01 Thahara

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 72

‫بسم ال الرحمن الرحيم‬

‫شـرح‬
‫منهج السـالكين‬
‫وتوضيح الفقه في الدين‬
‫للعلمة عبد الرحمن بن ناصر السعدي ) ‪ 1376‬هـ( ‪.‬‬

‫كــتــاب الطـهــارة‬
‫) دورة ورثة النبياء (‬
‫دورة علمية نظمها مكتب الدعوة والرشاد برفحاء‬
‫في تاريخ ‪10 – 29 / 10-25‬‬
‫‪1429‬هـ‬

‫بقلم‬
‫سليمان بن محمد اللهيميد‬
‫السعودية – رفحاء‬
‫الموقع على النترنت – مجلة رياض المتقين‬

‫‪www.almotaqeen.net‬‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم‬

‫أما بعد ‪:‬‬ ‫الحمد ل رب العالمين والصلة والسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين‬

‫فهذا شرح كتاب منهج السالكين في توضيح الفقه في الدين للعلمة عبد الرحمن السعدي رحمه ال ‪،‬‬

‫قمت بشرحه في مدينة رفحاء ضمن الدورة العلمية الولى التي أقامها مكتب الدعوة والرشاد برفحاء ‪.‬‬

‫أسال ال العظيم رب العرش العظيم أن يرزقنا العلم النافع ‪ ،‬والعلم الصالح‬

‫أخوكم‬

‫سليمان بن محمد اللهيميد‬

‫السعودية – رفحاء‬

‫الموقع على النترنت – مجلة رياض المتقين‬

‫‪www.almotaqeen.net‬‬

‫ترجمة مختصرة للمؤلف رحمه ال‬

‫هو أبو عبد ال ‪ ،‬عبد الرحن بن ناصر بن عبد ال آل سعدي ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫ولد ف عنيزة عام ‪ 1307‬هـ ‪ ،‬وتوفيت والدته وعمره أربع سنوات ‪ ،‬ث توف والده وعمره سبع سنوات ‪ ،‬فنشأ يتيم البوين ‪،‬‬
‫شب صار ف بيت أخيه الكب ‪ :‬حد الذي دفع به إل حلقات العلم ‪ ،‬وكفاه مؤونة‬ ‫وكفلته زوجة والده ‪ ،‬وأحبته كثيا‪ ، G‬فلما ‪D‬‬
‫العيش ‪.‬‬
‫جلس للتدريس وعمره ) ‪ ( 23‬مع عدم انقطاعه عن الطلبـ ‪ ،‬ومن عام ) ‪ 1350‬هـ ( صار مرجع للناس ف بلده ف التدريس‬
‫والفتيا ‪.‬‬
‫ومن تلميذه ‪:‬‬
‫الشيخ عبد ال البسام ‪ ،‬عضو هيئة كبار العلماء وممع الفقه السلمي ‪.‬‬
‫والشيخ حد القاضي ‪.‬‬
‫والشيخ عبد ال بن عبد العزيز العقيل ‪ ،‬عضو ملس القضاء العلى سابقا‪. G‬‬
‫والشيخ علي بن حد الصالي ‪.‬‬
‫والشيخ ممد بن صال العثيمي ‪ ،‬عضو هيئة كبار العلماء ‪.‬‬
‫وغيهم كثي ‪.‬‬
‫له مؤلفات كثية منها ‪:‬‬
‫تيسي الكري النان ف تفسي كلم الرحن ) وهو أشهر كتبه ( ‪.‬‬
‫القواعد السان لتفسي القرآن ‪.‬‬
‫بجة قلوبـ البرار وقرة عيون الخيار ف شرح جوامع الخبار ‪.‬‬
‫القول السديد ف مقاصد التوحيد ‪.‬‬
‫منهج السالكي وتوضيح الفقه ف الدين ) وهو هذا الكتاب ( ‪.‬‬
‫وغيها كثي ‪.‬‬
‫مات رحه ال قبيل فجر الميس ‪ 1376 / 6 / 23‬هـ عن ) ‪ ( 69‬عاما‪ G‬رحه ال رحة واسعة ‪.‬‬

‫بسم ال الرحمن الرحيم‬


‫ابتدأ المؤلف كتابه بالبسملة ‪:‬‬
‫أول‪ : d‬اقتداء‪ G‬بكتاب ال العظيم ‪.‬‬
‫ثانيا‪ : d‬تأسيا‪ G‬بالنب ‪ ‬ف مكاتباته ومراسلته ‪ ،‬كما ف كتابه إل هرقل وفيه ) بسم ال الرحن الرحيم ‪ ،‬من ممد بن عبدال‬
‫ورسوله إل هرقل عظيم الروم ( ‪.‬‬
‫ثالثا‪ : d‬تبكا‪ G‬با ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪j‬‬
‫ات أ‪k i‬ع ‪i‬مالن‪i‬ـا‪i ,‬مـ ‪k‬ن ي‪i‬ـ ‪k‬ـه ‪j‬د ا‪i‬لل‪h‬ـه‪g‬‬
‫س ن‪i‬ا‪ ,‬وس ي‪o‬ئ‪j i‬‬ ‫مـ ‪/‬ـ ا‪i‬ل‪k‬حم ‪g‬د ل‪j‬ل‪j h‬ه‪ ,‬ن‪i‬حم ‪g‬ده‪ ,g‬ون‪i‬ست‪j i‬عين‪g‬ه‪ ,g‬ون‪i‬ست‪i‬ـغ‪j k‬فره‪ ,g‬ون‪i‬ـت‪g‬وب إ‪j‬ل‪i‬ي ‪j‬ه‪ ,‬ون‪i‬ـعوذ‪ g‬ب‪j‬ا‪i‬لل‪j h‬ه ‪j‬من ‪g‬شرو‪j‬ر أ‪i‬ن‪k‬ـ ‪g‬ف ‪j‬ـ‬
‫‪i i‬ـ‬ ‫‪g k‬‬ ‫‪gi k g i g k i‬‬ ‫‪k i ik‬‬ ‫‪ki‬‬
‫يك ل‪i‬ـه‪i ,g‬وأ‪k i‬ـش ‪i‬ه ‪g‬د أ‪h i‬ن ‪g‬م ‪i‬ح ‪h‬مـ ‪d‬دا ‪i‬ع ‪k‬بـ ‪g‬ده‪i g‬و‪i‬ر ‪g‬سـ ول‪g‬ه‪,g‬‬ ‫ي ل‪i‬ه‪i , g‬وأ‪k i‬ش ‪i‬ه ‪g‬د أ‪k i‬ن ‪i‬ل إ‪j‬ل‪i‬ه‪ i‬إ‪hj‬ل ا‪i‬لل‪h‬ه‪i ,g‬و ‪k‬ح ‪i‬ده‪i g‬ل ‪i‬شـ ‪j‬ر ‪i‬‬ ‫‪j‬‬ ‫‪j‬‬ ‫ف‪i i‬ل م ‪j‬‬
‫ضل ‪k‬ل ف‪i i‬ل ‪i‬هاد ‪i‬‬ ‫ض ‪h‬ل ل‪i‬ه‪i , g‬و‪i‬م ‪k‬ن ي‪k g‬‬ ‫‪g‬‬
‫صل‪h‬ى ا‪i‬لل‪h‬ه‪i g‬عل‪ki‬ي ‪j‬ه ‪i‬وآل‪j j‬ه ‪i‬و ‪i‬سل‪i h‬م ‪ .‬أ‪h i‬ما ب‪i‬ـ ‪k‬ع ‪g‬د ‪:‬‬
‫‪i‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫‪k‬ح ‪k‬م ‪g‬د ل‪j‬ل‪j h‬ه‪ ,‬ن‪k i‬ح ‪i‬م ‪g‬ده‪ : g‬بــدأ الـ ـؤلف كــتابه بال ــمد ل ـ لعدة ـ أــسباب ‪.‬ـ‬ ‫ا‪i‬ل ‪i‬‬
‫أول‪ d‬ـ ‪:‬ـ اقتداء‪ G‬ـ ـ بكتاب ـ ال ـ ‪،‬ـ لــن أول ـ سوــرة فـ ا ــلقرآن م ــبدوءة بال ــمد لـ رـب العالـ ــي ‪.‬ـ‬
‫ثانيا‪ d‬ـ ‪:‬ـ تأسيا‪G‬ـ ـ بالنبـ ـ ‪ ‬فــإنه كــان يبدأ ـ ~خـ ـ ط}به ]ـ ا ــلراتبة و ــالعارضة [ـ بال ــمد لـ ‪.‬ـ‬
‫اـلـحـمـدـ لـ نـحـمـدـهـ ‪:‬ـ الــمد هـو وــصف ال ــمود ب ــالكمال مـع ال ــبة والتعظيم ـ ـ ‪.‬ـ‬
‫المد ل ‪ :‬اللف واللم للستغراق ‪ ،‬يعن جيع الامد ثابتة ل ‪ ،‬وف الديث قال ‪ ) ‬لك المد كله ( متفق عليه ‪ .‬وكلمة )‬
‫نـحـمـدـهـ ( ‪ :‬جلة توكيد لقوله ) المد ل ( ‪.‬‬
‫اك ن}ـعب ~دـ ـ وإ‪Š‬ي‪Œ‬ـ ـ ـ } ‪Š‬‬ ‫‪Š‬‬
‫يـ ـ ـ ( ‪.‬‬
‫اك ن} ‹ست}ع ~‬ ‫وـنـسـتـعـيـنـهـ ‪:‬ـ أـي نطلب ـ العون ـ منـ ال ـ تبــارك وتعالـ ـ ‪،‬ـ كــما قــال تعال ـ )ـإي‪ Œ‬ـ ـ } ‹ ~ }‬
‫قال ابن كثير ‪ :‬أي ل نعبد إل إياك ‪ ،‬ول نتوكل إل عليك ‪ ،‬وهذا هو كمال الطاعة‪ ,‬والدين كله يرجع إل هذين‬
‫العنيي ‪ ..... ،‬فالول تبؤ من الشرك ‪ ،‬والثان تبؤ من الول والقوة والتفويض إل ال عز وجل ‪.‬‬
‫قال ابن القيم ‪ :‬وكثيا‪ G‬ما كنت أسع شيخ السلم ابن تيمية يقول ) إياك نعبد ( تدفع الرياء ) وإياك نستعي ( تدفع الكب ـ‪.‬‬
‫‪ ‬فعلى ـ ال ــسلم أـن يستعيـ ـ بال ـ دائما‪G‬ـ ـ وأبدا‪G‬ـ ـ ‪،‬ـ بـل أعظم ـ ا ــلدعاء مـا فــيه طــلب اــلعون منـ ال ـ ‪.‬ـ‬
‫وــقد قــال ‪ ‬لــعاذ )ـ إنـ أحبك ـ فـ ال ـ ‪،‬ـ فلـ تدعن ـ دبرـ كلـ صلــة أـن تقول ـ ‪:‬ـ اــللهم أعن ـ على ـ ذكرك ـ وــشكرك وحسن ـ‬
‫عبادتكـ ـ (ـ رـواه أــبو داود ـ ‪.‬ـ‬
‫قـاـلـ شـيـخـ ال ــسلم اـبـنـ تـيـمـيـةـ ‪:‬ـ تأملت ـ أــنفع ا ــلدعاء ‪:‬ـ فــإذا هـو سؤال ـ العون ـ على ـ م ــرضاته ‪،‬ـ ثـ رـأيته فـ الفات ــة فـ )ـإ‪Š‬ي‪ Œ‬ـ ـ }‬
‫اك‬
‫يـ ـ ـ ( ‪.‬‬ ‫ن}ـع ب ~د وإ‪Š‬ي‪Œ‬ـ ـ ـ } ‪Š‬‬
‫اك ن} ‹ست}ع ~‬ ‫‹ــ~ }‬
‫وـنـسـتـغـفـرـهـ ‪:‬ـ أـي نطلب ـ منـ ال ـ مغفرة ـ ا ــلذنوب ‪،‬ـ ومعناها ـ ـ ‪:‬ـ ست ـ اــلذنب و ــالتجاوز عــنه ‪.‬ـ‬
‫‪ ‬والستغفار يكون على وجهي ‪:‬‬
‫الوجه الول ‪ :‬طلب الغفرة بلفظ ‪ :‬اللهم اغفر ل ‪ ،‬أو أستغفر ال ‪.‬‬
‫الوجه الثاني ‪ :‬طلب الغفرة بالعمال الصالة الت تكون سببا‪ G‬لذلك ‪.‬‬
‫‪ ‬وحينما نستغفر ال فلذنوبنا واستجابة لمر ال تعال ‪.‬‬
‫قال سبحانه ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم ل تقنطوا من رحة ال إن ال يغفر الذنوب جيعا‪) G‬‬
‫وقــال ســبحانه ( والــذين إذا فعل ـوا فاحشــة أو ظلم ـوا أنفســهم ذكــروا ال فاســتغفروا لــذنوبم ومــن يغفــر الــذنوب إل ال ول‬
‫يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون )‪.‬‬
‫وقال تعال ف الديث القدسي ) فاستغفرون أغفر لكم ( ‪.‬‬
‫وقال تعال ( واستغفر لذنبك ) ‪،‬وقال تعال ‪ ‬واستغفر ال إن ال كان غفورا‪ G‬رحيما‪.  G‬‬
‫وقال سبحانه ‪ ‬فسبح بمد ربك واستغفره إنه كان توابا‪،  G‬وقال ‪ ) ‬إن لستغفر ال ف اليـوم مـائة مــرة ( رواه مسـلم ‪،‬‬
‫وقال ‪ ) ‬وال إن لستغفر ال وأتوب إليه ف اليوم أكثر من سبعي مرة ( رواه البخاري ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫وـنـتـوـبـ إـلـيـهـ ‪:‬ـ أـي نــرجع إل ـ ال ـ عـن ذ ــنوبنا وتقصيـ ــنا ونتــك ال ــعصية وــالذنوب إل ـ الطاعةـ ـ ‪.‬ـ‬
‫وـقـدـ أـمـرـ الـ بـاـلـتـوـبـةـ وـأـثـنـىـ عـلـىـ أـهـلـهـاـ ‪.‬ـ‬
‫فالتوبة سبب لةةةةةة ةةةةةة ةةةةةة‬
‫ةةةةةةة ‪ ،‬قال تعالى ) ةةةةةةةةة ةةةةة ةةةةةةة‬
‫تفلحةة ( ‪.‬‬
‫بالتوبة تكفر السيئات ‪:‬‬
‫قال تعالى ) ةةة ةةةةةةةة ةةةةةةةةة‬
‫ةةةةةةة ةةةةةةة ةةةةة ةةةةةةة‬
‫ةةةةةةةة ةةةةةةةة ةةةةة ةةةةةةةةة‬
‫ةةةة ةةةةةةةةة ةةةةةةةة‬
‫ةةةةةةةةةةةةةة ةةةةةةةةةةةةةة‬
‫ةةةةةةةة ةةةةةةة ةةةة ةةةةةةةةة‬
‫ةةةةةةةةةةة ( ‪.‬‬
‫تتتتتتت تتتت تتتتتتت تتتتت ‪:‬‬
‫قال تعالى ) ةةةةةة ةةةة ةةةةة ةةةةةةة‬
‫ةةةةةةةة ةةةةةةة ةةةةةةةة‬
‫ةةةةةةةةةةةة ةةةةةةةةة ةةةةةةة‬
‫ةةةةةةةةةةةةةة ةةةةةةةةة ةةةةةةة‬
‫ةةةةةةة ةةةةةةةة ةةةةةةةة ( ‪ ،‬ةةةة‬
‫ةة ةةةة ةةةةةةة ةةةةةةةة ‪.‬‬
‫وتتتتتت تتت تتتتتت تتتتتت تتتتت‬
‫تتتتتتتت تتتتتت تتتتتت تتتتتتتت‬
‫تتتتتتتت تتتتتتت‪:‬‬
‫ةةة ةةةةة ) ةةةةةة ةةةةةةةةةةةةة‬
‫ةةةةةةةةة ةةةةة ةةةةةةة ةةةةةةةة‬
‫ةةةةةةةةةةةةة ةةةةةةةة ةةةةةةة‬
‫ةةةةة ةةةةةة ةةةةةةةة ةةةةةةةة‬
‫ةةةةة ةةة ةةةةةة ةةةةةةةة ( ‪.‬‬
‫وقال ةةةةة ةةة ةةةة ةةة ) ةةةةة ةةةةةة ةةةة‬
‫ةةةةةةة ةةةةةةةة ةةةةةةةة‬
‫ةةةةةةةةةة ةةةةةةةةةة ةةةةةةةةةة‬
‫ةةةةةةةةةةةة ةةةةةةة ةةةةة‬
‫ةةةةةةةةةةة ةةةة ةةةةةةةةةةةة‬
‫ةةةةةةةةةةة ( ‪.‬‬
‫ةةةة ةةة ةةةة ةةة ةةةة ةةةةةة‬
‫) ةةةةةةةة ةةةةةةةةةةةةة‬
‫ةةةةةةةةة ةةةةةةة ةةةةة ةةةةةةةةة‬
‫)‪ (10‬ةةةةةةةة ةةةةةةةةةة‬
‫‪5‬‬
‫ةةةةةةةةةة ةةةةةةةةةة )‪ (11‬ةةةةةةةةةةةة‬
‫ةةةةةةةةة ةةةةةةةةةة ةةةةةة‬
‫ةةةةةةةة ةةةةةةةةةة ةةةةةة‬
‫ةةةةةةةةةة ( ‪.‬‬
‫وتتتت تتت تتتتتت تتتتتتتتت ‪:‬‬
‫ةةة ةةةةة ) ةةةةة ةةةةةةة ةةةةةةة‬
‫ةةةةةةةةةةةةةة ةةةةةةةةة‬
‫ةةةةةةةةةةةةةةةةة (‬
‫تت تتتت تتتت تتتتت تتتتتتتت ‪:‬‬
‫ةةة ةةة ‪ ) ‬ةةةة ةةةةة ةةةةةة ةةةة ةة‬
‫ةةةةةة ةةة ةةة ةةةةةة ةةة ةةةة ةة‬
‫ةةةة ةةةة ( ةةةة ةةةة ‪.‬‬
‫‪ ‬وللتوبة لكي تصح شروطا‪ d‬عند العلماء ‪:‬‬
‫الشرط الول ‪ :‬القلع عن الذنب ‪.‬‬
‫الشرط الثاني ‪ :‬أن يندم على فعلها ‪.‬‬
‫الشرط الثالث ‪ :‬أن يعزم على أن ل يعود إليها أبدا‪. G‬‬
‫الشرط الرابع ‪ :‬أن تكون ف زمن تقبل فيه التوبة ‪.‬‬
‫وذلك قبل طلوع الشمس من مغربا – وقبل حلول الجل ‪.‬‬
‫قال ‪ ) ‬إن ال يقبل توبة العبد ما ل يغرغر ( رواه التمذي ‪.‬‬
‫الشرط الخامس ‪ :‬إن كانت تتعلق بق آدمــي فـإنه يــب أن يرجعهـا إذا كــانت مــال‪ ، G‬وأمـا إذا كــانت غيبـة فـإنه يكفــي السـتغفار‬
‫له ‪.‬‬
‫وـنـعـوـذـ بال ـ مـنـ شـرـوـرـ أـنـفـسـنـاـ ‪:‬ـ أـي نعوذ ـ ونعتصمـ ـ ونلتجئـ ـ بال ـ منـ شــرور أنفسناـ ـ ‪،‬ـ ف ــالنفس لــا شــرور ‪،‬ـ كــما قــال تعال ـ‬
‫)و ما أ~بـ©رـ ـئ ن}ـ ‹فـ ـ ‪Š‬سي إ‪Œ Š‬نـ الن‪Œ‬ـ ـ ـ ‹فس }ل}‪Œ‬مـ ـ ـارة¬ ب‪Š‬ال «سـ ـ ـ ‪Š‬‬
‫وء إ‪ŒŠ‬ـ ـل }مـ ا }ـرـ ‪Š‬ح }م }ر©ـ ـب ( ‪.‬‬ ‫}‬ ‫}‬ ‫}ـ} } ~‬
‫أعذن ـ ـ‬‫وفـ ال ــديث عنـ عــمران بـن حصي ـ ‪.‬ـ )ـ أـن النب ـ ‪ ‬علم ـ أــبا حص ينا‪ G‬كلمتيـ ـ يدــعو بــما ‪:‬ـ اللهم ـ ألمنـ ـ رــشدي ‪،‬ـ و ‪Š‬‬
‫}ــ‹‬
‫منـ شـر نــفسي (ـ رـواه الت ــمذي ‪.‬ـ‬
‫وفـ حــديث زيــد بـن أــرقم – عند ـ مسلم ـ – قــال )ـ كــان النب ـ ‪ ‬يقول ـ ‪:‬ـ اــللهم إنـ أعوذ ـ بكـ منـ عــلم لـ ينفع ـ ‪،‬ـ ‪..‬ــ‪ ..‬ومن ـ‬
‫نــفس لـ تــشبع (ـ ‪.‬ـ‬
‫ومن ـ ش ــرورها ‪:‬ـ ا ــلتثبيط عـن ا ــلطاعة والتكاسل ـ ـ عــنها ‪،‬ـ أـو الــث على ـ ال ــعصية ‪.‬ـ‬
‫وـسـيـئـاـتـ أـعـمـاـلـنـاـ ‪:‬ـ فنتعوذـ ـ بال ـ منـ سيئات ـ أ ــعمالنا ‪،‬ـ لــن ال ــعمال ا ــلسيئة لــا تأثي ـ ســيء على ـ اــلفرد والـ ــتمع ‪.‬ـ‬
‫اضع‪Š Š‬ه }وـ ـ ن} ~سوا }ـح ـ ظ‪D‬ا‪Š G‬م‪ Œ‬ــا ذ~©كـ ـ ~روا‬ ‫اسية‪~ G‬ي©رـ ـ ـف~و }ن ال‹ ـ ـ }كل‪Š‬م عن م و ‪Š‬‬
‫} } ‹ ـ }ـ ـ ـ }‬
‫‪Š‬‬
‫ـاه ‹م }ـوـ ـ }ج }ع ‹لن}ا ق~ـل~وب}ـ ~ه ‹مـ ـ ـ ق} ـ ـ } }‬
‫‪Š Š‬‬
‫قــال تعال ـ )ـف}ـ ـب‪} Š‬ما ن}ـ ‹ـق ـ ـ ض ‪Š‬ه ‹م ميث}اق}ـ ~ه ‹مـ ـ ـ ل} }عن‪Œ‬ـ ـ ـ ~‬
‫ب‪ŠŠ‬هـ ( ‪.‬‬
‫ض ال‪Œ‬ـ ـ ‪Š‬ذي }ع ـ ـ ‪Š‬مل~وا ل} }عل‪ Œ‬ـ ـ ـ ~ه ‹م ي}ـ ‹ـرـ ـ ‪Š‬جع~و }ن (‪.‬‬ ‫وــقال تعال ـ )ـظ}ـ ـهر ال‹ }فساد ‪ Š‬ـف ال‹بـ©رـ ـ و ال‹بح ‪Š‬ر ‪Š‬ب ا }كسبت أ} ــي ‪Š‬دي الن‪Œ‬ـ ـ ‪ Š Š‬ـ ـ ـ ‪Š‬‬
‫ـاس ل ي~ذي }ق ~ه ‹م ب}ـ ‹عـ ـ }‬ ‫} } } ~ـ ـ ـ } } ـ ـ ـ } ‹ } ـ } } ‹ ـ ـ ‹‬
‫وــقال تعال ـ )ـف} ~ك ‪D‬ل‪ G‬ـ ـ أ}ـ ـ }ـخ ‹ذن}ا ب‪Š‬ـ ـ ـ }ذن‹ب‪Š Š‬ه ( ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫وــقال ‪ ) ‬مـا مــنع قوم ـ زكاة} ـ أموال ــم إل ـ منعوا ـ القطر ـ منـ ا ــلسماء (ـ رـواه اــبن مــاجه ‪.‬ـ‬
‫مـنـ يـهـدـىـ الـ فلـ مـضـلـ لـهـ ‪:‬ـ أـي منـ ق ‪D‬دـ ر ال ـ ه ــدايته فلن ـ ي ــستطيع أحــد أـن يــضله كائنا‪G‬ـ ـ منـ كــان ‪،‬ـ وــهذه ال ــملة‬
‫توــجب لل ــنسان أـن لـ يطلب ـ ال ــداية إلـ مـن ال ـ ‪،‬ـ معـ فعل ـ ال ــسباب ‪.‬‬
‫وـمـنـ يـضـلـلـ فلـ هـاـدـىـ لـهـ ‪:‬ـ أـي فمن ـ قــدر ال ـ أـن يــضله – ل ــكمته – فــإنه لـ يــكن أـن يــهديه أــحد ‪،‬ـ وــها هـو عـم النب ـ‬
‫‪ - ‬أــبو طالب ـ – لـ يــستطع النب ـ ‪ ‬أـن يــهديه ‪.‬ـ‬
‫ين ل‹ـ ي~ـ ـ‪Š‬ر‪Š‬د الل‪ Œ‬ـ ـه~ أ} ـ ‹ن ي~ط} ©هـ ـ }ر ق~ـل~وب}ـ ~ه ‹مـ ـ ـ }ل~ـ ـ ‹م ‪Š‬ـف‬ ‫وــقال تعال ـ )ـ فـمن ي ‪Š‬ر‪Š‬د الل‪Œ‬ـ ـه ف‪Š‬ـ ـ ـ‹تـنته ف}ـل}ن }ت‹ ـ ـل‪Š‬ك ل} ـه ‪Š‬من الل‪Œ‬ـ ـ ‪Š‬ه ش يئا‪ G‬أ~ ـ ـول}ئ‪ Œ Š‬ـ ـ ‪Š‬‬
‫ك ال ذ }‬ ‫}‬ ‫}ـ ـ ‹‬ ‫~ }} ~ ‹ـ ـ } ~ } ـ‬ ‫} ‹ ـ ~ـ ـ‬
‫‪Š‬‬ ‫‪Š‬‬ ‫‪Š‬ـ ـ‬
‫يمـ ـ ( ‪.‬‬‫ابـ }عظ ¬‬ ‫ال خ}رة‪} Š‬ع }ذ ¬ ـ‬ ‫ي }و}ل~ ـ ـ ‹م ‪ Š‬ـف ‹ـ ـ ـ‬
‫ال «د ـ ـ ن‹ـي}ا خ ‹ز ¬‬
‫‪Š‬‬
‫وـأـشـهـدـ أـنـ لـ إـلـهـ إلـ ال ـ ‪:‬ـ أـيـ أــقر بقلب ـ ناطقا‪G‬ـ ـ بلسانـ ـ إقرار ـ مشاهد ـ ‪،‬ـ أــنه لـ معبود ـ حـق إلـ ال ـ كــما قــال تعال ـ )ـ }ذل }ـ‬
‫كـ‬
‫ال} «قـ ـ }وأ} ‪Œ‬نـ ـ }مـ ا ي} ‹دع~و }نـ ـ ‪Š‬م ‹نـ ~دـ ـون‪ŠŠ‬ه‬ ‫كـ ب‪Š‬أ} ‪Œ‬نـ ـ الل‪ Œ‬ـ ـه} ~هـ }و ‹‬ ‫‪Š‬‬ ‫ال «قـ ـ وأ} ‪Œ‬نـ ـ م ا ي ‹دعو }ن ‪Š‬من د ون‪ŠŠ‬ه ال‹ب ‪Š‬‬ ‫‪Š‬‬
‫اط ~لـ ـ ـ (ـ وــقال تعال ـ )ـذ}ل }ـ‬ ‫بأ} ‪Œ‬نـ ـ الل‪Œ‬ـ ـه} ~هـ }و ‹} } }ـ } ـ ـ ~ ‹ ـ ~ـ ـ }‬
‫اط ~ل ( ‪.‬‬‫ه و ال‹ـ ـ ـب ‪Š‬‬
‫~ـ } }‬
‫‪ ‬لـ يــصح قول ـ منـ قــال ‪:‬ـ لـ إــله موــجود إلـ ال ـ ‪،‬ـ لــن هــناك آلــة تــعبد منـ دــون ال ـ وــتسمى آلــة كــما قال ـ تعال ـ )ـ }وـ }ما‬
‫ون الل‪Œ‬ـ ـ ‪Š‬ه ‪Š‬م ‹نـ }شـ ـ ‹ي ‪¹‬ء ( ‪.‬‬ ‫ت ع ‹نـهم ‪Š‬آل ت~ـهم ال‪ ŠŒ‬ـ ـت ي ‹دعو }نـ ـ ‪Š‬من د ‪Š‬‬
‫‹ـ ~ـ‬ ‫} ~‬
‫‪Š‬‬
‫اه ‹م }وـ ـ ل}ك ‹ن ظ} ـ ـل} ~موا أ} ـ ـ ـن‹ـ ~ف }س ~ه ‹م ف} ـ }ما أ} ـ ـ ‹غن} ‹ } ـ ـ ~ ‹ }ـ ـ ـ ~ ~‬
‫ظ} ـ ـ ـل} ‹من} ~‬
‫وـأـنـ محمدا‪ d‬ـ ‪:‬ـ هو ممد بن عبد ال بن عبد الطلب بن هاشم ‪ ،‬خات النبيي ‪.‬‬
‫عبده ‪ :‬فليــس لــه مــن الربوبيــة والليــة شــيء ‪ ،‬إنــا هــو عبــد ‪ ،‬جيــع خصــائص البشـرية تلحقــه مــا عــدا شــيء واحــد ‪ ،‬وهــو مــا يعــود‬
‫بأسافل الخلق فهو منوع منه ‪.‬‬
‫قال تعال ) قل ل أملكـ لنفسي نفعا‪ G‬ول ضرا‪ G‬إل ما شاء ال ( ‪.‬‬
‫وقال تعال ) قل إن ل أملك لكم ضرا‪ G‬ول رشدا‪. ( G‬‬
‫فهو بشر مثلنا إل أنه يوحى إليه ‪ ،‬قال تعال ) قل إنا أنا بشر مثلكم يوحى إل أنا إلكم إله واحد ( ‪.‬‬
‫وقد وصفه ال بالعبودية ف أعلى القامات ‪:‬‬
‫ف إسرائه ‪ ،‬وف حال قيامه بالدعوة ‪ ،‬وف حال التحدي مع الكفار أن يأتوا بثل القرآن ‪.‬‬
‫ويقول ‪ ) : ‬ل تطرون كما أطرت النصارى السيح ( ‪.‬‬
‫رواه البخاري‬

‫بل وصف ال تعال الرسل ف أعلى مقاماتم ‪ ،‬وف سياق الثناء عليهم ‪.‬‬
‫فقال تعال ف نوح ‪ ) ‬إنه كان عبدا‪ G‬شكورا‪. ( G‬‬
‫وقال ف إبراهيم وإسحاق ويعقوبـ عليهم السـلم )واذكر عبادنا إبـراهيم وإسحاق ويعقوب أول اليدي والبصار ( ‪.‬‬
‫وقال ف عيسى بن مري ‪ ) ‬إن هو إل عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثل‪ G‬لبن إسرائيل ( ‪.‬‬
‫ورسوله ‪ :‬أي وأن ممدا‪ G‬رسول ال إل كافة الورى ‪ ،‬قال تعال ) ممد رسول ال ( وقال تعال ) وما أرسلناك إل كافــة للنــاس (‬
‫وقال تعال ) وأرسلناك للناس رسول‪ G‬وكفى بال شهيدا‪. ( G‬‬
‫وقال النب ‪ ) ‬أعطيت خسا‪ G‬ل يعطهـن أحـد مـن النبيـاء قبلـي ‪ :‬نصــرت بـالرعب مسـية شـهر ‪ ... ،‬وكـان النـب يبعــث إل قـومه‬
‫خاصة وبعثت إل الناس عامة ( ‪ .‬متفق عليه‬

‫‪ ‬ومقتضى هذه الشهادة هو القـرار باللســان ‪ ،‬واليـان بــالقلب بـأن ممــد بـن عبـد ال القرشـي رسـول إل جيـع اللــق مــن الــن‬
‫والنس ‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫‪ ‬ومقتضى هذه الشهادة أيضا‪ G‬أن تصدق رسول ال فيما أخب ‪ ،‬وأن تتمثل أمره فيما أمر ‪ ،‬وأن تتنب ما عنه نــى وزجــر ‪ ،‬وأن‬
‫ل يعبد ال إل با شرع ‪.‬‬
‫صـلـىـ ال ـ عـلـيـهـ وـعـلـىـ آـلـهـ وـسـلـمـ ‪:‬ـ معن ـ صلــة ال ـ على ـ نــبيه ‪:‬ـ أـي ثــناؤه عــليه فـ الل ـ ال ــعلى ‪،‬ـ كــما قــال أــبو ا ــلعالية ‪:‬‬
‫صلة ال ثناؤه عليه عند اللئكة ‪.‬‬
‫‪Š‬ـ ـ‬
‫وـعـلـىـ آـلـهـ ‪:‬ـ الـ ـراد بالــل هــنا جــيع أ ــتباعه على ـ دــينه منـ قرابته وغي ــهم كــقوله تعال ـ فـ فــرعون )ـالن‪ Œ‬ـ ~ـار يـ~ ‹عـ ـ ـ }ر ~‬
‫ضو }ن }ع ـ ـل}‹يـ }ها‬
‫اب ـ (ـ أـي أــتباع فرعون ـ ‪،‬ـ وإذا ـ ذكرت ـ الــل والصحبـ ـ ‪،‬ـ‬ ‫}ش ‪Œ‬دـ ـ ال‹ع }ذ ‪Š‬ـ ـ‬ ‫غ~ ـ ـ ~دوا‪ G‬و ع ‪Š‬شيا‪ G‬و يـوم ت}ـ ~قوم ال ‪Œ‬سـ ـ ـ اعة~ أ} ـ ــد ‪Š‬خل~وا } ـ ‪Š‬‬
‫آل ف ‹ر }ع ‹و }نـ ـ ـ أ } }‬ ‫} ‹‬ ‫‪} D‬ـ ـ ـ } ‪ } D‬ـ ـ } ‹ } ~ ـ ـ‬
‫صاــر الـ ـراد بالــل قرابت}ـ ـ ه الؤمني ـ ـ بـه ‪،‬ـ أما ـ غي ـ الؤمني ـ ـ بـه فليسواـ ـ منـ آــله ‪،‬ـ لــن ال ـ قــال عنـ نــوح فـ و ـلده )ـ إــنه ليسـ منـ‬
‫أهلك ـ (ـ وــهو اــبنه مـن صــلبه ‪.‬ـ‬
‫أـمـاـ بـعـدـ ‪:‬ـ هــذه كلمة ـ يؤــتى بــا عــند الدخولـ ـ فـ ال ــوضوع اــلذي يــقصد ‪.‬ـ‬
‫‪ ‬قول ـ بعضهم ـ أنــا تقال ـ للـ ــنتقال مـن أسلوب ـ إلـ آــخر )ـ وــهذا قــول ضــعيف (ـ ‪.‬ـ‬

‫ت ف‪j‬ي ‪j‬ـه ‪i‬عل‪i‬ـى أ ‪ig‬هـ ‪o‬م ا‪ki‬ل ‪gg‬مـو‪j‬ر‪i ,‬وأ‪k i‬عظ‪j i‬م ‪i‬هـ ا ن‪i‬ـ ‪k‬ف ‪d‬عـا‪,‬‬ ‫صـ ‪k‬ر ‪g‬‬ ‫ت ف‪j‬يـ ‪j‬ـه بـ ‪k‬يـن ا‪i‬ل‪k‬مس ائ‪j j‬ل والـد ‪j i‬‬
‫‪h‬لئ ‪j‬ل; ‪i‬واقـ‪k‬ت‪i i‬‬ ‫ص ‚ر في ا‪i‬ل‪k‬ف ‪k‬قه‪i ,‬ج ‪i‬م ‪k‬عـ ‪i i i i g‬ـ ‪i‬‬
‫م ‪ /‬ف‪i‬ـه ‪i‬ذا ك‪j‬ت‪i‬اب م ‪k‬خت‪j j j i‬‬
‫‚ ‪i g‬‬ ‫‪i‬‬
‫سـ ‪g‬هول ‪ij‬ة ‪j‬ح ‪k‬ف ‪j‬ظـ ‪j‬ه ‪i‬وف‪i‬ـ ‪k‬ه ‪j‬مـ ‪j‬ه ‪i‬عل‪i‬ـى‬ ‫ـص إ‪j‬ذ‪i‬ا ‪i‬كـ ا ‪i‬ن ا‪i‬ل‪k‬ح ‪k‬ـك ‪j j j‬ـ ‪j‬‬
‫ـم فيـه ‪i‬واض ‪d‬حا; ل ‪g‬‬ ‫‪g g‬‬ ‫ص ‪g‬ر ‪i‬عل‪i‬ـى ا‪i‬لن‪h‬ـ ‪o‬‬‫وع‪ ,‬و‪i‬كث‪j‬يـرا م ا أ‪i‬قـ‪k‬ت‪j i‬ـ‬
‫ض ‪i d i j‬ـ‬ ‫ورة‪ j‬إ‪j‬ل‪i‬ى ‪i‬ه ‪i‬ذا ا‪i‬ل ‪ki‬م ‪k‬و ‪g‬‬
‫‪h‬ر ‪i‬‬
‫‪j jj‬‬
‫لشد‪h‬ة ا‪i‬لض ‪g‬‬
‫‪k‬ح ‪o‬ق ب‪i j‬دل‪j‬يل‪j j‬ه‪.‬‬ ‫‪j j jj‬‬
‫ا‪i‬ل ‪kg‬م ‪k‬بت‪i‬دئين ل‪h i‬ن ا‪i‬ل‪k‬عل ‪i‬‬
‫‪k‬م‪i :‬م ‪k‬ع ‪j‬رف‪i‬ة‪ g‬ا‪i‬ل ‪i‬‬
‫ص ‪g‬ر ‪i‬عل‪i‬ـى ا‪ki‬ل ‪ij‬دل‪h‬ـ‪j‬ة‬ ‫يح‪ .‬وأ‪i‬قـ‪k‬ت‪j i‬ـ‬ ‫اس ا‪i‬ل ‪j h‬‬ ‫ال ‪k‬ج ‪i‬مـ ‪j‬اع‪i ,‬وال ‪kj‬قي‪i‬ـ ‪j‬‬
‫سـ ن ‪hj‬ة‪i ,‬و ‪jk‬‬ ‫شر ‪j‬عي‪j h‬ة ا‪i‬ل‪i k‬فر ‪j‬عي‪j h‬ة ب‪j‬أ ‪ij‬دل‪h‬ت‪j‬ه ا ‪j‬مـ ن ا‪i‬ل ‪j‬‬ ‫‪j‬‬
‫صـح ‪i j‬‬ ‫اب‪i ,‬وال ‡‬‫‪k‬كت‪i‬ـ ‪j‬‬ ‫‪i‬ـ ‪k‬‬ ‫‪k‬‬ ‫‪i‬ح ‪i‬ك ‪j‬ام ا‪i‬ل ‪k h‬‬
‫‪i‬وال‪k‬ف ‪k‬قه‪i :i‬م ‪k‬ع ‪j‬رف‪i‬ة‪ g‬ا‪ki‬ل ‪k‬‬
‫ش ‪k‬ر ‪j‬عي‪h‬ة‪.‬‬ ‫ت ‪i‬عل‪i‬ى ا‪i‬ل‪i k‬ق ‪k‬و‪j‬ل ا‪i‬ل‪j h‬ذي ت‪i‬ـ ‪k‬ر ‪h‬ج ‪i‬ح ‪j‬ع ‪k‬ن ‪j‬دي‪ ,‬ت‪i‬ـب‪i‬ـ ‪d‬عا ل‪k j‬ل ‪ij‬دل‪jh‬ة ا‪i‬ل ‪h‬‬ ‫‪j j j‬‬ ‫يل‪ ,‬وإ‪j‬ذ‪i‬ا ‪i‬كان‪j i‬‬ ‫‪j‬‬ ‫ا‪i‬ل‪k‬م ‪k‬شه ‪j‬‬
‫ص ‪k‬ر ‪g‬‬‫ت ا‪i‬ل ‪ki‬م ‪k‬سأ‪i‬ل‪i‬ة‪ g‬خ ‪i‬لفي‪h‬ة‪ ,d‬اقـ‪k‬ت‪i i‬‬ ‫ورة; ‪i‬خ ‪k‬وف‪d‬ا م ‪k‬ن ا‪i‬لت‪h‬ط‪j k‬و ‪i j‬‬ ‫‪i g i‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫فهذا كتاب مختصر في الفقه ‪ :‬الختصر ‪ :‬ما ‪D‬‬
‫قل لفظه وكثر معناه ‪.‬‬
‫والفقه ‪ :‬الفقه لغة الفهم ومنه قوله تعال ) يفقهوا قول ( وسيأت تعريفه ‪.‬‬
‫‪h‬لئ‪j j‬ل ‪ :‬السائل جع مسألة ‪ :‬وهي ما يتاج إل برهان ‪ ،‬والدلئل جع دليل ‪ :‬وهذا يشمل – عند‬ ‫سائ‪j j‬ل ‪i‬والد ‪i‬‬ ‫جم ‪k‬ع ‪j j g‬‬
‫ت فيه ب‪i‬ـ ‪k‬ي ‪i‬ن ا‪i‬ل ‪ki‬م ‪i‬‬ ‫‪ii‬‬
‫العلماء الدليل النقلي والدليل العقلي ‪.‬‬
‫ورة‪ j‬إ‪j‬ل‪i‬ى ‪i‬ه ‪i‬ذا ا‪i‬ل ‪ki‬م ‪k‬و ‪g‬‬ ‫‪j jj‬‬ ‫‪j‬‬ ‫واقـ‪k‬ت‪i‬صر ‪j j g‬‬
‫وع ‪ :‬أي أنه ل يستوعب جيع السائل‬
‫ض ‪j‬‬ ‫ت فيه ‪i‬عل‪i‬ى أ ‪ig‬ه ‪o‬م ا‪ki‬ل ‪gg‬مو‪j‬ر‪i ,‬وأ‪k i‬عظ‪i‬م ‪i‬ها ن‪i‬ـ ‪k‬ف ‪d‬عا‪ ,‬لشد‪h‬ة ا‪i‬لض ‪g‬‬
‫‪h‬ر ‪i‬‬ ‫‪ki i‬‬
‫والحكام ‪ ،‬وإنا اقتصر على أهها ‪ ،‬واختار السائل الت يعظـم نفعها لضرورتا ‪ ،‬لن هذا الكتاب ألفه للمبتدئي ف العلم ‪.‬‬
‫س ‪g‬هول ‪ij‬ة ‪j‬ح ‪k‬ف ‪j‬ظ ‪j‬ه ‪i‬وف‪i‬ـ ‪k‬ه ‪j‬م ‪j‬ه ‪i‬عل‪i‬ى ا‪i‬ل ‪kg‬م ‪k‬بت‪j i‬دئ‪j‬ين‪ :‬وهذه طريقة جيلة نافعة‪،‬‬ ‫‪h‬ص إ‪j‬ذ‪i‬ا ‪i‬كا ‪i‬ن ا‪i‬ل‪k‬حك ‪j j j j‬‬
‫‪k‬م فيه ‪i‬واض ‪d‬حا; ل ‪g‬‬
‫‪g g‬‬
‫و‪i‬كث‪j‬يرا ما أ‪i‬قـ‪k‬ت‪j i‬‬
‫ص ‪g‬ر ‪i‬عل‪i‬ى ا‪i‬لن ‪o‬‬ ‫‪i d i‬‬
‫وهي أن يورد النص على أنه حكم ومسألة ‪ ،‬وهذا فيه فائدتين ‪:‬‬
‫أول‪ : d‬معرفة الكم الشرعي ‪ ،‬ثانيا‪ : d‬معرفة الدليل ‪.‬‬
‫لن العلم معرفة الحق بدليلة ‪ :‬معرفة الدليل مهم جدا‪ G‬لطالب العلمـ ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫‪ ‬وف معرفة الكم بدليله لطالب العلم فـوائد ‪ :‬أول‪ : d‬أنه يطمئن للحكم الشرعي ‪ ،‬ثانيا‪ : d‬أنه يكون معه حجة من ال ‪ ،‬ثالثا‪d‬‬
‫‪ :‬أنه يستطيع إقناع غيه‪ ، Š‬رابعا‪ : d‬أنه يعبد ال} على بصية وبرهان ‪.‬‬
‫والفقهـ ‪ :‬معرفة‪g‬ـ الـحكامـ الفرعيةـ بأدلتها منـ الكتاب والسنةـ والـجماعـ والقياس الصحيحـ ‪.‬‬
‫واصطلحا‪ : G‬معرفة الحكام الشرعية العملية بأدلتها التفصيلية‬
‫معرفة ‪ :‬يشمل العلم والظن ‪ ،‬لن إدراك الحكام الشرعية بعضه علمي وبعضه ظن ‪.‬‬
‫فمعرفة الصلوات المس هذا علم ‪ ،‬ومعرفة أن الوتر سنة على مذهب المهور ‪ ،‬هذا ظن ‪.‬‬
‫الحكام الشرعية ‪ :‬الراد الحكام التلقاة من الشرع ‪ ،‬خرج بذلك الحكام العقلية ‪ ،‬كمعرفة أن الكل أكب من الزء ‪،‬‬
‫وكمعرفة أن الواحد نصف الثني ‪ ،‬والحكام السية كمعرفة أن النار حارة ‪ ،‬والعادية كنزول الطر بعد الرعد والبق ‪.‬‬
‫الفرعية ‪ :‬كالصلة والج والبيوع ‪...‬ال ‪ ،‬فخرج بذلك السائل العملية كالتوحيد ‪.‬‬
‫بأدلتها التفصيلية ‪ :‬احتازا‪ G‬من أصول الفقه ‪ ،‬لن البحث ف أصول الفقه ف أدلة الفقه الجالية ‪.‬‬
‫مثال ‪ :‬يشتط لصحة الوضوء النية لديث ‪ :‬إنا العمال ‪.‬‬
‫قراءة الفاتة ركن ف الصلة لديث ‪ :‬ل صلة لن ل يقرأ ‪...‬‬
‫وأما ف أصول الفقه فمثال ‪ :‬كل من عمل عمل‪ G‬ناقص الشروطـ فعمله باطل ) هذا أصول الفقه ( ‪.‬‬
‫المر يقتضي الوجوب وهكذا النهي ‪ ،‬النسخ – القياس ‪.‬‬
‫فالفقيه يبحث ف الدلة التفصيلية الزئية ‪ ،‬ليستنبط الحكام الددة العينة منها ‪ ،‬مستعينا‪ G‬بالدلة الجالية ‪.‬‬
‫‪ ‬فمراد الؤلف هنا بالفقه هو الفقه الصطلحي ‪.‬‬
‫وـأـقـتـصـرـ عـلـىـ الــدلة اـلـمـشـهـوـرـةـ خوفا‪ d‬ـ مـنـ اـلـتـطـوـيـلـ ‪:‬ـ أيـ أــنه ســوف يقتصر ـ على ـ ا ــلدليل ال ــعروف ال ــشهور ‪،‬ـ فلـ يأتـ‬
‫بأــدلة غيـ م ــشهورة الت ـ ي ــعرفها فــقط طلــب العلم ـ ‪،‬ـ لــن الكتابـ ـ مــتصر ‪.‬ـ‬
‫وـإـذـاـ كـاـنـتـ اـلـمـسـأـلـةـ خل ــفية‪ ،‬اـقـتـصـرـتـ عـلـىـ اـلـقـوـلـ اـلـذـيـ تـرـجـحـ عـنـدـيـ‪،‬ـ تبعا‪ d‬ـ للــدلة اـلـشـرـعـيـةـ ‪:‬ـ أيـ إــذا كــانت ال ــسألة‬
‫فــيها خلــف بيـ العلماء ـ ـ عــلى عــدة أقوال ـ ‪،‬ـ فــإنه ســوف يــقتصر على ـ قول ـ وـاحد ‪،‬ـ وهذا ـ القول ـ هـو ا ــلراجح عــنده اــلذي‬
‫يــؤيده ا ــلدليل ‪،‬ـ فليس ـ هـو مقلد ـ لــذهب معي ـ ‪،‬ـ أـو لعال ـ معي ـ ‪،‬ـ وإنــا مــتبع للدليلـ ـ ‪.‬ـ‬
‫يب ت‪i‬ـا ‪j‬ر‪g‬كه‪i ,g‬ول‪i‬ـ ‪k‬ـم‬‫‪j‬‬ ‫‪j‬‬ ‫‪j‬‬ ‫‪j‬‬ ‫‪j‬‬ ‫‪j‬‬
‫‪k‬روه‪i : g‬ما أ‪g‬ث ‪i‬‬
‫‪k‬ح ‪i‬ر ‪g‬ام ‪ :‬ضد‪h‬ه‪i .g‬وال ‪ki‬مك ‪g‬‬ ‫ب ت‪i‬ا ‪j‬ر‪g‬كه‪i . g‬وال ‪i‬‬
‫يب ف‪i‬اعل‪g‬ه‪i ,g‬وع‪g‬وق ‪i‬‬ ‫ب ‪i :‬و ‪g‬ه ‪i‬و ‪i‬ما أ‪g‬ث ‪i‬‬ ‫مـ ‪/‬ـ ال ــحكام الخمسة‪:‬ـ ـ ا‪i‬ل ‪ki‬واج ‪g‬‬
‫‪:‬و ‪g‬ه ‪i‬و ا‪i‬ل‪j h‬ذي ف‪k j‬عل‪g‬ه‪ g‬وت‪i‬ـ ‪k‬ر‪g‬كه‪i g‬عل‪i‬ى ‪i‬ح •د ‪i‬س ‪i‬و ‪Œ‬اء ‪.‬‬
‫اح ‪i‬‬
‫‪j‬‬ ‫‪j‬‬
‫ب ف‪i‬اعل‪g‬ه‪i . g‬وال ‪ki‬م ‪k‬سن‪g‬و ‪g‬ن ‪ :‬ضد‪h‬ه‪i .g‬وال ‪kg‬مب‪g i‬‬
‫ي‪g‬ـ ‪i‬عاق‪k i‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫ال ــحكام الخمسة ـ ‪:‬ـ أـي ال ــحكام اـ ــلتكليفية ‪.‬ـ‬
‫ثـ ذكرها ـ فقال ـ ‪:‬ـ‬
‫وعوقبـ تاركه‪ g‬ـ ‪:‬ـ هذا ـ تعريفهـ ـ بال ــكم لـ بالــد ‪،‬ـ فــإنه لــيس ا ــلواجب هـو ‪:‬ـ ماـ أــثيب‬
‫‪i‬‬ ‫اـلـوـاـجـبـ ‪:‬ـ وـهـوـ مـاـ أـثـيـبـ فـاـعـلـهـ‬
‫فــاعله ‪..‬ــ‪، .‬ـ وإنــا هذا ـ حــكم ا ــلواجب ‪،‬ـ وـأـمـاـ تـعـرـيـفـهـ بـاـلـحـدـ ‪:‬ـ فهو ما أمر به الشارع على وجه اللزام ‪.‬‬
‫ما أمر به الشارع ‪ :‬خرج بقولنا ما أمر به الشارع ‪ :‬الرم والكره والباح ‪ ،‬فهذه الثلثة غي مأمور با ‪.‬‬
‫‪ ‬الشارع ‪.‬هو ال أو رسوله ‪ . ‬وقد قال تعال ) شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا‪ ، ( G‬والرسول مبلغ عن ال سبحانه‪.‬‬
‫قولنا ‪ :‬على وجه اللزام ‪ :‬خرج بذلك الندوب ‪ ،‬لنه مأمور به لكن ليس على وجه اللزام ‪.‬‬
‫حكم الواجب ‪ :‬هو ما ذكره الؤلف ‪ :‬يثاب فاعله امتثال‪ G‬ويستحق العقاب تاركه ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ ‬فل بد من قول ) امتثال‪ ( G‬لنه ل ينال الجر إل إذا فعله امتثال‪ G‬ل تعال ‪.‬‬
‫الح ــرام ‪:‬ـ ضــده يث ــاب ت ــاركه ويع ــاقب ف ــاعله ‪:‬ـ وه ــذا تعريـ ــف بـ ــالكم لـ بال ــد ‪،‬ـ وأم ــا تعريفـ ــه بال ــد فه ــو ‪:‬ـ مــا نــى عنــه‬
‫الشارع على وجه اللزامـ بالتك ‪ ،‬مثاله ‪ :‬كعقوق الوالدين وشرب المر ‪ ،‬والقوال ‪ :‬كالغيبة ‪ ،‬والنميمة ‪ ،‬والكذب ‪.‬‬
‫ما نى عنه الشارع ‪ :‬يرج الواجب والندوب ‪.‬‬
‫على وجه اللزامـ بالتك ‪ :‬خرج به الكروه ‪.‬‬
‫أــما حكــمه فــهو مـا ذــكره الـ ـؤلف ‪:‬ـ يثاب تاركه امتثال‪ G‬ويستحق العقاب فاعله ‪.‬‬
‫هم بالرم لكنه تذكر عظمة ال وعقابه فتكه لذلك ‪ ،‬فهذا يثاب ‪.‬‬ ‫فلــبد منـ قــيد )ـ امتثال‪ G‬ـ ـ (ـ ‪،‬ـ مــثاله ‪:‬ـ رجل ‪D‬‬
‫عن ابن عباس رضي الله عنهما ‪ .‬عن النبي ‪ ‬فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى‬
‫قال ) إن الله كتب الحسنات والسيئات ‪ ،‬ثم بين ذلك ‪ ،‬فمن هم بحسنة فلم‬
‫يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة ‪ ،‬وإن هم بها فعملها ‪ ،‬كتبها عنده عشر‬
‫حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ‪ ،‬وإن هم بسيئة فلم يعملها كتبها‬
‫الله عنده حسنة كاملة ‪ ،‬وإن هم بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة ( رواه‬
‫البخاري ومسلم ‪.‬‬
‫وف رواية لسلم ) إنا ترك ذلك من جرائي ( أي من أجلي ‪.‬‬
‫مثل قصة الذي هم بابنة عمه بسوء فتركها لله ‪ ،‬فأجاب الله دعاءه وفرج همه‬
‫فانفرجت الصخرة ‪.‬‬
‫‪ ‬لكن لو أن رجل‪ ًG G‬تن الرم ‪ ،‬ول يفعل أسبابه ‪ ،‬فإن هذا يعاقب على النية ‪.‬‬
‫دليــل ذلــك حــديث أب كبشــة النــاري قــال ‪ :‬قــال رســول ال ‪ ... ) : ‬ورجــل آتــاه ال مــال‪ G‬ول يــؤته علم ـا‪ ، G‬فهــو يبــط ف مــاله‬
‫عملت فيه مثل الــذي يعمــل قــال رســول ال‬ ‫~‬ ‫ينفقه ف غي حقه ‪ ،‬ورجل ل يؤته ال مال‪ G‬ول علما‪ G‬وهو يقول ‪ :‬لو كان ل مثل هذا‬
‫‪ ) : ‬فهما ف الوزر سواء ( ‪ .‬رواه ابن ماجه ‪.‬‬
‫ثالثا‪ : d‬رجل ‪D‬‬
‫هم بالرم وسعى ف أسبابه ولكنه ل يتمكن ذلك ‪ ،‬فهذا يعاقب عقوبة الفاعل ‪.‬‬
‫دليل ذلك حديث أب بكرة أن النب ‪ ‬قال ) إذا التقى السلمان بسيفيهما فالقاتل والقتــول ف النـار ‪ ،‬قلــت ‪ :‬يــا رســول ال‪ ،‬هــذا‬
‫القاتل فما بال القتول ف النار ؟ قال ‪ :‬إنه حريصا‪ G‬على قتل صاحبه ( ‪ .‬متفق عليه ‪.‬‬
‫اـلـمـسـنـوـنـ ‪:‬ـ وـهـوـ مـاـ أـثـيـبـ فـاـعـلـهـ وـلـمـ يـعـاـقـبـ تـاـرـكـهـ ‪:‬ـ هــذا تــعريف بال ــكم ‪،‬ـ أــما ت ــعريفه بالــد ‪:‬ـ فــهو ما أمر به الشارع ل‬
‫على وجه اللزامـ كالسنن الرواتب ‪.‬‬
‫وأما حكمه فكما ذكر الؤلف ‪ :‬يثاب فاعله امتثال‪ G‬ول يعاقب تاركه ‪ ،‬فلو فعله ل امتثال‪ ، G‬فل يثاب عليه ‪.‬‬
‫مثاله ‪ :‬رجل اغتسل يوم المعة للتنظف فقط ل امتثال‪ G‬لمر ال ‪ ،‬فإنه ل يثاب ‪.‬‬
‫ول يعاقب تاركه ل ف الدنيا ول ف الخرة ‪ ،‬أما ف الخرة فظاهر ‪ ،‬فإن ال ل يعاقب على أمر رخص لعباده فيه ‪ ،‬وأمـا ف الـدنيا‬
‫فل يعاقب عليه ‪ ،‬فل يعزره السلطان عليه ‪ ،‬لنه ليس واجب ‪.‬‬
‫‪ ‬والســنون لــه ف ـوائد ‪ ،‬فهــو يســد اللــل الــذي يكــون ف الف ـرائض ‪ ،‬كمــا ف الــديث ) أول مــا ياســب عليــه العبــد مــن أعمــاله‬
‫صـلته ‪ ،‬فإن صلحت ‪ ،‬كتبت تامة ‪ ،‬وإن نقصت ‪ ،‬قال ال ‪ :‬انظروا لعبدي هل له من تطوع ؟ ‪ ...‬الديث ( ‪.‬‬
‫وسبب لبة ال لديث ) ول يزال عبدي يتقرب إل بالنوافل حت أحبه ‪ ( ...‬رواه البخاري ‪.‬‬
‫اـلـمـكـرـوـهـ‪:‬ـ ضـدـهـ يـثـاـبـ تـاـرـكـهـ ولـ يـعـاـقـبـ فـاـعـلـهـ‪:‬ـ و ــتعريفه بالــد ‪:‬ـ هو ما طلب الشارع تركه ل على وجه الزم واللزام‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫قوله ‪ :‬ل على وجه اللزام ‪ :‬يرج به الرم ‪ ،‬فإنه ما طلب الشارع تركه على وجه اللزام ‪.‬‬
‫وأما حكمه فكما ذكره الؤلف ‪ :‬يثاب تاركه امتثال‪ G‬ول يعاقب فاعله ‪.‬‬
‫حدـ سـوـاـءـ ‪:‬ـ وعرفه ـ بعضهم ـ بــقوله ‪:‬ـ ما ل يتعلقـ به أمر ول ني لذاته كالغتسال للتبد‬
‫اـلـمـبـاـحـ‪:‬ـ هـوـ اـلـذـيـ ف‪j‬عله‪ g‬ـ وتر‪g‬كـ ـ ه‪ g‬عـلـىـ ‪Œ‬‬
‫والباشرة ليال الصيام ‪.‬‬
‫ادات‪jj‬ه ‪i‬و‪g‬م ‪i‬ع ‪i‬ام ‪i‬لت‪jj‬ه ‪.‬‬ ‫‪j‬‬ ‫‪j‬‬
‫اج إ‪j‬ل ‪ik‬ي ‪j‬ه ف‪j‬ي عب‪i i‬‬ ‫‪j‬‬
‫ب ‪i‬عل‪i‬ى ا‪i‬ل ‪kg‬م ‪i‬كل‪h‬ف أ‪k i‬ن ي‪i‬ـت‪i‬ـ ‪i‬عل‪i h‬م م ‪k‬نه ‪g‬ك ‪h‬ل ‪i‬ما ي‪k i‬حت‪g i‬‬
‫‪j‬‬
‫مـ ‪/‬ـ ‪i‬وي‪i‬ج ‪g‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫أـي أــنه يــب عــلى ال ــكلف أنـ يتعلم ـ منـ اــلفقه مـا ي ــتاجه كــأمور ا ــلطهارة والصل ــة وغي ــها ‪،‬ـ لــن تــعلم الفقه ـ ينقسم ـ إل ـ‬
‫قسمي ـ ‪:‬ـ‬
‫فـرـضـ عـيـنـ ‪:‬ـ وــهو مـا يــتاج إــليه فـ ع ــباداته ومعامل ـ ــته ‪.‬ـ كـ ــالطهارة والصل ــة والــج إــذا أ ـراد الــج ‪.‬ـ‬
‫فـرـضـ كـفـاـيـةـ ‪:‬ـ بــقية ال ــسائل ‪،‬ـ فــهي فــرض كــفاية ‪.‬ـ‬
‫ال ‪i ) ‬م ‪k‬ن ي‪j g‬ر‪j‬د ا‪i‬لل‪h‬ه‪ i‬ب‪j j‬ه ‪i‬خ ‪k‬يـ ‪d‬را ي‪g‬ـ ‪i‬ف ‪o‬ق ‪k‬هه‪ g‬ف‪j‬ي ا‪i‬لد‪o‬ي ‪j‬ن ( ‪g .‬مت‪h‬ـ ‪i‬ف ‚ق ‪i‬عل‪ki‬ي ‪j‬ه‬
‫مـ‪/‬ـ ق‪i i‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫هــذا ال ــديث فــيه الفضل ـ الكبيـ ـ فـ تعلم ـ الفقه ـ ‪.‬ـ‬
‫قـاـلـ اـلـنـوـوـيـ ‪:‬ـ ” فــيه فضيلة ـ العلم ـ والتفقه ـ ـ فـ الدين ـ وال ــث عــليه ‪،‬ـ وــسببه أــنه قائد ـ إل ـ تــقوى ال ـ “ ‪.‬‬
‫وـقـاـلـ اـبـنـ اـلـقـيـمـ ‪:‬ـ ” وهذا ـ يــدل على ـ أـن منـ لـ يــفقهه فـ دــينه لـ يــرد بـه خي ـا‪، G‬ـ كــما أـن منـ أ ـراد بهـ خي ـا‪ G‬ف ‪D‬ق ـ هه فـ‬
‫دــينه ‪،‬ـ ومن ـ ف ‪D‬ق ـ هه فـ دــينه فقد ـ أراد ـ بـه خي ـا‪ G‬إــذا أ ـريد ب ــالفقه العلم ـ الـ ــستلزم للعمل ـ “ ‪.‬‬
‫وـقـاـلـ اـبـنـ حـجـرـ ‪:‬ـ ” ومفهومـ ـ ال ــديث ‪:‬ـ أنـ منـ لـ يــتفقه فـ الدين‪-‬ـ ـ أـي تعلم ـ قواعد ـ ال ــسلم وما ـ يتصل ـ بـه منـ ا ــلفروع‬
‫‪-‬ـ فــقد حــرم الــي “‪.‬‬
‫فـصـلـ‬
‫مـ ‪/‬ـ قــال الن ــبي ‪) ‬ااا ااااااا ااا ااا ‪ :‬ااااا اا اا ااا ااا‬
‫اااا ااا اااااا اااا اااا ااااا اااااا ا اااااا‬
‫اااااا ا ااا ااااا ا اااا ااااا ( ‪.‬‬
‫ودي‪h‬ة‪ i‬إ‪hj‬ل ا‪i‬لل‪h‬ه‪i g‬و ‪k‬ح ‪i‬ده‪i g‬ل ‪i‬ش ‪j‬ر ‪i‬‬ ‫‪g‬وهي‪h‬ة‪ i‬وال‪k‬عب ‪j‬‬ ‫اده‪ j‬وال‪k‬ت‪j‬ز ‪j‬ام ‪j‬ه أ‪i‬ن‪h‬ه ‪i‬ل يست ‪j‬ح ‡ق ا‪ki‬ل‪g‬ل ‪j‬‬ ‫‪j j j‬‬ ‫‪j h j j‬‬
‫يك ل‪i‬ه‪.g‬‬ ‫‪gg i‬‬ ‫‪ik i g‬‬ ‫‪k‬م ا‪i‬ل ‪ki‬ع ‪k‬بد ‪i‬وا ‪k‬عت ‪i‬ق ‪i i‬‬ ‫ادة‪ g‬أ‪k i‬ن ‪i‬ل إل‪i‬ه‪ i‬إ ‪h‬ل ا‪i‬لله‪ :g‬عل ‪g‬‬ ‫ش ‪i‬ه ‪i‬‬‫ف‪i i‬‬
‫اطن‪i‬ـة‪g g‬كل‡ ‪i‬هـ ا ل‪j‬ل‪h‬ـ ‪j‬ه ‪i‬و ‪k‬حـ ‪i‬ده‪i ,g‬وأ‪k i‬ن ‪i‬ل‬
‫اهرة‪ g‬وال‪k‬ب ‪j‬‬
‫‪j‬‬ ‫‪j‬‬
‫ادات‪g‬ه‪ g‬ا‪i‬لظ‪h‬ـ ‪i i i‬‬ ‫ص ‪i‬ج ‪j‬ميـ ‪j‬ع ا‪i‬لـد‪o‬ي ‪j‬ن ل‪j‬ل‪h‬ـ ‪j‬ه ت‪i‬ـ ‪i‬عـال‪i‬ى‪i ,‬وأ‪k i‬ن ت‪g i‬كـ و ‪i‬ن عب‪i‬ـ ‪i‬‬ ‫‪j‬‬
‫ك ‪i‬عل‪i‬ـى ا‪i‬ل ‪ki‬ع ‪k‬بـد‪ :‬إ‪k j‬خ ‪i‬ل ‪i‬‬‫ب ذ‪i‬ل‪j‬ـ ‪i‬‬ ‫‪j‬‬
‫ف‪i‬ـي‪g‬ـوج ‪g‬‬
‫ي‪k g‬ش ‪j‬ر ‪i‬ك ب‪j j‬ه ‪i‬ش ‪k‬يئ‪d‬ا ف‪j‬ي ‪i‬ج ‪j‬مي ‪j‬ع أ ‪gg‬مو‪j‬ر ا‪i‬لد‪o‬ي ‪j‬ن‪.‬‬
‫ول إ‪hj‬ل ن‪g‬ـ ‪j‬‬
‫وحي إ‪j‬ل ‪ik‬يـ ‪j‬ه أ‪i‬ن‪h‬ـه‪i g‬ل إ‪j‬ل‪i‬ـه‪ i‬إ‪hj‬ل‬ ‫ك ‪j‬مـ ‪k‬ن ر ‪g‬سـ ‪Œ‬‬‫ال ت‪i‬ـ ‪i‬عال‪i‬ى‪i ) :‬و‪i‬ما أ ‪ik‬ر ‪i‬سل‪k‬ن‪i‬ا ‪j‬م ‪k‬ن ق‪i‬ـ ‪k‬بل‪j‬ـ ‪i‬‬ ‫اع ‪j‬ه ‪k‬م‪i ,‬ك ‪i‬ما ق‪i i‬‬‫وه ‪i‬ذا أ‪i‬صل ‪j‬دي ‪j‬ن ج ‪j‬مي ‪j‬ع ا‪i‬ل‪k‬مرسل‪j‬ين وأ‪i‬ت‪k‬ـب ‪j‬‬
‫‪i‬‬ ‫‪i i i i kg‬‬ ‫‪i‬‬ ‫‪g k ii‬‬
‫أ‪i‬ن‪i‬ا ف‪i‬ا ‪k‬عب ‪g‬د ‪j‬‬
‫ون ( ‪.‬‬ ‫‪g‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫هـذـاـ اـلـحـدـيـثـ ااااا ‪ :‬أن السلم بني على هذه الخمس ‪ ،‬فهذه الخمس‬
‫كالركان والدعائم لبنيانه ‪ ،‬والمقصود تمثيل السلم ببنيانه ‪ ،‬ودعائمه هذه‬
‫الخمس ‪ ،‬فل يثبت البنيان بدونها ‪.‬‬
‫فأول هذه الركان الشهادتين ‪:‬‬

‫‪11‬‬
‫ااااا اا اا ااا ااا اااا ‪ :‬معناها ل معبود بحق إل الله ‪.‬‬
‫ودي‪h‬ة‪ i‬إ‪hj‬ل ا‪i‬لل‪h‬ه‪i g‬و ‪k‬ح ‪i‬ده‪i g‬ل ‪i‬ش ‪j‬ر ‪i‬‬
‫يك ل‪i‬ه‪ ، : g‬فكل آلهة‬ ‫اده‪ j‬وال‪k‬ت‪j‬ز ‪j‬ام ‪j‬ه أ‪i‬ن‪h‬ه ‪i‬ل يست ‪j‬ح ‡ق ا‪ki‬ل‪g‬ل ‪j‬‬
‫‪g‬وهي‪h‬ة‪ i‬وال‪k‬عب ‪j‬‬ ‫‪j j j‬‬ ‫‪j‬‬
‫‪gg i‬‬ ‫‪ik i g‬‬ ‫‪k‬م ا‪i‬ل ‪ki‬ع ‪k‬بد ‪i‬وا ‪k‬عت ‪i‬ق ‪i i‬‬
‫عل ‪g‬‬
‫سوى الله باطلة ول تستحق العبادة ‪ ،‬لنه هو الذي خلقنا ورزقنا وأوجدنا‬
‫وأنعم علينا وكل خير في الوجود منه سبحانه وتعالى ‪.‬‬
‫بل إنه سبحانه وبخ من عبد غيره ‪ ،‬وأن هذه المعبودات ضعيفة ل تقدر‬
‫على خلق أصغر الشياء ‪.‬‬
‫‪a‬‬ ‫‪a‬‬ ‫‪d‬‬ ‫‪b‬‬ ‫‪a‬‬
‫م‬
‫ن له‪c b‬‬
‫ست‪a‬ط‪e‬يع‪b‬و ‪a‬‬
‫ن ‪ .‬و‪a‬ل ي ‪c a‬‬ ‫ما ل ي‪a‬خ‪c‬لق‪ b‬ش‪ a‬ي‪c‬ئا و‪a‬ه‪c b‬‬
‫م ي‪b‬خ‪c‬لق‪b‬و ‪a‬‬ ‫ن ‪a‬‬‫قال تعالى )أي‪b‬ش‪ c‬ر‪e‬ك‪b‬و ‪a‬‬
‫‪a‬‬
‫ن(‪.‬‬ ‫ص ‪b‬رو ‪a‬‬
‫م ي‪a‬ن ‪b c‬‬ ‫صرا ‪ d‬و‪a‬ل أن‪c‬ف‪a b‬‬
‫سه‪c b‬‬ ‫ن‪c a‬‬
‫المعنى الجمالي ‪ :‬قوله ) أيشركون ( الستفهام للستنكار والتوبيخ ‪.‬‬
‫قال الفسرون ف هذه الية ‪ :‬هذا توبيخ وتعنيف للمشركي ف عبادتم مع ال تعال ما ل يلقـ شيئا‪ G‬وهم يلقون ‪.‬‬
‫وقد بي ال تعال ف هذه الية صفات هؤلء العبودين من دون ال ‪ ،‬وهي أربعة ‪:‬‬
‫أنم ل يلقون شيئا‪ - G‬أنم ملوقون مربوبون ‪ -‬أنم ل يستطيعون لم نصرا‪ - G‬أنم ل ينصرون أنفسهم ‪.‬‬
‫ن‬‫مير‪ . i‬إ ‪c e‬‬ ‫ن ق‪e‬ط ‪e c‬‬ ‫م ‪c‬‬
‫ن ‪e‬‬ ‫مل‪e‬ك‪b‬و ‪a‬‬ ‫ما ي ‪c a‬‬‫ن د‪b‬ون‪e‬ه‪a e‬‬‫م ‪c‬‬‫ن ‪e‬‬‫ين ت‪a‬د‪c‬ع ‪b‬و ‪a‬‬ ‫وقال تعالى )و‪a‬ال‪j‬ذ ‪a e‬‬
‫مة‪e‬‬ ‫م ال ‪e c‬‬
‫قي‪a‬ا ‪a‬‬ ‫م و‪a‬ي‪a‬و‪a c‬‬ ‫جاب‪b‬وا ل‪a‬ك ‪c b‬‬‫ست ‪a a‬‬
‫ما ا ‪c‬‬ ‫مع‪b‬وا ‪a‬‬ ‫س ‪e‬‬‫م و‪a‬ل‪a‬و‪a c‬‬‫مع‪b‬وا د‪b‬ع ‪a‬اء‪a‬ك ‪c b‬‬ ‫س ‪a‬‬
‫م ل ي‪c a‬‬ ‫ت‪a‬د‪c‬ع ‪b‬وه‪c b‬‬
‫مث ‪b c‬‬
‫ل خ‪a‬ب‪e‬ير‪. ( i‬‬ ‫ك ‪e‬‬ ‫م و‪a‬ل ي‪b‬ن‪a‬ب‪l‬ئ ‪a b‬‬‫ش ‪c‬رك‪e‬ك ‪c b‬‬
‫ن ب‪e e‬‬‫ي‪a‬ك‪c‬ف ‪bb‬رو ‪a‬‬
‫معن اليـة ‪ :‬يــب تعــال عــن حـال الـدعوين مــن دونـه ـ مــن اللئكــة والنبيـاء والصـنام وغيهـا ـ مـا يــدل علــى عجزهــم وضــعفهم ‪،‬‬
‫وأنم قد انتفت عنهم السباب الت تكون ف الدعو‪ ،‬وهي ‪:‬‬
‫تامة بطلت دعوته ‪ ،‬فكيف إذا عدمت بالكلية ‪.‬‬
‫اللك ‪ ،‬وساع الدعاء ‪ ،‬والقدرة على الستجابة ‪ ،‬فمت ل توجد هذه الشـروط ‪D‬‬
‫‪a‬‬
‫ن‬
‫ين ت‪a‬د‪c‬ع ‪b‬و ‪a‬‬‫ن ال‪j‬ذ ‪a e‬‬ ‫مع‪b‬وا ل ‪b a‬‬
‫ه إ‪j e‬‬ ‫ست ‪e a‬‬‫ل ف‪a‬ا ‪c‬‬ ‫مث ‪m a‬‬ ‫ب ‪a‬‬
‫ضر‪a e‬‬ ‫س ‪b‬‬ ‫وقال تعالى )ي‪a‬ا أي‪n‬ه‪a‬ا الن‪j‬ا ‪b‬‬
‫اب ش‪ a‬ي‪c‬ئا ‪d‬‬
‫م الذ ‪n‬ب ‪b a‬‬‫سل‪b‬ب‪c‬ه‪b b‬‬
‫ن ي‪c a‬‬ ‫مع‪b‬وا ل ‪b a‬‬
‫ه و‪a‬إ ‪c e‬‬ ‫جت ‪a a‬‬‫ن ي‪a‬خ‪c‬ل‪b‬ق‪b‬وا ذ ‪b‬ب‪a‬ابا ‪ d‬و‪a‬ل‪a‬و‪ e‬ا ‪c‬‬ ‫ون الل‪j‬ه‪ e‬ل ‪c a‬‬
‫ن د‪e b‬‬ ‫م ‪c‬‬‫‪e‬‬
‫وب ( ‪.‬‬ ‫‪b‬‬
‫مطل ‪b‬‬ ‫‪c‬‬ ‫‪c‬‬
‫ب و‪a‬ال ‪a‬‬ ‫‪j‬‬
‫ف الطال ‪b e‬‬ ‫ضع‪a b‬‬ ‫ه ‪a‬‬ ‫من ‪b c‬‬
‫ست‪a‬ن‪c‬ق‪e‬ذ ‪b‬وه ‪e b‬‬
‫ل ي‪c a‬‬
‫ف‪i‬ـ ‪ :‬إذا علم العبد ذلك وأيقن به ‪.‬‬
‫اطن‪ i‬ـة‪g g‬كل‡ ‪i‬هـ ا ل‪j‬ل‪ h‬ـ ‪j‬ه ‪i‬و ‪k‬حـ ‪i‬ده‪i ,g‬وأ‪k i‬ن ‪i‬ل‬
‫اهرة‪ g‬وال‪k‬ب ‪j‬‬ ‫‪j‬‬ ‫‪j‬‬
‫ادات‪g‬ه‪ g‬ا‪i‬لظ‪ h‬ـ ‪i i i‬‬ ‫ص ‪i‬ج ‪j‬مي ـ ‪j‬ع ا‪i‬ل ـد‪o‬ي ‪j‬ن ل‪j‬ل‪ h‬ـ ‪j‬ه ت‪i‬ـ ‪i‬ع ـال‪i‬ى‪i ,‬وأ‪k i‬ن ت‪g i‬كـ و ‪i‬ن عب‪ i‬ـ ‪i‬‬ ‫‪j‬‬ ‫ب ذ‪i‬ل‪ j‬ـ ‪i‬‬
‫ك ‪i‬عل‪ i‬ـى ا‪i‬ل ‪ki‬ع ‪k‬ب ـد‪ :‬إ‪k j‬خ ‪i‬ل ‪i‬‬
‫‪j‬‬
‫ي‪ g‬ـوج ‪g‬‬
‫ي‪k g‬ش ‪j‬ر ‪i‬ك ب‪j j‬ه ‪i‬ش ‪k‬يئ‪d‬ا ف‪j‬ي ‪i‬ج ‪j‬مي ‪j‬ع أ ‪gg‬مو‪j‬ر ا‪i‬لد‪o‬ي ‪j‬ن‪.‬‬
‫وحي إ‪j‬ل ‪ik‬يـ ‪j‬ه أ‪i‬ن‪h‬ـه‪i g‬ل إ‪j‬ل‪i‬ـه‪ i‬إ‪hj‬ل‬‫ول إ‪hj‬ل ن‪g‬ـ ‪j‬‬ ‫ك ‪j‬مـ ‪k‬ن ر ‪g‬سـ ‪Œ‬‬ ‫ال ت‪i‬ـ ‪i‬عال‪i‬ى‪i ) :‬و‪i‬ما أ ‪ik‬ر ‪i‬سل‪k‬ن‪i‬ا ‪j‬م ‪k‬ن ق‪i‬ـ ‪k‬بل‪j‬ـ ‪i‬‬ ‫اع ‪j‬ه ‪k‬م‪i ,‬ك ‪i‬ما ق‪i i‬‬ ‫وه ‪i‬ذا أ‪i‬صل ‪j‬دي ‪j‬ن ج ‪j‬مي ‪j‬ع ا‪i‬ل‪k‬مرسل‪j‬ين وأ‪i‬ت‪k‬ـب ‪j‬‬
‫‪i‬‬ ‫‪i i i i kg‬‬ ‫‪i‬‬ ‫‪g k ii‬‬
‫أ‪i‬ن‪i‬ا ف‪i‬ا ‪k‬عب ‪g‬د ‪j‬‬
‫ون ( ‪.‬‬ ‫‪g‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫أي ‪ :‬فإذا علمت أن المستحق للعبادة هو الله سبحانه وتعالى ‪ ،‬أوجب ذلك‬
‫إخلص الدين كله لله تعالى ‪ ،‬ول يشرك مع الله أحدا ‪ d‬كائنا ‪ d‬من كان ‪.‬‬
‫‪b‬‬
‫موا‬‫حن‪a‬ف‪a‬اء‪ a‬و‪a‬ي‪b‬ق‪e‬ي ‪b‬‬ ‫ين ‪b‬‬‫‪a‬‬ ‫ه الد ‪l‬‬ ‫ين ل ‪b a‬‬‫‪a‬‬ ‫ص‬
‫خل ‪e e‬‬ ‫م ‪c‬‬
‫ه ‪b‬‬ ‫م ‪b‬روا إ ‪j e‬ل ل‪e‬ي‪a‬ع‪c‬ب‪b‬د‪b‬وا الل ‪a j‬‬ ‫ما أ ‪e‬‬ ‫قال تعالى )و‪a a‬‬
‫‪c‬‬ ‫‪a‬‬ ‫‪a‬‬ ‫‪c‬‬ ‫‪a‬‬ ‫‪c‬‬ ‫‪a‬‬ ‫‪a‬‬
‫اب‬
‫مة‪ ( e‬وقال تعالى )إ‪e‬ن‪j‬ا أن ‪a c‬زلن‪a‬ا إ‪e‬لي‪c‬ك الك‪e‬ت ‪a a‬‬ ‫ين الق‪a‬ي ‪a l‬‬ ‫صلة ‪ a‬و‪a‬ي‪b‬ؤ ‪c‬ت‪b‬وا ال ‪j‬زكاة ‪ a‬و‪a‬ذ‪a‬ل‪e‬ك د ‪b e‬‬ ‫ال ‪j‬‬
‫ين ( ‪.‬‬ ‫ه الد ‪a l‬‬ ‫خل‪e‬صا ‪ d‬ل ‪b a‬‬ ‫م ‪c‬‬ ‫ه ‪b‬‬ ‫حق‪ l‬ف‪a‬اع ‪c‬ب‪b‬د ‪ e‬الل ‪a j‬‬ ‫ب‪e‬ال ‪a c‬‬
‫فمن أهم شروط قبول العمل أن يكون خالصا ‪ d‬لوجه تبارك وتعالى كما‬
‫قال ‪ ) ‬إنما العمال بالنيات ( ‪.‬‬
‫سب‪e‬يل‪e‬ي أ‪a‬د‪c‬ع ‪b‬و إ‪e‬ل‪a‬ى الل‪j‬ه‪ ( e‬ل إلى ملك أو حظ أو‬ ‫ولذلك قال تعالى )ق‪c b‬‬
‫ل ه‪a‬ذ‪e‬ه‪a e‬‬
‫مال أو شهرة أو مدح أو شأن من شؤون الدنيا ‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫وهذا أصل جميع دين الرسل ‪.‬‬
‫‪a‬‬ ‫‪b‬‬
‫جت‪a‬ن‪e‬ب‪b‬وا‬
‫ه و‪a‬ا ‪c‬‬ ‫ن اع ‪c‬ب‪b‬د‪b‬وا الل ‪a j‬‬
‫سول ‪ d‬أ ‪e‬‬‫مة‪a i‬ر ‪b‬‬‫لأ ‪j‬‬ ‫كما قال تعالى )و‪a‬ل‪a‬ق‪a‬د ‪ c‬ب‪a‬ع‪a‬ث‪c‬ن‪a‬ا ف‪e‬ي ك ‪l b‬‬
‫الط‪j‬اغ ‪a b‬‬
‫وت ( ‪.‬‬
‫ه إ ‪j e‬ل أ‪a‬ن‪a‬ا‬
‫ه ل إ‪e‬ل ‪a a‬‬
‫‪a‬‬
‫حي إ‪e‬ل‪a‬ي‪c‬ه‪ e‬أن ‪b j‬‬ ‫ول إ ‪j e‬ل ن‪b‬و ‪e‬‬
‫س ‪i‬‬‫ن ‪a‬ر ‪b‬‬
‫م ‪c‬‬ ‫ك ‪e‬‬ ‫ن ق‪a‬ب‪c‬ل ‪a e‬‬ ‫سل‪c‬ن‪a‬ا ‪e‬‬
‫م ‪c‬‬
‫‪a‬‬
‫ما أ ‪c‬ر ‪a‬‬ ‫وقال تعالى )و‪a a‬‬
‫ف‪a‬اع ‪c‬ب‪b‬د ‪e b‬‬
‫ون ( ‪.‬‬
‫ين ( قال ابن كثير ‪ :‬أي ل نعبد إل إياك ‪ ،‬ول نتوكل إل عليك ‪ ،‬وهذا‬ ‫ست‪a‬ع‪b e‬‬ ‫ك ن‪c a‬‬ ‫ك ن‪a‬ع‪c‬ب‪b‬د ‪ b‬و‪a‬إ‪e‬ي‪j‬ا ‪a‬‬‫وقال تعالى )إ‪e‬ي‪j‬ا ‪a‬‬
‫هو كمال الطاعة‪ ,‬والدين كله يرجع إل هذين العنيي ‪ ..... ،‬فالول تبؤ من الشرك ‪ ،‬والثان تبؤ من الول والقوةـ والتفويض إل ال عز‬
‫وجل ‪.‬‬
‫قال ابن القيم‪”:‬وكثيا‪ G‬ما كنت أسع شيخ السلم ابن تيمية يقول )إياك نعبد( تدفع الرياء )وإياك نستعي( تدفع الكب “‪.‬‬
‫‪k‬ج ‪o‬ن ‪ -‬ب ‪j‬ـ‬ ‫س وال ‪j‬ـ‬ ‫‪j‬‬ ‫‪j‬‬ ‫ادة‪ g‬أ‪h i‬ن مح ‪h‬م ‪d‬دا رس ‪j g‬‬
‫ش ‪d‬يرا‬ ‫‪i‬‬ ‫ول ا‪i‬لل‪h‬ه‪ :‬أ‪h i‬ن ي‪i‬ـ ‪k‬عت‪i‬ق ‪i‬د ا‪i‬ل ‪ki‬ع ‪k‬ب ‪g‬د أ‪h i‬ن ا‪i‬لل‪h‬ه‪ i‬أ ‪ik‬ر ‪i‬س ‪i‬ل ‪g‬م ‪i‬ح ‪h‬م ‪d‬دا ‪ ‬إ‪j‬ل‪i‬ى ‪i‬جميـ ‪j‬ع ا‪i‬لث‪h‬ـ ‪i‬قل‪ki‬يـ ‪j‬ن ‪ -‬ا‪jki‬لن‪k‬ـ ‪i j‬‬ ‫م ‪i /‬و ‪i‬ش ‪i‬ه ‪g i i g i‬‬
‫ح ف‪j‬ـي ا‪i‬لـ ‡دن‪k‬ـي‪i‬ا‬ ‫اب ن‪i‬ـ ‪k‬هي‪j j‬ه‪i ,‬وأ‪i‬ن‪h‬ه‪i g‬ل ‪i‬س ‪i‬ع ‪i‬‬ ‫اجت‪j‬ن‪j i‬‬ ‫اعت‪j j‬ه‪ ,‬ب‪j‬تص ‪j‬د ‪j‬يق ‪i‬خب ‪j‬ره‪ ,j‬وامت‪j‬ث‪j j i‬‬
‫يد ا‪i‬لل‪j h‬ه ‪i‬وط‪k i i i‬‬ ‫وهم إ‪j‬ل‪i‬ى ت‪i‬ـو ‪j‬ح ‪j‬‬ ‫‪j‬‬
‫ص ‪i‬ل ‪i‬‬ ‫ادة‪i i‬و‪i‬ل ‪i‬‬ ‫ال أ ‪ik‬م ‪j‬ره‪i ,‬و ‪k‬‬ ‫‪ki i‬‬ ‫‪k‬‬ ‫‪i‬ون‪i‬ذ ‪d‬يرا‪ ,‬ي‪k i‬دع‪k g g‬‬
‫‪h‬اس أ ‪j‬‬ ‫‪j‬‬ ‫يم ‪i‬م ‪i‬حب‪h‬ت‪j j‬ه ‪i‬عل‪i‬ى ‪i‬م ‪i‬حب‪j h‬ة ا‪i‬لن‪h‬ـ ‪k‬ف ‪j‬‬ ‫‪j‬‬ ‫‪j‬‬ ‫ان ب‪jj‬ه وط‪j j i i‬‬ ‫اليم ‪j‬‬ ‫‪j j j‬‬
‫ين‪.‬‬ ‫‪i‬ج ‪i‬مع ‪i‬‬ ‫س ‪i‬وال ‪ki‬ول‪i‬د ‪i‬والن ‪k j‬‬ ‫ب ت‪i‬ـ ‪k‬قد ‪g‬‬ ‫اعته‪i ,‬وأ‪i‬ن‪h‬ه‪ g‬ي‪i‬ج ‪g‬‬ ‫‪i‬‬ ‫‪i‬و ‪k‬الخ ‪i‬رة إ‪hj‬ل ب ‪i jk‬‬
‫ات ا‪i‬لد‪h‬ال‪jh‬ة ‪i‬عل‪i‬ى ‪j‬ر ‪i‬سال‪i‬ت‪j j‬ه‪i ,‬وب‪i j‬ما ‪i‬جب‪i‬ـل‪i‬ه‪ g‬ا‪i‬لل‪h‬ه‪i g‬عل‪ki‬ي ‪j‬ه ‪j‬م ‪k‬ن ا‪i‬ل‪k‬ع‪g‬ل‪j g‬وم ا‪i‬ل‪i k‬ك ‪j‬امل‪j i‬ة‪i ,‬و ‪k‬ال‪k i‬خ ‪i‬ل ‪j‬ق ا‪i‬ل ‪ki‬عال‪j‬ي‪j i‬ة‪i ,‬وب‪i j‬مـ ا ا‪k j‬ـش ت‪i i‬م ‪i‬ل ‪i‬عل‪ki‬يـ ‪j‬ه‬ ‫وأ‪h i‬ن ا‪i‬لل‪h‬ه‪ i‬أ‪i‬ي‪i h‬ده‪ g‬ب‪j‬ال‪k‬م ‪k‬ع ‪j‬جز ‪j‬‬
‫‪i g‬‬ ‫‪i‬‬
‫صال‪j j‬ح ا‪i‬لد‪o‬ين‪j‬ي‪j h‬ة ‪i‬وال ‡دن‪k‬ـي‪j i‬وي‪jh‬ة‬ ‫‪j‬‬ ‫‪j‬‬
‫‪k‬حق‪i ,o‬وال ‪ki‬م ‪i‬‬ ‫‪i‬دي‪k‬ـن‪g‬ه‪ g‬م ‪k‬ن ا‪i‬ل ‪kg‬ه ‪i‬دى ‪i‬وال ‪h‬ر ‪k‬ح ‪i‬مة ‪i‬وال ‪i‬‬
‫‪jjj‬‬ ‫‪j‬‬
‫‪h‬ه ‪j‬ي ‪.‬‬ ‫‪k‬ح ‪o‬ق ف‪j‬ي ا‪ki‬ل‪k i‬خب‪i‬ا ‪j‬ر ‪i‬و ‪k‬ال ‪ik‬م ‪j‬ر ‪i‬والنـ ‪k‬‬ ‫يم‪ ,‬ب‪i j‬ما فيه م ‪k‬ن ا‪i‬ل ‪i‬‬ ‫‪i‬وآي‪i‬ـت‪g‬ه‪ g‬ا‪i‬ل‪g k‬ك ‪k‬بـ ‪i‬رى‪i :‬ه ‪i‬ذا ا‪i‬ل‪g k‬ق ‪k‬رآ ‪g‬ن ا‪i‬ل ‪ki‬عظ ‪g‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫شهــادة أـن م ــمدا‪ G‬رــسول ال ـ تتضمن ـ عــدة أــمور لــكي ي ــققها ‪،‬ـ فليست ـ كلمة ـ تقال ـ أـو تذاــع ‪:‬ـ‬
‫فــأول مقتضيات ـ ـ هــذه ا ــلشهادة ‪:‬ـ‬
‫أول‪ d‬ـ ‪:‬ـ ال ــيمان أـنـ ال ـ أـرـسـلـهـ إـلـىـ جـمـيـعـ اـلـثـقـلـيـنـ يـدـعـوـهـمـ إـلـىـ تـوـحـيـدـ الـ ‪.‬ـ‬
‫فمحمد ـ ‪ ‬دــعوته عــامة لــكل اــلبشر ‪،‬ـ ومن ـ قــال إنــا خاــصة للعرب ـ فقط ـ فــهو كــافر ‪،‬ـ ومن ـ قال ـ إنــه لــيس برسول ـ فــهو كافر ـ‬
‫‪.‬‬
‫وال ــدلة عــلى ر ــسالته وعلى ـ عموم ـ رس ــالته كثيــة جدا‪ G‬ـ ‪.‬ـ‬
‫‪Œ‬اس ب} ‪Š‬شيا‪} G‬ون} ‪Š‬ذيرا‪) G‬‬
‫اك إ‪ŒŠ‬ل }كاف‪Œ‬ة‪ G‬ل‪Š‬لن ‪Š‬‬
‫قوله تعال ) }و}ما أ ‹}ر }س‹لن} }‬
‫ول الل‪Š Œ‬ه إ‪Š‬ل}ي ~كم }‪Š‬‬ ‫‪Œ‬اس إ‪© Š‬ن }ر ~س ~‬
‫جيعا‪. ( G‬‬ ‫‹ ‹‬ ‫وقوله تعال ) ق~ ‹ل ي}ا أ}يـ« }ها الن ~‬
‫ي ن} ‪Š‬ذيرا‪. ) G‬‬ ‫‪Š Š‬‬ ‫‪Š ŠŠ‬‬ ‫‪Š‬‬
‫وقوله تعال ) ت}ـب} }ار}ك ال‪Œ‬ذي ن}ـ‪Œ‬ز}ل ال‹ ~ف ‹رق}ا }ن }عل}ى }ع‹بده لي} ~كو }ن ل ‹ل }عال}م }‬
‫وقوله ‪ ) : ‬والذي نفس ممد بيده ل يسمع ب أحد من هذه المــة يهـودي ول نصـران ث يــوت ول يـؤمن بالـذي أرســلت بـه إل‬
‫كان من أصحاب النار ( ‪ .‬رواه مسلم‬
‫وف صحيح مسلمـ قال ‪ ) : ‬وأرسلت إل اللقـ كافة ( ‪.‬‬
‫وجاء ف صحيح مسلمـ ‪ ) :‬وبعثت إل كل أحر وأسود ( ‪.‬‬
‫ثانيا‪d‬ـ ‪ :‬وامتثال أمره وأنه لـ سعادةـ ولـ صلـحـ في الدنيا والـخرة إلـ بالـيمان بهـ وبطاعته ‪.‬‬
‫‪a‬‬
‫ن(‪.‬‬
‫مو ‪a‬‬ ‫ح ‪b‬‬ ‫ل ل‪a‬ع‪a‬ل‪j‬ك ‪c b‬‬
‫م ت ‪c b‬ر ‪a‬‬ ‫سو ‪a‬‬ ‫الر ‪b‬‬
‫ه و‪j a‬‬ ‫كما أمرنا الله بذلك فقال )و‪a‬أط‪e‬يع‪b‬وا الل ‪a j‬‬
‫ل و‪a‬أ‪b‬ول‪e‬ي‬‫سو ‪a‬‬ ‫الر ‪b‬‬
‫ه و‪a‬أط‪e‬يع‪b‬وا ‪j‬‬
‫‪a‬‬
‫من‪b‬وا أط‪e‬يع‪b‬وا الل ‪a j‬‬
‫‪a‬‬ ‫‪a‬‬
‫وقال تعالى )ي‪a‬ا أي‪n‬ه‪a‬ا ال‪j‬ذ ‪a e‬‬
‫ين آ ‪a‬‬
‫‪ac‬‬
‫م(‪.‬‬‫من‪c‬ك ‪c b‬‬
‫مر‪e e‬‬
‫ال ‪c‬‬
‫‪a‬‬
‫ين ( ‪.‬‬ ‫مؤ ‪e c‬‬
‫من ‪a e‬‬ ‫ن ك‪b‬ن‪c‬ت ‪c b‬‬
‫م ‪b‬‬ ‫سول ‪b a‬‬
‫ه إ‪c e‬‬ ‫وقال تعالى )و‪a‬أط‪e‬يع‪b‬وا الل ‪a j‬‬
‫ه و‪a a‬ر ‪b‬‬
‫‪13‬‬
‫ن ت‪b‬ط‪e‬يع‪b‬وه ‪ b‬ت‪a‬ه‪c‬ت ‪w a‬د‪b‬وا ( ‪ .‬فعل‪ww‬ى ق‪ww‬در طاعت‪ww‬ك للرس‪ww‬ول ‪ ‬تك‪ww‬ون‬
‫وقال تعالى )و‪a‬إ ‪c e‬‬
‫هدايتك ‪.‬‬
‫وقال ‪ ) ‬من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني دخل النار ( رواه البخاري ‪.‬‬
‫(‪.‬‬ ‫وقال ‪ ) ‬ما نيتكم عنه فاجتنبوه ‪ ،‬وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم‬
‫ـلح ف ــي الـ ــدنيا والخـ ــرة إلـ باليمـ ــان ب ــه وبط ــاعته ‪ ،‬كما قال تعالى )ال‪j‬ذ ‪a e‬‬
‫ين‬ ‫ثالث ـ ـا‪ : d‬وأنـ ــه لـ سـ ــعادة‪ i‬ولـ صـ ـ ‪i‬‬
‫م ف‪we‬ي الت ‪wj‬و‪a c‬راة‪ e‬و‪c a‬‬ ‫مك‪c‬ت‪b‬وب‪ww‬ا ‪e d‬‬ ‫ل الن‪j‬بي ‪b c‬‬
‫‪w‬ل‬
‫جي‪e w‬‬ ‫ال‪e‬ن ‪e c‬‬ ‫عن ‪wc‬د‪a‬ه‪c b‬‬ ‫ه ‪a‬‬ ‫ج‪ w‬د‪b‬ون ‪b a‬‬‫ي ال‪j‬ذ‪e‬ي ي ‪e a‬‬ ‫م ‪j‬‬ ‫ال ‪l‬‬ ‫‪j e‬‬ ‫سو ‪a‬‬ ‫الر ‪b‬‬‫ن ‪j‬‬ ‫ي‪a‬ت‪j‬ب‪e‬ع‪b‬و ‪a‬‬
‫‪c‬‬
‫ث‬ ‫م ال‪c‬خ‪a‬ب‪a‬ائ ‪a e‬‬ ‫م ع ‪a‬ل‪a‬ي‪c‬ه‪b e‬‬‫ح ‪l‬ر ‪b‬‬ ‫م الط‪j‬ي‪l‬ب ‪e a‬‬
‫ات و‪a‬ي ‪a b‬‬ ‫ل ل‪a‬ه‪b b‬‬‫ح ‪n‬‬ ‫من‪c‬ك‪a‬ر‪ e‬و‪a‬ي ‪e b‬‬ ‫‪a‬ن ال ‪b c‬‬
‫مع ‪e‬‬ ‫وف و‪a‬ي‪a‬ن‪c‬ه‪a‬اه‪c b‬‬ ‫مع‪b c‬ر ‪e‬‬ ‫م ب‪e‬ال ‪a c‬‬
‫م ‪b‬ره‪c b‬‬‫ي‪a‬أ ‪b‬‬
‫م(‪.‬‬ ‫ت ع ‪a‬ل‪a‬ي‪c‬ه‪c e‬‬ ‫ل ال‪j‬ت‪e‬ي ك‪a‬ان ‪c a‬‬ ‫ال‪a‬غ‪c‬ل ‪a‬‬ ‫م و‪c a‬‬ ‫ص ‪a‬ره‪c b‬‬‫م إ‪c e‬‬‫ضع‪ b‬ع ‪a‬ن‪c‬ه‪c b‬‬‫و‪a‬ي ‪a a‬‬
‫فكل ما أمر به النبي ‪ ‬فهو خير في العاجل والجل ‪ ،‬وكل ما نهى عنه فهو‬
‫شر في العاجل والجل‬
‫والناس أجمعين ‪.‬‬ ‫‪j‬‬ ‫رابعا‪ d‬ـ ‪:‬ـ وأنه يجب تقديم محبته على النفس والولد‬
‫لديث أنس ‪ .‬قال ‪ :‬قال ‪ ) ‬ل يؤمن أحدكم حت أكون أحب إليه من نفسه وماله وولده ( متفق عليه ‪.‬‬
‫فمن علمات اليان الكامل مبة النب ‪ ‬أكثر من كل الناس حت من النفس ‪.‬‬
‫إل من كل شيء إل من نفسي ‪ ،‬فقال ‪ :‬ل يا عمر حت أكـون أحب إليك من نفســك ‪،‬‬ ‫أحب ‪D‬‬ ‫ولذا لا قال عمر للنب ‪ : ‬أنت ‪D‬‬
‫إل من نفسي ‪ ،‬قال ‪ :‬الن يا عمر ‪.‬‬ ‫فقال عمر ‪ :‬وال لنت أحب ‪D‬‬
‫) الن يا عمر ( قال العين ‪ :‬يعن كمل إيانك ‪.‬‬
‫فيجب تقدي مبة الرسول ‪ ‬على النفوس ‪ ،‬والولد ‪ ،‬والقارب ‪ ،‬والهليـ ‪ ،‬والموالـ ‪ ،‬والســاكن ‪ ،‬وغي ذلــك مـا يبـه النسـان‬
‫غاية البة ‪.‬‬
‫وقــد توعــد ال عــز وجــل مــن قــدم شــيئا‪ G‬مــن الــدنيا ] مــن أهــل أو ولــد أو مــال [ علــى مبــة ال ورسـوله فقــال ســبحانه ) ق~ـ ‹ل إ‪Š‬ن }كـ ا }ن‬
‫ب إ‪Š‬ل}‹ي ~كـ م ©مـ }ن‬
‫}ح ‪Œ‬‬ ‫‪Š‬‬ ‫آب ا ~ؤ~كم وأ}بـن}ـآ ~ؤ~كم وإ‪Š‬خ وان~ ~كم وأ ‹}زواج ~كـ م وع ‪Š‬ـش يت~ ~كم وأ}م و ¬ال اق‹ـت}ـرف‹ـت~م ‪Š‬‬
‫ضـ ‹ونـ} }ها أ }ـ‬
‫وه ا }وت}ـ }ارة¬ }ت‹ }شـ ‹و }ن }ك }سـ }اد }ها }و}م }سـ اك ~ن ت}ـ ‹ر }‬
‫} ~ }ـ‬ ‫}ـ ‹ } ‹ ‹ } ‹ـ } ‹ } } ~ ‹ } } } ‹ } ‹ـ }‬
‫‪Š‬‬ ‫‪Š‬‬ ‫‪Š‬‬ ‫‪ŠŠ‬‬ ‫‪¹ Š ŠŠ‬‬ ‫‪Š‬‬
‫ي(‪.‬‬ ‫صوا‹ }ح ‪Œ‬ت ي}أ‹‪Š‬ت} الل‪D‬ه~ ب‪Š‬أ ‹}م ‪Š‬ره‪} Š‬والل‪D‬ه~ ل} ي}ـ ‹هدي ال‹ }ق ‹و}مـ ال‹ }فاسق }‬
‫الل‪D‬ه }و}ر ~سوله }وج }هاد ‪Š‬ف }سب‪Š‬يله ف}ـت}ـ}رب‪~ Œ‬‬
‫قال القرطب ف تفسيه ‪ :‬وف الية دليل على وجوب حب ال تعال ورسوله ‪ ‬ول خلف ف ذلك ‪ ،‬وأن ذلك مقدمـ على كل‬
‫مبوب ‪.‬‬
‫‪ ‬ومن أعظم ثمرات محبة النبي ‪ ، ‬أن ذلك من أسباب حلوة اليان ‪.‬‬
‫كما ف الديث السابق ) ثلث من كن فيه ‪. ( ......‬‬
‫وأنه يشر معه كما قال ‪ ) ‬الرء مع من أحب ( متفق عليه ‪.‬‬
‫ات ا‪i‬لد‪h‬ال‪jh‬ة ‪i‬عل‪i‬ى ‪j‬ر ‪i‬سال‪i‬ت‪j j‬ه‪i ,‬وب‪i j‬ما ‪i‬جب‪i‬ـل‪i‬ـه‪ g‬ا‪i‬لل‪h‬ـه‪i g‬عل‪ki‬يـ ‪j‬ه ‪j‬مـ ‪k‬ن ا‪i‬ل‪k‬ع‪g‬ل‪g‬ـ ‪j‬وم ا‪i‬ل‪i k‬ك ‪j‬امل‪i‬ـ ‪j‬ة‪i ,‬و ‪k‬ال‪k i‬خ ‪i‬ل ‪j‬ق ا‪i‬ل ‪ki‬عال‪j‬ي‪i‬ـ ‪j‬ة‪i ,‬وب‪i j‬مـ ا‬‫م‪ /‬وأن ال وأ‪h i‬ن ا‪i‬لل‪h‬ه‪ i‬أ‪i‬ي‪i h‬ده‪ g‬ب‪j‬ال‪k‬م ‪k‬ع ‪j‬جز ‪j‬‬
‫‪i g‬‬ ‫‪ii‬‬
‫‪j‬‬
‫صال ‪j‬ح ا‪i‬لد‪o‬ين‪j‬ي‪j h‬ة ‪i‬وال ‡دن‪k‬ـي‪j i‬وي‪jh‬ة ‪.‬‬ ‫‪j‬‬ ‫‪j‬‬ ‫‪j‬‬ ‫‪j‬‬
‫‪k‬حق‪i ,o‬وال ‪ki‬م ‪i‬‬
‫ا ‪k‬شت‪i i‬م ‪i‬ل ‪i‬عل‪ki‬يه ‪i‬دي‪k‬ـن‪g‬ه‪ g‬م ‪k‬ن ا‪i‬ل ‪kg‬ه ‪i‬دى ‪i‬وال ‪h‬ر ‪k‬ح ‪i‬مة ‪i‬وال ‪i‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫الــعجزات ‪ :‬جـع معجزةـ وـهـيـ الــمر الــارق لـلـعـاـدـةـ ‪،‬ـ وـلـوـ عبـ اـلـؤـلـفـ بالــية لـكـانـ أولـ مـنـ التعبي ـ بالــعجزات ‪،‬ـ لـمرين ‪:‬‬

‫‪14‬‬
‫ات بـي©ـن} ‪ ¹‬ـ‬
‫ات (ـ وـقـاـلـ تعالـ ) }وأ ‹}د ‪Š‬خ ‹ل ـ ي}ـ }د }ك‬ ‫‪¹‬‬ ‫‪Š‬‬
‫وسى ت ‹س }عـ آي}ـ }‬ ‫أول‪d‬ـ ‪ :‬أـنـ هـذـاـ هـوـ اـلـلـفـظـ ال ـوافق لـلـقـرـآـنـ كـمـاـ قـاـلـ تعالـ )ـ }ول}}ق ‹دـ آت}ـ‹يـن} ـا ~مـ }‬
‫اس ‪Š‬قي (ـ وـقـاـلـ صالـ لـقـوـمـهـ )ه ‪Š‬ذه‪Š‬‬ ‫‪Š‬‬ ‫‪Š Š‬ـ‬ ‫‪Š‬ـ‬ ‫‪¹‬‬ ‫‪Š ¹‬ـ‬ ‫‪Š‬‬
‫}ـ‬ ‫ضاء} ـ م ‹ـن }غ ‹‪Š‬يـ ~سـ وء ‪Š‬ـف ت ‹س ‪Š‬ع آي}ـات إ‪} Š‬ـل ف ‹ر }ع ‹و }ن }وق}ـ ‹ومه إ‪ Š‬ـنـ ~‬
‫‪Œ‬ه ‹م }كـ ان~وا ق}ـ ‹وما‪ G‬ـ ف} } ـ‬ ‫‪Š‬ـف }ج‹ي ـب‪} Š‬‬
‫ك }ت‹ ـ~ر ‹ج ب}ـ‹ي }‬
‫ن}اق} ـة~ الل‪ Œ‬ـ ‪Š‬ه ل}ـ ~ك ‹م آي}ة‪G‬ـ ( ‪.‬‬
‫ثانيا‪d‬ـ ‪ :‬أـنـ الــعجزة هـيـ الــمر الــارق لـلـعـاـدـةـ ‪ ،‬فـتـكـوـنـ مـنـ النبـ وغيـ النبـ ‪.‬ـ‬
‫أـيـ وـنـؤـمـنـ أـنـ الـ أـيـدـ النبـ ‪ ‬بالــعجزات كـانـشـقـاـقـ اـلـقـمـرـ ‪ ،‬وـحاـدـثةـ ال ـسـراء والــعراج ‪،‬ـ وحنيـ الــذع ‪،‬ـ وـنـبـعـ الــاء مـنـ بيـ‬
‫أـصاـبـعـهـ اـلـشـريـفـةـ ‪،‬ـ وكلــم الذراــع ‪،‬ـ وـتـسـبـيـحـ اـلـطـعـاـمـ ‪،‬ـ وغيـ ذـلـكـ مـاـ تواـتـرـتـ بهـ الــخبار اـلـصـحـيـحـةـ ‪.‬ـ‬
‫‪ ‬ومعجزاتهـ ‪ ‬تنقسمـ إلى قسمين ‪:‬‬
‫قسم منها ما يكون من قبيل المعجزة ‪ ،‬وقسم منها ليس‬
‫بمعجز ‪.‬‬
‫المعجز منها ‪ :‬كالقرآن وكنبع الماء من بين أصابعه‬
‫وتكثير الطعام وانقياد الشجر كما في حديث جابر عند‬
‫مسلم ‪ .‬وغير ذلك مما نقل وعرف ‪.‬‬
‫وغير المعجز ‪ :‬كما يعرف ذلك بوجه ‪ ، ‬كما قال ابن سلام فما أن رأي‬
‫وجهه عرفت أن وجه ليس بوجه كذاب ( وكذا ما عرف عنه من الأمانة وال‬
‫قبل أن يبعث وبعد ما بعث إلى ذلك من شمائله التي هي من دلائل نبوت‬
‫قال تعالى )وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ( ‪.‬‬
‫‪jjj‬‬ ‫‪j‬‬
‫‪h‬ه ‪j‬ي‪.‬‬‫‪k‬ح ‪o‬ق ف‪j‬ي ا‪ki‬ل‪k i‬خب‪i‬ا ‪j‬ر ‪i‬و ‪k‬ال ‪ik‬م ‪j‬ر ‪i‬والنـ ‪k‬‬
‫يم‪ ,‬ب‪i j‬ما فيه م ‪k‬ن ا‪i‬ل ‪i‬‬ ‫مـ‪/‬ـ ‪i‬وآي‪i‬ـت‪g‬ه‪ g‬ا‪i‬ل‪g k‬ك ‪k‬بـ ‪i‬رى‪i :‬ه ‪i‬ذا ا‪i‬ل‪g k‬ق ‪k‬رآ ‪g‬ن ا‪i‬ل ‪ki‬عظ ‪g‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫أعظم ـ معجزا ــت النب ـ ‪ ‬هـي ‪:‬ـ القرآنـ ـ العظيمـ ـ ‪.‬ـ‬
‫‪Š Š‬‬ ‫‪Š‬‬ ‫‪Š Š‬‬ ‫‪Š Š‬‬ ‫‪ŠŠ‬‬ ‫‪Š‬‬
‫ب إ‪Š‬ل‪ Œ‬ق} ‹د أ ‹~عط }ى م }ن الي}ات }ما مث‹ـل~ه~ }آم }ن }عل}‹يه ال‹ب} }ش ~ر }وإ‪ŒŠ‬ن}ا }كا }ن ال‪Œ‬ذى أ~وت ~‬
‫يت }و ‹حيا‪ G‬أ ‹}و }حى الل‪Œ‬ه~‬ ‫كــما قال ـ ‪} ) ‬ما م }ن ال}ن‹ب‪Š‬ي}اء م ‹ن ن}‪Ö Š‬‬
‫ل ف}أ ‹}ر ~جو أ} ‹ن أ} ~كو }ن أ} ‹كث}ـ}ر~ه ‹م ت}اب‪Š‬عا‪ G‬ي}ـ ‹و}م ال‹ ‪Š‬قي} }ام ‪Š‬ة ( ‪.‬‬
‫إ‪Œ} Š‬‬
‫قال في الفتح‪ ” :‬أي إن معجزتـ الت تديت با الوحي الذي أنزل ‪D‬‬
‫علي‪ ،‬وهو القرآن ‪ ،‬لا اشتمل عليه من العجاز الواضح‪،‬‬
‫وليس الراد حصر معجزاته فيه ‪ ،‬ول أنه ل يؤت من العجزاتـ ما أوت من تقدمه ‪ ،‬بل الراد أن القرآن هو العجزة العظمى الت‬
‫اختص با دون غيه “‪.‬‬
‫‪ ‬من أهم الفروق بي معجزة القرآن العظيم ‪ ،‬ومعجزات النبياء ‪:‬‬
‫أول‪ : d‬أن معجزة القرآن الكري مستمرة إل يوم الدين ‪ ،‬ومعجزاتـ النبياء قد انقرضت بانقـراض أعصارهم ‪ ،‬فلم يشاهدها إل‬
‫من حضرها ‪.‬‬
‫ثانيا‪ : d‬أن القرآن العظيم خارق للعادة ف أسلوبه وبلغته وإخباره بالغيبات ‪ ،‬فل ير عصر من العصار ‪ ،‬إل ويظهر فيه شيء‬
‫ما أخب به ‪ ،‬ول يوجد هذا ف غيه من العجزاتـ ‪.‬‬
‫ثالثا‪ : d‬أن العجزاتـ الاضية كانت حسية ‪ ،‬ت~شاهد بالبصار كناقة صال ‪ ،‬وعصا موسى ‪ ،‬ومعجزة القرآن تشاهد بالبصية ‪،‬‬
‫فيكون من يتبعه لجلها أكثر ‪ ،‬لن الذي يشاهد بعي الرأس ينقرض بانقراض مشاهدته ‪ ،‬والذي يشاهد بعي العقلـ ‪¹‬‬
‫باق ‪،‬‬
‫يشاهده كل من جاء بعد الول مستمرا‪. G‬‬
‫‪ ‬ولذلك وقع التحدي في هذا القرآن على وجوه ‪:‬‬

‫‪15‬‬
‫الوجه الول ‪ :‬تداهم بالقرآن كله ‪.‬‬
‫ض ظ} ‪Š‬هيا‪. ( G‬‬‫ض ~ه ‹م ل‪Š‬ب}ـ ‹ع ‪¹‬‬ ‫‪Š Š ŠŠ‬‬ ‫ال‪« Š‬ن عل}ى أ}ن يأ‹ت~وا‹ ب‪ŠŠ‬ث‹ ‪Š‬ل هـ }ذا ال‹ ~قر ‪Š‬‬
‫آن ل} ي}أ‹ت~و }ن بث‹له }ول} ‹و }كا }ن ب}ـ ‹ع ~‬ ‫نس }و ‹ }‬ ‫كما قال تعال ) ق~ل ل‪Œ‬ئ‪Š Š‬ن ‹ ‪Š Š‬‬
‫‹‬ ‫}‬ ‫}‬ ‫اجت} }م }عت ال ~‬
‫الوجه الثاني ‪ :‬تداهم أن يأتوا بعشر سور من مثله ‪.‬‬
‫ون الل‪Š Œ‬ه إ‪‹ Š‬ن ~ك‹نتم ‪Š Š‬‬ ‫ات و ‹ادعوا م ‪Š‬ن است}ط}عت~م ‪Š‬من د ‪Š‬‬ ‫‪¹‬‬ ‫‪ŠŠ Š‬‬
‫ي(‪.‬‬ ‫صادق }‬‫~‹ }‬ ‫كما قال تعال )أ ‹}م ي}ـ ~قول~و }ن اف‹ـت}ـ}راه~ ق~ ‹ل ف}أ‹ت~وا ب‪} Š‬ع ‹ش ‪Š‬ر ~س }و‪¹‬ر مث‹له ~م ‹فت}ـ}ري} } ~ } ‹ ‹ ‹ ‹ ~‬
‫الوجه الثالث ‪ :‬تداهم أن يأتوا بسورة من مثله ‪.‬‬
‫ي(‪.‬‬ ‫ب ‪Š‬م‪Œ‬ا ن}ـ‪Œ‬زل‹ن}ا عل}ى عب ‪Š‬دن}ا ف}أ‹ت~وا ب‪Š‬سورة‪© ¹‬من ‪Š‬مث‹ل‪Š Š‬ه و ‹ادعوا ~شه }داء ~كم ‪Š‬من د ‪Š‬‬
‫ون الل‪Š Œ‬ه إ‪‹ Š‬ن ~ك‹نتم ‪Š Š‬‬ ‫كما قال تعال ) وإ‪‹ Š‬ن ~ك‹نت~ ‹م ‪Š‬ف ري‹ ‪¹‬‬
‫صادق }‬
‫~‹ }‬ ‫} ~ } } ‹ ‹ ~‬ ‫~} ‹‬ ‫} }‹‬ ‫}‬ ‫}‬

‫ك‪j‬تاب ا‪i‬لط‪h‬هارة‪j‬‬
‫‪ii g i‬‬
‫بـدـأـ اـلـمـؤـلـفـ بـكـتـاـبـ اـلـطـهـاـرـةـ ‪.‬ـ‬
‫أول‪ d‬ـ ‪:‬ـ لــن ا ــلطهارة شــرط لصحة ـ الصل ــة لــقوله تعال ـ )ـ إذا ـ قــمتم إل ـ الصل ــة فاغسلوا ـ ـ ‪..‬ــ‪( .‬ـ ‪.‬ـ‬
‫ثانيا‪ d‬ـ ‪:‬ـ أـن ا ــلطهارة تــلية و ــتنظيف و ــالتخلية قــبل ا ــلتحلية ‪.‬ـ‬
‫ثالثا‪ d‬ـ ‪:‬ـ لــجل أـن يتــذكر ال ــتعلم بتطهيـ ـ بدــنه تطهي ـ نــيته وــقلبه ل ـ عزـ وــجل ‪.‬ـ‬
‫تعريف الطهارة ‪:‬‬
‫الطهارة لغة ‪ :‬النظافة والنزاهة عن القذار السية والعنوية ‪.‬‬
‫فالقذار السية ‪ :‬كالبول ونوه ‪ ،‬والعنوية ‪ :‬كالشرك والسد والبغض وأمراض القلوبـ وكل خلق ذميم ‪.‬‬
‫واصطلحا‪ : d‬ارتفاع الدث وما ف معناه وزوال البث ‪.‬‬
‫الحدث ‪ :‬هو الوصـف القـائم بالبـدن مــن الـانع مـن الصـلة ونوهـا مـا يشــتط لـه الطهـارة ‪ ،‬ويـدخل ف هـذا الوصـف البـول والريـح‬
‫وأكل لم البل ‪.‬‬
‫وما في معناه ‪ :‬أي وارتفاع ما ف معن ارتفاع الدث ‪ ،‬كتجديد الوضوء ‪ ،‬فهو طهارة ‪ ،‬وكذا الغسالـ السنونة ‪.‬‬
‫وزوال الخبث ‪ :‬أي النجاسة ‪ ،‬فإذا وقعت على ثوبه ناسه فطهرها ‪ ،‬هذه تسمى طهارة ‪.‬‬
‫صـ ‪i‬لة‪ d‬ب‪j‬غ‪ki‬يـ ‪j‬ر ط‪g i‬هـ و‪Œ‬ر ( ‪g‬مت‪h‬ـ ‪i‬فـ ‚ق‬ ‫‪h‬م ‪i‬عل‪ki‬يـ ‪i‬ها ‪ ،‬ف‪j i‬م ‪k‬نـ ‪i‬ها‪ :‬ا‪i‬لط‪i h‬ه ‪i‬ارة‪i :g‬ك ‪i‬مـ ا ق‪i‬ـ ‪i‬‬
‫ال ا‪i‬لن‪h‬ب‪j‬ـ ‡ي ‪i ) ‬ل ي‪i‬ـ ‪k‬قب‪i‬ـ ‪g‬ل ا‪i‬لل‪h‬ـه‪i g‬‬ ‫ط ت‪i‬ـت‪i‬ـ ‪i‬قد ‪g‬‬ ‫م‪i /‬وأ‪h i‬ما ا‪i‬ل ‪h‬‬
‫ص ‪i‬لة‪ :g‬ف‪i‬ـل‪i i‬ها ‪g‬ش ‪g‬رو ‚‬
‫‪i‬صغ‪j i‬ر والن‪h‬ج ‪j‬‬ ‫‪j‬‬ ‫‪i‬عل‪ki‬ي ‪j‬ه ‪ .‬ف‪i‬من ل‪i‬م يـت‪i‬ط‪i‬ه‪h‬ر ‪j‬من ا‪i‬ل ‪j‬‬
‫ص ‪i‬لة‪ i‬ل‪i‬ه‪. g‬‬
‫اسة ف‪i i‬ل ‪i‬‬
‫الح ‪i‬دث ال ‪i i i k‬‬ ‫‪k‬ح ‪i‬دث ا‪ki‬ل‪k i‬كب‪j i‬ر ‪i‬و ‪i‬‬ ‫‪i i k i k ki‬‬
‫‪----------------------------‬‬

‫‪16‬‬
‫الطهارة شرط من شروط الصلة ‪ ،‬فل تصح الصلة بدون وضوء للحديث الذي ذكره الؤلف ‪.‬‬
‫وه ~ك ‹م ( ‪.‬‬ ‫ولقوله تعال ‪) :‬يا أ}يـ«ها ال‪Š Œ‬ذين آمن~وا إ‪} Š‬ذا ق~مت~م إ‪} Š‬ل ال ‪Š Š Œ‬‬
‫صلة ف}ا ‹غسل~وا ~و ~ج }‬ ‫‹ ‹‬ ‫} }‬ ‫} }‬
‫ولديث أب هريرة ‪ ‬قال ‪ :‬قال رسول ال ‪ ) : ‬ل يقبل ال صلة أحدكم إذا أحدث حت يتوضأ ( ‪.‬‬
‫قال النووي ‪ ” :‬أجعت المة على أن الطهارة شرط ف صحة الصلة “ ‪.‬‬
‫وقال رحمه ال ‪ ” :‬وأجعت المة على تري الصلة بغي طهارة من ماء أو تراب ‪ ،‬ول فرق بي الصلة الفروضة والنافلة“‪.‬‬
‫‪ ‬فمن صلى بغي وضوء ناسيا‪ G‬أو جاهل‪ G‬فصلته باطلة يب عليه أن يعيد الصلة ‪ ،‬حت لو تذكر بعد مدة طويلة ‪.‬‬
‫‪ ‬وكذلك من انتقض وضوءه أثناء الصلة‪ ،‬فإنه يب عليه أن يرج من الصلة ول يوز لـه إكمالــا‪ ،‬حـت ولـو كـان إمامـا‪G‬؛ فـإنه‬
‫يب أن يقطع الصلة – من غي تسليم – ويقدم أحدا‪ G‬يصلي بم ‪.‬‬
‫‪ ‬ل فرق بي صلة الفريضة والنافلة والنازة ‪.‬‬
‫خلفا‪ G‬لن قال ‪ :‬إنا – أي صلة النازة – تصح بل وضوء ول تيمم ‪.‬‬
‫قال ابن القيم ‪ ” :‬صلة النازة صلة ‪ ،‬لن تريها التكبي وتليلها التسليم “ ‪.‬‬
‫‪ ‬الحدث الكبر ‪ :‬هو ما يوجب الغسلـ ‪ ،‬كاليض ‪ ،‬والنابة ‪ ،‬والنفاس ‪.‬‬
‫‪ ‬الحدث الصغر ‪ :‬هو ما يوجب الوضوء ‪ ،‬كالبول ‪ ،‬والغائط ‪ ،‬وسائر نواقض الوضوء ‪.‬‬
‫‪ ‬وإن صلى وعليه ناسة فل تصح صلته ‪ ،‬لن إزالة النجاسة شرط لصحة الصلة ‪ ،‬ف ثوبه وف بدنه وف بقعته ‪.‬‬
‫في بقعته ‪:‬‬
‫لديث أنس قــال ‪ ) :‬جـاء أعراب فبـال ف طائفـة الســجد ‪ ،‬فزجـره النـاس ‪ ،‬فنهـاهم النـب ‪ ، ‬فلمـا قضــى بـوله أمــر النـب ‪ ‬بــذنوب‬
‫بذنوب ‪ :‬الذنوب الدلو اللن ‪.‬‬ ‫من ماء فأهريق عليه ( متفق عليه‬
‫في ثوبه ‪:‬‬
‫لديث أب سعيد الدري ‪ ) :‬أن النب ‪ ‬خلع نعليه وهو يصلي لا أخبه جبيل أن فيهما أذى ( ‪ .‬رواه أبو داود‬
‫)وث‪Š‬ي}اب} }‬
‫ك ف}ط} ©ه ‹ر( على أن الراد بالثياب هنا الثياب العروفة ‪ ،‬واختاره الطبي ‪.‬‬ ‫ولقوله تعال ‪} :‬‬
‫في بدنه ‪:‬‬
‫مر النب ‪ ‬على قبين فقال ‪ :‬إنمــا ليعــذبان ومــا يعــذبان ف كــبي ‪ ...‬وأمــا أحــدها فكــان ل يسـتنزه مــن‬
‫لديث ابن عباس قال ‪D ) :‬‬
‫بوله ( ‪ .‬متفق عليه ‪.‬‬
‫وقال ‪ ) : ‬تنزهوا من البول فإن عامة عذاب القب منه ( رواه الدار قطن‬
‫وكذلك الدلة على وجوب الستنجاء والستجمار ‪ ،‬لن ذلك تطهي للمحلـ الذي أصابته النجاسة ‪.‬‬
‫فإن صلى وعليه نجاسة ‪:‬‬
‫‪ ‬فإن كان عامدا‪ G‬فصلته باطلة ‪ ،‬لن إزالة النجاسة شرط لصحة الصلة ‪.‬‬
‫مثال ‪ :‬إنسان صلى وعلى ثوبه ناسة يراها ويعلم با ‪ ،‬فصلته باطلة ‪.‬‬
‫‪ ‬وإن صلى وعليه ناسة وكان ناسيا‪ G‬أو جاهل‪ G‬فصلته صحيحة ‪ ،‬وهذا مذهب جهور العلماء ‪ ،‬وهو اختيار ابن تيمية ‪.‬‬
‫كمن رأى ناسة لكن نسي أن يغسلها قبل الصلة ‪ ،‬أو جهل أنا ناسة ‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫لديث أب سعيد الدري قال ‪ ) :‬بينما رسول ال ‪ ‬يصلي بأصحابه إذ خلع نعليه فوضعهما على يسـاره ‪ ،‬فخلــع النـاس نعـالم ‪،‬‬
‫فلمــا قضــى رســول ال ‪ ‬صــلته قــال ‪ :‬مــا حلكــم علــى إلقــائكم نعــالكم ؟ قــالوا ‪ :‬رأينــاك ألقيــت نعالــك فألقينــا نعالنــا ‪ ،‬قــال ‪ :‬إن‬
‫جبيل أتان فأخبن أن فيهما قذرا‪. ( G‬‬
‫وجه الدللة ‪ :‬أن النــب ‪ ‬ل يعــد أول صــلته الــت صــلها مــع وجــود النجاســة ف النعــل ‪ ،‬لنــه كــان جــاهل‪ G‬وجودهــا ‪ ،‬فــدل ذلــك‬
‫على أن من صلى بالنجاسة ناسيا‪ G‬أو جاهل‪ G‬فصلته صحيحة ‪ ] .‬قاله ابن قدامه [‬
‫وعان ‪ :‬أ‪i‬ح ‪g‬دهما الط‪h‬هارة‪ g‬ب‪j j j‬‬
‫‪i‬ص ‪g‬ل ‪.‬‬
‫الماء ‪i ،‬وه ‪i‬ي ال ‪k‬‬ ‫‪i i i ig i‬‬ ‫م‪ /‬والط‪i h‬ه ‪i‬ارة‪ g‬ن‪i i‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫الطهارة نوعان ‪ ،‬بالاء وهي الصل ‪.‬‬
‫وطهارة بالتاب وهي التيمم ‪ ،‬وهي بدل عنه إذا عدم الاء أو عجز عن استعماله ) وستأت مباحث التيمم (‪.‬‬
‫والدليل على أن الاء هو الصل قول ال تعال ) ‪ ....‬أو لمستم النساء فلم تدوا ماء فتيمموا ‪ ( ..‬فنــص علــى الـاء أول‪ ، G‬وعنــد‬
‫فقده يرجع إل التيمم بالتاب ‪.‬‬
‫ض‪ ,‬ف‪i‬ـ ‪g‬هو ط‪g i‬هور ‪ ,‬يط‪o i‬هر ‪j‬من ا‪ki‬ل ‪j k‬‬
‫اث و ‪k‬ال‪k i‬خب ‪j‬‬ ‫‪j‬‬ ‫م‪ /‬ف‪g i‬ك ‡ل م ‪Œ‬اء ن‪i‬ـز ‪i‬ل ‪j‬من ا‪i‬ل ‪j h‬‬
‫اث‪i .‬ول‪k i‬ـو ت‪i‬ـغ‪i‬ي‪h‬ـ ‪i‬ر ل‪i‬ـ ‪k‬ـون‪g‬ه‪ g‬أ ‪ik‬و ط‪k i‬ع ‪g‬مـ ه‪ g‬أ ‪ik‬و‬‫‪i‬ح ‪i‬د ‪i i‬ـ‬ ‫‚ ‪i g g‬‬ ‫س ‪i‬ماء‪ ,‬أ ‪ik‬و ن‪i‬ـب‪i i‬ع م ‪k‬ن ا‪ki‬ل ‪ik‬ر ‪i j‬‬ ‫‪i i i‬‬
‫سن‪j i‬ن و ‪g‬هو ‪j‬‬ ‫اه ‪Œ‬ر‪i ,‬كما ق‪j i i‬‬‫شي ‪Œ‬ء ط‪j i‬‬ ‫‪j‬ر ‪j g‬‬
‫يح‪.‬‬
‫صح ‚‬ ‫سه‪i g‬ش ‪k‬يء‚ ( ‪i .‬ر‪i‬واه‪ g‬أ ‪ik‬ه ‪g‬ل ا‪i‬ل ‡ ‪i i i‬‬
‫ور ‪i‬ل ي‪g‬ـن‪o i‬ج ‪g‬‬
‫اء ط‪g i‬ه ‚‬ ‫ال ا‪i‬لن‪h‬ب ‡ي ‪ ) : ‬إ‪h j‬ن ا‪i‬ل ‪ki‬م ‪i‬‬ ‫‪i‬‬ ‫يحه‪ g‬ب ‪k i‬‬
‫ب ا‪k j‬جت‪j‬ن‪i‬اب‪g‬ه‪. g‬‬ ‫‪j‬‬
‫س‪ ,‬ي‪i‬ج ‪g‬‬
‫‪j‬‬ ‫ف‪ji‬إ ‪k‬ن ت‪i‬ـغ‪i‬ي‪h‬ـر أ‪i‬ح ‪g‬د أ‪i‬وصاف‪j j‬ه ب‪j‬ن‪i‬ج ‪Œ‬‬
‫اسة ف‪i‬ـ ‪g‬ه ‪i‬و ن‪i‬ج ‚‬
‫‪i i‬‬ ‫‪i k i i‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫ذكــر الؤلــف رحــه ال النــوع الول مــن أن ـواع الــاء ؛ وهــو الطهــور ‪ ،‬لن الــاء ينقســم إل قســمي – علــى القــول الراجــح – طهــور‬
‫ونس ‪ ،‬فل يوجد قسم ثالث ‪ ،‬فهو إما طهور أو نس ‪.‬‬
‫وما ذكره الؤلف هو القول الراجح من أقـوال أهــل العلــم أن الـاء ينقســم إل قســمي ) طهـور ونـس ( وهــذا اختيـار ابــن تيميـة وابـن‬
‫القيم ‪.‬‬
‫لديث ‪ ) :‬إن الاء طهور ( فهذا الديث يكم للماء بالطهورية ‪ ،‬وأن الاء طهور ‪ ،‬وهذا العمومـ خص منـه بالجـاع ‪ :‬إذا وقعــت‬
‫فيه ناسة فغيتـ لونه أو طعمه أو ريه فإنه نس بالجاع ‪.‬‬
‫قال ابن المنذر ‪ ” :‬أجـع أهــل العلــم علــى أن الـاء القليــل أو الكـثي إذا وقعــت فيـه ناسـة فغيت النجاسـة الـاء طعمـا‪ G‬أو لونـا‪ G‬أو‬
‫ريا‪ G‬أنه نس ما دام كذلك “ ‪.‬‬
‫فمن أنواع الطهور ‪:‬‬
‫النازل من السماء ‪.‬‬
‫كما قال تعال ‪} ) :‬ويـ~ن}ـ©ز~ل }عل}‹ي ~ك ‹م ‪Š‬م }ن ال ‪Œ‬س }م ‪Š‬اء }ماء‪ G‬ل‪Š‬ي~ط} ©ه}ر~ك ‹م ب‪ŠŠ‬ه ( ‪.‬‬
‫النابع من الرض ‪ .‬كمياه العيون والبار والنار والبحار ‪.‬‬
‫لديث أب هريرة ‪ .‬قال ‪ :‬قال رسول ال ‪ - ‬ف ماء البحر – ) هو الطهور ماؤه الل ميتته ( رواه أبو داود ‪.‬‬
‫ولــديث أب ســعيد قــال ‪ ) :‬قيــل ‪ :‬يــا رســول ال ؛ أنتوضــأ مــن بئر بضــاعة ] وهــي بئر يلقــى فيهــا اليــض ولــوم الكلب والنت [‬
‫فقال ‪ : ‬إن الاء طهور ل ينجسه شيء ( رواه أبو داود وأحد‬
‫وف حديث أب هريرة قال ‪ :‬قال رسول ال ‪ ) : ‬أرأيتم لو أن نرا‪ G‬بباب أحدكم يغتســل منـه كـل يـوم خـس مـرات ‪ ،‬هــل يبقـى مــن‬
‫درنه شيء ؟ ‪ ( ...‬متفق عليه ‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫بشيء طاهر ( ظاهره ولو كثر هذا الطاهر الذي تغي به ‪ ،‬لكن هذا مقيد بــا إذا‬ ‫‪Œ‬‬ ‫ريحه‬
‫طعمه أو ‪g‬‬ ‫قول الصنف ) ولو تغير لون‪g‬ه أو ‪g‬‬
‫ل يغلب عليه ‪ ،‬فإن غلب عليه التغي ‪ ،‬بيث سلبه اسم الاء الطلقـ فحينئذ ليس باء ‪.‬‬
‫مثــال ‪ :‬عنــدنا إنــاء فيــه مــاء فوضــع فيــه إنســان شــيء مــن الشــاي فتغي لــونه إل أحــر – هنــا تغي بشــيء طــاهر – فســلبه اســم الــاء‬
‫الطلق ‪ ،‬هذا الاء ل يرفع الدث ول يزيل البث ‪ ،‬لنه انتقل من الاء الطلق ويسمى با تغي فيه ‪ ،‬فيسمى شاي ‪.‬‬
‫قول الصنف )فإن تغي™ر أحد أوصافه بنجاسة ( سواء طعمه أو لونه أو ريه ‪ ،‬ول يشتط اجتماع هذه الثلث ‪.‬‬
‫الطهور ‪ :‬هو الاء الذي ل تتغي أوصافه بيث تسلبه الطهورية ‪.‬‬
‫‪j‬‬ ‫م‪ /‬وال ‪j k‬‬
‫‪i‬ص ‪g‬ل في ال‪k i‬شياء الط‪i h‬ه ‪i‬ارة ‪i‬وا ‪j‬لب‪i i‬‬
‫احة ‪.‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫فالصل ف الشياء ‪ :‬كالياه والرض والثياب والجارة ؛ الصل الطهارة والباحة ‪.‬‬
‫ففي الماء ‪ :‬فإذا وجد عندنا ماء ول نعلم هل هو طاهر أو نس ‪ ،‬فالصل الطهارة ‪.‬‬
‫دليل هذه القاعدة ‪:‬‬
‫جيعا‪. ( G‬‬ ‫)ه }و ال‪Š Œ‬ذي }خل} }ق ل} ~ك ‹م }ما ‪Š‬ف ‹ال ‹}ر ‪Š‬‬
‫ض }‪Š‬‬
‫قوله تعال ‪~ :‬‬
‫فساق الية مساق المتنان ‪ ،‬وغايته الل والباحة ‪ ،‬كما قال القرطب ‪.‬‬
‫قال في تفسير المنان ‪ ” :‬وهذه هي نص الدليل القطعي على القاعدة العروفة عند الفقهاء ‪ :‬أن الصل في الشياء المخلوقة‬
‫الباحة ‪ ،‬والراد إباحة النتفاع با أكل‪ G‬وشربا‪ G‬ولباسا‪ G‬وتداويا‪ G‬وركوبا‪ G‬وزينة “ ‪.‬‬
‫وقال ‪ ) : ‬ما أحله ال فهو حلل ‪ ،‬وما حرمه فهو حرام ‪ ،‬وما سكت عنه فهو عفو ( ‪.‬‬
‫قال السعدي في منظومته ‪:‬‬
‫والرض والثياب والجار‹ة‬ ‫الصل ف مياهنا الطهار‹ة‬
‫و ~‬
‫قال ‪ ) : ‬إن الاء طهور ل ينجسه شيء ( ‪.‬‬
‫ودليــل طهـارة الرض قـوله ‪ ) : ‬وجعلــت ل الرض مســجدا‪ G‬وطهــورا‪ ، G‬فأيــا مســلم أدركتـه الصـلة فعنــده مســجده وطهـوره (‪ .‬رواه‬
‫مسلم‬
‫وكذلك الثياب ‪ :‬ودليل ذلك أن النب ‪ ‬وصحابته – رضوان ال عليهــم – كــانوا يلبســون الثيــاب الــت يصــنعها الكفــار وينســجونا‬
‫ول يغسلونا ‪ ،‬فدل ذلك على أن الصل فيها الطهارة ‪.‬‬
‫ويندرج تت هذه القاعدة أشياء كثية ‪:‬‬
‫العاملت من بيع وإجارة ورهن ‪ ،‬وكذلك الطعمة من حيوانات ونباتات وزروع وثار وطيور ‪ ،‬واللبسة من قطن وصوف وشعر ‪.‬‬
‫‪ ‬أما العبادات فالصل فيها النع والظر ‪ ،‬لقوله تعال )أ ‹}م }ل~ ‹م ~ش}ر}كاء~ }ش}رع~وا }ل~ ‹م ‪Š‬م }ن الد©ي ‪Š‬ن }ما }ل‹ ي}أ‹ذ} ‹ن ب‪ŠŠ‬ه الل‪Œ‬ه~ ( ‪.‬‬
‫ولقوله ‪ ) ‬من عمل عمل‪ G‬ليس عليه أمرنا فهو رد ( متفق عليه ‪.‬‬
‫ب أ‪i‬و بـ ‪k‬قع ‪Œ‬ة‪ ,‬أ‪i‬و غ‪i‬ي ‪j‬رها‪ :‬ف‪i‬ـهو ط‪j i‬‬ ‫ك ا‪i‬ل‪k‬مسل‪j‬م ف‪j‬ي ن‪i‬ج ‪Œ j‬‬ ‫‪j‬‬
‫اه ‚ر ‪.‬‬ ‫اسة ‪i‬ماء أ ‪ik‬و ث‪i‬ـ ‪k‬و ‪i g i k k i g k Œ‬‬ ‫‪i i‬‬ ‫م‪ /‬ف‪i‬إذ‪i‬ا ‪i‬ش ‪g k g h‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫مثال ‪ :‬عنده ماء طاهر ‪ ،‬وشك هل تنجس أم ل ؛ فالصل أنه طاهر ‪.‬‬
‫مثال آخر ‪ :‬عنده ثوب طاهر ‪ ،‬فشكـ هل أصابته ناسة أم ل ؛ فالصل أنه طاهر ‪.‬‬
‫مثال آخر ‪ :‬شك ف بقعة هل أصابتها ناسة ؛ فالصل أنا طاهرة ‪ ) .‬جعلت الرض مسجدا‪ G‬وطهورا‪. ( G‬‬

‫‪19‬‬
‫ودليل ذلك ‪:‬‬
‫حديث عبد ال بن زيد قال ‪ ) :‬شكى إل النب ‪ ‬الرجل ييــل إليـه أنـه يـد الشـيء ف الصـلة ‪ ،‬قـال ‪ : ‬ل ينصـرف حـت يســمع‬
‫صوتا‪ G‬أو يد ريا‪ . ( G‬متفق عليه‬
‫وعن أب هريــرة ‪ ‬قــال ‪ :‬قــال رســول ال ‪ ) : ‬إذا وجـد أحــدكم ف بطنـه شـيئا‪ ، G‬فأشــكل عليــه أخــرج منـه شـيء أم ل ؛ فل يرجــن‬
‫من السجد حت يسمع صوتا‪ G‬أو يد ريا‪ . ( G‬رواه مسلم‬
‫قـال النـووي ‪ ” :‬هــذا الــديث أصــل مــن أصــول الســلم وقاعــدة عظيمــة مــن قواعــد الفقــه ‪ ،‬وهــي أن الشــياء يكــم ببقائهــا علــى‬
‫أصولا حت تتيقن خلف ذلك ول يضر الشكـ الطارئ عليها “ ‪.‬‬
‫وقال ‪ ‬لن شك ف صلته ‪ ) :‬فليطرح الشك وليب على اليقي ( ‪.‬‬
‫وللقاعدة ‪ ] :‬اليقي ل يزول بالشك [ ‪ .‬الصل بقاء ما كان على ما كان ما ل يتيقن ضد ذلك ‪.‬‬
‫قال شيخ السلم ابن تيمية ‪ ” :‬الحتياط بجرد الشك ف أمــور اليـاه ليــس مســتحبا‪ G‬ول مشــروعا‪ ، G‬بــل ول يســتحب السـؤال عــن‬
‫ذلــك ‪ ،‬بــل إن الشــروع أن يبقــى المــر علــى الستصــحاب ‪ ،‬فــإن قــام دليــل علــى النجاســة ن‪D‬ســناه ‪ ،‬وإل فل يســتحب أن يتنــب‬
‫استعماله بجرد احتمال النجاسة “ ‪.‬‬

‫صـ ‪i‬لة‪i ) : j‬ل‬ ‫اه ‚ر ; ل‪ij‬قـ ‪k‬ول‪j j‬ه ‪ ‬ف‪j‬ـي ا‪i‬ل ‪h‬ر ‪g‬جـ ‪j‬ل ي‪i g‬خي‪h‬ـ ‪g‬ل إ‪j‬ل ‪ik‬يـ ‪j‬ه أ‪i‬ن‪h‬ـه‪ g‬ي‪j i‬ـج ‪g‬د ا‪i‬ل ‪h‬‬
‫شـ ‪k‬ي ‪i‬ء ف‪j‬ـي ا‪i‬ل ‪h‬‬ ‫ث‪ :‬ف‪i‬ـه و ط‪i‬ـ ‪j‬‬
‫‪g‬ـ ‪i‬‬
‫ك ف‪j‬ـي ا‪i‬ل‪k‬ح ‪i‬د ‪j‬‬
‫‪i‬ـ‬ ‫م ‪ /‬أ ‪ik‬و ت‪i‬ـي‪i‬ـ ‪h‬ق ‪i‬ن ا‪i‬لط‪i h‬ه ‪i‬ارة‪i i‬و ‪i‬ش ‪h‬‬
‫يحا ( ‪g‬مت‪h‬ـ ‪i‬ف ‚ق ‪i‬عل‪ki‬ي ‪j‬ه‬ ‫‪j‬‬
‫ص ‪k‬وت‪d‬ا أ ‪ik‬و ي‪i‬ج ‪i‬د ‪j‬ر ‪d‬‬
‫ف ‪i‬حت‪h‬ى ي‪k i‬س ‪i‬م ‪i‬ع ‪i‬‬ ‫ص ‪j‬ر ‪k‬‬‫ي‪i‬ـ ‪k‬ن ‪i‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫مثــال ‪ :‬الوضــوء ‪ ،‬فلــو أن إنســان توضــأ لصــلة العصــر ‪ ،‬ث شــك هــل انتقــض وضــوءه أم ل ‪ ،‬فــإنه يعتــب نفســه متوضــئا‪ G‬ويبن علــى‬
‫ذلك ‪ ،‬لنه الصل التيقن للحديث السابق ‪.‬‬
‫لديث أب هريرة ‪ ‬قال ‪ :‬قال رسول ال ‪ ) : ‬إذا وجد أحدكم ف بطنه شيئا‪ ، G‬فأشكل عليه أخرج منه شــيء أم ل ؛ فل يرجــن‬
‫من السجد حت يسمع صوتا‪ G‬أو يد ريا‪ . ( G‬رواه مسلم والراد حت يتيقن ‪.‬‬
‫وكذلك من شك ف طلق امرأته ‪ ،‬فإنه يبن على الصل التيقن وهو بقاء الزوجة ‪.‬‬
‫وكذلك من شك ف حصول الرضاع بينه وبي امرأة أجنبية ‪ ،‬فيبن على الصل التيقن وهو كونا أجنبية عنه ‪.‬‬
‫وهذا مذهب جاهي العلماء ‪ ،‬قال النووي ‪” :‬ول فرق بي حصول هذا الشك ف نفس الصلة وحصوله خارج الصلة “ ‪.‬‬
‫‪ ‬وإذا تيقن الدث وشك ف الطهارة فإنه يلزمه الوضوء بإجاع السلمي ‪ ] .‬قاله النووي [‬
‫مثال ‪ :‬إنسان أكل لم إبل ‪ ،‬فلما أذن العصر شك هل توضأ أم ل ‪ ،‬فالصل أنه على غي وضوء وأنه يلزمه الوضوء لنه الصــل‬
‫‪.‬‬
‫اب ا‪ki‬لن‪j‬ي‪j i‬ة‬
‫ب‪g i‬‬
‫النية جع إناء ‪ ،‬كسقاء وأسقية ‪ ،‬والناء هو الوعاء ‪ ،‬والراد هنا ‪ :‬النية الت يكون فيها ماء الوضوء ‪.‬‬
‫احة‚ ‪.‬‬ ‫‪j‬‬ ‫‪j‬‬
‫يع ا‪ki‬ل ‪ii‬واني ‪g‬مب‪i i‬‬
‫م‪i /‬و ‪i‬جم ‪g‬‬
‫‪----------------------------‬‬

‫‪20‬‬
‫صفر ‪ ،‬أو حديد ‪ ،‬أو خزف ‪ ،‬يباح اتاذها واستعمالا ‪.‬‬
‫أي جيع الوان من خشب ‪ ،‬أو جلود ‪ ،‬أو ~‬
‫التخاذ ‪ :‬أن يقتنيه فقط ‪ ،‬إما للزينة أو لستعماله ف حالة الضرورة ‪ ،‬أو للبيع فيه والشراء ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬الستعمال ‪ :‬فهو التلبس بالنتفاع فيه‪ ،‬فيستعمله فيما يناسبه ‪.‬‬
‫والدليل على أن جيع الوان مباحة دليل عام ودليل خاص ‪.‬‬
‫أما الدليل العام فسبق أن الصل ف الشياء الباحة ‪.‬‬
‫وأما الدليل الاص ‪:‬‬
‫فقد ثبت عن النب ) أنه ‪ ‬اغتسل من جفنة ( ‪ .‬والجفنة ‪ :‬كالقصعة ‪.‬‬
‫التور ‪ :‬إناء يشرب فيه ‪.‬‬
‫وثبت عن النب ‪ ) ‬أنه توضأ من ‹تور من صفر ( ‪ .‬رواه البخاري ‪k .‬‬
‫) وتوضأ من قربة ( ‪ .‬رواه البخاري ومسلمـ‬
‫) وتوضأ من إداوة ( ‪ .‬متفق عليه والداوة ‪ :‬إناء صغي من جلد يتخذ للماء ‪.‬‬
‫‪ ‬وظاهر كلم الؤلف أنه ل فرق بي أن يكون الناء ثينا‪ ، G‬أي غال الثمن كالواهر واليــاقوت ‪ ،‬وهــذا مــذهب أكــثر العلمــاء ‪،‬‬
‫وأنه يوز اتاذها واستعمالا وأنا ل تلحق بالذهب والفضة ‪.‬‬
‫قال الصنعاني ‪ ” :‬الظهر عدم إلاقه وجوازه على أصل الباحة لعدم الناقل عنهما “ ‪.‬‬
‫لن الصل ف الشياء الباحة ‪.‬‬
‫وتصيص النب ‪ ‬الذهب والفضة بالنع يقتضي إباحة ما عداها ‪.‬‬
‫ولن العلة ف الذهب والفضة هي اليلء وهي غي موجودة هنا ‪ ،‬إذ الوهر ونوه ل يعرفه إل خواص الناس ‪.‬‬
‫‪ ‬يشتط ف الناء أن يكون طاهرا‪. G‬‬
‫ب‬ ‫اجـ ‪j‬ة ; ل‪ij‬قـ ‪k‬ول‪j j‬ه ‪i ) ‬ل ت‪k i‬ـ‬
‫ش ‪i‬رب‪g‬وا ف‪j‬ـي آن‪j‬ي‪i‬ـ ‪j‬ة ا‪i‬لـ ‪h‬ذ ‪i‬ه ‪j‬‬ ‫‪k‬ح ‪i‬‬
‫‪h‬ة وما ف‪j j‬يه ‪i‬شيء ‪j‬م ‪k‬نـهم ا ‪ ,‬إ‪hj‬ل ا‪i‬ل‪k‬ي ‪j‬ـس ير ‪j‬مـ ن ا‪i‬ل ‪kj‬ف ‪j j h‬‬
‫ضــة لل ‪i‬‬ ‫‪k i i‬‬ ‫‪i g ‚ k‬ـ‬
‫م‪ /‬إ‪hj‬ل آن‪j‬ية‪ i‬ا‪i‬ل ‪h‬ذ ‪i‬ه ‪j j j‬‬
‫ب ‪i‬وال‪k‬فض ‪i i‬‬ ‫‪i‬‬
‫صحاف‪j‬ها ف‪ji‬إن‪h‬ـها ل‪i‬هم ف‪j‬ي ا‪i‬ل ‡دن‪k‬ـيا‪ ,‬ول‪g i‬كم ف‪j‬ي ا‪ki‬ل ‪j‬خرة‪ . ( j‬مت‪h‬ـ ‪i‬ف ‚ق ‪i‬عل‪i‬يه‪j‬‬ ‫‪j‬‬ ‫‪j‬‬ ‫‪j j‬‬
‫‪k‬‬ ‫‪g‬‬ ‫‪i‬‬ ‫‪k i i‬‬ ‫‪i‬وال‪k‬فض‪h‬ة‪i ,‬و‪i‬ل ت‪i‬أ‪g k‬كل‪g‬وا في ‪k g i i i‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫أي إل آنية الذهب والفضة فل يوز الكل والشرب فيهما ‪.‬‬
‫لديث حذيفة الذي ذكره الؤلف ‪.‬‬
‫ولديث أم سلمة أن النب ‪ ‬قال ‪ ) :‬الذي يشرب ف آنية الذهب والفضة إنا يرجر ف بطنه نار جهنم ( ‪ .‬رواه مسلمـ‬
‫صحافهما ‪ :‬جع صحيفة ‪ ،‬وهي إناء من آنية الطعام ‪ ،‬يقول أهل اللغة ‪ :‬إنا تشبع المسة من الرجال ‪.‬‬
‫يجرجــر فــي بطنــه نــار جهنــم ‪ :‬الرجــرة هــي صــوت وقــوع الــاء وانــداره ف الــوف ؛ والعن ‪ :‬أن مــن شــرب بآنيــة الفضــة فكأنــا‬
‫يتجرع ف بطنه نار جهنم ‪.‬‬
‫‪ ‬فل يوز الكل والشرب ف آنية الذهب والفضة بالجاع ‪ ،‬بل هو من كبائر الذنوب ‪.‬‬
‫وهل غير الكل والشرب ] كالتخاذ والستعمال [ كالكل والشرب أم ل ؟‬
‫جهور العلماء أن التاذ والستعمال كالكل والشرب ؛ فل يوز اتاذ أو استعمال أوان الذهب والفضة ] كأن يعل عنــده آنيــة‬
‫ذهب أو فضة للزينة ؛ مثل البريق أو غي ذلك [ ‪.‬‬
‫لن الرسول ‪ ‬ذكر الكل والشرب لنه أغلب أنواع الستعمال ‪ ،‬وما غلبـ به الكم لكونه أغلبـ ؛ ل يقتضي تصيصه به ‪.‬‬
‫حرم الكل والشربـ ف آنية الذهب والفضة موجودة ف التاذ والستعمال ‪.‬‬
‫ولن العلة الت من أجلها ‪D‬‬
‫‪21‬‬
‫وقيــل ‪ :‬إن التحري خــاص بالكــل والشــرب ‪ ،‬وأن اســتعمال الوان ف غي الكــل والشــرب كــالتطيب والتكحــل والوضــوء والغســل‬
‫ونوها ؛ فهو جائز ‪.‬‬
‫واختار هذا القول الشوكان والصنعان ‪.‬‬
‫وهؤلء أخذوا بظاهر الديث ‪ ،‬قالوا ‪ :‬لن النب ‪ ‬نى عن شيء مصص وهـو الكــل والشــرب فيهمـا ‪ ،‬فــدل علــى أن مـا عـداها‬
‫جائز ‪.‬‬
‫‪ ‬اختلف في العلة في النهي عن الكل والشرب في آنية الذهب والفضة ‪:‬‬
‫فقيل ‪ :‬كســر قلــوب الفقـراء ‪ .‬وقيل ‪ :‬للخيلء والسـراف ‪ .‬وقيـل ‪ :‬التشــبه بالشــركي ‪ ،‬لقـوله ‪ ) : ‬فإنــا لــم ف الــدنيا ولكــم ف‬
‫الخرة ( ‪.‬‬
‫وقيــل ‪ :‬إن هــذا ينــاف العبوديــة ‪ ،‬ولــذا علــل النــب ‪ ‬بأنــا للكــافر ف الــدنيا ‪ ،‬إذ ليــس لــم نصــيب مــن العبوديــة الــت ينــالون بــا ف‬
‫الخرة نعيمها ‪ ،‬فل يصلح استعمالا لعبيد ال ف الدنيا ‪.‬‬
‫‪ ‬استثن الؤلف فقال ‪ ” :‬إل اليسي من الفضة للحاجة “ ‪.‬‬
‫أي إذا حدث مثل‪ G‬شق ف إناء ‪ ،‬فيجوز أن يسده ويرقعه بفضة ‪.‬‬
‫للحديث الذي ذكر الؤلف ) أن قدح النب ‪ ‬انكسر فاتذ مكان الشعب سلسلة من فضة ‪.‬‬
‫قدح ‪ :‬إناء يشرب فيه ‪ .‬انكسر ‪ :‬أي شق ‪ .‬مكان الشعب ‪ :‬أي مكان الصدع والشق ‪ .‬سلسلة ‪ :‬أي سلكا‪ G‬من الفضة ‪.‬‬
‫فالديث يدل على جواز إصلح الناء النكسر بسلسلة من الفضة عند الاجة إل ذلك ‪.‬‬
‫إذا‪ d‬الشروط ‪:‬‬
‫أول‪ : d‬أن يكون ذلك من فضة ‪ ،‬فل يوز من ذهب لن الذهب أغلى وأشد تريا‪. G‬‬
‫ثانيا‪ : d‬أن تكون يسية ‪.‬‬
‫ثالثا‪ : d‬أن تكون لاجة ‪.‬‬
‫اج ‪j‬ة‬ ‫اب ق‪j i i‬‬ ‫‪j‬‬
‫‪k‬ح ‪i‬‬
‫ضاء ا‪i‬ل ‪i‬‬ ‫اب ا‪ji‬ل ‪k‬ست‪kj‬ن ‪i‬جاء ‪i‬و ‪i‬‬
‫آد ‪j‬‬ ‫ب‪g i‬‬
‫السجمار ‪ :‬إزالة النجو ‪ ،‬وهو العذرة ‪ ،‬وأكثر ما يستعمل ف الستنجاء بالاء ‪.‬‬
‫والستنجاء إزالة الارج من السبيلي باء أو حجر أو نوه ‪ ،‬ويسمى الثان استجمارا‪ G‬من المار وهي الجارة الصغية ‪.‬‬
‫وي~ذكر ف هذا الباب آداب التخلي ‪ ،‬أي ما ينبغي فعله حال الدخول والروج وقضاء الاجة وما يتعلقـ بذلك ‪.‬‬
‫‪ ‬والشريعة السلمية شريعة كاملة جاءت بالتعاليم العظيمة ف جيع شؤون الياة ومنها آداب قضاء الاجة ‪.‬‬
‫وقــد ثبــت ف صــحيح مســلم عــن ســلمان قــال ‪ :‬قــال لنــا الشــركون ‪ :‬إن أرى صـاحبكم يعلمكــم ‪ ،‬حـت يعلمكــم الـراءة ‪ ،‬فقــال ‪:‬‬
‫أجل ؛ إنه نانا أن نستقبل القبلة بغائط أو بول ‪ ،‬أو أن نستنجي باليمي ‪. ( ...‬‬
‫ب إ‪j‬ذ‪i‬ا ‪i‬د ‪i‬خ ‪i‬ل ا‪i‬ل ‪i‬‬
‫‪k‬خ ‪i‬ل ‪i‬ء ‪ :‬أ‪k i‬ن ي‪g‬ـي‪g‬ـ ‪i‬ق ‪i‬ق‪o‬د ‪o‬د ‪i‬م ‪j‬ر ‪k‬جل‪i‬ه‪ g‬ا‪i‬ل‪k‬ي‪k g‬س ‪i‬رى ‪.‬‬ ‫م‪ /‬ي‪k g‬ست‪i i‬ح ‡‬
‫‪----------------------------‬‬
‫يسن لن دخل اللء أن يقدم رجله اليسرى دخول‪ ، G‬لن القاعدة أن اليمي تقدم ف كل ما هـو مــن بـاب التكري ‪ ،‬واليســار ضـد‬
‫ذلك ‪.‬‬
‫ويدل لذه القاعدة ‪:‬‬

‫‪22‬‬
‫حديث عائشة قالت ‪ ) :‬كان النب ‪ ‬يعجبه التيمن ف تنعله وترجله وطهوره وف شأنه كله ( ‪ .‬متفق عليه‬
‫وحديث أب هريرة ‪ .‬قال ‪ :‬قال رسول ال ‪ ) ‬إذا انتعل أحدكم فليبدأ باليمي وإذا خلع فليبدأ بالشمال ( متفق عليه ‪.‬‬
‫وحديث أب هريرة ‪ .‬قال ‪ :‬قال رسول ال ‪ ) ‬إذا توضأت وإذا لبستم فابدؤا بيامنكم ( رواه أبوداود ‪.‬‬
‫قال النووي ‪ ” :‬يستحب تقدي اليمي ف كل ما هو من باب التكري ؛ كالوضوء والغسل والــروج مــن اللء ‪ ،‬ويســتحب تقــدي‬
‫اليسار ضد ذلك ؛ كالستنجاء ودخول اللء ‪. “ ...‬‬
‫ول‪ :‬ب‪k j‬س ‪j‬م ا‪i‬لل‪j h‬ه‬
‫م ‪i /‬وي‪i‬ـ ‪g‬ق ‪i‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫أي يســن أن يقــول قبــل دخــول اللء ) بسم ال ( لــديث علــي قــال ‪ :‬قــال ‪ ) : ‬ســت مــا بي أعي الــن وعــورات بن آدم إذا‬
‫دخل الكنيف أن يقول ‪ :‬بسم ال ( ‪ .‬رواه التمذي ‪ ،‬وهو متلف ف صحته ؛ فقد ضعفه التمذي والنووي ‪.‬‬
‫‪k‬خبائ‪j j‬‬ ‫ك ‪j‬من ا‪i‬ل ‪j g‬‬
‫ث‪.‬‬ ‫‪k‬خ ‪k‬بث ‪i‬وال ‪i i‬‬ ‫م ‪ /‬ا‪i‬لل‪g h‬ه ‪h‬م إ‪j‬ن‪o‬ي أ‪i‬ع‪g‬وذ‪ g‬ب‪k i j‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫ويقول أيضا‪ : G‬اللهم إن أعوذ بك من البث والبائث ‪.‬‬
‫لديث أنس قال ‪ ) :‬كان رسول ال ‪ ‬إذا دخل اللء قال ‪ :‬اللهم إن أعوذ بك من البث والبائث ( متفق عليه‬
‫‪ ‬وهذا الكم متفق على استحبابه ‪.‬‬
‫‪ ‬قوله ) إذا دخل الخلء ( أي إذا أراد الدخول ] قبل الــدخول [ ‪ ،‬كمـا جـاء عنـد البخـاري ف الدب الفـرد عــن أنـس قـال ‪:‬‬
‫) كان النب ‪ ‬إذا أراد أن يدخل اللء ‪( ...‬‬
‫الخب‪g‬ث والخبائث ‪ :‬بضــم البـاء جــع خـبيث ؛ مثــل سـرير ~‬
‫وسـ ~رر ؛ وهــم ذكـران الشــياطي ‪ ،‬والبـائث جـع خبيثــة ؛ كصــحيفة‬ ‫‪g ‬‬
‫وصحائف ‪ ،‬وهن إناث الشياطي ‪ ،‬فكأنه استعاذ من ذكران الشياطي وإناثهم ‪.‬‬
‫وقيل ‪ :‬ال~‹ب ث ؛ بإسكان الباء ‪ :‬الشر ‪ .‬والبائث ‪ :‬الذرات الشريرة ‪ ،‬فكأنه استعاذ من الشر وأهله ‪.‬‬
‫قال الشيخ ابن عثيمين ‪ ” :‬والتسكي أعم “ ‪.‬‬
‫الخلء ‪ :‬الكان العد لقضاء الاجة ‪ ،‬سي بذلك لنه يتخلى فيه ‪ ،‬أي ينفرد ‪.‬‬
‫‪ ‬مناسبة هذا الدعاء عند دخول اللء ‪ ،‬لن هذه المكنة متضرة تضرها وتؤي إليها الشياطي كما ف حــديث زيــد بــن أرقــم‬
‫قال ‪ ) : ‬إن هذه الشوش متضرة ‪ ،‬فإذا أتى أحدكم اللء فليقلـ ‪ :‬أعوذ بال من البث والبائث ( ‪.‬‬
‫‪ ‬ول فرق ف هذه السـتعاذة بي البنيـان والصــحراء ‪ ،‬لن الكــان يصــي مــأوى للشــياطب بــروج الـارج ‪ ،‬فــإذا كــان ف الصــحراء‬
‫فإنه يقوله ف الشروع عند تشمي الثياب ‪ ،‬وهذا مذهب المهور ] قاله ابن حجر [ ‪.‬‬
‫‪ ‬قوله ) يقول ( فيه أنه ل بد من القول باللسان ‪.‬‬
‫‪h‬م الي‪k g‬من‪i‬ى ( ‪.‬‬ ‫م‪i ) /‬وإ‪i j‬ذا ‪i‬خ ‪i‬ر ‪i‬‬
‫ج ق‪i‬د ‪i‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫لنه سبق قاعدة أن ما كان من باب التكري ؛ فإنه يقدم فيه اليمن ‪ ،‬وما كان من باب الهانة ؛ فإنه يقدم فيه اليسار ‪.‬‬
‫فعند الروج من اللء يقدم الرجل اليمن ‪ ،‬لن الروج أكمل وأفضلـ ‪.‬‬
‫ك(‪.‬‬‫ال‪ :‬غ‪k g‬ف ‪i‬ران‪i i‬‬
‫م‪i ) /‬وق‪i i‬‬
‫‪----------------------------‬‬

‫‪23‬‬
‫أي ويسن أن يقول بعد خروجه من اللء غفرانكـ ‪.‬‬
‫لديث عائشة قالت ‪ ) :‬كان رسول ال ‪ ‬إذا خرج من اللء قال غفرانك ( ‪ .‬رواه أبو داود‬
‫الغائط ‪ :‬الكان الذي يتغوط فيه ‪.‬‬
‫وإن كان ف الب فعند مفارقته مكان جلوسه ‪.‬‬
‫‪ ‬والغفرة ‪ :‬ست الذنب والتجاوز عنه ‪.‬‬
‫‪ ‬اختلف العلماء ف مناسبة قوله ) غفرانك ( هنا ‪:‬‬
‫فقيل ‪ :‬لنه ترك ذكر ال زمن لبثه على اللء تقصيا‪ G‬منه ‪ ،‬فتداركه بالستغفار ‪.‬‬
‫وهذا قاله البغوي والطاب والنووي ‪.‬‬
‫وقيــل ‪ :‬لــا تفــف مــن أذيــة الســم تــذكر أذيــة الث ‪ ،‬فــدعا ال أن يفــف عنــه أذيــة الث ‪ ،‬كمــا مـ ‪D‬ـن عليــه بتخفيــف أذيــة الســم‬
‫] قاله ابن القيم [ ‪ ،‬وهذا القول أنسب ‪.‬‬
‫وقيل ‪ :‬أنــه اســتغفر خوفـا‪ G‬مــن تقصــيه ف شــكر نعمــة ال تعــال الــت أنعمهــا عليــه ‪ ،‬فــأطعمه ث هضــمه ‪ ،‬ث سـ ‪D‬ـهل خروجــه ‪ ،‬فـرأى‬
‫شكره قاصرا‪ G‬على بلوغ هذه النعمة ‪ ،‬فتداركه بالستغفار ‪.‬‬

‫م‪ ) /‬ا‪i‬ل ‪ki‬ح ‪k‬م ‪g‬د ل‪j‬ل‪j h‬ه ا‪i‬ل‪j h‬ذي أ‪k i‬ذ ‪i‬ه ‪i‬ب ‪i‬عن‪o‬ي ا‪ki‬ل‪i‬ذ‪i‬ى ‪i‬و ‪i‬عاف‪i‬ان‪j‬ي ( ‪.‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫وهــذا جــاء ف حــديث أنــس ‪ ) :‬أن النــب ‪ ‬كــان إذا خــرج مــن اللء قــال ‪ :‬المــد ل الــذي أذهــب عن الذى وعافــان ( ‪ .‬رواه‬
‫ابن ماجه‬
‫وهذا الديث ضعيف ل يصح ‪ ،‬وضعفه النووي ‪.‬‬
‫‪ ‬الذى ‪ :‬أي ما يؤذين من البول والغائط ‪ ،‬عافاني ‪ :‬أي من انباسهما الؤدي إل الرض أو اللك ‪.‬‬
‫وس ‪j‬ه ‪j‬ه ‪i‬عل‪i‬ى ‪j‬ر ‪k‬جل‪j j‬ه ا‪i‬ل‪k‬ي‪k g‬س ‪i‬رى ‪i ,‬وي‪i‬ـ ‪k‬ن ‪j‬ص ‪g‬ب ا‪i‬ل‪k‬ي‪k g‬من‪i‬ى ‪.‬‬
‫م‪ /‬ويـ ‪k‬عت‪j i‬م ‪g‬د ف‪j‬ي جل‪j g‬‬
‫‪g‬‬ ‫‪ii‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫أي ويستحب أن يعتمد عند قضاء الاجة على رجله اليسرى ‪.‬‬
‫ل ــديث سـ ـراقة ب ــن مال ــك ق ــال ‪ ) :‬علمن ــا رس ــول ال ‪ ‬ف اللء أن نقع ــد عل ــى اليس ــرى وننص ــب اليمن ( ‪ .‬رواه ال ــبيهقي وه ــو‬
‫حديث ضعيف‬
‫وقالوا ‪ :‬إن ذلك يسهل خروج الارج ‪ ،‬وفيه أيضا‪ G‬إكراما‪ G‬لليمي ‪.‬‬
‫لكن الديث ضعيف ‪ ،‬والديث الضعيف ل تثبت به الحكام الشرعية ‪.‬‬
‫فإن ثبت من الناحية الطبية أن هذه اللسة مفيدة صارت مطلوبة ل من جهة أنا من السنة ‪ ،‬ولكن من جـهة أنا من الصلحةـ ‪،‬‬
‫لن كل ما فيه مصلحة فإنه مأمور به ‪.‬‬
‫م‪i /‬وي‪k i‬ست‪i‬ت‪j‬ر ب‪i j‬حائ‪Œ j‬ط ‪i‬ون‪k i‬ح ‪j‬وه ‪.‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫أي ويسن أن يستت ويتفي عن الناظرين بدار أو جبل أو شجر أو نو ذلك ‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫أحب ما استت بـه رســول ال ‪ ‬لـاجته هـدف أو حـائش نـل ( رواه مســلم والـراد اسـتتار‬
‫لديث عبد ال بن جعفر قال ‪ ) :‬كان ‪Œ‬‬
‫بدنه كل©ه ‪ ،‬فهذا أفضل ‪.‬‬
‫وأما استتاره بالنسبة للعورة فهذا واجب ‪.‬‬
‫حائش نخل ‪ :‬حائط نل ‪.‬‬ ‫هدف ‪ :‬ما ارتفع من الرض ‪.‬‬ ‫‚‬
‫م‪i ) /‬وي‪g‬ـ ‪k‬ب ‪j‬ع ‪g‬د إ‪k j‬ن ‪i‬كا ‪i‬ن ف‪j‬ي ال ‪i‬ف ‪i‬‬
‫ضاء ( ‪.‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫أي ويسن أن يبتعد عن العيون إذا كان ف فضاء كصحراء ليس فيها جبال أو أشجار ساترة ‪.‬‬
‫عن فقضى حاجته ( متفق عليه‬ ‫لديث الغية بن شعبة قال ‪ ) :‬فانطلق – أي رسول ال ‪ - ‬حت توارى ‪D‬‬
‫ولديث الغية قال ‪ ) :‬كان النب ‪ ‬إذا ذهب إل الغائط أبعد ( رواه أبو داود وصححه النووي‬
‫ولديث جابر ‪ ) :‬أن النب ‪ ‬كان إذا أراد الباز انطلق حت ل يراه أحد ( ‪ .‬رواه أبو داود‬
‫‪ ‬هذا إن كان ف الصحراء ‪ ،‬فإن كان ف البنيان حصل القصود بالبناء العد لقضاء الاجة ‪.‬‬

‫اجت‪i‬ه‪ g‬ف‪j‬ي ط‪j i‬ريق ( ‪.‬‬ ‫‪j‬‬ ‫م‪j i ) /‬‬


‫ول ي‪i‬ح ‡ل ل‪i‬ه‪ g‬أ‪k i‬ن ي ‪k‬قضي ‪i‬ح ‪i‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫أي ويرم عليه أن يقضي حاجته ف طريق ‪ ،‬وقد قيده كثي من العلماء بالطريق السلوك الأت ‪.‬‬
‫لــديث أب هريــرة قــال ‪ :‬قــال رســول ال ‪ ) : ‬اتقـوا اللعــاني ‪ ،‬قــالوا ‪ :‬ومــا اللعانــان يــا رســول ال ؟ قــال ‪ :‬الــذي يتخلــى ف طريــق‬
‫الناس أو ف ظلهم ( ‪ .‬رواه مسلم‬
‫وشـ تم ‪ ،‬لن عـادة النـاس لعنـه ‪ ،‬وقـد‬
‫الناس عليه ‪ ،‬وذلك أن من فعلهمــا ل~عــن ~‬
‫المري‹ن الالبي للعن ‪ ،‬الاملي }‬ ‫‪ ‬اللعانين ‪ :‬أي ‹‬
‫يكون اللعن بعن اللعون ‪ :‬أي اللعون فاعلهما ‪.‬‬
‫ولن ذلك من إيذاء السلمي بتنجيس من ير به ونتنه واستقذاره ‪ ،‬وفيه إضرار على التمع ‪.‬‬
‫‪ ‬قال العلماء ‪ :‬يدخل ف ذلك كل ما يتاج إليه الناس من الفنية والدائق واليادين العامة ‪ ،‬وأماكن السـتاحة الــت قــد توجـد‬
‫على بعض الطريق ‪.‬‬
‫م‪ /‬أ‪i‬و ‪i‬م ‪j‬ح ‪o‬ل ‪g‬جل‪j g‬‬
‫وس الن‪h‬اس ‪.‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫أي يرم أن يقضي حاجته ف مكان جلوس الناس ‪ ،‬كالستاحات والدائق واليادين العامة ‪.‬‬
‫لن ف ذلك إيذاء للمسلمي ‪ ،‬وإيذاء السلمي حرام ‪.‬‬
‫المث‪j k‬م ‪i‬رة ‪.‬‬
‫م‪ /‬أ‪i‬و ت‪k i‬حت‪ j‬ال‪k i‬ش ‪i‬جا ‪j‬ر ‪g‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫أي ويرم قضاء الاجة تت الشجار الثمرة ‪ ،‬للحديث السابق ‪.‬‬
‫‪ ‬قوله ) المثمرة ( يضاف لذا القيد ثرة مقصودة أو ثرة متمة ‪.‬‬
‫فالقصودة هي الت قصدها الناس ولو كانت غي مطعومة ‪ ،‬فل يوز التبول تتها أو التغوط ‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫والتمــة كثمــرة النخــل ‪ ،‬ولــو كــانت ف مكــان ل يقصــده أحــد ‪ ،‬فل يبــول ول يتغــوط تتهــا مــا دامــت مثمــرة ‪ ،‬لن الثمــر طعــام‬
‫متم ‪.‬‬
‫‪ ‬قوله ) تحتها ( هذا يفيد أنه ل بد أن يكون قريبا‪ G‬منها ‪ ،‬وليس بعيدا‪. G‬‬
‫‪ ‬ومن الماكن الت ل يوز قضاء الاجة فيها الظل النافع ‪ ،‬للحديثـ السابق ‪.‬‬
‫فالرم هو التبول أو التغوط تت الظل النافع الذي يستظل به الناس ‪ ،‬لقوله ) أو ظلهم ( ‪.‬‬
‫وإضافة الظل ف الــديث إليهـم دليـل علــى إرادة الظــل النتفـع بـه ‪ ،‬الـذي هـو مــل جلوسـهم ‪ ،‬فلـو بـال أو تغـوط ف ظـل ل ~يلـس‬
‫فيه فل يقال بالتحري ‪.‬‬
‫م‪ /‬أ‪i‬و ف‪j‬ي ‪i‬مح •ل ي‪g‬ـ ‪k‬ؤ‪j‬ذي ب‪jj‬ه الن‪h‬اس ‪.‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫أي ل يوز أن يبول أو يتغوط ف أي مكان يؤذي به الناس ‪ ،‬لن إيذاء السلمي حرام ‪.‬‬
‫كالمساجد ‪:‬‬
‫فإن النب ‪ ‬قال للعراب لا بـال ف الســجد ‪ ) :‬إن هـذه السـاجد ل تصـلح لشـيء مــن هــذا البــول أو القـذر ‪ ،‬وإنـا هـي لـذكر ال‬
‫والصلة وقراءة القرآن ( ‪ .‬رواه مسلمـ‬
‫وكذلك المدارس ‪:‬‬
‫فكل متمعات الناس لمر دين أو دنيوي ل يوز للنسان أن يتبول فيها أو يتغوط ‪.‬‬
‫اج ‪j‬ة ‪.‬‬ ‫ال ق‪j i i‬‬ ‫م‪i /‬و‪i‬ل ي‪k i‬ست‪i‬ـ ‪k‬قب‪g j‬ل ا‪i‬ل ‪kj‬ق ‪k‬بـل‪i‬ة‪ i‬أ ‪ik‬و ي‪k i‬ست‪k i‬دب‪g j‬ر‪i‬ها ‪i‬ح ‪i‬‬
‫‪k‬ح ‪i‬‬
‫ضاء ا‪i‬ل ‪i‬‬
‫‪i‬ك ‪k‬ن ‪i‬ش ‪o‬رق‪g‬وا أ ‪ik‬و غ‪o i‬رب‪g‬وا ( ‪g .‬مت‪h‬ـ ‪i‬ف ‚ق ‪i‬عل‪ki‬ي ‪j‬ه‬
‫وها‪ ,‬ول ‪j‬‬ ‫‪j‬‬ ‫‪Œ‬‬ ‫‪Œj j j j‬‬ ‫ل‪ij‬ق ‪k‬ول‪j j‬ه ‪ ) : ‬إ‪j‬ذ‪i‬ا أ‪i‬ت‪i‬ـ ‪k‬يت‪g g‬م ا‪i‬ل‪k‬غ‪i‬ائ‪i j‬‬
‫ط ف‪i i‬ل ت‪k i‬ست‪i‬ـ ‪k‬قبل‪g‬وا ا‪i‬ل‪k‬ق ‪k‬بـل‪i‬ة‪ i‬بغ‪i‬ائط ‪i‬و‪i‬ل ب‪i‬ـ ‪k‬ول‪i ,‬و‪i‬ل ت‪k i‬ست‪k i‬دب ‪g‬ر ‪i i‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫أي من آداب قضـاء الاجـة ؛ أنـه ل يـوز لقاضـي الاجـة أن يسـتقبل القبلــة أو يســتدبرها حـال قضـاء الاجـة سـواء ف الفضــاء أو‬
‫البنيان ‪.‬‬
‫والقول بالتحري مطلقا‪ G‬ف الفضاء والبنيان هو اختيار شيخ السلم ابن تيمية وابن القيم ‪.‬‬
‫لديث أب أيوب قال ‪ :‬قال ‪ ) : ‬ل تستقبلوا القبلة ول تستدبروها بغائط ول بول ولكن شرقوا أو غربوا ( ‪ .‬متفق عليه‬
‫هذا خطاب لهل الدينة من إذا شرقوا أو غربوا ل يستقبلون القبلة ول يستدبرونا ‪.‬‬
‫ولديث سلمان قال ‪ ) :‬لقد نانا رسول ال ‪ ‬أن نستقبل القبلة بغائط أو بول ( رواه مسلمـ‬
‫لذه الحاديث ذهب ابن تيمية وابن القيم وابن العرب والشوكان إل تري الستقبال والستدبار ف الفضاء والبنيان ‪.‬‬
‫‪ ‬وذهب جهور العلماء إل التفريق بي البنيان والفضاء ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬يوز ف البنيان ويرم ف الفضاء ‪.‬‬
‫لديث ابن عمر قال ‪ ) :‬رقيت يوما‪ G‬على بيت حفصة فرأيت النب ‪ ‬يقضي حاجته مستقبل الشام مستدبر الكعبة ( متفق عليه‬
‫قالوا ‪ :‬فهذا الديث دليل على جوازه ف البنيان ‪.‬‬
‫والراجح القول الول ؛ وهو التحري مطلقا‪. G‬‬
‫ويجاب عن حديث ابن عمر بعدة أجوبة ‪:‬‬
‫أول‪ : d‬أن أحاديث النهي قول ‪ ،‬وحديث ابن عمر فعل ‪ ،‬والقول أقوى من الفعل ‪.‬‬
‫ثانيا‪ : d‬يتمل أنه خاص بالنب ‪ ‬فل يلحق به غيه ‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫ثالثا‪ : d‬يتمل أنه قبل النهي ‪ ،‬فالنهي يتجح عليه ‪.‬‬
‫‪ ‬حــديث أب أيــوب ف النهــي عــن اســتقبال القبلــة حــال قضــاء الاجــة ‪ ،‬دليــل علــى جـواز اســتقبال الشــمس والقمــر حــال قضــاء‬
‫الاجة ‪ ،‬وقد ذهب بعض العلماء إل أن استقبالما مكروه قالوا ‪:‬‬
‫لا فيها من نور ال ‪.‬‬
‫باد إل الشمس أو القمر ( ‪.‬‬ ‫ولديث ورد ‪ ) :‬أن رسول ال ‪ ‬نى أن يبول الرجل وفرجه ‪¹‬‬
‫والصحيح أنه ل يكره ‪.‬‬
‫‪ .1‬التعليل الذي ذكروه منقوض بسائر الكواكب ‪.‬‬
‫‪ .2‬وأما الديث باطل ‪.‬‬
‫قال ابن حجر ‪ ” :‬هذا حديث باطل ل أصل له “ ‪ ،‬وقال النووي ‪ ” :‬هذا حديث باطل “ ‪.‬‬
‫وقال ابن القيم عن هذه المسألة ‪ ” :‬فــإن النــب ‪ ‬ل ينقــل عنــه ف ذلــك كلمــة واحــدة ل بإســناد صــحيح ول ضــعيف ول مرســل‬
‫ول متصل ‪ ،‬وليس لذه السألة أصل ف الشرع “ ‪.‬‬
‫وقال الشيخ السعدي رحمه ال ‪ ” :‬والصحيح أنه ل يكره استقبال النيين وقت قضاء الاجة ‪ ،‬والتعليل الذي ذكروه ‪ ،‬وهو لا‬
‫فيهما من نور ال تعال ‪ ،‬منقوض بسائر الكواكب ‪ ،‬وعلة غي معتبة “ ‪.‬‬

‫فائدة ‪ :‬قال ابن حجر ‪ ” :‬ل يقصد ابن عمر الشراف على النب ‪ ‬ف تلك الالة ‪ ،‬وإنا صعد السطح لضرورة كانت له ‪ ،‬كما‬
‫ف الرواية التية ‪ ) :‬فحانت منه التفاتة ( كما ف رواية البيهقي ‪ ،‬نعم لا اتفقت له رؤيته ف تلك الالــة عــن غي قصــد ؛ أحــب أن‬
‫ل يلي ذلك من فائدة ‪ ،‬فحفظ هذا الكم الشرعي “ ‪.‬‬
‫‪i‬ح ‪j‬د ‪j‬ه ‪i‬ما ‪.‬‬ ‫‪j‬‬ ‫‪j‬‬ ‫‪j‬‬ ‫‪j‬‬ ‫م‪ /‬ف‪ji‬إذ‪i‬ا ق‪i‬ضى ح ‪j‬‬
‫ار ‪i‬عل‪i‬ى أ ‪i‬‬
‫ص‪g‬‬ ‫الماء ‪i‬وي‪i‬ك‪k‬في الق‪k‬ت ‪i‬‬
‫است‪i‬ـ ‪k‬ن ‪i‬جى ب ‪i‬‬ ‫اجت‪i‬ه‪ g‬ا ‪k‬ست‪k i‬ج ‪i‬م ‪i‬ر ب‪j‬ث‪i i‬لث‪i‬ة أ ‪k‬‬
‫‪i‬ح ‪i‬جا ‪Œ‬ر ‪i‬ون‪k i‬ح ‪j‬و ‪i‬ها‪ ,‬ت‪g‬ـن‪i‬ـ ‪o‬قي ا‪i‬ل ‪ki‬م ‪i‬ح ‪h‬ل ‪ ،‬ث‪h g‬م ‪k‬‬ ‫‪i i i‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫ذكر المؤلف أن قاضي الحاجة له ثلث حالت ‪:‬‬
‫الحالة الولى ‪ :‬أن يمع بي الستجمار والستنجاء ‪ ،‬فيستجمر أول‪ G‬ث يستنجي ‪.‬‬
‫قال النووي ‪ ” :‬الذي عليه المـاهي مــن الســلف واللـف أن الفضــل أن يمـع بي الـاء والجـر ‪ ،‬فيســتعمل الجــر أول‪ G‬لتخـف‬
‫النجاسة وتقل مباشرتا بيده ‪ ،‬ث يستعمل الاء “ ‪.‬‬
‫وقال العيني ‪ ” :‬مذهب جهور السلف واللـف ‪ ،‬والـذي أجـع عليــه أهــل الفتـوى مــن أهــل المصــار ؛ أن الفضــل أن يمـع بي‬
‫الاء والجر ‪ ،‬فيقد©م الجر أول‪ G‬ث يستعمل الاء ‪ ،‬فتخف النجاسة وتقل مباشرتا بيده ‪ ،‬ويكون أبلغ ف النظافة “ ‪.‬‬
‫الخلصة ‪ :‬أن المع بي الجر ث الاء أفضلـ ‪:‬‬
‫أول‪ : d‬لنه أبلغ ف النظافة ‪.‬‬
‫ثانيا‪ : d‬ولنه إذا استعمل الجر أول‪ G‬خفف النجاسة وقل‪Œ‬تـ مباشرتا باليد ‪.‬‬
‫‪ ‬لكن ل يثبت بذه حديث ‪.‬‬
‫الحالة الثانية ‪ :‬أن يقتصر على الاء ‪ ،‬فهذا جائز ‪.‬‬
‫لديث أنس قال ‪ ) :‬كان رسول ‪ ‬يدخل اللء فأحل أنا وغلم نوي إداوة من ماء وعنزة فيستنجي بالاء ( متفق عليه‬
‫إداوة من ماء ‪ :‬الداوة هي الناء الصغي من اللد ~يعل للماء ‪ ،‬غلم نحوي ‪ :‬أي مقارب ل بالسن ‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫الحالة الثالثة ‪ :‬أن يقتصر على الجارة فقط ‪ ،‬وهذا جائز ‪.‬‬
‫لديث سلمان قال ‪ ) :‬نانا رسول ال ‪ ‬أن نستنجي بأقل من ثلثة أحجار ( ‪ .‬رواه مسلمـ‬
‫ولديث ابن مسعودـ قال ‪ ) :‬أتى النب ‪ ‬الغائط ‪ ،‬فأمرن أن آتيه بثلثة أحجار ‪ ،‬فوجدت حجرين ول أجد ثالثـا‪ ، G‬فـأتيته بروثـة ‪،‬‬
‫فأخذها وألقى الروثة ‪ ،‬وقال ‪ :‬هذا ركس ( ‪ .‬رواه البخاري‬
‫‪ ‬وقد ذكر الؤلف أنه يشتط للستنجاء بالحجار أن تكون بثلثة أحجار ‪.‬‬
‫لديث سلمان السابق ) لقد نانا رسول ال ‪ ‬أن نستنجي بأقل من ثلثة أحجار ( ‪ .‬رواه مسلمـ‬
‫ولديث ابن مسعودـ السابق ) أن النب ‪ ‬أتى الغائط فأمرن أن آتية بثلثة أحجار ‪. ( ...‬‬
‫فل يوز أن تنقص عن ثلثة أحجار ‪.‬‬
‫قوله ) ثلثة ( ظاهره أنه ل بد من ثلثة أحجار ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬قوله ) ثلثة ( أخذ بظاهر الديث بعض العلماء ‪ ،‬وقالوا ‪ :‬ل بد من ثلثة أحجار ‪ ،‬فل يزئ حجر واحــد لــه ثلث شــعب‬
‫‪ ،‬فيمسح بكل شعبة مسحة ‪.‬‬
‫وذهب أكثر العلماء أنه ل يلزم ثلثة أحجار ‪ ،‬وأنه لو استنجى بجر له ثلثة أحرف فمسح بكل حرف مسحة أجزأه ‪.‬‬
‫قــالوا ‪ :‬لن العلــة معلومــة ‪ ،‬وهــي قصــد النقــاء وتطهي الــل ‪ ،‬فــإذا كــان الجــر لــه ثلث شــعب غي متداخلــة ‪ ،‬واســتجمر بكــل‬
‫جهة منه صح ‪ ،‬وهذا القول هو الصحيح ‪.‬‬
‫‪ ‬قوله ) ثلثة أحجار ( ل يوز أقل من ثلثة أحجار ‪ ،‬حت لو أراد أن يتبعه بالاء ‪.‬‬
‫لن بعــض العلمــاء قــال يــوز أن يقتصــر علــى أقــل مــن ثلثــة أحجــار إذا أراد أن يتبعــه بالــاء ‪ ،‬لن الــاء وحــده كـ ‪¹‬‬
‫ـاف كمــا ســبق ف‬
‫حديث أنس ‪ ،‬والخذ بظاهر الديث أقوى ؛ وهو أنه ل ينقص عن ثلثة أحجار حت لو أراد أن يتبع ذلك بالاء ‪.‬‬
‫‪ ‬قول الؤلف ) تنقي المحل (‬
‫أي ينقي بذه الثلث مل الارج ‪ ،‬لن هذا هو القصود من الستجمار ‪ ،‬فإن كانت غي منقية ل يزئ ‪ ،‬كالجر الملــس ‪ ،‬أو‬
‫الرطب ونو ذلك ‪.‬‬
‫ح ‪k‬ر‪i‬مة‚ ‪.‬‬ ‫العظ‪j i‬ام ‪i ،‬ك ‪i‬ما ن‪i‬ـ ‪i‬هى ‪i‬ع ‪k‬نه‪ g‬الن‪h‬ب‪j‬ي ‪i ، ‬و‪i‬ك ‪i‬ذل‪i j‬‬
‫ك ‪g‬ك ‡ل ‪i‬ما ل‪i‬ه‪g g‬‬
‫وث و ‪j‬‬
‫‪j j j‬‬
‫م‪i /‬ول ي‪k i‬ست‪k i‬جم ‪g‬ر بال ‡ر ‪i‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫ذكر الؤلف هنا الشياء الت ل يصح الستجمار با ‪ ،‬فذكر ‪:‬‬
‫الروث والعظام ‪.‬‬
‫لديث سلمان قال ‪ ) :‬نانا رسول ال ‪ ‬أن نستنجي برجيع أو عظم ( ‪ .‬رواه مسلم‬
‫وعن جابر قال ‪ ) :‬نى رسول ال ‪ ‬أن ي~تمسح بعظم أو بعر ( ‪ .‬رواه مسلمـ‬
‫وعــن أب هريــرة ‪ ‬قــال ‪ ) :‬انبعــث النــب ‪ ‬وخــرج لــاجته ‪ ،‬فقــال ‪ :‬أتبعن أحجــارا‪ G‬اســتنفض بــا – أو نــوه – ول تــأتن بعظــم ول‬
‫روث ( ‪ .‬رواه البخاري‬
‫وعــن رويفــع بــن ثــابت قــال ‪ ) :‬قــال ل رســول ال ‪ ) : ‬يــا رويفــع لعــل اليــاة ســتطول بــك بعــدي ‪ ... ،‬فــأخب النــاس أن مــن‬
‫استنجى برجيع دابة أو عظم ؛ فإن ممدا‪ G‬منه بريء ( ‪ .‬رواه ابو داود‬
‫‪ ‬الحكمة ‪:‬‬
‫في العظم ؛ قال ‪ ) : ‬هي طعام إخوانكم من الن ( ‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫وأما الروث ؛ فللنجاسة ‪.‬‬
‫ففي حديث ابن مسعودـ السابق ‪ ... ) :‬فألقى الروثة وقال ‪ :‬إنا ركس ( ‪ .‬ركس ‪ :‬أي نس ‪.‬‬
‫‪ ) ‬كل ما له حرمة ( ‪.‬‬
‫ككتب فيها ذكر ال ‪ ،‬وكتب حديث وفقه ونوها ‪ ،‬لا فيه من هتك الشريعة والستخفاف برمتها ‪.‬‬
‫وكذلك الطعام ‪ ،‬ل يوز الستجمار به ‪ ،‬لنه كفر بالنعمة ‪ ،‬وإذا كان طعام الن متم فطعام بن آدم أول ‪.‬‬
‫وما ل يصح الستجمار به الشيء النجس ‪ ،‬لن إزالة النجاسة ل تكون بالشيء النجس ‪.‬‬

‫س ‪j‬ة‬ ‫‪j j‬‬ ‫إ‪i j‬زال‪i‬ة‪ g‬ا‪i‬لن‪h‬ج ‪j‬‬


‫اسة ‪i‬و ‪k‬ال‪k i‬شي‪i‬اء ا‪i‬لن‪h‬ج ‪i‬‬
‫‪i i‬‬
‫النجاسة ضد الطهارة ‪ ،‬وهي نوعان ‪:‬‬
‫أول‪ : d‬ناسة عينية ‪ :‬وهي كل عي جامدة يابسة أو رطبة أو مائعة ‪ ،‬وهذه ل تطهر بال ‪ ،‬وسيت عينية لنا تدرك بالعي ‪،‬‬
‫كالبول ودم الائض ‪.‬‬
‫ثانيا‪ : d‬ناسة حكمية ‪ :‬وهي الت تقع على شيء طاهر فينجس با ‪ ،‬كالبول يقع على الثوب أو فراش ونوها ‪ ،‬وهي الراد هنا ‪.‬‬
‫ب‪ ,‬أ ‪ik‬و ا‪i‬ل‪k‬ب‪g‬ـ ‪k‬ق ‪i‬ع ‪j‬ة ‪ ,‬أ ‪ik‬و غ‪ki‬ي ‪j‬ر‪j‬ها‪ :‬أ‪k i‬ن ت‪i‬ـ ‪g‬ز ‪i‬‬
‫ول ‪i‬ع ‪k‬يـن‪g‬ـ ‪i‬ها ‪i‬ع ‪k‬ن ا‪i‬ل ‪ki‬م ‪i‬ح ‪o‬ل ‪.‬‬ ‫‪k‬في ف‪j‬ي غ‪i‬س ‪j‬ل ج ‪j‬مي ‪j‬ع ا‪i‬لن‪h‬جاس ‪j‬‬
‫ات ‪i‬عل‪i‬ى ا‪i‬ل‪k‬ب‪i i‬د ‪j‬ن ‪ ,‬أ ‪ik‬و ا‪i‬لثـ ‪hk‬و ‪j‬‬ ‫‪i i‬‬ ‫‪i k‬‬
‫ويك ‪j‬‬
‫‪ii‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫أي أنه يكفي إذا وقعــت ناسـة علــى البـدن أو الثــوب أو البقعـة أو غيهـا أن تغســل حـت تـزول عينهـا عـن الــل ‪ ،‬ول يشـتط عـدد‬
‫معي للغسلت ‪.‬‬
‫وما ذكره الؤلف هو القول الراجح ‪ ،‬وهو اختيار ابن تيمية رحه ال ‪ :‬أنه ل يب العدد ف غســل ناسـة غي الكلــب ‪ ،‬بــل يكفــي‬
‫غسلة واحدة تـذهب بعي النجاسـة وأثرهـا ‪ ،‬فـإن ل تـذهب زاد حـت يـذهب أثرهـا ولـو جـاوز السـبع سـواء ف الرض أو الثــوب أو‬
‫الوان ‪.‬‬
‫ـاء ‪ ،‬ث لتصــلي فيــه ( ول يــأمر فيــه بعــدد ‪ ،‬ولــو أراد لــبي‪D‬نه‬ ‫لقـوله ‪ ) : ‬إذا أصــاب إحــداكن الــدم مــن اليضــة فلتقرصــه ث لتنضــحه بـ ‪¹‬‬
‫كما ف حديث الولوغ ‪.‬‬
‫) وأمر النب ‪ ‬أن يصب على بول العراب }س ‹جل من ماء ( ول يأمر بالعدد ‪.‬‬
‫ولن القصود إزالة النجاسة ‪ ،‬فمت زالت زال حكمها ‪.‬‬
‫قال الشيخ الســعدي مرجحـا‪ d‬هــذا القــول ‪ ” :‬الصــحيح ف غســل النجاســات كل©هــا غي الكلــب ‪ :‬أنــه يكفــي فيهــا غســلة واحــدة‬
‫تذهب بعي النجاسة وأثرها ‪ ،‬فإن ل تذهب زاد حت يــذهب أثرهــا ‪ ،‬ولـو جـاوز الســبع ‪ ،‬وسـواء كـانت علــى الرض أو الثيـاب أو‬
‫البــدن أو الوان أو غي ذلــك ‪ ...‬إلــى أن قــال‪ :‬لن جيــع النصــوص ال ـواردة ف غســل النجاســات مطلقــة ل قيــد فيهــا ول عــدد‪،‬‬
‫وذلك يدل على أن القصود إزالتها فقط ‪ ،‬وأن العدد فيها غي مقصود “ ‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫ولن غسل النجاسة ل يتاج إل نية ‪ ،‬فل يتاج إل عدد ‪.‬‬
‫ولنه لو ل تـزل بسـبع غســلت وجـب الزيـادة علــى ذلــك بالتفـاق ‪ ،‬فــدل علــى عــدم اعتبـار الســبع ‪ ،‬إل فيمـا جعلـه الشـارع شـرطا‪G‬‬
‫فيه كنجاسة الكلب ‪.‬‬
‫وذهب بعض العلماء إل أن النجاسة تغسل سبعا‪. G‬‬
‫وهذا الشهور من الذهب ‪.‬‬
‫لــا روى ابــن عمــر قــال ‪ ) :‬أمرنــا بغســل النــاس ســبعا‪ ( G‬وهــذا الثــر ل يصــح ول يتــج بــه ‪ ،‬وقــد ذكــره ابــن قدامــة ف الغن بــدون‬
‫إسناد ‪.‬‬

‫ط ف‪i j‬يهـ ا س ‪k‬بع غ‪i‬س ‪i‬ل ‪Œ‬‬


‫ت‪ ,‬إ‪k j‬ـح ‪i‬د ‪i‬اها‬ ‫اس ‪j‬ة ا‪i‬ل‪i k‬كل ‪j‬‬ ‫‪j‬‬ ‫‪j‬ع ل‪i‬م ي ‪k‬شت‪j i‬ر ‪k‬ط ف‪j‬ي ج ‪j‬مي ‪j‬ع غ‪i‬س ‪j‬ل ا‪i‬لن‪h‬ج ‪j‬‬ ‫م‪j /‬ل‪h i‬ن ا‪i‬ل ‪h‬‬
‫‪i‬ـ ‪ k i‬ـ‬ ‫‪k‬ب ‪ ,‬ف‪i‬ا ‪k‬شت‪i‬ـ ‪i‬ر ‪i‬‬ ‫اسات ‪i‬ع ‪i‬د ‪d‬دا إ‪hj‬ل في ن‪i i‬ج ‪i‬‬
‫‪i i‬‬ ‫‪k‬‬ ‫‪i‬‬ ‫شار ‪i k i‬‬
‫يث ا‪i‬ل ‪kg‬مت‪h‬ـ ‪i‬ف ‪j‬ق ‪i‬عل‪ki‬ي ‪j‬ه[‬
‫اب‪ ] .‬ف‪j‬ف‪j‬ي ا‪i‬ل‪k‬ح ‪j‬د ‪j‬‬
‫‪i‬‬ ‫ب‪j‬التـ‡ر ‪j‬‬
‫‪i‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫أي إل ناسة الكلب فإنا تغسل سبع مرات ‪ ،‬فلو أن الكلب ولغ ف إناء فإنه يغسل سبع مرات إحداهن بالتاب ‪.‬‬
‫لــديث أب هريــرة ‪ ‬قــال ‪ :‬قــال رســول ال ‪ ) : ‬طهــور إنــاء أحــدكم إذا ولــغ فيــه الكلــب أن يغســله ســبع م ـرات ( ‪ .‬متفــق عليــه‬
‫ولسلم ‪ ) :‬أولهن بالتاب ( ‪.‬‬
‫ط‪g‬هور ‪ :‬بضم الطاء ؛ ~مط} ©هر ‪.‬‬
‫إذا ولغ ‪ :‬أي إذا شرب أو أدخل طرف لسانه وحركه ‪ ،‬فالولوغ ‪ :‬أن يدخـل لسانه ف الائع فيحـركه ‪ ،‬فإن كان فارغا‪ G‬قيل ‪ :‬لســه‬
‫‪.‬‬
‫‪ ‬قـ ـوله الص ــنف ) إح ــداها ب ــالتاب ( ه ــذه ج ــاءت ف رواي ــة ‪ ،‬وج ــاء ف رواي ــة للتم ــذي ) أخراه ــن ( وعن ــد مس ــلم ) أوله ــن‬
‫بالتاب ( وهذه الرواية أرجح الروايات لسباب‬
‫أول‪ : d‬لكثرة رواتا ‪.‬‬
‫ثانيـا‪ : d‬ومــن حيــث العن ‪ :‬لن تــتيب الول يعــل مــا بعــدها مــن الــاء م ـزيل‪ G‬لثــر ال ـتاب ‪ ،‬بلف مــا لــو كــان ف الســابعة مثل‪G‬‬
‫فإنه يتاج إل غسلة أخرى لتنظيفه ‪.‬‬
‫‪ ‬ل بد من التاب ‪ ،‬فل يقوم غي التاب مقــام الـتاب ‪ ،‬لن الشـارع نـص عليــه ‪ ،‬ولن ف الـتاب مـادة تقتــل الراثيــم الــت تــرج‬
‫من لعاب الكلب ‪.‬‬
‫‪ ‬قوله ) الكلب ( ) ال ( ف الكلب للستغراق ‪ ،‬فيشمل جيع أنواع الكلب ‪ ،‬وعليه فل فرق بي الكلب الأذون فيه ككلب‬
‫الصيد وحراسة الاشية والزرع ‪ ،‬وغي الأذون فيه وهو ما عداها ‪.‬‬
‫‪ ‬ذهب جهور العلماء إل أن ناسة الكلب ل بد فيهـا مــن سـبع غســلت إحــداهن بـالتاب ‪ ،‬سـواء كــانت ناسـته بولـوغ ‪ ،‬أو‬
‫بول ‪ ،‬أو روث ‪ ،‬أو غيها ‪ ،‬والنب ‪ ‬نص على الولـوغ لنـه هـو الغـالب ‪ ،‬إذ أن الكلــب ل يعــل بـوله وروثـه ف الوان ‪ ،‬ومــا‬
‫خرج مرج الغالب فل مفهوم له ‪.‬‬
‫وذهــب بعــض العلمــاء ‪ :‬أن الغســل ســبعا‪ G‬خــاص بنجاســة الولــوغ ‪ ،‬أمــا بـوله وروثــه ودمــه وعرقــه ؛ فكســائر النجاســات ‪ ،‬وهــذا قــول‬
‫الظاهرية ‪ ،‬واختاره الشوكان ‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫وقول المهور أحوط ‪.‬‬
‫‪ ‬ذهب بعض العلماء إل أن النزير يقاس على الكلب فتغسل ناسته سبعا‪ G‬كالكلب ‪.‬‬
‫لن النص ورد ف الكلب ‪ ،‬والنزير ش‪æ‬ر منه وأغلظ منه ‪ ،‬لن الشارع نـص علــى تريــه وحرمــة اقتنـائه ‪ ،‬وإنـا ل ينـص الشـارع عليـه‬
‫لنم ل يكونوا يعتادونه ‪.‬‬
‫والصحيح أنه ل يقاس على الكلب لسببين ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬لن النص ورد ف الكلب ‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬أن النزير مذكور ف القرآن وموجود ف عهد الرسول ‪ ، ‬ول يرد إلاقه بالكلب ‪.‬‬
‫ورجــح هــذا النــووي ‪ ،‬وقــال ‪ ” :‬واعلــم أن الراجــح مــن حيــث الــدليل أنــه يكفــي غســلة واحــدة بل ت ـراب ‪ ،‬وبــه قــال أكــثر العلمــاء‬
‫الذين قالوا بنجاسة النزير ‪ ،‬وهذا هو الختار ‪ ،‬لن الصل عــدم الوجــوب حـت يـرد الشــرع ‪ ،‬ل سـيما ف هــذه الســألة البنيـة علــى‬
‫التعبد “ ‪.‬‬
‫سة‪ : g‬ب‪i‬ـ ‪k‬و ‪g‬ل ا‪ki‬ل ‪i‬د ‪j‬م ‪o‬ي ‪i ،‬وع‪k g‬ذ ‪i‬رت‪g‬ه‪. g‬‬ ‫‪j‬‬
‫م‪i /‬و ‪k‬ال‪k i‬شي‪i‬اء‪ g‬ا‪i‬لن‪h‬ج ‪i‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫ذكر الؤلف رحه ال الشياء النجسة ‪ ،‬ومنها ‪:‬‬
‫البول والغائط ‪.‬‬
‫وهذه نسة بالجاع ‪.‬‬
‫للمر بالتنزه من البول والستنجاء من الغائط ‪.‬‬
‫ففي حديث العراب أمر النب ‪ ‬أن يصب الاء على بول العرابـ ‪.‬‬
‫قال النووي ‪ ” :‬فيه إثبات ناسة بول الدمي ‪ ،‬وهو ممع عليه “ ‪.‬‬
‫وقال الشوكاني ‪ ” :‬واستدل بديث الباب على ناسة بول الدمي ‪ ،‬وهو ممع عليه “ ‪.‬‬
‫مر النب ‪ ‬على قبين فقــال ‪ :‬إنمـا ليعـذبان ومـا يعـذبان بكـبي ‪ ...‬أمــا إحـداها فكـان ل يسـتنزه مــن‬ ‫ولديث ابن عباس قال ‪D ) :‬‬
‫بوله ( ‪ .‬متفق عليه‬
‫وف حديث أب هريرة ‪ ‬قال ‪ :‬قال رسول ال ‪ ) : ‬استنزهوا من البول فإن عامة عذاب القب منه ( ‪ .‬رواه الدار قطن‬
‫‪ ‬ولذلك قال الفقهاء ‪ :‬يوز للنسان أن يبول قائما‪ G‬بشرط أن يأمن الرشـاش والنـاظر كمـا ف حـديث حذيفــة ) أن النــب ‪ ‬أتـى‬
‫سباطة قوم فبال قائما‪ ( G‬متفق عليه ‪.‬‬
‫وقالوا أيضا‪ : ًG G‬يستحب أن يطلب لبوله موضعا‪ G‬رخوا‪ G‬لينا‪ G‬حت ل يرجع إليه رشاش البول ‪.‬‬
‫‪h‬م ‪ ,‬إ‪hj‬ل أ‪i‬ن‪h‬ه‪ g‬ي‪g‬ـ ‪k‬ع ‪i‬فى ‪i‬ع ‪j‬ن ا‪i‬لد‪hj‬م ا‪i‬ل‪k‬ي‪j i‬سي ‪j‬ر‪.‬‬
‫م‪i /‬والد ‪g‬‬
‫وق‪ .‬ف‪ji‬إن‪h‬ه ط‪j i‬‬
‫اه ‚ر‪.‬‬ ‫ول‪g ,‬دو ‪i‬ن ا‪i‬ل‪j h‬ذي ي‪i‬ـ ‪k‬بـ ‪i‬قى ف‪j‬ي ا‪i‬لل‪k h‬ح ‪j‬م ‪i‬وال‪k‬ع‪g g‬ر ‪g j‬‬ ‫و‪j‬مث‪k‬ـل‪g‬ه‪ :g‬ا‪i‬لد‪h‬م ا‪i‬ل‪k‬مس ‪g‬فوح ‪j‬من ا‪i‬ل‪k‬حيـو ‪j‬‬
‫ان ا‪i‬ل ‪ki‬مأ‪g k‬ك ‪i‬‬ ‫‪i ii k g k i g‬‬ ‫‪i‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫ومن النجاسات الدم ‪ ،‬والدم فيه تفصيل ‪:‬‬
‫أول‪ : d‬الدم الارج من النسان ؛ إن كان من السبيلي – القبل والدبر – كدم اليض ‪ ،‬فل خلف ف ناسته ‪.‬‬
‫لقوله ‪ ‬لساء ف دم اليض يصيب الثوب ‪ ) :‬تته ث تقرصه بالاء ‪ ،‬ث تنضحه ‪ ،‬ث تصلي فيه ( ‪.‬‬
‫ثانيا‪ : d‬أما الارج من غي السبيلي ؛ كدم الرعاف والسن والروح وغيها ؛ ففيه قولن ‪:‬‬

‫‪31‬‬
‫القول الول ‪ :‬أنه نس فيجب غسله ويعفى عن يسيه ‪.‬‬
‫وهذا قول المهور ‪.‬‬
‫القول الثاني ‪ :‬أنه طاهر عدا دم اليض ‪.‬‬
‫وهذا قول الشوكان واللبان والشيخ ابن عثيمي ‪ .‬قالوا ‪:‬‬
‫أن الصل ف الشياء الطهارة حت يقوم دليل على النجاسة ‪.‬‬
‫ولقصــة الصــحاب الــذي رمــاه الشــرك بثلثــة أســهم وهــو قــائم يصــلي ف الليــل ‪ ،‬فمضــى ف صــلته والــدماء تســيل منــه ‪ ،‬وذلــك ف‬
‫غزوة الرقاع ‪.‬‬
‫وقال السن ‪ ) :‬ما زال السلمون يصلون ف جراحاتم ( ‪.‬‬
‫وصلى عمر وجرحه يثعب دما‪. G‬‬
‫وهذا القول هو الراجح ‪.‬‬
‫ثالثا‪ : d‬الدم الارج من حيوان نس ‪ ،‬كدم الكلب والنزير ؛ فهذا نس قليله وكثيه لنجاسة عينه ‪.‬‬
‫رابعا‪ : d‬الدم الارج من حيوان طاهر ف الياة بعد الوت ‪ ،‬كالبل ‪ ،‬والبقر ‪ ،‬والغنم ‪ ،‬فهذا إن كـان مسـفوحا‪ - G‬وهـو الـذي يسـيل‬
‫‪ -‬فهـو نــس ‪ ،‬وإن كـان مـا يبقــى ف الذبـح أو يكـون علــى اللحــم ؛ فهـو طـاهر ‪ ،‬لن ال إنـا حـرم الســفوح ‪ ،‬فمــا ليــس بســفوح‬
‫فهو حلل ‪.‬‬
‫خامسا‪ : d‬الدم الارج من حيوان طاهر ف الياة وبعد الوت ‪ ،‬فهذا طاهر ‪ ،‬كدم السمك ‪ ،‬لن ميتته طاهرة ‪.‬‬
‫ان ‪g‬م ‪i‬ح ‪h‬ر‪Œ‬م أ‪k i‬كل‪g‬ه‪. g‬‬
‫ث ‪g‬ك ‪o‬ل حيـو ‪Œ‬‬
‫‪iii‬‬
‫م‪ /‬و‪j‬من ا‪i‬لن‪h‬جاس ‪j‬‬
‫ات‪ :‬ب‪i‬ـ ‪k‬و ‪g‬ل ‪i‬و‪i‬ر‪i‬و ‪g‬‬ ‫‪i i i i‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫أي أن بول وروث اليوان غي الأكول ] كالسد والنمر وغيها [ نس ‪ ،‬وهذا مذهبـ جاهي العلماء ‪.‬‬
‫قالوا ‪ :‬إن لم هذا اليوان خبيث ‪ ،‬فكذلك بوله ‪.‬‬
‫‪ ‬قوله ) كل حيوان مرم أكله ( دليل على أن بول اليوان غي مرم الكل طاهر ‪ ،‬وهذا مذهب النابلة ] وسيأت [ ‪.‬‬

‫سة‚ ‪.‬‬ ‫م‪ /‬وال ‪j ‡ o‬‬


‫سب‪i‬اع‪g g‬كل ‪i‬ها ن‪i‬ج ‪i‬‬ ‫‪i‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫السباع – كالسد والنمر والذئب وغيها – نسة ‪ ،‬فلو أن ذئبا‪ G‬شرب من إناء ‪ ،‬وبقي بعد شربه شيء من الاء ‪ ،‬فإنه نس‬
‫سعت رسول ال ‪ ‬وهو يسأل عن الاء يكون ف الفلة مـن الرض ومـا ينـوبه مــن السـباع والــدواب فقــال‬ ‫لديث ابن عمر قال ‪~ ،‬‬
‫)إذا بلغ الاء قلتي ل يمل البث ( رواه أبو داود وهو حديث صحيح ‪] .‬وما ينوبه‪ :‬أي يرد عليه نوبة بعد أخرى[‬
‫قالوا ‪ :‬لو كانت طاهرة ل يده بالقلتي ‪.‬‬
‫قال الد ابن تيمية ف النتقى ‪ :‬حديث ابـن عمـر ف القلــتي يـدل علـى ناسـتها ‪ ،‬وإل يكـون التحديـد بـالقلتي ف جـواب السـؤال‬
‫عن ورودها على الاء عبثا‪. G‬‬
‫وقال ‪ ‬ف المر الهلية يوم خيب ) إنا رجس ( ‪.‬‬
‫وذهب بعض العلماء إل طهارتا تسكا‪ G‬بالصل ‪.‬‬
‫وللحديثـ الذي رواه ابن ماجه ) أن النب ‪ ‬سئل عن الياض الت تكون بي مكـة والدينـة ومـا يـرد إليهـا مــن السـباع فقــال ‪ :‬لـا‬
‫ما شربت ف بطونا ‪ ،‬ولنا ما غب طهور ( أي ما بقي طهور ‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫وقالوا ‪ :‬إن معنـ قوله ) إنا رجس ( أي الراد لمها ‪.‬‬
‫وذهــب بعــض العلمــاء إل طهــارة البغــل والمــار واختــار هــذا القــول ابــن قدامــة ‪ ،‬ورجحــه الســعدي والشــيخ ابــن بــاز والشــيخ ابــن‬
‫عثيمي رحم ال الميع ‪.‬‬
‫قال في المغنى ‪ ” :‬والصــحيح عنــدي ‪ :‬طهــارة البغــل والمــار ‪ ،‬لن النــب ‪ ‬كــان يركبهــا وت~ركــب ف زمنــه وف عصــر الصــحابة ‪،‬‬
‫لبي النب ‪ ‬ذلك ‪ ،‬ولنما ما ل يكن التحرز منهما لقتنيهما ‪ ،‬فأشبها السنور “ ‪.‬‬ ‫فلو كان نسا‪D G‬‬
‫وقــال الشــيخ الســعدي ‪ ” :‬والصــحيح الــذي ل ريــب فيــه أن البغــل والمــار طــاهران ف اليــاة كــالر ‪ ،‬فيكــون ريقهمــا وعرق~ـ ~همــا‬
‫يغسل ما أصــابه‬ ‫طاهرا‪ ، G‬وذلك أن النب ‪ ‬كان يركبهما كثيا‪ ، G‬ويركبان ف زمنه ‪ ،‬ول ~يكن الستعملـ لما التحرز من ذلك ‪ ،‬فلم ‪Š‬‬
‫منهمـا ‪ ،‬ول أمــر بــذلك ‪ ،‬وقــد قــال ‪ ‬ف الــرة ‪ :‬إنـا ليســت بنجــس ‪ ،‬إنـا مــن الطـوافي عليكــم والطوافــات ‪ ،‬فعل‪D‬ـل بكـثرة طوفانــا‬
‫ومشقة التحرز منها ‪ ،‬ومن العلومـ أن الشقة ف المار والبغل أشد من ذلـك ‪ ،‬وقــد اعتــب الشــارع الشــقة ف أمـور كـثية مــن الشــرع‬
‫وعفــا عنهــا‪ ،‬مــع قيــام القتضــي للمنــع لجــل الشــقة‪ ،‬وأمــا ق ـوله ‪ :‬إنــا رجــس ‪ ،‬فنعــم هــو كمــا قــال ‪ :‬لومهــا خبيثــة وأكلهــا‬
‫بوجه‪ ،‬فالنب ‪ ‬أمــر‬ ‫خبيث ‪ ،‬والقدور الت تطبخ فيها أو ت~باشر لومها خبيثة ‪ ،‬وأما العرق والريق والشعر ‪ ،‬فلم يدل الديث عليه ‪¹‬‬
‫باجتناب لومها‪ ،‬وأخب عن خبثها‪ ،‬ورخص ف استعمالا وركوبا‪ ،‬ول يأمر بالتحرز من ذلك‪ ،‬فهذا هو الصوابـ “ ‪.‬‬
‫‪ ‬فقــول الصــنف ) والســباع نجســة ( نــرج المــار الهلــي والبغــل ‪ ،‬وكــذلك الــرة ‪،‬لــديث أب قتــادة أن النــب ‪ ‬قــال ف الــرة‬
‫) إنا ليست بنجس ‪ ،‬إنا من الطوافي عليكم والطوافات ( رواه أبو داود ‪.‬‬
‫ات ‪.‬‬ ‫م‪i /‬و‪i‬ك ‪i‬ذل‪i j‬‬
‫ك ال ‪ki‬م ‪k‬يت‪g i‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫اليتات ‪ :‬جع ميتة ‪ ،‬وهي ما مات دون ذكاة شرعية ‪.‬‬
‫فاليتة نسة بالجاع ‪.‬‬
‫‪Š Š ¹Š Š‬‬ ‫‪ŒŠ‬‬ ‫‪¹Š‬‬ ‫لقوله تعال ‪) :‬ق~ل ل أ ‪}Š‬ج ~د ‪Š‬ف ما أ ‪Š‬‬
‫~وح }ي إ‪Œ} Š‬‬
‫س(‬ ‫ل ~م}‪Œ‬رما‪} G‬عل}ى ط}اعم ي}ط‹ }ع ~مه~ إل أ} ‹ن ي} ~كو }ن }م‹يت}ة‪ G‬أ ‹}و }دما‪} G‬م ‹س ~فوحا‪ G‬أ ‹}و }ل‹ }م خ‹نزير ف}إن‪Œ‬ه~ ر ‹ـج ¬‬ ‫}‬ ‫‹‬
‫‪ .‬والرجس ‪ :‬النجس ‪.‬‬
‫وقد نقل بعض العلماء الجاع على ذلك ‪.‬‬
‫م‪ /‬إ‪hj‬ل‪i :‬م ‪k‬يت‪i‬ة‪ i‬ا‪ki‬ل ‪i‬د ‪j‬م ‪o‬ي ‪.‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫فالدمي ل ينجس بالوت ‪.‬‬
‫آد }م ( ومقتضى التكري أنه ل يكم بنجاسته ‪ ،‬فجعله طاهرا‪ G‬حيا‪ G‬وميتا‪. G‬‬ ‫)ول}}ق ‹د }ك‪Œ‬ر‹من}ا ب}‪Š‬ن }‬
‫لقوله تعال ‪} :‬‬
‫وقال ‪ ) : ‬إن السلم ل ينجس ( وهذا عام ‪ ،‬يتناول الياة والمات ‪.‬‬
‫ولنه أمر بغسل اليت ‪ ،‬ولو كان نس العي ل يطهره الغسل ‪.‬‬
‫وهذا القول هو الذهب ومذهب الشافعي ‪ ،‬وهو اختيار شيخ السلم ابن تيمية رحه ال ‪.‬‬
‫‪ ‬ذهب بعض العلماء إل أنه ينجس ‪ ،‬لعموم الية ‪) :‬ق~ل ل أ ‪}Š‬ج ~د ‪Š‬ف ما أ ‪Š‬‬
‫~وح }ي إ‪Œ} Š‬‬
‫ل ‪. ( ...‬‬ ‫}‬ ‫‹‬
‫وقــال بعــض العلمــاء ‪ :‬الك ــافر ينج ــس دون الس ــلم ‪ ،‬لق ـوله ‪ ) : ‬إن الس ــلم ل ينج ــس ( فمفه ــومه الخالف ــة لــه أن غي الس ــلم‬
‫ينجس ‪.‬‬
‫س(‪.‬‬ ‫‪Š‬‬ ‫‪ŒŠ‬‬
‫ولقوله تعال ‪ ) :‬إن}ا ال‹ ~م ‹شر~كو }ن }ن} ¬‬

‫‪33‬‬
‫لكن الواب عن الية ‪ :‬أن الراد ) نــس ( أي نــس العتقــاد ‪ ،‬بـدليل أن ال أبـاح لنـا أن نـتزوج نسـاء أهــل الكتــاب ‪ ،‬وأن نأكــل‬
‫طعامهم ‪ ،‬فلو كان الكفار أناسا‪ G‬حسا‪ G‬لا جاز ذلك ‪ ،‬ولمر الناس أن يغسلواـ أيديهم من عرقهم ورطوبتهم ‪.‬‬
‫س ل‪i‬ه‪i g‬سائ‪j‬ل‪i‬ة‪. d‬‬
‫م‪i /‬و‪i‬ما ‪i‬ل ن‪i‬ـ ‪k‬ف ‪i‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫وم ــن اليت ــات الط ــاهرة ‪ :‬م ــا ل نف ــس لــه ســائلة ‪ ،‬أي ل دم لــه يس ــيل من ــه إذا خــرج منــه ب ــرح أو قت ــل ‪ ،‬كالنمل ــة ‪ ،‬والعنكب ــوت ‪،‬‬
‫والذباب ‪ ،‬والنفساء ‪ ،‬والعقرب ‪ ،‬فإذا سقطت ف مائع فماتت فإنا ل تنجسه ‪.‬‬
‫لقوله ‪ ) : ‬إذا وقع الذباب ف إناء أحدكم فليغمسه ث لينزعه ‪ ،‬فإن ف أحد جناحيه داء‪ ، G‬وف الخر شفاء ( ‪ .‬رواه البخاري‬
‫وجه الدللة ‪ :‬أن الرسول ‪ ‬أمر بغمسه ف الطعام ‪ ،‬ومعلومـ أنه يوت بذلك ‪ ،‬ول سيما إذا كان الطعــام حـارا‪ ، G‬فلــو كــان ينجســه‬
‫لكان أمرا‪ G‬بإفساد الطعام ‪.‬‬
‫وإذا كــان ســبب التنجيــس هــو الــدم التقــن ف اليـوان بــوته ‪ ،‬وكــان ذلــك مفقــودا‪ G‬فيمــا ل دم لــه ســائل ‪ ،‬انتفــى الكــم ‪ ،‬وقــد ورد‬
‫النص ف الذباب فيقاس عليه ما ف معناه ما تقدم ‪.‬‬
‫اد ‪i‬د ‪.‬‬
‫‪k‬ج ‪i‬ر ‪i‬‬
‫ك ‪i‬وال ‪i‬‬
‫س ‪i‬م ‪i‬‬
‫م‪i /‬وال ‪h‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫فميتتة السمك والراد طاهرة ‪.‬‬
‫قال النووي ‪ ” :‬فالسمك والراد طاهران بالنصوص والجاع “ ‪.‬‬
‫قال ‪ ‬ف البحر ‪ ) :‬هو الطهور ماؤه الل ميتته ( ‪.‬‬
‫وقال ‪) : ‬أحل لنا ميتتان ‪ :‬السمك والراد( رواه أحد وابن ماجه والصحيح أنه موقوف على ابن عمر وله حكم الرفع ‪.‬‬
‫وعن عبد بن أب أوف قال ‪ ) :‬غزونا مع رسول ال ‪ ‬سبع غزوات نأكل معه الراد ( متفق عليه‬
‫ولو كان نسا‪ G‬ل يبح أكله ‪.‬‬
‫ات ا‪i‬ل‪k‬مأ‪g k‬كول ‪ij‬ة وأ‪i‬بـوال‪g‬ها ‪ :‬ف‪j i‬هي ط‪j i‬‬
‫اث ا‪i‬ل‪k‬حيـوان‪j i‬‬
‫اه ‪i‬رة‚ ‪.‬‬ ‫‪i‬‬ ‫‪i ik i‬‬ ‫‪i‬‬ ‫م‪i /‬وأ‪h i‬ما أ ‪ik‬ر‪i‬و ‪i i i g‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫أي أن أبوال وأرواث اليوانات مأكولة اللحم طاهرة ‪ ،‬وهذا مذهب النابلة وهو القول الصحيح ‪.‬‬
‫لديث أنس قال‪ ) :‬قدم أ~ناس من ع~ ‹كل أو عرينة ‪ ،‬فاجتووا الدينة ‪ ،‬فأمرهم النب ‪ ‬بلقاح وأن يشربوا من أبوالــا وألبانـا ‪ .‬متفــق‬
‫عليه‬
‫فــالنب ‪ ‬أمرهــم بالشــرب مــن أب ـوال البــل ‪ ،‬ول يــأمرهم بغســل الوان ‪ ،‬ولــو كــانت نســة مــا أذن لــم بالشــرب ‪ ،‬ولمرهــم بغســل‬
‫الوان منها ‪ ،‬وهذا نص ‪.‬‬
‫ولديث جابر بن سرة ‪ ) :‬أن رجل‪ G‬سأل رسول ال ‪ : ‬أتوضأ من لوم البل ؟ قال نعم ‪ .‬قال ‪ :‬أصـلي ف مرابــض الغنــم ؟ قـال‬
‫نعم ‪ ( ... .‬رواه مسلم‬
‫فالنب ‪ ‬أذن ف الصلة ف مرابض الغنم ‪ ،‬ومرابض الغنم ل تلوا من البول والروث ‪ ،‬فدل على طهارتا ‪.‬‬
‫ولديث ابن عباس قال ‪ ) :‬طاف النب ‪ ‬ف حجة الوداع على بعي يستلم الركن بحجن ( ‪ .‬رواه مسلمـ‬
‫وجه الدللة‪ :‬إدخال البعي السجد والطواف عليه؛ دليل على طهارة بـوله‪ ،‬حيـث ل يــؤمن مـن بـول البعي ف أثنـاء الطـواف‪ ،‬ولـو‬
‫يعرض النب ‪ ‬السجد للنجاسة ‪.‬‬
‫كان نسا‪ G‬ل ‪D‬‬
‫‪34‬‬
‫وهذا القول هو الصحيح ‪.‬‬
‫‪ ‬وذهب بعض العلماء إل ناستها ‪ ،‬لعموم الدلة الدالة على ناسة البوال ‪.‬‬
‫مر النب ‪ ‬على قبين فقال ‪ ... :‬أما أحدها فكان ل يستنزه من بوله ‪. ( ...‬‬‫كحديث ‪D ) :‬‬
‫وحديث ‪ ) :‬استنزهوا من البول فإن عامة عذاب القب منه ( ‪.‬‬
‫والجواب عن هذا ‪ :‬أن هذه أحاديث عامة ‪ ،‬وأحاديث بول مأكول اللحم خاصة ‪ ،‬والاص يقضي على العام ‪.‬‬
‫سه‪. g‬‬ ‫‪j‬‬ ‫‪j j‬‬ ‫م‪ /‬ومن‪j‬ي ‪j‬‬
‫الدم ‡ي ط‪i‬اهر ي‪i‬ـغ‪k‬س ‪g‬ل ‪i‬رط‪k‬ب‪i‬ه‪i ,g‬وي‪i‬ـ ‪k‬ف ‪g‬ر ‪g‬ك ي‪i‬اب ‪i‬‬
‫‪i g ii‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫وهذا مذهب النابلة والشافعية ‪.‬‬
‫لديث عائشة قالت ‪ ) :‬كنت أفركه – أي الن – من ثوب النب ‪ ‬فيصلي فيه ( ‪ .‬رواه مسلم‬
‫وجـه الدللــة ‪ :‬أن عائشــة كــانت تفركــه مــن ثــوب رســول ال ‪ ‬فركـا‪ ، G‬وهــذا دليــل علــى طهــارته ‪ ،‬إذا لــو كــان نسـا‪ G‬لــوجب غســله‬
‫كسائر النجاسات ‪.‬‬
‫ولــديث ابــن عبــاس قــال ‪ ) :‬ســئل النــب ‪ ‬عــن الن يصــيب الثــوب ‪ ،‬فقــال ‪ :‬إنــا هــو بنزلــة الخــاط والبصــاق ‪ ،‬وإنــا يكفيــك أن‬
‫تسحه برقة أو بأذخرة ( ‪ .‬رواه الدار قطن ‪.‬‬
‫قال ابن القيم ‪ ” :‬إسناده صحيح “ ‪ .‬قال البيهقي ‪ ” :‬الصحيح أنه موقوف “ ‪.‬‬
‫وجه الدللة ‪ :‬أن رسول ال ‪ ‬قرنه بالخاط والبصاق ‪ ،‬وهذه الشياء طاهرة بالجاع ‪.‬‬
‫وذهب بعض العلماء إل ناسته ‪.‬‬
‫لديث عائشة قالت ‪ ) :‬كنت أغسل النابة من ثوب النب ‪ ‬فيخرج إل الصلة وإن بقع الاء ف ثوبه ( ‪ .‬رواه البخاري‬
‫قالوا ‪ :‬إن غسلـ الن دليل على ناسته ‪ ،‬لن الطاهر ل ي~طهر ‪.‬‬
‫والجواب عن هذا ‪:‬‬
‫‪ -1‬أن هذا الفعلـ ممول على الستحباب جعا‪ G‬بي الدلة ‪.‬‬
‫‪ -2‬أن الثوب قد يغسل من الخاط والبصاق وكل ما يستقذر ‪ ،‬ول يكون هذا كافيا‪ G‬ف الدللة على ناسته ‪ ،‬وقد حـث السـلم‬
‫على النظافة ‪.‬‬
‫‪ ‬وعليه فلو صلى النسان وعلى ثوبه من ‪ ،‬فصلته صحيحة ‪.‬‬
‫ش ‪k‬هوة‪ :Œ‬يك ‪j‬‬
‫‪k‬في ف‪j j‬يه ا‪i‬لن‪k h‬‬ ‫‪j‬‬ ‫‪j‬‬ ‫م‪ /‬وبـو ‪g‬ل ا‪i‬ل‪k‬غ‪i g‬ل‪j‬م ا‪i‬ل ‪j h‬‬
‫ض ‪g‬ح‪.‬‬ ‫‪i‬م ي‪i‬أ‪g k‬ك ‪j‬ل ا‪i‬لط‪i h‬ع ‪i‬ام ل ‪i i i‬‬ ‫صغي ‪j‬ر‪ ,‬ا‪i‬ل‪h‬ذي ل ‪k‬‬ ‫‪ki‬‬
‫‪j‬‬ ‫‪j‬‬ ‫‪j‬‬ ‫‪j‬‬ ‫‪j‬‬
‫‪j‬‬
‫ش م ‪k‬ن ب‪i‬ـ ‪k‬ول ا‪i‬ل‪k‬غ‪i g‬لم ( ‪i .‬ر‪i‬واه‪ g‬أ‪i‬ب‪g‬و ‪i‬د ‪g‬او ‪i‬د ‪i‬والن ‪i‬‬
‫‪h‬سائ ‡ي‬ ‫س ‪g‬ل م ‪k‬ن ب‪i‬ـ ‪k‬و‪j‬ل ا‪i‬ل ‪i‬‬
‫‪k‬جا ‪j‬ري‪i‬ة ‪i ,‬وي‪g‬ـ ‪i‬ر ‡‬ ‫‪i‬كما ق‪j i i‬‬
‫ال ا‪i‬لن‪h‬ب ‡ي ‪ ) : ‬ي‪g‬ـ ‪k‬غ ‪i‬‬ ‫‪i‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫سبق أن البول نس سواء كان بول كبي أو صغي ‪ ،‬للدلة الكثية على ناسة البوال وأنه يب غسله ‪.‬‬
‫لكن يستثن بول الغلم الصغي – فإنه وإن كان نسا‪ – G‬لكنه خفف ف طهارته ‪ ،‬وهو النضح ‪.‬‬
‫بول ‪ :‬يرج الغائط ‪ ،‬فل بد من غسله ‪.‬‬
‫الغلم ‪ :‬يرج الارية فيغسلـ بولا ‪.‬‬
‫لم يأكل الطعام ‪ :‬اختلف العلماء ف الراد بالطعام الذي ل يأكله ‪:‬‬

‫‪35‬‬
‫فقيــل ‪ :‬مــا عــدا اللب ‪ .‬وقيــل ‪ :‬ل يأكــل شــيئا‪ . G‬وقيــل ‪ :‬ال ـراد بالطعــام مــا عــدا اللب الــذي يرضــعه ‪ ،‬والتمــر الــذي ينــك بــه ‪،‬‬
‫والعسل الذي يلعقه للمداواة ‪ .‬ورجحه الافظ ابن حجر ‪.‬‬
‫وعليه ؛ فإذا طعم وأكل الغلم ؛ فإنه يغسل بوله ‪.‬‬
‫‪ ‬فإذا كان الغلم ل يأكل الطعام ‪ ،‬وبال على ثوب ؛ فإنه يكتفى فيه بالنضح ‪.‬‬
‫النضح ‪ :‬أن يغمر بالاء ‪ ،‬ول يتاج إل }م ‹رس وعصر ‪.‬‬
‫والدليل على هذا ‪:‬‬
‫حديث أب السمح قال ‪ :‬قال ‪ ) : ‬يغسل من بول الارية ويرش من بول الغلم ‪ ( .‬رواه أبو داود ‪.‬‬
‫ولديث أم قيس بنت مصن ‪ ) :‬أنـا أتـت بـابن لـا ل يأكـل الطعــام ‪ ،‬فأجلســه رسـول ال ‪ ‬ف حجـره فبـال عليـه ‪ ،‬فـدعا رسـول‬
‫ال باء فنضحه عليه ول يغسله ( متفق عليه ‪.‬‬
‫‪ ‬فإذا تغذى بالطعام صار بوله كبول الكبي ‪ ،‬فإنه يب غسله ‪.‬‬
‫‪ ‬الحكمة من التفرقة بين بول الصبي والجارية ‪:‬‬
‫قيل ‪ :‬قال الحافظ ‪ :‬إن النفوس أعلقـ بالذكور منها بالناث ‪ ،‬يعن فحصلت الرخصة ف الذكور لكثرة الشقة ‪.‬‬
‫وقيل ‪ :‬إن بول النثى أنت وأثقل من بول الغلم ‪.‬‬
‫وقيل ‪ :‬أن بول الغلم يتمع فيكتفى برشه ‪ ،‬وأما بول الارية فينتشر فل بد من غسله ‪.‬‬
‫وال أعلم ‪.‬‬
‫ض يك ‪j‬‬
‫‪k‬في ‪j‬‬ ‫‪j‬ـ‬ ‫‪j jj j‬‬ ‫‪j‬‬ ‫اس ‪j‬ة ط‪g i‬ه ‪i‬ر ا‪i‬ل ‪ki‬م ‪g‬ح ‡ل ‪i‬ول‪k i‬ـم ي‪g i‬‬
‫ـك ا‪i‬ل ‪ki‬مـ اء‪i ,g‬و‪i‬ل‬ ‫ضـ ‪h‬ر ب‪i‬ـ ‪i‬قـ اء‪ g‬ا‪i‬لل‪h‬ـ ‪k‬ون ‪i‬وال ‪o‬ري ‪j‬ـح; ل ‪i‬قـ ‪k‬وله ‪ ‬ل ‪i‬خ ‪k‬ول‪i‬ـة‪ i‬ف ي ‪i‬د‪j‬م ا‪i‬ل ‪i‬‬
‫‪k‬ح ‪k‬يـ ‪i j‬‬ ‫‪h‬ج ‪i‬‬ ‫م‪i /‬وإ‪j‬ذ‪i‬ا ‪i‬زال ‪k‬‬
‫‪i‬ت ‪i‬ع ‪k‬ي ‪g‬ن ا‪i‬لن ‪i‬‬
‫ض ‡ر ‪j‬ك أ‪i‬ث‪i‬ـ ‪g‬ره‪. g‬‬
‫ي‪g i‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫أي إذا زالت النجاسة لكن بقي لونا مثل‪ ًG G‬أو ريهــا فهــذا ل يضــر ‪ ،‬والؤلـف اســتدل لـذه الســألة بــديث خولـة قــالت ‪ ) :‬يـا‬
‫رســول ال ليــس ل إل ثــوب واحــد ‪ ،‬وأنــا أحيــض فيــه ‪ ،‬قــال ‪ ) :‬فــإذا طهــرت فاغســلي موضــع الــدم ث صــلي فيــه ‪ ،‬قــالت ‪ :‬يــا‬
‫رسول ال ‪ ،‬إن ل يرج أثره ؟ قال ‪ :‬يكفيك الاء ول يضرك أثره ( ‪ .‬رواه أبو داود وهو ضعيف ‪.‬‬
‫ف ــالثوب ون ــوه إذا غس ــل م ــن دم الي ــض أو م ــن أي ناس ــة ث بق ــي أث ــر ل ــونه ف الث ــوب أو الب ــدن أن ــه ل يض ــر ف كم ــال‬
‫التطهي ‪ ،‬أما إذا بقي شيء من جرمه فإنه ل يكفي ‪.‬‬
‫ض‪j‬‬
‫وء‬ ‫ص ‪i‬ف ‪j‬ة ا‪i‬ل ‪kg‬و ‪g‬‬
‫باب ‪j‬‬
‫‪g i‬‬
‫الوضوء ‪ :‬بالضم الفعلـ ‪ ،‬وبفتحها الاء التوضأ به ‪ ،‬وإن أريد الفعل ضم الرف الول ‪.‬‬
‫والوضوء لغة ‪ :‬النظافة والنارة ‪.‬‬
‫سي بذلك ‪ :‬لنه ينظف التوضئ ويسنه ‪.‬‬
‫ففي الدنيا بإزالة الوساخ والقذار ‪.‬‬
‫وف الخرة بالنور الذي يصل منه ‪ ،‬كما قال ‪ ) : ‬تدعون يوم القيامة غرا‪ G‬مجلي من أثر الوضوء ( ‪.‬‬
‫واصطلحا‪ : d‬التعبد ل تعال بغسل العضاء الربعة على صفة مصوصة ‪.‬‬
‫والوضوء فضله عظيم ‪:‬‬

‫‪36‬‬
‫كما قال ‪ ) : ‬الطهور شطر اليان ( ‪ .‬رواه مسلمـ‬
‫وقال ‪ ) : ‬من توضأ فأحسن الوضوء ‪ ،‬خرجت خطاياه من جسده حت ترج من تت أظفاره ( ‪ .‬رواه مسلمـ‬
‫وقــال ‪ ) : ‬أل أدلكــم علــى مــا يحــو ال بـه الطايــا ويرفــع بــه الــدرجات ؟ قــالوا ‪ :‬بلــى يـا رســول ال ‪ ،‬قــال ‪ :‬إســباغ الوضــوء علــى‬
‫الكاره ‪ ،‬وكثرة الطا إل الساجد وانتظار الصلة إل الصلة ‪ ،‬فذلكم الرباط فذلكم الرباط ( ‪.‬‬
‫وعن عثمان قال ‪ ) :‬رأيت رسول ال ‪ ‬توضأ مثل وضوئي هذا ‪ ،‬ث قال ‪ :‬من توضأ هكذا ‪ ،‬غفر له مــا تقــدم مــن ذنبـه ‪ ،‬وكــانت‬
‫صلته ومشيه إل السجد نافلة ( ‪ .‬رواه مسلمـ‬
‫والوضوء كان مشروعا‪ d‬في المم السابقة ‪:‬‬
‫لقصة سارة مع اللك ‪ ،‬أن سارة لا هم اللك بالدنو منها ‪ ،‬قامت تتوضأ وتصلي ‪.‬‬
‫ولقصة ~ج}ري‹ج الراهب أيضا‪ ، G‬قام فتوضأ وصلى ‪ ،‬ث كلم الغلم ‪.‬‬
‫ولديث ‪ ) :‬هذا وضوئي ووضوء النبياء قبلي ( ‪ .‬رواه ابن ماجه قال ابن حجر ‪ :‬حديث ضعيف ‪.‬‬
‫والذي اختصت به هذه المة هي الغرة والتحجيل ‪.‬‬
‫اع‬ ‫‪Š‬‬ ‫لــديث أب هريــرة ‪ .‬قــال ‪ :‬قــال رســول ال ‪ ) ‬إ‪Œ Š‬ن أ~‪Œ‬م ‪Š‬ـت ي أ‹ت~و }ن يـوم ا}ل‹ ‪Š‬قيام ‪Š‬ة غ~ـ‪é‬را ~م ‪Œ‬جل‪Š‬ي ‪Š ,‬مـ ن أ}ث}ـ‪Š‬ر ا}ل‹و ‪Š‬‬
‫ضـوء‪ ,‬ف} }مـ ‹ن ا ‹ـس ت}ط} }‬
‫~~‬ ‫} }ـ ‹‬ ‫}ـ } ‹ } } } ـ‬
‫يل غ~‪Œ‬رت}ه~ ف}ـ ‹لي}ـ ‹ف }ع ‹ل‪~ ( .‬مت‪Œ‬ـ }ف ¬ق }عل}‹ي ‪Š‬ه ‪.‬‬ ‫‪Š‬‬ ‫‪Š‬‬
‫م‹ن ~ك ‹م أ} ‹ن ي~ط }‬
‫وء ل‪j‬ل ‪h‬‬
‫ص ‪i‬لة‪i j‬ون‪k i‬ح ‪j‬و ‪i‬ها‪.‬‬ ‫ض ‪i‬‬‫ث‪ ,‬أ ‪ik‬و ا‪i‬ل ‪kg‬و ‪g‬‬ ‫م‪ /‬و ‪g‬هو‪ :‬أ‪k i‬ن يـ ‪k‬ن ‪j‬وي رف‪k‬ع ا‪i‬ل‪k‬ح ‪i‬د ‪j‬‬
‫‪i i i i i‬‬ ‫‪i i‬‬
‫‪Œ‬‬ ‫‪j‬‬ ‫‪j‬‬ ‫‪j‬‬ ‫‪j‬‬ ‫‪j‬‬ ‫‪j‬‬ ‫‪j‬‬ ‫‪Œ‬‬ ‫‪j‬‬ ‫‪j‬‬ ‫‪j‬‬ ‫‪j‬‬
‫ال بالن‪o‬ـي‪h‬ات‪i ,‬وإ‪j‬ن‪i h‬ما ل ‪g‬ك ‪o‬ل ا ‪k‬م ‪j‬ر ‪i i‬‬
‫ط ل ‪i‬جمي ‪j‬ع ا‪ki‬ل‪k i‬ع ‪i‬مال م ‪k‬ن ط‪i i‬ه ‪i‬ارة ‪i‬وغ‪ki‬ي ‪j‬ر‪i‬ها ; ل ‪i‬ق ‪k‬وله ‪ :‬إ‪j‬ن‪i h‬ما ا‪ki‬ل‪k i‬ع ‪i‬م ‪g‬‬
‫ئ ما ن‪i‬ـوى(‪ .‬مت‪h‬ـ ‪i‬ف ‚ق ‪i‬عل‪i‬يه‪j‬‬ ‫‪i‬والن‪o‬ـي‪h‬ة‪i :g‬ش ‪k‬ر ‚‬
‫‪k‬‬ ‫‪g‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫أي أن الوضوء ل يصح إل بنية ‪ ،‬فينوي رفع الدث الذي حصل له ‪ ،‬أو ينوي بوضوئه الوضوء للصلة ‪.‬‬
‫فل بد للوضوء من نية ‪.‬‬
‫للحديث الذي ذكره الؤلف ) إنا العمال بالنيات ‪ ( ...‬فنفى أن يكون لـه عمــل شــرعي بـدون النيـة ‪ ،‬ولنـا طهـارة عــن حــدث‬
‫قلم تصح بغي نية كالتيمم أو عبادة ‪ ،‬فافتقرت إل النية كالصلة ‪.‬‬
‫ولن الوضوء عبادة مستقلةـ ‪ ،‬بدليل أن ال تعال رتب عليه الفضل والثواب والجر ‪ ،‬ومثل هذا يكون عبادة مستقلة ‪.‬‬
‫وهذا قول جهور العلماء ‪.‬‬
‫فلو توضأ بنية التبد فإنه ل يزئه ‪ ،‬ويعتب وضوءه باطل‪ G‬لفقده شرطا‪ G‬وهو النية ‪.‬‬
‫قول الصنف ) أن ينوي رفع الدث ( أي إذا توضأ بنية رفع الدث الذي حصل له ‪ ،‬بسبب البول مثل‪ ، G‬صح وضوءه ‪.‬‬
‫وق ـوله ) أو الوضــوء للصــلة ( أي نــوي بوضــوئه الصــلة ‪ ،‬أو لــس الصــحف ‪ ،‬فــإنه يرتفــع حــدثه ‪ ،‬وإن ل ينــو رفــع الــدث ‪ ،‬لن‬
‫الصلة ل تصح إل بعد رفع الدث ‪.‬‬
‫‪ ‬والنية ملها القلب‪ ،‬والتلفظ با بدعة ‪.‬‬
‫قال ابن القيم رحمه ال ‪ ” :‬النيــة هــي القصــد والعــزم علــى فعــل الشــيء ‪ ،‬وملهــا القلــب ل تعلــق لــا باللســان أصـل‪ ، G‬ولــذلك ل‬
‫ينقل عن النب ‪ ‬ول عن أصحابه التلفظ بالنية بال ‪ ،‬ول سعنا عنهم ذكر ذلك “ ‪.‬‬
‫قـوله ) رفع الحدث ( خــرج بـه طهــارة النــاس ‪ ،‬فل يشــتط لـا النيــة ‪ ،‬فلــو علــق إنســان ثــوبه ف الســطح رجــاء الطــر حــت يغســله‬
‫طه ر ‪ ،‬مع أنه ليس بفعله ول نيته ‪ ،‬وكذلك الرض تصيبها النجاسة فينزل عليها ماء الطر فتطهر ‪.‬‬ ‫وزالت النجاسة ~‬

‫‪37‬‬
‫ول‪" :‬ب‪k j‬س ‪j‬م ا‪i‬لل‪j h‬ه ‪j‬ه ‪.‬‬
‫م‪ /‬ث‪h g‬م ي‪i‬ـ ‪g‬ق ‪i‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫أي يسن أن يقول بسم ال قبل الوضوء ‪ ،‬وهذا مذهب المهور ‪.‬‬
‫وذهب بعض العلماء إل وجوبا ‪ ،‬لقوله ‪ ) : ‬ل وضوء لن ل يذكر اسم ال ( رواه أبو داود ‪ ،‬متلف فيه ‪.‬‬
‫والصحيح أنها سنة غير واجبة ‪ ،‬لمور ‪:‬‬
‫وه ~ك ‹م ‪ ( ...‬فـأمر ال بالغســل ول يـأمر بالتسـمية ‪ ،‬ولـو‬ ‫أول‪ : d‬قوله تعال ‪) :‬يا أ}يـ«ه ا ال‪Œ‬ـ ‪Š‬ذين آمن~ـوا إ‪Š‬ذ}ا ق~مت~ـم إ‪} Š‬ـل ال ‪Š Š Œ‬ـ‬
‫صـلة ف}ا ‹غس ل~وا ~و ~جـ }‬ ‫‹ ‹‬ ‫} }‬ ‫} }ـ‬
‫كانت واجبة لمر ال با ‪ ،‬كما أمر با ف الصيد والذكاة ‪.‬‬
‫ثانيـا‪ : d‬أن الصــحابة وصــفوا وضــوء النــب ‪ ‬وصــفا‪ G‬تامـا‪ ، G‬ول يــذكر أحــد منهــم أنــه ســى ف أول وضــوئه ‪ ،‬فلــو كــان ذلــك واجب ـا‪ G‬ل‬
‫يصح الوضوء إل به ‪ ،‬ل يتكها النب ‪. ‬‬
‫ثالث ـا‪ : d‬أن الــديث متلــف ف ثبــوته ‪ ،‬وقــد قــال المــام أحــد ‪ :‬ل يثبــت ف هــذا البــاب شــيء ول يكــن إثبــات واجــب بــديث‬
‫متلف فيه ‪ ،‬وقد حسنه بعض العلماء ‪.‬‬
‫رابع ـا‪ : d‬ح ــديث عبــد ال بــن عمــرو ‪ ) :‬أن أعرابي ـا‪ G‬جــاء إل النــب ‪ ‬يســأل ع ــن الوضــوء ‪ ...‬فــذكر لــه النــب ‪ ‬الوضــوء ول يــذكر‬
‫التسمية ( ‪ .‬رواه أبو داود‬
‫م‪i /‬وي‪i‬ـ ‪k‬غ ‪j‬س ‪i‬ل ‪i‬ك ‪h‬ف ‪k‬ي ‪j‬ه ث‪ii‬لث‪d‬ا ‪.‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫أي ويسن أن يغسل كفيه ثلثا‪ G‬قبل بداية الوضوء ‪.‬‬
‫لديث عثمان ‪ ) : ‬أنه دعا بوضوء ‪ ،‬فتوضأ فغسل كفيه ثلث مرات ‪ ،‬ث مضمضـ ‪ ( ...‬متفق عليه‬
‫ولن اليد آلة الغسل ‪ ،‬وبا ينقل الاء ‪ ،‬فكان الليق تطهيها احتياطا‪ G‬لميع الاء ‪.‬‬
‫‪ ‬وغسل الكفي ف بداية الوضوء من سنن الوضوء ‪.‬‬
‫قال النووي ‪ ” :‬وهذا دليل على أن غسلهما ف أول الوضوء سنة ‪ ،‬وهو كذلك باتفاق العلماء “ ‪.‬‬
‫ث غ‪i‬رف‪Œ i‬‬
‫‪j‬‬ ‫‪j‬‬
‫ات‪.‬‬ ‫ض ‪i‬وي‪k i‬ست‪i‬ـ ‪k‬نش ‪i‬ق ث‪ii‬لث‪d‬ا‪ ,‬ب‪j‬ث‪i i‬ل ‪k‬‬
‫ض ‪i‬م ‪i‬‬
‫م‪ /‬ث‪h g‬م ي‪i‬ـت‪i i‬م ‪k‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫المضمضة ‪ :‬هي إدارة الاء ف الفم ‪.‬‬
‫والستنشاق ‪ :‬هو جذب الاء بالنفس من النف ‪.‬‬
‫‪ ‬فبعد غسل الكفي يبدأ بالضمضة والستنشاق ‪.‬‬
‫لديث عثمان ‪ ‬وفيه ‪ ... ) :‬فغسل كفيه ثلثا‪ ، G‬ث مضمضـ واستنثر ‪. ( ...‬‬
‫‪ ‬أن الضمضة تقدم على الستنشاق ‪.‬‬
‫‪ ‬أن الضمضة والستنشاق قبل غسل الوجه ‪ ،‬وهذا سنة ‪ ،‬فلو خالف وغسلـ وجهه ث تضمض واستنشق ؛ فل بأس ‪.‬‬
‫‪ ‬السنة أن يتمضمض ويستنشق ثلثا‪. G‬‬
‫لــديث عبــد ال بــن زيــد ف صــفة وضــوء النــب ‪ ، ‬وفيــه ‪ ... ) :‬ث أدخــل يــده ف التـ ‹ـور ‪ ،‬فمضــمض واستنشــق واســتنثر ثلثـا‪. ( G‬‬
‫متفق عليه‬
‫‪ ‬السنة أن يكون بثلث غرفات من كف واحدة ‪.‬‬
‫‪38‬‬
‫لديث عبد ال بن زيد ف صفة الوضوء ‪ ) :‬ث أدخل ‪ ‬يده ‪ ،‬فمضمض واستنشق من كف واحدة ‪ ،‬يفعل ذلك ثلثـا‪ . ( G‬متفــق‬
‫عليه‬
‫وعن علي ‪ ‬ف صفة الوضوء‪) :‬ث تضمض واستنثر ثلثا‪ ،G‬يضمض وينتثر من الكف الذي يأخذ منه الاء(‪ .‬رواه أبو داود‬
‫‪ ‬وهذه الصفة هي أصح الصفات للحاديث السابقة ‪..‬‬
‫قال النـووي موضــحا‪ d‬هـذه الصــفة ‪ ” :‬أن يأخــذ غرفــة ويتمضــمض منهــا ث يستنشــق ‪ ،‬ث يأخــذ غرفــة ثانيــة يفعــل بــا كــذلك ‪ ،‬ث‬
‫ثالثة كذلك “ ‪.‬‬
‫قال ابن القيم ‪” :‬وكان ‪ ‬يصل بي الضمضة والستنشاق فيأخذ نصف الغرفة لفمه ونصفها لنفه “ ‪.‬‬
‫‪ ‬ول ييء حديث صحيح ف الفصلـ بي الضمضة والستنشاق ‪.‬‬
‫وأما حديث طلحة بن مصرف عن أبيه عن جده قال ‪ ) :‬رأيت رسول ال ‪ ‬يفصل بي الضمضة والستنشــاق ( ‪ .‬رواه أبــو داود‬
‫فهو حديث ضعيف‬
‫‪ ‬وحكم الضمضة والستنشاق أنما من واجبات الوضوء ‪ ،‬وهذا مذهب أحمد‬
‫لقوله ‪ ) : ‬أسبغ الوضوء ‪ ،‬وخلل بي الصابع وبالغ ف الستنشاق إل أن تكون صائما‪ . ( G‬رواه أبو داود‬
‫وف رواية ‪ ) :‬إذا توضأ أحدكم فليجعل ف أنفه ماء ث لينتثر ( ‪ .‬متفق عليه‬
‫وهذه أوامر تدل على الوجوب ‪.‬‬
‫ولن كل من وصف وضوء النب ‪ ‬ذكر أنه تضمض واستنشق ‪ ،‬وأنه داوم عليهما ‪ ،‬فهذا ما يدل على وجوبما ‪.‬‬
‫وذهب بعض العلماء إل أنما سنتان ف الوضوء ‪ ،‬وهو قول مالك والشافعي ‪.‬‬
‫لنه قال ‪ ) :‬فاغسلوا وجوهكم ( فال أمر بغسل الوجه ‪ ،‬وهو ما تصل به الواجهة ‪ ،‬دون باطنه وهو الفم والنف ‪.‬‬
‫واستدلوا بديث عائشة ‪ ) :‬عشرة من سنن الرسلي ‪ ... :‬وذكر منها ‪ :‬الضمضة والستنشاق ( ‪.‬‬
‫والراجح الول ‪.‬‬
‫‪ ‬ل يب أن يزيل ما ف فمه من بقايا الطعام ‪.‬‬
‫‪ ‬ل يب عليه أن يزيل السنان الركبة ‪.‬‬
‫م‪ /‬ث‪h g‬م ي‪i‬ـغ‪j k‬س ‪i‬ل ‪i‬و ‪k‬ج ‪i‬هه‪ g‬ث‪ii‬لث‪d‬ا ‪.‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫غسل الوجه من فروض الوضوء ‪.‬‬
‫وه ~ك ‹م ( ‪.‬‬ ‫‪Š‬‬
‫لقوله تعال ‪ ) :‬ف}ا ‹غسل~واـ ~و ~ج }‬
‫وأجع العلماء على ذلك ‪.‬‬
‫‪ ‬الوجه هو ما تصل به الواجهة ‪ ،‬وحده من منابت الشعر العتاد على ما نزل مــن اللحيـة والــذقن طـول‪ ، G‬ومــن الذن إل الذن‬
‫عرضا‪. G‬‬
‫وغسله ثلث مرات هذا من سنن الوضوء ‪.‬‬
‫لديث عثمان ‪ ‬ف صفة الوضوء ‪ ) :‬ث غسلـ وجهه ثلثا‪. ( ... G‬‬
‫‪ ‬هل يغسل ما استسل من اللحية ‪.‬‬
‫قال بعضهم ‪ :‬ل يغسل قياسا‪ G‬على شعر الرأة الطويل أو ما استسل من شعر الرأس فإنه ل يسح ‪ ،‬والصحيح أنه يغسل ‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫فــالواب عــن قيــاس مــن منــع أن يقــال ‪ :‬إن اللحيــة الستســلة يصــل بــا الواجهــة بلف الشــعر التــدل مــن الـرأس فــإنه ليــس مــن‬
‫الرأس إذ الرأس ما ترأس وارتفع ‪.‬‬
‫م‪i /‬وي‪i i‬دي‪j k‬ه إ‪j‬ل‪i‬ى ا‪i‬ل ‪kj‬م ‪k‬رف‪i‬ـ ‪i‬ق ‪k‬ي ‪j‬ن ث‪ii‬لث‪d‬ا ‪.‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫غسل اليدين إل الرفقيـ من فروض الوضوء بالجاع ‪.‬‬
‫لقوله تعال ‪} ) :‬وأ}ي‹ ‪Š‬دي} ~ك ‹م إ‪} Š‬ل ال‹ }م}راف‪Š Š‬ق ( ‪.‬‬
‫‪ ] .‬قاله الافظ [‬ ‫المرفق ‪ :‬بكسر اليم ‪ ،‬هو العظم الناتئ ف آخر الذراع ‪ ،‬وسي بذلك لنه يرتفق به ف التكاء ونوه‬
‫‪ ‬والسنة أن يكون الغسلـ ثلث مرات ‪.‬‬
‫لديث عثمان ف صفة الوضوء ‪ ... ) :‬ث غسل يديه إل الرفقي ثلثا‪. ( G‬‬
‫‪ ‬قوله ) إلى المرفقين ( دليل على أن الرفق يب غسله مع اليد ‪ ،‬وهذا مذهب الئمة الربعة ‪.‬‬
‫لقوله تعال ‪} ) :‬وأ}ي‹ ‪Š‬دي} ~ك ‹م إ‪} Š‬ل ال‹ }م}راف‪Š Š‬ق ( أي مع الرافق ‪.‬‬
‫وقد جاءت أحاديث تدل على دخول الرفق مع اليد ‪.‬‬
‫عند الدار قطن بإسناد حسن من حديث عثمان ف صفة الوضوء‪ ) :‬فغسل كفيه إل الرفقي حت مس أطراف العضدينـ ( ‪.‬‬
‫وعن جابر ‪ ) :‬كان رسول ال ‪ ‬إذا توضأ أدار الاء على مرفقه ( لكن ف إسناد ضعف ‪.‬‬
‫وف البزار والطبان من حديث وائل بن حجر ف صفة الوضوء ‪ ) :‬وغسلـ ذراعيه حت جاوز الرفق ( ‪.‬‬
‫وف الطحاوي والطبانـ من حديث ثعلبة بن عباد عن أبيه مرفوعا‪ ) : G‬ث غسل يديه حت يسيل الاء على مرفقيه ( ‪.‬‬
‫فهذه الحاديث يقوي بعضها بعضا‪ ] G‬قاله الافظ [ ‪.‬‬
‫وما يدل على دخولما أنه ل ينقل عنه ‪ ‬أنه أخل به ولو مرة واحدة فتك غسل الرفقي ‪.‬‬
‫‪ ‬يب أن يغسلـ الكفي مع اليدين ‪ ،‬فيجب أن يغسل يديه من أطراف الصابع إل الرفقي ‪.‬‬
‫‪ ‬يغسل القطعـ بقية الفروض ‪.‬‬
‫مثال‪ :‬لو قدر أنه قطع من نصف الذراع‪ ،‬فإنه يغسل بقية المفروض لقوله تعالى‬
‫) فاتقوا الله ما ستطعتم ( ‪.‬‬
‫ولحديث أبي هريرة ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول الله ‪» :‬إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما‬
‫استطعتم« متفق عليه‪.‬‬
‫ااا اااااا ‪ ” :‬إذا بقي من محل الفرض شيء فإنه يجب غسله بل خلف‬
‫“‪.‬‬
‫م‪ /‬ويمسح رأ‪k‬سه ‪j‬من م ‪i‬قد‪hj‬م رأ‪j k‬س ‪j‬ه إ‪j‬ل‪i‬ى ق‪i‬ـ ‪i‬فاه ب‪j‬ي ‪i‬دي ‪j‬ه ‪ .‬ث‪h g‬م ي ‪j‬عي ‪i‬دهما إ‪j‬ل‪i‬ى ا‪i‬ل‪k‬مح ‪o‬ل ا‪i‬ل‪j h‬ذي ب ‪i‬دأ‪j i‬م ‪k‬نه م ‪h‬رة‪ d‬و ‪j‬‬
‫اح ‪i‬دة‪. d‬‬ ‫‪i ig i‬‬ ‫‪ii‬‬ ‫‪ig g‬‬ ‫‪k i g‬‬ ‫‪i g k g i i i i kii‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫ث بعد غسل اليدين يسح رأسه ‪ ،‬وهو من فروض الوضوء ‪.‬‬
‫لقوله تعال ‪ ) :‬وامسحواـ ب‪Š‬ر~ؤ ‪Š‬‬
‫وس ~ك ‹م ( ‪.‬‬ ‫}‹ } ~ ~‬
‫‪ ‬قوله ) مرة واحدة ( فيه أن الرأس يسح مرة واحدة ‪ ،‬وهذا مذهب جهور العلماء ‪.‬‬
‫لديث علي ف صفة الوضوء ‪ ) :‬ومسح برأسه واحدة ( ‪ .‬رواه أبو داود‬

‫‪40‬‬
‫حــديث عثمــان ف الصــحيحي ف صــفة الوضــوء ‪ ،‬وكــذلك عبــد ال بــن زيــد ف الصــحيحي ل يــذكر أنــه مســح رأســه ثلثـا‪ G‬بلف‬
‫بقية العضاء ‪.‬‬
‫ل ينقل عن النب ‪ ‬سنة صحيحة أنه مسح رأسه ثلث مرات ‪.‬‬
‫وذهب بعض العلماء ‪ ،‬وهو مذهبـ الشافعية أنه يشرع التثليث ف مسح الرأس ‪.‬‬
‫لديث عثمان ‪ ) :‬أن النب ‪ ‬توضأ ثلثا‪ G‬ثلثا‪ . ( G‬رواه مسلمـ‬
‫والراجح الول ‪ ،‬ولن السح مبن على التخفيف فل يقاس على الغسل ‪.‬‬
‫قال أبو داود ‪ ” :‬وأحاديث عثمان الصحاح كلها تدل على أنه مسح رأسه مرة “ ‪.‬‬
‫‪ ‬قوله ) ويمسح رأسه ( أن الرأس يسح ول يغسلـ ‪ ،‬فلو غسله بدل‪ G‬من السح لكان مكروها‪. G‬‬
‫وذهب بعض العلماء إل أنه ل يزئه ‪ ،‬لنه خلف أمر ال ورسوله ‪.‬‬
‫‪ ‬قوله )ويمسح رأسه( أي أنه يب أن يستوعب جيع الرأس ول يزئ أن يسح بعضه‪ ،‬وهذا هو المذهب وهو الصحيح‪.‬‬
‫لن هذا هو الذي ثبت عن النب ‪ ، ‬ول ينقل عنه ‪ ‬أنه اقتصر على بعض الرأس ‪.‬‬
‫ولن ال تعال ذكر مسح الرأس ‪ ،‬ومسمى الرأس حقيقة هو جيع الرأس ‪ ،‬فيقتضي وجوب مسح جيع الرأس ‪.‬‬
‫قال ابن القيم رحمه ال ‪ ” :‬ل يصح عنه حديث واحد أنه اقتصر على مسح بعض الرأس البتة “ ‪.‬‬
‫وذهب بعض العلماء إل أنه يزئ مسح بعض الرأس ‪ ،‬واستدلوا بقوله تعال ‪ ) :‬وامسحوا ب‪Š‬ر~ؤ ‪Š‬‬
‫وس ~ك ‹م ( قالوا ‪ :‬الباء للتبعيض‪.‬‬ ‫}‹ } ~ ~‬
‫والراجح الول ‪.‬‬
‫وأما الباء فليست للتبعيض وإنا هي للملصقة ‪.‬‬
‫ق ـوله ) ويمســح رأســه ثــم يعيــدهما إلــى المحــل ‪ ( ...‬ه ــذه ص ــفة مس ــح ال ـرأس ‪ ،‬وهــي الثابتــة ف حــديث عب ــد ال ب ــن زي ــد ف‬
‫الصحيحي قال ‪ ) :‬بدأ بقدم رأسه حت ذهب بما على قفاه ‪ ،‬ث ردها إل الكان الذي بدأ منه ( ‪.‬‬
‫‪ ‬والكمة من مسح الرأس على هذه الصفة استيعاب جهت الرأس بالسح ‪ ،‬لن الشعر من جهة الوجه متجــه إل الـوجه ‪ ،‬ومــن‬
‫جهة الؤخر متجه إل القفاء ‪.‬‬
‫‪ ‬وهذه الصفة يستوي فيها الرجل والرأة ‪ ،‬لن الصل ف الحكام الشــرعية أن مـا ثبـت ف حـق الرجــال ثبـت ف حـق النسـاء إل‬
‫بدليل يصص ‪.‬‬
‫‪ ‬لو مسح رأسه بغي يده ‪ ،‬كأن يسحه برقة ونوها ؟ فالواب ‪ :‬أن ذلك يزىء عنه لصول السح بذلك ‪.‬‬
‫اخي أ‪g‬ذ‪g‬ن‪i‬ـي ‪j‬ه‪ ,‬ويمسح ب‪jj‬إبـهامي ‪j‬ه ظ‪j i‬‬
‫اه ‪i‬ر‪g‬ه ‪i‬ما ‪.‬‬ ‫م‪ /‬ث‪h g‬م ي ‪k‬د ‪g‬خل سب‪h‬احت‪i‬ـ ‪k‬ي ‪j‬ه ف‪j‬ي ‪j‬‬
‫ص ‪i‬م ‪k i i k i i k i i k k i‬‬ ‫‪i i i i‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫ذكر الؤلف هنا صفة مسح الذني ‪.‬‬
‫وهي أن يدخل سباحتيه ] أصبعيه السباحتي [ ف صماخت أذنيه لسح باطنهما ‪ ،‬ويسح بإباميه ظاهرها ‪.‬‬
‫ولــو مســحهما بغي البــام لــاز ‪ ،‬لن القصــود اســتيعاب الــل بالســح ‪ ،‬لكــن العمــل بالســنة أفضــل ‪ ،‬ليجعــل لــه أجــر القتــداء‬
‫بالنب ‪. ‬‬
‫والدليل على هذه الصفة ‪:‬‬

‫‪41‬‬
‫حــديث عمــرو بــن شــعيب عــن أبيــه عــن جــده ‪ ) :‬أن رجل‪ G‬أتــى النــب ‪ ‬فقــال ‪ :‬يــا رســول ال ‪ ،‬كيــف الطهــور ؟ فــدعا بــاء فغســل‬
‫كفيه ثلثا‪ ، G‬ث غسل وجهه ثلثا‪ ، G‬ث غســل ذراعيـه ثلثـا‪ ، G‬ث مســح برأسـه فأدخــل أصـبعيه السـباحتي ف أذنيـه ‪ ،‬ومســح بإبـاميه‬
‫على ظاهر أذنيه ‪ ،‬ث غسلـ رجليه ثلثا‪ ، G‬ث قال ‪ :‬هكذا الوضوء ‪ ،‬فمن زاد على هذا أو نقص فقد أساء وظلم ( ‪ .‬رواه أبو داود‬
‫وف حــديث القــدام بــن معــد كــرب قــال ‪ ) :‬رأيــت رســول ال ‪ ‬توضــأ فمســح رأســه ‪ ،‬ومســح أذنيــه ظاهرهــا وباطنهمــا (‪ .‬رواه أبــو‬
‫داود‬
‫‪ ‬السباحتين ‪ :‬تثنيــة ســباحة ‪ ،‬وهــي الصــبع الــت بي البــام والوســطى ‪ ،‬ســيت بــذلك لنــه يســبح بــا ‪ ،‬أو لنــه يشــار بــا عنــد‬
‫السب ‪.‬‬
‫إبهاميه ‪ :‬تثنية البام ‪ ،‬وهي الصبع الغليظة الامسة من أصابع اليد ‪.‬‬
‫‪ ‬ومسح الذني مع الرأس واجب ‪ ،‬وهذا مذهب النابلة ‪.‬‬
‫وس ~ك ‹م ( وقد جاء ف الديث ‪ ) :‬الذنان من الرأس ( وهذا روي مرفوعـا‪ G‬لكــن ل يصــح ‪ ،‬لكنـه صـح‬ ‫لقوله تعال ‪ ) :‬وامسحواـ ب‪Š‬ر~ؤ ‪Š‬‬
‫}‹ } ~ ~‬
‫من قول ابن عمر رواه عبد الرزاق بسند صحيح ‪ ،‬وإذا كانت الذنان من الرأس فيكون المر بسح الرأس أمرا‪ G‬بسحهما ‪.‬‬
‫ومن الدلة قوله ‪ ) : ‬إذا توضأ العبد فمضمض خرجت خطاياه من فيه ‪ ... ،‬فإذا مســح برأسـه خرجــت خطايــاه مــن رأســه حــت‬
‫ترج من أذنيه ( ‪ .‬رواه مالك‬
‫فقوله ‪ ) :‬حت ترج من أذنيه ( دليل على أن الذني من الرأس ‪ ،‬فتكون حكم مسحهما حكم مسح الرأس ‪.‬‬
‫وذهب بعض العلماء إل أن مسحهما سنة ليس بواجب ‪.‬‬
‫لديث عثمان ف صفة الوضوء ؛ حيث ل يذكر السح على الذني ‪.‬‬
‫وكذلك ف حديث عبد ال بن زيد ‪،‬ل يذكر السح على الذني ‪.‬‬
‫والراجح الول ‪.‬‬
‫‪ ‬ويسح أذنيه بفضل ماء رأسه ‪ ،‬وليس ف السنة ما يدل على أنه يأخذ ماء‪ G‬جديدا‪. G‬‬
‫م‪ /‬ث‪h g‬م ي‪i‬ـ ‪k‬غ ‪j‬س ‪i‬ل ‪j‬ر ‪k‬جل‪ki‬ي ‪j‬ه ‪i‬م ‪i‬ع ا‪i‬ل‪i k‬ك ‪k‬عب‪i‬ـ ‪k‬ي ‪j‬ن ث‪ii‬لث‪d‬ا ث‪ii‬لث‪d‬ا ‪.‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫ث بعد مسح الرأس يغسل رجليه ‪ ،‬وغسل الرجلي من فروض الوضوء بالجاع ‪.‬‬
‫ي(‪.‬‬ ‫لقوله تعال ‪ ) :‬وأ ‹}ر ~جل} ~كم إ‪} Š‬ل ال‹ }ك ‹عب}ـ ‹ ‪Š‬‬
‫‹‬ ‫}‬
‫والكعبان ‪ :‬ها العظمان الناتئان اللذان بأسفل الساق من جانب القدم ‪.‬‬
‫‪ ‬والسنة أن يغسلهما ثلثا‪. G‬‬
‫لديث عثمان ف صفة الوضوء ‪ ) :‬ث غسل كلتا رجليه ثلثا‪. ( ... G‬‬
‫‪ ‬جاء التحذير الشديد من التهاون ف شيء من الرجل ‪ ،‬فقد قال ‪ ) : ‬ويل للعقاب من النار ( ‪.‬‬
‫ض‪j‬‬
‫وء ا‪i‬ل‪j h‬ذي ف‪i‬ـ ‪i‬عل‪i‬ه‪ g‬ا‪i‬لن‪h‬ب‪‡ j‬ي ‪. ‬‬ ‫م‪i /‬ه ‪i‬ذا أ‪k i‬ك ‪i‬م ‪g‬ل ا‪i‬ل ‪kg‬و ‪g‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫الؤلف رحه ال ل يذكر أشياء تعتب من سنن الوضوء الت فعلها النب ‪ ‬وأمر با ‪ ،‬لكي يكتمل الوضوء الكامل ‪ ،‬منها ‪:‬‬
‫البداءة باليمين ‪.‬‬
‫فيسن أن يبدأ بيده الت قبل اليسرى ورجله الت قبل اليسرى ‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫لديث عائشة قالت ‪ ) :‬كان يعجبه التيمن ف تنعله وترجله وطهوره وف شأنه كله ( متفق عليه‬
‫وعن أب هريرة ‪ ‬قال ‪ :‬قال رسول ال ‪ ) : ‬إذا توضأت فابدأوا بيامنكم ( ‪.‬‬
‫حديث عثمان ف صفة الوضوء ‪ ... ) :‬ث غسل يده اليمن إل الرفــق ثلث مـرات ‪ ،‬ث غســل يـده اليســرى مثــل ذلــك ‪ ،‬ث مســح‬
‫رأسه ‪ ،‬ث غسل رجله اليمن إل الكعبي ثلث مرات ‪ ،‬ث غسل اليسرى مثل ذلك ‪. ( ...‬‬
‫قال النووي رحمه ال‪ :‬أجع العلماء على أن تقدي اليمي ف الوضوء سنة‪ ،‬من خالفها فإنه فاته الفضلـ وت وضوءه ‪.‬‬
‫قــال الشــيخ ابــن عــثيمين رحمــه ال ‪ ” :‬أمــا الــوجه فالنصــوص تــدل علــى أنــه ل تيــامن فيــه ‪ ...‬والذنــان يســحان مــرة واحــدة ‪،‬‬
‫لنما عضوان من عضو واحد “ ‪.‬‬
‫ومن ذلك قول الدعاء الوارد بعد الوضوء ‪.‬‬
‫كما جاء ف حديث عمر أن النب ‪ ‬قال ‪ ) :‬ما منكم من أحد يتوضأ فيسبغ الوضوء ‪ ،‬ث يقول ‪ :‬أشهد أن ل إلــه إل ال وحــده‬
‫ل شريك له ‪ ،‬وأشهد أن ممدا‪ G‬عبده ورسوله ؛ إل فتحت له أبواب النة الثمانية يدخل من أيها شاء ( ‪ .‬رواه مسلمـ‬
‫وجاء ف دعاء آخر ‪ ،‬عن أب سعيد مرفوعا‪ ) : G‬من توضأ ففــرغ مــن وضـوئه ‪ ،‬فقــال ‪ :‬سـبحانك اللهــم وبمــدك ‪ ،‬أشـهد أن ل إلـه‬
‫إل أنت أستغفرك وأتوب إليك ‪ ،‬طبع عليها بطابع ث رفعت تت العرش ‪ ،‬فلم تكسر إل يوم القيامة ( ‪ .‬رواه الاكم‬
‫واختلف ف رفعه ووقفه ‪ ،‬وعلى تقدير وقفه ؛ فهذا ما ل مال للرأي فيه ‪ ،‬فله حكم الرفع ‪.‬‬
‫‪ ‬جاء عند التمذي ‪ ) :‬اللهم اجعلن من التوابي واجعلن من التطهرين ( لكنها ل تثبت ‪.‬‬
‫وجاء عند أب داود ‪ ... ) :‬فأحسن الوضوء ‪ ،‬ث رفع نظره إل السماء ( لكنها ضعيفة ‪.‬‬
‫‪ ‬الدعية أثناء الوضوء ل يصح منها شيء ‪.‬‬
‫قال النووي ‪ ” :‬وأما الدعاء على أعضاء الوضوء فلم ييء منه شيء عن النب ‪. “ ‬‬
‫وقال ابن القيم ‪ ” :‬وأحاديث الذكر على أعضاء الوضوء كلها باطلة ‪ ،‬ليس منها شيء يصح “ ‪.‬‬
‫ومن ذلك السواك ‪.‬‬
‫فهو من سنن الوضوء ‪.‬‬
‫لديث أب هريرة ‪ .‬قال ‪ :‬قال رسول ال ‪ ) ‬لول أن أشق على أمت لمرتم بالسواك عند كل وضوء ( رواه أحد ‪.‬‬
‫ولديث عائشة قالت ‪ :‬قال رسول ال ‪ ) ‬السواك مطهرة للفم مرضاة للرب ( رواه أحد ‪.‬‬
‫ك‪ :‬أ‪k i‬ن يـغ‪j k‬سل م ‪h‬رة‪ d‬و ‪j‬‬‫ض ‪j‬م ‪k‬ن ذ‪i‬ل‪i j‬‬
‫اح ‪i‬دة‪.d‬‬ ‫‪i ii i‬‬ ‫م‪i /‬وال‪i k‬ف ‪k‬ر ‪g‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫والواجب ف الوضوء الغسلة الول فقط ‪.‬‬
‫لقوله تعال ‪ ) :‬فاغسلواـ ( والغسلـ يصدق بواحدة ‪.‬‬
‫‪ ‬وأما الغسلة الثانية والثالثة فسنة ‪.‬‬
‫فقد ثبت حديث عن ابن عباس ‪ ) :‬أن النب ‪ ‬توضأ مرة مرة ( ‪ .‬رواه البخاري‬
‫وثبت ف حديث عبد ال بن زيد ‪ ) :‬أنه ‪ ‬توضأ مرتي مرتي ( ‪ .‬رواه البخاري‬
‫وثبت أنه ‪ ‬توضأ ثلثا‪ G‬ثلثا‪ G‬كما ف حديث عثمان ف الصحيحي ‪.‬‬
‫وثبت عنه ‪ ‬أنه توضأ مالفا‪ ، G‬فغسل وجهه ثلثا‪ ، G‬ويديه مرتي ‪ ،‬ورجله مرة ‪ ،‬ففي حديث عبد ال بن زيد ف صــفة الوضــوء ‪) :‬‬
‫‪ ...‬ث أدخل يده فغسل وجهه ثلثا‪ ، G‬ث غسل يديه مرتي إل الرفقي ‪ . ( ...‬متفق عليه‬

‫‪43‬‬
‫وقد كره بعض العلماء أن يالف بي العضاء ف العدد ‪.‬‬
‫والصواب أنه ل يكره ‪ ،‬والفضلـ أن يفعل هذا تارة وهذا تارة ‪ ،‬ليكون عامل‪ G‬بالسنة كلها ‪.‬‬
‫‪ ‬أما الزيادة على الثلث فل يوز ‪ ،‬لديث عبد ال بن عمرو ‪ ) :‬أن النـب ‪ ‬توضـأ ثلثـا‪ G‬ثلثـا‪ ، G‬ث قـال ‪ :‬هكــذا الوضـوء فمــن‬
‫زاد فقد أساء وتعدى وظلم ( ‪ .‬رواه أبو داود‬
‫قال المباركفوري ‪ ” :‬ل آمن إذا زاد ف الوضوء أن يأث “ ‪.‬‬
‫وقال أحمد وإسحاق ‪ ” :‬ل يزيد على الثلث إل رجل‪ G‬مبتلى “ ‪.‬‬

‫وه ‪g‬ك ‪k‬م ‪i‬وأ‪i‬ي‪k‬ـ ‪j‬دي‪g i‬ك ‪k‬م‬ ‫م‪ /‬وأ‪k i‬ن يـرت‪o‬ـبـها ‪i‬عل‪i‬ى ما ذ‪i i‬كره‪ g‬ا‪i‬لل‪h‬ه ت‪i‬ـعال‪i‬ى ف‪j‬ي ق‪i‬ـول‪j j‬ه‪ ) :‬يا أ‪i‬ي‡ـها ا‪i‬ل‪j h‬ذين آمن‪g‬ـوا إ‪i j‬ذا ق‪g‬مت م إ‪j‬ل‪i‬ـى ا‪i‬ل ‪j h‬‬
‫صـ ‪i‬لة ف‪i‬ا ‪k‬غ ‪j‬ـس ل‪g‬وا ‪g‬و ‪g‬جـ ‪i‬‬ ‫‪g k‬ـ ‪k‬‬ ‫‪i i‬‬ ‫‪i i‬‬ ‫‪k‬‬ ‫‪i g i i‬‬ ‫‪i i ig i‬‬
‫إ‪j‬ل‪i‬ى ا‪i‬ل‪k‬مراف‪j j‬ق وامسحوا ب‪j‬رء ‪j‬‬
‫وس ‪g‬ك ‪k‬م ‪i‬وأ ‪ik‬ر ‪g‬جل‪g i‬ك ‪k‬م إ‪j‬ل‪i‬ى ا‪i‬ل‪i k‬ك ‪k‬عب‪i‬ـ ‪k‬ي ‪j‬ن ( ‪.‬‬ ‫‪gg g i k i ii‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫الــتتيب ف الوضــوء فــرض مــن فــروض الوضــوء ‪ ،‬وهــو أن يــأت بفــروض الوضــوء مرتبــة ] يبــدأ بــالوجه ‪ ،‬ث غســل اليــدين ‪ ،‬ث مســح‬
‫الرأس ‪ ،‬ث غسلـ الرجلي [ ‪.‬‬
‫والدليل على أن التتيب فرض ‪:‬‬
‫ص }لة‪ Š‬ف}ا ‹غ ‪Š‬سل~وا وجوه ~كم وأ}ي ‪Š‬دي ~كم إ‪} Š‬ل ا}ل‹مراف‪Š Š‬ـق وامسحواـ ب‪Š‬رء ‪Š‬ـ‬ ‫ين }آمن~وا إ‪} Š‬ذا ق~ ‹مت~ ‹م إ‪} Š‬ل ا}ل ‪Œ‬‬ ‫‪ŠŒ‬‬
‫وس ~ك ‹م‬ ‫}} } ‹ } ~ ~~‬ ‫~~ } ‹ }‹ } ‹‬ ‫الية الت ذكرها الصنف ‪ ) :‬ي}ا أ}يـ« }ها ا}لذ }‬
‫ي(‪.‬‬ ‫وأ ‹}ر ~جل} ~كم إ‪} Š‬ل ا}ل‹ }ك ‹عب}ـ ‹ ‪Š‬‬
‫‹‬ ‫}‬
‫وجه الدللة ‪ :‬أن ال رتبها فيجب أن ترتب كما ف الية ‪ ،‬وقد قال ‪ ) : ‬ابدؤوا با بدأ ال به ( ‪.‬‬
‫ف اليــة أيضـا‪ G‬قرينــة تــدل علــى ذلــك ‪ :‬فــإنه تعــال أدخــل مســوحا‪ G‬بي مغس ـولي ‪ ،‬والعــرب ل تقطــع النظي عــن نظيه إل لفــائدة ‪،‬‬
‫والفائدة هنا التتيب ‪.‬‬
‫وكان ‪ ‬وضوءه مرتبا‪ G‬متواليا‪ ، G‬ول يل به مرة واحدة البتة ‪ ،‬فكل من وصف وضوء النب ‪ ‬حكاه مرتبا‪. G‬‬
‫وعلى هذا القول فلو قدم عضوا‪ G‬على آخر ل يصح وضوءه ‪ ،‬وهذا قول أحد والشافعي ‪.‬‬
‫وذه ــب بع ــض العلم ــاء إل أن ال ــتتيب غي واج ــب ‪ ،‬وه ــو ق ــول مال ــك وأص ــحاب ال ـرأي ‪ ،‬لن ال تع ــال أم ــر بغس ــل العض ــاء ‪،‬‬
‫وعطف بعضها على بعض بواو المع ‪ ،‬وهي ل تقتضي التتيب ‪ ،‬فكيف ما غسل كان متثل‪ ، G‬والراجح الول ‪.‬‬

‫ض‪i ,‬و‪i‬ك ‪i‬ذا ‪g‬ك ‡ل ‪i‬ما ا‪k j‬شت‪j g‬رط‪k i‬‬


‫ت ل‪i‬ه‪ g‬ا‪i‬ل ‪kg‬م ‪i‬و ‪i‬الة‪. g‬‬ ‫ث ‪i‬ل ي‪i‬ـ ‪k‬نب‪i‬ن‪j‬ي ب‪i‬ـ ‪k‬ع ‪g‬‬
‫ضه‪i g‬عل‪i‬ى ب‪i‬ـ ‪k‬ع ‪j‬‬ ‫يل ع‪k g‬رف‪d‬ا‪ ,‬ب‪i j‬ح ‪k‬ي ‪g‬‬ ‫صل بـ ‪k‬يـن‪i‬ـ ‪i‬ها ب‪ij‬ف ‪j‬‬
‫اص ‪Œ‬ل ط‪j i‬و ‪Œ‬‬ ‫‪j‬‬
‫م‪i /‬وأ‪k i‬ن ‪i‬ل ي‪i‬ـ ‪k‬ف ‪i i‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫أي أنه من فروض الوضوء الوالة ‪ ،‬وهي ‪ :‬أن ل يؤخر غسل عضو حت ينشف الذي قبله ‪ ،‬فل يؤخر غسل اليــدين حــت ينشــف‬
‫الوجه ‪ ،‬أو يؤخر مسح الرأس حت تف اليدان ‪.‬‬
‫والدليل على فرضية الوالة ‪:‬‬
‫ما ورد عن عمر ‪ ) :‬أن رجل‪ G‬توضأ فتك موضع ظفر على قدمه ‪ ،‬فأبصره النب ‪ ‬فقال ‪ :‬ارجع فأحسن وضوءك ‪ ،‬فرجع ث صلى‬
‫( ‪ .‬رواه مسلم‬
‫وعن خالد بن معدان عن بعض أصحاب النب ‪ ) : ‬أن النب ‪ ‬رأى رجل‪ G‬يصلي وف ظهر قدمه لعة‪ G‬قدر الدرهم ل يصـبها الـاء‬
‫‪ ،‬فأمره أن يعيد الوضوء والصلة ( ‪ .‬رواه أبو داود‬
‫فلو ل تب الوالة لجزأ غسل اللمعة ‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫ولن الوضوء عبادة واحدة ‪ ،‬فل ي~بن بعضها على بعض مع تفرق أجزائها ‪ ،‬بل يب أن يكون بعضها متصل‪ G‬ببعض ‪.‬‬
‫وهذا القول هو الراجح ‪.‬‬
‫وذهب بعض العلماء إل أنا سنة غي واجبة ‪.‬‬
‫لن مواظبــة النــب ‪ ‬تــدل علــى ســنيتها ‪ ،‬ومــا يــدل علــى عــدم وجوبــا ‪ :‬أن ال أمــر بغســل هــذه العضــاء ف الوضــوء ول يــوجب‬
‫الوالة ‪.‬‬
‫لكن الوالة تسقط مع العجز ‪.‬‬
‫‪k‬جب‪i j‬ير‪j‬ة‬ ‫‪j‬‬
‫في ا‪i‬ل ‪ki‬م ‪k‬س ‪j‬ح ‪i‬عل‪i‬ى ا‪i‬ل‪g k‬خ ‪h‬ف ‪k‬ي ‪j‬ن ‪i‬وال ‪i‬‬
‫الراد بالسح هنا إمرار اليد البلولة بالاء على خف مصوص ف زمن مصوص ‪.‬‬
‫والخف لغة ‪ :‬ما يلبس على الرجل من جلد ‪.‬‬
‫واصطلحا‪ : d‬هو الساتر للكعبي فأكثر من جلد ونوه ‪.‬‬
‫فيدخل ف ذلك ‪ :‬الشرابـ ‪ ،‬وكل ما يلبس على الرجل ما يستفاد منه بالتسخي ‪.‬‬
‫والسح على الف جائز عند عامة أهل العلم ] قاله ابن قدامة [ ‪.‬‬
‫ونقل ابن النذر عن ابن البارك قال ‪ :‬ليس ف السح على الفي عند الصحابة اختلف ‪.‬‬
‫وقال السن البصري ‪ :‬حدثن سبعون من أصحاب النب ‪ ‬أنه مسح على خفيه ‪.‬‬
‫وأدلة جوازه كثية وستأت إن شاء ال ‪.‬‬
‫ومنها هذه الحاديث ‪:‬‬
‫عــن هــام بــن الــارث قــال ‪ ) :‬رأيــت جريــر بــن عبــد ال بــال ‪ ،‬ث توضــأ ومســح علــى خفيــه ‪ ،‬ث قــام فصــلى ‪ ،‬فســئل فقــال ‪ :‬رأيــت‬
‫رسول ال ‪ ‬صنع مثل هذا ‪ ،‬قال إبراهيم النخعي ‪ :‬فكان يعجبهم هذا ‪ ،‬لن جريرا‪ G‬كان آخر من أسلم ( ‪ .‬متفق عليه‬
‫وعــن حذيفــة قــال ‪ ) :‬كنــت مــع النــب ‪ ‬فــانتهى إل ســباطة قــوم فبــال قائمـا‪ ، G‬فتنحيــت ‪ ،‬فقــال ‪ :‬ادنــه ‪ ،‬فــدنوت حــت قمــت عنــد‬
‫عقبيه ‪ ،‬فتوضأ فمسح على خفيه ( متفق عليه‬
‫اختلف العلماء أيهما أفضل المسح أو الغ‪i‬سل على قولين ‪:‬‬
‫القول الول ‪ .‬الغسل أفضل ‪.‬‬
‫‪ ].‬ذكـر ذلـك‬ ‫وهذا مذهب الشافعي ‪ ،‬وذهب إليه جاعـة مــن الصـحابة منهــم عمــر بـن الطــاب وابنـه عبــد ال وأبـو أيــوب النصــاري‬
‫النووي [ ‪.‬‬
‫لنه الفروض ف كتاب ال ‪.‬‬
‫] ذكر ذلك ابن قدامة [ ‪.‬‬ ‫ولنه الغالب من فعل رسول ال ‪. ‬‬
‫القول الثاني ‪ :‬المسح أفضل ‪.‬‬
‫وهذا مذهب أحد ‪.‬‬
‫قال النووي ‪ ” :‬وذهب إليه الكم وحاد “ ‪.‬‬
‫واختاره ابن النذر ‪ ،‬وقال ‪ ” :‬والذي أختاره أن السح أفضل ‪ ،‬لجل من طعن فيه من أهل البدع من الوارج والروافض ‪ ،‬قــال ‪:‬‬
‫وإحياء ما طعن به الخالفون من السنن أفضل من تركه “ ‪.‬‬
‫والراجح أن النسان على حسب حاله ‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫واختــاره ابــن القيــم فــي زاد المعــاد ‪ ،‬وقــال ‪ ” :‬ول يكــن يتكلــف ض ـ ‪D‬د حــاله الــت عليهــا قــدماه ‪ ،‬بــل إن كــانت ف الــف مســح‬
‫عليهمــا ول ينزعهمــا ‪ ،‬وإن كــانت مكش ــوفتي غس ــل القــدمي ‪ ،‬ول يلبــس الــف ليمســح عليــه ‪ ،‬وهــذا أع ــدل الق ـوال ف مســألة‬
‫الفضل من السح والغسل “ ‪.‬‬

‫ساف‪j j‬ر ‪.‬‬ ‫‪j j jŒ‬‬ ‫‪k‬م ‪j‬ق ‪j‬‬ ‫‪j‬‬ ‫‪j j‬‬
‫يم ‪i -‬وث‪ii‬لث‪i‬ة‪ i‬أ‪i‬ي‪h‬ام بل‪i‬ي‪i‬اليه ‪h‬ن لل ‪kg‬م ‪i‬‬ ‫م‪ /‬ف‪ji‬إ ‪k‬ن ‪i‬كا ‪i‬ن ‪i‬عل‪ki‬يه ‪g‬خ ‪h‬فان ‪i‬ون‪k i‬ح ‪g‬و ‪g‬ه ‪i‬ما ‪i‬م ‪k‬س ‪i‬ح ‪i‬عل‪ki‬ي ‪j‬ه ‪i‬ما إ‪k j‬ن ‪i‬ش ‪i‬‬
‫اء ي‪i‬ـ ‪k‬و‪d‬ما ‪i‬ول‪ki‬يـل‪i‬ة‪ d‬لل ‪g‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫ذكــر الؤلــف رحـه ال الشــرط الول مــن شــروط الســح علــى الفي ‪ ،‬وهــو أن يكـون ف الــدة الشــروعة ‪ ،‬وهــي ي ــوم وليلـة للمقيــم ‪،‬‬
‫وثلثة أيام بلياليهن للمسافرـ ‪.‬‬
‫لديث علي قال ‪ ) :‬جعل النب ‪ ‬للمقيم يوما‪ G‬وليلة ‪ ،‬وللمسافرـ ثلثة أيام بلياليها ( ‪ .‬رواه مسلمـ‬
‫وعن صفوان بن عسال قال ‪ :‬كان رسول ال ‪ ‬يأمرنا إذا كنا سفرا‪ G‬أن ل ننزع خفافنا ثلثة أيام ولياليهن إل من جنابة ولكن بــول‬
‫وغائط ونوم ( ‪ .‬رواه التمذي‬
‫‪ ‬واختلف العلماء متى يبدأ المدة ‪:‬‬
‫فقيل ‪ :‬من أول حدث بعد اللبس ‪.‬‬
‫وهذا مذهب المهور ‪.‬‬
‫واستدل هؤلء بزيادة ف حديث صفوان ‪ ) :‬من الدث إل الدث ( قال النووي ‪ :‬هي زيادة غريبة ليست ثابتة ‪.‬‬
‫ولن الدث هو سبب الوضوء ‪ ،‬فعلقـ الكم به ‪.‬‬
‫وقيل ‪ :‬من حي لبس الف ‪.‬‬
‫وهذا مكي عن السن البصري ‪.‬‬
‫وقيل ‪ :‬من أول مسح بعد الدث ‪.‬‬
‫ومن قال بذا القول الوزاعي ‪ ،‬واختاره ابن النذر ‪.‬‬
‫واحتج هؤلء بأحاديث التوقيت ف السح ‪.‬‬
‫كحــديث ‪ ) :‬يســح الســافر ثلثــة أيــام ( فهــذا صـريح ف أن الثلثــة كلهــا للمســح ‪ ،‬ول يتحقــق ذلــك إل إذا كــان ابتــداء الــدة مــن‬
‫السح ‪ ،‬ث إنه ليس للحدث ذكر ف شيء من الحاديث ‪.‬‬
‫مثال ‪ :‬لو توضأ رجل‪ G‬لصلة الفجر ولبس الفي ‪ ،‬وبقي على طهارته إل الساعة الثامنة صباحا‪ G‬ث أحدث ‪ ،‬ث توضأ ف الســاعة‬
‫الثانية عشرة ظهرا‪: G‬‬
‫فالذهب أن الدة تبتدئ من الساعة الثامنة ‪.‬‬
‫وعلــى القــول الراجــح تبــدأ مــن الســاعة الثانيــة عشــرة إل مثلهــا مــن اليــوم الثــان إن كــان مقيمـا‪ ، G‬ومــن اليــوم الرابــع إن كــان مســافرا‪، G‬‬
‫فالقيم يسح يوما‪ G‬وليلة ‪ ،‬أي أربعا‪ G‬وعشرين ساعة ‪ ،‬والسافر ثلثة أيام ؛ أي اثنتي وسبعي ساعة ‪ ،‬ول عبة بعــدد الصــلوات كمــا‬
‫هو مشهور عند العامة ‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫قـوله ) ونحوهما ( كاللفــائف وغيهــا مــا يلــف علــى الرجــل ‪ ،‬وهــذا القــول هــو الصــحيح ‪ ،‬وهــو اختيـار ابــن تيميــة وابــن القيــم ؛ أنــه‬
‫يوز السح على اللفائف ‪.‬‬
‫لن الغرض الوجود ف السح على الفاف موجود ف لبس اللفافة ‪.‬‬
‫قال ابن تيمية ‪ ” :‬والصواب أنه يسـح علــى اللفـائف ‪ ،‬وهـي بالسـح أول مــن الـف والــورب ‪ ،‬فـإن تلــك اللفـائف إنـا تســتعمل‬
‫للحاجة ف العادة ‪ ،‬وف نزعهـا ضـرر ‪ ،‬إمـا إصـابة بـرد ‪ ،‬وإمـا التـأذي بالفــاء ‪ ،‬وإمـا التـأذي بـالرح ‪ ،‬فـإذا جـاز السـح علــى الفي‬
‫والوربي ؛ فعلى اللفائف بطريق أول “ ‪.‬‬
‫‪ ‬من مسح وهو مقيم ث سافر فإنه يتم مسح مسافر ‪.‬‬
‫هذا مذهب الحناف ‪.‬‬
‫فلو مسح يوما‪ G‬ث سافر ‪ ،‬فإنه يسح يومي زيادة على اليوم ‪ ،‬فيكون قد مسح ثلثة أيام ‪.‬‬
‫لن رخص السفر قد حلت له ‪.‬‬
‫‪ ‬ومن مسح وهو مسافر ث أقام ‪ ،‬فإنه يسح مسح مقيم ‪ ،‬لن رخص السفر قد انتهت بالوصول إل بلده ‪.‬‬
‫وهذا قول جهور العلماء ‪.‬‬
‫فلو مسح السافر يوما‪ G‬وليلـة فمـا فـوق ث قـدم بلـده الـذي يسـكن فيـه ‪ ،‬فل ي ــوز لـه ف هـذه الالـة السـح علـى الفي بـل‬
‫ينزعهما ‪.‬‬
‫س ‪g‬ه ‪i‬ما ‪i‬عل‪i‬ى ط‪i i‬ه ‪i‬ارة‪. Œ‬‬ ‫م‪ /‬ب‪j i j‬‬
‫ش ‪k‬رط أ‪k i‬ن ي‪i‬ـل‪k‬ب‪i i‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫هذا هو الشرط الثان من شروط السح على الفي ؛ وهو أن يلبس الف على طهارة ‪ ،‬وهذا بالجاع ‪.‬‬
‫قال ابن قدامة ‪ ” :‬ل نعلم ف اشتاط تقدم الطهارة لواز السح على الفي “ ‪.‬‬
‫وقال الشنقيطي ‪ ” :‬أجع العلماء ف اشتاط الطهارة الائية للمسح على الف “ ‪.‬‬
‫لــديث الغية بــن شــعبة قــال ‪ ) :‬كنــت مــع النــب ‪ ‬فتوضــأ ؛ فــأهويت لنــزع خفيــه ‪ ،‬فقــال ‪ :‬دعهمــا فــإن أدخلتهمــا طــاهرتي ( ‪.‬‬
‫متفق عليه‬
‫وعليه فمن لبس الف من غي طهارة وصلى ؛ فإن صلته باطلة وعليه العادة ‪.‬‬
‫‪i‬صغ‪j i‬ر ‪.‬‬ ‫م‪ /‬و‪i‬ل يمسح ‪g‬هما إ‪hj‬ل ف‪j‬ي ا‪i‬ل‪k‬ح ‪i‬د ‪j‬‬
‫ث ا‪ki‬ل ‪k‬‬ ‫‪i‬‬ ‫‪i i i ki i‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫هذا هو الشرط الثالث من شروط السح على الفي ‪ ،‬وهو أن السح على الفي خاص بالوضوء دون الغسلـ ‪.‬‬
‫قال ابن قدامة ‪ ” :‬ل يزئ السح ف جنابة ول غسلـ واجب ول مستحب ل نعلم فيه خلفا‪. “ G‬‬
‫قال الحافظ ابن حجر ‪ ” :‬السح على الفي خاص بالوضوء ل مدخل للغسلـ فيه بإجاع “ ‪.‬‬
‫لديث صفوان بن عسال قال‪) :‬كان رسول ال ‪ ‬يأمرنا إذا كنا سفرا‪ G‬أن ل ننزع خفافنا ثلثة أيام ولياليهن إل من جنابـة‪ ،‬ولكــن‬
‫من غائط وبول ونوم( ‪ .‬رواه التمذي‬
‫ولديث أنس الذي ذكره الؤلف ‪.‬‬
‫‪ ‬هذه الشروطـ الت ذكرها الؤلف متفق عليها بي العلماء ‪ ،‬وهناك شروط مختلف فيها ‪:‬‬

‫‪47‬‬
‫فمنها ‪ :‬اشتط بعض الفقهاء أن يثبت الف بنفسه ‪ ،‬فإن كان ل يثبت إل بشده فل يوز السح عليه ‪.‬‬
‫فلو لبس شرابا‪ G‬واسعا‪ ، G‬واحتاج إل شده على ال©رجل وإل سقط مع الشي ل يسح عليه ‪.‬‬
‫لكــن الصـواب أنــه يســح عليــه ‪ ،‬لن اشـتاط ثبــوته بنفســه ل دليــل عليــه ‪ ،‬فالنصــوص الـواردة ف الســح علــى الفي مطلقــة ‪ ،‬فــإذا‬
‫كان ينتفع به ويشي ؛ فلماذا ل يسح عليه ؟‬
‫ومنها ‪ :‬اشتاط أن يكون ساترا‪ G‬لل الفرض ) القدم ( فل يوز السح على مرق أو شفاف ‪.‬‬
‫قالوا ‪ :‬لنه غي ساتر للقدمـ ‪.‬‬
‫ولن النكشف من الرجل حكمه الغسلـ ‪ ،‬والستور حكمه السح ‪ ،‬والمع بي السح والغسل ل يوز ‪.‬‬
‫لكــن الصــحيح أن هــذا ليــس بشــرط ‪ ،‬وأنــه يصــح الســح علــى الــف الخــرق والــذي فيــه شــقوق مــا دام يكــن متابعــة الشــي فيهــا ‪،‬‬
‫ويدل لذلك ‪:‬‬
‫أول‪ : d‬أن نصوص السح على الفي مطلقة غي مقيدة بثل هذه القيود ‪ ،‬وما أطلقه ال ورسوله فليس لحد تقييده ‪.‬‬
‫ثانيا‪ : d‬أن الكمــة مــن مشــروعية الســح التيســي علــى النــاس ورفــع الــرج ‪ ،‬وذكــر مثــل هــذه الشــروط قــد يضــيق عليهــم ‪ ،‬ول ســيما‬
‫السافر إذا انرق خفه ‪ ،‬ول يكنه إصلحه ف السفر ‪ ،‬فلو ل يز السح عليه ل يصل مقصود الرخصة ‪.‬‬
‫ثالثا‪ : d‬أن أكثر الصحابة فقراء ‪ ،‬وغالب الفقراءـ ل تلوا خفــافهم مــن شــق وفتــق ‪ ،‬ول سـيما ف الســفار ‪ ،‬فـإذا كــان هــذا غالبـا‪ G‬ف‬
‫الصحابة ول يبي الرسول ‪ ‬لم دل على أنه ليس بشرط ‪.‬‬
‫قال سفيان الثوري‪” :‬امسح عليهما ما تعلقــت بـه رجلــك ‪ ،‬وهــل كــانت خفـاف الهــاجرين والنصــار إل مرقــة مشــققة مرقعـة“ ‪.‬‬
‫رواه عبد الرزاق‬
‫وهذا القول اختيار ابن تيمية ‪.‬‬
‫ضـ ‡ره‪ g‬ا‪i‬ل‪k‬غ‪g‬س ل‪ :‬مس حه‪ g‬ب‪j‬ال‪k‬م ‪j‬اء ف‪j‬ـي ا‪i‬ل‪k‬ح ‪i‬د ‪j‬‬ ‫ض ‪j‬اء و ‪jj g‬‬
‫ث ا‪ki‬ل‪k i‬كب‪i‬ـ ‪j‬ر‬ ‫‪i‬ـ‬ ‫‪ k‬ـ ‪ i i g‬ـ ‪i i‬ـ‬ ‫ضوئه ‪i‬جب‪i j‬يرة‚ ‪i‬عل‪i‬ى ‪i‬ك ‪k‬ـ‬
‫س ‪Œ‬ر‪ ,‬أ ‪ik‬و ‪i‬د ‪i‬واء‚ ‪i‬عل‪i‬ـى ‪g‬جـ ‪k‬ر ‪Œ‬ح‪i ,‬وي‪g i‬‬ ‫م‪ /‬ف‪ji‬إ ‪k‬ن ‪i‬كا ‪i‬ن ‪i‬عل‪i‬ى أ‪k i‬ع ‪i i‬‬
‫‪i‬صغ‪j i‬ر ‪i‬حت‪h‬ى ي‪i‬ـ ‪k‬بـ ‪i‬رأ‪. i‬‬
‫‪i‬و ‪k‬ال ‪k‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫‪ ‬ذكر الؤلف هنا أحكام البية ‪.‬‬
‫الجبيرة ‪ :‬هي ما يب به العظم الكسور من أعواد تشد عليه أو خرقة تلف عليه ‪ ،‬ويدخل ف ذلك الوسائل الطبيــة كــالبس علــى‬
‫الكسور واللزقات على أجزاء من اليد أو على الروح ونو ذلك ‪.‬‬
‫وقد ورد عدة أحاديث ف السح على البية لكنها فيها ضعف ‪.‬‬
‫عن علي قال ‪ ) :‬انكسرت إحدى زندي فســألت رســول ال ‪ ‬فــأمرن أن أمســح علــى البـائر ( ‪ .‬رواه ابــن مـاجه وهــو ل يصــح ‪.‬‬
‫الزند ‪ :‬طرف الذراع ف الكف ‪.‬‬
‫حــديث جــابر ف الرجــل الــذي ~شـ ‪Œ‬ج فاغتســل فمــات ‪ ) :‬إنــا كــان يكفيــه أن يــتيمم ‪ ،‬ويعصــب علــى جرحــه ‪Š‬خرق ـة‪ G‬ث يســح عليهــا‬
‫ويغسل سائر جسده ( ‪ .‬رواه أبو داود وفيه ضعف‬
‫فذهب بعض العلماء إل السح على البية عمل‪ G‬بذه الحاديث ‪ ،‬حيث أن بعضها يقوي بعضا‪. G‬‬
‫واختار هذا الشوكان والصنعان ‪.‬‬
‫وذهب بعض العلماء إل أنه ل يشرع السح على البية ‪ ،‬لن الحاديث ف ذلك ضعيفة ‪ .‬لكن هذا قول ضعيف ‪.‬‬
‫باق فل يسقط فرضه ‪.‬‬ ‫لن العضو ‪¹‬‬

‫‪48‬‬
‫طه ره ببـدله ‪ ،‬وأقــرب البــدل‬
‫والصواب أنه يسح على البية حـت لـو كـانت الحــاديث ضـعيفة ‪ ،‬فـإن العضــو إذا عجـز عــن تطهيه ‪D‬ـ‬
‫هو السح ‪.‬‬
‫قياسا‪ G‬على مسح الفي ‪ ،‬فإن هذا عضو وجب غسله ‪ ،‬وست با يسوغ سته شرعا‪ ، G‬فجاز السح عليه كالفي ‪.‬‬
‫وثبت عن ابن عمر موقوفا‪ ) : G‬أنه توضأ وكفه معصوبة ‪ ،‬فمسح على العصائب وغسلـ سوى ذلك ( ‪ .‬رواه البيهقي‬
‫‪i‬صغ‪j i‬ر ‪i‬حت‪h‬ى ي‪i‬ـ ‪k‬بـ ‪i‬رأ‪. i‬‬ ‫م‪ /‬مسحه‪ g‬ب‪j‬ال‪k‬م ‪j‬اء ف‪j‬ي ا‪i‬ل‪k‬ح ‪i‬د ‪j‬‬
‫ث ا‪ki‬ل‪k i‬كب‪j i‬ر ‪i‬و ‪k‬ال ‪k‬‬ ‫‪i‬‬ ‫‪i iii‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫أي البية يسح عليها ف الدث الصغر والكب ‪ ،‬فإذا اغتسل مسح عليها ‪ ،‬كما يسح ف الوضوء ‪.‬‬
‫لن ف نزعها ضرر ‪.‬‬
‫‪ ‬وهذا من الفروق بي السح على الفي والسح على البية ‪ ،‬فالسح على الفي ل يوز السح عليها ف الدث الكب كمــا‬
‫سبق ‪.‬‬
‫‪ ‬ونستفيد من كلم الؤلف حيث ل يذكر أن توضع البية على طهارة ‪ ،‬بينما ذكر ذلك ف الســح علــى الفيـ ‪ ،‬أن الــبية ل‬
‫يشتط أن توضع على طهارة ‪.‬‬
‫وهذا القول هو الراجح ‪ ،‬وهو اختيار ابن تيمية ‪.‬‬
‫وقياسها على الفي ف هذه السألة قياس فاسد ‪ ،‬فإن الرح يقع فجأة ‪ ،‬أي ف وقـت ل يعلــم الاسـح وقـوعه فيـه ‪ ،‬فلــو اشــتطت‬
‫الطهارة والالة هذه لفضى إل الرج والشقة ‪ ،‬وها منتفيان شرعا‪. G‬‬
‫‪ ‬والشهور من الذهب أنه يشتط أن توضع على طهارة ‪.‬‬
‫وقوله ) حتى يبرأ (‬
‫أي أن البية يسح عليها حت يصل البء ‪ ،‬لن مســحها للضــرورة فيتقــدر بقــدرها ‪ ،‬بلف الفي فيمســح عليهمــا للمقيــم يومـا‪G‬‬
‫وليلة ‪ ،‬فإذا برئ ما تتها وجبت إزالتها ‪.‬‬
‫وقوله ) ويضر الغسل (‬
‫هــذا يــدل علــى أن الســح علــى الــبية يســح عليهــا عنــد الاجــة ‪ ،‬أمــا مــن غي حاجــة فل يــوز ‪ ،‬بلف الســح علــى الفي ‪،‬‬
‫فيجوز من غي حاجة ‪.‬‬
‫قوله ) ومسحها بالماء (‬
‫تســح الــبية بالــاء ‪ ،‬ول يتــاج إل الــتيمم مــع الســح ‪ ،‬بــل يكفــي الســح علــى القــول الراجــح ‪ ،‬لن إيــاب طهــارتي لعضــو واحــد‬
‫مالف للقواعدـ الشرعية ‪.‬‬
‫‪k‬خ ‪h‬في ‪j‬ن ‪ :‬أ‪k i‬ن يمسح أ‪k i‬كث‪i‬ـر ظ‪j i‬‬
‫اه ‪i‬ر‪i‬ر‪g‬ه ‪g‬ه ‪i‬ما ‪.‬‬ ‫‪j‬‬
‫‪i i i ki‬‬ ‫س ‪j‬ح ا‪i‬ل ‪k g‬‬
‫م‪i /‬وص ‪i‬فة‪i g‬م ‪i‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫ذكر الؤلف صفة السح على الفي ؛ وهو أن الشروع هو مسح أعلى الف ‪.‬‬
‫لديث علي قال ‪ ) :‬لو كان الدين بالرأي لكان أسفل الف أول بالسح من أعله ‪ ،‬وقد رأيت رسول ال ‪ ‬يسـح ظـاهر خفيـه‬
‫( ‪ .‬رواه أبو داود‬
‫‪ ‬وأما مسح أسفل الف فل يشرع ‪.‬‬
‫وأما حديث الغية قال ‪ ) :‬إن النب ‪ ‬مسح أعلى الف وأسفله ( فهو حديث ضعيف رواه أبو داود وغيه‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫قال ابن القيم ‪ ” :‬ل يصح عنه أنه مسح أسفلهما “ ‪.‬‬
‫‪ ‬ل يــرد حــديث ف كيفيــة الســح علــى الــف ‪ ،‬فلــذلك يكفــي الســلم والســلمة إم ـرار اليــد علــى القــدم اليمي واليســرى بيــث‬
‫يصدق عليه أنه مسح ‪.‬‬
‫وقد ذهب بعض العلماء إل أن الفضلـ أن اليد اليمن تسح الرجل اليمن واليد اليسرى تسح الرجل اليسرى بنفس اللحظةـ ‪.‬‬
‫لن ف حديث الغية ‪ ) :‬فمسح عليهما ( ول يقل ‪ :‬بدأ باليمي ‪.‬‬
‫‪ ‬قال الشيخ ابن عـثيمين رحمـه ال ‪ ” :‬وكــثي مــن النــاس يســح بكل يــديه علــى اليمي ‪ ،‬وكل يــديه علــى اليســرى ‪ ،‬وهــذا ل‬
‫أصل له فيما أعلم “ ‪.‬‬
‫س ‪g‬ح ‪i‬عل‪i‬ى ‪i‬ج ‪j‬م ‪j‬يع ‪i‬ها ‪.‬‬ ‫م‪ /‬وأ‪h i‬ما ا‪i‬ل ‪j i‬‬
‫‪k‬جب ‪i‬يرة‪ :g‬ف‪i‬ـي‪k i‬م ‪i‬‬ ‫‪i‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫أي أن السح على البية يكون على جيع البية وليس على بعضها ‪.‬‬
‫لن الصل أن البدل له حكـم البـدل مـا ل تـرد الســنة بلفـه ‪ ،‬وهـذا السـح بـدل الغســل ‪ ،‬فكمـا أن الغســل يــب أن يعـ ‪Œ‬م العضـو‬
‫كله ‪ ،‬فكذلك السح يب أن يعم جيع البية ‪.‬‬
‫‪ ‬وهذا من الفروق بي السح على البية وبي السح على الفي ‪.‬‬
‫‪ ‬ل يذكر الؤلف رحه ال مبطلت السح على الفي وهي ‪:‬‬
‫خلع الخف ‪.‬‬
‫جل في الصل الغ‪a‬سل‪ ،‬وإنما انتقل إلى المسح بدل ‪ d‬عن الغسل‬
‫لن حكم الر ‪e‬‬
‫لتغطية القدم‪ ،‬فإذا خلع الخف فقد عاد حكمه إلى وجوب الغسل ‪.‬‬
‫وهذا مذهب المام أحد وإسحاق ‪ ،‬ورجحه الشيخ ابن باز ‪.‬‬
‫وذهب بعض العلماء إل أن خلع الف ل ينقض الوضوء ‪ ،‬ورجح هذا القولـ شيخ السلم ابن تيمية ‪.‬‬
‫لعدم الدليل على النقض ‪.‬‬
‫قاس بعضهم بن حلق رأسه بعد مسحه فإنه ل يب عليه إعادة مسح الـرأس ‪ ،‬وهـذا القيــاس كمــا قـال الــافظ ابـن حجــر‬
‫فيه نظر ‪.‬‬
‫والراجح القول الول ‪.‬‬
‫ض ا‪i‬ل‪k‬وض ‪j‬‬
‫وء‬ ‫اب ن‪i‬ـ ‪i‬واق‪g g j j‬‬
‫ب‪g i‬‬
‫أي مبطلت الوضوء ‪.‬‬
‫ونواقض الوضوء تنقسم إل قسمي ‪:‬‬
‫‪ -1‬قسم متفق عليه ‪.‬‬
‫‪ -2‬قسم متلف فيه ‪.‬‬
‫‪j‬ج ‪j‬م ‪k‬ن ا‪i‬ل ‪h‬‬
‫سب‪j‬يل‪ki‬ي ‪j‬ن ‪g‬مط‪k‬ل‪d i‬قا ‪.‬‬ ‫م‪i /‬و ‪j‬ه ‪i‬ي‪ :‬ا‪i‬ل ‪i‬‬
‫‪k‬خار ‪g‬‬
‫‪----------------------------‬‬

‫‪50‬‬
‫السبيلين ‪ :‬واحدها سبيل ‪ ،‬وهو الطريق ‪ ،‬والراد مرج البول والغائط ] القبل والدبر [ ‪.‬‬
‫والخارج من السبيلين ‪ :‬كالبول ‪ ،‬والغائط ‪ ،‬والن ‪ ،‬والذي ‪ ،‬والريح ‪.‬‬
‫البول والغائط ‪:‬‬
‫}ح ¬د ‪Š‬م‹ن ~ك ‹م ‪Š‬م }ن ال‹غ}ائ‪Š Š‬ط ( ‪.‬‬
‫قال تعال ‪ ) :‬أ ‹}و }جاء} أ }‬
‫الريح ‪:‬‬
‫لــديث أب هريــرة قــال ‪ :‬قــال رســول ال ‪ ) : ‬إذا وجــد أحــدكم ف بطنــه شــيئا‪ G‬فأشــكل عليــه أخــرج منــه شــيء أم ل ؟ فل يرجــن‬
‫حت يسمع صوتا‪ G‬أو يد ريا‪ . ( G‬رواه مسلم‬
‫وعن أب هريرة ‪ ‬قال ‪ :‬قال رسول ال ‪ ) : ‬ل يقبل ال صلة أحدكم إذا أحدث حت يتوضأ ( ‪ .‬متفق عليه‬
‫وقال ‪ ‬ف الذي ‪ ) :‬يغسل ذكره ويتوضأ ( ‪.‬‬
‫قال ابن قدامة ‪ ” :‬الارج من السبيلي على ضـربي ‪ :‬معتــاد كــالبول والغـائط والن والـذي والــودي والريـح ‪ ،‬فهـذا ينقــض الوضـوء‬
‫إجاعا‪. “ G‬‬
‫‪ ‬الودي ‪ :‬عصارة ترج بعد البول ن~قط بيضاء ف آخر البول ‪.‬‬
‫‪ ‬يستثن من الارج من السبيلي من حدثه دائم فل يبطل وضوءه بالدث الدائم للحرج والشقة ‪.‬‬
‫‪ ‬الارج النادر كالدم والدود والصى ‪ ،‬فهذا ينقض ‪ ،‬لنه خارج من مرج الدث ‪ ،‬ولنه ل يلو من ب‪¹ D‬لة تتعلق به ‪.‬‬
‫‪h‬م ا‪i‬ل‪i k‬كث‪g j‬ير ‪i‬ون‪k i‬ح ‪g‬وه‪. g‬‬
‫م‪i /‬والد ‪g‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫أي أنه إذا خرج من النسان دم ؛ فإنه ناقض للوضوء ‪ ،‬لكن قيده الؤلف بالكثي ‪.‬‬
‫واختلف العلماء في قدر الكثير ‪:‬‬
‫قيل ‪ :‬قدر الكف ‪ .‬وقيل ‪ :‬قدر الدرهم ‪ .‬وقيل ‪ :‬يرجع إل العرف ‪ .‬وقيل ‪ :‬العتب أوساط الناس قلة وكثرة ‪.‬‬
‫وذهــب بعــض العلمــاء إل أن خــروج الــدم مــن غي الســبيلي ل ينقــض الوضــوء قليل‪ G‬كــان أو كــثيا‪ ، G‬وهــذا مــذهب الشــافعي ‪ ،‬وهــو‬
‫اختيار شيخ السلم ابن تيمية ‪.‬‬
‫لن الصل بقاء الطهارة وعدم النقض ‪.‬‬
‫وقال السن ‪ ) :‬ما زال السلمون يصلون ف جراحاتم ( ‪ .‬رواه ابن أب شيبة‬
‫) وصلى عمر وجرحه يثعب دما‪ . ( G‬رواه مالك ‪.‬‬
‫) وأصيب عباد بن بشر بسهام وهو يصلي فاستمر ف صلته ( ‪ .‬رواه أبو داود‬
‫وعليه فخروج دم التوضئ ‪ :‬الرعاف ‪ ،‬أو سن ‪ ،‬أو للتحليل ‪ ،‬أو للتبع ‪ ،‬أو لغسيل الكلى ‪ ،‬أو لغي ذلك ‪ ،‬ل ينقض الوضوء ‪.‬‬
‫ال ا‪i‬ل ‪ki‬ع ‪k‬ق ‪j‬ل ب‪j‬ن‪i‬ـ ‪k‬و‪Œ‬م أ ‪ik‬و غ‪ki‬ي ‪j‬ره‪. j‬‬
‫م‪i /‬و‪i‬ز‪i‬و ‪g‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫زوال العقل على نوعي ‪:‬‬
‫‪ -1‬زواله بالكلية ‪ ،‬وهذا بالنون ‪.‬‬
‫‪ -2‬زواله بعن تغطيته لوجود عارض لدة معينة ‪ ،‬كنوم أو إغماء ‪ ،‬أو سكر ونو ذلك ‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫فأما زواله بالنون ‪ ،‬أو الغماء أو السكر ‪ ،‬فهو ناقض للوضوء قليله وكثيه ‪ ،‬وهذا بالجاع ‪ ،‬لن هذا فقد للعقلـ ‪ ،‬ولنه لو نـ~ب© ـه‬
‫ل ينتبه ‪.‬‬
‫وهذا بالجاع ‪.‬‬
‫قال النووي ‪ ” :‬اتفقوا على أن زوال العقلـ بالنون والغماء والسكر ينقض الوضوء سواء قل أو كثر “ ‪.‬‬
‫وأما النوم ‪ :‬فالؤلف أطلق وظاهره أن النوم ناقض مطلقا‪. G‬‬
‫وهذا ذهب إليه بعض العلماء ‪ ،‬ونسبه النووي للحسن ‪ .‬قال ابن المنذر ‪ ” :‬وبه أقول “ ‪.‬‬
‫لــديث صــفوان بــن عســال وقــد ســبق ‪ ... ) :‬إل مــن غــائط وبــول ونــوم ( ‪ .‬فــدل علــى أن النــوم نــاقض ‪ ،‬كمــا أن الغــائط والبــول‬
‫ناقضان ‪.‬‬
‫وذهب بعض العلماء إل أن النوم ل ينقض مطلقا‪ ، G‬ونسبه النووي إل موسى وسعيد بن السيب ‪.‬‬
‫لديث أنس قال ‪ ) :‬كان رسول ال ‪ - ‬على عهـده – ينتظــرون العشــاء حــت تفــق رؤوسـهم ‪ ،‬ث يصــلون ول يتوضـأون ( ‪ .‬رواه‬
‫أبو داود‬
‫وعند البيهقي ‪ ) :‬لقد رأيت أصحاب رسول ال ‪ ‬يوقظون للصلة حت إن لسع غطيطا‪ ، G‬فيصلون ول يتوضؤون ( ‪.‬‬
‫والذي يظهر أن الراجح هو المع بي الدلة ‪ ،‬وهو أن النوم الكثي الستغرق الذي يزيل الشعور ناقض للوضــوء ‪ ،‬لــديث صــفوان‬
‫بن عسال ‪.‬‬
‫وأما النوم اليسي الذي ل يشعر بن حوله ؛ فإنه ل يعتب ناقضا‪ G‬لفعلـ أصحاب رسول ال ‪ ، ‬ولذا تتمع الدلة ‪.‬‬
‫لن النوم ليس حدثا‪ G‬ف ذاته ‪ ،‬وإنا هو مظنة للحدثـ بروج الريح ‪.‬‬
‫‪k‬ج ‪g‬زو‪j‬ر ‪.‬‬
‫‪i‬ح ‪j‬م ا‪i‬ل ‪g‬‬
‫م‪i /‬وأ‪i i‬ك ‪g‬ل ل ‪k‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫وهذا الناقض من مفرداتـ مذهبـ النابلة ‪ ،‬واختاره ابن النذر ‪ ،‬وذهب إليه أهل الديث ‪.‬‬
‫لديث جابر بن سرة قال ‪ ) :‬أن رجل‪ G‬سأل النب ‪ : ‬أتوضأ من لوم الغنم ؟ قال ‪ :‬إن شـئت ‪ ،‬قـال ‪ :‬أتوضـأ مــن لــوم البـل ؟‬
‫قال ‪ :‬نعم ( ‪ .‬رواه مسلم‬
‫ولــديث ال ـباء قــال ‪ ) :‬ســئل رســول ال ‪ ‬عــن الوضــوء مــن لــوم البــل ؟ فقــال ‪ :‬توضــئوا منهــا ‪ ،‬وســئل عــن الصــلة ف مبــارك‬
‫البل ؟ فقال ‪ :‬ل تصلوا ف مبارك البل ( ‪ .‬رواه أبو داود‬
‫قال ابن خزيمة ‪ ” :‬ل أر خلفا‪ G‬بي علماء الديث أن هذا الب صحيح من جهة النقل لعدالة ناقليه “ ‪.‬‬
‫وذهب جهور العلماء إل أن لم الزور ل ينقض الوضوء ‪.‬‬
‫لديث جابر قال ‪ ) :‬كان آخر المرين من رسول ال ‪ ‬ترك الوضوء ما مست النار ( ‪ .‬رواه أبو داود‬
‫ولديث ابن عباس مرفوعا‪ ) : G‬الوضوء ما يرج ل ما يدخل ( ‪.‬‬
‫والراجح القول الول ‪ ،‬والواب عن حديث جابر فهو عام ‪ ،‬وأحاديث نقض الوضوء خاصة ‪ ،‬والاص يقضي على العام ‪.‬‬
‫وأما حديث ابن عباس فالصحيح أنه موقوف ‪.‬‬
‫قوله ) وأكل لحم ( يدل على أنه ل فرق بي قليله وكثيه ‪ ،‬كما أنه يشمل الطبوخ والشوي والنء ‪ ،‬لنه لم ‪.‬‬
‫قوله ) لحم جزور ( الشهور من الذهب أن الكم خاص باللحم وهو الب ‪ ،‬بلف الكرش والكبـد والشــحم والمعــاء ونوهــا ‪،‬‬
‫فإن هذه الشياء ل تدخل تت مسمى اللحم ‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫وهذا اختيار الكثر ‪ ،‬واختاره الشيخ ممد بن إبراهيم ‪ ،‬والشيخ ابن باز ‪.‬‬
‫وذهب بعض العلماء إل أن الكم عام ‪ ،‬فالكل ينقض ‪.‬‬
‫واختاره السعدي ‪ ،‬والشيخ ابن عثيمي ‪ ،‬واستدلوا ‪:‬‬
‫ال‪‹Š‬ن ‪Š‬زي ‪Š‬ر ( فلحمـ النزير يشــمل‬
‫‪Œ‬م }و }ل‹ ~م ‹‬
‫ت }عل}‹ي ~ك ~م ال‹ }م‹يت}ة~ }والد ~‬
‫)ح©ر}م ‹‬
‫‪ -1‬أن اللحم ف اللغة يشمل جيع الجزاء ‪ ،‬بدليل قوله تعال ‪~ :‬‬
‫كل ما ف جلده ‪.‬‬
‫لمه أن الناس يأكلون الب وغيه ‪.‬‬ ‫لبي ذلك الرسول ‪ ‬ل‪Š‬ع‪Š Š‬‬ ‫‪ -2‬أن ف البل أجزاء كثية قد تقارب الب ‪ ،‬ولو كانت غي داخلة ؛ ‪Œ‬‬
‫‪ -3‬أنــه ليــس ف شـريعة ممــد ‪ ‬حيـوان تتبعــض أجـزاؤه حل‪ G‬وحرمــة ‪ ،‬وطهــارة وناســة ‪ ،‬وســلبا‪ G‬وإيابـا‪ ، G‬وإذا كــان كــذلك فلتكــن‬
‫أجزاء البل كلها واحدة ‪.‬‬
‫وهذا القول هو الراجح ‪.‬‬
‫أما اللب ‪ ،‬فل ينقض الوضوء ‪ ،‬وهذا مذهب أكثر العلماء ‪.‬‬
‫لن الديث إنا ورد ف اللحمـ ‪.‬‬
‫أن الصل عدم النقض حت يثبت أنه ناقض ‪.‬‬
‫وأما حديث ‪ ) :‬توضئوا من ألبان البل ( فهو حديث ضعيف رواه ابن ماجه وغيه ‪.‬‬
‫‪ ‬واختلف في الحكمة من الوضوء من لحم البل ‪:‬‬
‫فقيل ‪ :‬تعبدية ‪.‬‬
‫قيل ‪ :‬معللة ‪ ،‬وهي ما جاء ف حديث الباء ‪ ) :‬فإنا خلقت من الشياطي ( ‪ .‬رواه أبو داود‬
‫ش ‪k‬ه ‪i‬وة‪.Œ‬‬
‫س ا‪i‬ل ‪ki‬م ‪k‬رأ‪i‬ة‪ j‬ب‪i j‬‬
‫م‪i /‬و‪i‬م ‡‬
‫‪----------------------------‬‬
‫فمن مس امرأة بشهوة فإنه ينتقض وضوءه ‪.‬‬
‫وهذا الذهب وهو قول مالك ‪.‬‬
‫وذهب بعض العلماء إل أن مس الرأة ينقض مطلقا‪ ، G‬وهو قول الشافعية ‪.‬‬
‫©سـ اء} ( قــالوا ‪ :‬وحقيقــة اللمــس ملقــاة البش ـرتي ‪ ،‬ويؤيــد ذلــك الق ـراءة الخــرى ) أو لســتم ( بغي‬
‫لم ‹سـ ت~ ~م الن }‬
‫لق ـوله تعــال ‪ ) :‬أ ‹}و }‬
‫ألف ‪.‬‬
‫والراجح أن مس المرأة ل ينقض الوضوء مطلقا‪ ، d‬سواء كان بشهوة أم ل ‪ ،‬إل إذا خرج منه شيء ‪.‬‬
‫لديث عائشة ‪ ) :‬أن النب ‪ ‬قب‪D‬ل بعض نسائه ث خرج إل الصلة ول يتوضأ ( ‪ .‬رواه أبو داود وفيه ضعف‬
‫وعنه ـ ــا قـ ـ ــالت ‪ ) :‬كن ـ ــت أنـ ـ ــام بي ي ـ ــدي رسـ ـ ــول ال ‪ ‬ورجلي ف قبلت ـ ــه ‪ ،‬ف ـ ــإذا س ـ ــجد غمزن فقبضـ ـ ــت رجلـ ـ ــي ‪ ،‬فـ ـ ــإذا قـ ـ ــام‬
‫بسطتهما ‪ . ( ...‬متفق عليه‬
‫فقولا ‪ ) :‬غمزني ( دليل على أن لس الرأة ل ينقض ‪.‬‬
‫وعنهــا قــالت ‪ ) :‬فقــدت رســول ال ‪ ‬يوم ـا‪ G‬فخرجــت ألتمســه ‪ ...‬فوجــدته ف الســجد يصــلي وهــو ســاجد ‪ ،‬وقــدماه منصــوبتان ‪،‬‬
‫قالت ‪ :‬فوقعتـ يدي على قدميه وهو ساجد ‪ . ( ...‬رواه مسلمـ‬
‫وأما الية فقد فسرها ترجان القرآن ابن عباس بالماع ‪ ،‬واختاره ابن جرير ‪.‬‬
‫ولن الصل براءة الذمة ‪ ،‬فل يب الوضوء إل بدليل ‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫ولن النساء موجودات ف البيوت وتعم البلوى بن ‪ ،‬ولو كان مسهن ناقضا‪ G‬للوضوء لبينه ال تعال ‪.‬‬
‫س ا‪i‬ل‪i k‬ف ‪k‬ر ‪j‬ج ‪.‬‬
‫م‪i /‬و‪i‬م ‡‬
‫‪----------------------------‬‬
‫هذا الناقض السادس من نواقض الوضوء ‪ ،‬وهو مس الفرج ‪ ،‬أي بدون حائل ‪ ،‬لن مع الائل ل يسمى مسا‪. G‬‬
‫وهذا هو الذهب ومذهب الشافعيـ ‪.‬‬
‫لديث بسرة بنت صفوان قالت ‪ :‬قال رسول ال ‪ ) : ‬من مس الذكر فليتوضأ ( ‪ .‬رواه أبو داود‬
‫وذهب بعض العلماء إل أن مس الذكر ل ينقض الوضوء ‪.‬‬
‫لديث طلق بن علي وفيه ‪ ) :‬يا رسول ال ؛ ما ترى ف مس الرجل ذكره بعد ما توضــأ ؟ فقــال ‪ : ‬هــل هـو إل بضــعة منــك ( ‪.‬‬
‫رواه أبو داود ‪ ،‬متلف فيه‬
‫والراجح أن مس الذكر ينقض الوضوء ‪ ،‬لمور ‪:‬‬
‫أول‪ : d‬أن حديث بسرة أقوى وأصح من حديث طلق ‪ .‬قال البخاري ‪ ” :‬حديث بسرة أصح شيء ف الباب “ ‪.‬‬
‫ثانيا‪ : d‬أن حديث بسرة له شواهد كثية تعضده رواها سبعة عشر صحابيا‪. G‬‬
‫] عن أب هريرة ‪ ،‬وعن أم حبيبة ‪ ،‬وعن زيد بن خالد [ ‪.‬‬
‫ثالثا‪ : d‬أن حــديث بسـرة ناسـخ لـديث طلـق ‪ ،‬لن حـديثها متـأخر ‪ ،‬وطلــق قــدم الدينـة علــى رســول ال ‪ ‬وهــم يبنـون الســجد ف‬
‫أول الجرة ‪.‬‬
‫ومن قال بالنسخ ‪ :‬ابن حبان ‪ ،‬والطبان ‪ ،‬وابن العربـ ‪ ،‬والبيهقي ‪ ،‬وابن حزم ‪.‬‬
‫وهذا القول هو الراجح ‪.‬‬
‫‪ ‬هذا الكم عام للرجال وللنساء ‪ ،‬وجاء ف حديث ‪ ) :‬أيا امرأة مستـ فرجها فلتتوضأ ( ‪.‬‬
‫‪ ‬ل ينقض إذا مسه بذراعه ‪.‬‬
‫ت‪.‬‬‫م‪ /‬وت‪i‬ـ ‪k‬غ ‪j‬سيل ا‪i‬ل‪k‬مي‪j o‬‬
‫‪i g‬‬ ‫‪i‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫هذا الناقض السابع من نواقض الوضوء ‪ ،‬وهو تغسيل اليت ‪.‬‬
‫واستدلوا با ورد عن عطاء أن ابن عمر وابن عباس كانا يأمران غاسل اليت بالوضوء ‪.‬‬
‫وذهب بعض العلماء إل أنه ل ينقض الوضوء ‪.‬‬
‫وهو قول جهور العلماء ‪ ،‬واختاره ابن تيمية ‪.‬‬
‫قال الموفق ‪ ” :‬وهو الصحيح إن شاء ال “ ‪.‬‬
‫لن الوجوب من الشرع ‪ ،‬ول يرد ف هذا نص ‪ ،‬ول هو ف معنـ النصوص عليه ‪ ،‬فبقي على الصل ‪.‬‬
‫قــال الشــيخ ابــن عــثيمين رحمــه ال ‪ ” :‬فالراجــح أن تغســيل اليــت ل ينقــض الوضــوء ‪ ،‬وهــو اختيــار الوفــق ‪ ،‬وشــيخ الســلم ‪،‬‬
‫وجاعة من أهل العلم “ ‪.‬‬
‫و ‪D‬أما ما ورد عن هؤلء الصحابة فإنه يمل على الستحباب ‪.‬‬
‫ال ‪g‬كل‪i h‬ها ‪.‬‬ ‫م‪i /‬وال ‪o‬ر ‪h‬دة‪i :g‬و ‪j‬ه ‪i‬ي ت‪k g‬حب‪g j‬‬
‫ط ا‪ki‬ل‪k i‬ع ‪i‬م ‪i‬‬
‫‪----------------------------‬‬

‫‪54‬‬
‫هذا الناقض الثامن من نواقض الوضوء ‪ ،‬وهو الردة ‪.‬‬
‫والردة ‪ :‬رجوع السلم من السلم إل الكفر ‪ ،‬بفعل ناقض من نواقض الوضوء ‪.‬‬
‫‪Š‬‬
‫ك ( فالردة تبط جيع العمال ‪.‬‬ ‫فإذا توضأ السلم ‪ ،‬ث ارتد ‪ ،‬فإنه يبطل وضوءه ‪ ،‬لقوله تعال ‪ ) :‬ل}ئ ‹ن أ} ‹ش}ر‹ك }‬
‫ت ل}ي} ‹حب}ط} ‪Œ‬ن }ع }مل~ }‬
‫والراجح أن الردة ل توجب الوضوء ‪ ،‬لن الطهارة إذا وجـدت فهـي باقيــة ل تــزول إل بـا دل الشــرع علــى أنــه نــاقض ‪ ،‬ول دليــل‬
‫هنا ‪.‬‬
‫وأما الية فل دليـل فيهـا ‪ ،‬لن الشـهور أن الحبـاط مشــروط بـالوت علــى الـردة ‪ ،‬كمـا قـال تعـال ‪} ) :‬و}مـ ‹ن ي}ـ ‹رت}ـ ‪Š‬د ‹د ‪Š‬م‹ن ~كـ ‹م }عـ ‹ن ‪Š‬دين‪Š‬ـ ‪Š‬ه‬
‫ت }و~ه }و }كاف‪¬Š‬ر ‪. ( ...‬‬
‫ف}ـي} ~م ‹‬

‫ص ‪i‬فت‪j j‬ه‬
‫وجب ا‪i‬ل‪k‬غ‪g‬سل و ‪j‬‬
‫‪j‬‬
‫اب ‪i‬ما ي‪i i k g g‬‬
‫ب‪g i‬‬
‫سيذكر الصنف ف هذا الباب موجبات الغسلـ وصفته ‪:‬‬
‫والغسل ‪ :‬بضم العي ‪ ،‬وهو تعميم البدن بالاء ‪.‬‬
‫ال ا‪i‬ل‪k‬من‪j‬ي ب‪j‬وط ‪Œ‬‬
‫‪k‬ء أ ‪ik‬و غ‪ki‬ي ‪j‬ره‪. j‬‬ ‫م‪ /‬وي ‪j‬جب ا‪i‬ل‪k‬غ‪g‬سل ‪j‬من‪ :‬ا‪i‬ل ‪j j‬‬
‫‪k‬جن‪i‬اب‪i‬ة‪i :‬وه ‪i‬ي‪ :‬إ‪j‬ن‪k‬ـ ‪i‬ز ‪i o i g‬‬
‫‪i i g k g ii‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫الجنابة ‪ :‬هي إنزال الن ‪ ،‬وسي من عليه جنابة جنبا‪ G‬لنه يتجنب الصلة والعبادة ‪ ،‬أو لن الن ب}ـع~ }د عن مله وانتقل ‪.‬‬
‫الموجب الول ‪ :‬إنزال الن ‪ ،‬وقد قيده بعض الفقهاء أن يكون دفقا‪ G‬بلذة ‪.‬‬
‫قال تعال ‪} ) :‬وإ‪‹ Š‬ن ~ك‹نت~ ‹م ~جن~با‪ G‬ف}اط‪Œ Œ‬ه~روا ( ‪.‬‬
‫وعن أم سلمة ) أن أم ~س ليم قالت ‪ :‬يا رسول ال ؛ إن ال ل يستحي من الــق ؛ فهــل علــى الـرأة مــن غســل إن هـي احتلمــت ؟‬
‫قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬إذا رأت الاء ( ‪ .‬متفق عليه‬
‫احتلمت ‪ :‬الحتلم اسم لا يراه النائم من الماع ‪ ،‬فيحدث معه إنزال الن غالبا‪. G‬‬
‫وعن أب سعيد قال ‪ :‬قال رسول ال ‪ ) : ‬إنا الاء من الاء ( ‪ .‬متفق عليه‬
‫) إنما الماء ( أي ماء الغسلـ ‪ ) .‬من الماء ( أي من الن ‪.‬‬
‫قال النووي ‪ ” :‬وقد أجع السلمون على وجوب الغسل على الرجل والرأة بروج الن “ ‪.‬‬
‫‪ ‬قولنــا ‪ ) :‬خروج المني بلذة وتـدفق ( مفهــومه أنــه لــو خــرج بل لــذة ول تــدفق ؛ فل غســل عليــه ‪ ،‬وهــذا ف اليقظــان واضــح ‪،‬‬
‫وهو الراجح ؛ أنــه ل غســل عليــه ‪ ،‬فلــو خــرج منــه لغي ذلــك كــبد أو مــرض ونوهــا فل غســل عليــه ‪ ،‬بــل يكــون نسـا‪ G‬يغســل‬
‫كغيه وليس منيا‪. G‬‬
‫‪ ‬وأم ــا النــائم فعلي ــه الغس ــل مطلقـ ـا‪ ، G‬لن ــه ق ــد ل ي ــس بــه ‪ ،‬وه ــذا يق ــع بك ــثرة ‪ ،‬ف ــإذا اس ــتيقظ النس ــان فوج ــد الث ــر ول يش ــعر‬
‫باحتلم ؛ فعليه الغسل ‪ ،‬بدليل حديث أم سـلمة حي سـألت النــب ‪ ‬عــن الـرأة تـرى ف منامهـا مـا يـرى الرجــل هــل عليهـا مــن‬
‫غسل ؟ قال ‪ ) :‬نعم ‪ ،‬إذا هي رأت الاء (‬
‫فأوجب الغسل برؤية الاء ول يشتط أكثر من ذلك ‪ ،‬فدل على وجوب الغسلـ إذا استيقظ ووجد الاء ‪.‬‬
‫وقول الصنف ) بوطء وغيره ( كالستمناء ‪.‬‬
‫قوله ) إنزال المني ( ل بد من إنزال الن ‪ ،‬فلو أحس بانتقاله لكنه ل يرج ؛ فليس عليه غسل ‪ ،‬وهذا مــذهب المهــور واختيـار‬
‫ابن تيمية ورجحه ابن قدامة ‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫لن النب ‪ ‬علق الغتسال على الرؤية بقوله ‪ ) :‬إذا رأت الاء ( فل يثبـت الكـم بـدونه ‪ ،‬ولـو وجـب الغســل بالنتقــال لـبينه النـب‬
‫‪ ‬لدعاء الاجة إل بيانه ‪.‬‬

‫م‪ /‬أ‪i‬و ب‪j‬ال‪k‬ت‪i j‬ق ‪j‬اء ال ‪j‬‬


‫‪k‬خت‪i‬ان‪i‬ـ ‪k‬ي ‪j‬ن ‪.‬‬ ‫‪k‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫هذا الوجب الثان لغسلـ النابة ‪ ،‬وهو جاع الرجل الرأة ‪ ،‬فإذا جامعها والتقى موضع التان منه بوضع التان منها – وهو كناية‬
‫عن حصول اليلج – وجب الغسل ‪.‬‬
‫لديث أب هريرة قال ‪ :‬قال رسول ال ‪ ) : ‬إذا جلس بي شعبها الربع ث جهدها فقد وجب الغسلـ ( ‪ .‬متفق عليه‬
‫زاد مسلمـ ‪ ) :‬وإن ل ينزل ( ‪.‬‬
‫‪ ‬والراد بشعبها الربع ‪ :‬يداها ورجلها ‪ ،‬وهو كناية عن مكان الرجل من الرأة حال الماع ‪.‬‬
‫‪ ‬فإذا حصل إيلج وجب الغسلـ سواء أنزل أو ل ينزل ‪.‬‬
‫‪ ‬وهــذا الكــم ذهــب إليـه المهــور ‪ ،‬بــل حكــاه بعضــهم إجاعـا‪ G‬للصــحابة ‪ ،‬حكـي ذلــك عــن النــووي وابــن العربـ ‪ :‬أن الصــحابة‬
‫أجعوا على وجوب الغسلـ من اليلج ولو ل ينزل لذا الديث الصحيح الصريح ‪.‬‬
‫وق ــد ك ــان في ــه خلف ـا‪ G‬لبع ــض الص ــحابة ك ــأب س ــعيد وزي ــد ب ــن خال ــد وراف ــع ب ــن خدي ــج وداود الظ ــاهري ؛ أن ــه ل ي ــب الغس ــل إل‬
‫بالنزال ‪.‬‬
‫لديث أب سعيد الدري ‪ ) :‬إنا الاء من الاء ( لكن هذا قول ضعيف ‪.‬‬
‫والجواب عن حديث ‪ ) :‬إنما الماء من الماء ( ‪:‬‬
‫‪ -1‬أنه منسوخ ‪ ،‬وأن هذا كان ف أول السلم ث نسخ ‪.‬‬
‫‪ -2‬أن ذلك ممول على الحتلم ‪ ،‬وقد مال إليه الافظ ابن حجر ‪.‬‬
‫‪ ‬الكمــة مــن الغســل مــن النابــة ‪ :‬أن البــدن بعــد المــاع يصــاب بــالمول والكســل والضــعف ‪ ،‬والغتســال يعيــد إليــه نشــاطه‬
‫وحيويته وقوته ‪.‬‬
‫وقد قال النب ‪ ‬عن الوضوء بعد الماع ‪ ) :‬فإنه أنشط للعود ( ‪.‬‬
‫يض ‪i‬والن‪o‬ـ ‪i‬فاس ‪.‬‬ ‫ج ‪i‬د‪j‬م ‪i‬‬
‫الح ‪j‬‬ ‫م‪i /‬و ‪g‬خ ‪g‬ر ‪g‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫هذا الوجب الثالث من موجبات الغسل ‪ ،‬فإذا حاضت الرأة وانقطع حيضها ‪ ،‬وجب عليها الغسل ‪ ،‬وهذا بالجاع ‪.‬‬
‫وه ‪Œ‬ن ‪Š‬مـ ‹ن‬
‫وه ‪Œ‬ن }ح ‪Œ‬ت ي}ط‹ ~هـ ‹ر }ن ف}ـ‪Š‬إ }ذا ت}ط} ‪Œ‬هـ ‹ر }ن ف}ـأ‹ت~ ~‬ ‫©ساء} ‪Š‬ف ال‹ }م ‪Š‬ح ‪Š‬‬
‫يض }ول ت}ـ ‹ق}رب~ ~‬ ‫}ذى ف} ‹ ‪Š‬‬
‫اعت}زل~وا الن }‬ ‫ك }ع ‪Š‬ن ال‹ }م ‪Š‬ح ‪Š‬‬
‫يض ق~ ‹ل ~ه }و أ ‪G‬‬ ‫)وي} ‹سأ}لون} }‬
‫قال تعال ‪} :‬‬
‫ث أ }}م}ر~ك ~م الل‪Œ‬ه~ ( ‪.‬‬
‫}ح‹ي ~‬
‫وقال ‪ ‬لفاطمة بنت أب ~ح بيش ‪ ) :‬إذا أقبلت اليضة فدعي الصلة ‪ ،‬وإذا أدبرت فاغتسليـ وصلي ( ‪ .‬متفق عليه‬
‫وأجع السلمون على وجوب الغسلـ ‪ ،‬ومن نقل الجاع ‪ :‬النووي عن ابن النذر ‪ ،‬وابن حجر ‪.‬‬
‫ش ‪j‬هيد ‪.‬‬
‫وت غ‪i‬ي ‪j‬ر ال ‪h‬‬ ‫م‪i /‬و‪g‬م ‪g‬‬
‫‪----------------------------‬‬

‫‪56‬‬
‫هذا الوجب الرابع من موجبات الغسل ‪ ،‬فإذا مات السلم وجب على السلمي غسله ‪ ،‬والراد وجوب ذلك على الحياء ‪ ،‬إذ ل‬
‫وجوب بعد الوت ‪.‬‬
‫لقوله ‪ ‬للذي وقصته ناقته بعرفة ‪ ) :‬اغسلوه باء وسدر ( ‪ .‬متفق عليه‬
‫ولقوله ‪ ) : ‬اغسلنها ( فهذه أوامر ‪ ،‬والمر للوجوب ‪.‬‬
‫غسـ ل وصــلي عليـه ‪ ،‬وهـو مـا ت لـه أربعـة أشـهر ‪،‬‬
‫السقط فإن نفخ فيه الـروح ©‬
‫‪ ‬ظاهر كلمه أنه ل فرق بي الصغي والكبي ‪ ،‬أما ©‬
‫وإل فل يغسل ول يصلى عليه ‪.‬‬
‫‪ ‬قول الصنف ) غير شهيد ( أي يستثن الشهيد ‪] ،‬شهيد العركة[ ‪ ،‬فل يغسل ‪.‬‬
‫لديث جابر قال ‪ :‬قال رسول ال ‪ ) : ‬ادفنوهم ف دمائهم ‪ -‬يعن يوم أحد‪ -‬ول يغسلهم ( ‪ .‬رواه البخاري‬
‫قال الشيخ ابن عثيمين ‪ ” :‬لن التغسيل واجب ول يتك إل لرم “ ‪.‬‬
‫والراد شهيد العركة ‪ ،‬وأما سائر ما يطلق عليهم اسم الشهيد كالطعون والبطون وغيهم ‪ ،‬فيغسلون إجاعا‪. G‬‬
‫م‪i /‬وإ‪h j‬سل‪i‬م ‪i‬كاف‪j‬ر ‪.‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫هذا الوجب الامس من موجبات الغسلـ ‪ ،‬وهو إسلم الكافر ‪.‬‬
‫وسواء كان الكافر أصليا‪ G‬أو مرتدا‪. G‬‬
‫الصلي ‪ :‬من أصله كافر ل يدخل ف السلم ‪.‬‬
‫والمرتد ‪ :‬من ارتد وترك السلم ث رجع إليه ‪.‬‬
‫والدليل على أن إسلم الكافر موجب للغسلـ ‪:‬‬
‫حديث أب هريرة – ف قصة ثامة بن أثال عند ما أسلم ‪ ) : -‬أمره ‪ ‬أن يغتسل ( ‪ .‬رواه أبو داود‬
‫ولديث قيس بن عاصم ‪ ) :‬أنه أسلم فأمره النب ‪ ‬أن يغتسل باء وسدر ( ‪ .‬رواه أبو داود‬
‫قال الشوكاني ‪ ” :‬والظاهر الوجوب‪ ،‬لن أمر البعض قد وقع به التبليغ‪ ،‬ودعوى عدم المر لن عندهم ل يصلح متمســكا‪ ،G‬لن‬
‫غاية ما فيها عدم العلم بذلك ‪ ،‬وهو ليس علما‪ G‬بالعدم “ ‪.‬‬
‫وهذا مذهب أحد ورجحه ابن النذر والشوكان ‪.‬‬
‫وذهب جهور العلماء إل أنه ل يب الغسلـ على الكافر إذا أسلم وإنا يستحب ‪.‬‬
‫واستدلوا على عدم الوجوب ‪:‬‬
‫بأن العدد الكثي والم الغفي أسلموا ‪ ،‬فلو أمر كل من أسلم بالغسل لنقل نقل‪ G‬متواترا‪ G‬أو ظاهرا‪ ، G‬ولمر به أمرا‪ G‬عاما‪. G‬‬
‫ولن النــب ‪ ‬لــا بعــث معــاذ إل اليمــن قــال لــه ‪ ) :‬ادعهــم إل شــهادة أن ل إلــه إل ال ‪ ( ...‬ولــو كــان الغســل واجبـا‪ G‬لمرهــم بــه ‪،‬‬
‫لنه أول واجبات السلم ‪.‬‬
‫ويؤيد ذلك ‪ :‬أنه ‪ ‬أمر قيسا‪ G‬أن يغتسل باء وسدر ‪ ،‬والسدر غي واجب ‪.‬‬
‫وهذا القول هو الراجح جعا‪ G‬بي الدلة ‪.‬‬
‫المي‪o‬ت ‪.‬‬
‫يل ‪i‬‬ ‫م‪i /‬وق‪i‬د أ ‪ii‬م ‪i‬ر الن‪h‬ب‪™ j‬ي ‪ ‬ب‪j‬الغ‪k g‬س ‪j‬ل ‪j‬م ‪k‬ن ت‪i‬ـغ‪j k‬س ‪j‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫هذا الوجب السادس من موجبات الغسل ‪ ،‬وهو الغسل من تغسيل اليت ‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫واستدلوا من قالوا بالوجوب بديث أب هريرة قال ‪ :‬قال ‪ ) : ‬من غسلـ ميتا‪ G‬فليغتسل ( ‪ .‬رواه أبو داود‬
‫وذهب جاهي العلماء إل أن الغسل من غسلـ اليت ل يب ‪ ،‬لمور ‪:‬‬
‫لديث ابن عمر قال ‪ ) :‬كنا نغسل اليت فمنا من يغتسل ومنا من ل يغتسل ( ‪ .‬رواه الدار قطن‬
‫ولــديث ابــن عبــاس ‪ :‬أن النــب ‪ ‬قــال ‪ :‬ليــس عليكــم ف ميتكــم غســل إذا غســلتموه ‪ ،‬إن ميتكــم يــوت طــاهرا‪ G‬وليــس بنجــس ‪،‬‬
‫فحسبكم أن تغسلوا أيديكم ( ‪ .‬حسنه الافظ ابن حجر‬
‫وحديث ‪ ) :‬من غسلـ ميتا‪ G‬فليغتسل ( حديث ضعفه جع من العلماء ‪.‬‬
‫‪ ‬قال الفقهاء ‪ ” :‬الغاسل هو من يقلبه ويباشره ولو مرة ‪ ،‬ل من يصب الاء ونوه “ ‪.‬‬
‫‪k‬جن‪i‬اب‪ji‬ة ‪.‬‬ ‫‪j‬‬ ‫‪j‬‬
‫م‪i /‬وأ‪h i‬ما ص ‪i‬فة‪ g‬غ‪k i‬س ‪j‬ل ا‪i‬لن‪h‬ب‪o j‬ي ‪ ‬م ‪i‬ن ا‪i‬ل ‪i‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫سيذكر الؤلف هنا صفة الغتسال من النابة ‪ ،‬والغسل من الجنابة ينقسم إلى قسمين ‪:‬‬
‫الغسل الكامل السنون ‪ ،‬والغسل الزئ ‪.‬‬
‫سيذكر الؤلف أول‪ G‬الغسل الكامل ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫م‪ /‬ف‪i i‬كا ‪i‬ن ي‪i‬ـغ‪j k‬س ‪g‬ل ف‪i‬ـ ‪k‬ر ‪i‬جه‪ g‬أ ‪ih‬و‪d‬ل ‪.‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫ل يذكر الؤلف النية ‪ ،‬لعله لن الكتاب متصر ‪.‬‬
‫والنية ل بد منها ‪ ،‬لقوله ‪ ) :‬إنا العمال بالنيات ( ‪.‬‬
‫فينوي رفع الدث الكب ‪ ،‬أو استباحة الصلة أو القراءة أو نو ذلك ‪ ،‬فلو وقــع الــاء ول ينــو الغســل ؛ أو اغتســل للتــبد ول يكــن‬
‫قربة ول عبادة ؛ ل يرتفع حدثه ‪.‬‬
‫‪ ‬ول يذكر الؤلف التسمية ‪ ،‬وهي سنة قبل الغتسال ‪.‬‬
‫‪ ‬ويسن أن يغسل كفيه قبل البداءة بالغسل ‪ ،‬لنا أداة غرف الاء ‪.‬‬
‫لــديث عائشــة قــالت‪ ) :‬كــان رســول ال ‪ ‬إذا اغتســل مــن النابــة يبــدأ فيغســل يـديه‪ ،‬ث يفــرغ بيمينـه علــى شــاله فيغســل فرجـه‪ ،‬ث‬
‫يتوض ــأ ‪ ،‬ث يأخ ــذ ال ــاء ؛ في ــدخل أص ــابعه ف أص ــول الش ــعر ‪ ،‬ث حف ــن عل ــى رأس ــه ثلث حفن ــات ‪ ،‬ث أف ــاض ال ــاء عل ــى س ــائر‬
‫جسده ‪ ،‬ث غسل رجليه ( ‪ .‬متفق عليه‬
‫فالؤلف ذكر ‪ :‬ث يغسل فرجه أول‪. G‬‬
‫ض }ع رسول ال ‪ ‬وضـوء النابـة ‪ ،‬فأكفــأ بيمينـه علــى يسـاره مرتي أو‬ ‫لديث ميمونة ف صفة غسل النب ‪ ‬من النابة قالت ‪} ) :‬و }‬
‫ثلثا‪ ، G‬ث غسل فرجه ‪. ( ...‬‬
‫وبدأ بغسلـ الفرج أول‪ G‬لنه مل التلوث ف النابة ‪ ،‬فيزيل ما عليه من الذى ‪.‬‬
‫‪ ‬ويسن بعد غسل فرجه أن يغسل يده بنظف عقب الستنجاء با ‪.‬‬
‫ففي حديث ميمونة ‪ ) :‬ث ضرب يده بالرض أو الائط مرتي أو ثلثا‪. ( G‬‬
‫وءا ‪i‬ك ‪j‬ام ‪d‬ل ‪.‬‬
‫ض ‪d‬‬ ‫ضأ‪g g‬و ‪g‬‬‫م‪ /‬ث‪h g‬م ي‪i‬ـت‪i‬ـ ‪i‬و ‪h‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫أي يسن له أن يتوضأ قبل الغسلـ ‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫لديث عائشة السابق ‪ ... ) :‬وتوضأ وضوءه للصلة ‪. ( ...‬‬
‫قال الشوكاني ‪ ” :‬ق ‪D‬دم غسل العضاء تشريفا‪ G‬لا ‪ ،‬ولتكمل لا الطهارتان “ ‪.‬‬
‫‪ ‬وهــذا الوضــوء ســنة بالجــاع ‪ ،‬لن ال أمــر بالغســل ول يــذكر الوضــوء ‪ ،‬فليــس واجبـا‪ G‬ل قبــل الغســل ول بعــده ‪ ،‬بــل إذا اغتســل‬
‫كفى ‪ ،‬لقوله تعال ‪} ) :‬وإ‪‹ Š‬ن ~ك‹نت~ ‹م ~جن~با‪ G‬ف}اط‪Œ Œ‬ه~روا ( فلم يوجب علينا سوى أن نطهر ‪ ،‬أي ن}ـع~م البدن بالاء ‪.‬‬
‫‪ ‬وقول الؤلف ‪ ) :‬وضوءا‪ d‬كامل‪ ( d‬أي مع غسلـ الرجلي لديث عائشة السابق ‪.‬‬
‫لكن جاء ف حديث ميمونة ‪ ... ) :‬ث تنحى فغسل رجليه ‪. ( ...‬‬
‫والصحيح أنه يتوضأ وضوءا‪ G‬كامل‪ G‬مع الرجلي ‪ ،‬لن هذا الغــالب مــن فعــل الرســول ‪ ، ‬لن عائشـة ذكــرت غســل النـب ‪ ‬للجنابـة‬
‫علــى ســبيل الــدوام ‪ ،‬وأمــا حــديث ميمونــة فيحمــل أن ذلــك كــان لاجــة ‪ ،‬كمــا لــو كــانت الرض رطبــة ‪ ،‬لنــه لــو غســلهما لتلــوثت‬
‫رجله بالطي ‪.‬‬
‫ك‪.‬‬‫م‪ /‬ث‪h g‬م ي‪k i‬حث‪j‬ي ا‪i‬ل ‪ki‬م ‪j‬اء ‪i‬عل‪i‬ى ‪i‬رأ‪j k‬س ‪j‬ه ث‪ii‬لث‪d‬ا‪ ,‬ي‪i‬ـ ‪k‬ر ‪j‬و ‪j‬يه ب‪i j‬ذل‪i j‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫أي وبعد أن يتوضأ وضوءه للصلة يثي الاء على رأسه ‪.‬‬
‫لديث عائشة ‪ ) :‬ث يلل بيده شعره ‪ ،‬حت إذا ظن أنه قد أروى بشرته أفاض عليه الاء ثلث مرات ( ‪.‬‬
‫وف حديث ميمونة ‪ ) :‬أفاض على ر أسه الاء ( ‪.‬‬
‫ومثل ذلك ما جـاء ف حــديث عائشـة ‪ ) :‬ث يأخـذ الـاء ف}ـي~ـدخل أصـابعه ف أصــول الشــعر ‪ ،‬حــت أنـه إذا رأى أنـه قـد اسـتبأ حفـن‬
‫على رأسه ثلث حفنات ( ‪.‬‬
‫ففيه استحباب أن يلل شعر رأسه ‪ ،‬وصفته إدخال الصابع فيما بي أجزاء الشعرـ ‪.‬‬
‫فائدة التخليل ‪:‬‬
‫‪ -1‬تسهيل إيصال الاء للشعر والبشرة ‪.‬‬
‫‪ -2‬مباشرة الشعر باليد ليحصل تعميمه ‪.‬‬
‫‪ -3‬تأنيس البشرة خشية أن يصيب بصبه دفعة واحدة آفة ف رأسه ‪.‬‬
‫ويستحب أن يبدأ بشقه اليمن ‪.‬‬
‫لديث عائشة قالت ‪ ) :‬كان رسول ال ‪ ‬إذا اغتسل من النابة دعا بشيء من اللب ‪ ،‬فأخذ بكفيه ‪ ،‬فبدأ بشعر رأسه اليــن‬
‫ث اليسر ( ‪ .‬متفق عليه‬
‫بشيء من الحلب ‪ :‬إناء يسع قدر حلب ناقة ‪.‬‬
‫س ‪j‬ده ‪.‬‬ ‫‪j‬‬
‫اء ‪i‬عل‪i‬ى ‪i‬سائ ‪j‬ر ‪i‬ج ‪i‬‬
‫الم ‪i‬‬
‫يض ‪i‬‬
‫‪j‬‬
‫م‪ /‬ث‪h g‬م ي‪g‬ف ‪g‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫لديث عائشة ‪ ... ) :‬ث أفاض الاء على سائر جسده ( ‪.‬‬
‫وف حديث ميمونة ‪ ) :‬ث أفاض على رأسه الاء ث غسل سائر جسده ( ‪.‬‬
‫‪ ‬وظاهره أنه ليس فيه تثليث ‪ ،‬وأن التثليث خاص بغسل الرأس فقط ما سبق ف حديث عائشة ‪.‬‬
‫‪ ‬وقول الصنف ‪ ) :‬ثم يفيض الماء ‪ ( ...‬هذا دليل على أن الدلك غي واجب ‪.‬‬
‫والدلك هو إمرار اليد على البدن مع الاء أو بعده ‪ ،‬وهو غي واجب ‪ ،‬وهذا مذهبـ المهور خلفا‪ G‬لالك ‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫لقول عائشة ‪ ... ) :‬ث أفاض الاء على سائر جسده ‪. ( ...‬‬
‫وف حديث ميمونة ‪ ... ) :‬ث أفاض الاء على سائر بدنه ( ‪.‬‬
‫لكن هو من سنن الغتسالـ ‪.‬‬
‫لديث عبد ال بن زيد ‪ ) :‬أن النب ‪ ‬أ‪~Š‬ت} ب‪Š‬ث~ـل~ث}ي ~مد فجعلـ يدلك ذراعيه ( ‪ .‬رواه أحد‬
‫م‪ /‬ث‪h g‬م ي‪i‬ـغ‪j k‬س ‪g‬ل ‪j‬ر ‪k‬جل‪ki‬ي ‪j‬ه ب‪i j‬م ‪i‬ح •ل ‪i‬‬
‫آخ ‪i‬ر ‪.‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫سبق الكلم عليه ‪.‬‬
‫‪k‬خ ‪j‬في ‪i‬ف ‪j‬ة ‪i‬وال‪i k‬كث‪j‬ي ‪i‬ف ‪j‬ة ‪.‬‬
‫شع‪g‬و‪j‬ر ا‪i‬ل ‪i‬‬ ‫ض ‪j‬م ‪k‬ن ‪i‬ه ‪i‬ذا‪ :‬غ‪k i‬س ‪g‬ل ‪i‬ج ‪j‬مي ‪j‬ع ا‪i‬ل‪k‬ب‪i i‬د ‪j‬ن‪i ,‬و‪i‬ما ت‪k i‬ح ‪i‬‬
‫ت ا‪i‬ل ‡‬ ‫م‪i /‬وال‪i k‬ف ‪k‬ر ‪g‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫هذا هو صفة الغسل الزئ ‪.‬‬
‫أن يعمم بدنه بالاء مع الضمضة والستنشاق ‪.‬‬
‫لقوله تعال ‪} ) :‬وإ‪‹ Š‬ن ~ك‹نت~ ‹م ~جن~با‪ G‬ف}اط‪Œ Œ‬ه ~روا ( ول يذكر ال شيئا‪ G‬سوى ذلك ‪ ،‬ومن عمم بدنه بالغسلـ مرة صدق عليه أنه تطهر‬

‫اب ا‪i‬لتـ‪h‬ي‪‡ i‬م ‪j‬م‬


‫ب‪g i‬‬
‫التيمم لغة القصد ‪ ،‬يقال تيمم الشيء وتيممه ‪ :‬أي قصده ‪.‬‬
‫وشرعا‪ : d‬مسح الوجه واليدين من الصعيد الطيب ‪ ،‬بدل‪ G‬عن طهارة الاء عند تعذر استعماله ‪.‬‬
‫وهو من خصائص هذه المة ‪.‬‬
‫لقوله ‪ ) : ‬أعطيت خسا‪ G‬ل يعطهن أحد من قبلي ‪ ...‬وجعلت ل الرض مسجدا‪G‬ـ وطهــورا‪ ، G‬فأيـا رجــل مــن أمــت أدركتـه الصـلة‬
‫فليصل ( متفق عليه‬
‫وهو ثابت بالكتاب والسنة والجاع ‪.‬‬
‫صع‪Š‬يدا‪ G‬ط}ي©با‪. ( G‬‬ ‫‪Š‬‬
‫قال تعال ‪ ) :‬ف}ـل} ‹م }ت ~دوا }ماء‪ G‬ف}ـت}ـي} ‪Œ‬م ~موا }‬
‫والسنة أحاديث كثية ‪:‬‬
‫منها حديث عمران بن حصي قال ‪ ) :‬كنا مع النب ‪ ‬ف سفر فصلى بالناس ‪ ،‬فإذا هو برجل معتزل فقال ‪ :‬ما منعك أن تصــلي‬
‫؟ قال ‪ :‬أصابتن جنابة ول ماء ‪ ،‬قال ‪ :‬عليكـ بالصعيد فإنه يكفيك ( ‪ .‬متفق عليه‬
‫وعــن أب ذر قــال ‪ :‬قــال رســول ال ‪ ) : ‬إن الصــعيد طهــور الســلم وإن ل يــد الــاء عشــر ســني ‪ ،‬فــإذا وجــد الــاء فليمســه بشـرته‬
‫فإن ذلك خي ( ‪ .‬رواه أحد‬
‫‪ ‬وكانت مشروعيته ف السنة السادسة ف غزوة بن الصطلق ‪ ،‬لا ضاع عقد عائشة ‪.‬‬
‫ففي الصحيحيـ عن عائشة ‪ ) :‬أنا استعارت من أساء قلدة فهلكت ‪ ،‬فبعــث رســول ال ‪ ‬رجـال‪ G‬ف طلبهـا فوجـدوها فـأدركتهم‬
‫الصــلة وليــس معهــم مــاء ‪ ،‬فصــلوا بغي وضــوء ‪ ،‬فلمــا أتـوا رســول ال ‪} ‬شـ }ك ‹وا ذلــك إليـه ‪ ،‬فقــال ‪ :‬فــأنزل ال آيــة الــتيمم ( ‪ .‬متفــق‬
‫عليه‬
‫م‪i /‬و ‪g‬ه ‪i‬و ا‪i‬لنـ ‪hk‬وع‪ g‬ا‪i‬لث‪h‬ان‪j‬ي ‪j‬م ‪i‬ن ا‪i‬لط‪i h‬ه ‪i‬ارة‪. j‬‬
‫‪----------------------------‬‬

‫‪60‬‬
‫‪Š‬ـ‬
‫©سـ اء} ف}ـل}ـ ‹م }ت ~دوا }مـ اء‪G‬‬
‫س ت~ ~م الن }‬
‫لم ‹ـ‬
‫تقــدم النــوع الول وهــو الطهــارة بالـاء ‪ ،‬والــدليل علــى أن الـتاب هــو النــوع الثــان قـوله تعــال ‪ ) :‬أ ‹}و }‬
‫ف}ـت}ـي} ‪Œ‬م ~موا ( فنص أول‪ G‬على الاء ‪ ،‬وعند تعذره يرجع إل التيمم ‪.‬‬
‫ض ‪j‬اء ا‪i‬لط‪i h‬هارة‪ j‬أ‪i‬و بـ ‪k‬ع ‪j‬‬
‫ض ‪i‬ها ل‪i j‬ع ‪i‬د ‪j‬م ‪j‬ه ‪.‬‬ ‫‪i k i‬‬ ‫م‪i /‬و ‪g‬ه ‪i‬و ب‪i i‬د ‚ل ‪i‬ع ‪j‬ن ا‪i‬ل ‪ki‬م ‪j‬اء إ‪j‬ذ‪i‬ا ت‪i‬ـ ‪k‬ع ‪h‬ذ ‪i‬ر ا‪k j‬ست‪k j‬ع ‪i‬م ‪g‬‬
‫ال ا‪i‬ل ‪ki‬م ‪j‬اء ‪j‬ل‪k i‬ع ‪i‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫الؤلف يريد أن يذكر هنا مت يوز التيمم ‪ ،‬وذكر رحه ال أنه بدل عن الاء ‪ ،‬ومن العلوم أن البدل لــه حكــم البــدل ‪ ،‬فهذا يــدل‬
‫على أنه رافع ويقوم مقام الاء ‪.‬‬
‫وهذا مذهب أب حنيفة واختاره شيخ السلم ابن تيمية‬
‫وه ~ك ‹م }وأ}ي‹ ‪Š‬دي ~ك ‹م ‪Š‬م‹نـه~ }مـ ا ي~‪Š‬ريـ ~ـد الل‪Œ‬ـه~ ل‪Š‬ي} ‹ج }عـ }ل }عل}‹ي ~كـ ‹م ‪Š‬مـ ‹ن }ـح }ر‪¹‬ج }ول} ‪Š‬كـ ‹ن‬
‫لقوله تعال ‪ ) :‬ف}ـل}م }‪Š‬ت ~دوا ماء ف}ـتـي ‪Œ‬مموا صع‪Š‬يدا‪ G‬ط}ي©با‪ G‬ف}امسحواـ ب‪Š‬وج ‪Š‬‬
‫‹ } ~ ~~‬ ‫} ‪} ~ }} G‬‬ ‫‹‬
‫يد ل‪Š‬ي~ط} ©ه}ر~ك ‹م ( ‪ .‬قالوا ‪ :‬هذا دليل على أن التيمم طهارة ‪ ،‬فهو مطهر كما يطهر الاء بنص القرآن ‪.‬‬ ‫ي~‪Š‬ر ~‬
‫ولقوله ‪ ) : ‬وجعلت ل الرض مسجدا‪G‬ـ وطهورا‪ . ( G‬قالوا ‪:‬‬
‫هذا دليل على أن التاب طهور للمتيمم كما أن الاء طهور له إل أن طهرة التابـ مؤقتة ‪.‬‬
‫أنه بدل ‪ ،‬والقاعدة الشرعية ‪ ) :‬أن البدل له حكم البدل ( ‪.‬‬
‫وهذا القول هو الصحيح ‪.‬‬
‫وذهب بعض العلماء إل أنه مبيح ل رافع وهذا مذهب الشافعي ونسبه النووي للجمهور ‪.‬‬
‫لــديث أب ذر ‪ ‬قــال ‪ :‬قــال رســول ال ‪) : ‬الصــعيد طهـور الســلم وإن ل يــد الـاء عشــر ســني ‪ ،‬فــإذا وجــده فليمســه بشـرته( ‪.‬‬
‫رواه التمذي ‪ .‬قالوا ‪ :‬ولو رفع الدث ل يتج الاء إذا وجده ‪ .‬والول أصح ‪.‬‬
‫وعليه ‪:‬‬
‫إذا تيمم لنافلة فإنه يصلي به فريضة وغيها من الصلوات ‪ ،‬ول يبطل بروج الوقت ‪ ،‬لنه يقوم مقام الاء ‪.‬‬
‫وإذا تيمم لس الصحف صلى به نافلة ‪.‬‬
‫ضـ ‪j‬اء ا‪i‬لط‪i h‬هـ ارة‪ j‬أ‪i‬و بـ ‪k‬ع ‪j‬‬
‫ضـ ‪i‬ها ل‪i j‬عـ ‪i‬د ‪j‬م ‪j‬ه ( ذكــر أن الــتيمم بــدل عــن الــاء إذا تعــذر اســتعماله‬ ‫‪i k i‬‬ ‫‪ ‬قـوله ‪ ) :‬إ‪j‬ذ‪i‬ا ت‪i‬ـ ‪k‬عـ ‪h‬ذ ‪i‬ر ا‪k j‬سـ ت‪k j‬ع ‪i‬م ‪g‬‬
‫ال ا‪i‬ل ‪ki‬مـ ‪j‬اء ‪j‬ل‪k i‬ع ‪i‬‬
‫لعدم ‪ ،‬فهذا شرط التيمم ‪ :‬فقد الاء وتعذره ‪.‬‬
‫وهذا شرط للتيمم بالجاع ‪.‬‬
‫فإذا كان غي واجد للماء ل ف بيته ‪ ،‬ول ف رحله إن كان مسافرا‪G‬ـ ‪ ،‬ول ما قرب منه ؛ فإنه يشرع له التيمم ‪.‬‬
‫لقوله تعال ‪ ) :‬ف}ـل} ‹م }‪Š‬ت ~دوا }ماء‪ G‬ف}ـت}ـي} ‪Œ‬م ~موا ( ‪.‬‬
‫ولقوله ‪ ‬ف الديث السابق ‪ ) :‬الصعيد طهور السلم ‪. ( ...‬‬
‫‪ ‬إذا وجد الاء لكن بثمن زائد كثيا‪: G‬‬
‫قال بعض الفقهاء ‪ :‬يعدل إل التيمم ولو معه قيمته ‪.‬‬
‫وعللوا ذلك بأن هذه الزيادة تعله ف حكم العدوم ‪.‬‬
‫لكن الصواب إن كان قادرا‪ G‬على شرائه لوجود ثنه عنده ؛ فإنه يشتيه إذا ل يكن عليه ضرر ‪.‬‬
‫لن ال يقول ‪ ) :‬ف}ـل} ‹م }‪Š‬ت ~دوا }ماء‪ . ( G‬والاء هنا موجود ‪.‬‬
‫‪ ‬لكن إن كان غي واجد الثمن ‪ ،‬أو ليس معه إل بعضه ؛ فهو عادم للماء ‪ ،‬ول يلزمه القتاض ‪ ،‬لا ف ذلك من النة ‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫است‪k j‬ع ‪i‬مال‪j j‬ه ‪.‬‬
‫ض ‪i‬ر‪Œ‬ر ب‪k j‬‬
‫م‪ /‬أ‪i‬و ‪i‬خو ‪j‬‬
‫ف ‪i‬‬ ‫‪k k‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫هذه من الالت الت يوز فيها التيمم ‪ ،‬وهي إذا خاف باستعمال الاء الضرر ‪ ،‬فيخاف إذا استعمل الاء معه يزيد عليه مشقة‬
‫وع ‪Š‬د }م ما يسخن به الاء ‪ ،‬وخاف الضرر من البد ‪ ،‬لنه داخل ف عموم قوله تعال ‪} ) :‬وإ‪‹ Š‬ن ~ك‹نت~ ‹م‬ ‫‪ ‬وكما لو حصل برد شديد ‪} ،‬‬
‫ضى ( ولقوله تعال ‪} ) :‬ول ت}ـ ‹قت~ـل~وا أ}ن‹ـ ~ف }س ~ك ‹م ( ‪.‬‬
‫}م ‹ر }‬
‫ولديث أب سعيد الدري قال ‪) :‬خرج رجلن ف سفر فحضرتـ الصلة وليس معهما ماء فتيمما صعيدا‪G‬ا‪ G‬طيبا‪G‬ا‪ G‬فصليا‪ ،‬ث وجدا‬
‫الاء ف الوقت فأعاد أحدها الصلة بالوضوء ول يعد الخر‪ ،‬ث أتيا رسول ال ‪ ‬فذكرا ذلك له فقال للذي ل يعد‪) :‬أصبت‬
‫السنة وأجزأتك صلتك( وقال للذي توضأ وأعاد‪) :‬لك الجر مرتي( ‪.‬‬
‫أو خاف باستعماله ضرر رفيقه أو حرمته أو بائمه ‪.‬‬
‫ضرر رفيقه ‪ :‬أن يكون معه قليل ورفقة ‪ ،‬فإن استعمل الاء عطش الرفقة وتضرروا ‪ ،‬فهنا يتيمم ويدع الاء للرفقة ‪.‬‬
‫أو حرمته ‪ :‬خاف باستعمال الاء ضرر امرأته ‪.‬‬
‫أو ماله ‪ :‬كما لو كان معه حيوان ‪ ،‬وإذا استعمل الاء تضرر أو هلك ‪.‬‬
‫وقول الصنف ‪ ) :‬أو بعضها ( أي عدم الاء لبعض أعضاء الطهارة ‪.‬‬
‫مثال ‪ :‬إنسان عنده ماء يكفي لغسل الوجه واليدين فقط ‪.‬‬
‫فقيل ‪ :‬يب أن يستعمل الاء أول‪ G‬ث يتيمم ‪.‬‬
‫اس}ع~وا ( ‪.‬‬ ‫لقوله تعال ‪) :‬ف}ات‪Œ‬ـ ~قوا الل‪Œ‬ه} }ما ‹‬
‫است}ط} ‹عت~ ‹م }و ‹‬
‫ولقوله ‪ ) : ‬إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم ( ‪ .‬متفق عليه‬
‫وليصدق عليه أنه عادم للماء إذا استعمله قبل التيمم ‪.‬‬
‫وقيل ‪ :‬يتيمم ول يلزم استعماله ‪ ،‬وهذا اختيار الصنف ‪.‬‬
‫والول أرجح ‪.‬‬
‫‪i‬ح ‪i‬د ‪j‬‬ ‫‪jj‬‬ ‫اب ‪i‬م ‪i‬ق ‪j j i‬‬
‫اث ‪.‬‬ ‫ام ا‪i‬ل ‪ki‬ماء بأ‪k i‬ن‪ :‬ي‪i‬ـ ‪k‬ن ‪j‬و ‪i‬‬
‫ي ‪i‬رف‪i k‬ع ‪i‬ما ‪i‬عل‪ki‬يه م ‪k‬ن ا‪ki‬ل ‪k‬‬ ‫‡ر ‪g‬‬
‫وم ا‪i‬لتـ ‪i‬‬
‫م‪ /‬ف‪i‬ـي‪i‬ـ ‪g‬ق ‪g‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫فالتيمم يقوم مقام الاء ‪ ،‬فإذا تيمم وكان عليه جنابة ‪ ،‬فإن النابة ترتفع ‪ ،‬وكذلك لو عليه أي حدث من الحــداث ‪ ،‬فـإن الـتيمم‬
‫يرفعه ‪.‬‬
‫فالتيمم بدل عن الاء والبدل له حكم البدل ‪.‬‬
‫فيجوز إذا تيمم لفريضة أن يصلي به فريضة أخرى ‪ ،‬ولو تيمم لنافلة أن يصلي به فريضة ‪ ،‬أو تيمم لقراءة قرآن كما سبق ‪.‬‬

‫ول‪ :‬ب‪k j‬س ‪j‬م ا‪i‬لل‪j h‬ه ‪.‬‬


‫م‪ /‬ث‪h g‬م ي‪i‬ـ ‪g‬ق ‪i‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫أي يسن أن يقول قبل التيمم ‪ :‬بسم ال ‪ ،‬وهذا سنة ‪.‬‬
‫لن التيمم بدل ‪ ،‬والبدل له حكم البدل ‪.‬‬
‫‪62‬‬
‫ض ‪j‬رب ا‪i‬لتـ‡راب ب‪j‬ي ‪j‬ده‪ j‬م ‪h‬رة‪ d‬و ‪j‬‬
‫اح ‪i‬دة‪. d‬‬ ‫م ‪ /‬ث‪h g‬م ي‪i i i i i i k i‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫أي أن التيمم ضربة واحدة ‪.‬‬
‫لــديث عمــار قــال ‪ ) :‬بعثن رســول ال ‪ ‬ف حاجــة فــأجنبت ‪ ،‬فلــم أجــد الــاء ‪ ،‬فتمرغــت ف الصــعيد كمــا تــرغ الدابــة ‪ ،‬ث أتيــت‬
‫النــب ‪ ‬فــذكرت ذلــك لــه ‪ ،‬فقــال ‪ :‬إنــا يكفيــك أن تقــول هكــذا ‪ ،‬ث ضــرب بيــديه الرض ضـربة واحــدة ‪ ،‬ث مســح الشــمال علــى‬
‫اليمي ‪ ،‬وظاهر كفيه ووجه ( ‪ .‬متفق عليه‬
‫وذهب بعض العلماء إل أن التيمم ضربتان ‪ :‬ضربة للوجه وضربة لليدين ‪.‬‬
‫لديث ‪ ) :‬التيمم ضربتان ‪ :‬ضربة للوجه ‪ ،‬وضربة لليدين ( ‪ .‬رواه الدارقطن وهو ضعيف‬
‫وقول الصنف ‪ ) :‬بيديه ( الراد باليدين هنا الكفان ‪.‬‬
‫وه ~ك ‹م }وأ}ي‹ ‪Š‬دي ~ك ‹م ‪Š‬م‹نه~ ( ‪.‬‬
‫لقوله تعال ‪ ) :‬ف}امسحواـ ب‪Š‬وج ‪Š‬‬
‫‹ } ~ ~~‬
‫واليد إذا أطلقت فهي عبارة عن الكف ‪.‬‬
‫)وال ‪Œ‬سا ‪Š‬ر ~ق }وال ‪Œ‬سا ‪Š‬رق}ة~ ف}اق‹ط}ع~وا أ}ي‹ ‪Š‬دي}ـ ~ه }ما ( والراد باليد هنا الكف ‪ ،‬لن القطع إنا يكون من الكف ‪.‬‬
‫ويدل لذلك قوله تعال ‪} :‬‬
‫وف حديث عمار السابق ‪ ) :‬إنا يكفيك هكذا ( ومسح وجهه وكفيه واحدة ‪.‬‬
‫وقول الصنف ‪ ) :‬يضرب التراب ( اشتط بعض العلماء للتيمم أن يكون بتاب ‪ ،‬وهذا قول الشافعي وأحد ‪.‬‬
‫لقوله ‪ ) : ‬وجعلت تربتها لنا طهورا‪ G‬إذا ل ند الاء ( ‪ .‬رواه مسلم‬
‫وف حديث آخر ‪ ) :‬وجعل التاب ل طهورا‪ ( G‬فقالوا ‪ :‬هذا مصص لعموم ‪ ) :‬وجعلت ل الرض مسجدا‪G‬ـ وطهورا‪. ( G‬‬
‫وقال بعض العلماء ‪ :‬ل يشتط التاب ‪ ،‬بل يوز الـتيمم بكـل مـا تصـاعد علــى وجـه الرض مـن تـراب أو رمـل أو صـخر ؛ وسـواء‬
‫كان يابسا‪ G‬أم نديا‪ ، G‬واستدلوا ‪:‬‬
‫صع‪Š‬يدا‪ G‬ط}ي©با‪ ( G‬والصعيد هو وجه الرض كان عليه تراب أو ل يكن ‪.‬‬ ‫بقوله تعال ‪ ) :‬ف}ـت}ـي} ‪Œ‬م ~موا }‬
‫ولقوله ‪ ) : ‬حيثما أدركت رجل‪ G‬من أمت الصـلة فعنـده مســجده وطهـوره ( وهــذا نـص صـريح ف أن مــن أدركتـه الصـلة ف أرض‬
‫رملية فهي له طهور ‪ ،‬أو ف أرض حجرية فكذلك ‪.‬‬
‫ولن الرسول ‪ ‬لا سافر هو وأصحابه ف غزوة تبوك ؛ قطعوا تلك الرمال ف طريقهـم ‪ ،‬ل يـرد أنـه حـل معــه الـتاب ‪ ،‬ول أمـر بـه ‪،‬‬
‫ول فعله أحد من أصحابه ‪.‬‬
‫ب ‪i‬م ‪h‬رت‪i‬ـ ‪k‬ي ‪j‬ن ف‪i i‬ل ب‪i‬أ ‪i‬‬
‫‪k‬س ‪.‬‬ ‫يع ‪i‬ك ‪h‬ف ‪k‬ي ‪j‬ه‪ .‬ف‪ji‬إ ‪k‬ن ‪i‬‬
‫ض ‪i‬ر ‪i‬‬
‫‪j j‬‬
‫يع ‪i‬و ‪k‬ج ‪j‬هه ‪i‬و ‪i‬جم ‪i‬‬
‫‪j‬‬
‫س ‪g‬ح ب‪j j‬ه ‪i‬ما ‪i‬جم ‪i‬‬‫م ‪ /‬ي‪k i‬م ‪i‬‬
‫‪---------------‬‬
‫أي ل بد من مسح جيع الوجه وجيع كفيه ‪ ،‬لقوله تعال‪ ) :‬ف}امسحواـ ب‪Š‬وج ‪Š‬‬
‫وه ~ك ‹م وأيديكم منه (‪.‬‬ ‫‹ } ~ ~~‬
‫ث يسح بيديه بعضها على بعض ‪.‬‬
‫‪ ‬فروض التيمم ‪:‬‬
‫النية ‪ .‬قال ابن قدامة ‪ ” :‬ل نعلم خلفا‪ G‬ف أن التيمم ل يصح إل بنية “ ‪.‬‬
‫مسح الوجه واليدين إلى الكوعين ‪.‬‬
‫وه ~ك ‹م }وأ}ي‹ ‪Š‬دي ~ك ‹م ( فبدأ بالوجه قبل اليدين ‪.‬‬
‫الترتيب ‪.‬لقوله تعال ‪ ) :‬ف}امسحواـ ب‪Š‬وج ‪Š‬‬
‫‹ } ~ ~~‬
‫‪63‬‬
‫ولن التيمم مبن على الطهارة بالاء ‪ ،‬والتتيب فرض فيها ‪.‬‬
‫ل يذكر الؤلف مبطلت التيمم ‪ ،‬وهي ‪:‬‬
‫أول‪ : d‬وجود الماء ‪.‬‬
‫فإذا تيمم لعدم وجود الاء بطل بوجوده ‪.‬‬
‫ويبطل التيمم بوجود الاء حت ولو وجده ف أثناء الصلة ‪.‬‬
‫مثال ‪ :‬إنسان تيمم لعدم الاء ‪ ،‬ث صلى ‪ ،‬وف أثناء الصـلة وجـد الـاء ‪ ،‬إمـا بنــزول مطــر أو قــدوم شــخص معــه الـاء ‪ ،‬فهنــا يبطــل‬
‫تيممه ويقطع الصلة ويتوضأ ويعيد الصلة ‪.‬‬
‫وهذا القول هو الراجح ‪.‬‬
‫لقوله تعال ‪ ) :‬ف}ـل} ‹م }‪Š‬ت ~دوا }ماء‪ G‬ف}ـت}ـي} ‪Œ‬م ~موا ( وهذا واجد للماء فيبطل حكم التيمم ‪.‬‬
‫ولقوله ‪ ... ) : ‬فإذا وجد الاء فليتق ال وليمسه بشرته ( ‪ .‬رواه أبو داود‬
‫وهذا واجد للماء ‪.‬‬
‫وهذا مذهب أب حنيفة ورجحه ابن حزم ‪.‬‬
‫وذهب بعض العلماء إل أنه يكمل الصلة ول يقطعها ‪.‬‬
‫والصحيح الول ‪.‬‬
‫‪ ‬وأما التيمم لرض ل يبطل بوجوده ‪ ،‬لنه يوز أن يتيمم مع وجود الاء ‪ ،‬ولكن يبطل بالبء وزوال البيح وهو الرض ‪.‬‬
‫ثانيا‪ : d‬بمطلت الوضوء ‪.‬‬
‫لن البدل له حكم البدل ‪.‬‬
‫فائدة ‪:‬‬
‫‪ ‬التيمم يكون عن الدث الصغر والكب ‪.‬‬
‫‪ ‬التيمم صفة واحدة سواء ف الدث الكب أو الدث الصغر ‪.‬‬
‫‪ ‬ذهب جهور العلماء إل أن فاقد الاء يوز له أن يامع أهله ولو ل يكن معه ماء ‪.‬‬
‫صل‪o‬ي ‪.‬‬ ‫صغ‪i‬ر ل ‪j‬‬ ‫م‪i /‬و‪i‬م ‪k‬ن ‪i‬عل‪j i‬يه ‪i‬ح ‪i‬د ‚‬
‫ث أ‪k h i‬‬
‫‪i‬م يحل ل‪i‬ه‪ g‬أ‪i‬ن ي‪i g‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫أي أن من عليه حدث أصغر – والدث الصغر هو ما أوجب وضوءا‪ – G‬فإنه ل يوز له أن يصلي ‪.‬‬
‫وه ~ك ‹م ‪( ...‬‬ ‫لقوله تعال ‪) :‬يا أ}يـ«ها ال‪Š Œ‬ذين آمن~وا إ‪Š‬ذ}ا ق~مت~م إ‪} Š‬ل ال ‪Š Š Œ‬‬
‫صلة ف}ا ‹غسل~وا ~و ~ج }‬ ‫‹ ‹‬ ‫} }‬ ‫} }‬
‫ولقوله ‪ ) : ‬ل يقبل ال صلة أحدكم إذا أحدث حت يتوضأ ( ‪.‬‬
‫وتري الصلة على الدث تعم الفرض والنفل ‪ ،‬حت صلة النازة ‪.‬‬
‫وف ب‪j‬الب‪j‬يت ( ‪.‬‬ ‫م‪i /‬و‪i‬ل أ‪k i‬ن ي‪i‬ط‪i g‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫أي ل يل له أن يطوف بالبيت حت يتوضأ ‪.‬‬
‫وهذا مذهب جهور العلماء ) كما قاله النووي ( ‪.‬‬
‫لديث عائشة ‪ ) :‬أن النب ‪ ‬أول شيء بدأ به حي قدم مكة أن توضأ ث طاف بالبيت ( ‪ .‬رواه مسلم‬

‫‪64‬‬
‫وذهب بعض العلماء ومنهم ابن تيمية إل أنه ل يشتط الوضوء للطواف وإنا هو مستحب فقط ‪.‬‬
‫قالوا ‪ :‬لنه ل ينقل عن النب ‪ ‬أنه أمر بالطهارة للطواف ‪ ،‬مع العلم أنـه قـد حـج معـه خلئق عظيمـة ‪ ،‬وقـد اعتمـر عمـرا‪ G‬متعــددة‬
‫والناس يعتمرون معه ‪ ،‬ولو كان الوضوء فرضا‪ G‬للطواف لبي‪D‬نه النب ‪ ‬بيانا‪ G‬عاما‪ ، G‬ولو بي‪D‬نه لنقل ذلك السلمون ول يهملوه ‪.‬‬
‫قــال شــيخ الســلم ‪ ” :‬والــذين أوجب ـوا الوضــوء للط ـواف ليــس معهــم حجــة أص ـل‪ ، G‬فــإنه ل ينقــل أحــد عــن النــب ‪ ‬ل بإســناد‬
‫صحيح ول ضعيف أنه أمر بالوضوء للطـواف ‪ ،‬ولكـن ثبــت ف الصــحيح أنـه لـا طـاف توضـأ ‪ ،‬وهــذا وحـده ل يـدل علــى الوجــوب‬
‫“‪.‬‬
‫ومــا رجحــه ابــن تيميــة هــو قــول جاعــة مــن الســلف فقــد روى ابــن أب شــيبة عــن شــعبة بــن الجــاج قــال ‪ ) :‬ســألت حــادا‪ G‬ومنصــورا‪G‬‬
‫وسلمان ؛ عن الرجل يطوف بالبيت من غي طهارة ؟ فلم يروا به بأسا‪. ( G‬‬
‫وأما حديث ابن عباس ‪ ) :‬الطواف بالبيت صلة ( ‪ ،‬فالجواب عنه ‪:‬‬
‫أنه حديث موقوف عن ابن عباس كما رجحه النسائي والبيهقي وابن الصلح والنذري والنووي وابن تيمية ‪.‬‬
‫وأيضا‪ G‬معناه منتقض ‪ ،‬لن معناه أن جيع أحكام الصلة تثبـت للطـواف إل الكلم ‪ ،‬ول قــائل بـذلك ‪ ،‬يــوز فيـه الكــل والشــرب‬
‫والضحك ‪ ،‬وليس فيه تكبي ول تسليم ول قراءة ‪.‬‬
‫ص ‪i‬حف ‪.‬‬ ‫الم ‪h‬‬
‫س ‪g‬‬‫م‪i /‬و‪i‬ل ي‪i i‬م ™‬
‫‪----------------------------‬‬
‫أي ل يل للمحدث أن يس الصحف ‪.‬‬
‫وهذا مذهب أكثر العلماء ‪.‬‬
‫ي( النزل هو القرآن ‪.‬‬ ‫لقوله تعال ‪) :‬ل ي}} «سه إ‪ŒŠ‬ل ال‹مط} ‪Œ‬هرو }ن( قالوا ‪ :‬فالراد به القرآن الذي بي أيدينا )ت}ـ‹ن ‪Š‬زيل ‪Š‬من ر © ‪Š‬‬
‫ب ال‹ }عال}م }‬‫¬ ‹}‬ ‫~ ~‬ ‫~‬
‫ولديث أب بكر بن ممد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن جده ‪ ) :‬أن النب ‪ ‬كتب إل أهــل اليمــن كتابـا‪ G‬فيــه ‪ :‬أن ل يــس أحــد‬
‫القرآن إل طاهر ( ‪ .‬رواه مالك‬
‫قالوا ‪ :‬والراد بطاهر ؛ أي طاهر من الدث ‪.‬‬
‫والظاهر أن الستدلل بالية ل يتم ‪ ،‬لن الراد بالكتاب ف هذه الية – وال أعلم – الكتاب الذي بأيدي اللئكة ‪.‬‬
‫قال الشوكاني ‪ ” :‬وهو ل يتم إل بعد جعل الضمي راجعا‪ G‬إل القرآن ‪ ،‬والطاهر رجوعه إل الكتاب ‪ ،‬وهو اللوح الفــوظ ‪ ،‬لنــه‬
‫القرب ‪ ،‬والطهرون ‪ :‬اللئكة “ ‪.‬‬
‫فالستدلل بالديث أظهر ‪.‬‬
‫وأن معنـ ‪ ) :‬إل طــاهر ( إل متوضــئ ‪ ،‬خلف ـا‪ G‬لــن قــال ) إل طــاهر ( ال ـراد بــه الســلم دون الشــرك ‪ ،‬لكــن الصــحيح أن يحمــل‬
‫على المتوضئ ‪:‬‬
‫أول‪ : d‬لنه كثي ف لسان الشرع إطلق هذا اللفظ على التوضئ ‪.‬‬
‫ثانيا‪ : d‬لن الصحابة فهموا ذلك وأفتوا به ‪ ،‬بأنه ل يس القرآن إل على طهارة ‪.‬‬
‫ثالثا‪ : d‬لنه ل يعهد على لسان الرسول ‪ ‬أن يعب عن الؤمن بالطاهر ‪ ،‬لن وصفه باليان أبلغ ‪.‬‬
‫‪ ‬المصحف ‪ :‬هو القرآن الكتوب من الفاتة إل سورة الناس ‪ ،‬وهذا اللفظ كان معروفا‪ G‬عند الصحابة ‪.‬‬
‫قال ابن مسعود ‪ ” :‬أديوا النظر ف الصحف “ ‪.‬‬
‫‪ ‬المس ‪ :‬هو إصابة الشيء وملمسته ‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫قرأ‪i g‬شيئ‪i‬ا‪j d‬م ‪i‬ن ال ‪g‬ق ‪k‬رآن ‪.‬‬ ‫‪j‬‬
‫م‪i /‬وي‪j i‬زي ‪g‬د ‪i‬م ‪k‬ن ‪i‬عل‪i‬يه ‪i‬جن‪i‬اب‪i‬ة أ™ن‪h‬ه‪i g‬ل ي‪i i‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫أي أنه ل يوز للمحدث حدثا‪ G‬أكب أن يقرأ شيئا‪ G‬من القرآن ] غيبا‪. [ G‬‬
‫وهذا مذهب جهور العلماء ‪.‬‬
‫لديث علي قال ‪ ) :‬كـان رسـول ال ‪ ‬يقرئنـا القــرآن علــى كـل حـال مـا ل يكـن جنبـا‪ . ( G‬رواه التمــذي وأبـو داود وحسـنه الـافظ‬
‫ابن حجر‬
‫ولــديث ابــن عمــر قــال ‪ :‬قــال رســول ال ‪ ) : ‬ل تقـرأ الــائض ول النــب شــيئا‪ G‬مــن القــرآن ( ‪ .‬رواه التمــذي وابــن مــاجه ‪ ،‬وهــو‬
‫ضعيف بالتفاق‬
‫وذهب بعض العلماء إل أنه يوز للجنب أن يقرأ القرآن ‪.‬‬
‫وذهب إليه ابن عباس ‪ ،‬فقــد ذكــر عنـه البخـاري ف صـحيحه تعليقـا‪ G‬مزومـا‪ G‬بصـحته ‪ ،‬فقــال ‪ ” :‬ل يـر ابــن عبـاس بـالقرآن للجنــب‬
‫بأسا‪. “ G‬‬
‫وجاء هذا القول عن سعيد بن السيب ‪.‬‬
‫وهذا مذهب داود الظاهري والطبي وابن حزم وابن النذر ف الوسط ‪.‬‬
‫لديث عائشة قالت ‪ ) :‬كان رسول ال ‪ ‬يذكر ال على كل أحيانه ( ‪ .‬رواه مسلمـ‬
‫والراجح الول ‪.‬‬
‫وأيضا‪ G‬النب يكنه التطهر مت شاء بالاء أو التاب ‪ ،‬فليس له عذر ف القراءة مع النابة ‪.‬‬
‫ضوء ‪.‬‬ ‫الم ‪k‬س ‪j‬جد ب‪i j‬ل ‪g‬و ‪g‬‬ ‫‪j‬‬
‫م‪i /‬و‪i‬ل ي‪i‬ـل‪k‬ب‪i‬ث في ‪i‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫أي ل يوز للمحدث حدثا‪ G‬أكب أن يلبث ف السجد بل وضوء ‪.‬‬
‫لقوله تعال ‪} ) :‬ول ~جن~با‪ G‬إ‪ŒŠ‬ل }عاب‪Š Š‬ري }سب‪¹ Š‬يل ( أي ل تقربوا مواضع الصلة جنبا‪ G‬إل عابري سبيل ‪.‬‬
‫والراد بعابر السبيل ‪ :‬الار ف السجد سواء لاجة أو لغيها ‪.‬‬
‫فلو توضأ جاز له اللبث ‪ ،‬وهذا مذهب أحد واختيار شيخ السلم ابن تيمية ‪.‬‬
‫ساء ‪.‬‬ ‫الحائ‪g j‬‬
‫ض ‪i‬والن‡ـ ‪g‬ف ‪i‬‬ ‫م‪i /‬وت‪j i‬زي ‪g‬د ‪i‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫أي يرم بسبب اليض والنفاس المور السابقة ‪ ،‬وهي ‪:‬‬
‫الصلة ‪ ،‬والطواف ‪ ،‬ومس الصحف ‪ ،‬وقراءة القرآن ‪ ،‬واللبث ف السجد ‪.‬‬
‫‪ ‬لكن قراءة القرآن ذهب بعض العلماء إل جوازها وأن الائض ل تنع منها ‪.‬‬
‫لعدم الدليل ‪.‬‬
‫وأما حديث ‪ ) :‬ل تقرأ الائض ول النب شيئا‪ G‬من القرآن ( ضعيف بالتفاق ‪.‬‬
‫وقد كان النساء يضن ف عهد رسول ال ‪ ، ‬فلو كانت القراءة عليهن كالصلة لكان هذا ما بينه النب ‪ ‬لمته ‪.‬‬
‫وهذا القول هو الصحيح ‪ ،‬ولن حدثها يطول بلف النب ‪.‬‬
‫‪ ‬وأما اللبث ف السجد فجمهور العلماء على تري ذلك ‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫لديث عائشة قالت ‪ :‬قال رسول ال ‪ ) : ‬إن ل أحل السجد لائض ول جنب ( ‪ .‬رواه أبو داود‬
‫ولن النب ‪ ‬أمر النساء بالروج لصلة العيد ‪ ،‬وأمر اليض أن يعتزلن الصلى ‪.‬‬
‫المرة من السجد ‪ ،‬فقلتـ ‪ :‬إن حائض ‪ .‬فقال ‪ : ‬إن حيضتك ليســت ف‬ ‫ولديث عائشة أن رسول ال ‪ ‬قال لا ‪ ) :‬ناولين ‹‬
‫يدك ( ‪ .‬رواه مسلم‬
‫فقولا ) إني حائض ( هذا دليل على أنه كان معروفا‪ G‬أن الائض ل تكث ف السجد ‪.‬‬
‫وذهب بعض العلماء إل جواز الكث ف السجد ‪.‬‬
‫ت سو}داء ‪Š‬ل ‪Ö‬ى ‪Š‬من ال‹عر ‪Š‬‬ ‫‪Š‬‬
‫}ح}~ر‬
‫اح أ ‹‬ ‫صب‪Š‬ي‪Œ‬ة¬ }ل~ ‹م }عل}‹يـ }ها ‪Š‬و }ش ¬‬ ‫ت }‬ ‫ت ف} }خ}ر }ج ‹‬ ‫ت }م }ع ~ه ‹م ق}ال} ‹‬
‫وها ‪ ،‬ف} }كان} ‹‬ ‫ب ‪ ،‬ف}أ ‹}عت}ـ ~ق }‬ ‫يد ‪G‬ة }كان} ‹ } ‹ } } } }}‬ ‫لديث } } }عائ‪} Š‬شة} ) أ} ‪Œ‬ن }ول }‬
‫‪Š‬‬ ‫‪Š‬من سيو‪¹‬ر ق}ال}ت ف}ـوضع‹ته أ}و وق}ع ‪Š‬م‹نـها ‪ ،‬ف}م‪Œ‬ر ‹ ‪Š‬‬
‫ت‬ ‫ت ف}ال‹ت} }م ~سوه~ ف}ـل} ‹م }‪Š‬ي ~دوه~ ق}ال} ‹‬ ‫ت ب‪Š‬ه ~ح }دي‪Œ‬اة¬ }و‹ه }و ~م ‹ل ‪G‬قىـ ‪ ،‬ف} }حسب}‹ته~ }ل‹ما‪ G‬ف} }خط}}ف‹ته~ ق}ال} ‹‬ ‫‹ } }} ~ ‹ } } } }‬ ‫‹ ~~‬
‫‪Š‬‬ ‫‪Š‬‬ ‫‪Š‬‬ ‫‪Š‬‬ ‫‪Š‬‬
‫ت ف}ـ }وق} }ع ب}ـ‹يـن}ـ ~ه ‹م‬ ‫ت }والل‪Œ‬ه إ‪© Š‬ن ل}}قائ }مة¬ }م }ع ~ه ‹م ‪ ،‬إ‪‹ Š‬ذ }م‪Œ‬رت ‹‬
‫ال~ }دي‪Œ‬اة~ ف}أ}ل‹ }ق‹ته~ ق}ال} ‹‬ ‫‪Œ‬شوا ق~ـب~ـل} }ها ق}ال} ‹‬
‫©شو }ن }ح ‪Œ‬ت ف}ـت ~‬ ‫ت ف}ط}ف ~قواـ يـ~ }فت ~‬‫‪Œ‬ه ~م ‪Š‬ون ب‪Š‬ه ق}ال} ‹‬ ‫ف}اتـ }‬
‫‪Š Š‬‬ ‫‪Š‬‬ ‫‪Š‬‬ ‫‪Š‬‬
‫ت‬
‫ت ‪ .‬ق}ال} ‹‬ ‫}سل} }م ‹‬‫ت إ‪} Š‬ل }ر ~سول الل‪Œ‬ه ‪ ‬ف}أ ‹‬ ‫ت ف} }جاء} ‹‬ ‫‪Œ‬ه ‹مت~ ~م ‪Š‬ون ب‪Š‬ه ‪} -‬ز }ع ‹مت~ ‹م ‪} -‬وأ}ن}ا م‹نه~ ب}‪Š‬ريئ}ة¬ ‪} ،‬و~ه }و ذ}ا ~ه }و ق}ال} ‹‬ ‫ت }ه }ذا ال‪Œ‬ذى اتـ }‬ ‫ت ف}ـ ~ق ‹ل ~ـ‬
‫ق}ال} ‹‬
‫عائ‪Š‬شة~ ف} }كا }ن }لا ‪Š‬خباء ‪Š‬ف ال‹مس ‪Š‬ج ‪Š‬د أ}و ‪Š‬ح ‹فش ق}ال}ت ف} }كان}ت ت}أ‹ت‪Š Š‬ين ف}ـتحد‪Œ‬ث ‪Š‬ع‹ن ‪Š‬دى ق}ال}ت ف}ل} }تل‪Š Š Š Š‬‬
‫ت }وي}ـ ‹و}م‬ ‫س ع‹ندى }‹ملسا‪ G‬إ‪Š‬ل‪ Œ‬ق}ال} ‹‬ ‫‹ ~‬ ‫‹‬ ‫}} ~‬ ‫‹‬ ‫¬ ‹‬ ‫} }¬ }‹ ‹‬ ‫} }‬
‫ك ل} ت}ـ ‹قع ‪Š‬دين مع‪Š‬ى م ‹قعدا‪ G‬إ‪Š‬ل‪ Œ‬ق~ـ ‹ل ‪Š‬‬ ‫ت }عائ‪} Š‬شة~ ف}ـ ~ق ‹لت }لا ما }شأ‹ن~ ‪Š‬‬ ‫‪Š‬‬ ‫‪Š‬‬ ‫اح ‪Š‬من أ}ع ‪Š‬‬
‫ت }ه }ذا‬ ‫~ }} } }‬ ‫~ }}‬ ‫يب }رب©ـن}ا أ}ل} إ‪Š‬ن‪Œ‬ه~ م ‹ن ب}ـ‹ل }دة ال‹ ~ك ‹ف ‪Š‬ر أ ‹}ن} ‪Š‬ان ق}ال} ‹‬
‫اج ‪Š‬‬ ‫ال‹ ‪Š‬و }ش ‪} ‹ Š‬‬
‫ال ‪Š‬د ‪Š‬‬ ‫‪Š‬‬
‫يث ( ‪.‬‬ ‫ت ف} }ح ‪Œ‬دثـ}‹ت ‪Š‬ن ب} }ذا ‹}‬ ‫ق}ال} ‹‬
‫فهذه الرأة ساكنة ف السجد ‪ ،‬ومن العلوم أن الرأة ل تلو من اليض كل شهر ‪ ،‬فلم ينعها النب ‪ ‬ول ينهها ‪.‬‬
‫والراجــح الول ‪ ،‬وأمــا قصــة هــذه ال ـرأة فهــي قضــية عي ل عمــوم لــا ‪ ،‬ويتمــل أن هــذه الســوداء كــانت عجــوزا‪ G‬قــد يئســت مــن‬
‫اليض ‪.‬‬
‫صوم ‪.‬‬‫ساء‪ g‬أ‪i‬ن‪h‬ـ ‪i‬ها ‪i‬ل ت‪g i‬‬ ‫الحائ‪g j‬‬
‫ض ‪i‬والن‡ـ ‪g‬ف ‪i‬‬ ‫م‪i /‬وت‪j i‬زي ‪g‬د ‪i‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫فل يوز للحائض أن تصوم فرضا‪ G‬أو نفل‪. G‬‬
‫قال ‪ ) : ‬أليس إذا حاضت ل تصل ول تصم ( ‪ .‬متفق عليه‬
‫ولديث عائشة لا سئلت ‪ :‬ما بال الائض تقضي الصومـ ول تقضي الصلة ؟ قالت ‪ ) :‬كنا نؤمر بقضاء الصوم ول نؤمر بقضــاء‬
‫الصلة ( ‪ .‬متفق عليه‬
‫قــال النــووي ‪ ” :‬هــذا الكــم متف ــق عليــه ‪ ،‬أجــع الســلمون علــى أن ال ــائض والنفســاء ل يــب عليهمــا الصــلة ول الصــوم ف‬
‫الال ‪ ،‬وأجعوا على أنه ل يب عليها قضاء الصلة ‪ ،‬وأجعوا على أنه يب عليها قضاء الصوم “ ‪.‬‬
‫ول ي‪j i‬ح ‡ل ‪i‬وط‪gg‬ؤ ‪i‬ها ‪.‬‬
‫م‪i /‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫أي يرم على زوجها أن يامعها ف الفرج ‪.‬‬
‫وهذا بالتفاق ‪.‬‬
‫وه ‪Œ‬ن }ح ‪Œ‬ت ي}ط‹ ~ه ‹ر }ن ( ‪.‬‬ ‫©ساء} ‪Š‬ف ال‹ }م ‪Š‬ح ‪Š‬‬
‫يض }ول ت}ـ ‹ق}رب~ ~‬ ‫}ذى ف} ‹ ‪Š‬‬
‫اعت}زل~وا الن }‬ ‫ك }ع ‪Š‬ن ال‹ }م ‪Š‬ح ‪Š‬‬
‫يض ق~ ‹ل ~ه }و أ ‪G‬‬ ‫)وي} ‹سأ}لون} }‬
‫قال تعال ‪} :‬‬
‫والراد باليض زمان اليض ومكانه وهو الفرج ‪.‬‬
‫وقال ‪ ) : ‬اصنعوا كل شيء إل النكاح ( ‪.‬النكاح ‪ :‬أي الماع‬
‫وقال ‪ ) : ‬من أتى حائضا‪ G‬أو امرأة ف دبرها أو كاهنا‪ G‬فصدقه با يقول ؛ فقد كفر با أنزل على ممد ( ‪ .‬رواه التمذي‬

‫‪67‬‬
‫قال الشوكاني ‪ ” :‬ول خلف بي أهل العلم ف تري وطء الائض ‪ ،‬وهذا معلوم من ضرورة الدين “ ‪.‬‬
‫‪ ‬أما الباشرة فيما فوق السرة وتت الركبة ؛ فهذا جائز بالتفاق ‪.‬‬
‫قال النووي ‪ ” :‬وهو حلل باتفاق العلماء “ ‪.‬‬
‫‪ ‬وأما ما بي السرة والركبة ‪:‬‬
‫فقيل ‪ :‬إنه حرام ‪ .‬وقيل ‪ :‬إنه جائز ‪.‬‬
‫والصحيح أنه جائز بشرطين ‪:‬‬
‫أول‪ : d‬أن يتقي الفرج ‪.‬‬
‫ثانيا‪ : d‬أن ل يش أن يؤدي به ذلك إل الوقوع ف الرام ‪.‬‬
‫م‪i /‬و‪i‬ل ط‪ii‬لق‪g‬ـ ‪i‬ها ‪.‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫أي ويرم طلق الائض ‪.‬‬
‫‪Š‬‬ ‫ض ‪Š‬ف }ع ‹ه ‪Š‬د رس ‪Š‬‬
‫ظ‬ ‫ول الل‪Š Œ‬ه ‪} ‬ع ‹ن }ذل }‬
‫ك ]ف}ـت}ـغ}ي‪} Œ‬‬ ‫ال}ط‪Š Œ‬‬
‫اب }ر ~س }‬ ‫ول الل‪Š Œ‬ه ‪ ‬ف} }سأ }}ل ع~ }م ~ر ب‹ ~ن ‹‬ ‫}~‬
‫‪Š‬‬
‫لديث اب‹ ‪Š‬ن ع~ }م}ر أ}ن‪Œ‬ه~ ط}ل‪} Œ‬ق ‹ام}رأ}ت}ه~ }و‹ه }ى }حائ ¬‬
‫‪Š‬‬ ‫‪Š‬‬ ‫‪Š‬‬ ‫ول الل‪Š Œ‬ه ‪ [ ‬ف}ـ }ق }ال ل}ه رس ~ ‪Š‬‬
‫ول الل‪Œ‬ه صلى ال عليه وسلم » ~م ‹ره~ ف}ـ ‹لي~ـ}راج ‹ع }ها ث~‪ Œ‬ل‹ي}‹تـ ~ر‹ك }ها }ح ‪Œ‬ت ت}ط‹ ~ه}ر ث~‪} Œ‬ت }‬
‫يض ث~‪ Œ‬ت}ط‹ ~ه}ر ث~‪ Œ‬إ ‹ن }شاء}‬ ‫~}~‬ ‫}ر ~س ~‬
‫‪Œ‬‬ ‫‪Œ‬‬ ‫س ف}ت‪‹Š‬ل } ‪Œ Š‬‬ ‫ك ب}ـ ‹ع ~د }وإ‪‹ Š‬ن }شاء} ط}ل‪} Œ‬ق ق}ـ‹ب }ل أ} ‹ن ي}} ‪Œ‬‬
‫ك ال‹ع ‪Œ‬دة~ ال ‪Š‬ت أ }}م}ر الله~ }ع‪Œ‬ز }و }ج ‪Œ‬ل أ} ‹ن ي~ط}ل }ـق }ل}ا الن }‬
‫©ساء~ (‬ ‫أ ‹}م }س }‬
‫ٍٍٍ ٍٍٍ ٍٍٍ ٍ ٍٍ ٍ ٍٍٍٍ ٍ ٍٍٍٍٍٍ ٍ ٍٍ ٍٍٍٍ ٍ ٍٍ ٍٍٍٍ ٍ ٍٍٍ‬
‫ٍٍ ٍ ٍٍٍ ٍ ٍٍ ٍٍٍٍ ٍٍ ٍ ٍٍٍٍٍ ٍ ٍٍٍٍ ٍ ٍ ٍٍ ٍٍٍٍ ٍ ٍ ٍ‬
‫ٍٍٍٍٍ ‪:‬‬
‫ٍٍٍٍٍ ‪ ٍٍٍٍٍ ٍٍ ٍٍٍٍٍٍ ( ٍٍٍٍ ٍٍٍٍ ٍٍٍٍٍ ) ٍٍٍٍ ٍٍ :‬‬
‫ٍٍ ٍٍٍٍٍ ٍٍٍ ٍٍٍ ٍٍٍٍ ٍٍٍٍ ‪.‬‬
‫ثانيـا ‪ٍ ٍ ٍ ٍٍٍٍٍٍٍ ٍ ٍٍ ٍٍٍٍ ٍٍٍٍ ٍ ٍٍ ٍ ٍٍ ٍ ٍٍ  ٍٍ ٍٍٍ ٍٍ :‬‬
‫ٍٍٍٍٍٍٍ ٍٍ ٍٍٍٍٍ – ٍٍٍ ٍٍٍ ٍٍ ٍٍٍٍٍٍٍ ٍٍ ٍٍٍٍٍ ٍٍٍٍٍ ٍ ٍٍ ٍٍ‬
‫ٍٍٍ ٍ ٍٍٍ ٍٍ ٍٍٍٍٍٍ ٍ ٍ ٍ ٍٍٍٍ ٍ – ٍٍٍٍ ٍ ٍ ٍ ٍٍٍٍٍ ٍ‬
‫ٍٍٍٍ ٍٍٍٍ ٍٍ ٍٍٍٍٍ ‪.‬‬
‫ٍٍ ٍ ٍٍٍٍ ٍ ٍ ٍ ٍٍٍٍٍ ٍٍ ‪ٍٍ ٍ ٍٍٍٍٍٍ ٍٍ ٍ ٍٍ ٍٍ ٍٍٍٍٍ :‬‬
‫ٍٍٍٍٍ ٍٍٍٍ ‪. ٍٍٍٍٍٍ – ٍٍٍٍٍ ٍٍٍ – ٍٍٍٍٍٍ ٍٍٍ :‬‬
‫ٍٍ ٍٍ ٍٍٍٍٍٍ ٍ ٍ ٍٍ ٍٍٍٍ ٍٍٍٍ ٍٍ ٍ ٍ ٍٍ ٍ ٍٍ ٍ ٍٍٍ ٍٍٍٍ ٍٍ ٍ‬
‫ٍٍٍ ٍٍ ٍٍٍٍٍٍ ٍ ٍٍٍٍ ٍٍ ٍٍٍٍ ٍٍ ٍٍ ٍ ٍٍٍٍٍ ٍ ٍٍٍ ٍٍ ٍ‬
‫ٍٍٍٍٍٍٍ ٍٍٍ ٍٍٍ ٍٍٍٍٍ ٍٍٍ ‪ٍٍٍٍٍٍٍ ٍٍٍٍٍٍ ٍٍٍٍ ٍٍٍٍ ].‬‬
‫[ ‪.‬‬
‫باب الحيض‬
‫تعريف الحيض ‪.‬‬
‫لغة ‪ :‬السيلن ‪ ،‬يقال ‪ :‬حاض الوادي إذا سال ‪.‬‬
‫وشرعا‪ : d‬سيلن دم طبيعي يأت الرأة ف أوقات معلومة عند بلوغها ‪.‬‬
‫وهو شيء كتبه ال على بنات آدم ‪ ،‬كما قال ‪ ) ‬هذا شيء كتبه ال على بنات آدم ( ‪.‬‬
‫خلقه ال لكمة غذاء الولد وتربيته ‪.‬‬
‫ض‪ ,‬ب‪i j‬ل ‪i‬ح •د ل‪j j‬سن ‪oj‬ه‪i ,‬و‪i‬ل ق‪k i‬د ‪j‬ره‪i ,j‬و‪i‬ل ت‪i i‬ك ‡ر‪j‬ره‪. j‬‬ ‫‪j jh‬‬ ‫م ‪ /‬و ‪k‬ال ‪j k‬‬
‫‪i‬ص ‪g‬ل في ا‪i‬لد‪hj‬م ا‪i‬لذي ي‪g‬ص ‪g‬‬
‫يب ا‪i‬ل ‪ki‬م ‪k‬رأ‪i‬ة‪ i‬أ‪i‬ن‪h‬ه‪i g‬ح ‪k‬ي ‚‬ ‫‪i‬‬
‫‪68‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫الصل أن الدم الذي يرج من الرأة ف أوقات معلومةـ هو حيض ‪.‬‬
‫‪ ‬أنه دم أسود يعرف ‪ ،‬بينما دم الستحاضة دم أحر ‪.‬‬
‫‪ ‬أنه دم منت ‪ ،‬أي له رائحة كريهة ‪ ،‬وأما دم الستحاضة فهو دم عادي ليس له رائحة ‪.‬‬
‫‪ ‬أن دم اليض ثخي غليظ ‪ ،‬ودم الستحاضة رقيق ليس ثخينا‪. G‬‬
‫بل حد لسنه ‪ :‬يريد الؤلف بذا الرد على من قال إن اليض له سن مددة كما قاله بعضهم ‪ :‬ل حيض دون تسع ول بعد‬
‫خسي ‪ ،‬واستدلوا ‪ :‬أن العادة أن ل تيض قبل تسع ول بعد خسي سنة ‪.‬‬
‫وذهب بعض العلماء وهو اختيار ابن النذر وابن تيمية وجاعة من أهل العلم أنه ل حد لقل سن اليض ول لكثره ‪ ،‬بل مت‬
‫رأت الرأة الدم العروف فهو حيض تثبت له أحكامه ‪ ،‬وإن كانت دون تسع سني أو فوق المسي أو الستي ‪.‬‬
‫وه ‪Œ‬ن }ح ‪Œ‬ت ي}ط‹ ~ه ‹ر }ن ( ‪ .‬فعلق‬ ‫©ساء} ‪Š‬ف ال‹ }م ‪Š‬ح ‪Š‬‬
‫يض }ول ت}ـ ‹ق}رب~ ~‬ ‫}ذى ف} ‹ ‪Š‬‬
‫اعت}زل~وا الن }‬ ‫ك }ع ‪Š‬ن ال‹ }م ‪Š‬ح ‪Š‬‬
‫يض ق~ ‹ل ~ه }و أ ‪G‬‬ ‫والدليل أن ال تعال قال ) }وي} ‹سأ}لون} }‬
‫أحكام اليض على وجوده ‪ ،‬ول يدد لذلك سنا‪ G‬معينا‪. G‬‬
‫وهذا القول هو الراجح ‪.‬‬
‫وقول الصنف ‪ ) :‬ول ق ‪k‬دره‪( j‬ـ أ ـراد الـ ـؤلف بــذا اــلرد على ـ منـ قــال ‪:‬ـ إـن أــقله يــوم و ـليلة وأكثرهـ ـ خــسة عشر ـ يوما‪ G‬ـ ‪،‬ـ وــالراجح‬
‫منـ أقوال ـ أهل ـ العلم ـ أــنه لـ يــتقدر أقل ـ الــيض ولـ أــكثره ‪،‬ـ لــن ال ـ قــال )ـ ولـ تقربوهن ـ ـ حتـ يــطهرن (ـ فجعل ـ غــاية الــنع‬
‫هـي اــلطهر ‪،‬ـ ولـ يــعل ا ــلغاية مضي ـ يــوم وليلة ـ ولـ خــسة عشر ـ يوما‪ G‬ـ ‪،‬ـ وقال ـ ‪ ‬لعائشةـ ـ لــا حاضت ـ )ـ افعلي ـ مـا يفعل ـ‬
‫الــاج غي ـ أـن لـ تطوف ـ حتـ تــطهري (ـ فجعل ـ غــاية الــنع اــلطهر ‪،‬ـ ولـ يــعل ا ــلغاية زمنا‪ G‬ـ معينا‪G‬ـ ـ ‪،‬ـ فدل ـ هــذا على ـ أـن الــكم‬
‫يتعلق ـ بال ــيض وجودا‪G‬ـ ـ وعدما‪G‬ـ ـ ‪.‬ـ‬
‫قـاـلـ شـيـخـ ال ــسلم اـبـنـ تـيـمـيـةـ ‪:‬ـ ” ومن ـ ذــلك اــسم ال ــيض علق ـ ال ـ بـه أحكاما‪G‬ـ ـ م ــتعددة فـ الكتابـ ـ وــالسنة ‪،‬ـ ولـ يــقدر‬
‫ل ــقله ولـ ل ــكثره ولـ الطهر ـ بيـ الـ ــيضتي معـ عموم ـ بــلوى ال ــمة بذلك ـ و ــاحتياجهم إــليه “ ‪.‬‬
‫اضة‪. d‬‬ ‫مـ ‪/‬ـ إ‪hj‬ل إ‪k j‬ن أ‪i‬ط‪k‬ب ‪i‬ق ا‪i‬لد‪h‬م ‪i‬عل‪i‬ى ا‪i‬ل‪k‬مرأ‪i‬ة‪ ,j‬أ‪i‬و صار ‪i‬ل يـ ‪k‬نـ ‪i‬ق ‪j‬طع ‪i‬ع ‪k‬نـ ‪i‬ها إ‪hj‬ل ي ‪j‬سيرا ‪ ,‬ف‪ji‬إن‪h‬ـ ‪i‬ها ت‪j i‬‬
‫ص ‪g‬ير ‪g‬م ‪k‬ست‪i i‬ح ‪i‬‬ ‫‪d i‬‬ ‫‪g i i i k ki‬‬ ‫‪g‬‬ ‫‪i‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫إــذا استمر ـ الدم ـ معـ الـ ـرأة وـأصبح لـ ينقطع ـ عــنها أـو لـ ينقطع ـ عــنها إلـ يسيــا‪ G‬فإنــا تصي ـ م ــستحاضة ‪.‬ـ‬
‫الستحاضة ‪ :‬استمرار الدم على الرأة بيث ل ينقطع عنها أبدا‪ ، G‬أو ينقطع عنها مدة يسية ‪.‬‬
‫وهو دم طبيعي كما ف الديث ‪ ) :‬إن ذلك عرق ( فهو يتلف عن دم اليض ف طبيعته وف أحكامه ‪.‬‬
‫‪j‬‬ ‫‪j‬‬
‫ادت‪i‬ـ ‪i‬ها ‪.‬‬ ‫مـ ‪/‬ـ ف‪i‬ـ ‪i‬ق ‪k‬د أ ‪ii‬م ‪i‬ر‪i‬ها ا‪i‬لن‪h‬ب ‡ي ‪ ‬أ‪k i‬ن ت‪k i‬جل ‪i‬‬
‫س ‪i‬ع ‪i‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫لــديث عائشــة ـ رضــي ال عنهــا ـ ‪ ) :‬أن أم حبيبــة بنــت جحــش شــكت إل رســول ال ‪ ‬الــدم ‪ ،‬فقــال ‪ :‬امكــثي قــدر مــا كنــت‬
‫تبسك حيضتك ‪ ،‬ث اغتسلي ‪ ،‬فكانت تغتسل لكل صلة ( ‪ .‬رواه مسلم‬
‫ـت تيضـي فيهـا ‪ ،‬ث اغتســلي وصــلي ( متفــق‬ ‫وف رواية قال لفاطمة بنت أب حبيش ) ‪ ...‬ولكن دعي الصـلة قـدر اليـام الـت كن ‪Š‬‬
‫عليه ‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫مثال ‪ :‬امرأة كان يأتيها اليض ستة أيام من أول كل شـهر ‪ ،‬ث طـرأت عليهـا الستحاضـة ‪ ،‬فصـار الـدم يأتيهـا باسـتمرار ‪ ،‬فيكـون‬
‫حيضها ستة أيام من أول كل شهر وما عداها استحاضة ‪.‬‬

‫ادة‚‪ ,‬ف‪ji‬إل‪i‬ى ت‪k i‬مي‪j‬ي ‪j‬ز‪i‬ها ‪.‬‬ ‫م ‪ /‬ف‪ji‬إ ‪k‬ن ل ‪k‬‬


‫‪i‬م ي‪g i‬ك ‪k‬ن ل ‪ii‬ها ‪i‬ع ‪i‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫فإذا كانت الستحاضة ليس لا عادة كأن تكون مبتدئة ‪ ،‬فإنا ترجع للتمييز ‪ ،‬فيكون حيضها ما تيز بسواد أو غلظة ‪.‬‬
‫لديث عائشة ‪ ) .‬أن فاطمة بنــت أب حــبيش كـانت تسـتحاض ‪ ،‬فقــال لـا رســول ال ‪ : ‬إن دم اليــض دم أسـود يعـرف ‪ ،‬فـإذا‬
‫كان كذلك فأمسكي عن الصلة ‪ ،‬فإذا كان الخر فتوضئي وصلي ( رواه أبو داود ‪.‬‬
‫‪o‬س ‪j‬اء ا‪i‬ل‪k‬غ‪i‬ال‪j‬ب‪j i‬ة‪j :‬ست ‪hj‬ة أ‪i‬ي‪Œ h‬ام أ ‪ik‬و ‪i‬س ‪k‬بـ ‪i‬ع ‪Œ‬ة ‪.‬‬ ‫م‪ /‬ف‪ji‬إ ‪k‬ن ل‪i‬م ي ‪g‬كن ل‪i‬ها ت‪i‬مي‪j‬يز‪ ,‬ف‪ji‬إل‪i‬ى ‪i‬ع ‪j i‬‬
‫ادة ا‪i‬لن ‪i‬‬ ‫‪‚ k i k ik‬‬
‫‪----------------------‬‬
‫إذا كانت الستحاضـة ليـس لـا حيـض معلــوم ول تييــز صـال بـأن تكـون الستحاضـة مســتمرة مــن أول مـا رأت الـدم ‪ ،‬فهـذه تعمـل‬
‫بعادة غالب النساء فيكون حيضها ستة أيام أو سبعة ‪.‬‬
‫لديث حنة بنت جحـش قـالت )يـا رســول ال ! إن اسـتحاض حيضـة كـبية شـديدة ‪ ،‬فمـا تـرى فيهـا قــد منعتن الصـلة والصــوم‪،‬‬
‫فقال ‪) ‬إنا هذه ركضة من ركضات الشيطان ‪ ،‬فتحيضي ستة أيام أو سبعة ف علم ال تعال‪ ،‬ث اغتسلي(‪ .‬رواه أبو داود‬
‫لكن لو افترض أنه وجد عند المرأة صفتان ) عادة وتمييز ( ‪:‬‬
‫‪ -1‬فإذا كانت العادة موافقة للتمييز فهذه ل إشكال فيها ‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكون عندها تييز لكنه متلف عن عادتا ] عادتا ستة أيام من أول الشهر ‪ ،‬والتمييز متلف [ ‪:‬‬
‫اختلف العلماء أيهما تقدم ‪:‬‬
‫القول الول ‪ :‬تعمل بالتمييز ‪.‬‬
‫قال في المعني ‪ ” :‬وهو ظاهر مذهب الشافعي “ ‪.‬‬
‫لديث عائشة ‪ ... ) :‬فإنه دم أسود يعرف ‪. ( ...‬‬
‫لن صفة الدم أمارة قائمة به ‪.‬‬
‫القول الثاني ‪ :‬أنا تعمل بالعادة ‪.‬‬
‫وهذا الذهب ‪.‬‬
‫لديث أم حبيبة ‪ ... ) :‬امكثي قدر ما كانت تبسك حيضتك ‪. ( ...‬‬
‫وجه الدللة ‪ :‬فردها إل العادة بدون استفصال ‪ ،‬وترك الستفصال ف مقام الحتمال ينزل منزلة العموم ف القال ‪.‬‬
‫ولنــه أســهل علــى ال ـرأة ‪ ،‬وأبعــد عــن الضــطراب ‪ ،‬لن الــدم الســود ربــا يضــطرب ويتغي وينتقــل أخــر الشــهر أو أولــه أو يتقطــع‬
‫فيكون يوما‪ G‬أسود ويوم أحر ‪ ،‬فجلوسها أيام عادتا أسهل عليها وأضبط لا ‪ ،‬لن العادة ل تبطل دللتها أبدا‪. G‬‬
‫‪ ‬أن الستحاضة حكمها حكم الطاهراتـ بالتفاق ‪.‬‬
‫‪ ‬اختلف العلماء ف حكم وطء الستحاضة على قولي ‪:‬‬
‫القول الول ‪ :‬يكره وطؤها إل أن ياف العنت ‪.‬‬
‫وهذا مذهب النابلة ‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫لقول عائشة ‪ ) :‬الستحاضة ل يغشاها زوجها ( ‪.‬‬
‫ولن با أذى فيحرم وطؤها كالائض ‪.‬‬
‫القول الثاني ‪ :‬يوز وطؤها مطلقا‪. G‬‬
‫وهذا قول أكثر الفقهاء ‪.‬‬
‫لــا روى أبــو داود عــن عكرمــة عــن حنــة بنــت جحــش ‪ ) :‬أنــا كــانت مستحاضــة ‪ ،‬وكــان زوج ــها يامعهــا ( ‪ .‬قــال النــووي ‪ :‬إســناده‬
‫صال ‪.‬‬
‫وقال عكرمة ‪ ” :‬كانت أم حبيبة تستحاض وكان زوجها يغشاها “ ‪.‬‬
‫وقال الشيخ السعدي رحمه ال ‪ ” :‬والصحيح أنه يوز وطء الستحاضة ولو ل يف العنت ‪ ،‬لن النــب ‪ ‬ل ينــع عبــد الرحــن‬
‫بن عوف وغيه من وطء زوجاتم الستحاضات ‪ ،‬ولن الستحاضة دم عرق فل ينع الـوطء ‪ ،‬ولن حكمهـا حكــم الطــاهرات ف‬
‫كل شيء فكذلك ف حل الوطء “ ‪.‬‬
‫‪ ‬كيفية تطهي الستحاضة ‪:‬‬
‫‪ -1‬يب الوضوء عليها لكل صلة ‪.‬‬
‫لقوله ‪ ... ) : ‬ث توضئي لكل صلة ( ‪.‬‬
‫قــال الشــيخ محمــد بــن عـثيمين رحمــه ال ‪ ” :‬معن ذلــك أنــا ل تتوضــأ للصــلة الؤقتــة إل بعــد دخــول وقتهــا ‪ ،‬وأمــا إذا كــانت‬
‫الصلة غي مؤقتة فإنا تتوضأ لا عند إرادة فعلها “ ‪.‬‬
‫‪ -2‬أنا إذا أرادت الوضوء فإنا تغسلـ أثر الدم وتعصب على الفرج خرقة ليستمسكـ الدم ‪.‬‬
‫المؤلف لم يذكر أحكام النفساء ‪:‬‬
‫تعريف النفاس ‪:‬‬
‫هو دم يرج من الرأة عند الولدة أو معها أو قبلها بيومي أو ثلثة مع الطلقـ ‪.‬‬
‫‪ ‬وأحكامه هي أحكام اليض فيما يب ويرم ‪.‬‬
‫‪ ‬اختلف العلماء في أقل النفاس ‪:‬‬
‫فقيل ‪ :‬ليس لقله حد ‪.‬‬
‫وهذا الذهب وبه قال الثوري والشافعي وإسحاق وجهور العلماء ‪.‬‬
‫لنه ل يرد ف الشرع تديده ‪ ،‬فيجع فيه إل الوجود ‪ ،‬وقد وجد قليل‪ G‬وكثيا‪. G‬‬
‫وهذا القول هو الصحيح ‪.‬‬
‫) وقال بعضهم ‪ :‬أقله ساعة ‪ ،‬وقيل ‪ :‬خس وعشرون يوما‪. ( G‬‬
‫‪ ‬اختلف العلماء في أكثر النفاس ‪:‬‬
‫القول الول ‪ :‬أكثره أربعون يوما‪. G‬‬
‫وهذا الذهب ‪ ،‬وبه قال أكثر أهل العلم ‪.‬‬
‫قال أبو عيسى الترمذي ‪ ” :‬أجع أهل العلم من أصحاب النب ‪ ‬ومن بعدهم ‪ ،‬على أن النفساء تدع الصــلة أربعي يومـا‪ G‬إل‬
‫أن ترى الطهر قبل ذلك “ ‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫قال الشوكاني ‪ ” :‬والدلة الدالة على أن أكثر النفاس أربعون يوما‪ G‬متعاضدة بالغة إل حــد الصــلحية والعتبــار ‪ ،‬فالصــي إليهــا‬
‫متعي “ ‪.‬‬
‫لــديث أم ســلمة ـ رضــي ال عنهــا ـ قــالت ) كــانت النفســاء تقعــد علــى عهــد النــب ‪ ‬بعــد نفاســها أربعي يومـا‪ . ( G‬رواه المســة إل‬
‫النسائي ‪ ،‬واللفظ لب داود‬
‫وصححه الاكم‬ ‫وف لفظ له ‪ ) :‬ول يأمرها النب ‪ ‬بقضاء صلة النفاس ( ‪.‬‬
‫ااا ااااا ااا ااا اااا اااا‪ ” :‬ومتى أكملت ‪ -‬أي النفساء ‪-‬‬
‫الربعين وجب عليها الغسل وإن لم تر الطهر‪ ،‬لن الربعين هي نهاية النفاس في‬
‫أصح قولي العلماء “ ‪.‬‬
‫القول الثاني ‪ :‬أكثره ستون يوما‪. G‬‬
‫وبه قال مالك والشافعي ‪.‬‬
‫القول الثالث ‪ :‬أنه خسون ‪.‬‬
‫وهو قول السن ‪.‬‬
‫واختار ابن تيمية ‪ :‬أنه ل حد لكثر النفاس ‪.‬‬
‫والراجح الول ‪.‬‬
‫قال ابن قدامة ‪ ” :‬ولنه قول من سينا من الصحابة ول نعرف لم مالفا‪ G‬ف عصرهم فكان إجاعا‪. “ G‬‬
‫‪ ‬ل يثبت النفاس إل إذا وضعت ما يتبي فيه خلق إنسان ‪.‬‬
‫فل ــو وض ــعت س ــقطا‪ G‬ص ــغيا‪ G‬ل يت ــبي في ــه خل ــق إنس ــان ‪ ،‬فلي ــس دمه ــا دم نف ــاس ‪ ،‬ب ــل ه ــو دم ع ــرق ‪ ،‬فيك ــون حكمه ــا حك ــم‬
‫الستحاضات ‪.‬‬
‫وأقل مدة يتبي فيها خلق إنسان ثانون يوما‪ G‬من ابتداء مدة المل ‪.‬‬
‫‪ ‬إذا طهرت قبل الربعي وذلك بانقطاع الدم ‪ ،‬اغتسلت وصلت وجوبا‪. G‬‬
‫‪ ‬أنه إذا انقطع دمها قبل الربعي وطهرت ‪ ،‬فإنه يوز لزوجها أن يطؤها ول يكره ‪ ،‬وهذا مذهب جاهي العلماء ‪.‬‬
‫لن الكراهية تتاج إل دليل ‪ ،‬ول دليل على الكراهة ‪ ،‬ولن حكمها حكم الطاهرات ف كل شيء ‪ ،‬فكذا ف الوطء ‪.‬‬
‫‪ ‬قال الشيخ ابن باز رحمه ال ‪ ” :‬إذا طهرت النفساء ف الربعي فصامت أياما‪ ، G‬ث عاد إليها الــدم ف الربعي فــإن صــومها‬
‫صحيح ‪ ،‬وعليها أن تدع الصلة والصيام ف اليام الت عاد فيها الدم “ ‪.‬‬

‫وال أعلم‬
‫أخوكم ‪ /‬سليمان بن محمد اللهيميد‬
‫السعودية – رفحاء‬

‫‪72‬‬

You might also like