302 1175 1 PB

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 26

‫واقع تطبيق معايري التدقيق الداخلي‬

‫يف الشركات اجلزائرية دراسة ميدانية‬


‫على جمموعة من الشركات‬

‫د‪ .‬صاحلي حممد يزيد‬

‫تاريخ التسليم‪2014 /7 /27 :‬م‪ ،‬تاريخ القبول‪2014 /11 /10 :‬م‪.‬‬


‫جامعة محمد خيضر بسكرة‪ /‬الجزائر‪.‬‬

‫‪271‬‬
‫واقع تطبيق معايير التدقيق الداخلي في الشركات اجلزائرية‬
‫د‪ .‬صاحلي محمد يزيد‬ ‫دراسة ميدانية على مجموعة من الشركات‬

‫ملخص‪:‬‬
‫تهدف هذه الدرا�سة �إىل التعرف �إىل مدى تطبيق معايري التدقيق الداخلي يف ال�رشكات‬
‫اجلزائرية‪ ،‬وذلك من خالل حتديد درجة توافق ممار�سة مهنة التدقيق الداخلي يف هذه‬
‫ال�رشكات مع املعايري الدولية للتدقيق الداخلي‪ ،‬كذلك ت�أثري املتغريات املتعلقة بن�شاط‬
‫التدقيق الداخلي واملتغريات ال�شخ�صية للمدققني الداخليني‪  ،‬ومدى االلتزام بتطبيق هذه‬
‫املعايري‪ ،‬من ثم تقدمي التو�صيات املالئمة لرفع م�ستوى تطبيق معايري التدقيق الداخلي يف‬
‫ال�رشكات اجلزائرية‪ .‬ولتحقيق �أهداف الدرا�سة واختبار الفر�ضيات‪� ،‬أُعدت ا�ستبانة تت�ضمن‬
‫جمموعة من الأ�سئلة تعالج مو�ضوع الدرا�سة وحتليل النتائج عن طريق ا�ستخدام برنامج‬
‫الرزمة الإح�صائية للعلوم االجتماعية ‪ .SPSS‬حيث وزعت ‪ 70‬ا�ستبانة على املدققني‬
‫الداخليني و�إدارة املالية واملحا�سبة‪ ،‬وكانت ‪ 60‬منها قابلة لال�ستعمال‪ .‬وتو�صلت الدرا�سة‬
‫�إىل �أن ممار�سة التدقيق الداخلي يف ال�رشكات اجلزائرية حمل الدرا�سة تتوافق �إىل حد كبري‬
‫مع املعايري الدولية للتدقيق الداخلي‪ ،‬و�أن املتغريات املتعلقة ب�أفراد العينة‪ ،‬وكذا املتعلقة‬
‫بن�شاط التدقيق الداخلي لها ت�أثري ذو داللة �إح�صائية على تطبيق وظيفة التدقيق الداخلي‬
‫بهذه ال�رشكات‪.‬‬
‫الكلمات الدالة‪:‬‬
‫التدقيق الداخلي‪ ،‬معايري التدقيق الداخلي الدولية‪ ،‬ال�رشكات اجلزائرية‪ ،‬الرقابة‬
‫الداخلية‪.‬‬

‫‪272‬‬
2016 ‫ حزيران‬- )5( ‫ ع‬- ‫ اجمللد الثاني‬- ‫مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات اإلدارية واالقتصادية‬

The Reality of Internal Audit Standards Application within


Algerian Companies: A Field Study on a Group of Companies

Abstract:
This study aims to explore the extent of internal audit standards
application within the Algerian companies by identifying the degree of
coherence between the internal audit practices within these companies and
the international internal audit standards, and the effect of the personal
variables related to the internal auditors and the activity itself on application.
At the end of the paper there are recommendations to raise the level of internal
audit standards application.
To achieve the study goals and to test the hypotheses, a questionnaire
was made and analyzed by SPSS after receiving the necessary data. 70
copies were distributed on internal auditors, finance and accounting officers
in those companies. 60 copies of what was distributed were returned. The
study found that the internal audit practices in the Algerian companies
under study conform to a large extent with the international internal audit
standards, and that variables related to the auditing personal and activity
have a statistically significant impact on the application of the internal
audit function in those companies.
Keywords:
The internal audit, internal audit international standards, Algerian
companies, internal control.

273
‫واقع تطبيق معايير التدقيق الداخلي في الشركات اجلزائرية‬
‫د‪ .‬صاحلي محمد يزيد‬ ‫دراسة ميدانية على مجموعة من الشركات‬

‫مقدمة‪ :‬‬
‫لقد مرت مهنة التدقيق بكثري من املراحل‪ ،‬عرفت خاللها تطورات على امل�ستويني‬
‫النظري والعملي مت�أثرة بعوامل اقت�صادية‪ ،‬اجتماعية‪� ،‬إدارية‪ ،‬وتكنولوجية‪� ،‬أهمها‪ :‬كرب‬
‫حجم منظمات الأعمال‪ ،‬تعقد �أن�شطتها وحتول كثري منها �إىل �رشكات متعددة اجلن�سيات‪� ،‬أو‬
‫�رشكات عاملية‪ ،‬وانت�شار ظاهرة ف�صل الإدارة عن امللكية يف ظل ا�شتداد املناف�سة‪ .‬ولعل �أهم‬
‫تلك املحطات هو ميالد وظيفة التدقيق الداخلي‪� .‬إن وظيفة التدقيق الداخلي مت�س جماالت‬
‫الت�سيري جميعها يف ال�رشكة‪ ،‬وتع ّد مبثابة املرجع الإر�شادي يف خدمة الإدارة‪ .‬وذلك مبا‬
‫تقدمه من ن�صائح وتو�صيات للإدارة العليا حيث ت�ساعدها على القيام مبهماتها و�ضمان‬
‫�سالمة العمليات املختلفة‪ ،‬وت�صحيح الأخطاء‪ ،‬واالنحرافات املوجودة‪ .‬كما تهدف معايري‬
‫التدقيق الداخلي ب�شكل عام �إىل حتديد الكيفية التي متار�س بها وظيفة التدقيق‪ .‬حيث تع ّد‬
‫مبثابة مقيا�س مل�ستوى الأداء املهني املطلوب من املدقق‪ ،‬وميكن القول �إن املعايري تع ّد‬
‫النموذج الذي ي�ستخدم يف احلكم على نوعية العمل الذي يقوم به املدقق الداخلي‪ ،‬وحتديد‬
‫امل�س�ؤولية التي يتحملها املدقق نتيجة قيامه بعملية التدقيق‪� .‬إن التحوالت اجلذرية التي‬
‫عرفها العامل يف �شتى املجاالت‪ ،‬وما تنطوي عليه من حتديات كبرية ومتنوعة لل�رشكات‬
‫االقت�صادية اجلزائرية‪ ،‬تعد الرهن الأول الذي تعول عليه اجلزائر لتحقيق تنمية اقت�صادية‬
‫واجتماعية‪ .‬وا�ستجابة منها لهذه التحوالت‪ ،‬و�سعي ًا لتحقيق مزايا التدقيق الداخلي‪ ،‬عملت‬
‫ال�سلطات العمومية على و�ضع ت�رشيعات ون�صو�ص تنظيمية تهدف �إىل دفع �إدارات ال�رشكات‬
‫االقت�صادية �إىل �إن�شاء وظيفة التدقيق الداخلي‪ ،‬تعمل يف ا�ستقاللية ومو�ضوعية‪ ،‬وت�ستخدم‬
‫و�سائل ب�رشية ومادية كافية ومالئمة‪ .‬وقد جت�سد ذلك يف املادة (‪ )40‬من القانون رقم ‪/88‬‬
‫‪ 01‬املت�ضمن القانون التوجيهي حول ال�رشكات االقت�صادية‪ ،‬ورغم �إلغاء هذا القانون �سنة‬
‫‪ ،1995‬ف�إن ال�سلطات الو�صية وا�صلت �إر�سال التعليمات والتوجيهات ب�رضورة االهتمام‬
‫بالتدقيق الداخلي‪ ،‬كما بادرت كثري من ال�رشكات االقت�صادية جتاوب ًا مع القوانني �إىل �إن�شاء‬
‫وظيفة التدقيق الداخلي‪ .‬ومن خالل ما �سبق ميكن طرح الإ�شكالية الآتية‪:‬‬

‫مشكلة الدراسة‪:‬‬
‫تتمثل م�شكلة الدرا�سة يف ال�س�ؤال الرئي�س الآتي‪:‬‬
‫ما مدى تطبيق وظيفة التدقيق الداخلي يف ال�رشكات مبا ين�سجم‬
‫ومعايري التدقيق الداخلي املتعارف عليها؟‬
‫‪274‬‬
‫‪2016‬‬ ‫‪ -‬حزيران‬ ‫مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات اإلدارية واالقتصادية ‪ -‬اجمللد الثاني ‪ -‬ع (‪)5‬‬

‫وتتفرع عنه جمموعة من الأ�سئلة واملتمثلة يف‪:‬‬


‫●ما التدقيق الداخلي؟‬ ‫●‬
‫●ما مراحل التطور التي مر بها التدقيق الداخلي يف اجلزائر؟‬ ‫●‬
‫●من الهيئات امل�رشفة على تنظيم مهنة التدقيق الداخلي يف اجلزائر؟‬ ‫●‬
‫●ما واقع التزام ال�رشكات اجلزائرية بتطبيق معايري التدقيق املتعارف عليها؟‬ ‫●‬

‫أهمية الدراسة‪:‬‬
‫تنبع �أهمية الدرا�سة من حماولة اكت�شاف واقع تطبيق معايري التدقيق الداخلي يف‬
‫ال�رشكات اجلزائرية‪ ،‬والتعرف �إىل معوقات �أدائها‪ ،‬حيث �ستهتم هذه الدرا�سة بتحديد مواطن‬
‫ال�ضعف والق�صور‪ ،‬و�صو ًال �إىل اقرتاح التو�صيات الالزمة التي ت�ؤدي �إىل تعزيز مكانة هذه‬
‫ال�رشكات‪ ،‬وزيادة حجمها مما يعزز مكانتها يف املناف�سة �أمام ال�رشكات الأخرى‪ ،‬وبالتايل‬
‫زيادة حجمها مما يدعم االقت�صاد الوطني‪.‬‬
‫أهداف الدراسة‪:‬‬
‫من خالل هذه الدرا�سة ن�سعى �إىل حتقيق جملة من الأهداف نوجزها يف ما ي�أتي‪:‬‬
‫‪1 .1‬التعرف �إىل مدى �إدراك املدققني الداخليني اجلزائريني ملعايري التدقيق الداخلي‪.‬‬
‫‪2 .2‬التعرف �إىل واقع التدقيق الداخلي يف ال�رشكات حمل الدرا�سة من الناحيتني‬
‫النظرية والعملية‪.‬‬
‫‪3 .3‬ت�شخي�ص واقع التدقيق الداخلي يف امل�ؤ�س�سات اجلزائرية‪ ،‬ومدى تبنيها‪ ،‬مع‬
‫الوقوف على �إمكانية تطبيق معايري مهنة التدقيق الداخلي‪.‬‬
‫فرضيات الدراسة‪:‬‬
‫◄◄الفر�ضية الأوىل‪:‬‬
‫‪ :H0‬ال تطبق ال�رشكات اجلزائرية حمل الدرا�سة املعايري اخلا�صة الواجب مراعاتها يف‬
‫�أعمال التدقيق الداخلي‪.‬‬
‫‪ :H1‬تطبق ال�رشكات اجلزائرية حمل الدرا�سة املعايري اخلا�صة الواجب مراعاتها يف‬
‫�أعمال التدقيق الداخلي‪.‬‬

‫‪275‬‬
‫واقع تطبيق معايير التدقيق الداخلي في الشركات اجلزائرية‬
‫د‪ .‬صاحلي محمد يزيد‬ ‫دراسة ميدانية على مجموعة من الشركات‬

‫◄◄الفر�ضية الثانية‪:‬‬
‫‪ :H0‬ال تطبق ال�رشكات اجلزائرية حمل الدرا�سة معايري الأداء الواجب مراعاتها يف‬
‫�أعمال التدقيق الداخلي‪.‬‬
‫‪ :H1‬تطبق ال�رشكات اجلزائرية حمل الدرا�سة معايري الأداء الواجب مراعاتها يف �أعمال‬
‫التدقيق الداخلي‪.‬‬
‫◄◄الفر�ضية الثالثة‪:‬‬
‫‪ :H0‬ال توجد فروق ذات داللة �إح�صائية بني ا�ستجابات املبحوثني حول مدى التزام‬
‫ال�رشكات بتطبيق معايري التدقيق تعزى �إىل امل�سمى الوظيفي‪.‬‬
‫‪ :H1‬توجد فروق ذات داللة �إح�صائية بني ا�ستجابات املبحوثني حول مدى التزام‬
‫ال�رشكات بتطبيق معايري التدقيق تعزى �إىل امل�سمى الوظيفي‪.‬‬

‫هيكل الدراسة‪:‬‬
‫جرى تق�سيم هذه الدرا�سة �إىل جز�أين �أحدهما نظري والآخر تطبيقي‪ ،‬فاجلزء النظري‬
‫يقدم �إطاراً نظري ًا للجوانب املتعلقة مبتغريات الدرا�سة املتمثل يف واقع تطبيق معايري‬
‫التدقيق الداخلي يف اجلزائر‪� .‬أما اجلانب التطبيقي‪ ،‬في�شمل الدرا�سة امليدانية التي �أجريت‬
‫على جمموعة من ال�رشكات اجلزائرية‪ ،‬و�إجراءاتها والنتائج املتو�صل �إليها‪ ،‬والتو�صيات‬
‫املقرتحة يف ظل نتائج البحث‪.‬‬

‫اإلطار النظري و الدراسات السابقة‪:‬‬


‫أوال‪ -‬اإلطار النظري للدراسة‪:‬‬
‫‪1 .1‬تعريف التدقيق الداخلي (ح�سب معهد املدققني الداخليني)‪« :‬هو ن�شاط‬
‫م�ستقل ومو�ضوعي يقدم ت�أكيدات وخدمات ا�ست�شارية بهدف �إ�ضافة قيمة لل�رشكة‪ ،‬وحت�سني‬
‫عملياتها‪ ،‬وت�ساعد هذه الوظيفة يف حتقيق �أهداف ال�رشكة من خالل اتباع �أ�سلوب منهجي‬
‫لتق�سيم فعالية عمليات الرقابة وحت�سينها»‪.‬‬
‫‪2 .2‬معايري التدقيق الداخلي‪ :‬عرفها معهد املدققني الداخليني على �أنها‪�« :‬إعالن‬
‫ر�سمي عن هيئة معايري التدقيق الداخلي‪ ،‬يحدد متطلبات �أداء نطاق عري�ض من �أن�شطة‬
‫التدقيق الداخلي‪ ،‬وتقومي �أدائه»‪ .‬وتع ّد معايري التدقيق الداخلي ال�صادرة عن معهد املدققني‬
‫الداخليني الأكرث �شيوع ًا وتطبيق ًا يف العامل‪ .‬حيث تنق�سم �إىل جمموعتني‪:‬‬

‫‪276‬‬
‫‪2016‬‬ ‫‪ -‬حزيران‬ ‫مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات اإلدارية واالقتصادية ‪ -‬اجمللد الثاني ‪ -‬ع (‪)5‬‬

‫‪Ú Ú‬املجموعة الأوىل (املعايري اخلا�صة) ‪:‬‬


‫ معايري اال�ستقاللية واملو�ضوعية؛‬
‫ معايري الكفاءة وبذل العناية املهنية الواجبة؛‬
‫ معايري برنامج �ضبط اجلودة وتطوير عملية التدقيق الداخلي؛‬
‫‪Ú Ú‬معايري �أهداف وم�س�ؤوليات و�صالحيات التدقيق الداخلي؛‬
‫ املجموعة الثانية (معايري الأداء) ‪:‬‬
‫ معايري �إدارة �سلطة التدقيق الداخلي؛‬
‫ معايري طبيعة العمل؛‬
‫ معايري تخطيط عملية التدقيق؛‬
‫ معايري �أداء وتنفيذ عملية التدقيق؛‬
‫ معايري تو�صيل نتائج التدقيق الداخلي؛‬
‫ معايري مراقبة تنفيذ التو�صيات؛‬
‫ معايري م�ستوى املخاطر املقبولة بعد تنفيذ التو�صيات؛‬
‫‪3 .3‬التطور التاريخي املتعلق مبهنة التدقيق الداخلي يف اجلزائر‪:‬‬
‫يف درا�ستنا لهذه النقطة �سنتطرق �إىل التطور الذي �شهدته مهنة التدقيق الداخلي وفق‬
‫احلقب واملراحل التي مرت بها امل�ؤ�س�سات االقت�صادية يف اجلزائر‪ ،‬والتي ق�سمناها �إىل ثالث‬
‫مراحل وهي‪ :‬مرحلة ما قبل الإ�صالحات االقت�صادية‪ ،‬ومرحلة الإ�صالحات االقت�صادية‬
‫واملرحلة احلالية‪.‬‬
‫‪Ú Ú‬املرحلة الأوىل (قبل ‪� : )1988‬إن النظام ال�سائد خالل تلك املرحلة هو االقت�صاد‬
‫املخطط �أو ما يدعى باالقت�صاد اال�شرتاكي‪ ،‬والذي ميتاز بالطابع العمومي ويخ�ضع‬
‫لو�صاية خمتلف الهيئات الوزارية التي تتويل و�ضع اخلطط والتوجهات الإ�سرتاتيجية‬
‫للم�ؤ�س�سات االقت�صادية التابعة لها‪ .‬لقد كانت امل�ؤ�س�سات االقت�صادية العمومية تخ�ضع‬
‫لرقابة ما ي�سمى مبجل�س املحا�سبة يف و�ضعه لقانون خا�ص بهذه الهيئة‪ ،‬على �رضورة �أن‬
‫يخ�ضع التدقيق الداخلي ل�سلطة هذا املجل�س‪ ،‬حيث ن�صت املادة ‪ 36‬من قانون ‪05 /80‬‬
‫املتعلق ب�إن�شاء جمل�س املحا�سبة على �رضورة �أن تتوىل الهيئات توجيه �أ�شغال الرقابة‬
‫الداخلية‪ ‬واخلارجية للهيئات وامل�صالح املالية‪ ،‬وهي بذلك ت�رشف على تنفيذ وا�ستغالل‬
‫نتائج �أعمالها‪.‬‬
‫‪277‬‬
‫واقع تطبيق معايير التدقيق الداخلي في الشركات اجلزائرية‬
‫د‪ .‬صاحلي محمد يزيد‬ ‫دراسة ميدانية على مجموعة من الشركات‬

‫ومنه ن�ستنتج �أنه بهذا ال�شكل‪ ،‬ف�إن الإدارة العليا امل�س�ؤولة عن �إن�شاء وظيفة التدقيق‬
‫الداخلي‪ ،‬تفقد م�س�ؤوليتها على الوظيفة‪ ،‬وذلك بجعلها حتت �سلطة جمل�س املحا�سبة‬
‫وم�س�ؤوليته‪ ،‬بدال من �سلطة الإدارة العليا وم�س�ؤوليتها التي تتوىل حتديد مهماتها وجماالت‬
‫تدخالتها‪.‬‬
‫‪Ú Ú‬املرحلة الثانية (‪ : )1995 - 1988‬منذ �أن اختارت اجلزائر االنتقال �إىل اقت�صاد‬
‫ال�سوق كنموذج اقت�صادي‪ ،‬و�ضعت ال�سلطات العمومية جملة من القوانني ت�ساعد على‬
‫االنتقال من االقت�صاد املخطط �إىل اقت�صاد ال�سوق‪ ،‬ما يعني انفتاح اجلزائر على اال�ستثمار‬
‫اخلا�ص املحلي والأجنبي‪ ،‬وكان من بني هذه القوانني‪ ،‬قانون ‪ 01 /88‬املتعلق بالقانون‬
‫التوجيهي للم�ؤ�س�سات االقت�صادية الذي كر�س يف مادته الأربعني �إلزامية �إن�شاء وظيفة‬
‫التدقيق الداخلي داخل امل�ؤ�س�سة االقت�صادية اجلزائرية‪ ،‬وقد جاء فيه ما ي�أتي‪« :‬يتعني‬
‫على امل�ؤ�س�سات العمومية االقت�صادية تنظيم هياكل داخلية خا�صة باملراقبة يف امل�ؤ�س�سة‬
‫وتدعيمها‪ ،‬وحت�سني �أمناط �سريها وت�سيريها ب�صفة م�ستمرة «‪ .‬انطالقا من ن�ص هذه املادة‪،‬‬
‫مهمات وظيفة التدقيق الداخلي يف امل�ساعدة على تطوير طرق العمل‪ ،‬و�أ�ساليب‬ ‫تتمثل ّ‬
‫الت�سيري يف هذه امل�ؤ�س�سات وحت�سينها ب�شكل م�ستمر‪ ،‬كما �ساهم هذا القانون يف حترير‬
‫م�سريي امل�ؤ�س�سات العمومية االقت�صادية من رقابة جمل�س املحا�سبة‪.‬‬
‫‪Ú Ú‬املرحلة الثالثة من (‪� 1995‬إىل يومنا هذا)‪ :‬حيث �شهدت �سنة ‪1995‬م �إلغاء‬
‫قوانني الإ�صالحات االقت�صادية كلها مبا فيها قانون ‪ 01 /88‬وتعوي�ضها بالأمر الرئا�سي‬
‫رقم ‪ 25 /95‬امل�ؤرخ يف يوم ‪� 25‬سبتمرب ‪ ،1995‬واملت�ضمن ت�سيري ر�ؤو�س الأموال املنقولة‬
‫ملك للدولة‪� .‬إن املميز لهذه املرحلة �أنه بالرغم من �إلغاء املادة ‪ ،40‬ف�إن ال�سلطات العمومية‬
‫وا�صلت �إ�صدار تعليمات لفائدة امل�ؤ�س�سات االقت�صادية العمومية ب�رضورة االهتمام‬
‫بالتدقيق الداخلي‪ .‬ومن بني هذه التعليمات‪:‬‬
‫ التعليمة رقم ‪ 97DPE/ STP/ 36‬امل�ؤرخة يوم ‪ 17‬فيفري ‪ 1998‬ال�صادرة من‬
‫املجل�س الوطني مل�ساهمة الدولة‪.‬‬
‫ التعليمة الثالثة لرئي�س احلكومة ب�صفته رئي�س جمل�س م�ساهمة الدولة ال�صادرة‬
‫بتاريخ ‪ 20‬ماي ‪.2003‬‬
‫ التعليمة رقم ‪ 03 /02‬امل�ؤرخة يوم ‪ 14‬نوفمرب ‪ 2002‬املت�ضمنة تقوية �أنظمة‬
‫الرقابة الداخلية للبنوك وامل�ؤ�س�سات املالية‪.‬‬
‫ التعليمة رقم ‪ SG/ 07 /79‬يوم ‪ 30‬جانفي ‪ 2007‬ال�صادرة من وزارة ترقية‬
‫اال�ستثمارات واملت�ضمنة و�ضع م�صلحة التدقيق الداخلي وتقوية �أنظمة الرقابة الداخلية‪.‬‬
‫‪278‬‬
‫‪2016‬‬ ‫‪ -‬حزيران‬ ‫مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات اإلدارية واالقتصادية ‪ -‬اجمللد الثاني ‪ -‬ع (‪)5‬‬

‫ وقد �أقر املر�سوم التنفيذي رقم ‪ 96 /09‬امل�ؤرخ يف ‪ 29‬فيفري ‪ 2009‬املحدد‬


‫لكيفية مراقبة الت�سيري للم�ؤ�س�سات االقت�صادية وتدقيقها‪ ،‬من طرف املفت�شية العامة للمالية‬
‫�ضمنيا ب�رضورة �إن�شاء هياكل للتدقيق الداخلي يف امل�ؤ�س�سات واالهتمام بها‪ ،‬حيث ن�صت‬
‫يف املادة (‪ )02‬منه على �أن عمليات الرقابة والتدقيق الت�سيري‪ ،‬ت�شمل ميادين عدة وذكر‬
‫منها �سري الرقابة الداخلية وهياكل التدقيق الداخلي‪.‬‬
‫‪Ú Ú‬الهيئة امل�رشفة على تنظيم مهنة التدقيق الداخلي يف اجلزائر‪� :‬أن�شئت جمعية‬
‫املدققني امل�ست�شارين الداخليني اجلزائريني (‪ )AACIA‬ر�سمي ًا يف ‪ 19‬جويلية ‪ 1993‬من‬
‫طرف جمموعة من املدققني الداخليني يعملون يف م�ؤ�س�سات اقت�صادية ومالية جزائرية‬
‫تن�شط يف قطاعات خمتلفة‪ ،‬ير�أ�س هذه اجلمعية حممد مزيان والرئي�س ال�رشيف نور الدين‬
‫خطاط‪ ،‬وهي هيئة غري حكومية م�ستقلة مقرها �رشكة �سيدار مبدينة عنابة‪ ،‬ت�ضم حوايل‬
‫‪ 140‬مدققا داخليا‪ ،‬هذه اجلمعية تعدت احلدود منذ ‪ ،1995‬ولها عالقة تعاون مع جمموعة‬
‫من اجلمعيات يف (�أمريكيا‪ ،‬وكندا‪ ،‬ولك�سمبورغ‪ ،‬وفرن�سا‪ ،‬و�سوي�رسا‪ ،‬وتون�س‪ ،‬واملغرب ومايل‪،‬‬
‫والكامريون‪ ،‬وال�سينغال) ‪ .‬وهي تعمل على و�ضع معايري التدقيق الداخلي يف اجلزائر‪ .‬كما‬
‫ت�سعى لتحقيق ما ي�أتي‪:‬‬
‫‪Ú‬ترقية ممار�سة مهنة التدقيق الداخلي وتطويرها؛‬ ‫‪Ú‬‬
‫‪Ú Ú‬خلق العالقات وتدعيمها بني املدققني الداخليني‪ ،‬ما ميكن من التعاون وتبادل‬
‫املعارف؛‬
‫‪Ú‬اقرتاح حماور التكوين وحت�سني امل�ستوى يف جمال التدقيق الداخلي؛‬ ‫‪Ú‬‬
‫‪Ú‬جمع الدوريات واملراجع املتخ�ص�صة يف التدقيق الداخلي وتوزيعها؛‬ ‫‪Ú‬‬
‫‪Ú‬خلق العالقات مع جمعيات وطنية و�أجنبية ذات �أهداف مماثلة وتدعيمها؛‬ ‫‪Ú‬‬
‫‪Ú‬البحث وتطوير املبادئ والقواعد املنهجية وااللتزام ب�أخالقيات املهنة؛‬ ‫‪Ú‬‬
‫‪Ú Ú‬العمل على تنظيم ملتقيات بني املدققني الداخليني العاملني يف خمتلف امل�ؤ�س�سات‬
‫من �أجل تبادل اخلربات والأفكار حول موا�ضيع تتعلق بالعمل امليداين للتدقيق الداخلي؛‬
‫‪Ú Ú‬برجمة دورات تكوينية يف مهنة التدقيق الداخلي منذ جانفي ‪ 2009‬بالتعاون مع‬
‫املعهد الفرن�سي للتدقيق والرقابة (‪)IFACI‬؛‬
‫‪Ú‬م�ساعدة امل�ؤ�س�سات على �إن�شاء ميثاق التدقيق الداخلي؛‬ ‫‪Ú‬‬

‫‪279‬‬
‫واقع تطبيق معايير التدقيق الداخلي في الشركات اجلزائرية‬
‫د‪ .‬صاحلي محمد يزيد‬ ‫دراسة ميدانية على مجموعة من الشركات‬

‫ثانيا ‪ -‬الدراسات السابقة‪:‬‬


‫‪1 .1‬الدرا�سات العربية‪:‬‬
‫درا�سة الرحاحلة (‪ )2005‬بعنوان‪“ :‬فاعلية �أجهزة التدقيق الداخلي يف اجلامعات‬
‫الأردنية الر�سمية و اخلا�صة يف ظل معايري التدقيق الداخلي الدولية”‪.‬‬
‫هدفت هذه الدرا�سة �إىل التعرف �إىل مدى فاعلية �أداء �أجهزة التدقيق الداخلي يف‬
‫اجلامعات الر�سمية واخلا�صة الأردنية‪ ،‬وذلك من خالل درا�سة مدى التزام تلك الأجهزة‬
‫باملعايري ال�صادرة عن معهد املدققني الداخليني يف عملها‪ ،‬وت�أثري العوامل املتعلقة‬
‫باجلامعة‪ ،‬والعوامل ال�شخ�صية للعاملني على مدى االلتزام بتطبيق هذه املعايري‪ ،‬وتقدمي‬
‫التو�صيات لرفع م�ستوى فاعليتها‪ .‬وقد تو�صلت الدرا�سة �إىل �أن اجلامعات الأردنية تلتزم‬
‫مبعايري التدقيق الداخلي‪ ،‬كما �أن العوامل املتعلقة باملدققني لي�س لها ت�أثري على فاعلية‬
‫�أداء �أجهزة التدقيق الداخلي‪� .‬أما بالن�سبة للعوامل املتعلقة باجلامعة‪ ،‬فقد كان لعمر اجلامعة‬
‫دون غريه من العوامل �أثر على فاعلية �أداء التدقيق الداخلي‪ ،‬و�أو�صت الدرا�سة ب�رضورة‬
‫تبادل اخلربة واملعرفة بني اجلامعات يف جمال التدقيق‪.‬‬
‫درا�سة نقاز (‪ )2007‬بعنوان‪« :‬دور املراجعة الداخلية يف دعم القرار وتفعيله‪ ،‬درا�سة‬
‫حالة جممع �صيدال‪» .‬‬
‫هدفت هذه الدرا�سة �إىل �إبراز �أهمية التدقيق الداخلي يف العملية الإدارية ودرجة‬
‫اال�ستفادة منها‪ ،‬وبخا�صة يف عملية اتخاذ القرارات يف امل�ؤ�س�سة مبختلف �أ�صنافها‬
‫(�إ�سرتاتيجية‪ ،‬تكتيكية وتنفيذية) ‪ .‬تو�صل الباحث �إىل نتيجة مفادها �أن متخذي القرارات‬
‫مهما كانت م�ستوياتهم الإدارية‪ ،‬ف�إنهم يف حاجة �إىل االعتماد على معلومات ذات نوعية‪،‬‬
‫الأمر الذي يجعل التدقيق الداخلي �أداة م�ساعدة يف توفري هذه املعلومات و�ضمان نوعيتها‪،‬‬
‫وبالتايل دعم وتفعيل القرارات املتخذة يف امل�ؤ�س�سة‪ .‬ولهذا قام جممع �صيدال باعتماد‬
‫وظيفة املراجعة الداخلية التي �أ ّدت دوراً كبرياً يف عملية �صنع القرارات مبختلف �أنواعها‬
‫يف املجمع‪ ،‬الأمر الذي جعله يحقق نتائج �إيجابية متالحقة‪ ،‬وقد �أو�صى الباحث مبعاجلة‬
‫النقائ�ص املالحظة‪ ،‬منها �ضعف املوارد املادية والب�رشية والتقنية املتاحة لهذه الوظيفة‪.‬‬
‫درا�سة العفيفي (‪ )2009‬بعنوان‪« :‬مدى قدرة املراجع الداخلي من خالل تطبيق معايري‬
‫الأداء املهني للمراجعة الداخلية الدولية على مواجهة ظاهرة الف�ساد املايل يف امل�ؤ�س�سات‬
‫االقت�صادية‪ ،‬درا�سة تطبيقية على ال�رشكات امل�ساهمة العامة العاملة يف قطاع غزة‪« .‬‬
‫هدفت هذه الدرا�سة �إىل التعرف �إىل مدى قدرة املراجع الداخلي من خالل تطبيق‬

‫‪280‬‬
‫‪2016‬‬ ‫‪ -‬حزيران‬ ‫مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات اإلدارية واالقتصادية ‪ -‬اجمللد الثاني ‪ -‬ع (‪)5‬‬

‫معايري الأداء املهني للمراجعة الداخلية يف كيفية مواجهة ظاهرة الف�ساد‪ .‬وتو�صلت‬
‫الدرا�سة �إىل �أنه يوجد انخفا�ض يف �أهمية املراجعة الداخلية يف ال�رشكات امل�ساهمة العاملة‬
‫بدرجة كبرية‪ ،‬و�أن ارتفاع تكاليف تطبيق معايري الأداء املهني يحول دون تطبيقها‪ .‬و�أهم‬
‫ما �أو�صت به الدرا�سة �أن حتظى املراجعة الداخلية ب�أهمية كبرية يف ال�رشكات امل�ساهمة‬
‫العامة‪ ،‬وتخفي�ض تكاليف تطبيق معايري الأداء املهني لكي يجري تطبيقها ملواجهة الف�ساد‬
‫املايل‪.‬‬
‫بعنوان‪« :‬ن�شاط التدقيق الداخلي بني الواقع اجلزائري و‬ ‫(‪)2010‬‬ ‫درا�سة العايب‬
‫املمار�سات الدولية»‪.‬‬
‫هدفت هذه الدرا�سة �إىل التعرف �إىل واقع تطبيق التدقيق الداخلي يف ال�رشكات‬
‫اجلزائرية‪ ،‬وحماولة مقارنته مع املمار�سات الدولية‪ ،‬وقد تو�صلت الدرا�سة �إىل �أن ممار�سة‬
‫مهنة التدقيق الداخلي يف امل�ؤ�س�سات اجلزائرية بعيدة بعداً �شديداً عن املمار�سات الدولية‪ ،‬بل‬
‫�إن هذا الواقع ال يتنا�سب مع ما يجب �أن يكون مطبق ًا بناء على ما تقت�ضيه املعايري املهنية‬
‫الدولية ملمار�سة مهنة التدقيق الداخلي‪ ،‬وكذلك �أخالقيات املهنة‪ .‬كما بينت �أن التطبيق‬
‫الفعلي للمتطلبات الأ�سا�سية التي ت�سمح مبمار�سة مهنة التدقيق بال�شكل الذي ي�سمح لها‬
‫ب�إثبات فعاليتها‪ ،‬وكفاءتها‪ ،‬يتم بوترية جد بطيئة‪ ،‬وهذا الأمر ينطبق يف الوقت نف�سه على‬
‫امل�ؤ�س�سات الكبرية وال�صغرية على حد �سواء‪.‬‬
‫درا�سة قمان (‪ ، )2012‬بعنوان‪« :‬مدى م�ساهمة املراجعة املالية يف ال�شفافية و‬
‫الإف�صاح لغر�ض حوكمة امل�ؤ�س�سات اجلزائرية‪ ،‬درا�سة ميدانية‪» .‬‬
‫هدفت هذه الدرا�سة �إىل �إظهار م�ساهمة املراجعة املالية يف حوكمة ال�رشكات من‬
‫خالل �ضمان ال�شفافية والإف�صاح والتقليل من عدم التماثل يف املعلومات بني �أ�صحاب‬
‫امل�صالح‪ ،‬وخل�صت �إىل وجود عالقة ارتباط قوية بني املراجعة املالية وحتقيق مبد�أ‬
‫ال�شفافية والإف�صاح الذي يع ّد �أهم مبادئ حوكمة ال�رشكات‪ .‬لكن امل�ؤ�س�سات اجلزائرية مل‬
‫ت�صل بعد �إىل الأهداف املرجوة من حوكمة ال�رشكات‪� ،‬أي�ضا فيما يخ�ص املراجعة املالية مل‬
‫ت�سم بعد �إىل معايري املراجعة الدولية املطبقة‪.‬‬
‫ُ‬
‫‪2 .2‬الدرا�سات الأجنبية‪:‬‬
‫«‪Analyse exploratoire des‬‬ ‫بعنوان‪:‬‬ ‫(‪)Diard trebucq, 2007‬‬ ‫درا�سة‬
‫‪».normes internationales d’audit interne‬‬

‫هدفت هذه الدرا�سة �إىل حتليل ن�صي ملعايري التدقيق الداخلي الدولية ال�صادرة �سنة‬

‫‪281‬‬
‫واقع تطبيق معايير التدقيق الداخلي في الشركات اجلزائرية‬
‫د‪ .‬صاحلي محمد يزيد‬ ‫دراسة ميدانية على مجموعة من الشركات‬

‫‪ 2001‬لتقومي نوعية هذه املرجعية من جوانب عدة تتعلق مبدى ترجمة املحاور الأ�سا�سية‬
‫لهذه املرجعية �ضمن حمتوى املعايري نف�سها‪ ،‬ومدى قدرتها على ت�سهيل تعلمها من قبل‬
‫م�ستعمليها فردي ًا وجماعياً‪ .‬وقد تو�صل الباحثان �إىل �أن االلتزام باملعايري الدولية للتدقيق‬
‫الداخلي ي�شكل عام ًال �أ�سا�سي ًا يف حتقيق حتكم جيد يف خماطر املنظمة‪ ،‬و�إيجاد الفر�ص‬
‫املفيدة من �أجل تطويرها‪� ،‬إال �أن هذا الإطار املرجعي ال يخلو من نقائ�ص �أثرت �سلبا على‬
‫فهمه وتطبيقه من قبل امل�ستعملني‪ ،‬فقد �أظهر التحليل الن�صي وجود غمو�ض ن�سبي يف‬
‫الأ�س�س النظرية التي بنيت عليها هذه املعايري وعدم و�ضوح العالقة بني التدقيق الداخلي‬
‫والأطراف الأخرى املرتبطة به وبخا�صة‪ ،‬الإدارة العملياتية‪ ،‬وغياب بع�ض امل�صطلحات‬
‫املرتبطة بالتدقيق الداخلي مثل‪ :‬حجم املنظمة‪ ،‬وهيكل امللكية‪ ،‬والثقافة‪ ،‬واالنتماء‬
‫القطاعي‪ ،‬ودرجة الفاعلية‪ ،‬والتكنولوجيا ودرجة تعقد وعدم ا�ستقرار املحيط‪ .‬ا�ستدعت هذه‬
‫النتائج من الباحثني التو�صية ب�إعادة هيكلة ن�صية ملعايري التدقيق الداخلي الدولية من‬
‫�أجل ت�سهيل فهمها‪ ،‬تطبيقها وتطويرها‪.‬‬
‫درا�سة )‪ Burnaby et al (2009‬بعنوان «‪Usage of internal auditing standards‬‬
‫‪ »by companies in the United States and select European countries‬‬
‫هدفت هذه الدرا�سة �إىل حتديد درجة توافق ممار�سات التدقيق الداخلي يف منظمات‬
‫الأعمال بالواليات املتحدة الأمريكية‪ ،‬بلجيكا‪ ،‬وايطاليا‪ ،‬وهولندا‪ ،‬واململكة املتحدة‪ ‬وايرلندا‪،‬‬
‫مع معايري التدقيق الداخلي ال�صادرة عن معهد املدققني الداخليني‪ ،‬ومن ثم حتديد الفروق‬
‫وااللتزام بهذه املعايري بني هذه البلدان التي توجد بها فروع لهذا املعهد‪ .‬ولتحقيق �أهداف‬
‫الدرا�سة �أع ّد الباحثون ا�ستبانة حول موا�ضيع متعددة عن التدقيق الداخلي‪ُ ،‬و ِّزعت عرب‬
‫الربيد االلكرتوين �سنة ‪ ،2006‬على املدققني الداخليني املنخرطني يف املعهد والبالغ‬
‫عددهم ‪ ،62297‬ا�ستنادا �إىل قاعدة البيانات املوجودة باملعهد‪ .‬وقد بلغت اال�ستبانات‬
‫امل�سرتجعة والقابلة لال�ستعمال ‪� ،4080‬أي �أن ن�سبة اال�ستجابة ال تتعدى ‪� .%6‬أظهرت‬
‫الدرا�سة وجود فروق جوهرية يف االلتزام باملعايري الدولية للتدقيق الداخلي بني البلدان‬
‫املذكورة‪ ،‬و�أن هناك م�ستويات ذات معنوية لالختالف يف الإجابات اخلا�صة بكل بلد‪� .‬أما‬
‫فيما يخ�ص املعيار ‪ 1300‬املتعلق بربنامج �ضمان اجلودة‪ ،‬واملعيار رقم ‪ 2600‬املتعلق‬
‫بقبول الإدارة للمخاطر‪ ،‬فقد �أظهرت النتائج م�ستويات مرتفعة لعدم توافق املمار�سات مع‬
‫متطلبات هذين املعيارين‪.‬‬
‫«�‪Measuring and assess‬‬ ‫درا�س ة (‪ ،Bota- Avram and Palfi )2009‬بعنوان‪:‬‬
‫‪»ment of internal audit’s effectivenss‬‬

‫‪282‬‬
‫‪2016‬‬ ‫‪ -‬حزيران‬ ‫مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات اإلدارية واالقتصادية ‪ -‬اجمللد الثاني ‪ -‬ع (‪)5‬‬

‫هدفت هذه الدرا�سة �إىل حتديد الطرق الأكرث ا�ستعما ًال يف تقومي �أداء التدقيق الداخلي‬
‫باتباع منهج التحليل الأ�سا�سي‪ .‬وقد تو�صل الباحثان �إىل �أن املدققني الداخليني �أ�صبحوا‬
‫يواجهون حتديات �صعبة يف ظل ا�ضطراب الأحوال االقت�صادية حملي ًا ودولياً‪ ،‬مما يجعل‬
‫القيمة امل�ضافة التي ي�ساهم بها التدقيق الداخلي ذات �أهمية بالغة‪ ،‬الأمر الذي يدفع‬
‫باملدققني الداخليني �إىل االهتمام �أكرث ف�أكرث بالبحث عن �أف�ضل الطرق يف قيا�س فعالية‬
‫التدقيق الداخلي وتقوميه‪ .‬كما بينَّ البحث وجود طرق و�أدوات عدة بع�ضها كمية و�أخرى‬
‫نوعية‪ ،‬وبع�ضها الآخر يجمع بني العوامل الكمية والنوعية كما هو احلال بالن�سبة لنموذج‬
‫‪ .balanced score card‬ويرى الباحثان �أن اختيار طريقة التقومي �أو القيا�س يتعلق‬
‫بتحقيق الهدف الرئي�س للقيا�س والتقومي‪� ،‬أال وهو احل�صول على ت�صور مالئم لفاعلية‬
‫التدقيق الداخلي‪ ،‬وتقومي احلجج من �أجل اال�ستثمار يف املوارد ال�رضورية يف �سبيل حتقيق‬
‫تطور جيد لوظيفة التدقيق الداخلي‪.‬‬
‫درا�سة (‪ Sarens et al )2009‬بعنوان‪Internal audit: a comfort provider to« :‬‬
‫‪»the audit commitee‬‬

‫حاول الباحثان من خالل هذه الدرا�سة الإجابة عن �س�ؤالني مهمني هما‪:‬‬


‫‪Ú Ú‬ما الذي يدفع جلنة التدقيق �إىل النظر باهتمام �إىل طم�أنة وظيفة التدقيق‬
‫الداخلي لها؟‬
‫‪Ú Ú‬ما الذي تفعله وظيفة التدقيق الداخلي لتقومي هذه الطم�أنة للجنة التدقيق؟‬
‫و�ضح الباحثان اهتمامات جلنة التدقيق ووظيفة‬ ‫وللإجابة عن هذين ال�س�ؤالني‪ّ ،‬‬
‫التدقيق الداخلي يف �إطار نظام حوكمة ال�رشكات‪ ،‬وطبيعة العالقة بينهما‪ .‬وقد تو�صلت‬
‫الدرا�سة �إىل نتائج عدة‪ ،‬من �أهمها‪:‬‬
‫ يلتقي التدقيق الداخلي مع جلنة التدقيق يف االهتمام بعملية �إدارة املخاطر ونظام‬
‫الرقابة الداخلية باعتبار �أن مراقبتهما م�س�ؤولية جلنة التدقيق‪ ،‬يف ظل وجود م�شكلة عدم‬
‫متاثل املعلومات بني جلنة التدقيق و�إدارة املن�ش�أة‪.‬‬
‫ تتوقف درجة م�ساهمة التدقيق الداخلي يف عملية �إدارة املخاطر ونظام الرقابة‬
‫الداخلية على امتالك املدققني الداخليني مل�ستويات عالية من املعرفة واملهارة‪ ،‬وال�صفات‬
‫الذاتية الالزمة‪.‬‬
‫ ت�ساهم العالقة التعاونية بني التدقيق الداخلي والتدقيق اخلارجي يف تقدمي مزيد‬
‫من الطم�أنينة للجنة التدقيق‪ ،‬باعتبار �أنهما يلتقيان يف االهتمام بفعالية الرقابة الداخلية‬
‫للقوائم املالية‪.‬‬
‫‪283‬‬
‫واقع تطبيق معايير التدقيق الداخلي في الشركات اجلزائرية‬
‫د‪ .‬صاحلي محمد يزيد‬ ‫دراسة ميدانية على مجموعة من الشركات‬

‫درا�سة (‪ ،Marais )2009‬بعنوان‪Quality assurance in internal auditing an «  :‬‬


‫‪analysis of the standards and guidelines implemented by this institue of in-‬‬
‫‪ ». ternal auditors‬‬
‫هدفت هذه الدرا�سة �إىل حتليل �أهداف و طرق تنفيذ برامج الرقابة على نوعية التدقيق‬
‫الداخلي طبقا لإر�شادات معايري التدقيق الداخلي اخلا�صة بهذا املو�ضوع (املعايري ‪،1300‬‬
‫‪ . )1330...‬وقد تو�صل الباحث �إىل �أن هذه الربامج ت�ؤدي �إىل رفع م�ستوى املهنية‪ ،‬وت�سمح‬
‫برتقية نوعية التناف�سية‪ ،‬ومتيز مهنة التدقيق الداخلي من خالل عمليات التقومي الداخلية‬
‫واخلارجية امل�ستقلة والدورية‪ ،‬والتي تك�شف عن مدى توافق ممار�سات التدقيق الداخلي يف‬
‫املن�ش�أة مع متطلبات معايري التدقيق الداخلي الدولية‪.‬‬
‫ما مييز هذه الدراسة عن الدراسات السابقة‪:‬‬
‫من خالل عر�ضنا للدرا�سات ال�سابقة جند �أن بع�ضها ركزت على مفهوم الرقابة‬
‫الداخلية ودور التدقيق الداخلي يف تقوميها ك�إحدى وظائفه‪ ،‬دون ربط وا�ضح لعملية‬
‫التقومي ب�إدارة املخاطر التي تواجهها املنظمة‪ ،‬بينما ركزت بع�ض الدرا�سات على �إحدى‬
‫الوظيفتني للتدقيق الداخلي‪� ،‬أال وهي تقومي �إدارة املخاطر وعملية احلوكمة دون ربط وا�ضح‬
‫بني هذه الوظائف الثالث‪ ،‬رغم االرتباط الوثيق بني عمليات التقومي للرقابة الداخلية‬
‫و�إدارة املخاطر واحلوكمة‪� .‬أما الدرا�سات التي تناولت فعالية التدقيق الداخلي‪ ،‬فحددت‬
‫بع�ضها متطلبات للفاعلية كانت مقبولة يف ظروف �سابقة‪ ،‬وهي اليوم غري كافية �أو غري‬
‫مالئمة‪ ،‬وبع�ضها الآخر تناول متطلبات الفاعلية وفق املمار�سات املتعارف عليها‪ ،‬ولي�س‬
‫بال�رضورة �أن تكون متوافقة مع معايري التدقيق الداخلي الدولية احلديثة‪ .‬وما مييز هذه‬
‫الدرا�سة �أنها‪:‬‬
‫ تناولت مو�ضوع التدقيق الداخلي يف ال�رشكات اجلزائرية يف �إطار مقاربة حديثة‬
‫ديناميكية‪ ،‬يربز فيها مدى �إدراك املدققني الداخليني للمعايري اخلا�صة ومعايري الأداء‪.‬‬
‫ تناولت خمتلف املتغريات والعوامل املتعلقة باملدققني الداخليني وبال�رشكات‬
‫وب�إدارة التدقيق الداخلي‪ ،‬وفق مقاربة �شاملة لتحديد مدى ت�أثريها على فعالية التدقيق‬
‫الداخلي يف ال�رشكات اجلزائرية حمل الدرا�سة‪.‬‬
‫ تعتمد على املدخل املعياري يف التق�سيم‪ ،‬حيث اعتمد الباحث على معايري التدقيق‬
‫الداخلي ال�صادرة عن معهد‪ ،IIA‬كمرجعية يف تقومي فعالية التدقيق الداخلي‪.‬‬
‫ درا�سة مو�سعة‪� ،‬شملت جمموعة من ال�رشكات اجلزائرية ذات مكانة وا�سعة يف‬
‫قطاعات ن�شاطها ويف االقت�صاد اجلزائري ككل‪ ،‬وهو ما ميكّن من تكوين فكرة حقيقية‬
‫‪284‬‬
‫‪2016‬‬ ‫‪ -‬حزيران‬ ‫مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات اإلدارية واالقتصادية ‪ -‬اجمللد الثاني ‪ -‬ع (‪)5‬‬

‫ومتكاملة عن واقع تطبيق معايري التدقيق الداخلي يف ال�رشكات اجلزائرية‪ ،‬مل يكن بالإمكان‬
‫التو�صل �إليها من خالل درا�سة �أكادميية �سابقة حول هذا املو�ضوع اعتمدت منهج درا�سة‬
‫حالة م�ؤ�س�سة واحدة‪.‬‬
‫اإلطار التطبيقي للدراسة‪:‬‬
‫♦منهج الدرا�سة‪:‬‬ ‫♦‬
‫من �أجل حتقيق �أهداف الدرا�سة اُ�ستخدم املنهج الو�صفي التحليلي‪  ،‬والذي يعرف ب�أنه‬
‫�أ�سلوب بحث يتناول �أحداث ًا وظواهر ممار�سات موجودة ومتاحة للدرا�سة والقيا�س كما هي‬
‫دون تدخل الباحث يف جمرياتها‪ ،‬وي�ستطيع الباحث �أن يتفاعل معها وي�صفها ويحللها‪.‬‬
‫وتهدف هذه الدرا�سة �إىل التعرف �إىل مدى تطبيق معايري التدقيق الداخلي يف ال�رشكات‬
‫اجلزائرية‪ .‬وقد قمنا بتحويل املادة الأولية التي ت�ستلزم التحول �إىل معلومات عرب برنامج‬
‫�إح�صائي )‪ spss (20‬عن طريق ا�ستخدام الأ�ساليب الإح�صائية الآتية‪ :‬معامل االرتباط‬
‫�سبريمان‪ ،‬معامل ‪ ،ALPHA CRONBACH’S‬اختبار للعينة الواحدة ‪ONE SIMPLE T‬‬
‫‪ ،TEXT‬معامل االرتباط بري�سون‪ ،‬اختبار ‪T- TEXT‬‬

‫♦جمتمع الدرا�سة �أو عينتها‪:‬‬ ‫♦‬


‫يتكون جمتمع الدرا�سة من ‪� 12‬رشكة جزائرية وهي عبارة عن جممعات وفروعها‪،‬‬
‫وقد اعتمدنا �أ�سلوب احل�رص ال�شامل ملجتمع الدرا�سة‪ ،‬جلعلها �أكرث قرب ًا من الواقع باعتبار‬
‫�أن التدقيق الداخلي مي�س ال�رشكات حمل الدرا�سة جميعها دون ا�ستثناء‪ ،‬و قد ُو ِّزعت ‪70‬‬
‫ا�ستبانة على ال�رشكات حمل الدرا�سة جميعها‪ ،‬وقد اعتمدت ‪ 60‬ا�ستمارة لغاية التحليل‬
‫الإح�صائي وا�ستبعدت ‪ 10‬ا�ستمارات لعدم ا�ستيفائها لل�رشوط ال�رضورية للدرا�سة‪.‬‬
‫الجدول (‪)1‬‬
‫شركات عينة الدراسة‬

‫الن�شاط االقت�صادي‬ ‫�رشكات عينة الدرا�سة‬


‫�صناعة االدوية‬ ‫‪SAIDAL‬‬ ‫‪1‬‬

‫البناء والتعمري‬ ‫‪SIDER‬‬ ‫‪2‬‬

‫احلديد وال�صلب‬ ‫‪ARCELOR MITTAL‬‬ ‫‪3‬‬

‫�صناعة اال�سمنت‬ ‫‪GICA‬‬ ‫‪4‬‬

‫الأ�سمدة الفو�سفاتية واالمونيا‬ ‫‪FERTIAL‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪285‬‬
‫واقع تطبيق معايير التدقيق الداخلي في الشركات اجلزائرية‬
‫د‪ .‬صاحلي محمد يزيد‬ ‫دراسة ميدانية على مجموعة من الشركات‬

‫الن�شاط االقت�صادي‬ ‫�رشكات عينة الدرا�سة‬


‫الطاقة الكهربائية والغاز‬ ‫‪SONELGAZ‬‬ ‫‪6‬‬

‫البناء والتعمري‬ ‫‪BATIMETAL‬‬ ‫‪7‬‬

‫�صناعة الكوابل الكهربائية‬ ‫‪ENICAB‬‬ ‫‪8‬‬

‫منتجات غذائية‬ ‫‪ROUIBA‬‬ ‫‪9‬‬

‫منتجات غذائية‬ ‫‪MAMI‬‬ ‫‪10‬‬

‫الفندقي‬ ‫‪AURASSI‬‬ ‫‪11‬‬

‫الت�أمينات‬ ‫‪ALLIANCE‬‬ ‫‪12‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحث‬

‫♦�أداة الدرا�سة‪:‬‬ ‫♦‬


‫�أعد الباحث ا�ستبانة وفق �سلم ليكارات اخلما�سي حيث ُق�سمت �إىل جزئني‪ :‬اجلزء الأول‪:‬‬
‫يحتوى على البيانات الدميغرافية لعينة الدرا�سة واملتمثلة يف‪ :‬العمر‪ ،‬وامل�ؤهل العلمي‪،‬‬
‫والتخ�ص�ص العلمي‪ ،‬و�سنوات اخلربة‪ ،‬والوظيفة‪.‬‬
‫اجلزء الثاين‪ :‬تناول مدى تطبيق معايري التدقيق الداخلي يف ال�رشكات اجلزائرية‪،‬‬
‫ويتكون من ‪ 18‬فقرة موزعة على حمورين‪:‬‬
‫املحور الأول‪ :‬يناق�ش مدى تطبيق املعايري اخلا�صة يف ال�رشكات اجلزائرية ويتكون‬
‫من ‪ 6‬فقرات موزعة على بعدين‪ :‬البعد الأول‪ :‬الكفاءة والعناية املهنية‪ ،‬البعد الثاين‪:‬‬
‫اال�ستقاللية واملو�ضوعية‪.‬‬
‫املحور الثاين‪ :‬يناق�ش مدى تطبيق معايري الأداء يف ال�رشكات اجلزائرية‪ ،‬ويتكون من‬
‫‪ 12‬فقرة موزعة على �أربعة �أبعاد‪ :‬البعد الأول‪ :‬التخطيط ملهمة التدقيق‪ ،‬البعد الثاين‪ :‬تنفيذ‬
‫مهمة التدقيق‪،‬‬
‫البعد الثالث‪ :‬تقرير النتائج ون�رشها‪ ،‬البعد الرابع‪ :‬متابعة تنفيذ التو�صيات و‬
‫االقرتاحات‪.‬‬
‫♦�صدق اال�ستبانة وثباتها‪:‬‬ ‫♦‬
‫يع ّد ال�صدق والثبات من اخل�صائ�ص املطلوبة لأداة الدرا�سة لذلك ُق ِّننت الفقرات‬
‫الأ�سا�سية للت�أكد من �صدق وثبات فقراتها كما ي�أتي‪:‬‬

‫‪286‬‬
‫‪2016‬‬ ‫‪ -‬حزيران‬ ‫مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات اإلدارية واالقتصادية ‪ -‬اجمللد الثاني ‪ -‬ع (‪)5‬‬

‫‪�1 .1‬صدق حتكم اال�ستبانة‪ :‬بو�ساطة هذه الطريقة ميكن الت�أكد من �صدق اال�ستبانة‬
‫عن طريق توزيعها على بع�ض الأ�ساتذة املحكمني‪ ،‬و�أُعدت ا�ستبانة �أولية حول الدرا�سة‬
‫امليدانية وزعت ن�سخ عدة منها على جمموعة من الأ�ساتذة املحكمني ذوي االخت�صا�ص‪،‬‬
‫وبعد ا�سرتجاع الن�سخ الأولية والتعرف �إىل النقائ�ص والأخطاء التي ت�ضمنتها ُ�ص ِّححت‬
‫و�أ�ضيفت التعديالت املنا�سبة بحيث �أ�صبحت جاهزة كن�سخة نهائية للتوزيع‪.‬‬
‫‪�2 .2‬صدق االت�ساق الداخلي لال�ستبانة‪ :‬يق�صد بها مدى ات�ساق كل فقرات اال�ستبانة‬
‫مع املحور الذي تنتمي �إليه‪ ،‬وقد اُ�ستخدم معامل االرتباط �سبريمان لكل فقرة من فقرات‬
‫حماور اال�ستبانة والدرجة الكلية للمحور نف�سه‪.‬‬
‫‪�3 .3‬صدق االت�ساق البنائي‪ :‬للتحقق من ال�صدق البنائي ح�سب الباحث معامل االرتباط‬
‫بني كل حمور من حماور اال�ستبانة مع الدرجة الكلية لكل حمور‪.‬‬
‫الجدول (‪)2‬‬
‫نتائج اختبار ارتباط كل بعد مع الدرجة الكلية للمحور األول‬

‫م�ستوى الداللة‬ ‫‪r‬‬ ‫معامل االرتباط‬ ‫البعد‬


‫‪0.00‬‬ ‫‪0.69‬‬ ‫الكفاءة و العناية املهنية‬
‫‪0.00‬‬ ‫‪0.72‬‬ ‫اال�ستقاللية و املو�ضوعية‬

‫من إعداد الباحث‪ :‬اعتمادا على نتائج المعالجة اإلحصائية عن طريق ‪spss‬‬

‫يبني اجلدول (‪� )2‬أن جميع الفقرات دالة �إح�صائي ًا عند م�ستوى داللة (‪ ، )0.05‬حيث‬
‫�إن م�ستوى الداللة لكل فقرة �أقل من (‪ ، )0.05‬وقيمة ‪ R‬املح�سوبة �أكرب من قيمة ‪ R‬اجلدولية‬
‫عند م�ستوى داللة (‪ )0.05‬ودرجة حرية ‪ 59‬والتي ت�ساوي (‪ ، )0.216‬وهذا ما ي�ؤكد �أن‬
‫اال�ستبانة تتمتع بدرجة عالية من االت�ساق الداخلي يطمئن الباحث على �أنها تقي�س ما‬
‫و�ضعت لأجله و�أنها �صاحلة للتطبيق على عينة الدرا�سة‪(.‬قيمة ‪ R‬اجلدولية عند م�ستوى‬
‫داللة ‪ 0.05‬و درجة حرية ‪ 59‬ت�ساوى ‪. )0.216‬‬
‫الجدول (‪)3‬‬
‫اختبار ارتباط كل بعد مع الدرجة الكلية للمحور الثاني‬

‫م�ستوى الداللة‬ ‫‪r‬‬ ‫معامل االرتباط‬ ‫البعد‬


‫‪0.00‬‬ ‫‪0.66‬‬ ‫التخطيط اجليد للمهمة‬
‫‪0.00‬‬ ‫‪0.73‬‬ ‫تنفيذ مهمة التدقيق‬

‫‪287‬‬
‫واقع تطبيق معايير التدقيق الداخلي في الشركات اجلزائرية‬
‫د‪ .‬صاحلي محمد يزيد‬ ‫دراسة ميدانية على مجموعة من الشركات‬

‫م�ستوى الداللة‬ ‫‪r‬‬ ‫معامل االرتباط‬ ‫البعد‬


‫‪0.00‬‬ ‫‪0.87‬‬ ‫تقرير ون�رش النتائج‬
‫‪0.00‬‬ ‫‪0.93‬‬ ‫املتابعة‬

‫من إعداد الباحث‪ :‬اعتمادا على نتائج المعالجة اإلحصائية عن طريق ‪spss‬‬

‫يبني اجلدول (‪� )3‬أن جميع الفقرات دالة �إح�صائي ًا عند م�ستوى داللة (‪ ، )0.05‬حيث‬
‫�إن م�ستوى الداللة لكل فقرة �أقل من (‪ ، )0.05‬وقيمة ‪ R‬املح�سوبة �أكرب من قيمة ‪ R‬اجلدولية‬
‫عند داللة (‪ )0.05‬ودرجة حرية ‪ 59‬والتي ت�ساوي (‪ ، )0.216‬وهذا ما ي�ؤكد �أن اال�ستبانة‬
‫تتمتع بدرجة عالية من االت�ساق الداخلي يطمئن الباحث على �أنها تقي�س ما و�ضعت لأجله‪،‬‬
‫و�أنها �صاحلة للتطبيق على عينة الدرا�سة‪(.‬قيمة ‪ R‬اجلدولية عند م�ستوى داللة ‪ 0.05‬و‬
‫درجة حرية ‪ 59‬ت�ساوي ‪. )0.216‬‬
‫♦اختبار ثبات اال�ستبانة‪:‬‬ ‫♦‬
‫يق�صد بثبات اال�ستبانة �أنها تعطي النتائج نف�سها حال توزيعها �أكرث من مرة حتت‬
‫الظروف وال�رشوط نف�سها‪ ،‬وهذا يعني �أن تكون النتائج التي تعطيها اال�ستبانة متقاربة �إذا‬
‫تكرر توزيعها على عينة الدرا�سة‪ ،‬وقد مت التحقيق من خالل معامل (�ألفا كرونباخ) ‪.‬‬
‫َّ‬
‫لقد ا�ستخدم الباحث اختبار (�ألفا كرونباخ) لقيا�س مدى ثبات �أداة الدرا�سة‪ ،‬حيث‬
‫بلغت القيمة الكلية (‪ ، )%65.8‬وهي ن�سبة جيدة ت�صلح لأغرا�ض البحث العلمي كونها �أعلى‬
‫من الن�سبة املقبولة‪ ،‬والتي تبلغ (‪ ، )%60‬حيث جاء اختبار هذه املتغريات كما يلي‪:‬‬
‫الجدول (‪)4‬‬
‫نتائج اختبار ثبات االستبيان لكل محاور‬

‫معامل الفا كرونباخ‬ ‫عدد الفقرات‬ ‫البعد‬


‫‪% 75‬‬ ‫‪3‬‬ ‫الكفاءة والعناية املهنية‬
‫املحور الأول معايري اخلا�صة‬
‫‪% 65.5‬‬ ‫‪3‬‬ ‫اال�ستقاللية واملو�ضوعية‬
‫‪% 66.7‬‬ ‫‪3‬‬ ‫التخطيط اجليد للمهمة‬
‫‪% 62.5‬‬ ‫‪3‬‬ ‫تنفيذ املهمة‬
‫‪% 63.6‬‬ ‫‪3‬‬ ‫تقرير ون�رش النتائج‬ ‫املحور الثاين معايري الأداء‬
‫‪% 80.3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫متابعة التو�صيات‬
‫‪% 65.8‬‬ ‫‪18‬‬ ‫جميع فقرات حماور اال�ستبانة‬
‫من إعداد الباحث‪ :‬اعتمادا على نتائج المعالجة اإلحصائية عن طريق ‪spss‬‬

‫‪288‬‬
‫‪2016‬‬ ‫‪ -‬حزيران‬ ‫مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات اإلدارية واالقتصادية ‪ -‬اجمللد الثاني ‪ -‬ع (‪)5‬‬

‫حتليل نتائج حماور الدراسة‪:‬‬


‫◄◄اختبار الفر�ضية الأوىل‪:‬‬
‫‪ :H0‬ال تطبق ال�رشكات اجلزائرية حمل الدرا�سة املعايري اخلا�صة الواجب مراعاتها يف‬
‫�أعمال التدقيق الداخلي‪.‬‬
‫‪ :H1‬تطبق ال�رشكات اجلزائرية حمل الدرا�سة املعايري اخلا�صة الواجب مراعاتها يف‬
‫�أعمال التدقيق الداخلي‪.‬‬
‫الختبار الفر�ضية الأوىل ُح�سب املتو�سط احل�سابي واالنحراف املعياري والوزن الن�سبي‬
‫لكل فقرة من فقرات البعد الذي يقي�س مدى بدل الكفاءة‪ ،‬والعناية املهنية يف القيام ب�أعمال‬
‫التدقيق الداخلي‪ ،‬والبعد الذي يقي�س مدى ا�ستقاللية ومو�ضوعية املدقق يف قيامه مبهماته‪.‬‬
‫حيث اُ�ستخدم املتو�سط و االنحراف و الوزن الن�سبي و اختبار ‪ t‬للتعرف �إىل ميل الفقرة‬
‫نحو الإيجابية‪� ،‬أي قبول الفر�ضية البديلة التي يوافق �أفراد العينة على حمتواها �إذا كان‬
‫املتو�سط املح�سوب من بيانات العينة �أكرب من املتو�سط املحايد (‪ ، )3‬وم�ستوى الداللة �أقل‬
‫من (‪ ، )0.05‬والوزن الن�سبي �أكرب من (‪ ، )%60‬وتكون الفقرة مائلة نحو ال�سلب‪ ،‬مبعنى‬
‫قبول الفر�ضية العدمية �أي �أن �أفراد العينة ال يوافقون حمتواها �إذا كان املتو�سط املح�سوب‬
‫من بيانات العينة �أقل من الو�سط املحايد (‪ ، )3‬وم�ستوى الداللة �أكرب من (‪ ، )0.05‬والوزن‬
‫الن�سبي �أقل من (‪ ، )%60‬وتكون �أراء العينة يف الفقرة حمايدة �إذا كان م�ستوى الداللة �أكرب‬
‫من (‪. )0.05‬‬
‫الجدول (‪)5‬‬
‫تحليل نتائج فقرات المحور األول حول مدى تطبيق المعايير الخاصة للتدقيق الداخلي‬
‫في الشركات محل الدراسة‬

‫م�ستوى الداللة‬ ‫‪t‬‬ ‫قيمة‬ ‫عدد الفقرات املتو�سط االنحراف الوزن الن�سبي‬ ‫البعد‬
‫‪0.00‬‬ ‫‪110.36‬‬ ‫‪% 94.4‬‬ ‫‪0.33‬‬ ‫‪4.72‬‬ ‫‪3‬‬ ‫الكفاءة والعناية املهنية‬
‫‪0.00‬‬ ‫‪35.685‬‬ ‫‪% 77‬‬ ‫‪0.83‬‬ ‫‪3.85‬‬ ‫‪3‬‬ ‫اال�ستقاللية واملو�ضوعية‬

‫من إعداد الباحث‪ :‬اعتمادا على نتائج المعالجة اإلحصائية عن طريق ‪spss‬‬

‫نتائج اختبار الفر�ضية الأوىل‬


‫من خالل اجلدول ال�سابق ميكن مالحظة �أن جميع الفقرات بلغ الوزن الن�سبي �أكرب من‬
‫(‪ )%60‬وم�ستوى الداللة (‪ )0.00‬وهي �أقل من (‪ )0.05‬مما يدل على �إيجابية الفقرات‪� ،‬أي‬
‫‪289‬‬
‫واقع تطبيق معايير التدقيق الداخلي في الشركات اجلزائرية‬
‫د‪ .‬صاحلي محمد يزيد‬ ‫دراسة ميدانية على مجموعة من الشركات‬

‫قبول الفر�ضية البديلة حيث �إن �أفراد العينة يوافقون متام ًا الو�سط احل�سابي الذي يرتاوح‬
‫بني (‪ )3.85 - 4.72‬يف فقرات املحور الأول جميعها‪.‬‬
‫وب�صفة عامة تظهر نتائج جميع فقرات املحور الأول قيمة ‪ t‬ترتاوح بني (‪- 110.36‬‬
‫‪ )35.685‬والتي هي �أكرب من قيمة ‪ t‬اجلدولية والتي ت�ساوي ‪ ،2.004‬ما يبني �أن ال�رشكات‬
‫حمل الدرا�سة تقوم بتطبيق املعايري اخلا�صة بالتدقيق الداخلي‪ ،‬ذلك من خالل متتع املدقق‬
‫الداخلي باال�ستقاللية واملو�ضوعية‪ ،‬والكفاءة والعناية املهنية‪ ،‬والت�أهيل‪.‬وعليه ُرف�ضت‬
‫الفر�ضية العدمية ‪ ،H0‬و ُقبلت الفر�ضية البديلة ‪ H1‬القائلة‪ :‬تطبق ال�رشكات اجلزائرية حمل‬
‫الدرا�سة املعايري اخلا�صة الواجب مراعاتها يف �أعمال التدقيق الداخلي وذلك بناء على‬
‫حتليل اجلدول رقم (‪. )05‬‬
‫(قيمة ‪ t‬اجلدولية عند درجة حرية ن‪ 59= 1 -‬وم�ستوي داللة ‪ 0.05‬ت�ساوي ‪2.004‬‬
‫ح�سب جدول توزيع �ستودنت)‬
‫◄◄اختبار الفر�ضية الثانية‪:‬‬
‫‪ :H0‬ال تطبق ال�رشكات اجلزائرية حمل الدرا�سة معايري الأداء الواجب مراعاتها يف‬
‫�أعمال التدقيق الداخلي‪.‬‬
‫‪ :H1‬تطبق ال�رشكات اجلزائرية حمل الدرا�سة معايري الأداء الواجب مراعاتها يف �أعمال‬
‫التدقيق الداخلي‪.‬‬
‫الختبار الفر�ضية الثانية ُح�سب املتو�سط احل�سابي واالنحراف املعياري والوزن‬
‫الن�سبي لكل فقرة من فقرات البعد الذي يقي�س مدى توافر العنا�رص واملقومات الأ�سا�سية‬
‫للتدقيق الداخلي املتعارف عليها يف ال�رشكات اجلزائرية‪.‬حيث اُ�ستخدم املتو�سط واالنحراف‬
‫والوزن الن�سبي واختبار ‪.t‬‬
‫الجدول (‪)6‬‬
‫تحليل نتائج فقرات المحور الثاني حول مدى تطبيق معايير األداء للتدقيق الداخلي‬
‫في الشركات محل الدراسة‪.‬‬

‫م�ستوى الداللة‬ ‫‪t‬‬ ‫قيمة‬ ‫عدد الفقرات املتو�سط االنحراف الوزن الن�سبي‬ ‫البعد‬
‫‪0.00‬‬ ‫‪92.74‬‬ ‫‪90%‬‬ ‫‪0.37‬‬ ‫‪4.5‬‬ ‫‪3‬‬ ‫التخطيط اجليد للمهمة‬
‫‪0.00‬‬ ‫‪117.80‬‬ ‫‪93.2%‬‬ ‫‪0.30‬‬ ‫‪4.66‬‬ ‫‪3‬‬ ‫تنفيذ مهمة التدقيق‬
‫‪0.00‬‬ ‫‪115.86‬‬ ‫‪93.4%‬‬ ‫‪0.31‬‬ ‫‪4.67‬‬ ‫‪3‬‬ ‫تقرير ون�رش النتائج‬
‫‪0.00‬‬ ‫‪90.46‬‬ ‫‪91.2%‬‬ ‫‪0.39‬‬ ‫‪4.56‬‬ ‫‪3‬‬ ‫املتابعة‬
‫من إعداد الباحث‪ :‬اعتمادا على نتائج المعالجة اإلحصائية عن طريق ‪spss‬‬

‫‪290‬‬
‫‪2016‬‬ ‫‪ -‬حزيران‬ ‫مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات اإلدارية واالقتصادية ‪ -‬اجمللد الثاني ‪ -‬ع (‪)5‬‬

‫نتائج اختبار الفر�ضية الثانية‪:‬‬


‫من خالل اجلدول ال�سابق ميكن مالحظة �أن الوزن الن�سبي يف الفقرات جميعها �أكرب من‬
‫(‪ )%60‬وم�ستوى الداللة (‪ ، )0.00‬وهي �أقل من (‪ ، )0.05‬مما يدل على �إيجابية الفقرات‬
‫�أي قبول الفر�ضية البديلة‪.‬حيث �إن �أفراد العينة يوافقون متاما الو�سط احل�سابي الذي يرتاوح‬
‫بني (‪ )4.5 - 4.67‬يف جميع فقرات املحور الثاين‪.‬‬
‫وب�صفة عامة تظهر نتائج جميع فقرات املحور الثاين �أن قيمة ‪ t‬ترتاوح بني‬
‫(‪ )90.46 - 117.80‬وهي �أكرب من قيمة ‪ t‬اجلدولية والتي ت�ساوي ‪ ،2.004‬وهذا ما يبني‬
‫�أن ال�رشكات حمل الدرا�سة ُتطبق معايري الأداء للتدقيق الداخلي‪ ،‬وذلك من خالل التخطيط‬
‫اجليد للمهمة‪ ،‬وتنفيذ‪ ،‬ون�رش تقرير التدقيق‪ ،‬ومتابعة تنفيذ االقرتاحات و التو�صيات‪.‬وعليه‬
‫نرف�ض الفر�ضية العدمية ‪ ،H0‬ونقبل الفر�ضية البديلة ‪ H1‬القائلة‪ :‬ب�أن ال�رشكات حمل‬
‫تطبق معايري الأداء للتدقيق الداخلي‪ ،‬وذلك بناء على حتليل نتائج اجلدول (‪. )06‬‬
‫الدرا�سة ِّ‬
‫◄◄اختبار الفر�ضية الثالثة‪:‬‬
‫‪ :H0‬ال توجد فروق ذات داللة �إح�صائية بني ا�ستجابات املبحوثني حول مدى التزام‬
‫ال�رشكات بتطبيق معايري التدقيق تعزى �إىل امل�سمى الوظيفي‪.‬‬
‫‪ :H1‬توجد فروق ذات داللة �إح�صائية بني ا�ستجابات املبحوثني حول مدى التزام‬
‫ال�رشكات بتطبيق معايري التدقيق تعزى �إىل امل�سمى الوظيفي‪.‬‬
‫لقد مت ا�ستخدام اختبار ‪ t‬للفروق بني متو�سط �أراء �أفراد عينة الدرا�سة حول مدى التزام‬
‫ال�رشكات بتطبيق معايري التدقيق الداخلي تعزى للم�سمى الوظيفي‪.‬‬
‫نتائج الفر�ضية الثالثة‪:‬‬
‫�إن النتائج املبينة يف اجلدول (‪ )7‬ت�شري �إىل �أن م�ستوى الداللة لكل حمور من‬
‫حماور الدرا�سة �أكرب من (‪ ، )0.05‬كما ت�أخذ قيمة ‪ t‬املح�سوبة لكل حمور �أي�ضا قيمة �أقل‬
‫من قيمة ‪ t‬اجلدولية‪ ،‬مما يدل على عدم وجود فروق �أي�ض ًا يف �إجابات �أفراد العينة تعزى‬
‫للم�سمى الوظيفي �أي قبول الفر�ضية العدمية‪.‬كخال�صة يت�ضح �أن قيمة ‪ t‬املح�سوبة جلميع‬
‫املحاور �أقل من قيمة ‪ t‬اجلدولية‪ ،‬كما �أن م�ستوى الداللة جلميع املحاور جمتمعة هي �أكرب‬
‫من (‪ ، )0.05‬مما يدل على عدم وجود فروق ذات داللة �إح�صائية عند م�ستوى (‪)0.05‬‬
‫بني �أفراد عينة الدرا�سة حول مدى تطبيق معايري التدقيق الداخلي تعزى للم�سمى الوظيفي‪.‬‬
‫وعليه ُرف�ضت الفر�ضية البديلة ‪ ،H1‬و ُقبلت الفر�ضية العدمية ‪ H0‬القائلة‪ :‬ال توجد فروق‬

‫‪291‬‬
‫واقع تطبيق معايير التدقيق الداخلي في الشركات اجلزائرية‬
‫د‪ .‬صاحلي محمد يزيد‬ ‫دراسة ميدانية على مجموعة من الشركات‬

‫ذات داللة �إح�صائية بني ا�ستجابات املبحوثني حول مدى التزام ال�رشكات بتطبيق معايري‬
‫التدقيق تعزى �إىل امل�سمى الوظيفي‪.‬‬
‫الجدول (‪)7‬‬
‫نتائج اختبار ‪ t‬لحساب الفروق إلجابات أفراد العينة حول مدى التزام الشركات‬
‫بتطبيق معايير التدقيق الداخلي تعزى المسمى الوظيفي‪.‬‬

‫م�ستوى الداللة‬ ‫‪t‬‬ ‫امل�سمى الوظيفي العدد املتو�سط احل�سابي االنحراف‬ ‫عنوان املحور‬ ‫املحور‬
‫‪4.66‬‬ ‫‪50‬‬ ‫مدقق داخلي‬ ‫الكفاءة والعناية‬
‫‪0.07‬‬ ‫‪3.16-‬‬ ‫‪0.33‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪10‬‬ ‫مراقبة ت�سيري‬ ‫املهنية‬
‫املحور الأول‬
‫‪4.15‬‬ ‫‪50‬‬ ‫مدقق داخلي‬ ‫اال�ستقاللية‬
‫‪0.91‬‬ ‫‪7-‬‬ ‫‪0.52‬‬
‫‪2.33‬‬ ‫‪10‬‬ ‫مراقبة ت�سيري‬ ‫واملو�ضوعية‬
‫‪4.66‬‬ ‫‪50‬‬ ‫مدقق داخلي‬ ‫التخطيط اجليد‬
‫‪1.06‬‬ ‫‪0.61-‬‬ ‫‪0.00‬‬
‫‪3.66‬‬ ‫‪10‬‬ ‫مراقبة ت�سيري‬ ‫للمهمة‬
‫‪4.66‬‬ ‫‪50‬‬ ‫مدقق داخلي‬
‫‪0.78‬‬ ‫‪1.023-‬‬ ‫‪0.33‬‬ ‫تنفيذ املهمة‬
‫‪4.66‬‬ ‫‪10‬‬ ‫مراقبة ت�سيري‬
‫‪4.66‬‬ ‫‪50‬‬ ‫مدقق داخلي‬ ‫تقرير ون�رش‬
‫‪0.59‬‬ ‫‪2.19-‬‬ ‫‪0.14‬‬
‫‪4.73‬‬ ‫‪10‬‬ ‫مراقبة ت�سيري‬ ‫النتائج‬
‫‪4.66‬‬ ‫‪50‬‬ ‫مدقق داخلي‬
‫‪0.40‬‬ ‫‪1.21-‬‬ ‫‪0.10‬‬ ‫املتابعة‬
‫‪4.03‬‬ ‫‪10‬‬ ‫مراقبة ت�سيري‬

‫من إعداد الباحث‪ :‬اعتمادا على نتائج المعالجة اإلحصائية عن طريق ‪spss‬‬

‫النتائج و التوصيات‪:‬‬
‫النتائج‪:‬‬
‫لقد �سعت هذه الدرا�سة �إىل التعرف �إىل واقع تطبيق معايري التدقيق الداخلي يف‬
‫ال�رشكات اجلزائرية‪ ،‬فبعد االطالع على جميع الأدبيات العلمية والدرا�سات ال�سابقة اخلا�صة‬
‫مبو�ضوع الدرا�سة و�إجراء الدرا�سة امليدانية‪ ،‬جرى التو�صل �إىل النتائج الآتية‪:‬‬
‫‪1 .1‬تتفق ممار�سات التدقيق الداخلي يف ال�رشكات حمل الدرا�سة بدرجة مقبولة مع‬
‫املعايري الدولية للتدقيق الداخلي املعتمدة‪ ،‬وذلك لإدراك الهيئات العليا‪ ،‬واملدققني‬

‫‪292‬‬
‫‪2016‬‬ ‫‪ -‬حزيران‬ ‫مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات اإلدارية واالقتصادية ‪ -‬اجمللد الثاني ‪ -‬ع (‪)5‬‬

‫الداخليني لأهمية االلتزام بهذه املعايري �ضمن حتقيق �أهداف التدقيق الداخلي و جودة‬
‫�أعمال التدقيق‪.‬‬
‫‪2 .2‬يتمتع املدققون‪ ‬الداخليون يف ال�رشكات اجلزائرية حمل الدرا�سة بالكفاءة املهنية‪،‬‬
‫وميتلكون املهارات الالزمة للقيام ب�أعمالهم كما �أن ا�ستقالليتهم تزيد من جودة �أدائهم‬
‫للمهمات املوكلة �إليهم‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪3 .3‬تطبيق معايري الأداء للتدقيق الداخلي يف ال�رشكات حمل الدرا�سة بدرجة جيدة‪.‬‬
‫‪4 .4‬اعتماد �أغلب ال�رشكات حمل الدرا�سة مليثاق التدقيق الداخلي‪ ،‬ومتتع هذا الن�شاط‬
‫مبكانة تنظيمية مالئمة‪ ،‬يدل على وجود �إدراك من جانب جمال�س الإدارة و الإدارات العليا‬
‫يف هذه ال�رشكات لأهمية دور ن�شاط التدقيق الداخلي يف حتقيق �أهداف الدرا�سة‪.‬‬
‫‪5 .5‬ما مييز طبيعة اخلدمات التي تقدمها وظيفة التدقيق الداخلي يف ال�رشكات‬
‫اجلزائرية حمل الدرا�سة �أنها خدمات ت�أكيدية‪ ،‬تتعلق بدرجة �أوىل بتقومي �أنظمة الرقابة‬
‫الداخلية املالية والت�شغيلية‪.‬‬
‫التوصيات‪:‬‬
‫‪�1 .1‬رضورة وجود �إلزام قانوين يلزم ال�رشكات اجلزائرية بتطبيق معايري التدقيق‬
‫الداخلي‪.‬‬
‫‪2 .2‬العمل على �إ�صدار معايري تدقيق داخلي تتالءم‪ ‬وبيئة ال�رشكات اجلزائرية‪.‬‬
‫‪�3 .3‬رضورة املتابعة امل�ستمرة للمدققني الداخليني للم�ستجدات والتطورات يف املجال‬
‫املتعلق بالتدقيق‪.‬‬
‫‪�4 .4‬رضورة تعزيز االهتمام بتطبيق معايري التدقيق الداخلي يف ال�رشكات اجلزائرية‬
‫ب�شكل �أكرب مما هو مطبق‪.‬‬

‫‪293‬‬
‫واقع تطبيق معايير التدقيق الداخلي في الشركات اجلزائرية‬
‫د‪ .‬صاحلي محمد يزيد‬ ‫دراسة ميدانية على مجموعة من الشركات‬

‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫أوالً‪ -‬املراجع العربية‪:‬‬
‫‪�1‬ألبياتي حممود مهدي‪ ،‬حتليل البيانات الإح�صائية با�ستخدام ‪ SPSS‬معاجلة البيانات‬ ‫‪.1‬‬
‫مع اختبار �رشوط التحليل وتف�سري النتائج‪ ،‬عمان‪ ،‬الأردن‪ ،‬دار املكتبة احلامد‪ ،‬الطبعة‬
‫الأوىل‪� 2004 ،‬ص‪.15 :‬‬
‫‪2‬اجلريدة الر�سمية للجمهورية اجلزائرية رقم‪ 02‬امل�ؤرخة يف ‪1988 /01 /12‬‬ ‫‪.2‬‬

‫‪3‬اجلريدة الر�سمية للجمهورية اجلزائرية رقم ‪ 55‬امل�ؤرخة يف ‪.1995 /09 /27‬‬ ‫‪.3‬‬

‫‪4‬اجلريدة الر�سمية للجمهورية اجلزائرية رقم ‪ 14‬امل�ؤرخة يف ‪.2009 /03 /04‬‬ ‫‪.4‬‬

‫‪5‬الرحاحلة حممد يا�سني‪ ،‬فاعلية �أجهزة التدقيق الداخلي يف اجلامعات الأردنية‬ ‫‪.5‬‬
‫الر�سمية واخلا�صة يف ظل معايري التدقيق الداخلي الدولية‪ ،‬املجلة الأردنية لإدارة‬
‫الأعمال‪ ،‬املجلد‪ ،1‬العدد‪ 1‬اجلامعة الأردنية‪ ،‬عمان‪.2005 ،‬‬
‫‪6‬العايب عبد الرحمان‪ ،‬ن�شاط التدقيق الداخلي بني الواقع اجلزائري واملمار�سات‬ ‫‪.6‬‬
‫الدولية «ملتقي الوطني الثامن حول مهنة التدقيق يف اجلزائر يف �ضوء امل�ستجدات‬
‫العاملية املعا�رصة‪ ، ،‬جامعة �سكيكدة اجلزائر‪ .‬يومي ‪ 11‬و ‪� 12‬أكتوبر ‪.2010‬‬
‫‪�7‬ألعفيفي م�ؤمن حممد ح�سن‪ ،‬مدي قدرة املراجع الداخلي من خالل تطبيق معايري الأداء‬ ‫‪.7‬‬
‫املهني للمراجعة الداخلية الدولية علي مواجهة طاهرة الف�ساد املايل يف امل�ؤ�س�سات‬
‫االقت�صادية‪ ،‬درا�سة تطبيقية علي ال�رشكات امل�ساهمة العامة العاملة يف قطاع غزة‪،‬‬
‫ماج�ستري يف املحا�سبة والتمويل‪ ،‬كلية التجارة‪ ،‬اجلامعة الإ�سالمية غزة‪ ،‬عمادة‬
‫الدرا�سات العليا‪.2009 ،‬‬
‫‪8‬قمان عمر‪ ،‬مدى م�ساهمة املراجعة املالية يف ال�شفافية والإف�صاح لغر�ض حوكمة‬ ‫‪.8‬‬
‫امل�ؤ�س�سات اجلزائرية‪ ،‬درا�سة ميدانية‪ ،‬ماج�ستري يف العلوم التجارية واملالية‪ ،‬املدر�سة‬
‫العليا للتجارة‪ ،‬اجلزائر‪.2012 ،‬‬
‫‪9‬نقاز احمد‪« ،‬دور املراجعة الداخلية يف دعم و تفعيل القرار‪ ،‬درا�سة حالة جممع‬ ‫‪.9‬‬
‫�صيدال»‪ ،‬مذكرة ماج�ستري من�شورة‪ ،‬جامعة االغواط‪ ،‬اجلزائر ‪.2007‬‬

‫‪294‬‬
2016 ‫ حزيران‬- )5( ‫ ع‬- ‫ اجمللد الثاني‬- ‫مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات اإلدارية واالقتصادية‬

:‫ املراجع األجنبية‬-ً‫ثانيا‬
1. C. Bota- Avram and C. Palif, « Measuring and assessment of internal
audit’s effectiveness »,Annals of faculty of economics,vol3,Issue1,Univer
sity of Oradea,Romania,2009.
2. C. Diard et S. Trebucq, « Analyse exploration des normes internationales
d’audit interne »,cahier de recherche, université de tours,France ,2007
sur le site www. univ- tours. fr/ recherche.
3. G. Sarens et al, « Internal audit : A comfort provider to the audit
committe »,The British Accounting Review, N41. 2009.
4. Institute of internal Auditors (IIA) .  «International Standards for
professional practice of internal auditing» ,Florida, USA,2008.
5. J. Renard « théorie et pratique de l’audit interne »,ED. organisation,
6eme, ED. paris,2007.
6. M. Marais, «Quality assurance in internal auditing: An analysis of
the standards and guidelines implemented by the Institute of Internal
Auditors », Meditaria Accountancy Research Vol. 12 n°. 2,2004.
7. P. A Burnaby et al , Usage of Internal Auditing Standards By companies
in the United States and select European countries, Managerial Auditing
Journal, vol ,24 No9,2009.
8. www. association des auditeurs consultants algériens. dz

295
‫واقع تطبيق معايير التدقيق الداخلي في الشركات اجلزائرية‬
‫د‪ .‬صاحلي محمد يزيد‬ ‫دراسة ميدانية على مجموعة من الشركات‬

‫‪296‬‬

You might also like