20100107113940661

You might also like

Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 29

‫بسم ال الرحمن الرحيم‬

‫جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا‬


‫كلية اللغات‬
‫قسم اللغة العربية‬

‫السيميائية ‪:‬أصولها ومناهجها ومصطلحاتها‬

‫ورقة علمية‬
‫إعداد‪:‬د ‪ .‬سعدية موسى عمر البشير‬

‫ملخص الورقة‬

‫تعد السيميائية من المصطلحات التي استخدمت في مجالت علمية متعددة منذ وقت مبكر ‪،‬‬
‫وتعرض هذه الورقة تعريف ا لهذا المصطلح ونبذة تأريخية عن استعمالته المختلفة باختلفا‬
‫مستويات الدراسة السيميائية وتركز الورقة على علقة السيميائية باللغة وأهمية هذه العلقة وبعض‬

‫‪1‬‬
‫استخدامات السيمياء الشهيرة مثل كشفا الكذب ثم نتناول مصطلحات هذا العلم المتعددة مثل‬
‫‪:‬العلمة والمحايثة والدللة والمعنى والتداولية ‪ ،‬كما نتحدث عن أصل الكلمة اللغوي عند العرب‬
‫وغيرهم ثم نشرح الهدفا الذي تسعى إليه السيميائية وعلقاتها باللسانيات وتورد عددا من العلم‬
‫الذين خاضوا في الدراسات ذات العلقة ومارسوا التحليل السيميائي‪.‬‬
‫إن مناقشتي لهذه الموضوعات عكست اهتماما عالميا بقيمة العلمة ودراستها دراسة علمية ‪.‬وهذه‬
‫الحركة العلمية كان لها وجود فاعل في كل الحضارات ؛غير أني اهتممت في هذه الورقة بإسهامات‬
‫الحضارة العربية السلمية في هذا المجال ‪،‬دون إهمال للعطاء العلمي المعاصر ‪ ،‬الذي تنوعت‬
‫اتجاهاته ومدارسه ‪،‬وتكاثر المشاركون فيه من بين الغربيين والعرب المعاصرين أمثال دي سوسير‬
‫وبيرس وكريستيفا وجميل حمداوي ومازن الوعر وعادل فاخوري وغيرهم ‪.‬ويجب أل ننسى بكل فخر‬
‫واعتداد ‪:‬ابن سينا وابن خلدون والجاحظ وعبد القاهر وعلماء الصول والبيان العرب الذين جاءت‬
‫جهودهم ‪،‬مصابيح هدى تضيء سبيل كل من سلك دروب هذا العلم‪.‬‬

‫المقدمة‬
‫الحمممد لم م الممذي علممم النسممان ممما لممم يعلممم ‘وجعممل الكممون كتابمما مفتوحمما للمتممأملين والمتممدبرين ‪،‬ودعمما‬
‫المؤمنين إلى التبصر والتدبر والتفكر في آياته التي ل يحدها حد ول يحصرها عدد ‪.‬فهو سممبحانه فممي‬
‫كل شيء له آية ‪.‬والصملة والسمملم علمى محممد بممن عبمد الم مدينممة العلممم ورسممول الهدايمة وقائممد الغممر‬
‫المحجليممن "سمميماهم فممي وجمموههم مممن اثممر السممجود " اليممة ‪ 29‬سممورة الفتممح ( ‪.‬وعلممى آلممه وصممحبه‬
‫وسائط المعرفة ‪،‬وأوعية العلممم الممذين سممعوا فوعموا و أروا فوصمفوا وسمئلوا فأجممابوا ولممم يكتمموا ‪.‬فرضموان‬
‫ال عليهم أجمعين ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫أما بعد فهذه دراسة لموضوع قديم حديث ؛قمديم فممي تجماربه واحتكمماكه بممالكون والطبيعممة ونظممر العلممماء‬
‫فممي أط ارفممه الواسممعة المتنوعممة ‪.‬ولكنممه مسممتحدث فممي اصممطلحاته العديممدة ‘وتنمموع مجممالته واتسمماع‬
‫ميادينه ‪.‬إنه حقل علمي واسع متنوع هدفه ‪:‬إدراك العلقات بين العلمات ‪.‬ومن أجل ذلممك يسممتند إلممى‬
‫علوم مختلفة ؛ من الطبيعة إلى السحر إلى الكيمياء إلى الفلسفة وعلم النفممس والرباضمميات والعلموم‬
‫اللسانية ‪.‬ولذا يرى البعض أنه لم يستقر بعد علما خاصا له أدواته المعرفية وأجهزته المميزة‬
‫وبالرغم من أن الكثيرين قد حاولوا جادين تقريب مفاهيم هذا العلم )السيميائية ( إلى الذهان إل أنممه‬
‫ل يزال يعماني عمدم التمكمن ممن الداة المعرفيمة المتي يقمدم بهما مسمائله ‪.‬وكمذلك يشمكو كمثير مممن ولمج‬
‫أبوابه من اختلفا مصطلحاته وتعددها لدرجة تممؤدي إلممى تعممدد خطممابه ‪.‬ومممع ذلممك فممإن هممذا ل يمنعنمما‬
‫حقل اللغة والدب ‪.‬‬ ‫من القول إن أوسع فضاء للسيميائية هو بل شك ‪:‬‬
‫إن هممذه الد ارسممة جمماءت لتحقيممق هممدفين ‪:‬الول هممو اسممتكناه هممذا الحقممل الممموحي بممالغموض والغ اربممة‬
‫والثاني هو ‪ :‬اكتناه التراث على ضوء مستجدات العصر‬
‫إن اللسنية العربية هي من أوائل العلوم التي نضممجت فممي الحضممارة العربيممة واسممتفادت منهمما اللسممنية‬
‫الغربية المعاصمرة ‪ .‬وليمس كمما يظمن البعمض إن النقمد العربمي الحمديث والمعاصمر قمد عمرفا المنهمج‬
‫السيميائي نتيجة الحتكاك مع الغرب ‪.‬‬
‫ترتبممط السمميميائية المعاص مرة ارتباطمما وثيقمما بممالنموذج اللسمماني البنيمموي المعاصممر الممذي أرسممى دعممائمه‬
‫اللغموي المشمهور ‪:‬السويسممري دي سوسمميرالذي جعمل ممن اللسممانيات علممما شممامل تسمتفيد منممه المعمارفا‬
‫الخرى كالنقد الدبمي والسمملوبية والتحليمل النفسمي وعلممم الجتممماع ‪.‬فقمد وجممدت السمميميائية –بوصمفها‬
‫علممما حممديثا –فممي المبحممث اللسمماني مرتك م از تقمموم عليممه ‪،‬وتسممتقي منممه تقنيممات وآليممات ومفمماهيم تحليليممة‬
‫‪.‬خاصممة سمميمياء الدللممة الممتي تلجمماإلى تطممبيق الثنائيممات السمميميائية علممى موضمموعات غيممر لغويممة‬
‫ولكنها ذات طبيعة اجتماعية كاللبسة والطعمة والموروثات الثقافية ومن أهم هذه الثنائيات ‪:‬اللسممان‬
‫والكلم ‪،‬الدال والمدلول ‪،‬المركب والنظام ‪،‬التقرير واليحاء‬
‫للسمميميائية إذن تفمماعلت كممثيرة مممع علمموم أخممرى ‪،‬ولنهمما ترتبممط منهجيمما بد ارسممة الدب والفنممون اللفظيممة‬
‫والبصرية كالموسيقى والتشكيل والمسرح والسينما ‪.‬‬
‫وفي علقة السيميائية باللسانيات ‪:‬قولن ‪:‬الول هو رأي دي سوسير ويقول إن اللسممانيات أخممص مممن‬
‫الس مميميائية لن اللس ممانيات ج ممزء م ممن الس مميميائية عن ممده ‪.‬والث مماني ه ممو رأي رولن ب ممارت القاض ممي ب ممأن‬
‫السيميائية جزء من اللسمانيات وفمرع عنهما ‪.‬فمدي سوسمير يمرى أن السميميائية همي الحقمل الوسمع المذي‬
‫يشمممل –فيممما يشمممل –اللسممانيات ‪,‬بينممما يممرى رولن بممارت أن كممثي ار مممن العلمممات البص مرية والنسمماق‬
‫غير اللفظية تستعين بالنظمة اللغوية ‪،‬مما يجعل الخيرة هي الصل ‪.‬‬
‫إن تعدد مصطلحات السيميائية من بماحث إلمى آخمر ل ينفمي حقيقة كمون همذه المصمطلحات دالمة فمي‬
‫عمومهمما علممى فك مرة واحممدة هممي النظممر إلممى العلمممة بوصممفها إشممارة تممدل علممى أكممثر مممن معنممى ‪.‬وهممي‬

‫‪3‬‬
‫ك ممذلك تتف ممق عل ممى النظ ممر إل ممى أنظم ممة العلم ممات بوص ممفها أنظم ممة ارمم مزة ودال ممة وه ممو نظ ممر ق ممديم ف ممي‬
‫‪.‬وان بقممي أكممثر ذلممك النظممر أسممير‬
‫الحضممارات كلهمما تقريبمما ‪،‬الصممينية واليونانيممة والرومانيممة والعربيممة إ‬
‫التجممارب الذاتيممة وبعيممدا عممن الموضمموعية ‪.‬حممتى جمماء القممرن العش مرين حيممن تمكممن العلممماء مممن إب مراز‬
‫النظريات وتأطيرها وتحديد التجاهات المتباينممة ‘بحيممث تعممد الد ارسممة السمميميائية ثممرة مممن ثمممار القممرن‬
‫العشرين ‪.‬فقد ظهر الشكل الواضح المعالم مع اللغوي دي سوسير ومعاصره تشارلز سندرس بيرس ‪.‬‬
‫وقد وجدت اثناء قراءاتممي فمي همذا المجمال أنمه قمد كمان للعمرب المسملمين نصميب السمد ممن الد ارسمات‬
‫المعمقممة الممتي أفمماد منهمما رواد السمميميائية المعاصممرون لدرجممة رأى معهمما البعممض أن المعاصم مرين قممد‬
‫نظمروا فممي معطيمات الممتراث العربمي ونقلموا عنمه كمثي ار ‪.‬ابتمداء ممن السممم المذي أطلمق علمى همذا العلمم ؛‬
‫مبررين ذلك بالتشابه الواضح بين اللفظتين ‪:‬السيميائية و ‪semiogy‬‬
‫مرو ار بالكثير من مقولتهم وآرائهم في العلمة والدللة والتأويل وغير ذلك ‪.‬‬
‫تشتمل هذه الورقة على تلخيص ومقدمة ثم تناقش الموضوعات التالية ‪:‬‬
‫‪ -1‬تعريفا المصطلح ‪:‬‬
‫أ‪ -‬في القديم‪.‬‬
‫ب‪ -‬في العصرالحديث‪.‬‬
‫‪ -2‬جهود العرب في هذا المجال‪.‬‬
‫‪ -3‬هدفا السيميائية وأصولها الفلسفية‪.‬‬
‫‪ -4‬مباديء السيميائية‪.‬‬
‫‪ -5‬المدارس والتجاهات‪.‬‬
‫‪ -6‬السيمياء واللسانيات العربية المعاصرة‪.‬‬
‫‪ -7‬أعلم الغربيين‪.‬‬
‫‪ -8‬السيميائية واللغة‪.‬‬
‫‪ -9‬استخدامات السيميائية‪.‬‬
‫‪ -10‬المصطلحات السائدة ‪:‬‬
‫أ‪ -‬العلمة‪.‬‬
‫ب‪ -‬المحايثة‪.‬‬
‫ج‪ -‬المعنى‪.‬‬
‫د‪ -‬الدللة‪.‬‬
‫هم‪ -‬التداولية وعلقتها بالسيميائية ‪:‬‬
‫‪ -12‬الخاتمة ونتائج الورقة‬

‫‪4‬‬
‫‪1‬‬

‫‪ -1‬تعريف المصطلح وتاريخه ‪:‬‬


‫‪ -1‬في القديم ‪:‬‬
‫اقممترن مصممطلح السمميمياء فممي حركممة التممأليفا المبك مرة عنممد العممرب بعممدد مممن العلممماء ‪ .‬منهممم‬
‫جابر بن حيان ) ‪200‬ه م ‪815‬م ( الذي كان عظيمم الثقة بنفسمه وبعلممه ولكمن لمم تسماعده‬
‫أدوات ذلممك العصممر البمماكر علممى تحقيممق ممما كممان يفكممر فيممه مممن خيممال علمممي طممموح ‪ .‬ومممن‬
‫تلممك الفكممار فممي ذلممك الزمممان فكمرة تحويممل المعممادن الخسيسممة إلممي معممادن ثمينممة ‪ .‬ولممما لممم‬
‫يسم ممتطع تحقيم ممق بعم ممض ذلم ممك الطمم مموح ‪ ،‬تحم ممول علم ممم الكيميم مماء عنم ممده إلم ممي مم مما عم ممرفا بعلم ممم‬
‫) السيمياء ( ‪ .‬وقد كان مفهوم همذا العلمم فمي ذلمك الوقت قريبما ممن السمحر ‪ .‬يقول صماحب‬
‫كتاب أبجد العلوم ‪ " :‬السيمياء هي اسم لما هممو غيممر حقيقممي مممن السممحر ‪...‬وسمميمياء لفممظ‬
‫وذكمر إضمافة إلمي جمابر بمن حيمان أسمماء علمماء آخريمن‬ ‫" )‪(1‬‬ ‫عبراني معرب أصله )سيم به (‬
‫لج وكمال الدين بن يونس ‪.‬‬
‫منهم ابن سينا والسهر وردي وابن خلدون والح ل‬
‫و جمماء فممي كتمماب ‪:‬كشممافا اصممطلحات الفنممون ‪ ،‬أن السمميمياء هممي ‪ :‬علممم تسممخير الجممن‬
‫‪ . . .‬بعممض أنصممافا العلممماء أدخلموا تحممت السمميمياء علومما عممدة منهمما علممم أسمرار الحممروفا‬
‫ولكممن‬ ‫‪(2) ".‬‬ ‫وهممو تفمما ري ممع السمميمياء ‪ ،‬ول يوقممفا علممي موضمموعه ‪ ،‬ول تحمماط بالعممدد مسممائله‬
‫ماذا تقول المعاجم العربية ؟‬
‫جاء في إحدى هذه المعجمات ‪ " :‬السومة والسيماء والسيمياء ‪ :‬العلمة ‪،‬‬

‫‪5‬‬
‫وسمموم الفممرس ‪:‬جعممل عليممه السمميمة وقمموله عممز وجممل ‪ :‬حجممارة مسممومة عنممد ربممك للمسممرفين ؛ قممال‬
‫الزجاج ‪ :‬روى الحسن أنها معلمة ببياض وحمرة ‪،‬وقال غيره ‪:‬مسومة بعلمة يعلم بها أنها ليسممت مممن‬
‫حجارة الدنيا ويعلم بسيماها أنها مما عذب ال بها ؛ الجموهري ‪ :‬السمومة بالضمم العلممة ‪،‬تجعمل علمى‬
‫الشاة وفي الحرب أيضا ‪ ،‬تقول منه تسوم ‪ .‬قال أبوبكر ‪ :‬قمولهم عليمه سميما حسمنة معنماه علممة ‪...‬‬
‫والخيممل المسممومة هممي الممتي عليهمما السمممة والسممومة وهممي العلمممة ‪ .‬وقممال ابممن الع اربممي ‪ :‬السمميم‬
‫العلمممات علممى صمموفا الغنممم ‪.‬وقممال تعممالى ‪ :‬مممن الملئكممة مسممومين ؛ قممرئ بفتممح المواو ‪،‬أراد معلميممن‬
‫‪...‬وفي حديث الخوارج ‪:‬سيماهم التحليق أي علمتهم ‪،‬والصل فيها الواو فقلبت لكسمرة السممين وتمممد‬
‫)‪(3‬‬ ‫وتقصر ‪ ،‬وقد يجئ السيماء والسيمياء ممدودين ‪"...‬‬
‫أم م مما المع م مماجم الجنبي م ممة فق م ممد فلرق م ممت بي م ممن مص م ممطلحين ‪ :‬الكيمي م مماء وه م ممي العل م ممم المعم م ممروفا‬
‫‪ ( (Chemistry‬وعل م أخممر ) ‪( Alchemy‬وه و يرمممز إلممي ممما كممان يسمممي عنممد العممرب‬
‫وهم ممو علم ممم كيميم مماء القم ممرون الوسم ممطي ‪ .‬وربمم مما سم ممموه )الخيميم مماء ( لقم ممرب‬ ‫بعلمم ممم السم مميمياء‬
‫و يمكننما أن نقمول أنهما تحريممفا للفممظ العربمي السميمياء ‪ ،‬خاصمة‬ ‫)‪(4‬‬ ‫اللفظتين لفظما ومعنممي ‪.‬‬
‫لحتفاظهمما ب) أل ( التعريممفا الممتي لزمممت المصممطلح دللممة علممي أصمموله العربيممة ‪ .‬ويممرى‬
‫بع م ممض العلم م مماء أن لف م ممظ الس م مميمياء ه م ممو أح م ممد المعرب م ممات الثلث م ممة الس م مميمولوجيا والس م مميولتيك‬
‫والسيميائية للفظ يوناني هو ) السيميو طيقا( من كلمة‬
‫) السم مميميولوجيا ( وتعنم ممي العلمم ممة ‪ .‬ويعرفم ممه بم ممأنه ‪ ":‬علم ممم يم ممدرس العلمم ممة ومنظوماتهم مما ) أي‬
‫اللغ ممات الطبيعي ممة والص ممطناعية ( كم مما ي ممدرس الخص ممائص ال ممتي تمت مماز به مما علق ممة العلم ممة‬
‫أي تدرس علقات العلمات والقواعد التي تربطها أيضا‬ ‫)‪(5‬‬ ‫بمدلولتها ‪" .‬‬
‫وهمذا التعريمفا يمدخل تحتمه عمدد ممن العلموم مثمل الجمبر والمنطمق والعمروض ‪ .‬والرياضمميات‬
‫‪ ...‬وهذا شبيه بما صنع العرب حين خلطوا السيمياء بالسحر ‪.‬‬
‫ب ‪ :‬العصر الحديث ‪-:‬‬
‫يقر الكثيرون أن تعريفا هذا المصطلح ليس بالمر الهين لسببين ‪:‬‬
‫الول هو تعدد وجهات النظر‪ ،‬والثاني ‪:‬هو الحداثة ‪ .‬فهم يرون أن ‪) :‬أية محاولة للتعريفا‬
‫‪،‬لبد لها أن تصطدم بتعدد وجهات النظر في تحديد هوية هذا الحقل المعرفي تحديدا قا ار‬
‫ويقول آخر معب ار عن‬ ‫)‪(6‬‬ ‫‪.‬خصوصا إذا أدركنا الحيز الزمني الذي يستغرقه وهو حيز قصير "‪.‬‬
‫ذات الصعوبات ‪ ":‬إن القارئ العادي ‪،‬وكذلك الباحث في مجال البحوث الجتماعية من حقهما أن‬
‫يتساءل عن موضوع هذا العلم ‪،‬إل أنهما مع ذلك يجب أن يعلما –على القل –أن التعريفات‬
‫)‪(7‬‬ ‫والتحديدات ‪،‬تختلفا ول سيما إذا تعلق المر بموضوع علمي لم يمر على ميلده وقت طويل "‬
‫و لكن هذا لم يمنع العلماء من المحاولة إذ يعرفها بيارغيرو بأنها ‪ ":‬العلم الذي يهتم بدراسة‬

‫‪6‬‬
‫وهذا التحديد يدخل اللغة‬ ‫)‪(8‬‬ ‫أنظمة العلمات ‪ :‬اللغات ‪ ،‬وأنظمة والشارات والتعليمات ‪"...‬‬
‫تحت مفهوم السيميوطيقا ‪ .‬وهو الفهم الجديد لعلم السيمياء الذي يعمود الفضل فيه إلي‬
‫العالم الشهير فيردنا ند دي سوسير الذي يقول عن السيمياء في كتابه؛ محاضرات في‬
‫علممم اللغة ‪":‬أنها العلم الذي يدرس حياة العلمات من داخل الحياة الجتماعية‬
‫ونستطيع –إذن –أن نتصور علما يدرس حياة الرموز والدللت المتداولة في الوسط المجتمعي‬
‫‪،‬وهذا العلم يشكل جزء من علم النفس العام ‪.‬ونطلق عليه مصطلح علم الدللة )السيميولوجيا (وهو‬
‫علم يفيدنا موضوعه الجهة التي تقتنص بها الدللت والمعاني ‪.‬وما دام هذا العلم لم يوجد بعد فل‬
‫نستطيع أن نتنبأ بمصيره ‪،‬غير أننا نصرح بأن له الحق في الوجود ‪ .‬وقد تحدد موضوعه بصفة‬
‫قبلية ‪.‬وليس علم اللسان إل جزء من هذا العلم العام وسيبين لنا هذا العلم ما هو مضمون الشارات‬
‫إن دي سوسير كما نرى قد تصور وجود هذا العلم وبين اشتقاقه‬ ‫‪(9) ".‬‬ ‫‪،‬وأي قوانين تتحكم فيها‬
‫وأصله ‪ ،‬كما حدد موضوعه ‪ ،‬و نادى بحقه في الوجود ووصفا علقة هذا العلم التي الذي لم يكن‬
‫قد ولد بعد‪ ،‬بكل من علم النفس الذي هو الصل الذي ينتمي إليه العلم المبشر به ‪،‬وبين علم اللسان‬
‫الذي سيكون جزء منه ‪ .‬كما بين وظيفته وأهميته في بيان مدلولت الشارات ومعرفة قوانينها التي‬
‫تحكمها ‪.‬‬
‫إن دي سوسير كان يرى أن اللسان نسق من العلمات التي تعبر عن المعنى ‪،‬وهو ما يمكن أن يقارن‬
‫بلغة ا لصم والبكم والطقوس الرمزية الخرى دينية كانت أم ثقافية مادامت وسط المجتمع ‪.‬‬
‫وقد تزامن هذا التبشير مع ما كان يقوله عالم آخر هو بيرس )‪ (1914-1839‬من أن النشاط‬
‫البشري بمجمله نشاط سيميائي ‪.‬وبطبيعة الحال فإن النشاط اللساني هو نشاط سيميائي لنه جزء‬
‫من النشاط البشري ‪.‬يقول بيرس عن نفسه ‪ ":‬إنني وحسب علمي الرائد أو بالحرى أول من ارتاد هذا‬
‫الموضوع المتمثل في تفسير وكشفا ما سميته السيميوطيقا أي نظرية الطبيعة الجوهرية والصنافا‬
‫الساسية لي سيميوزيس محتمل ‪.‬إن هذه السيميوطيقا التي يطلق عليها في موضع آخر المنطق‬
‫تعرض نفسها كنظرية للدلئل وهذا ما يربطها بمفهوم السيميوزيس‬
‫" )‪(10‬‬ ‫الذي يعد على نحو دقيق الخاصية المكونة للدلئل‬
‫أما مارتينيه فيعرفها قائل ‪":‬السيميولوجيا ‪:‬دراسة جميع السلوكيات والنظمة التواصلية "‬
‫ونلحظ هنا بوضوح اختلفا العلماء في استعمال مصطلحين يطلقان على هذا العلم‬
‫‪:‬السيميوطيقا ‪،‬والسيميولوجيا ‪.‬وهذا الختلفا البراجماتي ل ينفي القرب الشديد بين المصطلحين‬
‫‪،‬بل وترادفهما ‪".‬فالسيميولوجيا إذن مرادفة للسيميوطيقا ‪،‬وموضوعهما دراسة أنظمة العلمات أيا كان‬
‫فلم تعد ثمة أسباب أو مبررات تجعل أحد المصطلحين‬ ‫)‪(11‬‬ ‫مصدرها لغويا أو سننيا أو مؤشريا "‬
‫يحظى بالسيادة دون الخر ‪ .‬بينما يرى آخرون أنه يمكن تخصيص مصطلح السيميولوجيا بالتصور‬
‫النظري ‪،‬ومصطلح السيويوطيقا بالجانب الجرائي التحليلي فتكون السيميولوجيا نظرية عامة‬

‫‪7‬‬
‫والسيميوطيقا منهج تحليلي نقدي تطبيقي ‪.‬ولهذا يستخدم المصطلح الثاني في عنونة المؤلفات‬
‫التطبيقية وممن فعل ذلك غريماس ووموبسان وميشيل وكوكيه‪.‬‬
‫فقد دعا دى سوسير إلي الهتمام بالعلمة لمنطلقات لغوية إوالي ممما سممماه بعلمم السميمولوجيا‬
‫أو علممم منظومممات العلمممات ‪ ،‬مممن خلل مفهممومه للغممة بوصممفها منظومممة مممن العلمممات تعممبر عممن‬
‫فكممر ممما مممع تركيممز دائممم علممى العلقممات الممتي تربممط بيممن الوحممدات والعناصممر اللغويممة كممما قممرر دي‬
‫سوس ممير اعتباطي ممة العلم ممة اللغوي ممة بينم مما تق ممول الس مميميائية باعتباطي ممة العلم ممة مم مما يمن ممح ال ممدوال‬
‫وهكممذا تلتقممي السمميميائية واللسممانيات فممي القممول باعتباطيممة الممدليل اللسمماني‬ ‫)‪(12‬‬ ‫مممدلولت ل نهائيممة ‪.‬‬
‫والمدال همو‬ ‫)‪(13‬‬ ‫‪.‬وان رأى البعض أن همذه العلقمة ينبغمي وصمفها بأنهما ضمرورية وليسمت اعتباطيمة ‪.‬‬
‫إ‬
‫تلممك الصممورة الصمموتية ‪،‬والمممدلول هممو ممما تممثيره تلممك الصممورة فممي ذهممن المتلقممي ‪ .‬وهكممذا فقممد تطممورت‬
‫السيميائية في القرن العشرين وأصبحت حقلا معرفي ا مستقلا ‪ ،‬قرب المجمالت المعرفيمة المتي‬
‫كممانت متباعممدة ومعممزول بعضممها عممن بعضممها وأعمماد تماسممكها ‪.‬وقممد حمماولت بعممض القلم الحديثممة‬
‫العودة بمفهوم السيمياء إلي الصل الذي انبثقت عنه ومن هؤلء د‪ .‬محمممد صمملح الممدين‬
‫الكواكبى الذي ألفا كتماب السميمياء الحديثمة ‪ .‬ولكمن همذه المحماولت لمم تفلمح لن مصمطلح‬
‫السم مميمياء كم ممان قم ممد اكتسم ممب دللم ممة جديم ممدة جعلتم ممه يخم ممرج مم ممن سم ممياق الكيميائيم ممة إلم ممي سم ممياق‬
‫اللسممانيات ‪ .‬فأصممبحت بممذلك نشمماطا فكريمما يسممعى إلممى تعزيممز مقممولته تعزيم از ألسممنيا إوالممى إنتمماج معرفممة‬
‫جمالية تتخذ من الدرس اللساني دعامة ‪.‬‬
‫‪ -2‬جهود العرب في هذا المجال ‪:‬‬
‫عرفا العرب هذا العلم ومارسوه في حياتهم ‪،‬وذلك قبل أن تقعد له القواعد وتوضع لممه الصممول ‪.‬ومممن‬
‫ذلك قول أبي بكر رضي الم عنه للصمحابة رضموان الم عليهمم ‪،‬حين عهمد لعممر بالخلفمة ‪ " :‬فكلكمم‬
‫أي اغتاظ وذلك يعد لغة إ شارية تحكي الواقع بصدق ويقين ‪.‬‬ ‫)‪(14‬‬ ‫ورم أنفه ‪" .‬‬
‫وفممي مجممال الد ارسممات العلميممة الجممادة قممدم الجمماحظ دليل بمماه ار علممى عبقريتممه المشممهود بهمما ‪.‬وهممو يرفممد‬
‫الدراسات العلمية ببحث سيميائي مميز نلخص ملمحه فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ -1‬تعريفه البيان بمأنه ‪ ":‬اسمم جمامع لكمل شمميء كشممفا لمك قنمماع المعنمى ‪ .‬أي كمل ممما أوصمل السمامع‬
‫إلى المعنمى الممراد‪. ،‬يسمتوي فمي ذلمك كمل أجنماس الدلمة‪،‬فبمأي شميء بلغمت الفهمام ووضمحت المعنمى‬
‫"‪(15) .‬‬ ‫فذلك هو البيان في ذلك الموضع‬
‫‪ -2‬تعممداده العلمممات والشممارات الممتي تممدل علممى المعنممى وهممي خمسممة أشممياء ‪:‬اللفممظ والشممارة والعقممد‬
‫والخط والحال ‪.‬‬
‫‪ -3‬تفصيله الشارات الناقلة للمعاني وشرحه لكيفيتها ‪،‬وتطورها ‪،‬وتحديمده للمواقمفا الجتماعيممة المتي‬
‫تستدعي التعبير بالشارة كالرغبة في ستر بعض المور إواخفائها عن الحاضرين ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫كذلك نجد ابن قتيبة قد أورد في كتاب ‪ :‬العلم والبيمان الوسمائل غيمر اللفظيمة وهمي السمتدلل بمالعين‬
‫‪،‬والشارة والنصبة ‪ .‬وهي الحال الناطقة بغير لفظ ‪،‬والمشيرة بغير يد مثل قول الفضل بممن عيسممى بممن‬
‫أبممان ‪":‬سممل الرض فقممل ‪:‬مممن شممق أنهممارك ؟وغممرس أشممجارك ؟وجنممى ثمممارك ؟فممإن لممم تجبممك حم موا ار‬
‫وقد بلغت السمميميائية عنمدهم حمدا ممن الرقممي سمممح لهما بمأن تجعممل لكممل موقمفا‬ ‫" )‪(16‬‬ ‫أجابتك اعتبا ار‬
‫الشارات التي تخصه مما يقوم مقام اللفظ ‪.‬ومن ذلك مواقمفا العشممق والغمرام لهما علماتهمما المتي "لهمج‬
‫)‪(17‬‬ ‫بها الشعراء والدباء وتناولها الناس ‪...‬ومن علماتها التي سجلها ابن عبد ربه ‪:‬‬
‫تبدت علمات لها غرر صفر‬ ‫وللحب آيات إذا هي صرحت‬
‫وأوله ذكر وآخره فكر‬ ‫فباطنه سقم وظاهره جوى‬
‫ومممن علممماته الخممرى ‪:‬لجلجممة اللسممان والحصممر والعممي والممدموع ‪.‬ولبممن القيممم كتمماب سممماه ‪:‬روضممة‬
‫المحبين ونزهة المشتاقين ‪ .‬عقد فيه بابا عنوانه ‪:‬في علمات المحبة وشواهدها ‪.‬‬
‫مممن الميممادين الخممرى ‪:‬معممرفا‪ ،‬الكمماذب مممن المنممافق بعلمممات كممثيرة‪ ،‬الصمموت إوايقمماع الكلم ‪.‬قممال‬
‫وقممال الصممفهاني مممدلل علممى أن نغمممة‬ ‫)‪(18‬‬ ‫تعممالى‪":‬فلعرفتهممم بسمميماهم ولتعرفنهممم فممي لحممن القممول "‬
‫الصمموت تختلممفا تبعمما للمقاصممد والغ مراض " ‪...‬فمماختلفا اللسممنة إشممارة إلممى اختلفا اللغممات إوالممى‬
‫اختلفا النغمممات ‪،‬فممإن لكممل إنسممان نغمممة مخصوصممة يميزهمما السمممع كممما أن لممه صممورة مخصوصممة‬
‫)‪(19‬‬ ‫يميزها البصر ‪. ".‬‬
‫وهكذا فإن مصطلح السيمياء بالمعنى اللغموي المقابمل للعلممات‪،‬معمروفا عنمد العمرب ويشمهد له قموله‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(21‬‬ ‫فقممد قممال المفسممرون ‪:‬السمميماء والسمميمياء ‪:‬العلمممة‬ ‫)‪(20‬‬ ‫تعممالى ‪:‬ومنممه شممجر فيممه تسمميمون "‬
‫وقال الشاعر ‪:‬‬
‫له سيمياء ل تشق على البصر‪.‬‬ ‫غلم رماه ال بالحسن يافعا‬
‫وفي جيده الشعرى وفي وجهه القمر‬ ‫كأن الثريا علقت فوق نحره‬
‫هذا للمد أما القصر فمنه قول الشاعر ‪:‬‬
‫‪(22‬‬ ‫)‬ ‫بينت ريبة من كان قد سأل‬ ‫ولهم سيما إذا تبصرهم‬
‫وقد تحدث كل من الغزالي وابن سينا عن اللفظ بوصفه رم از وعممن المعنممى بوصممفه مممدلول ‪.‬ولبممن سممينا‬
‫مخطوطممة عنوانهمما ‪:‬كتمماب الممدر النظيممم فممي أح موال علمموم التعليممم ‪,‬ورد فيهمما فصممل تحممت عن موان ‪:‬علممم‬
‫السمميمياء يقممول فيممه ‪":‬علممم السمميمياء يقصممد فيممه كيفيممة تمزيممج القمموى الممتي هممي ج مواهر العممالم الرضممي‬
‫ليحدث لها قوة يصدر عنها فعل غريب ‪،‬وهو أيضمما أنمواع فمنممه ممما همو مرتممب علممى الحيممل الروحانيممة‬
‫واللت المصممنوعة علممى ضممرورة عممدم الخلء ومنهمما ممماهو مرتممب علممى خفممة اليممد وسممرعة الحركممة‬
‫"‬ ‫)‪(23‬‬ ‫‪،‬والول من هذه النواع هو السيمياء بالحقيقة والثاني من فروع الهندسة ‪" ...‬‬
‫أممما ابممن خلممدون فقممد خصممص فصممل فممي مقممدمته لعلممم أسم مرار الحممروفا ويقممول عنممه ‪ " :‬المسمممى‬
‫بالسيمياء نقل وضعه من الطلسمات إليه في اصطلح أهل التصممرفا مممن غلة المتصمموفة ‪،‬فاسممتعمل‬

‫‪9‬‬
‫اسممتعمال فممي الخمماص وظهممر عنممد غلة المتصمموفة عنممد جنمموحهم إلممى كشممفا حجمماب الحممس ‪،‬وظهممور‬
‫الخ موارق علممى أيممديهم والتص مرفات فممي عممالم العناصممر وتممدوين الكتممب والصممطلحات ومزاعمهممم فممي‬
‫تنزيل الوجود عن الواحد ‪...‬فحدث بذلك علم أسرار الحروفا وهو من تفاريع السمميمياء ل يوقممفا علممى‬
‫موضوعه ول تحاط بالعدد مسائله ‪،‬وتعدد ت فيه تآليفا البوني وابممن العربممي ‪،‬ومممن فممروع السمميمياء‬
‫عندهم استخراج الجوبة ممن السمئلة بارتباطمات بيمن الكلممات حرفيمة يوهممون أنهما أصمل فمي المعرفمة‬
‫)‪(24‬‬ ‫‪"...‬‬
‫وبمالرغم مممن غمموض بعممض مما جماء فممي همذه النصمموص ‪،‬إل أنمه يكفينما منهما أنهما دليمل سماطع علمى‬
‫ريممادة علممماء العربيممة –قبممل دي سوسممير بقممرون طويلممة –وتفصمميلهم لممه بدقممة تحممدد أن مواعه المختلفممة‬
‫‪،‬وتبين ارتباطاته بعلوم أخرى مثل الهندسة والطب والفلك والتصوفا والسحر والطلسم ‪.‬‬
‫وهكممذا نجممد أن السمميمياء موجممودة فممي علمموم المنمماظرة والصممول والتفسممير والنقممد ‪،‬فضممل عممن ارتباطهمما‬
‫الوثيممق بعلممم الدللممة الممذي كممان يتنمماول اللفظممة وأثرهمما النفسممي كممذلك ‪،‬وهممو ممما يسمممى بالصممورة الذهنيممة‬
‫والمر الخمارجي عنمد المحمدثين ‪ .‬فمالواقع يقول أن ‪":‬المسماهمة المتي قمدمها المناطقمة والصموليون‬
‫والبلغيون العرب مساهمة مهمة في علم الدللمة انطلقما ممن المفماهيم اليونانيمة ‪،‬وقمد كمانت محصمورة‬
‫ضمممن إطممار الدللممة اللفظيممة ‪،‬وتوصممل العممرب إلممى تعميممم مجممال أبحمماث الدللممة علممى كممل أصممنافا‬
‫العلمات ‪،‬ومن الواضح أنهم اعتمدوا اللفظية نموذجا أساسيا ‪.‬كممذلك فأقسممام الدللمة عنممد العمرب قريبممة‬
‫م ممن تقس مميم بي ممرس ‪ ،‬وتبق ممى أبح مماثهم ال ممتي تتن مماول تعيي ممن نوعي ممة دلل ممة اللف مماظ المركب ممة أو ب مموجه ع ممام‬
‫العلمات المركبة وتحليل الدللة المؤلفة من تسلسل عممدة توابممع دلليممة ممدخل جديمدا ذا منفعمة قصمموى‬
‫)‪(25‬‬ ‫للسيمياء المعاصرة ‪".‬‬

‫‪ -3‬هدف السيميائية وأصولها الفلسفية ‪:‬‬


‫تسمعى السمميميائية إلمي تحويمل العلمموم النسمانية ) خصوصم ا اللغمة والدب والفمن ( ممن مجممرد‬
‫تممأملت وانطباعممات إلممي علمموم بممالمعنى الممدقيق للكلمممة ‪ .‬ويتممم لهمما ذلممك عنممد التوصممل إلممي‬
‫مسممتوى مممن التجممرد يسممهل معممه تصممنيفا مممادة الظمماهرة ووصممفها ‪ ،‬مممن خلل أنسمماق مممن‬
‫العلقم ممات تكشم ممفا عم ممن البنيم ممة العميقم ممة الم ممتي تنطم مموي عليهم مما ‪ .‬ويمكنهم مما هم ممذا التجم ممرد مم ممن‬
‫اس ممتخلص القم موانين ال ممتي تتحك ممم ف ممي ه ممذه الم ممادة ‪ .‬وت ممتركز نظري ممة دي سوس ممير عل ممى فح ممص‬
‫العلمة ‪،‬ويرى س‪.‬و‪.‬موريس ‪":‬أن السمميميائية لمم تكمن مجممال تخصصمميا فحسممب ‪،‬بمل إنهمما احتلممت فموق‬
‫ذلممك موقعمما مركزيمما فممي البحممث العلمممي بمموجه عممام ‪،‬إذ كممان عليهمما مهمممة اكتشممافا اللغممة المشممتركة فممي‬
‫‪(26‬‬ ‫النظرية العلمية ‪) ".‬‬
‫اسممتمدت السمميميائية المعاص مرة بعممض مبادئهمما مممن الطروحممات الوضممعية فممي جنوحهمما للشممكل وميلهمما‬
‫نحو العلمية لن الوضعيين هم من اعتبر اللغة كلها رمم از وعرفموا الحيموان علممى أنمه حيموان قمادر علممى‬

‫‪10‬‬
‫استخدام الرموز ‪.‬والعلم المذي يمدرس همذه الرمموز د ارسمة علميمة أطلقموا عليمه مصمطلح السميميوطيقا أي‬
‫وكذلك تأثرت السيميائية بالمدرسة التجريبيممة فممأول مممن اسممتخدم‬ ‫)‪(27‬‬ ‫السيمياء أو الرموز ‪.‬‬ ‫‪:‬علم‬
‫وقممد‬ ‫‪(28) .‬‬ ‫مصممطلح سمميميوطيقا فممي العصممر الحممديث هممو الفيلسمموفا النجليممزي التجريممبي ‪:‬جممون لمموك‬
‫اهتم بدراسة الطرق والوسائل التي تؤدي إلى التعرفا على نظام الفلسممفة والخلق مممن خلل الهتمممام‬
‫بطبيعممة دلئممل العقممل الممتي يسممتخدمها لفهممم الشممياء ونقممل المعرفممة للخريممن كممما تحممدث ليبنممتز عممن‬
‫علقم ممة هم ممذا العلم ممم بالمقتضم مميات الفلسم ممفية والوجوديم ممة والبتسم مممولوجية لنظريم ممة الم ممدلئل )‪ .(29‬إذن‬
‫فالتأمممل فممي العلمممة قممديم عرفتممه معظممم الحضممارات الصممينية واليونانيممة والرومانيممة والعربيممة ‪.‬ويممرى‬
‫البعم ممض ‪ " :‬أن هم ممذا النظم ممر قم ممد نشم ممأ بقصم ممد التشم ممكيك وليم ممس بقصم ممد المعرفم ممة لن منطلم ممق المدرسم ممة‬
‫الغريقيممة الشممكلية فك مرة مفادهمما "أن الح مواس مممن شممأنها أن تخوننمما ‪،‬وأن المختصممين ينمماقض بعضممهم‬
‫)‪(30‬‬ ‫بعضا ‪،‬وتبعا لذلك يجب عدم التصديق بكل ما يزعم ‪،‬والتشكيك في كل ما يقدم ويقال ‪".‬‬
‫ويمكن تلخيص الصول الفلسفية للسييمائية بصفة عامة في التي ‪:‬‬
‫‪ -1‬الفكر اليوناني القديم عند أفلطون وأرسطو والرواقيين‪.‬‬
‫‪ -2‬التراث العربي السلمي الوسيط )المتصوفة ‪،‬والنقاد ‪،‬والبلغيين ‪،‬والدباء كالجاحظ ‪.‬‬
‫‪ -3‬الفكر الفلسفي والمنطقي والتداولي )بيرس وكارناب وغيرهم ‪.‬‬
‫‪ -4‬اللسانيات البنيوية والتداولية التحويلية بكل مدارسها واتجاهاتها‪.‬‬
‫‪ -5‬الشكلنيين الروس ول سيما فلديمير بروب‪.‬‬
‫‪ -6‬فلسم ممفة الشم ممكال الرمزيم ممة )د ارسم ممة النظمم ممة الرمزيم ممة التواصم مملية مثم ممل ‪:‬الم ممدين والسم ممطورة والفم ممن‬
‫والتاريخ (‬
‫‪ -4‬مبادئ السيميائية ‪:‬‬
‫تبحث السيميائية عن المعنى ‪،‬من خلل بنية الختلفا ولغة الشكل والبنى الدالة ‪.‬وهمي لمذلك ل تهتمم‬
‫وممن‬ ‫)‪(31‬‬ ‫‪،‬وانما تحاول الجابة عن تسماؤل وحيمد هو كيمفا قمال النمص مما قماله ؟‬
‫بالنص ول بمن قاله إ‬
‫أجل ذلك يفكك النص ويعاد تركيبه من جديد لتحدد ثوابته البنيوية‬
‫وهذا العمل يقوم على المبادئ التالية ‪:‬‬
‫أ‪ -‬التحليل المحايث الذي يبحث عما يكون الدللة مممن شمروط داخليممة إوابعماد كمل ممما يعممد خارجيمما ‪.‬أي‬
‫البحث عن العلقات الرابطة بين العناصر التي تنتج المعنى ‪.‬‬
‫ب‪ -‬التحليممل البنيمموي لدراك المعنممى ل بممد مممن وجممود نظممام مممن العلقممات تربممط بيممن عناصممر النممص‬
‫‪،‬ولذا فإن الهتمام يجب أن يوجه إلى ما كان داخل في نظام الختلفا الذي يسمى شممكل المضمممون‬
‫وهو التحليل البنيوي ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫ج‪ -‬تحلي ممل الخط مماب ‪ :‬يع ممد الخط مماب ف ممي مقدم ممة اهتمام ممات التحلي ممل الس مميميائي ال ممذي يهت ممم بالق ممدرة‬
‫الخطابية وهي القدرة على بناء نظام لنتاج القوال ‪.‬على عكس اللسانيات البنيوية الممتي تهتممم بالجملمة‬
‫)‪(32‬‬ ‫‪.‬‬
‫‪ -5‬المدارس والتجاهات ‪:‬‬
‫بعض العلماء يرى أن هناك اتجاهين رئيسين هما ‪:‬‬
‫‪ -1‬التجاه المريكي ورائده بيرس ومعه كارناب ووسيبوك‬
‫‪ -2‬التجاه الفرنسي ورائده دي سوسير ومن سممار علممى دربممه مثممل بويسممنس وبربيطممو وموبممان ورولن‬
‫بارت‬
‫ويعممرفا أحيانمما بمدرسممة‬ ‫)‪(33‬‬ ‫وهنمماك اتجاهممات فرعيممة يمثلهمما كريممماس وبوشممنكي وجوليمما كريسممتيفا‬
‫باريس ومن أهم أعضائها جوزيفا كورتيس ‪.‬‬
‫ويرى آخرون أن التجاه الروسي اتجاه رئيس ثالث ‪،‬وأن المدرسة الفرنسية‬
‫يجب أن تقسم إلى فروع كالتي ‪:‬‬
‫أ‪ -‬سيميولوجيا التواصل والبلغا كما عند جورج مونان‬
‫ب‪ -‬سيميولوجيا الدللة ولهمما عممدة أشممكال ‪:‬اتجماه بممارت المذي يحماول تطممبيق اللغمة علمى النسماق غيمر‬
‫اللغوية ‪.‬واتجاه باريس ومن رمموزه ميشميل أريفمي وكلود كموكيه وكريمماس ‪ .‬واتجماه الماديمة عنمد جوليما‬
‫‪(34) .‬‬ ‫كريستيفا ‪.‬واتجاه الشكال الرمزية عند مولينو وغيره‬

‫‪ -6‬السيمياء واللسانيات العربية المعاصرة ‪:‬‬


‫أطلق بعض علماء اللسمانيات العرب علي هذا العلممم الجديممد ) السميميوطيقا ( وترجمموه بعلمم‬
‫الرموز أو علمم الدللمة ‪ .‬وكمان أوائلهمم متمأثرين ب مموريس المذي كمان يممرى أن السميمياء تهتممم‬
‫بمعنى الشارات قبل اسمتعمالها فمي قممول أو منطمموق معيمن ويمؤدى علممم الدللممة عنمد مموريس‬
‫إلي ما سماه دي سوسير )الترابطات ( وما يسميه بعض المتأخرين قوائم التبادل ‪.‬وممن نشر‬
‫كتبمما فممي ذلممك ممممن كتبموا بالعربيممة ‪:‬حنممون مبممارك ومحمممد السممرغيني وعمواد علممي وسمممير المرزوقممي‬
‫الغربييممن فمي هممذا المجممال محمممد البكمري وأنطمون أبمو زيمد وعبممد‬ ‫وعممادل فمماخوري ‪.‬ومممن ترجمم كتمب‬
‫الرحمممن أبممو علممي ‪،‬كممما توجممد مجلت نشممرت مقممالت وبحمموث حممول السمميميائية مثممل ‪:‬مجلممة علمممات‬
‫المغربيممة ومجلممة د ارسممات أدبيممة لسممانية وسمميميائية المغربيممة أيضمما ‪،‬ومجلممة عممالم الفكممر الكويتيممة ومجلممة‬
‫فصممول المصمرية ‪.‬غيممر أن أكممثر السممهام كممان مغربيمما وتونسمميا بل شممك ‪ ,‬أممما مممن ناحيممة النوعيممة فممإن‬
‫أكثر همذه العممال مفتونمة بالشمكلية المتي تغفمل جموانب الموضموع واليمدولوجيا فكمانت كمما وصمفها‬
‫أحممدهم ‪ " :‬تحصمميل حاصممل بعممد تسممويد العديممد مممن الوراق المرفقممة بالشممكال والجممداول والرسمموم‬
‫الهندسية والسهم التواصلية ولكن الفائمدة قليلمة جمدا ‪ ...‬عمدا القليمل ممن الد ارسمات والبحماث الجمادة ‪".‬‬

‫‪12‬‬
‫ممممن وضممح مفهمموم السمميمياء د‪ .‬الرويلممي و د‪ .‬البممازعى فممي كتابهممما )دليممل الناقممد الدبممي‬ ‫)‪(35‬‬

‫حين يقولن ) السيميولوجيا لدي دارسيها تعني علم أو دراسة العلمات )الشممارات ( د ارسممة‬
‫منظمة منتظمة ‪ ،‬ويفضل الوربيون مفردة السيمولوجيا التزاما منهممم بالتسمممية السوسمميرية أممما‬
‫المريكيون فيفضلون السيميوطيقا التي جاء بها المفكر والفيلسموفا المريكممي تشمارلي سماندرز‬
‫وقممد دعمما معظممم اللسممانين العممرب خاصممة أهممل المغممرب إلممي ترجمتهمما بالسمميمياء‪.‬‬ ‫)‪(36‬‬ ‫بيممرس ‪.‬‬
‫و أروا أن هممذه المفممردة )السمميمياء ( مفممردة عربيممة لهمما حقممل دللممي لغمموي ثقممافي تشمماركها فيممه‬
‫كلمات مثممل السمممة والتسممية والوسممام والوسممم والميسممم والسميماء والسميمياء ) بالقصمر وبالمممد (‬
‫وكلهمما تعنممي العلمممة السمميمياء ‪ .‬وأيمما كممانت أصممولها البنيويممة الممتي هممي نفسممها منهممج منتظممم‬
‫لدراسة النظمة الشارية المختلفة في الثقافة العامة ‪.‬‬
‫وقد وجدت في شبكة النترنت العديد من الدراسات العلمية الرصينة والمقالت العلميمة المنشممورة منهما‬
‫‪:‬تحليممل الخطمماب مممن اللسممانيات إلممى السمميميائيات لكاتبهمما ‪:‬أحمممد يوسممفا وهممو أسممتاذ ج ازئممري مقيممم فممي‬
‫فرنسا ‪.‬‬
‫‪ -2‬السيميائية من نظرية المحاكاة إلى النظرية الشكلنية‪.‬‬
‫‪ -3‬معجم السيميائيات لسعيد بنكراد ‪.‬‬
‫‪ -4‬الخطاب والتأويل قراءة في التراث الصولي للدكتور ‪:‬عبد الجليل منقور ‪.‬‬
‫‪ -5‬المنهج السيميائي لفريد أمعضلو‪.‬‬
‫‪ -6‬مس م ممتويات التحلي م ممل الس م مميميائي ف م ممي مقارن م ممة الن م ممص الس م ممردي ‪ .‬د شرش م ممار عب م ممد الق م ممادر _م م ممن‬
‫الجزائر‪.‬‬
‫‪ -7‬السهامات السيميائية في دراسة الشهار لكاتب مجهول‪.‬‬
‫‪ -8‬من التداولية إلى السيميائية ‪ ...‬أسس ومعطيات للدكتور محمد سالم سعد‪.‬‬
‫‪ -9‬دللة المعنى د‪ .‬عبد الوهاب حسن حمد‪.‬‬
‫‪ -10‬مدخل إلى المنهج السيميائي جميل الحمداوي ‪.‬الذي له مشاركات أخرى غيرها‪.‬‬
‫‪ -7‬أعلم الغربيين ‪:‬‬
‫اشتهر منهم م غير دي سوسير م تشارلز ساندر بيرس ورولند بارت ‪ ،‬وغارعاس وباكيسون‬
‫وميرنواريكو ومايكل رميتير وجوليا كريستيفا وباري ار هيممر نسممتاين سمممث ‪ .‬وقممد ربممط بيممرس بيمن‬
‫ولممه كتمماب‬ ‫)‪(37‬‬ ‫المنطممق والسمميميوطيقا إذ جعممل" المنطممق فممي مفهممومه العممام اسممما آخممر لهمما ‪"...‬‬
‫عن موانه ‪:‬كتابممات حممول العلمممة ‪،‬ظهممر قبممل كتمماب دي سوسممير غايممة السمميميائية عنممده ؛ البحممث عممن‬
‫النظمة الدالة في مختلفا العلوم العقلية والنسانية فهو يقول ‪":‬ليممس باسممتطاعتي أن أدرس أي شمميء‬
‫فم م ممي الكم م ممون كالرياضم م مميات ‪،‬والخلق ‪،‬والميتافيزيقم م مما والجاذبيم م ممة الرضم م ممية ‪،‬والديناميكيم م ممة الح ارريم م ممة‬

‫‪13‬‬
‫والبص مريات ‪،‬والكيميمماء ‪،‬والتش مريح ‪،‬وعلممم الفلممك ‪،‬والنفممس ‪،‬وعلممم الصمموتيات ‪،‬وعلممم القتصمماد ‪،‬وتأريممخ‬
‫‪(38) ".‬‬ ‫العلم والكلم ‪...‬إل على أنه نظام سيميولوجي‬
‫فرولن بارت مثل هو الذي مارس التحليل السيميائي على أكمل وجه ووسع مفهوم السيمائية‬
‫لتشمممل حممتى د ارسممة السمماطير ‪.‬و قممد زعممم مم عكممس دي سوسممير ‪ ،‬أن اللسممانيات هممي الصممل‬
‫وأن السيمولوجيا فرع عنها ‪ .‬ثم جاء بعده جاك دريداوتاري بضمرورة قلمب مقولة بمارت والعمودة‬
‫)‪(39‬‬ ‫إلى رأي دي سوسير ‪.‬‬
‫وق ممد بل ممغ بح ممث الس مميمياء أقص ممى امت ممداده بجه ممود كريس ممتيفا وجماع ممة ) تي ممل كي ممل( باعتب مماره‬
‫منهجية للعلوم النسانية ولذلك فتق الدارسون أنواعا مختلفة تدرج تحتها كالسيمياء الطبيعية‬
‫الكمبرى والتحليلمي السميمي ‪...‬ومنهمم كمذلك الميركممي شمارل بورس المذي نهمج نهجما فلسمفيا منطقيما‬
‫وجعل من السيميائية إطا ار مرجعيا يشمل كل الدراسات ‪.‬ومنهم أيضا الفرنسممي بييممر غممارو الممذي يؤيممد‬
‫ما قاله دي سوسير ‪ .‬وممن الفرنسمميين أيضمما برييطممو وبويسممنس ومممارتينيه وغريممماس وكموكيه وأريفممي‬
‫‪(40) .‬‬ ‫‪ .‬و من إيطاليا امبرطو إيكو‬

‫‪ -8‬السيميائية واللغة ‪:‬‬


‫اتجه دي سوسير منذ البداية بالسيميائية نحو اللغات الطبيعية فقد رأي أن اللغات الطبيعيممة‬
‫هممي أكممثر المنظومممات تطابقم ا مممع السمميميائية ‪ .‬وذلممك لن العلقممة بيممن المفممردات ومدلولتهممما‬
‫علق ممة اعتباطي ممة ولن اللغ ممة يمك ممن أن تخ ممتزل ف ممي عم ممدد محم ممدود مم ممن العم مملمات المس ممتقلة‬
‫والمختلفة ‪ .‬وهكذا فاللغة تصلح أن تكون نموذجا لكل النظمة الدالة غير اللغويممة ‪ .‬فاللغممة‬
‫هممي أه ممم منظومممة تواصمملية ذات فعالي ممة فممي حق ممل المعرفممة ‪ .‬وهممي المنظومممة المث مملي لن‬
‫العلمممة فيهمما متمي مزة بوضمموح تممام ‪ ،‬وتتشممكل بقممدر عممال مممن التنظيممم وتحتفممظ بعناصممر بنيتهمما‬
‫الثلثممة )السممياقي والممدللي والتممداولي ( وقممد شممغلت السمميميائية حيم م از مقممد ار فممي علمموم الدب‬
‫خصوصم ا فممي نظريممة السممرد ‪ .‬وذلممك بممارز فممي أعمممال عممدد مممن الدبمماء منهممم يمموري لوتمممان‬
‫من روسميا واليمرتو من ايطاليا ورولن بارت وكريسمتينا فمي فرنسما فهمؤلء وممن سمار سميرهم‬
‫يدرسمون النص الدبي وربما ) الصحفي أو القانوني أو المديني والفنمي والسمينمائي والمسمرحي‬
‫( يبحثمون فيه علي غرار البحمث اللغمموي فيحممددون علمماته وأنسمماق همذه العلمممات وانتظامهمما‬
‫فممي منظومممة ‪ .‬كممما ينظممرون فممي طرفممي العلقممة ) الممدال والمممدلول ( انطلق م ا مممن كونهممما‬
‫طرفم مما العلميم ممة البداعيم ممة التعم ممبير والمحتم مموى ‪ .‬وقم ممد وجم ممدت فم ممي الونم ممة الخي م مرة عم ممدد مم ممن‬
‫الد ارس ممات للع ممدد م ممن النصمموص علممي أسمماس سمميميائي أذكممر منه مما د ارسممة بعنم موان ‪ :‬ش ممعرية‬
‫العنونممة ‪ :‬مكاشممفة سمميميائية فممي نممص ‪ .‬يبكممي ‪ ...‬ويضممحك ( للشمماعرة م مرام ‪ ،‬ا سمملمبولي‬
‫للكاتب حمد حمود الروخى من العراق ‪ :‬وقد اهتم الكاتب بدراسة عنوان النص المشار إليه‬

‫‪14‬‬
‫انطلق م ا مممن أن أفضممل حقممل لد ارسممة العن موان هممو السمميميائية لنممه م م أي العن موان م م هممو عمليممة‬
‫تأشممير للنممص أو تسممويمه كممما جمماء فممي لسممان العممرب ‪ .‬قممال ابممن سمميده ‪ ) :‬العن موان والعن موان‬
‫سمممة الكتمماب ‪ .‬وعنممونه ‪ :‬وسمممه بممالعنوان ‪ ...‬وقممال أيض ما ‪ :‬فممي جبهتممه عن موان مممن كممثرة‬
‫السجود )‪.(41‬ومنها كذلك ‪:‬السيميائية الجتماعية وتحليل المناهممج ‪:‬سميمياء الصمورة نموذجما ‪ ،‬لكمماتبه‬
‫‪:‬نممادر وهبممة الممذي خصممص د ارسممته لبيممان الكيفيممة الممتي ترسممل بهمما الصممور والرسممومات قواعممدها اللغويمة‬
‫الخاصة بها بشمكل منفصمل اعتممادا علمى نظريمة بيرنشممتاين فمي "التمأطير والتصمنيفا "ونظريمة هاليمدي‬
‫فممي علقممة الصممورة بقارئهمما ‪.‬وغيممر ذلممك كممثير مممن الد ارسممات المنشممورة فممي المواقممع المختلفممة فممي شممبكة‬
‫النترنت ‪.‬‬
‫‪ -9‬استخدامات السيمياء وتطبيقا تها ‪:‬‬
‫كشفا الكذب ‪ :‬أصبح واضح ا الن أنه ل يمكن كشمفا الكممذب مممن خلل الكلممات‬ ‫‪-1‬‬
‫بل من حوافا وظلل الكلمات وكيفية نطقها وتعبيرات الوجه السريعة المرافقة للحن القممول ‪.‬‬
‫مما يعني أن الكلمة المنطوقة لم تعمد مصمدر ثقة م ولعلهما لمم تكمن كمذلك يومما م فمإن تتأكمد‬
‫من صدق القول ومطمابقته للواقمع همي عمليمة بالغمة التعقيمد ‪ ،‬وحمتى لو قمال المتكلمم مما قمال‬
‫صممادق ا فهممذا ل يعنممي أنممه قممد أصمماب الحقيقممة ‪ .‬فنحممن نتعلممم اللغممة أبكممر بكممثير مممما نظممن ‪.‬‬
‫والطفممل يفهمم تعمبيرات الموجه‬ ‫)‪(42‬‬ ‫يقول بوتسدام ‪ " :‬إننا نتعلم اللغة ونحن فمي الرحممام ‪" ...‬‬
‫قبممل أن يسممتوعب كلمممة واحممدة إن الكلمممات خاصممة فممي واقعنمما المعاصممر أصممبحت ل تعنممي‬
‫معانيها المعجمية ول الصطلحية في أحايين كثيرة ‪ .‬فكثي ار ممما يقمول بعضممنا لحممدهم مرحبما‬
‫وهممو يعنممي ‪ :‬ل مرحبمما ‪ ..‬وهممذا ممما سممماه القم مرآن لحممن القممول قممال تعممالي يعممرفا المنممافقين ‪،‬‬
‫‪) ".‬‬ ‫مخاطب ا نبيه الكريم ‪" :‬ولو نشاء لرينا كهم فلعرفتهمم بسميماهم ولتعرفنهممم فممي لحمن القمول‬
‫والية واضمحة الدللمة فمي النمص علمي العلقمة بيمن السميمياء ولحمن القمول المذي أشمارت‬ ‫‪(43‬‬

‫إليه الية ‪ ...‬فهكذا يمكن توظيفا الدراسة السيميانية في كشفا أنماط من السمملوك كالكممذب‬
‫‪ .‬فالنسممان فممي أزمممة عقليممة مممع اسممتخدام اللغممة لن فيهمما وجهيممن ‪ :‬ظمماهر وبمماطن ‪ .‬فنحممن‬
‫نقرر أشياء باللغة ول نلتزمها بالسلوك ‪ .‬حيمث ل تعنمي كممل كلممة ممما يمراد بهمما ‪ .‬والمجماملت‬
‫التي نقوم بها يومي ا من أهم مظاهر ذلك السلوك ‪ .‬ومن مظاهره أيض ا التعميممم مثممل قولنمما ‪:‬‬
‫كممل الفلم سمميئة ‪ .‬كممل الشممباب منحممرفا ‪ :‬وهممذا غيممر صممحيح ‪ .‬ومنهمما أيضم ا الحممذفا حيممن‬
‫نقول مثلا تعطلت سيارتي م أو فلن حدث له حممادث ونعممرض عمن التفصميلت المتي نقمول‬
‫متي وكيفا ولماذا ؟! ‪ ...‬ومنها أيضا ‪ :‬التشويه ‪ .‬مثل قولنا ‪ :‬من الواضح الممبين أن فلنما‬
‫صممادق ا ول نقمول كيممفا هممو واضممح وبيمن ؟ وبممأي مقيمماس كممان كممذلك ؟ وكقولنمما ‪ :‬هممذا الفممرع‬
‫الرئيسي‬

‫‪15‬‬
‫للبنك ‪ .‬فكيفا يكون فرع ا ورئيس ا في الوقت نفسه؟–‬
‫ومم ممن حقم ممول السم مميمياء أيضم مما ‪:‬علمم ممات الحيوانم ممات ‪،‬وعلمم ممات الشم ممم ‪،‬وعلمم ممات التصم ممال بم مماللمس‬
‫‪،‬ومفاتيم ممح المم ممذاق ‪،‬والتصم ممال البصم ممري ‪،‬وأنمم مماط الصم موات ‪،‬والتشم ممخيص الطم ممبي ‪،‬وأوضم مماع الجسم ممد‬
‫‪،‬واللغممات الصممورية والمكتوبممة ‪،‬والعلن والشممهار ‪،‬والسممينما والقصممة المصممورة والملصممقات ‪،‬وق مراءة‬
‫)‪(44‬‬ ‫اللوحات التشكيلية ‪.‬‬
‫‪ -10‬المصطلحات السائدة ‪:‬‬
‫تسود في هذا المجال العلمي الكمثير ممن المصمطلحات كمالحكم السميميائي والشمحنة السميميائية والنممو‬
‫السيميائي وغيرها ‪.‬ولكننا هنا نحصر حديثنا على أهمها ‪:‬‬
‫‪ -1‬العلمة ‪:‬‬
‫العلمة هي الصطلح المركزي في السيميائية ‪ .‬وتعنى السيميائية بالعلمة على مسممتويين‬
‫‪ .‬المسممتوى الول وجممودي ) أنطولمموجي ( ‪ ،‬و يعنممي بماهيممة العلمممة أي بوجودهمما وطبيعتهمما‬
‫وعلقتها بالموجودات الخرى التي تشمبهها والممتي تختلممفا عنهما ‪ .‬أمما المسمتوي الثمماني فهمو‬
‫‪(45) .‬‬ ‫مسممتوي تممداولي ) براغممماتي ( ‪ ،‬يعنممى بفاعليممة العلمممة وبتوظيفهمما فممي الحيمماة العمليممة‬
‫ومممن منطلممق هممذا التقسمميم نجممد أن السمميميائية اتجهممت اتجمماهين ل ينمماقض أحممدهما الخممر ‪،‬‬
‫التجم مماه الول يحم مماول تحديم ممد ماهيم ممة العلمم ممة ودرس مقوماتهم مما ‪ ،‬وقم ممد مهم ممد لهم ممذا المنحنم ممى‬
‫تشممارلز بيممرس ‪ ،‬أممما التجمماه الثمماني فيركممز علممي توظيممفا العلمممة فممي عمليممة التواصممل ونقممل‬
‫المعلومات ‪ ،‬وقد اعتمد هذا التجاه علي مقولت فرديناند ده سويسر ‪.‬‬
‫فالمستوى الول ‪:‬‬
‫يدرس السيميائية وفق ا لبعاد ثلثة ‪:‬‬
‫أ‪ -‬البعد النظمى السياقي ‪ :‬وهو يدرس الخصائص الداخليمة فمي منظوممة العلممات دون أن‬
‫ينظر في تفسيرها أي ينظر في بنية العلمات داخل المنظومة ‪.‬‬
‫ل( ‪.‬‬
‫)القصيدة مث ا‬
‫ب‪ -‬البعد الدللي ‪ :‬يهتم بالعلقة بين العلمة وبين مدلولتها فهو يدرس محتموى العلممات‬
‫والعلقة القائمة بين العلمة وتفسيرها وتأويلها من دون النظر إلي من يتداولها ‪.‬‬
‫ج‪ -‬البعممد التممداولي ‪ :‬يممدرس الصمملة بيممن العلمممة ومممن يتممداولها وتحممدد قيمممة هممذه العلمممة‬
‫‪(46) .‬‬ ‫من خلل مصلحة من يتداولونها‬
‫ونلحظ هنا أن البعد الدللي والسياقي لهما صلة بمسائل محددة من السمميميائية ‪ ،‬أممما البعممد‬
‫التممداولي فلممه علقممة بد ارسممة المسممائل السمميميائية الممتي تحتاجهمما علمموم معينممة مثممل سمميكلولوجيا‬
‫اللغممة )علممم النفممس اللغمموي ( وعلممم النفممس الجتممماعي ‪ .‬وفممي المسممتوي الثمماني ‪:‬نجممد أن دي‬

‫‪16‬‬
‫سوس ممير يع ممرفا العلم ممة بأنه مما " اتح مماد ل ينفص ممم بي ممن دال وم ممدلول وال ممدال تص ممور س مممعي‬
‫‪".‬‬ ‫يتشكل من سلسلة صوتية يتلقاها المستمع وتستدعي إلى ذهنه تصو ار ذهنيا مفهوميمما هممو المممدلول‬
‫أي هممي وحممدة ثنائيممة المبنممي ل يمكممن فصممل طرفيهمما أحممدهما عممن الخممر ‪ .‬فالعلمممة‬ ‫)‪(47‬‬

‫عنده نتاج لعملية نفسية ‪ .‬ولكن أكثر ممن طملور أفكممار دي سويسمر يممرون أن الممدال حقيقمة‬
‫ماديممة محسوسممة ل تقتصممر بالضممرورة علممي الصموات ‪ .‬ويمكممن للمممرء أن يختبرهمما بممالحواس ‪.‬‬
‫المممدلول ‪.‬‬ ‫وهذا المحسوس المادي يستدعي إلي ذهن الملتقي حقيقة أخمري محسوسمة هممي‬
‫فالعلمممة دالهمما ومممدلولها حقيقممة ماديممة محسوسممة تممثير فممي العقممل صممورة ذهنيممة ‪ ،‬ولكممن هممذه‬
‫الصممورة هممي صممورة ذهنيممة لشمميء موجممود فممي الواقممع ‪ ،‬لكممن فممي رأيهممم ‪ ،‬أن السمميميائية لتهتممم‬
‫بقضية الحقيقة والبطلن ‪ ،‬أي بمسألة مطابقة العلمة للواقع ‪ .‬إنما تكمممن القيممة السميميائية‬
‫فممي العلقممة القائمممة بيممن الممدال والمممدلول فقممط دون تجاوزهممما إلممي الشمميء الممذي تشممير إليممه‬
‫فه م ممذه العلق م ممة الثلثي م ممة تخ م ممرج م م ممن الس م مميميائية ال م ممي الدلل م ممة ‪ .‬وللعلق م ممة عن م ممد‬ ‫)‪(48‬‬ ‫العلم م ممة‬
‫السوسيريين خاصتان ‪ :‬الولي هي اعتباطية العلمة أي أن العلقة بيممن الممدال والمممدلول ل‬
‫تقوم علي علة من العلل المنطقية أو الطبيعية ‪ .‬والثانية ‪ :‬قيمة العلمة ‪.‬وتنشأ هممذه القيمممة‬
‫عم ممن سم ممببين ‪ :‬الول وظيفم ممة العلمم ممة والثم ممانى ‪ :‬أشم ممكال التشم ممابه والختلفا بينهم مما وبيم ممن‬
‫العلمممات الخممرى ) وهممي قيمممة مرتبطممة بماهيتهمما ( فالعلقممة بيممن الممدال والمممدلول عنممدهم ‪،‬‬
‫هممي علقممة اصممطلحية وهممي حاصممل اتفمماق بيممن المسممتعملين ‪ .‬ويمكممن لهممذا التفمماق " أن‬
‫نسممبيا خاصممة عنممدما يتعلممق المممر بالتواضممع )التفمماق( الضمممني‪ .‬وهممذا التواضممع‬ ‫مفهومما‬ ‫يكممون ضمممنيا أو ظاهريمما إوان بقممى‬
‫إذ يمكنممه أن يكممون قوي ما وجماعي ما ومرغم ما ومطلق ما كممما فممي إشممارات المممرور والممترقيم‬ ‫درج ممات‬

‫وتتممآلفا‬ ‫)‪(49‬‬ ‫الكيميممائي والجممبري ‪ ،‬ويمكممن أن يكممون قويم ا كممما فممي قواعممد الداب العامممة ‪".‬‬
‫العلمات فيما بينها وفق ا لنوعين من العلقات ‪:‬‬
‫أ‪ -‬العلقات النظمية السياقية ‪ .‬وتنبع قدرة العلمات علي التآلفا من محور ذي بعد واحممد‬
‫يجعل العلمات ترتبط بعضها بالبعض الخر في متتالية من العلمممات تنتمممي إلممي السممياق‬
‫نفسه ‪.‬‬
‫ب‪ -‬العلقات الستبدالية ‪ :‬وهي تنبع من قدرة العلمات علممي تشممكيل جمداول ترتبممط وحمدات‬
‫‪(50) .‬‬ ‫كل جدول فيما بينها ويمكن للواحدة أن تحل محل الخرى ؛ إذا تبدل السياق‬
‫إواذا بحثنمما عممن رأي عممالم آخممر غيممر دي سوسممير حممول العلمممة فممإن بمماختين العممالم الروسممي يممرى أن‬
‫العلمة ذات بعد ممادي واقعمي _خلفما _لمدي سوسمير المذي رآهما مجمردة ممن أي واقمع حسمي أو ممادي‬
‫‪.‬ولممم يكتممفا بممذلك بممل قممال أن العلمممة ل يمكممن فصمملها عممن اليممدولوجيا ‪،‬ول عزلهمما عممن التواصممل‬
‫)‪(51‬‬ ‫الجتماعي ذي الشكال المحسوسة كما ل يمكن عزل التواصل وأشكاله عن أسسه المادية‬

‫‪17‬‬
‫مما يدل على أهمية هذا المصطلح أ ن الكثيرين يسمممون همذا العلمم بعلمم العلممات وممن همؤلء بيممرس‬
‫المريكي الذي يميز بين أنواع العلمات فيقول إنها ثلثة أنواع هي ‪:‬‬
‫‪ -1‬العلمم ممة اليقونيم ممة ‪ Iconic Sign :‬مث ل الصم ممور والرسم مموم البيانيم ممة ‪،‬والخ ارئم ممط ‪،‬والنمم مماذج‬
‫والمجسمات ‪ .‬وهي التي بينها وبين ما تدل عليه محاكاة ‪،‬أي هي تحاكي ما تشممير إليممه ‪.‬وقممد تكممون‬
‫هذه المحاكاة عالية كما في الصور التلفزيونية ‪ .‬أو منخفضة كما في اللوحات السريالية والحلم‬
‫وبعض مفردات اللغة التي تحاكي معانيها كأ سماء الصوات ‪.‬‬
‫‪ -2‬العلمة الشارية ‪ Indexical Sign :‬وهي التي بينها وبين مدلولها تلزم مشهود مثل ‪:‬دللممة‬
‫الدخان على النار ‪،‬ودللة آثار الحيوانات عليها ‪،‬وكذلك آثار المجرمين ‪.‬‬
‫‪ -3‬الرمممز أو العلمممة الصممطلحية ‪Symbol‬وهممي ممما اتفممق عليممه مجموعممة مممن النمماس بنمماء علممى‬
‫اص ممطلح معي ممن ولي ممس بينه مما وبي ممن م مما ت ممدل علي ممه أي محاك مماة مث ممل ‪:‬إش ممارات الم ممرور والعلم ممات‬
‫)‪(52‬‬ ‫الموسيقية وكذلك الكلمات المفردة في أي لغة ‪.‬‬
‫للعلمات تصنيفات عدة من زوايا مختلفة ومما شهر من هذه التصنيفات ما يلي ‪:‬‬
‫واتصالية جمالية ‪.‬الولى مثالها ‪:‬الشممارات المروريممة‬ ‫إرادية وغير إرادية ‪،‬والرادية قسمان ‪:‬اتصالية‬
‫والعس ممكرية ‪،‬وأبم مواق الس مميارات ‪،‬والرش ممادات والتوجيه ممات والش ممهادات ‪.‬والثاني ممة مث ممل ‪:‬الص ممور الفني ممة‬
‫‪،‬والتماثيل ‪ ،‬والمقطوعات الفنية ‪.‬‬
‫أممما غيممر الراديممة فمنهمما ‪:‬الصمموتية كالسممعال ‪،‬والحركيممة كجريممان الممدم فممي العممروق ‪،‬والشممكلية كحممرة‬
‫)‪(53‬‬ ‫الخدود وتغير لون ا لشعر‬
‫ومممن زوايمما التصممنيفا هنمما أيضمما ‪ :‬تقسمميم العلمممات إلممى ‪ :‬أ ‪ -‬طبيعيممة أي تنتجهمما الطبيعممة كأصموات‬
‫الرعد والحفيفا والخرير وغيرها ‪،‬وكذلك حركات الشمجار والممواج وممر السمحاب ‪،‬وتشمكيلت النجموم‬
‫وأشممكال القمممر ‪،‬وروائممح الزهممور والنبممات والحشم مرات ‪،‬وطعمموم الموجممودات الطبيعيممة كممالفواكه وغيرهمما‬
‫‪.‬وكذلك ما يتصل بحاسة اللمس مثل ‪:‬ح اررة الجسام وملستها وخشونتها ‪.‬‬
‫ب‪ -‬صناعية وهي التي يصنعها النسان سواء كانت ذات طبيعة صوتية مثل ‪:‬الجراس والصممفارات‬
‫‪،‬أو حركيممة مثممل ‪:‬حركممة عقممارب السمماعة ‪،‬أو شممكلية كالض مواء الملونممة ‪،‬أوشمممية كممالعطور ‪،‬أو ذوقيممة‬
‫وهنمماك تصممنيفا آخممر بنممي علممى‬ ‫)‪9(54‬‬ ‫كالمشممروبات والطعمممة ‪،‬أو لمسممية كحم اررة الجهمزة أو برودتهمما‬
‫البس مماطة وال ممتركيب ‪،‬فالعلم ممة البس مميطة مث ممل إش ممارات الم ممرور إواش ممارات التحي ممة واليج مماب والرف ممض‬
‫‪.‬ومن أهم العلمات المركبة اللغة النسانية لن فيها أكمثر ممن مسمتوى واحمد ‪،‬بمدء بالصموت فالكلممة‬
‫‪.‬‬ ‫فالتركيب النحوي‬
‫‪ -1‬والعلمة عند بيرس هي ثلثية مكونة من ‪:‬‬
‫‪ -1‬الصورة ويقابلها الدال عند دي سوسير‪.‬‬
‫‪ -2‬مفسرة ويقابلها المدلول عند دي سوسير‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫‪ -3‬الموضوع وليس له مقابل عند دي سوسير ‪.‬‬
‫وهممي ثلثممة أن مواع هممي ‪:‬العلمممة النوعيممة الممتي ل يمكنهمما أن تتصممرفا حممتى تتجسممد ‪،‬والعلمممة العرفيممة‬
‫‪(55‬‬ ‫وهي المتواضع عليها ‪،‬والعلمة المتفردة وهي الشيء الموجود فعل أو الواقعة الفعلية )‬
‫ب‪ -‬المحايثة ‪:‬‬
‫شمماع هممذا المصممطلح فممي بدايممة سممتينات القممرن الماضممي ‪.‬ويعنممي التحليممل المحممايث عنممد البنيممويين "أن‬
‫سممياقاته‬ ‫النص ل ينظر إليه إل في ذاته مفصول عن أي شيء يوجد خارجه "فهي عزل النص عممن‬
‫المحيطممة ‪.‬ويممرى آخممرون أن "المحايثممة هممي رصممد لعناصممر ل تفرزهمما السمميرورة الطبيعيممة لسمملوك إنسمماني‬
‫)‪(56‬‬ ‫مدرج داخل المدى الزمني ‪".‬‬
‫فالتحليممل السممردي يشممار فيممه إلممى مفمماهيم ل تممدرك إل فممي إطممار علقتهمما بممه ‪.‬منهمما الدللممة الصممولية‬
‫ومسممتويات التحليممل والنممص ومسممتوياته ‪.‬و قممد اسممتفادت السمميميائيات السممردية مممن تحليممل المسممتويات‬
‫وأنممماط تشممكلها ‪.‬فتبلممورت الفكمرة الممتي تقمول بعممدم اكممتراث الدللممة للمممادة الحاملممة لهمما ‪ ،‬وأنمه ل دور لهممذه‬
‫مممن خلل‬ ‫المممادة فممي ظهورهمما وانتشممارها واسممتهلكها ‪.‬وهنمماك مممن يعطممي المحايثممة مضمممونا إلهيمما ‪.‬‬
‫القممول بمعرفممة محايثممة يمتلكهمما الم م ويسم مربها إلممى النسممان عممبر ألفمماظ ثلثممة ‪:‬هممي لفممظ القلممب واللفممظ‬
‫الممداخلي واللفممظ الخممارجي ‪" .‬فالمعرفممة مممن منظممور لهمموتي سممابقة فممي الوجممود علممى السمملوك النسمماني‬
‫و هكمذا ترتبممط المحايثممة‬ ‫)‪(57‬‬ ‫ومصدرها محفل متعال ‪،‬ول يقوم النسمان إل بتصمريفها فممي وقمائع بعينهما "‬
‫بنشاطين ‪:‬الول يحيل على كل ما هو موجود وثابت ‪،‬والثاني يتعلق بما يصدر عن كائن ما تعبي ار عممن‬
‫طبيعته الصلية ‪.‬‬
‫ج‪ -‬المعنى ‪:‬‬
‫قد يستعصى المعنى على تحديد معنى له‪.‬وقد ل يفرق الكثيرون بين المعنى والدللة ‪.‬ولكمن يجممد بعممض‬
‫العلماء فرقا كمبي ار بيمن الثنيمن ‪.‬مثل عبمد القماهر الجرجماني يفمرق بيمن المعنمى ومعنمى المعنمى ‪.‬فمالمعنى‬
‫عنده هو الذي تقودك له اللفماظ وحمدها وتصمل إليه بغيمر واسمطة ‪.‬أمما معنمى المعنمى فهمو أن تعقمل ممن‬
‫)‪(58‬‬ ‫اللفظ معنى ‪،‬ثم يفضي بك ذلك المعنى إلى معنى آخر ‪.‬‬
‫المعنى عند البعض معنيان ‪:‬المعنى الصطلحي الذي يتشكل من عناصر لغوية لم يط أر عليها‬
‫تغيير دللي ‪،‬والمعنى اليحائي ويتألفا من عناصر شكلية تحمممل دللت متعمارفا عليهما فمي مجموعمة‬
‫لسانية معينة ‪.‬‬
‫ويرى المعاصرون أن الصل واحد وهو المعنى الذي تدركه في الحاطة الولى ‪.‬أما معنى المعنى فهو‬
‫الدللممة الممتي تشممير إلممى السممياقات الممكنممة الممتي تشممتمل عليهمما العلمممة ‪.‬ول يفرقممون فممي ذلممك بيممن اللغممة‬
‫ووسائل التصال الخرى من إشارة أو طقوس أو غيرها ‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫د‪ -‬الدللة ‪:‬‬
‫مفهمموم الدللممة مفهمموم مركممزي ينتظممم حمموله النشمماط السمميميائي فممي مجملممه ‪.‬وهممي الناتممج الصممافي للمممادة‬
‫وهي وجهها المتحقمق أو هممي سمميرورة انتماج المعنمى ‪.‬ويمرى آخممرون أن السميميائية ل تبحممث عمن دللت‬
‫جمماهزة أو سممابقة علممى الممارسممة ‪ ،‬بممل هممي "بحممث فممي شممروط النتمماج والتممداول والسممتهلك ‪ .‬لن ممما‬
‫"يسممتهوي النشمماط السمميميائي ليممس المعنممى المجممرد والمعطممى لنممه مرحلممة سممابقة علممى النتمماج بممل هممو‬
‫)‪(59‬‬ ‫المعنى من حيث هو تحققات متنوعة ميزتها التمنع والستعصاء على الضبط "‬
‫وقد نظر العلماء العرب إلى دللة اللفظ في سياقين مختلفين ‪:‬السياق اللغوي ‪،‬والسياق التداولي ‪ .‬وذلممك‬
‫قبممل أن تظهممر مقممولت السمميميائيين والتممداوليين المعاصمرين بقممرون عديممدة ‪،‬يقممول عبممد القمماهر الجرجمماني‬
‫‪":‬وانك لتجد اللفظة الواحدة قد اكتسبت فيها فوائد حتى تراها مكررة في موضع ‪،‬ولها في كل موضع من‬
‫إ‬
‫تلممك المواضممع شممأن مفممرد ‪،‬وشممرفا منفممرد ‪...،‬ومممن خصائصممها الممتي تممذكر وهممي عن موان مناقبهمما ‪،‬أنهمما‬
‫تعطيك الكثير من المعاني باليسير من اللفظ حتى تخرج من الصدفة الدرر ‪،‬وتجني من الغصن الواحممد‬
‫)‪(60‬‬ ‫أنواعا من الثمر ‪".‬‬
‫فاللفظة كما نرى ل تستقر على دللة واحدة ‪،‬بل تتغير دللتها بتغير موقعهما ممن نسمق الجملمة ‪.‬وكمذلك‬
‫فممرق الصمموليون بيممن الدللممة الحقيقيممة والدللممة المجازيممة للغممة ‪.‬يقممول المممام الشمموكاني ‪:‬و"الحاصممل أن‬
‫اللفمماظ ق موالب المعمماني المسممتفادة منهمما ‪،‬فتممارة تسممتفاد منهمما مممن جهممة النطممق تص مريحا ‪،‬وتممارة مممن جهتممه‬
‫والمنطمموق يتعلممق بالحقيقممة والمعنممى الواضممح الممذي ل‬ ‫)‪(61‬‬ ‫تلويحا ‪.‬فالول المنطمموق ‪،‬والثمماني المفهمموم "‬
‫يحتاج إلى تدبر لصراحته ونفيمه لي تأويمل ‪،‬والمفهموم يفتمح المجممال أمممام النشمماط التمأويلي ‪ .‬وقممد كممانت‬
‫الدللممة هممي المصممطلح كممثير السممتعمال فممي الد ارسممات اللسممنية والنقديممة ‪.‬لن العمممال اللغويممة الولممى‬
‫المبكرة تعد من مباحث علم الدللة ‪.‬مثل تلك الدراسات المتعلقة بمعاني غريب القرآن ومجازه ‪،‬ومباحث‬
‫المشترك اللفظي والترادفا والشباه والنظائر ‪.‬‬
‫هـ‪ -‬التأويل ‪:‬‬
‫يعنممي التاويممل أخممذ المعنممى علممى غيممر معنممى الكلمممات بتجمماوز الظمماهر إلممى الخفممي ففممي الصممطلح‬
‫وتمداخل حمدوده فمي‬ ‫)‪(62‬‬ ‫‪":‬هوصرفا اللفظ عن المعنمى ال ارجمح إلمى المعنمى المرجموح لمدليل يقمترن به ‪".‬‬
‫كممثير مممن الحيممان مممع مصممطلحين آخريممن هممما ‪:‬الشممرح والتفسممير ‪.‬غيممر أنممه يمكننمما أن نزعممم أن معظممم‬
‫العلممماء قممد اسممتقروا علممى أن التفسممير خمماص بد ارسممة اللفمماظ والجمممل د ارسممة معجميممة ونحويممة ‪،‬وجعل موا‬
‫الشممرح جامعمما بيممن الد ارسممة الدلليممة والتفسممير وسممرد الخبممار ‪.‬غيممر أن علممماء الصممول جعل موا للتأويممل‬
‫شروطا منها ‪ :‬موافقته للغة واستناده على الدليل القوي ‪،‬وكونه جليا إذا اعتمد فيممه علممى القيمماس ‪،‬وقيممل‬
‫" )‪(63‬‬ ‫بل ل تأويل بالقياس أصل‬
‫وله ارتباط وثيق بمفهوم الدللة لن الكلمة ل تقفا عند حدود التعيين أي تحديمد الشميء المذي نحتمت‬
‫من أجله الكلمة ‪.‬بل تتخطى ذلك إلى سياقات ضمنية ليست أصلية تتعلق بالوضع الثقافي‬

‫‪20‬‬
‫وهناك إجماع على تعدد الدللت لكل من الكلمة ووسائل التصال غير اللسانية‪.‬‬
‫إن أي شممكل تعممبيري لممه لحظتممان ‪ :‬الولممى هممي لحظممة التعييممن المرجعممي المحايممد ‪.‬والثانيممة هممي لحظممة‬
‫إنتمماج الممدللت المرتبطممة بخصوصممية الفعممل ضمممن وضممع ثقممافي خمماص ‪.‬فممالول معنممى مباشممر وهممو‬
‫قاسممم مشممترك بيممن الممدللت الممتي تتبناهمما مجموعممة أ ممما الثمماني فهممو قيممم مضممافة هممي نتمماج للوضممع‬
‫الخاص ‪.‬يرتبط التأويل ارتباطا وثيقا بتصورنا عن الدللة وشروطها والشكال التي تتحقق فيها ‪.‬ذلممك‬
‫أن الكلمممة ل تقممفا عنممد حممدود التعييممن المحايممد بممل تشممتمل علممى سممياقات أخممرى قابلممة للتحييممن مممتى ممما‬
‫لمحها الفؤاد الذكي ‪.‬ولذلك يرى البعض فممي نممص ممما ‪،‬ممما ل يمراه كممثيرون ‪،‬ويممدركون معمماني ل يممدركها‬
‫الخممرون ‪.‬ففممي الكلمممة بالضممافة إلممى ممما يشممير إلممى المعنممى الصممل الممذي نحتممت مممن أجلممه ‪،‬ممما يشممير‬
‫أيضا إلى السياقات الضمنية غير الصلية ‪ .‬وهناك إجماع على تعدديمة الدللمة فمي كمل المسمتويات‬
‫‪:‬الكلمممة والجملممة والعبممارة والوقممائع غيممر اللسممانية أيضمما ‪.‬أ ي أن هنمماك لحظتممان تكتنفممان عمليممة تعييممن‬
‫المعنممى ‪،‬ففممي اللحظممة الولممى هممي تعييممن المرجممع أو الوجممود الصمملي الممذي تشممكله العناصممر المحممددة‬
‫للظ مماهرة نفس ممها ‪،‬ولحظ ممة ثاني ممة تنت ممج ال ممدللت المرتبط ممة بخصوص ممية ه ممذه الظ مماهرة ض مممن وض ممعها‬
‫الثقافي ‪.‬إذ يتم أول الشارة إلى المعنى المباشر وهو يمكن اعتباره قاسما مشتركا لكل الممدللت ‪،‬ومممن‬
‫ثم الشارة إلى القيم الناتجة من وضعها الخاص ثقافيا إوابلغيا ‪.‬‬
‫و‪ -‬التداولية وعلقتها بالسيميائية ‪:‬‬
‫أ‪ -‬تعريفها ‪:‬‬
‫أصبحت التداولية في السنوات الخيرة موضوعا مألوفا في اللسانيات وفممي الد ارسممات الدبيممة‬
‫بعد أن كانت السلة التي ترمى بها العناصر والمعلومممات الممتي ل يمكممن توصمميفها بممالدوات‬
‫اللسانية التقليدية ‪ .‬يقول جفري ليج بهذا الصدد‪" :‬ل نستطيع حقيقممة فهممم طبيعممة اللغممة ذاتهمما‬
‫إل إذا فهمنا التداولية ‪ :‬كيفا نستعمل اللغة في التصال " ‪.‬‬
‫تختلممفا التداوليممة )) ‪ ((Pragmatics‬عممن المممذهب الممذرائعي فممي الفلسممفة ) ‪( Pragmatism‬‬
‫مع ذلك يرى البعض في الخير مصد ار مممن مصمادر الول ويعممد مموريس أول مممن أعطممى‬
‫تعريفما للتداوليممة حيممث اعتبرهمما جم ازاء مممن السمميميائية عنممدما ميممز بيممن ثلثممة فممروع للسمميميائية‬
‫ه ممي ‪ :‬ال ممتركيب )النح ممو ( ويعن ممي ب ممه د ارس ممة العلق ممات الش ممكلية بي ممن العلم ممات ؛ والدلل ممة‬
‫ويعنمي بهما د ارسمة علقمة العلممات بالشمياء ؛ والتداولية ويعنمي بهما د ارسمة علقمة العلممات‬
‫و توجممد محمماولت حديثممة لربممط ممما طرحممه ممموريس بالسممياق الممذرائعي لجممالس‬ ‫)‪(64‬‬ ‫بمؤوليهمما ‪2.‬‬
‫بيممرس ‪ .‬وخصوصما مفهمموم بيممرس عممن العلمممة والفكممر ‪ .‬يقممول بيممرس " ل نملممك القممدرة علممى‬
‫)‪(65‬‬ ‫التفكير بل علمات "‬

‫‪21‬‬
‫وتبلن ممى بي ممرس عقي ممدة ) العلم ممة الفك ممر ( وه ممي منه ممج للتأك ممد م ممن مع مماني الكلم ممات الص ممعبة‬
‫والتصورات التجريدية ‪.‬‬
‫لق ممد س ممارت التداولي ممة من ممذ ذل ممك ال مموقت ف ممي اتج مماهين هم مما ‪ :‬الد ارس ممات اللس ممانية والد ارس ممات‬
‫الفلسفية ‪ .‬ففي التجاه الول استعملت التداوليمة بوصممفها جممزاء ممن السمميميائية اللسمانية وليممس‬
‫بعلقته مما بأنظم ممة العلم ممات عمومم م ا ‪ .‬وم مما يم مزال ه ممذا المنح ممى اللس مماني قائمم م ا لح ممد الن ف ممي‬
‫اللسمانيات الوربيمة ‪ ،‬أمما فمي الد ارسمات الفلسمفية وخصوصم ا فمي إطمار الفلسمفة التحليليمة ‪ ،‬فقمد‬
‫خضممع مصممطلح التداوليممة إلممي عمليممة تضممييق فممي مجمماله ‪ .‬وقممد كممان للفيلسمموفا والمنطقممي‬
‫كارناب دوره ‪ ،‬فقد ساوى بين التداولية والسيمياء الوصفية ‪.‬‬
‫لكممن ممما يهمنمما منممه ‪ ،‬اتجمماه معظممم التفسمميرات اللسممانية لتكممون داخليممة بمعنممى أن السمممة اللغويممة‬
‫تفسممر بالشممارة إلممي سمممة لغويممة أخممري أو إلممي جموانب معينممة مممن داخممل النظريممة ‪ ،‬وظهممرت‬
‫الحاجة إلي تفسير ذي مرجعية خارجية وهنا ظهرت الوظيفية اتجاه ا ممهدا للتداولية ‪.‬‬
‫ب‪ -‬العلقة بين التداولية والسيميائية ‪:‬‬
‫يمكممن تقسمميم التداوليممة العامممة إلممي اللسممانيات التداوليممة والتداوليممة الجتماعيممة فممالولى يمكممن‬
‫تطبيقهمما فممي د ارسممة الهممدفا اللسمماني مممن التداوليممة ‪ -‬المصممادر الممتي توفرهمما لغممة معينممة لنقممل‬
‫أفعممال إنجممازيه معينممة ‪ -‬والثانيممة تعنممى بالشممروط والظممروفا الكممثر محليممة المفروضممة علممى‬
‫السممتعمال اللغمموي وهممو حقممل أقممل تجريممدا مممن الول ‪ .‬فالتداوليممة تممدرس المعنممي فممي ضمموء‬
‫علقتممه بموقممفا الكلم ‪ .‬والموقممفا الكلمممي يشممتمل علممي ج موانب عديممدة يمكممن أن نجمعهمما‬
‫فيما يلي ‪:‬‬
‫أ‪ -‬المخاطبين ) فتح الطماء ( والمخاطبين ) كسر الطماء ( ‪ :‬وهم المتحدثون والمسممتمعون ‪.‬‬
‫وينبغي هنما التمييمز بيمن المسمتلم والمخماطب فمالول شمخص يتلقمى ويؤول الرسمالة فمي حيمن‬
‫أن الثاني شخص مستلم مقصود للرسالة ‪.‬‬
‫ب‪ -‬س ممياق التفم ملوه ‪ :‬للس ممياق ع ممدد م ممن التعريف ممات ‪ ،‬فه ممو ينط مموي عل ممى الجم موانب الفيزيائي ممة‬
‫والجتماعيممة ذات الصمملة بممالتفلوه ‪ ،‬وينظممر إليممه فممي التداوليممة علممى أنممه المعرفممة القبليممة الممتي‬
‫يفترض أن يشترك بها المتحلدث والسامع ‪ ،‬وتسهم في تأويل الخير لما يقصده الول ‪.‬‬
‫هممدفا التفملوه ‪ :‬تتحممدث التداوليممة اللسممانية خصوصم ا عممن الهممدفا أو الوظيفممة‬ ‫‪-5‬‬
‫بدلا من ؛ المعني المقصود ‪ .‬والكلمة )هدفا ( أكثر حيادية من كلمة )القصد (‪.‬‬
‫د ‪ -‬الفعل ألنجازي ‪ :‬تتناول التداوليمة الفعمال اللفظيمة أو الداء المذي يحصمل فمي مواقمفا‬
‫معينممة ‪ ،‬فممي حيممن يتنمماول النحممو كيانممات مجممردة مثممل الجمممل ‪ .‬إذن فالتداوليممة تتعامممل مممع‬
‫اللغة على مستوى أكثر ملموسية من النحو والدللة ‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫هم ‪ -‬التفلوه بوصمفه نتاجم ا ‪ :‬تشمير مفمردة تفملوه فمي التداوليمة إلمى نتماج فعمل اللفمظ بمدلا ممن‬
‫الفعل اللفظي نفسه ‪(66) .‬‬

‫أممما أهممم الموضمموعات الممتي تعالجهمما التداوليممة لسممانيا المفممردات التأشمميرية الممتي يمكممن تقسمميمها‬
‫إلممي شخصممية ‪ ،‬وزمانيممة ومكانيممة وخطابيممة واجتماعيممة ؛ فضم ملا عممن التضمممينات المحادثيممة‬
‫والقتضاء والمعاني الحرفية والمعماني السممياقية ‪ ،‬وأفعممال الكلم وتصمنيفاتها وتحليممل الخطماب‬
‫وتحليل المحادثة وغيرها الكثير من الموضوعات ‪.‬‬
‫فالتداولية تمتلك إمكانات تطبيقية في حقمل الدب المذي ل يتطلمب مسمائل تطبيقيمة محضمة‬
‫؛ وتفيد التداولية بوصفها منهجا لحل المسائل فمي اللسممانيات التطبيقيمة وفمي تفاعممل النسمان‬
‫واللة ‪ ،‬وفي الصعوبات التصالية التي تظهر في اللقاءات التي ل يتواجه فيها المتصلون‬
‫‪ .‬وهنمماك نمموع مممن التفاعممل بيممن التداوليممة واللسممانيات الجتماعيممة فممي حقممول اهتمممام مشممترك‬
‫فقم ممد أسم ممهمت الخيم مرة فم ممي مجم ممالت معينم ممة مم ممن التداوليم ممة وخصوصم م ا فم ممي تحليم ممل المحادثم ممات‬
‫والخطماب والدوار الجتماعيممة ودورهمما فمي تحديممد صميغ المخاطبمة ‪ .‬فضملا عمن ذلممك تمتلممك‬
‫التداوليمة علقممات مهمممة وحيويمة مممع اللسمانيات النفسممية فهنماك علقمة بينهمما وبيمن علممم النفممس‬
‫الدراكي وخصوص ا نظريات معالجة إوانتاج اللغة وتطور مفاهيم القوة النجازية والتضمممينات‬
‫والفتراضات السابقة ‪.‬‬
‫إن السمميميائية هممي تسمماؤلت حممول المعنممى ‪.‬وهممي د ارسممة للسمملوك النسمماني باعتبمماره حالممة ثقافيممة ‪.‬لن‬
‫السمملوك ل يمكممن أن يكممون دال إل إذا كممان وراءه قصممد ممما ‪.‬فالتسمماؤل عممن المعنممى تسمماؤل عممن معنممى‬
‫النشاط النساني وعن معنى التأريخ ‪.‬‬
‫وفي نهاية هذه الورقة أقول إني قد وجدت كلمة "سيماهم "قد وردت ست مرات في القرآن الكريم ‪،‬وذلك‬
‫في اليات التالية ‪:‬‬
‫‪ -1‬الية ‪273‬من سورة البقرة ؛ومنها ‪" :‬تعرفهم بسيماهم ل يسألون الناس إلحافا "‬
‫‪ -2‬الية ‪ 46‬من سورة العرافا وفيها ‪" :‬وعلى العرافا رجال يعرفون كل بسيماهم"‬
‫‪" :‬ونادى أصحاب العرافا رجال يعرفونهم‬ ‫‪ -3‬الية ‪ 48‬من سورة العرافا ؛ وفيها‬
‫بسيماهم "‬
‫‪ -4‬الية ‪ 30‬من سورة محمد ؛وفيها ‪ " :‬ولو نشاء لريناكهم فلعرفتهم بسيماهم "‬
‫‪ -5‬الية ‪ 29‬من سورة الفتح وفيها ‪" :‬سيماهم في وجوههم من أثر السجود "‬
‫‪ -6‬الية ‪ 41‬من سورة الرحمن وفيها ‪" :‬نعرفا المجرمين بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والقدام "‬
‫وقد وردت الكلمة مقصورة كما رأينا ‪،‬ولكن الذي أثار انتباهي حقمما هممو ارتباطهمما بممالتعرفا ‪.‬فخمممس مممن‬
‫اليات الست وردت فيها الكلمات التالية ‪:‬‬

‫‪23‬‬
‫تعرفهم –يعرفون‪-‬يعرفونهم –فلعرفتهم –نعرفا ‪.‬أما الية السادسة فلم يرد فيها فعل دال على التعرفا‬
‫صريحا ‪،‬ولكنه مفهوم من معنى الية ‪.‬‬
‫؛واعلم بأنهمما مسممتخدمة فممي‬
‫‘ن اليات دعوة صريحة لستخدام السيما للتعرفا على النسان فممي الممدنيا إ‬
‫الخمرة ‪،‬فممالمؤمنون حقمما يعرفمون بسمميماهم الممتي منهمما أنهممم ل يسممألون النماس إلحافما كممما أن للسمجود أثمره‬
‫فممي وجمموههم ‪ .‬والمنممافقين كممذلك يعرفممون بسمميماهم الممتي منهمما لحممن القممول هممذا فممي الممدنيا ‪.‬أممما فممي الخمرة‬
‫فأصحاب العرافا يعرفون الممؤمنين والكممافرين كل بسميماهم ‪،‬وينممادونهم فيحمدثوهم حمديث العمارفا لممن‬
‫يحدث كل بسيماهم ‪.‬وقد نسب ال جل جلله لذاته العلية ؛أنمه يعمرفا المجرميمن بسميماهم فيجمازيهم بمما‬
‫فعلوا أخذا بنواصيهم وأقدامهم ‪.‬‬
‫أيمكن أن أقترح بناء علممى تلممك التممأملت فممي اليمات الكريممة أن يسممى علمم السميميائية "علممم التعمرفا "‬
‫لتكون السيما أهم مصطلحاته ؟‬

‫‪24‬‬
‫نتائج الورقة ‪:‬‬
‫‪ .1‬هناك اختلفا كبير في المصطلحات المتداولة لتسمية هذا العلم ‪ ،‬ولكن السيمياء كلمة‬
‫عربية وخفيفة الوقع وهي موافقة تمام ا لمعنى )العلمة( التي هي محور هذا العلم في‬
‫صورته المعاصرة كما ورد ذلك في المعاجم العربية والجنبية‪.‬‬
‫‪ .2‬ملر علم السيمياء بمراحل عديدة فقد بدأ مختلط ا بكثير من العلوم كالسحر ‪ ،‬والكيمياء‬
‫والطب ‪ ،‬وفي كثير من الحضارات – ومن بينها العربية والسلمية‪ .‬ولكنه تمكن أخي ار من‬
‫التميز والتفرد بوصفه العلم الذي يبحث عن معنى العلقات اللغوية وغير اللغوية وسط‬
‫الحياة الجتماعية‪.‬‬
‫‪ .3‬للمسلمين إسهامات جليلة في هذا العلم فقد وردت كلمة )سيما( وبعض مشتقاتها في القرآن‬
‫عدة مرات مقرونة بالتعرفا والمعرفة ‪ ،‬ووردت أيض ا في الشعر العربي‪ .‬بينما تناول الكثير‬
‫من علماء العربية العظام الموضوعات التي صارت تعرفا اليوم بالمباحث السيميائية ومن‬
‫هؤلء ‪ ،‬ابن سيناء وابن خلدون وعبد القاهر الجرجاني والجاحظ وغيرهم‪.‬‬
‫‪ .4‬تعود الصول الفكرية للسيميائية لصول الفكر اليوناني والسلمي والمنطقي التداولي‬
‫والوضعي والتجريبي وأخي ار اللسانيات البنيوية والتحويلية‪.‬‬
‫‪ .5‬من مبادئي السيميائية التفكيك والتركيب والتحليل المحايث والبنيوي‪.‬‬
‫‪ .6‬للسيميائية اتجاهان رئيسان ‪ :‬أمريكي وفرنسي ‪ ،‬ونوعان رئيسان هما ‪ :‬سيمياء التواصل‬
‫والبلغا ‪ ،‬وسيمياء الدللة ولكل منهما أشكال عديدة‪.‬‬
‫‪ .7‬يرى دي سوسير وتلميذه أن اللسانيات جزء من السيمياء بينما يرى البعض أن اللسانيات‬
‫هي أصل السيمياء‪.‬‬
‫‪ -8‬يستعمل العلماء في هذا المجال عددا من المصطلحات أهمها – العلمة ‪ ،‬والدال والمدلول‬
‫)الدللة( والتأويل والمحايثة والمعنى وغيرها‪.‬‬
‫العلمة هي محور هذا العلم إذ استفاض في الحديث عنها العلماء فعرفوها ووصفوا‬ ‫‪‬‬
‫أنواعها وبينوا علقاتها وصفوها بالعتباطية وقلبوا تقسيمها على وجوه عدة‪.‬‬
‫تعد اللغة وآدابها أخصب مجالت التطبيق السيميائي ‪ ،‬ذلك أن العلمة اللغوية‬ ‫‪‬‬
‫هي أهم العلمات و يجري قياس العلمات غير اللغوية عليها‪.‬‬
‫للسيميائية استخدامات عديدة منها ‪ :‬كشفا الكذب والشهار والعلن والسينما‬ ‫‪‬‬
‫والقصص المصورة وقراءة اللوحات التشكيلية ‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫الفهارس ‪:‬‬
‫‪ .1‬صديق القنوجي ‪ ،‬أبجد العلوم ج ‪ ،‬الطبعة الولى ص ‪.392‬‬
‫‪ .2‬التهانوي ‪ ،‬كشافا اصطلحات الفنون ‪.999 /1‬‬
‫‪ .3‬ابن منظور لسان العرب مادة )سوم(‪.‬‬
‫‪The American HeritageR Dictionary of the English Language , .4‬‬
‫‪Fourth Edition copyright C2000 by Houghton Mifflin company.‬‬
‫‪Updated in 2009. Published by Houghton Mifflin company. All‬‬
‫‪.rights reserved‬‬
‫‪ .5‬إبراهيم صدق‪/‬السيميائية اتجاهات وأبعاد ‪ ،‬محاضرات الملتقى الوطني الول السيمياء‬
‫والنص الدبي ‪ ،‬ص ‪.77‬‬
‫‪ .6‬عبدالرحمن جبران ‪) :‬مفهوم السيميائيات( ‪ ،‬الحوار الكاديمي والجامعي ‪ ،‬العدد الول‬
‫يناير ‪1988‬م ‪ ،‬ص ‪.7‬‬
‫‪ .7‬جميل حمداوي ‪ ،‬مدخل إلى المنهج السيميائي ‪ ،‬نقلا عن جان كلود كوكيه وكتابه‬
‫بالفرنسية‪ .‬مجلة عالم الفكر ‪،‬الكويت ‪،‬المجلد الثالث مارس ‪1997‬م نسخة إلكترونية‬
‫‪ .8‬أنور المرتجى ‪ ،‬سيميائية النص الدبي ‪ ،‬أفريقيا الشرق ‪ ،‬الدار البيضاء ‪ ،‬ط ‪1987 1‬م‬
‫ص ‪.3‬‬
‫‪ .9‬بيبر غيرور ‪ :‬السيمياء ترجمة ‪ :‬أنطون أبن زيد ط ‪1984 ، 1‬م ‪ ،‬منشورات عويدات ‪،‬‬
‫بيروت لبنان ص ‪.50‬‬
‫‪ .10‬فيردناند دي سوسير ‪ ،‬محاضرات في علم اللسان العام ‪ ،‬ترجمة عبدالقادر قنيني ط ‪، 1‬‬
‫‪1987‬م ‪ ،‬أفريقيا الشرق ‪ ،‬الدار البيضاء ‪ ،‬ص ‪.88‬‬
‫‪ .11‬جميل حمداوي ‪ :‬مدخل إلى المنهج السيميائي ‪ ،‬مجلة عالم الفكر اللكترونية العدد‬
‫الثالث‬
‫‪ .12‬فرديناند دي سوسير ‪ :‬محاضرات في اللسانيات العامة ص ‪.87‬‬
‫‪ .13‬ميشال أريفية وجون كلود جيرو ‪ :‬السيميائية أصولها وقواعدها ترجمة رشيد بن‬
‫مالك مراجعة وتقديم عزالدين المناصرة ص ‪.29 ، 28‬‬
‫‪ .14‬ابن الثير ‪ ،‬النهاية في غريب الحديث والثر ‪ ،‬تحقيق طه أحمد الزاوي ومحمود‬
‫محمد الطناجي ‪ ،‬المكتبة العلمية – بيروت – د‪.‬ت ‪ 1‬ص ‪.76‬‬
‫‪ .15‬الجاحظ ‪ ،‬البيان والتبيين ج ‪ 1‬ص ‪.76 ، 75‬‬
‫‪ .16‬الجاحظ ‪ ،‬البيان والتبيين ج ‪ ، 1‬ص ‪ ، 81‬أبوخلل العسكري ‪ :‬كتاب الصناعتين ‪،‬‬
‫ص ‪ 14‬ونسب فيه القول إلى الرياشي ‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫‪ .17‬العقد الفريد‪/‬ابن عبد ربه ج ‪ 1‬ص ‪ – 317‬أحمد بن محمد‪ .‬تحقيق أحمد أمين‬
‫وآخرين ‪ ،‬دار الكتاب العربي بيروت ‪1964‬م –‬
‫‪ .18‬سورة محمد الية ‪.30‬‬
‫‪.19‬الراغب الصفهاني ‪ :‬عماد الدين الكاتب مفردات غريب القرآن ‪ ،‬تحقيق محمد سيد‬
‫كيلني دار المعرفة – بيروت د‪ .‬ت ص ‪.450‬‬
‫‪ .20‬سورة النحل الية ‪.10‬‬
‫‪ .21‬الراغب الصفهاني ‪ ،‬مفردات غريب القرآن ص ‪251‬‬
‫‪ .22‬ابن منظور ‪ ،‬لسان العرب مادة )سوم(‪.‬‬
‫‪ .23‬انظر تقديم عزالدين مناصرة لكتاب ‪ ،‬ميشال أريفيه جان لكود جيرو ‪ :‬السيميائية‬
‫أصولها وقواعدها ‪ ،‬ترجمة رشيد بن مالك ‪ ،‬مراجعة وتقديم عزالدين المناصرة‬
‫منشورات الختلفا الجزائر ‪2003‬م ص ‪.23‬‬
‫‪ .24‬مقدمة ابن خلدون – الجزء الول‪،‬الطبعة الثالثة ‪،‬دار نهضة مصر ‪1979‬م‪ ،‬ص ‪556‬‬
‫‪ .25‬عادل فاخوري ‪ ،‬علم الدللة عند العرب ‪ ،‬دراسة مقارنة مع السيمياء الحديثة ‪ ،‬دار‬
‫الطليعة ‪ ،‬بيروت ط ‪1994 2‬م ص ‪.70‬‬
‫‪ .26‬ميكل إفيتش ‪ :‬اتجاهات البحث اللساني ‪ :‬ترجمة سعد عبدالعزيز مصلوح ‪ ،‬وفاء‬
‫كامل فايد ‪ ،‬المجلس العلى للثقافة ‪ ،‬الهيئة العامة لشؤون المطابع الميرية ‪، 2000‬‬
‫ص ‪.352‬‬
‫‪ .27‬د‪ .‬بشير كاوريريت ‪ ،‬مناهج النقد الدبي المعاصر دراسة في الصول والملمح‬
‫والشكالت النظرية والتطبيقية‪ .‬الهيئة المصرية العامة للكتاب ‪ ، 2008‬ص ‪.130‬‬
‫‪.28‬دز بشير كاوريريت مناهج النقد الدبي‪.‬ص ‪131‬‬
‫‪ .29‬انظر تقديم مازن الوعر لكتاب ‪ :‬بيير جيرو ‪ :‬علم الشارة )السيميولوجيا ترجمة‬
‫منذر عياش ‪ ،‬دار طلس للدراسات والترجمة والنشر دمشق ‪1998‬م ص ‪21– 9‬‬
‫‪ .30‬سي از قاسم ‪ ،‬نعيم حامد أبوزيد ‪ :‬أنظمة العلمات – مقالت مترجمة ودراسات‬
‫إلى السيمو طبقا ‪ ،‬دار ابياس العصرية – القاهرة ‪1986‬م ص ‪14‬‬ ‫مدخل‬
‫‪ .31‬جميل حمداوي ‪ ،‬مدخل إلى المنهج السيميائي ‪،‬مجلة عالم المعرفة‬
‫‪ .32‬محمد السرغيني – محاضرات في السيميولوجيا ‪ ،‬دار الثقافة الدار البيضاء ‪ ،‬ط ‪، 1‬‬
‫‪1987‬م ص ‪.55‬‬
‫‪ .33‬مبارك حنون ‪ :‬دروس في السيميائيات ‪ ،‬ط ‪1987 ، 1‬م ‪ ،‬دار توبقال للنشر الدار‬
‫البيضاء – ص ‪.85‬‬
‫‪ .34‬جميل حمداوي ‪ ،‬سيميولوجيا التواصل وسيميولوجيا الدللة ؛ديوان العرب فبراير ‪2007‬م‬

‫‪27‬‬
‫‪ .35‬جميل حمداوي ‪،‬سيميولوجيا التواصل‪ ،‬الصفحة نفسها‬
‫‪ .36‬د‪ .‬بشير كاوريربت ‪ ،‬مناهج النقد الدبي المعاصرص ‪139‬‬
‫‪ .37‬ميشال أريفيه وجان كلود ‪،‬السيميائية أصولها وقواعدها ‪،‬ترجمة رشيد بن مالك ص ‪26‬‬
‫‪ .38‬أعمال ملتقى )الدب الجزائري في ميزان النقد( السيميائية والنص الدبي معهد‬
‫اللغة والدب العربي ‪ ،‬جامعة عناية ‪1995‬م ص ‪.10‬‬
‫‪ .39‬رولن جادن ‪ :‬مبادئي في علم الدلة ‪ ،‬ترجمة محمد البكري – دار قرطبة للنشر‬
‫بالدار البيضاء الطبعة الولى ‪1986‬م‪.‬‬
‫‪ .40‬مارسيلود اسكال ‪ :‬التجاهات السيميولوجية المعاصرة ‪ ،‬ترجمة حميد حمداني‬
‫وآخرين الطبعة الولى ‪1987‬م ‪ ،‬دار أفريقيا الشرق ‪ ،‬الدار البيضاء‪.‬‬
‫‪ .41‬ابن منظور ‪ ،‬لسان العرب مادة )عنن(‪.‬‬
‫‪ .42‬داولية عند العلماء العرب ‪،‬دراسة للدكتور مسعود الصحراوي‬
‫‪ .43‬سورة محمد الية ‪.30‬‬
‫‪ .44‬عادل فاخوري ‪ :‬تيارات في السيمياء ‪ ،‬دار الطليعة للطباعة والنشر بيروت الطبعة‬
‫الولى ‪1990‬م ص ‪11-8‬‬
‫‪:‬‬ ‫‪ .45‬الدكتور رضوان قضماني ‪،‬السيميولوجيا والسيموتيك ‪،‬مقال منشور على الموقع‬
‫‪www.jamalya.com‬‬
‫‪ .46‬د‪ .‬بشير كاوربريت ‪ ،‬مناهج النقد الدبي المعاصر ص ‪136‬‬
‫‪ .47‬عبدال الغذامي – تشريح النص ‪ ،‬دار الطليعة للطباعة والنشر بيروت لبنان ط ‪1‬‬
‫سبتمبر ‪1987‬م ص ‪12‬‬
‫‪ .48‬فرديناند دي سوسير ‪ ،‬مبادئ اللسانيات الحديثة وعلم العلمات؛المكتبة الكاديمية ‪2000‬‬
‫‪.‬ص‬
‫‪ .49‬موقع سعيد بنكراد – صفحة المؤلفات السيميائيات مناهيجها وتطبيقاتها‪ .‬الفصل‬
‫الول ‪ :‬السيميائيات وموضوعها‪.‬‬
‫‪ .50‬فريد امعضشو – المنهج السيميائي ‪ /Ould bost ami Q 18:12‬موقع إكتروني‪.‬‬
‫‪ .51‬ميشال أريفيه وجون كلود جيرو ‪ ،‬السيميائية أصولها وقواعداها ترجمة رشيد بن‬
‫مالك ‪ ،‬مراجعة وتقديم ‪ ،‬عزالدين المناصرة ص ‪27‬‬
‫‪ .52‬السيميائية والسيميولوجيا عند بيرس ودي سوسير – منتديات الشرق أون لين –‬
‫موقع إكتروني‪.‬‬
‫‪ .53‬أميبر توايكيو – ترجمة سعيد بنكراد المركز الثقافي العربي ‪ 2000‬ص ‪122‬‬

‫‪28‬‬
‫‪ .54‬انظر عبدال إبراهيم وآخرون ‪ :‬في معرفة الخر مدخل إلى المناهج النقدية‬
‫الحديثة – ص ‪.78‬‬
‫‪ .55‬معجم السيميائيات – سعيد بنكراد‪،‬موقع سعيد بنكراد‬
‫‪ .56‬التداولية ومنزلتها في النقد الحديث والمعاصر ‪،‬الستاذ رخور أ محمد ‪،‬مجلة‬
‫علمات ‪،‬موقع سعيد بنكراد اللكتروني العدد ‪1999-12‬م‬
‫‪ .57‬عبدالقاهر الجرجاني ‪ ،‬اسرار البلغة ‪ ،‬دار المنار الطبعة الثالثة ‪1372‬هم ‪ ،‬ص‬
‫‪ .58‬سعيد بنكراد – معجم السيميائيات‪ .‬موقع سعيد بنكراد‬
‫‪ .59‬عبدالقاهر الجرجاني ‪ ،‬أسرار البلغة ‪ ،‬المنار ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪137 ،‬هم ص ‪.33‬‬
‫‪ .60‬محمد بن علي الشوكاني ‪ :‬إرشاد الضمول ص ‪.178‬‬
‫‪ .61‬محمد مفتاح ‪ ،‬التلقي والتأويل ص ‪.141‬‬
‫‪ .62‬الشوكاني ‪ ،‬إرشاد الفحول ص ‪.177‬‬
‫‪ .63‬السيميولوجيا ودي سوسير ‪،‬دراسة منشورة على الموقع ‪www.etudiantz.com‬‬
‫‪ .64‬التداولية عند العلماء العرب دراسة تداولية لظاهرة " الفعال الكلمية " ‪ ،‬في التراث‬
‫اللساني العربي د‪ .‬مسعود صحراوي ص ‪) 14‬الموقع(‬
‫‪ .65‬د‪ .‬حسين خمري ‪ ،‬نظرية النص من بنبة المعنى إلى السيميائية الدال – منشورات‬
‫الختلفا الدار العربية للعلوم ناشرون ص ‪ – 182 -162‬وانظر كذلك عدنان بن‬
‫ذريل ‪ :‬اللغة والدللة ‪ ،‬آراء ونظريات ص ‪.51250‬‬
‫‪:‬‬ ‫‪ .66‬التداولية ظهورها وتطورها ‪،‬دز عادل الثامري ‪،‬مقال منشور على الموقع‬
‫‪www.dorob.com‬‬

‫‪29‬‬

You might also like