلِّي ملقيدا ،ولكحأس النية شاربدا،أصبَحت؟ قال :أصبَحت منم الدنُيا راح د
وعلِّىَ ال وارددا ،ول أدري أروحي تصي إل النة فأهنئمها ،أم إل النار فأعزيها ،ث أنُشأ يقوُل
ولا قسا قلِّب وضاقت مذاهب ...جعلِّت الرجا من بعفوُك سللِّمحا
يتعاظمحن ذنُب فلِّمحا قرنُته ...بعفوُك رب كان عفوُك أعظمحا
ت ذا عفوُ عنم الذنُب ل تزل ...توُد وتعفوُ ملنة وتكحترما ومازأل ش
نُسأل ال عفوُه وجوُده وملنه
يييييييييي
فضل الدعاء
ذ قال ال تعال) :وشقاشل ربتركحم ادعوُذن أشستذجب لشركحم ( ،وقال تعال) :وإذشذا سأشلش ذ ذ
بك عشبَادي شعلن فشإلن قشذري ة ش ش ش ش ش ر ه ر هش ه ه
ب شدهعشوُشة اللداذع إذشذا شدشعاذن فشيهلِّيشهستشذجيبَروُاه ذل شوهليريهؤذمنروُاه ذب لششعلِّلرههم يشيهررشردوشن(. ذ
أرجي ر
ذ
ب لشركحهم(.وقال رسوُل ال ي صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم" :الدعاء هوُ العبَادة" ث قرأ):شوشقاشل شربتركحرم اهدعروُذن أشهستشج ه
وقال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم" :أفضل العبَادة الدعاء" ،وقال علِّيه الصلة والسلم" :ليس منم شيء أكرم
علِّىَ ال تعال منم الدعاء" وعنه صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال" :ل يرد القضاء إل الدعاء ،ول يزيد ف
العمحر إل الب".
وقد حثنا الرسوُل ي صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ي علِّىَ الدعاء ،بل وذم منم ل يهدعر فقال" :إنُه منم ل يسأل ال
تعال يغضب علِّيه" ،وقال" :أعجز الناس منم عجز عنم الدعاء ،وأبل الناس منم بل بالسلم" ،وقال:
"ما منم مسلِّم يدعوُ ال بدعوُة ليس فيها إث ول قطيعة رحم إل أعطاه ال با إحدىً ثلث :إما أن
تعجل له دعوُته ،وإما أن يدخرها له ف الخرة ،وإما أن يصرف عنه منم السوُء مثلِّها" قالوُا :إدذا نُكحثر
الدعاء ،قال ":ال أكثر".
واعلِّم أخي الكحري أن أهم أسبَاب استجابة ال تعال للِّدعاء :الخلصا ل تعال،فالخلصا مطلِّوُب
ف كل العمحال.تري اللل ،لديث النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم":يا سعد،أطب مطعمحك ،تب
دعوُتك"وف رواية":يا سعد،أطب مطعمحك ،تكحنم مستجاب الدعوُة" ،ولديث ":رب أشعث أغب ،يرفع
يديه يقوُل :يا رب ..يا رب ،ومطعمحه حرام ،ومشربه حرام ،وملِّبَسه حرام ،وغذي بالرام ،فأن
يستجاب لذلك".
49
ت فلِّم يستجب ل ،ما يؤدي إل اللِّل ،فإن ال ل يإلل حت عدم الستعجال ،فيقوُل الوُاحد منا :دعوُ ر
نلل ،كمحا أخبنُا رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم علِّيه وسلِّم.
ويروي ابنم البَارك ي رحه ال ي فيقوُل :أصاب الناس قحط ،فدعا أمي الؤمني الناس للِّخمروج ف الصحراء
يدعوُن ال تعال ،ويسألوُنُه الطر ،فخمرجت فيمحنم خرج ،فإذا إل جانُب رجل أسوُد اللِّوُن رث الثياب،
فرفع يديه فقال :أقسم بال علِّيك يا رب أن تطرنُا الساعة ،يقوُل ابنم البَارك :فمحا هي إل لظات حت
تلِّبَدت السمحاء بالغيوُم ،ونُزل الطر ،فتعجبَت منم هذا الذي يقسم علِّىَ ال تعال؛ فيستجيب ال له،
فعزمت علِّىَ أن أعرف منم هوُ ،فمحشيت وراءه ،فإذا به ذاهب إل سوُق النخماسة سوُق العبَيد ،وإذا به
عبَد يبَاع ويشتىً ،وهوُ معروض للِّبَيع ،يقوُل ابنم البَارك :فاشتيته ،وف الطريق أخبته با رأيت منه،
فقال :أو قد عرفت؟ قلِّت :نُعم ،قال :فأذن ل أن أصلِّي ركعتي ،قلِّت :صلل ،فصلِّىَ ركعتي ،ث رفع
يديه إل السمحاء فقال :اللِّهم إن السر الذي بين وبينك قد انُكحشف ،فاقبَضن إليك الساعة ،يقوُل ابنم
البَارك :فمحات ف مكحانُه.
فانُظر معي أخي الكحري ،إل هذا العبَد الذي ل يساوي شيدئما ف معايي دنُيانُا ،كم يساوي عند ال
تعال ،كي يقسم علِّيه سبَحانُه؛ فيستجيب تعال له قبَل أن ينزل يديه ،وف هذا يبنُا رسوُلنا ي صلِّىَ ال
علِّيه وسلِّم ي عنم شخمصي كلها أشعث أغب ،ولكحنم شتان بينهمحا ،يقوُل علِّيه الصلة والسلم" :رب
أشعث أغب ،مدفوُع بالبوُاب أي :يرده كل الناس ل يؤبه له ،إن كان ف القدمة ففي القدمة ،وإن
كان ف الساقة ففي الساقة أي :ف أي مكحان كان ل يبَال أحد به لوُ أقسم علِّىَ ال لبره".
والشعث الثان الذي ورد ذكره آْنُفدا ،حيث قال علِّيه الصلة والسلم" :رب أشعث أغب ،يرفع يديه
يقوُل :يا رب ..يا رب ،ومطعمحه حرام ،ومشربه حرام ،وملِّبَسه حرام ،وغذي بالرام ،فأن يستجاب
لذلك".فاحذر أخي الكحري منم الرام ،وأعد حساباتك ف حكحمحك علِّىَ الناس ،ولتكحنم التقوُىً هي
القياس ف تفضيل البَشر ،ل الظهر والاه والنصب ،واغتنم هذه اليام البَاركة ف الدعاء ،فإن الدعاء
فيها مرغوُب ،وال ل يإلل حت نلل ،وإدذا نُكحثر ،فال أكثر
يييييييييي
في الستقامة
الستقامة :هي درجة با كمحال الموُر وتامها ،وبوُجوُدها حصوُل اليات ،ومنم ل يكحنم مستقيدمحا ضاع
سعيه وخاب جهده ،ومنم استقام نُال أجر الدنُيا والخرة ،قال تعال ( :إذلن الذذيشنم شقالروُا شربيتشنا اللِّلهر رثل
اهستشيشقارموُا تشيتشينشيلزرل شعلِّشهيذهرم الهشمحلئذشكحةر شأل ششتافروُا شول شهتشزنُروُا شوأشبهذشرروا ذباهلشنلذة الذت ركنترهم رتوُشعردوشن* شهنرنم أشهولذشيارؤركهم ذف
اهلششياةذ التدنُهيشيا شوذف الذخشرةذ شولشركحهم ذفيشها شما تشهشتشذهي أشنُرفرسركحهم شولشركحهم ذفيشها شما تشلدرعوُشن ) .وقال عز وجل) :إذلن
ب اهلشنلذة شخالذذديشنم ذفيشها صشحا ر ك أش ه الذذيشنم شقالروُا شربيتشنا اللِّلهر رثل اهستشيشقارموُا شفل شخهوُ ة
ف شعلِّشهيذههم شول رههم شهيشزرنُوُشن* أرهولشئمذ ش
شجشزاء ذ شبا شكانُروُا يشيهعشمحرلِّوُشن(.
50
فل خوُف ،ول حزن ،وبشرىً بالنة ،وولية ال تعال لم ف الدنُيا والخرة ،ث حصوُل النفس علِّىَ كل
ما تشتهيه.
ولعرفته صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم بقيمحة الستقامة أجاب سفيان بنم عبَد ال الثقفي لا سأله :يا رسوُل ال،
قل ل ف السلم قوُلد ل أسأل عنه أحددا بعدك ،وف رواية "غيك" قال" :قل آْمنت بال ث استقم".
وما أعطيت الستقامة كل هذه القيمحة إل لنا حقيقة اليإان ،وهي العبَوُدية القة ل تعال ،والستعانُة
به وتوُحيده وتنزيهه عز وجل ،وأما طريقها فهوُ اللتزام التام بذا النهجه دون إفراط أو تفريط ،وهوُ أمر
ك ولش تشطهغشوُاه ذنُإله ذ شبا تشيعمحرلِّوُشن ب ذ ذ ذ
صةي* ه ر هش ش ب شمشع ش ش
ت شوشمنم شتا ش شاق وعسي ،لذلك قال تعال) :شفاهستشقهم شكشمحا أرمهر ش
ذ ذذ ذ ذ
صرروشن( .قال عمحر شولش تشيهرشكنروُاه إذشل الذيشنم ظشلِّشرمحوُاه فشيتششمحلسركحرم اللنارر شوشما لشركحم لمنم ردون اللِّله مهنم أشهولشياء رثل لش رتن ش
رضي ال عنه :الستقامة أن تستقيم علِّىَ المر والنهي ،ول تروغ روغان الثعلِّب ،وقال السنم البَصري
رحه ال :هم منم استقاموُا علِّىَ أمر ال ،يعمحلِّوُن بطاعته ،ويتنبَوُن معصيته ،وقال ابنم تيمحية رحه ال:
استقاموُا علِّىَ مبَته وعبَوُديته فلِّم يلِّتفتوُا عنه يإنة أو يسرة.
وقد أوضح رسوُلنا صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم سبَيل حدوث الستقامة بقوُله" :ل يستقيم إيإان عبَد حت
يستقيم قلِّبَه ،ول يستقيم قلِّبَه حت يستقيم لسانُه".
فالستقامة وراءها الي الكحثي والفضل العظيم ف الدنُيا والخرة ،فإذا أردت أن تيا ف الدنُيا والخرة
بل خوُف ول حزن ،وأن تنال ولية ال ف الدنُيا والخرة ،وأن تبَشر بالنة ،وتفوُزأ بكحل ما تشتهيه
النفس ،قل :آْمنت بال ..ث استقم
يييييييييي
في طعم اليمان
روىً المام مسلِّم عنم العبَاس بنم عبَد الطلِّب ي رضي ال عنه ي أنُه سع رسوُل ال ي صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم
ي يقوُل" :ذاق طعم اليإان منم رضي بال ريبا ،وبالسلم ديدنا وبحمحتد رسوُدل" وف رواية ثانُية "ذاق
حلوة اليإان" وورد ف حديث آْخر" :ثلث منم كنم فيه وجد بنم حلوة اليإان".
إذن فلِّليإان حلوة وطعم يتذوقه منم كان أهلد لذلك ،وطعم اليإان ل يتغي فهوُ حلِّوُ دائدمحا ،وإنا
الذي يتغي هوُ حال منم يتذوقوُنُه ،كالريض الذي ل يستشعر عذوبة الاء الفرات ،فلِّيس العيب ف
الاء ،ولكحنم العيب ف الالة الرضية الت حالت دون التذوق.
قال القاضي عياض :معن الديث :صح إيإانُه واطمحأنُت نُفسه وخلِّص باطنه.
وأساس الوُصوُل إل حلوة اليإان إيإان صادق وعبَادة صحيحة وماهدة للِّنفس والشهوُات ،وأما
الطريق إل حلوة اليإان فهي كمحا بينها الديث :الرضا بال ريبا :والرضا بال ريبا يعن الرضا بشريعته،
ضا نُفسييا داخلِّييا أودل ،ورضا عمحلِّييا خارجييا ثانُيدا ،فيتوُلد ف النفس مرشد للِّخمي
علِّدمحا وحكحدمحا وتطبَيدقا ،ر د
يأخذها إل طريق ال ،فيصبَح هلم الرء إرضاء ال ي سبَحانُه ي ل إرضاء الناس ،فإن أخطأ وهوُ ف
51
طريقه ،فال يبَسط يده باللِّيل ليتوُب مسيء النهار ،ويبَسط يده بالنهار ليتوُب مسيء اللِّيل .إن الرضا
بال صفة عظيمحة لا نُتيجة عظيمحة ،فقد قال سبَحانُه ف وصف أصحاب رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه
وسلِّم" :رضي ال عنهم ورضوُا عنه".
الرضا بالسلم دينرا :والرضا بالسلم هوُ جزء منم الرضا بال تعال ،وإنا جاء ذكره هنا للِّتنبَيه علِّىَ أن
هناك فئمة منم الناس قد رضيت بال بفهوُم خاطئ قال تعال[ :ولئمنم سألتهم منم خلِّق السمحاوات
والرض ليقوُلنم ال] ،وقد نُتجه عنم هذا النراف أنم حاربوُا السلم ،وكذلك منم أسبَاب ذكر السلم
صا هنا التأكيد علِّىَ عظمحته ،وعلِّىَ أنُه هوُ الدينم الذي ارتضاه ال ي سبَحانُه ي لنا ،وأنُه هوُ الطريق تصي د
الوُحيد لنيل رضا ال ي سبَحانُه ي وبالتال نُيل النة والفضل العظيم منه عز وجل.
الرضا بحمحد ي صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ي رسوُدل :وقد رذكر رضا النب ي صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ي ف الديث مع
أنُه جزء منم رضا ال ي تعال ي لنفس السبَاب السابقة؛ ولن النب ي صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ي له حق ،وحق
رسوُل ال ي صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ي علِّىَ أمته التعزير والتوُقي ،كمحا قال تعال[ :لتعزروه وتوُقروه] ول يكحوُن
ذلك إل باللتزام بديه ،ورضا النفس والتسلِّيم بكحل ما يقضي به ،واللتزام بأوامره [وما آْتاكم الرسوُل
فخمذوه وما ناكم عنه فانُتهوُا][ ،وما كان لؤمنم ول مؤمنة إذا قضىَ ال ورسوُله أمدرا أن يكحوُن لم الية
منم أمرهم ومنم يعص ال ورسوُله فقد ضل ضلل مبَيدنا] [،فل وربك ل يؤمنوُن حت يلكحمحوُك فيمحا
شجر بينهم ث ل يدوا ف أنُفسهم حردجا ما قضيت ويسلِّمحوُا تسلِّيدمحا ].
إن حلوة اليإان إذا خالطت بشاشة القلِّوُب تعل صاحبَها مع ال ي سبَحانُه ي ف كل وقت وحي ،ف
حركات العبَد وسكحناته ،ف ليلِّه وناره ،مع ال خالقه وبارئه وموُجده ونُاصره ،ولذلك أمرنُا رسوُلنا أن
نُقوُل دائدمحا" :رضيت بال ريبا وبالسلم ديدنا ،وبحمحدصلِّىَ ال علِّيه وسلِّم نُبَييا".
اللِّهم إنُا نُشهدك أنُا رضينا بك ريبا ،وبالسلم ديدنا ،وبحمحد صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم رسوُل
يييييييييي
في المعنى اليماني للمسجد
جاع الي ف ارتياد السجد ..وقد وصف ال تعال السجد ف موُطنم الدح والطراء ،حي أتبَع
سبَحانُه نُوُره بذكر بيوُت ال ،وكأنُه سبَحانُه ينبَهنا إل أن ذلك النوُر وتلِّك السكحينة هي جزء منم نُوُره
ض شمثشرل رنُوُذرذه
ت شوالشهر ذ جل وعل ،وأن منم أراد نُوُر ال فعلِّيه بالسجد ،قال تعال) :اللِّله رنُوُر اللسمحاوا ذ
ر ر شش ل
ت ذ ت ت ذ ت ذ ذ ذ ت ذ
ي ريوُقشرد منم شششجشرة تمشبَاشرشكة شزأيهيرتوُنُة لب ردلر ق صشبَارح ذف رزأشجاشجة التزشجاشجةر شكأشنُيلشها شكهوُشك ة صشبَاةح الهمح ه
شكمحهششكحاة فيشها م ه
بضذر ر ضيءر شولشهوُ شله شتهشسهسهر شنُاةر تنُوُةر شعشلِّىَ رنُوُتر يشيههذدي اللِّلهر لذرنوُذرهذ شمنم يشششاء شويش ه
ششرقذيلتة ول شغربذيلتة يشكحاد شزأييتريها ي ذ
ه ش ه ش ر هش ر
ت أشذذشن اللِّلهر شأن تريهرفششع شويرهذشكشر ذفيشها اهسرهر يرشسبَلرح لشهر ذفيشها اللِّله الشمشثاشل لذلِّلناذس واللِّله بذركحلل ششيتء عذلِّيم * ذف بييوُ ت
رر ه ش ة ش ر ر ه
صلةذ شوذإيشتاء اللزشكاةذ ششيارفوُشن يشيهوُدماصاذل * ذرشجاةل ل تريهلِّذهيذههم ذ شتاشرة شول بشيهيةع شعنم ذذهكذر اللِّلذه شوإذشقاذم ال ل ذبالهغرردلو شوال ش
صارر( ،واعتب سبَحانُه منم منع مساجد ال أن يذكر فيها اسه اعتبه مرتكحدبَا تشيتشيشقلِّل ذ ذ
ب شوالشبه ش ب فيه الهرقرلِّوُ رر
52
لكب أنُوُاع الظلِّم ،وتوُعده بالوُف والزي والعذاب ف الدنُيا والخرىً ،قال تعال) :شوشمهنم أشظهلِّشرم ذ لمنم
ذذ ذ ذ
ي لرهم ذف لمنششع شمشساجشد اللِّلذه شأن يرهذشكشر فيشها اهسرهر شوشسشعىَ ذف شخشرا ذشبا أرهولشئمذ ش
ك شما شكاشن شلرهم شأن يشهدرخرلِّوُشها إذلل شخآئف ش
ب شعذظيةم(. ذ ذ
ي شوشلرهم ذف الخشرذة شعشذا ة التدنُهيشيا خهز ة
وهذا هوُ سوُ السجد ونُوُره وطهارته الذي ذكره الرافعي رحه ال" :فالسجد هوُ ف حقيقته موُضع
الفكحرة الوُاحدة الطاهرة الصححة لكحل ما يزيغ به الجتمحاع ،هوُ فكحر واحد لكحل الرؤوس ،ومنم ث فهوُ
حل واحد لكحل الشاكل ،وكمحا يشق النهر فتقف الرض عند شاطئميه ل تتقدم،يقام السجد فتقف
الرض بعانُيها التابية خلِّف جدرانُه ل تدخلِّه ،فلِّيس السجد بناء ول مكحادنُا كغيه منم البَناء والكحان،
بل هوُ تصحيح للِّعال الذي يإوُج منم حوُله ويضطرب ،فإن ف الياة أسبَاب الزيغ والبَاطل والنافسة
والعداوة والكحيد ونوُها ،وهذه كلِّها يإحوُها السجد؛ إذ يمحع الناس مرادرا ف كل يوُم علِّىَ سلمة
الصدر ،وبراءة القلِّب ،وروحانُية النفس ،ول تدخلِّه إنُسانُية النُسان إل طاهرة منزهة مسبَغة علِّىَ حدود
جسمحها منم أعله وأسفلِّه شعار الطهر الذي يسمحىَ الوُضوُء ،كأنا يغسل النُسان آْثار الدنُيا عنم
أعضائه قبَل دخوُل السجد".
ولذلك وصىَ النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم بارتياد الساجد ،وحث علِّىَ ذلك ،قال" :منم تطهر ف بيته ث
مشىَ إل بيت منم بيوُت ال ليقضي فريضة منم فرائض ال كانُت خطوُتاه إحداها تط خطيئمة،
والخرىً ترفع درجة" وقال" :منم غدا إل السجد أو راح أعلد ال له نُزله منم النة كلِّمحا غدا أو راح"،
وقال" :أعظم الناس أجدرا ف الصلة أبعدهم فأبعدهم مشىَ ،والذي ينتظر الصلة حت يصلِّيها مع
المام أعظم أجدرا منم الذي يصلِّي ث ينام".
وقال علِّيه الصلة والسلم" :ما منم امرئ مسلِّم تضره صلة مكحتوُبة ،فيحسنم وضوُءها وخشوُعها
وركوُعها إل كانُت كفارة لا قبَلِّها منم الذنُوُب ،ما ل يأت كبَية ،وكذلك الدهر كلِّه".
وهذا كان ست الصالي ،الرصا علِّىَ الصلة ف السجد ،فالدث الثقة بشر بنم السنم ،كان يقال
له "الصفي" ،لنُه كان يلِّزم الصف الول ف مسجد البَصرة خسي سنة.
وقال قاضي قضاة الشام سلِّيمحان بنم حزة القدسي) :ل أصل الفريضة قط منفرددا إل مرتي ،وكأن ل
أصلِّهمحا( مع أنُه قارب التسعي.
ومثلِّهمحا إبراهيم بنم ميمحوُن الروزأي الدث الثقة ،والذي مهنته الصياغة وطرق الذهب الفضة ،قال عنه
ابنم معي):كان إذا رفع الطرقة فسمحع النداء ل يردها(.
ولقد أحصىَ علِّي بنم أب طالب كلرم ال وجهه خصال السجد ،فقال):منم أدام الختلف إل السجد
أصاب ثان خصال :آْية مكحمحة ،وأدخا مستفاددا ،وعلِّدمحا مستطردفا ،ورحة منتظرة ،وكلِّمحة تدله علِّىَ
هدىً ،أو تردعه عنم ردىً ،وترك الذنُوُب حياء أو خشية".
وقد وصف أ .ياسي خلِّيل جوُع الؤمني الذاهبَي للِّمحسجد فقال:
53
يإشوُن نوُ بيوُت ال إذ سعوُا *** "ال أكب" ف شوُق وف جذل
أرواح ييهم خشييعت ل ف أدب *** قلِّوُبم منم جلل ال ف وجل
ن يوُاهم :ربنييا جئمنيياك طائيعة *** نُفوُسنا ،وعصينا خيادع المييل
إذا سجييىَ اللِّيييل قاموُه وأعينهم *** منم خشية ال مثل الائد اليطل
ه ييم الرجييال فل يلِّهيهم ل ييعب *** عنم الصلة ،ول أكذوبة الكحييسل
ولعل ما يؤكد العن اليإان للِّمحسجد تلِّك البتسامة الخية الت ابتسمحها رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه
وسلِّم قبَل موُته ،لا كشف ست الجرة يوُم وفاته ،فرأىً أبا بكحر يؤم الصفوُف ،وما هذه البتسامة إل
رضاء منه صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم علِّىَ أمته ،واطمحئمنان علِّىَ أنا علِّىَ الطريق الصحيح الوُصل لرضاة ال
وجنته ،وكأنُه يطللِّع علِّينا كل يوُم خس مرات ،ويبَتسم تلِّك البتسامة المحيلِّة ..ابتسامة الصلة ف
السجد
يييييييييي
فضل الصدق
صشدقروُا شما شعاشهردوا اللِّلهش شعلِّشهيذه" ]الحزاب .[23 :وقال النب صلِّىَ ال
ي ذرشجاةل ش
ذذ ذ
قال ال تعال" :مشنم الهرمحهؤمن ش
علِّيه وسلِّم" :إن الصدق يهدي إل الب ،والب يهدي إل النة وإن الرجل ليصدق حت يكحتب عند ال
صديدقا وإن الكحذب يهدي إل الفجوُر والفجوُر يهدي إل النار ،وإن الرجل ليكحذب حت يكحتب عند
ال كذادبا".
ويكحفي ف فضيلِّة الصدق أن الصلديق مشتق منه ،وال تعال وصف النُبَياء به ف معرض الدح والثناء
بب ذإبهيراذهيم ذنُإلهر شكاشن ذصلديدقا نُلبَذييا "]مري [41وقال تعال" :واذهركر ذف الهذكحشتا ذذ ذ ذ
ش ه فقال" :شواذهركهر ف الهكحشتا ش ش
س ذنُإلهر شكاشن ذصلديدقا نُلبَذييا" ]مري .[56 ذذ
إهدري ش
وقال ابنم عبَاس :أربع منم كنم فيه فقد ربح :الصدق ،والياء ،وحسنم اللِّق ،والشكحر.
وقال بشر بنم الارث :منم عامل ال بالصدق استوُحش منم الناس.
وقال أبوُ سلِّيمحان :اجعل الصدق مطيتك ،والق سيفك وال تعال غاية طلِّبَك.
وقال رجل لكحيم :ما رأيت صاددقا !ا فقال له :لوُ كنت صاددقا لعرفت الصادقي.
وقيل لذي النوُن :هل للِّعبَد إل صلح أموُره سبَيل؟ فقال:
قد بقينا منم الذنُوُب حيارىً نُطلِّب الصدق ما إليه سبَيل
ف علِّينا ...وخلف الوُىً علِّينا ثقيل فدعاوىً الوُىً شت ر
حقيقة الصدق ومراتبَه:
54
اعلِّم أن لفظ الصدق يستعمحل ف ستة معاتن :صدق ف القوُل ،وصدق ف النية والرادة ،وصدق ف
العزم ،وصدق ف الوُفاء بالعزم ،وصدق ف العمحل ،وصدق ف تقيق مقامات الدينم كلِّها ،فمحنم اتصف
بالصدق ف جيع ذلك فهوُ صلديق لنُه مبَالغة ف الصدق.
الصدق الول :ف صدق اللِّسان ،وذلك ل يكحوُن إل ف الخبَار أو فيمحا يتضمحنم الخبَار وينبَه علِّيه،
والب إما أن يتعلِّق بالاضي أو بالستقبَل وفيه يدخل الوُفاء واللِّف ،وحق علِّىَ كل عبَد أن يفظ
ألفاظه فل يتكحلِّم إل بالصدق.
وهذا هوُ أشهر أنُوُاع الصدق وأظهرها فمحنم حفظ لسانُه عنم الخبَار عنم الشياء علِّىَ خلف ما هي
علِّيه فهوُ صادق.
الصدق الثان :ف النية والرادة ،ويرجع ذلك إل الخلصا وهوُ أل يكحوُن له باعث ف الركات
والسكحنات إل ال تعال ،فإن مازأجه شوُب منم حظوُظ النفس بطل صدق النية وصاحبَه يوُزأ أن
يسمحىَ كاذدبا.
الصدق الثالث :ف صدق العزم ،إن النُسان قد يقدم العزم علِّىَ العمحل فيقوُل ف نُفسه :إن رزأقن ال
مالد تصدقت بمحيعه أو بشطره أو إن لقيت عددوا ف سبَيل ال تعال قاتلِّت ول أباذل وإن قرتلِّت ،وإن
ص ال تعال بظلِّم وميل إل خلِّق ،فهذه العزيإة قد يصادقها أعطان ال تعال ولية عدلت فيها ول أع ذ
منم نُفسه وهي عزيإة جازأمة صادقة ،وقد يكحوُن ف عزمه نُوُع ميل وتردد وضعف يضاد الصدق ف
العزيإة ،فكحان الصدق هاهنا عبَارة عنم التمحام والقوُة.
الصدق الرابع :ف الوُفاء بالعزم ،فإن النفس قد تسخموُ بالعزم ف الال ،إذ ل مشقة ف الوُعد والعزم
والؤونُة فيه خفيفة ،فإذا حفت القائق وحصل التمحكحنم وهاجت الشهوُات ،انلِّت العزيإة وغلِّبَت
الشهوُات ول يتفق الوُفاء بالعزم ،وهذا يضاد الصدق فيه ،ولذلك قال ال تعال" :ذرشجاةل ش
صشدقروُا شما
شعاشهردوا اللِّلهش شعلِّشهيذه" ]الحزاب.[23 :
عنم أنُس رضي ال عنه :أن عمحه أنُس بنم النضر ل يشهد بددرا مع رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم فشق
ذلك علِّىَ قلِّبَه وقال :أول مشهد شهده رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم غبَت عنه ،أما وال لئمنم أران
ال مشهددا مع رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ليينم ال ما اصنع!ا قال :فشهد أحددا ف العام القابل
فاستقبَلِّه "سعد بنم معاذ" فقال :يا أبا عمحرو إل أينم؟ فقال :وادها لريح النة!ا إن أجد ريها دون أحد!ا
فقاتل حت رقتل فروُجد ف جسده بضع وثانُوُن ما بي رمية وضربة وطعنة؛ فقالت أخته بنت النضر :ما
عرفت أخي إل بثيابه ،فنزلت الية.
الصدق الامس :ف العمحال ،وهوُ أن يتهد حت ل تدل أعمحاله الظاهرة علِّىَ أمر ف باطنه ل يتصف
هوُ به؛ ل بأن يتك العمحال ولكحنم بأن يستجلر البَاطنم إل تصديق الظاهر ،ورب واقف علِّىَ هيئمة
55
خشوُع ف صلته ليس يقصد به مشاهدة غيه ولكحنم قلِّبَه غافل عنم الصلة فمحنم ينظر إليه يراه قائدمحا
بي يدي ال تعال وهوُ بالبَاطنم قائم ف السوُق بي يدي شهوُة منم شهوُاته.
الصدق السادس :وهوُ أعلِّىَ الدرجات وأعزها :الصدق ف مقامات الدينم ،كالصدق ف الوُف والرجاء
والتعظيم والزهد والرضا والتوُكل والب وسائر هذه الموُر ،فإذا غلِّب الشيء وتت حقيقته سي صاحبَه
صاددقا فيه ،كمحا يقال :فلن صدق القتال ،ويقال :هذا هوُ الوُف الصادق .ث درجات الصدق ل
ناية لا ،وقد يكحوُن للِّعبَد صدق ف بعض الموُر دون بعض فإن كان صاددقا ف جيع الموُر فهوُ
الصلديق حدقا.
قال سعد بنم معاذ رضي ال عنه :ثلثة أنُا فيهنم قوُي وفيمحا سوُاهنم ضعيف :ما صلِّيت صلة منذ
أسلِّمحت فحدثت نُفسي حت أفرغ منها ،ول شيعت جنازأة فحدثت نُفسي بغي ما هي قائلِّة ،وما هوُ
مقوُل لا حت ريفرغ منم دفنها ،وما سعت رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يقوُل قوُلد إل علِّمحت أنُه
حق ،فقال ابنم السيب :ما ظننت أن هذه الصال تتمحع إل ف النب علِّيه الصلة والسلم
يييييييييي
آثار الخصومة في القلب
قال الارث الاسب رحه ال:
" واستعنم بال ف كل أمر ،واستخمر ال ف كل حال ،وما أرادك ال له فاترك العتاض فيه ،وكل عمحل
رتب أن تلِّقىَ ال به فألزمه نُفسك ،وكل أمر تكحرهه منم غيك فاعتزله منم أخلقك ،وكل صاحب ل
تزداد به خديا ف كل يوُم فانُبَذ عنك صحبَته ،وخذ بظك منم العفوُ والتجاوزأ".
يشي الارث الاسب رحه ال إل أنُك إذا وقعت ف خصوُمة مع إنُسان فالعفوُ والتجاوزأ خي لك مرددا
منم الستمحرار واللِّدد ف الصوُمة ،وقد صدق رحه ال تعال فإن الصوُمة تحق الدينم وتشغل العقل،
وتقتل طمحأنُينة القلِّب والاطر ،وتقض الضاجع ،وتعل سوُيداء النُسان جحيدمحا دائم الستعار
ضم وشغهب أغنرم حدظا إذ يقضي علِّىَ هذه الثار كلِّها ،ويعوُض والتقاد ،فالعفوُ والتجاوزأ وإن صاحبَه شه ه
بدلد منها الراحة والسكحينة والفضل والحسان.
وقد وقعت لحد أتبَاع التابعي :شسهلِّم بنم قتيبَة البَاهلِّي البَصري خصوُمة بينه وبي ابنم عم له ،فلِّلجه شسهلِّم
فيها حت انُتهت به إل ملِّس القضاء ،ث عدل عنها إكرادما لنفسه فكحان منم الغاني ،قال سلِّم بنم
قتيبَة :مر ب بشي بنم عبَيد ال بنم أب بكحرة يعن:وهوُ ف ملِّس القضاء ينتظر الاكمحة بينه وبي خصمحه
فقال :ما ريلِّسك هاهنا؟ قلِّت :خصوُمة بين وبي ابنم عم ل ،الدعىَ أشياء ف داري ،فقال بشي :إن
لبيك عندي يددا ،وإن أريد أن أجزشيك با ،وال ما رأيت شيدئما أذهب للِّدينم ول أنُقص للِّمحروءة ول
أضيع للِّذة ول أشغل للِّقلِّب منم الصوُمة.
56
قال سلِّم بنم قتيبَة :فقمحت لنُصرف ،فقال ل خصمحي :مالك؟ قلِّت :ل أخاصمحك ،قال :إنُك عرفت
أن الق معي ؟ قلِّت :ل ،ولكحنم أكرم نُفسي عنم هذا ،وتركت الصوُمة) .حكحاها المام الغزال ف
الحياء ،وابنم أب الدنُيا ف "كتاب الصمحت"(.
قال الشيخ عبَد الفتاح أبوُ غدة رحه ال:
والنُسان إذا نُاله الذىً منم الناس ،وصب علِّيه ،وسامح فيه ،ول يفكحر بالنُتقام والقابلِّة منم مؤذيه كان
عاقبَة أمره أفضل منم عاقبَة النتقم لنفسه القابل للِّسيئمة بزائها؛ وذلك أنُه إذا تسامح وحلِّم وتنازأل وكرم،
يشهد ف نُفسه ومشاعره مشهد السلمة وبرد القلِّب كمحا يشهد مشهد المنم وهدوء البَال.
وقال المام ابنم القيم رحه ال تعال ف كتابه "مدارج السالكحي"وهوُ يتحدث عنم الشهدينم السابقي:
"ومشهد السلمة وبرد القلِّب" مشهد شريف جيدا لنم عرفه وذاق حلوته ،وهوُ أل يشتغل قلِّبَه وسره با
نُاله منم الذىً ،وبطلِّب الوُصوُل إل درك ثأره وشفاء نُفسه ،بل يفرغ قلِّبَه منم ذلك ،ويرىً أن سلمة
قلِّبَه وبرده وخلِّوُه منم ذلك أنُفع له وألذ وأطيب وأعوُن علِّىَ مصاله ،وذلك أن القلِّب إذا اشتغل بشيء
منم هذا النُتقام فاته ما هوُ أهم عنده وخي له فيكحوُن بذلك مغبَوُدنُا ،والرشيرد ل يرضىَ بذلك ،ويرىً أنُه
منم تصرفات السفيه!ا فأينم سلمة القلِّب منم امتلئه بالغل والوُساوس وأعمحال الفكحر ف إدراك النُتقام؟
أما مشهد المنم وسكحوُن البَال فإنُه إذا شترك القابلِّة والنُتقام أمنم ما هوُ شر منم ذلك ،وإذا انُتقم واقعه
الوُف ول بد ،فإن ذلك يزرع العداوة ،والعاقل ل يأمنم عدوه ولوُ كان حقديا فكحم منم حقي أردىً
عدوه الكحبَي؟
وقد ررويت أبيات للمام الافظ الفقيه "أب شامة القدسي" وقد جرىً علِّيه اعتداء عظيم وأذىً شديد
علِّىَ جسمحه وبدنُه ،وقد شارف السبَعي منم العمحر فقيل له :اجتمحع بوُلة المر ليأخذوا لك الق؛
وينتصروا لك ،فقال هذا البيات:
قلِّت لنم قال :أما تشتكحي ما قد جرىً فهوُ عظيم جلِّيل
ض الر تعال لنا منم يأخذ الق ويشفىَ الغلِّيل ريقي ر
إذا توُكلِّنا علِّيه كفىَ فحسبَنا ال ونُعم الوُكيل
يييييييييي
57
فقه الصيام ...
دعاء اليوُم
...الصيام
...صيام رمضان
...أركان الصيام
...صيام الكحافر والنوُن
...صيام الصب
...اليام النهىَ عنم صيامها
...صيام التطوُع
...جوُازأ فطر الصائم التطوُع
...آْداب الصيام
...مبَاحات الصيام
...ما يبَطل الصائم
...قضاء رمضان
...منم مات وعلِّيه صيام
...ليلِّة القدر
...العشر الواخر منم رمضان
...أسبَاب الغفرة ف رمضان
...رمضان شهر العتق منم النيان
...ودادعا رمضان
...زأكاة الفطر
الصيام
يطلِّق الصيام علِّىَ المساك .قال ال تعال) :فشذإلما تشيريذلنم ذمنم الهبَشذر أشحددا فشيرقوُذل إذلن نُششذر ذ
ت للِّلرهحشذنم ش
صهوُدما هر ش ش شش ش
فشيلِّشهنم أرشكلِّلشم اهليشيهوُشم إذنُذسييا) أي إمسادكا عنم الكحلم .والقصوُد بالصيام هنا :المساك عنم الفطرات منم طلِّوُع
الفجر إل غروب الشمحس مع النية.
الصيام وفضله:
... ... 1عنم أب هريرة :أن رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال :قال ال عز وجل" :كل عمحل ابنم
آْدم له إل الصيام فإنُه ل وأنُا أجزي به ،والصيام جنة ،فإذا كان يوُم صوُم أحدكم فل يرفث ،ول
يصخمب ،ول يهل ،فإن شاته أحد أو قاتلِّه فلِّيقل :إن صائم .مرتي ،والذي نُفس ممحد بيده للِّوُف
58
فم الصائم أطيب عند ال يوُم القيامة منم ريح السك .وللِّصائم فرحتان يفرحهمحا :إذا أفطر فرح بفطره،
وإذا لقي ربه فرح بصوُمه" رواه أحد ومسلِّم والنسائي.
وهذا الديث بعضه قدسي وبعضه نُبَوُي .فالنبَوُي منم قوُله" :والصيام جنة "..إل آْخر الديث .ورواية
البَخماري وأب داود" :الصيام رجنة فإذا كان أحدكم صائدمحا فل يرفث ول يهل ،فإن امرؤ قاتلِّه أو شاته
فلِّيقل :إن صائم مرتي ،والذي نُفس ممحد بيده للِّوُف فم الصائم أطيب عند ال منم ريح السك؛
يتك طعامه وشرابه وشهوُته منم أجلِّي .الصيام ل وأنُا أجزي به ،والسنة بعشرة أمثالا".
... ... 2وعنم عبَد ال بنم عمحرو أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال" :الصيام والقرآْن يشفعان للِّعبَد
يوُم القيامة ،يقوُل الصيام :أي رب ،منعته الطعام والشهوُات بالنهار فشفعن فيه .ويقوُل القرآْن :منعته
النوُم باللِّيل فشفعن فيه ،فيشفعان" رواه أحد بسند صحيح.
... ... 3وعنم أب أمامة قال :أتيت رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم فقلِّت :مرن بعمحل يدخلِّن النة.
قال" :علِّيك بالصوُم فإنُه ل عدل له ،ث أتيته الثانُية فقال :علِّيك بالصيام" رواه أحد والنسائي والاكم
وصححه.
... ... 4وعنم أب سعيد الدري رضي ال عنه :أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال" :ل يصوُم عبَد
يوُدما ف سبَيل ال إل باعد ال بذلك اليوُم النار عنم وجهه سبَعي خريدفا" رواه المحاعة إل أبا داود.
... ... 5وعنم سهل بنم سعد" :أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال" :إن للِّجنة بادبا يقال له :الريان،
يقال يوُم القيامة :أينم الصائمحوُن؟ فإن دخل آْخرهم أغلِّق ذلك البَاب" رواه البَخماري ومسلِّم.
أقسامه:
الصيام قسمحان :فرض وتطوُع .والفرض ينقسم إل ثلثة أقسام:
... ... 1صوُم رمضان.
... ... 2صوُم الكحفارات.
... ... 3صوُم النذر.
صيام رمضان
حكمه:
صوُم رمضان واجب بالكحتاب والسنة والجاع.
ب شعشلِّىَ الذذيشنم ذمنم ذ
صشيارم شكشمحا ركت ش ب شعلِّشهيركحرم ال ل ذ لذ
فأما الكحتاب :فقوُل ال تعال) :شيا أشييتشها ا ذيشنم آْشمنروُاه ركت ش
ت لمشنمقشيبَلِّذركحم لشعلِّلركحم تشيتليرقوُشن( وقال ال تعال) :ششهر رمضاشن الذذي أرنُذزشل ذفيذه الهرقرآْرن هددىً للِّلناذس وبييليشنا ت
شش ه ر ش ه ر شش ش ه ه ش ه
ذ ذ
صهمحهر ( اهلرشدىً شوالهرفهرشقان فششمحنم ششذهشد منركحرم اللشههشر فشيهلِّيش ر
وأما السنة :فقوُل النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم" :بن السلم علِّىَ خس :شهادة أن ل إله إل ال وأن
ممحد رسوُل ال ،وإقام الصلة ،وإيتاء الزكاة ،وصيام رمضان ،وحجه البَيت".
59
وف حديث طلِّحة بنم عبَيد ال" :أن رجلد سأل النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ،فقال :يا رسوُل ال ،أخبن
عمحا فرض ال علِّلي منم الصيام؟ قال :شهر رمضان .قال :هل علِّلي غيه؟ قال :ل .إل أن تطوُع".
ت منم الدينم بالضرورة ،وأن وأجعت المة علِّىَ وجوُب صيام رمضان .وأنُه أحد أركان السلم الت عرلِّمح ه
منكحره كافر مرتد عنم السلم.
فضل شهر رمضان وفضل العمحل فيه:
... ... 1عنم أب هريرة :أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال لا حضر رمضان" :قد جاءكم شهر
مبَارك ،افتض علِّيكحم صيامه ،تفتح فيه أبوُاب النة ،وتغلِّق فيه أبوُاب الحيم ،وتغل فيه الشياطي ،فيه
ليلِّة خي منم ألف شهر ،منم حرم خيها فقد حرم" رواه أحد والنسائي والبَيهقي.
... ... 2وعنم عرفجة قال :كنت عند عتبَة بنم فرقد وهوُ يدث عنم رمضان قال :فدخل علِّينا رجل
منم أصحاب ممحد صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ،فلِّمحا رآْه عتبَة هابه فسكحت .قال :فحدث عنم رمضان .قال:
سعت رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يقوُل ف رمضان" :تغلِّق أبوُاب النار ،وتفتح أبوُاب النة ،وتصفد
فيه الشياطي .قال :وينادي فيه ملِّك :يا باغي الي أبشر ،ويا باغي الشر أقصر ،حت ينقضي رمضان"
رواه أحد والنسائي وسنده جيد.
... ... 3وعنم أب هريرة :أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال" :الصلِّوُات المحس ،والمحعة إل المحعة،
ورمضان إل رمضان :مكحفرات لا بينهنم إذا اجتنبَت الكحبَائر" رواه مسلِّم.
... ... 4وعنم أب سعيد الدري رضي ال عنه أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال" :منم صام رمضان
وعرف حدوده ،وتلفظ ما كان ينبَغي أن ريتحفظ منه كلفر ما قبَلِّه" رواه أحد والبَيهقي بسند جيد.
... ... 5وعنم أب هريرة قال :قال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم" :منم صام رمضان إيإادنُا واحتسادبا
غفر له ما تقدم منم ذنُبَه" رواه أحد وأصحاب السننم.
التهيب منم الفطر ف رمضان:
... ... 1عنم ابنم عبَاس رضي ال عنهمحا :أن رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال":رعرىً السلم
وقوُاعد الدينم ثلثة علِّيهنم أسس السلم ،منم ترك واحدة منهنم فهوُ كافر حلل الدم :شهادة أن ل
إله إل ال ،والصلة الكحتوُبة ،وصوُم رمضان" رواه أبوُ يعلِّىَ والديلِّمحي وصححه الذهب.
... ... 2وعنم أب هريرة أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال" :منم أفطر يوُدما منم رمضان ،ف غي
ررخصة رخصها ال له ل ريقض عنه صيام الدهر كلِّه وإن صامه" رواه أبوُ داود وابنم ماجة والتمذي،
وقال البَخماري :ويذكر عنم أب هريرة رفعه" :منم أفطر يوُدما منم رمضان منم غي عذر ول مرض ل يقضه
صوُم الدهر وإن صامه" .وبه قال ابنم مسعوُد.
قال الذهب :وعند الؤمني مقرر أن منم ترك صوُم رمضان بل مرض أنُه شر منم الزان ومدمنم المحر ،بل
يشتكحوُن ف إسلمه ،ويظنوُن به الزنُدقة والنلل.
60
بم يثبت الشهر؟
يثبَت شهر رمضان برؤية اللل ولوُ منم واحتد ،أو إكمحال عدة شعبَان ثلثي يوُدما.
... ... 1فعنم ابنم عمحر رضي ال عنهمحا قال" :تراءىً الناس اللل فأخبت رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه
وسلِّم :أن رأيته ،فصام ،وأمر الناس بصيامه" رواه أبوُ داود والاكم وابنم حبَان وصححاه.
... ... 2وعنم أب هريرة أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال" :صوُموُا لرؤيته وأفطروا لرؤيته ،فإن غرلم
علِّيكحم فأكمحلِّوُا عدة شعبَان ثلثي يوُدما" رواه البَخماري ومسلِّم.
قال التمذي :والعمحل علِّىَ هذا عند أكثر أهل العلِّم .قالوُا :تقبَل شهادة رجل واحتد ف الصيام ،وبه
يقوُل ابنم البَارك والشافعي وأحد .وقال النوُوي :وهوُ الصح.
وأما هلل شوُال :فيثبَت بإكمحال عدة رمضان ثلثي يوُدما ،ول تقبَل فيه شهادة العدل الوُاحد ،عند
عامة الفقهاء.
واشتطوُا أن يشهد علِّىَ رؤيته اثنان ذوا عدل ،إل أبا ثوُر فإنُه ل يفرق ف ذلك بي هلل شوُال وهلل
رمضان ،وقال :يقبَل فيهمحا شهادة الوُاحد العدل.
قال ابنم رشد" :ومذهب أب بكحر بنم النذر هوُ مذهب أب ثوُر ،وأحسبَه مذهب أهل الظاهر".
وقد احتجه أبوُ بكحر بنم النذر بانُعقاد الجاع علِّىَ وجوُب الفطر والمساك عنم الكل بقوُل واحد،
فوُجب أن يكحوُن المر كذلك ف دخوُل الشهر وخروجه؛ إذ كلها علمة تفصل زأمان الفطر منم زأمان
الصوُم".
وقال الشوُكان :وإذا ل يرد ما يدل علِّىَ اعتبَار الثني ف شهادة الفطار منم الدلة الصحيحة فالظاهر
أنُه يكحفي فيه قيادسا علِّىَ الكتفاء به ف الصوُم.
ضا التعبَد بقبَوُل خب الوُاحد يدل علِّىَ قبَوُله ف كل موُضع إل ما ورد الدليل بتخمصيصه ،بعدم التعبَد وأي د
فيه بب الوُاحد ،كالشهادة علِّىَ الموُال ونوُها فالظاهر ما ذهب إليه أبوُ ثوُر.
اخإتلفا المطالع:
ذهب المحهوُر :إل أنُه ل عبة باختلف الطالع.
فمحت رأي اللل أهل البَلِّد وجب الصوُم علِّىَ جيع البَلد لقوُل الرسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم" :صوُموُا
لرؤيته وأفطروا لرؤيته".
وهوُ خطاب عام لمحيع المة ،فمحنم رآْه منهم ف أي مكحان كان ذلك رؤية لم جيدعا.
وذهب عكحرمة والقاسم بنم ممحد وسال وإسحاق ،والصحيح عند الحناف ،والخمتار عند الشافعية أنُه
يعتب لهل كل بلِّد رؤيتهم ،ول يلِّزمهم رؤية غيهم.
لا رواه كريب قال :قدمت الشام ،واستهل علِّلي هلل رمضان وأنُا بالشام ،فرأيت اللل ليلِّة المحعة.
ث قدمت الدينة ف آْخر الشهر ،فسألن ابنم عبَاسثم ذكر اللل فقال :مت رأيتم اللل؟ فقلِّت :رأيناه
61
ليلِّة المحعة .فقال :أنُت رأيته؟ فقلِّت :نُعم ،ورآْه الناس ،وصاموُا ،وصام معاوية .فقال :لكحنا رأيناه ليلِّة
السبَت ،فل نُزال نُصوُم حت نُكحمحل ثلثي ،أو نُراه ،فقلِّت :أل تكحتفي برؤية معاوية وصيامه؟ فقال :ل.
هكحذا أمرنُا رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم" رواه أحد ومسلِّم والتمذي.
وقال التمذي :حسنم صحيح غريب ،والعمحل علِّىَ هذا الديث عند أهل العلِّم أن لكحل بلِّد رؤيتهم.
وف فتح العلم شرح بلِّوُغ الرام :القرب لزوم أهل بلِّد الرؤية ،وما يتصل با منم الهات الت علِّىَ
ستها.
منم رأىً اللل وحده :اتفقت أئمحة الفقه علِّىَ أن منم أبصر هلل الصوُم وحده علِّيه أن يصوُم.
وخالف عطاء فقال :ل يصوُم إل برؤية غيه معه.
واختلِّفوُا ف رؤيته هلل شوُال ،والق أنُه يفطر كمحا قال الشافعي وأبوُ ثوُر .فإن النب صلِّىَ ال علِّيه
وسلِّم قد أوجب الصوُم والفطر للِّرؤية ،والرؤية حاصلِّة له يقيدنا ،وهذا أمر مداره السنم ،فل يتاج إل
مشاركة
أركان الصيام
للِّصيام ركنان تتكب منهمحا حقيقته:
... ... 1المساك عنم الفطرات منم طلِّوُع الفجر إل غروب الشمحس :لقوُله تعال) :شفالشن شباذشررورهلنم
ض ذمشنم اهلشهيذط الشهسشوُذد ذمشنم الهشفهجذر رثل ط اشلبهييش ري لشركحرم اهلشهي ر ب اللِّلهر لشركحهم شوركلِّروُاه شواهششربروُاه شحلت يشيتشبَشي ل ش
شوابهيتشيغروُاه شما شكتش ش
صشياشم إذشل اللِّهيذل( ،والراد باليط البيض واليط السوُد :بياض النهار وسوُاد اللِّيل ،لا رواه أشذتتوُاه ال ل
ض ذمشنم اهلشهيذط
ط اشلبهييش ر
ي لشركحرم اهلشهي رالبَخماري ومسلِّم :أن عدي بنم حات قال :لا نُزلت (شحلت يشيتشبَشي ل ش
الشهسشوُذد) عدت إل عقال أسوُد وإل عقال أبيض فجعلِّتهمحا تت وسادت ،فجعلِّت أنُظر ف اللِّيل ،فل
يستبَي ل ،فغدوت علِّىَ رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ،فذكرت له ذلك فقال" :إنا ذلك سوُاد اللِّيل
وبياض النهار".
ذذ ذ ذ
ي لشهر اللديشنم ) .وقوُله صلِّىَ ال علِّيه ... ... 2النية :لقوُل ال تعال ( :شوشما أرمرروا ذإل ليشيهعبَرردوا اللِّلهش رمهلِّص ش
وسلِّم" :إنا العمحال بالنيات وإنا لكحل امرئ ما نُوُىً" .ول بد أن تكحوُن قبَل الفجر منم كل ليلِّة منم
ليال شهر رمضان ،لديث حفصة قالت :قال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم" :منم ل رهيذمحع الصيام
قبَل الفجر فل صيام له" .رواه أحد وأصحاب السننم ،وصححه ابنم خزيإة وابنم حبَان.
وتصح ف أي جزء منم أجزاء اللِّيل ،ول يشتط التلِّفظ با؛ فإنا عمحل قلِّب ل دخل للِّسان فيه ،فإن
حقيقتها القصد إل الفعل امتثالد لمر ال تعال ،وطلِّدبَا لوُجهه الكحري .فمحنم تسحر باللِّيل قاصددا الصيام
تقردبا إل ال بذا المساك فهوُ نُاتو.
صا ل فهوُ نُاتو كذلك ،وإن ل يتسحر .وقال كثي ومنم عزم علِّىَ الكحف عنم الفطرات أثناء النهار ملِّ د
منم الفقهاء :إن نُية صيام التطوُع تزئ منم النهار إن ل يكحنم قد طعم.
62
قالت عائشة :دخل علِّلي النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ذات يوُم فقال" :هل عندكم شيء"؟ قلِّنا :ل .قال:
"فإن صائم" رواه مسلِّم ،وأبوُ داود.
واشتط الحناف أن تقع النية قبَل الزوال ،وهذا هوُ الشهوُر منم قوُل الشافعي ،وظاهر قوُل ابنم مسعوُد
وأحد :أنا تزئ قبَل الزوال وبعده علِّىَ السوُاء.
على من يجب؟:
أجع العلِّمحاء علِّىَ أنُه يب الصيام علِّىَ السلِّم العاقل البَالغ الصحيح القيم ،ويب أن تكحوُن الرأة
طاهرة منم اليض والنفاس.
فل صيام علِّىَ كافر ول منوُن ول صب ول مريض ول مسافر ول حائض ول نُفساء ول شيخ كبَي ول
حامل ول مرضع.
بعض هؤلء ل صيام علِّيه مطلِّدقا ،كالكحافر والنوُن ،وبعضهم يطلِّب منم وليه أن يأمره بالصيام،
وبعضهم يب علِّيه الفطر والقضاء ،وبعضهم يرخص له ف الفطر وتب علِّيه الفدية ،وهذا بيان كل
علِّىَ حدة
صيام الكافر والمجنون
الصيام عبَادة إسلمية ،فل تب علِّىَ غي السلِّمحي ،والنوُن غي مكحلِّف ،لنُه مسلِّوُب العقل الذي هوُ
مناط التكحلِّيف ،وف حديث علِّلي رضي ال عنه :أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال" :رفع القلِّم عنم
ثلثة؛ عنم النوُن حت يفيق ،وعنم النائم حت يستيقظ ،وعنم الصب حت يتلِّم" رواه أحد وأبوُ داود
والتمذي.
صيام الصبي
والصب وإن كان الصيام غي واجب علِّيه إل أنُه ينبَغي لوُل أمره أن يأمره به ،ليعتاده منم الصغر ما دام
مستطيدعا له وقاددرا علِّيه.
فعنم الربيع بنت معوُذ قالت :أرسل رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم صبَيحة عاشوُراء إل قرىً النُصار:
"منم كان أصبَح صائدمحا فلِّيتم صوُمه ،ومنم كان أصبَح مفطدرا فلِّيصم بقية يوُمه ،فكحنا نُصوُمه بعد ذلك،
ونُصلوُم صبَيانُنا الصغار منهم ،نُذهب إل السجد فنجعل لم اللِّعبَة منم العهنم ،فإذا بكحىَ أحدهم منم
الطعام أعطيناه إياه ،حت يكحوُن عند الفطار" رواه البَخماري ومسلِّم.
منم يرخص لم ف الفطر وتب علِّيهم الفدية:
يرخص الفطر للِّشيخ الكحبَي ،والرأة العجوُزأ ،والريض الذي ل يرجىَ برؤه ،وأصحاب العمحال الشاقة
الذينم ل يدون متسدعا منم الرزأق غي ما يزاولوُنُه منم أعمحال.
63
هؤلء جيدعا يرخص لم ف الفطر إذا كان الصيام يهدهم ويشق علِّيهم مشقة شديدة ف جيع فصوُل
السنة .وعلِّيهم أن يطعمحوُا عنم كل يوُم مسكحيدنا ،وقلدر ذلك بنحوُ صاع أو نُصف صاع ،أو مد ،علِّىَ
خلف ف ذلك ،ول يأت منم السنة ما يدل علِّىَ التقدير.
قال ابنم عبَاس" :ررلخص للِّشيخ الكحبَي أن يفطر ،ويطعم عنم كل يوُم مسكحيدنا ،ول قضاء علِّيه" رواه
الدار قطن والاكم وصححاه .وروىً البَخماري عنم عطاء :أنُه سع ابنم عبَاس رضي ال عنهمحا يقرأ:
ي )قال ابنم عبَاس :ليست بنسوُخة ،هي للِّشيخ الكحبَي ،والرأة )وشعشلِّىَ الذذينم يرذطيرقوُنُشهر فذهديشة طششعارم ذمسذكح ت
ه ش ش
الكحبَية؛ ل يستطيعان أن يصوُما ،فيطعمحان مكحان كل يوُم مسكحيدنا.
والريض الذي ل يرجىَ برؤه ويهده الصوُم مثل الشيخ الكحبَي ،ول فرق .وكذلك العمحال الذينم
يضطلِّعوُن بشاق العمحال.
قال الشيخ ممحد عبَده :فالراد بنم "يطيقوُنُه" ف الية الشيوُخ الضعفاء والزمن ونوُهم كالفعلِّة الذينم
جعل ال معاشهم الدائم بالشغال الشاقة كاستخمراج الفحم الجري منم مناجه.
ومنهم الرموُن الذينم يكحم علِّيهم بالشغال الشاقة الؤبدة إذا شق الصيام علِّيهم ،بالفعل ،وكانُوُا
يإلِّكحوُن الفدية.
البَلِّىَ والرضع :إذا خافتا علِّىَ أنُفسهمحا ،وأولدها أفطرتا ،وعلِّيهمحا الفدية ،ول قضاء علِّيهمحا عند ابنم
عمحر وابنم عبَاس.
روىً أبوُ داود عنم عكحرمة أن ابنم عبَاس قال ف قوُله تعال) :وشعشلِّىَ الذذيشنم يرذطيرقوُنُشره( كانُت رخصة للِّشيخ
الكحبَي والرأة الكحبَية ،وها يطيقان الصيام أن يفطرا ،ويطعمحا مكحان كل يوُم مسكحيدنا ،والبَلِّىَ والرضع إذا
خافتا علِّىَ أولدها أفطرتا وأطعمحتا .رواه البَزار.
وزأاد ف آْخره :وكان ابنم عبَاس يقوُل لم ولد له حبَلِّىَ" :أنُت بنزلة الذي ل يطيقه ،فعلِّيك الفداء ،ول
قضاء علِّيك" وصحح الدار قطن إسناده.
وعنم نُافع أن ابنم عمحر سئمل عنم الرأة الامل إذا خافت علِّىَ ولدها فقال :تفطر ،وتطعم مكحان كل يوُم
مسكحيدنا مددا منم حنطة .رواه مالك والبَيهقي.
وف الديث" :إن ال وضع عنم السافر الصوُم وشطر الصلة ،وعنم البَلِّىَ والرضع الصوُم" .وعند
الحناف وأب عبَيد وأب ثوُر أنمحا يقضيان فقط ،ول إطعام علِّيهمحا .وعند أحد والشافعي :أنمحا إن
خافتا علِّىَ الوُلد فقط وأفطرتا علِّيهمحا القضاء والفدية ،وإن خافتا علِّىَ أنُفسهمحا فقط أو علِّىَ أنُفسهمحا
وعلِّىَ ولدها فعلِّيهمحا القضاء ل غي.
منم يرخص لم ف الفطر ويب علِّيهم القضاء:
يبَاح الفطر للِّمحريض الذي يرجىَ برؤه ،والسافر ،ويب علِّيهمحا القضاء.
64
ضا أشهو شعشلِّىَ شسشفتر فشعذلدة لمهنم أشلياتم أرشخشر )وروىً أحد وأبوُ داود والبَيهقي بسند قال ال تعال) :شوشمنم شكاشن شمذري د
صحيح منم حديث معاذ قال :إن ال تعال فرض علِّىَ النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم الصيام فأنُزل) :شيا
ب شعشلِّىَ الذذيشنم ذمنم قشيهبَلِّذركحهم لششعلِّلركحهم تشيتليرقوُشن( إل قوُله )شوشعشلِّىَ ذ
صشيارم شكشمحا ركت ش ب شعلِّشهيركحرم ال ل ذ لذ
أشييتشها ا ذيشنم آْشمنروُاه ركت ش
ي ) ،فكحان منم شاء صام .ومنم شاء أطعم مسكحيدنا .فأجزأ ذلك عنه. الذذينم يرذطيرقوُنُشهر فذهديشة طششعارم ذمسذكح ت
ه ش
ت ذ ذ
ي أرنُذزشل فيه الهرقهرآْرن رهددىً للِّلناذس شوبشييليشنات لمشنم اهلرشدىً ذ ث إن ال تعال أنُزل الية الخرىً ) :ششههر رشم ش ل
ضاشن ا ذ ش رش
ذ ذ
صهمحره) ،فأثبَت صيامه علِّىَ القيم الصحيح ،ورلخص فيه للِّمحريض شوالهرفهرشقان فششمحنم ششذهشد منركحرم اللشههشر فشيهلِّيش ر
والسافر ،وأثبَت الطعام للِّكحبَي الذي ل يستطيع الصيام".
والرض البَيح للِّفطر هوُ الرض الشديد الذي يزيد بالصوُم أو يشىَ تأخر برئه .قال ف الغن" :وحكحي
عنم بعض السلِّف :أنُه أبيح الفطر بكحل مرض ،حت منم وجع الصبَع والضرس ،لعمحوُم الية فيه ،ولن
السافر يبَاح له الفطر وإن ل يتجه إليه ،فكحذلك الريض ،وهذا مذهب البَخماري وعطاء وأهل الظاهر.
والصحيح الذي ياف الرض بالصيام يفطر مثل الريض ،وكذلك منم غلِّبَه الوُع أو العطش فخماف
اللك لزمه الفطر وإن كان صحيدحا مقيدمحا وعلِّيه القضاء.
قال ال تعال) :شولش تشيهقتريلِّروُاه أشنُرفشسركحهم إذلن اللِّلهش شكاشن بذركحهم شرذحيدمحا( .وقال تعال) :شوشما شجشعشل شعلِّشهيركحهم ذف اللديذنم
ذمهنم شحشرتج(.
وإذا صام الريض وتمحل الشقة صح صوُمه ،إل أنُه يكحره له ذلك لعراضه عنم الرخصة الت يبَها ال،
وقد يلِّحقه بذلك ضرر.
وقد كان بعض الصحابة يصوُم علِّىَ عهد رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ،وبعضهم يفطر متابعي ف
ذلك فتوُىً الرسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم.
قال حزة السلِّمحي :يا رسوُل ال ،أجد من قوُة علِّىَ الصوُم ف السفر ،فهل علِّلىَ جناح؟ فقال" :هي
رخصة منم ال تعال ،فمحنم أخذ با فحسنم ،ومنم أحب أن يصوُم فل جناح علِّيه" رواه مسلِّم.
وعنم أب سعيد الدري رضي ال عنه قال" :سافرنُا مع رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم إل مكحة وننم
صيام .قال :فنزلنا منزدل ،فقال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم" :إنُكحم قد دنُوُت منم عدوكم والفطر أقوُىً
لكحم ،فكحانُت رخصة ،فمحنا منم صام ،ومنا منم أفطر ،ث نُزلنا منزلد آْخر فقال :إنُكحم رمصبَحوُ عدوكم،
والفطر أقوُىً لكحم فأفطروا ،فكحانُت عزمة ،فأفطرنُا ،ث رأيتنا نُصوُم بعد ذلك مع رسوُل ال صلِّىَ ال
علِّيه وسلِّم ف السفر" رواه أحد ومسلِّم وأبوُ داود.
وعنم أب سعيد الدري رضي ال عنه قال" :كنا نُغزو مع رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ف رمضان،
فمحنا الصائم ومنا الفطر ،فل يد الصائم علِّىَ الفطر ول الفطر علِّىَ الصائم ،ث يرون أن منم وجد قوُة
فصام فإن ذلك حسنم ،ويرون أن منم وجد ضعدفا فأفطر فإن ذلك حسنم" رواه أحد ومسلِّم.
وقد اختلِّف الفقهاء ف أيهمحا أفضل؟
65
فرأىً أبوُ حنيفة والشافعي ومالك :أن الصيام أفضل لنم قوُي علِّيه ،والفطر أفضل لنم ل يقوُىً علِّىَ
الصيام .وقال أحد :الفطر أفضل.
وقال عمحر بنم عبَد العزيز :أفضلِّها أيسرها ،فمحنم يسهل علِّيه حينئمذ ،ويشق علِّيه قضاؤه بعد ذلك
فالصوُم ف حقه أفضل.
ضا عنم قبَوُل الرخصة وحقق الشوُكان ،فرأىً أن منم كان يشق علِّيه الصوُم ويضره وكذلك منم كان معر د
فالفطر أفضل ،وكذلك منم خاف علِّىَ نُفسه العجب أو الرياء إذا صام ف السفر فالفطر ف حقه
أفضل.
وما كان منم الصيام خالديا عنم هذه الموُر ،فهوُ أفضل منم الفطار.
وإذا نُوُىً السافر الصيام باللِّيل وشرع فيه جازأ له الفطر أثناء النهار.
فعنم جابر بنم عبَد ال رضي ال عنه :أن رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم خرج إل مكحة عام الفتح فصام
حت بلِّغ كراع الغمحيم ،وصام الناس معه ،فقيل له :إن الناس قد شق علِّيهم الصيام ،وإن الناس ينظرون
فيمحا فعلِّت ،فدعا بقدح منم ماء بعد العصر ،فشرب ،والناس ينظرون إليه ،فأفطر بعضهم ،وصام
بعضهم ،فبَلِّغه أن نُادسا صاموُا ،فقال :أولئمك العصاة" رواه مسلِّم والنسائي والتمذي وصححه.
وأما إذا نُوُىً الصوُم وهوُ مقيم ث سافر ف أثناء النهار فقد ذهب جهوُر العلِّمحاء إل عدم جوُازأ الفطر
له ،وأجازأه أحد وإسحاق لا رواه التمذي وحسنه عنم ممحد بنم كعب قال :أتيت ف رمضان أنُس بنم
مالك وهوُ يريد سفدرا ،وقد رحلِّت له راحلِّته ،ولبَس ثياب السفر ،فدعا بطعام فأكل ،فقلِّت له :رسنة؟
فقال :سنة .ث ركب.
وعنم عبَيد بنم جبَي قال :ركبَت مع أب بصرة الغفاري ف سفينة منم الفسطاط ف رمضان ،فدفع ث قرب
غداءه ث قال :اقتب ،فقلِّت :ألست بي البَيوُت .فقال أبوُ بصرة :أرغبَت عنم سنة رسوُل ال صلِّىَ ال
علِّيه وسلِّم؟ رواه أحد وأبوُ داود ورجاله ثقات.
قال الشوُكان :والديثان يدلن علِّىَ أن للِّمحسافر أن يفطر قبَل خروجه منم الوُضع الذي أراد السفر
منه.
وقال :قال ابنم العرب :وأما حديث أنُس فصحيح ،يقتضي جوُازأ الفطر مع أهبَة السفر .وقال :هذا هوُ
الق.
والسفر البَيح للِّفطر هوُ السفر الذي تقصر الصلة بسبَبَه ،ومدة القامة الت يوُزأ للِّمحسافر أن يفطر
فيها هي الدة الت يوُزأ له أن يقصر الصلة فيها .وتقدم جيع ذلك ف مبَحث قصر الصلة ومذاهب
العلِّمحاء وتقيق ابنم القيم.
وروىً أحد وأبوُ داود والبَيهقي والطحاوي عنم منصوُر الكحلِّب :أن دحية بنم خلِّيفة خرج منم قرية منم
دمشق مرة إل قدر عقبَة منم الفسطاط ف رمضان ،ث إنُه أفطر وأفطر معه نُاس ،وكره آْخرون أن
66
يفطروا ،فلِّمحا رجع إل قريته قال :وال لقد رأيت اليوُم أمدرا ما كنت أظنم أن أراه ،إن قوُدما رغبَوُا عنم
هدي رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم وأصحابه؛ يقوُل ذلك للِّذينم صاموُا ،ث قال عند ذلك :اللِّهم
اقبَضن إليك .وجيع رواة الديث ثقات ،إل منصوُر الكحلِّب ،وقد وثقه العجلِّي.
من يجب عليه الفطر والقضاء مععا:
اتفق الفقهاء علِّىَ أنُه يب الفطر علِّىَ الائض والنفساء ،ويرم علِّيهمحا الصيام ،وإذا صاما ل يصح
ل ،وعلِّيهمحا قضاء ما فاتمحا.
صوُمهمحا ويقع باط د
روىً البَخماري ومسلِّم عنم عائشة ،قالت" :كنا نيض علِّىَ عهد رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم فنؤمر
بقضاء الصوُم ،ول نُؤمر بقضاء الصلة"
اليام المنهي عن صيامها
جاءت الحاديث مصرحة بالنهي عنم صيام أيام نُبَينها فيمحا يلِّي:
... ... 1النهي عنم صيام يوُمي العيدينم:
ضا أم تطوُدعا لقوُل عمحر رضي ال أجع العلِّمحاء علِّىَ تري صوُم يوُمي العيدينم؛ سوُاء أكان الصوُم فر د
عنه" :إن رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم نىَ عنم صيام هذينم اليوُمي؛ أما يوُم الفطر ففطركم منم
صوُمكحم ،وأما يوُم الضحىَ فكحلِّوُا منم نُسكحكحم" رواه أحد والربعة.
... ... 2النهي عنم صوُم أيام التشريق:
ل يوُزأ صيام اليام الثلثة الت تلِّي عيد النحر ،لا رواه أبوُ هريرة :أن رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم
بعث عبَد ال بنم حذافة يطوُف ف من" :أن ل تصوُموُا هذه اليام ،فإنا أيام أكل وشرب وذكر ال عز
وجل" رواه أحد بإسناد جيد ،وروىً الطبان ف الوسط ،عنم ابنم عبَاس رضي عنهمحا" :أن رسوُل ال
صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أرسل صائدحا يصيح :أن ل تصوُموُا هذه اليام ،فإنا أيام أكل وشرب وبعال".
والقصوُد بالبَعال :المحاع.
وأجازأ أصحاب الشافعي صيام أيام التشريق فيمحا له سبَب منم نُذر أو كفارة أو قضاء .أما ما ل سبَب
له فل يوُزأ فيها بل خلف .وجعلِّوُا هذا نُظي الصلة الت لا سبَب ف الوقات النهي عنم الصلة
فيها.
... ... 3النهي عنم صيام يوُم المحعة منفرددا
يوُم المحعة عيد أسبَوُعي للِّمحسلِّمحي ،ولذلك نىَ الشارع عنم صيامه .وذهب المحهوُر :إل أن النهي
للِّكحراهة ل للِّتحري إل إذا صام يوُدما قبَلِّه أو يوُدما بعده ،أو وافق عادة له ،أو كان يوُم عرفة ،أو
عاشوُراء ،فإنُه حينئمذ ل يكحره صيامه.
67
فعنم عبَد ال بنم عمحرو :أن رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم دخل علِّىَ جوُيرية بنت الارث وهي صائمحة
ف يوُم جعة فقال لا" :أصمحت أمس؟" فقالت :ل .قال" :أتريدينم أن تصوُمي غددا؟" قالت :ل .قال:
"فأفطري إذن" رواه أحد والنسائي بسند جيد.
وعنم عامر الشعري قال :سعت رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يقوُل" :إن يوُم المحعة عيدكم فل
تصوُموُه ،إل أن تصوُموُا قبَلِّه أو بعده" رواه البَزار بسند حسنم.
وقال علِّي رضي ال عنه :منم كان منكحم متطوُدعا فلِّيصم يوُم المحيس ،ول يصم يوُم المحعة؛ فإنُه يوُم
طعام وشراب وذكر .رواه ابنم أب شيبَة بسند حسنم.
وف الصحيحي منم حديث جابر رضي ال عنه :أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال" :ل تصوُموُا يوُم
المحعة إل وقبَلِّه يوُم أو بعده يوُم".
وف لفظ مسلِّم" :ول تصوُا ليلِّة المحعة بقيام منم بي اللِّيال ،ول تصوُا يوُم المحعة بصيام منم بي
اليام إل أن يكحوُن ف صوُم يصوُمه أحدكم".
... ... 4النهي عنم إفراد يوُم السبَت بصيام:
عنم بسر السلِّمحي عنم أخته الصمحاء أن رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال" :ل تصوُموُا يوُم السبَت إل
فيمحا افتض علِّيكحم ،وإن ل يد أحدكم إل لا عنب ،أو عوُد شجر فلِّيمحضغه" .ولا العنب :قشر
العنب .رواه أحد وأصحاب السننم ،والاكم ،وقال :صحيح علِّىَ شرط مسلِّم وحسنه التمذي ،وقال:
ومعن الكحراهة ف هذا أن يتص الرجل يوُم السبَت بصيام؛ لن اليهوُد يعلظمحوُن يوُم السبَت.
وقالت أم سلِّمحة :كان النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يصوُم يوُم السبَت ويوُم الحد ،أكثر ما يصوُم منم
اليام ،ويقوُل" :إنمحا عيد الشركي ،فأنُا أحب أن أخالفهم" رواه أحد والبَيهقي ،والاكم وابنم خزيإة،
وصححاه.
ومذهب الحناف والشافعية والنابلِّة :كراهة الصوُم يوُم السبَت منفرددا لذه الدلة ،وخالف ف ذلك
مالك؛ فجوُزأ صيامه منفرددا بل كراهة ،والديث حجة علِّيه.
... ... 5النهي عنم صوُم يوُم الشك:
قال عمحار بنم ياسر رضي ال عنه" :منم صام اليوُم الذي شك فيه فقد عصىَ أبا القاسم صلِّىَ ال علِّيه
وسلِّم" رواه أصحاب السننم .وقال التمذي :حديث حسنم صحيح ،والعمحل علِّىَ هذا عند أكثر أهل
العلِّم ،وبه يقوُل أبوُ سفيان الثوُري ،ومالك بنم أنُس ،وعبَد ال بنم البَارك ،والشافعي ،وأحد ،وإسحق،
وكلِّهم كرهوُا أن يصوُم الرجل اليوُم الذي يشك فيه .ورأىً أكثرهم إن صامه وكان منم شهر رمضان ،أن
يقضي يوُدما مكحانُه ،فإن صامه لوُافقته عادة له جازأ له الصيام حينئمذ بدون كراهة .فعنم أب هريرة :أن
النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال" :ل تقدموُا صوُم رمضان بيوُم ول يوُمي ،إل أن يكحوُن صوُم يصوُمه
رجل ،فلِّيصم ذلك اليوُم" رواه المحاعة.
68
وقال التمذي :حسنم صحيح ،والعمحل علِّىَ هذا عند أهل العلِّم ،كرهوُا أن يتعجل الرجل بصيام قبَل
دخوُل رمضان لعن رمضان .وإن كان رجل يصوُم صوُدما فوُق صيامه ذلك فل بأس به عندهم.
... ... 6النهي عنم صوُم الدهر:
يرم صيام السنة كلِّها ،با فيها اليام الت نىَ الشارع عنم صيامها .لقوُل رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه
وسلِّم" :ل صام منم صام البد" رواه أحد والبَخماري ومسلِّم .فإن أفطر يوُمي العيد ،وأيام التشريق،
وصام بقية اليام انُتفت الكحراهة ،إذا كان منم يقوُي علِّىَ صيامها.
قال التمذي :وقد كره قوُم منم أهل العلِّم صيام الدهر إذا ل يفطر يوُم الفطر ويوُم الضحىَ وأيام
التشريق .فمحنم أفطر ف هذه اليام ،فقد خرج منم حد الكحراهة ،ول يكحوُن قد صام الدهر كلِّه .هكحذا
روىً عنم مالك والشافعي وأحد وإسحق.
وقد أقر النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم حزة السلِّمحي علِّىَ سرد الصيام ،وقال له" :صم إن شئمت وأفطر إن
شئمت" وقد تقدم .والفضل أن يصوُم يوُدما ،ويفطر يوُدما ،فإن ذلك أحب الصيام إل ال ،وسيأت.
... ... 7النهي عنم صيام الرأة وزأوجها حاضر إل بإذنُه:
نىَ رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم الرأة أن تصوُم وزأوجها حاضر حت تستأذنُه؛ فعنم أب هريرة أن النب
صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال" :ل تصم الرأة يوُدما واحددا ،وزأوجها شاهد إل بإذنُه إل رمضان" رواه أحد
والبَخماري ومسلِّم.
وقد حل العلِّمحاء هذا النهي علِّىَ التحري ،وأجازأوا للِّزوج أن يفسد صيام زأوجته لوُ صامت ،دون أن
يأذن لا ،لفتياتا علِّىَ حقه ،وهذا ف غي رمضان كمحا جاء ف الديث ،فإن رمضان ل يتاج إل إذن
منم الزوج .وكذلك لا أن تصوُم منم غي إذنُه ،إذا كان غائدبَا فإذا قدم ،له أن يفسد صيامها .وجعلِّوُا
مرض الزوج ،وعجزه عنم مبَاشرتا مثل غيبَته عنها ،ف جوُازأ صوُمها دون أن تستأذنُه.
النهي عنم وصال الصوُم:
... ... 1عنم أب هريرة :أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال" :إياكم والوُصال" قالا ثلث مرات .قالوُا:
فإنُك توُاصل يا رسوُل ال؟ قال" :إنُكحم لستم ف ذلك مثلِّي ،إن أبيت يطعمحن رب ويسقين ،فاكفلِّوُا
منم العمحال ما تطيقوُن" رواه البَخماري ومسلِّم.
وقد حل الفقهاء النهي علِّىَ الكحراهة.
وجوُزأ أحد وإسحق وابنم النذر الوُصال إل السحر .ما ل تكحنم مشقة علِّىَ الصائم .لا رواه البَخماري
عنم أب سعيد الدري رضي ال عنه أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال" :ل توُاصلِّوُا ،فأيكحم أراد أن
يوُاصل فلِّيوُاصل حت السحر"
صيام التطوع
رلغب رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ف صيام اليام التية:
69
صيام ستة أيام منم شوُال:
روىً المحاعة إل البَخماري والنسائي عنم أب أيوُب النُصاري :أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال" :منم
صام رمضان ث أتبَعه سدتا منم شوُال فكحأنا صام الدهر" ،وعند أحد :أنا تؤدىً متتابعة وغي متتابعة،
ول فضل لحد علِّىَ الخر ،وعند النفية والشافعية :الفضل صوُمها متتابعة عقب العيد.
صيام عشر ذي الجة وتأكيد يوُم عرفة لغي الاج:
... ... 1عنم أب قتادة رضي ال عنه قال :قال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم" :صوُم يوُم عرفة يكحفر
سنتي ماضية ومستقبَلِّة ،وصوُم يوُم عاشوُراء يكحفر سنة ماضية" رواه المحاعة إل البَخماري والتمذي.
... ... 2عنم حفصة قالت" :أربع ل يكحنم يدعهنم رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم :صوُم عاشوُراء،
والعشر ،وثلثة أيام منم كل شهر ،والركعتي قبَل الغداة" رواه أحد والنسائي.
... ... 3عنم عقبَة بنم عامر قال :قال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم" :يوُم عرفة ويوُم النحر وأيام
التشريق عيدنُا أهل السلم وهي أيام أكل وشرب" رواه المحسة ،إل ابنم ماجه وصححه التمذي.
... ... 4عنم أب هريرة قال" :نىَ رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم عنم صوُم يوُم عرفة بعرفات" رواه
أحد وأبوُ داود والنسائي وابنم ماجه.
... ... 5عنم أم الفضل :أنم شكحوُا ف صوُم رسوُل ال يوُم عرفة ،فأرسلِّت إليه بلِّب ،فشرب وهوُ
يطب الناس بعرفة .متفق علِّيه.
صيام المحرم وتأكيد صوم عاشوراء ويوم قبلها ويوم بعدها:
... ... 1عنم أب هريرة قال :سئمل رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم :أي الصلة أفضل بعد الكحتوُبة؟
قال" :ف جوُف اللِّيل" .قيل :ث أي الصيام أفضل بعد رمضان؟ قال" :شهر ال الذي تدعوُنُه الرم"
رواه أحد ومسلِّم وأبوُ داود.
... ... 2عنم معاوية بنم أب سفيان قال :سعت رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يقوُل" :إن هذا يوُم
عاشوُراء ،ول يكحتب علِّيكحم صيامه ،وأنُا صائم ،فمحنم شاء صام ،ومنم شاء فلِّيفطر" متفق علِّيه.
... ... 3عنم عائشة رضي ال عنها قالت" :كان يوُم عاشوُراء يوُدما تصوُمه قريش ف الاهلِّية ،وكان
رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يصوُمه ،فلِّمحا قدم الدينة صامه ،وأمر الناس بصيامه .فلِّمحا رفرض رمضان
قال :منم شاء صامه ومنم شاء تركه" متفق علِّيه.
... ... 4عنم ابنم عبَاس رضي ال عنهمحا قال :قدم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم الدينة ،فرأىً اليهوُد
تصوُم عاشوُراء فقال :ما هذا؟ قالوُا :يوُم صال ،لنىَ ال فيه موُسىَ وبن إسرائيل منم عدوهم ،فصامه
موُسىَ ،فقال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم" :أنُا أحق بوُسىَ منكحم" ،فصامه ،وأمر بصيامه .متفق علِّيه.
... ... 5عنم أب موُسىَ الشعري رضي ال عنه قال :كان يوُم عاشوُراء تعظمحه اليهوُد ،وتتخمذه عيددا،
فقال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم" :صوُموُه أنُتم" متفق علِّيه.
70
... ... 6عنم ابنم عبَاس رضي ال عنهمحا قال :لا صام رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يوُم عاشوُراء،
وأمر بصيامه ،قالوُا :يا رسوُل ال ،إنُه يوُم تعلظمحه اليهوُد والنصارىً ...فقال :إذا كان العام القبَل إن
شاء ال صمحنا اليوُم التاسع ،قال :فلِّم يأت العام القبَل ،حت توُف رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم .رواه
مسلِّم وأبوُ داود .وف لفظ قال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم :لئمنم بقيت إل قابل لصوُمنم التاسع:
)يعن مع يوُم عاشوُراء( رواه أحد ومسلِّم.
وقد ذكر العلِّمحاء أن صيام يوُم عاشوُراء علِّىَ ثلث مراتب:
الرتبَة الول :صوُم ثلثة أيام :التاسع ،والعاشر ،والادي عشر.
الرتبَة الثانُية :صوُم التاسع ،والعاشرة.
الرتبَة الثالثة :صوُم العاشر وحده.
التوُسعة يوُم عاشوُراء:
عنم جابر بنم عبَد ال رضي ال عنه :أن رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم :قال" :منم وسع علِّىَ نُفسه
وأهلِّه يوُم عاشوُراء وسع ال علِّيه سائر سنته" رواه البَيهقي ف الشعب ،وابنم عبَد الب .وللِّحديث طرق
أخرىً كلِّها ضعيفة .ولكحنم إذا ضم بعضها إل بعض ازأداد قوُة .كمحا قال السخماوي.
صيام أكثر شعبَان:
كان رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يصوُم أكثر شعبَان .قالت عائشة" :ما رأيت رسوُل ال صلِّىَ ال
علِّيه وسلِّم استكحمحل صيام شهر قط إل شهر رمضان ،وما رأيته ف شهر أكثر منه صيادما ف شعبَان"
رواه البَخماري ومسلِّم.
وعنم أسامة بنم زأيد رضي ال عنهمحا قال :قلِّت :يا رسوُل ال ،ل أرك تصوُم منم شهر منم الشهوُر ما
تصوُم منم شعبَان؟ قال" :ذلك شهر يغفل الناس عنه بي رجب ورمضان ،وهوُ شهر ترفع فيه العمحال
إل رب العالي .فأحب أن يرفع عمحلِّي وأنُا صائم" ..رواه أبوُ داود والنسائي وصححه ابنم خزيإة.
وتصيص صوُم يوُم النصف منه ظدنا أن له فضيلِّة علِّىَ غيه ما ل يأت به دليل صحيح.
صيام الشهر الرم:
الشهر الرم :ذو القعدة ،وذو الجة ،والرم ،ورجب .ويستحب الكثار منم الصيام فيها .فعنم رجل
منم باهلِّة :أنُه أت النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ،فقال :يا رسوُل ال ،أنُا الرجل الذي جئمتك عام الول،
فقال :فمحا غليك وقد كنت حسنم اليئمة؟ قال :ما أكلِّت طعادما إل بلِّيل منذ فارقتك ،فقال رسوُل ال
صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم" :ذلش عذهبت نُفسك؟" ث قال :صم شهر الصب ،ويوُدما منم كل شهر .قال :زأدن،
فإن ب قوُة .قال :صم يوُمي .قال .زأدن .قال :صم منم الرررم واترك .صم منم الرررم واترك .صم منم
الرررم واترك ،وقال بأصابعه الثلثة فضمحها ،ث أرسلِّها" .رواه أحد وأبوُ داود وابنم ماجه والبَيهقي بسند
جيد.
71
وصيام رجب ليس له فضل زأائد علِّىَ غيه منم الشهوُر إل أنُه منم الشهر الرم .ول يرد ف السنة
الصحيحة أن لصيامه فضيلِّة بصوُصه ،وما جاء ف ذلك ما ل ينهض للحتجاج به .قال ابنم حجر:
"ل يرد ف فضلِّه ول ف صيامه ول ف صيام شيء منه أثر معي ،ول ف قيام ليلِّة مصوُصة منه حديث
صحيح يصلِّح للِّحجة".
صيام يوُمي الثني والمحيس:
عنم أب هريرة :أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم كان أكثر ما يصوُم الثني والمحيس ،فقيل له فقال" :إن
العمحال تعرض كل اثني وخيس ،فيغفر ال لكحل مسلِّم ،أو لكحل مؤمنم ،إل التهاجرينم فيقوُلوُن:
أخرها" رواه أحد بسند صحيح .وف صحيح مسلِّم :أنُه صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم سئمل عنم صوُم يوُم
الثني؟ فقال" :ذاك يوُم ولدت فيه ،وأنُزل علِّلي فيه" أي نُزل الوُحي علِّلي فيه.
صيام ثلثة أيام منم كل شهر:
قال أبوُ ذر الغفاري رضي ال عنه أمرنُا رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم :أن نُصوُم منم الشهر ثلثة أيام
البَيض؛ ثلث عشرة وأربع عشرة وخس عشرة ،وقال" :هي كصوُم الدهر" رواه النسائي ،وصححه ابنم
حبَان .وجاء عنه صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم :أنُه كان يصوُم منم الشهر :السبَت والحد والثني ،ومنم الشهر
الخر :الثلثاء والربعاء والمحيس .وأنُه كان يصوُم منم غرة كل هلل ثلثة أيام .وأنُه كان يصوُم:
المحيس منم أول الشهر ،والثني الذي يلِّيه والثني الذي يلِّيه.
صيام يوُم وفطر يوُم:
عنم أب سلِّمحة بنم عبَد الرحنم عنم عبَد ال بنم عمحرو قال :قال ل رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم" :لقد
أخبت أنُك تقوُم اللِّيل وتصوُم النهار .قال :قلِّت :يا رسوُل ال ،نُعم .قال :فصم وأفطر وصل ون ،فإن
لسدك علِّيك حدقا ،وإن لزوجك علِّيك حدقا ،وإن لزورك علِّيك حدقا ،وإن بسبَك أن تصوُم منم كل
ت فرشدد علِّلي .قال :فقلِّت :يا رسوُل ال ،إن أجد شهر ثلثة أيام" .زأورك :أي ضيوُفك قال :فشدد ر
ت فرشدد علِّلي .قال :فقلِّت يا رسوُل ال إن قوُة .قال" :فصم منم كل جعة ثلثة أيام" قال" :فشدد ر
أجد قوُة" قال" :صم صوُم نُب ال داود ،ول تزد علِّيه" قلِّت :يا رسوُل ال ،وما كان صيام داود علِّيه
ضا عنم عبَد ال بنم ي أي د
الصلة والسلم؟ قال" :كان يصوُم يوُدما ويفطر يوُدما" رواه أحد وغيه .ورو ش
ب الصيام إل ال صيام داود ،وأحب الصلة إل عمحرو قال :قال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم" :أح ت
ال صلة داود ،كان ينام نُصفه ويقوُم ثلِّثه وينام سدسه ،وكان يصوُم يوُدما ويفطر يوُدما"
جواز فطر الصائم المتطوع
... ... 1عنم أم هانُئ رضي ال عنها" :أن رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم دخل علِّيها يوُم الفتح،
فأت بشراب فشرب ث نُاولن ،فقلِّت :إن صائمحة .فقال" :إن التطوُع أمي علِّىَ نُفسه؛ فإن شئمت
72
فصوُمي ،وإن شئمت فأفطري" رواه أحد والدار قطن والبَيهقي ،ورواه الاكم وقال :صحيح السناد.
ولفظه" :الصائم التطوُع أمي علِّىَ نُفسه؛ إن شاء صام ،وإن شاء أفطر".
وعنم أب جحيفة قال :آْخىَ النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم بي سلِّمحان وأب الدرداء ،فزار سلِّمحان أبا
الدرداء ،فرأىً أم الدرداء متبَذلة ،فقال لا :ما شأنُك؟ قالت :أخوُك أبوُ الدرداء ليس له حاجة ف
الدنُيا ،فجاء أبوُ الدرداء ،فصنع له طعادما ،فقال :كل فإن صائم ،فقال :ما أنُا بآكل حت تأكل،
فأكل ،فلِّمحا كان اللِّيل ذهب أبوُ الدرداء يقوُم ،قال :ن ،فنام ،ث ذهب ،فقال :ن ،فلِّمحا كان ف آْخر
اللِّيل قال :قم الن؛ فصلِّيا ،فقال له سلِّمحان :إن لربك علِّيك حدقا ،ولنفسك علِّيك حقدا ،ولهلِّك
علِّيك حدقا ،فأعط كل ذي حق حقه ،فأت النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم فذكر له ذلك ،فقال النب صلِّىَ
ال علِّيه وسلِّم" :صدق سلِّمحان" رواه البَخماري والتمذي.
... ... 2وعنم أب سعيد الدري رضي ال عنه قال :صنعت لرسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم طعادما،
فأتان هوُ وأصحابه ،فلِّمحا وضع الطعام ،قال رجل منم القوُم :إن صائم ،فقال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه
وسلِّم" :دعاكم أخوُكم ،وتكحلِّف لكحم" ث قال" :أفطر وصم يوُدما مكحانُه ،إن شئمت" رواه البَيهقي بإسناد
حسنم كمحا قال الافظ .وقد ذهب أكثر أهل العلِّم إل جوُازأ الفطر لنم صام متطوُدعا ،واستحبَوُا له
قضاء ذلك اليوُم ،استدللد بذه الحاديث الصحيحة الصرية
آداب الصيام
يستحب للِّصائم أن يراعي ف صيامه الداب التية:
... ... 1السحوُر:
وقد أجعت المة علِّىَ استحبَابه ،وأنُه ل إث علِّىَ منم تركه ،فعنم أنُس رضي ال عنه :أن رسوُل ال
صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال" :تسحروا فإن السحوُر بركة" رواه البَخماري ومسلِّم .وعنم القدام بنم معد
يكحرب ،عنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال" :علِّيكحم بذا السحوُر فإنُه الغذاء البَارك" رواه النسائي
بسند جيد .وسبَب البكة أنُه يقوُي الصائم وينشطه ،ويهوُن علِّيه الصيام.
ب يتحقق؟:
ويتحقق السحوُر بكحثي الطعام وقلِّيلِّه .ولوُ برعة ماء ،فعنم أب سعيد الدري رضي ال عنه" :السحوُر
بركة فل تدعوُه ،ولوُ أن يرع أحدكم جرعة ماء ،فإن ال وملئكحته يصلِّوُن علِّىَ التسحرينم" رواه أحد.
وقته:
وقت السحوُر منم منتصف اللِّيل إل طلِّوُع الفجر ،والستحب تأخيه .فعنم زأيد بنم ثابت رضي ال عنه
قال :تسحرنُا مع رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ،ث قمحنا إل الصلة ،قلِّت :كم كان قدر ما بينهمحا؟
قال "خسي آْية" رواه البَخماري ومسلِّم .وعنم عمحرو بنم ميمحوُن قال" :كان أصحاب ممحد صلِّىَ ال
علِّيه وسلِّم أعجل الناس إفطادرا وأبطأهم سحوُدرا" رواه البَيهقي بسند صحيح .وعنم أب ذر الغفاري
73
رضي ال عنه مرفوُدعا" :ل تزال أمت بي ما عجلِّوُا الفطر ،وأخروا السحوُر" وف سنده سلِّيمحان بنم أب
عثمحان ،وهوُ مهوُل.
وجلوُزأ أبوُ حنيفة إخراج القيمحة .وقال :إذا أخرج الزكي منم القمحح فإنُه ريزئ نُصف صاع.
ر
قال أبوُ سعيد الدري" :كنا إذا كان فينا رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم رنرج زأكاة الفطر عنم كل
صغي وكبَي ،حر وملِّوُك :صادعا منم طعام ،أو صادعا منم أشذقط ،أو صادعا منم شعي ،أو صادعا منم تر ،أو
صادعا منم زأبيب ،فلِّم نُزل نرجه حت قدم معاوية حادجا أو معتمحدرا ،فكحللِّم الناس علِّىَ النب ،فكحان فيمحا
كللِّم به أن قال :أن أرىً أن ملدينم منم سراء الشام ،تعدل صادعا منم تر ،فأخذ الناس بذلك .قال أبوُ
سعيد فأما أنُا ،فل أزأال أخرجه أبددا ما عشت" رواه المحاعة .الدان :نُصف صاع ،والقصوُد بسمحراء
الشام :القمحح قال التمذي :والعمحل علِّىَ هذا عند بعض أهل العلِّم يرون منم كل شيء صادعا ،وهوُ
قوُل الشافعي وإسحاق.
وقال بعض أهل العلِّم :منم كل شيء صاع إل الب ،فإنُه يزئ نُصف صاع وهوُ قوُل سفيان ،وابنم
البَارك ،وأهل الكحوُفة.
مت تب؟
اتفق الفقهاء علِّىَ أنا تب ف آْخر رمضان ،واختلِّفوُا ف تديد الوُقت الذي تب فيه .فقال الثوُري
وأحد وإسحاق والشافعي ف الديد وإحدىً الروايتي عنم مالك :إن وقت وجوُبا ،غروب الشمحس ليلِّة
الفطر ،لنُه وقت الفطر منم رمضان.
وقال أبوُ حنيفة واللِّيث والشافعي ف القدي والرواية الثانُية عنم مالك :إن وقت وجوُبا طلِّوُع الفجر منم
يوُم العيد.
وفائدة هذا الختلف ف الوُلوُد يوُلد قبَل الفجر منم يوُم العيد ،وبعد مغيب الشمحس :هل تب علِّيه أم
ل تب؟ فعلِّىَ القوُل الول ل تب ،لنُه ولد بعد وقت الوُجوُب وعلِّىَ الثان :تب لنُه ولد قبَل وقت
الوُجوُب.
الشك ف طلِّوُع الفجر:
ولوُ شك ف طلِّوُع الفجر فلِّه أن يأكل ويشرب حت يستيقنم طلِّوُعه ،ول يعمحل بالشك ،فإن ال عز
ط
ي لشركحرم اهلشهي ر
وجل جعل ناية الكل والشرب التبَي نُفسه ل الشك؛ فقال) :شوركلِّروُاه شواهششربروُاه شحلت يشيتشبَشي ل ش
ض ذمشنم اهلشهيذط الشهسشوُذد ذمشنم الهشفهجذر ) .وقال رجل لبنم عبَاس رضي ال عنهمحا" :إن أتسحر فإذا اشلبهييش ر
شكحكحت أمسكحت؛ فقال ابنم عبَاس :كل ما شكحكحت حت ل تشك" .وقال أبوُ داود :قال أبوُ عبَد ال:
"إذا شك ف الفجر يأكل حت يستسقي طلِّوُعه" .وهذا مذهب ابنم عبَاس وعطاء والوزأاعي وأحد.
وقال النوُوي :وقد اتفق أصحاب الشافعي علِّىَ جوُازأ الكل للِّشاك ف طلِّوُع الفجر.
... ... 2تعجيل الفطر:
74
ويستحب للِّصائم أن يعجل الفطر مت تقق غروب الشمحس ،فعنم سهل بنم سعد :أن النب صلِّىَ ال
علِّيه وسلِّم قال" :ل يزال الناس بي ما عجلِّوُا الفطر" رواه البَخماري ومسلِّم .وينبَغي أن يكحوُن الفطر
علِّىَ رطبَات وتدرا ،فإن ل يد فعلِّىَ الاء .فعنم أنُس رضي ال عنه قال :كان رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه
وسلِّم يفطر علِّىَ رطبَات قبَل أن ريصللِّي ،فإن ل تكحنم فعلِّىَ ترات ،فإن ل تكحنم حسا حسوُات منم ماء.
رواه أبوُ داود والاكم وصححه ،والتمذي وحسنه .وعنم سلِّمحان بنم عامر :أن النب صلِّىَ ال علِّيه
وسلِّم قال" :إذا كان أحدكم صائدمحا فلِّيفطر علِّىَ التمحر ،فإن ل يد التمحر فعلِّىَ الاء ،فإن الاء طهوُر"
رواه أحد والتمذي وقال :حسنم صحيح .وف الديث دليل علِّىَ أنُه يستحب الفطر قبَل صلة الغرب
بذه الكحيفية ،فإذا صلِّىَ تناول حاجته منم الطعام بعد ذلك ،إل إذا كان الطعام موُجوُددا ،فإنُه يبَدأ به،
قال أنُس :قال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم" :إذا قدم العشاء فابدأوا به قبَل صلة الغرب ،ول
تعجلِّوُا عنم عشائكحم" رواه الشيخمان.
... ... 3الدعاء عند الفطر وأثناء الصيام:
روىً ابنم ماجه عنم عبَد ال بنم عمحرو بنم العاصا :أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال" :إن للِّصائم عند
فطره دعوُة ما ترد" ،وكان عبَد ال إذا افطر يقوُل" :اللِّهم إن أسألك برحتك الت وسعت كل شيء أن
تغفر ل" .وثبَت أنُه صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم كان يقوُل" :ذهب الظمحأ ،وابتلِّت العروق ،وثبَت الجر إن
ل :أنُه صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم كان يقوُل" :اللِّهم لك صمحت ،وعلِّىَ رزأقك شاء ال تعال" .وروي مرس د
أفطرت" .وروىً التمذي بسند صحيح أنُه صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال" :ثلثة ل ترد دعوُتم؛ الصائم
حت يفطر ،والمام العادل ،والظلِّوُم".
... ... 4الكحف عمحا يتناف مع الصيام:
الصيام عبَادة منم أفضل القربات ،شرعه ال تعال ليهذب النفس ،ويعوُدها الي .فينبَغي أن يتحفظ
الصائم منم العمحال الت تدش صوُمه ،حت ينتفع بالصيام ،وتصل له التقوُىً الت ذكرها ال ف قوُله(:
ب شعشلِّىَ الذذيشنم ذمنم قشيهبَلِّذركحهم لششعلِّلركحهم تشيتليرقوُشن( .وليس ذ
صشيارم شكشمحا ركت ش
ب شعلِّشهيركحرم ال ل ذ لذ
شيا أشييتشها ا ذيشنم آْشمنروُاه ركت ش
الصيام مرد إمساك عنم الكل والشرب ،وسائر ما نىَ ال عنه.
فعنم أب هريرة :أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال" :ليس الصيام منم الكل والشرب ،إنا الصيام منم
اللِّغوُ والرفث ،فإن سابك أحد أو جهل علِّيك فقل :إن صائم ..إن صائم" رواه ابنم خزيإة وابنم حبَان
والاكم ،وقال :صحيح علِّىَ شرط مسلِّم .وروىً المحاعة إل مسلِّدمحا عنم أب هريرة :أن النب صلِّىَ ال
علِّيه وسلِّم قال" :منم ل يدع قوُل الزور والعمحل به فلِّيس ل حاجة ف أن يدع طعامه وشرابه" .وعنه أن
النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال" :رب صائم ليس له منم صيامه إل الوُع والعطش ،ورب قائم ليس له
منم قيامه إل السهر" رواه النسائي وابنم ماجه الاكم ،وقال :صحيح علِّىَ شرط البَخماري.
... ... 5السوُاك:
75
ويستحب للِّصائم أن يتسوُك أثناء الصيام ،ول فرق بي أول النهار وآْخره .قال التمذي" :ول ير
الشافعي بالسوُاك أول النهار وآْخره بأدسا" .وكان النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يتسوُك وهوُ صائم .وتقدم
ذلك ف هذا الكحتاب ،فلِّيجع إليه.
... ... 6الوُد ومدارسة القرآْن:
الوُد ومدارسة القرآْن مستحبَان ف كل وقت ،إل أنمحا آْكد ف رمضان .روىً البَخماري عنم ابنم عبَاس
رضي ال عنهمحا قال :كان رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أجوُد الناس ،وكان أجوُد ما يكحوُن ف رمضان
حي يلِّقاه جبيل ،وكان يلِّقاه ف كل ليلِّة منم رمضان فيدارسه القرآْن ،فشلِّرسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم
أجوُد بالي منم الريح الرسلِّة.
... ... 7الجتهاد ف العبَادة ف العشر الواخر منم رمضان:
روىً البَخماري ومسلِّم عنم عائشة رضي ال عنها :أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم" :كان إذا دخل العشر
الواخر أحيا اللِّيل ،وأيقظ أهلِّه ،وشد الئمزر" .وف رواية لسلِّم" :كان يتهد ف العشر الواخر ما ل
يتهد ف غيه" .وروىً التمذي وصححه عنم علِّي رضي ال عنه قال" :كان رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه
وسلِّم يوُقظ أهلِّه ف العشر الواخر ويرفع الئمزر"
مباحات الصيام
يبَاح ف الصيام ما يأت:
... ... 1نُزول الاء والنُغمحاس فيه :لا رواه أبوُ بكحر بنم عبَد الرحنم عنم بعض أصحاب النب صلِّىَ
ال علِّيه وسلِّم :أنُه حدثه فقال" :ولقد رأيت رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يصب علِّىَ رأسه الاء وهوُ
صائم ،منم العطش أو منم الر" رواه أحد ومالك وأبوُ داود بإسناد صحيح .وف الصحيحي عنم عائشة
رضي ال عنها :أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم" :كان يصبَح جندبَا وهوُ صائم ث يغتسل" .فإن دخل الاء
ف جوُف الصائم منم غي قصد فصوُمه صحيح.
... ... 2الكتحال :والقطرة ونوُها ما يدخل العي؛ سوُاء وجد طعمحه ف حلِّقه أم ل يده؛ لن
العي ليست منفذاد إل الوُف .وعنم أنُس" :أنُه كان يكحتحل وهوُ صائم" .وإل هذا ذهبَت الشافعية،
وحكحاه ابنم النذر عنم عطاء والسنم والنخمعي والوزأاعي وأب حنيفة وأب ثوُر .وروىً عنم ابنم عمحر وأنُس
وابنم أب أوف منم الصحابة .وهوُ مذهب داود .ول يصح ف هذا البَاب شيء عنم النب صلِّىَ ال علِّيه
وسلِّم كمحا قال التمذي.
... ... 3الرقبَلِّة :لنم قدر علِّىَ ضبَط نُفسه .فقد ثبَت عنم عائشة رضي ال عنها قالت" :كان النب
صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يقلبَل وهوُ صائم ،ويبَاشر وهوُ صائم ،وكان أملِّكحكحم لربه" .وعنم عمحر رضي ال
عنه أنُه قال :هششت يوُدما ،فقبَللِّت وأنُا صائم ،فأتيت النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم فقلِّت :صنعت اليوُم
76
أمدرا عظيدمحا ،قبَليهلِّت وأنُا صائم ،فقال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم" :أرأيت لوُ تضمحت باء وأنُت
صائم؟ قلِّت :ل بأس بذلك ،قال :ففيم؟".
قال ابنم النذر :رلخص ف الرقبَلِّة عمحر وابنم عبَاس وأبوُ هريرة وعائشة وعطاء والشعب والسنم وأحد
وإسحاق .ومذهب الحناف والشافعية :أنا تكحره علِّىَ منم حركت شهوُته ،ول تكحره لغيه ،لكحنم اشلول
تركها .ول فرق بي الشيخ والشاب ف ذلك ،والعتبَار بتحريك الشهوُة ،وخوُف النُزال ،فإن حركت
شهوُة شاب ،أو شيخ قوُي ،كرهت .وإن ل تركها لشيخ أو شاب ضعيف ،ل تكحره ،والول تركها
سوُاء قبَل الد أو الفم أو غيها ،وهكحذا البَاشرة باليد والعانُقة لمحا حكحم القبَلِّة.
... ... 4القنة :مطلِّدقا؛ سوُاء أكانُت للِّتغذية ،أم لغيها ،وسوُاء أكانُت ف العروق ،أو تت اللِّد،
فإنا وإن وصلِّت إل الوُف ،فإنا تصل إليه منم غي النفذ العتاد.
... ... 5الجامة :وهي أخذ الدم منم الرأس وقد احتجم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم وهوُ صائم ،إل
إذا كانُت تضعف الصائم فإنا تكحره له ،قال ثابت البَنان لنُس :أكنتم تكحرهوُن الجامة للِّصائم علِّىَ
عهد رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم؟ قال" :ل ،إل منم أجل الضعف" رواه البَخماري وغيه .والفصد
وهوُ أخذ الدم منم أي عضوُ مثل الجامة ف الكحم.
... ... 6الضمحضة والستنشاق :إل أنُه تكحره البَالغة فيهمحا ،فعنم لقيط بنم صبة أن النب صلِّىَ ال
علِّيه وسلِّم قال" :فإذا استنشقت فأبلِّغ ،إل أن تكحوُن صائدمحا" رواه أصحاب السننم .وقال التمذي:
حسنم صحيح.
وقد كره أهل العلِّم السعوُط وهوُ وضع الدواء ف النُف للِّصائم ،ورأوا أن ذلك يفطر ،وف الديث ما
يقوُي قوُلم .قال ابنم قدامة :وإن تضمحض أو استنشق ف الطهارة فسبَق الاء إل حلِّقه منم غي قصد
ول إسراف فل شيء علِّيه ،وبه قال الوزأاعي وإسحاق والشافعي ف أحد قوُليه ،وروي ذلك عنم ابنم
عبَاس .وقال مالك وأبوُ حنيفة :يفطر ،لنُه أوصل الاء إل جوُفه ،ذاكدرا لصوُمه فأفطر كمحا لوُ تعمحد.
قال ابنم قدامة مرجدحا الرأي الول :ولنا أنُه وصل الاء إل حلِّقة منم غي إسراف ول قصد ،فأشبَه ما لوُ
طارت ذبابة إل حلِّقه وقد قال ابنم عبَاس :دخوُل الذباب ف حلِّق الصائم ل يفطر ،وبذا فارق
العتمحد.
... ... 2وكذا يبَاح له ما ل يإكحنم الحتازأ عنه كبَلِّع الريق ،وغبَار الطريق ،وغربلِّة الدقيق والنخمامة
ونوُ ذلك .وقال ابنم عبَاس :ل بأس أن يذوق الطعام الل ،والشيء يريده شراءه.
وكان السنم يإضغ الوُزأ لبنم ابنه وهوُ صائم ،ورخص فيه إبراهيم .وأما مضغ العلِّك أي :اللِّبَان فإنُه
مكحروه ،إذا كان ل يتفتت منه أجزاء .ومنم قال بكحراهته الشعب والنخمعي والحناف والشافعي والنابلِّة.
ورخصت عائشة وعطاء ف مضغه ،لنُه ل يصل إل الوُف ،فهوُ كالصاة يضعها ف فمحه .هذا إذا ل
تتحلِّل منه أجزاء ،فإن تلِّلِّت منه أجزاء ونُزلت إل الوُف أفطر.
77
قال ابنم تيمحية :وشم الروائح الطيبَة ل بأس به للِّصائم .وقال :أما الكححل والقنة وما يقطر ف إحلِّيلِّه
ومداواة الأموُمة والائفة فهذا ما تنازأع فيه أهل العلِّم؛ فمحنهم منم ل ريفطر بشيء منم ذلك .ومنهم منم
فلطر بالمحيع إل بالكححل ،ومنهم منم فلطر بالمحيع إل بالتقطي ،ومنهم منم ل يفلطر بالكححل ول
بالتقطي ،ويفلطر با سوُىً ذلك.
ث قال مرجدحا الرأي الول :والظهر أنُه ل يفلطر بشيء منم ذلك ،فإن الصيام منم دينم السلم الذي
يتاج إل معرفته الاصا والعام.
فلِّوُ كانُت هذه الموُر ما حرمها ال ورسوُله ف الصيام ويفسد الصوُم با لكحان هذا ما يب علِّىَ
الرسوُل بيانُه؛ ولوُ ذكر ذلك لعلِّمحه الصحابة ،وبلِّغوُه المة .كمحا بلِّغوُا سائر شرعه .فلِّمحا ل ينقل أحد
منم أهل العلِّم عنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ف ذلك حديدثا صحيدحا ،ول ضعيدفا ،ول مسنددا ول
ل :علِّم أنُه ل ينكحر شيدئما منم ذلك. مرس د
قال :فإذا كانُت الحكحام الت تعم با البَلِّوُىً ل بد أن يبَينها رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم بيادنُا عادما،
ول بد أن تنقل المة ذلك.
فمحعلِّوُم أن الكححل ونوُه ما تعم به البَلِّوُىً ،كمحا تعم بالدهنم والغتسال والبَخموُر والطيب .فلِّوُ كان
هذا ما يفطر لبَينه النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم كمحا بلي الفطار بغيه ،فلِّمحا ل يبَي ذلك علِّم أنُه منم
جنس الطيب والبَخموُر والدهنم.
والبَخموُر قد يتصاعد إل النُف ويدخل ف الدماغ وينعقد أجسادما ،والدهنم يشربه البَدن ،ويدخل إل
داخلِّه ويتقوُىً به النُسان ،كذلك يتقوُىً بالطيب قوُة جيدة ،فلِّمحا ل ينه الصائم عنم ذلك دل علِّىَ
جوُازأ تطيبَه وتبَخمره وادهانُه وكذلك اكتحاله ،وقد كان السلِّمحوُن ف عهده صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ريرح
أحدهم ،إما ف الهاد وإما ف غيه مأموُمة وجائفة ،فلِّوُ كان يفطره لبَي لم ذلك .فلِّمحا ل ينه الصائم
عنم ذلك علِّم أنُه ل يعلِّه مفطدرا .ث قال :فإن الكححل ل يغذي ألبَتة ول يدخل أحد كحلد إل جوُفه،
ل منم أنُفه ول منم فمحه.
وكذلك القنة ل تغذي بل تستفرغ ما ف البَدن؛ كمحا لوُ شم شيدئما منم السهلت ،أو فزع فزدعا أوجب
استطلق جوُفه ،وهي ل تصل إل العدة.
والدواء الذي يصل إل العدة ،ف مداواة الائفة أي الراحة الت تصل إل الوُف والأموُمة أي الشجة
ف الرأس تصل إل أم الدماغ ،ومداواتمحا ليست تغذية :ل يشبَه ما يصل إليها منم غذائه .وال سبَحانُه
ب شعشلِّىَ الذذيشنم ذمنم قشيهبَلِّذركحهم لششعلِّلركحهم تشيتليرقوُشن( .وقال ذ
صشيارم شكشمحا ركت ش
ب شعلِّشهيركحرم ال ل ذ لذ
قال ( :شيا أشييتشها ا ذيشنم آْشمنروُاه ركت ش
صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم" :الصوُم جنة" ،وقال" :إن الشيطان يري منم ابنم آْدم مرىً الدم ،فضيقوُا ماريه
بالوُع والصوُم".
78
فالصائم ني عنم الكل والشرب ،لن ذلك سبَب التقلوُي؛ فتك الكل والشرب الذي يوُلد الدم
الكحثي ،الذي يري فيه الشيطان ،إنا يتوُلد منم الغذاء ،ل عنم حقنة ،ول كحل ،ول ما يقطر ف الذكر،
ول ما يداوي به الأموُمة والائفة .انُتهىَ.
... ... 8ويبَاح للِّصائم أن يأكل ويشرب ويامع حت يطلِّع الفجر ،فإذا طلِّع الفجر وف فمحه طعام
وجب علِّيه أن يلِّفظه ،أو كان مامدعا وجب علِّيه أن ينزع .فإن لفظ أو نُزع صح صوُمه ،وإن ابتلِّع ما
ف فمحه منم طعام متادرا أو استدام المحاع أفطر .روىً البَخماري ومسلِّم عنم عائشة رضي ال عنها :أن
النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال" :إن بللد يؤذن بلِّيل ،فكحلِّوُا واشربوُا حت يؤذن ابنم أم مكحتوُم".
... ... 9ويبَاح للِّصائم أن يصبَح جندبَا ،وتقدم حديث عائشة ف ذلك.
... ... 10والائض والنفساء اذا انُقطع الدم منم اللِّيل جازأ لمحا تأخي الغسل إل الصبَح ،وأصبَحتا
صائمحتي ،ث علِّيهمحا أن تتطهرا للِّصلة
ما يبطل الصيام
ما يبَطل الصيام قسمحان:
... ... 1ما يبَطلِّه ويوُجب القضاء.
... ... 2وما يبَطلِّه ويوُجب القضاء والكحفارة.
فأما ما يبَطلِّه ويوُجب القضاء فقط فهوُ ما يأتىَ:
... ... 2 ... , ... 1الكل والشرب عمحددا:
فإن أكل أو شرب نُاسديا أو مطدئما أو مكحردها فل قضاء علِّيه ول كفارة.
فعنم أب هريرة أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال" :منم نُسي وهوُ صائم فأكل أو شرب فلِّيتم صوُمه،
فإنا أطعمحه ال وسقاه" رواه المحاعة.
وقال التمذي :والعمحل علِّىَ هذا عند أكثر أهل العلِّم ،وبه يقوُل سفيان الثوُري والشافعي وأحد
وإسحق .وروىً الدارقطن والبَيهقي والاكم وقال :صحيح علِّىَ شرط مسلِّم عنم أب هريرة أن النب
صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال" :منم أفطر ف رمضان نُاسديا فل قضاء علِّيه ول كفارة" قال الافظ بنم حجر:
إسناده صحيح .وعنم ابنم عبَاس رضي ال عنهمحا :أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال" :إن ال وضع عنم
أمت الطأ والنسيان وما استكحرهوُا علِّيه" رواه ابنم ماجة والطبان والاكم.
... ... 3القيء عمحددا:
فإن غلِّبَه القئ فل قضاء علِّيه ول كفارة .فعنم أب هريرة :أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال" :منم ذرعه
القيء فلِّيس علِّيه قضاء ،ومنم استقاء عمحددا فلِّيقض" وذرعه القيء :أي غلِّبَه ،واستقاء :أي تعمحد القيء
واستخمراجه بشم ما يقيئمه أو بإدخال يده ف فيه رواه أحد وأبوُ داود والتمذي وابنم ماجه وابنم حبَان
والدار قطن والاكم وصححه.
79
قال الطاب :ل أعلِّم خلدفا بي أهل العلِّم ف أن منم ذرعه القيء فإنُه ل قضاء علِّيه ،ول ف أن منم
استقاء عمحددا فعلِّيه القضاء.
... ... 5 ... , ... 4اليض والنفاس
ولوُ ف اللِّحظة الخية قبَل غروب الشمحس ،وهذا ما أجع العلِّمحاء علِّيه.
... ... 6الستمحناء :
أي تعمحد إخراج الن بأي سبَب منم السبَاب؛ سوُاء أكان سبَبَه تقبَيل الرجل لزوجته أو ضمحها إليه ،أو
كان باليد ،فهذا يبَطل الصوُم ،ويوُجب القضاء .فإن كان سبَبَه مرد النظر نادرا ف الصيام ل يبَطل
الصوُم ،ول يب فيه شيء .وكذلك الذي ل يؤثر ف الصوُم قل أو أكثر.
... ... 7تناول ما ل يتغذىً به منم النفذ العتاد إل الوُف
مثل تعاطي اللِّح الكحثي ،فهذا يفطر ف قوُل عامة أهل العلِّم.
... ... 8ومنم نُوُىً الفطر وهوُ صائم بطل صوُمه
وإن ل يتناول مفطدرا .فإن النية ركنم منم أركان الصيام ،فإن نُقضها قاصددا الفطر ومتعمحددا له انُتقض
صيامه ل مالة.
... ... 9إذا أكل أو شرب أو جامع ظادنُا غروب الشمحس وعدم طلِّوُع الفجر
فظهر خلف ذلك فعلِّيه القضاء عند جهوُر العلِّمحاء ،ومنهم الئمحة الربعة.
وذهب إسحاق وداود وابنم وعطاء وعروة والسنم البَصري وماهد إل أن صوُمه صحيح ،ول قضاء
ذ ذ ذ
س شعلِّشهيركحهم رجشناةح فيشمحا أشهخطشأهرت بذه شولشكحنم لما تشيشعلمحشد ه
ت قريرلِّوُبرركحهم.(0 علِّيه .لقوُل ال تعال) :شولشهي ش
ولقوُل رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم" :إن ال وضع عنم أمت الطأ إل "..وتقدم.
وروىً عبَد الرزأاق قال :حدثنا شمهعشمحر عنم العمحش عنم يزيد بنم وهب ،قال" :أفطر الناس ف زأمنم عمحر
بنم الطاب ،فرأيت ذعشسادسا أي أقدادحا ضخمادما .قيل :أن القدح نوُ ثانُية أرطال أخرجت منم بيت
حفصة فشربوُا ،ث طلِّعت الشمحس منم سحاب فكحأن ذلك شق علِّىَ الناس؛ فقالوُا :نُقضي هذا اليوُم،
فقال عمحر :ل؟ وال ما تانُفنا الث" التجانُف :اليل .أي ل نل لرتكحاب الث.
وروىً البَخماري عنم أساء بنت أب بكحر رضي ال عنها قالت" :أفطرنُا يوُدما منم رمضان ف غيم علِّىَ
عهد رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ،ث طلِّعت الشمحس".
قال ابنم تيمحية وهذا يدل علِّىَ شيئمي:
الول :يدل علِّىَ أنُه ل يستحب مع الغيم التأخي إل أن يتيقنم الغروب ،فإنم ل يفعلِّوُا ذلك ،ول
يأمرهم به النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ،والصحابة مع نُبَيهم أعلِّم وأطوُع ل ورسوُله ،منم جاء بعدهم.
الثان :يدل علِّىَ أنُه ل يب القضاء ،فإن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم لوُ أمرهم بالقضاء ،لشاع ذلك،
كمحا نُقل فطرهم ،فلِّمحا ل ينقل دل علِّىَ أنُه ل يأمرهم به.
80
وأما ما يبَطلِّه ويوُجب القضاء والكحفارة فهوُ المحاع ل غي عند المحهوُر؛ فعنم أب هريرة :قال :جاء
رجل إل النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ،فقال :هلِّكحت يا رسوُل ال .قال" :وما أهلِّكحك؟" قال :وقعت
علِّىَ امرأت ف رمضان .فقال" :هل تد ما تعتق به رقبَة؟" قال :ل ،قال" :فهل تستطيع أن تصوُم
شهرينم متتابعي؟" قال :ل .قال" :فهل تد ما تطعم ستي مسكحيدنا؟" قال :ل .قال :ث جلِّس فأت
النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم بعرق العرق :مكحيال يسع 15صادعا فيه تر ،فقال :تصدق بذا ،قال :فهل
علِّىَ أفقر منا؟ فمحا بي لبتيها لبتيها :جع لبة .وهي الرض الت فيها حجارة سوُد .والراد :ما بي
أطراف الدينة أفقر منا أهل بيت أحوُج إليه منا؟ فضحك النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ،حت بدت
نُوُاجذه ،وقال" :اذهب فأطعمحه أهلِّك" رواه المحاعة .ويستدل بذا منم ذهب إل سقوُط الكحفارة
بالعسار ،وهوُ أحد قوُل الشافعي ،ومشهوُر مذهب أحد ،وجزم به بعض الالكحية ،والمحهوُر علِّىَ أن
الكحفارة ل تسقط بالعسار .ومذهب المحهوُر :أن الرأة والرجل سوُاء ف وجوُب الكحفارة علِّيهمحا ،ما
داما قد تعمحدا المحاع ،متارينم ف نار رمضان نُاويي الصيام .فإن كان الصيام قضاء رمضان ،أو نُذدرا
وأفطر بالمحاع ،فل كفارة ف ذلك
فإذا وقع المحاع نُسيادنُا ،أو ل يكحوُنُا متارينم ،بأن أكرها علِّيه ،أو ل يكحوُنُا نُاويي الصيام ،فل كفارة
علِّىَ واحد منهمحا.
فإن أكرهت الرأة منم الرجل ،أو كانُت مفطرة لعذر وجبَت الكحفارة علِّيه دونا.
ومذهب الشافعي :أنُه ل كفارة علِّىَ الرأة مطلِّدقا ،ل ف حالة الختيار ،ول ف حالة الكراه .وإنا
يلِّزمها القضاء فقط .قال النوُوي :والصح علِّىَ المحلِّة وجوُب كفارة واحدة علِّيه خاصة عنم نُفسه
فقط ،وأنُه ل شيء علِّىَ الرأة ،ول يلقيها الوُجوُب ،لنُه حق ماتل متص بالمحاع ،فاختص به الرجل،
دون الرأة كالهر.
قال أبوُ داود :سئمل أحد عمحنم أتىَ أهلِّه ف رمضان ،أعلِّيه كفارة؟ قال :ما سعنا أن علِّىَ امرأة كفارة.
وهذه إحدىً الروايتي عنم أحد.
قال ف الغن :ووجه ذلك :أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم" :أمر الوُاطئ ف رمضان أن يعتق رقبَة ،ول
يأمر ف الرأة بشيء ،مع علِّمحه بوُجوُد ذلك منها".
والكحفارة علِّىَ التتيب الذكوُر ف الديث ،ف قوُل جهوُر العلِّمحاء.
فيجب العتق أودل ،فإن عجز عنه صام شهرينم متتابعي ،ليس فيهمحا رمضان ول أيام العيد والتشريق،
فإن عجز عنه أطعم ستي مسكحيدنا منم أوسط ما يطعم منه أهلِّه ،ول يصح النُتقال منم حالة إل
أخرىً ،إل إذا عجز عنها ،ومذهب الالكحية ورواية لحد :أنُه مي بي هذه الثلثة فأيها فعل أجزأ عنه.
لا روىً مالك ،وابنم جريح .عنم حيد بنم عبَد الرحنم .عنم أب هريرة :أن رجلد أفطر ف رمضان فأمره
81
رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أن يكحفر بعتق رقبَة ،أو صيام شهرينم متتابعي أو إطعام ستي مسكحيدنا،
رواه مسلِّم و "أو" تفيد التخميي.
ولن الكحفارة بسبَب مالفة ،فكحانُت علِّىَ التخميي ،ككحفارة اليمحي .قال الشوُكان :وقد وقع ف الروايات
ما يدل علِّىَ التتيب والتخميي ،والذينم رووا التتيب أكثر ،ومعه الزيادة.
وجع الهلِّب والقرطب بي الروايات بتعدد الوُاقعة .قال الافظ :هوُ بعيد ،لن القصة واحدة ،والخمرج
متحد ،والصل عدم التعدد .وأجع بعضهم ممحل التتيب علِّىَ الولوُية ،والتخميي علِّىَ الوُازأ ،وعكحسه
بعضهم ،انُتهىَ.
هذا ومذهب أحد ف الطعام أن لكحل مسكحي مددا منم قمحح .أو نُصف صاع منم تر أو شعي ونوُها.
وقال أبوُ حنيفة :منم القمحح نُصف صاع ومنم غيه صاع .وقال الشافعي ومالك :يطعم مددا منم أي
النُوُاع شاء .وهذا رأي أب هريرة وعطاء والوزأاعي ،وهوُ أظهر ،فإن العرق الذي أعطي للعراب يسع
15صادعا.
ومنم جامع عامددا ف نار رمضان ول يكحفر ،ث جامع ف يوُم آْخر منه فعلِّية كفارة واحدة ،عند
الحناف ،ورواية عنم أحد؛ لنا جزاء عنم جناية تكحرر سبَبَها قبَل استيفائها ،فتتداخل.
وقال مالك والشافعي ،ورواية عنم أحد :علِّيه كفارتان ،لن كل يوُم عبَادة مستقلِّة ،فإن وجبَت الكحفارة
بإفساده ل تتداخل كرمضانُي .وقد أجعوُا :علِّىَ أن منم جامع ف رمضان عامددا وكفر ث جامع ف يوُم
آْخر فعلِّيه كفارة أخرىً .وكذلك أجعوُا علِّىَ أن منم جامع مرتي ف يوُم واحد ل يكحفر عنم الول أن
علِّيه كفارة واحدة .فإن كفر عنم المحاع الول ل يكحفر ثانُديا عند جهوُر الئمحة .وقال أحد :علِّيه
كفارة ثانُية
قضاء رمضان
قضاء رمضان ل يب علِّىَ الفوُر ،بل يب وجوُدبا موُسدعا ف أي وقت ،وكذلك الكحفارة؛ فقد صح عنم
عائشة أنا كانُت تقضي ما علِّيها منم رمضان ف شعبَان رواه أحد ومسلِّم ،ول تكحنم تقضيه فوُدرا عند
قدرتا علِّىَ القضاء .والقضاء مثل الداء ،بعن أن منم ترك أيادما يقضيها دون أن يزيد علِّيها .ويفارق
ضا أشهو شعشلِّىَ شسشفتر فشعذلدة لمهنم أشلياتم
القضاء الداء ف أنُه ل يلِّزم فيه التتابع ،لقوُل ال تعال ( :شوشمنم شكاشن شمذري د
ضا أو مسافدرا فأفطر فلِّيصم عدة أيام الت أفطر فيها ف أيام أخر متتابعات أو أرشخشر)؛ أي ومنم كان مري د
غي متتابعات ،فإن ال أطلِّق الصيام ول يقيده .وروىً الدار قطن عنم ابنم عمحر رضي ال عنهمحا :أن
النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال ف قضاء رمضان" :إن شاء فلرق وإن شاء تابع" .وإن أخر القضاء حت
دخل رمضان آْخر صام رمضان الاضر ،ث يقضي بعده ما علِّيه ،ول فدية علِّيه؛ سوُاء كان التأخي
لعذر أو لغي عذر ،وهذا هوُ مذهب الحناف والسنم البَصري .ووافق مالك والشافعي وأحد وإسحاق
الحناف ف أنُه ل فدية علِّيه إذا كان التأخي بسبَب العذر .وخالفوُهم فيمحا إذا ل يكحنم له عذر ف
82
التأخي ،فقالوُا :علِّيه أن يصوُم رمضان الاضر ث يقضي ما علِّيه بعده ،ويفدي عمحا فاته عنم كل يوُم
مددا منم طعام .وليس لم ف ذلك دليل يإكحنم الحتجاج به .فالظاهر ما ذهب إليه الحناف ،فإنُه ل
شرع إل بنص صحيح
من مات وعليه صيام
أجع العلِّمحاء علِّىَ أن منم مات وعلِّيه فوُائت منم الصلة فإن وليه ل يصلِّي عنه ول غي وليه ،وكذلك
منم عجز عنم الصيام ل يصوُم عنه أحد أثناء حياته .فإن مات وعلِّيه صيام وكان قد تكحنم منم صيامه
قبَل موُته فقد اختلِّف الفقهاء ف حكحمحه:
فذهب جهوُر العلِّمحاء ،ومنهم أبوُ حنيفة ،ومالك ،والشافعي ف الشهوُر عنه إل أن وليه ل يصوُم عنه،
ويطعم عنه مددا عنم كل يوُم عند غي أب حنيفة ،أو نُصف صاع منم قمحح أو صادعا منم غيه كمحا هوُ
رأي أب حنيفة.
والذهب الخمتار عند الشافعية :أنُه يستحب لوُليه أن يصوُم عنه ،ويبأ به اليت ،ول يتاج إل إطعام
عنه .والراد بالوُل :القريب؛ سوُاء كان عصبَة أو واردثا أو غيها .ولوُ صام أجنب عنه صح إن كان بإذن
الوُل ،وإل فإنُه ل يصح .واستدلوُا با رواه أحد والشيخمان عنم عائشة :أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم
قال" :منم مات وعلِّيه صيام صام عنه وليه" زأاد البَزار لفظ :إن شاء وسند الزيادة حسنم ،وروي أحد
وأصحاب السننم عنم ابنم عبَاس رضي ال عنهمحا :أن رجلد جاء إل النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ،فقال:
يا رسوُل ال ،إن أمي ماتت وعلِّيها صيام شهر ،أفاقضيه عنها؟ فقال" :لوُ كان علِّىَ أمك شدينم أكنت
قاضيه؟ قال :نُعم .قال" :فدينم ال أحق أن يقضىَ".
قال النوُوي :وهذا القوُل هوُ الصحيح الخمتار الذي نُعتقده ،وهوُ الذي صححه مققوُ أصحابنا
الامعوُن بي الفقه والديث لذه الحاديث الصحيحة الصرية.
التقدير ف البَلد الت يطوُل نارها ويقصر ليلِّها
اختلِّف الفقهاء ف التقدير ف البَلد الت يطوُل نارها ويقصر ليلِّها ،والبَلد الت يقصر نارها ويطوُل
ليلِّها :علِّىَ أي البَلد يكحوُن؟
فقيل :يكحوُن التقدير علِّىَ البَلد العتدلة الت وقع فيها التشريع كمحكحة والدينة ،وقيل :علِّىَ أقرب بلد
معتدلة إليهم
ليلة القدر
فضلِّها:
ليلِّة القدر أفضل ليال السنة لقوُل ال تعال) :ذإلنُا أشنُشزلهشناهر ذف شهلييلِّشذة الهشقهدذر* شوشما أشهدشراشك شما شهلييلِّشةر الهشقهدذر* شهلييلِّشةر
خيير لمنم أشله ذ
ف ششههتر(؛ أي العمحل فيها منم الصلة والتلوة والذكر خي منم العمحل ف ألف شهر، الهشقهدذر ش ه ة ه
ليس فيها ليلِّة القدر.
83
استحبَاب طلِّبَها:
ويستحب طلِّبَها ف الوُتر منم العشر الواخر منم رمضان؛ فقد كان النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يتهد ف
طلِّبَها ف العشر الواخر منم رمضان .وتقدم أنُه كان إذا دخل العشر الواخر أحيا اللِّيل وأيقظ أهلِّه،
وشد الئمزر أي اعتزل النساء واشتد ف العبَادة.
أي اللِّيال هي؟
للِّعلِّمحاء آْراء ف تعيي هذه اللِّيلِّة؛ فمحنهم منم يرىً أنا ليلِّة الادي والعشرينم ،ومنهم منم يرىً أنا ليلِّة
الثالث والعشرينم ،ومنهم منم يرىً أنا ليلِّة الامس والعشرينم ،ومنهم منم ذهب إل أنا ليلِّة التاسع
والعشرينم ،ومنهم منم قال :إنا تنتقل ف ليال الوُتر منم العشر الواخر.
وأكثرهم علِّىَ أنا ليلِّة السابع والعشرينم ،روىً أحد بإسناد صحيح عنم ابنم عمحر رضي ال عنهمحا قال:
قال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم" :منم كان متحريها فلِّيتحرها ليلِّة السابع والعشرينم" ،وروي مسلِّم
ب بنم كعب أنُه قال" :وال الذي ل إله إل هوُ إنا لفي وأحد وأبوُ داود والتمذي وصححه عنم أ ل
رمضان يلِّف ما يستثن وال إن لعلِّم أي ليلِّة هي ،هي اللِّيلِّة الت أمرنُا رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه
وسلِّم بقيامها ،هي ليلِّة سبَع وعشرينم ،وأمارتا أن تطلِّع الشمحس ف صبَيحة يوُمها بيضاء ل شعاع لا".
قيامها والدعاء فيها:
... ... 1روي البَخماري ومسلِّم عنم أب هريرة أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال" :منم قام ليلِّة القدر
إيإادنُا واحتسادبا غفر له ما تقدم منم ذنُبَه".
... ... 2وروىً أحد ،وابنم ماجه ،والتمذي وصححه عنم عائشة رضي ال عنها قالت :قلِّت :يا
ي ليلِّتة ليلِّةر القدر ما أقوُل فيها؟ قال" :قوُل :اللِّهم إنُك عفوُ تب العفوُ رسوُل ال ،أرأيت إن علِّمحت أ ت
فاعف عن"
العشر الواخإر من رمضان
كان النب صلِّىَ ال علِّيه وسللِّم يص العشر الواخر منم رمضان بأعمحال ل يعمحلِّها ف بقية الشهر:
إحياء اللِّيل ،فيحتمحل أن الراد إحياء اللِّيل كلِّه ،ففي حديث عائشة قالت " :كان النب صلِّىَ ال علِّيه
شر وشد الئمزر" رواه أحد .ويتمحل أن وسللِّم يلِّط العشرينم بصلة ونُوُم ،فإذا كان العشر يعن الخي ل
يرراد بإحياء اللِّيل إحياء غالبَه ،ويؤيده ما ف صحيح مسلِّم عنم عائشة ،قالت" :ما أعلِّمحه صلِّىَ ال علِّيه
وسللِّم قام ليلِّة حت الصبَاح ".
ومنها :أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسللِّم كان يوُقظ أهلِّه للِّصلة ف ليال العشر دون غيه منم اللِّيال ،قال
سفيان الثوُري :أحب إذا دخل العشر الواخر أن يتهجد باللِّيل ،ويتهد فيه ،وينهض أهلِّه وولده إل
الصلة إن أطاقوُا ذلك .وقد صح عنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسللِّم أنُه كان يطرق فاطمحة وعلِّليا ليلد فيقوُل
لمحا" :أل تقوُمان فتصلِّيان " رواه البَخماري ومسلِّم.
84
وكان يوُقظ عائشة باللِّيل إذا قضىَ تجده وأراد أن يوُتر .وورد التغيب ف إيقاظ أحد الزوجي صاحبَه
للِّصلة ،ونُضح الاء ف وجهه .وف الوُطأ أن عمحر بنم الطاب كان يصلِّي منم اللِّيل ما شاء ال أن
يصلِّي ،حت إذا كان نُصف اللِّيل أيقظ أهلِّه للِّصلة ،يقوُل لم :الصلة الصلة ،ويتلِّوُ هذه الية:
"وأمر أهلِّك بالصلة واصطب علِّيها" ]طه .[132
ومنها أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسللِّم كان يشد الئمزر .واختلِّفوُا ف تفسيه ،فمحنهم منم قال :هوُ كناية
عنم شدة جلده واجتهاده ف العبَادة ،وهذا فيه نُظر ،والصحيح أن الراد اعتزاله للِّنساء ،وبذلك فسره
السلِّف والئمحة التقدموُن منهم سفيان الثوُري ،وورد تفسيه بأنُه ل يأو إل فراشه حت ينسلِّخ رمضان.
وف حديث أنُس " :وطوُىً فراشه ،واعتزل النساء " .وقد قالت طائفة منم السلِّف ف تفسي قوُله تعال:
"فالن باشروهنم وابتغوُا ما كتب ال لكحم" ]البَقرة : [187 :إنُه طلِّب ليلِّة القدر .والعن ف ذلك أن
ال تعال لا أباح مبَاشرة النساء ف ليال الصيام إل أن يتبَي اليط البيض منم اليط السوُد ،أمر مع
ذلك بطلِّب ليلِّة القدر؟ لئمل يشتغل السلِّمحوُن ف طوُل ليال الشهر بالستمحتاع البَاح ،فيفوُتم طلِّب
ليلِّة القدر ،فأمر مع ذلك بطلِّب ليلِّة القدر بالتهجد منم اللِّيل ،خصوُصاد ف اللِّيال الرجوُ فيها ليلِّة
القدر ،فمحنم هاهنا كان النب )صلِّىَ ال علِّيه وسللِّم( يصيب منم أهلِّه ف العشرينم منم رمضان ،ث يعتزل
نُساءه ويتفرغ لطلِّب ليلِّة القدر ف العشر الواخر.
ومنها تأخيه للِّفطوُر إل السحر :روي عنه منم حديث عائشة وأنُس أنُه لا كان ف ليال العشر يعل
عشاءه سحوُردا .ولفظ حديث عائشة " :كان رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسللِّم إذا كان رمضان قام ونُام،
فإذا دخل العشر شد الئمزر ،واجتنب النساء ،واغتسل بي الذانُي ،وجعل العشاء سحوُراد " رواه ابنم أب
عاصم .،وعنم أب سعيد الدري ،عنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسللِّم ،قال" :ل توُاصلِّوُا ،فأيكحم أراد أن
يوُاصل فلِّيوُاصل إل السحر ،قالوُا :فإنُك توُاصل يا رسوُل ال؟ قال صلِّىَ ال علِّيه وسللِّم :إن لست
كهيئمتكحم ،إن أبيت ل رمطعةم يطعمحن وساتق يسقي " رواه البَخماري .،وظاهر هذا يدل علِّىَ أنُه صلِّىَ
ال علِّيه وسللِّم كان يوُاصل اللِّيل كلِّه ،وقد يكحوُن صلِّىَ ال علِّيه وسللِّم إنا فعل ذلك لنُه رآْه أنُشط له
علِّىَ الجتهاد ف ليال العشر ،ول يكحنم ذلك مضعفاد له عنم العمحل ،فإن ال كان يطعمحه ويسقيه.
ومنها اغتساله صلِّىَ ال علِّيه وسللِّم بي العشائي ،وقد تقدم منم حديث عائشة" :واغتسل بي الذانُي
" والراد :أذان الغرب والعشاء ،قال ابنم جرير :كانُوُا يستحبَوُن أن يغتسلِّوُا كل ليلِّة منم ليال العشر
الواخر .وكان النخمعي يغتسل ف العشر كل ليلِّة ،ومنهم منم كان يغتسل ويتطيب ف اللِّيال الت تكحوُن
أرجىَ للِّيلِّة القدر .وكان أيوُب السخمتيان يغتسل ليلِّة ثلث وعشرينم وأربع وعشرينم ،ويلِّبَس ثوُبي
جديدينم ،ويستجمحر ويقوُل :ليلِّة ثلث وعشرينم هي ليلِّة أهل الدينة ،والت تلِّيها ليلِّتنا ،يعن البَصريي.
فتبَي بذا أنُه يستحب ف اللِّيال الت ترجىَ فيها ليلِّة القدر التنظف والتزينم ،والتطيب بالغسل والطيب
واللِّبَاس السنم ،كمحا يشرع ذلك ف المحع والعياد .وكذلك يشرع أخذ الزينة بالثياب ف سائر
85
الصلِّوُات ،ول يكحمحل التزينم الظاهر إل بتزينم البَاطنم بالتوُبة والنُابة إل ال تعال ،وتطهيه منم أدنُاس
الذنُوُب؟ فإن زأينة الظاهر مع خراب البَاطنم ل تغن شيئمأ.
ول يصلِّح لناجاة اللِّوُك ف اللِّوُات إل منم زأينم ظاهره وباطنه وطهرها ،فكحيف وملِّك اللِّوُك الذي يعلِّم
السر وأخفىَ ،وهوُ ل ينظر إل صوُركم ،وإنا ينظر إل قلِّوُبكحم وأعمحالكحم ،فمحنم وقف بي يديه فلِّيزينم له
ظاهره باللِّبَاس ،وباطنه بلِّبَاس التقوُىً.
إذا الرء ل يلِّبَس ثياباد منم التقوُىً ...تقلِّب عريانُاد وإن كان كاسيا
ومنها العتكحاف ،ففي "الصحيحي " عنم عائشة رضي ال عنها أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسللِّم كان
يعتكحف العشر الواخر منم رمضان حت توُفاه ال تعال .وف "صحيح البَخماري " عنم أب هريرة رضي
ال عنه ،قال " :كان رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسللِّم يعتكحف ف كل رمضان عشرة أيام ،فلِّمحا كان
العام الذي قبَض فيه اعتكحف عشرينم " .وإنا كان يعتكحف النب صلِّىَ ال علِّيه وسللِّم ف هذه العشر
الت تطلِّب فيها ليلِّة القدر ،قطعاد لشغاله ،وتفريغاد لبَاله ،وتللِّياد لناجاة ربه وذكره ودعائه.
فالعتكحف قد حبَس نُفسه علِّىَ طاعة ال وذكره ،وقطع عنم نُفسه كل شاغل يشغلِّه عنه ،وعكحف بقلِّبَه
وقالبَه علِّىَ ربه وما يقربه منه ،فمحا بقي له هم سوُىً ال وما يرضيه عنه .وكلِّمحا قوُيت العرفة بال والبَة
له والنُس به أورثت صاحبَها النُقطاع إل ال تعال بالكحلِّية علِّىَ كل حال
أسباب المغفرة في رمضان
عنم أب هريرة رضي ال عنه ،عنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسللِّم قال" :منم صام رمضان إيإانُاد واحتسابا غفر
له ما تقدم منم ذنُبَه ،ومنم قام ليلِّة القدر إيإانُا واحتسابا غفر له ما تقدم منم ذنُبَه " .وقال رضي ال عنه
قال :صلِّىَ ال علِّيه وسللِّم " :منم قام رمضان إيإانُاد واحتساباد غفر له ما تقدم منم ذنُبَه " رواها البَخماري
ومسلِّم.
دل حديث أب هريرة رضي ال عنه علِّىَ أن هذه السبَاب الثلثة كل واحد منها مكحفر لا سلِّف منم
الذنُوُب ،وهي صيام رمضان ،وقيامه ،وقيام ليلِّة القدر ،فقيام ليلِّة القدر بجرده يكحفر الذنُوُب لنم وقعت
له ،سوُاء كانُت ف أول العشر أو أوسطها أو آْخرها ،وسوُاء شعر با أو ل يشعر ،ول يتأخر تكحفي
الذنُوُب با إل انُقضاء الشهر.
وأما صيام رمضان وقيامه فيتوُقف التكحفي بمحا علِّىَ تام الشهر ،فإذا ت الشهر فقد كمحل للِّمحؤمنم صيام
رمضان وقيامه ،فيتتب له علِّىَ ذلك مغفرة ما تقدم منم ذنُبَه بتمحام السبَبَي ،وها صيام رمضان وقيامه.
فإذا أكمحل الصائمحوُن صيام رمضان وقيامه فقد وفلوُا ما علِّيهم منم العمحل ،وبقي ما لم منم الجر وهوُ
الغفرة؟ فإذا خرجوُا يوُم عيد الفطر إل الصلة قرلسمحت علِّيهم أجوُرهم ،فرجعوُا إل منازألم وقد استوُفوُا
الجر واستكحمحلِّوُه ،ومنم نُقص منم العمحل الذي علِّيه نُقص منم الجر بسب نُقصه ،فل يلِّوُم إل نُفسه.
قال سلِّمحان :الصلة مكحيال ،فمحنم وف روف له ،ومنم طفف فقد علِّمحتم ما قيل ف الطففي .فالصيام
86
وسائر العمحال علِّىَ هذا النوُال؟ منم وفاها فهوُ منم خيار عبَاد ال الوُفي ،ومنم طفف فيها فوُيل
للِّمحطففي .أما يستحي منم يستوُف مكحيال شهوُاته ،ويطفف ف مكحيال صيامه وصلته.
غدا توُف النفوُس ما كسبَت ... ...ويصد الزارعوُن ما زأرعوُا
إن أحسنوُا أحسنوُا لنُفسهم ... ...وإن أساءوا فبَئمس ما منعوُا
كان السلِّف الصال يتهدون ف إتام العمحل وإكمحاله وإتقانُه ،ث يهتمحوُن بعد ذلك بقبَوُله ،ويافوُن منم
رده ،وهؤلء الذينم "يؤتوُن ما أتوُا وقلِّوُبم وجلِّة" ]الؤمنوُن .[6:روي عنم علِّي رضي ال عنه ،قال :كوُنُوُا
لقبَوُل العمحل أشد اهتمحادما منكحم بالعمحل ،أل تسمحعوُا ال عز وجل يقوُل) :إنا يتقبَل ال منم التقي(
]الائدة.[27 :
وعنم السنم قال :إن ال جعل شهر رمضان مضمحادرا للِّقه ،يستبَقوُن فيه بطاعته إل مرضاته ،فسبَق قوُم
ففازأوا ،وتلِّف آْخرون فخمابوُا .فالعجب منم اللعب الضاحك ف اليوُم الذي يفوُزأ فيه السنوُن ويسر
فيه البَطلِّوُن.
ومنم أسبَاب الغفرة فيه أيضدا :تفطي الصوُام ،والتخمفيف عنم المحلِّوُك ،ومنها الذكر ،ومنها الستغفار،
والستغفار طلِّب الغفرة ،ودعاء الصائم يستجاب ف صيامه وعند فطره ،ومنها استغفار اللئكحة
للِّصائمحي حت يفطروا ،فلِّمحا كثرت أسبَاب الغفرة ف رمضان كان الذي تفوُته الغفرة فيه مرودما غاية
الرمان.
فمحت ريغفر لنم ل ريغفر له ف هذا الشهر؟ مت يقبَل منم ررلد ف ليلِّة القدر؟ مت يصلِّح منم ل يصلِّح ف
رمضان؟ مت يصح منم كان به فيه منم داء الهالة والغفلِّة مرضان؟ كل ما ل يثمحر منم الشجار ف
أوان الثمحار فإنُه يقطع ث يوُقد ف النار ،منم فرط ف الزرع ف وقت الذبَذار ل يصد يوُم الصاد غي الندم
والسارة
يييييييييي
رمضان شهر العتق من النيران
وأما آْخر الشهر فريعتق فيه منم النار منم أوبقته الوزأار ،واستوُجب النار بالذنُوُب الكحبَار ،فإذا كان يوُم
الفطر منم رمضان أعتق ال فيه أهل الكحبَائر منم الصائمحي منم النار ،فيلِّتحق فيه الذنُبَوُن بالبرار.
ولا كانُت الغفرة والعتق منم النار كل منهمحا مرتدبَا علِّىَ صيام رمضان وقيامه ،أمر ال سبَحانُه وتعال
عند إكمحال العدة بتكحبَيه وشكحره ،فقال تعال" :ولتكحمحلِّوُا العدة ولتكحبوا ال علِّىَ ما هداكم ولعلِّكحم
تشكحرون" ]البَقرة ،[185 :فشكحر منم أنُعم علِّىَ عبَاده بتوُفيقهم للِّصيام وإعانُتهم علِّيه ،ومغفرته لم به،
وعتقهم منم النار ،أن يذكروه ويشكحروه ويتقوُه حق تقاته.
يا منم أعتقه موُله منم النار!ا إياك أن تعوُد بعد أن صرت حدرا إل رق الوزأار ،أيبَعدك موُلك عنم النار
وأنُت تتقرب منها؟ وينقذك منها وأنُت توُقع نُفسك فيها ول تيد عنها؟!ا
87
فينبَغي لنم يرجوُ العتق ف شهر رمضان منم النار أن يأت بأسبَاب توُجب العتق منم النار ،وهي متيسرة
ف هذا الشهر؟ ففي صحيح ابنم خزيإة " :فاستكحثروا فيه منم أربع خصال :خصلِّتي ترضوُن بمحا ربكحم،
وخصلِّتي ل غناء بكحم عنهمحا .فأما الصلِّتان اللِّتان ترضوُن بمحا ربكحم فشهادة أن ل إله إل ال
والستغفار .وأما اللِّتان ل غناء لكحم عنهمحا فتسألوُن ال النة ،وتعوُذون به منم النار " .فهذه الصال
الربعة الذكوُرة ف هذا الديث كل منها سبَب للِّعتق والغفرة .فأما كلِّمحة التوُحيد فإنا تدم الذنُوُب
وتحوُها موُأ ،ول تبَقي ذنُبَا ،ول يسبَقها عمحل ،وهي تعدل عتق الرقاب الذي يوُجب العتق منم النار.
وأما كلِّمحة الستغفار فمحنم أعظم أسبَاب الغفرة ،فإن الستغفار دعاء بالغفرة ،ودعاء الصائم مستجاب
ف حال صيامه وعند فطره ،وأنُفع الستغفار ما قارنُته التوُبة ،فمحنم استغفر بلِّسانُه وقلِّبَه علِّىَ العصية
معقوُد ،وعزمه أن يرجع إل العاصي بعد الشهر ويعوُد ،فصوُمه علِّيه مردود ،وباب القبَوُل عنه مسدود.
وأما سؤال النة والستعاذة منم النار فمحنم أهم الدعاء ،وقد قال النب صلِّىَ ال علِّيه وسللِّم" :حوُلمحا
نُدنُدن " رواه أبوُ داود وابنم ماجه.
يييييييييي
وداععا رمضان
عبَاد ال ،إن شهر رمضان قد عزم علِّىَ الرحيل ،ول يبَق منه إل القلِّيل ،فمحنم منكحم أحسنم فيه فعلِّيه
التمحام ،ومنم كان فرط فلِّيخمتمحه بالسن ،فالعمحل بالتام .فاستمحتعوُا منه فيمحا بقي منم اللِّيال اليسية
واليام ،واستوُدعوُه عمحل صالا يشهد لكحم به عند اللِّك العللم ،وولدعوُه عند فراقه بأزأكىَ تية وسلم.
يا شهر رمضان ترفق ،دموُع البَي تدفق ،قلِّوُبم منم أل الفراق تشقق ،عسىَ وقفة للِّوُداع تطفئ منم نُار
الشوُق ما أحرق ،عسىَ ساعة توُبة وإقلع ترفوُ منم الصيام كل ما ترق ،عسىَ منقطع عنم ركب
القبَوُلي يلِّحق ،عسىَ أسي الوزأار يطلِّق ،عسىَ منم استوُجب النار يعتق ،عسىَ رحة الوُل لا العاصي
يوُفق.
وصلِّىَ ال وسلِّم علِّىَ سيدنُا ممحد وعلِّىَ آْله وصحبَه وسلِّم
منم كتاب لطائف العارف فيمحا لوُاسم العام منم الوُظائف
للِّحافظ ابنم رجب رحه ال تعال
يييييييييي
زكاة الفطر
زأكاة الفطر :أي الزكاة الت تب بالفطر منم رمضان.
وهي واجبَة علِّىَ كل فرد منم السلِّمحي؛ صغي أو كبَي ،ذكر أو أنُثىَ ،حر أو عبَد .روىً البَخماري
ومسلِّم عنم عمحر رضي ال عنهمحا قال" :فرض رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم زأكاة الفطر منم رمضان
صادعا منم تر ،أو صادعا منم شعي ،علِّىَ العبَد والر ،والذكر والنُثىَ ،والصغي والكحبَي منم السلِّمحي".
88
حكحمحتها:
شرعت زأكاة الفطر ف شعبَان منم السنة الثانُية منم الجرة لتكحوُن طهرة للِّصائم ،ما عسىَ أن يكحوُن وقع
فيه منم اللِّغوُ والرفث ،ولتكحوُن عوُدنُا للِّفقراء والعوُزأينم .روىً أبوُ داود وابنم ماجه والدارقطن عنم ابنم
عبَاس رضي ال عنهمحا قال" :فرض رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم زأكاة الفطر طهرة للِّصائم منم اللِّغوُ
والرفث ،وطعمحة للِّمحساكي ،منم أداها قبَل الصلة فهي زأكاة مقبَوُلة ،ومنم أداها بعد الصلة فهي صدقة
منم الصدقات".
علِّىَ منم تب:
تب علِّىَ الر السلِّم ،الالك لقدار صاع ،يزيد عنم قوُته وقوُت عياله ،يوُدما وليلِّة وهذا مذهب مالك
والشافعي وأحد .قال الشوُكان :وهذا هوُ الق .وعند الحناف ل بد منم مالك النصاب .وتب علِّيه
عنم نُفسه وعمحنم تلِّزمه نُفقته :كزوجته ،وأبنائه ،وخدمه الذينم يتوُل أموُرهم ،ويقوُم بالنُفاق علِّيهم.
قدرها:
الوُاجب ف صدقة الفطر صاع منم القمحح أو الشعي أو التمحر أو الزبيب أو القط أو الرزأ أو الذرة أو
نوُ ذلك ما يعتب قوُدتا.
الصاع :أربعة أمداد ،والد :حفنة بكحفي الرجل العتدل الكحفي ،ويساوي قددحا وثلِّث قدح أو قدحي،
والشذقط :لب مف ل تنزع زأبدته.
وجلوُزأ أبوُ حنيفة إخراج القيمحة .وقال :إذا أخرج الزكي منم القمحح فإنُه ريزئ نُصف صاع.
ر
قال أبوُ سعيد الدري" :كنا إذا كان فينا رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم رنرج زأكاة الفطر عنم كل
صغي وكبَي ،حر وملِّوُك :صادعا منم طعام ،أو صادعا منم أشذقط ،أو صادعا منم شعي ،أو صادعا منم تر ،أو
صادعا منم زأبيب ،فلِّم نُزل نرجه حت قدم معاوية حادجا أو معتمحدرا ،فكحللِّم الناس علِّىَ النب ،فكحان فيمحا
كللِّم به أن قال :أن أرىً أن ملدينم منم سراء الشام ،تعدل صادعا منم تر ،فأخذ الناس بذلك .قال أبوُ
سعيد فأما أنُا ،فل أزأال أخرجه أبددا ما عشت" رواه المحاعة .الدان :نُصف صاع ،والقصوُد بسمحراء
الشام :القمحح قال التمذي :والعمحل علِّىَ هذا عند بعض أهل العلِّم يرون منم كل شيء صادعا ،وهوُ
قوُل الشافعي وإسحاق.
وقال بعض أهل العلِّم :منم كل شيء صاع إل الب ،فإنُه يزئ نُصف صاع وهوُ قوُل سفيان ،وابنم
البَارك ،وأهل الكحوُفة.
مت تب؟
اتفق الفقهاء علِّىَ أنا تب ف آْخر رمضان ،واختلِّفوُا ف تديد الوُقت الذي تب فيه .فقال الثوُري
وأحد وإسحاق والشافعي ف الديد وإحدىً الروايتي عنم مالك :إن وقت وجوُبا ،غروب الشمحس ليلِّة
الفطر ،لنُه وقت الفطر منم رمضان.
89
وقال أبوُ حنيفة واللِّيث والشافعي ف القدي والرواية الثانُية عنم مالك :إن وقت وجوُبا طلِّوُع الفجر منم
يوُم العيد.
وفائدة هذا الختلف ف الوُلوُد يوُلد قبَل الفجر منم يوُم العيد ،وبعد مغيب الشمحس :هل تب علِّيه أم
ل تب؟ فعلِّىَ القوُل الول ل تب ،لنُه ولد بعد وقت الوُجوُب وعلِّىَ الثان :تب لنُه ولد قبَل وقت
الوُجوُب.
تعجيل عنم وقت الوُجوُب:
جهوُر الفقهاء :علِّىَ أنُه يوُزأ تعجيل صدقة الفطر قبَل العيد بيوُم أو بيوُمي .قال ابنم عمحر رضي ال
عنهمحا :أمرنُا رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم بزكاة الفطر أن تؤدىً قبَل خروج الناس إل الصلة.
قال نُافع :وكان ابنم عمحر يؤديها ،قبَل ذلك ،باليوُم ،أو اليوُمي ،واختلِّفوُا فيمحا زأاد علِّىَ ذلك.
فعند أب حنيفة ،يوُزأ تقديإها علِّىَ شهر رمضان.
وقال الشافعي :يوُزأ التقدي منم أول الشهر.
وقال مالك ومشهوُر مذهب أحد :يوُزأ تقديإها يوُدما أو يوُمي.
واتفقت الئمحة :علِّىَ أن زأكاة الفطر ل تسقط بالتأخي بعد الوُجوُب ،بل تصي ديدنا ف ذمة منم لزمته،
حت تؤدىً ،ولوُ ف آْخر العمحر.
واتفقوُا :علِّىَ أنُه ل يوُزأ تأخيها عنم يوُم العيد)وجزموُا بأنا تزئ لخر يوُم الفطر( إل ما نُقل عنم ابنم
سيينم ،والنخمعي ،أنمحا قال :يوُزأ تأخيها عنم يوُم العيد.
وقال أحد :أرجوُ أن ل يكحوُن به بأس.
وقال ابنم رسلن :إنُه حرام بالتفاق ،لنا زأكاة ،فوُجب أن يكحوُن ف تأخيها إث .كمحا ف إخراج الصلة
عنم وقتها.
وقد تقدم ف الديث " :منم أداها قبَل الصلة فهي زأكاة مقبَوُلة ،ومنم أداها بعد الصلة فهي صدقة منم
الصدقات").أي الت يتصدق با ف سائر اليام(
مصرفها:
مصرف زأكاة الفطر ،مصرف الزكاة ،أي أنا توُزأع علِّىَ الصناف الثمحانُية الذكوُرة ف آْية) :إنا الصدقات
للِّفقراء. (..
والفقراء هم أول الصناف با ،لا تقدم ف الديث فرض رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم زأكاة الفطر،
طهرة للِّصائم ،منم اللِّغوُ والرفث ،وطعمحة للِّمحساكي.
ولا رواه البَيهقي ،والدارقطن عنم ابنم عمحر رضي ال عنهمحا قال :فرض رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم
زأكاة الفطر :وقال" :أغنوُهم ف هذا اليوُم" .وف رواية للِّبَيهقي" :أغنوُهم عنم طوُاف هذا اليوُم".
إعطاؤها للِّذمي:
90
أجازأ الزهري ،وأبوُ حنيفة ،وممحد ،وابنم شبمة ،إعطاء الذمي منم زأكاة الفطر لقوُل ال تعال) :ل
ينهاكم ال عنم الذينم ل ريقاتلِّكحم ف الدينم ول يرجوُكم منم دياركم أن تبوهم وتقسطوُا إليهم إن ال
يب القسطي( ]المحتحنة[8:
91
فتاوى رمضانية
فتاوىً ممحوُعة منم العلِّمحاء
مفطرات الصوم و مسائل القضاء
المحد ل والصلة والسلم علِّىَ رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وعلِّىَ آْله وصحبَه أجعي وبعد .
فالصوُم :هوُ المساك عنم الفطرات منم طلِّوُع الفجر الثان إل غروب الشمحس ؛ قال تعال " :وكلِّوُا
واشربوُا حت يتبَي لكحم اليط البيض منم اليط السوُد منم الفجر ث أتوُا الصيام إل اللِّيل") البَقرة
.(187
ومفطرات الصوُم أنُوُاع :
الول :الكل والشرب .وهوُ مفطر بالجاع للية السابقة .
الفطر الثان :ما كان ف معن الكل والشرب ،وهوُ ثلثة أشياء :
أولد :القطرة ف النُف ،الت يعلِّم أنا تصل إل اللِّق ،وهوُ مأخوُذ منم قوُله صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم " :
وبالغ ف الستنشاق إل أن تكحوُن صائمحاد " أخرجه مسلِّم منم حديث لقيط رضي ال عنه .فالديث
يفهم أنُه لوُ دخل الاء منم النُف إل الوُف فقد أفطر .
ثانُياد :ما يدخل ف معن الكل والشرب :الاليل الغذية الت تصل إل العدة منم طريق الفم ،أو
النُف .و كذا البر الغذية ؛ فإنا تقوُم مقام الكل والشرب فتأخذ حكحمحها ،ولذلك فإن الريض
يبَقىَ علِّىَ الغذي أياماد دون أكل أو شرب ،و ل يشعر بوُع أو عطش .
ثالثاد :ما يدخل ف معن الكل والشرب :شحقنم الدم ف الريض ؛ لن الدم هوُ غاية الكل والشرب
فكحان بعناه .
الفطر الثالث :المحاع ،وهوُ مفطر بالجاع .
الفطر الرابع :إنُزال الن باختياره ببَاشرة ،أو استمحناء ،ونوُ ذلك ؛
لنُه منم الشهوُة الت أمر الصائم أن يدعها كمحا ف حديث أب هريرة رضي ال عنه السابق أن النب
صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال " :يدع شهوُته ،وأكلِّه ،وشربه منم أجلِّي " متفق علِّيه .
ومعلِّوُم أن منم فعل ذل ذلك عامداد متاراد ،فقد أنُفذ شهوُته ول يدعها .
أما الحتلم فلِّيس مفطراد بالجاع .
الفطر الامس :التقيؤ عمحداد ،وهوُ مفطر بالجاع .
أما منم غلِّبَه القيء فل شيء علِّيه .لديث أب هريرة رضي ال عنه أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال :
" منم ذرعه القيء وهوُ صائم فلِّيس علِّيه قضاء ،ومنم استقاء فلِّيقض " أخرجه أصحاب السننم بسند
صحيح ،وقال النوُوي ف المحوُع ) " : (6/315وإسناد أب داود وغذيه فيه إسناد الصحيح ".
وصححه ابنم تيمحية ف حقيقة الصيام .
92
الفطر السادس :خروج دم اليض والنفاس ،وهوُ مفطر بالجاع .
فمحت روجد دم اليض أو النفاس ف آْخر جزء منم النهار فقد أفطرت ،أو كانُت حائضاد فطهرت بعد
طلِّوُع الفجر ل ينعقد صوُمها ،و تكحوُن مفطرة ذلك اليوُم .
ومنم الدلة علِّىَ هذا قوُل النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم " :أليس إذا حاضت ل تصل ول تصم " أخرجه
البَخماري ومسلِّم منم حديث أب سعيد .
ثانُياد :أموُر ليست منم الفطرات .وهي :
أولد :خروج الدم منم النُسان ،غي دم اليض والنفاس ؛ كالتبع بالدم ،أو إخراجه للِّتحلِّيل ،أو
خروذجه بسبَب رعاف أو جرح ،أو بالستحاضة ،وغذي ذلك .
لن الصل ف الشياء أناغي مفطرة ،إل إذا دل الدليل علِّىَ كوُنا مفطرة ،ول دليل .
أما قياس خروج الدم للِّتبع والتحلِّيل وما شابه ذلك علِّىَ الجامة فغي مسلِّم لمرينم :
الول :أن الفطر بالجامة أمر تعبَدي مض ل يعقل معناه علِّىَ التفصيل ،وما كان كذلك فإنُه ل
يري فيه القياس .
فقد قال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم " :أفطر الاجم والجوُم " أخرجه أبوُداود وغيه منم حديث ثوُبان رضي
ال عنه وصححه جع منم الئمحة منهم المام أحد والبَخماري .
فمحمحا يؤكد أن العلِّة تعبَدية أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم جعل الجامة مفطرة للِّحاجم أيضاد ،والدم ل
يدخل جوُف الاجم ،ولذلك فإن منم يرىً التبع بالدم مفطراد ،فإنُه يعل الفطر خاصا بالتبع دون
الطبَيب أو المحرض الذي يقوُم بسحب الدم .
وما ذكره بعض أهل العلِّم ف علِّة الفطر ف الجامة علِّىَ الاجم والجوُم ،فهي ماولة لعرفة الكحمحة
ف ذلك ول نُستطيع الزم با ذكروه لعدم الدليل .
ثانُياد :أن قوُل النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم " :أفطر الاجم والجوُم " .منسوُخ بديث ابنم عبَاس
رضي ال عنهمحا " :أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم احتجم وهوُ صائم " أخرجه البَخماري .والدليل علِّىَ
كوُنُه نُاسخماد حديثان:
الول :حديث أنُس رضي ال عنه قال " :أول ما كرهت الجامة للِّصائم :أن جعفر بنم أب طالب
احتجم وهوُ صائم فمحر به النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم فقال :أفطر هذان ،ث رخص النب صلِّىَ ال
علِّيه وسلِّم بعرد ف الجامة للِّصائم ،وكان أنُس يتجم وهوُ صائم " .أخرجه الدار قطن ،وصححه ،
وأقره البَيهقي ف السننم الكحبىً ،وصححه النوُوي .
الثان :حديث أب سعيد الدري رضي ال عنه قال " :رخص رسوُل ال ف القبَلِّة للِّصائم ،والجامة
" أخرجه الطبان والدار قطن ،وقال ابنم حزم إسناده صحيح ،وصححه منم العاصرينم
اللبَان رحه ال .والرخصة ل تكحوُن إل بعد العزيإة .
93
والقاعدة أنُه إذا وجد حديثان متعارضان ،ول يإكحنم المحع بينهمحا ،ل يز إعمحال قوُاعد التجيح بي
الدلة التعارضة إل إذا جهل التاريخ ،وهنا قد علِّمحنا التقدم منم التأخر فيكحوُن التأخر نُاسخماد للِّمحتقدم
،كيف وحديثا أنُس وأب سعيد صريان ف نُسخ الفطر بالجامة .
ثانُياد منم الموُر غي الفطرة :كثي منم الوُسائل العلجية ،وقد صدر فيها قرار منم ممحع الفقه
السلمي بدة ف دورته العاشرة 1418هي ،وأنُقل هنا أكثر هذا القرار :
" قرر ملِّس ممحع الفقه السلمي ما يلِّي :
أولد :الموُر التية ل تعتب منم الفطرات :
.1قطرة العي ،أو قطرة الذن ،أو غسوُل الذن ،أو قطرة النُف ،أو باخ النُف ،إذا اجتنب ما
نُفذ إل اللِّق .
.2القراصا العلجية الت توُضع تت اللِّسان لعلج الذبة الصدرية ،وغيها إذا اجتنب ابتلع ما
نُفذ إل اللِّق .
.3ما يدخل الهبَل منم تاميل ،أو غسوُل ،أو منظار .
.4إدخال النظار ،أو اللِّوُلب ،ونوُها إل الرحم .
.5ما يدخل الحلِّيل ؛ أي مرىً البَوُل الظاهر للِّذكر و النُثىَ ،أو منظار ،أو دواء ،أو ملِّوُل لغسل
الثانُة .
.6حفر السنم ،أو قلِّع الضرس ،أو تنظيف السنان ،أو السوُاك وفرشاة السنان ،إذا اجتنب ابتلع
ما نُفذ إل اللِّق .
.7الضمحضة ،والغرغرة ،وباخ العلج الوُضعي للِّفم إذا اجتنب ابتلع ما نُفذ إل اللِّق .
.8غازأ الكسجي .
ض سوُائشل مغذية . .9غازأات التخمدير ،ما ل يعط الري ر
.10ما يدخل السم امتصاصاد منم اللِّد كالدهوُنُات ،والراهم واللِّصقات العلجية اللِّدية المحلِّة
بالوُاد الدوائية أو الكحيمحيائية .
.11إدخال )أنُبَوُب دقيق ( ف الشرايي لتصوُيذر ،أو علذج أوعية القلِّب ،أ ,غيه منم العضاء .
.12إدخال منظار منم خلل جدار البَطنم لفحص الحشاء ،أو إجراء عمحلِّية جراحية علِّيها .
.13أخذ عينات منم الكحبَد ،أو غيه منم العضاء ،مال تكحنم مصحوُبة بإعطاء ماليل .
.14دخوُل أي أداة أو موُاد علجية إل الدماغ أو النخماع الشوُكي .
ثانُياد :ينبَغي علِّىَ الطبَيب السلِّم نُصرح الريض بتأجيل ما ل يضر تأجيلِّه إل ما بعد الفطار منم صوُر
العالات الذكوُرة فيمحا سبَق " .انُتهىَ قرار المحع الفقهي .
94
والدليل علِّىَ أن ما سبَق ليس منم الفطرات ؛ أنا ليست أكلد ول شرباد ول ف معناها ،والصل عدم
كوُن الشيء مفطراد إل إذا دل الدليل علِّىَ اعتبَاره مفطراد ،ول دليل .
ويلِّحق با مضىَ وبنفس التعلِّيل :مداواة الروح الغائرة ،والكححل ف العي .
ثالثاد :منم أفطر نُاسياد أو مطئماد .
ومثال الطأ :منم ظنم أن الفجر ل يطلِّع فأكل وهوُ طالع ،أو ظنم أن الشمحس قد غربت فأكل وهي
ل تغرب .فصوُمه صحيح و ل شيء علِّيه ،علِّىَ القوُل الراجح منم أقوُال العلِّمحاء .
والدليل علِّىَ ذلك حديث أساء بنت أب بكحر ي رضي ال عنهمحا ي قالت " :أفطرنُا علِّىَ عهد النب
صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يوُم غيم ،ث طلِّعت الشمحس " أخرجه البَخماري .
وقد بي شيخ السلم ابنم تيمحية ف كتابه حقيقةر الصيام :أنُه ل ينقل أنم قضوُا ذلك اليوُم ،ولوُ أمروا
بقضائه لنقل إلينا كمحا نُقل فطرهم .
ودليل الناسي حديث أب هريرة رضي ال عنهم أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال " :منم أكل نُاسياد
وهوُ صائم فلِّيتم صوُمه فإنا أطعمحه ال وسقاه " متفق علِّيه .
رابعاد :مسائل القضاء .
السألة الول :الائض والنفساء يب علِّيهمحا القضاء بالجاع .
ت :ما بال الائض تقضي الصوُم ول فعنم معاذة رحها ال قالت " :سألت عائشة رضي ال عنها فقلِّ ر
تقضي الصلة ؟.
قالت :أحرورية أنُت ؟ قلِّت :لست برورية ،ولكحن أسأل .
فقالت " :كان يصيبَنا ذلك فنؤمر بقضاء الصوُم ،ول نُؤمر بقضاء الصلة "أخرجه الشيخمان ،واللِّفظ
لسلِّم .
وقوُلا ) :أحرورية أنُت ؟( فإنُه يقال لنم اعتقد مذهب الوُارج حروري ،نُسبَة إل حروراء ،وهي بلِّدة
قرب الكحوُفة ،وكان أورل اجتمحاع للِّخموُارج للِّخمروج علِّىَ علِّي با ،فاشتهروا بالنسبَة لا ).انُظر الفتح
. (1/502
السألة الثانُية :السافر يوُزأ له الفطر ،ولوُ ل يكحنم علِّيه مشقة بالصيام ،ويب علِّيه القضاء إذا أفطر
؛ لقوُله تعال " :ومنم كان مريضاد أو علِّىَ سفر فعدة منم أيام أخر ،يريد ال بكحم اليسر ول يريد بكحم
العسر " )البَقرة .(158
وعنم حزةش بذنم عمحرتو السلِّمحي رضي ال عنه أنُه قال " :يا رسوُل ال أجد ب قوُة علِّىَ الصيام ف السفر
فهل علِّي جناح ؟
فقال النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم " :هي رخصة منم ال ،فمحنم أخذ با فحسنم ،ومنم أحب أن يصوُم
فل جناح علِّيه " أخرجه مسلِّم .
95
السألة الثالثة :منم أفطر ف رمضان بغي عذر فهوُ آْث إثاد عظيمحاد ،وعلِّيه التوُبة إل ال ،ويب علِّيه
قضاء ما أفطر علِّىَ القوُل الراجح ،وهوُ قوُل المحهوُر .
والدليل علِّىَ وجوُب القضاء علِّيه حديثان :
الول :حديث أب هريرة رضي ال عنه قال :قال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم " :منم ذرعه القيء
وهوُ صائم فلِّيس علِّيه قضاء ،ومنم استقاء فلِّيقض " حديث صحيح أخرجه أبوُ داود وغيه كمحا سبَق.
الثان :قوُله علِّيه الصلة والسلم للِّمحجامع ف نار رمضان بعد أن ذكر له الكحفارة " :وصم يوُماد
واستغفر ال " وف رواية " :وصم يوُماد مكحانُه " أخرجه مالك وأبوُداود وابنم ماجة وقال النوُوي ف
المحوُع " :إسناد رواية أب داود هذه جيد " .وصححه منم العاصرينم أحد شاكر ف شرح
السند ) (6/147واللبَان ف الرواء ). (4/90رحهم ال.
السألة الرابعة :إذا كان الفطر متعلمحداد بالمحاع فيجب مع القضاء الكحفارة ،وهي عتق رقبَة ،فإن ل
يد فصيام شهرينم متتابعي ،فإن ل يستطع فإطعام ستي مسكحيناد ؛ لديث أب هريرة ف الصحيحي
السألة الامسة :الريض الذي يشق علِّيه الصوُم بسبَب الرض ،أو يتاج إل تناول علج ،فإنُه يوُزأ
له أن يفطر ،بل قد يب إذا ترتب علِّىَ صيامه إلاق ضرر به ،ويقضي ما أفطر ؛ لقوُله تعال " :
ومنم كان مريضاد أو علِّىَ سفر فعدة منم أيام أخر ".
ومثلِّه ف الكحم الامل والرضع إذا خافتا علِّىَ نُفسيهمحا أو ولديهمحا فإنمحا مريضتان ،أو ف حكحم
الريض .
السألة السادسة ف مسائل القضاء :العاجز عنم الصيام .
والعجز نُوُعان :
النوُع الول :عجز )مؤقت( وهوُ الذي يرجىَ ذهابه ؛ كمحنم أصيب برض ل يستطيع معه الصيام لدة
سنتي أو ثلث أو أربع ،وبعد ذلك يغلِّب علِّىَ الظنم شفاؤه و قدرته علِّىَ الصيام ،وهذا الذي يسمحيه
الفقهاء بالريض الذي يرجىَ برؤه ،فهذا ل يب علِّيه الصيام ،ويب علِّيه القضاء إذا رشفي منم مرضه
،ولوُ كان ذلك بعد عدة سنوُات ،فحكحمحه حكحم الريض .
النوُع الثان :عجز )دائم( وهوُ الذي ل يرجىَ ذهابه ؛ كالشيخ الكحبَي ،والريض مرضاد ل يرجىَ برؤه
كمحنم يتاج إل أخذ علج ف النهار طيلِّة حياته .فهذا ل يب علِّيه الصوُم ،ول يستطيع القضاء ،
وإنا يب علِّيه :أن يطعم مكحان كل يوُم مسكحيناد .
فعنم عطاء رحه ال سع ابنم عبَاس رضي ال عنهمحا يقرأ " :وعلِّىَ الذينم يطيقوُنُه فدية طعارم مسكحي "
قال ابنم عبَاس " :ليست بنسوُخة ،هوُ الشيخ الكحبَي ،والرأة الكحبَية ل يستطيعان أن يصوُما فلِّيطعمحا
مكحان كل يوُم مسكحيناد " أخرجه البَخماري .
96
السألة السابعة :الشيخ الكحبَي ،والرأة الكحبَية إذا بلِّغا الذيان وعدم التمحييز :ل يب علِّيهمحا الصيام ،
ول الطعام لسقوُط التكحلِّيف .
يييييييييي
العمالا الصالحة التي تتأكد في رمضان :
الصوُم .
القيام .
الصدقة:
• إطعام الطعام .
• تفطي الصائمحي .
الجتهاد ف قراءة القران :
• كثرة قراءة القران .
• البَكحاء عند تلوة القران أو ساعة .
اللِّوُس ف السجد حت تطلِّع الشمحس .
العتكحاف .
أولد :تعريفة .
ثانُياد :حكحمحة التشريع ف العتكحاف .
ثالثاد :حكحم العتكحاف .
رابعاد :شروط العتكحاف .
1السلم .
2العقل .
3التمحييز .
4النية .
5السجد .
6الطهارة منم النابة واليض والنفاس .
خامساد :ما يستحب للِّمحعتكحف :
1الكثار منم الطاعات كالصلة .
2اجتناب ما ل يعنيه منم القوُال .
3أن يلِّزم مكحانُا منم السجد .
سادساد :ما يبَاح للِّمحعتكحف :
97
1الروج لاجته الت لبد منها .
2وله أن يأكل ويشرب ف السجد وينام فيه .
3الكحلم البَاح لاجته .
4ترجيل شعره وتقلِّيم أظفاره وتنظيف بدنُه ولبَس الثياب والتطيب .
5خروجه منم معتكحفة لتوُديع أهلِّة .
سابعدا :ما يكحره للِّمحعتكحف :
1البَيع والشراء .
2الكحلم با فيه أث .
3الصمحت عم الكحلم مطلِّقا إن اعتقده عبَاده .
ثامناد :مبَطلت العتكحاف :
1الروج منم السجد لغي حاجة عمحدا ولوُ قل .
2المحاع .
3ذهاب العقل بنوُن أو سكحر .
4اليض والنفاس بالنسبَة للِّمحرأة لفوُات شرط الطهارة .
5الردة أعاذنُا ال منها .
تاسعاد :وقت دخوُل العتكحف والروج منه .
عاشراد :تنبَيهات :
1منم شرع ف العتكحاف متطوُعا ث قطعة استحب له قضاؤه .
2للِّمحرأة العتكحاف ف السجد إن أمنت الفتنة وبشرط إذن زأوجها فإن اعتكحفت بغي إذنُه فلِّه إخراجها
.
3منم نُذر العتكحاف ف السجد الرام ل يز له العتكحاف ف غيه وإن نُذر ف السجد النبَوُي وجب
علِّيه العتكحاف ف السجد الرام او مسجد النبَوُي وإن نُذره ف السجد القصىَ وجب علِّيه
العتكحاف ف أحد هذه الساجد الثلثة .
العمحرة ف رمضان .
تري ليلِّة القدر .
الكثار منم الذكر والدعاء والستغفار :
1عند الفطار .
2ثلِّث اللِّيل الخر .
3الستغفار ف السحار .
98
4تري ساعة الجابة يوُم المحعة .
يييييييييي
مشاهدة القنوات الفضائية في رمضان
الفت
د .خالد بنم علِّي الشيقح
رقم الفتوُىً
12438
تاريخ الفتوُىً
2/9/1426هي 20051005
تصنيف الفتوُىً
السؤال
أوقات شهر رمضان مبَاركة ،وكثي منم الناس – مع السف – يقضوُن معظم أوقاتم أمام القنوُات
الفضائية الثقلِّة بالبامجه للاء الناس مع ما فيها منم فجوُر وعري ،فهل الذنُوُب تتضاعف ف هذا
الشهر؟ وهل هذا يؤثر ف الصوُم؟ .
الوُاب
المحد ل رب العالي والصلة والسلم علِّىَ نُبَينا ممحد وعلِّىَ آْله وصحبَه أجعي ،وبعد:
أودل :أنُصح إخوُان السلِّمحي بتعظيم شعائر ال _عز وجل_ ،ومنم شعائر ال _عز وجل_ شهر
ب" )الجه :منم رمضان ،وال _عز وجل_ يقوُل":ذلك ومنم ييعظلم ششعائذر اللِّلذه فشذإنُيلها ذمنم تشيهقوُىً الهرقرلِّوُ ذ
ش ه ش شش ه رش ه ش ش
ذ ذ ذ ذ
خييةر لشهر عهنشد شربله" )الجه :منم الية الية ،(32ويقوُل _سبَحانُه_" :ذلك شوشمهنم ييرشعظلهم رحررشمات اللِّله فشيرهشوُ ش ه
،(30ومنم تعظيم شعية الصيام هوُ عدم اقتاف الذنُوُب فيها ،وامتثال المر واجتناب النهي ،والبَادرة
والسارعة إل فعل اليات،منم أداء الصلِّوُات ف أوقاتا ف الساجد ،وقراءة القرآْن ،والصدقة ،وصلِّة
الرحام والب بم إل غي ذلك.
لن الكحمحة منم مشروعية الصيام هي تقوُىً ال _عز وجل_،كمحا قال _سبَحانُه_ " :شيا أشييتشها الذذيشنم
ب شعشلِّىَ الذذيشنم ذمهنم قشيهبَلِّذركحهم لششعلِّلركحهم تشيتليرقوُشن")البَقرة.(183: ذ
صشيارم شكشمحا ركت ش
ب شعلِّشهيركحرم ال ل ذ
آْشمنروُا ركت ش
وهكحذا كان النب _صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم_ ،فكحان يكحثر منم العبَادات ،منم قراءة القرآْن ومنم الصلة
ومنم الصدقة ،كمحا ف حديث ابنم عبَاس _رضي ال عنه_ قال" :كان رسوُل ال _صلِّىَ ال علِّيه
وسلِّم_ أجوُد الناس وكان أجوُد ما يكحوُن ف رمضان حي يلِّقاه جبيل ،وكان جبيل يلِّقاه ف كل ليلِّة
منم رمضان فيدارسه القرآْن ،فلِّرسوُل ال _صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم_ حي يلِّقاه جبيل أجوُد بالي منم
الريح الرسلِّة"،أخرجه البَخماري ف صحيحه.
99
وف حديث أب ذر _رضي ال عنه_ قال " :صمحنا مع رسوُل ال _صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم_ ،فلِّم يصل
بنا حت بقي سبَع منم الشهر ،فقام بنا حت ذهب ثلِّث اللِّيل ،ث ل يقم بنا ف السادسة ،وقام بنا ف
الامسة حت ذهب شطر اللِّيل ،فقلِّنا له :يا رسوُل ال لوُ نُفلِّتنا بقية ليلِّتنا هذه ،فقال :إنُه منم قام مع
المام حت ينصرف كتب له قيام ليلِّة ،ث ل يصل بنا حت بقي ثلث منم الشهر ،وصلِّىَ بنا ف الثالثة
ودعا أهلِّه ونُساءه ،فقام بنا حت توُفنا الفلح قلِّت له :وما الفلح؟ قال :السحوُر "،أخرجه أحد
وأهل السننم ،وقال أبوُ عيسىَ التمذي :هذا حديث حسنم صحيح ،فانُظر أيها السلِّم ،لا قام النب
ل
_صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم_ بالصحابة _رضي ال تعال عنهم_ ،قال الصحابة ":يا رسوُل ال لوُ نُفلِّتنا
بقية ليلِّتنا" يعن لوُ أكمحلِّت بنا كل اللِّيل قيام ،هكحذا كان الصحابة _رضوُان ال علِّيهم_ ،و هكحذا
كان السلِّف ،وكان المام أحد _رحه ال_ وعطاء وماهد يتمحوُن القرآْن كل تسعة أيام مرة ،فإذا
دخل علِّيهم شهر رمضان ختمحوُه أكثر منم ذلك.
فينبَغي علِّىَ عمحوُم السلِّمحي أن يعظمحوُا شعية الصيام وهذا الشهر الكحري ،وأن يتوُبوُا إل ال _عز
وجل_ منم مشاهدة هذه القنوُات الفضائية ،الت يهدف فيها أعداء السلم إل إضلل السلِّمحي
وإفساد عقائدهم و أخلقهم؛ فإن الغالب أن القائمحي علِّىَ مثل هذه القنوُات هم منم اليهوُد أو
النصارىً ،أو منم أتبَاعهم منم أعداء السلم ،فعلِّىَ السلِّم أن يتوُب إل ال _عز وجل_ ،وأن يرج
مثل هذه اللت منم بيته ،وأن يقلِّع عنم الذنُوُب والعاصي ،وأن يغتنم فرصة هذا الشهر بكحثرة العبَادة،
واللِّجوُء إل ال _عز وجل_ ،وأل يضيع أوقاته ودقائقه الثمحينة فيمحا يضره ول ينفعه ف الدنُيا والخرة.
وأما بالنسبَة للِّذنُوُب ف شهر رمضان فإنا ل تتضاعف ولكحنم تعظم؛ فإن الذنُب يعظم ف الزمان
الفاضل وف الكحان الفاضل ،فذنُب ف رمضان ليس كذنُب ف شوُال أو ف شعبَان ،كمحا أن السنة ف
رمضان ليست كالسنة ف شوُال أو ف شعبَان ،السنات ف رمضان تتضاعف ،وأما الذنُوُب فهي
تعظم ،الذنُب ف رمضان يكحوُن عظيمحاد عند ال _عز وجل_.
نُسأل ال _عز وجل_ أن يإتم علِّىَ السلِّمحي جيعاد بتوُبة نُصوُح إنُه ول ذلك والقادر علِّيه.
يييييييييي
تقدم رمضان بالصوم
الفت
الشيخ /عبَدال بنم صال الفوُزأان
رقم الفتوُىً
12376
تاريخ الفتوُىً
25/8/1426هي 20050929
100
تصنيف الفتوُىً
السؤال
فضيلِّة الشيخ :وفقكحم ال للِّصيام والقيام وحسنم العمحال ،أرريد منكحم – وفقكحم ال – أن توُضحوُا
ل حكحم سبَق رمضان بالصوُم
ث أن هذه السألة أشكحلِّت علِّي كثياد ؟ . حي ر
الوُاب
بسم ال والمحد ل والصلة والسلم علِّىَ رسوُل ال وبعد :
فالصل ف هذه السألة هوُ قوُله علِّيه الصلة والسلم فيمحا جاء عنم أب هريرة قال" :ل تقلدموُا رمضان
بصوُم يوُم ول يوُمي –?،رضي ال عنه – عنم النب إل رجل كان يصوُم صوُماد فلِّيصمحه" ]رواه :
البَخماري ومسلِّم[ .
الديث دليل علِّىَ النهي عنم الصيام قبَل ثبَوُت دخوُل رمضان .بأن يصوُم يوُماد أو يوُمي منم غي عادة
بقصد الحتياط لرمضان .لن الصوُم عبَادة مدودة بوُقت معي وهوُ رؤية اللل ،فالصيام قبَل ذلك منم
تعدي حدود ال تعال ،وهوُ ذريعة إل الزيادة ف العبَادة.
قال التمذي بعد الديث" :العمحل علِّىَ هذا عند أهل العلِّم ،كرهوُا أن يتعجل الرجل بصيام قبَل دخوُل
شهر رمضان ،لعن رمضان" متفق علِّيه .
فيستفاد منم الديث النهي عنم صوُم يوُم الشك؛ لن النهي عنم تلقدم رمضان بالصوُم ني عنم الصوُم
قبَل ثبَوُته ،أما منم كان له عادة بصوُم يوُم معلي كيوُم الثني أو المحيس ،أو صوُم يوُم وفطر يوُم
فيصادف ذلك قبَل رمضان بيوُم أو يوُمي فل بأس بذلك لزوال الذور ،وكذلك منم يصوُم واجبَاد
كصوُم نُذر أو كفارة أو قضاء رمضان السابق ،فكحل هذا جائز ،لن ذلك ليس منم استقبَال رمضان.
فإن قيل ما الوُاب عنم الديث عمحران بنم حصي – رضي ال عنهمحا – أن النب rقال لرجل :هل
صمحت منم سرر هذا الشهر ،أي شعبَان؟ قال :ل ،فقال رسوُل ال " :rفإذا أفطرت منم رمضان فصم
يوُمي مكحانُه" ،متفق علِّيه .
حيث يدل علِّىَ مشروعية صيام آْخر شعبَان؛ لن الراد بسرر الشهر :آْخره؟
فالوُاب أنُه :ل معارضة بي هذا الديث وحديث أب هريرة الذكوُر .فإن حديث عمحران ممحوُل علِّىَ
أن هذا الرجل كان معتاداد لصيام آْخر الشهر .فتكه خوُفاد منم الدخوُل ف النهي عنم تقدم رمضان ،ول
يبَلِّغه الستثناء ،فبَي له النب rأن الصوُم العتاد ل يدخل ف النهي ،وأمره بقضائه لتستمحر مافظته علِّىَ
ما ولظف علِّىَ نُفسه منم العبَادة؛ لن أحب العمحل إل ال تعال أدومه .
101
وأما حديث أب هريرة – رضي ال عنه – أن رسوُل ال rقال" :إذا انُتصف شعبَان فل تصوُموُا" وف
رواية "فل يصوُملنم أحد" ،وف رواية" :إذا كان النصف منم شعبَان فأمسكحوُا عنم الصيام حت يكحوُن
رمضان" .فعنه جوُابان:
الول :أنُه حديث متلِّف ف تصحيحه وتضعيفه .
الثان :علِّىَ القوُل بصحته فهوُ ممحوُل علِّىَ منم يصوُم نُفلد مطلِّقاد ابتداءد منم النصف منم شعبَان ،أما
منم له عادة بصيام الثني والمحيس ،أو صوُم يوُم وإفطار يوُم ،أو كان يصل النصف الثان بالنصف
الول ،أو علِّيه قضاء فل يدخل ف النهي ،كمحا تقدم.
وقد ثبَت أن النب rكان يصوُم ف شعبَان .وقد سئملِّت عائشة – رضي ال عنها – عنم صيام رسوُل
ال rفقالت" :كان يصوُم شعبَان حت يصلِّه برمضان" قالت" :وكان يتحرىً صيام الثني والمحيس".
وهذا ل يعارض حديث أب هريرة رضي ال؛ لن صيامه rشعبَان كان عادة له فيكحوُن داخلد ف
الستثن ف حديث أب هريرة "إل رجل كان يصوُم صوُماد فلِّيصمحه" وال أعلِّم.
اللِّهم إنُا نُسألك فوُاتح الي وخوُاته وجوُامعه ،ونُسألك الدرجات العلِّىَ منم النة ،اللِّهم إنُا نُسألك
إيإانُاد نتدي به ،ونُوُراد نُقتدي به ،ورزأقاد حللد نُكحتفي به ،واغفر اللِّهم لنا ولوُالدينا ولمحيع السلِّمحي،
وصلِّىَ ال وسلِّم علِّىَ نُبَينا ممحد .
يييييييييي
العتماد في بدء الصوم ونهايته على الحساب الفلكي
الفت
اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية و الفتاء
رقم الفتوُىً
10691
تاريخ الفتوُىً
2/11/1425هي 20041214
تصنيف الفتوُىً
السؤال
هل يوُزأ للِّمحسلِّم العتمحاد ف بدء الصوُم ونايته علِّىَ الساب الفلِّكحي ،أو لبد منم رؤية اللل؟
الوُاب
الشريعة السلمية شريعة سحة وهي عامة شاملِّة أحكحامها جيع الثقلِّي النُس والنم ،علِّىَ اختلف
طبَقاتم علِّمحاء وأميي أهل الضر وأهل البَادية ،فلِّهذا سهل ال علِّيهم الطريق إل معرفة أوقات
العبَادات ،فجعل لدخوُل أوقاتا وخروجها أمارات يشتكوُن ف معرفتها ،جعل زأوال الشمحس أمارة علِّىَ
102
دخوُل وقت الغرب وخروج وقت العصر ،وغروب الشفق الحر أمارة علِّىَ دخوُل وقت العشاء مثل،
وجعل رؤية اللل بعد استتاره آْخر الشهر أمارة علِّىَ ابتداء شهر قمحري جديد وانُتهاء الشهر السابق،
ول يكحلِّفنا معرفة بدء الشهر القمحري با ل يعرفه إل النزر اليسي منم الناس ،وهوُ علِّم النجوُم ،أو علِّم
الساب الفلِّكحي ،وبذا جاءت نُصوُصا الكحتاب والسنة بعل رؤية اللل ومشاهدته أمارة علِّىَ بدء
صوُم السلِّمحي شهر رمضان ،والفطار منه برؤية هلل شوُال ،وكذلك الال ف ثبَوُت عيد الضحىَ
ذ
صهمحره{َ ]البَقرة [185 :وقال تعال: ويوُم عرفات قال ال تعال} :فششمحنم ششذهشد منركحرم اللشههشر فشيهلِّيش ر
ت لذلِّلناذس شواهلشلجه{َ ]البَقرة [189 :وقال النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم: ذ ذذ ذ
ك شعذنم الشهلِّلة قرهل هشىَ شمشوُاقي ر
}يشهسئمشيرلِّوُنُش ش
))إذا رأيتمحوُه فصوُموُا وإذا رأيتمحوُه فأفطروا فإن غم علِّيكحم فأكمحلِّوُا العدة ثلثي(( فجعل علِّيه الصلة
والسلم الصوُم لثبَوُت رؤية هلل شهر رمضان ،والفطار منه لثبَوُت رؤية هلل شوُال ،ول يربط ذلك
بساب النجوُم وسي الكحوُاكب ،وعلِّىَ هذا جرىً العمحل زأمنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم وزأمنم اللِّفاء
الراشدينم والئمحة الربعة والقرون الثلثة الت شهد لا النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم بالفضل والي ،فالرجوُع
ف إثبَات الشهوُر القمحرية إل علِّم النجوُم ف بدء العبَادات والروج منها دون الرؤية منم البَدع الت لخي
فيها ،ولمستند لا منم الشريعة ،وإن المحلِّكحة العربية السعوُدية متمحسكحة با كان علِّيه النب صلِّىَ ال علِّيه
وسلِّم والسلِّف الصال منم إثبَات الصيام والفطار والعياد وأوقات الجه نوُها برؤية اللل ،والي كل
الي ف اتبَاع منم سلِّف ف الشئموُن الدينية والشر كل الشر ف البَدع الت أحدثت ف الدينم .حفظنا ال
وإياك وجيع السلِّمحي منم الفتم ماظهر منها ومابطنم .وبال التوُفيق وصلِّىَ ال علِّىَ نُبَينا ممحد وآْله
وصحبَه وسلِّم .
مصدر الفتوُىً :فتاوىً اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية والفتاء )ج /10صا 104ي ] (106رقم
الفتوُىً ف مصدرها[386 :
يييييييييي
تبييت النية في الصوم وحكم التلفظ بها
الفت
الشيخ /صال بنم فوُزأان الفوُزأان
رقم الفتوُىً
10587
تاريخ الفتوُىً
25/10/1425هي 20041207
تصنيف الفتوُىً
103
السؤال
هل يشتط أن تكحوُن نُية الصيام قبَل الفجر منم كل ليلِّة منم رمضان أم تكحفي نُية واحدة كل الشهر.
وما حكحم منم تلِّفظ با ف كل ليلِّة منم ليال شهر رمضان.
الوُاب
النية شرط منم شروط صحة العبَادة منم صيام وغيه لقوُله صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم )) :إنا العمحال بالنيات
وإنا لكحل امرئ ما نُوُىً(()] ([1فكحل عبَادة منم العبَادات ل تصح إل بنية ومنم ذلك الصيام فإنُه ل
يصح إل بنية لقوُله صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم)) :ل صيام لنم ل يبَيت النية منم اللِّيلِّة(()] ([2فالنية للِّصيام
مشتطة وصيام الفرض لبد أن ينوُيه منم اللِّيل قبَل طلِّوُع الفجر ويب علِّيه أن ينوُي لكحل يوُم نُية
جديدة لن كل يوُم عبَادة مستقلِّة تتاج إل نُية متجددة بتجدد اليام لعمحوُم قوُله صلِّىَ ال علِّيه
وسلِّم)) :إنا العمحال بالنيات وإنا لكحل امرئ ما نُوُىً(()].([3
فإن قام منم نُوُمه وتسحر فهذا هوُ النية .وإن ل يستيقظ إل بعد طلِّوُع الفجر وكان نُاوديا للِّصيام قبَل
نُوُمه فإنُه يإسك إذا استيقظ وصيامه صحيح لوُجوُد النية منم اللِّيل.
وما أشار إليه السائل منم النطق بالنية هل هوُ مشروع أو ليس بشروع؟ فالنطق بالنية غي مشروع
والتلِّفظ با بدعة لن النية منم أعمحال القلِّوُب والقاصد ل يعلِّمحها إل ال سبَحانُه وتعال بدون تلِّفظ ول
يرد عنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أنُه كان يتلِّفظ بالنية ويقوُل ال إن نُوُيت أن أصوُم أو نُوُيت أن
أصلِّي أو نُوُيت كذا وكذا .إنا ورد هذا عند الحرام بالجه أو العمحرة أن يقوُم السلِّم لبَيك عمحرة أو
لبَيك حدجا)] ([4وكذلك عند ذبح الدي أو الضحية ورد أنُه يتلِّفظ عند ذبها)] ([5ويقوُل :اللِّهم
هذه عن أو عنم فلن فتقبَل من إنُك أنُت السمحيع العلِّيم .أما ما عدا ذلك منم العبَادات فالتلِّفظ بالنية
بدعة سوُاء كان ف الصوُم أو ف الصلة أو ف غي ذلك لنُه ل يرد عنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أنُه
تلِّفظ ف شيء منم هذه الحوُال بالنية وقد قال علِّيه الصلة والسلم)) :منم عمحل عمحلد ليس علِّيه أمرنُا
فهوُ رد(( )].([6
وقال علِّيه الصلة والسلم)) :إياكم ومدثات الموُر فإن كل مدثة بدعة(()].([7
فالتلِّفظ بالنية أمر مدث فهوُ بدعة.
ت شوشما ذف اهلشهر ذ وقد قال ال سبَحانُه وتعال} :قرل أشتريعلِّلمحوُشن اللِّله بذذدينذركحم واللِّله ييعلِّشم ما ذف اللسمحاوا ذ
ض شواللِّلهر شش ه ش ر شه ر ش ش ه شر
ت بذركحلل ششيتء عذلِّيم{َ ]الجرات [16 :فال جل وعل أنُكحر علِّىَ الذينم تلِّفظوُا بنياتم قال تعال} :شقالش ذ
ه ش ة
ب آْشملنا قرهل شله تريهؤذمنروُا شولشذكحهنم رقوُلروُا أشهسلِّشهمحشنا{َ إل أن قال تعال} :قرهل شأتريشعلِّلرمحوُشن اللِّلهش بذذدينذركحهم شواللِّلهر يشيهعلِّشرم
اهلشهعشرا ر
ض{َ ]الجرات 14 :ي [16فالتلِّفظ بالنية معناه أن النُسان يب ربه عز ت شوشما ذف اهلشهر ذ ما ذف اللسمحاوا ذ
شش ش
وجل أنُه نُوُىً له كذا وكذا قد نىَ ال عنم ذلك وأنُكحر علِّىَ منم فعلِّه.
)] ([1رواه البَخماري ف صحيحه جي 1صا 2منم حديث عمحر بنم الطاب رضي ال عنه.
104
)] ([2رواه المام مالك ف الوُطأ جي 1صا 288منم حديث عبَد ال بنم عمحر موُقوُدفا .ورواه المام
أحد ف مسنده جي 6صا 287ورواه أبوُ داود ف سننه جي 2صا ،342 ،341ورواه النسائي ف
سننه جي 4صا ،197 ،196ورواه ابنم ماجه ف سننه جي 1صا ،542ورواه الدارمي ف سننه جي 2
صا ،12ورواه البَيهقي ف السننم الكحبىً جي 4صا ،203 ،202ورواه ابنم خزيإة ف صحيحه جي 3
صا ،212ورواه ابنم أب شيبَة عنم مصنفه جي 2صا ،292ورواه ابنم حزم ف اللِّىَ جي 6صا ،162
ورواه الطيب البَغدادي ف تاريخ بغداد جي 3صا ،93 ،93وذكره الزيلِّعي ف نُصب الراية جي 2صا
433ي 435كلِّهم م حديث حفصة رضي ال عنها بنحوُه.
)] ([3رواه البَخماري ف صحيحه جي 1صا 2منم حديث عمحر بنم الطاب رضي ال عنه.
)] ([4انُظر :صحيح المام مسلِّم جي 2صا 915عنم حديث أنُس رضي ال عنه.
)] ([5انُظر :مسند المام أحد جي 6صا 8منم حديث أب رافع .وسننم أب داود جي 3صا 99 ،98
منم حديث جابر بنم عبَد ال ،وسننم التمذي جي 5صا 237 ،236منم حديث جابر بنم عبَد ال
رضي ال عنه ،وسننم ابنم ماجه جي 2صا 1044 ،1043منم حديث أنُس بنم مالك وجابر بنم عبَد
ال وأب هريرة .وممحع الزوائد ومنبَع الفوُائد جي 4صا .23 ،22
)] ([6رواه المام البَخماري ف صحيحه جي 8صا .156معلِّدقا.
)] ([7رواه المام أحد ف مسنده جي 4صا ،126ورواه أبوُ داود ف سننه جي 4صا ،200ورواه
التمذي ف سننه جي 7صا 320 ،319بنحوُه ،ورواه ابنم ماجه ف سننه جي 1صا 16 ،15بنحوُه.
ورواه الاكم ف مستدركه جي 1صا 97كلِّهم منم حديث العرباض بنم سارية رضي ال عنه.
مصدر الفتوُىً :النتقىَ منم فتاوىً فضيلِّة الشيخ صال بنم فوُزأان بنم عبَد ال الفوُزأان )ج /4صا ] (84
رقم الفتوُىً ف
يييييييييي
الصيام في البلد التي يطولا فيها النهار
الفت
اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية و الفتاء
رقم الفتوُىً
10016
تاريخ الفتوُىً
16/10/1425هي 20041128
تصنيف الفتوُىً
السؤال
105
تلِّقت رابطة العال السلمي رسالة منم الشيخ ممحد دير منجىَ مبَعوُثها ف كوُبنهاجنم الدانارك يفيد
فيها بأنُه ف بعض جهات الدول السكحندنُافية يكحوُن النهار أطوُل منم اللِّيل بكحثي علِّىَ مدار السنة،
حيث يكحوُن اللِّيل ثلث ساعات فقط ،ف حي يكحوُن النهار واحد وعشرينم ساعة ،وذكر أنُه إذا
صادف أن قدم شهر رمضان ف الشتاء فإن السلِّمحي فيها يصوُموُن مدة ثلث ساعات فقط ،وأما إذا
كان شهر رمضان ف فصل الصيف فإنم يتكوُن الصوُم لعدم قدرتم علِّيه نُظراد لطوُل النهار .وطلِّب
الشيخ دير منجىَ فتوُىً تدد موُاعيد الفطار والسحوُر ،والدة الت يصام فيها شهر رمضان لعلنا
للِّمحسلِّمحي ف هذه البَلد.
تلِّقت رابطة العال السلمي رسالة منم الشيخ ممحد دير منجىَ مبَعوُثها ف كوُبنهاجنم الدانارك يفيد
فيها بأنُه ف بعض جهات الدول السكحندنُافية يكحوُن النهار أطوُل منم اللِّيل بكحثي علِّىَ مدار السنة،
حيث يكحوُن اللِّيل ثلث ساعات فقط ،ف حي يكحوُن النهار واحد وعشرينم ساعة ،وذكر أنُه إذا
صادف أن قدم شهر رمضان ف الشتاء فإن السلِّمحي فيها يصوُموُن مدة ثلث ساعات فقط ،وأما إذا
كان شهر رمضان ف فصل الصيف فإنم يتكوُن الصوُم لعدم قدرتم علِّيه نُظراد لطوُل النهار .وطلِّب
الشيخ دير منجىَ فتوُىً تدد موُاعيد الفطار والسحوُر ،والدة الت يصام فيها شهر رمضان لعلنا
للِّمحسلِّمحي ف هذه البَلد.
أرجوُ التكحرم بإصدار بيان شرعي ف هذا الوُضوُع حت يتسن ل علِّىَ ضوُئه إجابة الذكوُر باللزأم.
الوُاب
ت لشركحهم بعد دراسة اللِّجنة للِّسؤال أجابت بايلِّي :شريعة السلم كاملِّة وشاملِّة قال تعال} :اهليشيهوُشم أشهكشمحهلِّ ر
ىً ششهىَء ت لشركحرم الهسلششم ذديندا{َ ]الائدة ،[3 :وقال تعال} :قرهل أش ت ذ ذ
ت شعلِّشهيركحهم نُهعشمحذت شوشرضي ر
ذ
دينشركحهم شوأشهتشهمح ر
ل شهاشذا الهرقهرءارن ذلنُذذشرركهم بذذه شوشمنم بشيلِّششغ{َ ]النُعام[19 : أشهكبَشيرر شششهاددة قرذل اللِّلهر ششذهيةد بذهيذن شوبشهييينشركحهم شورأوذحشىَ إذ شل
الية .وقال تعال} :شوشما أشهرشسهلِّشناشك إذلل شكافلةد للِّلناذس بشذشياد شونُشذذيردا{َ ]سبَأ ،[28 :وقد خاطب ال الؤمني
ب شعشلِّىَ الذذيشنم ذمنم قشيهبَلِّذركحهم ذ
صشيارم شكشمحا ركت ش ب شعلِّشهيركحرم ال ل
ذ لذ
بفرض الصيام فقال تعال} :ياأشييتشها ا ذيشنم ءاشمنروُاه ركت ش
لششعلِّلركحهم تشيتليرقوُشن{َ ]البَقرة ،[183 :وبي ابتداء الصيام وانُتهاءه فقال تعال} :شوركلِّروُاه شواهششربروُاه شحلت يشيتشبَشي ل ش
ي
صشياشم إذشل الهيذل{َ ]البَقرة ،[187 :ول يصص ذ ذذ ذ ط البيي ذ
ض مشنم اهلشهيط الهسشوُد مشنم الهشفهجذر رثل أشتتوُاه ال ل لشركحرم اهلشهي ر هش ر
هذا الكحم ببَلِّد ولبنوُع منم الناس ،بل شرعه شرعا عاما ،وهؤلء السئموُل عنهم داخلِّوُن ف هذا العمحوُم
وال جل وعل لطيف بعبَاده شرع لم منم طرق اليسر والسهوُلة مايساعدهم علِّىَ فعل ماوجب علِّيهم،
ضاشن الذذىً أرنُذزشل فشرع للِّمحسافر والريض مثل الفطر ف رمضان لدفع الشقة عنهمحا قال تعال} :ششههرر شرشم ش
ذ ذ ت ذذ
ضاصهمحهر شوشمنم شكاشن شمذري د فيه الهرقهرآْرن رهددىً للِّلناذس شوبشييليشنات لمشنم اهلرشدىً شوالهرفهرشقان فششمحنم ششذهشد منركحرم اللشههشر فشيهلِّيش ر
أشهو شعشلِّىَ شسشفتر فشعذلد ة لمهنم أشلياتم أرشخشر يرذريرد اللِّلهر بذركحرم الهيرهسشر شولش يرذريرد بذركحرم الهعرهسشر{َ ]البَقرة [185 :الية ،فمحنم
شهد رمضان منم الكحلِّفي وجب علِّيه أن يصوُم ،سوُاء طال النهار أو قصر ،فإن عجز عنم إتام صيام
106
يوُم وخاف علِّىَ نُفسه الوُت أو الرض جازأ له أن يفطر با يسد رمقه ويدفع عنه الضرر ،ث يإسك بقية
يوُمه وعلِّيه قضاء ما أفطره ف أيام أخر يتمحكحنم فيها منم الصيام .وبال التوُفيق وصلِّىَ ال علِّىَ نُبَينا ممحد
وآْله وصحبَه وسلِّم .
ي
مصدر الفتوُىً :فتاوىً اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية والفتاء )ج /10صا 113ي ] (115رقم
الفتوُىً ف مصدرها[1442 :
يييييييييي
عتماد في بدء الصوم ونهايته على الحساب الفلكي
الفت
اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية و الفتاء
رقم الفتوُىً
10004
تاريخ الفتوُىً
16/10/1425هي 20041128
تصنيف الفتوُىً
السؤال
هل يوُزأ للِّمحسلِّم العتمحاد ف بدء الصوُم ونايته علِّىَ الساب الفلِّكحي ،أو لبد منم رؤية اللل؟
الوُاب
الشريعة السلمية شريعة سحة وهي عامة شاملِّة أحكحامها جيع الثقلِّي النُس والنم ،علِّىَ اختلف
طبَقاتم علِّمحاء وأميي أهل الضر وأهل البَادية ،فلِّهذا سهل ال علِّيهم الطريق إل معرفة أوقات
العبَادات ،فجعل لدخوُل أوقاتا وخروجها أمارات يشتكوُن ف معرفتها ،جعل زأوال الشمحس أمارة علِّىَ
دخوُل وقت الغرب وخروج وقت العصر ،وغروب الشفق الحر أمارة علِّىَ دخوُل وقت العشاء مثل،
وجعل رؤية اللل بعد استتاره آْخر الشهر أمارة علِّىَ ابتداء شهر قمحري جديد وانُتهاء الشهر السابق،
ول يكحلِّفنا معرفة بدء الشهر القمحري با ل يعرفه إل النزر اليسي منم الناس ،وهوُ علِّم النجوُم ،أو علِّم
الساب الفلِّكحي ،وبذا جاءت نُصوُصا الكحتاب والسنة بعل رؤية اللل ومشاهدته أمارة علِّىَ بدء
صوُم السلِّمحي شهر رمضان ،والفطار منه برؤية هلل شوُال ،وكذلك الال ف ثبَوُت عيد الضحىَ
ذ
ويوُم عرفات قال ال تعال} :فششمحنم ششذهشد منركحرم اللشههشر فشيهلِّيش ر
صهمحره{َ ]البَقرة [185 :وقال تعال:
ت لذلِّلناذس شواهلشلجه{َ ]البَقرة [189 :وقال النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم: ذ ذذ ذ
ك شعذنم الشهلِّلة قرهل هشىَ شمشوُاقي ر}يشهسئمشيرلِّوُنُش ش
))إذا رأيتمحوُه فصوُموُا وإذا رأيتمحوُه فأفطروا فإن غم علِّيكحم فأكمحلِّوُا العدة ثلثي(( فجعل علِّيه الصلة
107
والسلم الصوُم لثبَوُت رؤية هلل شهر رمضان ،والفطار منه لثبَوُت رؤية هلل شوُال ،ول يربط ذلك
بساب النجوُم وسي الكحوُاكب ،وعلِّىَ هذا جرىً العمحل زأمنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم وزأمنم اللِّفاء
الراشدينم والئمحة الربعة والقرون الثلثة الت شهد لا النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم بالفضل والي ،فالرجوُع
ف إثبَات الشهوُر القمحرية إل علِّم النجوُم ف بدء العبَادات والروج منها دون الرؤية منم البَدع الت لخي
فيها ،ولمستند لا منم الشريعة ،وإن المحلِّكحة العربية السعوُدية متمحسكحة با كان علِّيه النب صلِّىَ ال علِّيه
وسلِّم والسلِّف الصال منم إثبَات الصيام والفطار والعياد وأوقات الجه نوُها برؤية اللل ،والي كل
الي ف اتبَاع منم سلِّف ف الشئموُن الدينية والشر كل الشر ف البَدع الت أحدثت ف الدينم .حفظنا ال
وإياك وجيع السلِّمحي منم الفتم ماظهر منها ومابطنم .وبال التوُفيق وصلِّىَ ال علِّىَ نُبَينا ممحد وآْله
وصحبَه وسلِّم .
ي
مصدر الفتوُىً :فتاوىً اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية والفتاء )ج /10صا 104ي ] (106رقم
الفتوُىً ف مصدرها[386 :
يييييييييي
صيام التطوع بنيتين :نية قضاء ،ونية سنة
الفت
اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية و الفتاء
رقم الفتوُىً
9957
تاريخ الفتوُىً
16/10/1425هي 20041128
تصنيف الفتوُىً
السؤال
هل يوُزأ صيام التطوُع بنيتي :نُية قضاء ،ونُية سنة ،وما حكحم الصوُم بالنسبَة للِّمحسافر والريض،
وخصوُصاد وأن ما يطلِّق علِّيه سفراد فهوُ سفر ،وإذا كان السافر قادراد علِّىَ الصيام ،وبالنسبَة أيضاد
للِّمحريض القادر علِّىَ الصيام فهل ف هذه الالة يقبَل الصوُم أم ل؟
الوُاب
ل يوُزأ صيام التطوُع بنيتي ،نُية القضاء ونُية السنة ،والفضل للِّمحسافر سفر قصر أن يفطر ،ولكحنه لوُ
صام أجزأه ،والفضل لنم يشق علِّيه الصوُم مشقة فادحة لرضه أن يفطر ،وإن علِّم أو غلِّب علِّىَ ظنه
أن يصيبَه ضرر أو هلك بصوُمه وجب علِّيه الفطر؛ دفعاد للِّحرج والضرر ،وعلِّىَ كل منم السافر والريض
108
قضاء صيام ما أفطره منم أيام رمضان ف أيام أخر ،ولكحنه لوُ صام مع الرج أجزأه .وبال التوُفيق وصلِّىَ
ال علِّىَ نُبَينا ممحد وآْله وصحبَه وسلِّم.
مصدر الفتوُىً :فتاوىً اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية والفتاء )ج /10صا 383ي ] (384رقم
الفتوُىً ف مصدرها[6497 :
يييييييييي
هل الحج يكفر ترك الصلة والصوم؟
الفت
الشيخ /صال بنم فوُزأان الفوُزأان
رقم الفتوُىً
9619
تاريخ الفتوُىً
12/10/1425هي 20041124
تصنيف الفتوُىً
السؤال
أفيدكم أن أبلِّغ منم العمحر الامسة والربعي ،وقد مضىَ علِّي أربع سني منم عمحري دون أن أصلِّي
ودون أن أصوُم رمضان ،ولكحن ف العام الاضي أديت فريضة الجه؛ فهل تكحفر عمحا فاتن منم صوُم
وصلة؟ وإن كانُت ل تكحفر؛ فمحاذا علِّي أن أفعلِّه الن؟ أرشدونُا وفقكحم ال.
الوُاب
ترك الصلة متعمحددا خطي جددا؛ لن الصلة هي الركنم الثان منم أركان السلم ،وإذا تركها السلِّم
متعمحددا؛ فإن ذلك كفر:
كمحا قال النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم)) :بي العبَد وبي الكحفر ترك الصلة((].[1
وقال النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم)) :العهد الذي بيننا وبينهم الصلة ،فمحنم تركها؛ فقد كفر(( ].[2
وال تعال يقوُل ف الكحفار} :فشذإهن شتابروُا شوأششقارموُا ال ل
صلشة شوآْتشيروُا اللزشكاشة فششخملِّتوُا شسذبَيلِّشرههم{َ ]التوُبة.[5 :
ك ذمنم الهمحصلِّلي .وشل نُش ر ذ ذ ذ
ي{َك نُرطهعرم الهمحهسكح ش ويقوُل عنم أهل النار} :شما شسلِّششكحركحهم ذف شسشقشر .شقالروُا شله نُش ر ش ر ش ش ش ه
]الدثر 42 :ي .[44
...إل غي ذلك منم النصوُصا الت تدلك علِّىَ كفر تارك الصلة ،وإن ل يحد وجوُبا ،وهوُ الصحيح
منم قوُل العلِّمحاء رحهم ال.
109
فمحا ذكرت منم أنُك تركتها متعمحددا مدة أربع سنوُات ،هذا يقتضي الكحفر ،ولكحنم إذا تبَت إل ال عز
وجل توُبة صحيحة ،وحافظت علِّىَ الصلة ف مستقبَل حياتك ،فإن ال يإحوُ ما كان منم ذي قبَل،
والتوُبة الصادقة تب ما قبَلِّها.
أما الجه ،فل يكحفر ترك الصلة ول ترك الصيام؛ لن هذه كبَائر موُبقة ل يكحفرها الجه ،وكذلك الجه
إذا كنت أديته وأنُت ل تصلِّي؛ فإنُه ل يصح؛ لن الذي ل يصلِّي ليس له دينم ،وليس له إسلم ،ول
يصح منه عمحل؛ إل أن يتوُب إل ال سبَحانُه وتعال.
فإذا تبَت إل ال توُبة صحيحة ،وحافظت علِّىَ الصلة؛ فإن هذا يكحفر ما سبَق ،ولكحنم؛ علِّيك
بالصدق ،والستمحرار علِّىَ التوُبة ،والهتمحام بالصلة ،وإذا كنت أديت الجه ف حالة ترك الصلة،
فعلِّيك أن تعيده ،أما إذا كنت أديته بعدما تبَت؛ فهوُ حجه صحيح إن شاء ال ،وما مضىَ منم العصية
وترك الصلة والصيام تكحفره التوُبة الصادقة.
] [1رواه مسلِّم ف "صحيحه" ) (1/88بنحوُه ،ورواه أبوُ داود ) ،(4/219ورواه غيها.
] [2رواه المام أحد ) (5/355بنحوُه ،ورواه التمذي ف "سننه" ) ،(7/283ورواه ابنم ماجه ف
"سننه" ).(1/343ي
مصدر الفتوُىً :النتقىَ منم فتاوىً فضيلِّة الشيخ صال بنم فوُزأان بنم عبَد ال الفوُزأان )ج /3صا ] (30
رقم الفتوُىً ف مصدرها[41 :
يييييييييي
صيام التطوع بنيتين :نية قضاء ،ونية سنة
الفت
اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية و الفتاء
رقم الفتوُىً
3533
تاريخ الفتوُىً
2/10/1425هي 20041114
تصنيف الفتوُىً
السؤال
هل يوُزأ صيام التطوُع بنيتي :نُية قضاء ،ونُية سنة ،وما حكحم الصوُم بالنسبَة للِّمحسافر والريض،
وخصوُصاد وأن ما يطلِّق علِّيه سفراد فهوُ سفر ،وإذا كان السافر قادراد علِّىَ الصيام ،وبالنسبَة أيضاد
للِّمحريض القادر علِّىَ الصيام فهل ف هذه الالة يقبَل الصوُم أم ل؟
الوُاب
110
ل يوُزأ صيام التطوُع بنيتي ،نُية القضاء ونُية السنة ،والفضل للِّمحسافر سفر قصر أن يفطر ،ولكحنه لوُ
صام أجزأه ،والفضل لنم يشق علِّيه الصوُم مشقة فادحة لرضه أن يفطر ،وإن علِّم أو غلِّب علِّىَ ظنه
أن يصيبَه ضرر أو هلك بصوُمه وجب علِّيه الفطر؛ دفعاد للِّحرج والضرر ،وعلِّىَ كل منم السافر والريض
قضاء صيام ما أفطره منم أيام رمضان ف أيام أخر ،ولكحنه لوُ صام مع الرج أجزأه .وبال التوُفيق وصلِّىَ
ال علِّىَ نُبَينا ممحد وآْله وصحبَه وسلِّم.
مصدر الفتوُىً :فتاوىً اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية والفتاء )ج /10صا 383ي ] (384رقم
الفتوُىً ف مصدرها[6497 :
يييييييييي
صيام التطوع قبل قضاء الصوم الواجب
الفت
اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية و الفتاء
رقم الفتوُىً
3532
تاريخ الفتوُىً
2/10/1425هي 20041114
تصنيف الفتوُىالسؤال
منم كان علِّيه صوُم قضاء ،ث صام تطوُعاد قبَل أن يقضي ذلك الصوُم الوُاجب ،ث قضاه فهل يزئه؟
الوُاب
منم صام تطوُعاد قبَل أن يقضي ما علِّيه منم الصوُم الوُاجب ،ث قضىَ ما علِّيه أجزأه قضاؤه ،لكحنم كان
ينبَغي له أن يقضي ما علِّيه أودل ،ث يصوُم تطوُعاد بعد ذلك؛ لن الوُاجب أهم .وبال التوُفيق وصلِّىَ ال
علِّىَ نُبَينا ممحد وآْله وصحبَه وسلِّم.
مصدر الفتوُىً :فتاوىً اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية والفتاء )ج /10صا ] ( 383 , 382رقم
الفتوُىً ف مصدرها[2232 :
يييييييييي
متى يؤمر الصبي بالصيام؟
الفت
الشيخ /عبَدال بنم عقيل
رقم الفتوُىً
8547
111
تاريخ الفتوُىً
27/9/1425هي 20041110
تصنيف الفتوُىً
السؤال
سائل يقوُل :إنُه قدم علِّىَ أقاربه ،ونُزل عندهم ضيدفا ف شهر رمضان ،ووجد عندهم ممحوُعة منم
الطفال :أولد وبنات ي ويغلِّب علِّىَ ظنه أنم يطيقوُن الصيام ي فأمرهم بالصوُم ،ونُبَه أهلِّهم علِّىَ إلزامهم
بالصوُم ،فاعتذروا بأنم صغار ،ولكحنه ل يقتنع بذا العذر .فكحتب يسأل :مت يؤمر مثل هؤلء بالصيام.
وهل لذلك سنم مددة؟ ...أفتوُنُا مأجوُرينم.
الوُاب
قال ال تعال} :شيا أشييتشها الذذيشنم آْشمنروُا قروُا أشنُهيرفشسركحهم شوأشههذلِّيركحهم شنُاردا{َ ]التحري ,[6 :وقال صلِّىَ ال علِّيه
وسلِّم)) :أل كلِّكحم راع ،وكلِّكحم مسئموُل عنم رعيته(( ،وفيه)) :والرجل راع علِّىَ أهل بيته ،ومسئموُل عنم
رعيته .والرأة راعية علِّىَ أهل بيت زأوجها وولده ،وهي مسئموُلة عنهم((] .[1وهؤلء الطفال أمانُة ف
أيدي ول أمرهم ،يب علِّيهم تعلِّيمحهم ما ينفعهم ف دينهم ودنُياهم ،وينبَهم ما يضرهم منم أموُر
دينهم ودنُياهم.
وإذا بلِّغ الصب سبَع سني ي ومثلِّه الصبَية ي فعلِّىَ ول أمره أن يأمره بالصلة ،وما يب لا منم طهارة
وغيها ،وتعلِّيمحه أحكحامها ،ويطبَقها له عمحلِّيدا؛ لن ما ل يتم الوُاجب إل به فهوُ واجب ،ويستمحر علِّىَ
ذلك حت يبَلِّغ عشر سني .فإذا بلِّغ عشر سني ضربه علِّىَ تركها؛ لديث)) :مروا أبناءكم بالصلة
لسبَع ،واضربوُهم علِّيها لعشر ،وفرقوُا بينهم ف الضاجع((].[2
وأما الصيام فيؤمر به المحيز إذا أطاقه .والمحيز قيل :إنُه الذي يبَلِّغ سبَع سني .وقال ف "الطلِّع" :هوُ
الذي يفهم الطاب ويرد الوُاب .ول ينضبَط بسنم ،بل يتلِّف باختلف الفهام .وصوُبه ف
"النُصاف"] [3وقال :إن الشتقاق يدل علِّيه.
وقيل :إذا بلِّغ الطفل عشر سني وأطاقه ،أمره به وليه .ويعرف ذلك بصيامه ثلثة أيام متتالية .فإن ل
يتضرر بذلك ،فهوُ يطيق الصيام ،فحينئمذ يؤمر به ،ويضرب علِّيه؛ ليعتاده.
قال ف "القناع" و"شرحه"] :[4ويصح الصوُم منم ميز ،كصلته .ويب علِّىَ وليه ي أي :المحيز ي أمره به
إذا أطاقه ،وضربه حينئمذ علِّيه ي أي :الصوُم ي إذا تركه؛ ليعتاده كالصلة؛ إل أن الصوُم أشق ،فاعتبت له
الطاقة؛ لنُه قد يطيق الصلة منم ل يطيق الصوُم .والثوُاب للِّصب إذا صام .وكذا جيع أعمحال الب الت
يعمحلِّها .فإن ثوُابا له ،كمحا ورد بذلك الديث الصريح ف الجه .فهوُ ف هذه السنم تكحتب له السنات
صا. ول تكحتب علِّيه السيئمات] .[5انُتهىَ ملِّخم د
112
وقال الد بنم تيمحية ف "منتقىَ الخبَار" وشرحه "نُيل الوطار" للِّشوُكان .باب :الصب يصوُم إذا أطاق]
:[6عنم الربيع بنت معوُذ قالت :أرسل رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم غداة عاشوُراء إل قرىً النُصار
الت حوُل الدينة)) :منم كان أصبَح صائدمحا فلِّيتم صوُمه ،ومنم كان أصبَح مفطدرا فلِّيتم بقية يوُمه((.
فكحنا بعد ذلك نُصوُمه ونُصلوُمه صبَيانُنا الصغار منهم .ونُذهب إل السجد فنجعل لم اللِّعبَة منم
العذههنم .فإذا بكحىَ أحدهم منم الطعام أعطيناها إياه ،حت يكحوُن عند الفطار .أخرجاه].[7
قال :البَخماري] [8وقال عمحر لنشوُان ف رمضان :ويلِّك ،وصبَيانُنا صيام؟!ا فضربه ...وهذا الثر وصلِّه
سعيد بنم منصوُر والبَغوُي ف "العديات" منم طريق عبَد ال بنم هذيل أن عمحر بنم الطاب رأت برجل
شرب المحر ف رمضان .فلِّمحا دنُا منه جعل يقوُل للِّمحنخمرينم والفم .وف رواية البَغوُي]" :[9فلِّمحا رفع إليه
عثر .فقال عمحر :علِّىَ وجهك ،ويك!ا وصبَيانُنا صيام!ا ث أمر به فضرب ثانُي سوُدطا ،ث سيه إل
الشام" .انُتهىَ.
الديث استدل به علِّىَ أنُه يستحب أمر الصبَيان بالصوُم؛ للِّتمحرينم علِّيه إذا أطاقوُه .وقد قال باستحبَاب
ذلك جاعة منم السلِّف .منهم :ابنم سيينم والزهري والشافعي وغيهم .واختلِّف أصحاب الشافعي ف
تديد السنم الت يؤمر الصب عندها بالصيام؛ فقيل :سبَع سني .وقيل :عشر .وبه قال أحد .وقال
الوزأاعي :إذا أطاق صوُم ثلثة أيام تبَادعا ل يضعف فيهنم ،رحل علِّىَ الصوُم .وذكر الادي ف
"الحكحام" أنُه يب علِّىَ الصب الصوُم بالطاقة لصيام ثلثة أيام .واحتجه علِّىَ ذلك با رواه عنم النب
صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أنُه قال)) :إذا أطاق الغلم صيام ثلثة أيام وجب علِّيه صيام الشهر كلِّه((].[10
وهذا الديث ذكره السيوُطي ف "الامع الصغي"] [11وقال :أخرجه الرهب عنم ابنم عبَاس .ولفظه:
ر
))تب الصلة علِّىَ الغلم إذا عقل ،والصوُم إذا أطاق ،والدود والشهادة إذا احتلِّم((] .[12وقد حل
الرتضىَ كلم الادي علِّىَ لزوم التأديب .وحلِّه السادة الادويوُن علِّىَ أنُه يؤمر بذلك؛ تعوُيددا وتريدنا.
صا] .[13وال أعلِّم. انُتهىَ ملِّخم د
] [1البَخماري ) (7138ومسلِّم ).(1829
] [2أبوُ داود ) (495وأحد ) (2/187والبَيهقي ) (2/14وغيهم .وصححه الشيخ اللبَان ف
"الرواء" ).(2/7) ،(1/266
] [3النُصاف ).(1/396
] [4القناع ).(2/973
] [5حديث ابنم عبَاس ف احتساب الجر للِّصب إذا حجه ،أخرجه مسلِّم ) (1336و) (2645وفيه
أن امرأة رفعت إل النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم صبَديا فقالت :ألذا حجه؟ قال)) :نُعم ،ولك أجر((.
] [6نُيل الوطار ).(4/198
] [7البَخماري ) (1960ومسلِّم ).(1136
113
] [8انُظر "الفتح" ).(4/200
] [9البَغوُي ).(1/415
]" [10الروحي" ) ،(3/116وأبوُ نُعيم ف "العرفة" ) 2/170ب( نُسخمة أحد الثالث.
]" [11ضعيف الامع" ).(2392
] [12أخرجه ابنم عدي ) (2/545وهوُ ف "الكحنز" ).(45326
]" [13نُيل الوطار" ).(199 ،4/198
يييييييييي
ل يلزم رؤية الهللا بنفسه لوجوب الصوم وتكفي رؤية الواحد العدلا
الفت
اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية و الفتاء
رقم الفتوُىً
8327
تاريخ الفتوُىً
26/9/1425هي 20041109
تصنيف الفتوُىً
السؤال
ما حكحم الذي ليصوُم ف أول رؤية هلل رمضان إذا رؤي حت يرىً بنفسه ويستدل بالديث القائل:
))صوُموُا لرؤيته وأفطروا لرؤيته(( ،وهل صحيح استدللم بذا الديث؟
الوُاب
الوُاجب الصيام إذا ثبَتت رؤية اللل ولوُ بوُاحد عدل منم السلِّمحي ،كمحا أمر النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم
بالصيام عندما شهد العراب برؤيته اللل وأما الستدلل بديث صوُموُا لرؤيته علِّىَ أن كل فرد
ليصوُم إل برؤيته بنفسه فغي صحيح؛ لن الديث خطاب عام بالصيام عند تقق الرؤية ولوُ منم واحد
عدل منم السلِّمحي .وبال التوُفيق وصلِّىَ ال علِّىَ نُبَينا ممحد وآْله وصحبَه وسلِّم .
مصدر الفتوُىً :فتاوىً اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية والفتاء )ج /10صا ] (94 ،93رقم الفتوُىً
ف مصدرها[7753 :
يييييييييي
التتابع في صيام كفارة اليمين
الفت
الشيخ /صال بنم فوُزأان الفوُزأان
114
رقم الفتوُىً
6944
تاريخ الفتوُىً
25/9/1425هي 20041108
تصنيف الفتوُىً
السؤال
كان علِّي صيام أيام كفارة يإي فسألت إحدىً أخوُات السلِّمحات والت أثق با لنا علِّىَ درجة منم
العلِّم فسألتها إن كان الصوُم متتابدعا أو متفردقا فقالت ل ل يشتط التتابع فصمحتها متفرقة ولكحنم سعت
منم برنُامكحم ومنم أحد العلِّمحاء الكحرام إنُه يشتط التتابع فرجعت إليها فأخرجت ل ف تفسي ابنم كثي
قوُل مالك فيه بأنُه ل يشتط التتابع فهل علِّي شيء .وما هوُ القوُل الصحيح ف هذا؟
الوُاب
كمحا ذكرت السألة فيها خلف بي أهل العلِّم هل يب التتابع ف صيام كفارة اليمحي أو ل يب
ولكحنم الراجح ما ذهب إليه المام أحد وأبوُ حنيفة والشافعي ف أحد قوُليه ف أنُه يب التتابع لنُه رقرئ
صا علِّىَ وجوُب التتابع وال أعلِّم.
قوُله تعال} :فصيام ثلثة أيام متتابعات{َ)] ([1فتكحوُن هذا القراءة نُ د
115
ضا شديددا وف آْخر شهر منم كان ل أخت متزوجة ولا طفلن وقد طلِّقها زأوجها بعد أن مرضت مر د
عدتا توُفيت وعلِّيها ديوُن كثية للطبَاء الذينم قاموُا بعلجها ولغيهم وليس لا سوُىً أرض ل تغطي
كل ما علِّيها منم ديوُن فل تفي إل بالثلِّثي منها فقط ،وقد أوصت بأن يجه عنها وأوصت بأن يصلِّىَ
عنها لدة ثلث سنوُات ،ويصام عنها ثلثة أشهر ،وبأن يذبح لا بعد موُتا ويعمحل لا وليمحة عزاء ،علِّدمحا
أن لا أربعة أخوُة أشقاء وأختي ،فمحا الكحم أولد ف سداد ما علِّيها منم دينم علِّىَ منم يكحوُن قضاؤه
وكذلك ما الكحم ف وصيتها تلِّك وماذا يلِّزمنا تنفيذه منها وماذا ل يلِّزمنا أفيدونُا عنم ذلك جزاكم ال
خديا؟
الوُاب
أما قضية الديوُن الت علِّيها فإنا يب تسديدها منم تركتها ول ينفذ لا وصية إل بعد سداد الديوُن لن
وفاء الدينم مقدم علِّىَ الوُصية .وأما قضية أنا أوصت بوُصايا منم جلِّتها العزاء وذبح ذبيحة فيه فهذا ل
يوُزأ الوُفاء به حت ولوُ كان لا تركة لن هذا منم البَدع وعمحل العزاء وعمحل الوُلئم بناسبَة العزاء منم
مال اليت منم البَدع ول يوُزأ فعلِّه وإنا سح لا الشارع بالوُصية ف حدود الثلِّث فاقل وعلِّىَ الوُجه
الشروع وبعد سداد الديوُن الت علِّيها.
ضا ل تنفذ الوُصية به لن الصلة والصيام وأما قضية الوُصية بأن يصلِّىَ عنها أو يصام عنها فهذا أي د
عمحلن بدنُيان ل تدخلِّهمحا النيابة إل إذا كان علِّيها صيام نُذر فإنا يصام عنها لقوُله صلِّىَ ال علِّيه
وسلِّم )) :منم مات وعلِّيه صوُم نُذر صام عنه وليه(()] ،([1فصيام النذر يصام عنم اليت بأن يصوُم
عنه وليه أما ما وجب بأصل الشرع منم الصلة والصيام فهذا ل تدخلِّه النيابة لنُه عمحل بدن مطلِّوُب
منم النُسان القيام به بنفسه.
)] ([1ل أجده بذا اللِّفظ.
مصدر الفتوُىً :النتقىَ منم فتاوىً فضيلِّة الشيخ صال بنم فوُزأان بنم عبَد ال الفوُزأان )ج /4صا (210
] رقم الفتوُىً ف مصدرها[225 :
يييييييييي
صوم كفارة القتل للمرضى
الفت
الشيخ /عبَد ال بنم ممحد بنم حيد
رقم الفتوُىً
7805
تاريخ الفتوُىً
23/9/1425هي 20041106
116
تصنيف الفتوُىً
السؤال
إن سائق سيارة ومصاب برض ف القلِّب ,وقدر ال علِّي بادث انُقلب ف السيارة وذلك بسبَب خلِّل
فن حيث خرب علِّي الكحفر ,وتوُف معي شخمصان ,وسامن أهلِّهم شردعا ي جزاهم ال خديا ي إل أنُه
ييك ف صدري مسألة الصوُم ,فإنا صعبَة بالنسبَة ل ,ول أستطيع الصيام ,حيث إن أستعمحل علدجا
للِّقلِّب ثلث مرات يوُمديا والعلج كنت أستعمحلِّه قبَل الادث ,وما زألت أستعمحلِّه ,فمحا الل ف ذلك؟
أفيدونُا مأجوُرينم
الوُاب
ما دمت معذودرا ,ول تستطيع الصيام ,فل حرج علِّيك ,فإن ال يقوُل} :شفاتليرقوُا اللِّلهش شما اهستشطشهعترهم{َ
ف اللِّلهر نُشيهفساد ذإل روهسشعشها{َ ]البَقرة [286 :ل سيمحا أنُه ل يقع منك ]التغابنم ,[16 :ويقوُل} :ل يرشكحلِّل ر
ضا .أما لوُ وقع منك تفريط فيلِّزمك الصوُم .لكحنم إن ل يكحنم ثة تفريط وأنُت ف هذه الالة تفريط أي د
الت وصفتها فنرجوُ أل حرج ف هذا.
وبالنسبَة إل الادث وموُت الشخمصي ,فهذا قضاء وقدر .وكفارة القتل عتق رقبَة ,فإن ل يد فصيام
شهرينم متتابعي .ولكحنم هل هناك إطعام مع ذلك؟
مذهب كثي منم أهل العلِّم أنُه ليس فيها إطعام .فالقصوُد :مادمت ل تفرط ف السيارة ,ل سرعة ,ول
نُوُم ,ول خلِّل ,وكذلك أنُت مصاب برض ف القلِّب ,فأرجوُ أل حرج علِّيك ول ذنُب إن شاء ال ,ول
يلِّزمك صوُم ما دام المر كمحا ذكرت .وال أعلِّم.
مصدر الفتوُىً :فتاوىً ساحة الشيخ عبَد ال بنم حيد )صا ] (263رقم الفتوُىً ف مصدرها[278 :
يييييييييي
صوم كفارة القتل للسائقين
الفت
الشيخ /عبَد ال بنم ممحد بنم حيد
رقم الفتوُىً
7804
تاريخ الفتوُىً
23/9/1425هي 20041106
تصنيف الفتوُىً
السؤال
117
أنُا رجل أملِّك سيارة وأبلِّغ منم العمحر تسعة عشر عادما وقد حصل معي حادث ف السيارة حيث
ل ,فمحات منم أثر الصدمة ,وكان هوُ التسبَب بالادثة مائة بالائة .فهل يب علِّي الصوُم صدمت رج د
أم ل؟ مع العلِّم أن ل أستطيع الصيام لن صاحب عمحل ,وأعمحل طوُال النهار ,وأضطر لذلك لكحسب
لقمحة العيش .أفيدونُا وجزاكم ال خديا.
الوُاب
إذا صح ما تقوُل ,وأنُه ل يقع منك خطأ ,بل هوُ الذي صدمك وتوُف ,فل شيء علِّيك؛ ل دية ,ول
كفارة ,ول ذنُب.
أما إذا كان الطأ منك ,فأنُت الذي صدمته ,ولوُ منم غي قصد ,ل شك أنُك ل تريده ,لكحنم موُته
صار بسبَبَك .فهذا ل بد وأن تصوُم شهرينم متتابعي .ويإكحنك أن تصوُم ف فصل الشتاء ,فأيامه
قصية ,والصيام فيه سهل .ولوُ كنت عاملد وكنت تشتغل ,فهوُ متيسر ,لن الدية تلِّزمك ,فهي ف
ذمتك ولبد منم أدائها .هذا ما يتتب علِّيك فعلِّه إن كان موُته بسبَبَك ,ول يكحنم الطأ منه مائة
بالائة ,أما إذا كانُت الطأ منه مائة بالائة بأن صدم السيارة ,فهذا ل شيء علِّيك فيه كمحا أشرنُا .وال
أعلِّم.
مصدر الفتوُىً :فتاوىً ساحة الشيخ عبَد ال بنم حيد صا ] 263رقم الفتوُىً ف مصدرها[277 :
يييييييييي
ما هي كفارة القتل وهل هناك بديل عن الصوم؟
الفت
الشيخ /صال بنم فوُزأان الفوُزأان
رقم الفتوُىً
7803
تاريخ الفتوُىً
23/9/1425هي 20041106
تصنيف الفتوُىً
السؤال
سائل يقوُل إنُه سائق سيارة وقد حصل بينه وبي سائق آْخر تصادم ونُتجه عنم الادث وفاة السائق
الخر وبرفقته ثلثة أشخماصا فقال له القاضي ف الكحمحة الشرعية علِّيك كفارة عتق رقبَة عنم كل واحد
ضا وهوُ يقوُل أن الصوُم يصعب علِّي فهل توُجد كفارةمنهم أو صوُم شهرينم عنم كل واحد منهم أي د
غي ذلك أفعلِّها أفيدون جزاكم ال خديا؟
الوُاب
118
إذا كنت مدادنُا ف الادث فالمر كمحا قال لك القاضي منم أنُه يب علِّيك كفارة عنم كل واحد منم
القتلِّىَ ف هذا الادث وهي عتق رقبَة فإن ل تستطع فصيام شهرينم متتابعي كمحا ف نُص القرآْن الكحري
وأما كوُنُك ل تستطيع الصيام فربا أنُك ل تستطيع ف وقت معي لكحنم ف وقت آْخر تستطيع فتنتظر
إل أن تستطيع الصيام ويب علِّيك الصيام متتابدعا بأن تصوُم شهرينم عنم كل قتيل وليس بلزأم أن
تصوُم الكحفارات متتابعة بل بإمكحانُك أن تصوُم شهرينم متتابعي عنم واحد ث تنتظر إل أن تقوُىً ويتيسر
لك ذلك فتصوُم الكحفارة الثانُية وهكحذا ،الاصل أنُه لبد منم الصيام والصيام متعي علِّيك وعلِّيك أن
تتحي الفرصا الناسبَة لدائه وال يعينك علِّىَ ذلك وليس هناك شيء ثالث ف كفارة القتل إنا ها
شيئمان عتق الرقبَة فإن ل تستطيع فصيام شهرينم متتابعي.
مصدر الفتوُىً :النتقىَ منم فتاوىً فضيلِّة الشيخ صال بنم فوُزأان بنم عبَد ال الفوُزأان )ج /4صا (232
] رقم الفتوُىً ف مصدرها[240 :
يييييييييي
هل يجوز الطعام بدل من الصوم في كفارة القتل؟
الفت
الشيخ /صال بنم فوُزأان الفوُزأان
رقم الفتوُىً
7802
تاريخ الفتوُىً
23/9/1425هي 20041106
تصنيف الفتوُىً
السؤال
لقد قدر ال حادث سيارة علِّىَ أحد الشخماصا بسيارت بينمحا هوُ يإشي علِّىَ قدميه ونُقل إل
الستشفىَ متأثدرا بتلِّك الصابة ورقد عشرة أيام ث توُف وقد تنازأل أهلِّه عنم ديته وأخذ أولده القصر مبَلِّغ
ثلثي ألف ر حيث كان الطأ مشتدكا فعلِّيه نُسبَة %40منه.
وسؤال هوُ عنم الصيام .هل يب علِّي وجوُدبا مع أنُن طالب ف الثانُوُية وقد ل أستطيع المحع بي
الصيام والدراسة فهل يكحفي أن أتصدق وأطعم أو هل منم مرج ل منم الصيام أفيدون بارك ال فيكحم؟
الوُاب
س خطأد والكحفارة تب علِّىَ القاتل خطأ سوُاء ل شك أنُه يب علِّيك الصيام لنُك شاركت ف قتل نُف ت
انُفرد ف القتل أو شارك فيه وأنُت تذكر أنُك اشتكت ف %60الهم أنُه لوُ شارك ف %1أو أقل
علِّيه كفارة لعمحوُم الية الكحريإة فيثبَت ف ذمتك صيام شهرينم إذا ل تستطع ،تذهب إل البَديل وهوُ
119
الصيام وليس هناك شيء ثالث غي الصيام وتأت به مت استطعت فإذا كنت ف الوُقت الاضر ل
تستطيع فإنُه يبَقىَ ف ذمتك وتصوُمه إذا استطعت والدراسة ليست تنع منم الصيام فالناس يصوُموُن
وهم يدرسوُن لسيمحا ف الناطق البَاردة .الدراسة ليست عذدرا ف ترك الصيام ولوُ أنُك تينت مثلد
الفصوُل البَاردة مثل فصل الشتاء وصمحت فيه فل بأس به مع البودة الت تفف علِّيك منم شدة الصيام
الهم أنُك لبد أن تصوُم وأنُت أدرىً بالوُقت الناسب لك والصيام يبَقىَ ف ذمتك إل أن تؤديه ليس له
بديل ،الطعام ليس له وجوُد ف كفارة القتل ي ال تعال ل يذكر إل خصلِّتي العتق أو الصيام فيمحا ذكر
ف كفارات أخرىً ثلث أشياء تدل أن القتل ل يزي فيه إل شيئمان العتق أو الصيام.
مصدر الفتوُىً :النتقىَ منم فتاوىً فضيلِّة الشيخ صال بنم فوُزأان بنم عبَد ال الفوُزأان )ج /4صا (231
] رقم الفتوُىً ف مصدرها[239 :
يييييييييي
السنة في حق من سافر إلى العمرة في شهر رمضان أن يفطر
الفت
اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية و الفتاء
رقم الفتوُىً
7729
تاريخ الفتوُىً
23/9/1425هي 20041106
تصنيف الفتوُىً
السؤال
نُفيدكم أن ف أوقات شهر رمضان تتاج المة إل السفر لداء العمحرة وغيها ،أفيدونُا هل أفضل الصوُم
أم الفطار للِّصائم السافر للِّعمحرة ،وأملِّي منم ال ث منم ساحتكحم الفادة مفصلد عنم ذلك مع الفادة
أيضاد عمحا يلِّي :أيهمحا أفضل للِّمحعتمحر أن يصلِّي ما استطاع منم الفرائض بعد إناء أعمحال العمحرة أم
يسافر مبَاشرة بجرد انُتهاء عمحرته؟
الوُاب
أودل :السنة ف حق منم سافر إل العمحرة ف شهر رمضان أن يفطر؛ لن ال رخص له ف ذلك وال يب
أن تؤتىَ رخصه كمحا يكحره أن تؤتىَ معصيته ،فإن صام فل حرج.
ثانُيدا :ل شك أن القامة بكحة للِّصلة فيها أفضل لنم تيسر له ذلك؛ لن الصلة ف السجد الرام
تضاعف بائة ألف صلة وإن سافر بعد فراغه منم العمحرة فل حرج ف ذلك .وبال التوُفيق وصلِّىَ ال
علِّىَ نُبَينا ممحد وآْله وصحبَه وسلِّم .
120
مصدر الفتوُىً :فتاوىً اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية والفتاء )ج /10صا ] (211 , 210رقم
الفتوُىً ف مصدرها[3102 :
يييييييييي
يصوم رمضان ول يصلي
الفت
الشيخ /ممحد بنم صال العثيمحي
رقم الفتوُىً
7724
تاريخ الفتوُىً
23/9/1425هي 20041106
تصنيف الفتوُىً
السؤال
ما حكحم الصوُم مع ترك الصلة ف رمضان؟
الوُاب
إن الذي يصوُم ول يصلِّي ل ينفعه صيامه ول يقبَل منه ول تبأ به ذمته بل إنُه ليس مطالبَاد به ما دام ل
يصلِّي ،لن الذي ل يصلِّي مثل اليهوُدي والنصران ،فمحا رأيكحم أن يهوُدياد أو نُصرانُياد صام وهوُ علِّىَ
دينه ،فهل يقبَل منه ؟ ل.
إذن نُقوُل لذا الشخمص :تب إل الللِّه بالصلة وصم ومنم تاب تاب الللِّه علِّيه.
مصدر الفتوُىً :سلِّسلِّة كتاب الدعوُة فتاوىً فضيلِّة الشيخ ممحد الصال العثيمحي عضوُ هيئمة كبَار
العلِّمحاء )ج /1صا (176
يييييييييي
هل يجوز الطعام بدل من الصوم في كفارة القتل؟
الفت
الشيخ /صال بنم فوُزأان الفوُزأان
رقم الفتوُىً
7720
تاريخ الفتوُىً
23/9/1425هي 20041106
تصنيف الفتوُىً
121
السؤال
لقد قدر ال حادث سيارة علِّىَ أحد الشخماصا بسيارت بينمحا هوُ يإشي علِّىَ قدميه ونُقل إل
الستشفىَ متأثدرا بتلِّك الصابة ورقد عشرة أيام ث توُف وقد تنازأل أهلِّه عنم ديته وأخذ أولده القصر مبَلِّغ
ثلثي ألف ر حيث كان الطأ مشتدكا فعلِّيه نُسبَة %40منه.
وسؤال هوُ عنم الصيام .هل يب علِّي وجوُدبا مع أنُن طالب ف الثانُوُية وقد ل أستطيع المحع بي
الصيام والدراسة فهل يكحفي أن أتصدق وأطعم أو هل منم مرج ل منم الصيام أفيدون بارك ال فيكحم؟
الوُاب
س خطأد والكحفارة تب علِّىَ القاتل خطأ سوُاء ل شك أنُه يب علِّيك الصيام لنُك شاركت ف قتل نُف ت
انُفرد ف القتل أو شارك فيه وأنُت تذكر أنُك اشتكت ف %60الهم أنُه لوُ شارك ف %1أو أقل
علِّيه كفارة لعمحوُم الية الكحريإة فيثبَت ف ذمتك صيام شهرينم إذا ل تستطع ،تذهب إل البَديل وهوُ
الصيام وليس هناك شيء ثالث غي الصيام وتأت به مت استطعت فإذا كنت ف الوُقت الاضر ل
تستطيع فإنُه يبَقىَ ف ذمتك وتصوُمه إذا استطعت والدراسة ليست تنع منم الصيام فالناس يصوُموُن
وهم يدرسوُن لسيمحا ف الناطق البَاردة .الدراسة ليست عذدرا ف ترك الصيام ولوُ أنُك تينت مثلد
الفصوُل البَاردة مثل فصل الشتاء وصمحت فيه فل بأس به مع البودة الت تفف علِّيك منم شدة الصيام
الهم أنُك لبد أن تصوُم وأنُت أدرىً بالوُقت الناسب لك والصيام يبَقىَ ف ذمتك إل أن تؤديه ليس له
بديل ،الطعام ليس له وجوُد ف كفارة القتل ي ال تعال ل يذكر إل خصلِّتي العتق أو الصيام فيمحا ذكر
ف كفارات أخرىً ثلث أشياء تدل أن القتل ل يزي فيه إل شيئمان العتق أو الصيام.
مصدر الفتوُىً :النتقىَ منم فتاوىً فضيلِّة الشيخ صال بنم فوُزأان بنم عبَد ال الفوُزأان )ج /4صا (231
] رقم الفتوُىً ف مصدرها[239 :
يييييييييي
تارك الصلة ل يؤمر بقضاء الصوم
الفت
اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية و الفتاء
رقم الفتوُىً
7235
تاريخ الفتوُىً
21/9/1425هي 20041104
تصنيف الفتوُىً
السؤال
122
شخمص ف الثامنة والعشرينم منم العمحر وما صام شهر رمضان حت بلِّغ عمحره 35سنة ،وبعد هذه الدة
تاب إل ال عز وجل ،واليوُم متار هل يقضي أو يفدي أو يتصدق وماذا يب علِّىَ هذا الرجل حيث
أنُه متار جددا ،وماذا تدلوُن هذا الرجل علِّيه؟ أفيدون جزاكم ال خيدا.
الوُاب
إذا كان يصلِّي حي التك فعلِّيه القضاء وإطعام مسكحي عنم كل يوُم أخر قضاءه مقدار نُصف صاع
منم بر أو أرزأ ،وإن كان ل يصلِّي فالتوُبة كافية وليس علِّيه قضاء الصوُم ول الصلة؛ لن ترك الصلة
كفر أكب وردة عنم السلم والرتد ل يؤمر بالقضاء .وبال التوُفيق وصلِّىَ ال علِّىَ نُبَينا ممحد وآْله
وصحبَه وسلِّم.
مصدر الفتوُىً :فتاوىً اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية والفتاء )ج /10صا ] (351 ,350رقم
الفتوُىً ف مصدرها[11506 :
يييييييييي
الجماع من وراء حائل في نهار رمضان ل يمنع من وجوب القضاء والكفارة
الفت
اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية و الفتاء
رقم الفتوُىً
6906
تاريخ الفتوُىً
20/9/1425هي 20041103
تصنيف الفتوُىً
السؤال
إنُسان وقع علِّىَ امرأته ف نار رمضان البَارك ،وارتشف بعضاد منم ريقها وهي كذلك ارتشفت بعضاد
منم ريقه ،ول ينزل ،بل أدخل ذكره منم وراء الاف لا فمحا الكحم ف هذه الالة ،وما الذي يب علِّيه،
وكيف تبأ ذمته ،وهل البَخموُر كالعوُد وما نا نوُه يفسد الصوُم ،أجيبَوُن رحكحم ال.
الوُاب
أودل :يب علِّىَ الذكوُر وزأوجته أن يستغفرا ال ويتوُبا إليه منم انُتهاكهمحا حرمة صيامهمحا بشهر رمضان.
ثانُيدا :علِّىَ كل واحد منهمحا كفارة المحاع ف شهر رمضان وهي عتق رقبَة مسلِّمحة ،فإن ل يد فصيام
شهرينم متتابعي ،فإن ل يستطع فإطعام ستي مسكحيناد لكحل مسكحي نُصف صاع منم بر أو أرزأ أو
غيها ما يطعم عادة ،وعلِّيهمحا قضاء ذلك اليوُم ،وكوُن المحاع منم وراء حائل ل يإنع منم وجوُب
القضاء والكحفارة.
123
ثالثدا :أما البَخموُر فل حرج فيه للِّصائم إذا ل يتسعط به وهكحذا بقية الطياب كدهنم العوُد والوُرد ونوُها
ل حرج فيها كمحا سبَق وإنا يإنع منم ذلك مطلِّقاد الرم بجه أو عمحرة إل أن يل منم إحرامه .وبال
التوُفيق وصلِّىَ ال علِّىَ نُبَينا ممحد وآْله وصحبَه وسلِّم .
مصدر الفتوُىً :فتاوىً اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية والفتاء )ج /10صا ] ( 314 , 313رقم
الفتوُىً ف مصدرها[6401 :
يييييييييي
صلة المحتلم إذا نسي الغاتسالا
الفت
اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية و الفتاء
رقم الفتوُىً
6498
تاريخ الفتوُىً
17/9/1425هي 20041031
تصنيف الفتوُىً
السؤال
احتلِّمحت ف يوُم منم أيام رمضان بعد صلة الفجر وعلِّمحت بذلك ولكحنم عندما استيقظت نُسيت
وذهبَت إل العمحل ،وصلِّيت الظهر وأنُا إمام لمحاعة ،وصلِّيت العصر مأموُماد مع إمام آْخر .السؤال :ما
حكحم صلت الظهر ،وما حكحم صلة المحاعة الذينم صلِّوُا بعدي ،وما حكحم صلة العصر ،وكيف
الصوُم هل أقضي أم ل ،علِّمحاد بأنُه كان كل ذلك نُسيانُدا ،وعند صلة الغرب تذكرت واغتسلِّت
أفيدونُا؟
الوُاب
إذا كان الوُاقع كمحا ذكرت صلتك الظهر باطلِّة ،وكذا صلتك العصر باطلِّة ،وعلِّيك قضاؤها ،وليس
علِّىَ منم صلِّىَ وراءك الظهر مأموُماد قضاء لصحة صلتم ،لكحوُنم ل يعلِّمحوُا أنُك علِّىَ غي طهارة حي
الصلة ،أما الصوُم فصحيح ول يفسده الحتلم .وبال التوُفيق وصلِّىَ ال علِّىَ نُبَينا ممحد وآْله وصحبَه
وسلِّم.
مصدر الفتوُىً :فتاوىً اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية والفتاء )ج /6صا ] (194 ،193رقم
الفتوُىً ف مصدرها[6496 :
يييييييييي
من أغامي عليه مدة طويلة هل يقضي الصلة والصوم ؟
124
الفت
اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية و الفتاء
رقم الفتوُىً
2343
تاريخ الفتوُىً
16/9/1425هي 20041030
تصنيف الفتوُىً
السؤال
يوُجد رجل صار علِّيه حادث اصطدام سيارة ووقع ف درك الوُت وأخذ مدة طوُيلِّة منها شهر رمضان
البَارك وهوُ ف غيبَوُبة الطر ل يعرف شيئماد وبعد مدة منحه الالق الكحري العظيم الشفاء ،واكتمحلِّت
صحته فمحاذا علِّيه منم قضاء الصوُم والصلة؟
الوُاب
إذا كان الوُاقع كمحا ذكرت منم أن الرجل غاب عقلِّه مدة طوُيلِّة ل يعي شيئما فيها منم تأثر الصدمة ومنم
هذه الدة شهر رمضان فلِّيس علِّيه قضاء ما مضىَ منم الصوُم والصلة أيام غيبَوُبة عقلِّه ف أصح قوُل
العلِّمحاء لكحوُنُه غي مكحلِّف بمحا تلِّك الدة .وبال التوُفيق وصلِّىَ ال علِّىَ نُبَينا ممحد وآْله وصحبَه
وسلِّم.
مصدر الفتوُىً :فتاوىً اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية والفتاء )ج /6صا ] (18رقم الفتوُىً ف
مصدرها[2883 :
يييييييييي
هل يكفر الحج ترك الصوم والصلة؟
الفت
الشيخ /صال بنم فوُزأان الفوُزأان
رقم الفتوُىً
3267
تاريخ الفتوُىً
16/9/1425هي 20041030
تصنيف الفتوُىً
السؤال
125
أفيدكم أن أبلِّغ منم العمحر الامسة والربعي ،وقد مضىَ علِّي أربع سني منم عمحري دون أن أصلِّي
ودون أن أصوُم رمضان ،ولكحن ف العام الاضي أديت فريضة الجه؛ فهل تكحفر عمحا فاتن منم صوُم
وصلة؟ وإن كانُت ل تكحفر؛ فمحاذا علِّي أن أفعلِّه الن؟ أرشدونُا وفقكحم ال.
الوُاب
ترك الصلة متعمحددا خطي جددا؛ لن الصلة هي الركنم الثان منم أركان السلم ،وإذا تركها السلِّم
متعمحددا؛ فإن ذلك كفر؛ كمحا قال النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم )) :بي العبَد وبي الكحفر ترك الصلة((]
،[1وقال النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم )) :العهد الذي بيننا وبينهم الصلة ،فمحنم تركها؛ فقد كفر((]
صلشة شوآْتشيروُا اللزشكاشة فششخملِّتوُا شسذبَيلِّشرههم{َ ]التوُبة: ، [2وال تعال يقوُل ف الكحفار} :فشذإهن شتابروُا شوأششقارموُا ال ل
ك نُرطهعذرم
ي ،شوشله نُش رصلِّل ش
،[105ويقوُل عنم أهل النار} :ما سلِّششكحركحم ذف سشقر ،شقالروُا شل نُش ر ذ
ك مشنم الهرمح ش ه ش ش ه شش
ي{َ]الدثر 42 :ي ...[44إل غي ذلك منم النصوُصا الت تدل علِّىَ كفر تارك الصلة ،وإن ل ذ ذ
الهمحهسكح ش
يحد وجوُبا ،وهوُ الصحيح منم قوُل العلِّمحاء رحهم ال.
فمحا ذكرت منم أنُك تركتها متعمحددا مدة أربع سنوُات؛ هذا يقتضي الكحفر ،ولكحنم إذا تبَت إل ال عز
وجل توُبة صحيحة ،وحافظت علِّىَ الصلة ف مستقبَل حياتك ،فإن ال يإحوُ ما كان منم ذي قبَل،
ب ما قبَلِّها.
والتوُبة الصادقة شتر ت
أما الجه؛ فل يكحفر ترك الصلة ول ترك الصيام؛ لن هذه كبَائر موُبقة ل يكحفرها الجه.
وكذلك الجه إذا كنت أديته وأنُت ل تصلِّي؛ فإنُه ل يصح؛ لن الذي ل يصلِّي ليس له دينم ،وليس له
إسلم ،ول يصح منه عمحل إل أن يتوُب إل ال سبَحانُه وتعال؛ فإذا تبَت إل ال توُبة صحيحة،
وحافظت علِّىَ الصلة ،فإن هذا يكحفر ما سبَق ،ولكحنم علِّيك بالصدق والستمحرار علِّىَ التوُبة والهتمحام
بالصلة.
وإذا كنت أديت الجه ف حالة تركك للِّصلة؛ فإن الحوُط لك أن تعيده ،أما إذا كنت أديته بعدما
تبَت؛ فهوُ حجه صحيح إن شاء ال.
وما مضىَ منم العصية وترك الصلة والصيام تكحفره التوُبة الصادقة.
] [1رواه مسلِّم ف "صحيحه" ) (1/88منم حديث جابر بنم عبَد ال بنحوُه
] [2رواه المام أحد ف "مسنده" ) ،(5/346ورواه التمذي ف "سننه" ) ،(7/283ورواه النسائي ف
"سننه" ) 1/231ي ،(232ورواه ابنم ماجه ف "سننه" )(1/342؛ كلِّهم منم حديث بريدة السلِّمحي
رضي ال عنه.
مصدر الفتوُىً :النتقىَ منم فتاوىً فضيلِّة الشيخ صال بنم فوُزأان بنم عبَد ال الفوُزأان )ج /1صا ] (96
رقم الفتوُىً ف مصدرها[49 :
يييييييييي
126
هل يعاقب المجنون على ترك الصلة والصوم والزكاة وغايرها؟
الفت
اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية و الفتاء
رقم الفتوُىً
4609
تاريخ الفتوُىً
6/9/1425هي 20041020
تصنيف الفتوُىً
السؤال
هل يعاقب النوُن علِّىَ العمحال الت قام با قبَل حدوث النوُن والت ل ترضي ال عز وجل مثل ترك
الصلة والصوُم والزكاة وغيها ،حيث أنُه ف بداية الياة كان عاقلد ولكحنم الصابة بالنوُن حدثت ف
وقت متأخر؟
الوُاب
حكحمحه أيام عقلِّه حكحم جيع الكحلِّفي العقلء ف الساب والثوُاب والعقاب ،وحكحمحه أيام جنوُنُه حكحم
سائر الانُي ف أنُه رفع عنه القلِّم .وبال التوُفيق وصلِّىَ ال علِّىَ نُبَينا ممحد وآْله وصحبَه وسلِّم
مصدر الفتوُىً :فتاوىً اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية والفتاء )ج /6صا ] (21 ،20رقم الفتوُىً ف
مصدرها[8302 :
يييييييييي
ل صيام على من عاهدت زوجها المتوفي بقضاء ما أفطر وهو مريض
الفت
اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية و الفتاء
رقم الفتوُىً
4490
تاريخ الفتوُىً
6/9/1425هي 20041020
تصنيف الفتوُىً
السؤال
مرض والدي مرضاد شديداد ف بداية شهر شعبَان ،وجاء شهر رمضان وهوُ علِّىَ مرضه حيث ل يأكل
الطعام ،ويشرب الاء والقهوُة فقط ،وصام ستة أيام منم رمضان ،وهوُ ل يأكل ،يشرب الاء والقهوُة
127
فقط ،ودخل علِّيه أهل الي منهم بعض إخوُانُه وزأوجته وقالوُا له :أنُت يب علِّيك أن تفطر حيث
عندك عذر شرعي ،وهوُ الرض الشديد .قال لم :ل يإكحنم أن أفطر ،أموُت أو أحيا .وقالت له زأوجته:
إذا شيء جرىً بك موُت مثلد فأنُا مستعدة أنُا أقضي عنك .وبعد إلاح شديد منم زأوجته أفطر حيث
وهم خائفوُن علِّيه منم الصيام أن يؤثر علِّىَ حالته ،وقد أفطر باقي شهر رمضان 24يوُمدا ،وف يوُم
العيد بعد رمضان وقف شقه اليإنم رجلِّه ويده وجيع أعضاء الهة اليمحي ،وبعد عشرة أيام توُف والدي.
والسؤال هنا هوُ :هل علِّىَ والدت الصوُم عنم أب ف رمضان الذي هي وعدته وقطعت علِّىَ نُفسها بأن
تصوُم بدلد عنه لوُ مات ،وقد مات والدي؟ فأرجوُ منم فضيلِّتكحم التكحرم بالوُاب كتابيدا ،وهي باليمحنم
وأنُا مقيم ف الرياض حت أقنعها با تفتوُن به ،وفقكحم ال لدمة السلِّمحي با فيه الي؟
الوُاب
إذا كان الوُاقع كمحا ذكر فأبوُك معذور ف فطره لشدة مرضه ،فلِّيس علِّيه قضاء ول فدية لتصال موُته
برضه ،وليس علِّىَ أمك قضاء ول فدية لا أفطره أبوُك منم أيام مرضه كذلك ،وإن كانُت قد التزمت له
بذلك لسقوُط الصيام والفدية عنه .وبال التوُفيق وصلِّىَ ال علِّىَ نُبَينا ممحد وآْله وصحبَه وسلِّم.
مصدر الفتوُىً :فتاوىً اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية والفتاء )ج /10صا ] (379 , 378رقم
الفتوُىً ف مصدرها[9400 :
يييييييييي
صيام الحامل والمرضع ،واستخدام حبوب لمنع الحيض في رمضان
الفت
الشيخ /صال بنم فوُزأان الفوُزأان
رقم الفتوُىً
4540
تاريخ الفتوُىً
6/9/1425هي 20041020
تصنيف الفتوُىً
السؤال
مت يربَاح الفطر ف رمضان للِّحامل والرضع؟ وما هي مفسدات الصوُم عمحوُدما؟ وهل يوُزأ للِّمحرأة أن
تتناول البَوُب الانُعة للِّعادة الشهرية حت تتمحكحنم منم صيام رمضان بدون انُقطاع؟
الوُاب
يوُزأ الفطار للِّحامل والرضع إذا خافتا علِّىَ ولديهمحا منم أضرار الصيام؛ لنُه يإكحنم أن الصيام يضعف
الغذاء الذي يتغذىً به الوُلوُد ف بطنم أمه ،فإذا كان المر كذلك فلِّها أن تفطر وأن تقضي منم أيام
128
أخر وتطعم مع القضاء ،وإن خافت علِّىَ نُفسها منم الصيام؛ لنا ل تستطيع الصيام وهي حامل أو ل
تستطيع الصيام وهي مرضع؛ فهذه تفطر وتقضي منم أيام أخر وليس علِّيها إطعام .هذا ما يتعلِّق
بالامل والرضع.ويوُزأ للِّمحرأة تناول البَوُب الت تنع عنها اليض منم أجل أن تصوُم إذا كانُت هذه
البَوُب ل تضر بصحتها.
مصدر الفتوُىً :النتقىَ منم فتاوىً فضيلِّة الشيخ صال بنم فوُزأان بنم عبَد ال الفوُزأان )ج /3صا (147
] رقم الفتوُىً ف مصدرها[223 :
يييييييييي
قضاء الصوم بعد زوالا المرض
الفت
الشيخ /صال بنم فوُزأان الفوُزأان
رقم الفتوُىً
4536
تاريخ الفتوُىً
6/9/1425هي 20041020
تصنيف الفتوُىً
السؤال
شخمص أصابه مرض مزمنم ونُصحه الطبَاء بعدم الصيام ،ولا شفي منم هذا الرض؛ كان قد فاته أربع
سنوُات؛ فمحاذا يفعل بعد أن شفاه ال؟ هل يقضيها أم ل؟
الوُاب
منم أفطر لجل مرض ،ث زأال مرضه ،واستطاع الصيام؛ فإنُه يب علِّيه قضاء ما أفطر؛ لقوُله تعال:
}فششمحهنم شكاشن ذمهنركحهم شمذريضاد أشهو شعشلِّىَ شسشفتر فشعذلدة ذمهنم أشلياتم أرشخر{َ ]البَقرة.[184 :
وهذا الذي أفطر أربعة رمضانُات وشفي الن؛ يب علِّيه القضاء لتلِّك الشهر أولد بأول ،لكحنم له أن
يفرق القضاء حسب استطاعته ،إل أن ينتهي ما ف ذمته ،ول يب علِّيه القضاء دفعة واحدة؛ لقوُله
تعال} :شفاتليرقوُا اللِّلهش شما اهستشطشهعترهم{َ ]التغابنم ،[16 :ولن وقت القضاء موُسع.
مصدر الفتوُىً :النتقىَ منم فتاوىً فضيلِّة الشيخ صال بنم فوُزأان بنم عبَد ال الفوُزأان )ج /3صا (139
] رقم الفتوُىً ف مصدرها[213 :
يييييييييي
حكم الكفارة بدل من قضاء الصوم
الفت
129
الشيخ /صال بنم فوُزأان الفوُزأان
رقم الفتوُىً
4535
تاريخ الفتوُىً
6/9/1425هي 20041020
تصنيف الفتوُىً
السؤال
أمي ف الستي منم عمحرها ،ل تقض أيام اليض منم أشهر رمضان فاتتها منذ أن تزوجت والدي ،حيث
كان يقوُل لا والدي بأن تكحفر عنم كل يوُم بدلد منم قضائه ،وذلك لنا أم ولا أولد ،والدة الت
فاتتها تقدر بعشرينم عادما؛ بوُاقع سبَعة أيام منم كل رمضان؛ ماذا علِّيه؟ هل تصوُم ما فاتا أم تتصدق؟
وما مقدار الصدقة؟
الوُاب
الوُاجب علِّىَ والدتك قضاء اليام الت تركت صيامها منم رمضان ف فتة اليض ،ولوُ تكحرر ذلك منها
عدة رمضانُات ،فتحصي اليام الت تركتها ،وتقضيها ،وتطعم مع القضاء مسكحيدنا عنم كل يوُم ،بقدار
نُصف صاع عنم كل يوُم؛ كفارة عنم تأخي القضاء ،ويوُزأ أن تقضيها متتابعة أو متفرقة حسب
ظروفها.
الهم أنُه ل يوُزأ لا تركها ،ووالدك قد أخطأ خطأ كبَديا ف إفتائها بغي علِّم.
مصدر الفتوُىً :النتقىَ منم فتاوىً فضيلِّة الشيخ صال بنم فوُزأان بنم عبَد ال الفوُزأان )ج /3صا (138
] رقم الفتوُىً ف مصدرها[212 :
يييييييييي
الحامل والمرضع في الصيام وحبوب منع الحيض
الفت
الشيخ /صال بنم فوُزأان الفوُزأان
رقم الفتوُىً
4525
تاريخ الفتوُىً
6/9/1425هي 20041020
تصنيف الفتوُىً
السؤال
130
مت يبَاح الفطر ف رمضان للِّحامل والرضع؟ وما هي مفسدات الصوُم عمحوُدما؟ وهل يوُزأ للِّمحرأة أن
تتناول البَوُب الانُعة للِّعادة الشهرية حت تتمحكحنم منم صيام رمضان بدون انُقطاع؟
الوُاب
يوُزأ الفطار للِّحامل والرضع إذا خافتا علِّىَ ولديهمحا منم أضرار الصيام؛ لنُه يإكحنم أن الصيام يضعف
الغذاء الذي يتغذىً به الوُلوُد ف بطنم أمه؛ فإذا كان المر كذلك فلِّها أن تفطر وأن تقضي منم أيام
أخر وتطعم مع القضاء ،وإن خافت علِّىَ نُفسها منم الصيام؛ لنا ل تستطيع الصيام وهي حامل أو ل
تستطيع الصيام وهي مرضع؛ فهذه تفطر وتقضي منم أيام أخر وليس علِّيها إطعام .هذا ما يتعلِّق
بالامل والرضع.
ويوُزأ للِّمحرأة تناول البَوُب الت تنع عنها اليض منم أجل أن تصوُم إذا كانُت هذه البَوُب ل تضر
بصحتها.
مصدر الفتوُىً :النتقىَ منم فتاوىً فضيلِّة الشيخ صال بنم فوُزأان بنم عبَد ال الفوُزأان )ج /3صا ] (28
رقم الفتوُىً ف مصدرها[39 :
يييييييييي
هل يجوز الطعام بدل من الصوم في كفارة القتل؟
الفت
الشيخ /صال بنم فوُزأان الفوُزأان
رقم الفتوُىً
4523
تاريخ الفتوُىً
6/9/1425هي 20041020
تصنيف الفتوُىً
السؤال
لقد قدر ال حادث سيارة علِّىَ أحد الشخماصا بسيارت بينمحا هوُ يإشي علِّىَ قدميه ونُقل إل
الستشفىَ متأثدرا بتلِّك الصابة ورقد عشرة أيام ث توُف وقد تنازأل أهلِّه عنم ديته وأخذ أولده القصر مبَلِّغ
ثلثي ألف ر حيث كان الطأ مشتدكا فعلِّيه نُسبَة %40منه.
وسؤال هوُ عنم الصيام .هل يب علِّي وجوُدبا مع أنُن طالب ف الثانُوُية وقد ل أستطيع المحع بي
الصيام والدراسة فهل يكحفي أن أتصدق وأطعم أو هل منم مرج ل منم الصيام أفيدون بارك ال فيكحم؟
الوُاب
131
س خطأد والكحفارة تب علِّىَ القاتل خطأ سوُاء ل شك أنُه يب علِّيك الصيام لنُك شاركت ف قتل نُف ت
انُفرد ف القتل أو شارك فيه وأنُت تذكر أنُك اشتكت ف %60الهم أنُه لوُ شارك ف %1أو أقل
علِّيه كفارة لعمحوُم الية الكحريإة فيثبَت ف ذمتك صيام شهرينم إذا ل تستطع ،تذهب إل البَديل وهوُ
الصيام وليس هناك شيء ثالث غي الصيام وتأت به مت استطعت فإذا كنت ف الوُقت الاضر ل
تستطيع فإنُه يبَقىَ ف ذمتك وتصوُمه إذا استطعت والدراسة ليست تنع منم الصيام فالناس يصوُموُن
وهم يدرسوُن لسيمحا ف الناطق البَاردة .الدراسة ليست عذدرا ف ترك الصيام ولوُ أنُك تينت مثلد
الفصوُل البَاردة مثل فصل الشتاء وصمحت فيه فل بأس به مع البودة الت تفف علِّيك منم شدة الصيام
الهم أنُك لبد أن تصوُم وأنُت أدرىً بالوُقت الناسب لك والصيام يبَقىَ ف ذمتك إل أن تؤديه ليس له
بديل ،الطعام ليس له وجوُد ف كفارة القتل ي ال تعال ل يذكر إل خصلِّتي العتق أو الصيام فيمحا ذكر
ف كفارات أخرىً ثلث أشياء تدل أن القتل ل يزي فيه إل شيئمان العتق أو الصيام.
مصدر الفتوُىً :النتقىَ منم فتاوىً فضيلِّة الشيخ صال بنم فوُزأان بنم عبَد ال الفوُزأان )ج /4صا (231
] رقم الفتوُىً ف مصدرها[239 :
يييييييييي
الفطر أفضل من الصوم في السفر إل في عرفة وعاشوراء
الفت
الشيخ /ممحد بنم إبراهيم آْل الشيخ
رقم الفتوُىً
4518
تاريخ الفتوُىً
6/9/1425هي 20041020
تصنيف الفتوُىً
السؤال
الفطر أفضل منم الصوُم ف السفر إل ف عرفة وعاشوُراء
الوُاب
ذذ ذ
صاة(( للِّلذيهشنم له
اختلِّف العلِّمحاء أيهمحا أفضل :علِّىَ أقوُال .والراجح أن الفطر أفضل .لقوُله)) :أرهولشئمك الهعر ش
س ذمشنم الهذ لب ال ل
صشيارم ذ هف اللسشفذر(( وحديث حزة بنم عمحرو. صةش و))لشهي ش
يشيهقبَشيلِّرهوُا الترهخ ش
وهذا خلف صيام يوُم عاشوُراء نُص علِّيه أحد أنُه ل يكحره للِّمحسافر ،وقاس علِّيه بعض صيام يوُم عرفة
ف حق السافر.
132
وبعض استظهر أن يقاس علِّيه كل صوُم يوُم ليس بوُاجب كصيام ثلثة أيام منم كل شهر ،وصيام
الثني والمحيس ونوُ ذلك.
مصدر الفتوُىً :فتاوىً ورسائل ساحة الشيخ ممحد بنم إبراهيم بنم عبَد اللِّطيف آْل الشيخ )ج /4صا
] (184رقم الفتوُىً ف مصدرها[1123 :
يييييييييي
الصوم في بلد يستمر فيها طلوع الشمس
الفت
الشيخ /ممحد بنم إبراهيم آْل الشيخ
رقم الفتوُىً
4515
تاريخ الفتوُىً
6/9/1425هي 20041020
تصنيف الفتوُىً
السؤال
سئمل رحه ال عنم حكحم الصيام ف بلد يستمحر فيها طلِّوُع الشمحس؟
الوُاب
يب علِّيهم الصيام ،وينظرون البَلد الت تلِّيهم.
مصدر الفتوُىً :فتاوىً ورسائل ساحة الشيخ ممحد بنم إبراهيم بنم عبَد اللِّطيف آْل الشيخ )ج /4صا
] (161رقم الفتوُىً ف مصدرها[1099 :
يييييييييي
الصوم في بلد ل تطلع فيها الشمس شتاء
الفت
الشيخ /ممحد بنم إبراهيم آْل الشيخ
رقم الفتوُىً
4514
تاريخ الفتوُىً
6/9/1425هي 20041020
تصنيف الفتوُىً
السؤال
133
سئمل رحه ال عنم حكحم صوُم منم ل تطلِّع عندهم الشمحس أيام الشتاء مطلِّدقا؟
الوُاب
منم ممحد بنم إبراهيم إل حضرة الستاذ الكحرم جاسر العلِّي الريش سلِّمحه ال
السلم علِّيكحم ورحة ال وبركاته .وبعد:
فقد وصل إلينا كتبَك الذي ذكرت فيه أنُك تدرس ف ألانُيا الغربية ،وتسأل عنم مسألتي مهمحتي منم
مسائل الصيام ،وقد جرىً تأملِّهمحا ،والوُاب علِّيهمحا با يلِّي:
السألة الول .ذكرت أن الشمحس ل تطلِّع عندكم أيام الشتاء مطلِّدقا ،وأما الصيف فالنهار عندكم تسع
ساعات فقط ،وتسأل مت يكحوُن فطركم؟ ومت يكحوُن إمساككحم؟
ضط ا ه شلبهييش ر
ي لشركحرم اهلشهي ر
والوُاب :ي المحد ل .أما المساك فقد قال ال تعال} :شوركلِّروُا شواهششربروُا شحلت يشيتشبَشي ل ش
صشياشم إذشل اللِّلهيذل{َ ]البَقرة [187 :فمحادام اللِّيل باقديا فل حرج علِّىَ ذمشنم اهلشهيذط اهلشهسشوُذد ذمشنم الهشفهجذر رثل أشذتتوُا ال ل
منم أكل أو شرب ،والصل بقاء اللِّيل ،فإذا تبَي الفجر لزم المساك مع الحتياط ببَضع دقائق قبَل
الفجر احتياطا للِّعبَادة وأما الفطر فالصل بقاء النهار فل يفطر حت يغلِّب علِّىَ الظنم غروب الشمحس
ويعرف ذلك بغشيان الظلم واختفاء نُوُر الشمحس .فإذا غلِّب علِّىَ الظنم النُسان ذلك باجتهاده أو
بب ثقة جازأ له الفطر.
مصدر الفتوُىً :فتاوىً ورسائل ساحة الشيخ ممحد بنم إبراهيم بنم عبَد اللِّطيف آْل الشيخ )ج /4صا
] (160رقم الفتوُىً ف مصدرها[1098 :
يييييييييي
مات قبل قضاء الصوم فماذا أفعل؟
الفت
الشيخ /صال بنم فوُزأان الفوُزأان
رقم الفتوُىً
4511
تاريخ الفتوُىً
6/9/1425هي 20041020
تصنيف الفتوُىً
السؤال
ضا شديددا منعه منم صيام شهر رمضان الاضي فهل يوُزأ ل أنضا مر د
والدي متوُف وكان قبَل وفاته مري د
أصوُم قضاءد عنه أم يلِّزمن شيء آْخر وما هوُ؟
134
الوُاب
إذا ترك والدك الصيام لعذر الرض واستمحر به الرض إل أن توُف فل شيء علِّيه لنُه أفطر لعذر ول
يستطع القضاء حت مات ل شيء علِّيه ،وإذا كان شفي منم مرضه ومر علِّيه وقت يستطيع القضاء ول
يقض حت دخل علِّيه رمضان آْخر واليام الت أفطرها ف ذمته ث مات بعد رمضان الخر فإنُه يب أن
يطعم عنه عنم كل يوُم مسكحيدنا منم تركته إذا كان له تركة لن هذا دينم ل سبَحانُه وتعال بأن يطعم
عنم كل يوُم مسكحي يعن يدفع له عنم كل يوُم نُصف صاع منم الطعام العتاد ف البَلِّد أما أن يصوُم عنه
أحد فالصيام الوُاجب ف أصل الشرع ل يصوُم أحد عنم أحد وإنا هذا ف النذر لوُ كان علِّيه صيام نُذر
فإنُه يصوُم عنه وليه كمحا قال النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم)) :منم مات وعلِّيه صيام نُذر صام عنه وليه((
لن النذر هوُ الذي ألزمه نُفسه فهوُ ل يب ف أصل الشرع أما صوُم رمضان فهذا ركنم منم أركان
السلم وواجب بأصل الشرع ول يصوُم أحد عنم أحد كمحا أنُه ل يصلِّي أحد عنم أحد.
مصدر الفتوُىً :النتقىَ منم فتاوىً فضيلِّة الشيخ صال بنم فوُزأان بنم عبَد ال الفوُزأان )ج /4صا (107
] رقم الفتوُىً ف مصدرها[108 :
يييييييييي
تقبيل الزوجة
الفت
الشيخ /صال بنم فوُزأان الفوُزأان
رقم الفتوُىً
4508
تاريخ الفتوُىً
6/9/1425هي 20041020
تصنيف الفتوُىً
السؤال
ما حكحم تقبَيل الزوجة بدون شهوُة ف حال الصوُم أو ف حال الطهارة وهل ينتقض الوُضوُء بسبَب
القبَلِّة؟
الوُاب
إذا قبَل الرجل زأوجته بدون شهوُة ف أثناء الصوُم أو بعد الطهارة ول يرج منه شيء فإن ذلك ل يل
بصيامه ول بطهارته فقد ثبَت أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم كان يقبَل بعض أزأواجه وهوُ صائم ويقبَل
وهوُ متوُضئ لا كان مالكحاد لربه )] ([1فدل ذلك علِّىَ الوُازأ ف هذه الالة ،أما الذي يشىَ منم
135
ثوُران شهوُته فإنُه ل يقبَل ف هاتي الالتي خشية أن يرج منه شيء يل بصيامه أو طهارته .وال
أعلِّم.
)] ([1رواه البَخماري ف صحيحه جي 2صا 233منم حديث عائشة رضي ال عنها.
مصدر الفتوُىً :النتقىَ منم فتاوىً فضيلِّة الشيخ صال بنم فوُزأان بنم عبَد ال الفوُزأان )ج /4صا ] (98
رقم الفتوُىً ف مصدرها[97 :
يييييييييي
التتابع في صيام كفارة اليمين
الفت
الشيخ /صال بنم فوُزأان الفوُزأان
رقم الفتوُىً
4506
تاريخ الفتوُىً
6/9/1425هي 20041020
تصنيف الفتوُىً
السؤال
كان علِّي صيام أيام كفارة يإي فسألت إحدىً أخوُات السلِّمحات والت أثق با لنا علِّىَ درجة منم
العلِّم فسألتها إن كان الصوُم متتابدعا أو متفردقا فقالت ل ل يشتط التتابع فصمحتها متفرقة ولكحنم سعت
منم برنُامكحم ومنم أحد العلِّمحاء الكحرام إنُه يشتط التتابع فرجعت إليها فأخرجت ل ف تفسي ابنم كثي
قوُل مالك فيه بأنُه ل يشتط التتابع فهل علِّي شيء .وما هوُ القوُل الصحيح ف هذا؟
الوُاب
كمحا ذكرت السألة فيها خلف بي أهل العلِّم هل يب التتابع ف صيام كفارة اليمحي أو ل يب
ولكحنم الراجح ما ذهب إليه المام أحد وأبوُ حنيفة والشافعي ف أحد قوُليه ف أنُه يب التتابع لنُه رقرئ
صا علِّىَ وجوُب التتابع وال أعلِّم.
قوُله تعال} :فصيام ثلثة أيام متتابعات{َ)] ([1فتكحوُن هذا القراءة نُ د
)] ([1انُظر :تفسي القرآْن العظيم لبنم كثي جي 2صا .86
مصدر الفتوُىً :النتقىَ منم فتاوىً فضيلِّة الشيخ صال بنم فوُزأان بنم عبَد ال الفوُزأان )ج /4صا ] (96
رقم الفتوُىً ف مصدرها[94 :
يييييييييي
صوم وفطر المسافر
الفت
136
الشيخ /صال بنم فوُزأان الفوُزأان
رقم الفتوُىً
4504
تاريخ الفتوُىً
6/9/1425هي 20041020
تصنيف الفتوُىً
السؤال
أيهمحا أفضل للِّمحسافر الفطر أم الصوُم؟ وما حكحم لوُ نُوُىً السافر القامة ف بلِّد أقل منم أربعة أيام،
فهل له الفطر والالة هذه أم ل؟ أفيدون بارك ال فيكحم.
الوُاب
السافر سفدرا يبَاح فيه قصر الصلة وهوُ ما يسمحىَ بسفر القصر بأن يبَلِّغ ثانُي كيلِّوُ فأكثر فهذا
الفضل له أن يفطر عمحلد بالرخصة الشرعية وإذا صام وهوُ مسافر فصوُمه صحيح ومزئ لقوُله تعال:
}شوشمهنم شكاشن شمذريضاد أشهو شعشلِّىَ شسشفتر فشعذلدة ذمهنم أشلياتم أرشخشر يرذريرد اللِّلهر بذركحرم الهيرهسشر شول يرذريرد بذركحرم الهعرهسشر شولذترهكحذمحلِّروُا
الهعذلدشة{َ ]البَقرة [185 :فالفطار ف السفر أفضل منم الصيام وإذا صام فل حرج علِّيه إن شاء ال
وصيامه مزئ وصحيح .وأما إذا نُوُىً إقامة أربعة أيام فأقل فإنُه له أحكحام السافر يوُزأ له الفطار ويوُزأ
له قصر الصلة لن إقامته إذا كانُت أربعة أيام فأقل فإنا ل ترجه عنم حكحم السافر أما إذا كانُت
إقامته الت نُوُاها تزيد عنم أربعة أيام فهذا يأخذ حكحم القيم وتنقطع ف حقه أحكحام السفر فيجب علِّيه
إتام الصلة والصوُم ف رمضان.
مصدر الفتوُىً :النتقىَ منم فتاوىً فضيلِّة الشيخ صال بنم فوُزأان بنم عبَد ال الفوُزأان )ج /4صا ] (87
رقم الفتوُىً ف مصدرها[88 :
يييييييييي
تبييت النية في الصوم وحكم التلفظ بها
الفت
الشيخ /صال بنم فوُزأان الفوُزأان
رقم الفتوُىً
4503
تاريخ الفتوُىً
6/9/1425هي 20041020
تصنيف الفتوُىً
137
السؤال
هل يشتط أن تكحوُن نُية الصيام قبَل الفجر منم كل ليلِّة منم رمضان أم تكحفي نُية واحدة كل الشهر.
وما حكحم منم تلِّفظ با ف كل ليلِّة منم ليال شهر رمضان.
الوُاب
النية شرط منم شروط صحة العبَادة منم صيام وغيه لقوُله صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم )) :إنا العمحال بالنيات
وإنا لكحل امرئ ما نُوُىً(()] ([1فكحل عبَادة منم العبَادات ل تصح إل بنية ومنم ذلك الصيام فإنُه ل
يصح إل بنية لقوُله صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم)) :ل صيام لنم ل يبَيت النية منم اللِّيلِّة(()] ([2فالنية للِّصيام
مشتطة وصيام الفرض لبد أن ينوُيه منم اللِّيل قبَل طلِّوُع الفجر ويب علِّيه أن ينوُي لكحل يوُم نُية
جديدة لن كل يوُم عبَادة مستقلِّة تتاج إل نُية متجددة بتجدد اليام لعمحوُم قوُله صلِّىَ ال علِّيه
وسلِّم)) :إنا العمحال بالنيات وإنا لكحل امرئ ما نُوُىً(()].([3
فإن قام منم نُوُمه وتسحر فهذا هوُ النية .وإن ل يستيقظ إل بعد طلِّوُع الفجر وكان نُاوديا للِّصيام قبَل
نُوُمه فإنُه يإسك إذا استيقظ وصيامه صحيح لوُجوُد النية منم اللِّيل.
وما أشار إليه السائل منم النطق بالنية هل هوُ مشروع أو ليس بشروع؟ فالنطق بالنية غي مشروع
والتلِّفظ با بدعة لن النية منم أعمحال القلِّوُب والقاصد ل يعلِّمحها إل ال سبَحانُه وتعال بدون تلِّفظ ول
يرد عنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أنُه كان يتلِّفظ بالنية ويقوُل ال إن نُوُيت أن أصوُم أو نُوُيت أن
أصلِّي أو نُوُيت كذا وكذا .إنا ورد هذا عند الحرام بالجه أو العمحرة أن يقوُم السلِّم لبَيك عمحرة أو
لبَيك حدجا)] ([4وكذلك عند ذبح الدي أو الضحية ورد أنُه يتلِّفظ عند ذبها)] ([5ويقوُل :اللِّهم
هذه عن أو عنم فلن فتقبَل من إنُك أنُت السمحيع العلِّيم .أما ما عدا ذلك منم العبَادات فالتلِّفظ بالنية
بدعة سوُاء كان ف الصوُم أو ف الصلة أو ف غي ذلك لنُه ل يرد عنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أنُه
تلِّفظ ف شيء منم هذه الحوُال بالنية وقد قال علِّيه الصلة والسلم)) :منم عمحل عمحلد ليس علِّيه أمرنُا
فهوُ رد(( )].([6
وقال علِّيه الصلة والسلم)) :إياكم ومدثات الموُر فإن كل مدثة بدعة(()].([7
فالتلِّفظ بالنية أمر مدث فهوُ بدعة.
ت شوشما ذف اهلشهر ذ وقد قال ال سبَحانُه وتعال} :قرل أشتريعلِّلمحوُشن اللِّله بذذدينذركحم واللِّله ييعلِّشم ما ذف اللسمحاوا ذ
ض شواللِّلهر شش ه ش ر شه ر ش ش ه شر
ت بذركحلل ششيتء عذلِّيم{َ ]الجرات [16 :فال جل وعل أنُكحر علِّىَ الذينم تلِّفظوُا بنياتم قال تعال} :شقالش ذ
ه ش ة
ب آْشملنا قرهل شله تريهؤذمنروُا شولشذكحهنم رقوُلروُا أشهسلِّشهمحشنا{َ إل أن قال تعال} :قرهل شأتريشعلِّلرمحوُشن اللِّلهش بذذدينذركحهم شواللِّلهر يشيهعلِّشرم
اهلشهعشرا ر
ض{َ ]الجرات 14 :ي [16فالتلِّفظ بالنية معناه أن النُسان يب ربه عز ت شوشما ذف اهلشهر ذ ما ذف اللسمحاوا ذ
شش ش
وجل أنُه نُوُىً له كذا وكذا قد نىَ ال عنم ذلك وأنُكحر علِّىَ منم فعلِّه.
)] ([1رواه البَخماري ف صحيحه جي 1صا 2منم حديث عمحر بنم الطاب رضي ال عنه.
138
)] ([2رواه المام مالك ف الوُطأ جي 1صا 288منم حديث عبَد ال بنم عمحر موُقوُدفا .ورواه المام
أحد ف مسنده جي 6صا 287ورواه أبوُ داود ف سننه جي 2صا ،342 ،341ورواه النسائي ف
سننه جي 4صا ،197 ،196ورواه ابنم ماجه ف سننه جي 1صا ،542ورواه الدارمي ف سننه جي 2
صا ،12ورواه البَيهقي ف السننم الكحبىً جي 4صا ،203 ،202ورواه ابنم خزيإة ف صحيحه جي 3
صا ،212ورواه ابنم أب شيبَة عنم مصنفه جي 2صا ،292ورواه ابنم حزم ف اللِّىَ جي 6صا ،162
ورواه الطيب البَغدادي ف تاريخ بغداد جي 3صا ،93 ،93وذكره الزيلِّعي ف نُصب الراية جي 2صا
433ي 435كلِّهم م حديث حفصة رضي ال عنها بنحوُه.
)] ([3رواه البَخماري ف صحيحه جي 1صا 2منم حديث عمحر بنم الطاب رضي ال عنه.
)] ([4انُظر :صحيح المام مسلِّم جي 2صا 915عنم حديث أنُس رضي ال عنه.
)] ([5انُظر :مسند المام أحد جي 6صا 8منم حديث أب رافع .وسننم أب داود جي 3صا 99 ،98
منم حديث جابر بنم عبَد ال ،وسننم التمذي جي 5صا 237 ،236منم حديث جابر بنم عبَد ال
رضي ال عنه ،وسننم ابنم ماجه جي 2صا 1044 ،1043منم حديث أنُس بنم مالك وجابر بنم عبَد
ال وأب هريرة .وممحع الزوائد ومنبَع الفوُائد جي 4صا .23 ،22
)] ([6رواه المام البَخماري ف صحيحه جي 8صا .156معلِّدقا.
)] ([7رواه المام أحد ف مسنده جي 4صا ،126ورواه أبوُ داود ف سننه جي 4صا ،200ورواه
التمذي ف سننه جي 7صا 320 ،319بنحوُه ،ورواه ابنم ماجه ف سننه جي 1صا 16 ،15بنحوُه.
ورواه الاكم ف مستدركه جي 1صا 97كلِّهم منم حديث العرباض بنم سارية رضي ال عنه.
مصدر الفتوُىً :النتقىَ منم فتاوىً فضيلِّة الشيخ صال بنم فوُزأان بنم عبَد ال الفوُزأان )ج /4صا ] (84
رقم الفتوُىً ف مصدرها[87 :
يييييييييي
الحكمة من الصوم ،وكم صام النبي صلى ال عليه وسلم،
وإفطار الاجم والجوُم ،وحديث)) :صوُموُا تصحوُا((
الفت
الشيخ /صال بنم فوُزأان الفوُزأان
رقم الفتوُىً
4493
تاريخ الفتوُىً
6/9/1425هي 20041020
تصنيف الفتوُىً
139
السؤال
ضا ما معن أفطر الاجم ما الكحمحة منم مشروعية الصيام ،وكم صام النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم وأي د
والجوُم .وهل هذا حديث ))صوُموُا تصحوُا((؟
الوُاب
ذ لذ
صشيارم شكشمحا الصيام فيه حكحم عظيمحة منها ما ذكره ال ف قوُله } :شيا أشييتشها ا ذيشنم آْشمنروُا ركت ش
ب شعلِّشهيركحرم ال ل
ب شعشلِّىَ الذذيشنم ذمهنم قشيهبَلِّذركحهم لششعلِّلركحهم تشيتليرقوُشن{َ ]البَقرة [183 :فبَي سبَحانُه وتعال أن الصيام سبَب ذ
ركت ش
لصوُل التقوُىً ،والتقوُىً مزية عظيمحة وهي جاع الي .فالصائم يكحتسب التقوُىً والصيام يلِّب التقوُىً
للِّعبَد لنُه إذا صام فإنُه يتب علِّىَ العبَادة ويتوض علِّىَ الشقة وعلِّىَ ترك الألوُف وعلِّىَ ترك الشهوُات
وينتصر علِّىَ نُفسه المارة بالسوُء ويبَتعد عنم الشيطان وبذا تصل له التقوُىً وهي فعل أوامر ال عز
وجل وترك نُوُاهيه طلِّدبَا لثوُابه وخوُدفا منم عقابه فهذا منم أعظم الزايا أن الصيام يسبَب للِّعبَد تقوُىً ال
سبَحانُه وتعال والتقوُىً هي جاع الي وهي رأس الب وهي الت علِّق ال علِّيها خيات كثية وكرر المر
با ف كتابه وأثن علِّىَ أهلِّها ووعد علِّيها بالي الكحثي وأخب أنُه يب التقي.
ومنم فوُائد الصيام أنُه يرب النُسان علِّىَ ترك مألوُفه تقردبا إل ال سبَحانُه وتعال ولذا يقوُل ال جل
وعل ف الديث القدسي)) :الصوُم ل وأنُا أجزي به ،إنُه ترك شهوُته وطعامه وشرابه منم أجلِّي(()]([1
فهذا فيه امتحان للِّصائم ف أنُه ترك شهوُته وملِّذوذاته ومبَوُباته تقردبا إل ال سبَحانُه وتعال وآْثر ما يبَه
ال علِّىَ ما تبَه نُفسه وهذا أبلِّغ أنُوُاع التعبَد وهذا منم أعظم فوُائد الصيام ،وكذلك الصيام يعوُد
النُسان علِّىَ الحسان وعلِّىَ الشفقة علِّىَ الاويجه والفقراء لنُه إذا ذاق طعم الوُع وطعم العطش فإن
ذلك يرقق قلِّبَه ويلِّي شعوُره لخوُانُه التاجي.
والصيام فرض ف السنة الثانُية منم الجرة وصام النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم تسع رمضانُات لنُه عاش ف
الدينة عشر سنوُات والصيام رفرض ف السنة الثانُية منها فيكحوُن علِّيه الصلة والسلم قد صام تسع
رمضانُات ،وأما معن قوُله صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم )) :أفطر الاجم والجوُم(()] ([2فمحعناه أنُه يفسد
صيام الاجم وهوُ الذي يسحب الدم بالقرن والجوُم هوُ الذي يسحب منه الدم فالثنان أفطرا؛ أما
إفطار الجوُم فلِّخمروج الدم الكحثي منه وذلك ما يضعفه عنم الصيام ،وأما إفطار الاجم فلنُه مظنة أن
يتطاير إل حلِّقه شيء منم الدم والظنة تنزل منزلة القيقة فأفطر منم أجل ذلك وسددا للِّذريعة وحديث:
))صوُموُا تصحوُا(()] .([3يروىً عنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم وهوُ ف بعض كتب السنة وإن ل يكحنم
سنده بالقوُي ومعناه صحيح لن الصيام فيه صحة للِّبَدن لنُه يإنع الخلط الت تسبَب المراض وهذا
العن يشهد به علِّمحاء الطب والتجربة أكب برهان.
)] ([1رواه المام البَخماري ف صحيحه جي 2صا ،226منم حديث أب هريرة رضي ال عنه بنحوُه.
140
)] ([2رواه المام أحد ف مسنده جي 2صا 364منم حديث أب هريرة رضي ال عنه ورواه التمذي
ف سننه جي 3صا 118منم حديث رافع بنم خديجه رضي ال عنه.
)] ([3انُظر :القاصد السنة صا ،381وتييز البَيث منم الطيب صا ،88وأسن الطالب صا ،167
وممحع الزوائد ومنبَع الفوُائد جي 3صا .179وذكره غيهم.
مصدر الفتوُىً :النتقىَ منم فتاوىً فضيلِّة الشيخ صال بنم فوُزأان بنم عبَد ال الفوُزأان )ج /4صا ] (59
رقم الفتوُىً ف مصدرها[58 :
يييييييييي
وصية الميت بالصوم عنه
الفت
اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية و الفتاء
رقم الفتوُىً
4483
تاريخ الفتوُىً
6/9/1425هي 20041020
تصنيف الفتوُىً
السؤال
مات والدي بعد مرض أل به منعه منم الصيام نُصف شهر رمضان ،وقد أوصان بصيام تلِّك اليام.
فهل يلِّزمن ذلك أو إخراج كفارة؟
الوُاب
إذا كان المر كمحا ذكر ،فل يلِّزمك أن تصوُم عنه ،ول يلِّزم إخراج كفارة عنم اليام الت ل يتمحكحنم منم
ف اللِّلهر نُشيهفدسا إذلل روهسشعشها{َ ]البَقرة [286 :وحيث أن والدك ل
صيامها لعمحوُم قوُله تعال} :لش يرشكحلِّل ر
يتمحكحنم منم الصيام ول منم القضاء فل يب علِّيه شيء .وبال التوُفيق وصلِّىَ ال علِّىَ نُبَينا ممحد وآْله
وصحبَه وسلِّم.
مصدر الفتوُىً :فتاوىً اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية والفتاء )ج /10صا ] (371رقم الفتوُىً ف
مصدرها[2169 :
يييييييييي
قضاء الصوم عن الميت
الفت
141
اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية و الفتاء
رقم الفتوُىً
4487
تاريخ الفتوُىً
6/9/1425هي 20041020
تصنيف الفتوُىً
السؤال
إن والدي توُف وعلِّيه أيام منم رمضان لعام 1400هي ل أعرف عددها ،وهوُ ليس ف حالة مرض ،وأظنم
أنُه ف حالة سفر وتعب ،وقد حل شهر رمضان الثان وهوُ ل يقضه ،وقد أشعرته أن علِّيه أياماد هل هوُ
قاضيها ،فقال :إنُن سوُف أقضيها ف الشتاء ،وقد توُف إثر حادث مروري فجأة وأنُا متأكد أنُه ل
يقضه ،أطلِّب منم فضيلِّتكحم إرشادي ماذا أفعل؛ هل أصوُم عنه أو أتصدق حيث أنُه خلِّف مالد كثيدا؟
هذه كامل الشكحلِّة.
الوُاب
يشرع لك أن تصوُم عنم والدك منم اليام ما يغلِّب علِّىَ ظنك أن والدك أفطرها؛ لعمحوُم قوُله صلِّىَ ال
علِّيه وسلِّم)) :منم مات وعلِّيه صيام صام عنه وليه(( متفق علِّيه .وبال التوُفيق وصلِّىَ ال علِّىَ نُبَينا
ممحد وآْله وصحبَه وسلِّم.
مصدر الفتوُىً :فتاوىً اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية والفتاء )ج /10صا ] (376 , 375رقم
الفتوُىً ف مصدرها[4860 :
يييييييييي
وصية الميت بالصوم عنه
الفت
اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية و الفتاء
رقم الفتوُىً
4483
تاريخ الفتوُىً
6/9/1425هي 20041020
تصنيف الفتوُىً
السؤال
142
مات والدي بعد مرض أل به منعه منم الصيام نُصف شهر رمضان ،وقد أوصان بصيام تلِّك اليام.
فهل يلِّزمن ذلك أو إخراج كفارة؟
الوُاب
إذا كان المر كمحا ذكر ،فل يلِّزمك أن تصوُم عنه ،ول يلِّزم إخراج كفارة عنم اليام الت ل يتمحكحنم منم
ف اللِّلهر نُشيهفدسا إذلل روهسشعشها{َ ]البَقرة [286 :وحيث أن والدك ل
صيامها لعمحوُم قوُله تعال} :لش يرشكحلِّل ر
يتمحكحنم منم الصيام ول منم القضاء فل يب علِّيه شيء .وبال التوُفيق وصلِّىَ ال علِّىَ نُبَينا ممحد وآْله
وصحبَه وسلِّم.
مصدر الفتوُىً :فتاوىً اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية والفتاء )ج /10صا ] (371رقم الفتوُىً ف
مصدرها[2169 :
يييييييييي
قضاء الزوج الصيام عن زوجته المتوفاة
الفت
اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية و الفتاء
رقم الفتوُىً
4484
تاريخ الفتوُىً
6/9/1425هي 20041020
تصنيف الفتوُىً
السؤال
مرضت زأوجت ومكحثت ف الرض ثلث سنوُات ونُصف ،ول تستطع صوُمها بسبَب الرض ،وذلك منم
عام 95حت 15/9/98هي ،ث توُفيت وكان ممحوُع الصوُم الذي علِّيها ثلثة أشهر ونُصف ،فهل
أصوُم عنها هذه الدة أو أدفع عنها صدقة أو أصوُم عنها وأدفع صدقة؟ وهل يوُزأ أن يصوُم عنها أحد
أقربائها غيي هذه الدة؟ أفيدون.
الوُاب
إذا كان المر كمحا ذكرت منم أن زأوجتك مكحثت ف الرض ثلث سنوُات ونُصف سنة ،ول تستطع
صوُم رمضان ف هذه السنوُات ف وقته ث توُفيت؛ فإن استمحر با الرض حت الوُفاة فل قضاء علِّيها؛
ف اللِّلهر نُشيهفدسا إذلل روهسشعشها{َ ]البَقرة ، [286 :وقال } :شفاتليرقوُاه اللِّلهش
لعدم تكحنها منه ،قال تعال} :لش يرشكحلِّل ر
شما اهستشطشهعترهم{َ ]التغابنم .[16 :ول يطالب أولياؤها ول زأوجها بالقضاء عنها ،أما إن كانُت شفيت مدة
143
منم هذا الرض تتمحكحنم فيها منم القضاء وفرطت فيه شرع لزوجها وأقربائها أن يصوُموُا عنها ما وجب
علِّيها قضاؤه ول تقضه .وبال التوُفيق وصلِّىَ ال علِّىَ نُبَينا ممحد وآْله وصحبَه وسلِّم.
مصدر الفتوُىً :فتاوىً اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية والفتاء )ج /10صا ] ( 372, 371رقم
الفتوُىً ف مصدرها[2277 :
يييييييييي
ل يجوز للزوج أن يمنع زوجته من القضاء
الفت
اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية و الفتاء
رقم الفتوُىً
4481
تاريخ الفتوُىً
6/9/1425هي 20041020
تصنيف الفتوُىً
السؤال
امرأة كانُت تفطر ف رمضان منم كل عام إفطاراد اضطراريدا ،إما لرض أو إفطار بسبَب اليض ول تفطر
أبداد عامدة متعمحدة ،وظلِّت كذلك عدداد منم السني ،ول تقض بعد كل رمضان إل أن تراكم علِّيها
أيام كثية حوُال ستة أشهر ،وهي الن أرادت القضاء فبَدأت تصوُم كل يوُم اثني وخيس ،ولكحنم
زأوجها منعها منم الصوُم ،فمحاذا تفعل الن؟ وهل تطيع زأوجها وتفطر ،أم تصوُم بدون إذن زأوجها؟ أرجوُ
الفادة أثابكحم ال.
الوُاب
يب علِّىَ الرأة الذكوُرة قضاء عدد اليام الت أفطرتا ،وتطعم عنم كل يوُم مسكحيناد مع القضاء للِّتأخي،
ول يوُزأ لزوجها أن يإنعها منم القضاء؛ لنُه واجب علِّيها ،وليس لا طاعته ف ذلك .وبال التوُفيق
وصلِّىَ ال علِّىَ نُبَينا ممحد وآْله وصحبَه وسلِّم.
مصدر الفتوُىً :فتاوىً اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية والفتاء )ج /10صا ] ( 370 , 369رقم
الفتوُىً ف مصدرها[12845 :
يييييييييي
السكن في منطقة حارة ليس عذراع في ترك قضاء الصوم
الفت
144
اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية و الفتاء
رقم الفتوُىً
4474
تاريخ الفتوُىً
6/9/1425هي 20041020
تصنيف الفتوُىً
السؤال
وضعت حلِّي بتاريخ 21/8/1407هي وحرمت منم صوُم شهر رمضان البَارك لعام 1407هي وحيث
أنُن أرغب افتائي هل يوُزأ ل إطعام أو أصوُم؟ حيث أنُن أسكحنم ف منطقة حارة جددا ،وهي منطقة
تامة عسي ،وحيث أنُن ف حية منم المر أرجوُ إفادت جزاكم ال خيدا.
الوُاب
يب علِّيك قضاء صيام شهر رمضان لعام 1407الذي نُفست فيه وينبَغي لك البَادرة بذلك قبَل
ميء رمضان ،وليست السكحن ف منطقة حارة عذراد ف ترك قضاء الصوُم ،ول يزئك الطعام وأنُت
قادرة علِّىَ الصيام .وبال التوُفيق وصلِّىَ ال علِّىَ نُبَينا ممحد وآْله وصحبَه وسلِّم.
مصدر الفتوُىً :فتاوىً اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية والفتاء )ج /10صا ] (350رقم الفتوُىً ف
مصدرها[10722 :
يييييييييي
أشياء ل تفسد الصوم
الفت
اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية و الفتاء
رقم الفتوُىً
4465
تاريخ الفتوُىً
6/9/1425هي 20041020
تصنيف الفتوُىً
السؤال
هل يضع الصائم طيبَدا ،وهل يوُزأ له التسوُك بالنهار ،وهل تضع الرأة حناء أو تدهنم شعرها لتمحتشط
به؟
الوُاب
145
له أن يضع طيبَاد ف ثوُبه أو ما يلِّبَسه علِّىَ رأسه أو ف بدنُه إل أنُه ل يتسعطه ف أنُفه ،وله أن يتسوُك
بالنهار لقوُله صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم)) :لوُل أن أشق علِّىَ أمت لمرتم بالسوُاك مع كل صلة((][1
متفق علِّىَ صحته ،وهذا يشمحل صلة الظهر والعصر ف حق الصائم وغيه ،ول نُعلِّم دليلد صحيحاد
يإنع منم ذلك ،وللِّمحرأة أن تضع الناء أو تدهنم شعرها لتمحتشط به؛ لنُه ل يؤثر علِّىَ الصيام ،وهكحذا
الرجل له أن يدهنم بدواء أو غيه ،وإن كان صائمحدا.
0000000000000000
)] ([1أخرجه مالك ،1/66وأحد ،399،429،509،531 ،2/245،287والبَخماري
،1/214ومسلِّم 1/220برقم ) ،252وأبوُ داود 1/40برقم ) ،(46،47والتمذي 1/34،35
برقم ) ،(22،23والنسائي ،1/12،266267برقم ) ،(7،534وابنم ماجه 1/105برقم )،(287
والدارمي ،1/174وابنم حبَان 3/350برقم ) ،(1068وابنم خزيإة 1/72برقم ) ،(139والاكم
،1/146والبَيهقي .1/35،37
مصدر الفتوُىً :فتاوىً اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية والفتاء )ج /10صا ] (328رقم الفتوُىً ف
مصدرها[6288 :
يييييييييي
نزولا المني بدون احتلم ول استمناء ل يفسد الصوم
الفت
اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية و الفتاء
رقم الفتوُىً
4438
تاريخ الفتوُىً
6/9/1425هي 20041020
تصنيف الفتوُىً
السؤال
أشكحوُ نُزول السائل النوُي ف أيام رمضان أثناء الصيام بدون أي احتلم أو مارسة العادة السرية فهل ف
هذا تأثي علِّىَ الصوُم؟ أفيدونُا أفادكم ال.
الوُاب
إذا كان المر كمحا ذكر فإن نُزول الن منك بدون لذة ف نار رمضان ل يؤثر علِّىَ صيامك وليس
علِّيك القضاء .وبال التوُفيق وصلِّىَ ال علِّىَ نُبَينا ممحد وآْله وصحبَه وسلِّم .
146
مصدر الفتوُىً :فتاوىً اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية والفتاء )ج /10صا ] (278رقم الفتوُىً ف
مصدرها[10645 :
يييييييييي
الروائح مطلقاع عطرية وغاير عطرية ل تفسد الصوم
الفت
اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية و الفتاء
رقم الفتوُىً
4382
تاريخ الفتوُىً
5/9/1425هي 20041019
تصنيف الفتوُىً
السؤال
هل روائح الطيب أو روائح البَيدات الشرية تفطر الصائم ف رمضان أو غيه؟
الوُاب
ل .وبال التوُفيق وصلِّىَ
الروائح مطلِّقاد عطرية وغي عطرية ل تفسد الصوُم ف رمضان وغيه فرضاد أو نُف د
ال علِّىَ نُبَينا ممحد وآْله وصحبَه وسلِّم .
مصدر الفتوُىً :فتاوىً اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية والفتاء )ج /10صا ] (271رقم الفتوُىً ف
مصدرها[7845 :
يييييييييي
دخإولا الماء في الجوفا أثناء المضمضة للوضوء ل يبطل الصوم
الفت
اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية و الفتاء
رقم الفتوُىً
4386
تاريخ الفتوُىً
5/9/1425هي 20041019
تصنيف الفتوُىً
السؤال
147
ما حكحم منم دخل الاء جوُفه أثناء الوُضوُء ،أثناء الصيام ف أثناء الضمحضة ف غي وضوُء ،قطرة أو
قطرتي منم غي تعمحد ،أو أثناء الغتسال أو الوُضوُء أو التبد بالاء ف الر ،هل علِّيه قضاء يوُم كامل
بدلد عنه؟ أم إعطاء صدقة للِّفقراء كفارة لذه الفوُات مع العلِّم أن قطرة الاء غلِّبَته ودخلِّت جوُفه
غصبَاد عنه منم غي تعمحد .أفتوُنُا جزاكم ال خيدا.
الوُاب
منم اغتسل أو تضمحض أو استنشق فدخل الاء حلِّقه منم غي اختياره ل يفسد صوُمه؛ لا روي عنم النب
صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أنُه قال)) :عفي لمت عنم الطأ والنسيان وما استكحرهوُا علِّيه(( .وبال التوُفيق
وصلِّىَ ال علِّىَ نُبَينا ممحد وآْله وصحبَه وسلِّم .
مصدر الفتوُىً :فتاوىً اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية والفتاء )ج /10صا ] (275رقم الفتوُىً ف
مصدرها[5733 :
يييييييييي
خإروج الدم من النف والفم فجأة ل يبطل الصوم
الفت
اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية و الفتاء
رقم الفتوُىً
4367
تاريخ الفتوُىً
5/9/1425هي 20041019
تصنيف الفتوُىً
السؤال
رجل سافر وهوُ صائم ف شهر رمضان وبعد صلة الظهر فوُجئ بنزول دم منم أنُفه وفمحه ،ورغم ذلك ل
يفطر بل استمحر علِّىَ إكمحال صيام ذلك اليوُم .فمحا الكحم ف ذلك ،وهل يقضي ذلك اليوُم مع العلِّم
أنُه مضىَ عدة أعوُام ول يتم قضاء هذا اليوُم حت الن؟
الوُاب
ل تأثي لا خرج منم فمحك وأنُفك منم الدم فجأة ما دمت أمسكحت عنم الفطرات إل غروب الشمحس،
سوُاء قل ذلك أم كثر ،فصوُمك صحيح وليس علِّيك قضاء .وبال التوُفيق وصلِّىَ ال علِّىَ نُبَينا ممحد
وآْله وصحبَه وسلِّم .
مصدر الفتوُىً :فتاوىً اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية والفتاء )ج /10صا ] (267 , 266رقم
الفتوُىً ف مصدرها[4449 :
148
يييييييييي
النزيف في الحلق ل يفسد الصوم
الفت
اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية و الفتاء
رقم الفتوُىً
4366
تاريخ الفتوُىً
5/9/1425هي 20041019
تصنيف الفتوُىً
السؤال
لقد أصيب والدي ف آْخر شهر رمضان عام 1400هي برض ف اللِّق والرقبَة وقد حصل لديه نُزيف
منم اللِّق لدة عشرة أيام ،ورغم هذا النزيف ل يفطر إل أنُه قد تأثر منم هذا النزيف وراوده الشك ف
صحة صيامه ،وحيث إنُه الن أصبَح ملزأماد للِّفراش منم مرض أل به بعد ذلك النزيف ،وقد طلِّب من
السؤال هل علِّيه قضاء لليام الت خرج فيها النزيف ولكحوُنُه طاعناد ف السنم ومريضاد مرضاد ألزمه الفراش،
ويتعذر الشفاء منه ،وهوُ سرطان ف أسفل الظهر ،والرجل اليسرىً ولديه ثلث درجات سكحر ،فهل
يوُزأ ل أن أقضي عنه تلِّك اليام إذا كان يلِّزمه القضاء نُظراد لالته الصحية؟
الوُاب
إذا كان المر كمحا ذكر فصيامه صحيح ،ول قضاء علِّيه .وبال التوُفيق وصلِّىَ ال علِّىَ نُبَينا ممحد وآْله
وصحبَه وسلِّم .
مصدر الفتوُىً :فتاوىً اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية والفتاء )ج /10صا ] (266رقم الفتوُىً ف
مصدرها[3841 :
يييييييييي
الدم الذي يخرج من اللثة ل يضر بالصوم
الفت
اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية و الفتاء
رقم الفتوُىً
4365
تاريخ الفتوُىً
5/9/1425هي 20041019
149
تصنيف الفتوُىً
السؤال
ف يوُم منم أيام رمضان وقبَل الغروب بوُال ربع ساعة مسحت أسنان بنديل ،فنزل دم وأنُا لست
متعمحداد ف ذلك ،وهذا الرض معي منم زأمان حيث أنُه إذا تسوُكت بالسوُاك ينزل الدم كذلك ،فهل
صيامي صحيح؟
الوُاب
نُعم صيامك صحيح وهذا الدم الذي يرج منم لثة النُسان عند مسحها أو عند السوُاك ل يضر
صوُمه.
وبال التوُفيق وصلِّىَ ال علِّىَ نُبَينا ممحد وآْله وصحبَه وسلِّم .
مصدر الفتوُىً :فتاوىً اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية والفتاء )ج /10صا ] (265رقم الفتوُىً ف
مصدرها[3785 :
يييييييييي
كيفية النية في شهر رمضان
الفت
اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية و الفتاء
رقم الفتوُىً
4356
تاريخ الفتوُىً
5/9/1425هي 20041019
تصنيف الفتوُىً
السؤال
كيف ينوُي النُسان صيام رمضان؟ وهل مرد العلِّم بدخوُل رمضان يصح الصوُم بقية اليام؟
الوُاب
تكحوُن النية بالعزم علِّىَ الصيام ،ول بد منم تبَييت نُية صيام رمضان ليلد كل ليلِّة .وبال التوُفيق وصلِّىَ
ال علِّىَ نُبَينا ممحد وآْله وصحبَه وسلِّم .
مصدر الفتوُىً :فتاوىً اللِّجنة الدائمحة للِّبَحوُث العلِّمحية والفتاء )ج /10صا ] (246رقم الفتوُىً ف
مصدرها[11455 :
يييييييييي
النية في الصيام
150
نُسيت نُية الصيام باللِّيل ،ث تذكرت بعد الفجر أنُن ل أنُوُ .فهل يصح صوُمي؟
الجابة لفضيلِّة الشيخ عطية صقر رئيس لنة الفتوُىً بالزأهر سابدقا
النية للِّصوُم ل بد منها ،ول يصح بدونا ،وأكثر الئمحة يشتط أن تكحوُن لكحل يوُم نُية ،واكتفىَ بعضهم
بنية واحدة ف أول ليلِّة منم رمضان عنم الشهر كلِّه ،وقتها منم غروب الشمحس إل طلِّوُع الفجر ،فإذا
نُوُىً النُسان الصيام ف أية ساعة منم ساعات اللِّيل كانُت النية كافية ،ول يضره أن يأكل أو يشرب
بعد النية ما دام ذلك كلِّه قبَل الفجر ،روىً أحد وأبوُ داود والنسائي وابنم ماجه والتمذي أن رسوُل ال
صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال" :منم ل يمحع الصيام قبَل الفجر فل صيام له".
ول يشتط التلِّفظ بالنية ،فإن ملِّها القلِّب ،فلِّوُ عزم بقلِّبَه علِّىَ الصيام كفىَ ذلك ،حت لوُ تسلحر بنية
الصيام ،أو شرب حت ل يشعر بالعطس ف أثناء النهار كان ذلك نُية كافية ،فمحنم ل يصل منه ذلك
ف أثناء اللِّيل ل يصح صوُمه ،وعلِّيه القضاء .هذا ف صوُم رمضان ،أما صوُم التطوُع فتصح نُيته نادرا
قبَل الزوال
تبدلا النية
هل يفسد صوُم منم نُوُىً الفطار؟
ييب الدكتوُر عبَد الكحري زأيدان أستاذ الشريعة السلمية حفظه ال:
منم نُوُىً الفطار ،فقد فسد صوُمه وأفطر:
ظاهر مذهب النابلِّة أن منم نُوُىً الفطار فقد افطر ،وهوُ قوُل الشافعي ،وأب ثوُر ،وأصحاب الرأي،
إل أن أصحاب الرأي أي النفية قالوُا :إن عاد فنوُىً قبَل أن ينتصف النهار أجزأه ،بناء علِّىَ أصلِّهم أن
الصوُم يزئ بنية منم النهار.
وحكحي عنم ابنم حامد منم النابلِّة أن الصوُم ل يفسد بذلك؛ لنُه عبَادة يلِّزم الضي ف فاسدة فلِّم
تفسد بنية الروج منها كالجه.
إل أن المام ابنم قدامة النبَلِّي رحة ال تعال رلد علِّىَ قوُل ابنم حامد :بأن الصوُم عبَادة منم شرطها
النية ،فتفسد بنية الروج منها كالصلة؛ ولن الصل اعتبَار النية ف جيع أجزاء العبَادة ،ولكحنم لا شق
اعتبَار حقيقتها اعتب بقاء حكحمحها ،وهوُ أن ل ينوُي قطعها ،فإذا نُوُاه زأالت حقيقة وحكحدمحا فيفسد
الصوُم ،لزوال شرطه ،ول يصح القياس علِّىَ الجه ،فإنُه يصح بالنية الطلِّقة والبَهمحة ،وبالنية عنم غيه إذا
ل يكحنم حجه عنم نُفسه فافتقا
...
النوُم ف نار رمضان
هل كثرة النوُم ف نار رمضان تبَطل الصيام مع أنُن أحافظ علِّىَ أداء الصلِّوُات ف أوقاتا؟
ييب فضيلِّة الشيخ عطية صقر رئيس لنة الفتوُىً بالزأهر سابدقا
151
شهر رمضان شهر عبَادة ليلد ونادرا؛ أما باللِّيل فبَالقيام بصلة التاويح وقراءة القرآْن ،وأما بالنهار
فبَالصيام ،والزاء علِّىَ ذلك وردت فيه نُصوُصا كثية ،وف حديث واحد جع ثوُاب الصيام والقرآْن،
فقال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم" :الصيام والقرآْن يشفعان للِّعبَد يوُم القيامة ،يقوُل الصيام :يا رب منعته
الطعام والشهوُة بالنهار فشفعن فيه ،ويقوُل القرآْن :منعته النوُم باللِّيل فشفعن فيه فيشفعان" رواه أحد
والطبان والاكم وصححه ،ولوُ نُام الصائم طوُل النهار فصيامه صحيح ،وليس حرادما علِّيه أن ينام
كثديا ما دام يؤدي الصلِّوُات ف أوقاتا ،وقد يكحوُن النوُم مانُدعا له منم التوُرط ف أموُر ل تلِّيق بالصائم،
وتتناف مع حكحمحة مشروعية الصيام ،وهي جهاد النفس ضد الشهوُات والرغبَات الت منم أهها شهوُتا
البَطنم وشهوُة الفرج ،ويدخل ف الهاد عدم التوُرط ف العاصي مثل الكحذب والزور والغيبَة ،فقد صح ف
الديث" :منم ل يدع قوُل الزور والعمحل به فلِّيس ل حاجة ف أن يدع طعامه وشرابه" رواه البَخماري.
هذا ول يصح عنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أنُه قال :نُوُم الصائم عبَادة
يييييييييي
حولا المفطرات في رمضان
ما هوُ التفسي القيقي لعن "الكل والشرب" الذي يبَطل بمحا الصيام؟ وهل منم البَطلت :القنم
ووضع الصبَع ف الذن ،والفحص الهبَلِّي والتبد بالاء والقيء؟
ييب فضيلِّة الشيخ عطية صقر رئيس لنة الفتوُىً بالزأهر سابدقا
ط
ي لشركحرم اهلشهي ر ذ
ب اللِّلهر لشركحهم شوركلِّروُاه شواهششربروُاه شحلت يشيتشبَشي ل ش
قال تعال ف الصوُم )شفالشن شباشررورهلنم شوابهيتشيغروُاه شما شكتش ش
صشياشم إذشل اللِّهيذل ) .وروىً المحاعة حديث صحاب قال ض ذمشنم اهلشهيذط الشهسشوُذد ذمشنم الهشفهجذر رثل أشذتتوُاه ال ل
اشلبهييش ر
للِّرسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم :هلِّكحت ،فسأله "ما أهلِّكحك"؟ قال :وقعت علِّىَ امرأت ف رمضان ،ث بي
له كيف يكحفر عنم ذلك كفارة عظمحىَ.
تدل الية والديث علِّىَ أن الصيام إمساك عنم الطعام والشراب والتصال النسي ،وأن الذي يتناول
طعادما أو شرادبا أو يتصل اتصالد جنسديا فقد أفطر ،أي بطل صوُمه ،وقد أجع الفقهاء علِّىَ أنُه يب
علِّيه قضاء ما أفطره ،لنُه دينم ،ودينم ال أحق بالقضاء كمحا ثبَت ف الديث الصحيح ،وإل جانُب
القضاء تب بالتصال النسي خاصة كفارة عظمحىَ ،وهي عتق رقبَة ،فإن ل يد فصيام شهرينم
متتابعي ،فإن ل يستطع فإطعام ستي مسكحيدنا.
وذهب الفقهاء مذاهب شت ف تفسي الكل والشرب ،ث فلرعوُا علِّىَ ذلك تفريعات متعددة ،والتتبَع
لقوُالم يرىً أن معظمحها مبَن علِّىَ اصطلحات ومفهوُمات حافظت ف نُظرهم علِّىَ الشكحل الذي
يتحقق به الكل والشرب البَطل للِّصوُم دون الهتمحام بالكحمحة القصوُدة منم الصيام ،وهي كف النفس
عنم أسبَاب وجوُدها الشخمصي والنوُعي مدة منم الزمان ،ليقوُىً سلِّطان العقل علِّيها ،وتصمحد إرادته أمام
الغريات والشهوُات ،وليتحقق معن قوُله تعال) :لششعلِّلركحهم تشيتليرقوُشن( فقالوُا :إن الكل والشرب يتحققان
152
بدخوُل أي شيء إل الوُف ،واختلِّفوُا ف هذا الشيء :هل هوُ عام أو خاصا با فيه غذاء وتلِّبَية لشهوُة
النفس؟ كمحا اختلِّفوُا ف الراد بالوُف :هل هوُ العدة الت تتلِّقىَ الكل والشرب ،أو هوُ ما استت منم
جسم النُسان عند النظر إليه ،أو هوُ ما ييل الغذاء والدواء؟.
وترتب علِّىَ هذا أن بعضهم قال :إن إدخال الصبَع ف الذن يبَطل الصوُم ،لنُه أكل أو ف معن
الكل ،ف الوُقت الذي يقوُلوُن فيه :لوُ وصل الغذاء إل السم وتقلوُىً به عنم طريق غي مفتوُح بالطبَع
كالبر الديثة ل يبَطل الصوُم ،وييء آْخرون فيقوُلوُن :لوُ وصل دون الشعر إل اللِّق منم خلل
السالم بطل الصوُم ،مع أنُه وصل منم منفذ غي طبَيعي ،ف الوُقت الذي يقوُلوُن فيه :إدخال حقنة ف
الحلِّيل ل تفسد الصوُم مع أن الحلِّيل منفذ مفتوُح.
وف إهال مراعاة الكحمحة ف الصوُم وإطلق الكل علِّىَ ما يشمحل ما هوُ بعيد عنم معناه لغة وعردفا
جاءت هذه الحكحام الخمتلِّفة .ولذا أختار منم أقوُال الفقهاء العروفي وغيهم ما يلِّي:
... .1ل يبَطل الصوُم بوُضع الصبَع ف الذن أو تنظيفها بقطنة أو بحلِّوُل؛ لن الطبَلِّة ل تسمحح
بوُصوُل شيء منم ذلك إل داخل الدماغ ،والدماغ ليس عضدوُا يتلِّقىَ غذاء يستفيد منه السم.
... .2ل يبَطل الصوُم بالفحص الهبَلِّي أو الكحشف علِّىَ البَوُاسي الداخلِّية أو الكحشف علِّىَ اللِّوُزأ
بنحوُ ملِّعقة.
... .3القنة الشرجية ل تبَطل الصيام إل إذا وصلِّت إل العدة.
... .4إبر الدواء ف الوُريد أو العضل أو تت اللِّد ل يفطر با الصائم ،لنا ليست غذاءد يغن منم
جوُع أو يروي منم عطش.
... .5إبر التغذية "اللِّوُكوُزأ ونوُه" تريشعلد أكلد عردفا يفطر به الصائم؛ لن منم يأخذها يستغن با عنم
الطعام مدة طوُيلِّة ،فهي تشبَعه كمحا يشبَعه الكل العادي؛ ذلك أن الكل الذي يصل إل العدة بعد
هضمحه وامتصاصه يوُزأعه الدم إل السم ويكحفيه حاجته ،وإبر التغذية أدخلِّت الغذاء إل الدم دون
حاجة إل إمراره علِّىَ العدة والجهزة الاضمحة الخرىً.
... .6ترطيب السم بالاء البَارد أو ترطيب الفم بالضمحضة ل يفسد الصوُم؛ لن النب صلِّىَ ال علِّيه
ي وهوُ يصب الاء علِّىَ رأسه منم الر وهوُ صائم ،كمحا روه أحد وأبوُ داود والنسائي بإسناد وسلِّم ررذؤ ش
صحيح ،علِّىَ أن التطيب ليس فيه دخوُل الاء إل الوُف ،بل هوُ لنع العرق الارج لتلِّطيف حرارة
اللِّد وإبقائه لاجة السم إليه ف التقلِّيل منم الشعوُر بالعطش.
... .7القيء :روي أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال ":منم ذرعه القيء أي غلِّبَه فلِّيس علِّيه قضاء،
ومنم استقاء عمحددا فلِّيقض" رواه أحد وأصحاب السننم إل النسائي.
قال الفقهاء :إن القيء وهوُ ما يرج منم العدة عنم طريق الفم إن كان خروجه اضطرارديا فل يفسد
الصوُم ،وإن كان عنم تعمحد فسد الصوُم.
153
وقال ابنم مسعوُد وعكحرمه وربيعة :إن القيء ل يفسد الصوُم علِّىَ أي حال ،متجي بديث فيه مقال،
وردوا علِّىَ الفقهاء بأن الديث الذي اعتمحدوا علِّيه موُقوُف وليس مرفوُدعا إل النب صلِّىَ ال علِّيه
وسلِّم ،وقال البَخماري :ل أراه مفوُدظا ،وقد روي منم غي وجه ،ول يصح إسناده ،وأنُكحره أحد .واحتجه
ضا بديث آْخر ،لكحنم ف سنده اضطراب ل تقوُم به حجه. المحهوُر أي د
وإذا ل يوُجد حديث متفق علِّىَ رفعه وصحته فالمر متوك للجتهاد ،وقد وجد منم يالف المحهوُر،
ويإكحنم أن يقال :إن القيء ليس فيه أكل ول شرب ،بل فيه إخراج أكل وشرب لنع ضرره بالسم ،فهل
يلِّحق بالجامة الت هي أخذ دم منم الرأس ومثلِّها الفصد ،وهوُ أخذ دم منم غي الرأس؟ إن المحهوُر
يقوُلوُن بعدم بطلن الصيام بالجامة والفصد؛ لن حديث "أفطر الاجم والجوُم" ل يسلِّم منم النقد،
إن ل يكحنم منم جهة السند فمحنم جهة الدللة
يييييييييي
صيام الصغار ومتى يكون؟
بالنسبَة للِّوُلد :مت يصوُم؟ وكذلك البَنت؟ وهل هناك سنم مددة شرعاد لذلك؟
ييب فضية الدكتوُر الشيخ يوُسف القرضاوي حفظه ال.
جاء ف الديث عنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال) :رفع القلِّم عنم ثلث :عنم الصغي حت يكحب،
وعنم النائم حت يستيقظ ،وعنم النوُن حت يفيق( رواه أحد وأبوُ داود والنسائي وابنم ماجه والاكم عنم
عائشة بإسناد صحيح ،ورواه أحد وأبوُ داود والاكم عنم علِّي وعمحر بألفاظ متقاربة ،ومنم طرق عديدة
يقوُي بعضها بعضدا ،ومعن رفع القلِّم :امتناع التكحلِّيف؛ أي ليسوُا مكحلِّفي ،غي أن السلم وهوُ دينم
يراعي طبَيعة البَشر أراد أن يأخذ الولد منم الصغر بذه العبَادات والطاعات ،ليمحارسوُها ويتدربوُا
علِّيها.
فجاء ف الديث عنم الصلة) :مروا أولدكم بالصلة لسبَع واضربوُهم علِّيها لعشر( رواه أحد وأبوُ داود
والاكم عنم عبَد ال بنم عمحرو بنم العاصا ،والصيام أيضاد عبَادة وفريضة كالصلة .فالوُاجب أن يدرب
علِّيها الولد ،ولكحنم منم أي سنم؟ ليس منم الضروري لسبَع؛ لن الصيام أشق منم الصلة ،إنا يرجع
المر إل طاقة الصب .فكحلِّمحا رأىً الوُالد أو رأىً ول أمر الطفل أنُه يطيق الصيام ولوُ أيادما معينة ف كل
شهر فلِّيدربه علِّىَ ذلك ،يدربه علِّىَ الصيام سنة بعد سنة ،سنة يصوُم ثلثة أيام ،وأخرىً يصوُم أسبَوُدعا،
والت بعدها يصوُم أسبَوُعي ،والت بعدها يصوُم الشهر كلِّه ،فإذا جاء وقت البَلِّوُغ وهوُ وقت التكحلِّيف
كان قد زأاول ومارس عمحلِّية الصيام فل تشق علِّيه ،فهذه هي التبية السلمية أن يؤخذ الصب منم
صغره ،ومنذ نُعوُمة أظفاره بآداب السلم وفرائضه حت يتعوُد علِّيها ،وقد قال الشاعر:
وينفع الدب الحداث ف صغر ... ...وليس ينفع عند الشيبَة الدب
إن الغصوُن إذا قوُمتها اعتدلت ... ...ولنم تلِّي إذا قوُمتها الشب
154
فعلِّىَ الباء وعلِّىَ أولياء أموُر الصبَيان والبَنات أن يعوُدوهم ويعوُدوهنم الصيام والصلة ،الصلة منذ سنم
السابعة والضرب علِّيها عند العاشرة ،والصيام منذ يطيق الصب ولوُ بعد السابعة بسنة أو بأكثر عندما
يطيق ،يأمره الب بالصيام.
ويقوُل فضيلِّة الشيخ عطية صقر رئيس لنة الفتوُىً بالزأهر الشريف
الصوُم كسائر التكحاليف ل يب علِّىَ السلِّم إل عند البَلِّوُع ،وذلك لديث" :رفع القلِّم عنم ثلث؛ عنم
الصب حت يبَلِّغ ،وعنم النائم حت يستيقظ ،وعنم النوُن حت يفيق" رواه أحد وأبوُ داود والاكم
وصححه ،ولكحنم بعض العلِّمحاء أوجب علِّىَ الصب إذا بلِّع عشدرا أن يصوُم ،وذلك لديث" :إذا أطاق
الغلم صيام ثلثة أيام وجب علِّيه صيام شهر رمضان" رواه ابنم جريجه ،وكذلك قيادسا علِّىَ الصلة الت
أمر النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم بضرب الغلم علِّيها إذا بلِّغ عشدرا ،لكحنم الرأي الول هوُ الصحيح ،وهوُ
عدم وجوُب الصوُم إل بالبَلِّوُغ.
ومنم هوُ دون العشر ليس هناك خلف ف عدم وجوُب شيء علِّيه منم صلة وصيام وغيها إل ما قيل
ف الزكاة ،وسنبَينه ف موُضعه ،ولكحنم منم ذلك يستحب أن يإرن علِّىَ العبَادات ،لن النب صلِّىَ ال علِّيه
وسلِّم أمرنُا أن نُأمر أولدنُا بالصلة لسبَع سني ،كمحا رواه أبوُ داود بإسناد حسنم .وكان الصحابة
ضا ،روىً البَخماري ومسلِّم عنم الربيع بنت معوُذ بنم عفراء أنم كانُوُا يإرنُوُن أولدهم علِّىَ الصيام أي د
يصوُموُن عاشوُراء ،ويصوُموُن صبَيانم الصغار ،ويذهبَوُن بم إل السجد ،ويعلِّوُن لم اللِّعبَة منم
الصوُف ،فإذا بكحىَ أحدهم منم أجل الطعام أعطاه إياها حت يي وقت الفطار.
وكل هذا ف الولد الذينم يطيقوُن الصيام ،أما منم كان بم مرض أو صحتهم ضعيفة يزيدها الصوُم
ضا أن ينهوُهم عنه ،بل ضعدفا فلِّيس علِّىَ الباء والمهات أن يأمروهم بالصيام ،لكحنم ل ينبَغي أي د
يتكوُنم يربوُن ذلك بأنُفسهم ،فإن أطاقوُا استمحروا ،وإل فإنم سيتكوُنُه اختيارهم .وعلِّىَ الباء
والمهات أن يإدحوُا ف أولدهم عزمهم علِّىَ الصيام وأن يبَينوُا لم حكحمحة تشريعه بلِّبَاقة وكياسة،
وسيكحوُن استمحرارهم ف هذه التجربة أو عدولم عنها باقتناع ،وهذا منهجه تربوُي سلِّيم
يييييييييي
الصوم والفرازات المهبلية
أنُا بنت عمحري 18سنة وأول ما جاءن اليض خرج من شيء أبيض مثل التشيح ل أعرفه ،هل
يصح ل الصلة والصيام ؟
ييب الشيخ عطية صقر رئيس لنة الفتوُىً بالزأهر الشريف
هذه الشياء تعتب إفرازأات طبَيعية بالنسبَة للِّفتاة وبالنسبَة للِّمحرأة ،والذي يوُجب الفطر ويرم الصلة
وغيها إنا هوُ الدم ،دم اليض العروف بالمحرة القانُية ،فإذا ل يكحنم هناك دم وإنا كان هناك بعض
155
الفرازأات بالصفة الت تصفها السائلِّة فل تف الخت السائلِّة منها .ولا بل علِّيها أن تصوُم وأن تصلِّي
وأن تؤدي عبَاداتا وال تعال يتقبَل منها
يييييييييي
حبوب تأخإير الحيض في رمضان
ننم نُعلِّم أن صيام رمضان خي وبركة ف جيع أيامه ،ول نب أن نرم منم بعض هذه اليام صوُماد ول
صلة ،فهل يوُزأ لنا استعمحال حبَوُب منع اليض مع العلِّم بأن البَعض قد جربه ول يضر ؟
ييب فضيلِّة الدكتوُر يوُسف القرضاوي حفظه ال:
أجع السلِّمحوُن علِّىَ أن السلِّمحة الت تأتيها العادة الشهرية ف رمضان البَارك ل صيام علِّيها؛ أي ل
صيام علِّيها ف الشهر ،وإنا يب علِّيها القضاء ،وذلك تفيف منم ال ورحة بالرأة الائض؛ حيث
يكحوُن جسمحها متعدبَا وأعصابا متوُترة ،فأوجب علِّيها الفطار إيادبا وليس إباحة ..فإذا صامت ل يقبَل
منها الصيام ول يزئها ،ول بد أن تقضي أياماد بدل هذه اليام ،وهكحذا كان يفعل النساء السلِّمحات
منذ عهد أمهات الؤمني والصحابيات رضي ال عنهنم ومنم تبَعهنم بإحسان ،ول حرج إذن علِّىَ الرأة
السلِّمحة إذا وافتها هذه العادة الشهرية أن تفطر ف رمضان ،وأن تقضي بعد ذلك كمحا جاء عنم عائشة:
"كنا نُؤمر بقضاء الصوُم ،ول نُؤمر بقضاء الصلة" رواه البَخماري.
وأنُا شخمصديا أفضل أن تسي الموُر علِّىَ الطبَيعة وعلِّىَ الفطرة .فمحا دام هذا اليض أمدرا طبَيعديا فطرديا
فلِّيبَق كمحا هوُ علِّىَ الطبَيعة الت جعلِّها ال عز وجل ،ولكحنم إذا كان هناك نُوُع منم البَوُب والدوية
تتعاطاها بعض النساء لتأجيل اليض كمحا هوُ معروف منم حبَوُب منع المحل ،وأرادت بعض النساء أن
يتناولنم هذه البَوُب لتأخي العادة عنم موُعدها حت ل تفطر بعض أيام رمضان فهذا ل بأس به بشرط
أن تتأكد منم عدم إضراره با .وذلك باستشارة أهل الذكر وأهل البة أو باستشارة طبَيب؛ حت ل
تتضرر منم تناول هذه البَوُب ،فإذا تأكد لا ذلك وتناولت هذه البَوُب وتأخرت العادة صامت ،فإن
صيامها مقبَوُل إن شاء ال
يييييييييي
صوم القضاء والكفارات
ما حكحم صوُم القضاء؟ وهل يب فوُدرا بعد انُتهاء رمضان؟ وهل يب متتابدعا كرمضان؟ وماذا لوُ أخر
صوُم القضاء حت انُتهىَ شعبَان القبَل وأقبَل بعده رمضان؟ وماذا لوُ تأخر القضاء حت مات منم علِّيه
القضاء؟
ييب فضيلِّة الشيخ ممحوُد شلِّتوُت شيخ الزأهر السبَق رحه ال:
ضا ،وأن منم الناس منم
منم العلِّوُم أن قضاء الصوُم يب علِّىَ كل منم فاته الصوُم ف رمضان كلد أو بع د
تلِّحقهم ف رمضان أعذار صحية أو شرعية تبَيح لم بكحم الشرع والدينم الفطار مدة تلِّك العذار،
156
ومنم ذلك الريض والسافر والائض والنفساء ،وأن منم الناس منم يتناول مفطدرا علِّىَ وجه ل يتحقق به
وجوُب الكحفارة علِّيه ،ومنهم منم يفطرون قبَل الغروب علِّىَ اعتقاد أن الشمحس قد غربت ،أو يأكلِّوُن
بعد الفجر علِّىَ اعتقاد أن الفجر ل يطلِّع .ومنهم منم يفطر بغي ما يغذي ول يشتهىَ ،وكل أولئمك
يب علِّيهم القضاء يوُدما بيوُم .ولكحنم منم الناس منم يغفل عمحا أفطره منم أيام رمضان ،وكثديا ما ينساه
ول يذكره ،وقد يذكره ولكحنه يدع نُفسه جرديا وراء شهوُتا ،فيتثاقل أو يؤجل منم يوُم إل يوُم ،ومنم
أسبَوُع إل أسبَوُع إل آْخر ،ومنم شهر إل شهر ،وهكحذا حت يإر علِّيه العام ،فيتلِّوُه آْخر ،وهكحذا حت
يوُافيه الجل وعلِّيه ما علِّيه منم صيام .وإن واجب السلِّم أن يكحوُن علِّىَ ذكر دائم منم حق ربه علِّيه،
ضا منم قوُله ف آْيات الصوُم الت فرضته ف رمضان ،وبينت أحكحامه) :فششمحنم شكاشن وأن يكحوُن علِّىَ ذكر أي د
ضا أشهو شعشلِّىَ شسشفتر فشعذلدة لمهنم أشلياتم أرشخشر( ،وقد وضعت هذه الية قضاء رمضان ف مستوُىً أدائه ذ
منركحم لمذري د
ف وقته بالنظر للِّمحريض والسافر ،وبذلك أخذ القضاء حكحم الداء ،ووجب علِّىَ منم فاته الداء أن
يرصا علِّىَ القضاء ،وإذا كان ال قد أوجب القضاء علِّىَ منم أباح له الفطر ف رمضان بعذر الرض أو
السفر فلن يب القضاء منم باب أول علِّىَ منم أفطر بغي ما أباح به الفطار ف رمضان.
وإذا كان القضاء ف صوُم رمضان ما أوجبَه ال علِّىَ الؤمني فمحمحا ل شك فيه أن البَادرة بقضاء
الوُاجب ف وقت التمحكحنم منه أفضل منم تأخيه ،ول ينبَغي للِّمحؤمنم أن يإاطل ربه ف أداء حقه بعد أن
أزأال عذره ورد علِّيه صحته وأعاده إل وطنه .كيف والنُسان ل يدري مت ينزل به القضاء .ومنم هنا
رجح العلِّمحاء أن الجه واجب علِّىَ الفوُر ،ول ينبَغي تأخيه مت تققت عند السلِّم استطاعته وأمنم
الطريق إليه ،ولوُ فرض وتاون السلِّم ف قضاء الصوُم حت أقبَل رمضان التال فإنُه يب علِّيه أن يصوُم
رمضان لتعينه وقدتا للِّصوُم الفروض ،ث يصوُم ما علِّيه منم قضاء .وإذا أل به التسوُيف حت مات دون
أن يصوُم القضاء كان مسئموُلد عنه أمام ال ،وكان صوُمه لرمضان الذي أفطر فيه ووجب قضاؤه وأهل
صا ل يصل به إل درجة الصائمحي عند ال. فيه حت مات نُاق د
أما حكحم القضاء منم جهة التتابع أو التفريق فلِّلِّعلِّمحاء فيه رأيان؛ أحدها :أنُه يب فيه التتابع ،ويستند
أصحاب هذا الرأي إل حديث ل يصح عند أهل الديث .والمحهوُر علِّىَ أن صوُم القضاء ل يب فيه
التتابع ،وإنا يستحبَوُنُه فيه ،وإن فلرق صح ،ويستدلوُن بعمحوُم قوُله تعال ف جانُب القضاء) :فشعذلد ة لمهنم
أشلياتم أرشخشر( ،ومنم أتىَ به متفردقا فقد صام عدة منم أيام أخر ،وصح أن رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم
سئمل عنم تقطيع صوُم القضاء ،فقال" :ذلك إليك ،أرأيت لوُ كان علِّىَ أحدكم دينم فقضىَ الدرهم
والدرهي ،أل يكحنم ذلك قضاء؟ فال أحق أن يعفوُ ويغفر".
هذه هي الحكحام التعلِّقة بقضاء رمضان ،وينبَغي أن يعلِّم أن الفطار ف صوُم القضاء ل يوُجب أكثر
منم قضائه ،ول تب فيه كفارة ول غيها وإن كان الفطار فيه متعمحددا ،وكان بغذ أو مشتهىَ؛ لن
الطلِّوُب ف القضاء صوُم يوُم آْخر بدل الصل )فشعذلد ة لمهنم أشلياتم أرشخشر(
157
يييييييييي
وجوب القضاء ووقت القضاء
منم فاته رمضان فهل علِّيه قضاء؟ ومت يب؟
يقوُل الدكتوُر عبَد الكحري زأيدان أستاذ الشريعة السلمية ورئيس قسمحها ف كلِّية القوُق بامعة بغداد
سابدقا
* دليل وجوُب القضاء:
ضا أو والدليل علِّىَ أصل وجوُب القضاء قوُله تعال[ :فمحنم شهد منكحم الشهر فلِّيصمحه ،ومنم كان مري د
علِّىَ سفر فعدة منم أيام أخر] ،ولن الصل ف العبَادة الوُقتة أي الت لا وقت مصوُصا مثل صيام
رمضان ،أنا إذا فاتت عنم وقتها أن رتقضىَ وهذا سوُاء فاته صيام رمضان أو أيام منه لعذر أو لغي
عذر ،لنُه لا وجب القضاء علِّىَ العذور ،فلِّئمنم يب علِّىَ القصر غي العذور ف فطره أول ،ولن العن
يمحعهمحا وهوُ الاجة إل جب الفائت ،بل حاجة غي العذور أشد"] .البَدائع" ،ج ،2صا .[103
* وقت القضاء:
أما وقت القضاء فهوُ سائر اليام خارج رمضان سوُىً اليام النهي عنم الصيام فيها علِّىَ ما سنذكره
ضا أو علِّىَ سفر فعدة منم أيام أخر ]..ووجه فيمحا بعد ،ودليل ذلك قوُله تعال[ :فمحنم كان منكحم مري د
الدللة بذه الية الكحريإة أن ال تعال أمر بالقضاء مطلِّدقا عنم وقت معي ،فل يوُزأ تقييده ببَعض
ضا فإن المر بالقضاء هوُ علِّىَ التاخي وليس علِّىَ الفوُر .وما
الوقات إل بدليل ،ول دليل هنا .وأي د
قلِّناه هوُ مذهب النفية .وقد ترتب علِّىَ ذلك ف مذهبَهم جوُازأ تأخي القضاء حت يدخل رمضان
آْخر ،وليس علِّيه شيء إل القضاء سوُاء كان التأخي لعذر أو لغي عذر ]"البَدائع" ،ج ،2صا 103
.[104
وقال النابلِّة :وقت القضاء مؤقت با بي رمضانُي ،فمحنم فاته شيء منم رمضان أن يقضيه ف هذا
الوُقت ما ل يدخل رمضان آْخر ،لقوُل عائشة رضي ال عنها" :كان يكحوُن علِّلىَ الصوُم منم رمضان فمحا
أستطيع أن أقضي إل ف شعبَان" ]"اللِّؤلؤ والرجان فيمحا اتفق علِّيه الشيخمان" ،ج ،2صا ،18وجاء ف
"التاج الامع للصوُل لحاديث الرسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم" ج ،2صا 77عنم عائشة" :أن كانُت
إحدانُا لتفطر ف رمضان ف زأمان رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم فمحا تقدر أن تقضيه مع رسوُل ال
صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم حت يأت شعبَان" و "سننم أب داود" ،ج ،7صا .32
فل يوُزأ له تأخي القضاء إل ما بعد رمضان آْخر منم غي عذر؛ لن عائشة رضي ال عنها ل تؤخره
إل ذلك الوُقت ولوُ جازأ التأخي لخرته؛ ولن الصوُم عبَادة متكحررة فلِّم يز تأخي الول عنم الثانُية،
فإن أخره عنم رمضان آْخر ،نُظرنُا :فإن كان لعذر فلِّيس علِّيه إل القضاء ،وإن كان لغي عذر فعلِّيه مع
158
القضاء إطعام مسكحي لكحل يوُم ،وبذا قال ابنم عبَاس ،وابنم تعمحر ،وأبوُ هريرة ،وماهد ،وسعيد بنم
جبَي ،ومالك ،والثوُري ،والوزأاعي ،والشافعي ،وإسحاق.
وقال السنم ،والنخمعي ،وأبوُ حنيفة :ل فدية علِّيه لنُه صوُم واجب فلِّم يب علِّيه ف تأخيه فدية؛ لن
الفدية تب خلِّدفا عنم الصوُم عند العجز عنم تصيلِّه عجدزا ل ترجىَ معه القدرة عادة علِّىَ الصيام ،
كمحا ف حق الشيخ الفان ول يوُجد العجز؛ لنه قادر علِّىَ القضاء فل معن لياب الفدية علِّيه مع
القضاء"] .الغن" ،ج ،3صا " ،145 144المحوُع" ،ج ،6صا " ،421 420البَدائع" ،ج
،2صا [103
تأخي قضاء الصوُم
منم أخر القضاء هل علِّيه فدية؟
ييب فضيلِّة الشيخ عطية صقر رئيس لنة الفتوُىً بالزأهر سابدقا :
جهوُر العلِّمحاء يوُجب فدية علِّىَ منم أخر قضاء ما فاته منم رمضان حت دخل رمضان الذي بعده،
وتتأكد هذه الفدية ،وهي إطعام مسكحي عنم كل يوُم با يكحفيه غداء وعشاء إذا كان تأخي القضاء
لغي عذر ،واستدلوُا علِّىَ هذا الكحم بديث موُقوُف علِّىَ أب هريرة؛ أي أنُه منم كلمه هوُ ،ونُسبَه إل
رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم؛ أي رفعه إليه ضعيف ،كمحا أن هذا الكحم مروي عنم ستة منم الصحابة
ول ير ييح بنم أكثم مالدفا لم ،منهم ابنم عبَاس وابنم عمحر رضي ال عنهم.
وقال أبوُ حنيفة وأصحابه :ل فدية مع القضاء ،وذلك لن ال تعال قال ف شأن الرضي والسافرينم:
)فشعذلدة لمهنم أشلياتم أرشخشر( ول يأمر بفدية ،والديث الروي ف وجوُبا ضعيف ل يؤخذ به.
قال الشوُكان منتصرا لذا الرأي :ليس هناك حديث ثابت عنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم فيها ،وأقوُال
الصحابة ل حجة فيها ،وذهاب المحهوُر إل قوُل ل يدل علِّىَ أنُه الق ،والباءة الصلِّية قاضية بعدم
وجوُب الشتغال بالتكحاليف حت يقوُم الدليل الناقل عنها ،ول دليل هنا ،فالظاهر عدم الوُجوُب.
وقال الشافعي :إن كان تأخي القضاء لعذر فل فدية وإل وجبَت ،وهذا الرأي وسط بي الرأيي
السابقي ،لكحنم الديث الضعيف أو الوُقوُف الوُارد ف مشروعية الكحفارة ل يفرق بي العذر وعدمه.
ولعل القوُل بذا الرأي يريح النفس لراعاته للِّخملف بصوُرة منم الصوُر ،ث إن قضاء رمضان واجب علِّىَ
التاخي ،وليس علِّىَ الفوُر وإن كان الفضل التعجيل به عند الستطاعة ،فشدينم ال أحق بالقضاء
العاجل ،وثبَت ف صحيح مسلِّم ومسند أحد أن عائشة رضي ال عنها كانُت تقضي ما علِّيها منم
رمضان ف شعبَان ول تكحنم تقضيه فوُدرا عند قدرتا علِّىَ القضاء.
ول يلِّزم ف القضاء التتابع والوُالة ،فقد روىً الدار قطن عنم ابنم عمحر رضي ال عنهمحا أن النب صلِّىَ
ال علِّيه وسلِّم قال ف قضاء رمضان) :إن شاء فرق وإن شاء تابع(
يييييييييي
159
الصلة والصيام عند أهل القطبين
هل يصام رمضان حيث النهار ستة أشهر؟ وكيف يصام؟
ييب فضيلِّة الشيخ ممحوُد شلِّتوُت شيخ الزأهر السبَق رحه ال:
فرض ال علِّىَ الؤمني خس صلِّوُات ف اليوُم واللِّيلِّة ،وبلي الرسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم بقوُله وفعلِّه
أوقاتا فيهمحا؛ فحدد للِّصبَح منم طلِّوُع الفجر إل شروق الشمحس ،وللِّظهر منم زأوال الشمحس عنم كبَد
السمحاء إل صيورة ظل كل شيء مثلِّه أو مثيلِّه ،وللِّعصر منم ناية وقت الظهر إل غروب الشمحس،
وللِّمحغرب منم غروب الشمحس إل غياب الشفق ،وللِّعشاء منم غياب الشفق حت طلِّوُع الفجر .وفرق
ضا صوُم شهر هلل منم السنة ،وبي أنُه شهر رمضان ،وقال علِّيه السلم" :الشهر هكحذا أو علِّيهم أي د
هكحذا" بإشارة تدل علِّىَ أنُه إما ثلثوُن يوُدما أو تسعة وعشرون يوُدما.
ول ريب أن بيان أوقات الصلة ف اليوُم واللِّيلِّة وبيان الشهر ف السنة علِّىَ هذا الوُجه الذي عرف
وتناقلِّه الناس جيلد بعد جيل إنا كان با يناسب حال البَلد العتدلة الت تتجلِّىَ أوقاتا الددة ف اليوُم
واللِّيلِّة ،ويتجلِّىَ رمضانا ف السنة ،وهي القسم العظم منم الكحرة الرضية .ول يكحنم معرودفا للِّناس ف
وقت التشريع أن ف الكحرة الرضية جهات تكحوُن السنة فيها يوُدما وليلِّة :نُصفها نار ونُصفها ليل،
وجهات أخرىً يطوُل نارها حت ل يكحوُن ليلِّها إل جزءاد يسديا ،ويطوُل ليلِّها حت ل يكحوُن نارها إل
جزءاد يسديا.
ول ريب أن الريان ف هذه الهات علِّىَ بيان الوقات الت عرفت للِّصلة والصوُم يؤدي إل أن يصلِّي
السلِّم ف يوُمه وليلِّته وهوُ "سنة كاملِّة" خس صلِّوُات فقط موُزأعة علِّىَ خس أوقات منم السنة كلِّها،
ويؤدي كذلك ف بعض الهات إل أن تكحوُن الصلِّوُات الفروضة أربدعا أو أقل ،علِّىَ حسب طوُل
النهار وقصره ،وكذلك يؤدي إل أن يكحلِّف السلِّم ف تلِّك الهات صوُم رمضان ول رمضان عنده ،وف
بعضها يؤدي إل صوُم ثلث وعشرينم ساعة منم أربع وعشرينم ساعة ،وكل هذا تكحلِّيف تأباه الكحمحة
منم أحكحم الاكمحي والرحة منم أرحم الرحاء .وإذن يب استبَعاد هذا الفرض.
ويدور أمر هذه القاليم بعد ذلك بي فرضي آْخرينم ل ثالث لمحا :إما إعفاؤهم كمحا ذهب إليه بعض
الناظرينم منم الصلة والصوُم؛ لعدم الوُقت وعدم القدرة والمكحان ،وعدم الفائدة الرجوُة منم التكحلِّيف،
وهوُ فيمحا نُرىً فرض يأباه عمحوُم النصوُصا الت جاءت بتكحلِّيف الصلة؛ فالصوُم لمحيع الؤمني دون فرق
بي قطر وقطر.
وإذن ل يبَقىَ طريق لقيامهم بوُاجبَهم الدين علِّىَ وجه مقدور لم ميسوُر علِّيهم ومقق للِّفائدة الرجوُة
منم التكحلِّيف سوُىً أن يقدروا أيامهم ولياليهم وأشهرهم بساب أوقات أقرب البَلد العتدلة إليهم؛ أي
حساب البَلد القريبَة منهم ،الت تتمحيز فيها الوقات ،ويتسع كل منم ليلِّها ونارها لا فرض منم صوُم
وصلة علِّىَ الوُجه الذي يقق حكحمحة التكحلِّيف دون مشقة أو إرهاق.
160
ول ريب أن أهل هذه الهات ل بد أن يكحوُنُوُا قد اتذوا طريدقا لتقدير اليام والشهر فيمحا يتص
بياتم العامة منم أعمحال وعقوُد.
وإذن فمحنم السهل أن يتخمذوا ف تديد أوقات عبَادتم ما عرف ف أقرب البَلد العتدلة إليهم ،خاصة
بعد أن تطوُرت وسائل الوُاصلت وأدوات التصالت بذه الصوُرة ،حت أصبَح الدث يكحوُن ف
أقصىَ الكحرة الرضية فياه منم يعيشوُن ف أقصاها ف نُفس وقت حدوثه ،وبذا يستطيعوُن أداء فروضهم
الدينية منم صلة وصوُم علِّىَ وجه مدد كامل ل عسر فيه ول إرهاق) :يرذريرد اللِّلهر بذركحرم الهيرهسشر شولش يرذريرد
بذركحرم الهعرهسشر شولذترهكحذمحلِّروُاه الهعذلدشة شولذترشكحبَليررواه اللِّلهش شعشلِّىَ شما شهشداركهم شولششعلِّلركحهم تشهشركحرروشن(
يييييييييي
نقل الدم في نهار رمضان
هل نُقل الدم يبَطل الصيام؟
ييب فضيلِّة الشيخ عطية صقر رئيس لنة الفتوُىً بالزأهر الشريف سابدقا:
هذا السؤال له طرفان؛ طرف يتصل بالنقوُل منه ،وطرف يتصل بالنقوُل إليه ،أما النقوُل منه فيقاس
أخذ الدم منه ف نار رمضان علِّىَ الفصد ،وهوُ أخذ الدم منم غي الرأس ،وعلِّىَ الجامة وهي أخذ
الدم منم الرأس ،وقد سبَق أن المحهوُر يقوُلوُن بعدم بطلن الصيام بمحا؛ لن حديث" :أفطر الاجم
والجوُم" الذي أخذ به منم قال بالفطار ل يسلِّم منم النقد ،إن ل يكحنم منم جهة السند فمحنم جهة
الدللة.
وأما النقوُل إليه فيعطىَ نُقل الدم حكحم القنة ،وقد تقدم الكحلم فيها ،وإذا كان للِّعلج ل للِّغذاء
وأدخل عنم طريق الوُريد فأختار عدم بطلن الصيام ،ومع ذلك أقوُل :إن هذا الريض الذي نُقل إليه
الدم حتدمحا يتاج إل ما يقوُيه ،فلِّه أن يفطر بتناول الطعمحة وعلِّيه القضاء عند الشفاء .واختلف آْراء
الفقهاء ف مثل هذه الفروع رحة يإكحنم الخذ بأيسرها عند الاجة إليه
يييييييييي
الصوم وأسلوب القرآن في فرضيته
قرأت أن بعض الكحتاب كان يرىً أن الصيام إنا شرع لغرض معي ،فلِّوُ تقق للنُسان هذا الغرض دون
أن يتحمحل مشقة الصيام فلِّيس هناك داع إليه عنده .فمحا رأيكحم ف ذلك؟
ييب فضيلِّة الشيخ ممحوُد شلِّتوُت شيخ الزأهر السبَق رحه ال:
ليس ف بلد السلم منم يهل معن الصوُم الذي طلِّبَه ال منم السلِّمحي ف هذا الشهر ،وليس فيها منم
يهل أن صوُمه ركنم منم أركان السلم ،وفريضة منم فرائضه الول الت بن علِّيها .وقد عب القرآْن عنم
فرضيته "بادة" ل تتمحل غي الثبَات والياب والتحتيم ،بادة ل تعرف فيه لغي الصوُم منم أركان
السلم .بادة كان أكثر ما ورد التعبَي با ف الدللة علِّىَ التحتم والثبَوُت لقتضيات الذات اللية ،أو
161
لقتضيات النظام الكحوُن الذي قلدره ال ف سابق علِّمحه للِّكحائنات ،ول يعتيه ف سنته تغيي ول تبَديل.
ب شربتركحهم شعشلِّىَ نُشيهفذسذه اللرهحششة) وقوُله
وإنُك إذا قرأت ف الدللة علِّىَ تتم تلِّك القتضيات قوُله تعال) :شكتش ش
ذ ب اللِّلهر لشهغلِّذ ش ل
ب ذف ك شكتش ش ب اللِّلهر لششنا( .وقوُله ( أرهولشئمذ ش ل ذ ذ
ب أششنُا شورررسلِّي( وقوُله )رقل لنم يرصيبَشيشنا إلل شما شكتش ش )شكتش ش
قريرلِّوُذبذرم اذلشيإاشن( فإنُك ترىً القرآْن ل يقف ف شرع الصوُم وطلِّبَه منم الؤمني عند "الادة" الألوُفة ف
صلشة شوآْتروُا اللزشكاشة( أو نوُ )شولذلِّلذه شعشلِّىَ اللناذس طلِّب الشيء ،أو المر به نوُ "فلِّيصمحه" أو نوُ)شوأشذقيرمحوُا ال ل
ل( .بل سا به إل مادة "الكحتب والكحتابة" الت عرفت عنه ف مقام ع إذلشهيذه شسذبَي د ذ
حتجه الهبَشيهيت شمذنم اهستششطا ش
ذ
التعبَي عنم مقتضىَ اللوُهية ،أو مقتضىَ التقدير اللي ف النظام الكحوُن الثابت التقرر ،ترىً القرآْن سا
بالصوُم إل هذه الادة ،مهددا له بالنداء الوُقظ للِّشعوُر ،وبوُصف اليإان البَاعث علِّىَ المتثال ،ومشديا
ف السلِّوُب نُفسه إل أن الصوُم تكحلِّيف ال العام لؤلء ولنم مضىَ منم عبَادة السابقي )شيا أشييتشها الذذيشنم
ذ ذ ذ ذ ذ
صل ب شعشلِّىَ الذيشنم منم قشيهبَلِّركحهم لششعلِّلركحهم تشيتليرقوُشن) .ث حدد وقته ،وف ل صشيارم شكشمحا ركت ش ب شعلِّشهيركحرم ال ل آْشمنروُاه ركت ش
أعذاره علِّىَ نوُ ل يوُجد ف غيه منم الفرائض والركان.
ومنم هنا أجع السلِّمحوُن منم عهد التشريع علِّىَ أن منم أنُكحر فرضية الصوُم أو ألوشل طلِّبَه ،أو حلرف
وضعه ،أو رلده إل مرد الشوُق إليه والرغبَة فيه كان خاردجا عنم ربقة السلم ل تري علِّيه أحكحامه ،ول
يعد منم أهلِّه .وهذا هوُ حكحم ال ف الصوُم وف سائر ما ثبَتت فرضيته أو حرمته بصدر تشريعي قطعي
ف ثبَوُته عنم ال ،ودللته علِّىَ معناه ،وتناقل جيع الؤمني العلِّم به هكحذا ،جيلد عنم جيل ،وطبَقة عنم
طبَقة
يييييييييي
ثبوت شهر رمضان بالرؤية أو بالخإبار عنها
كيف يثبَت شهر رمضان؟
ييب الدكتوُر عبَد الكحري زأيدان أستاذ الشريعة السلمية ورئيس قسمحها ف كلِّية القوُق بامعة بغداد
سابدقا.
تهيد:
الصيام الفروض كمحا قلِّنا :هوُ صيام شهر رمضان ،فل بد منم ضبَط أول هذا الشهر وآْخره؛ لن أيام
هذا الشهر هي الت فرض ال صيامها .ويضبَط أول رمضان وآْخره برية هلله عند طلِّوُعه ،وعند عدم
رؤيته يثبَت أول شهر رمضان بإكمحال عدة شهر شعبَان )ثلثي يوُدما( فرؤية هلل رمضان ،أو إكمحال
عدة شعبَان عند عدم رؤية اللل ،طريقان شرعيان لثبَوُت أول شهر رمضان .كمحا يثبَت انُتهاء شهر
رمضان برؤية هلل شوُال أو بإكمحال عدة شهر رمضان عند عدم رؤية هلل شوُال.
162
والرؤية الت يثبَت با أول شهر رمضان وآْخره ل تصل لكحل مسلِّم أو مسلِّمحة عادة ،ولذا فقد اتفق
العلِّمحاء علِّىَ أن الخبَار بالرؤية منم رآْه حجة شرعية تلِّزم السلِّمحي ف ثبَوُت شهر رمضان ف ابتداءه
وانُتهائه إذا توُافرت الشروط الشرعية الطلِّوُبة ف الخمب أو ف الخمبينم كمحا نُبَينة ف الفقرات التالية.
أودل :ثبَوُت شهر رمضان بالرؤية
أجع العلِّمحاء علِّىَ أن الشهر العرب )أي الشهر القمحري( يكحوُن تسعة وعشرينم يوُدما ،وقد يكحوُن ثلثي
يوُما ،فقد جاء ف الديث الشريف عنم رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أنُه قال" :إنُا أمة أمية ل نُكحتب
ول نسب ،الشهر هكحذا وهكحذا :يعن مرة تسعة وعشرينم ،ومرة ثلثي" ]بداية التهد ،ج ،1صا
،196والديث رواه البَخماري ومسلِّم ،انُظر "التاج" ،الرجع السابق ،ج ،2صا .[5455
إل أن ثبَوُت رمضان ف ابتدائه وانُتهائه يكحوُن بالرؤية ل بالساب .قال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم " ل
تصوُموُا حت تروا اللل ،ول تفطروا حت تروه ،فإن غم علِّيكحم فاقدروا له" ،رواه البَخماري وغيه .ولفظ
التمذي" :ل تصوُموُا قبَل رمضان ،صوُموُا لرؤيته وأفطروا لرؤيته ،فإن حالت دونُه غيابه فأكمحلِّوُا ثلثي
يوُدما" .وف لفظ البَخماري" :فإن غم علِّيم فأكمحلِّوُا عدة شعبَان ثلثي" ]التاج ،الرجع السابق ،ج ،2
صا ،54ومعن غيابه :أي سحابة[.
الكحمحة ف اعتمحاد الرؤية ف ثبَوُت رمضان.
والكحمحة ف ثبَوُت ابتداء رمضان وانُتهائه بالرؤية وليس بالسابات الفلِّكحية ،أن العبَادات الت تعتمحد علِّىَ
الوُاقيت كالصلة ،والصيام ،والجه جعل الشرع السلمي النيف ثبَوُتا مرتبَدطا بالموُر السوُسة الت
يستوُي ف العلِّم با العال والاهل وأهل البَوُادي والوُاضر ،كطلِّوُع الشمحس وغروبا ،وطلِّوُع الفجر،
وطلِّوُع اللل ،وهذا منم فضل ال علِّىَ بعادة إذ ربط هذه العبَادات الفروضة علِّيهم جيدعا بذه
العلمات الظاهرة الت يستوُون ف العلِّم با.
ثانُديا :ثبَوُت شهر رمضان بإكمحال عدة شهر شعبَان:
وإذا غم الشهر ول ير هلل رمضان ليلِّة الثلثي منم شعبَان ،فالكحم ف هذه الالة إكمحال عدة
شعبَان ،أي اعتبَاره ثلثي يوُدما .وهذا ما تدل علِّيه الحاديث النبَوُية الشريفة ،وقد ذكرنُا بعضها ف
الفقرة السابقة .ث يتحتم الصوُم ف اليوُم التال ليوُم الثلثي منم شعبَان باعتبَاره أول يوُم رمضان.
وكذلك الكحم إذا ل ير هلل شوُال يب إكمحال عدة رمضان ثلثي يوُدما ث يتحتم الفطر بعدها،
باعتبَار أن اليوُم الذي يلِّيها هوُ اليوُم الول منم شوُال.
صيام يوُم الشك:
وقد استدل بالحاديث الت ذكرنُاها وغيها الت ربطت وجوُب صوُم رمضان برؤية هلله ،علِّىَ النع منم
صوُم يوُم الشك وهوُ يوُم الثلثي منم شعبَان عند عدم رؤية هلل رمضان ف ليلِّة الثلثي منم شعبَان،
وهذا قوُل الهوُر .وسوُاء ف هذا كوُن السمحاء مصحية أو غي مصحية لقوُله صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم:
163
"صوُموُا لرؤيته وافطروا لرؤيته ،فإن غم علِّيكحم فاقدروا له ثلثي يوُدما" .وف الديث الشريف التفق علِّي
صحته" :ل يتقدمنم أحدكم رمضان بصيام يوُم أو يوُمي إل أن يكحوُن رجل كان يصوُم صيادما
فلِّيصمحه" .وقال عمحار رضي ال عنه" :منم صام اليوُم الذي يشك فيه فقد عصىَ أبا القاسم صلِّىَ ال
علِّيه وسلِّم" .وف رواية عنم المام أحد" :إذا حال دون رؤية هلل رمضان غيم أو قت ليلِّة الثلثي منم
شعبَان وأجزأ الصائم إذا كان منم شهر رمضان" .وعلِّىَ هذه الرواية صيام يوُم الشك هوُ يوُم الثلثي
منم شعبَان إذا كانُت ليلِّة الثلثي منه مصحية ،أما إذا ل تكحنم مصحية فل تكحوُن ليلِّة شك ول يكحوُن
يوُم الثلثي منم شعبَان ليلِّة شك.
ويصام هذا اليوُم بنية أنُه منم رمضان ،فإذا ظهر كذلك أجزأه وبذا صرح صاحب "كشاف القناع" منم
فقهاء النابلِّة التأخرينم.
والراجح عندي عدم صيام يوُم الشك مطلِّدقا أي إذا كانُت السمحاء مصحية أو غي مصحية
يييييييييي
رؤية الهللا
هل يب الصوُم إذا ررؤي اللل ف الشرق ول رير ف الغرب ،وما الكحم لوُ أن دولة إسلمية ما أعلِّنت
الصيام ف يوُم ما ،وقد تكحوُن الرؤية غي ثابتة أو حسب تقوُيإها ،وإنا فعلِّت لرد كسب قصب السبَق
بأنا أول دولة إسلمية أعلِّنت صيام رمضان ،هل تصوُم الاليات السلِّمحة ف بلد الغرب أم ل؟ علِّدمحا
بأن قوُل "جهوُر الفقهاء إذا رئي اللل ف بلِّد يب الصوُم علِّىَ كافة البَلِّدان".
ييب فضيلِّة الشيخ مصطفىَ أحد الزرقا كلِّية الشريعة الامعة الردنُية رحه ال:
إن معظم الجتهادات والذاهب الفقهية تقرر أنُه إذا رؤي اللل ف الشرق فإنُه يلِّزم أهل الغرب،
والعكحس بالعكحس ،توُحيددا ليوُم الصيام ،وتسهيلد علِّىَ الكحلِّفي ،ولن اختلف الطالع بالنسبَة للِّهلل
يسي ،وليس كبَديا ،فل عبة به.
وعلِّيه فمحت ثبَتت الرؤية ف دولة ما فعلِّىَ القاطني ف فرنُسا أو سوُاها أن يصوُموُا ف اليوُم التال .وقد
بلِّغن أن السلِّمحي ف الغرب ،وباصة ف أمريكحا وهم ف بلِّد واحد )كهيوُستم أو نُيوُيوُرك( يبَدؤون
الصوُم ف أيام متلِّفة؛ فمحنهم منم يإشي علِّىَ الساب الفلِّكحي ،ومنهم منم يإشي علِّىَ إثبَات السعوُدية،
ومنهم منم يتم عدة شعبَان ثلثي ،وهذا أمر منكحر ف منتهىَ النُكحار ف البَلِّد الوُاحد.
وإن أرىً أن تتقبَوُا وتتابعوُا أخبَار الثبَات ف المحلِّكحة العربية السعوُدية ،فإن كثديا منم البَلد العربية
والسلمية تتقب إثبَاتا ،وتشي علِّيه ،وما أسهل هذه الراقبَة للخبَار ،والتصالت بالوُسائل الديثة
اليوُم .والعال السلمي كلِّه يتابع إثبَات المحلِّكحة العربية السعوُدية ف الجه اضطرادرا ،فلِّمحاذا ل يتابعها ف
الصيام
يييييييييي
164
هل يصوم من رأى الهللا وحده؟
منم رأىً اللل وحده ،ول يره أحد غيه ،فهل يلِّزمه الصيام بناء علِّىَ رؤيته هوُ؟
ييب فضيلِّة الشيخ مصطفىَ أحد الزرقا كلِّية الشريعة الامعة الردنُية رحه اللِّهيجيب الدكتوُر عبَد
الكحري زأيدان أستاذ الشريعة السلمية ورئيس قسمحها ف كلِّية القوُق بامعة بغداد سابدقا.
قال ابنم رشد رحه ال إن صيامه واجب علِّيه سوُاء صام الناس أو ل يصوُموُا ،وحكحمحه الجاع علِّىَ ما
قاله إل عند عطاء فإنُه قال :ل يصوُم إل برؤية غيه ]بداية التهد ،ج ،1صا ،197اللِّي لينم حزم،
ج ،6صا ،235العدة شرح العمحدة ،صا ،148الفتاوىً الندية ف فقه النفية ،ج ،1صا 197
.[198
قال شيخ السلم ابنم تيمحية رحه ال تعال" :منم رأىً اللل وحده هلل الصوُم )رمضان( ،أو خلل
الفطر )شوُال( فلِّلِّعلِّمحاء فيه ثلثة أقوُال هي ثلثة روايات عنم أحد:
)الول( :أن علِّيه أن يصوُم وأن يفطر سدرا وهوُ مذهب الشافعي.
)الثان( :يصوُم ول يفطر إل مع الناس وهوُ الشهوُر منم مذهب أحد ،ومالك ،وأب حنيفة.
)الثالث( :يصوُم مع الناس ويفطر مع الناس ،وهذا أظهر القوُال كمحا قال شيخ السلم ابنم تيمحية
متدجا بقوُله النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم" :صوُمكحم يوُم تصوُموُن وفطركم يوُم تفطرون ،وإضحاكم يوُم
رتضحوُن" .وقد فسر بعض أهل العلِّم هذا الديث بأن الصوُم والفطر يكحوُنُان مع المحاعة .وكمحا ل
يعرف وحده أي ل يقف علِّىَ عرفات وحده بل مع جيع الجاج السلِّمحي فل يضحي وحده] .ممحوُع
فتاوىً شيخ السلم ابنم تيمحية" ،ج ،25صا 114وما بعدها" ،الختيارات الفقهية منم فتاوىً شيخ
السلم ابنم تيمحية" ،صا .[106
وف "الغن" لبنم قدامة النبَلِّي ]الغن ،ج ،3صا : [156الشهوُر منم الذهب أنُه منم رأي اللل
وحده لزمه الصيام عدلد كان أو غي عدل .شهد عند الاكم أو ل يشهد ،قبَلِّت شهادته أو ل تقبَل.
وهذا قوُل مالك ،واللِّيث ،والشافعي ،وأصحاب الرأي ...ال.
ثبَوُت هلل رمضان بالب عنم رؤيته:
وإذا أخب شخمص الناس عنم رؤيته هلل رمضان ،فهل يثبَت رمضان ببه وحده ،وهل يشتط فيه
شروط معينة؟ أم ل بد منم تعدد الخمبينم برية هلل رمضان فل تكحفي رؤية الوُاحد والخبَار عنها ولوُ
كان عددل؟.
أقوُال للِّفقهاء ف هذه السالة نُوُجزها بالت:
أودل :مذهب النفية:
قالوُا :إن كانُت السمحاء مصحية ل غيم فيها ل تقبَل إل شهادة جع كثي يقع العلِّم ببهم ،وتقدير
عددهم مفوُض إل رأي المام أو نُائبَة .ووجه هذا القوُل أن انُفراد شخمص برؤية والسمحاء صحوُ منم
165
دون الخرينم يلِّقي شدكحا ف صحة خبه ،وهذا ف ظاهر الرواية عند النفية .وروي عنم أب حنيفة قبَوُل
شهادة الوُاحد العدل كمحا لوُ كانُت السمحاء صحدوُا.
وإذا كانُت السمحاء متغيمحة ،تقبَل شهادة الوُاحد بل خلف نُد النفية سوُاء كان حدرا أو عبَدأ ،رجلد
كان أو امرأة ،بشرط أن يكحوُن مسلِّدمحا بالغاد عاقلد عددل؛ لن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قبَل شهادة
رجل واحد علِّىَ رؤية هلل رمضان ،ولن هذا ف القيقة ليس بشهادة بل هوُ إخبَار بدليل أن حكحمحه
يلِّزم الشاهد وهوُ الصوُم ،وحكحم الشهادة ل يلِّزم الشاهد ،ث إن النُسان ل يتهم ف إياب شيء علِّىَ
نُفسه ،فدل بذلك كلِّه علِّىَ انُه ليس بشهادة بل هوُ إخبَار.
والعدل ليس بشرط ف الخبَار إل أنُه إخبَار ف أموُر الدينم ،فيشتط فيه السلم ،والبَلِّوُغ ،والعقل،
والعدالة ،كمحا ف رواية الخبَار عنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم وإذا رأىً اللل شخمص واحد ورد
القاضي شهادته لزمه الصوُم ،لن عنده أن ذلك اليوُم هوُ منم رمضان فيؤاخذ با عنده أي با يعتقده.
ثانُديا :مذهب الشافعية:
يثبَت هلل رمضان بب العدل ،وخبه يعتب بطريق الرواية علِّىَ أحد القوُلي ف مذهبَهم ،فيقبَل بذا
العتبَار خب الرأة برؤيتها هلل رمضان .وعلِّىَ القوُل الخر يقبَل قوُل الوُاحد العدل بطريق الشهادة،
فل يقبَل إل قوُل الرجل العدل ،فل تقبَل شهادة الرأة بريتها اللل .وف قوُل عند الشافعية ل يثبَت
هلل رمضان إل بشهادة رجلِّي عدلي كمحا ف غيه منم الشهوُر .وما قلِّناه كلِّه عند الشافعية سوُاء
كانُت السمحاء مصحية أم ل.
ثالدثا :مذهب الالكحية:
عندهم ل يثبَت هلل رمضان بشهادة عدل واحد ،وإنا يثبَت بشهادة عدلي إذا كان ف السمحاء غيم،
فإن ل يكحنم فكحذلك تكحفي شهادة اثني عدلي ،وهوُ ظاهر ما ف الدونُة للمام مالك] .القدمات
المحهدات ،لبنم رشد ،ج ،1صا .[187
ولكحنم الالكحية قالوُا :إن رؤية الوُاحد كافية لثبَوُت هلل رمضان ف مل ل اعتناء فيه بأمر اللل ،ولوُ
كان الرائي امرأة ولكحنم بشرط أن تثق النفس ببه ]الشرح الصغي ،للِّدردير و "حاشية الصاوي" ،ج
،1صا .[240
رابدعا :مذهب النابلِّة:
وعندهم ،يقبَل ف هلل رمضان خب واحد عدل ،ويلِّزم الناس الصيام بقوُله ،وقال ابنم قدامة :وهذا قوُل
عمحر وعلِّي ،وابنم عمحر ،وابنم البَارك ]الغن ،ج ،3صا " ،157العدة شرح العمحدة" ،صا " ،148غاية
النتهىَ ف المحع بي القناع والنتهىَ" ،ج ،1صا .[320
خامدسا :مذهب الظاهرية:
166
قال ابنم حزم الظاهري" :ومنم صح عنده بب منم يصدقه منم رجل واحد ،أو امرأة واحدة ،أو عبَد ،أو
حر ،أو أمة ،أو حرة فصاعداد إن اللل قد رؤي البَارحة ف آْخر شعبَان ففرض علِّيه الصوُم ،صام الناس
أو ل يصوُموُا ،وكذلك لوُ رآْه واحده ...ال" ]"اللِّي" ،ج ،6صا .[235
ساددسا :مذهب الزيدية:
قالوُا :يثبَت اللل بب عدلي أو عدلتي بأنمحا رأيا هلل رمضان ،ويلِّزم الناس الصيام بذا الب
]"شرح الزأهار" ،ج ،2صا .[56
سابدعا :مذهب العفرية:
وعندهم :إن كانُت الرؤية ف داخل البَلِّد ،فل بد منم رؤية خسي نُفدسا وشهادتم علِّىَ هذه الرؤية
حت تقبَل شهادتم ،ويثبَت با رؤية هلل رمضان ،وهذا سوُاء كانُت السمحاء صحدوُا أو كان فيها علِّة
منم غيم ونوُه .فإن كانُت الرؤية خارج البَلِّد ،فكحذلك يشتط هذا العدد ف رؤية هلل رمضان لثبَوُته
ووجوُب الصوُم علِّىَ الناس.
أما إذا كان ف السمحاء علِّة ،فيكحفي لثبَوُت اللل شهادة شاهدينم عدلي بأنمحا رأيا اللل .ومنم رأىً
اللل وحده منم دون الناس لزمه الصيام ]"النهاية" للِّطوُسي ،صا .[150151
القوُل الراجح ف الب الذي يثبَت به رمضان:
والراجح ما ذهب إليه الظاهرية والنابلِّة منم ثبَوُت هلل رمضان بشهادة شخمص عدل واحد ،لا روي
عنم ابنم عبَاس انُه قال" :جاء رجل إل النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم فقال :إن رأيت اللل فقال :أتشهد
أن ل غلِّه إل ال؟ قال :نُعم .قال :أتشهد أن ممحددا رسوُل ال؟ قال :نُعم .قال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم:
يا بلل أذن ف الناس فلِّيصوُموُا غددا" .رواه أبوُ داود ]"سننم اب داود" ،ج ،6صا .[467 466وعنم
ابنم عمحر رضي ال عنه قال" :تراءىً الناس اللل أي هلل رمضان فأخبت رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه
ضا"] .سننم أب داود" ،ج ،6صا .[468 وسلِّم أن رايته ،فصام ،وأمر الناس بصيامه" رواه أبوُ داود أي د
ففي هذينم الديثي الشريفي قبَل رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم خب الوُاحد ف رؤية هلل رمضان
ضا فإن الخبَار عنم رؤية اللل خب عنم دخوُل وقت وأمر الناس بالصيام بناء علِّىَ خب الوُاحد ،وأي د
فريضة الصيام ،فيمحا طريقه الشاهد فيقبَل منم واحد ،كالب بدخوُل وقت الصلة يقبَل منم واحد.
]"الغن" ،ج ،3صا .[158 157
إناء شهر رمضان:
ينتهي صيام رمضان بلل شهر شوُال ،ويثبَت ذلك برؤيته منم قبَل اثني عدلي يشهدان علِّىَ رؤيتهمحا
للل شوُال ف قوُل الفقهاء جيدعا علِّىَ ما قاله المام ابنم قدامة رحه ال ،ول يستثن منهم إل أبا ثوُر،
فإنُه قال :يقبَل قوُل واحد؛ لنُه أحد طرف شهر رمضان أشبَه طرفه الول أي هلله ،ولنُه خب ل يري
167
مرىً الشهادات وإنا مرىً الرواية ،والخبَار عنم الموُر الدينية يقبَل فيها خب الوُاحد"] .الغن" ،ج
،3صا .[158
وعند النفية ،ل يثبَت هلل شوُال إن كانُت السمحاء صحدوُا إل شهادة جاعة يصل العلِّم لقاضي
يبهم كمحا ف هلل رمضان .فإن كان ف السمحاء علِّة منم غيم ونوُه فل تقبَل ف ثبَوُت رؤيته إل
شهادة رجلِّي ،أو رجل وامرأتي مسلِّمحي عاقلِّي بالغي عدلي"] .البَدائع" ،ج ،2صا " ،80الفتاوىً
الندية" ،ج ،1صا .[198وعند الظاهرية كمحا جاء ف "اللِّىَ" لبنم حزم" :ولوُ صح عنده بب
ضا كمحا ذكرنُا فصاعددا أن هلل شوُال قد رؤي فلِّيفطر ،افطر الناس أو صاموُا ،وكذلك لوُ رآْه واحد أي د
هوُ وحده ،فإن خشي ذلك أذىً فلِّيستت بذلك أي بفطره"] .اللِّىَ" ،ج ،6صا .[235
القوُل الراجح فيمحا يثبَت به انُتهاء رمضان:
والراجح أن هلل شوُال ،الذي ينتهي به رمضان يثبَت هذا اللل بشهادة الوُاحد ،كمحا ذهب إل ذلك
أبوُ ثوُر والظاهرية ،لن ثبَوُت هلل رمضان يثبَت بب الوُاحد ،كمحا جاء ف الديث النبَوُي الشريف
ضا التقيد بقوُل خب كمحا ذكرنُاه ،فينبَغي أن يثبَت هلل شوُال بثل ما يثبَت به هلل رمضان ،وأي د
الوُاحد يدل علِّىَ قبَوُله ف كل موُضع إل ما ورد الدليل بتخمصيصه بعدم التقيد فيه بب الوُاحد"] .نُيل
الوطار" ،ج ،4صا .[187188
هل يثبَت هلل رمضان وشوُال بب الرأة؟
أ عند النفية :يثبَت هلل رمضان بإخبَار امرأة عنم رؤيتها اللل ،ولكحنم ل يثبَت هلل شوُال إل
بشهادة رجلِّي ،أو بشهادة رجل وامرأتي كمحا قلِّنا] .الفقرة " ،"1269والفقرة .["1278
ب مذهب الشافعية :وعندهم يثبَت هلل رمضان بقوُل الوُاحد العدل ،كمحا ذكرنُا منم قبَل ،ولكحنم
اختلِّفوُا ف قبَوُل قوُله ،هل هوُ بطريق الرواية أم بطريق الشهادة؟ فيه عندهم ،وجهان مشهوُران:
)الول( :أنُه بطريق الشهادة ،وعلِّىَ هذا الوُجه ل يقبَل فيه قوُل الرأة.
)الثان( :أنُه بطريق الرواية فيقبَل فيه قوُل الرأة"] .المحوُع" ،ج ،6صا .[306 303
وأما ف الفطر ،فل يقبَل ف إثبَات هلل شوُال اقل منم شهادة عدلي ،لنه إسقاط فرض أي فرض
الصيام فاعتب فيه العدد احتيادطا للِّفرض"] .المحوُع" ،ج ،6صا .[304
ج مذهب النابلِّة :يثبَت هلل رمضان بقوُل الرأة وإخبَارها برؤيته؛ لنُه خب دين فاشبَه الرواية ،والب
عنم القبَلِّة ودخوُل وقت الصلة.
ول يقبَل قوُلا ف إثبَات هلل شوُال ،إذ ل يثبَت عندهم هلل شوُال إل بشهادة رجلِّي عدلي ،لنا
شهادة علِّىَ هلل ل يدخل با ف العبَادة ،فلِّم تقبَل فيه غل شهادة اثني كسائل الشهوُد.
]"الغن" ،ج ،3صا " ،159غاية النتهىَ ف المحع بي القناع والنتهىَ" ،ج ،1صا .[320
د وعند الزيدية :يثبَت هلل رمضان أو شوُال بشهادة عدلي أو عدلتي.
168
هي وعند الالكحية :ل يثبَت هلل رمضان بقوُل الرأة ل منفردة ول معها رجل عدل ،ول معه امرأة ورجل
عدل؛ لنم ثبَوُته بعدلي ]"شرح الزأهار" ،ج ،2صا " ،56الشرح الكحبَي للِّدردير ف فقه الالكحية" ،ج
ضا ف هلل شوُال. ،1صا ..[509وإذا كان هذا ف هلل رمضان عند الالكحية فأول عندهم أي د
و وعند الظاهرية :يثبَت هلل رمضان بب الرأة الوُاحدة ،كمحا يثبَت برها هلل شهر شوُال
]"اللِّىَ" ،ج ،6صا .[235
القوُل الراجح:
والراجح قوُل الظاهرية ،فيقبَل قوُل الرأة السلِّمحة ف ثبَوُت هلل رمضان وشوُال ،لنم إخبَارها برؤية اللل
منم قبَل الخبَار بأموُر الديانُة ،فيجري مرىً الرواية ،وهذه يقبَل فيها خب الوُاحد رجلد كان أو امرأة.
ما دامت العدالة متحققة فيهمحا.
هل يفطر منم رأىً هلل شوُال وحده؟
ومنم رأىً وحده دون غيه هلل شوُال ،فهل يفطر بنا علِّىَ رؤيته هذه؟ أقوُال للِّفقهاء ف هذه السألة:
فعند النفية :ل يفطر برؤيته النفردة حت لوُ كان الرائي المام وحده أو القاضي وحده ]"الفتاوىً
الندية" ،ج ،1صا .[198 197
وكذلك قال النابلِّة ،وإن كان قد نُقل عنم ابنم عقيل النبَلِّي :يب علِّيه الفطر سدرا ،لنه بريته تيقنم يوُم
عيد وهوُ منهي عنه .ولكحنم صاحب "كشاف القناع" النبَلِّي رده بقوُل" :وأجيب بأنُه ل يثبَت به
اليقي ف نُفس المر إذ يوُزأ أنُه خيل إليه فينبَغي أن يتهم ف رؤيته احتيادطا للِّصوُم ]"كشاف القناع" ،
ج ،1صا " ،506غاية النتهي ف المحع بي القناع والنتهىَ" ،ج ،1صا .[321
وعند الالكحية كمحا ينقل ابنم جزي الالكحي بأنُه" :منم رأي وحده هلل شوُال ل يفطر عند مالك خوُف
التهمحة ،وسددا للِّذريعة .وعلِّىَ الذهب :عنم أفطر فلِّيس علِّيه شيء فيمحا بينه وبي ال" ]"قوُانُي الحكحام
الشرعية" لبنم جزي الالكحي ،صا .[34
وقال المام النوُوي الشافعي" :ومنم رأي هلل شوُال وحده لزمه الفطر ،وهذا ل خلف فيه عندنُا لقوُله
صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم" :صوُموُا لرؤيته ،وأفطروا لرؤيته" ]"المحوُع" ،ج ،6صا .[310وكذلك ،الكحم
عند الظاهرية ،فهم ف هذه السالة كالشافعية ]"اللِّىَ" ،ج ،6صا .[235
هل يوُزأ إثبَات اللل بالساب؟
ثبَوُت اللل يكحوُن بالرؤية ،وقد ذكرنُا الحاديث الدالة علِّىَ ذلك منها" :صوُموُا لرؤيته ،وأفطروا لرؤيته"
]الفقرة " .["984فالصوُم والفطر معلِّقان برؤية اللل :هلل رمضان ،وهلل شوُال .فل يوُزأ إثبَاتا
بالسابات الفلِّكحية ،وقد بينا الكحمحة ف ذلك ]الفقرة ".["985
وقد صرح الفقهاء بعدم جوُازأ العتمحاد علِّىَ السابات الفلِّكحية ف إثبَات اللل ،وإياب الصوُم بناء
علِّىَ هذا الثبَات؛ لن الشرع علِّق الصيام بالرؤية ل بالساب.
169
قال الالكحية" :ول يثبَت اللل بقوُل منجم ،أي :مؤقت يعرف سي القمحر ،ل ف حق نُفسه ،ول ف
حق غيه؛ لن الشارع أنُاط الصوُم والفطر والجه برؤية اللل ل بوُجوُده إن فرض صحة قوُله" ]"الشرح
الصغي للِّدردير ف فقه الالكحية" ،ج .[241 ،1
وقال شيخ السلم ابنم تيمحية" :فإنُا نُعلِّم بالضطرار منم دينم السلم أن العمحل ف رؤية هل الصوُم ،أو
الجه ،أو العدة ،أو اليلء ،أو غي ذلك منم الحكحام العلِّقة باللل يب الاسب أنُه يرىً أي اللل
أو ل يرىً ،ل يوُزأ .النصوُصا الستفيضة عنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم بذلك كثية ،وقد أجع
السلِّمحوُن علِّيه ول يعرف فيه خلف قدي أصلد ول خلف ف الديث" ]"..ممحوُع فتاوىً ابنم تيمحية"،
ج ،25صا .[132
ضا" :العتمحد علِّىَ الساب ف اللل ضال ف الشريعة مبَتدع ف الدينم" ]"ممحوُع وقال ابنم تيمحية أي د
فتاوىً ابنم تيمحية" ،ج ،25صا .[207
اختلف الطالع وآْراء الفقهاء فيه:
الطالع جيع مطلِّع )بكحسر اللم( موُضع طلِّوُع اللل .ونُفس اختلف الطالع ل نُزاع فيه ،بعن انُه قد
يكحوُن بي البَلِّدتي ربعد بيث يطلِّع اللل ليلِّة كذا ف أحد البَلِّدتي دون الخرىً .وإنا اللف بي
الفقهاء ف اعتبَار اختلف الطالع بعن أنُه هل يب علِّىَ كل قوُم اعتبَار مطلِّعهم ،ول يلِّزم العمحل
بطلِّع غيه؟ أم ل يعتب اختلفهمحا بل يب العمحل بالسبَق رؤية ،حت لوُ رؤي ف الشرق ليلِّة المحعة،
وف الغرب ليلِّة السبَت ،وجب علِّىَ أهل الغرب العمحل با رآْه أهل الشرق؟"] .رد التار علِّىَ الدر
الخمتار" لبنم عابدينم ،ج ،2صا .[293
واختلف بي الفقهاء نُوُجزه بالت:
أودل :مذهب النفية:
العتمحد عند النفية ،وهوُ ظاهر الرواية ف مذهبَهم ،هوُ عدم اعتبَار الطالع ،فإذا ثبَت اللل ف بلِّد أي
هلل رمضان وجب الصيام علِّىَ أهل البَلِّد الخر الذي ل ير اللل فيه ]"رد التار علِّىَ الدر الخمتار"
لبنم عابدينم ،ج ،2صا .[393وف "الفتاوىً الندية ف فقه النفية" :ول عبة لختلف الطالع ف
ظاهر الرواية ،وبه كان يفت شس الئمحة اللِّوُان قال :لوُ رأىً أهل مغرب هلل رمضان يب الصوُم
علِّىَ أهل مشرق" ]"الفتاوىً الندية" ،ج ،1صا .[199 198
ثانُيدا :مذهب الالكحية:
جاء ف "قوُانُي الحكحام الشرعية" لبنم جزي الالكحي" :إذا رأىً اللل أهل بلِّد لزم الكحم غيهم منم
أهل البَلِّدان وفادقا للِّشافعي وخلدفا لبنم الاجشوُن منم فقهاء الالكحية ول يلِّزم أي الصيام ونوُه ف البَلد
البَعيدة جددا كالنُدلس والجازأ إجادعا" ]"قوُانُي الحكحام الشرعية" لبنم جزي الالكحي ،صا 134
.[135
170
ثالدثا :مذهب الشافعية:
قالوُا :إذا ررؤي اللل ف بلِّد ،ول يروه ف بلِّد آْخر ،ينظر :فإن تقارب البَلِّدان فحكحمحهمحا حكحم بلِّد
واحد ،ويلِّزم أهل البَلِّد الخر الصوُم بل خلف .وإن تبَاعد البَلِّدان فوُجهان )أصحهمحا( :ل يب
الصوُم علِّىَ هل البَلِّد الخر.
وأما ما يعتب به البَعد والقرب فثلثة اوجه )أصحها( :أن التبَاعد يتلِّف باختلف الطالع ،كالجازأ
والعراق وخراسان .والتقارب أن ل يتلِّف كبَغداد والكحوُفة لن مطلِّع هؤلء مطلِّع هؤلء ،فإذا رآْه هؤلء
فعدم رؤية الخرينم له إنا هوُ لتقصيهم ف التأمل أو لعارض بلف متلِّفي الطلِّع.
رابدعا :مذهب النابلِّة:
قالوُا" :وإذا ثبَت رؤيته ببَلِّد لزوم الصوُم جيع الناس" ]"غاية النتهىَ ف المحع بي القناع والنتهىَ" ،ج
،1صا ،[320 319وقالوُا أيضا" :وإذا ثبَتت رؤية اللل بكحان قريب كان أو بعيد لزم الناس كلِّهم
الصوُم ،وحكحم منم ل يره حكحم منم رآْه لقوُله صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم" :صوُموُا لرؤيته ،وافطروا لرؤيته"،
وهوُ خطاب للمة كافة"] "..كشاف القناع" ،ج ،1صا .[504
وف "الغن" لبنم قدامة النبَلِّي" :وإذا رأىً اللل أهل بلِّد لزم جيع البَلد الصوُم لقوُله تعال[ :فمحنم
شهد منكحم الشهر فلِّيضمحه] ،وقد ثبَت أن هذا اليوُم منم شهر رمضان بشهادة الثقات ،فوُجب صوُمه
علِّىَ جيع السلِّمحي" ]"الغن" ،ج ،3صا .[88 ،87
القوُل الراجح:
والراجح ما ذهب إليه النابلِّة لا احتجوُا به لذهبَهم ،وهوُ حديث رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم:
"صوُموُا لرؤيته ،"..والطاب لمحاعة السلِّمحي مهمحا اختلِّف ديارهم وبلدهم ،ولكحنم يبَدو ل أن منم
اللزأم تقييده باشتاك بلِّد الرؤية مع غيه منم البَلد بلِّيل أو بزء منه كالبَلد العربية ،أما إذا كان
اختلف الطالع كثديا جددا كأن يكحوُن ف أحد البَلِّدينم ليل وف الخر نار ،ورؤي اللل ف البَلِّد
الول ،فإن حكحم الرؤية يتص به دون الثان.
وما يرجح ترجيحنا أنُه يتفق ورغبَة الشريعة السلمية ف وحدة السلِّمحي واجتمحاعهم ف أداء شعائرهم
الدينية .ل سيمحا ف زأمانُنا حيث يإكحنم إعلم جيع بلد السلم برؤية اللل ف البَلِّد الذي رؤي به عنم
طريق الراديوُ وغيه.
النُتقال منم بلِّد الرؤية إل غيه وبالعكحس:
وإذا انُتقل السلِّم منم بلِّد الرؤية إل غيه وبالعكحس ف شهر رمضان فإن الكحم بالنسبَة إليه يتلِّف
باختلف الالت التالية"].المحع" ،ج ،6صا .[302الالة الول :لوُ شرع ف الصوُم ف بلِّد الرؤية،
ث سافر إل بلِّد بعيد ل ير أله اللل حي رآْه أهل البَلِّد الول ،فاستكحمحل صيام ثلثي يوُدما منم حي
صام ،فإن قلِّنا :لكحل بلِّد حكحمحه ومطلِّعة فالصوُم يلِّزمه معهم؛ لنُه صار منهم أي :منم أهل البَلِّد الثان
171
الذي انُتقل إليه .وهناك قوُل :يفطر لنُه التزم حكحم البَلِّد الول ،وإن قلِّنا :تعم الرؤية كل البَلد لزم
أهل البَلِّد الثان موُافقته ف الفطر إن ثبَت عندهم رؤية البَلِّد الول بقوُله أو بغيه ،وعلِّيهم قضاء اليوُم
الول .وإن ل يثبَت عندهم رؤية البَلِّد الول بقوُله أو بغيه ،وعلِّيهم قضاء اليوُم الول .وإن ل يثبَت
عندهم لزمه هوُ الفطر ،كمحا لوُ رأىً هلل شوُال وحده ،ويفطر سدرا.
الالة الثانُية :ولوُ أن مسافدرا منم بلِّد ل يروا فيه اللل إل بلِّد ررؤي فيه اللل ،فافطروا وعيدوا اليوُم
التاسع والعشرينم منم صوُمه ،فإن عمحمحنا حكحم الرؤية أو قلِّنا له حم البَلِّد الثان ،افطر وعيد معهم ولزمه
قضاء يوُم .وإن ل نُعمحم حكحم الرؤية وقلِّنا له حكحم البَلِّد الول لزمه الصوُم
يييييييييي
حكم إثبات الهللا بالحساب الفلكي في هذا العصر
هل يوُزأ ف هذا العصر اعتمحاد الساب الفلِّكحي ف حلِّوُل الشهر القمحري الذي ربط بثبَوُته تكحاليف
شرعية كبَدء الصيام والفطر وغيها منم الحكحام أم ل يوُزأ؟ وذلك ف ضوُء قوُله صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم:
"صوُموُا لرؤيته وأفطروا لرؤيته ،فإن غرلم علِّيكحم فأتوُا العدة ثلثي" ،والحاديث الخرىً الوُاردة ف هذا
الشأن؟
ييب فضيلِّة الشيخ مصطفىَ أحد الزرقا كلِّية الشريعة الامعة الردنُية رحه ال:
أستهل جوُاب الن بأن ل أجد ف اختلف علِّمحاء الشريعة العصريي ما يدعوُ إل الستغراب أغرب منم
اختلفهم الشديد فيمحا ل يوُزأ فيه الختلف حوُل اعتمحاد الساب الفلِّكحي ف عصرنُا هذا؛ لتحديد
حلِّوُل الشهر القمحري لتتيب أحكحامه الشرعية .نُعم أؤكد علِّىَ قصدي عصرنُا هذا بالذات ،ذلك لنُن
ل أستبَعد الوُقف السلِّب لعلِّمحاء سلِّفنا منم عدم تعوُيلِّهم علِّىَ الساب الفلِّكحي ف هذا الوُضوُع ،بل
إنُن لوُ كنت ف عصرهم لقلِّت بقوُلم ،ولكحن أستبَعد كل الستبَعاد موُقف السلِّبَيي منم رجال الشريعة
ف هذا العصر؛ الذي ارتاد علِّمحاؤه آْفاق الفضاء الكحوُن ،وأصبَح أصغر إنازأاتم النزول إل القمحر ،ث
وضع أقمحادرا صناعية ف مدارات فلِّكحية مددة حوُل الرض لغراض شت علِّمحية وعسكحرية وتسسية ،ث
القيام برحلت فضائية متنوُعة الحداث ،والروف منم مراكبَها للِّسياحة ف الفضاء خارج الغلف
الوُي الذي يغلِّف الرض ،وخارج نُطاق الاذبية الرضية ،ث سحب بعض القمحار الصناعية الدوارة
لصلح ما يطرأ علِّيها منم اختلل وهي ف الفضاء.
إن علِّىَ يقي أن علِّمحاء سلِّفنا الولي ،الذي ل يقبَلِّوُا اعتمحاد الساب الفلِّكحي للسبَاب الت سأذكرها
قريدبَا نُقلد عنهم لوُ أنم روجدوا اليوُم ف عصرنُا هذا ،وشاهدوا ما وصل إليه علِّم الفلِّك منم تطوُر وضبَط
مذهل لغيوا رأيهم ،فإن ال قد آْتاهم منم سعة الفق الفكحري ف فهم مقاصد الشريعة ما ل يؤت مثلِّه
أتبَاعهم التأخرينم ،فإذا كان الرصد الفلِّكحي وحساباته ف الزمنم الاضي ،ل يكحنم له منم الدقة والصدق
ما يكحفي للِّثقة به والتعوُيل علِّيه ،فهل يصح أن ينسحب ذلك الكحم علِّيه إل يوُمنا هذا؟
172
ولعل قائلد يقوُل :إن عدم قبَوُل العتمحاد علِّىَ الساب الفلِّكحي ف تديد أوائل الشهوُر القمحرية ،ليس
سبَبَه الشك ف صحة الساب الفلِّكحي ودقته ،وإنا سبَبَه أن الشريعة السلمية بلِّسان رسوُلا صلِّىَ ال
علِّيه وسلِّم قد ربطت ميلد الهلِّة وحلِّوُل الشهوُر القمحرية بالرؤية البَصرية ،وذلك بقوُل صلِّىَ ال علِّيه
وسلِّم ف حديثه الثابت عنم ابنم عمحر رضي ال عنهمحا" :صوُموُا لرؤيته أي "اللل وأفطروا لرؤيته ،فإذ
غلم علِّيكحم فاقدروا له".
ضا" :فإن غرلم علِّيكحم فأكلِّمحوُا العدة ثلثي". وف رواية ثابتة أي د
وقد أخرج هذا الديث البَخماري ومسلِّم .وف رواية لسلِّم" :فإن غم علِّيكحم فاقدروا ثلثي" ،وهي
تفسي لعن التقدير الطلِّق الوُارد ف الرواية الول.
وف رواية أخرىً عند البَخماري ومسلِّم والنسائي عنم أب هريرة رضي ال عنه" :إذا رأيتم اللل فصوُموُا،
وإذا رأيتمحوُه فأفطروا ،فإن غرلم علِّيكحم فصوُموُا ثلثي يوُدما".
فجمحيع الروايات الوُاردة عنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ف هذا الشأن قد ربط فيها الصوُم والفطار برؤية
اللل الديد .وإن القدر أو التقدير عندما تتنع الرؤية البَصرية لعارض يجبَها منم غيم أو ضبَاب أو
مانُع آْخر معناه :إكمحال الشهر القائم شعبَان أو رمضان ثلثي يوُدما ،فل يكحم بأنُه تسع وعشرون إل
بالرؤية .وهذا منم شؤون العبَادات الت تبَن فيها الحكحام علِّىَ النص تعبَددا دون نُظر إل العلِّل ،ول
إعمحال للقيسة.
هذه حجة منم ل يقبَلِّوُن العتمحاد علِّىَ الساب الفلِّكحي ف تديد أوائل الشهوُر القمحرية ،ولوُ بلِّغ
الساب الفلِّكحي منم الصحة والدقة مبَلِّغ اليقي بتقدم وسائلِّه العلِّمحية.
وننم نُقوُل بدورنُا :إن كل ذلك مسلِّم به لدينا ،وهوُ معروف ف قوُاعد الشريعة وأصوُل فقهها بشأن
العبَادات ،ول مال للِّجدل فيه ،ولكحنه مفروض ف النصوُصا الت تلِّقىَ إلينا مطلِّقة غي معلِّلِّة ،فإذا ورد
النص نُفسه معلِّلد بعلِّة جاءت معه منم مصدره ،فإن المر حينئمذ يتلِّف ،ويكحوُن للِّعلِّة تأثيها ف فهم
النص وارتبَاط الكحم با وجوُددا وعددما ف التطبَيق ،ولوُ كان الوُضوُع منم صمحيم العبَادات ،ولكحي تتضح
لنا الرؤية الصحيحة ف الوُضوُع نُقوُل" :إن هذا الديث النبَوُي الشريف النُف الذكر ليس هوُ النص
ضح علِّة أمره الوُحيد ف الوُضوُع ،بل هناك روايات أخرىً ثابتة عنم الرسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم توُ ل
باعتمحاد رؤية اللل البَصرية للِّعلِّم بلِّوُل الشهر الديد؛ الذي نُيطت به التكحاليف والحكحام ،منم صيام
وغيه .فقد أخرج المام مسلِّم ف صحيحه عنم أم سلِّمحه رضي ال عنها ف كتاب الصيام ،باب الصوُم
لرؤية اللل :أن رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال" :إن الشهر يكحوُن تسعة وعشرينم يوُدما".
ضا بعده عنم ابنم عمحر رضي ال عنه أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال" :إنُا أمة أمية ل نُكحتب وأخرج أي د
ول نسب ،الشهر هكحذا وهكحذا ،وعقد البام ف الثالثة )أي :طوُاه( والشهر هكحذا وهكحذا يعن تام
الثلثي".
173
ومفاد هذا الديث أنُه صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أشار )أودل( بكحلِّتا يديه وبإصبَعه العشر ثلث مرات،
وطوُىً ف الثالثة إبامه علِّىَ راحته لتبَقىَ الصابع فيها تسدعا ،لفادة أن الشهر قد يكحوُن تسعة وعشرينم
يوُدما ،ث كرر الشارة ذاتا )ثانُديا( دون أن يطوُي ف الرة الثالثة شيدئما منم أصابعه العشر ،ليفيد أن الشهر
ضا ثلثي يوُدما؛ أي :أنُه يكحوُن تارة تسدعا وعشرينم وتارة ثلثي. قد يكحوُن أي د
هكحذا نُقل النسائي تفسي هذا الديث عنم شعبَة عنم جبَلِّة بنم سحيم عنم ابنم عمحر) .رواه النسائي(.
وكذلك ليس هذا هوُ كل شيء منم الروايات الوُاردة ف هذا الوُضوُع ،فالرواية الت أكمحلِّت الصوُرة،
وأوضحت العلِّة ،فارتبَطت أجزاء ما ورد عنم الرسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ف هذا الشأن بعضها ببَعض،
هي ما أخرجه البَخماري ومسلِّم وأحد وأبوُ داود والنسائي )واللِّفظ للِّبَخماري( أن رسوُل ال صلِّىَ ال
علِّيه وسلِّم قال" :إنُا أمة أمية ل نُكحتب ول نسب ،الشهر هكحذا وهكحذا" يعن مرة تسعة وعشرينم،
ومرة ثلثي ،وكلِّهم أوردوا ذلك ف كتاب الصوُم .وقد أخرجه أحد عنم ابنم عمحر.
فهذا الديث النبَوُي هوُ عمحاد اليمحة ،وبيت القصيد ف موُضوُعنا هذا ،فقد علِّل رسوُل ال صلِّىَ ال
علِّيه وسلِّم أمره باعتمحاد رؤية اللل رؤية بصرية لبَدء الصوُم والفطار بأنُه منم أمة أمية ل تكحتب ول
تسب ،فمحا منم سبَيل لديها لعرفة حلِّوُل الشهر ونايته إل رؤية اللل الديد ،ما دام الشهر القمحري
يكحوُن تارة تسعة وعشرينم وتارة ثلثي .وهذا ما فهمحه شراح الديث منم هذا النص .قال الافظ ابنم
حجر ف فتح البَاري" :ل تكحتب ول نسب" )بالنوُن فيهمحا( ،والراد أهل السلم الذينم بضرته ف تلِّك
القالة ،وهوُ ممحوُل علِّىَ أكثرهم؛ لن الكحتابة كانُت فيهم قلِّيلِّة نُادرة .والراد بالساب هنا حساب
ضا إل النزر اليسي ،فعلِّق الكحم بالصوُم وغيه بالرؤية النجوُم وتسييها ،ول يكحوُنُوُا يعرفوُن منم ذلك أي د
لرفع الرج عنهم ف معانُاة حساب التسيي.
ل" :واستمحر الكحم ف الصوُم ولوُ حدث بعدهم منم يعرف ذلك ،بل أضاف ابنم حجر بعد ذلك قائ د
ل" .وقد نُاقش فضيلِّة الشيخ هذه العبَارة لبنم ظاهر السياق يشعر بنفي تعلِّيق الكحم بالساب أص د
حجر ف كتابه "العقل والفقه ف فهم الديث النبَوُي" فارجع إليه.
ضا بعلِّة رفع الرج ف معانُاة حساب والعين ف "عمحدة القارئ" قد علِّل تعلِّيق الشارع الصوُم بالرؤية أي د
التسيي كمحا نُقلِّناه عنم ابنم حجر .ونُقل العين عنم ابنم بطال ف هذا القام قوُله" :ل نُكحلِّف ف تعريف
موُاقيت صوُمنا ول عبَاداتنا ما نتاج فيه إل معرفة حساب ول كتابة ،إنا ربطت عبَاداتنا بأعلم
واضحة ،وأموُر ظاهرة ،يستوُي ف عرفه ذلك الساب وغيهم".
وذكر القسطلن ف "إرشاد الساري شرح البَخماري" مثل ما قال ابنم بطال .وقال السندي ف "حاشيته
علِّىَ سننم النسائي" يشرح كلِّمحة )أمية( الوُاردة ف الديث بقوُله" :أمية ف عدم معرفة الكحتابة والساب،
فلِّذلك ما كلِّفنا ال تعال بساب أهل النجوُم ،ول بالشهوُر الشمحسية الفية ،بل كلِّفنا بالشهوُر
القمحرية اللِّية."..
174
وواضح منم هذا أن المر باعتمحاد رؤية اللل ليس لن رؤيته هي ف ذاتا عبَادة ،أو أن فيها معن
التعبَد ،بل لنا هي الوُسيلِّة المحكحنة اليسوُرة إذ ذاك ،لعرفة بدء الشهر القمحري ونايته لنم يكحوُنُوُن
كذلك ،أي :أميي ل علِّم لم بالكحتابة والساب الفلِّكحي.
ولزأم هذا الفاد منم مفهوُم النص الشرعي نُفسه أن الرسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم وقوُمه العرب إذ ذاك
لوُ كانُوُا منم أهل العلِّم بالكحتاب والساب بيث يستطيعوُن أن يرصدوا الجرام الفلِّكحية ،ويضبَطوُا
بالكحتاب والساب دوراتا النتظمحة الت نُظمحتها قدرة ال العلِّيم القدير بصوُرة ل تتل ،ول تتلِّف ،حت
يعرفوُا مسبَدقا بالساب مت يهل باللل الديد ،فينتهي الشهر السابق ويبَدأ اللحق ،لمكحنهم اعتمحاد
الساب الفلِّكحي .وكذا كل منم يصل لديهم هذا العلِّم منم الدقة والنُضبَاط إل الدرجة الت يوُثق با
ويطمحئمنم إل صحتها.
هذا حينئمذ ول شك أوثق وأضبَط ف إثبَات اللل منم العتمحاد علِّىَ شاهدينم ليسا معصوُمي منم الوُهم
وخداع البَصر ،ول منم الكحذب لغرض أو مصلِّحة شخمصية مستوُرة ،مهمحا ترينا للِّتحقق منم عدالتهمحا
الظاهرة الت توُحي بصدقهمحا ،وكذلك هوُ أي طريق الساب الفلِّكحي هوُ أوثق وأضبَط منم العتمحاد
علِّىَ شاهد واحد عندما يكحوُن الوُ غي صحوُ والرؤية عسية ،كمحا علِّيه بعض الذاهب العتبة ف هذا
الال.
وقد وجد منم علِّمحاء السلِّف حي كان الساب الفلِّكحي ف حاله القديإة غي منضبَط منم قال :إلن العال
بالساب يعمحل به لنفسه ،قال بذا مطرف بنم عبَد ال منم التابعي ،ونُقلِّه عنه الطاب منم الالكحية ف
كتابه "موُاهب اللِّيل" .ونُقل العلمة العين النفي ف كتابه "عمحدة القاري شرح صحيح البَخماري" عنم
ضا ف رسائلِّه.
بعض الساب الفلِّكحي كمحا سبَق بيانُه ،وذكر ذلك العلمة ابنم عابدينم أي د
وقال القشيي :إذا دلل الساب علِّىَ أن اللل قد طلِّع منم الفق علِّىَ وجه يرىً لوُل وجوُد الانُع
كالغيم مثلد فهذا يقتضي الوُجوُب لوُجوُد السبَب الشرعي ،وأن حقيقة الرؤية ليست مشروطة ف اللِّزوم،
فقد اتفقوُا علِّىَ ألن البَوُس ف الطمحوُرة إذا علِّم بإتام العدة ،أو بطريق الجتهاد أن اليوُم منم رمضان
وجب علِّيه الصوُم.
ونُقل القلِّيوُب منم الشافعية عنم العبَادي قوُله" :إذا دل الساب القطعي علِّىَ عدم رؤية اللل ل يقبَل
قوُل العدول برؤيته ،وترد شهادتم" ث قال القلِّيوُب :هذا ظاهر جلِّي ،ول يوُزأ الصوُم حينئمذ ،وإن
مالفة ذلك معانُدة ومكحابرة.
ضا لكحل ذي علِّم وفهم أن أمر الرسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم بإتام الشهر القائم ثلثي حي وواضح أي د
يغم علِّينا اللل بسبَب ما حاجب للِّرؤية منم غيم أو ضبَاب أو غيها ليس معناه أن الشهر القائم
يكحوُن ف الوُاقع ثلثي يوُدما ،بل قد يكحوُن اللل الديد متوُلددا وقابلد للِّرؤية لوُ كان الوُ صحدوُا،
وحينئمذ :يكحوُن اليوُم التال الذي اعتبنُاه يوُم الثلثي الخي منم الشهر هوُ ف الوُاقع أول يوُم منم الشهر
175
الديد الذي علِّينا أن نُصوُمه أو نُفطر فيه ،ولكحنم لنُنا ل نُستطيع معرفة ذلك منم طريق الرؤية البَصرية
الت حجبَت ،ول نلِّك وسيلِّة سوُاها فإنُنا نُكحوُن معذورينم شردعا إذا أتمحنا شعبَان ثلثي يوُدما وكان هوُ
ف اللِّلهر نُشيهفدسا إذلل روهسشعشها )بنص
ف الوُاقع تسعة وعشرينم ،فلِّم نُصم أول يوُم منم رمضان؛ إذ )لش يرشكحلِّل ر
القرآْن العظيم.
هذا تلِّيل الوُضوُع وفهمحه عقلد وفقدها ،وليس معن إتام الثلثي حي انجاب الرؤية أنُنا بذا التام
نُصل إل معرفة واقع المر وحقيقته ف ناية الشهر السابق وبداية اللحق ،وأن ناية السابق هي يوُم
الثلثي.
وما دام منم البَدهيات أن رؤية اللل الديد ليست ف ذاتا عبَادة ف السلم ،وإنا هي وسيلِّة لعرفة
الوُقت ،وكانُت الوُسيلِّة الوُحيدة المحكحنة ف أمة أمية ل تكحتب ول تسب ،وكانُت أميتها هي العلِّة ف
المر بالعتمحاد علِّىَ العي البَاصرة ،وذلك بنص الديث النبَوُي مصدر الكحم ،فمحا الذي يإنع شردعا أن
نُعتمحد الساب الفلِّكحي اليقين ،الذي يعرفنا مسبَدقا بوُعد حلِّوُل الشهر الديد ،ول يإكحنم أن يجب
علِّمحنا حينئمتذ غيم ول ضبَاب إل ضبَاب العقوُل؟
سبَب رفض العلِّمحاء التقدمي لعتمحاد الساب:
منم السلِّم به أن الفقهاء وشراح الديث يرفضوُن التعوُيل علِّىَ الساب لعرفة بدايات الشهوُر القمحرية
ونايتها للِّصيام والفطار ،ويقررون أن الشرع ل يكحلِّفنا ف موُاقيت الصوُم والعبَادة بعرفة حساب ول
كتابة ،وإنا ربط التكحلِّيف ف كل ذلك بعلمات واضحة يستوُي ف معرفتها الكحاتبَوُن والاسبَوُن
وغيهم ،كمحا نُقلِّناه سابدقا عنم العين والقسطلن وابنم بطال والسندي وسوُاهم .وأن الكحمحة ف هذا
واضحة لستمحرار إمكحان تطبَيق الشريعة ف كل زأمان ومكحان.
ولكحنم يسنم أن نُنقل تعلِّيلتم لذا الرفض ليتبَي سبَبَه ومبَناه ،ما يظهر ارتبَاطه با كانُت علِّيه الال ف
الاضي ،ول ينطبَق علِّىَ ما أصبَح علِّيه أمر علِّم الفلِّك وحسابه ف عصرنُا هذا .فقد نُقل ابنم حجر
ضا عنم ابنم بزيزة أن اعتبَار الساب هوُ "مذهب باطل ،فقد نت الشريعة عنم الوُض ف علِّم النجوُم أي د
لنُه شحدس وتمحي ،وليس فيه قطع ول ظنم غالب".
ويظهر منم كلم ابنم حجر وابنم بزيزة أن العلِّة ف عدم اعتمحاد الساب هي أن هذا العلِّم ف ذاك الزمنم
مرد حدس وتمحي ل قطع فيه ،وأن نُتائجه متلِّفة بي أهلِّه فيؤدي ذلك إل الختلف والنزاع بي
الكحلِّفي.
ونُقل الزرقان ف شرحه علِّىَ الوُطأ عنم النوُوي قوُله" :إن عدم البَناء علِّىَ حساب النجمحي لنُه حدس
وتمحي ،وإنا يعتب منه ما يعرفه به القبَلِّة والوُقت"؛ أي :إن موُاقيت الصلة فقط يعتب فيها الساب.
وذكر ابنم بطال ما يؤيد ذلك ،فقال" :وهذا الديث أي :حديث "ل نُكحتب ل نسب" نُاسخ لراعاة
النجوُم بقوُانُي التعديل ،وإنا العوُل علِّىَ رؤية الهلِّة ،وإنا لنا أن نُنظر ف علِّم الساب ما يكحوُن عيادنُا
176
أو كالعيان ،وأما ما غمحض حت ل يدرك إل بالظنوُن ،وبكحشف اليئمات الغائبَة عنم البصار فقد نينا
عنه وعنم تكحلِّفه" .قال شيخ السلم ابنم تيمحية رحه ال ف معرض احتجاجه لعدم جوُازأ اعتمحاد
الساب" :إن ال سبَحانُه ل يعل لطلِّع اللل حسادبا مستقيدمحا ..ول يضبَطوُا سيه إل بالتعديل الذي
يتفق الساب علِّىَ أنُه غي مطرد ،وإنا هوُ تقريب".
وقال ف مكحان آْخر" :وهذا منم السبَاب الوُجبَة لئمل يعمحل بالكحتاب والساب ف الهلِّة".
وقد أكد هذا العن ف موُطنم عديدة منم الفصل الذي عقده ف هذا الوُضوُع.
هذا ،ويبَدو منم كلم شيخ السلم رحه ال أنُه يعتب اعتمحاد الساب لعرفة أوائل الشهوُر القمحرية منم
قبَيل عمحل العرافي ،وعمحل النجمحي؛ الذينم يربطوُن الوُادث ف الرض وطوُالع الظوُظ بركات النجوُم
واقتانُاتا .فقد قال ف أواخر الفصل الطوُيل الذي عقده ف هذا الوُضوُع" :فالقوُل بالحكحام النجوُمية
باطل عقلد ومردما شردعا ،وذلك أن حركة الفلِّكحوُإن كان لا أثر ليست مستقلِّة ،بل تأثي الرواح وغيها
منم اللئكحة أشد منم تأثيه ،وكذلك تأثي الجسام الطبَيعية الت ف الرض."..
ث قال" :والعراف يعم النجم وغيه إما لفدظا وإما معن ،وقال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم" :منم اقتبَس علِّدمحا
منم النجوُم فقد اقتبَس شعبَة منم السحر" )رواه أبوُ داود ف الطب ،(03905وابنم ماجة ف الدب )
،(3726وصححه النوُوي ف "رياض الصالي" رقم ) ،(1669والذهب ف "الكحبَائر"[ ،فقد تبَي
ضا متعذر ف الغالب ،وحذاق تري الخذ بأحكحام النجوُم ،وقد بينا منم جهة العقل أن ذلك أي د
النجمحي يوُافقوُن علِّىَ ذلك ،فتبَي لم أن قوُلم ف رؤية اللل وف الحكحام ]مراده أحكحام النجوُم ،أي
:تأثي حركاتا ف الوُادث والظوُظ[ منم باب واحدة يعلِّم بأدلة العقوُل امتناع ضبَط ذلك ،ويعلِّم
بأدلة الشريعة تري ذلك."..
وقد اشتد شيخ السلم رحه ال علِّىَ منم يقوُل باعتمحاد الساب ف الهلِّة وشنع علِّيه ،وقال" :فمحنم
كتب أو حسب ل يكحنم منم هذه المة ف هذا الكحم ،بل يكحوُن اتبَع غي سبَيل الؤمني".
الرأي الذي أراه ف هذا الوُضوُع:
يتضح منم ممحوُع ما تقدم بيانُه الموُر الربعة التالية:
أودل :أن النظر إل جيع الحاديث النبَوُية الصحيحة الوُاردة ف هذا الوُضوُع ،وربط بعضها ببَعض وكلِّها
واردة ف الصوُم والفطار يبزأ العلِّة السبَبَية ف أمر الرسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم بأن يعتمحد السلِّمحوُن ف
بداية الشهر ونايته رؤيته اللل بالبَصر لبَداية شهر الصوُم ونايته ،ويبَلي أن العلِّة هي كوُنم أمة أمية ل
تكحتب ل تسب ،أي :ليس لديهم علِّم وحساب مضبَوُط يعرفوُن به مت يبَدأ الشهر ومت ينتهي ،ما
دام الشهر القمحري يكحوُن تارة تسعة وعشرينم يوُدما ،وتارة ثلثي.
وهذا يدل بفهوُمه أنُه ل يتوُافر العلِّم بالنظام الفلِّكحي الكحم؛ الذي أقامه ال تعال بصوُرة ل تتلِّف،
وأصبَح هذا العلِّم يوُصلِّنا إل معرفة يقينية بوُاعيد ميلد اللل ف كل شهر ،وف أي وقت بعد ولدته
177
تكحنم رؤيته بالعي البَاصرة السلِّيمحة؛ إذا انُتفت العوُارض الوُية الت قد تجب الرؤية ،فحينئمذ ل يوُجد
مانُع شرعي منم اعتمحاد هذا الساب ،والروج بالسلِّمحي منم مشكحلِّة إثبَات اللل ،ومنم الفوُضىَ الت
أصبَحت مجلِّة ،بل مذهلِّة ،حيث يبَلِّغ فرق الثبَات للِّصوُم بي متلِّف القطار السلمية ثلثة أيام،
كمحا يصل ف بعض العوُام.
ثانُديا :أن الفقهاء الوائل الذينم نُصوُا علِّىَ عدم جوُازأ اعتمحاد الساب ف تديد بداية الشهر القمحري
للِّصوُم والفطار ،وسوُه حساب التسيي ،قالوُا :إنُه قائم علِّىَ قانُوُن التعديل ،وهوُ ظن مبَن علِّىَ الدس
والتخممحي )كمحا نُقلِّناه عنم العلمة ابنم حجر وابنم بطال وابنم بزيزة والنوُوي والسندي والعين
والقسطلن( ،وكلِّهم قد بنوُا علِّىَ حالة هذا الساب الذي كان ف زأمنهم ،حيث ل يكحنم ف وقتهم
علِّم الفلِّك الذي كان يسمحىَ علِّم اليئمة ،وعلِّم النجوُم ،أو علِّم التسيي أو التنجيم قائدمحا علِّىَ رصد
دقيق بوُسائل مكحمحة؛ إذ ل تكحنم آْنُذاك الراصد الهزة بالكحبات منم العدسات الزجاجية العظيمحة الت
تقرب البعاد الشاسعة إل درجة يصعب علِّىَ العقل تصوُرها ،والت تتبَع حركات الكحوُاكب والنجوُم،
وتسجلِّها بأجزاء منم مئمات أو آْلف الجزاء منم الثانُية الوُاحدة ،وتقارن بي دورتا بذه الدقة؛ ولذا
كانُوُا يسمحوُنُه علِّم التسيي الذي يقوُم علِّىَ قانُوُن التعديل؛ حيث يأخذ النجم الذي يسب سي
الكحوُاكب عدددا منم الوُاقيت السابقة ،ويقوُم بتعديلِّها بأخذ الوُسطىَ منها ،ويبَن علِّيها حسابه ،وهذا
معن قانُوُن التعديل كمحا يشعر به كلمهم نُفسه.
منم هنا كان حسابم حدسديا وتمحيدنا كمحا وصفه أولئمك الفقهاء الذي نُفوُا جوُازأ العتمحاد علِّيه ،وإن
كان بعضهم كالمام النوُوي صرح بوُازأ اعتمحاد حسابم لتحديد جهة القبَلِّة وموُاقيت الصلة دون
الصوُم ،مع أن الصلة ف حكحم السلم أعظم خطوُرة منم الصوُم بإجاع الفقهاء ،وأشد وجوُدبا وتأكيددا.
وقد نُقلِّنا آْنُدفا كلم ابنم بطال بأن "لنا أن نُنظر ف علِّم الساب ما يكحوُن عيادنُا أو كالعيان ،" ...
وهذا ما يتسم به ما وصل إليه علِّم الفلِّك ف عصرنُا هذا منم الدقة التناهية النُضبَاط.
ضا مشكحلِّة خطية ف عصرهم ،وهي الختلط والرتبَاط الوُثيق إذ ثالدثا :إن الفقهاء الوائل واجهوُا أي د
ذاك ف الاضي بي العرافة والتنجيم والكحهانُة والسحر منم جهة ،وبي حساب النجوُم )بعن علِّم
ضا يشتغلِّوُن بتلِّك الموُر
الفلِّك( منم جهة أخرىً .فيبَدو أن كثديا منم أهل حساب النجوُم كانُوُا أي د
البَاطلِّة ،الت نت عنها الشريعة أشد النهي ،فكحان للِّقوُل باعتمحاد الساب ف الهلِّة مفسدتان:
الول :أنُه ظن منم باب الدس والتخممحي مبَن علِّىَ طريقة التعديل الت بيلنا معناها ،فل يعقل أن تتك
به الرؤية بالعي البَاصرة رغم ما قد يعتيها منم عوُارض واشتبَاهات.
الثانُية :وهي الشد خطوُرة والدهىَ ،وهي انُسياق الناس إل التعوُيل علِّىَ أولئمك النجمحي والعرافي
الذينم يتفوُن الضحك علِّىَ عقوُل الناس بأكاذيبَهم ،وترهاتم ،وشعوُذاتم.
178
وهذه الفسدة الثانُية هي التفسي لذا النكحي الشديد الذي أطلِّقه شيخ السلم ابنم تيمحية رحه ال علِّىَ
منم يلِّجؤون إل الساب ،حساب النجوُم ف إهلل الهلِّة بدلد منم الرؤية ،واعتبَارهم إياهم منم الذينم
يتبَعوُن غي سبَيل الؤمني ،وذلك بدليل أنُه صرح باعتبَارهم منم قبَيل العرافي ،والذينم يربطوُن أحداث
الرض وطوُالع الناس وحظوُظهم بركات النجوُم ،وسوُا منم أجل ذلك بالنجمحي ،وذكر شاهددا علِّىَ
ذلك الديث النبَوُي النُف الذكر ،وهوُ قوُله علِّيه الصلة والسلم" :منم اقتبَس علِّدمحا منم النجوُم فقد
اقتبَس شعبَة منم السحر".
فل يعقل أن ينهىَ الرسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم عنم علِّم يبَي نُظام الكحوُن ،وقدرة ال تعال وحكحمحته
وعلِّمحه اليط ف إقامة الكحوُن علِّىَ نُظام دقيق ل يتل ،ويدخل ف قوُله تعال ف قرآْنُه العظيم) :قرذل
ض( ،فلِّيس لذا الديث النبَوُي ممحل إل علِّىَ تلِّك الشعوُذات والموُر ت شوالشهر ذانُظررواه ماشذا ذف اللسمحاوا ذ
شش ر ش
البَاطلِّة؛ الت خلِّط أولئمك النجمحوُن بينها وبي الساب الفلِّكحي ،الذي ل يكحنم قد نُضجه وبلِّغ ف ذلك
الوُقت مرتبَة العلِّم والثقة.
رابدعا :أما اليوُم ف عصرنُا هذا الذي انُفصل فيه منذ زأمنم طوُيل علِّم الفلِّك بعناه الصحيح عنم التنجيم
بعناه العرف منم الشعوُذة ،والكحهانُة ،واستطلع الظوُظ منم حركات النجوُم ،وأصبَح علِّم الفلِّك قائدمحا
علِّىَ أسس منم الرصد بالراصد الديثة ،والجهزة العمحلقة الت تكحتشف حركات الكحوُاكب منم مسافات
السني الضوُئية ،وبالسابات الدقيقة التيقنة الت تدد تلِّك الركات بزء منم مئمات أو آْلف الجزاء
منم الثانُية ،وأقيمحت بناء علِّيه ف الفضاء حوُل الرض مطات ثابتة ،وتستقبَل مركبَات تدور حوُل
الرض ..ال ..فهل يإكحنم أن يشك بعد ذلك بصحته ويقي حساباته ،وأن يقاس علِّىَ ما كان علِّيه
منم البَساطة والظنية والتعديل ف الاضي زأمنم أسلفنا رحهم ال؟
يييييييييي
فتاوى الدكتور القرضاوي
الترفيه في رمضان
ما حكحم مشاهدة الفلم وساع الغان ف نار رمضان؟
ييب فضيلِّة الدكتوُر يوُسف القرضاوي حفظه ال:
الكحم العام علِّىَ مشاهدة الفلم والسرحيات والسلِّسلت وساع الغان :أنا إن كانُت هذه
الشاهدات والسمحوُعات تمحل كلدما باطلد أو تدعوُ إل مرم ،أو كانُت تؤثر تأثديا ضادرا علِّىَ فكحر
النُسان وسلِّوُكه ،أو صرفته عنم واجب ،أو صاحبَها مرم كشرب أو رقص أو اختلط سافر كانُت
حرادما؛ سوُاء أكان ذلك ف رمضان أم ف غي رمضان .فإن خلِّت منم هذه الاذير كان الكثار منها
مكحرودها ،ول بأس بالقلِّيل منها للِّتويح.
179
وشهر رمضان له طابع خاصا ،فهوُ قائم علِّىَ صيام النفس عنم شهوُاتا والتدريب علِّىَ سيطرة العقل
علِّىَ رغبَاتا ،وليس ذلك بالمتناع فقط عنم الكل والشرب والشهوُة النسية ،فذلك هوُ الد الدن
للِّصيام ،ل يكحتفي به إل العامة الذينم يعمحلِّوُن فقط لجل النجاة منم العقاب ،مع القناعة بالقلِّيل منم
الثوُاب ،أما غيهم فيحرصوُن علِّىَ الكحمحال ف كل العبَادات ،فيمحسكحوُن عنم كل شهوُات النفس،
وباصة ما حلرم ال كالكحذب والغيبَة ،ويسمحوُ بعضهم ف الكحمحال فيصوُم حت عنم اللل ،مقبَلد علِّىَ
الطاعة ف هذا الشهر بالذات ليخمرج منه صاف النفس والسلِّوُك منم الرذائل متحلِّديا بالفضائل.
فل ينبَغي أن نُضليع فرصة هذا الشهر الذي يضاعف فيه ثوُاب الطاعة ،بصيام ناره وقيام ليلِّه بالتاويح
وقراءة القرآْن. .
وضياع جزء كبَي منم الوُقت ف مشاهدة وساع أنُوُاع التفيه خسارة للِّمحؤمنم العاقل ،وعلِّىَ السئموُلي
جيدعا أن يراعوُا حرمة هذا الشهر ،فيهيئموُا الفرصة للِّصائمحي والقائمحي أن يتقربوُا إل ال بالطاعات بدل
اللِّهوُ الذي ملِّلِّناه طوُل العام.
ومهمحا يكحنم منم شيء فإن مشاهدة وساع هذه الشياء ل يبَطل الصيام إل إذا حدث أثر جنسي
بسبَبَها ،ومع عدم البَطلن فاتت فرصا كثية لشغل الوُقت بالعبَادة وقراءة القرآْن وساع البامجه الدينية،
يقوُل النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم فيمحا رواه الطبان" :أتاكم رمضان شهر بركة ،يغشاكم ال فيه فرينزل
ط الطايا ،ويستجيب فيه الدعاء ،ينظر ال إل تنافسكحم فيه ويبَاهي بكحم ملئكحته ،فأروا ال الرحة ،وير ت
منم أنُفسكحم خديا؛ فإن الشقي منم حرم به رحة ال عز وجل" ،فلِّيكحنم تنافسنا ف رمضان ف الي ل ف
اللِّهوُ ول ف القبَال علِّىَ اللِّذات
[أكل الصائم أو شربه ناسعيا
كثياد ما ينسىَ الناس ف بداية شهر رمضان .فيأخذ أحدهم كوُب ماء أو سيجارة أو أي شيء آْخر
ويضعه ف فمحه .ث يتذكر أنُه صائم .ويكحوُن قد أكل فعل أو شرب.فهل يوُزأ له استكحمحال صيام يوُمه ؟
ييب فضيلِّة الدكتوُر يوُسف القرضاوي حفظه ال:
جاء ف الصحيحي منم حديث أب هريرة عنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم) :منم نُسي وهوُ صائم فأكل
وشرب ،فلِّيتم صوُمه ،فإنا أطعمحه ال وسقاه( .وف لفظ للِّدارقطن بإسناد صحيح) .فإنا هوُ رزأق ساقه
ال إليه ،ول قضاء علِّيه( .وف لفظ آْخر للِّدارقطن وابنم خزيإة وابنم حبَان والاكم) ..منم أفطر منم
رمضان نُاسيدا ،فل قضاء علِّيه ول كفارة( .وإسناده صحيح أيضاد قاله الافظ ابنم حجر.
وهذه الحاديث صرية ف عدم تأثي الكل والشرب نُسيانُاد علِّىَ صحة الصوُم ،وهوُ الوُافق لقوُله
تعال[ :ربنا ل تؤاخذنُا إن نُسينا أو أخطأنُا] }البَقرة َ{286 :وقد ثبَت ف الصحيح أن ال أجاب هذا
الدعاء.
كمحا ثبَت ف حديث آْخر) :إن ال وضع عنم هذه المة الطأ والنسيان وما استكحرهوُا علِّيه(.
180
فعلِّىَ الصائم الذي أكل وشرب نُاسياد أن يستكحمحل صيام يوُمه ،ول يوُزأ له الفطر .وبال التوُفيق
قضاء الصيام
لقد اضطررت للفطار ستة أيام ف السنة الاضية ف شهر رمضان البَارك بسبَب العادة الشهرية ،وعندما
أردت قضاء هذه اليام بدأت بصوُمها ف العشرينم منم شعبَان وبعد ما صمحت يوُمي أتان كثي منم
الناس وقالوُا ل :إنُه ل يوُزأ قضاء الصوُم ف شهر شعبَان فمحا رأيكحم ف هذا ؟
ييب فضيلِّة الدكتوُر يوُسف القرضاوي حفظه ال:
ل حرج ول بأس بقضاء ما فات السلِّمحة أو السلِّم منم رمضان ف أي شهر منم الشهوُر حت ف شعبَان
نُفسه ،بل قد ورد أن عائشة كانُت أحيانُاد تتأخر بقضاء بعض اليام إل شعبَان فتصوُمها قبَل أن يأت
رمضان فلِّتطمحئمنم السلِّمحة علِّىَ اليام الت صامتها ،وهي مقبَوُلة ومزئة عنها وال تعال يتقبَل منم التقي
استعمالا السواك ومعجون السنان للصائم
س :ما حكحم استعمحال السوُاك للِّصائم ،وخاصة الستياك بعجوُن السنان ؟
ييب فضيلِّة الدكتوُر يوُسف القرضاوي حفظه ال :ج :السوُاك قبَل الزوال مستحب كمحا هوُ دائمحدا،
وبعد الزوال اختلِّف الفقهاء فقال بعضهم :يكحره الستياك للِّصائم بعد الزوال .وحجته ف ذلك أن النب
صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال:
)والذي نُفسي بيده للِّوُف فم الصائم أطيب عند ال منم ريح السك( ]رواه البَخماري منم حديث أب
هريرة[ فهوُ يرىً أن ريح السك هذا ل يسنم أن يزيلِّه السلِّم ،أو يكحره له أن يزيلِّه ،ما دامت هذه
الرائحة مقبَوُلة عند ال ومبَوُبة عند ال ،فلِّيبَقها الصائم ول يزيلِّها ،وهذا مثل الدماء ..دماء الراح..
الت يصاب با الشهيد ،قال النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ف الشهداء) :زأملِّوُهم بدمائهم وثيابم ،فإنا
يبَعثوُن با عند ال يوُم القيامة اللِّوُن لوُن الدم والريح ريح السك( ولذلك يبَقىَ الشهيد بدمه وثيابه ل
يغسل ول يزال أثر الدم .قاسوُا هذا علِّىَ ذلك .والصحيح أنُه ل يقاس هذا علِّىَ ذلك ،فذلك له مقام
خاصا ،وقد جاء عنم بعض الصحابة أنُه قال) :رأيت النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يتسوُك ما ل يصىَ
وهوُ صائم( فالسوُاك ف الصيام مستحب قبَل الصيام وبعد الصيام ...فهوُ سنة أوصي با رسوُل ال
صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم وقال) :السوُاك مطهرة للِّفم مرضاة للِّرب )]رواه النسائي وابنم خزيإة وابنم حبَان ف
صحيحهمحا.ورواه البَخماري معلِّقاد مزوما[ .ول يفرق بي الصوُم وغيه.
أما معجوُن السنان ،فينبَغي التحوُط ف استعمحاله بأل يدخل شيء منه إل الوُف وهذا الذي يدخل
إل الوُف مفطر عند أكثر العلِّمحاء ،ولذا فالول أن يتنب السلِّم ذلك ويؤخره إل ما بعد الفطار،
ولكحنم إذا استعمحلِّه واحتاط لنفسه وكان حذراد ف ذلك ودخل شيء إل جوُفه فهوُ معفوُ عنه وال
سبَحانُه وتعال يقوُل) :وليس علِّيكحم جناح فيمحا أخطأت به ،ولكحنم ما تعمحدت قلِّوُبكحم( }الحزاب:
181
َ{5والنب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يقوُل) :رفع عنم أمت الطأ والنسيان وما استكحرهوُا علِّيه( وال تعال
أعلِّم
صيام الصغار ومتى يكون ؟
س :بالنسبَة للِّوُلد :مت يصوُم؟ وكذلك البَنت؟ وهل هناك سنم مددة شرعاد لذلك؟
ييب فضيلِّة الدكتوُر يوُسف القرضاوي حفظه ال:
ج :جاء ف الديث عنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم) :رفع القلِّم عنم ثلث :عنم الصغي حت يكحب،
وعنم النائم حت يستيقظ ،وعنم النوُن حت يفيق( ]رواه أحد وأبوُ داود والنسائي وابنم ماجه والاكم
عنم عائشة بإسناد صحيح ورواه أحد وأبوُ داود والاكم عنم علِّي وعمحر بألفاظ متقاربة ومنم طرق
عديدة يقوُي بعضها بعضدا[ ومعن رفع القلِّم :امتناع التكحلِّيف أي ليسوُا مكحلِّفي غي أن السلم وهوُ
دينم يراعي طبَيعة البَشر أراد أن يأخذ الولد منم الصغر بذه العبَادات والطاعات ،ليمحارسوُها ويتدربوُا
علِّيها .فجاء ف الديث عنم الصلة) :مروا أولدكم بالصلة لسبَع واضربوُهم علِّيها لعشر )]رواه أحد
وأبوُ داود والاكم عنم عبَد ال بنم عمحرو بنم العاصا[ والصيام أيضاد عبَادة وفريضة كالصلة .فالوُاجب
أن يدرب علِّيها الولد ،ولكحنم منم أي سنم ؟ ليس منم الضروري لسبَع ،لن الصيام أشق منم الصلة،
إنا يرجع المر إل طاقة الصب .فكحلِّمحا رأىً الوُالد أو رأىً ول أمر الطفل أنُه يطيق الصيام ،ولوُ أياماد
معينة ف كل شهر ،فلِّيدربه علِّىَ ذلك ،يدربه علِّىَ الصيام سنة بعد سنة ،سنة يصوُم ثلثة أيام ،وأخرىً
يصوُم أسبَوُعاد والت بعدها يصوُم أسبَوُعي ،والت بعدها يصوُم الشهر كلِّه ،فإذا جاء وقت البَلِّوُغ ،وهوُ
وقت التكحلِّيف كان قد زأاول ومارس عمحلِّية الصيام فل تشق علِّيه ،فهذه هي التبية السلمية أن يؤخذ
الصب منم صغره ،ومنذ نُعوُمة أظفاره بآداب السلم وفرائضه حت يتعوُد علِّيها وقد قال الشاعر:
وينفع الدب الحداث ف صغر ... ...وليس ينفع عند الشيبَة الدب
إن الغصوُن إذا قوُمتها اعتدلت ... ...ولنم تلِّي إذا قوُمتها الشب
فعلِّىَ الباء وعلِّىَ أولياء أموُر الصبَيان والبَنات أن يعوُدوهم ويعوُدوهنم الصيام والصلة ،الصلة منذ سنم
السابعة والضرب علِّيها عند العاشرة والصيام منذ أطاق الصب ولوُ بعد السابعة بسنة أو بأكثر عندما
يطيق ،يأمره الب بالصيام..
هل تختلف زكاة الفطر من عام إلى آخإر
س :هل زأكاة الفطر تتلِّف منم عام إل عام ؟
ييب فضيلِّة الدكتوُر يوُسف القرضاوي حفظه ال:
ج :جاء ف الديث عنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم) :رفع القلِّم عنم ثلث :عنم الصغي حت يكحب،
وعنجه:
182
زأكاة الفطر ل تتلِّف لنا مدودة بقدار شرعي ،وهذا القدار هوُ الصاع والصاع حدده النب صلِّىَ ال
علِّيه وسلِّم ،والكحمحة فيمحا أرىً منم ذلك ترجع إل أمرينم:
المر الول :أن النقوُد كانُت عزيزة عند العرب ،خاصة أهل البَوُادي منهم ،فلِّوُ قلِّت لحدهم :ادفع
كذا درهاد أو ديناردا ،فلِّنم تد لديه منم ذلك شيئمدا ..ليس لديه إل الطعمحة الشائعة كالتمحر والزبيب
والشعي وغيه ما كان يقتات به العرب يوُمئمذ.
وهذا ما جعل النب صلِّىَ ال علِّيه سلِّم يدد زأكاة الفطر بالصاع.
المر الثان :أن النقوُد تتغي قدرتا الشرائية منم وقت لخر ،فأحيانُاد ند الريال منخمفض القيمحة ،وقوُته
الشرائية متدنُية جددا ،وف أحيان أخرىً ترتفع قيمحته الشرائية ف السوُاق ،ما يعل تديد الزكاة بالنقوُد
مضطرباد بي الصعوُد والبَوُط ،ول يستقر علِّىَ حال ،ولذا حددها النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم بقدار ل
يتلِّف ول يضطرب وهوُ الصاع .والصاع هذا يشبَع عائلِّة ليوُم طعاماد ف الغالب.
وقد حدد النب علِّيه الصلة والسلم القوُات الت كانُت شائعة ف عصره ،وهي ليست علِّىَ سبَيل
الصر ،ولذا قال العلِّمحاء بأن الخراج منم غالب قوُت البَلِّد جائز ،سوُاء أكان برراد أم أرزأاد أم ذرة أم غي
ذلك.
والصاع يساوي ربعة وزأيادة بقدار قلِّيل ،أي نوُ كيلِّوُينم منم الطعام )2كلِّغم( أو خسة أرطال تقريبَدا.
ويإكحنم دفع القيمحة ،علِّىَ مذهب أب حنيفة.
وإن كان موُسراد فالفضل أن يدفع زأيادة علِّىَ قيمحة الصاع ،لن الطعام ل يعد مقصوُراد هذه اليام علِّىَ
ل ،بل لبد أن يكحوُن معه اللِّحم والرق والضر والفاكهة وغي ذلك .وال أعلِّم الرزأ مث د
قضاء رمضان بعد مرور رمضان آخإر
س :إذا أفطرت لعذر بضعة أيام منم رمضان ،وجاء رمضان آْخر ول أقض ما علِّلي ،فمحا الكحم ف ذلك،
هل أقضي وأفدي؟ وإذا حدث لدي شك ف عدد اليام الت أفطرتا ،فمحا افعل حت أزأيل هذا الشك
وأرضي ال تعال ؟
ييب فضيلِّة الدكتوُر يوُسف القرضاوي حفظه ال:
ج :بعض الئمحة يقوُلوُن ،بأنُه إذا مر رمضان وجاء رمضان آْخر ول يقض ما علِّيه منم أيام أفطرها ف
رمضان السابق ،فعلِّيه القضاء والفدية ،هي إطعام مسكحي عنم كل يوُم مداد منم غالب قوُت البَلِّد ،والد
يساوي تقريبَاد نُصف كيلِّوُ غرام ،يزيد قلِّيل.
هذا ف مذهب الشافعية ،والنابلِّة ،عمحل با جاء عنم عدد منم الصحابة ،والئمحة الخرون ل يوُجبَوُا
هذا .علِّىَ كل حال ،فإن حدث معه مثل هذا فعلِّيه القضاء جزمدا ،أما الطعام أو الفدية فإن فعلِّها
فحسنم ،وإن تركها فل حرج علِّيه إن شاء ال ،حيث ل يصح شيء ف ذلك عنم النب صلِّىَ ال علِّيه
وسلِّم.
183
أما عند الشك ف عدد اليام ،فيعمحل النُسان بغالب الظنم ،أو باليقي ..فلِّكحي يطمحئمنم النُسان علِّىَ
سلمة دينه وبراءة ذمته ،فلِّيصم الكثر ،وله علِّىَ ذلك مزيد الجر والثوُاب
استحباب الصوم في شعبان
س :هل هناك أيام معينة ف شهر شعبَان يستحب فيها الصيام ؟
ييب فضيلِّة الدكتوُر يوُسف القرضاوي حفظه ال:
ج :شهر شعبَان كان منم الشهوُر الت يرصا النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم علِّىَ أن يصوُم فيها أكثر منم
غيه منم الشهوُر .روت عائشة رضي ال عنها أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ل يستكحمحل صيام شهر قط
غي رمضان ،علِّىَ خلف ما يفعل بعض الناس ف بعض البَلد العربية ،حيث يصوُموُن ثلثة أشهر:
رجب ،شعبَان ،ورمضان.
واليام الستة منم شوُال ،الت يسمحوُنا )البَيض( يبَدأ الصيام عندهم منم أول رجب إل السابع منم شوُال،
ما عدا يوُم العيد ،الول منم شوُال .وهذا ل يرد عنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ول عنم الصحابة ول عنم
التابعي.
كان النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يصوُم منم كل شهر ،وتقوُل عائشة :كان يصوُم حت نُقوُل :ل يفطر.
ويفطر حت نُقوُل :ل يصوُم ،وأحيانُاد يصوُم الثني والمحيس ،وأحيانُاد ثلثة أيام منم كل شهر ،وخاصة
اليام البَيض القمحرية .وأحيانُاد يصوُم يوُماد ويفطر يوُمدا ،كمحا كان يفعل داود علِّيه السلم )أحب الصيام
إل ال صيام داود ،كان يصوُم يوُماد ويفطر يوُمدا( .
وكان علِّيه الصلة والسلم أكثر ما يصوُم ف شهر شعبَان ،وكأن ذلك نُوُع منم التهيؤ والستعداد
لستقبَال رمضان.
أما أن يصوُم أياماد مددة ،فلِّم يرد قط.
وف الشرع ل يوُزأ تصيص يوُم معي بالصيام ،أو ليلِّة معينة بالقيام دون سند شرعي ..إن هذا المر
ليس منم حق أحد أياد كان وإنا هوُ منم حق الشارع فحسب.
تصيص الوقات ،أو تصيص الماكنم بالعبَادات ،وتديد الصوُر والكحيفيات ،هذا منم شأن الشارع
ومنم حقه ،وليس منم شأن البَشر.
الحتلم والغسل للصائم
إذا احتلِّمحت وأنُا نُائم ف نار رمضان ،ث اغتسلِّت لتطهر منم النابة ،فهل هذا الغسل يفطر أم ل ؟
ييب فضيلِّة الدكتوُر يوُسف القرضاوي حفظه ال:
كنت أظنم السائل يسأل عنم الحتلم :هل يفطر أم ل؟ فقد يشتبَه ذلك علِّىَ بعض الناس .وأبادر
فأقوُل:
184
إن الحتلم ل يفطر ..لنُه شيء ل دخل للنُسان فيه ،ول يقصد إليه ،فهوُ ل يفطر ..نُزول الن
ف الحتلم ل يفطر ..وكذلك بالطبَع الستحمحام ل يفطر ،فإنُه طهارة أمر با الشارع الكحيم
وفرضها علِّىَ السلِّم ،وحت لوُ دخل الاء منم أذنُيه فهوُ ل يفطر ،ولوُ كان يتمحضمحض ودخل الاء
رغمحاد عنه وهوُ يتمحضمحض للِّوُضوُء أو للِّغسل ،فهوُ أيضاد غي مفطر لنُه منم الطأ العفوُ عنه ،وال
تعال يقوُل ) :وليس علِّيكحم جناح فيمحا أخطأت به ،ولكحنم ما تعمحدت قلِّوُبكحم( }الحزاب.َ{5 :
والرسوُل يقوُل) :إن ال تاوزأ ل عنم أمت الطأ والنسيان( ]رواه الطبان ف الوسط عنم ابنم عمحر
بإسناد صحيح كمحا قال السيوُطي ف الشبَاه ،ورواه ف الكحبَي عنم ابنم عبَاس ورواه الاكم أيضاد عنه،
وقال :صحيح كمحا رواه الطبان عنم ثوُبان وأيضاد .رواه ابنم ماجة عنم ابنم عبَاس وأب ذر وهوُ منم
أحاديث الربعي النوُوية[
استعمالا الحقنة الشرجية واللبوس ونحوها للصائم
س :هل تفطر القنم الت تؤخذ ف الوُريد أو العضل ،وكذلك القنم الشرجية واستعمحال الرهم أو اللِّبَوُس
ف فتحة الشرج لجل البَوُاسي أو غيها ؟
ييب فضيلِّة الدكتوُر يوُسف القرضاوي حفظه ال:
ج :ل يهل أحد معن الصوُم البَسيط ،وهوُ المتناع عنم الكل والشرب ومبَاشرة النساء ،وهي أموُر
نُص علِّيها القرآْن .ول يهل أحد كذلك معن هذه الموُر المحنوُعة ،فقد كان يفهمحها بداة العراب ف
عهد النبَوُة ،ول يتاجوُا ف فهم معن الكل أو الشرب إل حدود وتعريفات منطقية .ول يهل أحد
كذلك الكحمحة الول للِّصيام ،وهي إظهار العبَوُدية ل تعال بتك شهوُات السد طلِّبَاد لرضاته سبَحانُه
كمحا قال ف الديث القدسي )كل عمحل ابنم آْدم له إل الصوُم فإنُه ل ،وأنُا أجزي به ،يدع طعامه
وشرابه وشهوُته منم أجلِّي )]رواه البَخماري[.
وإذا تبَي ذلك رأينا أن تعاطي القنم بأنُوُاعها ،واستعمحال الراهم ونوُها ما ذكره السائل ليس أكل ول
شراباد ف لغة ول عرف ،ول تناف قصد الشارع منم الصيام فهي لذلك ل تفطر .ول موُضع للِّتشديد ف
أمر ل يعل ال فيه منم حرج ،قال تعال ف آْية الصيام )يريد ال بكحم اليسر ول يريد العسر( }البَقرة:
َ{185قال ابنم حزم :ل ينقض الصوُم حقنة )يعنوُن با القنة الشرجية إذ القنم العرقية واللِّدية ل
تكحنم عرفت ف عهدهم) ول سعوُط "نُشوُق" ول تقطي ف أذن أو ف إحلِّيل أو ف أنُف ول استنشاق
ل،
وإن بلِّغ اللِّقوُم ،ول مضمحضة دخلِّت اللِّق منم غي تعمحد ،ول كحل وإن بلِّغ إل اللِّق ناراد أو لي د
بعقاقي أو غيها ،ول غبَار طحنم ،أو غربلِّة دقيق أو حناء أو عطر ،أو حنظل ،أو أي شئ كان ،ول
ذباب دخل اللِّق بغلِّبَة ...ال.
185
واستدل ابنم حزم لا ذهب إليه فقال" :إنا نانُا ال ف الصوُم عنم الكل والشرب والمحاع وتعمحد القيء
والعاصي .وما علِّمحنا أكلد ول شرباد يكحوُن منم دبر أو إحلِّيل أو أذن أو عي أو أنُف أو منم جرح ف
البَطنم أو الرأس .وما نينا قط عنم أن نُوُصل إل الوُف بغي الكل والشرب ما ل يرم علِّينا إيصاله".
وقال شيخ السلم ابنم تيمحية ف الكححل والقنة والتقطي ف الحلِّيل ووصوُل الدواء إل الوُف عنم
طريق جراحة ...ال " :.الظهر أنُه ل يفطر بشيء منم ذلك فإن الصيام منم دينم السلم الذي يتاج
إل معرفته الاصا والعام ،فلِّوُ كانُت هذه الموُر ما حرمها ال ورسوُله ف الصيام ويفسد الصوُم با
لكحان هذا ما يب علِّىَ الرسوُل بيانُه ،ولوُ ذكر ذلك لعلِّمحه الصحابة وبلِّغوُه المة كمحا بلِّغوُا سائر
شرعه .فلِّمحا ل ينقل أحد منم أهل العلِّم عنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ف ذلك حديثاد صحيحاد ول
ضعيفاد ول مسنداد ول مرسلد علِّم أنُه ل يذكر شيئماد منم ذلك وال أعلِّم
إفطار بعض اليام عمعدا في رمضان
س :ما حكحم منم صام أياماد منم رمضان وأفطر أياماد أخر متعمحداد ؟ أتتسب له اليام الت صامها أم ل
تتسب ؟
ييب فضيلِّة الدكتوُر يوُسف القرضاوي حفظه ال:
ج :هذا السؤال منم جنس السؤال السابق ،وجوُابنا علِّيه أن كل شيء بسابه .والسألة ليست ف اليام
الت صامها هل تسب أم ل ؟ بل ف اليام الت أفطرها هل تعوُض أم ل ؟ ول يإكحنم أن يعوُض يوُم منم
رمضان إل بيوُم مثلِّه منم رمضان آْخر ،وكل رمضان يأت مشغوُل بوُاجب الصوُم فيه ل مالة .ولذلك
قال أبوُ هريرة رضي ال عنه) :منم أفطر يوُماد منم أيام رمضان ل يعوُضه يوُم منم أيام الدنُيا )]رواه
التمذي واللِّفظ له ،وأبوُ داود والنسائي وابنم ماجة وابنم خزيإة والبَيهقي عنم أب هريرة وف أحد رجاله
مقال[ .ويروىً عنه أن رجلد أفطر ف رمضان فقال أبوُ هريرة :ل يقبَل منه صوُم سنة .وعنم ابنم
مسعوُد :منم أفطر يوُماد منم رمضان منم غي رخصة ل يزه صيام الدهر وإن صامه .ويروىً عنم أب بكحر
وعلِّي نوُ ذلك ..فلِّيتق ال امرؤ مسلِّم ف دينه ،وليحرصا علِّىَ صيام رمضان ،ولينتصر علِّىَ شهوُاته،
فمحنم انزم أمام بطنه ل ينتصر ف ميدان منم اليادينم
المضمضة والستنشاق للصائم
س :هناك منم يقوُل بأن الضمحضة أو الستنشاق ف الوُضوُء يؤثر علِّىَ صحة صيام الصائم ،فمحا مدىً
صدق هذا القوُل ؟
ييب فضيلِّة الدكتوُر يوُسف القرضاوي حفظه ال:
ج :الضمحضة والستنشاق ف الوُضوُء ،إما سنتان منم سننه كمحا هوُ مذهب الئمحة الثلثة أب حنيفة
ومالك والشافعي ،وإما فرضان منم فروضه كمحا هوُ مذهب المام أحد الذي اعتبها جزءاد منم غسل
الوُجه الأموُر به .وسوُاء كانُتا منم السننم أم الفرائض ،فل ينبَغي تركهمحا ف الوُضوُء ف صيام أو فطر .كل
186
ما علِّىَ السلِّم ف حالة الصيام أل يبَالغ فيهمحا .كمحا يبَالغ ف حالة الفطار فقد جاء ف الديث) :إذا
استنشقت فأبلِّغ أل أن تكحوُن صائمحدا( ]أخرجه الشافعي وأحد والربعة والبَيهقي . [.فإذا تضمحض
الصائم أو استنشق وهوُ يتوُضأ ،فسبَق الاء إل حلِّقه منم غي تعمحد ول إسراف ،فصيامه صحيح ،كمحا
لوُ دخل غبَار الطريق ،أو غربلِّة الدقيق ،أو طارت ذبابة إل حلِّقه ،لن كل هذا منم الطأ الرفوُع عنم
هذه المة .وإن خالف ف ذلك بعض الئمحة .علِّىَ أن الضمحضة لغي الوُضوُء أيضاد ل تؤثر علِّىَ صحة
الصيام .ما ل يصل الاء إل الوُف
خإروج المرأة لصلة التراويح
بعض السلِّمحات يوُاظب علِّىَ صلة التاويح ف السجد ،ترج إحداهنم إل الصلة بدون إذن زأوجها،
كمحا أن بعضهنم تسمحع أصوُاتنم متحدثات ف السجد ،فمحا حكحم صلتنم،؟ وهل هي واجبَة علِّيهنم ؟
ييب فضيلِّة الدكتوُر يوُسف القرضاوي حفظه ال:
صلة التاويح ليست واجبَة علِّىَ النساء ول علِّىَ الرجال ،وإنا هي سنة لا منزلتها وثوُابا العظيم عند
ال .روىً الشيخمان عنم أب هريرة قال :يأمرهم بعزيإة ث يقوُل( :منم قام رمضان إيإانُاد واحتساباد غفر ال
له ما تقدم منم ذنُبَه( .
منم صلِّىَ التاويح بشوُع واطمحئمنان مؤمناد متسبَدا ،وصلِّىَ الصبَح ف وقتها ،فقد قام رمضان واستحق
مثوُبة القائمحي.
وهذا يشمحل الرجال والنساء جيعدا .إل أن صلة الرأة ف بيتها أفضل منم صلتا بالسجد ،ما ل يكحنم
وراء ذهابا إل السجد فائدة أخرىً غي مرد الصلة ،مثل ساع موُعظة دينية ،أو درس منم دروس
العلِّم ،أو ساع القرآْن منم قاريء خاشع ميد .فيكحوُن الذهاب إل السجد لذه الغاية أفضل وأول.
وباصة أن معظم الرجال ف عصرنُا ل يفقهوُن نُساءهم ف الدينم ،ولعلِّهم لوُ أرادوا ل يدوا عندهم
القدرة علِّىَ الوُعظة والتثقيف ،فلِّم يبَق إل السجد مصدراد لذلك فينبَغي أن تتاح لا هذه الفرصة ،ول
يال بينها وبي بيوُت ال .ول سيمحا أن كثياد منم السلِّمحات إذا بقي ف بيوُتنم ل يدن الرغبَة أو
العزيإة الت تعينهنم علِّىَ أداء صلة التاويح منفردات بلف ذلك ف السجد والمحاعة.
علِّىَ أن خروج الرأة منم بيتها ولوُ إل السجد يب أن يكحوُن بإذن الزوج ،فهوُ راعي البَيت ،والسؤول
عنم السرة ،وطاعته واجبَة ما ل يأمر بتك فريضة ،أو اقتاف معصية فل سع له إذن ول طاعة.
وليس منم حق الرجل أن يإنع زأوجته منم الذهاب إل السجد إذا رغبَت ف ذلك إل لانُع معتب .فقد
روىً مسلِّم عنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال):ل تنعوُا إماء ال مساجد ال(.
ل ،وف حاجة إل بقائها بوُاره تدمه وتقوُم باجته .أو والانُع العتب شرعدا :أن يكحوُن الزوج مريضاد مث د
يكحوُن لا أطفال صغار يتضررون منم تركهم وحدهم ف البَيت مدة الصلة وليس معهم منم يرعاهم،
ونوُ ذلك منم الوُانُع والعذار العقوُلة.
187
وإذا كان الولد يدثوُن ضجيجاد ف السجد ،ويشوُشوُن علِّىَ الصلِّي بكحثرة بكحائهم وصراخهم ،فل
ينبَغي أن تصطحبَهم معها ف فتة الصلة .فإن ذلك وإن جازأ ف صلِّوُات الفرائض اليوُمية لقصر مدتا
ينبَغي أن يإنع ف صلة التاويح لطوُل مدتا ،وعدم صب الطفال عنم أمهاتم هذه الدة الت قد تزيد
علِّىَ الساعة.
وأما حديث النساء ف الساجد ،فشأنُه شأن حديث الرجال ،ول يوُزأ أن يرتفع الصوُت به لغي حاجة.
وباصة الحاديث ف أموُر الدنُيا ،فلِّم تعل الساجد لذا ،إنا جعلِّت للِّعبَادة أو العلِّم.
فعلِّىَ السلِّمحة الريصة علِّىَ دينها أن تلِّتزم الصمحت ف بيت ال ،حت ل تشوُش علِّىَ الصلِّي أو علِّىَ
درس العلِّم ،فإذا احتاجت إل الكحلم ،فلِّيكحنم ذلك بصوُت خافت وبقدر الاجة ،ول ترج عنم الوُقار
والحتشام ف كلمها ولبَسها ومشيتها.
وأحب أن أقوُل هنا كلِّمحة منصفة :إن بعض الرجال يسرفوُن إسرافاد شديداد ف الغية علِّىَ جنس النساء،
والتضييق علِّيهنم ،فل يؤيدون فكحرة ذهاب الرأة إل السجد بال ،برغم الوُاجز الشبَية العالية الت
تفصل بي الرجال والنساء ،والت ل يكحنم لا وجوُد ف عهد النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم وصحابته ،والت
تنع النساء منم معرفة تركات المام إل بالصوُت والسمحاع ،ول غرو أن ترىً بعض هؤلء الرجال
يسمححوُن لنُفسهم ف السجد بالكحلم والحاديث ،ول يسمحح أحدهم لمرأة أن تمحس ف أذن جارتا
بكحلِّمحة ولوُ ف شأن دين ،وهذا مبَعثه التزمت وعدم النُصاف ،والغية الذموُمة الت جاء با الديث:
)إن منم الغية ما يبَغضه ال ورسوُله( ،وهي الغية ف غي ريبَة.
لقد فتحت الياة الديثة البوُاب للِّمحرأة .فخمرجت منم بيتها إل الدرسة والامعة والسوُق وغيها،
وبقيت مرومة منم خي البَقاع وأفضل الماكنم وهوُ السجد .وإن أنُادي بل ترج :،أن أفسحوُا للِّنساء
ف بيوُت ال ،ليشهدن الي ،ويسمحعنم الوُعظة ويتفقهنم ف الدينم ،ول بأس أن يكحوُن منم وراء ذلك
ترويح عنهنم ف غي معصية ول ريبَة ،ما دمنم يرجنم متشمحات متوُقرات بعيدات عنم مظاهر التبج
المحقوُت .والمحد ل رب العالي
السراع في صلة التراويح
س :ما حكحم السراع ف صلة التاويح ؟
ييب فضيلِّة الدكتوُر يوُسف القرضاوي حفظه ال:
ج :ثبَت ف الصحيحي عنم رسوُ ل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أنُه قال) :منم قام رمضان إيإانُاد واحتساباد
غفر له ما تقدم منم ذنُبَه( .فال سبَحانُه وتعال شرع ف رمضان ف ناره الصيام ،وشرع عل لسان
رسوُله ف ليلِّه القيام ،وجعل هذا القيام سبَبَاد للِّتطهر منم الذنُوُب والطايا ..ولكحنم القيام الذي تغفر به
الذنُوُب ،وتغسل فيه الدنُاس ،هوُ الذي يؤديه السلِّم كامل بشروطه وأركانُه وآْدابه وحدوده .وقد علِّمحنا
أن الطمحأنُينة ركنم منم أركان الصلة كقراءة الفاتة ،وكالركوُع وكالسجوُد ..فإن النب صلِّىَ ال علِّيه
188
وسلِّم حينمحا أساء بعض الناس الصلة أمامه ول يؤد لا حقها منم الطمحئمنان ،قال له) :ارجع فصل،
فإنُك ل تصل( .ث علِّمحه كيف تكحوُن الصلة القبَوُلة فقال له) :اركع حت تطمحئمنم راكعدا ،واعتدل حت
تطمحئمنم قائمحدا ،واسجد حت تطمحئمنم ساجددا ،واجلِّس بي السجدتي حت تطمحئمنم جالساد وهكحذا )]رواه
الشيخمان وأصحاب السننم منم حديث أب هريرة[ فالطمحأنُينة ف جيع هذه الركان شرط ل بد منه،
وحد الطمحأنُينة الشروطة قد اختلِّف فيه العلِّمحاء .فمحنهم منم جعل أدنُاه أن يكحوُن مقدار تسبَيحة كأن
يقوُل :سبَحان رب العلِّىَ مثل .وبعضهم كالمام شيخ السلم ابنم تيمحية اشتط أن يكحوُن مقدار
الطمحأنُينة ف الركوُع والسجوُد نوُ ثلث تسبَيحات ،فقد جاء ف السنة أن التسبَيح ثلث ،وذلك أدنُاه،
فل بد أن تطمحئمنم بقدار ثلث تسبَيحات ..ويقوُل ال عز وجل[ :قد أفلِّح الؤمنوُن .الذينم هم ف
صلتم خاشعوُن] ]الؤمنوُن.[1،2 :
والشوُع نُوُعان :خشوُع بدن ،وخشوُع قلِّب.
فخمشوُع البَدن :أن يطمحئمنم البَدن ول يعبَث ول يلِّتفت الرء تلِّفت الثعلِّب .ول ينقر الركعات والسجدات
نُقر الديكحة وإنا يؤديها بأركانا وحدودها كمحا شرعها ال عز وجل..
لبد إذن منم خشوُع البَدن ..ول بد منم خشوُع القلِّب ...
وخشوُع القلِّب معناه استحضار عظمحة ال عز وجل ،وذلك بالتأمل ف معان اليات الت تتلِّىَ ،وبتذكر
الخرة ،وبتذكر أن الصلِّي بي يدي ال عز وجل ..وأن ال تعال يقوُل ف الديث القدسي )قسمحت
الصلة بين وبي عبَدي نُصفي ،فإذا قال العبَد :المحد ل رب العالي .قال ال تعال :حدن عبَدي،
وإذا قال :الرحنم الرحيم .قال ال عز وجل :أثن علِّيي عبَدي .وإذا قال :مالك يوُم الدينم .قال ال
تعال :مدن عبَدي .وإذا قال :إياك نُعبَد وإياك نُستعي ،قال ال تعال :هذا بين وبي عبَدي ،وإذا
قال :اهدنُا الصراط الستقيم .قال ال تعال :هذا لعبَدي .و لعبَدي ما سأل( ]رواه مسلِّم[ .فال
سبَحانُه وتعال ليس بعزل عنم الصلِّي ،ولكحنه ييبَه فل بد أن يتجاوب السلِّم الصلِّي مع ال عز وجل،
وأن يستحضر قلِّبَه ف كل حركة منم حركات الصلة ،وف كل وقت منم أوقاتا ،وف كل ركنم منم
أركانا ،فالذينم يصلِّوُن وكل ههم أن يفرغوُا منم الصلة ،وأن يتخملِّصوُا منها ،وأن يلِّقوُها كأنا عبء
فوُق ظهوُرهم ،فإنا ليست هذه هي الصلة الطلِّوُبة وكثي منم الناس يصلِّوُن ف رمضان العشرينم
والثلث والعشرينم ركعة ف دقائق معدودات ،كل هه أن يطف الصلة خطفدا ،وأن ينتهي منها ف
أسرع وقت مكحنم ...ل يتم ركوُعها ول سجوُدها ول خشوُعها ..فهذه كمحا ورد ف الديث) :تعرج إل
السمحاء وهي سوُداء مظلِّمحة تقوُل لصاحبَها :ضيعك ال كمحا ضيعتن( .والصلة الاشعة الطمحئمنة تعرج
إل السمحاء بيضاء نُاصعة تقوُل لصاحبَها :حفظك ال كمحا حفظتن.
ونُصيحت لكحثي منم الئمحة والصلِّي الذينم يصلِّوُن هذا العدد بغي إتقان ول خشوُع ول حضوُر قلِّب ول
سكحوُن بدن ،أن يصلِّوُا ثان ركعات مطمحئمنة خاشعة متقنة خي منم هذه العشرينم ،فلِّيست العبة بالكحلم
189
والكحثرة ،ولكحنم العبة بالكحيف والنوُع ...العبة ف الصلة نُفسها ..هل هي صلة الاشعي ؟ أم هي
صلة الاطفي ؟
نُسأل ال عز وجل أن يعلِّنا منم الؤمني الاشعي
هل تقبل صيام تارك الصلة ؟
هل يقبَل الصيام منم تارك الصلة ؟ أم أن العبَادات كلِّها مقرونُة بعضها ببَعض بيث ل يقبَل شيء
منها إذا ترك الخر؟
ييب فضيلِّة الدكتوُر القرضاوي:
السلِّم مطالب أن يؤدي العبَادات كلِّها :يقيم الصلة ويؤت الزكاة ويصوُم رمضان ويجه البَيت مت
استطاع إليه سبَيل .فمحنم ترك واحدة منم هذه الفرائض بغي عذر يعتد ال به ،فلِّعلِّمحاء السلم فيه آْراء
شت ،فمحنهم منم يذهب إل كفره بتك أي واحدة منها .ومنهم منم يكحفر تارك الصلة ومانُع الزكاة.
ومنهم منم يكحفر تارك الصلة فحسب ،لنزلتها ف دينم ال ولا ورد أن )بي العبَد وبي الكحفر ترك
الصلة( رواه مسلِّم.
ل.
ومنم ذهب إل تكحفي تارك الصلة عمحددا ،فل يظنم أن يقبَل صوُمه ،إذ الكحافر ل تقبَل له عبَادة أص د
ومنهم منم يبَقي علِّيه إيإانُه وإسلمه ما دام مصدقاد بال ورسوُله وما جاء به غي جاحد ول مرتاب.
ويكحتفي هذا الفريق منم العلِّمحاء بوُصفه بالفسوُق عنم أمر ال.
ولعل هذا الرأي وال أعلِّم هوُ أعدل القوُال وأقربا .وعلِّىَ هذا فإذا قصر لكحسل أو هوُىً ف بعض
الفرائض غي منكحر ول مستهزئ وأدىً البَعض الخر ،كان نُاقص السلم ،ضعيف اليإان ،ويشىَ
علِّىَ إيإانُه إذا استمحر علِّىَ التك .ولكحنم ال تعال ل يضيع أجر عمحل أحسنه .بل له عند ال بقدر
عمحلِّه :له مثوُبة ما أدىً .وعلِّيه وزأر ما فرط [وكل صغي وكبَي مستطر] }القمحر[ َ{53:فمحنم يعمحل
مثقال ذرة خياد يره ومنم يعمحل مثقال ذرة شراد يره] }الزلزلةَ{7،8 :
المسافة التي يجوز للمسافر فيها الفطار
ما هي السافة الت يوُزأ للِّمحسافر إذا قطعها أن يفطر هل هي حقاد 81كيلِّوُ متاد ؟ وهل يوُزأ له أل
يفطر إذا ل يوُاجه مشقة ف سفره ؟
ييب فضيلِّة الدكتوُر يوُسف القرضاوي حفظه ال:
ج :أما السافر فلِّه أن يفطر بنص القرآْن الكحري[ :فمحنم كان منكحم مريضاد أو علِّىَ سفر فعدة منم أيام
أخر] والسافة قد اختلِّف فيها الفقهاء ولكحنم هذه السافة الت يسأل عنها السائل وهوُ أكثر منم 80
كيلِّوُ متاد أعتقد أن المحيع يوُافقوُن علِّيها وقد قدرت السافة لقصر الصلة ولباحة الفطر عند أكثر
الذاهب بنحوُ 84كيلِّوُ متاد وهذه التقديرات تقريبَية ...ول ييء عنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ول
عنم أصحابه تقدير بالت ول بالكحيلِّوُ مت ،فهذه السافة كافية ،وإن كان بعض العلِّمحاء ل يشتط مسافة
190
أصل ،فإن كل سفر يسمحىَ سفراد لغة وعرفاد ييز فيه قصر الصلة ،كمحا ييز فيه للِّمحسافر أن يفطر..
هذا ما قرره القرآْن الكحري وما قررته السنة ،وهوُ مي ف ذلك ،فقد كان أصحاب الرسوُل صلِّىَ ال علِّيه
وسلِّم يسافرون مع النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قالوُا :فمحنا الصائم ومنا الفطر ،فلِّم يعب الفطر علِّىَ
الصائم ،ول يعب الصائم علِّىَ الفطر .ولكحنم السافر الذي يشق علِّيه الصوُم مشقة شديدة يكحره له أن
يصوُم ،بل ربا حرم علِّيه لقوُل النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ف رجل ظلِّل علِّيه منم شدة مشقة الصوُم
علِّيه ،فسأل عنه فقالوُا :صائم .فقال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم) :ليس منم الب الصيام ف السفر( ]رواه
البَخماري[ وذلك فيمحنم اشتدت الشقة علِّيه ،ومنم ل يشق علِّيه فهوُ باليار كمحا قلِّنا ،يصوُم أو يفطر،
ولكحنم ما أفضلِّهمحا ؟
اختلِّف العلِّمحاء ،بعضهم فضل الصيام ،وبعضهم فضل الفطر ،وقال عمحر ابنم عبَد العزيز :أيسرها
أفضلِّهمحا .فبَعض الناس يكحوُن أيسر علِّيه أن يصوُم مع الصائمحي ،لئمل يقضي بعد ذلك أياماد والناس
مفطرون ،فهذا نُقوُل له :صم .وبعض الناس يرىً أن الفطر علِّيه أيسر ف رمضان ،ليقضي أموُردا،
ويقضي حاجات ويتحرك بسهوُلة ،ف قضاء ما شرع ال له وما أباح له فهذا نُقوُل له :افطر واقض عدة
منم أيام أخر .فأيسرها علِّىَ صاحبَه فهوُ أفضل .وروىً أبوُ داود عنم حزة ابنم عامر السلِّمحي قال :قلِّت
يا رسوُل ال إن صاحب ظهر )أي صاحب ركوُبة( أعاله وأسافر علِّيه ،وإنُه ربا صادفن هذا الشهر
وأنُا أجد القوُة ،وأنُا شاب ،وأجدن أن أصوُم يا رسوُل ال أهوُن علِّلي منم أن أؤخر فيكحوُن ديناد علِّي،
أفأصوُم يا رسوُل ال ؟ أعظم لجري ؟ أم أفطر ؟ قال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم) :أي ذلك
شئمت يا حزة( .أي اخت ما يتيسر لك.
وف رواية النسائي عنه :أنُه قال لرسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم :أجد قوُة علِّىَ الصيام ف السفر ،فهل
علِّلي جناح ؟ قال) :هي رخصة ال لك ،فمحنم أخذ با فحسنم ،ومنم أحب أن يصوُم فل جناح علِّيه( .
هذا هوُ شرع ال ف السافر .وليس منم الضرورة ول منم الشرط ف هذه الرخصة أن تكحوُن الشقة شديدة
أن تتحقق الشقة ،بل السفر نُفسه مبَيح للِّفطر ،ل يعلِّق ال الرخصة علِّىَ الشقة ،وإنا علِّقها علِّىَ
السفر .فان الشقة لوُ علِّق با الكحم لختلِّف الناس فيها اختلفاد شديددا ،فالتزمت يعان أصعب
الشقات ،ومع هذا يقوُل :ليست هذه مشقة فيكحلِّف نُفسه ما يرهقها ،وما يعنتها ،وال ل يريد إعنات
عبَاده .والتخص يعتب أدن جهد مشقة علِّيه.
لذا علِّق ال حكحم الفطار ف السفر ،علِّىَ السفر نُفسه ،فلِّوُ سافر النُسان ف طائرة أو ف قطار أو ف
سيارة ،فلِّه أن يفطر ،فإن السألة أن علِّيه الدينم ،علِّيه أن يقضي عدة منم أيام أخر ،ل يسقط عنه
الصوُم سقوُطاد أبديدا ،إنا هوُ سقوُط مؤجل ،سقوُط إل بدل آْخر ،إل القضاء ،فهوُ مي ف هذه الالة
ولوُ ل يلِّب السفر له الشقة .والذي جرب السفار يعلِّم أن السفر ف نُفسه قطعة منم العذاب ،سوُاء
أسافشر النُسان علِّىَ الدابة أم سافر علِّىَ الطائرة ،فمحجرد ابتعاد النُسان عنم مل استقراره ،ومرد بعده
191
عنم أهلِّه ،يشعر شعوُراد نُفسياد بأنُه غي طبَيعي ،وغي مطمحئمنم ف حياته ،وغي مستقر .لذه العان
النفسية ،فوُق العان البَدنُية شرع ال الفطر ،ولغيها منم الكحم ما نُعلِّم وما ل نُعلِّم ،وحسبَنا أن نُقف
عند النص ول نُتفلِّسف ول نُضيع أو ندر أو نُبَطل رخصة رخصها ال لعبَاده[ يريد ال بكحم اليسر ول
يريد بكحم العسر] وال أعلِّم
المرأة وصلة التراويح
هل الفضل للِّمحرأة ف شهر رمضان البَارك أن تصلِّي التاويح ف البَيت أم ف السجد؟
ييب فضيلِّة الدكتوُر يوُسف القرضاوي حفظه ال:
ج :صلة التاويح بالنسبَة للِّمحرأة وللِّرجل جيعدا ،يوُزأ أن تؤدىً ف البَيت ويوُزأ أن تؤدىً ف السجد،
إل أن صلة الرأة ف بيتها بصفة عامة أفضل .ولكحنم إذا كانُت الرأة تستفيد ف السجد درساد علِّمحياد أو
تسمحع موُعظة تنتفع با ف دينها ،تكحوُن صلتا ف السجد افضل لا .فإن طلِّب العلِّم والتفقه ف الدينم
فرض علِّيها.
والقيقة أن أرىً النساء ف هذه اليام مرومات منم التوُجيهات الدينية النافعة ،والدروس العلِّمحية الت
تفقهها ف دينها ،وتعرفها حق ربا وواجب طاعته وعبَادته والستقامة علِّىَ نجه ،كمحا تعرفها حق
زأوجها ،وحق أولدها ،فل الزوج يعلِّمحها ذلك ،ول هي تسعىَ إل دروس العلِّم.
فإذا كان رمضان ،وأمكحنم أن تستفيد ما يلِّقىَ فيه منم دروس وموُاعظ ،فالفضل لا أن تذهب إل
السجد ،وإل فلِّها أن تصلِّي ف البَيت ،وإذا رغبَت علِّىَ أي حال أن تصلِّي ف السجد ،فلِّيس لزوجها
أن يإنعها ،فالنب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يقوُل) :ل تنعوُا إماء ال مساجد ال( ]رواه مسلِّم[ بشرط أن
تلِّتزم الرأة الدب السلمي ف ملبسها وف مشيتها ،ول تتبج بزينة ،ول تذهب متبَخمتة كأنا تعرض
نُفسها ..ل ينبَغي هذا ،وإنا ليكحنم ذهابا خالصاد ل ،ل للِّفرجة ول للِّمحبَاهاة ،وهذا ما ينبَغي أن ترصا
علِّيه الرأة السلِّمحة
قضاء ما فات من رمضان في شعبان
هل يوُزأ قضاء ما يفطر السلِّم منم رمضان ف شهر شعبَان ؟
ييب فضيلِّة الدكتوُر يوُسف القرضاوي حفظه ال:
ما فات منم رمضان منم أيام علِّىَ السلِّم أو علِّىَ السلِّمحة فعلِّيه أن يقضيه عند الستطاعة حينمحا تتاح له
الفرصة ،طيلِّة أشهر العام ،قبَل رمضان التال ،ومعن هذا أن أمام السلِّم أحد عشر شهراد يستطيع أن
يقضي فيها ما فاته منم رمضان ،سوُاء كان أفطر لعذر مرض أو سفر أو لعذر حيض أو لغي ذلك منم
أعذار.
هناك نُوُع منم السعة ف الشرع ،لقضاء ما فات منم رمضان .يستطيع أن يقضي ف شوُال أي بعد
رمضان مبَاشرة ،وما بعد شوُال .ول شك أن البَادرة أفضل ،مسارعة ف اليات ،كمحا قال تعال[ :
192
فاستبَقوُا اليات] ولن إنُسانُاد ل يضمحنم أجلِّه ،ولذا يكحوُن الحوُط لنفسه ،والضمحنم لخرته أن يعجل
بإبراء ذمته بقضاء ما فاته.
فإذا أجلِّه لعذر ما ،كشدة الر ،أو لضعف وعجز ف صحته ،أو طرأت علِّيه مشاغل ل يتمحكحنم معها
منم الصوُم قضاء ما فاته ،يستطيع أن يقضي إل رمضان الت.
فإذا جاء شعبَان ول يقض ما فاته ،فإن علِّيه أن يقضي ف شعبَان ،لنُه الفرصة الخية وقد كانُت
تفعل ذلك أم الؤمني عائشة رضي ال عنها ،فقد كانُت كثياد ما يفوُتا بعض أيام منم رمضان،
فتقضيها ف شعبَان ..وذلك ل حرج فيه ،وإن كان هناك اشتبَاه لدىً بعض الناس ف هذا المر ،فهذا
ل أساس له منم الشرع ..إذ كل الشهوُر يإكحنم أن تكحوُن مل لقضاء ما فات منم رمضان.
ولكحنم هب أن إنُسانُاد كان مريضاد ف شهر رمضان الاضي ،وحت الن ،وقد وافاه رمضان التال وهوُ
علِّىَ حاله منم الرض ،ل يستطيع قضاء ما فاته إل بشقة شديدة وحرج وإعنات .مثل هذا يبَقىَ ما فاته
منم صيام رمضان شديناد مؤجل علِّيه إل ما بعد رمضان ،حي يستعيد صحته ومقدرته علِّىَ الصيام ،ول
حرج علِّيه ف ذلك ،فال تعال ختم آْية الصوُم بقوُله[ :يريد ال بكحم اليسر ول يريد بكحم
العسر] ]البَقرة[185 :
السحور للصائم
أفيدونُا عنم السحوُر ..هل هوُ شرط ف صحة الصوُم ،أم أنُه ليس كذلك ؟؟
ييب فضيلِّة الدكتوُر يوُسف القرضاوي حفظه ال:
السحوُر ليس شرطاد ف الصيام ،وإنا هوُ سنة ،عنم النب صلِّي ال علِّيه وسلِّم فعلِّها وأمر با ،وقال :
) تسحروا ،فإن ف السحوُر بركة ( ]متفق علِّيه منم حديث أنُس[ .فيسنم السحوُر ويسنم تأخيه ،لنُه
ما يقوُي السلِّم علِّىَ الصيام ،ويفف عنه مشقة الصوُم ؛ لنُه يقلِّل مدة الوُع والعطش ،وقد جاء
هذا الدينم باليسرات ،الت تيسر علِّىَ الناس عبَاداتم ،وترغبَهم فيها ،ومنم ذلك تعجيل الفطوُر
وتأخي السحوُر ،فيسنم للِّمحسلِّم الصائم أن يقوُم إل السحوُر ويتسحر ولوُ بالقلِّيل ولوُ بتمحرة أو شربة
ماء ،عمحل بسنة رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ،وف السحوُر فائدة أخرىً روحية ،وهي التنبَه
والستيقاظ قبَل الفجر ،ساعة السحوُر الت يتجلِّىَ ال فيها لعبَاده ،فيجيب منم دعا ،ويغفر ل
استغفر ،ويتقبَل منم عمحل صالاد .وما أعظم الفرق بي منم يقضي هذا الوُقت ذاكراد تالياد ،منم يإر
علِّيه راقداد نُائمحا
إفطار الكبير والحامل والمرضع والمريض
هل يوُزأ للِّشيخ كبَي السنم أن يفطر ف رمضان وماذا يب علِّيه عند ذلك ؟ وهل يصح للِّمحرأة الامل
أن تفطر ف رمضان خوُفاد علِّىَ الني أن يإوُت ؟ وماذا يب علِّيها ؟ وهل يوُزأ استعمحال الطيب ف
شهر رمضان ؟
193
ييب فضيلِّة الدكتوُر يوُسف القرضاوي حفظه ال:
أما السؤال الول فأجيب عنه بأنُه يوُزأ لثل هذا الشيخ الكحبَي الذي يهده الصوُم ويشق علِّيه مشقة
شديدة ،ومثلِّه الرأة العجوُزأ طبَعدا ،يوُزأ لمحا أن يفطرا ف رمضان ،ومثلِّهمحا كل مريض ل يرجىَ شفاؤه
منم مرضه.
الريض مرضاد مزمندا ،قرر الطبَاء أنُه مستعص علِّىَ العلج ،أو أنُه مزمنم معه ،يوُزأ له أن يفطر ،وهؤلء
إذا أفطروا علِّيهم فدية طعام مسكحي عنم كل يوُم ،رخصة منم ال وتيسيدا .وقال تعال[ :يريد ال بكحم
اليسر ول يريد بكحم العسر] }البَقرة[ َ{185:وما جعل علِّيكحم ف الدينم منم حرج] }الجه َ{78:وقال
ابنم عبَاس رضي ال عنهمحا) :رخص للِّشيخ الكحبَي أن يفطر ،ويطعم عنم كل يوُم مسكحيندا ،ول قضاء
علِّيه( ]رواه الدارقطن والاكم وصححاه[ ،وروىً البَخماري عنه قريبَاد منم هذا :أن ف الشيخ الكحبَي
ونوُه نُزل قوُله تعال[ :وعلِّىَ الذينم يطيقوُنُه فدية طعام مسكحي فمحنم تطوُع خياد فهوُ خي له] }البَقرة:
َ{184أي منم زأاد عنم طعام السكحي فهوُ أفضل وأبقىَ له عند ال .فالشيخ الكحبَي ،والرأة العجوُزأ،
والريض الذي ل يرجىَ برؤه منم مرضه ،كل هؤلء لم أن يفطروا ويتصدقوُا عنم كل يوُم طعام مسكحي
...
وأما السؤال الثان :هل يصح للِّمحرأة الامل أن تفطر ف رمضان إذا خافت علِّىَ جنينها أن يإوُت ؟
فنعم..لا أن تفطر ..بل إذا تأكد هذا الوُف أو قرره لا طبَيب مسلِّم ثقة ف طبَه ودينه ،يب علِّيها
أن تفطر حت ل يإوُت الطفل ،وقد قال تعال[ :ول تقتلِّوُا أولدكم] }النُعام} ،َ{151:والسراء:
َ{31وهذه نُفس متمة ،ل يوُزأ لرجل ول لمرأة أن يفرط فيها ويؤدي با إل الوُت .وال تعال ل
يعنت عبَاده أبددا ،وقد جاء عنم ابنم عبَاس أيضاد أن الامل والرضع منم جاء فيهم (وعلِّىَ الذينم يطيقوُنُه
فدية طعام مسكحي(.
وإذا كانُت الامل والرضع تافان علِّىَ أنُفسهمحا فأكثر العلِّمحاء علِّىَ أن لمحا الفطر وعلِّيهمحا القضاء
فحسب ..وها ف هذه الالة بنزلة الريض .أما إذا خافت الامل أو خافت الرضع علِّىَ الني أو علِّىَ
الوُلد ،نُفس هذه الالة اختلِّف العلِّمحاء بعد أن أجازأوا لا الفطر بالجاع ،هل علِّيها القضاء أم علِّيها
الطعام تطعم عنم كل يوُم مسكحيندا ،أم علِّيها القضاء والطعام معدا ،اختلِّفوُا ف ذلك ،فابنم عمحر وابنم
عبَاس ييزان لا الطعام وأكثر العلِّمحاء أن علِّيها القضاء ،والبَعض جعل علِّيها القضاء والطعام ،وقد
يبَدو ل أن الطعام وحده جائز دون القضاء ،بالنسبَة لمرأة يتوُال علِّيها المحل والرضاع ،بيث ل
تد فرصة للِّقضاء ،فهي ف سنة حامل ،وف سنة مرضع ،وف السنة الت بعدها حامل ..وهكحذا ..يتوُال
علِّيها المحل والرضاع بيث ل تد الفرصة للِّقضاء ،فإذا كلِّفناها قضاء كل اليام الت أفطرتا للِّحمحل
أو للرضاع معناها أنُه يب علِّيها أن تصوُم عدة سنوُات متصلِّة بعد ذلك ،وف هذا عسر ،وال ل يريد
194
بعبَاده العسر .هذا بالنسبَة للِّسؤال الثان .وأما السؤال الثالث عنم استعمحال الطيب ف شهر رمضان فهوُ
جائز ول يقل أحد برمة استعمحال الطيب ف رمضان ول بأنُه مفسد للِّصوُم ،وال أعلِّم.
لقد أجريت ل عدة عمحلِّيات ،ومنعن الطبَيب منم الصيام ،وصمحت بعد العمحلِّيات بسنتي وتعبَت منم
ذلك الصيام ،وأنُا رجل عاقل ،فهل يصح ل أن أتصدق بدل الصيام؟ وهل يصح ل أن أعطي نُقوُداد
لبَعض الضعفاء والتاجي نُظي إفطاري ف نار رمضان؟
أجع أهل العلِّم علِّىَ إباحة الفطر للِّمحريض ،لقوُله تعال[ :شهر رمضان الذي أنُزل فيه القرآْن هدىً
للِّناس وبينات منم الدىً والفرقان ،فمحنم شهد منكحم الشهر فلِّيصمحه ،ومنم كان مريضاد أو علِّىَ سفر
فعدة منم أيام أخر ،يريد ال بكحم اليسر ول يريد بكحم العسر] }البَقرة َ{185:فبَالنص والجاع يوُزأ
الفطر للِّمحريض ،ولكحنم ما الرض البَيح للِّفطر ،إنُه الرض الذي يزيده الصوُم ،أو يؤخر الشفاء علِّىَ
صاحبَه ،أو يعلِّه يتجشم مشقة شديدة ،بيث ل يستطيع أن يقوُم بعمحلِّه الذي يتعيش منه ويرتزق منه،
فمحثل هذا الرض هوُ الذي يبَيح الفطر ،فيل للمام أحد :مت يفطر الريض ؟ قال :إذا ل يستطع .قيل
له :مثل المحىَ ؟ قال :وأي مرض أشد منم المحىَ ؟ وذلك ،أن المراض تتلِّف ،فمحنها مال أثر للِّصوُم
فيه ،كوُجع الضرس وجرح الصبَع والدمل الصغي وما شابها ،ومنها ما يكحوُن الصوُم علجاد له،
كمحعظم أمراض البَطنم ،منم التخممحة ،والسهال ،وغيها فل يوُزأ الفطر لذه المراض ،لن الصوُم ل
يضر صاحبَها بل ينفعه ،ولكحنم البَيح للِّفطر ما ياف منه الضرر .والسلِّيم الذي يشىَ الرض بالصيام،
يبَاح له الفطر أيضاد كالريض الذي ياف زأيادة الرض بالصيام .وذلك كلِّه يعرف بأحد أمرينم:
إما بالتجربة الشخمصية .وإما بإخبَار طبَيب مسلِّم موُثوُق به ،ف فنه وطبَه ،وموُثوُق به ف دينه وأمانُته،
فإذا أخبه طبَيب مسلِّم بأن الصوُم يضره ،فلِّه أن يفطر ،وإذا أبيح الفطر للِّمحريض ولكحنه تمحل وصام
مع هذا فقد فعل مكحروهاد ف الدينم لا فيه منم الضرار بنفسه ،وتركه تفيف ربه وقبَوُل رخصته ،وإن
كان الصوُم صحيحاد ف نُفسه ،فإن تقق ضرره بالصيام وأصر علِّيه فقد ارتكحب مرمدا ،فإن ال غن عنم
تعذيبَه نُفسه .قال تعال[ :ول تقتلِّوُا أنُفسكحم .إن ال كان بكحم رحيمحدا] }النساء.َ{29:
بقي شيء منم سؤال السائل وهوُ :هل يوُزأ له أن يتصدق بدل اليام الت أفطرها وهوُ مريض ؟ فنقوُل
له :الرض نُوُعان :مرض مؤقت يرجىَ الشفاء منه وهذا ل يوُزأ فيه فدية ول صدقة ،بل لبد منم قضائه
كمحا قال تعال[ :فعدة منم أيام أخر] فإذا أفطر شهراد فعلِّيه شهر وإذا أفطر يوُماد فعلِّيه يوُم ،فإذا أفطر
أياماد فعلِّيه أن يقضي مثلِّها حي يأتيه ال بالصحة وتتاح له فرصة القضاء ..هذا هوُ الرض الؤقت.
أما الرض الزمنم فحكحم صاحبَه كحكحم الشيخ الكحبَي والرأة العجوُزأ إذا كان الرض ل يرجىَ أن يزول
عنه .ويعرف ذلك بالتجربة أو بإخبَار الطبَاء فعلِّيه الفدية :إطعام مسكحي .وعند بعض الئمحة كأب
حنيفة يوُزأ له أن يدفع القيمحة نُقوُداد إل منم يرىً منم الضعفاء والفقراء والتاجي
حكم أخإذ البر أو الحقن في الصيام ،ووضع الدواء في الذن والكتحالا
195
هل يصح للِّمحريض أن يأخذ حقناد ف شهر رمضان أو حقناد شرجية ،وهل يصح للِّمحريض وهوُ صائم
وآْذانُه تؤله أن يضع فيها الدواء ،وهل يصح للِّمحرأة أن تكححل عينيها ف شهر رمضان صبَاحاد ؟
ييب فضيلِّة الدكتوُر يوُسف القرضاوي حفظه ال:
نُقوُل لكحل منم يستفسر عنم أخذ القنم أو البر ف شهر رمضان بأن البر أنُوُاع فمحنها ما يؤخذ كدواء
وعلج ،سوُاء كان ف الوُريد أو ف العضل أو تت اللِّد ،فهذه ل مال للِّخملف فيها ،فهي ل تصل
إل العدة ،ول تغذي ،فهي لذلك ل تفطر الصائم ول مال للِّكحلم هنا.
إنا هناك نُوُع منم البر يصل بالغذاء مصفىَ إل السم ،كإبر اللِّوُكوُزأ فهي تصل بالغذاء إل الدم
مبَاشرة ،فهذه قد اختلِّف فيها علِّمحاء العصر ،حيث أن السلِّف ل يعرفوُا هذه النُوُاع منم العلجات
والدوية ،ول يرد عنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ول عنم الصحابة ول عنم التابعي ول عنم العصوُر الول
شيء ف هذا المر ،فهذا أمر مستحدث ،ولذا اختلِّف فيه علِّمحاء العصر ،فمحنهم منم يرىً هذا النوُع
مفطراد لنُه يصل بالغذاء إل أقصىَ درجاته حيث يصل إل الدم مبَاشرة ،وبعضهم يقوُل :إنا ل تفطر
أيضدا ،وإن كانُت تصل إل الدم لن الذي يفطر هوُ الذي يصل إل العدة ،والذي يشعر النُسان بعده
بالشبَع ،أو بالري فالفروض ف الصيام هوُ حرمان شهوُة البَطنم وشهوُة الفرج ،أي أن يشعر النُسان
بالوُع وبالعطش ،ومنم هنا يرىً هؤلء العلِّمحاء أن هذه البر الغذية أيضاد ل تفطر.
ومع أن أميل إل هذا الرأي الخي أرىً أن الحوُط علِّىَ كل حال أن يإتنع السلِّم عنم هذه البر ف
نار رمضان ،فعنده متسع لخذها بعد الغروب .وإن كان مريضاد فقد أباح ال له الفطر ،فإن هذه
البر وإن ل تكحنم تغذي بالفعل ،تغذية الطعام والشراب وإن ل يشعر النُسان بعدها بزوال الوُع
والعطش كالكل والشرب البَاشرينم ،فهوُ علِّىَ القل يشعر بنوُع منم النُتعاش ،بزوال التعب الذي يزاوله
ويعانُيه الصائم عادة ،وقد أراد ال منم الصيام أن يشعر النُسان بالوُع والعطش ،ليعرف مقدار نُعمحة
ال علِّيه ،وليحس بالم التألي وبوُع الائعي وبؤس البَائسي ..فنخمشىَ إذا فتحنا البَاب لذه البر أن
يذهب بعض القادرينم الثرياء فيتناول هذه البر بالنهار لتعطيهم نُوُعاد منم القوُة وقدراد منم النُتعاش
لكحي ل يسوُا كثياد بأل الوُع وبأل الصيام ف نار رمضان ،فالول أن يؤجلِّها الصائم إل ما بعد
الفطار.
هذا جوُاب السؤال الول.
أما السؤال الثان والثالث أيضدا ..وهوُ ما يتصل بوُضع الدواء ف الذن وكذلك تكححيل العيني ف نار
رمضان ،ومثل ذلك القنة الشرجية هذه كلِّها أشياء ربا يصل بعضها إل الوُف ولكحنها ل تصل إل
الوُف منم منفذ طبَيعي وليس منم شأنا أن تغذي ول أن يشعر النُسان بعدها بانُتعاش أو نوُ ذلك،
و قد اختلِّف العلِّمحاء قديإاد وحديثاد ف شأنا ما بي متشدد وما بي متخص .فمحنم العلِّمحاء منم حكحم
بأن هذه الشياء مفطرة .ومنم العلِّمحاء منم قال بأن هذه الشياء ليست منفذاد طبَيعياد إل الوُف فهي
196
لذلك ل تفطر ،والقيقة أن أختار بأن هذه الشياء ي أعن استعمحال الكححل ومثلِّه القطرة ف العي
ومثل ذلك التقطي ف الذن وكذلك وضع الراهم ونوُها ف الدبر لنم عنده مرض البَوُاسي وما شابه
ذلك ...والقنة الشرجية أيضدا ..وهي الت يستعمحلِّها منم يشكحوُ المساك ي كل هذه الموُر أرىً أنا ل
تفطر ،وهذا الذي أفت به هوُ ما اختاره ورجحه شيخ السلم ابنم تيمحية ف فتاويه فقد ذكر تنازأع
العلِّمحاء ف هذه الشياء ث قال :والظهر أنُه ل يفطر بشيء منم ذلك فإن الصيام منم دينم السلم
الذي يتاج إل معرفته الاصا والعام ،فلِّوُ كانُت هذه الموُر ما حرمه ال ورسوُله ف الصيام ،ويفسد
الصوُم با لكحان هذا ما يب علِّىَ الرسوُل بيانُه ،ولوُ ذكر ذلك لعلِّمحه الصحابة وبلِّغوُه المة ،كمحا بلِّغوُا
سائر شرعه ،فلِّمحا ل ينقل أحد منم أهل العلِّم ف ذلك ل حديثاد صحيحاد ول ضعيفاد ول مسنداد ول
ل ،علِّم أنُه ل يذكر شيئماد منم ذلك ،قال :والديث الذي يروىً ف الكححل ضعيف ،وقال ييح بنم مرس د
معي :هذا حديث منكحر.
هذه هي فتوُىً شيخ السلم ابنم تيمحية وهوُ مبَنية علِّىَ أصلِّي:
الصل الول :أن الحكحام الت تعم با البَلِّوُىً ويتاج إل معرفتها جهوُر الناس يب علِّىَ الرسوُل صلِّىَ
ال علِّيه وسلِّم بيانا للمة ،فإنُه البَي للِّناس ما نُزل إليهم ،قال تعال[ :وأنُزلنا إليك الذكر لتبَي للِّناس
ما نُزل إليهم] }النحل َ{44 :كمحا يب علِّىَ المة أن تفعل هذا البَيان منم بعده .هذا أصل.
والصل الثان :أن الكتحال والتقطي ف الذن ونوُها ما ل يزل الناس يستعمحلِّوُنُه منم أقدم العصوُر
فهوُ ما تعم به البَلِّوُىً ،شأنُه شأن الغتسال والدهان والبَخموُر والطيب ونوُها ،فلِّوُ كان هذا ما يفطر
لبَينه النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ،كمحا بي الفطار بغيه ،فلِّمحا ل يبَي ذلك علِّم أنُه منم جنس الطيب
والبَخموُر والدهنم ..أي زأيت الشعر ونوُها ..قال ابنم تيمحية :والبَخموُر قد يتصاعد إل النُف ويدخل إل
الدماغ ،وينعقد أجسامدا ،والدهنم يشربه البَدن ،ويدخل إل داخلِّه ويتقوُىً به ،وكذلك يتقوُىً بالطيب
قوُة جيدة ،فلِّمحا ل ينه الصائم عنم ذلك ،دل علِّىَ جوُازأ تطيبَه وتبَخمره ودهنه وكذلك اكتحاله .ومنم
جلِّة ما قال ابنم تيمحية ف هذه الفتوُىً :أن الكححل ل يغذي البَتة ،ول يدخل أحد كحل إل جوُفه ،ل
منم أنُفه ول منم فمحه ،وكذلك القنة )يعن الشرجية( ل تغذي بل تستفرغ ما ف البَدن ،كمحا لوُ شم
شيئماد منم السهلت ،أو فزع فزعاد أوجب استطلق بطنه ،وهي ل تصل إل العدة ..وهذا كلم جيد
وفهم عمحيق لفقه السلم ،وهوُ الذي نتاره ونُفت به
تأثير المعاصي على الصيام
ما حكحم صائم رمضان إذا اغتاب أو كذب أو نُظر إل أجنبَية بشهوُة .أيصح صيامه أم يبَطل ؟.
ييب فضيلِّة الدكتوُر يوُسف القرضاوي حفظه ال:
الصوُم النافع القبَوُل هوُ الذي يهذب النفس ،ويقوُي إرادة الي ،ويثمحر التقوُىً الذكوُرة ف قوُله تعال[ :
يا أيها الذينم آْمنوُا كتب علِّيكحم الصيام كمحا كتب علِّىَ الذينم منم قبَلِّكحم لعلِّكحم تتقوُن] }البَقرة:
197
.َ{183والوُاجب علِّىَ الصائم أن يكحف عنم كل قوُل أو فعل يتناف وصوُمه حت ل يكحوُن حظه منم
صيامه الوُع والعطش والرمان .وف الديث) :الصيام جنة فإذا كان يوُم صوُم أحدكم فل يرفث ول
يهل ،وإذا سابه أو قاتلِّه أحد فلِّيقل :إن صائم( رواه الشيخمان .وقال علِّيه السلم) :رب صائم ليس
له منم صيامه إل الوُع ،ورب قائم ليس له منم قيامه إل السهر )]رواه النسائي وابنم ماجة والاكم،
وقال :صحيح علِّىَ شرط البَخماري[ .وقال صلِّوُات ال علِّيه) :منم ل يدع قوُل الزور والعمحل به ،فلِّيس
ل حاجة ف أن يدع طعامه وشرابه ]) .رواه البَخماري وأحد وأصحاب السننم[ ..قال ابنم العرب:
مقتضىَ هذا الديث أل يثاب علِّىَ صيامه ،ومعناه أن ثوُاب الصيام ل يقوُم ف الوُازأنُة بإث الزور وما
ذكر معه.
ورأىً ابنم حزم :أن هذه الشياء تبَطل الصوُم كمحا يبَطلِّه الطعام والشراب ،وروىً عنم بعض الصحابة
والتابعي ما يفهم منه هذا.
وننم وإن ل نُقبَل برأي ابنم حزم نُرىً أن هذه العاصي تضيع ثرة الصيام وتفسد القصوُد منم شرعيته،
ومنم أجل ذلك كان سلِّف المة الصالوُن يهتمحوُن بالصوُم عنم اللِّغوُ والرام كمحا يهتمحوُن بالصوُم عنم
الشراب والطعام ..قال عمحر رضي ال عنه) :ليس الصيام منم الشراب والطعام وحده ،ولكحنه منم
الكحذب والبَاطل واللِّغوُ( .وروىً عنم علِّي مثلِّه .وعنم جابر قال) :إذا صمحت فلِّيصم سعك وبصرك
ولسانُك عنم الكحذب والآث ،ودع أذىً الادم ،وليكحنم علِّيك وقار وسكحينة يوُم صيامك ،ول تعل يوُم
فطرك ويوُم صيامك سوُاء(.
وقال أبوُ ذر لطلِّيق بنم قيس) :إذا صمحت فتحفظ ما استطعت( ،فكحان طلِّيق إذا كان يوُم صيامه
دخل فلِّم يرج إل إل صلة .وكان أبوُ هريرة وأصحابه إذا صاموُا جلِّسوُا ف السجد وقالوُا :نُطهر
صيامنا ..وعنم ميمحوُن بنم مهران) :أهوُن الصيام الصيام عنم الطعام والشراب( ..وأياد ما كان المر
فلِّلِّصوُم أثره وثوُابه ،وللِّغيبَة والكحذب ونوُه عقابا وجزاؤها عند ال [وكل شيء عنده بقدار] }الرعد:
.َ{8وكل عمحل بساب وميزان[ .ل يضل رب ول ينسىَ] }طه .َ{52 :وتأمل هذا الديث النبَوُي
عنم دقة الساب اللي ف الخرة تد فيه الوُاب الكحاف عنم هذا السؤال والسؤالي قبَلِّه :روىً المام
أحد والتمذي عنم عائشة رضي ال عنها أن رجل منم أصحاب رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم جلِّس
بي يديه فقال :يا رسوُل ال إن ل ملِّوُكي يكحذبوُنُن ويعصوُنُن ،وأضربم وأشتمحهم ،فكحيف أنُا منهم؟.
)يعن يوُم القيامة( فقال له رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم) :يسب ما خانُوُك وعصوُك وكذبوُك،
وعقابك إياهم ،فإن كان عقابك إياهم دون ذنُوُبم كان فضل لك ،وإن كان عقابك إياهم بقدر
ذنُوُبم كان كفافا ل لك ول علِّيك ،وإن كان عقابك فوُق ذنُوُبم اقتص لم منك الفضل الذي بقىَ
قبَلِّك( .فجعل الرجل يبَكحي بي يدي رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ويهتف .فقال رسوُل ال صلِّىَ ال
علِّيه وسلِّم :ماله ل يقرأ كتاب ال ؟ [ونُضع الوُازأينم القسط ليوُم القيامة فل تظلِّم نُفس شيئمدا ،وإن
198
كان مثقال حبَة منم خردل أتينا با وكفىَ بنا حاسبَي] }النُبَياء .َ{47 :فقال الرجل يا رسوُل ال :ما
أجد شيئماد خياد منم فراق هؤلء يعن عبَيده إن أشهدك أنم أحرار كلِّهم
السحور عند أذان الفجر
إذا تأخر النُسان ف السحوُر مبدا ،كأن يغلِّبَه النوُم ،وسع أذان الفجر وكان ما يزال يأكل طعام
سحوُره ،فهل يتك الطعام فوُر ساعه الذان ؟ أم منم الائز الستمحرار ف الكل حت انُتهاء الذان.
ييب فضيلِّة الدكتوُر يوُسف القرضاوي حفظه ال:
إذا تأكد أن آْذان الفجر ف موُعده الضبَوُط ،حسب التقوُي اللِّي للِّبَلِّد الذي يصوُم فيه ،وجب علِّيه
أن يتك الكل والشرب فوُر ساعه الذان ،بل لوُ كان ف فمحه طعام وجب علِّيه أن يلِّفظه حت يصح
صوُمه .أما إذا كان يعرف أن الذان قبَل موُعده بدقائق ،أو علِّىَ القل يشك ف ذلك فمحنم حقه أن
يأكل أو يشرب حت يستيقنم منم طلِّوُع الفجر .وهذا ميسوُر الن بوُاسطة التقوُي )المساكيات(
والساعات الدقيقة الت ل يلِّوُ منها بيت.
قال رجل لبنم عبَاس رضي ال عنهمحا :إن أتسحر ،فإذا شكحكحت أمسكحت .قال ابنم عبَاس :كل ،ما
شكحكحت حت ل تشك .وقال المام أحد :إذا شك ف الفجر يأكل حت يستيقنم طلِّوُعه.
وقال النوُوي :وقد اتفق أصحاب الشافعي علِّىَ جوُازأ الكل للِّشاك ف طلِّوُع الفجر :والدليل علِّىَ ذلك
أن ال تعال أباح الكل والشرب ف ليلِّة الصيام إل غاية هي تبَي الفجر ،والشاك ل يتبَي له الفجر،
قال تعال[ :فالن باشروهنم وابتغوُا ما كتب ال لكحم وكلِّوُا واشربوُا حت يتبَي لكحم اليط البيض منم
السوُد منم الفجر] }البَقرة.َ{187 :
ومنم هنا نُتبَي أن المساك مدة منم الزمنم قبَل الفجر بصفة دائمحة ل يرد به كتاب ول سنة وهوُ لوُن منم
الغلِّوُ ف الدينم ،ويناف ما جاء ف السنة منم استحبَاب تأخي السحوُر .وال أعلِّم
زكاة الفطر لمن صام في بلد وعميد في آخإر
بالنسبَة لزكاة الفطر ،إذا صام صائم ثلِّثي الشهر ف بلِّد ما ،وكان ينوُي صيام بقية الشهر ف بلِّد آْخر
ويشهد العيد هناك .ففي أي البَلِّدينم يب أن يرج الزكاة ؟
ييب فضيلِّة الدكتوُر يوُسف القرضاوي حفظه ال :يرج السلِّم زأكاة فطره ف البَلِّد الذي يدركه فيه أول
ليلِّة منم شوُال " ليلِّة العيد " لن هذه الزكاة ليس سبَبَها الصيام وإنا سبَبَها الفطر ولذا أضيفت إليه
وسيت زأكاة الفطر ولذا لوُ مات إنُسان قبَل مغرب اليوُم الخي منم رمضان ل تكحنم زأكاة الفطر واجبَة
علِّيه ،وإن صام سائر أيام رمضان .ولوُ ولد موُلوُد بعد مغرب آْخر يوُم منم رمضان أي ف اللِّيلِّة الول
لدخوُل شهر شوُال كان منم الوُاجب إخراج زأكاة الفطر عنه بالجاع فهي زأكاة مرتبَطة بالعيد وبتعمحيم الفرحة
به بيث تشمحل الفقراء والساكي ،ولذا جاء ف الديث )أغنوُهم ف هذا اليوُم(
199
حوارات رمضانية
* ...علِّمحنة رمضان
* ...سلِّوُكياتنا ف رمضان ...إيابيات وسلِّبَيات
* ...الصيام ...والسمحوُ اليإان
* ...توُحيد الطالع ..بي النظرية والضرورة
علمنة رمضان
ف الدينم هناك عبَادات ومعاملت وأخلق ،والعلِّمحنة لا هوُ دين ليست هي فصل الدينم عنم الدولة أو
فصلِّه عنم الياة اليوُمية وحسب ،بل قد تأخذ العلِّمحنة شكحل إدخال البَعد الادي الدنُيوُي ف الخلق
والعبَادات ،وتوُيل العبَادات نُفسها عنم مقاصدها وغاياتا الت تدم الرؤية السلمية لتنقلِّب ف النهاية
لدمة نُظم الياة غي السلمية ،فتكحوُن مارسة الفرائض الدينية ف ظاهرها مستمحرة وتامة ،لكحنم ف
القيقة تضع لعلِّمحنة متدرجة ما تلِّبَث أن تصبَح قوُية وفاصلِّة.
وينطبَق هذا علِّىَ رمضان؛ إذ أنُه الشهر الذي فرض علِّينا ال فيه الصيام ،وسنم لنا الرسوُل صلِّىَ ال
علِّيه وسلِّم فيه القيام ،وغايته الكحبىً هي ربط السلِّم ف علقة إيإانُية بربه بالعبَادة والذكر وبإخوُانُه ف
التمحع بالتكحافل والب ،لكحنم قد توُل إل مناسبَة إعلمية إعلنُية يصرف فيها التلِّفازأ والقنوُات الفضائية
الناس عنم العبَادة ،ويزيد فيها استهلكنا منم الطعام نُوُعاد وكيمحا ،ويتحوُل فيها السوُق السلمي لسوُق
مروجة للِّبَضائع الجنبَية الت تاول تسوُيق إنُتاجها بتوُفي سلِّع "رمضانُية" ،بدءاد منم فوُانُيس رمضان
الصينية الزودة بوُسيقىَ "ماكارينا" ،مروراد بالعروض الاصة للِّسحوُر ف فروع الطاعم المريكحية للِّوُجبَات
السريعة ،وانُتهاءد بلبس العيد الخمفضة ف بيوُت الزأياء العالية الخمتلِّفة ..حت العادات الرمضانُية
الشعبَية كالسهر والسمحر ف الماكنم الشعبَية قد توُلت ف بلِّدان كثية إل سهرات فندقية تدخنم فيها
النرجيلِّة )الشيشة( ،ويتلِّط فيها الرجال بالنساء ،وتنتهي مع السحوُر علِّىَ أنُغام الوُسيقىَ الغربية.
وللِّتأمل ف علِّمحنة رمضان وكيف توُل تدريديا إل هذه "العلِّمحنة" بكحل أبعادها نُطرح الاور التالية
للِّنقاش:
#إل أي مدىً تت علِّمحنة الشعائر لكحل منم جوُانُب العبَادات والعاملت والخلق ف متمحعاتنا ؟
#هل تتفاوت درجة العلِّمحنة بي الدول السلمية ؟
#ما أثر العلِّمحنة علِّىَ رمضان باتاه خدمة النظام العالي ف مالت العاملت والخلق؟
#ما هي مظاهر علِّمحنة رمضان؟ وما الذي يإكحنم تلفيه منها هذا العام وبشكحل بسيط ومتاح للِّمحسلِّم
العادي؟
يييييييييي
سلوكياتنا في رمضان ...
200
إيابيات وسلِّبَيات
رمضان ...هذا الشهر العظيم الذي اختصه ال سبَحانُه وتعال بالصيام ،وأكرمنا فيه سبَحانُه بفضلِّه
وكرمه ،فجعلِّنا بي ثلث مراحل؛ الرحة والغفرة والعتق منم النار ،وضاعف لنا فيه الجر والثوُاب ف كل
العمحال ،فحلثنا ذلك كلِّه علِّىَ العبَادة والطاعة ،فأقبَل السلِّمحوُن علِّىَ الطاعات ،وامتلت الساجد
بصفوُف الصلِّي ،وحفلِّت القارئ بقارئي القرآْن ،وأصبَح البَذل والوُد والتوُاصل والتاحم سة ظاهرة ف
التمحع ،وغدا رمضان وسيلِّة لتهذيب النفس وتربيتها علِّىَ الوُع والعطش ف سبَيل ال ،وعلِّىَ اتاذ
الزهد منهجه حياة ،وحت علِّىَ مستوُىً وسائل العلم أخذت مساحة العمحال الدينية تزداد ف هذا
الشهر عنم غيه منم الشهوُر.
ضا ،ول تسل عنم هذا وف ظل هذه الظاهر اليابية ،غزت السلِّمحي مظاهر سلِّبَية اختصت برمضان أي د
التناقض وكيف حدث ،فإن الوُاقع يشهد به ويؤكده وكم ف حال السلِّمحي اليوُم منم تناقض!ا!ا فإل
جانُب امتلء الساجد بالعرلمحار جلِّس كثي منم السلِّمحي ف القاهي واليام الرمضانُية والديوُانُيات،
وأصبَح هذا هوُ مكحانم الدائم ومأواهم الوُحيد كل ليلِّة ،وكمحا كان رمضان وسيلِّة للِّزهد والتقشف،
صار علمة للِّتبَذير والسراف ،وأخذت الوُائد تزدان بأكوُلت خاصة برمضان ،وكأنُه أصبَح احتفالية
"طعامية" مادية ل احتفالية روحية.
وبحاذاة الساحة الزائدة للِّبامجه الدينية ف قنوُات التلِّفازأ ،غدا التلِّفازأ طريقة منم طرق الفساد واللاء
عنم العبَادة سوُاء بزيادة عدد ساعات الرسال حت طلِّوُع الفجر ،أو بنوُعية البامجه القدمة ،وحت
السلِّسلت الدينية أو الت يفتض أن تكحوُن دينية غدا مدار الديث فيها عنم الب والعشق ،وأما
العادات الطيبَة الت أرساها لنا رمضان منم صلِّة الرحم والتعاون وحب الي ،قلِّبَناها إل مال للِّحديث
فيمحا هوُ غي نُافع ،أو ضار كالغيبَة والنمحيمحة ،وتفلشت بي السلِّمحي ظاهرة ف غاية السوُء وهي الكحسل
وكثرة النوُم وقلِّة العمحل،وكأنُه شهر الكحسال والاملِّي ل شهر اللد والنشاط !ا!ا
وبي الياب والسلِّب يعيش السلِّم اليوُم.
ماور الوُضوُع:
العبَادات ف رمضان بي اللتزام با حدده الشارع ومغالة البَعض.
العلم بي الدور النشوُد والوُاقع الشهوُد.
العادات والتقاليد :الانُب الياب منها وكيف نُستثمحره؟ والانُب السلِّب أسبَابه وطرق علجه.
يييييييييي
الصيام ...والسمو اليماني
إن التأمل ف رمضان ،وحكحمحته ...يقف منبَهدرا بذا التوُجيه الربان الركز نوُ الطاعة والقرب منم ال
تعال ،والث علِّىَ فعل اليات ،وتضاعف الجر ..وكل ذلك ف مدة مددة مدودة مع كل ما ف
201
هذه الدة منم أعمحال ،ليكحوُن السلِّم مشغوُلد طوُل ليلِّه وناره بالقرب منم ربه سبَحانُه وتعال ،فهوُ بي
الصيام ،وقراءة القرآْن ،والقيام ،وبي صلِّة الرحم ،والبَذل والوُد ،ومعاونُة أخيه السلِّم.
ولعل منم أجل وأروع ما يربينا علِّيه رمضان ،قضية كسر العادة ،ليحررنُا منم أسر أي عادة مهمحا
كانُت ،فيفك إسار عبَوُديتنا للِّمحألوُف ،فكحمحا تعوُدنُا أن نُأكل ونُشرب كل يوُم ،أصبَحنا مأموُرينم
بالصوُم حت غروب الشمحس ،وكمحا ألفنا الرصا علِّىَ الال ،غدونُا مطالبَي بالبَذل والتصدق ودفع زأكاة
الفطر ،وكمحا كان ليلِّنا للِّخملِّوُد والنوُم ،لزمنا القيام فيها ل تعال بالصلة.
وكل هذا التكيز ف الطاعات هدفه تقيق العبَوُدية ل أولد كمحا أمر ،ث الرتقاء والسمحوُ اليإان بالسلِّم
ليكحوُن لديه منم زأاد التقوُىً والعبَادة والوُرع ،ما يعينه ف حياته وسط ضغوُط الياة ،وأموُاجها التلطمحة
اليطة به.
ماور الوُضوُع:
كيف يؤسس النُسان حياته علِّىَ العبَوُدية الكحاملِّة ل سبَحانُه.
رمضان ودوره ف تقيق مطلِّق العبَوُدية ل سبَحانُه.
تقلِّب النفس البَشرية ،وكيف عالها سبَحانُه منم خلل رمضان.
السمحوُ اليإان ف رمضان :تارب شخمصية ،ومشاهدات عينية.
يييييييييي
توحيد المطالع ..بين النظرية والضرورة
كانُت وما زأالت قضية توُحيد الطالع هي الشغل الشاغل للِّمحسلِّمحي مرتي ف العام؛ الول عند
استطلع هلل رمضان إيذادنُا ببَدء الصيام ،والثانُية عند استطلع شهر شوُال إعلدنُا بانُتهاء الصيام.
وأصبَح منم العتاد أن يصوُم السلِّمحوُن ف بلِّد ما أو يتفلِّوُن بالعيد بينمحا يفطر إخوُانم ف بلِّد ماور أو
يفرحوُن بالعيد بعد البَلِّد الول بيوُم أو يوُمي ،وربا ثلثة .ووصل المر ف بعض الحيان لضوُع
موُاقيت الصيام أو الفطار لهوُاء سياسية؛ فإذا اختلِّفت دولة عربية ما مع دولة أخرىً تأخذ بالساب
الفلِّكحي ف الوُاقيت ،أما إذا تسنت العلقات بينهمحا فيتم الخذ بالرؤية الشرعية وهىَ الرؤية بالعي
الردة والخذ بالبَدأ الشرعي الذي يقوُل :إنُه إذا ظهر اللل ف دولة ما فعلِّىَ جيع الدول الت تشاركها
ف جزء منم اللِّيل أن تلِّتزم بنفس التوُقيت!ا
وبي هذينم المرينم "الرؤية بالعي الردة والساب الفلِّكحي "يعيش السلِّمحوُن أفراددا وحكحوُمات بي مؤيد
ومعارض ،وكلق يدل بدلوُه بقدر ما أوت منم العلِّم والعرفة ،وبجم ما لديه منم سلِّطة.
ماور الوُضوُع:
... ... 1مدىً إمكحانُية تقيق توُحيد الطالع اليوُم ف ظل التقدم العلِّمحي ،وهل هوُ ضرورة؟
... ... 2توُحيد الطالع بي فقهائنا الولي وعلِّمحائنا العاصرينم.
202
... ... 3هل لختلف الطالع أثر ف اختلف السلِّمحي؟
... ... 4هل للِّسياسة دور ف الختلف حوُل استطلع اللل؟
يييييييييي
تجميد مشروع لنتاج قمر صناعي إسلمي يوححد الشهور العربية
مفت مصر صاحب الفكحرة :توُحيد الشهوُر العربية يوُحد موُاسنا الدينية الكحبىً ويؤلف بي مشاعر
السلِّمحي.
شركة أمريكحية تلمحست للِّمحشروع وواشنطنم استثنت القمحر منم كل القيوُد السياسية وبقيت عقبَة التمحوُيل!ا
ممحد جال عرفة
أصبَح منم العتاد أن يصوُم السلِّمحوُن ف بلِّد ما أو يتفلِّوُن بالعيد بينمحا يفطر إخوُانم ف بلِّد ماور أو
يفرحوُن بالعيد بعد البَلِّد الول بيوُم أو يوُمي وربا ثلثة .ووصل المر ف بعض الحيان لضوُع
موُاقيت الصيام أو الفطار لهوُاء سياسية ،فإذا اختلِّفت دولة عربية ما مع السعوُدية مثلد تأخذ
بالساب الفلِّكحي ف الوُاقيت ،أما إذا تسنت العلقات فيتم الخذ بالرؤية الشرعية وهىَ الرؤية بالعي
الردة والخذ بالبَدأ الشرعي الذي يقوُل :إنُه إذا ظهر اللل ف دولة ما فعلِّىَ جيع الدول الت تشاركها
ف جزء منم اللِّيل أن تلِّتزم بنفس التوُقيت!ا
وللِّتوُفيق بي أصحاب الرؤية الشرعية "بالعي الردة" لثبَات رؤية أهللِّة الشهوُر العربية وتديد الناسبَات
وأصحاب نُظرية الساب الفلِّكحي :قام مفت مصر الشيخ نُصر فريد واصل عام 1998باقتاح مشروع
لبَناء قمحر صناعي إسلمي يهدف إل التغلِّب علِّىَ مشاكل رصد اللل منم فوُق سطح الرض ،بسبَب
التلِّوُث ف الوُ أو السحب وغيها ،ويقق توُحيد الوُاقف بي أنُصار الرؤية الشرعية وأنُصار الساب
الفلِّكحي ،ضلمحنه كافة التفاصيل الدقيقة الاصة بتكحاليف النُتاج ،وارتفاع القمحر عنم سطح الرض،
وقدرته علِّىَ رصد مطلِّع اللل بدقة ،وبالتال توُحيد مطالع الشهوُر العربية تهيددا لتوُحيد موُاقف العرب
والسلِّمحي ،علِّىَ اعتبَار أن توُحيد الطالع دليل علِّىَ وحدة السلِّمحي ،والعكحس صحيح.
ل :إن الدف الساسي منم مشروع القمحر الصناعي ويشرح الدكتوُر نُصر واصل الدف منم الشروع قائ د
السلمي هوُ التغلِّب علِّىَ مشاكل الرصد منم فوُق سطح الرض الت تؤدىً لعدم رؤية اللل بي دولة
وأخرىً بنقلِّها خارج الطبَقات الكحثيفة اللِّوُثة منم الوُ باستخمدام منظار ممحوُل علِّىَ قمحر صناعي يقوُم
برصد اللل حال طيانُه ف ساء دول عالنا السلمي وإرسالا إل مطات أرضية تنشأ ف متلِّف
الدول السلمية لتىً الصوُرة الأخوُذة منم فوُق كل دولة منم خلل شاشة تلِّفزيوُنُية أو جهازأ فاكس أو
كلِّيهمحا ،وبذلك تتحقق رؤية شرعية مشتكة فتتوُحد موُاقيت موُاسنا الدينية الكحبىً ،مثل الصوُم وعيد
الفطر وغيها ،ما يوُحد مشاعر شعوُبنا ويؤلف بينها .ويضيف :إن القمحر السلمي سينوُب بذلك عنم
ضلِّها ف انفاض التكحلِّفة
عشرات الناظي الت يإكحنم أن تنشأ علِّىَ امتداد عالنا السلمي ،بل ويف ر
203
ضا عمحل تلِّك الناظي الرضية؛ إذ أن بدرجة كبَية فضلد عنم تلِّصه منم قيوُد الرصد الت ستعوُق أي د
التلِّوُث الذي يغلِّف الكحرة الرضية ف الوُقت الاضر ،وخاصة بالقرب منم الدن الكحبىً أو الناطق
الصناعية يؤدي لعتام شديد للفق يعل عمحلِّية رصد اللل تبَدو مستحيلِّة ما ل يبَق فوُق الفق مدة
ل تتكحرر إل علِّىَ فتات بعيدة.
والل الوُحيد هنا كمحا يقوُل الشيخ واصل هوُ استخمدام منظار ممحوُل علِّىَ قمحر صناعي يطي علِّىَ
ارتفاع مناسب ما بي 600 400كيلِّوُ مت ،وهوُ ارتفاع تتحقق به عدة مزايا ،مثل انُعدام التلِّوُث
ل ،وانُعدام تشتت الضوُء ،وبذلك تبَدو والنشاط الوُي تادما ف هذا الرتفاع ،فيصفوُ الفق صفاءد كام د
الجرام السمحاوية مضيئمة وسط ظلم منتشر ،فل تضعف إضاءة اللل بالنسبَة للفق ،وبذلك يإكحنم
رؤية اللل مهمحا كانُت درجة لعانُه ،والهم أنُه منم هذا الرتفاع يكحوُن القمحر مرئديا بوُضوُح منم دائرة
ميطه بالنقطة الت تقع تته مبَاشرة ،ويزيد قطرها عنم 2000كيلِّوُ مت ،ما يتح له رؤية كل العال
العرب والسلمي ف دوراته التتالية "دائرة التغطية".
وقد مرت مرحلِّة إخراج الشروع للِّنوُر برحلِّتي؛ الول :حساب التكحاليف والتفاصيل الفنية بالتعاون مع
شركات وخباء مصريي وعرب .الثانُية :التصال بالكحوُمات العربية والسلمية ومراكز البَحوُث
السلمية لعرض الشروع علِّيها.
ففي الرحلِّة الول جرت اتصالت مع مراكز البَحوُث السلمية والدول العربية والسلمية ،وخاطبَت
دار الفتاء الصرية عشرات الدول؛ منها السعوُدية وتوُنُس والمارات والردن وقطر ولبَنان ،كمحا وافقت
اللِّجنة الفقهية بجمحع البَحوُث السلمية الصري علِّىَ الشروع ،واهتم به منم السعوُدية بوُجه خاصا
المي سلِّطان بنم سلِّمحان بنم عبَد العزيز ،ووافقت علِّيه جهات الختصاصا ف المحلِّكحة العربية السعوُدية،
كمحا ت حساب عدد الدول الت تشتك مع بعضها أو مع مكحة الكحرمة ف جزء منم اللِّيل بدراسات
ضا وافقت اللِّجنة الثامنة للِّتقوُي الجري الوُحد ف مسهبَة ،عددها 56دولة عربية وإسلمية وأجنبَية .أي د
اجتمحاعها الذي عقد ف جدة أواخر العام الاضي علِّىَ تشكحيل لنة علِّمحية متخمصصة تتوُل دراسة
الشروع الاصا بالقمحر الصناعي ،وعهد المر إل أمانُة منظمحة الؤتر السلمي.
وف الرحلِّة الثانُية جرت دراسات بوُاسطة لنة علِّمحية للِّمحشروع ضمحت خباء مسلِّمحي ،ث اتصالت
عديدة ومكحثفة مع الشركات العالية الكحبىً العاملِّة ف مال الفضاء ،منها شركات أمريكحية وإنلِّيزية
وفرنُسية ،ولقي الشروع ترحيدبَا منم تلِّك الشركات ،وت بالفعل تقدي عروض فنية تفصيلِّية متعددة ،ت
تعديلِّها بناءد علِّىَ التطلِّبَات واللحظات الت أبدتا اللِّجنة العلِّمحية للِّمحشروع ،وطبَدقا للِّعروض البَدئية
للِّشركات كانُت تكحلِّفة بناء هذا القمحر السلمي الساسية حوُال 15ملِّيوُن دولر تشمحل :القمحر،
والجهزة المحلِّة علِّيه ،وعمحلِّية الطلق ،والطة الرضية الرئيسية؛ حيث سيوُضع علِّىَ سطح القمحر
204
منظار فلِّكحي مزود بكحاميا حساسة مناسبَة ،وحاسب مزود ببامجه التشغيل ،وأجهزة اتصال تستقبَل
التعلِّيمحات الرضية الت تقيمحها كل دولة ف الوُاقع الت تددها.
والغريب أن إحدىً الشركات المريكحية قد بلِّغ با المحاس للِّمحشروع حد السعي لستصدار موُافقة منم
الكحوُمة المريكحية علِّىَ الضي ف تنفيذ الشروع متضمحدنا كل ما رأته اللِّجنة العلِّمحية للِّمحشروع ،ووصل
المر لستثناء القمحر الصناعي السلمي منم جانُب الكحوُمة المريكحية منم كل القيوُد الت تصاحب
عادة مثل هذه الشروعات ،وقبَوُل أن يقوُم متصوُن منم طرف دار الفتاء بتابعة كل خطوُات تصمحيم
القمحر وتصنيعه وإطلقه ودعوُة الدول العربية والسلمية الراغبَة ف تعيي مثلِّي لا يتابعوُن العمحل ف
الشروع ،ونُدب مسلِّمحي ثقات لتصمحيم مدار القمحر وبرامجه التشغيل.
ورغم كل هذا فقد خبَتت الضوُاء عنم الشروع ،وت تمحيد الديث عنه تقريدبَا ،وراحت كل الوُعوُد
بالشاركة ف بنائه ،رغم أن مفت مصر اقتح فكحرة لتمحوُيلِّه منم خلل اكتتاب بي الدول العربية
والسلمية ،وعلِّمحت "قدس برس" أن بعض الدول الت أبدت تمحسها منم البَداية عادت للِّتهرب منم
الشاركة بجة استمحرار دراسة الشروع رغم أن الشروع جاهز تقريدبَا للِّتنفيذ!ا.
جدير بالذكر أن شركة أوربيتال أعدت دراسة عنم الشروع قالت فيها :إن القمحر سوُف يغطىَ حوُال
56دولة تشتك ف جزء منم اللِّيل ،وقد أطلِّق علِّىَ الشروع اسم ) ،(ISMOوهوُ اختصار لعبَارة
"القمحر الصناعي السلمي لرصد القمحر" أو
) ISLAMIC SATELLITE FOR MOON OBSERVATION
(PROGRAM
يييييييييي
القمر الصناعي ..مرصد جوالا للهللة
الدف الساسي للِّمحشروع:
صار منم العتاد ف السنوُات الخية أن تستعصي أهللِّة الشهوُر الجرية عنم الرصد ،ليس بسبَب سحب
أو ظروف جوُية طارئة ،بل بسبَب العتام الدائم الذي صار يغلِّف الطبَقات الدنُيا منم جوُ الرض،
وهدف مشروع القمحر السلمي الساسي هوُ التغلِّب علِّىَ مشاكل الرصد منم فوُق سطح الرض
بنقلِّها خارج الطبَقات الكحثيفة اللِّوُثة منم جوُها باستخمدام منظار ممحوُل علِّىَ قمحر صناعي يقوُم برصد
اللل حال طيانُه ف ساء دول عالنا السلمي وإرسالا إل مطات أرضية تنشأ ف متلِّف دول عالنا
السلمي لتىً الصوُرة الأخوُذة منم فوُق كل دولة منم خلل شاشة تلِّيفزيوُنُية أو جهازأ فاكس أو
كلِّيهمحا.
بذلك تتحقق رؤية شرعية مشتكة فتتحد موُاقيت موُاسنا الدينية الكحبىً ،مثل الصوُم وعيد الفطر
وغيها ،ما يوُحد مشاعر شعوُبنا ويؤلف بينها ،ومنم الوُاضح أن القمحر بذا ينوُب عنم عشرات الناظي
205
ضلِّها ف انفاض التكحلِّفة بدرجة كبَية،الت يإكحنم أن تنشأ علِّىَ امتداد عالنا السلمي ،إل أنُه يف ر
ضا عمحل تلِّك الناظي الرضية. وكذلك تلِّصه منم قيوُد الرصد الت ستعوُق أي د
وقد خاطبَت دار الفتاء الصرية الخوُة ف دول عالنا العرب والسلمي ف هذا الصوُصا ،وقد كان
تاوب الخوُة مشجدعا للِّغاية ،ونُذكر علِّىَ سبَيل الثال أن سوُ المي سلِّطان بنم سلِّمحان بنم عبَد العزيز
قد اهتم بالوُضوُع ،وعرضه علِّىَ جهات الختصاصا بالمحلِّكحة العربية السعوُدية ،حيث أبدت موُافقتها
الصرية علِّىَ فكحرة الشروع ،كذلك جرت حوُارات مثمحرة وبناءة مع ساحة الخ الفاضل ممحد متار
السلمي مفت المحهوُرية التوُنُسية ،وساحة الخ الفاضل السيد علِّي بنم السيد عبَد الرحنم الامشي
مستشار الشئموُن القضائية والدينية بدولة المارات العربية التحدة ،وساحة الخ الفاضل الشيخ عز
الدينم الطيب التمحيمحي قاضي قضاة المحلِّكحة الردنُية الاشية ،ومعال الخ الفاضل أحد عبَد ال الري
وزأير الوقاف والشئموُن السلمية بدول قطر ،وساحة الخ الفاضل الشيخ ممحد مهدي شس الدينم
رئيس اللِّس الشيعي العلِّىَ بالمحهوُرية اللِّبَنانُية ،وقد أوضح هذا الوُار الرغبَة ف عرض الشروع علِّىَ
منظمحة الؤتر السلمي ،هذا بالضافة لوُافقة اللِّجنة الفقهية بجمحع البَحوُث السلمية علِّىَ الشروع.
الشهر الجري وشروط بدئه:
عندما يقع كل منم الرض والقمحر والشمحس علِّىَ خط واحد تقريدبَا يقال :إنم ف وضع اقتان .والشهر
الجري هوُ الفتة الزمنية بي اقتانُي متتاليي ،وطوُله حوُال 29.530589يوُدما ،وبسبَب عدم انُتظام
حركة القمحر لدرجة كبَية يصعب عمحل تقوُي قمحري ماثل للِّتقوُي الشمحسي؛ خاصة أنُنا ل يإكحنم أن ندد
أطوُال الشهوُر الجرية مقددما مثلِّمحا يدث ف التقوُي الشمحسي.
ويتعي لبَدء الشهر الجري تقق شرطي:
أن يوُلد اللل الديد بدوث القتان.
أن يإكحث اللل الديد فوُق الفق بعد غروب الشمحس بيث يإكحنم رصده.
فإذا تقق هذان الشرطان يكحوُن اليوُم التال هوُ بداية الشهر الديد.
ومنم الناحية النظرية يبَدأ الشهر لوُ مكحث اللل فوُق الفق بعد غروب الشمحس لي فتة مهمحا
صغرت ،ولوُ أمكحنم رصده خلل فتة مكحثه تلِّك يتحقق الشرط الشرعي لبَدء الشهر الديد.
مصاعب الرصد منم علِّىَ سطح الرض:
تتأثر إمكحانُية رصد اللل بعوُامل أهها:
شدة إضاءة اللل ،وهذه تتعي بعمحر الوُليد وقت غروب الشمحس؛ أي مساحة الزء الضيء منم سطح
القمحر ،وكذلك ربعد القمحر عنم الرض ،حيث يتاوح هذا البَعد بي حوُال 363ألف و 405ألف
كيلِّوُ مت.
شدة إضاءة الفق وقت الرصد ،وهذه تزداد باقتاب الشمحس منم القمحر فوُق الفق .درجة صفاء الفق.
206
العاملن الولن يإكحنم تقديرها ومعرفة قدرة العي أو الهازأ الستخمدم علِّىَ تييز اللل منم الوُسط
اليط به ،وكان ف الاضي يتأثر بوُجوُد السحب أو الضبَاب أو التربة أو بار الاء العالق ف الوُ
لظروف جوُية طارئة ،وهذه كلِّها كانُت ظرودفا قلِّيلد ما تطرأ وكثديا ما تتفي .أما ف الوُقت الاضر فقد
أدىً التلِّوُث الذي يغلِّف الكحرة الرضية ،وخاصة بالقرب منم الدن الكحبىً أو الناطق الصناعية لعتام
شديد للفق يعل عمحلِّية رصد اللل تبَدو مستحيلِّة ما ل يبَق فوُق الفق مدة ل تتكحرر إل علِّىَ فتات
بعيدة.
وقد ثارت نُتيجة تلِّك الصعوُبات الت أصبَحت تعتض رؤية الهلِّة اقتاحات منها:
إنُشاء مراصد تكحوُن مهامها الساسية رصد أهلِّة الشهوُر الجرية .ومنم الوُاضح أن ما يعتض العي
الردة سيعوُق عمحل الناظي بدرجة كبَية ،وبذلك تقل جدوىً مثل تلِّك الراصد وما تتكحلِّف منم مبَالغ
لنم تقل عنم عشرات بل مليي منم الدولرات.
استخمدام موُجات رادار ترسل منم علِّىَ الرض أو موُجات الراديوُ أو الوُجات تت المحراء إل القمحر.
وهذا القتاح يفتقر للِّمحنطق بدرجة كبَية ،فاللل وقت رصده يكحوُن قريدبَا منم الفق ،ومنم العلِّوُم
صعوُبة استخمدام موُجات الرادار أو الراديوُ قريدبَا منم سطح الرض ،كذلك ل تفرق هذه الوُجات بي
اللل الضيء وأي سطح معتم تقابلِّه أو تنبَعث منه ،كمحا أنا ل توُفر الصوُرة الطلِّوُبة لتحقق الرؤية
الشرعية.
الرصد الفضائي كحل أمثل لشكحلِّة رصد اللل:
لكحي يإكحنم رصد اللل الوُليد مهمحا كانُت فتة مكحثه فوُق الفق بعد غروب الشمحس يتعي التخملِّص
منم العامل الثالث ،والقلل منم تأثي العاملِّي الولي.
وهذا ل يتحقق إل بالرصد منم خارج الطبَقات الكحثيفة منم جوُ الرض باستخمدام منظار ممحوُل علِّىَ
قمحر صناعي يطي علِّىَ ارتفاع مناسب ما بي 600 400كيلِّوُ مت .وعلِّىَ هذا الرتفاع يتحقق الت:
ل.
ينعدم النشاط الوُي والتلِّوُث تادما ،فيصفوُ الفق صفاء كام د
ينعدم أو يكحاد تشتت الضوُء بوُاسطة مكحوُنُات الوُاء ،وبذلك تبَدو الجرام السمحاوية مضيئمة وسط ظلم
منتشر ،فل تضعف إضاءة اللل بالنسبَة للفق .وبذلك يإكحنم رؤية اللل مهمحا كانُت درجة لعانُه.
منم هذه الرتفاعات يكحوُن القمحر الصناعي مرئديا بوُضوُح منم دائرة ميطة بالنقطة الت تقع تته مبَاشرة
يزيد قطرها عنم 2000كيلِّوُ مت ،ما يتيح له رؤية كل العال العرب والسلمي ف دوراته التتالية ،وهذه
الدائرة تسمحىَ دائرة التغطية .كمحا يإكحنم أن ترىً كل البَلد الوُاقعة داخل دائرة التغطية هذه اللل ف
ذات اللِّحظة.
الستخمدامات الخرىً للِّقمحر:
207
لنم يقتصر عمحل القمحر علِّىَ رصد الهلِّة فقط ،بل ستكحوُن له استخمدامات أخرىً عديدة تت مناقشتها
مع الشركات العالية الت تقدمت للِّمحساهة ف تصنيع القمحر ،ومنم تلِّك الستخمدامات:
قياس نُسب تلِّوُث البَيئمة والشعاع علِّىَ طوُل مسار القمحر؛ سوُاء ف الدول السلمية أو غيها ،ول
تفىَ الدوىً القتصادية الضخممحة لذا الستخمدام.
دراسة العناصر الوُية ،ما يساعد علِّىَ تسي التنبَؤات الوُية بدرجة كبَية؛ حيث ل توُجد حالديا أقمحار
تدم الرصاد الوُية علِّىَ هذه الرتفاعات النخمفضة ،وتسوُيق هذه العناصر يإكحنم أن يدر دخلد كبَديا
للِّمحشروع.
يإكحنم لذا الشروع أن يكحوُن مدرسة كبَية لعداد التخمصصي علِّمحديا وتكحنوُلوُجديا ف مثل هذه
الشروعات.
الجهزة المحلِّة وملحظات توُضح أسلِّوُب الرصد:
الجهزة الساسية الوُجوُدة علِّىَ سطح القمحر عبَارة عنم منظار فلِّكحي مزود بكحاميا مناسبَة ،وحاسب
مزود ببامجه التشغيل ،وأجهزة اتصال تستقبَل التعلِّيمحات منم الطات الرضية الت تقيمحها كل دولة ف
الوُاقع الت تددها ،وترسل بصوُر اللل لتلِّك الطات ،بالضافة لجهزة الستخمدامات الضافية.
* ملحظات توُضيحية:
... ... 1لنم يعاد بث صوُرة اللل بوُاسطة الطات الرضية ،إنا الخمطط له هوُ:
)أ( ... ...يرسل القمحر بصوُرة اللل لكحل بلِّد به مطة استقبَال أرضية موُضدحا علِّيها قدر ارتفاعه فوُق
أفق النقطة الوُاقعة أسفلِّه مبَاشرة علِّىَ سطح الرض ،وبعده الفقي عنم الشمحس ،وكذلك الوُقع الغراف
لتلِّك النقطة.
)ب( ... ...ستخمطط البامجه علِّىَ القمحر بيث تقوُم برصد اللل وإرسال الصوُرة وقت مروره فوُق
كل دولة تضم مطة أرضية .علِّدمحا بأن القمحر سوُف يدور حوُل الرض حوُال 15مرة خلل اليوُم،
ونُتيجة لدوران الرض تت الدار فإنُه يغطي ف كل مرة مناطق متلِّفة ،وبذلك يغطي خلل فتة
الرصد كل مناطق العال السلمي تقريدبَا.
)ج( ... ...سرتجرىً إن شاء ال حسابات شهرية لكحل ما يص الرؤية ،وترسل لكحل دولة با مطة
استقبَال أرضية لتقارن بي ما لديها منم بيانُات وما يرسل به القمحر .ومثل تلِّك الطات ل تتكحلِّف أكثر
منم آْلف قلِّيلِّة منم الدولرات.
)د( ... ...البامجه الت سيحمحلِّها الاسب علِّىَ ظهر القمحر لتعيي اتاه اللل أو الشمحس أو
لستقبَال تلِّك البَيانُات منم الطات الرضية منفصلِّة عنم تلِّك الت ستحدد اتاه .
)هي( ... ...بذلك يتاح لكحل مطة أرضية متابعة صوُرة اللل حال ثبَوُت رؤيته فوُق كل البَلد الت
يإكحنم أن يرىً فوُق أفقها بعد غروب الشمحس.
208
... ... 2سوُف تستقبَل كل مطة نُفس ممحوُعة البَيانُات منم القمحر كاملِّة ،وسيقوُم الخمتصوُن با
بضبَط الوُائيات والتددات با يطمحئمنهم لصدر تلِّك العلِّوُمات.
... ... 3بالنسبَة لتأثي ارتفاع نُقطة الرصد ،وهوُ ما يسمحيه الفلِّكحيوُن انفاض الفق فإن الدراسة
الوُضوُعة تضمحنم التصحيح لذا الرتفاع ،بل وتضمحنم عدم رصد اللل إل وهوُ يعلِّوُ الشمحس لظة
اختفاء قرصها تت أفق النقطة تت القمحرية "الت تقع علِّىَ سطح الرض تت القمحر مبَاشرة" .وبذلك
تكحوُن الصوُرة كمحا لوُ كنا نُرصد منم فوُق سطح الرض مبَاشرة ،وهذا بالطبَع أفضل منم الرصد منم فوُق
جبَل مرتفع ل يتم التصحيح لرتفاعه ،كمحا ل يتيح التخملِّص منم تلِّوُث الوُاء بصوُرة كافية.
استمحرارية الشروع وعمحر القمحر:
)أ( ...للِّقمحر الصناعي عمحر مدود ،والعمحر القدر للِّقمحر السلمي الول ما بي 4إل 5سنوُات،
ويستدعي استمحرارية تقيق الدف النشوُد إطلق أقمحار أخرىً ف الستقبَل ،إل أن القمحر الثان تقل
تكحلِّفته كثديا عنم القمحر الول ،ذلك أن البَنية الساسية ومطات التتبَع والطات الرضية تقام مرة
واحدة.
)ب( ...خلل فتة عمحل القمحر الول يكحوُن قد ت تكحوُينم الكحوُادر الصرية والعربية اللزأمة ،بيث يتم
تصنيع وإطلق القمحر الثان بالكحامل بإمكحانُات ملِّية ،وبذلك تقل التكحلِّفة بدرجة كبَية.
)ج( ...الستخمدامات الضافية للِّقمحر يإكحنم أن تدلر عائددا كبَديا يستخمدم ف متابعة العمحل وإطلق
القمحار التالية ضمحادنُا لستمحرارية الشروع.
الشتاك ف جزء منم اللِّيل:تبَدعا لا يراه جهوُر الفقهاء فإن ثبَوُت رؤية اللل ف بلِّد إسلمي يعن بداية
الشهر ف كل بلِّد يشاركه ف جزء منم اللِّيل ،وقد أجريت دراسة مسهبَة أوضحت اشتاك دول العال
شرقها وغربا مع جيع الدول ومع مكحة الكحرمة ف جزء كبَي منم اللِّيل ،والدول الت يوُضح مثالد
لطوُال الجزاء الشتكة بي مكحة الكحرمة وعدد منم البَلد ف ليلِّة الول منم رمضان لسنة 1418
هجرية.
التصال بالشركات النفذة:
جرت اتصالت ودراسات عديدة ومكحثفة مع الشركات العالية الكحبىً العاملِّة ف مال الفضاء ،منها
شركات أمريكحية وإنلِّيزية وفرنُسية ،وقد لقي الشروع ترحيدبَا كبَديا منم تلِّك الشركات ،وتقدمت بعروض
فنية تفصيلِّية ت تعديلِّها بناء علِّىَ اللحظات والتطلِّبَات الت أبدتا اللِّجنة العلِّمحية للِّمحشروع ،وقد بلِّغ
تمحس شركة أمريكحية كبىً للِّمحشروع أن استصدرت بالفعل موُافقة مشكحوُرة منم الكحوُمة المريكحية علِّىَ
الضي ف تنفيذ الشروع متضمحدنا كل ما رأته اللِّجنة العلِّمحية .وقد تضمحنت الشاورات والوُافقة الصادرة
الت:
209
أن يقوُم متصوُن منم طرف دار الفتاء بتابعة كل خطوُات تصمحيم القمحر وتصنيعه وإطلقه .وف هذا
الصدد تدعوُ الدار الدول العربية والسلمية الراغبَة ف الشاركة ف الشروع لتعيي مثلِّي لا يتابعوُن
العمحل ف الشروع ،ويشاركوُن ف البة الكحتسبَة خلل تنفيذه.
كل برامجه التشغيل وتصمحيم الدار سيقوُم با مسلِّمحوُن ثقات منم يرصوُن كل الرصا علِّىَ دينهم.
إنُشاء مطات للتصال والتحكحم داخل الدول العربية والسلمية الراغبَة ف الشاركة ف الشروع.
سرتجرىً برامجه للِّتدريب منم خلل الشاركة ف كل مراحل الشروع.
يلحظ ف الوُافقة الصادرة منم الكحوُمة المريكحية أنا استثنت القمحر السلمي.
التكحلِّفة:
طبَدقا للِّعروض البَدئية للِّشركات تصل التكحلِّفة التقديرية للِّقمحر واستخمداماته الساسية حوُال 15ملِّيوُن
دولر مشتمحلِّة علِّىَ القمحر والجهزة المحلِّة والطلق والطة الرضية الرئيسية.
منم هذا العرض الوُجز يبَدو جلِّديا أن القمحر السلمي مرصد صغي يوُب ساوات السلم باحدثا عنم
هلل كل شهر هجري جديد ،تنشط مستشعراته يوُم موُلد اللل لكحنها أبددا ل تراه ول تس له وجوُددا
إل فوُق أفق النقطة تت القمحرية لظة غروب الشمحس تت هذا الفق .وقتها يبَعث لنا بصوُرة اللل
الوُليد مستوُفية تادما لشروط الرؤية الشرعية الصحيحة .فتشعرنُا هذه الصوُرة الت نُراها ف ذات اللِّحظة
ف كافة أرجاء عالنا العرب والسلمي بوُحدة الدف وتوُحد الصي ،وتفزنُا للِّتفكحر ف قدرة ال تعال،
وما بث ف عقل ل يعدو قطرة ف ميط كوُن فسيح ل يهدأ ول يركنم إل خوُل ،فكحأنُه ينادينا منم مداره
ل:
قائ د
قم واصنع الد ل تلِّتفت لا ت
ض تلِّيد سطرته الوائل
وأقم صرودحا للِّعلِّوُم منيفة تغدو الياة نُعائم وخائل
واخضع لربك مطمحئمدنا راضديا ...تظفر بروضات النان وتزل
وفقنا الوُل عز وجل لي عبَاده ورفعة شأن دينه .والسلم علِّيكحم ورحة ال وبركاته
رمضان في حياتهم ...
دعاء اليوُم
...مفت الديار الصرية
...دمشق :رمضان شهر العياد والي واليإان
...حوُار مع هادي خشبَة
...حوُار مع الدكتوُرة صالة عابدينم
...الشيخ ممحد جبيل:إمام النصف ملِّيوُن مسلِّم
210
...رمضانُيات بريطانُية
...مدفع الفطار
...الديبَة سهيلِّة حاد
...رمضان ف ماليزيا
...رمضان ف أرض الشمحس الشرقة
...د .هاجر سعد الدينم
...الشيخ أحد ياسي
...الدكتوُر ييح الرخاوي
...الشيخ عكحرمة صبي " و" الشيخ رائد صلح"
...رمضان ف تركيا
...الستشار القاضي فيصل الوُلوُي
...السيد ممحد حسنم المي
...د.أحد صدقي الدجان
...رمضان ف الشيشان
...رمضان ف السوُيد
مفت الديار الصرية
...تكحلِّيفي بأمانُة الفتاء هوُ أصعب موُقف واجهن ف حيات.
...أتن ف رمضان القادم أن يبَدأ القمحر الصناعي السلمي عمحلِّه لتوُحيد شعائر المة.
...القرآْن دستوُر المة يرافقن منذ طفوُلت وأحرصا علِّىَ ورد يوُمي.
أجرىً الوُار :ماهد ملِّيجي القاهرة
ف البَداية حكحىَ فضيلِّة الفت الدكتوُر نُصر فريد واصل عنم رحلِّته مع كتاب ال ،والذي ارتبَط ف ذهنه
بشهر رمضان البَارك منذ نُعوُمة أظفاره ف كلتاب قرية ميت حلوة بالشرقية وهوُ ل يزال طفلد آْنُذاك،
كمحا أكد لنا أن قرار إسناد منصب الفت إليه كان منم أصعب الفاجآت الت واجهته ف حياته ،وأنُه
ترلدد ف بداية المر ف قبَوُلا ،ولكحنه استخمار ال ،وأقبَل علِّيه مدردكا عظمحته وهوُله منم الناحية الدينية
والعلِّمحية ،وما يستوُجبَه هذا النصب الشاق الذي يعد تكحلِّيدفا مهددا ،وليس كمحا يعتقد البَعض تشريدفا
ووجاهة ،كمحا طلوُف بنا فضيلِّته ف ساحة الذكريات الرمضانُية بروح العاذل والفقيه خلل هذا الوُار..
* فضيلِّة الفت :كتاب ال هوُ البَداية الصحيحة لنم أراد الطريق إل ال .فمحا ذكرياتكحم معه منذ
طفوُلتكحم؟
211
ذكريات مع كتاب ال ل رتنسىَ منذ أن كنت طفلد صغديا ف كتاب القرية ،وحصلِّت علِّىَ جوُائز كان
لا عظيم الثر ف نُفسي ،ودفعتن للنُكحبَاب علِّيه حت حفظته عنم آْخره ،وكان ذلك سبَدبَا ف التحاقي
بالزأهر الشريف ،وأخذت أدرس فيه يوُدما بعد يوُم ،حت ترجت وأصبَحت أستادذا ف الامعة ،ث عمحيددا
لكحلِّية الشريعة بي "تفهنا الشراف" بالدقهلِّية ،ث بعدها ت تكحلِّيفي بهمحة الفتاء ،وخلل هذه الرحلِّة
الطوُيلِّة ل يفارقن القران الكحري تلودة وتفسديا وفهدمحا؛ حيث يعن ل القران الكحثي والكحثي ..فهوُ يعن
الياة ،ويعن الدنُيا والخرة ،لن القرآْن هوُ دستوُر الياة الدنُيا والخرة ،وفيه شرع ال وحكحم ال ف
كل صغية وكبَية ،كمحا أن ل ورددا يوُمديا ،وهوُ ما أواظب علِّيه بعد صلة الفجر بقراءة ما تيلسر منم
كتاب ال سبَحانُه وتعال بالتتيب منم أول البَقرة حت سوُرة الناس ،وهكحذا كلِّمحا انُتهيت منه أبدأ منم
جديد ،ول يشبَع النُسان منم تلوة القران واستشعار حلوته.
شيء يب فضيلِّة الفت أن يتحقق ف رمضان؟
** أحب وأتن أن يلِّتزم السئموُلوُن عنم إعلن هلل رمضان ف جيع الدول السلمية بتوُصيات
الجتمحاع الخي للِّجنة التقوُي الجري الت اجتمحعت مؤخدرا ف جدة ،وشارك فيها مثلِّوُ 18دولة منم
علِّمحاء الشرع ،ووزأراء العدل ،والفتي ،وعلِّمحاء الفلِّك والساحة والساب علِّي شروط وضوُابط التقوُي
الجري الوُلحد ،وقوُاعد الرؤية الشرعية لهللِّة الشهوُر الجرية ،وشارك ف هذه الجتمحاعات ممحع الفقه
السلمي بدة بأنُه إذا ظهر اللل ف بلِّد ،وتققت الرؤية الشرعية له تلِّتزم جيع البَلد السلمية
بإعلن الصوُم ف نُفس اليوُم ليبَدأ السلِّمحوُن ف ربوُع الرض الصيام مدعا ف يوُم واحد؛ حيث تشتك
جيع الدول السلمية والقلِّيات السلِّمحة ف جزء منم اللِّيل ل يقل عنم 6ساعات ،ولكحنم تتلِّف فقط
التوُقيتات ،وذلك ف ظل وجوُد القمحار الصناعية والنُتنُت ووسائل التصال الديثة ،والت ل تدع عذدرا
لحد بعدم العلِّم ،كمحا أتن أن يرىً القمحر الصناعي السلمي النوُر لتوُحيد جيع التوُقيتات والشعائر
التعلِّقة با منم الجه وأوائل الشهوُر العربية والعياد والناسبَات السلمية الخمتلِّفة ،حت تتوُحد المة ف
عبَاداتا وشعائرها ،وبالتال يسهل تقيق الوُحدة علِّىَ الصعيد القتصادي والسياسي فيمحا بعد.
شيء يتضرع فضيلِّة الفت لربه بأن يرفعه عنم المة؟
** أتضرع إل ال بأن يرفع عنم أمتنا الشقاق والفرقة والتشتت الذي تعان منه المة ،وأن نُرىً الوُحدة
القتصادية والتكحتل السلمي القتصادي ف موُاجهة اليهوُد الذينم ياولوُن السيطرة علِّىَ مقدرات
النطقة ،وينتهكحوُن القدسات السلمية ،وحت نُستطيع أن نُتعامل مع التكحتلت القتصادية الت
أصبَحت هي السمحة المحيزة للِّعصر الاضر.
ما هي أحب الطاعات إليكحم ف رمضان؟
إن رمضان هوُ شهر القران والصيام والقيام والتهجد وصلِّة الرحام وفعل الب واليات والنُفاق ،وهي
جيعها منم أعظم العبَادات والطاعات ،فأعظم العبَادات هي قراءة القران وصلة التهجد خاصة ،فضلد
212
عنم تصيل العلِّم؛ حيث إنُن منذ توُليت منصب الفتاء وأنُا ليلِّي وناري ف أمهات كتب الفقه ل
أنُصرف عنها ،ل سيمحا ف رمضان منم أجل استنبَاط الحكحام واستخمراج الفتاوىً الت تطرح علِّينا منم
كل مكحان ف الدار • .هل لسرتكحم الصغية نُصيب منم وقتكحم بعيددا عنم ضغوُط "الرسيات"؟
ربا قبَل النُشغال بأموُر السلِّمحي منم خلل توُل مسئموُلية الفتاء كان لسرت نُصيب أوفر منم اليوُم؛
فطبَيعة العمحل الذي أقوُم به منم إفتاء السلِّمحي ف أموُر دينهم أمر يسيطر علِّىَ تفكحيي ف كل زأمان
ضا ،بل وكمحا هوُ الال ف دار الفتاء وف كل مكحان، ومكحان ،حت إنُه يستمحر ذلك معي ف النزل أي د
وعلِّيه فإن النزل يكحوُن فيه البَحث والقراءة والستعداد للِّقضايا التجددة والطروحة علِّلي منم الناحية
الشرعية والفقهية ،وبالنزل مكحتبَة ضخممحة تضم أمهات الكحتب ف متلِّف العلِّوُم؛ ل سيمحا الفقه والشريعة
السلمية ،وتأخذ الكحتبَة من الكحثي منم الوُقت؛ خاصة إذا كانُت هناك قضية منم القضايا واجههتنا،
ويدث حوُلا جدل ما يضطرن إل البَحث الدقيق حت أصل إل الكحم الذي تطمحئمنم إليه نُفسي،
وبذه الصوُرة فإن السرة ل تستطيع أن تصل من علِّىَ الهتمحام الذي تصل علِّيه الراجع وأمهات
الكحتب واللِّدات الفقهية منم أجل عامة السلِّمحي ف مصر وخارجها.
لكحنم ..كيف تؤدي فضيلِّتك الجازأة السبَوُعية؟
للسف ..ل يوُجد عندي إجازأة أسبَوُعية ،فالعمحل شبَه مستمحر ،ووقت الجازأة ليس ملِّدكحا ل ،ووقت
كلِّه أصبَح ملِّدكحا للمة؛ حيث أقضيه كلِّه ف خدمتها؛ سوُاء كان ذلك منم خلل البَحث أو الطلع
علِّىَ أمهات الكحتب الفقهية ،أو الذهاب إل مقر العمحل بدار الفتاء الصرية أو تلِّبَية الدعوُات العامة
الت يطلِّب من الشاركة فيها منم خلل نُدوات أو لقاءات وكل ما يتصل بالفتاء؛ سوُاء علِّىَ الستوُىً
العام أو الاصا.
وصلِّة الرحم عند فضيلِّة الفت ..ماذا تعن؟
صلِّة الرحم عندي هي العلقة النُسانُية الت ترتبَط إل حد كبَي بالصلِّة بال سبَحانُه وتعال ،لن الرحم
هي منم عند ال ،ومنم وصلِّها وصلِّه ال ومنم قطعها قطعه ال ،كمحا ينص الديث القدسي الشريف
علِّىَ ذلك ،والمحد ل ..صلِّة الرحم هي جزء منم حيات؛ سوُاء منم خلل المحارسة العمحلِّية ،حيث إنُن
علِّىَ صلِّة بفضل ال بمحيع الهل والقارب والحبَاب؛ سوُاء منم قريب أو منم بعيد ،ول يتغلي شيء ف
ضا مفتوُح لؤلء جيدعا، حيات قبَل توُل مهام الفتاء أو بعده ،وبيت والمحد ل مفتوُح ،ومكحتب أي د
ووضعي ل يتغي ،ولكحنه علِّىَ صوُرته كمحا هوُ وكمحا كنت وأنُا طالب صغي بينهم ،وكلِّه منم نُعم ال.
ما أحب الطعام إل نُفسك؟
حت الن ل أجد منم خيات ال ما تعافه نُفسي ،فكحل منم خيات ال؛ سوُاء منم الفاكهة أو اللِّحوُم أو
الضراوات ،كمحا أن أي شيء يقدم ل هوُ منم نُعم ال نُأكلِّه ونمحده علِّيها.
ما هوُ أصعب موُقف واجهه فضيلِّة الفت؟
213
علِّمحي بقرار تكحلِّيفي بذا النصب منصب الفتاء كان منم أصعب الوُاقف الت واجهتها ف حيات؛
حيث إنُن ل أطمحح ول أسع يوُدما لذلك ،كمحا أنُن ل أكنم ف بؤرة الضوُاء ،وكنت أحاول إعفاء نُفسي
منم هذه السئموُلية الشرعية الكحبَية ،والت سوُف أتمحل بسبَبَها السئموُلية عنم كل حرف أنُطق به أمام ال
سبَحانُه وتعال ف أية فتوُىً أفت با لكثر منم 60ملِّيوُن مسلِّم ف مصر وحدها ،ولكحنن استعنت بال
ف أداء هذه الهمحة راجديا منه التوُفيق والسداد ف الفتاوىً الت تصدرها دار الفتاء ف وجوُدي منم خلل
الستعانُة باللِّجان التخمصصة ف الدار ،وبالرجوُع إل أمهات الكحتب وآْراء الفقهاء القدامىَ والدثي ف
السألة الوُاحدة قبَل الفتاء بشأنا مراعاة لق ال وحق العبَاد ف الفتاوىً.
هل أصبَح لفضيلِّة الفت أحفاد؟
حت الن ل يرد ال بعرد أن أرصبَح جددا "مبَاشدرا" ..فلِّيس ل أحفاد منم أولدي ،بينمحا داخل منظوُمة
العائلِّة الكحبَية حصلِّت علِّىَ هذا اللِّقب منذ زأمنم ،ول ولد وبنت بفضل ال ،وممحد نُصر ابن الكب
يدرس ف نُفس الكحلِّية الت تلرج فيها أبوُه ،حدبَا ف العلِّوُم الفقهية ،بينمحا ابنت تدرس ف كلِّية التجارة
بنات ،بامعة عي شس ،وها ملِّتزمان بفضل ال بالخلق والداب السلمية الفاضلِّة ،وأعتمحد ف
التعامل معهم أسلِّوُب الوُار القنع لتوُضيح الطأ منم الصوُاب لم ف أي أمر يعرض لم منذ نُعوُمة
أظفارهم حت اليوُم
يييييييييي
رمضان شهر العياد والخير واليمان
مزج بي "السحرات" و"الكحوُات" والبامجه التلِّيفزيوُنُية
وحيد تاجا دمشق
تكحاد دمشق تنفرد بتقاليد مليزة عنم مثيلتا منم الوُاضر العربية والسلمية ف تعاريش الناس مع شهر
رمضان البَارك فيها؛ حيث يإارس أهلِّها عادات قديإة عريقة توُارثوُها عنم أجدادهم تكحي عنم روح
التاث والصالة والبَة ..والتوُاصل الدين والخلقي واليات فيمحا بينهم ،تقاليد علِّىَ نُدرتا هذه اليام
أوشكحت أن تندثر إل منم بعضها ..ومنم ذاكرة القدمي ،وما حلدشثنا عنه السلِّف ف قصصهم الشعبَية.
ط ذرحاله بي ظهرانُينا؛ إذ ترىً الناس ف حالة تضي وتظهر كرامات هذا الشهر الفضيل قبَل أن ي ل
لستقبَال الشهر الكحري؛ حيث يسارع بعض الحياء إل وضع الزينات ف الشوُارع وعلِّىَ أبوُاب البَيوُت
وأبوُاب الوُانُيت ،وتزلينم السوُاق بالعلم واليات القرآْنُية الكحريإة ،ويشرق "سوُق المحيدية" بالضوُاء
طوُال اللِّيل.
إثبَات الشهر:
يستقبَل الدماشقة شهر رمضان بإثبَات موُلد هلل الشهر ،وهذه تلِّتزم بأسس علِّمحية .وقد جرت العادة
أن يلِّس القضاة والعلِّمحاء والوُجهاء ف ليلِّة الثلثي منم شعبَان ف السجد الموُي خلل الساعات الت
214
يتوُقع فيها ظهوُر هلل شهر رمضان لعلن الصيام ،وكان لكحل مدينة ملِّس ماثل لدينة دمشق،
أصبَحت فيمحا بعد علِّىَ اتصال دائم بدمشق.
أما الن فقد أصبَح اللِّس ينعقد ف الكحمحة الشرعية لتبَلِّيغ الرؤية وإثبَات ميلد اللل ،فإن جرىً
الثبَات رتنار الساجد ورتضرب الدافع إيذادنُا ببَدء الصيام.
السحرات:
منم الشخمصيات الرتبَطة بذاكرة الناس ف رمضان :السلحر ،وحت الن فإن أهل دمشق ل يزالوُن
يعتمحدون ويؤكدون علِّىَ وجوُد السلحر ف رمضان ،وف الاضي كان يسلحر مدينة دمشق "مسحرات"
واحد ،يصعد علِّىَ مكحان ومعه طبَل كبَي يضرب علِّيه ،ويصيح بأعلِّىَ صوُته" :يا سامعي ذكر النب
عالصطفىَ صلِّوُا ،لوُل النب ما انُبَن جامع ول صلِّوُا".
ومع اتساع الدينة وتزايد عدد سكحانا تزايد عدد السلحرينم ،حت أصبَح لكحل حي مسلحر خاصا به،
وكانُت تلِّك الرفة تنحصر ف عائلت تتوُارث العمحل ،وهذا ما يفسر خروج السلحر مع ولد صغي،
وغالدبَا ما يكحوُن ابنه ،يساعده ف حل السلِّة الت يمحع فيها أعطيات الطعام ،وليتعلِّم منه أصوُل الصنعة
وآْدابا ،وليتعرف إل أهل الطاف ومكحانُاتم الجتمحاعية ،وبالتال ليحفظ الدائح والدعايات الت
سيددها عند تكحريسه ف "الكحار" مسحدرا .وهكحذا كانُت تنطلِّق نُقرات علِّىَ طبَلت صغية فيها سحر
وإغراء ونُشوُة وصخمب يشق سكحوُن اللِّيل ويوُقظ القوُم إل ذكر ال ،ويذكرهم با علِّيهم حيال الفقراء.
وينطلِّق مسحرو دمشق مزلودينم بي "عدة العمحل"" :الطبَلِّة والسلِّة" يوُبوُن الارات ويإرون بالبوُاب
يقرعوُنا بعصيهم الصغية ،ويرددون بأصوُاتم الت تتفاوت ف الشوُنُة والدة عبَارات رمضان التقلِّيدية،
والت تشكحل حت اليوُم جزءاد ل يتجزأ منم شخمصية أولئمك السحرينم.
" يا نُاي وهوُ الداي ،يا نُاي وحد ال ،قوُم يا بوُ ممحد :وحد ال ،قوُم يا بوُ جاسم ،يا بوُ صياح :وحدوا
ال"
الوُلوُية:
صا ليلِّة
كانُت للِّطريقة "الوُلوُية" بدمشق ،ول يزال دور متمحيز ف تقاليد الحتفاء بشهر رمضان؛ خصوُ د
القدر ،ففي تلِّك اللِّيلِّة كان شيخ الطريقة يوُل علِّىَ ساط بإفطار للِّدراويش "الريدينم" ،وبعد صلة
التاويح يعقد الذكر ف مقر "التكحية" الوُلوُية ،ويضره منم شاء منم الوُاطني ،ويلحظ ف السنوُات
الخية كثرة وجوُد الوربيي والمريكحيي ف تلِّك اللِّيلِّة ،ويكحوُن الذكر بصاحبَة ضارب الدف ،وعازأف
الناي وبإشراف )العشي باشي( الذي يلحظ الدراويش أثناء الدوران ،فإذا انُتهىَ الذكر يرج المحيع ف
موُكب شعب حت السجد الموُي؛ حيث يبَقوُن ف احتفالم حت السحوُر ،ث يصلِّوُن صلة الفجر ف
السجد الموُي.
215
أما اليوُم فقد اقتصر إحياء ليلِّة القدر علِّىَ التكحية الوُلوُية ،دون الروج إل الشارع ،كمحا يتم إحياء اللِّيلِّة
الت تسبَق ليلِّة القدر ف منزل الشيخ العيطة ،وهوُ أحد مشايخ الطريقة الوُلوُية ،ويقع خلِّف السجد
الموُي.
الكحوُات:
منم الشخمصيات التقلِّيدية الطريفة الت كادت تندثر مع وجوُد التلِّيفزيوُن والراديوُ" :الكحوُات" ،إل أن
صاصا الشعب ،ول سيمحا أيام رمضان؛ حيث يتبَوُأ بعض القاهي ف دمشق عادت وأحيت هذا الق ل
مكحانُه ف صدر القهىَ علِّىَ سدة عالية ملِّلِّة بالسجاد ،ويقص علِّىَ الضوُر القصص الشعبَية عنم
"عنتة ،والظاهر بيبس ،والزير سال ،وأب زأيد اللل" .
وكان القوُم يتخميون "الكحوُات" الذي تتوُافق براعته وسرعة بديهته ،وأسلِّوُبه ف اللقاء وتصعيد حبَكحة
الحداث ،ومنم الموُر الطريفة الت يتحدث عنها البَعض أن حدث ف ليلِّة الديث عنم عرس عنتة بنم
شداد أن قام أنُصاره بتزيي القهىَ احتفالد بذه الناسبَة!ا!ا
موُائد الفطار:
خص الدماشقة هذا الشهر بالغالة ف إعداد موُائده ،والفراط ف الرطبَات والشافات واللِّوُىً ،ويإكحنم
القوُل :إنُه ما منم بيت دمشقي إل ويتفي بائدة الفطار الت ينتظرها الصائم مساء كل يوُم با للذ
وطاب منم أصناف وألوُان الطعام ،ول تكحاد تلِّوُ مائدة منم أنُوُاع "الفلتات :الذلمحص بالزيت أو السمحنة"
و"فلتة الكحدوس" ،كمحا ل تلِّوُ الائدة منم أنُوُاع الشروبات "الساء" ،ومائدة الفطار ف دمشق ل تلِّوُ
منم القبَلت ،وباصة صحنم الفوُل الدمس بالزيت.
ومع هذا الشهر تظهر عند البَغبَاتية "صناع اللِّوُيات" ،اللِّوُىً الرمضانُية الصنوُعة منم الكحنافة والكحلج،
بالضافة إل البازأق والنهش ،وتظهر أنُوُاع قمحر الدينم والنقوُع والزبيب لصنع أنُوُاع الشافات ،كمحا
تظهر أرغفة العروك وأنُوُاع البَز الخرىً ،وينتشر باعة الرطبَات بعد الفطار ،وقلِّمحا تلِّوُ مائدة الفطار
منم الرطبَات ،والطريف أن حديث النسوُة ف رمضان قلِّمحا يبَتعد عنم أنُوُاع الطعام الت تعلد للفطار.
وقد أخذت تنتشر ف الونُة الخية موُائد الطاعم؛ حيث أخذت الطاعم تتبَارىً فيمحا بينها لعداد
ضا ،وقد لوُحظ استقطاب هذه الطاعم للِّعائلت؛ حيث ل تد مكحادنُا موُائد الفطار ،بل والسحوُر أي د
ف العديد منم الطاعم علِّىَ الفطار أو علِّىَ السحوُر.
ت اجتمحاعية فريدة منم نُوُعها؛ ففي مساء أيام السبَوُع ترسوُد مدينةش دمشق خلل شهر رمضان ذصل ة
الول منم الشهر يتزاور أفراد العائلِّة للِّتهان ،ويشمحل ذلك أصوُل العائلِّة وفروعها ،وغالدبَا ما يكحوُن إفطار
أول يوُم عند عمحيد العائلِّة ،وإفطار اليوُم الثان عند أكب أولده سدنا ..وهكحذا ،وف بداية السبَوُع الثان
يأت دور النساء ف التهنئمة ،فيتبَادلنم التهان منم عصر كل يوُم إل قبَيل الغروب ،ومنم خلل ذلك تدور
أحاديث عنم مآدب الطعام ،وطرق إعداده ،وقد يتساعدن ف ذلك ويتهادينم أطبَاق الطعام .ومنم
216
النسوُة منم تذهب إل البية "القابر" لستذكار الوُتىَ بعد عصر اليوُم الول منم الشهر ،وتأخذ معها
الطعام واللِّوُىً لتوُزأيعها علِّىَ الفقراء.
استقبَال العيد:
إذا كان العشر الرشول منم شهر رمضان "للِّمحرق" كمحا يقوُلوُن ف دمشق ،لنمحاك القوُم بطعام رمضان
وموُائده ،فإنم يعتبون الشعشر الروُهسشطىَ منم الشهر "للِّذخمشرق"؛ أي لشراء ثياب وكسوُة العيد ولوُازأمه ،وإذا
حل الشعشر الواخر منم شهر رمضان انمحكحت النسوُة "بصلر الوُرق"؛ أي إعداد حلِّوُىً العيد ،وخاصة
العمحوُل الشوُ بالوُزأ أو الفستق اللِّب.
وف اليام الت تسبَق العيد ل يعرف أهل دمشق فيها النوُم والسكحينة ،فتتدي الدينة حلِّة قشيبَة منم
النُوُار تني الآذن والساجد والطرقات ،فينقلِّب سوُاد اللِّيل إل نار ،ويتحوُل سوُق المحيدية والرير
والقيشان إل بر متلطم منم البَشر.
وما يلِّفت النظر ف هذه اليام الكحريإة :ازأدياد نُسبَة المنم والثقة عند الناس ،حت يصبَح منم الطبَيعي
جددا أن تبَقىَ الرأة مع أطفالا حت ساعات الفجر الول وهي تشتي الثياب واللِّوُىً دون أي خوُف
أو حساب ،وإن سألت فل تد جوُادبا سوُىً أنُه شهر رمضان ،وفيه كل المان.
وما إن يعلِّنم موُلد هلل شوُال حت تكحوُن دمشق قائمحة علِّىَ قدم وساق ،ليعم الفرح والتهان علِّىَ
السلِّم الذي أت فروضه ف الطاعة واليإان التوُاصل ،وتتلِّئ الدنُيا فردحا وصخمدبَا وحبَوُدرا ونُشوُة
يييييييييي
هادي خإشبة نجم المنتخب المصري يتحدث عن فضل رمضان
أجرىً الوُار :حسام تام القاهرة
هادي خشبَة ..هوُ منم أشهر لعب فريق النادي الهلِّي الصري ،وأحد أبرزأ لعب الكحرة الصرية الذينم
جعوُا بي الوُهبَة الكحروية واللتزام الخلقي والسلِّوُكي؛ فحازأ إعجاب ومبَة جاهي الكحرة ف مصر
والعال العرب.
ورغم أنُه ما زأال ف سنم مبَكحرة )عمحره 27عادما( فقد استطاع أن يصل علِّىَ عدد منم البَطوُلت اللِّية
والدولية مع فريقه )الهلِّي( ومنتخمب مصر مذ كان نُاشدئما زأادت علِّىَ خس عشرة بطوُلة ملِّية ودولية،
وتلوُج ذلك بصوُله علِّىَ لقب أحسنم لعب ف مصر لوُسم ،95/1996وكان قد حصل قبَلِّها علِّىَ
لقب أحسنم نُاشئ ف مصر موُسم .92/1993
وهوُ منم أشهر لعب الكحرة الصرية الذينم تزوجوُا ف سلنم مبَكحرة تزوج منذ ثلثة أعوُام ولديه يوُسف عمحره
عامان وفضلِّوُا البتعاد عنم صخمب الشهرة وأضوُاء النجوُمية ..لذلك فهوُ عند زأملئه منم لعب الكحرة
وخاصة الناشئمي نوُذج يتذىً به.
217
وحوُل رمضان ف حياة لعب الكحرة وذكرياته عنم رمضان كان لنا معه هذا الوُار :كلعب كرة
ورياضي ماذا يإثل لك رمضان؟ وما الذي يتلِّف به عنم غيه منم الشهوُر منم وجهة نُظرك؟
رمضان شهر أنُتظره منم العام لخر ،وكثديا ما أدعوُ بالدعاء الأثوُر" :اللِّهم بللِّغنا رمضان" ،فهوُ شهر
البكة والغفرة والرحة منم ال عز وجل ،وأظنم أن هذا إحساس الكحثيينم ف الوُسط الرياضي ،كمحا هوُ
الال عند كل السلِّمحي ..وحت إذا كان توُقيت البَاريات قبَل الصيام نُشعر بلِّذة مضاعفة ف الصيام..
تفوُق لذة الصوُم مع الراحة ،لنا تمحع بي لذة الصوُم والاهدة ،وأعتقد أن الصوُم مع الاهدة له
إحساس خاصا ومتلِّف ،وثوُابه إن شاء ال يكحوُن أكب وأعظم ..كمحا أن رمضان ترك تأثديا عمحيدقا علِّينا
ضا ،فنحنم نُتعلِّم فيه الخلق الطيبَة ،ونُكحثر فيه منم العبَادات واللتزام بالداب كأفراد وكفريق أي د
السلمية و ...وهذا بدوره يتك أثره علِّينا؛ إذ تسوُد بيننا روح الوُدة واللفة ،وتقوُىً روح الفريق
الوُاحد ،وهوُ أهم ما يتاجه الوُسط الرياضي ،وهذا التأثي يإتد لفتة طوُيلِّة بعد رمضان ،وهوُ ما أسيه
بزاد رمضان الذي يكحفي لعدة شهوُر أخرىً.
لكحنم الشائع خاصة ف الوساط الرياضية أن رمضان يؤثر سلِّبَديا علِّىَ الداء الرياضي؟
منم الفتض أن الصيام يعطي للنُسان القوُة واللِّد ،وتأثي رمضان علِّىَ الرياضي تديددا ل بد وأن
يكحوُن إيابديا ف رأيي؛ خاصة إذا عرفنا أن اللعب يب أن يلِّتزم بنظام غذائي دقيق ودائم )رييم( ،
ويإتنع عنم الغذاء لعدة ساعات قبَل أي مبَاراة يوُضها ،وأعتقد أن اللعب إذا أخذ بالسبَاب )تناول
السحوُر النُتظام ف موُاعيد النوُم القلل منم الطعام التزادما بوُصية الرسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم:
"بسب ابنم آْدم لقيمحات يقمحنم صلِّبَه ("..فإن الصيام سيعوُد علِّيه بالفائدة ..وهذا ما يدث معي،
فالبَاريات الت ألعبَها وأنُا صائم أكوُن موُفدقا جددا فيها .ربا يتلِّف ذلك مع بعض اللعبَي؛ إذ نُلحظ
أن الشكحوُىً منم التعب والجهاد تزيد ف رمضان؛ خاصة وأن البَاريات غالدبَا ما تري نادرا.
هل أنُت مع إيقاف السابقات الرياضية ف رمضان أو القل القلل منها؟
ف القيقة نُعم ،فالفضل منم وجهة نُظري إعادة تنظيم جدول البَاريات وخاصة الدوري العام بيث
يتوُقف تادما ف رمضان لنُه شهر وحيد ف السنة ومنم الول أن يصص للِّعبَادة والتقرب إل ال ،وهذا
لنم يؤثر ف مسية الدوري ولنم يضر الرياضة ف شيء إذ أن الداء العام للعبَي يتأثر سلِّبَديا بالصيام.
كمحا أن هناك دولد فعلِّت ذلك كالسعوُدية مثلد ول تتأثر فيها الرياضة.
لكحنم ما رلدك علِّىَ منم يعتبون ذلك تعطيلد للعمحال؟
هذا غي صحيح خاصة إذا كان منم المحكحنم تأجيل البَاريات أو تنظيمحها با ل يتعارض مع أداء
الفرائض فالصوُم فريضة ورمضان شهر واحد ل يتكحرر ف العام إل مرة ،والمر منم باب ترتيب الولوُيات
وتنظيم أموُر الدنُيا وفق الدينم ،إذ ما الانُع أن تؤجل هذه البَاريات والنُشطة إل ما بعد رمضان؟
خاصة وأن ذلك لنم يضر بصال أحد .ث إن كثديا منم النُشطة تعطل ف إجازأات أخرىً كالصيف
218
مثلد ول أحد يعتض .فلِّنعتب رمضان مصيدفا وإن كان يعلِّوُ ويلل بالتأكيد منم أن يشبَه بالصيف.
وعلِّىَ كل إذا كان تأجيل الدوري إل ما بعد رمضان مطلِّدبَا صعدبَا؛ فل أقل منم أن تؤخر مبَارياته إل ما
بعد الفطار وهذا أضعف اليإان ،فالبَاريات النهارية فتنة للعبَي وإغراء لم بالفطار تت مبرات
كثية.
بعض اللعبَي يلِّجئموُن إل الفطار إذا كانُت هناك مبَاراة نائية بدعوُىً وجوُد فتاوىً تبَيح ذلك كمحا
حدث منم قبَل ف بعض مبَاريات النتخمب الصري؟
ربا تقصد مبَاراتنا ف بطوُلة المم الفريقية ف جنوُب إفريقيا ..والقيقة أن معظم اللعبَي كانُوُا
صائمحي وأدوا البَاراة باقتدار رغم أنا كانُت أثناء الظهر وف ظل درجة حرارة مرتفعة جددا ..والذينم
أفطروا كانُت رخصتهم السفر وليس الشقة .ومثل هذه الفتاوىً مرفوُضة تادما ول أتصوُر أن عالا يفت
د
با خاصة وأن البَاريات مهمحا بلِّغت مشقتها ل تستوُجب أو تستدعي الفطار ..كمحا أن ظاهرة الفطار
بي اللعبَي قلِّت كثديا عنم ذي قبَل .وأصبَح اللعب الفطر ظاهرة شاذة جددا ف الوُسط الرياضي
الذي صار ف الفتة الخية منم أكثر الوساط التزادما بالخلق والتعاليم السلمية.
بالناسبَة بش تفسر تزايد ظاهرة اللتزام ف الوساط الرياضية؟
بالفعل هناك إقبَال شديد بي اللعبَي علِّىَ اللتزام بالسلم ،ويزيد باستمحرار خاصة ف شهر رمضان.
فالوُسط الرياضي ف رأيي أكثر تقبَلد للسلم لن اللعب دائدمحا باجة إل النصر والتوُفيق وهوُ ما
يعلِّه دائم التصال بال ،كمحا أن الرياضة تعوُد النُسان علِّىَ اللتزام وتعلِّه جزدءا منم تكحوُينه إذ ل بد
منم النوُم مبَكحدرا والنُتظام ف التدريب والغذاء ،وضبَط والعصاب ،وعدم تضييع الوُقت وعدم النُغمحاس
ف اللِّذات ..ال ،وهذه كلِّها صفات إسلمية ف الساس ،وتعل اللعب بدوره أقرب إل اللتزام
بالسلِّوُكيات والخلق السلمية ..وهذا ما ند أثره حالديا ف اللعب فقد صار اللتزام سة غالبَة بي
اللعبَي خاصة الشبَاب ،وهذا ف رأيي يرجع إل تأثي الصحوُة السلمية.
وأنُت كيف تعيش شهر رمضان الكحري؟
ف رمضان أحاول أن ألغي كل التزامات علِّىَ قدر الستطاع وأبتعد قدر المكحان عنم الدنُيا سعديا للِّتقرب
إل ال فل أخرج منم النزل إل للِّضرورة .وأحاول الفاظ علِّىَ الصلِّوُات ف جاعة بالسجد ..خاصة
صلة العشاء والتاويح ،حيث أصلِّي بصحبَة عدد منم زأملئي ف مسجد نُادي الصيد ،خلِّف إمام
شاب يصلِّي بنا القيام بزء كامل ..أما ف العشر الواخر منم الشهر فأقضيه معتكحدفا ف السجد ول
أخرج منه إل ليلِّة العيد ،وف رمضان أحاول اللتزام بوُرد ثابت منم القرآْن الكحري )رفض تديد قدره(
وأواظب علِّىَ حضوُر حلِّقات ترتيل القرآْن الكحري ،ومالس الذكر .وإذا تصادف رمضان مع وجوُد
تمحعات أو معسكحرات رياضية للِّفريق ناول التجمحع قبَل التدريب أو بعده ف حلِّقة جاعية لتلوة
ضا بالنسبَة لذكار الصبَاح والساء حيث نرصا دائدمحا علِّىَ أدائها بشكحل جاعي، القرآْن ..وكذلك أي د
219
وأحيادنُا نُذهب إل أحد دروس العلِّم الت تشهدها مساجد القاهرة ،ومنم الدعاة الذينم أحرصا علِّىَ
حضوُر دروسهم ومتابعتها د /عمحر عبَد الكحاف والشيخ /وجدي غنيم ..وها منم أكثر الدعاة تأثديا
خاصة بي الشبَاب ،كمحا أحرصا علِّىَ متابعة فضيلِّة الشيخ /يوُسف القرضاوي منم خلل الفضائيات،
ورأفضل قراءة كتبَه كثديا وساع أشرطة ماضراته وخطبَه.
لكحنم ما أكثر الشياء عندك ارتبَادطا برمضان؟
صلِّة الرحم /ففي رمضان رأكثر منم زأيارة الهل والقارب ..حيث تظلِّلِّنا أجوُاء الرحة والتسامح فتسوُد
العلقات السرية والعائلِّية الشاعر الدافئمة ،وكثديا ما نُلِّتقي علِّىَ قراءة قرآْن أو ملِّس علِّم وتغلِّب علِّىَ
زأياراتنا الروح الدينية الالصة .أما أكثر ما يرتبَط وجدانُديا برمضان فهوُ الحساس بالتعاطف والشفقة
تاه الفقراء والساكي خاصة الذينم ل يسألوُن الناس إلادفا؛ إذ يرقق رمضان قلِّوُبنا تاههم ،ويصبَح
السلِّمحوُن مثل السد الوُاحد بي الؤمني.
ذكريات رمضانُية ل رتنسىَ؟
كانُت ف شهر رمضان الاضي 1419وكنت معتكحدفا ف العشر الواخر وانُتابتن حالة منم التسامي
أحسست فيها بقرب منم ال ،وكان أكثر دعائي بأن يرزأقن ال حجه بيته الرام ..والمحد ل خرجت منم
رمضان بعزم أكيد علِّىَ الجه حت ملنم ال علِّلي به ..لكحنم ما زأال هذا العتكحاف ماثلد ف ذهن .وقد
كان علمة فارقة ف حيات .وبقدر ما استمحتعت فيه بالعبَادة والسمحوُ الروحي فقد شعرت فيه بندم
شديد علِّىَ ما فاتن ،وأحسست لول مرة بقيمحة رمضان وعظمحته ،وتنيت لوُ كان العام كلِّه رمضان
يييييييييي
د.صالحة عابدين -رئيسة اللجنة السلمية العالمية للمرأة والطفل
نُسعىَ لقرار ميثاق إسلمي لقوُق الرأة والطفل ل يصطدم بالشريعة .
الادمات الجنبَيات خطر يهدد مستقبَل النشء السلِّم وعلِّىَ المهات القيام بأدوارهنم.
أتن أن ل يإر رمضان هذا العام إل وقد تررت جيع القلِّيات السلمية.
أجرىً الوُار :أجرىً الوُار /ماهد ملِّيجي
* ف البَداية نُوُد أن نُتعرف علِّىَ أهداف اللِّجنة السلمية العالية للِّمحرأة والطفل الت ترأسينها؟
** اللِّجنة كمحا هوُ معلِّوُم تتبَع اللِّس السلمي العالي للِّدعوُة والغاثة والذي يرأسه شيخ الزأهر بكحم
منصبَه وفقا لقانُوُن اللِّس ومقره موُجوُد بالقاهرة ،كمحا أن جيع النظمحات السلمية الدعوُية والغاثية
أعضاء فيه وتعمحل منم خلله واللِّجنة الت أشرف برئاستها هي لنة تتم وتركز علِّىَ شئموُن الرأة السلِّمحة
والطفل السلِّم و نُشأت بعد انُعقاد مؤتر بكحي وباركها الشيخ جاد الق علِّي جاد الق وإدراك خطوُرة
الخمطط الستعمحاري العالي الذي يسعىَ للِّنيل منم التمحعات السلمية تت دعاوىً التحرر والبداع
وقمحنا بإرسال كثي منم البَيانُات الت تصر فيها جيع مشاكل الرأة السلِّمحة عندنُا وهي تتكز ف مشاكل
220
انُتشار المية و سوُء الوضاع الصحية ،و ضعف الكحفاءة والتنمحية البَشرية ،وتأخذ اللِّجنة علِّىَ عاتقها
منذ تأسيسها إبرازأ والتأكيد ف متلِّف النتديات علِّىَ الهال الذي تعان منه الرأة السلِّمحة حت أدركوُا
أن موُضوُع الرأة السلِّمحة ل يأخذ حقه الكحاف منم الدراسة ووضعناه ف بؤرة الهتمحام ،وبينمحا العال كلِّه
يركز علِّىَ القوُق فقط فنحنم السلِّمحوُن نُتناول القوُق والوُاجبَات منم وجهة إسلمية متكحاملِّة .
* هل فكحرت لنتكحم الوُقرة ف وضع ميثاق للِّمحرأة والطفل السلِّم بيث يراعي خصوُصية التمحعات
السلمية ؟
** لقد فكحرنُا بالفعل ف وضع ميثاق إسلمي للِّمحرأة والطفل بيث يراعي خصوُصية التمحعات العربية
والسلمية ولزألنا نُدرس إمكحانُية إصدار هذا اليثاق للِّمحرأة السلِّمحة والطفل السلِّم ف العال حت نُفرق
بي نُظرة السلم النبَثقة منم اليإان بال ومراعاة الضوُابط العقائدية و الخلقية وبي النظرة الغربية
للِّمحرأة والطفل والت ل تكحتث بذه الموُر ،كمحا أنُه لبد منم وضع أيدينا أول علِّىَ الشكحلِّة ث نُصفها
ث نُضع اللِّوُل لا با يناسبَها ف متمحعات القلِّيات السلِّمحة ف العال أجع بصفة خاصة والتمحعات
العربية والسلمية عامة ،حيث إن المحيع لديهم مشاكل تتبَاينم حسب الكحان الذي تدث فيه ،ففي
فرنُسا وبلِّجيكحا يوُاجه السلِّمحوُن مشاكل حرية السلِّمحة ف أن ترتدي ما يتناسب مع ما أمر به ال .كمحا
أن هذه الظاهرة بدأت ف النُتشار حيث صعب علِّىَ الرأة السلِّمحة احتفاظها بوُظيفتها أو موُاصلِّة
تعلِّيمحها ف مدارس أو جامعات الغرب رغم أن الغرب يإل الدنُيا ضجيجا بالديإقراطية وحقوُق النُسان
!.ا!ا
* باعتبَاركم أقمحتم ف بلد الغرب هل هناك اختلف بي وضع الرأة ف متمحعاتنا العربية والسلمية وف
التمحعات الغربية ؟
** بالتأكيد هناك اختلف وطبَيعة هذا الختلف بي الرأة ف متمحعاتنا السلمية وف التمحعات
الغربية تنطلِّق منم الختلف الوُهري ف القيم الدينية والخلقية الت تعتمحد علِّيها الرأة السلِّمحة والرأة
الغربية إذ ند أن اكثر منم %50منم الغربيي رجال و نُساء متحررينم جلِّة منم الديانُة بصفة عامة حت
ل تصل الكحنيسة منهم علِّىَ ضريبَة الديانُة بينمحا ف متمحعاتنا السلمية ند أن الرأة تستمحد كرامتها
وعزتا منم ارتبَاطها بدينها علِّىَ العكحس منم نُظيتا الغربية ،كمحا أنُه ف الغرب الفردية تسيطر علِّىَ
تفكحيهم بشكحل ليس له مثيل علِّىَ الصعيد الثقاف والجتمحاعي والسياسي والقتصادي حيث إنم
يعتبون الشخمص هوُ الوُر الساسي ف التمحع ،والتكيز علِّىَ الفردية ف كل شئ هوُ السبَب الساسي
ف امتلء حياتم بالشاكل ،بينمحا ف العال السلمي يتلِّف المر كمحا قلِّنا حيث الدينم هوُ موُر
الياة العامة والاصة ومفاهيم التعاون علِّىَ الب والتقوُىً والتكحافل وصلِّة الرحام وتاسك السرة وغيها
منم الفاهيم تعل الختلف جذريا بيننا وبينهم .
* هل يتلِّف مفهوُم حقوُق الرأة بي السلم والغرب؟ ولاذا ؟
221
** حقوُق الرأة ف السلم ل تتلِّف عنم مثيلتا ف الغرب بل تفوُقها بكحثي بصفة عامة فمحثل ليس
علِّىَ الرأة السلِّمحة مسئموُلية مالية لرعاية أسرتا وهىَ مسئموُلية الرجل تاما %100بينمحا ف الغرب
السئموُلية مشتكة وتب الرأة علِّىَ ذلك ،بل ف أحيان كثية تتحمحل الرأة عبء النُفاق علِّىَ السرة ف
وجوُد رجل معها ولكحنه ل يعوُلا ،وهناك العديد منم المتيازأات للِّمحرأة السلِّمحة لوجوُد لا ف النظوُمة
الغربية ،كمحا أن حق إجازأة الموُمة ف عالنا السلمي ل يعرفها الغرب وهناك الكحثي والكحثي الذي
تتمحيز به الرأة السلِّمحة عنم نُظيتا ف الغرب بغض النظر عنم بعض الدعايات الت يتشنجه با الغرب
للِّنيل منم السلم ،وليس ذلك بأكثر ف إطار حلته النظمحة لتشوُيه صوُرة السلم.
* هناك منم يطالب بالعوُدة إل التاث السلمي ف دراسة علِّوُمنا الجتمحاعية .فمحا رأيك ف ذلك ؟
** ل شك أن هذا مطلِّب عادل ،ولبد أن تنبَع دراسات العلِّوُم الجتمحاعية ف التمحعات السلمية
منم داخل التمحعات العربية والسلمية نُفسها لنُنا ل نُستطيع أن تقوُل أن كل شئ ف العلِّوُم الغربية
يصلِّح تاما لتطبَيقه علِّىَ متمحعاتنا العربية والسلمية ولكحنم هناك خصوُصية ف الدراسات الجتمحاعية
منم بيئمة لخرىً داخل القطر الوُاحد فمحا بالنا باختلف الدينم والتاريخ واللِّغة والثقافة والعادات والتقاليد
والظروف التاريية؟ كل هذا يعل منم الستحيل أن تنطبَق العلِّوُم الجتمحاعية الغربية علِّىَ متمحعاتنا
السلمية ولبد منم أسلِّمحة العلِّوُم الجتمحاعية ومنطلِّقاتا و أدواتا ،وهناك ف الغرب تفكحيهم
ومنطلِّقاتم مادية إلادية ل تصلِّح للِّمحجتمحعات اليإانُية ،وإن كان ذلك ل يإنع منم أن يوُجد بينهم
النادر جدا جدا الذي قد يتفق معنا ف بعض النطلِّقات مثل )ايفاستاكوُنُس( ول يإنع أن نُتوُاصل مع
أمثال هؤلء كمحا قال بذلك ابنم خلِّدون .
* نُتيجة للِّدش والقنوُات الفضائية الغربية والنُتنُت النتشرة ف البَلد السلمية ،كيف نمحىَ أطفالنا
وشبَابنا منم العادات الغربية الدمرة للِّدينم والخلق ؟
** هذه بل شك مسئموُلية جسيمحة تقع علِّىَ عاتق العلم ف عالنا السلمي شاء أم أب ولبد أن يقوُم
العلم ف العال السلمي بذا الدور بدل منم تكحرار النمحوُذج الغرب الرفوُض دينا وعقيدة وخلِّقيا ف
آْن واحد ،وأذكر أنُنا قبَل 4سنوُات قد نُظمحنا مؤترا ضخممحا تت عنوُان " مسئموُلية العلم ف السلم
" و قمحت بكحتابة ورقة مفصلِّة عنم "مسئموُليات الصحفيي السلِّمحي نوُ العال كلِّه" ويب عدم التهاون
ف هذه الموُر لا لا منم خطر عظيم علِّىَ مستقبَل أمتنا ف اللفية الثالثة .
* تنتشر ف الحياء الراقية والتمحعات الغنية ظاهرة الادمات والربيات الجنبَيات فمحا هي منم وجهه
نُظركم خطوُرة الادمات الجنبَيات علِّىَ النشء ف التمحعات السلمية ؟
** إنا بل شك تؤثر علِّىَ الطفال تأثيا سلِّبَيا منم نُاحية العقيدة وقوُة الدينم لسيمحا وأن أغلِّبَهنم منم
غي السلِّمحات ،وعلج هذا الوُضع يكحمحنم ف تشجيع المهات علِّىَ القيام بسئموُليتهنم تاه أطفالنم
والتخمفف منم استخمدام الادمات ،وستنتهي هذه الظاهرة بعد أجيال إن شاء ال ف حال بداية
222
المهات ف القيام بذا الدور الذي خلِّقنم منم أجلِّه ،وإذا بدأن منم اليوُم بيث تكحتفي الادمات
بالساعدة ف أعمحال البَيت والتنظيف بينمحا تستقل الم بالتبية والعداد لطفالا علِّىَ العان السلمية
الصحيحة ،بل وتسعىَ لدعوُة هذه الادمة للسلم حال كوُنا غي مسلِّمحة عمحلِّيا ونُظريا .
* شيء تب د .صالة أن يتحقق ف رمضان ؟
** أحب أن يدث نوُض بالرأة السلِّمحة فتزول عنها أميتها وتتل الكحانُة التمحيزة لا ف تربية وإعداد
اليل القادم الذي سيتحقق علِّىَ يديه النصر للسلم والسلِّمحي إن شاء ال ،كمحا أتن أن ل يصبَح
بي القلِّيات السلمية مسلِّم واحد يعان الظلِّم والقهر والوُع والرض كمحا هوُ حادث اليوُم ف
الشيشان وكشمحي وداغستان ومنم قبَل كوُسوُفا والبَوُسنة ،وأن تدث وحدة حقيقية للمة السلمية
ونضة اقتصادية واجتمحاعية ،وأن تتفي كل أشكحال العنف منم التمحعات العربية والسلمية ،و ...
غي ذلك آْلف المان ولكحنم أن تتحقق ؟وعمحوُما ليس ذلك علِّىَ ال ببَعيد
* ماذا تتمحن د .صالة منم ال أن يرفعه عنم المة ف رمضان ؟
** أمنيت ف هذا الشهر البَارك أن يستجب ال لنا دعاءنُا ودعاء الليي منم السلِّمحي بأن يزيل هذه
الغمحة عنم القلِّيات السلِّمحة الت تعان منم الضطهاد والتعذيب والتشريد والذبح والقصاء وكل ما ل
يطر علِّىَ بال إنُسان منم وسائل جهنمحية يسلِّكحها أعداء السلِّمحي والنُسانُية كمحا حدث ف البَوُسنة
ويدث اليوُم ف كشمحي وفلِّسطي وغيها منم الماكنم الت يلقي فيها السلِّمحوُن العنت والضطهاد
يييييييييي
الشيخ محمد جبريل -التراويح في رمضان تؤكد أن المسلمين بخير
القاهرة داود حسنم
بالرغم منم أن صلة التاويح ف مصر أصبَحت ظاهرة عادية أن ترىً جيع الساجد عامرة بالصلِّي حت
يرج العشرات إل الشوُارع للِّصلة ،إل أن مسجد عمحرو بنم العاصا أكب وأول مسجد بن ف مصر
يظل أكثر الساجد حدظا ف عدد الصلِّي والذينم يصل عددهم ليلِّة القدر ف ليلِّة السابع والعشرينم منم
رمضان إل ما يقرب منم نُصف ملِّيوُن مسلِّم منم متلِّف العمحار والستوُيات الجتمحاعية ،بل إن
الكحثيينم منهم منم خارج مدينة القاهرة أتوُا منم الافظات أو منم أبناء الدول العربية والسلمية حرصوُا
علِّىَ صلة التاويح ،وخاصة ليلِّة القدر خلِّف المام الشاب ممحد جبيل الذي منحه ال صوُدتا جيلد
يؤثر ف قلِّوُب الصلِّي قبَل آْذانم؛ خاصة أثناء ابتهاله بالدعاء ف القنوُت ،ويكحوُن الشهد رائدعا عندما
يإتلِّئ السجد عنم آْخره ،وتتلِّئ الشوُارع والزأقة واليادينم اليطة بالسجد ف تظاهرة جيلِّة أثناء تأدية
إحدىً شعائر السلِّمحي ..المحيع فيها ينتظر رحة منم ربه ،وتاودزأا عنم سيئماته ونُصدرا لمته .ف السطوُر
القادمة لقاء خاصا مع فضيلِّة الشيخ ممحد جبيل. .
فضيلِّة الشيخ جبيل ..كيف كانُت بدايتك مع القرآْن؟
223
لقد بدأت مع القرآْن منذ نُعوُمة أظفاري ف كلتاب القرية الت ولدت فيها "لوُريا مركز شبَي القناطر
قلِّيوُبية" ،حيث حفظت القرآْن كلِّه ول يتعد عمحري تسع سنوُات ،وكان لنشأت الريفية وسط أسرة
متدينة تب القرآْن الثر الكحبَي ف أن يكحوُن ل نُصيب منم القرآْن ،وكذلك كانُت القرية كلِّها تب
القرآْن ،ما يساعد علِّىَ التفوُق ،وقد كنت أجع بي حفظ القرآْن والتفوُق ف الدراسة خلل كافة
مراحل التعلِّيم منذ البتدائية ،وحت تلرجي منم كلِّية الشريعة والقانُوُن منم جامعة الزأهر.
وشمهنم ذمنم الشخماصا تأثرت بم ف حياتك؟
لقد تأثرت بوُالدي بارك ال فيه ،حيث كان يتابعن يوُمديا بعد عوُدت منم الكحلتاب ،ويراجع ل ما حفظته
حت يثبَت القرآْن ف قلِّب ،كل ذلك رغم أن شيخ الكحلتاب كان ل يتكن إل بعد أن يتأكد منم أنُن
حفظت حفدظا جيددا ،كذلك تأثرت بشيخ الكحتاب ،وهوُ الشيخ أمي سلِّيمحان ،ث الشيخ عامر عثمحان،
وهوُ الذي له الفضل ف تعلِّيمحي أحكحام التلوة والداء السلِّيم .وهؤلء جيدعا كان لم فضل علِّلي ف أن
أفوُزأ بالراكز الول ف كل مسابقات حفظ القرآْن ف مصر والعال.
هل سبَق لكحم قراءة القرآْن وإمامة السلِّمحي ف مساجد غي مسجد عمحرو بنم العاصا؟
نُعم ..سبَقت ل الشاركة ف العديد منم الساجد قبَل مسجد عمحرو بنم العاصا وبعده ،فبَعد عوُدت منم
الردن حيث كنت مدردسا للِّقرآْن ف الامعة الردنُية ،وقاردئا للذاعة والتلِّفزيوُن ،ومعددا لبَعض البامجه
الدينية ،وإمادما لكب مساجدها ،بعد عوُدت عام ،1987صلِّيت ف مساجد الرم الخمتلِّفة ،حت
ضاقت وازأدحت بالصلِّي ،حت جاءت دعوُة د.عبَد الصبَوُر شاهي السئموُل عنم مسجد عمحرو بنم
العاصا ف عام 1988ل للِّصلة ف السجد ،وحت الن ل أنُقطع عنم الصلة ف هذا السجد البَارك
ف رمضان ،وظلِّلِّت أرفض الدعوُات الت توُجه ل للِّصلة خارج مصر خلل شهر رمضان أكثر منم
سبَع سنوُات إكرادما للِّمحسلِّمحي ف هذا البَلِّد الطيب ،حت استخمرت ال تبَارك وتعال وجعت بي الصلة
ف السجد وف مساجد أخرىً خارج مصر.
وكيف نحت ف ذلك؟
أحرصا علِّىَ أن أقضي أسبَوُدعا كاملد داخل مصر لتكحنم منم الصلة ف مسجد عمحرو بنم العاصا،
وأقضي باقي الشهر متنقلد بي الراكز السلمية والساجد الاصة بالاليات السلمية ف العال ،ورغم
الرهاق الشديد الذي يصيبَن إل أنُن أحاول أن أرضي كافة السلِّمحي.
رترىً ما هوُ سبَب ارتبَاطك بسجد عمحرو بنم العاصا بالتحديد؟
الرتبَاط بسجد عمحرو بنم العاصا هوُ ارتبَاط عمحيق مبَارك ،ذلك أنُن عندما أصلِّي ف السجد أشعر
وكأن ف مسجد رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ،لن معظم الذينم شاركوُا ف بنائه قد رأوا رسوُل ال
صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم والذي بن القبَلِّة الت نُصلِّي فيها الن هوُ الصحاب عبَادة بنم الصامت ،وهوُ منم
الصحابة الكحرام ،فالقيقة هناك إحساس أعجز عنم وصفه عند دخوُل هذا السجد البَارك ،ولذلك
224
كنت أرفض الدعوُات الت توُجه ل منم الارج لكمحل رمضان با إكرادما لذا الي ،ولذلك فأنُا
صا لوُجهه الكحري. متمحسك به ،وأسأل ال أن يعل ذلك خال د
كان لك طلِّب للعلم الصري بشأن نُقل صلة التاويح فيه علِّىَ الوُاء مبَاشرة؟
نُعم ..أتن منم السئموُلي عنم العلم ف مصر أن ينقلِّوُا هذه الصوُرة الؤثرة علِّىَ الوُاء مبَاشرة للِّعال
الارجي ،ولنم ل يستطيع أن يراها ف مصر ،ليعلِّم المحيع أن مصر بي ،ولنم ينقطع عنها الي إل أن
يرث ال الرض ومنم علِّيها.
وما هي أهم العان الت تستشفها منم خلل صلتك وهذه المحوُع الت تقف خلِّفك؟
العن الكحبَي الذي يتأكد عندي أن السلِّمحي فطرتم سلِّيمحة ،وهم يتاجوُن لنم يأخذ بأيديهم إل ال،
وهم كمحا ترىً يزيدون ف العدد عاما بعد عام .وأدعوُ ال أل يكحوُنُوُا غثاء كغثاء السيل ،وأن يكحوُن هذا
العدد نُفدعا للسلم والسلِّمحي.
وباذا تفسر حب الناس لك والرصا علِّىَ الصلة خلِّفك؟ خاصة وأنم يإثلِّوُن شرائح متلِّفة منم
السلِّمحي؟
ت شما ذف حب الناس نُعمحة منم ال ،وهذا هوُ رأسال ،وسبَحان منم بيده القبَوُل ،وهوُ القائل [لشهوُ أشنُشفهق ش
ف بشهييينشيرههم ذنُإلهر شعذزيةز شحذكحيةم( وأدعوُ ال أن يرزأقن الصدق ذذ ذ الشر ذ ذ
ي قريرلِّوُبهم شولشكحلنم اللِّلهش أشل ش ض شجيعاد لما أشلشف ه
ت بشي ه ش ه
والخلصا ف القوُل والعمحل.
وماذا عنم برنُامك اليوُمي ف رمضان وف غي رمضان؟
برنُامي يبَدأ مع صلة الفجر أولد ث مراجعة القرآْن وهوُ الوُرد اليوُمي ل ،ث متابعة بعض العمحال
الاصة ،والراحة ف وقت القيلِّوُلة إن تيلسر الال ،ث النزول إل صلة الغرب والعشاء ضمحنم برنُامجه
ثابت ف الساجد الخمتلِّفة ،هذا إن كنت ف مصر ،وعادة ما أسافر كثديا علِّىَ مدار العام لتلِّبَية
الدعوُات الارجية.
رغم الدخل الادي الكحبَي الذي يلِّبَه إحياء ليال الآت إل أنُك ترفض ذلك .لاذا؟
لنُن أشعر أن ال اصطفان لكوُن إمادما للِّمحسلِّمحي ،ويكحفي حديث الرسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم" :إذا
مات بنم آْدم انُقطع عمحلِّه إل منم ثلث؛ صدقة جارية ،وعلِّم ينتفع به ،وولد صال يدعوُ له".
وماذا عنم أسرتك؟
أسرت صغية ف حجمحها كبَية بالقرآْن ،وال رزأقن بعمحرو وعمحره سبَع سنوُات ،وسارة ثلث سنوُات،
ويوُسف ثانُية أشهر .وأرجوُ ال أن ينبَتهم نُبَادتا حسدنا
يييييييييي
رمضانيات بريطانية
بقلِّم /زأينب مصطفىَ
225
صبَاح الي يا عزيزت .صبَاح الي مسز سيث ..تفضلِّي بالدخوُل .شكحدرا ..فأنُا ف عجلِّة منم أمري.
فقط أحبَبَت أن أقدم لك هذه الدية الصغية ،إنا علِّبَة منم التمحر اللِّذيذ ..رأيته متوُفدرا بكحثرة ف السوُق،
فعرفت أن شهركم الفضل قد اقتب ..تفضلِّي ..وشهر سعيد .هكحذا ودعتن جارت العجوُزأ الطيبَة،
وتركتن ف غمحرة منم مشاعر الشجنم والني ليام ذات مذاق خاصا..
ذكريات منم رمضان
كانُت الفرحة برمضان تعلِّنم عنم نُفسها قبَل الشهر الكحري بشهوُر ..ول يغيب عنم ذاكرة القلِّب ذلك
الشد الائل منم العداد لرمضان ،والذي كان لطفوُلة جيلِّي عالا سحرديا دائدمحا تفه الطقوُس البَهجة
د
الت تعلِّنا متعي بالسعادة .ورغم مرور السني ..وكلِّمحا جاء رمضان يتألق وجدان بصوُر منم الذكرىً
نُسجتها اليام بنبَضات قلِّب ،فينساب منم بعيد صوُت الشيخ ممحد رفعت عذدبا نُدديا حاملد لقلِّب
معان الشوُع والنُس بالقرآْن ،وما زأالت عين تذكر أطياف ألوُان الفوُانُيس ف ضوُء الشمحوُع ..وما زألت
أتنلسم رائحة تلِّك اليام ،وما أكثر ما كانُت تفل بالعبَق والعبَي والعطوُر .ترىً هل ما زأال السحرات
يطوُف الشوُارع بسجلِّه العتيق ودقاته الرتيبَة!ا وهل يفرح أطفال الي Internetبالسحرات ،ويمحلِّوُن له
نُفس مشاعرنُا نوُه منم الب والرهبَة؟!ا
مذاق آْخر لرمضان
أمعنت برهة مع الذكريات ...وهاهوُ رمضان يدعوُن ف الغربة للستعداد له ولحيائه ..فرمضان هوُ
رمضان ف الشرق أو ف الغرب يشحذ المحم ،ويفتح القلِّوُب للِّعبَادة والقرآْن والعمحل الصال.
كمحا يتلِّف مذاق الشرق عنم الغرب ،يتلِّف مذاق رمضان ف بريطانُيا ،لكحنه مذاق متمحليز علِّىَ أية
حال ،فاليام ف رمضان ل يفارقها هدوءها العتاد ،وليس ثة مظاهر تغيي ف الشوُارع والسوُاق ،اللِّهم
إل ف ملت بيع الطعام اللل الت تعرض الطعمحة الت تلِّقىَ إقبَالد ف رمضان منم أبناء الاليات
السلمية الخمتلِّفة .وحديدثا بدأت بعض اللت الشهية ف عرض أنُوُاع منم التمحوُر علِّىَ وجه الصوُصا
ما يعد إشارة إل وضع حاجات الاليات السلِّمحة علِّىَ قائمحة الهتمحام.
صيام الطفال السلِّمحي ف مدارس بريطانُيا
تستقبَل السر السلِّمحة ف بريطانُيا كمحا ف كل مكحان علِّىَ وجه الرض تستقبَل رمضان بفرحة خاصة،
وتليئ الصغار للِّتعوُد علِّىَ الصيام كمحا تعتدهم لوُاجهة تساؤلت زأملئهم ومعلِّمحاتم عنم سبَب
صيامهم ،ويبَدأ الطفال السلِّمحوُن الصائمحوُن رحلِّتهم اليوُمية إل الدرسة غي مزلودينم بي Lunch
Boxوسط اهتمحام كبَي منم العلِّمحات وإدارة الدرسة للِّتأكد منم أن الطفال غي مكحرهي علِّىَ
الصيام ،والتنبَيه علِّيهم بالبَادرة بإخطار العلِّمحات لدىً إحساسهم بأية رغبَة ف تناول الطعام .وكثي منم
صا علِّىَ عدم إرهاقهم ،ف الانُب الخر تدور الدارس تنع الطفال الصائمحي منم مزاولة الرياضة حر د
حوُارات ل تنتهي بي الطفال عنم الصيام وأسبَابه ،ويتلِّط الوُاقع باليال ف عال الطفال ،ويبَهر جوُن
226
بقدرة ممحد علِّىَ الصيام وترك اللِّوُىً ،وتشارك مرجريت فاطمحة فرحتها برمضان ،أما عنم الدارس
السلمية الاصة فهي تتفي بالطفال الصائمحي ،وتشجعهم علِّىَ ذلك دون ضغط أو إلاح.
لقاءات مدرسية رمضانُية
وكثديا ما تطلِّب أمهات مسلِّمحات منم إدارة بعض الدارس الكحوُمية خاصة الت يدرس فيها أطفالنم أن
ريسمحح لنم بلِّقاء تلميذ بعض الفصوُل وتعريفهم بالسلم كدينم وحضارة ،وكثي منم الدارس ترحب
بذلك ،لنُه يدعم تلقي الثقافات ف متمحع متعدد الثقافات ،وف مدينة نُوُتنجهام بوُسط بريطانُيا
طلِّبَت إحدىً المهات وهي طبَيبَة مصرية منم إدارة الدرسة البتدائية الت يتعللِّم فيها أطفالا أن تقدم
لطفال الدرسة تعريدفا برمضان ،وظلِّت تلِّتقي بالطفال يوُمديا علِّىَ مدار أسبَوُع لدة نُصف ساعة
تعرض علِّىَ الطفال ف كل مرة جانُدبَا أو معن منم معان رمضان فتكحلِّمحهم مرة عنم السحرات وترسه
لم ،ومرة عنم فانُوُس رمضان ،وتعللِّم الطفال كيف يصنعوُنُه منم الوُرق اللِّوُن ،وثالثة تبهم عنم التمحر
وفوُائده ،ولاذا يفضل السلِّمحوُن الفطار علِّيه ،ورابعة تكحلِّمحهم عنم اللئكحة وليلِّة القدر ،وخامسة عنم
القرآْن ،وأخديا عنم كعك العيد ،وتقدم لم شيدئما منه .وقد أعجبَت إدارة الدرسة بالشروع ،وطلِّبَت منم
الطبَيبَة إعداد ملِّف كامل به ،ضمحته الدارة إل مكحتبَة الدرسة ليكحوُن مرجدعا للِّتعريف برمضان كلِّمحا
دعت الاجة.
وكلِّمحا ذهبَت تلِّك الطبَيبَة لصطحاب أطفالا ،يلِّتف حوُلا الصغار سائلِّي عنم التمحر والفانُوُس ،ومت
يعوُد رمضان ،وف تعلِّيق بريء قال لا مايكحل الصغي :إن حكحاية السحرات أجل منم الي Fairy
)Tailsقصص الشبَاح( .ترىً أينشأ جيل ف بريطانُيا يقبَل السلم ،ويعرف عنه ما يدعوُه إل أن
يبَه؟!ا يبَدو ذلك.
والامعات أيضاد
ويتسع الهتمحام باستقبَال رمضان والحتفال به ليشمحل الطلب السلِّمحي ف الامعات والعاهد العلِّيا،
فتجد ف لوُحات العلنُات بالكحلِّيات الخمتلِّفة ،بطاقات التهنئمة بلِّوُل الشهر الكحري ،كذلك تتغي
موُاعيد بعض الدروس والختبَارات با يتوُافق وموُاعيد الفطار ،وتفل الساجد وغرف الصلة بالنُشطة
الخمتلِّفة منم ماورات ولقاءات ،وأصبَح سة ميزة ف كثي منم الامعات ف لندن الفطار اليوُمي الان
الذي يوُلفره اتاد الطلب بدعم منم بعض الؤسسات الغاثية ،كذلك تتمحيز الصدارات الخمتلِّفة منم
نُشرات وملت ،باحتفاء خاصا بالشهر الكحري .ويإتلد النشاط ليشمحل بيوُت ضيافة الطلب والطالبَات
العام منها والاصا ،فتشهد هي الخرىً أنُشطة متمحيزة منم إفطارات وماضرات ،ولقاءات بشخمصيات
علِّمحية ،ويذب هذا النشاط ،وذلك التوُالد ،والرصا علِّىَ الطعام ،كثيينم منم ل يعرفوُن عنم السلم
شيدئما فيدهشوُن لذلك الدفء وتلِّك المحيمحية ،وكثديا ما شهدت بيوُت الضيافة إسلم فتاة أو شاب ف
227
رمضان الذي يثي مقدمه حوُارات عديدة بي السلِّمحي وغيهم ،ويدعوُ كثيينم إل معرفة السلم عنم
كثب.
وللسر السلِّمحة نُصيب:
وبعيددا عنم ساحات الدراسة ف الدارس والامعات تد السر السلِّمحة متنفدسا ف التلقي ف رمضان ف
الساجد ودور الرعاية السلمية .الت يقدر عددها بنحوُ ألف مسجد ف بريطانُيا ،وتعتب الدن الصغية
أسعد حدظا؛ حيث تتمحع معظم العائلت ف السجد يوُمديا للفطار ث لصلة التاويح.
أما لندن الوُاسعة الشاسعة فإن الماكنم الت يكحثر با تمحعات السلِّمحي مثل شرق ،وسط ،شال غرب
لندن تشهد حشوُددا هائلِّة منم القبَال علِّىَ صلة التاويح ،حت إن الشاهد ليظنم أنُه ف بعض أحياء
القاهرة أو السكحندرية ف رمضان!ا ويشهد السجد الركزي بوُسط لندن إقبَالد كبَديا منم الصلِّي الذينم
صا لحياء ليال رمضان ،ومنم شدة القبَال يتسابقوُن للِّصلة خلِّف الشيوُخ الذينم يضرون خصي د
والزحام يظنم البَعض أن ذلك السجد الفسيح قد استوُعب كل السلِّمحي ف لندن ،غي أن عشرات
وعشرات منم الساجد ف عديد منم الحياء تلِّقىَ كثديا منم القبَال ،وتفتح كثي منم الدارس السلمية
مساجدها وقاعاتا لحياء ليال رمضان ،حت بعض الكحتبَات العامة ف شال غرب لندن تصص بعض
قاعاتا لقامة صلة التاويح.
وف كل مكحان تقام فيه الصلة يلِّقىَ الطفال رعاية خاصة ،فالصغار دون سنم التمحييز تالسهم بعض
السيدات ف غرف خاصة ،ما يتيح للمهات فرصة للِّصلة ،والطفال الكب سدنا يؤدون الصلة ف
صحبَة والديهم.
ورغم البودة الشديدة والمطار واليوُم الدراسي الطوُيل ،ودوام العمحل الرهق ،إل أن السابعة مساءد هي
موُعد اللِّقاء ف ساحات الساجد أو الدارس لصلة التاويح .وأصبَحت هذه التظاهرة اللِّيلِّية مألوُفة
لدىً جيان السجد ،ويقبَلِّوُنا طالا تتم ف هدوء ،وبل صخمب يرح سكحوُن اللِّيل.
الهتمحام العلمي برمضان
وعب الثي هناك تسابق جيل ،واستعداد خاصا لستقبَال رمضان ،وذلك عب ما يعرف بي "راديوُ
صا ف رمضان" ،ففي كل مدينة كبَية ف بريطانُيا يقوُم بعض الشبَاب السلِّم بتوُجيه بث إذاعي خصي د
شهر رمضان باللِّغات النلِّيزية والعربية والردية والبَنجاب ،وتوُجه البامجه للِّمحسلِّمحي ولفراد التمحع
البيطان بصفة عامة ،وتتسم برامجه راديوُ رمضان باليوُية والتنلوُع ،ويغلِّب علِّيها مناقشة قضايا
ضا برامهم اجتمحاعية وسياسية وإعلمية ،وتشمحل لقاءات بشخمصيات عامة وعادية ،كمحا أن للطفال أي د
الت تذب اهتمحاماتم.
وإن كان راديوُ رمضان ف كل مدينة يغطي إرساله ساعات مددة فإن ف لندن إذاعات رمضانُية
عديدة تكحاد تغطي ساعات اللِّيل والنهار ،ورغم تعدد توُجهات الذاعات الرمضانُية إل أن راديوُ
228
رمضان السلمي تفيض برامه تنوُدعا وحيوُية ،حت أصبَح الستعداد لرمضان ف السنوُات الخية يعن
ف جزء كبَي منه استعداددا للِّتجديد والبداع عب الثي مع راديوُ رمضان.
أبوُاب الي رتفشتح
ولن رمضان شهر الب والرحة ،فإن اليئمات الغاثية الخمتلِّفة تنشط نُشادطا ملِّحوُدظا ،وتنتهز فرصة إقبَال
القلِّوُب ف رمضان علِّىَ الي ،وتتوُل جع الصدقات والتبعات لدعم القضايا السلمية الساخنة ،بدءاد
بالرح النازأف أبددا ..فلِّسطي ...حت جرح اليوُم الغائر ..الشيشان ،وف صلة التاويح ،وف القنوُت
ف الوُتر ..يتصاعد التضامنم والغاثة بالدعاء ،جندبَا إل جنب مع الدعم الادي .رمضان ف بريطانُيا منم
الستغراب إل القبَوُل وتضي أيام وليال رمضان ف بريطانُيا بذاقها الاصا با ..تسي بالسلِّمحي ف
خطىَ وئيدة ..وبرفق يتشربا نُسيجه التمحع البيطان ..عب سني وسني ..قد تتحوُل نُظرته إل ذلك
الوُافد الصائم منم دهشة واستغراب إل فهم وتقتبَل ،ومع التوُاصل النُسان الراقي بقيم السلم قد
يتحوُل التقتبَل إل إقبَال وقشبَوُل ..فها هي مسز سيث تب التمحر ،والصغار جوُن ،ومارجريت يشاركوُن
ممحد وفاطمحة فرحتهمحا برمضان!اورغم هذا القبَوُل فإنُه لزأال أمام السلِّمحي الكحثي ليكحوُن لم الدور
الفاعل النشوُد ف التمحع البيطان ،والتمحعات الغربية بشكحل عام
وكل عام والسلم بي..
يييييييييي
مدفع الفطار عمره 560عاعما
القائمحوُن علِّىَ إطلقه يسمحوُنُه "الاجة فاطمحة"
ممحد جال عرفة القاهرة
"مدفع الفطار ...اضرب"!ا "مدفع المساك ...اضرب"!ا ..مع هذه الكحلِّمحات الت يسمحعها السلِّمحوُن
بعد غروب شس وقبَل طلِّوُع فجر كل يوُم منم أيام شهر رمضان يتناول السلِّمحوُن إفطارهم ،ويإسكحوُن
عنم تناول السحوُر منذ 560عادما .الكحثيون ل يعرفوُن مت بدأ هذا التقلِّيد ،ول قصة استخمدام هذا
الدفع ،وهناك العديد منم القصص الت تروىً حوُل موُعد بداية هذه العادة الرمضانُية الت أحبَها
الصريوُن وارتبَطوُا با ،ونُقلِّوُها لعدة دول عربية أخرىً مثل المارات والكحوُيت .وحت علِّمحاء الثار
الصريوُن متلِّفوُن حوُل بداية تاريخ استخمدام هذا الدفع ،فبَعضهم يرجعه إل عام 859هجرية،
وبعضهم الخر يرجعه إل ما بعد ذلك بعشرات السني ،وبالتحديد خلل حكحم ممحد علِّي الكحبَي.
فمحنم الروايات الشهوُرة أن وال مصر ممحد علِّي الكحبَي كان قد اشتىً عدددا كبَديا منم الدافع الربية
الديثة ف إطار خطته لبَناء جيش مصري قوُي ،وف يوُم منم اليام الرمضانُية كانُت تري الستعدادات
لطلق أحد هذه الدافع كنوُع منم التجربة ،فانُطلِّق صوُت الدفع مدوديا ف نُفس لظة غروب الشمحس
وأذان الغرب منم فوُق القلِّعة الكحائنة حالديا ف نُفس مكحانا ف حي مصر القديإة جنوُب القاهرة ،فتصوُر
229
الصائمحوُن أن هذا تقلِّيد جديد ،واعتادوا علِّيه ،وسألوُا الاكم أن يستمحر هذا التقلِّيد خلل شهر
رمضان ف وقت الفطار والسحوُر ،فوُافق ،وتوُل إطلق الدفع بالذخية الية مرتي يوُمديا إل ظاهرة
رمضانُية مرتبَطة بالصريي كل عام ،ول تتوُقف إل خلل فتات الروب العالية.
ورواية أخرىً عنم الدفع ،والت ارتبَط با اسه" :الاجة فاطمحة" ترجع إل عام " "859هجرية .ففي هذا
العام كان يتوُل الكحم ف مصر واتل عثمحان يدعىَ "خوُشقدم" ،وكان جنوُده يقوُموُن باختبَار مدفع
ضا ف وقت غروب الشمحس ،فظنم جديد جاء هدية للِّسلِّطان منم صديق ألان ،وكان الختبَار يتم أي د
الصريوُن أن السلِّطان استحدث هذا التقلِّيد الديد لبلغ الصريي بوُعد الفطار .ولكحنم لا توُقف
الدفع عنم الطلق بعد ذلك ذهب العلِّمحاء والعيان لقابلِّة السلِّطان لطلِّب استمحرار عمحل الدفع ف
رمضان ،فلِّم يدوه ،والتقوُا زأوجة السلِّطان الت كانُت تدعىَ "الاجة فاطمحة" الت نُقلِّت طلِّبَهم
للِّسلِّطان ،فوُافق علِّيه ،فأطلِّق بعض الهال اسم "الاجة فاطمحة" علِّىَ الدفع ،واستمحر هذا حت الن؛
إذ يلِّقب النوُد القائمحوُن علِّىَ تهيز الدفع وإطلقه الوُجوُد حالديا بنفس السم.
وتقوُل رواية أخرىً مفادها أن أعيان وعلِّمحاء وأئمحة مساجد ذهبَوُا بعد إطلق الدفع لول مرة لتهنئمة
الوُال بشهر رمضان بعد إطلق الدفع فأبقىَ علِّيه الوُال بعد ذلك كتقلِّيد شعب.
وقد استمحر الدفع يعمحل بالذخية الية حت عام 1859ميلدية ،بيد أن امتداد العمحران حوُل مكحان
الدفع قرب القلِّعة ،وظهوُر جيل جديد منم الدافع الت تعمحل بالذخية "الفشنك" غي القيقية ،أدىً إل
الستغناء عنم الذخية الية .أيضا كانُت هناك شكحاوىً منم تأثي الذخية الية علِّىَ مبَان القلِّعة
الشهية ،ولذلك ت نُقل الدفع منم القلِّعة إل نُقطة الطفاء ف منطقة الدلراسة القريبَة منم الزأهر
الشريف ،ث رنُقل مرة ثالثة إل منطقة مدينة البَعوُث قرب جامعة الزأهر .وقد تغلي الدفع الذي يطلِّق
قذيفة العلن عنم موُعد الفطار أو المساك عدة مرات ،بيد أن اسه "الاجة فاطمحة" ل يتغي ،فقد
كان الدفع الول إنلِّيزديا ،ث توُل إل ألان ماركة كروب ،ومؤخراد أصبَحت تطلِّق خسة مدافع مرة
واحدة منم خسة أماكنم متلِّفة بالقاهرة ،حت يسمحعه كل سكحانا ،لكحنم أدىً اتساع وكب حجم العمحران
وكثرة السكحان وظهوُر الذاعة والتلِّيفزيوُن إل الستغناء تدريديا عنم مدافع القاهرة ،والكتفاء بدفع واحد
يتم ساع طلِّقاته منم الذاعة أو التلِّيفزيوُن ،وأدىً توُقف الدفع ف بعض العوُام عنم الطلق بسبَب
الروب واستمحرار إذاعة تسجيل له ف الذاعة إل إهال عمحل الدفع حت عام 1983عندما صدر قرار
منم وزأير الداخلِّية بإعادة إطلق الدفع مرة أخرىً ،ومنم فوُق قلِّعة صلح الدينم الثرية جنوُب القاهرة،
بيد أن استمحرار شكحوُىً الثريي منم تدهوُر حال القلِّعة وتأثر أحجارها بسبَب صوُت الدفع قد أدىً
صا أن النطقة با عدة آْثار إسلمية هامة. لنقلِّه منم مكحانُه ،خصوُ د
230
ويستقر الدفع الن فوُق هضبَة القطم ،وهىَ منطقة قريبَة منم القلِّعة ،ونُصبَت مدافع أخرىً ف أماكنم
متلِّفة منم الافظات الصرية ،ويقوُم علِّىَ خدمة "الاجة فاطمحة" أربعة منم رجال المنم الذينم يعدون
البَارود كل يوُم مرتي لطلق الدفع لظة الفطار ولظة المساك
يييييييييي
الديبة السلمية سهيلة زين العابدين
رئيسة لنة الديبَات السلِّمحات برابطة الدب السلمي العالية
تلِّيات نُسمحات الفجر بسجد الرسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم وراء إنازأ أكثر منم 40عمحل أدب.
أبتهل إل ال أن يرفع عنم شعب الشيشان برابرة الروس ويكحتب لم البَقاء.
كتاب مسية الرأة السعوُدية أثار جدل و أصاب الدف ف الصمحيم .
صمحت رمضان منذ الصغر وكنا نُبَكحي لمنا حت توُقظنا للِّسحوُر .
القاهرة /ماجدة أبوُ الد
منم موُاليد الدينة النوُرة ولكحنها ل تعرف تاريخ ميلدها بالضبَط كمحا صرحت لنا وفتحت قلِّبَها بكحل
الب لتحدثنا عنم نُفسها وهي منم اشهر الديبَات السلميات العروفات ومقررة لنة الديبَات
السلميات برابطة الدب السلمي العالية ..إنا الديبَة سهيلِّة زأينم العابدينم حاد والت تقوُل " :
ولدت بالدينة النوُرة ول أعرف بالضبَط ما عمحري لنُه ل يكحنم وقتها تستخمرج شهادات ميلد وعندما
دخلِّت الدرسة البتدائية استخمرجوُا ل شهادة جعلِّتن اكب منم أخوُات وكان هذا أسلِّوُب متبَع ول يكحنم
يص الفتيات فقط بل النسي وكان وضعا عاما للِّجمحيع ولكحنم والمحد ل فالجيال الديدة تستخمرج
لم شهادة ميلد بعد اليلد مبَاشرة عكحس ما كان علِّىَ أيامنا " .
ي أن يتحقق ف رمضان ؟ ما هوُ الذي تتمحنلي ه ش
**أتن أن يتحرر بيت القدس وكل فلِّسطي ،وأن نلِّك قرارنُا بأيدينا وأن نُكحوُن أصحاب هذا القرار و
أل يفرض علِّينا ننم العرب السلِّمحي مصينُا بعقد التفاقيات الدولية كمحا أتن أن نلِّع ثوُب الضوُع
والذل والهانُة وأن نُكحوُن أقوُياء لن ديننا السلمي دينم قوُي.
ماذا يإثل الوُالد للديبَة السلِّمحة سهيلِّة حاد ؟
** والدي كان أمام وخطيب السجد النبَوُي ،وكان داعية جاب دول العال لسيمحا الند حيث ظل با
سنوُات طوُيلِّة كمحا عرض علِّيه قضاء الدينة أكثر منم مرة ولكحنه كان يرفض حت يتفرغ للِّعلِّم والدعوُة
ويكحوُن حرا طلِّيقا منم تقييد النصب له ،وكان والدي الشيخ زأينم العابدينم حاد متخملِّق بأخلق القران
ويمحل صفات العلِّمحاء الوائل وكان بثابة الوُالد والقدوة وكل شيء ف حيات وقد ربانُا علِّىَ معايشة
السية النبَوُية معايشة حية حقيقية حيث يأخذنُا إل جبَل أحد ويشرح لنا ما حدث بالضبَط كمحا
يأخذنُا إل منطقة آْبار بدر ،وهكحذا ،كمحا غرس فينا كل معان الرأة والشجاعة ف الق وان نُقوُل
231
الق ول نُبَال وهذا هوُ خطنا أنُا واخوُت حت اليوُم منذ فارق والدي علِّيه رحة ال الياة ،ولكحنم بشرط
أن يكحوُن منم منطلِّق إسلمي صحيح لتوُضيح الخطاء والطالبَة بتصحيحها وفق هذا النهجه ودوما أجد
التشجيع مادمت انُتقد بوُضوُعية وحجت قوُية وعلِّىَ حق ،وكانُت بدايات كتابت ف حياة والدي وكان
التقلِّيد التبَع هوُ الكحتابة بأساء مستعارة للِّنساء علِّىَ وجه الصوُصا إل أنُن منم أول يوُم بدأت الكحتابة
باسي الصريح .
ي أن يرفعه ال عنم أمتنا السلمية ؟ ما هوُ الشيء الذي تتمحنلي ه ش
** أتن أن يدحر ال بصاعقة منم عنده الروس البابرة مصاصي الدماء السلِّمحة ف الشيشان وأن يتحرك
العال السلمي بعد طوُل هوُان وتاذل لنصرة أطفال ونُساء وكهوُل السلِّمحي ف الشيشان قبَل أن
يبَيدهم ذئاب الروس عنم آْخرهم ويفرغوُا القوُقازأ منم السلِّمحي ،كمحا أتن أن يرفع عنا ربنا ما بنا منم
غم وأن تتوُحد المة السلمية وتكحوُن كلِّمحتها واحدة ضد أعدائها ،وأن نُتفق فيمحا بيننا كدول عربية
علِّىَ قرار واحد ونُصمحم علِّىَ تنفيذه .
علِّىَ طوُل التاريخ السلمي كان رمضان شهرا للنُتصارات وتفريجه الكحروب والنفحات الطيبَة فهل
أصبَت شخمصيا شيئما منم هذه النفحات؟
** بمحد ل كان رمضان وسيظل شهر العمحل الاد وليس وقتا للِّكحسل والمحوُل ولقد أنزت معظم
أعمحال الدبية ف الشهر الكحري فمحثل مؤلف " السية النبَوُية " كانُت بدايته ونايته ف رمضان ،وكذلك
عوُامل خروج الرأة لسوُق العمحل كان ف رمضان وأيضا الياة الجتمحاعية ف شبَة الزيرة العربية كان ف
رمضان ،كمحا أن هناك العديد منم العمحال منها الرأة السلِّمحة والبداع ،والديبَة بي قهر الرجال وإهال
النقاد ،وأيضا إعداد الديبَة السلمية وعمحق الروح وصلِّب الفكحر ،وكانُت لجوُاء وروح رمضان تأثي
علِّلىَ شخمصيا حيث كانُت أجوُاء الدينة النوُرة تؤثر علِّىَ إبداعي الدب فكحانُت نُسمحات الفجر تمحل
رائحة بوُر " طيب العوُد " الوُجوُد بالقرب منم الجرة النبَوُية كمحا كنت أكتب علِّىَ ساع صوُت
الذان مع تيل كيف كان صوُت بلل رضي ال عنه وكانُت هذه بثابة دفعات ونُفحات أعانُتن علِّىَ
البداع القيقي .
ما هي أهم مؤلفاتكحم خلل مسيتكحم الدبية ؟
** أما بالنسبَة للِّمحؤلفات الدبية فهي كثية أيضا حيث أسهمحت ف وضع " نُظرية الدب السلمي "،
و" النظرية النقدية " وتطبَيقها ،كمحا أصدرت سلِّسلِّة " الفكحر العرب تت مهر التصوُر السلمي" وهي
مكحوُنُه منم خسة عشر جزءا ،وأيضا " كيف نُعد الديب السلمي" ،و " مفهوُم الدب السلمي"،
وف الال التطبَيقي لدي كتاب " فكحرة توُفيق الكحيم تت مهر التصوُر السلمي" مكحوُن منم 3أجزاء
ونُشر ف ملِّحق الندوة الدب ،وكتاب " إحسان عبَد القدوس بي العلِّمحانُية والسلم " ،وكتاب " تأثي
232
الفكحر الغرب علِّىَ فكحر طه حسي " ،وكتاب " نُوُال السعداوي بي الباحية والفرويدية " ،و" أدونُيس
رائد الداثة اللِّحدة" ،و" أثر الذاهب الغربية علِّىَ الفكحر العرب "
أما احدث العمحال الدبية فهي السية النبَوُية ف كتابات الستشرقي وهىَ دراسة منهجية تطبَيقية علِّىَ
الدرسة النلِّيزية ومكحوُنُة منم 3أجزاء وتناولت 15مستشرقا بآرائهم والرد علِّيها .وأيضا "وماذا بعد يا
قدس " ،و " الرأة السلِّمحة والعوُلة " .
وهل كان منم بينها ما أثار الدل ،ولاذا ؟
** مؤلفات والمحد ل كثية جدا وتزيد عنم الربعي ،وأغلِّبَها ف رمضان ومنها الدب ،والجتمحاعي،
والتاريي ،ومنها ما يص الرأة والسرة ،ولعل أول كتاب ل كان بعنوُان "الرأة السعوُدية إل أينم "
ويدرسه الن طلِّبَة كلِّية الشريعة بامعة المام ممحد بنم سعوُد السلمية بالرياض ،وطالبَات كلِّية
البَنات كمحادة أساسية للطلع ،ولقد أحدث هذا الكحتاب ضجة كبَية علِّىَ الصعيد اللِّي والعرب
والعالي ،وكتبَت عنه صحيفة واشنطنم بوُست ،وكرستيان لوُ ،وانُقسم القراء بشأنُه إل فريقي أحدها
مؤيد والخر معارض ،لنُن نُاقشت فيه قضايا انُطلق الرأة السعوُدية بسلِّبَياتا وإيابيتها ،وبنتهىَ
الصراحة والرأة وكانُت هي الرة الول الت تطرح فيها مسية الرأة السعوُدية بذه الصراحة با تنطوُي
علِّيه منم سلِّبَيات ،خاصة نُظرة الرأة السعوُدية لنفسها ونُظرة التمحع السعوُدي الحفة لا وما ترتب علِّىَ
ذلك منم ضياع لقوُقها و إهدار لكحرامتها وإنُسانُيتها ،فخملِّصت إل ضرورة العوُدة إل السلم النيف
لنستقي منه مبَادئنا لنصلِّح حال الرأة العربية السلِّمحة بصفة عامة والرأة السعوُدية بصفة خاصة لنا
حفيدة الصحابيات الطاهرات والفروض أن تكحوُن قدوة لمحيع نُساء السلِّمحي بسبَب موُقعها وتوُاجدها
ف أرض النبَوُة الذي يمحلِّها مسئموُلية الدفاع عنم الدعوُة السلمية.
كمحا نُاقشت أيضا ما وصلِّت إليه الرأة السعوُدية خارج وطنها السعوُدية منم تبج وسفوُر حاملِّة بذلك
رسالة سلِّبَية للِّعال كلِّه بأن الجاب واللتزام به ليس فرضا إسلميا وهي تشوُه صوُرة السلم بدون
قصد ف عيوُن أعدائه وهذا أمر ترفضه كل مسلِّمحة غيوُرة علِّىَ دينها ول تفرط فيه .
كمحا نُاقش الكحتاب أيضا نُظرة التمحع السعوُدي الحفة للِّمحرأة وتمحيلِّها ما يفوُق طاقتها منم أعبَاء فهي
أم ،وزأوجة ،وربة منزل ،ومفروض علِّيها أن تكحوُن مثالية فيمحا تؤديه منم أدوار وما تتحمحلِّه منم
مسئموُليات رغم ما تعانُيه منم ظلِّم وضياع لقوُقها الت منحتها الشريعة السلمية إياها وأبسطها حقها
ف التعلِّيم ما انُعكحس علِّىَ وضعها ومسيتا و إنازأاتا وعطائها وبالتال واجهت صعوُبات كثية .
واضح أن مادة الكحتاب فيها انُفعال لوُقف ..فمحا قصة هذا الكحتاب ؟
** لقد كانُت هناك دوافع دفعتن لتأليف هذا الكحتاب فعندما كنت ف بلد الغرب العرب ودار بين
وبي زأميلِّة مغربية علِّمحانُية ،مفتوُنُة بالفرنُسيات ف زأيهنم وطريقة تاملِّهنم علِّىَ السلم والشريعة
السلمية ،نُقاش حوُل الجاب وأنُه فرض علِّىَ كل مسلِّمحة وأنُه حاية لا وصوُن لعفافها وكرامة
233
لنفسها وعرضها فكحان ردها الوُحيد علِّلىَ "أنُت تتحدثي عنم الجاب لكحنك ل ترينم بنات بلِّدك ف
الارج كيف وصلِّنم إل أعلِّىَ درجات التبج وتطالبَينن بالجاب " فاستفزن هذا الكحلم ودفعن لن
أكتب هذا الكحتاب قبَل أن أغادر الغرب وأنُا ف المحدية وعندما عدت إل الدينة كتبَت عدة مقالت
مسلِّسلِّة بريدة الدينة ,ث اتصلِّت ب دار للِّنشر تعرض تمحيع هذه القالت ف صوُرة كتاب فكحان
كتاب مسية الرأة السعوُدية إل أينم والت تناولت مقدمته هذا الوُضوُع .
ماذا عنم عمحل الرأة منم وجهة نُظرك ؟
** منم ساحة السلم أنُه ل يوُجب عمحل الرأة ول يرمه ول يستحسنه ،ولقد أثبَتت الدراسات
المريكحية أن % 80منم النساء المريكحيات يفضلِّنم العوُدة للِّبَيوُت لن دور الضانُة فشلِّت ف تربية
أبنائهنم ،وجاء هذا التقرير ف ورقة صحفية أمريكحية عندما حضرت مؤتر الرأة بي السرة وسوُق العمحل
الذي عقد عام 1996بالدوحة .
رمضان زأمان واليوُم ،كيف تراه الديبَة سهيلِّة زأينم العابدينم ؟
* * لقد كنت حريصة علِّىَ أن أصوُم ف وقت مبَكحر ول يكحنم عمحري يتعدىً الامسة بعد وكنت أبكحي
لوُالدت عندما تتعمحد عدم إيقاظنا لتناول السحوُر معهم ،وكان رمضان أحلِّىَ شيء ف حيات خاصة
وننم كنا نُسكحنم ف الدينة النوُرة وكان يهلل علِّينا رمضان ف الصيف حيث نُتك البَيت ونُقضيه ف
بستان لوُالدي وكان هذا البَستان به بذهركة مياه عذبة " حام سبَاحة " وصالوُن مكحشوُف يطل علِّىَ
البكة ،ومنم شدة الرارة كنا نُنام ف هذا الصالوُن أو حوُل حام السبَاحة وعندما توُقظنا والدتنا لتناول
السحوُر كنا نُغسل وجهنا منم الذ هبكة ،ومنم أجل الذكريات الت ل أنُساها وأنُا طفلِّة أن أخي الكب
كان يستغل سذاجتنا وننم أطفال فيقوُل لنا أن ليلِّة القدر يسجد فيها كل شيء ل الوُاحد الحد
والنخمل والشجر أيضا ،فكحنا نُنتظر طوُال اللِّيل حت الفجر نُراقب حركة النخميل منم حوُلنا حت يسجد،
ولكحنم ذلك ل يدث بالطبَع ،فكحنا نُنتظر للِّعام القدم لعلِّنا نُرىً هذا السجوُد !ا!ا كمحا أنُه منم يوُم
ميلدي وإل الن ل ابتعد عنم الرم النبَوُي وكنت دائمحا اسع الذان وأنُا ف بيت ،ومنم الذكريات الت
ل أنُساها ارتبَاط صلة التاويح ف ذهن بالشيخ عبَد العزيز بنم صال صديق والدي الذي ملِّك علِّي
خيال منم شدة تعلِّقي به حت أنُن منم شدة حب له كنت أراه ف النام.
ومنم العادات الرمضانُية الت لزأمتنا كل عام ف رمضان زأمان أنُه كان هناك اجتمحاع عقب صلة
التاويح للقارب والهل والصدقاء وفق جدول لتبَادل الزيارات ،فنعرف هذا الدول ونُتقب الوُالد
لنصاحبَه ،وكانُت هذه فرصة عظيمحة لصلِّة الرحم ف الدينة النوُرة ولكحنها اليوُم اختفت بسبَب انُشغال
الناس بإيقاع الياة العاصرة ما فتت معه العلقات الجتمحاعية المحيمحة ،كمحا كانُت أيام العيد مقسمحة
حسب الناطق للِّتزاور والرصا منم جانُبَنا علِّىَ العيدية ف أول أيام العيد نُتلِّقىَ فيه العيدية ف بيوُتنا منم
الزوار ،ث ف اليوُم الثان يلِّس الناس ف بيوُتم انُتظارا لزيارات الهل منم منطقة بعيدة عنم الدينة ،وكنا
234
نُسمحيه :عيد " بابا اليدي " ث ثالث أيام العيد يسمحىَ عيد " عيد جوُبا " ورابع أيام العيد يسمحىَ "
عيد العنبية " كل ذلك كان ف الطفوُلة ،وكانُت أسعد أيام حيات قضيتها ف مرح وسرور .
وماذا عنم رابطة الدب السلمية العالية ودورها ف النهوُض بالدب النسائي السلمي؟
** نمحد ال تعال علِّىَ أن رابطة الدب السلمي نُالت الستجابة الطيبَة و أصبَحت لا مراكز ف
متلِّف القطار العربية والسلمية ،وتقوُم بدمة الدب السلمي وتعريفه للِّناس منم خلل الؤترات
الدبية القلِّيمحية والدولية ،والندوات اللِّية علوة علِّىَ اللت الدبية التخمصصة ،وكان اللِّتقىَ
السلمي للديبَات السلميات الذي نُظمحته الرابطة ف القاهرة هوُ الول منم نُوُعه وكان قد نُاقش واقع
الديبَات السلميات وما يوُاجهنم منم حصار إعلمي حديدي داخل أوطاننم ،وضرورة كسر هذا
الصار ،والستقبَل الشرق للديبَات السلميات مع مطلِّع اللفية الثالثة ،ودورهنم ف توُعية التمحع
وبذلك تكحوُن الرابطة قد فتحت الطريق أمام انُطلقة الديبَات منم خلل اللِّتقىَ الول وخطت خطوُة
عمحلِّية طال انُتظارها
يييييييييي
رمضان في ماليزيا
يتعاهد أفراد السرة الاليزية علِّىَ قراءة القران كامل ف البَيوُت خلل شهر رمضان
حوُافز حكحوُمية لزيادة النُتاج ف رمضان والبَيوُت تتبَادل الدايا واللِّوُيات
دروس فقهية بعد 21ركعة تراويح يوُميا ف جيع مساجد ماليزيا
لان زأكاة أهلِّية تمحع الزكاة وتوُزأعها ف جوُ رائع منم التكحافل والتاحم
استقلِّت ماليزيا عنم المحلِّكحة التحدة ف 31أغسطس 1957وقد دخلِّها السلم عنم طريق التجار
السلِّمحوُن والدعاة التصوُفي منم إيران وباكستان والند واللِّيجه العرب وشبَه الزيرة العربية ،وهي الدولة
الوُحيدة ف آْسيا الت ينص دستوُرها علِّىَ أن السلم هوُ الدينم الرسي للِّدولة ،وقد وقعت تت
الحتلل البيطان عام 1867ونُالت استقللا عام ،1957ويتم انُتخماب أميها كل 5سنوُات،
وتقع ماليزيا ف جنوُب شرق آْسيا ويدها منم الغرب إنُدونُيسيا ومنم الشرق ملِّكحة برونُاي " دار السلم"
ومنم الشمحال سنغافوُرة ومنم النوُب تايلنُد ويبَلِّغ عدد سكحانا اكثر منم 20ملِّيوُن نُسمحة وتبَلِّغ
مساحتها .
وماليزيا منم الدول الت يعيش فيها أغلِّبَية مسلِّمحة يزيد عددهم علِّىَ 12ملِّيوُن مسلِّم وتزيد نُسبَتهم عنم
%60منم إجال عدد سكحان ماليزيا ،كمحا يعيش فيها حوُال % 25منم الصينيي البَوُذيي ،و %15
منم الندوس وجنسيات أخرىً ،ودينم الدولة الرسي ف ماليزيا هوُ السلم ورئيس الدولة منم السلِّمحي
حيث يتقاسم السلِّمحوُن والصينيوُن السياسية والقتصاد ،واليد العلِّيا للِّمحسلِّمحي ف شئموُن الكحم
والسياسة بينمحا يتفوُق الصينيوُن ف القتصاد والتجارة .
235
ورمضان ف ماليزيا له طابع خاصا حيث أن الشعب الاليزي شديد التدينم ويوُجد الئمات منهم ف
القاهرة والعوُاصم السلمية لينهلِّوُا منم العلِّوُم السلمية ،كمحا يشارك التخمصصوُن منم الاليزيي ف
الفعاليات السلمية والفكحرية والعلِّمحية ف الدول السلمية ،ويشيع ف رمضان جوُ منم الروحانُية
والشوُع علِّىَ السلِّمحي ف الدن والقرىً ،حيث يستعدون لستقبَال شهر رمضان بتنظيف الساجد
والنازأل ،وتقبَل النساء علِّىَ شراء الزيد منم احتياجاتم ف النازأل واستعدادا لرمضان وأكلته الاصة منم
أطعمحة أو أشربة ل تظهر علِّىَ الائدة إل خلل رمضان منم كل عام كمحا هوُ الال ف الكحثي منم البَلد
السلمية.
كمحا تقوُم الذاعة الدينية بإعداد برامجه مكحثفة ف السية والفقه والتفسي وتلوة القرآْن وذلك خلل
السبَوُع الذي يسبَق رمضان حت إذا جاء شهر رمضان كان السلِّمحوُن يعيشوُن ف جوُ نُفسي وروحان
مهيأ لستثمحار الشهر ف العبَادة وقراءة القرآْن والصلة وغيها منم العبَادات الت تث علِّيها الذاعة
مستمحعيها منم السلِّمحي .
ويأت علِّىَ رأس الحداث الامة للحتفاء بقدوم شهر رمضان قيام الوُزأير الخمتص عنم الشئموُن الدينية ف
ماليزيا باستطلع اللل وإعلن بدء أول أيام رمضان حيث ينتظر السلِّمحوُن كلِّهم بفرح وسرور هذا
العلن فيخمرجوُن إل الساجد ف جاعات رجال ونُساء وشبَابا وأطفال وفتيات ،والمحيع يصلِّي
التاويح ف جاعة ث تنشغل البَيوُت بإعداد وجبَات السحوُر علِّىَ الفوُر حت يتناولوُا طعام السحوُر
ويستقبَلِّوُن بذلك شهر رمضان .
ومنم نُاحية أخرىً ند الكحوُمة الاليزية تتم بذه الناسبَة وتشجع السلِّمحي علِّىَ العمحل والنُتاج ف
رمضان وترصد الوُافز لم خلل هذا الشهر ،كمحا أنُه بجرد أن يبَدأ شهر رمضان تقوُم البَيوُت والسر
والعائلت الخمتلِّفة واليان بتبَادل الدايا والطعمحة واللِّوُيات تدعيمحا لواصر البَة والوُئام بي السلِّمحي
وتعظيمحا لذا الشهر ،كمحا أنُه طوُال شهر رمضان ل تغلِّق الساجد ،ويقبَل السلِّمحوُن منذ صلة التاويح
ف أول ليلِّة علِّىَ الصاحف لقراءة القرآْن ف ممحوُعات أو أفراد ،ول تكحاد تلِّوُ مساجد ماليزيا منم قارئ
للِّقرآْن أو مصرل راكعا أو ساجدا طوُال ليل رمضان ،وتتعاهد السرة الاليزية علِّىَ قراءة القرآْن كامل ف
البَيوُت خلل شهر رمضان ،وذلك ف جيع أناء ماليزيا ف القرىً والدن.
وتكحتظ الساجد بالصلِّي ف جيع الصلِّوُات ل سيمحا العشاء والفجر كعادة السلِّمحي ف ربوُع العال،
وتقام الدروس الدينية والوُاعظ بعد صلة الفجر مبَاشرة بالساجد ،حيث تتعدد الدروس ف التفسي
والعقيدة والحاديث وغي ذلك منم العلِّوُم الدينية حت تشرق الشمحس فينطلِّق المحيع إل أعمحالم ف
حيوُية ونُشاط ليكحمحلِّوُا برنُامهم اليوُمي ف العمحل ،ول يزيدهم الصيام إل نُشاطا وحيوُية ،ومع اقتاب
موُعد آْذان الغرب يتجمحع الرجال والطفال ف الساجد القريبَة منم منازألم ،وتبَقىَ النساء ف البَيوُت،
والكحل يستعد لصلة الغرب ،ويفطر الرجال ف الساجد علِّىَ مشروب ملِّي يعلدونُه مع بعض التمحر ،ث
236
يصلِّوُن الغرب ،وف نُفس الوُقت تكحوُن النساء قد فرغنم منم الصلة ف البَيت،وأعددن الائدة والت
تتعدد أنُوُاع الطبَاق فيها ،غي أن الرزأ يبَقىَ هوُ الطبَق الساسي فيها ،ومعه يكحوُن اللِّحم أو الدجاج،
وبعد الفطار يفضل المحيع شرب القهوُة الفيفة أو الشاي ،ث يتوُجهوُن جيعا بعدها إل الساجد
استعدادا لصلة العشاء والتاويح والت تكحوُن 21ركعة ف أغلِّب الساجد ،وما أن تنتهي هذه الركعات
حت يلِّتف جيع الصلِّي حوُل العلِّمحاء والئمحة ف الساجد لسمحاع دروس الفقه والتفسي والوُعظ ،والت
تنتهي قرب الساعة الادية عشر مساء ،ث يغادر معظم الصلِّي إل بيوُتم ،بينمحا يفضل البَعض
الستمحرار ف السجد لقراءة القرآْن والعبَادة.
كمحا تنظم مسابقات القران الكحري والسابقات الدينية ف موُضوُعات السنة والفقه والتفسي ف كثي منم
الساجد لسيمحا ف مساجد العاصمحة كوُاللمبَوُر ،حيث يشارك فيها الكحثي منم الشبَاب والفتيات ويتم
توُزأيع الوُائز ف الحتفال الكحبَي الذي يقيمحه وزأير الشئموُن الدينية الخمتص ف الكحوُمة ويشارك فيه رئيس
الوُزأراء مها تي ممحد ويذاع ف التلِّفازأ والذاعة وتغطيه الصحف .ويراعي غي السلِّمحي مشاعر السلِّمحي
ف رمضان ،فل يأكلِّوُن علِّناد ف نار رمضان ،مراعي لصوُصية رمضان الت يشعرون با ،بل ويشارك
غي السلِّمحي السلِّمحي أحيانُا ف بعض الهرجانُات والحتفالت الرياضية والتفيهية الت تقام ف الدن
والحياء الخمتلِّفة ف الساء ،و يعتبها بعض السلِّمحي وسيلِّة لتعريف هؤلء بوُهر السلم حيث يعتنق
بعضهم السلم ويقبَلِّوُن علِّيه.
ومنم الموُر الت مازأال السلِّمحوُن يرصوُن علِّيها السحرات ،ففي العديد منم القرىً والدن يقوُم السحرات
بالتجوُل ف الرجاء لينبَه الناس للستيقاظ لتناول طعام السحوُر ،وذلك قبَل الفجر بوُال الساعة ،وبعد
الفراغ منم السحوُر يتناول السلِّمحوُن مشروبا يسمحىَ مشروب " الكحوُلك " وهوُ يساعد علِّىَ عدم الظمحأ
ف نار رمضان ،ويعطي الطاقة والقوُة خاصة لولئمك الذينم يعمحلِّوُن ف الصانُع والعمحال الشاقة.
وتد ف العشر الواخر منم رمضان أعدادا كبَية منم الرجال يعتكحفوُن ف الساجد ،بينمحا يقوُم الهال
بتقدي الطعام والشروبات لم حرصا علِّىَ الجر.
وقبَل العيد ببَضعة أيام يقوُم الشبَاب والفتيات الذينم ترجوُا منم الدارس والعاهد الدينية بعمحل لان ف
الساجد لتحصيل الزكاة وتوُزأيعها علِّىَ الفقراء وبذلك يشيع جقوُ منم التكحافل الجتمحاعي حيث يوُزأع
البَعض اللبس وحلِّوُيات للِّعيد والموُال علِّىَ الفقراء والتاجي ،فيكحوُن المحيع ف غاية السعادة والفرح
بقدوم العيد ،كمحا يكحوُنُوُن علِّىَ درجة عالية منم النقاء الروحي الذي خرجوُا به منم رمضان
يييييييييي
رمضان في أرض الشمس المشرقة
حوُار مع رئيس الركز السلمي ف اليابان
أجرىً الوُار :حسام تام
237
ف أقصىَ شرق الكحرة الرضية ،ومنم أرض الشمحس الشرقة يشرق فجر السلم علِّىَ أهل اليابان،
أصحاب الضارة العريقة ورواد التكحنوُلوُجيا الديثة ،ورغم بعد السافات وتنائي الديار بي مسلِّمحي
اليابان وإخوُانم ف أناء العال السلمي ،ورغم حداثة عهدهم بالسلم إل أنم وككحل أبناء المة
يشاركوُنم فرحة رمضان لتكحتمحل سعادة السد الوُاحد ،ويغتف المحيع منم فيض بركاته وعطر نُفحاته.
التقينا مع د /صال السامرائي رئيس الركز السلمي ف اليابان ،وهوُ أحد الشخمصيات السلمية البَارزأ
هناك ،قضىَ نوُ ربع قرن ف حقل الدعوُة السلمية ف اليابان ،وقد حدثنا ف هذا الوُار عنم رمضان
ف أرض الشمحس الشرقة ،وكيف يعيش مسلِّمحوُ اليابان هذا الشهر الكحري ،وأطلِّعنا علِّىَ بعض منم
أخبَارهم السارة.
كيف يستقبَل السلِّمحوُن ف اليابان شهر رمضان؟
* الهتمحام برمضان يبَدأ ف اليابان قبَل حلِّوُله بفتة طوُيلِّة؛ حيث تشكحلِّت لدينا لنة دائمحة ف الركز
السلمي اسها "لنة رمضان والعيدينم" لبَحث الستعداد لرمضان واستقبَاله ،وتبَدأ نُشاطها بتوُل
عمحلِّية استطلع هلل رمضان ،وغالدبَا ما يغم علِّينا اللل فل نُستطيع رؤيته ،رغم أنُنا نُصعد أعلِّىَ
عمحارات اليابان لستطلعه ،فنضطر إل اتبَاع أقرب بلِّد إسلمي إلينا وهي ماليزيا الت تفتح سفارتا
لعلن أول يوُم منم رمضان ،ويقوُم الركز الذىً يظل مفتوُدحا طوُال اليوُم بإعلم السلِّمحي بثبَوُت هلل
رمضان ،وييب عنم استفسارات السلِّمحي ف شت أناء اليابان حوُل اللل وموُاقيت الصلة والصوُم،
ونُصدر دائدمحا تقوُديإا بذه الناسبَة يتضمحنم أوقات الصلة والوُاعيد التقريبَية للمساك والفطار ف
رمضان ،ويوُزأع علِّىَ اللِّتقيات والساجد والصلِّيات والتجمحعات السلمية الخمتلِّفة ف أناء اليابان،
ويتكحرر هذا بالنسبَة للِّعيدينم والناسبَات السلمية الخرىً ،وتوُزأع قوُائم أخرىً بالطاعم واللت الت
تبَيع الطعمحة اللل ،ويعاد تعديلِّها دورديا وند با كل التجمحعات والؤسسات السلمية الخرىً ،كمحا
يأخذ الركز وكل التجمحعات السلمية الخرىً الستعدادات اللزأمة لستقبَال هذا الشهر الذي يعد
أكثر شهوُر العام بركة ونُشاطاد ف العمحل السلمي.
وكيف تقضوُن هذا الشهر البَارك؟
ضا طوُال اليوُم ،وتقام * تفتح جيع الساجد والتجمحعات السلمية أبوُابا للِّمحسلِّمحي وغي السلِّمحي أي د
جلِّسات للِّتعارف وتوُثيق العلقات بي السلِّمحي ،وخاصة بي اليابانُيي منهم وغي اليابانُيي لقامة نُوُع
منم اللفة والتمحاسك ،وتقام الفطارات والسحوُرات المحاعية ف شت الساجد والتجمحعات ،ويتجمحع
علِّيها السلِّمحوُن حيث يبَدأونا بقراءة القرآْن والذكار ث صلة الغرب ،ويتناولوُن الفطار سوُديا ،ويستمحر
ذلك حت النُتهاء منم صلة التاويح ،وأحيادنُا حت تناول السحوُر وصلة الفجر ..وغالدبَا ما يقيم هذه
الفطارات أبناء الاليات السلمية ف اليابان ،وخاصة الاليات العريقة منها كالتراك والبَنغال منم
ضا ،لنم أكثر استقرادرا ف اليابان منم الاليات العربية الت غالدبَا ما يكحوُن بنجلديش وباكستان والند أي د
238
أبناؤها حديثي عهد بالبَلد وغي مستقرينم با؛ إذ أن معظمحهم منم الطلب أو البَعوُثي للِّدراسة ..وتقام
هذه الفطارات المحاعية يوُمديا ف معظم الساجد ،ويضره أبناء الاليات وإخوُانُنا اليابانُيوُن السلِّمحوُن
بدرجة أقل وبنسب متفاوتة؛ إذ أن السلِّمحي اليابانُيي موُزأعوُن علِّىَ أناء البَلد ،وليس هناك تمحعات
إسلمية يابانُية بالعن العروف ..وغالدبَا ما يكحوُن رمضان ومثل هذه الفطارات وسيلِّة لتجمحيعهم وتوُثيق
الصلِّة بينهم ،وناول عنم طريقها إقامة نُوُع منم التجمحعات تسمحح بالتوُاصل بينهم ،وتوُل دون ذوبانم
صا علِّىَ حضوُر هذه اللِّقاءات الكحامل داخل متمحعهم ،والكثر تديدنا منهم هم الكثر حر د
والحتفالت ..وطوُال شهر رمضان يضر إلينا حفاظ وقراء للِّقرآْن الكحري منم أناء العال السلمي،
ضا؛ إذ أنُه كثديا ما يضر إلينا بعض القراء منم إنلِّتا وفرنُسا ..وغالدبَا ما يكحوُن هؤلء بل ومنم خارجه أي د
القراء منم باكستان والند فيقرأون القرآْن طوُال ليال رمضان ف الساجد والتجمحعات السلمية ،ويؤموُن
السلِّمحي ف صلة القيام والتاويح ،وكذلك ف العتكحاف الذي يقام ف عدد قلِّيل منم الساجد ،كمحا
يزورنُا أحيادنُا بعض الدعاة والعلِّمحاء منم أناء العال السلمي للقاء بعض الاضرات والندوات بدف
توُعية السلِّمحي وتعريفهم بأموُر دينهم.
ومنم أشهر الدعاة والقراء عند السلِّمحي هناك؟
* كثيون ..خاصة وأن الفتة الخية شهدت انُتعادشا ف العلقات بي العال السلمي واليابان ،وكثرت
فيها زأيارات وبعثات العلِّمحاء والدعاة السلِّمحي إل اليابان ،وأذكر أن فضيلِّة العلمة د .يوُسف القرضاوي
قد زأارنُا مرتي ف الفتة الخية ،وكان لزيارته أثر طيب علِّىَ السلِّمحي هناك ..كمحا زأارنُا فضيلِّة د .صال
بنم حيد إمام الرم الكحي الشريف ،وشهد افتتاح مسجد نُاجوُبار ،ود.عبَد ال بنم صال العبَيد المي
ضا الداعية العروف الشيخ سعد البيك منم السعوُدية ود. العام لرابطة العال السلمىَ ،وحاضر عندنُا أي د
ممحد حسان عمحران خان رئيس معهد دار العلِّوُم والشيخ مصطفىَ سيتش مفت البَوُسنة والرسك،
والستاذ صال أوزأجان منم تركيا ،ود .ممحد أبوُ ليلِّة منم جامعة الزأهر الشريف ..وغيهم منم العلِّمحاء
والدعاة الذينم كان لزياراتم تأثي كبَي علِّىَ السلِّمحي هناك ..
ضا فهوُ الداعية التكي ممحد نُعمحة أما أكثر الدعاة شهرة وتأثياد ف السلِّمحي هناك وف غي السلِّمحي أي د
ال خلِّيل إبراهيم إمام الركز السلمي ،وكان قد زأارنُا خس مرات ،ث استقر بعد ذلك ف اليابان منذ
ضا.ثلث سنوُات ،وله تأثي واسع هنا ،وأسلِّم علِّىَ يديه الئمات منم اليابانُيي ومنم الجانُب أي د
أما بالنسبَة لقراء القرآْن الكحري فأكثرهم شهرة الرحوُم الشيخ عبَد البَاسط عبَد الصمحد ،والرحوُم الشيخ
ممحد صديق النشاوىً؛ إذ أنمحا يتمحتعان بتأثي بالغ علِّىَ السلِّمحي هناك ،وتنتشر تسجيلتم الصوُتية
بي السلِّمحي بصوُرة واسعة رغم وجوُد كثي منم القراء العروفي الذينم يزرون اليابان بصفة دورية.
ضا؟وما أبرزأ النُشطة السلمية الت تنشط ف شهر رمضان أي د
239
* جع الزكاة وتوُزأيعها علِّىَ مستحقيها والتاجي؛ حيث تنشط عمحلِّية إخراج الزكاة بي مسلِّمحي اليابان
أثناء شهر رمضان أكثر منم بقية شهوُر العام ،وقد خصصنا لنة للِّزكاة تارس عمحلِّها طوُال العام ..وتوُزأ
هذه اللِّجنة ثقة السلِّمحي هناك؛ خاصة أن لدينا اتصالت ومعلِّوُمات عنم غالبَية السلِّمحي ف اليابان،
وهوُ ما يسمحح لنا بأداء هذه الهمحة بكحفاءة ..وف العشر الواخر منم رمضان تبَدأ الستعدادات لصلة
العيد؛ حيث تبَاشر لنة خاصة عمحلِّها ،فتقدم الجابات لكحل السلِّمحي حوُل موُاعيد الصلة ،وكيفية
أدائها ،والماكنم الخمصصة لا ..وكنا إل وقت قريب نُؤدي الصلة ف الساجد والصلِّيات فقط ،لكحنم
مؤخدرا اتهنا لقامة هذه الصلة ف الدائق والنتزهات أو اللعب الرياضية.
وقد لحظنا أن فرحة العيد تزداد كثديا ف هذه التجمحعات ،كمحا يزيد تأثي هذه الصلة علِّىَ السلِّمحي
ضا ..وف الفتة الخية بدأت ظاهرة جديدة تنتشر بي السلِّمحي اليابانُيي ،وهي وغي السلِّمحي أي د
التاه إل أداء شعيت الجه والعمحرة ،وزأيارة الماكنم القدسة فقبَل سنوُات كان الركز ينظم رحلت
الجه والعمحرة للِّيابانُيي السلِّمحي علِّىَ نُفقته الاصة أو تلِّبَية لدعوُىً منم بعض الؤسسات أو النظمحات
التابعة لدول إسلمية؛ خاصة السعوُدية ..لكحنم طرأ تلوُل طيب؛ حيث بدأ اليابانُيوُن يطلِّبَوُن السفر إل
الراضي القدسة علِّىَ نُفقتهم .ومنذ عامي خرجت أول قافلِّة حجه يابانُية تضم 43مسلِّدمحا ومسلِّمحة
منم اليابانُيي أرسل معهم الركز اثني منم الدعاة ،بالضافة إل إمام الركز الشيخ نُعمحة ال ،وكان لا
صدىً ف الوساط السلمية ،والمحد ل يكحثر الن أعداد اليابانُيي الذينم يزرون الراضي القدسة.
وماذا عنم العلقات الجتمحاعية بي السلِّمحي اليابانُيي ف رمضان؟
* يدث نُوُع منم التقارب بي السلِّمحي ،وتسوُد مشاعر الوُدة واللفة با يسمحح بل اللفات الت قد
تنشب بينهم ..وننم ف الركز السلمي لدينا لنة مشلكحلِّة منم عدد منم الدعاة لل مثل هذه
اللفات ،وتستقبَل السلِّمحي طوُال اليوُم لبَحث مشاكلِّهم وحل خلفاتم؛ سوُاء فيمحا بينهم أو
اللفات بينهم وبي غي السلِّمحي ،والمحد ل ..اللِّجنة موُفقة ف عمحلِّها إل الن ،ويساعدها ف ذلك
طبَيعة الشعب اليابان الذىً يتسم بتمحاسكحه الجتمحاعي وروحه الشرقية الت تقدس العائلِّة ،وتتم
العلقات الجتمحاعية ،وكذلك تاوب السلِّطات اليابانُية معنا.
هل تتفظوُن بعلقات جيدة مع التمحع اليابان غي السلِّم؟
ضا ..فنحنم نُشعر أن الشتك بيننا وبي اليابانُيي * جددا ..التمحع يسمحح بذلك كمحا قلِّت ،والسلِّطة أي د
كبَي جددا ف العادات والتقاليد وف روح الشرق ..كمحا أن التمحع والكحوُمة اليابانُية رغم تأثرهم إل حد
بعيد بالمحلت العلمية الغربية الوُجهة للسلم يرحبَوُن بأي جهد أو عمحل منم شأنُه تصحيح صوُرة
السلم أو إعادة حقوُق السلِّمحي لم ..يتكحرر هذا كثديا ف أي حادث أو قضية يساء فيها للسلم،
حيث يستجيبَوُن لنا بجرد تدخلِّنا ،ويعلِّنوُن موُقفنا ف كل وسائل العلم بنتهىَ التسامح.
هل تعتقد أن مستقبَل السلم ف اليابان يبَلشر بالي؟
240
* بالتأكيد ..هناك إقبَال كبَي علِّىَ السلم بي اليابانُيي ..ننم نُقدر عدد منم يدخلِّوُن السلم بنحوُ
منم خسة إل خسي يابانُيا يوُمديا ،وهذا عدد كبَي نُسبَديا ف دولة كاليابان ،وهناك لنة ف الركز
لشهار السلم وعقد الزواج بي السلِّمحي تستقبَل يوُمديا عدددا كبَديا منم اليابانُيي يرغبَوُن ف التعرف
علِّىَ السلم أو إشهار إسلمهم ،ويزيد القبَال دائدمحا ف رمضان ببكته.
لكحنم هل تستطيع أن تقدر لنا عدد السلِّمحي ف اليابان ولوُ بشكحل تقريب؟
* ليست هناك إحصاءات مددة ،لكحنم عدد السلِّمحي ف اليابان زأاد كثديا ف الفتة الاضية ،وربا يتاوح
بي مائة ألف أو يزيد ،أما غي اليابانُيي "الجانُب والقيمحوُن" فربا يزيدون ثلثة أضعاف هذا العدد..
وهذا إنازأ كبَي؛ خاصة أن عمحر السلم ف اليابان ل يتجاوزأ مائة عام فقط ..والعدد آْخذ ف الزأدياد
بإذن ال
البيد اللكحتون والوُقع علِّىَ شبَكحة النُتنُت للِّمحركز السلمي ف اليابان:
Email: islamcjp@islamccenter.or.JP
URL:http://islamcenter.or.jp
يييييييييي
رمضان في حياة الدكتورة هاجر سعد الدين
رئيسة شبَكحة إذاعة القرآْن الكحري ف مصر
أجرىً الوُار :عبَي صلح الدينم
كيف كان رمضان ف طفوُلتك؟
أتذكر جيددا أن رمضان كان يعن ف بيت عائلِّت الرزأق ..أنُاس كثيون يأتوُن للفطار عندنُا يوُمديا،
وكان أب صاحب مصنع نُسيجه ،وكان يفضل أن يرج زأكاة الال ف شهر رمضان ف شكحل ملبس
وأقمحشة توُلزأع علِّىَ الفقراء ،ولذا كان رمضان بالنسبَة ل هوُ شهر الي للِّناس كلِّها ،ولذا ورثت أنُا
هذه العادة حت الن ،فأحرصا علِّىَ توُزأيع زأكاة الال ف شهر رمضان بشكحل خاصا مع أنُه يوُزأ إخراج
زأكاة الال ف أي شهر منم شهوُر السنة.
ضا صوُت أمي العذب وهي تقرأ القرآْن صبَادحا كل يوُم ،وكانُت ترصا ف وتتابع د .هاجر :أذكر أي د
رمضان علِّىَ أن تلِّس للِّقراءة بعد صلة العصر ،ويطيب لا أن تقرأه بصوُت مسمحوُع حت نُسمحع ننم
ضا ،ونرصا علِّىَ أن نتم الصحف مرتي أو ثلدثا طوُال شهر رمضان. أي د
وماذا عنم رمضان الن ف عائلِّتك الصغية؟
منم العروف أن كل البَيوُت تستعلد لستقبَال العيد بتنظيف البَيت وترتيبَه ،أما أنُا فأحرصا علِّىَ إعادة
ترتيب النزل وتنظيفه قبَل شهر رمضان وكأنُن أستعد لستقبَال ضيف عزيز ،وأحرصا جدديا علِّىَ أن
أشتي فانُوُس رمضان سنوُديا لصغر أبنائي ،وأختار الشكحل التقلِّيدي للِّفانُوُس الرتبَط بشهر رمضان ف
241
ضا السجل علِّىَ السطوُانُات الديثة الت أصبَحت كتاباته النقوُشة علِّيه ،وتصمحيم الفانُوُس وصوُته أي د
ضا أحرصا علِّىَ شراء ملبس جديدة لولدي تضاف للِّفوُانُيس ،وقبَل أن ينتهي شهر رمضان أي د
ليتدوها ف العيد ،فهي سلنة عنم الرسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ،وأشتي الكحعك مثل كل الصريي ولكحنم
بكحمحيات قلِّيلِّة ،وكنا ف بيت العائلِّة الكحبَي نُصنعه بأنُفسنا مع أمي ،لكحنم الن ل وقت عندي لعداد
ضا نرصا ننم وأقارب وإخوُت علِّىَ أن يكحوُن الفطار ف الكحعك والبَسكحوُيت .وتتابع :ف رمضان أي د
بيت واحد منا ،وإن ل يكحنم ذلك فتكحوُن زأيارة ما بعد الفطار حت نُتقابل ونُرىً أقاربنا الذينم قد ل
نُراهم منم رمضان إل رمضان مع كثرة النُشغالت واستخمدام وسائل التصال مثل التلِّيفوُن للطمحئمنان
علِّىَ بعضنا دون مقابلِّة وجدها لوُجه.
وكيف تستعدينم لشهر رمضان ف عمحلِّك؟
رمضان مرتبَط عندي ف العمحل بنجاحات جيلِّة ف حيات ،فأول مرة يظهر فيها صوُت علِّىَ موُجات
الذاعة كان ف شهر رمضان عام ،1972وكان أول برنُامجه قدمته هوُ برنُامجه "دنُيا ودينم" ،وكنت
أقدمه يوُمديا ،ولنُه كان برنُادما متمحيدزا فقد استمحر إل الن بشكحل أسبَوُعي ،ويدور حوُل الدللت
العلِّمحية الوُجوُدة ف اليات القرآْنُية ،ويهدف إل زأيادة إيإان الؤمني ،ويدعوُ للِّتأمل ف ملِّكحوُت ال،
وكانُت معظم برامي الناجحة ف شهر رمضان أيضا ،ومنها برنُامجه "سبَحان ال" الذي يدور حوُل قوُله
صبَذرحوُشن( ،وأثر اختلف اللِّيل والنهار علِّىَ الكحوُن با فيه منم ذ ذ ذ
ي تر ه تعال) :فشرسهبَشحاشن اللِّله ح ش
ي رتهرسوُشن شوح ش
ضا تت ترقيت إل مدير عام برامجه السرة ملِّوُقات ،وقد استمحر لدة عامي متتاليي ،وف رمضان أي د
ضا )فقه الرأة ف رمضان( ،وكان يقدم يوُمديا. بشبَكحة القرآْن الكحري ،وكان أول برامي أي د
وف عمحلِّي أستعد لريطة برامجه شهر رمضان قبَل رمضان بفتة طوُيلِّة ربا أكثر منم شهر ،وتتحوُل
الجتمحاعات الشهرية مع مقدمي البامجه والعاملِّي بالشبَكحة إل ثلثة اجتمحاعات أسبَوُعديا ،وأطمحئمنم علِّىَ
سي العمحل ف الذاعات الارجية الت سننقل منها شعائر صلة العشاء والتاويح والفجر ،فهذا العام
مثلد نتفل برور 14قردنُا علِّىَ دخوُل السلم لصر ونُتتبَع مسية الفتح عنم طريق نُقل صلة العشاء
والتاويح ف الساجد الت شهدت مسي حلِّة فتح مصر بداية منم القدس الشريف ث أقدم مسجد
بالعريش ،ث أقدم الساجد الوُجوُدة بنطقة الفارما ،ث بلِّبَيس ث القاهرة فالسكحندرية فجنوُب الوُادي.
ضا نرصا علِّيه سنوُديا ف الشبَكحة ،وهوُ إفطار جاعي مع كل العاملِّي وأنُا معهم ،ونُتفق وهناك تقلِّيد أي د
قبَلِّها منم سيحضر كذا ومنم سيقوُم بعمحل كذا بيث يكحوُن الفطار منم جيع بيوُت العاملِّي بالشبَكحة
...
وتقوُل :منم يتأمل شهر رمضان سيلحظ أن كلِّه بركة وعمحل ونُشاط ومهوُد ،فعنم نُفسي أجد أنُن
أعمحل بنشاط ربا طوُال الربع والعشرينم ساعة ..ما بي العمحل وتسجيل البامجه وتضي الفطار
لعائلِّت ،ث السحوُر وصلة الفجر ث النوُم لساعات قلِّيلِّة قبَل النُطلق إل العمحل مرة أخرىً ،فاليوُم فيه
242
بركة ،ويإكحنم لنا أن نُقوُم فيه بالكحثي الذي قد ل نُستطيع عمحلِّه ف أي شهر أخر ،والوُقت يقلسم بطريقة
تتلِّف عمحا نُعتاده ف أي شهر ،فهناك فتة الصبَاح ،ث فتة ما قبَل الغرب ،ث فتة منم الغرب للِّعشاء،
ث فتة منتصف اللِّيل ،ث فتة الفجر ،وكلِّها فتات يإكحنم فيها تصيص الوُقت لشياء كثية ما بي
العبَادة والعمحل ،دون أن نُشعر بالتعب أو الهوُد لن النُسان يؤدي العمحل بب.
وقد تعلِّمحت منم رمضان أن العمحل والحسان ف العمحل يرقىَ لرتبَة العبَادة مصدادقا لقوُله تعال )شوشمنم
ك ذبالهعرهرشوةذ الهروُثهيشقىَ شوإذشل اللِّلذه شعاقذبَشةر الررموُذر( ،وقوُله صلِّىَ ال ذ ذ
يرهسلِّهم شوهجشههر إذشل اللِّلذه شورهشوُ رهمذسةنم فشيشقد اهستشهمحشس ش
علِّيه وسلِّم) :كلِّكحم راتع وكل راتع مسئموُل عنم رعيته(
يييييييييي
الشيخ أحمد ياسين -المؤمن يشحن بالتقوى في رمضان كما تشحن البطارية بالكهرباء
مها عبَد الادي فلِّسطي
وسط فضاء القاومة تتسع حياة البطال للِّعديد منم الوُاقف والحداث والشاهدات الت ربا ل يعرفها
الكحثيون ،ومنم هؤلء الشيخ أحد ياسي زأعيم حركة القاومة السلمية "حاس" ف فلِّسطي ،الشيخ
القعيد الذي أقام العال.
ترىً كيف هوُ رمضان ف حياة شيخ النُتفاضة ؟ ما هي ذكرياته ف هذا الشهر؟ وكيف توُل الحتفاء
به مع مرور هذه السني؟
ل يعد رمضان متسدقا مع إيقاع حياتنا العاصرة فمحا رأيكحم ف تغيه؟!ا
* لقد كان رمضان ف تاريخ السلِّمحي شهدرا للِّعبَادة؛ الصوُم ف النهار ،والقيام ف اللِّيل ،والذكر ف كل
الحوُال ،وقراءة القران ،لن رمضان هوُ شهر القرآْن الكحري ،فيخمرج الؤمنوُن منم رمضان وقد تزودوا بي
الزاد ،وشحنت نُفوُسهم وأرواحهم باليإان والتقوُىً والتآلف والبَة والتاحم ورعاية الضعفاء والساكي
والفقراء وصلِّة الرحام ،ما يقوُي وحدة المة وترابطها ،ويعلِّي منم شأنا بي المم ،ويدفعها للِّتصدي
لعدوان العتدينم ،والستعداد للِّتضحية والهاد والفداء بالنفس والال.
ورمضان علِّىَ مدار تاريخ المة السلمية شهر النُتصارات ،النُتصار ف ميادينم القتال مثل معركة بدر
وفتح مكحة وحطي وعي جالوُت ،والنُتصار علِّىَ النفس البَشرية وضعفها وهوُاها ،فتخمرج منم رمضان
زأاكية زأكية ،ومنم الذنُوُب نُقية ،وهكحذا كانُت أمتنا بالفعل "خي أمة أخرجت للِّناس".
ومع مرور الزمنم وسقوُط اللفة السلمية ،ووقوُع البَلد السلمية ف قبَضة الستعمحار ،وهجمحات
التغريب علِّىَ أمتنا ،وتنحية السلم عنم سدة الكحم وإبعاده عنم مريات الياة ،تسربت إل متمحعنا
حيلِّة جديدة ترمنا أجر الشهر العظيم،و تثلِّت ف القبَال علِّىَ الطعام والوُائد الفاخرة بعيددا عنم
الكحمحة الت قصدها الشارع منم رمضان ،وهي رياضة الروح والسد بتقلِّيل الطعام ،وبعيددا عنم تلوة
القرآْن والذكر والقيام الت أرادها الشارع لصفاء النفوُس وشحذ المحم والعزائم ،ليتلِّقىَ الناس رمضان
243
بسلِّسلت تعرض هنا وهناك علِّىَ شاشة التلِّفازأ أو الذاعة أو السينمحا أو علِّىَ صفحات الرائد
واللت ،تدر الوُقت بعيددا عنم الطاعة القيقية التصلِّة بال تعال منم صلة وصيام وقيام وزأكاة .
وتغيي نُسق الياة هذا هوُ الطلِّوُب ليعوُد الناس إل الصالة منم جديد ،وإل العبَادة بعيددا عنم زأخارف
الدنُيا وملِّهياتا منم الوُسيقىَ والرقص والغناء والسلِّسلت الابطة الت ل تدم إل الغرائز والشهوُات .ما
أحوُجنا أن تتم أمتنا بنسق الياة الكحريإة ،ويهتم مسئموُلوُ التوُجيه ف المة السلمية بالعوُدة إل بساطة
الياة وعمحق اليإان بعيددا عنم الزخارف والقشوُر.
كنتم وأنُتم صغار تستقبَلِّوُن رمضان والعيد بطقوُس احتفالية خاصة ،والن اختفت هذه الطقوُس،
وحلِّت ملِّها برامجه تلِّيفزيوُنُية وألعاب بلستيكحية ،فهل يإكحنم أن نُستعيد ما تاه منه ف أضوُاء الدينة؟
* كنا مع بداية شهر رمضان نرج ف الشوُارع وننم نُضرب علِّىَ الصفائح ونُغن لرمضان ،وكان الطبَالوُن
يرجوُن ف موُاعيد السحوُر يطبَلِّوُن ليوُقظوُا الناس لتناول وجبَة السحوُر ،كانُت البَساطة تغلِّب علِّىَ
حياتنا ،فالكحل يذهب إل السجد ف صلة التاويح والفجر وبقية الصلِّوُات ،والكحل يتمحع ليسمحع إل
دروس الوُعظ والرشاد ،والت تلِّقىَ ف السجد أو يتم الديث عنها ف الدواوينم بعد صلة التاويح،
نُعم كان الكحل مشغوُلد بالعبَادة والذكر وفعل الي وقراءة القرآْن ،منا منم كان يتم القرآْن مرة واحدة،
ومنا منم كان يتمحه عدة مرات ،الكحل يعي أن العمحل ف رمضان خي منم بقية الشهوُر ،والصدقة فيه
بسبَعي ضعفا عنم غيه منم الشهوُر ،تستجاب فيه الدعوُات ،لن دعوُة الصائم ل ترد ،ولن ال
سبَحانُه وتعال نُسب الصوُم لنفسه ،وتكحفل بالزاء علِّيه.
ولكحنم الصائمحي اليوُم يغلِّب علِّيهم السهر علِّىَ السلِّسلت وبرامجه التلِّفازأ ،وننم هنا لسنا ضد التقدم
والداثة ،فمحا أجل أن يمحع السلِّم بي الصالة والداثة بدون غلِّوُ أو تفريط ،ولكحنم بدون مستجدات
العصر الت تزعجه الناس وتقتل الوُقت بدون فائدة تذكر ،فالنُسان باجة لن يروح عنم نُفسه حت ل
يصاب باللِّل وينقطع انُقطادعا كاملد عنم فعل الي ،وذلك يتفق ومبَادئ السلم وشوُليته وتطوُره مع
الياة الت تافظ علِّىَ النقاء واللِّق والفضيلِّة ،وتارب الرذيلِّة ألن كان مصدرها وزأمانا ومكحانا ،ولكحنم
كل ذلك ل يعن تضييع العبَادة والفضل العظيم الذي اختص به هذا الشهر.
علِّىَ مر التاريخ السلمي كان يأت الي منهمحدرا ف رمضان ،يتحقق النصر الأموُل وينفرج الم ،هل
أصابك شيء منم هذه النفحات ف تاريك الشخمصي؟
* ف عام 1984حكحم علِّلي بالسجنم لدة ثلثة عشر عادما ف السجوُن السرائيلِّية ،ول أقض منها إل
عشرة أشهر ،وكان قشدر ال أن أخرشج ف اليوُم الول منم رمضان ،وهذه منم نُفحات رمضان أن تطوُىً
صفحة ثلث عشرة سنة ف أول يوُم منم رمضان ،فأفطر ف البَيت مع أسرت بعد أن نُوُيت الصيام ف
السجنم.
244
?اليإان عادة يزيد وينقص ،إل أنُه منم الفروض ف رمضان أن يزيد ويزيد فقط ،فهل هذا مكحنم؟ وكيف
تققه بنفسك؟!ا
* صحيح أن اليإان يزيد وينقص ،ولكحنه ف رمضان يزيد ويزيد باستمحرار ،لن النُسان وهوُ يقضي يوُمه
صائدمحا ل ذاكدرا له قارئا للِّقرآْن ،ويقضي ليلِّة قائدمحا وساجددا ل ،يصبَح ل مال لديه للِّعبَث واللِّهوُ ،ول
مال لديه لوُساوس الشياطي ،لن الرسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أخب الؤمني وخبه حق وصدق أن
الشياطي تصفد ف رمضان ،وما دامت قد صفدت فإن الوُاجس والشاعر تتجه إل الذكر والعبَادة
والتوُجه للِّخمي والصدقة والعروف ،ولذلك يزداد السلِّم إيإادنُا مع إيإانُه ،ويشحنم بالتقوُىً كمحا تشحنم
البَطارية بالكحهرباء ،ويكحوُن لديه الزاد الذي يوُصلِّه إل رمضان القادم.
يرتبَط الهاد واليإان برمضان أكثر ما يرتبَطان بسوُاه ..لاذا؟ وكيف؟!ا
* إن رمضان هوُ شهر الهاد واليإان ،جهاد النفس وجهاد العداء ف آْن واحد ،فكحلِّمحا جاهد الرء
شر عنم ساعد الد نُفسه كلِّمحا ازأداد إيإانُه ،وكلِّمحا أقبَل علِّىَ ال بكحلِّه وقطع علقته بالدنُيا ومغرياتا و ل
منم أجل الخرة فبَاع نُفسه وماله فيشيهقرتل أو ييرهقشتل ،كلِّمحا ازأداد قربا منم النة.
ولقد أثبَت التاريخ أن معظم معارك السلم الفاصلِّة كانُت ف رمضان مثل معركة بدر وفتح مكحة
وحطي وعي جالوُت الت غليت وجه التاريخ ،وقلِّبَت الوُازأينم ف العال.
إنا منم نُفحات رمضان ،وإنا منم رحة ال علِّىَ عبَاده ،حيث تعبَأ المة ف كل عام ،وتتجدد حيوُيتها
ف نُظام إسلمي بديع ،ويتبَي ذلك منم قوُل رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم" :الصلة إل الصلة،
والمحعة إل المحعة ،ورمضان إل رمضان مكحفرات لا بينها إذا اجتنبَت الكحبَائر" ،ففي رمضان تتحقق
ذ ذ العبَوُدية ل سبَحانُه ف قوُله تعال) :شوشما شخلِّشهق ر ذ ذ
صلشذت س ذإل ليشيهعبَرردون( .وقوُله تعال) :قرهل إذلن ش
ت اهللنم شوالنُ ش
ي(. ذ ي شوششماذت لذلِّلذه شر ل
ب الهشعالشمح ش
ذ
شونُررسكحي شوشهمشيا ش
شيء تب أن يتحقق ف رمضان؟
* أدعوُ ال سبَحانُه وتعال أن يإنم علِّىَ أمتنا بالنصر والتمحكحي ف الرض وترير فلِّسطي قبَلِّة السلِّمحي
الول ،وأن تعوُد المة السلمية واحدة موُحدة ،وأن يرفع عنم المة الوُهنم وهيمحنة الظالي الستبَدينم
والكحفرة والشركي ،وأن ترتفع راية السلم خفاقة ف جنبَات الرض ،إنُه علِّىَ ما يشاء قدير.
شيء تدعوُ ال أن يرفعه عنم المة ؟
* نُدعوُ ال سبَحانُه وتعال أن يرفع القت والغضب عنم هذه المة ،وأن يرفع منم بينها الفرقة والتناحر،
وأن يرفع عنها ظلِّم الظالي وكل النُظمحة الت ل تكحم بشرع ال ،ول تلِّتزم دينه عقيدة وشريعة ومنهادجا
للِّحياة ،وأن يعيدها أمة ماهدة تأمر بالعروف وتنهىَ عنم النكحر ،ول تشىَ ف ال لوُمة لئم
يييييييييي
الدكتور يحيى الرخإاوي
245
أجرىً الوُار :عبَي صلح الدينم
الديث عنم رمضان وذكرياته المحيلِّة ل ينتهي ..لكحنم عندما يكحوُن الديث عنم رمضان الدكتوُر ييح
الرخاوي أستاذ الطب النفسي بكحلِّية طب قصر العين جامعة القاهرة ..يكحوُن الديث أكثر عمحقاد
وأوسع أبعاداد .
حاولنا استعادة ذكريات رمضان مع الدكتوُر الرخاوي الذي بدأ حديثه معنا قائلد ..ف البَداية كل عام
وأنُتم طيبَوُن ..ثانُيدا :ل تفظات كثية علِّىَ طريقتنا ف استقبَال شهر رمضان ،خاصة الطبَاء الذينم
يقوُلوُن :إن للِّصيام فوُائد جسمحية و ..و ،..ما أعرفه أن رمضان صوُم ..عبَادة مثل الصلة والزكاة
والجه ،وليس موُضة ول ترينات صحية وغيها ..ننم ل نُرشي الناس حت يصوُموُا ويتعبَدوا ال ،السلِّم
علِّيه أن يؤدي عبَاداته والفائدة يب أن تكحوُن أساساد ..طاعة ال .هذا منم حيث البَدأ ،ولذا أنُا ل
أحبَذ فكحرة تغيي موُاعيد العمحل ف شهر رمضان ،بل يب أن تبَقىَ موُاعيد العمحل كمحا هي منم الثامنة
صبَاحاد وحت الثانُية ظهراد ..فالصيام ليس معناه زأيادة عدد ساعات النوُم ناراد بل قضاء نُفس الوُقت
وننم مروموُن منم الطعام والشراب ،حت نُصفي أرواحنا ونُشعر ببَعضنا البَعض ونُقوُي علقتنا بال
سبَحانُه وتعال .
** وما هي الذكريات الت يإكحنم أن تذكرها لنا عنم رمضان ف طفوُلتك ؟
* بدأت الصيام وعندي سبَع أو ثان سنوُات ،وكانُت أيام الصيام طوُيلِّة جيدا لنُنا كنا وقتها ف
الصيف ،وكان أهم ما نرصا علِّيه هوُ تناول السحوُر مع الكحبَار فقد كنا نُرىً أن ما يتناولوُنُه باللِّيل
بالتأكيد أفضل ما نُأكلِّه كأطفال ف الصبَاح ،وكنت أصر علِّىَ أن توُقظن أمي لتناول معهم السحوُر،
وف الصبَاح وأثناء النهار كانُت أمي ترأف بال قائلِّة " :صم صوُمة القلحة ) حطب الذرة ( منم
الصبَح للِّضحىَ" لتجعلِّن أفطر بعد الظهر ،وأحيانُاد كانُت تضحك علِّلي قائلِّة " :صم صوُمة الخمدة
)الوُسادة( كل ما توُع تتغدىً " حت تعلِّن أفطر ول أواصل الصيام ف هذه السنم الصغية ،وكأن كل
ت مدد للفطار ،ومع هذا كنت أحيانُاد أكمحل الصوُم وأتفاخر ما حوُلنا يصوُم معنا ولكحنم لكحتل وق ة
بذا ،وقبَل أذان الغرب بوُقت قلِّيل كان يطيب لنا كأطفال اللِّعب بالكحرة أمام البَيت حت يصيبَنا الظمحأ
فنتظاهر بأنُنا نُتوُضأ استعداداد لصلة الغرب حت نُدخل الاء إل أفوُاهنا وربا حلِّوُقنا ونُقوُل هذه ل
تفطر ..
وف بلِّدتنا أيضاد كان هناك ما يسمحىَ بالسهرات منم بعد صلة العشاء والتاويح حت السحوُر والقصوُد
بالسهر هوُ تأجي مقرئ للِّقرآْن أو اثني يظل يقرأ طيلِّة اللِّيل طيلِّة شهر رمضان عند رئيس العائلِّة،
بيث تكحوُن هناك حوُال خس أو ست سهرات يوُمياد عند أكب عائلت البَلِّدة ويسهر الناس مع القرئ
ويتناولوُن الشاي واللِّبَة والشاف وغيها ويتبَادلوُن الديث بي الربع والربع ،أي بعد أن ينتهي القرئ
246
منم قراءة ربع حزب منم أحزاب القرآْن ويستعد لقراءة الزب التال ،والشبَاب يطوُفوُن بي هذه السهرات
جيعها .
أما ذكريات " التوُحيش " الت تكحوُن ف السبَعة أيام الخية منم شهر رمضان ،فقد كان الطفال يبَكحوُن
مع السحرات ) الذي يتوُل إيقاظ منم نُاموُا ليتناولوُا السحوُر ( مرددينم ل أوحش ال منك يا شهر
الصيام .ويشعر الناس بقرب فراق هذا الشهر الكحري حت يأت يوُم وقفة عيد الفطر وآْخر ليلِّة ف شهر
رمضان يصعد الطفال إل أسطح النازأل مسكحي بعوُد منم الديد مع ملِّعقة ويظلِّوُن يضربوُن باللِّعقة
علِّىَ العوُد مرددينم ..يا بركة رمضان حطي ف كل مكحان ،يا بركة ربنا حطي عندنُا ..وكأنا سيمحفوُنُية
تسري ف كل مكحان منم البَلِّدة.
** وماذا عنم ذكريات السرة ف رمضان ؟
* منم أجل ذكريات رمضان ما كان يقوُم به والدي مدرس اللِّغة العربية الذي كان يعلِّمحنا اللِّغة العربية
والدينم منم خلل قراءة القرآْن وحفظه رغم أنُنا كنا ف مدارس مدنُية وليست أزأهرية ،لكحننا أنُا وإخوُت
كنا نتهد ف حفظ القرآْن ،وكنت أنُا أصغر إخوُت حيث كان والدي يلِّسنا بانُبَه ف رمضان منم بعد
العشاء إل قبَل السحوُر وكل واحد يقرأ ربع حزب ومنم يطئ يضع " ملِّيمحاد " ) عمحلِّة صغية ( ف
صندوق صغي وإذا أخطأ هوُ يضع قرشاد ف الصندوق ،وكان يتعمحد أحيانُاد هفوُة بسيطة حت يضع
نُقوُداد ف الصندوق ،حت إذا جاء آْخر الشهر يقسم علِّينا ما تمحع ف الصندوق منم نُقوُد ،ول يأخذ
هوُ شيئماد منها ،ومنم خلل هذا كنا نتم الصحف خس أو ست مرات طيلِّة شهر رمضان ،فينطلِّق
لسانُنا وتتعمحق معرفتنا بالقرآْن ،وكان أحيانُاد يأت لنا بحفظ يفظنا القرآْن ،أتذكر أن اسه الشيخ عبَد
الرحيم وكان كفيف البَصر ،لكحنم يبَقىَ أفضل شيء ف تربة والدي معنا أنُه ل يكحنم يفسر لنا القرآْن،
فمحنم يقوُم بتفسي القرآْن يكحوُن وصياد علِّىَ كلم ال بطريقة يوُفق فيها أحيانُدا ،وكثيا ما يتزل كلم ال
إل ما يتصوُره هوُ عنم كلم ال ،ولذا فأهم شيء ف قراءة القرآْن خاصة للطفال أن يقرأ كمحا هوُ
بنغمحاته وصوُره وإيقاعاته وتداخلته وروحه ،بالنبَض والرنُي ،فكحل هذا يصل دفعة واحدة إل خليا الخ
أو جيع خليا النُسان ،أما أن نتزل آْية منم القرآْن ونُضع لا تفسياد يصبَح اختزالد غي مفيد ،صحيح
أن التفسي علِّم له أصوُله ،لكحنم القرآْن نُفسه جوُهر يصل إل الناس كمحا هوُ وعلِّينا أن نتم ذلك
ونُنمحيه ،حت نُصل إل الوُظيفة الكحلِّية العمحيقة ف تريك الوُعي .
** كيف ترىً استقبَال السرة العربية لشهر رمضان الن ؟
* رمضان كان عبَارة عنم علقات وزأيارات وتوُاصل وجهاد لوُجه بي العائلت والقارب ،أما الن فمحا
يدث أنُنا نتمحع ف الكحان ول نتمحع ف العوُاطف أو الوُارات ،نُظل مشدوهي أمام التلِّيفزيوُن ،نُفتح
أفوُاهنا لتناول اللِّوُىً الرصوُصة أمامنا حت وننم نُشعر بالشبَع ،نُشاهد أشياء سخميفة أو لطيفة ..
247
صحيح أن التلِّيفزيوُن يمحع العائلِّة بعد الفطار ،لكحنه ف نُفس الوُقت يفرقهم ف العوُاطف ول يعطيهم
الوُقت لي توُاصل مع بعضهم البَعض .
ل أريد أن أبقىَ طيلِّة الوُقت أقوُل أن الاضي كان أفضل منم الاضر ،لنُه قد يكحوُن ف الاضر مبَاهجه
يعرفها اليل الال ول أعرفها أنُا الذي يقتب عمحري منم السادسة والستي ،فالاضي كانُت فيه أشياء
مفيدة وجيدة متلِّفة عنم الشياء اليدة والفيدة الوُجوُدة الن ،ولكحنم بالنسبَة لرمضان وقراءة القرآْن ل
أرىً أن لحفادي نُفس الستعداد للِّبَقاء حوُل لقراءة القرآْن قبَل الغرب كمحا كان يفعل معنا والدي،
ومع هذا فمحازأال رمضان وسيبَقىَ يمحع أفراد السرة والصدقاء حوُل مائدة الفطار ،حت غي السلِّمحي،
فأصدقائي السيحيوُن يرصوُن علِّىَ دعوُت علِّىَ الفطار عندهم ف بيوُتم ،وكذلك يفطرون معي ف
بيت ،وكذلك إذا أردت أن أداعب أحد أصدقائي مداعبَة ثقيلِّة أذهب لزيارته قبَل الفطار بدقائق،
ووقتها لنم أجد حرجاد ف الزيارة لنُن سآكل ما قد أعدوه بالفعل ،وهذه اللفة وذلك التجمحع لنم نده
ف غي شهر رمضان .
** كيف يصبَح شهر رمضان فرصة لكتشاف النُسان لذاته؟
* رمضان فيه ميزة عظيمحة جيدا وهي كسر الرتابة ،فطيلِّة أحد عشر شهراد نُقوُم بأشياء ثابتة طيلِّة الوُقت
ونُتصوُر أنُنا ل نُستطيع أن نُكحف عنها ،وعندما يأت رمضان يكحسر هذه القوُاعد فنمحارس العمحل دون أن
نُتناول شاي الصبَاح أو فنجان القهوُة أو وجبَة الفطار وكذلك ل نُتناول الغداء ف الوُقت الذي تعوُدنُا
فيه علِّىَ ذلك وتتغي موُاعيد النوُم والستيقاظ ،ونُدهش لذلك ونُبَدأ ف التفكحي ف بقية ما نُفعلِّه ف
حياتنا ،فقد يكحوُن ما نُفعلِّه طيلِّة الوُقت خطأ ،أو أن ما تعوُدنُا علِّيه ف حاجة إل مراجعة ،وهنا تكحوُن
القدرة علِّىَ إعادة النظر ف تمحل ما ل نُكحنم نُتصوُر أنُنا سنتحمحلِّه ..ويبَدأ النُسان فتح صفحة جديدة
ف كل الالت ..يدث ل هذا ،ويؤكد ل مرضاي أنم يشعرون بتلِّك اللِّحظات وكذلك أولدي،
وعمحوُماد منم لديه استعداد للِّتغيي يتغي ف طريقة تفكحيه ،وفهمحه للِّحياة وف علقته بالوُت وعلقته
بأسرته ،وف علقته بال سبَحانُه وتعال.
** كيف ترىً السرة العربية الن؟
* أراها كمحنم يقف وسط السلِّم ،فل هي وصلِّت إل مرحلِّة اللتزام ول هي وصلِّت إل مرحلِّة الرية
والستقلل الذي نُشاهده ف السرة ف الغرب الت نُرىً فيها اللِّيوُنُي يأمر ابنه بالروج منم منزله
ليكحتشف طريقه ويتدبر أمره بفرده عندما يصل إل السادسة عشرة ،بينمحا ننم نُظل نُرعىَ أبناءنُا حت
سنم الربعي ،أي أن السرة العربية ل هي أخذت النمحط الغرب با له وما علِّيه ،ول هي مافظة علِّىَ
النمحط العرب القدي ف الرعاية والتوُاصل با له وما علِّيه ..
** ربا تكحوُن فتة انُتقالية ؟
*أشك ،لنُنا قد توُقفنا طوُيلد عند هذه الرحلِّة با يعن أنا وقفة تبيرية .
248
** وماذا عنم القرن الديد ؟
* لقد بالغنا كثياد ف موُضوُع القرن واللفية ،عام 2000لنم يتلِّف كثياد عنم اليوُم ،التخملِّف سيزداد
تلِّفاد والتقدم سيزداد تقدمدا ،ول داعي أن نُضحك علِّىَ أنُفسنا ،ومع هذا أنُا متفائل رغم كل الصائب
الت تيط بنا ،لنُن أظنم أن الغنياء عندما سيزدادون غن إما أنم سيشبَعوُن غن أو يصبَحوُا تعساء ف
غناهم ،فتظهر قيم جديدة تنبَههم إل العدل ،فالغن لنم يشعر بالسعادة إل عندما تدم هذه النقوُد بقية
الناس ،وإل فسيمحوُت بفرده علِّىَ القمحة منم البد والوُحدة ،فمحنم خلل حرمان الفقي وتعاسة الغن يظهر
قانُوُن جديد وعقد اجتمحاعي جديد يصلِّح عيوُب هذه العلقة ولذا أنُا متفائل
يييييييييي
الشيخ عكرمة صبري "مفتي فلسطين"و الشيخ رائد صلحا"شيخ القصى"على مائدة رمضان
أجرىً الوُار :خالد الزغاري فلِّسطي
قرب باب خيمحة العتصام الت نُصبَت قبَالة مكحاتب باراك جلِّست مع فضيلِّة الشيخ عكحرمة صبي
رئيس اليئمة السلمية العلِّيا والفت العام للِّقدس والديار الفلِّسطينية ،وفضيلِّة الشيخ رائد صلح رئيس
الركة السلمية داخل فلِّسطي التلِّة عام 1948م ورئيس بلِّدية أم الفحم الذي أصبَح يعرف شيخ
ها بالسجد القصىَ البَارك. القصىَ لنُه منم أكب الناس ي
اجتمحعت بمحا للِّحديث حوُل شهر رمضان البَارك ،وكان الشيخ رائد صلح وبصفته رئيساد لبَلِّدية أم
الفحم يعتصم داخل خيمحة العتصام الت أقيمحت احتجادجا علِّىَ سياسة التمحييز الت تنتهجها حكحوُمة
أيهوُد باراك تاه السلِّطات اللِّية العربية ومالسها البَلِّدية ،والشيخ رائد دائدمحا منم أول البَادرينم للعتصام
والتضامنم لجل قضية بلده الت هي قضية السلِّمحي عامة ،حت إنُه ت العتداء علِّيه خلل مظاهرة
احتجاج قرب اليمحة قبَل أسبَوُع منم إجراء الوُار معه.
ل يعد رمضان متسدقا مع إيقاع حياتنا العاصرة ،فمحا رأيكحم ف تغييه؟
الشيخ عكحرمة :ل بد منم التأكيد علِّىَ أن شهر رمضان هوُ شهر عبَادة منم أوله لخره ،فهوُ عبَادة ف
الصوُم وف أداء الصلِّوُات منم الفرائض والنوُافل والتاويح وقيام اللِّيل ،وهوُ عبَادة ف إخراج الزكاة وصدقة
الفطر ،ويتمحيز هذا الشهر بأن عبَادته متصلِّة بال سبَحانُه وتعال وهي خالية منم الرياء والبَاهاة ،لن
النُسان الصائم ل يعرف ف صوُمه إل ال سبَحانُه وتعال لذا أعد ال سبَحانُه وتعال للِّصائم ثوُادبا
عظيدمحا ل يعرف مقداره أحد منم البَشر ،وإنُه ما يلحظ ف أيامنا هذه خروج بعض الناس عنم روح
رمضان ،وذلك بالكثار منم أنُوُاع الطعمحة والبَذخ وكذلك بإقامة السهرات ،فكحأن رمضان قائم علِّىَ
الغن والرقص ،وهذه الظاهر السلِّبَية قد تكحررت ف السنوُات الخية ،وننم نُؤكد علِّىَ العنصر الروحي
لشهر رمضان بيث يقوُم السلِّم بأعمحال وتصرفات تنسجم مع بركة هذا الشهر وأهيته.
249
ويضيف الشيخ رائد :ل بد منم إحياء الدينم الذي سيعيدنُا بشكحل تلِّقائي إل إحياء رمضان الكحري،
وإحياء رسالة هذا الشهر الفضيل ،شهر الصب والنصر وشهر التكحافل بي أبناء المة السلمية الذي
كان يأت علِّىَ المة ليؤكد لم كل عام أنم جسد واحد إذا اشتكحىَ منه عضوُ يب أن تتداعىَ له كل
العضاء بالسهر والمحىَ.
كنتم وأنُتم صغار تستقبَلِّوُن رمضان بطقوُس خاصة ،الن اختفت هذه الطقوُس ف استقبَال رمضان وف
لياليه وف الحتفال بالعيد ،وحلِّت مكحانا برامجه تلِّيفزيوُنُية وألعاب بلستيكحية ،فهل يإكحنم أن نُستعيد ما
تاه فيه أضوُاء الدينة؟
الشيخ رائد :بطبَيعة الال لقد فقدنُا خديا عظيدمحا عندما غابت تلِّك العادات الطيبَة والبيئمة الت كنا
نُستقبَل فيها رمضان ،ولكحننا رغم ذلك ل نُصل إل طريق مسدود يإنعنا منم العوُدة إل تلِّك الجوُاء
بنفس العادات ما يؤدي إل نُفس النتيجة البَاركة ،خاصة وأنُنا نيح ف ظروف ميزة تر علِّىَ القدس
والقصىَ ،ويتاج منا ذلك أن نُشعر كل المة السلمية ف كل العال ف كل ظرف ومناسبَة أن
القدس الشريف ف خطر وأن القصىَ البَارك ف خطر ،وأنمحا ليسا ملِّدكحا للِّمحسلِّمحي الفلِّسطينيي ،وإنا
ل ،ولذلك أتن ها قلِّعة التوُحيد ومعقل اليإان لكحل السلِّمحي ف كل العال ،ماضديا وحاضدرا ومستقبَ د
علِّىَ نُفسي وعلِّىَ السلِّمحي ف بيت القدس وأكنافه أن نُعوُد إل تلِّك الجوُاء الت تفظ الفطرة
السلِّيمحة.
ويلِّتقط الوُار الشيخ عكحرمة فيقوُل :الطقوُس الت كانُت سابدقا هي مظهر منم مظاهر البَهجة والفرح
لستقبَال رمضان ،وإن سبَب اختفائها يعوُد إل الظروف السياسية والمنية الت مرت با بلدنُا
ل ،وكذلك الطفال الذينم كانُوُا ينشدون ف الزأقة والطرقات فلِّسطي ،فالسحرات ياف منم الروج لي د
قد اختفوُا بسبَب فرض منع التجوُل والقمحع منم قبَل الحتلل السرائيلِّي ،وهناك سبَب آْخر وهوُ
انُتشار أجهزة التلِّفازأ والطات الفضائية ف البَيوُت ،فالرء يرغب ف مشاهدة البامجه التلِّفازأية بدلد منم
ل ،وأتصوُر أنُنا لنم خروجه إل الزأقة والشوُارع ،أما إمكحانُية استعادة الطقوُس السابقة فتأخذ وقدتا طوُي د
نُستطيع استعادتا ف القدس إل بعد انُتهاء الحتلل السرائيلِّي.
علِّىَ مر التاريخ السلمي كان يأت الي منهمحدرا ف رمضان ،يتحقق النصر الأموُل ،ويفرج الم ،هل
أصابك شيء منم هذه النفحات ف تاريك الشخمصي؟ الشيخ رائد :ل شك ف ذلك ،فهناك الوُاقف
الرجة الت عشتها كمحسلِّم يصارع فتناد تيط به منم كل جانُب ،أو كمحلِّتزم ف الركة السلمية يعيش
ومنم حوُله الؤامرات التوُاصلِّة علِّىَ السلم والسلِّمحي وعلِّىَ العرب والفلِّسطينيي ،ففي خلل هذه
الجوُاء كنا نُستبَشر بالفرج واليسر بعد امتحانُات صعبَة ما كان لا أن تنفرج علِّينا لوُل لطف ال تعال
ف أجوُاء هذا الشهر الفضيل وف رحاب السجد القصىَ البَارك ،وهذا المر أكد ل بالدليل القطعي
250
التاريي وبالدليل القطعي العاصر أن منم أخلِّص للِّمحسجد القصىَ البَارك فإن اللِّهتعال يكحرمه
بالفتوُحات الربانُية واللِّطائف الرحانُية الت تفظه وترسه وتسدد خطاه منم حيث ل يتسب.
ويعقب الشيخ عكحرمة ف أسدىَ ظاهر :نُعم لقد أكرمنا ال هنا بالكحثي منم فضلِّه ،ولكحنم مع السف ننم
نُدرس ف التاريخ عنم النُتصارات الت تققت ف مراحل منم الزمنم بدءاد بعركة بدر وانُتهاءد بعي
جالوُت ،ل شك ننم نُتغن بأماد الاضي ،لكحنم هذه الماد ل تتكحرر ف عهدنُا ،فإنُنا ما زألنا نت
مأساة مزرة اللِّيل الت حصلِّت ف منتصف شهر رمضان عام 1994م ي 1414هي.
اليإان عادة يزيد وينقص ،إل أنُه ف رمضان منم الفروض أنُه يزيد ويزيد فقط ،هل هذا مكحنم؟ وكيف
تققه بنفسك؟
الشيخ عكحرمة :ما منم شك أن اليإان يزيد وينقص ،والحرىً بالسلِّم أن يزيد إيإانُه ف شهر رمضان
البَارك ،ويإكحنم تقيق ذلك بالصوُم أولد وبتلوة القرآْن الكحري وأداء صلة التاويح ثانُيدا ،بالضافة إل
الصلِّوُات الفروضة والبتعاد عنم الغيبَة والنمحيمحة والوُض ف أعراض الناس وتنب الدل والصوُمة.
ننم نُؤكد دائمحا يقوُل الشيخ رائد مكحمحل الوُار أن ال تعال أعلِّم بنم اتقىَ وهوُ الذي يزكي منم يشاء
صا ف ويكحرم منم يشاء ،ونُبَقىَ علِّىَ رجاء أن تسعنا هذه الرحة الربانُية الت وسعت كل شيء ،خصوُ د
شهر رمضان البَارك الذي تصفد فيه الشياطي فتخمنس وتلِّجم وتتفي وساوسها ودسائسها البَاعثة
صا وننم نُعيش ف بيت القدس وأكناف بيت القدس الذي بارك ال فيه وحوُله للِّشر والفجوُر ،وخصوُ د
والذي منحة الرسوُل علِّيه الصلة والسلم منم ال شهادة دائمحة إل قيام الساعة عندما قال لنا وهوُ
الذي ل ينطق عنم الوُىً " :ل تزال طائفة منم أمت علِّىَ الق ظاهرينم لعدوهم قاهرينم ،ل يضرهم منم
خذلم حت يأت أمر ال" ،قالوُا :وأينم هم يا رسوُل ال؟ قال" :ف بيت القدس وأكناف بيت القدس".
لذلك فسنبَقىَ علِّىَ أمل أن تعمحنا اللِّطائف الرحانُية ف شهر الكحرم ،وف هذه البَقعة البَاركة حصنم
الظاهرينم علِّىَ الق إل قيام الساعة.
هوُ شهر ف العام اسه رمضان ،أما فعلِّه فل حلد له منم عمحق أثره ،فالبكة فيه تعم حت ف الفريضة
لتكحوُن بأجر سبَعي فيمحا سوُاه ،هل حلِّت علِّيك البكة؟
الشيخ عكحرمة :ننم نُأمل منم ال سبَحانُه أن تل بركة هذا الشهر علِّىَ جيع الصائمحي ،وإنُن أحس ف
كل رمضان أن أعمحال تكحثر والتزامات تزداد ،وهذا منم بركة رمضان.
وأما الشيخ رائد فيقوُل :إن بداية الصراع بي الق والبَاطل تبَدأ بي إرادة النُسان والوُىً الغروزأ ف
داخلِّه ،فإذا انُتصر ف هذه العركة فهوُ مؤهل أن ينتصر ف غيها ،ول شك أنا معركة داخلِّية ف صدره
فإذا انُتصر ف هذه العركة الداخلِّية مع هوُىً نُفسه فهوُ مؤهل أن ينتصر ف معاركه الارجية مع أعدائه
علِّىَ اختلف عناوينهم وأحزابم ،ول شك أن رمضان الكحري هوُ مدرسة لنا ،وهذا هوُ البَعد العسكحري
الذي يدرب النُسان حت يتفوُق بإرادته علِّىَ نُفسه فيحرزأ نُصدرا مبَاردكا ف هذا الصراع البدي الذي
251
يدور ف داخلِّه ،ولعلِّي هنا أتذكر حديث رسوُل ال علِّيه السلم الذي يقوُل فيه " :الشيطان رابض
علِّىَ قلِّب ابنم آْدم فإذا ذكر ال خنس وإذا سكحت وسوُس" وحت نُصل إل هذا النُسان الذاكر الذي
ينس لذكره الشيطان ل بد لنا منم هذه الدرسة مدرسة رمضان :شهر القرآْن وشهر الذكر.
يرتبَط الهاد واليإان برمضان أكثر ما يرتبَطان بسوُاه ،لاذا وكيف؟
الشيخ عكحرمة :نُلحظ أن معظم النُتصارات والعارك وقعت ف شهر رمضان ،وكان آْخرها حرب
رمضان ف مصر ،وهذا يؤكد علِّىَ أن الصوُم ل يضعف منم المحة ول يضعف منم الصحة بل إن إرادة
الصائم تكحوُن أقوُىً منم إرادته ف غي رمضان ،وإن الذي يتصوُر أن شهر رمضان هوُ شهر كسل
وخوُل فإنُه ف القيقة ل يدرك معن الصوُم ول يتذوق روحانُية هذا الشهر البَارك.
ويعقب الشيخ رائد رابطاد الاضي بالستقبَل :أحب أن يكحرمنا ال تعال بإحياء رسالة رمضان الت كانُت
ف تارينا فأثرت بددرا وفتح مكحة وفتح النُدلس ،أحب أن تلِّتقي المة علِّىَ إحياء معان رمضان
وبشكحل خاصا علِّىَ إحياء معن الوُحدة ظاهدرا وباطدنا ف حياة المة السلمية ،فرمضان الذي يوُحد
المة ف ظاهر حياتا منم خلل جلِّسة السحوُر ومتعة الفطوُر وبركات صلة التاويح ،كم أتن أن
ينعكحس ذلك علِّىَ وحدة القلِّوُب بعد أن أعطانُا رمضان وحدة القوُالب ،ولعل ذلك سيتحقق قريدبَا بإذن
ال رب العالي ،حت يصبَح جرح فلِّسطي وجرح الشيشان وما بينهمحا منم جراح حت تصبَح كلِّها
جردحا واحددا وألا واحددا يلِّتقي علِّيه حاضر المة السلمية بدون استثناء.
د
هل هناك شيء تب أن يتحقق ف رمضان؟
الشيخ رائد :أسال ال سبَحانُه وتعال أن يكحرم المة السلمية خلل رمضان البَارك بإحياء دينها
وتديد إيإانا ،واستحضار قوُتا واستعدادها الدائم للِّقاء ال تعال ،إنُن أسال ال تعال أن يكحرمن وأن
يكحرم المة السلمية عاصيهم وطائعهم بذا اللِّطف الربان ،لن ف ذلك ربح الدنُيا والدينم ،وربح
الدنُيا والخرة ،وعزة السلم والسلِّمحي بإذن ال تعال.
ل :أتن أن أرىً وحدة السلِّمحي وانُتهاء الحتلل السرائيلِّي ويلِّخمص الشيخ عكحرمة المنيات قائ د
لفلِّسطي ،وأن يرفع عنم المة السلمية اللفات والنُشقاقات وكثرة الدل.
لوُ أردت أن تتكحلِّم بلِّسان حال السجد القصىَ فمحاذا ستقوُل لسلِّمحي العال؟
الشيخ عكحرمة :السجد القصىَ يستنهض المحم ويستغيث لنُه ف خطر ،ويطالب السلِّمحي أن يتوُحدوا
لنُقاذه منم الحتلل السرائيلِّي.
ويكحمحل الشيخ رائد :إن كنت قائلد سأقوُل كمحا قال شاعرنُا :
أنُا ثالث الرمي ل أبغي سوُىً ...أن تستحي منم نُكحبَت يا أمت
يييييييييي
رمضان في تركيا
252
تقرير:سعد عبَد اليد
يستقبَل الشعب التكي السلِّم شهر رمضان البَارك بظاهر منم الفرح والبَهجة ،مثلِّمحا هوُ الال عند كل
الشعوُب السلمية ف أركان العمحوُرة ،والقيقة أن هذه الظاهر العلِّنية منم الشعب التكي فيها الباهي
والدلة الكحافية علِّىَ عمحق وتلرسخ السلم ،ورفض البَدأ العلِّمحان اللدين الذي تتمحسك به النخمبَة
ضا منم هذه الاكمحة ف تركيا منذ عام 1923وحت اليوُم ،وف فقرات هذا التقرير نُستعرض ونُقدم بع د
الظاهر الت تتاح الشارع التكي مع أيام شهر رمضان البَارك.
إنُارة الآذن وصلة التاويح
علِّىَ الرغم منم اعتمحاد هيئمة الشؤون الدينية التكية علِّىَ أسلِّوُب الساب الفلِّكحي ف تديد موُعد بدء
هلل شهر رمضان البَارك ،وهوُ المر الذي يعل تركيا عادة تبَدأ أيام الشهر ف موُعد متلِّف عنم بقية
العديد منم الدول السلمية )هذه السنة 1420هي جاء البَدء موُاكبَاد للِّعديد منم دول العال السلمي(،
إلل أن ظاهرة إنُارة مآذن الوُامع النتشرة ف تركيا عند صلة الغرب وحت الصبَاح البَاكر رترىً واضحة ف
ضا ف الناسبَات الدينية السلمية .ومظهر إنُارة التمحع التكي مع بدء أيام شهر رمضان البَارك ،وأي د
الآذن ويسمحىَ عند التراك بي "ميا"وهوُ الظهر العب عنم الفرحة والبَهجة بلِّوُل الشهر البَارك)يقوُل
رئيس هيئمة الشؤون الدينية التكية بأن اليئمة ترعىَ حوُال 77ألف جامع ف تركيا ،وأن الشعب التكي ل
يإكحنم أن يعيش دون جامع وأذان(
ضا منم نُفحات الشهر الكحري ،أل وهي صلة التاويح وتصحب ظاهرة إنُارة الآذن ظاهرة أخرىً هي أي د
الت تتمحتع بب عظيم واحتام كبَي عند أفراد الشعب التكي ،فبَعد تناول طعام الفطار يهرع الطفال
والشبَاب والنساء والرجال نُاحية الوُامع والساجد لجز الماكنم ف صلة العشاء ومنم بعدها صلة
التاويح الت تتم علِّىَ الذهب النفي ،ويقوُم أهل الي منم التراك بتوُزأيع اللِّوُىً علِّىَ الطفال
الشاركي ف صلة التاويح عقب انُتهائها.
قراءة القرآْن الكحري
القيقة أن التراك منم أكثر الشعوُب السلمية حساسية واحتاماد وتبَجيلد لكحتاب ال ،فالقرآْن الكحري
مثلد يوُضع أعلِّىَ الكحتب ف الكحتبَات أو ف مكحان بارزأ داخل النزل أو الكحتب ،ول يقبَل التراك بأي
حال وضع القرآْن الكحري بي الكحتب العادلية أييا كان شأنا أو قيمحتها ،بل يضعوُنُه أعلها دائمحدا ،ومنم
العادات المحيلِّة والبَوُبة عند الشعب التكي اهتمحامه بقراءة القرآْن طيلِّة شهر رمضان ،فعلِّىَ صعيد تلِّك
العادة البَلبَة يقوُم التراك منم الرجال بتقسيم سوُر القرآْن الكحري فيمحا بينهم ،علِّىَ أساس قدرة الشخمص
ف تمحل قراءة كرم منم السوُر القرآْنُية ،فالبَعض يقبَل قراءة سوُرة والبَعض الخر يقبَل قراءة أكثر منم
سوُرة ،وف اليام الخية منم شهر رمضان تقوُم هذه المحوُعة أو تلِّك الت انُتهت منم ختم القرآْن
بالذهاب سوُييا إل أحد الوُامع القريبَة لكحي تقوُم بالدعاء المحاعي الاصا بتم قراءة القرآْن ،و يشارك
253
إمام الامع ف الغلِّب هذه المحاعة ف مسألة الدعاء والفل الدين الصغي الذي يقام داخل الامع
علِّىَ شرف القرآْن الكحري.
معرض الكحتب الدينية
قبَل 18سنة تقريبَاد بدء الشعب السلِّم ف تركيا اتبَاع ظاهرة جديدة ،ل تكحنم موُجوُدة عند التراك منم
قبَل ،وهي إقامة معرض للِّكحتب الدينية يبَدأ ف السبَوُع الثان منم شهر رمضان ،ويستمحر حت نايته ،و
يقام هذا العرض سنوُييا ف الامع الكحبَي"أولوُ جامع" بالعاصمحة أنُقره ،وف الرواق الداخلِّي لامع
السلِّطان أحد بدينة إستانُبَوُل ،وترعاه هيئمة الشؤون الدينية )الوُقف اليي للِّنشر( بالتنسيق مع وزأارة
الثقافة التكية ،وتبَدأ أنُشطة هذا العرض بعد صلة الغرب منم كل يوُم ،حيث يتوُافد اللف منم
التراك ،رجال ونُساء ،علِّىَ ميدان السلِّطان أحد ف إستانُبَوُل لداء صلة العشاء وصلة التاويح ،ث
يتجوُلوُن ف معرض الكحتب القام ف الصحنم الداخلِّي للِّجامع ،وعلِّىَ هامش نُفس العرض يتم إقامة
معرض آْخر يتعلِّق بفنوُن الط العرب والتذهيب ،وها منم الفنوُن السلمية الشهية عند التراك.
البامجه الدينية
يقوُم تلِّفزيوُن وإذاعة الدولة TRT 1 TVف أيام السنة العادية ببَث فقرة دينية لدة تتاوح بي ربع
إل نُصف ساعة عصر يوُم المحيس فقط ،ولكحنم ف شهر رمضان وقبَل سنوُات قلِّيلِّة فقط بدء تلِّفزيوُن
الدولة ببَث أذان الغرب والفجر حليا منم الوُامع الكحبَية طيلِّة أيام الشهر ،ولعلل تلِّفزيوُن الدولة ياول
بذا الوُقف الديد بث الذان علِّىَ الوُاء مبَاشرة وقراءة القرآْن الفاظ علِّىَ موُقعه بي الطات الاصة
الت تنافسه بشدة وتطف منه الضوُاء كل يوُم ،وف الوُقت الذي يقدم تلِّفزيوُن الدولة برنُامي أو
فقرتي دينيتي قبَل الفطار وقبَل السحوُر مدتمحا مدودة ،وبرنُادما ثالدثا يوُمييا يص مائدة الفطار خلل
شهر رمضان ،علوة علِّىَ بعض الفلم أو السلِّسلت الدينية الدبلِّجة منم العربية ،تقوُم الطات
الاصة ببَث برامجه كثية ومتلِّفة خلل الشهر الكحري ،فهناك أفلم سينمحائية ومسلِّسلت اجتمحاعية ف
عام 1993قدمت مطة التلِّفزيوُن الاصة KANAL 6مسلِّسلد بعنوُان "أهل رمضان "وهىَ الرة
الول ف تاريخ تركيا العاصر أن تقوُم مطة تلِّفزيوُنُية بإعداد مسلِّسل خاصا لشهر رمضان ،إضافة
لبامجه وقت الفطار ووقت السحوُر الت تبَث فقط ف شهر رمضان ،وف السنوُات الخية درجت
بعض الطات التلِّفزيوُنُية الاصة علِّىَ ختم القرآْن الكحري خلل أيام الشهر ،وتصص البَعض منها
برنُادما يوُمييا عنم السحرات.
ومثلِّمحا تنشط الطات الاصة التلِّفزيوُنُية ف رمضان ،فإن الطات الذاعية الاصة والت تبَث علِّىَ
موُجات FMتنشط بشكحل أكب،وتسيطر علِّىَ مشاعر الناس ف أوقات النهار وعلِّىَ النساء بالذات .
موُائد الطعام الرمضانُية
254
كان أهل الي والمحعيات اليية ف الاضي القريب يقوُموُن بإعداد موُائد الرحنم الانُية لفطار
الصائمحي الذينم يدركهم وقت الفطار وهم ف الشوُارع أو ف الطريق إل منازألم ،ولكحنم كانُت الوُائد
تتم داخل البَان والوُائط شبَه الغلِّقة ،ول تأخذ هذه الظاهرة شكحل العلِّنم أو النزول ف الشوُارع واليادينم
التكية إلل علِّىَ أيدي رؤساء البَلِّديات التابعة لزب الرفاه )الظوُر( ،وقد استمحر حزب الفضيلِّة وبلِّدياته
ف تعقب هذه الطوُة بعد إغلق حزب الرفاه ،وتعد بلِّديت إستانُبَوُل وأنُقرة أول البَلِّديات العامة التكية
الت تقدم طعام إفطار ساخنم وطازأج للِّصائمحي ف الشوُارع واليادينم ،وقد بدأت هذه الظاهرة ف عام
1995/1415هي.
ومنم العروف أن الكحوُمة التكية ل تراعي حرمة الشهر أو ترفع الشقة عنم العاملِّي وموُظفيها ،فهي ل
تدث أي تقلِّيل ف ساعات العمحل ،بل تصرف العمحال والوُظفي ف الساعة الامسة منم كل يوُم وهوُ
نُفس توُقيت أذان الغرب ،ولكحنم المر يتلِّف ف شركات القطاع الاصا الت تصرف عمحالا قبَل موُعد
الفطار بساعة تقريبَدا ،ومنم ث فقد كانُت فكحرة الوُائد الرمضانُية العامة والانُية الت تقام ف الشوُارع
مناسبَة جداد لدمة اللوُف منم الصائمحي التراك الذينم ل يستطيعوُن إدراك الفطار ف بيوُتم.
زأيارة جامع الرقة الشريفة
يقع جامع الرقة الشريفة ف أشهر أحياء مدينة إستانُبَوُل ،وهوُ حي أو ملِّة "الفاتح" والذي يقع ف
القطاع الوروب منم الدينة ،وهوُ منم الوُامع الت بنيت ف العصر العثمحان ،حيث سي باسم الرقة
الشريفة بسبَب أنُه يتضنم ف مكحان مليز داخلِّه بالرقة النبَوُية الشريفة الت أحضرها السلِّطان سلِّيم
لستانُبَوُل بعد رحلِّته للِّشرق ف عام 1516م ،وتعد زأيارة الامع وإلقاء نُظرة علِّىَ "بردة" الرسوُل ي
صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ي منم أشهر مظاهر شهر رمضان عند التراك ،ول يسمحح ف العادة بفتح مكحان
المانُة الشريفة للِّزيارة ف أيام السنة ،ولكحنم ابتداء منم النصف الثان لشهر رمضان البَارك يسمحح بزيارته
وخاصة للِّنساء ،حيث تتوُافد اللوُف كل يوُم منم جيع أناء تركيا للقاء نُظرة علِّىَ الثر أو المانُة
النبَوُية الشريفة ،فتبَدأ الزيارة بعد الفطار وتستمحر حت ما قبَل وقت الفجر ،ويتم تنظيم دخوُل الرجال
قبَل الفطار وأوقات النهار ،أما النساء فتكحوُن زأيارتنم ف اللِّيل ،وربا يكحوُن القصوُد منم السمحاح للِّنساء
بالزيارة ف وقت الساء واللِّيل لكحي تعطىَ الفرصة للِّوُفوُد والمحوُع النسوُية الراغبَة ف الزيارة اللِّوُات يأتي
منم علِّىَ بعد مئمات الميال فل يصلِّنم بالطبَع إل ف اللِّيل ،ويعدن ف حافلت جاعية تصص منم
طرف المحعيات اليية لنقلِّهنم بي بلِّداتنم وقراهنم وبي مدينة إستانُبَوُل.
وزأيارة جامع الرقة الشريفة أصبَحت منم العادات الشعبَية عند التراك والت تتجلِّىَ بوُضوُح ف شهر
رمضان.
خبَز "البَيدا "والكحنافة
255
منم عادات التراك ف شهر رمضان أن يبَدءوا إفطارهم بتناول التمحر أو الزيتوُن ،ويأكلِّوُن التمحر والزيتوُن
والب بأنُوُاعه قبَل تناول الطعام الشهي ،والبَعض يقوُم لداء صلة الغرب أودل ،ث يعوُد لائدة الطعام
مستمحراد ف إفطاره ،والبَعض يكحمحل إفطاره ث يؤدي صلة الغرب ،وف شهر رمضان تقوُم الفران والخمابز
بعمحل خبَز خاصا ل ريرىً إلل ف شهر رمضان ويسمحوُنُه بي"بيدا"وهىَ كلِّمحة فارسية تعن"الفطي" ،وهوُ
نُوُع منم البَز الستدير بأحجام متلِّفة ويبَاع بسعر أغلِّىَ منم سعر البَز العادي ،ولا كانُت فطائر"
ل
البَيدا" تص شهر رمضان؛ فإن الطفال يقفوُن ف صفوُف طوُيلِّة قبَل موُعد الفطار بقلِّيل للِّحصوُل
علِّىَ الفطائر الطازأجة ،والتراك عادة منم الشعوُب السلمية الت تتمحتع بثقافة ف الطعام والشراب تفوُق
قرنُاءها ،وتعتب الكحنافة )العجائنم الستديرة والت تتلِّئ أو تشىَ بالكحسرات وتسمحىَ عند أهل الشرق
لش والبَقلوة منم أبرزأ أنُوُاع اللِّوُيات الت يقبَل علِّيها التراك ف شهر رمضان ،ولكحنم بالقطائف( وال ل
يظل دائدمحا وأبددا طبَق الشوُربة الساخنة منم الطعمحة الساسية ف الائدة التكية ،ولعل هذا راجع لظروف
الناخ البَارد ف أكثر أوقات السنة.
ف التام فإن أبرزأ مظاهر شهر رمضان عند التراك تبَدو بوُضوُح ف مدينة إستانُبَوُل الت تضم أكب
وأجل جوُامع الدنُيا منم الناحية العمحارية والفنية ،وف إستانُبَوُل أيضا تكحمحنم أكب كثافة سكحانُية ف تركيا
)حوُال عشرة مليي نُسمحة( ،والدينة تثل الرمز السلمي عند الشعب التكي منذ فتحها ف عام
1453السلِّطان ممحد الول الذي لقلبَه التراك بالفاتح ،ول غرابة ف أن تستحوُذ إستانُبَوُل علِّىَ
الظاهر اللية لشهر رمضان فهي الدينة الت ظلِّت عاصمحة للِّدولة العثمحانُية السلمية قرابة خسة قرون،
ففيها يقرأ القرآْن يوُمييا وبدون انُقطاع علِّىَ مدار الربع والعشرينم ساعة ف قصر طوُبقاب )البَاب العال(
إضافة إل المانُات النبَوُية القدسة الت جلِّبَها السلِّطان سلِّيم الول عند نُزوله للِّشرق العرب ف مطلِّع
القرن السادس عشر
يييييييييي
المستشار القاضي فيصل المولوي -في رمضان نصل إلى قلوب الناس
إيقاع العصر يتسارع ،ووقت العمحل يتزايد ،فلِّم يعد الناس يستعدون لرمضان ،كمحا كانُوُا يفعلِّوُن منم
قبَل ،ولكحنم التكحيف مع إيقاع العصر حاصل بنسب متفاوتة خصوُصاد مع الصحوُة السلمية الت تاول
استيعاب الهل بالحكحام الشرعية .ف بيوت خصوُصدا ،انسرت ظاهرة اليام الرمضانُية الت شهدت
زأخاد إعلميا مفتعلد ف السنوُات القلِّيلِّة النصرمة لكحنها ل تتف تامدا ،فيمحا الساجد تزدحم بالصلِّي
بعد صلة العشاء لداء صلة التاويح.
ف رمضان ،تنشط المحعيات اليية ف جع الزكاوات والصدقات ،وتلِّقىَ الوُاعظ والدروس قبَوُلد ل تده
ف أي شهر آْخر.
256
* يرافق شهر رمضان عادات وطقوُس معينة ،منها اليد ومنها السيئ ،وقد تبَدلت العادات ال حد ما
،بي الاضي والاضر ،كيف ترون الفارق بي أجيال المس ،وأجيال اليوُم ،منم هذه الناحية؟.
رمضان منم أهم شهوُر السنة بالنسبَة للِّعبَادات كلِّها" ،كل أعمحال ابنم آْدم السنة بعشر أمثالا إل
الصيام فهوُ ل ،وأنُا أجزي به" .ولرمضان ف الصل طقوُس دينية بتة ،وهي النصوُصا علِّيها ف كتاب
ال عز وجل وف سنة رسوُله صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ،وهذه الطقوُس ل يطرأ علِّيها تبَدل ،ولكحنم إل
جانُب الطقوُس الدينية هناك عادات الناس الت أحاطت بالعبَادات بالكحثي منم السائل الديدة الت
تلِّتقي أحيانُاد مع العبَادة ،وأحيانُاد رتالفها .وبطبَيعة الال الناس مع أوامر ال هكحذا فمحنهم منم يأخذها
وينحرف با ،ومنهم منم ريسنم تطبَيقها بأساليب جديدة ف ظروف جديدة ،وهذا ما يصل مع كل
العبَادات كذلك ،وليس مع الصيام وحسب.
ف الاضي ،كان الوُ الغالب ف التمحع هوُ جوُ اللتزام الصادق بالعبَادة ،أكثر ما هوُ ف أيامنا هذه،
ربا مع الصحوُة السلمية انُبَثق جوُ ماثل منم اللتزام ،لكحنم فيه قدر كبَي منم الهل ما ل يكحنم ف
السابق ،وربا يعوُد ذلك كثرة العلِّمحاء والوُجهي والدعاة ف الاضي عنه الن ،حيث كان انُتشار العلِّوُم
الشرعية بي الناس واسعدا ،ف حي أنُنا اليوُم ف معادلة معكحوُسة ،فالعداد تتكحاثر ،والدعاة قلِّيلِّوُن،
وهذا ما جعل ساحة الصحوُة السلمية عرضة للِّجهل الذي يؤثر ف تثبَيت بعض العادات والنراف
با علِّىَ حساب اللتزام الصحيح بالعان السلمية.
* نُلحظ أن إيقاع الياة تغي كثياد بي المس والاضر ،ففي السابق كان اليقاع أبطأ وكان العمحل ل
يستنزف عمحر النُسان ،فكحان الستعداد النفسي لستقبَال رمضان أكب بكحثي بلف ما ننم علِّيه
اليوُم ،فكحيف تد رمضان مع إيقاع العصر؟.
النُسان يتكحيف بسب ظروفه الاصة ،وبالمحل ،وكمحا ذكرت آْنُفدا ،فإن التمحع العاصر يتمحيز بالسرعة
ف كل أعمحاله ،كمحا يتمحيز بزيد منم النُشغال بالعمحال الدنُيوُية ،وهذا يؤثر ف حالة الصيام بل شك،
ولكحنم منم جهة أخرىً ،يشعر السلِّمحوُن بأن الصيام عبَادة ل بد منها ،وهم يتلِّذذون بذه العبَادة ،الت
هي ف الصل كبَح جاح الشهوُات ،خصوُصاد الشبَاب الذينم يتمحيزون بالرغبَة ف التسامي والرقي فوُق
الغرائز ،وهؤلء ريكحيفوُن أشغالم بيث يبَقىَ متسع منم الوُقت للِّتعبَد ،والال أوسع بالنسبَة للِّعبَادة ف
أيامنا هذه ،حيث يقصر النهار ويطوُل اللِّيل ،ومنم أهم العبَادات ف رمضان صلة التاويح وصلة اللِّيل
قبَل الفجر ،فمحت حل وقت الغرب والعشاء انُتهت كل أعمحال الناس ،لذلك تد إقبَال منقطع النظي
علِّىَ صلة التاويح ف السجد ،حت لكحأن الوُقت وقت صلة المحعة .ويبَقىَ مع ذلك متسع منم
الوُقت للِّنوُم والستيقاظ قبَل الفجر ،حيث يصلِّي الرء ما شاء ال له أن يصلِّي ويتسحر ويصلِّي الفجر
ف السجد.
257
وف هذا الشهر ،تتاح الناس رغبَة جامة ف التعبَد وتلوة القرآْن والنُفاق ف سبَيل ال ،وتد العمحال
الجتمحاعية الوُاسعة لا مكحانُا ف رمضان ل تدها ف غيه ،فالمحعيات اليية تمحع منم الزكاة والصدقة
ما تستطيع به النُفاق طيلِّة السنة.
* ف السنوُات القلِّيلِّة الاضية ،برزأت ظاهرة سيئمة وهي استغلل العلم الرئي رمضان ف نط مغاير
لروح الشهر ،خصوُصاد ترويه للِّخميام الرمضانُية ،فمحا رأيكحم ف الدور الؤذي للعلم ف هذا الال؟.
يعمحل العلم ف الالت الت يإيل إليها أصحابه ،فهناك كثي منم الطات الفضائية الت تركز ف
رمضان علِّىَ التوُعية والبامجه الفيدة ،بث تل اليوُم واللِّيل ،وف القابل هناك إعلم يستغل إقبَال الناس
ف رمضان واجتمحاعهم ف البَيوُت ،فيبَث بعض البامجه السيئمة وغي النافعة.
أما اليام الرمضانُية فهي نُوُع منم الستغلل السيئ لرمضان ،ول يرقبَل علِّيها ف الصل إل منم يصوُنُوُن
مكحرهي أو مسايرة للِّعادات ،أو الذينم يصوُموُن طوُعاد لكحنم ل يتمحتعوُن بعرفة حقيقة الصيام ،ول
يمحعوُن مع هذه العبَادة أخلقياتا ،إنا ينتظرون انُقضاء النهار للكل والنُصراف إل شهوُاتم .وهذه
اليام قد اتذت لا حيزاد كبَياد ف السنوُات الاضية ،وهي ظاهرة تلِّفت النُتبَاه وتسيء إل السلِّمحي ف
آْن واحد ،لكحنها هذه السنة أقل بكحثي ،وحت أنُوُاع النراف فيها قد قلِّت مقارنُة بالسنة الاضية ،حيث
كانُت تفل بالرقص والغناء الاجنم ،وتقدم ف بعضها المحوُر باعتبَارها ملِّوُكة لغي السلِّمحي.
* هل كان للنُتقادات دور ف انسار هذه الظاهرة؟.
بل شك ،فالنُتقادات كانُت كثية ،ولا كانُت اليام الرمضانُية باباد منم أبوُاب النكحر فمحنم الوُاجب
منعها ،وننم ف لبَنان ل نُستطيع منعها ،باعتبَار اختلط الطوُائف فيه ،والناس أحرار فمحنم شاء ذهب
إليها ومنم شاء امتنع ،وإنا نُسعىَ إل تقلِّيلِّها بقدر الستطاع ،وينبَغي هنا ملحظة نُقطة هامة وهي أن
لدىً الذينم ل يذهبَوُن إل اليام الرمضانُية قدرا جيدا منم اللتزام الشخمصي.
* ماذا عنم رمضان ف حياة الستشار القاضي فيصل الوُلوُي؟ وهل حدثت فيه واقعة معينة فانُطبَعت ف
وجدانُه؟.
ل يوُجد شيء خاصا ف هذا الال ،فأنُا ككحل الشخماصا التفرغي للِّعمحل السلمي مطالب ف هذا
الشهر بكحثي منم الاضرات والندوات والشاركات ،وأقوُم با ييسر ال ل ،ولكحنن أشعر إجالد أن الناس
أكثر تقبَلد لكحل أنُوُاع الوُاعظ والتزكية ف رمضان ،فعندما أتدث إليهم فكحأنُن أصل إل قلِّوُبم ،ف
حي أن المر يكحوُن أقل بكحثي ف غي رمضان
يييييييييي
السيد محمد حسن المين-أخإشى أن تتحولا العبادات إلى طقوس مجردة
أجرىً الوُار :سال مشكحوُر بيوت
258
العلمة السيد ممحد حسنم المي أحد رجال الدينم اللِّبَنانُيي الكحبَار ،بل هوُ رمز منم رموُزأ الوُعي الدين
ف الساحة اللِّبَنانُية ،له العديد منم الدراسات والبَحوُث الت تنشرها اللت الدورية ،وهوُ أديب وشاعر
إل جانُب كوُنُه رجل دينم باردزأا ،ومستشاراد للِّمححكحمحة الشرعية العلِّيا ،له منزلة كبَية لدىً كافة أتبَاع
الذاهب ،بل والديان الت يتألف منها التمحع اللِّبَنان؛ لا عرف له منم وعي وانُفتاح وروح حوُارية ،وعلِّم
غزير.
هل يإكحنم القوُل أن واقع رمضان الال ف البَلد السلمية هوُ الوُضع الطلِّوُب إسلمييا؟
هناك مفارقات كبَية بي واقع رمضان الن والوُضع الرتىَ له ،أنُا اعتقد أنُنا علِّينا أن نُدرك معن عبَادة
الصوُم وغاياته والت تتضح منم خلل الديث القدسي الذي ذكره كل الرواة علِّىَ اختلف مذاهبَهم
ودرجات ثقتهم والذي يقوُل " :كل عمحل ابنم آْدم له إل الصوُم فإنُه ل وأنُا أجزي به".
هذا الديث القدسي يشي إل العلقة البَاشرة بي النُسان وخالقه ف موُضوُع الصوُم ،ف حي أنُه
يإكحنم للِّعبَادات الخرىً أن يدخلِّها عنصر النفاق بقصد أو بغي قصد.
والصوُم أل يإكحنم أن يدخلِّه هذا النفاق؟
العبَادات الخرىً كالصلة والجه والزكاة هي عبَادات إيابية ،أي تتضمحنم القدام علِّىَ عمحل مطلِّوُب،
فقط الصوُم هوُ عبَادة امتناع بيث ل يإكحنم أن يعرف هذا العبَادة إل الطرفان الساسيان فيها أي
الصائم وال تعال.
تدثت عنم غايات فريضة الصوُم ،فمحا هي؟
عبَادة المتناع تثل أعلِّىَ أشكحال الهاد كمحا نُفهمحه ،فنحنم نارس هذا الهاد التقدم منم خلل هذه
العبَادة ،والذي ترتكحز علِّىَ قاعدته كل أشكحال الهاد الخرىً ،والقيقة أن السلم ل يركز كثديا علِّىَ
الشرائع والقوُانُي ،رغم أن العروف عنه أنُه يتوُي علِّىَ سنة كاملِّة للِّحياة ،لكحنم لوُ تأملِّنا جيددا ف
النص القرآْن؛ لحظنا أن التكيز علِّىَ عناصر هداية وتربية الكحائنم البَشري يتل القسم الكب منم
اليات القرآْنُية ،فقد أحصىَ العلِّمحاء حوُال ) 520آْية( فقط منم أصل أكثر منم ستة آْلف آْية قرآْنُية
تضم التشريعات أي أن القرآْن اهتم ف التشريع بنسبَة حوُال 10بالائة فقط منم آْياته ،بينمحا خصص
90بالائة منم هذه اليات للِّهداية والرشاد.
وماذا يعن هذا؟
هذا يعن أن الشريعة مهمحا كانُت قانُوُدنُا عاددل ،لكحنم ل ضمحان لتطبَيقها إل بنزاهة القائمحي علِّىَ هذا
التطبَيق ،منم هنا نُلحظ أن السلم اهتم ف عنصر الداية منم خلل العبَادات ،ل بوُصفها نُوُدعا منم
الستجابة الطقسية التقلِّيدية الت يإارسها النُسان دون وعي لهدافها إنا بوُصفها شكحلد منم أشكحال
التبية للنُسان علِّىَ النحوُ الذي يتمحكحنم فيه هذا الكحائنم النُسان أن يشكحل الضمحانُة لذه الصيغة
العلِّنة ف القرآْن الكحري وهي خلفة النُسان علِّىَ الرض.
259
علِّىَ أساس الديث القدسي التقدم هل يإثل الصوُم أعلِّىَ مستوُيات الداية؟
بالضبَط ،فرغم أنُه ليس معرودفا عنم الصوُم أنُه أهم منم الصلة أو الجه ولكحنم بتأمل خاصا ف عبَادة
الصوُم نُتنبَه إل هذه الصوُصية الوُاردة ف الديث القدسي التقدم وهي أن النُسان يإارس منم خلل
الصوُم أعلِّىَ أشكحال العبَادة التمحثلِّة بعبَادة المتناع أي الصوُم.
والنُسان هوُ الكحائنم الوُحيد الؤهل لمحارسة فعل المتناع بإرادته وخلف مصلِّحته البَاشرة ،بل قد
يكحوُن هذا المتناع ضد هذه الصلِّحة.
وما تأثي فعل المتناع علِّىَ النُسان إيابييا؟
عندما يإارس النُسان المتناع عنم اللِّذات والشهوُات بكحل إرادته ووعيه؛ فإنُه يبَلِّغ درجة منم البَناء
الذات والتهذيب ما قد ل يبَلِّغه ف العبَادات الخرىً.
وهنا ل بد أن أشي إل أن مارسة المتناع يإثل ذروة مارسة الرية النُسانُية ،فكحل امتناع يأت طوُدعا منم
النُسان وتلِّبَية لقناعة غي مكحوُمة بإكراه هوُ شكحل منم أشكحال الرية السىَ.
لكحنم الصوُم عبَادة مفروضة منم البَاري عز وجل.
نُعم ،لكحنه فرض يإكحنم للنُسان أل يؤديه دون أن يتحمحل نُتائجه معنوُية أو اجتمحاعية سلِّبَية بسبَبَه،
فالذي يفطر سيرا يإكحنم أن يتوُقىَ ما قد يصدر عنم التمحع منم قمحع وردع ،لكحنه يكحوُن قد خالف قناعته
الشخمصية بأن الصوُم هوُ عبَادة امتناع طوُعي ،فعبَادة ال اختيار وليست إكراه ،وهي ترر النُسان منم
كل عبَوُدية أدن ،إذن فالعبَادة هي رفع لسقف الرية فل تصطدم بأي حاجز حت تصل إل ال ،منم
هنا فعبَادة ال ل تتناف مع حرية الكحائنم النُسان بل هي الوُجه الخر لرية النُسان.
لنأت إل المحارسة الجتمحاعية لعبَادة الصوُم ،كيف تراها؟
للسف ،نُرىً ف متمحعاتنا السلمية غيادبا لزء منم هذه العبَادة ،بيث تبَدو المحارسات الالية ف
جانُب منها نُوُدعا منم الفوُلكحلِّوُر الذي يتكحرس عادما بعد عام.
ل؟
مث د
ما نُشهده منم تايل علِّىَ المتناع بيث تتحوُل عبَادة الصوُم منم عبَادة حرمان )امتناع( إل عبَادة ترف
يإثلِّه الهتمحام الفرط ف التهافت علِّىَ الوُاد الغذائية وأشهىَ الآكل ،وف الآدب العامرة ،بل وأكثر منم
ذلك هناك عمحلِّية تايل علِّىَ الزمنم ،كمحا يري ف بعض البَلِّدان السلمية الت يعاد فيها تنظيم الوُقت
فينقلِّب النهار إل ليل ينام فيه الصائمحوُن ،بينمحا يعمحلِّوُن ويرجوُن ويأكلِّوُن ويإارسوُن شهوُاتم طوُل
اللِّيل.
وهل ف ذلك إخلل بالصوُم؟
260
بل فيه إخلل بقاصد عبَادة الصوُم ،صحيح أن إمساك النُسان عنم الطعام منذ الفجر وحت الغرب
يعلِّه أدىً هذه العبَادة ،لكحنم أينم هي القاصد السامية لذه العبَادة؟!ا البَعض ياول التحايل علِّىَ ذلك
بالتهام كمحيات أكب منم الطعام ،أو نُوُم القسم الكب منم النهار هردبا منم الوُع والعطش.
لكحنم هذه الظوُاهر ليست عامة؟
صحيح ،لكحنم لا درجة منم الضوُر بات يهدد بفقدان الفاعلِّية الت نُتوُخاها منم عبَادة الصوُم لتهذيب
الكحائنم الجتمحاعي السلمي لتويضه وجعلِّه أكثر قدرة علِّىَ تمحل مسئموُلياته ف مالت الياة وف
مال الخلصا ل.
ربا يكحوُن الخطر هوُ ظاهرة تفشي مارسات خلل رمضان تكحوُن منافية للِّدينم تادما؟.
نُعم ،هذه ظوُاهر مؤسفة فمحا نُلحظه حالديا ف لبَنان وبعض الدول الخرىً ،هوُ عبَارة عنم ملهت ليلِّية
خلل شهر رمضان ،تقع فيها مارسات مرمة ،إضافة إل عمحلِّية عب الطعام بشكحل غي مقبَوُل ،إضافة
إل مارسات تستدرج الساهر الرمضان إل متع مرمة أسادسا سوُاء ف رمضان أو ف غيه ،والؤسف أن
هذه الظاهرة تنتشر تت اسم إحياء ليال رمضان ،أهكحذا يتم إحياء ليال رمضان؟ إن الدبيات الدينية
تتحدث عنم أن ليل رمضان هوُ للِّقيام والتهجد ،وناره للِّصيام ،فل يإكحنم للنُسان أن يصوُم نادرا
ل.
ويندفع للِّذات لي د
هل نلِّص منم هذا ،إل أنُنا باجة إل نُشر وعي إسلمي شعب بقاصد الصوُم وغاياته؟.
بالضبَط ،ننم باجة إل وعي أحكحام الصوُم ومقاصده ،وما هذا الوُضع الذي نُراه إل بسبَب غياب هذا
الوُعي.
بل إن هذا الوُعي مطلِّوُب لكحافة العبَادات.
نُعم أنُا أشعر أن هناك خطدرا ف أن تتحوُل العبَادات السلمية إل طقوُس مردة ،وهناك فرق كبَي بي
العبَادة والطقس.
وما هوُ؟
العبَادة عنصر نُابض وحيوُي ومدد للِّذات ،أما الطقس فهوُ عنصر تقلِّيد واحتام للِّسائد وامتناع
بالشكحل دون الضمحوُن .وهناك خطوُرة حقيقية ف أن تأخذ عبَادات السلم شكحل الطقوُس نُظدرا لبَعدنُا
عنم القاصد ،أنُا منم الداعي إل ثوُرة فكحرية تركز علِّىَ نُشر فقه القاصد.
كيف يإكحننا التوُفيق بي عبَارة "الصوُم ل" الوُاردة ف الديث القدسي وبي ما تطرحوُنُه منم مقاصد
الصوُم الاصة بصلِّحة النُسان؟
بقدر ما كانُت العبَادة متمححضة ل تعال يكحوُن حضوُر النُسان فيها أكثر وثرات النُسان منها أكب،
منم هنا فإن الصوُم ذو وظيفة غيبَية ،لكحنها ف تلِّياتا العامة وظيفة اجتمحاعية وسياسية واقتصادية لا
علقة بكحل مالت الياة ومرافقها ،وكل حيوُية نُضيفها لعبَادة الصوُم ،منم خلل استحضار مقاصده،
261
هي بالضرورة تديد للجتمحاع السلمي ،ولكحل ما يسعىَ إليه منم تقدم وازأدهار ،فلِّيس الصوُم عزلة عنم
الياة؛ بل إنُه الشكحل الرقىَ منم أشكحال الرتبَاط بالياة ،فهوُ الزهد الذي يعلِّنا نُعرف الياة بصوُرة
أفضل.
هناك منم يتمحسك بالصوُم ،لكحنه يإتنع عنم أداء عبَادات أخرىً مثل الصلة؟
أنُا أعتب مثل هذا الصوُم طقدسا وفلِّكحلِّوُدرا ،فهوُ نُظام غذاء ،لكحنه ل يلمس مقاصد الصوُم القيقي
الذي ل يإكحنم أن نُتصوُره بعزل عنم العبَادات الخرىً الت تشكحل شبَكحة متكحاملِّة ،صحيح مثل هذا
المتناع يسقط عنم الرء واجب الصوُم ،لكحنه أداء شكحلِّي للِّعبَادة ،ول ترجىَ منه أية آْثار إيابية علِّىَ
الكحيان البَشري والجتمحاعي
يييييييييي
الدكتور أحمد صدقي الدجاني -يا لروعة ليالي رمضان في باحة القصى !..
أجرىً الوُار /علء الفقي
أوصىَ الدكتوُر أحد صدقي الدجان الفكحر العرب الفلِّسطين العروف الشبَاب باستلِّهام روح رمضان،
ومتابعة كل مالت العرفة منم علِّوُم وفنوُن وآْداب وقيم روحية ،وأن يعتوُدوا أنُفسهم علِّىَ الرية مع
حسنم الختيار والتفرقة بي الغث والسمحي.
وتلدث عنم ذكريات طفوُلته ف مدينة يافا ف الربعينيات منم هذا القرن وكيف كان يستقبَل أهل
فلِّسطي الشهر الكحري ،وترحاله إل بلد كثية ،وتعلرفه علِّىَ مظاهر الحتفال فيها ..ويقوُل الدكتوُر
الدجان :إن هناك أربعة مسارات ف حياته ف كل منها ماولت للنازأ وهي :السرة ،والتأليف،
والعمحل الفكحري ،ث العمحل العام.
ذكريات رمضان:
ماذا عنم رمضان وذكرياته ف حياتكحم ...طفلد وشاباد وشيدخما؟!ا
يا لا منم ذكريات رائعة ترافق الرء عب رحلِّة حياته ضمحنم الجل الكحتوُب ،تبَدأ بأيام هذا الشهر البَارك
ف بلِّدة جيلِّة اسها يافا ،يتفتح الطفل فيىً الهل جيدعا يقبَلِّوُن بفرح علِّىَ الشهر ،ويستزيد باصة منم
جدته ،وكانُت منم أهل العلِّم فيجلِّس ف حجرها ،ويستمحع عنم رمضان وعنم أحداث جرت ف الشهر
البَارك مقتنُة بسية رسوُلنا الكحري صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم .وكنت أخرج قبَل غروب كل يوُم إل شاطئ
البَحر لرىً قرصا الشمحس وهوُ يغيب تدريديا ،حت إذا اكتمحل الغيب كانُت الفرحة!ا فرحة الصائم حي
يفطر .فنعوُد لنجتمحع حوُل الفطار ويري الديث حلِّدوُا ،ث كان ريسمحح ل بعد ذلك أن أخرج مع
إخوُت قبَيل صلة العشاء حيث نُغن الغان الشعبَية الت كانُت سائدة حينذاك ف فلِّسطي ،وكانُت ف
إحدىً مطالعها تتحدث بلزأمة "يا حلِّليه "...منم اللِّوُىً ،وتكحي كيف رحنا ،وكيف جئمنا ،وتكحي عنم
اليان..
262
ويفرح الطفال حينمحا يإرون علِّىَ اليان الذينم عادة ما يقدموُن لم اللِّوُىً كنوُع منم التكحافل
الجتمحاعي..
اقتن رمضان ف فتة الطفوُلة وما بعدها بالحداث الت كانُت تشهدها فلِّسطي ..فمحع الفرحة الشديدة
كان هناك القلِّق الدائم ،وكنا نُستمحد منم روح رمضان زأاددا يإكحننا منم الستجابة لتحديات تلِّك
الحداث السام.
* ف بلد الشام:
وأذكر حي حللِّت نُكحبَة 1948بشعبَنا وأمتنا وأخذتن إل بلد الشام ،وهناك أذكر ف رمضان كنت
فت جاوزأ الثانُية عشرة ،واستمحرت هذه الرحلِّة حت الثانُية والعشرينم .وأخذ شهر رمضان منها أبعاددا
جديدة؛ حيث بدأت أتردد علِّىَ طلِّب العلِّم أولد ف اللذقية ث حلِّب ث دمشق ..ودودما كانُت الفرحة
عظيمحة بالشهر الكحري ،وكان الشعوُر عظيدمحا ببكته علِّىَ صعيد النازأ ،فالعمحل مستمحر ،ولكحنه يتضاعف
ببكة هذا الشهر.
* ف ليبَيا:
وهنا الذكريات تكحتمحل بصلة التاويح الت أقبَلِّت علِّيها ،وكنت أستمحتع بزميل ل يقرأ القرآْن ويتلِّوُ منه
جزدءا كل يوُم ،وكان القبَال علِّىَ اللِّسات العلِّمحية مستمحدرا.
* ف القدس:
كان ذلك قبَل نُكحسة 1967ولدة عامي ..ويا لروعة الذهاب إل السجد القصىَ والصلة فيه أثناء
النهار وبعد الغروب ف العشاء والتاويح .حيث تتجلِّىَ معان كثية مقتنُة بروعة الكحان وتستحضر
جلل الزمان.
* ف موُسكحوُ:
ث تأت مرحلِّة تالية يأخذن العمحل العام فيها ف خضمحه فكحنت أراجع ما كتبَته ف أوراقي ،وكنت ف
السبَعينيات والثمحانُينيات دائم التحال مع الرصا علِّىَ التقلِّيل منه إذا أقبَل رمضان ،وإن كان ل بد منم
السفر ف هذا الشهر فكحنت أسعد بالتعرف علِّىَ عادات الشعوُب والقوُام..
فمحا زألت أذكر كم تأثرت ف عام 1974والشيوُعية رامية بظللا الثقيلِّة علِّىَ بلدنُا السلمية ف
وسط آْسيا حي ذهبَت إل التاد السوُفيت السابق ضمحنم وفد برلان ،وكان الشهر رمضان ،وكنت
ملِّتزدما بالصوُم ول المحد ،ف ظل ضيافة ل تلِّتفت إل هذه العان.
وأذكر أنُنا كنا ف سرقند والتقينا بشبَاب يمحل الساء السلمية ،ولكحنم مع التحوُير فهذا أحدوف
وذاك نُوُروف ..
وتوُجهنا مساء يوُم إل قرية فإذا ب أرىً رجالد صائمحي تأثرت بم كثديا ،ودمعت العي لم وهي ترىً
فيمحا ترىً الستقبَل وتردد بأن كلِّمحة ال هي العلِّيا ...
263
* ذكريات شيخ:
كانُت تلِّك اليام الت قضيتها ف أسفاري تتلِّف عنم مرحلِّة الشيخموُخة .الت لا نُظام يناسبَها مثل كل
مرحلِّة ف العمحر ،حيث أنُام الن مبَكحدرا وأصحوُ مبَكحدرا قبَل الفجر بساعة أو اثنتي ،ويكحوُن وقت السحر
للِّتلوة ،وبعد أن يستيح الرء بركعتي يطيب ل أن أقرأ ف السية وبي يدي كتاب" :حدائق النُوُار"
للِّشيبَان أطلِّع علِّيه للِّمحرة الول بعزم ،وسأتابع بإذن ال مؤلفات السية النبَوُية؛ حيث حرصت علِّىَ
تكحوُينم ركنم ف الكحتبَة لكحتب السية ،وأعزم علِّىَ قراءتا بإذن ال ف هذه الرحلِّة حيث تتناسب مع
ظروفها.
وإذا ما تت صلة الفجر أخلِّد إل النوُم ،وهذا طارئ حديث مؤخدرا ،وكان علدجا لعارض صحي
أصابن بسبَب اضطراري ،حيث كنت خلل السنوُات الاضية أتابع العمحل منذ الصحوُ ف السحر إل
ما بعد الظهر ،وقد يإتد إل العصر ،المر الذي أخل إخللد شديددا ونُبَه إل ضرورة اعتمحاد اليزان،
واستذكار آْيات سوُرة الرحنم ،فكحل شىَء بسبَان.
والنوُم يكحوُن لساعة أو اثنتي وهوُ يفيدن كثديا ول المحد ،وأسع بعدها أخبَار عالنا لساعة كاملِّة ،ول
أسع غي ذلك طيلِّة النهار.
الغث والسمحي ف رمضان
حللِّت برامجه التلِّفازأ واللعاب الخمتلِّفة مكحان الظاهر الروحية البَسيطة الت كان يستقبَل با السلِّمحوُن
رمضان والعيد .فهل يإكحنم استعادة ما تاه منها ف أضوُاء الدينة؟!ا
هذا يذكرن بتوُجيهات رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم منم مثل قوُله" :الؤمنم الذي يالط الناس ويصب
علِّىَ أذاهم خي منم الذي ل يالط الناس ول يصب علِّىَ أذاهم"..
أما عنم جهازأ التلِّفزة الذي أصبَح ف كل بيت فلِّلِّمحرء أن يتب نُفسه ف التعامل معه ،وأذكر أن كثديا
منم البامجه هي منم النغصات ف رمضان ،وأكتفي برؤية دقائق معدودة ليس منم أجلِّي فحسب ،بل منم
أجل أولدي الذينم أرب فيهم النزعة النقدية..
ولكحنن أسلجل أنُن ف السنوُات الاضية سعت منم أصدقاء كيف تابعوُا مسلِّسلت قيمحة ف الساعات
التأخرة منم اللِّيل..
أخت كريإة قالت ل :إنا ل تفارق حلِّقة واحدة منم مسلِّسل "عمحر بنم عبَد العزيز" وف سنة تالية
تابعت مسلِّسل "هارون الرشيد".
وهذا العام لفتن مسلِّسل "أم كلِّثوُم" ،وخاصة ف حلِّقاته الول الذي يتناول الجوُاء الت سادت ف
مطلِّع القرن والاصة النُشاد الدين ويا لروعته ،وهوُ جانُب منم الفنم عنيت به ف السنوُات الخية منم
العمحر ،ول زألت أحرصا علِّىَ ساع فرقة النُشاد الدين وخي للِّمحرء أن يتعايش مع متغيات الياة حت ل
264
تل ببنُامه الرمضان ،وهذا أمر بالنسبَة ليل الشيوُخ سهل ،لكحنن أتوُجه بديثي إل جيل الشبَاب،
لنُه ينطوُي علِّىَ طبَيعة تنجذب إل الزخرف ،كمحا أن منم طبَيعته حب النُطلق والركة..
وأقوُل :إن ف حياتنا العصرية الغث والسمحي ،ولكحنم النُسان قادر علِّىَ أن يتار ،لنُه فاعل ف هذه
الياة..وأطمحح منم الشبَاب أن يتابعوُا ثوُرة التصال ف كل مالت العرفة منم علِّوُم وفنوُن وآْداب وقيم
روحية ،وأن يتاروا ما يناسبَهم.
فإذا ما رأىً الغث يبَادر فيقوُل :هذا غث .ويطفئ الهازأ ،وكذلك عند الطعام تأت لظة شعوُر بالشبَع
الول إذا توُقف عندها الصائم استلِّهم روح الشهر ،وإذا تاوزأها أكل ضعف ما يتاج إليه ،ويصاب
بالتخممحة.
منم نُفحات رمضان
ارتبَط رمضان ،أيامه ولياليه بالي والفرج ،فهل تقق منم ذلك شىَء ف حياتكحم وهل هناك موُقف
تذكرونُه دائدمحا؟
حينمحا أتأمل رحلِّة الياة وأستذكر فصوُلد منها أجد قلِّب يردد قبَل لسان قوُل ال تعال" :شوذإن تشيعرتدواه
صوُشها" .فنعم ال كثية علِّىَ مدار العام ،وف رمضان أكرمنا ال بالبكات الضاعفة ذ ذ
ت اللِّله لش رهت ر
نُهعشمح ش
القتنُة بالطاعات ،فمحع الصوُم يكحوُن الدعاء ف الصلة أكثر حيمحية للِّصائم ،وأذكر أنُن كانُت ل
حاجة ،ووجدت لسان يردد ف رمضان ف الصلة:
يا رب ..نُعمحك ل تعد ،وقد غمحرتنا با ،وهناك نُعمحة أسألك أن تستكحمحلِّها وأنُت أدرىً با ،وأحد ال
أنُه قد استجاب دعائي وكانُت الفرحة مضاعفة.
هل لنا أن نُعرف تلِّك الاجة الت دعوُت با ؟
إن منم أعظم نُعم ال علِّينا هي أن خلِّق لنا منم أنُفسنا أزأوادجا لنسكحنم إليها ،وهذه النعمحة جعلِّتن أنُا
وزأوجت نُتطلِّع إل يوُم الفرحة لكحل واحد منم أولدنُا ..وتتالت الفراح منذ عام 1986حي كان زأواج
ابنت الول ث ابن ف 1992ث جاء الدور علِّىَ البنة الثالثة ،ولكحنم النصيب كمحا يقوُل أهلِّنا جعلِّها
لت علِّينا أن نُفرح بالبنم الرابع ،وت ذلك ف تؤخر قرار الستجابة لكحل الدقات الت طرقت البَاب ،وأ ل
،1996وجاء أول عام ،1998واستشعرت بقرب الفرحة ،فكحان الدعاء لا بأن يأت منم ينشرح له
صدر ابنتنا ،وقد جاء ،واستجاب ال دعائي وهاننم ف انُتظار حفيدنُا الثامنم بشيئمة ال.
هل لديكحم أمنية تبَوُن أن تتحقق خلل الشهر الكحري ودعاء يمحلِّها ترفعوُن به أيديكحم إل ال تعال؟
تلِّح علِّلي هذا العام أمنية عامة منم وحي عكحوُف علِّىَ بث أفكحر فيه منذ أيام يتناول تقوُي قرن مضىَ
وأبعاد الزأمة الت تعيشها أمتنا ف هذه الرحلِّة ،ومعروف عن انُتمحائي لدرسة التفاؤل الفاعل ،بلف
التفاؤل التوُاكل ،كمحا أرفض التشاؤم اليائس ،وقد تشتد الزأمة كثديا فيضيق الرء وتبَلِّغ القلِّوُب الناجر.
265
وهنا يأت دور الفعل النُسان العاقل مقرودنُا بالدعاء" :اللِّهم اكشف الغمحة عنا ،وخذ بأيدينا إل الكحمحة
والرشاد".
وأنُا أحاول فيمحا أكتب أن أجتهد لتوُضيح سبَيل الكحمحة والرشاد ،وكلِّمحا اتسع الرق علِّىَ الراقع لأت
إل خالق الكحوُن أسأله كشف الغمحة.
وأقوُل هذا لن ما يسلمحىَ بعمحلِّية التسوُية الت بدأت ف 1991هي ف سنتها الخية وقوُىً الطغيان
الت وراءها يرموُن بكحل ثقلِّهم لملء إرادتم علِّينا ،وهناك إحساس بالرارة عندما نُشاهد صوُدرا منم هذا
الملء ،حت إن منم هوُ ف موُقع السلِّطان ل يستطع أن يستجمحع قوُاه لرفض الملء ،ولذلك نُضع
خييرر الهشمحاكذذريشنم( ،وهذا يعلِّن أدعوُ ال ،وأتن أن
نُصب أعيننا قوُله تعال) :شوشيإهركحرروشن شوشيإهركحرر اللِّلهر شواللِّلهر ش ه
تنجح أمتنا ف التعامل مع الوُاقع الديد قدر الستطاع ليتد علِّىَ العدو.
مستقبَل القدس
هل لنا أن نُتفاءل بشأن القدس وأن المة لنم تفرط فيها؟
إن أمتنا لنم تتنازأل عنم القدس ،وهي ف رباط إل يوُم الدينم ،وأديا كان الملء الذي يفرضه العداء
علِّينا فإن شعار العتصام بالقاومة سوُف يبزأ قوُديا ،وستب أمتنا جيلد جديددا علِّىَ ضرورة استعادة
القدسات وتريرها منم الدنُس الصهيوُن.
وهذا هوُ سبَيلِّها ،فالقدس علِّىَ مر التاريخ سلِّبَت منا ثلث مرات ،وعادت بعد كل مرة وستبَقىَ نُصب
العي مقتنُة بكحوُنا مكحان السجد القصىَ الذي اختاره ال تعال مسجددا منذ أقدم العصوُر ،كمحا
ستظل مقتنُة بروعة الصوُرة الت حدثت يوُم السراء والعراج.
أمنية خاصة ودعاء
ل :اللِّهم إن أسألك حسنم الاتة. ل أمنية شخمصية أقوُلا ف كلِّمحتي" :حسنم الاتة" وأدعوُ رب قائ د
تعريف بالدكتوُر أحد صدقي الدجان
هوُ أحد صدقي الدجان منم موُاليد يافا بفلِّسطي عام 1355هي الوُافق 1936م ،يمحع ف حياته بي
العمحل الفكحري الذي يعطيه أولوُية ف هذه الرحلِّة ،كوُاحد منم أهل القلِّم ،وبي العمحل العام الذي
ينشغل بقضايا المة ،ويكحوُن السهام فيه منم خلل مافل وطنية وإقلِّيمحية ودولية ،فضلد عنم التأليف
والاضرة ..وأخديا ..هوُ واحد منم أسرة مع الزوجة الكحريإة والولد "مزنُة ،والطيب ،ومهدىً ،وبسمحة"
والحفاد ،وهوُ ف انُتظار حفيده الثامنم وهوُ بصدد إصدار كتابه الي " ،"51ويرتبَه هذه اليام ،وهوُ
بعنوُان" :عرب ومسلِّمحوُن وعوُلة" .وهوُ واحد ف سلِّسلِّة كتب تناولت منذ السبَعينيات قضايا عالنا
وأمتنا برؤية مؤمنة .وهناك مع هذه السلِّسلِّة أخرىً تتص بالصراع العرب الصهيوُن ،وآْخرها صدور
كتاب "أزأمة الل العنصري ف فلِّسطي" الذي تل كتاب "ل للِّحل العنصري ف فلِّسطي" .وسيدفع
266
للِّمحطبَعة قريبَا بإذن ال بكحتاب يتناول التطوُرات الخية ف الصراع ،ويرد علِّىَ الزعم اليهوُدي بشأن
القدس
يييييييييي
رمضان في الشيشان ..أرض الصمود والمقاومة
أجرىً الوُار :حسام تام
يوُدما بعد يوُم تسجل الشيشان أنُصع السطوُر ف أروع ملمح القاومة والصمحوُد ،وتوُاصل تصديها لكب
وأعت قوُة عسكحرية باطشة ف العال الديث ف استبَسال خارق للِّعادة ،وإصرار نُادر علِّىَ نُيل
الستقلل ،بلِّغ مداه با أعلِّنته وكالت النُبَاء مؤخدرا منم أن ماهدي الشيشان )الذينم ل يزيدون عنم
خسة آْلف مقاتل( أقسمحوُا علِّىَ القرآْن ،وبايعوُا قادتم علِّىَ الوُت ،منم أجل الدفاع عنم عاصمحتهم
"جروزأن" أمام اليش الروسي الذي يزيد عدده عنم مائت ألف جندي وسط تاهل منم العال الغرب،
وتاذل منم العال السلمي!ا
ويأت رمضان علِّىَ أهل الشيشان وهم ما بي مقاتل وشهيد ،لريحيي فيهم روح الصمحوُد الت توُارثوُها عنم
أجدادهم ،ويزف إليهم بشريات النصر الت تعوُدوها مع قدوم هذا الشهر الكحري ،ومنم أرض الصمحوُد
والتحدي ،التقينا بأحد أسوُد الشيشان الاهدة السيد /شامل شس الدينم باشييف المحثل الرسي
لمحهوُرية الشيشان الذي حدثنا عنم رمضان ف أرض الصمحوُد ،وكيف يعيش السلِّمحوُن هناك هذا الشهر
الكحري ،وأبرزأ عاداتم وتقاليدهم ،وماذا يإثل عندهم رمضان؟
ماذا يإثل شهر رمضان عند شعب الشيشان؟
رمضان هوُ أحب الشهوُر لشعب الشيشان السلِّم ،لنُه رمز لهم ما رعرف به هذا الشعب ،فهوُ رمز
الصمحوُد والقاومة ،فنحنم شعب خاض منذ دخوُله السلم معارك ل تنته إل الن ،قاوم فيها كل
الاولت الت كانُت تدف إل إخضاعه ،وكسر إرادته وتذويبَه وموُ هوُيته ،وتارينا كلِّه مقاومة
وصمحوُد ..وحروبنا ل تنتهي مع روسيا منذ أكثر منم أربعة قرون ،لذلك فرمضان رييي ف قلِّوُبنا هذا
ضا شهر يزيدنُا تسدكحا بوُيتنا السلمية ،ويشعرنُا كم ننم الصمحوُد ،ويزيد منم قدرتنا علِّىَ القاومة وهوُ أي د
ضا هوُ شهر البَطوُلت متمحيزون با ،ول يستطيع أحد أن يبَتلِّعنا مهمحا نُقص عددنُا ..ورمضان أي د
والنُتصارات سوُاء ف تارينا اللِّي أم ف التاريخ السلمي كلِّه ،ومعاركنا الفاصلِّة كانُت دائدمحا تقع ف
رمضان الذي تعوُدنُا منه الي والبَشرىً بالنصر بإذن ال ومنذ ثلث سنوُات فقط جاء رمضان ،ومعه
النصر علِّىَ اليش الروسي ف معركة الستقلل الول بقيادة جوُهر دواديف ،ونُستبَشر معه خياد هذا
ضا ،وكلِّنا أمل أن ينعم ال علِّينا بالنصر علِّىَ اليش الروسي الرم ف ختام هذا الشهر الكحري . العام أي د
وكيف يستقبَل الشيشانُيوُن هذا الشهر الكحري ؟
267
الستعدادات لرمضان تبَدأ قبَلِّه بشهر ،وتصل إل قمحتها مع ليلِّة النصف منم شعبَان إذ يستعد السلِّمحوُن
لستقبَال شهر رمضان الكحري ،وقبَلِّه بيوُم ريرسل مفت البَلد مثلِّي عنه لستطلع اللل ف قمحم البَال
العالية ،ويشاركهم ف ذلك الشعب الشيشان ،وإذا ثبَت اللل ريرسل الفت منم يعلِّنم علِّىَ الشعب بدء
الشهر الكحري؛ فتفتح الساجد أبوُابا ،ويتمحع الناس علِّىَ صلة التاويح ،وتقام حلِّقات الذكر ف
الساجد ،وتتبَادل السر التهان بذا الشهر الكحري ،وف الصبَاح يرجوُن لزيارة القابر وأسر الشهداء
..وف أثناء فتة الكحم الشيوُعي للِّبَلد؛ قامت السلِّطات بنع الحتفالت بالعياد والناسبَات الدينية
وخاصة رمضان؛ لنا تفظ للِّمحسلِّمحي هوُيتهم ،وتؤكد تايزهم ،ورفضهم للِّحكحم الشيوُعي ،كمحا كانُوُا
يإنعوُنُنا منم التصال بالعال السلمي أو التوُاصل معه ،حت إنم كانُوُا يجبَوُن الصحف والطبَوُعات
الت تأت منم العال السلمي عنا ،ويإنعوُن البَث الذاعي التلِّيفزيوُن خاصة القادم منم البَلد العربية،
لكحنم بعد سقوُط التاد السوُفيت ي بفضل ال ي زأاد اتصالنا بالعال السلمي وصار منم المحكحنم أن
نُتوُاصل معه ،ونُشارك إخوُانُنا السلِّمحي الحتفالت برمضان ،وبغيها منم الناسبَات والعياد الدينية .
هل يإكحنم أن تدثنا عنم الانُب اليإان والجتمحاعي لرمضان والعيد ف أرض الشيشان؟
ف رمضان يكحثر إقبَال الناس علِّىَ الساجد منم كل العمحار ،وخاصة الطفال الذينم تاوزأوا سنم
السابعة؛ فتزدحم الساجد بالصلِّي خاصة ف صلة التاويح ،ول يإتنع عنها أحد إل للِّضرورة القصوُىً،
وتكحثر ف هذا الشهر حلِّقات الذكر الت تبَدأ أحيانُاد بعد صلة الفجر وتتد حت شروق الشمحس ،أو
تقام بعد صلة العشاء والتاويح ،وغالبَاد ما تصص ليلِّة المحعة للِّقات الذكر ،والطرق الصوُفية هي
الكثر انُتشاراد بي الشعب الشيشان ،وهي تتلِّف كثياد عنها ف العال العرب ،ولا دور كبَي ف نُشر
السلم ف البَلد ،والفاظ علِّيه أثناء الكحم الشيوُعي كمحا أنا تدعم الهاد الشيشان ضد روسيا ..
كمحا تكحثر حلِّقات العلِّم ف الساجد خاصة بعد صلة العصر ،وكانُت تعقد أثناء الكحم الشيوُعي
بصوُرة سرية لن السلِّطات الشيوُعية كانُت تنعها وتعتقل أصحابا ،وكثياد ما قتلِّت العلِّمحاء والشيوُخ
الذينم ينظمحوُنا ،أو تلِّصت منهم بالعتقال والنفي إل صحراء سيبَييا ،وكان جدي الشيخ شس الدينم
حاجي أحد هؤلء الضحايا ،فقد اعتقلِّته السلِّطات الشيوُعية سنة 1925ول نُعرف عنه شيئماد بعدها
إل الن!ا
أما الن وبعد الستقلل ،فنستطيع حضوُر مالس العلِّم بل خوُف ،وتكحثر ف رمضان الزيارات بي
السر الشيشانُية ،ونُادراد ما تفطر أسرة وحدها ،فنحنم ف رمضان إما داعوُن لفطار أو مدعوُون،
ضا ف كل وشعبَنا متمحاسك جيدا كالسد الوُاحد يقدس العلقات العائلِّية ،ويشارك بعضه بع د
الناسبَات :الحزان والفراح .
وغالبَاد ما يصل الشيشانُيوُن علِّىَ إجازأات منم أعمحالم ف هذا الشهر ،ويرصوُن علِّىَ أن يقضوُه ف
العبَادة ،وتقوُم النساء بتخمزينم الطعمحة استعداداد لذا الشهر ،وأشهر الطعمحة الت نُتناولا اللِّحوُم ،ودقيق
268
الذرة الصنوُع بالسمحنم والعسل الذي يعد أحب الطعمحة للطفال ،وف العيد يرج السلِّمحوُن للِّصلة ف
الساحات الوُاسعة أو علِّىَ قمحم البَال ،وقد ريضطرون لداء صلة العيد ف الساجد ف حالة الطر
الشديد أو العوُاصف الثلِّجية ،ث يرجوُن بعدها للِّتزاور ،وتبَادل التهان بالعيد؛ فتوُزأع " العيديات " علِّىَ
الطفال الذينم يرتدون أفضل اللبس ،ويزورون أقاربم ،أو يرجوُن ف رحلت مرح وترفيه ،وعادتنا أن
نرج زأكاة رمضان للِّفقراء ف أول يوُم عيد الفطر مع صلة العيد أو بعدها مبَاشرة ،وأحيانُاد ف ليلِّة العيد
ولكحنم هذا قلِّيل.
وكيف يقضي مسلِّمحوُ الشيشان رمضان هذا العام ،واليش الروسي قد استوُل علِّىَ معظم بلدهم
وياصر العاصمحة جروزأن؟
الوضاع ف الشيشان بكحل أسف تبَعث علِّىَ الزن والسىَ ،فالقوُات الروسية تقوُم بمحلِّة تدمي وإبادة
شاملِّة ف كل مدن الشيشان ،فهي ترق الدن ،وتقتل السكحان البرياء العزل ،وتدم الساجد
والستشفيات ،حت اللجئمي منم النساء والطفال والشيوُخ تطاردهم القوُات الروسية وتقوُم بعمحلِّيات
انُتقام وحشية ضدهم انُتقادما منم الزائم الت يلِّقوُنا علِّىَ أيدي الاهدينم الشيشان ..وهناك نُقص حاد
ف الياه والغذية والدوية وكثي منم اللجئمي معرضوُن للِّمحوُت إما تت الغارات والقصف الوُحشي
للِّروس أو بسبَب البد القارصا أو بسبَب الوُع ..فالقصف ل يتوُقف وعمحلِّيات البادة مستمحرة ،الت
يشارك فيها ربع ملِّيوُن جندي روسي مسلِّحوُن بأحدث السلِّحة وأشدها فتدكحا ف حي أن الشعب
الشيشان كلِّه ل يتجاوزأ اللِّيوُن ،وهوُ ماصر منم كل الهات ،والعال كلِّه يتفرج علِّىَ مأساتنا ،ول
أحد يتحرك حت العال السلمي ل يفعل شيدئما لنجدتنا إل الن ولكحننا رغم ذلك صامدون بإذن ال.
وكيف رتقليمحوُن الالة العنوُية للِّشعب الشيشان؟ وهل ألثر شهر رمضان علِّيها؟
الروح العنوُية للِّشعب عالية ،والمحيع صامدون حت النصر أو الشهادة ،ووفق آْخر الخبَار الت وصلِّتن
فإن الاهدينم ف أعلِّىَ معنوُياتم ،وما زأالت كل قيادات القاومة موُجوُدة ف جروزأن للِّدفاع عنها ،وقد
أقسم كل الاهدينم علِّىَ القرآْن الكحري وبايعوُا قادتم علِّىَ الوُت ف سبَيل ال ،والستمحرار ف الهاد
حت النصر أو الشهادة ،وبقية أبناء الشعب يقفوُن وراء قادتم يسانُدونم بكحل ما يإلِّكحوُن رغم حاجتهم
ورغم الالة السيئمة الت يعانُوُنا ،ورمضان يزيد منم صمحوُد الاهدينم ومقاومتهم ،وكلِّهم بفضل ال
صائمحوُن ،ول يفطر واحد منهم حت الرحىَ ،فالمحيع يريد أن يلِّقىَ ال إذا فازأ بالشهادة وهوُ صائم،
بل إن معظمحهم كان يصوُم يوُمي الثني والمحيس قبَل شهر رمضان؛ لن الصيام يإنحهم القدرة علِّىَ
الصمحوُد والهاد ،ويزيدهم قردبا منم ال ،وكذلك بقية أبناء الشعب الشيشان حت الطفال والعجزة
والنساء حريصوُن علِّىَ الصيام والصلة والتضرع إل ال منم أجل النصر علِّىَ اليش الروسي الغادر.
وكيف يؤثر السلم ف جهاد الشيشان لنيل الستقلل؟
269
الشعب الشيشان عمحيق التدينم ليس بعن التبَحر ف علِّوُم الدينم ومعارفه ،فربا كان قلِّيل الظ ف
العارف الدينية ،وإنا ف عاطفته الدينية وإيإانُه العمحيق بال ،والتوُكل علِّىَ ال والستعداد للِّتضحية ف
سبَيلِّه ،والثقة الطلِّقة ف نُصره ،ما يعلِّنا نُستهي بكحل القوُىً والعتاد والسلِّحة الديثة واليوُش الروسية
الرارة؛ لنُنا نُتوُكل علِّىَ ال ونُثق ف نُصره ،ول ناف إل منه وحده لنُه بيده الوُت والياة ،وكلها ف
قدر ال مكحتوُب علِّينا ل يغيه أحد .وشعب الشيشان يب السلم ،ويقدر العلِّمحاء والشيوُخ كثديا،
وجيع قادة الشيشان منذ دخوُلنا السلم كانُوُا أئمحة وعلِّمحاء ،وأبرزأ قيادات الشيشان الت دعت إل
الستقلل كانُت شخمصيات دينية مثل الشيخ منصوُر الذي أقام دولة مستقلِّة ف القوُقازأ ف القرن
الثامنم عشر حت قضت علِّيه روسيا وقتلِّته ،والمام ممحد شامل أبرزأ الشخمصيات ف تاريخ الشيشان
والذي أقام دولة مستقلِّة منم الشيشان وداغستان ،كمحا أن الذينم تصدوا للِّحكحم الشيوُعي ،وقاوموُا
ماولة سلِّخ الشيشان منم السلم كانُوُا منم العلِّمحاء والشيوُخ ،ومعظمحهم رقتل ف سبَيل قضية الشيشان،
لذلك فنحنم رذنلل العلِّمحاء ،ونفظ لم منزلتهم ،بل إن كل البَيوُت الشيشانُية تتفظ بصوُرة تذكارية
لؤلء العلِّمحاء ،وترطلِّق أساءهم علِّىَ أبنائها؛ حت تظل خالدة وماثلِّة ف وجدانُنا ،كمحا نُعلرف أطفالنا
بسي وتاريخ وجهاد هؤلء العلِّمحاء لذلك تد مثلد أن اسم )ممحد شامل( منم أكثر الساء انُتشادرا ف
الشيشان ،لنُه يتكحوُن منم )ممحد( اسم الرسوُل العظم ي صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ي و)شامل( قائد الشيشان
الشهر الذي خاض معارك باسلِّة ضد روسيا القيصرية ،ومات ودفنم ف الراضي القدسة.
وهل تسي الجيال الديدة علِّىَ نُفس النهجه ،وتافظ علِّىَ هوُيتها ،أم أنا تغيت تت وطأة قيم
الضارة الغربية؟
الشعب الشيشان منم أكثر شعوُب العال تسدكحا بوُيته ،وحفادظا علِّيها؛ لذلك فهوُ ينحازأ دائدمحا إل
السلم ،ورغم الاولت الت قام با النظام الشيوُعي طيلِّة سبَعي عادما لطمحس هوُية شعبَنا ،وتغيي
عقيدته وعاداته وتقاليده ،واستيعابه داخل التمحع السوُفيت؛ إل أنُه ل يرفلِّح ف ذلك ،رغم استخمدامه
لبشع الوُسائل وأقذرها با فيها التقتيل والنفي .وبعد سقوُط التاد السوُفيت أصابت أوساط الشبَاب
الشيشان لوُثة تقلِّيد الغرب ف العادات واللبس ،لكحنم سرعان ما انسرت خاصة بعد أن زأاد اللتزام
الدين ف التمحع الشيشان بعد الستقلل ،إذ تأسست الدارس السلمية ،وتأسست أول جامعة
إسلمية ف البَلد ،كمحا أرنُشئمت عشرات الساجد ف أناء البَلد ،وبدأ الشعب يتجه أكثر إل الوُية
السلمية لذلك أقلِّع الشبَاب والفتيات عنم تقلِّيد الغرب ،وصار العجاب بالغرب عندنُا عادة صبَيانُية
يقلِّع عنها الطفال بعد أن يبَلِّغ الامسة عشرة منم عمحره إذ لبد بعدها أن يتمحيز ويتحلِّىَ بأخلق
الرجال ويتمحسك بوُيته وتراث أجداده ،ورغم أن معظم الساجد والدارس والؤسسات السلمية
رهلدمت وردلمرت تت القصف الروسي ،إل أن ذلك لنم يوُل دون تسك الشيشان بإسلمهم.
منم أبرزأ رموُزأ النضال والهاد ف التاريخ الشيشان؟
270
كثيون وأولم الشيخ منصوُر الذي أسس دولة مستقلِّة منم بر قزوينم إل البَحر السوُد ف القرن الثامنم
عشر ،ولكحنم قضت علِّيها روسيا بعد حرب طاحنة واستطاعت أسره وإعدامه ،وكذلك المام ممحد
ضا دولة مستقلِّة ضمحت الشيشان وداغستان ،وخاض حرودبا شامل أبرزأ رموُزأ الشيشان والذي أسس أي د
طاحنة مع روسيا انُتهت بزيإته وأسره علِّىَ يد القيصر ،وقد توُف ف الراضي القدسة أثناء الجه سنة
1865م وكذلك نُائبَه الشيخ )باي سنجوُر بينوُي( الذي رفض الستسلم بعد هزيإة قائده شامل،
وخرق مع فرقته الصار الضروب حوُله ،وقاوم الروس ،وقاتلِّهم مدة عشر سنوُات حت وقع ف السر،
وقتلِّه الروس شندقا ،وكان منم أشهر وأشجع الفرسان ف عصره ،رغم أنُه كان بقدم ويد واحدة إذ أن
إحدىً يديه وإحدىً رجلِّيه كانُتا مشلِّوُلتي ،فقد كان يضعه أتبَاعه علِّىَ صهوُة الوُاد؛ ليقوُد العركة
بنفسه واضدعا لام الفرس ف فمحه ،ومقاتلد بيد واحدة ،وف العصر الديث هناك الشهيد جوُهر دودايف
الذي كان قائددا للِّطيان ف اليش السوُفيت ،واستطاع إعلن الستقلل ف أوائل السبَعينيات ،وإقامة
أول دولة مستقلِّة للِّشيشان ف القرن الال ،وهناك زأعمحاء آْخرون مثل أصلن مسخمادوف وشامل
باسييف ،وسلِّيم خان بانُدريف ،وسلِّمحان رعدييف وآْخرون قد ل تذكر وكالت النُبَاء والصحف
ونُشرات الخبَار أساءهم ،لكحنها ف سجل الالدينم الكحرمي عند ال ي عز وجل ي إن شاء ال ،والمحد
ل كل قادتنا وعظمحائنا منم الاهدينم أو منم الشيوُخ وعلِّمحاء الدينم.
وهل هناك علقات ثقافية وحضارية قوُية بينكحم وبي بقية أناء العال السلمي؟ نُعم منذ دخوُلنا
السلم وإل الن ،وإن انُقطعت تادما ف أوائل هذا القرن بسبَب الحتلل الشيوُعي السوُفيت للِّبَلد،
والذي قام بعزلنا تادما عنم بقية المة السلمية ،وهناك جاليات شيشانُية ف الردن وسوُريا ،وهناك
شيشان يدرسوُن ف الامعات السلمية ف السعوُدية ومصر ،لكحنم أقرب البَلد السلمية إلينا ف
الثقافة والعلِّوُم الدينية هي مصر ،فأهل الشيشان يتبَعوُن الذهب الشافعي السن ،ولن المام الشافعي
كان قد استقر ف مصر ودفنم با فقد كان اتصالنا با أكب ،خاصة وأن معظم تلمذته مصريوُن؛
لذلك كان أهم العلِّمحاء الذينم تأثر بم أهل الشيشان منم مصر ،وكذلك الكحتب فكحل الشيشانُيي
يعرفوُن الشيخ اللل اللِّي صاحب الشرح الشهي لكحتاب "منهاج الطالبَي" للِّنوُوي والذي يعد دستوُر
أهل الشيشان ف الفقه السلمي ،وكذلك اللل السيوُطي وكتابه "جع الوُامع" والشيخ تاج الدينم
السبَكحي صاحب "طبَقات الشافعية" وكل علِّمحاء وشيوُخ الذهب الشافعي ...أما ف العصر الديث
فأشهر العلِّمحاء السلِّمحي عندنُا المام جاد الق علِّي جاد الق شيخ الزأهر السابق ي رحه ال ي والشيخ
العلمة د/يوُسف القرضاوي الذي يعد أقرب علِّمحاء السلم ،وأحبَهم إل نُفوُس الشيشانُيي.
وما رأيك ف موُقف العال السلمي منم قضيتكحم؟
إذا كنا نُتحدث عنم الشعوُب فإنا متعاطفة معنا ،وتريد مساعدتنا بكحل ما تستطيع ،وقد وجدنُا هذه
الشاعر لدىً كل الشعوُب السلمية ،فنحنم جزء منم السد السلمي لبد أن يتداعىَ لنا بالسهر
271
والمحىَ ف شكحوُانُا ،لكحنم للسف الوُقف الرسي للِّحكحوُمات والدول السلمية غي جيد علِّىَ الطلق،
فهي ل تتحرك ول تفعل أي شيء لنجدتنا ،ولوُ بالوُسائل الدبلِّوُماسية ،وباستثناء الدعم الغاثي الذي
نُتلِّقاه منم منظمحات الغاثة ف بعض الدول السلمية ل يصلِّنا أي دعم منم العال السلمي ،وهذا
شيء مزن.
هل لذلك توُجه الرئيس أصلن مساخدوف باستغاثة لبَابا الفاتيكحان؟
ننم ل نُستنجد إل بال ،ول نُتوُكل إل علِّيه ،ول نُطلِّب الغوُث إل منه ،وإل لا كنا خضنا هذه الرب
منم الساس ،وما فعلِّه مسخمادوف هوُ ماولة لبد أن يبَذلا أي رئيس لنُقاذ شعبَه ،وهوُ قبَل ذلك قد
وجه الرسالة إل حكحام العال السلمي يستنكحر تاذلم وتقاعسهم عنم ندة إخوُانم الشيشان وأعتقد
أنا وصلِّت.
هل لديكحم أمل ف النصر؟ وهل ما زألتم تلِّمحوُن بدولة مستقلِّة؟
ليس هناك أمل بل يقي بال بأنُنا سننتصر ف كل الحوُال؛ لنُنا مستعدون للِّدفاع والقاومة حت آْخر
شيشان ،وشعارنُا النصر أو الشهادة ،وحلِّمحنا بدولة مستقلِّة حق لنا لنم نُتنازأل عنه حت ولوُ كان الثمحنم
الوُت
موُاقع خاصة بالشيشان علِّىَ النُتنُت:
www.qoqaz.com ... .1
www.amina.com ... .2
www.koykaz.org ... .3
يييييييييي
رمضان في السويد ..شمالا أوربا الباردة
أجرىً الوُار /حسام تام
منم أقصىَ شال الكحرة الرضية ،ومنم أوربا البَادرة وأرض الفايكحنجه تشرق شس السلم رغم برودة
الطقس الت تصل إل حد التجمحد فيزداد التوُاجد السلمي وترتفع معدلت انُتشار السلم حت أصبَح
الديانُة الثانُية ف بلد ل يكحنم له فيها أثر قبَل ربع قرن منم الزمان ..التقينا بالسيدة نُائلِّة واكد مؤسسة
ورئيسة جعية "الرأة السلِّمحة" بالسوُيد ،والت كانُت أول جعية إسلمية ف الدور السكحندنُافية ،فحدثتنا
عنم رمضان ف إسكحندنُافيا ،كيف يستقبَلِّه السلِّمحوُن ،وكيف ييوُن لياليه ،والصعوُبات الت يوُاجهوُنا ف
متمحع يتعامل معهم كأقلِّية ،وتأثي رمضان علِّىَ مشاعرهم تاه المة السلمية وقضاياها ،وعنم وضع
السلم ف هذه البَلد ومستقبَلِّه ...وكان هذا الوُار:
كيف يستقبَل السلِّمحوُن ف الدول السكحندنُافية وهم أقلِّية شهر رمضان؟ وهل يتلِّف هذا الشهر الكحري
كثديا فيها عنم بقية أناء أوربا؟
272
هناك فارق كبَي بالتأكيد بي الدول السكحندنُافية وبقية أناء أوربا فيمحا يتعلِّق بشهر رمضان وكل ما
يتصل بالسلم ،إذ إن الوُجوُد السلمي ف هذه الدول حديث جيدا إذا ما قوُرن ببَقية الدول الوربية،
ضا؛ لذلك فإن أول ما نُلحظه أن الال ف هذه الدول ل يتغي كثديا ف كمحا أنُه ضعيف نُسبَييا أي د
رمضان عنه ف بقية شهوُر السنة؛ نُظدرا لقلِّة عدد السلِّمحي با ،بينمحا علِّىَ النقيض منم ذلك فإن رمضان
يغي حياة السلِّمحي فيها تادما حت قبَل حلِّوُله ،إذ نُبَدأ قبَلِّه بأيام ف تتبَع أخبَاره ،ونُستعد لستطلع
هلل الشهر الذي يصبَح موُر اهتمحامنا الول ،ودائدمحا ما يظهر تيار الدل العتاد حوُل ثبَوُت اللل
وبداية الصوُم ،نُظدرا لختلف التجمحعات السلمية حوُل اتبَاع الرؤية أم الفلِّك ،واختلف الدول الت
يتبَعوُنا ف بداية الشهوُر العربية وف توُقيت المساك والفطار أحيادنُا ،ما يدث اضطرادبا يستمحر حت
ثبَوُت اللل خاصة ف ظل عدم وجوُد مؤسسة إسلمية يإكحنها توُحيد الرؤية بي السلِّمحي ...وحت
الراكز السلمية الوُجوُدة وأشهرها الركز العلمي السلمي ليس لديها القدرة علِّىَ إبلغ كل
مسلِّمحي البَلِّد بثبَوُت اللل خاصة ف ظل تاهل وسائل العلم السوُيدية لثل هذه الموُر إل وقت
قريب ..وغالدبَا ما يسم هذا اللف بي السلِّمحي باتبَاع مكحة الكحرمة "أم القرىً" ف أهلِّة الشهوُر
العربية وقد بدأ يستقر ذلك ..وبجرد إعلن الرؤية يتجه السلِّمحوُن منم أناء البَلد إل أقرب الساجد
إليهم ،وهي بالعن الدقيق "مصلِّيات" يستأجرها السلِّمحوُن لداء الصلِّوُات والشعائر الخمتلِّفة وتفتح
أبوُابا ف رمضان طيلِّة اليوُم حيث تيا أول ليلِّة بصلة التاويح وحلِّقات الذكر وقراءة القرآْن ويتبَادل
السلِّمحوُن التهان والتعارف.
وكيف تعيشوُن هذا الشهر الكحري؟
بالنسبَة للِّعمحل والدراسة وبقية تفاصيل الياة اليوُمية ل تتغي كثديا خاصة وأن التمحع السوُيدي ل يصل
بعد إل درجة مراعاة مثل هذا الشهر وغيه منم الناسبَات والشعائر الدينية الاصة بالسلِّمحي كالصلِّوُات
با فيها صلة المحعة ،..وربا بسبَب ضعف التأثي السلمي ،وعدم وصوُله إل دائرة صنع القرار هناك.
لكحنم هذا ل يإنعنا منم الحتفال بشهر رمضان والحتفاء به كمحا ينبَغي ،إذ تفتح الراكز السلمية
أبوُابا لصلة التاويح والقيام ،كمحا تعقد با الاضرات والدروس الدينية الخمتلِّفة ،وياضر فيها علِّمحاء
ودعاة منم مسلِّمحي البَلِّد أو منم خارجها إذ ترسل إلينا اليئمات السلمية منم العال السلمي )وخاصة
الزأهر الشريف بصر( وفوُددا علِّمحية وقوُافل دعوُة ف هذا الشهر ،حيث أصبَح تقلِّيددا متبَدعا أن يزورنُا وفد
منم الدعاة والقرئي ،وينزل دائدمحا علِّىَ الركز السلمي بإستكحهوُل ث تستضيفه الاليات السلمية ف
الدن الخرىً؛ لحياء ليال رمضان بقراءة القرآْ والندوات والاضرات الدينية ..كمحا تنظم الؤسسات
ضا ..أما داخل البَيوُت فتأخذ السلمية إفطارات وسحوُرات جاعية يضرها الرجال والنساء أي د
الحتفالت برمضان طابدعا يتفق مع العادات والتقاليد الوُروثة والنقوُلة غالدبَا منم البَلد الصلِّية الت جاء
منها السلِّمحوُن خاصة وأن معظم مسلِّمحي هذه البَلد وافدون للِّعمحل أو الدراسة وليسوُا منم أهلِّها ،وهذا
273
يرجع إل حداثة السلم ف هذه البَلد )ربا ل يتجاوزأ العشرينم عادما بكحثي( ما يؤدي إل تفتت
السلِّمحي وتوُزأعهم علِّىَ جاليات متلِّفة بسب البَلِّدان الت أتت منها ،وأكب الاليات هي الالية
التكية ،وتلِّيها اليرانُية ث الاليات العربية وأكثرهم منم العراقيي.
لكحنم ما أبرزأ العقبَات والصعوُبات الت يوُاجهها السلِّمحوُن ف هذه البَلد وخاصة ف رمضان؟
أهها النُقسام والتشرذم حيث تتغلِّب عوُامل النُتمحاء العرقي والذهب أحيادنُا ،وتؤدي إل الفرقة ،يظهر
ذلك بوُضوُح ف الختلف حوُل رؤية اللل ،وف صلة العيد حيث تصر كثي منم الاليات علِّىَ اتبَاع
تقوُي البَلِّد الذي جاءت منه ما يؤدي إل اختلف السلِّمحي ،حيث يصوُم بعضهم ويفطر آْخرون،
وتقام صلة العيد ف بعض التجمحعات بينمحا تستمحر تمحعات أخرىً ف صيامها يوُدما آْخر!ا لكحنم والمحد
ل الوُضع بدأ يتحسنم كثديا ف السنوُات الخية وبدأ المحيع يتجه إل التوُحد ونُبَذ اللفات والتكحامل
فيمحا بينهم خاصة بعد أن استقرت الجيال الول الت وفدت إل البَلد ،وانُقطعت أو ضعفت صلِّتها
ضا بسبَب ببَلدها الصلِّية ،وبعد أن زأاد عدد السلِّمحي منم أبناء الدول السكحندنُافية نُفسها ..وربا أي د
ضا بعض الصعوُبات الناتة عنم جغرافية هذه الدول الت تقع ف زأيادة الوُعي والعلِّم بالدينم ،هناك أي د
أقصىَ شال الكحرة الرضية فعندما يأت رمضان ف فصل الصيف يطوُل النهار جيدا حت يصل إل أكثر
منم عشرينم ساعة كاملِّة؛ ما يتسبَب ف مشقة بالغة قد ل يتمحلِّها الكحثيون ،ومنذ أكثر منم خسة عشر
عادما كنا نُفطر ف الساعة الادية عشرة مساء ،ث نسك بعدها بساعتي أو ثلث علِّىَ الكثر ،وكانُت
هذه مشكحلِّة كبىً استشرنُا فيها علِّمحاء كثيينم منم أناء العال السلمي حت أفت لنا فضيلِّة الشيخ
سيد درش رحه ال )مفت الركز السلمي بلِّندن( باتبَاع أقرب دولة إسلمية لنا علِّىَ خط الطوُل ف
ضا ،خاصة وأنُه الفطار والمساك )وكانُت ليبَيا( ،وأحدث ذلك اختلدفا واسدعا ومشقة نُفسية علِّينا أي د
كان منم الصعب علِّينا أن نُفطر والشمحس ما زأالت ساطعة ل تغب ..واستمحر اللف حت اتفقنا علِّىَ
اتبَاع مكحة الكحرمة ..وقد حل هذه الشكحلِّة مؤقدتا أن رمضان الن ف شهر الشتاء!ا.
وما أكثر النعم والفضائل الت يشعر با السلِّمحوُن ف الدول السكحندنُافية مع قدوم شهر رمضان؟
مثل كل السلِّمحي نُشعر بالسمحوُ اليإان وتزيد صلِّتنا بال ف هذا الشهر الكحري أكثر منم غيه ..لكحنم
الذي قد نتلِّف به عنم غينُا منم السلِّمحي خاصة منم أبناء العال السلمي أن رمضان يشعرنُا بأنُنا جزء
ل ينفصل عنم المة السلمية وهذا يزيد منم إحساسنا بالسلِّمحي ف كل أناء العال ،وتتحقق فيه
معان وحدة المة بصوُرة واضحة ،فرغم أنُنا ف بلد بعيدة جيدا عنم العال السلمي وتفصلِّنا عنه
مسافات شاسعة إل أن رمضان يقرب بيننا كثديا حت كأنُنا ف مكحان واحد ،فنتتبَع أخبَار السلِّمحي
ونُشاركهم فرحتهم وآْلمهم ،ربا لنُنا نُصوُم مدعا ونُفطر مدعا ..وقد ظهر ذلك ف التعاطف الكحبَي الذي
أبداه السلِّمحوُن ف السوُيد مع قضايا المة السلمية مثل قضية البَوُسنة والرسك وكوُسوُفا وكشمحي
والشيشان الن وقبَلِّها أفغانُستان ،فقد أقمحنا فاعلِّيات إسلمية كثية للِّتعاطف مع قضايا هذه الشعوُب
274
السلمية ،ونُظمحنا معارض ومؤترات وأسوُاق خيية لمحع التبعات ودعم هذه القضايا ،وهناك
مسلِّمحات سوُيديات سافرن للِّبَوُسنة وكوُسوُفا مع لان الغاثة؛ لدعم السلِّمحي هناك ،وقدمنم عوُدنُا مادييا
ومعنوُييا للِّمحسلِّمحات ف هذه الدول ،رغم أن هؤلء النساء ل يكحنم يعرفنم قبَل ذلك شيدئما عنم هذه البَلد
أو أهلِّها ،ولكحنم روح الخوُة السلمية والسد الوُاحد هي الت دفعتهنم للِّتعاطف مع السلِّمحي ونُصرة
قضاياهم" ..ورمضان" ف ذلك صاحب فضل كبَي ،وخاصة مع قدوم الوُفوُد السلمية إلينا ف
الؤترات والندوات الدينية حيث يزيد توُاصلِّنا مع العال السلمي ،وترتفع معنوُياتنا كثديا وقد لحظت
ف الفتة الخية أن القنوُات الفضائية العربية والسلمية رغم ما قد يؤخذ علِّيها تؤثر إيابييا ف توُاصلِّنا
مع العال السلمي ،وتزيد منم إحساسنا بأنُنا جزء منم المة السلمية ،خاصة ف رمضان وبالذات
البامجه الت تعال موُضوُعات أو قضايا إسلمية.
هل اختلِّف رمضان ف السوُيد كثديا هذه السنوُات عمحا قبَل؟
بالتأكيد ،فالتوُاجد السلمي تزايد وأصبَح أكثر استقرادرا عنم ذي قبَل كمحا زأاد الدور السلمي ف
التمحع كثديا حت صارت هناك "ظاهرة إسلمية" تذب النُظار ،ول يعد السلِّمحوُن علِّىَ الامش كمحا
كان الال قبَل عشرينم عادما مثلد ...لذلك بدأت أجهزة العلم السوُيدية ف الهتمحام بالقضايا
السلمية ،وصارت تعن بأخبَار السلِّمحي وقضاياهم أكثر منم ذي قبَل ،خاصة بعد أن تزايد معدل
انُتشار السلم بي السوُيديي ومعدل هجرة السلِّمحي إليها ،كمحا بدأت الؤسسات الكحوُمية تستجيب
لطلِّبَات السلِّمحي وترعىَ أوضاعهم وخصوُصياتم ،فانُتشرت الطاعم الت تقدم الطعمحة )اللل( أو
ضا بدأت الؤسسات التعلِّيمحية تراعي الصوُصيات السلمية النبَاتية علِّىَ القل مراعاة لنا ،وف التعلِّيم أي د
فسمححت بتدريس بعض الوُاد السلمية با ل يتعارض مع مقررات الناهجه السوُيدية ،واستثنت
السلِّمحي منم تعلِّم بعض الوُاد النسية الت تدرس ف مقررات الدارس أو أعادت تكحييفها با يتناسب
معنا ،ونُفس الشيء بالنسبَة للِّرياضات الكحشوُفة والختلط ..كمحا سح لنا بإنُشاء حضانُات إسلمية
للطفال ،وهناك عدد منم الشروعات الت تقدمنا با لنُشاء مساجد ومراكز إسلمية وبدأت الكحوُمة
تتجاوب معها ،بعد أن كانُت مثل هذه الشروعات مرفوُضة تادما منم حيث البَدأ.
هل يإكحنم أن نُعرف عدد السلِّمحي ف هذه البَلد ولوُ علِّىَ وجه التقريب؟
ليس هناك منم يستطيع الزم بذلك ..لكحنم ف السوُيد مثلد التقدير الرسي للِّمحسلِّمحي يقدر بنحوُ 60
ألدفا منم بي ثان مليي نُسمحة هم تعداد الشعب السوُيدي ،بينمحا ترتفع التقديرات غي الرسية بذا
العدد إل الضعف ) 120ألف مسلِّم( لكحنم هذا كلِّه تقديرات تقريبَية ،وليس هناك إحصاءات حقيقية
علِّمحية عنم السلِّمحي ف السوُيد خاصة منم السوُيديي أنُفسهم ،إذ أن كثديا منهم قد ل يعلِّنم إسلمه
بسبَب وظيفته أو لسبَاب اجتمحاعية أخرىً توُل دون ذلك ،كمحا أن الوراق الرسية تلِّوُ منم أي
بيانُات عنم الديانُة غالدبَا ،ومنم ث ل توُجد إحصاءات موُثوُق با ف هذا الشأن ،إل أن كل الؤشرات
275
تؤكد تزايد عدد السلِّمحي ف الفتة الخية ،بيث صار السلم يتل الرتبَة الثانُية بعد السيحية هناك،
كمحا يتنبَأ كثي منم الراقبَي بزيادة الوُجوُد ،ومنم ث التأثي السلمي ف التمحع السوُيدي ف السنوُات
القلِّيلِّة القادمة.
وما أكثر الفئمات إقبَالد علِّىَ السلم بي السوُيديي؟
السلم ينتشر أكثر بي الفتيات والنساء ،خاصة منم الكاديإيات والامعيات؛ ربا لن الرأة عاطفية
بالضافة إل أن الوُضع التدي للِّمحرأة الوربية يعلِّها أكثر تقديدرا للسلم وإقبَالد علِّيه ،خاصة وأنُه
ضا
أعطىَ للِّمحرأة وضدعا متمحيدزا ف التمحع فاق كل الديانُات الخرىً ،والطريف أن النشاط السلمي أي د
ف السوُيد تلِّعب فيه الرأة الدور الفاعل والكب منذ بداياته ،فقد استطعنا )أنُا ومسلِّمحة منم أيسلِّندا
وأخرىً باكستانُية( تأسيس أول جعية للِّمحرأة السلِّمحة ف السوُيد وإسكحندنُافيا كلِّها سنة 1984ف فتة
مبَكحرة منم التوُاجد السلمي ،ل يكحنم فيها أي نُشاط إسلمي مؤسسي ،واستطعنا تسجيلِّها وفق
القوُانُي السوُيدية ،ومارسنا منم خللا النشاط الدعوُي والجتمحاعي ف جيع أناء إسكحندنُافيا ،منم
تنظيم الندوات والاضرات والدروس الدينية ،وعقد الؤترات السلمية وإقامة السوُاق والعارض اليية،
وإنُشاء الضانُات ودور التبية للطفال ،ودعم القضايا السلمية ..وكل النُشطة السلمية حت
ضا ،وزأادت فروعها عنم مائة صارت جعيتنا منم أهم المحعيات السلمية ف إسكحندنُافيا بل وأوربا أي د
وعشرينم فردعا ف أناء البَلد يشارك ف نُشاطاتا آْلف النساء ..وكانُت سبَدبَا ف دخوُل كثي منم
الوربيات السلم وبعضهنم صرن منم الداعيات إليه.
كمحا كنا أسرع منم الرجال ف تاوزأ النُتمحاءات الذهبَية والعرقية ،والنُفتاح علِّىَ كل النسيات السلِّمحة،
فنحنم نرصا علِّىَ إقامة إفطارات للِّنساء السلِّمحات منم كل الذاهب والنسيات دون تييز ،كمحا نتمحع
دائدمحا علِّىَ صلة التاويح ف إحدىً الصلِّيات أو ف منزل واحدة ملنا ،وكثديا ما نرج سوُييا ف رحلت
خلِّوُية ،وهوُ ما قلرب بدوره بي الاليات السلمية ،وأزأال الوُاجز الت كانُت توُل بينها ،وقد نحنا
بفضل ال ف إصدار ملِّة شهرية اسها )سلم( بالهوُد الذاتية ،وهي ملِّة إسلمية شاملِّة تعن بتقدي
كل ما يتصل بالسلم منم فتاوىً وأخبَار وقضايا ،وتقدم التاجم والجابات الاصة بالقضايا
ضا ،وتوُزأع ف الكحتبَات العامة النتشرة ف كل أناء السلمية ،وهي موُجهة للِّمحسلِّمحي وغي السلِّمحي أي د
البَلد.
وماذا عنم الؤسسات السلمية الخرىً؟ وهل يتناسب دورها مع وضع السلِّمحي هناك؟
هناك مؤسسات أخرىً بالطبَع ،وأهها الركز السلمي ف إستوُكهوُل والركز العلمي السلمي ..وهي
مؤسسات تعن ف الساس بالتعريف بالسلم ف وسائل العلم الخمتلِّفة والتعامل مع السلِّطات
الكحوُمية ف كل ما يص السلم ..وتتوُل عقد الؤترات والندوات السلمية وتتدخل لل ما قد
يوُاجه السلِّمحي منم مشكحلت هناك
276
iif.islamiska@swipnet.se * البيد اللكحتون لحد الراكز السلمية ف السوُيد
islamedia@hotmail.com * البيد اللكحتون للِّة سلم
277
حدث في رمضان ...
دعاء اليوُم
...غزوة بدر
...أسبَاب العركة
الستعداد والتحرك
التوُكل واليإان والدد
الفضل العظيم
...دروس منم غزوة بدر
...حرب رمضان
...فتح مكحة
...دروس منم فتح مكحة
...معركة البَوُيب
...وفاة خالد بنم الوُليد
...وفاة عمحرو بنم العاصا
...بعث علِّي وخالد إل اليمحنم
...وفاة فاطمحة رضي ال عنها
...معركة عي جالوُت
...غزوة تبَوُك
...فتح جزيرة رودس
...مذبة الرم البراهيمحي..
غازوة بدر -ويقطع دابر الكافرين
الدكتوُر عبَد اليد واف
معركة بدر الكحبىً كانُت حددثا أراده ال عز وجل ،فمحلهد له ودلبر له بتدبي مكحم ل يفلِّت هدفه ،وإنا
يقه حدقا ،كمحا أنُزل ف مكحم تنزيلِّه) :شويرذريرد اللِّلهر شأن رذيلق الشلق بذشكحلِّذشمحاتذذه شويشيهقطششع شدابذشر الهشكحافذذريشنم*ذليرذحلق
اهلشلق شوييرهبَذطشل الهشبَاذطشل شولشهوُ شكذرشه الهرمحهجذررموُشن(.
وذلك أن هجرة رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم إل يثرب كانُت إيذادنُا بظهوُر كلِّمحة الق ،بعد أن
لت قريش لاجتها سنوُات لتطفئ نُوُر ال ،فأعز ال كلِّمحة رسوُله صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم والؤمني بنم ل
آْوىً ونُصر منم أهل الدنُية ،واعتلز رسوُله صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم بتأييد ال الذي ألف بي قلِّوُبم )رهشوُ
278
ي قريرلِّوُذبذهم الذذي أشيلشدشك بذنشصذرذه وذبالهمحهؤذمنذي* وأشلف بيي قريرلِّوُذبذم لشوُ أشنُشفهقت ما ذف الشر ذ ذ
ض شجيعاد لما أشلشف ه
ت بشي ه ش ه ش ش ه ه ه ش ر ش ش ش شهش ش
ذ
ف بشهييينشيرههم ذنُإلهر شعذزيةز شحكحيةم( ذ
شولشكحلنم اللِّلهش أشل ش
أسبَاب العركة
دولة الق
وقامت دولة الق بعدما نُظم رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم متمحع الدينة ،فكحتب الصحيفة الت
ربطت بي عناصر متمحع الدينة ،منم أنُصار ومهاجرينم وأهل كتاب؛ بن قينقاع والنضي وقريظة،
واجتمحع السلِّمحوُن للِّصلة ف موُاقيتها ل يافوُن إيذاء كمحا كان الال ف مكحة ،وأصبَح السجد مركز
التجمحع الدن ،فيه يتلِّىَ الوُحي النزل ،وتقام المحاعات يدعىَ إليه بنداء هوُ منم أمر ال يمحع معال
السلم ف كلِّمحاته ،وفيه تعقد اللوُية ،وتستقبَل الوُفوُد وتقضىَ القضية ورسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه
وسلِّم علِّىَ رأس ذلك يستفد الوُحي وبه يستشد.
ضغائنم قريش
ك الذذيشنم وملِّك الغيظ قريدشا ولبَسهم الرج ،بعد أن أفلِّتت منهم الفرصة الت خططوُا لا) :شوإذهذ شيإهركحرر بذ ش
خييرر الهشمحاكذذريشنم( ،وما كان ال ليذرهم وما ذ
شكشفررواه ليرثهبَذرتوُشك أشهو يشيهقتريرلِّوُشك أشهو ريهذررجوُشك شوشيإهركحرروشن شوشيإهركحرر اللِّلهر شواللِّلهر ش ه
يططوُن ،بل لقد اختار ال توُقيتهم وتطيطهم ،ليحبَط به وفيه سعيهم وتدبيهم ،ليخمرج رسوُل ال
صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم إل دار أمنم ومنعة ،فاحتاروا كيف يتبصوُن بذا التمحع الذي اختق سلِّطانم
علِّىَ العرب ،وأصبَح مناودئا لكحلِّمحتهم ف قبَائل الزيرة ،ذلك السلِّطان الذي دانُت لم به العرب منذ عام
طييدرا أششباذبيشل* الفيل ،الذي أهلِّك ال فيه جيش البَشة والفيل ،با أرسل علِّيهم منم طي )شوأشهرشسشل شعلِّشهيذههم شه
ف لمأهركوُتل(؛ إذ ظنم العرب أن ال منع بيته الرم ،إكرادما صت ذ ذ ذذ
تشيهرميذهم بشجاشرةت لمنم سلجيتل* فششجشعلِّشرههم شكشع ه
لقريش ،وما فعلِّه ال سبَحانُه إل إكرادما لنبَيه الذي أوشك نُوُر ميلده أن يشرق ،وليصطنعه ال علِّىَ
عينه ليطلهر البَيت منم الوثان والنُداد لعبَادة ال وحده.
إذن القتال
ول يكحنم بلد أن تقع وقائع بي الكحفر العانُد الكحابر ،وبي أهل اليإان )الذذيشنم أرهخذررجوُا ذمنم ذدشياذرذههم بذغش هذي
شحرق ذإل شأن يشيرقوُلروُا شربيتشنا اللِّلره( ،فلِّم يإض عام أو بعض عام حت كانُت هناك سرايا أخرجها رسوُل ال
صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم بعدما أذن للِّمحؤمني بأن يوُاجهوُا القتال بالقتال) :إذلن اللِّلهش يرشدافذرع شعذنم الذذيشنم آْشمنروُا إذلن
صذرذههم لششقذديةر* الذذيشنم ذ ذ ذذ ت
ب ركلل شخلوُان شكرفوُتر* أرذشن للِّلذيشنم ييرشقاتشيرلِّوُشن بذأشنُيلرههم ظرلِّرمحوُا شوإذلن اللِّلهش شعشلِّىَ نُش ه اللِّلهش ل رذي ت
صشوُاذمرع ض لرلدشم ه ضرهم بذبَشيهع ت لذ ل ذ ذ ذ ذذ ذ ذ ذ
ت ش س بشيهع ش أرهخررجوُا منم دشيارههم بغشهي شحرق إل شأن يشيرقوُلروُا شربيتشنا اللِّهر شولشهوُل شدفهرع اللِّه اللنا ش
ي شعذزيةز(صررهر إذلن اللِّلهش لششقذوُ ق ذ ذ ذ ذ
صشرلن اللِّلهر شمنم شين ر ت شوشمشساجرد يرهذشكرر فيشها اهسرم اللِّله شكثديا شولششين ر صلِّششوُا ةشوبذيشةع شو ش
279
لقد ظلِّم الؤمنوُن؛ إذ خرجوُا منم ديارهم بأعز ما يإلِّك الرء وما يمحل؛ قلِّب مؤمنم بال ثابت علِّىَ
الق ،يطلِّب النجاة بدينه ،ويتك الال والنشب ،بل ترك كثي منهم الهل والوُلد ،ولقوُا بدار منعة
ضلِّوُه علِّىَ لعاعة الدنُيا رغبَة ف وجهه سبَحانُه ،فعلوُضهم بنصره وما أفاء علِّيهم. اعتزادزأا بال وإيإادنُا به ،ف ل
روىً ابنم جرير عنم سعيد بنم جبَي عنم ابنم عبَاس رضي ال عنهمحا قال :لا رأخرج النب صلِّىَ ال علِّيه
وسلِّم منم مكحة؛ قال أبوُ بكحر :أخرجوُا نُبَيهم؟!ا إنُا ل وإنُا إليه راجعوُن!ا!ا ليهلِّرركحنم ..قال ابنم عبَاس:
صذرذههم لششقذديةر( قال أبوُ بكحر رضي ذ ذ ذذ
فأنُزل ال عز وجل) :أرذشن للِّلذيشنم ييرشقاتشيرلِّوُشن بذأشنُيلرههم ظرلِّرمحوُا شوإذلن اللِّلهش شعشلِّىَ نُش ه
ال عنه :فعرفت أنُه سيكحوُن قتال ،وزأاد أحد :وهي أول آْية نُزلت ف القتال.
تدبي ال
وواجهت بعض السرايا الت أخرجها رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم التحادما بالسلح ،وعاد غيها دون
أن يلِّقوُا قتادل ،حت كانُت وقعة بدر :الت قلدر الؤمنوُن الذي خرجوُا إليها :أن يعوُدوا بذعي قريش،
ضا عنم أموُالم بكحة الت استحلِّتها قريش ،وقلدر ال تعال أن تكحوُن لقاء بي قلِّة مؤمنة مدودة العتاد عوُ د
والعدة وإيإانا يإل الصدور عزة بال ،وكفدرا بالشيطان وحزبه ،وبي الكحثرة الت خرجت منم مكحة بطدرا
ي أشنُيلها لشركحم وتشيوُتدوشن أشلن شغيير شذا ذ
ت لذذ ذ ذ ذ ذ
هش ورئاء الناس ،ويصدون عنم سبَيل ال) :شوإهذ يشعردركرم اللِّلهر إهحشدىً الطائشفت ه ش ه ش ش
اللشهوُشكذة تشركحوُرن لشركحهم شويرذريرد اللِّلهر شأن رذيلق الشلق بذشكحلِّذشمحاتذذه شويشيهقطششع شدابذشر الهشكحافذذريشنم( نُعم :لقاء يق ال به الق
ويبَطل البَاطل ،ليذهب نُصر القلِّة الؤمنة علِّىَ الكحثرة الكحافرة الزهوُة بيلئها؛ حيث خرجت بالقيان
تضرب دفوُفها ليسمحع العرب ،ويسقوُا المحر نُشوُة وكدبا واستعلء ،فيذهب نُصر القلِّة الؤمنة علِّىَ الكحثرة
الستكحبة .ف أناء الزيرة يرتج آْفاقها؛ إيذانُا بزوال دولة الكحفر والستعلء علِّىَ ال الوُاحد الحد،
بالنُداد والوثان ،الت ل تغنم عنهم شيدئما.
حروب وحروب
إن الروب كانُت تقوُم وما تزال حت الن إل منم عصم ال دائدمحا بي طائفتي؛ طائفة مستعلِّية
مستكحبة ،تزهوُا بالعتاد والعدة والعدد؛ ومستضعفة ل تلِّك ما تلِّك الول ،وعدوان الستعلِّي هدفه
إذلل الستضعفي وموُ عزتم بأنُفسهم ،يتخمذونم تبَدعا وأداة يصطنعوُنا لاجاتم وحرثهم ،وناء
أموُالم وملِّكحهم ،بطدرا واستكحبَادرا ف الرض.
وهذا ما كانُت تفعلِّه فارس والروم ف آْسيا وإفريقيا وأطراف منم أوروبا ،وهوُ نُفس ما كانُت تفعلِّه قبَائل
العرب ف الاهلِّية بعضها مع بعض ،فيعوُد النتصر بالسب والسلِّب ،ويعوُد الهزوم بذلل الياة وعار
الزيإة والمهات والبَنات سبَايا ،يا له منم ذل.
وربا قامت الرب بي طائفتي مستعلِّيتي كمحا قامت بي فارس والروم قدديإا وبي دول الغرب حديدثا،
وهذا ما جاء السلم لتغييه ،بإخراج العبَاد منم استعبَاد العبَاد إل عبَادة رب العبَاد والعتزازأ بعزته:
ذذ ذ ذ ذ ذ ذ ذذ ذ ذ ذ
ي ل يشيهعلِّشرمحوُشن( ،ولذا كان تدبي ال تهيددا لا حدث ف ي شولشكحلنم الهرمحشنافق ش )شوللِّله الهعلزةر شولشررسوُله شولهلِّرمحهؤمن ش
280
بدر أن يذلل كفر الكحافرينم وكبياءهم الاهلِّي بعد إنُكحارهم للِّحق البلِّجه بيد منم كانُوُا ف مكحة بالمس
مستضعفي.
وعد ال
وبذا بلشر ال رسوُله صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم إذ وعده وصحبَه إحدىً الطائفتي؛ العي الت جاءت منم
الشام تريد مكحة ،أو الناجزة والقتال ث النصر.
... ... 1وليتم ال تدبيه ملكحنم أبا سفيان الذي كان علِّىَ رأس القافلِّة منم النجاة بالعي ،بعد أن
أرسل إل مكحة مذدرا قريدشا يستدعيها لتدافع عنم أموُالا ،فلِّمحا اطمحأن إل سلمة العي استدرك
واستجعهم فقد سلِّم الال والتاع والبل.
... ... 2وليتم ال تدبيه أخرج أبا جهل أبوُ الكحم عمحرو بنم هشام ف ألف أو يزيد ،ف عدة كاملِّة،
وظهر حاضر منم خيل وإبل ،وسلح وافر ودروع ،يتال كدبا وكفدرا ،وأب أن يستجيب لستجاع أب
سفيان بنم حرب ،يقوُل :ل نُرجع حت تضرب علِّينا القيان ونُسقىَ المحر ونُطعم الطعام وتسمحع بنا
العرب فل يزالوُن يهابوُنُنا بعدها.
... ... 3وليتم ال تدبيه قلدر أن يكحوُن اللِّقاء حيث ل يإكحنم أن يتم ف مكحان أو ميعاد إل بإذنُه هوُ:
ب أشهسشفشل ذمنركحهم شولشهوُ تشيشوُاشعد لهت لشهختشيلِّشهفترهم ذف الهذمحيشعاذدصشوُىً شواللرهك ر
ذ ذ
) إذهذ أشنُرتم ذبالهعرهدشوة التدنُهيشيا شورهم ذبالهعرهدشوة الهرق ه
ك شعنم بشييلينشتة شوشهيشيح شمهنم شحلي شعنم بشييلينشتة شوإذلن اللِّلهش لششسذمحيةع ذ ولشذكحنم للييهق ذ
ك شمهنم شهلِّش شضشي اللِّلهر أشهمراد شكاشن شمهفرعوُلد لليشيههلِّ ش ش ش
ذ
شعلِّيةم(
الستعداد والتحرك
وشاورهم..
ولا تبَلي رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم إفلت العي ،وأتاه خب خروج قريش بسلحها وقيانا وخرها،
وجيش يفوُق أصحابه عدددا وعدة؛ ل يبَادره با شله منم مقام النبَوُة يأمر وينهي يبَغي الوُاجهة ،بل جع
منم حوُله منم أنُصار ومهاجرينم :يشاورهم إعمحالد لمر ال) :شوششاذوهررههم ذف الشهمذر فشذإشذا شعشزهم ش
ت فشيتشيشوُلكهل شعشلِّىَ
ذ اللِّلذه إذلن اللِّلهش رذي ت
ي(.ب الهرمحتشيشوُلكلِّ ش
وكان أصحابه عند ظنه بم :أما الهاجرون فقد قال أبوُ بكحر وعمحر رضي ال عنهمحا :ما أقر عين رسوُل
ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ،وقال القداد بنم السوُد :يا رسوُل ال ،امض لا أمرك ال ،فنحنم معك ،وال
ك فشيشقاذتل ذإلنُا شهارهشنا شقاذعردوشن( ،ولكحنم نُقوُل: ب أشنُ ش
ت شوشربت ش ل نُقوُل كمحا قالت بنوُ إسرائيل لوُسىَ) :شفاهذشه ه
اذهب أنُت وركب فقاتل إنُا معكحمحا مقاتلِّوُن ..فوُالذي بعثك بالق لوُ سرت بنا إل برك الغمحاد لالدنُا
معك منم دونُه حت تبَلِّغه ،فقال له رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم خديا ودعا له بي.
281
ولكحنم رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم كان يريد أن يستوُثق منم رأي النُصار؛ فهم الذينم خرج منم مكحة
بعد عهدهم له أن يإنعوُه ما يإنعوُن منه أموُالم وأولدهم ،فقالصلِّىَ ال علِّيه وسلِّم" :أشيوا علِّلي أيها
الناس"
فقد روىً ابنم مردويه وابنم أب حات عنم أب أيوُب النُصاري قال :قال لنا رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه
وسلِّم وننم بالدينة" :إن قد أخبت عنم عي أب سفيان أنا مقبَلِّة أي عائدة منم الشام ،فهل لكحم أن
نرج إليها لعل ال يغنمحناها"؟ قلِّنا :نُعم .فخمرج وخرجنا ،فلِّمحا سرنُا يوُدما أو يوُمي ،قال" :ما ترون ف
القوُم؟ فإنم قد أخبوا بروجكحم"؟ فقلِّنا :ل وال ،ما لنا طاقة بقتال العدو ،ولكحنم أردنُا العي ،ث قال:
"ما ترون ف قتال القوُم"؟ فقلِّنا مثل ذلك ،فقال القداد :وذكر ما رويناه منم قوُله ،ث استشارهم ثالدثا،
فتكحلِّم الهاجرون فأحسنوُا ،ففهمحت النُصار أنُه يعنيهم.
وكان رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يتخملوُف أن ل تكحوُن النُصار ترىً علِّيها نُصرته إل منم دهه
بالدينة منم عدو ،وأن ليس علِّيهم أن يسي بم إل عدو منم بلدهم؛ فلِّمحا قال ذلك رسوُل ال صلِّىَ
ال علِّيه وسلِّم ،قال سعد بنم معاذ :وال لكحأنُك تريدنُا يا رسوُل ال؟ قال" :أجل" .فقال له :لقد آْمنا
بك وصدقناك ،وشهدنُا أن ما جئمت به هوُ الق ،وأعطيناك علِّىَ ذلك عهوُدنُا وموُاثيقنا علِّىَ السمحع
والطاعة ،فامض بنا يا رسوُل ال لا أردت ،فنحنم معك ،فوُالذي بعثك بالق لوُ استعرضت بنا هذا
البَحر فخمضته لضناه معك ،ما تلِّف منا رجل واحد ،وما نُكحره أن تلِّقىَ بنا عدونُا غددا ،إنُا لصب ف
الرب ،صدق ف اللِّقاء ،لعل ال يريك منا ما تقر به عينك ،فسر علِّىَ بركة ال.
فسلر رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم بقوُل سعد ،ونُلشطه ذلك ،ث قال" :سيوا علِّىَ بركة ال وأبشروا،
فإن ال قد وعدن إحدىً الطائفتي ،وال لكحأن أنُظر إل مصارع القوُم".
حوُل مياه بدر
وتقدم الفريقان علِّىَ غي ميعاد حت أدركوُا جيدعا ماء بدر ،وكانُت بدر سوُدقا للِّعرب مسمحوُدعا خبها
ومكحانا ،كل فريق علِّىَ عدوة وطرف.
ب صحاب ينزع منم معي واختار رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم منزدل ،ودعا القوُم إل النزول ،وهنا ه ل
الب واليإان ،وينطق منم بلغة الدب والقرار لقام النبَوُة ،هوُ البَاب بنم النذر بنم عمحرو بنم المحوُح،
ويقوُل :يا رسوُل ال ،أرأيت هذا النزل ،أمنزل أنُزلكحه ال ليس لنا أن نُتقدمه ول نُتأخر عنه أم هوُ الرأي
والرب والكحيدة؟ فقال علِّيه الصلة والسلم" :بل هوُ الرأي والرب والكحيدة".
فقال :يا رسوُل ال ،إن هذا ليس بنزل ،فانض بنا حت نُأت أدن ماء منم القوُم فننزله ،ونُغوُر ما وراءه
ضا فنمحلِّؤه فنشرب ول يشربوُن ،فاستحسنم رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه منم القلِّب البار ،ث نُبَن علِّيه حوُ د
وسلِّم هذا الرأي وفعلِّه.
مطر منم السمحاء
282
وكان ما دلبر ال لرسوُله صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم حي قدم بددرا أن أنُزل مطدرا بقدر ،أما منم جهة قريش
فكحان الطر عظيدمحا ،عطلِّهم عنم السبَق إل مياه بدر ،وأما ما كان ما يلِّي السلِّمحي فبَالقدر الذي يثبَت
رمال الوُادي ،فلِّم يصب السلِّمحي منه إل ما للبَد لم دهس الوُادي وأعانم علِّىَ السي ،وهوُ ما عناه
ذذ ذ ذ
بس أششمنشةد لمهنهر شويرينشيلزرل شعلِّشهيركحم لمنم اللسشمحاء شماء ليرطشلهشرركم به شويرهذه شرب العزة ف قوُله) :إهذ ييرغشلشيركحرم النتيشعا ش
ت بذذه الشقهشداشم(. شعنركحهم ذرهجشز اللشهيشطاذن شوذليشيهربذ ش
ط شعشلِّىَ قريرلِّوُبذركحهم شوييرثشبَل ش
استطلع
ورغم يقي رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم منم نُصر ال الذي وعده ،فإنُه أخذ بأسبَاب حكحمحة القاتل
الذي يتأهب ،وخرج منم العسكحر مع أب بكحر كمحا روىً ابنم هشام يستطلِّع خب القوُم ،حت وقف علِّىَ
شيخ منم العرب؛ فسأله عنم قريش وعنم ممحد وأصحابه وما بلِّغه عنهم؟!ا فقال :ل أخبكمحا حت تبان
منم أنُتمحا!ا فقال له رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم" :إذا أخبتنا أخبنُاك" قال :أوذاك بذاك؟ قال:
"نُعم" ،قال :فإنُه بلِّغن أن ممحددا وأصحابه خرجوُا يوُم كذا وكذا ،فإن كان صدق الذي أخبن فهم
اليوُم بكحان كذا وكذا الكحان الذي فيه رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم وصحبَه وبلِّغن أن قريدشا خرجوُا
يوُم كذا وكذا ،فإن كان صدق الذي أخبن فهم اليوُم بكحان كذا وكذا للِّمحكحان الذي به قريش ،فلِّمحا
فرغ منم خبه قال :منم أنُتمحا؟ فقال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم" :ننم منم ماء" ث انُصرف عنه،
قال :يقوُل الشيخ :منم ماء؟ أمنم ماء العراق؟ ث انُصرف رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم إل أصحابه
حدث ف رمضان ...
دعاء اليوُم
التوُكل واليإان والدد
يناشد ربه
وبات رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ليلِّته راكدعا ساجددا يناشد ربه النصر؛ فقد أخرج البَيهقي والاوردي
بسندها عنم علِّي رضي ال عنه قال :ما كان فينا فارس يوُم بدر غي القداد علِّىَ فرس أبلِّق ،ولقد
رأيتنا وما فينا إل نُائم ،إل رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم تت شجرة يصلِّي ويبَكحي حت أصبَح ،وجاء
خب الصبَاح ف صحيح مسلِّم قال ..:وقال سعد بنم عبَادة :يا رسوُل ال ،أل نُبَن لك عريدشا تكحوُن
فيه ،ونُعد عندك ركائبَك ،ث نُلِّقىَ عدونُا ،فإن أظهشرنُا ال وأعلزنُا علِّىَ عدلونُا كان ذلك ما أحبَهبَنا ،وإن
كانُت الخرىً جلِّست علِّىَ ركائبَك ،فلِّحقت بنم وراءنُا منم قوُمنا ،فقد تلِّف عنك أقوُام يا نُب ال ما
ننم بأشد لك حدبَا منهم ،ولوُ ظنوُا أنُا نُلِّقىَ حردبا ما تلِّفوُا عنك ،يإنعك ال بم ،ويناصحوُنُك،
وياهدون معك ،فأثن رسوُل ال علِّيه خديا ،ودعا له بي ،ومشىَ رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم علِّىَ
موُضع الوُقعة ،فعرض علِّىَ أصحابه مصارع رؤوس الكحفر منم قريش مصردعا مصردعا ،يقوُل :هذا مصرع
فلن إن شاء ال ،هذا مصرع فلن إن شاء ال.
283
قال عمحر :فوُالذي بعثه بالق ،ما عدا واحد منهم مضجعه الذي حدده رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه
وسلِّم ،وقام رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ف السقيفة ،ل يكحف عنم مناشدته ربه ،فقد أخرج المام
أحد عنم عمحر رضي ال عنه قال :لا كان يوُم بدر نُظر رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم إل أصحابه
وهم ثلثائة ونُيف ،ونُظر إل الشركي فإذا هم ألف وزأيادة ،فاستقبَل النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم القبَلِّة
وعلِّيه رداؤه وإزأاره ،ث قال" :اللِّهم أنز ل ما وعدتن ،اللِّهم إن تلِّك هذه العصبَة منم أهل السلم فل
تعبَد بعد ف الرض أبددا" ،فمحا زأال يستغيث بربه ويدعوُه حت سقط رداؤه ،فأتاه أبوُ بكحر فأخذ رداءه
فرده ،ث التزمه منم ورائه ،ث قال :يا رسوُل ال ،كفاك مناشدتك ربك ،فإنُه سينجز لك ما وعدك،
ي( .وف رواية ابنم ذ ذ ذذ فأنُزل ال) :إذهذ تشستشذغيرثوُشن ربلركحم شفاستشجاب لشركحم أشلن رمذتدركم بذأشله ت
ف لمشنم الهشمحلئشكحة رمهردف ش ش ه ه ش ش ه ه
إسحق وغيه :فقال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم :أبشر يا أبا بكحر :أتاك نُصر ال ،هذا جبيل آْخذ
بعنان فرسه يقوُده علِّىَ ثناياه النقع غبَار العارك ،ث خرج منم العريش وهوُ يتلِّوُ قوُل ال تعال) :شسيريههشزرم
اهلشهمحرع شوييرشوُتلوُشن التدبيرشر(.
مدد السمحاء الثالثة
ك إذشل واختلِّطت الصفوُف ،وتلقت السيوُف بالسيوُف ،وحسم أمر ال للِّمحلئكحة اللِّقاء) :إذهذ ريوُذحي شربت ش
ضذربروُاه فشيهوُشق الشهعشناذق ذ لذ ذ ذ لذ ذ ذ
ب شفا هالهشمحلئشكحة أشلن شمشعركحهم فشيثشبَلتروُاه ا ذيشنم آْشمنروُاه شسأرلهقي ف قريرلِّوُب ا ذيشنم شكشفررواه اللرهع ش
ضذربروُاه ذمهنيرههم ركلل بشيشناتن( ،وف الديث عنم ابنم عبَاس :بينمحا رجل منم السلِّمحي يشتد ف أثر رجل منم شوا ه
الشركي أمامه إذ سع ضربة بالسوُط فوُقه ،وصوُت فارس يقوُل :أقدم حيزوم ،فنظر إل الشرك مستلِّقديا،
فنظر إليه :فإذا هوُ قد حطم أنُفه ،وشق وجهه لضربة السوُط ،فاخضلر ذلك أجع ،فجاء النُصاري
فحدث بذلك رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ،فقال" :صدقت ،ذلك منم مدد السمحاء الثالثة".
منم قوُاعد القتال
وكان ما أنُزل ال تعال منم أوليات قوُاعد القتال قوُله( :شيا أشييتشها الذذيشنم آْشمنروُاه إذشذا لشذقيتررم الذذيشنم شكشفررواه شزأهحفاد
ب لمشنم اللِّلذه ذت ذ ذ ذت
ضتفشلش تريشوُتلوُرهرم الشهدشباشر* شوشمنم ييرشوُلهم يشيهوُشمئمذ ردبيرشرهر إذلل رمتششحلرفاد لقشتاتل أشهو رمتششحيلزاد إذشل فئمشة فشيشقهد شباء بذغش ش
صري( ،فلِّيس للِّمحسلِّم إل القدام وال ردؤه إل أن يكحوُن مناودرا ينحرف منم مكحان ومأهواه جهنلم وبذهئمس الهمح ذ
شش ش ر ش ش ر ش ش ش
إل مكحان يبَدل موُاقع القتال أو طالدبَا التحيز لطائفة منم القاتلِّي يستكحثر بم.
ولكحنم ال قتلِّهم ...
وليعلِّم الؤمنوُن أنم جند ال وأدواته ،وأن أيديهم ليست الفاعلِّة وأن الفعل ل؛ به يبَيد أهل الشرك،
فهوُ الذي وفق وهوُ الذي أعان فأهلِّك؛ فأنُزل) :فشيلِّشهم تشيهقتريرلِّوُرههم شولشذكحلنم اللِّلهش قشيتشيلِّشرههم( وهوُ الذي أظفر
الؤمني ،ومكحنهم منم رقاب أهل الشرك وظهوُرهم ،فمحا كان لحد أن يفخمر بقتل منم قتل وإصابة منم
أصاب ،فال هوُ الذي استدرج القوُم ،وملكحنم الؤمني منم نُوُاصيهم..
وما رميت إذ رميت
284
فقد روىً ابنم كثي قال :قال ابنم عبَاس :رفع رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يديه يوُم بدر ،فقال" :يا
رب ،إن تلِّك هذه العصابة فلِّنم تعبَد ف الرض أبددا" فقال له جبيل :خذ قبَضة منم التاب فارم با ف
وجوُههم ،فأخذ قبَضة منم التاب فرمىَ با ف وجوُههم.
وذلك ما جاء ف قوُل ممحد بنم قيس وممحد بنم كعب القرظي :لا دنُا القوُم بعضهم منم بعض أخذ
رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قبَضة منم تراب ،فرمىَ با ف وجوُه القوُم ،وقال" :شاهت الوُجوُه"،
فدخلِّت ف أعينهم كلِّهم ،وأقبَل أصحاب رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يقتلِّوُنم ويأسرونم ،فكحانُت
هزيإتهم ف رمية رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ،ولكحنم ال تعال شلرف رسوُله فيمحا رمىَ ،فجعل يده
ترمي عنم ال ،فأنُزل علِّيه( :وما رميت إذهذ رميت ولشذكحلنم اللِّله رمىَ ولذيبَلِّذي الهمحهؤذمنذ ذ
ي مهنهر شبلء شحشسناد إذلن اللِّلهشش شش ش ره ش ر ش ش ش شش ه ش شش ه ش ش
شذسيةع شعذلِّيةم( ،ث علقب ال علِّىَ فضلِّه فيمحا كان يب ويقرر حدقا فيمحا كان ويكحوُن حت يتم ال دينه:
)شذلذركحهم شوأشلن اللِّلهش رموُذهرنم شكهيذد الهشكحافذذريشنم( ،فمحا كادوا لرسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم وصحبَه بعدها كيددا
إل وأوهنه ال تعال إل أن لقي ربه صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم.
ث استمحر ذلك الوُهنم للِّكحافرينم أمام جند الفتح منم بعد رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم إل أن علم
السلم الفاق.
إيإان وبطر وكب
وتتحدث كتب السننم والغازأي والسي ،فتوي تفاصيل كثية عمحا دار ف بدر عندما احتدم القتال:
فهذا عمحي بنم المحام يلِّوُك ترات ،وما أن يسمحع بشارة رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم لنم يقاتل مقبَلد
غي مدبر حت يقتل فلِّه النة ،فيلِّقىَ بالتمحرات منم يده وفمحه ،ويتقدم فيقاتل فيلِّقىَ ال علِّىَ عهده.
وهذا عبَد الرحنم بنم عوُف يد نُفسه ف الصف بي شابي؛ كل يسأله عنم أب جهل عدو ال ،ويتال
أبوُ جهل بي الصفوُف؛ فيقوُل ابنم عوُف :ذاكم صاحبَكحم!ا فيتبَادله "العاذان"؛ معاذ بنم عمحرو بنم
المحوُح ،ومعاذ بنم عفراء ،يتبَادلنُه بضربتي حت يثبَتاه صريدعا يعال آْخر أنُفاسه.
ويدركه عبَد ال بنم مسعوُد ،فيتقدم ويرقىَ صدره ليجهز علِّيه ،فيغلِّبَه كبياء الكحفر وهوُ وشيك اللك،
فيقوُل :لقد ارتقيت مرتقىَ صعدبَا يا رويعي الغنم ،ويتلز عبَد ال رأسه ويذهب فيلِّقيه بي يدي رسوُل ال
صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم.
وتتابع الرماح والسيوُف فعلِّها ف القوُم ،حت أذل ال أعداءه ،فوُقعوُا بي قتيل وأسي ،ويفر منم فر هردبا
منم القيان بدفوُفهم حت يدخلِّوُا مكحة خزايا مدحوُرينم
الفضل العظيم
الب ف مكحة
يقوُل ابنم إسحق :وكان أول منم قدم مكحة بصاب القوُم منم قريش :اليسمحان بنم عبَد ال الزاعي؛
فقالوُا :ما وراءك؟ قال :قتل عتبَة بنم ربيعة وشيبَة بنم ربيعة وأبوُ الكحم بنم هشام أبوُ جهل وأمية بنم
285
خلِّف وزأمعة بنم السوُد ونُبَيه ومنبَه ابنا الجاج وأبوُ البَخمتي بنم هشام ،فلِّمحا جعل يعد أشراف قريش
قال صفوُان بنم أمية وهوُ قاعد ف الجر :وال إن يعقل هذا يعن أنُه منوُن ل يدري فاسألوُه عن،
قالوُا :ما فعل صفوُان بنم أمية؟ قال :ها هوُ جالس ف الجر ،وقد رأيت أباه وأخاه حي قتل.
أبوُ لب يإوُت كمحددا
وف حديث أب رافع موُل العبَاس بنم عبَد الطلِّب لا جاء الب عنم مصاب أصحاب بدر كبَت ال أبا
لب وأخزاه ،فقام يلر رجلِّيه بشر حت جلِّس ،فبَينمحا هوُ جالس إذ قال الناس :هذا أبوُ سفيان بنم
ل فعندك لعمحري الب .قال :فجلِّس إليه الارث بنم عبَد الطلِّب قد قدم .قال :فقال أبوُ لب :هلِّم إ ل
والناس قيام ،فقال :يا ابنم أخي ،أخبن كيف كان أمر الناس؟
قال :وال ما هوُ إل أن لقينا القوُم فمحنحناهم أكتافنا ،يقتلِّوُنُنا كيف شاءوا ،ويأسرونُنا كيف شاءوا،
ضا يلِّبَسوُن البَياض علِّىَ خيل بلِّق بي السمحاء والرض، وأي ال مع ذلك ما لت الناس ،لقينا رجالد بي د
ل يقوُم لا شيء ،قال أبوُ رافع وكان السلم دخلِّنا وسرنُا ذلك :تلِّك وال اللئكحة ،فرفع أبوُ لب يده
فضربن ف وجهي ضربة شديدة ،فقامت أم الفضل زأوج العبَاس إل عمحوُد ،فضربت به ف رأس أب لب
فشجته ،وقالت :أستضعفته أن غاب سيده؟!ا فوُال ما عاش إل سبَع ليال حت رماه ال بالعدسة وهي
قرحة تتشاءم منها العرب فتبَاعد عنه بنوُه حت قتلِّه ال .الديث.
فضل ال
وهكحذا قضىَ ال أمره وأنُفذ تدبيه ،وأوقع أول واقعة ف السلم ،فذكر أحبَابه النتصرينم بفضلِّه:
صذرذه شوشرشزأقشركحم س شفآشواركهم شوأشيلشدركم بذنش ه ل
ض ششتارفوُشن شأن يشيتششخمطشفركحرم اللنا ر ضشعرفوُشن ذف الشهر ذ )شواذهركررواه إذهذ أشنُترهم قشذلِّيةل تمهستش ه
ذ
لمشنم الطليلشبَات لششعلِّلركحهم تشهشركحرروشن( ،وأسكحنكحم بي قوُم يبَوُنُكحم وتبَوُنم )شوأشيلشدركم بذنش ه
صذرهذ شوشرشزأقشركحم لمشنم
ك قشذلِّيلد شولشهوُضا منم أسرار تدبيه )إذهذ يرذريشكحرهرم اللِّلهر ذف شمشناذم ش الطليلشبَات لششعلِّلركحهم تشهشركحرروشن( ،وبلي لبَيبَه بع د
ذ
صردوذر( ،وكشف ال تعال ت ال ت أشراشكهم شكثذيا لشفذشهلِّتم وشلتيشنازأعتم ذف الشمذر ولشذكحلنم اللِّله سلِّلم ذنُإله عذلِّيم بذشذا ذ
ش ش ش ر ش ة ه ش ر ه ش ش ش هر ه ش ره د
ب لشركحرم اهليشيهوُشم ذمشنم اللناذس ذ ذ
سعي الشيطان ف جيش الكحفر) :شوإهذ شزأيلشنم شلررم اللشهيشطارن أشهعشمحاشلرهم شوشقاشل لش شغال ش
ذ ذ ذ ذ ذ ذ ذ ذ ذ ذ
ص شعشلِّىَ شعقبَشيهيه شوشقاشل إلن بشريءة لمنركحهم إلن أششرىً شما لش تشيشرهوشن إلنش شوإلن شجاةر لركحهم فشيلِّشلمحا تشيشراءت الهفئمششتان نُششكح ش
ف اللِّلهش شواللِّلهر ششذديرد الهعذشقاب( أششخا ر
إعداد وعدة ..وحساب
ذِ ومنذ أن وقعت الوُاقعة أوجب ال تعال علِّىَ الؤمني الهبَة والعداد تسدبَا للِّقاءات قد تفاجئمهم،
ليس منم الشركي وحدهم ،بل منم كل منم تسوُل له قوُته أن يارب السلم وأهلِّه أو يإكحر بم فأوحىَ
إل رسوُله صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم) :شوأشذعتدواه شرلم لما اهستشطشهعرتم لمنم قريلوُةت شوذمنم لرشباذط اهلشهيذل تريهرذهربَوُشن بذذه شعهدلو اللِّلذه
شوشعردلوركهم شوآْشخذريشنم ذمنم ردوذنذهم لش تشيهعلِّشرمحوُنُشيرهرم اللِّلهر يشيهعلِّشرمحرههم( ،والعدة تتاج إل نُفقة وتنبَيه خاصا بفضلِّها
ف إذلشهيركحهم شوأشنُترهم لش ترظهلِّشرمحوُشن(.)شوشما رتنذفرقوُاه ذمنم ششهيتء ذف شسذبَيذل اللِّلذه ييرشوُ ل
286
وكان للِّمحؤمنم القاتل ذي اليإان السوُي الراسخ حساب خاصا عند ال ،ليس كحساب البَشر إذا
ذ
احتدم القتال :مقاتل بقاتل!ا!ا ولكحنم أبعد منم ذلك حيث أخب نُبَيه صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم) :شيا أشييتشها النل ل
بر
ي شوذإن يشركحنم لمنركحم لمئمشة يشيهغلِّذبَروُاه أشلهدفا صابذروشن يشيهغلِّذبَروُاه ذمشئمتشي ه ذ ذ ذ ذ ذ
ي شعشلِّىَ الهقشتال إن يشركحنم لمنركحهم عهشرروشن ش ر
حلر ذ ذ ذ
ض الهرمحهؤمن ش ش
لمشنم الذيشنم شكشفررواه بذأشنُيلرههم قشيهوُةم لل يشيهفشقرهوُشن( ،ل يفقهوُن تدافعكحم للِّشهادة وبذل الهجه طلِّدبَا للِّجنة ،وهم ذ
إنا يقاتلِّوُن ليسمحع بم الناس استعلء وكدبا وخيلء ،ث خفف ال عنم عبَاده وقد علِّم ما بم) :الشن
ي شوذإن يشركحنم لمنركحهم أشله ة
ف صابذرة يشيهغلِّذبَروُاه ذمشئمتشي ه ذ ف اللِّلهر شعنركحم وشعلِّذم أشلن ذفيركحم ش ذ شخلف ش
ضهعدفا فشإن يشركحنم لمنركحم لمئمشة ش ش ه هش ش
ي( ،ولقد صدق الؤمنوُن وعد ال وصدقهم ال وعده ،فلِّقد كانُت جيوُش الفتح تلِّقىَ يشيهغلِّذبَروُاه أشلهشف ه ذ
أضعافها عدددا وعدة ف قتال الفرس والروم ف فتوُح العراق والشام ومصر وإفريقية ،وحت عندما عبوا
صابذذريشنم(
مضيق جبَل طارق لقتال القوُط الغربيي ،فكحان النصر معهم ما صبوا) :شواللِّلهر شمشع ال ل
مكحانُة البَدريي
جاء فيمحا روىً البَخماري بسنده ... " :جاء جبيل إل النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم فقال :ما تعرتدون أهل
بدر فيكحم؟!ا قال" :منم أفضل السلِّمحي" أو كلِّمحة نوُها ،قال :وكذلك منم شهد بددرا منم اللئكحة".
وبعد
فإن بددرا وما لبسها منم أحداث ،وما عللِّق ال تعال با منم أحكحام ،وما ولجه منم تنبَيهات لرسوُل ال
صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم وللِّمحؤمني تتاج وحدها سفدرا يتدارس آْثارها وأخبَارها فبَها بدأت الوُاجهة
الصادقة :أحقت الق وأبطلِّت البَاطل ،وفيها عللِّم ال رسوُشله صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم والؤمني علِّوُشم الرب
والسلِّم والعداد والذر والطاعة والصب عند اللِّقاء ،والثخمان ف العداء حت يستقيم أمر ال الذي
أراد وبلي
يييييييييي
" دروس من غازوة بدر "
لقد كانُت غزوة بدر الت ابتدأت وانُتهت بتدبي ال وتوُجيهه ومدده فرقادنُا بي الق والبَاطل كمحا يقوُل
ل،الفسرون إجادل ،وفرقادنُا بعن أشل وأوسع وأدق وأعمحق كثديا ،كانُت فرقادنُا بي الق والبَاطل فع د
ولكحنه الق الصيل الذي قامت علِّيه السمحاوات والرض ،وقامت علِّيه فطرة الحياء والشياء ،الق
الذي يتمحثل ف تفرد ال سبَحانُه باللوُهية والسلِّطان والتدبي والتقدير ،وف عبَوُدية الكحوُن كلِّه سائه
وأرضه ،أشيائه وأحيائه لذه اللوُهية التفردة ،ولذا السلِّطان التوُحد ،ولذا التدبي وهذا التقدير بل
معقب ول شريك ..والبَاطل الزائف الطارئ كان يعم وجه الرض إذ ذاك ،ويغشىَ علِّىَ ذلك الق
الصيل ،ويقيم ف الرض طوُاغيت تتصرف ف حياة عبَاد ال با تشاء وأهوُاء تصرف أمر الياة
والحياء!ا
287
#كانُت فرقادنُا بي هذا الق وهذا البَاطل ف الوُاقع الظاهر كذلك .فرقادنُا بي العبَوُدية الوُاقعية
للشخماصا والهوُاء وللِّقيم والوضاع وللِّشرائع والقوُانُي وللِّتقاليد والعادات وبي الرجوُع ف هذا كلِّه ل
الوُاحد الذي ل إله غيه ،ول متسلِّط سوُاه ،ول حاكم منم دونُه ،ول مشرع إل إياه .فارتفعت الامات
ل تنحن لغي ال ،وتساوت الرؤوس ل تضع إل لاكمحيته وشرعه.
#كانُت فرقادنُا بي عهدينم ف تاريخ الركة السلمية :عهد الصب والصابرة والتجمحع والنُتظار ،وعهد
القوُة والركة والبَادأة والنُدفاع ..والسلم بوُصفه تصوُدرا جديددا للِّحياة ،ومنهدجا جديددا للِّوُجوُد
النُسان ،ونُظادما جديددا للِّمحجتمحع ،وشكحلد جديددا للِّدولة بوُصفه إعلدنُا عادما لتحرير النُسان ف
الرض ،وبتقرير ألوُهية ال وحده وحاكمحيته ومطاردة الطوُاغيت الت تغتصب ألوُهيته وحاكمحيته .السلم
بوُصفه هذا ل يكحنم له بد منم القوُة والركة والبَادأة والنُدفاع ،لنُه ل يكحنم يإلِّك أن يقف كامناد
منتظراد علِّىَ طوُل المد .ل يكحنم يستطيع أن يظل عقيدة مردة ف نُفوُس أصحابه يتمحثل ف شعائر
تعبَدية ل ،وف أخلق سلِّوُكية فيمحا بينهم ،ول يكحنم له برقد ف أن يندفع إل تقيق التصوُر الديد والنهجه
الديد والدولة الديدة والتمحع الديد ف واقع الياة وأن يزيل منم طريقها العوُائق الادية الت تشكحبَتها،
وتوُل بينها وبي التطبَيق الوُاقعي ف حياة السلِّمحي أودل ،ث ف حياة البَشرية كلِّها أخياد ..وهىَ لذا
التطبَيق الوُاقعي جاءت منم عند ال.
ت وكل عوُامل النصر الظاهرية ف صف #وكانُت فرقادنُا بي تصوُرينم لعوُامل النصر وعوُامل الزيإة؛ فشجشر ه
الشركي ،وكل عوُامل الزيإة الظاهرية ف صف العصبَة الؤمنة حت لقد قال :النافقوُن والذينم ف قلِّوُبم
مرض) :شغلر شهرؤلء ذدينريرههم( ،وقد أراد ال أن تري العركة علِّىَ هذا النحوُ ،وهىَ العركة الول بي الكحثرة
الشركة والقلِّة الؤمنة ،لتكحوُن فرقادنُا بي تصوُرينم وتقديرينم لسبَاب النصر وأسبَاب الزيإة ،ولتنتصر
العقيدة القوُية علِّىَ الكحثرة العددية وعلِّىَ الزاد والعتاد ،فيتبَي للِّناس أن النصر للِّعقيدة الصالة القوُية ،ل
لرد السلح والعتاد ،وأن أصحاب العقيدة القة علِّيهم أن ياهدوا ويوُضوُا غمحار العركة مع البَاطل
غي منتظرينم ،حت تتساوىً القوُىً الادية الظاهرية؛ لنم يإلِّكحوُن قوُة أخرىً ترجح الكحفة ،وأن هذا ليس
كلدما يقال ،إنا هوُ واقع متحقق للِّعيان.
النصر القيقي منم ال وكل ما دونُه ستار لقدر ال :
... ... 1الستغاثة بال ونُزول اللئكحة:
ي* شوشما شجشعلِّشهر اللِّلهر إذلل برهششرىً ذ ذ ذذ )إذهذ تشستشذغيرثوُشن ربلركحم شفاستشجاب لشركحم أشلن رمذتدركم بذأشله ت
ف لمشنم الهشمحلئشكحة رمهردف ش ش ه ه ش ش ه ه
صرر إذلل ذمهنم ذعنذد اللِّلذه إذلن اللِّلهش شعذزيةز شحذكحيةم( ذ ذ ذ
شولتشطهشمحئملنم بذه قريرلِّوُبرركحهم شوشما النل ه
روىً أحد ومسلِّم ،وأبوُ داود والتمذىً وابنم جرير وغيهم عنم عبَد ال بنم عبَاس رضىَ ال عنهمحا قال:
حدثن عمحر بنم الطاب رضي ال عنه قال :لا كان يوُم بدر نُظر النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم إل
ل ،ونُظر إل الشركي فإذا هم ألف وزأيادة ،فاستقبَل نُب ال أصحابه وهم ثلثائة رجل وبضعة عشر رج د
288
القبَلِّة ث ملد يده وجعل يهتف بربه" :اللِّهم أنز ل ما وعدتن ،اللِّهم إن تلِّك هذه العصابة منم أهل
السلم ل تعبَد ف الرض" فمحا زأال يهتف بربه ماددا يديه مستقبَلد القبَلِّة حت سقط رداؤه فأتاه أبوُ
بكحر رضي ال عنه فألقاه علِّىَ منكحبَيه ،ث التزمه منم ورائه وقال :يا نُب ال كفاك منا شدتك لربك فإنُه
ف لمشنم سينجز لك ما وعدك ،فأنُزل ال تعال) :إذهذ تشستشذغيرثوُشن ربلركحم شفاستشجاب لشركحم أشلن رمذتدركم بذأشله ت
ش ه ه ش ش ه ه
ي( فلِّمحا كان يوُمئمذ والتقوُا هزم ال الشركي ،فرقتل منهم سبَعوُن رجلد ورأسر سبَعوُن. ذ ذ ذذ
الهشمحلئشكحة رمهردف ش
وأما البَخماري فروي عنم ابنم عبَاس قال :قال النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يوُم بدر" :اللِّهم إن أنُشدك
عهدك ووعدك ،اللِّهم إن شئمت ل تعبَد" فأخذ أبوُ بكحر بيده فقال :حسبَك فخمرج وهوُ يقوُل) :شسيريههشزرم
اهلشهمحرع شوييرشوُتلوُشن التدبيرشر(.
... ... 2اللئكحة للِّبَشرىً والطمحأنُينة!ا
صرر إذلل ذمهنم ذعنذد اللِّلذه الهشعذزيذز اهلشذكحيذم( يقوُل ابنم ذ ذ ذ
)شوشما شجشعلِّشهر اللِّلهر إذلل برهششرىً لشركحهم شولتشطهشمحئملنم قريرلِّوُبرركحم بذه شوشما النل ه
ضا ،وتتابعها بالسي إليكحم أيها جرير الطبي" :يقوُل تعال ذكره :ل يعل ال إرداف اللئكحة بعضها بع د
الؤمنوُن مدددا لكحم إل بشرىً لكحم؛ أي بشارة لكحم تبَشركم بنصر ال إياكم علِّىَ أعدائكحم )شولذتشطهشمحئمذلنم
قريرلِّوُبرركحم بذذه( ،يقوُل :ولتسكحنم قلِّوُبكحم بجيئمها إليكحم وتوُقنم بنصر ال لكحم ،وما النصر إل منم عند ال.
يقوُل :وما تنصرون علِّىَ عدوكم أيها الؤمنوُن إل أن ينصركم ال علِّيهم ل بشدة بأسكحم وقوُاكم ،بل
بنصر ال لكحم؛ لن ذلك بيده وإليه ،ينصر منم يشاء منم خلِّقه" .فاللئكحة إذن ل تقق النصر ،وقوُة
بأس الؤمني ل تقق النصر؛ بل الؤمنوُن واللئكحة ستار لقشدر ال وهم جنوُد ال تعال ،ينصر بم
وبغيهم؛ لن النصر بيده سبَحانُه.
وهذا العن الذي يشهده الؤمنوُن اليوُم ف بدر له مذاق خاصا ،وله حلوة خاصة ،فلِّيس معن مرداد ف
الذهنم ،أو أملد معقوُداد ف الفق بل هوُ واقع حي ل تزال آْثاره الضخممحة ف حسهم وشعوُرهم ،ول بد
أن يتم التجرد الكحامل منم عال السبَاب ،وإعادة المر كلِّه ل.
... ... 3النعاس منم جنوُد ال :
س أششمنشةد لمهنره( عنم علِّي رضىَ ال عنه قال :ما كان فينا فارس يوُم بدر غي القداد علِّىَ ذ
)إهذ ييرغشلشيركحرم النتيشعا ش
فرس أبلِّق ،ولقد رأيتنا وما فينا متيقظ إل رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم تت شجرة يصلِّىَ ويبَكحىَ
حت أصبَح ،ذكره البَيهقي والاوردي وف امتنان ال تعال علِّيهم بالنوُم ف هذه اللِّيلِّة وجهان:
أحدها :أنُه قوُاهم بالستاحة علِّىَ القتال منم الغد.
الثان :أنُه ألمنهم بزوال الرعب منم قلِّوُبم ،كمحا ريقال" :المنم منيم والوُف مسهر" ،وقيل :غشاهم ف
حال التقاء الصفي.
... ... 4الاء منم جنوُد ال وله وظائف أربع:
289
ب شعنركحهم ذرهجشز اللشهيشطاذن ذذ ذ ذ
س أششمنشةد لمهنهر شويرينشيلزرل شعلِّشهيركحم لمنم اللسشمحاء شماء ليرطشلهشرركم به شويرهذه ش )إهذ ييرغشلشيركحرم النتيشعا ش
ت بذذه الشقهشداشم( ظاهر القرآْن يدل علِّىَ أن النعاس كان قبَل الطر ،وقال ابنم أب ط شعشلِّىَ قريرلِّوُبذركحهم شوييرثشبَل ششوذليشيهربذ ش
نيح :كان الطر قبَل النعاس .وحكحىَ الزلجاج :أن الكحفار يوُم بدر سبَقوُا الؤمني إل ماء بدر فنزلوُا علِّيه
وبقي الؤمنوُن ل ماء لم ،فوُجست نُفوُسهم وعطشوُا وأجنبَوُا وصلِّوُا كذلك .فقال :بعضهم ف نُفوُسهم
بإلقاء الشيطان إليهم :نُزعم أنُا أولياء ال وفينا رسوُله وحالنا هذه والشركوُن علِّىَ الاء؟ فأنُزل ال الطر
ليلِّة بدر السابعة عشر منم رمضان حت سالت الودية؛ فشربوُا وتطهروا وسقوُا الظهر وتلِّبَدت السبَخمة
الت كانُت بينهم وبي الشركي؛ حت ثبَتت فيه أقدام السلِّمحي وقت القتال.
وعنم ابنم عبَاس رضي ال عنهمحا قال" :نُزل النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يعن حي صار إل بدر
والسلِّمحوُن بينهم وبي الاء رملِّة وعصة فأصاب السلِّمحي ضعف شديد ،وألقىَ الشيطان ف قلِّوُبم الغيظ
فوُسوُس بينهم :تزعمحوُن أنُكحم أولياء ال ،وفيكحم رسوُله وقد غلِّبَكحم الشركوُن علِّىَ الاء ،وأنُتم رتصتلِّوُن
منبَي؟
فأمطر ال علِّيهم مطدرا شديددا ،فشرب السلِّمحوُن وتطهروا ،وأذهب ال عنهم رجز الشيطان ،وثبَت الرمل
حي أصابه الطر ،ومشىَ الناس علِّيه واللدواب ،فساروا إل القوُم ،وأمد ال نُبَيه بألف منم اللئكحة فكحان
جبيل علِّيه السلم ف خسمحائة منم اللئكحة منبَة ،وميكحائيل ف خسمحائة منبَة.
... ... 5اللئكحة باجة إل معية ال سبَحانُه:
ك إذشل الهشمحلئذشكحذة أشلن شمشعركحهم(. )إذهذ ريوُذحي شربت ش
فاللئكحة بدون عوُن ال تعال عاجزون عنم تقيق أي نُصر حت وهم يثبَتوُن الؤمني ويقاتلِّوُن معهم ،ل
بد لم منم معية ال سبَحانُه ليلِّقي الرعب ف قلِّوُب الكحافرينم.
... ... 6ال تعال يدير العركة:
ضذربروُاه ذ لذ ذ ذ لذ ذ ذ )إذهذ يوُذحي ربت ش ذ
ب شفا ه ك إشل الهشمحلئشكحة أشلن شمشعركحهم فشيثشبَلتروُاه ا ذيشنم آْشمنروُاه شسأرلهقي ف قريرلِّوُب ا ذيشنم شكشفررواه اللرهع ش ر ش
ذ ذ
ك بذأشنُيلرههم ششآقتوُاه اللِّلهش شوشررسوُلشهر شوشمنم يرششاقذق اللِّلهش شوشررسوُلشهر فشذإلن اللِّلهش ضذربروُاه ذمهنيرههم ركلل بشيشناتن* شذل ش فشيهوُشق الشهعشناذق شوا ه
ب اللناذر لنار( ذ ذ ذ ذ ذ ذ
ششديرد الهعشقاب* شذلركحهم فشرذورقوُهر شوأشلن لهلِّشكحافذريشنم شعشذا ش
ك إذشل الهشمحلئذشكحذة أشلن شمشعركحهم فشيثشبَلتروُاه الذذيشنم آْشمنروُها( قوُله) :إذهذ ريوُذحي شربت ش
يقوُل :قوُوا عزمهم ،وصححوُا نُياتم ف قتال عدوهم منم الشركي ،وقد قيل وهم منم الشركي وقد قيل
إن تثبَيت اللئكحة الؤمني كان حضوُرهم حربم معهم ،وقيل كان ذلك معوُنُتهم إياهم بقتال أعدائهم،
وقيل كان ذلك بأن الشلِّك يأت الرجل منم أصحاب النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يقوُل :سعت هؤلء القوُم
ش
ضا بذلك فتقوُىً د بع بعضهم لِّمحوُن س ال فيحدث لننكحشفنم لِّيناع ا
وُلِّ ح ئمنمل ال و يعن الشركي يقوُلوُن:
أنُفسهم .قالوُا :وذلك كان وحي ال إل ملئكحته.
290
ذ لذ ذ ذ
ب( يقوُل تعال :سأرعب قلِّوُب الذينم كفروا ب أيها الؤمنوُن منكحم )شسأرلهقي ف قريرلِّوُب ا ذيشنم شكشفررواه اللرهع ش
وأملِّؤها شفردقا حت ينهزموُا عنكحم ،فاضربوُا فوُق العناق.
... ... 7الؤمنوُن منم جند ال:
)شيا أشييتشها الذذيشنم آْشمنروُاه إذشذا لشذقيتررم الذذيشنم شكشفررواه شزأهحفاد فشلش تريشوُتلوُرهرم الشهدشباشر* شوشمنم ييرشوُلذهم يشيهوُشمئمذتذ ردبيرشرهر إذلل رمتششحلرفاد
صري( ب لمنم اللِّلذه ومأهواه جهنلم وبذهئمس الهمح ذ لذقشتاتل أشهو رمتششحيلزاد إذشل فذئمشتة فشيشقهد شباء بذغش ش ت
ض ش شش ش ر ش ش ر ش ش ش
وبعد هذه العية وهذا العوُن .ل مال لفرار الؤمني منم الزحف فقد أمر ال عز وجل ف هذه الية أل
يوُل الؤمنوُن أمام الكحفار وهذا المر مقيد بالشريطة النصوُصة ف ذمثهلِّي الؤمني فإذا لقيت فئمة منم
الؤمني فئمة هي ضعف الؤمني منم الشركي فالفرض أل يفروا أمامهم.
وقال المحهوُر منم العلِّمحاء أن حكحم الية باتق إل يوُم القيامة وليس ف الية نُسخ ،وإل هذا ذهب
مالك والشافعي وأكثر العلِّمحاء .وف صحيح مسلِّم عنم أب هريرة أن رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم
قال" :اجتنبَوُا السبَع الوُبقات ...وفيه والتوُل يوُم الزحف".
وأما يوُم أحد فإنا فر الناس منم أكثر منم ضعفهم ومع ذلك عنفوُا ،وأما يوُم حني ،فكحذلك منم فر إنا
انُكحشف منم الكحثرة.
... ... 8الصىَ منم جند ال:
ي ذمهنهر شبلء شحشسناد إذلن ذذ ذذ ذ ذ
ت شولشكحلنم اللِّلهش شرشمىَ شوليرهبَلِّشي الهرمحهؤمن ش ت إذهذ شرشمهي ش )فشيلِّشهم تشيهقتريرلِّوُرههم شولشكحلنم اللِّلهش قشيتشيلِّشرههم شوشما شرشمهي ش
اللِّلهش شذسيةع شعذلِّيةم* شذلذركحهم شوأشلن اللِّلهش رموُذهرنم شكهيذد الهشكحافذذريشنم(
روي أن أصحاب رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم لا صدروا عنم بدر ذكر كل واحد منهم ما فعل:
قتلِّت كذا ،فعلِّت كذا؛ فجاء منم ذلك تفاخر ونوُ ذلك ،فنزلت الية إعلدما بأن ال تعال هوُ المحيت
والقدر لمحيع الشياء ،فقيل :العن ل تقتلِّوُهم ،ولكحنم ال قتلِّهم بسوُقهم إليكحم حت أمكحنكحم منهم،
وقيل :ولكحنم ال قتلِّهم باللئكحة الذينم أمدكم بم) ،تفسي القرطب ج 4،7صا .(384
ت شولشذكحلنم اللِّلهش شرشمىَ( ت إذهذ شرشمهي ش )شوشما شرشمهي ش
ولا التحم القتال ،كان رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم رافدعا يديه يسأل ال النصر وما وعده ،وأرذمر
رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم؛ فأخذ منم الصىَ كفاد فرماهم با وقال" :شاهت الوُجوُه ،اللِّهم ارعب
قلِّوُبم وزألزل أقدامهم" فانزم أعداء ال ل يلِّوُون علِّىَ شيء وألقوُا دروعهم ،والسلِّمحوُن يقتلِّوُن ويأسرون
وما بقي منهم أحد إل امتل وجهه وعيناه ما يدري أينم توُجه واللئكحة يقتلِّوُنم.
... ... 9استفتاح الكحافرينم منم جند ال:
ن شعنركحهم فذئمشترركحهم ذ )ذإن تشستشيهفتذرحوُاه فشيشقهد جاءركم الهشفهتح وذإن شتنتشيرهوُاه فشيرهوُ ش ه ل ذ
خييةر ركحهم شوإن تشيرعوُردواه نُشيعرهد شوشلنم تريهغ ش ش ش ر رش ه
ذذ
ي( قال :الموُي حدثنا أسبَاط بنم ممحد القرشي عنم عطية عنم ت شوأشلن اللِّلهش شمشع الهرمحهؤمن ش ششهيدئما شولشهوُ شكثريشر ه
291
مطرف ف قوُله )ذإن تشهستشيهفتذرحوُاه فشيشقهد شجاءركرم الهشفهترح( قال :قال أبوُ جهل :اللِّهم أعنم أعز الفئمتي وأكرم
القبَلِّتي وأكثر الفريقي فنزلت الية.
كأنا هوُ يدعوُ علِّىَ نُفسه وفئمته فاستجاب ال له.
... ... 10كثرة الكحافرينم وفئمتهم منم جند ال:
ذذ
ي( ولنم يدعهم للِّكحثرة الشركة تتحكحم بم. لن ال تعال نُاصر حزبه ومؤيد جنده )شوأشلن اللِّلهش شمشع الهرمحهؤمن ش
فلِّنم يعل ال للِّكحافرينم علِّىَ الؤمني سبَيل
يييييييييي
ال أكبر ..في حرب رمضان
بقلِّم لوُاء شوُقي ممحد بدران
ف شهر رمضان عام 1393هي أتىَ نُصر ،وتغلِّبَت اليوُش الؤمنة علِّىَ القوُات السرائيلِّية الغاشة.
ي شعذزيةز( ،لقد تلقق نُصر صررهر إذلن اللِّلهش لششقذوُ ق
صشرلن اللِّلهر شمنم شين ر
وتقق وعد ال ف قوُله سبَحانُه وتعال) :شولششين ر
ال بعد سنوُات طوُال منم الصراع مع العدو السرائيلِّي الذي كان يكحسب كل جوُلة .ذلك لنُنا ل
نُكحنم نسنم الصلِّة بال سبَحانُه وتعال ،ول نُكحنم نُأخذ بالسبَاب القيقية للعداد والستعداد الالد
للقاة العدو .ولكحنم عندما غلينُا أحوُالنا كمحا أمرنُا الق تبَارك وتعال ف قوُله الكحري) :إذلن اللِّلهش لش ييرغشيليرر
شما بذشقهوُتم شحلت ييرغشيليررواه شما بذأشنُهيرفذسذههم( .وحينمحا أعددنُا أنُفسنا عقائدديا ومادديا إعداددا جيددا كتب ال لنا
النصر .وهذا هوُ الطريق الصحيح للِّنجاح والفوُزأ .وذلك ببَذل كل جهد مكحنم ،والعتمحاد علِّىَ ال
تبَارك وتعال وإخلصا النية ل ،وطلِّب مرضاته ،هنا تكحوُن النتيجة التمحية بالفوُزأ ف الدنُيا والخرة،
ل(.ضيرع أشهجشر شمهنم أشهحشسشنم شعشمح د كمحا قال الق سبَحانُه وتعال) :ذإلنُا ل نُر ذ
لقد كان شعار قوُاتنا السلِّحة ف حرب رمضان"أكتوُبر") :ال أكب(مدوديا ف آْفاق السمحاء ،ورجالنا
يهاجوُن موُاقع العدو ،فيهزهم هدزا .وقذف ال ف قلِّوُب العداء الرعب ففروا هاربي .وكان هذا الشعار
يقوُي عزيإة الرجال ،ويبَعث فيهم المل ،ويعطيهم الثقة بأن العدو مهمحا كان كبَديا فإن ال أكب.
كانُت حرب رمضان عام 1393هي حردبا مبَاركة ،وكانُت ف أيام مبَاركة منم شهر مبَارك هوُ شهر
ضل ف السلم ترفع فيه العمحال الصالة ،فمحا بال الهاد والقتال فيه رمضان العظم .وهوُ شهر مف ل
لنصرة الق والدفاع عنم الرمات؟ .وقد بدأت العركة يوُم العاشر منم رمضان وأعطي لا السم الرمزي
"بدر" تيمحدنا بعركة بدر الت كانُت فاتة خي علِّىَ السلِّمحي ،ونُصرهم ال سبَحانُه وتعال بعد أن كانُوُا
أذلة .كان البَدأ السلمي ف القتال وهوُ "النصر أو الشهادة" خي دافع لقوُاتنا للِّجرأة والشجاعة
والتضحية عنم عقيدة وإيإان .لذلك احتوُت هذه الرب علِّىَ الكحثي منم قصص البَطوُلة والفداء الت
قدمها الضبَاط والنوُد منم نُالوُا شرف الشهادة.
خطة الداع
292
الداع منم أهم عوُامل النصر ف العركة .لذلك اهتمحت قوُاتنا بداع العدو ف حرب رمضان ،تسدكحا
بقوُل الرسوُل القائد صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم حيث قال" :الرب خدعة".
وقد نحت قوُاتنا ف خداع العدو ،وأخذه علِّىَ حي غرة ومفاجأته بالجوُم؛ سوُاء ف توُقيت الجوُم أو
ف حجمحه .ول يكحنم العدو يتوُقع قيام قوُاتنا بالجوُم ف شهر رمضان ،وهوُ شهر الصيام لدىً السلِّمحي،
فكحان يظنه شهر راحة واستخاء بالنسبَة لقوُاتنا السلِّحة.
وشلِّت إجراءات الداع علِّىَ الستوُىً الستاتيجي العلن عنم إناء خدمة عدة آْلف منم الندينم
إلزامديا ،وكان ذلك موُقوُدفا منذ حرب يوُنُيوُ ،1967وإعلن التعبَئمة لفراد الحتياط عدة مرات .كذا
العلن عنم قيام ممحوُعة منم القادة والضبَاط إل المحلِّكحة العربية السعوُدية لداء العمحرة .والقيقة أنُه ل
يتم شيء منم هذه الجراءات ،بل كانُت فقط لداع العدو؛ حيث كانُت توُحي بعدم وجوُد نُية
للِّهجوُم.
لقد حققت إجراءات الخفاء والداع الت ت التخمطيط لا ،وقامت قوُاتنا بتنفيذها نُتائجه هامة ،وكان لا
الفضل ف تقيق الفاجأة ،وف امتصاصا مهوُد العدو الوُي والبي ،والذي ضاع ف مهاجة موُاقعنا
الداعية واليكحلِّية.
ولعل خي دليل علِّىَ ناح خطة الداع الت وضعتها قوُاتنا أن العدو السرائيلِّي فوُجئ مفاجأة تامة
بالجوُم الصري السوُري الساعة الثانُية بعد ظهر يوُم 6أكتوُبر ،1973وف وضح النهار.
تدمي تصينات العدو
كان العدو السرائيلِّي قد أقام ساتدرا ترابديا عالديا علِّىَ الشفة الشرقية لقناة السوُيس ،وأقام عدة نُقاط
حصينة .وقد أطلِّق العدو علِّىَ هذا الط الدفاعي" :خط بارليف" نُسبَة للِّقائد السرائيلِّي "حاييم
بارليف" .وخلِّف الط الدفاعي الول أنُشأت إسرائيل خطي دفاعيي آْخرينم.
وهكحذا ظنم قادة إسرائيل أنُه قد توُفر لم المنم والمان ،ولكحنم ال خليب ظنهم ،كمحا جاء ف الية
ث شله شهيتشذسبَروُا
صوُنُيررهم لمشنم اللِّلذه فشأششتارهرم اللِّلهر ذمهنم شحهي ر ذ
الكحريإة فيمحنم كان قبَلِّهم )شوظشنتوُا أشنُيلرهم لمانُشعتريرههم رح ر
ب(. وقششذ ش ذ ذذ
ف ف قريرلِّوُبرم الترهع ش ش
ل يكحنم يطر ببَال قادة إسرائيل أن العرب يإكحنهم تدمي هذا الط الصي ،بل إن بعض الباء
العسكحريي بعد دراستهم لتحصينات "خط بارليف" ،والانُع الائي الذي أمامه وهوُ قناة السوُيس ،قالوُا:
إنُه ل يإكحنم تدميه إل إذا استخمدمت القنبَلِّة الذرية.
ي العزيز الذي أضاء بصية رجالنا البَوُاسل ليتغلِّبَوُا علِّىَ الساتر التاب الرتفع الذي كان وسبَحان ال القوُ ل
يعتمحد علِّيه "خط بارليف" بفكحرة بسيطة ،وهي استخمدام تيار مائي قوُي بوُاسطة طلِّمحبَات ميكحانُيكحية
لتجريف الرمال وفتح الثغرات ف الائط التاب .وقد وفق الق سبَحانُه وتعال الهندسي الصريي إل
هذه الفكحرة ،والت كانُوُا قد استخمدموُها منم قبَل ف بناء السد العال.
293
ووقف قادة إسرائيل ف حية ونُدم بعد أن دمر هذا الط الدفاعي الذي تكحلِّف حوُال 200ملِّيوُن
دولر ف ذلك الوُقت ،وأخذوا يتلوموُن ،بل إن وزأير الدفاع "موُشىَ ديان" تبأ منه ،وقال :إن هذا
الط كان كقطعة الب الشة .وكان منم قبَل يقوُل :إن هذا الط لنم يإكحنم التغلِّب علِّيه ولوُ بعد مائة
عام.
إن اقتحام قناة السوُيس وتدمي "خط بارليف" عمحل شجاع حدقا يوُضح قدرة الندي السلِّم علِّىَ
القتال؛ فقد تطمحت نُظرية المنم السرائيلِّي ،وثبَت لسرائيل أن فكحرتا عنم الدود المنة فكحرة خاطئمة.
الثبَات ف العركة
كان ثبَات قوُاتنا ف حرب رمضان واضدحا منذ بداية الرب حت نايتها .وذلك امتثالد لقوُل الق تبَارك
وتعال )شيا أشييتشها الذذيشنم آْشمنروُاه إذشذا لشذقيترهم فذئمشةد شفاثهيبَرتروُاه شواهذركررواه اللِّلهش شكثذديا لشعلِّلركحهم تريهفلِّشرحوُشن( ،وليس أدل علِّىَ
ذلك منم أن إصابات رجالنا كلِّهم كانُت ف الصدور الت واجهوُا با العدو.
وعلِّىَ العكحس منم ذلك ،عندما رأىً أفراد العدو هجوُم قوُاتنا فروا هاربي ،تاركي موُاقعهم الصينة،
وخزانُات اللِّهب الت أعدوها علِّىَ الضفة الشرقية لقناة السوُيس لتشتعل مياه القناة ،وتيلِّها إل صفحة
منم اللِّهب .والت ل يدوا الفرصة لستخمدامها ،وصدق ال العظيم؛ حيث يقوُل) :شوذإن ييرشقاتذرلِّوُركهم ييرشوُتلوُركرم
صرروشن(. الشردشباشر رثل لش رين ش
وبعد أن فر جنوُد إسرائيل ف اليام الول للِّقتال ،ودارت علِّيهم الدوائر وصلِّهم العوُن الارجي منم
أسلِّحة ودبابات وطائرات ،فقاموُا بعمحل ثغرة علِّىَ الضفة الغربية للِّقناة ،واتهوُا شالد إل مدينة
"الساعيلِّية" للستيلء علِّيها ،ولكحنهم واجهوُا مقاومة عنيفة منم قوُات الدينة البَاسلِّة ،فرجعوُا عنها
خاسرينم.
ث اتهوُا بعد ذلك جنوُدبا ف اتاه مدينة "السوُيس" الصامدة ،ول يتمحكحنوُا منم دخوُلا ،نُظدرا لثبَات رجال
القوُات السلِّحة وأهال الدينة ف وجه العدو ،وقدموُا بطوُلت كثية ردت قوُات العدو ،وعادوا منها
مدحوُرينم.
بلقد كان ثبَات قوُاتنا ف العركة عنم عقيدة إيإانُية صادقة امتثالد لقوُل الق تبَارك وتعال) :إذلن اللِّلهش رذي ت
ذذ ذ ذ
صا).صوُ ة صيفا شكأشنُيلرهم ربنشياةن لمهر ر الذيشنم ييرشقاترلِّوُشن ذف شسذبَيلِّه ش
التعاون
لعل منم أهم الضمحانُات الت تت لنجاح العركة هوُ تنظيم التعاون مع البَهة السوُرية ،ما اضطر العدو
للِّقتال علِّىَ جبَهتي ف الزمان والكحان اللِّذينم حددها الانُب العرب ،ووفق السلِّوُب القتال الذي
حدده العرب .وكانُت هذه هي أول مرة يضطلر فيها العدو إل التخمللِّي عنم أساليبَه ف القتال ،ويعمحل ف
ظروف غي مناسبَة له .وكان اليش السرائيلِّي ف الوُلت السابقة هوُ الذي يدد مكحان العركة وزأمانا
بعد أن يعد قوُاته با يضمحنم تفوُقه وناحه ف العمحلِّيات .لقد كان قرار الرب الشتك بي القاهرة
294
ودمشق الفاجأة الستاتيجية الكحبىً ف حرب رمضان .وكانُت أول القائق الذهلِّة للِّعدو ف هذه
العركة أن البَهتي الصرية والسوُرية فتحتا النار ف لظة واحدة ف حي ل يتوُقع العدو ذلك .كذلك
أثبَتت هذه الرب فائدة اتاد السلِّمحي وترابطهم ف موُاجهة العدوان السرائيلِّي .وكان هذا التاد سبَدبَا
مبَاشدرا لقيام موُقف عرب موُلحد لول مرة ف تاريخ المة الديثة .وساهت كافة الدول العربية علِّىَ قدر
طاقتها ف العركة؛ سوُاء بالطائرات أو الدبابات أو الدفعيات أو القوُات ،أو بتقدي الوُقوُد اللزأم دون
مقابل أو بالموُال ،ولذلك ل تارب مصر وحدها ،ول تقاتل سوُريا بفردها .لقد نُالت أمتنا كلِّها نُصدرا
كبَديا رفع الروح العنوُية للِّشعب .وذلك عندما توُحدت كلِّمحتها .وجاء ذلك مصددقا لقوُله تعال( :إذلن
ذذ ذ اللِّله رذي ت ذ
صا( .وقوُل الصطفىَ صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم صوُ ة ب الذيشنم ييرشقاترلِّوُشن ذف شسذبَيلِّه ش
صيفا شكأشنُيلرهم ربنشياةن لمهر ر ش
فيمحا رواه التمذي عنم ابنم عبَاس" :يد ال مع المحاعة" وكان للِّقرار التاريي للِّدول العربية بوُقف ضلخ
البَتول للِّدول النحازأة إل إسرائيل كبَي الثر ف تفلجر أزأمة الطاقة ف أوروبا ،وأدرك الوروبيوُن عاقبَة
مسانُدة العتدينم.
العقيدة أولد
لقد قلرر قادة قوُاتنا أهية العقيدة واليإان .وتوُلد عنم هذا اليإان العمحيق روح معنوُية عالية تعد منم أعظم
السلِّحة الت ف يد القائد بفضل ما توُدع ف نُفوُس الرجال منم صب وعزيإة وفداء.
كانُت الروح العنوُية العالية لقوُاتنا هي السلح الرهيب الذي أدهش العدو؛ حيث وجد رجالد يقذفوُن
بأنُفسهم إل الوُت ،ويستهينوُن بالنار طلِّدبَا للِّنصر أو الشهادة.
وكان إيإان القادة والنوُد جيدعا بال سبَحانُه وتعال نُاصر الق وهازأم العتدي هوُ خي دافع لم للِّقتال
وموُاجهة العدو .وكان إيإانم بعدالة القضية الت يقاتلِّوُن منم أجلِّها أكب حافز لم علِّىَ الصب عند لقاء
العدو.
إن كل هذه العان والقيم كانُت توُللد ف الضبَاط والنوُد طاقات هائلِّة ل يإكحنم وصفها أو تديدها،
فانُقلِّب الرجل منهم يقاتل بعشرة رجال ف استبَسال منقطع النظي .وكانُت صيحاتم الدوية "ال أكب"
تزلزل أقدام العدو .فكحانُت هذه الصيحة طلِّدبَا للِّمحدد منم الق سبَحانُه وتعال فكحتب لم النصر .وحقق
ال أمنيتهم بعد أن قدموُا منم العمحل الاد الخملِّص ما يستحقوُن علِّيه النصر وذلك مصدادقا لقوُله تعال:
ذذ
ي(. )شوشكاشن شحيقا شعشهلِّييشنا نُش ه
صرر الهرمحهؤمن ش
كان جنوُدنُا ينظرون دائدمحا إل المام إل أرضهم السلِّيبَة يريدون استجاعها ،وكانُوُا ينظرون إل العدو
يريدون الثأر منه ،ويريدون هزيإته وتدميه.
وكان للِّنصر الذي حققته قوُاتنا ف اليام الول للِّقتال تأثي عمحيق علِّىَ قوُاتنا ف رفع روحها العنوُية.
295
ومنم جهة أخرىً فقدت القوُات السرائيلِّية ف اليام الول للِّقتال معظم دفاعاتا علِّىَ القناة ونُسبَة
كبَية منم قوُاتا وأسلِّحتها ،ما ألثر علِّىَ روحها العنوُية ،وجعلِّها تيل إل النُسحاب والفرار .ووقع ف
أيدي قوُاتنا عدد كبَي منم السرىً؛ المر الذي ل يدث ف الوُلت السابقة مع إسرائيل.
خاتة
إن نُصر العاشر منم رمضان ل يكحنم منم قبَيل الصادفة ،إنا هوُ ثرة عوُامل كثية أولا :الخذ بالسبَاب
والعتمحاد علِّىَ ال سبَحانُه وتعال .فكحان التخمطيط الدقيق ،والتدريب الشاق ،والعداد الكحامل،
والتنسيق الشامل علِّىَ كافة الستوُيات .وقد تلوُج كل هذا بقلِّوُب عامرة باليإان بال سبَحانُه ،وقوُله
صرر إذلل ذمهنم ذعنذد اللِّلذه الهشعذزيذز اهلشذكحيذم( ،وهكحذا ند أن طريق النصر هوُ تقوُية الصلِّة بال تعال) :شوشما النل ه
جل جلله ،حت يؤيدنُا ويقف بانُبَنا .أما القوُات الت تبَتعد عنم ال فإنُه يتكها لعدوها قوُة أمام قوُة
وسلدحا ف موُاجهة سلح ،ويتحكحم ف الصراع العوُامل الادية فحسب.
إن حرب "رمضان" الت اتذت شعادرا لا "ال أكب" كانُت حردبا عادلة تدف إل مقاومة الظلِّم
والعدوان السرائيلِّي قام با رجال مل اليإان قلِّوُبم.
وف التام نُقوُل :إن حرب رمضان )أكتوُبر ( 1973كانُت نُصدرا منم عند ال سبَحانُه وتعال وتكحيدنا
لنا ف الرض .وكان واجدبَا علِّينا قبَل ذلك وبعده أن نُنفذ أوامر الق جل جلله ف قوُله الكحري ) :الذذيشنم
ف شونُشيشههوُا شعذنم الهرمحنشكحذر شولذلِّلذه شعاقذبَشةر الررموُذر(
صلشة وآْتشيوُا اللزشكاشة وأشمروا ذبالهمحعرو ذ
ش شر ش هر ذإن لملكحلنارههم ذف الشهر ذ
ض أششقارموُا ال ل ش ر
يييييييييي
فتح مكة -الفتح المبين
ي كان ذلك ف شهر رمضان سنة ثان منم هجرة النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم إل الدينة.
وسبَبَها أن أنُادسا منم بن بكحر ،كلِّمحوُا أشراف قريش ف أن يعينوُهم علِّىَ خزاعة بالرجال والسلح.
)وخزاعة كانُت قد دخلِّت ف عهد السلِّمحي( ،فأجابوُهم إل ذلك ،وخرج حشد منم قريش متنكحرينم
متنقبَي ،فيهم صفوُان بنم امية ،وحوُيطب بنم عبَد العزىً ومكحرزأ بنم حفص ،فالتقوُا مع بن بكحر ف
ل ،وعندئذ خرج مكحان اسه الوُتي ،وبيتوُا خزاعة ليلد وهم مطمحئمنوُن آْمنوُن ،فقتلِّوُا منهم عشرينم رج د
عمحرو بنم سال الزاعي ف أربعي راكدبَا منم خزاعة ،فقدموُا علِّىَ رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يبونُه
ل:با أصابم ،فقام وهوُ ير رداءه قائ د
"ل رنُصرت إن ل أنُصر بن كعب ،ما أنُصر منه نُفسي" وقال" :إن هذا السحاب لريستهل بنصر بن
كعب".
ونُدمت قريش علِّىَ ما بدر منها ،فارسلِّت أبا سفيان بنم حرب إل رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم
ليجدد الدنُة ويإاددها .وقدم أبوُ سفيان علِّىَ رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم فكحلِّمحه فلِّم يرد علِّيه شيدئما،
فذهب إل أب بكحر فكحلِّمحه أن يكحلِّم له رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ،فقال" :ما أنُا بفاعل".
296
ث أتىَ عمحر بنم الطاب فكحلِّمحه فقال" :أأنُا أشفع لكحم إل رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم؟ فوُال لوُ ل
أجد إل الذر لاهدتكحم به )والذر صغار النمحل(".
وانُطلِّق أبوُ سفيان عائددا إل مكحة خائدبَا ،ل يأت بشيء.
وتهز رسوُل ال ،صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ،وقد أخفىَ أمره ،وقال" :اللِّهم خذ علِّىَ أبصار قريش فل يرون
إل بغتة".
ولا أجع النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم السي ،كتب حاطب بنم أب بلِّتعة إل قريش يذرهم منم غارة
علِّيهم منم السلِّمحي .قال علِّي رضي ال عنه" :فبَعثن رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أنُا والزبي،
والقداد .فقال انُطلِّقوُا حت تأتوُا روضة خاخ ،فإن با ظعينة )امرأة( معها كتاب فخمذوه منها .قال:
فانُطلِّقنا تعادىً بنا خيلِّنا ،حت أتينا الروضة ،فإذا ننم بالظعينة .قلِّنا لا :أخرجي الكحتاب ،قالت :ما
معي كتاب .فقلِّنا :لتخمرجنم الكحتاب أو لنلِّقي الثياب .قال :فأخرجته منم عقاصها .فأتينا به رسوُل ال
صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ،فإذا فيه :منم حاطب بنم أب بلِّتعة إل نُاس بكحة منم الشركي يبهم ببَعض أمر
رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم .فقال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم :يا حاطب ما هذا؟ قال :يا
رسوُل ال ،ل تعجل علِّلي ،إن كنت امرءد ملِّصدقا ف قريش أي كنت حلِّيدفا لم ولست منهم وكان منم
معك منم الهاجرينم لم قرابات يمحوُن أهلِّيهم وأموُالم ،فأحبَبَت إذ فاتن ذلك منم النسب فيهم ،أن
أتذ عندهم يددا يمحوُن قرابت ،ول أفعلِّه ارتداددا عنم دين ول رضىَ بالكحفر بعد السلم ،فقال رسوُل ال
صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم :إنُه قد صدقكحم ،فقال عمحر :يا رسوُل ال دعن أضرب عنق هذا النافق ،فقال:
إنُه قد شهد بددرا وما يدريك لعل ال اطلِّع علِّىَ منم شهد بددرا فقال :اعمحلِّوُا ما شئمتم قد غفرت لكحم،
فأنُزل ال تعال[ :يا أيها الذينم آْمنوُا ل تتخمذوا عدوي وعدوكم أولياء تلِّقوُن إليهم بالوُدة ،وقد كفروا
با جاءكم منم الق ]..اليات إل قوُله تعال[ :فقد ضل سوُاء السبَيل] .واستخملِّف رسوُل ال صلِّىَ ال
علِّيه وسلِّم علِّىَ الدينة كلِّثوُم بنم حسي ،وخرج يوُم الربعاء لعشر ليال خلِّوُن منم شهر رمضان بعد
العصر ،وأرسل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم إل منم حوُله منم العرب :أسلِّم وغفار ومزينة ،وجهينة وغيهم،
فالتقىَ كلِّهم ف الظهران مكحان بي مكحة والدينة وقد بلِّغ عدد السلِّمحي عشرة آْلف .ول تكحنم النُبَاء
قد وصلِّت قريدشا بعد ،ولكحنهم كانُوُا يتوُقعوُن أمدرا بسبَب فشل اب سفيان فيمحا جاء به إل الدينة،
فأرسلِّوُا أبا سفيان ،وحكحيم بنم حزام ،وبديل بنم ورقاء ليلِّتمحسوُا الب عنم رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم
فأقبَلِّوُا يسيون ،حت دنُوُا إل مر الظهران فإذا هم بنيان عظيمحة ،فبَينمحا هم يتساءلوُن فيمحا بينهم عنم
هذه النيان ،إذ رآْهم أنُاس منم حرس رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم فأتوُا بم رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه
وسلِّم ،فأسلِّم أبوُ سفيان".
قال ابنم إسحاق يروي عنم العبَاس تفصيل إيإان أب سفيان" :فلِّمحا أصبَحنم غدوت به إل رسوُل ال
صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ،فلِّمحا رآْه رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال :ويك يا أبا سفيان ،أل يأن لك
297
أن تعلِّم أنُه ل إله إل ال؟ قال :بأب أنُت وأمي ما أحلِّمحك وأكرمك وأوصلِّك!ا ..وال لقد ظننت أن
لوُ كان مع ال إله غيه لقد أغن عن شيدئما بعد .وقال :ويك يا أبا سفيان ،أل يأن لك أن تعلِّم أن
رسوُل ال؟ قال :بأب أنُت وأمي ما أحلِّمحك وأكرمك وأوصلِّك ،أما هذه وال ،فإن ف النفس منها حت
الن شيدئما ،فقال له العبَاس :ويك ..أسلِّم واشهد أن ل إله إل ال وان ممحددا رسوُل ال قبَل أن تضرب
عنقك .قال :فشهد شهادة الق فأسلِّم.
قال العبَاس :فقلِّت يا رسوُل ال ،إن أبا سفيان رجل يب الفخمر فاجعل له شيدئما ،قال :نُعم ،منم دخل
دار أب سفيان فهوُ آْمنم ،ومنم أغلِّق علِّيه بابه فهوُ آْمنم ،ومنم دخل السجد فهوُ آْمنم.
فلِّمحا أراد رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم السي مقبَلد إل مكحة ،قال للِّعبَاس :احبَس أبا سفيان بضيق
الوُادي حت تر به جنوُد ال فياها قال :فخمرجت فحبَسته عند مضيق الوُادي حيث أمرن رسوُل ال
صلِّىَ اله علِّيه وسلِّم أن أحبَسه ،ومرت القبَائل علِّيها راياتا ،كلِّمحا مرت قبَيلِّة ،قال :يا عبَاس منم هذه؟
فأقوُل :سلِّيم ،فيقوُل :ما ل ولسلِّيم؟ ..وهكحذا ،حت ملر به رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ف كتيبَة
فيها الهاجرون والنُصار ،ل يرىً منهم إل الدق منم الديد ،فقال :سبَحان ال يا عبَاس ،منم هؤلء؟
قلِّت :هذا رسوُل ال ف الهاجرينم والنُصار!ا ..قال :ما لحد بؤلء قبَل ول طاقة ،وال يا أبا الفضل
لقد اصبَح ملِّك ابنم أخيك الغداة عظيدمحا !ا ..فقال :يا أبا سفيان إنا النبَوُة ،قال :فنعم إذن".
ث قال له العبَاس" :النجاة إل قوُمك!ا..فأسرع أبوُ سفيان حت دخل مكحة قبَل أن يصلِّها رسوُل ال،
وصرخ بأعلِّىَ صوُته :يا معشر قريش ،هذا ممحد قد جاءكم فيمحا ل قبَل لكحم به ،فمحنم دخل دار أب
سفيان فهوُ آْمنم.
لمحهيت الدسم الحس ،قريلبَح منم فأقبَلِّت إليه امرأته هند بنت عتبَة ،فأخذت بشاربه وهي تقوُل :اقتلِّوُا ا ر
طلِّيعة قوُم!ا ..فقال :ويلِّكحم ل تغرنُكحم هذه منم نُفوُسكحم ،فإنُه قد جاءكم ما ل قبَل لكحم به ،فمحنم
دخل دار أب سفيان فهوُ آْمنم .قالوُا :قاتلِّك ال ،وما تغن عنا دارك؟ قال :ومنم أغلِّق علِّيه بابه فهوُ
آْمنم ،ومنم دخل السجد فهوُ آْمنم .فتفرق الناس إل دورهم وال السجد".
وبلِّغ رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أن سعد بنم عبَادة قال لب سفيان عندما رآْه ف مضيق الوُادي:
"اليوُم يوُم اللِّحمحة ،اليوُم تستحل الكحعبَة" فلِّم يرض علِّيه الصلة والسلم بقوُله هذا ،وقال :بل اليوُم يوُم
الرحة ،اليوُم يعظم ال الكحعبَة .وأمر قادة جيوُشه أن ل يقاتلِّوُا إل منم قاتلِّهم ،إل ستة رجال وأربعة
نُسوُة ،أمر بقتلِّهم حيثمحا وجدوا ،وهم عكحرمة بنم أب جهل ،وهبَار بنم السوُد ،وعبَد ال بنم سعد بنم
أب سرح ،ومقيس بنم صبَابة اللِّيثي ،والوُيرث بنم نُيرشقيد ،وعبَد ال بنم هلل ،وهند بنت عتبَة ،وسارة
موُلة عمحرو بنم هشام ،وفرشتن وقرينة )وكانُتا جاريتي تتغنيان دائدمحا بجاء النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم(.
ودخل النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم مكحة منم أعلها )كداء( وأمر خالد بنم الوُليد أن يدخل بنم معه منم
أسفلِّها )كدىً( .فدخل السلِّمحوُن مكحة منم حيث أمرهم ،ول يد أحد منهم مقاومة ،إل خالد بنم
298
الوُليد ،فقد لقيه جع منم الشركي فيهم عكحرمة بنم أب جهل ،وصفوُان بنم أمية ،فقاتلِّهم خالد فقتل
منهم أربعة وعشرينم منم قريش ،وأربعة نُفر منم هذيل .ورأىً رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم بارقة
السيوُف منم بعيد ،فأنُكحر ذلك ،فقيل له :إنُه خالد قوُتل فقاتل ،فقال" :قضاء ال خي".
روىً ابنم إسحاق عنم عبَد ال بنم أب بكحر والاكم عنم أنُس ،أن رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم لا
انُتهىَ إل ذي طوُىً وقف علِّىَ راحلِّته معتجدرا )متعمحدمحا( بشقة برتد شحذبة ،وإن رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه
وسلِّم ليضع رأسه توُاضدعا ل ،حي رأىً ما أكرمه ال به منم الفتح ،حت إن عثنوُنُه ليكحاد يإس واسطة
الرحل.
وروىً البَخماري عنم معاوية بنم قرة قال :سعت عبَد ال بنم مغفل يقوُل" :رأيت رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه
وسلِّم يوُم فتح مكحة علِّىَ نُاقته وهوُ يقرأ سوُرة الفتح ،يرلجع ،وقال :لوُل أن يتمحع الناس حوُل لرلجعت
كمحا رلجع.
ودخل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم مكحة متجدها إل البَيت ،وحوُله ثلث مئمة وستوُن صندمحا ،فجعل يطعنها
الوُاحدة تلِّوُ الخرىً بعوُد ف يده ،وهوُ يقوُل" :جاء الق وزأهق البَاطل .جاء الق وما يبَدئ البَاطل وما
ضا آْلة ،فأب أن يدخل وفيه اللة ،وأمر با فأخرجت وأخرجت صوُر يعيد" .وكان ف جوُف البَيت أي د
لبراهيم وإساعيل ف أيديهمحا الزألم .فقال النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم" :قاتلِّهم ال لقد علِّمحوُا ما
استقسمحا با قط .ث دخل البَيت فكحب ف نُوُاحي البَيت وخرج ول يصل فيه".
وكان قد أمر صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم عثمحان بنم طلِّحة )وهوُ منم حجبَة البَيت( أن يأتيه بالفتاح ،فجاءه
به ،ففتح البَيت ،ث دخل النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم البَيت ،ث خرج فدعا عثمحان بنم طلِّحة فدفع إليه
الفتاح ،وقال له :خذوها خالدة ملِّدة ،إن ل أدفعها إليكحم )أي حجابة البَيت( ولكحنم ال دفعها
إليكحم ،ول ينزعها منكحم إل ظال .يشي بقوُله هذا إل قوُل ال تعال [إن ال يأمركم أن تؤدوا المانُات
إل أهلِّها] ]النساء.[4/58 :
وأمر رسوُل ال بللد فصعد فوُق الكحعبَة فأذن للِّصلة .وأقبَل الناس كلِّهم يدخلِّوُن ف دينم ال أفوُاجا.
قال ابنم إسحاق :وأمسك النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم بعضادت باب الكحعبَة وقد اجتمحع الناس منم حوُله
ل:
ما يعلِّمحوُن ماذا يفعل بم ،فخمطب فيهم قائ د
"ل إله إل ال وحده ل شريك له ،صدق وعده ونُصر عبَده ،وهزم الحزاب وحده ،أل كل مأثرة أو دم
أو مال يلدعىَ فهوُ تت قدمي هاتي ،إل سدانُة البَيت وسقاية الاج ..يا معشر قريش إن ال قد
أذهب عنكحم نوُة الاهلِّية وتعظيمحها بالباء .الناس منم آْدم ،وآْدم منم تراب ،وتل قوُله تعال[ :يا أيها
الناس إنُا خلِّقناكم منم ذكر وأنُثىَ وجعلِّناكم شعوُدبا وقبَائل لتعارفوُا عنم أكرمكحم عند ال أتقاكم] .ث
قال :يا معشر قريش ،ما ترون أن فاعل بكحم؟ قالوُا :خديا ،أخ كري وابنم أخ كري .فقال :اذهبَوُا فأنُتم
الطلِّقاء".
299
وروىً الشيخمان عنم أب شريح العدوي أنُه صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال فيمحا خاطب به الناس يوُم الفتح:
"إن مكحة حرمها ال ،ول يرمها أنُاس ،ل يل لمرئ يؤمنم بال واليوُم الخر أن يسفك با ددما أو
يعضد با شجدرا ،فإن أحد ترخص لقتال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم فيها ،فقوُلوُا له :إن ال أذن
لرسوُله ول يأذن لكحم ،وإنا أذن له فيه ساعة منم نار ،وقد عادت حرمتها اليوُم كحرمتها بالمس،
وليبَلِّغ الشاهد الغائب".
ث إن الناس اجتمحعوُا بكحة لبَايعة رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم علِّىَ السمحع والطاعة ل ورسوُله ،فلِّمحا
فرغ صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم منم بيعة الرجال بايع النساء ،واجتمحع إليه نُساء منم نُساء قريش ،فيهنم هند
بنت عتبَة متنقبَة متنكحرة لا كان منم صنيعها بمحزة رضي ال عنها .فلِّمحا دنُوُن منه ليبَايعنه قال رسوُل ال
صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم :تبَايعنن علِّىَ أن ل تشركنم بال شيدئما ،فقالت هند :وال إنُك لتأخذ علِّينا أمدرا ما
أخذته علِّىَ الرجال ،وسنؤتيكحه ،قال :ول تسرقنم .قالت :وال إن كنت لصيب منم مال أب سفيان
النة والنة ،وما أدري أكان ذلك حلد ل أم ل؟ فقال أبوُ سفيان ،وكان شاهددا لا تقوُل :أما ما أصبَت
فيمحا مضىَ فأنُت منه ف حل .فقال علِّيه الصلة والسلم :وإنُك لند بنت عتبَة؟ فقالت :أنُا هند بنت
عتبَة ،فاعف عمحا سلِّف عفا ال عنك .قال :ول تزنُي ،قالت :وهل تزن الرة قال :ول تقتلِّنم أولدكنم،
قالت :قد ربيناهم صغادرا وقتلِّتهم يوُم بدر كبَادرا ،فأنُت وهم أعلِّم .فضحك عمحر منم قوُلا حت
استغرب .قال :ول تأتي ببَهتان تفتينه بي أيديكحنم وأرجلِّكحنم ،فقالت :وال إن إتيان البَهتان لقبَيح،
ولبَعض التجاوزأ أمثل.
قال :ول تعصينن ف معروف .فقال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم لعمحر :بايعهنم واستغفر لنم رسوُل
ال ،فبَايعهنم عمحر .وكان رسوُل ال ل يصافح النساء ول يإس امرأة ول تسه ،إل امرأة أحلِّها ال له".
وروىً البَخماري عنم عائشة رضي ال عنها ،قالت" :كان النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يبَايع النساء
بالكحلم ،بذه الية :ل يشركنم بال شيدئما ،قالت :وما مست يد رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يد امرأة
إل امرأة يإلِّكحها" .وروىً مسلِّم عنم عائشة بنحوُه.
"وأجارت أم هانُئ بنت أب طالب رضي ال عنها ،يوُم الفتح ،رجلد منم الشركي ،وكان علِّي رضي ال
عنه يريد قتلِّه ،قالت :فجئمت إل النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم فوُجدته يغتسل ،وفاطمحة بنته تسته بثوُب،
قالت :فسلِّمحت علِّيه ،فقال :منم هذه؟ فقلِّت :أم هانُئ بنت أب طالب .فقال :مرحبَا بأم هانُئ .فلِّمحا
فرغ منم غسلِّه قام فصلِّىَ ثان ركعات ملِّتحدفا ف ثوُب واحد ،ث انُصرف .فقلِّت :يا رسوُل ال .زأعم
ابنم أمي علِّلي أنُه قاتل رجلد أجرته ،فلن :ابنم هبَية ،فقال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم :قد أجرنُا
منم أجرت يا أم هانُئ".
300
وأما أولئمك النفر الذينم كان رسوُل ال قد هدر دمهم ،فقد رقتل بعضهم وأسلِّم الخرون :قتل الوُيرث
وعبَد ال بنم خطل ومقيس بنم حبَابة ،وقتلِّت إحدىً الاريتي الغنيتي وأسلِّمحت الخرىً .وشفع ف
عبَد ال بنم سعد بنم أب سرح وحسنم إسلمه ،وأسلِّم عكحرمة ،وهبَار ،وهند بنت عتبَة.
روىً ابنم هشام أن فضالة بنم عمحي اللِّيثي أراد قتل النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم وهوُ يطوُف بالبَيت عام
الفتح ،فلِّمحا دنُا منه قال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم" :أفضالة؟ قال :نُعم :فضالة يا رسوُل ال،
قال :ماذا كنت تدث به نُفسك؟ قال :ل شيء ،كنت أذكر ال .فضحك النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم
ث قال :استغفر ال .ث وضع يده علِّىَ صدره فسكحنم قلِّبَه .فكحان فضالة يقوُل :وال ما رفع يده عنم
ل منه".
صدري حت ما منم خلِّق ال شيء أحب إ ل
وملر فضالة عائددا إل بيته بامرأة كان يإيل إليها ويتحدث معها ،فقالت له :هلِّلم إل الديث ،فانُبَعث
يقوُل:
قالت هلِّم إل الديث فقلِّت :ل ...يأب علِّلي ال والسلم
لوُ ما رأيت ممحددا وقبَيلِّه ...بالفتح يوُم تكحسر الصنام
لرأيت دينم ال أضحىَ بيدنا ...والشرك يغشىَ وجه الظلم
يييييييييي
دروس من فتح مكة
منم أعظم بشائر القرآْن الكحري
الستاذ /حسنم ضياء الدينم عت
انمحك الرسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم وأصحابه البطال اليامي بعد الجرة ف ردع العداء الكحائدينم هنا
وهناك ف أرجاء الزيرة العربية ،ل ريمحدون نُادرا إل أوقد العدو للِّحرب نُادرا أخرىً.
ف هذه الغمحرة جاءتم بشارة عظيمحة فريدة فوُق الذي ف حسبَانم يوُمئمذ ،إن ال سيمحنحكحم نُصدرا
عظيدمحا وعدزا وطيددا ،ويفتح لكحم قلِّعة الشرك الصينة؛ أم القرىً ،مكحة الكحرمة؛ ويتهاوىً الشرك كلِّه..
ويدخل الناس معكحم ف دينم ال أفوُادجا ..نُزلت هذه البَشارة تاطب رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم
س يشهدرخرلِّوُشن ذف ذديذنم اللِّلذه أشفهيشوُادجا* فششسبَلهح ذبشهمحذد ذ
إمامهم وقائدهم) :إذشذا شجاء نُش ه
صرر اللِّله شوالهشفهترح * شوشرأشيه ش
ت اللنا ش
ك شواهستشيهغذفهرهر ذنُإلهر شكاشن تشيلوُادبا(
شربل ش
ذهب العلمة عبَد الرحنم بنم رجب النبَلِّي رحه ال مذهب جهوُر الفسرينم ،إل أن سوُرة النصر نُزلت
قبَل فتح مكحة إهذ أخب ال بفتحها قبَل وقوُعه .وجاء مستقبَل الزمان بتحقق الفتح ،كمحا أنُبَأ ال تعال
منم قبَل وأخب .فسوُرة النصر علِّم منم أعلم نُبَوُة سيد الرسلِّي وإلية رسالته.
لقد استدل الافظ ابنم رجب علِّىَ نُزول سوُرة النصر قبَل الفتح بدلئل أهها:
301
(1ظاهر النص القرآْن ،فقد دلت اللِّغة العربية علِّىَ أن "إذا" ظرف لا يستقبَل منم الزمان .وعلوُشل علِّىَ
هذا بعض أئمحة اللِّغة كالزمشري ف كشافه.
(2روىً النسائي منم طريق هلل بنم خبَاب عنم عكحرمة عنم ابنم عبَاس رضي ال عنهمحا قال" :لا
ت لرسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه نُزلت[ :إذا جاء نُصر ال والفتح] إل آْخر السوُرة ،قال ابنم عبَاس :نُيرهعيش ه
وسلِّم نُفسه حي أنُرزلت ،فأخذ ف أشد ما كان اجتهاددا ف أمر الخرة".
وقال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم بعد ذلك" :جاء الفتح ،وجاء نُصر ال ،وجاء أهل اليمحنم" فقال
رجل :يا رسوُل ال ،وما أهل اليمحنم" ،قال) :قوُم رقيقة قلِّوُبم ،لينة قلِّوُبم ،اليإان يإان ،والكحمحة
يإانُية ،والفقه يإان".
أقوُل :إن القصوُد بي "أهل اليمحنم" ف الديث هم الشعريوُن ،فإنم طلِّيعة وفوُد اليمحنم ،قدموُا علِّىَ النب
صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم سنة سبَع للِّهجرة عند فتح خيب ،ويدلك ذلك علِّىَ نُزول سوُرة النصر قبَل فتح
مكحة .وهوُ قوُل المحهوُر ،وإليه ذهب المام ابنم رجب رحة ال علِّيه.
تكحشف لك الدراسة العلِّمحية أن هذه السوُرة اللِّيلِّة علِّم ساطع منم أعلم نُبَوُة سيد الرسلِّي صلِّىَ ال
علِّيه وسلِّم وبرهان باهر علِّىَ إلية رسالته ،فقد أخب ال سبَحانُه وتعال فيها عنم سقوُط معقل الشرك
ف الستقبَل القريب ،لتقلر عي الرسوُل الكحري صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم بتطهي مكحة منم دنُس الشرك
والوُثنية ،قبَل أن يلِّحق بالرفيق العلِّىَ ،تبَاركت أساؤه وتعالت صفاته.
قال المام اللِّيل عبَد الرحنم بنم رجب النبَلِّي ف قوُله تعال[ :إذا جاء نُصر ال والفتح]" :أما )نُصر
ب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم العرب كلِّهم ،واستوُل علِّيهم منم ال( :فهوُ معوُنُته علِّىَ العداء ،حت شغلِّش ش
قريش وهوُازأن وغيهم" .وقال المام اللوُسي ف قوُله تعال) :إذا جاء(" :الراد باليء الصوُل".
وف قوُله تعال )نُصر ال(" :أي إعانُته تعال وإظهاره إياك )يا رسوُل ال( علِّىَ عدوك".
وقال المام أبوُ السعوُد العمحادي" :والتعبَي عنم حصوُل النصر والفتح باليء ،لليذان بأنمحا متوُجهان
نوُه علِّيه السلم ،وأنمحا علِّىَ جناح الوُصوُل إليه عنم قريب".
وذكر القاضي البَيضاوي نوُ ذلك وزأاد علِّيه قوُله" :وقد قرب النصر منم وقته فكحهنم متقدبَا لوُروده،
مستعددا لشكحره".
ذهب المام ابنم رجب النبَلِّي مذهب جهوُر الفسرينم وفيهم ابنم عبَاس وغيه إل أن الراد بالفتح:
"هوُ فتح مكحة بصوُصها" .ث قال" :قال ابنم عبَاس وغيه ،لن العرب كانُت تنتظر بإسلمها ظهوُر
النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم علِّىَ مكحة" .وف صحيح البَخماري عنم عمحرو بنم سلِّمحة قال" :وكانُت العرب
تلِّشلوُم ]أي تنتظر[ بإسلمهم الفتح ،فيقوُلوُن :اتركوُه وقوُمه ،فإنُه إن ظهر علِّيهم فهوُ نُب صادق .فلِّمحا
كانُت وقعة أهل الفتح بادر كل قوُم بإسلمهم ،وبدر أب قوُمي بإسلمه ،فلِّمحا قدم قال :جئمتكحم وال
منم عند النب حقا "..الديث.
302
وقد استدل العلمة ابنم كثي بفتح مكحة علِّىَ نُبَوُة سيد الرسلِّي وساق استدلله تهيددا لديث عمحرو بنم
سلِّمحة الذي أوردنُاه آْنُدفا.
وعنم السنم قال" :لا فتح رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم مكحة؛ قالت العراب :أما إهذ ظفر بأهل
مكحة؛ وقد أجارهم ال منم أصحاب الفيل؛ فلِّيس لكحم به يدان .فدخلِّوُا ف دينم ال أفوُاجا".
الق أن فتح مكحة علِّم منم أعلم نُبَوُته صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ،فإن ال تعال حىَ بيته منم أهل الضللة
والبَغي ،وهم أصحاب الفيل .بينمحا فتح أبوُابا وذلل وعرها ،وأخضع أعناق جبَابرتا وصناديدها لسيد
الرسلِّي حبَيبَه ممحد صلِّىَ ال علِّيه وعلِّىَ آْله وأصحابه أجعي.
قال المام عمحاد الدينم إساعيل بنم كثي" :والراد بالفتح هنا فتح مكحة قوُلد واحددا" وتدل علِّيه أحاديث
كثية ،وإذا أطلِّق لفظ "الفتح" فالراد به فتح مكحة الكحرمة ،وقد ورد هذا ف القرآْن العظيم .قال ال
تعال:
ض شل يشهستشذوُي ذمنركحم لمهنم أشنُشفشق ذمنم قشيهبَذل ث اللسمحاوا ذ ذ ذ ذ ذ ذذ ذ
ت شواهلشهر ذ )شوشما لشركحهم أشلل رتنفرقوُا ف شسبَيذل اللِّله شوللِّله مشيا ر ش ش
ك أشهعظشرم شدشرشجةد لمشنم الذذيشنم أشنُشفرقوُا ذمنم بشيهعرد شوشقاتشيلِّروُا شوركيل شوشعشد اللِّلهر اهلرهسشن شواللِّلهر ذ شبا تشيهعشمحرلِّوُشن الهشفهتذح شوشقاتششل أرهولشئمذ ش
شخذبَي( ]الديد[
سيد الرسلِّي يوُم الفتح العظم
كشف ال تعال ما يكحوُن بعد الفتح منم شأن سيد الرسلِّي ،وهوُ شأن إخوُانُه الرسلِّي قبَلِّه .فإنُك ل
تد ف تاريخ أحد منهم ،قبَل النصر ول بعده ،بعض ما تده ف زأعمحاء الضللة منم طغيان وتكحب وتب
وتطاول وظلِّم وإذلل للِّناس ..فهذه سوُرة النصر رتب النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم بفتح مكحة وتوُجه قلِّبَه
إل جانُب عظيم منم جوُانُب الصلِّة بال تبَارك وتعال ]فسبَح بمحد ربك واستغفره إنُه كان توُابا[.
وفتح ال علِّىَ رسوُله المي وأصحابه اليامي أعت قلع الشرك ف الزيرة العربية فدخل مكحة ظافدرا؛
بيش عظيم منيع منم أصحابه ،ل يتمحع منم أبناء الزيرة العربية نُظيه قط ،وذلك ف أواخر شهر
رمضان البَارك ف السنة الثامنة منم الجرة ،دخلِّها خاشدعا ل متوُاضدعا ،ذاكدرا عابددا ،يقرأ سوُرة الفتح
علِّىَ نُاقته .روىً البَخماري ف صحيحه عنم معاوية بنم رقرةل قال" :سعت عبَد ال بنم رمغلفل يقوُل :رأيت
رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يوُم فتح مكحة علِّىَ نُاقته وهوُ يقرأ سوُرة الفتح ،ريرجرع .وقال ]أي معاوية
بنم رقرة[ :لوُل أن يتمحع الناس حوُل لرجعت كمحا رجع".
"التجيع" :ترديد القارئ الرف ف اللِّق .يفيدك هذا التعبَي أن الرسوُل صلِّىَ ال علِّيه سلِّم ف هذا
النصر العظيم كان يإعنم ف تلوة ألفاظ هذه السوُرة وف التفكحي بعانُيها اعتادفا بفضل ال علِّيه .أجل
دخل رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم مكحة الكحرمة علِّىَ مشهد منم جع عظيم ،وقد كاد له الذينم
نُاصبَوُا دعوُته العداء حت أخرجوُه منم بلِّده ،لكحنه ل يدخلِّها مزهدوُا متادل .إنا دخلِّها خاضدعا متوُاضدعا
ل خي الناصرينم ،وذلك ف شهر رمضان البَارك ف السنة الثامنة منم الجرة.
303
روىً المام الاكم وأبوُ يعلِّىَ عنم أنُس رضي ال عنه قال" :لا دخل رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم
مكحة يوُم الفتح ،استشرفه الناس ،فوُضع رأسه علِّىَ رحلِّه متخمشدعا".
وف رواية البَيهقي عنم أنُس قال" :دخل رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم مكحة يوُم الفتح وذقنه علِّىَ
راحلِّته متخمشدعا".
وأفادت رواية الوُاقدي عنم أب هريرة أن رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم توُسط الناس علِّىَ هذه الال..
"توُاضدعا ل تعال حي رأىً ما رأىً منم فتح ال وكثرة السلِّمحي ،ث قال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم :اللِّهم ل
عيش إل عيش الخرة".
لقد رتب ال علِّىَ الفتح والنصر أمدرا جلِّيلد عظيدمحا] :فسبَح بمحد ربك واستغفره[ .فإن الصلِّة بالق
تبَاركت أساؤه وتعالت صفاته ل يوُزأ أن تكحوُن قاصرة علِّىَ أيام الشدة ،إذ يفتقر العبَد إل موُله،
فيناديه منم أعمحاقه رباه!ا رباه!ا وهوُ ف أملر حالت الفتقار وأشلد حالت الظلم ،ولكحنم الصلِّة الوُاجبَة
بي العبَد وربه صلِّة دائمحة ل تنقضي ول تنقطع مدىً الياة ،مهمحا أمد ال له ف النعم ،وأزأجىَ له منم
العز والنصر والسؤدد.
كانُت العرب تنتظر نُتيجة الصراع بي الصطفىَ "صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم" وبي قلِّعة الشرك والوُثنية .دخل
الرسوُل الكحري مكحة ظافدرا متنصدرا ..ودانُت له الرقاب ..لكحنه دخلِّها متذللد ل رب العالي .فلِّيس ف
النصر إغراء يوُله عنم طريقته الفضلِّىَ!..ا!ا ول ما يستدعي أن يقتف شيدئما منم جرائم البَارينم ،زأعمحاء
الغرور والطغيان ،منم سفك دماء العزل منم السلح ،وهتك أعراض الرائر السالات ،وسلِّب الموُال
وتريب الديار وانُتهاك حرمات ال ،وإهانُة الشرفاء والفضلء ،وإذلل الناس وكبَت حرياتم ،وملء
السجوُن بمحوُع النبَغاء والكحرماء والفضلِّيات الشريفات!ا!ا.
إن للِّجبَابرة الطغاة شاكلِّة شهية ملت التاريخ الغابر والعاصر نُكحبَات ومآسي وفوُاجع ..ولقد أماطت
الحداث اللِّثام عنم طغاة استلِّبَوُا زأعامات ف الاضي والاضر فعاثوُا ف أقوُامهم فسادا!..ا!ا وعنم طغاة
بغوُا ف الرض ،ظلِّدمحا وعدوادنُا ،تبا وغرورا ،فاقتفوُا منم فظائع الرائم ما تذهل له العقوُل!..ا!ا ول تغيب
عنم بالك مازأر اليهوُد وأذنُابم ف فلِّسطي ولبَنان ،ول مازأر الندوس والوُثنيي ف مسلِّمحي الند ،ومثل
ذلك ف أفريقيا .وغي ذلك كثي ف عصرنُا .طغيان وسفك دماء ..وانُتهاك أعراض ..وسلِّب أموُال..
ت إذلن الهرمحرلِّوُشك إذشذا شدشخلِّروُا
وتريب ديار ..ذاكم صنيع البَارينم ،كمحا أخب ال عنهم ،قال تعال َ{ :شقالش ه
ذ ذ ذ
قشيهريشةد أشفهشسردوشها شوشجشعلِّروُا أشذعلزةش أشههلِّشها أشذلةد شوشكشذل ش
ك يشيهفشعرلِّوُشن ]سوُرة النمحل[.
أما ننم معشر أتبَاع ممحد صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم فلِّنا شاكلِّة أخرىً وطريقة مثلِّىَ ،رسها الق تبَارك
وتعال ،وها أنُت تشهدها ف دخوُل رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم مكحة ف أعظم نُصر ،وقد طأطأ
رأسه ..خاشدعا مبَدتا متذللد ل واهب النصر رب العالي [وما النصر إل منم عند ال إن ال عزيز
حكحيم] ]سوُرة النُفال [10:إن ذلك التوُاضع الم والدب الكحامل والتذلل والستكحانُة بي يدي الق
304
ي أشذعلزتة ذذ ذت
جبَار السمحوُات والرض ،لنا طريقة التعامل مع عبَاد ال ،كل حسب حالة )أشذلة شعشلِّىَ الهرمحهؤمن ش
شعشلِّىَ الهشكحافذذريشنم ( ]سوُرة الائدة.[54 :
لقد آْذت قريش رسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم وأصحابه أذىً مريدرا ،فصب علِّيهم ثلث عشرة سنة بعد
البَعثة ث هاجر مضطدرا منم مكحة إل الدينة.
واستمحرت الصاولة بينه وبينهم بعد الجرة ثان سني حت أظفره ال علِّيهم إهذ داههم الرسوُل صلِّىَ ال
علِّيه وسلِّم ف عقر دارهم .وسبَق إليه أبوُ سفيان ،الذي جلِّب الحزاب لربه وتسبَب وزأوجته بوُاسطة
وحشي ف قتل عمحه حزة والتمحثيل به ،فلطفه الرسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ودعاه للسلم ..فقال:
ويك يا أبا سفيان ..أل يأذن لك أن تعلِّم وتشهد أن ل إله إل ال!ا؟ فقال :بأب أنُت وأمي ما أحلِّمحك
وأوصلِّك وأكرمك!ا!ا ث جعل الرسوُل له مكحرمة خاصة لدىً اقتحام السلِّمحي مكحة ،فجعل المان لنم
دخل داره فقال) :منم دخل دار أب سفيان فهوُ آْمنم( .واجتمحع الذينم حاربوُا ال ورسوُله يستمحعوُن إل
الكحم فيهم ،وهم يظنوُن أن الرسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم لنم يتوُان عنم استئمصال شأفتهم وإبادة
خضرائهم ،فقال :ما تقوُلوُن أن فاعل بكحم!ا!ا( فقالوُا :أةخ كري وابنم أخ كري .فقال :أقوُل كمحا قال
ذذ ذ
ي( ]سوُرة يوُسف.[92 : ب شعلِّشهيركحرم اهليشيهوُشم يشيهغفرر اللِّلهر لشركحهم شورهشوُ أشهرشحرم اللراح ش
أخي يوُسف (شقاشل لش تشيثهيشري ش
وضح لك منم ذلك كلِّه تفوُق رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه سلِّم علِّىَ الناس أجعي بسعة الصدر ،ولي
العريكحة ،وكرم العشرة ،وكظم الغيظ والعفوُ عنم الناس بل هوُ صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يفوُقهم ف جيع
ماسنم الخلق ..حت ررحب صدره لجلف الاهلِّية؛ وهم منم أغلِّظ البَشر طبَدعا وأقساهم معاملِّة.
وإن عظيم عفوُه هذا يكحشف عنم تأهيل ال سيدنُا ممحددا لقام الرسالة العظمحىَ ،وهوُ منم أعلم نُبَوُته
الساطعة البَاهرة صلِّىَ ال علِّيه سلِّم
يييييييييي
معركة البويب -وقعت في السنة الثالثة عشر من الهجرة.
قال ابنم كثي رحه ال ف "البَداية والنهاية" ) :(30 / 7وكانُت هذه الوُاقعة بالعراق نُظي اليموُك
بالشام ،فقد بعث أمراء النفوُس جيدشا لم بقيادة مهران واكتمحل صف السلِّمحي تت إمرة الثن بنم
حارثة ،فتوُافوُهم وإياهم بكحان يقال له "البَوُيب" قريب منم مكحان الكحوُفة اليوُم وبينهمحا الفرات قالوُا :إما
أن تعبوا إلينا ،أو نُعب إليكحم ،فقال السلِّمحوُن :بل اعبوا إلينا فعبت الفرس إليهم فتوُافقوُا ،وذلك ف
شهر رمضان .فعزم الثن علِّىَ السلِّمحي ف الفطر فأفطروا عنم آْخرهم ليكحوُن أقوُىً لم ،وعبَأ اليش
وجعل يإر علِّىَ كل راية منم رايات المراء علِّىَ القبَائل ويعظهم ويثهم علِّىَ الهاد والصب والصمحت،
وف القوُم جرير بنم عبَد ال البَجلِّي ف بيلِّة وجاعة منم سادات السلِّمحي .وقال الثن لم :إن مكحب
ثلث تكحبَيات فتهيأوا ،فإذا كبت الرابعة فاحلِّوُا .فقابلِّوُا قوُله بالسمحع والطاعة والقبَوُل ،فلِّمحا كب أول
تكحبَية عاجلِّتهم الفرس فحمحلِّوُا حت غالقوُهم .واقتتلِّوُا قتالد شديددا ،ورأىً الثن ف بعض صفوُفه خلِّلد
305
فبَعث إليهم رجلد يقوُل :المي يقرأ علِّيكحم السلم ،ويقوُل لكحم :ل تفضحوُا العرب اليوُم فاعتدلوُا.
فلِّمحا رأىً ذلك منهم ي وهوُ بنوُ عجل ي أعجبَه وضحك وبعث إليهم يقوُل :يا معشر السلِّمحي عاداتكحم،
انُصروا ال ينصركم ،وجعل الثن والسلِّمحوُن يدعوُن ال بالظفر والنصر .فلِّمحا طالت مدة الرب جع
الثن جاعة منم أصحابه البطال يمحوُن ظهره ،وحل علِّىَ مهران فأزأاله عنم موُضعه حت دخل اليمحنة.
قال ممحد بنم إسحاق :وحل النذر بنم حسان بنم ضرار الضب علِّىَ مهران قائد الفرس فطعنه واحتز
ل ،وسبَق الثن رأسه جرير بنم عبَد ال البَجلِّي ،وهربت الوُس وركب السلِّمحوُن أكتافهم يفصلِّوُنم فص د
بنم حارثة إل السر فوُقف علِّيه ليمحنع الفرس منم الوُازأ علِّيه ليتمحكحنم منهم السلِّمحوُن .فركبَوُا أكتافهم
بقية ذلك اليوُم وتلِّك اللِّيلِّة ،ومنم بعد إل اللِّيل فيقال :أنُه قتل منهم يوُمئمذ وغرق قريب منم مائة ألف
ول المحد والنة وغنم السلِّمحوُن مالد جزيلد وطعادما كثديا ،وبعثوُا بالبَشارة والخاس إل عمحر بنم
ضا ،وذلت لذه الطاب ي رضي ال عنه ي وقد قتل منم سادات السلِّمحي ف هذا اليوُم بشر كثي أي د
الوُقعة رقاب الفرس ،وتكحنم الصحابة منم الغارات ف بلدهم فيمحا بي الفرات ودجلِّة فغنمحوُا شيدئما
عظيدمحا ل يإكحنم حصره
يييييييييي
وفاة خإالد بن الوليد
هوُ خالد بنم الوُليد منم أجلل الصحابة وأبرعهم وأشجعهم ،وهوُ سيف ال السلِّوُل ل يقهر ف جاهلِّية
ول إسلم.
وأبوُه هوُ الوُليد بنم الغية سيد قريش ف عصره.
وأمه لبَابة بنت الارث أخت ميمحوُنُة بنت الارث أم الؤمني ،وقد أسلِّم رضي ال عنه بعد الديبَية ف
العام الثامنم الجري ،وشهد مؤتة ،وانُتهت إليه المارة يوُمئمذ منم غي إمرة ،فقاتل يوُمئمذ قتالد شديددا ل
ير مثلِّه ،وقد قال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم" :أخذ الراية زأيد فأصيب ،ث أخذها جعفر فأصيب،
ث أخذها عبَد ال بنم رواحه فأصيب ،ث أخذها سيف منم سيوُف ال ففتح ال علِّىَ يديه" ،ومنم يوُمئمذ
رسي "سيف ال" ،وشهد خيب وحنيدنا ،وفتح مكحة وأبلِّىَ بلءد حسدنا.
وبعثه رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم إل العزىً ،وكانُت لوُازأن فكحسر قمحتها أولد ث دعثرها وجعل
يقوُل :يا عزىً كفرانُك ل سبَحانُك إن رأيت ال قد أهانُك ث حرقها.
وقد استعمحلِّه أبوُ بكحر الصديق رضي ال عنه علِّىَ قتال أهل الردة ،ولا ألمره الصديق قال :سعت رسوُل
ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يقوُل" :فنعم عبَد ال وأخوُ العشية خالد بنم الوُليد ،خالد بنم الوُليد سيف منم
سيوُف ال" رواه المام أحد ف مسنده.
306
وله آْثار مشهوُرة ف قتال الروم بالشام والفرس بالعراق ،وافتتح دمشق ،وقد روي له عنم رسوُل ال صلِّىَ
ال علِّيه وسلِّم ثانُية عشر حديدثا .وقد ثبَت عنه ف صحيح البَخماري أنُه قال :لقد انُدق ف يدي يوُم
مؤتة تسعة أسياف ،فمحا ثبَت ف يدي إل صفيحة يإانُية.
ولا حضرته رضي ال عنه الوُفاة قال" :لقد شهدت مائة زأحف أو نوُها وما ف بدن موُضع شب إل
وفيه ضربة أو طعنة أو رمية ،وها أنُا أموُت علِّىَ فراشي ،فل نُامت أعي البَناء وما ل منم عمحل أرجىَ
منم ل إله إل ال وأنُا متتس با".
وتوُف ف خلفة عمحر بنم الطاب رضي ال عنه وحزن علِّيه عمحر والسلِّمحوُن حزدنُا شديددا ،وقد جعل
رضي ال عنه سلحه وفرسه ف سبَيل ال.
وقد توُف ف 18رمضان سنة 21هي ،وصلِّىَ علِّيه عمحر بنم الطاب ،ودفنم بوُار حص.
رضي ال تعال عنه وأرضاه
يييييييييي
وفاة عمرو بن العاصا
وكانُت ف رمضان سنة 43هي.
أسلِّم عمحرو بنم العاصا بعد تفكحي طوُيل وتدبر كبَي،وقد قال الرسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم عنه" :أسلِّم
الناس وآْمنم عمحرو بنم العاصا" ]رواه المام أحد والتمذي[.
" اللِّهم أمرتنا فعصينا .. ...
"ونيتنا فمحا انُتهينا ...ول يسعنا إل عفوُك يا أرحم الراحي"
بذا الدعاء الضارع الراجي ولدع عمحرو بنم العاصا الياة واستقبَل الوُت.
وقصة حياة عمحرو بنم العاصا غنية حافلِّة ،كسب خللا للسلم قطرينم كبَيينم منم أقطار العمحوُرة ها:
"فلِّسطي" و "مصر".
تبَدأ هذه القصة قبَل الجرة بنحوُ نُصف قرن منم الزمان حيث ولد عمحرو بنم العاصا رضي ال عنه
وتنتهي ف سنة ثلث وأربعي بعد الجرة حيث وافاه اليقي.
أما أبوُه فهوُ "العاصا بنم وائل" أحد حكحام العرب ف الاهلِّية وسيد منم ساداتم الرموُقي ،وأما أمه فلِّم
تكحنم كذلك.
شرح ال صدره للسلم ف السنة الثامنة للِّهجرة فقدم علِّىَ النب فبَسط الرسوُل الكحري صلِّىَ ال علِّيه
وسلِّم يده لعمحرو فقبَض عمحرو يده عنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم .
فقال له الرسوُل علِّيه الصلة والسلم" :ما لك يا عمحرو"؟!ا
فقال :أبايعك علِّىَ أن ريغفر ل ما تقدم منم ذنُب.
فقال النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم " :إن السلم والجرة يبَان ما قبَلِّهمحا"
307
فبَايعه عند ذلك ،ولكحنم هذه الادثة تركت أثرها ف نُفس عمحرو بنم العاصا ،فكحان يقوُل" :وال ما
ن منم الرسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ول تلِّيت منم النظر إل وجهه حت لق بربه. ت عي ل
مل ر
ولقد ألمره رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم علِّىَ جيش السلِّمحي ف غزوة "ذات السلسل" علِّىَ الرغم
منم كان ف اليش منم الهاجرينم والنُصار لا لسه فيه منم طاقات فذة .وأبلِّىَ رضي ال عنه ف حروب
الردة أعظم البَلء.
وبعد ذلك استعان الفاروق عمحر بقدرات عمحرو وخباته ووضعها ف خدمة السلم والسلِّمحي ،ففتح ال
علِّىَ يديه سوُاحل "فلِّسطي" وآْلت "القدس" إل السلِّمحي ف السنة الامسة عشرة منم الجرة ،وكان
الفاروق إذا رذكر أمامه حصار "بيت القدس" وما أبدىً فيه عمحرو بنم العاصا منم براعة يقوُل:
لقد رمينا "أرطبَوُن الروم" "بأرطبَوُن العرب"
ث توُج عمحرو بنم العاصا انُتصاراته الكحبىً بفتح "مصر"
وبذلك فتح أمام جيوُش السلِّمحي أبوُاب إفريقيا وبلد الغرب وإسبَانُيا" وكان عمحرو بنم العاصا منم
أحسنم الناس بيادنُا وأنُصحهم لسادنُا:
ومنم بلِّيغ كلمه رضي ال عنه :قوُله :الرجال ثلثة:
رجل تام ،ونُصف رجل ،ول شيء.
أما الرجل التام فهوُ الذي كمحل دينه وعقلِّه ..
فإذا أراد أن يقضي أمدرا استشار أهل الرأي فل يزال موُفدقا.
وأما نُصف الرجل فهوُ الذي ريكحمحل ال له دينه وعقلِّه ..
فإذا أراد أن يقضي أمدرا ل يستشر فيه أحددا ،وقال :أي الناس أتبَعه وأترك رأيي لرأيه؟ فيصيب ويطئ.
وأما الذي ل شيء فهوُ منم ل دينم له ول عقل ،فل يزال مطدئما مدبدرا..
وال إن لستشي ف المر حت خدمي.
ولا مرض رضي ال عنه مرض الوُت ،وأحس بدنُوُ الجل غلِّبَته الشعبة ،وقال لبنه :كنت علِّىَ ثلث
حالت عرفت نُفسي فيها،
كنت أول شيء كافدرا ،فلِّوُ مت حينئمذ لوُجبَت ل النار.
فلِّمحا بايعت الرسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم كنت أشد الناس حياء منه حت إن ما ملت عين منه قط،
فلِّوُ مت حينئمذ لقال الناس :هنيدئما لعمحرو أسلِّم علِّىَ خي ومات علِّىَ خي..
ت بعد ذلك بأشياء فل أدري أعلِّلي أم ل؟ ث تلِّبَس ر
ث أدار وجهه إل الدار وهوُ يقوُل:
اللِّهم أمرتنا فعصينا ...ونيتنا فمحا انُتهينا
ول يسعنا إل عفوُك يا أرحم الراحي.
308
ث وضع يده ف موُضع الغلل منم عنقه ورفع طرفه إل السمحاء وقال:
ي فأنُتصر ...ول بريء فأعتذر
اللِّهم ل قوُ ق
وما أنُا بستكحب ...وإنا مستغفر ،فاغفر ل يا غفار
ول يزل يرددها حت فاضت روحه.
رضي ال تعال عنه وأرضاه
يييييييييي
بعث علي بن أبي طالب وخإالد بن الوليد إلى اليمن
بعث رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم علِّي بنم أب طالب وخالد بنم الوُليد إل اليمحنم ف رمضان سنة 10
هجرية.
قال الافظ البَيهقي فيمحا رواه عنم أب إسحاق عنم الباء :أن رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم بعث خالد
بنم الوُليد إل أهل اليمحنم يدعوُهم إل السلم .قال الباء :فكحنت فيمحنم خرج مع خالد بنم الوُليد ،فأقمحنا
ستة أشهر يدعوُهم إل السلم فلِّم ييبَوُه ،ث إن رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه سلِّم بعث علِّي بنم أب
طالب وأمره أن يقفلي يعوُد خالددا إل رجلد كان منم مع خالد فإن أحب أن يعقبَأي يبَقىَ مع علِّي
فلِّيعقب معه .قال الباء :فكحنت فيمحنم عقب مع علِّي ،فلِّمحا دنُوُنُا منم القوُم خرجوُا إلينا ث تقدم فصلِّىَ
بنا علِّي ث صفنا صدفا واحددا ث تقدم بي أيدينا ،وقرأ علِّيهم كتاب رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم
فأسلِّمحت هدان جيدعا ،فكحتب علِّي إل رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم بإسلمهم ،فلِّمحا قرأ رسوُل ال
صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم الكحتاب خر ساجددا ث رفع رأسه فقال" :السلم علِّىَ هدان ،السلم علِّىَ هدان".
قال البَيهقي :رواه البَخماري متصدرا منم وجه آْخر.
وروىً ابنم ماجه والمام أحد :حدثنا أسوُد بنم عامر ،حدثنا شريك عنم ساك عنم حنش عنم علِّي كرم
ال وجهه قال :بعثن رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم إل اليمحنم قال :فقلِّت :يا رسوُل ال ،تبَعثن إل
قوُم أشد من وأنُا حدث ل أبصر القضاء .قال فوُضع يده علِّىَ صدري وقال" :اللِّهم ثلبَت لسانُه ،واهذد
قلِّبَه ،يا علِّلي إذا جلِّس إليك الصمحان فل تقض بينهمحا حت تسمحع منم الخر ما سعت منم الول،
فإنُك إذا فعلِّت ذلك تبَي لك" قال :فمحا اختلِّف علِّلي قضاء بعد ،أو ما أشكحل علِّلي قضاء بعد
يييييييييي
وفاة فاطمة رضي ال عنها
توُفيت السيدة فاطمحة ف الثالث منم رمضان سنة 11هي ،وهي بنت رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم
وأمها خدية بنت خوُيلِّد ولدتا وقريش تبَن البَيت قبَل النبَوُة بمحس سني وهي أصغر بناته صلِّىَ ال
علِّيه وسلِّم وتزوجها علِّي بنم أب طالب رضي ال عنه ،ف السنة الثانُية منم الجرة ف رمضان وبن با ف
ذي الجة ،وولدت له السنم والسي وزأينب وأم كلِّثوُم ومسدنا ومات صغديا.
309
وكانُت لا مكحانُة عظيمحة عند رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم وكان يناديها بأم أبيها لا كان فيها منم
النان والب لرسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم.
وعنم حياتا قال عامر الشعب :قال علِّي بنم أب طالب رضي ال عنه :لقد تزوجت فاطمحة ومال ولا
فراش غي جلِّد كبَش نُنام علِّيه باللِّيل ،ونُعلِّف علِّيه الناضح بالنهار ،ومال ولا خادم غيها ،وبلِّغها أنُه
جاءه رقيق فلِّم تصادفه فذكرت ذلك لعائشة فلِّمحا جاء أخبته عائشة ،قال :فجاءنُا وقد أخذنُا
مضاجعنا فذهبَنا نُقوُم فقال":علِّىَ مكحانُكحمحا" فجاء فقعد بين وبينها حت وجدت برد قدميه علِّىَ بطن
فقال ":أل أدلكحمحا علِّىَ خي ما سألتمحان؟ إذا أخذتا مضاجعكحمحا أو أتيتمحا إل فراشكحمحا فسبَحا ثلدثا
وثلثي ،واحدا ثلدثا وثلثي ،وكبا أربدعا وثلثي فهوُ خي لكحمحا منم خادم" أخرجه البَخماري ومسلِّم.
وعنم عائشة قالت :أقبَلِّت فاطمحة رضي ال عنها كأن مشيتها مشية رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم
فقال :مرحدبَا بابنت ،ث أجلِّسها عنم يإنيه أو عنم شاله .ث إنُه أسلر إليها حديدثا فبَكحت ،فقلِّت لا:
اختصك رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم بديثه ث تبَكحي؟ ث إنُه أسلر إليها حديدثا فضحكحت ،فقلِّت:
ما رأيت كاليوُم فردحا أقرب منم حزن ،فسألتها عمحا قال ،فقالت :ما كنت لفشي سلر رسوُل ال صلِّىَ
ال علِّيه وسلِّم.
فلِّمحا قرذبَض صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم سألرتها فقالت :إنُه أسلر إل فقال" :إن جبيل كان يعارضن بالقرآْن ف
كل عام مرة وإنا عارضن به العام مرتي ول أراه إل قد حضر أجلِّي وإنُك أول أهل بيت لوُدقا ب ونُعم
السلِّف أنُا لك" فبَكحيت لذلك ،ث قال ":أل ترضي أن تكحوُن سيدة )نُساء( هذه المة أو سيدة نُساء
الؤمني؟" قالت :فضحكحت لذلك" أخرجاه ف الصحيحي.
وروىً البَيهقي :لا مات رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم سألت فاطمحة أبا بكحر عنم الياث فأخبها أن
رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال" :ل نُوُرث ما تركنا فهوُ صدقة" .فسألت أن يكحوُن زأوجها نُاظدرا
علِّىَ هذه الصدقة فأب ذلك وقال :إن أعوُل منم كان رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يعوُل ،وإن
أخشىَ إن تركت شيدئما ما كان رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يفعلِّه أن أضل ،وال لقرابة رسوُل ال
صلِّىَ ال علِّيه سلِّم أحب أل أن أصل منم قرابت .فكحأنا وجدت ف نُفسها منم ذلك ،فلِّمحا مرضت
جاءها الصديق فدخل علِّيها فجعل يتضاها وقال :وال ما تركت الدار والال والهل والعشية إل ابتغاء
مرضاة ال ومرضاة رسوُله ومرضاتكحم أهل البَيت .فرضيت رضي ال عنها.
ولا حضرتا الوُفاة أوصت إل أساء بنت عمحيس امرأة الصديق أن تغسلِّها فغسلِّتها هي وعلِّي ابنم أب
طالب رضي ال عنهمحا ،وصلِّىَ علِّيها زأوجها علِّي وعمحه العبَاس ودفنت ليلد وذلك ليلِّة الثلثاء لثلث
خلِّوُن منم رمضان سنة إحدىً عشرة وقيل أنا ل تضحك ف مدة بقائها بعد النب علِّيه الصلة
والسلم ،وأنا كانُت تذوب منم حزنا علِّيه وشوُقها إليه صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم
رضي ال عنها وأرضاها
310
يييييييييي
قطز قاهر التتار -في معركة عين جالوت
بقلِّم اللِّوُاء الركنم :ممحوُد شيت خطاب
السلِّطان
اللِّك الظفر قطز قاهر التتار هوُ السلِّطان اللِّك الظفر سيف الدينم قطز بنم عبَد ال العزي ،تسلِّطنم
بعد أن خلِّع اللِّك النصوُر علِّي ابنم اللِّك العز أيبَك ف يوُم السبَت 17منم ذي القعدة سنة 657هي
1959م ،بعد أن تفاقم خطر التتار ،وأصبَحت مصر مهددة بغزوهم الوُشيك.
وكانُت مصر علِّىَ إثر وفاة ملِّكحها الصال ،ومقتل ولده اللِّك العظم قد رفعت علِّىَ عرشها امرأة هي:
شجرة الدر أرملِّة اللِّك الصال ،فكحانُت أول ملِّكحة ،كمحا كانُت آْخر ملِّكحة اعتلِّت عرش مصر
السلمية .وأقيم للِّسلِّطنة نُائب قوُي ،هوُ المي عز الدينم أيبَك كبَي المحاليك البَحرية ،ليعاون شجرة
الدر ف تدبي الموُر ،وبالرغم ما أبدته شجرة الدر منم حزم وبراعة ف تسيي أموُر الدولة ،وتصفية
الوُقف مع الصلِّيبَيي وإجلئهم عنم مصر فقد كان جلِّوُس امرأة علِّىَ عرش مصر نُذيدرا بوُقوُع الفتم
والضطرابات ،حيث أب معظم المراء أن يلِّفوُا يإي الطاعة للِّمحلِّكحة الديدة ،لذلك رأت شجرة الدر
أن تتزوج منم المي عز الدينم أيبَك ،فلِّمحا ل تفلِّح هذه الطوُة ف تدئة الموُر رأت أن تتنازأل عنم
العرش لزوجها ،فتوُل المي عز الدينم أيبَك عرش مصر باسم اللِّك العز ،وذلك ف آْخر ربيع الثان
سنة 648هي 1250م ،وحكحم مصر زأهاء سبَع سني.
وكانُت شجرة الدر وراء زأوجها تعينه ف تصريف الموُر ،حت دب اللف بي الزوجي ،لعتزام العز
الزواج ثانُية ،فدبرت شجرة الدر مؤامرة لغتياله ،ونُفذتا ف بيتها يوُم الثلثاء 23منم ربيع الول منم
سنة 655هي 1257م.
ك يوُم المحيس 25منم ربيع الول منم سنة 655 وتوُل اللِّك النصوُر علِّي ابنم اللِّك العز أيبَك ،الهلِّ ش
ر
هي 1257م ،وكان عمحره 15سنة ،فلِّم يكحنم قاددرا علِّىَ تمحل أعبَاء اللِّك ف ظروف حرجة للِّغاية؛ إذ
كانُت البَلد مهددة بالغزو التتي ،لذلك خلِّعه قطز ،وتوُل اللِّك مكحانُه سنة 657هي 1259م ،وكان
هدفه :حرب التتار ،وإنُقاذ مصر خاصة والبَلد العربية عامة منم خطر غزوهم الكحاسح.
الوُقف العام
ولعل ف عرض الوُقف العام العصيب الت كانُت مصر والبَلد العربية تتازأه منم جراء الغزو التتي
الارف ما يبزأ مبَلِّغ التضحية الت بذلا قطز ف قبَوُله تمحل السؤولية حينذاك ،ف بلِّد مهدد بغزو
خارجي ماحق ،وارتبَاك داخلِّي فظيع ،وقد كان بإمكحانُه أن يستمحتع بالسلِّطة الفعلِّية بالرغم منم بقاء
اللِّك النصوُر ف الكحم دون أن يكحوُن السؤول الول ف مثل تلِّك الظروف الرجة ،ولكحنه آْثر الصلِّحة
العامة علِّىَ مصلِّحته الشخمصية ،فقضىَ أولد علِّىَ الرتبَاك الداخلِّي ،ووضع الموُر ف نُصابا ،ث وجه
311
هه إل العدو الارجي ،فاستطاع بأعجوُبة خارقة حدقا إحرازأ النصر وإنُقاذ مصر والبَلد العربية منم التتار
وقوُاتم الضاربة.
ك التتار سائر بلد الروم بالسيف ،فلِّمحا فرغوُا منم ففي سنة أربع وخسي وستمحائة هجرية 1256م ،شملِّش ش
ذلك ،نُزل هوُلكوُ بنم طوُلوُي بنم جنكحيز خان كالعصار علِّىَ بغداد ف صفر منم سنة ست وخسي
وستمحائة هجرية 1285م ،ودخلِّوُها دخوُل الضوُاري الفتسة ،وقتلِّوُا مئمات اللف منم أهلِّها ،ونبَوُا
خزائنها وذخائرها ،وقضوُا علِّىَ اللفة العبَاسية ،وعلِّىَ معال الضارة السلمية ،ث قتلِّوُا اللِّيفة
الستعصم بال وأفراد أسرته وأكابر دولته..
وتقدم التتار إل بلد الزيرة ،واستوُلوُا علِّىَ "حران" و"الترها" و"ديار بكحر" ف سنة سبَع وخسي
وستمحائة هجرية 1259م ،ث جاوزأا الفرات ،ونُزلوُا علِّىَ "حلِّب" ف سنة ثان وخسي وستمحائة هجرية
1260م ،واستوُلوُا علِّيها وجرت الدماء ف الزأقة أنادرا.
ووصل التتار إل "دمشق" ،وسلِّطانا الناصر يوُسف بنم أيوُب ،فخمرج هاردبا ومعه أهل اليسار ،ودخل
التتار دمشق ،وتسلِّمحوُها بالمان ،ث غدروا بأهلِّها وفتكحوُا بم ،ونبَوُا وسلِّبَوُا ودمروا.
وتعدوا دمشق ،فوُصلِّوُا إل "نُابلِّس" ،ث إل "الكحرك" وبيت القدس ،وتقدموُا إل "غزة" دون أن يلِّقوُا
مقاومة تذكر ،واضطر هوُلكوُ فجأة إل مغادرة سوُرية ،بعد أن جاءته الخبَار بوُفاة أخيه الكب
"منكحوُقاآْن" ف الصي ،وبتنازأع أخوُيه الخرينم "قوُبيلي" و"أريق بوُكا" ولية العرش.
وقد استثمحر التتار حرب الصاعقة ،الت تعتمحد علِّىَ سرعة الركة ،كمحا استثمحروا حرب العصاب إل
أقصىَ مدىً ،فنشروا الذعر والوُف ف كل مكحان ،وحيثمحا اتهت قوُاتم كانُت تسبَقهم القاصيص
عنم طغيانم وقسوُتم ومذابهم.
موُقف أوروبا
فرحت أوروبا النصرانُية بانُتصار التتار علِّىَ السلِّمحي ،فقد كانُوُا منم أصدقاء النصارىً وفيهم بعض
النصارىً ،ولوُلكوُ نُفسه زأوجة نُصرانُية ،فضلد عنم أن القائد الذي ول أمر سوُرية عندما غادرها
هوُلكوُ كان نُصرانُديا ،كل هذا جعل البَابوُات وحكحام غرب أوروبا ينظرون إل التتار وكأنم حلِّفاؤهم ف
قتال السلِّمحي.
والوُاقع أن فكحرة تكحوُينم حلِّف منم الوروبيي والتتار لتدمي البَلد السلمية ،كانُت موُضع تفكحي
البَابوُات ف عصوُر متتالية ،وكانُت سياسية هؤلء تدف إل نُشر الدينم النصران بي التتار ،وقد تبَادل
التتار وحكحام أوروبا البَعوُث ،وعلِّىَ سبَيل الثال :فقد دعا لوُيس التاسع قسدمحا منم رجال أمي التتار إل
فرنُسا ،حيث فاوضهم علِّىَ عقد اتفاقية عسكحرية ،تنص علِّىَ أن يقوُم طرفاها بعمحلِّيات حربية علِّىَ
السلِّمحي ،يكحوُن فيها دور التتار غزو العراق وتدمي بغداد والقضاء علِّىَ اللفة السلمية ،ويكحوُن دور
312
الصلِّيبَيي حاية هذا الغزو التتي منم اليوُش الصرية ,وتريد جيوُشهم لنع ندة القوُات الصرية
للِّمحسلِّمحي ف آْسيا ،وبالحرىً تقوُم بعزل مصر عزلد تادما عنم سائر البَلد العربية.
ف لوُيس التاسع عنم العمحل لستمحالة التتار ،وتسخمي قوُتم الدمرة لضرب السلم ،ففي السابع ول يكح ل
عشر منم يناير سنة 1249م سنة 646هي أرسل إل أمي التتار هدايا ثينة حلِّها إل المي وفد علِّىَ
رأسه الراهب الدومنيكحي "أنُدريه دي لوُنيمحوُ" ،وما يذكر أنُه كان منم بي هذه الدايا قطعة منم
الصلِّيب القدس وصوُرة للِّسيدة العذراء ،ومتلِّف النمحاذج الصغية لعديد منم الكحنائس.
ويقوُل السقف "دي مسنيل "Du Masnilنُائب مدير البَعثات التبَشيية ف روما ف كتابه عنم
الكحنيسة والمحلت الصلِّيبَة" :اشتهر هوُلكوُ بيلِّه إل النصارىً النسطوُريي ،وكانُت حاشيته تضم عدددا
كبَديا منهم ،منم بينهم قائدهم الكب "كتبَغا" وهوُ تركي النس نُصران نُسطوُري ،كمحا كانُت المية
ضا.
"دوكس خاتوُن" زأوجة هوُلكوُ نُصرانُية أي د
ولقد لعب نُفوُذ هذه المية علِّىَ زأوجها دودرا خطديا ،تفخمر به الكحنيسة ف تنيب أوربا النصرانُية أهوُال
الغزو التتي ،وتوُجيه غزوهم إل العرب السلِّمحي ف الشرق العرب ،حيث ذبت قوُات التتار العرب
السلِّمحي ف مذابح بغداد ،ف الوُقت الذي أبقت فيه علِّىَ النصارىً ف تلِّك الدينة ،فلِّم تسهم ف
أرواحهم أو أموُالم بأذىً ،كمحا لعبَت المية دودرا ف إغراء زأوجها باحتلل سوُرية السلمية.
ويصف السقف حلِّة التتار فيقوُل" :لقد كانُت المحلِّة التتية علِّىَ السلم والعرب حلِّة صلِّيبَية بالعن
الكحامل لا ،حلِّة نُصرانُية نُسطوُرية ،وقد هلِّل لا الغرب وارتقب اللصا علِّىَ يد "هوُلكوُ" وقائده
النصران "كتبَغا" الذي تعلِّق أمل الغرب ف جيشهمحا ،ليحقق له القضاء علِّىَ السلِّمحي ،وهوُ الدف
الذي أخفقت ف تقيقه اليوُش الصلِّيبَية ،ول يعد للِّغرب أمل ف بلِّوُغه إل علِّىَ أيدي التتار خصوُم
العرب والسلِّمحي.
وقد بادر "هاتوُن الول" ملِّك إرمينية و"بوُهوُموُنُت السادس" أمي طرابلِّس ،وأمراء الفرنُجه "صوُر"
و"عكحا" و"قبصا" بادر هؤلء جيدعا إل عقد حلِّف مع التتار ،يقوُم علِّىَ أساس القضاء علِّىَ السلِّمحي
كافة ف آْسيا ،وتسلِّيم هؤلء المراء بيت القدس.
ويقوُل "دي مسنيل" ف كتابه عنم تاريخ التبَشي" :إن النصارىً هم الذينم حرضوُا "هوُلكوُ" علِّىَ الرحيل
عنم سوُرية إل بلده ،وماربة أخيه هناك ،بسبَب موُالته للسلم".
وأخديا انُتهىَ أمل الصلِّيبَيي بدخوُل التتار ف السلم ،وف ذلك يقوُل السقف "دي مسنيل" واصدفا
هذه الاتة" :وهكحذا نُرىً السلم الذي كان قد أشرفت قوُته علِّىَ الزوال ،يستد مكحانُته ،ويستعيد
قوُته ،ويصبَح أشد خطدرا منم ذي قبَل".
313
لقد كانُت مهمحة قطز صعبَة جددا ،لنُه كان علِّيه أن يوُاجه الطر الداخلِّي التمحثل بالرتبَاك والفوُضىَ
ف نُظام الكحم والصراع علِّىَ السلِّطة ،وف الوُقت نُفسه كان علِّيه أن يوُاجه الطر الارجي التمحثل
بالغزو التتي الداهم التحالف مع الصلِّيبَيي ف الغرب والشرق مدعا.
زأحف التتار
قبَل مغادرة "هوُلكوُ" سوُرية أرسل رسوُلد منم رجاله وبرفقته أربعوُن رجلد منم التبَاع إل قطز يمحلِّوُن
إليه رسالة منه جاء فيها:
"منم ملِّك اللِّوُك شردقا وغردبا القائد العظم :باسك اللِّهم ،باسط الرض ،ورافع السمحاء ،يعلِّم اللِّك
الظفر قطز الذي هوُ منم جنس المحاليك الذينم هربوُا منم سيوُفنا إل هذا القلِّيم ،يتنعمحوُن بأنُعامه،
ويقتلِّوُن منم كان بسلِّطانُه بعد ذلك ،يعلِّم اللِّك الظفر قطز وسائر أمراء دولته وأهل ملِّكحته بالديار
الصرية وما حوُلا منم العمحال ،إنُا ننم جند ال ف أرضه ،خلِّقنا منم سخمطه ،وسلِّطنا علِّىَ شمنم شحلل به
غضبَه ،فلِّكحم بمحيع البَلد معتب ،وعنم عزمنا مزدجر ،فاتعظوُا بغيكم وأسلِّمحوُا لنا أمركم .قبَل أن
ينكحشف الغطاء ،فتندموُا ويعوُد علِّيكحم الطأ ،فنحنم ما نُرحم منم بكحىَ ،ول نُرلق لنم شكحر ،وقد سعتم
أنُنا قد فتحنا البَلد ،وطهرنُا الرض منم الفساد ،وقتلِّنا معظم العبَاد ،فعلِّيكحم بالرب ،وعلِّينا الطلِّب،
فأي أرض تؤويكحم ،وأي طريق تنجيكحم ،وأي بلد تمحيكحم؟!ا فمحا لكحم منم سيوُفنا خلصا ،ول منم
مهابتنا مناصا ،فخميوُلنا سوُابق ،وسهامنا خوُارق ،وسيوُفنا صوُاعق ،وقلِّوُبنا كالبَال ،وعددنُا كالرمال،
فالصوُن عندنُا ل تنع ،والعساكر لقتالنا ل تنفع ،ودعاؤكم علِّينا ل ريسمحع ،فإنُكحم أكلِّتم الرام ،ول
تعتفوُن عند كلم ،وخنتم العهوُد واليإان ،وفشا فيكحم العقوُق والعصيان ،فأبشروا بالذلة والوُان ،فاليوُم
تزون عذاب الوُن با كنتم تستكحبون ف الرض بغي الق وبا كنتم تفسقوُن ،وسيعلِّم الذينم ظلِّمحوُا
أي منقلِّب ينقلِّبَوُن ،فمحنم طلِّب حربنا نُدم ،ومنم قصد أمانُنا سلِّم ،فإن أنُتم لشرطنا وأمرنُا أطعتم ،فلِّكحم
ما لنا وعلِّيكحم ما علِّينا ،وإن خالفتم هلِّكحتم ،فل تلِّكحوُا نُفوُسكحم بأيديكحم ،فقد حلذر منم أنُذر .وقد
ثبَت عندكم أنُا ننم الكحفرة ،وقد ثبَت عندنُا أنُكحم الفجرة ،وقد شسلِّلشطنا علِّيكحم منم له الموُر القلدرة،
والحكحام الدبرة ،فكحبَيكم عندنُا قلِّيل ،وعزيزكم عندنُا ذليل ،فل تطيلِّوُا الطاب ،وأسرعوُا برد الوُاب،
قبَل أن تضرم الرب نُارها ،وترمي نوُكم شرارها ،فل تدون منا جاهاد ول عدزا ،ول كافديا ول حردزأا،
وتدهوُن منا بأعظم داهية ،وتصبَح بلدكم منكحم خالية ،فقد أنُصفناكم إذ راسلِّناكم ،وأيقظناكم إذ
حذرنُاكم ،فمحا بقي لنا مقصد سوُاكم ،والسلم علِّينا وعلِّيكحم ،وعلِّىَ منم أطاع الدىً ،وخشي عوُاقب
الردىً ،وأطاع اللِّك العلِّىَ".
وكان ذلك ف سنة ثان وخسي وستمحائة هجرية "أوائل سنة 1260م".
فلِّمحا سع قطز ما ف هذا الكحتاب جع المراء ،واتفقوُا علِّىَ قتل رررسل هوُلكوُ ،فقبَض علِّيهم ،واعتقلِّوُا،
وأمر بإعدامهم فأعدموُا توُسيدطاأي:ضربوُا بالسيف ف وسطهم ليشطروا شطرينم ،كل ممحوُعة منهم أمام
314
باب منم أبوُاب القاهرة ،وعرلِّقت رؤوسهم علِّىَ باب "زأويلِّة" .لقد عقد قطز العزم علِّىَ حرب التتار،
وكان قراره نائديا ل رجعة عنه؛ إذ هوُ السوُغ الوُحيد لستيلئه علِّىَ السلِّطة ،وتوُاترت العلِّوُمات الوُثوُق
با عنم زأحف التتار باتاه مصر ،كمحا علِّم الصريوُن باستيلء التتار علِّىَ سوُرية وفلِّسطي ،كمحا وصل
إل القاهرة كمحال الدينم عمحر بنم العدي أحد العلِّمحاء العلم رسوُلد منم اللِّك الناصر صلح الدينم
يوُسف صاحب حلِّب والشام يطلِّب منم قطز النجدة علِّىَ قتال التتار.
وجع قطز القضاة والفقهاء والعيان لشاورتم فيمحا يعتمحد علِّيه منم أمر التتار ،وأن يؤخذ منم الناس ما
يستعان به علِّىَ جهادهم ،وحضر أصحاب الرأي ف دار السلِّطنة بقلِّعة البَل ،وحضر الشيخ عز الدينم
بنم عبَد السلم ،والقاضي بدر الدينم السنجاري قاضي الديار الصرية ،وأفاضوُا الديث ،فكحان العتمحاد
علِّىَ ما يقوُله ابنم عبَد السلم ،وخلصة ما قال" :إنُه إذا طرق العدو بلد السلم وجب علِّىَ العال
قتالم ،وجازأ لكحم أن تأخذوا منم الرعية ما تستعينوُن به علِّىَ جهادكم ،بشرط أل يبَقىَ ف بيت الال
شيء ،وتبَيعوُا مالكحم منم الوُائصأي:حزام الرجل وحزام الدابة الذهبَة واللت النفيسة ،ويقتصر كل
الند علِّىَ مركوُبه وسلحه ،ويتساووا هم والعامة ،وأما أخذ الموُال منم العامة ،مع بقايا ف أيدي الند
منم الموُال واللت الفاخرة فل يوُزأ".
وانُفض اللِّس علِّىَ ذلك ،ول يتكحلِّم السلِّطان ،وهوُ اللِّك النصوُر علِّي ابنم اللِّك العز أيبَك ،لعدم
معرفته بالموُر ولصغر سنه ،فلِّهجه الناس بلِّع السلِّطان وتوُلية قطز حت يقوُم بذا المر الهم .فقد علِّم
قطز أنُه ل بد منم خروجه منم مصر علِّىَ رأس قوُاته العسكحرية لقتال التتار ،ولكحنه ل يستطيع أن يفعل
ما يريد ،لن الراء مغلِّوُلة لصغر سنم السلِّطان ،ولن الكحلِّمحة متلِّفة ،فجمحع قطز المراء والعلِّمحاء منم
أصحاب الرأي ،وعرفهم أن اللِّك النصوُر هذا صب ل يسنم التدبي ف مثل هذا الوُقت الصعب ،ول
بد منم أن يقوُم بأمر اللِّك رجل شهم يطيعه كل أحد ،وينتصب للِّجهاد ف التتار ،فأجابه المحيع:
ليس لا غيك.
لقد كان الوُاب علِّىَ رسالة هوُلكوُ هوُ :القتال ،ول شيء غي القتال .وكان هذا القرار متفدقا علِّيه منم
المحيع قبَل وصوُل وفد هوُلكوُ ،وقبَل وصوُل رسالته إل القاهرة.
ول يكحنم إعدام الوُفد إل حافدزا جديددا لقطز وقوُاته علِّىَ القتال ،دون أن يتكوُا البَاب مفتوُدحا لل آْخر
غي القتال.
وهذا موُقف لقطز ف مثل تلِّك الظروف الت كانُت تيط به ،موُقف ريمحد علِّيه ،لنُه انُتزع آْخر أمل
منم نُفوُس التددينم والنزاميي ف احتمحال رضوُخ قطز إل مطالب التتار ،فقال قطز قوُلته الاسة" :إن
الرأي عندي هوُ أن نُتوُجه جيدعا إل القتال ،فإذا ظفرنُا فهوُ الراد ،وإل فلِّنم نُكحوُن مسلِّمحي أمام اللِّق".
الشد
315
خرج قطز يوُم الثني الامس عشر منم شعبَان سنة 658هي 1260م بمحيع عسكحر مصر ومنم انُضم
إليهم منم عساكر الشام ومنم العرب والتكمحان وغيهم منم قلِّعة البَل ف القاهرة ،يريد معسكحر
الصالية ،معسكحر مصر الكحبَي ف شرق الدلتا.
وقبَل ذلك ،وف اليوُم نُفسه ،أحضر قطز رسل "هوُلكوُ" وأعدمهم ،ليضع قوُاته السلِّحة أمام المر
الوُاقع :ل مفر منم القتال.
ونُوُدي ف القاهرة والرفسطاط وسائر أقاليم مصر بالروج إل الهاد ،وتقدم قطز إل جيع الوُلة يث
الجناد للِّخمروج إل القتال ،وسار حت وصل إل الصالية ،وتكحامل حشد قوُاته ،فجمحع المراء وكلِّمحهم
بالرحيل ،فأبوُا كلِّهم علِّيه وامتنعوُا عنم الرحيل ،فقال لم" :يا أمراء السلِّمحي ،لكحم زأمان تأكلِّوُن أموُال
بيت الال ،وأنُتم للِّغزاة كارهوُن ،وأنُا متوُجه ،فمحنم اختار الهاد يصحبَن ،ومنم ل يت ذلك يرجع إل
بيته ،فإن ال مطلِّع علِّيه ،وخطيئمة حري السلِّمحي ف رقاب التأخرينم".
وتكحلِّم المراء الذينم اختارهم وحللِّفهم مؤيدينم له ف السي ،فلِّم يسع البَقية غي الوُافقة .لقد جع قطز
قادته قبَل السي ،وشرح لم خطوُرة الوُقف ،وذكرهم با وقع منم التتار ف البَلد الت غزوها منم شنيع
السفك والتخمريب ،وما ينتظر مصر وأهلِّها منم مصي مروع إذا انُتصر التتار ،وحثهم وهوُ يبَكحي علِّىَ
بذل أرواحهم ف سبَيل إنُقاذ السلم والسلِّمحي منم هذا الطر الداهم ،فضجه القادة بالبَكحاء ،ووعدوا
أل يدخروا وسدعا ف سبَيل مقاتلِّة التتار ،وإنُقاذ مصر والسلم منم شرهم.
ولكحنم لاذا خاف قادة قطز التتار؟
كان هوُلكوُ ف خلِّق ل يصيهم إل ال ،ول يكحوُنُوُا منم حي قدومهم علِّىَ بلد السلِّمحي سنة 616
هي 1219م يلِّقاهم عسكحر إل فللِّوُه ،وكانُوُا يقتلِّوُن الرجال ويسبَوُن النساء ويستاقوُن السرىً وينهبَوُن
الموُال ،لذلك آْثر قادة قطز بعد إكمحال حشد قوُاتم حاية مصر ل غي ،لكحثرة عدد التتار واستيلئهم
علِّىَ معظم بلد السلِّمحي ،لن التتار ل يقصدوا إقلِّيدمحا إل فتحوُه ،ول عسكحدرا إل هزموُه ،ول يبَق خارج
حكحمحهم إل مصر والجازأ واليمحنم ،وقد هرب جاعة منم الغاربة الذينم كانُوُا بصر إل الغرب ،لقد
كانُت العنوُيات منهارة ،فل عجب أن يبَذل قطز كل جهده لرفع معنوُيات قادته ورجاله خاصة،
والشعب الصري عامة ،وأن يستحث القادرينم علِّىَ حل السلح للِّجهاد بأرواحهم ،والقادرينم علِّىَ
تقدي الموُال للِّجهاد بأموُالم ،وأن يشد كل طاقاته الادية والعنوُية للِّحرب ،فل يعلِّوُ صوُت علِّىَ
صوُت العركة ،ول يرقبَل عذر منم أحد قادر علِّىَ الهاد باله وروحه ،وقد قدم قطز مثالد شخمصديا رائدعا
ف الهاد باله وروحه ف سبَيل ال.
كمحا أن قطز صلمحم علِّىَ لقاء التتار خارج مصر ،وأل ينتظرهم ف مصر للِّدفاع عنها علِّىَ الرض
الصرية ،حت ينب مصر ويلت الرب أودل ،ويرفع معنوُيات رجاله ومعنوُيات الصريي ثانُديا ،ويوُحي
للِّتتار بأنُه ل يافهم فيؤثر ذلك علِّىَ معنوُياتم ثالدثا ،ولن الدافع ل ينتصر مطلِّدقا إل ف نُطاق ضيق
316
مدود بعكحس الهاجم الذي يؤدي انُتصاره إل كارثة تيق بعدوه رابدعا ،ولن الجوُم أنح وسائل الدفاع
خامدسا وأخديا.
إن تصمحيم قطز علِّىَ قبَوُل العركة خارج مصر ،كان قرادرا عسكحرديا فدذا.
العركة
وخرج قطز منم مصر ف الحافل الشامية والصرية ،ف شهر رمضان منم سنة 658هي 1260م وغادر
معسكحر الصالية بيشه ،ووصل مدينه "غزة" والقلِّوُب وجلِّة ،وكان ف "غزة" جع التتار بقيادة "بيدر"،
وكان بيدر هذا قد أخب قائده "كتبَغا نُوُينم" الذي كان ف سهل "البَقاع" بالقرب منم مدينة "بعلِّبَك"
بزحف جيش قطز ،فرد علِّيه" :قف مكحانُك وانُتظر" .ولكحنم قطز داهم "بيدر" قبَل وصوُل "كتبَغا نُوُينم"
فاستعاد غزة منم التتار ،وأقام با يوُدما واحددا ،ث غادرها شالد باتاه التتار.
وكان "كتبَغا" مقدم التتار علِّىَ جيش "هوُلكوُ" لا بلِّغه خروج قطز ،وكان ف سهل البَقاع قد عقد
ملِّدسا استشارديا ،واستشار ذوي الرأي ف ذلك ،فمحنهم منم أشار بعدم لقاء جيش قطز ف معركة،
والنُتظار حت ييئمه مدد منم "هوُلكوُ" ليقوُىً علِّىَ مصاولة جيش السلِّمحي ،ومعن هذا مشاغلِّة جيش
قطز بالقوُات التيسرة لديه ريثمحا ترده النجدات الت تضمحنم له النصر ،ومنهم منم أشار بغي ذلك قبَل
العركة اعتمحاددا علِّىَ قوُات التتار الت ل تقهر ،وهكحذا تفرقت الراء ،وكان رأي "كتبَغا نُوُينم" قبَوُل
العركة وموُاجهة جيش قطز ،فتوُجه منم فوُره جنوُدبا باتاه القوُات الصرية.
وكان أول الوُهنم اختلف الراء وظهوُر رأي يبَذ النُسحاب ،ورأي يبَذ عدم النُسحاب وقتال قطز.
وبعث قطز طلئع قوُاته بقيادة المي ركنم الدينم بيبس البَندقداري لناوشة التتار واختبَار قوُاتم،
واستحصال العلِّوُمات الفصلِّة عنم تنظيمحهم وتسلِّيحهم وقيادتم ،فالتقىَ بيبس بطلئع التتار ف مكحان
يقع بي "بيسان" و"نُابلِّس" يدعي" :عي جالوُت" ف "الغوُر" غوُر الردن ،وشاغل التتار حت وافاه
قطز علِّىَ رأس القوُات الصلِّية منم جيشه ،وف يوُم المحعة 25رمضان سنة 658هي 6سبَتمحب
1260م نُشبَت بي اليشي التقابلِّي معركة حاسة ،وكان التتار يتلِّوُن مرتفعات "عي جالوُت"،
فانُقضوُا علِّىَ جيش قطز تطبَيدقا لرب الصاعقة الت دأب التتار علِّىَ مارستها ف حروبم ،تلِّك الرب
الت تعتمحد سرعة الركة بالفرسان ،وكان القتال شديددا ل رير مثلِّه ،حت قتل منم الانُبَي جاعة كثية.
وتغلِّغل التتار عمحيدقا ،واختقوُا ميسرة قطز ،فانُكحسرت تلِّك اليسرة كسرة شنيعة ،ولكحنم قطز حل بنفسه
ف طائفة منم جنده ،وأسرع لنجدة اليسرة ،حت استعادت موُاقعها.
واستأنُف قطز الجوُم الضاد بقوُات "القلِّب" الت كانُت بقيادته البَاشرة ،وكان يتقدم جنوُده وهوُ
يصيح" :واإسلماه ..واإسلماه "..واقتحم قطز القتال ،وباشر بنفسه ،وأبلِّىَ ف ذلك اليوُم أعظم البَلء،
وكانُت قوُات "القلِّب" مؤلفة منم التطوُعي الاهدينم منم الذينم خرجوُا يطلِّبَوُن الشهادة ،ويدافعوُن عنم
317
السلم بإيإان ،فكحان قطز يشجع أصحابه ،ويلسنم لم الوُت ،ويضرب لم الثل با يفعلِّه منم إقدام
ويبَديه منم استبَسال.
وكان قطز قد أخفىَ معظم قوُاته النظامية الؤلفة منم المحاليك ف شعب التلل ،لتكحوُن كمحائنم ،وبعد أن
كر بالاهدينم كرة بعد كرة حت زأعزع جناح التتار ،برزأ المحاليك منم كمحائنهم وأداموُا زأخم الجوُم
بشدة وعنف.
وكان قطز أمام جيشه يصرخ" :واإسلماه ..واإسلماه ..يا ال انُصر عبَدك قطز علِّىَ التتار" ،وكان
جيشه يتبَعه مقتدديا بإقدامه وبسالته ،فقتل فرس قطز منم تته ،وكاد يعرض للِّقتل لوُل أن أسعفه أحد
فرسانُه ،فنزل له عنم فرسه.
وسارع قطز إل قيادة رجاله متغلِّغلد ف صفوُف أعدائه ،حت ارتبَكحت صفوُف التتار ،وشاع أن قائدهم
"كتبَغا نُوُينم" قد رقتل ،فوُلوُا الدبار ل يلِّوُون علِّىَ شيء.
وكان "كتبَغا نُوُينم" يضرب يإيدنا وشالد غية وحية ،وكان يكحر علِّىَ السلِّمحي ،فرلغبَه جاعة منم أتبَاعه ف
الرب ،ولكحنه ل يستمحع إليهم وقال" :ل مفر منم الوُت هنا ،فالوُت مع العزة والشرف خي منم الرب
مع الذل والوُان".
ورغم أن جنوُده تركوُه وهربوُا فقد ظل يقاتل حت رقتل ،وف رواية أخرىً أن جوُاده كبَا به ،فأسره
السلِّمحوُن ،والرواية الول أصح.
وكانُت هناك مزرعة للِّقصب بالقرب منم ساحة القتال ،فاختفىَ فيها فوُج منم التتار ،فأمر قطز جنوُده
أن يضرموُا النار ف تلِّك الزرعة ،وأحرقوُا فوُج التتار جيدعا.
وبدأ السلِّمحوُن فوُدرا بطاردة التتار ،كمحا طاردهم السلِّمحوُن الذينم ل يكحوُنُوُا منم جيش قطز ،حت دخل
قطز دمشق ف أواخر شهر رمضان البَارك ،فاستقبَلِّه أهلِّها بالبتهاج.
وامتدت الطاردة السريعة إل قرب مدينة حلِّب ،فلِّمحا شعر التتار باقتاب السلِّمحي منهم تركوُا ما كان
بأيديهم منم أسارىً السلِّمحي ،ورموُا أولدهم ،فتخمطفهم الناس ،وقاسوُا منم البَلء ما يستحقوُنُه.
أسبَاب النصر
يدر بنا أن نُتوُقف قلِّيلد لعرفة أسبَاب انُتصار قطز علِّىَ التتار.
إن كل السابات العسكحرية تعل النصر إل جانُب التتار بدون أدن شك ،ولكحنم الوُاقع يناقض كل
تلِّك السابات ،فقد انُتصر قطز ،وانزم التتار.
فقد كان لقادة التتار تارب طوُيلِّة ف الروب ،ول يكحنم لقطز وقادته مثل تارب قادة التتار ول ما
يقاربا ،والقائد الرب أفضل منم القائد غي الرب قطدعا ،وكذلك اليش الرب أفضل منم اليش الذي
ل تربة له.
318
وكانُت معنوُيات التتار قادة وجنوُددا عالية جددا ،لنم تقدموُا منم نُصر إل نُصر ،ول تزم لم راية منم
قبَل أبددا ،وكانُت معنوُيات قادة قطز وجنوُده منهارة ،وقد خرج أكثر القادة إل القتال كردها.
وقد انُتصر التتار ف حرب العصاب ،فكحانُوُا ينتصرون بالرعب ،ما يؤثر ف معنوُيات أعدائهم أسوُأ
الثر ،واليش الذي يتحلِّىَ بالعنوُيات العالية ينتصر علِّىَ اليش الذي تكحوُن معنوُياته منهارة.
وكانُت كفاية جيش التتار متفوُقة علِّىَ كفاية جيش قطز فوُادقا كاسدحا ،لن جيش التتار خاض معارك
كثية ،لذلك كانُت تربته العمحلِّية علِّىَ فنوُن القتال باهرة إل أبعد الدود ،أما جيش قطز ،فقلِّيل
التجربة العمحلِّية قلِّيل التدريب.
واليش الذي يتحلِّىَ بالكحفاية خاصة ف ميدان التدريب العمحلِّي ينتصر علِّىَ اليش الذي ل كفاية
عمحلِّية لديه.
وكان جيش التتار متفوُدقا علِّىَ جيش قطز شعدددا ورعدددا ،وقد ازأداد تعداد جيش التتار بالذينم التحقوُا به
منم الوُالي والرتزقة والصلِّيبَيي ،بعد احتلله أرض الشام ،والتفوُق الشعددي والرعددي منم عوُامل إحرازأ
النصر.
وكان جيش التتار يتمحتع بزية فرسانُه التدربي ،وكان تعداد فرسانُه كبَديا ،ما ييسر له سرعة الركة،
ويؤدي إل تطبَيق حرب الصاعقة الت كانُت منم سات حرب التتار ،واليش الذي يتحلِّىَ بسرعة
الركة يتغلِّب عل اليش الذي ل يتحلِّىَ بذه اليزة.
وكانُت موُاضع جيش التتار ف عي جالوُت أفضل منم موُاضع جيش قطز ،لن تلِّك الوُاضع كانُت
متلِّة منم التتار قبَل وصوُل جيش قطز إل النطقة الت كانُت تت سيطرة التتار.
وللرض أثر عظيم ف إحرازأ النصر
وكان جيش التتار متفوُدقا علِّىَ جيش قطز ف قضاياه الدارية؛ إذ كان يستند علِّىَ قوُاعده القريبَة ف
أرض الشام ،وهي الت استوُل علِّيها واستثمحر خياتا ،بينمحا كانُت قوُاعد جيش قطز بعيدة عنه ،لنُه
كان يعتمحد علِّىَ مصر وحدها ف إعاشته ،والسافة بي مصر وعي جالوُت طوُيلِّة؛ خاصة ف تلِّك
اليام الت كانُت القضايا الدارية تنقل علِّىَ الدواب والمحال متقة الصحاري والوُديان والقفار.
هذا التفوُق الساحق الذي بانُب التتار ف سبَع مزايا حيوُية:
التجربة العمحلِّية ،والعنوُيات العالية ،والكحفاية القتالية ،والعدد والعدة ،وسرعة الركة ،والرض ،والقضايا
الدارية ،هذا التفوُق له نُتيجة متوُقعة واحدة ،هي :إحرازأ النصر علِّىَ قطز وجيشه أسوُة بانُتصاراتم
البَاهرة علِّىَ الروم والفرس والعرب والمم الخرىً ف زأحفهم الظفر الطوُيل.
ولكحنم الوُاقع أن اليش الصري انُتصر علِّىَ جيش التتار ،فكحيف حدث ذلك؟
319
أودل :قلدم شيوُخ مصر ،وعلِّىَ رأسهم الشيخ العز بنم عبَد السلم إرشاداتم الدينية لقطز ،فأخذ با
ونُفذها علِّىَ نُفسه وعلِّىَ رجاله بكحل أمانُة وإخلصا ،وأمر رجاله بالعروف وناهم عنم النكحر ،فخمرج
اليش منم مصر تائدبَا منيدبَا طاهدرا منم الذنُوُب.
وكان علِّىَ رأس الاهدينم جيع القادرينم منم شيوُخ مصر علِّىَ السفر وحل السلح وتمحل أعبَاء الهاد.
ثانُديا :قيادة قطز الذي كان يتحلِّىَ بإرادة القتال بأجلِّىَ مظاهرها ،فكحان مصمحدمحا علِّىَ قتال التتار مهمحا
تمحل منم مشاق ،وبذل منم تضحيات ،ولقىَ منم صعاب.
ولعل إصراره علِّىَ مهاجة التتار خارج مصر ،وعدم بقائه ف مصر ،واختياره الجوُم دون الدفاع،
واستبَعاده خطة الدفاع الستكحنم ،هوُ الذي جعل رجاله قادة وجنوُددا ف موُقف ل يؤدي إل إل الوُت أو
النصر ،ما جعلِّهم يستقتلِّوُن ف الرب ،لنُه ل يكحنم أمامهم ف حالة الزيإة غي البادة والفناء.
إن قطز ل ياهد ليتوُل السلِّطة ،بل توُل السلِّطة منم أجل الهاد.
ثالدثا :إيإان قطز بال واعتمحاده علِّيه ،وإيإان التطوُعي ف جيشه منم الاهدينم الصادقي الذينم خرجوُا
طلِّدبَا للِّشهادة ،كان له أثر عظيم ف إحرازأ النصر.
إن أثر قطز والاهدينم معه ف معركة عي جالوُت كان عظيدمحا ،وحي اطمحأن قطز إل نُصر ال ترجل
عنم فرسه ،ومرغ وجهه ف التاب توُاضدعا ،وسجد ل شكحدرا علِّىَ نُصره ،وحد ال كثديا وأثن علِّيه ثناءد
عاطدرا.
لقد كان انُتصار السلِّمحي ف "عي جالوُت" علِّىَ التتار انُتصار عقيدة ل مراء.
الشهيد
ل تض أسابيع قلئل ،حت رطهرت بلد الشام كلِّها منم فلِّوُل التتار ،فرتب قطز أموُر البَلد ،واستناب
علِّىَ دمشق أحد رجاله ،ث خرج منم دمشق عائددا إل مصر ،إل أن وصل إل "القصي" ،وبقي بينه
وبي الصالية العسكحر الذي حشد فيه قوُاته قبَل الركة لقتال التتار مرحلِّة واحدة ،ورحلِّت قوُاته إل
جهة الصالية ،فانُقض علِّيه عدد منم المراء وقتلِّوُه علِّىَ مقربة منم خيمحته ،ذلك يوُم السبَت 16منم
ذي القعدة سنة 658هي أكتوُبر 1260م ،ول يإض يوُمان علِّىَ قتلِّه حت حلل "بيبس" مكحانُه باسم
اللِّك الظاهر.
وقد دفنم قطز ف موُضع قتلِّه ،وكثر أسف الناس وحزنم علِّيه ،وكان قبه ريقصد دائدمحا للِّزيارة..
وكانُت سلِّطنة قطز سنة إل يوُدما واحددا.وكان قطز بطلد شجادعا مقدادما حسنم التدبي ،يرجع إل دينم
وإسلم وخي ،كمحا قال فيه الذهب ،وله اليد البَيضاء ف جهاد التتار ،فعوُض ال شبَابه بالنة ورضي
عنه.لقد كان قطز صاددقا عزيز النفس ،كري الخلق ،ماهددا منم الطرازأ الول.
رقتل قاهر التتار مظلِّوُدما ،فخمسر روحه وربح الدنُيا والخرة ،وسجلِّه التاريخ ف أنُصع صفحاته رضي ال
عنه وأرضاه ،وجعلِّه قدوة صالة لقادة العرب والسلِّمحي ،فمحا أشبَه غزو التتار بغزو الصهاينة ،وما أشبَه
320
دعم الصلِّيبَيي القدامىَ للِّتتار بدعم الصلِّيبَيي الدد للِّصهاينة ،وما أحوُجنا اليوُم إل مثلِّه قائددا يتخمذ
الجوُم مبَدأ ،ول يكحتفي بالدفاع ،ويتخمذ العمحل منهدجا ول يكحتفي بالكحلم ،ويقاتل العدو الصهيوُن ف
الرض التلِّة ،ول ينتظر أن يقاتلِّه ف أرضه ،ويطلِّب الوُت لتوُهب له الياة
يييييييييي
قطز ...الصائح" :وا إسلماه"
كان سيف الدينم قطز عبَددا لرجل يسمحىَ "ابنم العدي" بدمشق ث ذبيع منم يتد إل يد حت انُتهىَ إل "عز
الدينم أيبَك" منم أمراء ماليك البَيت اليوُب بصر .وتدرج ف الناصب حت صار قائددا لند أيبَك ،ث
قائددا للِّجيوُش عندما توُل "عز الدينم أيبَك" السلِّطنة مع شجرة الدر.
ث صار وصديا علِّىَ ابنه "النصوُر" بعد مقتلِّه ومقتل زأوجته شجرة الدر منم بعده .وقد استشار كبَار
رجال الدولة والعلِّمحاء ف أموُر البَلد ف حضوُر "النصوُر" ،وقد انُصرف "النصوُر" عنم اللِّس دون أن
ينطق بكحلِّمحة ،فأشاروا علِّىَ "قطز" بعزله وتوُل أمر البَلد؛ فاستجاب لم وعزل "النصوُر" ،وقام باعتقال
ممحوُعة منم أمراء المحاليك الوُالي لعز الدينم أيبَك وابنه ،ووضع علِّىَ قيادة اليوُش ركنم "الدينم بيبس".
ويروي شس الدينم الزري ف تاريه عنم "سيف الدينم قطز" .." :لا كان ف ذرلق ابنم العدي بدمشق،
ضربه سيده وسلبَه بأبيه وجده ،فبَكحىَ ول يأكل شيدئما سائر يوُمه ،فأمر سيده الفلراش أن يتضاه ويطعمحه،
فروىً الفلراش أنُه جاءه بالطعام وقال له :كل هذا البَكحاء منم لطمحة؟ فقال قطز :إنا بكحائي منم شسلبَه لب
وجدي وها خي منه؛ فقلِّت :منم أبوُك؟ واحد كافر؟!ا ..فقال :وال ما أنُا إل مسلِّم ابنم مسلِّم ،أنُا
ممحوُد بنم مدود ابنم أخت خوُارزأم شاه منم أولد اللِّوُك ،فسكحت وترضيته" كمحا يروي أنُه أخب ف صغره
أحد أقرانُه أنُه رأىً رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم وقد بلشره بأنُه سيمحلِّك مصر ويكحسر التتار ،ومثل
هذه الروايات وإن كان الشك يوُطها تعن أن الرجل كان يعتب نُفسه صاحب مهمحة ،وأن له دودرا ف
صناعة التاريخ ،وتغيي الوُاقع السيف الذي ييط به منم كل جانُب.
رملِّك مصر
لقد وصل "سيف الدينم قطز" للِّسلِّطة ف مصر والخبَار تتوُال عنم اقتحام التتار للِّشام ،واستبَاحتهم
للِّمحدينة تلِّوُ الخرىً ف طريقهم إل مصر ،وما لبَثت رسلِّهم أن وقفت أمام "قطز" وهوُ ف أيامه الول
علِّىَ عرشه تقرأ الرسالة التالية" :منم ملِّك اللِّوُك شردقا وغردبا ،القائد العظم ،باسك اللِّهم باسط الرض
ورافع السمحاء ،نُرعلِّم أمي مصر "قطز" ،الذي هوُ منم جنس المحاليك الذينم هربوُا منم سيوُفنا إل هذه
الرض ،بعد أن ابتاعوُا إل التجار بأبس الثان أما بعد" ..فإنُا نُعبَد ال ف أرضه ،خلِّقنا منم سخمطه،
يسلِّطنا علِّىَ منم يشاء منم خلِّقه ،فسلِّمحوُا إلينا المر؛ تسلِّمحوُا ،قبَل أن ينكحشف الغطاء؛ فتندموُا ،وقد
سعتم .أنُنا أخربنا البَلد ،وقتلِّنا العبَاد ،فكحيف لكحم الرب،؟!ا ولنا خلِّفكحم الطلِّب ،فمحا لكحم منم سيوُفنا
خلصا ،وأنُتم معنا ف القفاصا ،خيوُلنا سوُابق ،وسيوُفنا صوُاعق ،فقلِّوُبنا كالبَال ،وعددنُا كالرمال،
321
فمحنم طلِّب حربنا نُدم ،ومنم تأخر عنا سلِّم .. .فل تلِّكحوُا أنُفكحسم بأيديكحم ،فقد حذر منم أنُذر ،وقد
ثبَت عندكم أنُنا كفرة ،وثبَت عندنُا أنُكحم فجرة ،وال يلِّقي الكحفرة علِّىَ الفجرة"..
وحذره ف آْخر الرسالة منم أن يلِّقىَ مصي اللفة العبَاسية النكحوُبة ف بغداد ،فمحا كان منم قطز إل أن
حبَس الرسل حيدنا ،وأرسل يستشي المراء والعلِّمحاء .وف ذات الوُقت انُتشر اللِّع بي الناس ،وشرع
الغاربة ف الرحيل تاه الغرب ،وآْخرون رحلِّوُا إل الجازأ واليمحنم فأشار المحيع بضرورة الروج للقاة
التتار ،وإل خربت البَلد بسبَب اللِّع والوُف قبَل أن يربا التتار بدخوُلا.
وهنا وقف العلِّمحاء وعلِّىَ رأسهم الشيخ "العز بنم عبَد السلم" رحه ال أمام المراء وقادة الند ،وهم ف
سبَيلِّهم لمحع الموُال للعداد للِّحرب ،فقرروا أل يؤخذ منم الناس شيدئما إل إذا كان بيت الال فرادغا،
وأخرج المراء والتجار وأغنياء الناس منم أموُالم وذهبَهم وتساوىً المحيع ،فنزل قطز علِّىَ حكحم العلِّمحاء
لما أحدث جفوُة مع بعض المراء.
وتوُجه قطز إل رسل هوُلكوُ فوُلسطهم )أي قتلِّهم بأن ضربم بالسيف ففصل أجسادهم منم وسطها(
وعللِّقهم علِّىَ أبوُاب القاهرة؛ رغم أن الرسل ل ريقتلِّوُن ،ولكحنه أراد أن يشعر الناس بقوُة وهيبَة دولته.
وجاء الب بوُقوُع أمي دمشق ف قبَضة هوُلكوُ ،وأن جوُع التتار استبَاحت مدن الشام تعيث فيها
فساددا وتتك الرمات ،وتنهب الثروات ،فكحان ل بد منم سرعة التحرك لوُقف الزحف الرتقب علِّىَ
مصر.
نُادىً "قطز" ف البَلد للِّخمروج لرب التتار ،فاستجاب له جند منم مصر ومنم الشام ،واجتمحع تت
يديه قرابة الربعي ألدفا منم الند ،فتقدم بم إل منطقة البَقاع إل أرض الشام .فوُصل الب لحد قادة
التتار بالشام ويسمحىَ "كتبَغا نُوُينم" ،واستشار منم حوُله فاختلِّفوُا فمحنهم منم رأىً أن يتمحهل حت يصل
إليه مدد منم "هوُلكوُ" ،ومنهم منم رأىً أن يسرع بلِّقائه قبَل أن يتمحع حوُل "قطز" الند الفارون منم
الرب السابقة؛ فتزيد خطوُرة الوُقف .فاستجاب للِّرأي الخي وذلك "ليقضي ال أمدرا كان مفعوُدل".
فتقدم "كتبَغا نُوُينم" منم جيش قطز ،فتلقيا عند "عي جالوُت" منم أرض فلِّسطي ،وقد كان ذلك ف
25رمضان 658هي 6سبَتمحب 1260م.
عي جالوُت
واشتعل القتال بي الطرفي ،والسلِّمحوُن القل عدددا ياولوُن أن يوُقفوُا هجمحات التتار الشرسة ،وضغط
التتار علِّىَ ميسرة جيش السلِّمحي فانُكحسرت ،فمحا كان منم "قطز" وقائد جيوُشه "بيبس" إل أن التفا
منم اللِّف مع فريق منم القاتلِّي ليمحنعوُا التفاف جيش الغوُل حوُل السلِّمحي ،ونحوُا ف ناية اليوُم ف
وقف هجمحة الغوُل منم هذا الانُب؛ ولكحنم بعد خسارة كبَية .وبدأ اليوُم الثان :واستمحر القتال فيه
سجالد بي الطرفي .وف مطلِّع اليوُم الثالث :خطب "قطز" ف جيشه يرغبَهم ف النة .وريسنم لم
الوُت ف سبَيل ال ،وما أن اشتعل القتال حت انُطلِّق جيش التتار ف حلِّة شديدة كادوا أن يكحسروا
322
فيها جيش السلِّمحي ،فمحا أن رأىً قطز ذلك حت نُزل عنم فرسه وضرب عنقه ،وخلِّع عنه خوُذته ف
وسط ميدان العركة صائدحا "واإسلماه" وثبَت معه طائفة منم الفرسان الشداء ،فمحا لبَث أن عاد
الفارون منم اليدان إل العركة منم جديد ،ونُزل أحد الفرسان عنم فرسه ليكبَه قطز ،فرفض صائدحا :ما
كنت أمنع نُفعك عنم السلِّمحي الن )يقصد أن ف هذا الوُقف لكحل فرد دور يب أن يؤديه ،وأن
استمحرار الفارس ف ركوُبه لفرسه أنُفع منم ركوُبه هوُ وخروجه منم هذا الوُقف( فإذا بند السلم ينقضوُن
علِّىَ جيش التتار ،فتنكحسر هجمحة التتار وتتخملِّخمل صفوُفهم ،فيشرع "كتبَغا نُوُينم" ف قيادة جنوُده
بنفسه وينزل إل ساحة العركة ،ولكحنم سيوُف السلِّمحي تقتلِّع شره وتقضي علِّيه ،فينهزم جيش التتار
لول مرة ف العركة ،ولول مرة منذ خروجهم لغزو أمة السلم .ويقوُد "بيبس" ممحوُعة منم الفرسان
الشداء ويتبَعهم حت يقضي علِّىَ بقيتهم ،وانُطلِّق "قطز" بيشه إل "بيسان" منم الشام حيث كان
اللِّقاء الثان مع التتار ،وقد كانُت سيوُف السلِّمحي ذاقت دماء التتار ف الوُقعة الول وعرفت طريقها
ضا "بيبس" إل رقابم ،فكحان ف هذا اللِّقاء مثل ما كان ف اللِّقاء الول ،وانزم جيش التتار ،وتبَعهم أي د
حت دمشق ،ففروا أمامه وتركوُا ما كان ف أيديهم منم السرىً السلِّمحي.
وزأال خطرهم عنم مصر والشام إل حي )حيث تكحررت ماولتهم مرة ثانُية ولكحنم ف عهد حكحم بيبس،
وقد قضىَ علِّيهم تادما ف هذه الرة( واستقر حكحم "قطز" ف كل منم مصر والشام ،وخضع أمراء البَيت
اليوُب لسلِّطان قطز ،ونُظم شئموُن الشام ،وقد كان وعد قائده "بيبس" بكحم حلِّب؛ ولكحنه أخلِّف
وعده وأعطاها لخر .وبدأ رحلِّة العوُدة ،وأرسل البَشي إل القاهرة بانُتصاره ،وقد كان "قطز" كمحا قيل:
ب ما يأت به القدرر فغ ل ت ظشنك باليام إذ حسنت ...ول ت ه أحسن ش
وسالهتك اللِّيال فاغترت با ...وعند صفوُ اللِّيال يدث الكحدر
إذ تآمر علِّيه أمراء المحاليك وعلِّىَ رأسهم قائد جنده ووضع علِّىَ قيادة اليش "ركنم الدينم بيبس"!ا!ا فمحا
أن خلِّىَ "قطز" لبَعض شأنُه حت التفوُا حوُله فقتلِّوُه!ا!ا وكان ذلك بالقرب منم الصالية ف 16منم ذي
القعدة عام 658هي1260 /م ،وبالرغم أن فتة حكحمحه ل تتعشد العام ،إل أنا ستبَقىَ حاضرة ف ذاكرة
السلِّمحي عزة ..وكرامة ..ونُصدرا..
عمحاد حسي
باحث ف التاريخ
يييييييييي
غازوة تبوك
ل يذكر التاريخ حردبا خاضها السلِّمحوُن ف شهر رمضان الكحري ول ينتصروا فيها ،وقد ل نُكحوُن مبَالغي
إذا قلِّنا :إن تلِّك القوُة الروحية الت يإتلِّكحها الصائمحوُن كانُت أهم أسبَاب ذلك.
323
ومنم تلِّك الروب الت تذكرها كتب السية النبَوُية والتاريخ والتفسي والديث "غزوة تبَوُك" الت اختلِّف
ف تديد زأمنها بي شهر رجب وشهر رمضان .وكمحا يذكر ابنم هشام ف سيته أن رسوُل ال صلِّىَ ال
علِّيه وسلِّم أمر الناس بالتهيؤ لا ف شهر رجب ،لكحنه عاد منم هذه الغزوة ف رمضان ،وتدل الحداث
الت جرت للِّتجهيز للِّغزوة والسي إل تبَوُك الت تقع ف الشمحال الغرب للِّمحدينة ف منتصف الطريق بينها
وبي دمشق أن السلِّمحي ف الغالب ل يتحلركوُا منم الدينة قبَل حلِّوُل شعبَان ،ول يعوُدوا إل أثناء شهر
رمضان ،وعلِّىَ هذا فأغلِّب الظنم أن أحداث هذه الغزوة بدأت ف شهر شعبَان ،وانُتهت قبَل ناية شهر
رمضان البَارك ،فالعروف أن شهر رجب منم الشهر الرم الت يرم فيها القتال.
بي يدي الغزوة
بعد فتح مكحة ودخوُل الناس ف دينم ال أفوُادجا بقي أمام السلِّمحي أكب قوُة عسكحرية ف ذلك الزمان،
وهي قوُة الرومان الت بدأت بالتعرض للِّمحسلِّمحي بقتل مبَعوُث رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم الارث
بنم عمحي الزأدي الذي كان يمحل رسالة إل عظيم "بصرىً" ،وكان أن أرسل رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه
وسلِّم سرية زأيد بنم حارثة الت اصطدمت بالرومان اصطدادما عنيدفا ف مؤتة ،ول تنجح ف أخذ الثأر منم
أولئمك الظالي ،إل أنا تركت أروع الثر ف نُفوُس العرب ،ونُبَهت قيصر عظيم الروم إل خطر السلِّمحي
الذي بدأ يتقدم ويطوُ إل حدوده ،ويهدد الثغوُر الشامية الت تاور العرب ،ولذا بدأ قيصر يعد جيدشا
منم الرومان والعرب التابعة لم منم الغساسنة وغيهم ..ليجهز بم لعركة فاصلِّة مع السلِّمحي.
وبلِّغ رسوُشل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ذلك ،وكان السلِّمحوُن ف زأمنم رعسرة ،والرارة شديدة ،والثمحار
طابت ،والناس يبَوُن القام ف ثارهم وظللم.
القرار الاسم
كان صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يرىً أنُه لوُ توُان وتكحاسل عنم غزو الرومان ف هذه الظروف ،وتركهم
ليجوُسوُا خلل الديار ف الناطق الت كانُت تت سيطرة السلم ونُفوُذه حت يأتوُا الدينة لكحان له
أسوُأ الثر علِّىَ سعة السلِّمحي ،خاصة وهوُ صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يعلِّم أن هناك ممحوُعة منم النافقي
يتبصوُن بالسلِّمحي ،ويتصلِّوُن بلِّك الروم ،وهم علِّىَ أت الستعداد لطعنم السلِّمحي منم اللِّف ف الوُقت
الذي تجم فيه الروم منم المام.
ولذا قلرر صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم القيام بغزوة فاصلِّة يوُضها السلِّمحوُن ضد الرومان علِّىَ حدودهم ،فل
يإهلِّهم حت يزحفوُا إل دار السلم ،فأعلِّنم التأهب والتجهز للِّقتال ،وبعث إل القبَائل منم العرب ،وإل
أهل مكحة يستنفرهم ،وكان ذلك ف شهر رجب سنة تسع للِّهجرة ،وكان منم عادته إذا أراد غزوة يوُاري
بغيها ،لكحنه نُظدرا لطوُرة الوُقف أعلِّنم أن اللِّقاء سيكحوُن مع الرومان ف تبَوُك ،حت يستعد الناس
ل ،وحض الناس علِّىَ الهاد وإنُفاق الموُال ف سبَيل تهيز اليش. استعداددا كام د
324
واستجاب الناس لدعوُة الرسوُل الكحري ،وبدأت القبَائل والبَطوُن تبَط إل الدينة ،وكان أهل الفاقة
يطلِّبَوُن منم رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ما يتجهزن به للِّقتال ،فإذا قال لم) :لش أشذجرد ما أش هذ
حلِّرركحهم ش
ض ذمشنم اللدهمذع شحشزدنُا أشلل شذيردواه شما رينذفرقوُشن(. ذ ذ
شعلِّشهيه تشيشوُلوُاه لوأشهعيرينريرههم تشفي ر
وتسابق السلِّمحوُن ف إنُفاق الموُال لتجهيز اليش ،حت بلِّغ ما أنُفقه عثمحان بنم عفان رضي ال عنه
وحده عشرة آْلف دينار وثلثائة بعي وخسي فردسا ،فقال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم" :اللِّهم ارض عنم
ض عنه" ،وجاء أبوُ بكحر الصديقرضي ال عنه بكحل ما لديه ،وجاء عمحر بنم الطابرضي عثمحان ،فإن را ت
ال عنه بنصف ماله ،وهكحذا كان الال مع عبَد الرحنم بنم عوُف ،والعبَاس وطلِّحة وعاصم بنم
عديرضي ال عنهم ،وأرسلِّت النساء بكحل ما يقدرن علِّيه منم حلِّيهنم.
الثبَطوُن والنافقوُن
قال ابنم هشام ف سيته :وبينمحا رسوُل ال يدعوُ للِّتجهز للِّخمروج إذ جاءه الد بنم قيس ،وقال :يا
رسوُل ال :أو تأذن ل ول تفتلن؟ فوُال لقد عرف قوُمي أنُه ما منم رجل بأشد عجدبَا بالنساء من ،وإن
أخشىَ إن رأيت نُساء بن الصفر "الرومان" أل أصب ،فأعرض عنه رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم
وقال :قد أذنُت لك .فنزل قوُله تعال) :شوذمهنيرهم لمنم يشيرقوُرل ائهشذن لل شولش تشيهفتذلن أشلش ذف الهذفهتينشذة شسشقطروُاه شوإذلن
شجشهنلشم لشرمحذحيطشة ذبالهشكحافذذريشنم(.
وقال قوُم منم النافقي بعضهم لبَعض :ل تنفروا ف الر زأهادة ف الهاد ،وشدكحا ف الق ،وإرجادفا
برسوُل ال فنزل قوُله تعال) :شوشقالروُاه لش شتنذفررواه ذف اهلشلر قرهل شنُارر شجشهنلشم أشششتد شحيرا لهوُ شكانُروُا يشيهفشقرهوُشن*
ضشحركحوُاه قشذلِّيلد شولهيشهبَركحوُاه شكثذديا شجشزاء ذ شبا شكانُروُاه يشهكحذسربَوُشن(.فشيهلِّيش ه
ووصل حجم جيش السلِّمحي ثلثي ألدفا ،وقبَل أن يغادروا الدينة ول رسوُل ال ممحد بنم مسلِّمحة علِّىَ
ي أبا بكحر الصديق قائددا عادما للِّجيوُش، الدينة ،وعلِّلي بنم أب طالب علِّىَ أهلِّه ،وأمره بالقامة فيهم ،وع ل ش
والزبي بنم العوُام قائددا للِّمحهاجرينم ،وأسيد بنم خضي قائددا للوس ،والبَاب بنم النذر علِّىَ الزرج ،وعلِّىَ
حرس اليش عبَاد بنم بشر.
وتلرك اليش منم الدينة حت مر علِّىَ "الجر" ،فنزل السلِّمحوُن با ،واستقوُا منم بئمرها ،فلِّمحا راحوُا قال
صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم" :ل تشربوُا منم مائها شيئما ،ول تتوُضئموُا منه للِّصلة ،وما كان منم عجي
عجنتمحوُه فأعلِّفوُه البل ،ول تأكلِّوُا منه شيدئما ،ول يرجنم أحد منكحم اللِّيلِّة إل ومعه صاحبَه" ..ففعلِّوُا
ذلك.
ث مضىَ صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم سائدرا بعد ذلك ،فأخذ يتخملِّف عنه الرجل فيقوُلوُن :يا رسوُل ال ،تلِّف
فلن .فيقوُل":دعوُه ،فإن يك فيه خي فسيلِّحقه ال تعال بكحم ،وإن يك غي ذلك فقد أراحكحم ال
منه".
325
ويصل اليش إل تبَوُك ،ويطب صلِّىَ ال علِّيه سلِّم خطبَة بلِّيغة يض فيها الناس علِّىَ الهاد ،ويرفع
معنوُياتم ،أما الرومان وحلِّفاؤهم فلِّمحا سعوُا بزحف جيش السلِّمحي أخذهم الرعب فتفلرقوُا ف البَلد،
وبقي السلِّمحوُن ف تبَوُك بضع عشرة يوُدما جاءهم "يوُحنا" صاحب "آْيلِّة" ومعه أهل قرية "جرباء" وأهل
"أذرح" ،فصالهم رسوُل ال علِّىَ إعطاء الزية ،وكتب ليوُحنا كتادبا جاء فيه" :بسم ال الرحنم الرحيم..
هذا أشمنشة منم ال وممحد النب رسوُل ال ليوُحنا بنم رؤبة وأهل آْيلِّة سفنهم وسيارتم ف الب والبَحر ،لم
ذمة ال وممحد النب ،ومنم كان معهم منم أهل الشام وأهل اليمحنم وأهل البَحر ،فمحنم أحدث منهم حددثا
فإنُه ل يوُل ماله دون نُفسه ،وإنُه طيب لنم أخذه منم الناس ،وإنُه ل يل أن يإنحوُا ماء يردونُه ،ول
طريدقا يريدونُه منم بتر أو بتر" .وبعث علِّيه الصلة والسلم خالد بنم الوُليد إل أكيدر دومة ،فأتىَ به
وصاله رسوُل ال علِّىَ الزية ،واستشار النب أصحابه ف ماوزأة تبَوُك لقابلِّة جيش الرومان حيث
ذ
ت بالسي فسر ،فرد علِّيه الصلة والسلم: يدونُه ،فقال عمحر بنم الطاب :يا رسوُل ال ،إن كنت أرمر ش
"لوُ كنت أمرت ل أستشر" ،فأشاروا علِّيه بالعوُدة بعد أن اكتفوُا بفزع الروم وهروبم ،ورجع اليش
مظفدرا للِّمحدينة ،وكفىَ ال الؤمني القتال.
الخملِّفوُن
وبعد قدوم الرسوُل الدينة ف شهر رمضان كان قد تللِّف عنه رهط منم النافقي ،وتلِّف ثلثة منم
السلِّمحي منم غي شك ول نُفاق ،وهم كعب بنم مالك ومرارة بنم الربيع وهلل بنم أمية ،فقال رسوُل ال
لصحابه :ل تكحلِّرمحلنم أحددا منم هؤلء الثلثة ،وأتاه منم تلِّف عنه منم النافقي فجعلِّوُا يلِّفوُن له
س أولئمك الثلثة لدة خسي يوُدما ،حت تاب ال علِّيهم ،ونُزل ويعتذرون فصفح عنهم ،ول يكحلِّم النا ر
صاذر الذذيشنم اتليبَشيرعوُهر ذف شساشعذة الهعرهسشرةذ ذمنم بشيهعذد شما ذ
ب شوالهرمحشهاجذريشنم شوالشنُ ش ب ال شعشلِّىَ النلذ ل قوُله تعال) :لششقد لتا ش
ف لرذحيةم* شوشعشلِّىَ الثللشثشذة الذذيشنم رخلِّلرفوُاه ( ...إل ب شعلِّشهيذههم ذنُإلهر ذبذهم شررؤو ة ب فشذريتق لمهنيرههم رثل شتا ش شكاشد يشذزيرغ قريرلِّوُ ر
ي(. قوُله تعال )يا أشييتها الذذينم آْمنوُاه اتليرقوُاه اللِّله وركوُنُروُاه مع ال ل ذ ذ
صادق ش شش شش ش شر ش ش
قال كعب بنم مالك :فوُال ما أنُعم ال علِّلي نُعمحة قط بعد أن هدان للسلم أعظم منم صدقي رسوُل
ال يوُمئمذ أل أكوُن كذبته فأهلِّك كمحا هلِّك منم كذبوُا ،ومنم قال عنهم ال) :شسيشهحلِّذرفوُشن ذباللِّلذه لشركحهم إذشذا
س شوشمأهشوارههم شجشهنلرم شجشزاء ذ شبا شكانُروُاه يشهكحذسربَوُشن* شهيلِّذرفوُشن ذ ذ
ضوُاه شعهنيرههم إنُيلرههم رهج ة ضوُاه شعهنيرههم فشأشهعذر ر
ذ
انُشقلِّشهبَترهم إذلشهيذههم لتريهعذر ر
ضىَ شعذنم الهشقهوُذم الهشفاذسذقي( ضهوُاه شعهنيرههم فشذإلن اللِّلهش لش يشيهر شضهوُاه شعهنيرههم فشذإن تشيهر ش
ذ
لشركحهم لتشيهر ش
يييييييييي
فتح جزيرة رودس
رمضان 53هي
يقوُل ابنم كثي ف البَداية والنهاية" :ف سنة ثلث وخسي افتتح السلِّمحوُن وعلِّيهم جنادة بنم أب أمية
جزيرة رودس ،فأقام با طائفة منم السلِّمحي كانُوُا أشد شيء علِّىَ الكحفار ،يعتضوُن لم ف البَحر
326
ويقطعوُن سبَيلِّهم ،وكان معاوية يدلر علِّيهم الرزأاق والعطيات الزيلِّة ،وكانُوُا علِّىَ حذر شديد منم
الفرنُجه ،يبَيتوُن ف حصنم عظيم عنده ،فيه حوُائجهم ودوابم وحوُاصلِّهم ،ولم نُوُاطي علِّىَ البَحر
ينذرونم إن قدم عدو أو كادهم أحد ،وما زأالوُا كذلك حت كانُت إمرة يزيد بنم معاوية بعد أبيه،
فحلوُلم منم تلِّك الزيرة ،وقد كانُت للِّمحسلِّمحي با أموُال كثية وزأراعات غزيرة) .الزء السابع البَداية
والنهاية(.
وبشيء منم التفصيل نُقوُل :إن معاوية بنم أب سفيان اته إل إسقاط العاصمحة البَيزنُطية "القسطنطينية"،
فأعد لذلك عدة هائلِّة لتحقيق هذا المل الطي ،وكانُت هذه العدة تشمحل ثلثائة مركب ثقيلِّة علِّيها
أسلِّحة ،وباصة النجنيقات ،وكل مركب منها تمحل ألف رجل ،كمحا تشمحل خسمحائة مركب خفيفة
تمحل كل منها مائة جندي.
وحرصا معاوية علِّىَ أن يسيطر علِّىَ جزر البَحر التوُسط لتأمي أسطوُله الزاحف للِّقسطنطينية ،ول يكحنم
السلِّمحوُن قد احتلِّوُا حت عهد معاوية غي جزيرة قبصا ،فاته معاوية لحتلل جزر أخرىً حت يضمحنم
المان لسطوُله منم جانُب ،وحت تكحوُن هذه الزر مطات توُينم للسطوُل منم جانُب آْخر ،وكانُت
"رودس" جزيرة شديدة الهية للِّمحسلِّمحي؛ إذ تقع قرب ساحل آْسيا الصغرىً ،وكان الروم يغيون منها
علِّىَ مراكب السلِّمحي ومدنم الساحلِّية ،ولذا بدأ با السلِّمحوُن ،وفتحها ال علِّيهم ف رمضان عام
53هجرية.
وأسرع معاوية ،فأنُزل با أسدرا إسلمية ،ورتب لم العطاء ،وأصبَحت جزيرة رودس قاعدة هامة للِّبَحرية
السلمية ،فكحانُت مركز اطمحئمنان لقوُات السلِّمحي ،ومركز ذعر لقوُات العداء ،وقد ساعدت كثديا علِّىَ
فتح جزر أخرىً بالبَحر التوُسط ،وبالتال علِّىَ حصار القسطنطينية.
هكحذا كان فتح رودس والستيلء علِّيها خطوُة مهمحة لدعم القوُات السلمية والنكحاية بالقوُات
البَيزنُطية ،الت كانُت تعد البَحر التوُسط بية تابعة لا ،وقد انُتهىَ هذا الدعاء بالزحف السلمي ف
الب والبَحر الذي شهد رمضان العظم بعض مآثره
يييييييييي
مذبحة الحرم البراهيمي 15رمضان 1414هـ
* ل يرؤ العلم الغرب علِّىَ وصف " باروغ غوُلدشتاينم السفاح الصهيوُن " بالرهاب لنُه إسرائيلِّي.
* كانُت ثلث مذابح ف مذبة واحدة ،شارك فيها اليش السرائيلِّي وجوُع مستوُطن " كريات أربع "
ف تد سافر لكحل ما يتدد عنم السلم مع العرب لتؤكد قوُل ال ي تعال ) :لتجدن أشد الناس عداوة
للِّذينم آْمنوُا اليهوُد ( ...
ماهد ملِّيجي
327
ف فجر يوُم المحعة 15منم رمضان البَارك 1414هي الوُافق 25/2/1994م كانُت ثلث مذابح
ف مذبة واحدة ،شارك فيها اليش السرائيلِّي وجوُع مستوُطن " كريات أربع " ف تد سافر لكحل ما
يتدد عنم السلم مع العرب؛ لتؤكد قوُل ال ي تعال ) لتجدن أشد الناس عداوة للِّذينم آْمنوُا اليهوُد ( ...
وكان كلِّبَها النزير " باروخ جوُلدشتاينم "الدكتوُر اليهوُدي المريكحي الصل الذي يعمحل ضابدطا ف
جيش العدو الصهيوُن ..،وذهب ضحيتها حوُال 90شهيددا وثلثة أضعاف هذا العدد منم الرحىَ،
كانُوُا داخل الرم البراهيمحي ،وكانُوُا يؤدون صلة الفجر ،هذا النبَأ الذي تناقلِّته وكالت النُبَاء العالية
بشأن الزرة يؤكد بأنا مذبة جاعية وليست فردية ،وقد وضعت هذه الزرة القضية الفلِّسطينية مرة
أخرىً ف بؤرة الحداث ،ورفعت منم فعاليات النُتفاضة ..
ومدينة اللِّيل حيث وقعت الزرة مدينة إسلمية عريقة بناها العرب منذ آْلف السني ،وتعوُد أغلِّب
مبَانُيها الالية إل العصر الموُي الذي اهتم خلِّفاؤه بقبَوُر النُبَياء :إبراهيم وإسحاق ويعقوُب علِّيهم
صا للِّمحسلِّمحي إل أن وقع الحتلل الصهيوُن عقب السلم وزأوجاتم ،وكان الرم اللِّيلِّي ملِّدكحا خال د
حرب اليام السبَعة سنة 1967م ،وسحت سلِّطات الحتلل السرائيلِّي للِّمحتطرفي اليهوُد بتدنُيسه؛
بجة إقامة الطقوُس اليهوُدية فيه ،وككحل خطوُات السرائيلِّيي ابتدأت الطقوُس بالفراد لتنتهي
بالستيلء علِّىَ أكثر منم ثلِّثي الرم ،وإحاطته براسة دائمحة ومشددة بجة حاية الستوُطني ،ومنع
وقوُع احتكحاك بينهم وبي السلِّمحي .
و هكحذا اتذت زأيارة اليهوُد للِّحرم البراهيمحي طابدعا استفزازأييا تظاهرييا حي قام الرهاب الصهيوُن
الاخام مائي كهانُا زأعيم " رابطة الدفاع اليهوُدية " العروفة باسم " كاخ " باقتحام مدينة اللِّيل علِّىَ
رأس ممحوُعة منم أتبَاعه وإقامة طقوُس يهوُدية بشكحل جاعي وعلِّن يوُم 1972 / 8/ 27م ،وف
10/1972/ 31م استدعىَ الاكم العسكحري السرائيلِّي مدير أوقاف اللِّيل ورئيس قليمحي الرم
وأبلِّغهمحا قراره بسقف السجد الداخلِّي الكحشوُف ،وتصيصه للِّيهوُد ،وزأيادة عدد الكحراسي ،ووضع
خزائنم لفظ التوُراة ،ومنع السلِّمحي منم الصلة علِّىَ موُتاهم فيه ،وتقلِّيص عدد الساعات السمحوُح لم
بالصلة فيها؛ ما أدىً إل رفض اليئمة السلمية العلِّيا ف القدس للِّقرار ،واعتبَاره انُتهادكا لقدسات
السلِّمحي ،بالضافة إل عدم قانُوُنُيته ،ومنم العلِّوُم أن مستوُطن "كريات أربع" الاورة للِّخملِّيل وهم منم
العناصر الوُتوُرة والتطرفة ل تتوُقف اعتداءاتم علِّىَ الرم بشكحل دائم ومستمحر ،با ف ذلك نب
متوُياته ،وتزيق الصاحف فيه ،وإنُزال اللل عنم قبَته التاريية ،وسرقة ساعاته الثرية ،والستيلء علِّىَ
مطوُطات إسلمية ل تقدر بثمحنم ،وف كل مرة يتم فيها موُاجهة أهل اللِّيل للِّمحستوُطني دفادعا عنم
الرم؛ كانُت مطالب الستوُطني للشراف علِّىَ الرم تزداد إصرادرا ،وإجراءاتم تتصاعد ف العتداء
علِّىَ السكحان العرب ،إل أن واقعة الزرة الخية جاءت ضمحنم سلِّسلِّة تصاعدية منم العتداءات
التكحررة الت ل تد منم جانُب السلِّطات السرائيلِّية إل أذدنُا صمحاء وعيدنا عمحياء.
328
منم هذا الرهاب؟
والرهاب الذي نُفذ الزرة يهوُدي أمريكحي الصل ،هاجر منذ 11سنة واستقر ف اللِّيل إيإادنُا والتزادما
منه بشعارات الرهاب كهانُا ،وعرف عنه تشدده وكراهيته لكحل ما هوُ عرب مع معارضته للنُسحاب
ض بخمتلِّف الوُسائل منم أي جزء منم الراضي التلِّة ،ودعوُته إل ترحيل كل العرب عمحا بقي لم منم أرا ت
إل خارج فلِّسطي كلِّها.
سجل أسوُد
وليست هذه الزرة يتيمحة ف سجل اليهوُد السوُد ف نُيلِّهم منم أهل فلِّسطي وما جاورها منم البَلِّدان،
فالزرة ذلكرت اللِّبَنانُيي بجزرة "صبا وشاتيل" الت ذهب ضحيتها مال يقل عنم خسة آْلف ما بي
رجل وامرأة وطفل ،معظمحهم ذرلبح شذهبح النعاج ،يوُم كانُت بيوت تت الحتلل السرائيلِّي صيف عام
1982م ،كمحا أعادت الزرة إل الذهان مذابح دير ياسي ،وكفر قاسم ،والجوُم السلِّح علِّىَ الرم
القدسي الشريف يوُم 11/4/1982والجوُم السلِّح علِّىَ الطلب داخل حرم كلِّية اللِّيل الامعية
ومقتل ممحوُعة منهم يوُم ، 26/7/1983ومذبة "ريشوُن ليتسوُن" ف ضاحية تل أبيب عندما قتل
مند إسرائيلِّي ثانُية عمحال عرب مسلِّمحي أمام عي الشرطة الصهيوُنُية ف ،1990 /20/5ومذبة
الرم القدسي يوُم 8/11/1990وذهب ضحيتها 18فلِّسطينديا برصاصا جنوُد الحتلل ف أعنف
موُاجهة شهدتا القدس ،هذا بالضافة إل حريق السجد القصىَ الشهي عام 1969م .
ردود الفعال العالية
وجاءت ردود الفعال العربية والسلمية والدولية غاية ف الضعف والذلن لدانُة الذبة مع تفاوت ف
لجة الستنكحار وف تمحيل السئموُلية ،فقد حلِّت الدول العربية السئموُلية كاملِّة للِّسلِّطات الصهيوُنُية الت
تسلِّح الستوُطني ،وتعززأ موُاقعهم ف موُاجهة العرب العلزل ،وتشجيعهم علِّىَ عمحلِّيات الضرب والصادرة
والعتداء علِّىَ المحتلِّكحات والرواح.
كمحا إنُه ف هذه اللِّيلِّة ذكر شهوُد العيان أن الراسة كانُت علِّىَ البَاب الرئيسي للِّحرم البراهيمحي ساعة
ارتكحاب الذبة ،ما أتاح الال للِّمحسلِّح السرائيلِّي بالتسلِّل بكحل يسر وبدون عوُائق ول رقابة،
فالستوُطنم الذي اتم بالنوُن طبَيب يإارس عمحلِّه بتصريح منم الكحيان الصهيوُن ،ويمحل السلح
بتخيص منه أيضا ،ويعيش حياته اليوُمية بمحاية منم الكحيان الصهيوُن ،وينظم السيات والمحلت
العلمية ،ويهاجم مناطق التجمحعات العربية ،ويتظاهر مطالدبَا بطردهم والقضاء علِّيهم ببَاركة منم
السلِّطات الصهيوُنُية ،وكل القرائنم تشي بشكحل ل يدع مال للِّشك إل الصابع القيقية الت تتبَن
الرهاب وتارسه وتشجع علِّيه.
#عرض لهم العتداءات الت تعرض لا الرم البراهيمحي الشريف ف اللِّيل علِّىَ أيدي اليهوُد:
#تشرينم الثان 1967منع دائرة الوقاف منم فرش السجد بالسجاد .
329
1967 /18/12 #إدخال خزانُة حديدية إل الرم توُي أدوات عبَادة يهوُدية .
13/1/1967 #مستوُطنوُن يهوُد يقتحمحوُن الرم ويقوُموُن بأداء طقوُس دينية يهوُدية .
25/9/1968 #سلِّطات الحتلل تسمحح لفئمة يهوُدية بالصلة ف الرم البراهيمحي ف تد سافر
لشاعر السلِّمحي .
11/10/1968 #سلِّطات الحتلل تنسف درع الرم البراهيمحي ،والبَوُابة الرئيسة الؤدية إليه وها
أثران تارييان .
#تشرينم الثان 1968م سلِّطات الحتلل تدم موُقع البَكحر الثري التابع للِّحرم .
#حزيران 1968مستوُطنوُن منم اليهوُد ريدخلِّوُن كراسي خاصة بم إل الضرة البراهيمحية.
11/10/1971 #م مستوُطنوُن منم اليهوُد ريدخلِّوُن طاولة خشبَية إل الضرة البراهيمحية1971 .
#الاكم العسكحري السرائيلِّي ف اللِّيل يدل بتصريات رتوُحي بأن سلِّطاته تعتب الضرة البراهيمحية )
وهي قلِّب الرم البراهيمحي ( جزدءا " كنيستا" يهوُديا.
17/12/1972 #الاكم العسكحري السرائيلِّي يصدر أوامره بإغلق البَاب الشرقي للِّحرم الشريف.
9
9/1972/ #منع السلِّمحي منم أداء صلة العصر بسبَب أن طائفة منم اليهوُد كانُوُا ينشدون
النُاشيد الدينية بأصوُات مرتفعة وينفخموُن ف البَوُق .
1/10/1973 #الاكم العسكحري ف اللِّيل يسمحح بإدخال 50كرسييا خشبَييا إل الضرة اليعقوُبية
ف الرم الشريف .
10/11/1973 #سلِّطات الحتلل تقوُم بتغطية صحنم الرم الشريف ف ماولة لتغيي معاله
السلمية .
#حزيران 1974سلِّطات الحتلل تقوُم بسلِّسلِّة منم الفر ف ميط الرم البراهيمحي منم بينها أسفل
أرضية " السطبَلن " وأسفل البَاب الثلثي إل الداخل وإل الغرب قلِّيل منم البَاب الثلثي ،وأسفل
الدرسة النفية .
#ف مطلِّع 1975سلِّطات الحتلل تقوُم بتحوُيل جزء كبَي منم الرم البراهيمحي إل "كنيست"
وتقوُم بتقسيم الرم الشريف .
14/7/1975 #قام عدد منم الستوُطني اليهوُد برفع العلِّم السرائيلِّي علِّىَ أحد أركان الرم27 .
7/1975/ #عشرون منم الستوُطني منم مستوُطنة " كريات أربع " يقتحمحوُن الرم ،ويسرقوُن مفتاح
باب الئمذنُة ،ويكحسرون أنُبَوُب الياه الوُصل للِّحرم .
1/11/1975 #م مستوُطنان مسلِّحان يدخلن قبَيل صلة العصر ،ويإنعان القارئ منم تلوة القرآْن
ف حضوُر الضابط العسكحري .
330
2/11/1976 #مستوُطنوُن يعتدون علِّىَ الرم ،ويدوسوُن الصاحف بأقدامهم ،ويعتدون علِّىَ
السلِّمحي الصلِّيي بالضرب.
18/11/1976 #الاخام التطرف "مائي كهانُا" يعلِّنم أنُه سيحوُل الرم البراهيمحي إل قلِّعة
للِّمحتطرفي اليهوُد بدف ترحيل الوُاطني الفلِّسطينيي منم مدينة اللِّيل.
8/3/1977 #اليئمة السلمية تعلِّنم عنم مفقوُدات ذات قيمحة اختفت بعد فتة منم منع السلِّمحي
دخوُل الرم الشريف.
23/1/1976 #ثلثة مسلِّحي يهوُد يقتحمحوُن الرم برفقة سبَعة مستوُطني ويعبَثوُن بحتوُيات
السجد16 .
3/1976/ #مستوُطنوُن يإنعوُن السلِّمحي منم أداء الصلة ف الضرتي :اليعقوُبية والبراهيمحية .
21/10/1976 #جنوُد الحتلل يوُلوُن قسدمحا منم الرم إل ثكحنة عسكحرية ويضعوُن فيه سريرينم
وأمتعة للِّنوُم .
24/11/1976 #السلِّطات السرائيلِّية تنع العمحال الفلِّسطينيي منم العمحل ف الرم البراهيمحي أيام
السبَت.
16/5/1977 #عدد منم الستوُطني يقتحمحوُن الرم برفقة الاخام إيفجر ويقوُموُن بالرقص داخل
الضرة البراهيمحية.
4/7/1977 #أحد الستوُطني ريشهر مسدسه تاه عدد منم الصلِّي أثناء صلة الظهر.
1977 / 8/7 #ضابط وجندي إسرائيلِّيان يقوُمان بقذف مادة مسيلِّة للِّدموُع علِّىَ الصلِّي.
1977 /16/2 #سلِّطات الحتلل رتدخل شعدانُا يهوُدديا بتسعة قناديل للِّحرم.
27/2/1978 #أحد الستوُطني يقتحم الرم ،ويعبَث بحتوُياته أمام بصر النوُد.
24/4/1978 #مستوُطنان يدخلن نُسخمة جديدة منم التوُراة ،ويقوُمان باحتفال كبَي برعاية جنوُد
الحتلل.
200 5/6/1978 #منم الستوُطني يقتحمحوُن الرم ،وهم يرفعوُن العلم السرائيلِّية.
1/7/1978 #جنوُد الحتلل يصبَوُن مادة مرقة علِّىَ باب الرم ،وإصابة الؤذن بروح.
20 : 27/2/1979 #مستوُطدنا يقتحمحوُن الرم ،وهم يرفعوُن العلم السرائيلِّية.
5/1979/ 31 #جنوُد الحتلل يقتحمحوُن الضرة البراهيمحية ،ويضعوُن كراسي فيها ويإنعوُن
السلِّمحي منم الوُصوُل إل الرم.
24/6/1984 #الستوُطنوُن يقوُموُن بعمحل ختان طفل ف الضرة البراهيمحية.
1984 /11/9 #النوُد يقوُموُن بتكيب عدسات تلِّفزيوُنُية داخل الرم لراقبَة الصلِّي.
25/9/1984عدد منم الستوُطني يعتدون علِّىَ أحد حراس الرم السلِّمحي
331
332
شعر وأدب ...
دعاء اليوُم
...أهلد رمضان
...ف نُوُر الصيام
...إن صائم
...زأينم الشهوُر
...هل الصيام
...رمضان شهر الرحة
...شهر الق والي
...ليلِّة القدر
...بدر
...رمضان ف الشعر العرب
أهلع رمضان
ممحد التهامي
ذ ذذ
شتاشدىً ف مرابعنا ضياء ش ...وأشرشق ف موُاجعنا دواءش
وجاءش وكتلِّنا شوُةق تناشهىَ ...إل أشمتل علِّىَ كلفهيه جاءش
ذذ ذ وحلِّلق بال ل ذ
ت ...لششيالينا ول تشلِّد الصفاءش صفاء ..وكم شتشطل ه ش
******
س يطلهرر كلل حري ...وهيشعرل طينةش الدنُيا ساءش له نُشف ة
ذ ذ
ف علِّىَ جوُارحنا دعاءد ...رييل عناشدها البَاغىَ رضاءش يطوُ ر
س ف حنايا النف ذ ذ
س عهزدما ...مشنم اليإان يركحرم كيف شاءش ويهغر ر
فيشهحيا الصائمحوُن منم البايا ...ملئكحةد فقد صاروا سوُاءش
ذ ذ
س ف مشاعره الباءش يزيرد كرامةش النُسان فيه ...ويغر ر
ذ ت ش ت ذ
ضوُار ...فل يشيهقضي لاجته نُداءش ترلِّتح علِّيه حاجا ة
ت الرادشة شوههشىَ تشهسرمحوُ ...ويشيهلِّقىَ منم كرامته اكتفاءش ويقتا ر
ت غد ه ذ ويسشقىَ منم ذرضاذء الذ ششهداد ...وكتل الكحائنا ذ
ت ظمحاءش ه ر
ذ ذ
ت بعالشمحه هبَاءش صار هس شعهبَداد ...وقهد ش فلِّم يرصبَهح لردهنُيا النا ر
******
ذ
هوُ النُسارن ..باليإان يسرمحوُ ويإلر حوُشله الدنُيا شباءش
333
ذ
تسيطرر رورحه وتريشرتد عنه ...لدىً إنُسانُه طيناد وماءش
ذ
هوُ النُسان ..ما نُبَغيه حقاد يرتد لنا ..لعالشمحنا ..اللنقاءش
ذ ذ ذ
س ف غياهبَها السناءش يرد جهامةش الحداث علنا ...ويغر ر
ويشيهرشدعر ما ترسوُرق لنا اللِّيال ...ويشيهرفشرع عنم نُوُاظذرنُا الغطاءش
ذ ذذ
فنشهسمحوُ ف مرابعنا الغوُال ...ونُرهشبَرع حوُشلنا الدنُيا عطاءش
ذ
ويشهدفشرع كلفنا دهفعاد فنشهبَذن ...ونُهرفشرع فوُشق هامتنا البَناءش
ذ ذ
ت لنا التدهنُيا ثناءش ت لنا اليارم ذهكدرا وكم ساق ه فكحم حفظش ه
يييييييييي
في نور الصيام
ممحد التهامي
تالصوُم للِّحيان طوُق ناةذ ...وطريقه الادي إل النا ذ
وعلِّيه معراج اليقي إل الدىً ...يإتد فوُق مهالك الشهوُات
ويطهر النُسان حت إنُه ...روح يكحاد يضيء ف الظلِّمحات
******
ت ت
ويرىً علِّىَ نُوُر القيقة عالاد ...متألق العمحاق والنبَا ش
فيه الياة تراجعت أدراناد ...وتطهرت منم حأة النزوات
س اللئك طاف بالرحات وغدت كدار اللِّد طليب ريها ...نُشف ر
ت
إن ضاقت الدنُيا وقل ضياؤها ...ومضت مسالكحها إل العثرا ش
وتنوُعت فيها الكحروب وعربَلشئمت ...ترمي قلِّوُب الناس بالسرات
توتزيد ف ليل العذاب شجوُنُه ...تنساق أموُاجاد منم النكحبَا ش
وتيل فوُق النليات غبَارها ...فتد نُوُر الكحوُن للِّظلِّمحات
فإذا بطوُ السائرينم علِّىَ اللِّظدىَ ...يإتد ف درب منم المحرات
زألكىَ الصيام لا عزيإة صابر ...يإشي علِّىَ رمضائها بثبَات
******
يسعىَ ويؤمنم أن ربك قادر ...والنصر بالصب المحيل رموُات
مهمحا طوُانُا اللِّيل ف أعمحاقه ...فالفجر منتظر علِّىَ العتبَات
ت
ولنا بوُصوُل الكحفاح خلصنا ...يأت با نُبَغيه منم ثرا ش
وصيامنا ييي موُات حياتنا ...ويدق نُبَض الروح ف العزمات
ت
ويضيء ف كل الدروب علمة ...تدي با ما اعوُلج منم خطوُا ش
334
ويعيد ف غبَش الياة بريقها ...لتىً وتعنم صادق النظرات
فتهلم تكحتسح الطريق وتستوُي ...تطوُي الذي قد فات منم وقفات
ت
يا رب ف ألق الصيام ونُوُره ...وطهارة النُفاس ف الصلِّوُا ش
ب لفرط صفائه ...تتطهر الدعوُات بالشعبات أدعوُك منم قلِّ ت
يييييييييي
إني صائم!..
الستاذ كامل ممحد عجلن
هذا هوُ الضطرب الصاخب ،وذاك هوُ التكحالب الريح ،والتطاحنم الدائب ،فأنُزل إليه وساهم فيه ،وألق
دلوُك ف الدلء ،وخذ ف العلئق ،وتعلِّق بالسبَاب :أسبَاب التشادق الذي خدع الناس؛ واصطنعه
بعضهم ،وعاش منه وعلِّيه وله..
هكحذا هجست وتلِّمحظت النفس ...غي أن وقفت وهي تراودن وتطارحن المحهمحة ،وكادت قنات تلِّي
حي أشارت إل أنُاس يعدهم الناس منم الخيار ،ويسبَهم الغب منم التقياء.
وكادت قنات مرة أخرىً تنم
...ث عدت إل النفس أتسمحع حسيسها ول أجيب ،وتغلِّي أهوُاؤها ول تفوُر ،وجعلِّت أتصنع الوُعي
عنها والفهم ...وجعلِّت تؤلزأن أدزأا وتزن هدزا ،وأخديا قلِّت لا بعد أن قالت ل:
أيتها النفس :أجلِّي شغدفا ،وهوُن علِّيك .أيتها النفس" :إن صائم"
نُعم ...إن صائم ...
أعرف هذا منم حرمان ...تسك عنم الطعام والشراب؟
وضحكحت منم نُفسي وأثخمنتها باللِّوُم ،وأرهقتها منم سخمريات ،ودميت جوُانُبَها ،كأنا أحارب عددوا
يشهر سلحه ف وجهي.
أيتها النفس :صوُمك عنم الطعام والشراب بعض ما ف الصوُم منم تكحلِّيف ،أيتها النفس :ل حاجة ل
ب فيه غيك ووضع .أيتها النفس :ل تذكري الهوُاء ف هذا اللِّوُن منم الرمان ،أهن جريت ف ميدان شخ ل
وأنُت صائمحة ،ول تري وراء الدع وأنُت صائمحة ،ول توُضي ف حديث اللهي وأنُت صائمحة ،ول
تدي عيدنا وأنُت صائمحة ،ول تهري أو تافت بضغينة وأنُت صائمحة ..ول ول..
وهنا شدهت النفس قائلِّة :قهدشك قهدشك:
كنت أحسب الصوُم ... ...
ول أدعها تجس با عندها منم باتق وما ف قراراتا منم قوُل ...بل رحت ف نُشوُة النتصر أغرقها ف
ب بالغ ف العظة والتذكي، خضم منم معان الروح وصفاء القلِّب ،وأسوُق إليها طرائف وطرردفا منم طي ت
ش ل
ل السمحع. حت إذا اطمحأنُت وأخذها صحوُ العتبَار كسرت منم شوُكتها وألقت إ ل
335
أيتها النفس :ناري نار الناس وليلِّي ليلِّهم ،ولكحلنم وراء اللِّيل والنهار صوُةم تلرن علِّيه ف شهر لتذكلره ف
كل شهر ولتعمحل به آْنُاء اللِّيل وأطراف النهار.
ذاك هوُ الصب علِّىَ الكحاره ،والتفع والبقاء علِّىَ نُعمحة العقل وحسنم الرضىَ وصحة الرأي ،وتوُثيق
العقيدة ،والتعلِّق بب ال ورسوُله ،وإفساح الصدر ،حت يطرد منه ضيق الاهلِّية ،ودعوُة المحقىَ،
وغرور الدعي ،وصخمب البَطلِّي.
أيتها النفس إن صائم ...وأنُت ...؟
إن صائمحة ...
تصوُمي أيتها النفس؟
نُعم أصوُم النهار وأقوُم اللِّيل!ا
يا عجدبَا ! ...ا
ول العجب ! ...ا
هازأة ملشاءة إل كل ما يردي ... أعرف النفس أمارة بالطامع ،ل
تعرفن ولكحنم؟
ولكحنم ماذا ...؟
ت دابرر الفتنة ،واطمحأنُت ت منافرذ الشيطان وقرلطع ر ت أبوُاربا غرللِّق ه
إنُه الصوُم ،وإنا فطرة طيبَة ،إذا فريلتح ه
الرورح منم غاشيات قاسية قاصمحة.
ك الطغيان والوُر. وصامت النفس أبد الياة ،وحلرمت علِّىَ صاحبَها مسال ش
ت فإذا الياة جيلِّة ،وإذا طيوُب الصوُم تلِّفن ،ول أجرد ف ت وتلِّف ت
وف زأحة النُتصار علِّىَ النفس تنفس ر
حرمانُه غي ذطلوة الدوء ،وسكحينة الطمحئمنان ،وراحة المل ،وبشرىً السلمة منم عقاب ال ،وف ظل
اللِّياذ بعفوُه ورجاء مثوُبته ،والطمحع ف رحته الت وسعت كل شيء, .لق .أيتها النفس" :إن صائم".
أيها القلِّب :وأنُت طوُل الدهر صائم ،فإل مائدة الروح .إليها .إليها ...
وأما حاجات النفس ،فإل أطوُاء الرمان ،حت نُلِّقىَ ال الذي يتوُل السرائر ،ويضع الوُازأينم ف ملِّتقىَ ل
ف زأخرفهتها أنُامرل الدع ،ورقلششهتها ريشة لشلوُن فينفع فيه إل سلمة القلِّب ،وصوُم الدهر عنم زأيوُ ت
تم الشياطي. طلئها ،فتارن البالسة ،ورمف ر
*****
أيتها النفس ..هل تلقينا ...؟
أكب الظنم بل عي اليقي أن وإياك لخمتلِّفان ...
336
أيتها النفس :هذا حداء الصائم ف بيداء الياة ،ولعلِّك تذكرينم غنوُة الصحراوي الذي صحب نُاقته إل
هدف يبَه ،سع حني الناقة إل ما خلِّفته ،فراح يشكحوُ وهي تشكحوُ ...وراح يلنم وهي تلنم ،وكل يغن
علِّىَ ليله..
هوُىً نُاقت خلِّفي وقدامي الوُىً وإن وإياها لخمتلِّفان
أيتها النفس هنيدئما ل ولك صوُرم ششههتر وذمرارن هدشهر ..هنيدئما مريدئما غي هاجسات مامرة أيتها النفس" :إن
صائم".
يييييييييي
زين الشهور
ممحد أمي الندي
رمضان يا زأينم الشهوُر ،وخشيها ...وأمشيها ف دولة الزأمان
لسنم ف الكوُان أيامك الغرتر الوُضاء قصيدة ...نُظمحت معان ا ر
ضلمحنت أشرف ليلِّة ميمحوُنُة ...يهفوُ لسحر جللا اللثقلن ر
هي ليلِّة القدر اللسن باؤها ...بالروح ،والملك ،والرضوُان
ف الوُحي بالفرقان وعلِّىَ الرسوُل تنلزلت آْي الدىً ...فيه ،ور ل
وليوُم "بدر" فيك آْيات بششدت ...ف نُصرة السلم للعيان
ضهم ...وقضيضهم ف جحفل الرعدوان زأحف البَغاةر الشركوُن بق ل
يبَغوُن غزو ممحتد ف "يثرب" ...غضدبَا لسيدهم "أب سيفان"
والسلِّمحوُن وهم قلِّيةل يوُمها ...نُفروا نُفار الشقهسوُر الغضبَان
يتسابقوُن إل اللشهادة ف الوُغىَ ...ف لفة اللظمحآن للِّرغدران
وكتائب الملك قاد لوُاءها " ...جبيل" قد شهبَشطت إل اليدان
فإذا بيش الشركي مفلزدعا ...ومصلرعا ،قد شخلر للذقان
صت علِّىَ أعقابا ...مذهوُلة كالائم اليان وفلِّوُله نُششكح ش
وإذا "بكحة" كل بيت مأت ...ومناحة مشبَوُبة الحزان
ال أكب قد أعلز ممحددا ...وأذلل أهل اللشرك والطغيان
صلِّت ...أجرارسه كاللشدو ف الذان صهلِّ ش
وتتابع اللنصر البَي و ش
واستسلِّمحت للِّفتح "مكحة" وانلِّىَ ...عنها ظلم الشرك والوثان
صم والعمحيان لل ...ضلِّلوُا ضلل ال ت ورأبيدت الصنام آْلةر ا ر
ث انُبىً العرب الركحمحاة "لرودس" ...فاستسلِّمحت للِّقادة الفرسان
ولفتح "أنُدلس" علِّىَ يد "طارق" ...نُصةر ،به نُلِّنا أعز مكحان
337
وعلِّىَ "التتار" وجنده مةد لنا ...ف "عي جالوُت" عظيم الشان
ل باليوُش رينال نُصةر حاسم ...لكحنه بالصب واليإان
يا أيها الشهر الذي بلِّغ الدىً ...ف الب والسنات والحسان
أهل بقدمك الكحري ،ومرحدبَا ...بك يا طبَيب الروح والبدان
ضيفانيا خي سوُق للِّمحكحارم ،واللندىً ...والبَذل للِّمححروم ،وال ل
فتقربوُا ل فيه ،بكحل ما ...يرضاه منم خي ،ومنم قربان
وامضوُا علِّىَ سننم الداية ،وارشفوُا ...شهد الديث ،وشسهلِّشسل القرآْن
وابنوُا علِّىَ الخلق جيل صالا ...قمحنا بمحل رسالة الوطان
وذروا الطامع ف التمحلِّك ،إنا ...سبَب البَلء ،ومبَعث الذلن
فبَها غدونُا أشهعبَددا لعبَيدنُا ...ورهائنا ف قبَضة الششدثان
فمحت تعوُدوا مثلِّمحا كنتم إل ...عرش القضاء ،وعلزة السلِّطان؟
ف وأمان فلِّطالا سعد النُام بعهدكم ...ف ظلل عدتل وار ت
وال أسأل أن يوُلفق قوُمنا ...للِّصالات قصليهم واللدان
ف مذده ...ف وحدةت مشدودة الركان ويعيد للسلم سال ش
وعلِّىَ الطلريق الستقيم يسوُرسنا ...عدةل ،يبَارك عدله العمحران
يييييييييي
همل الصيام
ممحد التهامي
هلل الصيارم يسوُق ف خطوُاته نُوُراد ريصلفي اللِّيشل منم ظلِّمحاته
واشتد ف اليام منطلِّق الطىَ لييح دنُيانُا علِّىَ نُفحاته
فلِّعلِّه يدري بأن نُفوُسنا ظمحأىً تبَل الشوُق ف عتبَاته
فلِّكحم طوُانُا اللِّيل ف أعمحاقه وأطال ف أيامنا وقفاته
ولكحم دعوُنُا الفجر يرحم ليلِّنا فتضيء دنُيانُا علِّىَ بسمحاته
فأب وخللِّفنا لدىً أهوُالنا ف اللِّيل نُضرب ف غيوُب شتاته
حاد الطريق بنا وجانُبَه الدىً فمحضىَ ير الناس ف عثراته
ف كل ركنم مسلِّم متعثر كل يدث عنم صدىً مأساته
وكأن كل الرض قد ضاقت به وتلمحعت لتسد درب حياته
منم ل تزقه الذئاب تشيشرهكشنه يضوُي وقد حرمته منم أقوُاته
علرهته حت ل يعد ف كلفه ما يست الظوُر منم عوُراته
338
واحتاج ..والدينم النيف بقلِّبَه كنز يفيض الي منم جنبَاته
لوُ أحسنم اليإاشن أرضىَ ربه وانُساقت الدنُيا إل مرضاته
تعطيه نُصر الهتدينم وعزهم ويثيبَه الرحنم ف جناته
يا رب ..خلل الصوُم يدرك جعنا ويرذقيرلِّه ف الرض منم كبَوُاته
ويرد نُبَض الروح ف إنُسانُنا فيخملِّص النُسان منم غفوُاته
يصحوُ ويإتلِّك الياة بعزمه ويصوُنُه اليإان ف وثبَاته
يا رب ..منم قلِّب وكل مشاعري ولسان صدق غص منم عباته
أدعوُك يا منم عز فوُق سائه وأفاض رحته علِّىَ ملِّكحوُته
يييييييييي
رمضان شهر الرحمة
الستاذ /رفعت عبَد الوُهاب الرصفي
رمضان نر بالتاحم جاذر رمضان نم بالداية ساذر
رمضان عطر نُرتوُي بعبَيه ونُذوب شوُدقا ف سن السحاذر
رمضان وجه ل مثيل لسنه روح القصيد ونُشوُة الوتاذر
يهفوُ علِّينا ..نُنتشي بأريه وترطب النسمحات كل أرواذر
والرحة الهداة تطلِّق ف الوُرىً مدفوُعة كالوُج منم تياذر
كل اللئق ترتوُي منم نُبَعه والكحوُن يعبَق منم شذىً التغفاذر
أسىَ المان ف أواخر عشرة حيث انُعتاةق منم سعي الناذر
والقدر ليلِّته تفجه بنوُرها فتبَارك اليام بالنُوُاذر
يا قدس إنُك ف العروق وف النهىَ زأيت يؤججه موُعددا للِّثاذر
إن كان باعر الغدر فلرق بيننا فاللِّيل دودما ملِّف بنهاذر
وغددا هلل الصوُم يشرق ف الدىً والسجد القصىَ طلِّيق إساذر
ويعوُد للسلم مد "صلحه" ونُقيم فيه تشتكحدرا للِّبَاري
وتسوُد روح الصف أكرم أمة والسلِّمحوُن لبَعضهم كجداذر
يييييييييي
شهر الحق والخير
أ /عبَد العزيز أحد رضوُان
شذا النُسام والعطذر وأنُفاس منم الزهذر
ورائحة منم السك ساء الكحوُكب الدلري
339
وأقبَاس تلل ف بي النم التزهذر
ووجه ضاحك وضا ء يشرق باسم الثغذر
ي صوُت الق والذي ونُوُر الرحة العلِّوُ ل
وصوُت الق ف رمضان يأت رائع النصذر
وفتح ال للسلم لنا منم مكحم الذكذر
وأنُغام مرتللِّة ترتلِّىَ آْية الشكحذر
وف ساحات بيت ال اليإان والطهذر
وجبيل يقوُد ملئك واليات والمذر
تنزل بيننا بالق تيط بنا ول نُدري
تيينا وتغبَطنا حت مطلِّع الفجذر
سلم دائم النفحات والعنات والصذر
وعتق منم لظىَ النيان لنا ف ليلِّة القدذر
تية ربنا الادي عصدرا طليب الذكذر
أعيدي ليلِّة القرآْن قوُام النهي والمذر
به القرآْن دستوُر ويربَكحي جلِّمحد الصخمذر
يذيب الدمع ف حزن للِّطاعات واللب
يوُجه أسرة السلم هدايات علِّىَ طهذر
ويمحعنا العفاف علِّىَ معن الق والذي
يقيم بدولة السلم ف العسر وف اليسذر
يطيع الالق الدليان منم وكر إل وكذر
يطارد عصبَة التضلِّيل ويقطع دابر الكحفذر
يقيم العدل ميزادن ...وفيض النوُر والبَشر
يييييييييي
ليلة القدر
أ/عبَد الرحنم البَجاوي
يا ليلِّة القدر طوُف ملء دنُيانُا وكبي ف رحاب الكحوُن إعلنُا
وهلِّلِّي فرحة بالنوُر منطلِّقاد وحديا يضيء هذىً النفس إيإانُا
وأذن ف ليال العشر مشرقة فطالا اشتاقت الرواح ريانُا
ف موُسم الي يهمحي ف جوُاننا فيضاد ترقرق حت فاض هتانُا
340
وعانُقي مهجة ظمحأىً لعرفة لا تزل ف ضمحي الغيب كتمحانُا
ل
تسامقت ف معان النوُر موُقنة أن الروف تزيد العقل تبَيانُا
ول تزل تتحدىً العلِّم مؤتلِّقا إذ رام بي فضاء ال ) كيوُانُا (
سبَحان منم جعل اليات معجزة لحد الي إذ واتته قرآْنُا
ونُوُدي :اقرأ ،فلِّبَت كل خافقة وجاء ) جبيل ( باليات برهانُا
ضلوُأ الفق للِّساعي شكحرانُا ف ليلِّة قدر اللق طلِّعتها ف ش
واستيقظ الكحوُن لا طاف طائفها وظل يرجوُ منم الرحنم غفرانُا
ل
فكحم تزق أبنائىَ ،وما برحوُا يكحيد بعضهمحوُ للِّبَعض ألوُانُا
وذرلبح الرم القصىَ ،وكم رهتكحت أعراضنا ،واستبَلد اللِّيل طوُفانُا
إلنُا إل ال نُدعوُ أن يؤلفنا ويمحع الشمحل بي الروض أفنانُا
ف ليلِّة القدر حيث العرش تمحلِّه ملئك ال تسبَيحاد وعرفانُا
ونُسأل العوُن ف عصتر تلركه أطمحاع باغي ما لنُوُا لشكحوُانُا
ولنم نلل دعاء ال نُاصرنُا ف ليلِّة القدر حيث النوُر وافان
يييييييييي
بدر
أ /ممحد بدر الدينم
أنُفاس الادي ف بدر مازأالت تعبَق ف صدري
وتدد ذكرىً أماد ومآثر أصحاب غلر
يوُم الفرقان بأرض العز سنذكره أبد الدهر
وثرىً بدر بفاخره أغلِّىَ منم هللء الدر
وموُاطئ أحد ف الوُادي أسىَ منم أنمحنا الزهر
فهنا جبيل سعىَ يرمي أعداء اللِّة بالقهر
وملئكحة التثبَيت أتت وتلِّىَ رب بالنصر
يسعىَ حيزوم بفارسه والرعب يزلزل ف الكحفر
ورسوُل ال يصكحهمحوُ بصىَ يرميهم بالذعر
يا عدوتنا الدنُيا تيهي فعلك أجتل منم الفخمر
فعلِّيك تنزلت السرار وغوُث الغوُث با يسري
وعريش العزة فوُق التلِّة فيه الداعي للِّخمي
يدعوُ وال يبَادره فيطيل السجدة للِّشكحر
341
أماد ل تنسىَ أبددا ومكحان أضوُأ منم بدر
ورجال فيها شيمحتهم ل يصيها طوُل الشعر
فسمحاحتهم وودادتم وقراهم أكب منم شكحري
ورجالمحوُ ونُساؤهم صنوُان بساحات اللب
يا حليا ال مكحارمهم وأدمهم طوُل الدهر
يييييييييي
رمضان في الشعر العربي
عبَي صلح الدينم
ل يتك الدب العرب شيدئما إل تناوله ،وكان لشهر رمضان حظ منم الشعر ما بي ترحيب بقدمه وتوُديع
له ،ورصد لحداثه ومظاهر الحتفاء به واستقبَال العيد.
فتذكر كتب التاريخ أن عمحر بنم الطاب رضي ال عنه جع الصلِّي لول مرة ف صلة التاويح خلِّف
إمام واحد ف السنة الثانُية منم خلفته الراشدة ،فقال أحد الشعراء:
جاء الصيام فجاء الي أجعه ترتيل ذكر وتمحيد وتسبَيح
فالنفس تدأب ف قوُل وف عمحل صوُم النهار وباللِّيل التاويح
ومنم أحسنم ما قيل ف التهنئمة بقدوم شهر رمضان:
نُلِّت ف ذات الصيام ما ترتيه ووقاك ال له ما تتقيه
أنُت ف الناس مثل شهرك ف الشي هر أو مثل ليلِّة البَدر فيه
ولبَة ال بنم الرشيد جعفر بنم سناء اللِّك ف التهنئمة بقدوم شهر رمضان منم قصيدة طوُيلِّة:
تشيشهلنم بذا الصوُم يا خي صائر إل كل ما يهوُىً ويا خي صائم
ومنم صام عنم كل الفوُاحش عمحره فأهوُن شيتء هجره للِّمحطاعم
ويقوُل عمحارة اليمحن:
وهنئمت منم شهر الصيام بزائر مناه لوُ أن الشهر عندك أشهر
وما العيد إل أنُت فانُظر هلله فمحا هوُ إل ف عدوك خنجر
وللمي تيم بنم العز لدينم ال يهنئ اللِّيفة العزيز بال بقدوم شهر رمضان:
ليهنئمك أن الصوُم فرض مؤكد منم ال مفروض علِّىَ كل مسلِّم
وأنُك مفروض البَة مثلِّه علِّينا بق قلِّت ل بالتوُهم
ضا تيم يإدح اللِّيفة العزيز: وقال أي د
شهر الصيام أجل شهر مقبَل وبه يإحص كل ذنُب مثقل
وكذاك أنُت أبر منم وطئ الصىَ وأجل أبناء النب الرسل
342
وتدث الكحثي منم الشعراء العرب علِّىَ مر العصوُر السلمية عنم فضائل الشهر الكحري فقال أحدهم:
أذدم الصيام مع القيام تعبَدا فكحلها عمحلن مقبَوُلن
قم ف الدجىَ واتل الكحتاب ول تنم إل كنوُمة حائر ولان
فلِّربا تأت النية بغتة فتساق منم فرس إل أكفان
يا حبَذا عينان ف غسق الدجىَ منم خشية الرحنم باكيتان ...
وللِّصاحب بنم عبَاد:
قد تعلدوا علِّىَ الصيام وقالوُا حرم العبَد فيه حسنم العوُائد
كذبوُا ف الصيام للِّمحرء مهمحا كان مستيقدظا أت الفوُائد
موُقف بالنهار غي مريب واجتمحاع باللِّيل عند الساجد
وأنُشد القاضي أبوُ السنم ابنم النبَيه:
حبَذا ف الصيام مئمذنُة الامع واللِّيل مسبَل إزأباله
خلِّتها والفانُوُس إذا رفعته هصائددا واقدفا لصيد الغزالهة
ويبَدو أن فانُوُس رمضان واللِّوُىً الاصة الت تصنع فيه للِّصائمحي كانُت موُضوُدعا للِّكحثي منم قصائد
شعرائنا ..فيقوُل علِّي بنم ظافر الديب الصري التوُف 613هي :اقتح بعض الاضرينم ف ملِّس الديب
أب الجاج يوُسف بنم علِّي أن ينشدهم شيدئما عنم الفانُوُس بقصد تعجيزه فقال
ونم منم الفانُوُس يشرق ضوُؤه ولكحنه دون الكحوُاكب ل يسري
ول أر ندمحا قط قبَل طلِّوُعه إذا غاب ينهىَ الصائمحي عنم الفطر
أما حلِّوُىً رمضان الاصة مثل القطائف والكحنافة فيقوُل فيها الشاعر الصري الفاطمحي ابنم نُبَاتة:
رعا ال نُعمحاك الت منم أقلِّها قطائف منم قطر النبَات لا قطر
أمد له كفي فأهتز فرحة كمحا انُتفض العصفوُر بلِّلِّه القطر
ولبهان الدينم القياطي قصيدة كتبَها إل القاضي نُوُر الدينم بنم حجر والد القاضي شهاب الدينم يقوُل
فيها:
موُلي نُوُر الدينم ضيفك ل يزل يروي مكحارمك الصحيحة عنم عطا
صدقت قطائفك الكحبَار حلوة بغمحر وليس بنكحر صدق القطا
وند وثائق تاريية شعرية عنم رمضان وأحداثه الت منها مقتل المام علِّي بنم أب طالب كرم ال وجهه
علِّىَ يد عبَد الرحنم بنم ملِّجم ليلِّة المحعة لثلث عشرة خلِّت منم رمضان سنة أربعي للِّهجرة ،والت
يذكرها الطبي فيمحا قاله أبوُ السوُد الدؤل
أف شهر الصيام فجعتمحوُنُا بي الناس طدرا أجعينا
قتلِّتم خي منم ركب الطايا وحلنسها ومنم ركب السفينا
343
والعروف أن شهر رمضان يدور علِّىَ فصوُل السنة كلِّها مرة كل 33عادما ،فيأت ف الصيف والشتاء
والريف والربيع ،وبالطبَع يكحوُن أشد ما يكحوُن ف الصيف حي ترتفع درجة الرارة ،ويزيد شعوُر
الصائمحي بالظمحأ كمحا يصف ذلك ابنم الرومي مبَالدغا:
شهر الصيام مبَارك ما ل يكحنم ف شهر آْب
ذخفت العذاب فصمحته فوُقعت ف نُفس العذاب
ل:
ويكحمحل العن نُفسه شاعر آْخر قائ د
اليوُم فيه كأنُه منم طوُله يوُم الساب
واللِّيل فيه كأنُه ليل التوُاصل والعتاب
أما وداع رمضان فنجده ف هذه القصيدة الت يصف فيها الشاعر كيف سيكحوُن مآل الناس ،وهل
ستقبَل أعمحالم عند رب العزة العظيم؟:
أي شهر قد توُل يا عبَاد ال عنا
حق أن نُبَكحي علِّيه بدماء لوُ عقلِّنا
كيف ل نُبَكحي لشهر قد قربَلِّنا أم رحرمنا
ث ل نُعلِّم ألنُا الروم والطرود منا
ليت شعري منم هوُ ملر بالغفلِّة عنا
ل:ويوُدع الشاعر البيوُردي رمضان قائ د
صوُم أغار علِّيه فطر كالنجم بر سناه جر
بذهنم يا صيام فلِّم تزل فردعا له الفطار بر
وله الشهوُر وإنا لك منم جيع الوُل شهر
ما كنت أول راحل ودعت بالزفرات جر
كالظعنم ليلِّة فاح ف خيب التفرق منه عطر
ث يأت عيد الفطر وتبَدأ التهان بقدومه كمحا ف قوُل شاعر الدولة الفاطمحية تيم بنم العز:
أهنيك بالعيد الذي أنُت عيده ...ونُوُر سنا إقبَاله حي يسطع
أما شاعر الدولة العبَاسية ابنم العز فيقوُل مهندئما اللِّيفة:
لئمنم أتىَ العيد منم لقياك ف فرح لقد مضىَ الصوُم منم منآك ف ثكحل
برزأت فيه بروزأ الشمحس طالعة وقد أعاد الضحاء النفع كالطفل
ولمحد بنم الرومي:
ولا انُقضىَ شهر الصيام بفضلِّه تلِّىَ هلل العيد منم جانُب الغرب
كحاجب شيخ شاب منم طوُل عمحره يشي لنا بالرمز للكل والشرب
344
ولبنم قلقس:
وهلل شوُال يقوُل مصددقا ...بيدي غصبَت النوُن منم رمضان
ولبنم العتز:
أهلد بفطر قد أتاك هلله فالن فاغد إل السرور وبلكحر
فكحأنا هوُ زأورق منم فضة قد أثقلِّته حوُلة منم عنب
ويهنئ الشاعر العبَاسي البَحتي اللِّيفة التوُكل بنم العتصم بنم هارون الرشيد لصيام شهر رمضان
وللِّوُل عيد الفطر:
ت وأنُت أفضل صائم وبسنة ال الرضية رتفطر صمح ش
بالب ر
فانُعم بعيد الفطر عيددا إنُه يوُم أغر منم الزمان رمشهرر
وف التهنئمة بالعيد ما كتبَه ابنم سكحرة الاشي مهندئما أبا السنم ممحد بنم عمحر:
أتاك العيد مقتبَلد جديددا وجلدك فيه مقتبَل جديد
تن الناس بالعياد فينا وأنُت لنا برغم العيد عيد
345
أطفالا رمضان ...
346
شعبَان مصطفىَ قزامل
كلل عام وأنُتم بي ،رمضان كري ...تية طيبَة ودعاء جيل ،أسع أب يردده كلِّمحا قابل صديقاد أو
رجلد يعرفه ،وأسع أمي ،وهىَ تتبَادل التهنئمة مع جيانُنا منم السيدات.
فمحا أجل هذا الشهر ،شهر رمضان البَارك ،الذي يستقبَلِّه السلِّمحوُن بالفرحة والسرور.
قبَل أيام ،تعاونُت مع أصدقائي ،فمحلنُا الشارع الذي نُسكحنم فيه بالزينات المحيلِّة وبالفوُانُيس اللِّوُنُة
الرائعة.
هذا الشهر رأحلبَه منم أعمحاق قلِّب ،لنُه شهر الوُد والساعدة لكحل متاج وإطعام لكحل مسكحي ،وفيه
تل الشوُارع موُائد الرحنم ،ويتاحم السلِّمحوُن ،ويتعاونُوُن فيصوُموُن مدعا ،ويإسكحوُن عنم الطعام ف وقت
واحد ،ويفطرون ف وقت واحد ،ف صوُرة جيلِّة للِّمحجتمحع السلِّم.
ضا بالمتناع عنم فعل الشر وعنم ارتكحاب والصوُم ل يكحوُن بالمتناع عنم الطعام والشراب فقط بل أي د
الذنُوُب والسيئمات ،والكثار منم فعل الي ،وشهر رمضان هوُ الشهر التاسع منم السنة الجرية ،وسي
بذلك؛ لنُه يرمض الذنُوُب )أي يرقها( بالعمحال الصالة ،وقد فرض ال عز وجل صيام شهر رمضان
ف السنة الثانُية منم الجرة ،وهوُ شهر مبَارك نُزل فيه القرآْن الكحري ،ورتفلتح فيه أبوُاب النة ،وتغللِّق فيه
أبوُاب النار ،وتقيد فيه الشياطي ،وينادىً مناتد كل ليلِّة :يا باغي الي هلِّم ،ويا باغي الشر أقصر ..
وهوُ شهر أوله رحة ،وأوسطه مغفرة ،وآْخره عتق منم النار.
ولعظمحة هذا الشهر الكحري ،يستقبَلِّه الطفال بالبَهجة ،وهذا الستقبَال قدي ،ففي مصر كانُت رؤية
هلل رمضان يصاحبَها موُكب جيل ،وف هذا الوُكب السنوُي كان أصحاب الرف والصناعات
يعدون عربات لكحل حرفة ..وكان الكحنفان يظهر ف أول الوُكب ومعه فرن الكحنافة القيقي ممحوُلد علِّىَ
عربة "كارو" كبَية يرها حصان ،ويقوُم بصنع الكحنافة ،ث يأت صناع الرير وأمامهم النُوُال والناسجه،
والنجارون ومعهم الشب وأدوات النجارة ،والقبَاقيب يعرض القبَاقيب )أحذية خشبَية( ويصنعها،
والقصاب )الزار( ،والفطاطري والسمحاك والشرباتلِّي )صانُع الشربات والعصائر( ،والقهوُجي وغيهم .
وكان الوُكب يرج بعرباته منم ميدان باب اللِّق أمام مافظة القاهرة ف زأفة كبَية وأمامه الوُسيقات
وخيالة البَوُليس الت توُطه حت يصل إل ميدان القلِّعة ساعة الغروب ،ث تعلِّنم رؤية اللل ،وتطلِّق
الدافع منم القلِّعة ،وتزغرد النساء ،ث تسهر الدينة حت السحوُر ،وتصبَح القاهرة شعلِّة منم ضياء ونُوُر،
وتفتح الدكاكي وتعم الفرحة.
ولوُ عدنُا إل الوُراء مئمات السني ند أنُه ف سنة 155هجرية خرج وال مصر عبَدالرحنم بنم عبَدال
بنم ليعة ومعه الناس ف موُكب حافل بالزينات ،وصعدوا إل سطح جبَل القطم بالفسطاط القديإة ف
مكحان كان يعرف بامع ممحوُد ،وكان بانُبَه مقعد علِّىَ مكحان مرتفع ويإكحنم منه مشاهدة هلل رمضان.
347
وبلِّغ موُكب الرؤية أشهوشجهر منم البة واللل ف عهد الفاطمحيي ،حيث إن اللِّفاء حرصوُا علِّىَ أداء
شعائر الدينم ف العال السلمي ،وتتفق مع ما وصلِّت إليه دولتهم منم ثراء وسلِّطان ،فكحان اللِّيفة
الفاطمحي يشتك بنفسه ف الوُكب ومعه كبَار رجال الدولة وأرباب الرف ف البَلد تتقدمهم وحدات
رمزية منم اليش ،بينمحا يقوُم الناس بتزيي الطريق الذي يسلِّكحه الوُكب بأشياء منم تارتم ،وسائر ألوُان
نُشاطهم القتصادي التمحاساد لطلِّب البكة منم هذه الناسبَة الكحريإة.
وقد عللِّمحنا النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أن نُقوُل حي نُرىً اللل" :اللِّهم أهللِّه علِّينا بالريمحنم واليإان ،
والسلمة والسلم ،رب وربك ال "] التمذي والدارمي [.
ويثبَت شهر رمضان برؤية اللل ،أو إكمحال شهر شعبَان ثلثي يوُماد قال النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم :
" صوُموُا لرؤيته ،وأفطروا لرؤيته ،فإن غم علِّيكحم فأكمحلِّوُا عده شعبَان ثلثي يوُمدا" ]البَخماري ومسلِّم[
مدفع الفطار وفانُوُس رمضان
شعبَان مصطفىَ قزامل
ما أجل ساع صوُت "مدفع الفطار" ،بعدها أكوُن جالدسا أمام الائدة مع أسرت لتناول وجبَة الفطار،
بعد يوُم كامل منم الصوُم.
وقصة مدفع الفطار قصة جيلِّة ..فكحمحا تقوُل رواية منم رواياته ،حدث أن الناس اختلِّط علِّيهم وقت
الفطار ووقت السحوُر ،وتساءلوُا :كيف يعرفوُن وقت كل منهمحا؛ خاصة أنم أحيادنُا ل يسمحعوُن
الذان ،وأحيادنُا يكحوُن الوُ مظلِّدمحا ف فصل الشتاء فل يعرفوُن مت تغرب الشمحس.
ل :مدافع ممحد علِّي باشا حاكم مصر ف ذلك واقتح أحد الفلحي علِّىَ شيخ منم شيوُخ الزأهر قائ د
الوُقت بالقلِّعة تقلِّقن ف الظهية ..لاذا ل تقلِّقنا ليلد ف إفطارنُا وإمساكنا؟ سكحت شيخ الزأهر قلِّيلد ث
قال :حدقا وال إنا فكحرة يا أخي .وف التلوُ ذهب شيخ الزأهر إل ممحد علِّي باشا ،وقال له :يا وال
البَلد ،إن القاهرة قد اتسعت كثديا ،ومنم الناس منم ل يسمحع الذان ..وقد اقتح علِّلي فلح مصري
الت .....وحكحىَ له.
فأمر ممحد علِّي باشا بتنفيذ الفكحرة ،وسحب النوُد مدفدعا كبَديا ،ووضعوُه فوُق قلِّعة صلح الدينم.
وقبَل رمضان بيوُم جاء أربعة جنوُد إل الدفع ،واحد منهم "معمحارجي" ،ومهمحته أن يضع الطلِّقة ف
مكحانا داخل ماسوُرة الدفع فيعلمحرها ،والثان "راتم" ،ومهمحته أن يقوُم بتشغيل التباس الذي يكحم إخراج
الطلِّقة ،والثالث "طوُمار" ،وهوُ الذي يقوُم بتبيد الاسوُرة بعد إخراج القذوف ،والرابع مهمحته إحضار
الطلِّقة للِّمحعمحارجي.
ويقيم هذا الطاقم بوُار مدفع الفطار طوُال شهر رمضان ،وعند ثبَوُت الرؤيا رؤيا اللل يطلِّق الطاقم
إحدىً وعشرينم طلِّقة ابتهادجا واحتفالد بقدوم شهر رمضان الكحري.
348
وف أيام رمضان يطلِّق الطاقم طلِّقة ساعة الفطار ،وطلِّقة وقت المساك عند السحوُر .وبعد طلِّقة
الفطار يرج الطفال إل الشوُارع وهم يغنوُن وينشدون الهازأيجه الرمضانُية ،والفوُانُيس اللِّوُنُة علِّىَ كل
لوُن وشكحل تتأرجح بي أيديهم ،فمحنهم منم يإسك فانُوُدسا مربدعا ،ومنهم منم يمحل فانُوُدسا مثمحدنا أي
ثان الضلع ،ومنهم منم يمحل فانُوُدسا مكحوُدرا .ويطوُفوُن بالشوُارع ف مهرجان جيل يكحرر كل ليلِّة منم
ليال رمضان مصحوُدبا بكحلِّمحات جيلِّة يقوُلوُن فيها :وحوُي يا وحوُي ..إلياحه ،وكمحان وحوُي ..إلياحه.
ويرلددون أغنية :حالوُ يا حالوُ ..رمضان كري يا حالوُ ،ويتبَادلوُن الكحسرات والقطايف والكحنافة ،ومنهم
منم يذهب لداء الصلِّوُات ،صلِّوُات التاويح الت تستمحر حت ساعة متأخرة منم اللِّيل ،ومنهم منم يتمحع
حوُل الدة العجوُزأ وهي تكحي لم عنم الكحايات المحيلِّة الت شهدها شهر رمضان ،وحكحايات الشاطر
لسنم والمحال ،وحكحايات الصياد الفقي ،وألف ليلِّة وليلِّة ،وسندباد ،وغيها منم حسنم وست ا ر
الكحايات المحيلِّة السلِّية الت يبَها الصغار وينجذبوُن إليها.
وكانُت بداية الفانُوُس ف عهد الدولة الفاطمحية ،فالنُوُار الت كان يمحلِّها أهل مصر ف أيديهم للِّزينة
والستدلل با لستطلع اللل كانُت هي الشكحل الول للِّفانُوُس الذي نُعرفه اليوُم ،ث جاء اللِّيفة
الفاطمحي ليأمر بأن ريعللِّق فانُوُس كبَي علِّىَ رأس كل حارة منم الارات الصرية ،فإذا تبَلينوُا هلل رمضان
وتيقنوُا بقدوم الشهر الكحري عمحت الفرحة المحيع ،ونُزلوُا إل شوُارع القاهرة يهلِّلِّوُن ويكحبون ويتصايوُن
ضا ،ويستعدون بالفرحة الغامرة ،ويقوُم الغنياء بتوُزأيع الدايا والصدقات ،ويقوُم الناس بتهنئمة بعضهم بع د
لول سحوُر ف الشهر
يييييييييي
لماذا نصوم ؟!
شعبَان مصطفىَ قزامل
أصدقائي الصغار ..ل أخفي علِّيكحم سردا ،لقد تليت كثياد وأنُا أسأل نُفسي :لاذا يصوُم الناس؟ وما
الكحمحة ف أن نوُع ونُعطش ونُصب عنم الطعام والشراب منم طلِّوُع الفجر إل غروب الشمحس طوُال
شهر كامل كل عام ،وهوُ شهر رمضان؟
لكحنم سرعان ما أدركت الجابة ،فقد هدان ال إليها بعد أن ذقت حلوة الصوُم ،وعرفت أهيته للِّناس
..وسجدت ل شاكردا؛ لنُه فرض علِّينا هذا الفرض العظيم؛ لكحي نس بآلم الفقي الائع الذي ل
صمحنا أدركنا مدىً ما يعانُيه هوُ وأولده ،فتق قلِّوُبنا ،ونُعطف علِّيه ببَعض الال؛
يد قوُت يوُمه ،فإذا ر
ليحفظ له الياة.
وليست هذه هي حكحمحة الصيام فقط بل اتضح ل أن هناك حكحدمحا كثية ،أريد منكحم أن تعرفوُها ،وهي
:
349
* أنُنا نُصوُم كي نُتقي كثديا منم المراض الت تضر النُسان ،مثل التخممحة والسكحر ،وتصلِّب الشرايي،
وضغط الدم ،والتهاب الكحلِّىَ واضطراب المعاء الزمنم ،فالعدة هي بيت المراض ،قال رسوُل ال صلِّىَ
ال علِّيه وسلِّم " :ما مل ابنم آْدم وعاءد شيرا منم بطنه" ]التمذي[.
* نُصوُم لن الصوُم يإنعنا منم العاصي والسيئمات ،فالصائم يبَتعد عنم ارتكحاب الثام والرذائل ،فإذا شتمحه
أحد قال له :إن صائم ..إن صائم .وبذلك يتقي الشر والصدام.
* ونُصوُم لن الصوُم يكحفر ذنُوُبنا ويقربنا منم ال سبَحانُه وتعال قال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم " :
منم صام رمضان إيإانُاد واحتساباد رغفر له ما تقدم منم ذنُبَه" ]النسائي وأحد[.
* ونُصوُم لن الصوُم يعلِّمحنا الصب ،والصب منم اليإان ،واليإان يدخلِّنا ال به النة ،فيدخل الصائم منم
باب يسمحىَ "الريان".
* ونُصوُم لن صوُم شهر رمضان يدربنا علِّىَ التحمحل ،ويغرس فينا العزيإة وقوُة الرادة ،فنستطيع أن
نُعيش إذا قل الطعام أو تعرضنا لشاكل الفقر والرمان والبَعد عنم الوُطنم والهل.
* ونُصوُم ليجتمحع السلِّمحوُن ف أناء العال ،فيصوُموُن ويإتنعوُن عنم الطعام والشراب ف وقت واحد،
ويفطرون وريعليدون ف وقت واحد.
* وقبَل كل ذلك نُصوُم لن هذا الصوُم طاعة ل عز وجل الذي فرضه علِّينا ،ما دمنا نُؤمنم بال
وملئكحته وكتبَه ورسلِّه واليوُم الخر ،قال ال تعال) :يا أيها الذينم آْمنوُا كتب علِّيكحم الصيام كمحا كتب
علِّىَ الذينم منم قبَلِّكحم لعلِّكحم تتقوُن ( ] البَقرة.[83 :
وعمحوُماد يا أصدقائي إن حكحم الصوُم كثية جيدا ،لذلك فعندما فرضه ال علِّينا ،فرضه لصلِّحتنا؛ لنُه
يبَنا ويريد أن نُقتب منه سبَحانُه ،ونُكحوُن متمحدعا مثالييا ل يعرف الشر ول الكحراهية ،إنا يسوُده الب
والسلم والرخاء.
وفرضه علِّينا ليمحتحنم صبنُا وطاعتنا له ،وتكحفل بأنُه يغفر للِّصائم ما تقدم منم ذنُوُبه ،قال رسوُل ال
صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم " :منم صام رمضان إيإادنُا واحتسادبا غفر له ما تقدم منم ذنُبَه" ]متفق علِّيه[.
أضف إل معلِّوُماتك:
موُسىَ علِّيه السلم
واحدد منم أول العزم منم الرسل.
ولد موُسىَ علِّيه السلم لم منم بن إسرائيل ،وقد نا بأعجوُبة منم الوُت القق الذي كان هوُ قضاء
فرعوُن الطبَق علِّىَ رقاب كل الذكوُر منم أبناء بن إسرائيل.
هرب منم مصر إل الشام وذلك خوُدفا علِّىَ حياته ،ولبَث فيها مدة ف خدمة شعيب علِّيه السلم بعد
أن تزوج إحدىً ابنتيه ،ث عاد إل مصر ،وف طريق العوُدة جاءته الرسالة ،وأنُزلت علِّيه التوُراة واللوُاح،
وأعطي تسع آْيات بينات تصديقا لدعوُته ،وأرسل إل بن إسرائيل.
350
ذهب ومعه أخوُه هارون علِّيه السلمإل فرعوُن ليدعوُه ،فجمحع له فرعوُن السحرة ،الذينم ما لبَثوُا أن
آْمنوُا به بعد أن رأوا صدق آْياته ،ولق فرعوُن وجنوُده بوُسىَ ومنم معه منم الؤمني حت فلِّق ال
للِّمحؤمني البَحر فلِّقي ليجتازأه السلِّمحوُن ث ما لبَث أن أطبَق البَحر علِّىَ فرعوُن وجنده ليغرقهم
يييييييييي
أولا سنة صوم
شعبَان مصطفىَ قزامل
أول مرة أصوُم فيها كانُت منذ سنتي ،كان عمحري وقتها سبَع سنوُات .ف البَداية كنت أصوُم حت
الظهر ،أو أصوُم حت العصر عنم الطعام فقط ،وأشرب حي أحس بالعطش .ومكحثت طوُال شهر
رمضان أصوُم هكحذا ،وقبَل انُتهاء رمضان صمحت ثلثة أيام كاملِّة ،كانُت آْخر أيام ف رمضان .وف
العام الاضي صمحت أكثر منم نُصف رمضان ،وكان أب يفزن ويعلِّنم عنم مكحافأة مالية ل ولخوُت إذا
أتمحنا الصيام حت الغرب ،وكانُت حكحاياته عنم النة الت وعد ال با الؤمني الذينم يؤدون الفرائض
بإخلصا ،وحكحاياته عنم فضل الصيام وأن الالق تبَارك وتعال قد جعل الزاء عنه له وحده ،ففي
الديث القدسي الذي يرويه النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم عنم ال سبَحانُه وتعال" :كل عمحل ابنم آْدم له
إل الصيام فإنُه ل وأنُا أجزي به" ،وحكحاياته عنم اللئكحة وما يفعلِّوُن منم عبَادات تقربم منم ال ورضا
ال سبَحانُه وتعال ،وعنم عبَاده الخملِّصي؛ كل هذه الكحايات كانُت كفيلِّه بتقوُية عزيإت وتشجيعي
علِّىَ إكمحال الصيام طمحدعا ف رضاء ال تبَارك وتعال.
والمحد ل أن شهر رمضان ف هذه السنوُات يأت ف فصل الشتاء ،فاليوُم قصي ،يإر بسرعة ،ول أعد
أحس بالوُع أو العطش ،وهذا منم حسنم حظي وحظ كل الطفال ف الدنُيا ،والذينم يصوُموُن مثلِّي
لول مرة.
فالصوُم ف هذه اليام لذيذ ،وتدريب للِّصوُم الذي سيأت مستقبَلد إن شاء ال تعال ف فصل الصيف.
وأذكر موُقفاد طريفاد حدث ل ،لقد ضعفت يوُدما ف رمضان الاضي ،ول أكمحل صيامي ،وكنت ف الثامنة
منم عمحري ،بعد أن لعبَت مبَاراة لكحرة القدم مع زأملئي ،وتعبَت ول أستطع مقاومة العطش ،ث أكمحلِّت
اللِّعب بعد أن شربت ،وعندما عدت إل البَيت جلِّست مع السرة علِّىَ مائدة الفطار وكأن صائم،
صا من وكان أب قد أصدر أمراد بأن منم يفطر ل يلِّس علِّىَ مائدة الفطار ،ما جعلِّن ألدعي الصوُم ،حر د
علِّىَ مشاركة السرة طعام الفطار والسحوُر.
ولكحنم فجأة أحسست بالذنُب ،فقد امتلت معدت بالطعام ،ول أملِّك إل أن أعتف لوُالدي با حدث
...ضحك والدي ،ووضع يده علِّىَ رأسي وقال :ل علِّيك يا صغيىً ،فأنُت ف حاجة إل الطعام،
لنُك ف مرحلِّة النمحوُ .ولكحنم إذا استطعت الصيام فصم ،فال سبَحانُه وتعال ل يفرض الصيام إل علِّىَ
منم بلِّغ السنم الت يكحوُن فيها قادراد علِّىَ تمحل الوُع والعطش .وهذه رحة منم ساحة الدينم السلمي،
351
هذا الكحلم شلجعن أكثر ،وجعلِّن أحرصا علِّىَ الصوُم ،فزاد عدد اليام الت صمحتها ف رمضان الاضي
عنم نُصف الشهر .وهذا العام إن شاء ال نُوُيت أن أصوُم الشهر كلِّه ،فالوُ جيل ومشجع علِّىَ
الصوُم.
ما أجلِّك يا شهر رمضان!ا وما أجلِّنا حي نُقوُل داعي ال وقت الفطار" :اللِّهم لك صمحت ،وعلِّىَ
رزأقك أفطرت ،وعلِّيك توُكلِّت ،وبك آْمنت ،ذهب الظمحأ ،وابتلِّت العروق ،وثبَت الجر إن شاء ال ،يا
واسع الفضل اغفر ل ،المحد ل الذي أعانُن فصمحت ،ورزأقن فأفطرت" أبوُ داود.
وبعد الكل" :المحد ل الذي أطعمحنا وسقانُا وجعلِّنا مسلِّمحي" .فإذا أكلِّنا عند قريب لنا دعانُا للفطار
معه دشعهوُنُا له قائلِّي" :أفطر عندكم الصائمحوُن ،وأكل طعامكحم البرار ،وصللِّت علِّيكحم اللئكحة" .أو
"اللِّهم أطعم منم أطعمحنا ،واسق منم سقانُا".
أضف إل معلِّوُماتك :شعيب علِّيه السلم :هوُ )شعيب بنم سيكحيل بنم يشجر بنم مدينم أحد أولد
إبراهيم اللِّيل علِّيه أفضل الصلة والتسلِّيم ( وقد أرسل إل قوُم مدينم ،وهم عرب يسكحنوُن بلد الجازأ
،ما يلِّي جهة الشام ،قريبَا منم )خلِّيجه العقبَة( منم الهة الشمحالية منه ،وكانُوُا أهل تارة وزأراعة ،
وكانُوُا أصحاب رفاهية ونُعيم ،وقد فشت فيهم منكحرات عديدة ،منها )التطفيف( ف الكحاييل والوُازأينم
،فكحانُوُا يبَخمسوُن الناس أشياءهم ،ويفسدون ف الرض ول يصلِّحوُن ،وقد بعث ال إليهم )شعيبَا(
علِّيه السلم فدعاهم إل توُحيد ال وذلكرهم بعذابه ،وناهم عنم تطفيف الكحيال واليزان و أمرهم
بالصلح وعدم الفساد فآمنم به قلِّيل وكلذبه الكثر ون ،ولا أل علِّيهم شعيب علِّيه السلم ف
الدعوُة والوُعظة جاهر وه ف العداء ،وادعوُا أنم ل يفقهوُن كلمه ،ول يعرفوُن غرضه وتوُعدوه بأنُه
لوُل أن له أنُصارا لقتلِّوُه ث هلددوه وتوُعدوه بالخراج والطرد منم القرية ،هوُ والذينم آْمنوُا معه إل أن
يعوُدوا ف ملِّتهم ،ويدخلِّوُن ف دينم قوُمهم ،ولقد كان منم شدة حاقتهم أن يطلِّبَوُا إل )شعيب( أن
يسقط علِّيهم كسفا )قطعا( منم السمحاء ،إن كان منم الصادقي ف دعوُته ،فأخذهم عذاب )يوُم
الظللِّة( بأن سلِّط ال علِّيهم الر سبَع أيام حت غلِّت مياههم ،ث ساق إليهم غمحامة فاجتمحعوُا تتها
للستظلل فرارا منم شدة الر .فلِّمحا تكحامل عددهم ف ظلِّها تزلزلت بم الرض ،وجاءتم الصيحة
وأمطرت علِّيهم السمحاء نُارا فاحتقوُا وصدق ال حيث يقوُل )فكحلذبوُه فأخذهم عذاب يوُم الظللِّة إنُه
كان عذاب يوُم عظيم (..
يييييييييي
قرآني في رمضان
شعبَان قزامل
352
أشهذركرر جيددا ذمثهشل شهذا اليوُشم منم رمضان منذ أربعة أعوُام .كان عمحري وقتها خس سنوُات .التحقت
بكحلتاب السجد الاور لبَيتنا .ورأيت عدددا كبَديا منم الطفال ،منم هم ف مثل عمحري ،أو أكب أو أصغر
ل ..كانُوُا جيدعا ييطوُن بشيخ جلِّيل رشيفظهم القرآْن ،فيددون وراءه ما يقوُل. قلِّي د
ل،اقتبت وجلِّست ف أقرب مكحان خاتل ،وأخذت أردد مع الطفال خلِّف الشيخ ..كان يوُدما جي د
أحسست فيه براحة عجيبَة.
أما الن ..فعمحري يقتب منم التاسعة ،وقد أنُعم ال علِّلي بفظ معظم سوُر القرآْن الكحري.
وأشد ما ريفرحن أنُه كلِّمحا شهلل علِّينا شهر رمضان البَارك تذكرت أول يوُم انُتظمحت فيه لفظ القرآْن
الكحري .إنُه فعلد شهر كري ،أحل له ف قلِّب مكحانُة عظيمحة.
أصدقائي ..كم أنُا سعيد وأنُا أتدث معكحم ،وأهس لكحم عنم مشاعري!ا فالقرآْن أعظم كتاب ،ورمضان
ي أرنُذزشل ذفيذه الهرقهرآْرن رهددىً للِّلناذس لذ
ضاشن ا ذ ش أعظم شهر ،لنُه نُزل فيه القرآْن ،يقوُل ال تعال( :ششههرر شرشم ش
ت لمشنم اهلرشدىً شوالهرفهرشقاذن(. وبييليشنا ت
شش
وما أجل أن أتلِّوُ القرآْن الكحري ف شهر رمضان!ا فهوُ دستوُري الذي يهدين ال بفضلِّه إل الصوُاب ف
كل شيء ،شمهنم حفظه يفظه ال منم كل سوُء ،ومنم وعاه وعمحل به أدخلِّه ال النة .قال تعال) :إذلن
صلشة شوأشنُشفرقوُا ذ لما شرشزأقهيشنارههم ذسيرا شوشعشلنُذيشةد يشيهررجوُشن ذ شتاشردة للنم تشيربَوُشر(.
ب اللِّلذه شوأششقارموُا ال ل ذ ذ
الذيشنم يشيهتيرلِّوُشن كشتا ش
لذا أحرصا كل رمضان علِّىَ دعوُة أصدقائي ،فنجتمحع سوُديا بي صلة العصر وصلة الغرب ،ونُتلِّوُ ما
تيسر لنا منم القرآْن الكحري ،حت نتمحه بفضل ال مع ناية هذا الشهر الكحري ،ليس هذا فقط ،بل
نُتبَادل تفسي آْياته وتدبرها ،وقراءة كتب التفسي الخمتلِّفة؛ حت نُعرف ديننا ،ونُتقنم لغتنا ،ويفصح
لسانُنا ،وتزكوُ نُفوُسنا ،وتطهر قلِّوُبنا بنوُر ال سبَحانُه وتعال .وأنُا وأصدقائي نُعلِّم جيددا أن الصيام
والقرآْن ريدذخلن النة بأمر ال ،ويشفعان للِّعبَد يوُم القيامة ،كمحا أخبنُا النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم:
"الصيام والقرآْن يشفعان للِّعبَد يوُم القيامة ،يقوُل الصيام :أي رب ،منعته الطعام والشهوُات بالنهار
فشلفعن فيه ،ويقوُل القرآْن :أي رب منعته النوُم باللِّيل فشلفعن فيه ،فيشفعان" ]أحد[.
ولعلِّك تساءلت معي
لاذا أنُزل ال عز وجل القرآْن؟ لقد سألت الشيخ الذي يفظن القرآْن هذا السؤال منم قبَل ،فقال:
أحسنت أيها الفت ..إنُه سؤال جيل ..لقد أنُزل ال القرآْن علِّىَ النب ممحد صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم رحة
ت إذشل التنوُذر ك لذتخمذرج اللناس ذمنم الظتلِّرمحا ذ ذ ذ
ب أشنُشزلهشناهر إلشهي ش ر ه ش ش ش ش للِّعالي وهداية للِّناس أجعي ،قال ال تعال) :كشتا ة
بذذإهذذن شرلبذهم إذشل ذصشراذط الهشعذزيذز اهلشذمحيذد( ،وقال الشيخ :إن القرآْن ريعلمحرر القلِّب بنوُر اليإان كمحا قال رسوُلنا
صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم" :إن الذي ليس ف جوُفه شيء منم القرآْن كالبَيت الرب" ]التمذي[.
وف ليال رمضان يلِّوُ الديث عنم القرآْن الكحري ،وقراءة العلِّوُمات الفيدة حوُله .ولقد عرفت بعض
العلِّوُمات القيمحة أهديها إليك يا صديقي .فالقرآْن يشتمحل علِّىَ مائة وأربع عشرة سوُرة كريإة ،يبَدأ
353
بسوُرة الفاتة ،وينتهي بسوُرة الناس .ولقد نُزلت ف مكحة الكحرمة ثان وثانُوُن سوُرة ،ونُزلت بالدينة النوُرة
ست وعشرون سوُرة .واشتمحلِّت بعض السوُر علِّىَ آْيات نُزلت ف مكحة وآْيات نُزلت ف الدينة؛ كسوُرة
البَقرة ،فجمحيع آْياتا مدنُية إل الية رقم ،281وهي قوُله تعال) :شواتليرقوُاه يشيهوُدما تريهرشجرعوُشن ذفيذه إذشل اللِّلذه )،
وهي آْخر آْية نُزلت منم القرآْن الكحري علِّىَ قلِّب رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم.
أضف إل معلِّوُماتك:
عدد آْيات القرآْن الكحري " "6236آْية.
عدد حروفه " "321181حردفا.
القرآْن الكحري ثلثوُن جزءدا.
القرآْن الكحري ستوُن حزدبا.
سا؛ منها :القرآْن ،والفرقان ،والكحتاب ،والذكر، القرآْن الكحري له أساء كثية عددها خسة وخسوُن ا د
والنوُر ،والدىً ،والشفاء ،والكحيم ،والروح ،والق
يييييييييي
شهر رمضان المبارك
بداية جديدة مع معدت
اشتكحت معدت منم زأحام الطعام والشراب كل يوُم ،وتنت أن ييء رمضان ف أسرع وقت ،لقد طال
انُتظارها للِّراحة ،واشتاقت إل الياة الديدة ف رمضان.
أسعها تصرخ وتئملنم وتتعطف ،كأنا تقوُل :ارحن يا صغيي ...كفاك أكل الشيكحوُلتة واللِّحم وما لذ
وطاب ...لقد تعبَت منم العمحل ليل نار طوُال السنة ،ل أرتح يوُدما..
أحسست بعانُاة معدت ،وأشفقت علِّيها وخفت منها ،فربا يصيبَها الرهاق والتعب فتتعبَن وتؤلن.
وكان ميء شهر رمضان فرصة طيبَة لن أجدد عهدها ،فل أرهقها بالطعام والشراب ،لن شهر رمضان
يتطلِّب من ومنكحم أن نُقتصد ف كل شئ؛ خاصة ف الطعام والشراب.
وكم كنت أتعلجب ف العام الاضي عندما صمحت رمضان لول مرة ،وكنت أرىً الناس يإلون موُائدهم
بالطعام والشراب ،كأنم ل يأكلِّوُا منذ شهوُر ،وسألت نُفسي :هذا شهر صوُم أم شهر طعام؟ ..عجدبَا
لحوُال الناس ف هذا الشهر الكحري.
الهم ..انُتهزت فرصة رمضان ،ونُوُيت أن أجدد حيات ،وأجدد علقت بال عز وجل وأزأيد منم صلِّت به
وثقت فيه بالخلصا له.
فمحا منم إنُسان يلِّص ل ف صيامه وقيامه إل ويشعر ف آْخر رمضان بأنُوُار تتلل ف قلِّبَه ،واطمحئمنان
تسكحنم إليه نُفسه ،وراحة تغمحر وجدانُه ،وتفتح لعان الياة القيقية يسيطر علِّىَ عقلِّه .ولوُ استمحر
الناس بعد رمضان علِّىَ ما كانُوُا علِّيه ف رمضان لكحانُوُا أشبَه ما يكحوُنُوُن باللئكحة .فال سبَحانُه وتعال
354
يقوُل ف الديث القدسي" :كل حسنة بعشر أمثالا إل سبَعمحائة ضعف إل الصيام فإنُه ل وأنُا أجزي
به ،إنا يذر أي يتكشهوُته وطعامه وشرابه لجلِّي" .ث يقسم رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم بقوُله:
"والذي نُفس ممحد بيده للِّوُف فم الصائم أطيب عند ال منم ريح السك" .ويقوُل" :للِّصائم فرحتان:
فرحة عند إفطاره ،وفرحة عنم لقاء ربه".
وعنم عبَد ال بنم مسعوُد رضي ال عنه عنم رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم" :إذا كان أول ليلِّة منم شهر
رمضان ،فتحت أبوُاب النان ،ونُادىً مناتد ف كل ليلِّة إل انُفراج الصبَح :هل منم مستغفر ييرهغشفرر له؟
هل منم تائب يتوُب ال علِّيه؟ هل منم داتع يستجاب له؟ هل منم سائل ريعطىَ سؤله؟".
وعنم أب هريرة رضي ال عنه قال :قال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم" :ثلثة ل ترد دعوُتم :الصائم
حت يفطر ،والمام العادل ،ودعوُة الظلِّوُم".
فلِّنتوُجه جيدعا ننم أطفال السلِّمحي إل ال عز وجل أن يتقبَل دعاءنُا وتوُبتنا ،ويهبَنا حياة جديدة واعية
مع هذا الشهر الكحري ،حت نُعبَد ال سبَحانُه وتعال وحده .
أضف إل معلِّوُماتك:
ف هذا الشهر البَارك أعطيت للِّمحسلِّمحي خس خصال ل تعطهنم أمة قبَلِّهم،كمحا قال لناصلِّىَ ال علِّيه
وسلِّم :
"خلِّوُف فم الصائم أطيب عند ال منم ريح السك" أي الرائحة الت ترج منم فمحه نُتيجة طوُل الصيام.
"تستغفر لم اللئكحة حت يفطروا"
"تصفد فيه الشياطي" أي تقيد بالسلسل.
"يزينم ال تعال كل يوُم النة ،ويقوُل :يوُشك عبَادي الصالوُن أن يكحف عنهم السوُء والذىً".
"يغفر لم ف آْخر ليلِّة منه" ،قيل :يا رسوُل ال ،أهي ليلِّة القدر؟ قال :ل ،ولكحنم العامل ريوُلف أجره إذا
قضىَ عمحلِّه"
يييييييييي
صيام النبياء
سألت أب :كيف كان النُبَياء يصوُموُن؟ فابتسم ،ووضع يده فوُق رأسي ،وأجاب :الصيام يا صغيي
أقدم فريضة عرفتها النُسانُية ،كانُت البَداية أمدرا منم ال تعال إل سيدنُا آْدم ،وامتد ذلك إل كل
النُبَياء والديانُات.
فمحا منم أمة إل وجعلِّت الصوُم عبَادة تتقرب با إل ال ،والصوُم قد يكحوُن امتنادعا عنم تناول الطعام
والشراب ،كصوُم السلِّمحي ،وقد يكحوُن امتناعاد عنم الكحلم ،مثل صوُم مري ابنة عمحران ،قال تعال) :إذلن
نُششذر ذ
كصهوُدما فشيلِّشهنم أرشكلِّلشم اهليشيهوُشم إذنُذسييا( ،وكصوُم نُب ال زأكريا علِّيه السلم قال تعال) :شقاشل آْيشيتر ش
ت للِّلرهحشذنم ش هر
س ثشلشثشةش أشلياتم إذلل شرهمدزا( ،وقد يكحوُن الصوُم امتنادعا عنم بعض الطعام دون البَاقي ،كصوُم أشلل ترشكحلِّلشم اللنا ش
355
النصارىً عنم البَشيهيض واللِّب ومنتجات اللِّحوُم .وكصوُم نُب ال آْدم علِّيه السلم حي أباح ال له الكل
ك اهلشنلةش ت شوشزأهورج شمنم جيع الثمحار ،وناه عنم الكل منم شجرة معينة ،قال تعال) :شوشيا آْشدرم اهسركحهنم أشنُ ش
ذذ ذ ذذ فشركحلش ذمنم حي ر ذ
ي(. ث شهئمترشمحا شولش تشيهقشرشبا شهذه اللششجشرشة فشيتشركحوُشنُا مشنم اللظالمح ش ه شه
ب ال إدريس علِّيه السلم بصائم الدهر ،لكحثرة صيامه ل؛ إذ كان يصوُم أربعة أيام منم كل وللقب نُ ت
أسبَوُع طوُال حياته ،وكان النب داود علِّيه السلم يصوُم يوُدما ويفطر يوُدما .وصام نُب ال موُسىَ أربعي
يوُدما عندما ذهب ليكحلِّم ربه.
ولا هاجر النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم منم مكحة إل الدينة كان يصوُم ثلثة أيام منم كل شهر ،ويصوُم
ذ لذ
يوُم عاشوُراء ،وعندما فرض ال تعال بعد ذلك صيام رمضان ،ونُزل قوُله) :شيا أشييتشها ا ذيشنم آْشمنروُاه ركت ش
ب
ذ ت ذ ذ ذ ذ
ضاب شعشلِّىَ الذيشنم منم قشيهبَلِّركحهم لششعلِّلركحهم تشيتليرقوُشن* أشليادما لمهعردوشدات فششمحنم شكاشن منركحم لمذري د صشيارم شكشمحا ركت ش شعلِّشهيركحرم ال ل
خييةر لهرخييدرا فشيرهشوُ ش ه
ع شه أشهو شعشلِّىَ شسشفتر فشعذلدة لمهنم أشلياتم أرشخر وشعشلِّىَ الذذينم يرذطيرقوُنُشهر فذهديشة طششعارم ذمسذكح ت
ي فششمحنم تشطشلوُ ش ه ش شش
خييةر لركحهم ذإن ركنترهم تشيهعلِّشرمحوُشن( ي كان منم أراد أن يصوُم صام ،ومنم أراد أن يطعم مسكحيدنا شوشأن تش ر
صوُرموُاه ش ه
ي أرنُذزشل ذفيذه الهرقهرآْرن لذ
ضاشن ا ذ ش بدلد منم الصوُم أطعم مسكحيدنا ول يصم .فلِّمحا نُزل قوُل ال تعال) :ششههرر شرشم ش
ذ ذ ت
صهمحه ( ...أوجب ال تعال صوُم رهددىً للِّلناذس شوبشييليشنات لمشنم اهلرشدىً شوالهرفهرشقان فششمحهنم ششذهشد مهنركحرم اللشههشر فشيهلِّيش ر
رمضان علِّىَ القيم ،وأجازأ الفطر للِّمحريض والسافر.
وكان صحابة النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يتطوُعوُن ويصوُموُن كثديا منم اليام ،وحدث أن علِّم النب صلِّىَ
ال علِّيه وسلِّم أن عبَد ال بنم عمحرو بنم العاصا رضىَ ال عنهمحا أقسم أن يصوُم النهار ويقوُم اللِّيل طيلِّة
حياته ،فسأله النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم عنم ذلك ،فقال عبَد ال :قد قلِّته بأب أنُت وأمي .فقال رسوُل
ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم" :فإنُك ل تستطيع ذلك ،فصم وأفطر ،وقم ون ،وصم منم الشهر ثلثة أيام،
فإن السنة بعشر أمثالا ،وذلك مثل صيام الدهر" .قال عبَد ال :إن أطيق أفضل منم ذلك .فقال
صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم" :فصم يوُماد وأفطر يوُمي" .قال عبَد ال :فإن أطيق أفضل منم ذلك .فقال رسوُل
ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم" :فصم يوُماد وأفطر يوُمدا ،فذلك صيام داود علِّيه السلم وهوُ أفضل الصيام".
قال عبَد ال :إن أطيق أفضل منم ذلك .فقال له النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم" :ل أفضل منم ذلك"
)متفق علِّيه(.
أضف إل معلِّوُماتك:
إبراهيم اللِّيل )علِّيه السلم(
نُب ال ،بل أبوُ النُبَياء ،وجتد العرب منم جهة ابنه إساعيل.وجتد العبيي منم جهة ابنه اسحق ،كان
قوُمه يعبَدون الصنام وكان أبوُه ينحت الصنام ويبَيعها فلِّمحا بعث ال إبراهيم إل قوُمه دعا أباه إل ترك
عبَادة الصنام وتأدب ف دعوُته ،فلِّمحا أب عبَادة ال أعرض عنه ،ودعا قوُمه إل عبَادة ال وحده وعدم
356
الشراك به ،وكسر الصنام ليدلم علِّىَ كوُنا ل تنفع ول تضر ،فأرادوا إحراقه فأناه ال منم النار ،فتبأ
منم قوُمه الذينم رفضوُا التوُحيد وأبوُا أن يعبَدوا ال ،ول يؤمنم به إل زأوجه وابنم أخيه لوُط علِّيه السلم
يييييييييي
الفتح الكبر
كلِّمحا جاء شهر رمضان هلبَت علِّينا نُسائم الرحة والنُتصارات الكحبَية الت نُصر ال سبَحانُه السلِّمحي
فيها .ومنم هذه النُتصارات :فتح مكحة.
ففي شهر ذي القعدة سنة 6للِّهجرة خرج رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم وأصحابه إل مكحة لداء
العمحرة ،فلِّمحا علِّمحت قريش بذلك تلمحعت لصلد السلِّمحي عنم بيت ال الرام ،وبعد ماولت وماورات
بي الطرفي اتفقا علِّىَ صلِّح بينهمحا سي بصلِّح الديبَية ،وشروطه هي :وقف الرب بي الطرفي لدة
عشر سنوُات.
منم يذهب إل السلِّمحي منم قريش يرلده رسوُل ال ،ومنم يذهب إل قريش منم السلِّمحي ل ريرلد.
أن يرجع السلِّمحوُن عنم مكحة هذا العام ،ويأتوُا ف العام القادم ،ويإكحثوُا ف مكحة ثلثة أيام فقط ،ليس
معهم سلح إل السيوُف يدفعوُن با عنم أنُفسهم شر الطريق.
منم أراد منم القبَائل أن يدخل ف عهد السلِّمحي فلِّيدخل ،ومنم أراد أن يدخل ف عهد قريش فلِّيدخل،
فدخلِّت خزاعة ف عهد السلِّمحي ،ودخلِّت بكحر ف عهد قريش.
ولكحلنم قريدشا نُقضت العهد؛ حيث ساعدت قبَيلِّة بكحر ف حربا ضد خزاعة ،وأحلست قريش بيانُتها،
فأرسلِّت أبا سفيان إل الدينة؛ ليقوُم بتجديد الصلِّح مع الرسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ويزيد ف ملدته،
ولكحنه فشل ف ذلك ،وعاد إل مكحة خائدبَا.
وكان رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قد عزم علِّىَ فتح مكحة ،فأخذ يرعذلد العلدة لذلك ف سرية وخفاء.
وف اليوُم العاشر منم شهر رمضان ف السنة الثامنة منم الجرة تلرك عشرة آْلف صحاب تت قيادة
رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم لفتح مكحة ،وخرجوُا منم الدينة وهم صائمحوُن ،وف الطريق إل مكحة ،قابل
صذحب العبَاس رسوُل ال ف رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم عمحه العبَاس مهاجدرا مع أهلِّه إل الدينة ،ف ش
سيه إل مكحة ،بينمحا تابع أهلِّه طريقهم إل الدينة.
وف ملر الظهران نُزل اليش السلِّم ،وكان اللِّيل قد دخل ،فأمر رسوُل ال بإيقاد النار ،فأوقد اليش نُادرا
عظيمحة ،ما أدخل الرعب ف قلِّوُب الشركي.
وتلرك اليش ،ودخل رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم مكحة ،واته إل ذي طوُىً ،وخلر ساجددا شكحدرا ل
سبَحانُه وتعال علِّىَ ما أكرمه به منم العزة وذلل الكحافرينم .وف ذي طوُىً قسم رسوُل ال الند ،فسار
الزبي بنم العوُام بزء منم اليش ،وانُطلِّق سعد بنم عبَادة بقسم آْخر ،ث أخذ علِّي بنم أب طالب الراية،
357
ودخل خالد بنم الوُليد مكحة منم جانُب آْخر ،وسار أبوُ عبَيدة بنم الراح بي يدي رسوُل ال حت نُزل
أعلِّىَ مكحة.
ول يلِّق السلِّمحوُن أية مقاومة رتذشكر أثناء دخوُلم مكحة سوُىً بعض الناوشات بي خالد بنم الوُليد وبعض
رجال قريش هرب الشركوُن بعدها ،وقد أمر النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أصحابه بأل يقاتلِّوُا إل منم
قاتلِّهم.
وبعد أن هدأت أوضاع الناس دخل رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم السجد الرام وحوُله النُصار
والهاجرون ،ث طاف بالبَيت وف يده قوُس ،وحوُل الكحعبَة ثلثائة وستوُن صندمحا ،فأخذ يطعنها
بالقوُس ،ويقوُل) :شوقرهل شجاء اهلشتق شوشزأشهشق الهشبَاذطرل إذلن الهشبَاذطشل شكاشن شزأرهوُدقا( .وأخذ الرسوُل صلِّىَ ال علِّيه
وسلِّم ذمفتاح الكحعبَة منم عثمحان بنم طلِّحة ،وفتحها ث دخلِّها ،فرأىً صوُدرا فمححاها ،وحلطم الصنام ،ث
صلِّىَ ف داخلِّها ،وخرج فوُجد السجد قد امتل بأهل مكحة ينتظرون مصيهم ،فخمطب فيهم ،ث قال:
"يا معشر قريش ،ما ترون أن فاعل بكحم"؟ قالوُا :خديا ،أخ كري وابنم أخ كري .قال" :فإن أقوُل لكحم
كمحا قال يوُسف لخوُته :ل تثريب علِّيكحم اليوُم .اذهبَوُا فأنُتم الطلِّقاء" .ث أعطىَ رسوُل ال مفتاح
الكحعبَة لعثمحان بنم طلِّحة.
وتل فتح مكحة ،وكان لذا الفتح أثر كبَي ف تاريخ البَشرية ،فقد قضىَ علِّىَ الوثان والشرك ف مكحة تادما،
وتسابقت الشعوُب والقبَائل إل الدخوُل ف السلم ،ودخلِّت الزيرة العربية بأكمحلِّها ف دينم ال ،وبدأ
الرسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ف بعث الرسل إل البَلد الاورة .ووضع النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم
السس الالدة الت قامت علِّيها الفتوُحات السلمية ،مثل عدم العتداء علِّىَ الدنُيي ،وعدم قطع
شيء منم النبَات بل فائدة ،والعفوُ والصفح عند القدرة.
أضف إل معلِّوُماتك:
نُزول القرآْن ف غار حراء.
وفاة أب طاب عم الرسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ف السنة العاشرة منم البَعثة.
ف 10رمضان ف السنة العاشرة منم البَعثة توُفيت خدية رضي ال عنها فكحان هذا عام الزن.
ف 17رمضان منم السنة الثانُية للِّهجرة وقعت غزوة بدر.
وف نُفس السنة ف رمضان فرضت زأكاة الفطر.
ف 21رمضان منم السنة الثامنة للِّهجرة كان فتح مكحة.
وف نُفس السنة بعث رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم خالد بنم الوُليد لدم الصنام ومنها العزىً ,وبعث
كذلك عمحرو بنم العاصا لدم سوُاع ،وبعث سعد بنم زأيد الشهلِّي لدم مناة فأدىً كل منهم مهمحته
بنجاح.
ف السنة التاسعة كانُت غزوة تبَوُك.
358
ف السنة العاشرة بعث الرسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم المام علِّي كرم ال وجهه ف سرية منم السلِّمحي
إل بلد اليمحنم وخاصة قبَيلِّة هدان الت أسلِّمحت جيعها ف يوُم واحد وصلِّوُا خلِّف المام علِّي كرم ال
وجهه.
ف السنة الادية عشر توُفيت الزهراء فاطمحة بنت رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم.
17رمضان عام 40هي قتل المام علِّي كرم ال وجهه.
عام 53هي .فتح العرب جزيرة رودس.
عام 58هي .توُفيت زأوج النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أم الؤمني عائشة بنت أب بكحر الصديق رضي ال
عنهمحا ودفنت بالبَقيع.
عام 91هي .نُزول السلِّمحوُن إل الشاطئ النوُب لبَلد النُدلس وغزوا بعض الثغوُر النوُبية.
عام 92هي .انُتصر القائد السلِّم طارق بنم زأياد علِّىَ اللِّك رودريك ف معركة فاصلِّة
يييييييييي
بلطا الشهداء )بواتييه(
ف مثل هذا الشهر الكحري ،شهر رمضان البَارك سنة 114هي732 /م ،كانُت موُقعة بلط الشهداء
)توُر أو بوُاتييه(.
فمحا هي هذه الوُقعة؟ وكانُت بي شمهنم؟ وما نُتائجها؟ هذه هي الكحاية.
نُوُر السلم الذي أضاء معظم آْسيا وأفريقيا أيام الدولة الموُية ،ل يقف عند هذه الدود الغرافية،
وإنا امتد حت جنوُب أوروبا .فالقادة السلِّمحوُن الفاتوُن ل يتوُقفوُا عند النُدلس فحسب ،بل دفعهم
المحاس لدينهم إل عبَوُر جبَال البانُس الفاصلِّة بي النُدلس وفرنُسا؛ ليبَشروا بذا الدينم العظيم ،دينم
النُسانُية ،ودينم العلِّم والضارة.
كان أول شمهنم فكحر ف هذا المر القائد العظيم موُسىَ بنم نُصي ،الذي أراد دخوُل فرنُسا ث باقي أوروبا،
حت يصل إل القسطنطينية عاصمحة الدول البَيزنُطية منم الغرب.
وظلِّت فكحرة فتح فرنُسا حلِّدمحا يراود كل القادة السلِّمحي ،حت قام بالفعل وال النُدلس "الر بنم عبَد
الرحنم الثقفي" بدخوُل جنوُب فرنُسا ،وجعل مدينة "أربوُنُة" قاعدة لنم أراد منم السلِّمحي فتح أوروبا.
وخلِّف "السمحح بنم مالك" وال النُدلس "الر بنم عبَد الرحنم" فعبَأ جيوُشه لغزو فرنُسا ،وما إن وصل
إل غرب فرنُسا ،حيث يري نر الارون ،حت تصدىً له القائد الفرنُسي "أودون" ف معركة قرب
"طوُلوُشة" ،استهد فيها القائد "السمحح بنم مالك" ،وانزمت اليوُش السلِّمحة ،ورجعت إل أربوُنُة.
ول تضعف للِّمحسلِّمحي عزيإة ،ول تلِّنم لم قناة ،وبرغم الصعوُبات والشاق الت اعتضتهم ،فإنم لبَوُا نُداء
القائد "عبَد الرحنم الغافقي" ،حي دعاهم للِّجهاد ونُشر نُوُر السلم ف أناء العال ،وأعلِّنم الهاد ف
النُدلس وشال إفريقيا.
359
وجاء الاهدون منم كل حدب وصوُب إل القائد عبَد الرحنم الغافقي.
وترك اليش السلِّم ف عدة وعدد ترهب أعداء السلم ،وما مر ببَلِّدة بفرنُسا إل وامتلت قلِّوُب أهلِّها
هلِّدعا ورعدبَا وخوُدفا حت وصل السلِّمحوُن إل بلِّدة بوُاتييه ،والت تبَعد عنم باريس 70كيلِّوُ مدتا .وكان
خوُف الفرنُسيي نُتيجة الشاعات والدعاية الكحاذبة عنم السلِّمحي والسلم منم قبَل اليهوُد والقسيسي
أصحاب النفعة ف أن تظل البَلد بعيدة عنم السلم .وعند بوُاتييه ،أعلِّنم "شارل مارتل" النفي العام،
لوُاجهة زأحف السلِّمحي نوُ أوروبا ،وأرسل له بابا الكحنيسة جيدشا؛ ليشد أزأره ،ففاق عددهم عدد
السلِّمحي.
والتقىَ اليشان ف منطقة قد رغطت بالغابات والحراش ،وهناك دارت رحىَ معركة طاحنة ،استمحرت
عدة أيام ،أحسنم فيها السلِّمحوُن البَلء والقتال ،ولوُل هطوُل المطار الستمحر ،الذي أعجز خيوُل
السلِّمحي عنم الثبَات ،وكثرة الغابات والحراش لنُتصر السلِّمحوُن .ولكحنم سقوُط القائد عبَد الرحنم
الغافقي شهيددا مع صفوُة منم جنده ،اضطر السلِّمحي للنُسحاب منم أرض العركة ف جنح الظلم،
تاركي وراءهم ذكرىً أليمحة ،وأملد قد تطم أمام أعينهم طالا راودهم ف نُشر السلم ف ربوُع أوروبا.
وأطلِّق السلِّمحوُن علِّىَ هذه العركة اسم "بلط الشهداء" لكحثرة شهداء السلِّمحي فيها .وهكحذا توُقفت
فتوُحات السلِّمحي نُاحية الغرب بعد هذه العركة.
واستمحرت عصوُر الظلم تيم علِّىَ أوروبا ،بينمحا الناطق الت فتحها السلِّمحوُن ف النُدلس شهدت تقددما
حضارديا وعلِّمحديا عريدقا ،كان نُقطة النُطلق ف التقدم التكحنوُلوُجي والعلِّمحي الال.
أضف إل معلِّوُماتك:
أبوُ بكحر الصديق
هوُ عبَد ال بنم عثمحان أب قحافة العتيق الصديق .أما العتيق فهوُ المحيل ،الغاية ف الوُد والي ،وأما
الصديق فهوُ الذي يصدقه الناس ول يكحذبوُنُه ،والذي أسرع إل تصديق الرسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ف
كل أمر يب به الرسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم عنم ربه.
ولد بعد موُلد رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم بعامي وبضعة أشهر.
كان أول مؤمنم بالرسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم منم الرجال البَالغي.
كان هوُ وحده رفيق رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ف الجرة إل يثرب ،وصاحبَه ف الغار.
هوُ والد أم الؤمني عائشة رضي ال عنهمحا زأوج رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم.
منم العشرة البَشرينم بالنة.
كان أول خلِّيفة بعد رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم.
توُل اللفة عام 10منم الجرة واستمحر فيها سنتي وثلثة أشهر.
منم أكب فضائلِّه ف التاريخ أنُه جع الصحف بعد أن كان أشتادتا ف الرقاع ،ومفوُدظا ف الصدور.
360
حارب الرتدينم عنم السلم بعد وفاة الرسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ليوُحد شل السلِّمحي ويؤلف
صفوُفهم .
ل.
تزوج ف الاهلِّية :قتلِّة ،وأم رومان ،وف السلم :أساء وحبَيبَة ،وتوُف وكانُت حبَيبَة حام د
كان لب بكحر منم الوُلد ستة :ثلثة بني وثلثة بنات أما البَنوُن هم :عبَد ال وعبَد الرحنم ،وممحد ،وأما
البَنات فهنم :أساء ،وعائشة أم الؤمني وأم كلِّثوُم.
توُف وعمحره 63عادما مثل عمحر النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم حي توُف وكان ذلك عام )13هي 634م(.
دفنم مع رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ف غرفة عائشة رضي ال عنها
يييييييييي
شهر الخيرات
شعبَان قزامل
حكحىَ سيدنُا سلِّمحان الفارسي رضي ال عنه قال :خطبَنا رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم منم آْخر يوُم
منم شعبَان ،قال" :يا أيها الناس قد أظللِّكحم شهر عظيم مبَارك ،شهر فيه ليلِّة خي منم ألف شهر ،جعل
ال صيام ناره فريضة ،وقيام ليلِّه تطوُدعا ،منم تقرب فيه بصلِّة منم الي كان كمحنم أدىً فريضة فيمحا
سوُاه ،ومنم أدىً فيه فريضة كان كمحنم أدىً سبَعي فريضة فيمحا سوُاه ،وهوُ شهر الصب ،والصب ثوُابه
النة ،وشهر الوُاساة ،وشهر يزاد فيه رزأق الؤمنم ،منم فلطر فيه صائدمحا كان مغفرة لذنُوُبه ،وعتدقا لرقبَته
منم النار ،وكان له مثل أجره ،منم غي أن ينقص منم أجر الصائم شيء" .قال :يا رسوُل ال ،ليس كلِّنا
يد ما يفطر الصائم علِّيه؟ فقال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم" :يعطي ال هذا الثوُاب منم فطر
صائدمحا علِّىَ ترة ،أو علِّىَ شربة ماء أو مذقة لب ،وهوُ شهر أوله رحة ،وأوسطه مغفرة ،وآْخره عتق منم
النار ،واستكحثروا فيه منم أربع خصال ،خصلِّتي ترضوُن بمحا ربكحم ،وخصلِّتي ل غناء بكحم عنهمحا .فأما
الصلِّتان اللِّتان ترضوُن بمحا ربكحم فشهادة أن ل إله إل ال وأن ممحددا رسوُل ال ،وتستغفرونُه .وأما
الصلِّتان اللِّتان ل غن بكحم عنهمحا ،فتسألوُن ال النة .وتعوُذون به منم النار ،ومنم سقىَ صائدمحا سقاه
ال منم حوُضي شربة ل يظمحأ بعدها حت يدخل النة"] .ابنم حبَان والبَيهقي وابنم خزيإة[.
خطششر هذا الديث النبَوُي الشريف علِّىَ ذهن وأنُا أرىً ثلِّث رمضان يإر وهوُ ثلِّث الرحة ،وبقي الثلِّثان
الغفرة والعتق منم النار ،داعديا لنا أن نُنتهز فرصة رمضان قبَل أن ينتهي ،نُنتهزه ف الزيد منم التقرب إل
ال عز وجل بفعل الي ،وإقامة الصلِّوُات ،والتصدق علِّىَ الفقراء والساكي.
فرمضان موُسم عطاء إلي للِّمحسلِّمحي ،اختصه ال سبَحانُه وتعال بأن جعلِّه أثلدثا ..فأوله رحة يتجلِّىَ
ال با علِّىَ عبَاده الصائمحي ،وأوسطه مغفرة يإحوُ ال با الطايا ..وآْخره عنق منم النار؛ ليستقروا ف
رحاب جنته ،ينعمحوُن فيها با أولهم به منم النعيم والرضوُان.
361
اللِّهم نُسألك النة وما قرب إليها منم قوُل وعمحل ،ونُستعيذ بك منم النار وما قرب منها منم قوُل
وعمحل.
أضف إل معلِّوُماتك
ذكر النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ما أعده ال للِّمحؤمني الطائعي ف هذا الشهر منم فضائل:
الول :فإنُه إذا كان أول ليلِّة منه نُظر ال إليهم ،ومنم نُظر ال إليه ل يعذبه أبددا .الثانُية :فإن اللئكحة
تستغفر لم كل يوُم وليلِّة.
الثالثة :فإن ال يأمر جنته يقوُل لا :تزين لعبَادي الصائمحي ،يوُشك أن يستيوُا منم تعب الدنُيا إل
داري وكرامت.
الرابعة :فإن رائحة أفوُاههم حي يإسوُن أطيب منم ريح السك.
الامسة :فإنُه إذا كان آْخر ليلِّة منه غفر ال لم جيدعا ،فإن العمحال يعمحلِّوُن ،فإذا فرغوُا منم أعمحالم
وفوُا أجوُرهم
يييييييييي
عين جالوت
شعبَان قزامل
ف اليوُم الامس عشر منم رمضان سنة 658هي وقعت موُقعة عي جالوُت ،والت انُتصر فيها السلِّمحوُن
بقيادة المي"قطز" علِّىَ التتار ،وت توُحيد مصر وبلد الشام.
بداية الكحاية:
ظل العال السلمي يتصدىً لمحلت الصلِّيبَية الشرسة علِّىَ مدىً قرنُي منم الزمان ،والت بدأت منم
سنة 490هي1096 /م ،وظلِّت تتدفق علِّىَ شوُاطئ الشام ومصر ف ماولة للِّسيطرة علِّىَ رأس الربة ف
بلد السلِّمحي ،ومنم ث القضاء علِّىَ السلم والسلِّمحي.
وما إن انُتهت تلِّك المحلت حت ظهر علِّىَ الساحة السلمية خطر عظيم ،ل يقل ضراوة عنم خطر
الروب الصلِّيبَية؛ إنُه خطر الغوُل والتتار ،الذينم ل يهددوا العال السلمي فحسب ،بل هددوا العال
بأسره.
والغوُل كانُوُا شعدبَا بدائديا ،عاش ف هضبَة منغوُليا بوُار الدولة الوُارزأمية السلمية ،والت كانُت علِّىَ
علقة طيلبَة بالغوُل ،ولكحنم سرعان ما ساءت العلقة بينهم لقتل بعض تار الغوُل .فخمرج "جنكحيز
خان" ملِّكحهم بيوُشه لاربة السلِّمحي ،فمحا دخل قرية إسلمية إل وأحرقها ،وقتل سكحانا البرياء.
واستمحر الغوُل ف زأحفهم الدمر حت دخلِّوُا بغداد عاصمحة اللفة العبَاسية ،واستطاع "هوُلكوُ" حفيد
جنكحيز خان إسقاط اللفة العبَاسية ،وقهتل اللِّيفة العبَاسي سنة 1258م ،وتدمي بغداد عاصمحة
اللفة.
362
وواصل هوُلكوُ تقدمه ،فاستوُل علِّىَ حلِّب ودمشق ،ول يبَق أمامه إل مصر ،حصنم السلم النيع،
وكنانُة ال ف أرضه ،فأرسل هوُلكوُ رسالة تديد لاكم مصر آْنُذاك السلِّطان "سيف الدينم قطز"،
ويطلِّب منه الستسلم ،فأب السلِّطان قطز ،وأخذ يعد جيوُشه ،ويستعرضها ف شوُارع القاهرة ليفع به
منم معنوُيات السلِّمحي.
وأرسل قطز قوُة استطلعية بقياد "بيبس" الذي استطاع أن يهزم إحدىً الفرق الغوُلية ،ووصل اليش
الصري السلِّم بقيادة قطز إل عي جالوُت ف شهر رمضان منم سنة 658هي ،وهناك دارت تلِّك العركة
الفاصلِّة بي الفئمة الؤمنة وأهل البَغي والفساد منم الغوُل ،وحقق السلِّمحوُن نُصدرا ساحدقا علِّىَ جيش
الغوُل ،وأسروا قائدهم ،وأمر "قطز" بقتلِّه.
وانُتهت بانُتهاء معركة عي جالوُت أسطوُرة اليش الغوُل الذي ل يقهر ،واستطاع السلِّمحوُن إنُقاذ العال
كلِّه منم هجية الغوُل وخطرهم ،والذينم أخذوا يفرون إل ديارهم وهم يرون أذيال اليبَة والزيإة ف عي
جالوُت.
وكانُت هذه العركة البَداية لدولة المحاليك ف مصر والشام.
أضف إل معلِّوُماتك
بائعة اللِّب
ف إحدىً اللِّيال خرج أمي الؤمني عمحر بنم الطاب رضي ال عنه ومعه خادمه "أسلِّم" ،ومشيا ف
طرقات الدينة يتعسسان ويطمحئمنان علِّىَ أحوُال الناس.
وبعد مدة شعرا بالتعب منم كثرة الشي ،فوُقفا يستيان بوُار أحد البَيوُت ،فسمحعا صوُت امرأة عجوُزأ
داخل هذا البَيت تأمر ابنتها أن تلِّط اللِّب بالاء ،قبَل أن تبَيعه للِّناس ،فرفضت البنة أن تغش اللِّب
بالاء ،وقالت لمها :إن أمي الؤمني نىَ أن ريلِّط اللِّب بالاء ،وأرسل منادديا ليخمب الناس بذلك.
فألت الم ف طلِّبَها ،وقالت لبنتها :أينم عمحر الن؟!ا إنُه ل يرانُا .فقالت البنة الؤمنة المينة :إذا
كان عمحر ل يرانُا فرب عمحر يرانُا ،وهل نُطيع أمي الؤمني أمام الناس ونُعصيه ف السر؟!ا فسعد أمي
الؤمني با سعه منم هذه الفتاة ،وأعجب بإيإانا وأمانُتها.
وف الصبَاح سأل عنها ،فعلِّم أنا أم عمحارة بنت سفيان بنم عبَد ال الثقفي ،وعرف أنا غي متزوجة،
فزلوجها لبنه عاصم ،وبارك ال لمحا ،فكحان منم ذريتهمحا اللِّيفة العادل عمحر بنم عبَد العزيز رضي ال
عنه.
إنا المانُة ،ذلك اللِّق المحيل ،فمحا أجل أن يراعي السلِّم أمانُته مع ربه عز وجل ومع نُفسه ،ومع
ت إذشل أشههلِّذشها( .فالمانُة خلِّق
الناس ،مستجيبَا لمر ال سبَحانُه ف قوُله) :إذلن اللِّله يأهمرركم شأن رتؤتدواه الشماشنُا ذ
ش ش ش رر ه د
كري يدل علِّىَ الوُرع والخلصا ومراقبَة ال عز وجل وسائر الخلق السنة
يييييييييي
363
يوم عمورية
مع أيام شهر رمضان البَارك تلل علِّينا ذكرىً انُتصارات السلِّمحي ف مشارق الرض ومغاربا ف سبَيل
نُشر دينم ال عز وجل .
ومنم هذه النُتصارات انُتصار السلِّمحي علِّىَ الروم ف موُقعة عمحوُرية ف رمضان سنة 223هي.
فقد طمحع "تيوُفيل بنم ميخمائيل" ملِّك الروم ف بلد السلِّمحي ،خاصة عندما علِّم أن جنوُد السلِّمحي
جيعهم ف أذربيجان يوُاصلِّوُن فتوُحاتم .فأخذ يعبَئ النوُد ،وخرج قائددا علِّىَ مائة ألف منم الروم لقتال
السلِّمحي ،فوُصل إل حصنم "زأبطرة" ،فقتل الطفال والشيوُخ ،وخلرب البَلد ،وأسر النساء وسبَاهنم،
وانُتهك أعراضهنم وحرماتنم ،وملثل بكحل منم وقع ف يده منم السلِّمحي.
وكان منم ضمحنم النساء امرأة اقتادها جنوُد الروم للسر ،فصرخت هذه الرأة ،وقالت" :وامعتصمحاه".
فلِّمحا وصل الب إل "العتصم" خلِّيفة السلِّمحي استشاط غضدبَا ،وأخذته المحية والغضب ل ،وقال:
"لبَيك" .وأخذ ف الستعداد ،وجع النوُد ،وأعلد العدة ،وخرج علِّىَ رأس جيش لنجدة السلِّمحي،
وعسكحر بم ف غرب نر دجلِّة.
وبعث "العتصم" عجيف بنم عنبَة وعمحدرا الفرغان لنجدة أهل زأبطرة .فوُجدا أن الروم كانُوُا قد رحلِّوُا
عنها بعد الفوُاحش الكحثية الت ارتكحبَوُها بأهلِّها .ولكحنم العتصم أصلر علِّىَ تتبَع الروم وعدم الرجوُع عنم
قتالم ،فسار إل بلدهم ،وسأل عنم أقوُىً حصوُنا ،فعلِّم أنا عمحوُرية؛ حيث ل يتعرض لا أحد منم
القادة السلِّمحي منم قبَل ،وأنا أفضل عند الروم منم القسطنطينية نُفسها ،فصلمحم أمي الؤمني العتصم
علِّىَ فتح هذه الدينة ،رغم ما تلِّقاه منم تذيرات النجمحي وتوُيفهم له منم أن ذلك الوُقت ليس وقت
فتح عمحوُرية؛ إذ قال له النجمحوُن" :رأينا ف الكحتب أن عمحوُرية ل تفتح ف هذا الوُقت ،وإنا وقت نُضجه
التي والعنب" .لكحنم العتصم ل يستجب لم ،ول يرضخ لرافاتم ،وقرر فتح عمحوُرية.
أقام العتصم علِّىَ نر سيحان ،وأمر أحد قادته وهوُ "الفشي" أن يدخل بلد الروم عنم طريق
"الدث" ،كمحا أمر "أشناس" أن يدخل عنم طريق "طرسوُس" ،وحدد لمحا يوُدما يلِّتقيان فيه عند أنُقرة.
واجتمحع اليش عند أنُقرة ،ث دخل الدينة ،وسار حت وصل عمحوُرية ،ونُلظم العتصم اليش ،فجعل
نُفسه ف القلِّب ،و"الفشي" علِّىَ اليمحنة ،و"أشناس" علِّىَ اليسرة ،وقام اليش السلمي بصار الدينة
حصادرا شديددا ،حت استطاع أن ريدث ثغرة ف سوُرها ،فانُدفع النوُد داخل الدينة ،وحاربوُا بكحل قوُة
وشجاعة؛ حت سيطروا علِّىَ الدينة ،وانُتصروا علِّىَ الروم.
وهكحذا ت فتح أصعب الصوُن الرومانُية ،ما كان له أكب الثر ف نُفوُس السلِّمحي ،حيث قوُيت
معنوُياتم ،وسهل لم استمحرار الفتوُحات ف شرق أوروبا.
كمحا أضعف هذا النصر منم معنوُيات الروم ،لنُه أظهر لم قوُة السلِّمحي وشجاعتهم ،وأنم أصبَحوُا قوُة
ل يستهان با ،ويشىَ العداء بأسها.
364
كذلك عايش بعض الروم الياة السلمية ،وأعجبَوُا بأخلق السلِّمحي وطهارة سيهم ،وعظمحة دينهم،
فدخلِّوُا ف السلم ،بعد أن شعروا برحته وعدله.
وقد خللِّد الشاعر أبوُ تام هذا النصر بقصيدة عظيمحة ،قال ف أولا:
السيف أصدق أنُبَاء منم الكحتب ...ف حلده التد بي اللد واللِّعب
وجاء فيها:
فشيهترح الفتوُح تعال أن ييط به
ب السمحاء لهفتةح تشيشفلتح أبوُا ر
يا يوُم وقعة عمحوُرية انُصرفت
بصشعتد ...نُظم منم الشعر أو نُثر منم الرطش ذ أبقيت جلد بن السلم ف ش
ذ
ض ف أثوُابا الرقرش ذ
ب وتبزأ الر ر
بك الن رحلفلد معسوُلةش الشلِّش ذ عن ذ
ر
بوالشركي ودار الشرك ف صبَش ذ
ش
أضف إل معلِّوُماتك
الراعي المي
خرج عبَد ال بنم عمحر بنم الطاب رضي ال عنهمحا مع رفيق له ف سفر .وبعد سي طوُيل شعرا بالتعب،
فجلِّسا يستيان بوُار سفح جبَل.
وبينمحا ها جالسان مر بمحا راعي غنم يسوُق غنمحه ،فناداه عبَد ال ،وسأله :أنُت راع لذه الغنام؟
أجاب الراعي :نُعم .فقال له عبَد ال :بع ل شاة منم أغنامك .فقال الراعي :هذه الغنام ليست
ملِّكحي ،بل إنُن أرعاها لسيدي.
فأراد عبَد ال أن يتب أمانُة الراعي ،فقال له :قل لسيدك قد أكلِّها الذئب .فقال الراعي :أيها الرجل!ا
إن قلِّت ذلك لسيدي لنُه ل يران ،فمحاذا أقوُل ل الذي يران إن سألن عنها يوُم القيامة؟!ا
فأعجب عبَد ال رضي ال عنه با قاله الراعي ،وبكحىَ منم خشية ال.ر ث علِّم أن هذا الراعي ملِّوُك،
فأسرع إل سيده ،واشتاه منه ،وأعتقه ،واشتىً الغنم ،وأعطاها لذلك الراعي مكحافأة له علِّىَ أمانُته
وإيإانُه
يييييييييي
منيب في رمضان
س "منيب" باشتداد الوُع علِّيه أثناء الفسحة ،فتوُجه إل مطعم الدرسة ،واشتىً بعض الأكوُلت أح ل
واللِّوُىً ،وقد نُوُىً أن يفطر بعيددا عنم أعي أصدقائه ،رجع منيب إل البَيت وقد اشتد به أل الوُع
365
فدخل حجرته وأغلِّق علِّيه البَاب ،وفتح القيبَة بسرعة ،وأخرج ما فيها منم طعام ،فإذا بالمساكية الت
أهداها إليه زأميلِّه هام ترج معه.
سأل منيب نُفسه :ترىً كم بقي منم اليوُم؟ وبعد أن نُظر ف المساكية قال :أكثر منم ثلث ساعات،
إنُه لوُقت طوُيل حدقا ،ل يإكحنم أن أنُتظر كل هذه الدة.
فلكحر منيب ف أن يفض أغلِّفة الأكوُلت ويبَدأ الطعام ،ولكحنه لح عنوُادنُا علِّىَ غلف المساكية وهوُ
يهم بإرجاعها إل القيبَة يقوُل" :التهيب منم الفطر ف رمضان" فقلربا إل عينيه وأخذ يقرأ بإمعان :قال
رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم" :منم أفطر يوُدما ف رمضان ف غي رخصة رلخصها ال له ل يقض عنه
صيام الدهر كلِّه وإن صامه".
فقال ف نُفسه :يا سبَحان ال!ا كيف أجرؤ علِّىَ اقتاف هذا الرم الشنيع الذي ل يإكحنم تعوُيضه أبددا،
ما أهوُن الصب علِّىَ هذه السوُيعات البَاقية إدذا ،ث أخذ الأكوُلت ووضعها ف القيبَة وأغلِّقها بعصبَية.
ولا حان أذان الغرب قطع صيامه ببَعض التمحرات ،ث قام إل صلة المحاعة ،وبعدها جلِّس إل الائدة
وهوُ يردد :المحد ل الذي أعانُن فصمحت ،ورزأقن فأفطرت ،وقد غمحرته الفرحة بانُتصاره علِّىَ نُفسه أودل،
وبتوُفيق ال له وعوُنُه ثانُديا ،وبانُتظار ثوُاب الصيام الزيل أخديا.
صلتنا تذلكرنُا بعدلونُا
ل :لحظت يا أب أمرينم أثناء الصلة ل أعرف فرغ الب منم صلة المحاعة مع ابنه فبَادره البنم قائ د
لمحا تفسديا.
ن؟الب :وما ها يا ب ل
ب شعشلِّيذههم( منم الفاتة ،وسعتك ضوُ ذ
البنم :لفت انُتبَاهي علِّوُ نُبة الصوُت عندما تر علِّىَ قوُل )شغذي الغ ر
ش
كذلك تمحس بدعوُات بعد التشهد ل أعرفها.
ن ،هذا دليل جديد علِّىَ ما حبَاك ال به منم قوُة اللحظة ،إن الصلة تذلكرنُا الب :بارك ال فيك يا ب ل
بدايتها ونايتها بأشد الناس عداوة لنا معشر السلِّمحي.
البنم :تقصد اليهوُد يا أب؟
ن؟!ا
الب :ومنم غيهم يا ب ل
البنم :وما علقة هذا يا أب باللحظات الت أبديتها؟
ن هم الغضوُب علِّيهم الذكوُرون ف الفاتة ،والسيح الدجال واحد منهم. الب :إنم يا ب ل
البنم :وما سر هذا الغضب اللي الذي يلحقهم يا أب؟
الب :لقد ارتكحبَوُا يا بن أبشع الرائم ف حق أقدس مقدساتم ،أما ما يفعلِّوُنُه بالسلِّمحي منم فظائع
فأموُر تفوُق الوُصف.
البنم :زأدن تفصيلد يا أب.
366
الب :يكحفي يا بن أن تعلِّم حالم مع ال تعال ،ومع رسلِّهم الرسلِّة إليهم ،ومع كتبَهم النزلة ،فقد
ذ ذ ذ
وصفوُا ال تعال بأقبَح الوصاف لتبَجحهم وفجوُرهم فقالوُا) :يشرد اللِّله شمهغرلِّوُلشةة( ،وقالوُا) :إلن اللِّلهش فشقية
شوشهنرنم أشهغنذشياء( .البنم :لعنهم ال ..ألذا الد بلِّغ كفرهم؟ وماذا فعلِّوُا مع الرسل إدذا؟
الب :إذا أتىَ الرسوُل با يالف أهوُاءهم أو مصالهم ،كان لم معه أحد موُقفي؛ إما أن يكحذبوُه وإما
أن يقتلِّوُه.
البنم :يا حفيظ يا رب ،إنم شياطي ل بشر ،وماذا عنم حالم مع كتبَهم؟
الب :تيل يا بن كل الرائم الت يإكحنم ارتكحابا ف حق الكحتب النزلة.
البنم :التكحذيب با ،أو كتمحانا أو تريفها أو تأليفها ،فهذا كل ما يصل إليه اليال ف هذا الشأن،
فهل فعلِّوُا هذا كلِّه مع كتبَهم يا أب؟
الب :نُعم يا بن ..ولوُ بقيت جرائم أخرىً غيها ما ترددوا ف اقتافها ،وقد فصل القرآْن الكحري هذا
كلِّه ف موُاضع متلِّفة منه.
البنم :ل حوُل ول قوُة إل بال ،إن أمدرا واحددا ما ذكر ليكحفي للِّوُل غضب البَار علِّيهم ،فمحاذا عنم
الدجال الذي أشرت إليه يا أب؟
الب :إنُه السيح الدجال أو السيخ ،وقد سي كذلك لسخ اللِّقة الذي ابتله ال به ،فهوُ أعوُر ،عينه
كالعنبَة الطافية ،ومكحتوُب بي عينيه" :كافر" ،وقد أعطاه ال تعال بعض الوُارق ،وسيستغلِّها حي
يظهر لفتنة ضعاف اليإان ويدعوُهم إل اتاذه إدلا منم دون ال ،وسينطلِّق هنا وهناك يعيث ف الرض
فساددا ،حت ينزل عيسىَ بنم مري رسوُل ال علِّيه السلم فيتصدىً له ويقتلِّه عند النارة البَيضاء شرقي
دمشق ،ويرىً الناس دمه يقطر منم السيف حت يتيقنوُا منم كذبه ودجلِّه.
البنم :ثلبَتنا يا رب ،منم أجل هذا تدعوُ يا أب بعد التشهد؟.
الب :إنُنا نُتبَع هدي نُبَينا صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ،وف هذا ناتنا وصلحنا وفلحنا ف الدنُيا والخرة،
وقد كان يقوُل بي ما يقوُل قبَل التسلِّيم" :اللِّهم إن أعوُذ بك منم عذاب جهنم ومنم عذاب القب،
ومنم فتنة اليا والمحات ،ومنم شر فتنة السيح الدجال".
البنم :الن يا أب فهمحت كيف تذكرنُا صلتنا بأعدائنا اليهوُد ف بدايتها وف نايتها فجزاكم ال خديا
يييييييييي
التراويح
ليال شهر رمضان حافلِّة بالي ،والسلِّم الذاكر هوُ الذي يييها بالقيام ،ليفوُزأ بغفرة ال ورضوُانُه ،قال
رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم " :منم قام رمضان إيإادنُا واحتسادبا غفر له ما تقدم منم ذنُبَه" ]البَخماري[.
ومعن "إيإادنُا" أي تصديدقا بوُعد ال تعال ،و"احتسادبا" أي طلِّدبَا لوُجه ال تعال وثوُابه .ومنم صلِّىَ
التاويح كمحا ينبَغي فقد قام رمضان.
367
والتاويح :هي الصلة الت يؤديها السلِّمحوُن جاعة بعد صلة العشاء .وقد سلنها الرسوُل صلِّىَ ال علِّيه
وسلِّم حي صلِّىَ بأصحابه ليلِّتي أو ثلدثا ،ث تركها خشية أن تفرض علِّيهم ،وكان بالؤمني رؤوفا
رحيدمحا ،فعلِّها الصحابة فرادىً ،حت جعهم عمحر بنم الطاب رضي ال عنه علِّىَ الصلة خلِّف أب بنم
كعب رضي ال عنه .
ذات ليلِّة منم ليال رمضان ،ذهب النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم إل السجد ،وكان هناك عدد منم الناس،
فصلِّىَ بم ثان ركعات ،ولا أصبَح الناس تدثوُا عنم هذه الصلة.
وف تلِّك اللِّيلِّة ،اجتمحع ف السجد أنُاس أكثر منم كانُوُا ف اللِّيلِّة السابقة ،فصلِّىَ بم النب صلِّىَ ال
علِّيه وسلِّم ثان ركعات ،وتكحرر ذلك ف اللِّيلِّة الثالثة .وف اللِّيلِّة الرابعة ،اجتمحع عدد كبَي منم الناس ف
السجد ،حت امتل عنم آْخره .ولكحنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ل يرج منم بيته ف هذه اللِّيلِّة ،وظل
الناس ينتظرون حت حان وقت صلة الفجر ،فخمرج النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم فصلِّىَ بم صلة الفجر،
فلِّمحا انُتهت الصلة ،نُظر النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم إل الناس ،وقال لم" :أما بعد ..فإنُه ل يف علِّي
مكحانُكحم ،ولكحن خشيت أن تفرض علِّيكحم ،فتعجزوا عنها"] .البَخماري[.
ومرت سنوُات ،وف عهد أمي الؤمني عمحر بنم الطاب رضي ال عنه وف شهر رمضان ،دخل أمي
الؤمني السجد النبَوُي ذات ليلِّة ،فوُجد الناس يرصلِّوُن صلة التاويح؛ وكان منهم منم يصلِّىَ وحده،
ت هؤلء علِّىَ قارئ واحد لكحان ومنهم منم يرصلِّي ف جاعة ،فلِّمحا رأىً عمحر ذلك قال :إن أرىً لوُ جع ر
أمثل )أي منم الفضل أن يصلِّوُا ف جاعة واحدة وخلِّف إمام واحد( .ث أمرهم أن يصلِّوُا جيدعا ف
جاعة واحدة خلِّف رأب بنم كعب رضي ال عنه فكحانُوُا يصلِّوُن خلِّفه التاويح بعد العشاء.
ب ،ففرح وانُشرح وف ليلِّة أخرىً منم ليال رمضان ،دخل عمحر السجد ،فوُجد الناس يصلِّوُن خلِّف أر ل
صدره ،وأثن علِّىَ طاعتهم ،ولكحنه كان يفضل أن يصلِّي صلة التاويح ف الثلِّث الخي منم اللِّيل ف
بيته"] .البَخماري[.
والتاويح جع :تروية ،وهي الرة الوُاحدة منم الراحة كتسلِّيمحة منم السلم ،وسيت بالتاويح لستاحة
الصلِّي عند أدائها بعد كل عدد منم الركعات.
وتصلِّىَ صلة التاويح :ركعتان ركعتان ،فلِّوُ صلِّىَ أربع ركعات كالصلة الفروضة بتسلِّيمحة واحدة ل
يصح.
وتكحوُن صلة التاويح جاعة ف السجد أو انُفراددا بالبَيت ،ويفضل صلتا جاعة ف السجد عند بعض
الفقهاء ،ويفضل صلتا بالبَيت عند بعض الفقهاء الخرينم.
وبعض السلِّمحي يصلِّوُن التاويح إحدىً عشرة ركعة ،وبعض آْخر يصلِّي ثلثا وعشرينم ،وبعض ثالث
يصلِّي إحدىً وأربعي.
368
ومنم صلِّىَ بإحدىً عشرة ركعة فقد اهتدىً بدي النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ،قالت السيدة عائشة:
"كان النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ل يزيد ف رمضان ول ف غيه علِّىَ إحدىً عشرة ركعة" ]البَخماري[.
وصلة التاويح سنة مؤكدة عنم رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ،يوُاظب السلِّمحوُن علِّيها ،فتىً بيوُت
ال تزدحم بالصلِّي ف ليال رمضان ،وقد رحم ال عز وجل أمي الؤمني عمحر بنم الطاب الذي كان
أول منم فكحر ف إنُارة الساجد ف رمضان؛ ليستطيع السلِّمحوُن ف الشهر البَارك منم إقامة صلة التاويح،
إضافة إل إحياء شعائر الدينم النيف .وقد مر أمي الؤمني علِّي بنم أب طالب رضي ال عنه ف إحدىً
ليال رمضان علِّىَ الساجد فوُجدها مزدانُة ومضاءة بالقناديل منم الداخل ومنم الارج ،فقال :نُوُر ال
علِّىَ عمحر بنم الطاب ف قبه ،كمحا نُوُر علِّينا مساجدنُا".
أضف إل معلِّوُماتك
مالك بنم أنُس
ولد بالدينة النوُرة عام 93هي منم أبوُيي عربيي منم أصل يإان.
حفظ القرآْن وهوُ صغي وكانُت أمه أشد التحمحسي لتعلِّيمحه وقد عنيت بثيابه ومظهره الارجي واختارت
له احسنم العلِّمحي ،ووجهته نوُ العلِّمحاء وساعدته علِّىَ التنقل ف مالسهم.
كان يدرس العلِّم ف السجد النبَوُي وقد اختار منم السجد الكحان الذي كان عمحر بنم الطاب يلِّس
فيه ،كمحا اتذ منم الدار الت كانُت لعبَد ال بنم مسعوُد دادرا له.
كلِّفه النصوُر بتدوينم كتاب ف الفقه والديث فاستجاب وصنف كتاب )الوُطأ( وهوُ أول كتاب منم
نُوُعه ت تدوينه وهوُ كتاب فقه وحديث ،ذكر فيه المام مالك الوُاضيع الفقهية ومع كل موُضوُع
الحاديث الوُاردة حوُله ،ث وضع عمحل أهل الدينة ،ث آْراء وفتاوىً الصحابة والتابعي.
وتوُف المام مالك عام 179هي
رحه ال تعال رحة واسعة ورضي عنه
يييييييييي
حوت يونس عليه السلم
أرسل ال يوُنُس علِّيه السلم إل أهل نُينوُىً بأرض الوُصل بالعراق؛ ليهديهم إل طريق الرشاد ،فيؤمنوُا
بال سبَحانُه ،لكحنهم كذبوُه وأصروا علِّىَ كفرهم وعنادهم ،فلِّم ييأس يوُنُس واستمحر ف دعوُته ،ومرت
اليام ،وقوُم يوُنُس ل يؤمنوُا بدعوُته ،ول يستجيبَوُا ل ولرسوُله ،فضاق يوُنُسعلِّيه السلم بم وبأفعالم،
فخمرج منم بينهم غاضدبَا بعد أن أخبهم أن عقاب ال نُازأل بم .ولا خرج يوُنُس علِّيه السلم منم
نُينوُىً ،خاف قوُمه منم عذاب ال فخمرجوُا إل الصحراء ،وأخذوا أولدهم وأنُعامهم وسجدوا ل،
واعتفوُا بذنُبَهم ،وارتفعت أصوُاتم بالدعاء ،واشتد بكحاؤهم ،نُادمي علِّىَ ما صنعوُا ،طالبَي منم ال
العفوُ والغفرة ،فرحم ال ذلم ومسكحنتهم ،ورفع عنهم العذاب الذي حلذرهم منه يوُنُس علِّيه السلم،
369
ب الذهزذي س لشلمحآ آْشمنروُاه شكششهفشنا شعهنيرههم شعشذا ش ذل ذ
ت فشينشيشفشعشها إيإشانُيرشها إل قشيهوُشم ريوُنُر ش ت قشيهريشة آْشمنش هقال تعال) :فشيلِّشهوُلش شكانُش ه
ي(.ذف اهلششياشة التدنُهيشيا وشمتليهعشنارهم إذشل ذح ت
ه ش
ولا خرج يوُنُس منم نُينوُىً ف اتاه البَحر وجد سفينة توُشك علِّىَ القلع فركبَها ،وسارت السفينة حت
وصلِّت وسط البَحر ،وفجأة هبَت العوُاصف ،وارتفعت الموُاج وأوشكحت السفينة علِّىَ الغرق ،فألقىَ
ف حوُلة السفينة ،ورتكحتب لم النجاة ،ولكحنم بقيت السفينة الركاب الحال الت معهم ف الاء ،لتخم ل
عرضة للِّخمطر لثقل وزأنا ،فاستقر أمرهم علِّىَ أن يروا قرعة ،ومنم وقعت علِّيه ألقوُه ف البَحر ،فأجروا
ي* ذ القرعة فوُقعت علِّىَ يوُنُسعلِّيه السلم فاستسلِّم لقضاء ال تعال ،قال تعال) :وإذلن يوُنُر ذ
س لشمحشنم الهرمحهرشسلِّ شش ر ش
ت شورهشوُ رمذلِّيةم( ،وألقىَ يوُنُس لوُ ر
ي* شفاهلتشيشقشمحهر ا هر
ذ ذ ذ
ك الهشمحهشرحوُن* فششساشهشم فششكحاشن مهنم الهرمحهدشحض ش إذهذ أشبق إذشل الهرفهلِّ ذ
شش
بنفسه ف الاء ،فأرسل ال سبَحانُه وتعال حوُدتا ضخمدمحا ،ابتلِّع يوُنُس ،وراح يطوُف به ف البَحار.
وجد يوُنُس نُفسه وحيددا ف بطنم الوُت ،فأيقنم أنُه ميت ،وأن ما أصابه ل يكحنم إل بسبَب تركه دعوُة
قوُمه وخروجه دون إذن منم ربه ،وما ل تتداركه رحة ال ،ويتنزل علِّيه عفوُه ،فسيكحوُن منم الاسرينم،
فأخذ يذكر ال ويسبَحه ويمحده ،ويإجده ويوُحده ،ويستغفره ،ويقر بالذنُب بي يديه ،ويقوُل) :ل إذلشهش
ذذ ك إذلن ركن ذ
ي(. ت مشنم اللظالمح ش ر ت رسهبَشحانُش ش ذإل أشنُ ش
وأخذت كلِّمحات يوُنُس طريقها إل ال عز وجل واستجاب ال دعاءه ،فأمر ال عز وجل الوُت أن
يلِّقي يوُنُس برفق علِّىَ الشاطئ ،فأخرجه ،وقد أصابه الضعف والهد ،فأنُبَت ال علِّيه شجرة ليستظل
ذ ذ
ي* بظلِّها ،وليأكل منم ثارها ،حت عادت إليه قوُته وعافيته ،قال تعال) :فشيلِّشهوُل شنُألهر شكاشن مهنم الهرمحشسبَلح ش
ث ذف بشطهنذذه إذشل يشيوُذم ييرهبَيشعرثوُشن* فشينشبَشهذشنُاهر ذبالهشعراء ورهوُ شسذقيم* وأشنُبَشهتيشنا شعلِّشهيذه شششجردة لمنم يشيهقذط ت
ي* شوأشهرشسهلِّشناهر إذشل لشلِّشبَذ ش
ش ش ش ش ة ش ه
ي( ،فالؤمنم يستقبَل قضاء ال بنفس راضية ،ويصب علِّىَ ف أشهو يشذزيردوشن* شفآشمنروُا فشمحتليهعشنارهم إذشل ذح ت ذمئمشذة أشله ت
ه ش
الدعوُة إل ال ،ويوُقنم أن بعد العسر يسدرا ،وأن فرج ال قريب مهمحا كانُت الزأمة شديدة أو الضائقة
الت وقع فيها عسية.
أضف إل معلِّوُماتك
المام الشافعي
هوُ :ممحد بنم إدريس الشافعي الذي يلِّتقي نُسبَه بنسب النب .
ولد ف غزة عام 150هي.
ولد يتيم الب فحمحلِّته أمه إل مكحة وهناك وجهته إل طلِّب العلِّم.
نُشأ الشافعي ف مكحة ونُال قسدطا منم العارف السلمية واللِّغوُية وحفظ القرآْن،وعندما بلِّغ العاشرة اته
نوُ علِّم الديث.
عند بلِّوُغه العشرينم منم عمحره ذهب إل الدينة ولزأم أمام أهل الجازأ مالك ابنم أنُس واخذ منه العلِّم
لدة تسع سنوُات.
370
الشافعي هوُ مؤسس علِّم أصوُل الفقه وبان قوُاعده الول.
منم مؤلفاته كتاب الم وكتاب الرسالة.
سافر إل بغداد واشتهر با ث ذهب إل مصر عام 199هي حت مات عام 204هي.
كان ف غاية الذكاء بلِّيدغا نل العلِّم طوُال حياته وقد مدحه كل منم عرفه أثنوُا علِّيه رخلِّردقا وعلِّدمحا وتديدنا
صا ف طلِّب العلِّم وإخل د
رحه ال تعال رحة واسعة ورضي عنه
يييييييييي
أصحاب الغار
قصة اليوُم هذه منم أجل القصص الت قرأتا ،وهي قصة حكحاها النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ،ورواها
البَخماري ومسلِّم ،وتتمحثل فيها قيم وأخلق حسنة كثية ،كالصدق والخلصا والمانُة والوُفاء والب
واليإان.
ففي يوُم منم اليام ..كان ثلثة رجال يسيون ف طريق ،فأمطرت علِّيهم السمحاء ،ودخل علِّيهم اللِّيل،
فاضطروا إل أن يدخلِّوُا غادرا للِّمحبَيت فيه ،فاندرت صخمرة منم البَل ،فسلدت علِّيهم الغار ،فقالوُا :إنُه
ل ينجيكحم منم هذه الصخمرة إل أن تدعوُا ال تعال بصال أعمحالكحم .قال رجل منهم :اللِّهم إنُه كان
ل أبوُان شيخمان كبَيان ،وكنت ل أغبَق أي :ل أقدم ف شرب اللِّب الذي أحلِّبَه قبَلِّهمحا أهلد ول مادل،
فنأىً ب أي :بشيعرشد ب طلِّب الشجر يوُدما فلِّم أرح أي :أرجع علِّيهمحا حت نُاما فحلِّبَت لمحا غبَوُقهمحا،
ت والقدح ف يدي أنُتظر فوُجدتمحا نُائمحي ،فكحرهت أن أوقظهمحا وأن أغبَق قبَلِّهمحا أهلد أو مادل ،فبَ ت
استيقاظهمحا حت برق الفجر والصبَية يتضاغوُن أي :يصيحوُن منم الوُع عند قدملي ،فاستيقظا فشربا
غبَوُقهمحا ،اللِّهم إن كنت فعلِّت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما ننم فيه منم هذه الصخمرة .فانُفرجت
ل ،فأردتا شيدئما ل يستطيعوُن الروج منه .قال الخر :اللِّهم إنُه كانُت ل ابنة عتم كانُت أحب الناس إ ل
عنم نُفسها ،فامتنعت من حت ألت با سنة منم السنينأي :أصابا فقر فجاءتن فأعطيتها عشرينم ومائة
ل
ت علِّيها قالت :اتق ال ،ول تفض الات إل ت ،حت إذا قدر ر دينار علِّىَ أن تلِّي بين وبي نُفسها ففشعلِّش ه
ل ،وتركت الال الذي بقه أي :ل تفعل ذلك إل بعد الزواج ،فانُصرفت عنها وهي أحب الناس إ ل
أعطيتها ،اللِّهم إن كنت فعلِّت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما ننم فيه.
ل ،غي أنم ل يستطيعوُن الروج منها. فانُفرجت الصخمرة قلِّي د
وقال الثالث :اللِّهم إن استأجرت أجراء ،وأعطيتهم أجرهم غي رجل واحد ترك الذي له وذهب،
ل أجري. فثمحرت أجره حت كثرت منه الموُال ،فجاءن بعد حي ،فقال :يا عبَد ال ،ألد إ ل
فقلِّت :كل ما ترىً منم أجرك منم البل والبَقر والغنم والرقيق.
فقال :يا عبَد ال ،ل تستهزئ ب.
371
فقلِّت :ل أستهزئ بك.
فأخذه كلِّه فاستاقه أي :أخذه كلِّه فلِّم يتك منه شيدئما ،اللِّهم إن كنت فعلِّت ذلك ابتغاء وجهك ففرج
عنا ما ننم فيه.
فانُفرجت الصخمرة فخمرجوُا يإشوُن.
وكانُت أعمحالم الصالة سبَدبَا ف إنُقاذهم منم الوُت داخل الغار.
أضف إل معلِّوُماتك
أحد بنم حنبَل
هوُ أحد بنم ممحد بنم حنبَل بنم هلل بنم أسد الشيبَان
منم كبَار الدثي وأحد أئمحة الفقه السلمي وصاحب الذهب النبَلِّي.
ولد ف بغداد عام )164هي 780م(
توُف والده قبَل ولدته بشهوُر.
توُل أمره ورعايته بعد ولدته أمه وعمحاه "عبَد ال بنم حنبَل ،وإسحاق بنم حنبَل".
حفظ القرآْن وهوُ صغي.
حفظ الديث وعلِّوُمه علِّىَ يد شيخمه "أب يوُسف" تلِّمحيذ أب حنيفة وكذلك )هثيم بنم بشي السلِّمحي(.
خرج منم بغداد لطلِّب العلِّم عام )186هي 802م( قاصددا البَصرة والجازأ.
التقىَ ف الجازأ بالمام الشافعي ولزأمه وأخذ عنه فقهه وأصوُله وعرف فضلِّه ،وكان يقوُل عنه" :يرحم
ال الشافعي ،ما أصلِّي صلة إل دعوُت لمحسة هوُ أحدهم ما يتقدمه منهم أحد".
كان معرودفا بذاكرته القوُية الوُاعية ،وكان يقوُم بفظ أحاديث النب وفتاوىً الصحابة والتابعي ،وكان
يتفهم ذلك كلِّه تفهدمحا تادما ويفقهه.
كان مشهوُدرا بصفات عظيمحة مثل :الصب واللِّد والزهد والوُرع والخلصا ف العمحل والقتداء التام بكحل
ما يصدر عنم النب منم أقوُال وأفعال.
ف عام )218هي 833م( تعلرض لنة قاسية حي أعلِّنم "الأموُن" دعوُته إل القوُل بلِّق القرآْن ،وحل
الناس علِّىَ قوُلا قهدرا ،وسجنم ف عهد "العتصم" حوُال 28شهدرا.
ومنم مؤلفاته :الناسك الكحبَي ،والزهد ،والناسخ والنسوُخ ،والقدم والؤخر ف كتاب ال تعال.ر والسند
وهوُ أكب كتبَه وأهها بل هوُ أكب دواوينم السلنة؛ حيث يتوُي علِّىَ أربعي ألف حديث استخملِّصها منم
750ألف حديث.
توُف ف 12منم ربيع الخر 241هي 30أغسطس 855م ،وعمحره 77عادما ،ودفنم ف بغداد
رحه ال تعال رحة واسعة ورضي عنه
يييييييييي
372
اصح يا نائم
"اصح يا نُاي ..وحد الداي" نُداء جيل أسعه ف رمضان فقط ..أسعه قبَل الفجر ،ث تتبَعه طرقات علِّىَ
طبَلِّة صغية ،يمحلِّها السحرات ،ويدور با علِّىَ البَيوُت ،وينادي أصحابا كل فرد باسه؛ حت يستيقظوُا
لتناول طعام السحوُر.
هذه الدعوُة المحيلِّة للِّسحوُر عرفها السلِّمحوُن منذ صدر السلم ،وكان "بلل بنم رباح" رضي ال عنه
ف عهد الرسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يؤذن بصوُته المحيل ،يشاركه "عبَد ال بنم أم مكحتوُم" رضي ال
عنه ف إيقاظ الناس للِّسحوُر وصلة الفجر.
أما ف مصر ..فقد كان الوُل "عتبَة بنم إسحاق" أول منم نُادىً بالتسحي عام 238هي ،وكان يرج
بنفسه ينادي :يا عبَاد ال ،تسحروا فإن ف السحوُر بركة" .ومع مرور اليام والسني أصبَحت مهنة
يتفها عدد منم الناس ،رسلوُا السحراتية ،وكان السحرات يبَدأ جوُلته بعد منتصف اللِّيل ،مسدكحا طبَلِّة
صغية ،وحزاماد منم اللِّد الغلِّيظ ،يضرب به علِّيها ،مصطحبَاد معه غلدما يمحل فانُوُدسا ،وهوُ يردد:
"اصح يا نُاي وحد الداي".
وف مكحة قدديإا كان "الزمزمي" يتوُل التسحي ،فيمحسك طرف حبَل بيده ،فيتدل قنديلن كبَيان معلِّقان
أعلِّىَ الصوُمعة ،فمحنم ل يسمحع النداء ينظر القنديلِّي يهبَطان ،فإذا ل يسمحع أو ل يشر أحد القنديلِّي
يعلِّم أن وقت السحوُر فات.
والسحوُر والفطار ها الوُجبَتان اللِّتان يأكلِّهمحا الصائم ف رمضان .فقبَل أذان الغرب بدقائق أتوُضأ
للِّصلة ،وأذهب إل السجد الاور بيدي ثلث رطبَات أتناولا بعد ساع طلِّقات مدفع الفطار وأذان
الغرب ،كمحا كان يفعل رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ،كان يفطر ف رمضان علِّىَ رطبَات .فإن ل
يدها فعلِّىَ ترات ،فإن ل يدها فعلِّىَ حسوُات منم ماء.
وبعد صلة الغرب ،أعوُد لبَيت وأجلِّس مع أسرت إل مائدة الطعام وأسي ال وأحد كمحا علِّمحنا رسوُل
ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم وأقوُل" :المحد ل الذي أعانُن فصمحت ورزأقن فأفطرت" .وكنت ألحظ أب
يبَتسم عندما يران أتعجل الطعام ،ويقوُل ل :إن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم كان يقوُل :ل يزال الناس
بي ما عجلِّوُا الفطر" ]صحيح مسلِّم[.
ويستحب ف رمضان أن نُعجل منم الفطار ،وأن نُؤخر منم السحوُر ،فقد كان بعض الصحابة يعجلِّوُن
الفطر عندما تغيب الشمحس ،وكان بعضهم الخر يؤخرون الفطر إل دخوُل اللِّيل .وسع رجال منم
التابعي ذلك المر ،فأرادوا أن يعرفوُا أيهمحا أفضل :تعجيل الفطار أم تأخيه؟ فذهبَوُا إل السيدة عائشة
رضي ال عنها وقالوُا لا :يا أم الؤمني ،رجلن منم أصحاب ممحد صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ،كلها ل
يألوُأي:ل يدخر جهددا عنم الي؛ أحدها ريعجل الفطار ويعجل الصلة ،والخر يؤخر الفطار ويؤخر
373
الصلة ،فقالت السيدة عائشة :أيهمحا يعجل الفطار ويعجل الصلة؟ قالوُا :عبَد ال بنم مسعوُد ،قالت:
كذلك كان يصنع رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم] .صحيح مسلِّم[.
والفطار يكحوُن بعد غروب الشمحس ..ففي يوُم منم أيام رمضان ،كان رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم
ف سفر مع أصحابه وكانُوُا صائمحي ،فلِّمحا غربت الشمحس أمر الرسوُل صلِّىَ ال علِّيه سلِّم أحد أصحابه
أن يهز الطعام ويأتيه به.
فلِّمحا نُظر الرجل إل الشمحس رأىً آْثار الضياء والمحرة ف السمحاء ،بعد غروب الشمحس ،فظنم أن الفطار
ل يكحوُن إل بعد ذهاب الضياء والمحرة .ولا رأىً الرجل ذلك طلِّب منم النب صلِّىَ ال علِّيه سلِّم أن
ينتظر حت يتفي الضياء ويأت الظلم.
ولكحنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أمره أن يهز الفطار ،ث قال" :إذا غابت الشمحس منم ههنا وأشار
بيده إل الغرب ،وجاء اللِّيل منم ههنا وأشار بيده نوُ الشرق ،فقد أفطر الصائم" ]متفق علِّيه[.
سا للكل والطعام كمحا يفعل بعض الناس ،ولكحن أجعلِّه شهر صيام وأنُا ل أجعل شهر رمضان موُ د
وعبَادة ،فالطعام ضرورة منم ضرورات الياة ومتعها ف نُفس الوُقت ،والنُسان يأكل ليعيش ،وليس
يعيش لكحي يأكل ،وعدم الدقة ف تنظيم الكل والشرب ،وعدم رعاية مقاديرها الكحافية يؤدي إل
خطرينم؛ خطر الزال والضعف ،وخطر السمحنة والبَدانُة.
وكل الطرينم شر ،يؤدي إل المراض ،فإذا شئمنا أن نيا حياة ملِّيئمة بالصحة والسعادة فعلِّينا أن نُتبَع
العتدال ف الطعام والشراب.
ونُقتدي بالنب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ،فثلِّث لطعامنا ،وثلِّث لشرابنا ،وثلِّث لنشفسنا،وعلِّينا أن نرصا علِّىَ
تري اللل ،وإطعام الائع وإفطار الصائم بل إسراف ول تقتي" ،فمحا مل ابنم آْدم وعاءد شدرا منم
بطنه".
أضف إل معلِّوُماتك
السجد الموُي
هوُ السجد الامع بدينة دمشق ،أنُشأه اللِّيفة الوُليد بنم عبَد اللِّك بنم مروان سنة 88هي 707م،
وجاء تصمحيمحه علِّىَ هيئمة السجد النبَوُي بالدينة ،وهوُ أول مسجد يتضمحنم مرادبا ومقصوُرة ومآذن
وميضأة ..وعنه أخذت الساجد الخرىً شكحلِّها وترتيبَها.
وقد استغرق بناء السجد تسع سنوُات وقيل اشتك ف بنائه نوُ اثن عشر ألف عامل.
وقد توُف الوُليد قبَل أن يكحتمحل بناء السجد بعام فأكمحلِّه أخوُه )سلِّيمحان بنم عبَد اللِّك( تعرض السجد
لريق كبَي أتىَ علِّيه كلِّية ف عام )1311هي 1893م( ول يبَق منه إل الدران.
374
وف سنة )1314هي 1896م( ربدء ف بناء السجد ثانُية وافتتح ف رمضان )1316هي 1898م(
وللِّمحسجد ثلثة مداخل موُرية وكان ف كل ركنم منم أركانُه الربعة برج ول يزال البج النوُب الغرب باقديا
حت اليوُم.
وبالسجد بضع نُوُافذ تشتمحل علِّىَ أقدم زأخارف هندسية إسلمية معروفة.
وتعتب أبراج السجد الربعة )الآذن الول ف السلم( وبقي تأثيها ف تصمحيم الآذن ول سيمحا ف
شال إفريقيا والنُدلس.
كان السجد مقدرا لهل العلِّم ،حيث يدرسوُن ويتعلِّمحوُن ويعتكحفوُن فيه وكان منهم حجة السلم المام
)أبوُ حامد الغزال(
يييييييييي
العشر الواخإر والعتكافا
أصدقائي :وننم نُبَدأ منم اللِّيلِّة العشرة أيام الخية منم رمضان ،دعوُن أذكركم بفضل هذه اليام ،كمحا
أخبنُا نُبَينا البَيب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم.
قال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم عنم شهر رمضان" :هوُ شهر أوله رحة ،وأوسطه مغفرة ،وآْخره عتق
منم النار".
وشهر رمضان كلِّه خي وبركة ،والسلِّم يتهد ويد ف هذا الشهر الكحري؛ لينال منم هذا الي ،ويزيد ف
عبَادته ف العشر الواخر منم شهر رمضان؛ لن فيها الي الكحثي والكحثي ،ولا منم الفضل الوُفي ،وفيها
ليلِّة القدر.
وننم نُقتدي بالرسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم؛ عنم السيدة عائشةرضي ال عنها قالت :كان رسوُل ال
صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يتهد ف العشر الواخر منم رمضان مال يتهد ف غيها" ]مسلِّم[ .وقالت أن
النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم" :كان إذا دخل العشر أحيا اللِّيل ،وأيقظ أهلِّه ،وشد مئمزره" ]البَخماري
ومسلِّم[.
وما يدل علِّىَ فضل العشر الواخر منم رمضان أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم كان يوُقظ أهلِّه فيه
صا علِّىَ اغتنام هذه اللِّيال البَاركة ،با هي جديرة به منم العبَادة ،فإنا فرصة العمحر، للِّصلة والذكر؛ حر د
وغنيمحة لنم وفقه ال عز وجل وينبَغي علِّىَ الؤمنم العاقل أل يفلوُت هذه القصة الثمحينة علِّىَ نُفسه وأهلِّه،
فمحا هي إل لياتل معدودة ،ربا يدرك النُسان فيها رحة منم رحات اللِّهعز وجل فتكحوُن سعادة له ف
الدنُيا والخرة.
ومنم سنة النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ف رمضان :العتكحاف ،وهوُ لزوم السجد ،والكحث فيه فتة معينة؛
بنية التقرب إل ال تبَارك وتعال وهوُ سنة مؤكدة ف العشر الواخر منم رمضان ،ويستحب العتكحاف
375
ف غيها ،قالت السيدة عائشة رضي ال عنها ":كان النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يعتكحف العشر الواخر
ف رمضان حت توُفاه ال عز وجل ،ث اعتكحف أزأواجه بعده"] .البَخماري ومسلِّم[.
وقالت" :كان النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يعتكحف ف كل رمضان عشرة ايام ،فلِّمحا كان العام الذي
قبَض فيه اعتكحف عشريدنا" ]البَخماري[ .وكمحا أن الصيام ورع للِّقلِّب يقيه شرور السراف ف الطعام
والشراب ،فكحذلك العتكحاف ينطوُي علِّىَ سر عظيم ،وهوُ حاية العبَد منم آْثار ارتكحاب الذنُوُب.
وعنم السي بنم علِّي رضي ال عنهمحا أن رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قالت" :منم اعتكحف عشدرا ف
رمضان كان كحجتي أو عمحرتي".
وف العشر الواخر توُجد ليلِّة القدر ،قال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم عنها" :التمحسوُها ف العشر
الواخر منم رمضان" ]البَخماري[.
وقال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم" :تروا ليلِّة القدر ف الوُتر منم العشر الواخر منم رمضان" ]البَخماري[ .وليلِّة
القدر خي منم ألف شهر ،أنُزل ال فيها القرآْن الكحري ،وروىً أن رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال:
"أعطيت أمت ف شهر رمضان خدسا ل يعطهنم نُب قبَلِّي ،أما واحدة فإنُه إذا كان أول ليلِّة منم شهر
رمضان نُظر ال إليهم ،ومنم نُظر إليه الرحنم ل يعذبه أبددا ،وأما الثانُية فإن خلِّوُف أفوُاههم حي رهيإسوُن
أطيب عند ال منم ريح السك ،وأما الثالثة فإن اللئكحة تستغفر لم ف كل يوُم وليلِّة ،وأما الرابعة فإن
ال يأمر جنته فيقوُل لا استعدي وتزين لعبَادي ،يوُشك أن يستيوُا منم تعب الدنُيا إل داري وكرامت،
وأما الامسة فإذا كان آْخر ليلِّة منم رمضان غفر ال لم جيدعا".
فقال رجل منم القوُم :أهي ليلِّة القدر يا رسوُل ال؟ فقال :ل ..أل تر إل العمحال يعمحلِّوُن فإذا فرغوُا منم
أعمحالم وفوُا أجوُرهم"] .أحد والبَيهقي والبَزار[.
وعنم علِّي بنم عروة قال :ذكر رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يوُدما أربعة منم بن إسرائيل ،عبَدوا ال
ثانُي عادما ل يعصوُه طرفة عي ،فذكر أيوُب ،وزأكريا ،وحزقيل بنم العجوُزأ ،ويوُشع بنم نُوُن ،قال :فعجب
أصحاب رسوُل ال منم ذلك ،فأتاه جبيل فقال :يا ممحد عجبَت أمتك منم عبَادة هؤلء النفر ثانُي
سنة ل يعصوُه طرفة عي ،فقد أنُزل ال خديا منم ذلك ،فقرأ علِّيه" :إنُا أنُزلناه ف ليلِّة القدر .وما أدراك
ما ليلِّة القدر .ليلِّة القدر خي منم ألف شهر".
أضف إل معلِّوُماتك
رحة ال تعال
كانُت مدة الفطار تبَدأ منم غروب الشمحس ،وتستمحر حت أذان العشاء فقط ،وكان السلِّمحوُن إذا نُام
أحدهم ساعة الفطار دون أن يفطر واصل الصيام إل اليوُم التال.
376
وذات يوُم ،كان رجل منم النُصار صائدمحا ،ولا غربت الشمحس ذهب إل بيته كي يفطر ،فلِّم يد
طعادما ،فنام منم شدة التعب والرهاق ،وذهبَت زأوجته لتحضر الطعام ،فلِّمحا عادت وجدته نُائدمحا،
فأيقظته كي يأكل ،لكحنه واصل الصيام؛ لن وقت العشاء كان قد حان.
وف اليوُم التال ،ذهب ليعمحل ،فوُقع علِّىَ الرض منم شدة الوُع والتعب ،فأخب الناس رسوُل ال صلِّىَ
ال علِّيه وسلِّم بذلك ،ونُزل قوُل ال تعال" :وكلِّوُا واشربوُا حت يتبَي لكحم اليط البيض منم اليط
السوُد منم الفجر" ]البَقرة.[187 :
فأصبَحت مدة الفطار منم الغروب ،وحت أذان الفجر ،وذلك منم رحة ال تعال بالسلِّمحي
يييييييييي
العابد والشجرة
يكحىَ أنُه كان ف بن إسرائيل رجل عابد ،فجاءه قوُمه ،وقالوُا له :إن هناك قوُدما يعبَدون شجرة،
ويشركوُن بال ،فغضب العابد غضدبَا شديددا ،وأخذ فأسه ،وذهب ليقطع الشجرة .وف الطريق ،قابلِّه
إبلِّيس ف صوُرة شيخ كبَي ،وقال له :إل أينم أنُت ذاهب؟ فقال العابد :أريد أن أذهب لقطع الشجرة
الت يعبَدها الناس منم دون ال .فقال إبلِّيس :لنم أتركك تقطعها.
وتشاجر إبلِّيس مع العابد ،فغلِّب العابد إبلِّيسدا ،وأوقعه علِّىَ الرض ،فقال إبلِّيس :إن أعرض علِّيك
أمدرا هوُ خي لك ،فأنُت فقي ل مال لك ،فارجع عنم قطع الشجرة ،وسوُف أعطيك عنم كل يوُم
دينارينم.فوُافق العابد .وف اليوُم الول ..أخذ العابد دينارينم ،وف اليوُم الثان أخذ دينارينم .ولكحنم ف
اليوُم الثالث ل يد الدينارينم ،فغضب العابد ،وأخذ فاسه ،وقال :ل بدأن اقطع الشجرة.
فقابلِّه إبلِّيس ف صوُرة شيخ كبَي ،وقال له :إل أينم أنُت ذاهب؟
فقال العابد :سوُف اقطع الشجرة.
فقال إبلِّيس :لنم تستطيع ،وسأمنعك منم ذلك.
فتقاتل ،فغلِّب إبلِّيس العابد ف هذه الرة ،وألقىَ به علِّىَ الرض.
فتعجب العابد منم أمره كيف استطاع أن يهزم هذا الرجل ف الرة الول بسهوُلة ،وف هذه الرة ريهزم منه
بنفس السهوُلة.
سأل العابد إبلِّيسدا :كيف غلِّبَتن هذه الرة؛ وقد غلِّبَتك ف الرة السابقة؟ فقال إبلِّيس :لنُك غضبَت ف
صا له ،فأمكحنك ال من ،أما ف هذه الرة ،فقد غضبَت لنفسك الرة الول ل تعال ،وكان عمحلِّك خال د
لضياع الدينارينم ،فهزمتك وغلِّبَتك.
هذه القصة الرائعة تدلنا إل أن طريق الخلصا ف العمحل هوُ أقصر الطرق لتحقيق الدف والغاية.
فالخملِّص ف عمحلِّه وفعلِّه وقوُله وإيإانُه يبَه ال ويعينه ويسانُده .قال تعال) :إل الذينم تابوُا وأصلِّحوُا
377
واعتصمحوُا بال وأخلِّصوُا دينهم ل فأولئمك مع الؤمني وسوُف يؤت ال الؤمني أجدرا عظيدمحا( ]النساء:
.[146
أضف إل معلِّوُماتك
ممحد الفاتح
* موُلده:
ولد "بأدرنُة" بتكيا ف 26منم رجب سنة 833هي ،الوُافق 20أبريل سنة 1429م.
* شيوُخه وأساتذته:
)أ( الل أحد بنم إساعيل الكحوُران وهوُ أول أستاذ درسه ،وهوُ الذي حبَب إليه العلِّم ،وحلفظه القرآْن
الكحري كلِّه.
) (2الشيخ ابنم التمحجيد وكان إل جانُب صلحه وتقوُاه شاعدرا حسنم النظم بالعربية والفارسية.
) (3الشيخ سراج الدينم اللِّب.
* اللِّغات الت ييدها:
ضا منم اليطالية.لغته التكية ،وكذلك العربية والفارسية واللتينية والغريقية والسلفية وبع د
* صفاته:
كان السلِّطان ممحد الفاتح قمححي اللِّوُن ،متوُسط الطوُل متي العضلت ،كثي الثقة بنفسه ،ذا بصر
ثاقب وذكاء حاد ومقدرة علِّىَ تمحل الشاق ،يسنم ركوُب اليل واستعمحال السلح ،نُدر أن أدىً
صلة ف غي مسجد جامع ،يريد بذلك التقرب منم ال سبَحانُه وأن يوُفق للِّعمحل للسلم ،كان ميبَا
للِّتفوُق ،سريدعا ف فهم الوُاقف ،يسنم معالة الموُر ،كبَي اليقظة ،بعيد النظر ،وكان مدبَا للِّعلِّمحاء
ورجال الدب ،ول يلِّوُ ملِّسه منم نُدمائه الدباء والشعراء والفلسفة ورجال الدينم.
* أعظم أعمحاله:
القضاء علِّىَ الدولة البَيزنُطية وفتح مدينة القسطنطينية وكذلك توُطيد دعائم اللفة العثمحانُية .فقد انُتصر
ف العديد منم العارك ،وقننم القوُانُي ،وعمحل علِّىَ استقرار الياة الداخلِّية ،وأشاع المنم والطمحأنُينة بي
السلِّمحي.
* مدة حكحمحه:
إحدىً وثلثوُن سنة.
* منم أقوُاله العظيمحة:
نُصيحته لوُلده وخلِّيفته منم بعده:
لا رحيدمحا ،وابسط علِّىَ الرعية "ها أنُذا أموُت ،ولكحن غي آْسف لن تارك خلِّدفا مثلِّك ،كنم عادلد صا د
حايتك بدون تييز ،واعمحل علِّىَ نُشر السلم ،فإن هذا هوُ واجب اللِّفاء ف الرض ،وقلدم الهتمحام
378
بأمر الدينم علِّىَ كل شيء ،ول تفت ف الوُاظبَة علِّيه ،ول تستخمدم الشخماصا الذينم ل يهتمحوُن بأمر
الدينم ،ول يتنبَوُن الكحبَائر ،وينغمحسوُن ف الفحش ،وجانُب البَدع الفسدة ،وباعد الذينم يرضوُنُك
علِّيها .وسع رقعة البَلد بالهاد ،واحرس أموُال بيت الال منم أن تتبَدد ،وإياك أن تد يدك إل مال
أحد منم رعيتك إل بق السلم ،واضمحنم للِّمحعوُزأينم قوُتم ،وابذل إكرامك للِّمحستحقي ،وبا أن العلِّمحاء
هم بثابة القوُة البَثوُثة ف جسم الدولة؛ فعظم جانُبَهم وشجعهم ،وإذا سعت بأحد منهم ف بلِّد آْخر
فاستقدمه إليك ،وأكرمه .رحه ال تعال
يييييييييي
ليلة القدر
احتفل ويتفل السلِّمحوُن بلِّيلِّة القدر الت نُزل فيها القرآْن الكحري .وقد اختلِّف السلِّمحوُن ف أي اللِّيال
هي ،وأشهر القوُال أنا ف ليلِّة السابع والعشرينم منم شهر رمضان البَارك ،إل أنُنا رأمرنُا أن نُتحراها
أي:نُتوُقعهاف اليام الفردية منم اليام العشرة الخية ف رمضان،أي ليال 21،23،25،27،29منم
رمضان.
وليلِّة القدر هي ليلِّة الشرف وعلِّوُ الكحانُة ،وهي خي منم ألف شهر ،قال ال عز وجل) :ذإلنُا أشنُشزلهشناهر ذف
ف ششههتر* تشينشيلزرل الهشمحلئذشكحةر شوالترورح ذفيشها بذذإهذذن خيير لمنم أشله ذ ذ
شهلييلِّشة الهشقهدذر* شوشما أشهدشراشك شما شهلييلِّشةر الهشقهدذر* شهلييلِّشةر الهشقهدذر ش ه ة ه
شرلذبم لمنم ركلل أشهمتر* شسلةم ذهشي شحلت شمطهلِّشذع الهشفهجذر(
فيمحا نُزلت أول آْية منم القرآْن الكحري علِّىَ رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم وهوُ يتعبَد ف غار حراء بعيددا
عنم الناس ،نُزل قوُل ال تعال) :اقهيرأه ذباسذم ربل ذ
ك الذي شخلِّششق* شخلِّششق اذلنُشساشن ذمهنم شعلِّشتق* اقهيشرأه شوشربت ش
ك ش ه ش ش
الشهكشررم* الذذي شعلِّلشم ذبالهشقلِّشذم * شعلِّلشم اذلنُشساشن شما شله يشيهعلِّشهم(.
ك لذترهخمذرشجب أشنُشزلهشناهر إذلشهي ش ذ
ث توُال نُزول القرآْن الكحري رحة للِّعالي وهداية للِّناس أجعي ،قال تعال) :كشتا ة
ت إذشل التنوُذر بذذإهذذن شرلبذهم إذشل ذصشراذط الهشعذزيذز اهلشذمحيذد(. اللناس ذمنم الظتلِّرمحا ذ
ش ش ش
وعنم ليلِّة القدر روي أن عمحر بنم الطاب رضي ال عنه دعا أصحابه فسألم عنم ليلِّة القدر فأجعوُا أنا
ف العشر الواخر منم رمضان ،فقال ابنم عبَاس لعمحر :إن لعلِّم أي ليلِّة القدر هي ،فقال عمحر :وأي
ليلِّة هي؟ فقال :سابعة تضي أو سابعة تبَقىَ ،منم العشر الواخر ،فقال عمحر :منم أينم علِّمحت ذلك؟،
قال ابنم عبَاس :خلِّق ال سبَع سوُات وسبَع أرضي وسبَعة أيام ،وإن الشهر يدور علِّىَ سبَع ،وخلِّق
النُسان منم سبَع ،ويأكل منم سبَع ،ويسجد علِّىَ سبَع ،والطوُاف بالبَيت سبَع ،ورمي المحار سبَع،
فقال عمحر :لقد فطنت لمر ما فطنا له.
379
وسيت ليلِّة القدر بذا السم لن ال تعال يقدر فيها الرزأاق والعمحار وكل شيء ف العال ،قال
تعال) :ذفيشها ييرهفشررق ركتل أشهمتر شحذكحيتم( ،وسيت كذلك لعظم قدرها وشرفها ،ولنا تكحسب منم أحياها
قددرا عظيدمحا ل يكحنم له قبَل ذلك وتزيده شردفا عند ال تعال ،ولن العمحل ف هذه اللِّيلِّة له قدر عظيم.
وقد خص ال سبَحانُه وتعال أمة السلم بذه اللِّيلِّة البَاركة ،وأخفاها عنهم رحة بم ،حت يزيدوا ف
طاعته بانُتظارهم لا وترقبَها ف العشر الواخر منم رمضان.
وليلِّة القدر لا علمات تعرف با ،قال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم :إن أمارة ليلِّة القدر أنا صافية
بلِّجة ،وكأن فيها قمحدرا ساطدعا ،ساكنة ساجية ،ل برد فيها ول حر ،وإن أمارتا أن الشمحس صبَيحتها
ترج مستوُية ،ليس لا شعاع مثل القمحر ليلِّة البَدر ،ول يل للِّشيطان أن يرج معها يوُمئمذ"النسائي.
وف هذه اللِّيلِّة يكحثر نُزول اللئكحة إل الرض ،ويكحثر فيها نُزول الرحات والعمحل فيها خي منم عمحل
ألف شهر ،وصيامها وقيامها خي منم عبَادة ألف شهر.
وليلِّة القدر سلم حت مطلِّع الفجر ،لذلك أحرصا علِّىَ أن أجد واجتهد لكحي أنُال بركة هذه اللِّيلِّة،
فأنُا أعلِّم أنُه لنم ينال كسلن أو غافل ثوُابا وبكحرتا ،وأن الذي يراقب ال فيقوُم ليلِّه ويصوُم ناره،
ويتلِّوُ القرآْن آْنُاء اللِّيل وأطراف النهار ويعتكحف ف مسجد ال يسبَحه ويستغفره ويدعوُه ،ويرجوُ رحته
ويشىَ عذابه ،هوُ الذي سيفوُزأ بذه اللِّيلِّة وبركتها ،قال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم":منم قام ليلِّة
القدر إيإادنُا واحتسادبا غفر له ما تقدم منم ذنُبَه" متفق علِّيه.
وف هذه اللِّيلِّة أدعوُ رب قائل" :اللِّهم إنُك عفوُ تب العفوُ فاعف عن" لا روي عنم السيدة عائشة
ت ليلِّة القدر فمحاذا أدعوُ؟ فقال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم لا": رضي ال عنها قالت :يا رسوُل ال..إن وافق ر
قوُل:اللِّهم إنُك عفوُ تب العفوُ فاعف عن"التمذي والنسائي.
فينبَغي علِّينا جيعا أن ل نُدع فرصة هذه اللِّيلِّة العظيمحة الت يستجاب فيها الدعاء تفوُتنا،بل نييها
بالصلة والقيام والدعاء لنُفسنا ولهلِّنا وللِّمحسلِّمحي ف كل مكحان.
أضف إل معلِّوُماتك
رزأق ساقه ال إليك
كانُت أم إسحاق رضي ال عنها عند رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ذات يوُم فأحضر رجل وعاء فيه
طعام وعلِّيه بعض اللِّحم ،فأكل منه النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم وأكلِّت معه أم إسحاق حت شبَعت ...
ث قطع النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قطعة منم اللِّحم ونُاولا أم إسحاق ،فتذكرت أم إسحاق أنا كانُت
صائمحة ولكحنها نُسيت ،وأكلِّت مع الرسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم فتددت ف أن تأخذ اللِّحم منه صلِّىَ
ال علِّيه وسلِّم ،وأخذت تفكحر ،تد يدها وتؤخرها ،فسألا النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم :مالك؟ فأجابت:
كنت صائمحة ،فنسيت ،فقال ذو اليدينم :الن ،بعدما شبَعت؟ فقال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم" :أتي
صوُمك فإنا هوُ رزأق ساقه ال إليك" أحد
380
يييييييييي
معركة المنصورة
ف مثل هذه اليام البَاركة منم شهر رمضان ،نُتذكر معركة منم معارك السلِّمحي ضد الظلِّم والكحفر ،كلِّلِّها
ال بالنصر البَي علِّىَ أعداء السلم والسلِّمحي ،هذه العركة هي معركة "النصوُرة" الت كانُت ف شهر
رمضان سنة 647هي ضد الصلِّيبَيي.
فقد قدم "لوُيس التاسع" ملِّك فرنُسا يقوُد جيدشا قوُامه 110آْلف مقاتل ،مزودينم بأحدث أنُوُاع
السلِّحة ،ف أحدث حلِّة صلِّيبَية ،وهي المحلِّة الصلِّيبَية السابعة ضد مصر ،كان طابع المحلِّة
استعمحارييا اقتصادييا ،وقام اللِّك لوُيس التاسع بالتصال مع الغوُل للِّضغط علِّىَ الشرق السلمي منم
الانُبَي ،وواصل زأحفه حت استوُل علِّىَ دمياط سنة 1249م ،ث توُلجه إل النصوُرة ،وعلِّىَ ضفاف
البَحر الصغي دارت معركة حامية ،اشتك فيها العربان والشايخ والفلحوُن ،واشتك ف تعبَئمة الروح
العنوُية "العز بنم عبَد السلم" وهوُ يوُمئمذ ضرير ،وكان قائد اليوُش فخمر الدينم ابنم شيخ السلم
الوُين ،وانُتهت العركة بأن أسر السلِّمحوُن منم الصلِّيبَيي مائة ألف وقتلِّوُا عشر آْلف ،ورأسر اللِّك
لوُيس التاسع ،وسجنم بدار ابنم لقمحان بالنصوُرة ،ث افرتدي اللِّك بدفع ) 40ألف دينار( ،وأةطلِّق
سراحه.
وأثناء العركة توُف اللِّك الصال أيوُب؛ فقاد ماليكحه الرب ،وبدأت بم الدولة المحلِّوُكية.
ويطلِّق اسم الروب الصلِّيبَية علِّىَ الروب الت شنتها أوروبا ضد الشرق السلمي والسلِّمحي ف
النُدلس لدة قرنُي منم الزمان ،وبدأت مقدماتا ف النصف الثان منم القرن العاشر اليلدي )الرابع
الجري( بجوُم بيزنُطة علِّىَ الشام ،وهجوُم دول الشمحال السبَان ،مدعوُمة منم البَابوُية ومنم دول
الفرنة ،منذ أواسط القرن الادي عشر علِّىَ النُدلس ،واحتلل طلِّيطلِّة سنة 1085م ،ث احتلل
صقلِّية منم قبَل النوُرمانُد سنة 1091م ،واستمحر النضال بي السلِّمحي والصلِّيبَيي حت سقطت
القسطنطينية ف يد العثمحانُيي ،وسقطت غرنُاطة ف القابل ف يد الصلِّيبَيي سنة 1491م.
بدأت المحلِّة الصلِّيبَية الول سنة 1095م ،وكانُت تمحل ف الظاهر الطابع الدين وحل الاربوُن علِّىَ
طوُل أجسامهم علمة الصلِّيب ،لتكحوُن حردبا مقدسة ،لكحنم الطمحاع ف ثروات بلد الشرق كانُت
السبَب الفي .وكانُت المحلِّة الصلِّيبَية الثانُية بي عامي )1149 1147م( ،والثالثة بي أعوُام )
1192 1189م( ،والرابعة بي عامي ) 1204 1202م( ،والسابعة بي عامي )1250 1248م(
ضا لوُيس التاسع بعد أن أطلِّق سراحه ،وتوُجه با إل توُنُس سنة 1270م وقد والثامنة والت قادها أي د
توُف هناك ،وفشلِّت المحلِّة .ث تت تصفية الوُجوُد الصلِّيب ف بلد الشام بعد ذلك علِّىَ يد السلِّطان
قلوون )الذي حكحم بي سنت )1290 1279م( ،والذي استوُل علِّىَ طرابلِّس ،ث استوُل ابنه
"خلِّيل" علِّىَ عكحا ،وأهخشرج منها سنة 1291م آْخر القوُىً الصلِّيبَية ف الشام.
381
وكانُت الروب الصلِّيبَية مناسبَة مأساوية للِّقاء الشرق والغرب ،ولكحنها سحت لوروبا أن تستفيد كل
الفائدة منم الضارة السلمية ،والعلِّوُم والكتشافات الت توُصل إليها علِّمحاء السلِّمحي ،ما بعث فيها
عصر النهضة ،والذي كان الطريق نوُ تقدمها العلِّمحي والتكحنوُلوُجي الذي نُشهده اليوُم.
أضف إل معلِّوُماتك
الجر للِّمحفطر
خرج رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ومعه بعض الصحابة ف سفر طوُيل ،وكانُت الشمحس ف ذلك
اليوُم رمرقة وشديدة الرارة ،فصام بعض الصاحبَة ،وافطر بعض آْخر.
وبعد فتة منم السي ف الصحراء ،أمر رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم بالتوُقف ف مكحان ليستيوُا فيه.
فقعد الصائمحوُن ،ول يستطيعوُا الركة منم شدة التعب والوُع والعطش ،وقام الفطرون فنصبَوُا اليام،
وسقوُا البل ،وأخذوا يدموُن الصائمحي.
فلِّمحا رأىً رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ذلك ،قال" :ذهب الفطرون اليوُم بالجر" ]مسلِّم[ .أي
أخذوا أجر قيامهم بالعمحال وثوُاب خدمتهم لخوُانم الصائمحي
يييييييييي
فتح بلد البلقان
ف مثل هذا اليام منم شهر رمضان سنة 932هي فتح السلِّمحوُن بلِّجراد ،ورملهد الطريق أمام السلِّمحي
لفتح وسط أوروبا.
ففي عام 1520م توُل السلِّطان العثمحان "سلِّيمحان القانُوُن" اللفة ،فأرسل سفديا إل ملِّك الر،
يطالبَه اللتزام بعاهدة الصلِّح الت ت التوُصل إليها مع الدولة العثمحانُية ،فأمر ملِّك الر بقتل السفي،
فأعد السلِّطان سلِّيمحان حلِّة وجيدشا قوُييا يتكحوُن منم ) 100ألف مقاتل( ،و) 300مدفع( ،و)800
سفينة( ف نر الدانُوُب؛ لنقل النوُد منم شاطئ إل شاطئ آْخر ،فقد كانُت كثرة النار والقنوُات
الائية تشكحل عائدقا أمام اليوُش ف هذه النطقة منم شرق أوروبا ووسطها.
وف مثل هذا اليام منم شهر رمضان سنة 932هي فتح اليش العثمحان مدينة بلِّجراد ،وواصل الفاتوُن
زأحفهم حت فتحوُا جزيرة رودس ف البَحر التوُسط ،والت كان يتلِّها فرسان "القديس يوُحنا" ،وكانُت
تشكحل عائدقا بي إسطنبَوُل والقاهرة ،وتعتض سفنم الجاج البَحرة منم تركيا إل الجازأ.
وبعد فتح بلد الصرب ،خرج جنوُد الر ،وتوُقفت اليوُش العثمحانُية علِّىَ هذه البَهة فتة خس
سنوُات؛ لنُشغالا بالهاد علِّىَ جبَهات أخرىً.
وف عام 1526م ترك اليش العثمحان تت قيادة السلِّطان "سلِّيمحان القانُوُن" ،بعد أن انُضمحت إليه
الاميات العثمحانُية الت كانُت مقيمحة ف بلد الصرب نوُ الر ،وجعل بلِّجراد قاعدة إدارية للِّجيش،
وبعد أن فتح السلِّطان عدددا منم القلع الصينة علِّىَ نر الدانُوُب ،وصل إل وادي "موُهاتش" ف 28
382
أغسطس سنة 1526م ،ودارت أكب معركة ف تاريخ الدولة العثمحانُية ضد جيش الر بقيادة اللِّك
"لوُيس الثان" الذي انزم ،وانُتهت العركة بقتلِّه وتزيق جيشه.
وطاردت قوُات اليش العثمحان فلِّوُل وبقايا اليش الري حت اقتبت منم أبوُاب عاصمحة الر )بوُدا(،
فسارع قادتا بتسلِّيم مفاتيح الدينة إل السلِّطان سلِّيمحان ،الذي دخلِّها رمتلوُدجا بالنصر ف
10/9/1526م ،وجع السلِّطان سلِّيمحان رجال الدينة ،واستشارهم ف تعيي أمي "تراسلِّفانُيا" )جان
زأابوُل( ملِّدكحا علِّيهم ،فوُافقوُا ،وبذلك انُتهت ملِّكحة الر ،وأصبَحت تابعة للِّدولة العثمحانُية.
بقيت النمحسا بعيدة عنم الصراع حت تلِّك الفتة ،لكحنم ملِّكحها "فردينانُد" طمحع ف أن يضم بلد الر
للِّكحه ،فوُجه جيدشا حارب اللِّك زأابوُل وانُتصر علِّيه ،فأرسل زأابوُل إل السلِّطان سلِّيمحان ،وأخطره با
حدث ،فقاد السلِّطان جيدشا منم 250ألف جندي ،و 300مدفع ،وسار حت وصل إل "موُهاتش"
ف سنة 1529م ،فانُضم إليه زأابوُل ،وسار معه إل "بوُدا" عاصمحة الر ،فهرب منها ملِّك النمحسا
"فردينانُد" إل "فيينا" عاصمحة بلده ،فطاردته القوُات العثمحانُية حت أبوُاب "فيينا" ،فحاصرتا وقصفتها
بالدافع ،وأمكحنم فتح عدد منم الثغرات ف أسوُارها ،ولكحنم ل يتمحكحنم العثمحانُيوُن منم فتحها سنة
1531م ،فقرر السلِّطان سلِّيمحان رفع الصار والعوُدة إل عاصمحته.
وبعد مناوشات بي الطرفي ،توُصلِّوُا إل صلِّح بينهمحا ،ضمحنم الستقرار ف بلد الصرب والبَلِّقان،
فتعرف أهال هذه النطقة علِّىَ السلم والسلِّمحي منم خلل التعامل معهم علِّىَ أساس الشريعة
السلمية.
صا بعد أن وجه ولكحنم استمحرت النمحسا ف تنظيم التحالفات ،وتوُجيه الروب ضد العثمحانُيي ،خصوُ د
البَابا نُداءد إل الدول الوروبية سنة 1594م ،لقامة تالف ضد السلِّمحي.
وف سنة 1595م اجتاحت قوُات النمحسا بلد الر مرة أخرىً ،وهزمت واليها ،وقتلِّت وال البَوُسنة
والرسك "حسنم باشا" ،فقام الصدر العظم "سنان باشا" بالتحرك علِّىَ رأس جيش كبَي ،استد به
القلع والدن الت احتلِّها النمحساويوُن ،فمحا كان منم ملِّك النمحسا "رودلف الثان" إل أن نُظم تالدفا
ضد العثمحانُيي ضم ألانُيا ورومانُيا وترانُسلِّفانُيا ،وقام أمي رومانُيا بمحع 4000مسلِّم وقطع رقابم،
فقاد "سنان باشا" جيشه ودخل مدينة بوُخارست عاصمحة رومانُيا ،وأخضعها ،ودمر الكحثي منم قوُات
هذا التحالف ،وف السنة التالية )1596م( قاد السلِّطان سلِّيم الثان جيشه ،وهز التحالف الوروب،
وكانُت أرض الر هي ساحة النزاع والرب ،وكان أهلِّها يفضلِّوُن حاية السلِّمحي لم عنم حاية
النمحساويي الذينم كانُوُا يستقوُنم ويسيئموُن معاملِّتهم ،وهوُ ما دفع أهل الر إل انُتخماب المي
"بوُسكحاي" ملِّدكحا علِّيهم سنة 1605م ،ووافقت علِّيه الدولة العثمحانُية.
أضف إل معلِّوُماتك:
* تسمحىَ سوُرة الزلزلة نُصف القران الكحري.
383
* تسمحىَ سوُرة البَقرة سنام القران الكحري.
* تنبَت شجرة الزقوُم ف قعر جهنم .
* كان أول عيد فطر ف السلم ف العام الثان للِّهجرة.
* سي الصحاب قتادة بنم النعمحان النُصاري ذو العيني أو ذو العي ،وذلك حي أصيبَت عينه يوُم
أحد وسقطت ،فردها النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم إل مكحانا.
* أرسل الرسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم علِّي بنم أب طالب رضي ال عنه إل أهل مكحة ليقرأ علِّيهم
اليات العشر الول منم سوُرة التوُبة
يييييييييي
زكاة الفطر
صديقي العزيز ..حديثنا اليوُم عنم زأكاة الفطر أو صدقة الفطر ،وزأكاة الفطر أو الفطار هي مبَلِّغ بسيط
يدفعه السلِّم عنم طيب نُفس للِّمححتاج ،شكحدرا ل تعال علِّىَ فضلِّه وتوُفيقه له وإعانُته علِّىَ الصيام ،كمحا
أنا تطهي لصيام السلِّم منم الشوُائب الت أحاطت به وأنُقصت منم أجره ،قال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم:
"صدقة الفطر طهرة للِّصائم منم اللِّغوُ والرفث ،وطعمحة للِّمحساكي" رواه أبوُ داود ،كمحا أنا إشاعة للِّب
ف العيد لتعم الفرحة كل السلِّمحي ،فيدفع القادر منم السلِّمحي إل غي القادر مبَلِّدغا يطهر به ماله
ونُفسه منم البَخمل ،وينقي غي القادر قلِّبَه منم القد والسد ،فتسوُد البَة والوُدة التمحع السلِّم قال
تعال" :خذ منم أموُالم صدقة تطهرهم وتزكيهم با" ،وهكحذا اقتضت حكحمحة ال تعال ورحته أن ييرهتبَذشع
صيام رمضان بكحل ما فيه منم تزكية للِّنفس بتزكية أخرىً تبَث البَسمحة والفرحة ف قلِّوُب السلِّمحي جيدعا.
* علِّىَ منم تب:
زأكاة الفطر يرجها السلِّم عنم نُفسه وعمحنم يعوُل أي :منم يصرف علِّيهم منم زأوجته وأطفاله وخادمه
ووالديه ،بشرط كوُنُه قاددرا علِّىَ طعامه وطعام منم يعوُل.
* مت تب:
تب بإدراك جزء منم رمضان وجزء منم شوُال ،ويوُزأ إخراجها منم أول يوُم منم رمضان ،ويكحره تأخيها
عنم صلة العيد ،ول يوُزأ تأخيها عنم صلة العيد ،ول تسقط بالتأخي بعد الوُجوُب ،بل تصي ديدنا ف
الذمة حت تؤدىً.
* مقدارها:
مقدار زأكاة الفطر صاع منم غالب قوُت ما يأكلِّه أهل البَلِّد ،وهوُ ما يعادل تقريدبَا دولدرا أمريكحياد واحددا،
ويوُزأ إخراج القيمحة نُقددا إذا كان ذلك أنُفع للِّفقي والسكحي.
* لنم رتصرف:
384
تصرف زأكاة الفطر إل الفقراء والساكي ،وف وجوُه الب العام ،ويوُزأ إنُفاقها لتعمحي الساجد وإقامة
اللجئ والستشفيات ودور العلِّم.
أضف إل معلِّوُماتك:
ذو الكحفل علِّيه السلم
نُسبَه:
قال أهل التاريخ ذو الكحفل هوُ ابنم أيوُب علِّيه السلم ونُسبَه هوُ نُسب أيوُب علِّيه السلم ،وقد بعثه
ال بعد أيوُب وساه ذا الكحفل لنُه تكحفل ببَعض الطاعات فوُف با ،وكان مقامه ف الشام ،وأهل دمشق
يتناقلِّوُن أن له قبا ف جبَل هناك يشرف علِّىَ دمشق يسمحىَ قاسيوُن ،ويرىً بعض العلِّمحاء أنُه ليس بنب
و إنا هوُ رجل منم الصالي منم بن إسرائيل وقد رجح ابنم كثي نُبَوُته لن ال تعال قرنُه مع النُبَياء
فقال عز وجل ف سوُرة النُبَياء ) وإساعيل وإدريس وذا الكحفل كل منم الصابرينم ،و أدخلِّناهم ف رحتنا
إنم منم الصالي( قال ابنم كثي :فالظاهر منم ذكره ف القرآْن العظيم بالثناء علِّيه مقرونُا مع هؤلء
السادة النُبَياء أنُه نُب علِّيه منم ربه الصلة والسلم وهذا هوُ الشهوُر ،والقرآْن الكحري ل يزد علِّىَ ذكر
اسه ف عداد النُبَياء أما دعوُته ورسالته والقوُم الذينم أرسل إليهم فلِّم يتعرض لشيء منم ذلك ل
بالجال ول بالتفصيل ،لذلك نسك عنم الوُض ف موُضوُع دعوُته حيث أن كثياد منم الؤرخي ل
يوُردوا عنه إل النزر اليسي ،وما ينبَغي التنبَه له أن )ذا الكحفل( الذي ذكره القرآْن هوُ غي )الكحفل( الذي
ذكر ف الديث الشريف ،ونُص الديث كمحا رواه المام أحد عنم ابنم عمحر رضي ال عنهمحا قال :
) كان الكحفل منم بن إسرائيل ل يتوُرع عنم ذنُب عمحلِّه فأتته امرأة فأعطاها ستي ديناردا ،علِّىَ أن يطأها
فلِّمحا قعد منها مقعد الرجل منم امرأته أرعدت وبكحت فقال لا ما يبَكحيك ؟ أكرهتك ؟ قالت :ل ولكحنم
هذا عمحل ل أعمحلِّه قط وإنا حلِّتن علِّيه الاجة ،قال :فتفعلِّي هذا ،ول تفعلِّيه قط؟ ث نُزل فقال:
اذهب فالدنُانُي لك ،ث قال :وال ل يعصي ال الكحفل أبدا ،فمحات منم ليلِّته فأصبَح مكحتوُبا علِّىَ بابه :
)قد غفر ال للِّكحفل( ،قال ابنم كثي :ورواه التمذي وقال :حديث حسنم ،وروي موُقوُفا علِّىَ ابنم عمحر
وف إسناده نُظر ،فإن كان مفوُظا فلِّيس هوُ ذا الكحفل وإنا لفظ الديث الكحفل منم غي إضافة فهوُ إذاد
رجل آْخر غي الذكوُر ف القرآْن.
ويذكر بعض الؤرخي أن ذا الكحفل تكحفل لبَن قوُمه أن يكحفيهم أمرهم ويقضي بينهم بالعدل فسمحي ذا
الكحفل وذكروا بعض القصص ف ذلك ولكحنها قصص تتاج إل تثبَت وإل تحيص وتدقيق
يييييييييي
أولا قيام ليل
أذكر أول مرة قمحت فيها اللِّيل ،كان ذلك ف اللِّيلِّة الامسة والعشرينم منم رمضان منذ 4سني ،كان
عمحري حينها أحد عشر عادما ..يوُمها أخذن والدي معه إل السجد ،كانُت الساعة تقتب منم
385
الوُاحدة والنصف صبَادحا ..وكنت قد استعددت جيددا لذا السهر ،فأخذت قسدطا جيددا منم النوُم بعد
صلة العشاء ،حت أستطيع أن أؤدي هذا العمحل العظيم بمحة ونُشاط.
ول أنُسىَ أبددا هذا اليوُم ما حييت ،فل زأال عالدقا ف ذهن مشهد دخوُل السجد منم الداخل ،حيث
برت وقتها بالضوُاء ،ول أدري لاذا ،فهذه الضوُاء أراها كل يوُم ف صلت الغرب والعشاء ،ولكحنم ل
أدري لاذا برتن الضوُاء هذه الرة ،هل لن النطقة كلِّها مظلِّمحة ودخلِّت علِّىَ السجد النار ،فكحانُت
القارنُة بي الظلِّمحة والنوُر؟ أم هل لنُن ل أتوُقع أن أجد هذا النوُر وننم ف جوُف اللِّيل؟ ل أدري ..كل
الذي أدري أنُن لنم أنُسىَ هذا الشهد ما حييت.
ضا هذا الكحم الكحبَي منم الصلِّي ،فقد توُقعت أن يكحوُن العدد قلِّيلد نُظدرا لتأخر وما لفت انُتبَاهي أي د
الوُقت ،ولكحن علِّىَ العكحس منم ذلك وجدت السجد متلِّدئما بالصلِّي ،وسرن أن أرىً عدددا ل بأس به
منم الصلِّي الصغار مثلِّي جاءوا مع ذويهم لينالوُا الثوُاب والجر ،وكان الشهد يهز القلِّوُب ،ويستحوُذ
ي للمام يزيده تأثديا وتلِّدكحا منم علِّىَ الشاعر ،فجلل القرآْن وجاله له هيبَة ووزأن وتأثي ،والصوُت الند ل
القلِّب ،لذلك أوصانُا رسوُلنا صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أن نسنم أصوُاتنا ف القراءة ،وأخب أب بنم كعب
رضي ال عنه بأنُه أوت مزمادرا منم مزامي داود ،نُظدرا لمحال صوُته ،وحسنم قراءته للِّقرآْن.
فتهيأت نُفسديا للِّخمشوُع قبَل أن أدخل الصلة ،ولا دخلِّت ف الصلة عشت مع جلل القرآْن ،أفكحر
ف كل كلِّمحة فيه ،أحاول فهمحها وتدبر معناها ،أسلبَح ال سبَحانُه عندما يرد ذكره ،أو ذكر شيء منم
نُعمحه وآْياته ،أدعوُ بدخوُل النة إذا قرأ المام عنها ،وأتعوُذ منم النار حي ذكرها ،حت إذا ركع المام
ل ،وفعلِّت مثل ذلك ف السجوُد ،حيث أكثرت منم الدعاء ل تعال ل ركعت ،وأخذت أسبَح ال طوُي د
ولوُالدي ولهلِّي ولخوُت وللِّمحسلِّمحي ف كل مكحان ..دعوُت ال أن يرحن ،وأن يتقبَلِّن عنده ف عبَاده
ي اللِّذينم ربيان صغديا واعتنيا ب ،ودعوُت لخوُت وأصحاب بالداية والتوُفيق الصالي ،ودعوُت لوُالد ل
والنجاح ،ودعوُت للِّمحسلِّمحي ف كل مكحان بأن ينصرهم ال ،ويرفع عنهم بأس عدوهم ،وأن يهديهم
إل فهم السلم والعمحل به.
والغريب والمحيل ف آْن واحد أنُن ل أشعر بالتعب ،رغم أن الركعتي قد استغرقتا حوُال نُصف الساعة،
وما ذلك إل لعوُن ال ل أودل ،ث لشوُعي مع المام ف الصلة ،ما أنُسان تعب السم ف ظل سعادة
القلِّب.
وهكحذا أكمحلِّت صلة الركعات الثمحان ،ث صلِّيت الشفع والوُتر ،وعدت مع والدي إل البَيت ،وأنُا
أشعر أن إنُسان جديد ،إنُسان ذو هة عالية ،وقلِّب رقيق ،وأخلق حسنة ،نُعم يا إخوُت ..هذا ما
ف ،فقد علِّمحتن كيف أكوُن حسنم الصلِّة بال ،وفهمحتن فضل أهلِّي علِّلي، فعلِّته صلة قيام اللِّيل ل
وحثتن علِّىَ أن أكوُن تقديا حسنم اللِّق مع الناس جيدعا.
386
ولذلك طلِّبَت منم والدي أن يأخذن معه كل يوُم ،ولكحنه أشفق علِّلي ،وذكرن بأن علِّلي الذهاب
للِّمحدرسة كل يوُم ف الصبَاح البَاكر ،ولذلك فهوُ سيأخذن هذا العام أربع مرات فقط ،علِّىَ وعد منه
أن يزيد عدد الرات ف رمضان التال ،وقد كان ،ث زأيارة أخرىً ف رمضان الذي يلِّيه ،وهكحذا ،حت
أصبَحت أصلِّي القيام كل ليال العشر الواخر منم رمضان.
وهذه الصوُرة "صوُرة أول قيام ليل" ل زأالت عالقة ف ذهن واضحة تادما رغم مرور أربع سنوُات علِّيها،
صلِّيت خللا الكحثي منم اللِّيال بفضل ال تعال ولكحنها تبَقىَ هي الجل ،لنا الول
يييييييييي
كيف نشكر ال؟
مع اليام الخية لشهر رمضان ..قال ل والدي :قد أوشك رمضان علِّىَ النُتهاء ،ونُسأل ال تعال أن
يتقبَل منا صلتنا وصيامنا وقيامنا ،ولكحنم علِّينا أن نُشكحر ال تعال أن جاءنُا رمضان وننم بصحة
وعافية ،فتمحكحنا بعوُنُة ال منم الصيام ومنم أداء العبَادات.
فقلِّت :وهل ال ف حاجة لذا الشكحر؟ قال :ننم الذينم ف حاجة للِّشكحر يا ولدي ،فالشكحر اعتاف
منا بنعم ال ،وهوُ طريق لبَقاء النعمحة وعدم زأوالا ،وقد روي عنم المام علِّري كلرم ال وجهه أنُه قال:
"النعمحة موُصوُلة بالشكحر" ،فحت تبَقىَ النعمحة وتزاد فعلِّينا أن نُشكحر ال تعال علِّيها؛ لنُه سبَحانُه قد
ضل با علِّينا ،ورمضان هوُ منم أعظم هذه النعم؛ لنُه كمحا عرفت سابدقا يا ولدي شهر الثوُاب تف ل
الكحبَي ،فأوله رحة ،وأوسطه مغفرة ،وآْخره عتق منم النار ،وننم ل نُدري إن كنا سندرك رمضان القادم
لننال هذا الجر العظيم أم ل.
قلِّت :وكيف نُشكحر ال تعال يا أب؟
قال :شكحر ال تعال يكحوُن بعدة طرق:
يكحوُن باللِّسان ،وذلك بتسبَيح ال تعال وذكره الدائم ،وشكحره علِّىَ نُعمحه الوُاسعة.
ويكحوُن الشكحر بالقلِّب ،وذلك بتعظيم ال تعال وإجلله وتوُقيه.
ويكحوُن الشكحر كذلك بالعمحل ،وذلك بعمحل ما أمر ال به ،والبتعاد عمحا نىَ ال عنه ،تيل معي يا بن
صا أحسنم إليك ،أو قدم إليك خدمة ،ث بدلد منم أن تشكحره علِّىَ ذلك إذا بك تشتمحه لوُ أن شخم د
وتسبَه ،فهل هذا الفعل يلِّيق؟ قلِّت :بالطبَع ل ،وكيف يكحوُن ذلك؟ قال :فلِّلِّه تعال الثل العلِّىَ،
ذ
فنعمحه ل يإكحنم أن تقارن بأي شيء أو أحد ف الدنُيا ،وصدق ال تعال حي قال) :شوذإن تشيعرتدواه نُهعشمح ش
ت
صوُشها( ،فهل يلِّيق بنا وننم ل نُستطيع أن نصي نُعم ال تعال أن نُفعل ما يغضبَه؟ إن ذ
اللِّله لش رهت ر
العاصي والذنُوُب منم أشد ما يغضب ال تعال لنُنا بذلك كأنُنا ناهره سبَحانُه بالعداوة ،ومنم يستطيع
أن يفعل ذلك مع ال البَار القهار؟ وانُظر يا بن إل نُبَينا صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم كم كان شاكدرا لربه
387
صللِّي شحلت تشذرشم أشهو تشيهنتشذفشخ ذ
صللِّىَ اللِّلهر شعلِّشهيه شوشسلِّلشمحكحان ير ش
عاردفا لفضلِّه ،فكحمحا روىً المام البَخماري:أشن النلذب ش
قششدشماهر فشييريشقارل لشره:أوما قد غفر ال لك ما تقدم منم ذنُبَك وما تأخر؟ فشييشيرقوُرل " :أششفل أشركوُرن شعهبَددا ششركحوُدرا".
قلِّت :صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ..ونمحد ال علِّىَ نُعمحه الكحثية ،وفضلِّه العظيم..
قال :يا ولدي ،إذا ما حدث لك شيء تبَه ،أو زأال عنك شيء تكحرهه ،فاسجد ل تعال شاكدرا.
قلِّت :شكحدرا ل دائدمحا ..ففضلِّه أكب منم أن يشكحر ..والمحد ل دائدمحا.
أضف إل معلِّوُماتك
ف رواية الديث
أبوُ هريرة رضي ال عنه أكثر منم روىً الديث عنم الرسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم وروىً 5374حديثا ،
وبعده عبَد ال بنم عمحر ث انُس بنم مالك ث عائشة ث ابنم عبَاس رضي ال عنهم.
علِّم النحوُ
ينسب علِّم النحوُ إل الشاعر والنحوُي أبوُ السوُد الدؤل ،أول منم وضع علِّم النحوُ وأول منم وضع
نُقاط الروف ،كان ذلك زأمنم علِّي بنم أب طالب رضي ال عنه.
التقوُي الجري
أمر اللِّيفة عمحر بنم الطاب بالعمحل بالتقوُي الجري بعد 16عاما منم هجرة الرسوُل صلِّىَ ال علِّيه
وسلِّم منم مكحة إل الدينة ،وتتألف السنة فيه منم 12شهرا وكل شهر يساوي 29يوُما أو 30يوُما
وعدد أيام السنة 354يوُما أو 355يوُما ويبَدأ التاريخ به منم 16يوُليوُ 622
يييييييييي
بر الوالدين
مع اليام الخية منم رمضان ،جلِّست أنُا وأخت ،وأخذنُا نُتحدث كيف مضىَ هذا الشهر المحيل
بسرعة كبَية كعادته كل سنة ،وكيف هوُ شهر مطلِّوُب منا فيه الطاعة والعبَادة .قالت ل أخت :أليس
منم الموُر الستحبَة ف رمضان صلِّة الرحم وبر الوُالدينم؟
قالت :صلِّة الرحم وبر الوُالدينم مطلِّوُبان ف كل وقت ،ولكحنهمحا ف رمضان أكثر استحبَادبا ،لن رمضان
هوُ شهر الوُلد والبَة وشهر اجتمحاع السرة وتقاربا.
قالت :وهل تفظ شيدئما ما وصىَ به ديننا عنم بر الوُالدينم؟
قلِّت :نُعم أحفظ قال تعال" :شوذبالهشوُالذشديهذنم إذهحشسادنُا" ،وقال" :واخفض لمحا جناح الذل منم الرحة وقل
رب ارحهمحا كمحا ربيان صغيا" ،وجاء رجل إل النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم فقال :منم أحق الناس
بصحبَت؟
قال" :أمك" ،قال :ث منم؟ ،قال" :أمك" قال :ث منم؟ قال" :أمك ث أبوُك" ،وقال صلِّىَ ال علِّيه
وسلِّم" :بر الوُالدينم أفضل منم الصلة والصدقة والصوُم ،والجه والعمحرة ،والهاد ف سبَيل ال".
388
قالت :يا ال ،كم ننم مقصرون ف حقهمحا رغم الثوُاب العظيم الذي أعده ال لنم أطاعهمحا ،ولكحنم
كيف نُستطيع أن نُكحوُن بارينم بمحا؟
قلِّت :ل أدري بالتحديد ،ولكحن أظنم أنُنا علِّينا أن نُطيعهمحا ف كل ما يطلِّبَاه منا ،فل نُكحذب علِّيهمحا
ف شيء ،وأن نُساعدها ف أعمحال النزل ،وأن نُزور أهلِّنا وأقاربنا ،لن ف زأيارتمحا إسعاد لم ،وبالتال
إسعاد لوُالدينا.
قالت :أظنم أن اجتهادنُا ف الدراسة يدخل ف بر الوُالدينم لن هذا المر يسعدها.
قلِّت :أحسنت ،نُعم هذا أمر مهم ،إن اجتهادنُا الدراسي جزء مهم منم طاعتنا لوُالدينا يغفل عنه
الكحثيون ،ولذلك يب التنبَيه وتذكي جيع أصحابنا بذلك.
قالت :وماذا سنعمحل الن؟
قلِّت :أهم شيء أن نُفكحر ثانُية ف علقتنا بوُالدينا ،خاصة ف العيد ،حيث تعم الفرحة المحيع ،ووالدينا
ها أول الناس بإفراحهمحا.
قالت :فلِّنتفق علِّىَ ذلك.
قلِّت :اتفقنا ،فهيا إذن إليهمحا لنقبَل يديهمحا ،وندد حبَنا لمحا.
أضف إل معلِّوُماتك:
الربيع بنم رخثيم
هوُ الربيع بنم خثيم بنم عائذ ،المام القدوة ،العابد ،أدرك زأمنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ،وليس له
صحبَة ،قال فيه عبَد ال بنم مسعوُد" :يا أبا يزيد لوُ رآْك النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم لحبَك ،وما رأيتك
ت الخمبَتينأي :الاشعي ل". إل ذكر ر
كان شديد الوُف منم ال تعال ،قالوُا :صحبَت الربيع عشرينم عادما ما سعت منه كلِّمحة عتاب ،وسئمل
يوُدما :كيف أصبَحت؟ قال :ضعفاء مذنُبَي ،نُأكل أرزأاقنا ،ونُنتظر آْجالنا .وكان يقوُل :ما أنُا عنم نُفسي
براض ،فأتفرغ منم ذمها إل ذم الناس ،تعال ف ذنُوُب الناس.
وكان يب أن يفي عمحلِّه ،فإذا نُشر الصحف وجاءه رجل غطىَ الصحف بثوُبه حت ل يراه أحد،
وكان يب أن يعطي خي ما عنده ل ،فإذا جاءه مسكحي قال :أعطوُه سكحدرا فإن الربيع يب السكحر،
وكان يعطي للِّسائل رغيدفا ويقوُل :إن استحي أن ألقىَ رب وف صحائفي نُصف رغيف.
وكان الربيع رحيدمحا حت بنم يؤذيه ،فقد رسرق منه فرس ،فقال له أهل اللِّس :ادع ال علِّيه ،فقال :بل
أدعوُ ال له "اللِّهم إن كان غنديا فاقبَل بقلِّبَه ،وإن كان فقديا فأغنه".
منم أقوُاله:
أقلِّلوُا الكحلم إل بتسع :تسبَيح ،وتكحبَي ،وتلِّيل ،وتمحيد ،وسؤالك الي ،وتعوُذك منم الشر ،وأمرك
بالعروف ،ونيك عنم النكحر ،وقراءة القرآْن.
389
ما غائب ينتظره الؤمنم خي منم الوُت.
لوُ فارق ذكر الوُت قلِّب ساعة فسد علِّي.
أكثروا منم ذكر هذا الوُت الذي ل تذوقوُا قبَلِّه مثلِّه ،فإن الغائب إذا طالت غيبَته وجبَت مبَته وانُتظره
أهلِّه وأوشك أن يقدم علِّيهم.
وفاته:
توُف الربيع قبَيل سنة خس وستي وكانُت وصيته" :هذا ما أوصىَ به الربيع علِّىَ نُفسه وأشهد ال وكفىَ
بال شهيددا وجازأديا لعبَاده الصالي ومثيدبَا ،إن رضيت بال ردبا ،وبحمحد نُبَديا ،وبالسلم ديدنا ،ورضيت
لنفسي ومنم أطاعن بأن أعبَد ال ف العابدينم ،وأحده ف الامدينم ،وأنُصح لمحاعة السلِّمحي"
390
فتاوى الصيام قبل شهر رمضان
قضاء ما فات من رمضان في شهر شعبان
الدكتوُر يوُسف القرضاوي
ما فات منم رمضان منم أيام علِّىَ السلِّم أو علِّىَ السلِّمحة أن يقضيه عند الستطاعة حينمحا تتاح له
الفرصة ،طيلِّة أشهر العام ،قبَل رمضان التال ،ومعن هذا أن أمام السلِّم أحد عشر شهدرا يستطيع أن
يقضي فيها ما فاته منم رمضان ،سوُاء كان أفطر لعذر مرض أو سفر أو لعذر حيض أو لغي ذلك منم
أعذار.
وهناك نُوُع منم السعة ف الشرع لقضاء ما فات منم رمضان ،يستطيع السلِّم أن يقضي ف شوُال أي بعد
رمضان مبَاشرة وما بعد شوُال.
ت{َ ولن إنُسادنُا ل ول شك أن البَادرة أفضل ،مسارعة ف اليات ،كمحا قال تعال} :شفاستبَذرقوُا اهلييرا ذ
شه ش هش
يضمحنم أجلِّه ،ولذا يكحوُن الحوُط لنفسه والضمحنم لخرته أن يعجل بإبراء ذمته بقضاء ما فاته.
فإذا ألجلِّه لعذر ما ،كشدة الر ،أو لضعف وعجز ف صحته ،أو طرأت علِّيه مشاغل ل يتمحكحنم معها
منم الصوُم قضاء ما فاته ،يستطيع أن يقضي إل رمضان الت.
فإذا جاء شعبَان ول يقض ما فاته ،فإن علِّيه أن يقضي ف شعبَان ،لنُه الفرصة الخية وقد كانُت
تفعل ذلك أم الؤمني عائشة رضي ال عنه ،فقد كانُت كثديا ما يفوُتا بعض أيام منم رمضان ،فتقضيها
ف شعبَان ..وذلك ل حرج فيه ،وإن كان هناك اشتبَاه لدىً بعض الناس ف هذا المر ،فهذا ل أساس
له منم الشرع؛ إذ كل الشهوُر يإكحنم أن تكحوُن ملد لقضاء ما فات منم رمضان.
ضا ف شهر رمضان الاضي ،وحت الن ،وقد وافاه رمضان التال وهوُ ولكحنم هب أن إنُسادنُا كان مري د
علِّىَ حاله منم الرض ،ل يستطيع قضاء ما فاته إل بشقة شديدة وحرج وإعنات .ومثل هذا يبَقىَ ما
فاته منم صيام رمضان ديدنا مؤجلد علِّيه إل ما بعد رمضان ،حي يستعيد صحته ومقدرته علِّىَ الصيام،
ول حرج علِّيه ف ذلك؛ فال تعال ختم آْية الصوُم بقوُله} :يرذريرد الر بذركحرم الهيرهسشر شولش يرذريرد بذركحرم الهعرهسشر{َ
)البَقرة.(185 :
التتابع في صيام رجب وشعبان رمضان
391
صحيح مسلِّم أكان رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يصوُم شهدرا كلِّه ؟ قالت :ما علِّمحته صام شهدرا كلِّه
إل رمضان ،ول أفطره كلِّه حت يصوُم منه ،حت مضىَ لسبَيلِّه صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم .
وقد ورد أن الرسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم كان يص شهر شعبَان بزيد الصيام عنم باقي الشهوُر ،وتقوُل
السيدة عائشة :وما رأيته ف شهر أكثر منه صيادما ف شعبَان .
أما ما ورد منم قوُلا كان يصوُم شعبَان كلِّه ،فمحفسر برواية أخرىً تقوُل :كان يصوُم شعبَان إل قلِّيل د
أما شهر رجب فقد قال المام النوُوي :ل يثبَت ف صوُمه ني ول نُدب لعينه ولكحنم أصل الصوُم
مندوب إليه ،وف سننم أب داود أن رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم نُدب إل الصوُم منم الشهر الرم ،
ورجب أحدها .
وعلِّىَ هذا فتتابع الشهر الثلثة رجب وشعبَان ورمضان بالصيام ليس منم السنة والتبَاع أول ،فيمحكحنم
للِّمحسلِّم أن يصوُم منم رجب ما شاء ال دون أن يستكحمحلِّه ويصوُم منم شعبَان ما شاء ال دون أن
يستكحمحلِّه ث يتم صيام رمضان علِّىَ جهة الفريضة .
ويصف لنا ابنم عبَاس صيام رسوُل ال ف النافلِّة فيقوُل :كان رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يصوُم
حت نُقوُل ل يفطر ،ويفطر حت نُقوُل ل يصوُم .
فالسألة –إذن راجعة إل انُشراح الصدر للِّعبَادة والقبَال علِّىَ الطاعة بفرح وسرور بل ملِّل أو فتوُر .
_________________
** الستاذ بامعة الزأه
قضاء الصيام عن سنوات ماضية
ماذا تفعل الرأة الت ل تقض ماأفطرته منم رمضان ف سنوُات ماضية؟ ...السؤال
... 21/09/2005التاريخ
الدكتوُر الشيخ يوُسف عبَد ال القرضاوي ...الفت
الل ...
...المحد ل ،والصلة والسلم علِّىَ رسوُل ال ،وبعد
علِّىَ الرأة أن تقضي ما فات منم رمضانُات ماضية ،إن كان هذا التأخي عنم عذر ،ول شيء علِّيها ،أما
إن كان هذا التأخي بغي عذر ،أو كان الفطار ف رمضان بغي عذر فتقضي مع الث أيضا ،فإن
عجزت عنم الصيام فعلِّيها الكحفارة.
منم كان علِّيه صيام أيام منم رمضان ،أفطر فيه بعذر ،كالريض والسافر والائض ،والنفساء ،ومنم شق
علِّيه الصوُم ،مشقة شديدة ،فأفطر ،والامل والرضع ،عند منم يرىً علِّيهمحا القضاء ،فينبَغي له أن يبَادر
بقضاء ما فاته بعدد اليام الت أفطر فيها ،تبئة لذمته ،ومسارعة إل أداء الوُاجب ،واستبَادقا للِّخميات.
392
أما الريض والسافر فقضاؤها ثابت بالقرآْن) :فعدة منم أيام أخر( وأما قضاء الائض والنفساء ،فهوُ
ثابت بالسنة ،عنم عائشة :كنا نيض ف عهد النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ،فكحنا نُؤمر بقضاء الصوُم ،ول
نُؤمر بقضاء الصلة.
ول يأث بالتأخي مادام ف نُيته القضاء لن وجوُب القضاء علِّىَ التاخي ،حت كان له أن يتطوُع قبَلِّه
علِّىَ الصحيح.
ويدل علِّىَ ذلك أن عائشة رضي ال عنها قالت :كان يكحوُن علِّلىَ الصيام منم رمضان ،فمحا أستطيع أن
أقضي إل ف شعبَان )متفق علِّيه ،اللِّؤلؤ والرجان .(703
وكذلك منم أفطر بغي عذر منم باب أول ،كمحنم أفسد صوُمه عامددا ،با يوُجب الكحفارة ،كالمحاع ،أو
ضا ،كمحا بينا ذلك ف با ل يوُجب الكحفارة ،كالكل أو الشرب ،عند أكثر الفقهاء فعلِّيه القضاء أي د
موُضعه.
ويوُزأ أن يكحوُن قضاء رمضان متتابدعا وهوُ أفضل ،مسارعة إل إسقاط الفرض ،وخرودجا منم اللف
)فقد أوجبَه بعض العلِّمحاء لن القضاء يكحىَ الداء ،وهوُ متتابع( وأن يقضيه مفردقا ،وهوُ قوُل جهوُر
السلِّف واللِّف ،وعلِّيه ثبَتت الدلئل ،لن التتابع إنا وجب ف الشهر لضرورة أدائه فيه ،فأما بعد
انُقضاء رمضان ،فالراد صيام عدة ما أفطر ،ولذا قال تعال) :فعدة منم أيام أخر( ول يشتط فيها
تتابعا ..بل قال بعدها) :يريد ال بكحم اليسر ول يريد بكحم العسر(.
ومنم أفطر ف قضاء رمضان متعمحددا ولوُ بالمحاع فل كفارة علِّيه ،وإنا علِّيه يوُم مكحان يوُم ،وذلك لن
الداء متعي بزمان له حرمة خاصة ،فالفطر انُتهاك له ،بلف القضاء ،فاليام متساوية بالنسبَة إليه.
ومنم أتىَ علِّيه رمضان آْخر ،ول يقض ما علِّيه منم رمضان الفائت ،فإن كان ذلك بعذر فل شيء علِّيه
بالجاع ،لنُه معذور ف تأخيه.
وإن كان تأخيه للِّقضاء بغي عذر ،فقد جاء عنم عدد منم الصحابة :أن علِّيه عنم كل يوُم إطعام
مسكحي ،كفارة عنم تأخيه.
وأخذ بذلك مالك والثوُري والشافعي وأحد وغيهم )الغن مع الشرح الكحبَي .(81/2
وهناك رأي آْخر :أن ل شيء علِّيه غي القضاء وهوُ رأي النخمعي وأبوُ حنيفة وأصحابه ،ورجحه
صاحب )الروضة الندية( لنُه ل يثبَت ف ذلك شيء ،صح رفعه إل النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ،وغاية
ما فيه آْثار عنم جاعة منم الصحابة منم أقوُالم ،وهي ليست حجة علِّىَ أحد ،ول تعبَد ال با أحددا منم
عبَاده ،والباءة الصلِّية ،مستصحبَة فل ينقل عنها إل نُاقل صحيح )الروضة الندية لصديق حسنم خان
.(232/1
وأرىً الخذ با جاء عنم الصحابة علِّىَ سبَيل الستحبَاب ،ل الوُجوُب ،فهوُ نُوُع منم جب التقصي
بالصدقة ،وهوُ أمر مندوب إليه .أما الوُجوُب فيحتاج إل نُص منم العصوُم ول يوُجد.
393
علِّىَ كل حال ،فإن حدث معك مثل هذا فعلِّيك القضاء جزدما ،أما الطعام أو الفدية فإن فعلِّتيها
فحسنم ،وإن تركتيها فل حرج علِّيك إن شاء ال ،حيث ل يصح شيء ف ذلك عنم النب صلِّىَ ال علِّيه
وسلِّم .
أما عند الشك ف عدد اليام ،فيعمحل النُسان بغالب الظنم ،أو باليقي ..فلِّكحي يطمحئمنم النُسان علِّىَ
سلمة دينه وبراءة ذمته ،فلِّيصم الكثر ،وله علِّىَ ذلك مزيد الجر والثوُاب.
وال أعلِّم
يييييييييي
حكم تأخإير القضاء فى الصيام
ما حكحم منم جاءعلِّيهارمضان قبَل أن تقضىَ اليام الت علِّيها؟ ...السؤال
... 16/11/1999التاريخ
الل ...
جهوُر العلِّمحاء يوُجب فدية علِّىَ منم ألخر قضاء ما فاته منم رمضان حت دخل رمضان الذي بعده،
وتتأكد هذه الفدية ،وهي إطعام مسكحي عنم كل يوُم با يكحفيه غداء وعشاء إذا كان تأخي القضاء
لغي عذر ،واستدلوُا علِّىَ هذا الكحم بديث موُقوُف علِّىَ أب هريرة ،أي أنُه منم كلمه هوُ ،ونُسبَة هذا
إل رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أي رفعه إليه ضعيف ،كمحا أن هذا الكحم مروي عنم ستة منم
الصحابة ،ول يعلِّم ييح بنم أكثم مالدفا لم ،منهم ابنم عبَاس وابنم عمحر رضي ال عنهم.
وقال أبوُ حنيفة وأصحابه :ل فدية مع القضاء ،وذلك لن ال تعال قال ف شأن الرضىَ والسافرينم:
)فشعذلدة لمهنم أشلياتم أرشخشر( ول يأمر بفدية ،والديث الروي ف وجوُبا ضعيف ل يؤخذ به.
قال الشوُكان "نُيل الوطار ج 4صا "318منتصدرا لذا الرأي :ليس هناك حديث ثابت عنم النب
صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم فيها ،وأقوُال الصحابة ل حجة فيها وذهاب المحهوُر إل قوُل ل يدل علِّىَ أنُه
الق ،والباءة الصلِّية قاضية بعدم وجوُب الشتغال بالتكحاليف حت يقوُم الدليل النقلِّي علِّيها ،ول دليل
هنا ،فالظاهر عدم الوُجوُب.
وقال الشافعي :إن كان تأخي القضاء لعذر فل فدية ،وإل وجبَت ،وهذا الرأي وسط بي الرأيي
السابقي ،لكحنم الديث الضعيف أو الوُقوُف الوُارد ف مشروعية الكحفارة ل يفرق بي العذر وعدمه.
ولعل القوُل بذا الرأي يريح النفس لراعاته للِّخملف بصوُرة منم الصوُر ،ث إن قضاء رمضان واجب علِّىَ
التاخي ،وليس علِّىَ الفوُر وإن كان الفضل التعجيل به عند الستطاعة ،فدينم ال أحق بالقضاء
العاجل ،وثبَت ف صحيح مسلِّم ومسند أحد أن عائشة رضي ال عنها كانُت تقضي ما علِّيها منم
رمضان ف شعبَان ،ول تكحنم تقضيه فوُدرا عند قدرتا علِّىَ القضاء.
394
ويلِّزم ف القضاء التتابع والوُالة ،فقد روىً الدارقطن عنم ابنم عمحر رضي ال عنهمحا أن النب صلِّىَ ال
علِّيه سلِّم قال ف قضاء رمضان) :إن شاء فرق وإن شاء تابع(.
395
أعيادنا
في بيوت النتفاضة ..عيد مختلف جددا
اعتدال قنيطة
فلِّسطي اليل للِّصحافة 26/12/2000 ...
فقد عيد الفطر الكحثي منم الموُر الت اعتاد علِّيها الشعب الفلِّسطين ،وأرطلِّق العديد منم الساء علِّىَ
هذا العيد الذي تيز بكحثرة الشهداء ومآسيه مثل :عيد الزن ،عيد الشهداء ،عيد اليتيم.
ولكحنم هل ستقتصر مظاهر العيد القادم ف الراضي الفلِّسطينية علِّىَ الصلة فقط؟ وكيف سيستقبَل
أهال الشهداء والرحىَ العيد الول لشهدائهم؟ وما هوُ أهم ما سيطرأ علِّىَ الشارع الفلِّسطين ف هذا
اليوُم لوُاساة منكحوُبيه؟
ذكريات أبناء الشهداء
التقينا بي هوُيدا بسام البَلِّبَيسي " " 17عاما الطالبَة ف الصف الثان الثانُوُي ابنة الشهيد بسام البَلِّبَيسي
الذي ارتفع شهيدا أثناء ماولته إنُقاذ الطفل ممحد الدرة ووالدته قالت بعدما ارتسمحت ابتسامة حزينة
علِّىَ شفتيها " كل طفل وطفلِّة ف العال ينتظر العيد بسعادة ليلِّبَس ملبس العيد الديدة ويأكل
اللِّوُىً ويذهب مع والده ال الماكنم العامة للِّتنزه وزأيارة أقاربه ،إل أنُا وأمثال منم أبناء الشهداء ،ل
نُتمحن أن يأت العيد إلينا؛ لنُه عيد حزن وبكحاء علِّىَ فراق الب النوُن الذي حرمنا بوُته معان الفرح
بقدوم العيد وسأمضي أنُا وإخوُت ف كل لظة منم أيام العيد مع ذكريات أب ،وف هذا الركنم كان
يلِّس وننم حوُله ،وف هذا الوُقت كان يذهب معنا لزيارة أقاربنا ،وكان وكان ...وهكحذا حزن وبكحاء
ل ينقطع وكذلك أمي وجدت الكحلِّوُمة الت ل تف دموُعها بعد علِّىَ ولدها الوُحيد.
العزاء منم جديد
أضافت هوُيدا وهي تسح دموُعها "يوُم العيد لنم يإر حت كيوُم عادي ،بل هوُ أسوُأ وأحزن أيام العام،
سنفتح باب العزاء بوُالدي منم جديد ،وسنستقبَل الوُاسي لنا منم الهل واليان لفقدان والدنُا؛ فيوُم
العيد سيكحوُن اليوُم الرابع للِّعزاء؛ لنُه سيكحوُن شبَيها بيوُم موُاراة جسد أب الطاهر الثرىً منم الزن
والبَكحاء والوُاسي وسنذهب لزيارة قبه.
أما أختها الطفلِّة نُسب " " 6سنوُات فقالت بلِّهجة غاضبَة " ل أحب العيد " وما فائدة العيد وأب غي
موُجوُد بيننا؟ يشتي لنا اللِّي واللبس ونُذهب معه لزيارة عمحات ونُأخذ منه العيدية مثل كل الطفال
لنفرح با ..لنم أخرج يوُم العيد منم النزل للعب مع الطفال كمحا كنت أفعل ف السابق ،وسأحبَس
نُفسي ف الغرفة حت ل أرىً الطفال وهم يلِّعبَوُن فرحي بلبس العيد وبزيارة أقاربم ووجوُد والدهم
معهم.
396
يذكر أن الشعب الفلِّسطين اعتاد ف العياد زأيارة ذوي الشهداء والرحىَ ومنم فقد عزيزا ،وف هذا
العيد الذي يأت والشعب مثخمنم بالراح ستتحوُل فيه مقابر الشهداء النتشرة ف الراضي الفلِّسطينية إل
بيوُت عزاء كبَية ،وسيفتح الرح منم جديد ف كافة بيوُت الشهداء الت ستتحوُل هي الخرىً ال
بيوُت عزاء.
عيد الرحىَ أيضا
أما أهال الرحىَ الذينم أدميت قلِّوُبم بإعاقة ولدهم وعدم قدرته علِّىَ العوُدة إل حالته الول منم
القدرة علِّىَ الروج معهم أو ما زأال يرقد أحد أفرادهم ف الستشفىَ ويتلِّقىَ العلج فيها ،فالتقينا بعدد
منم جرحىَ انُتفاضة القصىَ ف مستشفىَ الشفاء بغزة ،فالشاب عمحاد جرور " "24عادما متزوج وله
طفلن ما زأال يرقد علِّىَ سرير العلج ف مستشفىَ الشفاء إثر إصابته بشظايا قذيفة صهيوُنُية ف
18/12ف مدينة رفح الت يقطنها قال" :ما زأال وضعي الصحي ل يسمحح ل بغادرة الستشفىَ،
ومضطر لن أقضي العيد علِّىَ فراش الرض داخل الستشفىَ ،وسيحضر إل الستشفىَ زأوجت وأولدي
وأقارب ليهنئموُن بالعيد "الزينم" ،ول أدري إن كان يستطيع أهلِّي القدوم ال الستشفىَ لصعوُبة التنقل
بي مدن قطاع غزة رغم صغرها وتلصقها ببَعضها البَعض بسبَب الوُاجز العسكحرية الت فصلِّت با
قوُات الحتلل الصهيوُنُية جنوُب القطاع عنم مدينة غزة وشاله والطر الذي يتعرض له القادم منم
جنوُبه لكحثرة عمحلِّيات الغتيال علِّىَ الوُاجز العسكحرية ف قطاع غزة ،وأضافت زأوجته الت ترافقه منذ
اليوُم الول لصابته " ل يستطيع إخوُة عمحاد زأيارته والكحوُث بوُاره بسبَب الوضاع الصعبَة الت نُعان
منها بسبَب كثرة عمحلِّيات الغتيال علِّىَ الوُاجز والغضب الذي يندفع مرة واحدة علِّىَ الوُاطني
الفلِّسطينيي بدون مبر ،فيطلِّق الندي الصهيوُن العنان لرشاشه ودبابته ليصطاد شمنم يشاء منم الوُاطني
وبدون ذنُب ارتكحبَه ،واضطررت أنُا للِّمحكحوُث بوُاره بعدما تركت أطفال عند والدت لتعتن بمحا طوُال
فتة غياب".
وقاطعها عمحاد الريح قائل" :منذ انُدلع انُتفاضة القصىَ وأنُا ل أستطيع أن أذهب إل عمحلِّي مثل
غيي الكحثيينم منم العمحال الفلِّسطينيي الذينم أوشك أن ينكحشف عنا الغطاء؛ لنُعدام الدخل علِّينا،
ت نُفسي منم أن تفرح بأول عيد يأت علِّىَ ابنت الصغية وارتدائها ملبس العيد ،ولنم أستطيع أن وحرم ه
أعطي أخوُات ما قسم ال لنم كمحا اعتدت علِّىَ ذلك كل عام ،ول أدري كيف أقابلِّهنم هذا العام بيتد
ل تمحل حت ولوُ هدية رمزية بسيطة".
عيد بالاتف فقط؟!ا!ا
وبدا الفت باسل اللِّداوي 17عاما ف الصف الثان عشر الذي ما زأال يرقد علِّىَ سرير العلج ف
مستشفىَ الشفاء منذ إصابته برصاصا جيش الحتلل بساقه بتاريخ 28/11بدا حزيدنا جيدا وخائدفا
منم اضطراره إل قضاء عيد الفطر داخل الستشفىَ وعلِّىَ سرير الرض ،وقال :كم أتن أن أتكحنم منم
397
الشي ثانُية لخرج ف العيد أفرح مع أصدقائي ،نُتجاوزأ الزن الشديد الذي غطىَ علِّىَ جيع معال
الياة ف الشارع الفلِّسطين ،سأؤكد للِّصهاينة الكحلب أن كثرة عدد الشهداء والصابي لنم تنعنا منم
البتهاج والفرح بقدوم عيد الفطر الذي فرضه ال علِّينا .وأعرب باسل عنم أملِّه بأن تر أيام العيد بدون
شهداء أو جرحىَ ،وإن كان اليش الصهيوُن سيحاول بقدر المكحان أن ينغص علِّينا عيدنُا بعدوانُه
الغاشم علِّينا ،وأكمحل اللِّداوي بنبة حزينة سنحاول أن نُرسم البَسمحة علِّىَ وجوُهنا ونُبَدو سعداء بالعيد،
وإن كنت ل أدري كيف ستقضي أمي العيد وأنُا ف الستشفىَ؟!ا ل شك أنا ستبَكحي كثيا كلِّمحا
تذكرتن أو رأت أحدا منم أصحاب ،ولنم يتمحكحنم العديد منم أهلِّي منم زأيارت بسبَب الوُاجز العسكحرية
الت يفرضها علِّينا اليش الصهيوُن ،ويقطع منم خللا أوصال شعبَنا ،وسيكحتفوُن بتهنئمت بالعيد علِّىَ
الاتف فقط !ا!ا!ا!ا.
يرم علِّلي لبَس الديد
أما أم مصطفىَ الزرد " 50عاما ،والدة مروان الزرد العتقل ف السجوُن السرائيلِّية منذ 10/1993
بتهمحة النُتمحاء إل كتائب الشهيد عز الدينم القسام الناح العسكحري لركة حاس ويقضي حكحدمحا بي 4
مؤبدات؛ فقد انُفجرت بالبَكحاء قائلِّة" :العيد لصحابه وليس لنا كشعب منكحوُب ،العيد للِّشهداء
والرحىَ والبطال الذينم ما زأالوُا يقبَعوُن خلِّف قضبَان السجوُن السرائيلِّية ،يوُم العيد والفرحة يوُم أن
يعوُد لنا الوُطنم ويرر أسرانُا والسي العزيز علِّينا السجد القصىَ ،وتساءلت :يا حسرة قلِّب كيف ل
أن أفرح وأنُا ل أزأر ولدي مروان منذ ما يزيد عنم ثلثة شهوُر ،ول أدر ما هي أخبَاره؟ وكيف يقضي
فصل الشتاء بدون ملبس أو أغطية ثقيلِّة تقيه برد الشتاء؟ وأعلِّم أنُه هوُ وإخوُانُه العتقلِّوُن يعانُوُن منم
نُقص الوُاد الغذائية بسبَب عدم ساح إدارة السجوُن السرائيلِّية الاقدة للهال بتزويد أبنائهم السرىً
بالوُاد الغذائية واحتياجاتم الخرىً ،وكيف ل أن أفرح وأنُا أشعر أن فلِّذة كبَدي خلِّف القضبَان بدون
أكل أو ملبس تدفئمه؟!ا بالضافة للِّشهداء والقصف الدفعي وتضيف أم مصطفىَ :لقد صمحم إخوُته
علِّىَ التضامنم مع أخيهم وحرموُا علِّىَ أنُفسهم أدن مظاهر العيد حت طفلِّت الصغية هدىً "" 6سنوُات
قالت ل " يرم علِّي لبَس الديد ،وأخي ف السجنم بدون مأكل وملِّبَس".
عيد بل كعك
اعتاد الشعب الفلِّسطين ف أواخر شهر رمضان علِّىَ عمحل الكحعك استعداددا لستقبَال عيد الفطر،
ولكحنم هذا العام امتنع الكحثي منم الهال عنم صنع الكحعك؛ فقد تزايد عدد الشهداء والرحىَ وحرصا
جيع الهال علِّىَ موُاساة بعضهم البَعض وحرصهم علِّىَ مشاعر غيهم حت بدت الشوُارع والسوُاق
خالية منم مكحوُنُات كعك العيد والارة علِّىَ غي عادتم؛ حيث تتلِّئ الال التجارية بكحوُنُات الكحعك
وتكحتظ السوُاق بالارة الذينم يشتون متطلِّبَات العيد ،وتنع السيارات منم دخوُل تلِّك الشوُارع ،وقد
بدت السوُاق حزينة وكأن الهال لنم تستقبَل العيد ،وعبت عنم ذلك أم أحد منم معسكحر خان
398
يوُنُس " لقد اتفقت أنُا وجيع نُساء العسكحر علِّىَ عدم صنع الكحعك هذا العيد تضامنا مع أمهات
شهداء معسكحر خان يوُنُس وأصحاب البَيوُت الت دمرت منه بسبَب القصف السرائيلِّي الستمحر علِّينا
يوُمييا ،وقالت " :أي كعك نُصنعه وف كل أسرة شهيد أو جريح ما زأالت عائلِّته تبَكحيه وقصف
الطائرات والدبابات يطاردنُا ف كل بيت؟!ا وكل واحد منا يتوُقع أن يسقط علِّيه بيته بسبَب تعرضه
لقذيفة أو صاروخ ،والدمار علم علِّىَ كل أجزاء العسكحر ،والوُاحدة منا توُشك أن تبَكحي دما بدل
الدموُع علِّىَ ما لق بالعسكحر منم خراب ودمار وأيدتا ف الرأي رويدا أبوُ لب منم مدينة غزة وزأوجة
الشهيد حسي أبوُ لب الذي ارتقىَ إل العل ف النُتفاضة الول " النُتفاضة الديدة فتحت كل
الروح القديإة ،وعدت أتيل صوُرة زأوجي ف وجه كل شهيد أراه علِّىَ شاشة التلِّفازأ ،وبت أشعر
بالوُف الشديد علِّىَ إخوُت الذينم يسكحنوُن ف مدينة خان يوُنُس؛ لذلك طلِّبَت منهم أل يأت أحد
منهم لزيارت ف العيد؛ خوُفا أن يصيبَهم رصاصا اليش السرائيلِّي الغاشم عند الوُاجز العسكحرية الت
كثرت عمحلِّيات الغتيال فيها ورغم أن موُظفة ف الامعة ،ول أعان منم أي نُقص مال فإنُن رفضت
أن أشتي لبن ملبس العيد أو أصنع الكحعك كمحا كنت أفعل سابقا.
يييييييييي
زكاة المشاعر
سحر عبَده 26/12/2000 ...
تقبَل ال صيامكحم وقيامكحم وصال أعمحالكحم ..وكلل عام وأنُتم إل
ال أقرب ،وعلِّىَ طاعته أدوم.
للِّعيد فرحته وبجته ،ومنم سنة نُبَينا الكحري صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أن نُدخل السرور علِّىَ بعضنا ،ولكحن
أستمحيحكحم عذراد إذا أثار موُضوُعي بعض الشجوُن ،ولكحنم الدف هوُ ي صدقوُن ي إدخال السرور
والسعادة علِّىَ قلِّوُبكحم؛ فساموُن..
منم وريقات دفت حياتنا نُقرأ ونُتذكر ،فكحثي منا قد رحلِّوُا ف يوُم منم أيام العمحر ..ف ساعة منم ساعات
الوُعي العمحيق ..ف لظة منم تلِّك اللِّحظات الت تتمحزق فيها الجب عنم العان والشياء؛ فتبَدو أشد
نُضارة وأعمحق مغزىً ،وف رحلِّة الياة كثي منا رحلِّوُا ،صاعدينم هابطي ف منحن حياتم؛ ليصلِّوُا إل
اليوُم أو اللِّحظة الفريدة الت تتكحشف فيها أمامهم القيم والقدار.
وكل منا قد أحس وهوُ يصل إل قمحة النحن عبَث حياته الاضية ،وتفاهة أيامه الاوية وسخمف مليي
اللِّحظات الت عاشها؛ فيعب حدود ذاته الغلِّقة وتتبَلِّوُر أمام عينيه العان والقائق ف الكحوُن منم حوُله
وف داخل نُفسه عب مساحات الوُجدان ...
وف أول ورقة دخلِّت دار رعاية اليتيمحات قدراد وبل إعداد مسبَق؛ فقابلِّتن عيوُنم البيئمة اللِّيئمة بالدموُع
وتسحوُا ب كالقطط الصغية فوُجدتن أقف للِّحظة ،ث أحلِّهم بب غي مبَالية بالتهم وهيئمتهم،
399
وجلِّسنا مدعا لساعات ل أشعر برورها ول أكنم أحل معي إل قلِّيل منم اللِّوُىً ،ولكحنم ما كانُوُا يرصوُن
علِّيه هوُ أن أضمحهم إل صدري وأقبَلِّهم ،وخرجت وقد امتل قلِّب بشاعر فياضة وصفاء نُفسي كنت
أفتقده منم قبَل فسبَحان ال ما أحوُجن إليه!ا شعرت يوُمها بدىً نُسيان لنعم كثية ل أحدها ول أشعر
با ،أبسطها وأعظمحها أن ل أبا وأما وأن لست مهوُلة النسب والوُية ،وأن ل منم يرعان ويضمحن
ويإنحن الدفء العاطفي والمان ،واكتشفت أن حقا شحيحة رغم ما أوصف به منم كرم ،ولكحنه شح
النفس وشح الشاعر.
ووال ما يبَذله النُسان ويفيض به منم قلِّبَه علِّىَ منم حوُله يعوُد إليه أضعافاد مضاعفة ،ويإتل قلِّبَه رضا،
ويكحتشف ما هوُ فيه منم ترف نُفسي وعقلِّي يظهر ف غضبَه وانُشغاله بأشياء ل وزأن لا ببَصيته الديدة
الت شملنم ال با علِّيه؛ فأصبَح يرىً بقلِّبَه ،وكل الموُر أصبَح لا معدن آْخر حقيقي يلِّمحس شغاف
القلِّوُب؛ فيمحدها بالقوُة الت تعينه علِّىَ ما يقبَلِّه ،ومرت اليام والسنوُات وكبت اليتيمحات ،وأكمحلِّنم
تعلِّيمحهنم ،وبعضهنم قد تزوجنم ول المحد؛ فمحا الانُع أن نُزكي ببَعض مشاعر الموُمة؛ فيخملِّف ال علِّينا
ف أموُمتنا بالي والبكة والنمحاء ،ويبَارك لنا ف فلِّذات أكبَادنُا.
ونُقلِّب الوُريقات ف دفت حياتنا؛ فتقابلِّنا ورقة ثانُية اسها "كريإة" وهي فتاة معاقة ذهنييا تزوج أخوُها
وتوُف والداها ،وأصبَحت تعيش ف حجرة صغية تت السلِّم ،حي التقيت با كانُت تعيش منم عمحل
يدها فتساعد اليان وتقضي حاجاتم وتقوُم بأعمحال النظافة ،كريإة تفهم جيددا ،ولكحنم ل تتكحلِّم إل
كلِّمحات بسيطة غي مفهوُمة ،وعلِّمحت أنا قد أصيبَت بسرطان الثدي وت استئمصاله ،ولكحنم عاودها
الرض وكنت أزأورها أسبَوُعييا وبرغم كل شيء فالبتسامة ل تفارق وجهها ،ول تسمحع منها سوُىً كلِّمحة
"يارب" ومع عوُدة الرض وشده فقرها أصبَحت النطقة ف صدرها شديدة اللتهاب وأحضرت لا
الطبَيب ووقفت بانُبَه وهوُ يغي علِّىَ جرحها ،وف حيات لنم أنُسىَ ما رأيت فلول مرة أجد "الديدان
تأكل لم إنُسان حي" فالروح ف حالة تعفنم شديد؛ غالبَت نُفسي ودموُعي ،ولسان كريإة ل يلِّهجه
إل بقوُل "يارب يارب" وذهبَت لعهد السرطان فلِّها هناك ملِّف ،ولكحنهم أجابوُن بأن حالتها متأخرة؛
فذهبَت لوُحدة "علج الل" ولكحنم الطبَيبَة أخبتن أن الل أصبَح أقوُىً منم أي مدر أو مسكحنم،
وأرجع إل كريإة فأجدها تقوُل "يارب يارب" ول تبَكحي فتعجبَت منم نُفسي حي آْلن "ضرسي" وصرت
أبكحي ول أنُام ،وأكاد أفقد عقلِّي منم الل؛ فتعلِّمحت الصب منم كريإة رحها ال ،وامتل قلِّب ونُفسي
بالرضا.
وتقابلِّنا الوُرقة الثالثة حي ضرب الزلزال مصر امتلت الستشفيات بالصابي وذهبَنا لزيارتم ،واستوُقفنا
صوُت رجل يتأوه بصوُت عاتل فذهبَنا تاهه ،وتدثت أخت منا إليه عنم الصب ،وأن الصب ل جزاء له
إل النة وتبَادلنا معه الديث فسأل :هل سيغفر ل رب؟ قلِّنا نُعم؛ فأكثر منم الستغفار ومنم قوُل" :يا
حي يا قيوُم برحتك أستغيث" فظل يرددها وتركناه والتفتنا لنغادر القسم ،ولكحنم المحرضة جرت صوُبنا
400
لتقوُل :إن الرجل قد أسلِّم روحه إل خالقه غفر ال له ورحه؛ فبَكحينا جيعاد وحدنُا ال ،وازأداد اليقي ف
قلِّوُبنا ،وملت قلِّوُبنا السكحينة والرحة.
وبعد ..فأحبَائي ،ف قلِّب كل منا مشاعر إذا فاضت للت الكحوُن حيبَا وعطفاد ورحة وإيثادرا ...فلِّنفرح
ف عيدنُا ،ولكحنم منم المحكحنم أن نُزكي منم مشاعر الفرح ويشاركها فيها اليتامىَ ،والساكي والرضي،
ولنصحب أطفالنا بعد صلة العيد؛ لزيارتم لتمحتلِّئ قلِّوُبنا بالرحة والرضا والياة.
يييييييييي
في العيد ..هل ننساها؟؟
ل تكحوُن وحيدة وقلِّب يوُم
دعاء جال 26/12/2000 ...
أهل به يزورنُا كل عام ..ريطل علِّينا بطلِّعته البَهية ..ضيدفا عزيدزا علِّىَ القلِّوُب والنفوُس ..يفرح له
الصغار ويهش به الكحبَار ..أهل بك أيها العيد ..حلِّلِّت أهل ونُزلت سهل بعد طوُل اشتياق ..جئمت
ولك ف قلِّوُبنا أسىَ مكحان ..أتيت تذكرنُا بأعز الحبَة ..تذكرنُا بأسىَ معن ف الوُجوُد وأعذب كلِّمحة
نُطقت با اللسنة وتغنت با ..أتيتنا لنفرح بأزأهىَ باقة ورد ف حياتنا ..بألمنا النوُن ...بنم نُغفل عنها
ف فرحتنا الطاغية بالعيد ..بنبَع السعادة الذي نُنسىَ أن نُسعده ليبَقىَ دائدمحا يفيض علِّينا بالسعادة
ونُنهل منه بأطيب رحيق ..ففي العيد يإضي الكحل ف طريق سعادته ،هذا هنا وذاك هناك ..هذا يإرح
مع أصحابه وتلِّك مع صوُيبَاتا ..وقد تبَقىَ الم – أساس السعادة – ل تد منم يدخل السعادة علِّىَ
قلِّبَها؛ فالكحل لهت مشغوُل ف سعادته وكيفية قضائه للِّعيد ..ويظل ف ذهنم البَعض دائمحا أن الم هي
ينبَوُع السعادة والعطاء الذي ل ينضب ،وأن كوُنم سعداء يكحفي لسعادها.
إن الم لا حقوُق علِّينا ..وحق علِّينا إسعادها كمحا تسعدنُا ولوُ لنرد لا المحيل.
يا أمي البَيبَة ،هنيدئما لك العيد وفرحته ..يا نُبَع وفاء صاف ل يعرف الكحدر يوُما ..يا عريشا ما تركترهر
لظة إل اشتقت إليه ثانُية ..يا قلِّدبَا حوُىً الكحوُن ،ومله حنانُا وألفة ..يا نُوُدرا أرىً به ف ظلِّمحة اليام
..يا شدسا مزقت غيوُم الزن والكحآبة ..يا صفحة بيضاء نُاصعة ،وريانُة خضراء يانُعة ،وزأهرة بنفسجه
يافعة.
ت معناه ومتوُاه ..يا قمحرا ربيعيا أششنُار دربنا فعرفناه ..يا لنم خلِّوُد أطربنا فعشقناه يا كلِّمحة ف كتاب أنُ ذ
..يا نمحة سابة ف ساء الياة ..يا وردا نُشر طيبَه ف الفق الرحب فأغناه..
أمي حبَك فوُق وصفي ،والنفس تعجز كل حي عنم بوُح ما فيها ..وأنُت بالشارة تفهمحي ..ف
طفوُلت كم بكحيت؛ فكحنت ل دوما معيدنا..
أماه عذرا ..لست أدري كيف أرد لك المحيل ..ف حضنك كم غفوُت وكنت ل نُعم العرينم ..
ضنم يا أمي يشدن دوما حني. أشتاق ذاك الذ ه
401
أماه كم صار اختلف بيننا هل تذكرينم؟!ا ول يدوم لنا سوُىً الب الدفي ..فألف عذر يا حيات إن
كنت من تغضبَي ..فلِّيس ل سوُاك ألم تبَن عب السني.
أماه ..ف صدري تتنق الكحلِّمحات ..وف عين آْلف العبات
أماه ل تنسي فؤاداد يدعوُ لك ف كل حي ..ول تكحوُن ذات يوُم وحيدة وقلِّب يوُم..
..فلِّيس ل سوُاك قلِّب يبَن عب السني ..وهنيئما لك يا أم بالعيد.
يييييييييي
المراصد الفلكية في الحضارة السلمية
خالد عزب
عرفت الضارات القديإة علِّم الفلِّك وارتبَط فيها بالتنجيم ومعرفة الغيب ،وهوُ ما ألقىَ بظلله علِّىَ علِّم
الفلِّك عند السلِّمحي حت عهد قريب ،ولكحنم ف حضارة السلم ،تلِّك الضارة الت نُبَذت التنجيم
واعتبته مالدفا لعقيدتا ،انُفصل علِّم الفلِّك عنم التنجيم ،وأصبَحت له قوُاعده العلِّمحية الت يرتكحز علِّيها.
ول يكحنم هذا النُفصال وليد الصدفة ،بل وليد التجربة العلِّمحية والقياس والستنبَاط ،والاجة السلمية
لتحديد موُاعيد الصلة واتاه القبَلِّة ،حت أصبَحت الساجد الامعة ل تلِّوُ منم فلِّكحي يقوُم بتحديد
الوُقت منم خلل واحدة منم اللت الفلِّكحية الت عرفها وابتكحرها السلِّمحوُن.
لقد كان علِّم الفلِّك ف الضارات القديإة تائدها ،ولكحنم مع العصر العبَاسي وف خلفة الأموُن بنم
هارون الرشيد ،صار لذا العلِّم موُقع خاصا ،فلول مرة نُرىً مراصد كبَية لا موُاقعها الثابتة والتمحيزة،
وآْلتا الضخممحة الصنعة بعناية ،والرعاية الت حظيت با منم قبَل الدولة ،وعدد الفلِّكحيي الذينم ارتبَطت
أساؤهم با.
ويرىً آْيدينم صاييلِّي أبرزأ البَاحثي التراك الذينم درسوُا الراصد الفلِّكحية أنُه نُشأت ظروف اقتنُت
بالسلم ،وكانُت موُاتية لتطوُر الراصد كمحؤسسات ،ذلك أن هناك ما يبر القوُل بأن السلم شكحل
بيئمة مناسبَة لنشأة الراصد وتطوُرها ،فلِّقد كانُت هناك مرتبَة خاصة لعلِّم الفلِّك ف العال السلمي،
وكان هناك اهتمحام بالرصد البَاشر ،وبدقة القياسات ،وبالنظريات الرياضية ،وبزيادة حجم اللت،
وبالصرار علِّىَ مارسة الفلِّكحيي أعمحالم ف ممحوُعات ،وباليل إل التخمصص ف مالت ضيقة ،وبالنزعة
التجريبَية عند علِّمحاء السلم.
كان للِّمحراصد ف عصر الأموُن عدة سات هامة لعل أهها البامجه البَحثية الددة ،كانُت الهمحة الكحبىً
لتلِّك الراصد الول إياد جداول فلِّكحية مبَنية علِّىَ أرصاد حديثة للِّشمحس والقمحر فقط .ولكحنم فضلد
علِّىَ كوُن البامجه الرسوُمة لا مدودة ،فإنا كانُت ربدائية بعض الشيء منم حيث الدارة والتنظيم
الال ،والوُاقع أن طبَيعة العمحل الددة الت نُيطت برصدي الأموُن ف الشمحاسية وقاسيوُن قد جعلِّتهمحا ل
يرقيان إل مستوُيات الراصد التكحاملِّة الت عرفها العال السلمي فيمحا بعد.
402
ظهر الرصد السلمي بشكحل أكثر تطوُدرا بعد زأمنم الأموُن بوُال قرن ونُصف قرن ،وكان أكثر تنظيدمحا
منم الناحية الدارية ،وعندما نُشأ مرصد شرف الدولة أصبَح له مدير يشرف علِّىَ تدبي شؤونُه ،واقتن
ذلك بتوُسعة برنُامجه الرصد بيث صار يشمحل الكحوُاكب كافة ،ولقد أمكحنم تقيق هذا الانُب الخي
منم تطوُر الراصد علِّىَ مرحلِّتي ،ذلك أن هناك دليلد علِّىَ أن بعض برامجه الرصد قد اقتصرت علِّىَ
مشاهدة الكحوُاكب السريعة فقط إل جانُب الشمحس والقمحر.
كانُت الهمحة الرئيسية للعمحال الت يضطلِّع با الرصد تتمحثل ف إقامة جداول فلِّكحية جديدة لكحل
الكحوُاكب مبَنية علِّىَ أرصاد حديثة .وكان هناك ميل واضح نوُ تصنيع آْلت تزداد حجدمحا علِّىَ مر
ضا،
الزمنم ونُزوع إل توُفي هيئمة عاملِّة متمحيزة ،وذلك بوُجب التقدم الذي أمكحنم تقيقه ف هذا التاه أي د
ومنم شأن التطوُرات أن تعمحل علِّىَ تعزيز اعتقاد مفاده أن نُشأة الراصد ،باعتبَارها مؤسسات ،ترجع ف
أصلِّها إل اللِّفاء واللِّوُك.
ويعد الرصد الذي شيده السلِّطان السلِّجوُقي ملِّك شاه ف بغداد مرحلِّة أخرىً منم مراحل تطوُر العمحل
ف الراصد ،وإن ل يتوُافر لدينا إل الن معلِّوُمات كافية حوُل عمحل هذا الرصد ،وظل هذا الرصد
يعمحل لفتة تزيد علِّىَ عشرينم عامدا ،وهي فتة زأمنية طوُيلِّة نُسبَييا بالنسبَة لعمحر الراصد ،وقد رأىً
الفلِّكحيوُن آْنُذاك أنُه يلِّزم لنازأ عمحل فلِّكحي فتة زأمنية ل تقل عنم 30عامدا.
مرصد الراغة
يعد القرن السابع الجري أهم حقبَة ف تاريخ الراصد السلمية؛ لن بناء مرصد الراغة ت هذا القرن،
ويعد هذا الرصد واحددا منم أهم الراصد ف تاريخ الضارة السلمية ،وتقع الراغة بالقرب منم مدينة
تبيز .ربن الرصد خارج الدينة ،ول تزال بقاياه موُجوُدة إل اليوُم ،وقد أنُشأه "مانوُ" أخوُ "هوُلكوُ".
كان مانوُ مهتدمحا بالرياضيات والفلِّك ،وقد عهد إل جال الدينم بنم ممحد بنم الزيدي البَخماري بهمحة
إنُشاء هذا الرصد ،واستعان بعدد هائل منم العلِّمحاء منهم :نُصي الدينم الطوُسي ،وعلِّي بنم عمحر
الغزوين ،ومؤيد الدينم العرضي ،وفخمر الدينم الراغي ،وميي الدينم الغرب وغيهم كثي.
ض ،لكحي يتم ويعد مرصد الراغة أول مرصد استفاد منم أموُال الوُقف؛ إذ وقفت علِّيه عقارات وأرا ت
ضمحان استمحرارية العمحل به؛ ولذا ظل العمحل جارديا ف الرصد إل عام 1316م وشهد حكحم سبَعة
سلطي اهتمحوُا به وبرعايته.
وتكحمحنم السمحة الثالثة لرصد الراغة ف النشاط التعلِّيمحي الام الذي ت فيه ،فقد ت تعلِّيم العديد منم
الطلِّبَة ف الرصد علِّم الفلِّك والعمحل علِّىَ اللت الفلِّكحية .كمحا كان بالرصد مكحتبَة ضخممحة ضمحت
آْلف الخمطوُطات ف شت مالت العرفة.
مرصد سرقند
403
أسس هذا الرصد "أولغ بك" حفيد "تيمحوُرلنك" ف سرقند ،وف عام 1908ت الكحشف عنم موُقع هذا
الرصد حي نح "ج.ل فاتكحنم" ف العثوُر علِّىَ وقفية منم وقفياته تدد مكحانُه بالضبَط ف الدينة،
واستطاع ف أثناء تنقيبَاته الثرية أن يعثر علِّىَ قوُس كبَية كانُت تستخمدم ف تديد منتصف النهار،
وتعتب أهم الدوات الفلِّكحية ف الرصد.
يقع فناء الرصد الذي يبَلِّغ ارتفاعه حوُال 21متا علِّىَ تل ذي قاعدة صخمرية ،وتبَلِّغ مساحة السطح
لذلك التل حوُال 85مدتا منم الشرق إل الغرب ،وحوُال 170مدتا منم الشمحال إل النوُب .وتيط
بالبَن الرئيسي للِّمحرصد حديقة ،وأماكنم إقامة لغرض السكحنم .وهذا ما يدل علِّىَ فخمامة البَن وعظمحته،
ويستدل منم الكتشافات الثرية أن ذلك البَن كان أسطوُان الشكحل وذا تصمحيم داخلِّي دقيق ومكحم.
ول يكحنم دمار مرصد سرقند وزأواله نُاجي ،ف رأي فاتكحنم ،عنم عوُامل طبَيعية؛ إذ منم التمحل أن يكحوُن
بعض الدمار قد نم عنم استخمدام رخامه ف عمحلِّيات بناء أخرىً .وقد وضعت جداول فلِّكحية ف
الرصد ،عرفت بداول "أولغ بك" وتعد منم أدق الداول ف العال .ومنم العروف أن قبَة الرصد،
استغلِّت ف وضع الداول؛ حيث كان يوُجد با نُقوُش تدد الدرجات والدقائق والثوُان وأعشار الثوُان
لفلك التدوير ،وللِّكحوُاكب السبَعة ،وللِّنجوُم التحية ،وللِّكحرة الرضية بتقسيمحاتا منم حيث القاليم
والبَال والصحارىً .ومنم عمحلِّوُا ف هذا الرصد "غياث الدينم الكحاشي" الذي برع ف ميدان النمحاذج
اليكحانُيكحية للِّحركات السمحاوية.
يييييييييي
الزمن وقصة التقاويم
عمحاد حسي ممحد
الزمنم هوُ أكثر أموُر الياة تعقيددا؛ فهوُ علقة بي حركة الشمحس أو القمحر مع الرض مع النُسان،
ومنذ بداية التاريخ والنُسان يتهد ف وضع نُظام لذا الزمنم؛ ومنم ث عرفنا عدة نُظم عررفت باسم
التقوُي ،وسنعرض لبَعض منها فيمحا يلِّي:
التقوُي العرب
جعل العرب اليوُم يبَدأ منم غروب الشمحس ،ومنم ث رعرف التقوُي العرب باسم التقوُي الغروب ،وقد قلسم
العرب يوُمهم إل اثنت عشرة ساعة للِّيل ومثلِّها للِّنهار ،وت تقسيم الساعة إل خس عشرة درجة،
وقلسمحوُا الدرجة إل أربع دقائق تقريدبَا؛ وعلِّىَ ذلك فإن التوُقيت الغروب يتلِّف منم مدينة إل أخرىً،
كذلك فإن الدة الفعلِّية للِّساعة تتلِّف مع اليام بي الشتاء والصيف ،وعلِّىَ ذلك فإن القيمحة القيقية
للِّدرجة تتاوح بي ثلث دقائق وثلِّث ،وأربع دقائق وسدس دقيقة منم دقائقنا ،وهذا النظام يصنع توُازأنُاد
ف ساعات العمحل صيدفا وشتاء ،ولكحنم فروق التوُقيت بي الدن قد تسبَب ارتبَاكاد للعمحال.
404
ومنم العروف أن العرب يستخمدموُن السنة القمحرية ،وعدة الشهر اثنا عشر شهدرا )ستأت فيمحا بعد
أساؤها( ،وقد كانُوُا يتخمذون منم الحداث الامة بداية لتوُاريهم ،منها بناء الكحعبَة الشرفة )ف حدود
سنة 1871ق.م( ،وسيل الشعذرذم )ف حدود سنة 120ق.م( ،وعام الفيل سنة 571م.
أما هيئمة التقوُي العرب وأساء الشهر فقد أخذت هيئمتها عام 412م ،وقد بدأ التقوُي الجري ف عهد
عمحر بنم الطاب ،وقد اتذ منم الجرة بداية لذا التقوُي )وكان ذلك للختلف حوُل يوُم اليلد بي
1821بصوُرة قاطعة( وقد بدأ العمحل بالتقوُي الجري ف يوُم الربعاء 20منم جادىً الخرة عام 17
هجرية ،وعلِّىَ ذلك يكحوُن أول الرم سنة 1للِّهجرة هوُ يوُم المحعة 16توُزأ /يوُليوُ سنة 622ميلدية
وسنة 338قبَطية .وقد انُتشر التقوُي الجري ف العال مع الفتوُحات السلمية ،وعلِّىَ أساسه ت ضبَط
العبَادات السلمية منم زأكاة وصيام وحجه.
التقوُي الصري
يعوُد هذا التقوُي إل عام 4241ق.م ،وكان قدماء الصريي يستخمدموُن السنة الشمحسية وقد قاموُا
بتقسيم العام إل اثن عشر شهدرا ،كل شهر ثلثوُن يوُدما ،وف الشهر الخي منها فقط ويسمحىَ مسرىً
يضيفوُن خسة أيام أطلِّقوُا علِّيها اللِّوُاحق ،وقد قلسمحوُا العام إل ثلثة فصوُل مرتبَطة بفيضان النيل
وعمحلِّية الزراعة ،وكان بدايتها مع العتدال الريفي ) 21سبَتمحب(؛ لنُه بداية عمحلِّهم ف الزراعة ،وأساء
الشهوُر ارتبَطت بآلتهم ،وهي مستمحرة حت اليوُم تت اسم السنة أو التقوُي القبَطي ،حيث ل يكحنم
للِّمحصريي حادثة يرتبَط التقوُي با ،حت جاء المباطوُر دقلِّديانُوُس ف العصر السيحي وقتل منم
السيحيي مقتلِّة عظيمحة؛ فاتذ مسيحيوُ مصر بداية عهده الوُافق 284ميلدية بداية لتقوُيإهم؛ وعلِّىَ
هذا فالتقوُي القبَطي شسي ف سنوُاته ،فرعوُن ف أساء شهوُره ،مسيحي ف بدايته.
التقوُي العبي
هوُ تقوُي شديد التعقيد والغمحوُض ل يسنم حسابه إل الحاد منم أحبَارهم ،وهم يقوُلوُن إنُه يبَدأ منم
عام 3760ق.م وهي سنة اللِّق ف زأعمحهم ،والسنة ف جلِّتها تتوُافق مع السنة الشمحسية ولكحنم
بدايات الشهوُر عندهم قمحرية ،وهي تبَدأ ف النظام الدن بشهر "تشرينم" ،وأولا ملرم العمحل فيه ،ولكحنم
السنة الدينية تبَدأ بشهر "نُيسان" الذي غليوا اسه إل "أبيب" ،وعدد أيام السنة يتاوح بي
353354383384385يوُدما ،وف الالت الثلث الخية يضيفوُن شهرا كاملد إل سنتهم
يسمحوُنُه آْذار.
التقوُي الرومان
اقتبَس الرومان تقوُيإهم منم جيانم اللبَان ،وجعلِّوُا العام عشرة أشهر فقط ف البَداية ،وجعلِّوُا بدايته عام
753وهوُ عام تأسيس روما ،وكانُت الشهر كمحا يلِّي:
.1مارس نُسبَة للِّمحريخ وهوُ إله الرب الرومان وهوُ 31يوُدما.
405
.2إبريل وهوُ يرمز للزأهار رمز اللة "فينوُس" وهوُ 30يوُدما.
.3مايوُ وهوُ يرمز لللة اليوُنُانُية "مايا" الاصة بالصب والنمحاء وهوُ 30يوُدما.
.4يوُنُيوُ وهوُ يرمز للسم Juniusوهوُ اسم أكب القبَائل الرومانُية وهوُ 30يوُدما.
.5الشهر منم الامس إل العاشر ترمز إل مكحانا ،وأساؤها :كوُنُيلِّس أي الامس وهوُ 31يوُدما ،ث
سكحستيلِّس أي السادس وهوُ 30يوُدما ،سبَتمحب أي السابع وهوُ 30يوُدما ،ث أكتوُبر أي الثامنم 31
يوُدما ،نُوُفمحب أي التاسع 30يوُدما ،ديسمحب العاشر 31يوُدما.
.6وعدد أيام السنة 304أيام ،ولا ف هذا النظام منم خلِّل واضح؛ ت إدخال عدة تعديلت أهها:
تعديل نُوُما Numa Pompilusوهوُ ثان أباطرة الرومان ،وقد حكحم بي 715إل 672قبَل
اليلد واشتمحلِّت تعديلته علِّىَ الت:
.1أضاف شهدرا قبَل مارس ساه يناير )وهوُ يرمز إل الله "يانُوُس" إله الشمحس عند الرومان وهوُ حارس
أبوُاب السمحاء(.
.2أضاف شهدرا بعد ديسمحب أساه فباير )وهوُ يعن الكحفارة أو شهر التطهر والتقديس(.
.3أضاف شهدرا طوُله 22يوُدما أو 23يوُدما مرة كل سنتي.
وف سنة ،452قام أحد الباطرة الرومان بعل شهر فباير بي يناير ومارس أي ف مكحانُه الال،
ولكحنم الكحهنة تلعبَوُا بذا التقوُي حت جاء يوُلوُيس قيصر وأدخل تعديلته ،وكان ذلك بساعدة فلِّكحي
مصري اسه "سوُسيحنيوُ" ،فكحانُت صوُرة التقوُي كالتال:
.1جعل السنة الشمحسية هي أساس التقوُي.
.2جعل السنة الكحبَيسة 366يوُدما والعادية 365يوُدما.
.3جعل سنة 718رومانُية تساوي 445يوُدما لعادة ضبَط التقوُي.
.4جعل مبَدأ التاريخ الرومان أول يناير 709تبَدعا للِّرومان.
.5جعل الشهوُر فردية العدد مثل يناير ومارس 31يوُدما والزوجية 30يوُدما.
.6جعل شهر فباير 29يوُدما ف السنة العادية و 30يوُدما ف الكحبَيسة.
وف عام 44ق.م ت إطلق اسم يوُليوُس قيصر علِّىَ الشهر السابع فصار اسه "يوُليوُ" ،وف عام 31
ق.م أطلِّق اسم المباطوُر إكتافيوُس اللِّقب بأغسطس )أي الهيب( علِّىَ الشهر الثامنم فصار اسه
أغسطس ،وحت ل يكحوُن ف عدد أيامه أقل منم سلِّفة ذزأيد ف أيامه يوُم رأخذ منم شهر فباير ،ث حدث
تعديل لعدد أيام كل منم سبَتمحب ونُوُفمحب وهي أشهر فردية وجعلِّها 30يوُدما فقط ،وبذلك انُتهىَ وضع
الشهوُر علِّىَ ما علِّيه الن ،ولكحنم البَداية اختلِّفت بتعديلِّي الول بتقوُي أكسيجوُس الراهب )التوُف عام
550ميلدية( ،وقد توُصل هذا الراهب إل رواية منم "كلِّيمحنت السكحندري" مفادها :أن السيح ولد ف
25ديسمحب منم عام 28لكحم القيصر أغسطس إكتافيوُس ،وهذا يساوىً سنة 754رومانُية ،وقد
406
أخطأ كل منم كلِّيمحنت وأكس يوُس دون شك ف هذا التحديد لسبَاب أهها أن كلِّيمحنت
السكحندري سجل انُتصار إكتافيوُس ف موُقعة إكتيوُم 727رومانُية بينمحا هي 723رومانُية.
علِّىَ كرل استقر المر بذا التعديل العروف باسم التقوُي اليوُليان السيحي أن جعل بداية السنة
اليلدية بيوُم البَشارة ف 25آْذار /مارس ،وجرىً الناس علِّىَ ذلك فتة ث وقع الختيار علِّىَ السبَوُع
الذي يلِّي تاريخ اليلد ليكحوُن بداية السنة الديدة وهوُ الستقر للن .أما التعديل الخي فقد عرف
باسم التقوُي الريوُري .ومبَدأ المر أن التقوُي اليوُليان استقر علِّىَ أن السنة تعادل 365يوُدما وربع
اليوُم ،بينمحا ف الوُاقع تنقص السنة عنم ذلك بقدار 11دقيقة و 14ثانُية .ومع توُال السني بدأ الفرق
يتضح ،وقد لحظ ذلك بطريرك الفاتيكحان جريوُري الثالث عشر أن ف 325ميلدية عقد ممحع نُيقية
ف 21آْذار /مارس أي ف يوُم العتدال الربيعي ،وف سنة 1582ميلدية أن المحع وقع ف آْذار
فاستدعي الراهب كلفيوُس لصلح التقوُي فقام بعمحلِّي ف آْن واحد:
*حسب الفرق بي السنة اليوُليانُية والسنة الشمحسية ،فبَلِّغ ثلثة أيام كل 400سنة.
*قرر استقطاع عشرة أيام منم سنة 1582ميلدية ،فجعل يوُم المحعة الامس منم تشرينم الول/
أكتوُبر يساوي المحعة الامس عشر منم ذات الشهر.
وبذلك ظهر التقوُي الريوُري ،وقد طبَقت فرنُسا النظام فوُر صدوره ،ث أخذت به إنلِّتا عام
،،1752واليابان 1872م ،وأخذت به مصر ف عام 1875م ،وف الصي عام 1912م واليوُنُان
سنة 1913م ،وقد ت تطبَيقه ف سوُرية ولبَنان وفلِّسطي والردن والعراق ف أيام الحتلل النلِّيزي
والفرنُسي ،وت تطبَيقه ف التاد السوُفيت عام 1923م ،وف تركيا عام .1923
وف ختام الديث يب أن نُشي أن الرمنم يعدون يوُم 9توُزأ /يوُليه عام 553ميلدية هوُ بادية
لتاريهم؛ بسبَب عقد ممحع "تيبَتي" ف تلِّك السنة ،وهوُ الذي فصل بي كنيسة الرمنم والكحنيسة
اليوُنُانُية.
التقاوي الخمتلِّفة
العرب
السريان*
الرومان
القبَطي
العبي
الرم
آْب
أغسطس
407
توُت
تشرىً
صفر
أيلِّوُل
سبَتمحب
بابة
مرحشوُان
ربيع 1
تشرينم 1
أكتوُبر
هتوُر
كسل
ربيع 2
تشرينم 2
نُوُفمحب
كيهك
طابات
جادي 1
كانُوُن 1
ديسمحب
طوُبة
شبَاط
جادي 2
كانُوُن 2
يناير
أمشي ...
آْذار
رجب
شبَاط
408
فباير
برمهات
نُيسان
شعبَان
آْذار
مارس
برموُدة
آْيار
رمضان
نُيسان
ريل
بشنس
سيوُان
شوُال
آْيار
مايوُونُة
توُزأ
ذو القعدة
حزيران ...
يوُنُيوُ
أبيب
آْب
ذو الجة
توُزأ
يوُليوُ
مسرىً
أيلِّوُل
409
*أساء الشهوُر السريانُية يرجع ف أصلِّها إل آْلة بابلِّية ف معظمحها ،وهي ترجع إل تقوُي السكحندر،
وهوُ يبَدأ عند أغلِّب العلِّمحاء منم عام 312ق.م ،وهوُ العام الذي فتح فيه أحد قوُاد السكحندر )وهوُ
سلِّوُقس(مدينة بابل ،وقد انُدثر هذا التقوُي منذ القرن الي 17اليلدي ،ولكحنم استمحرت أساء الشهوُر.
يييييييييي
صوموا لرؤيته ..وأفطروا لرؤيته
04/11/2002
...
بثينة أسامة **
يستعد العال السلمي لستطلع رؤية هلل رمضان .وقد اعتاد الناس الدل الوُاسع حوُل رؤية أهلِّة
الشهوُر القمحرية ..واختلفها أو اتفاقها مع السابات الفلِّكحية .ورغم وجوُد خلِّل تاريي ف تلِّك
السابات )ت تلفيه ف السنوُات الخية( فإن اختلف الرؤية منم مكحان إل مكحان علِّىَ الكحرة الرضية
ما زأال وارددا ..بل ويؤكد علِّيه علِّمحاء الفلِّك.
نُشأة اللِّل ف السابات الفلِّكحية
التقوُي السلمي أو الجري هوُ طريقة لتأريخ الزمنم ،بدأ بجرة الرسوُل علِّيه الصلة والسلم ،ويعتمحد
علِّىَ الشهوُر القمحرية؛ حيث يبَدأ الشهر القمحري ف التقوُي السلمي برؤية اللل استناددا إل قوُل
الرسوُل علِّيه الصلة والسلم" :صوُموُا لرؤيته وأفطروا لرؤيته".
وقد قام علِّمحاء الفلِّك والرياضة ف عصر الضارة السلمية )منم القرن الثالث الجري إل القرن السابع
الجري( بوُضع القوُاعد والعايي الدقيقة للِّتنبَؤ بالهلِّة الت اعتمحدت علِّىَ تطوُير العايي البَابلِّية القديإة،
وقد انُتشرت تلِّك العايي لعدة قرون ف معظم أناء العال السلمي ،لكحنم مع اضمححلل تلِّك الضارة
والضياع التدريي لتلِّك العرفة العلِّمحية بدأت العديد منم الدول السلمية ف الرجوُع إل تقوُيإاتا
التقلِّيدية كالتقوُي اليلدي أو الصين أو الندي حيث أدىً هذا إل حدوث خلِّل ف أسلِّوُب التنبَؤ
بالتقوُي الجري.
فمحعظم تلِّك التقوُيإات تعتب أن بداية الشهر القمحري هي الوُصوُل إل نُقطة التزامنم أو القتان بي
الرض والقمحر والشمحس ،أي وقوُعها علِّىَ خط واحد مع وجوُد القمحر بي الرض والشمحس؛ حيث
يصبَح القمحر ف هذه الالة غي مرئي تادما ،وهوُ ما يطلِّق علِّيه الاق ،وهذا ما يتعارض مع البَداية
الشرعية للِّشهر الت دلنا علِّيها رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ف قوُله" :صوُموُا لرؤيته وأفطروا لرؤيته"
حيث اعتب هنا أن بداية الشهر القمحري مع بداية القدرة علِّىَ رؤية القمحر )اللل( الذي ل يإكحنم رؤيته
إل بعد 17إل 20ساعة منم الوُصوُل إل الاق أي حوُال ثلثة أرباع يوُم.
موُلد اللل ورؤيته
410
خلل الشهر القمحري ف دورة القمحر حوُل الرض يتمحع كل منم الرض والقمحر والشمحس مرتي علِّىَ
خط واحد تقريب :أولها عندما يكحوُن القمحر بددرا؛ حيث تكحوُن الرض بي القمحر والشمحس ،والثانُية
بعدها بوُال 14.5يوُدما عندما يصبَح القمحر ماقا؛ حيث يكحوُن القمحر بي الشمحس والرض ،وحيث
إن القمحر ليس ندمحا بل جردما مظلِّدمحا فهوُ ل يرسل أي أشعة؛ لذلك ل يإكحنم رؤيته منم علِّىَ سطح
الرض إل عنم طريق قيامه بعكحس الشعة الوُاقعة علِّيه منم الشمحس الت تصل تقريدبَا إل الصفر ف وضع
الاق؛ حيث يكحوُن القمحر كالرآْة الت أعطت ظهرها لصدر الضوُء ،وبالتال ل تد أشعة لتعكحسها؛
لذلك ل يإكحنم رؤيته.
ولكحي يوُلد اللل الديد أي يإكحنم رؤية القمحر مرة أخرىً منم علِّىَ سطح الرض يب أن يرج القمحر
ف منم أشعة منم تزامنه علِّىَ خط واحد مع الرض والشمحس بالقدر الذي يإكحنه منم عكحس مقدار كا ت
الشمحس يإكحنم أن تلِّتقطه العي الدمية .ولكحي يصل القمحر إل هذا الد الدن منم الرؤية يكحوُن عمحره
قد أصبَح منم 17إل 20ساعة ،ويكحوُن قد أخذ زأاوية مقدارها حوُال 12درجة منم الشمحس ،غي أن
هناك شردطا أساسييا آْخر حت يإكحنم رؤية اللل ،وهوُ أن يدث وضع الاق قبَل غروب الشمحس بوُقت
ف يسمحح للِّقمحر بأن يصل للِّوُضع الذي يصبَح فيه مرئييا حت يإكحنم رؤيته بعد غروب الشمحس كا ت
مبَاشرة ،ففي هذه الالة يبَقىَ القمحر مرئييا لدة 48دقيقة فقط بعد الغروب ،أما إذا حدث وضع الاق
عند الغروب أو بعده فل يإكحنم ف هذه الالة رؤية اللل.
وهكحذا تكحوُن تلِّك الي 17ساعة ما بعد الاق منم أهم العوُامل الت قد أحدثت خلِّدل ف التنبَؤ بالتقوُي
الجري ،ومع العلِّم أن دورة القمحر حوُل الرض تأخذ حوُال 29.5306يوُدما ،إذن ل يوُجد شهر
29يوُدما بالضبَط أو 30يوُدما بالضبَط؛ لذلك يلِّعب التقريب دودرا كبَديا ف السابات الفلِّكحية لبَداية
كل شهر قمحري ما قد يعلِّه عامل آْخر منم عوُامل اللِّل ف التنبَؤ بالتقوُي.
أسلِّوُب جديد للِّتنبَؤ بالهلِّة
هناك عامل آْخر يؤثر علِّىَ التنبَؤ برؤية اللل ،لكحنه ما زأال غي معروف علِّىَ نُطاق واسع وهوُ الط
الزمن القمحري أو International Lunar Datelineويرمز له I.L.D.Lفاللل يإكحنم أن
يرىً ف مكحان ما دون أن يعن هذا إمكحانُية رؤيته ف جيع الماكنم الوُاقعة علِّىَ نُفس خط الطوُل؛
وذلك لوُجوُد خط زأمن يأخذ شكحل النحن علِّىَ سطح الكحرة الرضية إل الغرب منم هذا النحن يإكحنم
أن يرىً اللل ،لكحنم إل الشرق منه ل يإكحنم رؤيته وقريدبَا منم هذا الط علِّىَ كل منم جانُبَيه يوُجد
منطقة عدم تأكد صغية يإكحنم أو ل يإكحنم رؤية اللل فيها ،وتقدر تلِّك النطقة بوُال 10درجات
شردقا وغردبا.
وقد اكتشف هذا الط وقام بتسمحيته العال الفلِّكحي الدكتوُر "ممحد إلياس" وهوُ ماليزي النسية ،وعب
هذا الط النحن قسم العال إل 3مناطق تتحد ف رؤية اللل وهي :المريكحتان ،وأوروبا وأفريقيا
411
وغرب آْسيا ،وشرق آْسيا واليط الادي .وقد وضع ف كتابه "الوقات والقبَلِّة" )& Times
(Qiblaالذي صدر عام 1984البَيانُات اللزأمة لرسم I.L.D.Lلدة 25سنة ،ت تربة هذا
الط الزمن ومقارنُة نُتائجه مع الرؤية الفعلِّية لكثر منم 10سنوُات ف أكثر منم دولة إسلمية ،وقد
أثبَت دقة فائقة ف التنبَؤ؛ حيث إنُه يعتمحد علِّىَ القاعدة الشرعية لبَداية الشهوُر الجرية ،وهي رؤية
اللل وليس الاق ،ورغم الدقة الت أصبَحت تققها أساليب الساب الفلِّكحي فإنُه ل يإكحنم التغاضي
عنم الرؤية الشرعية.
يإكحنك تربة الساب الفلِّكحي لعرفة مت سيظهر هلل رمضان عب هذا الرابط:
*/http://www.starlight.demon.co.uk/mooncalc
اقرأ أيضدا:
*الساب الفلِّكحي لتحديد أوائل الشهوُر العربية
الصادر:
* Uniform Islamic Lunar Calendar of crescent prediction
)(Mazhar Korashy
*Islamic Crescents' Observation Project
** مرر صفحة العلِّوُم والتكحنوُلوُجيا بالوُقع
يييييييييي
الحساب الفلكي لتحديد أوائل الشهور العربية
دكتوُر مسلِّم شلِّتوُت
القمحر كمحا هوُ معروف جرم تابع للرض وجسم مظلِّم ل يضيء بذاته ،بل يعكحس ما يسقط علِّيه منم
ضوُء الشمحس إل الرض؛ فيصبَح مرئديا بالنسبَة لسكحان الرض .وهذه الضاءة واتساع مساحتها تتلِّف
باختلف زأاوية موُقع القمحر اليوُمي منم الرض والشمحس ،ما ينشأ عنها ظاهرة أوجه القمحر العروفة ،والت
استخمدمها السلِّمحوُن أسادسا للِّتقوُي الجري العمحوُل به؛ تطبَيدقا لقوُل ال تعال ف كتابه الكحري
"يسألوُنُك عنم الهلِّة قل هي موُاقيت للِّناس والجه" .حيث يتم تثبَيت يوُم بدء الشهر القمحري برؤية
اللل بعد غروب الشمحس ف يوُم 29منم الشهر القمحري السابق ،وإذا تعذرت رؤية اللل يتوُجب
إكمحال عدة الشهر القمحري السابق 30يوُدما ،ث يبَدأ بعد ذلك الشهر القمحري الديد؛ وذلك لداء
فريضت الصوُم والجه عند السلِّمحي.
لذلك كان لدراسة حركة القمحر أهية كبَية لتحديد ميلد الهلِّة الت تساعد كثديا ف تديد بدايات
الشهر القمحرية؛ وذلك لن أمر اللل يثي اهتمحام الكحثي منم الناس وخاصة السلِّمحي الذينم دأبوُا ف
أقطارهم الخمتلِّفة للِّتطلِّع إل الفق لرؤيته بعد غروب الشمحس للِّتثبَت منم بعض مناسبَاتم الدينية.
412
فبَعضهم قد يوُفق ف رؤية اللل ،بينمحا يشتبَه الخرون فيتوُهوُن رؤيته ،ومنهم منم ل يتمحكحنم منم رؤيته
البَتة؛ وبذلك قد يصل الختلف بي القطار العربية والسلمية ف تعيي موُعد إقامة الشعائر الدينية.
لذلك ند أن الوُاجب يتم علِّىَ الفلِّكحيي السلِّمحي الساهة منم أجل تقدي العوُن للِّمحسلِّمحي ،منم
خلل حساباتم الفلِّكحية الت قد تساعد كثديا ف هذا الال؛ لتضييق شقة اللف إن وجدت.
ومدار القمحر حوُل الرض يتخمذ شكحل القطع الناقص كمحا هوُ الال بالنسبَة إل مدارات الكحوُاكب
السيارة الخرىً ،إل أنُه يتلِّف عنم كوُنُه غي منتظم وفيه الكحثي منم التعقيد بسبَب التأثي الذب الوُاقع
علِّيه منم قبَل كل منم الشمحس والرض ،ولذا فإن الختلف ف مداره الركزي يكحوُن غي ثابت وسرعته
ضا؛ ونُظدرا لوُجوُد هذا التفاوت ف الختلف الركزي للِّمحدار ،فإن التصحيحات ف الدار غي ثابتة أي د
اللزأمة والخذ بعي العتبَار الكحثي منم العوُامل والؤثرات الت تؤثر علِّىَ حركة ومدار وموُقع القمحر خلل
دورانُه حوُل الرض؛ لن كل هذه العوُامل تؤثر بشكحل أو بآخر علِّىَ زأمنم دورة القمحر وموُقع القمحر ف
السمحاء وبعده وقربه عنم الرض ،هذا بالضافة إل تأثي الكحوُاكب السيارة القريبَة منم الرض علِّىَ حركة
ومدار القمحر .وعلِّىَ الرغم منم أن هذه التأثيات بسيطة فإنُه يب مراعاتا ف السابات الفلِّكحية،
وخاصة إذا ما توُخينا الدقة العالية ف حسابات مدة الدورة ولظة ميلد اللل وموُقع القمحر ف أي
لظة مطلِّوُبة ،ونُعن بوُاقع القمحر ف السمحاء بعده عنم الشمحس ،وموُقعه بالنسبَة لفق راصد معي ،وزأمنم
شروقه وزأمنم غروبه ،وما إل ذلك منم الموُر الخرىً الت تسهل عمحلِّية الستدلل علِّىَ القمحر
ومشاهدته ،وخاصة عندما يكحوُن ف طوُر اللل.
ولقد تكحنم العال الفلِّكحي الوروب "براون" ف ناية القرن التاسع عشر منم وضع جداول مفصلِّة لتحديد
حركة القمحر ،ث تكحنم البَاحثوُن الفلِّكحيوُن ف القرن الال منم تصحيح هذه الداول ووضعها بصيغة
معادلت يإكحنم استعمحالا لتحديد موُقع القمحر .وبعد انُتشار الاسبَات اللية ،فقد قام بعض الفلِّكحيي
السلِّمحي بتطوُير برامجه للِّحاسب الل لتحديد حركة الرض حوُل الشمحس بالستناد إل قوُانُي
"كبَلِّر" ،وذلك لتحديد زأمنم غروب الشمحس بالدقة الطلِّوُبة ،وبعد ذلك يتم تديد موُقع اللل ،استناددا
إل العادلت الشتقة منم جداول "براون" لركة القمحر.
ولقد برزأ منم الفلِّكحيي السلِّمحي الذينم تطرقوُا إل موُضوُع استخمدام الساب الفلِّكحي لتحديد أوائل
الشهوُر الجرية العديد منم العلِّمحاء ،أشهرهم "البَتان" 850929م ،و"البَيون" 9731048م،
"ونُصي الدينم الطوُسي" 12581274م .وف القرن الاضي قام اللِّوُاء الصري "ممحد متار باشا"
18461897بتأليف كتابه القليم "التوُفيقات اللامية ف مقارنُة التوُاريخ الجرية بالسني الفرنية
والقبَطية منم سنة 1إل سنة 1500هجرية" .وقد قام الدكتوُر "ممحد عمحارة" بدراسة وتقيق وتكحمحلِّة
هذا الكحتاب ،وت نُشر الطبَعة الول منه عام 1400هي 1980م ،عنم طريق الؤسسة العربية للِّدراسات
والنشر ف ملِّدينم .أما ف السنوُات الخية ،فقد برزأ اهتمحام السلِّمحي بالوُضوُع ،ولعل السبَب هوُ تطوُر
413
طرق الوُاصلت والتصالت بي أرجاء العال السلمي الخمتلِّفة ،ف حي ل زأال السلِّمحوُن يتلِّفوُن ف
أوقات أعيادهم وحت ف الدول التجاورة ما ل يإكحنم تفسيه.
وقد برزأ ف هذا الال عدد منم البَحوُث ،أهها تلِّك الت نُشرها الستاذ الاليزي الدكتوُر" /ممحد إلياس"
ف السبَعينيات ،وتلِّك الت نُشرها الستاذ الدكتوُر "حيد موُل النعيمحي" وممحوُعته بقسم الفلِّك – كلِّية
العلِّوُم – جامعة بغداد ف الثمحانُينيات .كمحا أن الساب الفلِّكحي لوائل الشهوُر العربية أصبَح يتم ف
كل منم مرصد حلِّوُان ،وهيئمة الساحة الصرية كجزء منم العمحل الروتين اليوُمي ف هذه الهات.
ولتحديد بداية الشهر القمحري الشرعي ،يب تديد الشروط اللزأمة الت تسمحح للِّعي الردة بتمحييز
هلل الشهر الديد ،وهناك عوُامل كثية تؤثر علِّىَ عمحلِّية الرؤية هذه أهها:
1عمحر اللل وبعده الزاوي عنم قرصا الشمحس.
2ارتفاع اللل عنم مستوُىً الفق وقت الغروب.
3بعد القمحر عنم الرض.
4طبَيعة الظروف الوُية وشفافية الوُاء.
إن العاملِّي الول والثان هي الرئيسة
ف تديد القدرة علِّىَ الرؤية ،أما الفقرة الثالثة فتأثيها قلِّيل؛ حيث إن بعد القمحر عنم الرض يتغي بدود
،%4 +ول يؤثر ذلك كثديا علِّىَ قابلِّية الرؤية ومنم المحكحنم إهاله ،أما الفقرة الرابعة فتعتمحد علِّىَ العديد
منم العوُامل اللِّية ف وقت الرؤية ول يإكحنم معرفتها مسبَدقا.
وقد اتذ قرار منم اللِّجنة الفقهية خلل الؤتر السلمي الذي عقد ف مدينة "إسطنبَوُل" بتكيا عام
1978بشأن تديد ظروف رؤية اللل تت الشروط التالية:
1أل تقل زأاوية ارتفاع اللل عنم الفق ف لظة غروب الشمحس عنم 5درجات قوُسية.
2أل يقل بعد القمحر الزاوي عنم الشمحس عنم 8درجات قوُسية ،وعندما تظهر السابات الفلِّكحية
تطابق هذه الشروط أو أحسنم منها ،فسوُف يتم اعتبَار اليوُم التال لتوُفر هذه الشروط هوُ بداية ذلك
الشهر القمحري.
وقد ت التأكيد علِّىَ هذه الشروط منم قبَل الستاذ الاليزي الدكتوُر" /ممحد إلياس"؛ حيث قدر ظروف
جوُدة الرؤية للِّهلل بعمحر يبَلِّغ 2ساعة زأائد أو نُاقص 24دقيقة زأمنية.
كمحا قام الدكتوُر" /حيد موُل النعيمحي" وممحوُعته بتطوُير شروط اللِّجنة الفقهية لؤتر إسطنبَوُل ضمحنم
أربعة احتمحالت لزاويت ارتفاع اللل عنم الفق وبعده عنم الشمحس ،وهذه الحتمحالت سيت كالت:
مستحيلِّة – وصعبَة – ومتوُسطة – وجيدة ،وحسبَوُا ظروف الرؤية هذه لمحس مدن إسلمية روعي ف
اختيارها التوُزأيع الغراف ف العال السلمي ،واعتبوا اليوُم الذي يلِّي يوُم ظروف الرؤية الذي يتحقق فيه
الحتمحالت أعله عدا احتمحال )مستحيل( أول يوُم منم ذلك الشهر القمحري .وبطلِّب منم جامعة
414
بغداد ،فإن هذا البَحث ت تكحيمحه وفحصه منم قبَل الستاذ الدكتوُر" /مسلِّم شلِّتوُت" أستاذ ونُائب
رئيس شعبَة الشمحس والفضاء بالعهد القوُمي للِّبَحوُث الفلِّكحية واليوُفيزيقية بلِّوُان ،واتضح أن هذه
السابات الفلِّكحية أجريت بدقة عالية جيدا ،بيث إن مقدار الطأ ل يزيد عنم دقيقة زأمنية واحدة
للِّحظة ميلد اللل لكحل شهر.
يتضح ما سبَق أن حساب حركة القمحر ف الوُقت الاضر هي مكحنة وبدقة عالية جددا ،ولكحنم تبَقىَ
الشكحلِّة الرئيسة ف تديد الشهر القمحرية ،ول يإكحنم تديد ذلك إل بإجراء إرصاد ف مناطق متلِّفة منم
العال السلمي ولفتة عدة سنوُات ،يتم بعدها تلِّيل هذه العلِّوُمات إحصائديا لذا الغرض .إن إنازأ
هذا العمحل علِّىَ مستوُىً الدول السلمية سوُف يساهم ف القضاء علِّىَ العديد منم الختلفات ،أهها
اختلف أوقات العياد والناسبَات الدينية بي الدول السلمية.
إن اعتمحاد بداية الشهر العرب علِّىَ رؤية اللل هوُ أمر استقر علِّيه العرب قبَل السلم ،فالديث النبَوُي
الشريف "صوُموُا لرؤيته وأفطروا لرؤيته" ،هوُ إقرار لا درج علِّيه الناس منم اعتبَار اللل دليلد علِّىَ طوُل
الشهر.
وكانُت القبَائل العربية رتعن بالرؤية منم أجل تديد الشهر الرم ف أوقات الصوُمات والروب الستعرة
بينهم ومنم أجل موُاسم الجه ،ول نُقرأ وكذلك ل نُسمحع بوُسيلِّة أخرىً أو معيار آْخر لتحديد بداية
الشهر العرب ،ول يعقل أن تكحوُن لم غي هذه الوُسيلِّة الوُاضحة.
ومنم نُاحية أخرىً يتبَي لنم عرف سية النب الكحري سيدنُا ممحد صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أنُه كان يتار
أيسر الموُر وأهوُنا "ما رخلي بي أمرينم إل اختار أيسرها" ،وقد وصفه القرآْن الكحري بقوُله سبَحانُه "لقد
جاءكم رسوُل منم أنُفسكحم عزيز علِّيه ما عنتم" ،وأن التوُجيه اللي لمة ممحد )صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم(
هوُ" :يريد ال بكحم اليسر ول يريد بكحم العسر" .وعلِّىَ هذا الساس ل يكحنم منم العقوُل أن تقرر
الشريعة وسيلِّة أخرىً ل تكحنم بسبَانم أو ف مقدورهم ،ولكحنم ل يعن ذلك رفض أية وسيلِّة علِّمحية
تؤدي نُفس الغرض وبنفس الوُضوُح إذا تيأت للجيال ف مستقبَل المة كمحا تيأت ف عصرنُا.
والن ...ما هوُ رأي الفقهاء ف الخذ بالساب الفلِّكحي لتحديد أوائل الشهوُر العربية؟
إن فقهاء السلم الوائل ف الذاهب الخمتلِّفة يكحاد يتفق رأيهم ف عدم اعتبَار الطرق السابية الفلِّكحية
ف إثبَات بداية الشهر الجرية؛ حيث إن الساب الفلِّكحي ف أزأمنتهم كان مقرودنُا بالتنجيم ،إل أن
الساب الفلِّكحي الن يتلِّف عنم التنجيم منم حيث الدقة العلِّمحية ،حيث يعتمحد علِّىَ علِّمحي حديثي
ها الندسة الكحروية واليكحانُيكحا السمحاوية ،وها العلِّمحان الساسان اللِّذان استطاع بمحا النُسان البَوُط
علِّىَ سطح القمحر منذ حوُال الربع قرن.
لذلك فقد قال العلمة الشيخ الدكتوُر "مصطفىَ أحد الزرقا"" :ل أجد ف اختلف علِّمحاء الشريعة
العاصرينم اختلدفا يدعوُ إل الستغراب بل إل الدهشة أكثر منم اختلفهم منم جوُازأ العتمحاد شردعا
415
علِّىَ الساب الفلِّكحي ف تديد أوائل الشهوُر القمحرية ف عصر ارتاد علِّمحاؤه أجزاء منم الفضاء الكحوُن
وأصبَح منم أصغر إنازأاتم النزول علِّىَ القمحر .وإذا كان الرصد الفلِّكحي وحساباته منم الزمنم الاضي ل
يكحنم له منم الدقة والصدق ما يكحفي للِّثقة به والتعوُيل علِّيه ،فهل يصح أن ينسحب ذلك الكحم إل
يوُمنا هذا؟
ضا :إن النظر إل جيع الحاديث النبَوُية الصحيحة الوُاردة ف هذا الوُضوُع يبزأ العلِّة السبَبَية ف وقال أي د
أمر الرسوُل –صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم بأن يعتمحد السلِّمحوُن ف بداية الشهر ونايته رؤية اللل بالبَصر
لبَداية شهر الصوُم ونايته ،ويبَي أن العلِّة هي كوُنم أمة أمية ل تكحتب ول تسب ،وهذا يدل بفهوُمه
أنُه لوُ توُافر العلِّم بالنظام الفلِّكحي الكحم الذي أقامه ال تعال بصوُرة ل تتلِّف ول تتخملِّف ،وأصبَح
هذا العلِّم يوُصلِّنا إل معرفة يقينية بوُاعيد ميلد اللل ف كل شهر وف أي وقت ،تكحنم رؤيته بالعي
البَاصرة إذا انُتفت العوُارض الوُية الت قد تجب الرؤية؛ فحينئمذ ل يوُجد مانُع شرعي منم اعتمحاد هذا
الساب والروج بالسلِّمحي منم مشكحلِّة إثبَات اللل ،ومنم الالت الت أصبَحت مجلِّة بل مذهلِّة
حيث يبَلِّغ فرق الثبَات للِّصوُم والفطار بي متلِّف القطار السلمية ثلثة أيام.
ويضيف :أن الفقهاء الوائل ل يعتمحدوا الساب البَن علِّىَ الدس والتخممحي ،ول يكحنم ف وقتهم علِّم
للِّفلِّك قائدمحا علِّىَ رصد دقيق بوُسائل مكحمحة.
وقد لص العلمة الشيخ الستاذ "الخمتار السلمي" رأيه ف أن يعتب الساب وسيلِّة يقينية لثبَوُت
دخوُل الشهوُر القمحرية ونايتها ،وأن العبة بوُضع القمحر وضعاد تكحنم رؤيته ،وأن كل دعوُىً رؤية تالف
الساب هي دعوُىً مرفوُضة يكحذب صاحبَها شأن الشهادة با يالف الوُاقع ،وأن القصد هوُ العمحل
علِّىَ توُحيد السلِّمحي ف أعيادهم وف صوُمهم ونُسكحهم.
أما دار الفتاء الصرية ،فإن موُقفها الثابت خلل الفتة الخية هوُ :أن الرؤية البَصرية هي الساس
لثبَوُت دخوُل الشهوُر القمحرية ونايتها ،وأن الساب الفلِّكحي يكحوُن دليلد علِّيها ل بديل لا وأن كل
دعوُىً رؤية تالف الساب هي دعوُىً مرفوُضة ،وعلِّىَ أساس أن السلم يدعوُ للخذ بالعلِّم
الصحيح.
والن ...ومع بشائر قدوم شهر رمضان العظم ،فإنُه يبَدأ معه النقاش ف يوُمه الول وف يوُمه الخي،
ونُتيجة لتلِّك الناقشات الت قد تنتهي بالختلف يصوُم شعوُب بعض البَلد السلمية ف يوُم سابق،
وشعوُب بلد أخرىً ف يوُم لحق ،والالة نُفسها تتكحرر ف العياد والناسبَات الدينية الخرىً.
إن الختلفات هذه نُاتة عنم استخمدام الطرق الخمتلِّفة فيمحا بينها لتعيي أوائل الشهوُر ،إضافة إل
تبَاعد البَلد السلمية فيمحا بينها علِّىَ سطح الكحرة الرضية .ففي بعض البَلد السلمية يتم تعيي
أوائل هذه الشهوُر القمحرية بالساب؛ حيث تقيم حساباتا علِّىَ أساس وقت الاق وعندها تعلِّنم أول
416
الشهر القمحري ،وف البَلد الخرىً تعتمحد الزمنم الذي يإكحنم أن ريرىً فيه اللل ،وعندها تعتب اليام الت
تلِّي أيام الرؤية أول الشهوُر الذكوُرة ،وهناك بلد إسلمية أخرىً )تركيا علِّىَ سبَيل الثال( تعتمحد علِّىَ
قرار اللِّجنة الفقهية للِّمحؤتر السلمي الذي عقد ف مدينة "إسطنبَوُل" عام 1978م بشأن تديد
ظروف اللل.
يييييييييي
جانا العيد
حسام عبَد القادر
...
25/12/2000
بعد انُتهاء شهر الصيام يتفل السلِّمحوُن ف جيع أناء العال بعيد الفطر؛ فيلِّبَسوُن أزأهىَ ملبسهم،
ويبَدءون يوُمهم بصلة العيد ،ويإارسوُن شعائرهم وعاداتم المحيلِّة ف العيد ،ولكحنم كيف كان يتفل
الصريوُن بعيد الفطر قدديإا؟ يكحي لنا الؤرخ إبراهيم عنان عضوُ اتاد الؤرخي العرب فيقوُل :ف عصر
المباطوُرية العثمحانُية كان الحتفال الرسي يبَدأ عقب أداء صلة فجر أول أيام العيد ،حيث يصعد
أمراء الدولة والقضاة ف موُكب إل القلِّعة ،ويتوُجهوُن إل جامع الناصر ممحد بنم قلوون داخل القلِّعة
لداء صلة العيد ث يصطفوُن لتهنئمة البَاشا .وف اليوُم التال كان البَاشا ينزل للحتفال الرسي بالعيد ف
)الوُسق( العد له بيدان الرملِّية )القلِّعة( والذي رفرش بأفخمر الوُسائد والطفافس ،ويتقدم للِّتهنئمة المراء
الصناجق )كبَار البَكحوُات المحاليك( والختيارية )كبَار الضبَاط( وكتخمدا اليكحنجرية )النُكحشارية( وتقدم
القهوُة واللِّوُىً والشربات ،وتفوُح روائح السك والبَخموُر ،ث يلِّع البَاشا علِّىَ أرباب الناصب والمراء،
كمحا يأمر بالفراج عنم بعض الساجي.
ويسهر الناس ليلِّة العيد ف ابتهاج وسرور ،وقد أعدوا الكحعك واللِّوُىً لتقديإها للهل والزوار ويأخذ
رب السرة زأينته ويصطحب أولده إل السجد لداء صلة العيد ،كمحا اعتاد الناس زأيارة القابر
للِّتصديق علِّىَ أرواح موُتاهم وإشعارهم بالنُس والبَة ،ويرصا الشبَاب علِّىَ الروج ف جاعات للِّنزهة
ل ..وكانُت ف النيل ،كمحا يشهد خلِّيجه القاهرة وبذهركة الزأبكحية وبركة الفيل وجزيرة الروضة ازأدحادما هائ د
مدافع القلِّعة ترطلِّق أيام العيد الثلثة ف أوقات الصلة المحسة.
كعك العيد
ف الثلِّث الخي منم شهر رمضان يبَدأ الناس ف العداد لعيد الفطر وأبرزأ مظاهر هذه الستعدادات
)كعك العيد( ويرجع صنع الكحعك إل العصر الفرعوُن؛ حيث كانُوُا يضعوُنُه مع الوُتىَ داخل القابر..
وكانُوُا ينقشوُن علِّىَ الكحعك رسم الشمحس )آْتوُن( الت عبَدوها لزمنم طوُيل ،ومنم الدهش أن القاهرة
417
السلمية قد عرفت فكحرة القوُالب ،فمحتحف الفنم السلمي يتفظ ببَعض منها مكحتوُب علِّيه) :بالشكحر
قدوم النعم( ) ...كل هنيئما( )كل واشكحر( أما ف العياد؛ فكحانُوُا يشكحلِّوُنُه علِّىَ هيئمة عرائس.
وف طلِّعة العيد كانُت ترصا الصريات خاصة ف الريف وصعيد مصر علِّىَ تقدي كعك علِّىَ هيئمة
)حلِّقات( ملة بالسكحر؛ ليوُزأع علِّىَ الفقراء بالقابر؛ ففي معتقداتم أن )ملك الرحة( يقوُم بتعلِّيقها منم
منتصفها ف أحد فروع شجرة السنات.
العصر الديث
أما ف العصر الديث فيقوُل إبراهيم عنان :كان الصلِّوُن يتشدون بعد طلِّوُع الشمحس مبَاشرة ف أبىَ
حلِّة ف الوُامع ،ويؤدون صلة العيد ،ويرصا المحيع علِّىَ ارتداء ملبس جديدة ،كذلك يقدم أرباب
ضا علِّىَ العيدية منم الزوار الذينم أتوُا للِّتهنئمة بالعيد، البَيوُت ثياباد جديدة لدمهم الذينم يصلِّوُن أي د
وريؤكل أيام العيد :الكحعك – الفطي – الشريك – السمحك المحلِّح ،وكمحيات هائلِّة منم الكحسرات،
والبَعض يفضل أطبَادقا منم اللِّحم والبَصل والطحينة ...ومعظم اللت تغلِّق أبوُابا خلل أيام العيد.
يييييييييي
عيد الفطرالفاطمي موائد عامرة ..وحلل جديدة
عمحاد حسي
كانُت احتفالت عيد الفطر لا طابع ميز ف عهد الدولة الفاطمحية ،فهوُ عندهم "الوُسم الكحبَي" ،علِّىَ
حد تعبَي القريزي ،كمحا كان يطلِّق علِّيه عيد "الرلِّل" لتوُزأيع الكحسوُات علِّىَ جيع موُظفي الدولة
كبَيهم وصغيهم فتعم المحيع منم اللِّيفة إل أدن موُظفي القصر.
وقد بدأ الفاطمحيوُن احتفالم الرسي بذا العيد منذ قدوم اللِّيفة العز لدينم ال سنة 362هي972/م
فيذكر ابنم زأولق أن العز ركب ف هذا العام لصلة عيد الفطر إل الصلِّىَ الذي يقع شرقي القصر
الكحبَي ،وقد بناه القائد جوُهر لذا الغرض.
كمحا يروىً ف أحداث سنة 380هي990/م أن اللِّيفة العزيز خرج ف موُكب صلة عيد الفطر ف هذا
الصلِّىَ وقد أقيمحت لذا الغرض مصاطب علِّىَ الطريق الذي يسلِّكحه اللِّيفة بي الصلِّىَ والقصر ،وقد
اصطلفىَ علِّيها الؤذنُوُن ،كمحا يلِّس علِّىَ كل مصطبَة جاعة منم أنُصار الدولة منم الشيعة ترج
بأسائهم كشوُف منم قاضي القضاة وداعي الدعاة ممحد بنم النعمحان ،فيجلِّس هؤلء التبَاع إل
الصاطب حسب ترتيب أسائهم ،ويبَدأ التكحبَي والبتهالت منم القصر إل الصلِّىَ بي الؤذنُي الذينم
علِّىَ الصاطب ،واللِّيفة يتق هذا الطريق ف موُكبَه الضخمم الذي يضم طوُائف العسكحر ف أبىَ زأينة،
وكان يشتك ف هذا الوُكب الفيلِّة والزرافات والسوُد الزينة بالجلِّة والرير وعلِّيها قبَاب الذهب.
وكانُت الفيلِّة الشتكة ف الوُكب علِّيها السرة يلِّس فوُقها العسكحر بكحامل زأيهم وسلحهم ،والوُسيقىَ
الصاحبَة للِّمحوُكب تصدح بأنُغام قوُية وتوُي بي آْلتا أبوُادقا خاصة ل تعزف إل بصاحبَة اللِّيفة ،وقد
418
انُتشرت ف كل مكحان البَنوُد )أي العلم( والفضضة والت تمحل عبَارات النصر علِّىَ أسنة الرماح،
والناس متشدون علِّىَ جانُب الطريق للِّتطلِّع إل اللِّيفة ولشاهدة ما يوُيه الوُكب منم مظاهر القوُة
والفخمامة .وعند وصوُل اللِّيفة إل الصلِّىَ كان يؤم الناس ف صلة العيد طبَدقا لرسوُم مددة .وف طريق
عوُدة اللِّيفة إل القصر ،يتشد الناس لشاهدة اللعاب الت يقوُم با طائفة منم أهل برقة يطلِّق علِّيها
"صبَيان الف" تصصت ف اللعاب البَهلِّوُانُية ،وكانُت الدولة تصص لا إقطاعات ومرتبَات ورسوُم،
ويبَدو أن اللِّيفة كان يقف بوُكبَه لشاهدة ألعابم عند باب القصر ،فكحانُوُا يإدون حبَلِّي منم أعلِّىَ
باب القصر إل الرض وينزل علِّىَ البَلِّي جاعة منهم وهم يركبَوُن خيل منم خشب ،ويمحلِّوُن الرايات
ويمحل الراكب فرددا آْخر معلِّدقا بيديه ورجلِّيه ،وآْخر خلِّفه!ا!ا ويقوُموُن بجمحوُعة منم اللعاب الذهلِّة.
كمحا يركب جاعة منهم علِّىَ اليوُل ويتقلِّبَوُن علِّيها وهي مسرعة ،ويرج الوُاحد منهم منم أسفل الفرس
ث يعوُد للِّركوُب منم الهة الخرىً ،ومنهم منم يقف علِّىَ ظهر الصان وهوُ مسرع!ا!ا
وكانُت هذه اللعاب والستعراضات تري أمام اللِّيفة ف عيدي الفطر والضحىَ وف موُكب فتح
اللِّيجه .وكان منم عادة اللِّفاء ف هذه الناسبَة أن يزوروا تربة الزعفران الت توُي رفات اللِّفاء
الفاطمحيي السابقي للِّتحم علِّيهم وتوُزأيع الصدقات.
وكان منم أهم مظاهر الحتفال بعيد الفطر توُزأيع اللِّوُىً علِّىَ جيع موُظفي الدولة وإقامة السطة
الضخممحة الت توُي كل طريف ف القصر ،وقد أنُشئ لذا الغرض مطبَخ لصناعة اللِّوُىً أطلِّق علِّيه
"دار الفطرة" ،وقد أنُشئمت ف عهد اللِّيفة العزيز بال وهوُ أول منم بن "دار الفطرة" وقرر فيها عمحل ما
يمحل للِّناس ف العيد ،ويبَدأ العمحل ف هذه الدار منذ نُصف رجب فيخمزن داخلِّها كمحيات كبَية منم
السكحر والعسل وقلِّوُب اللِّوُزأ والوُزأ والفستق والبَندق والدقيق والتمحر والزبيب والوُاد العطرية ،ويستمحر
العمحل استعداددا لوُل عيد الفطر ف صنع أصناف اللِّوُىً الخمتلِّفة مثل :الرقاق الشوُ وبالفستق واللِّوُزأ
)الشكحنانُجه( وحلِّىَ تصنع منم الدقيق واللِّح )البَستندود( وكعب الغزال ولقمحة القاضي وغيها ،وتزن
هذه الصناف ف مازأن داخل دار الفطرة ،وكان اللِّيفة يضر نُفسه بصحبَة الوُزأير للطمحئمنان علِّىَ سي
العمحل ف النصف الثان منم شهر رمضان ،ث يبَدأ منم هذا التاريخ توُزأيع اللِّوُىً علِّىَ جيع أرباب الرتب
ف الدولة والوُظفي كبَيهم وصغيهم ف صوُاتن تمحل كل صينية اسم صاحبَها ،ويتلِّف حجم الصينية
وكمحية اللِّوُىً حسب مكحان كل فرد ،ويمحل هذه اللِّوُىً فراشوُن مصصوُن لذا العمحل ،وهم ف أت
زأينة ويرتدون الثياب الفاخرة.
وكان يقام ف القصر ساطان )أي مائدتان( بناسبَة عيد الفطر ،السمحاط الول :يبَاح للِّناس ولعامة
موُظفي القصر منم أرباب الوُظائف الصغية ،كان يبَدأ ف إعداد هذا السمحاط منم ليلِّة العيد ف اليوُان
الكحبَي الطل علِّىَ الشبَاك الذي ينظر منه اللِّيفة ،ويتشد السمحاط بأصناف الطعمحة واللِّوُىً والت
صنعت ف دار الفطرة ،فإذا صلِّىَ اللِّيفة صلة الفجر جلِّس ف الشبَاك الطل علِّىَ اليوُان وحضر إليه
419
الوُزأير وأمر أن يسمحح للِّناس بالطعام ،فيقبَل المحيع علِّىَ السمحاط فيأكلِّوُن كفايتهم ويسمحح لم ما
يستطيعوُن حلِّه حت أن بعضهم كان يبَيع منم هذه اللِّوُىً ما ل حاجة له با.
أما السمحاط الثان :فكحان يقام ف قاعة الذهب بالقصر بعد عوُدة اللِّيفة منم صلة العيد الفطر ،فتوُضع
أمام سرير اللِّك الاصا باللِّيفة مائدة ضخممحة منم الفضة تسمحىَ "الدورة" علِّيها منم الطعمحة ف أواتن
منم الذهب والفضة والزف الصين ،وهي خاصة باللِّيفة فل توُي منم الطعمحة إل الاصا الفائحة
الطيب منم غي خضروات سوُىً الدجاج الفائق السمحنم العمحوُل بالمزجة الطيبَة ،ورنُصب علِّىَ رأس
السمحاط قصران كبَيان منم اللِّوُىً قد صنعا لذا الناسبَة ف دار الفطرة مدهوُنُان بأوراق الذهب وبمحا
تاثيل منم سكحر ف غاية الدقة ف صناعاتا كأنا مسبَوُكة ف قوُالب ،وكان هذا السمحاط مصصا لكحبَار
رجال الدولة والمراء .ويعم أهل القاهرة والفسطاط منم هذه الائدة طعام وفي وتستمحر الائدة إل قرب
الظهر ،وخلل الطعام يقرأ القراء ويكحب الؤذنُوُن وينشد النشدون ويتبَارىً الشعراء ف إلقاء قصائدهم ف
هذه الناسبَة ،ويتقدم كبَار رجال الدولة منم الشيوُخ والقضاة والشهوُد والمراء والكحتاب والفقهاء ورجال
العلِّم وأعيان القاهرة والفسطاط للِّسلم علِّىَ اللِّيفة كمحا يتقدم للِّسلم أيضا زأعمحاء اليهوُد برئيسهم،
والنصارىً ببَطريقهم ويوُزأع علِّىَ المحيع خلل ذلك اللِّل والبَات حسب العادة التبَعة.
وبغادرة اللِّيفة للِّسه ينتهي السمحاط ث يتبَعه الوُزأير وباقي الاضرينم ،وكان الوُزأير يقيم سادطا آْخر
متصدرا ف دار الوُزأارة لهلِّه وحاشيته.
وكان عيد الفطر منم الناسبَات الت ترسل فيها الكحاتبَات العطرة إل أناء الدولة الفاطمحية ،والقطار
الاضعة لا لتصف عظمحة موُكب اللِّيفة وعوُدته سالا إل قصره وانُتهاء الحتفالت بسلم
د
يييييييييي
ليلة عيد صورة قلمية
مني عتيبَة
البَهجة البيئمة القطرة أتشمحم عبَيها الن ..أحاول استعادة إحساسي القدي ..اللِّيلِّة ليلِّة عيد ..يقتب
الفجر حثيدثا ..أتأمل البَخمار التكحاثف فوُق مياه التعة الرقراق..
نرىً إل ساحة القرية أمام السجد ..نُلِّعب بوُار النخملِّتي التعانُقتي" ..وحنفية الياه" الت تل منها
كل بيوُت القرية ..نلِّع ملبسنا ..نُقف عرايا تت النفية ..نُتقاذف بالياه الندفعة ف هدأة ليلِّة العيد
كمحوُسيقىَ ذات وقع حلِّمحي ..نُكحتفي ..نُرتدي ملبسنا ..نُرىً "جدو" قادماد ف خطىَ شاب تعدىً
الثمحانُي بعدة سنوُات ..شاب فعلد ل يستند علِّىَ عصا ..العزيإة تل جسده النحيف الن الكتاف
ووجهه المحصوُصا ورقبَته العروقة ،عروقها مثل "زأعازأيع" القصب ..الطاقية الشبَيكحة يبَي منم تتها شعره
الفضىَ الفيف .اسه عبَد الرازأق ..كل القرية تقوُل له "يا جدو" ..مات مرتي ..أقصد قيل أنُه مات
420
مرتي ..وغرلسل ..وركلفنم ..وت تهيز السجد والساحة الت أمامه لستقبَال العزينم ..ث يقوُم بأكفانُه
ويضحك "وال لوصلِّكحم كلِّكحم للِّقب بيدي يا بلِّد عيال" فقد كانُت إغمحاءة طوُيلِّة..
نرىً إل جدو ..يناول مفتاح السجد لحدنُا ..يسرع صاحب الفتاح ويفتح ..نلِّع أحذيتنا ونُلِّقىَ با
أمام السجد ..ونُبَدأ ف "خدمة العيد" كمحا كان يسمحيها جدو ..أحدنُا يإسك الكحنسة ..وآْخر يأخذ
دلدوُا ويذهب ليمحله منم النفية ..وثالث يلِّمحلِّم الصي ويضعه أمام السجد ..نُكحنس السجد جيددا..
ونُغمحره بالاء أكثر منم مره ..ونففه ..ونُنفض الصي ليصبَح كالديد ..ونُفرشه ..ونرىً إل "جنينة
الدياش" )الت أصبَحت الن مصنعاد للدوات الصحية!ا!ا( ونُقطف بعض الوُرود ونُضعها ف أركان
السجد ..ويرج جدو منم جيب الصديري زأجاجة السك الت جلِّبَها معه "الاج رضوُان" الذي كان
يؤدىً عمحرة رمضان هذا العام ..يرش جدو الزجاجة كلِّها ف السجد..
نُنتهي منم العمحل كلِّه والفجر ما زأال بعيددا ..بقيت ساعة أو أكثر ..يطلِّب منا جدو أن نُنام علِّىَ
الصي لنستيح ..لكحنم الولد ل يناموُن ف ليلِّة العيد ..نرج منم السجد ..نُلِّعب حوُل النخملِّتي..
نُقذفهمحا بالطوُب ونمحع البَلِّح التساقط ..يتسلِّقهمحا بعضنا ليجلِّب مزيددا منم البَلِّح ..نُغسل البَلِّح..
نرىً به إل جدو ..يفرح به جدو "سنعطىَ بلِّحة لكحل مصلِّىَ" ..نُتحمحس ..نرىً لنأت بكحمحية أخرىً
منم البَلِّح ونُغسلِّها ونُعطيها لدو..
نُشعر بالتعب ..فنسرع إل النفية ..نلِّع ملبسنا ..نُستحم ..نُرتدي ملبسنا ..نرىً إل السجد..
جدو مستند برأسه إل الائط ..وصوُت شخميه يإل السجد ..يرقبَل "الشيخ عبَد السنم"" ..السلم
علِّيكحم ..كل عام وأنُتم بي يا أولد"" ،..وأنُت بي يا سيدنُا الشيخ ..وأنُت طيب يا موُلنُا" يستيقظ
جدو منم غفوُته ..يرىً الشيخ عبَد السنم ..يبَتسم ..يهم بالوُقوُف ..يضع الشيخ عبَد السنم يده علِّىَ
كتف جدو ليمحنعه منم الوُقوُف ..ويلِّس بانُبَه ..يتعانُقان" ..كل سنة وأنُت طيب يا جدو" "كل سنة
وأنُت طيب يا شيخ" ..يصعد الشيخ عبَد السنم فوُق سطح السجد" ..ال ..ال ..ال" ث ينشد
بعض التوُاشيح بصوُته الندي الشجي ..يتوُافد الصلِّوُن والعيدون ..الوُجوُه نُضرة مغسوُلة بالفرحة..
اللبس زأاهية اللوُان ..تر النساء بوُار السجد بلبسهنم السوُداء ف طريقهنم إل القابر ليعيدن علِّىَ
أموُاتنم ..ربح صوُت الشيخ عبَد السنم وهوُ يؤكد أن زأيارة النساء للِّمحقابر حرام ول أحد يستجيب..
يإتلِّئ السجد والساحة أمامه بالصلِّي ..تنتهي الصلة ..نُنطلِّق إل بيوُتنا ..نُتناول فطوُر العيد مع
العائلِّة ..نُرتدي اللبس الديدة ..نرج لنلِّعب بالبَمحب ..نُركب الرجيحة الت يقيمحها "حدي العرج"
ببَعض عروق الشب القديإة..
"ال ..ال ..ال" ..صوُت "الشيخ منصوُر" يأتين عب اليكحروفوُن ..يأخذن منم الذكريات المحيلِّة..
أقوُم فأتوُضأ ..أذهب مع الصلِّي ف ذهن أبيات ل أتذكر قائلِّها :
وطنم النجوُم أنُا هنا حدق أتذكر منم أنُا
421
ألت ف الاضي البَعيد فت غريدرا أرعنا
جذلن يإرح ف حقوُلك كالنسيم مدنُددنُا
أنُا ذلك الوُلد الذي دنُياه كانُت ها هنا
يييييييييي
خإطبة العيد ..زمان
* ف أول أيام العيد كان الوُزأير الفاطمحي أو المحلِّوُكي يسي يوُم العيد منم منزله ومعه كبَار رجال الدولة
ف ملبسهم الديدة إل باب القصر ،ويركب اللِّيفة بيئمة الوُاكب العظيمحة ،وتكحوُن ملبسه ف العيد
بيضاء موُشاة بالفضة والذهب ومظلِّته كذلك ،وكان يرج منم باب العيد علِّىَ عادته ف ركوُب الوُاكب
..إل أن عساكره ف هذا اليوُم منم المراء والجناد والركبَان والشاة تكحوُن أكثر وينتظم الند له ف
صفي منم باب القصر إل الصللِّىَ.
ر
ويركب اللِّيفة إل الصلِّىَ ويدخل منم شرفتها إل مكحان يستيح فيه فتة ث يرج مفوُدفا باشيته قاصددا
الراب والوُزأير والقاضي وراءه ..فيصلِّىَ العيد ويقرأ ف الركعة الول ما هوُ مكحتوُب ف الست اليإنم
ويقرأ ف الثانُية ما هوُ مكحتوُب ف الست علِّىَ يساره.
فإذا انُتهت الصلة وسلِّم صعد النب لطبَة العيد ،فإذا انُتهىَ إل ذروة النب جلِّس علِّىَ الطراحة الريرية
بيث يراه الناس ،ويقف أسفل النب الوُزأير والقاضي والاشية ،ث يشي اللِّيفة إل الوُزأير بالصعوُد
فيصعد حت ينتهي إل سابع درجة مقددما إل اللِّيفة نُص الطبَة الت أعدها ديوُان النُشاء وسبَق
عرضها علِّىَ اللِّيفة.
وبعد مقدمات وإشارات يست اللِّيفة باللِّوُاءينم الركزينم ف جانُب الصلِّىَ وينادىً علِّىَ الناس بالنُصات
فيخمطب اللِّيفة منم النص الذي قدم له ،فإذا فرغ منم الطبَة أخلِّىَ النب فيهبَط ويدخل الكحان الذي
خرج منه يلِّبَث قلِّيل ث يعوُد بوُكبَه ويضر مع أفراد الشعب "أسطة" الوُلئم منم أنُوُاع الطعمحة واللِّوُىً.
*"العيدية" منم أهم مظاهر الحتفال بالنسبَة للطفال ف العيد حيث يقوُم الكحبَار بإعطاء صغارهم
عيدية العيد وهىَ غالبَا ما تكحوُن مبَلِّدغا منم الال ..والعيدية كلِّمحة عربية منسوُبة إل العيد بعن العطاء
أو العطف ،وترجع هذه العادة إل عصر المحاليك .فكحان السلِّطان المحلِّوُكي يصرف راتدبَا بناسبَة العيد
للتبَاع منم النوُد والمراء ومنم يعمحلِّوُن معه؛ وكان اسها "الامكحية" .وتتفاوت قيمحة العيدية تبَدعا للِّراتب،
فكحانُت تقدم للِّبَعض علِّىَ شكحل طبَق ملِّوُء بالدنُانُي الذهبَية ،وآْخرون تقدم لم دنُانُي منم الفضة ،إل
جانُب الدنُانُي كانُت تقدم الأكوُلت الفاخرة .وف العصر العثمحان أخذت العيدية أشكحالد أخرىً
فتقدم نُقوُددا وهدايا للطفال ،واستمحر هذا التقلِّيد إل العصر الديث
يييييييييي
العيد في الفضاء
422
هيام السيد
وعندما اقتب موُعد العيد ،وجدتن أفكحر ف شئ غريب ومتلِّف ل يطر ببَال منم قبَل ،ففكحرت كيف
يكحوُن العيد ،وكيف تكحوُن مظاهره ف الفضاء الارجي؟!ا ل أعرف لاذا خطر ل هذا الاطر؟..
ووجدتن أشارك فيه منم حوُل وأطرح علِّيهم نُفس السؤال الذي طرح نُفسه علِّىَ ذهن:
كيف تكحوُن مظاهر العيد ف الفضاء؟!ا
وكانُت الفاجأة أن كل منم حوُل قد استنكحر علِّلي السؤال ،وقام بعضهم بتديد بعض التعلِّيقات الظريفة
وربا السخميفة علِّىَ هذا السؤال ،وأعتقد أن هذا هوُ ما جعلِّن أبث عنم إجابة أو بعن أصح أتيل
تلِّك الجابة ،فتخميلِّت كيف يكحوُن العيد ف العوُال الخرىً!ا!ا وإذا كانُت هناك ملِّوُقات تعيش علِّىَ
سطح الكحوُاكب والرات فمحاذا ستتدىً يوُم العيد؟!ا هل عندهم ثياب جديدة يرتدونا مثلِّنا.
ولكحنم قابلِّتن مشكحلِّة صعبَة التخميل !ا ماذا لوُ وجدت "مراجيح" ف الفضاء؟!ا وماذا سيكحوُن شكحلِّها
وهيئمتها؟!ا "فالراجيح" أهم ما يإيز العيد ومظهر هام منم مظاهر الفرحة به ،أعتقد أنا لوُ وجدت هناك
فل بد أنا ستكحوُن علِّىَ شكحل أقمحار صناعية صغية متشابكحة مع بعضها البَعض فيمحا يشبَه المحوُعة
الشمحسية تدور ف الفراغ حوُل نُفسها دون أي جاذبية .تيلت غريبَة جيدا تلِّك الت أصابتن ،والغرب
منها هوُ لاذا أتيلِّها وأبث فيها؟!ا!ا هل هذا نُتيجة طبَيعية لكحل التطوُرات الديثة الت تر بنا ونُتعامل
ضا يكحوُن معها ف هذا العصر؟ أو نُتيجة لقدوم اللفية الديدة؟ وأن هذا هوُ أول عيد فيها ،وربا أي د
نُتيجة لنُن أتعامل الن وبشكحل يوُمي ومبَاشر مع فضاء آْخر منم نُوُع جديد أل وهوُ الفضاء
الليكحتون ،حيث أصبَح ل عال آْخر ودنُيا جديدة أعيش وأتعايش معها علِّىَ شبَكحة النُتنُت.
هذا العال الديد الذي فرضته علِّينا كل مستحدثات التكحنوُلوُجيا الديثة منم سرعة هائلِّة تكحاد تكحوُن
ميفة ،ومنم تطوُرات سريعة ومتلحقة ف متلِّف الالت والعلِّوُم والفنوُن ،هذا العال الذي اختلِّفت
حوُله القوُال والراء وكثر الديث عنم إيابياته وسلِّبَياته أصبَح ل فيه دنُيا حياة خاصة جددا .فمحنم
خلل تلِّك الشاشة الصغية ومنم خلل لوُحة الفاتيح الت كنت دوما أعتقد أنا مرد ممحوُعة منم
الفاتيح الت تؤدىً دور الكحتابة والروف ،ومنم خلل هذا الهازأ الصغي اطلِّعت علِّىَ هذا الفضاء
الليكحتون وأصبَحت كل الشياء ذات صفات ومعاتن جديدة؛ فأصبَحت الشاشة الصغية عالا كبَديا
د
وفضاء حقيقييا أسبَح فيه كل يوُم وكل ليلِّة ،وأصبَحت تلِّك الفاتيح البَيضاء ) ( Key boardهي
اللِّغة الوُحدة للِّتخماطب مع العال بأكمحلِّه بالرغم منم اختلف اللِّهجات واللِّغات والنسيات.
ف البَداية خفق قلِّب بشدة وشعرت بالفعل أنُن رائدة فضاء ولكحنن ف فضاء ل أعرف عنه شيء ،ولكحنم
برور الوُقت واكتساب بعض البات أصبَحت أملِّك هذا العال الديد ،أملِّك دنُيا متلِّفة تاما عنم
تلِّك الت أعيش فيها ،فأصبَح ل عب تلِّك الشاشة صداقات حقيقة مع أشخماصا ربا يكحوُنُوُن غي
حقيقيي؛ فهم أشخماصا ل أقابلِّهم ،ول أتعرف علِّىَ صوُرهم ،ولكحن أعرف شخمصياتم ،ول أيضا
423
بلف الصدقاء أسرة وأخوُة وأخوُات وزأملء دراسة وعمحل ،والعجيب ف المر أن يكحوُن ل أبناء
أيضا!ا!ا
كل هذا الفضاء اليال أو الليكحتون أصبَح جزءاد هادما منم حيات ل يإكحنم الستغناء عنه ،وأصبَح ل
موُعد مدد ل بد أن انُطلِّق فيه إل عالي الاصا .وربا يثي الدهشة والبتسام أيضا أن ل عمحلد خيالييا،
ول دفت أوقع فيه كل يوُم بالضوُر والنُصراف ،وأحيانُا نُفرض بعض الغرامات علِّىَ التأخرينم عنم
موُعد الضوُر أو التغيبَي دون عذر مسبَق ،هذا كلِّه بلف خبات وعلقات العمحل والت اكتسبَت
منها الكحثي بالفعل ،وأضافت ل ولعمحلِّي مهارات جديدة ومفيدة.
وإذا كنا ف البَداية تيلِّنا العيد ف الفضاء فالعيد ف فضائي الليكحتون له شكحل متلِّف وطابع خاصا،
فالكحثي والكحثي منم الوُاقع الليكحتونُية علِّىَ شبَكحة النُتنُت قد خصصت جزدءا كبَديا وموُاقع خاصة
لرسال كروت التهنئمة بعيد الفطر ،وكذلك جيع العياد والناسبَات ،وتلِّك الكحروت الليكحتونُية هي
بثابة برقيات التهنئمة والعايدة ،وبالطبَع ل تلِّوُ هذه الوُاقع منم بعض الكحروت ذات الطابع الفكحاهي
الظريف ،والت نُرسلِّها لبَعضنا البَعض منم باب الدعابة وإدخال السرور )مقالب يعن( كذلك فقد اتفق
معي بعض الصدقاء علِّىَ القيام بنزهة خلل إجازأة العيد بالرغم منم اختلف البَلد الت نُعيش فيها
لكحننا اتفقنا علِّىَ أن يصحب كل واحد منا الخرينم معه ف نُزهة خاصة داخل بلِّده ليعرفهم علِّيها
ونُستمحتع سوُيا بزيارة كل هذه البَلد ،وليصبَح العيد الليكحتون عندنُا شيدئما جديددا ومفيددا .وبالطبَع فلِّم
نُنس كعك العيد حيث تتم به الكحثي منم البَلد العربية ،فلِّقد اتفقنا أيضا علِّىَ إرسال عينات منم هذا
الكحعك علِّىَ البيد الليكحتون ) (Emailالاصا بكحل منا علِّىَ أن يكحوُن ملِّف ) (Fileمشوُ
بالعجمحية والكحسرات ومفوُظ ) (Saveبالسكحر.
أعلِّم أنُه عال غريب وربا خيال ولكحنن بالفعل أعيش فيه وأتفاعل معه كل يوُم وليلِّة ،وأصبَح فضائي
الليكحتون كوُكدبَا جديددا أعيش علِّىَ سطحه وأخوُض تربته بكحل ما فيها منم إيابيات وسلِّبَيات وأفراح
وأعياد ،ولعلِّنا نُكحتشف الزيد منم تلِّك الكحوُاكب ونُصبَح رواددا حقيقيي ف عال غي حقيقي.
وكل عام وأنُتم بي
يييييييييي
ب يا هللا! غ
غا ن
عبَد الرحنم عشمحاوي
ب يا هلهل.. ذ
غه
إن أخاف علِّيك منم قهر الرجاهل
ذقف منم وراء الغيم
ل تنشر ضياءك فوُق أعناق التلهل
424
ب يا هلهل.. ذ
غه
إن لخشىَ أن ريصيبَك
حي تلِّمححنا الششبَاهل
أنُا يا هلهل
أنُا طفلِّة عربية فارقت أسرتنا الكحريإهه
ل قصة
دموُيةر الحداث باكية أليمحهه
أنُا يا هلهل
أنُا منم ضحايا الحتلهل
أنُا منم رولدت
ي الزيإهه وف فمحي ثشهد ر
ت يوُدما عند منذزذلنا كتيبَهه شاهد ر
ف يوُذمها
كان الظلرم مكحددسا
منم حوُل قريتنا البَيبَهه
ف يوُذمها
ساق النوُرد أب
وف عينيه أناةر حبَيسهه
ب الغرهبَيرر وتمحعت تلِّك الذئا ر
ف طلِّب الفريشسهه
ورأيت جندديا ياصر جسم والدت
بنظرته الريبَهه
ما زألت أسع يا هلهل
ما زألت أسع صوُت ألمي
وههي تهستجدي العروبهه
ما زألت أبصر نُصل خنجرها الكحرهي
ف العظيم ت به الشر ش صانُ ه
مسكحين ة ألمي
تفقد مات ه
425
ت بهوُتتها العروبهه ذ
وما شعلِّشمح ه
إن لعجب يا هلل
يتلنُح الذياعر منم طرب!ا!ا
وينتعش القدهح!ا!ا
وتيجه موُسيقىَ الرهح!ا!ا
والطربوُن يرددون علِّىَ مسامعنا
ترانُيم الفرهح!ا!ا
ض لوُحة للِّتهنئمهه وبرامجه التلِّفازأ تعر ر
"عيةد سعيةد يا صغاهر"!..ا!ا
والطفرل ف لبَنان يهل منشأهه
وبراعم القصىَ عرايا جائعوُهن
واللجئموُشن
يصارعوُن الشهوبئمشهه
ب يا هلهل ذ
غه
ت بالعيد السعيد ل تأ ذ
يمع النُ ه
ي
ع الوُت ه أنُا ل أريد العيد مقطوُ ش
أتظرنم أن العيشد ف حلِّوُىً
وأثوُاب جديدهه؟!ا
أتظرنم ألن العيد تنئمهه
رتسلطر ف جريدهه؟
ب يا هلهل ذ
غه
واطلِّهع علِّينا حي يبَتسم الزمهنم
تم
وتوُت نُيان الف ه
اطلِّع علِّينا
حي ريوُرق بابتسامتنا الساهء
ويذوب ف طرقاتنا ثلِّجه الشتاهء
اطلِّهع علِّينا بالشذا
يبالعز بالنصر البَ ه
426
اطلِّهع علِّينا بالتئمام الشمحل
يبي السلِّمح ه
هذا هوُ العيرد السعيهد
وسوُاهر
ليس لنا ذبعيهد
ب يا هلهل ذ
غه
ف ف شششهم حت ترىً رايات أمتنا ترفر ر
فهناك عيةد
أي عيهد
وهناك يبَتسم الشقتي مع السعيهد
427
نفحات رمضان
مشاريع رمضانية
المحد ل رب العالي ،تفضل علِّىَ عبَاده بوُاسم الطاعة ،ليتمحيز أولوُ العزم والمحة ،ولينكحشف علِّىَ
القيقة أصحاب التاخي والهانُة ،وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له ،أثن علِّىَ نُفسه خيدا،
وثن بالتحية علِّىَ عبَاده الذينم اصطفىَ " قل المحد ل وسلم علِّىَ عبَاده الذينم اصطفىَ وأشهد أن
ممحداد عبَده ورسوُله خير البية وأزأكاها صلِّىَ ال علِّيه وعلِّىَ إخوُانُه وآْله ورضىَ ال عنم الصحابة أجعي،
والتابعي ومنم تبَعهم بإحسان إل يوُم الدينم .
معاشر السلِّمحي :ربشراكم جيعاد شهر الصيام ،أهللِّه ال علِّينا بالمنم واليإان ،والسلمة والسلم ،
وجعلِّه ال علِّينا وعلِّىَ السلِّمحي شهر بركة وخي ،ومغفرة للِّذنُوُب ،ورفعة للِّدرجات.
عبَاد ال :يق لنا أن نُفرح بذا الضيف العزيز بعد طوُل عناتء ،وبعد رحلِّة شاقة ف دروب الياة الدنُيا،
تل بالصد والعراض ،والسراف ف الذنُوُب ،والظلِّم للِّنفس أو للخرينم ،يشهد الكحوُن فيها علِّىَ
ب النازألة ،والفتم واللحم التتابعة ،والضعف والرفرقة ،والتخماذل بي الراح النازأفة ،والبَليا والطوُ ذ
السلِّمحي – إل منم رحم ربك وقلِّيةل ما هم – كيف ل نُفررح فيك يا شهشر الصيام!ا ونُفةر منم السلِّمحي
ل ريسوُن بالم الوُع إل حي يصوُموُن ،ومنم إخوُانم منم يتضوُرون جوُعاد وهم مفطرون،وكيف ل نُفرح
فيك يا شهر رمضان ونُفةر منم السلِّمحي تكحارد أن تكحوُن صلِّرتهم بالقرآْن مقطوُعةد إل ف شهر رمضان ،
أجل لقد جلفت مآقينا عنم البَكحاء ،فهل ند فيك يا شهر الصيام باعثاد للِّبَكحاء علِّىَ خشية ال ؟
لناتا ش ت نُوُمنا ،فهل يكحوُن شهرر الصيام موُقظاد لقلِّوُبنا بالصيام؟ واختلِّط اللِّغوُ ،وكادت أصوُا ر طال رسبَا ر
ب ذ
والغناء أن تصلم الذان ،فهل تكحوُن يا شهشر الصيام سبَبَاد لسلمة أساعنا؟ وتفننم العداءر وأصحا ر
صوُر الفاضحة ،ليصدوا الناس ويفتنوُهم ،فينشر الثر عاريدا .فهل يكحوُن الهوُاء والشهوُات ف إخراج ال ل
ك شكاشن صشر شوالهرفشؤاشد ركتل أرولئمذ ش ذ ذ
شهر رمضان سبَبَاد ف حفظ أبصاذرنُا والافظة علِّىَ قيمحنا ))إذلن اللسهمحشع شوالهبَش ش
شعهنهر شمهسرؤودل(( )السراء.(36:
معاشر الصائمحي :إنُنا قبَل الصيام وبعد الصيام مدعوُون لمتر عظيم ،هوُ غايةر الصيام وحكحمحرته– وهوُ
وصية ال وكلِّمحته – وسوُرقه روج ف الصيام أكثر منم غذيه ،كيف ل وقد قال ال تعال )) شيا أشييتشها الذذيشنم
ب شعشلِّىَ الذذيشنم ذمنم قشيهبَلِّذركحهم لششعلِّلركحهم تشيتليرقوُشن (( )البَقرة(182: ذ
صشيارم شكشمحا ركت ش
ب شعلِّشهيركحرم ال ل ذ
آْشمنروُاه ركت ش
ب ذمنم قشيهبَلِّذركحهم شوإذلياركهم أشذن اتليرقوُاه ذ إن التقوُىً :وصيةر ال للولي والخرينم )) ولششقهد و ل ذ
صييشنا الذيشنم رأوتروُاه الهكحشتا ش ش ش ه
اللِّلشه(( )النساء. (131 :
ذذ ذ ذ
ي (( ب اتلذق اللِّلهش شوشل ترطذع الهشكحافذريشنم شوالهرمحشنافق ش وهي وصيرته سبَحانُه لمحد صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم )) شيا أشييتشها النلذ ت
)الحزاب. (1 :
428
تقوُىً ال :وصيرته سبَحانُه وتعال للِّمحؤمني خاصة )) شيا أشييتشها الذذيشنم آْشمنروُاه اتليرقوُاه اللِّلهش شحلق تريشقاتذذه (( )آْل
عمحران. (102:
س شواذحشدةت شوشخلِّششق ذمهنيشها س اتليرقوُاه شربلركحرم الذذي شخلِّششقركحم لمنم نُيلهف توهي وصيرته للِّناس كافة )) :شيا أشييتشها اللنا ر
شزأهوشجشها(( )النساء. (1 :
وبالتقوُىً :أوصىَ ممحةد صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم علِّىَ الدوام وحيثمحا كان الزمان والكحان )) اتق ال حيثمحا
كنت((
وإن سألتم عنم حقيقة التقوُىً وآْثاذرها ،أرجبَتم بأن تقوُىً الذ نُوُةر ف القلِّوُب ،تظهر آْثارره علِّىَ الوُارح،
ب لششعلِّلركحهم تريهفلِّذرحوُشن(( )الائدة. (100 : إنا سبَب للِّفلح والنجاح ))شفاتليرقوُاه اللِّلهش يا أروذل الشلهبَا ذ
ش ش ه ة
ومنبَةع للِّصلح والصلح ،ودليل للِّفرقان " إن تتقوُا ال يعل لكحم فرقانُدا" التقوُىً عمحاةد للِّمحؤمني ف
ت
ي ف الزأمات ،وذخية حي الدنُيا ،و أنُيسه ف القب ،ودليرلِّه إل جنات ونتر ،تقوُىً ال حصنم حص ة
الشدائذد واللِّمحات ،ترثبَت القداشم ف الز الق ،وتربط القلِّوُب ف الفتم،
إنا أعظرم كنتز يإلِّكحه ويمحلِّه النُسارن ف الدنُيا ،وأعظرم نُوُر يرد به علِّىَ ال يوُم العاد )) شوتشيشزلوردواه فشذإلن
خييشر اللزاذد التليهقشوُىً(( )البَقرة(197:
شه
ي علِّىَ ض صفاذتا وآْثاذرها أن ريسعىَ لا فهذا أوارنا ،وذلك الشهر خي مع ت أفل تستحق بضاعة تلِّك بع ر
ر ر
تقيذقها.
كم يدخل علِّينا منم رمضاتن ول نتحنم أنُفسنا علِّىَ اكتساب التقوُىً ،فهل يكحوُن العام بآلذمه وآْماذله –
ذ
ب عظيةم ،وتارة فرصةد أكب للِّتفطنم لا وملء القلِّوُب با ،وتسذي الوُارذح علِّىَ مقتضاها ،إنُه كس ة
ي منم دخل علِّيهم رمضارن وخرج ،ورصيرد رابة ،نُسأرل ال أن يعيننا علِّىَ تقيق التقوُىً– ومساك ر
التقوُىً جامةد ل يتحرك– أو يتحرك ببَطء ل يكحاد ريرىً ،إنُن أدعوُ نُفسي وإياكم إل تقيق التقوُىً،
وافتح لنفسي ولكحم مشاريع رتسهم ف تقيق التقوُىً ،ومنم عمحل صالاد فلِّنفسه ومنم أساء فعلِّيها،
أيها السلِّمحوُن :وأورل هذه الشاريع الالبَة للِّتقوُىً :التوُبةر النصوُح ،فالتوُبرة :هي بدايةر الطريذق ونايرته،
وهي وظيفةر العمحر وبدايةر العبَد ونايرته ،ودليرلِّه إل الذي وسائرقه ،وهي النزلةر الت يفتقر إليها السائرون
إل ال ف جيع مراحذل سفذرهم ،وحيث حلِّوُا أو ارتلِّوُا ،إن التوُبةش ليست منم منازأل العصاةذ والخمللِّطي
فحسب ،كمحا يظنم كثية منم الناس – وإن كان هؤلء العصاة أحوُشج منم غذيهم إليها – بل هي عامة
للِّطائعي والعابدينم والعاصي ،وهذا سيرد الطائعي ،وإمارم العابدينم ممحةد صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ياطب
ب إل ال ف اليوُم مائة مرة (( رواه مسلِّم س توُبوُا إل ال فإن أتوُ ر س كافةد ويقوُل )) :يا أيها النا ر النا ش
جيعاد أشييتشها الهرمحهؤذمرنوُشن لششعلِّلركحهم
وأهل اليإان يدعوُن للِّتوُبذة ويقوُل الداعي سبَحانُه )) ورتوُبوُا إذشل اللِّلذه شذ
ش ر ر ر
تريهفلِّذرحوُشن(( )النوُر. (31 :
429
ذ ذ
صوُحاد شعشسىَ شربتركحهم شأن يرشكحلفشر إنُه نُداءر الرحنم أفل نُستجيب؟ )) شيا أشييتشها الذيشنم آْشمنروُا رتوُبروُا إذشل اللِّله تشيهوُبشةد نُل ر
ب شوالذذيشنم آْشمنروُا شمشعره(( ذ ذ ت ذ ذ
شعنركحهم شسيلشئماتركحهم شويرهدخلِّشركحهم شجلنات شهتذري منم شهتتشها اهلشنُهيشهارر يشيهوُشم شل ريهذزي اللِّلهر النلذ ل
)التحري(8 :
صرون ،وما أعظشم رربنا وأرحه، ذ
نُعم يا عبَاشد ال ،كرلِّنا متاةج إل التوُبة النصوُح – فكحلِّنا مطئموُن ،وكلِّنا مق ل
وهوُ يدعوُنُا إل التوُبذة ليغذفر لنا ذنُوُبنا ،ويكحفر سيئماتنا ،ويفتح لنا باب الرجاء ،وبا يدخلِّنا النة ويعيذنُا
منم النار .
ذ ذ
ت الرمةر إل طاعا ت إنا – أعن التوُبة – تبَدأر بالمحة الصادقة ،وتستمحرر العزيإةر القوُيةر لتتحلوُل الشهوُا ر
وقربا ت تأنُس با ف الدنُيا ،وتد أجشرها يوُم ترد علِّىَ ال ،
يا منم غلِّبَتهم شهوُارتم وأهوُارؤهم ف رجب وشعبَان ،أفل تغلِّبَوُنا ف رمضان ومنم بعد رمضان ؟
ع عنم العصية ،ها هوُ شهر رمضان حلل ،وما تدري أتدركه ويا منم سلوُفت ف التوُبة ،وأرجأت القل ش
ت تدري أترتذرم شهشر الصيام حيلاش أم تكحوُرن ف عداد الوُتىَ ،وشهرر الصيام ل عاماد آْخر أم ل ،بل ولس ش
يزال حيلاش ؟
إنُن أدعوُ نُفسي وإياك للِّتوُبة دائمحدا ،وف شهر الصيام فابدأ وتوُكل علِّىَ ال ،واعلِّم بأنُك تشذررد علِّىَ كرتي
ب مسيرئ اللِّيل ،فل تستكحثر معاصيك ط يشده بالنهار ليتوُ ش غفار ،يبَسط يشده ليتوُب مسيرئ النهار ،ويبَس ر
عنم التوُبة ،وفتش وأنُت أدرىً بنفسك وبعاصيك ،واعقد العزشم علِّىَ التوُبة ،واحد رلبك علِّىَ أنُه بلِّغك
شهر رمضان ،وستجد له طعمحاش آْخر حي تبَدأه بالتوُبة ،وتتمحه بالشكحذر والمحد ل )) شوشما بذركحم لمنم
نُليهعشمحتة فشذمحشنم اللِّلذه (( )النحل )) (53:شوشمنم شششكحشر فشذإلشنا يشهشركحرر ذلنشيهفذسذه (( )النمحل(40:
الطبَة الثانُية
المحد ل رب العالي ،يهدي منم يشاء ويضل منم يشاء ،ومنم يهدي ال فهوُ الهتدي ومنم يضلِّل فلِّنم
ث رحةد للِّعالي ،والسراج الني وعلِّىَ إخوُانُه منم النبَيي تد له ولياد مرشداد ،والصلة والسلم عل البَعوُ ذ
.
أيها الصائم :وثة مشاريرع – تؤكرد حقيقةش التقوُىً ،وريدلك با علِّىَ التوُبة النصوُحة – هذه الشاريع
ساريةر الفعوُذل ف كل حي– ولكحنها تزكوُا ويعظرم أجررها ف شهر الصيام.
ومنها:
أولد :مشروعر الذكر والدعاء – وكم رنُفلرط ف الذكر ،وهوُ منم أسهل العبَادات وأزأكاها ،وخية منم إنُفاق
الذهب والوُرق ،وخية لكحم منم أن تلِّقوُا عدلوكم فتضربوُا أعناشقهم ويضربوُا أعناقكحم،
وما أروع السلِّشم والسلِّمحةش ) إذا ظلل لسارنمحا رطبَاد بذكر ال ،وما أجل الصائشم ريإضي شطراد منم ليذلِّه
وناره ذاكراد ل ،يرسبَح ويمحد ويكحب ويهلِّل ،يستغفر لنفسه ولوُالديه والؤمني ،ويدعوُا با شاء منم
430
ك الوُكرل بالدعاذء خذيذي الدنُيا والخرة ،ول يص بالدعوُة نُفسه بل يشمحل غيه ،ففضرل ال واسع ،واللِّ ر
ت به ، للخرينم بظهر الغيب يقوُل للِّداعي :ولك بثل ما دعوُ ش
أيها الداعوُن :ول تنسوُا أموُاشتكحم بالدعاء ،وتعلِّمحوُا آْداب وسنشنم الدعاء
ضهم إل الائة أو تزيد. يا عبَد ال :كم ف الذكر منم فائدة – وقد أوصلِّها بع ر
وكم رنطرئ باللِّيل والنهار؟ وف الستغفار رترق الطايا وتذوب .
ذ
وكم لنا منم حاجة ؟ وكم بإخوُانُنا السلِّمحي منم بأساء؟ فهل نُتضرعر إل ال بالدعاء لرفعها ،والكحرير
يقوُرل لنا "أدعوُن استجب لكحم " وللِّصائم دعوُة ل ترد ،ل سيمحا عند فطره ،وف السحار حي ينزل
الرب وبي الذان والقامة ،وف السجوُد ،وحي تلِّي القلِّوُب ونوُها منم موُاطنم إجابة الدعاء .فهل
نُستثمحرر فرصة الذكر والدعاء ف رمضان ؟
ب سهلِّةر الهد ،عظيمحةر الثر . إنا مكحاس ر
ي )) شوشما ثانُيدا :مشاريع النُفاذق والصدقة :أيها الصائم شعارنُا وأدلرتنا ف القرآْذن والسنذة تقوُل لنا ف ح ت
ر
أشنُشفهقرتم لمنم ششهيتء فشيرهشوُ ريهلِّذرفره(( )سبَأ)) (39:اللِّهم أعط منفقاد خلِّقاد وأعط مسكحاد تلِّفدا((
ذ ذ
وف شهذر رمضان للِّنفقة والصدقة مزية ،فرسوُرلنا وقدورتنا ممحةد صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم كان أجوُشد الناذس
ف صدقارتنا ف شهذر مضاعفذة السنات؟ بالذي ،وأجوُرد ما يكحوُرن ف رمضان ،هل نُقتدي وهل تتضاع ر
هذا معسةر نُفك منم إعساره ،وهذا متاج نُسد حاشجته ،وثالث مدينم نُقضي ديشنه ،ورابةع جائةع
فنطعمحه ،وهكحذا
ب يريد الزواشج فنعينه وف الديث )) أفضرل العمحال أن رتدخل علِّىَ أخيك الؤمذنم سروردا ،أو تقضي وشا ة
عنه ديندا ،أو تطعمحه خبَزاد ((
صا النفقة والحسان كثية لل يامىَ واليتامىَ والساكي ،وللِّشبَاب الراغبَي ف الزواج ،وللِّمحسلِّمحي إن رفر ش
التضررينم ،والاهدينم الصادقي ،وتفطي الصائمحي ،إن ف داخل بلذدنُا ،أو ف عاذلنا السلمي ،زأكادة
وصدقدة ،وهديةد وصلِّدة ،علوُد نُفسك أيها السلِّم علِّىَ الصدقة ف كل يوُتم منم أياذم رمضان ،قلل ذلك أم
كثر ،ودرب أهلِّك وأولدك علِّىَ الصدقة والحسان ،فهذا شهر الحسان ،ول ينسيك الغن عنم
الفقراء ،ول الشبَع عنم الوُعىَ وال إن جعلِّك يداد عرلِّيا رتعطي ول تأخذ ،وتذكر أن الال مارل ال ،
وأنُت متحنم فيه.
ثالثدا :مشاريع الدعوُة إل ال تعال ،وكم للِّدعوُة منم أثاتر إيابية علِّىَ الداعي والدعوُ ،علِّىَ الفرد
والتمحع ،وبالدعوُة والمر بالعروف والنهي عنم النكحر ،كنا خشي المم ،والدعاةر المرون بالعروف واللنا
ف هوُن عنم النكحر ،هم الفلِّحوُن بشهادةذ القرآْن )) ولهتركحنم لمنركحم أرلم ة يهدعوُشن إذشل اهل ذي ويأهمروشن ذبالهمحعرو ذ
ش هر شه ش ش ر ر ه ش ر شش
ك رهرم الهرمحهفلِّذرحوُشن (( )آْل عمحران(104:شويشيهنيشههوُشن شعذنم الهرمحنشكحذر شوأرهولشئمذ ش
431
صاذلاد ذ ذ
وهل أحسنم قوُلد منم الدعوُة والدعاة ؟ وال يقوُل )) شوشمهنم أشهحشسرنم قشيهوُلد للمنم شدشعا إذشل اللِّله شوشعمحشل ش
ذذ ذ
ي (( )فصلِّت(33: شوشقاشل ذنُإلذن مشنم الهرمحهسلِّمح ش
ب النار ب النة تفتح وأبوُا ر ب للِّدعوُة ،وشيسمحع الصائمحوُن للِّدعاة ،كيف ل وأبوُا ر وف رمضان رتفتح القلِّوُ ر
ي بك أن تغلِّق ،ومردةر الشياطي رتصفد ،إن روحانُيةش الصيام تشجع علِّىَ الدعوُة ،وأنُت أيها السلِّم حر ة
س الدعوُشة ،وتتحي الفرصا الوُاتية لقبَوُذلا – مع ابنك وأخيك ،وزأوجك وابنتك ،ومع جيانُك تار ش
وزأملئك ف العمحل ،ومع العامل والسائق والادمة،
أيها العلِّرم :هل جربت الدعوُشة مع طلبك ف رمضان ؟ أيها البَائرع أو الشتي هل مارستمحا الدعوُشة حال
البَيع والشراء؟ إن الدعوُشة قد تكحوُن بكحلِّمحة طيبَة ،وابتسامتة لطيفة ،ومعاملِّتة حسنتة ،فكحيف با هوُ فوُق
ذلك؟
معاششر الرجال والنساء ،والشيوُخ والشبَاب ،والتعلِّمحي والميي ،هل نعل منم رمضان فرصةد للِّدعوُة
بكحل وسيلِّة ،وف أي مناسبَة ،ومع الناطقي بالعربية أو غيهم ؟
توُزأيع الكحتاب الفيد ،والشريط النافع بالدية ومع الصدقة ،ول ينبَغي لحتد أن يقشر نُفشسه عنم هذه
الهمحة الشريفة ،والرسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يقوُل )) بلِّغوُا عن ولوُ آْية((
ب للِّسعادة أبددا، وينبَغي أن يعلِّم أن الدعوُة طريق واسع ،ومهم للِّتوُبة ،وهي بريةد للِّتقوُىً ،وسبَ ة
خامسدا :مشاريع القيام وتلوة القرآْن :إن رمضان شهرر الصيام وشهرر القرآْن ،هل يعجزك أخي السلِّم
أن تقوُم مع المام حت ينصرف؟ وهل تعلِّم أنُه يكحتب لك قيارم ليلِّتة كاملِّتة ،أم يراودك الشيطارن ث
يرجك منم السجد ،لتذهب إل القيل والقال ،ومشاهدةذ ما هبَط منم الفلم ف البَيوُت الوُهية أو ف
البَيوُت القيقية ؟
تذلكر أخي السلِّم :أن منم قام رمضان إيإانُاد واحتساباد رغفر له ما تقدم منم ذنُبَه ،فوُلطنم نُفسك علِّىَ
القيام منم أول الشهر إل آْخره.
لئمنم قصرت ف قيام اللِّيل ،أو تلوة القرآْن فيمحا مضىَ منم أياتم ،فحنانُيك أن تضيشع ذلك ف شهر
رمضان ؟ إنُن حي أنُصحك ونُفسي بالكثار منم تلوة كتاب ال ،أنُصح بالتدبر ف آْياته ،والوُقوُف
عند عجائبَه ،وكم ف القرآْن منم كنوُزأ تتاج إل تدبر ورربنا يقوُل لنا ))أشفششل يشيتششدبيلرروشن الهرقهرآْشن أشهم شعشلِّىَ
ب أشقهيشفا رشلا(( )ممحد(24: قريرلِّوُ ت
ك مبَارةك ليلدبيلروا آْياتذذه ولذيتششذلكر أرولروُا اهلشلهبَا ذ ذ
ب(( )صا(29 : ش ب أشنُشزلهشناهر إذلشهي ش رش ش ش ر ش ش ش ش ه ويقوُل ))كشتا ة
أمة القرآْن :إن أهشل القرآْذن أهرل الذ وخاصرته ،وكيف يكحوُرن منم أهذل القرآْن منم اتذه مهجوُراد ؟ ننم أمة
أعزنُا الر بالسلم ،وأعلِّىَ قدرنُا بالقرآْن ،فهل نعرل للِّقرآْن منم أوقاتذنا وعقوُلنا وقلِّوُبنا ما يستحق ؟ إن
رمضاشن فرصةر لصلِّة تبَدأ ول تنتهي مع القرآْن ،وعلِّىَ قدر مبَتك لنم أنُزل القرآْن فاقرأ القران !ا وكفىَ.
432
ف وعدرم القتصاد ،وف رمضان سادساد :مشاريرع اقتصادية :منم مشكحلتنا – بشكحتل عام – السرا ر
س خاصة بالقتصاد ،فالصائرم مسك عنم الطعام منم طلِّوُع الفجر إل غروب س عامة ،ودرو ة درو ة
ب للرواح ،ومريةح ض للِّنفس علِّىَ الصب ،ومهذ ة الشمحس ،وهذا مشجةع علِّىَ القضاء علِّىَ التخممحة ،ومرو ة
لوُظائف السم ،ومذكةر للِّصائم بنم يتاجوُن للِّطعام فل يدونُه )صاموُا أم أفطروا( ولكحنم هذه العان
وأمثالا منم اقتصاديات الصوُم تضيع ،بل رتفهم فهمحاد خاطئماد عند قوُتم ما ،أن يتسامعوُا شهر رمضان
حت تتلِّئ بم السوُاق ،فيشتون ما يتاجوُن وما ل يتاجوُنُه ،ويمحعوُن ما ل يأكلِّوُن ،ومنم خلل
الدراسات والتحقيقات تبَي أن العلنُات التجارية ،تارس دوراد كبَياد ف خداذع الستهلِّك ،ودفذعه إل
الزيد منم الشراء لشياء كثية ل حاجة له با ،بل يتجاوزأ المرر مرشد الدعاية إل التسهيلت ف
ب الدفع بالبَطاقات ،أو القساط عمحلِّيات الشراء ،وحل السلِّع إل الستهلِّك ف مقر بيته ،ث يأت أسلِّوُ ر
أو مكحافأة الشتي كلِّمحا زأاد منم نُسبَة الشراء ،وسيلِّةد ثالثةد رتسهم ف السراف ،ومزيد الستهلك
فهل نُتنبَه لذه الخماطذر القتصادية ،ونعل منم شهر الصيام فرصةد للقتصاذد غشي القت ،لتسلِّم بطوُرنُنا منم
ر
التخممحة ،وجيوُربنا منم النفقة السرفة ،إنا ملحظة تستدعي النظشر والعمحشل ،وإذا شاع عند أبناذء العال
ر
الخر مصطلِّح ) ولد ليشتىً( فعندنُا معاششر السلِّمحي الصطلِّح يقوُل ) :ولد ليعبَد ال ( والشراءر ليس
هدفاد بذاذته بل وسيلِّةد للِّعبَوُديذة .
ــــــــــ
العتكافا :فضله وآدابه وأحكامه
ماهوُ فضل العتكحاف ؟وماهىَ أحكحامه؟ ...السؤال
... 16/10/2005التاريخ
الشيخ ممحد صال النجد ...الفت
الل ...
...بسم ال والمحد ل والصلة والسلم علِّىَ رسوُل ال وبعد:
العتكحاف :هوُ لزوم السجد بنية مصوُصة ،لطاعة ال تعال :وهوُ مشروع مستحب باتفاق أهل
العلِّم ،قال المام أحد فيمحا رواه عنه أبوُ داود ) :ل أعلِّم عنم أحد منم العلِّمحاء إل أنُه مسنوُن (
وقال الزهري رحه ال ) :عجبَاد للِّمحسلِّمحي !ا تركوُا العتكحاف ،مع أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ،ما
تركه منذ قدم الدينة حت قبَضه ال عز وجل (.
فائدة العتكحاف وثرته :
إن ف العبَادات منم السرار والكحم الشيء الكحثي ،ذلك أن الدار ف العمحال علِّىَ القلِّب ،كمحا قال
الرسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ) :أل وإن ف السد مضغة إذا صلِّحت صلِّح السد كلِّه ،وإذا فسدت
فسد السد كلِّه ،أل وهي القلِّب ( رواه البَخماري ) ( 52ومسلِّم ) . ( 1599
433
وأكثر ما يفسد القلِّب اللِّهيات ،والشوُاغل الت تصرفه عنم القبَال علِّىَ ال عز وجل منم شهوُات
الطاعم ،والشارب ،والناكح ،وفضوُل الكحلم ،وفضوُل النوُم ،وفضوُل الصحبَة ،وغي ذلك منم
الصوُارف الت تفرق أمر القلِّب ،وتفسد جعيته علِّىَ طاعة ال ،فشرع ال تعال قربات تمحي القلِّب
منم غائلِّة تلِّك الصوُارف ،كالصيام مثلد ،الصيام الذي يإنع النُسان منم الطعام والشراب ،والمحاع
ف النهار ،فينعكحس ذلك المتناع عنم فضوُل هذه اللِّذات علِّىَ القلِّب ،فيقوُىً ف سيه إل ال ،
وينعتق منم أغلل الشهوُات الت تصرف الرء عنم الخرة إل الدنُيا .
وكمحا أن الصيام درع للِّقلِّب يقيه مغبَة الصوُارف الشهوُانُية ،منم فضوُل الطعام والشراب والنكحاح ،
كذلك العتكحاف ،ينطوُي علِّىَ سر عظيم ،وهوُ حاية العبَد منم آْثار فضوُل الصحبَة ،فإن الصحبَة
قد تزيد علِّىَ حد العتدال ،فيصي شأنا شأن التخممحة بالطعوُمات لدىً النُسان ،كمحا قال الشاعر :
صحاب عدوك منم صديقك مستفاد *** فل تستكحثرن منم ال ل
فإن الداء أكثر ما تراه *** يكحوُن منم الطعام أو الشراب
وف العتكحاف أيضاد حاية القلِّب منم جرائر فضوُل الكحلم ،لن الرء غالبَاد يعتكحف وحده ،فيرقبَل
علِّىَ ال تعال بالقيام وقراءة القرآْن والذكر والدعاء ونوُ ذلك .
وفيه كذلك حاية منم كثرة النوُم ،فإن العبَد إنا اعتكحف ف السجد ليتفرغ للِّتقرب إل ال ،بأنُوُاع منم
العبَادات ،ول يلِّزم السجد لينام .
ول ريب أن ناح العبَد ف التخملِّص منم فضوُل الصحبَة ،والكحلم والنوُم يسهم ف دفع القلِّب نوُ
القبَال علِّىَ ال تعال وحايته منم ضد ذلك .
المحع بي الصوُم والعتكحاف :
ل ريب أن اجتمحاع أسبَاب تربية القلِّب بالعراض عنم الصوُارف عنم الطاعة ،أهدعىَ للقبَال علِّىَ ال
تعال والتوُجه إليه بانُقطاع وإخبَات ،ولذلك استحب السلِّف المحع بي الصيام والعتكحاف ،حت
قال المام ابنم القيم رحه ال ) :ول ينقل عنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أنُه اعتكحف مفطراد قط ،بل
قالت عائشة ) :ل اعتكحاف إل بصوُم ( أخرجه أبوُ داود ) ( 2473
ول يذكر ال سبَحانُه وتعال العتكحاف إل مع الصوُم ،ول فعلِّه رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم إل مع
الصوُم .
فالقوُل الراجح ف الدليل الذي علِّيه جهوُر السلِّف ) :أن الصوُم شرط ف العتكحاف ،وهوُ الذي
كان يرجحه شيخ السلم أبوُ العبَاس ابنم تيمحية ( زأاد العاد 2/87،88
واشتاط الصوُم ف العتكحاف نُقل عنم ابنم عمحر وابنم عبَاس ،وبه قال مالك والوزأاعي وأبوُ حنيفة ،
واختلِّف النقل ف ذلك عنم أحد والشافعي .
434
وأما قوُل المام ابنم القيم رحه ال ) :ول ينقل عنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أنُه اعتكحف مفطراد قط (
ففيه بعض النظر ،فقد نُقل أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ،اعتكحف ف شوُال ( رواه البَخماري )
( 1928ومسلِّم ) . ( 1173ول يثبَت أنُه كان صائمحاد ف هذه اليام الت اعتكحافها ،ول أنُه كان
مفطراد .
فالصح أن الصوُم مستحب للِّمحعتكحف ،وليس شرطاد لصحته .
مع النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ف معتكحفه :اعتكحف علِّيه الصلة والسلم ف العشر الول منم رمضان ث
العشر الواسط ،يلِّتمحس ليلِّة القدر ،ث تبَلي له أنا ف العشر الواخر فداوم علِّىَ اعتكحافها .
فعنم أب سعيد الدري رضي ال عنه قال :كان رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ،ياور ف العشر الت
وسط الشهر ،فإذا كان منم حي تضي عشرون ليلِّة ،ويستقبَل إحدىً وعشرينم ،يرجع إل مسكحنه ،
ورجع منم كان ياور معه ،ث إنُه أقام ف شهر ،جاور فيه تلِّك اللِّيلِّة الت كان يرجع فيها ،فخمطب
الناس ،فأمرهم با شاء ال ،ث قال ) :إن كنت أجاور هذه العشر ،ث بدال أن أجاور هذه العشر
الواخر ،فمحنم كان اعتكحف معي فلِّيبَت ف معتكحفه ،وقد رأيت هذه اللِّيلِّة فأنُسيتها ،فالتمحسوُها ف
العشر الواخر ،ف كل وتر ،وقد رأيتن أسجد ف ماء وطي ( .
قال أبوُ سعيد :مطرنُا ليلِّة إحدىً وعشرينم ،فوُكف السجد ف مصلِّىَ رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم
،فنظرت إليه ،وقد انُصرف منم صلة الصبَح ،ووجهه مبَتل ماء وطيناد فتحقق ما أخب به صلِّىَ ال
علِّيه وسلِّم وهذا منم علمات نُبَوُته .
ث حافظ صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ،علِّىَ العتكحاف ف العشر الواخر ،كمحا ف الصحيحي منم حديث
عائشة رضي ال عنها أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم كان يعتكحف العشر الواخر منم رمضان حت توُفاه
ال عز وجل ث اعتكحف أزأواجه منم بعده .رواه البَخماري ) ( 1921ومسلِّم ) ( 1171
وف العام الذي قبَض فيه صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم اعتكحف عشرينم يوُماد البَخماري ) . ( 1939أي العشر
الواسط والعشر الواخر جيعاد ،وذلك لعدة أسبَاب :
أولا :أن جبيل عارضه القرآْن ف تلِّك السنة مرتي البَخماري ) . ( 4712فناسب أن يعتكحف عشرينم
يوُماد ،حت يتمحكحنم منم معارضة القرآْن كلِّه مرتي .
ثانُيها :أنُه صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أراد مضاعفة العمحل الصال ،والستزادة منم الطاعات ،لحساسه
صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم بدنُوُ أجلِّه كمحا فهم منم قوُل ال تعال ) :إذا جاء نُصر ال والفتح ،ورأيت
الناس يدخلِّوُن ف دينم ال أفوُاجاد ،فسبَح بمحد ربك واستغفره إنُه كان توُاباد ( سوُرة النصر .فإن ال
عز وجل أمر نُبَيه علِّيه الصلة والسلم بالكثار منم التسبَيح والستغفار ف آْخر عمحره ،وهكحذا فعل
صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ،فقد كان يكحثر ف ركوُعه وسجوُده منم قوُل ) :سبَحانُك اللِّهم وبمحدك ،اللِّهم
اغفر ل ( يتأول القرآْن .رواه البَخماري ) ( 487ومسلِّم ) ( 484
435
ثانُيها :أنُه صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم فعل ذلك شكحراد ل تعال علِّىَ ما أنُعم به علِّيه منم العمحال الصالة
منم الهاد والتعلِّيم والصيام والقيام وما آْتاه منم الفضل منم إنُزال القرآْن علِّيه ورفع ذكره وغي ذلك ما
امتم ال تعال به علِّيه .
وكان صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يدخل معتكحفه قبَل غروب الشمحس فإذا أراد مثلد أن يعتكحف العشر الواسط
دخل العتكحف قبَل غروب الشمحس منم ليلِّة الادي عشر ،وإذا أراد أن يعتكحف العشر الواخر دخل
العتكحف قبَل غروب الشمحس منم ليلِّة الادي والعشرينم .
أما ما ثبَت ف الصحيح منم أنُه صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم صلِّىَ الفجر ث دخل معتكحفه رواه البَخماري )
، ( 1928ومسلِّم ) ( 1173والتمذي ) . ( 791فإنا القصوُد أنُه دخل الكحان الاصا ف
السجد بعد صلة الفجر ،فقد كان يعتكحف ف مكحان مصص لذلك ،كمحا ورد ف صحيح مسلِّم أنُه
صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم اعتكحف ف قبَة تركية .رواه مسلِّم ) 1167
وكان صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يرج رأسه وهوُ معتكحف ف السجد إل عائشة رضي ال عنها وهي ف
حجرتا ،فتغسلِّه وترجلِّه ،وهي حائض ،كمحا جاء ف الصحيحي .البَخماري ) ) ، ( 1924
( 1926ومسلِّم ) . ( 297
وف مسند أحد أنُه كان يتكحئ علِّىَ باب غرفتها ،ث رهيرج رأسه ،فتلجلِّه .أحد ) ( 6/272
وف ذلك دليل علِّىَ أن إخراج العتكحف بعض جسده منم العتكحف ل بأس به ،كأن يرج رجلِّه أو
رأسه .كمحا أن الائض لوُ أدخلِّت يدها أو رجها مثلد ف السجد فل بأس ،لن هذا ل ريعلد دخوُلد
ف السجد .
ومنم فوُائد هذا الديث أيضا أن العتكحف ل حرج علِّيه أن يتنظف ،ويتطيب ،ويغسل رأسه ،ويسرحه
،فكحل هذا ل يلل بالعتكحاف .
وما وقع له صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ف اعتكحافه ما راوه الشيخمان عنم عائشة رضي ال عنها قالت :كان
رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم إذا أراد أن يعتكحف صلِّىَ الفجر ،ث دخل معتكحفه ،وإنُه أمر ببَائها
فضرب ،وأمر غيها منم أزأواج النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ،ببَائه فضرب ،فلِّمحا صلِّىَ رسوُل ال صلِّىَ
ال علِّيه وسلِّم الفجر نُظر فإذا الخبَية ،فقال ) :آْللب رترهدن ؟( فأمر ببَائه فقوُض ،وترك العتكحاف
ف شهر رمضان ،حت اعتكحف ف العشر الول منم شوُال البَخماري ) ( 1928ومسلِّم ) . ( 1173
ومعن قوُله ) :آْللب ترهدن ؟ ( أي :هل الدافع لذا العمحل هوُ إرادة الب ،أو الغية والرصا علِّىَ القرب
منم رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ؟
والظهر وال أعلِّم أن اعتكحافه صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ف شوُال منم تلِّك السنة بدأ بعد العيد ،أي ف
الثان منم شوُال .
436
ويتمحل أن يكحوُن بدأ منم يوُم العيد ،فإن صح ذلك فهوُ دليل علِّىَ أن العتكحاف ل يشتط معه
الصوُم ،لن يوُم العيد ل يصام .
وما وقع له صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ف اعتكحافه ما رواه الشيخمان أيضا أن صفية زأوج النب صلِّىَ ال علِّيه
وسلِّم جاءت تزوره ف اعتكحافه ف السجد ،ف العشر الواخر منم رمضان ،فتحدثت عنده ساعة ،ث
قامت تنقلِّب ،فقام النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم معها يقلِّبَها ،حت إذا بلِّغت باب السجد عند باب أم
سلِّمحة ،مر رجلن منم النُصار ،فسللِّمحا علِّىَ رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ،فقال لمحا النب صلِّىَ
ال علِّيه وسلِّم ) :علِّىَ رسلِّكحمحا ،إنا هي صفية بنت حيي ( ،فقال :سبَحان ال يا رسوُل ال !ا
وكبَريشر علِّيهمحا ،فقال النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ) :إن الشيطان يبَلِّغ منم النُسان مبَلِّغ الدم ( وف لفظ
) :يري منم النُسان مرىً الدم ( ) ،وإن خشيت أن يقذف ف قلِّوُبكحمحا شيئماد ( وف لفظ ) :شراد (
.
فمحنم شدة حرصه صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ،علِّىَ صدق إيإان هذينم النُصارييلهي ،وخشية أن يلِّقىَ
الشيطان ف قلِّوُبمحا شيئماد ،فيشلكحا ف الرسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ،فيكحوُن ذلك كفراد ،أو يشتغل
بدفع هذه الوُسوُسة ،بلي صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم المر ،وقطع الشك ،ودفع الوُسوُاس ،فأخبها أنا
صفية رضي ال عنها وهي زأوجته .
هديه صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ف العتكحاف :وهديه صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ف لعتكحاف كان أكمحل هدي
،وأيسره ،فكحان إذا أراد أن يعتكحف روضع له سريره وفراشه ف مسجده صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ،
وبالتحديد وراء أسطوُانُة التوُبة كمحا جاء ف الديث عنم نُافع عنم ابنم عمحر عنم النب صلِّىَ ال علِّيه
وسلِّم ) أنُه كان إذا اعتكحف طرح له فراشه ،أو يوُضع له سريره وراء أسطوُانُة التوُبة ( رواه ابنم ماجه
. 1/564
وكان النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يضرب له خبَاء مثل هيئمة اليمحة ،فيمحكحث فيه غي أوقات الصلة حت
تتم اللِّوُة له بصوُرة واقعية ،وكان ذلك ف السجد ،ومنم التوُقع أن يضرب ذلك البَاء علِّىَ فراشه أو
سريره ،وذلك كمحا ف حديث عائشة رضي ال عنها قالت ) :كان النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يعتكحف
ف العشر الواخر منم رمضان ،فكحنت أضرب له خبَاء ،فيصلِّي الصبَح ،ث يدخلِّه ..الديث ( رواه
البَخماري 4/810فتح البَاري .
وكان دائم الكحث ف السجد ل يرج منه إل لاجة النُسان ،منم بوُل أو غائط ،وذلك لديث
عائشة رضي ال عنها حي قالت .. ) :وكان ل يدخل البَيت إل لاجة إذا كان معتكحفاد ( رواه
البَخماري 808 /4فتح البَاري .
وكان صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يؤت إليه بطعامه وشرابه إل معتكحفه كمحا أراد ذلك سال بقوُله ) :أما طعامه
وشرابه فكحان يؤتىَ به إليه ف معتكحفه ( صا . 75
437
وكان صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يافظ علِّىَ نُظافته ،إهذ كان يرج رأسه إل حجرة عائشة رضي ال عنها
لكحي ترلجل له شعر رأسه ،ففي الديث عنم عروة عنها رضي ال عنها ) أنا كانُت ترلجل النب صلِّىَ
ال علِّيه وسلِّم وهي حائض ،وهوُ معتكحف ف السجد ،وهي ف حجرتا ،يناولا رأسه ( رواه
البَخماري 4/807فتح البَاري .
قال ابنم حجر ) :وف الديث جوُازأ التنظيف والتطيب والغسل واللِّق والتزينم إلاقاد بالتجل ،
والمحهوُر علِّىَ أنُه ل يكحره فيه إل ما يكحره ف السجد ( 4/807فتح البَاري
وكان صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ل يعوُد مريضاد ،ول يشهد جنازأة ،وذلك منم أجل التكيز والنُقطاع الكحلِّي
لناجاة ال عز وجل ،ففي الديث عنم عائشة أنا قالت ) :كان النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يإلر
بالريض وهوُ معتكحف ،فيمحلر كمحا هوُ ول ريعلرج يسأل عنه ( وأيضا عنم عروة أنا قالت ) :السلنة علِّىَ
العتكحف أن ل يعوُد مريضاد ،ول يشهد جنازأة ،ول يإس امرأة ،ول يبَاشرها ،ول يرج لاجة إل لا
ل بد منه ،ول اعتكحاف إل بصوُم ،ول اعتكحاف إل ف مسجد جامع ( رواه أبوُ داود. 2/333 /
وكان أزأواجه صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يزهرنُه ف معتكحفه ،وحدث أنُه خرج ليوُصل إحداهنم إل منزلا ،وكان
ذلك لاجة إذ كان الوُقت ليلد ،وذلك كمحا جاء ف الديث عنم علِّي بنم السي ) :أن صفية رضي
ال عنها أتت النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم وهوُ معتكحف ،فلِّمحا رجعت مشىَ معها ،فأبصره رجل منم
النُصار ،فلِّمحا أبصر دعاه ،فقال :تعال ،هي صفية ( وربا قال سفيان ) :هذه صفية ،فإن
الشيطان يري منم ابنم آْدم مرىً الدم ( قلِّت لسفيان ) :أتته ليلد ؟ قال :وهل هوُ إل ليلد ( رواه
البَخماري . 4/819
فرأىً صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أن خروجه معها رضي ال عنها أمر ل بد منه ف ذلك اللِّيل ،فخمرج معها
منم معتكحفه ،ليوُصلِّها إل بيتها .
وخلصة القوُل :أن هديه صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ف اعتكحاف كان يتسم بالجتهاد ،فقد كان جل
وقته مكحث ف السجد ،وإقبَال علِّىَ طاعة ال عز وجل ،وترقب للِّيلِّة القدر .
مقاصد العتكحاف
تري ليلِّة القدر .
اللِّوُة بال عز وجل ،والنُقطاع عنم الناس ما أمكحنم حت يتم أنُسه بال عز وجل وذكره .
إصلح القلِّب ،ول شعثه بإقبَال علِّىَ ال تبَارك وتعال بكحلِّيته .
النُقطاع التام إل العبَادة الصرفة منم صلة ودعاء وذكر وقراءة قرآْن .
حفظ الصيام منم كل ما يؤثر علِّيه منم حظوُظ النفس والشهوُات .
التقلِّل منم البَاح منم الموُر الدنُيوُية ،والزهد ف كثي منها مع القدرة علِّىَ التعامل معها .
أقسام العتكحاف :
438
واجب :ول يكحوُن إل بنذر ،فمحنم نُذر أن يعتكحف وجب علِّيه العتكحاف ،فقد قال صلِّىَ ال علِّيه
وسلِّم ) :منم نُذر أن يطيع ال فلِّيطعه ،ومنم نُذر أن يعصيه فل يعصه ( وف الديث أن ابنم عمحر
رضي ال عنهمحا :أن عمحر سأل النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال :كنت نُذرت ف الاهلِّية أن اعتكحف
ليلِّة ف السجد الرام ،قال ) :أوف بنذرك ( البَخماري .4/809
مندوب :وهوُ ما كان منم دأب النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ف اعتكحافه ف العشر الواخر منم رمضان ،
ومافظة علِّىَ هذا المر وهوُ سنة مؤكدة منم حياته صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم كمحا ورد ذلك ف الحاديث
الت أشي غلِّيها عند الديث عنم مشروعية العتكحاف .
حكحم العتكحاف:ي سنة مؤكدة داوم علِّيها الرسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ،وقضىَ بعض ما فاته منها ،
ويقوُل ف ذلك ) عزام ( " :والسنوُن ما تطوُع به السلِّم تقرباد إل ال ،وطلِّبَاد لثوُابه اقتداء برسوُل ال
صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ،فقد ثبَت أنُه فعلِّه وداوم علِّيه ( صا 114
شروط العتكحاف :يشتط للعتكحاف شروط هي :
السلم :إذ ل يصح منم كافر ،وكذلك الرتد عنم دينه .
التمحييز :إذ ل يصح منم صب غي ميز .
الطهارة منم الدث الكب ) منم جنابة ،وحيض ،ونُفاس ( وإن طرأت مثل هذه الموُر علِّىَ العتكحف
أثناء اعتكحافه وجب علِّيه الروج منم السجد ،لنُه ل يوُزأ له الكحث علِّىَ حالته هذه ف السجد .
أن يكحوُن ف مسجد :قال ال تعال ) ول تربَاشروهنم وأنُتم عاكفوُن ف الساجد والفضل أن يكحوُن
العتكحاف ف مسجد تقام فيه المحعة ،حت ل يضطر إل الروج منم مسجده لجل صلة المحعة .
وقد ذهب بعض أهل العلِّم إل أنُه ل اعتكحاف إل ف الساجد الثلثة :السجد الرام ،والسجد
القصىَ ،ومسجد النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم .والصوُاب أن العتكحاف جائز ف كل مسجد تصلِّىَ
فيه الفروض المحسة ،قال ال تعال ) :ول تبَاشروهنم وأنُتم عاكفوُن ف الساجد ( سوُرة البَقرة
، 187فدل عمحوُم قوُله تعال ) :ف الساجد ( علِّىَ أنُه جائز ف كل مسجد .ويستحب أن يكحوُن
ف مسجد جامع ،حت ل يتاج العتكحف إل الروج للِّجمحعة .
وأما حديث ) ل اعتكحاف إل ف الساجد الثلثة ( أخرجه الطحاوي ف مشكحل الثار 4/20فهوُ
علِّىَ القوُل بصحته مؤول بعن ألن أكمحل ما يكحوُن العتكحاف ف هذه الساجد كمحا قال أهل العلِّم .
وقد يكحوُن الراد بقوُله صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ) :ل اعتكحاف إل ف الساجد الثلثة ( :أي ل اعتكحاف
رينذر ويسافر إليه .والعتكحاف يصح ف كل مسجد ،وقد أجع الئمحة خاصة الئمحة الربعة علِّىَ
صحة العتكحاف ف كل مسجد جامع .ول يقل بعدم صحة العتكحاف إل ف الساجد الثلثة أحد
منم الئمحة العروفي التبَوُعي ،ل الربعة ول العشرة ول غيهم ،وإنا نُقل هذا عنم حذيفة رضي ال
عنه وواحد أو اثني منم السلِّف .
439
وإذا نُذر الرء أن يعتكحف ف السجد الرام وجب علِّيه الوُفاء بنذره ،فيعتكحف ف السجد الرام .
ولكحنم لوُ نُذر مثل أن يعتكحف ف مسجد النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم فإنُه يوُزأ له أن يعتكحف ف مسجد
النب أو ف السجد الرام ؛ لن السجد الرام أفضل .
ولوُ نُذر أن يعتكحف ف السجد القصىَ ،جازأ له أن يعتكحف ف السجد القصىَ أو السجد الرام أو
السجد النبَوُي ،لنمحا أفضل منم السجد القصىَ .
أركان العتكحاف :ي
1ي النية :لديث عمحر بنم الطاب رضي ال عنه قال :سعت رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يقوُل :
) إنا العمحال بالنيات ،وإنا لكحل امرئ ما نُوُىً ،فمحنم كانُت هجرته إل دنُيا يصيبَها أو امرأة ينكححها
فهجرته إل ما هاجر إليه ( البَخماري . 1/15
2ي الكحث ف السجد :كمحا ف قوُله تعال ) :وعهدنُا إل إبراهيم وإساعيل أن طهرا بيت للِّطائفي
والعاكفي والركع والسجوُد ( سوُرة البَقرة 125/وف هذا تأكيد علِّىَ أن مكحان العتكحاف هوُ السجد
،ودلل علِّىَ ذلك أيضاد فعل الرسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ومنم بعده أزأواجه وصحابته رضوُان ال علِّيهم
،ففي الديث عنم يوُنُس بنم زأيد أن نُافعاد حدثه عنم عبَد ال بنم عمحر رضي ال عنهمحا أن رسوُل ال
صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم كان يعتكحف العشر الواخر منم رمضان ،قال نُافع :وقد أران عبَد ال رضي ال
عنه الكحان الذي يعتكحف فيه رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم منم السجد أخرجه مسلِّم . 8/308
مكحانُه وزأمانُه وبداية وقته :ي
مكحان العتكحاف السجد كمحا دلت علِّيه الية ف قوُله تعال ) :ول تبَاشروهنم وأنُتم عاكفوُن ف
الساجد ( البَقرة . 187/
ولن الرسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم وأزأواجه وصحابته رضوُان ال علِّيهم اعتكحفوُا ف الساجد ،ول يرد
عنم أحد منهم أنُه اعتكحف ف غي السجد
وأما بالنسبَة لزمانُه فإذا كان ف رمضان فآكد وقته العشر الواخر منه ،ويوُزأ ف أي وقت ف رمضان
وغيه ،فهوُ ل يتص بزمنم معلي ،بل مستحب ف جيع الوقات ،ويب إذا ألزم نُفسه بنذر ،كمحا
جاء ف حديث ابنم عمحر رضي ال عنهمحا أن عمحر سأل النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال :كنت نُذرت
ف الاهلِّية ان اعتكحف ليلِّة ف السجد الرام .قال ) :أوف بنذرك ( البَخماري 4/809
وأما بالنسبَة لبَداية وقته فقبَل غروب الشمحس لنم أراد أن يعتكحف يوُماد وليلِّة أو اكثر وقال بعض العلِّمحاء
يدخل معتكحفه فجرا .
آْداب العتكحاف:ي للعتكحاف آْداب يستحب للِّمحعتكحف أن يأخذ با حت يكحوُن اعتكحافه مقبَوُلد وكلِّمحا
حافظ علِّيها العتكحف كان له الجر الزيل منم رب العالي وكلِّمحا أخل بذه الداب نُقص أجره .
ومنم آْداب العتكحاف ما ذكره ابنم قدامة ف العن :
440
يستحب للِّمحعتكحف التشاغل بالصلة وتلوة القرآْن وبذكر ال تعال ونوُ ذلك منم الطاعات الضة
ويتنب مال يعينه منم القوُال والفعال ول ريكحثر الكحلم لن منم كثر كلمه كثر سقطه وف الديث
) منم حسنم إسلم الرء تركه ما ل يعنيه ( ويتنب الدال والراء والسبَاب والفحش فإن ذلك مكحروه ف
غي العتكحاف ففيه أول ول يبَطل العتكحاف بشي منم ذلك ول بأس بالكحلم لاجة ومادثة غيه روىً
الشيخمان أن صفية زأوج النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم جاءت تزوره ف اعتكحافه ف السجد ،ف العشر
الواخر منم رمضان ،فتحدثت عنده ساعة ،ث قامت تنقلِّب ،فقام النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم معها
يقلِّبَها ،حت إذا بلِّغت باب السجد عند باب أم سلِّمحة ،مر رجلن منم النُصار ،فسلِّمحا علِّىَ رسوُل
ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ،فقال لمحا النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ) :علِّىَ رسلِّكحمحا ،إنا هي صفية بنت
حيي ( ،فقال :سبَحان ال يا رسوُل ال !ا وكبَريشر علِّيهمحا ،فقال النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ) :إن
الشيطان يبَلِّغ منم النُسان مبَلِّغ الدم ( وف لفظ ) :يري منم النُسان مرىً الدم ( ) ،وإن خشيت
أن يقذف ف قلِّوُبكحمحا شيئماد ( وف لفظ ) :شراد ( .
قال الافظ وف الديث فوُائد :
جوُازأ اشتغال العتكحف بالموُر البَاحة منم تشييع زأائره والقيام معه والديث مع غيه وإباحة خلِّوُة
العتكحف وزأيارة الرأة للِّمحعتكحف .
وروىً عبَد الرزأاق عنم علِّي قال :منم اعتكحف فل يرفث ف الديث ول يساب ويشهد المحعة والنازأة
وليوُصا أهلِّه إذا كانُت له حاجة ،وهوُ قائم ول يلِّس عندهم .
وأما إقراء القرآْن وتدريس العلِّم ودرسه ومناظرة الفقهاء ومالستهم وكتابة الديث فقد راختلِّف فيه .
فعند المام أحد أنُه ل يستحب ذلك ،لن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم كان يعتكحف فلِّم ينقل عنه
الشتغال بغي العبَادات الخمتصة به .
قال الروزأي :قلِّت لب عبَد ال إن رجلد ريقرئ ف السجد وهوُ يريد أن يعتكحف ولعلِّه أن يتم ف كل
يوُم فقال :
إذا فعل هذا كان لنفسه وإذا قعد ف السجد كان له ولغيه يقرئ أحب إل .
وذهب الشافعي كمحا ف الغن :إل استحبَاب لنُه أفضل العبَادات ونُفعه يتعدىً .
والقوُل ما ذهب إليه المام أحد وهوُ الفضل وال أعلِّم .
ملِّحوُظة ) : (1بعض الناس يعدون العتكحاف فرصة خلِّوُة ببَعض أصحابم وأحبَابم ،وتاذب أطراف
الديث معهم ،وليس هذا بيد .
حقا أنُه ل حرج ف أن يعتكحف جاعة معا ف مسجد ،فقد اعتكحف أزأواج النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم
معه ،حت لقد كانُت إحداهنم معتكحفة معه ،وهي مستحاضة ترىً الدم وهي ف السجد رواه البَخماري
) ، ( 304 ، 303فل حرج أن يعتكحف الشخمص مع صاحبَه أو قريبَه ،ولكحنم الرج ف أن يكحوُن
441
العتكحاف فرصة لسمحر والسهر ،والقيل و القال ،وما شابه ذلك .ولذلك قال المام ابنم القيم بعدما
أشار إل ما يفعلِّه بعض الهال منم اتاذ العتكحف موُضع ذعهشرة ،وملِّبَة للِّزائرينم ،وأخذهم بأطراف
الديث بينهم ،قال ) :فهذا لوُن ،والعتكحاف النبَوُي لوُن ( زأاد العاد .
ملِّحوُظة ) : (2بعض الناس يتك عمحلِّه ،ووظيفته وواجبَه الكحلِّف به ،كي يعتكحف ،وهذا تصرف غي
سلِّيم ؛ إذ ليس منم العدل أن يتك الرء واجبَا ليؤدي سنة ؛ فيجب علِّىَ منم ترك عمحلِّه الكحللِّف به
واعتكحف ،أن يقطع العتكحاف ،ويعوُد إل عمحلِّه لكحي يكحوُن كسبَه حلل ،وألما إذا استطاع أن يعل
العتكحاف ف إجازأة منم عمحلِّه أو رخصة منم صاحب العمحل فهذا خي عظيم .
مظوُرات العتكحاف :
أ الروج منم السجد :يبَطل العتكحاف إذا خرج العتكحف منم السجد لغي حاجة ،لن الرسوُل صلِّىَ
ال علِّيه وسلِّم ل يكحنم يرج منم السجد إل لاجة النُسان ،وهي حاجته إل الطعام ،إن ل يكحنم
بالمكحان أن يؤتىَ إليه بالطعام ،كمحا كان يؤتىَ بطعام رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم إل السجد إذ
يقوُل ) سال ( " :فأما طعامه وشرابه فكحان يؤتىَ به إليه ف معتكحفه ( .
وكذلك خروجه للِّتطهر منم الدث الصغر ،والوُضوُء لديث عائشة رضي ال عنها أنا قالت ) :وإن
كان رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ليدخل علِّلي رأسه وهوُ ف السجد فأرلجلِّه ،وكان ل يدخل البَيت
إل لاجة إذا كان معتكحفاد ( فتح البَاري . 4/808
ب مبَاشرة النساء :ومنها المحاع ،فهذا المر يبَطل العتكحاف ،لوُرود النهي عنه صرياد ف قوُله تعال
) :ول تبَاشروهنم وأنُتم عاكفوُن ف الساجد ( سوُرة البَقرة . 187/
ج اليض والنفاس :فإذا حاضت الرأة العتكحفة أو نُفست وجب علِّيها الروج منم السجد ،وذلك
للِّمححافظة علِّىَ طهارة السجد وكذلك النب حت يغتسل .
د قضاء العدة :وذلك إذا توُف زأوج العتكحفة وهي ف السجد وجب علِّيها الروج لقضاء العدة ف
منزلا .
هي الرلدة عنم السلم :حيث إن منم شروط العتكحاف السلم ،فيبَطل اعتكحاف الرتد .
الوُانُب التبوُية للعتكحاف :
) (1تطبَيق مفهوُم العبَادة بصوُرتا الكحلِّية :
يؤصل العتكحاف ف نُفس العتكحف مفهوُم العبَوُدية القة ل عز وجل ،ويدربه علِّىَ هذا المر العظيم
الذي منم أجلِّه خلِّق النُسان ،إذ يقوُل الق تبَارك وتعال ) :وما خلِّقت النم والنُس إل ليعبَدون (
الذاريات . 56/حيث إن العتكحف قد وهب نُفسه كلِّها ووقته كلِّه متعبَداد ل عز وجل .
ويكحوُن شغلِّه الشاغل هوُ مرضاة ال عز وجل ،فهوُ يشغل بدنُه وحوُاسه ووقته منم أجل هذا المر
بالصلة منم فرض ونُفل وبالدعاء ،وبالذكر ،وبقراءة القرآْن الكحري ،وغي ذلك منم أنُوُاع الطاعات
442
وبذه التدهربة ف مثل أيام العشر الية منم شهر رمضان البَارك يتب العتكحف علِّىَ تقيق مفهوُم العبَوُدية
ل عز وجل ف حياته العامة والاصة ،ويضع موُضع التنفيذ قوُل الق تبَارك وتعال ) :قل إن صلت
ونُسكحي ومياي ومات ل رب العالي .ل شريك له وبذلك أمرت وأنُا أول السلِّمحي ( النُعام /
، 163قال القرطب ) مياي ( أي :ما أعمحلِّه ف حيات ) ،ومات ( أي :ما أوصي به بعد وفات ) ،
ل رب العالي ( أي :أفرده بالتقرب با إليه ( . 7/69
) (2تري ليلِّة القدر:
وهوُ القصد الرئيسي منم اعتكحافه صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم إذ بدأ اعتكحافه أول مرة الشهر كلِّه وكذلك
اعتكحف العشر الواسط ترياد لذه اللِّيلِّة البَاركة ،فلِّمحا علِّم أنا تكحوُن ف العشرة الخية منم شهر
رمضان اقتصر اعتكحافه علِّىَ هذه العشر البَاركة .
) (3تعلوُد الكحث ف السجد
فالعتكحف قد الزم نُفسه البَقاء ف السجد مدة معينة .وقد ل تقبَل النفس النُسانُية مثل هذا القيد ف
بداية أمر العتكحاف ،ولكحنم عدم القبَوُل هذا سرعان ما يتبَدد عادة با تلِّقاه النفس السلِّمحة منم راحة
وطمحأنُينة ف بقائها ف بيت ال .
ومعرفة العتكحف بأهية بقائه ف السجد أثناء اعتكحافه تتجلِّىَ ف الموُر التالية :
1أن الرجل الذي يإكحث ف السجد قد احب السجد منم قلِّبَه ،وعرف قدر بيوُت ال عز وجل ،وهذا
الب له قيمحة عند ال عز وجل ؛ إذ يعلِّه منم الفئمات الت يظلِّهم ال ف ظلِّه يوُم ل ظل إل ظلِّه .
2أن الذي يإكحث ف السجد ينتظر الصلة له أجر صلة ،وأن اللئكحة تستغفر له ،ففي الديث
الذي أورده أبوُ هريرة رضي ال عنه أن رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال ) :إن اللئكحة تصلِّي علِّىَ
أحدكم ما دام ف مصله ما ل يدث :اللِّهم اغفر له ،اللِّهم ارحه ،ل يزال أحدكم ف مصله ما
دامت الصلة تبَسه ،ل يإنعه أن ينقلِّب إل أهلِّه إل الصلة ( البَخماري 2/360فتح البَاري .
3البَعد عنم التف الادي والزهد فيه :
ف العتكحاف يتخمفف العتكحف منم الكحثي منم هذه الموُر ،ويصبَح كأنُه إنُسان غريب ف هذه الدنُيا
،وطوُب للِّغرباء ،فهوُ منم أجل مرضاة ال عز وجل ارتضىَ أن يقبَع ف نُاحية منم السجد ليس لديه ف
الغالب إل وسادة يضع علِّيها رأسه وغطاء يتغطىَ به ،قد ترك فراشه الوُثي وعادته الاصة منم أجل
ذلك الرضا .
أما طعامه فهوُ متلِّف ف وضعه ،إن ل يكحنم ف نُوُعه ،إن كان طعامه يأتيه منم منزله ،فهوُ عادة ل
يأتيه بالكحثرة ول يتناوله بالوُضع الذي كان يتناوله ف منزله علِّىَ طاولة وكرسي مع أهلِّه وولده ،بل
يأكل كمحا يأكل الغريب ،ويأكل كمحا يأكل العبَد الفقي إل ربه ،وإن خرج إل السوُق منم أجل
الطعام فهوُ يعمحل جاهداد علِّىَ التعامل مع ما هوُ متوُفر ول يشتط نُوُعاد معيناد ،لنُه مطلِّوُب منه العوُدة
443
إل معتكحفه ،وعدم الطالة ف مثل هذه الموُر ،وبذا يعرف أن الياة يإكحنم إدارتا بالقلِّيل الذي
يرضىَ عنه ال ،وكذلك يإكحنم إدارتا بالكحثي الذي ل ريرضي ال عز وجل ،والفرق بينهمحا كبَي .
) (5القلع عنم كثي منم العادات الضارة :
ف ظل غياب مفهوُم التبية السلمية ف كثي منم التمحعات السلمية ،وف كثي منم بيوُت التمحعات
السلمية .نُشأت وتفلشت لدىً أفراد هذه التمحعات كثي منم العادات الت تتعارض مع تعاليم الدينم
النيف ،وعلمحت هذه العادات النكحرة حت أصبَحت نُوُعاد منم العروف الذي ل يرىً فيه ضرر علِّىَ
الدينم والنفس ،ومنم تلِّك العادات :التدخي ،وساع الوُسيقىَ ،ومشاهدة ما يبَث ف القنوُات
الفضائية منم مشاهد وأحاديث تضالد عقيدة السلِّم ورتناف حياءه وعلفته ،وغي ذلك منم عادات لا
ضررها علِّىَ الدينم والنفس .
وتأت فتة العتكحاف لتكحشف للِّفرد السلِّم زأيف تلِّك العادات ،وزأيف ذلك العتقاد الذي سكحنم ف
نُفوُس كثي منم السلِّمحي بعدم القدرة علِّىَ التخملِّص منم مثل تلِّك العادات ،لنا قد استحكحمحت ف
النفوُس .
ويتعرف النُسان السلِّم ف فتة العتكحاف ،وقد خل إل خالقه ،علِّىَ مفهوُم العبَادة بصوُرتا الشاملِّة
،وأنُه يب أن يكحوُن متعبَداد ل عز وجل علِّىَ مدار الساعة ف حياته العامة والاصة .
فهوُ عندما يتخمذ مرضاة ال عز وجل وملبَته ميزانُا يزن به كل عمحل يقوُم به ،يد أن تلِّك العادات الت
أشرنُا إليها آْنُفاد وكثي غيها ل تتفق مع هذه البَة ل عز وجل بل تعمحل ف اتاه معاكس لا ،ويد
بذلك أن مثل تلِّك العادات ترجه عنم دائرة العبَوُدية الصادقة ل ،وإذا كان المر كذلك فيجب علِّيه
أن يتخملِّص منها ف أسرع وقت مكحنم .
وف فتة العتكحاف ل يق للِّمحسلِّم أن يرج إل لاجة إيابية ترتبَط بتسهيل أمر العتكحاف ف السجد
،وما عدا ذلك يب أن يإتنع عنه وإن كان مبَاحاد ،فهوُ علِّىَ سبَيل الثال ل يق له أن يتجوُل ف
السوُاق ولوُ لفتة بسيطة ليشتي منها ما ل ارتبَاط له بأمر العتكحاف ،فلِّوُ خرج لشراء سوُاك ل يكحنم
ف هذا حرج علِّىَ اعتكحافه ،لنُه منم متطلِّبَات الصلة ف اعتكحافه ،ولكحنم لوُ خرج لشراء هدية لزوجته
،أو لحد أبنائه ،فذلك مبَطل لعتكحافه ،لن الرسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم كمحا ورد سابقاد كان ل
يرج إل لاجة النُسان ،فكحيف إذا خرج العتكحف لمر مرم كشرب الدخان مثلد أو لشاهدة برنُامجه
فضائي قد اعتاد مشاهدته ،ل شك أن ذلك مبَطل لعتكحافه ل مالة
وكذلك لوُ خرج يشرب خرا أو يتعاطىَ تدخينا بطل اعتكحافه .وعمحوُما فإلن أي خروج لغي عذر يبَطل
العتكحاف ومنم باب أول الروج للِّمحعصية ،ول يوُزأ له حت لوُ خرج لقضاء حاجته أن يرهشعل ف
الطريق سيجارة يدخنها .
444
فالعتكحاف فرصة سنوُية يستطيع فيها العتكحف أن يتخملِّص منم هذه البَليا عنم طريق التوُبة واللتجاء
إل ال عز وجل أولد ،وعنم طريق فطام النفس عنم تلِّك العاصي ف فتة العتكحاف ،وعدم تقيق
رغبَة النفس منها ،وتعوُيدها علِّىَ ذلك .
هذه الطاعات الستمحرة ل عز وجل تتاج إل صب مستمحر منم قذشبَل العتكحف ،وف هذا تربية للرادة ،
وكهبَح لمحاح النفس الت عاددة ما ترغب ف التفللِّت منم هذه الطاعة إل أموُر أخرىً توُاها .
وهناك الصب علِّىَ ما نُقص ما أذلفته النفس منم أنُوُاع الطعام الخمتلِّفة الت كان يطعمحها ف منزله ،فتلِّك
النُوُاع ل تتوُفر ف السجد ،فيصب علِّىَ هذا القلِّيل منم أجل مرضاة عز وجل .
وهناك الصب علِّىَ نُوُع الفراش الذي ينام علِّيه ،فلِّنم يوُضع له سرير ف السجد ،أو فراش وثي كالذي
ينام علِّيه ف منزله ،فهوُ ينام علِّىَ فراش متوُاضع جداد إن ل يكحنم فرش السجد .
وهناك الصب علِّىَ ما يد ف السجد منم مزاحة الخرينم له ،ومنم عدم توُفر الدوء الذي كان يألفه ف
منزله إذا أراد النوُم .
وهناك الصب عنم شهوُة الزوجة إذ يرم علِّيه مبَاشرتا عند دخوُله إل منزله للِّحاجة حت التقبَيل والعناق
،وهي حلله ،وف هذا المر تتجلِّىَ قيمحة الصب وقيمحة القوُة ف الرادة وضبَط النفس ،ومنم خلل
هذه الوُاقف وغيها ند أنُه يإكحنم تربية النُسان علِّىَ القدرة علِّىَ تأجيل كثي منم الموُر والرغبَات
العاجلِّة منم أجل أموُر أهم منها ،فهوُ يؤجل كل هذه الاجات النفسية والادية العاجلِّة منم أجل الفوُزأ
برضىَ ال تبَارك وتعال .
) (9الطمحئمنان النفسي
) (10قراءة القرآْن وختمحه
) (11التوُبة النصوُح
) (12قيام اللِّيل والتعوُد علِّيه
) (13عمحارة الوُقت
) (14تربية النفس
) (15صلح القلِّب وجعه علِّىَ ال عز وجل .
نُسأل ال أن ريعيننا علِّىَ ذكره وشكحره وحسنم عبَادته ،وال تعال أعلِّم وصلِّىَ ال علِّىَ نُبَينا ممحد .
وال أعلِّم
يييييييييي
ما أحوج المسلمين إلى أمر جامع!
الشيخ /ممحد أبوُ زأهرة رحه ال
445
تفرقت كلِّمحة السلِّمحي؛ فل جامعة تمحعهم ،ول أمر جامع يشدهم إل ما دعاهم إليه القرآْن الكحري ف
قوُله تعال" :إنا الؤمنوُن إخوُة ،فأصلِّحوُا بي أخوُيكحم" ،وقوُله تعال" :وإن هذه أمتكحم أمة واحدة"،
وما يوُجبَه الدينم النيف منم عدم التفرق والنُقسام ،وعدم التنابز والصام؛ فقد قال تعال ماطدبَا نُبَيه
الكحري" :فأقم وجهك للِّدينم حنيدفا ،فطرة ال الت فطر الناس علِّيها ،ل تبَديل للِّق ال ذلك الدينم
القيم ،ولكحنم أكثر الناس ل يعلِّمحوُن ،منيبَي إليه واتقوُه ،وأقيمحوُا الصلة ،ول تكحوُنُوُا منم الشركي ،منم
الذينم فلرقوُا دينهم ،وكانُوُا شيدعا ،كل حزب با لديهم فرحوُن".
وإن التأمل ف هذا النص الكحري يد فيه أسبَاب الجتمحاع وذرائع الفتاق ،بي جاعات الناس،
صا أهل السلم ،وإنُه ليجد أسبَاب العزة ،وأسبَاب الذلة ،ويد أسبَاب القوُة وأسبَاب الضعف. وخصوُ د
فأسبَاب القوُة والعزة والجتمحاع ،كمحا تدل الية الكحريإة ،ثلثة :أولا :التاه إل ال تعال بإقامة دينه
والخلصا ف طلِّب الق؛ وثانُيها :تقوُىً ال تعال وخشيته وحده ،وطلِّب ما عنده؛ وثالثها :أل
يسلِّكحوُا مسلِّك الشركي ف أي عمحل منم العمحال ،فل يعبَدوا غي ال ،ول يافوُا غيه ول يسبَوُا لغيه
حسادبا ،ويتجهوُا لطلِّب الق لذاته ،ل يغرهم مال يبَتغوُنُه ،ول جاه منم غي طريق الق يطلِّبَوُنُه ،فذلك
قوُام المة ،ومناط عزتا .ولقد سأل عمحر بنم الطاب معاذ بنم جبَل ،فقال :ما قوُام هذه المة ،فقال
معاذ :ثلث وهنم النجيات :الخلصا وهوُ الفطرة ؛ فطرة ال الت فطر الناس علِّيها ،والصلة وهي
اللِّة ،والطاعة وهي العصمحة.
ول شك أن الطاعة هي التنفيذ للمر الامع الذي يتمحع علِّيه السلِّمحوُن ،أو فيه تقيق لقيقة مقررة
ثابتة يتمحع علِّيها السلِّمحوُن ويقررها الدينم .ولقد قال سبَحانُه وتعال ف ذلك" :إنا الؤمنوُن الذينم آْمنوُا
بال ورسوُله ،وإذا كانُوُا معه علِّىَ أمر جامع ل يذهبَوُا حت يستأذنُوُه ،إن الذينم يستأذنُوُنُك أولئمك
الذينم يؤمنوُن بال ورسوُله ،فإذا استأذنُوُنُك لبَعض شأنم فأذن لنم شئمت منهم واستغفر لم ال ،إن ال
غفوُر رحيم" .وهذه صوُرة لطاعة المام العادل الذي ينفذ أمر ال تعال.
هذه هي الموُر الثلثة الت تكحلوُن قوُة المة .أما الموُر الت تفك قوُتا وتسلِّمحها إل الذل والوُان؛ فهي:
التفرق فيمحا بينهم بعصبَية جامة ،أو بإقلِّيمحية ظالة ،فيكحوُنُوُن قوُىً متنافرة ،بأسهم بينهم شديد،
والسيف يطر فيهم ،فيعي قوُم منهم علِّىَ قوُم ،والنب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يقوُل" :ل يشي أحدكم إل
أخيه بالسلح فإنُه ل يدري لعل الشيطان أن ينزع ف يده ،فيقع ف حفرة منم حفر النار".
التفرق ف الدينم
وثان الموُر الوُهنة لقوُة المة :التفرق ف الدينم ،فيكحوُن لكحل طائفة منزع تنزع إليه ،ليس منم لب
الدينم ،ولكحنم يتفرقوُن فيه ويشدون أنُفسهم إليه شيدا منم غي مراعاة للِّفكحرة الامعة بينهم ،ول لرحم
الق القائمحة ف هذا الدينم .والمر الثالث الذاهب بكحل عزة وبكحل قوُة :أن يسري ف نُفوُسهم الوُهنم؛
وهوُ حب الدنُيا با فيها منم جاه ومال ،وقد فسر النب –صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم الوُهنم الذي يذهب
446
بالعزة ،ويؤدي إل الضعف وأن تصي أمة السلم أوزأادعا متفرقة ،فقال" :إنُه حب الدنُيا وكراهية الوُت"،
ول يكحوُن حب الدنُيا وكراهية الوُت إل إذا شغرت بالقلِّوُب منم التقوُىً ،وامتلت بنازأع الهوُاء
والشهوُات ،وترددت ف التناحر والتنازأع ،وتاذلت القوُىً ،ويصي الؤمنم يرىً أخاه الؤمنم فريسة
لعدوها فل يإد إليه يد العوُنُة ،وقد تصل به الال إل أن يغري أعداء السلم به ،مع أن النب صلِّىَ
ال علِّيه وسلِّم يقوُل" :السلِّم أخوُ السلِّم ل يظلِّمحه ول يسلِّمحه ول يذله ،التقوُىً ها هنا ،وأشار إل
صدره وما توُالد رجلن ف ال ففرق بينهمحا إل حدث يدثه أحدها .واهلذدث شر ،والدث شر،
والدث شر".
ذهبَت النجيات أو ضعفت ،أو اختفىَ صوُتا ،وظهرت الهلِّكحات ونُتأت رءوسها ،كمحا تنتأ رءوس
الشياطي ،وقد تنبَأ النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم بذلك المر العظيم ،فقد قال علِّيه السلم" :ويل للِّعرب
منم شر قد اقتب" فسأل راوي الديث النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم" :يا رسوُل ال أنلِّك وفينا
الصالوُن" فأجابه النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم" :نُعم إذا كثر البَث" نُعم إذا كثرت العمحال البَيثة،
وسيطر البَيثوُن ،وظهر الوُ معتكحدرا بالفساد وضعف صوُت الق فلِّم ينطق ،وللِّجه البَاطل فلِّم
يسكحت ،وأصبَح الناس ل يسمحعوُن إل لغدطا ،ول يصل إل آْذانم إل باطل ،واستمحرأت اللسنة النطق
با يؤدي إل الفرقة والنُقسام ،فإن النُفصال بي الدول السلمية يكحوُن هوُ الصل ،والتقارب غيه،
وكأن المة السلمية ليست إل أشتادتا منم الناس ،ل تمحعهم جامعة ،ول يربطهم ميثاق.
لقد أصبَحنا ل نُرىً إل دويلت متقاطعة متدابرة ل تمحعها جامعة ول تربطهم رابطة دينية ،اللِّهلم إل
الصلِّوُات ف أوقاتا ،والتاه إل الكحعبَة وصوُم رمضان ،ويجوُن البَيت الرام منم غي تفهم لعن
العبَادات وغاياتا.
إن السلِّمحي ل ينظرون إل الدينم إل علِّىَ أنُه علقة نُفسية تكحوُن ف الصلة والصوُم والجه ف أضيق
صوُرة حت صاروا يظنوُن أن السلم دينم العابد والصوُامع ،حت لقد صار السلِّم ينظر إل السلِّم الذي
يفارقه ف النزع الفكحري نُظرة الصم التبص ،ل الخمالف ف النظر .يفرقهمحا الطريق ،ولكحنم يمحعهمحا
القصد والغاية.
المر الطي الن بعد أن خلِّعت كل دولة اسها منم أن تكحوُن مكحوُمة بالسلم ،بل صارت مكحوُمة
بأحكحام الزمان هوُ أن الدولة السلمية تنظر إل غيها منم الدول السلمية علِّىَ أنا مغايرة لا ف كل
شيء ،ل تربطها با رابطة؛ ل رابطة حضارة إسلمية كانُت تمحعهم ،ول تراث فكحري كان يربطهم،
ول القرآْن وما اشتمحل علِّيه منم شرائع وأخلق ونُظم ،ول التسلنة وما فيها منم حكحمحة بالغة ول صاحبَها
الذي أوت الكحمحة وفصل الطاب ،بل إنُك تغشىَ دور الثقافة ف كل إقلِّيم إسلمي ،فتىً فيها
تقديس عظمحاء الغرب قديإهم وحديثهم ،وقد جعلِّوُا كل ما هوُ إسلمي ف جانُب منم جوُانُب الفكحر
غي متصل بالياة والحياء ،ومعاهد العلِّم الت يغشاها أكثر شبَيبَة السلِّمحي ل يوُجد فيها علِّم السلم
447
ول يوُجد علِّم تراثه إل عند طائفة يعلِّقوُن علِّيه ،ول يزيدون عمحنم يعلِّقوُن علِّىَ الثار القديإة إل منم
حيث العدد ،ومنم حيث أن هؤلء يعتقدون أنُه دينم وأنم البَقية البَاقية الت تفظ علِّم السلم وتصل
ماضيه باضره ،ولوُل هذه البَقية ف احتفاظها بعلِّم السلم ،لصار نُسديا منسييا ،ولصار علِّدمحا مهجوُدرا،
ولقد قال النب –صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم فيمحا رواه الصحيحان البَخماري ومسلِّم" :ل تزال طائفة منم أمت
ظاهرينم علِّىَ الق ل يضرهم منم خذلم ول منم خالفهم إل يوُم القيامة .وف رواية" :حت يأت أمر ال
وهم علِّىَ ذلك" وأنُه قد وجد منم بي هؤلء منم أخذ يؤول القرآْن بغي تأويلِّه ،ويذهب بغي مذاهبَه،
وينسب ذلك إل السلم وإل علِّم القرآْن ،ولكحنه ل يد آْذادنُا مصغية ،فبَقيت الطائفة القائمحة علِّىَ
شرع ال منم العلِّمحاء الذينم انُصرفوُا إل علِّم السلم وبيان حقائقه ،وستبَقىَ إل يوُم القيامة إن شاء ال
تعال.
ثغرات استعمحارية
إن تفرق الدول السلمية بعد أن خلِّعت الدينم منم نُظمحها ،فلِّم يكحنم ذا سلِّطان ف توُجيه أموُرها ،قد
أوجد الثغرات لغي الدول السلمية منم النفوُذ إل السيطرة علِّيها إن ل يكحنم بقوُة السلِّطان والتوُجيه
النظامي ،حت إنُنا ند دولد تعلِّنم نُفسها دولة إسلمية ،والثقافة فيها إنلِّيزية أو أمريكحية أو فرنُسية أو
غي ذلك منم أنُوُاع الثقافات.
بل إنا تاوزأت الثقافة إل القتصاد ،فتلِّك دولة إسلمية تستمحد اقتصادها منم إنلِّتا وهذه منم أمريكحا،
وتلِّك منم غيها منم غي تعاون بي متكحافئمي ،بل فيه أخذ الستعي منم العي ،والطالب منم الطلِّوُب،
ر
بل تاوزأ ذلك إل الستعانُة بأدوات القتال ،فصارت الدول السلمية ل تأخذ بقوُله تعال" :وأعدوا
لم ما استطعتم منم قوُة ومنم رباط اليل ،ترهبَوُن به عدو ال وعدوكم ،وآْخرينم منم دونم ل تعلِّمحوُنم،
ال يعلِّمحهم ،وما تنفقوُا منم شيء ف سبَيل ال يوُف إليكحم وأنُتم ل تظلِّمحوُن".
وبدل أن تعد كل دولة سلحها منم داخلِّها ،أخذ الكحثي منها يستعي بالسلح منم غيهم ،وبعبَارة
القرآْن الصادقة السامية منم عدو ال تعال وعدوهم ،ومنم آْخرينم منم دونم ل نُعلِّمحهم وال تعال
يعلِّمحهم ،وال تعال يقوُل" :يأيها الذينم آْمنوُا ،ل تتخمذوا بطانُة منم دونُكحم ل يألوُنُكحم خبَادل ،شوتدوا ما
عنتم ،قد بدت البَغضاء منم أفوُاههم وما تفي صدورهم أكب ،قد بينا لكحم اليات ،إن كنتم تعلِّمحوُن.
هأتنم أولء تبَوُنم ول يبَوُنُكحم ،وتؤمنوُن بالكحتاب كلِّه .وإذا لقوُكم قالوُا آْمنا ،وإذا خلِّوُا عضوُا علِّيكحم
النُامل منم الغيظ ،قل موُتوُا بغيظكحم ،إن ال علِّيم بذات الصدور ،إن تسسكحم حسنة تسؤهم ،وإن
تصبَكحم سيئمة يفرحوُا با ،وإن تصبوا وتتقوُا ل يضركم كيدهم شيدئما ،إن ال با يعمحلِّوُن ميط".
وصرنُا نُرىً سيوُدفا إسلمية تستعد لضرب السلِّمحي ،فوُق نُشر الراء الادمة لعان السلم ،ولكحنم هل
نُيئمس ونُتك المر للِّمحقادير؟ إن ذلك ضد السلم ،وضد مبَادئه؛ فل بد منم عمحل ،ول بد منم مقاومة
تلِّك الدواء .وإن شعوُب السلم ما زأال فيها اليإان القوُي ،وإهن كانُت أكثر الكحوُمات ل تمحي
448
السلم ف سياستها ،ول تتبَعه ف أعمحالا ،ول ف علقاتا .وإن الشعوُب تريد منادرا يني السبَيل ،ل منم
داخل القاليم ،ولكحنم منم جاعات تعمحل علِّىَ جع الوُحدة؛ فل بد منم أمر جامع تلِّتقي عنده الشعوُب
السلمية ،وترجع إليه ،ويسي با ف طريق اللِّقاء منم غي تدخل ف سلِّطان الكحام ،ولكحنم لنع أن
يكحوُن الكحام بعضهم لبَعض عديوا" :إنُه ل ييئمس منم روح ال إل القوُم الكحافرون".
يييييييييي
السلم والمجتمع الممتح ح
ضر *
للِّدكتوُر /ممحد البَهي رحه ال
)الدير العام للِّثقافة السلمية(
ضا :وكثديا ما قيل إن السلم دينم صال للِّبَدائيي منم الناس؛ هوُ ريعينهم علِّىَ النُتقال منم ربا ييرشقال أي د
حالم إل مستدوُىً أفضل؛ ولذا صلِّح لقبَائل الصحراء ،ولكحنم التمحع التحضر ليس ف حاجة إليه!ا
ل!ا .إنُه متمحع الضارة الادية الصناعية؛ متمحع العلِّم الطبَيعي أي متمحع متحضر؟ متمحعنا العاصر مث د
والرياضي .والضارة الادية الصناعية تعي علِّىَ تبَلِّيغ النُسان مستدوُىً رفيدعا ف العيشة؛ ولكحنها ل
تستطيع أن تبَلِّغه مستدوُىً إنُسانُييا رفيدعا؛ لنا ل تارس مهمحتها ف القيم ،وإنا تبَاشرها ف الادة واللة.
والعلِّم الطبَيعي الرياضي يلِّعب دوره ف الكحشف عنم القوُىً الكحوُنُية ،ولكحنه ل يعال القيم النُسانُية ،بل
ربا حل الناس علِّىَ الغراء بالقوُة الادية ،والسخمرية بالقيم العنوُية.
ليس هناك تلزأم بي مستوُىً الضارة الادية والستوُىً الفاضل للنُسانُية ،ول بي العلِّم الطبَيعي
الرياضي منم جانُب والقيم النُسانُية منم جانُب آْخر ،إن الذي يبَلِّغ إل الستوُىً الفاضل ف النُسانُية
صل إل القيمحة العلِّيا وهي ال الدينم .والسلم دينم، وإدراك القيم النُسانُية هوُ التوُجيه .والذي ريوُ ل
"وتوُجيه" مدعا.
قد يرتفع التمحع النُسان ف الضارة الادية ،ومع ذلك ينخمفض ف الستوُىً النُسان .وقد يتقدم العلِّم
ف مال الطبَيعة والرياضة ،ومع ذلك يتأخر وضع العلِّمحاء ووضع متمحعهم ف القيم النُسانُية.
فإذا طغت النُانُية والفردية ،ووهنت روابط التمحع ،وضعف اليإان بال أو انُعدم؛ فل توُجد خصائص
الستوُىً النُسان الرفيع .وإذا دفعت الضارة الادية الصناعية إل الحتكحاك والصطدام؛ أي إذا دفعت
إل العتداء علِّىَ البَشرية؛ انُعدم الستوُىً الفاضل للنُسانُية بي أصحاب هذه الضارة.
وإذا استخمدم النُسان العلِّم الطبَيعي والرياضي للِّقلِّق ،والضطراب ،والبادة ،أو التشيد ،فأصحابه
ليسوُا ذوي مستوُىً فاضل ف النُسانُية.
إن النُسانُية غي اللة؛ النُسانُية حرة لا مشيئمة ،واللة عديإة الشيئمة والختيار .فل يكحفي أن ترشدار
اللة بل ل بد لا منم قيادة .وقيادتا ف النُسان .وقيادة النُسان لنفسه ولللة مدعا قياددة صالةد يوُم
ريدذرك الذقيم؛ يوُم يدرك الي والشر ،ويوُم يدرك الخوُة والتعاون ،ويوُم يدرك ال.
449
إن التقوُىً ،وهي تقوُىً ال ،وهي الب ،والتعاطف ،والصب ،والثابرة ،غي العلِّم الطبَيعي والرياضي .والعلِّم
الطبَيعي والرياضي ل ينفع إل إذا صحبَته التقوُىً.
السلم توُجيه نوُ الستوُىً الفاضل للنُسانُية .هوُ توُجيه نوُ هذا الستوُىً أينمحا روذجد النُسان ،ف
بادية أو ف مدينة؛ ف متمحع عدي الضارة الادية ،أو ف آْخر له حضارة صناعية.
التمحع السلمي كمحا وصفه ال ي تعال ي ف الية التالية :رسالة التزكية والطهر منم طغيان اليوُانُية،
ورسالة الكحمحة المحثللِّة ف إدراك القيم والرثل ،ورسالة النُتقال منم النراف إل الستقامة ف السلِّوُك
ر ر
النُسان .سوُاء لنم جاء القرآْن لم وقت ميئمه ،أو لنم كان معهم بغي لغة العرب ،أو لنم ييئموُن
بعدهم منم جيع الجناس ف الجيال القادمة ،ف أي مكحان وأي زأمان.
ذذ
ب والكحمحةش وإن كانُوُا ي رسوُلد منهم يهتيرلِّوُ علِّيهم آْياته ويرزلكيذههم وريعللِّمحرهرم الكحتا ش
ث ف الرلمي ش "رهشوُ الذي بشيشع ش
ي * وآْشخريشنم منهم لشلمحا يشلِّشحرقوُا بم وهوُ العزيرز الكحيرم" .صدق ال العظيم. مهنم قبَل لفي ضلتل رمبَ ت
ر
النظام التبوُي ل يكحفي:
ولكحنم ربا ييرشقال :إن نُظام التبية قد يقوُم بذه الرسالة الت يؤديها النظام السلمي نوُ تبَلِّيغ النُسان
إل الستوُىً الفاضل ف النُسانُية ،إنُه قد يوُجه النُسان إل القيم الرفيعة؟
أي قيمحة رفيعة؟ .أشذإل الشيئمة والختيار ،أو إل التمحع ،أو إل وحدة اللوُهية؟ .إن كان هذا النظام يبَلِّغ
إل ذلك فهوُ السلم أخذ اسم نُظام التبية .وإن أوصل إل القيم ،عدا اللوُهية ووحدة ال فيها فهوُ ل
صل النُسان إل منتهىَ القيم!ا ولذا يقصر عنم أن يوُصل إل الستوُىً الفاضل الكحامل ف النُسانُية. ريوُ ل
علِّىَ أن السلم ليس نُظادما توُجيهييا فحسب .بل هوُ دينم يدفع عنم طريق اليإان بال أودل ،وعنم طريق
الشية منه ثانُديا .تتكحوُن الشية منم ال ،فيتكحوُن الضمحي ،فيندفع النُسان دفدعا ذاتديا إل إدراك القيم
لا. وتثلِّها ف نُفسه ،ث يعمحل طبَدقا لا تثليشلِّه ف نُفسه منها؛ فيكحوُن عمحلِّه عمحلد صا د
ل". هنا ف الدينم ،قد عمحر قلِّب النُسان أولد باليإان ،ث أدرك عقلِّه القيم ثانُديا" .واتليرقوُا الش وييرشعلِّلرمحركحرم ا ر
أما توُجيه التبية فهوُ توُجيه للدراك والعقل أودل ،وقلِّمحا يتكحوُن إيإان يسكحنم القلِّب ويعمحره.
يييييييييي
بطولت إسلمية -بطولة إنكار الذات
بقلِّم الستاذ /أحد الشرباصي*
ست همحهم وعلِّت نُفوُسهم ،فصاروا منم البطال الصادقي ف إن إنُكحار الذات خلِّةق منم أخلق الذينم شش
هذه الياة؛ لن حب الذات والثرة والنُانُية منم الغرائز الستكحينة ف صدور الناس ،فإن استطاع الرء أن
يقتلِّع منم نُفسه جذور هذه الذاتية ،أو يقطع علِّيها طريق تأثيها ،أثبَت أنُه قد صار بطلد مضحديا ف
سبَيل غيه ،صادق الكحفاح ف سبَيل مبَادئه وعقائده وقوُمه ووطنه.
450
ولعل التمحعات الزيلِّة ل تصاب بداء كداء الفاخرة العريضة والتبَاهي السرف؛ لن هذا الداء يصرف
المحم والعزائم إل الرياء والدعاء ،وشريوُل بينها وبي الخلصا والتوُاضع ،وقد يفتح علِّيها أبوُاب النفاق
والتلِّوُن؛ ولذلك وصف القرآْن النافقي بأنم يراءون الناس ،وجاء ف الديث الشريف " :إن ال يب
البرار التقياء الخفياء".
ولقد جاء رجل إل رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم فقال له :يا رسوُل ال ،أرأيت رجلد غزا يلِّتمحس
الجر والذكر ،ماله؟ فأجاب النب" :ل شيء له ،فأعادها الرجل ثلث مرات ،فقال النب –صلِّىَ ال
صا ،وابتغي به وجهه!ا".
علِّيه وسلِّم "إن ال ل يقبَل منم العمحل إل ما كان له خال د
وكذلك جاء رجل إل الرسوُل فقال :يا رسوُل ال ،إن أقف الوُقف أريد وجه ال وأريد أن ريرىً موُطن،
لا ول يشرك فتلِّلبَث الرسوُل ف الرد حت نُزل قوُله تعال" :فمحنم كان يرجوُ لقاء ربه فلِّيعمحل عمحلد صا د
بعبَادة ربه أحددا".
والسلم النيف يدعوُ أهلِّه إل هذا اللِّق النبَيل؛ وهوُ إنُكحار الذات .ويرضهم علِّىَ أن يؤدوا أعمحالم
الخمتلِّفة يريدون با وجه ال ،ويبَتغوُن با ما عنده منم الثوُاب العظيم والنعيم القيم" :والخرة خي
وأبقىَ"" ،وما عند ال خي للبرار"" ،وإن الدار الخرة لي اليوُان" )أي الياة الكحاملِّة( "لوُ كانُوُا
يعلِّمحوُن".
ولذلك ،ل يقيم السلم كبَي وزأن للِّصدقة إذا أريد با الفتخمار والشتهار" :إنا نُطعمحكحم لوُجه ال ل
نُريد منكحم جزاءد ول شكحوُدرا" ،والؤمنم النكحر لذاته هوُ "الذي يؤت ماله يتزكىَ وما عنده منم نُعمحة تزىً
إل ابتغاء وجه ربه العلِّىَ ولسوُف يرضىَ".
هؤلء أنُكحروا ذواتم
وقد استطاع السلم أن يرج منم أبنائه أبطالد عمحالقة ،سادوا وقادوا ،وفعلِّوُا الكحارم ،وأتوُا جلئل
العمحال؛ ومع ذلك ل يتبَاهوُا با فعلِّوُا ،ول يفخمروا با قلدموُا ،بل أنُكحروا ذواتم وكتمحوُا أعمحالم ،وابتغوُا
ل ،والذي يعلِّم السر واللنجوُىً" :فل تزكوُا أنُفسكحم هوُ وجه ربم الذي ل ريضيع أجر منم أحسنم عمح د
أعلِّم بنم اتقىَ".
وهذا موُقف منم موُاقف البَطوُلة الالدة ،ومعرض منم معارض الندية الهوُلة ،يتألق ف تاريخ السلم
والعرب؛ فقد كان مسلِّمحة بنم عبَد اللِّك أمديا علِّىَ جيش منم جيوُش الدولة الموُية الت قدمت ما
قدمت ف نُصرة العروبة وتوُطيد الدولة العربية السلِّمحة .وكان مسلِّمحة ياصر بيشه حصدنا منم حصوُن
العداء ،واستعصىَ هذا الصنم علِّىَ اليش ،فلِّم يستطع له فتدحا ول اقتحادما؛ فحرض المي مسلِّمحة
جنده علِّىَ التضحية والقدام حت يدث بعضهم ف ذلك الصنم ثغدرا أو نُقدبَا ،فتقدم منم وسط اليش
جندي ملِّثم غي معروف وقذف بنفسه إل جهة الصنم غي مبَال بسهام العداء ول خائف منم
الوُت؛ حت أحدث فيه نُقدبَا كان سبَدبَا ف سقوُط الصنم ودخوُل اليش فيه..
451
وفرح مسلِّمحة بذلك كثديا ،ونُادىً ف وسط اليش :أينم صاحب النقب؟ فلِّم يبَه أحد ،فقال مسلِّمحة:
إن أمرت حاجب بإدخاله علِّلي حي يأت فعزمت علِّيه )أي حلِّفت( أل جاء .وكان يريد أن يصه بزء
منم الغنائم ويإجده.
وبعد فتة جاء الرجل إل حاجب مسلِّمحة ،وقال له استأذن ل علِّىَ المي فقال له الاجب :أأنُت
صاحب النقب؟ فأجاب أنُا أخبكم عنه..
واستأذن له الاجب علِّىَ المي ،فلِّمحا صار بي يديه قال له :إن صاحب النقب يشتط علِّيكحم ثلثة
شروط هي :أل تبَعثوُا باسه ف صحيفة إل اللِّيفة ،وأل تسألوُه شمهنم هوُ ،وأل تأمروا له بشيء .قال
مسلِّمحة :فذلك له .فقال الرجل ف استحياء :أنُا صاحب النقب!ا ث ول مسردعا ،فكحان مسلِّمحة ل يصلِّي
ل :اللِّهم اجعلِّن مع صاحب النقب يوُم القيامة!ا!ا بعدها صلة إل دعا فيها قائ د
وكأن هذا الرجل التسب الاهد التست كان يتذكر خي التذكر أن رجلد جاء إل رسوُل ال صلِّىَ ال
علِّيه وسلِّم فقال له :يا رسوُل ال الرجل يقاتل للِّمحغنم ،والرجل يقاتل للِّذكر )أي ليتفع ذكره( والرجل
يقاتل لريىً مكحانُه )أي ليشتهر بالشجاعة( فشمحهنم ف سبَيل ال؟ فأجاب الرسوُل" :منم قاتل لتكحوُن كلِّمحة
ال هي العلِّيا فهوُ ف سبَيل ال".
ضا نُذهعشم التذكر أن عبَد ال بنم عمحرو بنم العاصا قال :يا رسوُل ال أخبن عنم الهاد وكأنُه كان يتذكر أي د
والغزو ،فقال" :يا عبَد ال إن قاتلِّت صابدرا متسدبَا بعثك ال صابدرا متسدبَا ،وإن قاتلِّت مرائديا مكحاثدرا،
بعثك ال مرائديا مكحاثدرا".
موُاقف باهرة
ونُضيف إل الوُقف السابق موُقدفا آْخر فيه عفة رائعة وفيه إنُكحار للِّذات باهر.
جاء ف تاريخ الطبي :لا هبَط السلِّمحوُن الدائنم وجعوُا القبَاض )أي الغنائم قبَل أن تقسم( أقبَل رجل
ل
بق معه ،فدفعه إل صاحب القبَاض ،فقال هوُ والذينم معه :ما رأينا مثل هذا قط ،ما يعدله ما عندنُا
ول يقاربه .فقالوُا :هل أخذت منه شيدئما؟ فقال :أما وال لوُل ال ما أتيتكحم به .فعرفوُا أن للِّرجل شأدنُا،
فقالوُا :منم أنُت؟ فقال :ول وال ل أخبكم لتحمحدون ول غيكم ليقرظوُن ،ولكحنم أحد ال وأرضىَ
بثوُابه .فأتبَعوُه رجلد حت انُتهىَ إل أصحابه ،فسأل عنه ،فإذا هوُ عامر بنم قيس!ا!ا
وهذا التوُجيه السلمي الرائع إل البَطوُلة التسبَة شمثشةل أعلِّىَ ،يصوُر الرصا علِّىَ نُشر روح الندية
الضحية ف توُاضع وصمحت وإنُكحار للِّذات.
ومنم رحاب هذه البَطوُلة أرادت بعض الدول ف العصوُر الخية أن تتفل احتفالد مادييا ومعنوُليا بتكحري
الندي الهوُل ،وهوُ اتاه أوحت به الرغبَة ف تديد الكحفاح الصامت الذي يعمحل ف الفاء ،ول يثي
منم حوُله الصخمب أو الضوُضاء؛ لن الندي الهوُل –كمحا يقوُل أحد شوُقي" :تثال منم إنُكحار
الذات والفناء ف المحاعات ،وصوُرة منم التضحية البأة منم الفات النزهة عنم انُتظار الكحافآت".
452
فعلِّىَ الذينم يؤمنوُن بربم وعقائدهم وأوطانم ومبَادئهم ،أن ينطلِّقوُا خفادفا وثقالد ف ميادينم العمحل
البور ،والسعي الشكحوُر؛ لينصروا مبَادئهم ،ويدموُا بلدهم ،واثقي أن العروف ل يذهب بي ال
والناس "وما عند ال خي للبرار".
يييييييييي
الدين الصناعي
للستاذ /أحد أمي رحه ال
هل تعرف الشفهرق بي الرير الطبَيعي والرير الصناعي؟
وهل تعرف الشفهرق بي السد وصوُرة السد؟
وهل تعرف الشفهرق بي الدنُيا ف الارج والدنُيا علِّىَ الريطة؟
وهل تعرف الشفهرق بي عمحلِّك ف اليقظة وعمحلِّك ف النام؟
وهل تعرف الشفهرق بي النار أمامك وهي تلِّتهب وتأت علِّىَ كل ما ريقلدم لا منم وقوُد ،وبي نُطقك
بكحلِّمحة النار وهي تري علِّىَ لسانُك فل تسه بسوُء؟
وهل تعرف الشفهرق بي إنُسان يسعىَ ف الياة ،وبي إنُسان منم جبَس ف متجر؛ لتعرض علِّيه اللبس؟
وهل تعرف الشفهرق بي النائحة الثلهكحشلِّىَ والنائحة الستأشجشرة ،وبي التكححل ف العيني والكححل؟
ر
وهل تعرف الشفهرق بي السيف ريإسكحه الندي الحاذرب وبي السيف الشب ريإسكحه الطيب يوُم
ر
المحعة؟
وهل تعرف الشفهرق بي الناس ف الياة والناس علِّىَ الشاشة البَيضاء؟
وهل تعرف الشفهرق بي الصوُت والصدىً؟
ت ذلك فهوُ بعينه الشفهرق بي الدينم الق والدينم الصناعي إن عرف ش
يكحد البَاحثوُن أذهانم ،ويهد الؤرخوُن أنُفسهم ف تقلِّيب صحفهم ووثائقهم عنم تعرف السبَب ف أن
السلِّمحي أول أمرهم أتوُا بالعجائب؛ فغزوا وفتحوُا وسادوا ،والسلِّمحي ف آْخر أمرهم أتوُا بالعجائب
ضا؛ فضعفوُا وذلوُا واستكحانُوُا ،والقرآْن هوُ القرآْن ،وتعاليم السلم هي تعاليم السلم ،و"ل إله إل أي د
ال" هي "ل إله إل ال".
وكل شيء هوُ كل شيء؛ ويذهبَوُن ف تعلِّيل ذلك مذاهب شلت ،ويسلِّكحوُن مسالك متعدددة .ول أرىً
لذلك إل سبَدبَا واحددا هوُ الشفهرق بي الدينم الق والدينم الصناعي.
حرارة الدينم الق
الدينم الصناعي دينم حركات وسكحنات ،وألفاظ ،ول شيء وراء ذلك ،والدينم الق دينم رروح وقلِّب
وحرارة.
453
الصلة ف الدينم الصناعي ألعاب رياضية ،والجه حركة آْلية ورحلِّة بدنُية ،والظاهر الدينية أعمحال
مسرحية وأشكحال بلِّوُانُية.
و)ل إله إل ال( ف الدينم الصناعي قوُل جيل ل مدلوُل له ،أما ف الدينم الق فهي كل شيء؛ هي
ثوُرة علِّىَ عبَادة الال ،وثوُرة علِّىَ عبَادة السلِّطان وثوُرة علِّىَ عبَادة الاه ،وثوُرة علِّىَ عبَادة الشهوُات،
وثوُرة علِّىَ كل معبَوُد غي ال.
)ل إله إل ال( ف الدينم الصناعي تتفق مع إحناء الرأس والضوُع لشهوُة البَدن ،وتتفق مع الذلة
والسكحنة ،و)ل إله إل ال( ف الدينم الق ل تتفق إل مع الق.
)ل إله إل ال( ف الدينم الصناعي تذهب مع الريح ،وف الدينم الق ترزلزل البَال.
الدينم الصناعي صناعة كصناعة النجارة والياكة ،يإهر فيها الاهر بالذق والران ،أما الدينم الق فرروح
ل ،ولكحنه يبَعث علِّىَ كل عمحل جلِّيل وكل عمحل نُبَيل. وقلِّب وعقيدة ،ليس عمح د
الدينم الق )إكسي( يل ف اليت فيحيا ،وف الضعيف فيقوُىً.
هوُ "حجر الفلسفة" تضعه علِّىَ النحاس والفضة والرصاصا فتكحوُن ذهدبَا.
هوُ العقيدة الت تأت بالعذجزات فيقف العلِّم والتاريخ والفلِّسفة أمامها حائردة :ذبش رتعللِّل ،وكيف رتششرح؟!ا
ر
هوُ التليهرشياق الذي تتعاطىَ منه قلِّيلد فيذهب بكحل سوُم الياة ،هوُ العنصر الكحيمحاوي الذي رتشزج به
ك إل ال ،ورتشزج به العمحال الدنُيوُية؛ فتذلل العقبَات مهمحا صعبَت ،وتصل بك الشعائر الدينية فتطي ب ش
إل الغرض مهمحا لقت.
هوُ الذي وجده كل شمنم نح ،وهوُ الذي فقده كل شمنم خاب.
هوُ الكحهرباء الذي يتصل فيرشدلور الشعشجل ،وريسلي العمحل ،وينقطع فل حركة ول عمحل.
هوُ الذي يل ف الوتار فتوُقع وكانُت قبَرل حبَادل ،وف الصوُت فريغلن وكان قبَرل هوُادء.
نيا به ونارب له
الدينم الق يمحل صاحبَه علِّىَ أن ييا له ويارب له ،والدينم الصناعي يمحل صاحبَه علِّىَ أن ييا به
وريتاجر به ويتال به.
الدينم الق يعل صاحبَه فوُق كل سلِّطة وفوُق كل سياسة ،والدينم الصناعي يمحل صاحبَه علِّىَ أن
يلِّوُي الدينم ليخمدم السلِّطة ويدم السياسية.
الدينم الق قلِّب وقوُة ،والدينم الصناعي نوُ وصرف وإعراب وكلم وتأويل .الدينم امتزاج بالتروح والدم،
وغضب للِّحق ،ونُفوُر منم الظلِّم ،وموُت ف تقيق العدل .والدينم الصناعي عمحامة كبَية ،وقبَاء يلِّمحع،
وفشيشرذجلية واسعة الكمحام.
454
"الشهادة" ف الدينم الق هي ما قاله ال تعال) :إلن الش اشتىً منم الؤمني أنُرفشسرهم وأموُاشلم بألن لم
ب جلِّتة ،وتريجه م ت
تم، ذ ذ
النلةش ريقاتلِّوُن ف سبَيذل ال فشييشيهقتريرلِّوُن ويشيهقتريرلِّوُن( .و"الشهادة" ف الدينم الصناعي إعرا ر
ر
ف ورد العتاض علِّيه. وتفسي شرتح ،وتوُجيه )حاشيتة( ،وتصحيح قوُتل مؤل ت
ر ر ر
الدينم الق تسي علقة النُسان بال ،وتسي علقة النُسان بالنُسان؛ لتحسنم علقتهم جيدعا بال.
ب جاته ،أو تصيذل شمغنشتم ،أو والدينم الصناعي تسي علقة صاحبَه بالنُسان لستدراذر رزأتق ،أو كس ذ
دفذع شمغشرتم.
لقد صدق شمنم قال :إن هذا الدينم )ل يصرلِّح آْخره إلل با صرلِّح به أوله( وهل كان أوله إل دينم رروتح،
وهل كان آْخره إل دينم صناعتة؟
جناية أهل كل دينم أن يبَتعدوا – كلِّمحا تقدم بم الزمان – عنم رروحه ويتفظوُا بشكحلِّه ،وأن يقلِّبَوُا
الوضاع ،ويعكحسوُا التقدير ،فل يكحوُن للِّتروح قيمحة ،ويكحوُن للِّشكحل كل القيمحة.
شأن "اليإان" شأن العشق ،ريلوُل البودة حراردة ،والمحوُل نُبَاهدة ،والرذيلِّة فضيلِّةد والثرة إيثادرا.
واليإان الق كالعصا السحرية ،ل تس شيدئما إل ألبَته ،ول جامددا إل أذابته ،ول موُادتا إل أحيته.
سىَ معانُيه؟منم ل بنم يأخذ الدينم الصناعي بكحل ما فيه ،ويبَيعن ذردة منم الدينم الق ف أ ش
ت قريرروح ول شكبَذةد مقروحة منم يبَيعن با شكبَذددا ليست بذا ذ
ه ش ر
يييييييييي
المدينة الفاضلة في السلم
للستاذ الشيخ /ممحد الضر حسي
ف عام 1931هي
"هؤلء رحلِّوُا عنا "رحهم ال" ولكحنم بقي علِّمحهم بيننا ومضات علِّىَ الطريق"
أخذ نُبَهاء المم الاملِّة أو مهضوُمة الانُب يسعوُن إل أن تكحوُن أمهم ف رقي وسعادة ،وخطوُا ف
ت قصيدة أو واسعدة ،ووضعوُا أسدسا متينةد أو واهيدة ،والذي يعنينا ف هذا القام أن هذا السبَيل خطوُا ت
نُقوُل كلِّمحةد ف وسائل نوُض الشعوُب السلمية إن كانُت خاملِّدة ،أو ظفرها بالرية الصادقة إن كانُت
مرومةد منم التمحتع بقوُقها الت أوصىَ با دينها النيف.
ل نُفتأ نُذكر ذلك السلِّطان الكحري الذي بسطه خلِّفاء السلم الراشدون علِّىَ العمحوُرة ،فعلِّم الناس
كيف يعيشوُن أحرادرا ،واللِّوُك كيف يقيمحوُن عروشهم علِّىَ قوُاعد العدل والساواة ،ورجال الدينم كيف
يدعوُن إل القيقة والفضيلِّة ف ساحة ووقار ،ول نحد مع هذه الذكرىً أن الشعوُب السلمية قد
وقعت منذ عهد بعيد ف وههشدة منم المحوُل ،وانُقطعت الصلِّة بينها وبي المم فشيلِّشهم تشهدذر ماذا يصنعوُن؛
حت تراءىً لا ما نُبَهها منم غفوُتا وحثها أن تنهض منم كبَوُتا؛ فمحسك بقيادتا فريق كانُوُا علِّىَ بصية
ت فرقهل :تقدم لقيادتا رجال مستنيون منم أبناء العاهد السلمية ،وآْخرون منم هداية السلم ،وإن شئم ش
455
مهتدون منم القائمحي علِّىَ جانُب منم العلِّوُم الكحوُنُية ،فمحنم يتحدث عنم النهضة الصرية مثلد ل ييد
عنم ذذهكر رجال استنارت عقوُلم بي جدران الامعة الزأهرية ،ومنم يتحدث عنم النهضة التوُنُسية ذششكشر ف
مقدمة رجالا فريدقا تلِّقوُا معارفهم بي جدران الامعة الزيتوُنُية.
ولوُ استمحر العمحل لرقلينا الدن بأيدي طوُائف تمحع بي رجال الدينم الصلِّحي ورجال العلِّم الديث
الهتدينم؛ لقطعنا ف سبَيل السعادة شوُدطا أبعد ما قطعنا ،ولشركحلنا أثبَت موُقدفا وأقرب إل أن يهابنا الذينم
يعمحلِّوُن لشقائنا ،ولكحنم حركة تقدمنا ل تستمحر علِّىَ ما وصفنا ،ومسها مرض إذا ل نُبَادر إل إنُقاذها
منه كان شرها أكب منم خيها ،وخيبَتها أقرب علِّينا منم ناحها.
إن المة الت تأخذ بنصائح الدينم وتقتدي بآدابه ف السر والعلنُية لي المة الت يإكحنها أن تتحد
وتتآزأر ف صفاء .وهي الت تستطيع أن تبَن عظمحةد وتوُط أكنافها شبنشعتة .فل تد اليدي العادية إل
هضم حق منم حقوُقها منفدذا.
سنوُاصل بتوُفيق ال القوُل ف نُصائح الدينم الت تأخذ بيد المحاعة إل هضبَة الشرف القصوُىً .ونُقلفي
علِّىَ أثر النصيحة بأخرىً حت يستبَي لك أن السلم صنع ال الذي أتقنم كل شيء ،وإنا أذكر ف
هذا القام خصالد كالدعائم يقوُم علِّيها صرح الياة الدنُية ،بلي النظر شامخ البَناء ،وما هذه الدعائم
إل العلِّم الصحيح والعمحل النافع واللِّق الرفيع.
العلِّم والدينم
أما العلِّم؛ فقد عن به الدينم فيمحا عن ،ونُوُه بذكره فيمحا نُوُه ،فقال تعال" :قل هل يستوُي الذينم يعلِّمحوُن
والذينم ل يعلِّمحوُن" ومنم دلئل أن السلم ينظر إل العلِّم بإقبَال ويعده ف أكب النعم الت يتقلِّب فيها
النُسان أنُك ترىً ف أول ما نُزل به الروح المي قوُله تعال" :اقرأ وربك الكرم الذي علِّم بالقلِّم علِّم
النُسان ما ل يعلِّم".
وقد انُدفع السلِّمحوُن إل اقتناء ما لغيهم منم العلِّوُم برغبَة حريصة وهم كبَية ،وتناولوُا بثها بعقوُل
راجحة ،علوة علِّىَ العلِّوُم الت استمحدوها منم الكحتاب والسنة كأحكحام الفقه وأصوُله ،أو العلِّوُم اللِّغوُية
كالنحوُ والبَيان.
فالسلم ينصح لوليائه أن يبَتغوُا العلِّوُم أينمحا كانُت ،ويضهم علِّىَ أن ينظمحوُا شؤونم اليوُية علِّىَ
مقتضىَ ما علِّمحوُا ،ول يئ السلم ف عقائده أو أخبَاره با يالف العلِّم الصحيح ،ول يئ ف نُصائحه
با ينقص الرغبَة ف العلِّم علِّىَ اختلف فنوُنُه ،فشأن المة الت تبَتغيه ديدنا أن تكحوُن أصفىَ المم
بصائر ،وأغزرها معارف ،وأبعدها ف البَحث نُظدرا.
وإذا أضاف أحد علِّىَ جهالة أو سوُء قصد إل الدينم شيدئما ل يقبَلِّه العلِّم ،فالسلم كلِّه حقائق ،وهوُ
منم تبَعة ما يلِّصقه به الاهلِّوُن أو الفسدون براء ،وإذا صدر منم بعض النتمحي إل الدينم كلِّمحة تصذرف
456
الناس عنم علِّم مادي أو أدب فأقصىَ مصدر هذه الكحلِّمحة ذهنم صاحبَها ،وليس بينها وبي الدينم منم
صلِّة ،بل شأن الدينم أن ل يكحوُن عنها راضديا.
ول يبَق اليوُم بعد أن ظهر منم نُتائجه العلِّوُم الكحوُنُية منم أمثال هذه الغوُاصات والطائرات والقذوفات
ووسائل الخمابرات شمهنم ل يرجع إل قوُله تعال" :وأعدوا لم ما استطعتم منم قوُة" ويتفقه فيها أكثر ما
كان يتفقه ،ويشهد بأن العلِّوُم الت يسمحوُنا الطبَيعيات والرياضيات هي منم فروض الكحفايات الت يب
أن تقوُم علِّيها طائفة منم المة ،فإن ال ل يرضىَ لا إل حياة العزة والكحرامة ،وهي ل تيا هذه الياة
إل أن تكحوُن علِّىَ بلينة ما يعلِّم أو يصنع خصوُمها.
السلم ومكحارم الخلق
وأما الخلق الشريفة؛ فإن السلم ل يدع مكحرمة إل نُبَه علِّىَ مكحانا ونُدب علِّىَ التجمحل بلِّيتها ،وقد
عن بزايا هي أساس رقي المة وانُتظام حياتا الجتمحاعية ،كالصدق والمانُة والعفاف واللِّم والعفوُ
والتاحم والعدل وعزة النفس والشجاعة وحرية الضمحي والقدام علِّىَ قوُل الق وبذل الال ف وجوُه الب،
وسنبَحث ف هذه الزايا ببَسط القوُل وإقامة الشوُاهد ف مقام آْخر إن شاء ال.
وأما العمحل النافع؛ فإن الدينم يث علِّىَ العمحل لذه الياة كمحا يث علِّىَ العمحل للِّحياة الخرىً ،وجعل
لعمحل الشخمص ف هذه الياة نُصيدبَا منم ثوُاب الخرة فوُق ما ينال منم منفعة عاجلِّة مت كان قصده
صا.
منم العمحل خال د
ولا نُسمحيه أعمحالد أخروية وهي العبَادات الثرر الطيب ف الياة الدنُيا قبَل الياة الخرة ،أليست الصلة
القرونُة بضوُر القلِّب وعمحارته بلل ال تنهي عنم الفحشاء والنكحر ،وتكحف يد صاحبَها عنم أن يعمحل
سوُدءا فتحمحيه منم جرائم شأنا أن تره إل عقوُبات بدنُية أو مالية ،وفيها بعد هذا غن عنم طائفة منم
التششرط والسجوُن ينفق علِّيها أولوُ المر أموُالد طائلِّة؟
أوليس ف الصيام رياضة النفوُس وتدريبَها علِّىَ احتمحال الكحاره ،والصب عنم الشهوُات حت ل تكحوُن
أسية ف ملذها ،وف النفوُس الت اعتادت الصب عمحا تشتهي وهوُ حاضر لديها قوُة وجلدة ل تدها
ف النفوُس الت ل تكحف عنم الشتهيات إل عند فقدانا؟ فالصيام بق يشفي النفوُس منم علِّة النطاط
ف الشهوُات كلِّمحا عرضت ،ويسبَكحها ف صوُرة النفوُس القوُية الت يسهل علِّيها أن تنصرف عنم ملذها
ساعة ترىً الي ف النُصراف عنها.
أوليس ف الجه فوُائد اقتصادية واجتمحاعية لوُ ولجه إليها زأعمحاء الجيجه عنايتهم لعادوا إل أوطانم با
ينفعهم ف الول بعد أن قدموُا للخرة منم العمحل الصال ذخدرا باقديا؟
ول أرىً حاجة إل أن أذكر ف هذا النسق فريضة الزكاة فإن أثرها ف سد حاجات كبَية منم حاجات
المة ظاهر ظهوُر الشمحس ف شكذبَد السمحاء .وقد أتىَ مقال فضيلِّة الستاذ الشيخ إبراهيم البَال النشوُر
ف الزء الثان علِّىَ جانُب منم حكحمحها الجتمحاعية والقتصادية.
457
العمحل والعبَادة
ول يشرع الدينم منم العبَادات ما يضيق به وقت العمحل للِّحياة مقدار أنلِّة؛ فنحنم نُرىً الذينم هم عنم
الخرة غافلِّوُن يشغلِّوُن جانُدبَا منم أوقاتم ف راحة ولوُ ،أفل يق للِّمحؤمنم أن يقضي جزدءا منم وقت
راحته ف الوُقوُف بي يدي الالق وابتغاء رضوُانُه ،وهذا الزء ل يزيد علِّىَ ساعة ف اليوُم واللِّيلِّة إذا
شاء؟ ليفعل هذا وليقس حياته بياة منم يصرف أوقاته ف جع الال وإذا انُتقل عنه فإل راحة ولوُ ،فإنُه
يد منم طمحأنُينة القلِّب وارتياح النفس ما يعل عيشه أهنأ وحياته أطيب مصداق قوُله تعال" :منم عمحل
لا منم ذكر أو أنُثىَ وهوُ مؤمنم فلِّنحيينه حياة طيبَة ولنجزينهم أجرهم بأحسنم ما كانُوُا يعمحلِّوُن". صا د
ل أدري كيف حدث خاطر أن قلِّة إقبَال السلِّمحي علِّىَ العمحل لمحع الال وتفشي الفقر ف شعوُبم
آْتياذن منم نُاحية دينهم ،وهؤلء علِّمحاؤنُا يقررون أن كل صنعة تتاج إليها المة فرض كفاية ل تلِّص
المة منم واجبَها حت تقوُم با طائفة منهم ،وقالوُا :إن نوُ التجارة هي مبَاحة بالنسبَة للفراد ،أي يوُزأ
للِّرجل أن يتخمذها حرفة يستمحر علِّيها ،وله أن يتار غيها ف بعض الحيان ،ولوُ تركها الناس جيدعا
لثوُا بتكهم لا؛ لنا منم الضروريات الأموُر با .وهذا الزركشي يقوُل ف بث فرض الكحفاية منم
قوُاعده" :الدنُيوُي كالرف والصنائع وما به قوُام العاش كالبَيع والشراء والراثة وما ل بد منه حت
ض امتناع اللِّق منها أثوُا". الجامة والكحنس" ث قال" :ولوُ فرذر ش
توُكل ل توُاكل
والتوُكل ف لسان الدينم إنا يراد به توُجه القلِّب إل الالق حال العمحل واستمحداد العوُنُة منه ،فلِّم يكحنم
داعية إل البَطالة والقلل منم العمحل البَتة ،بل كان للِّتوُكل الثر العظيم ف إقدام عظمحاء الرجال علِّىَ
العمحال اللِّيلِّة الت يسبَق إل ظنوُنم أن استطاعتهم وما لديهم منم السبَاب الاضرة يقصران عنم
إدراكها ،وإذا فسرته فئمة غي عالة بقبَض اليد عنم العمحل وطرح السبَاب جلِّة ،فذلك تفسي ل يقره
الدينم الذي يقوُل" :وأعدوا لم ما استطعتم منم قوُة ومنم رباط اليل ترهبَوُن به عدو ال وعدوكم
وآْخرينم منم دونم ل تعلِّمحوُنم ال يعلِّمحهم" ،ويقوُل" :وإذا كنت فيهم فأقمحت لم الصلة فلِّتقم طائفة
منهم معك وليأخذوا أسلِّحتهم فإذا سجدوا فلِّيكحوُنُوُا منم ورائكحم".
فالشريعة السلمية تأمر بالعمحل لذه الياة وتعل السعي علِّىَ العيال والعمحل للِّتعفف عمحا ف أيدي
الناس أو للنُفاق ف سبَيل الي منم قبَيل العمحل الذي يستحق صاحبَه ثوُاب ال ف الخرىً ،وتكحره
للِّرجل أن يوُصي با فوُق الثلِّث وتقوُل له" :إنُك إن تدع ورثتك أغنياء خي منم أن تدعهم عالة
يتكحففوُن الناس ف أيديهم".
ب البَسطة ف إن شريعةد هذا شأنا لشريع ة مدنُية تمحع إل تذيب النفوُس الذي هوُ القوُة العنوُية أسبَا ش
الال الذي هوُ القوُة الادية ،وإذا جع قوُم بي القوُتي فقد أحرزأوا الكحفاية لن يعيشوُا كمحا ولدتم
أمهاتم أحرادرا.
458
فالسلم ينادي أمه إل أن يتعلِّقوُا منم العلِّم بكحل فنم ،وينوُه بشأن الخلق أبلِّغ تنوُيه ،ويعل كل ما
تدعوُ إليه حاجة المحاعة منم العمحل النافع أمدرا واجدبَا ،فمحا منم أمة تريد أن تصعد إل أفق السيادة
العلِّىَ إل وجدت ف مبَادئه أجنحة تطي با إل حيث تطمحح هتها ،وعلِّىَ قدر ما تنفق منم عزمها،
وكذلك قص علِّينا التاريخ الصادق أن السلم أخرج للِّناس أمة برت العال بعلِّوُمها الزاخرة وأخلقها
الزاهرة وأعمحالا الفاخرة ،وإذا شاءت الشعوُب السلمية أن تكحوُن الشثل العلِّىَ للِّمحدنُية الفاضلِّة؛ ففي
ش
استطاعتها أن تتحرىً نُصائح الدينم النيف ،وف احتام رؤسائها وزأعمحائها لحكحام الدينم ونُصائحه
أخذ بالسياسة الرشيدة وهي التصرف ف شؤون المة علِّىَ مقتضىَ إراداتا.
يييييييييي
الصيام وبناء الضمير وتزكية النفس
الشيخ سلِّمحان مندن
ف ،ينتقل به النُسان إل ميدان آْخر ،تزكوُ به نُفسه وفكحره وجوُارحه، لرمضان وقهةع ف النفس متلِّ ة
ل ،وإنا يتجم معان رمضان ف أفعاله وأقوُاله ويعيش اليإان فيه واقدعا ،ل يد بي اليإان والياة فاص د
وسلِّوُكه وتعاملِّه ..فهوُ عف اللِّسان ،عف اليد ،عف القلِّب والاطر.
ورمضان بق مدرسة إيإانُية؛ يتجدد معها إيإان العبَد .كلِّمحا شعر بأل الوُع والعطش ،ازأداد إيإانُه
بالمتناع عنم البَاح وارتقت نُفسه بالمتناع عنم الرام ،وتسامىَ عنه ،وحافظ علِّىَ صيامه منم أن تدشه
كلِّمحة أو تؤثر فيه لفظة؛ فل يصوُم عنم البَاح ليفطر علِّىَ الرام.
لذلك كان الصيام مدرسة التقوُىً الت يعيش با الضمحي حييا حذدرا مدردكا ،تفرحه الطاعة وتؤذيه
العصية .إن هلم صاحبَه بسيئمة ناه عنها ،وإن هلم صاحبَه بسنة حلثه علِّيها .يكحب ضمحيه وينمحوُ حت
يكحوُن ف بصر العبَد وأذنُه وف يده ورجلِّه ولسانُه ،بل ف خوُاطر نُفسه وإحساسه .وهوُ بد ذاته فوُزأ،
وأي فوُزأ أكب منم أن ينتصر النُسان علِّىَ نُفسه فيعمحل بسب ما يإلِّيه علِّيه دينه وليس بسب ما توُاه
نُفسه" :ومنم يطع ال ورسوُله فقد فازأ فوُدزأا عظيدمحا".
ول أدل علِّىَ سوُ مكحانُة الصوُم ومنزلته منم أن ال جلل شأنُه قال فيمحا رواه رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه
وسلِّم" :الصيام ل وأنُا أجزي به" رواه مسلِّم .فقد أضاف اللِّيل الصوُم إل نُفسه ،وليس بعد ذلك منم
ضا أنُه ل يطلِّع علِّيه أحد إل ال ،وكم متنع عنم تشريف ينسحب علِّىَ منم صام إيإادنُا واحتسادبا .وفيه أي د
الكل والشرب ،غي أنُه عند ال غي صائم وإن كان صائدمحا ف ظاهره كمحا يظنم به الناس.
وهذا هوُ سر رقي النُسان وتزكية نُفسه وجوُارحه وفكحره؛ فهوُ يعيش اليإان بذا الحساس فيزداد نُقاءد
وصفاءد وحسنم معاملِّة؛ فهوُ عف اللِّسان ل يقوُل إل حدقا ول ينطق إل صددقا ويتعبَد ال بذلك .وهوُ
عف اليد ،ل تتد إل حرام أو إيذاء أو شرور ،وإنا هي يد علِّيا ف كل شيء؛ يد خي وصلح وعطاء
وبناء ،يد طيبَة منفقة متصدقة معينة.
459
وهوُ عف القلِّب والاطر مشغوُل الفكحر والوُجدان بالذكر والتسبَيح والقرآْن ،فإن جال ف نُفسه شيء
منم وسوُسة الشيطان تذكر؛ فإذا هوُ مبَصر ،واستغفر؛ فإذا هوُ مدرك ،ورأىً برهان ربه ف قلِّبَه وفكحره
نُوُدرا وصلة ويقيدنا وعلِّدمحا؛ فانُدحر منهمحا الشيطان وعاد خائدبَا خاسدرا مردددا" :إل عبَادك منهم
الخملِّصي" )الجر.(40 :
والصائم إذا امتنع عنم اللل البَاح؛ استجابة ل وطاعة لوامره ،فإنُه منم باب أول أكثر طوُاعية
للمتناع عنم الرام وترفدعا عنه .فالرام يصادم الفطرة والبَلِّة ،والعبَادة تتوُافق مع الفطرة وتنسجم مع
طبَيعة النُسان.
والصوُم تربية للِّنفس علِّىَ الخلصا ف العبَادة والراقبَة وإحياء الضمحي ويقظته ،وهذا هوُ مراد الصيام:
"يا أيها الذينم آْمنوُا كتب علِّيكحم الصيام كمحا كتب علِّىَ الذينم منم قبَلِّكحم لعلِّكحم تتقوُن" )البَقرة:
.(183والتقوُىً هي ميزان الؤمنم ف الياة؛ با يتحرىً الق منم البَاطل والطيب منم البَيث والرشد منم
الغي والصحيح منم السقيم ،فيكحوُن ف نُوُر منم ال وعلِّىَ نُوُر منم ال ،وهذا هوُ مصلِّة العبَادات
جيعها" :يا أيها الذينم آْمنوُا اعبَدوا ربكحم الذي خلِّقكحم والذينم منم قبَلِّكحم لعلِّكحم تتقوُن" )البَقرة.(21:
والصيام فوُزأ للنُسان ،فأي فوُزأ أكب منم أن ينتصر النُسان علِّىَ نُفسه المارة بالسوُء والت خلِّقت
وفيها عوُامل تعيقها :منم غفلِّة ونُسيان وسهوُ وضعف وعجز وتقصي ،وغي ذلك .ول يغلِّب ذلك كلِّه
إل اليإان؛ فهوُ الطاقة والوُقوُد والعزيإة.
"احرصا علِّىَ ما ينفعك واستعنم بال ول تعجز" رواه أحد .والعبَد ف صيامه قد ألم وكبَح جاح نُفسه،
وأعلِّنم بذلك انُتصاره علِّيها واستهان باجتها ودوافعها ،فأصبَح هه طاعة ال وعصيانا" :ومنم يطع ال
ورسوُله فقد فازأ فوُدزأا عظيدمحا" )الحزاب(71:؛ لنُه عرف السار ،وأدرك طريقه ،وتغلِّب علِّىَ العوُقات
الكحثية والت أشقها شهوُات النفس ورغبَاتا.
=====================
العيد
يقوُل الشاعرعبَد العطي الدالت:
ب
ب *** سعيداد يقرعر البوُا ه يعوُرد العيرد ياأحبَا ه
بريشليينا ..ورهييينا *** ويدعوُنُا إل الرا ه
ب؟!اب *** وهل أحلِّىَ منم ال ل ب للِّقلِّ ذ
يعوُرد ال ت
ب
ب *** ونُدعوُ ال ش :يا توُا ه فشنهنا بالشنا العذ ذ
***
نُرىً الفقراءش قد نُاموُا *** وف الكبَاذد آْلم ر
بت الرازأق الوُلها ه
وقبَشل الصوُم قد صاموُا *** وأنُ ش
460
فكحلب يا أخا السلهم *** فهذا أسعرد الياهم
ب
وهليا نسح اللهم ***ونُسقي الي شبالكوُا ه
***************
دموُعر القدس خلِّف الناهر *** تنادي موُكب الحراهر
ب
فكحبَليهر ..دلمر السوُاهر *** فرتبك هازأرم الحزا ه
****************
ي أو بدرر؟ أيا عيرد مت النصرر؟ *** مت حط ر
ب رترىً هل يشررق الفجرر ؟ *** ونُفررح فرحةش الصحا ه
****************
وف ختام رمضان واستقبَال عيد الفطر:
منم ذلك قوُل ابنم الرومي:
بب الغر ذ ولا انُقضىَ شهر الصيام بفضلِّه *** تللِّىَ هلرل العيذد منم جانُ ذ
ب ب شيتخ شاب منم رطوُذل عرمحذره * يشي لنا بالرمز للهكذل والتشر ذ كحاج ذ
ه ر ه ش
****************
وقوُل ابنم العتز:
صحاب وبشلكحذر أهلد بذفطهتر قد أضاء هلرله **** فالشن فاهغرد علِّىَ ال ل
ضتة *** قد أثقلِّهتهر حوُلة منم شعهن شذبوانُظهر إليه كزورتق منم فذ ل
****************
ويستغل الشاعر ممحد السر فرصة العيد ليذكر بالي و الث علِّىَ الصدقة فيه تفيدفا منم معانُاة الفقراء
والعوُزأينم ف يوُم العيد؛ فيقوُل:
ف النفوُس به *** وبذلك الي فيه خي ما صنعا هذا هوُ العيد فلِّتص ر
أيامه موُسم للِّب تزرعه *** وعند رب يب الرء ما زأرعا
فتعهدوا الناس فيه:منم أضر به ** ريب الزمان ومنم كانُوُا لكحم تبَعا
وبددوا عنم ذوي القرب شجوُنم *** دعا الله لذا والرسوُل معا
واسوُا البايا وكوُنُوُا ف دياجرهم *** بدراد رآْه ظلم اللِّيل فانُقشعا
****************
وهذا الشاعر المحبَلطي يستبَشر خياد بقدوم العيد ،ويأمل أن يكحوُن فرصة لساعدة الفقراء والكحروبي
حي يقوُل:
طاف البَشي بنا مذ أقبَل العيد *** فالبَشر مرتقب والبَذل ممحوُد
461
يا عيد كل فقي هز راحته *** شوُقاد وكل غن هزه الوُد
****************
وللِّشاعر ييح حسنم توُفيق قصيدة بعنوُان »ليلِّة العيد« يستبَشر ف مطلِّعها بقوُله:
بشائر العيد تتا غنية الصوُر *** وطابع البَشر يكحسوُ أوجه البَشر
وموُكب العيد يدنُوُ صاخبَاد طرباد *** ف عي وامقة أو قلِّب منتظر
****************
ويستمحر ف وصفه حت يتمحها بقوُله:
ياليلِّة العيد كم ف العيد منم عب *** لنم أراد رشاد العقل والبَشر
****************
والعيد ما هوُ إل تعبَي عنم السعادة الت تغمحر الصائمحي بنعمحة ال الت أنُعمحها علِّيهم باكتمحال صيام
الشهر الفضيل يقوُل ممحد بنم سعد الشعان:
والعيد أقبَل مزهدوُا بطلِّعته *** كأنُه فارس ف حلِّة رفل
والسلِّمحوُن أشاعوُا فيه فرحتهم *** كمحا أشاعوُا التحايا فيه والقبَل
فلِّيهنأ الصائم النهي تعبَده *** بقدم العيد إن الصوُم قد كمحل
****************
وما قيل ف ذلك دالية التنب ف وصف حاله بصر والت يقوُل ف مطلِّعها:
ذ ذ
ك تديرد ت يا عيرد *** با مضىَ أم بأهمتر في ش عيةد بأيلة حاتل جهئم ش
ألما الذحبَة فالبَيداءر دوشنم *** فلِّيت دونُك بيداد دونم بيرد
****************
وشكحوُىً العتمحرد بنم عبَاد بعد زأوال ملِّكحه ،وحبَسه ف )أغمحات( بافية علِّىَ أي متصفح لكحتب الدب
العرب؛ حي قال وهوُ يرىً بناته جائعات عاريات حافيات ف يوُم العيد :
فيمحا مضىَ كنت بالعياد مسرورا *** وكان عيدك بالللِّذات معمحوُرا
وكنت تسب أن العيد مسعد ة *** فساءك العيد ف أغمحات مأسوُرا
ترىً بناتك ف الطمحار جائعةد *** ف لبَسهلنم رأيت الفقر مسطوُرا
معاشهلنم بعيد العلز متهةنم *** يغزلنم للِّناس ل يإلِّكحنم قطمحيا
أفطرت ف العيد ل عادت إساءرته *** ولست يا عيرد من اليوُم معذورا
وكنت تسب أن الفطر رمبَتشيشهةجه *** فعاد فطرك للكبَاد تفطيا
****************
ويبَث الشاعر العراقي السيد مصطفىَ جال الدينم شكحوُىً أيام صبَاه الول ف قصيدة رائعة قال فيها:
462
ت يداه ذ
العيرد أقبَشل ترهسعرد الطفاشل ما حلِّ ه
ضتجه با اللشفاه لرعبَاد وأثوُاباد وأنُغاماد تش ذ
ش
ذ ذ
ب الطفوُلة عنم )نُداه( ي أسرا ذ ثب ش وفتاشك يبَح ر
فيعوُرد ف أهدابه شدهمةع ،وف شفتيه )آْه(
****************
ويقوُل ف قصيدة أخرىً:
هذا هوُ العيرد ،أيشنم الهرل والفررح
ت به الرقشررح؟!ا ضاق ذ
س ،أم أهوشد ه ت به النليهف ر ه
ت ملرمهم وأيشنم أحبَاربنا ضاع ه
شمهنم ف البَلد بقي منهم ،ومنم نُزحوُا؟!ا
****************
وف قصيدة ثالثة يقوُل:
ت ذعنشبَا ك السنوُرن الت كم أيهينشيشع ه ت *** تذلِّ شيا عيرد علرهج فقد طاشل اللظمحا وشجشف ه
ذ
ت منم أحلمنا فخمبَا ت *** به الصغيا ر يا عيرد رعدهنُا أعهدنُا للِّذي فذرشح ه
ب الضحكحةش البَيضاءش منم شغذدنُا *** شمهنم فشيلر بالفرذح السهراذن شمهنم شهرشبا شمهنم غيل ش
ت *** لنا يداهر وما أعطىَ وما شوشهبَا ل يبَشق منم عيدنُا إل الذي تشيشرشك ه
صررها *** فمحا شربنا ول داعي الن ششذربا منم ذكريا ت
ت أشقمحنا العمحر شنُع ذ
ر ش ر
ت *** ملنا اللِّيال وما منم كأذسنا انُشسشكحبَا ت الذي أشخشذ ه يا عيرد شهلل تششذكر ش
ذ
ك الت إذا اقتبا صهبَذح ش
ت أطفالد مبَاهرجرهم *** يا عيرد ف ر وهل تششذلكر ش
ذ
ت أيشنم البَذهشرر؟..قد شذشهبَا س تلِّرؤهر *** بذهشراد إذا جهئم ش ت ليل اشلم ذ
شهلل تششذلكر ش ش
****************
أما الهل ف خارج السجنم فلِّم يكحنم حالم بأفضل منم حال منم بداخلِّه حيث يصف الطاهر إبراهيم
ذلك حي يقوُل:
يا رب هذا العيد واف والنفوُس با شجوُن
لبَس الصغار جديدهم فيه وهم يستبَشرون
بديد أحذية وأثوُاب لم يتبَخمتون
ولذيذ حلِّوُىً العيد باليدي با يتخماطفوُن
وهناك خلِّف البَاب أطفال لنا يتساءلوُن
أمي صلة العيد حانُت أينم والدنُا النوُن؟
463
إنُا توُضأنُا كعادتنا وعند البَاب )أمي( واقفوُن
زأفرت تئمنم وقد بدا ف وجهها الل الدفي
ورنُت إليهم ف أسىَ واغرورقت منها العيوُن
العيد ليس لكحم أحبَائي فوُالدكم سجي
***************
صا كلِّمحا عاد العيد ومنم ذلك قوُل الشاعر عمحر باء ولقد وصف الشعراء مآسي المة وأحزانا خصوُ د
الدينم الميي:
س ونُشعرر ب لوُ ن ت وإلهر *** ليوُم حسا ت يقوُلوُشن ل :عيةد سعيةد ،نُ
ر
أعيةد سعيةد !ا!ا يالا منم سعادةت *** وأوطارنُنا فيها الشقاءر يزمرر
وقوُله:
س ف الهسذر تصررخ يإتر علِّينا العيرد رملرا مضلرجاد *** بأكبَادنُا والقد ر
صردا ،ورهيإحىَ العارر علنا وييرهنشسرخ ذ
عسىَ أهن يعوُشد العيرد بال علزدة *** ونُش ه
****************
وشكحوُىً الشاعر عمحر أبوُ الريشة :
يا عيرد ما افهيتشيلر ثهغرر الذد يا عيد *** فكحيف تلِّقاشك بالبَذهشذر الزغاريرد؟
ف العرهلِّذوُ ل
ي تشيهعييرد؟ يا عيرد كم ف رواب القدذس منم شكبَذتد *** لا علِّىَ اللرفهير ذ
ش
سينجلِّي شهلييرلِّنا عنم فشهجذر رمهعتشيشرتك *** ونرنم ف فمحه الهشبَوُب تشيهغريرد
ذ
****************
أما الشاعر الدكتوُر عبَد الرحنم العشمحاوي فيقوُل ف قصيدته )عندما يزن العيد( راثديا حال المة
السلمية با يشاهده منم معانُاتا:
أقبَلِّت يا عيد والحزان نُائمحة *** علِّىَ فراشي وطرف الشوُق سهران
منم أينم نُفرح يا عيد الراح وف *** قلِّوُبنا منم صنوُف اللم ألوُان؟
منم أينم نُفرح والحداث عاصفة *** وللِّتدمىَ مقل ترنُوُ وآْذان؟
****************
ث ينتقل إل الرح الذي ل يندمل ،والذي يؤرق المة السلمية أل وهوُ جراحات مقدساتا العظيمحة
الت سلِّبَها عدلوها لا نُام عنها راعيها منم السلِّمحي فقال:
منم أينم والسجد القصىَ مطمحة
آْماله وفؤاد القدس ولا؟
منم أينم نُفرح يا عيد الراح وف
464
دروبنا جدر قامت وكثبَان؟
****************
وبعدها يشتاق قلِّب الشاعر إل إخوُانُه وأحبَائه وأهلِّه إل كل منم ل يطعم الراحة والناء تت ظل المة
السلمية ليوُاسيهم ،ويوُاسي جراحات قلِّبَه وآْلم نُفسه فيقوُل:
أصبَحت ف يوُم عيدي والسؤال علِّىَ ** ثغري يئمنم وف الحشاء نُيان
أينم الحبَة وارتد السؤال إل *** صدري سهادما لا ف الطعنم إمعان؟
****************
وعندما رسئمل الشاعر ممحد الشعارن عنم العيد ماذا يقوُل له ؟ أجاب سائلِّه وهوُ يتحسر علِّىَ ما آْل إليه
ل:
حال أمته السلمية منم التفرق والصام قائ د
ماذا تقوُل لذا العيد يا شاعر؟ *** أقوُل :يا عيد ألق الرحل أو غادر
ما أنُت يا عيد والتراح جاثة *** إل سؤال سخميف ملر بالاطر
ما أنُت يا عيد والعربان قد ثكحلِّوُا *** جالم والراعي وانُتهىَ الاطر ؟
ما أنُت يا عيد ف قوُم يإر بم ** ركب الشعوُب وهم ف دهشة الائر
****************
وتتفاعل الشاعرة الفلِّسطينية فدوىً طوُقان مع أخوُاتا اللجئمات الفلِّسطينيات بي اليام لتصوُر
مأساتنم وما يعانُينه منم آْلم التشرد واللِّجوُء ف يوُم العيد فتقوُل:
ف سناه ف روح الوُجوُهد أختاه ,هذا العيد ر ل
وأشاع ف قلِّب الياة بشاشة الفجر السعيهد
ت تثالد شقييا وأراك ما بي اليام قبَع ذ
متهالكحدا ,يطوُي وراء جوُده ألاد عتييا
يرنُوُ إل اللشيء ..منسرحاد مع الفق البَعيهد
أختاه ,مالك إن نُظرت إل جوُع العابريهنم
يولت أسراب الصبَايا منم بنات التف ه
منم كل راقصة الطىَ كادت بنشوُتا تطير
العيد يضحك ف ملياها ويلِّتمحع السرورر
ي? ت واجة كأنُك صوُرة الل الدف ه أطرق ذ
****************
وتذكر الشاعرة أخوُاتا بالعيد أيام الطفوُلة حيث الرح واللِّهوُ الطفوُل ف يافا وغيها منم مدن فلِّسطي
الت استوُل علِّيها التل الغاصب ،وحرم أهلِّها منم البتسامة وفرحة العيد:
465
ت مبَاهجه العياد ف )يافا( المحيلِّهه? أترىً ذكر ذ
أهفت بقلِّبَك ذكريات العيد أيام الطفوُلهه?
إذ أنُت كالسوُن تنطلِّقي ف زأهتوُ غريذر
ت علِّىَ الرأس الصغي والعقدة المحراء قد رفل ه
والشعر منسدةل علِّىَ الكحتفي ,ملِّوُل الديلِّهه?
بإذ أنُت تنطلِّقي بي ملعب البَلِّد البَي ذ
ب تتاكضي مع الللِّدات بوُكب فرح طرو ذ
طوُراد إل أرجوُحة نُرصبَت هناك علِّىَ الرماذل
طوُراد إل ظل الغارس ف كنوُزأ البتقاذل
ب? والعيد يإل جوُكنم بروحه الرح اللِّعوُ ذ
ل
وقبَل التام رأعلرج معك مع أبيات سارت أمثالد وحكحمحا تسري ف كل مكحان
أنُقلِّها لك أخي القاريء منم كتاب الخمتار منم شوُاهد الشعار
ب 1إذا كان الطبَاع طبَا ت
ب يفيد ول أدي ر ع سوُء *** فل أد ة ر ش
2إذا جاء موُسىَ وألقىَ العصىَ *** فقد بطل السحر والساحرر
ت عن كرام عشيت *** فل زأال غضبَانُاد علِّلي لئمارمها 3إذا رضي ه
4إذا ل تكحنم إل السنةر مركبَاد *** فمحا حيلِّةر الضطر إل ركوُبا
5إذا ما أتيت المر منم غي بابه *** ضلِّلِّت وإن تقصد إل البَاب تتدي
6إن العدو وإن أبدىً مسالةد *** إذا راىً منك يوُماد غلرة وثبَا
ك ل يكحنم ذا هبَهه *** فدعه فدولته ذاهبَهه 7إذا ملِّ ة
ص 8إذا كان رب البَيت بالدف ضارباد *** فشيمحة منم ف الدار كلِّهرم الرق ر
ت تدري فالصيبَةر أعظرم ت ل تدري فتلِّك مصيبَة *** وإن كن ش 9إذا كن ش
10إذا ما أراد ال إهلك نلِّتة *** ست بناحيها إل الوُ تصعرد
11إذا أنُت ل تعرض عنم الهل والنا *** أصبَت حلِّيمحاد أو أصابك جاهرل
ت حذارم 12إذا قالت حذارم فصدقوُها *** فإن القوُل ما قال ه
13إذا ل تستطع شيئماد فدعه *** وجاوزأه إل ما تستطيرع
ذ
ت ذنُوُباد فقل ل كيف أعتذرر ن اللت أردتل با *** عرلد ه 14إذا ماس ش
15إذا اعتاد الفت خوُض النايا *** فأيسر ما يإر به الوُحوُرل
ت ذا رأي فكحنم ذا عزيإتة *** فإن فساشد الرأي أن تتددا 16إذا كن ش
17إذا ل يكحنم عوُةن منم ال للِّفت *** فأورل ما ين علِّيه اجتهاردهر
466
ب ط الطبَي ذ 18إذا ما الررح رلم علِّىَ فساتد *** تبَي فيه تفري ر
19إذا ننم أدلنا وأنُت إمامنا *** كفىَ لطايانُا برؤياك هاديا
ب نُعامة *** ربداءر ترفرل منم صفي الصافذر 20أسةد علِّلي وف الرو ذ
21أعمحىَ يقوُد بصياد ل أبا لكحرم *** قد ضل منم كانُت العمحيان تديذه
22أقلِّوُا علِّيهم ل أبا لبيكحرم منم *** اللِّوُم أو سدوا الكحان الذي سدوا
23أل تر أن الرء تدوي يإينه *** فيقطعها عمحداد ليسلِّم سائرهه
24أل تر أن السيف ينقص قدرره *** إذا قيل إن السيف أمضىَ منم العصا
سب باتغ حاجةد ل ينارلا *** وآْخرر قد رتقضىَ له وهوُ جال ر 25أل رر ل
ت عوُاصفها *** فلِّيس ترمي سوُىً العال منم الشجذر 26إن الرياح إذا اشتد ه
ب ذ
ت ملمرسها *** عند التقلِّب ف أنُيابا العط ر 27إن الفاعي وإن لنُ ه
28أوردها سعةد وسعد مشتمحهل *** ما هكحذا يا سعرد رتوُشرد البهل
ىً بالكحرهم *** ومنم يشابهه أشبه فمحا ظلِّهم ذ
29بأبه اقتدىً عد ة
ت والعوُرد أحرد ت جاهدا *** وإن عدتوُ ثني ر 30بدأت فأحسنتم فأثني ر
31بذا قضت اليارم ما بي أهلِّها *** مصائب قوُتم عند قوُتم فوُائرد
32باللِّح نُرصلِّح ما نشىَ تغيهر *** فكحيف باللِّح إن حلِّت به الذغيشيرر
33ترىً الرجشل النحيل فتزدريذه ***وف أثوُابه أسةد حصوُرر
ويعجبَك الطريرر فتبَتلِّيذه *** فيخملِّف ظنك الرجرل الطريرر
ب ذ
34تعلشقرتها شطاءش شاب وليردها *** وللِّناس فيمحا يعشقوُن مذاه ر
ت ذا قيءر الزنُابذي ذ
35تقوُرل هذا مارج النحذل تدرحهر *** وإن تشأ قلِّ ش
ت وصفهمحا *** والق قد يعتيذه سوُءر تعبَذي مدحاد وذماد وما جاوزأ ش
س 36ترجوُا النجاشة ول تسلِّك مسالكحها *** إن السفينة ل تري علِّىَ اليبَ ذ
ضذح ر
ك ت بينهمحوُ معشجبَا *** وشتر البَلِّيذة ما ير ه 37تضاحكح ر
ش ما يصيرد 38تكحاثرت الظبَاءر علِّىَ خراتش *** فمحا يدري خرا ة
39حياك منم ل تكحنم ترجوُ تيته *** لوُل الدراهرم ما حياك إنُسارن
س ما يغنيك عنم رزأشحذل ت به *** ف طلِّعذة الشمح ذ 40خذ ما تراه ودع شيئماد سع ش
ت أن تنقري 41خل لذل الوُ فبَيضي واصفري *** ونُلقري ما شئم ذ
وعارضها بعضهم بقوُله :
ت أن رتشلرب ك الوُ فغن واطرب *** وخلرب ما شئم ذ 42خل ل ذ
43الي ل يأتيك متصلد *** والشر يسبَق سيشلِّه مطررهه
467
44ذو العقل يشقىَ ف النعيم بعقلِّه ***وأخوُ الهالة ف الشقاء منلعرم
ت علِّيذه 45ر ل ت
ت ف غيه بكحي ر ت منه فلِّمحا *** صر ر ب يوُم بكحي ر ر
ضض الشر أهوُرن منم بع ذ ت ببَعض الذل خوُف جيعه ***كذلك بع ر 46رضي ر
47زأعم الفرزأدرق أن سيقتل ذمرشبعاد *** أبشهر بطوُذل سلمتة يا ذمربرع
بب مشغالب الغلل ذ ذ
ب ربلهر *** وشليريهغلِّش ش ل ر ر
48زأعم السلفه أن يغال ش
ت جاهلد *** ويأتيك بالخبَار منم ل تريشزلوذد 49ستبَدي لك اليارم ما كن ش
50ستذكرن إذا جربت غيي *** وتعلِّم أنُن نُعم الصديرق
51ستوُرر الضمحائذر مهتوُكة *** إذا ما تلحظت الع ر
ي
52سيذكرن قوُمي إذا جد جدهم *** وف اللِّيلِّة الظلِّمحاذء ريفشتقرد البَدرر
ي عند امتلئها ض الع ر ت وما الشكحوُىً لثلِّشي عادة *** ولكحنم تفي ر 53شكحوُ ر
54طفح السرورر علِّلي حت أنُه *** منم ركثهذر ما قد سرن أبكحان
ب ذ
ت بم ظناد جيلد فخميبَوُا *** رجائي وما كل الظنوُن رتصي ر 55ظنن ر
ت علِّىَ عمحرذو ت أقوُاماد بكحي رت علِّىَ عمحرتو فلِّمحا تركته *** وجرب ر 56عتبَ ر
57العبَرد ريقرعر بالعصا *** والتر تكحفيه الشاره
ش لوُل فسحةر المذل ذ
58أرعلِّل النفس بالمال أرقريربَها ما *** أضيشق العي ش
59فلِّم أر كاليام للِّمحرذء واعظاد *** و ل كصروف الدهر للِّمحرذء هاديا
ب حي تعتدهم *** ولكحنهم ف النائبَات قلِّيرل 60فمحا أكثر الصحا ذ
ر
61فلِّوُ لبَس المحارر ثياب ختز *** لقال الناس يالك منم حاذر
ب 62فإن كانُت الجسارم منا تبَاعدت *** فإن الدىً بي القلِّوُب قري ر
ب ذ
ك صدرر هذا اليوُم ول *** فإن غداد لناظره قري ر 63فإن ي ر
س منم رمتد *** وينكحرر الفرم طعشم الاذء منم شسشقذم ي ضوُءش الشمح ذ 64قد رتنكحر الع ر
ط ف الرىً وترتفرع ك سلِّيمحان وعاوده *** والشمحس تنح ت 65قد زأال ملِّ ر
ر
66قد يمحرع الاشل غير آْكلِّذذه *** ويأكرل الاشل غير منم جعهه
67قد يرك التأن بعض حاجتذه ***وقد يكحوُن منم الستعجل الزلرل
ذذ
ب قمحيصه مرقوُعر ف الفت ورداؤه *** شخلِّشةق وجي ر 68قد يدرك الشر ش
ص تمحعتا *** علِّىَ غي شيتء سوُىً التفرقهه 69كشقي مق ت
ب 70كعصفوُرة ف كف طفتل يسوُمها *** ورود حياض الوُت والطفرل يلِّع ر
س ف البَيداء يقتريرلِّها الظمحا ***والاءر فوُق ظهوُذرها ممحوُرل 71كالعي ذ
72كل الصائب قد تر علِّىَ الفت *** فتهوُن غشي شاتذة العداء
468
ب
ب *** فأنُت إل كل النُام حبَي ر 73كأنُك منم كل النفوُس مرك ة
74كالكحلِّب إن جاع ل يإنعك بصبَصة *** وإن ينل شبَعاد ينبَهح منم الشذر
ب 75ل تدحلنم امرأد حت تربه *** و ل تذملنه منم غي تري ذ
76لعمحرك ما ضاقت بلةد بأهلِّها *** ولكحلنم أخلق الرجال تضيرق
77لعل عتبَك ممحوُةد عوُاقربَهر *** وربا صلحت الجسارم بالعلِّذل
78لذلِّمحوُت فينا سهاةم وهي صائبَة *** منم فاته اليوُم سهةم ل يفته غدا
ب بسيتد ف قوُمه *** لكحلنم سيشد قوُمه التغاهب 79ليس الغ ل
80وإن عناءد أن تريشفلهم جاهلد *** فيحسب جهلد أنُه منك أعلِّرم
ت تبَنيذه وغريك يهدرم 81مت يبَلِّغ البَنيارن يوُماد تاشمه *** إذا كن ش
ك جلِّدك مثرل ظفرهك *** فتوُلل أنُت جيشع أمذرهك 82ما ح ل
83ذمشكحتر ذمشفتر مقبَتل مدبتر معاد *** كجلِّمحوُذد صخمتر حلطه السيرل منم عذل
84منم كان فوُق مل الشمحس رتبَته *** فلِّيس يرفعه شيءة و ل يضرع
ت أقاربهه 85منم الناس منم يغشىَ الباعشد نُفعه ***ويشقىَ به حت المحا ذ
ر شه
تت النفوُس حياتا *** منم شاء أن ييا يإوُ ه 86موُ ر
87الستجير بعمحرتو عند كربته *** كالستجذي منم الرمضاذء بالناذر
ت إيلرم 88منم يهنم يسهل الوُارن علِّيذه *** ما رلرتح بي ت
ر
ض وإن ل يشعروا خدرم س للِّناذس منم بدتو وحاضرتة *** بعض لبَع ت 89النا ر
90هب الدنُيا تقاد إليك عفوُاد *** أليس مصي ذاك إل زأواذل
ب بجهر 91هل يضر البَحر أمسىَ زأاخراد *** أن رمىَ فيه ص ة
ب عوُىً ألقمحته حجراد *** لصبَح الصخمرر مثقالد بديناذر 92ولوُ كل كلِّ ت
93ول أر كالعروف أما مذاقه *** فحلِّةوُ وأمل وجهه فجمحيرل
ص *** فهي الشهادةر ل بأن فاضرل 94وإذا أتتك مذمت منم نُاق ت
95وتتلِّدي للِّشامتي أرريهرم *** أن لريب الدهر ل أتضعضرع
ت أظفاشرها *** ألفيت كل تيمحتة ل تنفرع 96وإذا النيةر أنُشبَ ه
ت أمةر عاتب القدرا ذ
97وعاجرز الرأي مضياعة لفرصته *** حت إذا فا ش
98وف السمحاء نوُةم ل ذعداشد لا *** وليس يكحسف إل الشمحس والقمحرر
ت
ت منها با ت علِّىَ لذة *** وأخرىً تداوي ر س شذرب ر 99وكأ ة
ت عنده النُوُارر والظرلِّشرم 100وما انُتفاعر أخي الدنُيا بناظرهذ *** إذا استوُ ه
101وما الرءر إل حيث يعل نُفسهر *** ففي صال العمحال نُفسك فاجعل
469
ب العيشذة بالتمحن *** ولكحنم ألذق دلوُك ف الدلذء 102وما طلِّ ر
ب 103ومنم يكحنم الغراب له دليلد *** يإر به علِّىَ جيف الكحل ذ
ر
ب كلِّيلِّة *** كمحا أن عي السخمط تبَدي اساوي 104وعي الرضا عنم كل عي ت
105و ل بد منم شكحوُىً إل ذي مروأةت ***يوُاسيك أو يسلِّيك أو يتوُجرع
106ولكحل شيتء آْفة منم جنسذه *** حت الديد سطا علِّيه البرد
107وليس يصتح ف الذهان شيءة *** إذا احتاج النهارر إل دليذل
ت أعهرد س بالناس الذينم عرفتهم *** ول الدارر بالدار الت كن ر 108وما النا ر
ب العوُذر ب والعجائب جة *** أن يلِّهجه العمحىَ بعي ذ 109ومنم العجائ ذ
ر
110ومنم نُكحد الدنُيا علِّىَ الر أن يرىً *** عدواد له ما منم صداقته بتد
بس للِّعقر ذ 111وكةل يإيل إل شكحلِّذه *** كمحيذل الناف ذ
ر
112وكم مرتة أتبَعتكحم بنصيحت *** وقد يستفيد البَغضةش التن ل
صرح
ب إل تبَتينا *** وكل إنُاء بالذي فيه ينضرح 113و يأب الذي ف القلِّ ذ
ض يهان با *** إل منم العجز أو منم قلِّة الذيشذل 114ل يسكحنم الرءر ف أر ت
115يا نُاطح البَشل العال ليشهكحلِّذشمحه *** شأشفق علِّىَ الرأذس ل ترهشذفق علِّىَ البَذل
ضهرها وأوهىَ قرشنُه الوُذعرل 116كناطتح صخمردة يوُماد ليوُهشنها *** فلِّم ي ذ
ش
ب الموُارل *** ولكحل دهتر دولة ورجارل 117يبَقىَ الثناءر وتذه ر
118يريك البَشاشة عند اللِّقا *** ويبيك ف السر بري القلِّهم
119يريد الرءر أن ريعطىَ رمناه *** ويأب الر إل ما يشاءر
120ريقضىَ علِّىَ الرء ف أيام منتذه *** حت يرىً حسناد ما ليس بالسذنم
يييييييييي
نهاية رمضان
المحد ل الذي بنعمحته تتم الصالات وبفضلِّه وكرمه تزداد السنات وتغفر الزلت ،أحده سبَحانُه علِّىَ
ما أول وهدىً ،وأشكحره علِّىَ ما وهب وأعطىَ ،ل إله إل هوُ العلِّي العلِّىَ ،وأشهد أن ممحداد عبَده
ورسوُله النب الصطفىَ ذو اللِّق السىَ ،صلِّىَ ال علِّيه وعلِّىَ آْله وأصحابه أول النهىَ والتقىَ والتابعي
وتابعيهم بإحسان إل يوُم الدينم أما بعد .
ك أشهمرر اللِّلذه أشنُهيشزلشهر إذلشهيركحهم شوشمهنم يشيتلذق اللِّلهش يرشكحلفهر شعهنهر شسيلشئماتذذه شوييرهعذظهم لشهر أشهجردا(( ذ
فاتقوُا ال ربكحم واشكحروا له ))شذل ش
)الطلق(5:
470
وقف السلِّم يتأمل ف أحوُال السلِّمحي يتابع الغطرسة الصلِّيبَية والجمحة الاقدة علِّىَ السلم ،ويراقب
بقلِّق الطوُات النفاقية العلِّمحانُية والت تستهدف زأعزعة البَناء العقدي والخلقي ف المة منم خلل
الطرح السافل ،والعالة التهوُرة .
ويرقب الدعوُات الثة لفساد الرأة السلِّمحة منم خلل دعوُتا للِّتخملِّي عنم الجاب وإقحامها ف أعمحال
ل تتناسب مع طبَيعتها ل تتوُافق مع دينها .
ويتأمل بزن ماولت تغريب الرأة ف مناهجها وتعلِّيمحها وإعلمها وسائر شؤون حياتا .
وف الوُقت ذاته يتأمل ف مشاهد مبَهجة وموُاقف رائعة تتمحثل ف عوُدة المة لربا ،وإقبَال الشبَاب
حنبَة الستقامة .
ووعي الرأة السلِّمحة بالخماطر منم حوُلا .
ويشاهد بفرح بيوُت ال ف هذا الشهر البَارك تزداد بالعبَاد والزهاد والقائمحي والعاكفي والركع السجوُد .
بينمحا السلِّم شارد ف تأملته ،غارق ف آْهاته كأنُه ف حراسة فينتقل بي آْلمه وآْماله إذ حانُت التفاتة
فرأىً ضيف الكحري شهر رمضان العظم يمحع متاعه ويتأهب للِّوُداع .
فقال لضيفه ،ما الذي أرىً ،وما الذي جرىً ،وما الذي يا ضيفنا جرىً أو هكحذا ترجل بعد مقام
يسي وزأمنم قصي .
يا ضيفنا :كنا بالمس نُستقبَلِّك ،وبذه السرعة نُوُدعك اعلِّم يا ضيفنا أنُك تمحل شعوُراد بالعتب
ولكحنم ف جنبَاتك شيئماد منم الغضب ،لن منا منم جفاك ،ول يقدرك حق قدرك ل تلِّمحنا يا ضيفنا
الكحرم ،فهذا نُتاج أزأمة نُفسية أحدثتها نُعال اليهوُد والنصارىً وأذنُابم منم النافقي
يا ضيفنا قد شغلِّوُنُا عنم لذتك وسلِّبَوُنُا العيش ف متعتك يوُم أن بلِّوُنُا بذه النم وأحدثوُا فينا تلِّك الفتم
فكحان البَال منشغل وأصبَح القلِّب منذهل ،فعذراد ث عذراد
قال الضيف :وهوُ يتأهل للِّرحيل يا أيها السلِّم ،قد جئمتكحم أحل العطايا ،وأبشر بالنح الربانُية
والوُاهب الرحانُية فنالا منم نُالا وخسرها منم خسرها ،واليوُم أودعكحم وأنُا أحل معي شهادات بالفوُزأ
والرضوُان موُقعة منم الرحيم الرحة علِّىَ لسانُه الصادق المي ونُصها )) :منم صام رمضان وقامه إيإانُا
واحتسابا غفر له ما تقدم منم ذنُبَه(( .
وف الوُقت ذاته أحل صكحوُك السارة والرمان مذيلِّة بتوُقيع الروح المي ومهوُرة بتأمي الصطفىَ
المي صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ونُصها )) :منم أدرك رمضان فلِّم يغفر له فأبعده ال قل آْمي فقال
الصطفىَ آْمي(( .
بلِّغ أيها السلِّم منم ورائك إن راحل ،وعائد إليكحم بعد عام سيوُلد فيه أنُاس ويإوُت أقوُام ويسعد فيه
أقوُام ويشقىَ فيه فئمام وكم منم مؤمل بلِّوُغي حال دونُه الجل .
471
بلِّغ أيها السلِّم إخوُانُك أن منم بدل عهده مع ال ونُقض غزله منم بعد قوُة وعاد إل الغي والفتوُر فإن
ذلك علمة السران ودليل الرد والرمان )) :شوشمهنم يرذهذنم اللِّلهر فششمحا لشهر ذمهنم رمهكحذرتم(( )الجه. (18 :
نُعمحة سابغة ورحة واسعة أن ترج منم رمضان مغفوُراد لك فحافظ علِّىَ تلِّك النعمحة ول تبَدلا نُقمحة
بالعوُدة إل العصيان بعد خروج رمضان .
عهدتك يا مسلِّم حياد حييياد ف شهر الصيام فخمذ علِّىَ نُفسك العهد أن تبَقىَ علِّىَ عهد الياة والياء
بعد شهر الصيام ،فعسىَ أن يكحوُن هذا العهد توُبة منم ال علِّيك وتوُفيقاد وذخراد لديك فإذا أبرمت
ث شعشلِّىَ نُشيهفذسذه (( )الفتح. (10 : ث فشذإلشنا يشيهنركح ر
ذلك العهد فإياك والنكحث )) :فششمحهنم نُششكح ش
واحذر أن تكحوُن بنقض العهد ربع النافق ))فشأشهعشقبَشيرههم نُذشفاقاد ذف قريرلِّوُذبذهم (( )التوُبة. (77 :
يا أيها السلِّم إن قريب راحل بعد أن رأيت منكحم وفاء وجاء فسلم ال علِّىَ الوُفي بالعهوُد ،ويا
حسرة علِّىَ أهل النكحوُصا والعقوُد .
ث خاطب السلِّم إخوُانُه والدموُع مدرارة والعبات تسبَق العبات وقال :ف نُبة حزن وأل .
وف البَكحاء علِّىَ الخلل والدار واذكر لنم بات مدخل ومدجار
وإذا الدموُع نيبَا وابك متأسفا عل فراق ليال ذات أنُوُار
علِّىَ ليال لشهر الصوُم ما جعلِّت إل لتمححيص آْثام وأوزأار
يا لثي ف البَكحاء زأدن به كلِّفا واسع غريب أحاديثي وأخبَاري
ما كان أحسننا والشمحل متمحع منا الصلِّي ومنا القانُت القاري
وف التاويح للِّراحات جامعة فيها الصابيح تزهوُ قبَل أزأهار
إن هوُ إل يوُم أو ساعات وتغرب شس منم شوُسه اليات والبكات ،ويبَوُ نُوُر منم أنُوُار النفحات
الربانُية والعطايا اللية ،إن تلِّكحم اليام العدودات منم نُفائس أيام الؤمني ،جرت فيها أحاسيس حية
ومشاعر صدقة ،أثرتا معال المحم ومسابقة النفوُس الدائبَة فل عجب أن نُستهل العبات وتشتد
السرات أسفاد علِّىَ فوُات خي عظيم وسعات صافية راضية ما أجل ناره الني بالذكر والتلوة
والعروف ،وما أطيب لياليه العامرة بالقيام وحداء الصالي وأنُي التائبَي .
تذكرت أياماد مضت ولياليا خلِّت فجرت منم ذكرهنم دموُع
أل هل لا يوُماد منم الدهر عوُن وهل إل وقت الوُصال رجوُع
إن للِّطاعات فيه منافع وأثاراد ف النفوُس أغنت عنم لذات الطعام وزأينة الياة ومكحاسب الموُال ،ورب
صلة صادقة أو قراءة خاشعة أعقبَت سروراد مضيئماد امتزج بالدم والعصب ل يضاهيه طيب الأكل ول
أفراح الياة وملذها ومفاخرها لنا ل تدوم وإن دامت ل تل منم تنغيص ،وإذا انُقضت أورثت
غمحوُماد وأحزانُاد وشدائد قاسيات .
472
فالياة القيقية والسعادة الدائمحة والعزة الشامة ،إنا هي ف طاعة ال تعال وعبَادته ،عبَادة سائقها
ذ الخلصا ،وحكحمحها التذلل ومنهجها التبَاع ))منم عذمحل ذ ذ
صالاد مهنم ذششكتر أشهو أرنُهيشثىَ شورهشوُ رمهؤمةنم فشيلِّشنرهحذييشينلهرشه ش ش ش
شحشيادة طشيلبَشةد شولشنشهجذزيشينليرههم أشهجشررههم بذأشهحشسذنم شما شكانُروُا يشيهعشمحرلِّوُشن(( )النحل. (97:
يامسلِّمحوُن :إن ضيفنا العظم قد عزم علِّىَ الرحيم ،فالعي لفراقه تدمع والقلِّب يوُجل ،وإنُا لفراقك
لزونُوُن .
شهر رمضان :إنُه الن بي أيدينا وملء أساعنا وأبصارنُا وحديث منابرنُا وزأينة منائرنُا وبضاعة أسوُاقنا
ومادة موُائدنُا وحياة مساجدنُا فكحيف الال بعد فراقه .
ياشهرنُا الكحري :يا لسنم الفائرينم الذينم اغتنمحوُك بأكمحل وجه منم صلة وصيام وتجد وقيام وصدقة
وإحسان فنظر ال إليهم وهم يبَتهلِّوُن بالدعاء إليه فغفر لم .
ويا لسارة الفرطي الذينم ل يعرفوُا ذلك الفضل فأمضوُا وقتهم باللِّهيات واشغلِّوُا أنُفسهم بظوُظ الدنُيا
ومضىَ علِّيهم الشهر بذه الال .
يا مسلِّمحوُن :إن ضيفنا قد قرب رحيلِّه فاختمحوُه بي ختام واستغفروا ربكحم منم كل خلِّل وتقصي قال
السنم أكثروا منم الستغفار فإنُكحم ل تدرون مت تنزل الرحة .
وكان نُبَيكحم يقوُل )) إن لستغفر ال وأتوُب إليه ف اليوُم أكثر منم سبَعي مرة ((
يا أيها العصاة ،وكذلك كلِّنا ل تقنطوُا منم رحة ال بسوُء أعمحالكحم وأحسنوُا الظنم بربكحم وتوُبوُا إليه
فإنُه ل يهلِّك علِّىَ ال هالك .
يا مسلِّمحوُن :إن الاسنم الت جنتها النفوُس السلِّمحة ف رمضان ينبَغي أن تكحوُن طريقاد للِّزيادة والضاعفة
وسلِّمحاد للِّمحجد والعلء وليس التقاعس والنُقلب والنكحوُصا علِّىَ العقاب .
عاهد ال بالافظة علِّىَ الطاعات ،وأنُت ف ناية موُسم الطاعات فقد كان نُبَيك صلِّىَ ال علِّيه
وسلِّم يعاهد ال علِّىَ الطاعة ف كل ساعة قبَيل اللِّيل وأول النهار فيقوُل ف سيد الستغفار ) اللِّهم
أنُت رب ل إله إل أنُت خلِّقتن وأنُا عبَدك وأنُا علِّىَ عهدك (
أخي :وأنُت علِّىَ عتبَات الوُداع لشهر ال العظم وتتقب ساعات ا لرحيل الزينة فإن مذكرك ونُاصح
ل و لك فاستمحع إن علِّيك منم الشفقي ولك منم الناصحي
إن الشياطي يتزاحوُن عند بوُابة الروج علِّىَ فك القيوُد الت سلِّسلِّوُا با خلل الشهر البَارك ،فهل
تنحهم أخي فرصة للِّوُصوُل إل مآربم أم تراك تتمحسك بذا الطهر الذي منحك ال إياه ،والخي
باليية أمثالك أخرىً وأقرب .
أخي التجأ إل ال عصر هذا اليوُم فلِّربا تكحوُن هي الساعات الخية وإن فيها لساعة تاب فيها
الدعوُات ،فتضرع إل ربك واسأله لنفسك وأمتك وإن رب لسمحيع الدعاء .
473
أخي :ف ليلِّة العيد أحي شعية التكحبَي تعظيمحاد ل ولدينه )) شولذترشكحبَليرروا اللِّلهش شعشلِّىَ شما شهشداركهم(( )البَقرة:
. (185
أخي :زأكاة الفطر شعية إسلمية وصوُرة روحانُية لكحنم أصبَحت اليوُم ف عصر التوُاكل والتوُكيل عادة ل
معن لا ول أثر ،ولذا فإن أوصيك بأن تشتيها بنفسك وتضرها إل بيتك وتعرضها أمام أبنائك
وأهلِّك ليتبوُا علِّيها ويستشعروا عبَوُديتها قبَل أن يأت جيل ينسي معالها .
أخي :أيام العيد أيام بجة وسرور ولظات وفاء وصفاء وانُشراح صدور وأوقات صلِّة وتزاور ،وهي
أيام ذكر وطاعة وإذا كانُت موُساد للِّتفيه والتسلِّية فإن التفيه ل يعن النُفلت منم الدود الشرعية
والتمحر علِّىَ القيم الخلقية .
العيد لوُ بريء لكحنم ل يعن اختلط الرجال بالنساء ول الاهرة بالغناء ول يعن تضييع الصلِّوُات وإتبَاع
الشهوُات ،فلِّنحذر ما يسخمط ال ،ولنتجنب ما يغضبَه ،وما يتناف مع الغية والرجوُلة والروءة وإنا
خييةر ذ لما شهيشمحرعوُشن(( )يوُنُس:
ك فشيهلِّيشيهفشررحوُا رهشوُ ش ه
ذ
ضذل اللِّلذه شوبذشرهحشتذذه فشبَذشذل ش
نُكحمحل الفرحة بطاعة ال )) :قرهل بذشف ه
. (58
نُسأله تعال أن يتم لنا رمضان بالعفوُ والغفران والنجاة منم النيان والفوُزأ بالنان
وأن يتقبَل منا صيامنا وقيامنا وسائر أعمحالنا )) ذنُإلهر رهشوُ الهبَشيتر اللرذحيرم(( )الطوُر(28 :
أقوُل هذا القوُل .
الطبَة الثانُية
أخي :احرصا علِّىَ صلة العيد فهي منم شعار الدينم الظاهرة واخرج إليها بأحسنم زأينة وأبىَ حلِّة بل
إسراف ول مبَالغة ،فإن البَالغة والسرف فيه خروج عنم حد القصد والعتدال ،وإضاعة وتبَذير للِّمحال
وإضاعة للِّضعيف والفقراء ومفاخرة بل ادب ول حياء واعلِّم أن ليس منم الزينة التجمحيل با حرمه ال
منم حلِّق للِّحىَ وإطالة للِّشارب وقص للِّشعر با يشبَه فعل الكحافر ،بل تلِّك مظاهر انزامية ودليل تبَعية
وتشبَيه بأعداء ال )) ومنم تشبَه بقوُم فهوُ منهم (( .
أما بعد والمة تعيش أيام شهرها الخية وتتقب لظات نُزول الرحات والعتق والغفران فإنا تنظر بعي
العزة والكبَار والشفاق إل ما يري ف أرض العراق .
هناك حيث فتحت حامية الصلِّيب وراعية الرهاب فصلد جديداد منم فصوُل الروب الصلِّيبَية علِّىَ
السلم والسلِّمحي .
أجل :إنا حرب صلِّيبَية ،وإن كان الخمدوعوُن منم دعاة تغيي الناهجه الذي يطالبَوُن بذف الروب
الصلِّيبَية بدعوُىً أنا انُتهت ف وقتها )) شأل شساءش شما شهيركحرمحوُشن(( )النحل. (59 :
474
إنا حرب صلِّيبَية رفع فيها جنوُد الصلِّيب صلِّبَانم علِّىَ فوُهات الدافع وعلِّقوُها ف صدورهم واستهدفوُا
بنارهم ودمارهم أهل التوُحيد والعقيدة هناك علِّىَ أرض العراق قد حصحص الق وانلِّت القيقة
وتبَينت معال الرية والديإقراطية الت جاءت با أمريكحا لتبَشر با السلِّمحي وتنذر با قوُماد آْخرينم .
إنا حرب تقوُم علِّىَ حرق الرض وهدم الساجد والستشفيات ،إنا حرية يعب إليها عب بوُابة البادة
المحاعية والسلِّحة الكحيمحاوية .
إنُنا لسنا باجة إل تلِّيلت سياسية أو اعتافات غربية أو توُقعات صحفية تبَي لنا الدف منم جحافل
الصلِّيب فذلك بي لنا ربنا ف كتابه )) شول يشيشزارلوُشن ييرشقاتذرلِّوُنُشركحهم شحلت يشيررتدوركهم شعهنم ذدينذركحهم إذذن اهستششطاعروُا((
)البَقرة. (217 :
)) إذهن يشيثهيشقرفوُركهم يشركحوُنُروُا لشركحهم أشهعشداءد شويشيهبَرسطروُا إذلشهيركحهم أشيهذديشيرههم شوأشلهذسشنتشيرههم ذبالتسوُذء شوشوتدوا لشهوُ تشهكحرفرروشن((
)المحتحنة. (2:
فإل مت نُظل ساذجي مدوعي تصنع آْراءنُا وموُاقفنا وسائل العلم الكحاذبة
هناك علِّىَ أرض الفلِّوُجة وما حوُلا تصنع لوُحة منم لوُحات الد والعز وترسم صوُرة رائعة للِّمحفاخر
والثر .
أبطال الفلِّوُجة القلِّيلِّوُ العدد والرعدد يابوُن أقوُىً قوُة طاغوُتية علِّىَ وجه الرض فتنقل الخبَار منم
بطوُلتم عجبَاد علِّىَ أرض الفلِّوُجة تعانُق صوُت مدافع البطال مع دعوُات إخوُانم ف كل الرجاء
تنبَعث منم الناجر الؤمنة ويتدد صداها ف الفاق لتظهر صوُت مرصوُصا التلحم والوُلء بي الؤمني
.
علِّىَ أرض الفلِّوُجة تظهر آْيات ال وبشائر نُصره لوليائه ،يرسل العداء طائرات فيسل ال رياحا
ت شولشذكحلنم اللِّلهش شرشمىَ(( )لنُفال(17 : ت إذهذ شرشمهي شتسقطها)) شوشما شرشمهي ش
ويرسل العداء سوُماد فينزل ال أمطاراد تسح آْثارها وترفع أخطارها .
ت فذئمشةد شكثذشيدة ذ ذت ذ ت
علِّىَ أرض الفلِّوُجة تلِّتقي القلِّة الؤمنة الصابرة مع الكحثرة الكحافرينم)) شكهم مهنم فئمشة قشلِّيلِّشة شغلِّشبَش ه
صابذذريشنم(( )البَقرة. (249 : بذذإهذذن اللِّلذه شواللِّلهر شمشع ال ل
علِّىَ أرض الفلِّوُجة رجال يأبوُن الضيم ويرفضوُن القلِّم ول يقبَلِّوُن الدنُية ف دينهم .
ف أرض الفلِّوُجة تذكرة بوُم مؤتة حيث بعث رسوُل ال × ثلثة آْلف ليقاتلِّوُا مأئت ألف فهل ترىً ف
ذلك توُراد وانُتحاراد
ف يشركحوُرن علِّىَ أرض الفلِّوُجة ظهرت آْثار دعوُاتكحم ))قرهل شما يشيهعبَشأر بذركحهم شرلب لشهوُل ردشعارؤركهم فشيشقهد شكلذبهيترهم فششسهوُ ش
لذشزامدا(( )الفرقان. (77:
فوُاصلِّوُا ول تلِّوُا ول تستعجلِّوُا فإن وعد ال حق ونُصره آْت ولوُ بعد حي
475
علِّىَ أرض الفلِّوُجة ظهرت خيانُات أهل النفاق وأحقاد الوُس كمحا ظهرت منم وهكحذا علِّىَ أرض
الفلِّوُجة ظهرت حقيقة الرهاب ومعاله ،وتبَي صانُعوُه منم هم ؟ وزأارعوُه علِّىَ أرض الفلِّوُجة وما حوُلا
سيدد المريكحان وحلِّفاؤهم ))شربيلشنا أشهخذرهجشنا ذمهنيشها فشذإهن عرهدشنُا فشذإلنُا شظالذرمحوُشن(( )الؤمنوُن. (107:
إل إخوُتنا هناك ،إل صانُعي لوُحة الد والعز إن عز علِّينا أن نُشارككحم هذه الشرف فلِّنم نُضعف بإذن
ال عنم التفاعل معكحم بدعائنا ومشاعرنُا .
ب شحلت إذشذا أشثهشخمهنتررمحوُرههم فشرشتدوا الهشوُشثاشق(( )ممحد: ضرب اللرشقا ذ ذ ذ
يا أسوُد العراق )) :فشذإشذا لشقيتررم الذيشنم شكشفرروا فش ش ه ش
. (4
ذ ب أشهن يشركحوُشن لشهر أشهسشرىً شحلت ييرثهذخمشنم ذف اهلشهر ذ ذ
ض التدنُهيشيا شواللِّلهر يرذريرد اهلخشرشة شواللِّلهر
ض ترذريردوشن شعشر ش ))شما شكاشن لنشذ ر
شعذزيةز شحذكحيةم(( )لنُفال. (67:
ذذ ذ
ي (( )آْل عمحران. (139: )) شول شتنروُا شول شهتشزنُروُا شوأشنُهيتررم اهلشهعلِّشهوُشن إذهن ركهنترهم رمهؤمن ش
)) إذهن تشركحوُنُروُا تشأهلشرمحوُشن فشذإنُيلرههم يشأهلشرمحوُشن شكشمحا تشأهلشرمحوُشن شوتشيهررجوُشن ذمشنم اللِّلذه شما ل يشيهررجوُشن (( )النساء(104 :
إنُه لفرق وال بي رجال يبَذلوُن الدماء ويقدموُن الرواح ويصيدون العداء ويمحوُن العراض ويرابطوُن
علِّىَ الثغوُر وآْخرينم يسهرون علِّىَ الفلم والسلِّسلت ويضيعوُن الصلة ويتبَعوُن الشهوُات ولكحنم خلِّق
ال للِّحروب رجالد ورجالد لقصعة وثريد .
ياماهدي العراق :إنُنا إذ نمحد ال ونُشكحره علِّىَ ما أول وقدم وعلِّىَ ما تفضل به سبَحانُه منم صوُر
النصر والظاهرة حيث تاوت طائرات العداء ودمرت دباباتم وحنبَد صناديدهم بل صناديقهم علِّىَ
ثرىً الفلِّوُجة ،وما حوُلا وحيث تلِّت آْيات ال البَاهرة ف نُصر الؤمني وإغاثة الظلِّوُمي ومع هذا فإنُنا
فل تستعجلِّوُا النصر ول تشعروا بالعجب والفخمر ول تقتحوُا علِّىَ الله صوُرة منم صوُر النصر فال
يكحم ما يشاء ويتار )) شوركتل ششهيتء ذعهنشدهر ذبذهقشداتر(( )الرعد. (8 :
يكحفيكحم نُصراد ثبَاتكحم علِّىَ دينكحم وعلِّىَ مبَادئكحم وصمحوُدكم ف وجه أهل التخمذيل ودعاة الرجاف
وحاملِّي راية اليأس والقنوُط يكحفيكحم نُصراد أن أبرزأت للِّعال أن القوُة هي قوُة الق ل قوُة العدد والعتاد
وكشفتم للِّعال القناع عنم وجه الرهاب القيقي وأعلِّنتم للِّعال أن السلِّم ل يذل ول يزل ول يإل ول
يكحل حت ينال إحدىً السنيي .
يكحفيكحم نُصراد أن أرغمحتم وجه الصلِّيبَيي ف التاب وحطمحتم أسطوُرة أن أمريكحا قوُة ل تغلِّب ،ول
توُاجه ،وبذرت بذورة السقوُط الرتقب بإذن ال لذه المة الظالة الطاغية .
وإنُنا وننم نُرقب الساعات الخية لذا الشهر البَارك ،والسلِّمحوُن قد اتصلِّت قلِّوُبم بال وحسنم ظنهم
وزأاد رجاؤهم به ،والسلِّمحوُن ف الساجد الن وف ساعة ترفع فيها الدعوُات وتسبَق العبات العبَارات
وتضم الناجر بالبتهالت تتوُجه إل منم له اللِّق والمر وبيده النفع والضر ومنه الزيإة والنصر ونُردد
ف ثقة ويقي .
476
يا نُاصر الستضعفي ويا راحم البَائسي ويا ملِّجأ الكحروبي إنُك ترىً حال إخوُانُنا ف العراق وفلِّسطي
وف بلد أخرىً وتسمحع بكحائهم وأنُينهم وأنُت العلِّم بالم والقدر علِّىَ نُصرتم عز جارك وجل ثناؤك
ل تضعف قوُتك ول يهزم جندك ول يرد حكحمحك .
نُسألك منم قلِّب خاضع منكحسر أن تعل لخوُانُنا منم كل هم فرجاد
يييييييييي
رحيل رمضان
المحد ل رب العالي والصلة والسلم علِّىَ أشرف الرسلِّي .
أما بعد:
هاهوُ النصف الول منم رمضان رحل أو أوشك علِّىَ الرحيل ،وثة حديث يال النفس ف ثنايا هذا
الوُداع ،رترىً ماذا حفظ لنا؟ وماذا حفظ علِّينا؟
إن ثة تساؤلت عريضة تبَعثها النفس ف غمحار هذا الوُداع.
أول هذه التساؤلت كم تبَلِّغ مساحة هذا الدينم منم اهتمحاماتنا؟ هل نُعيش له؟ أم نُعيش لنُفسنا
وذواتنا ؟ كم نهد منم أجلِّه؟ كم يبَلِّغ منم مساحة هوُمنا؟ إن العيش ف حد ذاته يشتك فيه النُسان
مع غيه منم الخملِّوُقات ،ول ينشأ الفرق إل عندما تسمحوُ المحم ،وتكحب الهداف.
ضوُاه بذشأن يشركحوُنُروُاه شمشع
وعلِّىَ أعتاب العشر الثانُية آْمل أل يكحوُن نُصيب ونُصيبَك قوُل ال عز وجل)) :شر ر
ف(( )التوُبة.(87:اهلشوُالذ ذ
فالسابقوُن مضوُا ،والسي حفظت لنا قوُل بكحر بنم عبَد ال الزن" :منم سره ينظر إل أعلِّم رجل أدركناه
ف زأمانُه فلِّينظر إل السنم فمحا أدركنا أعلِّم منه ،ومنم سره أن ينظر إل أورع رجل أدركناه ف زأمانُه
فلِّينظر إل ابنم سيينم إنُه ليدع بعض اللل تأثدا ،ومنم سره أن ينظر إل أعبَد رجل أدركناه فلِّينظر إل
ثابت البَنان فمحا أدركنا أعبَد منه ،ومنم سره أن ينظر إل أحفظ رجل أدركناه ف زأمانُه وأجدر أن يؤدي
الديث كمحا سع فلِّينظر إل قتادة.
وليت شعري أن نُكحوُن وإياك أحد هؤلء.
سؤال آْخر يتدد :حرارة الفرحة الت عشناها ف مقدم رمضان تسائلِّنا :هل ل زأالت قلِّوُبنا تل الشهر؟
وتدرك ربيع أيامه ،أم أن عوُاطفنا عادت كأول وهلِّة باردة ف زأمنم اليات ،ضعيفة ف أوقات
الطاعات؟
ورحم ال سلِّفنا الصال فلِّكحأنا تقص سيهم علِّينا عالاد منم اليال حينمحا تقوُل :قال الوزأاعي :كانُت
لسعيد بنم السيب فضيلِّة ل نُعلِّمحها كانُت لحد منم التابعي ،ل تفته الصلة ف جاعة أربعي سنة،
عشرينم منها ل ينظر إل أفقية الناس.
477
وكانُت امرأة مسروق تقوُل :وال ماكان مسروق يصبَح ليلِّة منم اللِّيال إل وساقاه منتفخمتان منم طوُل
القيام ،وكنت أجلِّس خلِّفه فأبكحي رحة له إذا طال علِّيه اللِّيل وتعب صلِّىَ جالساد ول يتك الصلة،
وكان إذا فرغ منم صلته يزحف كمحا يزحف البَعي منم الضعف.
قال أبوُ مسلِّم :لوُ رأيت النة عيانُاد أو النار عيانُاد ما كان عندي مستزاد ،ولوُ قيل ل إن جهنم تسلعر
ما استطعت أن أزأيد ف عمحلِّي .وكان يقوُل :أيظنم أصحاب ممحد صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أن يسبَقوُنُا
علِّيه ،وال لزأاحنهم علِّيه حت يعلِّمحوُا أنم خللِّفوُا بعدهم رجادل.
وف ظل هذه الخبَار رترىً كم منم صلة ف المحاعة ضاعت؟ وكم نُافلِّة ف صراع العمحال تاهت؟ رترىً
كم منم لوُم إخوُانُنا هتكحناها بأنُيابنا؟ رترىً كم هي اليانُة الت عاثتها أعيننا ف رحاب الرمات.
كم خطت أقدامنا منم خطوُ آْث؟ كم ،وكم ،منم عال الرمات هلتكحت فيه السوُار بيننا وبي الالق؟
والعصية أياد كانُت ،حت لوُ عاقرنُاها ف ليال رمضان فل تبَقىَ خندقاد تاصركم ،وهي كمحا قال بعض
العلِّمحاء :أي خلل العصية ل تزهدك فيها :الوُقت الذي تقطعه منم نُفيس عمحرك حي توُاقعها ،وليس
يضيع سدىً ،بل يصبَح شؤماد علِّيك؟ أم الخدود الذي تفره ف قلِّبَك وعقلِّك ث تشوُه برذائل
العتياد واللف السيء والدمان البَيث ،والذكريات الغابرة الت يلِّيها لك الشيطان ليدعوُك إل مثلِّها،
ويشوُقك إليها؟ أم استثقال الطاعة والعبَادة واللِّل منها وفقد لذتا وغبَطتها ،أم إعراض ال عنك وتلِّيته
بينك وبي نُفسك حت وقعت فيمحا وقعت ،أم الوُسم الذي تيزك به حي جعلِّتك ف عداد الشرار
والفجار والعصاة ،أم الوُف منم توُل قلِّبَك عنم السلم حي تد حشرجة الوُت وكرباته وغصصه ،فيا
ويلِّك إن مت علِّىَ غي ملِّة السلم!ا.
سؤال ثالث :يتدد معاشر الدعاة والصلِّحي والربي ،عرلدوا ل بارك ال فيكحم ف شهر رمضان فقط:
ماذا قدمتم لتمحعاتكحم منم خي؟ دينكحم الذي تتعبَدون به هل نحتم ف طريقة عرضه ؟ فالبَائع ينجح
بقدر ما يسنم ف طريقة العرض ،وأنُتم أول هؤلء بسنم الطريقة ،ونُوُعية التقدي .متمحعاتكحم بكحل منم
فيها ماذا قدمتم لا ؟ مسجد الي ،وجيان البَيت ،وأقارب السرة ،وميدان الدرسة أول الناس بعروفك
فأينم هم منم مساحة اهتمحاماتك ؟ أسئملِّة تتدد علِّىَ الشفاه ،أوليس رمضان فرصة سانة للجابة
عنها؟ أملِّي أن يكحوُن ذلك .وكل ما أرجوُه أن ل ترج نُفسك أخي الفاضل منم قطار الدعاة
والصلِّحي والربي أياد كنت ،وف ظل أي ظروف تعيش ،فالسؤولية فردية.
وعندما نسنم فنم التهرب منم السؤولية نُكحوُن أحوُج ما نُكحوُن إل منم يأخذ بأيدينا ،وياول إخراجنا منم
التيه الكحبَي.
يقوُل أبا إسحاق الفزاري :ما رأيت مثل الوزأاعي والثوُري ،فأما الوزأاعي فكحان رجل عامة ،وأما الثوُري
فكحان رجل خاصة ،ولوُ خليت لذه المة ل ختت لا الوزأاعي.
478
سؤال رابع يتدد :هل مازألنا نارس نُوُعاد منم الهالة ف معاملِّة ربنا؟ إن خلِّوُات اللِّيل أياد كانُت ف نُظرك
إنُا هي ف منظوُرها الصحيح هتك للِّست الذي بينك وبي ال تعال ،ونُسيان لعان الربوُبية الت اتصف
با ربك ،ومكحابرة منم ملِّوُق ضعيف ل يإلِّك شيئماد أمام جبوت الرب ،وسلِّطان الالق ،وقهر الوُاحد
الحد.
هذه هي النظرة الصحيحة لا ،ومنم يسلِّي نُفسه بغي هذا فلِّيصحح النظرة ،وليفلكحر ف عظمحة منم
عصىَ ،أشار إل ذلك ابنم القليم ف كتابه الداء والدواء فقال" :فهاهنا أصل عظيم يكحشف سر السألة،
وهوُ أن أعظم الذنُوُب عند ال تعال إساءة الظنم به؛ فإن السيء به الظنم قد ظنم به خلف كمحاله
القلدس ،وظنم به ما يناقض أساءه وصفاته.
وقال ف موُضع آْخر :وكذلك ل يقدره حق قدره منم هان علِّيه أمره فعصاه ،ونيه فارتكحبَه ،وحقه
فضليعه ،وذكره فأهلِّه وغفل قلِّبَه عنه ،وكان هوُاه آْثر عنده منم طلِّب رضاه ،وطاعة الخملِّوُق أهلم عنده
منم طاعته؛ فلِّلِّه الفضلِّة ف قلِّبَه وعمحلِّه ،وسوُاه القلدم ف ذلك؛ لنُه الهم عنده ،يستخمف بنظر ال إليه
وإطلعه علِّيه ،وهوُ ف قبَضته ونُاصيته بيده ،ويعلظم نُظر الخملِّوُق إليه وإطلعه علِّيه بكحل قلِّبَه
وجوُارحه ،يستحي منم الناس ول يستحي منم ال تعال ،ويشىَ الناس ول يشىَ ال تعال ،ريعامل
اللِّق بأفضل ما يقدر علِّيه ،وإن عامل ال عاملِّه بأهوُن ما عنده وأحقره " فهل قدر ال حق قدره منم
هذا وصفه؟!ا وإل ستكحوُن النتائجه وخيمحة وسيئمة ،وفرصا التوُبة ل تتكحرر ،وقد يوُل ال تعال بينك وبي
التوُبة جزاء التسوُيف والتأخي ،وما يدريك فمحنم جعلِّته أصغر الناظرينم إليك قد يرصد لك ف وقت
غفلِّة ،ويرديك ف وقت جذوة ،والعصية ل تأت إل إذا اجتمحع جهل وكب وعناد ،وهذه لوُ تأمل العاصي
واحدة منها لوُجد أنا أهلِّكحت أما غابرة ،وجنوُداد غفية ،فال ال ف زأمنم الهلِّة ،فل شهر أعظم منم
هذا!ا ول وقت أنُفس منم هذا الوُقت!ا والالك لنم يهلِّك إل عنم بينه ،وحينئمذ ل تأسف علِّيه.
سؤال خامس يتدد :القلِّوُب التنافرة أما آْن لا أن تتصافح؟ هل لزأالت معانُدة للِّفطرة السوُية ،هل
لزأال الكحب يوُقد ضرامها؟ ويشعل فتيلِّها؟ أما نح رمضان ف أن يعيد البَسمحة لشفاه طال انُغلقها؟ إن
هذه القلِّوُب ريشىَ علِّيها إن ل تفلِّح الوُاعظ ف ليها للِّحق ،فإن لفح جهنم هوُ القادر علِّىَ أن يكحسر
مكحابرتا ،ويلِّوُي عناقها ،ويرغم أنُف باطلِّها.
لؤلء أن يسمحعوُا هذه النصوُصا وأن يضعوُا أنُفسهم ف التتيب اللئق با عند ذلك :فهذا رسوُل الدىً
صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم سئمل منم أفضل الناس؟ فقال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم )) :كل ممحوُم القلِّب صدوق
اللِّسان ،قالوُا :صدوق اللِّسان نُعرفه ،فمحا ممحوُم القلِّب؟ قال :هوُ التقي النقي ل إث فيه ول بغي ول
غل ول حسد(( أخرجه ابنم ماجه وصححه اللبَان.
479
لقد وقف رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم خطيبَاد قبَل موُته فقال)) :أل فمحنم كنت جلِّدت له ظهراد
فلِّيستقد ،ومنم كنت أخذت له مالد فهذا مال فلِّيأخذ منه ،ومنم كنت شتمحت له عرضاد فهذا عرضي
فلِّيستقد((.
ورحم ال أبا دجانُة ،رئي وجهه يتهلِّل عند موُته فسئمل عنم ذلك فقال :كنت ل أتكحلِّم فيمحا ل يعنين،
والخرىً فكحان قلِّب للِّمحسلِّمحي سلِّيمحدا.
ورحم ال شيخ السلم ابنم تيمحية ،كتب رسالة ف سجنم القلِّعة بعد أن كرثر الديث عمحنم كان
السبَب ف سجنه فقال :فتعلِّمحوُن رضي ال عنكحم أن ل أحب أن يؤذىً أحد منم عمحوُم السلِّمحي،
ل،ل ،ل باطناد ول ظاهردا ،ول عندي عتب علِّىَ أحد منهم ول لوُم أص د فضلد عنم أصحابنا بشيء أص د
بل هم عندي منم الكحرامة والجلل والبَة والتعظيم أضعاف ما كان ،كل بسبَه ،ول يلِّوُ الرجل إما
أن يكحوُن متهداد مصيبَاد أو مطئماد أو مذنُبَدا ،فالول مأجوُر مشكحوُر ،والثان مع أجره علِّىَ الجتهاد
فمحعفوُ عنه مغفوُر له ،والثالث :فال يغفر لنا وله ولسائر الؤمني .فنطوُي بساط الكحلم الخمالف لذا
صر ،فلن ما عمحل ،فلن رأذي الشيخ بسبَبَه ،فلن كان سبَب هذه الصل كقوُل القائل :فلن ق ل
القضية ..فإن ل أسامح منم آْذاهم ف هذا البَاب ،ول حوُل ول قوُة إل بال ..فل أحب أن ينتصر منم
أحد بسبَب كذبه علِّلىَ أو ظلِّمحه وعدوانُه فإن قد أحلِّلِّت كل مسلِّم ..والذينم كذبوُا وظلِّمحوُا فهم ف
حل منم جهت "..اهي رحه ال.
وكانُت النتائجه أن قال ابنم ملِّوُف وهوُ منم أشد الناس عداوة لشيخ السلم ابنم تيمحية ،بل إنُه أفت
بقتلِّه ،كان يقوُل :ما رأينا مثل ابنم تيمحية ،حلرضنا علِّيه فلِّم نُقدر علِّيه ،وقدر علِّينا فصفح عنا وحاججه
عنا.
أل فمحا أحرىً القلِّوُب القاسية بفهم هذه الرسالة وإن ل تنتفع فيها ففي وعيد النب البَلِّغ عنم ربه خي
واعظ حي قال)) :هجر السلِّم كسفك دمه(( ،وحي قال)) :رتعرض العمحال علِّىَ ال كل إثني
وخيس إل التخماصمحي فيقوُل ال :أنُظروا هذينم حت يصطلِّحا((.
وإن ل يرفلِّح رمضان ف إزأالة صلبة هذه القلِّوُب فوُعيد ال تعال غي بعيد حي قال تعال)) :فشيشههل
ض وتريشقطلعوُاه أشرحامركحم *أشولشئمذ ذ
شعشسهيترهم ذإن تشيشوُلهيترهم شأن تريهفذسردواه ذف الشهر ذ ش ر ه ش ش ه ه ش
ك الذيشنم لششعنشيرهرم اللِّلهر فشأش ش
صلمحرههم شوأشهعشمحىَ
صاشررههم(( )ممحد.(23 ،22: أشبه ش
وقوُم ولت بيوُتم اللِّعنة أينم يدون طعم الراحة؟ وأينم يتلِّذذون بطيب الرقاد؟
أقوُل ما تسمحعوُن وأستغفر ال ل ولكحم منم كل ذنُب ،فاستغفروه ،إنُه هوُ الغفوُر الرحيم.
الطبَة الثانُية
المحد ل رب العالي والصلة والسلم علِّىَ أشرف النُبَياء والرسلِّي.
وبعد:
480
فإن رمضان شهر الب والصلِّة والصدقة ،والنُفس البية هل الت تعطف علِّىَ الفقراء ،وتبَذل لم شيئماد
منم العروف ،فإن منم معان الصيام تذكر حالة البَائسي والعوُزأينم والعطف علِّيهم وموُاساتم بالال
والحسان ،إن القلِّوُب الت ل يشعرها رمضان بال إخوُانا الفقراء قلِّوُب يصدق فيها وصف النفلِّوُطي
حي قال ف كتابه النظرات :فتشت عنم الفضيلِّة ف قصوُر الغنياء فرأيت الغن إما شحيحاد أو متلفدا،
أما الول يعن الشحيح فلِّوُ كان جاراد لبَيت فاطمحة رضي ال عنها وسع ف جوُف اللِّيل أنُينها ،وأنُي
ولديها منم الوُع ما مد أصبَعيه إل أذنُيه ثقة منه أن قلِّبَه التحلجر ل تنفذه أشعة الرحة ،ول تر بي
طياته نُسمحات الحسان.
يقوُل رحه ال ) :لوُ أعطىَ الغن الفقي ما فضل عنم حاجته منم الطعام ماشكحىَ واحد منهمحا رسقمحاد ول
ألدا ،لقد كان جديراد به أن يتناول منم الطعام ما يشبَع جوُعته ،ويطفئ غلِّته ،ولكحنه كان مبَاد لنفسه
مغالياد با فضم إل مائدته ما اختلِّسه منم صحفة الفقي فعاقبَه ال علِّىَ قسوُته بالبَطنة..إل إن قال رحه
ال تعال :ل أستطيع أن أتصلوُر أن النُسان إنُسان حت أراه مسندا ،لن ل أعتمحد فصلد صحيحاد بي
النُسان واليوُان إل الحسان ،وإن أرىً الناس ثلثة:
رجل يسنم إل غيه ليتخمذ إحسانُه إليه سبَيلد إل الحسان إل نُفسه ،وهذا هوُ الستبَد البَار الذي ل
يفهم منم الحسان إل أنُه يستعبَد النُسان ،ورجل ريسنم إل نُفسه ول ريسنم إل غيه ،وهوُ الشره
التكحالب الذي لوُ علِّم أن الدم السائل يستحيل إل ذهب جامد لذبح ف سبَيلِّه الناس جيعدا".
إن السنم منكحم أيها السلِّمحوُن منم يسعىَ ف رمضان وغي رمضان لرحة يتيم يتقرق الدمع ف عينيه أن
ل يد منم يوُاسيه فقد أبيه!ا أو لرحة أسرة فقدت معيلِّها ،وضاعت خياتا ،أو رحة كسي ومريض
أقعده الرض وأجبه علِّىَ نُزف دموُع الفقر والاجة ،أو رحة أخ غريب بينكحم ،نُأت به الديار عنم أهلِّه
وذويه ،ولئمنم بت آْمناد ف بيتك ،معاف ف بدنُك ،بي أهلِّك وأسرتك ،فإنا يعيش هوُ وحيداد بل أنُيس،
وفقياد بل معي ،يتابع العلم فيىً صوُرة يهوُدي يهلدم بيته ،ومأوىً أسرته ،أو يسمحع صوُت قنبَلِّة
أطاحت ببَعض أهلِّه أشلء مفرقة.
فإن ل نُكحنم هؤلء فمحا أجدر وصف النفلِّوُطي بنا.
وأخياد :رحل النصف الول ولئمنم كنا فرطنا فل ينفع ذواتنا بكحاء ول عوُيل ،وما بقي أكثر ما فات،
فلِّنري ال منم أنُفسنا خيدا ،فال ال أن يتكحرر شريط التهاون ،وأن تستمحر دواعي الكحسل ،فلِّقيا الشهر
غي مؤكدة ،ورحيل النُسان رمنتظر ،والسارة مهمحا كانُت بسيطة ضعيفة فهي ف ميزان الرجال قبَيحة
كبَية.
رحل النصف الول وبي صفوُفكحم الصائم العابد ،البَاذل ،النفق ،الوُاد ،نُقي السريرة ،طيب العشر
فهنيئماد له رحلِّة العشر بيات كهذه ،ورحل النصف الول وبي صفوُفكحم صائم عنم الطعام والشراب،
481
يبَيت ليلِّه يتسلِّىَ علِّىَ أعراض السلِّمحي ،وتقامر عينه شهوُة مرمة يرصدها ف ليل رمضان ،يده امتدت
إل عامل فأكلِّت ماله ،أو حفنة ربا فاجتالتها دون نُظر إل عاقبَة أو تأمل ف آْخرة.
رحلِّت وبي صفوُفكحم منم فاتته صلِّوُات وجاعات ،وقد آْثر النوُم والراحة علِّىَ كسب الطاعة والعبَادة،
رحل النصف الول وبي صفوُفكحم بيل شحيح ،أسوُد السريرة ،سيء العشر ،دخيل النية ،فأحسنم ال
عزاء هؤلء جيعاد ف عشرهم الول ،وجبهم ف مصيبَتهم ،وأحسنم ال لم استقبَال البَقية ،وجعلِّهم ف
ما يستقبَلِّوُن خياد ما ودعوُا .وال السؤول أن يصلِّح نُياتنا ،وأن يغفر لنا.
ذ
أل وصلِّوُا وسلِّمحوُا علِّىَ منم أمرت بالصلة والسلم علِّيه ف قوُل ال تعال)) :إذلن اللِّلهش شوشمشلئشكحتشهر ير ش
صتلِّوُشن
صلِّتوُاه شعلِّشهيذه شوشسلِّلرمحوُاه تشهسذلِّيمحدا(( )الحزاب. (56: ذ
ب ياأشييتشها الذيشنم ءاشمنروُاه شذ
شعشلِّىَ النل ل
ب أشذليتم * يقوُل ربنا سبَحانُه وتعال)) :يا أشييتها الذذينم آْشمنروُا شهل أشردلتركحم شعشلِّىَ ذ شتارتة رتنذجيركحم لمنم شعشذا ت
ه ش ه ش ش ه ش ش
ذ ذ ذ ذ ذذ ذ ذ ذ
خييةر لركحهم ذإن ركنترهم تشيهعلِّشرمحوُشن* تريهؤمرنوُشن ذباللِّله شوشررسوُله شورشتاهردوشن ذف شسذبَيذل اللِّله بذأشهمشوُالركحهم شوأشنُرفسركحهم شذلركحهم ش ه
ذ ت شهتذري ذمنم شهتتذها اهلشنُهيهار ومساكذنم طشيلبَةد ذف جلنا ذ ييهغذفر لشركحم ذررنُوُبركحم ويهدذخهلِّركحم جلنا ت
ك الهشفهوُرزأ ت شعهدتن شذل ش ش ش ش ر شش ش ش ش ه ش ش ه ه ش ه شر
الهشعذظيرم(( )الصف.(101112:
عبَاد ال ،ف شهر الصيام وقعت الغزوة الكحبىً الت انُتصر فيها السلم ،والت سيت ف القرآْن بيوُم
الفرقان ،والت قال النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم فيمحنم حضرها)) ،لعل ال أطلِّع علِّىَ أهل بدر فقال اعمحلِّوُا
ما شئمتم فقد وجبَت لكحم النة(( .
ف السنة الثانُية منم الجرة فرض صيام شهر رمضان ،وف أول رمضان يصام ف السلم وقعت غزوة
بدر الكحبىً ف يوُم المحعة السابع عشر منه .فقد شاء ال تعال أن تقع هذه الغزوة ف شهر الصب
الذي يطلِّب فيه منم أهل اليإان أن يغتنمحوُه بالعبَادة وكثرة الصلة وقراءة القرآْن والذكر والصدقة
والحسان ،وهكحذا أضاف ذاك اليل البَارك منم صحابة رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم إل كل ذلك،
جهادا بالنفس والال لعلء كلِّمحة ال وقمحع عصابة الشرك والطغيان.
لقد عللِّمحهم النب علِّيه الصلة والسلم أن الصب منم الدينم بنزلة الرأس منم السد ،وعلِّمحهم أنُه بالصب
يظهر الفرق بي أصحاب العزائم والمحم وأهل الب والضعف ،وعلِّمحهم أن العبَادة ل تؤدي كمحا أمر
ال إل بالصب ،وأن العاصي ل تتنب إل بالصب ،وأن علِّىَ الؤمنم أن يصب علِّىَ ما قدره ال وقضاه
صابذريشنم(( خييةر للِّ ل ذ
صبَشيهررهت شلرشوُ ش ه
فل يتسخمط ول يضجر عند نُزول البَلء ،وتل علِّيهم قوُل ال تعال)) :شولشئمنم ش
)النحل.(126:
صابذررواه شوشرابذطروُاه شواتليرقوُاه اللِّلهش لششعلِّلركحهم تريهفلِّذرحوُشن(( )آْل عمحران:
صذبرواه شو ش
ذ
وقوُله سبَحانُه)) :شيا أشييتشها الذيشنم آْشمنروُاه ا ه
. (200
أي اصبوا علِّىَ الطاعة ولزأموُها واصبوا عنم الشهوُات وامتنعوُا عنها ورابطوُا إما ف الثغوُر ف موُاجهة
العدو أو انُتظار الصلة ف الساجد ثبَت ف الصحيح أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال )) :أل أخبكم
482
با يإحوُا ال به الطايا ويرفع به الدرجات إسبَاغ الوُضوُء علِّىَ الكحاره ،وكثرة الطا إل الساجد وانُتظار
الصلة بعد الصلة فذلكحم الرباط فذلكحم الرباط فذلكحم الرباط((.
وبالصب يتحقق النصر بإذن ال ،فهاهم أهل بدر عندما وقفوُا ف وجه أعداء ال خاطبَهم النب صلِّىَ
ال علِّيه وسلِّم بقوُله)) :ألنم يكحفيكحم أن يإدكم ربكحم بثلثة آْلف منم اللئكحة منزلي(( .
لقد رأىً أهل بدر أن عدوهم يبَلِّغ ثلثة أضعاف عددهم وتتوُفر معه مؤونُة وسلح وأنُه جاء مستعدا
متهيئما للِّقتال ،بينمحا هم علِّىَ العكحس منم ذلك ،لقد كان الوُقف حرجا جدا ،فقريش ف عز قوُتا،
والسلِّمحوُن ف ضعف مادي شديد ،ولذلك كان منم دعاء النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ف ليلِّة بدر:
))اللِّهم إن تلِّك هذه العصابة منم أهل السلم ل تعبَد ف الرض(( .
فلِّوُ انزم السلِّمحوُن ف بدر لا قامت للسلم قائمحة ،ولذلك بشر النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أهل بدر
بنزول ثلثة آْلف منم اللئكحة ،وأنم إن صبوا علِّىَ شدة الرب وثبَتوُا ف العركة فإن ال تعال يإدهم
صذبرواه شوتشيتليرقوُاه شويشأهرتوُركم لمنم فشيهوُذرذههم شهشذا ريإهذدهدركهم شربتركحم
بمحسة آْلف منم اللئكحة ،قال تعال )) :بشيشلِّىَ ذإن تش ه
ي(( )آْل عمحران. (125: ذ ذ ذ ذ ذ ت
بشهمحشسة آْلف لمشنم الهشمحلئشكحة رمشسلوُم ش
روىً البَخماري أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال يوُم بدر)) :هذا جبيل آْخذ برأس فرسه علِّيه أداة
الرب(( .
وقال ف رواية أخرىً)) :جاء جبيل النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم فقال :ما تعدون أهل بدر فيكحم ،قال:
منم أفضل السلِّمحي أو كلِّمحة بدرا منم اللئكحة((.
والنب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قاد السلِّمحي ف غزوة بدر وشارك ف القتال ،عنم علِّي قال) :لقد رأيتنا يوُم
بدر وننم نُلِّوُذ برسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم وهوُ أقربنا منم العدو وكان منم أشد الناس يوُمئمذ بأسا(
فكحان ياهد بالدعاء والتضرع إل ال تعال ويقاتل ببَدنُه جعا بي القامي الشريفي.
وحقق ال تعال لعبَاده الؤمني الصابرينم النصر علِّىَ عدوهم رغم قلِّة عددهم وعددهم قال تعال:
صشرركرم اللِّلهر بذبَشهدتر شوأشنُترهم أشذذلة (( )آْل عمحران. (123:
))شولششقهد نُش ش
بسبَب قلِّتهم ولكحنم ال تعال نُصرهم لصبهم وثبَاتم وال تعال ينصر الؤمني الصابرينم الصادقي.
عبَاد ال :بي ال تعال ف كتابه الكحيم أن الهاد ف سبَيلِّه هوُ التجارة الت تنجي منم عذاب أليم،
ب أشذليتم(( قال العلِّمحاء نُزل قوُله سبَحانُه)) :يا أشييتها الذذينم آْشمنروُا شهل أشردلتركحم شعشلِّىَ ذ شتارةت رتنذجيركحم لمنم شعشذا ت
ه ش ه ش ش ه ش ش
)الصف. (10:
ف عثمحان بنم مظعوُن وذلك أنُه قال لرسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم :لوُ أذنُت ل فطلِّقت خوُلة
وترهبَت واختصيت وحرمت اللِّحم ول أنُام بلِّيل أبدا ول أفطر بنهار أبدا ،فقال رسوُل ال صلِّىَ ال
علِّيه وسلِّم )) :إن منم سنت النكحاح ول رهبَانُية ف السلم إنا رهبَانُية أمت الهاد ف سبَيل ال وخصاء
483
أمت الصوُم ول ترموُا طيبَات ما أحل ال لكحم ومنم سنت أنُام وأقوُم وأفطر وأصوُم فمحنم رغب عنم سنت
فلِّيس من((.
فقال عثمحان فمحنم وال لوُددت يا نُب ال أي التجارات أحب إل ال فأتر فيها فنزلت الية.
فبَالهاد ف سبَيل ال ينجوُ الؤمنم منم عذاب ال وبالهاد ف سبَيل ال انُتصر السلِّمحوُن علِّىَ أعداء ال
وعندما ترك السلِّمحوُن الهاد ضاعت النُدلس وغيها منم بلد السلم ،وهاهي اليوُم فلِّسطي تضيع
بسبَب ترك الهاد ف سبَيل ال والسجد القصىَ وفلِّسطي لنم يعوُدا إل السلِّمحي إل بالهاد ف سبَيل
ال ،وغزوة بدر ستبَقىَ درسا للِّمحسلِّمحي يتعلِّمحوُن منها أن ال تعال يؤيد الؤمني الصابرينم ،ويإدهم
ي(( )الروم.(47: ذذ
صرر الهرمحهؤمن ش
بدده الذي ل ينفد ،فهوُ سبَحانُه وتعال القائل )) :شوشكاشن شحلقاد شعشهلِّييشنا نُش ه
يييييييييي
وكان أجود ما يكون في رمضان
روىً البَخماري ف صحيحه عنم عبَد ال بنم عبَاس – رضي ال عنهمحا – قال )) :كان رسوُل ال صلِّىَ
ال علِّيه وسلِّم أجوُد الناس ،وكان أجوُد ما يكحوُن ف رمضان حي يلِّقاه جبيل ،وكان يلِّقاه ف كل
ليلِّة منم رمضان فريدارسه القرآْن ،فالرسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أجوُرد بالي منم الريح الرشسلِّة(( ][1
هذا الديث له دللته الكحثية ،وأحب قبَل النُتقال إل هذا الوُضوُع أن أقف وقفات :
إحداها :أن ابنم عبَاس قدم لذا الديث بقوُله " :كان رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أجوُد الناس
" ،وهذا علِّىَ سبَيل الحتاس منم مفهوُم ما بعدها ،ما قد يظلنم أن جوُده خاصا ف رمضان ونوُ
ذلك .
وقد ثبَت ف الصحيح عنم أنُس بنم مالك رضي ال عنه )) :كان النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أشجع
الناس وأجوُد الناس(( ].[2
الثانُية :الوُد هوُ الكحرم ،وهوُ ف الشرع أعم منم الصدقة ،ولذا علرفه بعضهم بأنُه ) :إعطاء ما ينبَغي
لنم ينبَغي ( لكحنم منم أعظم مظاهره :بذل الال ،وإل فالشهيد يوُد بنفسه ف سبَيل ال تعال ،وفاعل
الي يوُد بنفسه ف خدمة إخوُانُه ،والعال يوُد بوُقته وعلِّمحه ف سبَيل نُشر العلِّم ..وكهذا .
الثالثة :تشبَيه جوُد الرسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسم بالريح الرسلِّة ،بل هوُ أجوُد بالي منها :فيه دللة
علِّىَ أمرينم عظيمحي :
* السرعة ؛ كالريح ،فهوُ سريع ف بذل جوُده ببَذل بدون تلِّكحؤ أو توُاتن * وصف الريح بالرسلِّة إشارة
ب بالرحة ،وإشارة أيضاد إل عمحوُم النفع بوُده كمحا تعم الريح الرسلِّة جيع منم إل أنا ريح خي ت ل
ب علِّيه منم البَلد .
تل
484
والن نُنتقل إل الديث عنم الوُضوُع فنقوُل :إن جوُد الرسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ف هذا الشهر
الكحري ،واقتداءنُا به علِّيه الصلة والسلم ف ذلك ،إلنا جاء ضمحنم دللت خاصة يتص به هذا
الشهر البَارك ،أهها :
* جوُد ال وعظيم فضلِّه علِّىَ عبَاده ف رمضان .
* مدارسة القرآْن وأثرها علِّىَ النفس وغناها .
* مالسة الصالي وأثرها ف استقامة السلِّوُك وعلِّوُ اللمحة ،ومنم ذلك :أن يبَذل النُسان ما له فيمحا
ينفعه .
* فضل الصدقة عمحوُماد ،فكحيف إذا كانُت ف رمضان .
ما هي أهم مظاهر الوُد ؟
أولد :جوُد ال وعظيم فضلِّه علِّىَ عبَاده ف رمضان :
ف الديث الصحيح عنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يقوُل ال عز وجل )) :كل عمحل ابنم آْدم له إل
الصيام فإنُه ل وأنُا أجزي به(( ]. [3
فإذا كان جوُد ال تعال عبَاده تيز هذا التمحيز بالنسبَة للِّصائمحي ول شك أن رمضان أفضل الصيام ؛
لنُه فريضة ،وأحب العمحال إل ال ما افتضه علِّىَ عبَاده فكحيف ل يوُد العبَاد علِّىَ إخوُانم ف هذا
الشهر الكحري منم هذا الال الذي هوُ أولد هبَة وعطلية منم ال تعال ،ل كمحا قال الكحافر قارون )) :إذلشنا
رأوذتيترهر شعشلِّىَ ذعهلِّتم ذعنذدي(( )القصص . (78 :
ث إنُه ثانُيا ل شك زأائل ؛ لنُه إما أن يزول عنك ،أ ,تزول عنه بالوُت حي يتبَعك مالك مع أهلِّك
وعمحلِّك فيجع اثنان الال والهل ،وتبَقىَ حبَيس عمحلِّك فقط .
فرسوُل ال صلِّىَ ال كان أجوُد ما يكحوُن ف رمضان ؛ لا يرىً منم جوُد ال تبَارك وتعال .
ثانُيدا :مدارسة القرآْن وأثرها :ف هذا الديث )) :وكان يلِّقاه أي جبيل ف كل ليلِّة منم رمضان
فريدارسه القرآْن(( ]. [4
هذه الدارسة تدد له العهد بزيد عن النفس ،وهي ليست للِّحفظ فقط ،فقد كان صلِّىَ ال علِّيه
وسلِّم يفظ القرآْن ،فالدارسة لموُر كثية منها :
* أن رمضان شهر القرآْن .
* أهية الدارسة بشوُع وتدبر وأثر ذلك ف عظم العلِّم والفهم لكحتاب ال تعال .
* أثر القرآْن علِّىَ النفس وغناها ،ومنم ث جوُدها .
س قشهد ومظاهر أثر القرآْن ف النفس كثية جداد – ل يإكحنم إحصاؤها – وال يقوُل )) :شيا أشييتشها اللنا ر
ضذل اللِّلذه شوبذشرهحشتذذه
ي * قرهل بذشف ه ذذ شجاءتهركحم لمهوُذعظش ة لمنم لربلركحهم شوذششفاء لشمحا ذف ال ت
صردوذر شورهددىً شوشرهحش ة لهلِّرمحهؤمن ش
ذ
خييةر للما شهيشمحرعوُشن (( )يوُنُس . ( 58 ،57 : ك فشيهلِّيشيهفشررحوُاه رهشوُ ش هفشبَذشذل ش
485
وأحب أن أقف وقفات قصية متعلِّقة بالقتصاد والال وتقوُي الشياء ف القرآْن :
الوُقفة الول
ت صشدشقا ذ عللِّمحنا ال ف كتابه اللل والرام وأثرها ف الياة فقال جل شأنُه )) :شيإهشحرق اللِّلهر الهلرشبا شوييرهرذب ال ل
ب ركلل شكلفاتر أشذثيتم (( )البَقرة (276 :وهذا يدتل علِّىَ أمرينم : شواللِّلهر لش رذي ت
* أن جع الال بطريق الربا والرام مهمحا كثر هوُ عند ال محوُق البكة ،وحي يإحق وتحق بركته
يتحوُل إل وبال علِّىَ صاحبَه .
* أن الصدقات يربيها وينمحيها تعال لعبَاده حت تضاعف أضعافاد كثية
في ))اللِّقمحة يربيها ال تعال بيده حت تصي مثل جبَل أحد (( ].[5
وهكحذا :
* فالربا ف النهجه القتصادي السلمي يساوي :ل شيء .
* والصدقة ف النهجه القتصادي السلمي تساوي :مضاعفة إل ما ل ناية .
الوُقفة الثانُية
حي تقوُم الوُجوُدات الت يإلِّكحها النُسان ف الدنُيا ،يأت ف النهجه القرآْن بيان أن هناك شيئماد واحداد ،
ن ف العال ،وليس أحد أغن منه إل منم ملِّك مثل ما ملِّك إذا ملِّكحه النُسان يتحوُل إل أغن غ ل
.وهذا الشيء ل يقدر بثمحنم .
ب يشيهوُذمجيعاد وذمثهيلِّشهر معهر ذلييهفتشردواه بذذه ذمنم شعشذا ذ
ه ض ش ش شش ش
قال ال تعال )) :إذلن الذذينم شكشفرواه لشوُ أشلن شلم لما ذف الشر ذ ذ
ه ش ر ه ر
ب أشذليةم(( )الائدة. (36 : ذ ذ ذ
الهقشياشمة شما تريرقبَلشل مهنيرههم شوشلرهم شعشذا ة
ض شذشهبَاد شولشذوُ افهيتششدىًوقال تعال )) :إذلن الذذيشنم شكشفررواه شوشماتروُاه شورههم ركلفاةر فشيشلِّنم ييرهقبَشل ذمهنم أششحذدذهم لمهلءر الهر ذ
ش
ب أشذليةم شوشما شرلم لمنم لنُاذصذريشنم (( ) آْل عمحران . (91 : ك شلرهم شعشذا ة بذذه أرهولشئمذ ش
فهذا الشيء هوُ :اليإان الصادق .فمحنم كان معه اليإان كمحنم ملِّك أكثر منم ملء الرض ذهبَاد ،
كمحا يدل علِّيه مفهوُم هذه اليات .
الوُقفة الثالثة :مالسة الصالي
كان صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يالس جبيل علِّيه السلم وهوُ يدل علِّىَ عظم وأهية اللِّيس خاصة بالنسبَة
للغنياء.
* فالغن الذي يالس أهل الدنُيا ،ل يد إل الفاخرة بكحثرة الموُال ،فيتأثر بذلك ويزداد طمحعاد
ويصبَح هه ماراة منم فوُقه منم الغنياء .
* منم يالس أهل الي ،يذكروه بال والدار الخرة ويدلوُه إل الطريق الصحيح والنهجه السديد ف هذه
الموُال ،ويقربوُه إل ربه وما أعده منم النعيم لعبَاده السني .
الوُقفة الرابعة :فضل الصدقة ،وكيف إذا كانُت ف رمضان ؟
486
اليات ف القرآْن كثية جداد بينت فضل الحسان والصدقات عمحوُماد ،وأما منم السنة :
فعنم عائشة رضي ال عنها قالت :قال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم )) :ياعائشة استتي منم النار
ولوُ بشق ترة ،فإنا تسلد منم الائع مسدها منم الشبَعان(( ]. [6
وف رواية لسلِّم )) :منم استطاع منكحم أن يستت منم النار ولوُ بشق ترة فلِّيفعل(( .
وعنم عقبَة بنم عامر رضي ال عنه قال :سعت رسوُل ال صلِّىَ ال يقوُل )) :كل امرئ ف ظل صدقته
حت يقضىَ بي الناس .قال يزيد :فكحان أبوُ مرثد ل يطئمه يوُم إل وتصدق فيه بشيء ولوُ كعكحة أو
بصلِّة(( [7].
وعنم أب أمامة رضي ال عنه قال :قال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم )) :صنائع العروف تقي
مصارع السوُء ،وصدقة السر تطفئ غضب الرب ،وصلِّة الرحم تزيد ف العمحر (( ].[8
هذه )سعدي( زأوجة طلِّحة بنم عبَيد ال رضي ال عنهمحا دخل علِّيها زأوجها طلِّحة فرأت منه ثقلد
فقالت له :مالك ؟ لعلِّك رابك منا شيء فنعتبَك أي نُطلِّب رضاك – قال :ل ،ولنعم حلِّيلِّةر الرء
ت ،ولكحنم اجتمحع عندي مال ،ول أدري كيف أصنع به ؟ قالت :وما يغلمحك منه ،ادع السلِّم أنُ ذ
قوُمك فاقسمحه بينهم ،فقال :يا غلم !ا علِّلي بقوُمي ،فسألت الازأن كم قسم ؟ قال :أربعمحائة ألف
(( ].[9
الوُقفة الامسة :ما هي أعظم مظاهر الوُد
كثي منم الناس حصر جوُده ف رمضان فيمحا يسمحىَ بعشىَ الوُالدينم وجعلِّه ف يوُم المحيس فقط ،وهذا
مع أنُه أراد الي ،إل أنُه قصر منم عدة أموُر :
* أنُه حرم نُفسه وتصدق عنم والديه ،وفضل ال واسع فهذا مثل منم يضحي عنم أموُاته ويتك نُفسه
ص ذلك ف يوُم معي ،فتحوُل إل عادة مستمحرة لسنوُات ،ويشىَ أن يتحوُل إل بدعة . * أنُه خ ل
* أنُه قصر القضية ف صناعة الطعام ،قد يؤكل وقد ل يؤكل ،خاصة أن بعض الناس يصنع الطعام ،
ث يبَحث عمحنم يأكلِّه ،ولا كان الي يعم ف هذا الشهر ،فقد يضطر إل رميه والتخملِّص منه .
لذا ،فأحب أن أذكر نُفسي وإخوُان بأن مظاهر الوُد عديدة :
* فهناك التاجوُن منم الفقراء ف الداخل ،وهناك فقراء كثيون ف الارج ،ول شك أن القربي
والقريبَي أول ،ولكحنم ف الارج منم هوُ أشلد حاجة .
* وهناك مشاريع الفطار أيضاد ف الداخل والارج وهي والمحد ل كثية .
* وهناك جعيات ومدارس إسلمية منتشرة :وهي تشكحوُ بل إخوُانم السلِّمحي ،ف مقابل نُشاط
تنصيي مدعوُم .
* والاهدون ف سبَيل ال ف البَوُسنة وف كشمحي وغيها منم بلد السلم باجة إل دعم وتأييد .
* وهناك مراكز تفيظ القرآْن اليية ،وهي كثية جداد .
487
ولعل منم ذلك :الستكحثار منم الطعام وقت الفطار بيث يإتلِّئ الوُف منم ذلك ،فل يستفيد منم
صيامه ف قهر عدو ال الشيطان وكسر الشهوُة.
لن الصائم تدارك عند فطره ما فاته ضحوُة ناره ،وربا زأاد علِّىَ ذلك ف ألوُان الطعام حت استمحرت
العادات بأن تدخر جيع الطعمحة لرمضان ،فيؤكل منها فيه ما ل يؤكل ف عدة أشهر .
ومعلِّوُم أن مقصوُد الصوُم كمحا يقوُل الغزال الوُاء وكسر الوُىً لتقوُىً النفس علِّىَ النفس ،فإذا دفعت
العدة ومنعت منم أول النهار إل آْخره حت هاجت شهوُتا وقوُيت رغبَتها ث أطعمحت منم اللِّذات
وأشبَعت ،زأادت لذتا وتضاعفت قوُتا ،وانُبَعثت منم الشهوُات ما عساها كانُت راكدة لوُ تركت علِّىَ
عادتا .
فروح الصوُم وسلره تضعيف القوُىً الت هي وسائل الشيطان ف العوُد إل الشرور ولنم يصل ذلك إل
بالقلِّيل .وهوُ أن يأكل أكلِّته الت كان يأكلِّها كل ليلِّة لوُ ل يصم .
فأما إذا جع ما كان يأكل ضحوُة إل ما كان يأكل ليلد ل ينتبَع بصوُمه .
س بالوُع والعطش ويستشعر ضعف القوُىً ،فيصفوُ عند ومنم ذلك :أن ل يكحثر النوُم بالنهار حت ي ل
ذلك قلِّبَه ،والناس ف هذه اليام خالفوُا ف هذينم .
* نُوُم طوُيل بالنهار ،فل يلسوُن بصوُم .
* وأكل كثي منم ألوُان الطعام ف اللِّيل فل يستشعرون الصيام فتهيجه شهوُاتم وشياطينهم
________________________________________
] [1رواه البَخماري ) (6وف غي موُضع .
] [2رواه البَخماري ) ، (1033ومسلِّم ). (2307
] [3رواه البَخماري ) (6وف غي موُضع ،والنسائي ). (4/125
] [4سبَق تريه .
] [5رواه البَخماري ) (1410وف غي موُضع ،ومسلِّم ). (1014
] [6انُظر :صحيح التغيب ) ، (559والديث رواه أحد بإسناد حسنم .
] [7انُظر :صحيح التغيب ) ، (866والديث رواه أحد وابنم خزيإة وابنم حبَان والاكم ،وقال :
صحيح علِّىَ شرط مسلِّم .
] [8انُظر :صحيح التغيب ) ، (880والديث رواه الطبان ف الكحبَي بإسناد حسنم .
] [9انُظر :صحيح التغيب ). (916
يييييييييي
وأن تصوموا خإيراع لكم
قبَسات منم كتاب ال
488
خييةر لركحهم ذإن ركنترهم تشيهعلِّشرمحوُشن(( )البَقرة.(184: القبَس التاسع )) :شوشأن تش ر
صوُرموُاه ش ه
قد ورد هذا القبَس منم كتاب ال تعال ف آْيات الصوُم ،وقد كان الصوُم ف ألول المر ليس واجبَدا،
فمحنم شاء صام ،ومنم شاء أطعم مسكحيناد فأجزأ ذلك عنه ،ث نُزلت الية الت بعد هذه الية فنسخمتها،
واستقلر المر علِّىَ الوُجوُب إل أصحاب العذار فقد بلي الشارع حكحمحهم ..لكحلنم اليية باقية علِّىَ كلل
ل ،وهي شاملِّة ليي الدنُيا والخرة ،وإن كان السلِّم ف الصل إلنا حال للِّقادر علِّىَ الصيام فرضاد ونُف د
يصوُم امتثالد لمر ال ،ورغبَة فيمحا عنده ف الخرة ،لكحلنم ذلك ل يإنع منم طلِّب الفوُائد الدنُيوُية ف
الصيام ،وهي فوُائد متنلوُعة؛ صحلية ،واجتمحاعلية ،واقتصادلية ،ونُفسية..
فألما الصحلية ،فهي كثية جلددا ،وطلِّبَاد للختصار أوجزها فيمحا يلِّي:
* تقوُية جهازأ الناعة ،وتسي الؤلشر الوُظيفي للِّخمليا اللِّيمحفاوية عشرة أضعاف.
* وقاية السم منم تكحلوُن حصليات الكحلِّىَ ،إذ يرفع معلدل الصوُديوُم ف الدم ،فيمحنع تبَلِّوُر أملح
الكحالسيوُم.
* ترميم السنان والفاظ علِّيها وذلك عند امتناع الصائم عنم تناول الطعام منم طلِّوُع الفجر إل غياب
الشمحس.
* ثبَت طبَياد ف دراسة علِّمحية حديثة ألن حوُال 80ف الئمة منم آْلم الروماتيزم والفاصل تزول بانُتهاء
شهر رمضان ،حيث إلن المتناع عنم الكل والشرب ف نار رمضان يفف منم تراكم الملح والدهوُن
ف السم ،ما يساعد ف الشفاء منم المراض الروماتيزمية.
* الساعدة علِّىَ رفع معلدل الكحلِّستول اليد " عال الكحثافة " الذي يقي القلِّب والهازأ الدوري منم
النوُبات القلِّبَية ،والذبة الصدرية ،واللِّطات.
* زأيادة استجاع الليا التالفة والت انُتهىَ عمحرها الفتاضي ،وسرعة إصلح النُسجة خاصة بعد
الروح.
* الساعدة علِّىَ تسي مقاومة الليا للنُسوُلي بالنسبَة لرضىَ الداء السكحري " النوُع الثان " الذينم ل
يعتمحدون علِّىَ النُسوُلي ف علجهم.
* وقاية السم منم أخطار السمحوُم التاكمحة ف خلياه ،وبي أنُسجته منم جلراء تناول الطعمحة
وخصوُصاد الفوُظة والصنعة ،وتناول الدوية ،واستنشاق الوُاء اللِّلوُث بذه السمحوُم.
* الافظة علِّىَ الشبَاب ،وتأخي الشيخموُخة ،وقد أجريت دراسة ف جامعة نُباسكحا المريكحية علِّىَ
ممحوُعة منم حيوُانُات التجارب ،حيث ت تقلِّيل طعامها بنسبَة الثلِّث ،وتقلِّيل كم السعرات الرارلية
بنسبَة 40ف الئمة يوُميدا ،فجاءت النتائجه مذهلِّة ،حيث زأاد العلدل العمحري لذه اليوُانُات 50ف الئمة،
وتألخرت علمات الشيخموُخة بدرجة كبَية ،وقللِّت نُسبَة المراض..
هذه بعض الفوُائد الصحلية للِّصيام ،وهي غيض منم فيض.
489
ألما الفوُائد الجتمحاعية؛ فأهها قلِّة نُسبَة الرائم ف حال الصيام ،وذلك ألن الصيام يكحبَح جاع النفوُس
ب صللِّىَ ال علِّيه وسللِّم منم تصفيد مردة اللنم ف ف عنم الشلر ،هذا مع ما أخب به الن ل الشريرة ،فتكح ل
رمضان.
* وألما الفوُائد القتصادية فمحنم أهها توُفي كمحيات منم الموُال الت تصرف ف شراء الطعمحة التنوُعة
ونوُها.
* وألما الفوُائد النفسلية ،فمحنها :تدئة ثوُرة الغريزة النسلية ،وخصوُصاد عند الشبَاب ،وذلك يقي السم
منم الضطرابات النفسية والسمحية ،والنرافات السلِّوُكية .كمحا ألن اللخ أثناء الصيام يفرزأ مادة "
النُدرفي " الت تعمحل علِّىَ تسكحي العصاب وهدوئها..
هذه بعض فوُائد الصيام الدنُيوُلية ،وهي ل تتحقلق إل ف حال الصيام الصحيح ،خلفاد لا علِّيه كثي منم
الناس اليوُم منم الكحسل ،وكثرة النوُم ،والتوُسع ف شراء الطعمحة ف رمضان ،والنمحاك ف الكل بعد
الفطار ،والسهر إل ساعات متأخرة منم اللِّيل ،فإلن هذا يناف الكحمحة منم الصيام ،ول يلقق شيئماد منم
هذه الفوُائد.
خييةر لركحهم ذإن ركنترهم تشيهعلِّشرمحوُشن(( )البَقرة.(184: وصدق ال جلل ف عله )) :شوشأن تش ر
صوُرموُاه ش ه
يييييييييي
من أسرار شهر الصيام
إخوُة السلم :وكم هوُ عظيم شهر الصيام وكم فيه منم حكحم وإسرار يدرك كل صائم منها بسب
علِّمحه وإيإانُه وتعبَده لوُله ،ويكحفيه أنُه باب مشرع لكحل طرق الي ،منم صيام وصلة وزأكاة وصدقة
وذكر ودعاء وتلوة وجوُد وإحسان وصب ويقي واحتساب للجر العظيم ويكحفيه أنُه طريق للِّتقوُىً،
والتقوُىً جاع الي وسبَيل الفلح والنجاح.
)) شوشمنم يشيتلذق اللِّلهش شهيشعل لهر شمهشرجاد (( ) الطلق . (23:
ذذ ذ
ي (( ) يوُسف.(90: صذ هب فشذإلن اللِّلهش لش يرضيرع أشهجشر الهرمحهحسن ش )) ذنُإلهر شمنم يشيتلذق شويذ ه
كم يكحسر باعث الشهوُة للِّنفوُس عنم السمحوُ ،وشهر الصيام يطم كبياء النفس بكحسر باعث الشهوُة
ف قلِّب العاصي وهذا كمحا قال القرطب رحه ال وجه مازأي حسنم ف تأويل معن قوُله تعال )) شيا أشييتشها
ب شعشلِّىَ الذذيشنم ذمنم قشيهبَلِّذركحهم لششعلِّلركحهم تشيتليرقوُشن (( ) البَقرة. (183: ذ
صشيارم شكشمحا ركت ش
ب شعلِّشهيركحرم ال ل ذ لذ
ا ذيشنم آْشمنروُاه ركت ش
وقيل :لتتقوُا العاصي بالصيام ،وقيل :وهوُ علِّىَ العمحوُم لن الصيام كمحا ورد جنة ووجاء وسبَب تقوُىً،
لنُه يإيت الشهوُات ].[1][1
أجل إن الصيام جنة يتقىَ با الصائم عنم الآث والسيئمات والهلِّكحات الؤدية إل النار كمحا يتقىَ الارب
بنة حي القتال فيمحنعه القتل ويسلِّمحه منم العدو بإذن ال.
490
يسد هذا العن رسوُل ال صلِّىَ ال ف اكثر منم حديث ويقوُل)) :الصيام جنة إذا كان أحدكم صائمحا
فل يرفث ول يهل ،وإن امرؤ قاتلِّه أو شاته فلِّيقل :إن صائم –مرتي].(([2][2
وف الديث الخر يقوُل علِّيه الصلة والسلم)) :الصيام جنة منم النار كجنة أحدكم منم القتال((.
وف الديث الثالث)) :الصيام جنة ،وهوُ حصنم منم حصوُن الؤمنم(( .
إخوُة السلم :وف شهر الصيام فرصة للِّتخمفيف منم أثقال الوزأار ،فيه تطهي للِّنفوُس منم الدران وحاية
القلِّوُب منم الدران ،وهذه وتلِّك قد ل يس بوُاطأتا إل منم أثقلِّت نُفوُسهم العاصي ،فضاقت علِّيهم
الرض با رحبَت ،فلِّمحا حل شهر رمضان وصاموُا مع تفريطهم وأحسوُا بانُشراح صدورهم وخفة
أرواحهم وانُفراج ف كربتهم وأنُس بدل وحشتهم ،وذلك بفعل الصيام ،وكذلك تتنزل الرحات ف
رمضان وغي رمضان.
فبَشراكم معاشر السلِّمحي بشهر الصيام يرتفع فيه الؤمنوُن درجات وتط به الوزأار عنم أهل السيئمات.
ول يزال الصيام بالسلِّم يوُطه ويؤنُسه حت يكحوُن شافعا له لدخوُل النة والنجاة منم النار يوُم القيامة،
وكذلك يفعل القرآْن يقوُل النب )) :الصيام والقرآْن يشفعان للِّعبَد يوُم القيامة ويقوُل الصيام :أىً رب،
إن منعته الطعام والشهوُات بالنهار ،فشفعن فيه ،ويقوُل القرآْن :رب منعته النوُم باللِّيل ،فشفعن فيه
فيشفعان(( .
أيها السلِّمحوُن :ويدرك منم فقه سر الصيام كم لرمضان منم أثر علِّىَ تريبَة النفس وعبَوُدية الوُارح بقية
العام ،ذلكحم لن شهر رمضان يدرب النفس علِّىَ كثي منم خلل الي فتحيا الراقبَة ل ويشيع الصدق
ف النفوُس لصدقها مع ال ف الصيام واجتناب الثام وتتطبَع النفوُس بالكحرم والوُد وهوُىً الحسان إل
التاجي والب بالقربي وتتهذب الخلق ،فل تسمحع الذان الرام ،ول تنطق اللسنة بالفحش والسب
ورديء الكحلم ،وترب العي علِّىَ عدم استدامة النظر ف الرام.
ذلك كلِّه يهدي العارفي والدركي لسبَاب الصوُم أن بإمكحان الرء أن يغي منم واقعه ،وإن الفساد
والرام ليسا ضربة لزأب له وتتحطم أسطوُرة الشيطان الت يوُسوُس با النفوُس حي يوُحىَ لوليائه بنقل
الطاعات وصعوُبة مارسة اليات وعدم القدرة منم النُفكحاك منم أسر الشهوُات وكذلك ينبَغي أن
يستثمحر العاقل هذه التوُبة إل ال وأن يسارع بتغيي واقعه إل الحسنم بعد رمضان.
ما أحوُج المة إل شهر الصيام يأت ليحسسها بقيمحة الوُقت وأهية ملِّئمه بالطاعات ..والصائم الفطنم
يقضي سحابة يوُمه ف الذكر والتلوة والصلة والتحسر علِّىَ الوُقت الذي يضيع دونا فائدة وكذلك
ينبَغي أن يكحوُن السلِّم حريصا علِّىَ وقته ف رمضان وبعد
رمضان وأن يتخمذ منم حفظ وقته ف رمضان وسيلِّة لفظ أوقاته علِّىَ الدوام.
وما أحوُج المة إل شهر الصيام وهوُ يمحع الكحلِّمحة الوُاحدة ويوُحد الصفوُف ويؤلف ويفطر أهل كل
قطر ف زأمان واحد ،إنُه مذكر بوُحدة السلِّمحي ودعوُة إل تآخيهم وتوُادهم وشيوُع البَة بينهم )) إذلشنا
491
الهرمحهؤذمرنوُشن إذهخشوُة (( )) .مثل الؤمني ف توُادهم وتراحهم كمحثل السد الوُاحد إذا اشتكحىَ منه عضوُ
تداعىَ له سائر السد بالسهر والمحىَ((.
وهذه الوُحدة تقلِّق العداء فتاهم يسعوُن جاهدينم لتفريق صف السلِّمحي ،فهل يفقه السلِّمحوُن قيمحة
وحدتم ويتداعوُن لمحع كلِّمحتهم ،ذلكحم جزء منم أسرار شهر الصيام ،وما يعقلِّها إل العالوُن.
أيها الصائمحوُن :وشهر الصيام فرصة لزيد منم الهتمحام بتبية الهل والولد علِّىَ الب والحسان
والتقوُىً ،فحثهم علِّىَ الصلِّوُات وترغيبَهم ف الصدقات وتدريبَهم علِّىَ الصيام وتشجيعهم علِّىَ كثرة
الذكر وتلوة القران وسائر الطاعات ،كل ذلك يسي ف التبية الوُاجبَة ف كل حال ،لن النفوُس لديها
استعداد ف رمضان أكثر منم غيه منم موُاسم الب وموُاطنم الدعاء وقيام اللِّيل والستغفار بالسحار ما
قد ل يتوُفر مثلِّه ف سائر الزأمان .
والب الناصح هوُ الذي يستثمحر الفرصا ويذكر بفضلِّها ،والم الانُية هي الت تشجع علِّىَ الي وتآزأر
الب ف تربية البناء ،وإذا وقع ف أذهان البَعض أن البوُينم الثاليي ها منم يوُفران للبناء ما يتاج إليه
أبنائهم فذلك غي صحيح ،فالبوُة الثالية تتحقق ف تربيتهم وحثهم علِّىَ الي خاصة ف هذه اليام
الفاضلِّة هوُ نُوُع منم الغفلِّة ل تلِّيق ،ونُتيجته السارة ل ف الدنُيا فحسب بل وف الدينم.
وفانُتبَهوُا لتبية أبنائكحم علِّىَ الدوام خصوُصا ف هذا الشهر الصيام والقيام بزيد منم العناية والهتمحام،
فذلك جزء منم واجبَكحم ف وقايتهم منم النار قال تعال )) :شيا أشييتشها الذذيشنم آْشمنروُا قروُا أشنُرفشسركحهم شوأشههذلِّيركحهم
س شواهلذشجاشرةر (( )التحري . (00 :
شنُاراد شورقوُردشها اللنا ر
وف صلحهم وتوُجيههم نُفع لكحم ف الياة ،وحي ترحلِّوُن إل الدار الخرىً ،فابنم آْدم إذا مات انُقطع
عمحلِّه إل منم ثلث ،ومنها :الوُلد الصال الذي يدعوُ له ،وكم هي مأساة أن ترىً الباء والمهات ف
أيام رمضان مع القائمحي والراكعي الساجدينم ..وأبناؤهم يسرحوُن ويإرحوُن ،وربا حصلِّت منهم الذية
للِّمحصلِّي أو ربا عكحفوُا وعكحفت البَنات معهم علِّىَ مشاهدة ما ليل أو ساع ما حرم ال والزمان زأمان
رحة ،اليام فاضلِّة ،والدعوُة
مستجابة ،ومنم تذكر فإنا يتذكر لنفسه ،ومنم أساء فعلِّيها.
اللِّهم ألمحنا رشدنُا وأهدنُا واهدبنا ،وتقبَل صيامنا وقيامنا ،واشرح صدورنُا للِّخمي واليإان ونُوُر قلِّوُبنا
بالقران.
الطبَة الثانُية
إخوُة اليإان :وشهر الصيام شهر الوُاساة ..أل ترون الناس أجع غنيهم وفقيهم ،ذكرهم
وأنُثاهم،صغيهم وكبَيهم يإسكحوُن عنم الطعام والشراب وسائر البَاحات مع توُفرها عند قوُم ونُدرتا عند
آْخرينم أفل يوُحي ذلك للِّقادرينم أن بإمكحانم أن يتنازألوُا عنم بعض ما يإلِّكحوُن إل غيها منم التاجي.
492
ولئمنم نُسىَ النعمحوُن أو غلِّفوُا عنم حوُائجه التاجي طوُال العام وما كان لم أن ينسوُه فشهر الصيام ف
كثرة إطعام الطعام وإفطار الصائمحي ،وكم هوُ مشهد إيإان مبَب للِّنفس هذه الجتمحاعات المحاعية
علِّىَ الفطار.
وهذه الشروعات الية بإذن ال لطعام الصائمحي تلِّك الت تنتشر ف الساجد أو خارج الساجد،
فيشعر السلِّم بقرب أخيه منه وحنانُه والتآلف والتوُاضع والصلِّة والحسان ،وتزداد عظمحة الشهد كلِّمحا
زأادت مساحة التجمحع وكثر التاجوُن ،وتبَلِّغ قمحتها ف السجد الرام بكحة أو ف السجد النبَوُي ف
الدينة.
ومنم مظاهر الساواة ف شهر رمضان قضاء الدينم عنم الديني وفك الرقاب علِّىَ الغارمي وتفريجه
الكحربات للِّمحعسرينم ،وشهر الصيام يقوُي عزائم هؤلء وأولئمك ليهيمحوُا علِّىَ وجوُههم بثا عنم أهل الي
لسد حاجتهم ،وعلِّىَ الوُسرينم أن تطيب نُفوُسهم با يوُدون به لؤلء منم صدقات فضل عنم دفعهم
للِّزكاة الوُاجبَة ،ول ضي ف التحري والدقة والسؤال والعرفة ول سيمحا ف أهل الزكاة والستحقي لا.
وشهر رمضان فرصة للِّمحوُاساة مع شعوُب العال السلمي ...تلِّك الت أثخمنتها الراح ،وعز فيها
الطعام أو قل فيها الكحساء أو توُفر لم الشراب أو الدواء ،كل ذلك حت تغزوهم بالفكحار وتقدم لم
البَادئ الكحافرة وتصرفهم عنم السلم الق.
أوليس ف غفلِّة السلِّمحي عنم إخوُاهم فرصة لنجاح مهمحة هؤلء البالسة الاكرينم ..أولسنا جيعا
نُتحمحل مسئموُلية أي انراف يقع نُتيجة تراجعنا عنم الساعدات الوُاجبَة وتقدم غينُا ؟
أما منم يتضوُر جوُعا أو يتقلِّب ف قمحم البَال البَاردة ول يتوُفر عنده ما يقيه شدة البد فتلِّك مسؤولية
أخرىً يتحمحلِّها السلِّمحوُن بإزأاء إخوُانم السلِّمحي.
يا إخوُة السلم :إذا توُفرت لكحم العلِّوُمات عنم حاجة هذه الشعوُب السلِّمحة وتوُفرت لكحم اليدي
والمحعيات السلمية واليئمات الوُثوُقة الت توُصل هذه الصدقات إل متاجيها ،فأي عذر لكحم ف
الحجام عنم الساعدة .أولستم ف شهر الصيام تتذكرون حاجة النفس إل الطعام حي صوُمكحم وقرقعة
بطوُنُكحم؟ وتتذكرون حاجتها إل الشرب حي يبَس الشفاه وشدة العطش؟ فتتسلِّوُن بقرب الفطار
وتوُفره ،فتذكروا حاجة هؤلء التاجي ل ف رمضان فحسب ،وتذكروا أن هؤلء منتظرون مدد السمحاء
وإعانُات السني وأهل الب والوُفاء.
أولستم ف فصوُل الشتاء تبَحثوُن عنم الفرش الوُثية لتحتمحوُا با منم لسع البد القارصا؟ فتذكروا منم
يشعرون بشعوُركم ويتاجوُن لاجتكحم أو أشد لكحنهم ل يإلِّكحوُن ما به يتدثرون وينتظرون العوُن منم أفاء
ال علِّيهم وفتح علِّيهم ما ل يفتح علِّىَ غيهم.
شهر الصيام جدير بتذكينُا بذه العان وأكثر لنم تأمل وتدبر .أما الذينم ينتهي تفكحيهم ف الصيام عند
المساك عند الفجر ،والفطار عند تقق الغروب دون إحساس بالكحمحة والسر العظيم منم وراء ذلك،
493
فمحا فقه هوُلء حكحمحة الصيام ،وما بال حاجة أن يدع الرء طعامه وشرابه دون أن يوُرثه ذلك تقوُىً
تدعوُه لفعل اليات وتنأىً به عنم الرمات وتذب نُفسه وترقق مشاعره وتفف منم حدة الشح أو
البَخمل الصاحبَة للِّنفوُس ف غياب التقوُىً .
يييييييييي
شهر الصوم
ت أعمحاذلنا ,مهنم إلن المحشد لذلِّه نمحده ونُستعينه ,ونُستغفره ,ونُعوُذر بالذ منم شروذر أنُفسنا ,ومنم سيلئما ذ
ر ر ر
ي له . ذ
ريهده الر فل رمضشل لهر ,ومهنم يضلِّل فل هاد ش
ك له وأشهرد ألن ممحداد عبَدهر ورسوُله )).شيا أشييتشها الذذيشنم آْشمنروُا اتليرقوُا وأشهرد ألن ل إله إل ال وحدهر ل شري ش
س اتليرقوُا شربلركحرم الذذي ذ ذل ذذ
اللِّهش شحلق تريشقاته شول شرتوُترلنم إل شوأشنُهيترهم رمهسلِّرمحوُشن (( )آْل عمحران )). (102:شيا أشييتشها اللنا ر
ل
ث ذمهنيرهشمحا ذرشجالد شكذثياد شونُذشساءد شواتليرقوُا اللِّلهش الذذي تششساءشرلوُشن س شواذحشدةت شوشخلِّششق ذمهنيشها شزأهوشجشها شوبش ل شخلِّششقركحهم ذمهنم نُشيهف ت
بذذه شواهلشهرشحاشم إذلن اللِّلهش شكاشن شعلِّشهيركحهم شرقذيبَاد (( )النساء)) . (1:شيا أشييتشها الذذيشنم آْشمنروُا اتليرقوُا اللِّلهش شورقوُلروُا قشيهوُلد
صلِّذهح لشركحهم أشهعشمحالشركحهم شويشيهغذفهر لشركحهم ذررنُوُبشركحهم شوشمهنم يرذطذع اللِّلهش شوشررسوُلشهر فشيشقهد شفاشزأ فشيهوُزأاد شعذظيمحاد ((
شسديداد * ير ه
ذ
)الحزاب. (7071 :
ي ممحتد ? وشلر الموُذر رمدثارتا ,وكلل ب ال ,وخشي الدي هد ر
ذ
أما بعد :فإن أصدشق الديث كتا ر
مدثتة بدعة ,وكلل بدعتة ضللة ,وكلل ضللتة ف النار .
أما بعرد أيها السلِّمحوُن :
ففي يوُمنا هذا نُسعد بلِّوُل شهرنُا العظيم ,شهر الصيام ,والقيام وقراءة القرآْن ,وحب الساكي وبلِّوُل
هذا الشهر الكحري تطر ف بالك تلِّك الية الكحمحة الت فرض ال تعال منم خللا الصيام بقوُله )) :شيا
ب شعشلِّىَ الذذيشنم ذمهنم قشيهبَلِّذركحهم لششعلِّلركحهم تشيتليرقوُشن (( )البَقرة: ذ
صشيارم شكشمحا ركت ش ب شعلِّشهيركحرم ال ل ذ لذ
أشييتشها ا ذيشنم آْشمنروُا ركت ش
. ( 183
فإهن كان الصيام مفروضاد علِّىَ منم سبَقنا منم المم فإنُه منم الطبَيعي جداد أهن ريفرض علِّىَ هذه المة
ض علِّيها الهاد ف سبَيل ال لتقرير منهجه ف الرض ,وللِّقوُامة علِّىَ خاصدة ,وهي المة الت رفر ش
البَشرية ,وللِّشهادة علِّىَ الناس .
فالصوُم هوُ مال تقرير الرادة الازأمة ,ومال اتصال النُسان بربه وموُله اتصال طاعة وانُقياد ,كمحا أنُه
مال الستعلء علِّىَ ضرورات السد كلِّها ,واحتمحال ضغطها وثقلِّها إيثاراد لا عند ال منم الرضىَ
والتاع ,وهذه كلِّها عناصةر لزأمة ف إعداد النفوُس لحتمحال مشقات الطريق الفروش بالعقبَات,
والشوُاك ,والذي تتناثر مع جوُانُبَه الرغبَات والشهوُات والذي تتف لسالكحيه آْلف الغريات والثبَطات,
ب شعشلِّىَ الذذيشنم ذ
صشيارم شكشمحا ركت ش ب شعلِّشهيركحرم ال ل ذ لذ
ومنم خلل الية الكحريإة قوُله تعال )) :شيا أشييتشها ا ذيشنم آْشمنروُا ركت ش
ذمهنم قشيهبَلِّذركحهم لششعلِّلركحهم تشيتليرقوُشن(( )البَقرة . (183:يلِّحظ اللِّبَيب الفطنم التدبر لكحتاب ال يلِّحظ الغاية الت
494
منم أجلِّها شرع الصوُم أل وهي تقيق ثرته وجن علِّته تلِّك الت أشار إليها القرآْن بقوُله )) :لششعلِّلركحهم
تشيتليرقوُشن (( .
فالتقوُىً هي الت تستيقظ ف القلِّوُب ,وتيح با الضمحائر ,وتسعد با النفوُس ,وهي تؤدي هذه الفريضة
العظيمحة طاعة ل ,وإيثاراد لرضاه ,والتقوُىً هي :الت ترس القلِّوُب وتفظ النفوُس منم مظلت الفتم,
ووساوس الشياطي ,والخماطبَوُن بذا القرآْن يدركوُن مقام التقوُىً عند ال ,ووزأنا ف ميز انُه سبَحانُه,
فهي غاية تتطلِّع إليها أرواحهم ,وتشتاقها نُفوُسهم ,وهذا الصوُم أداة منم أدواتا وطريق موُصل إليها فإن
ل يثمحر الصوُم خشيةد ف القلِّوُب ,وإرهافاد ف الشعوُر وتل عنم الذنُوُب ,ونُدماد علِّىَ العمحار الهدرة
والسني البَعثرة إهن ل يثمحر الصوُم هذا كلِّه أو جلِّه فهوُ مضيعة للِّوُقت ,وتبَديد للِّجهد فيمحا ل فائدة فيه
وإهن ل يثمحر الصوُم عزماد صادقدا ,ويقيناد واثقاد علِّىَ التوُبة النصوُح ,والستقامة علِّىَ الدىً ,والعزيإة علِّىَ
ع الصائرم طعامه وشرابه . التقىَ ,فلِّيس ل حاجه بأهن يد ش
أيها السلِّمحوُن :لقد أساء الكحثيون فهم السلم ,واتذوا أجل عبَادته وأعظم شعائره اتذوها عبَادات
جوُفاء ل روح فيها ,ول تأثي لا ,بل إنا أقرب للِّعادات منها للِّعبَادات ,وإل فمحا معن أهن يتحوُل أعظم
شهوُر هم وأنُفس أوقاتم شهر الصيام والقيام ,شهر بدتر ,وفتح مكحة ,ما معن أهن يتحوُل ذلك الشهر
العظيم إل شهر السوُاق الزدحة ؟ والشوُارع الكحتظة ,والوُائد المحتدة بألوُان السراف والتبَذير ,وما
معن أهن يتحوُل أعظم الشهوُر وأقدس الدهوُر إل شهر لعرض الفتنة ؟ وإثارة الغرائز ,وتدمي الخلق,
لقد نُتجه عنم سوُء فهم السلم ,وسوُء فهم شعائره ومقاصده ومراميه ,ما تعانُيه المة كلِّها منم الذل
والوُان ,وتسلِّط العداء يسوُموُنا سوُء العذاب ,ويسفكحوُن دمائها ,ويستبَيحوُن ويدنُسوُن عقائدها,
ويعبَثوُن بأخلقها ,وقيمحها ,بل إنم ليمحارسوُن وصاية ذليلِّة علِّىَ شعوُبا ,ويرسوُن للمة سياساتا,
ويوُجهوُن زأمام الموُر فيها وصدق فينا قوُل القائل :
ب تيةم ول يستأمرون وهم شهوُرد وريقضىَ المرر حي تغي ر
لقد آْن الوان أهن تستيقظ المة منم رقدتا ,وتتخملِّص منم غفلِّتها وتراجع دينها مبَعث قوُتا ,وسر
نضتها ,ومصدر عزيإتها )) :أششله يشأهذن لذلِّلذذيشنم آْشمنروُا أشهن شتهشششع قريرلِّوُبيررههم لذذذهكذر اللِّلذه شوشما نُشيشزشل ذمشنم اهلشلق شول
ت قريرلِّوُبيررههم شوشكثذية ذمهنيرههم شفاذسرقوُشن (( يركحوُنُروُا شكالذذينم رأوتروُا الهذكحشتا ذ
ب مهنم قشيهبَرل فششطاشل شعلِّشهيذهرم اهلششمرد فشيشقشس ه ش ش ش
)الديد. (16:
أل يأن لشبَاب المة أن يصطلِّحوُا مع ربم ,ويعوُدوا إل رشدهم ,ويعوُا حقيقة دورهم ,أل يأن لشبَاب
المة أن يدركوُا ما ريطط لم ,وما يراد بم ,منم أولئمك يعبَثوُن بعقائدهم ,ويسخمرون منم قيمحهم
وأخلقهم ,ويضيعوُن زأهرة شبَابم ف الفنم والرياضة ,وبذل الوُلءت لا ,أل يأن لشبَاب المة أن يثأروا
لسلمهم الريح ,وعقيدتم المحتهنة ,وكرامتهم الهدرة ,أل يأن للباء والشيوُخ أهن يغتنمحوُا بقية
أعمحارهم ,وناية آْمالم ,فيلِّتمحسوُا رضىَ ربم وعفوُ بارئهم ف ساعات السحر ,وانُتظار الصلة بعد
495
الصلة ,وإصلح البَيوُت ,وتفقد السر ,وتعاهد البناء بالنصح والرعاية والتوُجيه ,أل يأن للِّذينم آْمنوُا
أهن تشع قلِّوُبم لذكر ال وما نُزل منم الق ,أجيبَوُا بربكحم أجيبَوُا أل يأن لنا أهن نُستغل مناسبَة كهذه
نُثب فيها إل رشدنُا ,ونُصلِّح ما بيننا وبي ربنا ,ونُعاهده سبَحانُه ف هذا الكحان الطيب البَارك ,وف
هذا اليوُم الفضيل خي يوُم طلِّعت فيه الشمحس ف هذا الشهر الكحري ,شهر القرآْن ,وليلِّة القدر نُعاهده
سبَحانُه علِّىَ التوُبة منم كل ذنُب ,والندم علِّىَ كل خطيئمة ,والعزيإة علِّىَ الرشد والستقامة )) :قرهل شيا
جيعاد ذنُإلهر رهشوُ الهغشرفوُرر ذعبَاذدي الذذينم أشسرفروُا عشلِّىَ أشنُهيرفذسذهم ل تشيهقنشطروُا ذمنم رهحذة اللِّلذه إذلن اللِّله ييهغذفر التذرنُوُب شذ
ش شش ر هشش ه ش ش ش هش ش
ذ ذ ذ ذ ذ
صرروشن * شواتلبَذعروُا أشهحشسشنم شما أرنُهذزشل ب رثل ل تريهن ش اللرحيرم * شوأشنُيبَروُا إذشل شربلركحهم شوأشهسلِّرمحوُا لشهر مهنم قشيهبَذل أشهن يشأهتيشركحرم الهشعشذا ر
ذ ذ ذ
س شيا شحهسشرشتىَ شعشلِّىَ شما ب بشيهغتشةد شوأشنُهيترهم ل تشهشعررروشن * أشهن تشيرقوُشل نُشيهف ةإذلشهيركحهم مهنم شربلركحهم مهنم قشيهبَذل أشهن يشأهتيشركحرم الهشعشذا ر
ي * أشهو ذ ب اللِّلذه وإذهن ركهنت لشذمحنم اللساذخذرينم * أشو تشيرقوُشل لشوُ أشلن اللِّله هشداذن لشركحهن ذ ت ذف شجهن ذ
ت مشنم الهرمحتلق ش ر شش ه ش ه ر ش ش فشيلرطه ر
ت ذشبا ك آْشياذت فششكحلذبه ش ي * بشيشلِّىَ قشهد شجاءشته ش ذذ ذ
ب لشهوُ أشلن ذل شكلردة فشأشركوُشن مشنم الهرمحهحسن ش ي تشيشرىً الهشعشذا ش
ذ
تشيرقوُشل ح ش
س ذف لذ لذ ذ ذ ذذ واستشهكحبَيرت وركهن ذ
ت مشنم الهشكحافريشنم * شويشيهوُشم الهقشياشمة تشيشرىً ا ذيشنم شكشذبروُا شعشلِّىَ اللِّه رورجوُرهرههم رمهسشوُلدة أشلشهي ش ش ه شه ش ش ش
ىً لذهلِّرمحتششكح لذبيشنم * شوييرنشلجي اللِّلهر الذذيشنم اتليشقهوُا ذبششفاشزأذتذهم ل شيإشتسرهرم التسوُءر شول رههم شهيشزرنُوُشن (( )الزمر: شجشهنلشم شمهثوُ د
. (5361
هذا كلم ربنا فهل نُفقه ما يقوُل سبَحانُه ؟ وهل نُقبَل نُصحه جل جلله ؟ أم نُظل فريسة للِّشيطان,
يتلعب بنا كيف يشاء ,ويسخمر منم عوُاطفنا ,ويوُهنم عزائمحنا ,ويقوُض إرادتنا ,إل مت نُظل أسرىً
لشهوُاتنا ,وضحايا لرغبَاتنا ونُتناسىَ هادم اللِّذات ,ومفرق المحاعات ,ومضيق الصدور ,ومدخل القبَوُر.
أيها السلِّمحوُن :هذا رمضان حل بكحم أياماد معدودات ,وسيحل قريبَاد أو عنه ترحلِّوُن ,فأينم السارعوُن
للِّخميات ,والبَادرون بالصدقات أينم الراحوُن للِّضعفاء ؟ القاصدون للِّفقراء ؟ أينم الوُاصلِّوُن للِّقربات,
الكحثرون منم القربات ؟ أينم العافوُن عنم الرام ؟ الزاهدون ف الثام ؟ أينم الاجرون للِّمحوُبقات ؟ التاركوُن
ضوُا فششمحا للِّمححرمات؟ أينم العلِّمحاء العاملِّوُن ؟ والدعاة الخملِّصوُن ؟ هذا شهرهم وهذا أوانم )) فشذإهن أشهعشر ر
ك إذلل الهبَلغر وذإلنُا إذشذا أششذقهيشنا ا هذلنُهساشن ذملنا رهحةد فشذرح ذبا وإذهن تر ذ ذ
صهبَيرههم شسيلئمشة شش ش ش ش ش ش ش أشهرشسهلِّشناشك شعلِّشهيذههم شحفيظاد إذهن شعلِّشهي ش
ت أشيهذديذههم فشذإلن اهلنُهشساشن شكرفوُةر (( )الشوُرىً(48: شبا قشلدشم ه
ذ
بارك ال ل ولكحم بالقرآْن العظيم ،ونُفعن وأليا كم بالذكذر الكحيم ،واستغفر ال ل ولكحم نُإلهر هوُ الغفوُرر
الرحيم .
الطبَة الثانُية
ض ويرفع ,ويضرر وينفع ,أل إل الذ تصير الموُر .وأرصلِّي وأسلِّرم علِّىَ الرحذة المحد ل ريعطي ويإنع ,ويف ر
الهداة ,والنعمحذة السداة ,وعلِّىَ آْلذه وأصحابه والتابعي .ألما بعرد:
ر
أيها السلِّمحوُن :فهذه بعض أحكحام الصيام أسوُقها للِّتذكي با ,وامتثال لقوُله تعال )) :لشتربَشييلينرينلهر لذلِّلناذس
شول تشهكحتررمحوُنُشهر (( )آْل عمحران. (187:
496
فمحنم أحكحام الصيام وجوُب تبَييت النية منم اللِّيل ,وتكحفي نُية واحدة لصيام الشهر كلِّه علِّىَ الصحيح
منم قوُل العلِّمحاء ,ومنم أحكحام الصيام سقوُطه عنم الريض فإن كان مرضه ملزأماد له ل يرجىَ زأواله
فيطعم عنم كل يوُم مسكحيندا ,ومثلِّه الكحبَي الرم العاجز عنم الصوُم ,وألما إهن كان الرض يرجىَ زأواله,
والشفاء منه فيلِّزم القضاء منم غي إطعام ,وما يب معرفته ألن الرض إهن ل يكحنم شاقاد أو ضاراد بالريض
فل يوُزأ له الفطر بتاتدا ,وأما السافر فيجوُزأ له الفطر حت وإن ل يشق علِّيه الصوُم ,أما الذينم يتحايلِّوُن
ت الصوُم بالسفر منم أجل الفطر علِّىَ الطريق لقطعهم ف السفار ففطرهم حرام ل يوُزأ ,وأما مفسدا ر
فسبَعة :
الول :المحاعر ف نار رمضان :فمحنم جامع امرأته بطل صوُمه ولزمته الكحفارة الغلِّظة ,وهي عتق رقبَة,
فإن ل يد فصيام شهرينم متتابعي ,فإن ل يستطع ,فإطعام ستي مسكحيناد .
والثان :منم مفسدات الصوُم :إنُزال الن ببَاشرة أو نوُها .
والثالث :الكل والشرب :سوُاءد عنم طريق الفم ,أو النُف بطريقة طبَيعية ,أو صناعية .
الرابع :ما كان بعن الكل والشرب :كالبر الغذية ,وأما غي الغذية فل تفطر .
الامس :التقيؤ عمحددا :فإن ل يتعمحده صح صوُمه ول شيء علِّيه .
السادس :خروج دم اليض والنفاس :ولوُ قبَل الغرب بيسي .
السابع :إخراج الدم بالجامة :أو ما يشابها ,كالعضد ونوُه .
وهذه الفطرات كلِّها ل تفطر الصائم إل بثلثة شروط :
الول :أن يكحوُن عالاد بالكحم ,وعالاد بالوُقت غي جاهل .
الثان :أن يكحوُن ذاكراد غي نُاتس .
الثالث :أن يكحوُن متاراد غي مكحره .
ك لذشة ت ،وراحةد بعد الوُ ذ اللِّهلم إلنُا نُسأرلك إيإانُاد يبَاشر قلِّوُبنا ،ويقيناد صادقدا ،وتوُبةد قبَل الوُ ذ
ت ،ونُسألر ش ش ر ر
ك ف غذي ضراءش رمضرة ،ول فتنةد مضلِّة، ك الكحرذي ,والشوُق إل لقائذ ش النظذر إل وجه ش
اللِّهلم زأينا بزينذة اليإاذن ،واجعلِّنا رهدادة مهتدينم,ل ضالشي ول رمضلِّي ,بالعروف آْمرينم ,وعنم النكحر
ب العالي ,أل وصلِّوُا وسلِّمحوُا علِّىَ منم رأمرت بالصلة علِّيه ،إمام التقي ،وقائد الغلر الجلِّي نُاهي ،يا ر ل
وعلِّىَ ألذه وصحابته أجعي.
وأرض اللِّهلم عنم اللِّفاذء الراشدينم أب بكحتر وعمحر وعثمحان وعلِّي .
اللِّهلم آْمنا ف الوطاذن والردور ،وأصلِّذح الئمحةش وولةذ الموُذر ,يا عزيرز يا غفوُر ,سبَحان ربك رب العزة
عمحا يصفوُن .
يييييييييي
أي رمضان رمضانك ؟!
497
لطالا حدثنا أنُفسنا باهتبَال فرصة رمضان ،ولكحم منيناها بصلحها فيه ،ولطالا عاهدنُا أنُفسنا قبَل
س متشوُقتة ،ولكحنم كلِّمحا أتىَ قضىَ الشيطان علِّىَ دخوُله بأوبتة حقتة ،وتوُبتة صادقتة ،ودمعتة حارتة ،ونُف ت
س المارةر بالسوُء بعهدها وغدرت ،فثابت لياتل ورجعت أيام ث عادت لسالف المنية ،وخاست النف ر
عهدها كان ل تغنم بنوُر رمضان وضيائه...
ي رمضاتن يكحوُرن رمضارنُك هذه الرة وها ننم أيها الحبَة ف ال يطالعنا شهةر وموُسةم منم الي جديد فأ ر
؟!ا ..هل هوُ رمضارن السوُفي الكحسلنُي ؟!ا أم رمضان السارعي الدينم ؟!ا
هل هوُ رمضان التوُبة أم رمضان الذشذقوُة ،هل هوُ شهرر النعمحذة أم شهرر النقمحة؟!ا
هل هوُ شهر الصيام والقيام ؟!ا أم شهر الوُائد والفلم واليام ؟!ا!ا
هذا ما يعتلِّجه بالفوُأد ويدور باللِّد ؟!ا
هاهوُ هلل رمضان قد حل ووجه سعده قد طل ..رمضان هل هلله ،وخيمحت ظلله ،وهيمحنم جلله،
وسطع جاله ،لقد أظلِّنا موُسم كري الفضائل ،عظيم البَات والنوُائل ،جلِّيل الفوُائد والكحارم...
ت الي ونُسائم الرحة والرضوُان ،فمحا ألذها منم أيام معطرتة بالذكر والطاعة، أيام وليال رمضان :نُفحا ر
وما أجلِّها منم لياتل منوُرتة بابتهالت الراغبَي وحني التائبَي.
ىً لذلِّلناذس ذذ
ضاشن ا ذي أرنُهذزشل فيه الهرقهرآْرن رهد د
لذ
رمضان :النحةر الربانُية ،والبَةر اللية ،قال تعال )) :ششههرر شرشم ش
صهمحهر شوشمهنم شكاشن شمذريضاد أشهو شعشلِّىَ شسشفتر فشعذلدة ذمهنم ذ ذ ت ذ
شوبشييليشنات مشنم اهلرشدىً شوالهرفهرشقان فششمحهنم ششذهشد مهنركحرم اللشههشر فشيهلِّيش ر
أشلياتم أرشخشر يرذريرد اللِّلهر بذركحرم الهيرهسشر شول يرذريرد بذركحرم الهعرهسشر شولذترهكحذمحلِّروُا الهعذلدشة شولذترشكحبَليرروا اللِّلهش شعشلِّىَ شما شهشداركهم شولششعلِّلركحهم
تشهشركحرروشن (( )البَقرة.(185:
ضلِّت تفضيل شهةر يفوُق علِّىَ الشهوُر بلِّيلِّتة منم ألف شهر فر ل
طوُب لعبَتد صشح فيه صيامه ودعا الهيمحشنم بكحردة وأصيل
وبلِّيلِّه قد قاشم يتم ورشده متبَتلد لله تبَتيل
ب الصالوُشن رمضاشن علِّىَ قلِّة الزيارة ،وطوُل الغياب رمضان :أشررف الشهوُر ،وأيارمه أحلِّىَ اليام ،يعات ر
ل: ،فيأت بعد شوُتق ويشذفرد بعد فراق فيجيبَه لسان الال قائ د
أهلد وسهلد بالصيام يا حبَيبَا زأارنُا ف كل عاهم
ب مفعمحركحل حب ف سوُىً الوُل حراهم قد لقيناك ب ت
فاقبَل اللِّهم رب صوُمنا ث زأدنُا منم عطاياك الساهم
ل تعاقبَنا فقد عاقبَنا قلِّق أسهرنُا جنح الظلم
صا الخرةذ الت تمحل ف طياتا غفراشن الذنُوُب وغسشل الوُب!..ا!ا أخي البَيب .إن رمضاشن فرص ة منم فر ذ
وكم تر بنا الفرصا وننم ل نُشعر ..هذه فرصة وما أعظمحها ،تمحرل سعادةش النُسان البدية فأينم
البَادرون ،وأينم السارعوُن ..
498
إن الصيام هوُ الدرسة الت يتعلِّرم منها السلِّمحوُن ,ويتهذب فيها العابدون ويتحنث فيها التنسكحوُن..
جاء شهرر الصيام بالبكات* فأكرم به منم زأائتر هوُ آْت
نُعم إنُه شهر البكات والرحات :فرمضان شهر الطاعة والقرب ،والب والحسان ،والغفرة والرحة
والرضوُان ،والعتق منم النيان :ففي الصحيحي عنم أب هريرة رضي ال عنه عنم النب صلِّىَ ال علِّيه
وسلِّم قال )) :إذا دخل رمضان رفتحت أبوُاب النة وغرلِّقت أبوُاب جهنم ورسلِّرسلِّت الشياطي(( .
وعنه رضي ال عنه قال :قال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم )) :إذا كان أورل ليلِّتة منم رمضاشن
صفدت الشياطي ومردة النم وغرلِّقت أبوُاب النيان فلِّم يفتح منها باب وينادي مناد :ياباغي الي أقبَل
ي وابرنم ماجةش والنسائري وحسنهر وياباغي الشر أقصر ،ول عتقاء منم النار وذلك ركشل ليلِّة(( رواه التمذ ر
ن.اللبَا ر
ب وتكحلفر
س ،ويدفع إل اكتساب الامد ,والبَعد عنم الفاسد ،به رتغفر الذنُوُ ر الصيارم يرصلِّح النفوُ ش
السيئمات وتزدارد السنات ،يقوُل الصطفىَ صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم)) :منم صام رمضان إيإانُاد واحتساباد
غفر له ما تقدم منم ذنُبَه(( متفق علِّيه.
ب لتكحفي الذنُوُب والسيئمات إل الكحبَائر قال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم: نُعم ياعبَد ال :رمضارن سبَ ة
)) الصلِّوُات المحس والمحعة إل المحعة ورمضان إل رمضان مكحفرات لا بينهلنم إذا اجتنبَت الكحبَائر ((
رواه مسلِّم .
وقال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم )) :فتنة الرجال ف أهلِّه وماله وجاره تكحفرها الصلة والصوُم والصدقة((
متفق علِّيه.
رمضان فيه إجابةر الدعوُات وإقالةر العثرات قال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم )) :لكحل مسلِّتم دعوُة مستجابة
يدعوُ با ف رمضان (( ويقوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم )) :ثلثة لترد دعوُتم :الصائم حت يفطر،
والمام العادل ،ودعوُة الظلِّوُم(( رواه أحد.
ي رمضاتن يكحوُرن رمضانُك ،وتلِّك هي نُعمحة رمضان فمحاذا أنُت فاعل وما ذا هذه هي فرصة رمضان فأ ر
أنُت صانُع:
أتىَ رمضارن مزرعةر العبَاد لتطهيالقلِّوُب منم الفساد
فأد حقوُقه قوُلد وفعلد وزأادشك فاتذهر للِّمحعاد
ب وما سقاها تأوه نُادماد يوُشم الصاذد فمحنم زأرع البَوُ ش
إن شهراد بذه الصفات وتلِّك الفضائل والكحرمات لرىً بالهتبَال والهتمحام ،فهل هيأت نُفسك أخي
السلِّم لستقبَاله وروضتها علِّىَ اغتنامه ؟!ا
499
عنم أب هريرشة قال :قال :رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم )) :قد جاءكم شهر رمضان ،شهر مبَارك ،
ب النة ويغلِّرق فيه أبوُاب الحيم ،وتغرل فيه الشياطي ،فيه ليلِّة افتض ال علِّيكحم صيامه يفترح فيه أبوُا ر
خي منم ألف شهر منم رحذرشم خيها فقد رحذرهم (( .رواه أخرج أحرد والنسائري وصححه اللبَان.
لقد كان الرسوُرل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يبَشر أصحابه بقدوم رمضان وإتيانُه ركل ذلك شحذاد للِّهمحم
وإذكادءا للِّعزائم وتيئمةد للِّنفوُس ،حت رتسشنم التعامل مع فرصذة رمضان ،وحت ل تفوُتا ,وهذا شأن
السلِّف الصال رحهم ال تعال قال معلِّىَ ابرنم الفضذل عنم السلِّف أنم كانُوُا يدعوُن ال جل وعل ستة
أشهر أن يبَلِّغهم رمضان ويدعوُنُه ستةد أخرىً أن يتقبَلِّه منهم ،وقال ييح برنم كثتي – رحه ال – كان
منم دعائهم :اللِّهم سلِّمحن إل رمضان وسلِّم ل رمضان وتسلِّمحه من فتقبَلِّه .
أيها الحبَة ف ال :قدوم رمضان تلِّوُ رمضان يدل علِّىَ تعاقب اليام ،فاليام تضي والسنوُن تري
وركةل إل داع الوُت سيصغي:
ي تنظرر تر بنا اليام تتىً وإنا *** نُسارق إل الجال والع ر
ب الكحدرر ب الذي مضىَ *** ول زأائةل هذا الشي ر فل عائةد ذاك الشبَا ر
عبَاد ال :هاهوُ شهر العزة والكحرامة ،شهر الهاد والنصر ،شهر الدية والعزيإة ,هاهوُ قد أتىَ فهل آْن
ض عنها غبَاشر التبَعية ،هل آْن لا أن ترفشع عنم نُفسها أسبَاب الذلة والوُان. للمة أن تنف ش
لقد زأارنُا رمضان مرات عديدة ،فمحا زأارنُا ف مرة إل وجدنُا أسوُأ منم العام الذي قبَلِّه ،أمةم متناثرةة،
ت مفرقةة ،المة ف مساغبَها تم مدقةة،وشهوُا ة ب متصارعة ،وف ة ب متناثرة ،ودوةل متقاطعةة ،وأحزا ة وقلِّوُ ة
وماعاتا وأمراضها..
رمضان أتىَ بياته وبركاته فكحيف حال الناس بل كيف حال المة السلمية ،رمضان آْتىَ والمةر تيد
ض البَاركةر تعان الذلة والوُان ،رمضان آْت والمة ل با الرض جراءش تسلِّط العداء علِّىَ ديارها ،الر ر
زأالت تغالب الصلِّيب ف أفغانُستان والعراق ،واليهوُد ف فلِّسطي ،واللاشد والشيوُعيةش ف الشيشان،
وتقاسي المرينم وهي توُصم ظلِّمحاد وزأوراد بالغلِّوُ والتطرف والرهاب.
ي رمضان يكحوُن رمضانُك؟ وما هوُ استعدادك وما هي مراسم استقبَالك له. رمضان آْت يا عبَد ال فأ ر
فالناس ف استقبَاله أقسام :فهل أنُت يا أخي منم القسم الفرح بقدومه لنُه يزداد به قرب وزألفىَ إل ربه
صردوذرس قشهد شجاءشتهركحهم شمهوُذعظشة ذمهنم شربلركحهم شوذششفاءة لذشمحا ذف ال ت جل وعل ،وهذا شأن الؤمني )) :شيا أشييتشها اللنا ر
خييةر ذ لما شهيشمحرعوُشن(( )يوُنُس:
ك فشيهلِّيشيهفشررحوُا رهشوُ ش ه
ذ
ضذل اللِّلذه شوبذشرهحشتذذه فشبَذشذل ش
ي* قرهل بذشف ه ذ ذذ
ىً شوشرهحشة لهلِّرمحهؤمن ش
شورهد د
. (57،58
ونُبَينا ممحد صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم علِّىَ رأس هؤلء يقوُل ابنم عبَاس رضي ال عنهمحا )) :كان رسوُل ال
صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أجوُشد الناس ،وكان أجوُشد ما يكحوُن ف رمضان ،حي يلِّقاه جبيل ف كل ليلِّة،
فيدارسه القرآْن ،فلِّرسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أجوُد بالي منم الريح الرسلِّة(( متفق علِّيه.
500
وهناك صنف ثان وأعيذك بال منم حاله ل يعرف ربه إل ف رمضان فل يصلِّي ول يقرأ القرآْن إل ف
رمضان ,وهذه توُبة زأائفة ومادعة وتسوُيةلر منم الشيطان وبئمس القوُم الذينم ل يعرفوُن ال إل ف
رمضان ..ويا حسرة علِّىَ أقوُام تعساء يستقبَلِّوُنُه بالضجر والتضايق والرج علِّىَ أنُه شهر جوُع ناري
وشبَع ليلِّي ..إن بعض العصاة يراونُه مانُعاد لم منم شهوُاتم ومنم مأربم البَاطلِّة فهم كالذئاب ف اللِّيل
تعوُي وكاليف ف النهار توُر كمحا يوُر الثوُر.
وياعجبَاد هل يتأفف منم شهر الرضوُان والرحة !ا!ا ل وال بل هوُ شهر الي والنعمحة والبكة ،إن الوُاحد
منم هؤلء هداهم ال ريس بالرمان منم الشهوُات ولذلك تراهم إذا قدم رمضان غشي فرحي بقدومه لن
هؤلء يريدون أن يغتفوُا منم حأة اللِّذة الرمة حت لقد قال بعض التعساء منم أولد اللِّفاء كمحا ذكره
الافظ ابنم رجب ف الوُظائف:
دعان شهر الصوُم ل كان منم شهر** ول صمحت شهراد بعده آْخر الدهر
فلِّوُ كان يعدين النُام بقوُة علِّىَ الشهر** لستعديت قوُمي علِّىَ الشهر
ت ومازأال كذلك ت وكرا توالذي حصل لذا الشاب أن ابتله ال برض الصرع فكحان يصرع ف اليوُم مرا ت
ر هش ر
حت مات قبَل أن يصوُم رمضان الخر ،نُسأل ال تعال حسنم التام .
أيها السلِّم :إن منم نُعم ال تعال علِّيك أن ملد ف عمحرك وملد ف أنُفاسك وجعلِّك تدرك خيات هذا
الشهر العظيم ،فاحدوا ال عبَاد ال أن بللِّغكحم ،واشكحروه علِّىَ أن ألخركم إليه وملكحنكحم ،فكحم منم طامتع
غ هذا الشهر فمحا بلِّغه ،كم مؤلمل إدراشكه فمحا أدركه ،فاجأه الوُت فأهلِّكحه. بلِّوُ ش
صمحناه وكم عزيز علِّينا
ب لنا أضجعناه ،ر أيها السلِّمحوُن :بلِّغناه وكم حبَيب لنا فقدنُاه ،أدركناه وكم قري ت
دفناه.
يا ذا الذي ما كفاه الذنُب ف رجب ***حت عصىَ ربه ف شهر شعبَان
لقد أظلِّك شهر الصوُم بعدها *** فل تصيه أيضاد شهر عصيان
واتل القرآْن وسبَح فيه متهداد *** فإنُه شهر تسبَيح وقرآْن
كم كنت تعرف منم صام ف سلِّف *** منم بي أهل وإخوُان وجيان
أفناهم الوُت واستبَقاك بعدهم حياد *** فمحا أقرب القاصي منم الدان
يا عبَ دشد ال :يا أمةش ال ،هل يأت علِّيكحمحا رمضان وأنُتمحا ف قوُةت وعافيتة ؟ فكحم منم إنُسان صام رمضان
ض ،هل يأت علِّيك الفائت ف عافيتة وصحة وقوُة يأت علِّيه رمضان القابل وهوُ قعيرد الفراش أسير الر ذ
رمضان وأنُت ف أمنم وأمان علِّىَ نُفسك واهلِّك ومالك.
يا عبَد ال يا منم تعيش آْمناد مستقراد تتلِّذذ بيات ال ذخل نُفسك واحداد منم هؤلء الذينم يصوُموُن وهم
رأسارىً أو يتسحرون ويفطرون علِّىَ الدود وف اللجئ ،ذخل نُفسك واحداد منم أولئمك الذينم يتاجوُن
إل الفطر دفاعاد عنم اللِّة والدينم ،ذخل نُفسك جائعاد مطرداد شريداد كمحا يصل للِّمحسلِّمحي الفلِّسطيني
501
ط الكحفاروغيهم منم السلِّمحي ف غي ما مكحان الذينم يعانُوُن آْلم الصار والتشرذم والشتات وتسلِّ ش
والفجار.
رمضان شهر الشعوُر بإخوُانُك السلِّمحي فأي رمضان رمضانُك :هل شعرت بإخوُانُك ف أقاصي الرض
ومغاربا لبد للِّمحسلِّم الصائم أن يشعر بآلم السلِّمحي ،وأن يستشعر حال إخوُانُه ف كل مكحان ،فإذا
جاع تذكر أن آْلف البَطوُن جوُعىَ تنتظر لقمحةد فهل منم مطعم ،وهوُ إذا عطش تذكر أن آْلف
الكبَاد عطشىَ تنتظر قطردة منم الاء فهل منم ساقي ،وهوُ إذا لبَس تذكر أن آْلف الجساد قد لقها
العري فهل منم كاسي ،يشعر بنعمحة ال جل وعل علِّيه أن أعطاه السحوُر والفطار وغيه مروم ،أن
ألبَسه وغيه عاتر ،فالمحد ل علِّىَ نُعمحائه.
ي رمضان رمضانُك هل اتذت منه فرصة لتبية نُفسك علِّىَ العبَادة :فالصيام رمضان شهر العبَادة فأ ر
يربينا علِّىَ العبَادة فلِّئمنم كان السلِّم يعبَد ربه جل وعل ف سائر شهوُره وأيامه إل أنُه يأخذ ف رمضان
ت اليإان والخلصا حت يقوُىً علِّىَ ما تبَقىَ منم دوردة عبَاديةد يزيد فيها منم جرعات الطاعة ونُكحها ذ
الشهوُر ويعل هذه الفرصة منطلِّقاد إل فعل اليات تقوُل عائشة رضي ال عنها " :كان رسوُل ال
صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يتهد ف رمضان ما ل يتهد ف غيه " أخرجه مسلِّم.
وليال رمضان تاج ليال العام ،ودجاها ثينة بظلِّمحائها ،فيها تصفوُ الوقات وتلِّوُ الناجاة ،قال صلِّىَ
ال علِّيه وسلِّم )) :أفضرل الصلة بعد الفريضة صلةر اللِّيل (( ,ورمضارن شهر القيام يقوُل النب صلِّىَ ال
علِّيه وسلِّم )) :منم قام رمضان إيإانُاد واحتساباد رغفر له ما تقدم منم ذنُبَه(( متفق علِّيه.
وقيام رمضان أمر مشروع فعلِّىَ السلِّم أن يرصا علِّىَ أداء صلة التاويح وأن يكحمحلِّها مع المام حت
ينصرف ،قال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم )) :منم قام مع إمامه حت ينصرف كتب له قيام ليلِّة (( ،رواه
أهل السننم وهوُ صحيح .
فلِّلِّه المحد والنة يقوُرم الصلِّي ساعةد منم اللِّيل مع المام فكحأنا قام اللِّيل كلِّه.
ول نُنسىَ أيها الخوُة الهتمحام بالفرائض أولد والوُاظبَة علِّيها ف الساجد جاعة ،فال عز وجل يب
التقرب إليه بالفرائض ،فل نُنسىَ الفرض ونتم بالنوُافل والستحبَات.
رمضان شهر النفحات والبكات :فلِّمحاذا ل نُقوُم رمضان ،لاذا ل نرب لذة القران ،ولذة الناجاة
والدعاء ،لاذا ل نرب وقت السحار وهجيع اللِّيل لاذا ل نُنطرح بي يدي موُلنُا ،فربنا ينزل ف ثلِّث
اللِّيل الخي نُزولد يلِّيق بلله وعظمحته يعرض نُفحاته ورحاته فلِّمحاذا ل نُتعرض لرحات ال!ا!ا
قم ف الدجىَ واتل الكحتاب *** ول تنم إل كنوُمة حائر ولان
فلِّربا تأتىَ النية بغتة *** فتساق منم فرش إل أكفان
يا حبَذا عينان ف غسق الدجىَ *** منم خشية الرحنم باكيتان
فال ينزل ركشل آْخر ليلِّة *** لسمحائه الدنُيا بل نُكحران
502
ب مهنم نُادان ب أجي ر فيقوُرل هل منم سائتل فأجيشبَه *** فأنُا القري ر
ولكحنم يا حسردة علِّىَ الرومي ،ويا حسردة علِّىَ الفتوُنُي الذينم يعلِّوُن وقت السحر ووقت الستغفار
ت يا ت والوُمسا ذ وقت نُزول اللي فرصةد للِّعب واللِّهوُ ومشاهدة القنوُات وتقلِّيب البصار ف الغانُيا ذ
حسردة علِّىَ العبَاد!ا!ا .
رمضان شهر التقوُىً فأي رمضان يكحوُن رمضانُك :هل دربنا نُفوُسنا ووطناها علِّىَ هجر العاصي
فرمضان فرصة لتك الذنُوُب :فالعن السامي للِّصيام أنُه يمحع بي التقوُىً السية والتقوُىً العنوُية فمحنم
ذ لذ ت
ب شعلِّشهيركحرمأخل بوُاحدة منهمحا فمحا استكحمحل الصيام ،ولذا قال جل وعل )) :شيا أشييتشها ا ذيشنم آْشمنروُا ركت ش
ب شعشلِّىَ الذذيشنم ذمهنم قشيهبَلِّذركحهم لششعلِّلركحهم تشيتليرقوُشن(( )البَقرة.(183: ذ
صشيارم شكشمحا ركت ش
ال ل
يؤكد هذا العن أيها الصوُام قوُل النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم )) :منم ل يدع قوُل الزور والعمحل به فلِّيس
ل حاجة ف أن يدع طعامه وشرابه (( رواه البَخماري .
قال بعض السلِّف :أهوُن الصيام :ترك الطعام والشراب .
فيا أهل اللِّهوُ والعبَث ويا أهل البامجه والفوُازأير والسابقات نُبَيكحم صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يقوُل )) :ليس
الصيام منم الكل والشرب إنا الصيام منم اللِّغوُ والرفث (( رواه ابنم حبَان.
هذا هوُ الصيام فإذا تقق فيه ذلك كان جنةد منم العاصي ،الصيام الذي ل يإنعك منم النظر إل الرام
والسب والشتم والتلحي والصام والغيبَة والنمحيمحة والقيل والقال والوُلوُغ ف العراض فلِّيس بصيام ،إنا
الصيام منم اللِّغوُ والرفث إذا تقق هذا كان جنةد منم العاصي وبالتال جنةد ووقايةد منم النار قال صلِّىَ ال
علِّيه وسلِّم )) :الصيام جنة يستجنم با العبَد منم النار (( رواه أحد وحسنه اللبَان .
ث ول يفسهق ول يههل فان سابه أحةد وقال أيضاد )) :الصيام جنة فإذا كان يوُرم صوُم أحدكم فل يرف ه
فلِّيقل إن صائم (( رواه الشيخمان .
وعنم أب هريرة رضي ال عنه قال :قال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم )) :رب صائم ليس له منم
صيامه إل الوُع ورب قائم ليس له منم قيامه إل السهر (( رواه ابنم ماجة وصححه اللبَان.
ب اللِّيرل جابرر برنم عبَد ال رضي ال عنه :إذا صمحت فلِّيصم سعك وبصرك ولسانُك عنم وقال الصحا ر
الكحذب والارم ودع عنك أذىً الار وليكحنم علِّيك وقاةر وسكحينة ول يكحهنم يوُرم صوُذمك ويوُرم فطذرك
ي ف كلمه، سوُادء .ويقوُل المام أحد رحه ال :ينبَغي للِّصائم أن يتعاهد صوُشمه منم لسانُه ،ول يإار ش
ب أحددا. ظ صوُمنا ول نُغتا ر كانُوُا إذا صاموُا قعدوا ف الساجد وقالوُا :نف ر
إذا ل يكحنم ف السمحع من تصاون وف بصري غض وف منطقي صمحت
فحظي إذن منم صوُمي الوُع والظمحا فإن قلِّت إن صمحت يوُمي فمحا صمحت
الطبَة الثانُية
503
ت ماضية ليستغلِّوُا أيها الحبَة :وإذا كان سلِّف المة يستعدون لرمضان بمحتم عالية وعزائم قوُيتة وإرادا ت
ش ش
رمضان ف طاعة ال ليجعلِّوُه منطلِّقاد للِّخميات ومنطلِّقاد إل التوُبة وإصلح النفس والال.
ومع ذلك فإنُنا ند عجبَاد منم بعض الناس يستعدون لرمضان ،ولكحنم با ريفسد علِّىَ الناس صوُمهم
ويهدم أخلقهم ويبَعدهم عنم تسس واستشعار معان الصيام والقيام ،فيستعدون باللِّهوُ والعبَث وبا
يفسد حرمة هذا الشهر الكحري ..يستعدون لنا بالسرحيات وبالسلِّسلت وبالفلم الت وإن ل تكحنم
هابطة أو خالعة أو عارية – كمحا يقوُلوُن فل تعدوا عنم كوُنا مبَعددة للِّناس عنم صوُمهم وقيامهم
وعبَاداتم!ا!ا
إنا مسلِّسلت جعلِّت هدفها الستهزاء بسنة سيد الرسلِّي والسخمرية بعبَاد ال الصالي وماربة ثوُابت
الدينم فمحردة يغمحزون اللِّحية والغية وتارة يتجوُن علِّىَ الرم للِّمحرأة ال ..نُاهيك عنم تصوُيرهم للِّمحستقيم
علِّىَ دينه التمحسك بسنة نُبَيه بصوُرة البلِّة والوُسوُس والتناقض !ا!ا أما ظهوُر الفاتنات منم النساء
فحدث ول حرج .
يسبَوُن دينم ال ف شهر صوُمهم *** فعنم دينهم صاموُا وبالكحفر أفطروا
وبعض الفتوُنُي يدير الريإوُت علِّىَ أجساد العرايا ففي اللِّيلِّة الوُاحدة يدور الوُاحد منهم علِّىَ العال شرقاد
وغرباد يفسد صيامه بالنظر الرام وباللِّهوُ الرام وبالفعل الرام.
إنُن أقوُل لنم ابتلِّوُا بذه القنوُات أو اللت أو بتضيع أوقاتم فيمحا ل يفيد ول ينفع لاذا ل نُفكحر أن
نُبَدل السيئمة بالسنة ،لاذا ل نُغتسل باء التوُبة النصوُح منم حأة الطايا ،لاذا ل نعل هذا الشهر
الكحري بداية لن نجر هذه القاذورات سيمحا ونُفوُسنا مهيئمة للِّخميات .
لعلِّها أيها الحبَة ف ال أن تكحوُن بداية النهاية إن شاء ال لكحل شيء يبَعد عنم ال ويسخمطه ،ولعلِّها
أن تكحوُن بداية النُطلقة القيقية ف السارعة إل اليات وإرضاء رب الرض والسمحاوات.
رمضان شهر التوُبة فأي رمضان يكحوُن رمضانُك :صعد رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم النب فقال:
)) آْمي ،آْمي ،آْمي " فقيرل :يا رسوُل ال ،إنُك صعدت النب فقلِّت :آْمي آْمي آْمي !ا!ا فقال صلِّىَ
ال علِّيه وسلِّم " :إن جبيل علِّيه السلم أتان فقال :منم أدرك شهشر رمضان فلِّم ريغفر له فدخل النار
فأبعده ال قل :آْمي ،قلِّت :آْمي (( أخرجه ابرنم خزيإة وابرنم حبَان انُظر صحيح التغيب والتهيب)
.(2/625
فالوُشحىَ الوُشحىَ قبَل أن ل توُبة رتنال ،ول عثرةش رتقال ،ول ريفدىً أحد بال ،فرحثوُا حزم جزمكحم ،وشدوا
لشبَد عزمكحم ،وأروا ال خياد منم أنُفسكحم ،فبَالد فازأ منم فازأ ،وبالعزم جازأ منم جازأ ،واعلِّمحوُا أن منم دام
ب أملِّه ،وتلقق فشلِّه..
كسلِّه خا ش
504
ب
يا عبَد ال :هذا أوان الد إن كنت مددا ،هذا زأمان التعلبَد إن كنت مستعداد ،هذا نُسيم القبَوُل ه ل
ب ،هذا باب الي مفتوُح لنم أحب ،هذا زأمان الياب ،هذا ب ،هذا الشيطان ك ل ،هذا سيل الي ص ل
مغتسةل بارد وشراب ،رحة منم الكحري الوُهاب ،فأسرعوُا بالتاب ،قبَل إغلق البَاب.
فبَادر الفرصة ،وحاذر الفوُتة ،ول تكحنم منم أب ،وخرج رمضان ول ينل فيه الغفران والن .
هاهوُ موُسم التوُبة والنُابة ،فبَاب التوُبة مفتوُح ،وعطاء ربك منوُح ،فمحت يتوُب منم أسرف ف الطايا
وأكثشر منم العاصي إن ل يتب ف شهر رمضان؟!ا ومت يعوُد إن ل يعد ف شهر الرحة والغفران؟!ا فبَادر
بالعوُدة إل ال ،واطرق باشبه ،وأكثر منم استغفاره ،واغتنم زأمشنم الرباح ،فأيام الوُاسم معدودة ،وأوقات
الفضائل مشهوُدة ،وف رمضان كنوُزأ غالية ،فل تضليعها باللِّهوُ واللِّعب وما ل فائدة فيه ،فإنُكحم ل
تدرون مت ترجعوُن إل ال ،وهل تدركوُن رمضان الخر أو ل تدركوُنُه؟ وإن اللِّبَيب العاقل منم نُظر ف
حاله ،وفلكحر ف عيوُبه ،وأصلِّح نُفسه قبَل أن يفجأه الوُت ،فينقطع عمحلِّه ،وينتقل إل دار البزأخ ث إل
دار الساب.
جعل ال صيامنا صياما حقيقيا مقبَوُلد وجعلِّه إيإانُا واحتسابا إيإانُا با عنده ،واحتسابا لثوُابه ،كمحا أسأله
تعال أن يعلِّنا وإياكم وسائر السلِّمحي منم صام الشهر ،واستكحمحل الجر ،وفازأ بلِّيلِّة القدر ،كمحا أسأله
أن يعلِّنا منم يصوُموُنُه ويقوُموُنُه إيإانُاد واحتسابدا .اللِّهم اكتب صيامنا ف عداد الصائمحي وقيامنا ف
عداد القائمحي .
وبال التوُفيق وصلِّىَ ال وسلِّم علِّىَ نُبَينا ممحد.
يييييييييي
الصوم مغفرة للذنوب
عنم أب هريرة رضي ال عنه أن رسوُل ال ? قال )) :منم صام رمضان إيإانُاد واحتساباد غفر له ما تقدم
منم ذنُبَه(( ] ) [1رواه البَخماري ومسلِّم( .
الديث دليل علِّىَ فضل صوُم رمضان وعظيم أثره حيث كان منم أسبَاب مغفرة الذنُوُب وتكحفي
السيئمات.
وعنه أيضاد رضي ال عنه عنم رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال )) :الصلِّوُات المحس والمحعة إل
المحعة ورمضان إل رمضان مكحفرات لا بينهنم إذا اجتنبَت الكحبَائر(( ].[2
وقد ورد أن الصيام وكذا الصلة والصدقة كفارة لفتنة الرجل ف أهلِّه وماله وجاره ،فعنم حذيفة بنم
اليمحان رضي ال عنه قال :قال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم )) :فتنة الرجل ف أهلِّه وماله وجاره
تكحفرها الصلة والصيام والصدقة(( ].[3
وقد دلت النصوُصا علِّىَ أن الغفرة الوُعوُد با مشروطة بأموُر ثلثة:
505
الول :أن يصوُم رمضان إيإانُاد أي :إيإانُاد بال ورسوُله وتصديقاد بفرضية الصيام وما أعد ال تعال
للِّصائمحي منم جزيل الجر.
الثان :أن يصوُمه احتساباد أي :طلِّبَاد للجر والثوُاب .بأن يصوُمه إخلصاد لوُجه اله تعال ،ل رياء ول
تقلِّيداد ول تلِّداد لئمل يالف الناس ،أو غي ذلك منم القاصد ،يصوُمه طيبَة به نُفسه غي كاره لصيامه،
ول مستثقل ليامه .بل يغتنم طوُل أيامه لعظم الثوُاب.
الثالث :أن يتنب الكحبَائر .وهي جع كبَية .وهي كل ذنُب رلتب علِّيه حد ف الدنُيا ،أو وعيد ف
الخرة ،أو رتب علِّيه غضب ونوُه ،وذلك كالشراك بال ،وأكل الربا ،وأكل مال اليتيم ،والزنُا،
والسحر ،والقتل ،وعقوُق الوُالدينم ،وقطيعة الرحم ،وشهادة الزور ،واليمحي الغمحوُس] ، [4والغش ف
البَيع ،وسائر العاملت ،وغي ذلك .قال ال تعال)) :ذإن شهتتشنذبَروُاه شكشبَآئذشر شما تريهنيشههوُشن شعهنهر نُرشكحلفهر شعنركحهم
شسيلشئماتذركحهم شونُرهدذخهلِّركحم تمهدشخلد شكذريإدا(( )النساء . (5 :
فإذا صام العبَد رمضان كمحا ينبَغي ،غفر ال له بصيامه الصغائر والطيئمات الت اقتفها ،إذا اجتنب
كبَائر الذنُوُب ،وتاب ما وقع فيه منها.
وقد أفاد الديث الثان أن كلل نُص جاء فيه تكحفي بعض العمحال الصالة للِّذنُوُب ،كالوُضوُء وصيام
رمضان وصيام يوُم عرفة ،وعاشوُراء وغيها.
أن الراد به الصغائر؛ لن هذه العبَادات العظيمحة وهي الصلِّوُات المحس والمحعة ورمضان إذا كانُت ل
تكحلفر با الكحبَائر ،فكحيف با دونا منم العمحال الصالة؟
ولذا يرىً جهوُر العلِّمحاء أن الكحبَائر ل تكحلفرها العمحال الصالة ،بل لبد لا منم توُبة أو إقامة الد
فيمحا يتعلِّق به حد .وال أعلِّم.
فعلِّىَ السلِّم أن يبَادر بالتوُبة ف هذا الشهر الفضيل منم جيع الذنُوُب صغيها وكبَيها ،عسىَ ال أن
يتوُب علِّيه ،ويغفر ذنُبَه.
ومنم للوُث حياته بالعاصي والثام ف سعه أو بصره أو لسانُه أو جوُراحه فقد أضاع علِّىَ نُفسه ف هذا
الشهر فرصة التطهي ومغفرة الذنُوُب .فلِّم يستحق الغفرة الوُعد با ،بل ربا أصابه ما دعا به جبيل ،
وألمنم علِّيه النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم كمحا يروي لنا الصحاب اللِّيل أبوُ هريرة رضي ال عنه :أن النب
صلِّىَ ال علِّيه سلِّم )) صعد النب فقال :آْمي ،آْمي ،آْمي .قيل :يا رسوُل ال :إنُك صعدت النب
فقلِّت آْمي ،آْمي ،آْمي فقال :إن جبيل علِّيه السلم أتان فقال :منم أدرك شهر رمضان فلِّم يغفر له
فدخل النار فأبعده ال .قل آْمي فقلِّت آْمي(( ].[5
فعلِّىَ الصائم أن يرصا علِّىَ أسبَاب الغفرة والرضوُان بالفاظ علِّىَ الصيام والقيام وأداء الوُاجبَات.
وأن يبَتعد عنم أسبَاب الطرد والرمان منم العاصي والثام ف رمضان وبعد رمضان؛ ليكحوُن منم القائزينم .
وإن منم علمة ذلك الستفادة منم أوقات رمضان بالطاعة تأسياد بالنب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم .
506
قال ابنم القيم رحه ال :وكان منم هدية صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ف شهر رمضان الكثار منم أنُوُاع
العبَادات .وكان أجوُد الناس ،وأجوُد ما يكحوُن ف رمضان .يكحثر فيه منم الصدقة والحسان وتلوة
القرآْن ،والصلة والذكر والعتكحاف ،وكان يص رمضان منم العبَادة با ل يص غيه منم الشهوُر،
حت إنُه كان ليوُاصل فيه أحيانُاد ليوُفر ساعات ليلِّه وناره علِّىَ العبَادة ].[6
اللِّهم اغفر لنا جيع اللزلت .واست علِّينا كل الطيئمات ،وسامنا يوُم السؤال والناقشات ،اللِّهم تقبَل
صيامنا وقيامنا ،واغفر ذنُوُبنا وآْثامنا ،وصلِّىَ ال وسلِّم علِّىَ نُبَينا ممحد .
________________________________________
][1البَخماري ) , (1/92ومسلِّم ) ، (759وقوُله) :منم ذنُبَه( ظاهره غفران الصغائر والكحبَائر ،وفضل
ال واسع ،لكحنم الشهوُر منم مذاهب العلِّمحاء أن الراد الصغائر كمحا سيأت.
] [2رواه مسلِّم ). (233
] [3رواه البَخماري ) ، (4/110ومسلِّم ) ، (144وانُظر :لشرحه فتح البَاري ).(6/605
] [4اليمحي الغمحوُس :هي اليمحي الفاجرة الت يقتطع با مال امرئ مسلِّم سيت بذلك؛ لنا تغمحس
صاحبَها ف الث ف النار.
] [5رواه أحد ) ،(254 ،2/246وابنم خزيإة ) ،(3/192والبَيهقي ) (4/204منم طرق عنم أب
هريرة رضي ال عنه ،وهوُ حديث صحيح ،وأصلِّه عند مسلِّم رقم ) ،(2551والديث مروي عنم عدد
منم الصحابة منهم ابنم عبَاس وأنُس وجابر بنم سرة ،ومالك بنم الوُيرث ،وغيهم رضي ال عنهم.
] [6زأاد العاد ). (2/32
يييييييييي
رمضان فرصة للتغيير
المحد ل ،والصلة والسلم علِّىَ رسوُل ال ،وعلِّىَ آْله وصحبَه ومنم واله ،أما بعد:
فاليام تر مر السحاب ،وتضي السنوُن سراعدا ،وجلِّنا ف غمحرة الياة ساهوُن ،وقل منم يتذكر أو يتدبر
واقعنا ومصينُا مع أنُنا نُقرأ قوُل ال تعال)) :شورهشوُ الشذذي شجشعشل اللِّلهيشل شوالنليشهاشر ذخهلِّشفةد لشمحهنم أششراشد شأن يشلذلكشر أشهو
أششراشد رشركحوُردا(( )الفرقان.(62 :
والسلِّم ف عمحره الدود وأيامه القصية ف الياة قد عوُضه ال تعال بوُاسم الي ،وأعطاه منم شرف
الزمان والكحان ما يستطيع به أن يعوُض أي تقصي ف حياته إذا وفق لستغللا والعمحل فيها ،ومنم تلِّك
الوُاسم :شهر رمضان البَارك .
ب شعشلِّىَ الشذذيشنم ذمنم قشيهبَلِّذركحهم لششعلِّلركحهم ذ
صشيارم شكشمحا ركت ش
ب شعلِّشهيركحرم ال ل ذ ذ
يقوُل ال تعال)) :شيا أشييتشها الشذيشنم آْشمنروُا ركت ش
تشيتليرقوُشن(( )البَقرة. (183 :
507
)إنُه نُداء ربان حبَيب لعبَاده الؤمني يذكرهم بقيقتهم الصيلِّة ،ث يقرر بعد ذلك النداء :أن الصوُم
فريضة قديإة علِّىَ الؤمني بال ف كل دينم ،وأن الغاية الول هي إعداد القلِّوُب للِّتقوُىً والشية منم
ال ،هكحذا تبزأ الغاية الكحبىً منم الصوُم ..والتقوُىً هي الت توُقظ القلِّوُب لتؤدي هذه الفريضة طاعةد ل
وإيثاراد لرضاه.
والخماطبَوُن بذا القرآْن منم الرعيل الول ومنم تبَعهم بإحسان يعلِّمحوُن مقام التقوُىً عند ال ووزأنا ف
ميزانُه ،فهي غاية تتطلِّع إليها أرواحهم ،وهذا الصوُم أداة منم أدواتا وطريق موُصل إليها( .
ولذا الشهر الكحري منم الصائص الت ميزه ال با دون غيه منم الشهوُر ما يساعد علِّىَ أن يكحوُن فرصة
لزيادة معدلت التغيي والتصحيح ف حياة كل فرد ،بل ف حياة المة جعاء ،يقوُل الرسوُل )) :إذا
دخل رمضان فتحت أبوُاب النة وغلِّقت أبوُاب النار وسلِّسلِّت الشياطي(( )اخرجه التمذي(،
وف رواية أخرىً)) :إذا كان أول ليلِّة منم رمضان صفدت الشياطي ومردة النم وفتحت أبوُاب النة،
فلِّم يغلِّق منها باب ،وغلِّقت أبوُاب النار فلِّم يفتح منها باب ،وينادي مناتد :يا باغي الي أقبَل ويا
باغي الشر أقصر ،ول عتقاء منم النار ،وذلك ف كل ليلِّة(( .
هذه الفرصة العظيمحة سانة ف هذا الشهر البَارك حيث تصفوُ النفوُس ،وترق القلِّوُب ،فيؤوب العبَاد إل
ربم ويقوُموُن بي يديه.
وليعلِّم كل منا أنُه يساهم بقسط وافر ف تردي الال وتأخر النصر إذا ل ينتهز فرصة رمضان لزيادة
رصيده منم الصالات ،وتصفية ما علِّيه منم الثام ،حيث هوُ لبَنة ف بناء المة الت وعد ال بتغيي
واقعها إل أحسنم وحالا إل أفضل إن هم غيوا ما بأنُفسهم)) :إلن اللِّلهش ل ييرغشيليرر شما بذشقهوُتم شحلت ييرغشيليرروا شما
بذأشنُرفذسذههم(( )الرعد.(11 :
ما أحوُجنا معشر السلِّمحي كافة إل وقفة ماسبَة ،كل منا مع نُفسه ف هذه اليام الفاضلِّة ،نُراجع
صر ف حق أهلِّه أو حق منم وله ال رعايته ،ومنم أحوُالنا ل سيمحا منم أسرف وفرط ف جنب ال ومنم ق ل
زألت به القدم وفرط ف حقوُق إخوُانُه السلِّمحي فلِّم يسلِّمحوُا منم أذاه.
إنا فرصة لن يتساءل فيها كل منا مع نُفسه :حت مت يبَقىَ ضالد عنم صراط ال الستقيم ،وهوُ يعلِّم
أن الطريق الصحيح هوُ ما دعا إليه البَشي النذير وأن خلفه ونُقيضه هوُ الضلل البَي؟ ،لاذا أكوُن
ت شغهزششلا ذمهنم بشيهعذد قريلوُةت أشنُشكحاثدا(( ]النحل [92 :؟!ا.
ضه))شكالذت نُشيشق ش
إن الستمحرار علِّىَ الق والعض علِّيه بالنوُاجذ ،والعوُدة إل رحاب ال ،وترك ما ألفته النفس منم لوُ
وهوُىً قد يكحوُن الفكحاك منه صعبَاد كمحا قال الشاعر:
النفس كالطفل إن تمحلِّه شب علِّىَ حب الرضاع وإن تفطمحه ينفطم
لكحهنم ل بد منم إرادة قوُية واستشعار لوُاجب التغيي ،وباصة إذا آْمنا إيإانُاد جازأماد أنُنا معرضوُن للِّخمطر
ض.وسوُء الاتة إن ل يتداركنا ال برحته ،فمحا أحوُجنا إل الصب والصابرة حت نُلِّقىَ ال وهوُ عنا را ت
508
قال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم)) :إن منم ورائكحم أياماد الصابر فيهنم كالقابض علِّىَ المحر ،للِّعامل
فيها أجر خسي ،قالوُا :يا رسوُل ال خسي منهم أو خسي منا؟ قال خسي منكحم(( ]رواه أبوُ
داود[.
إنُنا معشر السلِّمحي حكحاماد ومكحوُمي يب أن نُصطلِّح مع ال ،وهذا الشهر الكحري فرصة وأي فرصة.
فمحنم الاكمحي بأمرهم اليوُم منم يارب ال ورسوُله جهاراد ناردا ،فألن له أن يوُفق وألن له أن يإلكحنم ،وألن
له أن يتم له بي ،فإن كانُوُا مسلِّمحي حلقدا؛ فلِّيعلِّنوُا حقيقة إسلمهم ،وليحلكحمحوُا شريعة ال ،وليوُطدوا
العزم علِّىَ السي بدي السلم ،وليغيوا وفق منهاجه ،فلِّيس المر مرد دعوُىً.
الدعاوىً إذا ل يقم علِّيي ها دليل فأصحابا أدعياء
وهنا أيضاد دعوُة لكحل جاعة أو فئمة تنتمحي إل السلم وتدعوُ إل ذلك أن تقق ولءها ل تعال وأن
ترد متابعتها للِّرسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ،فكحم رأينا ف الوُاقع منم يزعمحوُن أنم منم الداعي إل
السلم ،بينمحا هم ف العقيدة منحرفوُن ،وعنم السنة زأائغوُن ،وعنم آْداب وأخلق السلم متخملِّوُن.
وقصارىً ما عندهم :الكحلم والصام والزبية القيتة واللِّدد ف الصوُمة ،فمحا أحوُج النتمحي إل سلِّك
الدعوُة إل ال لتمحثل السلم ف منطلِّقاتم وتعاملتم والوُلء للِّمحسلِّمحي والباء منم أعداء الدينم.
فهل يكحوُن هذا الشهر فرصة للِّعوُدة إل ال وسلِّوُك صراط ال الستقيم؟!ا عسىَ ولعل.
وأخياد :
نُدعوُ كل مفكحر وكاتب مسلِّم منم اتذ الكحتابة مهنة ومصدر رزأق أل يزل به القلِّم ويتبَن الطاريح
النحرفة والراء الفجة فيمحا يزعمحوُنُه علجاد للِّمحشكحلت ،لنُنا قشلل أن ند منم هؤلء الكحتاب منم يسلِّك
لل ما ينقدون بل فهم؛ فضلد السبَيل السوُي فيمحا يسوُد به الصفحات؛ لكحثرة ما يقوُلوُن بل علِّم ،و ر
عنم هجوُمهم التوُال علِّىَ الدعاة والطعنم ف نُوُاياهم واتامهم با هم منه براء.
فهؤلء إن كانُوُا غي مسلِّمحي فلِّيس بعد الكحفر ذنُب؛ وإن كانُوُا مسلِّمحي فعلِّيهم أن يتوُبوُا إل ال؛ وأن
يستشعروا المانُة اللِّقاة علِّىَ عوُاتقهم؛ وعلِّيهم أل يتسبَبَوُا ف أذىً إخوُانم والساءة لم والتحريض
ضدهم بل دليل؛ وعند ال تتمحع الصوُم.
فلِّعل ف هذا الشهر البَارك ما يوُضح الرؤية الشاملِّة ف الوُقف منم السلم ودعاته ؛ وأل يكحوُنُوُا أذنُاباد
لعداء ال ف الجوُم علِّىَ السلم والتخموُيف منه بناسبَة وغي مناسبَة.
ولعل ف هذه اليام الفاضلِّة ما يعي علِّىَ تاوزأ الخطاء وتناسي الحنم ،والعوُدة إل الق وعدم
التمحادي ف البَاطل ،وماذا بعد الق إل الضلل؟.
وال أسأل أن يتقبَل منا صيامنا وقيامنا ،إنُه علِّىَ ذلك قدير ،وبالجابة جدير.
وصلل اللِّهم وسلِّم علِّىَ البَشي النذير وعلِّىَ آْله وصحبَه وسلِّم ,,,
يييييييييي
509
استقبالا شهر رمضان
ت أعمحاذلنا ,منم يهدهذ إلن المحشد لذلِّه نمحده ونُستعينه ,ونُستغفره ,ونُعوُذر بالذ منم شروذر أنُفسنا ,ومنم سيلئما ذ
هش ر ر ر
ك له ,وأشهرد ألن ي له .وأشهرد ألن ل إله إل ال وحدهر ل شري ش الر فل رمضشل لره ,ومهنم يرضلِّل فل هاد ش
ممحداد عبَدهر ورسوُله )) .شيا أشييتشها الذذيشنم آْشمنروُا اتليرقوُا اللِّلهش شحلق تريشقاتذذه شول شرتوُترلنم إذلل شوأشنُهيترهم رمهسلِّذرمحوُشن (( )آْل
س شواذحشدةت شوشخلِّششق ذمهنيشها شزأهوشجشها شوبش ل
ث س اتليرقوُا شربلركحرم الذذي شخلِّششقركحهم ذمهنم نُشيهف تعمحران )) .(102:شيا أشييتشها اللنا ر
ذمهنيرهشمحا ذرشجالد شكذثياد شونُذشساءد شواتليرقوُا اللِّلهش الذذي تششساءشرلوُشن بذذه شواهلشهرشحاشم إذلن اللِّلهش شكاشن شعلِّشهيركحهم شرقذيبَاد (( )النساء:
صلِّذهح لشركحهم أشهعشمحالشركحهم شويشيهغذفهر لشركحهم ذررنُوُبشركحهم ذ ذ
)) . (1شيا أشييتشها الذيشنم آْشمنروُا اتليرقوُا اللِّلهش شورقوُلروُا قشيهوُلد شسديداد * ير ه
شوشمهنم يرذطذع اللِّلهش شوشررسوُلشهر فشيشقهد شفاشزأ فشيهوُزأاد شعذظيمحاد (( )الحزاب. (7071:
ي ممحتد ? وشلر الموُذر رمدثارتا ,وكلل مدثتة ب ال ,وخشي الدي هد ر
ذ
أما بعرد :فإن أصدشق الديث كتا ر
بدعة ,وكلل بدعتة ضللة ,وكلل ضللتة ف النار
أما بعد ،أيها السلِّمحوُن :
ف فيه الدرجات ،وتقارل فيه العثرات ,شهرر فقهد أظلِّكحم شهةر عظيم ,وموُسةم كري ,شهةر تضاع ر
ت السذد كللِّها ,واحتمحاذل ضغذطها وثقذلِّها ,إيثاراد لا عند الذ منم الجر ذوالثوُبة . الستعلذء علِّىَ ضرورا ذ
ت السذد فالصوُم بل منازأع هوُ مارل تقريذر الدارذة الازأمة ,والعزيإذة الصادقة ,شهر الستعلذء علِّىَ ضرورا ذ
ر ر
ذ
كللِّها ,واحتمحال ضغطها وثقلِّها ,إيثاراد لا عند ال منم الجذر والثوُبة ,فالصوُرم بل منازأع هوُ مارل تقريذر ذ ذ ذ
الدارذة الازأمة ,والعزيإذة الصادقة ,الضروريتان ف إعداذد النفوُس ،لتحمحذل مشاذق الطريق الفروذش بالعقبَا ذ
ت
ث الفتنةر ذ ذ ذ
ف بالسالكحي,أن حليهل إل حي ر والشوُاك تارة ,والمحلِّوُء بالرغبَات والشهوُات تارة أخرىً تت ر
ب شعشلِّىَ الذذيشنم ذمهنم قشيهبَلِّذركحهم لششعلِّلركحهم ذ
صشيارم شكشمحا ركت ش
ب شعلِّشهيركحرم ال ل ذ لذ
والتاعر الرخيص)) شيا أشييتشها ا ذيشنم آْشمنروُا ركت ش
تشيتليرقوُشن(( )البَقرة. (183:
ب ,يؤجل بضع ساعا ت
ت ت قضيةش طعاتم وشرا ت
ر ش لعلِّكحم تتقوُن قف عندها وتأمل ,فالقضيةر أيها البَاررك ليس ه
إل اللِّيل ,القضية ليست قضيةش توُيتع ,أو حرماتن منم الوُطذء اللل ,إلنا أكبر منم ذلك بكحثي .إلنا
س فالتقوُىً :هي الرادعر القوُي, ت ت ت
مسألةر إيإان وتقوُىً ،وعزيإة وإرادة تيح با الضمحائرر ،وتسعرد لا النفوُ ر
ي ,والتدبرون لذا القرآْذن ،يدركوُن مقاشم التقوُىً عند تم ووساوذس الشياط ذ ت الف ذ والارس المي منم مضل ذ
ال ,ويعرفوُشن وزأشنا وحقيشقتها ,فهي غاية تتطلِّرع إليها أروارحهم ,وتشتارقها نُفوُرسهم ,فمحا قيمحةر النُساذن بل
تقوُىً ,وما وزأنُهر بل إيإان ,أو يقي ؟!ا وما قيمحةر الصوُذم إن ل يثمحهر خشيةد ومراقبَه ,وتوُبةد وإنُابة ؟!ا ما
قيمحةر الصوُم إن ل يثمحهر إرهافاد ف الشعوُر ،وشفافيةد ف الس ،ومانُبَةد للِّخمطيئمة ؟!ا
ضيعت ,فيمحا ل طائشل منم ورائذه ول عائشد منم ت
ما قيمحتهر إن ل يكحنم نُدماد علِّىَ أعمحاتر رأهدرت ,وسنوُات ر
شجلرائه ,ما قيمحةر الصوُم إهن ل يكحهنم عزماد صادقاد ؟!ا ويقيناد واثقاد ؟!ا بتمحيذة الستقامذة والتوُبة ؟!ا
510
ت الاطئمة ,وحشل النفس علِّىَ واستدرارك ما بقي منم الجل ,بإصلذح الوضاذع النحرفة ,والمحارسا ذ
ب جلل جلله ,ما قيمحةر الصوُم إهن ل يكحهنم ماكمحةد للِّضمحي ,وماسبَةد اللتزاذم بشرذع ال ،والضوُذع لمذر الر ذ
ت نُفسي ظلِّمحاد كثياد ,وإلل ف دائتم معناه ر ل للِّنفس ,ومراجعةد للِّمحاضي ,واستحضاتر واعتا ت
ب إلن ظلِّمح ر
تغفهر ل وترحن أكهنم منم الاسرينم
أيها السلِّمحوُن :لقد أساءش الكحثيوشن فهشم السلم ،واتذوا شعائشره هزواد ولعبَدا ,وف أحسذنم الحوُال
ت جرداء ل روشح فيها ول تأثشي لا ,وإلل فمحا معن أن يكحوُن أعظرم رشهوُر جعلِّوُها شعائر جوُفاء ,وعبَادا ت
ش
ك الشهر القدس إل شهذر السوُاقذ س ردرهوُر هم وأغلِّىَ أوقاتم ؟!ا ما معن أن يتحوُشل ذل ش
ر ر هم ,وأنُف ر
ف ,والتبَذير ؟!ا الزدحذة ,والوُائذد المحتدةذ بألوُاذن السرا ذ
وما معن أن يتحوُشل أعظشم رشرهوُر ذهم إل شهتر لطالعذة الفتنذة ,وإثارذة الغرائذز وهدم الفضائل ؟!ا وما معن
ي ف ضلذلم ,مستسلِّمحي لشهوُاذتم, ذ
ب عمحارد المة وأمرلِّها سادريشنم ف غيذهم ,معن ش أهن يظلل الشبَا ر
ع بسياراذتم اللمعذة, ي ف ملِّذاتم؟!ا ل يرراعوُن للِّشهذر حرمدة ،ول يرجوُشن ل وقاردا ,يذرعوُشن الشوُار ش
ذ
منكحبَ ش
ووجوُههذم الصقوُلذة ،وهيئماذتم البَغيضة ,يؤذوشن العبَاشد ,ويفذسدوشن البَلشد ،ول يشسلِّرم منم شلرهم حاضةر ول
يباد ,وما معن أن يتحوُشل شهرر بدتر وفتذح مكحة ,إل شهذر المحوُذل ,والتثاؤب ,والتثاقذل عنم أداذء الضرور ل
الوُاجب؟!ا بل حلت عنم الصلةذ الفروضذة أحيانُدا ,واعجبَاد لصلوُاذم آْخذر الزمان هؤلء.
ك صائةم ب منهم !ا منم ل يسجرد لذ سجددة ل ف رمضاشن ول ف غذي رمضان ,وهوُ مع ذل ش بل وأعج ر
ب ,يظرنم ألنُه قد بلِّشغ مرتبَةش أب بكحر وعمحر ,إلنم يسيئموُشن فهشم السلم ,ويتعاملِّوُشن معهش مشوُهاد متس ة
مزقدا ,مزادء ,فوُا غربةش السلذم!ا ويا حسردة علِّىَ العبَاد!ا!ا
ت السريعرة.أيها السلِّمحوُن :ولنا مع هذا الشهذر المحيذز هذه الوُقفا ر
ث عرفتهر البَشرية ف هذا الشهذر البَارك ,يوُشم نُزشل القرآْرن الكحري ،فكحان حدثاد الول :وقفة مع أعظذم حد ت
باهراد غلي مساشر التاريخ ،وأنُشأش خشي أمتة رأخرجت للِّناس ،وصنشع رجالد فاجئموُا العال ,وأذهلِّوُا الدنُيا
بعلِّوُذمهم وجهادهم وفتوُحاذتم ،وبروا العقوُشل بعجزاذتم الارقة ،وبطوُلذتم الفذة.
ذلك القرآْرن الذي أصبَشح اليوُم ريقرأر ف السنذة ملرة ,ث ريركرنم ف الدراج حت إشعاتر آْخر ,وإهن أحسنوُا
ت هذه الرعوُنُةر لخرىً ،باعتبَارهذ كتاباد رمقدساد وكفىَ ,ولعمحر ال!ا فلِّقد أفرزأ ه أزأاحوُا عنه الغربَار بي الفينذة وا ر
ب العزيز مظاهر شت. ف معاملِّذة الكحتا ذ
أورلا :ما تعانُيهر المةر اليوُم منم ذتل وهوُاتن ,وتسلِّذط أعداذئها علِّيها يسوُموُنا سوُءش العذاب ,يسفكحوُشن
ضتها ,ويدلنُسوُن عقائشدها ,وريإليعوُن أخلشقها ,بل إلنم ليمحارسوُشن وصايةد ذليلِّةد علِّىَ دمائها ,ويستبَيحوُشن بي ش
شعوُذبا ,حت صدشق فيهم:
ب شتيةم *** ول يستأ مرون وهم شهوُرد ويرقضىَ المرر حي تغي ر
511
تب العزيز ،فتلِّمحسها بوُضوُتح منم خلذل التخمبَطا ذ وأما الظهر الثان :الذي أفرزأتهر رعوُنُةر التعامذل مع الكحتا ذ
ر ر
ذ ذ ذ
العقدية ،والنرافات السلِّوُكية ,والنعرات العصبَية ,والتدهوُرات الخلقية ,فكحرل هذه الشذوذات أفرزأها ذ
ت جاهير السلِّمحي ف العاذل السلمي طرية ب القرآْن ،وعزلهر عنم التبية والتوُجيه ,بيث أصبَح ه غيا ر
ب والتعجيم . ت الجنبَيذة الوُافدة ,والغزو الفكحرذي النظم ,مصطلِّيةد بناذر التغري ذ تت تأثذي الثقافا ذ
ر ش
ذ ذ
ك الجياذل الزيلِّة منم الفتيان والشبَاب ذوي الهتمحامات التافهة, ت ثالثةر الثاف ،بنشأشة تلِّ ش حت كانُ ه
والوُايا ذ
ك القضايا . ت السخميفة ,الت ل تتجاورزأ نُطاشق الفنم والسفذر والسياحة ونذوُها منم هاتي ش
بأل إلن رمضان فرصة سانة للمة ،شعوُباد وأفراددا ,كي يعيدوا للِّقرآْذن هيبَشته وينقلِّوُهر بأيتد متوُضئمة ،وقلِّوُ ت
ر
ف الساجد ليحكحشم كلل صغيةت وجلِّيلِّتة ف حياتم ،ويهيمحنم علِّىَ كلل شاذة وفاذة منم
ت تائبَة ،منم أرف ذ
أموُرهم .
أيها الحبَة ف ال :وأما الوُقفةر الثانُية فنقفها سوُيدا ,بصحبَذة جلِّتة منم أخبَار الصطفىَ صلِّىَ ال علِّيه
وسلِّم وهوُ ريقدرم للمذة دروساد بالان ,ف منهجيذة التعامذل مع شهتر عظيم كهذا ،فقد أخشب علِّيه الصلة
ب النيان ,وما ب النذة ف رمضان )] ([1وإغلذق أبوُا ذ صادق الصدوق ,عنم فتذح أبوُا ذ و السلم وهوُ ال ل
أعظشمحها منم بشارة لوُ تأملِّنا ها بوُعتي وإدراك ,لوُ تدلبر السلِّمحوُشن هذا الشب العجيب ,الذي فيه منم
ذ ذ
ي للِّضعفاء, ي ف الرقربات ,راح ش ي ف اليات ,متنافس ش معاذن الرحة والحسان ما فيه ,لوُجدشتم مسارع ش
ي للِّفقراء .مسن ش
ي للِّشهوُات ,عالفي عنم الرام, لوُ تأمشل السلِّمحوُن هذا الشب العظيم ,لوُجدشتم هاجريشنم للِّمحوُبقات ,تارك ش
ب النذة الشرعة ,ومصا ريعها الفتوُحذة ,لبَلوُا منم رقدذتم, زأاهديشنم ف الثام ,لوُ تيشل السلِّمحوُن أبوُا ش
ذ
ب النة ل ك البوُاب ,عللِّهم يلِّجوُنا وينعمحوُشن بدخوُلا ,أل إلن أبوُا ش وانُتفضوُا انُتفاضةش السد يبَتدروشن تلِّ ش
ض تدررك بالماذن الكحاذبة ,ول توُلر بالحلذم الزائفة,ولكحلنها توُل بأداذء الصلةذ الكحتوُبة ،وأداذء الفرائ ذ
الفروضة ,أبوُاب النة توُلر بصنائذع العروف ،وتفطذي الصائمحي ،وتفقذد الرامذل واليتامىَ ,والضعفاذء
س الداد عنم شتذم الناذس ف اللِّسان وحبَ ذ ذ ذ
ف المام ،وك ش ب اللنة توُلر بصلة التهجد خلِّ ش والزمن ,أبوُا ر
لتم وهفوُاذتم ,إلنا توُلر بسذنم الدعوُةذ إل ال ،والصذب علِّىَ الذىً ف وثلِّبَهم ،وتتبَذع عوُراذتم ,وتصيذد زأ ل
ف الباطيل ،وتعر الوُجذه غيدة ت ال ،والمذر بالعروف والنهذي عنم النكحر ،والتصدي للِّبَاطل وكش ذ ذا ذ
ي ذ ذ ذ ذ ذ
ب اللنة مفتوُحة لنم قاشم بلق النصيحة ملِّصاد ل ولكحتابه ولرسوُله ولئمحة السلِّمح ش علِّىَ مارم ال ,أبوُا ر
ب قرآْتن جم ,ومنطتق نُبَوُتي مهذب . وعامتذهم ,بأد ذ
أيها الحبَة ف ال :ويبنُا رسوُرلنا صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم )) :بألن منم ل يدهع قوُشل الزوذر والعمحشل به فلِّيس
ع طعاشمه وشرابه (( ]. [2 ذ
ل حاج ة بأهن يد ش
صللِّىَ علِّيك ال يا علِّشم الدىً ,صللِّىَ علِّيك ال ,صللِّىَ علِّيك الر أبا القاسم فمحا أوجشزها منم عبَارة ,وما
أبلِّشغها منم إشارة!ا
512
ت قضيةش توُيتع وحرماتن ذ
ص حقيقةش الصوُم ,وريلِّي ثرشته ,فالقضيةر كمحا أسلِّفشنا ليس ه إلنُه علِّيه السلم يرلِّخم ر
منم الوُطء اللل!ا
ضف ض السلِّمحي ,وخوُ ت ب لعرا ذ ف للِّساذن عنم قالذة السوُء ,منم غيبَتة ونيمحة وثلِّ ت إلنا قبَل ذلك ،ك ة
ش
ث للِّفرقذة والتناحذر ف أوساذطهم . نُوُاياهم ,وب ت
س ،منم التلِّطذخ بقذارذة الطيئمذة ,وشؤذم العصيذة ،ورجرذم إلنا قبَل ذلك كبَتح لمحاذح الوُىً وحظوُذظ النف ذ
النُغمحاس ف وحذل الخمالفذة ,وماوزأذة اللد الذي حلده ال .
إلن الصوُشم قبَشل أن يكحوُشن تأجيلد لطعاذم الغداة ,وتأخياد لرشفذة الظهيذة ,هوُ قبَشل ذلك امتناعر الصابذع عنم
ذ ذ ث بأزألرذة قنوُا ذالعبَ ذ
ب
ل ،أو الستمحاذع إل ما يغض ر ث الفضائي ,وحفظ الوُاذس عنم مطالعة ما حلرم ا ر ت البَ ل
ف عنم أكذل الراذم منم الرشوُةذ والربا ،أوالغلِّوُذل والسرقة ,إلنُه صوُرم الوُف عنم أكذل ال ,نُإله صوُم الوُ ذ
ر ر
ذ ذ ذ ذ
أموُاذل اليتامىَ ،ومرتبَات الجراء وتسوُيذق العازأف ,وترويذجه الخمدرات وبيذع الدخان واللت وغيها ،لما ذ
حرمهر الر ورسوُله ,إلنُه صوُرم الوُارذح كللِّها عنم انُتهاذك الدود ,وتاوذزأ السدوذد ف هجمحتة غذي بريئمتة ,علِّىَ
ما ل رييرزه شرعة ,أو يسلوُرغه عقةل ,أو يتلئرم مع رخلِّتق ومبَدتءا ودينم ,وأما البر الخي منم أخبَاذر رسوُلنا
? ف شأذن رمضان ,فهوُ إخبَارهر المة بألن )) للِّصائذم عند فطرذه دعوُدة ل ترد((].[3
ت – يا حك ال هذه الفرصةش النادرة السوُقةش إليك فوُشق طبَتق منم ذهب ,هلل اغتنمح ش ت ير ر فهلل اغتنمح ش
ك منم بركاتذه, ض علِّيك منم رحا تذه ،ورينلزشل علِّي ش رعاك ال – فرصةد كهذه ,ودعوُت ملِّ ش ذ
ك اللِّوُك أهن شيفي ش ش
ذ
ت اليوُشم يرقرق بعضها بعضدا ,وريهوُرن ك رمضلت الفتم ،الت أصبَح ه ف الرحيم أن يقي ش ت الرؤو ر هلل دعوُ ش
ك ,وشر الشيطاذن وشركه ؟!اوأهن يأخشذ بيدشك إل حي ر
ث ك شلر نُفس ش ت الش أن يقي ش بعضها بعضدا ,هلل دعوُ ش
البر والتقوُىً ,وحلوةر اليإاذن وبرد التقي ؟!ا إلن للِّصائذم عند فطرهذ دعوُدة ل رترد ,بشارة ل ينبَغي أهن
ب ,أو يغفشل عنها منم لديذه مسكحة منم عقل . يفرشط فيها لبَي ة
صوُن با أنُفشسهم وقد علِّمحوُا شلدة س الاجذة إليها !ا فل ير ل ف ريفررط با أقوُاةم وههم ف أم ل واعجبَاد كي ش
س حاجتها إل تأييدهذ وتسديده ,ول ريصوُشن با إخوُاشنم الستضعفي افتقاذرها إل عوُذن ال ،ومسي ذ
ت مطارذق اللاذد والزنُدقة ف الشيشاذن ,وكشمحي وغيها ،حذاري أيها الضطهديشنم ف أماكشنم شت ,ت ش
س ذ ذ
ك فرحةر الفطر حرارشة الدعاء للِّعراق ,وفلِّسطي ,بأهن يعلجشل الرلِّه للمة فرشجها ،وينف ش ب أن تنسي ش اللِّبَي ر
ف صدوشر قوُتم مؤمني . ث علزتا ,ويش ذ كربشتها ,ويبَع ش
ذ ذ
أتزأر بالدعاء وتزدريه وما تدري ما صنشع الدعاءر
سهارم اللِّيذل ل رتطي ولكحهنم لا أجةل وللجذل انُقضاءر
بارك ال ل ولكحم بالقرآْن العظيم ونُفعن وأيا كم بالذكر الكحيم .واستغفر ال ل ولكحم إنُه هوُ الغفوُر
الرحيم
الطبَة الثانُية
513
المحد ل يعطي ويإنع ,ويفض ويرفع ,ويضر وينفع ,أل إل ال تصير الموُر .وأصلِّي وأسلِّم علِّىَ الرحذة
الهداة ,والنعمحة السداة ,وعلِّىَ آْله وأصحابه والتابعي,
أما بعرد:
فأما الوُقفةر الثالثة فهي وقفة مع العتمحرينم وزأواشر السجذد الراذم ،فوُا ال إلنُه ليثلِّرجه صدوشرنُا ,ويسعرد
ف الؤلفة الت تلر أروقةش السجذد وساحاذته .بيشد ألن ذلك ل ينبَغي أهن يإنعشنا منم نُفوُشسنا ،تلِّك اللوُ ر
ذ ذ ذ ذ ذ
التذكذي بأهية العتناء بالذرية والارم ,وإحاطتهم بالرعاية والتوُجيه ,إذ ل ينبَغي أهن ينشغشل ال ر
ب
ب الناذس إليه وألصقذهم به ,فيترك لم البَشل علِّىَ الغارب ،يذرعوُشن السوُاشق جيئمةد بصلتذه ,وطوُافذه عنم أقر ذ
وذهابدا ،لما قد ينترجه عنه ما ل رتمحرد عوُاقبَره ،ول رتسعرد نُتائجره ,ل ينبَغي أن يكحوُشن رمضان مدعاة لهاذل
ب رأسذرهم إل ذ ذ ذ السذر ،وتقوُي ذ
ي والراهقات ,لقد اعتاشد الكحثيون اصطحا ش ض البَيوُت ،وإفراشط الثقة بالراهق ش
البَيت الرام ،لكحلنهم يغفرلِّوُن عنهم ساعا ذ
ض
ب خللا بع ر ف النهار ،لما جعشلِّها فرصةد يرتكح ر ت اللِّيل وأطرا ش ش
ك عمحهنم يسافرر لكحةش ذ ذ ذ
البناء تصرفاتم الشينة ,وحاقاتم الزرية ,ف أطهر البَقاذع وأشرفها عند ال ,نُاهي ش
بصذه ،وفيهم الراهرق والسفيه ,يتكرهم بل حسي ت وحشده ويهمحل أولده وبناتذه ،وفيهم ضعيف العقذل ونُاق ذ
ر ر شر ر ر
أو رقيب ,ونُسلي ألن ف الشرع حسناد وأحسنم ,وفاضلد وأفضل ,وواجبَاد وأوجب.
ك وأولدك ، ذ ذ ذ ذ ذ
ك لذةر العبَادة وحلوةر الناجاة عنم رعايةش أبناءشك ,,وتفقد أهلِّ ش حك ال أهن ترلِّهي ش فحذاري ير ر
س أمارة بالسوُء ،والفتنةر ضاربةر برارتا فوُق الرض . ت بعد ،والنف ر فالشيطارن حةي ل يإ ه
ض أحكحاذم الصوُم . وأخياد فهذا تذكاةر سريع ،لبَع ذ
ت نُيذة الصوُذم منم اللِّيل ،وتكحفي نُية واحدة لصوُذم الشهذر كللِّه علِّىَ الصحيذح الراجح. أورلا :وجوُب تبَيي ذ
ر
ض ل ريرجىَ زأوارله ،فيطعرم عنم كلل يوُتم ض ملزأماد للِّمحري ذ ض ،فإهن كان الر ر وثانُيدا :سقوُرط الصوُذم عنم الري ذ
مسكحيناد ومثلِّهر الكحبَير الررم العاجرز عنم الصوُم ,وألما السافر فيجوُزأ له الفطرر مطلِّقاد حت لوُ ل يشهق علِّيه
الصوُم.
ألما الذينم يتحايلِّوُشن بالسفر منم أجل الفطر علِّىَ طريقذة لقطعنه بالسفار ,ففطررهم حراةم ل يوُرزأ ,وأما
ت الصوُذم فستة : مفسدا ر
أورلا :المحاعر ف النهار .
وثانُيها :إنُزارل الن ببَاشرةت ونوُها .
ب ولوُ بطريذق الغذيات . وثالرثها :الكرل والشر ر
ورابرعها :التقيؤ عمحداد .
وخامرسها :إخرارج الدذم بجامتة ونوُها .
ض ,والنفاس ولوُ قبَل الغر ذ
ب بقلِّيل . ر وسادرسها :لما تتص به النساء منم خرورج دذم الي ذ
ش
ت ،ل تفسرد الصوُشم ،إل بشروتط ثلثة : وكل هذه الفطرا ر
514
الول :أن يكحوُشن عالاد بالكحم ،عالاد بالوُقت .
الثان :أهن يكحوُشن ذاكراد غشي نُاسي .
الثالث :أن يكحوُشن رمتاراد غشي مكحره .
ك لذشة ت ،وراحةد بعد الوُ ذ اللِّهم إلنُا نُسأرلك إيإانُاد يبَاشر قلِّوُبنا ،ويقيناد صادقدا ،وتوُبةد قبَل الوُ ذ
ت ،ونُسألر ش ش ر ر
ك ف غذي ضراءش رمضرة ،ول فتنةد مضلِّة، ذ
ك الكحرذي ,والشوُرق إل لقائ ش النظذر إل وجه ش
اللِّهم زأينا بزينذة اليإاذن واجعلِّنا هدادة مهتدينم,ل ضالشي ول رمضلِّي ,بالعروف آْمرينم ,وعنم النكحر نُاهي
ب العالي ,أل وصلِّوُا وسلِّمحوُا علِّىَ منم رأمرت بالصلة علِّيه إمام التقي وقائد الغر الجلِّي وعلِّىَ أله يا ر ل
وصحابته أجعي .
وأرضي اللِّهم عنم اللِّفاء الراشدينم أبوُ بكحتر وعمحر وعثمحان وعلِّي
اللِّهم آْمنا ف الوطاذن والدور وأصلِّذح الئمحةش وولةذ الموُذر ,يا عزيرز يا غفوُر ,سبَحان ربك رب العزة عمحا
يصفوُن .
يييييييييي
] [1السننم الكحبىً ) (2409منم حديث أب هريرة ? .
] [2رواه البَخماري ) (1903منم حديث أب هريرة ? .
] [3مصبَاح الزجاجة ،ورواه الاكم ف الستدرك والبَيهقي.
يييييييييي
من فضائل رمضان وتناقضاتنا في شهر الصيام
إن المحد ل نمحده ونُستعينه ونُستغفره ،ونُعوُذ بال منم شرور أنُفسنا وسيئمات أعمحالنا ،منم يهده ال فل
مضل له ،ومنم يضلِّل فل هادي له ،وأشهد أن ل إله إل ال ،وحده ل شريك له ،وأشهد أن ممحداد
عبَده ورسوُله ،اللِّهم صلل وسلِّم علِّيه وعلِّىَ سائر النُبَياء والرسلِّي ،وارض اللِّهم عنم الصحابة أجعي
وعنم التابعي ومنم تبَعهم بإحسان إل يوُم الدينم وسلِّم تسلِّيمحاد كثياد ..
إخوُة السلم :ول زأالت سحائب الي ترضلِّلِّنا ف رمضان ،ومنم ذا الذي ينكحرر ما لشهذر رمضان منم
فضائل ومزايا شحرية بالوُقفذة والبَيان.
ت ربا تظهر أكثر ف رمضان ،وهذه كذلك حرية بالوُقفة والبَيان وف القابل أل يوُجرد ف حياتنا تناقضا ة
.
أيها السلِّمحوُن :نُسائرم رمضان أكثرر منم أن رتصىَ ف القدي والديث ،وعلِّىَ الفرد والتمحع والمة،
س شيئماد منم نُسمحات رمضان وفضائلِّه ف واقعنا ،أليست الفرحة ب أنُفسنا ،ونُتلِّمح ر ولكحنم دعوُنُا ناط ر
والبَشرىً علمحت الصغي والكحبَي ،والذكر والنُثىَ بلِّوُذل شهر رمضان؟ وتلِّك علمة ختي ،وال يقوُل:
خييةر ذ لما شهيشمحرعوُشن(( )يوُنُس.(58: ذ
ضذل اللِّلذه شوبذشرهحشتذذه فشبَذشذل ش
ك فشيهلِّيشيهفشررحوُا رهشوُ ش ه ))قرهل بذشف ه
515
أليس سوُرق الراقبَة ل يروج ويشتتد ف رمضان ،والصائرم يإتنع عمحا أحل ال له ،ول رقيب علِّيه ف ذلك
إل ال ،والصائمحوُن يضربوُن ف ذلك أروع المثلِّة حت عاد ذلك ديدنُاد للِّصغي والكحبَي ،والسافر
والقيم ،والصحيح والسقيم ،إل منم رعذر بالفطار فتلِّك رخصة منم ررخص ال )) شوشما شجشعشل شعلِّشهيركحهم ذف
اللديذنم ذمهنم شحشرتج (( )الجه.(78:
إن مساجدنُا رتعمحر بالصلِّي أكثر ف رمضان ،وقد يعوُد فيها شارةد إل ربه ،وقد يألف السجد علِّىَ
الدوام منم كان هاجراد له ف بعض الزمان.
وإن بيوُتنا أضحت موُئلد للِّمحلئكحذة لكحثرة ما يرتلِّىَ فيها منم القرآْن ،أو زأيادة النوُافل ف رمضان ،ولربا
ض منها موُئلد للِّشياطي حيناد منم الدهر لكحثرة الصوُر ،أو لتعال أصوُات الذغناء ،أو لقلِّة الذكر بات البَع ر
وكثرة الغفلِّة فيها.
أيها الصائمحوُن :ألستم تدون ف أنُفسكحم للذة الصيام وإن رمنعتم الشهوُات؟ إنا الاهدة علِّىَ الطاعة
))شوالذذيشنم شجاشهردوا ذفيشنا شلنشيههذديشينليرههم رسبَريلِّششنا(( )العنكحبَوُت :منم الية .(69
فأولستم تافوُن ال وتطيعوُنُه حي تتقربوُن إليه بالصيام؟ فأبشروا بالعوُض وال يقوُل )) :شولذشمحهنم شخا ش
س شعذنم اهلششوُىً * فشذإلن اهلشلنةش ذ شمشقاشم شربلذه شجنلشتاذن(( )الرحنم ،(46:ويقوُل)) :شوأشلما شمهنم شخا ش
ف شمشقاشم شربله شونُشيشهىَ النليهف ش
ذهشي الهشمحأهشوىً(( )النازأعات.(4041 :
ب خاصا بالصائمحي ف النة. العمحرة ف رمضان تعدل حجة ،والريان با ة
صائذذمأولستم تفرحوُن عند الفطار ف الدنُيا ؟ فشلِّفرحتكحم حي تلِّقوُن رلبكحم ف الخرة أشتد وأبقىَ ))لذلِّ ل
ي يشيهلِّشقىَ شربلره(( . ذ ذ ذ ذ
ي ييرهفطرر ،شوفشيهرشحة ح ش
فشيهرشحشتان :فشيهرشحة ح ش
ت تنطلِّرق ذ
يا معاشر السلِّمحي :كيف يهل أحةد منكحم نُسمحات رمضان وخيية شهر رمضان؟ والدعوُا ر
ف سوُءدا ،أو تصلِّرح منم أفوُاه الصائمحي وقلِّوُبم فتعتلِّرجه ف السمحاء ،فتتد قضادء ،أو تقرق مطلِّبَدا ،أو تكح ت
ك أسيدا ،أو تنكحأ عردلودا. فاسددا ،أو تنصرر مظلِّوُمدا ،أو تشفي مريضدا ،أو تغن فقيدا ،أو تف ت
إن للِّصائم دعوُدة ل ترد لسيمحا عند فطره ،وللِّمحسلِّم دعوُة ل ترد لسيمحا ف الزيع الخي منم اللِّيل،
وبي الذان والقامة ،وف حال السجوُد ،وآْخر ساعتة منم المحعة...إل غي ذلك منم موُاطنم إجابة
الدعاء ،فألوُا علِّىَ ال بالدعاء ،واستجيبَوُا لمره ،وآْمنوُا به ،فتلِّك بوُابةر الدعاء ،وعلمة الرشد ))شوإذشذا
ب شدهعشوُشة اللداذع إذشذا شدشعاذن فشيهلِّيشهستشذجيبَروُا ذل شوهليريهؤذمنروُا ذب لششعلِّلرههم يشيهررشردوشن(( سأشلشك ذعبَاذدي علن فشذإلن قشذري ذ
ب أرجي ر ة ش ش ش ش
)البَقرة. (186:
قال الفسرون :فلِّيستجيبَوُا ل إذا دعوُرتم لليإان والطاعة ،كمحا أن رأجيبَرهم إذا دعوُن لوُائجهم )تفسي
النسفي .(1/95
وأمةر آْخرر لبد منم التليشفطتذنم له حي الدعاء أل وهوُ :إن إجابة الدعاء وعرد ذصدتق منم ال ل رخلِّف فيه،
ب ،فيقوُل ال :لبَيك ف قضاءش الاجة ،فإجابةر الدعوُة أن يقوُل العبَرد :يا ر ل لكحنم إجابةش الدعوُة رتال ر
516
عبَدي ،وهذا أمةر موُعوُد موُجوُةد لكحل مؤمنم ،وقضاءر الاجة إعطاءر الراد ،وهذا قد يكحوُن نُاجزدا ،وقد
يكحوُن بعد مدتة ،وقد يكحوُن ف الخرة ،وقد تكحوُن اليةر له ف غيه )تفسي النسفي .(1/95
أيها الصائمحوُن :وهل يهل أحةد أثر الصيام ف وحدة المة وتآلفها وانُقيادها ،أجل إنم جيعاد يلِّزموُن
حي طلِّوُع الفجر ث ريتلمحوُن صوُمهم إل اللِّيل ،يستوُي ف ذلك الكحبَي والصغي ،والغن والفقي ،والمير
والأموُر ،والذكرر والنُثىَ ،والعرب والعجمحي.
وكم تتجلِّىَ هذه الوُحدة ف تمحعات السلِّمحي الكحبىً كالرمي الشريفي والسلِّمحوُن منم متلِّف البَلد
ك عنم الطعام والشراب ،حت إذا ارتفرع س بعضهم إل بعض ،وكتلِّهم مس ة والعراق واللِّغات واللوُان يلِّ ر
ت الؤذن رمشعراد بلِّوُل اللِّيل أفطر الصائمحوُن ،إنا لوُةن منم ألوُان وحدة المذة وترابطها ،ريذكرنُا با صوُ ر
شهر رمضان ،وتتجدد مع كل سحوُر وإفطاتر ف رمضان ،وريدعىَ لا السلِّمحوُن علِّىَ الدوام .
أيهاالسلِّمحوُن :ولئمنم نُسينا فمحا شنُسي الفقراءر والتاجوُن والرامرل واليامىَ واليتامىَ والنكحوُبوُن والشردون
ب الوُائجه الخرىً ،ما نُسي هؤلء وأولئمك أعطياتنا ف رمضان ،نُعم إن أيدي الحسان تترد وأصحا ر
ت يروج سوُقها أكثر ف رمضان ،كم ينتظر الفضل منم مروم ف ت والزكوُا ر أكثر ف رمضان والصدقا ر
ف منم شهر رمضان وكم رتسدد منم ديوُن تثقل الكحوُاهل وتلِّب اللم والغلم ف شهر الصيام ،كم رتكحفكح ر
دموُتع ف شهر الحسان ،وكم يشعر بالمان إخوُاةن لنا عاشوُا فتدة منم النسيان والرمان ،حت إذا حلل
ب الكحآبة ،ولسان حالم يقوُل شهرر الصيام ذكرنُاهم فأعطيناهم وآْويناهم فابتهجوُا وتقشعت عنهم سح ر
:
وعسىَ أن يكحوُن ف شهر رمضان فرصة للِّذكرىً والوُصال علِّىَ الدوام حت تتغي الال وتقضىَ الوُائجه
ورينتصر للِّمحظلِّوُم وريرتد الصائل ،وينكحفيء الغشوُم .
ي القوُل إخوُة اليإان :ول تكحارد رتطئ العي أثر الصيام ف تذيب النفوُذس علِّىَ الب ،وفطامها عنم رد ر
وساذع الزور ،أشوليس الصائم الوُفق ياهرد نُفسه علِّىَ حسنم التعامل مع الخرينم حت وإن سابلهر أحةد
صائذةم(( . وقاتلِّه رلد علِّيه)) :إذلن امرؤ ش
ش والداع ذ
هل رأيتم صائمحاد يتم صوُمه يسمحرع أو ينظر للِّحرام ،إن سوُق الغناء والنا ،والكحذب والغ ل
ونوُها منم منكحرات القوُال والعمحال ،يضعف ف رمضان ،أوليس تلِّك نُسمحةد عظمحىَ منم نُسمحات
رمضان؟ حت وإن تلِّف نُفرر عنم ركب اليإان ،بل إن الصائم ريعطي نُفسه حظلها منم الب والحسان
والذكر والدعاء وتلوة القرآْن ،والكحث ف الساجد ،وهذه وتلِّك شحرية بأن تكحوُن ديدنُاد للِّمحسلِّم ف
شوُال وشعبَان وسائر الشهوُر واليام.
إنا فضائل ومزايا لبد أن نُتبَينها ونُستزيد منها ،ونُشكحر ال علِّيها ،ولبد أن نُرب أنُفسنا وناهدها علِّىَ
ذ لذ
ب شعلِّشهيركحرمالصب والداومة علِّيها فتلِّك قيمحة الصيام ،وتلِّك مدرسة رمضان ))شيا أشييتشها ا ذيشنم آْشمنروُا ركت ش
ب شعشلِّىَ الذذيشنم ذمهنم قشيهبَلِّذركحهم لششعلِّلركحهم تشيتليرقوُشن(( )البَقرة.(183: ذ
صشيارم شكشمحا ركت ش
ال ل
517
الطبَة الثانُية
أيها الؤمنوُن :ومع ما ف الصوُم منم تذيب ،وما لرمضان منم مزايا إل أنُه ريوُذجرد فينا معاشر السلِّمحي
ت ،ما أحرانُا أن نُتنبَه لا وأن نُستفيد منم مدرسة الصوُم. خلِّةل ،ولدينا تناقضا ة
أليس فينا منم يادل وياصرم حت ف رمضان وهوُ جدةل ل للِّب مصلِّحة ول لدرء مفسدة ؟ لكحنه لدد
وخصوُمة وإظهاةر للِّقوُة ،والتشفي منم الخرينم ،أفل نُرب أنُفسنا علِّىَ ترك الصوُمة والدل ف شهر
ث شولش شهيشههل(( )متفق علِّيه( .صوُرم شأحدكم فشلش يشيهرفر ه
ريقال لنا فيه)) :وإذا شكاشن ش
ث شولش رشياذدل(( ) لسعيد بنم منصوُر ،انُظر :ممحد المحد ،رمضان ،دروس وعب وف رواية)) :فشلش يشيهرفر ه
.(27
قال ابنم عبَاس رضي ال عنه :كفىَ بك ظلِّمحاد أل تزال ماصمحدا ،وكفىَ بك إثاد أل تزال ماريا .
وقال الوزأاعي :إذا أراد ال بقوُم شراد ألزمهم الدل ومنعهم العمحل.
وإذا كان ثل خلف حوُل أمر ما فلِّتقهم فينا رورح النُصاف ،ولنعلوُد أنُفسنا علِّىَ العدذل مع غينُا ،فذلك
ب للِّتقوُىً ،وأنُفىَ للِّوُحشة والبَغضاء. أقر ر
أيها الصائمحوُن :وثة تناقض صارخ ،وذلك حي ينام بعض الصائمحي عنم الصلة الكحتوُبة ،ويتكحرر هذا
بشكحل يفقد الصائم تقوُىً الصيام ،إن الطاعة ينبَغي أن تقوُد إل طاعة أخرىً ،ورمضان فرصة للِّكحسال
والقصرينم ف أمر الصلة لياجعوُا أنُفسهم ،فإذا وجد التاخي والكحسرل عنم الصلة ف شهر الصيام،
ع بالعلج . ذ
فذلك خلِّل ف الصيام ،وتناقض ف سلِّوُكيات الصائم علِّيه أن ينته وريسار ش
ب والزور والغيبَة والنمحيمحة والتعدي علِّىَ حقوُق الخرينم مرماد ش والفحش والكحذ ر عبَاد ال :أليس الغ ت
علِّىَ السلِّم علِّىَ الدوام ؟ لكحنم ما رأيكحم ف شمهنم يإارس هذا حت وهوُ صائم ؟ أليس هذا تناقضاد مع
حقيقة الصيام ،وخروجاد عنم ست الصائمحي ؟ ))ومنم ل يدع الزور والعمحل به فلِّيس ل حاجة أن يدع
طعامه وشرابه (( .
أما التعامل بالربا ،وأكرل أموُال الناس بالبَاطل ،فذلك مرم ف شريعة السلم علِّىَ الدوام ،ولكحنم مارسته
ض بي العبَوُدية ل والعبَوُدية لغيه. ت
ف رمضان شتعد علِّىَ حرمة الصيام ،وانُتهاةك لقدسية رمضان ،وهوُ تناق ة
أما الذينم يعكحفوُن سحابة النهار علِّىَ تلوة القرآْن ،فإذا جلنم علِّيهم اللِّيل رأيت منهم عكحوُفاد رمناقضاد
علِّىَ مشاهدة القنوُات الابطة ،أو متابعة للِّمحوُاقع الشبَوُهة ف النُتنُت ،فأولئمك حريوُن بتدبذر ما قرءوا
منم القرآْن ،وأولئمك خلِّطوُا عمحلد صالاد وآْخر سيئماد عسىَ ال أن يتوُب علِّيهم ،وأن يفتح علِّيهم
ليعلِّمحوُا أن صيام النهار رجنة عنم آْثام اللِّيل ،وأن ساع الغناء أو مشاهدة النا ،ل يتمحعان مع ساع
القرآْن وتقدير شهر رمضان .
518
ت يستحي أيهاالصائمحوُن :أما رسائل الوُال وصوُره فكحم هي مؤشرات علِّىَ اللسفه حي تمحل عبَارا ت
ر
العقلءر منم ذكرها ،أو صوُراد ل يلِّيق نُشرها ،وحي تارس هذه الرسائل والصوُرر الابطة ف شهر
رمضان فمحا فشذقه أولئمك فقهش الصيام ،وأينم هم منم حكحمحة الصيام وقدسية رمضان ؟
عبَاد ال :أل نُشعر جيعاد بالسراف ف تناول الكحثي منم الطعمحة ف رمضان ،أليس ف الصوُم تربية
علِّىَ الصب والوُع والقتصاد ف الطعم والشرب ،وماربة للِّتخممحة ،وموُازأنُة مشروعة لثلث الطعام
والشراب والنفس ،لكحنا حي نُسرف ف الفطر ونُعلوُض ما فات ف الصوُم ،فمحا استفدنُا كثياد منم حكحمحة
الصوُم.
أيها الدخنوُن :كان ال ف عوُنُكحم علِّىَ ترك التدخي ،ورمضان فرصةر مهمحة لكحم للقلع عنم هذا
الداء الستشري ،أل تشعرون بشيتء منم التناقض وأنُتم تصوُموُن النهار عمحا أحل ال لكحم طاعة ل وقربةد
له ،فإذا كان اللِّيرل أفطرت علِّىَ الرام ،وربا علوُضتم ما فاتكحم منم النهار ،إنا طاعة ومعصية ،واستجابة
ل ف النهار لكحنها استجابة للِّهوُىً وانزاةم أمام الشهوُة ف اللِّيل ،أينم ذهبَت قوُةر إرادتكحم ف النهار فهل
ب ،ولكحنم ذلك منم توُيف الشيطان ،وإل واصلِّتمحوُها ف اللِّيل؟ إن القرار قد يبَدو عند بعضكحم صع ة
فقافلِّة القلِّعي عنم التدخي سائرة ،وأنُت لست أضعف منم ترك وأقلِّع ،ولكحنك متاةج إل الرأة والصب
ل ،والعاقبَةر حيدة ،والطوُة موُفقة ،فاستعنم بال ول تعجز ،وقل لنفسك :هذا أوان التوُبة ،ومهلِّتك قلِّي د
الخية شهرر رمضان ،وستجد منم ربك عوُنُاد ومنم أقاربك مشجعدا ،ومنم متمحعك مثنياد ومبَاركدا ،ولك
أن تتصوُر فرحتنا بك مقلِّعاد تائبَدا ،ومنم حقك بل ومنم حلق كل مبَتلِّىَ أن نُدعوُ وأن رنُؤمنم علِّىَ الدعاء،
ف كلل مبَتلِّىَ بسوُء ،اللِّهم أبدل سيئماتم حسنات ،اللِّهم ثبَتهم علِّىَ اللق إل لقياك . اللِّهم عا ذ
ب بالتغيي للحسنم ،وكلِّنا يكحره التناقض ،فلِّنجعل عبَاد ال كللِّنا ريدعىَ إل التوُبة النصوُح ،وكلِّنا مطال ة
صا ل تعوُض، منم رمضان فرصةد للِّمحراجعة والاسبَة والتوُبة والنُابة ،ففي الشهر عوُةن علِّىَ الطاعة وفر ة
ب جلِّية للِّدنُيا والخرة ،ومنم تزكىَ فإنا يتزكىَ لنفسه ،وغداد يكحشف الستار ويتبَي منم تأخر ومكحاس ة
ومنم فازأ وحينها ل ينفع الندم ،ول ينفع نُفساد إيإارنا ل تكحنم آْمنت منم قبَل .
اللِّهم أذعلنا علِّىَ ذكرك وعلِّىَ شكحرك وحسنم عبَادتك ،واجعلِّنا منم السابقي للِّخميات ،الفائزينم بالنات
،اللِّهم اعصمحنا منم الزلل واحفظنا منم الفتم ،اللِّهم أفء منم بركات هذا الشهر علِّىَ السلِّمحي كافة ،
وعلِّىَ الظلِّوُمي والشردينم وارلمححاصرينم خاصة .
يييييييييي
الصوم
* عنم ابنم أب ملِّيكحة قال :كان ابنم الزبي يوُاصل سبَعة أيام ،ويصبَح يوُم السابع ،وهوُ ألثينا .
)(1/335
519
* عنم أب هريرة tقال :أل أدلكحم علِّىَ غنيمحة باردة ؟ قالوُا :ماذا يا أبا هريرة ؟ قال :الصوُم ف الشتاء
(1/381).
* وعنه ،أنُه كان وأصحابه :كانُوُا إذا صاموُا :قعدوا ف السجد ؛ وقالوُا :نُطهر صيامنا .
)(1/382
* عنم سعيد بنم السيب قال :رأيت أبا هريرة يطوُف بالسوُق ،ث يأت أهلِّه ،فيقوُل :هل عندكم منم
شيء ؟ فإن قالوُا :ل ،قال :فإن صائم (1/382).
* عنم عبَاس بنم فروخ قال :سعت أبا عثمحان النهدي يقوُل :تضيفت أبا هريرة سبَع ليال ؛ فقلِّت له :
كيف تصوُم ي أو :كيف صيامك ي يا أبا هريرة ؟ قال :أما أنُا ،فأصوُم أول الشهر ثلثاد ،فإن حدث
ل حدث ،كان ل أجر شهري (1/382).
* عنم أب عثمحان النهدي :أن أبا هريرة كان ف سفر ،فلِّمحا نُزلوُا ،وضعوُا السفرة ،وبعثوُا إليه وهوُ
يصلِّي ،فقال :إن صائم ؛ فلِّمحا كادوا يفرغوُن ،جاء ،فجعل يأكل الطعام ؛ فنظر القوُم إل رسوُلم
،فقال :ما تنظرون ؟ قد وال أخبن أنُه صائم ؛ فقال أبوُ هريرة :صدق ،إن سعت رسوُل ال r
يقوُل » :صوُم شهر رمضان ،وصوُم ثلثة أيام منم كل شهر :صوُم الدهر « وقد صمحت ثلثة أيام
منم أول الشهر ،فأنُا مفطر ف تفيف ال ،صائم ف تضعيف ال (1/382).
* عنم أب موُسىَ tقال :خرجنا غازأينم ف البَحر ،فبَينمحا ننم والريح لنا طيبَة ،والشراع لنا مرفوُع ؛
فسمحعنا مناديا ينادي :يا أهل السفينة ،قفوُا أخبكم ،حت وال بي سبَعة أصوُات ؛ قال أبوُ موُسىَ :
فقمحت علِّىَ صدر السفينة ،فقلِّت :منم أنُت ،ومنم أينم أنُت ؟ أو ما ترىً أينم ننم ،وهل نُستطيع
وقوُفاد ؟ قال :فأجابن الصوُت :أل أخبكم بقضاء قضاه ال عز وجل علِّىَ نُفسه ؟ قال :قلِّت :بلِّىَ
،أخبنُا ؛ قال :فإن ال تعال قضىَ علِّىَ نُفسه :أنُه منم عطش نُفسه ل عز وجل ف يوُم حار ،كان
حقاد علِّىَ ال :أن يرويه يوُم القيامة ؛ قال :فكحان أبوُ موُسىَ يتوُخىَ ذلك اليوُم الار ،الشديد الر ،
الذي يكحاد ينسلِّخ فيه النُسان فيصوُمه (1/260).
* عنم ابنم شوُذب قال :كان ابنم سيينم :يصوُم يوُماد ،ويفطر يوُماد ؛ وكان الذي يفطر فيه :يتغدىً ،
فل يتعشىَ ؛ ث يتسحر ،ويصبَح صائمحاد (2/272).
* عنم الزهري قال :دخلِّنا علِّىَ علِّي بنم السي بنم علِّي ،فقال :يا زأهري ،فيم كنتم ؟ قلِّت :
تذاكرنُا الصوُم ،فأجع رأيي ورأىً أصحاب :علِّىَ أنُه ليس منم الصوُم شيء واجب ،إل شهر رمضان
؛ فقال :يا زأهري ،ليس كمحا قلِّتم ،الصوُم علِّىَ أربعي وجهاد ،عشرة منها واجبَة كوُجوُب شهر
رمضان ،وعشرة منها حرام ،وأربعة عشرة خصلِّة ،صاحبَها باليار :إن شاء صام ،وإن شاء أفطر ؛
وصوُم النذر واجب ،وصوُم العتكحاف واجب ؛ قال :قلِّت :فسرهنم يا ابنم رسوُل ال ؛ قال :أما
الوُاجب :فصوُم شهر رمضان ،وصيام شهرينم متتابعي ي يعن :ف قتل الطأ ي لنم ل يد العتق ،قال
520
تعال َ{ :شوشمهنم قشيتششل رمهؤذمناد شخطشأد } ]النساء [92 :الية .وصيام ثلثة أيام ف كفارة اليمحي ،لنم ل
ك شكلفاشرةر أشهشيإانُذركحهم إذشذا شحلِّشهفترهم } ]الائدة . [89 :وصيام حلِّق ذ
يد الطعام ،قال ال عز وجل َ{ :شذل ش
ىً ذمهنم شرأهذسذه } ]البَقرة [196 :الية . ذذ ذ
الرأس ،قال ال تعال َ{ :فششمحهنم شكاشن مهنركحهم شمذريضاد أشهو به شأذ د
صاحبَه باليار :إن شاء صام ثلثاد ؛ وصوُم دم التعة ،لنم ل يد الدي ،قال ال تعال َ{ :فششمحهنم
شتشتلشع ذبالهعرهمحشرذة إذشل اهلشلجه } ]البَقرة [196 :الية .وصوُم جزاء الصيد ،قال ال عز وجل َ{ :شوشمهنم قشيتشيلِّشهر
ذمهنركحهم رمتشيشعلمحداد فششجشزاءة ذمثهرل شما قشيتششل ذمشنم النليشعذم } ]الائدة [95 :الية .وإنا يقوُم ذلك الصيد قيمحة ،ث
يقص ذلك الثمحنم علِّىَ النطة .
وأما الذي صاحبَه باليار :فصوُم يوُم الثني والمحيس ،وصوُم ستة أيام منم شوُال بعد رمضان ،ويوُم
عرفة ،ويوُم عاشوُراء ؛ كل ذلك صاحبَه باليار :إن شاء صام ،وإن شاء أفطر ؛ وأما صوُم الذن :
فالرأة ل تصوُم تطوُعاد ،إل بإذن زأوجها ،وكذلك العبَد والمة .
وأما صوُم الرام :فصوُم يوُم الفطر ،ويوُم الضحىَ ،وأيام التشريق ،ويوُم الشك :نينا أن نُصوُمه
كرمضان ،وصوُم الوُصال حرام ،وصوُم الصمحت حرام ،وصوُم نُذر العصية حرام ،وصوُم الدهر حرام
،والضيف :ل يصوُم تطوُعاد ،إل بإذن صاحبَه ؛ قال رسوُل ال » : rمنم نُزل علِّىَ قوُم ،فل
يصوُمنم تطوُعاد ،إل بإذنم « ويؤمر الصب بالصوُم إذا ل يراهق ،تأنُيسا ،وليس بفرض ؛ وكذلك منم
أفطر لعلِّة منم أول النهار ،ث وجد قوُة ف بدنُه :أمر بالمساك ،وذلك تأديب ال عز وجل ،وليس
بفرض ؛ وكذلك السافر :إذا أكل منم أول النهار ،ث قدم :أمر بالمساك .
وأما صوُم الباحة :فمحنم أكل ،أو شرب ،نُاسياد منم غي عمحد ،فقد أبيح له ذلك ،وأجزأه عنم
صوُمه .
وأما صوُم الريض ،وصوُم السافر :فإن العامة اختلِّفت فيه ،فقال بعضهم :يصوُم ،وقال قوُم :ل
يصوُم ؛ وقال قوُم :إن شاء صام ،وإن شاء أفطر ؛ وأما ننم ،فنقوُل :يفطر ف الالي جيعاد ؛ فإن
صام ف السفر والرض ،فعلِّيه القضاء ،قال ال عز وجل َ{ :فشعذلد ة ذمهنم أشلياتم أرشخشر } ]البَقرة. [184 :
)(3/141142
* عنم يوُنُس بنم عبَد العلِّىَ قال :قيل لوُكيع :أنُت رجل تدي الصيام ،وأنُت كذا ،فعلِّىَ ماذا ؟ قال
:بفرحي علِّىَ السلم (8/369).
* عنم إبراهيم بنم أدهم ،أنُه كان إذا دعي إل طعام :أكل وهوُ صائم ،ول يقل :إن صائم ).
(8/10
* عنم السنم قال :السائحوُن هم الصائمحوُن (9/44).
* عنم إبراهيم النخمعي قال :الكحذب :يفطر الصائم (4/227).
* عنم هنيدة ي امرأة إبراهيم النخمعي ي ،أن إبراهيم :كان يصوُم يوُماد ،ويفطر يوُماد (4/224).
521
* عنم مكححوُل قال :الطيب :غذاء الصائم (5/184).
* عنم عوُن بنم عبَد ال بنم عتبَة قال :الصوُم منم اللل :أن تدخلِّه ،ومنم الرام :أن ترجه ).
(4/252
* وعنه قال :أفضل الصيام ،الصيام منم أربع :منم الطعم ،والأث ،والرم ،وأن تفطر علِّىَ صدقة ).
(4/252
* عنم عطاء بنم السائب قال :كان عبَد الرحنم بنم أب نُعم يوُاصل خسة عشر يوُماد :ل يأكل ،ول
يشرب (5/69).
* عنم سعيد بنم جبَي :أنُه سئمل عنم القبَلِّة لصائم ،قال :قيل :فإنُه بريد سوُء (4/289) .
* كان عبَد ال بنم عوُن :يصوُم يوُماد ،ويفطر يوُماد (3/40).
* عنم إسحاق قال :قد كبت وضعفت ،ما أصوُم :إل ثلثة منم الشهر ،والثني والمحيس ،
وشهوُر الرم (9/339).
* عنم يزيد بنم عبَد ربه قال :عدت مع خال علِّي بنم مسلِّم أبا بكحر بنم أب مري وهوُ ف النزع ،فقلِّت
له :رحك ال ،لوُ جرعت جرعت ماء ،فقال بيده :ل ،ث جاء اللِّيل ،فقال :أذن ؟ فقلِّت :نُعم
،فقطرنُا ف فمحه قطرة ماء ،ث غمحضناه ،فمحات رحه ال ؛ وكان ل يقدر أحداد ينظر إليه ،منم خوُىً
فمحه منم الصيام (6/89).
* عنم يزيد بنم عبَد ربه قال :عدت مع خال علِّي بنم مسلِّم أبا بكحر بنم أب مري وهوُ ف النزع ،فقلِّت
له :رحك ال ،لوُ جرعت جرعة ماء ،فقال بيده :ل ،ث جاء اللِّيل ،فقال :أذن ؟ فقلِّت :نُعم ،
فقطرنُا ف فمحه قطرة ماء ،ث غمحضناه ،فمحات رحه ال ؛ وكان ل يقدر أحداد ينظر إليه ،منم خوُىً
فمحه منم الصيام (6/89).
* عنم عمحرو بنم قيس :أن معاذ بنم جبَل لا طعنم ،فجعلِّت سكحرات الوُت تغشاه ،ث يفيق الفاقة ،
فيقوُل :اخنقن خنقاتك ،فوُعزتك ،إنُك لتعلِّم أن قلِّب يب لقاءك ،اللِّهم إنُك تعلِّم :أن ل أكنم
أحب البَقاء ف الدنُيا ،لري النار ،ول لغرس الشجار ،ولكحنم لكحابدة الساعات ،وظمحأ الوُاجر ،
ومزاحة العلِّمحاء بالركب عند حلِّق الذكر (5/103).
* عنم أشعث بنم سوُار قال :دخلِّت علِّىَ يزيد الرقاشي ف يوُم شديد الر ،فقال :يا أشعث ،علِّىَ
الاء البَارد ف يوُم الظمحأ ؛ ث قال :والفاه ،سبَقي العابدون ،وقطع ب ؛ قال :وكان قد صام ثنتي
وأربعي سنة (3/50).
* عنم كعب الحبَار قال :كان داود علِّيه السلم يصوُم يوُماد ويفطر يوُماد ؛ فإذا هوُ وافق صيامه يوُم
جعة ،أعظم فيه الصدقة ؛ ث يقوُل :صيامه ،كصيام خسي ألف سنة ،كطوُل يوُم القيامة ؛
وكذلك سائر العمحال ،الجر فيه مضعف (5/382).
522
* عنم شفىَ بنم ماتع الصبَحي قال :إن الرجلِّي ليكحوُنُان ف الصلة ،مناكبَهمحا جيعاد ؛ ولا بينهمحا ،
كمحا بي السمحاء والرض ؛ وإنمحا ليكحوُنُان ف بيت ،صيامهمحا واحد ؛ ولا بي صيامهمحا ،كمحا بي
السمحاء والرض (5/167) .
* عنم سعيد بنم جبَي قال :ل تطفئموُا سرجكحم ليال العشر ؛ تعجبَه العبَادة .وكان يقوُل :أيقظوُا
خدمكحم يتسحرون ،لصوُم يوُم عرفة (4/281).
* عنم أب إسحاق قال :قد كبت وضعفت ،ما أصوُم :إل ثلثة منم الشهر ،والثني والمحيس ،
وشهوُر الرم )4/339
يييييييييي
أحكام صيام الست من شوالا
بسم ال الرحنم الرحيم
المحد ل رب العالي والصلة والسلم علِّىَ سيد الرسلِّي وعلِّىَ آْله وصحبَه أجعي أما بعد :
فهذه لة متصرة عنم أحكحام صيام الست منم شوُال أسأل ال أن ينفع با المحيع ،فأقوُل وبال التوُفيق
:
أولد :حكحمحها :
صيام الستة منم شوُال سنة لا ثبَت عنم أب أيوُب رضي ال عنه أن رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال
) :منم صام رمضان ث أتبَعه ستا منم شوُال كان كصيام الدهر( رواه أحد) (5/417ومسلِّم )
(2/822وأبوُ داود ) (2433والتمذي ) . (1164قال ابنم قدامة ف الغن ) :صوُم ستة أيام منم
شوُال مستحب عند كثي منم أهل العلِّم ( .وجاء ف الوُسوُعة الفقهية ) :ذهب جهوُر الفقهاء الالكحية
،والشافعية ،والنابلِّة ،ومتأخرو النفية إل أنُه يسنم صوُم ستة أيام منم شوُال بعد صوُم رمضان ...
ونُقل عنم أب حنيفة رحه ال تعال كراهة صوُم ستة منم شوُال ،متفرقا كان أو متتابعا .وعنم أب
يوُسف :كراهته متتابعا ،ل متفرقا .لكحنم عامة التأخرينم منم النفية ل يروا به بأسا .قال ابنم عابدينم
،نُقل عنم صاحب الداية ف كتابه التجنيس :والخمتار أنُه ل بأس به ،لن الكحراهة إنا كانُت لنُه ل
يؤمنم منم أن يعد ذلك منم رمضان ،فيكحوُن تشبَها بالنصارىً ،والن زأال ذلك العن ،واعتب الكحاسان
مل الكحراهة :أن يصوُم يوُم الفطر ،ويصوُم بعده خسة أيام ،فأما إذا أفطر يوُم العيد ث صام بعده
ستة أيام فلِّيس بكحروه ،بل هوُ مستحب وسنة .وكره الالكحية صوُمها لقتدىً به ،ولنم خيف علِّيه
اعتقاد وجوُبا ،إن صامها متصلِّة برمضان متتابعة وأظهرها ،أو كان يعتقد سنية اتصالا ،فإن انُتفت
هذه القيوُد استحب صيامها .قال الطاب :قال ف القدمات :كره مالك رحه ال تعال ذلك مافة
أن يلِّحق برمضان ما ليس منه منم أهل الهالة والفاء ،وأما الرجل ف خاصة نُفسه فل يكحره له
صيامها (
523
ثانُياد :فضلِّها :
لقد بي النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أن منم صام الست منم شوُال كان كصيام الدهر كمحا ف الديث
السابق ،وقد فلسر ذلك النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم بقوُله " :منم صام ستة أيام بعد الفطر كان تام
السنة ) :منم جاء بالسنة فلِّه عشر أمثالا ( " .وف رواية " :جعل ال السنة بعشر أمثالا فشهر
بعشرة أشهر وصيام ستة أيام تام السنة " النسائي وابنم ماجة وهوُ ف صحيح التغيب والتهيب
1/421ورواه ابنم خزيإة بلِّفظ " :صيام شهر رمضان بعشرة أمثالا وصيام ستة أيام بشهرينم فذلك
صيام السنة " .يقوُل المام النوُوي رحه ال :قال العلِّمحاء) :وإنا كان كصيام الدهر ،لن السنة
بعشر أمثالا ،فرمضان بعشرة أشهر ،والستة بشهرينم.(..
ثالثاد :ثراتا
إليك هذه الفوُائد أسوُقها إليك منم كلم الافظ ابنم رجب رحه ال :
1ي إن صيام ستة أيام منم شوُال بعد رمضان يستكحمحل با أجر صيام الدهر كلِّه.
2ي إن صيام شوُال وشعبَان كصلة السننم الرواتب قبَل الصلة الفروضة وبعدها ،فيكحمحل بذلك ما
حصل ف الفرض منم خلِّل ونُقص ،فإن الفرائض تكحمحل بالنوُافل يوُم القيامة ..وأكثر الناس ف صيامه
للِّفرض نُقص وخلِّل ،فيحتاج إل ما يبه منم العمحال.
3ي إن معاودة الصيام بعد صيام رمضان علمة علِّىَ قبَوُل صوُم رمضان ،فإن ال تعال إذا تقبَل عمحل
عبَد ،وفقه لعمحل صال بعده ،كمحا قال بعضهم :ثوُاب السنة السنة بعدها ،فمحنم عمحل حسنة ث
أتبَعها بسنة بعدها ،كان ذلك علمة علِّىَ قبَوُل السنة الول ،كمحا أن منم عمحل حسنة ث أتبَعها
بسيئمة كان ذلك علمة رد السنة وعدم قبَوُلا.
4ي إن صيام رمضان يوُجب مغفرة ما تقدم منم الذنُوُب ،كمحا سبَق ذكره .
5ي أن الصائمحي لرمضان يوُفوُن أجوُرهم ف يوُم الفطر ،وهوُ يوُم الوُائز فيكحوُن معاودة الصيام بعد
الفطر شكحراد لذه النعمحة ،فل نُعمحة أعظم منم مغفرة الذنُوُب ،كان النب يقوُم حت تتوُلرم قدماه ،فيقال
له :أتفعل هذا وقد غفر ال لك ما تقدم منم ذنُبَك وما تألخر؟!ا فيقوُل} :أفل أكوُن عبَداد شكحوُرا{َ.
وقد أمر ال سبَحانُه وتعال عبَاده بشكحر نُعمحة صيام رمضان بإظهار ذكره ،وغي ذلك منم أنُوُاع شكحره،
فقال} :شولذترهكحذمحلِّروُاه الهعذلدشة شولذترشكحبَليررواه اللِّلهش شعشلِّىَ شما شهشداركهم شولششعلِّلركحهم تشهشركحرروشن{َ ]البَقرة [185:فمحنم جلِّة
شكحر العبَد لربه علِّىَ توُفيقه لصيام رمضان ،وإعانُته علِّيه ،ومغفرة ذنُوُبه أن يصوُم له شكحراد عقيب ذلك.
كان بعض السلِّف إذا وفق لقيام ليلِّة منم اللِّيال أصبَح ف نارها صائمحدا ،ويعل صيامه شكحراد للِّتوُفيق
للِّقيام.
وكان وهيب بنم الوُرد يسأل عنم ثوُاب شيء منم العمحال كالطوُاف ونوُه ،فيقوُل :ل تسألوُا عنم ثوُابه،
ولكحنم سلِّوُا ما الذي علِّىَ منم وفق لذا العمحل منم الشكحر ،للِّتوُفيق والعانُة علِّيه.
524
كل نُعمحة علِّىَ العبَد منم ال ف دينم أو دنُيا يتاج إل شكحر علِّيها ،ث التوُفيق للِّشكحر علِّيها نُعمحة أخرىً
تتاج إل شكحر ثان ،ث التوُفيق للِّشكحر الثان نُعمحة أخرىً يتاج إل شكحر آْخر ،وهكحذا أبداد فل يقدر
العبَاد علِّىَ القيام بشكحر النعم .وحقيقة الشكحر العتاف بالعجز عنم الشكحر.
رابعاد :مسائل متفرقة
1ي يستحب البَدء با بعد العيد مبَاشرة ؛ لن ذلك منم باب السارعة إل الي .قال تعال ) شوشساذرعروُاه
ي( آْل عمحران إذشل مهغذفرتة لمنم لربلركحم وجنلتة عرضها اللسمحاوات والشرض أرذعلد ذ ذ
ت لهلِّرمحتلق ش
ه ه ش ش شه ر ش ش ش ر ش ه ر ش ش
ض أرذعلدت لذلِّلذذينم آْمنروُا ذباللِّلهذ ت ذ
ش ش ه ض اللسشمحاء شواهلشهر ذ ضشها شكشعهر ذوقوُله تعال ) شسابذرقوُا إذشل شمهغفشرتة لمنم لربلركحهم شوشجنلة شعهر ر
ذ ذ
ضذل الهشعذظيذم( الديد ضرل اللِّلذه ييرهؤذتيذه شمنم يشششاء شواللِّلهر رذو الهشف ه شورررسلِّذه شذل ش
ك فش ه
2ي يوُزأ تفريقها ف شهر شوُال كاملد ول يلِّزم التتابع فيها ؛ لن الرسوُل – صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم –
أطلِّق صيامها ول يذكر تتابعاد ول تفريقاد ،حيث قال – صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم " :منم صام رمضان ث
أتبَعه ستاد منم شوُال كان كصيام الدهر "
3ي منم صامها ف عام ل يلِّزمه أن يصوُمها ف عام آْخر لكحنه يستحب له ذلك ؛ لقوُل النب – صلِّىَ
ال علِّيه وسلِّم " :أحب العمحال إل ال أدومها وإن قل" رواه البَخماري ومسلِّم منم حديث عائشة
رضي ال عنها .
4ي يلِّزم ف الست منم شوُال ونوُها منم النفل القيد منم تبَييت النية منم اللِّيل لقوُل النب صلِّىَ ال علِّيه
وسلِّم ) :منم ل يبَيت الصيام قبَل الفجر ،فل صيام له( رواه النسائي وصححه اللبَان .
5ي ل يلِّزم إتام الست منم شوُال ،فمحنم استطاع التام فقد أحسنم ومنم ل فل حرج علِّيه لقوُل النب
صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ) الصائم التطوُع أمي نُفسه إن شاء صام وإن شاء أفطر( قال النوُوي ف المحوُع )
) : (6/395إسناده جيد ( .
6ي الول لنم علِّيه قضاء منم رمضان أن يبَدأ به لنُه أبرأ لذمته ؛ ولن الفرض مقدم علِّىَ النافلِّة ،
واختلِّف أهل العلِّم فيمحنم قدم الست منم شوُال علِّىَ صيام الفرض علِّىَ قوُلي :
القوُل الول :أن فضيلِّة صيام الست منم شوُال ل تصل إل لنم قضىَ ما علِّيه منم أيام رمضان الت
أفطرها لعذر .واستدلوُا لذلك بأن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال فيمحا رواه مسلِّم منم حديث أب أيوُب
النُصاري :منم صام رمضان ث أتبَعه ستلاد منم شوُال كان كصيام الدهر .وإنا يتحقق وصف صيام
رمضان لنم أكمحل العدة .قال اليتمحي ف تفة التاج ))) :(3/457لنا مع صيام رمضان أي :جيعه،
وإل ل يصل الفضل الت وإن أفطر لعذر(( .وقال ابنم مفلِّح ف كتابه الفروع ) )) :(3/108يتوُجه
تصيل فضيلِّتها لنم صامها وقضىَ رمضان وقد أفطره لعذر ,ولعلِّه مراد الصحاب ,وما ظاهره خلفه
خرج علِّىَ الغالب العتاد ,وال أعلِّم(( .وبذا قال جاعة منم العلِّمحاء العاصرينم كشيخمنا عبَد العزيز بنم
بازأ وشيخمنا ممحد العثيمحي رحهمحا ال.
525
القوُل الثان :أن فضيلِّة صيام الست منم شوُال تصل لنم صامها قبَل قضاء ما علِّيه منم أيام رمضان
الت أفطرها لعذر؛ لن منم أفطر أياماد منم رمضان لعذر يصدق علِّيه أنُه صام رمضان فإذا صام الست
منم شوُال قبَل القضاء حصل ما رتبَه النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم منم الجر علِّىَ إتبَاع صيام رمضان ستاد
منم شوُال .وقد نُقل البَجيمي ف حاشيته علِّىَ الطيب بعد ذكر القوُل بأن الثوُاب ل يصل لنم قدم
الست علِّىَ القضاء متجاد بقوُل النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ث أتبَعه ستاد منم شوُال ) (2/352عنم
بعض أهل العلِّم الوُاب التال)) :قد يقال التبَعية تشمحل التقديرية لنُه إذا صام رمضان بعدها وقع عمحا
قبَلِّها تقديردا ,أو التبَعية تشمحل التأخرة كمحا ف نُفل الفرائض التابع لا ا هي .فيسنم صوُمها وإن أفطر
رمضان(( .وقال ف البَدع ))) :(3/52لكحنم ذكر ف الفروع أن فضيلِّتها تصل لنم صامها وقضىَ
رمضان وقد أفطر لعذر ولعلِّه مراد الصحاب ،وفيه شيء((.
والذي يظهر أن ما قاله أصحاب القوُل الثان أقرب إل الصوُاب؛ ل سيمحا وأن العن الذي تدرك به
الفضيلِّة ليس موُقوُفاد علِّىَ الفراغ منم القضاء قبَل الست فإن مقابلِّة صيام شهر رمضان لصيام عشرة
ذ ذ
أشهر حاصل بإكمحال الفرض أداء وقضاء وقد وسع ال ف القضاء فقال }:فشعلدة مهنم أشلياتم أرشخشر يرذريرد اللِّلهر
بذركحرم الهيرهسشر شول يرذريرد بذركحرم الهعرهسشر شولذترهكحذمحلِّروُا الهعذلدشة{َ )البَقرة ،(185 :أما صيام الست منم شوُال فهي
فضيلِّة تتص هذا الشهر تفوُت بفوُاته .ومع هذا فإن البَداءة بإبراء الذمة بصيام الفرض أول منم
الشتغال بالتطوُع .لكحنم منم صام الست ث صام القضاء بعد ذلك فإنُه تصل له الفضيلِّة إذ ل دليل
علِّىَ انُتفائها ،وال أعلِّم.
7ي استدل بعض أهل العلِّم بذا الديث علِّىَ استحبَاب صيام الدهر ،
وقالوُا :لوُ كان صوُم الدهر مكحروها لا وقع التشبَيه به ,بل هذا يدل علِّىَ أنُه أفضل الصيام.
وأجاب عنم ذلك ابنم القيم فقال ) :هذا الستدلل فاسد جدا منم وجوُه :
أحدها :أن ف الديث نُفسه أن وجه التشبَيه هوُ أن السنة بعشر أمثالا ,فستة وثلثوُن يوُما بسنة
كاملِّة ومعلِّوُم قطعا أن صوُم السنة الكحاملِّة حرام بل ريب والتشبَيه ل يتم إل بدخوُل العيدينم وأيام
التشريق ف السنة وصوُمها حرام فعلِّم أن التشبَيه الذكوُر ل يدل علِّىَ جوُازأ وقوُع الشبَه به فضل عنم
استحبَابه فضل عنم أن يكحوُن أفضل منم غيه .نُظي هذا :قوُل النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم لنم سأله
عنم عمحل يعدل الهاد ؟ فقال " ل تستطيعه .هل تستطيع إذا خرج الاهد أن تقوُم فل تفت ,وتصوُم
فل تفطر ؟ قال :ل .قال :فذلك مثل الاهد " ومعلِّوُم أن هذا الشبَه به غي مقدور ول مشروع .
فإن قيل :يمحل قوُله " فكحأنا صام الدهر " علِّىَ ما عدا اليام النهي عنم صوُمها .
قيل :تعلِّيلِّه صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم حكحمحة هذه القابلِّة ,وذكره السنة بعشر أمثالا ,وتوُزأيع الستة
والثلثي يوُما علِّىَ أيام السنة :يبَطل هذا المحل .
526
الثان :أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم سئمل عمحنم صام الدهر ,فقال " ل صام ول أفطر ,وف لفظ ل
صام منم صام البد " فإذا كان هذا حال صيام الدهر فكحيف يكحوُن أفضل الصيام ؟
الثالث :أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ثبَت عنه ف الصحيحي أنُه قال " أفضل الصيام صيام داود "
وف لفظ " ل أفضل منم صوُم داود :كان يصوُم يوُما ويفطر يوُما " فهذا النص الصحيح الصريح الرافع
لكحل إشكحال ,يبَي أن صوُم يوُم وفطر يوُم أفضل منم سرد الصوُم .مع أنُه أكثر عمحل .وهذا يدل
علِّىَ أنُه مكحروه لنُه إذا كان الفطر أفضل منه ل يإكحنم أن يقال بإباحته واستوُاء طرفيه .فإن العبَارة ل
تكحوُن له بالبطال ,فتعي أن يكحوُن مرجوُحا ,وهذا بي لكحل منصف .ول المحد .
8ي هل يإكحنم أن رتصام هذه الست ف غي شوُال وتصل نُفس الزية ؟
أجاب عنم ذلك العلمة ابنم القيم رحه ال ف تعلِّيقه علِّىَ سننم أب داود فقال ) :اختصاصا شوُال ففيه
طريقان :
أحدها :أن الراد به الرفق بالكحلِّف ,لنُه حديث عهد بالصوُم ,فيكحوُن أسهل علِّيه ففي ذكر شوُال
تنبَيه علِّىَ أن صوُمها ف غيه أفضل ,هذا الذي حكحاه القراف منم الالكحية ,وهوُ غريب عجيب .
الطريق الثان :أن القصوُد به البَادرة بالعمحل ,وانُتهازأ الفرصة ,خشية الفوُات .قال تعال } فاستبَقوُا
اليات {َ وقال } وسارعوُا إل مغفرة منم ربكحم {َ وهذا تعلِّيل طائفة منم الشافعية وغيهم .قالوُا :ول
يلِّزم أن يعطي هذا الفضل لنم صامها ف غيه ,لفوُات مصلِّحة البَادرة والسارعة البَوُبة ل .
قالوُا :وظاهر الديث مع هذا القوُل .ومنم ساعده الظاهر فقوُله أول .ول ريب أنُه ل يإكحنم إلغاء
خصوُصية شوُال ,وإل ل يكحنم لذكره فائدة .
وقال آْخرون :لا كان صوُم رمضان ل بد أن يقع فيه نُوُع تقصي وتفريط ,وهضم منم حقه وواجبَه
نُدب إل صوُم ستة أيام منم شوُال ,جابرة له ,ومسددة للِّل ما عساه أن يقع فيه .فجرت هذه اليام
مرىً سننم الصلِّوُات الت يتنفل با بعدها جابرة ومكحمحلِّة ,وعلِّىَ هذا :تظهر فائدة اختصاصها بشوُال
,وال أعلِّم .
9ي هناك فرق بي أن يقوُل " فكحأنا قد صام الدهر " وبي قوُله " فكحأنا صام الدهر " هوُ أن القصوُد
تشبَيه الصيام بالصيام .ولوُ قال :فكحأنُه قد صام الدهر ,لكحان بعيدا عنم القصوُد ,فإنُه حينئمذ يكحوُن
تشبَيها للِّصائم بالصائم .فمححل التشبَيه هوُ الصوُم ,ل الصائم ,وييء الفاعل لزوما ,ولوُ شبَه
الصائم لكحان هوُ مل التشبَيه ,ويكحوُن ميء الصوُم لزوما ,وإنا كان قصد تشبَيه الصوُم أبلِّغ وأحسنم
لتضمحنه تنبَيه السامع علِّىَ قدر الفعل وعظمحه وكثرة ثوُابه ,فتتوُفر رغبَته فيه .قاله ابنم القيم ف تعلِّيقه
علِّىَ سننم أب داود .
وف التام أسأل ال تعال أن ينفع بذه البَحث الخمتصر وأن يعلِّه ف موُازأينم السنات وصلِّىَ ال
وسلِّم علِّىَ نُبَينا ممحد وعلِّىَ آْله وصحبَه وسلِّم .
527
وكتبَه ممحد بنم عبَدال بنم صال البَدان
3/10/1425هي
يييييييييي
صوم السلف
* دخل موُسىَ بنم عبَد ال يوُماد علِّىَ الرشيد ،ث خرج منم عنده فعثر بالبَساط ،فسقط فضحك الدم
وضحك الند ،فلِّمحا قام التفت إل هارون ،فقال يا أمي الؤمني :إنُه ضعف صوُم لضعف سكحر) .
( 27 ، 26 / 13
* كان ممحد بنم عبَد ال السدي يصوُم الدهر ,وكان إذا تسحر برغيف ل يصدع ,فإذا تسحر
بنصف رغيف صدع منم نُصف النهار إل آْخره ,فإن ل يتسحر صدع يوُمه أجع ( 404 / 5 ).
* صام داود الطائي أربعي سنة ما علِّم به أهلِّه ,وكان خرازأاد ,وكان يمحل غداءه معه ,ويتصدق به ف
الطريق ,ويرجع إل أهلِّه يفطر عشاء ل يعلِّمحوُن أنُه صائم ( 350 / 8 ).
* عنم زأر بنم جيش قال :ليلِّة القدر ليلِّة سبَع وعشرينم مضي وثلث بقي ( 103 / 9 ).
* كان الشافعي يتم ف كل ليلِّة ختمحة ,فإذا كان شهر رمضان ختم ف كل ليلِّة منه ,وف كل يوُم
ختمحة ,فكحان يتم ف شهر رمضان ستي ختمحة ( 63 / 2 ).
* دخل رجل علِّىَ معروف ف مرضه الذي مات فيه ,فقال له :يا أبا مفوُظ أخبن عنم صوُمك .قال
:كان عيسىَ علِّيه السلم يصوُم كذا .قال :أخبن عنم صوُمك .قال :كان داود علِّيه السلم يصوُم
كذا .قال :أخبن عنم صوُمك .قال :كان النب يصوُم كذا .قال :أخبن عنم صوُمك .قال :أما
أنُا فكحنت أصبَح دهري كلِّه صائمحاد ,فإن دعيت إل طعام أكلِّت ,ول أقل إن صائم .
) ( 202 / 13
* عنم ممحد بنم صبَيح قال :مر معروف علِّىَ سقاء يسقي الاء ,وهوُ يقوُل :رحم ال منم شرب ،
فشرب ,وكان صائمحاد .وقال :لعل ال أن يستجيب له ( 208 / 13 ).
* عنم أب عبَد الرحنم سفيان بنم وكيع بنم الراح قال :حدثن أب قال :كان أب وكيع يصوُم الدهر ,
فكحان يبَكحر ,فيجلِّس لصحاب الديث إل ارتفاع النهار ,ث ينصرف ,فيقيل إل وقت صلة الظهر
,ث يرج ,فيصلِّي الظهر ,ويقصد طريق الشرعة الت كان يصعد منها أصحاب الروايا ,فييوُن
نُوُاضحهم ,فيعلِّمحهم منم القرآْن ما يؤدون به الفرض إل حدود العصر ,ث يرجع إل مسجده ,فيصلِّي
العصر ,ث يلِّس فيدرس القرآْن ,ويذكر ال إل آْخر النهار ,ث يدخل إل منزله فيقدم إليه إفطاره ,
وكان يفطر علِّىَ نوُ عشرة أرطال منم الطعام ,ث يقدم له قربة فيها نوُ منم عشرة أرطال نُبَيذ فيشرب
منها ما طاب له علِّىَ طعامه ,ث يعلِّها بي يديه ,ويقوُم فيصلِّي ورده منم اللِّيل ,وكلِّمحا صلِّىَ ركعتي
أو أكثر منم شفع أو وتر شرب منها حت ينفذها ,ث ينام ( 471 / 13 ).
528
* قال ابنم عمحار :كان وكيع يصوُم الدهر ,وكان يفطر يوُم الشك والعيد .قال :فأخبت أنُه كان
يشتكحي إذا أفطر ف هذه اليام .قال :وولد إما قال :لوُكيع ,وإما قال لبنم وكيع ولد .قال :فأطعم
وكيع الناس البَيص .قال :و أخرج ثان جفان خبَيص ف السجد ,وأراه قال :ف البَيت .قال :
فجعل يدخل يده فيه ,ويسوُيه كمحا يسوُي اللِّقمحة ,ويقوُل :كل يا موُصلِّي ,ول يذوق منه شيئماد لنُه
كان صائمحاد ,وكان يصوُم الدهر ( 472 / 13 ).
يييييييييي
وقفات مع آيات الصيام
بسم ال الرحنم الرحيم
المحد ل الذي اختص شهر رمضان بفضيلِّة الصيام منم بي سائر الشهوُر ،وفتح فيه أبوُاب النان با
فيها منم السرور والبَوُر ،وكمحلِّها بأنُوُاع الكحرامات ،وهيأها لكحل موُحد شكحوُر ،وأغلِّق فيه أبوُاب
النيان ،وأعدها لكحل مشرك كفوُر ،وسلِّسل فيه مردة الشياطي فكحل منهم مسلِّسل مأسوُر ،ووفق
بعض عبَاده باستغلل هذا الشهر ،وكف عنم قلِّوُبم الجب والستوُر ،فنصبَوُا ف خدمته القدام ،
ولزأموُا الصيام والقيام ،وأنُصبَوُا البدان ،وبادروا الوُقت والزمان ،وهرم آْخرينم فحرموُا النُس بالرحنم ،
وابعدوا عنم التدبر لكحلم الوُاحد الديان ،وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له ،يفرح بتوُبة
التائبَي ،ويقبَل دعاء الداعي ،ويب منم عبَاده الخمبَتي النيبَي الفكحرينم ،وأشهد أن ممحداد عبَده
ورسوُله ،الذي أمره ربه فأجاب ،وناه فمحا خالف نيه وما ارتاب ،وأخبَت إل ربه وأنُاب ،صلِّىَ ال
علِّيه وعلِّىَ آْله وأصحابه الذينم أحيوُا أيام رمضان بتلوة القرآْن ،وبالتهجد والقيام ،علِّمحوُا أنا أيام ،
فعمحروها بطاعة الي الذي ل ينام ،فرضي ال عنهم وأرضاهم ) والسابقوُن الولوُن منم الهاجرينم
والنُصار والذينم اتبَعوُهم بإحسان رضي ال عنهم ورضوُا عنهم وأعد لم جنات تري منم تتها النار
خالدينم فيها أبداد ذلك الفوُزأ العظيم ( ..
أما بعد :
فيا معاشر السلِّمحي فإن أوصيكحم ونُفسي بتقوُىً ال جل وعل ،فقد قال ال تعال ف سوُرة البَقرة ف
آْيات الصيام ) يا أيها الذينم آْمنوُا كتب علِّيكحم الصيام كمحا كتب علِّىَ الذينم منم قبَلِّكحم لعلِّكحم تتقوُن
فدعوُنُا نُتأمل ف هذه اليات العظيمحات ،ونوُل ف معانُيها ،ونُأخذ الدروس منها ..
أيها الخوُة :
الوُقفة الول :إن الناظر ف آْيات الصيام ف هذه السوُرة ،يد ولول وهلِّة ،أن التعقيب بقوُله تعال )
لعلِّكحم تتقوُن ( ،قد تكحرر ف أكثر منم مرة ..فقال سبَحانُه ) يا أيها الذينم آْمنوُا كتب علِّيكحم الصيام
كمحا كتب علِّىَ الذينم منم قبَلِّكحم لعلِّكحم تتقوُن ( ،وقال تعال ) تلِّك حدود ال فل تقربوُها كذلك
يبَي ال آْياته للِّناس لعلِّهم يتقوُن ( ..بينمحا غيه منم التعقيبَات ل تتكحرر ،بل أن التعقيبَات الخرىً
529
لتصب ف معن التقوُىً وف معانُيها ،فجاء لعلِّكحم تشكحرون ،لعلِّهم يرشدون ،وهذه وتلِّك لوُل التقوُىً
ما شكحر العبَد وما رشد ..
530
) الوُقفة الثانُية ( :وقال تعال ) أياماد معدودات ( فمحنم رحة ال بعبَاده أن جعل الصيام أياماد معدودات
،فلِّيس فريضة العمحر ،وتكحلِّيف الدهر ،ومع هذا أعفىَ منم أدائه الرضىَ حت يصحوُا ،والسافرينم
حت يقيمحوُا ،رحة وتيسيا ..
أياماد معدودات ) ،فمحنم كان منكحم مريضاد أو علِّىَ سفر فعدة منم أيام أخر ( ،وأيضاد فثمحة أمر جلِّيل
تؤديه هذه الية فقد قال تعال وهوُ أعلِّم بنم خلِّق ،قال عنم أيام رمضان ) أياماد معدودات ( لنا
سريعة التقضي ،سريعة الفوُل ،فحري بعبَد يرجوُا ما عند ال أل تفوُته هذه اليام القلِّيلِّة ،باستغللا
بطاعة ال عز وجل ،فقد جاء ف الصحيحي ،أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يقوُل ) منم صام رمضان
إيإانُاد واحتساباد غفر له ما تقدم منم ذنُبَه ( ويقوُل ) منم قام رمضان إيإانُاد واحتساباد غفر له ما تقدم منم
ذنُبَه ( ويقوُل ) منم قام مع المام حت ينصرف كتب له قيام ليلِّة ( رواه أهل السننم بإسناد صحيح ..
فل يفوُتك هذا الفضل العظيم ،والعطاء السيم ،فبَمحجرد قيامك مع المام ساعة أو أقل تكحتب عند
ال قائمحاد للِّيل كلِّه ،فمحنم يزهد ف هذا العطاء اللي والنحة الربانُية ..
أيها الخوُة :
الوُقفة الثالثة :قال تعال ف ثنايا آْيات الصيام ) شهر رمضان الذي أنُزل فيه القرءان .. ( ...فرمضان
شهر القرآْن وكان السلِّف رحهم ال إذا أقبَل رمضان أقبَلِّوُا علِّىَ القرآْن ،وتركوُا كتب أهل العلِّم ، ..
قال الزهري رحه ال إذا دخل رمضان يقوُل ) إنا هوُ تلوة القرآْن وإطعام الطعام ( ،وكان مالك رحه
ال إذا دخل رمضان ،ترك قراءة الديث ومالس العلِّم ،وأقبَل علِّىَ قراءة القرآْن منم الصحف ،وكان
قبَلِّهم العلِّم الول رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يدارس جبيل القرآْن ف كل رمضان ،فيعرض علِّيه
،حت إذا كان سنة وفاته علِّيه الصلة والسلم عرض علِّيه مرتي ،فمحا أحوُجنا أيها الخوُة لذا القرآْن
العظيم ،وخاصة ف هذا الشهر الكحري ،فأكثروا فيه منم تلوة القرآْن وتأمل معانُيه وتدبره والعمحل به ..
آْيات منم القرآْن يلِّي با ما قسىَ منم القلِّوُب ،وسيشهد با ما جف منم الآقي ،فوُا عجبَاد لنفوُس ل
تستعذب تلوة كلم ال ول ترق لكحلم ال ،ول تلِّي جلِّوُدها وقلِّوُبا لكحلم ال ،لقد أثن ال علِّىَ
عبَاده الؤمني فقال ) ال نُزل أحسنم الديث كتاباد متشاباد مثان تقشعر منه جلِّوُد الذينم يشوُن ربم
ث تلِّي جلِّوُدهم وقلِّوُبم إل ذكر ال ( نُعم ..هذا توُفيق وهداية ل يوُفق إليها كل واحد ) ..ذلك
هدىً ال يهدي به منم يشاء ومنم يضلِّل ال فمحا له منم هاد ( ووا عجبَاد منم قلِّوُب كيف تعيش وليس
لا ورد منم كتاب ال ،وواعجبَاد منم قلِّوُب ما أقساها وهي ل ترك قلِّوُبا بتلوة كلم ال ،لقد عاتب
ال الصحابة وهم حدثاء عهد بإسلم ،فقال ) أل يأن للِّذينم آْمنوُا أن تشع قلِّوُبم لذكر ال وما نُزل
منم الق (
فحرب بك أخي السلِّم أن تعل لك ورداد منم كتاب ال تتأمل فيه ،وتتلِّوُه ترك به قلِّبَك ،وتدر به
دمعك ،وتغي ب
531
ه حياتك ،ول يكحنم هك آْخر السوُرة بل اتلِّوُا بتمحعنم وتدبر ..
الوُقفة الرابعة ..أيها الخوُة :وما جاء ف آْيات الصيام ..قال تعال ) فمحنم شهد منكحم الشهر فلِّيصمحه
( فعلِّىَ كل منم أدرك شهر رمضان وهوُ قادر علِّىَ صوُمه فوُاجب علِّيه الصوُم ،فيمحسك عنم الطعام
والشراب والمحاع وسائر الفطرات منم طلِّوُع الفجر إل غروب الشمحس ،متعبَداد ل عز وجل بذلك ،
فمحنم تناول شيئما منم الفطرات متاراد غي مكحره ،ذاكراد غي نُاتس ،عالاد غي جاهل ،ل يصح صوُمه ..
أما الريض فإن كان مرض يرجىَ برؤه وشفاءه ،فهذا يفطر مدة مرضه ويقضي مكحان اليام الت أفطرها
،وإن كان مرضه ل يرجىَ شفاءه فهذا يطعم عنم كل يوُم مسكحي ،لكحل مسكحي نُصف صاع أي :
كيلِّوُ ونُصف منم الرزأ ونوُه ،أو إن شاء جع فقراء بعدد اليام الت أفطرها وأطعمحهم ،فإن ذلك
يزئه ..
وأما السافر فإن كان الصوُم ل يشق علِّيه فالصوُم أول إبراء للِّذمة ،وأما إن كان يشق علِّيه الصوُم أو
يضره ،فإنُه يب علِّيه الفطر ..
واعلِّمحوُا أيها الخوُة ..أن الريض الذي يضره الصوُم ل يوُزأ له الصوُم ،والصوُم ف حقه حرام ،فإذا
قرر الطبَاء أن هذا الريض يضره الصوُم ،فل يوُزأ له الصوُم بل يطعم ول شيء علِّيه ،ومنم يغسل
الكحلِّىَ فهؤلء ل صوُم لم ،ول يصح منهم حال غسيلِّهم ،لقوُل النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ) أفطر
الاجم والجوُم ( ،وغسيل الكحلِّىَ إخراج للِّدم منم البَدن ،فإن كان يستطيع الصوُم ف أيام الت ل
يغسل فيها صامها ،وقضىَ مكحان اليام الت أفطرها ،وإن كان ل يطيق الصوُم فإنُه يطعم عنم كل يوُم
مسكحي ..
واعلِّمحوُا أيها الخوُة ..أنُه كل ما كان ف معن الكل والشرب ،كحقنم الدم ،والبر الغذية فإنا
مفطرة لنا تقوُم مقام الكل والشرب منم حيث استغناء السم با ..ومنم أراد البَسط ف هذا فلِّيجع
لكحتب أهل العلِّم ،وليسأل عمحا أشكحل علِّيه ..
الوُقفة الامسة :قال تعال ) وإذا سألك عبَادي عن فإن قريب أجيب دعوُة الداع إذا دعان ( لقد
جاءت هذه الية ف ثنايا آْيات الصيام ،يا لا منم آْية عجيبَة ي آْية تسكحب ف قلِّب الؤمنم النداوة
والطمحأنُينة ،والراحة والنُس ،فلِّلِّصيام أثر ف إجابة الدعوُات ،فاعرضوُا حاجاتكحم علِّىَ موُلكم
وخالقكحم ،اعرضوُا علِّيه سؤالكحم ،فإن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يقوُل ) إن ال تعال ليستحي منم أن
يبَسط العبَد إليه يديه يسأله فيها خيا فيدها خائبَتي ( ..
يقوُل النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ) ما منم مسلِّم يدعوُا بدعوُة ليست بإث ول قطيعة رحم إل كان له
إحدىً ثلث ،إما أن يستجيب ال له ،أو أن يصرف عنه السوُء مثلِّها وإما أن يدخرها له يوُم القيامة
( ،فقال الصحابة يا رسوُل ال إذا نُكحثر ؟ فقال ) ال أكثر ( ..
532
تقبَل ال منا صيامنا وقيامنا ،اللِّهم أعنا علِّىَ القيام بطاعتك ف هذا الشهر الكحري ،واجعلِّنا منم
القبَوُلي ،ومنم العتوُقي منم النار ..
بارك ال ل ولكحم ف القرآْن الكحري .....
الطبَة الثانُية
المحد ل علِّىَ إحسانُه ....
الوُقفة السادسة :قال تعال بعد ما ذكر فرض الصوُم علِّىَ عبَاده ،وإنُه وضعه عنم السافر والريض ،
قال ) يريد ال بكحم اليسر ول يريد بكحم العسر ( ،إنا القاعدة الثابتة الراسخمة ف كل ما فرض ال
علِّينا ،فلِّيس فيمحا فرض ال علِّينا أراده علِّينا به العسر ..كل ،فلِّقد أراد بنا اليسر يوُم أن فرض علِّينا
الصلة ،فجعلِّها خس صلِّوُات ف اليوُم واللِّيلِّة ،ول يعلِّها خسي صلة ،وأراد بنا اليسر يوُم أن
فرض علِّينا الزكاة ،فجعلِّها ف جزء بسيط منم الال ،وهي مع ذلك تزكية وتنمحية ،ولقد أراد ال بنا
اليسر يوُم افتض علِّينا الصيام ،فقد جعلِّه شهراد ف السنة ،وخفف علِّىَ السافر والريض ،وجعل
الصوُم مدة النهار ،ويعوُد الصائم ف ليلِّة كأيام فطره فيبَاح له كل شيء ما أباحه ال عز وجل ..
ولقد أراد ال بنا اليسر يوُم أن فرض علِّينا الجه ،فهوُ واجب ف العمحر مرة ،ولنم استطاع إليه سبَيل ،
ول يكحلِّف العبَاد ما ل يطيقوُن ف ذلك ،ولقد أراد ال بنا اليسر يوُم أن فرض علِّينا الهاد ف سبَيلِّه ،
فالهاد مشقة ما ف ذلك شك ،كمحا قال تعال ) كتب علِّيكحم القتال وهوُ كره لكحم ( ،فالهاد
مشقة علِّىَ النفوُس ،مشقة علِّىَ البدان ،لكحنم منم وراءه عز للسلم ،وتكحي للِّمحسلِّمحي ،وحاية
بيضة السلِّمحي ،وحفظ أعراضهم ،وإرغام الكحافر النتفش ،وإصغار البَاطل السيطر ،فمحنم هنا
فالهاد يسي ..
ويوُم أن تركت المة الهاد ف سبَيل ال واعتبته تطرفاد حاق علِّيها الذل والصغار ،فكحانُت تنشد منم
وراء ذلك اليسر ،فإذا هي واقفة ف العسر ،إنا اليسر ف إمضاء ما أمضاه ال ،وتطبَيق ما أمر ال به
،فبَهذا يتحقق اليسر ) ،يريد ال بكحم اليسر ول يريد بكحم العسر( ..
ولقد أراد ال بنا اليسر يوُم أن أمر الرأة أن تتحجب عنم الرجال ،ول تبَدي زأينتها ،ول يظهر منها
شيء للِّرجال الجانُب ،وليس هذا منم العنت الذي فرض ال علِّينا ،وها ننم نُرىً البَلِّدان الغربية يوُم
أن أخرجوُا الرأة عنم مكحانا الذي جعلِّه ال لا ،جروا ويلت ل تصىَ ،وأصبَحوُا يعانُوُن منم مشاكل
اجتمحاعية ،تالف الفطرة السلِّيمحة ،فقبَل أيام أجري حوُار عب الذاعة لعلج ظاهرة ،ويستقبَل
البنُامجه اتصالت التابعي ،أتدرون أيها الخوُة ما موُضوُع الوُار ؟؟ إنُه موُضوُع ل يدور ف خاطر
) أحد ( إل منم عاش واقع مساواة الرأة بالرجال ،وكانُت الرأة فيه لا ما للِّرجال تاماد ،ول يراعوُا
أنُوُثتها ،وال يقوُل ) وليس الذكر كالنُثىَ ( ،إن موُضوُع الوُار أيها الخوُة عنم ظاهرة بدأت تظهر
وتستشري عندهم ،وهي ظاهرة ) ضرب الرأة للِّرجل ( ،وكانُت هذه الذاعة تستقبَل اتصالت
533
الستمحعي ،ويقتحوُن حلِّوُلد لذه الظاهرة !ا!ا وهذا خلف الفطرة ،ولكحنم لا أن ترك الناس أمر ال
جرىً علِّيهم العسر ،وقد كانُوُا يظنوُن أنم يطلِّبَوُن اليسر ،فلِّيس عسر علِّىَ الرأة أن تكحوُن تت عناية
الرجال ،وتت وليتهم ،أما الذينم يريدون أن تستقل الرأة بكحل شيء ،ومنم ذلك البَطاقة الرسية ،
فهؤلء ما أرادوا لا اليسر ،إنا حلِّوُها مشاقة ما هي باجتها ،فأي عسر ف أن تكحوُن الرأة مدومة
مكحفية عنم كل عناء ،مفوُظة عنم كل عي أجنبَية ،إن هذا لوُ عي اليسر ) يريد ال بكحم اليسر ول
يريد بكحم العسر ( ..
يييييييييي
رمضان المبارك
بسم ال الرحنم الرحيم
إلن المحد ل نمحده ونُستعينه ,ونُستغفره ,ونُعوُذ بال منم شرور أنُفسنا ,ومنم سيلئمات أعمحالنا ,منم
يهده ال فل مضل له ,ومنم يضلِّل فل هادي له .
وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له وأشهد أن ممحداد عبَده ورسوُله
? شيا أشييتشها الذذيشنم آْشمنروُا اتليرقوُا اللِّلهش شحلق تريشقاتذذه شول شرتوُترلنم إذلل شوأشنُهيترهم رمهسلِّذرمحوُشن ? [آْل عمحران. ]102:
ث ذمهنيرهشمحا ذرشجالد شكذثياد س شواذحشدةت شوشخلِّششق ذمهنيشها شزأهوشجشها شوبش ل س اتليرقوُا شربلركحرم الذذي شخلِّششقركحهم ذمهنم نُشيهف ت ? شيا أشييتشها اللنا ر
شونُذشساءد شواتليرقوُا اللِّلهش الذذي تششساءشرلوُشن بذذه شواهلشهرشحاشم إذلن اللِّلهش شكاشن شعلِّشهيركحهم شرقذيبَاد ? [النساء. ]1:
صلِّذهح لشركحهم أشهعشمحالشركحهم شويشيهغذفهر لشركحهم ذررنُوُبشركحهم شوشمهنم يرذطذع ذ ذ
? شيا أشييتشها الذيشنم آْشمنروُا اتليرقوُا اللِّلهش شورقوُلروُا قشيهوُلد شسديداد ? ير ه
اللِّلهش شوشررسوُلشهر فشيشقهد شفاشزأ فشيهوُزأاد شعذظيمحاد ? [الحزاب. ]7071:
ب ال ,وخي الدي هدي ممحد ? وشلر الموُر مدثاتا ,وكلل أما بعد :فإن أصدق الديث كتا ر
مدثة بدعة ,وكلل بدعتة ضللة ,وكلل ضللتة ف النار .
أما بعد ،أيها السلِّمحوُن :
ف فيه الدرجات ,ورتقارل فيه العثرات ,شهرر الستعلء فقد أظللِّكحم شهةر عظيم ,وشموُسةم كري ,رتضاع ر
ت السذد كللِّها ,واحتمحاذل ضغذطها وثقذلِّها ,إيثاراد لا عند الذ منم الجذر والنعيذم القيم , ,علِّىَ ضرورا ذ
ي الغايةش العظمحىَ ,الت منم أجلِّها رشرع الصيارم وف هذا الشهذر العظيم نُتذكرر قوُشل رلبنا جل جلله وهوُ يبَ ر
س علِّىَ ي الثابت ,وتعوُيرد النف ذ ورفرض ,أل وهي تقيرق التقوُىً ف القلِّوُب ,وعمحاررتا بالشيذة واليق ذ
الصذب ومكحابدةر الشاق ,والحساذس بعانُاةذ الخرينم ,وألنا إهن استطاعت أن تؤملنم للذاذتا ومطعوُماذتا
ش العاشم كللِّه !,ا ذ
ع والعط ش طوُاشل العام ,فإلن ثةش أنُفساد كثية ,تكحابرد الوُ ش
ب شعشلِّىَ الذذيشنم ذمهنم قشيهبَلِّذركحهم لششعلِّلركحهم تشيتليرقوُشن ? [البَقرة: ذ
صشيارم شكشمحا ركت ش ب شعلِّشهيركحرم ال ل ذ لذ
? شيا أشييتشها ا ذيشنم آْشمنروُا ركت ش
ت القضية , ض سفهاد ,حاشا وكل ,وليس ه , ]183فالصوُم أيها السلِّمحوُن ل ريشرهع عبَثاد ,ول يفر ه
قضيةر ترتك للِّطعاذم أو زأهتد ف الشراب ,القضيةر أكبر منم ذلك بكحثي يا مسلِّمحوُن ,
534
ض الصيارم يوُشم رفرض ,إلل لكحي يعلِّشم السلِّم ألن هناك رباد ,ريشلرعر الصوُشم مت شاء ,ويبَيرح الفطشر فمحا رفر ش
مت شاء ,وليعلِّشم كذلك أن هناك رباد يعرد وشيتوُعد ,ريعطي وشيإنع ,وشيفض ويشرفع ,وشيضر وشينفع ,أل
ك ,ألن هناشك موُتاد وقباد ,وألن هناك بعثاد وحشراد , إل ال تصري الموُر !,ا وليعلِّشم علِّشم يقتي ل يعتيه ش ة
ت ف روحه وألن هناك جنةد ونُاراد ,ونُعيمحاد وجحيمحاد ,فإذا استشعر الصائرم هذه العانش العظيمحة ,فتغلِّغلِّ ه
ت ف دمه ,أيقشنم بضرورذة إصلذح أوضاعه ,والتخملِّي عنم كبيائه ,وجرأته علِّىَ انُتهاذك مارذم ال ,وجر ه
س رضا موُله ع إل اللتزاذم بشرذع ال ,وانُطلِّشق ينشرد التقوُىً بأي ثنم ,وحذل النفس علِّىَ تلِّمح ذ ,وسار ش
ت أساؤهر . جلل جللهر وتقدس ه
أيها السلِّمحوُن :وف رمضان نُتذكر قوُله تعال ? ششهر رمضاشن الذذي أرنُهذزشل ذفيذه الهرقرآْرن هدىً لذلِّلناذس وبييليشنا ت
ت شش ه ر د ه ر شش ش ر
ث البَاهر , , ك الد ش ذمشنم اهلرشدىً شوالهرفهرشقاذن ? [البَقرة ,]185 :نُتذكرر هذه اليةش الكحريإة ,فنتذكرر معها ذل ش
غ الياشة البَشرية بشكحتل جديد , الذي اهتشز له الافقان ,وغيليشر مساشر التاريخ وصا ش
فقد كاشن نُزورل القرآْذن ,إيذانُاد بنشأةذ أمتة جديدة ,هي تارج المذم قاطبَةد ,أمة أنبَت رجالد ول كرل
الرجال ,أدهشوُا الدنُيا بعلِّوُذمهم وجهاذدهم وفتوُحاذتم ,وبروا العقوُشل والنفوُس ,بصنائذعهم ومنجزاذتم ,
صروا المصار ,ودلكوُا العروش ,وقهروا الطغاة وأدبلوُا البَغاة , ,ذلك القرآْن , به فتحوُا القلِّوُب ,وم ل
ب وريقاته ,وصقذل صفحاذته ,ث ركنوُه ف الذي أصبَح اليوُم يقرأر ف السنذة مردة واحدة ,,واكتفوُا بتذهي ذ
ش
الدراج ,ومسحوُا عنه الغبَار ,بي الفينة والخرىً ,باعتبَارذه كتاباد مقدساد والسلم ,,ألما أهن ريتخمرذ
القرآْرن تشريعاد للمة ,ومنهشجه حياةت لا ,فذلك أمةر مستحيةل مستحيل !,ا إذ ألن هناك كتاباد آْخر
ريسمحوُنُه الدستوُر ,وريضفوُشن علِّيه قداسةد وهيبَة فيكعوُشن له ويسجدون ,ويوُالوُن ويعادون ,ويغضبَوُن
ت أيدذيهم وويةل لم لما يكحسبَوُن !,ا ويرضوُن ,فوُيةل لم ما كتبَ ه
ت الذ وسلرمه علِّيه الذي ما ترشك شارددة ول وف رمضان ،نُتذكرر جلِّةد منم أخبَاذر رسوُلنا البَيب صلِّوُا ر
واردة ول طائراد يطير بناحيه ,إلل أنُبَأنُا شيئماد منم نُبَأهذ ،وأخبنُا شيئماد منم خبهذ ،يبنُا نُبَرينا صلِّىَ ال
علِّيه وسلِّم عنم تصفيذد مردةذ الشياطي ف رمضان فل يصلِّوُشن إل ما كانُوُا يصلِّوُنُه ف غذي رمضان ،
ي النُس الذينم ل يرعوُشن ف رمضاشن ول غيهذ ؟!ا فمحناسبَذة رمضان يلي لكحهنم منم يصفرد لنا مردشة شياط ذ
)الفنان الكحبَي !ا( فلن حفلِّةد غنائيةد ف مسرذح كذا وكذا .
وبناسبَة رمضان رتقيم فرقةر البالسة بقيادةذ الشيطان الكحبَي فلن مسرحيتها الاجنذة ابتداء منم الوُاحدةذ
د
ت تلِّك الوُجوُه ما صبَاحاد كلل ليلِّة ,فالعجل العجل ..الماكرنم مدود ة ..واللِّيال معدودة !,ا أل شاه ه
ت ال وما أعظشم استخمفاذفها بال الوُاحذد القهار . ,ربنا ل تؤاخذنُا با فعل أجرأها علِّىَ انُتهاذك حرما ذ
ر ش
السفهاء ملنا وافتح بيننا و بينهم بالق وأنُت خي الفاتي ,
ب النار ب النذة ف رمضان ،وإغلذق أبوُا ذ أيها السلِّمحوُن ويبنُا رسوُلرنا صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم عنم فتذح أبوُا ذ
ر
،وما أعظشمحها منم بشارة ..لوُ تأملِّلنا بوُعتي وإدراك ,
535
ولوُ أمعشنم السلِّمحوُن النظشر ف هذا الحاديث وأمثالا وما فيها منم معان الرحذة والحسان ،لوُجدتم
ي للِّفقراء ، ي للِّضعفاء .،مسن ش ي ف الرقربات ،راح ش ي ف اليات ،متنافس ش مسارع ش
ت
ي عنم الثام ،هاجريشنم ولوُ أمعشنم السلِّمحوُن النظر ف حديث كهذا لوُجدتم عالفي عنم الرام معرض ش
ي للِّشهوُات , للِّمحوُبقات ،تارك ش
ب النذة مفتوُحةد باباد باباد ،وقصوُرها متللة قصراد قصراد ،وأنارها جارية د نراد ولوُ تيل السلِّمحوُن أبوُا ش
ب وحيلِّة ، ت الصالات ,والتمحسوُا كلل سبَ ت ك الناذن العاليات ,والبَاقيا ذ نراد ،لطاروا شوُقاد إل تلِّ ش
ت رب ،إلنا توُلر بأداذء الصلةذ جاعةد ف ت الالدات !,ا أل إلن جنا ذ رتكحنهم منم ولوُج هاتيك الناعمحا ذ
ت رب إلنا توُلر بأداذء فرائض السلم تامةد غشي منقوُصتة , الساجد ف رمضاشن وغذي رمضان .أل إلن جنا ذ
ف ،وبذذل الحسان ،وتفقد الاويجه ، ت رب إلنا توُل بالحساذن إل اللِّق بصنائذع العرو ذ أل إلن جنا ذ
ر
ف والنهذي عنم النكحر ، وألنا رتوُل بالدعوُةذ إل ال والصذب علِّىَ الذىً ف ذات ال ،والمذر بالعرو ذ
ر
والتصدي للِّبَاطل وكشف الباطيل ,,
ذ
عوريبنُا رسوُلنا صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم » ألن منم له يدهع قوُشل الزوذر والعمحشل به فلِّيس ل حاجة بأهن يد ش
س ف رابعذة النهار , طعاشمه وشراشبه «)] ([1وهنا تتضرح القضيةر الكحبىً وتتجلِّىَ حقيقةر الصياذم كالشمح ذ
فالقضيةر يا مسلِّمحوُن ،ليست قضيةش توُيتع وحرمان ,
س منم ب واللِّعان ,وكبَةح للِّنف ذ ب والبَهتان والس ذ ف للِّساذن عنم الغيبَذة والنمحيمحذة والكحذ ذ القضيةر يا هؤلء ك ر
ت الهلِّكحات ،فهلل تذكرت أيها الرخ البَيب هذا الشب الرهيب التلِّطذخ برجس العاصي ،ووحذل الوُبقا ذ
ض به مع الائضي ،وتتهكحرم معهم بالخرينم وتسخمر ،هلل ذ
،قبَشل أن ترطلِّق للِّسانُك الزمام ،توُ ر
ت ،مسبَحةد ل وذاكرة ،هل ت يرحك ال ،هذا الشب اللِّيل قبَل أهن ترشك بأصابعك الت رخلِّق ه تذكر ش
ث الفضائي وغذي الفضائي ، تذكرت هذا الديث قبَل أهن ترك بأصابعك تلِّك ،أزأرشة تشغيل قنوُات البَ ذ
ش ش ش
ت يقيناد ألن ال ليس بغافتل علمحا تعمحرل ويعمحلِّوُن ,وعلمحا رتشاهد وريشاهدون !,ا وعلمحا تسمحرع وعلِّمح ش
ويسمحعوُن !,ا
ف بي يدذي قاهذر البَابرةذ ، حك ال – وأعلِّهم بألنُك راحةل علمحا قريب ،وألنُك موُقوُ ة فإتق ال – ير ر
ذ ك القياصرة ،وألنُك مسؤوةل عنم النقذي والقطمحي ،والصغذي والكحبَي ? فشيشوُشربل ش ومهلِّ ذ
ي? ك لشنشهسأشلشنليرههم أشهجشع ش
شعلمحا شكانُروُا يشيهعشمحرلِّوُشن ? [الجر ]9293:فسارع – يرحك ال – إل التوُبة النصوُح وقل رب أن ظلِّمحت
نُفسي ظلِّمحاد كبَياد وإل تغفر ل وترحن أكنم منم الاسرينم .
حك ال – ت – ير ر ويبرنُا رسوُلنا صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ألن للِّصائذم عند فطرهذ دعوُةد ل رترد فهل اغتنمح ش
ك منم رحاذته ،ورينزشل علِّيك منم بركاذته ،هلل ض علِّي ش ك اللِّوُك ،أهن شيفي ش
ت ملِّ ش
هذه الفرصةش النادرة ودعوُ ش
ث البر والتقوُىً !,ا ك شلر نُفسك وشلر الشيطان وشركه ،وأهن يأخشذ بيدشك إل حي رر ت ال أن يقي ش دعوُ ش
536
ص المةش منم هذا اللذل والوُان ت ال ،أهن يلِّ ش ت أتيها البَارك هذه الفرصةش النادرة ،فدعوُ ش وهلل اغتنمح ش
كالذي آْلت إليه ،يوُم غليت وتنكحرت ،واستبَدلت الذي هوُ أدن بالذي هوُ خي !,ا وهلل اغتنمحت تلِّ ش
ت با الضطهدينم ف كلل مكحان ،هلل تذكرتم ف الشيشان وأفغانُستان ، الدعوُشة الت ل رترد فخمصص ش
وف كشمحي وف البَوُسنة ،والفلِّبَي والعراق !,ا
ك فرحةر الفطاذر حرارشة الدعاء ،بأهن يعجشل العزيرز البَار بلذك حك ال – أهن رتنسي ش حذاري – ير ر
ض ول ف السمحاذء وهوُ القوُي الظالي ،وزأواذل البَابرذة التسلِّطي ،فإلنُه سبَحانُه ل ريعجزهر شيءة ف الر ذ
التي .
بارك ال ل ولكحم ف القرآْن العظيم ..
الطبَة الثانُية
المحد ل مالك اللِّك رب العالي ،بيده مقاليد السمحاوات والرض وهوُ العزيز الكحيم .
أما بعد أيها السلِّمحوُن:فمحنم أحكحاذم الصيام الت ينبَغي اللارم با ما يلِّي:
ت نُيذة الصيام ذمنم اللِّيل ،وتكحفي نُية واحدة ،لصياذم الشهذر كللِّه ،علِّىَ الصحيذح منم أولد :وجوُب تبَيي ذ
ر
قوُل العلِّمحاء ف هذه السألة .
ض ملزأماد للِّمحريض ول ريرجىَ زأوارله ،فيطعرم عنم كلل يوُتم ثانُياد :سقوُرط الصياذم علِّىَ الريض فإن كان الر ر
ض ريرجىَ زأوارله ورينتظرر الشفاءر مسكحيناد ومثرل الريض ،الكحبَير الرم والعاجرز عنم الصوُم ،وألما إهن كاشن الر ر
ب معرفتهر ،ألن الرض ،ما ل يكحهنم شاقاد أو ضاراد بالريض ، ذ
منه فيلِّزرم القضاء ،منم غي إطعام ،ولما ي ر
فل يوُرزأ له الفطرر بتاتاد .
وأما السافرر ؛ فيجوُرزأ له الفطرر حت وإهن ل يكحنم ثةش مشقة ،وألما الذينم يتحايلِّوُشن بالسفر ،منم أجذل
ب ذ
الفطر علِّىَ طريقة ) لقطعلنه بالسفار !ا ( ففطررهم حراةم ل يوُزأ .ومنم أحكحام الصيام ،استحبَا ر
ب الفطار علِّىَ ررطبَات فإهن ل يتيسر فتمحرات ،و إلل حسا تعجيذل الفطار وتأخير السحوُر ،ويستح ر
ت منم ماء حسوُا ت
ت الصوُذم فسبَعة : ألما مفسدا ر
أحدها المحاعر ف ناذر رمضان ،فمحنم جامشع امرأته بشطششل صوُرمه ،ولزمته الكحفارةر الغلِّظة ،وهي عترق رقبَة
،فإهن ل يد ،فصيارم شهرينم متتابعي ،فإهن ل يستطيع أطعم ستي مسكحيناد .
ت الصوُم ،إنُزارل الن ببَاشرةت أو نوُها . وثان مفسدا ذ
ت الصوُم ،الكرل أو الشرب سوُاءة بطريقتة طبَيعية أو صناعية ث مفسدا ذ وثال ر
ب كالبذر الغذية ونوُها وألما غير الغذية فل تفطرر ت الصوُم ،ما كان بعن الكذل والشر ذ ورابع مفسدا ذ
ر
مطلِّقاد .
ت الصوُم ،التقيرؤ عمحداد فإهن ل يتعمحهده صلح صوُرمه ول شيء علِّيه . وخامس مفسدا ذ
ر
537
ت الصوُم ،إخرارج الدذم بالجامذة ونوُها . وسادس مفسدا ذ
ر
ض أو النفاس ،ولوُ قبَل الغر ذ
ب بيسي . ذ
وسابرع مفسدات الصوُم ،وتتص به النساء خرورج دذم الي ذ
ش
ت كرلِّها ل تفسرد الصوُم إلل بثلثذة شروط : وهذه الفطرا ر
الول :أهن يكحوُشن عالاد بالكحذم وعالاد بالوُقت .
الثان :أهن يكحوُشن ذاكراد غي نُاسي .
الثالث :أهن يكحوُشن متاراد غي مكحره .
أسأل ال العظيم رب العرش الكحري أن يفقهنا ف دينه وأن يتقبَل صيامنا وقيامنا اللِّهم نُسألك رحة
تدي با قلِّوُبنا ...
يييييييييي
دواعي التوبة في رمضان
بسم ال الرحنم الرحيم
الطبَة الول
المحد ل رب العالي ،يتوُف النُفس حي موُتا ،فيمحسك الت قضىَ علِّيها الوُت ،ويرسل الخرىً إل
أجل مسمحىَ ،وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له ،بقدرته يتعاقب الديدان ،وتتكحرر الوُاسم،
وتطوُىً اليام واللِّيال ،وتفن أمم وشعوُب ،وتنشأ أمم وشعوُب أخرىً ،وما يعقل ذلك إل العالوُن،
وأشهد أن ممحدا عبَده ورسوُله أزأكىَ البَشرية وأبرها وأسبَقها إل اليات ،اللِّهم صل وسلِّم علِّيه وعلِّىَ
سائر الرسلِّي ،الذينم قضوُا بالق وبه كانُوُا يعدلوُن ،وعلِّىَ الل والصحاب الطيبَي الطاهرينم ،وعلِّىَ
التابعي ومنم تبَعهم بإحسان إل يوُم الدينم.
أما بعد :فاتقوُا ال معاشر السلِّمحي فشهر الصيام موُسم للِّب والتقوُىً ،قال تعال }يا أيها الذينم آْمنوُا
كتب علِّيكحم الصيام كمحا كتب علِّىَ الذينم منم قبَلِّكحم لعلِّكحم تتقوُن{َ] هوُد .[114 :
إخوُة اليإان :حل الضيف الكحري النتظر ،ومتع ال منم شاء منم عبَاده حت بلِّغ شهر الصيام ،وطوُيت
صحائف أقوُام ،فغيبَتهم اللِّحوُد ،واختمتهم النايا قبَل حلِّوُل هذا الشهر الكحري ،ولنم تزال النايا تتم
النفوُس ،وقد قضىَ ال علِّىَ أقوُام استكحمحال هذا الشهر وقضىَ علِّىَ آْخرينم بالوُت قبَل بلِّوُغ الشهر
أجلِّه ،ولكحل أجل كتاب ،ومنم أدركه هذا العام وإذا كانُت تلِّك جزء منم أقدار ال وتدبيه ف العبَيد
فالغبَوُن حقا منم يدخل علِّيه الشهر ويرج ول يستفد شيئما ،أل وكلِّنا ذاك الخمطئ الذي يرجوُ مغفرة ربه
وتكحفي سيئماته ،ورمضان فرصة لتكحفي السيئمات ،ويد الرء فيه منم العوُن مال يده ف الشهر الخرىً،
ففرصا الطاعة تتوُفر ،وأبوُاب النة تفتح ،ودواعي الشر تضيق ،وأبوُاب النار تغلِّق ،به تنشرح صدور
الؤمني ،وبه تصفد مردة الشياطي ،فل يلِّصوُن إل ما كانُوُا يلِّصوُن إليه ف غيه منم الشهوُر ،وهذه
وتلِّك تعي الرء علِّىَ تكحفي سيئماته وتدفعه إل عمحل الصالات الت با يكحفر ال السيئمات ،قال تعال:
538
} إن السنات يذهب السيئمات ذلك ذكرىً للِّذاكرينم{َ ] هوُد [144:ومروم منم أدركه رمضان فلِّم
يغفر له ،فأي خسارة أعظم منم أن يدخل الرء فيمحنم عناهم الصطفىَ صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم بديثه علِّىَ
منبه ف مساءلة بينه وبي جبيل علِّيه السلم ،وقد جاء فيها":منم أدرك شهر رمضان فلِّم يغفر له
فدخل النار فأبعده ال ،قل :آْمي .فقلِّت :آْمي" .
وإذا كان ال يدعوُ عبَاده إل التوُبة النصوُح الصادقة ف كل زأمان ،ويقوُل جل ذكره} :يا أيها الذينم
آْمنوُا توُبوُا إل ال توُبة نُصوُحا{َ ويقوُل تعال} :وتوُبوُا إل ال جيعا أيها الؤمنوُن لعلِّكحم تفلِّحوُن{َ.فإن
التوُبة ف رمضان أحرىً وأول ،فهوُ شهر تسكحب فيه العبات ،وتقال فيه
العثرات ،ويصل به العتق منم النار ،ومنم منا ل يتلِّبَس بطأ هوُ أدرىً به منم غيه ،ومنم منا ل يصر
علِّىَ معصيته كبت أو صغرت ..أو ليس حريا بنا ف رمضان أن نُتخمفف منم الوزأار ،ونُقلِّع عنم
العاصي والوُبقات فيستشعر لذة رمضان ونس بأثره ف نُفوُسنا وسلِّوُكياتنا ،ول يكحنم رمضان وغيه
سوُاء.
إن رمضان فرصة لاسبَة النفس ،وينبَغي أن يكحوُن رمضان مذكرا لنا با اقتفنا طيلِّة العام فمحا وجدنُا منم
خي حدنُا ال وازأددنُا ،وما وجدنُا عمحلِّنا فيه منم سوُء تبَنا إل ال واستغفرنُا وتصدقنا ،وأكثرنُا منم عمحل
الصالات حت تعفوُا علِّىَ السيئمات ،ووعدنُا أنُفسنا أل تتكحرر أخطاؤنُا ،وأل نُرخي العنان لشهوُاتنا،
فإذا حافظنا علِّىَ ذلك وحافظنا قبَلِّه علِّىَ الصلِّوُات المحس ،والمحعة والمحاعة ،كنا منم فقه قوُل
الصطفىَ صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم "الصلِّوُات المحس والمحعة إل المحعة ،ورمضان إل رمضان مكحفرات لا
بينهنم إذا اجتنبَت الكحبَائر ")].([1
ومنم دواعي التوُبة ف رمضان الصب ،فالصوُم كمحا جاء ف الديث "نُصف الصب" )]([2
والصوُم يرب النفس علِّىَ الصب وتمحل الشاق ،وإذا كان الصائم يصب نُفسه عنم ما أحل ال له منم
الطعام والشراب والنكحح ،فل شك أن صبه عنم ما حرم ال علِّيه منم باب أول .وهكحذا يرج السلِّم
منم شهر الصيام وقد تدرب علِّىَ الصب ،وانُتهىَ ف حسبَانُه أي شيء كان يظنه مستحيل ،أو ليس
الدمنم علِّىَ التدخي مثل كان ل يطيق الصب عنه بضع سوُيعات فإذا به ف شهر الصيام يصب عنه
الساعات الطوُال ..أو ليس ف ذلك فرصة للقلع منه واللصا منم أسره بدءا منم شهر الصيام..
وهكحذا فكحل منم فتم بشيء مرم وصب نُفسه عنه ف شهر الصيام فجدير به أن يقلِّع عنه ويتوُب إل
موُله ،وهذا منم الستفيدينم حقا منم حكحم الصيام ومثلِّه يفقه حقيقة التقوُىً ف الصيام ،كمحا قال تعال
}يا أيها الذينم آْمنوُا كتب علِّيكحم الصيام كمحا كتب علِّىَ الذينم منم قبَلِّكحم لعلِّكحم تتقوُن{َ.
وينبَغي أن يتفع النُسان الكحرم بصبه عنم صب البَهائم الت تأكل حي تد الرعىَ ،وتصوُم إجبَارا حي
يعز الرعىَ ،فمحا بال حاجة أن يدع النُسان طعامه وشرابه دون جدوىً ،لكحنه السر العظيم يراد
539
للنُسان أن يدركه فيشكحر ربه علِّىَ أن هيئ له ما يأكل منه ويشرب ،وقد حرم منه آْخرون ،ويتوُب إل
بارئه ويستغفره ويعبَده حق عبَادته.
وف شهر الصيام دعوُة للِّصائم ل ترد ،كمحا قال علِّيه الصلة والسلم " :ثلثة ل ترد دعوُتم ،المام
العادل ،والصائم حي يفطر ،ودعوُة الظلِّوُم")].([3
وليحرصا السلِّم علِّىَ الدعاء عند الفطار ،فلِّلِّصائم عند فطره دعوُة ل ترد ،كمحا صح بذلك الديث
)].([4
كمحا يرصا علِّىَ الستغفار بالسحار قال تعال} :والستغفرينم بالسحار{َول يص أن حضوُر القلِّب
واللاح ف الدعاء والبَدء بمحد ال والثناء علِّيه ،والتم بالصلة والسلم علِّىَ نُبَيه صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم
كل ذلك منم آْداب الدعاء ..وهل غاب عنم ذهنك أيها القصر أن ال تعال يغفر الذنُوُب جيعا مع
التوُبة وصدق التوُجه ،وأن ل تعال نُفحات ف رمضان حري بك أن تستفيد منها ،فقد روىً المام
أحد رحه ال ف مسنده بسند صحيح عنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال":إن ل عتقاء ف كل يوُم
وليلِّة ،لكحل عبَد منهم دعوُة مستجابة".
وف الديث الخر عنم أب أمامة رضي ال عنه عنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال" :ل عند كل فطر
عتقاء"
فتذكر ذلك جيدا يا أخا السلم وادع ال بالتوُبة النصوُح ،واسأله منم خيي الدنُيا والخرة ،وأرجه أن
تكحوُن منم عتقائه منم النار .وإنُه لفرق بي منم يتصوُر هذه العان وهوُ عند لظات الفطار ،وبي منم
هوُ غافل شارد ،ل يقطع حديثه العتاد إل ساع الذان ،وربا كان الكحلم ف مرم ،فكحانُت السارة
أعظم ،فاستفيدوا منم الصيام يا معاشر الصوُام ،وانُتبَهوُا للِّحظات قبَوُل الدعاء فهي حرية بالهتمحام.
إخوُة اليإان ..وثة أمر يدعوُ إل التوُبة ف كل حال ،وهوُ ف رمضان أحرىً وأول ،أل وهوُ كثرة الذكر
وكثرة الصدقة ،فكحثرة الذكر تشرح الصدور تطمحئمنم با القلِّوُب ،وتصبَح النفوُس متهيأة للِّتوُبة }أل بذكر
ال تطمحئمنم القلِّوُب{َ والذكر طارد للِّشيطان جالب للئكحة الرحنم ،هذا فضل عمحا ف الذكر منم تكحفي
الطايا والذنُوُب وقد صح ف الديث عنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم "منم قال :سبَحان ال وبمحده ف
يوُم مائة مرة حطت خطاياه وإن كانُت مثل زأبد البَحر")]([5
أما الصدقة فهي برهان علِّىَ الرغبَة ف الي ،ولسيمحا صدقة السر ،الت قال النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم
ف شأنا "صدقة السر تطفئ غضب الرب" )] .([6والصدقة بشكحل عام تطفئ الطيئمة كمحا يطفئ
الاء النار ..كمحا ثبَت ذلك عنم رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم )].([7
وإذا كانُت الصدقة الخرىً مستحبَة ف كل زأمان ،فلِّها ف شهر الصيام مزية علِّىَ سائر العام ،وقد
كان الصطفىَ صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أجوُد الناس ،وكان أجوُد ما يكحوُن ف رمضان ،وقال المام
540
الشافعي رحه ال ))أحب للِّرجل الزيادة بالوُد ف شهر رمضان اقتداء بالرسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم،
ولاجة الناس فيه إل مصالهم ،ولتشاغل كثي منهم بالصوُم والصلة عنم مكحاسبَهم )].([8
وهكحذا يكحوُن الذكر وتكحوُن الصدقة منم أسبَاب التوُبة وتكحفي السيئمات ،ول تبَقي الطيئمة ف حس
السلِّم عقدة تقعد به عنم الغفرة كحال أصحاب العقائد الفاسدة ،أعوُذ بال منم الشيطان الرجيم }قل
يا عبَادي الذينم أسرفوُا علِّىَ أنُفسهم ل تقنطوُا منم رحة ال إن ال يغفر الذنُوُب جيعا إنُه هوُ الغفوُر
الرحيم{َ.
الطبَة الثانُية
المحد ل رب العالي غافر الذنُب وقابل التوُب شديد العقاب ذي الطوُل ل إله إل هوُ إليه الصي،
وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له ف ربوُ بيته وألوُهيته وأسائه وصفاته ،وأشهد أن ممحدا عبَده
ورسوُله وخيته منم خلِّقه ،اللِّهم صل وسلِّم علِّيه وعلِّىَ آْله الطهار وارض اللِّهم عنم الصحابة الخيار،
وعنم التابعي بإحسان ما تدد اللِّيل والنهار وتلحقت الوُاسم والعوُام.
أيها الصائمحوُن فمحنم دواعي التوُبة ف شهر رمضان كثرة تلوة القرآْن ،منم أسبَاب التوُبة ف رمضان
لشك أن تلوة القرآْن مستحبَة ف كل زأمان ،ولشك أن للِّقرآْن أثره علِّىَ قارئه ف كل حال ،كيف ل
وهوُ الكحتاب العظيم العجز الذي حكحىَ ال أثره علِّىَ صم البَال لوُ أنُزل علِّيها }لوُ أنُزلنا هذا القرآْن
علِّىَ جبَل لرأيته خاشعا متصدعا منم خشية ال{َ وتبَقىَ القلِّوُب الت ل تلِّي أو تتأثر بالقرآْن
}كالجارة أو أشد قسوُة ،وإن منم الجارة لا يتفجر منه النار ،وإن منهمحا لا يشقق فيخمرج منه الاء
وإن منها لا هبَط منم خشية ال وما ال بغافل تعمحلِّوُن{َ]البَقرة .[74 :
وللِّقرآْن ف رمضان مزية خاصة ،ففيه أنُزل ،وبه كان جبيل علِّيه السلم يلِّقىَ النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم
كل ليلِّة منم رمضان فيدارسه القرآْن )] ([9وبه تزدان الساجد ف رمضان تلوة وصلة ،وخشوُعا ،وبه
يتهيء لكحثي منم الناس القراءة أكثر منم غيه ،وإن كان حريا بالسلِّم أن يداوم علِّىَ قراءة القرآْن ف
رمضان أو غي رمضان ،لكحنم فضل الزمان يدعوُ إل كثرة التلوة والتدبر للِّقرآْن ،وف رمضان يتمحع
الصيام مع تلوة القرآْن فيكحوُن أسىَ للِّروح وأخف للِّجوُارح لعدم امتلء البَطنم ف الطعام.
وقارئ القرآْن بتدبر وتعنم لبد أن ينتهي إل التوُبة ،ولبد أن يعوُد إل ربه ويستغفره منم ذنُوُبه لعدة دواع
منها :أنُه يقرأ ما أعده ال للِّمحتقي منم النعيم والبَوُر الدائم ما تطرب له النفوُس وتتعلِّق به القلِّوُب،
ويزداد شوُقه إذا قرأ أن ف ذلك النعيم مال يستوُعبَه اليال أو تيط به العيوُن والساع }فل تعلِّم نُفس
ما أخفي لم لنم قرة أعنم جزاء با كانُوُا يعمحلِّوُن{َ ]السجدة .[17:
ول يكحاد ينتهي منم النُس والشوُق حت تر به الشاهد الغيبَة للِّكحافرينم والفجار ما ل تطيق بعض
النفوُس ساع وعده ووعيده فضل علِّىَ أن تصب علِّىَ شدة العذاب أو تطيق أن تكحوُن منم أهل النار
والعياذ بال وبي هذه الشاهد وتلِّك تأت الدعوُة اللية للِّتوُبة فضل منم ال وإحسانُا وإل فربك الغن
541
القهار ،وجهنم لا سبَعة أبوُاب لكحل باب منهم جزء مقسوُم ،وحي يقال لا :هل امتلت؟ تيب" :منم
مزيد؟..
وقارىًء القرآْن يستشعر التوُبة لنُه يقرأ أخبَار وقصص التائبَي وف مقدمتهم
آْدم علِّيه السلم ،فلِّم تقعد به الطيئمة عنم التوُبة والستغفار ،ول يتجب أو يتكحب كحال إبلِّيس الذي
كان مصيه إل النار وبئمس القرار ،ويستشعر منم هذا أن كل ابنم آْدم خطاء وخي الطائي التوُابوُن،
فيتأمل ف نُفسه ويعقد العزم علِّىَ التوُبة ،ويكحوُن هذا الشهر بداية عتقه منم النار ،ويكحوُن القرآْن دليلِّه
إل النجاة ،وقاربه إل بر المان .
بل إن قارئ القرآْن يوُل بطرفه ويسرح بفكحره ف أحوُال المم الغابرة بي الطاعة والعصيان ،وبي الرجوُع
إل ال والبوت والطغيان ..ويهديه القرآْن إل ناية هؤلء وأولئمك ،ويبَصره كيف كانُت العاقبَة ولنم
كانُت النهاية ف كل حال ،فيدعوُه ذلك إل أن يكحوُن منم حزب ال الفلِّحي ،وينأىً بنفسه أن يكحوُن
منم أخذهم ال بالعذاب فمحا استكحانُوُا لربم وما يتضرعوُن.
إخوُة ليإان :وقارىًء القرآْن ل يدعه عنم التوُبة طوُل المل أو نُضرة الشبَاب ،أو توُفر النعم فيسوُف
ف التوُبة حت تقتب النهاية وتكحوُن الفاجأة }وليست التوُبة للِّذينم يعمحلِّوُن ا السيئمات حت إذا حضر
أحدهم الوُت قال إن تبَت الن{َ ]النساء .[18:
ويهدي القرآْن أصحابه كيف يتوُبوُن وكيف يستغفرون }والذينم إذا فعلِّوُا فاحشة أو ظلِّمحوُا أنُفسهم
ذكروا ال فاستغفروا لذنُوُبم ومنم يغفر الذنُوُب إل ال ول يصروا علِّىَ ما فعلِّوُا وهم يعلِّمحوُن أولئمك
جزاؤهم مغفرة منم ربم وجنات تري منم تتها النار خالدينم فيها ونُعم أجر العاملِّي{َ ]آْل عمحران :
.[135136
أيها السلِّمحوُن توُبوُا إل ربكحم واستغفروه ،واستفيدوا منم تلوة القرآْن وشهر الصيام ،ول تتعاظمحوُا علِّىَ
ال ذنُبَا ،فقد أذن لهل الكحفر بالغفرة إن هم تابوُا وانُتهوُا }قل للِّذينم كفروا إن ينتهوُا يغفر لم ما قد
سلِّف{َ ]النُفال .[38:
ودعا أهل التثلِّيث وقتلِّة النُبَياء علِّيهم السلم إل التوُبة فقال }أفل يتوُبوُن إل ال ويستغفرونُه وال
غفوُر رحيم{َ]الائدة .[74:
وف الديث جاء رجل إل النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم فقال :يا رسوُل ال
أحدنُا يذنُب ،قال "يكحتب علِّيه " ،قال :ث يستغفر منه ،قال" :يغفر له وتاب علِّيه قال :فيعوُد فيذنُب،
قال :يكحتب علِّيه ،قال :ث يستغفر منه ويتوُب قال :يغفر له ويتاب علِّيه ،ول يإل ال حت تلِّوُا" )]
.([10
وقيل للِّحسنم يرحه ال :أل يستحي أحدنُا منم ربه يستغفر منم ذنُوُبه ،ث
يعوُد ث يستغفر ث يعوُد فقال :ود الشيطان لوُ ظفر منكحم بذا فل تلِّوُا منم الستغفار )].([11
542
ومع التوُبة والستغفار تنبَوُا الوُبقات ،وأكثروا منم الطاعات ،عسىَ ربكحم أن يرحكحم ويغفر لكحم إن ف
ذلك لذكرىً لنم عقل شهر الصيام ،وأدرك ما فيه والقرآْن منم أسرار ودعوُة إل الي واليإان ،ومنم
اهتدىً فإنا يهتدي لنفسه ومنم ضل فإنا يضل علِّيها.
________________________________________
) (1رواه التمذي وحسنه ،وابنم ماجه وف إسناده موُسىَ بنم عبَيدة ،متفق علِّىَ ضعفه ،رمضان مدرسة
الجيال ،نُاصر العمحر صا 30
) (1رواه التمذي وابنم ماجه وهوُ حديث حسنم ،عبَدال الفوُزأان ،أحاديث الصيام صا 97
) (1الرجع السابق صا . 97
) (1رواه أحد وصحح إسناده النذري واللبَان ،الصيام صا 89
) (1الذكار للِّنوُوي صا 13 ،12
) (2صحيح الامع 3/240
) (3رواه أحد والتمذي وابنم ماجه،الفوُزأان صا 68
) (1معرفة السننم والثار للِّبَيهقي عنم أحاديث الصيام للِّفوُزأان صا 69
) (1متفق علِّيه ،البَخماري ، 1/30مسلِّم . 2308
) (1أخرجه الاكم ،توُجيهات وذكرىً 249 /2
) (1السابق 250 /1
يييييييييي
حالا السلف مع الصيام
بسم ال الرحنم الرحيم
أيها الخوُة ف ال :لقد كان سلِّرفنا الصالر قمحمحاد ف القتداذء ،ونُباساد ف التأسي والهتداذء بدي ر ذ
ب
ض والسمحاء ،ففي كذل صغيةت وكبَيةت منم أموُذر حياذتم ،وشؤوذن عيشذهم ،يتحرون سنةش نُبَليهم ? ، الر ذ
ويتلِّمحسوُن منهاشج رسوُذلم ،فنالوُا بذلك ذوساشم خذي القرون ،وفازأوا بصحبَذة الرسوُذل ? ،وحققوُا بذا
ت البَاهرة ،والنُتصارا ذ
ت الرائعة . التبَاذع النازأا ذ
س أخبَاشرهم ،حت نُسشي سشيهم ونُبَلِّشغ الشد الذي لذا كان علِّينا أحبَت الكحرام أن نُقرأش سشيهم ،ونُتلِّمح ش
صنا ف هذه الياذم ذ ذ
بلِّغوُه ،والشي الذي سطروه ،وسيوا هؤلء العظمحاء متنوُعة ؟؟لكحننا سنتطررق لا ي ر
ف علِّىَ أحوُاذلم ف الصياذم ..وأحوُارلم منم أحسذنم الحوُال ،فمحا كانُت ورجوُههم تكحفرهر لبَلِّوُذغ فنتعر ر
ض لدراذك شهذر الصياذم ..وما كانُوُاش يشتضايقوُشن لعبَادةذ الصيام ، شهذر الصيام ،وما كانُت نُفوُسرهم تنقبَ ر
ك العلذم للن السشنة كلِّلها عندهم صيام..نُعم لقد أدركوُا فضل الصياذم وما له منم الجذر الكحبَذي منم اللِّي ذ
ش
ث القدسي » :كرل عمحذل بذنم آْدشم له إل الصيارم فإنُه ل وأنُا أجزي به]"« [1 فهوُ القائل كمحا ف الدي ذ
ر
543
ي تكحرتي كهذا ؟ وأي ذ
رواه البَخماري ..فلِّمحاذا ل يفرحوُن بالصيام والر يقوُرل :إنُه ل وأنُا أجزي به " فأ ر
ف مثرل هذا ؟ ولذا أصبَحوُا يتنافسوُن ف عبَادةذ الصيام ..والداومذة علِّيه طوُاشل العام ..سوُىً ما حرشم شر ت
ب فكحان ت حس تذ علِّيهرم الكحرير العلم ..فهذا ابرنم عمحرو رضي ال عنهمحا يقوُرل ":أنُكححن أب امرأدة ذا ش
يتعاهرد شكلنته ي وهي زأوجةر الوُلذد ي فيسأرلا عنم بعذلِّها فتقوُرل :نُذهعشم الرجرل منم رجل ،ل يطأه لنا فراشاد ول
ش لنا كنفا مذ أتيناه ،فلِّمحا طال ذلك علِّيه ذكشر للِّنب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم فقال ":القن به " فلِّقيرته ريفت ه
ت :كشل يوُم ..قال :وكيف تترم ؟ قلِّت ..كشل ليلِّة ..قال " :صم ف بعد ،فقال :كيف تصوُم ؟ قلِّ ر
ت رأطيرق أكثشر منم ذلك ..قال ":صهم ثلثة أياتم ف كذل شه تذر ثلثةد واقرأه القرآْشن ف كذل شهتر " قال :قلِّ ر
ي وصهم يوُما " قال :قلِّت :رأطيرق أكثشر منم المحعذة" قلِّت :رأطيرق أكثر منم ذلك ..قال ":أفطر يوُم ذ
ه ش
ت ت ت ذ
ذلك ..قال »" :صم أفضشل الصوُم صوُرم داوشد صيارم يوُذم وإفطارر يوُم واقرأ ف كذل سبَذع ليال مرتة " فلِّيتن
ض أهذلِّه ت فكحان يقرأر علِّىَ بع ذ ت وضعف ر ت رخصةش رسوُذل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم وذاك أن كب ر قبَلِّ ر
ف علِّيه باللِّيذل وإذا أراد أن يتقوُىً ضه منم النهاذر ليكحوُشن أخ ل السبَشع منم القرآْذن بالنهار والذي يقررؤه يعر ر
أفطر أياما وأحصىَ وصام أياما مثلِّهنم كراهية أن يتك شيئما فارق النب ? ] .«[2رواه البَخماري ..
ب الصيام ..عنم مضاجعذة النساذء علِّىَ الفرش ..نُعم لقد أدركوُا أن منم أظمحأش نُفسه ف لقد شغشلِّهم ح ر
هذه الياة ..فلِّنم يظمحأ ف الخرذة ف داذر القراذر بإذذن الوُاحذد القهار ..لقد أدركوُا أن الصائمحي يدخلِّوُن
ب ف النذة ذ ب خا ت منم با ت
ب ? " »:للِّصائمحي با ة ب الريان ..يقوُرل الن ت صا إل جنات النعيم ..ريسمحىَ با ش
ب ..ومنم ريقارل له :الريان ..ل يدخرل منه أحةد غيرهم ..فإذا دخشل آْخررهم ..أرغلِّق ..منم دخشل شر ش
ت رسوُذل ال ? يلِّجرل ف آْذاذنم ب ل يظمحأه أبدا] " «[3رواه ابرنم خزيإة ..ولاذا ل يصوُموُن ..وصوُ ر شر ش
»":منم صاشم يوُماد ف سبَيذل ال باعشد ال وجشهه عنم الناذر سبَعي خريفا] " «[4رواه البَخماري ..ولاذا ل
يعشقوُن الصياشم ونُبَريهم قد أعلِّمحهم » ":إن ف النذة غرفةد ..ريرىً ظاهررها منم باطذنها ،وباطرنها منم
س نُيام] "« [5رواه ذ
ظاهرها ..أعدها ال لنم أطعشم الطعام ،وألشن الكحلم ،وتابشع الصيام ،وصلِّىَ والنا ر
ب ? »" : ت معد ة للِّصائمحي يا رأخي ..وما أدراشك ما الغرفات ؟ يقوُرل الن ت أحد وحسنه اللبَان ..الغرفا ر
ب الدشري لبَعذدهم ف الفذق منم الشرذق ذ ذ
إن أهشل النة ليتاءون أهشل الغرف منم فوُقهم كمحا تراشءون الكحوُك ش
ذ
ب لتفاضذل ما بينذهم] «" [6رواه البَخماري ومسلِّم وما ذلك إل لرفعتذهم وصفاذء لوُذنم وخلِّوُ ذ
صا أو الغر ذ
لالذيشذة? )الاقة (24:قال ماهد : ذ
نُوُذرهم ..يقوُرل الر تعال ?:ركلِّروُا شواهششربروُا شهنيئماد ذ شبا أشهسلِّشهفترهم ذف اهلشلياذم ا هش
ذ
ض ذلك ف النة ..منم ترك نُزلت ف الصائمحي ..منم ترك طعاشمه وشراشبه وشهوُشته ل يرجوُ ما عنده ..عرذوُ ش
ب برنم يوُسف ذ
ت شفارهه عطشا ..قال يعقوُ ر شيئماد ل عوُضه الر عنه خياد ما تركه ..فكحيف بنم قشيشلِّص ه
ت إليكحهم ف الدنُيا وقد ذ ذ
النفي :بلِّشغنا أن الش تعال يقوُرل لوليائه يوُشم القيامة :يا أوليائي طالا نُظر ر
ت بطوُرنُكحم ،كوُنُوُا اليوُشم ف نُعيذمحذكحم ،وتعاطوُا ت شفارهكحم عنم الشربة ،وغارت أعيرنكحم ،وجف ه
ذ
قشيرلِّص ه
ل الذ وهوُ متكحةئ معها علِّىَ نتر العسذل رتعاطيه س فيمحا بيشنكحم ..وقاشل السنم :تقوُرل الوُراءر لوُ ل الكحأ ش
544
شت ف ظمحذأ هاجرتة منم جهد العط ذ الكحأس :إن ال نُظر إليك ف يوُتم صائ ت ذ
ف بعيد ما بي الطرفي وأنُ ش ش ش ش ش
فبَاهي بك اللئكحةش وقال :انُظروا إل عبَدي ترك زأوجشته وشهوُشته ولذشته وطعاشمه وشراشبه منم أجلِّي رغبَةد
ك ] [7فيا قوُذم أل خاطب ف الصوُم إل ت
ت له فغفر لك يوُمئمذ وزأهوجني ش فيمحا عندي اشهدوا أن قد غفر ر
ب لا أخشب به منم النعيذم القيذم مع أنُه ب فيمحا أعشده الر للِّطائعي ف النان ،أل طال ة الرحنم ،أل راغ ة
ليس البر كالعيان .
ك الناذن فلِّيدهع عنه التوُان وليقهم ف ظلِّمحذة اللِّيذل إل نُوُذر القرآْن منم يرذرهد رملِّ ش
ش جوُارر الذ ف داذر المان ت
ش فان إنا العي ر ولشيصهل صوُماد بصوُم إن هذا العي ش
ف رحهم ال يتحسرون لفراذق الياة ...ل حبَاد بأشجاذرها وأناذرها ..ول شوُقاد إل لذلك كان السلِّ ش
ذ ذ ذ
ت ت معاذاد الوُفاةر قال :اللِّهم إن كن ش نُسائها وبرجها ..ولكحنم لظمحأ الوُاجر ..وقياذم اللِّيل ..لا حضر ه
ب الدنُيا وطوُشل البَقاذء فيها لكحرىً الناذر ..ول لغرذس الشجر ..ولكحنم لظمحذأ الوُاجر تعلِّرم أن ل اكهنم رأح ر
ب ..الت ب عند ذحلِّذق الذكر ]..[8فيا ل منم هذه القلِّوُ ذ ..ومكحابدةذ الساعات ..ومزاحذة العلِّمحاذء بالرك ذ
ب ..أشهىَ إليها منم جري النار ..وغرذس الشجار ،وعنم س منم الطعاذم والشرا ذ أصبَح حرمارن النف ذ
ذ ذ ذ ت
ع
ض أشياخنا أن رجلد منم عامة هذه المة حضررته الوُفاةر فجز ش عبَيد ال بذنم ممحد التيمحي قال حدثن بع ر
جزعاد شديدا وبكحىَ بكحاء كثياد ..فقيل له ف ذلك فقال :ما أبكحي إل علِّىَ أن يصوُم الصائمحوُن لذ
ش د
ت فيهم..فذاك الذي أبكحان ] ت فيهم..ويذكره الذاكرون ولس ر ت فيهم ..ويصلِّي الصلِّوُن ولس ر ولس ر
ت ..وهجروا ..[9أرأيتم كيف اشتيارقهم لفعذل الطاعات ..وتافتهم لعمحذل اليات ..لقد فارقوُا اللِّذا ذ
ش ر
ت ..وما حصل منهم ذلك إل لنم ذاقوُا طعشم اليإاذن ..فبَكحوُا لفراذق الياة ..ل حبَاد فيها البَاحا ذ
ت تلِّك العمحال ..فل إله إل ال ..منم ل يدخهل جنةش الدنُيا ل يدخهل جنةش الخرة .. ..ولكحنم لفوُا ذ
شت أقوُرل :إن كان أهل النذة ف مثذل هذا ..إنم لفي عي ت ب أوقا ة ض العارفي :إنُه ليمحر بالقلِّ ذ
ر يقوُل بع ر
ر
ب ما فيها ..قالوُا :وما ض البَي :مساكي أهرل الدنُيا خرجوُا منم الدنُيا وما ذاقوُا أطي ش طيب ..ويقوُرل بع ر
ض عمحا سوُاه ] ذ ذ
س به ..والشوُرق إل لقائه..والقبَارل علِّيه..والعرا ر ب ما فيها ..قال :مبَةر ال والنُ ر أطي ر
.[10
ب فحسب ..وأطلِّقوُا ألسنشتهم بالغيبَذة والنمحيمحذة ف رحهم ال عنم الطعاذم والشرا ذ
ر
ول يكحنم صيام السلِّ ذ
ه ر
ب والبَهتاذن ..والتندذر بالناذس والستهزاذء بم ..ول يكحنم صيارمهم كسلد ونُوُم ..وسهراد باللِّيذل إل والكحذ ذ
قبَيذل الفجر ..كل ..ل يكحهنم منم ذلك شيءة ..بل كانُوُا ريافظوُن علِّىَ صياذمهم ..عنم كذل ما يدرشه
..فهم صاموُا ناشره فأحسنوُا الصيام ..وقاموُا ليلِّه فأحسنوُا القيام ..وبي هذا وذاك تلوة للِّقرآْن ،وذكةر
ف ورجاء ،أولئمك هم الذينم انُتفعوُا برمضاشن حلق النُتفاع ..يقوُل ابرنم واستغفار ،ونُدةم وبكحاء ،وخوُ ة
ف يتلِّوُن القرآْشن ف شهذر رمضاشن ف الصلةذ وغذيها ( وكان التابعري اللِّيرل ب رحه ال ) :كان السلِّ ر رج ت
ث لياتل مرةد ،فإذا قتادةر رحه ال يتم القرآْشن ف كذل سبَذع لياتل مرة ،فإذا جاء رمضارن ختم ف كذل ثل ذ
ش ش ر
545
ي إذا دخشل رمضارن قال :إنا هوُ قرارءة القرآْذن ت
جاءش العشرر ختشم ف كذل ليلِّة مردة ،وكان المارم الزهر ر
ب برنم يزيد شأمر ذ ذ ذ ذ ذ
وإطعارم الطعام ..أما عنم قيامهم بالسحار ،ومناجاتم للِّوُاحد الغفار ..فيقوُل السائ ر
ي أن يقوُما بالناذس بإحدىً عششر ركعتة ،قال :وقد كان ت
ب بشنم كعب وتيمحاد الدار ش بأل عمحر بنم الطا ذ
ر
ف إل ف فروذع الفجر ئ يقرأر بالئمي ،حت كنا نُعترمحد علِّىَ العصذي منم طوُذل القيام ،وما كنا نُنصر ر القار ر
" خشيةش أن يفوُشتنا الفلرح ي أي الشسحوُر ي [11] .
بارك ال ل ولكحم ف القرآْن العظيم
الطبَة الثانُية
ف يروُاسوُن منم إفطارذهم أو ريؤثرون به فكحان ابشنم عمحر أيها الخوُةر الكارم :لقد كان كثةي منم السلِّ ذ
ش تلِّك اللِّيلِّةش ،وكان إذا جاشءه سائةل يصوُرم ول يفطرر إل مع الساكي ،فإذا مشنعه أهرلِّه عنههم ل يتع ل
وهوُ علِّىَ طعامذه أخشذ نُصيبَهش منم الطعاذم وقاشم فأعطاهر للِّسائذل فيجرع وقد أكشل أهرلِّه ما بقي ف الفنذة
فيصبَرح صائمحاد ول يأكهل شيئما ،وكان يتصدرق بالسكحذر ويقوُل ":سعت ال يقوُل ?:لشهنم تشيشنالروُا الهذ لب شحلت
ذ ذ ذ
ب السكحر ..وكان السرنم ريطعم إخوُاشنُه تريهنفرقوُا لما رتتبَوُشن? )آْل عمحران :منم الية (92وال يعلِّرم أن أح ر
س يرورحهم وهم يأكلِّوُن ..وكان ابشنم البَارك يطعرم إخوُارنُه ف السفذر اللوُاشن منم وهوُ صائةم تطوُعاد ويلِّ ر
ذ ذ
ك النفوُذس ،ل يبَهق منهم اللِّوُاء وغيها وهوُ صائم ..فسلةم الذ علِّىَ تلِّك الرواذح ،رحةر ال علِّىَ تلِّ ش
ب علِّيه وبي أهذل اليثار إل أخبَاةر وآْثار ،كم بي منم يإرنع الشق الوُاج ش
ل تقعرلدن لذكذرنُا ف ذكرذهم ليس الصحيرح إذا مشىَ كالقشعذد
ب ول خصام ..ول غيبَةش ول بتان ،بل امتثلِّوُا ولقد كانُوُا يفظوُن صياشمهم عنم قبَيذح الكحلم ،فل سبَا ش
ث ول شيههل وإن امرةؤ قاتشلِّه أو شاشته ..فلِّيقهل :إن ي نُبَليهم ? ف قوُذله »" :الصيارم جنةد فل يرف ه هد ش
ظ اللِّساذن يكحوُهن ف سائذر الحوُاذل ويتأكرد ف حاذل الصيام ..لن صائم «] "[12رواه البَخماري ..وحف ر
بو ف لسانُذه عنم الس ذ ب والشهوُةذ ..لاذا يعجز عنم ك ذ ع أن يإنع نُفسه منم الطعاذم والشرا ذ الذي استطا ش
ر ش ش
ظ لساشنُه عنم سيذء الكحلم. الشتائم ،ويف ر
صهم علِّىَ هذه العبَادةذ أنم كانُوُا ريإرنُوُن أطفاشلم علِّيه ..ويرسلِّوُرنم ذ ذ ذ
ومنم اهتمحام السلِّف بالصيام ..وحر ر
ت رمشعلوُذ قالت :أرسشل رسوُرل ب حت ل يشعروا بطوُذل النهار ..أخرج البَخماري ومسلِّم عنم الربيذع بن ذ باللِّع ذ
شش ه ر ش
ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم غداشة عاشوُراءش إل قرىً النُصاذر الت حوُشل الدينذة منم كان أصبَشح صائمحاد فلِّيتهم
صلوُرم صبَياشنُنا الصغاشر منهم ذ
صوُشمه ،ومنم كان أصبَشح مفطراد فلِّيتهم بقيةش يوُمه ،فكحنا بعد ذلك نُصوُرمه ونُر ش
ب إل السجذد فنجعرل لم اللِّعبَةش منم الرعهنم ،فإذا بكحىَ أحردهم علِّىَ الطعاذم أعطيناهم إياه ، ..ونُذه ر
ف مع الصيام ..وكيف ف لنا حاشل السلِّ ذ ف يكحش ر حت يكحوُشن عند الفطار ..رواه مسلِّم ..فهذا الوُق ر
ب ذ
ب أبناءشنُا علِّىَ الصيام ..وأل شيتسر ش كانُوُا يرربوُن أولشدهم علِّيه ..وهذا الذي ينبَغي أن نُكحوُن علِّيه بأن نُر ل
حهم .. ذ
إل قلِّوُبشنا تلِّك اليلِّةش ..ها هؤلء صغار ..أل تر ر
546
وينشأر نُاشرئ الفتياذن منا علِّىَ ما كان عوُشده أبوُه
ب ..وما ف مع الصيام ..ما كانُوُا ريضيعوُن أوقاشتم باللِّع ذ إذن أحبَت ف ال :هكحذا كان حارل السلِّ ذ
تف كانُوُاش يقضوُن صيامهم بالنوُذم ..نُعم هم يناموُن لكحنم ليس كمحا نُنام ..ننم نُنام الكحثي منم الوُق ذ
ر ش ر ش
ذ
النهار ..ونُسهرر ف اللِّيل ..ولكحنم هم علِّىَ العكحس منم ذلك ..فأينم ننم منم أخلق السلِّف ؟ وأينم
نرنم منم هذه الصوُذر الرائعة ؟!ا!ا
وننم أيها السلِّمحوُن :قادرون علِّىَ أن نُكحوُشن مثشلِّهم ،وأن نذلو حذشوهم ،لنم بشةر ونرنم بشر ،هم
ب أن تكحوُشن لنا هةم وعزائم ،ما بيننا ت وننم لنا شهوُات ،هم لم عزائرم وهةم وننم ي ر لم شهوُا ة
ت ونُصرل إليهم بإذن ال تعال ..فالفاررق يسية والمرر ليس بالعسذي ..فعلِّيك ببَذذل وبيشنهم إل خطوُا ة
ك علِّىَ الذي والدعاذء ك والقبَاذل علِّىَ ال تعال ،وصحبَذة منم ريعينر ش
ذ
ب الفساد عن ش ب منم قطذع أسبَا ذ السبَا ذ
ب رحذته وأن يتوُلك بوُاسذع فضلِّذه ،وأن يرزأشقك النُاشبة والداشية ،والتوُبةش ل تعال أن يفتشح علِّيك أبوُا ش
ذ
والستقامة .
اللِّهم تب علِّىَ التائبَي ،واغفر ذنُوُب الستغفرينم ...
________________________________________
] [1رواه البَخماري) (1904منم حديث أب هريرة ?
] [2رواه البَخماري ) (5052منم حديث عبَد ال بنم عمحرو ?
] [3رواه النسائي ) (2236منم حديث سهل بنم سعد ?
] [4ورقمحه ) (2840أب سعيد الدري ?
] [5وراه أحد ) (1340منم حديث علِّي ?
] [6ورقمحه ) (3256منم حديث أب سعيد الدري ?
] [7ي لطائف العارف صا 177
] [8ي الزهد لبنم أب عاصم )(1/181
] [9ي شعب اليإان ). (414 / 3
] [10ي مدارج السالكحي ). (1/454
] [11ي رواه مالك) (251وصححه اللبَان .
] [12ورقمحه ) (1904منم حديث أب هريرة
يييييييييي
http://www.islamlight.net/index.php
547
خإطب رمضانية
548
بصوُم يوُم الثني أو المحيس فصادف قبَل الشهر بيوُم أو بيوُمي ،أو كان له عادة بصيام أيام البَيض
ففاتته فلِّيس علِّيه بأس بصيامها قبَل رمضان بيوُم أو يوُمي.
ول تصوُموُا يوُم الشك وهوُ يوُم الثلثي منم شعبَان إذا كان ف ليلِّته ما يإنع رؤية اللل منم غيم أو فت
أو نوُها ،ففي صحيح البَخماري منم حديث عبَد ال بنم عمحرو رضي ال عنهمحا أن النب قال)) :ل
تصوُموُا حت تروه فإن غم علِّيكحم فأكمحلِّوُا العدة ثلثي(( ومنم حديث أب هريرة عنم النب )) :فإن غب
علِّيكحم فأكمحلِّوُا عدة شعبَان ثلثي(( وقال عمحار بنم ياسر :منم صام اليوُم الذي يشك فيه فقد عصىَ
أبا القاسم .
ومنم رأىً اللل يقينا فلِّيخمب به ولة الموُر ول يكحتمحه .وإذا أعلِّنم ف إذاعتكحم ثبَوُت دخوُل رمضان
فصوُموُا وإذا أعلِّنم فيها ثبَوُت دخوُل شوُال فأفطروا لن إعلن ولة الموُر ذلك حكحم به.
جاء أعراب إل النب فأخبه أنُه رأىً اللل فقال)) :أتشهد أن ل إله إل ال وأن ممحدا رسوُل ال؟ قال:
نُعم .فقال النب :فأذن ف الناس يا بلل أن يصوُموُا غدا((.
صوُم رمضان أحد أركان السلم فرضه ال علِّىَ عبَاده فمحنم أنُكحر فريضته فهوُ كافر ،لنُه مكحذب ل
ورسوُله وإجاع السلِّمحي قال ال تعال :يا أيها الذينم آْمنوُا كتب علِّيكحم الصيام كمحا كتب علِّىَ الذينم
منم قبَلِّكحم لعلِّكحم تتقوُن ]البَقرة .[183:وقال تعال :شهر رمضان الذي أنُزل فيه القرآْن هدىً للِّناس
وبينات منم الدىً والفرقان فمحنم شهد منكحم الشهر فلِّيصمحه ]البَقرة.[185:
فالصوُم واجب علِّىَ كل مسلِّم بالغ عاقل قادر مقيم ذكرا كان أم أنُثىَ ليست حائضا ول نُفساء ،فل
يب الصوُم علِّىَ كافر ،فلِّوُ أسلِّم ف أثناء رمضان ل يلِّزمه قضاء ما مضىَ منه ،ولوُ أسلِّم ف أثناء يوُم
منم رمضان أمسك بقية اليوُم ول يلِّزمه قضاؤه.
ول يب الصوُم علِّىَ صغي ل يبَلِّغ ،لكحنم إن كان ل يشق علِّيه رأمر به ليعتاده فقد كان الصحابة رضي
ال عنهم يصلوُموُن أولدهم ،حت إن الصب ليبَكحي منم الوُع فيعطوُنُه لعبَة يتلِّهىَ با إل الغروب.
ويصل بلِّوُغ الصغي إن كان ذكرا بوُاحد منم أموُر ثلثة :أن يتم له خس عشرة سنة أو تنبَت عانُته أو
ينزل منيا باحتلم أو غيه ،وتزيد النُثىَ بأمر رابع وهوُ اليض.
فمحت حصل للِّصغي واحد منم هذه الموُر فقد بلِّغ ولزمته فرائض ال وغيها منم أحكحام التكحلِّيف إذا
كان عاقل.
ول يب الصوُم علِّىَ منم ل عقل له كالنوُن والعتوُه ونوُها فالكحبَي والهذري ل يلِّزمه الصوُم ول
الطعام عنه ول الطهارة ول الصلة لنُه فاقد التمحييز فهوُ بنزلة الطفل قبَل تييزه ،ول يب الصوُم علِّىَ
منم يعجز عنه عجزا دائمحا كالكحبَي والريض مرضا ل يرجىَ برؤه ،ولكحنم يطعم بدل عنم الصيام عنم كل
يوُم مسكحينا بعدد أيام الشهر ،لكحل مسكحي ربع صاع نُبَوُي منم الب أي أن الصاع يكحفي لربعة فقراء
عنم أربعة أيام ،والحسنم أن يعل مع الطعام شيئما يأدمه منم لم أو دهنم.
549
وأما الريض برض يرجىَ برؤه فإن كان الصوُم ل يشق علِّيه ول يضره وجب علِّيه أن يصوُم لنُه ل عذر
له ،وإن كان الصوُم يشق علِّيه ول يضره فإنُه يفطر ،ويكحره له أن يصوُم وإن كان الصوُم يضره فإنُه يرم
علِّيه أن يصوُم ،ومت برئ منم مرضه قضىَ ما أفطر ،فإن مات قبَل برئه فل شيء علِّيه.
والرأة الامل الت يشق علِّيها الصوُم لضعفها أو ثقل حلِّها يوُزأ لا أن تفطر ث تقضي إن تيسر لا
القضاء قبَل وضع المحل أو بعده إذا طهرت منم النفاس ،والرضع الت يشق علِّيها الصوُم منم أجل
الرضاع أو ينقص لبَنها منم الصوُم نُقصا يل بتغذية الوُلد تفطر ث تقضي ف أيام ل مشقة فيها ول
نُقص.
والسافر إن قصد بسفره التحيل علِّىَ الفطر فالفطر حرام علِّيه ،ويب علِّيه الصوُم.
وإن ل يقصد بسفره التحيل علِّىَ الفطر مي بي أن يصوُم وبي أن يفطر ويقضي عدد اليام الت أفطر،
والفضل له فعل السهل علِّيه.
فإن تساوىً عنده الصوُم و الفطر فالصوُم أفضل لنُه فعل النب ولنُه أسرع ف إبراء ذمته وأخف منم
القضاء غالبَا ،وإن كان الصوُم يشق علِّيه بسبَب السفر كره له أن يصوُم ،وإن عظمحت الشقة به حرم
أن يصوُم لن النب خرج عام الفتح إل مكحة ف رمضان فصام فقيل له :إن الناس قد شق علِّيهم
الصيام ،وإنا ينظرون فيمحا فعلِّت ،فدعا بقدح منم ماء بعد العصر،فرفعه حت نُظر الناس إليه ث شرب
والناس ينظرون إليه،فقيل له بعد ذلك إن بعض الناس قد صام فقال)) :أولئمك العصاة .أولئمك
العصاة((.
ول فرق ف السافر بي أن يكحوُن سفره عارضا لاجة أو مستمحرا ف غالب الحيان مثل أصحاب
السيارات الجرة )التكحاسي( أو غيه منم السيارات الكحبَية ،فإنم مت خرجوُا منم بلِّدهم فهم مسافرون
يوُزأ لم ما يوُزأ للِّمحسافرينم الخرينم منم الفطر ف رمضان وقصر الصلة الرباعية إل ركعتي والمحع بي
الظهر والعصر ،وبي الغرب والعشاء عند الاجة ،والفطر لم أفضل منم الصيام إذا كان الفطر أسهل
لم ويقضوُنُه ف أيام الشتاء لن أصحاب هذه السيارات لم بلِّد ينتمحوُن إليها وأهل فيها يأوون إليهم،
فمحت كانُوُا ف بلِّدهم فهم مقيمحوُن وإذا خرجوُا منها فهم مسافرون ،لم ما للِّمحسافرينم وعلِّيهم ما علِّىَ
السافرينم ،ومنم سافر ف أثناء اليوُم ف رمضان وهوُ صائم ،فالفضل أن يتم صوُم يوُمه ،فإن كان فيه
مشقة فلِّيفطر ث يقضيه ،ول يتقيد السفر بزمنم ،فمحنم خرج منم بلِّده مسافرا فهوُ علِّىَ سفر حت يرجع
إل بلِّده ولوُ أقام مدة طوُيلِّة ف البَلِّد الت سافر إليها إل أن يقصد بتطوُيل مدة القامة التحيل للِّفطر،
فإنُه يرم علِّيه الفطر ويلِّزمه الصوُم لن فرائض ال تعال ل تسقط بالتحيل علِّيها.
ول يب الصوُم علِّىَ الائض والنفساء ،ول يصح منهمحا إل إن تطهرا قبَل الفجر ولوُ بلِّحظة ،فيجب
علِّيهمحا الصيام ،ويصح منهمحا وإن ل تغتسل إل بعد طلِّوُع الفجر ،ويلِّزمهمحا قضاء ما أفطرتا منم اليام.
550
أيها السلِّمحوُن لقد رلغب النب ف قيام هذا الشهر وقال)) :منم قام رمضان إيإانُا واحتسابا غفر له ما
تقدم منم ذنُبَه(( ،وإن صلة التاويح منم قيام رمضان ،فأقيمحوُها وأحسنوُها وقوُموُا مع إمامكحم حت
ينصرف ،فإن منم قام مع المام حت ينصرف كتب له قيام ليلِّة تامة وإن كان نُائمحا علِّىَ فراشه.
وإن علِّىَ الئمحة أن يتقوُا ال عز وجل ف هذه التاويح فياعوُا منم خلِّفهم ويسنوُا الصلة لم فيقيمحوُنا
بتأن وطمحأنُينة ول يسرعوُا فيها فيحرموُا أنُفسهم ومنم وراءهم الي ،أو ينقروها نُقر الغراب ل يطمحئمنوُن
ف ركوُعها وسجوُدها وقعوُدها والقيام بعد الركوُع فيها.
وعلِّىَ الئمحة أن ل يكحوُن هلم الوُاحد منهم أن يرج قبَل الناس أو أن يكحثر عدد التسلِّيمحات دون
إحسان الصلة فإن ال تعال يقوُل :ليبَلِّوُكم أيكحم أحسنم عمحلد ]اللِّك .[2:ل يقل أيكحم أسرع ناية أو
أكثر عمحل.
وقد كان نُبَيكحم وهوُ أحرصا الناس علِّىَ الي والسوُة السنة لنم كان يرجوُ ال واليوُم الخر كان ل
يزيد علِّىَ إحدىً عشرة ركعة ل ف رمضان ول ف غيه ،وف صحيح مسلِّم عنم ابنم عبَاس رضي ال
عنهمحا :أنُه قام بأصحابه ف رمضان ث ترك ذلك خشية أن تفرض علِّىَ الناس فيعجزوا عنها .
وصح عنم أمي الؤمني عمحر بنم الطاب أنُه أمر أب بنم كعب وتيمحا الداري أن يقوُما ف الناس بإحدىً
عشرة ركعة فهذا العدد الذي قام به النب وواظب علِّيه واتبَعه فيه اللِّيفة الراشد عمحر بنم الطاب هوُ
أفضل عدد تصلِّىَ به التاويح ،ولوُ زأاد النُسان رغبَة ف الزيادة ل رغبَة عنم السنة بعد أن تبَينت له ل
ينكحر علِّيه لوُرود ذلك عنم بعض السلِّف ،وإنا ينكحر السراع الفاحش الذي فعلِّه بعض الئمحة فيفوُت
الي علِّيه وعلِّىَ منم خلِّفه.
وفقن ال وإياكم لغتنام الوقات بالطاعات ،وحانُا منم فعل النكحر والسيئمات ،وهدانُا صراطه الستقيم،
وجنبَنا صراط الحيم ،وجعلِّنا منم يصوُم رمضان ويقوُمه إيإانُا بال واحتسابا لثوُاب ال إنُه جوُاد كري.
أقوُل قوُل هذا وأستغفر ال ل ولكحم ولكحافة السلِّمحي منم كل ذنُب.
ــــــــ
رمضان شهر التوحيد )غازوة بدر(
عبَد العزيز بنم عبَد الفتاح قاري
الدينة النوُرة
قبَاء
مامد و أدعيةطبَاعة الطبَة بدون مامد وأدعية
-------------------------
ملِّخمص الطبَة
551
سبَب الغزوة -مشاهد منم العداد للِّغزوة -هزيإة قريش -دروس -1 :رمضان والهاد -2النصر
بيد ال -3خطأ العايي الادية -4أهية الشوُرىً -5أهية الدعاء
-------------------------
الطبَة الول
أما بعد قال ال عز وجل ولقد نُصركم ال ببَدر وأنُتم أذلة فاتقوُا ال لعلِّكحم تشكحرون ]آْل عمحران:
.[123
ف شهر رمضان البَارك منم السنة الثانُية منم الجرة وقعت أول الغزوات النبَوُية الكحبىً ,غزوة بدر
الكحبىً وكان سبَبَها أن سيدنُا رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم علِّم بقافلِّة تارية كبَية لقريش عائدة منم
الشام إل مكحة يقوُدها أبوُ سفيان ,فأمر أصحابه بالروج للستيلء علِّيها وقال لم :لعل ال
يإكحنكحمحوُها ,فقد كانُت قريش إذ ذاك حربا علِّىَ رسوُل ال وحربا علِّىَ السلِّمحي وخرج النب صلِّىَ ال
علِّيه وسلِّم ف ثلثائة وبضعة عشر رجل منم أصحابه ,خرجوُا ل يريدون الرب ول يظنوُن أن سيكحوُن
قتال ولكحنم أبا سفيان أفلِّت ونىَ بالقافلِّة أما قريش فلِّمحا أتاها الصارخ خرجت بأشرافها عنم بكحرة أبيهم
ف نوُ ألف رجل معهم مائة فرس وسبَعمحائة بعي ,خرجوُا كبا ورءاء الناس ويصدون عنم سبَيل ال
معهم القيان يغني بجاء السلِّمحي ,فلِّمحا علِّم أبوُ سفيان بروج قريش أرسل إليهم يبهم بنجاته
وإفلت القافلِّة ويشي علِّيهم بالرجوُع وعدم الرب ,فأبوُا وقال أبوُ جهل :وال ل نُرجع حت نُبَلِّغ بدرا
فنقيم فيه ثلثا نُنحر الزور ونُطعم الطعام ونُسقي المحر فتسمحع بنا العرب فل يزالوُن يهابوُنُنا .
أما سيدنُا رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم فلِّمحا علِّم صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم بأمر قريش جع منم كان معه
منم أصحابه استشارهم ,فقام القداد بنم عمحرو رضي ال عنه وهوُ منم الهاجرينم فقال :يا رسوُل ال
امض إل ما أمرك ال فوُ ال لنم نُقوُل لك كمحا قالت بنوُ إسرائيل لوُسىَ " اذهب أنُت وربك فقاتل إنُا
هاهنا قاعدون " ولكحنا نُقاتل عنم يإينك وعنم شالك ومنم بي يديك ومنم خلِّفك .فأثن علِّيه النب
صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ث قال :أشيوا علِّي أيها الناس .فقام سعد بنم معاذ منم النُصار وهوُ سيد
الوس فقال :لكحأنُك تريدنُا يا رسوُل ال .فقال :أجل .فقال سعد :كأنُك يا رسوُل ال خشيت أن
تكحوُن النُصار ترىً أنُه ليس منم حقها أن تنصرك إل ف ديارهم وأنُا أقوُل عنم النُصار وأجيب عنهم
فاظعنم مت شئمت وصل حبَل منم شئمت واقطع حبَل منم شئمت وخذ منم أموُالنا ما شئمت وأعطنا منها ما
شئمت والذي تأخذه منا كان أحب إلينا ما تتكه وما أمرت فيه بأمر فأمرنُا فيه تبَع لمرك فسر بنا فوُ
ال لوُ سرت بنا إل برك الغمحاد لنسين معك ولوُ استعرضت هذا البَحر فخمضته لنخموُضنه معك ,وال
ل نُكحره أن تلِّقىَ بنا عدونُا غدا فإنُنا صب ف الرب صدق عند اللِّقاء ولعل ال يريك منا ما تقر به
عينك.
552
فسر النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ما سع منم كلم الهاجرينم والنُصار وقال لصحابه :سيوا وأبشروا فوُ
ال لكحأن أنُظر إل مصارع القوُم .
و سار النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم بأصحابه حت نُزل بأدن ماء منم مياه بدر إل الدينة .فقال البَاب
بنم النذر رضي ال عنه يا رسوُل ال :أرأيت هذا النزل أهوُ منزل أنُزلكحه ال فلِّيس لنا أن نُتقدم عنه أو
نُتأخر أم هوُ الرأي والرب والكحيدة .فقال النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم :بل هوُ الرب والرأي والكحيدة
.
فقال البَاب :فلِّيس هذا بنزل فانض بنا حت نُأت أدن ماء منم القوُم فننزله ونُغوُر ما وراءه منم البار
,فاستحسنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم رأي البَاب ومضىَ بأصحابه حت نُزل بالعدوة الدنُيا ما يلِّي
الدينة وجيش قريش بالعدوة القصوُىً ما يلِّي مكحة ,وأنُزل ال مطرا كان شديدا ووحل زألقا علِّىَ
الشركي وكان طل خفيفا علِّىَ السلِّمحي ,طهرهم به ووطأ لم الرض وثبَت به القدام وبن السلِّمحوُن
لرسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم عريشا علِّىَ تل مشرف علِّىَ موُضع العركة .
ونُزل رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم فسوُىً صفوُف أصحابه ومشىَ ف أرض العركة يشي إل مصارع
القوُم إل الوُاضع الت سيقتل فيها زأعمحاء الشركي يقوُل هذا مصرع فلن إن شاء ال فوُ ال ما جاوزأ
أحد منهم الوُضع الذي أشار إليه النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ,قتلِّوُا ف تلِّك الوُاضع الت عينها النب
صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم .
والتقىَ الفريقان وقام النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم بي يدي ربه يدعوُ ويلِّح ف الدعاء ويتضرع بي يدي ربه
ويستغيث به ,يقوُل اللِّهم أنز ل ما وعدتن ,اللِّهم هذه قريش قد أتت بيلِّها وخيلئها تصد عنم
دينك وتارب رسوُلك ,ث يقوُل عنم أصحابه :اللِّهم إن تلِّك هذه العصابة فلِّنم تعبَد ف الرض .
واستجابة منم الرب سبَحانُه وتعال لستغاثة نُبَيه واستغاثة الصحابة أنُزل علِّيهم نُصره ,أنُزل اللئكحة
فهزموُا عدوهم ,هزمت قريش وولوُا الدبر ,قتل منم الشركي سبَعوُن وأسر سبَعوُن وجع منم القتلِّىَ أربعة
وعشرون منم صناديد الشركي فألقي بم ف قلِّيب منم قلِّبَان بدر ,منهم أبوُ جهل وعتبَة بنم ربيعة
وشيبَة بنم ربيعة والوُليد بنم عتبَة وغيهم منم رؤوس الكحفر وصناديد الشركي .
وبعد ثلث ليال أقامها النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ببَدر ,انُصرف رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم وعند
انُصرافه وقف علِّي القلِّيب ونُادىً أولئمك الصناديد بأسائهم وأساء آْبائهم ,يا فلن بنم فلن ويا فلن
بنم فلن لقد وجدنُا ما وعدنُا ربنا حقا فهل وجدت ما وعد ربكحم حقا .
فقال له عمحر الفاروق :أتنادي أجساداد قد بلِّيت يا رسوُل ال .فقال :وال ما أنُتم بأسع لكحلمي
منهم ,ذلك أن ال عز وجل أسعهم نُداء نُبَيه ف تلِّك اللِّحظة).[1](1
553
وف هذينم الفريقي فريق اليإان رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم وأصحابه وفريق الكحفر والشرك قريش
وصناديدها أنُزل ال تبَارك وتعال قوُله :هذان خصمحان اختصمحوُا ف ربم فالذينم كفروا قطعت لم
ثياب منم نُار يصب منم فوُق رؤوسهم المحيم ]الجه.[19:
اللِّهم إنُا نُسألك حبَك وحب منم يبَك وحب رسوُلك وحب منم يب رسوُلك وحب عمحل يقربنا
إليك.
بارك ال ل ولكحم ف القرآْن العظيم ونُفعن وإياكم با فيه منم اليات والذكر الكحيم أقوُل هذا وأستغفر
ال ل ولكحم فاستغفروه إنُه هوُ الغفوُر الرحيم.
-------------------------
الطبَة الثانُية
المحد ل رب العلِّمحي والعاقبَة للِّمحتقي وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له وأشهد أن ممحدا
عبَده ورسوُله اللِّهم صل وسلِّم وبارك علِّيه وعلِّىَ آْله وأصحابه أجعي .
أما بعد فمحا أكثر الدروس وما أعظمحها ف هذه الغزوة النبَوُية الكحبىً غزوة بدر الكحبىً :
أول :هذه الغزوة وقعت ف شهر رمضان ,هذا الشهر الكحري شهر العمحل وشهر الصب والهاد ف سبَيل
ال ,تتضاعف فيه هة الؤمنم ويقرب منم ربه الكحري الرحيم وتفتح فيه أبوُاب النان فهوُ أثنم وأنُفس
فرصة للِّمحؤمنم لكحي يضاعف فيها نُشاطه وعمحلِّه ف سبَيل ال عز وجل وأكثر العارك السلمية الكحبىً
ف تاريخ السلِّمحي وقعت ف هذا الشهر الكحري.
ثانُيا :هذه الغزوة تبَي بلء ما يعرفه كل مؤمنم أن النصر كلِّه بيد ال يؤتيه منم يشاء ,فالصحابة
رضوُان ال علِّيهم لا خرجوُا مع النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ل يكحوُنُوُا يريدون الرب وما ظنوُا أن سيكحوُن
قتال ولذلك ل يتهيؤوا للِّحرب والقتال ول يعدوا ما يكحفي منم العدة ومع ذلك أظفرهم ال ونُصرهم
علِّىَ عدوهم لا صدقوُا ما عاهدوا ال علِّيه وامتثلِّوُا أمر رسوُله صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ,فبَبكة إيإانم
وبصدقهم مع ال وطاعتهم لرسوُله نُصرهم ال وأظفرهم وأظهرهم علِّىَ عدوهم .
ثالثا :حينمحا تكحوُن العركة بي اليإان والكحفر فإن النتائجه ل تقاس بالقاييس البَشرية الت تبَن عادة علِّي
السبَاب الادية وحدها ,فإن ال عز وجل يؤيد جند اليإان ,يؤيد الؤمني علِّىَ الكحافرينم وإن كان
اليزان الادي بينهم وبي عدوهم ليس متكحافئما فإن ال سبَحانُه وتعال الرحيم بعبَاده الؤمني يعوُض ما
عساه نُقص منم استعداداتم با شاء منم جنوُده وما يعلِّم جنوُد ربك إل هوُ .
فالصحابة رضوُان ال علِّيهم ف بدر كان عدوهم أكثر منهم عددا وأقوُىً عدة ,كان جيش الشركي
ثلثة أضعاف جيش الؤمني ولكحنهم لا لأوا إل ربم واستغاثوُا به نُصرهم ال عز وجل علِّي عدوهم
رغم هذا الفارق الادي الكحبَي ف العدد والعدة .
554
رابعا :ل يكحنم سيدنُا رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يتوُان عنم مشاورة أصحابه ف جلئل الموُر
وخاصة ف الوُاقف الطية كغزوة بدر وغزوة أحد وغزوة الندق كان النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يأخذ
ببَدأ الشاورة امتثال لمر ربه عز وجل ولذلك كانُت بركات هذا البَدأ تنزل علِّيه وعلِّىَ أصحابه ناحا
وفلحا وفوُزأا ف الموُر ونُصرا وظفرا ف العارك .
خامسا :المر كلِّه ل اللِّك ملِّكحه واللِّق عبَيده ,فاللِّق مفتقرون كلِّهم إل الالق وهذه هي حقيقة
ر
العبَوُدية وهي حقيقة عرفها الؤمنم وامتثل لا وعانُدها الكحافر وترد علِّيها وهذا هوُ سيدنُا رسوُل ال
صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ف هذا الوُقف العظيم يعلِّمحنا هذا الدرس اللِّيل مهمحا كانُت الحوُال فان إظهار
الفتقار إل الرب عز وجل والتضرع بي يديه والتذلل له سبَحانُه وإظهار الضعف بي يديه والاجة إليه
والستغاثة به ,هذه كلِّها أموُر مطلِّوُبة منم الؤمنم مهمحا كانُت الحوُال فالنب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم مع
يقينه بالنصر حت إنُه حدد الوُاضع الت سيقتل فيها زأعمحاء الشركي ومع ذلك يقف بي يدي ربه يدعوُ
ويلِّح ف الدعاء والتضرع والستغاثة وببكة هذه الستغاثة منم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم وببكة استغاثة
الصحابة الكحرام استجاب لم الرب فنصرهم وأيدهم علِّىَ الرغم منم ذلتهم والقصوُد بالذلة ضعف القوُة
وقلِّة العدد ,يقوُل تعال :إذ تستغيثوُن ربكحم فاستجاب لكحم أن مدكم بألف منم اللئكحة مردفي
]النُفال.[9:
أما بعد فإن خي الكحلم كلم ال وخي الدي هديه صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم وشر الموُر مدثاتا وكل
مدثة بدعة وكل بدعة ضللة وكل ضللة ف النار .
وعلِّيكحم أيها السلِّمحوُن بالمحاعة فإن يد ال علِّىَ المحاعة ومنم شذ شذ ف النار واعلِّمحوُا أن المحاعة هي
التمحسك بالكحتاب والسنة وبنهجه الصحابة الكحرام رضوُان ال علِّيهم أجعي.
يا بنم آْدم أحبَب ما شئمت فإنُك مفارقه واعمحل ما شئمت فإنُك ملقيه وكنم كمحا شئمت فكحمحا تدينم تدان
ث صلِّوُا علِّىَ خات النبَيي وإمام الرسلِّي فقد أمركم ال بذلك ف كتابه البَي فقال عز منم قائل إن ال
وملئكحته يصلِّوُن علِّىَ النب يا أيها الذينم آْمنوُا صلِّوُا علِّيه وسلِّمحوُا تسلِّيمحا ]الحزاب .[56:وقال صلِّىَ
ال علِّيه وسلِّم )) :منم صلِّىَ علِّي واحدة صلِّىَ ال با علِّيه عشرا (() [1](2اللِّهم صل وبارك علِّىَ
ممحد وعلِّىَ آْل ممحد كمحا صلِّيت وباركت علِّىَ إبراهيم وعلِّىَ آْل إبراهيم إنُك حيد ميد وارض اللِّهم
عنم الربعة اللِّفاء الئمحة النفاء أب بكحر الصديق وعمحر الفاروق و ذي النوُرينم عثمحان وأب السبَطي
علِّي وعنم آْل بيت نُبَيك الطيبَي الطاهرينم وعنم أزأواجه أمهات الؤمني وعنم الصحابة أجعي وعنم
التابعي ومنم تبَعهم بإحسان إل يوُم الدينم وعنا معهم بنك وكرمك وعفوُك وإحسانُك يا أرحم الراحي
.
__________
555
) (1صحيح البَخماري ) ، (4026 ،3976 ،1370صحيح مسلِّم ) (2875 ،2873عنم أنُس بنم
مالك رضي ال عنه.
) (2صحيح مسلِّم ) (408عنم أب هريرة رضي ال عنه.
ــــــــ
استقبالا رمضان
عبَد المحيد بنم جعفر داغستان
مكحة الكحرمة
22/8/1406
ابنم حسنم
مامد و أدعيةطبَاعة الطبَة بدون مامد وأدعية
-------------------------
ملِّخمص الطبَة
-1رمضان ضيف حلل فينبَغي أن نُكحرمه -2 .الستعداد لستقبَال شهر رمضان -3 .الث علِّىَ تعلِّم
الحكحام الاصة بالصيام -4 .العزم علِّىَ ترك الصال الذميمحة ف رمضان -5 .حكحم صيام أواخر
شعبَان.
-------------------------
الطبَة الول
أما بعد :معشر السلِّمحي:
فإن لكحل غائب طالت غيبَته نُوُع استقبَال ،ولكحل حبَيب أوشكحت رجعته اهتمحاماد يتناسب مع مكحانُته ،
ويتوُافق مع منزلته ف نُفس منم يستقبَل ذلك العزيز البَيب الغائب .فإذا جفوُت حبَيبَك الغائب جفاك
وأخفىَ عنك هداياه وعطاياه ،وادخرها ليعطيها لغيك منم يسنم استقبَاله ويعد العدة للِّحفاوة به
وإكرامه.
وإن أعظم مسافر أوشك أن ينزل ديارنُا ،ويط رحاله ف أوطانُنا شهر رمضان العظيم ،سيد شهوُر
السنة ،هذا الشهر الكحري الذي يأت حامل معه النفحات الربانُية ،والعطاءات اللية ،فتنبَه الغافل وتذكر
الناسي وتدد هة الذاكر وتمحع شتات الناس وتمحع منم تفرق منم أهل الي الوُاحد خلِّف إمام يقرأ لم
آْيات ربم ياطبَهم با :قل يا عبَادي الذينم أسرفوُا علِّىَ أنُفسهم ل تقنطوُا منم رحة ال إن ال يغفر
الذنُوُب جيعاد إنُه هوُ الغفوُر الرحيم ]الزمر .[53:فتذرف دموُع السرة علِّىَ التفريط ودموُع الل علِّىَ
556
ما مضىَ منم العمحر ف معصية ال ،ث يقرأ إمامهم قوُل ال :إن الذينم آْمنوُا وعمحلِّوُا الصالات سيجعل
لم الرحنم وداد فإنا يسرنُاه بلِّسانُك لتبَشر به التقي وتنذر به قوُماد لداد ]مري.[97-96:
ليتذكر أهل الي الديث الذي رواه المام أحد عنم ثوُبان رضي ال عنه عنم النب )) :إن العبَد
ليلِّتمحس مرضاة ال ،ول يزال كذلك فيقوُل ال عز وجل لبيل :إن فلنُاد عبَدي يلِّتمحس أن يرضين ،أل
وإن رحت علِّيه فيقوُل جبيل :رحة ال علِّىَ فلن ويقوُلا حلِّة العرش ويقوُلا منم حوُلم حت يقوُلا أهل
السمحاوات السبَع ث تبَط له إل الرض (().(1
ث يسبَح الصلِّوُن ف أناء السمحاوات وجنبَات الرض وبي اليات الكحوُنُية العظيمحة وهم واقفوُن ل تبح
أقدامهم مكحانم وذلك عندما يتلِّوُ إمامهم قوُل ال :إن ف خلِّق السمحوُات والرض واختلف اللِّيل
والنهار ليات لول اللبَاب الذينم يذكرون ال قياماد وقعوُداد وعلِّىَ جنوُبم ويتفكحرون ف خلِّق السمحوُات
والرض ربنا ما خلِّقت هذا باطلد سبَحانُك فقنا عذاب النار ]آْل عمحران.[91-90:
وهكحذا كلِّمحا مر إمامهم بآية قام ف نُفوُسهم منم الفيوُضات الربانُية ،والحاسيس اليإانُية ،ما يناسب
تلِّك الية الرحانُية.
معشر السلِّمحي :سؤال أراه يفرض نُفسه أمامنا أجعي يقوُل هذا السؤال :كيف نُعد العدة لستقبَال
هذا البَيب الذي أوشك أن يصل منم غيبَته ؟ وكيف نتم باستقبَال هذا الشهر الكحري شهر رمضان؟
فأقوُل وبال التوُفيق :إن الفرد منا يب أن يوُطنم نُفسه وأهلِّه علِّىَ تلوة القرآْن ف شهر رمضان ،
ومراجعة ما حفظه منه ،ث النية الكيدة والعزم الصادق علِّىَ اللتزام بصلة التوايح بقدر المكحان .
ثانُيا :تعلِّم أحكحام الصيام الفقهية وسننه وآْدابه إن كان جاهل با ،أو مراجعتها وتذكرها إن كان عالا
با ،وملزأمة حلِّق العلِّم الت تقام ف شهر رمضان منم أجل هذا الغرض.
ثالثدا :العزم علِّىَ التوُبة ف هذا الشهر الفضيل ،فأبوُاب رحة ال وأبوُاب التوُبة ل تزال مفتوُحة .
رابعدا :العزم علِّىَ ترك العادات الرذيلِّة والصال القبَيحة كالسبَاب والشتم والغيبَة والنمحيمحة وغي ذلك منم
الصال السيئمة الخرىً وإن ف شهر رمضان لعظم فرصة علِّىَ ترك قبَيحة جالبَة للمراض أل وهي
عادة التدخي .
ومنم الناس منم يتقدم صيام شهر رمضان بصوُم يوُم أو يوُمي منم آْخر شعبَان وهوُ يفعل ذلك عنم
حسنم نُية ،ولكحنم هذا مرم ومالف لسنة الصطفىَ إذ يقوُل ف الديث التفق علِّيه )) :ل يتقدمنم
أحدكم رمضان بصوُم يوُم أو يوُمي إل أن يكحوُن رجل كان يصوُم صوُمه فلِّيصم ذلك اليوُم (().(2
وروىً التمذي وأبوُ داود عنم عمحار بنم ياسر قال )) :منم صام اليوُم الذي يشك فيه الناس فقد عصىَ
أبا القاسم (() .(3ويكحره الصوُم بعد منتصف شعبَان لا رواه التمذي عنم أب هريرة )) :إذا بقي نُصف
منم شعبَان فل تصوُموُا (().(4
557
-------------------------
الطبَة الثانُية
ل ترد.
__________
) (1السند . 279 /5
) (2أخرجه البَخماري ف صحيحه :كتاب الصوُم باب ل يتقدمنم رمضان بصوُم يوُم أو يوُمي 2/230
.
) (3سننم التمذي :كتاب الصوُم باب ما جاء ف كراهية صوُم يوُم الشك .3/70
) (4سننم التمذي :كتاب الصوُم باب ما جاء ف كراهية الصوُم ف النصف الثان منم شعبَان لال
رمضان .3/115
ـــــــــ
فضائل شهر رمضان
عبَد المحيد بنم جعفر داغستان
مكحة الكحرمة
27/8/1405
ابنم حسنم
مامد و أدعيةطبَاعة الطبَة بدون مامد وأدعية
-------------------------
ملِّخمص الطبَة
-1خطبَة رسوُل ال ف استقبَال رمضان -2 .الصيام عبَادة اختص ال نُفسه بضاعفة أجرها-3 .
رمضان شهر الصب -4 .رمضان شهر النُفاق ف سبَيل ال -5 .النهي عنم صيام يوُم الشك -6 .مت
يبَاح الفطر ف رمضان.
-------------------------
الطبَة الول
أما بعد :أيها السلِّمحوُن اتقوُا ال وأطيعوُه واستبَشروا خياد فقد أظلِّكحم شهر رمضان الذي أنُزل فيه
القرآْن هدىً للِّناس وبينات منم الدىً والفرقان ،ففيه تفتح أبوُاب الرحة ،وتغلِّق أبوُاب الحيم وتغل فيه
الشياطي ومردة النم ،وف هذا الشهر الكحري تضاعف السنات ،وتقال العثرات ،وتاب الدعوُات،
وهوُ شهر الصب والوُاساة والصدقات ،فقد سئمل رسوُل ال )) :أي الصدقة أفضل ،فقال :صدقة ف
رمضان (() ،(1وعنم سلِّمحان الفارسي رضي ال عنه قال )) :خطبَنا رسوُل ال ف آْخر يوُم منم شعبَان
558
فقال :يا أيها الناس قد أظلِّكحم شهر عظيم شهر مبَارك ،شهر فيه ليلِّة خي منم ألف شهر ،جعل ال
صيامه فرضا وقيام ليلِّه تطوُعا ،منم تقرب فيه بصلِّة منم الي كان كمحنم أدىً فريضة فيمحا سوُاه ،ومنم
أدىً فريضة فيه كان كمحنم أدىً سبَعي فريضة فيمحا سوُاه ،وهوُ شهر الصب ،والصب ثوُابه النة ،وشهر
الوُاساة وشهر يزاد ف رزأق الؤمنم ،منم فطر فيه صائمحا كان له مغفرة لذنُوُبه وعتق رقبَته منم النار ،وكان
له مثل أجره منم غي أن ينقص منم أجره شيء قلِّنا :يا رسوُل ال ليس كلِّنا يد ما يفطر الصائم ((،
فقال رسوُل ال )) :يعطي ال هذا الثوُاب منم فطر صائمحا علِّىَ مزقة لب أو ترة أو شربة منم ماء ،ومنم
أشبَع صائمحا سقاه ال منم حوُضي شربة ل يظمحأ حت يدخل النة .وهوُ شهر أوله رحة وأوسطه مغفرة
وآْخره عتق منم النار (() (2فانُظروا رحكحم ال إل هذه الطبَة النبَوُية البَلِّيغة ،بشر فيها النب أصحابه
بشهر رمضان وأخبهم بفضلِّه ومضاعفة العمحال الصالة فيه وأنُه شهر عظيم مبَارك وقال )) :ما مر
بالسلِّمحي شهر قط خي لم منه ،ول مر بالنافقي شهر قط أشر لم منه (().(3
وعنم أب هريرة رضي ال عنه عنم النب قال )) :كل عمحل ابنم آْدم له ،السنة بعشر أمثالا إل سبَعمحائة
ضعف قال ال عز وجل :إل الصيام فإنُه ل وأنُا أجزي به ،إنُه يدع شهوُته وطعامه وشرابه منم أجلِّي،
وللِّصائم فرحتان :فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه ،وللِّوُف فم الصائم أطيب عند ال منم ريح
السك (().(4
وساه شهر الصب لا فيه منم صب علِّىَ الصيام وصب علِّىَ أل الوُع والعطش وضعف النفس ،وعنم ابنم
عمحر مرفوُعا )) :الصيام ل يعلِّم ثوُابه إل ال عز وجل (().(5
ول يفىَ أن مضاعفة ثوُاب العمحال الصالة تكحوُن بأسبَاب منها شرف الكحان كمحكحة الكحرمة والدينة
النوُرة ،كمحا ثبَت ف الصحيح أن النب قال )) :صلة ف مسجدي هذا خي منم ألف صلة فيها سوُاه
إل السجد الرام (( ،وف رواية أنُه قال )) :أفضل (( ). (6
ومنم خصائص هذا الشهر البَارك مضاعفة ثوُاب العمحال الصالة فيه إل سبَعمحائة ضعف وفوُق ذلك
لنم حسنت نُيته وأخلِّص أعمحاله ل وبذل اليسوُر منم الصدقات وكانُت منم كسب طيب ول يقبَل ال
إل طيبَا )) :فإن ال يتقبَلِّها بيمحينه ث يربيها لصاحبَها كمحا يرب أحدكم فلِّوُه حت تكحوُن مثل البَل (()
(7متفق علِّيه.
وعنم أنُس رضي ال عنه مرفوُعا)) :إن الصدقة لتطفئ غضب الرب وتدفع عنه ميتة السوُء(( )،(8
وورد )) :إن ظل الؤمنم يوُم القيامة صدقته (()(9وصدقة السر أفضل لقوُله تعال :إن تبَدوا الصدقات
فنعمحا هي وإن تفوُها وتؤتوُها الفقراء فهوُ خي لكحم ويكحفر عنكحم منم سيئماتكحم وال با تعلِّمحوُن خبَي
]البَقرة.[271:
بارك ال ل ولكحم ف القرآْن العظيم ونُفعنا باليات والذكر الكحيم .
559
أقوُل قوُل هذا وأستغفر ال العظيم ل ولكحم ولكحافة السلِّمحي منم كل ذنُب فاستغفروه إنُه هوُ الغفوُر
الرحيم .
-------------------------
الطبَة الثانُية
المحد ل الوُاد الكحري ،وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له له فرائض الدينم ،اللِّهم صل علِّيه
وسلِّم تسلِّيمحا كثيا وبعد :
عنم أب هريرة رضي ال عنه عنم النب قال)) :ل يتقدمنم أحدكم رمضان بصوُم يوُم أو يوُمي ،إل أن
يكحوُن رجل كان يصوُم صوُما ،فلِّيصم ذلك اليوُم(() (10متفق علِّيه.
وعنم أب هريرة رضي ال عنه قال رسوُل ال )) :إذا بقي نُصف منم شعبَان فل تصوُموُا(() (11رواه
التمذي وقال :حديث حسنم صحيح .
وعنم أب اليقظان عمحار بنم ياسر رضي ال عنهمحا قال)) :منم صام اليوُم الذي يشك فيه الناس فقد
عصىَ أبا القاسم (()(3رواه أبوُ داود والتمذي وقال :حديث صحيح .
وف صحيح مسلِّم عنم أب هريرة أيضا أن النب قال)) :الصلِّوُات المحس والمحعة إل المحعة ورمضان
إل رمضان مكحفرات لا بينهنم إذا اجتنبَت الكحبَائر(() (12ويبَاح الفطر ف رمضان لربعة أصناف :
أحدها :الريض الذي يتضرر به والسافر الذي له القصر ،فالفطر لمحا أفضل وعلِّيها القضاء ،وإذا صاما
أجزأها .
الثان :الائض والنفساء تفطران وتقضيان وإن صامتا ،والامل والرضع إن خافتا علِّىَ ولديهمحا أفطرتا
وقضتا وأطعمحتا عنم كل يوُم مسكحينا.
وعلِّىَ سائر منم أفطر القضاء ل غي ،إل منم أفطر بمحاع ف الفرج فإنُه يقضي ويعتق رقبَة ،فإن ل يد
فصيام شهرينم متتابعي فإن ل يستطع فإطعام ستي مسكحينا ،فإن ل يد سقطت عنه ،فإن جامع ول
يكحفر حت جامع ثانُية فكحفارة واحدة ،وإن كفر ث جامع فكحفارة ثانُية )(13
عنم أب سعيد الدري رضي ال عنه قال :قال رسوُل ال )) :منم صام يوُماد ف سبَيل ال باعد ال
وجهه عنم النار سبَعي خريفدا(() (14متفق علِّيه.
__________
) (1أخرجه التمذي ف سننه :كتاب الزكاة باب ما جاء ف فضل الصدقة . 3/52
) (2أخرجه البَيهقي ف شعب اليإان . 7/216
) (3أخرجه أحد ف السند . 2/524
560
) (4أخرجه أحد ف صحيحه :كتاب الصيام باب فضل الصيام . 8/31
) (5وأخرج البَيهقي عنم زأيد مرفوُعا بلِّفظ ) ..والعمحل الذي ل يعلِّم ثوُاب عاملِّه إل ال الصيام (
الامع لشعب اليإان . 7/197
) (6صحيح البَخماري :باب فضل الصلة ف مسجد مكحة والدينة . 2/57
) (7صحيح البَخماري كتاب الزكاة باب الصدقة منم كسب طيب . 2/113
) (8أخرجه التمذي ف سننه :كتاب الزكاة باب ما جاء ف فضل الصدقة . 3/52
) (9أخرجه أحد ف مسنده . 4/233
) (10صحيح البَخماري :كتاب الصوُم باب ل يتقدمنم رمضان بصوُم يوُم أو يوُمي . 2/230
وصحيح مسلِّم كتاب الصوُم باب النهي عنم تقدي رمضان بصوُم يوُم أو يوُمي . 7/194
) (11سننم التمذي :كتاب الصوُم باب ما جاء ف كراهية الصوُم ف النصف الثان منم شعبَان لال
رمضان ، 3/115وسننم أب داود :كتاب الصوُم باب ف كراهية ذلك . 2/301
) (12صحيح مسلِّم :كتاب الطهارة باب فضل الوُضوُء والصلة عقبَه . 3/119
) (13نُقل منم كتاب )العدة ف شرح العمحدة ( .
) (14صحيح البَخماري :كتاب الهاد باب فضل الصيام ف سبَيل ال 3/123وصحيح مسلِّم :
كتاب الصوُم باب فضل الصيام ف سبَيل ال . 8/33
ـــــــ
رمضان وأحكام الصيام
إساعيل الطيب
تطوُان
3/9/1418
السنم الثان
مامد و أدعيةطبَاعة الطبَة بدون مامد وأدعية
-------------------------
ملِّخمص الطبَة
-1فضل شهر رمضان وذكر الذينم يربَاح لم الفطر فيه -2مت يؤمرالصب بالصوُم وشأن الائض وما
يتعللِّق با منم أحكحم الصيام -3الخمالفات الت تقع ف رمضان
-------------------------
الطبَة الول
أما بعد:
561
بلِّوُغ شهر رمضان وصيامه نُعمحة عظيمحة ،ولقد كان سلِّفنا الصال يدعوُن ال تعال ستة أشهر أن
يبَلِّغهم رمضان ،ث يدعوُنُه ستة أشهر أن يتقبَلِّه منهم ،وكان منم دعائهم إذا دخل شهر رجب :اللِّهم
بارك لنا ف رجب وشعبَان وبلِّغنا رمضان ،وكان منم دعائهم :اللِّهم سلِّمحن إل رمضان ،وسلِّم ل
رمضان ،وتسلِّمحه من متقبَل ،وكان النب يبَشر أصحابه بقدوم رمضان ،وكيف ل ،وهوُ شهر يفتح ال
فيه أبوُاب النان ،وتغلِّق فيه أبوُاب النيان ،شهر فرض ال صيامه كمحا فرضه علِّىَ المم السابقة ،ومنم
رحة ال تعال ولطفه وتيسيه أن سهل الصوُم علِّىَ أمة نُبَينا ممحد علِّيه الصلة والسلم بعدة أشياء،
منها:
أن الصوُم إنا يكحوُن ف نار رمضان ،قال تعال :وكلِّوُا واشربوُا حت يتبَي لكحم اليط البيض منم اليط
السوُد منم الفجر ث أتوُا الصيام إل اللِّيل وجاءت السنة تدعوُا إل تعجيل الفطار وتأخي السحوُر،
وثبَت أن أصحاب رسوُل ال كانُوُا أسرع الناس إفطارا وأبطأهم سحوُرا.
وف أحكحام الصيام يتجلِّىَ اليسر والتخمفيف فالفطار يبَاح لسبَعة :للِّمحسافر ،والريض ،والامل والرضع،
والرم ،ومنم أرهقه الوُع والعطش ،والكحره.
فالرأة الامل إن خافت علِّىَ نُفسها أو علِّىَ ولدها أفطرت ،وقضت ،وكذلك الرضع ،أما الشيخ الكحبَي
والرأة العجوُزأ ،والريض الذي ل يرجىَ شفاؤه ،فهم يفطرون ويطعمحوُن مسكحينا بنحوُ صاع أو مد أو ما
تيسر إن كانُوُا قادرينم علِّىَ الطعام ،وإل فال تعال كري جوُاد ل رب سوُاه.
ومنم اليسر والتخمفيف ف الصيام أن قطرة الدواء ف العي أو ف الذن ل تفطر وكذلك الطيب والكححل،
وأخذ الدم للِّتحلِّيل ،والرعاف والقنة ،والشرجية )القوُالب( والبر غي الغذية والغبَار ،وذوق الطبَاخ
للِّطعام دون دخوُله إل جوُفه ،ودواء الربوُ الذي يؤخذ بطريق الستنشاق ،وتنظيف السنان بعجوُنا
جائز طيلِّة النهار.
ومنم أحكحام الصيام الت يب معرفتها :مت يؤمر الصب بالصيام ،إن الصبَيان أمانُة ف أعناق مربيهم
))كلِّكحم راع وكلِّكحم مسؤول عنم رعيته(( ،لذلك كان علِّىَ الرب أن يكحلِّف الطفل ما يطيق وأن يزرع ف
نُفسه الشعوُر بسؤولياته تاه ربه ودينه وقد أرشدنُا الرسوُل علِّيه الصلة والسلم إل أمر الطفل بالصلة
وهوُ ف سنم السابعة تدريبَا له علِّىَ تمحل مسؤوليات العبَادة ،وقد ذكر العلِّمحاء أن الطفل إذا بلِّغ عشر
سني وأطاق الصيام ،أي كانُت حالته الصحية تسمحح له بالصوُم ،أخذ به ،واستدلوُا بأن النب أمر
بالضرب عندها علِّىَ الصلة ،واعتبَار الصوُم بالصلة أحسنم لقرب إحداها منم الخرىً ،ولقد كان
الصحابة يصلوُموُن أطفالم فإن بكحوُا منم العطش أو الوُع شغلِّوُهم بلِّعب يتلِّهوُن با ،وذلك لتنغرس
العبَادة ف قلِّوُبم ويتعوُدوا علِّيها.
ومنم أحكحام النساء ف الصيام أن الرأة إذا انُقطع عنها دم اليض باللِّيل وجب علِّيها أن تنوُي الصيام
ولوُ ل تغتسل إل بعد الفجر ،وكذلك النفساء مت انُقطع عنها دم النفاس لعشرة أيام أو أكثر أو أقل
562
تبَادر إل الغتسال وتصلِّي وتصوُم ،فإذا اغتسلِّت الائض والنفساء ث رأت شيئما منم الصفرة أو الكحدرة
فل تبَال به بل تصلِّي وتصوُم والامل إذا رأت شيئما منم الدم فإن ذلك الدم ليس بيض وإنا هوُ دم
فساد ،فتصوُم وتصلِّي وتسأل ال تعال أن يفظها ويعافيها ،ويعينها ،ويهبَها ذرية صالة بنه وفضلِّه
وكرمه.
عبَاد ال :أقسم النب أنُه ما مر بالسلِّمحي شهر خي لم منم رمضان ،شهر أوله رحة وأوسطه مغفرة
وآْخره عتق منم النار ،شهر تفتح فيه أبوُاب النان ،وتغلِّق فيه أبوُاب النيان ،وذلك بسبَب تنافس الناس
ف العبَادات والكثار منم الصلِّوُات ،وبذل الصدقات والكثار منم تلوة كتاب ال والذكر والدعاء ،إنُه
شهر القرآْن لذلك كان علِّىَ الؤمنم أن يتهد فيه ف تلوة القرآْن ،وأن ينظر إليه باعتبَاره شهرا للِّجد
والجتهاد ،وتطهي القلِّوُب منم الفساد.
إنُه شهر الصيام و))الصيام رجلنة(( كمحا قال نُبَينا علِّيه الصلة والسلم ،أي وقاية وستة منم الجرام
والثام ،منم السب واللِّعنم والغيبَة والنمحيمحة والكحذب ،فالسلِّم إذا صام ،صام سعه وبصره ولسانُه.
ولقد عمحل الشيطان علِّىَ إفساد ليل رمضان علِّىَ منم أطاعه وعصىَ الرحان ،فدعاهم إل جعل ليلِّه
مناسبَة للِّسهر علِّىَ اللِّهوُ واللِّعب وزأينم لم تقدي السحوُر مالفة للِّسنة ،وترك صلة الفجر ف وقتها،
وما ذلك إل منم عدم معرفتهم بلل هذا الشهر ومكحانُته وفضلِّه وأنُه شهر للِّعبَادة والطاعة يتمحن أهل
القبَوُر أن لوُ مد ال ف أعمحارهم ليمحل ساعاته با يرضي ال ،وما يدون ثوُابه عند ال.
لقد عمحل طائفة منم الناس علِّىَ إفساد شهر رمضان عندما جعلِّوُا منه شهرا لختيار ما لذ وطاب منم
الطعام والشراب ،وعندما حوُلوُا لياليه إل ليال للِّسهر ف اللِّهوُ واللِّعب ،ث جاء عصر التلِّفازأ
والفضائيات فزادت الفساد فسادا بأشغال الناس بكحل ما يصدهم عنم ذكر ال.
رمضان شهر عبَادة ،فاستقبَلِّوُه بالتوُبة واحرصوُا فيه علِّىَ الزيادة منم كل أعمحال الي :منم تلوة القرآْن
وصلة النوُافل والذكر والصدقة وزأيارة القارب وصلِّة الرحم ،لتنالوُا منم عفوُا ال ورحته.
يييييييي
انتصافا رمضان
عز الدينم عوُير
الزائر
11/9/1413
الرحة
مامد و أدعيةطبَاعة الطبَة بدون مامد وأدعية
-------------------------
ملِّخمص الطبَة
563
-1إذا خسرنُا ف رمضان فمحت نُربح ؟ -2العبَد مسئموُل عنم عمحره وعلِّمحه وماله وجسمحه -3التحذير
منم تضييع الوُقت ف رمضان -4اغتنام الياة والصحة والفراغ والشبَاب والغن -5حال السلِّمحي
الزري ف رمضان -6نُعمحتا الصحة والفارغ -7حرصا السلِّف الصال علِّىَ اغتنام أوقاتم -8الث
علِّىَ صيام رمضان وقيامه وإخلصا النية ف ذلك
-------------------------
الطبَة الول
أما بعد :فإن شهر رمضان قد اقتب أن ينتصف ،فهل فينا منم قهر نُفسه وانُتصف؟ وهل فينا منم قام
فيه با عرف؟ وهل تشوُقت أنُفسنا لنيل الشرف؟ أيها السنم فيمحا مضىَ منه دم علِّىَ طاعتك
وإحسانُك ،وأيها السيء وبخ نُفسك علِّىَ التفريط ولها ،إذا خسرنُا ف هذا الشهر مت نُربح؟ وإذا ل
نُسافر فيه نوُ الفوُائد مت نُبح؟
كان قتادة رحه ال يقوُل :كان يقال :منم ل يغفر له ف رمضان فلِّنم يغفر له؛ لا ف هذا الشهر البَارك
منم أسبَاب الغفرة والرحة.
فلِّنستدرك باقي الشهر ،فإنُه أشرف أوقات الدهر ،هذه أيام يافظ علِّيها وتصان ،هي كالتاج علِّىَ رأس
الزمان ،ولنعلِّم أنُنا مسؤولوُن عمحا نُضيعه منم أوقات وأحيان ،فعنم أب برزأة رضي ال عنه قال :قال
رسوُل ال )) :ل تزول قدما عبَد يوُم القيامة حت يسأل عنم أربع ،عنم عمحره فيم أفناه؟ وعنم علِّمحه فيم
عمحل فيه؟ وعنم ماله منم أينم اكتسبَه وفيم أنُفقه؟ وعنم جسمحه فيم أبله(().[1](1
نُعم إنُنا مسؤولوُن عنم هذه الوقات منم أعمحارنُا ،ف أي مصلِّحة قضيناها؟ أف طاعة ال وذكره ،وتلوة
كتابه وتعلِّم دينه ،أم قضيناها ف القاهي وأمام التلِّفزيوُن وف لعب الكحرة أو ف غي ذلك ما ل يعوُد
علِّينا بكحبَي فائدة ،بل قد يبَاعدنُا عنم ال تعال وعنم مرضاته ،ويقربنا ما يسخمطه والعياذ بال تعال؟
فالعجب لنا ،نُعرف ما ف هذا الشهر منم اليات والبكات ،ث ل تطمحئمنم أنُفسنا إل بتضييع أوقاتنا فيمحا
ل يزيدنُا إل بعداد عنم ال تبَارك وتعال ،وكأن صحفنا قد ملِّئمت بالسنات ،وضمحنا دخوُل النات ،إل
مت نُرضىَ بالنزول ف منازأل الوُان؟ هل مضىَ منم أيامنا يوُم صال سلِّمحنا فيه منم الرائم والقبَائح؟ تال
لقد سبَق التقوُن الرابوُن ،وننم راضوُن بالسران ،أعيننا مطلِّقة ف الرام ،وألسنتنا منبَسطة ف الثام،
ولقدامنا علِّىَ الذنُوُب إقدام ،ونُغفل أن الكحل مثبَت عند اللِّك الدليان.
عنم ابنم عبَاس رضي ال عنهمحا مرفوُعا إل النب أنُه قال)) :اغتنم خسا قبَل خس :حياتك قبَل موُتك،
وصحتك قبَل سقمحك ،وفراغك قبَل شغلِّك ،وشبَابك قبَل هرمك ،وغناك قبَل فقرك(().[2](2
فالرؤوف الرحيم يوُصينا ببَادرة خسة أشياء قبَل حصوُل خسة أخرىً ،نُغتنم حال حياتنا قبَل موُتنا،
وحال صحتنا قبَل مرضنا ،وحال فراغنا قبَل انُشغالنا ،وحال شبَابنا قبَل كبنُا ،وحال غنانُا قبَل فقرنُا،
564
نُغتنمحها ف طاعة ال والتقرب إليه قبَل أن يل بنا ما يإنعنا منم ذلك فنندم علِّىَ ما فلرطنا ف جنب ال
ول ينفع يوُمئمذ الندم.
عبَاد ال ،إنُنا ل نُعرف قدر وقيمحة نُعمحة الياة والصحة والفراغ والشبَاب والغن إل بعد زأوالا وفقدها،
فلِّنغتنم فرصة وجوُدها ،ولنسخمرها ف كل ما يوُصلِّنا إل جنات ربنا عز وجل ويبَاعدنُا عنم عذابه .هذا
شهر رمضان الذي أنُزل فيه القرآْن ،وهذا كتاب ال يتلِّىَ فيه بي أظهرنُا ،ويتدد ف أساعنا ،وهوُ القرآْن
الذي لوُ أنُزل علِّىَ جبَل لرأيناه خاشعا يتصدع ،ومع هذا فل قلِّوُبنا تشع ،ول عيوُنُنا تدمع ،ول صيامنا
يبَعد عنم الرام فينفع ،ول قيامنا استقام ،فقلِّوُبنا خلِّت منم التقوُىً فهي خراب بلِّقع ،وتراكمحت علِّيها
الذنُوُب فهي ل تبَصر ول تسمحع ،كم تتلِّىَ علِّينا آْيات القرآْن وقلِّوُبنا كالجارة أو أشد قسوُة ،وكم
يتوُال علِّينا منم رمضان وحالنا فيه كحال أهل الشقوُة ،أينم ننم منم قوُم إذا سعوُا داعي ال أجابوُا
الدعوُة ،وإذا تلِّيت علِّيهم آْيات ال وجلِّت قلِّوُبم وزأادتم إيإانُا ،وإذا صاموُا صامت منهم اللسنة
والساع والبصار؟!ا أوليس لنا فيهم اقتداء وأسوُة؟!ا كلِّمحا حسنت منا القوُال ساءت منا العمحال،
سيشهد علِّينا رمضان ،وسيشار لكحل واحد منا يوُم القيامة :شقي فلن وسعيد فلن ،اللِّهم ل تعلِّنا
منم أهل الشقاء ،واجعلِّنا منم أهل السعادة والرضوُان ،ول حوُل ول قوُة إل بال.
-------------------------
الطبَة الثانُية
أما بعد :روىً البَخماري ف صحيحه عنم ابنم عبَاس رضي ال عنهمحا قال :قال النب )) :نُعمحتان مغبَوُن
فيهمحا كثي منم الناس :الصحة والفراغ (( .شلبَه النب ف هذا الديث النُسان بالتاجر ،والصحة والفراغ
أي :عدم الشوُاغل برأس الال لكحوُنمحا منم أسبَاب الرباح ومقدمات النجاح ،فمحنم استعمحل صحته
وقوُته وفراغه ووقته ف طاعة ال تعال ربح ف تارته مع ال عز وجل ،ومنم استعمحل صحته وفراغه ووقته
ف معصية ال تعال خسر رأس ماله ،فهوُ مغبَوُن ل يسنم تدبي أموُره.
صا علِّىَ اغتنام أوقاتم ف ذكر ال لجل هذا كان السلِّف الصال رضوُان ال علِّيهم أشد الناس حر د
تعال وتلوة كتابه وتعللِّم دينه والحسان إل خلِّقه ،فمحنم ذلك عامر بنم عبَد قيس إذ قال له رجل :قف
أكلِّمحك ،قال :أمسك الشمحس ،أي إن استطعت أن تسك الوُقت فل يإر فسأقف ،وكان داود الطائي
يستف الفتيت ،يأكل فتات الطعام ،ويقوُل :بي سف الفتيت وأكل البَز قراءة خسي آْية ،وكان
عثمحان البَاقلن دائم الذكر ل تعال ،فقال :إن وقت الفطار أحس بروحي كأنا ترج لجل اشتغال
بالكل عنم الذكر .وأوصىَ بعض السلِّف أصحابه فقال :إذا خرجتم منم عندي فتفرقوُا لعل أحدكم يقرأ
القرآْن ف طريقه ،ومت اجتمحعتم تلدثتم.
565
هكحذا كانُوُا علِّيهم رحه ال ،كانُوُا أشد الناس بل فأوقاتم ،فمحاذا يقوُلوُن لوُ اطلِّعوُا علِّينا ورأوا كيف
نُضيع أوقاتنا ،ف هذا الشهر البَارك خاصة ،وف سائر أيام السنة عامة؟ فكحثي منا منم يلِّهي نُفسه ف
رمضان باللِّعب واللِّغوُ ،ويقوُل :نُقتل الوُقت حت يصل الفطار .وما نُدري أنُنا بتضييع أوقاتنا فيمحا ل
يرضي ال تعال نُقتل أنُفسنا ،وليس الوُقت لن الوُقت مسوُب منم أعمحارنُا وحياتنا.
فلِّنستيقظ منم غفلِّتنا أيها السلِّمحوُن ،ولنستدرك ما فاتنا منم رمضان ،ولنجعل ما بقي منم شهرنُا أحسنم
ما فات ،ولنتذكر قوُله )) :منم صام رمضان إيإانُا واحتسابا غفر له ما تقدم منم ذنُبَه(() ،[1](3وقوُله
أيضا)) :منم قام رمضان إيإانُا واحتسابا غفر له ما تقدم منم ذنُبَه(().[2](4
فمحنم صام رمضان ل تعال ،وطاعة له ليس لجل أنُه رأىً الناس صاموُا فصام ،ورجاء ثوُابه ،غفر له ما
تقدم منم ذنُبَه ،ومنم قام لياليه مصلِّيا ملِّصا ل تعال ورغبَة ف مثوُبته غفر له ما تقدم منم ذنُبَه وخرج منم
رمضان كيوُم ولدته أمه ،بل لقد قال )) :إن الرجل إذا صلِّىَ مع المام حت ينصرف كتب له قيام
ليلِّة(() ،[3](5فمحنم صلِّىَ صلة التاويح مع المام حت ينتهي منم آْخر ركعة منها ،كتب له أجر قيام
ليلِّة بأكمحلِّها ،هذا منم فضل ال علِّىَ عبَاده الؤمني ،ولكحنم أكثر الناس عنم شكحر هذه النعمحة غافلِّوُن.
فمحنم أراد الفوُزأ بالنة والنجاة منم النار ،فمحا علِّيه إل اغتنام وقته وصحته وماله ف هذا الشهر البَارك
خاصة ،ف طاعة ال تعال والتقرب إليه ،فلِّعل الوُاحد منا يكحوُن هذا الشهر آْخر رمضان يعيشه ،فيكحوُن
لمنم أعتق فيه منم النار.
ربنا ظلِّمحنا أنُفسنا وإن ل تغفر لنا وترحنا لنكحوُنُنم منم الاسرينم.
__________
) (1أخرجه التمذي وهوُ صحيح.
) (2أخرجه الاكم وهوُ صحيح ،صحيح الامع ].[1077
) (3متفق علِّيه عنم أب هريرة.
) (4مسلِّم عنم أب هريرة .
) (5الربعة عنم أب ذر وهوُ صحيح.
يييييييي
فضائل شهر رمضان
أحد فريد
السكحندرية
غي مدد
مامد و أدعيةطبَاعة الطبَة بدون مامد وأدعية
-------------------------
566
ملِّخمص الطبَة
-1موُعظة ف استقبَال رمضان -2 .خصوُصيات شهر رمضان -3 .تعريف الصوُم -4 .فوُائد الصوُم.
-5صيام الوُارح -6 .رمضان شهر القرآْن والقيام والنُفاق.
-------------------------
الطبَة الول
ث أما بعد:
قال ال عز وجل :شهر رمضان الذي أنُزل فيه القرآْن هدىً للِّناس وبينات منم الدىً والفرقان فمحنم
شهد منكحم الشهر فلِّيصمحه ومنم كان مريضاد أو علِّىَ سفر فعدة منم أيام أخر يريد ال بكحم اليسر ول
يريد بكحم العسر ولتكحمحلِّوُا العدة ولتكحبوا ال علِّىَ ما هداكم ولعلِّكحم تشكحرون ]البَقرة.[185:
يا منم طالت غيبَته عنا قد قربت أيام الصالة.
يا منم دامت خسارته ،قد أقبَلِّت أيام التجارة الرابة.
منم ل يربح ف هذا الشهر ،ففي أي وقت يربح.
منم ل يقرب فيه منم موُله فهوُ علِّىَ بعده ل يبح.
عبَاد ال هبَت علِّىَ القلِّوُب نُفحة منم نُفحات نُسيم القرب ،سعىَ سسار الوُاعظ للِّمحهجوُرينم ف
الصلِّح ،وصلِّت البَشارة للِّمحنقطعي بالوُصل ،وللِّمحذنُبَي بالعفوُ ،والستوُجبَي النار بالعتق .
لا سلِّسل الشيطان ف شهر رمضان ،وخدت نُيان الشهوُات بالصيام ،انُعزل سلِّطان الوُىً ،وصارت
الدولة لاكم العقل بالعدل ،فلِّم يبَق للِّعاصي عذر ،يا غيوُم الغفلِّة عنم القلِّوُب تقشعي ،يا شوُس
التقوُىً واليإان اطلِّعي ،يا صحائف أعمحال الصائمحي ارتفعي ،يا قلِّوُب الصائمحي اخشعي ،يا أقدام
التهجدينم اسجدي لربك واركعي ،ويا عيوُن التهدينم ل تجعي ،يا ذنُوُب التائبَي ل ترجعي ،يا أرض
الوُىً ابلِّعي ماءك ويا ساء النفوُس اقلِّعي ،يا خوُاطر العارفي ارتعي ،يا هم البَي بغي ال ل تقنعي،
قد مدت ف هذه اليام ،موُائد النُعام للِّصوُام ،فمحا منكحم إل منم دعىَ :يا قوُمنا أجيبَوُا داعي ال
]الحقاف.[31:
فطوُب لنم أجاب فأصاب ،وويل لنم طرد عنم البَاب وما دعىَ.
قال العللِّىَ بنم الفضل :كان السلِّف يدعوُن ال ستة أشهر أن يبَلِّغهم رمضان ،ث يدعوُنُه ستة أشهر أن
يتقبَلِّه منهم.
وقال يي بنم أب كثي :كان منم دعائهم اللِّهم سلِّمحن إل رمضان ،وتسلِّمحه من متقبَل .
وروىً البَخماري عنم أب هريرة أن رسوُل ال قال)) :إذا جاء رمضان فلتحت أبوُاب النة (().([1](1
وله عنه قال :قال رسوُل ال )) :إذا دخل شهر رمضان فتحت أبوُاب السمحاء ،وغلِّقت أبوُاب جهنم،
وسلِّسلِّت الشياطي (() ([2](2وف رواية عند مسلِّم ))فتحت أبوُاب الرحة((.
567
قال عياض :يتمحل أنُه علِّىَ ظاهره ،وحقيقته أن ذلك كلِّه علمة للِّمحلئكحة لدخوُل الشهر ،وتعظيم
حرمته ،ولنع الشياطي منم أذىً الؤمني ،ويتمحل أن يكحوُن إشارة إل كثرة الثوُاب ،وأن الشياطي يقل
إغوُاؤهم فيصيون كالصفدينم.
قال :ويتمحل أن يكحوُن فتح أبوُاب النة وغلِّق أبوُاب النار عبَارة عنم صرف المحم عنم العاصي اليلِّة
بأصحابا إل النار ،وتصفيد الشياطي عبَارة عنم إعجازأهم عنم الغوُاء وتزيي الشهوُات.
وهذا الشهر عبَاد ال مدرسة ربانُية رحانُية تفتح أبوُابا كل سنة شهرا كامل يتدرب فيه العبَاد علِّىَ
طاعة ال عز وجل والمساك عنم معاصيه ،فهوُ شهر الصيام والقيام وتلوة القرآْن والصدقة والعمحرة
وسائر الطاعات .
روىً البَخماري وغيه عنم أب هريرة قال :قال رسوُل ال :قال ال)) :كل عمحل ابنم آْدم له إل الصيام
فإنُه ل وأنُا أجزي به ،والصيام جنة فإذا كان يوُم صوُم أحدكم فل يرفث ول يصخمب ،فإن سابه أحد
أو قاتلِّه فلِّيقل إن امرؤ صائم ،والذي نُفس ممحد بيده للِّوُف فم الصائم أطيب عند ال منم ريح
السك ،للِّصائم فرحتان يفرحهمحا :إذا أفطر فرح بفطره وإذا لقي ربه فرح بصوُمه (().([3](3
والصيام ف اللِّغة هوُ المساك ،وف الشرع إمساك مصوُصا ف زأمنم مصوُصا بشرائط مصوُصة ،فهوُ
إمساك الكحلِّف بالنية عنم الطعام والشراب والشهوُة منم الفجر إل الغرب.
وف التقرب بتك هذه الشهوُات بالصيام فوُائد:
منها كسر النفس ،فإن الشبَع والري ومبَاشرة النساء تمحل النفس علِّىَ الشر والبَطر والغفلِّة.
ومنها تلِّي القلِّب للِّفكحر والذكر ،فإن تناول هذه الشهوُات قد يقسي القلِّب ويعمحيه ،وخلِّوُ البَطنم منم
الطعام والشراب ،ينوُر القلِّب ويوُجب رقته ويزيل قسوُته ويلِّيه للِّفكحر والذكر.
ومنها أن الغن يعرف قدر نُعمحة ال علِّيه بامتناعه عنم هذه الشهوُات ف وقت مصوُصا ،وحصوُل
الشقة له بذلك بتذكر منم منع منم ذلك علِّىَ الطلق فيوُجب له ذلك شكحر نُعمحة ال علِّيه بالغن،
ويدعوُه إل رحة أخيه التاج وموُاساته با يإكحنم منم ذلك.
ومنها أن الصيام يضيق ماري الدم الت هي ماري الشيطان منم ابنم آْدم ،فإن الشيطان يري منم ابنم
آْدم مرىً الدم ،فتسكحنم بالصيام وساوس الشيطان وتنكحسر سوُرة الشهوُة والغضب ،ولذا جعل النب
الصوُم وجادء؛ لقطعه عنم شهوُة النكحاح.
ول يتم التقرب إل ال تعال بتك الشهوُات البَاحة ف غي حالة الصيام ،إل بعد التقرب إليه بتك ما
حرم ال ف كل حال ،منم الكحذب والظلِّم والعتداء علِّىَ الناس ف دمائهم وأموُالم وأعراضهم ،ولذا
قال النب )) :منم ل يدع قوُل الزور والعمحل به فلِّيس ل حاجة أن يدع طعامه وشرابه (().([4](4
قال بعض السلِّف :أهوُن الصيام ترك الشراب والطعام.
568
وقال جابر :إذا صمحت فلِّيصم سعك وبصرك ولسانُك عنم الكحذب والارم ،ودع أذىً الار ،وليكحنم
علِّيك سكحينة ووقار يوُم صوُمك ،ول تعل يوُم صوُمك ويوُم فطرك سوُاء.
وكان السلِّف إذا صاموُا جلِّسوُا ف الساجد وقالوُا :نفظ صوُمنا ول نُغتاب أحدا.
والصائمحوُن علِّىَ طبَقتي :أحدها منم ترك طعامه وشرابه وشهوُته ل تعال يرجوُ عنده عوُض ذلك ف
النة ،فهذا قد تاجر مع ال وعاملِّه وال تعال ل يضيع أجر منم أحسنم عمحل ول ييب معه منم عاملِّه
بل يربح علِّيه أعظم الربح ،فهذا الصائم يعطىَ ف النة ما شاء ال منم طعام وشراب ونُساء ،قال ال
تعال :كلِّوُا واشربوُا هنيئما با أسلِّفتم ف اليام الالية ]الاقة.[24:
قال ماهد وغيه :نُزلت ف الصائمحي .
وف الصحيحي عنم النب قال)) :إن ف النة بابا يقال له الريان يدخل منه الصائمحوُن ل يدخل منه
غيهم(() .([5](5وف رواية)) :فإذا دخلِّوُا أغلِّق(( وف رواية)) :منم دخل شرب ومنم شرب ل يظمحأ
أبدا((.
والطبَقة الثانُية منم الصائمحي منم يصوُم ف الدنُيا عمحا سوُىً ال ،فيحفظ الرأس وما حوُىً ،ويفظ البَطنم
وما وعىَ ،ويذكر الوُت والبَلِّىَ ويريد الخرة فيتك زأينة الدنُيا ،فهذا عيد فطره يوُم لقاء ربه وفرحه برؤيته
.
أهل الصوُصا منم الصوُام صوُمهم صوُن اللِّسان عنم البَهتان والكحذب
والعارفوُن وأهل النُس صوُمهم صوُن القلِّوُب عنم الغيار والجب
العارفوُن ل يسلِّيهم عنم رؤية موُلهم قصر ،ول يرويهم دون مشاهدته نر همحهم أجلل منم ذلك .
منم صام عنم شهوُاته ف الدنُيا أدركها غدا ف النة ،ومنم صام عمحا سوُىً ال فعيده يوُم لقائه منم كان
يرجوُ لقاء ال فإن أجل ال لت ]العنكحبَوُت.[5:
وقوُله عز وجل ف الديث القدسي)) :كل عمحل ابنم آْدم له إل الصيام فإنُه ل وأنُا أجزي به(( معناه
أن العمحال كلِّها تضاعف بعشر أمثالا إل سبَعمحائة ضعف ،إل الصيام فإنُه ل ينحصر تضعيفه ف هذا
العدد ،بل يضاعفه ال عز وجل أضعافا كثية ،بغي حصر عدد فإن الصيام منم الصب وقد قال ال
تعال :إنا يوُف الصابرون أجرهم بغي حساب ]الزمر.[10:
وقيل الكحمحة ف إضافة الصيام إل ال عز وجل ،أن الصيام هوُ ترك حظوُظ النفوُس وشهوُاتا الصلِّية
الت جبَلِّت علِّىَ اليل إليها ،منم الطعام والشراب والنكحاح ،ول يوُجد ذلك ف غيه منم العبَادات.
قال بعض السلِّف :طوُب لنم ترك شهوُة حاضرة لوُعد غيب ل يره ،وقيل :لن الصيام سر بي العبَد
وربه ل يطلِّع علِّيه غيه ،لنُه مركب منم نُية باطنة ل يطلِّع علِّيها إل ال ،وترك لتناول الشهوُات الت
يستخمفي بتناولا دائمحا ،ولذلك قيل :ل تكحتبَه الفظة ،وال عز وجل يب منم عبَاده أن يعاملِّوُه سرا.
569
وشهر رمضان له خصوُصية بالقران كمحا قال ال تعال :شهر رمضان الذي أنُزل فيه القرآْن ]البَقرة:
.[185
وقد قال ابنم عبَاس رضي ال عنهمحا أنُه أنُزل جلِّة واحدة منم اللِّوُح الفوُظ إل بيت العزة ف ليلِّة القدر
ويشهد لذلك قوُله تعال :إنُا أنُزلناه ف ليلِّة القدر ]القدر.[1:
كان الزهري إذا دخل رمضان قال :إنا هوُ تلوة القرآْن ،وإطعام الطعام ،قال ابنم عبَد الكحم :كان
مالك إذا دخل رمضان يفر منم قراءة الديث ومالسة أهل العلِّم ،وأقبَل علِّىَ تلوة القرآْن منم
الصحف.
والشهر عبَاد ال ماهدة باللِّيل والنهار ،فكحمحا أن العبَد ياهد نُفسه بالصيام ويلِّزمها بأخلق الصائمحي،
ياهد نُفسه كذلك بالقيام تشبَها بالصالي .قال رسوُل ال )) :منم قام رمضان إيإانُا واحتسابا غفر له
ما تقدم منم ذنُبَه (().([6](6
وكان عمحر قد أمر أب بنم كعب وتيمحا الداري أن يؤما بالناس ف شهر رمضان ،فكحان القارئ يقرأ
بالائتي ف ركعة ،حت كانُوُا يعتمحدون علِّىَ العصي منم طوُل القيام ،وما كانُوُا ينصرفوُن إل قرب الفجر.
والشهر كذلك عبَاد ال تدريب علِّىَ النُفاق وكثرة الوُد ،ففي الصحيحي عنم ابنم عبَاس رضي ال
عنهمحا قال :كان النب أجوُد الناس بالي ،وكان أجوُد ما يكحوُن ف رمضان ،حي يلِّقاه جبيل ،وكان
جبيل يلِّقاه كل ليلِّة ف رمضان فيدارسه القرآْن ،فلِّرسوُل ال حي يلِّقاه جبيل أجوُد بالي منم الريح
الرسلِّة ).([7](7
فقد كان النب أجوُد الناس وكان جوُده ل وف ابتغاء مرضاته ،وكان جوُده يتضاعف ف شهر رمضان
علِّىَ غيه منم الشهوُر ،كمحا أن جوُد ربه يتضاعف فيه أيضا ،فإن ال جبَلِّه علِّىَ ما يبَه منم الخلق
الكحريإة ،وكان علِّىَ ذلك منم قبَل البَعثة.
ث كان بعد الرسالة جوُده ف رمضان أضعاف ما كان قبَل ذلك ،فإنُه كان يلِّتقي هوُ وجبيل علِّيه
السلم ،ويدارسه الكحتاب الذي جاء به إليه ،وهوُ أشرف الكحتب وأفضلِّها ،وهوُ يث علِّىَ الحسان
ومكحارم الخلق ،فلِّهذا كان يتضاعف جوُده وإفضاله ف هذا الشهر لقرب عهده بخمالطة جبيل علِّيه
السلم وكثرة مدارسته له هذا الكحتاب الكحري الذي يث علِّىَ الكحارم والوُد.
وف تضاعف جوُده ف شهر رمضان بصوُصه فوُائد كثية:
منها :شرف الزمان ومضاعفة أجر العمحل فيه ،فإن العمحل يشرف ويزداد ثوُابه لشرف الزمان ،أو الكحان،
أو لشرف العامل وكثرة تقوُاه.
ومنها :إعانُة الصائمحي والقائمحي والذاكرينم علِّىَ طاعتهم ،فيستوُجب العي لم مثل أجرهم ،كمحا أن
منم جهز غازأيا فقد غزا ،ومنم خلِّفه ف أهلِّه فقد غزا.
570
ومنها :أن شهر رمضان شهر يوُد ال فيه علِّىَ عبَاده بالرحة والغفرة والعتق منم النار ل سيمحا ف ليلِّة
القدر ،وال تعال يرحم منم عبَاده الرحاء.
كمحا قال )) :إنا يرحم ال منم عبَاده الرحاء(( ).([8](8
فمحنم جاد علِّىَ عبَاد ال جاد ال علِّيه بالعطاء والفضل والزاء منم جنس العمحل.
ومنها :أن المحع بي الصيام والصدقة منم موُجبَات النة ،وف صحيح مسلِّم عنم أب هريرة عنم النب أنُه
قال)) :منم أصبَح منكحم اليوُم صائمحا؟ قال أبوُ بكحر :أنُا ،قال :منم تبَع منكحم اليوُم النازأة ؟ قال أبوُ
بكحر :أنُا ،قال :منم تصدق بصدقة ؟ قال أبوُ بكحر :أنُا ،قال فمحنم عاد منكحم مريضا ؟ قال أبوُ بكحر :أنُا،
قال :ما اجتمحعت ف امرئ إل دخل النة (().([9](9
ومنها :أن المحع بي الصيام والصدقة أبلِّغ ف تكحفي الطايا ،واتقاء جهنم والبَاعدة عنها ،وقد قال :
))الصيام جنة(() .([10](10وقال )) :الصدقة تطفئ الطيئمة(().([11](11
قال أبوُ الدرداء :صلِّوُا ف ظلِّمحة اللِّيل ركعتي لظلِّمحة القبَوُر ،صوُموُا يوُما شديدا حره لر يوُم النشوُر،
تصدقوُا بصدقة لشر يوُم عسي.
ومنها :أن الصيام ل بد أن يقع فيه خلِّل أو نُقص ،فالصدقة تب ما فيه منم النقص واللِّل ،ولذا وجب
ف آْخر شهر رمضان زأكاة الفطر طهرة للِّصائم منم اللِّغوُ والرفث.
ب للِّرجل الزيادة بالوُد ف شهر رمضان ،اقتداء برسوُل ال ، ومنها :ما قاله الشافعي رحه ال :أشذح ت
ولاجة الناس فيه إل مصالهم ،ولتشاغل كثي منهم بالصوُم عنم مكحاسبَهم ،اللِّهم تقبَل منا صيامنا
وقيامنا.
اللِّهم اغفر لينا وميتنا ،وصغينُا وكبَينُا ،وذكرنُا وأنُثانُا ،وحاضرنُا وغائبَنا.
وصلِّىَ ال وسلِّم وبارك علِّىَ ممحد وعلِّىَ آْله وأصحابه وسلِّم تسلِّيمحا.
-------------------------
الطبَة الثانُية
ل ترد .
__________
) (1البَخماري ) (4/112الصوُم :هل يقال رمضان أو شهر رمضان ومسلِّم ) (7/87أول كتاب
الصوُم رقم ).(1898
) (2البَخماري ) (4/112الصوُم ،رقم .1899
) (3البَخماري ) (4/103الصوُم :باب فضل الصوُم ومسلِّم ) (8/32ف الصيام :باب فضل الصيام.
571
) (4رواه البَخماري ) (4/16ف الصوُم :باب منم ل يدع قوُل الزور والعمحل به ف الصوُم وف الدب
باب قوُل ال تعال :واجتنبَوُا قوُل الزور ورواه أبوُ داود ) (6/488ف الصوُم ك باب الغيبَة والتمذي )
(3/226باب ما جاء ف التشديد ف الغيبَة للِّصائم .
) (5البَخماري ) (4/111ف الصوُم :باب الريان للِّصائمحي ومسلِّم ) (8/32ف الصيام :باب فضل
الصيام.
) (6رواه البَخماري ) (4/250التاويح :باب فضل منم قام رمضان.
) (7رواه البَخماري ) (4/116الصوُم :باب أجوُد ما كان النب يكحوُن ف رمضان ،ومسلِّم )
(15/68،69الفضائل :جوُده .
) (8رواه الطبان ف الكحبَي عنم جرير .وحسنه اللبَان ف صحيح الامع رقم .(2/293) ،317
) (9أخرجه مسلِّم ف صحيحه ) (7/110) ، (3/92والبَخماري ف الدب الفرد ) - (75أحكحام
النائز .69
)([10 (10رواه البَخماري ومسلِّم عنم أب هريرة وتقدم تريه .
)([11 (11ل أقف علِّىَ لفظه وقد روىً التمذي عنه -صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم )) -إن الصدقة لتطفئ
غضب الرب وتدفع ميتة السوُء(( وحسنه التمذي ولكحنم ضعفه اللبَان ف الرواء حديث ) 885
(3/390وذكره اللبَان ف الصحيحة رقم (4/535)1908لفظ ))صدقة السر تطفئ غضب
الرب(( وقال حفظه ال بعد أن ذكر طرق الديث :وجلِّة القوُل أن الديث بمحوُع طرقه وشوُاهده
صحيح بل ريب بل يلِّحق بالتوُاتر عند بعض الدثي التأخرينم.
يييييييي
التذكرة فيما بعد رمضان
عبَد ال بنم صال القصي
الرياض
جامع المي متعب
مامد و أدعيةطبَاعة الطبَة بدون مامد وأدعية
-------------------------
ملِّخمص الطبَة
-1موُعظة ف القبَال علِّىَ العمحل الصال -2علمات قبَوُل العمحل -3أعمحال صالة بعد رمضان
-------------------------
الطبَة الول
أما بعد:
572
أيها السلِّمحوُن :اتقوُا ال ربكحم ،فإنُه عفوُ غفوُر جوُاد شكحوُر ،وهوُ وحده مصرف الشهوُر ،ومقدر
القدور ،يوُل اللِّيل ف النهار ،ويوُل النهار ف اللِّيل ،وهوُ علِّيم بذات الصدور .وقد جعل لكحل شيء
أسبَادبا ،ولكحل أجل كتادبا ،ولكحل عمحل حسادبا ،وما ربك بغافل عمحا تعمحلِّوُن ،وجعل الدنُيا سوُدقا يغدو
إليها الناس ويروحوُن منها ،فبَائع نُفسه فمحعتقها أو موُبقها ،وإنا يظهر الفرقان ويتجلِّىَ الربح منم
صاذلاد يرشكحلفهر شعهنهر شسيلشئماتذذه ذ ذ ذ ذ ذ
ك يشيهوُرم التليشغابرذنم شوشمنم ييرهؤمنم ذباللِّله شويشيهعشمحهل ش السران يشيهوُشم شهيشمحعرركحهم ليشيهوُم اهلشهمحذع شذل ش
ك الهشفهوُرزأ الهشعذظيرم شوالذذيشنم شكشفررواه شوشكلذبروُاه ذ ذذ ذ
ت شهتذرىً ذمنم شهتتذشها الشنُهيشهارر شخالديشنم فيشها أششبداد شذل ش ويهدذخهلِّه جلنا ت
شر ر ش
ذ ذ ذ
س الهشمحصير ]التغابنم.[9،10: ذ ذ
ب اللنار شخالديشنم فيشها شوبهئم ش
صشحا ر ذ ك أش هبذشئماشياتذشنا أرهولشئم ش
ذ
أيها السلِّمحوُن:تذكروا أن اليام أجزاء منم العمحر ،ومراحل ف الطريق إل الستقر ،تفنوُنا يوُدما بعد آْخر،
ومرحلِّة تلِّوُ الخرىً ،ومضيها ف القيقة استنفاذ للعمحار ،واستكحمحال للثار ،وقرب منم الجال ،وغلِّق
س لما عذمحلِّش ذ ذ
ت مهنم شخ هتي تهم ش
ضدرا لزائنم العمحال ،إل حي الوُقوُف بي يدي الكحبَي التعال :يشيهوُشم شترد ركتل نُشيهف ت ش ه
ف ذبالهعذشبَاذد ]آْل ت ذمنم رسوُء تشيشوُتد لشهوُ أشلن بشهييينشيشها شوبشهييينشهر أششمشدا بشذعيددا شوريشلذررركرم اللِّلهر نُشيهفشسهر شواللِّلهر شرءو ر ذ
شوشما شعمحلِّش ه
عمحران.[30:
فاتقوُا ال عبَاد ال ف سائر أيامكحم ،وراقبَوُه ف جيع لظاتكحم ،وتقربوُا إليه بصال أعمحالكحم ،والتوُبة إليه
منم معاصيكحم وسيئماتكحم.
أيها السلِّمحوُن :ف اليام القلِّيلِّة الاضية كنتم ف شهر رمضان شهر البكات واليات ،شهر مضاعفة
العمحال والسنات ،تصوُموُن ناره ،وتقوُموُن ما تيسر منم ليلِّه ،وتتقربوُن إل ربكحم سبَحانُه بفعل
الطاعات ،وهجر البَاح منم الشهوُات ،وترك السيئمات الوُبقات ،ث مضت تلِّك اليام وقطعتم با مرحلِّة
منم مراحل العمحر ،والعمحل بالتام ،فمحنم أحسنم فلِّيحمحد ال وليوُاصل الحسان ،ومنم أساء فلِّيتب إل
ال وليصلِّح العمحل ما دام ف وقت المكحان.
واعلِّمحوُا أن ال تعال يعطي الدنُيا منم يب ومنم ل يب ،ول يعطي الدينم إل لنم أحب ،فمحنم أعطاه
ال الدينم فقد أحبَه ،وإن ال تعال إذا أراد بعبَده الي فتح له بي يدي موُته باب عمحل صال يهديه
إليه ،وييسره علِّيه ،ويبَبَه إليه ،ث يتوُفاه علِّيه ،وكل امرئ يبَعث علِّىَ ما مات علِّيه ،فالزموُا ما هداكم
ال له منم العمحل الصال ،واحذروا الرجوُع إل النكحرات والقبَائح ،فلِّيس للِّمحؤمنم منتهىَ منم العبَاد دون
ي ]الجر.[99: الوُت ،قال تعال :واعبَهد ربلك حلت يأهتذي ذ
ك الهيشق ر ش هر ش ش ش ش ش ش
فنهجه الدىً ل يتحدد بزمان ،وعبَادة الرب وطاعته ليست مقصوُرة علِّىَ رمضان ،بل ل ينقطع مؤمنم
منم صال العمحل إل بلِّوُل الجل؛ فإن ف استدامة الطاعة وامتداد زأمانا نُعيدمحا للِّصالي ،وقرة أعي
الؤمني ،وتقيدقا لمل السني ،يعمحرون با الزمان ويإلون لظاته با تيسر لم منم خصال اليإان الت
يثقل با اليزان ،ويتجمحل با الديوُان ،وف الديث)) :خي الناس منم طال عمحره وحسنم عمحلِّه(( )](1
.[1وف الديث التفق علِّىَ صحته عنم أب هريرة أن رسوُل ال قال)) :ل يتمحلني أحدكم الوُت؛ إما
573
مسدنا فلِّعلِّه يزداد ،وإما مسيدئما فلِّعلِّه يستعتب(( ) .[2](2وف رواية لسلِّم عنه عنم رسوُل ال قال)) :ل
يتمحنم أحدكم الوُت ول يدع به منم قبَل أن يأتيه ،إنُه إذا مات انُقطع عمحلِّه ،وإنُه ل يزيد الؤمنم عمحره إل
خديا(( ).[3](3
أيها السلِّمحوُن :أل وإن لقبَوُل العمحل علمات ،وللِّكحذب ف التوُبة والنُابة أمارات ،فمحنم علمة قبَوُل
السنة فعل السنة بعدها ،ومنم علمة السيئمة عمحل السيئمة بعدها ،فأتبَعوُا السنات بالسنات تكحنم
علمة علِّىَ قبَوُلا ،وتكحمحيلد لا ،وتوُطيدنا للِّنفس علِّيها ،حت تصبَح منم سجاياهم وكرم خصالا ،وأتبَعوُا
ت يهذذهب اللسيئما ذ ذ ذ
ك ت ذال ش السيئمات بالسنات تكحنم كفارة لا ،ووقاية منم خطرها وضررها :إذلن اهلششسشنا ر ه ش لش
ذذهكشرىً لذلِّذكذذريشنم ]هوُد .[114:وف الديث الصحيح عنم النب قال)) :اتق ال حيثمحا كنت ،وأتبَع
السيئمة السنة تحها ،وخالق الناس بلِّق حسنم(( ) .[4](4وف لفظ)) :وإذا اسأت فأحسنم(( )](5
.[5وقال )) :منم حلِّف باللت والعزىً فلِّيقل :ل إله إل ال(( ) .[6](6أي لتكحنم كفارة للِّفه بغي
ال.
وإن ال تعال قد شرع لكحم بعد رمضان أعمحالد صالة تكحنم تتمحيدمحا لعمحالكحم ،وقردبا لكحم عند
ملِّيكحكحم ،وعلمة علِّىَ قبَوُل أعمحالكحم ،ففي صحيح مسلِّم عنم أب أيوُب أن رسوُل ال قال)) :منم صام
رمضان ث أتبَعه سدتا منم شوُال كان كصيام الدهر(( ) .[7](7وكان يصوُم الثني والمحيس ويقوُل:
))تعرض العمحال يوُم الثني والمحيس فأحب أن يعرض عمحلِّي وأنُا صائم(( ) .[8](8وف الصحيحي
عنم النب قال)) :صوُم ثلثة أيام منم كل شهر صوُم الدهر كلِّه(( ) .[9](9وقال )) :أيها الناس!ا
أفشوُا السلم ،وأطعمحوُا الطعام ،وصلِّوُا الرحام ،وصلِّوُا باللِّيل والناس نُيام تدخلِّوُا النة بسلم(( )](10
.[10
فاغتنمحوُا هذه العمحال العظيمحة وداوموُا علِّيها ؛ فإن عمحل نُبَيكحم كان ديإة ،واسألوُا ال منم فضلِّه فإنُه
ذو الفضل العظيم ،وفقن ال وإياكم لا يب ويرضىَ ،وسلِّك بنا سبَيل أول التقىَ ،وثبَتنا علِّىَ الق ف
ذ ذ ذ كر ذ
ب ب الهعلزةذ شعلمحا يشصرفوُشن شوشسشلةم شعشلِّىَ الهرمحهرشسلِّ ش
ي شواهلشهمحرد للِّله شر ل الياة الدنُيا وف الخرة :رسهبَشحاشن شربل ش ش ل
ي ]الصافات.[182-180: ذ
الهشعالشمح ش
بارك ال ل ولكحم ف القرآْن العظيم ،ونُفعنا جيدعا با فيه منم اليات والذكر الكحيم .أقوُل قوُل هذا
وأستغفر ال العظيم اللِّيل ل ولكحم منم كل ذنُب ،فاستغفروه يغفر لكحم إنُه هوُ الغفوُر الرحيم.
-------------------------
الطبَة الثانُية
ل ترد.
__________
574
) (1صحيح ،أخرجه أحد ) ،(190 ،4/188والتمذي ح ) (2330 ،2329وقال :حسنم غريب
منم هذا الوُجه.
) (2صحيح البَخماري ح ) ،(5349صحيح مسلِّم ح ) (2680بعناه.
) (3صحيح مسلِّم ح ).(2682
) (4حسنم ،أخرجه أحد ) ،(157 ،5/153والتمذي ح ) (1987وقال :حسنم صحيح.
) (5أخرجه المام أحد ) (5/181عنم أب ذر رضي ال عنه أن رسوُل ال قال)) :ستة أيام ث اعقل يا
أبا ذر ما أقوُل لك بعد(( فلِّمحا كان اليوُم السابع قال)) :أوصيك بتقوُىً ال ف سر أمرك وعلنُيته ،وإذا
أسأت فأحسنم ،ول تسألنم أحددا شيدئما وإن سقط سوُطك ،ول تقبَض أمانُة ،ول تقضي بي اثني((.
قال البَنا ف "بلِّوُغ المان" ) :(19/194والديث ضعيف لن ف إسناده دراج عنم أب اليثم" ودراج
هوُ :دراج بنم سعان السهمحي قال ابنم حجر :صدوق ،ف حديثه عنم أب اليثم ضهعف .التقريب )
.(1833
) (6أخرجه البَخماري ح ) ،(4579ومسلِّم ح ).(1647
) (7صحيح مسلِّم ح ).(1164
) (8صحيح ،أخرجه أحد ) ،(5/201والتمذي ح ) (747وقال :حسنم غريب ،والنسائي ح )
.(2358
) (9أخرجه البَخماري ح ) (1878واللِّفظ له ،ومسلِّم ح ).(1159
) [10 (10صحيح ،أخرجه التمذي ) (2485وقال :حديث صحيح ،وابنم ماجه ح ).(1334
ــــــــ
انبثق الوليد ) رمضان (
سعوُد بنم إبراهيم الشري
مكحة الكحرمة
السجد الرام
مامد و أدعيةطبَاعة الطبَة بدون مامد وأدعية
-------------------------
ملِّخمص الطبَة
-1انُقضاء العمحال منم غي بركة -2 .رمضان شهر البَطوُلة والماد -3 .رمضان شهر القرآْن ،
وحال السلِّف فيه مع القرآْن -4 .النُفاق والطعام ف رمضان -5 .رمضان شهر القيام.
-------------------------
الطبَة الول
575
أما بعد:
فيا أيها الناس ،إن عظم رمضان وجاله ،وباء الشهر العظيم وروعته ،بدا ظاهرا جلِّيا فيمحا يلِّتزمه
السلِّمحوُن ف شهرهم هذا منم مظاهر الطاعة ف كل اتاهاتا ،طاعة فيها كل معان السمحوُ الروحي،
الت تكحبَح جاح النفس عنم نُزواتا ،وتد منم هفوُاتا وشهوُاتا ،تتغلِّب فيه الروح علِّىَ البَدن والسد،
وتكحوُن النفس الؤمنة ،أكثر استعدادا لقبَوُل نُفحات خالقها ي جل وعل ي.
عبَاد ال ،قبَل ليال ،انُبَثق ف كبَد السمحاء ،هلل رمضان الوُليد ،انُبَثق ذلك الوُليد؛ ليعلِّم السلِّمحوُن ف
مشارق الرض ومغاربا ،أن خالقهم قد آْذنم بشهر ،له ف متمحعهم تأثي ،وف نُفوُسهم تأديب ،وف
مشاعرهم إيقاظ ،وكأنُه لم موُسم ربيع ،انُبَثق ذلك الوُليد بعد أن ظلِّوُا أحد عشر شهرا ،وهم سائرون
ف مسالك الياة ،ينالوُن منها ،وتنال منهم .انُبَثق ذلك الوُليد ،فتساءل الناس ف دهشة وذهوُل ،ما
أسرع ما عادت اليام ،ورجعت الذكريات!ا.
إن الزمنم ،يري بسرعة عجيبَة ،فهوُ دائب الركة ليل ونارا ،يتساءل الناس منم كان بلِّغ العشرينم منم
عمحره ،أو الثلثي ،أو أكثر أو أقل يتساءل عنم تلِّك اليام الت عاشها ،واللِّيال الت قضاها ،فل ينفك
يراها ماضيا تركه خلِّفه ،لنم يعوُد له مرة أخرىً.
يشعر الناس جيعا بذلك صغيهم وكبَيهم ل سيمحا عند لقاء ربم حفاة عراة غرل شقاشل شكهم لشبَذثهترهم ذف
ض يشيهوُتم شفاهسأشذل الهشعالديشنم ]الؤمنوُن.[113 ،112: ي شقالروُاه لشبَذثهيشنا يشيهوُماد أشهو بشيهع ش
ذذ
ض شعشدشد سن شالهر ذ
علِّىَ هذه البَسيطة ،يشب الطفل ،ويشيخ الشاب ،ومع ذلك ينظر الرء إل عمحره ،فل يد إل ماضيا ل
يدري ما أوله وآْخره ،ولكحنم الرء الذي ل يدري ما كان ،يب أن يعلِّم ،أن ال سجل علِّيه كل ما
كان شهاشذا كذشتابيرشنا شينذطرق شعلِّشهيركحم ذباهلشلق ذإلنُا ركلنا نُشهسشتنذسرخ شما ركنترهم تشيهعشمحرلِّوُشن ]الاثية.[29:
أيها السلِّمحوُن ،تعارف كثي منم الناس ،علِّىَ أن يتخمذوا منم رمضان ،شهرا للِّتاخي والكحسل ،والتخمفف
منم الد ف العمحل ،مع أن رمضان ف تاريخ السلم ،شهر جد واجتهاد ،بل هوُ شهر بطوُلت وأماد،
بطوُلت وأماد بكحل ألوُانا وأناطها ،بطوُلة الصراع ف اليدان ،بي الكحفر والسلم ،وبطوُلة اليقي
واليإان ،وبطوُلة التأب علِّىَ الشهوُات ،وبطوُلة التفع عنم خسيس اللِّذات .ولرمضان منم كل هذه
البَطوُلت ،حظه الوُافر ،ف الاضي والاضر ،منم تاريخ المة السلمية.
رمضان شهر مبَارك يلِّمحح فيه السلِّم عدة خصال ،فهوُ شهر القرآْن إنُزال ومدارسة ،شهر القرآْن يوُم
يلِّقىَ جبيل ي علِّيه السلم ي رسوُل ال فيدارسه القرآْن ،شهر القرآْن ،وما أدراك ما شهر القرآْن؟!ا إن
النُسان بل قران ،كالياة بل ماء ول هوُاء ،بل إن الفلس ،متحقق ف حسه ونُفسه ،ذلك أن القرآْن،
ذذ ذذ ذ ذ ذ
ي إشلل شخشسادرا ي شولش يشذزيرد اللظالمح ش هوُ الدواء والشفاء شونُرينشيلزرل مشنم الهرقهرءان شما رهشوُ ششفاء شوشرهحش ة لهلِّرمحهؤمن ش
]السراء .[82:قرهل رهشوُ لذلِّلذذيشنم ءاشمنروُاه رهددىً شوذششفاء شوالذذيشنم لش ييرهؤذمرنوُشن ذف ءاشذاذنذهم شوقهيةر شورهشوُ شعلِّشهيذههم شعدمحىَ
]فصلِّت.[44:
576
شفاء القلِّوُب وشفاء البدان ،فكحلِّمحا ضاقت أمام الرء مسالك الياة وشعابا ،وافتقد الرائد عند الية،
والنوُر عند الظلِّمحة ،وجد القرآْن خي اللِّجأ ،ل يإل حديثه ،وترداده يزداد به تمحل وباء ،وجد ف القرآْن
صاذلا ذ اللِّجأ والعتصم إذلن هاشذا الهرقرءاشن يذهذدىً لذلِّلذت ذهىَ أشقهيوُم وييبَلشر الهمحؤذمنذ ذ
ت أشلن شلرهم ي الذيشنم يشيهعشمحرلِّوُشن ال ل ش ش ش ر ش رش ر ر ه ش ه ه ش
أشهجدرا شكبَذديا ]السراء.[9:
كان بعض السلِّف ،يتم ف رمضان ،ف كل ثلث ليال ،وبعضهم ف سبَع ،وبعضهم ف عشر .وكان
للِّشافعي ي رحه ال ي ،ستوُن ختمحة يقرؤها ف غي الصلة ،وكذا عنم أب حنيفة ي رحه ال ي ،وكان مالك ي
رحه ال ي ،إذا دخل رمضان ،أقبَل علِّىَ تلوة القرآْن ،وترك قراءة الديث ،وإنا ورد النهي عنم النب عنم
قراءة القرآْن ف أقل منم ثلث ،علِّىَ الداومة علِّىَ ذلك ،فأما ف الوقات الفضلِّة كشهر رمضان،
فيستحب الكثار فيها منم تلوة القرآْن ،وهذا قوُل المام أحد وإسحاق ،وغيها منم الئمحة.
هذا الشهر البَارك ،شهر القرآْن ،يشد الناس إل الدينم ،يذكرهم بق ال ،تشم رائحة الدينم ف كل
ملِّس تلِّس فيه ،تس بإقبَال الناس علِّىَ كتاب ال ،يقرؤونُه ،ويسمحعوُنُه ،ويتدبرون آْياته ،إنُه يرفع ف
نُفوُس الناس درجة الستعداد ،لتغيي ما ف النفس ،حت يغي ال ما بم إذلن اللِّلهش لش ييرشغيليرر شما بذشقهوُتم شحلت
ييرشغيليررواه شما بذأشنُرفذسذههم ]الرعد.[11:
يشعرهم القرآْن بضرورة هذا الدينم لم ،كضرورة الاء والوُاء ،وإن كل أمة تمحل أمر دينها وتعطل كلِّمحة
ال ف متمحعها ،فإنا تمحل أعظم طاقاتا ،وتعطل أسبَاب فلحها ف الدنُيا والخرة ،وكل أمة يفقد
التدينم ف متمحعها ،تضطرب أموُرها ،ويإوُج بعضها ف بعض ،ويقلِّب ال عزها ذل ،وأمنها خوُفا،
وإحكحامها فوُضىَ.
وشهر رمضان :شهر الوُد وسعة العطاء :ففي الصحيحي منم حديث ابنم عبَاس ي رضي ال عنهمحا ي
قال)) :كان النب أجوُد الناس ،وكان أجوُد ما يكحوُن ف رمضان ،حي يلِّقاه جبيل فيدارسه القرآْن،
وكان جبيل يلِّقاه ف كل ليلِّة منم رمضان ،فيدارسه القرآْن ،فلِّرسوُل ال حي يلِّقاه جبيل ،أجوُد بالي
منم الريح الرسلِّة(().[1](1
فرسوُل ال أجوُد بن آْدم علِّىَ الطلق ،وكان جوُده بمحيع أنُوُاع الوُد ،منم بذل العلِّم والال ،وبذل
نُفسه ل ي تعال ي ف إظهار دينه ،وهداية عبَاده ،وإيصال النفع إليهم بكحل طريق ،منم إطعام جائعهم،
ووعظ جاهلِّهم ،وقضاء حوُائجهم ،وتمحل أثقالم.
ومنم هنا نُعلِّم أن هذا الشهر البَارك ،عوُن للِّمحسلِّم علِّىَ الوُد ،فسكحوُن النفس ،وخفتها ف الأكل
والشرب ،وكثرة الدارسة للِّقرآْن ،الذي يث علِّىَ الكحارم والوُد ،كل ذلك له تأثي ف الوُاقع.
فالمحع بي الصيام والصدقة ،موُجب منم موُجبَات النة قال رسوُل ال )) :إن ف النة غرفا ،يرىً
ظهوُرها منم بطوُنا ،وبطوُنا منم ظهوُرها(( قالوُا :لنم هي يا رسوُل ال؟ قال)) :لنم طيب الكحلم ،وأطعم
الطعام ،وأدام الصيام ،وصلِّىَ باللِّيل والناس نُيام(( ]رواه أحد والتمذي والاكم وصححه[).[2](2
577
فيا أيها الغنياء ف كل قطر ،ويا أيها الثرياء ف كل مصر ،إن كان ال ي تعال ي قد تفضل علِّيكحم
ورزأقكحم منم الطيبَات ،وأغناكم عنم الاجة ،وصان وجوُهكحم عنم مذلة السؤال ،فقد وجب علِّيكحم أن
دلركحهم شولشذئمنم شكشفهررهت إذلن شعشذاذب لشششذديةد ]إبراهيم.[7: تشكحروه علِّىَ ما منحكحم لشذئمنم شششكحهررهت لذزأي ش نُ
اتقوُا ال ف البَؤساء ،الذينم أصابتهم الشدائد ،والفقراء التاجي ،منم أرباب العيال.
فمحنم القسوُة أن تنعوُا العوُنُة ،وتقبَضوُا أيديكحم شحا وبل ،أمنم الرحة أن تكحوُنُوُا ف رغد منم العيش،
وسعة منم الرزأق ،ومنم أبقت علِّيهم صروف الياة ،ف شدة منم الضيق ،وأل منم العسار؟ أمنم الروءة
أن تتمحتعوُا بلبس الزينة ،وأخوُكم السلِّم ،يرقه حر الصيف ،ويقرصه برد الشتاء.
إن الغن الذي ل يس بأن علِّيه للِّفقراء حقوُقا وواجبَات ،لقاسي القلِّب ،خال منم الشفقة ،بعيد منم
ذذ ذ
ي ]العراف)) .[56:الراحوُن يرحهم الرحنم ،ارحوُا منم ف ب لمشنم الهرمحهحسن ش رحة ال إذلن شرهحش ش
ت اللِّله قشذري ة
الرض يرحكحم منم ف السمحاء(( ]أخرجه أبوُ داود والتمذي وقال :حسنم صحيح[).[3](3
إن منم الغنياء ،منم ل يئمنم لتأل ،ول يتوُجع لستصرخ ،ول ينم لبَائس ،ترد منم العاطفة وحنان
الخاء ،يقع أمامه منم الوُادث ،ما يؤل القلِّب ويدمع العي ،فل يتأثر ول يلِّي ،بل تده كالصخمرة
الصمحاء ،وما علِّم أولئمك أن مالك اللِّك ،وخالق اللِّق ،قادر علِّىَ أن ينزع عنم الغن لبَاس الغن،
ذ
ك شمنم تشششاء شوشتنذزعر ك تريهؤذتىَ الهرمحهلِّ شك الهمحهلِّ ذ
ويعطي البَائس الفقي ما يرضيه منم متاع الياة قرذل اللِّلرهلم شمال ش ر
ك شعشلِّىَ ركلل ششهىَء قشذديةر ]آْل عمحران: ذ ذ ذ الهمحهلِّ ذ
ك لمنم تشششاء شوترعتز شمنم تشششاء شوترذتل شمنم تشششاء بذيشدشك ا هشه
لييرر ذنُإل ش ر ش
.[26
فاتقوُا ال أيها الغنياء ،واصنعوُا العروف ف أهلِّه ما استطعتم ،وافعلِّوُا الي لعلِّكحم تفلِّحوُن ،واعلِّمحوُا أن
ما يضيعه البَعض منكحم ف الكحمحاليات لكحثي ،وقد ينفق ف لظة قصية ما يكحفي البَائس الفقي زأمنا
طوُيل ،فأدخلِّوُا السرور علِّىَ الساكي بالب والحسان ،لعل ال أن يرحم المحيع ،ويكحشف ما بم منم
ضيق وشدة ،وذل وبلء.
عبَاد ال ،كمحا أن شهر رمضان ،شهر جوُد وإنُفاق ،فهوُ كذلك شهر قيام ل ي تبَارك وتعال ي ،قال
رسوُل ال )) :منم قام رمضان إيإانُا واحتسابا غفر له ما تقدم منم ذنُبَه(( ]متفق علِّيه[).[4](4
ص ذمهنهر قشذلِّيلد %أشهو ذزأهد شعلِّشهيذه شوشرتلذل ٱلهرقهرءاشن تشيهرذتيلد % صشفهر أشذو ٱنُرق ه
ذ
يأشييتشها ٱلهرمحلزلمرل %قرذم ٱلهيشل إذلل قشلِّيلد %نُل ه
ك قشيهوُلد ثشذقيلد %إذلن شنُاذشئمشةش ٱلهيذل ذهشىَ أشششتد شوطهأد شوأشقهيشوُرم ذقيلد ]الزمل.[6-1: ذ
ذإلنُا شسنريهلِّقىَ شعلِّشهي ش
ونُاشئمة اللِّيل هي أوقاته وساعاته .والقصوُد ،أن قيام اللِّيل هوُ أشد موُاطأة بي القلِّب واللِّسان ،وأجع
علِّىَ التلوة منم قيام النهار؛ لنُه وقت انُتشار الناس ،ولغط الصوُات ،وأوقات العاش.
وكان عمحر بنم الطاب ،قد أمر أب بنم كعب ،وتيمحا الداري أن يقوُما بالناس ف شهر رمضان ،فكحان
القارئ يقرأ بالائتي ف ركعة ،حت كانُوُا يعتمحدون علِّىَ العصي منم طوُل القيام ،وما كانُوُا ينصرفوُن إل
عند الفجر ،وهذا كلِّه عنم رغبَة منهم ،وحرصا وعزيإة.
578
ومنم أم قوُما يستثقلِّوُن الطالة ،فلِّيخمفف القراءة علِّىَ ما يتمحلِّه الناس ،فقد قال أحد بنم حنبَل رحه ال
لبَعض أصحابه ،وكان يصلِّي بم ف رمضان" :هؤلء قوُم ضعفىَ ،اقرأ خسا ،وستا ،وسبَعا" يعن منم
اليات.
قال رسوُل ال )) :منم قام بعشر آْيات ل يكحتب منم الغافلِّي ،ومنم قام بائة آْية كتب منم القانُتي،
ومنم قام بألف آْية كتب منم القنطرينم(( والعن :يكحتب له قنطار منم الجر] .رواه أبوُ داود بإسناد
حسنم[].[5
أيها السلِّمحوُن ،هذا شهر رمضان ،أتىَ ليكحوُن فتة تأديبَية ،تعلِّم الرء كيف يهدأ ،وكيف يفف منم
جاح رغبَاته ،وإسراف شهوُاته ،فها هي الفطرات تكحوُن منم حوُله ،وليس علِّيه منم رقيب أو حسيب،
سوُىً خالقه وموُله ،الطلِّع علِّىَ الضمحائر والسرائر ،قال رسوُل ال )) :قال ال ي عز وجل ي :كل عمحل
ابنم آْدم له إل الصوُم فإنُه ل وأنُا أجزي به(( ]رواه البَخماري[].[6
فاتقوُا ال أيها السلِّمحوُن ،وأروا ال منم أنُفسكحم ف هذا الشهر البَارك ،فإن ل نُفحات ،منم حرمها حرم
خيا كثيدا.
اللِّهم اجعل موُاسم اليات لنا مربا ومغنمحا ،وأوقات البكات والنفحات لنا إل رحتك طريقا وسلِّمحا.
أقوُل قوُل هذا ،وأستغفر ال ل ولكحم ولسائر السلِّمحي منم كل ذنُب ،فاستغفروه إنُه هوُ الغفوُر الرحيم.
---------------
] [1أخرجه البَخماري ح ) ،(6ومسلِّم ح ).(2308
] [2حسنم ،مسند أحد ) ،(1/156سننم التمذي ح ) (2527وقال :حديث غريب .مستدرك
الاكم ) 1/80ي (81وقال :صحيح علِّىَ شرطهمحا .ووافقه الذهب.
] [3صحيح ،سننم أب داود ح ) ،(4941سننم التمذي ح ).(1924
] [4صحيح البَخماري ح ) ،(37صحيح مسلِّم ح ).(759
] [5صحيح سننم أب داود ح ).(1398
ضا مسلِّم ح ).(1151 ] [6صحيح البَخماري ح ) ،(5927وأخرجه أي د
الطبَة الثانُية
المحد ل حدا كثيا طيبَا مبَاركا فيه ،كمحا يب ربنا ويرضىَ ،وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك
له ،وأشهد أن ممحدا عبَده ورسوُله ،صلِّىَ ال وبارك علِّيه وعلِّىَ آْله وصحبَه ،ومنم تبَعهم بإحسان إل
يوُم الدينم.
أما بعد:
فاتقوُا ال أيها السلِّمحوُن ،واعلِّمحوُا كمحا أن لشهر رمضان حوُافز ومرغبَات ،فإن هناك مزعجات
ومنغصات ،بدت جلِّية ظاهرة ،سبَبَها قصوُر بعض الناس ،الذينم يستثقلِّوُن هذا الشهر البَارك،
579
ويستعظمحوُن مشقته ،فهوُ كالضيف الثقيل عندهم ،يرتقبَوُن خروجه بفارغ الصب ،ويتطلِّعوُن إل انُقضائه
مشرئبَي ،اعتادوا علِّىَ التوُسع ف اللِّذات والشهوُات منم الآكل والشارب ،يأكلِّوُن الرطال ،ويشربوُن
السطال ،ويناموُن النهار ولوُ طال ،أغرقهم طوُفان التسعار] [1الادي ،فجعلِّهم يطلِّبَوُن ول يعطوُن،
ويشتهوُن ول يصبون ،ويسنوُن المحع ول يعرفوُن القسمحة ،حت حطم فيهم روح الغالبَة والقاومة،
تراهم ذئابا ف اللِّيل ،جيفا ف النهار ،فل عجب أل يد هؤلء منم اللِّذة والراحة ،بذا الشهر البَارك،
ما يده الؤمنوُن الصادقوُن.
ومنغص آْخر منم منغصات الناس ف رمضان ،تلِّكحم الركة النشطة ،الت تبَثها قنوُات القمحار الرئية ،الت
تنشر الث عاريا ،وتلِّق الدينم قبَل أن تلِّق العفاف والياء ،جعلِّوُا منم رمضان موُسم طرب وسهر،
تبَث فيه الفلم الرخيصة ،والدعايات الضلِّلِّة ،وإن كان للسلم نُصيب ف تلِّك القنوُات ،فهوُ إسلم
مشوُه الصوُرة ،ترىً معه القبَلت واستجداء اللِّحظات ،صارت وباء كامل ،فاحتلِّت كل مكحان،
وجذبت إليها الرشيد والسفيه ،والقوُي والفاسد ،وبذلك تسر المة ف كل لظة موُاطنا صالا ،يضل
ضللة ،يغش با ويدع ،ويسرق ويتال ،تتعا بذا التف الرئي ،والداء الستشري ،فل حوُل ول قوُة إل
بال.
ومنغص ثالث منم تلِّك النغصات ،الرأة السلِّمحة؛ ما دورها ف رمضان؟ أيكحوُن شغلِّها الشاغل ،التفننم
ف الأكل والشرب؟ ماذا أدت لالقها ف هذا الشهر؟ كيف يطيب لا إن تسامت إل الي ،أن تتلِّي
بأجنب دون مرم؟ كيف يطيب لا أن ترج إل السجد مع سائقها متعطرة متبجة ،قد اصطحبَت
أطفالا ف سذاجة وبلدة ،وكأن الصلِّي هي وحدها؟ آْذت وآْنُت ،فمحا صلِّت ول صامت ،تمحلِّت
الوُزأر منم حيث أرادت الجر ،ربا اعتمحرت فطافت وسعت ،ث قصرت فحلِّت إحرامها ،خرجت إل
السوُاق كاشفة الوُجه أو العيني ،أثارت كوُامنم الشهوُة بعينيها ،فعلِّت بألبَاب الرجال كمحا تفعل
المحرة بالعقوُل ،فهي خراجة ولجة ،زأرعت بتبجها دروب الناس ألغاما ،طافت بالسوُاق ،وسعت بي
الغادي والرائح ،ث قصرت عنم طاعة ال فحلِّت حياءها ،فقارنُوُا – رحكحم ال – بي هاتي
العمحرتي!ا!ا.
هذا وصلِّوُا ي رحكحم ال ي علِّىَ خي البية وأفضل البَشرية ممحد بنم عبَد الطلِّب صاحب الوُض
والشفاعة...
] [1التسعار :شدة الوُع ،وحر النار )لسان العرب ،مادة سعر(.
ف وأشعذرض عذنم ا ه ذ ذ
ذ ذ ذ
ي(( العراف199- ))رخذ الهشعهفشوُ شوأهرمهر بالهعرهر ش ه ه ش ش
لاهلِّ ش
ــــــــ
شهر رمضان
580
عبَد العزيز بنم عبَد الفتاح قاري
الدينة النوُرة
قبَاء
مامد و أدعيةطبَاعة الطبَة بدون مامد وأدعية
-------------------------
ملِّخمص الطبَة
"رمضان موُسم عظيم -العمحر كلِّه موُسم -مضاعفة الجر ف رمضان أعظم العمحال :الصيام -
القيام -القرآْن -الصدقة -العمحرة "
-------------------------
الطبَة الول
أما بعد فقد قال ال تعال شهر رمضان الذي أنُزل فيه القرآْن هدىً للِّناس وبينات منم الدىً والفرقان
فمحنم شهد منكحم الشهر فلِّيصمحه ومنم كان مريضاد أو علِّىَ سفر فعدة منم أيام أخر يريد ال بكحم اليسر
ول يريد بكحم العسر ولتكحمحلِّوُا العدة ولتكحبوا ال علِّىَ ما هداكم ولعلِّكحم تشكحرون ]البَقرة .[185:هذا
الشهر البَارك موُسم عظيم للِّخمي والبكة والعبَادة والطاعة والؤمنم الصادق كل الشهوُر عنده موُاسم
للِّعبَادة والعمحر كلِّه عنده موُسم للِّطاعة ,ولكحنه ف شهر رمضان تتضاعف هته للِّخمي وينشط قلِّبَه
للِّعبَادة أكثر ويقبَل علِّىَ ربه سبَحانُه وتعال ,وربنا الكحري منم جوُده وكرمه تفضل علِّي الؤمني
الصائمحي فضاعف لم الثوُبة ف هذا الوُقف الكحري واجزل لم العطاء والكحافئمة علِّىَ صال العمحال ,
واعلِّمحوُا أيها الؤمنوُن الصائمحوُن أن منم أعظم العمحال ف هذا الشهر الكحري الصيام نُفسه ففي
الصحيحي عنم أب سعيد الدري أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال )) منم صام يوُماد ف سبَيل ال
باعد ال وجهه عنم النار سبَعي خريفاد (() .[1](1أي سبَعي سنة ,فإذا كان صيام يوُم واحد يبَاعد
العبَد عنم النار سبَعي سنة فمحا بالك بصيام شهر رمضان كلِّه ,والصيام طريق إل النة وباب منم
أبوُابا فعنم سهل بنم سعد الساعدي رضىَ ال عنه أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال )) إن للِّجنة باباد
يقال له الريان يدخل منه الصائمحوُن ول يدخل منه أحد غيهم (() ,[2](2والصيام مثل القرآْن يشفعان
للِّعبَد يوُم القيامة فعنم عبَد ال بنم عمحرو بنم العاصا رضىَ ال عنهمحا أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال
)) الصيام والقرآْن يشفعان للِّعبَد يوُم القيامة يقوُل الصيام أي رب منعته الشراب والطعام ف النهار
فشفعن فيه ويقوُل القرآْن منعته النوُم باللِّيل فشفعن فيه ,قال :صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يشفعان أي
فيشفعان (().[3](3
و صيام شهر رمضان خصوُصاد يإحوُ الذنُوُب ويكحفر السيئمات ففي الصحيحي منم حديث أب هريرة
رضىَ ال عنه قال ,قال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم )) منم صام رمضان إيإانُاد واحتساباد غفر له ما
581
تقدم منم ذنُبَه (() ,[4](4وف صحيح مسلِّم عنم أب هريرة أيضاد أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال
)) الصلِّوُات المحس والمحعة إل المحعة ورمضان إل رمضان مكحفرات ما بينهنم ما اجتنب الكحبَائر (()
[5](5فدل هذا الديث علِّىَ أن الراد تكحفي ما سوُىً الكحبَائر منم الذنُوُب أما الكحبَائر فل يإحوُها إل
التوُبة الصادقة ,واعلِّمحوُا أن منم أجل العمحال أيضاد وأعظمحها ف هذا الوُسم العظيم القيام أو صلة
اللِّيل سوُاء كان مع المام ف صلة التاويح أو كان القيام ف البَيت منفرداد وحده ف أخر اللِّيل وهذه
أفضل منم تلِّك كمحا قال عمحر الفاروق رضىَ ال عنه " :والت يناموُن عنها أفضل منم الت يقوُموُن " ,
قال ال تعال لنبَيه ومصطفاه يأيها الزمل قم اللِّيل إل قلِّيلد نُصفه أو انُقص منه قلِّيلد أو زأد علِّيه ورتل
القرآْن ترتيلد ]الزمل ,[4-1:وقال سيدنُا الصطفىَ صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أمراد أو نُادباد أمته إل قيام
اللِّيل )) يا أيها الناس أفشوُا السلم وأطعمحوُا الطعام وصلِّوُا والناس نُيام تدخلِّوُا النة بسلم ((),[6](6
وقال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ف قيام شهر رمضان علِّىَ وجه الصوُصا )) منم قام رمضان إيإانُاد واحتساباد
غفر له ما تقدم منم ذنُبَه (() ,[7](7وقال عنم القيام مع المام ف صلة التاويح علِّىَ وجه الصوُصا
أيضاد )) منم قام مع المام حت ينصرف كتب له قيام ليلِّة (() [8](8منم قام مع المام حت ينصرف
أي ينتهي منم صلته كتب له قيام ليلِّة كأنا قام تلِّك اللِّيلِّة كلِّها ف الفضل والجر والثوُاب ,ولقد
صلِّىَ سيدنُا رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم صلة التاويح بأصحابه ولكحنه ل يزد علِّي إحدىً عشر
ركعة وصلها الصحابة بعده ف عهد الصديق إحدىً عشرة ركعة وكذلك ف أول عهد الفاروق عمحر ث
صلِّوُها إحدىً وعشرينم وف رواية ثلث وعشرينم فدل ذلك علِّىَ أن كلد سنة وعلِّىَ أن هذا المر فيه
سعة.
و اعلِّمحوُا أيها الؤمنوُن الصائمحوُن أن منم أجل العمحال وأعظمحها أيضاد ف هذا الوُسم الكحري قراءة كتاب
ال عز وجل وتلوته آْنُاء اللِّيل وأطراف النهار فهذا شهر القرآْن شهر رمضان الذي أنُزل فيه القرآْن ,
وكان سيدنُا رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم إذا دخل هذا الشهر الكحري شر وأيقظ أهلِّه وكان يلِّتقي فيه
بأمي وحي رب العالي جبيل يدارسه القرآْن ويعرض علِّيه القرآْن ,وقال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم )) منم
قرأ حرفاد منم كتاب ال فلِّه به حسنة والسنة بعشر أمثالا ل أقوُل أل حرف ولكحنم ألف حرف ولم
حرف وميم حرف (() ,[9](9والقرآْن كمحا سبَق أن ذكرنُا يشفع لصاحبَه يوُم القيامة ف الصحيح أن
النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم وصف البَقرة وآْل عمحران بالزهراوينم وقال )) إنمحا يأتيان يوُم القيامة كأنمحا
غمحامتان أو غيايتان ياجان عنم صاحبَهمحا (() [10](10أي عنم الذي يفظهمحا ويقرأ بمحا دائمحاد
يأتيان يذبان عنه ويدافعان وياجان عنه يوُم القيامة ,وكذلك روي عنه صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أن سوُرة
اللِّك :تبَارك الذي بيده اللِّك تذب عنم صاحبَها ف القب منم يفظها ويقرأ با تذب عنه وتدافع عنه
عذاب القب) .[11](11فعلِّيكحم بذا الكحتاب العظيم اقرؤوا كتاب ال عز وجل واتلِّوُه آْنُاء اللِّيل
582
وأطراف النهار فإن منم أراد أن يناجي ربه فلِّيقرأ هذا القرآْن العظيم فإنُه كلم ال ولقد يسرنُا القرآْن
للِّذكر فهل منم مدكر ]القمحر.[40-32:
بارك ال ل ولكحم ف القرآْن العظيم ونُفعن وإياكم با فيه منم اليات والذكر الكحيم أقوُل هذا وأستغفر
ال ل ولكحم فاستغفروه إنُه هوُ الغفوُر الرحيم .
-------------------------
الطبَة الثانُية
المحد ل رب العالي والعاقبَة للِّمحتقي وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له وأشهد أن ممحدا
عبَده ورسوُله اللِّهم صلِّىَ وسلِّم وبارك علِّيه وعلِّىَ آْله وأصحابه أجعي .
أما بعد فاعلِّمحوُا أن منم أجل العمحال أيضاد وأعظمحها وخاصة ف هذا الوُسم العظيم البَذل والنُفاق
علِّي الهل والعيال والرحام والصدقة علِّي الفقراء والساكي والتاجي فهذا الشهر شهر البَذل
والنُفاق والوُد والكحرم وكان سيدنُا رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أكرم الناس وأعظمحهم جوُداد وكرماد
وبذلد وسخماءد وإنُفاقاد يعطي عطاء منم ل يشىَ الفقر قط وقد أعطىَ رجل منم أصحابه ما بي جبَلِّي
منم الاشية) [1](12وكان صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم إذا جاء هذا الشهر الكحري يكحوُن أعظم ما يكحوُن جوُداد
وكرماد يصي مثل الريح الرسلِّة كمحا قال عبَد ال بنم عبَاس رضىَ ال عنهمحا) , [2](13والصدقة منم
أعظم أبوُاب الب قال سيدنُا رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم )) والصدقة برهان (() [3](14أي دليل
علِّىَ صدق إيإان العبَد لنُه بذلك يكحوُن قد تغلِّب علِّي الطبَيعة الغروسة ف النُسان وهي الشح :ومنم
يوُق شح نُفسه فأولئمك هم الفلِّحوُن ]الشر ,[9:وقد أمرنُا رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم بالكثار
منم الصدقة فقال )) :أيها الناس تصدقوُا (( وقال )) :اتقوُا النار ولوُ بشق ترة (( وأمر النساء علِّىَ وجه
الصوُصا بالكثار منم الصدقة فقال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم )) :تصدقنم فإن رأيتكحنم أكثر أهل النار ((.
واعلِّمحوُا أيضاد أن منم أعظم العمحال صدقة السر الصدقة الت تنفقها بيمحينك فل تعلِّم شالك ما أنُفقت
يإينك مبَالغة ف السر بيث تكحوُن أبعد عنم الرياء والسمحعة هذه الصدقة تطفئ غضب الرب كمحا أخب
بذلك الصطفىَ صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم فقال )) :صنائع العروف تقي مصارع السوُء وصدقة السر تطفئ
غضب الرب وصلِّة الرحم تزيد ف العمحر (( ,أما الصدقة العلِّنة ف الرائد وأعمحال الي الت يطبَلِّوُن لا
ويزمرون مع وصف صاحبَها بخمتلِّف الوصاف " السنم الكحبَي " " صاحب أعمحال الي " فلن وفلن
هذه صدقة الرياء والسمحعة تذهب هبَاء منثوُراد ل تنفع صاحبَها عند ال عز وجل ,ل تطفئ غضب
الرب بل ربا تزيد غضبَه عز وجل.
و اعلِّمحوُا أيها الؤمنوُن الصائمحوُن أن منم أعظم العمحال وأجلِّها ف هذا الوُسم الكحري العمحرة إل بيت
ال الرام فإنا تعدل حجة مع النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ففي الصحيحي عنم ابنم عبَاس رضي ال
583
عنهمحا أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم )) :لا رجع منم حجة الوُداع قال لمرأة منم النُصار يقال لا أم
سنان :ما منعك أن تجي معنا؟ فقالت :أبوُ فلن تعن زأوجها أبوُ فلن له نُاضحان حجه علِّىَ أحدها
والخر نُسقي علِّيه .فقال لا صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم :فإذا جاء رمضان فاعتمحري فإن عمحرة فيه تعدل
حجة معي (() .[4](15صدق رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم.
اللِّهم إنُا نُسألك أن تعيننا علِّىَ صيام هذا الشهر الكحري وعلِّىَ قيام هذا الشهر الكحري وعلِّىَ الطاعة
والعبَادة فيه .أن تعيننا فيه وف غيه علِّىَ ذكرك وشكحرك وحسنم عبَادتك وعلِّىَ تلوة كلمك العظيم
آْنُاء اللِّيل وأطراف النهار ونُسألك أن تتقبَل منا ذلك كلِّه يا كري يا رحيم .
يا بنم آْدم أحبَب ما شئمت فإنُك مفارقه واعمحل ما شئمت فإنُك ملقيه وكنم كمحا شئمت فكحمحا تدينم تدان
ث صلِّوُا علِّىَ خات النبَيي وإمام الرسلِّي فقد أمركم ال بذلك ف كتابه البَي فقال عز منم قائل إن ال
وملئكحته يصلِّوُن علِّىَ النب يا أيها الذينم آْمنوُا صلِّوُا علِّيه وسلِّمحوُا تسلِّيمحا ]الحزاب .[56:وقال صلِّىَ
ال علِّيه وسلِّم)) :منم صلِّىَ علِّي واحدة صلِّىَ ال با علِّيه عشرا(() .[5](16اللِّهم صل وبارك علِّىَ
ممحد وعلِّىَ آْل ممحد كمحا صلِّيت وباركت علِّىَ إبراهيم وعلِّىَ آْل إبراهيم إنُك حيد ميد وارض اللِّهم
عنم الربعة اللِّفاء الئمحة النفاء أب بكحر الصديق وعمحر الفاروق و ذي النوُرينم عثمحان وأب السبَطي
علِّي وعنم آْل بيت نُبَيك الطيبَي الطاهرينم وعنم أزأواجه أمهات الؤمني وعنم الصحابة أجعي وعنم
التابعي ومنم تبَعهم بإحسان إل يوُم الدينم وعنا معهم بنك وكرمك وعفوُك وإحسانُك يا أرحم
الراحي.
__________
) (1صحيح البَخماري ) (2840صحيح مسلِّم ).(1153
) (2صحيح البَخماري ) (1896صحيح مسلِّم ).(1152
) (3مسند أحد ).(2/174
) (4صحيح البَخماري ) (1901صحيح البَخماري ) (760منم أب هريرة رضي ال عنه .
) (5صحيح مسلِّم ).(233
) (6سننم التمذي ) (2485وقال :حديث صحيح ،سننم ابنم ماجة ) (1334عنم عبَد ال بنم
سلم رضي ال عنه.
) (7صحيح البَخماري ) (2009صحيح مسلِّم ) (759عنم أب هريرة رضي ال عنه.
) (8سننم التمذي ) (806وقال :حسنم صحيح ،سننم النسائي ) (1605سننم ابنم ماجة )
(1327عنم أب ذر رضي ال عنه.
) (9سننم التمذي ) (2910وقال :حسنم صحيح غريب .عنم عبَد ال بنم مسعوُد رضي ال عنه.
584
) [10 (10صحيح مسلِّم ) (804عنم أب أمامة البَاهلِّي رضي ال عنه.
) [11 (11سننم التمذي ) (2890عنم ابنم عبَاس ،وقال :حديث حسنم غريب.
) (12صحيح مسلِّم ) (2312عنم أنُس بنم مالك رضي ال عنه.
) (13صحيح البَخماري ) ،(1902صحيح مسلِّم ).(2308
) (14صحيح مسلِّم ) (223عنم أب مالك الشعري رضي ال عنه.
) (15صحيح البَخماري ) ، (1863صحيح مسلِّم ).(1256
) (16صحيح مسلِّم ) (408عنم أب هريرة رضي ال عنه.
ـــــــــ
وداع رمضان
عبَد العزيز بنم عبَد الفتاح قاري
الدينة النوُرة
5/10/1411
قبَاء
مامد و أدعيةطبَاعة الطبَة بدون مامد وأدعية
-------------------------
ملِّخمص الطبَة
درس منم وداع رمضان -دوام انُفتاح أبوُاب الي -أنُوُاع منم نُوُافل الصيام -القيام بعد رمضان -
أهية السننم الرواتب
-------------------------
الطبَة الول
أما بعد قال ال تعال قل بفضل ال وبرحته فبَذلك فلِّيفرحوُا هوُ خي ما يمحعوُن ]يوُنُس.[58:
إن منم أعظم نُعم ال تعال علِّىَ عبَاده الؤمني توُفيقهم للِّطاعات وفعل اليات منم صيام وقيام وقراءة
للِّقرآْن وصدقة وغي ذلك ومنم أعظم هذه النعم أن يبَلِّغهم شهر رمضان ذلك الوُسم العظيم الافل
بالبكات والدىً والنوُر والفرقان ,ذلك الوُسم العظيم الذىً تفتح فيه أبوُاب النان وتغلِّق فيه أبوُاب
النيان ,ول فيه عتقاء منم النيان نُسأل ال أن يعلِّنا منهم .كان أصحاب رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه
وسلِّم يسألوُن ال تعال ستة أشهر أن يبَلِّغهم شهر رمضان ,فإذا ما بلِّغوُه وصاموُه وأحيوُا ليلِّه حت أتوُه
سألوُا ال تعال ستة أشهر أن يتقبَلِّه منهم.
نُسأل ال الكحري رب العرش العظيم أن يتقبَل منا أجعي ويتوُب علِّينا أجعي وأن يبَلِّغنا رمضان سنوُات
كثية عديدة عامرة بطاعته سبَحانُه مزدهرة بعبَادته.
585
أيها الؤمنوُن :هذا هوُ رمضان ول وانُصرم كأنا هوُ طيف عابر مر ول نُشعر فيه بضي الزمان ول بكحلر
اللِّيال واليام .هكحذا العمحر يإر بنا وننم ل نُشعر ,يكحوُن بعضنا غارقاد ف شهوُاته حت يغزو الشيب
مفرقيه نُظي أجل متوُم قد يل بساحته ,قد يل الجل والغافل ل يستقر بعد للِّرحيل ,فإذا حانُت
ساعة اليعاد ,فلت حي مناصا ,يمحل الغافل علِّىَ العوُاد ويدس بي اللاد والذنُب كثي والعمحل
قلِّيل وحينئمذ ل ينفعه أي عض علِّىَ أصبَع الندم ول أن يهتف وينادي يا ليتن أرد فأعمحل غي الذىً
كنت أعمحل ,فالعمحر فرصة ل تنح للنُسان إل مرة واحدة ,فإذا ما ذهبَت هذه الفرصة وولت فهيهات
أن تعوُد.
فاغتنم أيها الؤمنم هذه الفرصة قبَل أن توُت ,فإن أبوُاب الي مفتحه أمامك ف رمضان وغي رمضان,
أبوُاب الي والطاعات والعبَاده مفتحه أمامك ف رمضان وف غي رمضان.
فالصيام مثلد ليس قاصرا علِّىَ شهر رمضان ,فقد سنم لنا سيدنُا رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم صيام
ست أيام منم شوُال فقال)) :منم صام رمضان ث أتبَعه ستاد منم شوُال فكحأنا صام الدهر كلِّه(()[1](1
وسنم لنا أيضا صيام ثلثة أيام منم كل شهر)) :ثلث منم كل شهر ورمضان إل رمضان فهذا صيام
الدهر كلِّه(() [2](2رواه مسلِّم.
والفضل أن يصوُم اليام البَيض وهي الثالث عشر والرابع عشر والامس عشر منم كل شهر لديث
أب ذر الغفاري رضي ال عنه عنم أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال له)) :يا أبا ذر إذا صمحت ثلثة
منم كل شهر فصم الثالث عشر والرابع عشر والامس عشر(() [3](3رواه أحد والنسائي.
وسنم لنا أيضا صيام يوُم عرفة وأخبنُا بأنُه يكحفر السنة الاضية والبَاقية ,وصيام يوُم عاشوُراء وأخبنُا أنُه
يكحفر السنة الاضية ,وسنم لنا صيام الثني منم كل أسبَوُع وقال إنُه يوُم ولدت فيه وفيه أنُزل علِّي.
وعنم أب هريرة رضي ال عنه أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم سئمل عنم أفضل الصيام بعد رمضان فقال:
))أفضل صيام بعد رمضان صيام شهر ال الرم(() [4](4وف الصحيحي عنم أم الؤمني عائشة رضي
ال عنها أن النب كان يتحرىً صيام الثني والمحيس.
وعنم أب هريرة رضي ال عنه أن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال)) :تعرض العمحال يوُم الثني والمحيس
وأحب أن يعرض عمحلِّىَ وأنُا صائم(().[5](5
وعنم أم الؤمني عائشة رضىَ ال عنها قالت)) :ما أكمحل رسوُل ال شهراد قط إل شهر رمضان وما
رأيته أكثرصياماد منه ف شعبَان(() [6](6فالمحد ال رب العالي ذلك الصيام ,وهوُ منم أعظم
العبَادات ,أبوُابه مفتحه مشروعة ف كل الشهوُر طوُال السنة ,فاغتنم الفرصه أيها الؤمنم ,فإن منم
صفات الؤمني والؤمنات أنم صوُاموُن قوُاموُن قلِّيل منم اللِّيل ما يهجعوُن وبالسحار هم يستغفرون
]الذاريات .[17:فصلِّتهم بربم عز وجل الذىً يبَهم ويبَوُنُه ,صلِّتهم ل تنقطع أبدا ,فهم دائمحا وف
كل حي يذكرونُه سبَحانُه وتعال ويناجوُنُه أما ذلك الذي ليعرف ربه إل ف رمضان ,فإذا ما خرج منم
586
رمضان ,أعرض عنم ربه ونُسي ذكره ,ذلك ف حبَه لربه شك وارتياب ,هذا ليس منم شأن الب أنُه ل
يذكر حبَيبَه إل شهرا واحدا ف السنة.
فاتقوُا ال أيها الؤمنوُن واعمحروا أيامكحم وشهوُركم عمحركم كلِّه بذكر ال عز وجل ومناجاته وعبَادته.
اللِّهم إنُا نُسألك حبَك وحب منم يبَك وحب رسوُلك وحب منم يب رسوُلك وحب عمحل يقربنا
إليك.
اللِّهم إنُا نُسألك موُجبَات رحتك وعزائم مغفرتك ونُعوُذ بك منم سخمطك والنار.
بارك ال ل ولكحم ف القرآْن العظيم ونُفعن وإياكم با فيه منم اليات والذكر الكحيم أقوُل هذا وأستغفر
ال ل ولكحم فاستغفروه إنُه هوُ الغفوُر الرحيم.
-------------------------
الطبَة الثانُية
المحد ل رب العلِّمحي والعاقبَة للِّمحتقي وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له وأشهد أن ممحدا
عبَده ورسوُله ،أما بعد فإن منم بركات شهر رمضان قيام اللِّيل ولكحنه أيضا ليس خاصا برمضان ,فربنا عز
وجل كمحا أخبنُا النب ينزل ف كل ليلِّة منم ليال السنة إل السمحاء الدنُيا إذا بقي ثلِّث اللِّيل الخر
فيقوُل)) :هل منم تائب فأتوُب علِّيه ,هل منم مستغفر فأغفر له ,هل منم سائل فأعطيه سؤله(()[1](7
ولذلك سنم لنا النب القيام والصلة ف هذا الوُقت اللِّيل البَارك.
وصلة اللِّيل مثن مثن أي ركعتي ركعتي ,يصلِّي الؤمنم ما تيسر له ,وبا تيسر له منم القرآْن حت إذا
خشي أن يدركه الصبَح صلِّىَ واحدة توُتر له صلته.
لقد حثنا ربنا علِّىَ التقرب إليه بذه النافلِّة وبثلِّها منم النوُافل صيام أو صلة أو صدقة أو غي ذلك.
فقال تعال ف الديث القدسي)) :ما تقرب إل عبَدي بشيء أحب إل ما افتضته علِّيه(( أداء
الفرائض أول ث قال)) :ومازأال يتقرب إل عبَدي بالنوُافل حت أحبَه(( لزأال الؤمنم يتزلف إل ربه با
تيسر له منم نُوُافل منم صيام وصلة وصدقة وقراءة للِّقرآْن وغي ذلك حت يوُزأ علِّىَ تلِّك الدرجة
العظيمحة أن يبَه ال عز وجل وهذه الدرجة معناها وميزتا النوُر ,إن منم أحبَه ال يإتل نُوُرا كمحا امتل
قلِّبَه بنوُر اليإان ,فإن النوُر يفيض علِّىَ جوُارحه كلِّها )) :فإذا أحبَبَته كنت سعه الذي يسمحع به,
وبصره الذي يبَصر به ,ويده الت يبَطش با ورجلِّه الت يإشىَ علِّيها ,ولئمنم سألن لعطينه ,ولئمنم
استعاذن لعيذنُه(().[2](8
وحثنا سيدنُا رسوُل ال علِّىَ صلة اللِّيل علِّىَ وجه الصوُصا فقال)) :أيها الناس أفشوُا السلم وأطعمحوُا
الطعام وصلِّوُا والناس نُيام تدخلِّوُا النة بسلم(() [3](9ولكحنم منم ل يقدر علِّىَ صلة اللِّيل وقيامه
فعلِّيه أن يافظ علِّىَ هذه السننم الرواتب التابعة للِّفرائض وهي اثنتا عشرة ركعة ,قبَل الظهر أربع وبعده
587
ركعتان ,وبعد الغرب ركعتان ,وبعد العشاء ركعتان ,وقبَل صلة الفجر ركعتان ,قال الرسوُل )) :ما منم
مسلِّم يصلِّي ل تعال كل يوُم اثنتا عشرة ركعة تطوُعا غي الفريضة إل بن ال له بيتا ف النة(()](10
.[4
واعلِّمحوُا أيها الؤمنوُن أن أداء النوُافل ,أداؤها ف البَيوُت أفضل منم السجد وذلك لنُه بالصلة وقراءة
القرآْن تعمحر البَيوُت وتزدهر وتفر منها الشياطي وأما بدون ذلك فإن البَيوُت تظلِّم وتصبَح قبَوُرا وتتلِّئ
بالشياطي.
قال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم)) :ل تعلِّوُا بيوُتكحم قبَوُرا ,صلِّوُا ف بيوُتكحم(() ،[5](11وقال)) :صلة الرء
ف بيته أفضل منم صلته ف مسجدي هذا إل الكحتوُبة(().[6](12
فاتقوُا ال أيها الؤمنوُن واغتنمحوُا العمحر ,اعمحروا أيامكحم وعمحركم كلِّه بطاعة ال.
أما بعد :فإن خي الكحلم كلم ال وخي الدي هديه صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم وشر الموُر مدثاتا وكل
مدثة بدعة وكل بدعة ضللة وكل ضللة ف النار.
وعلِّيكحم أيها السلِّمحوُن بالمحاعة فإن يد ال علِّىَ المحاعة ومنم شذ شذ ف النار واعلِّمحوُا أن المحاعة هي
التمحسك بالكحتاب والسنة وبنهجه الصحابة الكحرام رضوُان ال علِّيهم أجعي.
يا ابنم آْدم أحبَب ما شئمت فإنُك مفارقه واعمحل ما شئمت فإنُك ملقيه وكنم كمحا شئمت فكحمحا تدينم
تدان ث صلِّوُا علِّىَ خات النبَيي وإمام الرسلِّي فقد أمركم ال بذلك ف كتابه البَي فقال عز منم قائل:
إن ال وملئكحته يصلِّوُن علِّىَ النب يا أيها الذينم آْمنوُا صلِّوُا علِّيه وسلِّمحوُا تسلِّيمحا ]الحزاب .[56:وقال
صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم)) :منم صلِّىَ علِّي واحدة صلِّىَ ال با علِّيه عشرا(() [7](13اللِّهم صل وبارك
علِّىَ ممحد وعلِّىَ آْل ممحد كمحا صلِّيت وباركت علِّىَ إبراهيم وعلِّىَ آْل إبراهيم انُك حيد ميد وارض
اللِّهم عنم الربعة اللِّفاء الئمحة النفاء أب بكحر الصديق وعمحر الفاروق وذي النوُرينم عثمحان وأب
السبَطي علِّي وعنم آْل بيت نُبَيك الطيبَي الطاهرينم وعنم أزأواجه أمهات الؤمني وعنم الصحابة أجعي
وعنم التابعي ومنم تبَعهم بإحسان إل يوُم الدينم وعنا معهم بنك وكرمك وعفوُك وإحسانُك يا أرحم
الراحي.
__________
) (1مسلِّم :كتاب الصيام ).(1164
) (2مسلِّم :كتاب الصيام ).(1162
) (3التمذي :كتاب الصيام ).(761
) (4مسلِّم :كتاب الصيام ).(1163
) (5النسائي :ف الصيام ).(2358
588
) (6أخرجه النسائي بنحوُه ف الصيام ).(2354
) (7البَخماري :التهجد ).(1094
) (8البَخماري :الرقاق ).(6136
) (9ابنم ماجة :أبوُاب إقامة الصلة ).(1334
) (10رواه مسلِّم :كتاب صلة السافرينم ).(103
) (11أخرجه أحد ).(2/367
) (12أخرجه أبوُ داود ف الصلة ).(1044
) (13صحيح مسلِّم ).(408
يييييييي
نعمة رمضان
منصوُر الغامدي
الطائف
1/9/1420
أبوُ بكحر الصديق
مامد و أدعيةطبَاعة الطبَة بدون مامد وأدعية
-------------------------
ملِّخمص الطبَة
مشاعر السلِّمحي عند استقبَال شهر رمضان -فضل شهر رمضان -بعض الطاعات الطلِّوُبة ف شهر
رمضان :التوُبة ,الدعاء ,النُفاق ,العمحرة ,القيام -أصناف الناس ف رمضان
-------------------------
الطبَة الول
أما بعد:
فيا أيها الؤمنوُن ،كم هي مشاعر الفرحة والغبَطة الت تغمحر السلِّمحي ف أناء الرض كلِّها ،تالط
قلِّوُبم وهم يتقبَوُن دخوُل هذا الشهر الكحري ،شهر رمضان الكحري الذي أنُزل فيه القرآْن ،لعلِّمحهم أنُه
يمحل بي جنبَاته سعة رحة ال ومغفرته ورضوُانُه قال )) :إذا جاء رمضان فتحت أبوُاب النة وغلِّقت
أبوُاب النار ،وصفرت الشياطي(() ،[1](1وفيه ليلِّة القدر خي منم ألف شهر ،قال ي تعال ي :ذإلنُا أشنُشزلهشناهر
ف ششههتر تشينشيلزرل الهشمحشلئذشكحةر شوالترورح ذفيشها بذذإهذذن
خيير منم أشله ذ ذ ذ
ف شهلييلِّشة الهشقهدذر شوشما أشهدشراشك شما شهلييلِّشةر الهشقهدذر شهلييلِّشةر الهشقهدذر ش ه ة ل ه
شرلذبم لمنم ركلل أشهمتر.
589
إن رمضان انُبَثاقة فجر جديد للِّعال ،إنُه تشرف أن يكحوُن فيه تبَديد ظلم الشكحر والضلل الذي خيم
علِّىَ الرض قرونُا ،بنزول القرآْن فيه ،والصيام فيه يرب العبَد علِّىَ التطلِّع إل دار الخرة ،فهوُ يتك
طعامه وشرابه وشهوُته انُتظارا للِّجزاء السنم يوُم القيامة.
والصيام استسلم وعبَوُدية ل ،فالعبَد يأتر بأمر ربه ف موُاعيد المساك ،وموُاعيد الكل والشرب ،ل
يتقلدم عنها ول يتأخر .والصوُم تربية للِّمحجتمحع علِّىَ التلحم والشعوُر باجة الخرينم.
أيها السلِّمحوُن ،إن منم رحة ال ي تبَارك وتعال ي أن أخشرنُا لبَلِّوُغ هذا الشهر ،وأمهلِّنا فلِّم يتخملطفنا الوُت
كمحا تلطف أنُاساد غينُا ،ولوُ تألملِّنا قلِّيلد ف حال بعض أقربائنا أو جيانُنا أو أصحابنا ف ساعة ما،
فكحم هي نُعمحة أن يبَللِّغنا ربنا هذا الشهر الكحري ،ومهنم يدري هل سوُف نُبَلِّغه العام القادم أم ل؟ شوشما
ت إذلن اللِّلهش شعشلِّيةم شخبَذةي. ىً أشهر ت تشهدذرىً نُشيهفس لماشذا تشهكحذسب شغداد وما تشهدذرىً نُشيهف ذ
ض شرتوُ ر س بأش لة شش ر ة
إنُك ي أخي الكحري ي ترىً ف هذا الشهر صنفاد مسارعاد إل طاعةال ،لقد حنلوُا ف مسيهم الدنُيا إل ال
العلِّي الكحبَي ،فكحللِّمحا تذكروا ما أعلد ال للِّصائمحي منم عظيم الجر قالوُا:
يا حبَذا النة واقتابا ……طيبَة وبارةد شرابا
إنُك تراهم يمحلِّوُن همحاد عالية ف الي ،وهمحاد ف الحسان إل الناس ،وهمحاد ف الب والعروف ،لقد
استعد أهل الدنُيا لستقبَال هذا الشهر الكحري ،فكحيف استعدوا هم له وب يستقبَلِّوُنُه ،ومنم أعمحالم فيه
التوُبة والستغفار ،فرمضان فرصة عظيمحة وساحة واسعة للِّتفكحي الصادق ف العوُدة إل ال ي تعال ي،
وترك أكل الرام وشهادة الزور ،والتوُبة الصادقة منم الظلِّم والغيبَة والنمحيمحة ،وقد قال ال ي تعال ي :شورتوُبروُاه
جيعاد أشيتهش الهرمحهؤذمرنوُشن لششعلِّلركحهم تريهفلِّذرحوُشن.إذشل اللِّلذه شذ
فإن ل نُبَت ف رمضان فلِّيت شعري مت نُتوُب؟ ول ي سبَحانُه ي ف كل ليلِّة منم رمضان عتقاء منم النار.
ب شدهعشوُشة اللداذع إذشذا شدشعاذن فشيهلِّيشهستشذجيبَروُاه ثانُيا :الدعاء :قال ي تعال ي :وإذشذا سأشلشك ذعبَاذدي عن فشذإن قشذري ذ
ب أرجي ر ش ش ش ش شل ل ة
ذل شوهليريهؤذمنروُاه ذب لششعلِّلرههم يشيهررشردوشن وقال )) :لكحل مسلِّم دعوُة مستجابة يدعوُ با ف رمضان(()،[2](2
وعلِّىَ السلِّم أن يتخمي أوقات ف أدبار الصلِّوُات الكحتوُبات ،وما بي الذان والقامة ،وف الساعة
الخية منم يوُم المحعة ،وعند دخوُل المام إل أن تنقضي صلة المحعة ،وعند إفطار الصائم وغيها.
صرفت إل رب النُام مطالب……ووجهت وجهي نوُه وقالب
إل اللِّك العلِّىَ الذي ليس فوُقه …ملِّيك يرجىَ شيبَه وف التاعب
فمحا زأال يوُلين المحيل تلِّطفا ……ويدفع عن ف صدور النوُائب
إذا أغلِّق الملك دون قصوُرهم ……وننه عنم غشيانم زأجر حاجب
فزعت إل باب الهيمحنم طارقا ……مدل أنُادي باسه غي هائب
فلِّم أنُف حجابا ول أخش منعة ……ولوُ كان سؤل فوُق هام الكحوُاكب
كري يلِّب عبَده كلِّمحا دعا……نارا وليل ف الدجىَ والغياهب
590
سأسلِّه ما شئمت إن يإينه ……تسح رفاقا باللِّهىَ والرغائب
ثالثا :النُفاق:
النفقة منم أسبَاب القرب منم ال ي تعال ي ودخوُل النة أو سارعوُا إل مغفرة قال )) :ما نُقصت صدقة
منم مال ،وما زأاد ال عبَدا بعفوُ إل عزا ،وما توُاضع أحد ل إل رفعه(() ،[3](3وإنا لفرصة ثينة أن
ينال العبَد الجر العظيم ،بصدقة ل تنقص ماله ،وقال )) :صنائع العروف تقي مصارع السوُء ،وصدقة
السر تطفئ غضب الرب ،وصلِّة الرحم تزيد ف العمحر(().[4](4
رابعا :العمحرة :قال )) :العمحرة إل العمحرة كفارة لا بينهمحا ،والجه البور ليس له جزاء إل النة(()[5](5
وهذا الفضل العظيم للِّعمحرة عام ف كل حي وأما ف رمضان فإن فضلِّها يتضاعف ،فقد قال لمرأة منم
النُصار)) :فإذا جاء رمضان فاعتمحري ،فإن عمحرة فيه تعدل حجة ،أو قال :حجة معي(().[6](6
بارك ال ل ولكحم...
-------------------------
الطبَة الثانُية
المحد ل رب العالي ،والصلة والسلم علِّىَ عبَده ورسوُله ممحد وآْله وصحبَه.
أما بعد:
فمحنم أعمحالم الصالة الوُفقة كذلكحم:
خامسا :القيام ،كمحا أن شهر رمضان شهر الصيام ،فهوُ كذلك شهر القيام قال ي تعال ي :قرذم الهيشل إذلل
ل.ص ذمهنهر قشذلِّيلد أشهو ذزأهد شعلِّشهيذه شوشرتلذل الهرقهرءاشن تشيهرذتي د
صشفهر أشذو انُرق ه
ذ
قشلِّيلد نُل ه
وقال ي تعال ي ف صفة عبَاده السني :شكانُروُاه قشذلِّيلد لمنم الهيذل شما يشيههشجرعوُشن شوذبالشهسشحاذر رههم يشهستشيهغذفرروشن.
وقل )) :منم قام رمضان إيإانُا وإحتسابا غفر له ما تقدم منم ذنُبَه(() ،[1](7وكانُوُا ل يقتصرون علِّىَ
هذه العمحال بل كل شيء يقربم إل النة ويبَاعدهم عنم النار .جعلِّنا ال وإياكم منم هذه الصنف منم
الناس الذي عرف حقيقة الوُقت وعمحل لا بعد الوُت ،وهناك صنفان منم الناس ،ل يتكحيف مع رمضان
كمحا ينبَغي بل كان واقعه متلِّفا عنم هدي السلِّف الصال ولعلِّي أقص علِّيك طرفا منها:
فمحنهم منم يغلِّق ماري البتسامة علِّىَ شفتيه ،فمحا تراه إل معبَس الوُجه مقطب البَي ،وإن حصل بينه
وبي إنُسان اخر شيء منم اللف ،سعت السب والشتم ورفع الصوُت ،أو يكحوُن ناره إفطارا علِّىَ
لوُم إخوُانُه السلِّمحي وتتبَعاد لعوُراتم ،بل ل يكحاد يسلِّم منه السلِّم الذي يصلِّي بوُاره ف السجد.
ونُقوُل لذا الصنفان منم الناس رويدك فمحا هكحذا يكحوُن خلِّق الصائم ،وما هكحذا يقضي يوُمه.
ومنهم منم يعل شهر رمضان شهر النوُم والكحسل والبَطالة ،فيقضي جل ناره نُائمحا وربا تد البَعض ل
يستيقظ إل قبَيل الغرب بلِّحظات ،وقد فاتته صلة الظهر والعصر.
591
ومنهم منم يإضي ليلِّه أمام أجهزة الفساد إل قبَيل الفجر عند نُزول الرب إل السمحاء الدنُيا ،فهوُ يطيع
ال ف النهار ويعصيه ف اللِّيل.
ومنهنم منم تقض ليال رمضان ف التجوُل ف السوُاق وأمام نُوُافذ الشاغل ،وف أماكنم أخرىً ،وربا
خرجنم بدون مرم ،أو متبجات سافرات ،فيجعنم مأزأورات غي مأجوُرات.
عجيب هذا الصنف منم الناس ،كيف ل يقدروا هذا الشهر حق قدره ول يستشعروا حديث النب :
))أتن جبيل فقال :يا ممحد منم أدرك رمضان فلِّم يغفر له فأبعده ال ،فقلِّت :آْمي ،قال :ومنم أدرك
والديه أو أحدها فدخل النار فأبعده ال ،فقلِّت :آْمي ،قال :ومنم ذكرت عنده فلِّم يصل علِّيك فأبعده
ال فقلِّت :آْمي(().[2](8
فنسأل ال ي عز وجل ي ف هذه الساعة البَاركة أن ل يعلِّنا منهم ننم ول أهلِّوُنُا.
إن هؤلء القوُم يشىَ علِّيهم ينتهي أن رمضان وقد حرموُا خيا عظيمحا ،اللِّهم ل تعل حظنا منم صيامنا
الوُع والعطش ،ول منم قيامنا النصب والتعب.
أل وصلِّوُا وسلِّمحوُا...
__________
) (1أخرجه البَخماري :كتاب الصوُم -باب هل يقال رمضان أو شهر رمضان؟ ...حديث )
، (1899ومسلِّم :كتاب الصيام -باب فضل شهر رمضان ،حديث ).(1079
) (2قال اليثمحي ف المحع ) :(3/143عنم أب سعيد قال :قال رسوُل ال )) :إن ل تبَارك وتعال
عتقاء ف كل يوُم وليلِّة -يعن ف رمضان -وإن لكحل مسلِّم ف كل يوُم وليلِّة دعوُة مستجابة(( .رواه
البَزار وفيه أبان بنم أب عياش ،وهوُ ضعيف .اهي .قلِّت :ل أجده ف الطبَوُع منم مسند البَزار ن وقال
ابنم حجر ف أبان :متوك ،التقريب )صا ، (87فإسناده ضعيف .وأخرج أحد ) (2/254عنم أب
هريرة أو عنم أب سعيد -شك العمحش -قال :قال رسوُل ال )) :إن ل عتقاء ف كل يوُم وليلِّة ،
لكحل عبَد منهم دعوُة مستجابة(( قال اليثمحي ف المحع ) : (10/216ورجاله رجال الصحيح.
وصححه اللبَان ف صحيح الامع ).(2165
) (3أخرجه مسلِّم ف صحيحه :كتاب الب والصلِّة -باب استحبَاب العفوُ والتوُاضع ،حديث )
.(2588
) (4أخرجه الطبان ف الكحبَي ) ، (8014قال اليثمحي ف المحع ) : (3/115إسناده حسنم ،
وصححه اللبَان ف الصحيحة ).(1908
) (5أخرجه مسلِّم :كتاب الجه -باب فضل الجه والعمحرة ويوُم عرفة ،حديث ).(1349
592
) (6أخرجه البَخماري :كتاب العمحرة -باب عمحرة ف رمضان ،حديث ) ، (1782وكتاب جزاء
الصيد -باب حجه النساء ،حديث ) ، (1863ومسلِّم :كتاب الجه -باب فضل العمحرة ف رمضان
،حديث ).(1256
) (7أخرجه البَخماري :كتاب اليإان -باب تطوُع قيام رمضان منم اليإان ،حديث ) ، (37ومسلِّم
:كتاب صلة السافرينم -باب التغيب ف قيام رمضان ،حديث ).(759
) (8أخرجه الطبان ) ، (2022وابنم حبَان :كتاب الب والحسان -باب حق الوُالدينم ،حديث )
، (409قال اليثمحي ف المحع ) :(8/139رواه الطبان بأسانُيد ،وأحدها حسنم .وانُظر كلم مقق
صحيح ابنم حبَان ،وصححه اللبَان ف صحيح الامع ) ، (75فالديث صحيح بجمحوُع طرقه.
ـــــــــ
خإتام شهر رمضان
عبَد العزيز بنم عبَد الفتاح قاري
الدينة النوُرة
قبَاء
مامد و أدعيةطبَاعة الطبَة بدون مامد وأدعية
-------------------------
ملِّخمص الطبَة
-1المحة العالية بعد رمضان علمة قبَوُله -2دعوُة للِّمحداومة علِّىَ الطاعة ف سائر الشهوُر -3صيام
ت منم شوُال -4صيام النافلِّة وأفضلِّه صيام داود -5أحكحام خاصة بصيام الرأة -6دعوُة اللس ذ
للِّمحداومة علِّىَ قراءة القرآْن -7مقدار زأكاة الفطر وأحكحامها -8سننم صلة العيد
-------------------------
الطبَة الول
أما بعد :فهذا شهر رمضان هذا الشهر الكحري الذي أظلِّنا بظلِّه الوُافر البَارك ،قد آْذن بالرحيل وأعلِّنم
الفراق ،فسلِّوُا ال تعال أن يعلِّه فراقا إل تلقي ،وأن يعيده علِّينا وعلِّيكحم باليمحنم والبكة وأن يعلِّنا منم
عتقاء رمضان ،ومنم القبَوُلي الفائزينم عند توُزأيع الوُائز يوُم الدينم ،اللِّهم تقبَل منا طاعتنا أجعي ،تقبَل
منا صلتنا وقيامنا وصيامنا وقراءتنا يا كري يا غفوُر يا رحيم.
ث اعلِّمحوُا أيها الصائمحوُن أن منم علمات القبَوُل ف هذا الشهر الكحري أن تد نُفسك أيها السلِّم بعد
رمضان وهتك متوُاصلِّة بالطاعة ورغبَتك مستمحرة ف العبَادة.
ومنم علمات الذلن والعياذ بال أن تفت النفس بعد رمضان تفت النفس عنم الطاعة بعد رمضان
وتنصرف عنم العبَادة وتعوُد إل ما كانُت تقتفه منم أنُوُاع العاصي ،العمحر ليس رمضان والزمان أوسع
593
منم رمضان والساب مستمحر ف رمضان وغي رمضان والثوُاب والعقاب علِّىَ رمضان وشوُال وشعبَان،
والسؤال آْت عنم عمحرك كلِّه فيم أتمحته وكيف قضيته ،عنم أب برزأة السلِّمحي رضي ال عنه قال قال
رسوُل ال )) :ل تزول قدما عبَد ،وف رواية ل تزول قدما عبَد يوُم القيامة حت ريسأل عنم عمحره فيم
أفناه وعنم علِّمحه فيم فعل وعنم ماله منم أينم اكتسبَه وفيم أنُفقه وعنم جسمحه فيم أبله(().[1](1
فيا أيها السلِّم ل يكحنم آْخر عهدك بالصيام وقراءة القرآْن وغيها منم العبَادات هوُ رمضان ،واعلِّم أن
سيدنُا رسوُل ال قد نُدبك إل الستمحرار ف الطاعة والعبَادة .اجعل عمحرك كلِّه عبَادة وعبَوُدية ل
الوُاحد القهار ،سبَحانُه وتعال نُدبك رسوُل ال إل صيام ست منم شوُال يبَدأ منم اليوُم التال بعد العيد
قال رسوُل ال )) :منم صام رمضان ث أتبَعه سدتا منم شوُال فكحأنا صام الدهر كلِّه(() ،[2](2ث بعد
ذلك تي لنفسك أيها السلِّم ما تطيقه وتتمحلِّه منم صيام التطوُع ،فالي كثي وأبوُاب الي كثية طوُال
العام بل طوُال عمحرك كلِّه فهناك ثلثة أيام منم كل شهر كان سيدنُا رسوُل ال ل يدع صيامهنم أبددا
والفضل أن يكحنم اليام البَيض) [3](3منم كل شهر الثالث عشر ويوُمان بعده ،وهناك يوُم الثني
والمحيس منم كل أسبَوُع فعنم أسامة بنم زأيد رضي ال عنه قال كان رسوُل ال يصوُم يوُم الثني ويوُم
المحيس فرسئمل عنم ذلك فقال)) :إن أعمحال الناس رتعرض علِّىَ ال يوُم الثني ويوُم المحيس ورأحب أن
ريعرض عمحلِّي علِّىَ رب وأنُا صائم (().[4](4
وأفضل صوُم التطوُع أن تصوُم يوُدما وتفطر يوُدما إذا كنت تطيق ذلك .قال رسوُل ال )) :أفضل الصيام
صيام داود كان يصوُم يوُدما ويفطر يوُدما(().[5](5
وقال عبَد ال بنم عمحرو بنم العاصا رضي ال عنه فأن أطيق أكثر منم ذلك.
قال رسوُل ال لعبَد ال بنم عمحرو)) :ل أكثر منم ذلك(() [6](6متفق علِّيه.
فأفضل الصيام إذا تطوُعت هوُ هذا الصيام أن تصوُم يوُدما وتفطر يوُدما ،وريكحره بل ريقال يرم أن توُاصل
الصيام ولوُ كنت تطيق ذلك ،وحث رسوُل ال علِّىَ صيام أيام معينة منم السنة كيوُم عرفة حث غي)
[7](7الاج علِّىَ صيامه ،وأخب أن صيام يوُم عرفة يكحفر السنة الت قبَلِّه) [8](8والسنة الت بعدها.
ويوُم التاسع والعاشر منم مرم حث رسوُل ال علِّىَ صيامهمحا وأخبنُا بأن صيامهمحا يكحفر السنة الت
قبَلِّه.
فهذه أيام معينة منم السنة حثنا رسوُل ال علِّىَ صيامها وأخبنُا بذه النقبَة العظيمحة ف ذلك ،واعلِّم أيها
السلِّم أن صوُم يوُمي العيدينم مرم ،يوُم عيد الفطر ويوُم عيد الضحىَ حرم ال صيامهمحا)،[9](9
وحرم ال صيام يوُم الشك وهوُ آْخر يوُم منم شعبَان ،وحرم ال علِّىَ الرأة أن تصوُم إل بإذن زأوجها،
وإذا ل يأذن زأوجها ل يكحوُن لا الصوُم تطوُدعا أو إذا علِّمحت أنُه كاره لقوُل رسوُل ال )) :ل يل لمرأة
أن تصوُم وزأوجها شاهد إل بإذنُه(()[10](10متفق علِّيه.
594
ول يصح صيام الائض والنفساء فإن صامتا ف رمضان فلِّم يزئهمحا وعلِّيهمحا القضاء وكذلك الريض
الذي يشىَ علِّىَ نُفسه منم الصيام يرم علِّيه الصيام تطوُدعا أو غي تطوُع لقوُل ال تعال :ول تقتلِّوُا
أنُفسكحم إن ال كان بكحم رحيدمحا ]النساء.[29:
أيها السلِّم هذا القرآْن الكحري كلم ال تعال ل تتخمذه طوُال العام مهجوُدرا ول يكحنم آْخر عهدك به
رمضان ،فأنُت إذا تلِّوُت القرآْن الكحري فأنُت تناجي ربك وتادثه لن هذا القرآْن كلم ال تعال فكحيف
تعرض عنه وكيف تجره اقرأ هذا القرآْن إن استطعت كل سبَع لياتل مرة وهذا هوُ الوُرد العظم
والفضل ،ورد النب ،فإن ل تستطع فاقرأه كل شهر مرة ،فإن ل تستطع فاقرأ كل يوُم ما تيسر لك منم
القرآْن واقرأ القرآْن ف بيتك واجهر به وارفع به صوُتك فذلك طرد للِّشيطان منم البَيت.
ث اعلِّمحوُا أيها السلِّمحوُن أن رسوُل ال علِّينا زأكاة الفطر علِّىَ الناس علِّىَ الذكر والنُثىَ والصغي والكحبَي،
صادعا منم طعام أي صادعا منم قمحح أو صادعا منم تر أو صادعا زأبيب ،أو صادعا منم شعي أو صادعا منم
أقط ،فهذه)[11](11الزكاة مفروضة علِّىَ كل قادر علِّىَ إخراجها كل مسلِّم فضل عنه شيء منم
قوُت يوُمه أو قوُت عياله علِّيه أن يرج هذه الزكاة عنم نُفسه وعنم منم يعوُلم ،والصاع يساوي هذا اليوُم
ثلثة آْلف وثانائة غرام وقيل ألفي وسبَعمحائة وواحد وخسي غرام.
فخمذ اليطة لدينك وأخرج هذه الصدقة ،واعلِّم أن وقت خروجها يبَدأ منم غروب شس ليلِّة العيد
وينتهي بانُتهاء صلة العيد ،فمحنم أخرجها إل ما بعد ذلك فهي صدقة منم الصدقات كمحا قال ولكحنها
ل تسقط عنه ويلِّزمها إخراجها ،ويوُزأ تعجيل هذه الزكاة قبَل يوُم العيد بيوُم أو يوُمي ،ولكحنم ل يوُزأ
تعجيلِّها أكثر منم ذلك لن القصوُد با كمحا أخبنُا إغناء الفقراء عنم السألة يوُم العيد ،هذا هوُ
القصوُد منم هذه الصدقة أو منم أهم مقاصد هذه الصدقة قال عبَد ال بنم عبَاس) [12](12رضي ال
عنهمحا فرض رسوُل ال زأكاة الفطر طهرة للِّصائم ث منم اللِّغوُ والرفث وفعلِّة للِّمحساكي.
ث اعلِّمحوُا أيها السلِّمحوُن أن منم سننم رسوُل ال يوُم العيد أن ترج إل صلة العيد ماشديا إن استطعت
وإن ذهبَت راكدبَا فل حرج.
ومنم سنته أن تعوُد منم غي الطريق الت سلِّكحتها ف الذهاب وإن عدت منم نُفس الطريق فل حرج ،ومنم
سنته) [13](13أن تفطر فجر يوُم العيد قبَل الصلة ،قبَل أن تغدو إل الصلة تأكل ثلث ترات
فأكثر ،فقد كان ل يغدو) [14](14يوُم الفطر إل صلة العيد حت يأكل ترات وتدرا.
ومنم سنته يوُم العيد أن تغتسل قبَل) [15](15صلة العيد وتتطيب وتلِّبَس أحسنم) [16](16ثيابك
وتذهب إل صلة العيد ف أحسنم هيئمة وتكحثر منم التكحبَي.
هذه هي سننم رسوُل ال ف شأن يوُم العيد أعاده ال علِّينا جيدعا باليمحنم والبكات نُسأله تعال أن ييينا
أجعي علِّىَ طاعته ،اللِّهم تقبَل منا إنُك أنُت السمحيع العلِّيم وتب علِّينا إنُك أنُت التوُاب الرحيم ،اللِّهم
اجعلِّنا منم القبَوُلي الرحوُمي وف هذا الشهر الكحري منم الفائزينم الغاني أجعي يا أرحم الراحي.
595
-------------------------
الطبَة الثانُية
ل ترد.
__________
) (1أخرجه التمذي ) (4/612والدارمي ) (145-1/144وابوُ نُعيم ف اللِّية ).(10/232
) (2أخرجه مسلِّم ف صحيحه ) (13باب استحبَاب صوُم ستة أيام منم شوُال اتبَاعاد لرمضان )
(2/822رقم ).(1164
) (3أخرجه ف البَخماري ف صحيحه ف كتاب الصوُم ) (59صيام أيام البَيض ثلث عشرة وأربع عشرة
وخس عشرة ).(2/699
) (4أخرجه أحد ف مسنده ) (5/201والنسائي ف سننه ) (4/202ومسنده حسنم.
) (5أخرجه البَخماري ف صحيحه ف كتاب ) (25التهجد ) (7باب منم نُام عند السحر ).(1/380
) (6أخرجه البَخماري ف صحيحه ف كتاب الصوُم ،باب صوُم الدهر ) (2/697ومسلِّم يف صحيحه
ف كتاب الصيام ) (35باب النهي عنم صوُم الدهر ). (2/812
) (7أخرجه أحد )2/304و (446وابوُ داود ) (1/741برقم ) (2440والنسائي ف الكحبىً )
.(2/155
) (8أخرجه مسلِّم ف صحيحه ف كتاب الصيام ) (36باب استحبَاب صيام ثلثة أيام منم كل شهر،
وصوُم يوُم عرفة وعاشوُراء والثني والمحيس ) (819-2/818برقم ).(1162
) (9أخرجه البَخماري ف صحيحه ف الصوُم ) (65باب صوُم يوُم الفطر ).(2/702
) [10 (10أخرجه البَخماري ف صحيحه ف كتاب ) (70النكحاح ) (84باب صوُم الرأة بإذن زأوجها
تطوُعاد ).(5/1993
) [11 (11أخرجه البَخماري ف صحيحه ) (31أبوُاب صدقة الفطر ).(2/547
) [12 (12أخرجه أبوُ داود ) (506-1/505وابنم ماجة ) (1/585ومسنده ل بأس به وقال
اللبَان حسنم.
) [13 (13أخرجه البَخماري ف صحيحه ف كتاب العيدينم ) (24باب منم خالف الطريق )
.(1/334
) [14 (14أخرجه البَخماري ف صحيحه ف كتاب ) (19العيدينم ) (4باب الكل يوُم الفطر قبَل
الروج ).(1/325
596
) [15 (15أخرجه ابنم ماجة ف سننه )) (1/417والبَيهقي ف الكحبىً ) (3/278وهوُ حديث
ضعيف السناد.
) [16 (16أخرجه البَخماري ف كتاب العيدينم ) (1باب ف العيدينم والتجمحل فيهمحا ).(1/323
ـــــــــ
خإطبة عيد الفطر :الحسان بعد رمضان
عبَد المحيد بنم جعفر داغستان
مكحة الكحرمة
1/10/1405
ابنم حسنم
مامد و أدعيةطبَاعة الطبَة بدون مامد وأدعية
-------------------------
ملِّخمص الطبَة
-1حد ال علِّىَ ملنة تام رمضان -2 .دعوُة للستقامة علِّىَ العمحل الصال بعد رمضان -3 .دعوُة
لخلصا العبَادة ل -4 .دعوُة لصلِّة الرحام والحسان للِّوُالدينم -5 .التحذير منم التبَذير ف العيد.
-6الدعوُة إل تيسي زأواج البَنات -7 .تذكي بصائب السلِّمحي ف العال -8 .التحذير منم تبج
النساء -9 .دعوُة لصيام ستة أيام منم شوُال.
-------------------------
الطبَة الول
المحد ل الذي هدانُا للسلم وما كنا لنتدي لوُل أن هدانُا ال ،والمحد ل الذي فضل شهر رمضان
البَارك علِّىَ سائر الشهوُر وجعلِّه موُسا عظيمحا منم موُاسم اليات ،فيه يتنافس الؤمنوُن علِّىَ الطاعات
والبَذل والعروف والسنات ،تضاعف فيه العمحال الصالات ،وتقال فيه العثرات ،وترفع فيه الدرجات،
وتاب الدعوُات ،وهوُ شهر اليات والبكات ،وشهر الوُاساة ،يزاد فيه رزأق الؤمنم ،ويزداد الؤمنوُن إيإانُا
إل إيإانم ،فيتنافسوُن فيه علِّىَ التاويح وقيام اللِّيل وتلوة القرآْن العظيم وبذل الصدقات والحسان إل
ذوي الاجات منم القارب واليان والعوُزأينم عمحل بقوُله تعال :شوشساذرعروُاه إذشل شمهغذفشرتة لمنم لربلركحهم شوشجنلتة
ضلراء والهشكحاذظذمحي الهغشي ش ذ ت لذهلِّمحتلذق ش ل ذ ذ ذ عرضها اللسمحاوات والهر ذ
يظ شوالهشعاف ش ش ه ي ا ذيشنم رينفرقوُشن ف اللسلراء شوال ل ش ض أرعلد ه ر
شه ر ش ش ر ش ه ر
ي ]آْل عمحران .[134 ،133:وقوُله تعال :شوأشهحذسنروُاه إذلن اللِّلهش رذي ت
ب ذذ شعذنم اللناذس شواللِّلهر رذي ت
ب الهرمحهحسن ش
ي ]البَقرة.[195: ذذ
الهرمحهحسن ش
واليات الت تدعوُ إل الحسان كثية كثية ،أل فلِّنوُاصل الحسان ف رمضان بالحسان ف شوُال
وبقية الشهوُر ،فرب الزمانُي واحد ،واعلِّمحوُا رحكحم ال أن علمة قبَوُل السنة عمحل السنة بعدها ،ومنم
597
علمة ردها عمحل السيئمة بعدها ،إن هذا ما ينبَغي أن يعلِّمحه العبَد الذي يفرح برحيل رمضان ث يبَادر إل
مبَارزأة ربه بالتمحرد والعصيان.
ال أكب كلِّمحا صام صائم وأفطر ،وكلِّمحا أورق الشجر وأثر ،وكلِّمحا هلِّل هلل وأقمحر ،وكلِّمحا هطل الطر
وانمحر ،ال أكب ال أكب ول المحد.
عبَاد ال ،أنُيبَوُا إل ال وادعوُه ملِّصي له الدينم ،أخلِّصوُا العبَادة ،وأخلِّصوُا الدعاء ،وأخلِّصوُا الوُف
والرجاء ،وتوُكلِّوُا ف كل أموُركم علِّيه ،واستعينوُا به فهوُ العي وهوُ نُعم الوُكيل ،وهوُ الغيث وهوُ القريب
ب شدهعشوُشة اللداذع إذشذا اليب لنم دعاه بصدق وإخلصا قال تعال :وإذشذا سأشلشك ذعبَاذدي عن فشذإن قشذري ذ
ب أرجي ر ش ش ش ش شل ل ة
شدشعاذن فشيهلِّيشهستشذجيبَروُاه ذل شوهليريهؤذمنروُاه ذب لششعلِّلرههم يشيهررشردوشن ]البَقرة ،[186:فلِّنستجب ل ولنؤمنم برسوُله ولنتذكر
باجتمحاعنا هذا اجتمحاع المم بي يدي ال يوُم القيامة ف ساحة الشر وهم حفاة عراة ،كمحا بدأهم ال
يعوُدون ويشرون ف صعيد واحد ،يسمحعهم الداعي وينفذهم البَصر ،فالؤمنوُن تتلِّقاهم اللئكحة
بالبَشارات والتهان بالمان منم العذاب ،يقوُل اللئكحة للِّناجي يوُم القيامة :أشلل ششتافروُاه شولش شهتشزنُروُاه شوأشبهذشررواه
ذباهلشنلذة الذت ركنترهم رتوُشعردوشن ]فصلِّت .[30:ويصف ال الؤمني ف ذلك اليوُم فيقوُل :رورجوُهة يشيهوُشمئمذتذ تمهسذفشرة
ضاذحشكحة تمهستشهبَذششرة ]عبَس.[39 ،38: ش
ت
ك رهرم الهشكحشفشرةر الهشفشجشرةر ]عبَس-40: أما الكحفار فيصفهم بقوُله :شورورجوُهة يشيهوُشمئمذذ شعشهلِّييشها شغبَشيشرة تشيهرشهرقشها قشيتشيشرة أرهولشئمذ ش
.[42
ال أكب ال أكب ال أكب ،ل إله إل ال ،ال أكب ال أكب ال أكب ول المحد ،ال أكب عدد ذنُوُبنا
حت تغفر.
ذ ذ
ي رتهرسوُشن سبَحان منم تعطف بالعز وتكحرم به ،سبَحان منم ل ينبَغي التسبَيح إل له :فشرسهبَشحاشن اللِّله ح ش
ت والر ذ ذ ذ ذ ذ
ي ترظهذهرروشن ]الروم .[18 ،17:اللِّهم كمحا ض شوشعشيلاد شوح ش صبَذرحوُشن شولشهر اهلشهمحرد ذف اللسشمحاوا ش ه ي تر ه
شوح ش
بعثت فينا نُبَيك ممحدا فاعمحر لنا منازألنا ول تؤاخذنُا بسوُء أفعالنا وارحنا يا أرحم الراحي ،اللِّهم كمحا
لطفت بعظمحتكحم فوُق اللِّطفاء ،وعلِّوُت بعزتك علِّىَ العظمحاء ،اجعل لنا منم كل هم وغم أصبَحنا فيه
فرجا ومرجا ،اللِّهم صل وسلِّم علِّىَ سيدنُا ممحد بنم عبَد ال نُب الرحة ورسوُل الدىً عدد منم صلِّىَ
علِّيه منذ بعثته إل يوُم القيامة ،اللِّهم صل وسلِّم علِّيه عدد منم يصلِّي علِّيه منم يوُمنا هذا إل يوُم
القيامة ،اللِّهم شفعه فينا واحشرنُا تت زأمرته وتت لوُائه واسقنا منم حوُضه شربة هنيئمة مريئمة ل نُظمحأ
بعدها أبدا ،اللِّهم ارزأقنا عيشا قارا ورزأقا دارا وعمحل بارا ،ال اجعل اجتمحاعنا هذا مرحوُما وتفرقنا بعده
معصوُما.
عبَاد ال ،جلِّوُا عيدكم بالطاعات وبوُاصلِّة فعل اليات ،وبر الوُالدينم وصلِّة الرحام ،والعطف علِّىَ
القارب والفقراء واليتام ،وسارعوُا إل إصلح ذات البَي ،فهذا العيد أعظم مناسبَة لذلك ،وأوفوُا الكحيل
واليزان ،وقدموُا حكحم ال علِّىَ هوُىً النفس فل يؤمنم أحدنُا حت يكحوُن هوُاه تبَعا لا جاء به الرسوُل
598
واعلِّمحوُا أن)) :الظلِّم ظلِّمحات يوُم القيامة(( ]حديث متفق علِّيه[ ) ،[1](1وقال رسوُل ال )) :منم
ضار ضار ال به ،ومنم شاق شق ال علِّيه(( ]رواه التمذي[ ).[2](2
ب أولدنُا علِّىَ السلم ،ولنعلِّمحهم القتصاد ف النُفاق وحسنم التدبي ،وصرف الموُال ف أل فلِّنر ل
موُاضعها ف العيد ،ولنحصنم البَالغي بالزواج عمحل بقوُله )) :يا معشر الشبَاب منم استطاع منكحم البَاءة
فلِّيتزوج فإنُه أغض للِّبَصر وأحصنم للِّفرج(() ،[3](3فيا أيها الشبَاب الستطيع للِّزواج هل بادرت إل
ذلك؟؟.
ويا أيها الوُل الذي ائتمحنك ال علِّىَ البَنات هل سارعت إل تزويهنم وتيسي مهوُرهنم؟ ل يأت العيد
القبَل إل وقد زأوجتهنم بالكفاء الذينم يافظوُن علِّيهنم.
ال أكب ال أكب ال أكب ول المحد ،وأستغفر ال العظيم ل ولكحم ولسائر السلِّمحي.
-------------------------
الطبَة الثانُية
المحد ل معيد المحع والعياد ،وجامع الناس ليوُم ل ريب فيه ،إن ال ل يلِّف اليعاد ،أحده سبَحانُه
علِّىَ توُفيقه وامتنانُه ،وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له ،إليه الرجع والآب وهوُ علِّىَ كل
شيء قدير ،وأشهد أن سيدنُا ونُبَينا ممحداد إمام التقياء وسيد الولياء ،فصلِّىَ ال علِّيه وعلِّىَ آْله
وأصحابه أجعي ومنم اهتدىً بداه إل يوُم الدينم.
ال أكب ال أكب ال أكب ال أكب ال أكب ال أكب ال أكب ال أكب ال أكب ول المحد ،ال أكب
كبَياد والمحد ل كثيا وسبَحان ال بكحرة وأصيل.
اعلِّمحوُا عبَاد ال أن الصدقة تحوُ الطيئمة وتطفئ غضب الرب وتقي مصارع السوُء ،فل ينبَغي للِّمحؤمنم
أن ينسىَ منم حرم منم إخوُانُه السلِّمحي منم فرحة العيد بجاعة أهلِّكحت أو حرب دمرت ،واعلِّمحوُا أن منم
ل يهتم بأمر السلِّمحي فلِّيس منهم ،فلِّنتذكر الفقراء والتاجي ول سيمحا إخوُانُنا التضررينم بالفاف ف
أفريقيا ،ولنتذكر الاهدينم ف سبَيل ال ف كل مكحان ول سيمحا ف بلد الفغان ،اللِّهم أيدهم بنصرك
وأعزهم بقدرتك ،اللِّهم سدد سهامهم ،وزألزل الرض تت أقدام أعدائهم ،وألف ذات بينهم يا سيع
الدعاء.
أل فلِّيحذر السلِّمحوُن منم التكحب ومظاهره ،فإن التكحبينم يشرون يوُم القيامة كأمثال الذر يدوسهم
الناس بأقدامهم ،ولتحافظ الرة السلِّمحة علِّىَ زأينتها فل تتبج ول تتعطر ول تظهر زأينتها لغي الارم فال
لاذهلِّذيلذة الوشل ]الحزاب.[33: ذ ذ
يقوُل :شوقشيهرشن ف بيرريوُتركحلنم شولش تشيبَشيلرهجشنم تشيبَشيترشج ا هش
فلِّنفرح بدون بطر ،ولنتنزه دون تكحشف واختلط ،ولنكحب ال فإن التكحبَي شعار السلِّمحي ف أعيادهم.
ال أكب ال أكب ال أكب ل إله إل ال ال أكب ال أكب ال أكب ول المحد.
599
ول نُنسىَ صيام ستة أيام منم شوُال فالرسوُل يقوُل)) :منم صام رمضان وأتبَعه ستا منم شوُال فكحأنا صام
الدهر كلِّه(( ]رواه مسلِّم[ ).[1](4
__________
) (1أخرجه البَخماري ف الظال والغصب ،باب :الظلِّم ظلِّمحات يوُم القيامة ) ،(2447ومسلِّم ف :الب
والصلِّة ،باب :تري الظلِّم ) (2579منم حديث ابنم عمحر رضي ال عنهمحا.
) (2أخرجه التمذي ف الب والصلِّة ،باب :ما جاء ف اليانُة والغش ) ،(1940وأبوُ داود ف:
القضية ،باب :منم القضاء ) ،(3635وابنم ماجه ف :الحكحام ،باب :منم بن ف حقه ما يضر باره )
،(2242منم طريق لؤلؤة عنم أب حرمة ،وقال التمذي" :حديث حسنم غريب" .وفيه لؤلؤة مقبَوُلة كمحا
ف التقريب ) (8775ول يرو عنها سوُىً ممحد بنم ييح ،لكحنم له شاهد منم حديث أب سعيد الدري
أخرجه الاكم ) (58-2/57والبَيهقي ) ،(6/69ولذا حسنه اللبَان ف صحيح التمذي ).(1584
) (3أخرجه البَخماري ف :النكحاح ،باب :منم ل يستطع البَاءة فلِّيصم ) ،(5066ومسلِّم ف :النكحاح،
باب :استحبَاب النكحاح لنم تاقت نُفسه إليه ) (1400منم حديث عبَد ال بنم مسعوُد رضي ال عنه.
) (4أخرجه مسلِّم ف :الصيام ،باب :استحبَاب صوُم ستة منم شوُال إتبَاعاد لرمضان ) (1164منم
حديث أب أيوُب رضي ال عنه.
ــــــــ
رمضان شهر الطاعات
عبَد العزيز بنم عبَد الفتاح قاري
الدينة النوُرة
قبَاء
مامد و أدعيةطبَاعة الطبَة بدون مامد وأدعية
-------------------------
ملِّخمص الطبَة
"منم فضائل رمضان -منم أخطاء الناس ف رمضان -مع حديث " :إل الصوُم فإنُه ل "..الصيام
الق -الرسوُل ف رمضان "
-------------------------
الطبَة الول
أما بعد:
600
فرمضان شهر الطاعات والقربات وشهر اليات والبكات فيه تضاعف السنات وتغفر السيئمات ولجل
ذلك ينبَغي علِّىَ السلِّم التشمحي عنم ساعد الد والطاقة منم صيام وصلة وقيام وصدقة وغي ذلك منم
أنُوُاع الب بعض الناس منم ل يفقهوُن معن الصوُم ل يدرك منم رمضان إل الوُع والعطش يقضي ناره
نُائمحاد وليلِّه لهياد قد اتذه موُساد للِّكحسل وفرصة لضاعفة اللِّهوُ واللِّعب فهؤلء مروموُن والعياذ بال.
فهذا الشهر البَارك موُسم كري لك أيها السلِّم لتضاعف العمحل ,هذا شهر العمحل والعبَادة ,هذا شهر
تضاعف فيه السنات وتضاعف فيه العمحال الصالات:
فأودل :هذا الصيام إذا أديته علِّىَ وجهه ول تل به فهوُ أعظم عبَادة تؤديها ف هذا الوُسم الكحري ,قال
رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم)) :قال ال تعال :كل عمحل ابنم آْدم له إل الصوُم فإنُه ل وأنُا أجزي به
إنُه إنا ترك طعامه وشرابه وشهوُته منم أجلِّي(( ,قال سفيان بنم عيينة رحه ال ف بيان معن هذا
الديث العظيم) :السلِّم قد يأت يوُم القيامة وعلِّيه حقوُق للِّناس فتؤخذ منم حسناته وثوُاب أعمحاله
فتعطىَ لهل تلِّك القوُق علِّىَ سبَيل القصاصا منه إل الصيام فإنُه ل يؤخذ منم ثوُابه شيء( هذا هوُ
معن أن الصوُم ل وهوُ يزي به كمحا ذكر ذلك سفيان بنم عيينة رحه ال .وإنا بلِّغ الصائم هذه الدرجة
الرفيعة ونُال هذه الفضيلِّة العظيمحة لنُه ف صوُمه يقق أشياء ,يقق معن الصب بمحيع أنُوُاعه وللِّصب
ثلثة أنُوُاع :أولا الصب علِّىَ طاعة ال والصائم قصر نُفسه علِّىَ الصيام طاعة ل تعال ,وثانُيها الصب
عمحا حرم ال وهذا الصائم امتنع عنم الطعام والشراب والنكحاح لن ال حرم ذلك ف نار رمضان فامتنع
عنم هذه الشهوُات خوُفاد منم ال تعال ,وثالث أنُوُاع الصب ,الصب علِّىَ أقدار ال وهذا الصائم يصيبَه
منم جراء الصوُم منم آْلم الوُع أو شدة العطش وربا منم خوُر السم وخوُله وضعف الصحة ما يصيبَه
ومع ذلك هوُ صابر علِّىَ هذا كلِّه متسبَاد ل تعال فالصائم منم أجل الصابرينم الذينم حققوُا معن الصب
بأنُوُاعه وال سبَحانُه وتعال يقوُل :إنا يوُف الصابرون أجرهم بغي حساب وكذلك الصائم نُال هذه
الدرجة الرفيعة لنُه منع نُفسه منم حظوُظها وشهوُاتا ل تعال ومنم أجل ال ,منع نُفسه منم شهوُات
الطعام والشراب والنكحاح وهي منم الصفات الصلِّية الت جبَلِّت النفس البَشرية علِّيها ,قال بعض
السلِّف) :طوُبا لنم ترك شهوُة حاضرة منم أجل موُعد غائب ل يره( فالصائم يتك شهوُته الاضرة طمحعاد
فيمحا عند ال تعال وما عند ال تعال غيب عنه ف الوُقت الاضر .والصيام القيقي الذي أداه صاحبَه
دون أن يل به دون أن يغتاب أحداد أو يرفث أو يهل أو يساب أحداد أو يقاتلِّه الصيام القيقي منم
أعظم علمات اليإان فهذا الصائم يإتنع عنم هذه الشهوُات ف نار رمضان لن ال تعال حرمها علِّيه
ف النهار يإتنع عنها حت ف خلِّوُته ل يطلِّع علِّيه إل علم الغيوُب سبَحانُه وتعال فمحا الذي منعه منم
مقارفة هذه الشهوُات إل خوُف ال تعال وهذا منم علمات صحة اليإان وإليه أشار ف الديث بعد
قوُله)) :إل الصوُم فإنُه ل وأنُا أجزي به(( ،قال)) :إنا ترك طعامه وشرابه وشهوُته منم أجلِّي(( أي ما
منع الصائم منم مقارفة هذه الشهوُات الثلث وغيها إل خوُفه من وطمحعه فيمحا عندي وإل فلِّوُ قارف
601
شيء منم تلِّك الشهوُات ف خلِّوُته ل يطلِّع علِّىَ ذلك أحد منم الخملِّوُقي وهذا منم أسرار كوُن الصوُم
أو جعل الصوُم ل تعال فإن ال شكحر للِّصائم ذلك فاختص الصوُم منم سائر عمحلِّه لنفسه سبَحانُه
وتعال فهوُ يزي به فهذا درس عظيم تتعلِّمحه أيها الصائم منم مدرسة الصوُم والدرس الخر الذي يب
أن تتعلِّمحه منم مدرسة الصوُم أن هذا الشهر البَارك الكحري فرصة لك لتضاعف حركتك ف سبَيل ال
ونُشاطك ف طاعة ال وعمحلِّك ف سبَيل دينم ال تعال ,هذا الشهر الكحري موُسم للِّعمحل ومضاعفة
العمحل وليس موُسم للِّكحسل تأمل هذه النصوُصا النبَوُية تلِّمحح فيها هذا العن واضحاد جلِّياد قال رسوُل
ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم)) :عمحرة ف رمضان تعدل حجة فيمحا سوُاه(( وف لفظ تعدل حجة معي ,
وكان رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم إذا دخلِّت العشر الواخر منم رمضان شر ثوُبه وأيقظ أهلِّه صلِّىَ
ال علِّيه وسلِّم وأحيا ليلِّه وكان صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أجوُد منم الريح الرسلِّة فإذا دخل رمضان كان
أجوُد ما يكحوُن صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ف رمضان وهنا وقفة قلِّيلِّة نُعم رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم
سيد الكحرماء جوُاد كري صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ،قال أنُس بنم مالك رضىَ ال عنه)) :ما سأل رسوُل ال
علِّىَ السلم شيئماد إل أعطاه ولقد سأله رجل فأعطاه غنمحاد بي جبَلِّي فرجع الرجل إل قوُمه يقوُل لم:
يا قوُم أسلِّمحوُا فإن ممحداد صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يعطىَ عطاء منم ل يشىَ الفاقة(( هذا كرم رسوُل ال
وجوُده وعطاءه ليس ككحرم أهل الدنُيا وعطائهم فأهل الدنُيا يعطوُن ابتغاء ثناء الناس والصيت السنم
بينهم ويوُدون شهوُة منم شهوُات النفس أما سيد اللِّق صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم فجوُده وكرمه كان لمرينم
اثني أولمحا أن الدنُيا با فيها منم زأينة وزأخرف ومتاع وأموُال ل تكحنم تزن عند رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه
وسلِّم شيئماد فقد عرضت علِّيه الدنُيا وأعرض منم قوُة إيإانُه وكمحال عبَوُديته لربه وتوُاضعه لالقه صلِّىَ ال
علِّيه وسلِّم وإل فهذا النب الكحري الذي يعطي هذا العطاء الزيل كان يإر علِّيه الشهر والشهران ل يوُقد
ف بيته نُار وهوُ يعطي الرجل غنمحاد بي جبَلِّي صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم والمر الثان أنُه صلِّىَ ال علِّيه
وسلِّم إنا يعطي بسخماء لصلِّحة شرعية إسلمية وليس عنم هوُىً وشهوُة ول عنم ماباة إنا يعطي لدمة
السلم ,يقوُل أنُس بنم مالك رضىَ ال عنه :إن الرجل كان ليسلِّم وليس به إل طمحع الدنُيا لا يعلِّم
منم كرمه صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم فمحا يإسي الرجل إل والسلم أحب إليه منم الدنُيا وما علِّيها .انُظر إل
هذه الصلِّحة الشرعية العلِّيا الت كان يققها صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم بعطائه وجوُده ,هذا صفوُان بنم أمية
رضي ال عنه يقوُل :أعطان رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم الذي أعطان وهوُ أبغض الناس إل وما
برح يعطين حت أصبَح أحب الناس إل وقد أعطاه يوُم حني وادي بأكمحلِّه ملِّوُء إبلد ونُعمحاد فلِّمحا رأىً
صفوُان ذلك قال :أشهد أنُه ما طابت بذا إل نُفس نُب صلِّوُات ال وسلمه علِّيه .هكحذا جوُد رسوُل
ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم وكرمه ل يكحنم عنم ماباة ول هوُىً نُفس فرسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم الذي
يعطىَ صفوُان وادياد بأكمحلِّه ملِّوُء إبلد ونُعمحاد مر علِّيه يوُم منم اليام وقد جاءه سب فجاءته فلِّذة كبَده
رضىَ ال عنها فاطمحة تشكحوُ إليه ما تعان منم عناء وجهد ومشقة ف عمحل البَيت ,فاطمحة بنت ممحد
602
تشققت قدماها وهي تدير البَيت تطحنم وتعجنم وتقوُم بؤنُة البَيت وخدمته فجاءت تشكحوُ إل أبيها
سيد اللِّق صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم تسأله خادماد يقوُم عنها بؤنُة البَيت ولكحنم رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه
وسلِّم ف تلِّك الساعة كان يعلِّم أن السلِّمحي يإرون بظرف عصيب ل يسمحح له بأن يلِّب حاجة فلِّذة
كبَده فأمرها بأن تستعي با هوُ أفضل منم ذلك بالتسبَيح والتحمحيد والتكحبَي عند نُوُمها وقال لا :ما
كنت لعطيك وأدع فقراء السلِّمحي ف الصفة تطوُىً بطوُنم علِّىَ الوُع ,هكحذا جوُد رسوُل ال صلِّىَ
ال علِّيه وسلِّم حركة دائبَة طوُال العام ف خدمة السلم ولصلِّحة السلم حت إذا أقبَل رمضان
تضاعفت حركة هذا الهد النبَوُي.
فيا أيها السلِّمحوُن يا أيها الصائمحوُن ليكحنم هذا الوُسم الكحري وهذا الشهر البَارك فرصة لنا جيعاد
لنضاعف نُشاطنا ف الطاعة والعبَادة ولنزيد حركتنا ف سبَيل ال مقتدينم ف ذلك بسيد اللِّق صلِّىَ ال
علِّيه وسلِّم.
أيها السلِّم ل تكحنم ف رمضان ول ف غي رمضان جثة خاملِّة وعبَئماد علِّىَ السلِّمحي بل كنم عضوُاد
متحركاد نُشيطاد عاملد بناء ,كنم بسعيك وحركتك وعقلِّك وعلِّمحك إن كنت ذا علِّم ومالك إن كنت
ذا مال كنم عضوُاد نُافعاد فعالد ف متمحعك ,أعوُذ بال السمحيع العلِّيم منم الشيطان الرجيم :ضرب ال
مثلد عبَداد ملِّوُكاد ل يقدر علِّىَ شيء ومنم رزأقناه منا رزأقاد حسناد فهوُ ينفق منه سراد وجهراد هل يستوُون
المحد ل بل أكثرهم ل يعلِّمحوُن وضرب ال مثلد رجلِّي أحدها أبكحم ل يقدر علِّي شيء وهوُ كل علِّىَ
موُله أينمحا يوُجهه ل يأت بي هل يستوُي هوُ ومنم يأمر بالعدل وهوُ علِّىَ صراط مستقيم .
-------------------------
الطبَة الثانُية
إن المحد ل نمحده ونُستعينه ونُستغفره ونُعوُذ بال منم شرور أنُفسنا وسيئمات أعمحالنا منم يهده ال فل
مضل له ومنم يضلِّل فل هادي له وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له وأشهد أن ممحدا عبَده
ورسوُله.
منم يطع ال ورسوُله فقد رشد ومنم يعص ال ورسوُله فقد غوُىً .ومنم يعص ال ورسوُله فإنُه ل يضر إل
نُفسه ول يضر ال شيئما.
أما بعد:
فان خي الكحلم كلم ال وخي الدي هديه صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم وشر الموُر مدثاتا وكل مدثة بدعة
وكل بدعة ضللة وكل ضللة ف النار .وعلِّيكحم أيها السلِّمحوُن بالمحاعة فان يد ال علِّىَ المحاعة ومنم
شذ شذ ف النار وأعلِّمحوُا أن المحاعة هي التمحسك بالكحتاب والسنة وبنهجه الصحابة الكحرام رضوُان ال
علِّيهم أجعي.
603
يا أيها الذينم آْمنوُا اتقوُا ال حق تقاته ول توُتنم إل وأنُتم مسلِّمحوُن ،يا أيها الناس اتقوُا ربكحم الذي
خلِّقكحم منم نُفس واحدة وخلِّق منها زأوجها وبث منهمحا رجال كثيا ونُساء واتقوُا ال الذي تساءلوُن به
والرحام إن ال كان علِّيكحم رقيبَا ،يا أيها الذينم آْمنوُا اتقوُا ال وقوُلوُا قوُل سديدا يصلِّح لكحم أعمحالكحم
ويغفر لكحم ذنُوُبكحم ومنم يطع ال ورسوُله فقد فازأ فوُزأا عظيمحا.
يا ابنم آْدم أحبَب ما شئمت فإنُك مفارقه واعمحل ما شئمت فإنُك ملقيه وكنم كمحا شئمت فكحمحا تدينم
تدان.
ث صلِّوُا علِّىَ خات النبَيي وإمام الرسلِّي فقد أمركم ال بذلك ف كتابه البَي فقال عز منم قائل:إن ال
وملئكحته يصلِّوُن علِّي النب يا أيها الذينم آْمنوُا صلِّوُا علِّيه وسلِّمحوُا تسلِّيمحا وقال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم:
))منم صلِّىَ علِّي واحدة صلِّىَ ال علِّيه با عشرا(( اللِّهم صل وبارك علِّىَ ممحد وعلِّىَ آْل ممحد كمحا
صلِّيت وباركت علِّىَ إبراهيم وعلِّىَ آْل إبراهيم إنُك حيد ميد وارض اللِّهم عنم الربعة اللِّفاء الئمحة
النفاء أب بكحر الصديق وعمحر الفاروق وذي النوُرينم عثمحان وأب السبَطي علِّىَ وعنم آْل بيت نُبَيك
الطيبَي الطاهرينم وعنم أزأواجه أمهات الؤمني وعنم الصحابة أجعي وعنم التابعي ومنم تبَعهم بإحسان
إل يوُم الدينم وعنا معهم بنك وكرمك وعفوُك وإحسانُك يا أرحم الراحي.
ــــــــ
استقبالا شهر رمضان
ممحد بوُ سنه
عي النعجة
مبَارك اليلِّي
مامد و أدعيةطبَاعة الطبَة بدون مامد وأدعية
-------------------------
ملِّخمص الطبَة
- 1البَشارة والتهنئمة بشهر رمضان - 2 .بعض النكحرات الت تقع ف رمضان - 3أصناف الناس ف
استقبَال رمضان - 4فضل رمضان - 5شكحر ال علِّىَ بلِّوُغ رمضان
-------------------------
الطبَة الول
وبعد:
ب با العبَد إل ربه .بتكعبَاد ال :لقد أهلل علِّينا شهر منم أعظم الشهوُر ،فهوُ شهر عبَادة يتقلر ر
مبَوُباته منم طعام وشراب لينال رضا ربه ،ولوُ يعلِّم العبَاد ما ف هذا الشهر الكحري منم الجر والثوُاب
604
لتمحلنت المة أن تكحوُن السنة كلِّها رمضان .يقوُل ال علز وجل)) :يتك شهوُته وطعامه وشرابه لجلِّي،
فالصوُم ل وأنُا أجزي به((.
هذا الشهر الكحري كان النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يربَلشر أصحابه بقدومه فيقوُل)) :أتاكم شهر رمضان،
شهر مبَارك فرض ال علِّيكحم صيامه رتفتح فيه أبوُاب السمحاء ،وترغلِّق فيه أبوُب جهنم ،ورتغلل فيه شمشردة
الشياطي ،ل فيه ليلِّة خي منم ألف شهر ،منم رحرم خيها فقد رحرم(( قال العلِّمحاء هذا الديث أصل
ف تنئمة الناس بعضهم بعضاد بدخوُل الشهر ،فالشقي منم رحذرم فيه رحة ال ،وكيف ل يكحوُن شقياد
وخاذسراد وهوُ ل تدركه رحة ال ف شهر التوُبة والرغفران ولذا دعا النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم بالبَعد
واللك والشقاء والسران لنم أدرك رمضان ول ريغفر له .فعنم كعب بنم رعجرة رضي ال عنه قال قال
ضروا النب فحضرنُا فلِّمحا ارتقىَ درجة قال :آْمي .فلِّمحا ارتقىَ رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم)) :رأح ذ
الدرجة الثانُية قال :آْمي .فلِّمحا ارتقىَ الدرجة الثالثة قال :آْمي(( فلِّمحا نُزل قرلِّنا :يا رسوُل ال لقد سعنا
منك اليوُم شيئماد ما ركنا نُسمحعه قال)) :إن جبيل عشرض ل فقال :بشيرعد منم أدرك رمضان فلِّم ريغشفر له.
صل علِّيك .فقلِّت :آْمي .فلِّمحا رقيت ذ
ت عنده فلِّم ير ش
قلِّت :آْمي .فلِّمحا رقيت الثانُية قال :بشيرعد منم ذركر ش
الثالثة قال :برعد منم أدرك أبوُيه الكحب عنده أو أحدها فلِّم ريدخله النة قلِّت :آْمي((.
ول علز وجل أيها الصائمحوُن ف هذا الشهر عتقاء منم النار وذلك كل ليلِّة منم ليال رمضان ،فعنم أب
لدري رضي ال عنه قال :قال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم)) :إن ل تبَارك وتعال عتقاء ف سعيد ا ر
كل يوُم وليلِّة -يعن منم رمضان -وإن لكحل مسلِّم ف كل يوُم وليلِّة دعوُة مستجابة -أي ل تريشرد ((-
فانُتبَهوُا عبَاد ال لذا الوُقت واشغلِّوُه بشدعوُات صالات .كم منم مؤمنم أيها الحبَاب ل ريدرك هذا
حدوا ال علز وجل ب أو أخ أو صديق ول ريدرك رمضان ،فا ش الشهر ،بالمس القريب مات جاةر أو قري ة
أن أبقاكم أحياءد ومنشحكحم فرصة ،فاغتنمحوُها ول رتضليعوُها ،ولينظر أحدنُا ماذا أعلد لرمضان ،وكيف
ب للِّرمحخملدرات والتمحلتع بالفلم استعلد له؟ أنُستعلد له ف تضييع أوقاته ف السهر علِّىَ الحرمات منم رشر ت
ر ل
والسلِّسلت الساقطات والري وراء الششهوُات ،أو نُستقبَلِّه بالسراف والتبَذير ف الأكوُلت والتللِّتهفذ
ش ر
علِّىَ اللِّلذات .أم نُستعلد له بالفلت والغان أم نُستقبَلِّه بالعاصي والرام وماربة اللِّك الدليان.
إن الناس ف استقبَالم لرمضان علِّىَ صنفي اثني.
أما الصنف الول :فهم الذينم يفرحوُن بذا الشهر وريسترون بقدومه ،لنم علوُدوا أنُفسهم علِّىَ الصيام
وولطنوُها علِّىَ تتمحلِّه ،ولذا جاء ف السنة النبَوُية استحبَاب صيام الثني والمحيس وأيام البَيض ويوُم
عرفة ويوُم عاشوُراء مع يوُم قبَلِّه وصيام شعبَان وغي ذلك منم أنُوُاع الصيام الستحب الذي سلنه رسوُل
ر
ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم لمته ليعتادوا الصوُم ويتزلودوا منم التقوُىً .وأثر ذلك واضح ف الوُاقع ،فإلنُك
تد الذي يصوُم النفل ل يستثقل صيام رمضان بل هوُ عنده أمر يسي ل ركلِّفة فيه ول عناء ،وأما الذي
ل يصوُم شيئماد منم النافلِّة فإلن رمضان يكحوُن علِّيه ثقيلد شاقدا .ولقد كان السلِّف ذمثالد رائعاد ف الرصا
605
علِّىَ النوُافل ،ورروي عنهم ف ذلك قصص عجيبَة ،منم ذلك أن قوُماد منم السلِّف باعوُا جاريةد لم لحد
الناس فلِّمحا أقبَل رمضان أخذ سيدها الديد يتهيأ بألوُان الطعوُمات والشروبات لستقبَال رمضان كمحا
يصنع كثي منم الناس اليوُم ،فلِّمحا رأت الارية ذلك منهم قالت :لاذا تصنعوُن ذلك؟ قالوُا لستقبَال
شهر رمضان فقالت :وأنُتم ل تصوُموُن إل ف رمضان ،وال لقد جئمت منم عند قوُم السنة عندهم كألنا
كتلِّها رمضان ،ل حاجة ل فيكحم ررلدون إليهم ورجعت إل سيدها الول.
ويروىً أن السنم بنم صال وهوُ أحد اللزهاد العرلبَاد التقياء كان يقوُم اللِّيل هوُ وأخوُه وألمه ثلثاد أي
يقوُم هوُ الثلِّث الول ،وأخوُه الثلِّث الثان ،وألمه الثلِّث الثالث فلِّمحا ماتت أمه صار يقوُم هوُ نُصف
اللِّيل وأخوُه النصف الخر ،فلِّمحا رتوُف أخوُه صار يقوُم اللِّيل كللِّه .وكان لدىً السنم بنم صال هذا
جارية ،فاشتاها منه بعضهم فلِّمحا انُتصف اللِّيل عند سيدها الديد قامت تصيح ف الدار :الصلة
الصلة .فقاموُا شفزعي وسألوُها هل طلِّع الفجر؟ فقالت :وأنُتم ل رتصللِّوُن إل الكحتوُبة؟ فلِّمحا أصبَحت
رجعت إل السنم بنم صال وقالت له :لقد ذبعتن إل قوُم سوُء ل ريصللِّوُن إل الفريضة ول يصوُموُن إل
الفريضة ،فرلدن فرلدن.
هؤلء كانُوُا فرحي برمضان لنم يعلِّمحوُن أن منع النفس وكلفها عنم اللِّذات ف هذه الدنُيا سبَب نُيلِّها
ش
ف الخرة فإلن امتناع الصائم عنم الكل والشرب والمحاع وسائر الفطرات ف نار رمضان طاعة ل علز
ر
وجل يكحوُن سبَبَاد ف حصوُله علِّىَ ألوُان اللِّلذات الالدة ف النة فيقوُىً يقي التقي بذلك ،تراهم
ر
يفرحوُن بقدوم هذا الشهر الكحري ،وعلِّىَ العكحس منم ذلك حال النغمحسي ف اللِّلذات الحلرمة ف هذه
ل ر
الدنُيا فإن انُغمحاسهم فيها يكحوُن سبَبَاد ف حرمانم منها يوُم القيامة .أل يقل رسوُلنا صلِّىَ ال علِّيه
وسلِّم)) :منم شرب المحر ف الدنُيا ل يشربا ف الخرة إل أن يتوُب(( وإنا ريرم منم شربا يوُم القيامة
-وإن دخل النة -عقاباد له علِّىَ تلتعه بمحر الدنُيا وهي رملرمة علِّيه .وما ريقال ف المحر يقال ف لبَس
الرير للِّرجال فإن النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال)) :منم لبَس الرير ف الدنُيا ل يلِّبَسه ف الخرة((
كذلك يفرح هؤلء بذا الشهر لنم ريدركوُن أنُه منم أعظم موُاسم الطاعات والتنفس ف الرقربات،
ويعلِّمحوُن أن ال ريري فيه منم الجوُر ما ل ريري ف غيه منم الشهوُر ،فل عجب أن يفرحوُا بقدومه
فرح الشتاق بقدوم حبَيبَه الغائب أو أعظم منم ذلك .هذا هوُ الصنف الول منم الناس ف استقبَال
شهر رمضان.
وأما الصنف الثان :الذينم يستقبَلِّوُن هذا الشهر ويستعظمحوُن مشلقته ،فإذا نُزل بم فهوُ كالضيف
الثقيل ،يشيعرلدون ساعاته وأيامه ولياليه ،منتظرينم رحيلِّه بفارغ الصب ،يفرحوُن بكحل يوُم يإضي منه حت إذا
قررب العيد فرحوُا بذردنُلوُ خروج هذا الشهر ،وهؤلء إنا استثقلِّوُا هذا الشهر وتطللِّعوُا إل انُتهائه لنم
اعتادوا التوُتسع ف اللِّذات والشهوُات منم الآكل والشارب فضلد عنم ارتكحابم للِّذات الحلرمة كالنظر
ر
ض البَصر وغيها .فوُجدوا ف هذا الشهر مانُعاد وقيداد شيذبَسهم عنم ششهوُاتم ،وشيوُل إل النساء وعدذم غ ل
606
بينهم وبي ملِّلذاتم ،لذلك ثشيرقل علِّيهم رمضان ولنم قوُم عرظم تقصيهم ف الطاعات حت إلن منهم
منم قد ريفلرط ف الفرائض والوُاجبَات ،كالصلة فإذا جاء هذا الشهر التزموُا ببَعض الطاعات ،فتىً شمثلد
صرينم يتلددون ف هذا الشهر علِّىَ الساجد ويشهدون الرشمحع والمحاعات ويوُاظبَوُن بعض ارلفلرطي وارلق ل
حل هذا الشهر، ذ
علِّىَ الصيام والصلة ،فبَسبَب هذا اللتزام الذي ل يأشلفوُه ول يتعلوُدوا علِّيه استعظمحوُا ه
هكحذا حال الذينم يستقبَلِّوُن رمضان لنم سيفارقوُن ما أذلفوُه منم الشهوُات ويلِّتزموُن ببَعض العبَادات
هذا مع ضعف يقينهم با أعلده ال تبَارك وتعال للِّمحؤمني وعدم استحضارهم ذلفضل هذا الشهر وما فيه
منم الجوُر العظيمحة ،فل عشجب أل يدوا منم اللِّذة والفرح والسرور بذا الضيف الكحري ما يده
الصادقوُن الؤمنوُن.
ل ذلك والقادر جعلِّن ال وإياكم منم شيفرح بقدوم رمضان ويتهد فيه للِّتقترب إل ال علز وجل إلنُه و ل
علِّيه والمحد ل رب العالي.
-------------------------
الطبَة الثانُية
أما بعد:
وماذا عنم شهر رمضان ،إنُه شهر أنُزل ال فيه كتابه وفتح فيه للِّتائبَي أبوُابه ،فل دعاء فيه إل وهوُ
ضر إل وهوُ مدفوُع ،ول عمحل إل وهوُ مرفوُع ،الظافر اليمحوُن منم مسمحوُع ،ول خي إل وهوُ ممحوُع ،ول ر
اغتنم أوقاته ،والاسر الهغبَوُن منم أهلِّه ففاته ،شهر جعلِّه ال لذنُوُبكحم تطهياد ولسيئماتكحم تكحفيدا ،ولنم
ش
صحبَته ذخية ونُوُردا .ولنم ولف بشرطه وقام بلقه فرحاد وسروردا ،شهةر شتوُلرع فيه أهل الفسق أحسنم منكحم ر
والفساد ،وازأداد فيه إل الرغبَة إل ال أهل اللد والجتهاد ،شهر عمحارات القلِّوُب ،وكلفارات الذنُوُب
واختصاصا الساجد بالزأدحام والتحاشر ،شهر فيه الساجد رتعمحر ،والصابيح تزهر ،واليات رتذكر،
والقلِّوُب رتشب ،والذنُوُب رتغشفر ،شهر رتكحذثر فيه اللئكحة لصلوُامه بالستغفار وشيعتق فيه اللبَار ف كل ليلِّة
ويوُم ،وتنزل فيه البكات وتعرظم فيه الصدقات ،وتكحفر فيه النكحبَات ،وتررفع فيه الدرجات ورترحم فيه
لسان منم اللنات :هنيئماد لكحم يا معشر الصائمحي والصائمحات ،والقائمحي العبات ،وتنادي فيه الوُر ا ذ
ش
والقائمحات با أعلد ال لكحم منم اليات ،فقد غمحرتكحم البكات واستبَشر بكحم أهل الرض والسمحاوات.
فيا ليت شعري شمنم القبَوُل ملنا فنهنلئمه بسنم عمحلِّه؟ أم ليت شعري منم الطرود ملنا فنعلزيه بسوُء عمحلِّه؟
عبَاد ال :أوصيكحم ونُفسي ف هذا الشهر الكحري بوُصيتي أرجوُ ال أن ينفعنا بمحا ،أما الوُصية الول:
فهي أن شتشمحد ال أيها الصائم علِّىَ نُعمحة ال الت أسبَشغها علِّيك ،ومنها أن كشتب لك الياة حت بلِّغت
رمضان فتذلكر أولئمك الذينم حلنت أرواحهم واشتاقت أنُفسهم لبَلِّوُغ رمضان ،قد مضىَ بم القشدر
وانُقطع عنهم الثر فهم اليوُم ف العمحاق تت التاب .كانُوُا يتمحنليشوُن لقاء هذا الشهر فمحا بلِّغوُا رمناهم،
وما حلققوُا شرجاهم ،وأنُت أيها العبَد قد ولفقك ال لذلك ،فاذكر نُعمحة رلبك علِّيك ،ورقل بلِّسان الال
607
والقام :اللِّهم لك المحد أن بللِّغتن رمضان ،وتذلكر أيضاد أيها الصائم إخوُانُاد لك علِّىَ الشذسلرة البَيضاء ف
الستشفيات -شفاهم ال -قد منشعتهم المراض وحالت بينهم وبي الصيام والقيام شتذلكر هؤلء الناس
ر
الذينم ولدوا أن يصوُموُا فمحا استطاعوُا وولدوا أن يقوُموُا فمحا تلكحنوُا ،فاذكر أيها العبَد ما تتمحلتع به منم
العافية ،وانُظر إل جسدك وهوُ تغمحرره الصحة الغالية فإذا شتذكهرت ذلك فاسأل ال دوام العافية ،واسأله
أن يعينك علِّىَ دوام الطاعة والنُابة إليه .ث تذلكر أيها العبَد ألن صيامك إنا هوُ ل فإن رجعت ل
وعطشت ل فل تؤلثر فيه نُشزغات الشيطان منم النم والنُس ،وتذلكر قوُل النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم:
))إذا كان يوُم صوُم أحدكم فل شيررفث ول شيصخمب فإن سالبه أحد أو قاتلِّه فلِّيقل إن امرؤ صائم((.
فركحنم علِّىَ حذر منم هذا حت ل رتضيع صيامك.
وأما الوُصية الثانُية :فهي للِّقائمحي .إذا وفليشقك ال لن تقوُم ليال رمضان فاحرصا علِّىَ أن يكحوُن
خروجك منم بيتك لصلة التاويح ل علز وجل ل ترريد إل وجهه ،ول يكحوُن ف قلِّبَك إل ما أعلده ال
للِّقائمحي فقد قال نُبَليك صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم)) :منم قام رمضان إيإانُاد واحتساباد غرذفر له ما تقلدم منم
ت خطوُة وأنُت ذاهب إل السجد إل رفشعك ال با درجة وما وضعت قشدماد ذنُبَه(( .واعلِّم أنُه ما شرفع ش
لم وهم ف القيام أوجب ال لم دار إل حلطت عنك سيئمة ،فكحم منم أرنُاس وقفوُا بي يدي اللِّك الع ل
السلم .وكم منم أنُاس اجتهدوا ف القيام ف جوُف اللِّيل فمحا كان حتظهم إلل التعب والسهر.
فالخلصا الخلصا عبَاد ال ،وإلياك أيها العبَد أن شتشلل وأنُت قائم فكحم منم أرنُاس يستثقلِّوُن آْية
يسمحعوُنا وهم قيام شخلِّف إمامهم ولكحنهم ل شيإتلِّوُن الديث وهم ف مالس الغيبَة والنمحيمحة فإلياك أن
تشيهبَشخمس أعمحالك وأنُت ل شتشعر .فاصبوا علِّىَ قيامكحم وشتذلكروا أنُه أهوُن وأخف منم قيامكحم يوُم الشر
بي يشدي ربكحم .واحتسبَوُا أجر القيام عند ربكحم .كمحا رأوصيكحم وأنُتم قائمحوُن أن تسمحعوُا ورتن ذ
صتوُا ل
حدوا وتتدلبروا ف اليات الت تسمحعوُنا واعرضوُها علِّىَ أعمحالكحم ،فإن وجدت أنُفسكحم معها طائعي فا ش
صرينم فتوُبوُا إل ربكحم وأصلِّحوُا ماال واسألوُه الثبَات علِّىَ ذلك ،وإن وجدت أنُفسكحم رمالفي أو رمق ل
أفسدت وتداركوُا ما فاتكحم فشيرفرصة هذا الشهر بي أيديكحم ،فاللِّهم ولفقنا لغتنامها والكثار منم العمحل
الصال فيها وانُفعنا بالصيام والقيام وبا نُقوُل وسبَحانُك اللِّهم وبمحدك أشهد ألن ل إله إل أنُت
أستغفرك وأتوُب إليك.
يييييييي
لقد استعلد رمضان للرحيل
صلدوق الوُلنُاس
برج الكحيفان
الرحة العتيق
مامد و أدعيةطبَاعة الطبَة بدون مامد وأدعية
608
-------------------------
ملِّخمص الطبَة
صر ف هذا الشهر-3 . -1بشرىً لنم أحسنم ف هذا الشهر )شهر رمضان( -2 .دعوُة إل التوُبة لنم ق ل
ختم صيام رمضان بالستغفار -4 .ختم صيام رمضان بعتق الرقاب -5 .التوُحيد والستغفار سلر
النجاة.
-------------------------
الطبَة الول
إن الذينم اتقوُا وأحسنوُا ف هذا الشهر فصاموُا عنم الطعام والرام ،وقاموُا باللِّيل والناس منهم نُيام،
ومنهم الكحلبَوُن علِّىَ الشهوُات كالنُعام ،وهؤلء الصالوُن أطعمحوُا الطعام ،وألنُوُا الكحلم ،قد فازأوا
بالرحة والحسان ،منم ال ذي اللل والكرام ،قال ال تعال :إن رحة ال قريب منم السني ،وقال:
ورحت وسعت كل شيء فسأكتبَها للِّذينم يتقوُن ،وقال :هل جزاء الحسان إل الحسان.
لقد أعلد ال لم عظيم الجر ،ما ل عي رأت ،ول أذن سعت ،ول خطر علِّىَ قلِّب بشر ،جزاء علِّىَ
إحسان العبَادة للِّذينم أحسنوُا السن وزأيادة ،والسن النة ،والزيادة النظر إل وجه ال تعال ،رزأقنا ال
وإياكم لذة النظر إل وجهه للنه وكرمه.
أما ننم فقد أثقلِّتنا الوزأار ،وارتكحبَنا الذنُوُب الكحبَار الت توُجب النار ،وكبَلِّتنا خطايانُا عنم الطاعات،
ودفعتنا إل الزلت ،وجلِّبَت علِّينا الوُيلت ،فمحاذا نُصنع حت نُتدارك ما فات؟ ورمضان قد تليأ للِّرحيل
فلِّم يبَق منه إل ليلِّة أو ليلِّتان.
علِّينا -يا عبَاد ال -بالعتاف بذنُوُبنا ،وبالتوُبة الصادقة النصوُح ،وبالتوُجه إل ال تعال بالدعاء
بالغفرة والعتق منم النار.
فاغفر لنا يا رلبنا وأعتقنا منم النار ،أل تقل يا رلبنا :قل يا عبَادي الذينم أسرفوُا علِّىَ أنُفسهم ل تقنطوُا
منم رحة ال إن ال يغفر الذنُوُب جيعاد إنُه هوُ الغفوُر الرحيم أل تقل يا ربنا :وإن ربك لذو مغفرة
للِّناس علِّىَ ظلِّمحهم.
يا رب عبَدك قد أتاك …وقد أساء وقد هفا
يكحفيه منك حياؤه…… منم سوُء ما قد أسلِّفا
حل الذنُوُب علِّىَ الذنُوُب …الوُبقات وأسرفا
وقد استجار بذيل عفوُك …منم عقابك ملِّحفا
رب اعف وعافه…فلنُت أول منم عفا
609
وأما منم استغفر بلِّسانُه وقلِّبَهر علِّىَ العصية معقوُد ،وهوُ عازأم بعد الشهر إل العاصي أن يعوُد ،فصوُمه
علِّيه مردود ،وباب القبَوُل عنه مسدود ،كيف ل؟ وقد قابل نُداء ال)) :يا عبَادي ((..بالعراض
والصدود.
فكحم بي منم حلظه ف رمضان القبَوُل والغفران ،ومنم حلظه فيه اليبَة والسران.
أيها السلِّمحوُن :إن الستغفار هوُ ختام العمحال كللِّها .فيخمتم به ف الصلة كمحا ف صحيح مسلِّم أن
رسوُل ال كان إذا فرغ منم الصلة يستغفر ال ثلثا.
ويتم به ف الجه ،قال ال تعال :ث أفيضوُا منم حيث أفاض الناس واستغفروا ال إن ال غفوُر رحيم،
بعد هذه الشعية العظيمحة وهي الوُقوُف بعرفة والجه عرفة ،ينطلِّق الاج إل مزدلفة وهوُ يستغفر ال
تعال.
ويتم به قيام اللِّيل ،يإدح ال تعال عبَاده التقي ويصفهم فيقوُل :الذينم يقوُلوُن ربنا إنُنا آْمنا فاغفر لنا
ذنُوُبنا وقنا عذاب النار الصابرينم والصادقي والقانُتي والنفقي والستغفرينم بالسحار ،وقال تعال
كذلك ف وصفهم :وبالسحار هم يستغفرون.
قال السنم رحه ال :قاموُا اللِّيل إل وقت السحر ث جلِّسوُا يستغفرون ،وكان ابنم عمحر رضي ال عنهمحا
يصلِّي منم اللِّيل ث يقوُل :يا نُافع هل جاء السحر.؟ فإذا قال :نُعم ،أقبَل علِّىَ الدعاء والستغفار حت
يصبَح.
ويتم به كذلك ف الالس ،فإن كانُت ذكراد كان كالطابع لا ،وإن كانُت لغوُا كان كلفارة لا.
وكذلك ينبَغي أن يتم صيام رمضان بالستغفار.
ط ال عنه الوزأار ،ويعتقه منم النار ،فلِّيكحثر منم الستغفار باللِّيل والنهار ،لفمحنم أحب منكحم أن ي ل
سيمحا ف وقت السحار.
وما يستحسنم ختم هذا الشهر به أيضاد عتق الرقاب.
فقد كان أبوُ قلبة يعتق ف آْخر الشهر جارية حسناء مزينة يرجوُا بعتقها العتق منم النار.
وعتق الرقاب يوُجب العتق منم النار كمحا دل علِّىَ ذلك الديث الصحيح الذي رواه البَخماري عنم سعيد
بنم مرجانُة صاحب علِّي ابنم السنم قال :قال أبوُ هريرة :قال النب )) :أيإا رجل أعتق امرأ مسلِّمحا
استنقذ ال بكحل عضوُ منه عضوُا منه منم اللِّنار(( .قال سعيد منم مرجانُة :فانُطلِّقت به إل علِّي بنم
السي ،فعمحد علِّي بنم السي رضي ال عنهمحا إل عبَد له قد أعطاه به عبَد ال بنم جعفر عشرة
آْلف درهم أو ألف دينار فأعتقه .
ومنم فاته عتق الرقاق لنُعدامها فلِّيكحثر منم شهادة التوُحيد فإنا تقوُم مقام عتق الرقاب.
قال )) :منم قال :ل إله إل ال وحده ل شريك له ،له اللِّك وله المحد وهوُ علِّىَ كل شيء قدير
عشراصا كان كمحنم أعتق رقبَة منم ولد إساعيل(( ]أخرجه البَخماري[.
610
وقال)) :منم قال :ل إله إل ال وحده ل شريك له ،له اللِّك وله المحد وهوُ علِّىَ كل شيء قدير ف
يوُم مائة مرة كانُت له عدل عشر رقاب ،وكتب له مائة حسنة وميت عنه مائة سيئمة ،وكانُت له حرزأاد
منم الشيطان يوُمه ذلك حت يإسي ،ول يأت أحد بأفضل لما جاء به إل أحةد عذمحل أكثر منم ذلك((
]متفق علِّيه منم حديث أب هريرة[.
واعلِّمحوُا عبَاد ال أن المحع بي شهادة التوُحيد والستغفار منم أعظم أسبَاب الغفرة والنجاة منم النار،
وكشف الكحربات قضاء الاجات .لذا جع ال تعال بينهمحا ف قوُله :فاعلِّم أنُه ل إله إل ال واستغفر
لذنُبَك .وف قوُله :ل إله إل أنُت سبَحانُك إن كنت منم الظالي.
فأكثر أخي السلِّم منم طاعة ال ل سيمحا منم قوُل :ل إله إل ال وحده ل شريك له ،له اللِّك وله
المحد وهوُ علِّىَ كل شيء قدير.
وأكثر منم الستغفار وغيها منم الذكار والعمحال الصالة قبَل فوُات هذه الفرصة العظيمحة ،فإنُه إن ل
يغفر لك ف هذا الشهر فمحت يغفر لك؟
قال قتادة رحه ال :كان يقال :منم ل يغفر له ف رمضان فلِّنم يغفر له فيمحا سوُاه.
غفر ال لنا ولكحم ف هذا الشهر العظيم .وجعلِّنا منم عبَاده الصالي ،والمحد ل رب العالي.
ـــــــ
وماذا بعد رمضان
عبَد الرحنم بنم عبَد العزيز السديس
مكحة الكحرمة
جامع الفرقان
مامد و أدعيةطبَاعة الطبَة بدون مامد وأدعية
-------------------------
ملِّخمص الطبَة
ماذا بعد رمضان ,وأهية الداومة علِّىَ الطاعة -فضل الصيام والقيام والسنة ف ذلك والنوُافل والافظة
علِّيها ,والصدقة -تعظيم ال عز وجل بتعظيم شعائره وحرماته أهية العمحل الصال -سرعة انُقضاء
العمحر وزأواله -علمات قبَوُل الطاعة
-------------------------
الطبَة الول
أما بعد:
ض ,وانُقضىَ رمضان لكحنم القيام ل ينق ذ
ض وانُقضىَ فيا عبَاد ال لقد انُقضىَ رمضان لكحنم الصيام ل ينق ذ
ض تلوة القرآْن .منم كان يعبَد رمضان فإن رمضان قد ول ومنم كان يعبَد ال فإن ال رمضان ول تنق ذ
611
حي ل يإوُت ,بئمس العبَد ل يعرف ال إل ف رمضان ,إن كان الصوُم الفروض قد انُقضىَ فإن منم
نُافلِّة الصوُم صيام ست منم شوُال ,ففي صحيح مسلِّم عنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال )) :منم
صام رمضان ث اتبَعه بست منم شوُال كان كصيام الدهر (() ,[1](1وذلك أن السنة بعشر أمثالا
فرمضان بثلثائة والست بستي ,وهذه عدة أيام السنة ,ولئمنم كانُت التاويح قد انُقضىَ وقتها فإن قيام
اللِّيل ما يزال مشروعاد مرغبَاد فيه ,صح عنه صلِّىَ ال علِّيه وعلِّىَ آْله وسلِّم أنُه قال )) :منم قام ف ليلِّة
بعشر آْيات ل يكحتب منم الغافلِّي ومنم قام ف ليلِّة بائة آْية كتب منم القانُتي ومنم قام بألف آْية كتب
منم القنطرينم (() ،[2](2وف رواية ))كتب منم الذاكرينم ال كثيدا(() , [3](3وال إنُه لغافل منم غفل
عنم القيام بعشر آْيات .صح عنم النب صلِّىَ ال علِّيه وعلِّىَ آْله وسلِّم )) :يا عبَد ال ل تكحنم مثل فلن
كان يقوُم اللِّيل ث ترك قيام اللِّيل (() .[4](4فيا عبَاد ال ل تكحوُنُوُا كمحنم كان يقوُم اللِّيل ث ترك قيام
اللِّيل ,فقد صح عنه صلِّىَ ال علِّيه وعلِّىَ آْله وسلِّم )) :نُعم الرجل عبَد ال لوُ كان يقوُم منم اللِّيل ((
) ,[5](5عبَاد ال دونُكحم الرواتب فالزموُها وهي اثنتا عشرة ركعة ,ركعتان قبَل الفجر وأربع قبَل الظهر
وركعتان بعدها وركعتان بعد الغرب وركعتان بعد العشاء ,صح عنه صلِّىَ ال علِّيه وعلِّىَ آْله وسلِّم:
))منم صلِّىَ ل اثنت عشرة ركعة بن ال له بيتاد ف النة (()(6
ث ذكر هذه .والوُتر يا عبَاد الرحنم فل تضيعوُه ,صح عنه صلِّىَ ال علِّيه وعلِّي آْله وسلِّم )) :اوتروا يا
أهل القرآْن (() ,(7وكتاب ال فل تضيعوُه :وقال الرسوُل يا رب إن قوُمي اتذوا هذا القرآْن مهجوُراد
وتدبروا معان ال فيه .وفعل الي فل تعدموُه :وافعلِّوُا الي لعلِّكحم تفلِّحوُن ,أنُفقوُا منم مال ال الذي
آْتاكم وجعلِّكحم مستخملِّفي فيه فإن ل ملئكحة يقوُلوُن )) :اللِّهم أعذط منفقاد خلِّفاد وأعذط مسكحاد تلِّفاد ((
,3وما أنُفقتم منم شيء فهوُ يلِّفه وهوُ خي الرازأقي .
3صحيح البَخماري ) (1442صحيح مسلِّم ).(1010عظمحوُا ال بتقديره وإجلله :وما قدروا ال حق
قدره والرض جيعاد قبَضته يوُم القيامة والسمحوُات مطوُيات بيمحينه ,عظمحوُه بتعظيم شعائره ,ذلك ومنم
يعظم شعائر ال فإنا منم تقوُىً القلِّوُب ,عظمحوُه بتعظيم حرماته :ذلك ومنم يعظم شعائر ال فهوُ خي
له عند ربه ,إن خياد لكحم عند ربكحم أن تغضوُا أبصاركم وتفظوُا فروجكحم ذلك أزأكىَ لكحم إن ال خبَي
با تصنعوُن ,إن خياد لكحم عند ربكحم أن تكحفوُا عنم أكل الرام منم الربا والرشوُة والغش وأكل مال
اليتيم وأكل أموُالكحم بينكحم بالبَاطل ,إن خياد لكحم عند ربكحم أن تنكحروا علِّىَ منم فعل ذلك وتدعوُه إل
الكحف عنها والتوُبة منها ,إن خياد لكحم عند ربكحم أن تعظمحوُا حرماته بعرفتها واجتنابا والتحذير منها
والنُكحار علِّىَ الوُاقع فيها :ذلكحم خي لكحم عند بارئكحم فتاب علِّيكحم إنُه هوُ التوُاب الرحيم ,رب واقع
ف الرام قد دنُا أجلِّه ول يتب ,رب غافل لهي قد حان موُته ول يتب )) :منم بطأ به عمحلِّه ل يسرع
به نُسبَه(() , (8ومنم قعدت به فعلِّته ل ينهض به جيل صوُرته )),إن ال ل ينظر إل صوُركم
وأجسادكم ولكحنم ينظر إل قلِّوُبكحم وأعمحالكحم (().(9
612
دعوُا المان والزموُا الادة فعلد وتركدا :ليس بأمانُيكحم ول بأمان أهل الكحتاب منم يعمحل سوُء يز به ول
يد له منم دون ال ولياد ول نُصياد ومنم يعمحل منم الصالات منم ذكر أو أنُثىَ وهوُ مؤمنم فأولئمك
يدخلِّوُن النة ول يظلِّمحوُن نُقياد ومنم أحسنم ديناد منم أسلِّم وجهه ل وهوُ مسنم واتبَع ملِّة إبراهيم حنيفاد
فأسلِّمحوُا وجوُهكحم ل وأحسنوُا واتبَعوُا ملِّة النيف إبراهيم فبَذلك أمر نُبَيكحم صلِّىَ ال علِّيه وعلِّىَ آْله
وسلِّم ,وما أنُتم إل اتبَاعه :قل إنُن هدان رب إل صراط مستقيم ديناد قيمحاد ملِّة إبراهيم حنيفاد وما كان
منم الشركي قل إن صلت ونُسكحي ومياي ومات ل رب العالي ل شريك له وبذلك أمرت وأنُا أول
السلِّمحي قل أغي ال أبغي رباد وهوُ رب كل شيء ول تكحسب كل نُفس إل علِّيها ول تزر وازأرة وزأر
أخرىً ث إل ربكحم مرجعكحم فينبَئمكحم با كنتم فيه تتلِّفوُن .
نُفعن ال وإياكم بدىً كتابه ,أقوُل قوُل هذا وأستغفر ال ل ولكحم ولسائر السلِّمحي منم كل ذنُب
فاستغفروه إنُه هوُ الغفوُر الرحيم .
-------------------------
الطبَة الثانُية
المحد ل وحده والصلة والسلم علِّىَ منم ل نُب بعده وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له
وأشهد أن ممحداد عبَده ورسوُله اللِّهم صلِّىَ وسلِّم علِّيه وعلِّىَ آْله وصحبَه وسلِّم تسلِّيمحاد كثيدا.
أما بعد:
فيا عبَاد ال فدع الكحسل وانُشط لتضي ال فمحا العمحر إل أيام إذا انُقضىَ بعضها فقد انُقضىَ بعضك
كل يوُم يأت علِّيك فقد نُقص منم عمحرك يوُم ,فعمحرك حقاد هوُ ما بقي منم أيام ف أجلِّك أما ما قد
مضىَ فقد فات با فيه منم خي ومنم شر :وما تدري نُفس ماذا تكحسب غداد وما تدري نُفس بأي أرض
توُت إن ال علِّيم خبَي .
إن منم علمات قبَوُل الطاعة الطاعة بعدها ,فوُاصلِّوُا الطاعات وأوصلِّوُا القربات ول يكحنم آْخر عهد
أحدكم بالقرآْن خاتة رمضان ول بالقيام آْخر لياليه ول بالب والوُد أيامه الوُال ,فالرقيب مطلِّع
والكحرام الكحاتبَي ل يبَخمسوُنُك حقك :ونُضع الوُازأينم القسط ليوُم القيامة فل تظلِّم نُفس شيئماد وإن كان
مثقال حبَة منم خردل أتينا با وكفىَ بنا حاسبَي ووضع الكحتاب فتىً الرمي مشفقي ما فيه ويقوُلوُن
يا ويلِّتنا مال هذا الكحتاب ل يغادر صغية ول كبَية إل أحصاها ووجدوا ما عمحلِّوُا حاضراد ول يظلِّم
ربك أحداد ,فمحا شيء منم عمحلِّك بضائع بل ستجازأىً علِّي الفتيل :هل جزاء الحسان إل الحسان ,
منم جاء بالسنة فلِّه عشر أمثالا ومنم جاء بالسيئمة فل يزىً إل مثلِّها ,منم جاء بالسنة فلِّه خي
منها .فارغبَوُا إل ال فيمحا عنده منم الزاء ,وتوُبوُا إل ال جيعاد أيها الؤمنوُن لعلِّكحم تفلِّحوُن.
__________
613
) (1صحيح مسلِّم ).(1164
) (2سننم أب داود ).(1398
) (3سننم الدارمي).(3458
) (4صحيح البَخماري ).(1152
) (5صحيح البَخماري ) (1122صحيح مسلِّم ).(2479
) 1 (6صحيح مسلِّم ).(728
) 2 (7مستد أحد ) (1/100سننم التمذي ) (453سننم ابنم ماجه ).(1170
) 4 (8صحيح مسلِّم ).(2699
) 5 (9صحيح مسلِّم ).(2567
ــــــــ
ماذا استفاد المسلمون من رمضان؟
عبَد القادر ابنم رحال
غرداية
علِّي بنم أب طالب
مامد و أدعيةطبَاعة الطبَة بدون مامد وأدعية
-------------------------
ملِّخمص الطبَة
-1حكحم وأسرار العبَادات -2 .حقيقة التوُحيد -3 .حقيقة الصلِّة والزكاة والجه -4 .فوُائد الصيام.
-5هل استفدنُا منم رمضان -6 .التحذير منم التشبَه بالكحفار-7 .التحذير منم العاصي -8 .الصيام
مدرسة.
-------------------------
الطبَة الول
وبعد:
يقوُل ربكحم ف كتابه :يا أيها الذينم آْمنوُا كتب علِّيكحم الصيام كمحا كتب علِّىَ الذينم منم قبَلِّكحم لعلِّكحم
تتقوُن أياما معدودات.
قال المام ابنم كثي" :يقوُل تعال ماطبَاد الؤمني منم هذه المة وآْمراد لم بالصيام ،وهوُ المساك عنم
الطعام والشراب والوُقاع بنلية خالصة ل عز وجل لا فيه منم زأكاة النفوُس وطهارتا وتنقيتها منم الخلط
الرديئمة والخلق الرذيلِّة"أ.هي .فهل حققنا معاشر السلِّمحي هذه الثمحرات ف نُفوُسنا بعدما انُقضىَ
رمضان؟ ول نُدري أيعيش إل قابل ،فنستدرك ما ضيعناه ف هذا الشهر الكحري أم ل؟!ا.
614
وعنم أب هريرة عنم النب قال)) :منم صام رمضان إيإانُاد وإحتساباد غفر له ما تقدم منم ذنُبَه(( ]رواه
الشيخمان[ .وف رواية صحيحة)) :ما تأخر منم ذنُبَه((.
وقال )) :منم ل يدع قوُل الزور والعمحل به ،فلِّيس ل حاجة ف أن يدع طعامه وشرابه(( ]رواه البَخماري[.
أيها السلِّمحوُن:
إن السلِّم الاذق هوُ الذي ينظر ف حقائق وأسرار وحكحم العبَادات ،ول ينظر فقط إل رسوُمها
وحركاتا ،فمحنم الناس منم تراه يهد نُفسه ف عبَادات متنوُعة ،وليس له منها إل التعب ،لنُه نُظر إل
رسوُم العبَادات ول ينظر إل حقائقها ونُتائجها الت تعب بق عنم حقيقية الدينم قال تعال :لنم ينال ال
لوُمها ول دماؤها ولكحنم يناله التقوُىً منكحم ،إن هذه الشريعة جاءت بكحم وأسرار عظيمحة لنا ببَساطة
صدرت منم إله حكحيم خبَي لطيف ،فشرائعه تعال وأحكحامه مبَنية علِّىَ علِّل وحكحم وأسرار ،علِّمحها منم
علِّمحها ،وجهلِّها منم جهلِّها ،وفوُق كل ذي علِّم علِّيم ،فها هوُ التوُحيد الذي هوُ قطب رحىَ هذا
الدينم وأساسه الذي بن علِّيه؟ قال تعال :ومنم يبَتغ غي السلم ديناد فلِّنم يقبَل منه وهوُ ف الخرة منم
الاسرينم .وقال كذلك :فاعلِّم أنُه ل إله إل ال وقال كذلك :قل أفغي ال تأمرون أعبَد أيها الاهلِّوُن
ولقد أوحي إليك وإل الذينم منم قبَلِّك لئمنم أشركت ليحبَطنم عمحلِّك ولتكحوُنُنم منم الاسرينم بل ال فاعبَد
وكنم منم الشاكرينم.
ليس التوُحيد فقط كلِّمحات تردد باللِّسان ،وإنا هوُ حياة مبَنية علِّىَ كلِّمحة التوُحيد ،فل يتحرك السلِّم
ول يسكحنم إل ف إطار التوُحيد كمحا قال تعال :قل إن صلت ونُسكحي ومياي ومات ل رب العالي ل
شريك له وبذلك أمرت وأنُا أول السلِّمحي ،فالتوُحيد جاء لتحرير النُسان كل النُسان منم عبَوُدية غي
ال لعبَوُدية ال وحده ،فالنُسان الر التحضر الطلِّيق هوُ منم يعبَد ال وحده ل شريك له ،وأما النُسان
العبَد السيس فهوُ منم ترك عبَادة ال وعبَد غيه منم شهوُات وهوُىً وبدع وتقلِّيد للباء والعراف
الارجة عنم شريعة ال تعال ،قال تعال :وإذا قيل لم اتبَعوُا ما أنُزل ال قالوُا بل نُتبَع ما وجدنُا علِّيه
آْباءنُا أولوُ كان الشيطان يدعوُهم إل عذاب السعي.
وهاهي الصلة عمحوُد الدينم ،فهل حققنا آْثارها ف حياتنا؟ هي صلِّة بي العبَد وربه ،ليست كلِّمحات ول
حركات جوُفاء ،بل هي خشوُع ل رب العالي وقرب منه سبَحانُه وتعال ،قال )) :أقرب ما يكحوُن
العبَد منم ربه وهوُ ساجد((.
والصلة تنهىَ عنم الفحشاء والنكحر فهل انُتهينا عنم ذلك ،والصلة تنهىَ عنم الخلق الفاسدة
واليوُانُية قال تعال :إن الصلة تنهىَ عنم الفحشاء والنكحر وقال :إن النُسان خلِّق هلِّوُعاد إذا مسه
الشر جزوعاد وإذا مسه الي منوُعاد إل الصلِّي الذينم هم علِّىَ صلتم دائمحوُن.
وهاهوُ الصوُم منم أعظم أسراره تقوُىً ال تعال ،وها هي الزكاة جاءت لتطهر صاحبَها منم البَخمل
والشح الذي أهلِّك المم منم قبَلِّنا ،والزكاة تبَارك ف الال وتزيد فيه قال تعال :خذ منم أمالم صدقة
615
تطهرهم وتزكيهم با ،وقال كذلك :وما أنُفقتهم منم شيء فهوُ يلِّفه وهوُ خي الرازأقي والزكاة ترجة
عمحلِّية علِّىَ التعاون بي السلِّمحي وسد حاجات الفقراء.
ل ،فالجه ليس فقط سياحة وها هوُ الجه عبَادة فرضها ال مرة ف العمحر علِّىَ منم استطاع إل ذلك سبَي د
أو تارة ،ولكحنه قدوم علِّىَ الرحنم ليغفر الذنُوُب ويست العيوُب؟ إن الجه تذكي بالوُقف الكحبَي ف
الشر يوُم القيامة إن الجه موُعد لجتمحاع السلِّمحي عربم وعجمحهم علِّىَ اختلف ألوُانم وأشكحالم قد
أتوُا منم كل فجه عمحيق ليشهدوا منافع لم ويذكروا ال تعال شكحراد علِّىَ نُعمحه.
هذا وكل أحكحام السلم أنُزلا ال لكحم وأسرار منم أهها أنا جاءت للِّب الصال ودفع الفاسد قال
العلز بنم عبَد السلم:
الشريعة كلِّها مصال إما دفع مفاسد أو جلِّب مصال ،فإذا سعت ال يقوُل :يا أيها الذينم آْمنوُا فتأمل
وصيته بعد نُدائه فل يد إل خياد يثك علِّيه أو شراد يزجرك عنه(( أهي .
قال تعال :ول تفسدوا ف الرض بعد إصلحها.
أيها السلِّمحوُن :إن شهر رمضان شهر التقوُىً والبكات اللية فهل حققنا ثراته الزكية وفوُائده اللِّية ،إن
شهر رمضان نُفعلِّه يعوُد علِّىَ صاحبَه ،فل يعوُد علِّىَ ال ف شيء ،فال غن حيد ،قال تعال :يا أيها
الناس أنُتم الفقراء إل ال وال هوُ الغن المحيد إن يشأ يذهبَكحم ويأت بلِّق جديد وما ذلك علِّىَ ال
بعزيز.
إن فوُائد وأسرار رمضان كثية منها:
-1تزكية النفوُس بطاعة ال ،وتدريب النفوُس علِّىَ العبَوُدية ل والصب علِّيها قال )) :والذي نُفسي
بيده للِّوُف فم الصائم أطيب عند ال منم ريح السك ،بتك طعامه وشرابه منم أجلِّي كل عمحل ابنم
آْدم له إل الصوُم ،فإنُه ل وأنُا أجزي به(( ]متفق علِّيه[.
-2إن الصوُم فيه إعلءة ورفع للِّجانُب الروحي الهم ف النُسان ،فالنُسان ليس مادة فقط بل هوُ روح
كذلك ،فالصوُم يعززأ هذا الانُب فيجعلِّه ف اللِّكحوُت العلِّوُي قريبَاد منم مرتبَة اللئكحة وصدق منم قال:
يا خادم السم كم تشقىَ لدمته ……أتطلِّب الربح ما فيه خسران…
أقبَل علِّىَ الروح وإستكحمحل فضائلِّها …فأنُت بالروح ل بالسم إنُسان
-3إن الصوُم يعلِّم الخلصا لصاحبَه فهوُ شهر الخلصا ،لن الصائم يإكحنه أن يفطر خفية عنم
الناس ولكحنه يإنعه إخلصه ل تعال ،والصوُم يعلِّم الصب ،والصب بنزلة الرأس منم السد ،فهوُ قاعدة
التكحاليف ولوُل الصب ما شرع الصوُم ول شرع الهاد ف سبَيل ال ،ولذا أجر الصابر والصائم بغي
حساب قال تعال :إنا يوُف الصابرون أجرهم بغي حساب.
-4إن الصوُم جاء ليكحسر الشهوُة النسية الت هي أخطر الغرائز ف النُسان إذا ل تنلظم وفق الفطرة
السلمية ،فإن هذه الغريزة هدمت أماد بأكمحلِّها وتدم آْخرينم ،واسألوُا التاريخ واعتبوا يا أول البصار.
616
وننم نُتعجب كل العجب فالسلم جاء ينظم هذه الغريزة ويهذبا ويضع لا حدوددا ،أما هذه الضارة
الغربية الساقطة فأعطتها كل الرية وقدستها بجة أن النُسان خلِّق حردا .لبد أن يستجيب لكحل غريزة
فيه استجابة بيوُلوُجية ،وصدق رسوُل ال إذ قال)) :يا معشر الشبَاب منم استطاع منكحم البَاءة فلِّيتزوج،
فإنُه أغض البَصر وأحصنم الفرج ،فمحنم ل يستطع فعلِّيه بالصوُم فإنُه له وجاء(( ]رواه البَخماري ومسلِّم[.
-5وللِّصوُم ثرة اجتمحاعية هي التكحافل والشعوُر بالوُحدة لن الصوُم يسوُي بي الاكم والكحوُم والغن
والفقر والقوُي والضعيف ف الشعوُر بأنم علِّىَ صفة واحدة توُجب علِّيهم التعاون علِّىَ الي.
-6إن منم أعظم فوُائد الصوُم تقوُىً ال تعال ،فلِّه تأثي عجيب ف حفظ الوُارح الظاهرة والبَاطنة منم
الثام.
لكحنم أيها السلِّمحوُن هل حققنا هذه الفوُائد ف نُفوُسنا وأسرنُا ومتمحعنا ف رمضان وما بعد رمضان؟ أم
نُافقنا وصرنُا أصحاب مناسبَات ورسوُم وحفلت؟ فهناك صائمحوُن ولكحنم يقلِّدون أهل الكحتاب ف
أعيادهم وال عزم علِّينا أل نُتشبَه بم قال تعال :يا أيها الذينم آْمنوُا ل تتخمذوا اليهوُد والنصارىً أولياء
بعضهم أولياء بعض ومنم يتوُلم منكحم فإنُه منهم إن ال ل يهدي القوُم الظالي وقال )) :منم تشبَه
بقوُم فهوُ منهم(( ]رواه أحد[ .وهناك صائمحوُن ولكحنم يلِّعبَوُن القمحار وينظرون إل ما حلرم ال ،وصائمحوُن
ولكحنم يغتابوُن الناس ويشعلِّوُن الفتم ،وصائمحوُن ولكحنم يغشوُن ف البَيع ول ينصحوُن ف وظائفهم
ويأكلِّوُن الربا والرشوُة ،وصائمحوُن ويقضوُن ليلِّهم باللِّهوُ والغناء الفاحش وبالنهار نُائمحوُن.
والق يقال ،إن صيام رمضان مدرسة متمحيزة يفتحها السلم كل عام للِّتبية العمحلِّية ليعلِّم الناس القيم
وأرفع العان ،فمحنم اغتنم الفرصة وصام كمحا أمر ال وشرع فقد نح ف المتحان ،ومنم تكحاسل وخالف
فهوُ الاسر ول يضر ال شيئما ،وصدق رسوُل ال حيث قال)) :منم ل يدع قوُل الزور والعمحل به فلِّيس
ل حاجة ف أن يدع طعامه وشرابه(( ]البَخماري[.
وقال عمحر بنم الطاب :ليس الصوُم منم الشراب والطعام وحده ولكحنه منم الكحذب والبَاطل واللِّغوُ.
وقال جابر بنم عبَد ال ) :إذا صمحت فلِّيصم سعك وبصرك ولسانُك عنم الكحذب والأت ،ودع أذىً
الادم وليكحنم علِّيك وقار وسكحينة يوُم صوُمك ول تعل يوُم فطرك ويوُم صوُمك سوُاء(.
ــــــــ
العشر الوسط من رمضان
عبَد المحيد التكستان
الطائف
طه خياط
مامد و أدعيةطبَاعة الطبَة بدون مامد وأدعية
-------------------------
617
ملِّخمص الطبَة
-1دعوُة لغتنام فضيلِّة الزمان )رمضان( -2 .تقسيم الشهر بي السني والقتصدينم والذنُبَي-3 .
شفاعة الصيام القرآْن للِّعبَد يوُم القيامة -4 .صيام الوُارح.
-------------------------
الطبَة الول
ث أما بعد أيها السلِّمحوُن:
اتقوُا ال تعال واجتهدوا ف العمحال الصالة ف بقية شهركم وكم منم الناس حت يوُمنا هذا ل يستفد
منم شهر رمضان قد ضيع ناره ف النوُم ولياليه ف السهر الرم ،حت مت يعيش النُسان للِّذاته
وشهوُاته ،وحت مت يسي ف طريق النار ومع ركب إبلِّيس ،أل ينزجر هذا السكحي ،أل يصبَحوُا منم
سبَات الغفلِّة وضياع العمحر.
توُل العمحر ف سهر و ف لوُ وف خسر
فيا ضيعة ما أنُفقت ف اليام منم عمحري
أما يعلِّم الفرط ف الطاعة أن شهر رمضان شهر ملِّيء بأسبَاب الغفرة فمحنم فلرط ف هذه السبَاب كان
مروما غاية الرمان .
وف الديث ))منم أدرك رمضان فلِّم يغفر له فدخل النار فأبعده ال(( .
وقال سعيد عنم قاتدة ،كان يقال :منم ل يغفر له ف رمضان فلِّنم يغفر له ف ما سوُاه ،وف أثر آْخر:
)إذا ل يغفر له منم رد ف ليلِّة القدر؟ مت يصلِّح منم ل يصلِّح ف رمضان ،فمحنم فرط ف الزرع ف وقت
البَذار ل يصد يوُم الصاد إل الندم والسار(.
فيا منم تريد العتق منم النار ومغفرة الذنُوُب ورضا الرحنم ،ينبَغي لك أن تأت بأسبَاب توُجب لك الرحة
والغفرة والعتق منم النار وهي كمحا ذكرنُا متيسرة ف هذا الشهر منم الصيام والقيام وقراءة القرآْن والذكر
ومساعدة الفقراء والتاجي وإطعامهم والصدقة والستغفار وغي ذلك منم العمحال الصالة .
وقد ورد ف التمذي وغيه بسند صحيح ))إن ل عتقاء منم النار وذلك ف كل ليلِّة(( ،ولكحنم الغلِّب
علِّىَ أول الشهر الرحة وهي للِّمححسني التقي الذينم قاموُا بالصيام والقيام وقراءة القرآْن قال تعال إن
رحة ال قريب عنم السني فيفاض علِّىَ التقي ف أول الشهر خلِّع الرحة والرضوُان ،ويعامل أهل
الحسان بالفضل والحسان ،وأما وسط الشهر فالغلِّب علِّيه الغفرة ،فيغفر للِّصائمحي ،وإن ارتكحبَوُا
بعض الذنُوُب الصغائر فل يإنعهم ذلك منم الغفرة إذا ارتكحبَوُا بعض الذنُوُب كمحا قال تعال وإن ربك
لذو مغفرة للِّناس علِّىَ ظلِّمحهم .
وأما آْخر الشهر فيعتق فيه منم النار منم أوبقته الوزأار ،وصار مستوُجبَا للِّنار .
ليت شعري منم فيه يقبَل منا
618
فيهنا يا خيبَة الردود
منم توُل عنه بغي قبَوُل
أرغم ال أنُفقه بزي شديد
ماذا فات منم فاته خي رمضان؟ وأي شيء أدرك منم أدركه فيه الرمان .
أيها الخوُة :اعلِّمحوُا أن الؤمنم يتمحع له ف رمضان جهادان لنفسه جهاد بالنهار علِّىَ الصيام ،وجهاد
باللِّيل علِّىَ القيام ،فمحنم جع بي هذينم الهادينم ،ووف بقوُقهمحا وصب علِّيهمحا ،وف أجره بغي حساب
قال كعب :ينادي يوُم القيامة مناد :إن كل حارث يعطي يرثه ويزاد غي أهل القرآْن والصيام ،يعطوُن
أجوُرهم بغي حساب ويشفعان له أيضا عند ال عز وجل ،كمحا ف السند بسند صحيح ،عنم عبَد ال
بنم عمحرو عنم النب قال )) :الصيام والقرآْن يشفعان للِّعبَد يوُم القيامة ،فيقوُل الصيام :أي رب منعته
الطعام والشهوُات بالنهار ،ويقوُل القرآْن :منعته النوُم باللِّيل فشفعن فيه ،فيشفعان(( .
فيا منم ضيع عمحره ف غي الطاعة!ا يا منم فرط ف شهره بل ف دهره وأضاعه ويا منم بضاعته التسوُيف
والتفريط!ا وبئمست البَضاعة ،أيا منم جعل خصمحه القرآْن وشهر رمضان ،كيف ترجوُا منم خصمحك
الشفاعة.
ويل لنم شفعاؤه خصمحاؤه
والصوُر ف يوُم القيامة ينفخ
رب صائم حظه منم صيامه الوُع والعطش ،وقائم حظه منم قيامه والسهر ،كل قيام ل ينهىَ عنم
الفحشاء والنكحر ل يزيد صاحبَه إل بعدا ،وكل صيام ل يصان عنم قوُل الزور والعمحل به ل يوُرث
صاحبَه إل مقتا وردا.
يا قوُم أينم آْثار الصيام؟ وأينم أنُوُار القيام؟
إن كنت تنوُح يا حام البَان
للِّبَي فأينم شاهد الحزان
أيها السلِّمحوُن :ها ننم ف بداية العشر الوسط منم رمضان وقد انُقضت العشر الوائل منه با عمحلِّناه
منم طاعات فنسأل ال عز وجل أن يتقبَل منا مصال العمحال وأن يغفر لنا التفريط والتقصي.
ابنم آْدم :يا منم تكحاسلِّت عنم القيام بوُاجب الطاعة ف أول الشهر ل تكحنم منم الرومي ففي الوُقت
فسحة وف الشهر بقية هل لك الن أن تبَادر وتستقبَل بقية الشهر أم تزيد أن تكحوُن منم الرومي؟ أيها
العبَد الفقي إل ربك لوُ عرفت قدر نُفسك ما أمرضتها بالعاصي ،لنُك أنُت الخمتار منم الخملِّوُقات،
ولك أعدت النة ،إن اتقيت وعمحلِّت صالا ،فهي إنا أعدت للِّمحتقي ،فكحيف ترضىَ أن تكحوُن منم
أتبَاع إبلِّيس ،وأن تكحوُن معه ف النار غدا منم جلِّة أتبَاعه ،وإنا طرد اللِّعي عنم النة منم أجلِّك حيث
619
تكحب عنم السجوُد لبيك ،ث بعد ذلك ترضىَ لنفسك أن تكحوُن منم حربه وإنا يدعوُ حزبه ليكحوُنُوُا منم
أصحاب السعي أل إن حزب الشيطان هم الاسرون .
أيها السلِّمحوُن :هذا شهر رمضان قد انُتصف ،فمحنم منكحم حاسب ف نُفسه ل وانُتصف؟ منم منكحم
قام ف هذا الشهر بقه الذي عرف؟ منم منكحم عزم قبَل علِّق أبوُاب النة أن يبَن له فيها غرفا منم فوُقها
غرف أل إن شهركم قد أخذ ف النقص فزيدوا أنُتم ف العمحل ،فكحأنُكحم به وقد انُصرف ،فكحل شهر
فعسىَ أن يكحوُن منه خلِّف وأما شهر رمضان فمحنم أينم لكحم منه خلِّف؟
تنصف الشهر وا لفاه و انمحر
واختص بالفوُزأ بالنات منم حزما
وأصحب الغافل السكحي منكحسرا
مثلِّي فيا ويه يا عظيم ما حرما
منم فاته الزرع ف وقت النذار فمحا
تراه يصد إل الم و الندما
طوُب لنم كانُت التقوُىً بضاعته
ف شهره و ببَل ال معتصمحا
يا قوُم آْل خاطب ف هذه الشهر إل الرحنم؟ أل راغب فيمحا أعده ال للِّطائعي ف النان؟ أل طالب
لا أخب به منم النعيم القيم مع أنُه ليس الب كالعيان ؟
منم يرد ملِّك النان فلِّيدع عنه التوُان
و ليقم ف ظلِّمحة اللِّيل إل نُوُر القران
وليصل صوُما بصوُم إن هذا العيش فان
إنا العيش جوُار ال ف دار المان
معشر الؤمني :لقد كان سلِّفنا الصال يصوُموُن عنم كل مرم وعنم كل شهوُة منم شهوُات الدنُيا
ولسان حال الوُاحد منهم:
وقد صمحت عنم لذات الدهر كلِّها
ويوُم لقاكم ذاك فطر صيامي
رؤىً بشر الاف رحه ال ف النام ،فسئمل عنم حاله ،فقال :علِّم ال قلِّة رغبَت ف الطعام فأباحن النظر
إليه .نُعم لقد كانُت أمان أولئمك الصالي هوُ دخوُل النة والنظر إل وجه ال الكحري وذلك لن النظر
إل وجه ال منم أعظم نُعيم النة كلِّها علِّىَ الطلق كمحا قال تعال ولدينا مزيد فالزيد هوُ النظر إل
وجه ال الكحري .
620
منم كان يرجوُ لقاء ال ،فإن أجل ال لت وقد قيل للِّحافظ عبَد الغن النابلِّسي رحه ال عندما أتته
الوُفاه ما تشتهي قال :أشتهي النظر إل وجه ال الكحري ،وقيل لبَعضهم :أينم نُطلِّبَك ف الخرة؟ قال :
ف زأمرة الناظرينم إل ال ،قيل له :كيف عمحلِّت ذلك؟ قال :بغض طرف له عنم كل مرم ،واجتناب فيه
كل منكحر ومأث ،وقد سألته أن يعل جنت النظر إليه .هذه هي أمان الصالي ولسان حالم:
قال الشاعر:
هجرت اللِّق طرا ف هوُاك وأيتمحت العيال لكحي أراكا
فلِّوُ قطعتن ف الب إربا لا حنم الفؤاد إل سوُاكا
فالعارفوُن ل يسلِّيهم عنم رؤي موُلهم قصر ،ول يرويهم دون مشاهدته نر ،همحهم كمحا ذكرنُا أجل منم
ذلك.
عبَاد ال هذا شهر رمضان الذي أنُزل فهي القرآْن وف بقيته للِّعابدينم مستمحتع ،وهذا كتاب ال يتلِّىَ فيه
بي أظهركم ويسمحع ،وهوُ القرآْن الذي لوُ أنُزل علِّىَ جبَل لرأيته خاشعا يتصدع ،ومع هذا فل قلِّب
يشع ،ول عي تدمع ،ول صيام يصان عنم الرام فينفع ،ول قيام استقام فيجىَ فيه صاحبَه أن يشفع،
قلِّوُب خلِّت منم التقوُىً فهي خراب بلِّقع ،وتراكمحت علِّيها ظلِّمحت الذنُوُب فهي ل تبَصر ول تسمحع،
كم تتلِّىَ علِّينا آْيات القرآْن وقلِّوُبنا كالجارة أو أشد قسوُة ،وكمحم يتوُال علِّينا شهر رمضان وما لنا فيه
كحال أهل الشهوُة ،أل الشاب منا ينتهي عنم الصبَوُة ،ول الشيخ ينزجر عنم القبَيح فيلِّتحق بالصفوُة،
أينم ننم منم قوُم إذا سعوُا داعي ال أجابوُا الدعوُة وإذا تلِّيت علِّيهم آْياته جلِّت قلِّوُبم جلِّوُه ،وإذا
صاموُا صامت منهم اللسنة والساع والبصار ،أما لنا فيهم أسوُة ،كم بيننا وبي حال أهل الصلفا أبعد
ما بيننا وبي الصفاء الروة.
يا نُفس فازأ الصالوُن بالتقىَ
وأبصروا الق وقلِّب قد تمحي
ويك يا نُفس أل تيقظ
ينفع قبَل أن تزل قدمي
مضىَ الزمان ف توُان وهوُىً
فاستدركي ما قد بقي واغتنمحي
-------------------------
الطبَة الثانُية
أيها السلِّمحوُن :ما أشبَه اللِّيلِّة بالبَارحة!ا!ا بالمس كنا نُستقبَل رمضان وها ننم نُوُدع أسبَوُعا كامل
مضىَ العشر الوائل منه مضت منه با فيها منم طاعات وأعمحال صالة منم صيام وقيام وتلوة قران
وهاهي أيامه المحيلِّة ولياليه الطاهرة تشي الوُين لكحي تطوُي علِّينا هذا الشهر البَارك.
621
إذا ت أمر بدا نُقصه تأمل زأوال إذا قيل ت
أيها الخوُة :إنُه وال منم العجيب أن نُرىً أنُاسا ليس لم هم ف هذه الدنُيا إل تضييع الوقات ف
اللِّهوُ والغفلِّة تر علِّيهم الوُاسم والفرصا ول يرصوُن علِّىَ استغللا ف طاعة ال انُظروا مثل للِّناس ف
صلة العشاء يإلِّؤن السجد حت إذا فرغوُا منم صلة العشاء خرجوُا منم السجد بيث أنم ل يفكحروا
مرد تفكحي يتبَعه عمحل ،ف صلة التاويح ويرموُن أنُفسهم أجر مغفرة الذنُوُب ،وكأن الدنُيا فائتة
وسوُف تذهب علِّيهم فلِّمحاذا العجلِّة إذدا؟
والبَعض يفرط أصل ف صلة المحاعة حت ف رمضان ل ينصلِّح حاله ،ويتك صلة المحاعة يعرض
نُفسه للِّعقوُبة ومشابة النافقي ،والبَعض ل يصوُن صوُمه عنم الكحذب والغيبَة والنمحيمحة والغش وساع
الغان والوُسيقىَ وغي ذلك منم العمحال الت تدش أجر الصوُم.
لوُل الذينم له ورد يصلِّوُنُا
وآْخرون لم سرد يصوُموُنُا
فاحذروا أيها السلِّمحوُن منم نُوُاقض الصوُم ونُوُاقضه ،وصوُنُوُه عنم قوُل الزور والعمحل به فقد ورد ف
الديث الصحيح إن النب قال)) :منم ل يدع قوُل الزور والعمحل به والهل فلِّيس ل حاجة ف أن يدع
طعامه وشرابه(( رواه البَخماري.
فالصائم القيقي هوُ الذي صامت جوُارحه عنم الثام ولسانُه عنم الكحذب والفحش والغيبَة والنمحيمحة
وقوُل الزور وبطنه عنم الكل والشرب وفرجه عنم الرفث ،فإن تكحلِّم ل يتكحلِّم با يرح صوُمه ون فعل ل
يفعل ما يفسد صوُمه ،فيخمرج كلمه نُافعا صالا ،وكذلك أعمحاله هذا هوُ الصوُم الشروع ل مرد
المساك عنم الطعام والشراب كمحا جاء ف الديث ))رب صائم حظه منم صيامه الوُع والعطش(( رواه
المام أحد وهوُ صحيح .
فالصوُم القيقي إذن هوُ صوُم الوُارح عنم الثام وصوُم البَطنم عنم الطعام والشراب ،فكحمحا أن الطعام
والشراب يقطعه فهكحذا الثام تقطع ثوُابه وتفسر ثرته ،فتصليه بنزلة منم ل يصم.
قال جابر بنم عبَد ال ) :إذا صمحت فلِّيصم سعك وبصرك ولسانُك عنم الكحذب ،ودع عنك أذىً الار،
وليكحنم علِّيك وقار وسكحينة ول يكحنم يوُم صوُمك ويوُم فطرك سوُاء(.
ــــــــ
الخاسرون في رمضان
عبَد العزيز بنم عبَد الرحنم القحم
غي مدد
غي مدد
مامد و أدعيةطبَاعة الطبَة بدون مامد وأدعية
622
-------------------------
ملِّخمص الطبَة
-1مزية رمضان علِّىَ سائر الشهوُر -2الاسرون ف رمضان هم الذينم ل يفيدون منم خصائصه -3
الاسرون هم أهل الكحبَائر ولا يتوُبوُا منها -4دعوُة للِّتوُبة -4تشريعات السلم تأمر بكحل ما ريوُلثق
ل
الخوُة منم إفشاء للِّسلم وسعي ف الصلح و -5 ..الوُلء حق للِّمحسلِّمحي -6الرء يوُم القيامة مع
منم أحب
-------------------------
الطبَة الول
أما بعد:
فإن أصدق الديث كتاب ال ،وخي الدي هدي ممحد ،وشر الموُر مدثاتا ،وكل مدثة بدعة ،وكل
بدعة ضللة.
ياأشييتشها الذذيشنم ءاشمنروُاه اتليرقوُاه اللِّلهش شحلق تريشقاتذذه شولش شرتوُترلنم إذلل شوأشنُرتم تمهسلِّذرمحوُشن ]آْل عمحران.[102:
ث ذمهنيرهشمحا ذرشجالد شكذثياد س واذحشدةت شوشخلِّششق ذمهنيشها شزأهوشجشها شوبش ل س اتليرقوُاه شربلركحرم الذذىً شخلِّششقركحهم لمنم نُيلهف ت ياأشييتشها اللنا ر
شونُذشساء شواتليرقوُاه اللِّلهش الذذىً تششساءرلوُشن بذذه شوالشهرشحاشم إذلن اللِّلهش شكاشن شعلِّشهيركحهم شرقذيبَاد ]النساء.[1:
ت لذغشتد شواتليرقوُاه اللِّلهش إذلن اللِّلهش شخبَذية ذ شبا تشيهعشمحرلِّوُشن ]الشر:
س لما قشلدشم ه ل لذ
ياأشييتشها ا ذيشنم ءاشمنروُاه اتليرقوُاه اللِّهش شولهشتنظرهر نُشيهف ة
.[18
المحد ل علِّىَ ما يسر منم موُاسم اليات ،وأفاض فيها علِّىَ عبَاده منم النعمحات ،ومكحنهم بفضلِّه منم
تكحفي السيئمات ،وزأيادة السنات ،قال رسوُل ال )) :منم صام رمضان إيإادنُا واحتسادبا غفر له ما تقدم
منم ذنُبَه(()) ،ومنم قام رمضان إيإادنُا واحتسادبا غفر له ما تقدم منم ذنُبَه ،ومنم قام ليلِّة القدر إيإادنُا
واحتسادبا غفر له ما تقدم منم ذنُبَه(()![1](1ا!ا ما أعظم البَشارة!ا وما أسهل العمحل الطلِّوُب لا!ا وهل
ف السلِّمحي أحد عاقل ل يهمحه أن يغفر له ما تقدم منم ذنُبَه أو ل يغفر؟!ا وهل ف السلِّمحي أحد عاقل
يريد أن يلِّقىَ ربه غددا ولوُ ل يغفر له منم ذنُوُبه شيء؟!ا
لقد فزع كثي منم السلِّمحي لصيام رمضان البَارك وقيامه ،وقيام ليلِّة القدر إيإادنُا واحتسادبا ابتغاء ذلك
الجر العظيم ،والي العمحيم ،فامتلت الساجد بالصلِّي ،وضجت بأصوُات التالي ،وجعل الناس يهنئ
ضا بإدراك هذا الشهر الكحري!ا بعضهم بع د
ولكحنم هل هذا هوُ كل ما ف رمضان أم هناك أشياء أخرىً غي هذا؟!ا أما منم ضيع رمضان وأهلِّه
وقصر فيمحا شرع له فأولئمك هم الاسرون ،ول مرية ف خسرانم وشقاوتم -نُسأل ال العافية ،-
ولكحنم كيف بنم ترىً الي ف رمضان فأحيا ليلِّه بالقيام ،وعمحر ناره بالصيام ،وجعل يتلِّوُ القرآْن آْنُاء
اللِّيل ،وأطراف النهار ،ابتغاء ذلك الوُعد النبَوُي الصادق ،وال ل يلِّف اليعاد؟ هل فيهم خاسر
623
ضا؟!ا أيسر منهم أحد وقد كان منه مثل ما ذكرنُا؟ ،نُعم فيهم خاسرون كثي استفادوا منم رمضان أي د
ذ ذ ذت ذ
ل ،وخسروا فيه كثديا ،ولكحنم أكثر الناس ل يعلِّمحوُن ،رورجوُهة يشيهوُشمئمذ شخاششعة شعاملِّشة لنُاصبَشة تش ه
صشلِّىَ شنُاراد قلِّي د
شحاذميشةد ]الغاشية .[4-2:فمحع عمحلِّها وتعبَها هي ف النار -عيادذا بال منم ذلك ،-فأي خسارة أعظم
منم تلِّك السارة.
غددا توُف النفوُس ما عمحلِّت ……ويصد الزارعوُن ما زأرعوُا …
إن أحسنوُا أحسنوُ لنُفسهم ……وإن أساءوا فبَئمسمحا صنعوُا
صذعد النب فقال)) :آْمي ،آْمي ،آْمي فسئمل عنم ذلك ،فقال :إن جبيل لقد صح عنم رسوُل ال أنُه ش
أتان ،فقال :خاب وخسر منم أدرك أبوُيه فلِّم يدخله النة فمحات ،فدخل النار ،قل :آْمي ،قلِّت:
آْمي ،قال :ومنم أدرك رمضان ،فلِّم يغفر له فمحات ،فدخل النار ،قل :آْمي ،قلِّت :آْمي ،قال :ومنم
ذكرت عنده ،فلِّم يصل علِّيك فمحات ،فدخل النار ،قل :آْمي ،قلِّت :آْمي(() ،[2](2أو كمحا قال ،
فمحنم هؤلء الاسرون الذينم يدعوُ علِّيهم رسوُل ال وجبيل -علِّيهمحا الصلة والسلم ،-فيكحوُن شهر
رمضان نُقمحة علِّيهم ،وسبَدبَا لرمانم الثوُاب ،ودخوُلم النار -عيادذا بال منم ذلك-؟
إن هذا الصنف منم الناس هم أهل القلِّوُب القاسية ،الذينم ل يزيدهم رمضان منم ال إل بعددا ،ول
ك الذذيشنم شله يرذرذد اللِّلهر شأنك لشهر ذمشنم اللِّلذه ششهيئماد أرهولشئمذ ش
ذ ذ ذ
تزيدهم بشائر الرحنم إل صددا ،شوشمنم يرذرد اللِّلهر فهتينشتشهر فشيشلِّنم شتهلِّ ش
ب شعذظيةم ]الائدة.[41: ذ ذ
ىً شوشلرهم ذف الخشرذة شعشذا ة ذ
يرطشلهشر قريرلِّوُبشيرههم شلرهم ف التدنُهيشيا خهز ة
إنم الذينم إذا أدركوُا رمضان ،بادروا ببَعض العمحال ،ولكحنها ل تتغي منهم الحوُال ،فيصبَح الوُاحد
منهم ف شوُال كمحا كان ف شعبَان ،فحق علِّيه ذاك الدعاء العظيم بدخوُل الناس إذا أدرك رمضان فلِّم
يغفر له.
إن هذا الصنف هوُ الذي بينه رسوُل ال حي قال)) :الصلِّوُات المحس والمحعة إل المحعة ورمضان إل
رمضان مكحفرات لا بينهمحا ما اجتنبَت الكحبَائر(() ،[3](3فمحنم اجتنب الكحبَائر ،وسلِّم منم الوُبقات،
فانسر عنها ،وقسر نُفسه علِّىَ البتعاد منها ،فسيكحوُن رمضان مكحفدرا لا سوُاها منم الذنُوُب ،والصلِّوُات
لمحع وسيكحوُن هذا الصنف -امرأة كان أم رجلد -منم أدرك رمضان فغفر له ،فدخل النة المحس وا ر
بإذن ال تعال ،ولكحنم منم كان ذا كبَية أو كبَائر ،فحافظ علِّيها أشد الافظة ،وأصر علِّيها أعظم
إصرار ،وتعاهدها منم نُفسه ،حت ل يرجع عنم عصيان ربه قيد أنلِّة ،فذلك هوُ الاسر الذي أدرك
رمضان فلِّم يغفر له؛ لن ما هوُ فيه منم كبَائر الذنُوُب ل وعد علِّيه بالغفرة لنم صام رمضان إيإادنُا
واحتسادبا ،ول لنم قام رمضان إيإادنُا واحتسادبا ،ول لنم قام ليلِّة القدر إيإادنُا واحتسادبا ،فالكحبَائر ل تكحفرها
تلِّك الكحفرات ،الت ذكرها رسوُل ال ف قوُله)) :الصلِّوُات المحس والمحعة إل المحعة ورمضان إل
رمضان مكحفرات لا بينها ما اجتنبَت الكحبَائر(() ،[4](4وليس ثة شيء يكحفر الكحبَية عنم صاحبَها إل
التوُبة الصادقة النصوُح ،الت يتحقق فيها القلع عنم الذنُب ،والندم علِّىَ فعلِّه ،وعصيان ال به ،والعزم
624
الصادق الكيد علِّىَ أل يعوُد التائب إليه ،فالوُعد لولئمك فوُق التكحفي أن تبَدل سيئماتم حسنات ،ترفع
س الذت شحلرشم اللِّلهر إذلل ذباهلشلق شولش لذ لذ
با درجاتم ف النة ،شوا ذيشنم لش يشهدرعوُشن شمشع اللِّه الا ءاشخشر شولش يشيهقتريرلِّوُشن النليهف ش
ك يشيهلِّشق أششثاماد ]الفرقان .[68،69:وأي شيء أعظم منم الشرك بال وقتل النفس ذ
يشيهزرنُوُشن شوشمنم يشيهفشعهل ذال ش
الت حرم ال بغي حق والزنُا فذلك مصي منم يفعلِّه إذلل منم شتاب وءامنم وعذمحل عمحلد ذ
صالاد فشأرهولشئمذ ش
ك ش ش ش ش ش ش ش ش شش ش
ب إذشل اللِّلذه شمتاباد ت وشكاشن اللِّله شغرفوُراد لرذحيمحاد ومنم شتاب وعذمحل ذ ت ذذ
صالاد فشذنُإلهر يشيرتوُ ر شش ش ش ش ش ش ر ل
ييربَشلدرل اللِّهر شسيلشئماتهم شحشسشنا ش
]الفرقان .[70،71 :فمحا أعظم فضل ال وما أكرمه وما أسعد التائبَي الصادقي بذا الوُعد الربان الذي
ل يإاثلِّه وعد شوشمهنم أشهوشف بذشعههذدهذ ذمشنم اللِّلذه ]التوُبة ،[111:بل إن ال تعال وعد منم يتنب كبَائر الذنُوُب
بتكحفي السيئمات والدخل الكحري ف النات فقال جل وعل :ذإن شهتتشنذبَروُاه شكشبَائذشر شما رتنشههوُشن شعهنهر نُرشكحلفهر شعهنركحهم
ضت شوشما ذف الشهر ذ سيئماتذركحم ونُرهدذخهلِّركحم تمهدخلد شكذريإاد ]النساء .[31:وقال تعال :ولذلِّلذه ما ذف اللسمحاوا ذ
ش ش ش ه ش ش لش ه ش
ذ ذ ذ ذ ذ ذ ذ ذ لذيجذز ذ
ىً الذيشنم أششساءواه شبا شعمحلِّروُاه شو هيذزىً الذيشنم أشهحشسنروُاه ذباهلرهسشن الذيشنم شهيتشنربَوُشن شكشبَائشر اذل هذث شوالهشفوُاح ش
ش شه ش
]النجم.[31،32:
بارك ال ل ولكحم ف القرآْن العظيم. . .
-------------------------
الطبَة الثانُية
المحد ل حددا كثديا طيدبَا كمحا أمر ،وأشكحره سبَحانُه وقد تأذن بالزيادة لنم شكحر ،وأشهد أن ل إله إل
ال وحده ل شريك له ،علِّىَ رغم أنُف منم جحد به وكفر ،وأشهد أن ممحددا عبَده ورسوُله سيد البَشر،
صلِّىَ ال علِّيه وعلِّىَ آْله وصحبَه السادة الغي ،وسلِّم تسلِّيدمحا كثديا إل يوُم الدينم.
عبَاد ال :اتقوُا ال حق التقوُىً ،واعلِّمحوُا أن ال تعال أمركم بالصلة والسلم علِّىَ رسوُله المي فقال
صلِّتوُاه شعلِّشهيذه شوشسلِّلرمحوُاه تشهسذلِّيمحاد ذ
ب ياأشييتشها الذيشنم ءاشمنروُاه ش ذ جل وعل :إذلن اللِّلهش شوشمشلئذشكحتشهر ير ش ت
صلِّوُشن شعشلِّىَ النل ل
]الحزاب .[56:وقد قال )) :منم صلِّىَ علِّلي صلة صلِّىَ ال علِّيه با عشدرا(() ،[1](5اللِّهم صل
وسلِّم علِّىَ عبَدك ورسوُلك نُبَينا ممحد ،وارض اللِّهم علِّىَ خلِّفائه الراشدينم الئمحة الهديي أب بكحر
وعمحر وعثمحان وعلِّي ،وعلِّىَ سائر الصحابة أجعي ،وعنم التابعي ،وتابعي التابعي ،ومنم تبَعهم بإحسان
إل يوُم الدينم ،وعنا معهم بفضلِّك ورحتك يا أرحم الراحي.
ت لذغشتد ]الشر .[18:ول يفوُتنكحم هذا الشهر الكحري ،ول يش س لما قشلدشم ه ل
عبَاد ال :اتليرقوُاه اللِّهش شولهشتنظرهر نُيشهف ة
صاحب كبَية أصر علِّيها أن يكحوُن منم أدرك رمضان فلِّم يغفر له ،ودعا علِّيه بذلك رسوُل ال وجبيل
-علِّيهمحا الصلة والسلم -فتبَينوُا -رحن ال وإياكم -قبَل أن تزل قدم بعد ثبَوُتا شوأشذنُيبَروُاه إذشل شربلركحهم
صرروشن شواتلبَذعروُاه أشهحشسشنم شما أرنُذزشل إذلشهيركحم لمنم لربلركحهم لمنم قشيهبَذل شأن ذ ذ ذ
ب رثل لش رتن ش شوأشهسلِّرمحوُاه لشهر منم قشيهبَذل شأن يشأهتيشركحرم الهشعشذا ر
يأهتذيركحم الهعشذاب بيهغتشةد وأشنُترم لش تشهشعروشن شأن تشيرقوُشل نُشيهفس ياحسرشتىَ عشلِّىَ ما فشيلرطشت ذف جن ذ ذ
تب اللِّله شوذإن ركن ر ر ش ة ش هش ش ش رر شش ر ش ر ش ش ه
625
ب لشهوُ أشلن ذل شكلردة ذ ذ لشذمحنم اللساذخذرينم أشو تشيرقوُشل لشوُ أشلن اللِّله هشداذن لشركحن ذ
ي أشهو تشيرقوُشل ح ش
ي تشيشرىً الهشعشذا ش ت مشنم الهرمحتلق شر شش ه ش ه ش
ذ ذ ذ ذ ذ
ت شبا ك ءاشياتىَ فششكحلذبه شي ]الزمر .[58-54:فتجاب بقوُل ال تعال :بشيشلِّىَ قشهد شجاءته ش فشأشركوُشن مشنم الهرمحهحسن ش
ت ذمشنم الهشكحافذذريشنم ]الزمر.[59: ت شوركن ش شواهستشهكحبَشيهر ش
إن حلِّق اللِّحىَ ،وإسبَال الثياب ،والداومة علِّىَ النظر الرم ،والسمحاع الرم ،كبَائر عظيمحة ،وماهرة
خطية ،توُشك أن تدخل صاحبَها ف قوُل رسوُل ال )) :كل أمت معاف إل الاهرون(()،[2](6
ولبد لا أولد منم نُفوُس صادقة مؤمنة بربا ،معتفة بطئمها وزأللِّها ،ث عزائم جادة ،غي وانُية ،تعزم إجابة
ال ورسوُله ،مهمحا كلِّفها ذلك منم مالفة الوُىً ،وترك مألوُف العادات ،فيتحقق للِّعبَد بذلك توُبة
ب ما قبَلِّها ،فيخمرج منم شهره مغفوُدرا له ما تقدم منم ذنُبَه ،طامدعا أن يقال له صادقة نُصوُح ،والتوُبة تر ت
ك شراذضيشةد لمهرذضيلةدعند فراقه :يأشيليتريها النليهفس الهمحطهمحئمذنلةر ارذجذعىَ إذشل رب ذ
شل ر ر ش ه ش
ــــــــ
بعض خإصائص رمضان
نُاصر بنم ممحد الحد
الب
4/9/1418
النوُر
مامد و أدعيةطبَاعة الطبَة بدون مامد وأدعية
-------------------------
ملِّخمص الطبَة
-1خصائص شهر رمضان :أ -تكحفي السيئمات ب -شهر القيام -3رتفتح فيه أبوُاب النة -4ترغلِّق
فيه أبوُاب النار -5شهر القرآْن
-------------------------
الطبَة الول
أما بعد-:
قال ال تعال :يا أيها الذينم آْمنوُا كتب علِّيكحم الصيام كمحا كتب علِّىَ الذينم منم قبَلِّكحم لعلِّكحم تتقوُن
.
إن شهر رمضان أيها الحبَة ،له ف قلِّوُب السلِّمحي معاتن خاصة.
فقد ميزه الوُل جل وتعال عنم باقي الشهوُر بعدة خصائص .وميزه بعدة سات ،فهذه بعضها-:
أودل :رمضان شهر تكحفي السيئمات:
626
أنُعم الكحري سبَحانُه علِّىَ المة بتمحام إحسانُه ،وعاد علِّيها بفضلِّه وامتنانُه ،وجعل شهرها هذا مصوُصاد
بعمحيم غفرانُه .فيا أيها الحبَة ،أيام رمضان أيام موُ ذنُوُبكحم فاستغيثوُا إل موُلكم منم عيوُبكحم ،هي أيام
النُابة ،فيها تفتح أبوُاب الجابة ،فأينم اللئذ بالناب ،أينم التلعرض بالبَاب ،أينم البَاكي علِّىَ ما جن،
أينم الستغفر لمر قد دنُا .كم منم منقوُل ف هذه اللِّيلِّة منم ديوُان الحياء ،عنم قريب يفاجأ بالمحات،
ب معرض عنم ب غافل عنم تدبي أمره قد انُفصمحت عرشرىً عمحره ،أل رر ل وهوُ مقيم علِّىَ السيئمات .أل رر ل
ب مقيم ب رافل ف ثوُب شبَابه قد أزأف فراقه لحبَابه ،أل رر ل سبَيل رشده ،قد آْن أوان شق لده ،أل رر ل
ب ساع ب مشغوُل بمحع ماله ،قد حانُت خيبَة آْماله ،أل رر ل علِّىَ جهلِّه ،قد قرب رحيلِّه عنم أهلِّه ،أل رر ل
ف جع حطامه ،قد دنُا تشتت عظامه .أينم العتذر ما جناه فقد اطلِّع علِّيه موُله ،أينم البَاكي علِّىَ
تقصيه قبَل تسره ف مصيه.
عنم جابر بنم سرة رضي ال عنه قال :قال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم)) :أتان جبيل فقال يا
ممحد :منم أدرك شهر رمضان فمحات ول يغفر له فأدخل النار فأبعده ال ،قل آْمي ،فقلِّت آْمي((.
وعنم أب هريرة رضي ال عنه قال :قال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم)) :الصلِّوُات المحس ،والمحعة
إل المحعة ،ورمضان إل رمضان مكحفرات لا بينهنم إذا اجتنبَت الكحبَائر((.
يا منم كان يوُل ف العاصي قبَل رمضان ،ها قد أعطاك ال الفرصة ،ل تكحنم كمحنم كلِّمحا زأاد عمحره زأاد
إثه.
فيا أيها الغافل ،اعرف نُفسك ،وانُتبَه لوُقتك ،يا متلِّوُثاد بالزلل ،إغسل بالتوُبة أدرانُك ،يا مكحتوُباد علِّيه
كل قبَيح ،تصفح ديوُانُك.
لوُ قيل لهل القبَوُر تنلوُا ،لتمحنوُا يوُماد منم رمضان .وأنُت كلِّمحا خرجت منم ذنُب دخلِّت ف آْخر ،أنُت،
صلم السمحع أم عرششىَ البَصر؟ آْن نُعم أنُت الن ف رمضان كمحا كنت ف سفر ،أما تنفعك العب؟ أ ر
الرحيل وأنُت علِّىَ خطر ،وعند المحات يأتيك الب.
قال بعضهم" :السنة شجرة ،والشهوُر فروعها ،واليام أغصانا ،والساعات أوراقها ،وأنُفاس العبَاد
ثراتا ،فشهر رجب أيام توُريقها ،وشعبَان أيام تفريعها ،ورمضان أيام قطفها ،والؤمنوُن قرلطافها".
يا منم قد ذهبَت عنه هذه الشهر ،وما تغي ،أقوُلا لك صرية :أحسنم ال عزاءك.
أنُا العبَد الذي كسب الذنُوُبا …وصدته المان أن يتوُبا
أنُا العبَد الذي أضحىَ حزينا …علِّىَ زألته قلِّقاد كئميبَا
أنُا العبَد السئ عصيت سراد …… فمحال الن ل أبدي النحيبَا
أنُا العبَد الفرط ضاع عمحري………فلِّم أرع الشبَيبَة والشيبَا
أنُا العبَد الغريق بلِّجه بر ………أصيح لربا ألقىَ ميبَا…
أنُا العبَد السقيم منم الطايا………وقد أقبَلِّت ألتمحس الطبَيبَا
627
أنُا الغلدار كم عاهدت عهداد………وكنت علِّىَ الوُفاء به كذوبا …
فيا أسفي علِّىَ عمحر تقضىَ ………ول أكسب به إل الذنُوُبا …
ويا حزنُاه منم حشري ونُشري ………بيوُم يعل الوُلدان شيبَا
ويا خجله منم قبَح اكتساب ………اذا ما أبدت الصحف العيوُبا
ويا حذراه منم نُار تلِّظىَ ………اذا زأفرت أقلِّقت القلِّوُبا
فيا منم ملد ف كسب الطايا ………خطاه أما آْن الوان لن تتوُبا
ثانُيدا :رمضان شهر التاويح ،شهر التهجد والصابيح:
عجبَاد لوقاته ما أشرفها ،ولساعاته الت كالوُاهر ما أظرفها ،طوُب لعبَد صام ناره ،وقام أسحاره.
إليك يا أخي البَيب بعض فوُائد صلة التاويح:
منها أن قيام رمضان منم اليإان ومغفرة لسالف الذنُوُب ،قال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم)) :منم قام
رمضان إيإانُاد واحتساباد غفر له ما تقدم منم ذنُبَه(( متفق علِّيه.
ومنم فوُائد التاويح أن مصلِّيها يستحق اسم الصديقي والشهداء ،وهذا منم فيض الكحري سبَحانُه
وتعال .جاء رجل إل النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم فقال :يا رسوُل ال أرأيت إن شهدت أن ل إله إل
ال ،وأنُك رسوُل ال ،وصلِّيت الصلِّوُات المحس ،وأديت الزكاة ،وصمحت رمضان وقمحته فذمحلمحنم أنُا؟ قال:
))منم الصديقي والشهداء(( رواه البَزار وابنم خزيإة وهوُ صحيح.
وكان عمحر بنم الطاب رضي ال عنه إذا دخل أول ليلِّة منم رمضان يصلِّي الغرب ث يقوُل" :أما بعد،
فإن هذا الشهر كتب علِّيكحم صيامه ول يكحتب علِّيكحم قيامه فمحنم استطاع منكحم أن يقوُم فلِّيقم ،فإنا
نُوُافل الي الت قال ال".
ومنم فوُائد وبركات صلة التاويح أن منم قام مع إمامه كتب له قيام ليلِّة .عنم أب ذر رضي ال عنه أن
رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال)) :ان الرجل إذا صلِّىَ مع المام حت ينصرف حسب له قيام
اللِّيلِّة((.
تصلِّي مع المام حت ينصرف وتتصب هذه الدقائق يكحتب لك قيام ليلِّة كاملِّة.
فاتق ال يا عبَدال ف عمحرك الذي مضىَ أكثره وأقبَل علِّىَ صلة التاويح يرقبَل ال علِّيك وانُظر إل
سلِّفك منم الصحابة ،عنم السائب بنم يزيد أنُه قال :أمر عمحر بنم الطاب أب بنم كعب وتيمحاد الداري
أن يقوُما بالناس بإحدىً عشرة ركعة ،قال وقد كان القارئ يقرأ بالئمي حت كنا نُعتمحد علِّىَ العصىَ منم
طوُل القيام ،وما كنا نُنصرف إل ف فروع الفجر خشية أن يفوُتنا الفلح -أي السحوُر .-
وما صلح الجساد إل بإنُتصابا لربا ،ف القيام والتاويح ،وهوُ شفاء منم أمراض الجساد والقلِّوُب
ورفعة للِّدرجات عند علم الغيوُب وهذا طريق الصالي منم قبَلِّنا.
628
قال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم)) :علِّيكحم بقيام اللِّيل فإنُه دأب الصالي قبَلِّكحم ،وقربة إل ال
تعال ومنهاة عنم الث ،وتكحفي السيئمات ،ومطردة للِّداء عنم السد(( حديث صحيح رواه التمذي
وغيه.
وقد كان صحابة رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يربطوُن البَال بي السوُاري ث يتعلِّقوُن با منم طوُل
القيام ف التاويح.
فرحم ال رجلد قدم لخرته ،وأحيا ليلِّه ،وأيقظ أهلِّه ،وقدم مهره ،فإنا مهر الوُر السان طوُل التهجد
بالقرآْن ،ول تكحنم يا أخي منم يعظم الذطبَة ويسهىَ الهر.
بادر يا أخي فإنُه مبَادر بك.
كان أبوُ الدرداء رضي ال عنه يقوُل" :صلِّوُا ف ظلِّمحة اللِّيل ركعتي لظلِّمحة القبَوُر ،صوُموُا يوُماد شديداد
حره لر يوُم النشوُر ،تصدقوُا بصدقة لشر يوُم عسي".
وقل ساعدي بانُفس بالصب ساعةد ……فعند اللِّقا ذا الكحد يصبَح زأائلد
فمحا هي إل ساعة ث تنقضي ……ويصبَح ذا الحزان فرحان جاذل
ثالثدا :رمضان شهر فتح أبوُاب النان:
عنم أب هريرة رضي ال عنه ،أن رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال)) :إذا جاء رمضان ،فتحت أبوُاب
النة ،وغلِّقت أبوُاب النار ،وصفدت الشياطي(( رواه البَخماري ومسلِّم.
إن فتح أبوُاب النة ف رمضان حقيقة ،ل تتاج إل تأويل ،وهذه نُعمحة عظيمحة ومنة كريإة منم ال،
يتفضل با علِّىَ عبَاده ف هذا الشهر.
إنا النة يا عبَاد ال الت غرس غراسها الرحنم بيده.
إنا النة الت ل يسأل بوُجه ال العظيم غيها.
إنا النة دار كرامة الرحنم فهل منم مشمحر لا.
إنا النة فاعمحل لا بقدر مقامك فيها.
إنا النة فاعمحل لا بقدر شوُقك إليها….
إنا النة الت اشتاق إليها الصاحوُن منم هذه المة ،فسلِّوُا عنها جعفر الطيار وعمحي بنم المحام وحرام
بنم ملِّحان وأنُس بنم النضر وعامر بنم أب فهية ،وعمحرو بنم المحوُح وعبَدال بنم رواحة.
نُعم إنا النة الت فتحت أبوُابا هذه اليام ولكحنم يا عجبَاد لا كيف نُام طالبَها ،وكيف ل يدفع مهرها
ف رمضان خاطبَها ،وكيف يطيب العيش ف هذه الدار بعد ساع أخبَارها ،إنا النة ،دار الوُقني بوُعد
ال ،التهجدينم ف ليال رمضان ،الصائمحي ناره ،الطعمحي لعبَاد ال ،قال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه
وسلِّم)) :إن ف النة غرفاد يرىً ظاهرها منم باطنها ،وباطنها منم ظاهرها ،قالوُا لنم هي يا رسوُل ال؟
قال :لنم أطعم الطعام وأدام الصيام ،وصلِّىَ باليل والناس نُيام((.
629
إنا النة ما رحلِّيت لمة منم المم ،مثلِّمحا رحللِّيت لمة ممحد صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم.
إن نُب ال موُسىَ علِّيه السلم خدم العبَد الصال عشر سنوُات ،مهراد لزواجه منم ابنته .فكحم تدم أنُت
موُلك لجل بنات النان الوُر السان.
إن مفاتيح النة مع أصحاب اللِّيل ،وهم رحراسها ،فيا قرة عيوُن البرار بالنظر إل وجه ال ف الدار
الخرة ،ويا ذلة الراجعي بالصفقة الاسرة قال ال تعال :وجوُه يوُمئمذ نُاضرة إل ربا نُاظرة ووجوُه يوُمئمذ
باسرة تظنم أن يفعل با فاقره .
فحي علِّىَ جنات عدن فإنا ……منازألك الول وفيها الخميم
ولكحننا سب العدو فهل ترىً ……نُعوُد إل أوطانُنا ونُسلِّم
فلِّلِّه أبصار ترىً ال جهرة ……فل الزن يغشاها ول هي تسأم
فيا نُظرة أهدت إل الوُجه نُضردة………أمنم بعدها يسلِّوُ الب التيم
أجئمتنا عطفاد علِّينا فإنُنا ……بنا ظمحأد والوُرد العذب أنُتم
رابعدا :رمضان شهر غلِّق أبوُاب النيان:
قال ال تعال :أن جهنم كانُت مرصادا ،للِّطاغي مآبا .وقال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم)) :وأي
الذي نُفسي بيده لوُ رأيتم ما رأيت لضحكحتم قلِّيلد ولبَكحيتم كثيدا ،قالوُا :وما رأيت يا رسوُل ال؟ قال:
رأيت النة والنار((.
النار الت رأها رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يطم بعضها بعضدا ،والت قال عنها صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم
لا رآْها ،ل أر منظراد كاليوُم قط أفظع منم النار.
هذه النار هي ملِّوُقة الن ،موُجوُدة الن ،إنا معدة ،فإياك ث إياك أن تكحوُن منم وقوُدها.
لقد رأخبت بأن النار موُرد المحيع ،وإن منكحم إل واردها كان علِّىَ ربك حتمحاد مقضياد ث نُنجي الذينم
اتقوُا ونُذر الظالي فيها جثياد .
فأنُت منم الوُرود علِّىَ يقي ،لكحنك منم النجاة ف شك .استشعر يا أخي ف قلِّبَك هوُل ذلك الوُرد،
فعساك أن تستعد للِّنجاة منه ،تأمل ف حال اللئق ،وقد قاسوُا منم دواهي القيامة ما قاسوُا ،فبَينمحا هم
ف كربا وأهوُالا ،ينتظرون حقيقة أبنائها ،وتشفيع شفعائها ،إذ أحاطت بالرمي ظلِّمحات ذات شعب،
وأظلِّت علِّيهم نُار ذات لب ،وسعوُا لا زأفياد وجرجرة ،تفصح عنم شدة الغيظ والغضب ،فعند ذلك
أيقنم الرموُن بالعطب ،وجثت المم علِّىَ الركب ،حت أشفق البيء منم سوُء النقلِّب ،وخرج النادي
ل :أينم فلن بنم فلن ،السلوُف نُفسه ف الدنُيا بطوُل المل ،الضيع عمحره ف سوُء منم الزبانُية قائ د
العمحل ،فيبَادرونُه بقامع منم حديد ،ويستقبَلِّوُنُه بعظائم التهديد ،ويسوُقوُنُه إل العذاب الشديد ،ث
ينكحسوُنُه ف قعر الحيم ،ويقوُلوُن له :ذق إنُك أنُت العزيز الكحري فشرأسكحنوُا داراد ضيقة الرجاء مظلِّمحة
السالك ،مبَهمحة الهالك ،يلِّد فيها السي ،ويوُقد فيها السعي ،طعام أهلِّها الزقوُم ،وشرابم المحيم،
630
ومستقرهم الحيم ،الزبانُية تقمحعهم ،والاوية تمحعهم ،أمانُيهم فيها اللك ،وما لم منها فكحاك ،قد
رشلدت أقدامهم إل النوُاصي ،واسوُدت وجوُههم منم ظلِّمحة العاصي ،ينادون منم أكنافها ،ويصيحوُن ف
نُوُاحيها وأطرافها ،يا مالك قد حق علِّينا الوُعيد ،يا مالك قد أثقلِّنا الديد ،يا مالك قد نُضجت منا
اللِّوُد ،يا مالك أخرجنا منها فإنُا ل نُعوُد ،فتقوُل الزبانُية :هيهات لت حي أمان ،ول خروج لكحم منم
دار الوُان.
يا عبَدال :إن القضية جد ،إنُه لقوُل فصل ،وما هوُ بالزل ،نُار ،غقم قرارها ،مظلِّمحة أقطارها ،حامية
قدورها ،فظيعة أموُرها ،عقابا عمحيم ،عذابا أليم ،بلؤها شديد ،وقعرها بعيد ،سلسل وأغلل ،مقامع
وأنُكحال ،زأمانم ليل حالك ،وضجيجهم ضجيجه هالك ،يصطرخوُن فيها فل ييبَهم مالك ،ومقامع
الديد تشم جبَاههم ،ويتفجر الصديد منم أفوُاههم ،وينقطع منم العطش أكبَادهم ،وتسيل علِّىَ الدود
أحداقهم ،ليب النار سار ف بوُاطنم أعضائهم ،وحيات الاوية وعقاربا تأخذ بأشفارهم.
ف منم نُار ،ومساكنم منم نُار ،وهم والعياذ نُعوُذ بال أن نُكحوُن منم قوُم لبَاسهم نُار ،ومهادهم نُار ،رلر ة
بال ف شر دار.
فيها غلظ شداد منم ملئكحة ………قلِّوُبم شدة أقسىَ منم الجر
لم مقامع للِّتعذيب مرصدة ………وكل كسر لديهم غي منجب
سوُداء مظلِّمحة شعثاء موُحشة ……دهاء مرقة لوُاحة البَشر
يا ويلِّهم ترق النيان أعظمحهم … …فالوُت شهوُتم منم شدة الضجر
ضجوُا وصاحوُا زأمانُا ليس ينفعهم ……دعاء داع ول تسلِّيم مصطب
وكل يوُم لم ف طوُل مدتم …… نُزع شديد منم التعذيب ف سقر
فيا أخي الكحري ،إذا كانُت النار بذه الثابة بل أشد ،فإن أسألك أيها العاقل ،أليست فرصة أن تغلِّق
أبوُابا هذه اليام فإن ل تنتهز الفرصة الن ،فمحت يكحوُن؟
فيا عجبَاد ،يدري بنار وجنة وليس لذي نُشتاق أو تلِّك نذر
إذا ل يكحنم خوُف وشوُق ول حيا …فمحاذا بقىَ فينا منم الي يذكر
وليس لر صابرينم ول بلِّىَ فكحيف علِّىَ النيان يا قوُم نُصب
وفوُق جنات اللِّد أعظم حسرة علِّىَ تلِّك فلِّيستحسر التحسر
بارك ال ل ولكحم . . .
-------------------------
الطبَة الثانُية
-------------------------
الطبَة الثانُية
631
المحد ل علِّىَ إحسانُه والشكحر له علِّىَ توُفيقه وامتنانُه. . .
أما بعد-:
اليزة الامسة لذا الشهر البَارك ،أنُه شهر القرآْن ،بل هوُ شهر الكحتب السمحاوية كلِّها.
عنم وائلِّة بنم السقع رضي ال عنه ،عنم رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أنُه قال)) :أنُزلت صحف
ابراهيم أول ليلِّة منم رمضان ،وأنُزلت التوُراة لست مضت منم رمضان ،و أنُزل النيل لثلث عشرة
مضت منم رمضان ،وأنُزل الزبوُر لثمحان عشر خلِّت منم رمضان ،وأنُزل القرآْن لربع وعشرينم خلِّت منم
رمضان(( حديث حسنم رواه الطبان وأحد.
أما القرآْن خاصة فيقوُل ال جل وتعال :شهر رمضان الذي أنُزل فيه القرآْن هدىً للِّناس وبينات منم
الدىً والفرقان .
إن للِّصيام علقة خاصة بالقرآْن ،فإذا علِّم هذا فلِّعلِّه يتضح سلر إقبَال الناس علِّىَ القرآْن ف رمضان
قراءدة وحفظاد واستمحاعاد دون بقية الطاعات والقربات.
قال ابنم رجب :كان السلِّف يتلِّوُن القرآْن ف شهر رمضان ف الصلة وغيها.
وقال أيضدا :وكان قتادة يدرس القرآْن ف شهر رمضان ،وكان الزهري إذا دخل رمضان قال :إنا هوُ قراءة
القرآْن وإطعام الطعام.
وقال ابنم الكحم :كان مالك إذا دخل رمضان يفلر منم قراءة الديث ومالسة أهل العلِّم.
وقال عبَدالرزأاق :كان سفيان الثوُري إذا دخل رمضان ترك جيع العبَادة وأقبَل علِّىَ قراءة القرآْن.
أسأل ال جل وتعال للِّجمحيع القبَوُل والعانُة.
ــــــــ
التلفزيون في رمضان
نُاصر بنم ممحد الحد
الب
النوُر
مامد و أدعيةطبَاعة الطبَة بدون مامد وأدعية
-------------------------
ملِّخمص الطبَة
-1كثرة القبَال علِّىَ الطاعات ف رمضان -2 .نُشاط برامجه التلِّفزيوُن ف رمضان -3 .ذكر بعض
الرام الذي يعرض علِّىَ الناس ف التلِّفازأ -4 .التقوُىً هي الدف منم تشريع الصيام -5 .خطر النظرة
الرام علِّىَ قلِّب الصائم -6 .أثر التلِّفازأ ف حياتنا الجتمحاعية.
-------------------------
632
الطبَة الول
أما بعد:
ها ننم أيها الحبَة ،نُعيش هذه اليام أياماد مبَاركات ،صيام وتراويح قرآْن وتسابيح صدقة ودعاء ،وبر
وإحسان ،وغيها كثي ما يتقرب با السلِّمحوُن إل ربم ف هذا الشهر ،لقد ازأدحت الساجد ،وكثر
الصلِّوُن ،وهذا أمر طبَيعي نُشاهده ف كل رمضان ،وأقبَلِّت السر علِّىَ ربا ،ويرصا كثي منم الناس
علِّىَ العمحرة ف رمضان ،وكل هذا وغيه أمر طيب يبَه ال عز وجل.
لكحنم ثة أمر آْخر يتناقض مع كل ما سبَق ذكره ،يقع أيضاد منم الكحثيينم ف رمضان ،وهذا المر يعكحس
الموُر السابقة يبَغضها الوُل جل وتعال .وأظنم أنُه ل بد منم الصارحة بالديث فيه .وهوُ قضية التلِّفازأ
ف رمضان.
أيها السلِّمحوُن الصائمحوُن :إن البامجه التلِّفزيوُنُية كمحا هوُ مشاهد أنا تنشط ف رمضان بشكحل عجيب
،ويتضاعف جهوُد الطات وقنوُات البَث.وهذا ل يتعارض مع حديث أب هريرة التفق علِّيه أن رسوُل
ال قال)) :إذا دخل رمضان فتحت أبوُاب النة وغلِّقت أبوُاب جهنم ،وسلِّسلِّت الشياطي(( .وف
رواية مسلِّم)) :وصفدت الشياطي(( لن الذي يسلِّسل هوُ الشياطي منم النم كمحا جاء ف رواية
التمذي وابنم ماجه-ومردة النم ،-لكحنم الذي وراء هذه البامجه هم مردة شياطي النُس.
وكأنُه وال أعلِّم أن هذا النشاط الكحثف لمر مقصوُد ،وهوُ إزأالة الجر والثوُاب الذي حصل علِّيه العبَد
ف نار رمضان فتأت هذه البامجه وتقضي علِّيه باللِّيل.
لكحنم هؤلء الشياطي ل يدعوُا الصائمحي منم جع السنات حت ف النهار ،فالتلِّفازأ يعمحل طوُال
ساعات اللِّيل والنهار ،فانُشغل الكحثيون حت ف نار رمضان عنم الذكر والستغفار وقراءة القرآْن
،وجلِّسوُا أمام هذا الهازأ ،واكتفوُا منم الصيام بالمساك عنم الطعام فقط.
أيها السلِّمحوُن :هل ينكحر أحد منا أن ال حرم علِّينا معاشر الرجال النظر إل الرأة الجنبَية ،ول أتكحلِّم
عنم اللف العروف بي الفقهاء ف وجه الرأة ،لن الذي يعرض ف التلِّفازأ وجه الرأة وشعرها وصدرها
وذراعيها ،وساقيها وربا أعظم منم هذا هل ينكحر أحد منا أن السلم قد حرم علِّينا الستمحاع إل الغناء
وآْلت الطرب واللِّهوُ .ول يإكحنم أن يلِّوُ برامجه التلِّفازأ منم أصوُات الوُسيقىَ الرمة.
كل هذا أيها الحبَة ،لوُ سللِّمحنا بأن ما يعرض علِّىَ الناس هوُ النساء والوُسيقىَ ولكحنم الوُاقع أن المر
أعظم منم هذا.
إن الذي يعرض علِّىَ الناس الن الشرك والكحفر بال تعال ،يعرض علِّىَ الناس السحر والشعوُذة والزنُدقة
،يعرض علِّىَ الناس تثيلِّيات النس ومسلِّسلت العشق والغرام ،يعرض علِّىَ الناس الزنُا الصريح ،يعرض
علِّىَ الناس صوُر الريإة وأساليب النصب والحتيال ،يعرض علِّىَ الناس برامجه منتجة ف بلد عربية
633
،مثل ،وأغلِّب القائمحي علِّىَ النُتاج اللِّبَنان نُصارىً ،ياربوُن ال ورسوُله ،يعرض علِّىَ الناس المحر
والخمدرات.
لقد تبَلِّد أحاسيسس الناس ،وماتت الكحثي منم الفضائل السلمية ف نُفوُسهم حت صاروا يتقبَلِّوُن أن
ينظروا ف الشاشة رجلد يتضنم بنتاد شابة ،لنُه يإثل دور أبيها ،وننم مطالبَوُن أن نُأخذ المر بعفوُية
وطبَيعية.
وصرنُا ل نُنكحر وجوُد رجل وامرأة ف وضع الزوجي ،ونُصف الرجل بأنُه مثل متم وأنا مثلِّة قديرة
،وصرنُا ل نُنكحر علِّىَ أن تظهر الرأة حاسرة الرأس ،كاشفة الشعر والرقبَة ،والذراعي والساقي.
تعوُدنُا مناظر احتساء المحوُر والتدخي والغتصاب والسرقات والقتل والسبَاب بأقذع اللفاظ ،وتقبَلِّنا
كل هذا علِّىَ أساس أنُه تثيل .وكل هذا متفقوُن جيعاد علِّىَ أنُه حرام ،مصادم لمر ال عز وجل.
أيها الصائمحوُن :أسألكحم وأنُتم تعرفوُن الوُاب ،هل يتناسب كل ما ذكر مع رمضان ،شهر جع
السنات ،وشهر نُزول الرحات والبكات كيف تنزل الرحات علِّىَ البَيوُت؟ ما هذه التناقضات الت
نُعيشها .نسك عنم الطعام والشراب ،ول نسك عنم النظر والستمحتاع ،هل الصيام فقط المتناع عنم
الكل والشرب؟ منم كان ل يعرف الصيام إل بذه الصوُرة مطئ وجاهل ،الصيام هوُ صيام الوُارح
كلِّها لكحي يرج ف النهاية -لعلِّكحم تتقوُن.
يا أيها الذينم آْمنوُا كتب علِّيكحم الصيام كمحا كتب علِّىَ الذينم منم قبَلِّكحم لعلِّكحم تتقوُن.
وهل مشاهدة هذه البامجه تكحسب التقوُىً ،إنا تقضي علِّىَ البَقية البَاقية منم إيإان العبَد ،كيف نُرضىَ
لنُفسنا أن نُرتكحب الرم وننم صائمحوُن كيف نُرضىَ أن نالف ونُطيع ف نُفس الوُقت ،إنا لنم
التناقضات العجيبَة.
إذا كان لبد منم التلِّفازأ ف حياتك أخي السلِّم ووصلِّت إل قناعة ،أنُك ل يإكحنك الستغناء عنه
،وهوُ ف حياتك بثابة الوُاء والاء ،فل أقل منم أن تتكه ف رمضان ،لكحي ل ترح صيامك وتنقص
الجر.
فاتقوُا ال أيها الصائمحوُن ،إنُنا ناطب اليإان الذي ف قلِّوُبكحم ،وناطب الصيام الذي تصوُموُن ،أن
تتقوُا ال جل وتعال وأن يستحي الوُاحد منا منم ربه ،فل يعصيه ويالفه وهوُ صائم ،ول يعصيه بنعمحه
الت أنُعمحها علِّيه.
يا عبَد ال ،يا منم أيام عمحره ف حياته معدودة ،يا منم عمحره ريقضىَ بالساعة والساعة فيمحا ل فائدة منه
،يا كثي التفريط ف قلِّيل البَضاعة ،يا شديد السراف ،يا قوُي الضاعة ،كأن بك عنم قلِّيل رترمىَ ف
جوُف قاعة ،مسلِّوُباد لبَاس القدرة ،وبأس الستطاعة وجاء منكحر ونُكحي ف أفظع الفظاعة ،كأنمحا أخوُان
منم الفظاظة منم لبَان الرضاعة ،وأمسيت تن ثار هذه الزراعة ،وتنيت لوُ قدرت علِّىَ لظتة لطاعة
،وقلِّت :رب ارجعوُن ،ومالك كلِّمحة مطاعة ،يا متخملِّفاد عنم أقرانُه قد آْن أن تلِّق المحاعة.
634
أيها السلِّمحوُن الصائمحوُن :إنُنا ناطب اليإان الذي ف قلِّوُبكحم أن تفظوُا نُعمحة البَصر ،ول تطلِّقوُها ف
النظر إل ما حرم ال ،فإن النظر سهم منم سهام إبلِّيس .إن النظر بنزلة الشرارة ف النار ،رترمىَ ف
الطب اليابس ،فإن ل ترقه كلِّه ،أحرقت بعضه ،وكمحا قيل:
ومعظم النار منم مستصغر الشرر
فعل السهام بل قوُس ول وتر
ف أعي الغيد موُقوُف علِّىَ خطر
ل مرحبَاد بسرور عاد بالضرر
كل الوُادث مبَدؤها منم النظر
كم نُظرة فعلِّت ف قلِّب صاحبَها
والرء ما دام ذا عي يقلِّبَها
يسر مقلِّته ما ضلر مهجته
ض بصره عمحا حرم ال علِّيه ،عوُضه ال تعال منم جنسه ما هوُ خي منه ،فكحمحا أمسك نُوُر إن منم غ ل
بصره عنم الرمات أطلِّق ال نُوُر بصيته وقلِّبَه ،فرأىً به ما ل يره منم أطلِّق بصره ف مارم ال ،وهذا أمر
يسه النُسان منم نُفسه ،فإن القلِّب كالرآْة ،والذنُوُب كالصدأ فيها .فإذا خلِّصت الرآْة منم الصدأ
انُطبَعت فيها صوُر القائق كمحا هي .وإذا صدأت ل تنطبَع فيها صوُر العلِّوُمات ،فيكحوُن علِّمحه وكلمه
منم باب الوُض والظنوُن.
ث بعد هذا كلِّه أيها الباء ما ذنُب البناء أن نُربيهم منذ الصغر ،وف هذا الشهر علِّىَ مسلِّسلت
اللعة والوُن ،ويكحبون علِّىَ التناقضات ،فيتب منذ الصغر ف نُفسه أن ل مانُع منم النظر ف النساء
،ول مانُع منم رؤية الفوُاحش ،ول مانُع منم رؤية مناظر المحوُر والدعارة ،ومع هذا كلِّه ل مانُع أن يصوُم
ويإسك عنم الطعام والشراب ،لكحنه ل يطلِّق بقية جوُارحه .وال الستعان.
ما ذنُب البناء؟ ث يشتكحي الوُاحد منا بعد ذلك منم ولده أنُه يدخنم أو..
أيها السلِّمحوُن :إن التلِّفازأ ف حياة الناس تدخل ف كل شيء ،إن التلِّفازأ غلي ترتيب وجبَات الطعام
عند الناس فصارت الوُجبَات ملِّتزمة بوُاعيد البامجه ،وأحيانُاد يأت موُعد الوُجبَة الغذائية ويإضي
،والشاهدون مشدودون للِّتلِّفازأ دون اهتمحام باجة السم للِّطعام ودون شعوُر بالوُع ف بعض الحيان
وذلك عندما يبَلِّغ سكحر الفم منتهاه.
لقد غلي التلِّفازأ طريقة تمحع الناس ،لقد كان هناك تزاور بي اليان ف السابق وكانُت هناك أحاديث
جيلِّة وتسامر نُظيف واهتمحام بشاكل بعض ،أما الن ،فكحل ليل السر مشغوُل بتابعة الفلم ،وتعدىً
المر حت إل العجائز وال الستعان.
635
بل إن السرة الوُاحدة اسأل نُفسك أيها الب ،كم مرة تلِّتقي ف السبَوُع بكحامل أفراد البَيت علِّىَ غي
الطعام والتلِّفازأ ،لتتحدثوُا حوُل موُضوُع معي ،أو علِّىَ القل تلِّس معهم أيها الب لكحي يكحتسبَوُا منم
أخلقك ،ومت سوُف يتعلِّمحوُن منك التعقل والكحمحة والتزان ،ومت يقتبَسوُن منم أفكحارك وآْرائك أيها
الوُالد.
إذا كنت الن وف هذا السنم ل تلِّس معهم فمحت يكحوُن إذن ،فبَعد أن يكحب الولد ،اللتقاء معهم
يكحوُن ف الناسبَات ،فالتلِّفازأ ل يتك وقتاد لللتقاء السري ،ول للِّتجمحع العائلِّي ،وليس هناك مال
لتبَادل البات والتجارب ،الوُاب أتركه لكحل والد.
أينم هدوء ليال رمضان الت كنا نُعرفها قديإدا ،إن ليال رمضان كان له جوُه الاصا ،وشفافيته الفياضة
،وروحانُيته الاصة ،بي قارئ لكحتاب ال ،ومستغفر بالسحار ،وقائم يصلِّي لصدره أزأيز كأزأيز الرجل
،الكحل ف هدوء وسكحينة ،فجاء التلِّفازأ ف رمضان وحرم الناس تلِّك السكحينة وذاك الدوء ،بأفلم رعاة
البَقر ،ومسلِّسلت العنف والريإة ،وجوُلت الصارعة الرة ،ومبَاريات كرة القدم .والدهىَ منم ذلك
كلِّه ،أن ريدع الناس ف رمضان ببَعض الفلم الت يسمحوُنا السلمية أو )السلِّسلت الدينية(
،فالخمنثي منم المحثلِّي الذينم كانُوُا ف شعبَان يإثلِّوُن أفلم اللعة والزنُا والدعارة ،إذا جاء رمضان
،مثلِّوُا أدوار الصحابة ف تثيلِّياتم .والمحثلِّة الساقطة الت كانُت ف شعبَان ،ترقبَل علِّىَ شاشات التلِّفازأ
،وريإارس معها النا والفجوُر ترج ف رمضان بجاب وجلِّبَاب طوُيل لتمحثل دور الصحابيات ،أو زأوجة
أحد الشخمصيات السلمية ،أي مغالطة أعظم منم هذا ،بل أي منكحر أعظم منم هذا وننم نُنظر
ونُتقبَل المر بشكحل طبَيعي ،ماتت الغية عندنُا حت علِّىَ أصحاب رسوُل ال.
فلِّنتق ال أيها السلِّمحوُن ،ولنعرف لرمضان حقه وحرمته ،ولنتك العاصي والذنُوُب ،ونُتوُب إل ال توُبة
صادقة ف هذا الشهر فإنا وال فرصة ،والروم منم حرم ذلك.
أعوُذ بال منم الشيطان الرجيم :أل تلِّك آْيات الكحتاب الكحيم هدىً ورحة للِّمححسني الذينم يقيمحوُن
الصلة ويؤتوُن الزكاة وهم بالخرة هم يوُقنوُن أولئمك علِّىَ هدىً منم ربم وأولئمك هم الفلِّحوُن ومنم
الناس منم يشتي لوُ الديث ليضل عنم سبَيل ال بغي علِّم ويتخمذها هزواد أولئمك لم عذاب مهي وإذا
تتلِّىَ علِّيه آْياتنا ول مستكحباد كأن ل يسمحعها كأن ف أذنُيه وقرا فبَشره بعذاب أليم إن الذينم آْمنوُا
وعمحلِّوُا الصالات لم جنات النعيم خالدينم فيها وعد ال حقاد وهوُ العزيز الكحيم.
بارك ال ل ولكحم ف القرآْن العظيم.
-------------------------
الطبَة الثانُية
أما بعد:
636
أيها السلِّمحوُن الصائمحوُن :بقيت كلِّمحة تتعلِّق بهازأ التلِّفازأ ف رمضان .تتعلِّق بالقنوُات الفضائية الت
تستقبَل عنم طريق القراصا ،الت تسمحىَ بالدش .إن الشر الذي يعرض ف الطات القريبَة حوُلنا ،لكحا ت
ف
ف هدم دينم وأخلق التمحع .فمحا بالكحم لوُ رسلهل للِّناس رؤية مطات فرنُسا وبريطانُيا وأمريكحا ،وقد
رسلهل ذلك ،إنُه باب منم الشر ل يعلِّمحه إل ال.
ــــــــ
أبواب الخير في رمضان
ممحد بنم ممحد الخمتار الشنقيطي
الدينة النوُرة
قبَاء
مامد و أدعيةطبَاعة الطبَة بدون مامد وأدعية
-------------------------
ملِّخمص الطبَة
-1كثرة ذنُوُبنا وخطايانُا تدعوُنُا لتوُبة نُصوُح ف رمضان -2 .صيام الوُارح مع الصيام عنم الطعام
والشراب -3 .رحة الفقراء والتاجي ف رمضان -4 .نُعمحة إدراك رمضان وبلِّوُغه -5 .رمضان شهر
القيام وشهر قراءة القرآْن -6 .تزكية عمحل الؤسسات اليية الت تتم بأحوُال السلِّمحي -7 .الث علِّىَ
التبع لمحعية تفيظ القرآْن الكحري.
-------------------------
الطبَة الول
أما بعد:
فيا عبَاد ال اتقوُا ال حقيقة التقوُىً ،واستمحسكحوُا منم السلم بالعروة الوُثقىَ ،واعلِّمحوُا أن أجسادنُا علِّىَ
النار ل تقوُىً ،وأكثروا منم ذكر الوُت والبَلِّىَ وقرب الصي إل ال جل وعل.
عنم أب هريرة وأرضاه أن رسوُل ال قال)) :إذا دخل رمضان فتحت أبوُاب الرحة(().[1](1
فتحت أبوُاب الرحات ،فتحت أبوُاب اليات والبكات ،فتحت أبوُاب الغفرات .فمحا أحوُجنا إل رحة
منم ربنا ،ما أحوُجنا إل رحة منم رحاته ومغفرة منم واسع مغفراته.
وقفنا علِّىَ أبوُاب رمضان ،وكلِّنا أمل ف عفوُ اللِّيم الرحنم .وقفنا وقد أثقلِّتنا ذنُوُبنا وعظمحت علِّينا
عيوُبنا وإساءتنا ،وف ال رجاؤنُا وأملِّنا ،فبَبَاب ال أننا ،ولرحته وحلِّمحه وعفوُه تعرضنا ،فيا أرحم الراحي
ل تعلِّنا عنم بابك مطرودينم ،ول منم فضلِّك وإحسانُك ي با كان منا منم إساءة ي مرومي ،اللِّهم إنُا
نُسألك منم واسع رحتك.
637
المل ف ال كبَي ،المل ف ال عظيم ،فمحا منا إل ومذنُب ومسيء ,وما منا إل وهوُ مطئ ولكحنم
رجاؤنُا فيمحنم يبَسط يده باللِّيل ليتوُب مسيء النهار ،ومنم يبَسط يده بالنهار ليتوُب مسيء اللِّيل.
))يا بنم آْدم لوُ بلِّغت ذنُوُبك عنان السمحاء ث استغفرتن لغفرتا لك ول أبال(() .[2](2استغفروا ال؛
فإن ال غفوُر رحيم ،واستفتحوُا شهركم بتوُبة نُصوُح يأمنم العبَد با الزي والفضوُح ،فكحم ل جل وعل
ف هذه اليام منم نُفحات ورحات.
ما أحوُجنا أن نُستفتح هذا الشهر الكحري وقد ألقيت عنم ظهوُرنُا الحال والوزأار ،وما ذلك علِّىَ ال
بعزيز.
نُقف اليوُم علِّىَ مشارف شهر رمضان ،شهر الرحات والبكات واليات ،وننم أحوُج ما نُكحوُن إل
أسبَاب رحة ال.
أل وإن منم أسبَاب رحته صفاء قلِّوُبنا ونُقاء صدورنُا منم الشحناء والبَغضاء.
كفىَ أيها التهاجرون ،كفىَ أيها التقاطعوُن ،كفىَ أيها التبَاعدون.
إل مت وننم متعادون؟ إل مت وننم متلِّفوُن؟ إل مت وننم متبَاغضوُن؟ هل لنا أن نُستفتح هذا الشهر
الكحري وقد ملِّئمت قلِّوُبنا بالصفاء والوُدة والخاء؟
فيا أيها الحبَة ف ال :دعوُة أن تصوُم قلِّوُبنا عنم الشحناء والبَغضاء ،كفىَ ما مضىَ فمحا قلِّتم ول قلِّنا
ول كان بينكحم بيننا .كفىَ ،فل كان منكحم ول كان منا ،ول فعلِّتم ول فعلِّنا .فلِّتجتمحع قلِّوُبنا ولتلِّتحم
صفوُفنا ولنرض ال جل وعل.
صفدحا عنم البناء والبَنات ،صفدحا عنم الخوُان والخوُات ،صفدحا عنم الؤمني والؤمنات.
ما أحوُجنا أن نُصوُم صيام الصالي فنستفتح هذا الشهر البَارك وقد زأال ما بيننا وبي الؤمني ،ما
أحوُجنا ف هذا الشهر البَارك أن نُنظر إل البَائسي ،وأن نُرحم البَائسي ،وأن نسنم إل التاجي ،فال
يرحم منم عبَاده الرحاء.
أل عطدفا علِّىَ البَائسي والتاجي والنكحوُبي ,فمحنم رحم عبَاد ال رحه ال ،والصدقة تطفئ غضب ال،
فكحم منم حسنة إل منكحوُب ،وكم منم صدقة إل مكحروب غفر ال با الذنُوُب ،وست با العيوُب،
فاحتسبَوُا عند ال.
إن الصيام يذكركم بالائع الذي ل يد طعامه .إن الصيام يذكركم بإخوُان لكحم ف الدينم عاشوُا بائسي
منكحوُبي ،يذكركم بتلِّك المعاء والحشاء الت ظمحئمت وجاعت فاحتسبَوُا عند ال ،فمحنم فرج كربة فرج
ال عنه كربة منم كرب يوُم القيامة ،يسروا علِّىَ العسرينم ،وأحسنوُا إل التاجي .فكحم غابت شس
رمضان فغابت معها ذنُوُب العبَاد منم ال الرحنم .ارحوُا عبَاد ال فإن ال يرحم منم عبَاده الرحاء.
عبَاد ال ما أحوُجنا وننم نُعيش هذه اليام أن نُلِّهجه بالثناء والشكحر ل فاطر الرض والسمحاء .بلِّغنا
رمضان وما كنا لنبَلِّغه بوُلنا وقوُتنا .كم منم قلِّوُب تنت ,وكم منم نُفوُس حنت أن تبَلِّغ هذه الساعات
638
واللِّحظات دههم هادم اللِّذات ،فهم غرباء سفر ل ينتظرون ،وسكحان لد وشق إل الشر يساقوُن .فيا
عبَاد ال اشكحروا نُعمحة ال علِّيكحم بالياة وبلِّوُغ شهر رمضان ,واسألوُه التوُفيق للِّطاعة؛ فإنُه الوُفق
والسدد لنم شاء منم عبَاده ،واحدوا نُعمحة ال علِّىَ عافية البدان ،وأمنم الوطان ،وما كان منم ال منم
إحسان ،فمحنم شكحر نُعمحة ال آْذنُه بالزيد .اللِّهم لك المحد كالذي نُقوُل ولك المحد خديا ما نُقوُل.
عبَاد ال :شهر الصيام صامت فيه الوُارح والركان عنم الثام والعصيان ،فطوُب لنم صامت أحشاؤه
وأمعاؤه ,وطوُب لنم صام بصره عنم الرام ،وصام لسانُه عنم الفحش والثام ،طوُب لنم صام الشهر
ل ،فل غيبَة ول نيمحة ول واستكحمحل الجر ،وأدرك ليلِّة القدر .أخذ رمضان كاملد وسلِّمحه للِّمحلئكحة كام د
أذية للِّمحؤمني صام فصامت جوُارحه وأركانُه قانُدتا آْنُاء اللِّيل ساجددا وقائدمحا يرجوُ رحة ربه ويشىَ منم
عذابه.
الصيام إقبَال علِّىَ ال ،مدرسة الصالي ومنازأل الخيار والتقي ،فلِّمحثل هذا فلِّيعمحل العاملِّوُن .جعلِّنا
ال وإياكم منهم أجعي.
عبَاد ال :إن قيام شهر رمضان حسنة منم السنات وطاعة منم أجلل الطاعات.
علِّيكحم بقيام اللِّيل؛ فإنُه دأب الصالي ,ورخلِّق عبَاد ال التقي كانُوُا قلِّيلد منم اللِّيل ما يهجعوُن
وبالسحار هم يستغفرون ]الذاريات.[18-17:
وأكثروا منم تلوة القرآْن؛ فإنُه يأت شفيدعا لهلِّه يوُم القيامة .أكثروا منم قراءة القرآْن ف شهر رمضان؛
فإنُه نُعمحة ورحة وهداية وموُعظة ,وقفوُا أمام اليات وتدبروا تلِّك العظات البَالغات ،وأتبَعوُها العمحل تبَدبَا
إل ال فاطر الرض والسمحوُات.
اللِّهم اجعل القرآْن العظيم ربيع قلِّوُبنا ونُوُر صدورنُا ،وجلء أحزانُنا وذهاب هوُمنا وغمحوُمنا وسائقنا
وقائدنُا إل رضوُانُك وجناتك جنات النعيم.
أقوُل قوُل هذا ،وأستغفر ال العظيم ل ولكحم ولسائر السلِّمحي منم كل ذنُب فاستغفروه إنُه هوُ الغفوُر
الرحيم.
-------------------------
الطبَة الثانُية
المحد ل عظيم الحسان ،وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له ،الوُاحد الديان ،وأشهد أن
سيدنُا ونُبَينا ممحددا عبَده ورسوُله الذي أرسلِّه بالدىً والبَيان ،فشرح به الصدور وأنُار به القلِّوُب .صلِّىَ
ال علِّيه وعلِّىَ آْله وصحبَه ما آْذنُت شس بغروب ،ومنم سار علِّىَ نجهم ،واهتدىً بديهم إل يوُم
الدينم.
أما بعد :فأوصيكحم ونُفسي بتقوُىً ال عز وجل.
639
عبَاد ال إن الؤسسات اليية والمحاعات اليية تقوُم بأمر عظيم ،تمحلِّت المانُة وقامت بتلِّك
السئموُلية العظيمحة الت رعت فيها أبناء السلِّمحي وبناتم .فال أعلِّم كم فرجت بم منم كربات ,وكم
زأالت بم منم نُكحبَات .ال أعلِّم كم كان منم هذه المحعيات والؤسسات اليية منم خي وبر .أسأل ال
العظيم أن يعظم أجرهم وأن يثقل ف موُازأينم السنات حسناتم.
عبَاد ال :ووراء هذه المحعيات أقوُام يتسبَوُن الجر عند ال ومسنوُن بذلوُا لوُجه ال فكحم كان لم منم
فضل بعد ال عز وجل ف بقائها وحسنم أدائها وعظيم رعايتها.
فيا عبَاد ال :القيام بأمر هذه المحعيات يتاج إل معوُنُة ومساعدة وموُاساة منم السلِّمحي يتاج إل كل
واحد منا أن يقف مع إخوُانُه ويعينهم علِّىَ الطاعة والب .فمحنم أعان ذا خي علِّىَ خيه رأجر كأجره،
فتعاونُوُا علِّىَ الب والتقوُىً ،واحتسبَوُا ي عبَاد ال ي ف مد يد العوُن لم فإن ال ل يضيع أجر منم أحسنم
ل.
عمح د
ومنم هذه المحعيات والؤسسات تلِّك الؤسسة اليية والمحعية البَاركة الت قامت علِّىَ تفيظ كتاب ال
لبناء السلِّمحي وبناتم .كم حبت منم آْيات ،وسعت منم تلوات وكم منم جاهل عرذلِّم ،وكم منم ضال
قريلوُم .كم كان فيها منم خي .كم كان فيها منم نُفع للِّمحسلِّمحي والسلِّمحات فاحتسبَوُا ي عبَاد ال ي ف
معوُنُتها وأداء الي إليها .وما يدريك فلِّعل هذا الال الذي تدفعه أن يكحوُن سبَدبَا ف حفظ كتاب ال
جل وعل .وما يدريك فلِّعل هذا الال الذي تعطيه يكحوُن سبَدبَا ف حفظ آْية أو سوُرة ،ما تلِّفظ با
صاحبَها إل كان لك كأجره ،ما يدريك لعل ال عز وجل أن يرحك با كان منك منم خي لكحتابه،
ومنم أعان علِّىَ حفظ كتابه ،وإن إخوُانُكحم ينتظرون منكحم العوُن فأعينوُهم أعانُكحم ال .تقبَل ال منا
ومنكحم.
أل وصلِّوُا وسلِّمحوُا علِّىَ خي خلِّق ال ،الرحة الهداة والنعمحة السداة؛ فقد أمركم ال بذلك....
__________
) (1رواه البَخماري ف كتاب الصوُم،
) (2هذا حديث قدسي رواه التمذي ف كتاب الدعوُات عنم أنُس ،ورواه أحد ) (5/167منم حديث
أب ذر بعناه.
ــــــــ
كيف نستقبل رمضان
مرزأوق بنم سال الغامدي
مكحة الكحرمة
الرحة
مامد و أدعيةطبَاعة الطبَة بدون مامد وأدعية
640
-------------------------
ملِّخمص الطبَة
-1اغتنم رمضان فل تدري لعلِّك ل تدركه ثانُية -2 .الستعداد لشهر رمضان بتصحيح السلِّوُك
وتقيق كمحال اليإان والتوُبة منم الذنُوُب -3 .بعض فضائل رمضان -4 .بعض الحكحام التعلِّقة
بالصيام والقيام -5 .القنوُت ف صلة الوُتر.
-------------------------
الطبَة الول
أيها الخوُة :ما أشبَه اللِّيلِّة بالبَارحة هذه اليام تر بسرعة وكأنا لظات ،لقد استقبَلِّنا رمضان ث
ودعناه ،وما هي إل فتة منم الزمنم وإذا ننم نُستقبَل رمضان مرة أخرىً.
أيها الخوُة :ولوُ نُظرنُا حوُلنا لوُجدنُا أن بعضاد منم أدرك رمضان الاضي أصبَح منم أهل القبَوُر وربا
ل .فيقدر ال أل يكحوُن منم أهل الدنُيا البَعض منا ف هذا العام منم يقدر ال له أن يصوُم رمضان كام د
بعده فيكحوُن آْخر رمضان يصوُمه ويقوُمه ،ولوُ استشعر كل منا هذا المر واستعد للِّمحوُت بعد رمضان
أو ف أثنائه وصام رمضان إيإانُاد واحتساباد وقامه أيضاد إيإانُاد واحتساباد لنال السعادة والفوُزأ بالنة ،فرغم
أنُف ث رغم أنُف منم أدرك رمضان ول يغفر له.
أيها الخوُة :إن الستعداد ف رمضان يكحوُن بحاسبَة النفس علِّىَ تقصيها سوُاء بالتقصي ف تقيق
الشهادتي أو التقصي ف الوُاجبَات أو التقصي ف عدم ترك ما نُقع فيه منم الشهوُات أو الشبَهات ..
فيقوُم العبَد سلِّوُكه ليكحوُن ف رمضان علِّىَ درجة عالية منم اليإان ..فاليإان يزيد وينقص ،يزيد بالطاعة
وينقص بالعصية ،فأول طاعة يققها العبَد هي تقيق العبَوُدية ل وحده وينعقد ف نُفسه أل معبَوُد بق
إل ال فيصرف جيع أنُوُاع العبَادة ل ل يشرك معه أحداد ف عبَادته ،ول يرائىَ بعبَادته ،ومنها العبَادات
القلِّبَية منم خشية ورهبَة وخوُف ورجاء وتوُكل وإنُابة وإخبَات ورغبَة واستعانُة واستغاثة وأيضاد وكل أنُوُاع
العبَادة الظاهرة ،ويستيقنم كل منا أن ما أصابنا ل يكحنم ليخمطئمنا ،وما أخطأنُا ل يكحنم ليصيبَنا وأن كل
شيء بقدر.
ونتنع عنم كل ما يناقض تقيق الشهادتي وذلك بالبتعاد عنم البَدع والحداث ف الدينم .وبتحقيق
الوُلء والباء ،بأن نُوُال الؤمني ونُعادي الكحافرينم والنافقي ،ونُفرح بانُتصار السلِّمحي علِّىَ أعدائهم،
ونُقتدي بالنب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم وأصحابه ،ونُستم بسنته صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم وسنة اللِّفاء
الراشدينم الهديي منم بعده ،ونبَها ونب منم يتمحسك با ويدافع عنها ف أي أرض وبأي لوُن وجنسية
كان.
بعد ذلك أيها الخوُة ناسب أنُفسنا علِّىَ التقصي ف فعل الطاعات كالتقصي ف أداء الصلِّوُات جاعة
وذكر ال عز وجل وأداء القوُق للِّجار وللرحام وللِّمحسلِّمحي وإفشاء السلم والمر بالعروف والنهي
641
عنم النكحر والتوُاصي بالق ،والصب علِّىَ ذلك ،وبالصب عنم فعل النكحرات ،أو بالصب علِّىَ فعل
الطاعات ،أو بالصب علِّىَ أقدار ال عز وجل.
ث تكحوُن الاسبَة علِّىَ فعل العاصي واتبَاع الشهوُات بنع أنُفسنا منم الستمحرار علِّيها ،أي معصية
كانُت صغية أو كبَية ،سوُاء كانُت معصية بالعي ،بالنظر إل ما حرم ال أو بالسمحاع للِّمحعازأف أو
بالشي فيمحا ل يرضي ال عز وجل ،أو بالبَطش باليدينم ف ما ل يرضي ال ،أو بأكل ما حرم ال منم
الربا أو الرشوُة أو غي ذلك ما يدخل ف أكل أموُال الناس بالبَاطل.
ويكحوُن نُصب أعيننا أيها الخوُة أن ال يبَسط يده بالنهار ليتوُب مسيء اللِّيل ويبَسط يده باللِّيل ليتوُب
مسيء النهار ،وقد قال سبَحانُه وتعال :وسارعوُا إل مغفرة منم ربكحم وجنة عرضها السمحوُات والرض
أعدت للِّمحتقي الذينم ينفقوُن ف السراء والضراء والكحاظمحي الغيظ والعافي عنم الناس وال يب السني
والذينم إذا فعلِّوُا فاحشة أو ظلِّمحوُا أنُفسهم ذكروا ال فاستغفروا لذنُوُبم ومنم يغفر الذنُوُب إل ال ول
يصروا علِّىَ ما فعلِّوُا وهم يعلِّمحوُن أولئمك جزاؤهم مغفرة منم ربم وجنات تري منم تتها النار خالدينم
فيها ونُعم أجر العاملِّي.
وقال تعال :قل يا عبَادي الذينم أسرفوُا علِّىَ أنُفسهم ل تقنطوُا منم رحة ال إن ال يغفر الذنُوُب جيعاد
إنُه هوُ الغفوُر الرحيم .وقال تعال :ومنم يعمحل سوُءاد أو يظلِّم نُفسه ث يستغفر ال يد ال غفوُراد رحيمحدا.
بذه الاسبَة وبالتوُبة والستغفار يب علِّينا أن نُستقبَل رمضان ،فالكحيس منم دان نُفسه وعمحل لا بعد
الوُت والعاجز منم أتبَع نُفسه هوُاها وتن علِّىَ ال المان.
أيها الخوُة :إن شهر رمضان شهر مغنم وأرباح والتاجر الاذق يغتنم الوُاسم ليزيد منم أرباحه فاغتنمحوُا
هذا الشهر بالعبَادة وكثرة الصلة وقراءة القرآْن والعفوُ عنم الناس والحسان للِّغي والتصدق علِّىَ الفقراء.
ففي شهر رمضان تفتح أبوُاب النة وتغلِّق أبوُاب النار وتصفد فيه الشياطي وينادي مناتد كل ليلِّة :يا
باغي الي أقبَل هلِّم ،ويا باغي ،الشر أقصر.
فكحوُنُوُا عبَاد ال منم أهل الي متبَعي ف ذلك سلِّفكحم الصال مهتدينم بسنة نُبَيكحم صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم
حت نرج منم رمضان بذنُب مغفوُر وعمحل صال مقبَوُل.
أسأل ال العلِّي العظيم أن يوُفقنا جيعاد لذلك ويعيننا علِّىَ الصيام والقيام وفعل الطاعات وترك النكحرات
إنُه ول ذلك والقادر علِّيه ،وأستغفر ال العظيم ل ولكحم فاستغفروه إنُه هوُ الغفوُر الرحيم.
-------------------------
الطبَة الثانُية
ىً للِّناس وبينات منم الدىً والفرقان فمحنم شهد منكحم قال تعال :شهر رمضان الذي أنُزل فيه القرآْن هد د
الشهر فلِّيصمحه ومنم كان مريضاد أو علِّىَ سفر فعدة منم أيام أخر يريرد ال بكحرم اليسر ول يريد بكحم
العسر ولتكحمحلِّوُا العدة ولتكحبوا ال علِّىَ ما هداكم ولعلِّكحم تشكحرون.
642
أيها الخوُة :أخلِّصوُا النية ل ف صيامكحم وقيامكحم ،وبيتوُا النية بالصيام ،ويصح أن تنوُوا صيام الشهر
كلِّه إذا ل ترموُه بإفطار بعذر .لقوُله صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم)) :إنا العمحال بالنيات ،وإنا لكحل امرئ ما
نُوُىً(( .ولقوُله صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم)) :منم ل يبَيت الصيام قبَل الفجر فل صيام له(( .فمحنم أفطر بعذر
لسفر أو لرض أو لغيه فعلِّيه تديد النية.
وعلِّىَ السلِّم أن يتحلِّىَ بالصب حت وإن سابه أحد أو شاته كمحا جاء ف الديث الصحيح)) :فإذا
كان يوُم صوُم أحدكم فل يرفث ول يصخمب ،فإن شاته أحد أو قاتلِّه فلِّيقل :إن امرؤ صائم((.
ومنم سنة النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم تأخي السحوُر وتعجيل الفطار ،ويكحوُن تأخي السحوُر إل ما قبَل
الفجر با يقدر بقراءة خسي آْية ،وعلِّىَ السلِّم أن يتسحر ولوُ بقلِّيل منم الاء ،لن النب صلِّىَ ال علِّيه
وسلِّم قال)) :تسحروا فإن ف السحوُر بركة((.
وإذا أصبَح الصائم وهوُ جنب منم اللِّيل فلِّيغتسل ول شيء علِّيه ،وكذلك منم أكل أو شرب نُاسياد فلِّيتم
صوُمه فإنا أطعمحه ال وساقاه ،كمحا قال النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ،والسافر مي بي الصوُم والفطار
أثناء سفره كمحا جاء ف صحيح مسلِّم عنم حزة بنم عمحرو السلِّمحي رضي ال عنه أنُه قال يا رسوُل ال
أجد ب قوُة علِّىَ الصيام ف السفر فهل علِّي جناح؟ فقال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم)) :هي
رخصة منم ال فمحنم أخذ با فحسنم ،ومنم أحب أن يصوُم فل جناح علِّيه(( .هذا ف السفر البَاح أما
منم سافر بقصد الفطار أو سافر ف معصية فأفطر فهوُ آْث وعلِّيه وزأر وعلِّيه القضاء مع التوُبة
والستغفار.
وقد شرع ف رمضان العتكحاف ف العشر الواخر منه استعداداد وترياد للِّيلِّة القدر الت هي خي منم
ألف شهر ،وهي اللِّيلِّة البَاركة الت يفرق فيها كل أمر حكحيم أسأل ال العلِّي العظيم أن يعلِّنا منم
يظوُن بالقيام والدعاء والستغفار ف ليلِّة القدر إنُه ول ذلك والقادر علِّيه.
كمحا أنُه يشرع قيام رمضان وأن منم قام مع المام حت ينصرف كتب له قيام ليلِّة ..فلِّلِّه المحد والنة،
يقوُم الصلِّي ساعة منم اللِّيل مع المام فكحأنا قام اللِّيل كلِّه.
ول نُنسىَ أيها الخوُة الهتمحام بالفرائض أولد والوُاظبَة علِّيها ف الساجد جاعة ،فال عز وجل يب
التقرب إليه بالفرائض .فل نُنسىَ الصل والفرض ونتم بالنوُافل والستحب.
وصلة القيام أيها الخوُة ليس لا أذان ول إقامة ،وقد سئملِّت أمنا عائشة رضي ال عنها عنم صلة النب
صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ف رمضان فقالت :ل يزد رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ف رمضان ول غيه عنم
إحدىً عشرة ركعة.
والنب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال)) :صلة اللِّيل مثن مثن فإذا خشيت الصبَح فأوتر بوُاحدة(( إذاد
الفضل أن تكحوُن صلة اللِّيل إحدىً عشرة ركعة بقراءة مرتلِّة وخشوُع واطمحئمنان ف جيع الركان ومنم
زأاد علِّىَ إحدىً عشرة ركعة فل بأس لقوُل النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم)) :صلة اللِّيل مثن مثن(( ،سوُاء
643
صلِّىَ الصلِّي ثلثاد وعشرينم أو ثلثاد وثلثي أو غي ذلك الهم أن تكحوُن الصلة بقراءة مرتلِّة وخشوُع
واطمحئمنان وسوُاء صلها السلِّم مع المام ف الساجد أو صلها منفرداد ف بيته.
أما دعاء القنوُت ف الوُتر فلِّم يثبَت فعلِّه عنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ل ف رمضان ول ف غيه ،ل
منفرداد ول ف جاعة حيث قد صلِّىَ النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم بالصحابة ف رمضان ف عدة رمضانُات
وف ليال متفرقة منم كل رمضان صلِّىَ النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم بالصحابة ول ينقل عنه أنُه قنت ف
الوُتر ،ولذلك أخذ الالكحية بذا المر فهم ل يقنتوُن ل ف رمضان ول ف غيه وأهل بلد الغرب
يتمحسكحوُن بعدم القنوُت طوُال العام.
ولكحنم أيها الخوُة حيث ثبَت أن الصحابة قد قنتوُا ف النصف الخي منم رمضان ف عهد عمحر بنم
الطاب رضي ال عنه فلِّذلك رأىً بعض أهل العلِّم أن القنوُت ف الوُتر ل يشرع طوُال العام إل ف
النصف الخي منم رمضان ،وبذا أخذ الشافعية فهم ليقنتوُن ف الوُتر طوُال العام إل ف النصف
الخي منم رمضان ودليلِّهم قوُي لجاع الصحابة رضي ال عنهم علِّىَ ذلك.
وأما منم يقنت ف الوُتر طوُال العام بجة الديث الذي يروىً عنم تعلِّيم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم
للِّحسنم رضي ال عنه دعاء القنوُت الشهوُر ،فقد قال بعض أهل العلِّم ل بأس بذلك .إذاد فمحنم قنت
أوترك .أو اقتصر علِّىَ النصف الخي منم رمضان فل بأس .ول ينكحر علِّىَ أحد منهم ،فالمر واسع
والمحد ل.
ولكحنم الرجح هوُ أن يكحوُن دعاء القنوُت ف النصف الخي منم رمضان ،والدعاء ف القنوُت ينبَغي أن
يكحوُن موُافقاد لا ثبَت عنم إجاع الصحابة ،مع البَعد عنم التعدي ف القوُال والبَعد عنم الطالة والتنغيم
تشبَهاد بقراءة القرآْن والول إخشاع القلِّوُب بالقرآْن وبسنم التلوة مع تطبَيق السننم ف الصلة منم
خشوُع وطمحأنُينة ،وقراءة دعاء الستفتاح الذي يتهاون به كثي منم أئمحة التاويح هذه اليام ،نُسأل ال
لنا ولم الداية والخلصا ف القوُل والعمحل إنُه سيع ميب.
ــــــــ
تحقيق التقوى في صيام رمضان
فهد بنم عبَد الرحنم العبَيان
الرياض
غي مدد
مامد و أدعيةطبَاعة الطبَة بدون مامد وأدعية
-------------------------
ملِّخمص الطبَة
644
-1فضل الصوُم ومكحانُته -2 .فضل شهر رمضان وحال السلِّف فيه -3 .حال الناس هذه اليام ف
رمضان -4 .الكحمحة منم مشروعية صوُم رمضان هي تقيق التقوُىً.
-------------------------
الطبَة الول
أما بعد:
أيها الؤمنوُن :قد أظلِّنا شهر الرحات والبكات شهر الطاعات والصدقات ،شهر يازأي فيه ال علِّىَ
القلِّيل بالكحثي ،ويضاعف فيه السنات شهر رمضان الذي أنُزل فيه القرآْن هدىً للِّناس وبينات منم
الدىً والفرقان.
قال )) :أتاكم رمضان شهر مبَارك فرض ال علِّيكحم صيامه ،تفتح فيه أبوُاب السمحاء وتغلِّق فيه أبوُاب
الحيم ،وتغل فيه مردة الشياطي،ل فيه ليلِّة خي منم ألف شهر ،منم رحرم خيها فقد حرم((.
وقال علِّيه الصلة والسلم)) :الصيام والقرآْن يشفعان للِّعبَد يوُم القيامة ،يقوُل الصيام :أي رب منعته
الطعام والشهوُات بالنهار فشفعن فيه ،ويقوُل القرآْن :منعته النوُم باللِّيل فشفعن فيه ،قال :فيشفعان((.
وقال )) :ما منم عبَد يصوُم يوُماد ف سبَيل ال إل باعد ال بذلك اليوُم وجهه عنم النار سبَعي خريفدا((.
وقال )) :قال ال عز وجل :كل عمحل ابنم آْدم له إل الصيام ،فإنُه ل وأنُا أجزي به(( .أي أن أجره
عظيم تكحفل ال به لعبَاده الصائمحي الخملِّصي.
عبَاد ال :شهر رمضان عند سلِّفنا الصال ليس شهر النوُم والبَطالة والبَدانُة ،إنُه شهر عظيم عرفوُا قدره
ومكحانُته وعلِّمحوُا أن منم حرم الي والرحة فيه فهوُ الروم حقدا.
شهر رمضان عندهم هوُ شهر الد والنشاط والستعداد للِّدار الخرة ،فشهر رمضان عندهم هوُ شهر
جيع الطاعات ،فهوُ شهر الصلة والقيام حيث كانُوُا ييوُن ليلِّه كلِّه قياماد وتجددا ،وهوُ شهر القرآْن
حيث كانُوُا يتمحوُن ف كل يوُم مرة أو مرتي ،فكحان لبَعضهم ف رمضان ستوُن ختمحة ،وهوُ شهر
الصدقات حيث كانُوُا يطعمحوُن الطعام ويفطرون الصوُام،ورمضان عندهم هوُ شهر الهاد حيث وقعت
فيه أعظم فتوُحات السلم ،فيه معركة الفرقان الكحبىً معركة بدر الت فرق ال فيها بي التوُحيد
والشرك،وف رمضان كذلك كان الفتح العظم فتح مكحة الذي فيه أزأهق البَاطق وهدمت قلعه ودخل
الناس ف دينم ال أفوُاجدا.
إذاد شهر رمضان عند أسلفنا ليس شهر النوُم والكحسل والعبَث بل شهر ملِّؤوا ساعاته ولياليه بالطاعات
والعبات والبَكحاء والنُطراح بي يدي ال يرجوُن رحته ومغفرته .إذا كان هذا حالم ف رمضان فمحا هي
حالنا ف رمضان كيف هوُ حال المة يدخل علِّيها هذا الشهر الكحري هل استعدت للِّقائه؟ هل عزمت
علِّىَ استثمحاره واغتنامه؟ هل أعطته حقه منم التكحري والتعظيم؟نُعم قد استعد سفهاء هذه المة لذا
الشهر الكحري بقنوُاتم الفضائية وبرامهم الت يصدون با عنم دينم ال عز وجل .نُعم قد استعدت المة
645
بأسوُاقها لتلِّقي أفوُاج الناس الذينم تتلِّئ بم السوُاق أضعاف ما يكحوُن ف صلة التاويح ،قد استعدت
المة لعداد أصناف الأكوُلت باصة برمضان ،بل إنُك لتعجب أن يأخذ الطعام ف رمضان منم الم
والوُقت والهد أكثر ما تأخذه العبَادة عند كثي منم الناس ،وبالخص النساء.
إن حال المة ف استقبَالا لذا الشهر حال يرثىَ له فصنف منها يستثقل هذا الشهر وقدومه لنُه
سيفقد فيه ما اعتاده منم الشهوُات البَاحة وغي البَاحة ف النهار ،ولذا لوُ تسن له السفر عنم بلد
السلِّمحي لسافر وتفف منم هذا الشهر وتكحاليفه ،فتجده يقضي ناره كلِّه بالنوُم وتضييع الصلِّوُات،
وليلِّه بالسهر والعبَث ،وصنف آْخر منم هذه المة ل يستثقل هذا الشهر الكحري لكحنه أيضاد ل يستعد له
بالقيام وتلوة القرآْن وبذل العروف ،فمحثل هذا قد استعد ببَطنه وجسمحه ل بروحه وقلِّبَه.
وصنف آْخر منم هذه المة أولوُ بقية قد استقبَلِّوُا هذا الشهر الكحري بالفرح والستبَشار وحد ال أن
بلِّغهم رمضان،قد عقدوا العزم علِّىَ اغتنام ناره ولياليه بالطاعات والقربات والبَعد عنم الرمات قد
امتلت بثل هؤلء الساجد وخلِّت منهم السوُاق ،فهؤلء هم صلِّة السلِّف الذينم عرفوُا لذا الشهر
قدره ومنزلته ،فعمحروه بطاعة ال وطلِّب رضوُانُه.
أيها الؤمنوُن :هذه وقفتان نُقفهمحا عند آْية وحديث.
الوُقفة الول :عند قوُله تعال :يا أيها الذينم آْمنوُا كتب علِّيكحم الصيام كمحا كتب علِّىَ الذينم منم
قبَلِّكحم لعلِّكحم تتقوُن فهذه الية دلت علِّىَ أن الغاية الكحبىً منم هذا الصيام هوُ حصوُل تقوُىً ال بفعل
أوامره واجتناب نُوُاهيه ،فالصائم الذي ل يقق تقوُىً ال ف صيامه قد خسر الثمحرة منم هذا الصيام
الذي ل يشرعه ال لرد المتناع عنم الطعام والشراب والشهوُة قال )) :منم ل يدع قوُل الزور والعمحل به
والهل فلِّيس ل حاجة ف أن يدع طعامه وشرابه(( والعن منم ل يتك الكحذب واليل عنم الق.
إذاد هل حقق التقوُىً منم يدخل علِّيه الشهر الكحري ويرج ول يرك فيه ساكندا ،فصلته مضيعة ،ومنكحراته
مستمحرة ،فإن ل يزده رمضان بعداد عنم ال فلِّم يزده قربدا .أم هل حقق التقوُىً ونُال ثرة الصيام منم
حافظ علِّىَ الصلِّوُات وتصدق وقرأ القرآْن وتفف منم النكحرات لكحنه ما إن يهلل شهر شوُال حت يعوُد
كمحا كان ف شعبَان.
وهل حقق التقوُىً منم يصوُم ويصلِّي ويقرأ القرآْن لكحنه ل يتوُرع عنم تضييع ليال هذا الشهر الكحري ف
جلِّسات وسهرات منكحرة قد امتلت بالغيبَة والشاهد الرمة.
الوُقفة الثانُية :عند قوُله )) :منم صام رمضان إيإانُاد واحتساباد غفر له ما تقدم منم ذنُبَه((.
))منم قام رمضان إيإانُاد واحتساباد غفر له ما تقدم منم ذنُبَه((.
))منم قام ليلِّة القدر إيإانُاد واحتساباد غفر له ما تقدم منم ذنُبَه((.
ومعن قوُله)) :إيإانُاد واحتسابدا(( أي مصدقاد بوُجوُبه راغبَاد ف ثوُابه طيبَة به نُفسه غي مستثقل لصيامه ول
مستطيل ليامه.
646
ول نُعجب أيها الؤمنوُن منم يصوُم ويصلِّي مع الناس ومع ذلك ل ند أثراد للِّصيام ف أعمحاله وتصرفاته
بل يوُم صوُمه وفطره سوُاء ،وسر ذلك أن كثياد منم الناس يصوُموُن ويصلِّوُن التاويح مع الناس ،لكحنم
فعلِّهم هذا قد غلِّبَت فيه العادة نُية العبَاد ،ولذلك ل ند للِّصيام والقيام أثراد ف حياتم قال جابر ) :إذا
صمحت فلِّيصم سعك وبصرك ولسانُك عنم الكحذب والآث ،ودع أذىً الار ،وليكحنم علِّيكحم وقار وسكحينة
يوُم صوُمك ،ول تعل يوُم فطرك ويوُم صوُمك سوُاء(.
فإذاد قوُله ف صيام رمضان وقيامه وقيام ليلِّة القدر إيإانُاد واحتساباد هوُ سبَب حصوُل ثرة الصيام ،وهوُ
غفران الذنُوُب وحصوُل الرضىَ منم ال .وأما منم صام لن الناس يصوُموُن وقام لن الناس يقوُموُن
غافلد عنم إصلح النية واحتساب الجر علِّىَ ال ،فهذا قد خسر السران البَي.
أيها الؤمنوُن :هذا الشهر الكحري قد هل علِّينا وما أسرع ما تنقضي أيامه ولياليه ،وصدق ال إذ يقوُل
عنم هذا الشهر أياماد معدودات .فبَادروا فيه بالعمحال الصالة والتوُبة إل ال منم جيع الذنُوُب
والعاصي ،فهوُ فرصة للِّتوُبة والدعاء والعتق منم النيان ،فمحنم ل يتب فيه فمحت يتوُب؟ ومنم ل يدع فيه
العصية ول يستجب له فمحت يدع؟ ومنم ل يعتق منم فيه منم النار فقد خسر أعظم السارة.
أعوُذ بال منم الشيطان الرجيم :وإذا سألك عبَادي عن فإن قريب أجيب دعوُة الداعي إذا دعان
فلِّيستجيبَوُا ل وليؤمنوُا ب لعلِّهم يرشدون.
بارك ال ل ولكحم. .
-------------------------
الطبَة الثانُية
أما بعد:
أيها الؤمنوُن :تستقبَل المة السلمية شهر رمضان الكحري براحها وآْلمها ،فكحم لا ف بقاع الرض
منم جريح وصريع وشريد ،فأمتنا باجة لن يلِّتفت إل جراحها وآْلمها الخملِّصوُن منم أبنائها،
وبالخص منم أنُعم ال علِّيهم بالال والسعة ف الرزأق ،فتذكروا أيها الؤمنوُن ف هذا الشهر الكحري وف
هذا الشتاء البَارد إخوُانُاد لكحم قد ألت بم مصائب الروب والاعات والفقر ،ل يدون الطعام واللِّبَاس
ل
والأوىً ،ف حي أنُك ف بيتك آْمنم دافئ طاعم كاسي ،فوُال لتسألنم عنم هذا النعيم.
عبَاد ال :أبشروا بوُعوُد ال ،فربنا غفوُر رحيم يقبَل التوُبة منم عبَاده ويغفر الذنُب العظيم ويازأي علِّىَ
العمحل اليسي بالجر العظيم ،قد أعد جنة عرضها السمحاوات والرض ،فتحت أبوُابا ف هذا الشهر
الكحري وجرت أنارها وتزينت حوُرها واكتمحل نُعيمحها وأعدت للِّمحتقي.
اللِّهم أعنا علِّىَ صيام رمضان وقيامه وتقبَلِّه منا يا أرحم الراحي.
عبَاد ال صلِّوُا وسلِّمحوُا علِّىَ منم أمركم ال بالصلة والسلم علِّيه. .
ـــــــ
647
رمضان شهر القرآن
عبَد ال الشرقاوي
الدار البَيضاء
الصفا
مامد و أدعيةطبَاعة الطبَة بدون مامد وأدعية
-------------------------
ملِّخمص الطبَة
-1خصوُصية شهر رمضان -2 .حال السلِّف مع القرآْن ف رمضان -3 .أهية القرآْن الكحري ف
إصلح حياتنا -4 .صوُر مزرية ف التعامل مع القرآْن والصاحف.
-------------------------
الطبَة الول
أما بعد:
عبَاد ال :أوصيكحم به ونُفسي بتقوُىً ال عز وجل وأساس التقوُىً اتبَاع القرآْن قال تعال :وهذا كتاب
أنُزلناه مبَارك فاتبَعوُه واتقوُا لعلِّكحم ترحوُن.
أيها الخوُة والخوُات ف السلم :يقوُل ال تعال ف مكحم كتابه :شهر رمضان الذي أنُزل فيه القرآْن
هدىً للِّناس وبينات منم الدىً والفرقان فمحنم شهد منك الشهر فلِّيصمحه .لقد خص ال جل شأنُه شهر
رمضان منم بي سائر الشهوُر بإنُزال القرآْن الكحري فيه ،وخصه كذلك بوُجوُب الصيام شكحراد ل علِّىَ
نُعمحة القرآْن ،والقرآْن الكحري كتاب السعادة ،ودستوُر العدالة ،وقانُوُن الفضيلِّة ،وهوُ الافظ لنم تسك
به منم الرذيلِّة ،فلِّوُ أن الناس آْمنوُا بتعاليمحه وانُقادوا لكحمحه وتنظيمحه ،ووقفوُا عند حدوده ومراسيمحه
لصاروا به سعداء ،ولتحوُلوُا منم حياة الذل والوُان وصاروا به كرماء ،فهوُ يهدي للِّت هي أقوُم ويبَشر
الؤمني الذينم يعمحلِّوُن الصالات أن لم أجراد كبَيدا ،فهوُ يهدي للِّعبَادة القوُم ،واللِّق القوُم ،والتبية
القوُم ،والعاملِّة القوُم ،والوُعظة القوُم والكحم القوُم ،ومنم أجل ذلك كان جبيل علِّيه السلم يدارس
الرسوُل القرآْن ف رمضان فيزيد جوُده وكرمه بالعبَادة والصدقة والحسان قدراد زأائداد علِّىَ سائر الزمان.
وكان السلِّف الصال منم هذه المة منم الصحابة والتابعي يتدارسوُن القرآْن ف رمضان ويقوُموُن به اللِّيل
با يسمحىَ بقيام رمضان ،ولذا كان منم الوُاجب علِّىَ السلِّمحي جيعاد أن يتخمذوا منم القرآْن مائدة
رحانُية يتحلِّقوُن حوُلا ويفوُن با طلِّبَاد لنفحات القرآْن وحلوة ذكره ،لن ملِّس القرآْن هوُ ملِّس لذكر
ال ،وملِّس الذكر روضة منم رياض النة قال عبَد ال بنم مسعوُد ) :إن هذا القرآْن مأدبة ال فتعلِّمحوُا
منم مأدبته ما استطعتم إن هذا القرآْن حبَل ال وهوُ النوُر والشفاء النافع لنم تسك به ،وناة لنم اتبَعه(،
وقال بعض السلِّف الصال :ما جالس أحد القرآْن فقام سالدا :إما له ،وإما علِّيه ،وقال أبوُ موُسىَ
648
الشعري ) :إن هذا القرآْن كائنم لكحم أجراد وكائنم علِّيكحم وزأراد فاتبَعوُا القرآْن ول يتبَعكحم ،فإنُه منم اتبَع
القرآْن هبَط به رياض النة ومنم اتبَعه القرآْن قذف به ف النار( والعياذ بال.
عبَاد ال:إن ضرورة القرآْن للِّحياة كضرورة الاء والوُاء والغذاء فل تستقيم حياة النُسان علِّىَ هذه
الرض إل بذه العناصر الساسية ،وكذلك ل يإكحنم أن يعرف قيمحة هذه النعم السخمرة ف الكحوُن إل
بعرفة القرآْن والسي علِّىَ نجه الذي رسه ال تعال فيه ،لن القرآْن الكحري أنُزله ال تعال لينظم سي
النُسان ف هذه الياة ،فمحثلد سخمر ال للنُسان الشمحس لتضيء الكحوُن ،وأثناء هذا الضوُء اليوُمي
ينادي القرآْن النُسان ويذكره بلِّقاء ربه ،ويوُجب علِّيه عبَادات مثل الصلِّوُات الفروضة وهي تتلِّف منم
حيث الوقات بطلِّوُع الشمحس وغروبا كمحا يأمره بالصيام والزكاة والجه وقال سبَحانُه :يسألوُنُك عنم
الهلِّة قل هي موُاقيت للِّناس والجه .قال تعال :وهوُ الذي جعل اللِّيل والنهار خلِّفة لنم أراد أن يذكر
أو أراد شكحوُردا.
كمحا بي الق سبَحانُه ف القرآْن ما أحلِّه للنُسان وما حرمه علِّيه منم نُبَات وحيوُان وغيها ،والدف
منم التحلِّيل والتحري هوُ صيانُة النُسان وهدايته إل ما فيه خيه وصلحه ،وخلِّق ال النُسان -بل
سائر الخملِّوُقات -ذكراد وأنُثىَ ،وجعل الرأة تكحمحل حياة الرجل والرجل يكحمحل حياة الرأة ،وبي القرآْن
الصداقة بينهمحا وكيف يب أن تكحوُن ،وذلك عنم طريق الزواج الشرعي الذي هدفه الطمحأنُينة والسكحينة
والوُدة والرحة قال تعال :ومنم آْياته أن خلِّق لكحم منم أنُفسكحم أزأواجاد لتسكحنوُا إليها وجعل بينكحم موُدة
ورحة إن ف ذلك لية لقوُم يتفكحرون .ث بي تعال ف القرآْن الكحري تنظيم علقة النُسان بأخيه
النُسان كالبَيع والشراء والوُار وغيها.
وهكحذا نُستفيد أيها السلِّمحوُن الصائمحوُن أن الكحمحة منم إنُزال القرآْن الكحري هوُ تنظيم حياة النُسان
علِّىَ وجه هذه الرض حت تنجح الياة العامة والاصة ،الدنُيوُية والخروية قال تعال :قد جاءكم منم
ال نُوُر وكتاب مبَي يهدي به ال منم اتبَع رضوُانُه سبَل السلم ويرجهم منم الظلِّمحات إل النوُر بإذنُه
ويهديهم إل صراط مستقيم.
معشر الصائمحي والصائمحات :إن تلوة كتاب ال عبَادة منم أجل العبَادات ،إذ كل حرف يقرأه السلِّم
بعشر حسنات ،ولكحنم ليست تلوة القرآْن غاية ،وإنا هي وسيلِّة إل فهم القرآْن وتدبر آْياته ث العمحل
به وتبَلِّيغه ،وتلِّك هي الغاية الطلِّوُبة منم قراءة القرآْن ،ذلك أن القرآْن رسالة ال إل الناس كافة ،وإل
السلِّمحي خاصة ،والقاعدة العروفة ف الرسائل هوُ قراءتا للِّتوُصل إل فهم ما فيها وما يطلِّب صاحبَها
منم الرسل إليه.
وعلِّيك أيها السلِّم أن تذكر إذا جاءتك رسالة منم مبَوُب كري كم يكحوُن فرحك با ،وإذا جاءتك
رسالة منم حاكم أو رئيس كم يكحوُن تقديرك لا حيث تقرؤها بإمعان لتنفذ كل ما جاء فيها منم أمر
وني هذا إذا كانُت الرسالة منم بشر مثلِّك ،فكحيف برسالة خالقك وخالق الخملِّوُقات كلِّها وملِّك
649
اللِّوُك وإله العالي ياطبَك ف رسالته ف كل وقت وحي :يا أيها النُسان ،يا بن آْدم ،يا أيها الناس،
يا أيها الذينم آْمنوُا ،سوُاء كنت قارئاد أو مستمحعدا ،وهذه النداءات كلِّها تشتمحل علِّىَ أوامر ونُوُاهي ،فهل
أديت الوامر واجتنبَت النوُاهي كمحا أمرك ربك ف رسالته ،وأنُت تشهد دائمحاد أنُك توُصلِّت با وآْمنت
با وصادقت علِّيها بقوُلك :أشهد أن ل إله إل ال ،وأشهد أن ممحداد رسوُل ال .
نُفعن ال وإياكم بالقرآْن البَي وبديث سيد الولي والخرينم وأجارن وإياكم منم عذابه الهي وغفر
ل ولكحم ولسائر السلِّمحي آْمي.
-------------------------
الطبَة الثانُية
أما بعد:
عبَاد ال :لقد نُسي كثي منم ينتسبَوُن إل السلم هذه الشهادة بل أصبَحوُا يستهزئوُن بآيات القرآْن
حيث وضعوُه ف موُضع غي لئق بكحلم ال تعال ،فتحوُل القرآْن عند بعضهم إل زأخرفة البَيوُت ونُقش
بالروف علِّىَ أبوُاب التاجر والسيارات والقاهي والشوُارع ،ويقصدون بذلك جلِّب البكة أو دفع الشر
ث ل يطبَقوُن منه شيئماد فصاحب التجر يعلِّق آْيات القرآْن وهوُ يتعامل بالربا وينقص الكحيل والوُزأن
ويتكحر السلِّع ويلِّط صالها برديئمها ،ويلِّف باليإان الغلِّيظة كاذبدا ،والقرآْن يرم ذلك ويناقضه تامدا،
وتشاهد الرأة التبجة العارية تمحل ف عنقها صوُرة مصحف منم الذهب وهي مكحشوُفة الرأس والصدر
والذراعي ،والقرآْن يقوُل :ول تبجنم تبج الاهلِّية الول ،وتشاهد اليات ف السيارات ،وأصحابا
يمحلِّوُن المحر والشيش وعلِّبَة السجائر وينطلِّق مع آْيات القرآْن الكحري ،الكحل ف سيارته ،وهذا استهزاء
بالقرآْن.
وتشاهد سيارة نُقل السافرينم مكحتوُباد علِّيها آْيات القرآْن كقوُله تعال :فسيكحفيكحهم ال وهوُ السمحيع
العلِّيم ،بسم ال مريها ومرساها وركابا يقطعوُن السافات القصية والطوُيلِّة ث ل يصلِّوُن.
وأما الفلت والوُلئم والناسبَات فالمر أفظع وأفحش فالقرآْن يقرأ والناس يلِّهوُن ويلِّعبَوُن وقد يغنوُن
ويرقصوُن ويدخنوُن وتذهب إل الدارات فتجد آْيات مكحتوُبة مثل يا أيها الذينم آْمنوُا كوُنُوُا قوُامي
بالقسط شهداء ل ولوُ علِّىَ أنُفسكحم أو الوُالدينم والقربي وبي جدران هذه الدارة أنُاس يتعاملِّوُن
بالرشوُة والوُساطة ،أهكحذا يكحوُن موُقفنا مع القرآْن؟ استهزاء ونُسيان ،وعدم العمحل به.
إنُنا ف شهر القرآْن فلِّنعد إل القرآْن ولنتدبر آْياته ولنفهم معاينه ولنبَلِّغها الناس اللِّهم عد بنا وبالسلِّمحي
إل كتابك واحلِّنا علِّىَ أوامره واجتناب نُوُاهيه واجعلِّنا منم أهل القرآْن واحشرنُا ف زأمرة تاليه واجعلِّه
شفيعاد لنا غداد بي يديك آْمي.
ــــــــ
استقبالا رمضان بالتوبة
650
إبراهيم بنم ممحد أحد عبَد الكحري
صنعاء
28/8/1416
العمحيي
مامد و أدعيةطبَاعة الطبَة بدون مامد وأدعية
-------------------------
ملِّخمص الطبَة
-1البَشارة بقدوم رمضان -2 .استقبَال الناس اليوُم لرمضان -3 .استقبَال السلِّف لرمضان-4 .
شروط التوُبة -5 .سعة رحة ال تعال -6 .التذكي بالوُت.
-------------------------
الطبَة الول
أما بعد:
فأوصي نُفسي القصرة وإياكم بتقوُىً ال سبَحانُه.
ذ ذ
صوُحدا .ويقوُل جل ف عله: ث أما بعد :فيقوُل الوُل سبَحانُه :يأشييتشها الذيشنم ءاشمنروُاه رتوُبروُاه إذشل اللِّله تشيهوُبشةد نُل ر
جيعاد أشيتهش الهرمحهؤذمرنوُشن لششعلِّلركحهم تريهفلِّذرحوُشن ]النوُر .[31:ويقوُل سبَحانُه :نُشيبَلهئ ذعشبَاذدىً أشلن أششنُا ورتوُبوُاه إذشل اللِّلذه شذ
ش ر
ذ ذ
ب الشليرم ]الجر .[50-49:ويقوُل أيضاد رب العزة واللل ف الهغشرفوُرر اللرحيرم شوأشلن شعشذاذب رهشوُ الهشعشذا ر
حديث قدسي)) :يا عبَادي إنُكحم تطئموُن باللِّيل والنهار وأنُا أغفر الذنُوُب جيعدا ،فاستغفرون أغفر
لكحم((.
إخوُة السلم وأحبَاب البَيب الصطفىَ ممحد :
نُستقبَل ف هذه الساعات القادمة ضيفا كريإا ،وشهرا عظيمحا ،ل يبَق بيننا وبينه إل ساعات معدودة،
ضاشن الذذىً أرنُذزشل ذفيذه الهرقهرآْرن فمحاذا أعددنُا لذا الضيف؟ وكيف سنستقبَل هذا الشهر العظيم؟ ششههرر شرشم ش
ت لمشنم اهلرشدىً شوالهرفهرشقاذن ]البَقرة.[185: هددىً للِّلناذس وبييليشنا ت
شش ر
إن كثياد منم الناس يستعدون لشهر رمضان البَارك بتوُفي ما يتاجوُنُه منم مستلِّزمات الياة منم طعام
وشراب ،وكأن شهر رمضان أصبَح شهراد للِّطعام وللكل والشراب والنوُم والمحوُل والكحسل ،ل شهراد
للِّطاعة والعبَادة والهاد والعمحل ،هذا هوُ حالنا ف هذه اليام إل منم رحه ال ،أما صحابة ممحد
وسلِّف هذه المة الصال فكحانُوُا يستقبَلِّوُن رمضان ويستعدون له ويتهيئموُن لقدومه قبَل أن يأت بستة
أشهر يقوُلوُن" :اللِّهم بلِّغنا رمضان" ،فإذا جاء رمضان أجهدوا أنُفسهم ف طاعة الرحنم ،وف التقرب
إل ال الوُاحد الديان ،فإذا انُقضىَ الشهر الكحري ودعوُه بقية العام يقوُلوُن" :اللِّهم تقبَل منا رمضان"،
فكحان عامهم كلِّه رمضان ،وكانُت حياتم كلِّها رمضان .فرضي ال عنكحم يا أيها السلِّف يوُم علِّمحتم
651
أن الياة بسنينها وأعوُامها ينبَغي أن تصرف ف مرضاة ال ،ويوُم علِّمحتم أن الياة ليست حياة الكل
والشرب والشهوُة إنا هي حياة الطاعة والعبَوُدية والتصال بال الوُاحد جل ف عله.
يا متعب السم كم تشقىَ لراحته…أتعبَت جسمحك فيمحا فيه خسران
أقبَل علِّىَ الروح واستكحمحل فضائلِّها…فأنُت بالروح ل بالسم إنُسان
يا عامراد لراب الدار متهداد…بال هل لراب الدينم عمحران
فزاد الروح أرواح العان……وليس بأن طعمحت ول شربت
فأكثر ذكره ف الرض دأباد…لتذكر ف السمحاء إذا ذكرت
ونُاذد إذا سجدت له اعتافاد…با نُاداه ذو النوُن ابنم مت
معاشر الحبَة:
إن علِّينا أن نُستقبَل شهر رمضان بتوُبة صادقة خالصة نُصوُتح ،نُقلِّع فيها عنم كل معصية ،ونُندم علِّىَ
ما مضىَ منم أعمحارنُا ف معصية ال ،ونُعاهد ال أل نُعوُد لعصية.
قال العلِّمحاء :التوُبة واجبَة منم كل ذنُب ،فإن كانُت العصية بي العبَد ورلبه ول تتعلِّق بق آْدمي فلِّها
ثلثة شروط :القلع عنم الذنُب ،والندم علِّىَ ما فات ،والعزم علِّىَ عدم العوُدة إل الذنُب أبددا ،وإن
كانُت العصية تتعلِّق بق آْدمي فيضاف شرط رابع لذه الشروط الثلثة وهوُ أن يبأ منم حق صاحبَها،
فإن كانُت مالد رده إليه ،وإن كانُت غيبَة استحلِّه منها ونوُ ذلك.
يا نُفس توُب قبَل أن ل…تستطيعي أن تتوُب
واستغفري لذنُوُبك الرحنم …غفار الذنُوُب
إن النايا كالرياح علِّيك…دائمحة البَوُب
كلِّنا ذوو خطأ يا عبَاد ال ،وكلِّنا ذاك الذنُب ،والطأ منم طبَيعة البَشر والعصوُم منم عصمحه ال سبَحانُه
وتعال ،والكحمحال لصاحب الكحمحال سبَحانُه وتعال ،وكل بن آْدم خطاء ،وخي الطائي التوُابوُن.
وف صحيح مسلِّم منم حديث أب هريرة وأرضاه عنم النب أنُه قال)) :والذي نُفسي بيده لوُ ل تذنُبَوُا
لتىَ ال بقوُم يذنُبَوُن فيستغفرون ال فيغفر ال لم((.
فل بد منم الطأ والتقصي ،فكحلِّنا ذو خطأ ،وكلِّنا ذاك الذنُب.
ومنم الذي ما ساء قط ……ومنم له السن فقط
تريد مبأ ل عيب فيه……وهل نُار تفوُح بل دخان
ومنم الذي ترضىَ سجاياه كلِّها……كفىَ الرء نُبَلد أن تعد معايبَه
ولكحنم الصيبَة يا عبَاد ال أن نُبَقىَ علِّىَ الطأ ،وأن نُدوم علِّىَ الذنُب ،وأن نُصر علِّىَ العصية الت هي
وال شؤم ،وهي وال وحشة وعذاب منم ال الوُاحد الديان.
تفن اللِّذاذة منم نُال صفوُتا……منم الرام ويبَقىَ الث والعار
652
تبَقىَ عوُاقب سوُء منم مغبَتها……ل خي ف لذة منم بعدها النار
العصية يا عبَاد ال قد تكحوُن سبَبَاد ف أن يبَس ال سبَحانُه وتعال عنم المة الي ،ولوُ كانُت منم فرد
واحد منم المة ل يؤمر ول ينه نُسأل ال سبَحانُه وتعال أن ل يرمنا خي ما عنده بشر ما عندنُا.
ها هم بنوُ إسرائيل يلِّحق بم قحط شديد علِّىَ عهد موُسىَ علِّيه السلم ،فيجتمحعوُن إل نُب ال موُسىَ
علِّيه السلم فيقوُلوُن :يا نُب ال ادع لنا ربك أن يغيثنا الغيث ،فقام معهم وقد خرجوُا إل الصحراء
وعددهم سبَعوُن ألفاد أو يزيدون ،فقال موُسىَ علِّيه السلم :إلنا اسقنا غيثك ،وانُشر علِّينا رحتك،
وارحنا بالطفال الرضع ،والبَهائم الرتع ،والشيوُخ الركع .فمحا زأادت السمحاء إل تقشعدا ،والشمحس إل
حرارة ،فتعجب نُب ال موُسىَ منم ذلك وسأل ال عنم ذلك ،فأوحىَ ال إليه أن فيكحم عبَداد يبَارزأن
بالعاصي منذ أربعي سنة ،فناد ف الناس حت يرج منم بي أظهركم.
فقال موُسىَ :إلي وسيدي ،أنُا عبَد ضعيف وصوُت ضعيف ،فأينم يصل صوُت ويظهر وهم سبَعوُن ألفاد
أو يزيدون ،فأوحىَ ال إل موُسىَ أن منك النداء ومنا البَلغ ،فقام نُب ال موُسىَ علِّيه السلم منادياد
ل :يا أيها العبَد العاصي الذي يبَارزأ ال بالعاصي منذ أربعي سنة اخرج منم بي أظهرنُا، ف الناس قائ د
منك ومنم ذنُوُبك منعنا القطر منم السمحاء ،فقام العبَد العاصي ونُظر ذات اليمحي وذات الشمحال فلِّم ير
أحداد خرج فعلِّم أنُه القصوُد ،فقال ف نُفسه :إن أنُا خرجت منم بي هذا اللِّق افتضحت علِّىَ رؤوس
بن إسرائيل ،وإن قعدت معهم منعوُا القطر منم السمحاء بشؤمي وشوُم ذنُب ومعصيت ،فمحا كان منم هذا
العبَد العاصي إل أن أدخل رأسه ف ثيابه نُادماد ومتأسفاد علِّىَ فعاله ث قال :يا إلي ويا سيدي ،عصيتك
أربعي سنة وأمهلِّتن ،وقد أتيتك طائعاد تائبَاد نُادماد فاقبَلِّن ول تفضحن يا كري ،فمحا أكمحل كلمه حت
ارتفعت سحابة بيضاء فأمطرت كأمثال القرب حت ارتوُت الرض وسالت الودية ،فقال موُسىَ علِّيه
السلم :إلي وسيدي ،سقيتنا ول يرج منم بي أظهرنُا أحد ،فقال ال :يا موُسىَ أسقيتكحم بالذي به
منعتكحم ،فقال موُسىَ :إلي أرن هذا العبَد الطائع التائب ،فقال ال :يا موُسىَ ل أفضحه وهوُ يعصين
أأفضحه وهوُ يطيعن؟!ا!ا
فل إله إل ال ما أعظم شأن التوُبة ،ول إله إل ال ما أعظم رحة ال بعبَاده ،وحلِّمحه سبَحانُه وتعال.
فيا أيها الذنُب وكلِّنا ذاك الذنُب ،ويا منم زأل وأخطأ وأذنُب ،ويا منم بارزأ ال بالعصية وبكحره ال ،تب
إل ال وعد إل رحابه قبَل أن تفضح ف يوُم الفضائح ،وتندم حي ل ينفع الندم يشيهوُشم لش شينشفرع شماةل شولش
ب شسذلِّيتم ]الشعراء.[89-88: بشيرنوُشن إذلل شمهنم أششتىَ اللِّلهش بذشقهلِّ ت
منم أعظم الموُر العينة علِّىَ التوُبة -يا عبَاد ال -أن يستحضر العبَد سعة رحة ال سبَحانُه وتعال
جيعاد فهوُ القائل :قرل ياذعبَاذدىً الذذينم أشسرفروُاه عشلِّىَ أشنُرفذسذهم لش تشيهقنشطروُاه ذمنم لرهحذة اللِّلذه إذلن اللِّله ييهغذفر التذرنُوُب شذ
ش شش ر ش ه ه ش ش ش هش ش
ذنُإلهر رهشوُ الهغشرفوُرر اللرذحيرم ]الزمر .[53:وهوُ القائل جل ف عله ف حديث قدسي أخرجه التمذي يقوُل
سبَحانُه)) :يا ابنم آْدم إنُك ما دعوُتن ورجوُتن إل غفرت لك علِّىَ ما كان منك ول أبال ،يا ابنم آْدم
653
لوُ بلِّغت ذنُوُبك عنان السمحاء ث استغفرتن غفرت لك علِّىَ ما كان منك ول أبال ،يا ابنم آْدم لوُ
أتيتن بقراب الرض خطايا ث جئمتن ل تشرك ب شيئماد لتيتك بقرابا مغفرة((.
وهوُ القائل سبَحانُه وتعال :شوالذذيشنم إذشذا فشيشعلِّروُاه شفاذحششةد أشهو ظشلِّشرمحوُاه أشنُهيرفشسرههم ذششكررواه اللِّلهش شفاهستشيهغشفررواه لذرذرنُوُذبذهم
صترواه شعشلِّىَ شما فشيشعلِّروُاه شورههم يشيهعلِّشرمحوُشن ]آْل عمحران.[135: ومنم ييهغذفر التذرنُوُب إذلل اللِّله وشل ي ذ
رشه ر ش شش ش ر
وف الصحيحي أن رجلد أسرف علِّىَ نُفسه ف الطايا فلِّمحا حضرته الوُفاة قال لبنائه :إذا أنُا مت
فاجعوُا ل حطبَاد ث احرقوُن بالنار ث اسحقوُن وذرون مع الريح ،فلِّمحا توُف هذا الرجل وفعل أولده
بوُصيته قال له ال :يا عبَدي ،ما الذي حلِّك علِّىَ ما فعلِّت؟ قال :يا رب ،خفتك وخشيت ذنُوُب،
فقال ال :يا ملئكحت ،أشهدكم أن قد غفرت له وأدخلِّته النة.
وف صحيح البَخماري أن سبَياد جاء إل الرسوُل ،وإذا بامرأة منم نُساء السب جاءت تبَحث عنم صب لا
فقدته ،فأخذت تقلِّب الطفال واحداد واحدا ،ث وجدت طفلِّها بعد مشقة وعناء ،فألصقته ف بطنها
وأخذت ترضعه ،والرسوُل وصحابته يرقبَوُن الوُقف ويرقبَوُن الرأة وهي تذرف الدموُع رحة بوُليدها،
فيقوُل الرسوُل لصحابه)) :أترون هذه الرأة طارحة ولدها ف النار؟(( ،قالوُا :ل يا رسوُل ال ،فقال :
))ل أرحم بعبَاده منم هذه بوُلدها((.
فل إله إل ال ما أعظم رحة ال ،وما أوسع رحة ال ،رحته سبَحانُه وتعال وسعت كل شيء ،ورحته
جل وعل سبَقت غضبَه ،فهوُ رحنم الدنُيا والخرة ورحيمحهمحا ،له سبَحانُه مائة رحة ،أنُزل لنا ف هذه
الدنُيا رحة واحدة ،فبَها يتاحم اللِّق كلِّهم ،صغيهم وكبَيهم ،مؤمنهم وكافرهم ،نُاطقهم وأعجمحهم،
حت إن الدابة لتفع رجلِّها ليضع منها وليدها ث يذهب بذه الرحة ،فإذا كان يوُم القيامة رفع ال هذه
الرحة إل تسع وتسعي رحة ،حت إن إبلِّيس ليتطاول ف ذلك اليوُم ،ويظنم أن رحة ال ستشمحلِّه.
فيا منم رحتك وسعت كل شيء ارحنا برحتك.
يا كثي العفوُ عمحنم كثر الذنُب لديه جاءك الذنُب يرجوُ الصفح عنم جرتم لديه
أنُا ضيف وجزاء الضيف إحسان إليه
يروىً أن رجلد منم بن إسرائيل أطاع ال أربعي سنة ،ث عصىَ ال أربعي سنة ،فلِّمحا نُظر ف الرآْة رأىً
الشيب ف ليته فقال :يا رب ،أطعتك أربعي سنة ،وعصيتك أربعي سنة ،فهل تقبَلِّن؟ فقيل له:
أطعت ربك فقبَلِّك ،وعصيته فأمهلِّك ،وإن عدت إليه قبَلِّك.
إن اللِّوُك إذا شابت عبَيدهم……ف رقهم عتقوُهم عتق أبرار
وأنُت يا خالقي أول بذا كرماد……قد شبَت ف الرق فأعتقن منم النار
صاذلاد فشذلِّنشيهفذسذه شوشمهنم أششساء فشيشعشهلِّييشها شوشما ذ
أعوُذ بال منم الشيطان الرجيم ،بسم ال الرحنم الرحيم :لمهنم شعمحشل ش
ك بذظشللتم لهلِّشعذبَيذد ]فصلِّت.[46: شربت ش
654
بارك ال ل ولكحم ف القرآْن العظيم ،ونُفعن وإياكم با فيه منم اليات والذكر الكحيم ،أقوُل قوُل هذا،
واستغفر ال العظيم ل ولكحم ولسائر السلِّمحي منم كل ذنُب فاستغفروه ،إنُه هوُ الغفوُر الرحيم.
-------------------------
الطبَة الثانُية
إن المحد ل. .
أما بعد:
فمحنم أعظم أسبَاب التوُبة -عبَاد ال -تذكر الوُت والقدوم إل ال والوُقوُف بي يديه سبَحانُه وتعال.
ذكر ابنم قدامة ف كتاب التوُابي أن امرأة بغيا زأانُية كانُت بارعة المحال ول تكحنم منم نُفسها إل بائة
دينار ،رآْها عابد ما عصىَ ال ،فلِّمحا رآْها أعجبَته وفتنت قلِّبَه وسلِّبَت لبَه ،فذهب وعمحل وكلد حت جع
الائة الدينار ،ث جاء إليها ف بيتها وقال لا :لقد أعجبَتين فاشتغلِّت واجتهدت ف العمحل حت جعت
لك الائة الدينار ،وها أنُا ذا جئمت با ،فقالت له :ادخل ،وأخذت منه الائة الدينار ،فدخل إل غرفتها
ل ،فتذكر ذاك العابد مقامه بي وكان لا سرير منم ذهب ،فجلِّست علِّىَ سريرها ث قالت له :هلِّم إ ل
يدي ال وقدومه إل ال فأخذته رعدة ورعشة ،وقال لا :اتركين لخرج ولك الائة الدينار ،فقالت له
البَغي :عجبَاد لك زأعمحت أنُك تكحد وتكحدح لتجمحع هذه الائة الدينار ،فلِّمحا قدرت علِّلي فعلِّت ما
فعلِّت!ا!ا قال :فعلِّته وال خوُفاد منم ال ومنم مقامي بي يديه ،فرق قلِّب تلِّك الرأة وخافت وارتعدت
وتذكرت القدوم علِّىَ ال ،فقالت له :ل أدعك حت آْخذ علِّيك عهداد أن تتزوجن ،فأعطاها العهد،
وأعطاها مكحانُه وهوُ يريد اللصا منها ،فخمرج منم عندها نُادماد علِّىَ ما فعل ،وهوُ ل يقارف الفاحشة،
وتابت تلِّك الرأة وكان سبَبَاد ف توُبتها ،ول زأال ف نُفس تلِّك الرأة أن تتزوج بنم كان سبَبَاد ف توُبتها،
فذهبَت وبثت عنم مكحان ذلك الرجل ،فلِّمحا وصلِّت إل بيته طرقت علِّيه البَاب وفتح لا البَاب ذلك
الرجل ،فلِّمحا رآْها تذكر ذلك اليوُم الذي كاد أن يقدم فيه علِّىَ عمحل الفاحشة بذه الرأة ،وتذكر موُقفه
أمام ال وقدومه علِّىَ ال فشهق شهقة عظيمحة ومات ،فحزنُت علِّيه هذه الرأة التائبَة حزنُاد عظيمحدا،
وقالت :أما هذا فقد فاتن ،فهل له منم قريب أتزوجه؟ فقالوُا لا :له أخ فقي تقي ،فقالت :أتزوجه إن
رضي حبَاد لخيه ،فتزوجته فكحان منم نُسلِّه ونُسلِّها سبَعة منم الصالي العابدينم الزاهدينم.
وها هوُ شاب ف الثلثي منم عمحره ف أوج شبَابه وشهوُته وقوُته لكحنه ياف ال ،واسه الربيع بنم خثيم،
وكان ف بلِّده فساق وفجار يتوُاصوُن علِّىَ إفساد الناس ،وهم ف كل مكحان وزأمان يصدون عنم سبَيل
ال ،أتوُا بزانُية وقالوُا لا :هذه ألف دينار ،قالت :علم؟ قالوُا :علِّىَ قبَلِّة منم الربيع ،قالت :ولكحم فوُق
ل:ذلك أن يزن ،فذهبَت إليه وتعرضت له ف ساعة خلِّوُة ،وأبدت له مفاتنها فلِّمحا رآْها صرخ فيها قائ د
يا أمة ال كيف بك لوُ نُزل بك ملِّك الوُت فقطع منك حبَل الوُتي؟ أم كيف بك يوُم يسألك منكحر
ونُكحي؟ أم كيف بك يوُم تقفي بي يدي الرب العظيم؟ أم كيف بك إن ل تتوُب يوُم ترمي ف
655
الحيم؟ فصرخت وولت هاربة تائبَة عابدة عائدة إل ال ،قائمحة للِّيل صائمحة للِّنهار ،حت لقبَت بعابدة
الكحوُفة.
معاشر السلِّمحي:
إن منم أعظم فرصا الياة أن بلِّغنا ال هذه الساعات الت نُتهيأ فيها لستقبَال شهر رمضان ،ونُسأله
سبَحانُه أن يبَلِّغنا هذا الشهر العظيم ،فكحم نُعرف منم الهل والخوُان والقارب واليان صاموُا معنا ف
العام الاضي ،وهم الن تت النادل والتاب وحدهم ،أتاهم الوُت ،أتاهم هادم اللِّذات ومفرق
المحاعات وآْخذ البَني والبَنات ،فاختطفهم منم بي أيدينا ،أسكحتهم وال فمحا نُطقوُا ،وأرداهم فمحا
تكحلِّمحوُا ،كأنم وال ما ضحكحوُا مع منم ضحك ،ول أكلِّوُا مع منم أكل ،ول شربوُا مع منم شرب.
كم كنت تعرف منم صام ف سلِّف…منم بي أهل وجيان وإخوُان
أفناهم الوُت واستبَقاك بعدهوُ…حياد فمحا أقرب القاصي منم الدان
الوُت -يا عبَاد ال -يقصم الظهوُر ويرج الناس منم الدور ،وينزلم منم القصوُر ويسكحنهم القبَوُر.
ل ،ول يستأذن غنياد ول أمياد ول ملِّكحاد ول وزأيراد ول سلِّطانُدا. الوُت ل يستأذن شاباد ول شيخماد ول طف د
أتيت القبَوُر فناديتها……أينم العظم والتقر
تفانُوُا جيعاد فمحا مبة……وماتوُا جيعاد ومات الب
فيا سائلِّي عنم أنُاس مضوُا……أما لك فيمحا مضىَ معتب
تروح وتغدوا بنات الثرىً……فتمححوُ ماسنم تلِّك الصوُر
الوُت يا عبَاد ال أسرع وأقرب إلينا منم شراك النعل ،وما أسرعه هذه اليام ،وما أسهلِّه ،والياة قصية
-وال -جد قصية ،إذا ولد النُسان أذن ف أذنُه اليمحن أذان بل صلة ،فإذا مات النُسان صلِّيت
علِّيه صلة النازأة بل أذان ،فكحأن حياة النُسان قصية قصية ،وكأنا كالوُقت الذي بي الذان
والقامة.
أذان الطفل ف اليلد دوماد……وتأخي الصلة إل المحات
دليلد ألن مياه قلِّيةل……كمحا بي القامة والصلة
فهل منم تائب إل ال؟ وهل منم عائد إل رحاب ال؟ وهل منم توُبة صادقة؟ وهل منم عوُدة حيدة؟
يا شيخماد كبَياد احدودب ظهره ،ودنُا أجلِّه ،ماذا أعددت للِّقاء ال؟ وماذا بقي لك ف هذه الدنُيا؟
يقوُل سفيان الثوُري" :إذا بلِّغ العبَد ستي سنة فلِّيشت كفناد وليهاجر إل ال".
ويا شاباد غره شبَابه وطوُل المل ،ماذا أعددت للِّقاء ال؟ مت تستفيق إن ل تستفق اليوُم؟ ومت تتوُب
إن ل تتب ف هذه الساعات؟ ومت تعمحل إن ل تعمحل ف هذه اللِّحظات؟
يا نُفس توُب قبَل أن ل تستطيعي أن تتوُب واستغفري لذنُوُبك الرحنم غفار الذنُوُب
إن النايا كالرياح علِّيك دائمحة البَوُب
656
يا منم يرىً مد البَعوُض جناحها……ف ظلِّمحة اللِّيل البَهيم الليل
ويرىً مناط عروقها ف مها……والخ ف تلِّك العظام النحل
اغفر لمحيع منم تاب منم زألته……ما كان منه ف الزمان الول
يا ابنم آْدم أحبَب ما شئمت فإنُك مفارقه ،واعمحل ما شئمت فإنُك ملقيه ،وكنم كمحا شئمت فكحمحا تدينم
ـــــــــ
استقبالا رمضان
إبراهيم بنم ممحد أحد عبَد الكحري
صنعاء
العمحيي
مامد و أدعيةطبَاعة الطبَة بدون مامد وأدعية
-------------------------
ملِّخمص الطبَة
البَشارة بشهر رمضان -2 .فضائل رمضان -3 .صفة النة -4 .صفة النار -5 .خصائص الصيام.
-6خيبَة منم أدرك رمضان ول يغفر له -7 .الجتهاد ف رمضان.
-------------------------
الطبَة الول
أما بعد:
فأوصي نُفسي القصرة وإياكم بتقوُىً ال سبَحانُه ،ث أما بعد:
ب شعشلِّىَ الذذيشنم ذمنم قشيهبَلِّذركحهم لششعلِّلركحهم ذ
صشيارم شكشمحا ركت ش
ب شعلِّشهيركحرم ال ل
ذ لذ
فيقوُل الوُل سبَحانُه :يأشييتشها ا ذيشنم ءاشمنروُاه ركت ش
ت لمشنم تشيتليرقوُشن ]البَقرة .[183:ويقوُل جل وعل :ششهر رمضاشن الذذىً أرنُذزشل ذفيذه الهرقرآْرن هددىً للِّلناذس وبييليشنا ت
شش ه ر ه ر شش ش
اهلرشدىً شوالهرفهرشقاذن ]البَقرة.[185:
وقال كمحا ف الصحيحي منم حديث أب هريرة )) :إذا جاء رمضان فتحت أبوُاب النة ،وغلِّقت أبوُاب
النار ،وصفدت الشياطي(( .وف الصحيحي أيضاد منم حديث أب هريرة أن النب قال)) :منم صام
رمضان إيإانُاد واحتساباد غفر له ما تقدم منم ذنُبَه((.
إخوُة السلم وأحبَاب البَيب الصطفىَ ممحد :
ت لمشنم اهلرشدىً لقد أظلِّنا شهر كري وموُسم عظيم ،ششهر رمضاشن الذذىً أرنُذزشل ذفيذه الهرقرآْرن هددىً للِّلناذس وبييليشنا ت
شش ه ر ه ر شش ش
شوالهرفهرشقاذن ،شهر اليات والبكات ،شهر النح والبَات ،شهر النفحات والنسمحات ،شهر مفوُف بالرحة
والغفرة والعتق منم النار.
657
روىً المام أحد ف مسنده منم حديث أب هريرة أن النب قال)) :أعطيت أمت خس خصال ف رمضان
ل تعطهنم أمة منم المم قبَلِّها(( الصلِّة الول)) :خلِّوُف فم الصائم أطيب عند ال منم ريح السك((
واللِّوُف هوُ الرائحة الكحريهة الت تنبَعث منم فم الصائم نُتيجة خلِّوُ العدة منم الطعام ،ولكحنم لا كانُت
هذه الرائحة نُاتة عنم عبَادة ال تعال وطاعته كانُت هذه الرائحة الستكحرهة عند الناس أطيب منم
رائحة السك.
الصلِّة الثانُية)) :وتستغفر لم اللئكحة حت يفطروا(( ،ملئكحة الرحنم ،عبَاد ال الكحرموُن الذينم لل
صوُشن اللِّلهش شما أششمشررههم شويشيهفشعرلِّوُشن شما ييرهؤشمرروشن ]التحري ،[6:يستغفرون لك -يا عبَد ال -حت تفطر، يشيهع ر
ي مكحانُة أفضل منم هذه الكحانُة؟!ا!ا. ي منزلة أعظم منم هذه النزلة؟!ا وأ ت فأ ت
الصلِّة الثالثة)) :ويزينم ال كل يوُم جنته ويقوُل :يوُشك عبَادي الصالوُن أن يرلِّقوُا عنهم الؤونُة والذىً
ويصيوا إليك(( ،النة -يا عبَاد ال -تتزينم لعبَاد ال الؤمني العاملِّي ف كل يوُم منم أيام هذا
الشهر ،فهل منم عامل كري ،وهل منم مشمحر لا؟!ا!ا.
النة -يا عبَاد ال -لبَنة ذهب ولبَنة فضة ،بلطها السك ،وحصبَاؤها اللِّؤلؤ والياقوُت ،وترابا
الزعفران ،منم يدخلِّها ينعم ول ييأس ،ويلِّد ول يإوُت ،ل تبَلِّىَ ثيابه ،ول يفن شبَابه ،لا ثانُية أبوُاب،
فيها باب يسمحىَ الريان ل يدخلِّه إل الصائمحوُن ،وموُضع قدم ف النة خي منم الدنُيا وما فيها ،ولوُ أن
امرأة منم نُساء أهل النة اطلِّعت إل الرض لضاءت ما بينهمحا ،وللت ما بينهمحا ريدا ،ولنصيفها أي
خارها خي منم الدنُيا وما فيها.
وف صحيح مسلِّم عنم الغية بنم شعبَة ،عنم النب قال)) :سأل موُسىَ علِّيه السلم ربه ما أدن أهل النة
منزلة فقال ال سبَحانُه وتعال :هوُ رجل ييء بعدما أدخل أهل النة النة ،فيقال له :ادخل النة،
فيقوُل :أي رب وكيف وقد نُزل الناس منازألم ،وأخذوا أخذاتم؟ فيقال له :أترضىَ أن يكحوُن لك مثل
ك منم ملِّوُك الدنُيا؟ فيقوُل :رضيت رب ،فيقوُل ال :هذا لك وعشرة أمثاله ،ولك ما اشتهت ك ملِّذ ت
رمهلِّ ر ش
نُفسك وللذت عينك ،فيقوُل :رضيت رب ،فيقوُل موُسىَ علِّيه السلم :رب فأعلهم منزلة ،قال أولئمك
الذينم غرست كرامتهم بيدي ،وختمحت علِّيها ،فلِّم تر عي ،ول تسمحع أذن ،ول يطر علِّىَ قلِّب
ي شجشزاء ذ شبا شكانُروُاه يشيهعشمحرلِّوُشن ]السجدة.[17: بشر(( ،فشلش تشيهعلِّشم نُشيهفس لما أرهخذفىَ شرلم لمنم قريلرةذ أشهع ر ت
ش ر ة
وذكر أن سفيان الثوُري رحه ال تعال وكان منم العلِّمحاء العاملِّي الزاهدينم العابدينم كان كثي الجتهاد
فقال له تلميذه :يا إمام ،هلوُن علِّىَ نُفسك ،فقال سفيان :كيف ل أجتهد وقد بلِّغن أن أهل النة
يكحوُنُوُن ف منازألم ،فيتجلِّىَ لم نُوُر تضيء له النان الثمحان ،فيظنوُن أن ذلك نُوُر منم عند الرب
سبَحانُه وتعال فيخمرون ساجدينم ،فينادون أن ارفعوُا رؤوسكحم ليس الذي تظنوُن إنا هوُ نُوُر جارية
تبَسمحت ف وجه صاحبَها.
فنسأل ال سبَحانُه وتعال أن ل يرمنا خي ما عنده بشر ما عندنُا.
658
منازألك الول وفيها الخميم
الار أحد والرحنم بانُيها
والزعفران حشيش نُابت فيها
فحلي علِّىَ جنات عدن فإنا
فاعمحل لدار غداد رضوُان خازأنا
قصوُرها ذهب والسك طينتها
هذه النة يا عبَاد ال فكحيف بالنار؟ النار يا عبَاد ال أوقد علِّيها ألف سنة حت احرت ،ث أوقد علِّيها
ألف سنة حت ابيضت ،ث أوقد علِّيها ألف سنة حت اسوُدت ،فهي سوُداء مظلِّمحة .نُار الدنُيا جزء منم
سبَعي جزدءا منم نُار جهنم.
وبينمحا صحابة رسوُل ال جلِّوُس عنده ،وإذا بم يسمحعوُن صوُتاد منكحراد فقال لم الرسوُل )) :أتدرون ما
هذا؟(( قالوُا :ال ورسوُله أعلِّم ،فقال )) :هذا حجر أرسلِّه ال ف جهنم منذ سبَعي خريفاد -أي منذ
سبَعي سنة -فانُتهىَ إل قعرها الن(( .ويقوُل علِّيه الصلة والسلم)) :لوُ أن قطرة منم الزقوُم قرلطرت
ف دار الدنُيا لفسدت علِّىَ أهل الدنُيا معايشهم ،فكحيف بنم يكحوُن طعامه الزقوُم؟!ا((.
أهوُن أهل النار عذاباد منم له نُعلن وشراكان منم نُار يغلِّي منهمحا دماغه كمحا يغلِّي الرجل ،ما يرىً أن
أحداد أشد منه عذابدا ،وإنُه لهوُنم عذابدا.
يؤتىَ بأنُعم أهل الدنُيا منم أهل النار ،فيصبَغ ف النار صبَغة ث يقال له :يا ابنم آْدم هل رأيت خياد قط؟
هل مر بك نُعيم قط؟ فيقوُل :ل وال يا رب.
أنُسته هذه الصبَغة ف نُار جهنم كل نُعيم مر به ف حياته الدنُيا ،فنسأل ال سبَحانُه وتعال أن يعلِّنا
منم عتقائه منم النار ف هذا الشهر الكحري.
الصلِّة الرابعة)) :تصفد فيه مردة الشياطي ،فل يلِّصوُن إل ما كانُوُا يلِّصوُن إليه ف غيه((.
الصلِّة الامسة الت خص با أمة ممحد ف هذا الشهر الكحري)) :يغفر لم ف آْخر ليلِّة(( ،قيل :يا
رسوُل ال ،أهي ليلِّة القدر؟ قال)) :ل ،ولكحنم العامل إنا يوُلف أجره إذا قضىَ عمحلِّه((.
إخوُة السلم:
ومنم خصائص الصيام أن جعل ال سبَحانُه وتعال جزاءه وأجره علِّيه سبَحانُه وتعال ،فكحل عبَادة منم
العبَادات جعل ال سبَحانُه وتعال أجرها مدودا كالصلة والزكاة والجه إل الصوُم فأجره غي مدود،
صابذروشن أشهجررهم بذغش هذي ذحسا ت ذل
ب ]الزمر: ش ش ه للن الصوُم يتجلِّىَ فيه الصب ،وال سبَحانُه وتعال يقوُل :إ شنا ييرشوُلف ال ل ر
.[10
وف الديث القدسي الذي أخرجه مسلِّم ف صحيحه منم حديث أب هريرة أن النب قال)) :قال ال عز
وجل :كل عمحل ابنم آْدم له إل الصيام فإنُه ل وأنُا أجزي به((.
659
إخوُة السلم ،وأحبَاب البَيب الصطفىَ ممحد :
الصوُم مدرسة يتب فيها الصائم طيلِّة هذا الشهر الكحري ،بل جعل ال سبَحانُه وتعال علِّة الصوُم تقيق
ب شعشلِّىَ الذذيشنم ذمنم قشيهبَلِّذركحهم ذ
صشيارم شكشمحا ركت ش ب شعلِّشهيركحرم ال ل
ذ لذ
التقوُىً كمحا قال سبَحانُه :يأشييتشها ا ذيشنم ءاشمنروُاه ركت ش
لششعلِّلركحهم تشيتليرقوُشن ]البَقرة ،[183:فجعل ال سبَحانُه وتعال علِّة الصوُم والكحمحة منم فرضيته هوُ تقيق هذه
الكحلِّمحة العظيمحة ،فالصائم يهد نُفسه ف نار رمضان بالصيام وترك الكل والشراب والمحاع ما أباحه
ال له ،فالرمات منم باب الول ،كل ذلك إيإانُاد بال واحتساباد لا عند ال منم الجر والثوُاب،
وكذلك فإن الصائم يستشعر عظمحة الالق سبَحانُه وتعال ومراقبَته ف كل جارحة منم جوُارحه ،وف كل
عضوُ منم أعضائه ،فكحمحا أنُه صام علمحا أباحه ال منم طعام وشراب وجاع ،فكحذلك يصوُم علمحا حلرمه
ال منم كذب وغيبَة ونيمحة ونُظرة آْثة.
ولذلك يقوُل ال عز وجل كمحا ف الديث القدسي)) :الصيام رجلنة -أي وقاية للِّصائم منم الوُقوُع ف
أي معصية أو ذنُب -الصيام جنة فإذا كان يوُم صوُم أحدكم ،فل يرفث ول يصخمب ول يهل ،فإن
شاته أحد أو قاتلِّه فلِّيقل :إن امرؤ صائم ،إن امرؤ صائم((.
وهكحذا يا عبَاد ال إذا حقق الصائم هذه الكحلِّمحة الدينلية -كلِّمحة التقوُىً ،-واستشعر عظمحة ال ومراقبَة
ال ،واتقىَ ال ف كل جارحة منم جوُارحه ،وف كل عضوُ منم أعضائه ،فازأ ف الدنُيا والخرة ،وفرح ف
الدنُيا والخرة ،يقوُل رسوُل ال )) :للِّصائم فرحتان يفرحهمحا :إذا أفطر فرح بفطره ،وإذا لقي ربه فرح
بصوُمه((.
وأما إذا ل يقق العبَد هذه الكحلِّمحة فقد أتعب نُفسه ،وليس له حظ منم صيامه إل الوُع والعطش ،كمحا
قال )) :منم ل يدع قوُل الزور والعمحل به فلِّيس ل حاجة ف أن يدع طعامه وشرابه(( ،ويقوُل )) :رب
صائم ليس له منم صيامه إل الوُع والعطش((.
صاذلاد فشذلِّنشيهفذسذه شوشمهنم أششساء فشيشعشهلِّييشها شوشما ذ
أعوُذ بال منم الشيطان الرجيم ،بسم ال الرحنم الرحيم :لمهنم شعمحشل ش
ك بذظشللتم لهلِّشعذبَيذد ]فصلِّت.[46: شربت ش
بارك ال ل ولكحم ف القرآْن العظيم ،ونُفعن وإياكم با فيه منم اليات والذكر الكحيم ،أقوُل قوُل هذا،
وأستغفر ال العظيم ل ولكحم ولسائر السلِّمحي منم كل ذنُب فاستغفروه ،إنُه هوُ الغفوُر الرحيم.
-------------------------
الطبَة الثانُية
أما بعد:
صعد النب النب فارتقىَ الدرجة الول فقال)) :آْمي(( ،ث ارتقىَ الدرجة الثانُية فقال)) :آْمي(( ،ث
ارتقىَ الدرجة الثالثة فقال)) :آْمي(( ،فلِّمحا نُزل الرسوُل منم النب قال الصحابة :يا رسوُل ال ،لقد سعنا
660
منك اليوُم شيئماد ما كنا نُسمحعه فقال )) :إن جبيل عرض ل ف الدرجة الول فقال :بشيعرشد منم أدرك
رمضان فلِّم يغفر له ،فقلِّت :آْمي((.
هذه دعوُة منم أفضل أهل السمحاء جبيل علِّيه السلم ،ويؤلمنم علِّيها أفضل أهل الرض ممحد .
فهل منم مشمحر لعمحل الطاعات ف هذه الشهر الكحري؟ وهل منم مستثمحر لذا الوُسم العظيم؟ كان
رسوُل ال منم أكثر الناس اجتهاداد ف هذا الشهر العظيم ،وكان أجوُد الناس ،وكان أجوُد ما يكحوُن ف
رمضان حي يلِّقاه جبيل ،وكان يلِّقاه ف كل ليلِّة منم رمضان ،فيدارسه القرآْن ،فلِّرسوُل ال أجوُد بالي
منم الريح الرسلِّة.
وهكحذا كان سلِّف هذه المة ،كان السلِّف رحهم ال يعتمحدون علِّىَ العصي منم طوُل القيام ف هذا
الشهر الكحري ،وكانُوُا إذا دخل هذا الشهر الكحري تفرغوُا لقراءة القرآْن وعبَادة الرحنم ،وكان المام مالك
رحه ال إذا دخل رمضان ترك قراءة الديث ومالسة أهل العلِّم ،وأقبَل علِّىَ تلوة القرآْن منم الصحف،
وكان السلِّف يسمحوُن هذا الشهر شهر القطيعة منم اللِّق والقبَال علِّىَ الالق ،فلِّنتسابق عبَاد ال إل
س الهرمحتشيشنافذرسوُشن ]الطففي.[27: ذ
اليات ولنتنافس علِّىَ الطاعات شوذف شذل ش
ك فشيهلِّشيتشيشنافش ذ
يا ابنم آْدم أحبَب ما شئمت فإنُك مفارقه ،واعمحل ما شئمت فإنُك ملقيه ،وكنم كمحا شئمت فكحمحا تدينم
تدان.
ـــــــ
في استقبالا رمضان
عادل بنم أحد بانُاعمحة
جدة
29/8/1419
ممحد الفاتح
مامد و أدعيةطبَاعة الطبَة بدون مامد وأدعية
-------------------------
ملِّخمص الطبَة
-1أصناف الناس ف استقبَالم شهر رمضان -2 .استقبَال النب شهر رمضان -3 .خطبَة النب صلِّىَ
ال علِّيه وسلِّم ف آْخر يوُم منم شعبَان -4 .خصائص شهر رمضان -5 .فضل عبَادة الصوُم-6 .
الختبَارات وشهر رمضان -7 .بعض أحوُال السلِّمحي ف رمضان -8 .دعوُة لغتنام شهر رمضان قبَل
فوُاته.
-------------------------
661
الطبَة الول
قفوُا يا رجال!ا
وسط سوُاد الدخاهن
هنا بذرة الوُعد تنمحوُ ،وإشراقة الفجر تبَدو
ويهوُي الوُاهن
وما بي حر اللِّهيب ونُزف الريق يكحوُن الماهن!ا
ب
إذا ل ترد القوُق الط ه
ب
فلِّنم يفهم الصم إل كلم اللِّه ه
نُعم وحده كلم اللِّهب يفهم العتدينم.
ومع اقتاب هذا الشهر البَارك شهر الفداء والهاد تددت صوُر التضحيات والبَطوُلة ،كأنا جاء
رمضان ليهز المة منم غفوُتا ويذكرها بجدها وواجبَها.
مع اقتاب هذا الشهر العظيم الذي تنزل فيه القرآْن تنزلت الصوُاعق علِّىَ رؤوس يهوُد تقوُل لم :ننم
هنا ،ف كل ذرة رمل ،وتت كل شجرة ليمحوُن ،وفوُق كل غصنم زأيتوُن.
مع اقتاب هذا الشهر بدأ إخوُانُنا ينشدون بأفعالم قوُل منم قال:
لغة الصوُم منم الرجوُم حروفها …فلِّيقرؤوا منها الغداة فصوُل
لا أبوُا أن يفهمحوُا إل با …رحنا نُرتلِّها لم ترتيل
فلِّلِّه دره منم شهر مبَارك …
إيه يا شهرنُا العظيم شوُخا ……قد تنسمحت منم شيم الوُادي
ضمحنا ضمحنا إليك فإنُا ……ل نُزل منم بنيك والحفاد
أطلِّق الروح منم عقال التوُابيت ……وزأينم أيامنا بالهاد
يا أخوُتاه …
ل يعد يفصل بيننا وبي رمضان غي ساعات معدودات تر مر البق وتنقضي انُقضاء اللِّم ،ويا
للِّعجب العجاب كيف تصرم عام كامل بكحل مافيه فإذا بنا مرة أخرىً نُستقبَل هذا الشهر العظيم.
فهنيئماد ل ولكحم ولمة السلم هذا الوُسم العظيم والشهر الكحري.
وحيهل بأيامه البَاركات وساعاته الطيبَات.
أتىَ رمضان مزرعة العبَاد……لتطهي القلِّوُب منم الفساد
فأد حقوُقه قوُلد وفعلد……وزأادك فاتذه للِّمحعاد
فمحنم زأرع البَوُب وما سقاها……تأوه نُادماد يوُم الصاد
ل.وأريدك أيها الخ البَيب أن تقف مع نُفسك قلِّي د
662
ذلك أن الناس ف استقبَال هذا الشهر العظيم علِّىَ ثلثة أصناف:
فمحنهم منم هوُ إليه بالشوُاق ،يعد اليام والساعات شوُقاد ورغبَة إل لقاء رمضان ،الشهر الذي أحبَه
وأنُس به ،ولسان حاله يقوُل:
مرحبَاد أهلد وسهلد بالصيام…يا حبَيبَا زأارنُا ف كل عام
قد لقيناك بب مفعم…كل حب ف سوُىً الوُل حرام
إن بالقلِّب اشتياقاد كاللِّظىَ……وبعين أدمع الب سجام
وهذا رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم كان إذا دخل رجب يقوُل)) :اللِّهم بارك لنا ف رجب وشعبَان
وبلِّغنا رمضان(( ،وقال العلِّىَ بنم الفضل يقوُل :كان السلِّف يدعوُن ال ستة أشهر أن يبَلِّغهم رمضان!ا!ا
ل.وقال ييح بنم أب كثي :كان منم دعائهم :اللِّم سلِّمحن إل رمضان وسلِّم ل رمضان وتسلِّمحه من متقبَ د
ومنم الناس نُاس ل فرق عندهم بي رمضان وغيه فهم يستقبَلِّوُنُه بقلِّب بارد ونُفس فاترة ل ترىً لذا
الشهر ميزة عنم غيه إل أنا تتنع فيه عنم الطعام والشراب .فهم يصبَحوُن فيه ويإسوُن كمحا يصبَحوُن
ويإسوُن ف غيه ،ل تتحرك قلِّوُبه شوُقاد ول تفق حبَدا ،ول يشعرون أن علِّيهم ف هذا الشهر أن يدوا
أكثر ما سوُاه.
ومنم الناس نُاس ضاقت نُفوُسهم بذا الشهر الكحري ،ورأوا فيه حبَساد عنم التع والشهوُات ،فتبموُا به
وتنوُا أن ل يكحنم قد حل ،وقد روت لنا كتب الدب خب واحد منم هؤلء أدركه شهر رمضان فضاق به
ذرعاد فجعل يقوُل:
أتان شهر الصوُم ل كان منم شهر
ول صمحت شهراد بعده آْخر الدهر
فلِّوُكان يعدين النُام بقوُة
علِّىَ الشهر لستعديت قوُمي علِّىَ الشهر
فابتله ال عز وجل برض الصرع فصار يصرع ف كل رمضان.
وصدق علِّيه الصلة والسلم إذ قال عنم شهر رمضان)) :بحلِّوُف رسوُل ال ما أتىَ علِّىَ السلِّمحي
شهر خي لم منه ،ول مر بالنافقي شهر شر لم منه؛ وذلك لا يعد الؤمنوُن فيه منم القوُة للِّعبَادة ،وما
يعد فيه النافقوُن منم غفلت الناس وعوُراتم ،وغنم للِّمحؤمنم ونُقمحة للِّفاجر(( ]رواه أحد وقال الشيخ
شاكر :إسناده صحيح ،وضعفه اللبَان ،وهوُ عند البَيهقي وصدره عند ابنم خزيإة[.
فتأمل حالك أيها الخ السلِّم ،وانُظر منم أي القوُام أنُت!ا
لقد كان الرسوُ ل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يهنئ أصحابه بلِّوُل هذا الشهر الكحري ،ويعلِّنم لم عنم فضائلِّه
شحذاد لمحمحهم وعزائهم ،وتشوُيقاد لم لستغلل أيامه وساعاته فعنم سلِّمحان رضي ال عنه قال :خطبَنا
رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ف آْخر يوُم منم شعبَان فقال)) :يا أيها الناس قد أظلِّكحم شهر مبَارك،
663
شهر فيه ليلِّة القدر خي منم ألف شهر ،جعل ال صيامه فريضة وقيام ليلِّه تطوُعدا ،منم تقرب فيه بصلِّة
منم خصال الي كان كمحنم أدىً فريضة فيمحا سوُاه ،ومنم أدىً فيه فريضة كان كمحنم أدىً سبَعي فريضة
فيمحا سوُاه ،وهوُ شهر الصب والصب ثوُابه النة وشهر الوُاساة وشهر يزاد ف رزأق الؤمنم ومنم فطر فيه
صائمحاد كان مغفرة لذنُوُبه وعتق رقبَته منم النار وكان له مثل أجره منم غي أن ينقص منم أجره شيئمدا((
قالوُا يا رسوُل ال :ليس كلِّنا يد ما يفطر به الصائم!ا قال)) :يعطي ال هذا الثوُاب لنم فطر صائمحاد
علِّىَ مذقة لب أو ترة أو شربة ماء ،ومنم سقىَ صائمحاد سقاه ال عز وجل منم حوُضي شربة ل يظمحأ
بعدها أبداد حت يدخل النة … وهوُ شهر أوله رحة ،وأوسطه مغفرة ،وآْخره عتق منم النار ،فاستكحثروا
فيه منم أربع خصال :خصلِّتي ترضوُن بمحا ربكحم ،وخصلِّتي ل غن بكحم عنهمحا ،أما الصلِّتان اللِّتان
ترضوُن بمحا ربكحم فشهادة أل إله إل ال وتستغفرونُه .وأما اللِّتان ل غن بكحم عنهمحا فتسألوُن ال النة
وتعوُذون به منم النار(( ]رواه ابنم خزيإة والبَيهقي بسند فيه مقال[.
وعنم أب هريرة رضي ال عنه قال :قال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم)) :إذا دخل رمضان فتحت
أبوُاب الرحة وغلِّقت أبوُاب جهنم ،وسلِّسلِّت الشياطي وفتحت أبوُاب النة(( ]رواه الشيخمان[.
وعنم أب هريرة قال :قال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم)) :أتاكم شهر رمضان ،شهر مبَارك ،فرض ال
علِّيكحم صيامه ،تفتح فيه أبوُاب السمحاء وتغلِّق فيه أبوُاب الحيم وتغل فيه مردة الشياطي ،ل فيه ليلِّة
خي منم ألف شهر ،منم حرم خيها فقد حرم(( ]النسائي والبَيهقي بسند حسنم ،صحيح التغيب:
.[418
قال ابنم رجب" :هذا الديث أصل ف تنئمة الناس بعضهم بعضاد بشهر رمضان ،كيف ل يبَشر الؤمنم
بفتح أبوُاب النان ،وغلِّق أبوُاب النيان ،كيف ل يبَشر العاقل بوُقت يغل فيه الشيطان ،منم أينم يشبَه
هذا الزمان زأمان" ]لطائف العارف[.
وعنم أب هريرة رضي ال عنه عنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال)) :إذا كان أول ليلِّة منم شهر رمضان
صفدت الشياطي ومردة النم وغلِّقت أبوُاب النار فلِّم يبَق منها باب ،وفتحت أبوُاب النة فلِّم يغلِّق
منها باب ،وينادي مناد :يا باغي الي أقبَل ،ويا باغي الشر أقصر ،ول عتقاء منم النار وذلك كل
ليلِّة(( ]التمذي والنسائي والاكم[.
عنم عبَد ال بنم مسعوُد عنم رسوُل ال قال)) :إذا كان أول ليلِّة منم شهر رمضان فتحت أبوُاب النان
فلِّم يغلِّق منها باب واحد الشهر كلِّه ،وغلِّقت أبوُاب النار فلِّم يفتح منها باب الشهر كلِّه ،وغلِّت
عتاة النم ونُادىً مناد منم السمحاء كل ليلِّة إل انُفجار الصبَح :يا باغي الي يإم وأبشر ،ويا باغي الشر
أقصر وأبصر ،هل منم مستغفر نُغفر له؟ هل منم تائب نُتوُب علِّيه؟ هل منم داع نُستجيب له؟ هل منم
سائل يعطىَ سؤله؟ ول عز وجل عند كل فطر منم شهر رمضان كل ليلِّة عتقاء منم النار ستوُن ألفدا،
664
فإذا كان يوُم الفطر أعتق مثل ما أعتق ف جيع الشهر ثلثي مرة ستي ألفاد ستي ألفدا(( ]البَيهقي،
وهوُ حديث حسنم ل بأس به ،التغيب.[1476:
وعنم أنُس بنم مالك :قال :قال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم)) :ماذا يستقبَلِّكحم وتستقبَلِّوُن؟(( ثلث
مرات ،فقال عمحر بنم الطاب :يا رسوُل ال وحي نُزل؟ قال :ل .قال :عدو حضر؟ قال :ل .قال:
فمحاذا؟ قال)) :إن ال يغفر ف أول ليلِّة منم شهر رمضان لكحل أهل هذه القبَلِّة(( وأشار بيده إليها] .ابنم
خزيإة ف صحيحه والبَيهقي ،التغيب.[1478:
وعنم أب سعيد الدري قال :قال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم)) :إن ل تعال عتقاء ف كل يوُم
وليلِّة )يعن ف رمضان( وإن لكحل مسلِّم ف يوُم وليلِّة دعوُة مستجابة(( ]البَزار[.
وعنم أب هريرة رضي ال عنه عنم النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم قال)) :منم صام رمضان إيإانُاد واحتساباد
غفر له ما تقدم منم ذنُبَه(( ]الشيخمان[.
بثل هذه الحاديث العظيمحة كان علِّيه الصلة والسلم يعظ أصحابه إذا أظلِّتهم بشائر شهر رمضان
ليحرك منم همحهم إل الطاعة والعبَادة ،وليصرفهم عنم دنُياهم إل أخراهم ،ومنم متاع فان إل تارة رابة
دائمحة.
فهل لنا ف ذلك متعظ؟
إن كثيا منم السلِّمحي اليوُم ل يعرفوُن هذا الشهر إل أنُه شهر لتنوُيع الآكل والشارب ،فيبَالغوُن ف
إعطاء نُفوُسهم ما تشتهي ويكحثرون منم شراء الكحمحاليات الت ل داعي لا.
والبَعض الخر ل يعرف منم رمضان إل أنُه وقت السهر ف اللِّيل علِّىَ اللِّهوُ واللِّعب والغفلِّة ،ووقت
النوُم والبَطالة ف النهار فتجده معظم ناره نُائمحدا ،فينام حت عنم الصلة الفروضة.
والبَعض ل يعرف منم رمضان إل انُه موُسم للِّتجارة وعرض السلِّع فينشطوُن ف البَيع والشراء ويلزأموُن
السوُاق ول يضرون الساجد إل قلِّيلد علِّىَ عجل ،فصار رمضان عندهم موُساد للِّدنُيا ل للخرة،
يطلِّب العرض الفان ويتك النافع البَاقي.
وآْخرون ل يعرفوُن منم رمضان إل أنُه وقت التسوُل ف الساجد والشوُارع فيمحضي أوقاته بي ذهاب
وإياب ويظهر نُفسه بظهر الفاقة والفقر وربا كان مادعدا.
وبعض إخوُانُنا وأحبَابنا ل يعرفوُن عنم رمضان إل أنُه شهر الرصفة والشلِّل والتجمحعات الرصيفية!ا فهم
أبداد منم رصيف إل رصيف ،ومنم مبَاراة إل أخرىً ،ومنم ملِّعب إل أخيه.
وبعض الحبَاء ظنوُا أن ميء الختبَارات ف شهر رمضان يرخص لم ف التفريط ف صلة التاويح
والمحاعة ف السجد وقراءة القرآْن ،ومادروا أن الؤمنم الاد يد ف دروسه حت يتفوُق ،ويد ف عبَادته
حت يتألق وإنُه لقادر علِّىَ المحع بينهمحا بإذن ال.
665
ورحم ال الناوي إذ يقوُل" :رغم أنُف منم علِّم أنُه لوُ كف نُفسه عنم الشهوُات شرها ف كل سنة،
وأتىَ با وظف له فيه منم صيام وقيام غفر له ما سلِّف منم الذنُوُب ،فقصر ول يفعل حت انُسلِّخ الشهر
ومضىَ".
يا عبَاد ال :السنة شجرة ،والشهوُر فروعها واليام أغصانا والساعات أوراقها وأنُافس العبَاد ثرتا،
فشهر رجب أيام توُريقها ،وشهر شعبَان أيام تفريعها ،ورمضان أيام قطفها ،والؤمنوُن قطافها ،إن هذه
الشهر الثلث كالوُقفات الثلث فرجب أولها تمحىَ فيها العزائم ،وشعبَان ثانُيتها تذوب فيها مياه
العيوُن ،ورمضان ثالثتها توُرق فيها أشجار الاهدات ،وأي شجرة ل توُرق ف الربيع قطعت للِّحطب،
فيامنم قد ذهبَت عنه هذه الشر وما تغي أحسنم ال عزاءك!ا
-------------------------
الطبَة الثانُية
أما بعد:
أي أخي …
أتذكر كم كانُت نُدامتك وحسرتك حي تصرمت آْخر ليلِّة منم رمضان الفائت؟
أتذكر كم منم عبة سكحبَتها ،وأنُت تتندم علِّىَ أوقات منم شهر رمضان ضاعت ،وليال ل تسنم
استغللا؟
أتذكر أنُك عاهدت نُفسك يوُم ذاك أن تستقبَل رمضان القادم بنفس عازأمة ،وهة قائمحة؟
فها أنُت ذا أمام رمضان جديد ،وها قد كتب ال لك الياة لتدرك فرصة أخرىً تتب فيها صدقك
ورغبَتك ف الي ،فمحاذا ستفعل؟ هل ستبَادر؟ أم تفرط ف أوقات شهرك حت يغادر؟ ث تندم ول ينفع
الندم؟
يا إخوُتاه … هل أدركنا مقدار النعمحة العظيمحة حي منم ال علِّينا ببَلِّوُغ هذا الشهر؟ ماذا لوُ طوُيت
أعمحارنُا قبَلِّه؟ أكنا قادرينم علِّىَ الطاعة والعبَادة؟ أكنا قادرينم علِّىَ الركوُع والسجوُد؟
إن ال أعطانُا فرصة عظيمحة حرمها غينُا منم فارق الياة وأفضىَ إل ما قدم … وكم منم رجل صلِّىَ
معنا ف هذا السجد ف رمضان الاضي ،وسع حديثاد كهذا الديث عنم فضائل رمضان ،ث هاهوُ الن
موُسد ف الثرىً يتمحن لظة يسبَح فيها تسبَيحة فل يقدر علِّيها ،ويرجوُ ثانُية ينطق فيها بل إله إل ال
فل ياب رجاؤه.
لقد وقفت طوُيلد عند حديث عجيب رواه أحد وابنم ماجه ،وقفت عنده طوُيلد لنُه أشعرن جلل
نُعمحة إدراك رمضان جديد ،وأشعرن أيضا بعظيم السؤولية اللِّقاة علِّىَ كل مسلِّم يكحتب ال له عمحراد
ليدرك شهر رمضان.
666
عنم طلِّحة بنم عبَيد ال أن رجلِّي منم بلِّي قدما علِّىَ رسوُل ال صلِّىَ اللِّهم علِّيه وسلِّم وكان إسلمهمحا
جيعا فكحان أحدها أشد اجتهاداد منم الخر فغزا التهد منهمحا فاستشهد ث مكحث الخر بعده سنة ث
توُف قال طلِّحة فرأيت ف النام بينا أنُا عند باب النة إذا أنُا بمحا فخمرج خارج منم النة فأذن للِّذي
توُف الخر منهمحا ث خرج فأذن للِّذي استشهد ث رجع إل فقال :ارجع فإنُه ل يأن لك بعد ،فأصبَح
طلِّحة يدث به الناس فعجبَوُا لذلك فبَلِّغ ذلك رسوُل ال صلِّىَ اللِّهم علِّيه وسلِّم وحدثوُه الديث
فقال :منم أي ذلك تعجبَوُن؟ فقالوُا :يا رسوُل ال هذا كان أشد الرجلِّي اجتهاداد ث استشهد ودخل
هذا الخر النة قبَلِّه!ا!ا فقال رسوُل ال صلِّىَ اللِّهم علِّيه وسلِّم)) :أليس قد مكحث هذا بعده سنة؟
قالوُا :بلِّىَ ،قال :وأدرك رمضان فصام وصلِّىَ كذا وكذا منم سجدة ف السنة؟ قالوُا :بلِّىَ ،قال رسوُل ال
صلِّىَ اللِّهم علِّيه وسلِّم :فمحا بينهمحا أبعد ما بي السمحاء والرض(( ]ابنم ماجه.[3925:
أفرأيت كيف سبَق أقل الرجلِّي اجتهاد لا أتيح له منم فرصة العمحل ف العمحر المحتد؟
"فيا غيوُم الغفلِّة عنم القلِّوُب تقشعي ،يا شوُس التقوُىً واليإان اطلِّعي ،يا صحائف أعمحال الصائمحي
ارتفعي ،يا قلِّوُب الصائمحي اخشعي ،يا أقدام التهجدينم اسجدي لربك واركعي ،يا ذنُوُب التائبَي ل
ترجعي" ]نُداء الريان.[1/169:
ــــــــ
رمضان والقرآن
عادل بنم أحد بانُاعمحة
جدة
6/9/1421
ممحد الفاتح
مامد و أدعيةطبَاعة الطبَة بدون مامد وأدعية
-------------------------
ملِّخمص الطبَة
-1نُبَوُة النب ف رمضان وهوُ ف الغار -2 .تنزلت القرآْن الكحري -3 .ليلِّة القدر -4 .حال النب
صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم مع القرآْن ف رمضان -5 .حال السلِّف مع القرآْن ف رمضان -6 .أيهمحا أفضل
الكثار منم التلوة أم القتصاد مع التدبر -7 .اختصاصا رمضان بالقرآْن دون سائر الشهوُر.
-------------------------
الطبَة الول
بشرىً منم الغيب ألقيت ف فم الغار …
667
ف ليلِّة السابع عشر منم رمضان والنب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ف الربعي منم عمحره أذن ال عز وجل
للِّنوُر أن يتنزل ،فإذا جبيل علِّيه السلم آْخذ بالنب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يقوُل له :اقرأ!ا فقال النب صلِّىَ
ال علِّيه وسلِّم)) :ما أنُا بقارئ ،قال :فأخذن فغطن حت بلِّغ من الهد ث أرسلِّن فقال :اقرأ ،قلِّت:
ما أنُا بقارئ ،فأخذن فغطن الثانُية حت بلِّغ من الهد ث أرسلِّن فقال :اقرأ ،فقلِّت :ما أنُا بقارئ
فأخذن فغطن الثالثة ث أرسلِّن فقال اقهيرأه ذباسذم رب ذ
كك الذىً شخلِّششق شخلِّششق اذلنُشساشن ذمهنم شعلِّشتق اقهيشرأه شوشربت ش ش ه شل ش
الههكشررم ]العلِّق .[3-1:فرجع با رسوُل ال صلِّىَ اللِّهم علِّيه وسلِّم يرجف فؤاده(( ]البَخماري.[3:
وهكحذا نُزلت أول آْية منم هذا الكحتاب العظيم علِّىَ النب الرؤوف الرحيم ف هذا الشهر العظيم.
وهكحذا شهدت أيامه البَاركة اتصال الرض بالسمحاء ،وتنزل الوُحي بالنوُر والضياء ،فأشرقت الرض بنوُر
ربا وانُقشعت ظلِّمحات الاهلِّية الهلء.
ومنم قبَل ذلك شهد هذا الشهر الكحري نُزولد آْخر ،إنُه نُزول القرآْن جلِّة منم اللِّوُح الفوُظ إل بيت العزة
ف السمحاء الدنُيا ،وكان ذلك ف ليلِّة القدر ذإلنُا أشنُشزلهشناهر ذف شهلييلِّشذة الهشقهدذر ]القدر .[1:ذإلنُا أشنُشزلهشناهر ذف شهلييلِّشتة تمشبَاشرشكتة
]الدخان .[2:قال ابنم عبَاس :أنُزل القرآْن جلِّة واحدة إل ساء الدنُيا ليلِّة القدر ث أنُزل بعد ذلك ف
عشرينم سنة ]النسائي والاكم[ .وقال ابنم جرير :نُزل القرآْن منم اللِّوُح الفوُظ إل ساء الدنُيا ف ليلِّة
القدر منم شهر رمضان ث أنُزل إل ممحد صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم علِّىَ ما أراد ال إنُزاله إليه.
إنا تلِّك "اللِّيلِّة الوُعوُدة الت سجلِّها الوُجوُد كلِّه ف فرح وغبَطة وانُبَهار ،ليلِّة التصال بي الرض والل
العلِّىَ ،ليلِّة ذلك الدث العظيم الذي ل تشهد الرض مثلِّه ف عظمحته وف آْثاره ف حياة البَشرية
جيعدا.
والنصوُصا القرآْنُية الت تذكر هذا الدث تكحاد ترف وتني بل هي تفيض بالنوُر الادئ الساري الرائق
الوُدود نُوُر ال الشرق ف قرآْنُه ذإلنُا أشنُشزلهشناهر ذف شهلييلِّشذة الهشقهدذر ]القدر .[1:ونُوُر اللئكحة والروح وهم ف غدوهم
ورواحهم تشينشيلزرل الهشمحشلئذشكحةر شوالترورح ذفيشها ]القدر .[4:ونُوُر الفجر شسشلةم ذهشىَ شحلت شمطهلِّشذع الهشفهجذر ]القدر".[5:
]ف ظلل القرآْن[.
"وأي نُعمحة أعظم منم نُعمحة نُزول القرآْن؟ نُعمحة ل يسعها حد البَشر فحمحد ال نُفسه علِّىَ هذه النعمحة
ب شوشله شهيشعل لهر ذعشوُشجا ]الكحهف.[1: ذذ ذ ذذ ذ
اهلشهمحرد للِّله الذىً أشنُهيشزشل شعشلِّىَ شعهبَده الهكحشتا ش
أي رفعة للِّعمحر يرفعها هذا التنزيل؟ إنا منة ال علِّىَ النُسان ف هذه الرض ،النة الت ولد النُسان
معها ميلداد جديداد ونُشأ با النُسان نُشأة جديدة ،النة الت التقطت البَشرية منم سفح الاهلِّية لتقىَ
با ف الطريق الصاعدة إل القمحة السامقة علِّىَ النهجه الربان الفريد" ]الظلل[.
وهكحذا إذن ،شهد شهر رمضان هذا النزول الفريد لكحتاب ال ،ومنم يوُمذاك ارتبَط القرآْن بشهر رمضان
ت لمشنم اهلرشدىً شوالهرفهرشقاذن ]البَقرة.[185: ششهر رمضاشن الذذىً أرنُذزشل ذفيذه الهرقرآْرن هددىً للِّلناذس وبييليشنا ت
شش ه ر ه ر شش ش
ومنم يوُم ذاك أصبَح شهر رمضان هوُ شهر القرآْن.
668
عنم ابنم عبَاس قال) :كان رسوُل ال صلِّىَ اللِّهم علِّيه وسلِّم أجوُد الناس ،وكان أجوُد ما يكحوُن ف
رمضان حي يلِّقاه جبيل ،وكان يلِّقاه ف كل ليلِّة منم رمضان فيدارسه القرآْن فلِّرسوُل ال صلِّىَ اللِّهم
علِّيه وسلِّم أجوُد بالي منم الريح الرسلِّة( ]البَخماري ،6:مسلِّم.[2308:
لقد كان القرآْن أنُيسه وسيه ف رمضان.
نُعم السمحي كتاب ال إن له ……حلوة هي أحلِّىَ منم جن الضرب
به فنوُن العان قد جعنم فمحا ……تفت منم عجب إل إل عجي،ب
أمر وني وأمثال وموُعظة ……وحكحمحة أودعت ف أفصح الكحتب
لطائف يتنيها كل ذي أدب ……وحكحمحة أودعت ف أفصح الكحتب
قال ابنم رجب :دل الديث علِّىَ استحبَاب دراسة القرآْن ف رمضان والجتمحاع علِّىَ ذلك ،وعرض
القرآْن علِّىَ منم هوُ أحفظ له] .لطائف العارف .[354:وفيه دليل علِّىَ استحبَاب الكثار منم تلوة
القرآْن ف شهر رمضان ،وف حديث فاطمحة علِّيها السلم عنم أبيها أنُه أخبها أن جبيل علِّيه السلم
كان يعارضه القرآْن كل عام مرة ،وأنُه عارضه ف عام وفاته مرتي] .البَخماري ،3624:ومسلِّم:
] ،[2450لطائف العارف.[355:
قال رحه ال :وف حديث ابنم عبَاس أن الدارسة بينه وبي جبيل كانُت ليلد ما يدل علِّىَ استحبَاب
الكثار منم التلوة ف رمضان ليلد فإن اللِّيل تنقطع فيه الشوُاغل ويتمحع فيه الم ،ويتوُاطأ فيه القلِّب
واللِّسان علِّىَ التدبر كمحا قال تعال :إذلن شنُاذشئمشةش الهيذل ذهشىَ أشششتد شوطهأد شوأشقهيشوُرم ذقيلد ]الزمل] .[6:لطائف
العارف.[355:
وقد كان للِّسلِّف رحهم ال اجتهاد عجيب ف قراءة القرآْن ف رمضان بل ل يكحوُنُوُا يشتغلِّوُن فيه بغيه.
وكان الزهري إذا دخل رمضان يقوُل :إنا هوُ قراءة القرآْن وإطعام الطعام.
وقال ابنم الكحم :كان مالك إذا دخل رمضان يفر منم قراءة الديث ومالسة أهل العلِّم.
وقال عبَد الرزأاق :كان سفيان الثوُري إذا دخل رمضان ترك جيع العبَادة وأقبَل علِّىَ قراءة القرآْن.
وقال سفيان :كان زأبيد اليامي إذا حضر رمضان أحضر الصاحف وجع إليه أصحابه.
وكان لم ماهدات منم كثرة التمحات رواها الئمحة الثقات الثبَات رحهم ال.
فقد كان السوُد يتم القرآْن ف رمضان كل ليلِّتي ،وكان يتم ف غي رمضان كل ست ليال.
وكان قتادة يتم القرآْن ف كل سبَع ليال مرة ،فإذا جاء رمضان ختم ف كل ثلث ليال مرة ،فإذا جاء
العشر ختم ف كل ليلِّة مرة.
وكان النخمعي يفعل ذلك ف العشر الواخر منه خاصة ،وف بقية الشهر ف ثلث.
وقال ربيع بنم سلِّيمحان :كان ممحد بنم إدريس الشافعي يتم ف شهر رمضان ستي ختمحة ما منها شيء
إل ف صلة.
669
وكان سعد بنم إبراهيم بنم عبَد الرحنم الرجوُي يتم كل يوُم.
وروىً ابنم أب داود بسند صحيح أن ماهداد رحه ال كان يتم القرآْن ف رمضان فيمحا بي الغرب
والعشاء ،وكانُوُا يؤخرون العشاء ف رمضان إل أن يإضي ربع اللِّيل.
وكان علِّي الزأدي يتم فيمحا بي الغرب والعشاء ف كل ليلِّة منم رمضان.
قال مالك :ولقد أخبن منم كان يصلِّي إل جنب عمحر بنم حسي ف رمضان قال :كنت أسعه يستفتح
القرآْن ف كل ليلِّة] .البَيهقي ف الشعب[.
قال النوُوي :وأما الذي يتم القرآْن ف ركعة فل يصوُن لكحثرتم فمحنم التقدمي عثمحان بنم عفان ،وتيم
الداري ،وسعيد بنم جبَي رضي ال ختمحة ف كل ركعة ف الكحعبَة] .التبَيان.[48:
قال الذهب :قد روي منم وجوُه متعددة أن أبا بكحر بنم عياش مكحث نوُاد منم أربعي سنة يتم القرآْن ف
كل يوُم وليلِّة مرة ،ولا حضرته الوُفاة بكحت أخته فقال :ما يبَكحيك؟ انُظري إل تلِّك الزاوية فقد ختم
أخوُك فيها ثانُية عشر ألف ختمحة] .سي أعلم النبَلء[.
قال القاسم عنم أبيه الافظ ابنم عساكر :كان يتم كل جعة ويتم ف رمضان كل يوُم] .سي أعلم
النبَلء[.
فإن قلِّت أي أفضل؟ أن يكحثر النُسان التلوة أم يقلِّلِّها مع التدبر والتفكحر؟
قال النوُوي رحه ال :والختيار أن ذلك يتلِّف بالشخماصا فمحنم كان منم أهل الم وتدقيق الفكحر
استحب له أن يقتصر علِّىَ القدر الذي ل يتل به القصوُد منم التدبر واستخمراج العان وكذا منم كان
له شغل بالعلِّم وغيه منم مهمحات الدينم ومصال السلِّمحي العامة يستحب له أن يقتصر منه علِّىَ القدر
الذي ل يل با هوُ فيه ،ومنم ل يكحنم كذلك فالول له الستكحثار ما أمكحنه منم غي خروج إل اللِّل،
ول يقرؤه هذرمة] .الفتح.[8/715:
ومعن ذلك أن الكثار ي وإن كان مطلِّوُباد لذاته ي ل ينبَغي أن يطغىَ علِّىَ الفهم والتدبر ،فليكحنم هم
الرء كثرة التم دون أن يعقل ما قرأ شيئمدا.
وأما حديث ابنم عمحر)) :ما فقه القرآْن منم قرأه ف أقل منم ثلث(( فقد أجاب عنه الئمحة رضي ال
عنهم.
قال ابنم رجب :إنا ورد النهي عنم قراءة القرآْن ف أقل منم ثلث علِّىَ الداومة علِّىَ ذلك ،فأما ف
الوقات الفضلِّة كشهر رمضان ،خصوُصاد ف اللِّيال الت يطلِّب فيها ليلِّة القدر أو الماكنم الفضلِّة
كمحكحة لنم دخلِّها منم غي أهلِّها فيستحب الكثار فيها منم تلوة القرآْن اغتناماد للِّزمان والكحان ،وهوُ
قوُل أحد وإسحاق وغيها منم الئمحة ،وعلِّيه يدل عمحل غيهم كمحا سبَق ذكره] .لطائف[.
وقال ابنم حجر :وكأن النهي عنم الزيادة ليس علِّىَ التحري ،كمحا أن المر ف جيع ذلك ليس للِّوُجوُب،
وعرف ذلك منم قرائنم الال الت أرشد إليها السياق … وقال النوُوي :أكثر العلِّمحاء علِّىَ أنُه ل تقدير
670
ف ذلك ،وإنا هوُ بسب النشاط والقوُة ،فعلِّىَ هذا يتلِّف باختلف الحوُال والشخماصا ،وال أعلِّم.
]الفتح.[8/716:
وإن قال قائل :هذا الذي ذكر ل يقبَلِّه عقل ول يقره منطق ،فإنُن أقوُل له ما قاله المام اللِّكحنوُي رحه
ال .قال :فإن قلِّت بعض الاهدات ما ل يعقل وقوُعها؟ قلِّت :وقع مثل هذا وإن استبَعد منم العوُام
فل يستبَعد منم أهل ال تعال ،فإنم أعطوُا منم ربم قوُة وصلِّوُا با إل هذه الصفات ،ول ينكحر هذا إل
منم ينكحر صدور الكحرامات وخوُارق العادات.
وإن الذاكرينم لذه الناقب ليسوُا منم ل يعتمحد علِّيه أو منم ل يكحوُن حجة ف النقل بل هم أئمحة السلم
وعمحد النُام … كأب نُعيم وابنم كثي والسمحعان وابنم حجر الكحي وابنم حجر العسقلن والسيوُطي
والنوُوي والذهب ومنم يذو حذوهم] .إقامة الجة.[101:
وقد سبَق أن ذكرت كلِّمحة المام ابنم رجب الت قرر فيها أن مثل هذا الجتهاد سائغ ف الزأمنة الفضلِّة
والماكنم الفضلِّة وأما طوُال العام فالول للِّمحؤمنم أل يتمحه ف أقل منم ثلث وإن ل يكحنم ذلك منوُعدا،
ل ،فالدينم يسر ،فوُال إن قال الذهب رحه ال :ولوُ تل ورتل ف أسبَوُع ول زأم ذلك لكحان عمحلد فاض د
ترتيل سبَع القرآْن ف تجد قيام اللِّيل مع الافظة علِّىَ النوُافل الراتبَة والضحىَ وتية السجد مع الذكار
الأثوُرة الثابتة والقوُل عند النوُم واليقظة ودبر الكحتوُبة والسحر ،مع النظر ف العلِّم النافع والشتغال به
ملِّصاد ل مع المر بالعروف وإرشاد الاهل وتفهيمحه وزأجر الفاسق ونوُ ذلك … لشغل عظيم جسيم
ولقام أصحاب اليمحي وأولياء ال التقي ،فإن سائر ذلك مطلِّوُب فمحت تشاغل العبَد بتمحة ف كل يوُم
فقد خالف النيفية السمححة ول ينهض بأكثر ما ذكرنُاه] .السي.[86-3/84:
قال نُافع :لا غسل أبوُ جعفر القاري نُظروا ما بي نره إل فؤاده مثل ورقة الصحف فمحا شك منم
حضره أنُه نُوُر القرآْن] .معرفة القراء الكحبَار[.
وف رمضان يتمحع الصوُم والقرآْن ،فتدرك الؤمنم الصادق شفاعتان ،يشفع له القرآْن لقيامه ،ويشفع له
الصيام لصيامه ،قال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم)) :الصيام والقرآْن يشفعان للِّعبَد يوُم القيامة ،يقوُل الصيام:
أي رب منعته الطعام والشهوُات بالنهار فشفعن فيه ،ويقوُل القرآْن :رب منعته النوُم باللِّيل فشفعن فيه
فيشفعان(( ]أحد[ .وعند ابنم ماجه عنم ابنم بريدة عنم أبيه قال :قال رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم:
))ييء القرآْن يوُم القيامة كالرجل الشاحب يقوُل :أنُا الذي أسهرت ليلِّك وأظمحأت نارك((.
"واعلِّم أن الؤمنم يتمحع له ف شهر رمضان جهادان لنفسه ،جهاد بالنهار علِّىَ الصيام وجهاد باللِّيل
علِّىَ القيام ،فمحنم جع بي هذينم الهادينم ووف بقوُقهمحا وصب علِّيهمحا روف أجره بغي حساب"
]لطائف العارف.[360:
671
ومنم صوُر اختصاصا شهر رمضان بالقرآْن الكحري صلة التاويح ،فهذه الصلة أكثر ما فيها قراءة
ل ،ولذلك استحب للمام أن يتم فيها ختمحة القرآْن ،وكأنا شرعت ليسمحع الناس كتاب ال موُداد مرت د
كاملِّة.
وقد كان النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يطيل القراءة ف قيام رمضان باللِّيل أكثر منم غيه ]لطائف
العارف .[356:وما يؤيد ذلك ما رواه المام أحد عنم حذيفة قال :أتيت النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم
ف ليلِّة منم رمضان فقام يصلِّي ،فلِّمحا كب قال :ال أكب ،ذو اللِّكحوُت والبوت والكحبياء والعظمحة ث
قرأ البَقرة ث النساء ث آْل عمحران ،ل يإر بآية توُيف إل وقف عندها ث ركع يقوُل)) :سبَحان رب
العظيم(( مثل ما كان قائمحاد ث رفع رأسه فقال)) :سع ال لنم حده ربنا لك المحد(( مثل ما كان
قائمحاد ث سجد يقوُل)) :سبَحان رب العلِّىَ(( مثل ما كان قائمحاد ث رفع رأسه فقال)) :رب اغفر ل((
مثل ما كان قائمحاد ث سجد يقوُل)) :سبَحان رب العلِّىَ(( مثل ما كان قائمحاد ث رفع رأسه فقام ،فمحا
صلِّىَ إل ركعتي حت جاء بلل فآذنُه بالصلة ]أحد ،مسند باقي مسند النُصار رقم.[22309:
وكان عمحر قد أمر أب بنم كعب وتيمحاد الداري أن يقوُما بالناس ف شهر رمضان فكحان القارئ يقرأ
بالائتي ف ركعة حت كانُوُا يعتمحدون علِّىَ العصي منم طوُل القيام ،وما كانُوُا ينصرفوُن إل عند الفجر،
وف رواية أنم كانُوُا يربطوُن البَال بي السوُاري ث يتعلِّقوُن با ]لطائف العارف .[356:وكان بعض
السلِّف يتم ف قيام رمضان ف كل ثلث ليال وبعضهم ف كل سبَع منهم قتادة ،وبعضهم ف كل
عشرة منهم أبوُ رجاء العطاردي] .لطائف العارف.[358:
كل هذا التطوُيل والقيام منم أجل تلوة القرآْن وتعطي ليال شهر القرآْن بآيات القرآْن.
وإذا كان هذا شأن القرآْن ف رمضان فمحا أجدر العبَد الؤمنم أن يقبَل علِّيه ،ويدي النظر فيه ،وإن أقتح
علِّىَ الخ الؤمنم الصادق أن يعل له مع القرآْن ف هذا الشهر ثلثة مسارات:
السار الول :مسار الكثار منم التلوة وتكحرار التمحات ،فيجعل النُسان لنفسه جدولد ينضبَط به،
بيث يتمحكحنم منم ختم القرآْن مرات عديدة ينال خياتا وينعم ببكاتا.
السار الثان :مسار التأمل والتدبر ،فيستفتح النُسان ف هذا الشهر الكحري ختمحة طوُيلِّة الدىً يأخذ
منها ف اليوُم صفحة أو نوُها مع مراجعة تفسيها وتأمل معانُيها ،والتبَصر ف دللتا واستخمراج أوامرها
ونُوُاهيها ث العزم علِّىَ تطبَيق ذلك وماسبَة النفس علِّيه ،ول مانُع أن تطوُل مدة هذه التمحة إل سنة أو
نوُها شريطة أن ينتظم القارئ فيها ويكحثر التأمل ويأخذ نُفسه بالعمحل ،ولعل ف هذا بعض منم معن
قوُل الصحاب اللِّيل) :كنا نُتعلِّم العشر آْيات فل ناوزأهنم حت نُعلِّم ما فيهنم منم العلِّم والعمحل(.
السار الثالث :مسار الفظ والراجعة ،فيجعل لنفسه مقدارا يوُمياد منم الفظ ومثلِّه منم الراجعة ،وإن
كان قد حفظ ونُسي فهي فرصة عظمحىَ لتثبَيت الفظ واستجاع ما ذهب ،ولست باجة إل التذكي
672
بللة منزلة الافظ لكحتاب ال ورفيع مكحانُته ،وحسبَه أنُه قد استدرج النبَوُة بي جنبَيه إل أنُه ل يوُحىَ
له.
أخي الكحري … ها قد عرفت منم فضل القرآْن ما قد عرفت ،وعلِّمحت منم ارتبَاط هذا الشهر الكحري
بالقرآْن العظيم ما قد علِّمحت ،فلِّم يبَق إل أن تشمحر عنم ساعد الد ،وتأخذ نُفسك بالعزم ،وتدرع
الصب ،وتكحوُن مع القرآْن كمحا قال القائل:
أسرىً مع القرآْن ف أفق ……فذ تبَارك ذلك الفق
وسرىً به ف رحلِّة عجب……منم واحة اليإان تنطلِّق
وارتاد منه عوُالاد ملِّئمت……سحراد به الرواح تنعتق
يامنم يريد العيش ف دعة ……نُبَع السعادة منه ينبَثق
"عبَاد ال هذا شهر رمضان الذي أنُزل فيه القرآْن ،وف بقيته للِّعابدينم مستمحتع ،وهذا كتاب ال يتلِّىَ
فيه بي أظهركم ويسمحع ،وهوُ القرآْن الذي لوُ أنُزل علِّىَ جبَل لرأيته خاشعاد يتصدع ،ومع هذا فل قلِّب
يشع ولعي تدمع ول صيام يصان عنم الرام فينفع ول قيام استقام فيجىَ ف صاحبَه أن يشفع".
]لطائف العارف364:ا.[365/
فهل للِّنفس إقبَال؟ وهل للِّقلِّب اشتياق؟ وهل نل شهر القرآْن بتلوة القرآْن؟
ــــــــ
معذرة يا رمضان!!
عادل بنم أحد بانُاعمحة
جدة
1/9/1417
ممحد الفاتح
مامد و أدعيةطبَاعة الطبَة بدون مامد وأدعية
-------------------------
ملِّخمص الطبَة
-1صوُرة مزية لستعداد الناس لرمضان -2 .صوُر منم صنيع السلِّف ف رمضان -3 .رمضان شهر
الوُاساة.
-------------------------
الطبَة الول
عبَاد ال :أوصيكحم ونُفسي بتقوُىً ال ،فقد أمرنُا ال بذلك ف قوُله :ياأشييتشها الذذيشنم ءاشمنروُاه اتليرقوُاه اللِّلهش شحلق
س اتليرقوُاه شربلركحرم الذذىً شخلِّششقركحهم لمنم نُيلهف ت
س ذ ذ ذذ
تريشقاته شولش شرتوُترلنم إلل شوأشنُرتم تمهسلِّرمحوُشن ]آْل عمحران .[102:يشأشييتشها اللنا ر
673
ذ ذ ذ ذ واذحشدةت وخلِّشق ذمهنيها زأوجها وب ل ذ
ث مهنيرهشمحا ذرشجالد شكثياد شونُشساء شواتليرقوُاه اللِّلهش الذىً تششساءرلوُشن بذه شوالشهرشحاشم إذلن اللِّلهش ش ش ش ش شه ش ش ش ش
صلِّذهح لشركحهم أشهعشمحالشركحهم ذ ذ ذ
شكاشن شعلِّشهيركحهم شرقيبَاد ]النساء .[1:يأشييتشها الذيشنم ءاشمنروُاه اتليرقوُاه اللِّلهش شورقوُلروُاه قشيهوُلد شسديداد ير ه
شويشيهغذفهر لشركحهم ذررنُوُبشركحهم شوشمنم يرذطذع اللِّلهش شوشررسوُلشهر فشيشقهد شفاشزأ فشيهوُزأاد شعذظيمحاد ]الحزاب.[71-70:
وبعد:
معذرة يا رمضان!ا!ا!ا
معذرة يا شهر الي والعزة والبكة والنُتصارات!ا!ا!ا
معذرة إليك إذا ل تد عندنُا ما كنت تأمل وترجوُ ...
لقد كنت تشرق علِّىَ أمة السلم وهي عزيزة ل تقف علِّىَ البوُاب ،ول تستعطف العداء ول تضع
للِّكحافرينم.
كنت تشرق علِّيها وإن ف كل أرض منها أذانُا يعلِّوُ ،ومنائر ترتفع ،وشعائر يعالنم با الناس.
كنت تشرق علِّيها وإنا لسيدة العال ،وقائدة الدنُيا.
واليوُم علِّىَ ماذا تشرق؟؟
علِّىَ جرح فلِّسطي الدامي؟ أم علِّىَ آْلم أفغانُستان؟ أم علِّىَ مذبة السلم ف البَوُسنة والرسك؟ أم
علِّىَ فجيعة الشاشان؟ أم علِّىَ مصيبَة كشمحي؟
معذرة يا رمضان لقد أطرقت رؤوسنا خجل ،وعدت إلينا وقد غرقنا ف ذلنا ..
رمضان عدت وهذه أوطانُنا …عم الفساد با وزأاد وطال
ضاعت مقاييس الفضيلِّة بيننا …وتبَدلت أحوُالنا أوحال
وما فتئ الزمان يدور حت …مضىَ بالد قوُم آْخرونُا
وأصبَح ل يرىً ف الركب قوُمي …وقد كانُوُا أئمحته سنينا
وآْلن وآْل كل حر …سؤال الدهر أينم السلِّمحوُنُا؟
معذرة يا رمضان!ا!ا!ا
كنت تأت قوُما أعدوا العدة لستقبَالك ،وفهمحوُا سرك ،وعرفوُا مغزاك ،فهم ينتظرونُك ويتقبَوُنُك،
ويتهيأون لك بالصلة والصيام والتهيئمة العبَادية ،كانُوُا يدعوُن ال ستة أشهر أن يدركوُا فضيلِّتك ،ث
يدعوُنُه باقي العام أن يتقبَل ،كانُوُا يقوُلوُن :اللِّهم سلِّمحنا إل رمضان ،وسلِّم لنا رمضان ،وتسلِّمحه منا.
لقد علِّم هؤلء أنُك جئمت لتعلِّمحهم كيف يتفعوُن عنم الظاهر اليوُانُية الت غاية أكلِّها الكل والشرب
وإشبَاع الغريزة ،وعلِّمحوُا أنُك جئمت لتعلِّمحهم كيف يرجوُن منم شهوُاتم النفسانُية.
هذا عبَد الرحنم بنم عوُف رضي ال عنه يؤتىَ له بإفطاره وقد كان صائمحا وفيه نُوُعان منم الطعام،
فيبَكحي!ا فيسأله أهلِّه :ما يبَكحيك؟ فيقوُل :تذكرت مصعب بنم عمحي مات يوُم مات ول ند ما نُكحفنه به
674
إل بردة إذا غطينا رأسه بدت قدماه ،وإذا غطينا قدميه بدا رأسه ،وننم اليوُم نُأكل منم هذه النُوُاع،
وأخشىَ أن تكحوُن طيبَاتنا عجلِّت لنا!ا!ا!ا
واليوُم يا رمضان إل منم تأت؟
إل قوُم ما عرفوُا عنك إل أنُك شهر الوُع ف النهار والشبَع ف اللِّيل؟ إل قوُم ما عرفوُا عنك إل أنُك
شهر التنوُيع ف الطعمحة والكثار منها؟ إل قوُم ل يكحنم زأادهم لستقبَالك إل طعاما وشرابا؟ وكأنُك يا
رمضان جئمت تعلِّمحهم فنوُن الطبَخ ،وطرائق الكل !ا!ا!ا
معذرة يا رمضان!ا!ا!ا
كنت تطل علِّىَ قوُم أسهر لك ليلِّهم ،وأظمحأوا نارهم ،وأدركوُا أنُك موُسم ل يعوُض فبَذلوُا الغال
والنفيس.
ت ]البَقرة .[184:فأرادوا أل تضيع منهم. سعوُا قوُل ال :أشلياما لمعردودا ت
د ه
كنت تنظر إليهم ،وهم بي باك غلِّبَته عبته ،وقائم غفل عنم دنُياه ،وساجد ترك الدنُيا وراء ظهره ،وداع
علِّق كل أملِّه ف ال.
ي سجد مرة بنم شراحيل ل حت أكل التاب جبَهته] .نُزهة.[335:
ي كان صفوُان بنم سلِّيم يقوُم منم اللِّيل حت ترم قدماه وتظهر فيها عروق خضر] .نُزهة.[498:
ي وصلِّىَ عبَد ال بنم الزبي ف الرم وإن حجارة النجنيق لتتساقط بي يديه وخلِّفه م يشعر با!ا
ي وبكحىَ عمحر رضي ال عنه حت صار ف خديه خطان أسوُدان منم أثر الدمع!ا
تي وسع عبَد ال بنم الفضيل قوُله تعال :ولشوُ تشيرىً إذهذ وقذرفوُاه عشلِّىَ اللناذر فشيشقالروُاه يالشيتيشنا نُيررتد ولش نُرشكحلذب بذئمايا ذ
ش شش هش ش ش ر ش شه ش
ي ]النُعام .[27:فبَكحىَ حت غشي علِّيه ،ث حل ميتا!ا ذذ ذ
شربيلشنا شونُشركحوُشن مشنم الهرمحهؤمن ش
ضاذجذع يشهدرعوُشن شربيلرههم شخهوُفاد شوطششمحعاد شوذ لما شرشزأقهيشنارههملقد صدق فيهم قوُل ال تعال :تشيتششجاشف رجرنوُبيررههم شعذنم الهشمح ش
ي شجشزاء ذ شبا شكانُروُاه يشيهعشمحرلِّوُشن ]السجدة.[17-16: رينذفرقوُشن فشلش تشيهعلِّشم نُشيهفس لما أرهخذفىَ شرلم لمنم قريلرةذ أشهع ر ت
ش ر ة
واليوُم علِّىَ منم تطل يا رمضان؟
هل تطل إل علِّىَ مساكي ليس ف ليلِّهم إل اللِّهوُ واللِّعب.
هل تطل إل علِّىَ حقىَ تركوُا الصلة وانُشغلِّوُا بذه القنوُات الفضائية؟
هل تطل إل علِّىَ كسال غاية جهد أحدهم أن يصلِّي مع المام ثان ركعات ث ينصرف معجبَا مزهوُا
وكأنُه قضىَ حق العبَادة ،وفرغ منم واجب ال علِّيه؟
هل تطل إل علِّىَ قساة القلِّوُب ،الذينم يتوُل القرآْن سعهم بكحرة وعشية فل تتز له قلِّوُبم ول تدمع له
أعينهم؟
سامنا يا رمضان ...لقد قست قلِّوُبنا!ا تجرت أفئمدتنا!ا قحطت أعيننا!ا ل نُعد نس بلوة الطاعة،
ول بمحال العبَادة ،ول بأنُس الناجاة!ا!ا!ا
675
معذرة يا رمضان!ا!ا!ا
لقد كنت تفد إل قوُم تآخوُا علِّىَ غي أرحام بينهم ،عرفوُا قيمحة الخاء فلِّزموُه ،وفهمحوُا قدره فقاموُا
بقوُقه وواجبَاته ،وعرفوُا قوُله صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم)) :السلِّم أخوُ السلِّم(( فكحانُوُا بق إخوُة وأحبَابا.
كانُوُا جسدا واحدا ،يرحم الكحبَي الصغي ،ويتم الصغي الكحبَي ،يعيشوُن بالوُد ،ويتعاملِّوُن بالب،
حياتم صفاء ،وعيشهم وفاق ،ل تبَاغض ،ول تاسد ،ول حقد.
يأل أحدهم لل أخيه ،ويأسىَ لساه ،يقضي حوُائجه ،ويسد خلِّته ،ويتلِّمحس مصال ليقضيها.
جاء رجل إل ابنم عبَاس رضي ال عنه وهوُ معتكحف يسأله قضاء حاجة له ،فقام ابنم عبَاس ليخمرج
معه ،فقالوُا له :إنُك معتكحف!ا فقال :لن أسعىَ ف قضاء حاجة أخي أحب إل منم اعتكحاف شهرينم
ف مسجد رسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم.
واليوُم يا رمضان ...هل تفد إل علِّىَ قوُم استبَدلوُا العداوة بالخاء ،والصوُمة بالصفاء ،ورضوُا
بالتبَاغض والشحناء؟!ا وكأنُه ل ينته إليهم قوُل الصطفىَ صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم)) :ترفع العمحال إل ال
كل اثني وخيس فيغفر لنم شاء إل رجل كان بينه وبي أخيه شحناء فيقوُل :انُظروا هذينم حت
يصطلِّحا((.
هل تفد إل علِّىَ قوُم ضمحر فيهم حس الخوُة اليإانُية ،والرابطة الربانُية ،فهم ل يشعرون بصاب
إخوُانم ف شرق الرض وغربا ،ول يهتزون للعراض النتهكحة والراضي الغتصبَة ،والقوُق الهدرة،
وكأنم ل يسمحعوُا قوُله صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم)) :منم ل يهتم بأمر السلِّمحي فلِّيس منهم((.
هل تفد إل علِّىَ متمحع ل يكحاد يعرف فيه الار جاره ،والقريب قريبَه؟
معذرة يا رمضان ...
هذه جراحنا ...هذا واقعنا الذي نُعيشه.
هكحذا تبَدلت الدنُيا ،وتغي الناس ،واستحال الزمنم زأمنا آْخر.
هكحذا ننم ...
فهل ند ف أيامك هذه البَاركات ما يغي الال؟
وهل تكحوُن لنا مطة نرج منها بوُجه غي الوُجه الذي دخلِّنا به؟
نُرجوُ ذلك ...
ــــــــ
في وداع رمضان
أمي بنم نُوُر الدينم بتقة
بوُزأريعة
عثمحان بنم عفان
676
مامد و أدعيةطبَاعة الطبَة بدون مامد وأدعية
-------------------------
ملِّخمص الطبَة
-1حسرة ف وداع رمضان -2 .تديد ليلِّة القدر -3 .فضل ليلِّة القدر -4 .فضل الستغفار والدعوُة
له ف ناية الشهر -5 .شهر عتق الرقاب -6 .حذار منم الغرور -7 .بعض أحكحام زأكاة الفطر.
-------------------------
الطبَة الول
أما بعد:
أيها الؤمنوُن ،هذا هوُ رمضان ول وانُصرم ،كأنا هوُ طيف عابر ،مر ول نُشعر فيه بضي الزمان ول
بكحلر اللِّيال واليام .هكحذا العمحر يإر بنا وننم ل نُشعر ,يكحوُن بعضنا غارقاد ف شهوُاته حت يغزو الشيب
مفرقيه ،نُذير أجل متوُم قد يل بساحته ,قد يل الجل والغافل ل يستعلد بعد للِّرحيل ,فإذا حانُت
ساعة اليعاد ,فلت حي مناصا ,يمحل الغافل علِّىَ العوُاد ،ويرشدس بي اللاد ،والذنُب كثي ،والعمحل
قلِّيل ،وحينئمذ ل ينفعه أن يعض علِّىَ أصبَع الندم ،ول أن يهتف وينادي :يا ليتن أرلد فأعمحل غي الذي
كنت أعمحل ,فالعمحر فرصة ل تنح للنُسان إل مرة واحدة ,فإذا ما ذهبَت هذه الفرصة وولت فهيهات
أن تعوُد.
وبقيت مظان ليلِّة القدر ،وأصح القوُال أنا ف العشر الواخر ،بل ف الوُتر منم العشر الواخر ,كمحا
صح عنه صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم)) :تروا ليلِّة القدر ف الوُتر منم العشر الواخر منم رمضان((),[1](1
وأصح أقوُال أهل العلِّم واليإان أنا تتنقل ف الوُتر منم العشر ،فسنة تكحوُن ليلِّة إحدىً وعشرينم ،وسنة
تكحوُن ف غيها منم ليال الوُتر ,كمحا صح عنه صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أنُه قال)) :أريت ليلِّة القدر فنسيتها,
وأران صبَيحتها أسجد ف ماء وطي(( ،يقوُل الصحاب راوي الديث) :فمحطرنُا ليلِّة إحدىً وعشرينم
فخمر السجد ،فصلِّىَ بنا النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم الصبَح فسجد ف ماء وطي() .[2](2وصح عنه
صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أنُه قال)) :تلروا ليلِّة القدر ليلِّة ثلث وعشرينم(() ,[3](3وصح عنه صلِّىَ ال
علِّيه وسلِّم)) :التمحسوُا ليلِّة القدر ليلِّة سبَع وعشرينم(() ,[4](4وقوُله)) :تروا ليلِّة القدر ،فمحنم كان
متحريها فلِّيتحلرها ف ليلِّة سبَع وعشرينم(() ،[5](5وقد قال أب بنم كعب رضي ال عنه) :وال الذي
ل إله غيه إن لعلِّم أي ليلِّة هي ,هي اللِّيلِّة الت جع فيها النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أهلِّه والناس
أجعي فصلِّىَ بم حت الصبَح ،ليلِّة سبَع وعشرينم() ,[6](6ففي تلِّك السنة كانُت ليلِّة القدر ليلِّة
سبَع وعشرينم ،وصح عنه صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم)) :التمحسوُا ليلِّة القدر آْخر ليلِّة منم ليال رمضان(()](7
,[7أي ليلِّة تسع وعشرينم.
677
فكحل تلِّك الروايات الثابتة عنه صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم تدل بوُضوُح أنا ل تلِّزم ليلِّة السبَع والعشرينم ف
كل السني ،بل ربا كانُت ف سنة ف ليلِّة إحدىً وعشرينم ،وف سنة أخرىً ف ليلِّة ثلث وعشرينم،
وهكحذا إل تسع وعشرينم.
ولا كان دخوُل شهر رمضان يتلِّف فيه الناس ،فرب لياتل نُعدها أوتاراد هي ف واقع المر شفع ليست
بوُتر ,وإذا كان المر كذلك فإن العبَد السدد ل يقصر نُشاطه علِّىَ الوتار منم العشر ،بل يتهد ف
العشر كلِّها مقتدياد ف ذلك برسوُل ال صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ،قال تعال :لشقهد شكاشن لشركحهم ذف شررسوُذل اللِّلذه
أرهسشوُة شحشسنشة لشمحنم شكاشن يشيهررجوُ اللِّلهش شواهليشيهوُشم الذخشر شوذششكشر اللِّلهش شكذثياد ]الحزاب.[21:
وليلِّة القدر سيت بذلك لشرفها وعلِّوُ قدرها ،فعبَادة فيها تعدل عبَادة ف ثلثة وثانُي سنة ,وسيت
بذلك أيضا لنا تقلدر فيها مقادير العام الذي يلِّيها ،فيفصل منم اللِّوُح الفوُظ إل كل ملِّك ما ولكل
إليه القيام به ف كل عام ,فمحلِّك الوُت يعلِّم الرواح الت يقبَضها ف كل عام ,وهكحذا يفرق ف هذه
اللِّيلِّة منم اللِّوُح الفوُظ كل أمر مكحم ،فيعلِّم به منم سينفذه منم العبَاد الكحرمي ،الذينم ل يعصوُن ال
ما أمرهم ،ويفعلِّوُن ما يؤمرون ,قال ال سبَحانُه :ذفيشها ييرهفشررق ركتل أشهمتر شحذكحيتم ]الدخان.[4:
وساها ال جل وعل مبَاركة كمحا قال سبَحانُه :ذإلنُا أشنُشزلهشناهر ذف شهلييلِّشتة تمشبَاشرشكتة ذإلنُا ركلنا رمنذذذريشنم ]الدخان.[3:
ومنم بركاتا أن اللئكحة تتنزل فيها منم السمحاء ,كمحا قال سبَحانُه :تشينشيلزرل الهشمحشلئذشكحةر شوالترورح ذفيشها ]القدر:
،[4والروح هوُ جبيل علِّيه السلم ،وقد صح عنه صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أنُه قال)) :إن اللئكحة تلِّك
اللِّيلِّة ف الرض أكثر منم عدد الصىَ(() ،[8](8ومنم بركاتا ما صح عنه صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم)) :منم
قام ليلِّة القدر إيإانُاد واحتساباد غفر له ما تقدم منم ذنُبَه(().[9](9
فيا منم فرط استدرك.
ماذا نُصنع حت نُتدارك ما فات؟ ورمضان قد تليأ للِّرحيل فلِّم يبَق منه إل ليال.
علِّينا -يا عبَاد ال -أن نُعتف بذنُوُبنا ،وأن نُتوُب التوُبة الصادقة النصوُح ،وأن نُتوُجه إل ال تعال
بالدعاء بالغفرة والعتق منم النار.
ىً الذذيشنم أشهسشرفروُاه شعشلِّىَ أشنُرفذسذههم لش تشيهقنشطروُاه ذمنم ذ ذ
فاغفر لنا يا رلبنا وأعتقنا منم النار ،أل تقل يا رلبنا :قرهل ياعشبَاد ش
ك لشرذو جيعاد ذنُإلهر رهشوُ الهغشرفوُرر اللرذحيرم ]الزمر[53:؟!ا أل تقل يا ربنا :شوإذلن شربل ش لرهحذة اللِّلذه إذلن اللِّله ييهغذفر التذرنُوُب شذ
ش شش ر ش
شمهغذفشرةت للِّلناذس شعشلِّىَ ظرهلِّذمحذههم ]الرعد[6:؟!ا
وأما منم استغفر بلِّسانُه وقلِّبَهر علِّىَ العصية معقوُد ،وهوُ عازأم بعد الشهر إل العاصي أن يعوُد ،فصوُمه
ىً الذذيشنم أشهسشرفروُاه شعشلِّىَ ذ ذ
علِّيه مردود ،وباب القبَوُل عنه مسدود ،كيف ل؟ وقد قابل نُداء ال :قرهل ياعشبَاد ش
جيعاد ذنُإلهر رهشوُ الهغشرفوُرر اللرذحيرم بالعراض والصدود. أشنُرفذسذهم لش تشيهقنشطروُاه ذمنم لرهحذة اللِّلذه إذلن اللِّله ييهغذفر التذرنُوُب شذ
ش شش ر ش ه
أيها السلِّمحوُن ،إن الستغفار هوُ ختام العمحال كللِّها ،فيخمتم به ف الصلة كمحا ف صحيح مسلِّم أن
رسوُل ال كان إذا فرغ منم الصلة يستغفر ال ثلثا) .[10](10وريتم به ف الجه ،قال ال تعال :رثل
678
س شواهستشيهغذفررواه اللِّلهش إذلن اللِّلهش شغرفوُةر لرذحيةم ]البَقرة .[199:بعد هذه الشعية ث أششفا ش
ض اللنا ر ضوُاه ذمهنم شحهي ر
ذ
أشفي ر
العظيمحة وهي الوُقوُف بعرفة والجه عرفة ،ينطلِّق الاج إل مزدلفة وهوُ يستغفر ال تعال .ويتم به قيام
اللِّيل ،يإدح ال تعال عبَاده التقي ويصفهم فيقوُل :الذذيشنم يشيرقوُرلوُشن شربيلشنا إذنُيلشنا ءاشملنا شفاهغذفهر لششنا ذررنُوُبشيشنا شوقذشنا
ي شوالهرمحهستشيهغذفذريشنم ذبالهسشحاذر ]آْل عمحران،[17 ،16: ذذ
ي شوالهرمحنفق ش
ذذ
ي شوالهشقانُت ش
صابذذرينم وال ل ذ ذ
صادق ش ب اللنار ال ل ش ش
شعشذا ش ذ
وقال تعال كذلك ف وصفهم :شوذبالشهسشحاذر رههم يشهستشيهغذفرروشن ]الذاريات ،[18:قال السنم رحه ال:
"قاموُا اللِّيل إل وقت السحر ،ث جلِّسوُا يستغفرون") ،[11](11وكان ابنم عمحر رضي ال عنهمحا
يصلِّي منم اللِّيل ث يقوُل) :يا نُافع هل جاء السحر؟( فإذا قال :نُعم ،أقبَل علِّىَ الدعاء والستغفار حت
يصبَح) .[12](12ويتم به كذلك ف الالس ،فإن كانُت ذكراد كان كالطابع لا ،وإن كانُت لغوُا
ط ال عنه كان كلفارة لا .وكذلك ينبَغي أن يتم صيام رمضان بالستغفار ،فمحنم أحب منكحم أن ي ل
الوزأار ،ويعتقه منم النار ،فلِّيكحثر منم الستغفار ،باللِّيل والنهار ،ل سيمحا ف وقت السحار.
وما يستحسنم ختم هذا الشهر به أيضاد عتق الرقاب ،فقد كان أبوُ قلبة يعتق ف آْخر الشهر جارية
حسناء مزينة يرجوُ بعتقها العتق منم النار .وعتق الرقاب يوُجب العتق منم النار كمحا دل علِّىَ ذلك
الديث الصحيح الذي رواه البَخماري عنم سعيد بنم مرجانُة صاحب علِّي بنم السنم قال :قال أبوُ
هريرة :قال النب )) :أيإا رجل أعتق امرأ مسلِّمحا استنقذ ال بكحل عضوُ منه عضوُا منه منم النار(( ،قال
سعيد منم مرجانُة :فانُطلِّقت به إل علِّي بنم السي ،فعمحد علِّي بنم السي رضي ال عنهمحا إل عبَد له
قد أعطاه به عبَد ال بنم جعفر عشرة آْلف درهم أو ألف دينار فأعتقه).[13](13
ومنم فاته عتق الرقاق لنُعدامها فلِّيكحثر منم شهادة التوُحيد ،فإنا تقوُم مقام عتق الرقاب ،قال )) :منم
قال :ل إله إل ال وحده ل شريك له ،له اللِّك وله المحد وهوُ علِّىَ كل شيء قدير عشر مرار كان
كمحنم أعتق رقبَة منم ولد إساعيل(( ]أخرجه البَخماري[) ،[14](14وقال)) :منم قال :ل إله إل ال
وحده ل شريك له ،له اللِّك وله المحد وهوُ علِّىَ كل شيء قدير ف يوُم مائة مرة كانُت له عدل عشر
رقاب ،وكتب له مائة حسنة ،وميت عنه مائة سيئمة ،وكانُت له حرزأاد منم الشيطان يوُمه ذلك حت
يإسي ،ول يأت أحد بأفضل لما جاء به إل أحةد عذمحل أكثر منم ذلك(( ]متفق علِّيه منم حديث أب
هريرة[).[15](15
واعلِّمحوُا عبَاد ال أن المحع بي شهادة التوُحيد والستغفار منم أعظم أسبَاب الغفرة والنجاة منم النار،
وكشف الكحربات ،وقضاء الاجات .لذا جع ال تعال بينهمحا ف قوُله :شفاهعلِّشهم شنُألهر لش اله إذلش اللِّلهر
ت ذمشنم اللظالذذمحي ]النُبَياء: ك إذلن ركن ر ت رسهبَشحانُش ش
ذ ذ
شواهستشيهغفهر لشذنُذبَك ]ممحد ،[19:وف قوُله :لل اله إذلل أشنُ ش
.[87
فأكثر ي أخي السلِّم ي منم طاعة ال ل سيمحا منم قوُل :ل إله إل ال وحده ل شريك له ،له اللِّك وله
المحد وهوُ علِّىَ كل شيء قدير.
679
وأكثر منم الستغفار وغيها منم الذكار والعمحال الصالة قبَل فوُات هذه الفرصة العظيمحة ،فإنُه إن ل
ريغفر لك ف هذا الشهر فمحت سيغفر لك؟!ا
قال قتادة رحه ال" :كان يقال :منم ل يغفر له ف رمضان فلِّنم يغفر له فيمحا بقي".
فيا منم جد ،واصل ول تغت ،حذار منم الغتار با صنعت ،وكنم كمحنم قال ال جل وعل فيهم :شكانُروُاه
قشذلِّيلد لمنم الهيذل شما يشيههشجرعوُشن شوذبالشهسشحاذر رههم يشهستشيهغذفرروشن ]الذاريات ،[18 ،17:ما استغفروا إل
لستشعارهم تقصشيهم ف جنب ال ،رغم قيامهم أكثر اللِّيل ,وكنم كمحنم قال ال جل وعل فيهم:
شوالذذيشنم ييرهؤرتوُشن شما ءاتشوُاه لوقريرلِّوُبيررههم شوذجلِّشة أشنُيلرههم إذشل شرلبذهم راذجرعوُشن ]الؤمنوُن .[60:وتذكر أن ما أنُت فيه إنا
هوُ بفضل ال وتوُفيقه لك ,فالذي أعطاك ووفقك هوُ الذي حرم غيك ومنعه ،فقل كمحا قال
ىً لشهوُل أشهن شهشداشنُا اللِّلهر ]العراف .[43:واعتب با ذ ذ ذ ذ ذ لذ
الصالوُن :اهلشهمحرد للِّله ا ذىً شهشداشنُا شلاشذا شوشما ركلنا لنشيههتشد ش
ك بذذه قاله ال لعبَده ونُبَيه ممحد صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم :ولشذئمنم ذشهئمينا لشنهذه ل ذ
ك رثل لش شذترد لش ش ب ذبالذىً أشهو ش ه
حييشنا إذلشهي ش ش ش شش ش
ك شكبَذديا ]النُبَياء ،[87 ،86:حت عدها بعض ك إذلن فش ه
ضلِّشهر شكاشن شعلِّشهي ش شعشهلِّييشنا شوذكيلد إذلل شرهحشةد لمنم لربل ش
السلِّف أعظم تديد ف كتاب ال.
لاذسرروشن ذ
فكحنم خافض الناح ،متهداد ف الطاعة ،خائفاد منم عدم القبَوُل ،فشلش يشأهشمرنم شمهكحشر اللِّله إذلل الهشقهوُرم ا هش
ذ ذ
ي ]الائدة .[27:ول تدري أتكحوُن منهم أم ل؟ ]العراف ،[99:وإذلشنا يشيتشيشقبَلرل اللِّلهر مشنم الهرمحتلق ش
ث اعلِّمحوُا ي يا عبَاد ال ي أن عائشة زأوج النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم سألته إن هي أدركت ليلِّة القدر ما
تقوُل فيها؟ قال)) :قوُل :اللِّهم إنُك عفوُ تب العفوُ فاعف عن(().[16](16
اعلِّمحوُا أيها السلِّمحوُن أن رسوُل ال فرض زأكاة الفطر علِّىَ السلِّمحي ،علِّىَ الذكر والنُثىَ والصغي
والكحبَي ،صادعا منم طعام أي صادعا منم قمحح ،أو صادعا منم تر ،أو صادعا زأبيب ،أو صادعا منم شعي ،أو
ضل عنه شيء منم صادعا منم أقط ،فهذه الزكاة مفروضة علِّىَ كل قادر علِّىَ إخراجها ،كل مسلِّم ف ش
قوُت يوُمه وقوُت عياله علِّيه أن يرج هذه الزكاة عنم نُفسه وعلمحنم يعوُلم ،والصاع يساوي هذا اليوُم
كيلِّوُينم ومائت غرام تقريبَا.
واعلِّمحوُا أن وقت خروجها يبَدأ منم غروب شس ليلِّة العيد ،وينتهي بانُتهاء صلة العيد ،فمحنم أخرها إل
ما بعد ذلك فهي صدقة منم الصدقات كمحا قال الصطفىَ ،ولكحنها ل تسقط عنه ،ويلِّزمه إخراجها،
ويوُزأ تعجيل هذه الزكاة قبَل العيد بيوُم أو يوُمي ،ولكحنم ل يوُزأ تعجيلِّها أكثر منم ذلك؛ لن القصوُد
با كمحا أخبنُا إغناء الفقراء عنم السألة يوُم العيد ،هذا هوُ القصوُد منم هذه الصدقة ،أو منم أهم
مقاصد هذه الصدقة ،قال عبَد ال بنم عبَاس رضي ال عنهمحا :فرض رسوُل ال زأكاة الفطر طهرة
للِّصائم منم اللِّغوُ والرفث ،وطعمحة للِّمحساكي ،منم أداها قبَل الصلة فهي زأكاة مقبَوُلة ،ومنم أداها بعد
الصلة فهي صدقة منم الصدقات).[17](17
680
-------------------------
الطبَة الثانُية
ل ترد.
__________
) (1أخرجه البَخماري ف صلة التاويح ] ،[2017ومسلِّم ف الصيام ] [1169منم حديث عائشة
رضي ال عنها.
) (2أخرجه البَخماري ف صلة التاويح ] ،[2016،2018ومسلِّم ف الصيام ] [1167منم حديث
أب سعيد رضي ال عنها.
) (3أخرجه بنحوُه أحد ) ،[16046](25/439وأبوُ داود ف الصيام ] [1380منم حديث عبَد ال
بنم أنُيس رضي ال عنه ،وصححه ابنم خزيإة ] ،[2185،2186وهوُ ف صحيح الامع ].[2923
) (4أخرجه بذا اللِّفظ الطبان ف الكحبَي ) (350-19/349منم حديث معاوية رضي ال عنه،
وصححه اللبَان ف صحيح الامع ].[1240
) (5أخرجه أحد ) [4808](8/426منم حديث ابنم عمحر رضي ال عنهمحا ،وصححه اللبَان ف
صحيح الامع ].[2920
) (6أخرجه مسلِّم ف صلة السافرينم ] [1272بنحوُه.
) (7أخرجه ابنم نُصر ف قيام اللِّيل )صا (106منم حديث معاوية رضي ال عنه ،وصححه ابنم خزيإة
) ،(3/330وكذا اللبَان.
) (8أخرجه الطيالسي ] ،[2545وعنه أحد ] [10734منم حديث أب هريرة رضي ال عنه،
وصححه ابنم خزيإة ] ،[2194وقال ابنم كثي ف تفسيه )" :(4/535إسناده ل بأس به" ،وحسنم
إسناده اللبَان ف السلِّسلِّة الصحيحة ].[2205
) (9أخرجه البَخماري ف الصوُم ] ،[1768ومسلِّم ف صلة السافرينم ] [1268منم حديث أب هريرة
رضي ال عنه.
) [10 (10أخرجه مسلِّم ف الساجد ] [931عنم ثوُبان رضي ال عنه.
) [11 (11أخرجه ابنم أب شيبَة ف الصنف ) ،(2/47والطبي ف تفسيه ) (13/200بنحوُه.
) [12 (12أخرجه الطبي ف تفسيه ).[6756](6/266
) [13 (13أخرجه البَخماري ف العتق ] ،[2333ومسلِّم ف العتق ].[2778
) [14 (14أخرجه البَخماري ف الدعوُات ] ،[5925ومسلِّم ف الذكر ] [4859منم حديث أب
أيوُب رضي ال عنه.
) [15 (15أخرجه البَخماري ف بدء اللِّق ] ،[3050ومسلِّم ف الذكر ].[4857
681
) [16 (16أخرجه أحد ] ،[25384والتمذي ف الدعوُات ] ،[3513وابنم ماجه ف الدعاء ]
،[3840وقال التمذي" :حسنم صحيح" ،وصححه الاكم ) ،(1/530وأقره الذهب،وصححه
النوُوي ف الذكار )صا ،(2487وهوُ ف صحيح التغيب ].[3391
) [17 (17أخرجه أبوُ داود ف الزكاة ] ،[1376وابنم ماجه ف الزكاة ] ،[1817وقال الدارقطن ف
السننم )" :(2/138ليس فيهم مروح" ،وصححه الاكم ) (1/409علِّىَ شرط البَخماري ،وأقره
الذهب ،وحسنه اللبَان ف صحيح التغيب ].[1085
ـــــــ
المنجيات من الفتن واستقبالا رمضان
عبَد البَاري بنم عوُض الثبَيت
الدينة النوُرة
24/8/1422
السجد النبَوُي
مامد و أدعيةطبَاعة الطبَة بدون مامد وأدعية
-------------------------
ملِّخمص الطبَة
-1ظهوُر الفتم منم أشراط الساعة -2 .العقوُبات الت تنزل زأمنم الفتم -3 .أعظم الفتم فتنة الدينم.
-4ما كل أحد يثبَت ف الفتنة -5 .السبَاب العينة علِّىَ موُاجهة الفتم -6 .كلِّمحة ف استقبَال
رمضان.
-------------------------
الطبَة الول
أما بعد:
فأوصيكحم ونُفسي بتقوُىً ال ،قال تعال :ياأشييتشها الذذيشنم ءاشمنروُاه اتليرقوُاه اللِّلهش شحلق تريشقاتذذه شولش شرتوُترلنم إذلل شوأشنُرتم
تمهسلِّذرمحوُشن ]آْل عمحران.[102:
أخب النب أن منم أشراط الساعة ظهوُر الفتم العظيمحة ،الت يلِّتبَس فيها الق بالبَاطل ،فتزلزل اليإان حت
يصبَح الرجل مؤمناد ويإسي كافردا ،ويإسي مؤمناد ويصبَح كافردا ،كلِّمحا ظهرت فتنة قال الؤمنم :هذه
مهلِّكحت ،ويظهر غيها فيقوُل :هذه هذه ،ول تزال الفتم تظهر ف الناس إل أن تقوُم الساعة.
ومنم الصحابة رضوُان ال علِّيهم اهتم حذيفة بنم اليمحان بأحاديث الفتم ،وكان يقوُل عنم نُفسه) :إن
أصحاب النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم كانُوُا يسألوُن عنم الي ،وكنت أسأل عنم الشر مافة أن أدركه()(1
].[1
682
وننم ف عصر أخذت أموُاجها تتلطم بألوُان منم الحوُال العجيبَة ،موُجات فتم تتىً ،ومصائب
تتوُال ،وتقلِّبَات وتغيات تلِّلوُث العقائد والفكحار والخلق ،تسلعر القوُم شردا ،كلِّمحا تعاظم الناس فتنة
تلِّتها أعظم منها ،فتم الشهوُات الرقة ،وفتم الشبَهات الضلِّة ،وفتم تضارب الراء ،سيمحا عند تفاوت
الشارب .فتم هذا الزمان ل توُج بالناس فحسب ،بل بم وبأفكحارهم ،وربا كان موُج الفكحار والقائق
سة فتم هذا العصر ،فتىً الناس ف الفتم كالوُرق اليابس تسلفه الريح يإنةد ويسردة.
نُعم ،للِّفتم ضحايا تصرعهم ،وف ذلك يقوُل الوُزأير ابنم هبَية" :احذروا مصارع العقوُل عند التهاب
الشهوُات" .ويقوُل حذيفة بنم اليمحان) :إياكم والفتم ،ل يشخمص إليها أحد ،فوُال ما شخمص فيها أحد
إل نُسفته كمحا ينسف السيل الدمنم( ).[2](2
لقد حذر ال المة السلِّمحة إن هي خالفت ربا ونُبَيها ،وبعدت عنم شريعتها أن يفتنها ،قال تعال:
ب أشذليةم ]النوُر.[63: ذ ذ ذ ذ ذ
فشيهلِّيشهحشذذر الذيشنم رشيالرفوُشن شعهنم أشهمذرذه شأن ترصيبَشيرههم هفتينشة أشهو يرصيبَشيرههم شعشذا ة
هذه الفتنة عامة تشمحل متلِّف أنُوُاع العقوُبات ،كانُتشار القتل فيمحا بينهم ،أو الزلزأل والباكي ،أو
تسلِّط السلِّطان الائر علِّيهم ،أو ظهوُر أنُوُاع منم المراض ،أو الفقر ،أو الشدة ف الياة ،إل غي
ذلك.
ب الذذيشنم هذه الفتنة إذا نُزلت فإنا تعم المحيع ،فل يستثن منها أحد لقوُله تعال :واتليرقوُاه فذهتينشةد لل تر ذ
صي ش ل ش
صةد ]النُفال ،[25:يقوُل الفسرون ف معناه" :واحذروا فتنة إذا نُزلت بكحم ،ل تقتصر ظشلِّشرمحوُاه ذمنركحهم شخا ل
علِّىَ الظالي خاصة ،بل تتعدىً إليكحم جيعدا ،وتصل إل الصال والطال ،أما الطال فهوُ عقوُبة لذنُبَه،
وأما الصال فلنُه سكحت ول ينكحر علِّىَ الظال ظلِّمحه".
الفتم -عبَاد ال -خطرها عظيم ،وشرها مستطي ،تلِّك الرث والنسل ،وتأت علِّىَ الخضر واليابس،
تلي العقلء ،وترلمل النساء ،وتيتم الطفال ،وتسيل أنار الدماء ،تنزل الوُيلت والنكحبَات بالتمحعات
الت تغشاها ،نُار وقوُدها النُفس والموُال ،ومصي أهلِّها ومآلم -عياذاد بال -شر مآل.
وأعظم الفتم ما كان ف الدينم ،يرىً الرء أمامه سبَلد متشلعبَة ،وفتناد متادفة ،ل تزلزل وجدان النُسان
صنم ،ويبَقىَ الرء ف حية منم أمره، فحسب ،لكحنها تفعل فعلِّها ف جعل حياته تضطرب مهمحا ت ل
وخشية منم عاقبَته .هناك منم تصيبَه حالة منم اليأس القاتل ،وآْخرون يسنوُن أنُفسهم علِّىَ هامش
الياة ،وصنف يلِّعب الشيطان برأسه ،ويلِّب علِّىَ نُفسه الوُبال ،نُتيجة فهم قاصر ،أو نُقل كاذب ،أو
غرض فاسد ،أو هوُىً متلبَع ،أو عمحىَ ف البَصية وفساد ف الرادة ،قال تعال :شواله ذ هفتينشةر أشششتد ذمشنم الهشقهتذل
]البَقرة.[191:
لذا رعنيت الشريعة بوُضوُع الفتم ،ووضعت أمام السلِّم معال واضحة يهتدي با ،ليخمرج غي مسخمط
ربه علِّيه ،يقوُل السنم البَصري رحه ال" :الفتنة إذا أقبَلِّت عرفها كل عال ،وإذا أدبرت عرفها كل
س شأن ييرهتيشرركوُاه شأن يشيرقوُلروُاه ذ
ب اللنا ر جاهل") .[3](3الفتم سنة ربانُية ل تتبَدل ،كمحا ف قوُله تعال :أششحس ش
683
ءاشملنا شورههم لش ييرهفتشيرنوُشن ]العنكحبَوُت ،[2:كتبَها ال عز وجل علِّىَ عبَاده لكحم عظيمحة ،ومنها تحيص
الصف السلِّم ،فالدعوُة ينضوُي تت لوُائها الصادق والكحاذب ،والتجرد والنفعي ،وطريق الدعوُة يأب
الهازأيل والمحثلِّي دور الصفياء ،ول صفاء ،وف الفتم تنكحشف حقائق النفوُس ،فالذي يرصد مصلِّحته
ومنفعته ،ول يعنيه حق ول باطل ،عبَد الدرهم والدينار ،ل يكحوُن أمثال هؤلء أصحاب مبَادئ وحلِّة
أمانُات.
والفتم تظهر خبَايا نُفوُسهم ،لتعرف المة قدرهم فتنبَذهم ،وصنف منم الناس ف الفتم تقوُىً رجوُلته،
وتسمحوُ هته ،ويستدرك ضعفه ،فيزداد صلبة لدور أكب ،ومهمحة أجل وأكرم ،قال تعال :شوشعشسىَ شأن
خييةر لركحهم شوشعشسىَ شأن رذتبَتوُاه ششهيدئما شورهشوُ ششقر لركحهم شواللِّلهر يشيهعلِّشرم شوأشنُترهم لش تشيهعلِّشرمحوُشن ]البَقرة:
تشهكحشررهوُاه ششهيدئما شورهشوُ ش ه
.[216
كم منم أنُاس ريظنم أنم سيثبَتوُن ف الفتم فل يثبَتوُن ،وأنُاس يظنم أنم لنم يثبَتوُا فيثبَتوُن.
الفتم تنساق لنم ل يتوُقاها انُسياب السيل إل منحدره ،يقوُل علِّيه الصلة والسلم)) :ستكحوُن فتم،
القاعد فيها خي منم القائم ،والقائم فيها خي منم الاشي ،والاشي فيها خي منم الساعي ،ومنم يشرف
لا تستشرفه(( أخرجه البَخماري ومسلِّم) ،[4](4أي منم تطلِّع إليها ،وتعرض لا ،وأتته وقع فيها.
صنم لذا يرمي السلِّم إل تبَي السبَاب العينة علِّىَ موُاجهة الفتم ،ليعد للمر عدته ،ويأخذ أهبَته ،وي ل
النفس منم النُزلق ،ومنم ذلك إقبَال السلِّم علِّىَ كتاب ربه بقوُله وعمحلِّه واعتقاده ،تعلِّمحاد وتعلِّيمحدا،
تلوة وتدبردا ،ففيه العصمحة لنم اعتصم به ،وفيه الثبَات لنم طلِّبَه فيه ،قال تعال :فشذإلما يشأهذتيشينلركحم لملن رهددىً
ك ذباهلشلق ضتل شولش يشهششقىَ ]طه ،[123:وقال تعال :قرهل نُشيلزلشهر ررورح الهرقردذس ذمنم لربل ش فشمحذنم اتليبَع هشداىً فشلش ي ذ
ش شش ر ش ش
ت بذذه فريشؤاشدشك ص علِّشي ش ذ لذيثبَ ذ
ك مهنم أشنُهيشبَاء التررسذل شما نُيرثشبَل ر ت الذيشنم ءاشمنروُاه ]النحل ،[102:وقال تعال :شوركلي نُيلرق ت ش ه رشل ش
]هوُد.[120:
السلح الول لرفع الفتم عنم المة اتبَاع هدىً ال ،وف ظل هذا التبَاع يتب السلِّمحوُن ،ويتوُلد سلح
العزائم ،وتتحد المة تت راية ل إله إل ال.
ل ينجي منم الفتم إل تريد اتبَاع الرسوُل ،وتكحيمحه ف دلق الدينم وجللِّه ،ظاهره وباطنه ،عقائده
وأعمحاله ،حقائقه وشرائعه ،العلِّم الخملِّص ف تصيلِّه ،التقىَ ال ف تطبَيقه ،نُوُةر يضيء الطريق إذا
ادلمحت الطوُب ،وتشابكحت الدروب ،وعصفت بالناس الفتم ،قال تعال :أششو شمنم شكاشن شمهيدتا فشأشهحيش هيييشناهر
س ذ شباذرتج لمهنيشها ]النُعام.[122: ذ ت ذ ذ ذ ذذ ذ
شوشجشعهلِّشنا لشهر رنُوُدرا شيإهشي به ف اللناس شكشمحنم لمثشيلِّرهر ف الظلِّرشمحات لشهي ش
ل حوُل ول قوُة للِّعبَد إل بال ،فهوُ الثبَت والعي ،ولوُله ما رفع السلِّم قدمدا ،ول وضع أخرىً ،ول
ثبَت علِّىَ الي لظةد واحدة ،اللِّجوُء إل ال بالدعاء منم أهم السبَاب ،فهذا رسوُل ال كان عظيم
الشعوُر بالفتقار إل ربه ،كان يكحثر ف دعائه أن يقوُل)) :يا مقلِّب القلِّوُب ثبَت قلِّب علِّىَ دينك(( )
684
،[5](5وكان يكحثر الستعاذة منم الفتم ،ويدعوُ أصحابه لذلك)) :تعوُذوا بال منم الفتم ،ما ظهر منها
وما بطنم(( أخرجه مسلِّم منم حديث زأيد بنم ثابت رضي ال عنه).[6](6
إصلح النفس وتزكيتها بالطاعة والعبَادة منم أسبَاب التثبَيت ،قال تعال :شولشهوُ أشنُيلرههم فشيشعلِّروُاه شما ريوُشعرظوُشن بذذه
لششكحاشن شخهياد لرهم شوأشششلد تشيثهذبَيتاد ]النساء .[66:العمحال الصالة مصادق للِّفتم ووقاية منها ،وبا يدخر السلِّم
ضح هذا قوُل الرسوُل : رصيداد منم الي ف الرخاء ،فإذا ما نُزلت الفتم كانُت النجاة بفضل ال ،ريوُ ل
))بادروا بالعمحال فتناد كقطع اللِّيل الظلِّم ،يصبَح الرجل مؤمناد ويإسي كافردا ،أو يإسي مؤمندا ،ويصبَح
كافردا ،يبَيع دينه بعرض منم الدنُيا(( أخرجه مسلِّم).[7](7
لقد وجه القرآْن الكحري بالصب والتقوُىً لوُاجهة الكحيد ،والتحصي منم الفتم ،قال تعال :لشترهبَيلِّشروُلن ذف
ب ذمنم قشيهبَلِّذركحهم شوذمشنم الذذيشنم أشهششرركوُاه أشدذىً شكذثياد شوذإن ذ ذ ذ ذ
أشهموُالركحهم شوأشنُرفسركحهم شولشتشهسشمحعرلنم مشنم الذيشنم رأوتروُاه الهكحشتا ش
ذ
ك ذمهنم شعهزذم الرموُذر ]آْل عمحران .[186:يوُسف علِّيه السلم لناه ال منم الفتم ذ
صذبرواه شوتشيتليرقوُاه فشذإلن ذال ش تش ه
ذ ذ ذ ذ بالخلصا ،قال تعال :شكذالذ ذ
ي ]يوُسف.[24: ف شعهنهر التسوُء شوالهشفهحششاء ذنُإلهر مهنم عشبَادشنُا الهرمحهخملِّشص ش صذر ش ك لنش ه ش
ك شرهحشةد شوشهليئ لششنا ذمهنم أشهمذرشنُا وأهل الكحهف ناهم ال وحاهم حي لؤوا إليه سبَحانُه :شربيلشنا ءاتذشنا ذمنم لردنُ ش
شرششددا ]الكحهف.[10:
إن دفاع ال سبَحانُه عنا وحايته لنا منم الفتم والكحايد ،إنا يكحوُن علِّىَ قدر إيإانُنا وعبَوُديتنا ،قال تعال:
ف شعهبَشدهر ]الزمر ،[36:وكان السلِّف يقوُلوُن" :علِّىَ قدر العبَوُدية تكحوُن الكحفاية" ،يقوُل أشلشيس اللِّله بذشكحا ت
ه ش ر
ابنم القيم رحه ال ف قوُله تعال :إذلن اللِّلهش يرشدافذرع شعذنم الذذيشنم ءاشمنروُاه ]الجه .[38:وف قراءة يشهدفشرع)[8](8
فيقوُل رحه ال" :فدفعه سبَحانُه ودفاعه عنهم -أي عنم الؤمني -بسب إيإانم وكمحاله ،ومادة
اليإان وقوُته بذكر ال تعال ،فمحنم كان أكمحل إيإانُاد وأكثر ذكردا ،كان دفع ال تعال عنه ودفاعه أعظم،
ومنم نُقص نُقص") ،[9](9أي منم نُقص إيإانُه نُقص الدفع والدفاع عنه.
ورمضان -عبَاد ال -موُسم خي قادم ،وهوُ فرصة سانة لنطلِّب منم ال التثبَيت ،ولنقبَل علِّىَ ربنا،
ونُغتف منم بر اليات ،ونُزيد منم عبَوُديتنا وطاعتنا ،ف زأمنم الفتم الدلمحة ،لتتحقق حاية ال لنا
ويتحقق دفعه ودفاعه عنا ،والنُسان مكحوُم علِّيه بالوُبال والسران ،ما ل يسلِّك طريق اليإان
صذر إذلن اذلنُشساشن لشذفىَ رخهستر إذلل الذذيشنم ءاشمنروُاه والحسان ،ويصب علِّىَ طريق الدىً ،قال تعال :شوالهشع ه
صهوُاه ذبال ل صا ذ ذ ذ
ص هذب ]سوُرة العصر[. صهوُاه ذباهلشلق شوتشيشوُا ش
لات شوتشيشوُا ششوشعمحلِّروُاه ال ل ش
قتادة بنم دعامة رحه ال أحد التابعي ،عاصر فتنة منم الفتم ،ويضع بي يدي المة نُتائجها فيقوُل:
"قد رأينا وال أقوُاماد يسارعوُن إل الفتم وينزعوُن فيها ،وأمسك أقوُام عنم ذلك هيبَة ل ومافة منه ،فلِّمحا
انُكحشفت الفتم إذا الذينم أمسكحوُا أطيب نُفساد وأثلِّجه صدوردا ،وأخف ظهوُراد منم الذينم أسرعوُا إليها،
وصارت أعمحال أولئمك حزازأات علِّىَ قلِّوُبم كلِّمحا ذكروها ،وأي ال ،لوُ أن الناس كانُوُا يعرفوُن منها إذ
أقبَلِّت ما عرفوُا منها إذ أدبرت لعقل فيها جيل منم الناس كثي").[10](10
685
بارك ال ل ولكحم ف القرآْن العظيم ،ونُفعن وإياكم با فيه منم اليات والذكر الكحيم ،أقوُل قوُل هذا،
وأستغفر ال العظيم ل ولكحم فاستغفروه ،إنُه هوُ الغفوُر الرحيم.
-------------------------
الطبَة الثانُية
المحد ل الذي جعل شهر رمضان سيد الشهوُر ،وضاعف فيه السنات والجوُر ،أحده سبَحانُه
وأشكحر إنُه غفوُر شكحوُر .وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له ،شهادة أرجوُ با الفوُزأ بدار القرار
والسرور ،وأشهد أن سيدنُا ونُبَينا ممحداد عبَده ورسوُله أشرف آْمر ومأموُر ،صلِّىَ ال علِّيه وعلِّىَ آْله
وصحبَه ،ومنم اقتفىَ أثرهم إل يوُم النشوُر.
أما بعد:
فأوصيكحم ونُفسي بتقوُىً ال .
بعد أيام قلئل يبَشر الؤمنوُن بإذن ال بشهر رمضان الذي ريفلتح ال فيه أبوُاب النة ،وريغللِّق أبوُاب
النار ،بشهر ل تصىَ فضائلِّه ،ول ياط بفوُائده ،والمة باجة إل هذا الوُسم لينسلِّخموُا منه بعد تامه
ملِّلوُة قلِّوُبم ،منلوُرة بصائرهم ،قوُية عزائمحهم.
يستقبَل رمضان بتهيئمة القلِّوُب ،وتصفية النفوُس ،وتطهي الموُال ،والتفرغ منم زأحام الياة ،وأعظم
مطلِّب ف هذا الشهر إصلح القلِّوُب ،فالقلِّب الذي ما زأال مقيمحاد علِّىَ العصية يفوُت خياد عظيمحدا،
فرمضان هوُ شهر القرآْن ،والقلِّوُب هي أوعية القرآْن ومستقر اليإان ،فكحيف بوُعاء لرلوُث بالثام؛ كيف
يتأثر بالقرآْن؟!ا
وريستقبَل رمضان بتهيئمة النفوُس وتنقيتها منم الضغائنم والحقاد ،الت خلِّخملِّت العرىً ،وأنكحت القوُىً،
ومزقت السلِّمحي شر مزق ،فالذي ريطل علِّيه رمضان عاقاد لوُالديه ،قاطعاد لرحامه ،هاجراد لخوُانُه،
أفعاله قطيعة ،دوره ف التمحع النمحيمحة ،هيهات هيهات أن يستفيد منم رمضان.
ومنم حكحم رمضان أن يتفاعل السلِّم مع إخوُانُه ف شت البَقاع ،ويتجاوب مع نُداء الفقراء والضعفاء،
متجاوزأاد بشاعره كل الفوُاصل ،متسلِّقاد ببَادئه كل الوُاجز ،يتأل للمهم ،يزن لحزانم ،يشعر
بفقرائهم.
وريستقبَل رمضان بتطهي الموُال منم الرام ،فمحا أفظعها منم حسرة ونُدامة أن تلِّهجه اللسنم بالدعاء ول
ب شدهعشوُشة اللداذع إذشذا شدشعاذن ]البَقرة.[186: استجابة ،وربنا يقوُل :وإذشذا سأشلشك ذعبَاذدي عن فشذإن قشذري ذ
ب أرجي ر
ش ش ش ش شل ل ة
اللِّهم بلِّغنا شهر رمضان ،ووفقنا فيه للِّصيام والقيام ،اللِّهم أعز السلم والسلِّمحي...
__________
686
) (1أخرجه البَخماري ف الفتم باب :كيف المر إذا ل تكحنم جاعة؟ ) ، (7084ومسلِّم ف المارة
باب :وجوُب ملزأمة جاعة السلِّمحي عند ظهوُر الفتم ).(1847
) (2أخرجه معمحر ف جامعه ) -11/359مصنف عبَد الرزأاق ، (-ومنم طريقه نُعيم بنم حاد ف الفتم
) (177 ،1/140وأبوُ نُعيم ف اللِّية ) ، (1/273وصححه الاكم ) ، (4/495وف سنده عمحارة
بنم عبَتد -الراوي عنم حذيفة -ل يرو عنه غي أب إسحاق ،قال الذهب ف اليزان ): (3/177
"مهوُل ل يتجه به" .واللدمنم :السرقي التلِّلبَد والبَعر كمحا ف القاموُس.
) (3أخرجه ابنم سعد ف الطبَقات ) ، (7/166والبَخماري ف التاريخ الكحبَي ) ، (4/321وأبوُ نُعيم ف
اللِّية ).(9/24
) (4أخرجه البَخماري ف الفتم باب :تكحوُن الفتنة القاعد فيها خي منم القائم ) ، (7081ومسلِّم ف
الفتم باب :نُزول الفتم كمحوُاقع القطر ) (2886منم حديث أب هريرة رضي ال عنه.
) (5أخرجه أبوُ داود الطيالسي ) (1/224وإسحاق بنم راهوُيه ف مسنده ) ، (1/113والمام أحد )
(6/294والتمذي ف الدعوُات باب منه ) (3522منم حديث أم سلِّمحة ،وقال التمذي " :ف البَاب
عنم عائشة والنوُاس بنم سعان وأنُس وجابر وعبَد ال بنم عمحرو ونُعيم بنم هار ،وهذا حديث حسنم " ،
وصححه الاكم ).(1/706
) (6رواه مسلِّم ف النة ،باب عرض مقعد اليت منم النة أو النار علِّيه ).(2867
) (7أخرجه مسلِّم ف اليإان باب :الث علِّىَ البَادرة بالعمحال قبَل تظاهر الفتم ) (118منم حديث
أب هريرة رضي ال عنه.
) (8قرأ به ابنم كثي الكحي ،وأهل البَصرة ،انُظر :تفسي البَغوُي ).(5/388
) (9الوُابل الصيب )صا .(100
) [10 (10أخرجه أبوُ نُعيم ف اللِّية ).(2/337
يييييييي
خإصائص رمضان
عبَد العزيز بنم عبَد ال آْل الشيخ
الرياض
24/8/1422
جامع المام تركي بنم عبَد ال
مامد و أدعيةطبَاعة الطبَة بدون مامد وأدعية
-------------------------
ملِّخمص الطبَة
687
-1حكحمحة ال ف اللِّق -2 .أنُوُاع العبَادات -3 .ركنية صوُم رمضان -4 .الكحمحة منم شرعية الصوُم.
-5الصوُم سلر بي العبَد وبي ربه -6 .الصوُم يبَلي قيمحة النعم ويذكر بالفقراء والعوُزأينم -7 .إدراك
رمضان نُعمحة -8 .خصائص رمضان.
-------------------------
الطبَة الول
أما بعد:
فيا أيها الناس ،اتقوُا ال تعال حق التقوُىً.
عبَاد ال ،إن ل جل وعل الكحمحة البَالغة ف شرعه وخلِّقه ،فهوُ الكحيم فيمحا شرع وخلِّق ،ل يلِّق خلِّقه
عبَثدا ،ول يتكهم رسدىً ،ول يشرع لم الشرائع لعبَدا ،إنا خلِّقهم لمر عظيم ،وهليأهم لطب جسيم ،شوشما
ها إذلل ذباهلشلق شوشلكذلنم أشهكثشيشررههم لش يشيهعلِّشرمحوُشن ذ ذ
ض شوشما بشهييينشيرهشمحا شلعبَذ ش
ي شما شخلِّشهقشنا رش شخلِّشهقشنا اللسشمحاوات شوالشهر ش
]الدخان.[39-38:
خلِّقهم لمر عظيم ،وهيأهم لطب جسيم ،شرع لم منم العبَادات ما يزداد به إيإانم ،وتكحمحل به
عبَاداتم.
ت شواهلياشة لذيشهبَيلِّرشوُركهم أشيتركحهم أشهحشسرنم ذ
أيها السلِّمحوُن ،وإن شرع ال ابتلء وامتحان للِّمحكحللِّفي ،الذىً شخلِّششق الهشمحهوُ ش
شعشمحلد ]اللِّك ،[2:ففيها ابتلء للِّعبَاد ،ليظهر منم هوُ صابةر لشرع ال ،مستجيب منقاد ،عبَةد لوُله،
سامةع مطيع ،منم هوُ عبَةد لوُاه ،إنا يتبَع ما يوُافق هوُاه .إن ال تعال شرع العبَادات ونُلظم العاملت
ابتلءد وامتحانُدا ،فمحنم قبَل بشرع ال ،وانُشرح بذلك صدره ،وطابت نُفسه ،دل علِّىَ صدق إيإانُه،
وعظيم يقينه ،ومنم قبَل منم الشرائع بعضدا ،ورد بعضدا ،قبَل ما يوُافق هوُاه ،ورد سوُىً ذلك ،فهوُ دليل
ضع علِّىَ أنُه عابةد لوُاه ،ليس مطيعاد لوُله ،يريد أن يكحوُن متبَوُعدا ،ول يريد أن يكحوُن تابعدا ،يريد أن ري ذ
ض شوشمنم ذفيذهلنم بشهل ت شوالهر ر
ذ
الموُر كلِّها لا توُاه نُفسه فقط ،شولشذوُ اتليبَششع اهلشتق أشههشوُاءرههم لششفشسشدت اللسشمحاوا ر
ذ ذ ذ ذ
ضوُشن ]الؤمنوُن.[71: شأتشهيييشنارههم بذذهكذرههم فشيرههم شعنم ذهكذرههم تمهعذر ر
أيها السلِّم ،إن ال تعال نُلوُع العبَادات علِّىَ العبَاد ،فمحنها عبَادة تتعلِّق بالبَدن ،كأداء الصلِّوُات،
وعبَادة تتعلِّق بالال كإخراج الزكاة ،وعبَادة ما بي الال والبَدن جيعدا ،بالال والبَدن جيعدا ،كحجه بيت
ف عنم مشتهيات النفس ،كعبَادة الصيام ،والسلِّم ب با الكح ل ال ،والهاد ف سبَيل ال ،وعبَادة مطلِّوُ ة
بض الهذكحشتا ذ يقبَل شرع ال كلِّه إيإانُاد ويقيندا ،وقد رد ال علِّىَ منم قبَلِّوُا بعضاد وردوا بعضا ،أشفشيتريهؤذمرنوُشن بذبَشيهع ذ
ىً ذف اهلياةذ التدنُهيشيا شويشيهوُشم الهذقشياشمذة ييرشرتدوشن إذشل أشششلد ض فشمحا جزاء منم ييهفعل ذالذ ش ذ ذ ذ
ك منركحهم إلل خهز ة ذ ت
شوتشهكحرفرروشن ببَشيهع ش ش ش ش ش ش ر
ب شوشما اللِّلهر بذشغافذتل شعلمحا تشيهعشمحرلِّوُشن ]البَقرة.[85:
العشذا ذ
ش
أيها السلِّمحوُن ،منم تلِّكحم العبَادات عبَادة الصوُم فإن الصوُم عبَاد ة ل ،عبَادة يتقرب با العبَاد إل ال،
الصوُم -أيها السلِّمحوُن -عبَادة يتقرب با العبَاد إل ال ،ولا كان الصيام عبَادة ل ،وطاعةد ل،
688
وعنوُان الضوُع والذل ل ،تعبَد ال به المم قبَلِّنا ،وتعبَدنُا به كمحا تعبَد منم قبَلِّنا ،ياأشييتشها الذذيشنم ءاشمنروُاه
ت ]البَقرة،183: ركتذب علِّشيركحم الصيام شكمحا ركتذب عشلِّىَ الذذينم ذمنم قشيبَلِّذركحم لشعلِّلركحم تشيتليرقوُشن أشلياما لمعردودا ت
د ه ه ه ش ه ش ش ش ش ش ه ر لش ر ش
.[184
أيها السلِّمحوُن ،صيام شهر رمضان أحد أركان السلم)) ،بن السلم علِّىَ خس :شهادة أن ل إله إل
ال وأن ممحداد رسوُل ال ،وإقام الصلة ،وإيتاء الزكاة ،وصوُم رمضان وحجه بيت ال الرام(().[1](1
وأجع السلِّمحوُن علِّىَ ذلك إجاعاد قطعياد ل شك فيه ،فمحنم أنُكحر وجوُب الصيام ،أو شك ف وجوُب
الصيام ،منم أنُكحر صيام رمضان أو شك ف فرضية صيام رمضان ،فذاك غي مسلِّم ،مرتلد عنم دينه
والعياذ بال.
فرض ال صيام رمضان علِّىَ أمة السلم ،ف العام الثان منم الجرة ،فصام ممحد تسع رمضانُات ،قال
ذ لذ
ب شعلِّشهيركحرم تعال ماطبَاد عبَاده الؤمني ،السامعي الستجيبَي ،النقادينم لشرع ال :ياأشييتشها ا ذيشنم ءاشمنروُاه ركت ش
ذ ت ذ ذ ذ ذ
ضا أشهو شعشلِّىَ ب شعشلِّىَ الذيشنم منم قشيهبَلِّركحهم لششعلِّلركحهم تشيتليرقوُشن أشليادما لمهعردودات فششمحنم شكاشن منركحم لمذري د صشيارم شكشمحا ركت شال ل
شسشفتر فشعذلدة لمهنم أشلياتم أرشخشر ]البَقرة ،[184 ،183:هذا الطاب لهل السلم ،ليبَي لم وجوُب صيام
رمضان ،وأنُه ركتب ورفرض علِّيهم كمحا ركتب علِّىَ منم قبَلِّهم لكحوُنُه عبَادة مبَوُبة إل ال ،دالة علِّىَ
الخلصا القيقي ل ،فتعلبَد ال به منم قبَلِّنا ،وتعبَدنُا به جل وعل.
ب شعشلِّىَ الذذيشنم ذمنم قشيهبَلِّذركحهم لششعلِّلركحهم تشيتليرقوُشن ،يبَي تعال ذ
صشيارم شكشمحا ركت ش ب شعلِّشهيركحرم ال ل
ذ لذ
ياأشييتشها ا ذيشنم ءاشمنروُاه ركت ش
حكحمحته منم فرض صيام رمضان علِّىَ أمة السلم قوُله :لششعلِّلركحهم تشيتليرقوُشن ،أي أنُكحم تنالوُن بالصيام التقوُىً،
ويتحقق لكحم بصيامكحم رمضان تقوُىً ال جل وعل ،كيف يكحوُن ذلك؟ نُعم ،يكحوُن ذلك بأن السلِّم
يتعلبَد ل بتك الطعام والشراب ،وموُاقعة النساء ،وتلِّك منم الموُر البَبَة إليه ،الغروس حلبَها ف نُفسه،
يتكها طاعة ل ،مع ميل النفس وحبَها لا ،لكحنه يتك ذلك طاعة ل ،وعبَاددة يتقرب با إل ال،
فيحصل الضوُع والطاعة لرب العالي.
إن الصائم يتعبَد بالصيام ل فيمحا بينه وبي ال ،فيكحوُن ف بيته ،امرأته بوُاره ،والطعام والاء قريب ،وف
موُضع ل يعلِّمحه إل ال ،لكحنه يتك ذلك طاعة ل ،يعلِّم أن ال يرضىَ منه ترك الشتهيات ،فيدعها
ك ذف ذ ذ
طاعةد لربه ،ويعلِّم أن ال مراقب علِّيه ،وعال بسره وعلنُيته ،الذىً يشيشراشك ح ش
ي تشيرقوُرم شوتشيشقلِّتبَش ش
اللساذجذديشنم ذنُإلهر رهشوُ اللسذمحيرع الهشعذلِّيرم ]الشعراء ،[220-218:باستطاعته أن يأكل ويشرب ،ويأت امرأته،
ويكحذب علِّىَ السلِّمحي ،وما كأنُه فعل شيئمدا ،ومنم يعلِّم الغيب إل ال ،لكحنم ما ف قلِّبَه منم خوُف ال،
ف ف ترك تلِّك الشتهيات ،طاعةد ل ،وقربة يتقرب با إل ال. وعلِّمحه بالطلع ال علِّيه ،كا ت
إن النعم ل تعرف إل بفقدها ،الصائم عندما يشتد به الظمحأ ،ويؤله الوُع ،يعرف قدر نُعمحة ال علِّيه،
هوُ الن ف شدة الوُع والعطش ،والاء والطعام قريب منه ،لكحنم السبَب ف تركه طاعة ال ،فيعرف عند
ذلك قدر نُعم ال عند فقدها ،فيزداد شكحراد ل ،وثناءد علِّيه با ملتعه بذه النعم ف كل عاذمه.
689
إنُه يتذكر أنُاساد فقراء ومعوُزأينم ،يإلر بم الشهر وهم ف العراء والوُع وقلِّة الؤونُة ،فيؤدي به ذلك إل
موُاساتم ،وتضمحيد جروحهم.
إن قلِّبَه عندما يقل تناول الشهوُات يعظم تفكحيه ،ويكحثر اتعاظه واعتبَاره ،فالقلِّب عندما تقل الشهوُات،
يعظم فيه الفكحر والتفلكحر والتدبر ف آْلء ال ،فيزداد إيإانُاد ويقيندا ،إنا عبَادة ل.
أيها السلِّم ،إن إدراكك رمضان نُعمحة منم ال علِّيك ،فاشكحر ال أن بللِّغك رمضان ،واسأله أن يإلدك
بعوُنُه وتأييده لن تصوُمه وتقوُم ليلِّه ،طاعةد ل ،وإخلصاد ل ،كان سلِّفكحم الصال يدعوُن ال قائلِّي:
ل( ).[2](2 )اللِّهم سلِّمحنا لرمضان ،وسللِّم لنا رمضان ،وتسللِّم منا رمضان متقبَ د
أيها السلِّمحوُن ،لذا الشهر العظيم خصائص عظيمحة ،تفضل ال با علِّينا ،فمحنها أن صيامه وقيامه
سبَب لغفرة ما مضىَ منم الذنُوُب ،يقوُل )) :منم قام ليلِّة القدر إيإانُاد واحتساباد غفر ال له ما تقدم منم
ذنُبَه ،ومنم صام رمضان إيإانُاد واحتساباد غفر ال له ما تقدم منم ذنُبَه(().[3](3
وكان يرغبَهم ف قيام رمضان منم غي أن يأمرهم بعزيإة ث يقوُل)) :منم قام رمضان إيإانُاد واحتساباد غفر
ال له ما تقدم منم ذنُبَه(().[4](4
ص هذه المة ف هذا الشهر بصائص خس ل تكحنم للمم قبَلِّهم ،فقال)) :أعطيت وأخب أن ال خ ل
أمت خس خصال ف رمضان ل تعطها أمة قبَلِّهم :خلِّوُف فم الصائم أطيب عند ال منم ريح السك،
تستغفر لم اللئكحة حت يفطروا ،يزلينم ال جنته كل ليلِّة ،ويقوُل :يوُشك عبَادي الصالوُن أن يصيوا
إليك ،رتصلفد فيه مردة النم ،فل يلِّصوُن فيه إل ما كانُوُا يلِّصوُن إليه ف غيه ،يغفر لم ف آْخر
ليلِّة(( قيل :أليلِّة القدر؟ قال)) :ل ،ولكحنم العامل إنا يوُف أجره إذا قضىَ عمحلِّه(( ).[5](5
منم خصائص هذا الشهر ما بلينه بقوُله)) :إذا كان أول ليلِّة منم رمضان رفتحت أبوُاب النة ،وغلِّقت
أبوُاب النار ،ورسلِّسلِّت الشياطي(( ).[6](6
أيها السلِّم ،منم خصائص هذا الشهر ما بلينه بقوُله ،لا أهل رمضان)) :أتاكم شهر رمضان ،ما ملر
بالسلِّمحي شهر خي لم منه ،ول بالنافقي شهر شر لم منه ،إن ال ليكحتب أجره ونُوُافلِّه قبَل أن
ريدخلِّه ،ويكحتب إصره وشقاءه قبَل أن ريدخلِّه ،وذلك أن الؤمنم ريعد فيه القوُت للِّعبَادة ،وريعد فيه الفاجر
اغتنام غفلت السلِّمحي ،وتتبَع غفلتم(( ).[7](7
وبي منم خصائص هذا الشهر بقوُله)) :منم صام رمضان وتلفظ ما ينبَغي التحفظ منه كلفر ما كان
قبَلِّه(() ،[8](8هوُ شهر يبَاهي ال بعبَاده ملئكحته يقوُل يوُمدا)) :أتاكم رمضان شهر خي وبركة،
يغشاكم ال فيه ،فينزل السكحينة ،وينزل الرحة ،ويط الطيئمة ،ويستجيب الدعاء ،ينظر ال إل تنافسكحم
فيه ،فيبَاهي بكحم ملئكحته ،فأروا ال منم أنُفسكحم خيدا ،فإن الشقي منم رحرم فيه رحة ال(( ).[9](9
أيها السلِّم ،أقبَل رمضان فعلِّىَ أي شيء العزم؟ هل علِّىَ نُية طيبَة وتوُبة نُصوُح ،وعزيإة صادقة ،وتنافس
ف صال العمحل؟ إنُه شهر ف السنة كلِّها ،فاغتنم أيامه ولياليه ،واستعنم بال علِّىَ ذلك ،وكنم متهددا،
690
ي الرغبَة ف هذا الشهر ،فذرحاد به ،مستبَشراد به ،مستأنُساد به ،ترجوُوكنم صادق العزيإة ،صادق التوُبة ،قوُ ل
أن يكحوُن لك فيه نُصيب عند ربك ،بتوُبة نُصوُح ،ودعوُات مرفوُعة إل ال ،وإقلع منم الطأ ،وعزيإة
علِّىَ الستمحرار ف الطاعة ،ورجاء منم ال أن يقق لك ما وعد به الصائمحي ،وما ذاك علِّىَ ال بعزيز.
فاستقيمحوُا علِّىَ طاعة ربكحم ،واسألوُا ال إذ قربكحم منم هذا الشهر أن يبَلِّغنا جيعاد صيامه وقيامه ،وأن
يعل لنا فيه حظاد ونُصيبَدا ،وأن يعيننا فيه علِّىَ كل خي ،وأن يعيذنُا فيه منم نُزغات الشيطان.
أقوُل قوُل هذا ،وأستغفر ال العظيم اللِّيل ل ولكحم ولسائر السلِّمحي منم كل ذنُب ،فاستغفروه وتوُبوُا
إليه ،إنُه هوُ الغفوُر الرحيم.
-------------------------
الطبَة الثانُية
المحد ل حداد كثياد طيبَاد مبَاركاد فيه ،كمحا يب ربنا ويرضىَ ،وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك
له ،وأشهد أن ممحداد عبَده ورسوُله ،صلِّىَ ال علِّيه وعلِّىَ آْله وصحبَه ،وسلِّم تسلِّيمحاد كثياد إل يوُم
الدينم.
أما بعد:
فيا أيها الناس اتقوُا ال تعال حق التقوُىً.
عبَاد ال ،إن نُبَيكحم إذا أقبَل رمضان بلشر به السلِّمحي ،وهلنأهم بقدمه ،وبي لم فضائلِّه وخصائصه،
يدعوُهم إل الد والنشاط فيه ،يدعوُهم إل التسابق لفعل الي ،قال سلِّمحان الفارسي رضي ال عنه:
خطبَنا رسوُل ال ف آْخر يوُم منم شعبَان فقال)) :أيها الناس قد أظلِّكحم شهر عظيم مبَارك ،شهر فيه
ليلِّة خي منم ألف شهر ،شهر جعل ال صيامه فريضة ،وقيام ليلِّه تطوُعدا ،منم تقلرب فيه بصلِّة منم
خصال الي ،كان كمحنم أدىً فيه فريضة ،ومنم أدىً فيه فريضة كان كمحنم أدىً سبَعي فريضة فيمحا
سوُاه ،وهوُ شهر الصب ،والصب ثوُابه النة ،وشهر الوُاساة ،وشهر يزاد ف رزأق الؤمنم فيه ،منم فلطر فيه
صائمحاد كان مغفرة لذنُوُبه ،وعتق رقبَته منم النار ،وكان له منم الجر مثل أجوُرهم ،منم غي أن ينقص
ذلك منم أجوُرهم شيء(( قالوُا :يا رسوُل ال ،ليس كل منا يد ما يفطر الصائم ؟ قال)) :يعطي ال
هذا الثوُاب منم فلطر صائمحاد علِّىَ ترة ،أو شربة ماء ،أو مذقة لب ،وهوُ شهر ألوله رحة ،وأوسطه مغفرة،
وآْخره عتق منم النار ،منم خفف فيه عنم ملِّوُكه غفر ال له ،وأعتقه منم النار ،ومنم سقىَ فيه صائمحاد
شربة سقاه ال منم حوُضي شربة ل يظمحأ بعدها حت يدخل النة ،فاستكحثروا فيه منم أربع خصال،
خصلِّتي ترضوُن بمحا ربكحم ،وخصلِّتي ل غناء بكحم عنهمحا ،فأما اللِّتان ترضوُن بمحا ربكحم فشهادة أن
ل إله إل ال وتستغفرونُه ،وأما الصلِّتان اللِّتان ل غناء بكحم عنهمحا ،فتسألوُن ال النة ،وتستعيذون به
منم النار(().[1](10
691
فارغبَوُا -عبَاد ال -فيمحا عند ال منم الثوُاب ،واغتنمحوُا أيامه ولياليه ،وحافظوُا علِّىَ صلة التاويح فيه،
ول تلِّلوُا با ما دام السلِّم ف صحة وسلمة منم بدنُه ،فلِّيحمحد ال علِّىَ هذه النعمحة ،وليؤلد شكحرها
بطاعة ال ،والتقرب إليه با يرضيه.
واعلِّمحوُا رحكحم ال أن أحسنم الديث كتاب ال ،وخي الدي هدي ممحد ...
__________
) (1أخرجه البَخماري ف اليإان ،باب :بن السلم علِّىَ خس ) ، (8ومسلِّم ف اليإان ،باب :بيان
أركان السلم ودعائمحه العظام ) (16منم حديث ابنم عمحر بنحوُه.
) (2روي عنم علِّي كمحا ف مسند الفردوس ) (1/483بنحوُه.
) (3أخرجه البَخماري ف الصوُم ،باب :منم صام رمضان إيإانُاد واحتساباد ونُية ) (1901واللِّفظ له ،
ومسلِّم ف صلة السافرينم وقصرها ،باب :التغيب ف قيام رمضان ) (760منم حديث أب هريرة.
) (4أخرجه البَخماري ف اليإان ،باب :تطوُع قيام رمضان منم اليإان ) ، (37ومسلِّم ف صلة
السافرينم وقصرها ،باب :التغيب ف قيام رمضان ) (759منم حديث أب هريرة.
) (5أخرجه أحد ) ، (2/292والبَزار ) -1/458كشف الستار( ،وممحد بنم نُصر ف قيام رمضان
)صا ، (112والبَيهقي ف الشعب ) ، (3602وقال البَزار" :ل نُعلِّمحه عنم أب هريرة مرفوُعاد إل بذا
السناد ،وهشام بصري يقال له :هشام بنم زأياد أبوُ القدام ،حدث عنه جاعة منم أهل العلِّم وليس
هوُ بالقوُي ف الديث" ،وقال اليثمحي ف المحع )" : (3/140رواه أحد والبَزار ،وفيه هشام بنم زأياد
أبوُ القدام وهوُ ضعيف" .وقال اللبَان ف ضعيف التغيب )" :(1/294ضعيف جددا".
) (6أخرجه البَخماري ف بدء اللِّق ،باب :صفة إبلِّيس وجنوُده ) ، (3277ومسلِّم ف الصيام ،باب:
فضل شهر رمضان ) (1079منم حديث أب هريرة رضي ال عنه بنحوُه.
) (7أخرجه أحد ) (2/374وابنم خزيإة ) ، (3/188والطبان ف الوسط ) (9/21منم حديث أب
هريرة ،قال اليثمحي ف المحع )" :(3/141رواه أحد والطبان ف الوسط عنم تيم موُل ابنم زأمانُة ،ول
أجد منم ترجه" .وف إسناده أيضاد عمحرو بنم تيم قال الذهب ف اليزان )" : (5/302عمحرو بنم تيم عنم
أبيه عنم أب هريرة ف فضل رمضان وعنه كثي بنم زأيد ،قال البَخماري :ف حديثه نُظر" ،وقال العقيلِّي ف
الضعفاء )" : (3/260ل يتابع علِّيه".
) (8أخرجه ابنم البَارك ف الزهد )صا ، (98ومنم طريقه أحد ) ، (3/55وأبوُ يعلِّىَ ) (1058منم
حديث أب سعيد الدري ،وصححه ابنم حبَان ) ، (3433لكحنم فيه عبَد ال بنم قرط ل يرو عنه غي
ل ،وقال السين ف ييح بنم أيوُب ،وأورده ابنم أب حات ) (5/140ول يذكر فيه جرحاد ول تعدي د
الكمحال " :مهوُل" ،وضعفه اللبَان ف تام النة )صا .(395
692
) (9عزاه النذري ف التغيب ) (2/99إل الطبان منم حديث عبَادة رضي ال عنه وقال " :رواته
ثقات إل ممحد بنم قيس ل يضرن فيه جرح ول تعديل" ،وقال اليثمحي ف المحع )" :(3/142رواه
الطبان ف الكحبَي ،وفيه ممحد بنم أب قيس ول أجد منم ترجته" وذكره اللبَان ف ضعيف التغيب )
.(592
) (10رواه الارث ف مسنده ) -318بغية البَاحث( ،وابنم خزيإة ) ، (1887-3/191وابنم أب
حات ف العلِّل ) ، (1/249وابنم عدي ف الكحامل ) ، (5/293قال أبوُ حات :هذا حديث منكحر.
يييييي
وظائف رمضان
عبَد السنم بنم ممحد القاسم
الدينة النوُرة
8/9/1422
السجد النبَوُي
مامد و أدعيةطبَاعة الطبَة بدون مامد وأدعية
-------------------------
ملِّخمص الطبَة
-1فضل رمضان -2 .حقيقة الصيام -3 .عبَادات رمضان -4 .الحسان ف رمضان-5 .
الستعداد لرمضان -6 .حال الرومي ف رمضان -7 .رمضان شهر التوُبة والغفران -8 .أسبَاب
الغفرة وعلمة التوُبة -9 .نُصائح للِّمحرأة السلِّمحة -10 .اغتنام موُاسم اليات.
-------------------------
الطبَة الول
أما بعد:
فاتقوُا ال -عبَاد ال -حق التقوُىً ،فالتقوُىً زأاد البرار ،ومتاع الخيار.
أيها السلِّمحوُن ،لقد حلل بالسلِّمحي موُسةم عظيم ،مصوُصا بالتشريف والتكحري ،أنُزل ال فيه كتابه،
وفرض صيامه ،شهر القيام وتلوة القرآْن ،زأمنم العتق والغفران ،موُسم الصدقات والحسان ،تتوُال فيه
اليات ،وتعتم البكات ،يقوُل النب )) :أتاكم رمضان ،شهر مبَارك ،فرض ال علِّيكحم صيامه ،رتفلتح فيه
أبوُاب السمحاء ،وترغلِّق فيه أبوُاب الحيم ،ورتغلل فيه مردة الشياطي ،ل فيه ليلِّة خي منم ألف شهر ،منم
حرم خيها ،فقد حرم(( ]رواه النسائي[).[1](1
أشرف الشهوُر وأزأكاها عند ال ،جعلِّه تعال ميدانُاد لعبَاده يتسابقوُن فيه بأنُوُاع الطاعات والقربات ،شهر
رمضان منحة لتزكية النفوُس وتنقيتها منم الضغائنم والحقاد ،الت خلِّخملِّت العرىً ،وأنكحت القوُىً ،ومنم
693
استقبَل رمضان بالثام وهوُ عالق لوُالديه ،وقاطع لرحامه ،هاجةر لخوُانُه ،وأقوُاله فيها غيبَة ونيمحة،
فهيهات أن يستفيد منم رمضان ،يقوُل الصطفىَ )) :منم ل يدع قوُل الزور والعمحل به فلِّيس ل حاجة
أن يدع طعامه وشرابه(( ]رواه البَخماري[ ).[2](2
وأهوُن الصيام ترك الطعام والشراب ،وكان السلِّف إذا صاموُا جلِّسوُا ف الساجد ،وقالوُا :نفظ صوُمنا
ول نُغتاب أحددا).[3](3
ف هذا الشهر يشلمحر الادون ف طاعة ربم ،أداءة للِّصلِّوُات جاعة ف بيوُت ال ،قياةم باللِّيل مع المام،
وقراءة للِّقرآْن قراءدة مرتلِّة خاشعة بتدبر ،صدقة بالال ولوُ بالقلِّيل ،علِّىَ أهل الاجة منم القارب
واليان ،تفطي الصائمحي ،يقوُل النب )) :منم فطر صائمحاد كان له مثل أجره ،غي أنُه ل ينقص منم أجر
الصائم شيء(( ]رواه التمذي[ ).[4](4
ف ف بيت منم بيوُت ال ،أداءة لناسك العمحرة)) :عمحرة ف رمضان تعدل حجة(( ]متفق علِّيه[ ) اعتكحا ة
.[5](5
إكثار منم الذكر والدعاء والستغفار ،يتأكد ذلك عند الفطار ،فلِّلِّصائم عند فطره دعوُة ل ترد ،وف
الثلِّث الخي منم اللِّيل ،ينزل ربنا ويقوُل :منم يدعوُن فأستجيب له؟
زأيادة ف بر الوُالدينم ،والقرب منهم ،والتوُدد إليهم ،إحساةن إل الزوجة والولد والهل بالتوُجيه الرشيد،
والكحلِّمحة الطيبَة ،والعاملِّة السنة ،صلِّةر الرحام ،والصدقة علِّىَ التاج منهم ،تفقد اليان وزأيارتم،
والتعرف علِّىَ أحوُالم ،متد يد العوُن للِّفقراء والساكي والرامل واليتام ،هذا دأب الصالي ف شهر
اليات.
وإن منم أفضل العمحال بعد إصلح النُسان لنفسه أن يقوُم بالدعوُة إل ال والجتهاد ف هداية الناس،
صاذلاد شوشقاشل ذنُإلذن ذ ذ
وإصلح ما فسد منم أخلقهم وسلِّوُكهم :شوشمهنم أشهحشسرنم قشيهوُلد للمنم شدشعا إذشل اللِّله شوشعمحشل ش
ي ]فصلِّت.[33: ذذ ذ
مشنم الهرمحهسلِّمح ش
ل ،تقدوُىً وأخلقدا، وميادينم الدعوُة رحبَة ،نُصيحة ملِّصدة ،وكلِّمحة صادقة ،وقدوة حسنة ،علِّمحاد وعمح د
))منم دعا إل هدىً كان له منم الجر مثل أجوُر منم تبَعه ل ينقص منم أجوُرهم شيئمدا(( ]رواه مسلِّم[ )
.[6](6
فاعزم بصدق علِّىَ الرتقاء نوُ درجات الستقامة والداية ،واستقبَل رمضان بتطهي الال منم الرام،
فالال الرام سبَب البَلء ف الدنُيا ويوُم الزاء ،فل يستجاب معه الدعاء ،ول رتفلتح له أبوُاب السمحاء.
فبَادر -رعاك ال -وانُظر ف نُفسك ،وابث ف بيتك ،وتطهر منم كل مال حرام ،حت تقف بي
يدي ال بقلِّب خاشع ،فريسمحع لك الدعاء.
وف رياح السحار ،ولظات أنُي النيبَي يهفوُ بعض الرومي إل الرمات ،ليتخمذ رمضان موُساد
للِّعصيان ،إطلةق للِّبَصر ف الظوُرات ،وإرخاءة للذنُي للغنيات ،ومشاهد ة للِّمححمحوُم منم الفضائيات،
694
تتبَةع لعوُرات السلِّمحات ف السوُاق والطرقات ،وفيهم أصحاب اللِّسات الفارغة ،وأصدقاء الزيارات
ب ،هزةل ومرةح ،ل يعرفوُا للِّزمان قدردا ،ول لرمضان شرفدا ،جلِّبَوُا لنُفسهم الشقاء ،وأذاقوُا القاتلِّة ،لةوُ ولع ة
أرواحهم العناء ،أما علِّمحوُا أهن ل لذة ف غي الطاعة ،وألن كل متعة بحرم تؤلدي إل حسرة ونُدامة ،شوشمهنم
ذ ذ
ضنكحاد ]طه.[124: ض شعنم ذهكذرىً فشذإلن لشهر شمعيششةد ش أشهعشر ش
أيها السلِّمحوُن ،اليأس والقنوُط سلةح لبلِّيس ليمحضشيه ف العاصي حت يستمحر علِّىَ عصيانُه ،مهمحا عمحل
العبَد منم العاصي والفجوُر ،فالسلم ل يأس فيه منم رحة ال ،فالتوُبة تدم ما قبَلِّها ،والنُابة تب ما
سلِّفها ،فمحنم كان مبَتلِّىَ بعصية ،فرمضان موُسم التوُبة والنُابة ،الشياطي مصلفدة ،والنفس منكحسرة،
ذ ذ ذ ذ ذ وال تعال ينادي :قرل ياذعبَاذد ذ
بىً الذيشنم أشهسشرفروُاه شعشلِّىَ أشنُرفسذههم لش تشيهقنشطروُاه منم لرهحشة اللِّله إذلن اللِّلهش يشيهغفرر التذرنُوُ ش ه ش ش
جيعاد ذنُإلهر رهشوُ الهغشرفوُرر اللرذحيرم ]الزمر ،[53:ويقوُل ف الديث القدسي)) :يا ابنم آْدم ،إنُك ما دعوُتن شذ
ورجوُتن غفرت لك علِّىَ ما كان منك ول أبال ،يا ابنم آْدم ،لوُ بلِّغت ذنُوُبك عنان السمحاء ث
استغفرتن غفرت لك ،يا ابنم آْدم ،لوُ أتيتن بقراب الرض خطايا ث لقيتن ل تشرك ب شيئماد لتيتك
بقرابا مغفرة(( ]رواه التمذي[ ).[7](7
إن منم أعظم أسبَاب الغفرة أن العبَد إذا أذنُب ذنُبَاد ل يرج مغفرته منم غي ربه ،يقوُل لقمحان لبنه) :يا
ل( ).[8](8 بن ،علوُد لسانُك :اللِّهم اغفر ل ،فإن ل ساعات ل يرلد فيها سائ د
وعلمة التوُبة البَكحاء علِّىَ ما سلِّف ،والوُف منم الوُقوُع ف الذنُب ،وهجران إخوُان السوُء ،وملزأمة
الخيار.
ف هذا الشهر قوُافل منم التائبَي يقصدون عفوُ ال ،فكحنم أحدهم ،فمحا أجل أن يكحوُن رمضان بداية
للِّتوُبة والنُابة ،فكحم فيه منم التائبَي إل ال ،وكم منم الستغفرينم منم ذنُوُبم ،النادمي علِّىَ تفريطهم.
أيتها الرأة السلِّمحة ،كوُن ف هذا الشهر البَارك مركز إشعاع ،ومشعل هداية ،حارسة للِّفضيلِّة ،نُابذة
للِّرذيلِّة ،معتزدة بدينك ،شامة بشرفك ،صائنة عفافك ،ل تستمحعي إل سقيم الفكحار ،وقبَيح القوُال،
الداعية إل نُبَذ الست والياء ،أو تقلِّيد الكحافرات والفاجرات ،اللت نُبَذن صفات النُوُثة والجل،
صفي بالتبج والسفوُر ،وابتعدي واحذري أن تكحوُن منم حبَائل الشيطان ف هذه اليام الفاضلِّة ،أو تتل ذ
عنم قرينات السوُء ،فسكحرنم الرأة ف قرارها ،وأبغض البَقاع إل ال السوُاق ،وال تعال يغار علِّىَ حرماته،
وبطشه شديد ،وإذا رفع سته عنم أمته فضحها ،فتزلين بزينة الدينم ،وتمحلِّي بمحال الست ،فالعمحر قلِّيل،
والشر أمره عسي.
ت لمشنم اهلرشدىً أعوُذ بال منم الشيطان الرجيم :ششهر رمضاشن الذذىً أرنُذزشل ذفيذه الهرقرآْرن هددىً للِّلناذس وبييليشنا ت
شش ه ر ه ر شش ش
ذ ذ ذ
ضا أشهو شعشلِّىَ شسشفتر فشعلد ة لمهنم أشلياتم أرشخشر يرذريرد اللِّلهر
صهمحهر شوشمنم شكاشن شمذري د شوالهرفهرشقان فششمحنم ششذهشد منركحرم اللشههشر فشيهلِّيش ر
بذركحرم الهيرهسشر شولش يرذريرد بذركحرم الهعرهسشر شولذترهكحذمحلِّروُاه الهعذلدةش شولذترشكحبَليررواه اللِّلهش شعشلِّىَ شما شهشداركهم شولششعلِّلركحهم تشهشركحرروشن ]البَقرة:
.[185
695
بارك ال ل ولكحم ف القرآْن العظيم ،ونُفعن ال وإياكم با فيه منم اليات والذكر الكحيم ،أقوُل ما
تسمحعوُن ،وأستغفر ال ل ولكحم ولمحيع السلِّمحي منم كل ذنُب ،فاستغفروه إنُه هوُ الغفوُر الرحيم.
-------------------------
الطبَة الثانُية
المحد ل علِّىَ إحسانُه ،والشكحر له علِّىَ توُفيقه وامتنانُه ،وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له
تعظيمحاد لشأنُه ،وأشهد أن ممحداد عبَده ورسوُله ،صلِّىَ ال علِّيه وعلِّىَ آْله وأصحابه.
أما بعد:
أيها السلِّمحوُن ،ستنقضي الدنُيا بأفراحها وأحزانا ،وتنتهي العمحار بطوُلا أو قصرها ،ويعوُد الناس ي
وأنُت منهم ي إل ربم ،فكحم منم إنُسان انُتظر رمضان بأقوُىً المل ،فبَاغته الجل ،فأكثر ف رمضان منم
عمحل الصالات ،فقد أتىَ إليك رمضان بعد طوُل غياب ،ووفد إليك بعد فراق ،فافتح فيه صفحة
ض نُسيته ،وأحصاه ال علِّيك ،وتب إل التوُاب الرحيم منم مشرقة مع موُلك ،واسدل الستار علِّىَ ما ت
كل ذنُب وتقصي وخطيئمة ،وف اغتنام موُاسم الي بالد ف العمحل الصال والتوُبة ما سلِّف منم القبَائح
ما يعلوُض ال به العاملِّي عمحا مضىَ منم نُقص العمحل ،ويصرف به عقوُبة ما اقتف الرء منم الزلل.
ذ
ث اعلِّمحوُا أن ال أمركم بالصلة والسلم علِّىَ نُبَيه ،فقال ف مكحم التنزيل :إذلن اللِّلهش شوشمشلئشكحتشهر ير ش
صتلِّوُشن شعشلِّىَ
صلِّتوُاه شعلِّشهيذه شوشسلِّلرمحوُاه تشهسذلِّيمحاد ]الحزاب.[56: ذ
ب ياأشييتشها الذيشنم ءاشمنروُاه شذ
النل ل
اللِّهم صل وسلِّم علِّىَ نُبَينا ممحد...
__________
) (1أخرجه أحد ] ،[7148والنسائي ف الصيام ) (4/129منم طريق أب قلبة عنم أب هريرة رضي
ال عنه ،قال النذري ف التغيب" :ل يسمحع منه فيمحا أعلِّم" ،وصححه اللبَان لشوُاهده ،انُظر:
صحيح التغيب ].[999
) (2أخرجه البَخماري ف الصوُم ] [1903منم حديث أب هريرة رضي ال عنه.
) (3انُظر :الغن لبنم قدامة ).(3/59
) (4رواه أحد ] ،[16585والتمذي ف الصوُم ،باب :ما جاء ف فضل منم فطر صائمحاد ]،[807
وابنم ماجه ف الصيام ،باب :ف ثوُاب منم فطر صائمحاد ] [1746منم حديث زأيد بنم خالد الهن،
وقال التمذي" :حسنم صحيح" ،وصححه ابنم خزيإة ] ،[2064وابنم حبَان ] ،[3429وأورده اللبَان
ف صحيح التغيب ].[1078
) (5أخرجه البَخماري ف الجه ] ،[1782ومسلِّم ف الجه ] [1256منم حديث ابنم عبَاس رضي ال
عنهمحا بنحوُه.
696
) (6أخرجه مسلِّم ف العلِّم ] [2674منم حديث أب هريرة رضي ال عنه.
) (7أخرجه التمذي ف الدعوُات ] [3540وقال" :حديث حسنم غريب" ،وقال ابنم رجب ف جامع
العلِّوُم والكحم )" :(2/400إسناده ل بأس به" ،وحسنه اللبَان ف السلِّسلِّة الصحيحة ].[127
) (8أخرجه البَيهقي ف الشعب ) (2/56منم طريق سنيد بنم داود عنم العتمحر عنم أبيه قال :قال لقمحان
لبنه ...وذكر نوُه ،وذكره ابنم رجب ف جامع العلِّوُم والكحم )صا (394بصيغة التمحريض.
ييييييي
رمضان :ما أعظمه من فرصة
أسامة بنم عبَد ال خياط
مكحة الكحرمة
15/9/1422
السجد الرام
مامد و أدعيةطبَاعة الطبَة بدون مامد وأدعية
-------------------------
ملِّخمص الطبَة
-1حاجة النُسان إل ملذات يرجع إليها -2 .موُاسم الي وفرصا العمحر -3 .منم حكحم الصوُم.
-4الصوُم مدرسة -5 .اغتنام ما بقي.
-------------------------
الطبَة الول
أما بعد:
فيا عبَاد ال ،اتقوُا ال وحذار منم إضاعة العمحر الشريف ،والزمان الغال ،والوُقت النفيس ف كل زأبد؛
فإنُه يذهب رجفاء ،واصرفوُها ف كل نُافع؛ فإنُه يإكحث ف الرض ويكحتب ال لكحم به الرضوُان.
أيها السلِّمحوُن:
بي لوُ الياة ولغوُها ،وف غمحرة خطوُبا وأحداثها ،ووسط سعي صراعها وهجي مطامعها ،يشعر الرء
بأنُه ف حاجة إل ملذات يتوُب إليها ،ويتفليأ ظللا ،ويأخذ الهبَة ،ويعلد العدة لتجديد العزم ،وشحذ
المحة ،وتقوُية الرادة ،حت يإضي علِّىَ الطريق موُفوُشر الظ منم التوُفيق ،سالش الطىَ منم العذهتار ،بالدغا
الرام ،وإذا كانُت القوُة للِّمحسلِّم زأاددا ل غناء له عنه ،ورصيددا ل مناصا له منه؛ لنُه عوُةن علِّىَ الق،
وسبَيل إل التمحكحي ،وطريق إل الظفر ،وباب إل رضوُان ال ومبَته ،كمحا أخب رسوُل ال ف الديث
بقوُله)) :الؤمنم القوُي خي وأحب إل ال منم الؤمنم الضعيف ،وف كل خي(( ]أخرجه مسلِّم ف
صحيحه[) ،[1](1فإن ما ل يرتاب فيه أولوُ النهىَ أن كلل ما تتحقق به هذه الغاية يتعي الخذ به،
697
والدأب ف طلِّبَه ،ولقد كان منم وافر نُذشعم ال السابغة أن هيأ لعبَاده منم فرصا العمحر وموُاسم الي ما
يبَلِّغ بم إل هذا الراد ،وإن فرصة الصيام وموُسم رمضان ها ف الطلِّيعة منم هذه الفرصا والوُاسم الت
يب علِّىَ أول اللبَاب اغتنامها ،والسعي الثيث إل اهتبَالا ،فإن ف الصيام مالد رحيدبَا ومضمحادرا
واسدعا لعداد لبَنات القوُة ف متلِّف ميادينها ودروبا ،فالمساك بالنهار عنم الكل والشرب والشهوُة،
وما يصحبَه منم صب علِّىَ رهق الرمان ومرارة الفقد ،وإحياء اللِّيل بالقيام ف صب علِّىَ نُصبَه واستدامة
علِّىَ ذلك تنتظم أيام هذا الشهر وليالشيه إل منتهاها ،كل أولئمك منم أظهر عوُامل الدربة علِّىَ تقوُية
الرادة ف تغيي هوُ مطمحح أول البصار ،ومبَتغىَ الذينم أخبَتوُا إل ربم ،وابتغوُا إليه الوُسيلِّة بكحل سبَيل،
إنُه تغيي ف السار ،وتصوُيب ف السلِّك ،فمحنم ذرلل الطيئمة إل ذعز الطاعة ،ومنم مهابط العجز والكحسل
إل ذررا اللد والعزم ،ومنم أدران العوُائد القبَوُحة والسننم النكحوُرة إل رطهر وطيب العوُائد القوُيإة والسننم
المحيلِّة والصال اللِّيلِّة .وهكحذا فإن ف الصيام ي يا عبَاد ال ي بهعثاد للِّقوُة الت وهنت أو خدت ،والرادة
الت استنامت أو ذوت) ،[2](2والعزيإة الت خارت أو استكحانُت ،لتكحوُن خي عدة يعتلد با لبَلِّوُغ
الدرجات العل ،والظفر بسعادة العاجلِّة والعقب ف الياة الدنُيا ويوُم يقوُم الناس لرب العالي.
ب شعشلِّىَ الذذيشنم ذمنم ذ
صشيارم شكشمحا ركت ش
ب شعلِّشهيركحرم ال ل
ذ لذ
أعوُذ بال منم الشيطان الرجيم :ياأشييتشها ا ذيشنم ءاشمنروُاه ركت ش
قشيهبَلِّذركحهم لششعلِّلركحهم تشيتليرقوُشن ]البَقرة.[183:
نُفعن ال وإياكم بدي كتابه وبسنة نُبَيه ،أقوُل قوُل هذا وأستغفر ال العظيم اللِّيل ل ولكحم ولسائر
السلِّمحي منم كل ذنُب فاستغفروه ،إنُه هوُ الغفوُر الرحيم.
-------------------------
الطبَة الثانُية
إن المحد ل نمحده ونُستعينه ونُستغفره ،ونُعوُذ بال منم شرور أنُفسنا ،ومنم سيئمات أعمحالنا ،منم يهده
ال فل مضل له ،ومنم يضلِّل فل هادي له ،وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له ،وأشهد أن
ممحددا عبَده ورسوُله ،اللِّهم صل وسلِّم علِّىَ عبَدك ورسوُلك سيدنُا ممحد وعلِّىَ آْله وصحبَه والتابعي
ومنم تبَعهم بإحسان إل يوُم الدينم.
أما بعد:
فيا عبَاد ال ،إنا أيام هذا الشهر تضي سرادعا ،حت شارفت علِّىَ انُقضاء ،وآْذنُت برحيل ،أل
فلِّيستدرك الفرطوُن ما فات ،وليعمحلِّوُا فيمحا هوُ آْت ،فإن الشقي منم رحرم ف هذا الشهر رحةش ال عز
وجل ،فاتقوُا ال عبَاد ال ،وصلِّوُا وسلِّمحوُا علِّىَ البَيب رسوُل ال ،فقد أمرت بذلك ف كتاب ال حيث
صلِّتوُاه شعلِّشهيذه شوشسلِّلرمحوُاه تشهسذلِّيمحاد ذ
ب ياأشييتشها الذيشنم ءاشمنروُاه شذ قال سبَحانُه :إذلن اللِّلهش شوشمشلئذشكحتشهر ير ش ت
صلِّوُشن شعشلِّىَ النل ل
]الحزاب.[56:
698
اللِّهم صل وسلِّم علِّىَ عبَدك ورسوُلك سيدنُا ممحد..
__________
) (1صحيح مسلِّم كتاب القدر ،باب :ف المر بالقوُة وترك العجز والستعانُة بال ) (2664منم
حديث أب هريرة رضي ال عنه.
) (2أي :ذبرلِّت.
ييييييي
توديع رمضان وحالا اللمة
حسي بنم عبَد العزيز آْل الشيخ
الدينة النوُرة
6/10/1422
السجد النبَوُي
مامد و أدعيةطبَاعة الطبَة بدون مامد وأدعية
-------------------------
ملِّخمص الطبَة
-1تسارع انُقضاء الزمان -2 .حاجة المة إل وقفات للِّمححاسبَة -3 .دروس رمضان -4 .منم
مقاصد الصوُم -5 .الثبَات علِّىَ الي -6 .حال المة الؤل -7 .نُصرة الدينم وقضايا المة-8 .
ضرورة إدراك ماطر العداء -9 .المحلت العلمية الاكرة -10 .منم السعيد؟ -11صيام ست منم
شوُال.
-------------------------
الطبَة الول
إخوُة السلم ،ما أسرع ما تنقضي اللِّيال واليام ،وما أعجشل ما تنصرم الشهوُر والعوُام ،وهكحذا حال
الدنُيا ،سريعةر الزوال ،قريبَةر الضمححلل ،ل يدوم لا حال ،ول يطمحئملنم لا بال ،وهذه رسنة ال ف خلِّقه،
ذ ذ
ب ]الرعد.[38: أدواةر وأطوُاةر تري بأجل مسمحىَ ولركحلل أششجتل كشتا ة
وإن أهل التفكحر والتعقل ،وأصحاب التبَصر والتأتمل ليدركوُن تلِّك القائق حلق الدراك ،فيأخذون منم
تعاقب الزأمان أعظم معتب ،ويستلِّهمحوُن منم انُصرام اليام أكشب مزدجر ،يقوُل ال جل وعل :إذلن ذف
ت لوذل اللهبَا ذت ت والر ذ ذ ذ ذ
ب ]آْل عمحران.[190: ش ض شواهختشلف الهيذل شوالنليشهاذر لشيا ه شخهلِّذق اللسشمحاوا ش ه
ع ما انُتهىَ،أمة السلم ،عنم قريب ولدعنا رمضان ،وكألنُه طيف خيال ،ما أعجشل ما انُقضىَ ،وما أسر ش
ول المحد علِّىَ ما قضىَ وأبرم ،وله الشكحر علِّىَ ما أعطىَ وأنُعم ،انُطوُت صحيفته ،وقد ربح فيه منم
ب شمنم شدلساشها ]الشمحس.[10 ،9: ربح ،وخسر فيه منم خسر ،قشهد أشفهيلِّششح شمنم شزألكاشها شوقشهد شخا ش
699
ل ،ذهب بأعمحالكحم شاهددا با رأودع فيه ،فيا رترىً هل رحل حامددا الصنيع أو ل ،وول مرت دذهب منتق د
ذادما التضييع؟ فمحنم أحسنم فعلِّيه بالتمحام ،ومنم كان فلرط فلِّيخمتم بالسن فالعمحل بالتام.
إخوُة السلم ،ما أحوُج المة إل وقفات للِّمححاسبَة الدائمحة والراقبَة الستمحرة ،ما أحوُجها إل رفرصا
ت تستلِّهم منها المة العب للِّتأمل ووقفات للِّنظر ف الحوُال ،والتفكحر ف الشؤون والوضاع ،وقفا ت
والعظات ،فتبَصرها بوُاقعها ،وخطوُات مستقبَلِّها ،ومعال حاضرها وغدها ،وإن ف مثل مناسبَتة كرمضان
لعظم الرفرصا الت يب علِّىَ المة أفراددا ومتمحعات حكحادما ومكحوُمي أن تتخمذ منها جسدرا لتقييم
الهوُد ،وإصلح الوضاع قبَل فوُات الوان وانُقلب الزأمان.
إن ف رمضان عطاءات وافرة ودرودسا عظيمحة يب أن تتحقق منها المة العزم علِّىَ الاهدة القة
للِّشيطان ،وأن تقوُدها للِّمحسية الصحيحة علِّىَ الصراط الستقيم ،وأن تنأىً با عنم كل بغي وفساد
بشت صوُره واختلف أشكحاله.
عبَاد ال ،إن تشريعات السلم تتضمحنم أسرادرا ل تتناهىَ ،ومقاصد عالية ل رتارىً ،وإن منم فقه مقاصد
الصوُم كوُنُه وسيلِّة عظمحىَ لبَناء صفة التقوُىً ف وجدان السلِّم ،التقوُىً بأوسع معانُيها وأدق صوُرها،
فكحنم ي أيها السلِّم ي آْخدذا منم صوُمك مدرسة تستلِّهم منها شدة العزم ،وقوُة الرادة علِّىَ كل خي،
تعظيدمحا للِّسلِّوُك ،وتقوُديإا للِّنفوُس ،وتعديلد للِّغرائز ،وتذيدبَا للِّظوُاهر والبَوُاطنم ،وصفاءد ونُقاءد للعمحال
والضمحائر ،إرادة مستقيمحة علِّىَ الدوام ،ف قوُة علِّىَ الفضائل ل تعرف ليدنا ،وف صلبة علِّىَ الاسنم ل
يدخلِّها استخاء ،فهل منم سعي ف إصلح ما فسد ،ومعالتة لا اختل ،وتقوُية لا ضعف منم جوُانُب
الصلح والي والدىً؟!ا يقوُل ال جل وعل :شوشجاذهردوا ذف اللِّلذه شحلق ذجشهاذدهذ ]الجه.[78:
أخي السلِّم ،مطالب القرآْن تتىً ف الدعوُة إل الستقامة علِّىَ الي ،والثبَات علِّىَ الدىً ،يقوُل ربنا
ي جل وعل :شفاستذقم شكمحا أرذمرت ومنم شتاب معك ولش تشطهغشوُاه ]هوُد ،[112:واعبَهد ربلك حلت يأهتذي ذ
ك الهيشق ر ش هر ش ش ش ش ش ش ه هش ه ش ه ش شش ش ش ش ش ش
]الجر .[99:وصايا ربانُية تتوُجه للفراد والتمحعات تنتظم القامة علِّىَ أموُر السلم ،والدوام علِّىَ
منهجه الدينم ،والستمحرار ف التقيد بقيوُده ،والوُقوُف عند حدوده ،والستجابة لوامره ،والنُتهاء عنم
زأواجره ،علِّىَ الوُجه الكمحل ،والطريق القوُم.
استمحع إل مشكحاة النبَوُة وهي تلِّخمص لك وصية عظيمحة ذات عبَارات جيلِّة البَن ،جلِّيلِّة العن ،قلِّيلِّة
العبَارة ،كثية الشارة ،إنا وصية رسوُلنا ممحد ،وصية للمة جعاء ،وصية تقضي بالخذ بجامع
اليإان التام ،ولزوم العتقاد الصحيح ،والتمحسك بالصب علِّىَ الطاعات ،واجتناب الظوُرات ،واتبَاع
ماسنم الفضائل ومكحارم العاملت ،يقوُل للِّرجل حينها قال له :قل ل ف السلم قوُلد ل أسأل عنه
أحددا بعدك ،قال علِّيه الصلة والسلم)) :قل :أمنت بال ،ث استقم(().[1](1
إنا وصية تضمحنم بإذن ال جل وعل للمة علِّىَ شت أنُوُاعها ومتلِّف مسؤولياتا ،تضمحنم لم حياة
طيبَة ،وعيشة راضية ،تقق للِّمحؤمني سعادة أبدية ،وعاقبَة آْمنة ،إذلن الذذيشنم شقالروُاه شربيتشنا اللِّلهر رثل اهستشيشقارموُاه فشلش
700
ب اهلشنلذة شخالذذديشنم ذفيشها شجشزاء ذ شبا شكانُروُاه يشيهعشمحرلِّوُشن ]الحقاف: صشحا ر ك أش هف شعلِّشهيذههم شولش رههم شهيشزرنُوُشن أرهولشئمذ ششخهوُ ة
.[14 ،13
أمة السلم ،تر هذه الناسبَات العظيمحة والمة ييط با عوُائق شت ،وأدواء عظمحىَ ،تقاسي بليا
ورزأايا ،وضراءش ولواء ،وتعان منم تفرق وضعف ،وتشتت وهوُان ،أموُةر مؤلة ،وأحوُال مبَكحية ف المة،
فهل آْن الوان لراجعة الوُاقع الؤل ،والسار الاطئ؟!ا هل حان الوُقت لدراك السبَاب القيقية
للِّضعف ،ومعرفة العوُامل الرئيسة للدواء والشكحوُىً؟!ا يقوُل ال جل وعل :أششله يشأهذن لذلِّلذذيشنم ءاشمنروُاه شأن
شتهشششع قريرلِّوُبيررههم لذذذهكذر اللِّلذه شوشما نُشيشزشل ذمشنم اهلشلق ]الديد.[16:
وما أجدر المة اليوُم وقد ودعت رمضان العزيز أن توُدع أوضاعها الأساوية ،وجراحاتا التعددة ف
موُاضع كثية منم جسدها الثخمنم بالراحات واللم ،ولنم تد لذلك سبَيلد نُاجدحا وعلدجا نُاجدعا إل
ك بنهاج متكحامل منم كتاب ربا وسنة نُبَيها ممحد ،وإن منم هذا بنطلِّتق منم منطلِّقات دينها ،وتس ت
النهجه العمحل الاد والصدق مع ال جل وعل ف نُصرة دينه ف كل مكحان ،والقيام بالوُاجب اللتم ف رد
ض ]التوُبة.[71: ضرههم أشهولذشياء بشيهع ت ذ ذ ذ
الظلِّم والضرر عنم عبَاده الضطهدينم ،شوالهرمحهؤمرنوُشن شوالهرمحهؤمشنات بشيهع ر
إخوُة السلم ،إن الوُاجب علِّىَ أبناء المة الوُعي الكحامل والدراك الشامل بخماطر العداء ومططاتم
ف استهداف عقائد السلِّمحي ،وزأعزعة استقرارهم ،وتديد مقدراتم ،فكحم منم أموُر غامضة تري،
وتطيط ضخمم يررتب ف الفاء ،ال أعلِّم با يوُي وعلِّيه يأوي ،فالصهيوُنُية العالية اليوُم تقوُد العال إل
صا
الكحوُارث والنم ،تريد بأمة ممحد القلقل والفتم ،والضرار والحنم ،فالذر الذر أيتها المة ،والر ش
صا علِّىَ هذا الدينم. الر ش
إخوُة السلم ،منم مشمحوُذل مططات العداء حلت إعلمية مسعوُرة ترششلنم علِّىَ البَلِّد الذي انُطلِّقت
منه الرسالة المحدية ،بلد الرمي الت قدمت الكحثي للنُسانُية ،وضحت بالكحثي ف سبَيل المنم والمان
والستقرار ونُشر سبَل الي والسلم ،فالوُاجب علِّىَ السلِّمحي أن يدركوُا أن الدف والغاية النهائية منم
كل تلِّك الاولت هوُ ضرب المة ف عمحقها ،والتأثي علِّيها ف أكب ركيزة منم ركائز وجوُدها ،وصدق
ال جل وعل إذ يقوُل :شوتدواه لشهوُ تشهكحرفرروشن شكشمحا شكشفررواه فشيتشركحوُرنُوُشن شسشوُاء ]النساء.[89:
فعلِّىَ المة المحدية أن تدرك مقاصد دينها ،وأغراض وأهداف كلم خالقها ،وأن تستبَصر مبَادئ
وتعاليم إسلمها ،وإل فستكحوُن ي ل قدر ال ي ضحية تاذلا ،وبعدها عنم مشاعل هداية ربا ،وال جل
وعل يقوُل :شوقرذل اهعشمحلِّروُاه فششسيشيشرىً اللِّلهر شعشمحلِّشركحهم شوشررسوُلرهر شوالهرمحهؤذمرنوُشن ]التوُبة.[205:
بارك ال ل ولكحم ف القرآْن ،ونُفعنا با فيه منم اليات والبَيان ،أقوُل هذا القوُل ،وأستغفر ال ل ولكحم
ولسائر السلِّمحي منم كل ذنُب ،فاستغفروه وتوُبوُا إليه إنُه هوُ الغفوُر الرحيم.
-------------------------
701
الطبَة الثانُية
المحد ل علِّىَ إحسانُه ،والشكحر له علِّىَ توُفيقه وامتنانُه ،وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له
تعظيدمحا لشأنُه ،وأشهد أن سيدنُا ونُبَينا ممحددا عبَده ورسوُله ،اللِّهم صل وسلِّم وبارك علِّيه وعلِّىَ آْله
وأصحابه وإخوُانُه.
أما بعد:
فإن خي الديث كلم ال ،وخي الدي هدي ممحد رسوُل ال ،وشر الموُر مدثاتا ،وكل مدثة
بدعة ،وكل بدعة ضللة ،وكل ضللة ف النار.
أيها السلِّمحوُن ،السعيد منم عمحر وقته باستصلح آْخرته ،ول شتذهلِّه مطالب الياة عنم حقوُق خالقه ،ول
تشغلِّه رغائب الدنُيا العاجلِّة عنم حقائق الخرة البَاقية.
فيا منم ذاق حلوة الطاعة ،احذر منم مقارفة مرارة العصية ،كنم بدرا تقديا ف غي رمضان كمحا كنت ف
رمضان.
ث اعلِّم ي أيها السلِّم ي أن منم صام رمضان ث أتبَعه سدتا منم شوُال فكحأنا صام الدهر ،كمحا صح ذلك
ت منم شوُال ،ومنم كان علِّيه قضاءة منم رمضان فالبَادرة عنم رسوُل ال ) ،[1](2فيستحب صيام س ت
بالقضاء أوجب ،فالوُاجب أحق وأول.
ث اعلِّمحوُا أن ال أمركم بالصلة والسلم علِّىَ النب الكحري ،اللِّهم صل وسلِّم وبارك وأنُعم علِّىَ عبَدك
ورسوُلك ممحد…
__________
) (1أخرجه مسلِّم ف :اليإان ،باب :جامع أوصاف اليإان ) (38منم حديث سفيان بنم عبَد ال
الثقفي رضي ال عنه.
) (2هوُ ف صحيح مسلِّم كتاب :الصيام ،باب :استحبَاب صوُم ستة أيام منم شوُال إتبَاعاد لرمضان
) (1164منم حديث أب أيوُب رضي ال عنه.
ـــــــ
ماذا بعد رمضان؟!
عبَد البَاري بنم عوُض الثبَيت
الدينة النوُرة
29/9/1422
السجد النبَوُي
مامد و أدعيةطبَاعة الطبَة بدون مامد وأدعية
702
-------------------------
ملِّخمص الطبَة
-1نُعمحة بلِّوُغ شهر رمضان وصيامه -2 .شكحر ال تعال -3 .سرعة انُقضاء اليام -4 .الستغفار
ختام العمحال الصالة -5 .ل توُديع للِّطاعة والعبَادة -6 .آْثار الطاعة -7 .استحبَاب صيام ست
منم شوُال -8 .ما استفدنُاه وتعلِّمحناه ف مدرسة رمضان -9 .فرحتا الصائم -10 .صفة النة-11 .
حال المة الؤل -12 .ما يستحب فعلِّه أو قوُله ليلِّة العيد -13 .زأكاة الفطر -14 .استحبَاب التهنئمة
بالعيد -15 .حقيقة العيد.
-------------------------
الطبَة الول
أما بعد:
فاتقوُا ال حق التقوُىً ،وراقبَوُه ف السر والنجوُىً ،قال تعال :ياأشييتشها الذذيشنم ءاشمنروُاه اتليرقوُاه اللِّلهش شحلق تريشقاتذذه شولش
شرتوُترلنم إذلل شوأشنُرتم تمهسلِّذرمحوُشن ]آْل عمحران.[102:
ف ورجاةء، عبَاد ال ،سعادة غامرة تل جوُاننا إذ بيرللِّغنا هذا الشهر العظيم ،فالقلِّوُب يتجاذبا خوُ ة
واللسنم تلِّهجه بالدعاء أن يتقلبَل ال الصيام والقيام لنا ولكحم ولمحيع السلِّمحي ،أن يتقبَل ال منا ما
مضىَ ،ويبَارك لنا فيمحا بقي ،فطوُب لنم اغترذفرت زألتره ،وتريرقبَللِّت توُبرته ،وأقيلِّت عثرته .ف ناية الشهر
العظيم نُشكحره سبَحانُه شكحر منم أنُعم علِّىَ عبَاده ،بتوُفيقهم للِّصيام والقيام ،وإعانُتهم علِّيه ،ومعوُنُته
لم ،وعتقهم منم النار ،قال تعال :شولذترهكحذمحلِّروُاه الهعذلدشة شولذترشكحبَليررواه اللِّلهش شعشلِّىَ شما شهشداركهم شولششعلِّلركحهم تشهشركحرروشن
]البَقرة.[185:
هكحذا مضت اللِّيال مسرعة ،بالمس كنا نُستقبَل رمضان ،واليوُم نُوُلدعه ،ول نُدري هل نُستقبَلِّه عاماد
آْخر أم أن الوُت أسبَق إلينا منه ،نُسأل ال أن يعيده علِّيها وعلِّيكحم أعوُاماد عديدة وأزأمنة مديدة.
الستغفار -عبَاد ال -ختام العمحال الصالة ،تتم به الصلة والجه وقيام اللِّيل والالس ،وكذلك
ينبَغي أن ريتم به الصيام ،لنقلوُم به غمحرات الغفلِّة والنسيان ،ونحوُ به شوُائب التقصي والنراف،
فالستغفار يدفع عنم النفس الشعوُر بالكحب والزهوُ بالنفس والعجب بالعمحال ،ويوُرثها الشعوُر
بالتقصي ،وهذا الحساس يدفع لزيد عمحتل بعد رمضان ،فتزداد السنات ويثقل اليزان ،يبَي ابنم القيم
رحه ال حاجةش الطائعي إل الستغفار فيقوُل" :الرضا بالطاعة منم رعوُنُات النفس وحاقتها ،وأرباب
العزائم والبَصائر أشتد ما يكحوُنُوُن استغفاراد عقب الطاعات ،لشهوُدهم تقصيهم فيها ،وترك القيام ل با
كمحا يلِّيق بلله وكبيائه ،وأنُه لوُل المر لا أقدم أحدهم علِّىَ مثل هذه العبَوُدية ول رضيها لسيده")(1
] [1انُتهىَ كلمه.
703
إذا كنا نُوُلدع رمضان فإن الؤمنم لنم يوُلدع الطاعة والعبَادة ،بل سيوُلثق العهد مع ربه ،ويقوُي الصلِّة مع
خالقه ليبَقىَ نُبَع الي متدفقدا ،أما أولئمك الذينم ينقضوُن عهد ال ،ويهجرون الساجد مع مدفع العيد،
فبَئمس القوُم :ل يعرفوُن ال إل ف رمضان ،قد ارتدوا علِّىَ أدبارهم ،ونُكحصوُا علِّىَ أعقابم ،قال تعال:
ي لش ششذري ش ذ ذ ذ ذ قرل إذلن ذ
ك لشهر ]النُعام.[163 ،162: ىً شوششماتىَ للِّله شر ل
ب الهشعالشمح ش صلشتىَ شونُررسكحىَ شوشهمشيا ش
ه ش
ل قيمحة لطاعة تشؤلدىً دون أن يكحوُن لا أثر منم تقوُىً أو خشية ،أينم أثر رمضان بعد انُقضائه إذا رهجر
القرآْن ،ورتركت الصلة مع المحاعة ،وانُرتهكحت الرمات؟!ا أينم أثر الطاعة إذا رأكل الربا ،ورأخذ أموُال
الناس بالبَاطل؟!ا أينم أثر الصيام إذا رأعرض عنم سنة رسوُل ال إل العادات والتقاليد ،ورحلكحمحت القوُانُي
الوُضعية؟!ا أينم أثر الصيام والقيام إذا تايل السلِّم ف بيعه وشرائه ،وكذب ف ليلِّه وناره؟!ا أينم أثر
رمضان إذا ل يقلدم دعوُة إل ضال ،ولقمحة إل جائع ،وكسوُة إل عاتر ،مع دعاء صادق بقلِّب خاشع
أن ينصر ال السلم والسلِّمحي ،ويدلمر أعداء الدينم؟!ا
ي بنا -أيها الصائمحوُن -أن نُتأمل كلم ابنم القيم رحه ال إذ يقوُل" :فبَي العمحل والقلِّب مسافة، حر ل
ف تلِّك السافة قطاعة تنع وصوُل العمحل إل القلِّب ،فيكحوُن الرجل كثي العمحل ،وما وصل منه إل قلِّبَه
ملبَة ول خوُف ول رجاء ول زأهد ف الدنُيا ول رغبَة ف الخرة ،ول نُوُر يفرق به بي أولياء ال وأعدائه،
فلِّوُ وصل أثر العمحال إل قلِّبَه لستنار وأشرق ورأىً الق والبَاطل") [2](2انُتهىَ كلمه رحه ال.
يا أهل الطاعة ،الر ل يريد منم سائر عبَاداتنا الركات والهد والشقة ،بل طلِّب سبَحانُه ما وراء ذلك
ب شعشلِّىَ الذذيشنم ذمنم ذ
صشيارم شكشمحا ركت شب شعلِّشهيركحرم ال ل
ذ لذ
منم التقوُىً والشية له ،قال تعال :ياأشييتشها ا ذيشنم ءاشمنروُاه ركت ش
لوُرمشها شولش ذدشمارؤشها شوشلذكنم يشيشنالرهر التليهقشوُىً ذ
قشيهبَلِّركحهم لششعلِّلركحهم تشيتليرقوُشن ]البَقرة ،[183:وقال تعال :شلنم يشيشناشل اللِّلهش رر
ذمنركحهم ]الجه.[37:
منم العمحال الصالة بعد رمضان صيام ست منم شوُال ،قال )) :منم صام رمضان ث أتبَعه ستا منم
شوُال كان كصيام الدهر(( ]أخرجه مسلِّم منم حديث أب أيوُب النُصاري رضي ال عنه[).[3](3
لقد غرس رمضان ف نُفوُسنا خياد عظيمحدا ،صقل القلِّوُب ،أيقظ الضمحائر ،طلهر النفوُس ،ومنم استفاد
منم رمضان فإن حاله بعد رمضان خي له منم حاله قبَلِّه ،ومنم علمات قبَوُل السنة السنة بعدها،
ومنم علمات بطلن العمحل ورلده العوُدة إل العاصي بعد الطاعات ،فاجعل -أخي الصائم -منم
نُسمحات رمضان الشرقة مفتاح خي سائر العام ،ومنهجه حياة ف كل الحوُال ،احرصا علِّىَ بر الوُالدينم،
وصلِّة اليان ،وزأيارة الخوُان ،انُصر الظلِّوُمي ،وتلِّذذ بسح رأس اليتيم ،أصلِّح ذات البَي ،وأطعم
الرومي ،واجب نُفوُس النكحسرينم ،ساهم ف زأرع السعادة علِّىَ شفاه الصابي والبَتلِّي ،صل رحك،
احفظ عرض إخوُانُك ،كنم نُبَعاد متدفقاد بالي كمحا كنت ف رمضان.
لقد تعلِّمحنا ف مدرسة رمضان أنع الدروس وأبلِّغ الوُاعظ ،تعللِّمحنا كيف نُقاوم نُزغات الشيطان ،تعلِّمحنا
صت كيف نُقاوم هوُىً النفس المارة بالسوُء ،تعلِّمحنا كيف نُنبَذ اللف وأسبَاب الفرقة .لقد ترا ل
704
الصفوُف ف رمضان كالسجد الوُاحد ،فينبَغي أن ل تتناثر بعد رمضان ،لقد سكحبَت العيوُن الدموُع ف
رمضان ،فاحذر أن يصيبَها القحط والفاف بعد رمضان ،لقد اهتزت جنبَات الساجد ،ولجت
اللسنم بالتهلِّيل والتحمحيد والدعاء ،فلِّيدم هذا اللل والمحال بعد رمضان ،لقد عل مياك ف رمضان
ت وسكحينة ،وقاةر وخشية ،فل تحه بعد رمضان بأخلق الزهوُ ست الصالي ،ذقل وخضوُع ،إخبَا ة
والكحب والبَطر والسفه ،لقد امتدت يداك ف رمضان بالعطاء ،وأنُفقت بسخماء ،فل تقبَضها بعد رمضان.
عبَاد ال ،للِّصائم فرحة عند فطره ،وفرحة عند لقاء ربه ،فرحة ف الدنُيا العاجلِّة ،وفرحة ف الخرة
البَاقية ،لنم داوم علِّىَ العبَادة والطاعة ،حيث ينال التعة الكحبىً والنعمحة العظمحىَ ،أل وهي النة ،الت
فيها ما ل عي رأت ،ول أذن سعت ،ول خطر علِّىَ قلِّب بشر ،وكأن بأقوُام منم بيننا سينادون :ركلِّروُاه
واهشربوُاه هذنيئماد ذبا أشسلِّشهفتم ذف الشلياذم ا ه ذ
لاليشذة ]الاقة ،[24:وينادون :شوتذهلِّ ش
ك اهلشنلةر الذت رأوذرثهيتررمحوُشها ذ شبا ركنترهم ش ش شر ش ش ش ه ر ه
ث ذمهنم ذعشبَاذدشنُا شمنم شكاشن تشذقيلاد ]مري ،[63:جعلِّن ال وإياكم ك اهلشنلةر الذت رنُوُذر ر تشيهعشمحرلِّوُشن ]الزخرف ،[72:تذهلِّ ش
منم أهلِّها.
ضح لم طريقها فاستقاموُا علِّيه ،علِّمحوُا أن الربح كل الربح إذا هؤلء ررفع لم شعشلِّم النة فشلمحروا إليه ،ورو ل
حشروا إل الرحنم وفدا ،فوُقفوُا اللِّحظات والسكحنات ووجيف القلِّوُب والنُفاس علِّىَ النة أن يدخلِّوُها،
ب ذنُإلهر شكاشن شوهعردهر شمأهتذيلاد ]مري.[61: حارن ذعشبَاشدهر ذبالهغشهي ذ ذ ت
فنالوُها شجلنات شعهدن الذت شوشعشد اللر ه ش
إنا جنات إقامة دائمحة ،ل كجنات الدنُيا ،وقد وعد ال با التقي ،ووعد ال ل يلِّف ،فهم آْتوُها ل
هه وغلمحه ،كمحا ثبَت ف مالة .هي النة الت إذا غمحس فيها العبَد غمحسة واحدة زأال بؤسه ،ونُسي ل
صحيح مسلِّم منم حديث أنُس بنم مالك رضي ال عنه قال :قال رسوُل ال ،وفيه)) :ويؤتىَ بأشد
الناس بؤسا ف الدنُيا منم أهل النة فيرصبَغ صبَغة ف النة فيقال له :يا ابنم آْدم ،هل رأيت بؤسا قط؟!ا
هل مر بك شدة قط؟!ا فيقوُل :ل وال ،يا رب ما ملر ب بؤس قط ،ول رأيت شدة قط(( ).[4](4
جعلِّها ال مقراد لحبَابه ،وملها منم رحته وكرامته ورضوُانُه ،ووصف نُعيمحها بالفوُزأ العظيم ،وأودعها
الي بذافيه ،وطلهرها منم كل عيب وآْفة ونُقص ،إن سألت عنم أرضها وتربتها فهي السك والزعفران،
وإن سألت عنم سقفها فهوُ عرش الرحنم ،وإن سألت عنم حصبَائها فهوُ اللِّؤلؤ والوُاهر والرجان ،وإن
سألت عنم بنائها فلِّبَنة منم فضة ولبَنة منم ذهب ،وإن سألت عنم أنارها فأنار منم ماء غي آْسنم ،وأنار
منم لب ل يتغي طعمحه ،وأنار منم خر للذةت للِّشاربي ،وأنار منم عسل مصفىَ ،وإن سألت عنم طعامهم
ففاكهة ما يتخميون ،ولم طي ما يشتهوُن ،وإن سألت عنم شرابم فالزنبَيل والكحافوُر ،وإن سألت عنم
آْنُيتهم فهي آْنُية الذهب والفضة ف صفاء القوُارير ،وإن سألت عنم لبَاس أهلِّها فهوُ الرير والذهب،
وإن سألت عنم فريررشهم فبَطائنها منم إستبق ف أعلِّىَ الرتب ،وإن سألت عنم أهلِّها وحسنهم فعلِّىَ
صوُرة القمحر ليلِّة البَدر ،وإن سألت عنم أسنانم فأبناء ثلث وثلثي ،علِّىَ صوُرة آْدم علِّيه السلم أب
البَشر .اللِّهم اجعلِّنا منم أهلِّها يا أرحم الراحي.
705
أيها الصائمحوُن ،هاهي المة توُلدع رمضان ،لكحنها ل توُلدع مآسيها الدامية وآْلمها البحة ،وهي تر اليوُم
ب شرسة لتنحية بحنم عظيمحة ،وجراح عمحيقة ،ترىً جراحها ف القدس وف موُاقع أخرىً ملِّتهبَة ،حر ة
السلم ،وتفيف منابعه منم أعداء السلم ،متجاوزأينم كل الدود والعراف .لقد امرتحنت المة
بصنوُف الكحر وأثقال الصائب ،وكان بعض ذلك كافياد للِّقضاء علِّىَ غيها منم المم إل أن قوُة العقيدة
واليإان ينابيع عذبة تتجدد رغم الصاعب ،وأن الغد الأموُل لذه الرسالة ،والوُاجب علِّىَ السلِّمحي نُصرة
قضايا أمتهم ،والتحلِّي بالصب وضبَط النفس ،والخلصا ف الدعاء ،والستعانُة بال أمام العوُاصف
ك شعشلِّىَ اللِّلذه بذشعذزيتز ]فاطر.[17: ذ
العاتية حت تنقشع الغمحة وينكحشف الكحرب ،شوشما شذل ش
بارك ال ل ولكحم ف القرآْن العظيم ،ونُفعن وإياكم با فيه منم اليات والذكر الكحيم ،أقوُل هذا القوُل،
وأستغفر ال العظيم ل ولكحم فاستغفروه إنُه هوُ الغفوُر الرحيم.
-------------------------
الطبَة الثانُية
المحد ل الذي أودع شهر رمضان مزيد فضل وأجر ،أحده سبَحانُه وأشكحره علِّىَ التوُفيق للِّصيام والقيام
وليلِّة القدر ،وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له ،له اللِّق والمر ،وأشهد أن سيدنُا ونُبَينا
ممحداد عبَده ورسوُله صلِّىَ ال علِّيه وعلِّىَ آْله وصحبَه كلِّمحا أضاء قمحر وانُشق فجر.
أما بعد:
فاتقوُا ال حق التقوُىً ،وراقبَوُه ف السر والنجوُىً.
تتفل المة قريبَاد بنعمحة إتام شهر رمضان ،فتفرح بالعيد.
وهناك أموُر ريستحب فعلِّها أو قوُلا ف ليلِّة العيد ويوُمه ،يشرع التكحبَي منم غروب شس ليلِّة العيد إل
صلة العيد ،قال تعال :شولذترهكحذمحلِّروُاه الهعذلدةش شولذترشكحبَليررواه اللِّلهش شعشلِّىَ شما شهشداركهم شولششعلِّلركحهم تشهشركحرروشن ]البَقرة،[185:
كان ابنم مسعوُد رضي ال عنه يقوُل) :ال أكب ،ال أكب ،ل إله إل ال ،وال أكب ،ال أكب ،ول
المحد( ).[1](5
ريسلنم جهر الرجال ف الساجد والسوُاق والبَيوُت إعلنُاد بتعظيم ال ،وإظهاراد لعبَادته وشكحره.
أخي السلِّم ،شرع لك موُلك عز وجل زأكاة الفطر وهي طهرة للِّصائم منم اللِّغوُ والرفث ،ورطعمحة
للِّمحساكي ،وتكحوُن صاعاد منم شعي أو تر أو زأبيب أو أرزأ أو نوُه منم الطعام ،عنم الصغي والكحبَي،
ت لخراجها قبَل صلة العيد ،ويوُزأ قبَل يوُم والذكر والنُثىَ ،والر والعبَد منم السلِّمحي ،وأفضل وق ت
العيد بيوُم أو يوُمي ،ول يوُزأ تأخيها عنم صلة العيد بغي عذر.
ويستحب الغتسال والتطيب للِّرجال قبَل الروج للِّصلة ،صح عنم سعيد بنم جبَي رضي ال عنه أنُه
قال) :سنة العيد ثلث :الشي والغتسال والكل قبَل الروج( .وكذا التجمحل بأحسنم اللبس ،وكان
706
للِّنب جبَة يلِّبَسها ف العيد وف يوُم المحعة) ،[2](6وصح أن ابنم عمحر رضي ال عنهمحا كان يلِّبَس
للِّعيد أجل ثيابه.
أما النساء فيبَتعدن عنم الزينة إذا خرجنم ،لننم منهيات عنم إظهار الزينة للِّرجال الجانُب ،وكذا يرم
س الطيب أو تتعرض للِّرجال بالفتنة ،فإنا ما خرجت إل لعبَادة وطاعة، علِّىَ منم أرادت الروج أن ت ل
فكحيف تعصي ال بالتبج والسفوُر والتطيب أمام الرجال؟!ا
وأكل ترات وترا قبَل الذهاب إل الصلِّىَ ،لا رواه البَخماري عنم أنُس رضي ال عنه :كان رسوُل ال ل
يغدو يوُم الفطر حت يأكل ترات ،وف لفظ :وترا).[3](7
النساء يشهدن العيد مع السلِّمحي حت الرليض ،ولكحنم الليض يعتزلنم الصلِّىَ ،ويشهدن الي ودعوُة
السلِّمحي.
ويستحب التهنئمة بالعيد لثبَوُت ذلك عنم الصحابة رضي ال عنهم) [4](8كقوُله :تقلبَل ال منا ومنكحم،
وما أشبَه ذلك منم عبَارات التهنئمة البَاحة.
إن العيد لنم صام وقام ل ،إن العيد لقلِّوُب شلع فيها نُوُر اليإان ،وتطهرت منم العاصي والثام.
عيد السلِّمحي -إخوُة السلم -مناسبَة لنبَذ الشحناء والبَغضاء ،والنُتصار علِّىَ الشاعر والحاسيس
الت ينزغ با الشيطان ،فهل جعلِّنا العيد منعطفاد حقيقياد ف علقتنا مع أقاربنا وجيانُنا وإخوُانُنا؟!ا هل
تاوزأنُا الظاهر والطقوُس ليكحوُن عيداد وفرحة بقلِّوُب صادقة ونُفوُس طاهرة؟!ا قال تعال :شواهعبَرردواه اللِّلهش شولش
لاذر اهلرنر ذ ي وا ه ذ ذ ذ ذ ذ ذذ
ب ترهشذرركوُاه به ششهيئماد شوذبالهوُالشديهذنم إهحشسانُاد شوبذذىً الهرقهرشب شوالهيششتاشمىَ شوالهشمحشساك ذ ش ش
لاذر ذىً الهرقهرشب شوا هش
ب شمنم شكاشن رمهشتالد فشرخموُراد ]النساء: ت أشهشيإانُرركحهم إذلن اللِّلهش لش رذي ت
ب شوابهذنم اللسذبَيذل شوشما شملِّششكح هب ذبالشهن ذ صاذح ذشوال ل
.[36
ذ
أل وصلِّوُا -عبَاد ال -علِّىَ رسوُل الدىً ،فقد أمركم ال بذلك ف كتابه فقال :إذلن اللِّلهش شوشمشلئشكحتشهر
صلِّتوُاه شعلِّشهيذه شوشسلِّلرمحوُاه تشهسذلِّيمحاد ]الحزاب.[56: ذ
ب ياأشييتشها الذيشنم ءاشمنروُاه ش ذ ير ش ت
صلِّوُشن شعشلِّىَ النل ل
اللِّهم صل وسلِّم علِّىَ عبَدك ورسوُلك ممحد...
__________
) (1مدارج السالكحي ).(1/175
) (2مدارج السالكحي ).(1/349
) (3صحيح مسلِّم كتاب :الصيام ،باب :استحبَاب صوُم ستة أيام منم شوُال ).(1164
) (4صحيح مسلِّم كتاب :صفة القيامة ،باب :صبَغ أنُعم أهل الدنُيا ف النار ).(2807
) (5أخرجه ابنم أب شيبَة ف الصنف ) ، (5633-1/488والطبان ف الكحبَي ).(9538-9/307
707
) (6أخرج البَخماري ف :المحعة ،باب :يلِّبَس أحسنم ما يد ) ، (886ومسلِّم ف :اللِّبَاس والزينة ،
باب :تري استعمحال إنُاء الذهب والفضة علِّىَ الرجال ) (2068أن عمحر بنم الطاب رأىً حلِّة سياء
عند باب السجد فقال :يا رسوُل ال لوُ اشتيت هذه فلِّبَستها للِّناس يوُم المحعة وللِّوُفد إذا قدموُا
علِّيك ...الديث.
) (7أخرجه البَخماري ف :المحعة ،باب :الكل يوُم الفطر قبَل الروج ).(953
) (8انُظر :فتح البَاري لبنم حجر ).(2/446
يييييييي
وداع رمضان
عبَد الرحنم السديس إمام الرم
مكحة الكحرمة
29/9/1422
السجد الرام
مامد و أدعيةطبَاعة الطبَة بدون مامد وأدعية
-------------------------
ملِّخمص الطبَة
-1انُقضاء اللِّيال واليام -2 .حرقة وداع شهر القرآْن -3 .السعيد برمضان -4 .اهتمحام السلِّف
بالقبَوُل -5 .طاعات وعبَادات رمضان -6 .فرصة رمضان -7 .الدوام علِّىَ الطاعة -8 .آْثار الصيام
ف النفوُس -9 .حال المة الؤل -10 .المحلت العلمية ضد السلم والسلِّمحي -11 .ل خلصا
إل بالعقيدة الصحيحة -12 .أعمحال ختام الشهر -13 .زأكاة الفطر.
-------------------------
الطبَة الول
أما بعد:
فأوصيكحم ي عبَاد ال ي ونُفسي بتقوُىً ال؛ فإنا عروة ليس لا انُفصام ،وجذوة تضيء القلِّوُب والفهام،
وهي خي زأاد يبَلِّغ إل دار السلم ،منم تلِّىَ با بلِّغ أشرف الراتب ،وتقق له أعلِّىَ الطالب ،وحصل
علِّىَ مأموُن العوُاقب ،ورعفي منم شرور النوُائب.
أيها السلِّمحوُن ،الستقرئ لتأريخ المم ،والتأمل ف سجل الضارات يدرك أن كل منها يعيش تقلِّبَات
وتغيات ،ويوُاكب بدايات ونايات ،وهكحذا اللِّيال واليام ،والشهوُر والعوُام ،وتلِّك سننم ل تتغي،
ونُوُاميس ل تتدبل ،وييشقلِّلب اللِّله اليل والنليهار إذلن ذف ذالذ ش ذ
ك لشعهبَيشردة لهوذل البه ش
صاذر ]النوُر.[44: ر ر ر هش ش شش
708
إخوُة السلم ،أرأيتم لوُ أن ضيدفا عزيدزا ووافددا حبَيدبَا حلل ف ربوُعكحم ،ونُزل بي ظهرانُيكحم ،وغمحركم
بفضلِّه وإحسانُه ،وأفاض علِّيكحم منم بره وامتنانُه ،وأحبَكحم وأحبَبَتمحوُه ،وألفكحم وألفتمحوُه ،ث حان وقت
فراقه ،وقربت لظات وداعه ،فبَمحاذا عساكم موُدعوُه؟!ا وبأي شعوُر أنُتم مفارقوُه؟!ا كيف ولظات
الوُداع تثي الشجوُن ،وتربَكحي القل والعيوُن ،وتنكحأ اللتياع ،ول سيمحا وداع الب الضلن لبَيبَه العلن،
ر ر ر
وهل هناك فراق أشد وقدعا وودادعا ،وأكثر أسىَ والتياعاد منم وداع المة السلمية هذه اليام لضيفها
العزيز ووافدها البَيب ،شهر الب والوُد والحسان ،شهر القرآْن والغفران والعتق منم النيان ،شهر
رمضان البَارك ،فال الستعان.
عبَاد ال ،لقد شر الشهر عنم ساق ،وأذن بوُداع وانُطلق ،ودنُا منه الرحيل والفراق ،لقد قريلوُضت
خيامه ،وتصرمت أيامه ،وأزأف رحيلِّه ،ول يبَق إل قلِّيلِّه .وقد كنا بالمس القريب نُتلِّقىَ التهان بقدومه،
ونُسأل ال بلِّوُغه ،واليوُم نُتلِّقىَ التعازأي برحيلِّه ،ونُسأله ال قبَوُله.
مضىَ هذا الشهر الكحري ،وقد أحسنم فيه أنُاس وأساء آْخرون ،وهوُ شاهد لنا أو علِّينا با أودعناه منم
أعمحال ،شاهد للِّمحشمحرينم بصيامهم وقيامهم وبرهم وإحسانم ،وعلِّىَ القصرينم بغفلِّتهم وإعراضهم
وشحهم وعصيانم ،ول نُدري هل سندركه مرة أخرىً ،أم يوُل بيننا وبينه هادم اللِّذات ومفرق
المحاعات.
أل إن السعيد ف هذا الشهر البَارك منم روفق لتام العمحل وإخلصه ،وماسبَة النفس والستغفار والتوُبة
النصوُح ف ختامه ،فإن العمحال بالوُاتيم.
إخوُة اليإان ،لقد كان السلِّف الصال رحهم ال يتهدون ف إتقان العمحل وإتامه ،ث يهتمحوُن بعد
ذلك بقبَوُله ويافوُن منم رده ،يقوُل علِّي بنم أب طالب رضي ال عنه) :كوُنُوُا لقبَوُل العمحل أشد اهتمحادما
ذ ذ
ي ]الائدة[27:؟!ا()،[1](1 منكحم بالعمحل ،أل تسمحعوُا إل قوُل ال عز وجل :إذلشنا يشيتشيشقبَلرل اللِّلهر مشنم الهرمحتلق ش
ويقوُل مالك بنم دينار رحه ال" :الوُف علِّىَ العمحل أل ريتقبَل أشد منم العمحل") ،[2](2وقال فضالة
بنم عبَيد رحه ال" :لوُ أن أعلِّم أن ال تقبَل من حسنة واحدة لكحان أحب إل منم الدنُيا وما فيها")(3
].[3
ال أكب ،هذه حال الشمحرينم ،فرحاك ربنا رحاك ،وعفشوُك ي يا ال ي لال القصرينم ،أل فسلم ال علِّىَ
شهر الصيام والقيام ،سلم ال علِّىَ شهر التاويح والتلوة والذكر والتسبَيح ،لقد مر كلِّمححة برق أو
غمحضة عي ،كان مضمحادرا للِّمحتنافسي ،وميدادنُا للِّمحتسابقي ،أل وإنُه راحل ل مالة فشليعوُه ،وتتعوُا فيمحا
بقي منم لظاته ول تضليعوُه ،فمحا منم شهر رمضان ف الشهر عوُض ،ول كمحفتضه ف غيه مفتض،
شهر عمحارات القلِّوُب ،وكفارات الذنُوُب ،وأمان كل خائف مرهوُب ،شهر العبات السوُاكب،
ف ضارعة ،وذرفت فيه منم دموُع ساخنة، والزفرات الغوُالب ،والطرات الثوُاقب ،كم ررذفعت فيه منم أك ر
ووجلِّت فيه منم قلِّوُب خاشعة ،وتركت فيه منم مشاعر فياضة ،وأحاسيس مرهفة ،وعوُاطف جياشة.
709
هذا ،وكم وكم يفيض ال منم جوُده وكرمه علِّىَ عبَاده ،ويإلنم علِّيهم بالرحة والغفرة والعتق منم النار ،ل
سيمحا ف آْخره.
عبَاد ال ،مت ريغفر لنم ل ريغفر له ف هذا الشهر؟!ا ومت يرقبَل منم ررلد ف ليلِّة القدر؟!ا أورد الافظ ابنم
رجب رحه ال عنم علِّي رضي ال عنه أنُه كان ينادي ف آْخر ليلِّة منم رمضان) :يا ليت شعري منم
القبَوُل فنهنيه ،ومنم الروم فنعزيه(.
أيها القبَوُلوُن هنيدئما لكحم ،وأيها الردودون جب ال مصيبَتكحم ،ماذا فات منم فاته خي رمضان؟!ا وأي
شيء أدرك منم أدركه فيه الرمان؟!ا كم بي منم حظه فيه القبَوُل والغفران ومنم حظه فيه اليبَة
والسران؟!ا مت يصلِّح منم ل يصلِّح ف رمضان؟!ا ومت يصتح منم كان فيه منم داء الهالة والغفلِّة
مرضان؟!ا
ص بالفوُزأ بالنان منم خدما ترلحل الشهر والفاه وانُصرما…واخت ل
فيا أرباب الذنُوُب العظيمحة ،الغنيمحةش الغنيمحةش ف هذه اليام الكحريإة ،فمحنم أعتق فيها منم النار فقد فازأ ي
وال ي بالائزة العظيمحة ،والنحة السيمحة ،أينم شحشرق الهتمحي ف ناره؟!ا أينم قلِّق التهدينم ف أسحاره؟!ا
فيا منم أعتقه موُله منم النار ،إياك ث إياك أن تعوُد بعد أن صرت حدرا إل رق الوزأار ،أيربَعردك موُلك
منم النار وأنُت تقتب منها؟!ا وينقذك وأنُت توُقع نُفسك فيها ول تيد عنها؟!ا وهل ينفع الفرشط بكحاؤه
وقد عظمحت فيه مصيبَته وجل عزاؤه؟!ا
فبَادروا ي يا رعاكم ال ي فلِّعل بعضكحم ل يدركه بعد هذا العام ،ول يؤخره النوُن إل التمحام ،فيا ربح منم
فازأ فيه بالسعادة والفلح ،ويا حسرة منم فاتته هذه الغان والرباح ،لقد دنُا رحيل هذا الشهر وحان،
ب مؤلمتل لقاء مثلِّه خانُه المكحان ،فاغتنم -أيها الفرط -ف طاعة النان الفرصة قبَل فوُات الوان، ور ل
وتيقظ أيها الغافل منم سنة النام ،وانُظر ما بي يديك منم فوُاجع اليام ،واحذر أن يشهد علِّيك الشهر
بقبَائح الثام ،واجتهد ف حسنم الاتة فالعبة بسنم التام.
أمة السلم ،ماذا عنم آْثار الصيام الت عمحلِّها ف نُفوُس الصائمحي؟!ا لننظر ف حالنا ،ولنتأمل ف واقع
أنُفسنا وأمتنا ،ونُقارن بي وضعنا ف أول الشهر وآْخره ،هل رعمحرت قلِّوُبنا بالتقوُىً؟ هل صلِّحت منا
العمحال وتسنت الخلق واستقام السلِّوُك؟ هل اجتمحعت الكحلِّمحة وتوُحدت الصفوُف ضلد أعداء
المة؟ هل زأالت الضغائنم والحقاد ورسللِّت السخمائم منم النفوُس؟ هل تلشت النكحرات والرمات عنم
التمحعات؟
أيها السلِّمحوُن ،يا منم استجبَتم لربكحم ف الصيام والقيام ،استجيبَوُا له ف سائر العمحال وف كل اليام.
أما آْن أن تشع لذكر ال القلِّوُب؟!ا وتتمحع علِّىَ الكحتاب والسنة الدروب لتدرأ عنم المة غوُائل
الكحروب وقوُارع الطوُب؟!ا.
710
سا منم أعزإخوُة السلم ،أمة الصيام والقيام ،ما أجدر المة السلمية وهي توُدع هذه اليام موُ د
وأحلِّىَ وأفضل وأغلِّىَ أيام وليال العمحر ما أحراها وهي توُدع شهرها أن توُدع الوضاع الأساوية،
والراحات الدموُية ،الت أصابت موُاضع عديدة منم جسدها الثخمنم بالراح ،ما أحراها أن تتخمذ
الطوُات الادة والعمحلِّية لوُقف نُزيف الدم السلِّم التدفق علِّىَ ثرىً الرض البَاركة فلِّسطي الاهدة،
وف بلد الشيشان وكشمحي السلِّمحة ،فهل يعجز السلِّمحوُن وهم أكثر منم ملِّيار مسلِّم أن يتخمذوا حل
عادلد يقنم دماء السلِّمحي ،ويعيد لم أمنهم ومدهم وهيبَتهم بي العالي؟!ا هل توُدع المة السلمية
-وهي توُدع شهرها -التخماذشل الكحبَي تاه قضيتها الول ،قضية أول القبَلِّتي ومسرىً سيد الثقلِّي،
السجد القصىَ البَارك -أقر ال العي بفك أسره وقرب تريره -الذي يرزأح تت وطأة العدوان
الصهيوُن الغاشم ،ويستنجد ول ميب ،ويستغيث ول ذو نوُه يتحرك ،فإل ال الشتكحىَ ،ومنه وحده
الفرج ،ول حوُل ول قوُة إل بال العلِّي العظيم.
وعلِّىَ صعيد القضية الفغانُية ،هل توُلدع الفصائل الفغانُية خلفاتا ،وتتحد علِّىَ منم يكحمحها بكحتاب
ال وسنة رسوُله حقناد لدماء السلِّمحي ،وحفدظا علِّىَ أمنم بلدهم ،وسلمة الشعب الفغان السلِّم منم
التشرد والتهجي؟!ا هل توُدع المة السلمية ف وداع شهرها مآسي القلِّيات السلمية ف بقاع شت
منم العال؟!ا نُرجوُ أن يكحوُن ذلك قريدبَا بإذن ال ،وهذا -وال -ليس بعزيز ،فالمال معقوُدة بعد ال
علِّىَ قادة السلِّمحي وعلِّمحائهم ،وأهل الل والعقد فيهم لبَذل الزيد منم الهوُد لعزازأ دينم ال ،ونُصرة
قضايا السلِّمحي ف كل مكحان ،ل سيمحا بعدما شهد التابعوُن أحدادثا عالية ،ومريات دولية ،كان لا أثر
بالغ علِّىَ أوضاع السلِّمحي ف العال ،فهل توُلدع المة تلِّك المحلت العلمية الغرضة ضد السلم
وأهلِّه وبلده ومقدساته ،ل سيمحا بلد الرمي الشريفي حرسها ال؟!ا وهل تستثمحر الطاقات العلِّمحية
والدعوُية والتقانُات العاصرة العلمية لنشر ماسنم السلم ،ورعايته لقوُق النُسان ،وإرسائه معان
الق والعدل والسلم ،ومانُبَته مسالك العنف والرهاب ،ف ظل تداعيات العوُلة العارمة ،الت توُشك
أن تأت علِّىَ بنيان ثوُابت أمتنا منم القوُاعد ،وف ظل ما يسمحىَ بصراع الضارات ،والتلعب
بالصطلحات؟!ا هل يوُضع حد للرهاب علِّىَ مستوُىً الدولة الذي تارسه الصهيوُنُية العالية علِّىَ مرأىً
ومسمحع منم العال؟!ا
يا زأعمحاء العال ،يا صناع القرار ،يا أهل الرأي العام السلمي والعالي والدول ،أيها العقلء والنصفوُن،
لقد أكدت الحداث أن منم ل يتعظ بالوُقائع فهوُ غافل ،ومنم ل تقرعه الوُادث فهوُ خامل.
ت
يا أهل السلم ،يا أمة ممحد ،ننم أمة رعرفت عب تأريها الشرق بعز ومد يطاول الثريا رفعة وسناءد
فحرام أن نُضعف ونُستكحي ونُتحسىَ كأس الذلة رمتعدا ،ل بد أن تأخذ المة السلمية مكحانُتها بي
المم ،لتحقيق ما تنشده البَشرية الضطهدة والنُسانُية اليىً منم حق وعدل وسلم ،وانُتشالا ما
غرقت فيه منم أوحال الضلل والشقاء ،ومستنقعات الضطراب والفوُضىَ ،وإذا كان أعداؤهم سادوا
711
العال وهم علِّىَ مادية وضلل وباطل ،فمحا أحراكم بالقيادة والسيادة والريادة وأنُتم علِّىَ منهجه الشهد
الزلل ،منهجه اليإان والق والتقوُىً ،ل بد منم صياغة اليل العاصر علِّىَ منهجه الوُسطية والعتدال،
ووضع دراسات استاتيجية واتاذ آْليات عمحلِّية للِّنهوُض بستوُىً الدعوُة السلمية ،ووقاية المة منم
ل ،والشكحلت الفتعلِّة الت تثل طعنة نلء شرور التشرذم واللفات الانُبَية الت عانُت المة منها طوُي د
ف خاصرة هذه المة.
إن حدقا علِّىَ أهل السلم جيدعا أن يعلِّمحوُا أنُه ل صلح لحوُالم الت يطلِّبَوُن لا اللِّوُل العاجلِّة إل
بالتمحسك بالعقيدة السلمية الصحيحة ف عال يإوُج باللاد والوُثنيات والنراف والغيات ،ووال
وبال وتال إن فساد العقائد والخلق والتخملِّي عنم الثوُابت العقدية والناهجه الشرعية لوُ سبَب هزائم
المم ،وانُتكحاسات الشعوُب ،وتدهوُر الضارات ،وتلِّك مسؤولية المة بأسرها ،فهل يعي السلِّمحوُن
مكحانُة عقيدتم ،ويلتحدوا علِّىَ ما كان علِّيه سلِّفهم الصال رحهم ال ليتحقق الي للِّبَلد والعبَاد؟!ا
هذا هوُ المل ،وعلِّينا الصدق والعمحل ،فنسأل ال عز وجل أن يتقبَل منا جيدعا صيامنا وقيامنا ودعاءنُا،
وأن يإنم علِّينا بالقبَوُل والغفرة والعتق منم النار بلنه وكرمه ،وأن يب كسرنُا علِّىَ فراق شهرنُا ،ويعيده
علِّينا أعوُادما عديدة ،وأزأمنة مديدة ،وعلِّىَ المة السلمية وهي ترفل ف حلِّل العز والنصر والتمحكحي،
وقد عاد لا مدها وهيبَتها بي العالي ،إنُه خي مسؤول وأكرم مأموُل.
أقوُل قوُل هذا ،وأستغفر ال ل ولكحم ولمحيع السلِّمحي والسلِّمحات منم كل الثام والطيئمات،
فاستغفروه وتوُبوُا إليه إنُه كان للوابي غفوُدرا.
-------------------------
الطبَة الثانُية
المحد ل الذي بنعمحته تتم الصالات ،وبفضلِّه ترفع الدرجات وتكحفر السيئمات ،وأشهد أن ل إله إل ال
وحده ل شريك له قاضي الاجات ،والعال بالفايا والكحنوُنُات ،وأشهد أن نُبَينا ممحددا عبَد ال ورسوُله
سيد البيات ،صلِّىَ ال وسلِّم وبارك علِّيه ،وعلِّىَ آْله وأصحابه أول الفضل والكحرمات ،والتابعي ومنم
تبَعهم بإحسان ما دامت الرض والسمحاوات.
أما بعد:
لا يشهد لكحم عند اللِّك العلم ،وودعوُه عند فراقه فاتقوُا ال عبَاد ال ،واستوُدعوُا شهركم عمحلد صا د
بأزأكىَ تية وأوفر سلم ،قلِّوُب التقي إل هذا الشهر ذتلنم ،ومنم أل فراقه تأسي وتئمذلنم ،كيف ل يري
للِّمحؤمنم علِّىَ فراقه دموُع ،وهوُ ل يدري هل بقي له ف عمحره إليه رجوُع؟!ا إن قلِّوُب البَي لل فراقه
تشلقق ،ودموُعهم للِّوُعة رحلِّيه تدلفق ،فال الستعان وهوُ وحده الوُلفق.
712
أيها الخوُة الصائمحوُن ،لقد شرع لكحم موُلكم ف ختام شهركم أعمحالد عظيمحة ،تستد اللِّل ،وتب
التقصي ،وتزيد الثوُبة والجر ،فندبكحم ف ختام شهركم إل الستغفار والشكحر والتوُبة شولذترهكحذمحلِّروُاه الهعذلدشة
شولذترشكحبَليررواه اللِّلهش شعشلِّىَ شما شهشداركهم شولششعلِّلركحهم تشهشركحرروشن ]البَقرة.[185:
كمحا شرع لكحم زأكاة الفطر شكحدرا ل علِّىَ نُعمحة التوُفيق للِّصيام والقيام ،وطهرة للِّصائم منم اللِّغوُ والرفث
وطعمحة للِّمحساكي ،وتريدكحا لشاعر الخوُة واللفة بي السلِّمحي ،وهي صاع منم طعام منم بلر أو نوُه
منم قوُت البَلِّد كالرزأ وغيه ،فيجب إخراجها عنم الكحبَي والصغي والذكر والنُثىَ ،كمحا ف حديث أب
سعيد) [1](4وابنم عمحر) [2](5رضي ال عنهم.
ويستحب إخراجها عنم المحل ف بطنم أمه ،والفضل إخراجها ما بي صلة الفجر وصلة العيد ،وإن
أخرجها قبَل العيد بيوُم أو يوُمي فل حرج إن شاء ال.
والسنة أن يرجها طعادما كمحا هوُ نُص حديث الصطفىَ وعمحل السلِّف الصال رحهم ال.
وقد كان عمحر بنم عبَد العزيز رحه ال يكحتب ف ناية شهر رمضان إل المصار يأمرهم بتم شهر
رمضان بالستغفار وصدقة الفطر.
فأدوا ي رحكحم ال ي زأكاة الفطر طيبَة با نُفوُسكحم ،فقد أعطاكم موُلكم الكحثي وطلِّب منكحم القلِّيل.
أيها الخوُة ف ال ،الش الش ف الثبَات والستمحرار علِّىَ العمحال الصالة ف بقية أعمحاركم ،واصلِّوُا
السية ف عمحل الي ،وحثلوُا الطىَ ف العمحل الصال ،لتفوُزأوا برضا الوُل جل وعل ،فلِّديكحم منم
العمحال الصالة ما ريعلد منم الوُاسم الستمحرة ،هذه الصلِّوُات المحس الفروضة ،وهذه نُوُافل العبَادات
منم صلة وصيام وصدقة ،وهكحذا سائر العمحال الصالة ،واعلِّمحوُا أنُه لئمنم انُقضىَ شهر رمضان البَارك
فإن عمحل الؤمنم ل ينقضي إل بالوُت ،ومنم علمة قبَوُل السنة السنة بعدها ،ورب الشهوُر واحد،
وهوُ علِّىَ أعمحالكحم رقيب مشاهد ،وبئمس القوُم :ل يعرفوُن ال إل ف رمضان.
أل وإن منم التحدث بآلء ال ما نُعم به الصائمحوُن والعتمحرون منم أجوُاء آْمنة ،وخدمات متوُفرة،
وأعمحال مذكوُرة ،وجهوُد مشكحوُرة ،ل تكحنم لتحصل مع هذا العدد الائل لوُل توُفيق ال أولد وآْخدرا ،ث
ما ملنم به سبَحانُه علِّىَ الرمي الشريفي وروادها منم هذه الوُلية السلِّمحة الت بذلت وتبَذل كل ما منم
صا لوُجهه الكحري ،وزأادها خديا وهدىً وتوُفيدقا بنه شأنُه تسهيل أموُر العمحار والزوار ،جعلِّه ال خال د
وكرمه ،وأدام علِّيها خدمة الرمي الشريفي وقاصديهمحا ،ورعاية قضايا السلِّمحي ف كل مكحان ،والشكحر
ل أولد وآْخدرا ،وباطدنا وظاهدرا ،شكحدرا كثديا دائدمحا أبددا إل يوُم الدينم.
هذا ،واعلِّمحوُا -رحكحم ال -أن منم خي أعمحالكحم وأزأكاها عند ملِّيكحكحم كثرة صلتكحم وسلمكحم
علِّىَ الرحة الهداة والنعمحة السداة ،نُبَيكحم ممحد بنم عبَد ال كمحا أمركم بذلك ربكحم جل ف عله فقال
صلِّتوُاه شعلِّشهيذه شوشسلِّلرمحوُاه تشهسذلِّيمحاد ذ
ب ياأشييتشها الذيشنم ءاشمنروُاه شذ تعال قوُلد كرديإا :إذلن اللِّلهش شوشمشلئذشكحتشهر ير ش ت
صلِّوُشن شعشلِّىَ النل ل
]الحزاب.[56:
713
اللِّهم صل وسلِّم وبارك علِّىَ سيدنُا وحبَيبَنا وقدوتنا ممحد بنم عبَد ال...
__________
) (1أخرجه أبوُ نُعيم ف اللِّية ) (1/75منم غي ذكر الية.
) (2أخرجه أبوُ نُعيم ف اللِّية ).(2/377
) (3أخرجه ابنم البَارك ف الزهد )صا ، 19رقم (78بنحوُه.
) (4قال أبوُ سعيد الدري رضي ال عنه :كنا نرج زأكاة الفطر صاعاد منم طعام أو صاعاد منم شعي أو
صاعاد منم تر أو صاعاد منم أقط أو صاعاد منم زأبيب .أخرجه البَخماري ف :الزكاة ،باب :صدقة الفطر
صاعاد منم طعام ) ، (1506ومسلِّم ف :الزكاة ،باب :زأكاة الفطر علِّىَ السلِّمحي منم التمحر والشعي )
.(985
) (5قال ابنم عمحر رضي ال عنهمحا :فرض النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم صدقة الفطر أو قال رمضان علِّىَ
الذكر والنُثىَ والر والمحلِّوُك صاعاد منم تر أو صاعاد منم شعي ...الديث .أخرجه البَخماري ف :الزكاة ،
باب :صدقة الفطر علِّىَ الر والمحلِّوُك ).(1511
ييييييي
رمضان ونصرة المسلمين
هان سلِّيم
غزة
12/9/1422
مسجد السدرة
مامد و أدعيةطبَاعة الطبَة بدون مامد وأدعية
-------------------------
ملِّخمص الطبَة
-1مذبة إسرائيلِّية ف فلِّسطي وأخرىً ف أفغانُستان -2 .خذلن السلِّمحي لخوُانم ف أرض الهاد.
-3موُقف رسوُل ال منم قريش حي غدرت بلِّيفه بن خزاعة -4 .أبوُ سفيان ياول تديد الصلِّح.
-5فتح مكحة ف رمضان -6 .فتح عمحوُرية ف رمضان -7 .دعوُة لنصرة الظلِّوُمي ف أرض فلِّسطي.
-8الي واعد ف أمة السلم -9 .العزة مرهوُنُة بالستمحساك بالكحتاب والسنة.
-------------------------
الطبَة الول
أما بعد:
714
فيا أيها الخوُة ،ننم ف شهر رمضان ،ف شهر أحبَة ال ورسوُله والؤمنوُن ،ف شهر الهاد والتضحية
والفداء ،ف شهر التوُبة والغفرة ،ف شهر الصدقة والزكاة ،شهر لوُ عرف السلِّمحوُن ما فيه منم خي لتمحنوُا
أن يكحوُن العام كلِّه رمضان ،شهر عزيز علِّىَ قلِّوُبنا ،وننم ف هذا الشهر العظيم ل بد أن يصدق
السلِّمحوُن ما جاء ف كتاب ال كامل دون نُقصان ،ال عز وجل يقوُل" :إل الذينم عاهدت عند
السجد الرام فمحا استقاموُا لكحم فاستقيمحوُا لم أن ال يب التقي" ،شهر الهاد والستشهاد ،شهر
ذبح فيه بالمس ف مذبة خطية والعال كلِّه ينظر إل هذه الرض كيف يذبح الطفال علِّىَ يد أعداء
ال سبَحانُه وتعال ،خسة أطفال يذبوُن بقذيفة واحدة غي الذينم أصيبَوُا ،فمحنم لم إخوُة اليإان؟!ا
فمحنم لنا غي ال عز وجل؟!ا مت تفيق المة؟!ا مت تستيقظ المة منم سبَاتا العمحيق والسلِّمحوُن يتفلِّوُن
ف هذه اليام بشهر كلِّه ذكريات؟!ا
شهر رمضان فيه ذكريات عزيزة علِّىَ قلِّوُب المة السلمية ،فتحت فيه عمحوُرية ،شهر الهاد ،شهر
يتسابق فيه السلِّمحوُن إل الوُت ف سبَيل ال عز وجل ،شتان بي منم كان يشحذ سلحه يريد أن
يلقي ال عز وجل وهوُ عنه راض وبي منم يرفع سلحه علِّىَ الاهدينم ف سبَيل ال حت ف شهر
رمضان ،ماذا نُقوُل ل عز وجل؟!ا ماذا يقوُل حكحام السلِّمحي ل عز وجل يوُم القيامة؟!ا ماذا يقوُل
السلِّمحوُن ل تعال يوُم القيامة؟!ا ماذا تقوُلوُن والسلِّمحوُن يذبوُن هنا علِّىَ يد الصهيوُنُية العالية ،وهناك
إخوُانُنا يذبوُن ف أفغانُستان مذابح شت ف كل مكحان والسلِّمحوُن يغطوُن ف نُوُم عمحيق ،لقد حالف
رسوُل ال بن خزاعة أي دخلِّت بنوُ خزاعة ف حلِّف مع رسوُل ال ،ودخلِّت بنوُ بكحر ف حلِّف
قريش ،هذا ما صال علِّيه رسوُل ال يوُم الديبَية ،وكان هناك ثأر عظيم بي بن بكحر وبن خزاعة،
فلِّيعلِّم العال كيف كان يتم رسوُل ال اللِّف ،أتدرون ما القصوُد باللِّف؟ القصوُد باللِّف ي إخوُة
اليإان ي هوُ الدفاع الشتك ،لقد خذلت البَاكستان طالبَان ،وكانُا علِّىَ حلِّف مع بعضهمحا ،فلِّنعلِّم
كيف كان رسوُل ال يافظ علِّىَ اللِّف ،وكان اللِّف مع بن خزاعة ،ذهبَت بنوُ بكحر بساعدة قريش،
أمدت قريش بن بكحر بالسلح والعتاد والرجال لقتال بن خزاعة الذينم كانُوُا علِّىَ حلِّف مع رسوُل ال
فأصابوُا منهم مقتل عظيمحا ،وذهب عمحرو بنم سال الزاعي ليخمب رسوُل ال ف الدينة النوُرة ما حدث
لقوُمه ،فمحاذا قال له رسوُل ال عندها ،قال له)) :نُصرت يا عمحرو ،نُصرت يا عمحرو(( ،ل يتخمل رسوُل
ال عنم حلِّفه ،وأخذ يكحوُن اليش لن قريشا قد نُقضت العهد ،فلِّتسمحع الكحوُمات عندما ينقض
العهد ماذا كان يفعل رسوُل ال ،ما زأال العرب متمحسكحي بالسلم الزعوُم ،واسع رسوُل ال يقوُل
لعمحرو)) :نُصرت يا عمحرو(( ،فقامت قريش منم سبَاتا العمحيق ،فأرسلِّت أبا سفيان ليذكر السلِّمحي
بالعهد ،هل نُسي السلِّمحوُن العهد؟ ل ،إنا يريدون أن يستمحعوُا خاطر رسوُل ال أريقتل البرياء ويقف
ممحد مكحتوُف اليدي؟!ا ل ،إنا أرسلِّت أبا سفيان ليفاوض رسوُل ال ،وصل الدينة فاستحىَ أن يقابل
رسوُل ال ،نُقضوُا العهد ،كيف يقابل رسوُل ال ،ل بد له منم واسطة ،فذهب إل أب بكحر الصديق
715
رضي ال عنه وأرضاه ،فرفض الروج معه ،فذهب إل عمحر بنم الطاب رضي ال عنه فقال له :وال لوُ
ل يكحنم معنا إل الذر لاهدنُاكم به ،أتعلِّمحوُن ما معن الذر؟ النمحل ،لوُ ل يكحنم مع السلِّمحي إل النمحل
لقاتل السلِّمحوُن قريشا ،لنم نُقضوُا العهد مع رسوُل ال ،فتعب أبوُ سفيان ،فطرق باب ابنته أم حبَيبَة
رضي ال عنها وأرضاها وهي أم الؤمني زأوجة رسوُل ال ،ففتحت له البَاب ،ث أراد أن يلِّس علِّىَ
فراش الرسوُل ،فتفع أم حبَيبَة الفراش منم تت أبيها ،فيقوُل لا :لاذا تفعلِّي هذا؟ فتقوُل :ما ينبَغي
لثلِّك أن يلِّس علِّىَ فراش رسوُل ال ،إنُك نس ،هذه الفاصلِّة يفاصل السلِّمحوُن ول يداهنوُن ول
يكحذبوُن ،إنا يقفوُن موُقف الفاصلِّة ،فعاد أبوُ سفيان بفي حني ول ير وجها طلِّقا ينظر ف وجهه،
فعاد بفي حني ،وماذا فعل رسوُل ال ؟ أخذ يكحلوُن اليش ،ورفع يديه إل السمحاء ،وكان ذلك ف
شهر رمضان ويقوُل)) :اللِّهم خذ العيوُن والخبَار عنم قريش حت نُبَغتها ف ديارها(( ،كان يستعي
بالدعاء لقضاء حوُائجه ،ويأت المام يطب المحعة فتجد ف السجد ثلثة صفوُف والبَاقي ف البَيت،
فمحاذا تفعلِّوُن؟ إذا أردنُا نُصرا وتكحينا ل بد أن نُكحوُن صادقي مع ال عز وجل ،وأن نل بيوُت ال،
نلها بالطاعة ل عز وجل :إذلشنا يشيهعرمحرر شمشساذجشد اللِّلذه شمهنم ءاشمشنم ذباللِّلذه شواهليشيهوُذم الهذخذر شوأششقاشم الصلشة شوءاشتىَ
ك شأن يشركحوُنُروُاه ذمشنم الهرمحههتشذديشنم ]التوُبة ،[18:فبَدأ الرسوُل بتكحوُينم ش إذلل اللِّلهش فشيشعشسىَ أرهولشئمذ شالزكاشة شوشله شيه ش
اليش ،وطلِّب النصرة ،منم؟ منم ال ،طلِّب النصرة منم ال)) ،اللِّهم خذ العيوُن والخبَار عنم قريش
حت نُبَغتها ف ديارها(( ،فكحوُن جيشا قوُامه عشرة آْلف مقاتل ،لاذا؟ لكحي تنصر الفئمة الستضعفة الت
قتل رجالا ونُساؤها ،فأينم حكحام المة منم أطفال يقتلِّوُن ويذبوُن ف نار شهر رمضان؟!ا أينم هم؟!ا
إنم يلِّهوُن ويعبَثوُن ول يعلِّمحوُن شيئما عنم حال أمتنا إخوُة اليإان ،فانُطلِّق الرسوُل حت يفتح مكحة ،ففتح
ال عز وجل علِّىَ يديه دون قتال ،لقد ضعفت قريش أمام رسوُل ال ،فعندما حط رسوُل ال ف مر
الظهران علِّىَ بعد ثلث كيلِّوُمت تقريبَا منم مكحة ،فعسكحر هناك ،ووقع أبوُ سفيان ف السر ،فرأىً قوُة
السلِّمحي ،ث تركه رسوُل ال ،فمحاذا يقوُل لقوُمه؟ لقد جاءكم ممحد بيش ل قبَل لكحم به ،فوُقع الرعب
ف قلِّوُبم ،ورفعوُا الرايات البَيضاء عالية مستسلِّمحي أمام قوُة السلِّمحي ،صدقوُا ال فصدقهم ال ،عندما
نُصدق ال عز وجل يصدقنا ال عز وجل ،وعندما نُتخملِّىَ عنم ال يتخملِّىَ ال عنا.
إخوُة اليإان ،ل بد أن تستيقظ المة وإل فإن بوُش كمحا نُرىً كل يوُم يهدد دولدة ،وصدق القائل:
أكلِّت يوُم أكل الثوُر البيض ،لوُ هبَت المة ي إخوُة اليإان ي قاطبَة فهل تستطيع أمريكحا أو غي أمريكحا
أو أي قوُة علِّىَ وجه الرض أن تقف أمام قوُة السلِّمحي؟ أل وال ي إخوُة اليإان ي فعندما ضعفت المة
واستكحانُت وأرادت الدنُيا وطلِّقت الخرىً فنرىً بأن أعداء ال تكحنوُا منم رقابم ،ولذلك ل بد أن
تستيقظ المة.
فتح مكحة ف جيوُش وعرة ،وفتح عمحوُرية كان كذلك ف شهر رمضان ،نُعم كانُت ف شهر رمضان ،أنُا
ل أدري أما يقرأ حكحام المة تارينا؟!ا أما يقرؤون كتاب ال عز وجل؟!ا ومنم أصدق قيل :ال أم ننم؟
716
ال هوُ أصدق منم أي إنُسان علِّىَ ظهر الرض ،فل بد أن نُصدق ال ونُكحذب ما يقوُل البَشر إذا
خالف كلم ال عز وجل ،فتح عمحوُرية كان بسبَب امرأة مسلِّمحة لطمحت علِّىَ خدها كفا واحدا قالت:
وامعتصمحاه أينم عمحوُرية؟ عمحوُرية ف تركيا إخوُان ف ال ،وأينم العتصم؟ كان ف بلد العراق حيث
اللفة السلمية ،ل يسمحع العتصم نُداء هذه الرأة الكحلِّوُمة ،ل تذبح ،ل يفتح بطنها ،ل تسك منم
شعرها وتسحب علِّىَ الرض ،ل يقتل أطفالا أمامها إنا لطمحت كفا واحدا قالت :وامعتصمحاه ،فكحوُن
جيشا جرارا فقال الستشارون له :ل تتحرك ،نُصحوُه بعدم التحرك لن عوُامل اليش ل تسمحح ،فرفض
وترك بيش السلم ،وننم ف شهر رمضان ف هذه الذكرىً الت ذبح فيها كذلك بالمس خسة منم
أطفال السلِّمحي أبرياء ،ذهبَوُا إل مدارسهم فمحا عادوا إل لمحا ،فمحا عادوا إل مقطعي ،حسبَنا ال ونُعم
الوُكيل ،حسبَنا ال ونُعم الوُكيل ف كل منم ظلِّمحنا وكل منم تآمر علِّىَ شعبَنا ،ترك العتصم باليش
وحاصر عمحوُرية ،وأحرق عمحوُرية بنم فيها ،وفتح عمحوُرية ،وهزم الروم ،امرأة لطمحت علِّىَ خدها كفا
فانُتصر العتصم ،فرحم ال أبا تام وهوُ ينشد ف قصيدته الوُزأونُة:
السيف أصدق إنُبَاء منم الكحتب…ف حده الد بي الد واللِّعب
السيف أصدق إنُبَاء منم الكحتب ،السيف أفضل منم تلِّك البَاحثات ،ها ننم طوُال الفتات ف
مبَاحثات ،فمحاذا صنعنا؟ ما هي الكحتسبَات الت اكتسبَناها؟ إخوُة اليإان ،ارجعوُا إل تاريكحم ،ارجعوُا
إل ماضيكحم ،هذا التاريخ العظيم الذي يدثنا عنم بطوُلت أمتنا ،وكيف وقف الصحابة رضي ال عنهم
صفا واحدا ،وكيف كانُت قيادة المة ،كان الوُاحد منهم ل يذوق طعم النوُم ،ل يذوق النوُم ي إخوُة
اليإان ي وهوُ يبَحث عنم حال المة ،لنم يستقيم حال المة ي إخوُة اليإان ي إل بالرجوُع إل كتاب ال
عز وجل وإل سنة رسوُل ال .
شهر رمضان هوُ شهر التضحيات والبَطوُلت ،هوُ شهر الشهداء ،قضيتان اثنتان أراحنا ال منهمحا وها
إخوُة اليإان :الرزأق والجل ،قضيتان أراحنا ال منهمحا :ل توُت نُفس إل بعد أن تستوُف رزأقها وأجلِّها،
فلِّمحاذا الوُف؟ ل الوُف؟ ل بد أن نُعلِّم بأن الجل مدود ،والرزأق مدود ،فل بد أن تستيقظ المة
منم سبَاتا ،وأن تتحد تت راية واحدة أل وهي راية ل إله إل ال ممحد رسوُل ال ،هذه الراية لا النصر
والتمحكحي ،وبغيها نُرىً بأن الناس يتسكحعوُن بي اليمحي والشمحال.
راية ي أيها الخوُة ي ما زأال فيها الي ،وسيبَقىَ فيها الي إن شاء ال ،ولكحنم ل بد منم العوُدة الصحيحة
إل كتاب ال عز وجل وإل سنة رسوُل ال ،ففيهمحا العزة والتمحكحي.
إخوُة اليإان ،هذه المة أمة خي ،ل تقنطوُا منم رحة ال ،ل تيأسوُا منم رحة ال ،فمحهمحا أصاب هذه
المة فإنا ستستقيم ،ولكحننا نُنحرف ننم الشعوُب وما ف القلِّوُب حت تبَقىَ المحم عالية وحت نُكحوُن
دائمحا مستيقظي ،وهذا ما ل يريده أعداء ال.
717
أيها الخوُة ،أعداؤنُا يافوُن إذا ترك الارد السلمي ،إذا ترك السلم ي إخوُة اليإان ي ترك العداء
جيعا منم كل حدب وصوُب ،أفغانُستان السلِّمحة السكحينة ،أفغانُستان ليس لا حوُل ول قوُة ،تدك
بقنابل زأنُة القنبَلِّة خسة عشر طنا ،ولكحنم حسبَنا ال ونُعم الوُكيل ،ال سبَحانُه وتعال ذكر لنا ف القرآْن
الكحري أقوُاما طغوُا وبغوُا وتعالوُا وتبوا فمحا الصي إخوُة اليإان؟ الزوال الزوال ،وأقوُل لكحم :إن النصر
ت إن شاء ال ،وسوُف تزول أمريكحا بإذن ال عز وجل ،وأقوُل ي إخوُة اليإان ي بأن حضارتم بإذن ال آْ ت
عز وجل إل زأوال ،ولكحنم تسكحوُا بكحتاب ال عز وجل ففيه نُصركم وعزتكحم ،وأقوُل قوُل هذا ،وأستغفر
ال ل ولكحم.
-------------------------
الطبَة الثانُية
المحد ل رب العالي نُاصر الؤمني ومؤيد الوُحدينم أشهد أن ل إله إل ال وأشهد أن سيدنُا وقائدنُا
وعظيمحنا وحبَيبَنا ممحد رسوُل ال يقوُل ف حديث ما معناه" :تركت فيكحم ما إن تسكحتم با لنم تضلِّوُا
بعدي أبدا كتاب ال وسنت" كتاب ال وسنة رسوُل ال فيها عزكم وفيها نُصركم ويغيها ل تقوُم للمة
قائمحة إذا تلِّت عنم كتاب ال وعنم سنة رسوُله.
إخوُة اليإان ،ننم ف شهر التوُبة ،شهر فتحنا فيه صفحة جديدة مع ال عز وجل ،نُطلِّب منه الغفرة،
نُطلِّب منه الرحة ،ولكحنم ما زأال الناس يقصرون ،وأهس ف آْذانُكحم بأنُه ل بد أن نل بيوُت ال وأن
نُأت مبَكحراد إل بيوُت ال بدلد منم أن نُبَقىَ ف البَيوُت نُعافس البناء والنساء ،فلِّنجلِّس ف بيوُت ال نُقرأ
آْية نُتدبر فيها معن ،نُسبَح ال ،بدلد منم أن يعكحر صفوُك أحد منم البناء ،هذه البَيوُت ل بد أن
نُعمحرها كمحا ذكر ال سبَحانُه وتعال :إذلشنا يشيهعرمحرر شمشساذجشد اللِّلذه شمهنم ءاشمشنم ذباللِّلذه شواهليشيهوُذم الهذخذر شوأششقاشم الصلشة
ك شأن يشركحوُنُروُاه ذمشنم الهرمحههتشذديشنم ]التوُبة.[18: ش إذلل اللِّلهش فشيشعشسىَ أرهولشئمذ ش
شوءاشتىَ الزكاشة شوشله شيه ش
إخوُة اليإان ،هذا الشهر شهر الدعاء فاستغلِّوُا هذه الوقات ف الدعاء ل عز وجل ،تطلِّبَوُن منه النصر
والتمحكحي ،تطلِّبَوُن منه أن ينزل علِّيكحم الرحات لن المر قد ضاق ي إخوُة اليإان ي قد ضاقت الرض
بنا وضاقت الرزأاق بنا ،فل بد أن نُتوُجه إل ال عز وجل ف هذا الشهر الفضيل الكحري ،اللِّهم إن
بلِّغت ،اللِّهم فاشهد.
إن ف يوُم المحعة ساعة يستجاب فيها الدعاء فأسأل ال عز وجل أن تكحوُن هذه الساعة.
اللِّهم صل وسلِّم علِّىَ ممحد وعلِّىَ آْل ممحد كمحا صلِّيت علِّىَ إبراهيم وعلِّىَ آْل إبراهيم وبارك علِّىَ
ممحد وعلِّىَ آْل ممحد كمحا باركت علِّىَ إبراهيم وعلِّىَ آْل إبراهيم ف العالي إنُك حيد ميد.
يييييييي
هل نعود ثانية إلى رمضان؟
يوُسف بنم عبَد الوُهاب أبوُ سنينه
718
القدس
2/10/1423
السجد القصىَ
مامد و أدعيةطبَاعة الطبَة بدون مامد وأدعية
-------------------------
ملِّخمص الطبَة
-1كلِّمحة ف وداع رمضان -2 .دعوُة للستقامة علِّىَ الطاعة بعد رمضان -3 .صيام ستة أيام ف
شوُال -4 .الصيام لظمحأ يوُم القيامة -5 .صلِّة الرحم ف العيد -6 .مظاهر مؤلة ف متمحعاتنا للِّغش
والداع.
-------------------------
الطبَة الول
أما بعد :فاتقوُا ال يا عبَاد ال ،وتوُبوُا إليه واستغفروه منم تقصيكم ،وأنُيبَوُا إليه ،وإياكم والاهرة ف
العياد بقبَيح الث والفساد ،واحذروا طاعة الشيطان ،فإنا مقرونُة بغضب الرحنم ،ويذركم ال نُفسه.
اللِّهم ل تدع لنا ف هذا اليوُم العظيم ذنُبَاد إل غفرته ،ول كرباد إل فرجته ،ول عيبَاد إل ستته ،ول شديناد
إل أديته ،ول مريضاد إل وشافيته ،ول ميتاد إل رحته ،ول غائبَاد إل إل أهلِّه رددته.
اللِّهم است العوُرات وآْمنم الروعات وأحسنم التام يا رب العالي.
ويا شهر رمضان غي موُدع ودعناك ،وغي مقلِّي فارقناك ،كان نارك صدقة وصيامدا ،وليلِّك قراءة
وقيامدا ،فعلِّيك منا تية وسلمدا ،يا شهر الصيام أتراك تعوُد بعدها علِّينا أو تدركنا النوُن فل تؤول إلينا،
مصابيحنا فيك مشهوُرة ،ومساجدنُا فيك معمحوُرة ،فالن تنطفئ الصابيح ،وتنقطع التاويح.
عبَاد ال ،منم كان منع نُفسه ف شهر الصيام منم الرام فلِّيمحنعها فيمحا بعده منم الشهوُر والعوُام ،فإن
إلكحم واحد ،وهوُ مطلِّع علِّيكحم وشاهد.
واعلِّمحوُا أن يوُم العيد يوُم سعيد ،يسعد فيه أنُاس ويشقىَ فيه عبَيد ،فطوُب لعبَد قبَلِّت فيه أعمحاله ،والوُيل
لنم عمحلِّه علِّيه مردود ،وباب التوُبة عنه مسدود ،وهوُ يوُم يهنئ فيه القبَوُل ويعزىً فيه الطرود ،فيا أيها
القبَوُل هنيئماد لك بثوُاب ال عز وجل وغفرانُه ،وتعساد لك يا مطرود بإصرارك علِّىَ عصيانُه ،لقد عظمحت
مصيبَتك ،فأينم دمعتك وتوُبتك ،فلي يوُم أخرت توُبتك؟ ولي عام ادخرت عدتك؟ أإل عام قابل أو
حوُل زأائل؟ كل فمحا إليك مدةر العمحار ول معرفة القدار ،فكحم منم أعد طيبَاد لعيد ،رجعل ف تلِّحيده،
وثياباد لتزيينه صارت لتكحفينه ،ومتأهبَا لفطره صار مرتلد ف قبَله.
فاحدوا ال علِّىَ بلِّوُغ ختام الشهر الفضيل ،وسلِّوُه قبَوُل الصيام والقيام والصدقات ،ل در أقوُام تركوُا
الدنُيا فأصابوُا ،وسعوُا منادي الق يدعوُ فأجابوُا ،وقصدوا باب موُلهم فمحا ردوا وما خابوُا.
719
فبَادروا بالتوُبة إل ال عز وجل منم جيع الذنُوُب والثام ،واعلِّمحوُا أن ال تبَارك وتعال قد خلِّقنا لعبَادته
فقال جل منم قائل :وما خلِّقت النم والنُس إل ليعبَدون كان السلِّف رضي ال عنهم يرون أن منم
مات عقب عمحل صال كصيام أو حجه أو عمحرة يرجىَ له أن يدخل النة ،وكانُوُا مع اجتهادهم ف
الصحة ف العمحال الصالة يددون التوُبة والستغفار عند الوُت وف كل وقت.
وتذكروا يا عبَاد ال أن يوُمكحم هذا أعظم ال قدره ،وأفاض علِّيكحم فيه منم النعم ما يوُجب شكحره ،جعلِّه
عيداد لا أديتم قبَلِّه منم فريضة الصيام ،وأباح لكحم ما رمنعتم ف صيامكحم منم شراب وطعام ،فاحدوا ال
علِّىَ إتام الصيام ،وسلِّوُه التوُفيق والقبَوُل للِّتمحسك بالدينم وشرائع السلم.
وتذكروا واعتبوا يا عبَاد ال بنم كان معكحم ف مثل هذه اليام منم القارب والهل والحبَاب واليان
لمحام ،وأودعتهم بطوُن القبَوُر ،ل يقدرون علِّىَ زأيادة والصدقاء واللن ،كيف جرعتهم النية كؤوس ا ذ
حسنة ،ول ينتفعوُن ف مضي يوُم ول سنة ،تردوا منم هذه الياة ،والتحقوُا التاب ،وسكحنوُا بعد القصوُر
العالية القبَوُر الوُاهية البَنيان ،فلِّوُ رأيتم تت التاب أحوُالم لرأيتم أموُراد هائلِّة وأعناقاد منم البدان زأائلِّة،
وعيوُنُاد علِّىَ الدود سائلِّة ،وننم إل ما صاروا إليه صائرون ،وعلِّىَ ما قدت منم العمحل قادموُن ،وإنُا ل
وإنُا إليه راجعوُن.
عبَاد ال ،عندما ينقضي رمضان كان للِّرسوُل صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم ستة أيام يصوُمها ف شوُال ،ول
يشتط ف صيامها أن تكحوُن بعد رمضان مبَاشرة ،بل إنا جائزة طوُال شهر شوُال ،ول يشتط أن
تصوُمها متتابعة ،وإنا يوُزأ أن تفرقها تيسياد منم ال الوُاحد العلم ،وقد يسأل سائل ويقوُل :ما فضل
هذه اليام؟ وما فضل صيامها؟ يقوُل نُبَينا صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم)) :منم صام رمضان ث أتبَعه بست منم
شوُال فكحأنا صام الدهر كلِّه(().[1](1
وبيان ذلك أن صيام يوُم واحد منم رمضان يعدل عشرة أيام ،فصيام رمضان بثلثائة يوُم ،وصيام يوُم
واحد منم شوُال يعدل عشرة أيام كذلك ،فصيام الستة بستي يوُمدا ،فإذا ما صمحت رمضان واليام
الستة منم شوُال ،فكحأنُك صمحت ثلثائة وستي يوُمدا ،كأنُك صمحت السنة كلِّها ،فإذا لقيت ال تبَارك
وتعال علِّىَ ذلك أعطاك ثوُاب منم صام العمحر كلِّه.
سيدي يا رسوُل ال ،يا خي منم صام وأفطر وهلِّل وكب وبشر وأنُذر ،وبدينم النيف أمر ،أمر بالعروف
ونىَ عنم النكحر ،فمحا ول ول كلل ول أدبر ،هوُ صاحب البَي القمحر والوُجه الزأهر ،صلِّىَ ال علِّيه
وسلِّم.
عبَاد ال ،ومنم كان منم النساء علِّيه قضاء ،فالوُاجب ف الصل أن تقدم الرأة السلِّمحة القضاء علِّىَ
صيام اليام الستة منم شوُال ،وكذلك منم كان مريضاد فلِّيقدم اليام الخر علِّىَ صيام اليام الستة ،لن
القضاء مقدم علِّىَ النافلِّة.
720
وقد كان للِّنب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أياماد أخر يصوُمها ف غي رمضان ،صيام ثلثة أيام منم كل شهر
مع رمضان ،يقيك ال تبَارك وتعال منم شر الظمحأ يوُم القيامة.
ف شسنشتةي أشله ش
ذ ذ
أتدرون يا عبَاد ال ما يوُم الظمحأ؟ إنُه يوُم يقوُل ال تبَارك وتعال فيه شكاشن مهقشداررهر شخهس ش
جيلد ]العارج ،[5 ،4:ف ذلك اليوُم يشتد الظمحأ بالعبَاد وتدنُوُ الشمحس منم الرؤوس، شفاصذب صباد شذ
ه ه شه
وليس هناك منم يسقي الاء إل رسوُلنا صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم يقوُل علِّيه الصلة والسلم)) :حوُضي علِّىَ
مقدار مسية شهر ،ماؤه أشد بياضاد منم اللِّب ،وريه أطيب منم ريح السك ،وطعمحه أحلِّىَ منم العسل،
منم شرب منه شربة ل يظمحأ بعدها أبددا(() [2](2اللِّهم إنُا نُسألك أن تسقينا منم حوُض نُبَيك شربة
منم يده الشريفة ل نُظمحأ بعدها أبداد يا رب العالي.
عبَاد ال ومنم الوُاجب علِّيكحم ف هذه اليام السعيدة صلِّة الرحام ،فينبَغي علِّىَ العاقل أن يبَادر إل
صلِّة الرحم ،وأن يدفع ما عنده منم البَغضاء بالحسان والغضاء ،فصل رحك أيها السلِّم ليضىَ
موُلك ،وخالف بذلك نُفسك وهوُاك ،واصب علِّىَ أذاهم ،فإنُه بذلك نُبَينا صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم أوصاك،
وبالغ بالحسان إل منم أساء إليك منهم ،تمحد بذلك عقبَاك ،وحلسنم أخلقك معهم تنل راحتك
ويطيب مثوُاك.
وتذكروا أيها الؤمنوُن أن الرحة ل تتنزل علِّىَ قوُم فيهم قاطع رحم ،وأن قطيعة الرحام منم الفساد عند
ض شوتريشقطلعروُاهال تبَارك وتعال ،اسعوُا قوُل البَاري جل ف عله فشيشههل شعشسهيترهم ذإن تشيشوُلهيترهم شأن تريهفذسردواه ذف الشهر ذ
أشهرشحاشمركحهم ]ممحد ،[22:ومعن هذه الية الكحريإة :فهل عسيتم إن توُليتم عنم الطاعة أن تفسدوا ف
الرض بالعاصي وتقطيع الرحام.
اللِّهم اجعلِّنا وإياكم منم يصلِّوُن أرحامهم.
عبَاد ال ،يقوُل نُبَينا صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم)) :الب ل يبَلِّىَ ،والذنُب ل ينسىَ ،والديان ل يإوُت ،فكحنم ما
شئمت كمحا تدينم تدان(() .[3](3ويقوُل علِّيه الصلة والسلم)) :كل ابنم آْدم خطاء ،وخي الطائي
التوُابوُن(().[4](4
ادعوُا ال وأنُتم موُقنوُن بالجابة ،فيا فوُزأ الستغفرينم استغفروا ال.
-------------------------
الطبَة الثانُية
المحد ل الوُاحد القهار ،العزيز الغفار ،مصرف الموُر كمحا يشاء ويتار ،نمحده علِّىَ كل حال ،ونُعوُذ
بال منم حال أهل النار ،ونُشهد أن ل إله إل ال عال الغيب والشهادة ،وكل شيء عنده بقدار،
ونُشهد أن سيدنُا وموُلنُا ممحداد عبَده ورسوُله الذي رفع عنا ببَعثته الغلل والصار ،اللِّهم صل وسلِّم
وبارك وأنُعم علِّيه وعلِّىَ آْله وأصحابه الطيبَي البرار ما تعاقب اللِّيل والنهار.
721
أما بعد:
ت للسلم أيها الؤمنوُن ،فئمات مارقة ضالة تنتسب إل السلم لفظدا ،غي أن تصرفاتا وأعمحالا ل تر ل
والتعاليم الدينية بصلِّة ،هذه الفئمات الارقة تعيث ف الرض فساداد دون رقيب ول حسيب ول نُوُازأع منم
دينم أو خلِّق ،تنتهجه أساليب قذرة وطرائق ملِّتوُية لسلِّب وابتزازأ أموُال البرياء منم أبناء شعبَنا السلِّم،
فتزداد الوُة ارتفاعاد بي أفراد أمتنا ،لقد عمحد بعض الشخماصا منم عديإي اليإان إل ابتزازأ أموُال إخوُة
لنا دفعوُا أموُالم منم أجل أداء سنة العمحرة ،فتبَي لم بعد ذلك أن الكحاتب الت سجلِّت فيها الساء
مكحاتب وهية ،فضاعت أموُالم ،ورملِّئمت نُفوُسهم حسرة ومرارة ،وعيوُنم دموُعاد لعدم تكحنهم منم أداء
العمحرة وزأيارة مسجد البَيب الصطفىَ صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم.
اللِّهم انُتقم منم يسعوُن ف الرض فساددا ،فحذار ث حذار منم اعتمحاد مكحاتب غي رسية وغي معتمحدة،
سيمحا وننم مقبَلِّوُن علِّىَ موُسم الجه ،وحذار ث حذار مرة أخرىً منم التسجيل با يسمحىَ بالجه المحيز
قبَل التأكد منم إمكحانُية الجه والسفر.
أيها الؤمنوُن ،وفئمات أخرىً ضالة أيضاد عمحدت إل ابتزازأ أموُال شعبَنا بأساليب ساقطة منم أنُاس كانُوُا
بأمس الاجة لعمحل معاملت جع شل أو الصوُل علِّىَ البَطاقات الشخمصية أو مصصات التأمي
الوُطن.
وفئمات أخرىً أيضاد عمحلِّت علِّىَ تزوير أوراق ثبَوُتية أو وكالت دورية لوُضع اليد علِّىَ عقارات وأراض
لشخماصا متوُشفي أو قهرهم الحتلل ،فرهلجروا وأبعدوا عنم الوُطنم ،فتقوُم هذه الفئمات بسلِّب أراضيهم
والستيلء علِّىَ متلِّكحاتم.
وفئمات أخرىً تزعم أنا تصلِّح ذات البَي فتبَتز أموُال الناس بالبَاطل بدعوُىً الصلح.
نُعم أيها الؤمنوُن ،هذه بعض مظاهر الفساد ف متمحعنا ،فالطلِّوُب منا توُحيد الصفوُف للِّوُقوُف بزم
أمام هذه الفئمات الارقة ،لردعها عنم التمحادي ف غيها وضللا.
إن غياب السلم عنم واقع أمتنا يتيح لذه الفئمات الفرصة لتفشي الفساد وتنشره ،ونُبَينا علِّيه الصلة
والسلم يقوُل ف الديث الشريف)) :منم رأىً منكحم منكحراد فلِّيغيه بيده ،فإن ل يستطع فبَلِّسانُه ،فإن ل
يستطع فبَقلِّبَه ،وذلك أضعف اليإان(().[1](5
عبَاد ال ،توُجهوُا إل ال تبَارك وتعال بقلِّوُب ملِّصة منكحسرة ،فالنفاق ليس منم عمحل الؤمني ،وإنا هوُ
منم عمحل الفسدينم ،توُجهوُا إل ال ،وصلِّوُا علِّىَ نُبَينا الصطفىَ ،وحبَيبَنا التب ،فهذا خي لكحم.
__________
) (1رواه أبوُ داود ف سننه ) ،(2078وابنم ماجه ف سننه ).(1706
722
) (2رواه بلِّفظ مقارب البَخماري) ،(6093كتاب الرقاق ،باب ف الوُض ،ومسلِّم) (4244ف كتاب
الفضائل ،باب إثبَات حوُض نُبَينا صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم.
) (3رواه البَيهقي ف الزهد الكحبَي ،منم حديث أب قلبة) ،(2/277وضعف إسناده اللبَان ف
السلِّسلِّة الضعيفة).(4124
) (4رواه أحد ف مسنده ) ،(12576والتمذي ف جامعه ) ،(2423وابنم ماجه ف سننه )(4241
وحسنه اللبَان ف صحيح التمذي ).(2029
) (5رواه مسلِّم ف صحيحه ) ،(70ف كتاب اليإان ،بيان كوُن النهي عنم النكحر منم اليإان.
الفهرس العام
723
ألمهنم ييب الضطر؟27................................................................................
طوُل المل 29.....................................................................................
أل يأن؟؟30.......................................................................................
آْثار الذنُوُب 31....................................................................................
مبَة ال تعال33...................................................................................
مراقبَة ال تعال 34.................................................................................
العبَد بي جيوُش الدنُيا وجيوُش الخرة 35..........................................................
خشية ال تعال36.................................................................................
البَكحاء منم خشية ال تعال37......................................................................
التوُبة 39...........................................................................................
فضيلِّة التفكحر41...................................................................................
ف ذكر القب42....................................................................................
ف فضل الصب43..................................................................................
فضل الشكحر45....................................................................................
فضل التوُكل 45....................................................................................
ف سعة رحة ال تعال46..........................................................................
فضل الرجاء 47....................................................................................
ذكر الوُت والستعداد له 48.......................................................................
فضل الدعاء50....................................................................................
ف الستقامة52....................................................................................
ف طعم اليإان 52.................................................................................
ف العن اليإان للِّمحسجد54.......................................................................
فضل الصدق55...................................................................................
آْثار الصوُمة ف القلِّب57.........................................................................
فقه الصيام 60.................................................................................... ...
الصيام60..........................................................................................
الصيام وفضلِّه60................................................................................. :
أقسامه61........................................................................................ :
صيام رمضان 61...................................................................................
724
حكحمحه61......................................................................................:
ب يثبَت الشهر؟ 63................................................................................
اختلف الطالع63............................................................................... :
أركان الصيام64....................................................................................
علِّىَ منم يب؟65................................................................................ :
صيام الكحافر والنوُن 65............................................................................
صيام الصب 65....................................................................................
منم يب علِّيه الفطر والقضاء مدعا69..............................................................:
اليام النهي عنم صيامها69........................................................................
صيام التطوُع72....................................................................................
صيام الرم وتأكيد صوُم عاشوُراء ويوُم قبَلِّها ويوُم بعدها72....................................... :
جوُازأ فطر الصائم التطوُع75.......................................................................
آْداب الصيام 75...................................................................................
مبَاحات الصيام78.................................................................................
ما يبَطل الصيام81.................................................................................
قضاء رمضان 85...................................................................................
منم مات وعلِّيه صيام 85...........................................................................
ليلِّة القدر86.......................................................................................
العشر الواخر منم رمضان 87......................................................................
أسبَاب الغفرة ف رمضان 89.......................................................................
رمضان شهر العتق منم النيان90...................................................................
ودادعا رمضان90...................................................................................
زأكاة الفطر 91......................................................................................
فتاوىً رمضانُية94.....................................................................................
مفطرات الصوُم و مسائل القضاء 94...............................................................
العمحال الصالة الت تتأكد ف رمضان 99....................................................... :
مشاهدة القنوُات الفضائية ف رمضان 101.........................................................
تقدم رمضان بالصوُم102..........................................................................
العتمحاد ف بدء الصوُم ونايته علِّىَ الساب الفلِّكحي104..........................................
725
تبَييت النية ف الصوُم وحكحم التلِّفظ با 105.......................................................
الصيام ف البَلد الت يطوُل فيها النهار 107........................................................
عتمحاد ف بدء الصوُم ونايته علِّىَ الساب الفلِّكحي 109............................................
صيام التطوُع بنيتي :نُية قضاء ،ونُية سنة110......................................................
هل الجه يكحفر ترك الصلة والصوُم؟ 111..........................................................
صيام التطوُع بنيتي :نُية قضاء ،ونُية سنة112......................................................
صيام التطوُع قبَل قضاء الصوُم الوُاجب 113.......................................................
مت يؤمر الصب بالصيام؟ 113.....................................................................
ل يلِّزم رؤية اللل بنفسه لوُجوُب الصوُم وتكحفي رؤية الوُاحد العدل116...........................
التتابع ف صيام كفارة اليمحي 117.................................................................
عمحل العزاء ووصية اليت والنيابة عنم اليت ف الصلة والصوُم 117.................................
صوُم كفارة القتل للِّمحرضىَ 118....................................................................
صوُم كفارة القتل للِّسائقي 119...................................................................
ما هي كفارة القتل وهل هناك بديل عنم الصوُم؟120..............................................
هل يوُزأ الطعام بدل منم الصوُم ف كفارة القتل؟ 121............................................
السنة ف حق منم سافر إل العمحرة ف شهر رمضان أن يفطر122...................................
يصوُم رمضان ول يصلِّي 123......................................................................
هل يوُزأ الطعام بدل منم الصوُم ف كفارة القتل؟ 124............................................
تارك الصلة ل يؤمر بقضاء الصوُم125............................................................
المحاع منم وراء حائل ف نار رمضان ل يإنع منم وجوُب القضاء والكحفارة 125.....................
صلة التلِّم إذا نُسي الغتسال126...............................................................
منم أغمحي علِّيه مدة طوُيلِّة هل يقضي الصلة والصوُم ؟127.......................................
هل يكحفر الجه ترك الصوُم والصلة؟128..........................................................
هل يعاقب النوُن علِّىَ ترك الصلة والصوُم والزكاة وغيها؟129.................................
ل صيام علِّىَ منم عاهدت زأوجها التوُف بقضاء ما أفطر وهوُ مريض129...........................
صيام الامل والرضع ،واستخمدام حبَوُب لنع اليض ف رمضان 130...............................
قضاء الصوُم بعد زأوال الرض 131.................................................................
حكحم الكحفارة بدل منم قضاء الصوُم 132..........................................................
الامل والرضع ف الصيام وحبَوُب منع اليض 133.............................................
726
هل يوُزأ الطعام بدل منم الصوُم ف كفارة القتل؟ 133............................................
الفطر أفضل منم الصوُم ف السفر إل ف عرفة وعاشوُراء 134.......................................
الصوُم ف بلد يستمحر فيها طلِّوُع الشمحس135.....................................................
الصوُم ف بلد ل تطلِّع فيها الشمحس شتاء136....................................................
مات قبَل قضاء الصوُم فمحاذا أفعل؟137...........................................................
تقبَيل الزوجة137..................................................................................
التتابع ف صيام كفارة اليمحي 138.................................................................
صوُم وفطر السافر139............................................................................
تبَييت النية ف الصوُم وحكحم التلِّفظ با 140.......................................................
الكحمحة منم الصوُم ،وكم صام النب صلِّىَ ال علِّيه وسلِّم142..................................... ،
وصية اليت بالصوُم عنه143.......................................................................
قضاء الصوُم عنم اليت144........................................................................
وصية اليت بالصوُم عنه145.......................................................................
قضاء الزوج الصيام عنم زأوجته التوُفاة 145.........................................................
ل يوُزأ للِّزوج أن يإنع زأوجته منم القضاء 146......................................................
السكحنم ف منطقة حارة ليس عذراد ف ترك قضاء الصوُم147........................................
أشياء ل تفسد الصوُم148.........................................................................
نُزول الن بدون احتلم ول استمحناء ل يفسد الصوُم149...........................................
الروائح مطلِّقاد عطرية وغي عطرية ل تفسد الصوُم 149.............................................
دخوُل الاء ف الوُف أثناء الضمحضة للِّوُضوُء ل يبَطل الصوُم 150.................................
خروج الدم منم النُف والفم فجأة ل يبَطل الصوُم150.............................................
النزيف ف اللِّق ل يفسد الصوُم 151..............................................................
الدم الذي يرج منم اللِّثة ل يضر بالصوُم152......................................................
كيفية النية ف شهر رمضان 152...................................................................
تبَدل النية153.....................................................................................
حوُل الفطرات ف رمضان154.....................................................................
صيام الصغار ومت يكحوُن؟ 156....................................................................
الصوُم والفرازأات الهبَلِّية158......................................................................
حبَوُب تأخي اليض ف رمضان 158..............................................................
727
صوُم القضاء والكحفارات 159......................................................................
وجوُب القضاء ووقت القضاء160.................................................................
الصلة والصيام عند أهل القطبَي162.............................................................
نُقل الدم ف نار رمضان163......................................................................
الصوُم وأسلِّوُب القرآْن ف فرضيته 164.............................................................
ثبَوُت شهر رمضان بالرؤية أو بالخبَار عنها 165..................................................
رؤية اللل 167...................................................................................
هل يصوُم منم رأىً اللل وحده؟ 167.............................................................
حكحم إثبَات اللل بالساب الفلِّكحي ف هذا العصر175..........................................
فتاوىً الدكتوُر القرضاوي182......................................................................
التفيه ف رمضان182...........................................................................
[أكل الصائم أو شربه نُاسديا 183...............................................................
قضاء الصيام183...............................................................................
استعمحال السوُاك ومعجوُن السنان للِّصائم184.................................................
صيام الصغار ومت يكحوُن ؟185................................................................
هل تتلِّف زأكاة الفطر منم عام إل آْخر185....................................................
قضاء رمضان بعد مرور رمضان آْخر186....................................................
استحبَاب الصوُم ف شعبَان187................................................................
الحتلم والغسل للِّصائم187...................................................................
استعمحال القنة الشرجية واللِّبَوُس ونوُها للِّصائم 188...........................................
إفطار بعض اليام عمحددا ف رمضان189........................................................
الضمحضة والستنشاق للِّصائم 189.............................................................
خروج الرأة لصلة التاويح190.................................................................
السراع ف صلة التاويح 191..................................................................
هل تقبَل صيام تارك الصلة ؟ 193.............................................................
السافة الت يوُزأ للِّمحسافر فيها الفطار193.....................................................
الرأة وصلة التاويح 195.......................................................................
قضاء ما فات منم رمضان ف شعبَان195.......................................................
السحوُر للِّصائم 196...........................................................................
728
إفطار الكحبَي والامل والرضع والريض196......................................................
حكحم أخذ البر أو القنم ف الصيام ،ووضع الدواء ف الذن والكتحال199...................
تأثي العاصي علِّىَ الصيام201..................................................................
السحوُر عند أذان الفجر202...................................................................
زأكاة الفطر لنم صام ف بلِّد وعليد ف آْخر 202..................................................
حوُارات رمضانُية203.................................................................................
علِّمحنة رمضان203.................................................................................
سلِّوُكياتنا ف رمضان 204...................................................................... ...
الصيام ...والسمحوُ اليإان205....................................................................
توُحيد الطالع ..بي النظرية والضرورة205..........................................................
تمحيد مشروع لنُتاج قمحر صناعي إسلمي يوُلحد الشهوُر العربية206...............................
القمحر الصناعي ..مرصد جوُال للهللِّة209.........................................................
رمضان ف حياتم 214........................................................................... ...
رمضان شهر العياد والي واليإان 218...........................................................
هادي خشبَة نم النتخمب الصري يتحدث عنم فضل رمضان221.................................
د.صالة عابدينم -رئيسة اللِّجنة السلمية العالية للِّمحرأة والطفل224..............................
الشيخ ممحد جبيل -التاويح ف رمضان تؤكد أن السلِّمحي بي227...............................
رمضانُيات بريطانُية 229...........................................................................
مدفع الفطار عمحره 560عادما233...............................................................
الديبَة السلمية سهيلِّة زأينم العابدينم 235.........................................................
رمضان ف ماليزيا 239.............................................................................
رمضان ف أرض الشمحس الشرقة242..............................................................
رمضان ف حياة الدكتوُرة هاجر سعد الدينم 245...................................................
الشيخ أحد ياسي -الؤمنم يشحنم بالتقوُىً ف رمضان كمحا تشحنم البَطارية بالكحهرباء247.........
الدكتوُر ييح الرخاوي 250.........................................................................
الشيخ عكحرمة صبي "مفت فلِّسطي"و الشيخ رائد صلح"شيخ القصىَ"علِّىَ مائدة رمضان253. .
رمضان ف تركيا257...............................................................................
الستشار القاضي فيصل الوُلوُي -ف رمضان نُصل إل قلِّوُب الناس 261...........................
السيد ممحد حسنم المي-أخشىَ أن تتحوُل العبَادات إل طقوُس مردة263......................
729
الدكتوُر أحد صدقي الدجان -يا لروعة ليال رمضان ف باحة القصىَ !..ا266...................
رمضان ف الشيشان ..أرض الصمحوُد والقاومة271................................................
رمضان ف السوُيد ..شال أوربا البَاردة 277........................................................
حدث ف رمضان 283...............................................................................
غزوة بدر -ويقطع دابر الكحافرينم283..............................................................
" دروس منم غزوة بدر "292......................................................................
ال أكب ..ف حرب رمضان 297..................................................................
فتح مكحة -الفتح البَي301........................................................................
دروس منم فتح مكحة 307..........................................................................
معركة البَوُيب -وقعت ف السنة الثالثة عشر منم الجرة311....................................... .
وفاة خالد بنم الوُليد 312..........................................................................
وفاة عمحرو بنم العاصا313.........................................................................
بعث علِّي بنم أب طالب وخالد بنم الوُليد إل اليمحنم314...........................................
وفاة فاطمحة رضي ال عنها 315....................................................................
قطز قاهر التتار -ف معركة عي جالوُت 316......................................................
قطز ...الصائح" :وا إسلماه" 327...............................................................
غزوة تبَوُك 329....................................................................................
فتح جزيرة رودس 332.............................................................................
مذبة الرم البراهيمحي 15رمضان 1414هي 333................................................
شعر وأدب 339.....................................................................................
أهلد رمضان339..................................................................................
ف نُوُر الصيام340.................................................................................
إن صائم!..ا341..................................................................................
زأينم الشهوُر343...................................................................................
هلل الصيام344....................................................................................
رمضان شهر الرحة 345...........................................................................
شهر الق والي345..............................................................................
ليلِّة القدر346.....................................................................................
بدر347...........................................................................................
730
رمضان ف الشعر العرب348.......................................................................
أطفال رمضان 352..................................................................................
الفرحة وهلل رمضان352.........................................................................
لاذا نُصوُم ؟!ا355.................................................................................
أول سنة صوُم 357................................................................................
قرآْن ف رمضان 359..............................................................................
شهر رمضان البَارك360...........................................................................
صيام النُبَياء 361.................................................................................
الفتح الكب363..................................................................................
بلط الشهداء )بوُاتييه( 365.......................................................................
شهر اليات 367.................................................................................
عي جالوُت368..................................................................................
يوُم عمحوُرية 370...................................................................................
منيب ف رمضان372..............................................................................
التاويح374.......................................................................................
حوُت يوُنُس علِّيه السلم 376.....................................................................
أصحاب الغار377................................................................................
اصح يا نُائم379..................................................................................
العشر الواخر والعتكحاف382....................................................................
العابد والشجرة 384...............................................................................
ليلِّة القدر386.....................................................................................
معركة النصوُرة 387................................................................................
فتح بلد البَلِّقان 389..............................................................................
زأكاة الفطر 391....................................................................................
أول قيام ليل392..................................................................................
كيف نُشكحر ال؟394.............................................................................
بر الوُالدينم395....................................................................................
فتاوىً الصيام قبَل شهر رمضان 398..................................................................
قضاء ما فات منم رمضان ف شهر شعبَان 398....................................................
731
التتابع ف صيام رجب وشعبَان رمضان 398........................................................
قضاء الصيام عنم سنوُات ماضية 399..............................................................
حكحم تأخي القضاء ف الصيام401................................................................
أعيادنُا403...........................................................................................
ف بيوُت النُتفاضة ..عيد متلِّف جيدا403........................................................
زأكاة الشاعر 406..................................................................................
ف العيد ..هل نُنساها؟؟408......................................................................
الراصد الفلِّكحية ف الضارة السلمية409.........................................................
الزمنم وقصة التقاوي411...........................................................................
صوُموُا لرؤيته ..وأفطروا لرؤيته 417.................................................................
الساب الفلِّكحي لتحديد أوائل الشهوُر العربية419.................................................
جانُا العيد 424....................................................................................
عيد الفطرالفاطمحي موُائد عامرة ..وحلِّل جديدة 425...............................................
ليلِّة عيد صوُرة قلِّمحية428..........................................................................
خطبَة العيد ..زأمان 429...........................................................................
العيد ف الفضاء 430..............................................................................
ب يا هلل!ا432................................................................................ ذ
غه
نُفحات رمضان436..................................................................................
مشاريع رمضانُية436..............................................................................
العتكحاف :فضلِّه وآْدابه وأحكحامه 441............................................................
ما أحوُج السلِّمحي إل أمر جامع!ا454.............................................................
ضر *457................................................................... السلم والتمحع التح ل
ر
بطوُلت إسلمية -بطوُلة إنُكحار الذات459........................................................
الدينم الصناعي 462...............................................................................
الدينة الفاضلِّة ف السلم 464....................................................................
الصيام وبناء الضمحي وتزكية النفس468.............................................................
العيد 469.........................................................................................
ناية رمضان479..................................................................................
رحيل رمضان 486.................................................................................
732
وكان أجوُد ما يكحوُن ف رمضان493...............................................................
وأن تصوُموُا خياد لكحم 498........................................................................
منم أسرار شهر الصيام499........................................................................
شهر الصوُم503...................................................................................
أي رمضان رمضانُك ؟!ا 507......................................................................
الصوُم مغفرة للِّذنُوُب 514.........................................................................
رمضان فرصة للِّتغيي 517..........................................................................
استقبَال شهر رمضان519.........................................................................
منم فضائل رمضان وتناقضاتنا ف شهر الصيام525.................................................
الصوُم 529........................................................................................
أحكحام صيام الست منم شوُال 533................................................................
صوُم السلِّف538..................................................................................
وقفات مع آْيات الصيام 539......................................................................
رمضان البَارك 544................................................................................
دواعي التوُبة ف رمضان 548.......................................................................
حال السلِّف مع الصيام 553......................................................................
خطب رمضانُية559..................................................................................
منم يب علِّيه صوُم رمضان والفطرات 559........................................................
رمضان شهر التوُحيد )غزوة بدر( 562.............................................................
استقبَال رمضان567...............................................................................
فضائل شهر رمضان569..........................................................................
رمضان وأحكحام الصيام 572.......................................................................
انُتصاف رمضان 574..............................................................................
فضائل شهر رمضان578..........................................................................
التذكرة فيمحا بعد رمضان 583...................................................................
انُبَثق الوُليد ) رمضان ( 586.......................................................................
شهر رمضان592..................................................................................
وداع رمضان596..................................................................................
نُعمحة رمضان600..................................................................................
733
ختام شهر رمضان605............................................................................
خطبَة عيد الفطر :الحسان بعد رمضان 609......................................................
رمضان شهر الطاعات612........................................................................
استقبَال شهر رمضان616.........................................................................
لقد استعلد رمضان للِّرحيل 620....................................................................
وماذا بعد رمضان623.............................................................................
ماذا استفاد السلِّمحوُن منم رمضان؟626............................................................
العشر الوسط منم رمضان630....................................................................
الاسرون ف رمضان 635..........................................................................
بعض خصائص رمضان638.......................................................................
التلِّفزيوُن ف رمضان645...........................................................................
أبوُاب الي ف رمضان649........................................................................
كيف نُستقبَل رمضان 653........................................................................
تقيق التقوُىً ف صيام رمضان657................................................................
رمضان شهر القرآْن661...........................................................................
استقبَال رمضان بالتوُبة664........................................................................
استقبَال رمضان670...............................................................................
ف استقبَال رمضان 674...........................................................................
رمضان والقرآْن 680...............................................................................
معذرة يا رمضان!ا!ا686............................................................................
ف وداع رمضان690...............................................................................
النجيات منم الفتم واستقبَال رمضان 695..........................................................
خصائص رمضان 701.............................................................................
وظائف رمضان707...............................................................................
رمضان :ما أعظمحه منم فرصة711...............................................................
توُديع رمضان وحال اللمة713.....................................................................
ماذا بعد رمضان؟!ا716............................................................................
وداع رمضان722..................................................................................
رمضان ونُصرة السلِّمحي728.......................................................................
734
هل نُعوُد ثانُية إل رمضان؟ 733...................................................................
735