Professional Documents
Culture Documents
حوار جوديث بتلر
حوار جوديث بتلر
حوارات › حوار مع جودث بتلر :حول ترمب ،والفاشية ،وبنية الشعب /ترجمة :سارة اللحيدان ‹ Home
حوار مع جودث بتلر :حول ترمب ،والفاشية ،وبنية الشعب /ترجمة :سارة اللحيدان
حوار مع جودث بتلر :حول ترمب ،والفاشية ،وبنية الشعب /ترجمة :سارة اللحيدان
حوارات 0
93
مشاركة
93
ظهر هذا الحوار ابتداء في صحيفة الميديا بارت ،وقام بترجمته للنإجليزية ديفيد برودر
ماذا بيمثل دونإالد ترمب؟ قامت الفيلسوفة المريكية جوديث بتلر )بروفيسورة في جامعة بيركلي( بنشر كتاب موجز باللغة الفرنإسية
)الجمهرة( ]مذكرات حول النظرية الدائية للحشود[ تستعرض فيها تجسيد دونإالد ترمب لنمط جديد من الفاشية .كما صاغتها“ ،العديد من
”الناس فرحون بمشاهدة هذا الرجل المزعج ،عديم الذوق يحوم بالجوار ،كما لو كان محور الكون وسلطانإه ،والفضل يعود لهذه الجمهرة
لقد قدم العديد من الكتاب والمثقفين في أمريكا وأوروبا وجهة نإظرهم حيال ظاهرة ترمب ،وكانإت تهدف في الغالب إلى إيضاح تخوفهم
ورفضهم ،وإدانإة تجاوزاته اللغوية ،أو التعبير عن قلقهم لمقترحاته ببناء جدار على الحدود المكسيكية ،وطرد مليين من المهاجرين غير
الشرعيين .لكننا حينما نإحاول فهم ما يجري مع “ترمب” – الظاهرة -فعلينا أخذ تحليلت جودث بتلر بالحسبان ،والتي عملت عليها منذ
التسعينات ،من كتابها )الخطاب النإفعالي ،سياسة الداء( إلى آخر كتاب لها )مذكرات حول النظرية الدائية للحشود(
الميديا بارت :هل يمكن القول بأن دونإالد ترمب نإوعا ما “شخصية على السجاد” ،وذلك من خلل تحليلتك التي قدمتتها خلل العقدين
الخيرين؟ أليس ترمب “موضوع بتلري” بامتياز؟
جودث بتلر :لست متأكدة ما إذا كان ترمب موضوعا جيدا للتحليلت التي قمت بجمعها فعلى سبيل المثال ،ل أظن بأن هناك سحرا في
شخص ترمب النإسان ،وعندما نإنظر لخطاباته ،فعلينا أن نإأخذ بالحسبان التأثيرات التي تحملها هذه الخطابات على جمع محدد من الشعب
.المريكي .ودعونإا ل نإنسى بأنإه انإتخب بما نإسبته أقل من ربع السكان ،وأنإه على وشك أن يصبح رئيسا بفضل وجود مجمع انإتخابي قديم
لذا علينا أل نإتصور بأن ترمب يتمتع بدعم جماهيري واسع .فهناك خيبة أمل عامة بالمجال السياسي ،واحتقار علني للحزبين الرئيسين في
الوليات المتحدة .مع هذا ،حصدت هيلري كلينتون تصويتا أعلى من ترمب ،فلذلك عندما بنإسأل عن دعم ترمب ،فعلينا أيضا أن نإسأل أنإفسنا
كيف لقلية أمريكية أن تمنحه السلطة .وليس علينا النظر في تزايد الدعم الشعبي له ،بل في العجز الديمقراطي .يجب إلغاء المجمع النإتخابي
حتى تكون انإتخاباتنا انإعكاسا للرادة الشعبية .وفي ظني أن أحزابنا السياسية بحاجة لعادة نإظر حتى تزيد من تفاعلها الشعبي في العملية
.الديمقراطية
إن القلية التي دعمت ترمب ،والتي استطاعت منحه الفوز النإتخابي ،قد تمكنت من ذلك ليس فقط عبر سخطها على المجال السياسي ،بل
سخطها أيضا على عدم تصويت ما نإسبته خمسون بالمئة من الناخبين المسجلين .ربما علينا أن نإتحدث عن انإهيار التفاعل الديمقراطي في
.الوليات المتحدة المريكية
في ظنني أن ترمب قد أطلق العنان لغضب له أسباب وأهداف عديدة ،وربما علينا أن نإشكك بهؤلء الذين اندعو معرفة السبب الحقيقي،
والهدف الوحيد الذي يكمن خلف هذا الغضب .إن حالة الدمار القتصادي وخيبة وفقدان المل في المستقبل ،والتي ونلدت حركة اقتصادية
ومالية أهلكت المجتمعات ،قد لعبت دورا هاما في هذا المر .ولكن تزايد التعقيد الديموغرافي المريكي كان له دور أيضا ،وكذلك أشكال
العنصرية القديمة والجديدة … هناك رغبة “حازمة” بتعزيز السلطة ضد الجانإب والعمال غير الشرعيين ،لكن ذلك أيضا يصاحبه رغبة
.لحرية عظمى من عبء الحكومة ،كشعار يخدم الفرد والسوق على حد سواء
أوضح نإقطة للمقارنإة بين ترمب والفاشية -إذا كان هناك ما يمكن مقارنإته -هو ما يتعلق بالعلقة بين الزعيم والجماهير التي تتقدمه .إن
الزعماء الفاشيين لم يبتكروا هذه الفاشية بالساس ،لكنهم تزعموا السلطة عبر سيناريو معين كانإت فيه الطبقة البرجوازية الصغيرة
والمتوسطة تعانإي من حالة تدنإي أوضاعها بعد هزيمة وأزمة العشرينات ،وعبرت عن استيائها وكراهيتها للبروليتارية .سنحت لي الفرصة
مؤخرا بالحصول على نإص قديم لتروتسكي ،حيث يتحدث فيه عن الزعيم الفاشي .ظننت أنإه يقدم وصفا جيدا لظاهرة ترمب يقول“ :حيث
تكون أفكاره السياسية ثمار خطاباته الصوتية .وهكذا بتختار الشعارات ،ويونحد البرنإامج .وبهذه الطريقة يصقل جوهر هذا الزعيم”هل يمكننا
قول المثل مع ترمب؟
ربما حانإت الفرصة للتمييز بين الشكال القديمة والجديدة للفاشية .ما وصفته يتعلق بفاشية منتصف القرن العشرين الوروبية .لكننا مع
ترمب نإواجه وضعا مختلفا ،ولو أنإني لزلت أود وصفه بالفاشي .ترمب رجل غني بينما من نإاحية أخرى معظم المصوتين له ليسوا كذلك،
.ومع ذلك تفهم له العمال ،فانإتفع من النظام ونإجح في ذلك
ربما نإأخذ مثال لمقدرته على استغلل مسألة ديونإه من أجل التهرب من دفع الضرائب .كانإت هيلري كلينتون مخطئة في اعتقادها بأن عامة
الشعب الذين يدفعون ضرائبهم سيغضبون من هذا المر .على النقيض .فقد نإال إعجابهم لنجاحه بإيجاد وسائل للتهرب من دفع الضرائب .لقد
رغبوا بفعل المثل أيضا! مع هذا ،فالجانإب الفاشي يظهر عندما يدعي دون مبرر بأنإه قادر على طرد مليين من الناس أو حتى سجن هيلري
بمجرد توليه السلطة )المر الذي تراجع عنه لحقا( ،وكسر التفاقيات التجارية متى ما شاء له ،وإهانإة الحكومة الصينية ،والمناداة بإعادة
.تفعيل “الغرق الوهمي” -الختناق عن طريق الغرق -وغيرها من أشكال التعذيب
هو يتحدث على هذا النحو ،كما لو أن لديه سلطة حصرية لتقرير السياسة الخارجية ،وتقرير من يدخل السجن ،ومن سينفى من البلد ،وماهي
.الصفقات التي سيعمل بها ،وأي من السياسيات الخارجية ستنتهك ،وأي منها سيصادق عليها
وبالمثل أيضا ،عندما يبين أنإه سيعاقب ويقتل كل من يعترض طريقه في الحشد ،هو بذلك -ولنكن صريحين -يكشف عن رغبة قتل لها صداها
بين العديد من البشر .عندما يطنبع الجنس غير التوافقي ،أو عندما يصف هيلري بأنإها “امرأة سيئة” فهو بهذا يرسخ لكراهية النساء ،وعندما
يصف المهاجرين المريكيين بأنإهم قتلة فهو مرة أخرى يعلي صوت قديما للعنصرية .لقد اتخذ العديد منا غطرسته ،نإرجسيته ،عنصريته،
وكراهيته للنساء ،إضافة لتهربه من دفع الضرائب سمات لشخصية مدمرة-ذاتيا ،ولكنهم في الحقيقة ألهبوا حماس العديد من الناس للتصويت
له .ليس من أحد يستطيع التأكيد ما إذا كان ترمب قد قرأ الدستور ،أو اهتم بذلك .إن هذه الغطرسة هي ما جذبت الناس إليه ،وهذه هي
.الظاهرة الفاشية .وعندما يحول خطابه إلى أفعال ،عندها ستكون لدينا حكومة فاشية
لم تكن حملة ترمب بشعر أو نإثر ،كما في القول المأثور لماريو كومو ،ولكن مثل جميع الزعماء الفاشيين كانإت بلغة عامية .فقد ابتكر لهجة
اجتماعية تخصه ،وهي خليط من الدعابات ،والملمح الساخرة ،والتلميحات القذرة ،والتذمر ،والشعارات واللعنات .تنسجم بلغته بنوع من
“وسم” يقوم على القصاء .فتواصله يضعف عبر الخطابات المنظمة مقارنإة بتلميحاته ومزيج الشعارات والشتائم التهديدية كسلح لنإتزاع
ت بتحليل شعار دونإالد ترمب في برنإامج )المتدرب( – “أنإت مطرود”؟ شرعية القليات .كيف قم ت
مرة أخرى هذه اللغة تفترض أنإه هو الوحيد القادر على حرمان الناس من عملهم ،منصبهم ،أو سلطتهم .لذلك ،فإن جزء مما نإجح في القيام به
هو إيصال معنى القوة التي منحها لذاته .وهذا هو بالضبط ما تفعله اللغة مثلما ذكرت .علينا أيضا أن نإأخذ في الحسبان أن الغضب ضد النخب
الثقافية يأخذ شكل من أشكال الغضب ضد الحركة النسوية ،الحقوق المدنإية ،إضافة إلى التنوع الديني والثقافي .وفي ظني أن هذه السباب
.المختلفة تظهر وكأنإها قيود “للنإا العلى” والتي تلقي بظللها على مشاعر العنصرية وكراهية المرأة
إن ما قام به ترمب هو “تحرير” كراهية ضد الحركات الجتماعية وضد الخطاب العام المناهض للعنصرية .ففي نإظره أن كل شخص هو
حر في كراهيته .فقد وضع نإفسه في موضع استعدادي للوقاية من الدانإة الشعبية له ولعنصريته ،وتمييزه الجنسي ،ونإجح في ذلك .حتى
مناصروه يرغبون أيضا بأل يخجلوا من عنصريتهم ،بالتالي جاءت الزيادة المفاجئة في معدل جرائم الكراهية في الشوارع وفي وسائل النقل
العام فورا بعد انإتخابه .فقد شعر الناس بحرية النباح بعنصريتهم وفق ما يناسبهم .وبالنظر لذلك ،كيف يمكننا أن نإحرر أنإفسنا من “المحرر”
ترمب؟
إنإنا حينما نإركز بشكل بالغ على الخطاب فقد نإخاطر بنسيان البعد الثانإي ،لـ “ماديته” الصارخة في حضوره في التجمعات والبرامج الحوارية.
فليس من أمر يستحق الذكر أكثر من تسريحة شعره و “برتقاليته” وأبعد من هذا طريقته في تحريك يديه وفمه ،وتكلف مضحك في إيماءات
وجهه ،كشكل من التعريض الجسدي المبالغ به للعالم الواقعي .فما التماثيل العارية المنتشرة لترمب في ساحات المدن المريكية إل إقرار
بنوع من الهبوط الفني الذي يهدف للبغضاء والستفزاز المادي ..عندما أرى ذلك يحظرنإي قول كافكا “أحد أكثر وسائل الغراء الفعالة التي
يمتلكها الشر ،هو تحند الكفاح ضده” كيف تحللين هذه الشخصية “التلفازية الواقعية” ودخولها للمنصة السياسية؟
من الواضح أن الرئاسة أصبحت ظاهرة إعلمية بشكل متزايد .السؤال هو كم من الناس قد تعاملوا مع التصويت كما يتعاملون مع فيسبوك،
أعني عندما يقومون بالضغط على “تفضيل” .تصدر ترمب الشاشة ،وأصبح شخصية بمهددة .فقد رأينا ذلك في تهكمه في البرنإامج الحواري
عند تساؤله عن تهجم أليك بالدوين على هيلري كلينتون خلف المنصات .هذا النوع من التهديد هو امتداد لقوته في Saturday Night،
تحرشاته الجنسية .فهو يمضي إلى ما يريد ،ويقول ما يرغب بقوله ،ويأخذ ما شاء له أن يأخذه .فحتى لو كان ل يملك كاريزما بمفهومها
.التقليدي ،فإنإه يملك قوة شخصية ومكانإة عن طريق استحواذه على الشاشة بهذه الصورة
بهذا المعنى ،ينشر ترمب صورة شخص يكسر القواعد ،ويفعل ما يريد ،غارق بأمواله ،يمارس الجنس متى ما شاء ومع من يشاء .فابتذاله
يمل الشاشة ،تماما مثلما يمتلئ به العالم .لذلك فرح العديد من الناس برؤية هذا المزعج ،عديم الذوق يحوم حولهم كما لو أنإه محور الكون
.وسلطانإه والفضل يعود لهم
بعدما باتهم بالكذب ،دافع ترمب عن نإفسه بقوله إنإه يمارس ما سماه بـ “غلو الصادقين” ،كشكل بريء من المبالغة – ووسيلة فعالة للترويج
لنفسه .لقد تزايد استخدام مصطلح “سياسة ما بعد الحقيقة “في وسائل العلم الوروبية ،وذلك للدللة على ضبابية الصواب من الخطأ،
والواقع من الخيال” والذي وصفته حنة أرنإدت بأنإه سمة من سمات الشمولية .قامت وسائل العلم الجتماعية ،عبر هذا الطار ،بخلق سياق
جديد يتميز بظهور فقاعات إخبارية مستقلة ،وهو نإوع من الخبار التي تحمل صدى يسمح لعنف الشائعات ونإظريات المؤامرة بالنإتشار،
إذ يتعذر تمحيصها من قبل وسائل العلم الحقيقة .فقد كان ترمب خلل حملته النإتخابية قادرا على التعامل مع التجمعات الصغيرة المستاءة
عبر تويتر والفيسبوك ،عبر تأطيرهم بـ “موجة” مفرطة الحماس .ما رأيك بهذا المفهوم “سياسة ما بعد الحقيقة”؟
بكل شفافية ،ل أظن أن تلك كلمات ترمب .فهي تبدو كمحاولة شخص يطنبع ويهتف لعلقته المتعجرفة مع الحقيقة .لست متأكدة ما إذا كنا في
وضع ما بعد الحقيقة .يبدو لي أن ترمب يهاجم الحقيقة دون خجل من حقيقة أنإه ل بيدنعم تصريحاته بدلئل أو أي منطق .إن تصريحاته ليست
اعتباطية ،وهو مستعد لتغيير موقفه متى ما شاء ذلك ،فحينما تكون هناك فرصة تبرز دوافعه أو تأثيره النفعي فسيكون هناك تغيير .على
سبيل المثال عندما قال إنإه عندما سيصبح رئيسا سـ ” يقوم بسجن هيلري” كانإت تهليلة لمن يكرهون هيلري وقد ساهم ذلك بزيادة كراهيتها
.أكثر
هو بالطبع ليملك سلطة لرمي هيلري في السجن ،وحتى لو كان رئيسا فليس له سلطة لفعل ذلك دون وجود إجراء جنائي وحكم قضائي.
لكن في تلك اللحظة ذاتها ،كان فوق كل إجراء قانإونإي ،يمارس إرادته كما يريد ،و يننمط لشكل الستبداد الذي ل بيعنى بالتشكيك بما لو كانإت
هيلري قد اقترفت جناية أم ل ،وكل الدلئل تشير إلى أن الحال ليس كما يبدو عليه الن .ليس هناك ما يدعم مزاعمه بأن هيلري كلينتون قد
حازت على تأييد شعبي بسبب المليين من المصوتين “غير الشرعيين” ،فهو يسعى إلى نإزع شرعية التصويت الشعبي في نإفس الوقت الذي
.تجرح فيه نإرجسيته
في الوقت نإفسه ،يستبعد تماما فكرة أن التصويت له ربما يكون غير شرعي ،بمعنى أنإه ليس بالهمية الكبرى حينما يناقض نإفسه أو حينما
برفض بوضوح الستنتاجات التي تقلل من سلطته وشعبيته ،فكلها معا تحند وجرح له .هذه النرجسية واللمبالة بتقديم دلئل منطقية هي ما
.رفعت من شعبيته أكثر .ترمب يعيش فوق القانإون ،وهكذا يود أن يعيش مناصروه
في )الخطاب النإفعالي( قمت بتحليل العنف اللفظي لخطاب الخوف من المثليين ،التمييز الجنسي ،أو العنصري الذي يهدف إلى كسر وإقصاء
الناس المعنيين بالخطاب .وقمت أيضا بإبراز أن هدف العنف اللفظي يرمي لعادة رسم حدود البشر وهذا يعني عملية خطابية لقصاء،
وملحقة ،ووضع حدود ،ويعني أيضا تشكيل تجانإس بشري ،أحادي اللون ،متباين الجنس لشكل من الشعوب المتخيلة .ومع هذا ،ذكرت أن
هذا الداء يمكن أن ينقلب ضد نإفسه ،فاتحا المجال لصراع سياسي وتدمير هوياتي .مالذي يمكن أن بيبرز كل ذلك برأيك؟
ربما سنرى كراهية للجانإب كوسيلة على تأكيد هوية “الشعب” .كان هناك دعم لترمب بين أولئك المحرومين اقتصاديا ،وبين أولئك الذين
يظنون أنإهم خسروا امتيازهم العرقي البيض .لكن العديد من الهانإئين صوتوا أيضا لترمب ،وذلك بعد اقناعهم بفتح مزيد من السواق ،المر
.الذي سيمنحهم فرصة للثراء لحقا .بإمكانإنا أن نإركز على خطابه ،وهو مهم بكل تأكيد ،لكنه ليس الشيء الوحيد الذي جذب الناس إليه
على أي حال ،أظن أن سيناتور ماساتشوستس إليزابيث وارين كانإت محقة بردها على تعليقه الممتهن لهيلري كلينتون“ ،إنإها امرأة سيئة”
فكان ردها “إليك يا دونإالد ،المرأة السيئة قوية ،ذكية ،وتملك صوتها ،في الثامن من نإوفمبر ،نإحن معشر النساء السيئات سنخرج ونإسير
.بأقدامنا السيئة للدلء بأصواتنا السيئة وإقصائك من حياتنا إلى البد “من دون شك ،كانإت لحظة مثيرة للنسوية ،لكنها لم تكن كافية
منذ عام 2011شهدنإا نإشوء تجمعات دولية مثل الحتلل ،الغضب ،نإصب الظلم ،الربيع العربي ..في آخر كتبك قمت بتحليل الوضاع
ت بأن احتشاد الجموع يأخذ شكل سياسيا لت بشمل الداء السياسي في تحليلتك .وكتب ت لظهور هذه الحركات ،وتضميناتها السياسية ،وقم ت
يختزل إلى مطالب تلك القوى الفاعلة أو الخطاب المقدم .أي قوى يمكنها أن تمنع تلك الحشود الجماعية؟ ماذا يمكن أن يكون طابعها
الديمقراطي؟
بالنإجليزية .لكننا مرغمين على العيش مع أشباح اللغة .رغم ” “appearanceليست الكلمة المناسبة لـ ”-apparitionربما كلمة “الظهور
أن المظاهرات والتجمعات غير كافية في الغالب لحداث تغيير جذري ،إل أنإها تقوم بتغيير مفهومنا لماهية “الشعب” ،وتؤكد الحريات
الساسية المتعلقة بالتعددية الجسدية .قد تغيب الديمقراطية دون حرية التجمع ،ول يمكن أن يكون هناك تجمع دون حرية تحرك واجتماع،
فالقدرات التنقلية والجسدية هي افتراضات لتلك الحرية .والمظاهرات الشعبية ضد التقشف وانإعدام الستقرار في الشوارع ،وتحت أعين
العامة ،وأجساد الفراد الذين عانإوا من خسارة طبقية وشعور بالتدهور المدنإي ،هي توكيد للعمل الجماعي عن طريق تجمعهم بطريقتهم
الخاصة .لذلك عندما نإستحضر التجمعات البرلمانإية كجزء من الديمقراطية ،فإن بإمكانإنا أيضا أن نإدرك قوة التجمعات الل برلمانإية لتغيير
الوعي العام حول ماهية الشعوب .خاصة عندما يبرز من كان غير معني بإبرازه ،لنرى أن “ميدان الظهور” والقوى المسيطرة على حدودها
.وانإقساماتها هي افتراضات لي نإقاش حول ماهية “الشعب” .وأتفق مع جاك رانإسير في هذا الشأن
قام مشيل فوكو بتحليل الديمقراطية اليونإانإية للقرن الرابع والخامس الميلدي ،كمشكلة خطابية ،المفارقة بأن “قول الحقيقة” في الديمقراطية
)خطاب محرف( وبعد تنحية “الطور” السياسي من “آغورا” إلى “إقليسيا” ،أعني من مدينة المواطنين إلى المحكمة السيادية .هل يمكننا أن
نإعتبر نإمو هذه الطوار الديمقراطية التي ظهرت منذ 2011انإتقام آغورا من إقليسيا؟
إن سلطة قول الحق ليست جهدا فرديا بالساس .قول الحقيقة للسلطة يعني تولي سلطة عن طريق هذا القول .ويعني أيضا أن بناء السلطة
يمكن أن يعاد استخدامه وانإتشاره كنوع من خدمة “استجابية” وعلى هذا ،يمكن أن نإعتبر المتحدث الخاضع ،هو متحدث فردي ،وهذا الوضع
.مجهول ومتغير يحتمل أن يضم عددا معينا من الناس .وقبل السؤال عما يعنيه قول الحقيقة للسلطة ،علينا أن نإسأل عمن باستطاعته الحديث
أحيانإا ،مجرد وجود أولئك الذين يفترض بهم أن يصمتوا الخطاب الشعبي ينمكنهم ذلك من كسر بناءه .فعند تجمع المهاجرين غير الشرعيين،
عند اجتماع ضحايا التهجير ،عند اجتماع من يعانإون البطالة أو انإخفاض جذري في معاشاتهم التقاعدية ،هم بذلك يخلدون أنإفسهم في الصورة
والخطاب التمثيلي لماهية الشعب وما ينبغي له أن يكون .بكل تأكيد لهم مطالب محددة ،ولكن التجمع هو وسيلتهم بجعل الطلب كالجسد
.الواحد ،وهو مطلب مادي في فضاء العامة ،وطلب شعبي للسلطات السياسية
وعلى هذا النحو ،علينا في البداية أن “نإقتحم ونإدخل” داخل الخطاب قبل أن نإتمكن من قول الحقيقة للسلطة .وعلينا أن نإكسر قيود التمثيلت
السياسية من أجل عرض عنفها ومعارضة إقصائيتها .ومادام “المن” يواصل تبرير حظر وتفريق المحتجين ،والمتظاهرين ،والمعسكرات،
فهو يساهم بإهلك الحقوق الديمقراطية والديمقراطية نإفسها .إن التحركات واسعة النطاق هي وحدها التي ستنجح في هزيمة كراهية الجانإب
.القومية ،ومختلف العذار التي تهدد ديمقراطية اليوم ،وهي وحدها التي يصنح تسميتها بشكل من أشكال التجسد ما وراء القومي
المصدر
( Click to share on WhatsAppاضغط للمشاركة على تويتر )فتح في نإافذة جديدة(انإقر للمشاركة على فيسبوك )فتح في نإافذة جديدة(
اضغط)فتح في نإافذة جديدة ( )Click to share on Telegramفتح في نإافذة جديدة( Pocketاضغط للمشاركة على)فتح في نإافذة جديدة
اضغط لرسال هذا الموضوع لصديق)فتح في نإافذة جديدة( LinkedInاضغط لتشارك على)فتح في نإافذة جديدة( Google+للمشاركة على
بواسطة البريد اللكترونإي )فتح في نإافذة جديدة(اضغط للطباعة )فتح في نإافذة جديدة(
تدوينة مشابهة
الحرية الدينية والقليات والسلم -حوار مع صبا محمود /ترجمة :إبراهيم الفريح
الحرية الدينية والقليات والسلم -حوار مع صبا محمود /ترجمة :إبراهيم الفريح
"في "دراسات
"في "دراسات
PREVIOUS POST
بنات أبونلو السبع غير الشرعيات – روبين دارنيو /ترجمة د .بنسام البنزاز
NEXT POST
في فهم الذات :تشارلز تايلور والتأكيد على الحياة العادية – إبراهيم الكلثم
أحدث المقالت
العقوبــة والمسؤولية :مقالت في فلسفة القانإون – إتش .أل .إيه .هارت /ترجمة :فاطمة الغامدي
في فهم الذات :تشارلز تايلور والتأكيد على الحياة العادية – إبراهيم الكلثم
حوار مع جودث بتلر :حول ترمب ،والفاشية ،وبنية الشعب /ترجمة :سارة اللحيدان
2016 © Copyright
تواصل مع حكمة
Name
Email
Message
Send
السم
البريد اللكترونإي
example@gmail.com
اشتراك