08-At Ima

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 95

‫بسم ا الرحمن الرحيم‬

‫ححح‬
‫منهج السالكين‬
‫وتوضيح الفقه في الدين‬
‫للعلمة عبد الرحمن بن ناصر السعدي ) ‪ 1376‬هـ( ‪.‬‬

‫حح حححححححح ححححححح – ححح‬


‫آخر الكتاب‬
‫دورة ورثة النبياء ] مكتب الدعوة والرشاد برفحاء [‬

‫اليان والنذور – كتاب النايات‬


‫كتاب الطعمة – باب الذكاة والصيد – باب )‬
‫كتاب الدود – كتاب القضاء والبينات والشهادات – باب القرار‬

‫) ل أسمح باختصارها أو حذف شيء منها أو أي تصرف فيها (‬

‫بقلم‬
‫سليمان بن محمد اللهيميد‬
‫السعودية – رفحاء‬
‫حححححح ححح حححح – مجلة رياض المتقين‬
‫‪www.almotaqeen.net‬‬
‫كتاب الطعمة‬
‫مقدمة‬
‫الطع‪66‬ام ف اللغ‪66‬ة يطل‪66‬ق ف الغ‪66‬الب عل‪66‬ى م‪66‬ا يؤك‪66‬ل ‪ ،‬وق‪66‬د يطل‪66‬ق عل‪66‬ى م‪66‬ا يش‪66‬رب بقل‪66‬ة كق‪6‬وله تع‪66‬ال ) إ‪G E‬ن الل‪6G‬ه‪D F‬م)بت‪F‬ل‪E‬ي ‪D‬ك‪) 6‬م‬
‫ف غ‪)D‬رف‪F‬ة‪ J‬ب‪E‬ي‪E F‬ده‪ . ( E‬وقال ‪ ‬ف زمزم )إنا طعام‬ ‫س ‪E‬م ‪O‬ن ‪F‬و‪F‬م )ن ‪F‬ل) ي‪F‬ط) ‪F‬ع )مه‪ D‬ف‪EF‬إن‪G‬ه‪E D‬م ‪6O‬ن إ‪GE‬ل ‪F‬م ‪E‬ن ا )غت‪F6F‬ر ‪F‬‬ ‫ب‪E‬ن‪6F‬ه ‪T‬ر ف‪F‬من ‪F‬ش ‪E‬ر ‪E‬‬
‫ب م)نه‪ D‬ف‪6F‬ل‪)F‬ي ‪F‬‬
‫‪F )F F‬‬
‫ط‪) D‬عم( ‪.‬‬
‫الصل ف الطعمة الل ‪.‬‬
‫جيعا‪. ( J‬‬ ‫ض ‪EF‬‬ ‫لقوله تعال ) ‪D‬ه ‪F‬و ال‪E G‬ذي ‪F‬خل‪F F‬ق ل‪D F‬ك )م ‪F‬ما ‪E‬ف )ال )‪F‬ر ‪E‬‬
‫ق‪66‬ال ف تفس‪66‬ي الن‪66‬ار ‪ :‬وه‪66‬ذه ن‪66‬ص ال‪66‬دليل القطع‪66‬ي عل‪66‬ى القاع‪66‬دة العروف‪66‬ة عن‪66‬د الفقه‪66‬اء ‪ :‬أن الص‪66‬ل ف الش‪66‬ياء‬
‫الخلوقة الباحة ‪ ،‬والراد إباحة النتفاع با أكل‪ J‬وشربا‪ J‬ولباسا‪ J‬وتداويا‪ J‬وركوبا‪ J‬وزينة ‪.‬‬
‫ات ‪E‬م ‪F‬ن ال‪O‬ر)ز‪E‬ق ( ‪.‬‬ ‫وقال تعال )ق‪D‬ل من ح‪G‬رم ‪E‬زين‪F‬ة‪ F‬الل‪E G‬ه ال‪EG‬ت أ‪F‬خرج ل‪E‬ع‪E‬ب ‪E‬اده‪ E‬والط‪G‬ي‪O‬ب ‪E‬‬
‫)‪F F F F F‬‬ ‫) ‪F F )F‬‬
‫دل ‪66‬ت ه‪66‬ذه الي‪66‬ة عل ‪66‬ى أن الص ‪66‬ل ف الط ‪66‬اعم واللب ‪66‬س وأن ‪6‬واع التجملت الباح‪66‬ة ‪ ،‬لن الس ‪66‬تفهام ف ) ‪F‬م ‪ 6‬ن (‬
‫للنك‪66‬ار ‪ ،‬وم‪66‬ن ه‪66‬ذا يعل‪66‬م أن ه‪66‬ذه الي‪66‬ة ت‪66‬دل عل‪66‬ى أن الص‪66‬ل ف ه‪66‬ذه الش‪66‬ياء ال‪66‬ت ه‪66‬ي م‪66‬ن أن‪6‬واع الزين‪66‬ة وك‪66‬ل م‪66‬ا‬
‫يتجمل به ومن الطيبات من الرزق هو الل ‪.‬‬
‫جيعا‪E J‬م)نه‪. ( D‬‬ ‫ض ‪EF‬‬ ‫ات ‪F‬و‪F‬ما ‪E‬ف )ال )‪F‬ر ‪E‬‬ ‫وقال تعال )وس ‪G‬خر ل‪D F‬كم ما ‪E‬ف ال ‪G‬سماو ‪E‬‬
‫‪FF‬‬ ‫‪F ) F FF‬‬
‫وجه الدللة ‪ :‬أنه إذا كان ما ف الرض مسخرا‪ 6J‬لنا ‪ ،‬جاز استمتاعنا به ‪ ،‬وهذا معن الباحة ‪.‬‬
‫وق‪66‬ال ‪ ) ‬إن ال ف‪66‬رض ف ‪6‬رائض فل تض‪66‬يعوها ‪ ،‬وح‪66‬د ح‪66‬دودا‪ J‬فل تعت‪66‬دوها ‪ ،‬وس‪66‬كت ع‪66‬ن أش‪66‬ياء رح‪66‬ة لك‪66‬م غي‬
‫نسيان فل تبحثوا عنها ( رواه الدار قطن ‪.‬‬
‫وغيره ‪.‬‬
‫م ‪ /‬وهي نوعان حيوا *ن &‬
‫‪-------------‬‬
‫اعلم أن الطعمة نوعان ‪:‬‬
‫حيوانية ‪ :‬واليوان بري وبري ‪.‬‬
‫غير حيوانية ‪ :‬مثل النبات والثمار والامدات والائعات ‪.‬‬
‫ث ذكر الصنف – رحه ال – ضابطا‪ J‬لكل نوع فقال ‪:‬‬
‫م ‪ /‬فأما غير الحيوان – من الحبوب والثمار وغيرها – فكل&ه مباح ‪.‬‬
‫‪-------------‬‬
‫لن الصل ف الطعمة الل كما سبق ‪.‬‬
‫لكن يستثن منها ‪:‬‬
‫‪9‬‬
‫كالسم ونحوه ‪.‬‬ ‫م ‪ /‬إل ما فيه مضرة‬
‫‪-------------‬‬
‫أي ‪ :‬يستثن من هذا النوع السم ‪ ،‬فهو حرام ‪.‬‬
‫فهذا الضابط الول ‪ :‬أل يكون مضرا‪ ، J‬كالسم ونوه ‪ ،‬فإنه حرام ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫وال‪66 6‬دليل عل‪66 6‬ى تري م‪66 6‬ا في‪66 6‬ه مض‪66 6‬رة ق ‪6 6‬وله تع‪66 6‬ال ) ‪F‬ول ت‪) D6‬ل ‪D‬ق ‪6 6‬وا ب‪E‬أ‪F‬ي) ‪E 6 6‬دي ‪D‬ك )م إ‪6 6 F E‬‬
‫ل الت‪G) 6‬هل‪F D‬ك‪E 6 6‬ة ( وق‪66 6‬ال تع‪66 6‬ال ) ول ت‪) 6F‬قت‪6D‬ل‪6 6 D‬وا‬
‫أ‪F‬ن)‪D 6‬ف ‪F‬س ‪D‬ك )م ( ‪.‬‬
‫والنهي عن قتل النفس ني عن أسباب القتل ‪ .‬ولذا ع‪‹ D‬د من أطعم السم لغيه قاتل‪. J‬‬
‫ومثل السم الدخان ‪ ،‬حيث أثبتت التجارب أنه مضر بالصحة ‪ ،‬وفيه أيضا‪ J‬إضاعة للمال ‪.‬‬
‫ما كان مضرا‪ J‬سواء كان ضرره عاما‪ J‬أو خاصا‪ ، J‬العام كالسم ‪ ،‬والاص ‪ :‬أكل ما فيه مضرة لذا الشخص‪ 6‬بعينه ‪،‬‬
‫كما لو كان أكله لذا الطعام يسبب له مرضا‪ J‬أو هلكا‪ . J‬وإن كان هذا الطعام لو أكله غيه ل يتضرر ‪.‬‬
‫وينبغي أن يضاف ضابطا‪ J‬آخر ‪ ,‬وهو ‪ :‬أن ل يكون نسا‪ ، J‬فإن كان نسا‪ J‬فإنه حرام كالدم واليتة ‪.‬‬
‫ل‪D 6‬م‪G‬رم‪6‬ا‪ J‬عل‪6F‬ى ط‪E 6F‬‬
‫اع ‪T‬م ي‪F‬ط) ‪F‬ع ‪D‬م‪ 6‬ه‪ D‬إ‪GE‬ل أ‪) F‬ن ي‪D F‬ك‪ 6‬و ‪F‬ن‬ ‫‪6E‬‬ ‫‪6E‬‬
‫وال‪6‬دليل عل‪6‬ى تري م‪6‬ا في‪6‬ه ناس‪6‬ة ق‪6‬وله تع‪6‬ال )ق‪) 6D‬ل ل أ‪F‬ج ‪D‬د ‪6E‬ف ‪F‬م‪ 6‬ا أ‪D‬وح ‪F‬ي إ‪F F GF E‬‬
‫س(‪.‬‬ ‫‪E E TE E‬‬
‫‪F‬م)يت‪F‬ة‪ J‬أ )‪F‬و ‪F‬دما‪F J‬م )س ‪D‬فوحا‪ J‬أ )‪F‬و ‪F‬ل) ‪F‬م خ)نزير ف‪F‬إن‪G‬ه‪ D‬ر )ج •‬
‫م ‪ /‬والشربة& كلها مباحة ‪.‬‬
‫‪-------------‬‬
‫والدليل على الباحة ما تقدم من الدلة على أن الصل ف ذلك الباحة ‪.‬‬
‫مسكر حرام ( ‪.‬‬ ‫كثيره وقليل&ه لحديث ) كل ‪A‬‬ ‫م ‪ /‬إل ما أسكر ‪ ،‬فإنه يحرم &‬
‫‪-------------‬‬
‫يستثن من الشربة السكر فيحرم شربه ‪.‬‬
‫ض‪66‬ابط الس‪66‬كار ‪ :‬إذه‪66‬اب العق‪66‬ل عل‪66‬ى وج‪66‬ه الل‪66‬ذة والط‪66‬رب ‪ ،‬ول‪66‬ذا ق‪66‬ال عم‪66‬ر ) الم‪66‬ر م‪66‬ا خ‪66‬امر العق‪66‬ل ( أي م‪66‬ا‬
‫غطاه ‪.‬‬
‫والدليل على تري شرب السكر ‪:‬‬
‫اجت‪F‬ن‪E‬ب‪D‬وه‪ D‬ل‪F F‬عل‪D G‬ك )م ت‪) D6‬فل‪D E‬حو ‪F‬ن( ‪.‬‬ ‫‪E‬‬ ‫المر وال)مي ‪E‬سر و )ال‪F‬ن)صاب و )ال )‪F‬زلم ‪E‬رج ‪E‬‬
‫س م )ن ‪F‬ع ‪F‬م ‪E‬ل الش)‪G‬يط‪F‬ان ف‪) F‬‬
‫قال تعال )إن‪F‬ا )‪• ) D F D F F D ) F F D ) F‬‬
‫‪GE‬‬
‫وقال ‪ ) ‬كل مسكر خر ‪ ،‬وكل خر حرام ( ‪.‬‬
‫وقال ‪ ) ‬لعن ال المر وشاربا وساقيها وبائعها ومبتاعها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمولة إليه ( رواه‬
‫أبوداود ‪.‬‬
‫وقال ‪ ) ‬من شرب المر ف الدنيا ث ل يتب منها حرمها ف الخرة ( متفق عليه ‪.‬‬
‫وقال ‪ ) ‬مدمن المر إن مات لقي ال كعاب‪6‬د وث‪6‬ن ( رواه أحد ‪.‬‬
‫وقال ‪ ) ‬كل مسكر حرام ‪ ،‬وما أسكر منه ال ‪F‬ف‪F‬رق فملء الكف منه حرام ( رواه أبوداود ‪.‬‬
‫] الفرق [ إناء يسع ‪ 3‬آصع ‪.‬‬
‫وقال ‪) ‬ما أسكر كثيه فقليله حرام ( ‪.‬‬
‫معن‪ 6‬هذا الديث ‪ :‬أن هذا الشراب‪ 6‬لو أكثرت منه سكرت وإذا ل تكثر منه ل ت‪) F‬سكر ‪ ،‬فالقليل منه حرام ‪.‬‬
‫مثال ‪ :‬لو شربت منه قارورة سكرت ‪ ،‬ولو شربت فنجان ل تسكر – فنقول شرب الفنجان حرام ‪.‬‬

‫الخمر خل‪ S‬حل‪R‬ت ‪.‬‬ ‫‪9‬‬


‫انقلبت‬ ‫م ‪ /‬وإن‬
‫‪U‬‬
‫‪-------------‬‬

‫‪3‬‬
‫أي ‪ :‬إذا انقلبت المر بنفسها وصارت خل‪ J‬فإنا تل ‪.‬‬
‫واعلم أن انقلب المر خل‪ J‬ينقسم إل قسمي ‪:‬‬
‫القسم الول ‪ :‬أن تلل بنفسها بدون فعل آدمي فإنا تطهر ‪.‬‬
‫قال النووي ‪ :‬وأجع‪6‬وا عل‪6‬ى أنا إذا انقلب‪6‬ت بنفسها خل‪ J‬طهرت ‪ ،‬وقد حكي ع‪6‬ن سحنون أنا ل تطه‪6‬ر ‪ ،‬ف‪6‬إن‬
‫صح عنه فهو مجوج بإجاع من قبله ‪.‬‬
‫القسم الثاني ‪ :‬أن تل‪66‬ل بفع‪66‬ل آدم‪66‬ي كم‪66‬ا ل‪66‬و تلل‪66‬ت ب‪66‬أن أض‪66‬اف إليه‪66‬ا إنس‪66‬ان ش‪66‬يئا‪ ، J‬أو نقله‪66‬ا م‪66‬ن الش‪66‬مس إل‬
‫الظل أو العكس ‪ ،‬فقد اختلف العلماء ‪:‬‬
‫القول الول ‪ :‬ل يوز ول تطهر ‪.‬‬
‫وهذا مذهب‪ 6‬جهور العلماء ‪.‬‬
‫‪G‬خ ‪D‬ذ ‪F‬خ ‪¤‬ل? ق‪F F‬ال‪F :‬‬ ‫ك ‪ ‬ق‪F F‬ال‪) :‬سئ‪E‬ل رس ‪E D‬‬ ‫س ب ‪E‬ن مال‪T E‬‬
‫"ل"( ‪ .‬أ )‬
‫‪F‬خ‪F‬ر ‪F‬جه‪D D‬م )سل‪E‬م‬ ‫ول ا‪F‬لل‪G‬ه ‪F ‬ع )ن ا‪) F‬ل‪) F‬م ‪E‬ر ت‪6D‬ت ‪F‬‬ ‫‪DF F D‬‬ ‫لديث أ‪F‬ن‪F ) E F‬‬
‫وف رواي‪6‬ة عن‪6‬د أب داود وأح‪6‬د ‪) :‬أن أب‪6‬ا طلح‪6‬ة س‪6‬أل الن‪6‬ب ‪ ‬ع‪6‬ن أيت‪6‬ام ورث‪6‬وا خ‪6‬را‪ ،J‬فق‪6‬ال الن‪6‬ب ‪ :‬أهرقه‪6‬ا ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬أفل أجعلها خل‪ J‬؟ قال ‪ :‬ل ( ‪.‬‬
‫ووجه الستدلل ‪:‬‬
‫أن ‪66‬ه ل ‪66‬و ك ‪66‬ان هن ‪66‬اك طري ‪66‬ق للنتف ‪66‬اع لتطهي الم ‪66‬ر لرش ‪66‬د إلي ‪66‬ه الن ‪66‬ب ‪ ‬حفظ‪6 6‬ا‪ J‬للم‪6 6‬وال ‪ ،‬وأيض‪6 6‬ا‪ J‬كم ‪66‬ا ف الرواي ‪66‬ة‬
‫الخرى ‪ ) :‬كانت ليتام ( واليتام أول بفظ أموالم ‪ ،‬فلو كان تليلها جائزا‪ J‬لرشد إليه النب ‪. ‬‬
‫وكذلك قوله ) أهرقها ( دليل على أنه ل يوز تليلها ‪ ،‬لنه يب إراقتها ول يوز اقتناؤها ‪.‬‬
‫القول الثاني ‪ :‬يكره تليلها ‪.‬‬
‫وهذا ذهب إليه بعض السلف كسفيان وابن البارك ‪.‬‬
‫والراجح الول ‪.‬‬
‫صـ ‪A‬ي &د ال‪A‬ب‪A U‬حـ ‪9‬ر‬ ‫‪9‬ـ‬
‫م ‪ /‬والحيــوان قســمان ‪ :‬بحــري ‪ ،‬فيحــل كــل مــا فــي البحــر حيـا‪ S‬وميتـا‪ S‬لقــوله تعــالى ) أ&ح _ل ل‪& U‬كـ ‪A‬م ‪U‬‬
‫‪U‬وط‪U U‬ع &امه& ( ‪.‬‬
‫‪-------------‬‬
‫أي ‪ :‬أن اليوانات تنقسم إل قسمي كما سبق بري وبري ‪.‬‬
‫أما البحري ‪ :‬فهو حلل كله ‪.‬‬
‫والراد بالبحري ‪ :‬ما ل يعيش إل ف البحر بيث لو خرج من البحر للك ‪.‬‬
‫قال تعال )أحل لكم صيد البحر وطعام‪6‬ه متاعا‪ J‬لكم وللسيارة( قال ابن عباس‪ :‬صيد البحر ما أخذ حي‪،‬‬
‫وطعامه ما أخذ ميتا‪. J‬‬
‫وعن أب هريرة ‪ .‬أن رسول ال ‪ ‬قال ف البحر ) هو الطهور ماؤه الل ميتته ( رواه أبوداود ‪.‬‬
‫وهذا دليل على حل جيع حيوان البحر سواء أخذ حيا‪ J‬أو ميتا‪. J‬‬
‫فكلب البحر حلل ‪ ،‬وخنزير البحر حلل ‪.‬‬
‫م ‪ /‬وأما البري فالصل فيه الحل ‪.‬‬
‫‪----------------‬‬

‫‪4‬‬
‫لا سبق أن الصل ف الشياء الل ‪.‬‬
‫م ‪ /‬إل ما نص عليه الشارع فمنها ‪ :‬ما في حديث ابن عباس ) كل ذي ناب من السباع فأكله حرام ( ‪.‬‬
‫‪----------------‬‬
‫أي ‪ :‬يستثن من حيوان‪66‬ات ال‪66‬ب ‪ :‬ك‪6‬ل ذي ن‪6‬اب م‪66‬ن الس‪6‬باع فه‪6‬و ح‪6‬رام كال‪6‬ذئب والس‪6‬د والنم‪66‬ر والفي‪66‬ل وغيه‪6‬ا م‪66‬ن‬
‫السباع ‪.‬‬
‫لديث أب ثعلبة الشن أن رسول ال ‪ ) ‬نى عن أكل كل ذي ناب من السباع ( متفق عليه ‪.‬‬
‫وعن ابن عب‪6‬اس ‪ .‬ق‪66‬ال ) ن‪6‬ى رس‪66‬ول ال ‪ ‬ع‪66‬ن ك‪66‬ل ذي ن‪66‬اب م‪66‬ن الس‪66‬باع ‪ ،‬وع‪66‬ن ك‪66‬ل ذي مل‪66‬ب م‪66‬ن الطي ( رواه‬
‫أبو داود ‪.‬‬
‫وعن أب هريرة ‪ .‬قال ‪ :‬قال ‪ ) ‬كل ذي ناب من السباع فأكله حرام ( رواه مسلم‪. 6‬‬
‫والحكمة من النهي عن أكلها ‪ :‬قال ابن القيم ‪ :‬السبع إنا حرم لا فيه من القوة السبعية الت تورث التغذي با‬
‫شبهها ‪ ،‬فإن الغاذي شبيه بالغتذي ‪.‬‬
‫م ‪ ) /‬ونهى عن كل ذي مخلب من الطير ( رواه مسلم ‪.‬‬
‫‪-------------‬‬
‫العق‪6‬اب ‪ ،‬والبازي ‪ ،‬والصقر ‪ ،‬والشاهي ‪،‬‬ ‫أي ‪ :‬وما يرم من حيوانات الب ‪ :‬كل ذي ملب من الطي مثل ‪:‬‬
‫وال‪6‬دأة ‪.‬‬
‫لديث ابن عباس – الذي ذكره الصنف – )نى رسول ال ‪ ‬عن كل ذي ملب من الطي(‪ .‬رواه مسلم‪6‬‬
‫الحمر الهلية ( متفق عليه ‪.‬‬ ‫م ‪ ) /‬ونهى عن لحوم &‬
‫‪-------------‬‬
‫وما يرم من اليوانات البية ‪ :‬المر الهلية ) النسية ( ‪.‬‬
‫ول ا‪F‬لل‪E G‬ه ‪ ‬أ‪F‬ب‪F‬ا ط‪)F‬ل ‪F‬حة‪ ,F‬ف‪6F‬ن‪F F‬ادى ‪ :‬إ‪G E‬ن ا‪F‬لل‪G‬ه‪F F‬و‪F‬ر ‪D‬سول‪F‬ه‪ D‬ي‪)6F‬ن‪F 6‬هي‪F‬ان‪D E‬ك )م ‪F‬ع )ن ‪D‬ل‪E 6D‬وم‬
‫لديث أنس قال ) ل‪G F‬ما ‪F‬كا ‪F‬ن ي‪) 6F‬و‪D‬م ‪F‬خ)يب‪F6F‬ر‪ ,‬أ ‪FF‬م‪F‬ر ‪F‬ر ‪D‬س ‪D‬‬
‫ا‪) F‬ل‪D D‬م ‪E‬ر[ا‪)F‬ل )‪F‬هل‪E‬ي‪EG‬ة[‪ ,‬ف‪EF‬إن‪GF 6‬ها ‪E‬ر )جس ( ‪D‬مت‪F 6G‬ف •ق ‪F‬عل‪)F‬يه ‪.‬‬
‫وعن ابن عمر ‪ ‬قال ‪ ) :‬إن رسول ال ‪ ‬نى عن أكل لوم المر الهلية ( ‪ .‬متفق عليه‪6‬‬
‫وعن علي ‪ ‬قال ‪) :‬إن رسول ال ‪ ‬نى عن متعة النساء يوم خيب‪ ،‬وعن لوم المر النسية( ‪ .‬متفق عليه‬
‫وعن ابن أب أوف قال ‪ ) :‬نى النب ‪ ‬عن لوم المر ( ‪ .‬رواه البخاري‬
‫فهذه الحاديث فيها النهي الصريح عن لوم المر الهلية ‪.‬‬
‫قال ابن القيم ‪ :‬أح‪6‬اديث النه‪66‬ي ع‪66‬ن أك‪66‬ل ل‪66‬وم الم‪66‬ر الهلي‪66‬ة رواه‪66‬ا ع‪66‬ن الن‪66‬ب ‪ ‬عل‪66‬ي ‪ ،‬وج‪6‬ابر ‪ ،‬وال‪6‬باء ‪ ،‬واب‪66‬ن‬
‫أب أوف ‪ ،‬و‪ ، ....‬والعرباض ‪ ،‬وأبو ثعلبة ‪ ،‬وابن عمر ‪ ،‬وأبو سعيد ‪ ،‬وسلمة ‪. ... ،‬‬
‫العلة في النهي عنها ‪:‬‬
‫قيل ‪ :‬لاجتهم إليها ‪.‬‬
‫فقد جاء ف حديث ابن عمر ‪ ... ) :‬وكان الناس قد احتاجوا إليها ( ‪.‬‬
‫لكن يرد هذا الق‪66‬ول ح‪6‬ديث ‪ ) :‬أن الن‪6‬ب ‪ ‬ن‪6‬ى ع‪6‬ن ل‪66‬وم الم‪66‬ر وأذن ف ل‪66‬وم الي‪66‬ل ( فل‪6‬و ك‪6‬ان النه‪6‬ي م‪66‬ن أج‪66‬ل‬
‫أنا حولة الناس لكان النهي عن لوم اليل أول ‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫وقيل ‪ :‬لنا كانت تأكل العذرة ‪.‬‬
‫وقيل ‪ :‬إنه إنا حرمت لنا رجس ف نفسها‪.‬‬
‫قال ابن القيم ‪ :‬وهذا أصح العلل‪ ، 6‬فإنا هي الت ذكرها رسول ال ‪ ‬بلفظه ف الصحيحي ‪.‬‬
‫أما المر الوحشية فهي حلل ‪.‬‬
‫فقد جاء ف حديث جابر قال ‪) :‬أكلنا زم‪66‬ن خي‪6‬ب الي‪66‬ل وح‪6‬ر ال‪6‬وحش ‪ ،‬ونان‪6‬ا الن‪6‬ب ‪ ‬ع‪66‬ن الم‪6‬ار الهل‪6‬ي(‪ .‬رواه‬
‫مسلم‬
‫وف حديث أب قتادة قال ‪ ) :‬قلت ‪ :‬يا رسول ال ‪ ،‬أصبت حار وحش وعندي منه فاض‪66‬لة ‪ ،‬فق‪66‬ال للق‪66‬وم ‪ :‬كل‪6‬وا‬
‫‪ ،‬وهم مرمون ( ‪ .‬متفق عليه‬
‫فقد أمر ‪ ‬الصحابة بالكل من حار الوحش وهم مرمون ‪ ،‬وهذا دليل على حله ‪.‬‬
‫هناك بعض اليوانات اختلف العلماء ف حلها وحرمتها ‪:‬‬
‫منها ‪ :‬الضب ‪.‬‬
‫والراجح أنه حلل وهو قول جهور العلماء ‪.‬‬
‫‪E‬‬ ‫اس رض‪66‬ي ال عنهم‪66‬ا ق‪F 6 F‬ال ) دخ )ل‪6‬ت أ‪F‬ن‪6 F‬ا وخال‪D 6 E‬د ب ن ال)ول‪E‬ي‪6E 6‬د م ع رس ‪E E‬‬
‫ت ‪F‬م)ي ‪D‬مون‪6 F‬ة‪ , F‬ف‪6 F‬أ‪D‬ت‪F‬‬ ‫ول الل‪6 G‬ه ‪ ‬ب‪)6F‬ي‪F 6‬‬ ‫‪6D F F 6F F D 6) F F D F F‬‬ ‫ل‪66‬ديث اب) ‪E 6‬ن ‪F‬عب‪T 6G‬‬
‫ول الل‪E 6G‬ه ‪E‬ب‪6F‬ا‬
‫‪F‬خ‪E‬ب‪6D‬وا ‪F‬ر ‪D‬س‪F 6‬‬ ‫‪E‬‬ ‫ول الل‪E 6G‬ه ‪ ‬ب‪E‬ي ‪E‬ده‪ , E‬ف‪F 6F‬ق‪F 6‬ال ب‪6‬ع ض الن ‪E‬‬ ‫ب‪E‬ض̧ب ‪)F‬من‪T D‬‬
‫وذ ف‪F‬أ )‪F‬ه ‪F‬وى إل‪)F‬ي ‪E‬ه ‪F‬ر ‪D‬س‪D 6‬‬
‫‪O‬س ‪F‬وة الل‪6EG‬ت ‪6E‬ف ب‪)6F‬ي‪6‬ت ‪F‬م)ي ‪D‬مون‪6F‬ة‪ : F‬أ )‬
‫‪6) D 6) F‬‬ ‫‪6F‬‬ ‫‪F‬‬
‫ض‬ ‫ول الل‪E 6 G‬ه ؟ ق‪F 6 F‬ال ‪ :‬ل ‪F ,‬ول‪E F‬كن‪66G‬ه‪F D‬ل) ‪ 6‬ي‪D F‬ك‪) 6‬ن ب‪6E‬أ )‪F‬ر ‪E‬‬
‫‪F‬ح‪F 6‬ر •ام ‪D‬ه‪F 6‬و ي‪6F‬ا ‪F‬ر ‪D‬س‪F 6‬‬
‫ت‪:‬أ‪F‬‬
‫ي ‪E‬ري‪6D 6‬د أ‪) F‬ن يأ) ‪D‬ك‪ 6‬ل ف‪6F‬رف‪6 F‬ع رس ‪E D‬‬
‫ول الل‪6 G‬ه ‪ ‬ي‪F 6F‬ده‪ , D‬ف‪D 6F‬ق )ل ‪D 6‬‬ ‫‪6D F F F F F‬‬ ‫‪D‬‬
‫‪E‬‬ ‫‪E‬‬ ‫‪E‬‬
‫‪G‬ب ‪ ‬ي‪)6F‬نظ‪DD‬ر ( متفق عليه ‪.‬‬ ‫اجت‪F6F‬ر)رت‪D‬ه‪ , D‬ف‪F‬أ‪F F‬ك )لت‪D‬ه‪F . D‬والن‪º E‬‬
‫‪F‬عاف‪D‬ه‪ , D‬ق‪F F‬ال ‪F‬خال •د ‪ :‬ف‪) F‬‬ ‫ق‪) 6F‬ومي ‪ ,‬ف‪F‬أ‪F‬ج ‪D‬د‪E‬ن أ ‪F‬‬
‫وجه الدللة ‪ :‬إقرار النب ‪ ‬لالد على أكله ‪ ،‬وإقرار النب ‪ ‬دليل على الواز ‪.‬‬
‫وعن ابن عمر أن النب ‪ ‬قال ‪ ) :‬الضب لست آكله ول أحرمه ( ‪.‬‬
‫وف رواية عند مسلم عن ابن عمر قال ‪ ) :‬سئل النب ‪ ‬عن الضب فقال ‪ :‬لست بآكله ول مرمه ( ‪.‬‬
‫وف رواية عند مسلم عن ابن عمر أن رسول ال ‪ ‬قال ‪ ) :‬كلوا فإنه حلل ‪ ،‬ولكنه ليس من طعامي ( ‪.‬‬
‫وهذا نص صريح على عدم الرمة الشرعية ‪ ،‬وإشارة إل الكراهة الطبيعية ‪.‬‬
‫ف الديث بيان علة عدم أكل النب ‪ ‬من الضب ‪ ،‬وهو قوله ‪ ) : ‬ل يكن بأرض قومي ( ‪.‬‬
‫قال ابن حجر ‪:‬وقد ورد س‪6‬بب آخ‪66‬ر أخرج‪6‬ه مال‪66‬ك م‪66‬ن مرس‪66‬ل س‪6‬ليمان ب‪66‬ن يس‪6‬ار‪ ،‬ف‪66‬ذكر ن‪6‬ص ح‪6‬ديث اب‪66‬ن عب‪6‬اس‬
‫وف آخره‪) :‬قال النب ‪ : ‬كل – يعن لالد بن الوليد ‪ ،‬وعباس – فإنن يضرن‪ 6‬من ال حاضرة(‪.‬‬
‫قــال المــازري ‪:‬يعن اللئك‪66‬ة ‪ ،‬وك‪66‬ان للح‪66‬م الض‪66‬ب ري‪6‬ا‪ J‬ف‪66‬تك أكل‪66‬ه لج‪66‬ل ري‪66‬ه ‪ ،‬وه‪66‬ذا إن ص‪66‬ح يك‪66‬ن ض‪66‬مه إل‬
‫الول ويكون لتكه الكل من الضب سببان ‪.‬‬
‫ومنها ‪ :‬الضبع ‪.‬‬
‫اختلف العلماء ف حل أكله على قولي ‪:‬‬
‫القول الول ‪ :‬أنه حرام ‪.‬‬
‫وهو قول النفية وجاعة من العلماء ‪.‬‬
‫واس‪66‬تدلوا بعم‪66‬وم ح‪6‬ديث ) ن‪6‬ى ع‪66‬ن ك‪66‬ل ذي ن‪6‬اب م‪66‬ن الس‪6‬باع ( ‪.‬ق‪66‬الوا ‪ :‬والض‪66‬بع ل‪6‬ا ن‪66‬اب تص‪6‬يد ب‪6‬ه فت‪66‬دخل ت‪66‬ت‬
‫الديث ‪.‬‬
‫القول الثاني ‪ :‬أنا حلل ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫وهو قول الشافعية والنابلة ‪.‬‬
‫لديث ابن أب عمار ‪ ،‬قلت لابر ‪) :‬الض‪66‬بع ص‪6‬يد ه‪66‬ي ؟ ق‪6‬ال ‪ :‬نع‪6‬م ‪ ،‬قل‪66‬ت ‪ :‬آكله‪6‬ا ؟ ق‪6‬ال ‪ :‬نع‪6‬م ‪ ،‬قل‪66‬ت ل‪6‬ه ‪:‬‬
‫أقاله رسول ال ‪ ‬؟ قال ‪ :‬نعم( رواه التمذي ‪.‬‬
‫ولفظ أب داود عن جابر قال ) هو صيد ويعل فيه كبش إذا أصابه الرم ( ‪.‬‬
‫وجه الدللة من الديث ‪ :‬أن جعل الضبع صيدا‪. J‬‬
‫ق‪66‬ال اب‪66‬ن القي‪66‬م ‪ :‬ف‪66‬إنه ‪ ‬إن‪66‬ا ح‪66‬رم م‪66‬ا اش‪66‬تمل عل‪66‬ى الوص‪66‬في ‪ ،‬أن يك‪66‬ون ل‪66‬ه ن‪66‬اب وأن يك‪66‬ون م‪66‬ن الس‪66‬باع العادي‪66‬ة‬
‫بطبعها كالسد والذئب والنمر والفهد ‪ ،‬وأما الضبع فإن‪6‬ا فيه‪6‬ا أح‪66‬د الوص‪66‬في؛ وه‪6‬و كون‪6‬ا ذات ن‪66‬اب وليس‪66‬ت م‪66‬ن‬
‫الس‪66‬باع العادي‪66‬ة ‪ ،‬ول ري‪66‬ب أن الس‪66‬باع أخ‪66‬ص م‪66‬ن ذوات الني‪66‬اب ‪ ،‬والس‪66‬بع إن‪66‬ا ح‪66‬رم ل‪6‬ا في‪66‬ه م‪66‬ن الق‪66‬وة الس‪66‬بعية ال‪66‬ت‬
‫ت‪66‬ورث التغ‪66‬ذي ب‪66‬ا ش‪66‬بهها ‪ ،‬ف‪66‬إن الغ‪66‬اذي ش‪66‬بيه بالتغ‪66‬ذي ‪ ،‬ول ري‪66‬ب أن الق‪66‬وة الس‪66‬بعية ف ال‪66‬ذئب والس‪66‬د والنم‪66‬ر‬
‫والفهد ليست ف الضبع حت تب التسوية بينهما ف التحري ‪ ،‬ول تعد الضبع من السباع لغة ول عرفا‪. J‬‬
‫وهذا القول هو الصحيح ‪.‬‬
‫ومنها ‪ :‬الخيل ‪.‬‬
‫حلل عند جاهي العلماء ‪.‬‬
‫ت ‪F ) :‬ن‪F‬رن‪6 F‬ا ‪F‬عل‪6 F‬ى ‪F‬ع )ه‪E 6‬د رس ‪E‬‬
‫ول الل‪E 6 G‬ه ‪ ‬ف‪F6F‬ر ‪J‬س‪ 6‬ا ف‪F‬أ‪F F‬ك )لن‪6 F‬اه‪F . ( D‬و‪6 E‬ف ‪E‬ر‪F‬واي‪T6 F‬ة‬ ‫‪F‬س اء ب‪)E‬ن ‪E 6‬‬
‫ت أ‪F6 E‬ب ب‪) F‬ك‪T 6‬ر رض‪66‬ي ال عنه ‪6‬ا ق‪6 F‬ال‪) F‬‬
‫‪6D F‬‬ ‫)‬ ‫‪F‬ع ‪) 6‬ن أ )‪F 6 F‬‬
‫) ‪F‬و‪)F‬ن ‪D‬ن ب‪E‬ال) ‪F‬م ‪E‬دين‪E F‬ة ( ‪.‬‬
‫ال‪D D‬م ‪E‬ر ال )‪F‬هل‪E‬ي‪E G‬ة ‪F ،‬وأ ‪FE‬ذ ‪F‬ن ‪E‬ف ‪D‬ل‪E D‬وم‬ ‫‪G‬ب ‪ ‬ن‪F 6F‬هى ‪F‬ع )ن ‪D‬ل‪E D‬وم )‬ ‫‪E E‬‬
‫‪F‬ع )ن ‪F‬جاب‪E E‬ر ب) ‪E‬ن ‪F‬ع)بد الل‪G‬ه رضي ال عنهما ‪ ) :‬أ‪G F‬ن الن‪G E‬‬
‫ال‪)F‬ي ‪E‬ل ( متفق عليه ‪.‬‬ ‫)‬
‫وذهب بعض العلماء إلى أنا حرام ‪.‬‬
‫وهذا مذهب‪ 6‬أب حنيفة ‪ ،‬والشهر عند مالك ‪.‬‬
‫وها ‪F‬و‪E‬زين‪F‬ة‪. (J‬‬ ‫اليل وال)ب‪E‬غ‪F F‬ال و ) ‪E E‬‬
‫ال‪F‬م ‪F‬ي لت‪) 6F‬ر‪F‬كب‪F D‬‬ ‫‪F‬‬ ‫)و )‪F F )F‬‬
‫لقوله تعال ‪F :‬‬
‫وجه الدللة ‪:‬‬
‫أن اللم ف قوله ) لتكبوها ( للتعليل‪ ، 6‬فدل على أنا ل تلق لغي ذلك ‪ ،‬لن العلة النصوصة تفيد الصر ‪،‬‬
‫وعطف البغال والمي على اليل ‪ ،‬فدل على اشتاكهما معهما ف حكم التحري ‪.‬‬
‫ول‪66‬ديث خال‪66‬د ب‪66‬ن الولي‪66‬د ق‪66‬ال ‪ ) :‬غ‪66‬زوت م‪66‬ع رس‪66‬ول ال ‪ ‬خي‪66‬ب ‪ ،‬ف‪66‬أتت اليه‪66‬ود فش‪66‬كوا أن الن‪66‬اس ق‪66‬د ش‪66‬رعوا إل‬
‫حظ‪66‬ائرهم ‪ ،‬فق‪66‬ال رس‪66‬ول ال ‪ : ‬أل ل ت‪66‬ل أم‪6‬وال العاه‪66‬دين إل بقه‪66‬ا ‪ ،‬وح‪6‬رام ح‪6‬ر الهلي‪66‬ة وخيله‪6‬ا وبغال‪6‬ا وك‪66‬ل‬
‫ذي ناب من السباع ( ‪ .‬رواه أبو داود‬
‫لكن هذا الديث شاذ منكر ‪ ،‬لن سياقه أن خالد شهد خيب وهو خطأ ‪ ،‬فإنه ل يسلم إل بعدها ‪.‬‬
‫وقال النووي ‪ :‬واتفق العلماء من أئمة الديث وغيهم على أنه حديث ضعيف ‪.‬‬
‫وأما الواب عن الية ‪ :‬فإن‪6‬ا نزل‪6‬ت ف مك‪6‬ة اتفاق‪6‬ا‪ ، J‬والذن ف أك‪66‬ل ل‪66‬وم الي‪6‬ل ي‪6‬وم خي‪6‬ب ‪ ،‬ك‪6‬ان بع‪6‬د الج‪66‬رة م‪66‬ن‬
‫مكة بأكثر من ست سني ‪.‬‬
‫م ‪ ) /‬ونهى عن قتل أربع من الدواب ‪ :‬النملة ‪ ،‬والنحلة ‪ ،‬والهدهد ‪ ،‬والصرد ( رواه أبو داود ‪.‬‬
‫‪-------------‬‬

‫‪7‬‬
‫من الشياء الت يرم أكلها ‪ :‬ما نى الشرع عن قتله ‪ ،‬فكل شيء نى الشرع عن قتله فأكله حرام ‪.‬‬
‫للحديث الذي ذكره الصنف ‪ ) :‬ونى عن قتل أربع من الدواب ‪ :‬النملة ‪. ( ...‬‬
‫التعليل ‪ :‬لنا لو قتلناه لوقعنا فيما نى الشارع عن‪6‬ه ‪.‬‬
‫نى ‪F‬ى عن قتله ‪.‬‬
‫ولنه لو كانحلل الكل لا ‪F‬‬
‫وأيضا‪ J‬من القواعد ‪ :‬كل حيوان أمر الشارع بقتله فهو مرم الكل ‪.‬‬
‫لنه لو كان النتفاع بأكلها جائزا‪ J‬لا أذن ‪ ‬بقتلها ‪.‬‬
‫ولا فيها من اليذاء والتعدي ‪.‬‬
‫اليوانات الت أمر بقتلها ‪ :‬قال ‪ ) ‬خس يقتلن ف الل والرم ‪ :‬الية والغراب البقع والدأة والفأر والكلب‬
‫العقور ( متفق عليه ‪.‬‬
‫وكذلك الوزغ ) فقد أمر النب ‪ ‬بقتلها ( متفق عليه ‪.‬‬
‫م ‪ /‬وجميع الخبائث محرمة كالحشرات ونحوها ‪.‬‬
‫‪-------------‬‬
‫لن‪6‬ا مستخبث‪6‬ة ‪ ،‬وقد قال تعال ) ويرم عليهم البائث ( ‪.‬‬
‫كالنافس والذباب والصراصي والعقارب واليات والوزغ ‪.‬‬
‫قال الشنقيطي ‪ :‬هذه خبائث ل يكاد طبع سليم يستسيغه‪6‬ا ‪ ،‬فضل‪ J‬عن أن يستطيبها ‪ ،‬والذين يأكلون مثل‬
‫هذه الشرات‪ 6‬من العرب إنا يدعوهم لذلك شدة الوع ‪.‬‬
‫حكم ما تولد بي نوعي ‪:‬‬
‫ما تولد بي نوعي حللي ‪ :‬فهذا حلل ول إشكال ‪.‬‬
‫مرمي‪ ، 6‬فهذا مرم ول إشكال ‪.‬‬‫ما تولد بي نوعي ‹‬
‫ما تولد بي نوعي أحدها مرم والخر مباح ‪ :‬فهذا مرم ‪.‬‬
‫كالبغل فإنه تولد من الفرس والمار ‪ ،‬فهذا حرام وهو قول الماهي ‪.‬‬
‫لنه اجتمع فيه حل ) نظرا‪ J‬إل الفرس ( وحرمة ) نظرا‪ J‬إل المار ( فيغلب‪ 6‬جانب الرمة احتياطا‪. J‬‬
‫م ‪ ) /‬ونهى النبي ‪ ‬عن الجللة وألبانها ( حتى تحبس وت&طعم الطاهر ثلثا‪. S‬‬
‫‪-------------‬‬
‫الجللة ‪ :‬هي الت أكثر علفها النجاسة ‪.‬‬
‫حكمها ‪ :‬يرم أكلها لظاهر النهي ف الديث ‪ ،‬لكن لكي تل ‪ :‬تبس ويطعم الطاهر ‪.‬‬
‫واختلف في مقدار حبسها لكي تحل ‪:‬‬
‫فقيل ‪ :‬تبس ثلثة أيام ‪ ،‬سواء كانت طائرا‪ J‬أو بيمة ‪ ،‬وكان ابن عمر إذا أراد أكلها حبسها ثلثا‪. J‬‬
‫وقيل ‪ :‬التفصيل ‪ :‬فيحبس الطائر ثلثا‪ J‬والشاة سبعا‪ J‬وما عدا ذلك يبس أربعي يوما‪. J‬‬
‫والراجح ‪ :‬أنا ل تتقدر ‪ ،‬بل مت غلب‪ 6‬على الظن ذهاب أثر النجاس‪6‬ة عنها حلت ‪ ،‬لن التحديد ل دليل عليه‬
‫‪ ،‬والقصود زوال الذور ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫قال السرخسي من النفية ‪ :‬الصح أنا تبس إل أن تزول الرائحة النتنة ‪ ،‬لن الرمة لذلك ‪ ،‬وهو شيء‬
‫مسوس ‪ ،‬ول يتقدر بالزمان لختلف اليوانات ف ذلك ‪ ،‬فيصار فيه إل اعتبار زوال الضر ‪ ،‬فإذا زال بالعلف‬
‫الطاهر حل تناوله والعمل عليه بعد ذلك ‪.‬‬
‫الكمة ف النهي عن أكل لم الللة ‪:‬‬
‫الكمة – وال أعلم – ترفع السلم بأهله عن تناول البائث ولو من طريق غي مباشر ‪ ،‬لا لذلك من تأثي‬
‫سيء على صحة النسان وسلوكه ‪ ،‬لن التغذي يشبه ما تغذى به فينتقل البث من الأكول إل الكل‬
‫ويكتسب من أخلقه ‪ ] .‬أحكام الطعمة للشيخ صال الفوزان حفظه ال [ ‪.‬‬

‫باب الذكاة‬
‫تعريفها ‪:‬‬
‫لغة ‪ :‬تام الشيء ‪ ،‬ومنه الذكاء ف الفهم إذا كان تام العقل ‪.‬‬
‫وشرعا‪ : S‬ذبح أو نر اليوان الأكول البي بقط‪6‬ع حلق‪6‬ومه ومريئه أو عقر متنع ‪.‬‬
‫والذكاة شرط لل اليوان الباح ‪.‬‬
‫أجع العلماء على أنه ل يل اليوان الأكول اللح‪6‬م‪ 6‬غي السمك‪ 6‬والراد إل بذكاة ‪.‬‬
‫ال‪)E‬ن ‪E‬زي ‪E‬ر ‪F‬و‪F‬ما أ ‪DE‬ه ‪G‬ل ل‪E‬غ‪E) F‬ي الل‪E G‬ه ب‪EE‬ه ‪F‬وال) ‪D‬م)ن ‪F‬خن‪F E‬قة‪F D‬وال) ‪F‬م )وق‪D‬وذ‪F‬ة‪F D‬وال) ‪D‬مت‪F6F‬ر‪O‬دي‪F‬ة‪D‬‬
‫‪G‬م ‪F‬و ‪F‬ل) ‪D‬م )‬
‫ت ‪F‬عل‪)F‬ي ‪D‬ك ‪D‬م ال) ‪F‬م)يت‪F‬ة‪F D‬والد ‪D‬‬
‫)ح‪O‬ر‪F‬م )‬
‫لقوله تعال ‪D‬‬
‫يحة‪F D‬و‪F‬ما أ‪F F‬ك ‪F‬ل ال ‪G‬سب‪D D‬ع إ‪GE‬ل ‪F‬ما ذ‪G F‬ك)يت‪) D‬م( فاشتط ال الذكاة ‪.‬‬ ‫‪E‬‬
‫‪F‬والن‪G‬ط ‪F‬‬
‫والكمة منها‪ :‬تطييب اليوان الذكى ‪ ،‬فاليوان إذا أسيل دمه فقد ‪E‬ط)يب ‪ ،‬لنه يسارع إليه التجفف‪.‬‬
‫واليتة إنا حرمت لحتقان الرطوبات والفضلت والدم البيث فيها ‪ ،‬والذكاة لا كانت تزيل ذلك الدم‬
‫والفضلت‪ 6‬كانت سبب الل ‪.‬‬
‫م ‪ /‬إل السمك والجراد ‪.‬‬
‫‪-------------‬‬
‫أي ‪ :‬أن السمك وكذا حيوانات البحر ل تتاج إل ذكاة ‪ ،‬لن ميتته حلل ‪ ،‬لديث أب هريرة ‪ .‬أن النب ‪‬‬
‫قال ف البحر ) هو الطهور ماؤه الل ميتته ( رواه أبوداود ‪.‬‬
‫وكذا الراد ‪ ،‬ل يتاج إل تذكية ‪ ،‬لن ميتته حلل ‪ ،‬لقوله ‪ ) ‬أحلت لنا ميتتان ودمان ‪ ،‬فأما اليتتان ‪:‬‬
‫فالوت والراد ‪ ( .....‬رواه أحد ‪ ،‬والراجح أنه حديث موقوف لكن له حكم الرفع ‪.‬‬
‫م ‪ /‬ويشترط في الذكاة ‪ :‬أن يكون المذكي مسلما‪ S‬أو كتابيا‪. S‬‬
‫‪-------------‬‬
‫بدأ الصنف – رحه ال – بذكر شروط الذكاة ‪ ،‬فذكر الشرط الول ‪ :‬وهو أن يكون الذكي مسلما‪ J‬أو كتابيا‪. J‬‬
‫أما السلم فظاهر ‪.‬‬
‫ولو امرأة أو أعمى تل تذكيته‪6‬م ‪.‬‬
‫عن كعب بن مالك ) أن امرأة ذبت شاة بجر فسئل النب ‪ ‬عن ذلك ‪ ،‬فأمر بأكلها ( رواه البخاري ‪.‬‬
‫وف رواية ) أن جارية لكعب بن مالك كانت ترعى غنما‪ J‬بسلع فأصيبت شاة منها فأدركتها فذبتها بجر فسئل‬
‫النب ‪ ‬فقال ‪ :‬كلوها ( متفق عليه ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫قال الشيخ ابن عثيمين في فوائد هذا الحديث ‪:‬‬
‫إحداها ‪ :‬إباحة ذبيحة الرأة ‪.‬‬
‫الثانية ‪ :‬إباحة ذبيحة المة ‪.‬‬
‫الثالثة ‪ :‬إباحة ذبيحة الائض لن النب ‪ ‬ل يستفصل ‪.‬‬
‫الرابعة ‪ :‬إباحة الذبح بالجر ‪.‬‬
‫الامسة ‪ :‬إباحة ذبح ما خيف عليه الوت ‪.‬‬
‫السادسة ‪ :‬حل ما يذبه غي مالكه بغي إذنه ‪.‬‬
‫السابعة ‪ :‬إباحة ذبه لغي مالكه عند الوف عليه ‪.‬‬
‫وأما الكتابي ‪:‬‬
‫) وهو اليهودي والنصران ( فتحل بالكتاب والسنة والجاع ‪.‬‬
‫اب ‪E‬حل‪ É‬ل‪D F‬ك )م ( قال ابن عباس ‪ :‬طعامهم‬ ‫‪E‬‬ ‫‪EG‬‬ ‫‪E‬‬
‫ين أ‪D‬وت‪D‬وا ال)كت‪F F‬‬ ‫قال تعال ) ال)ي‪) 6F‬و‪F‬م أ‪D‬ح ‪G‬ل ل‪D F‬ك ‪D‬م الط‪G‬ي‪O‬ب‪D F‬‬
‫ات ‪F‬وط‪F F‬ع ‪D‬ام الذ ‪F‬‬
‫ذبائحهم ‪.‬‬
‫وعن أنس ‪ ) .‬أن امرأة يهودية أتت رسول ال ‪ ‬بشاة مسمومة فأكل منها ( رواه أحد ‪.‬‬
‫وعنه أيضا‪ ) J‬أن يهوديا‪ J‬دعا رسول ال ‪ ‬إل خبز وشعي وإهالة سنخة فأجابه ( رواه أحد ‪.‬‬
‫] الهالة السنخة [ الشحم المذاب إذا تغيرت رائحته ‪.‬‬

‫قال شيخ السلم ‪ :‬ومن العلوم أن حل ذبائحهم ونسائهم ثبت بالكتاب والسنة والجاع ‪.‬‬
‫فغي الكتاب ل تل ذبيحته ‪ :‬كالوسي والوثن والرت‪6‬د والعلمان والرافضي وغيهم من الشركي ‪.‬‬
‫اختلف العلماء ‪ :‬هل يشتط لل ما ذكاه الكتاب أن يكون أبواه كتابيي أو أن العتب هو بنفسه ؟ الصحيح أن‬
‫ذلك ليس بشرط وأن العتب هو بنفسه ‪ ،‬فإذا كان كتابيا‪ J‬حل ما ذكاه وإن كان أبواه أحدها من غي أهل‬
‫الكتاب ‪ ،‬كأن يكونا من الوثنيي أو الوس ‪.‬‬
‫وهذا مذهب‪ 6‬الالكية والنفية ‪.‬‬
‫قال شيخ السلم ابن تيمية ‪ :‬وهذا القول هو الثابت عن الصحابة ‪ ‬ول أعلم ف ذلك بينهم نزاعا‪. J‬‬
‫الشرط الثاني ) ول يذكره الصنف رحه ال ( ‪ :‬أن يكون عاقل‪. J‬‬
‫وهذا قول جاهي العلماء ‪.‬‬
‫لن الذكاة يعتب لا قصد كالعبادة ‪ ،‬ومن ل عقل له ل يصح منه القصد ‪ ،‬فيصي ذبه كما لو وقعت‪ 6‬الديدة‬
‫بنفسها على حلق الشاة فذبتها ‪.‬‬
‫فل تصح تذكية النون والسكران أو الطفل‪ 6‬غي الميز لعدم إمكان القصد منهم ‪.‬‬

‫م ‪ /‬وأن يكون مح ‪R‬دد ‪.‬‬


‫‪-------------‬‬
‫ذكر الصنف – رحه ال – الشرط الثالث من شروط الذكاة ‪ :‬وهو أن يكون الذبح بحدد ينهر ‪.‬‬
‫لديث أب يعلى شداد بن أوس ‪ .‬قال ‪ :‬قال ‪ ) ‬إن ال كتب الحسان على كل شيء ‪ ،‬فإذا قتلتم فأحسنوا‬
‫القتلة ‪ ،‬وإذا ذبتم فأحسنوا الذبة ‪ ،‬وليح ‹د أحدكم شفرته ‪ ،‬وليح ذبيحته ( رواه مسلم ‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫ولن الذبح بغي الدد فيه إيلم للبهيمة ‪ ،‬بلف الدد ففيه إراحة لا وتعجيل بزهوق النفس ‪.‬‬
‫فكل ما أنر الدم فإن التذكية به صحيحة مزئ‪6‬ة كالديد والج‪6‬ر والشب ‪.‬‬
‫فإن ذبها بغي مدد ل تل ‪ :‬مثل أن يقتلها بالنق أو بالصعق الكهربائي أو بالصدم أو بضرب الرأس ونوه‬
‫حت توت ‪.‬‬
‫م ‪ /‬وأن ين ‪9‬هر الدم ‪.‬‬
‫‪-------------‬‬
‫ذكر الصنف – رحه ال – الشرط الرابع من شروط الذكاة ‪ :‬وهو إنار الدم ‪.‬‬
‫لديث رافع بن خديج ‪ .‬قال ‪ :‬قال رسول ال ‪ ) ‬ما أنر الدم وذكر اسم ال عليه فكل ‪ ،‬ليس السن والظفر ‪،‬‬
‫أما السن فعظم وأما الظفر فمدى البشة ( متفق عليه ‪.‬‬
‫‪ ‬يستثن السن والظفر فل يوز التذكية بما ‪.‬‬
‫للحديث السابق )ليس السن والظفر ‪ ،‬أما السن فعظم وأما الظفر فمدى البشة ( متفق عليه ‪.‬‬
‫ل فرق ف السن والظفر أن يكونا متصلي أو منفصلي من آدمي أو غيه لظاهر حديث رافع بن خديج‬
‫السابق ‪ ،‬وهذا مذهب جهور العلماء ‪.‬‬
‫وقالت النفية ‪ :‬توز الذكاة بالسن والظفر النفصلي ‪ ،‬وإنا ترم الذكاة بما إذا كانا متصلي ‪ ،‬وأجابوا عن‬
‫حديث رافع السابق ‪ ،‬بأن الراد به النهي عن الذبح بالسن القائم والظفر القائم ‪ ،‬لن البشة إنا كانت تفعل‬
‫لظهار اللدة وذلك بالقائم ل بالنزوع ‪.‬‬
‫والصحيح مذهب جهور العلماء وهو عدم صحة التذكية بالسن والظفر مطلقا‪ J‬لعموم‪ 6‬الديث ‪.‬‬
‫قال في المغنى ردا‪ S‬عليهم ‪ :‬ولنا عموم حديث رافع ‪ ،‬ولن مال تز الذكاة به متصل‪ J‬ل تز به منفصل‪. J‬‬
‫قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه ال ‪ :‬والقرب عندي أن الصل ف ذلك أن البشة كانوا يذبون‬
‫بأظافرهم فنهى الشارع عن ذلك لنه يقتضي مالفة الفطرة من وجهي ‪:‬‬
‫أحدهما ‪ :‬أنه يستلزم توفي الظافر ليذبح با وهذا مالف للفطرة الت هي تقليم الظافر ‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬أن ف القتل بالظفر مشابة لسباع البهائم والطيور الت فضلنا عليها ونينا عن التشبه با ‪.‬‬
‫يقطع الحلقوم والمريء ‪.‬‬
‫م ‪ /‬وأن ‪U‬‬
‫‪-------------‬‬
‫هذا الشرط الرابع من شروط الذكاة ‪ :‬قطع ما يب قطعه ‪.‬‬
‫فإن ف رقبة اليوان أربعة عروق ‪:‬‬
‫اللقوم ‪ :‬وهو مرى النفس خروجا‪ J‬ودخول‪. J‬‬
‫الريء ‪ :‬وهو مرى الطعام والشراب‪. 6‬‬
‫والودجان ‪ :‬وها عرقان غليظان ميطان باللقوم والريء ‪.‬‬
‫إذا قطع هذه الشياء الربعة حلت الذكاة بإجاع العلماء ‪.‬‬
‫ث اختلفوا إذا قطع بعض هذه الربعة هل يزىء أم ل ؟‬
‫القول الول ‪ :‬ل بد من قطع الربعة ‪ ،‬فل يكفي قطع بعضها فقط ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫واختاره ابن النذر ‪.‬‬
‫القول الثاني ‪ :‬ل بد من قطع ثلثة بدون تعيي ‪.‬‬
‫وهذا مذهب‪ 6‬أب حنيفة ) وهذا اختيار شيخ السلم ابن تيمية ( ‪.‬‬
‫القول الثالث ‪ :‬أنه ل بد من قطع ثلثة معينة وهي ‪ :‬اللقوم والودجان ‪.‬‬
‫وهذا مذهب‪ 6‬مالك ‪.‬‬
‫القول الرابع ‪ :‬أنه لبد من قطع اثني معيني وها ‪ :‬الريء واللقوم‪. 6‬‬
‫وهذا مذهب‪ 6‬النابلة ‪.‬‬
‫وسبب اللف أن النب ‪ ‬قال ) ما أنر الدم ‪ ( .....‬ول يدد ‪ ،‬فلذلك‪ 6‬اختلفوا ‪.‬‬
‫والراجح ال أعلم ‪.‬‬
‫م ‪ /‬وأن ي&ذكر اسم ال عليه ‪.‬‬
‫‪-------------‬‬
‫هذا الشرط الخامس من شروط الذكاة ‪ :‬وهو التسمية على الذبيحة ‪.‬‬
‫وقد اختلف العلماء ف حكم التسمية على الذبيحة على ثلثة أقوال ‪:‬‬
‫القول الول ‪ :‬أنا شرط ل تسقط مطلقا‪ ، J‬حت لو تركها نسيانا‪ J‬أو جاهل‪ J‬فل تل ‪.‬‬
‫وهذا اختيار شيخ السلم ابن تيمية رحه ال وقال ‪ :‬وهذا أظهر القوال ‪ ،‬فإن الكتاب والسنة قد علقا الل‬
‫بذكر اسم ال عليه ف غي موضع ‪.‬‬
‫اس ‪D‬م الل‪E G‬ه ‪F‬عل‪)F‬ي ‪E‬ه ‪F‬وإ‪E‬ن‪G‬ه‪ D‬ل‪EF‬ف )س •‪6‬ق ( قالوا ‪ :‬وهذا عام ‪ ،‬ففيه النهي عن‬ ‫‪E‬‬
‫واستدلوا بقوله تعال ) ‪F‬ول ت‪F‬أ) ‪D‬كل‪D‬وا م‪G‬ا ‪F‬ل) ي‪) D‬ذ ‪F‬ك ‪E‬ر )‬
‫الكل ما ل يذكر اسم ال عليه ‪ ،‬وتسميته فسقا‪. J‬‬
‫وبديث رافع بن خديج ‪ .‬قال ‪ :‬قال ‪ ) ‬ما أنر الدم وذكر اسم ال عليه فكل ( متفق عليه ‪.‬‬
‫فقرن بي إنار الدم وذكر اسم ال على الذبيحة ف شرط الل ‪ ،‬فكما أنه لو ل ينهر الدم ناسيا‪ J‬أو جاهل‪ J‬ل‬
‫تل الذبيحة ‪ ،‬فكذلك إذا ل يسم ‪ ،‬لنما شرطان قرن بينهما النب ‪ ‬ف جلة واحدة ‪ ،‬فل يكن التفريق‬
‫بينهما إل بدليل ‪.‬‬
‫القول الثاني ‪ :‬أنا واجبة ف حال الذكر دون حال النسيان ‪.‬‬
‫وهذا قول النفية والالكية والشهور ف مذهب النابلة ‪.‬‬
‫لقوله ‪ ) ‬إن ال وضع عن أمت الطأ والنسيان وما استكرهوا عليه ( رواه ابن ماجه ‪.‬‬
‫القول الثالث ‪ :‬أنا سنة مطلقا‪. J‬‬
‫وهذا مذهب‪ 6‬الشافعي ‪.‬‬
‫واستدلوا بديث ) ذبيحة السلم حلل وإن ل يذكر اسم ال ( وهو حديث ضعيف ‪.‬‬
‫والصحيح الول وأنا ل تسقط مطلقا‪ , J‬واختاره ابن عثيمي رحه ال ‪.‬‬
‫‪ ‬يشتط أن يكون بلفظ ‪ :‬بسم ال ‪.‬‬
‫فلو قال ‪ :‬بسم الرحن أو باسم رب العالي ‪:‬‬
‫فقيل ‪ :‬ل يزئ ‪ ،‬وهذا قول الشافعية والنابلة ‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫لن إطلق التسمية ينصرف إل ‪ :‬بسم ال ‪.‬‬
‫وقيل ‪ :‬يزئ ‪ ،‬وهذا مذهب النفية والالكية ‪.‬‬
‫قالوا ‪ :‬الراد بالتسمية ذكر ال من حيث هو ‪ ،‬ل خصوص ‪ :‬بسم ال ‪ ،‬وهذا الراجح ‪.‬‬
‫قال الشيخ ابن عثيمين رحمه ال ‪ :‬ويعت‪66‬ب أن تك‪66‬ون التس‪66‬مية عل‪66‬ى م‪66‬ا أراد ذب‪66‬ه ‪ ،‬فل‪66‬و س‪66‬ى عل‪66‬ى ش‪66‬اة ث تركه‪66‬ا‬
‫إل غيها أعاد التسمية ‪ ،‬وأما تغيي اللة فل يضر ‪ ،‬فلو سى وبيده سكي ث ألقاها وذبح بغيها فل بأس ‪.‬‬
‫أما ف الصيد ‪ ،‬لو سى على صيد فأصاب غيه حل ‪ ،‬مثال ‪ :‬أرسل كلبه على أرنب ‪ ،‬ث إن الكلب صاد غزال‪J‬‬
‫فإنه يل ‪.‬‬
‫والفرق ‪ :‬أن التسمية ف باب الصيد تقع على اللة ‪ ،‬والتسمية ف باب الذكاة تقع على عي الذبوح ‪.‬‬
‫‪ ‬وقت التسمية ‪ :‬وقتها عند الميع وقت الذبح ‪ ،‬لنه ل يتحقق معن‪ 6‬ذكر اسم ال تعال على الذبيحة إل‬
‫إذا كان وقت الذبح ‪ ،‬ويوز تقديها عليه بزمن يسي ل يكن التحرز منه ‪.‬‬
‫‪ ‬من الشروط ‪ :‬أن يقصد التذكية ‪.‬‬
‫لن ال تعال قال ) إل ما ذكيتم ( فأضاف الفعل إل الخاطبي ‪.‬‬
‫فلو ل يقصد التذكية ل تل الذبيحة ‪ :‬مثل أن تصول عليه البهيمة فيذبها للدفاع عن نفسه فقط ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫م ‪ /‬وكذلك يشترط في الصيد ‪.‬‬
‫‪-------------‬‬
‫أي ‪ :‬وكذلك الشروط السابقة الت تشتط للذكاة ‪ ،‬تشتط أيضا‪ J‬ف الصيد ‪.‬‬
‫م ‪ /‬إل أنه يحل بع ‪A‬قره في أي موضع من بدنه ‪ ،‬ومثل الصيد ما نفر وع& ‪9‬جز عن ذبحه ‪.‬‬
‫‪-------------‬‬
‫أي ‪ :‬أن ف الصيد يوز بعقره ف أي موضع من بدنه ‪.‬‬
‫يوز إنار الدم من اليوان ف أي موضع منه ف حالت ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫الحالة الولى ‪ :‬ف حالة الصيد ‪.‬‬
‫الحالة الثانية ‪ :‬أن يكون الذكى غي مقدور عليه ‪ ،‬مثل أن يهرب أو يسقط ف بئر أو ف مكان سحيق ل يكن‬
‫الوصول إل رقبته أو نو ذلك ‪ ،‬فيكفي ف هذه الال إنار الدم ف أي موضع كان من بدنه حت يوت ‪.‬‬
‫لديث رافع بن خديج ) أنم مع النب ‪ ‬ف غزوة فأصابوا إبل‪ J‬وغنما‪ J‬فن ‹د منها بعي فرماه رجل فحبسه ‪ ،‬فقال‬
‫النب ‪ : ‬إن لذه البل أوابد كأوابد الوحش‪ ،‬فإذا غلبكم منها شيء فاصنعوا به هكذا(‪ .‬رواه البخاري‬

‫] فن ‪R‬د [ أي شرد وهرب ‪ ] .‬الوابد [ النفور والتوحش ‪ ،‬قال ابن الثير ‪ ” :‬الواب‪66‬د ج‪66‬ع آب‪66‬دة ‪ ،‬وه‪66‬ي ال‪66‬ت ق‪66‬د تأب‹‪) 6‬‬
‫دت‬
‫أي توحشت ونفرت من النس ‪.‬‬
‫ففي هذا ال‪6‬ديث ‪ :‬أن الي‪6‬وان ال‪6‬ذي ه‪66‬رب ول يك‪66‬ن إدراك‪6‬ه م‪66‬ن الب‪66‬ل أو البق‪6‬ر أو الغن‪66‬م أو غيه‪6‬ا م‪6‬ن اليوان‪6‬ات‬
‫الستأنسة ‪ ،‬فإنه يكفي إنار دمه من أي مكان من بدنه ‪.‬‬
‫قال النووي ‪ :‬قال أصحابنا وغيهم ‪ :‬اليوان الأكول الذي ل تل ميتته ضربان ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫مقدور عل‪66‬ى ذب‪6‬ه ومت‪6‬وحش ‪ ،‬فالق‪6‬دور علي‪6‬ه ل ي‪6‬ل إل بالذب‪6‬ح ف الل‪66‬ق واللب‪66‬ة كم‪6‬ا س‪6‬بق ‪ ،‬وه‪6‬ذا مم‪6‬ع علي‪6‬ه ‪...‬‬
‫وأما إذا توحش إنسي ‪ ،‬بأن ند بعي أو بقرة أو فرس أو شردت شاة أو غيه‪66‬ا ‪ ،‬فه‪6‬و كالص‪66‬يد ‪ ،‬فيح‪66‬ل ب‪66‬الرمي إل‬

‫‪13‬‬
‫غي م ‪66‬ذبه ‪ ،‬وبإرس ‪66‬ال الكل ‪66‬ب وغيه م ‪66‬ن ال‪6 6‬وارح علي ‪66‬ه ‪ ،‬وك ‪66‬ذا ل ‪66‬و ت ‪66‬ردى بعي أو غيه ف بئر ‪ ،‬ول يك ‪66‬ن قط ‪66‬ع‬
‫حلقومه ومريئه ‪ ،‬فهو كالبعي الناد ف حله بالرمي “ ‪.‬‬
‫ثم قال النووي ‪ :‬قال أصحابنا ‪ :‬وليس الراد بالتوحش مرد الفلت ‪ ،‬بل مت تيسر لوقه بعد ولو باستعانة ب‪66‬ن‬
‫حينئذ إل بالذبح ف الذبح ‪.‬‬ ‫يسكه ونو ذلك ‪ ،‬فليس متوحشا‪ J‬ول يل ‪T‬‬
‫س _ن ‪U‬والظ•‪A‬ف ‪U‬ر ‪,‬‬ ‫_‪9 9‬‬ ‫‪9‬‬
‫س ال ‪ƒ‬‬
‫اس &م الله ‪U‬عل‪AU‬يه ‪ ,‬ف‪& U‬كل&وه& ‪ ,‬ل ‪UA‬ي ‪U‬‬
‫_م ‪U ,‬وذ&ك ‪U‬ر ‪A‬‬ ‫م ‪ /‬وعن رافع بن خديج مرفوعا‪U ) S‬ما أ‪U‬ن‪A‬ـ ‪U‬ه ‪U‬ر الد ‪U‬‬
‫ش ‪9‬ة ( متفق عليه ‪.‬‬ ‫‪A‬حب‪U U‬‬‫‪A‬م ‪U ,‬وأ‪_ U‬ما الظ•‪A‬ف &ر ‪ :‬ف‪& U‬م ‪U‬دى ال ‪U‬‬ ‫&ح ‪ƒ‬دث& &ك ‪A‬م ‪U‬ع ‪A‬ن ‪U‬ذل‪U 9‬‬
‫ك ‪ ,‬أ‪_ U‬ما ال ‪ƒ‬‬
‫س •ن ‪ :‬ف‪U‬ـ ‪U‬عظ *‬ ‫‪U‬و ‪U‬سأ ‪U‬‬
‫‪-------------‬‬
‫ذكر الصنف – رحه ال – حديث رافع بن خديج ‪ ،‬وقد سبقت مباحثه ‪.‬‬
‫ففيه أن من شروط التذكية إنار الدم كما سبق ‪.‬‬
‫ومن شروطها التسمية وأنا شرط كما سبق ‪.‬‬
‫وفيه التحري بالتذكية بالظفر سواء كان متصل‪ J‬أو منفصل‪. J‬‬
‫وفيه بيان العلة من تري الذبح بالظفر ‪.‬‬
‫وفيه تري الذبح بالعظم ‪.‬‬
‫علل النب ‪ ‬منع الذكاة بالسن بأنه عظم ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫فاختلف العلماء ‪ :‬هل الكم خاص ف مله وهو السن ‪ ،‬أو عام ف جيع العظام ؟‬
‫القول الول ‪ :‬أنه خاص ف مله وهو السن ‪ ،‬وأما ما عداه من العظام فتحل الذكاة به ‪.‬‬
‫وهذا مذهب‪ 6‬أب حنيفة وأحد ‪.‬‬
‫لن النب ‪ ‬لو أراد العموم لقال غي العظم والظفر ‪ ،‬لكونه أخصر وأبي ‪ ،‬والنب ‪ ‬أعطي جوامع الكلم ومفاتي‪66‬ح‬
‫البيان ‪.‬‬
‫ولننا ل نعلم وجه الكمة ف تأثي العظم ‪ ،‬فكيف نعدي الكم مع الهل ‪.‬‬
‫القول الثاني أن الكم عام ف جيع العظام ‪.‬‬
‫وهذا قول الشافعي ‪.‬‬
‫لعموم العلة ‪ ،‬لن النص على العلة يدل على أنا مناط الكم مت وجدت وجد الكم ‪.‬‬
‫وهذا القول أحوط ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫الكلب المعلم ‪.‬‬ ‫م ‪ /‬ويباح صي &د‬
‫‪-------------‬‬
‫أي ‪ :‬أن صيد الكلب إذا كان معلما‪ J‬حلل لقوله تعال ) ‪F‬و‪F‬ما ‪F‬عل‪) G‬مت‪) D‬م ‪E‬م ‪F‬ن )‬
‫ال‪FF‬وار‪EE‬ح ‪D‬م ‪F‬كل‪O‬ب‪F E‬‬
‫ي ( وقال ‪ ) ‬إذا أرسلت‬
‫كلبك العلم ‪. ( ...‬‬
‫فاللة ف الصيد نوعان ‪:‬‬
‫الولى ‪:‬مددة كالرماح والسهام وما جرى مراها ما يرح بده كرصاص البنادق العروفة اليوم ‪.‬‬
‫ل بد إذا‪ J‬أن تكون اللة ذات حد وأن ترح ‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫لديث عدي بن حات ‪ .‬قال ‪) :‬سألت رسول ال ‪ ‬عن صيد العراض ؟ فقال ‪ :‬إذا أصبت بده فكل ‪ ،‬وإذا‬
‫أصبت بعرضه فل تأكل فإنه وقيذ( متفق عليه ‪.‬‬
‫] المعراض [ بكسر اليم عصا رأسها مددة ‪ ،‬فل يل ما قتل بثقله‪ 6‬وكذا ما قتله بعصا والشبكة والفخ ( ‪.‬‬
‫فلو ضرب الطي بعصا فقتله ل يل ‪ ،‬لنه ليس برح ‪.‬‬
‫النوع الثاني ‪ :‬الارحة ‪.‬‬
‫لقوله تعال ) وما علمتم من الوارح ( وهي نوع‪6‬ان ‪:‬‬
‫ما يصيد بنابه ‪ :‬كالكلب والفه‪6‬د ‪.‬‬
‫وما يصيد بخلبه كالصقر والبازي ‪.‬‬
‫فيشتط ف النوعي ‪ :‬التعلي‪6‬م ‪ ،‬وهذا الشرط ل خلف فيه لقوله تعال ) وما علمتم من الوارح مكلبي‬
‫تعلمون‪6‬ن ما علمكم ال ( ‪.‬‬
‫م ‪ /‬بأن يسترسل إذا أرسل ‪ ،‬وينزجر إذا زجر ‪ ،‬وإذا أمسك ل يأكل ‪.‬‬
‫‪-------------‬‬
‫ذكر الصنف – رحه ال – صفة تعليم كلب الصيد ‪.‬‬
‫كيفية التعليم ‪:‬‬
‫النوع الول وهو ما يصيد بنابه فإن تعليمه يتبين بأمور ‪:‬‬
‫‪ -1‬أن بستسل إذا أرسله صاحبه ف طلب الصيد ‪.‬‬
‫يعن ل يذهب بنفسه إذا رأى الصيد ‪ ،‬وإنا إذا أمره صاحبه ‪.‬‬
‫‪ -2‬أن ينزجر إذا زجره ] وهذا يكون لحد غرضي ‪ :‬يكون لطلب وقوفه وكفه عن العدو _ أو لغراء الارح بزيادة العدو ف‬
‫طلب الصيد [ ‪.‬‬
‫‪ -3‬أن ل يأكل من الصيد ‪ ،‬فإن أكل فليس بعلم ‪.‬‬
‫لقوله ‪ ) ‬إذا أرسلت كلبك العلمة وذكرت اسم ال فكل ما أمسكن عليك إل أن يأكل الكلب فل تأكل‬
‫فإن أخاف أن يكون إنا أمسك على نفسه ( ‪.‬‬
‫استثن بعض العلماء الكلب السود فقالوا ‪ :‬ل يوز الصطياد به ‪ ,‬قالوا ‪ :‬لنه كلب يرم اقتناؤه فلم يبح‬ ‫‪‬‬
‫صيده كغي العلم ‪ ،‬ولن‪6‬ه شيطان ‪.‬‬
‫اختلف العلماء هل يوز الصطياد بالكلب السود ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫فقيل ‪ :‬ل يوز لنه شيطان كما ف الديث ولن النب ‪ ‬أمر بقتله ‪.‬‬
‫وقيل ‪ :‬يوز لعموم حديث ‪ :‬إذا أرسلت كلبك العلم ‪ .‬وال أعلم ‪.‬‬
‫وأما تعليم الطير فإنه يكون بأمرين ‪:‬‬
‫أن يستسل إذا أرسل ‪ -‬أن ينزجر إذا زج‪6‬ر ‪.‬‬
‫واختلف هل يشتط أن ل يأكل أم ل على قولي ‪ ,‬وال أعل‪6‬م‪. 6‬‬ ‫‪‬‬
‫م ‪ /‬ويسمي صاحب&ها عليها إذا أرسل‪U‬ها ‪.‬‬
‫‪-------------‬‬

‫‪15‬‬
‫أي ‪ :‬ويسمي صاحبها عند إرسال اللة ‪ ،‬سواء كانت اللة مددة كالسهم ونوه ‪ ،‬أو كانت جارحة كالكلب‬
‫لقوله ‪ ) ‬إذا أرسلت كلبك العل‹م وذكرت اسم ال عليه ( ‪.‬‬
‫فإذا كان عنده كلب يريد أن يرسله ‪ ،‬فإنه يقول بسم ال ‪ ،‬ث يرسله ‪ ،‬وإن كانت اللة سهما‪ J‬فإنه يسمى عند‬
‫إرسال السهم ‪.‬‬
‫‪ ‬وسبق أن التسمية شرط لصحة الذكاة ‪ .‬فالتسمية ف الذكاة والصيد شرط ‪.‬‬
‫اس ‪U‬م الل_ـ ‪9‬ه ‪U‬عل‪AU‬يـ ‪9‬ه ‪ ،‬ف‪U‬ـ‪9‬إ ‪A‬ن‬
‫الم ‪U‬عل_ـم ف‪U‬ـاذ‪& A‬ك ‪A‬ر ‪A‬ـ‬ ‫ك &‬ ‫‪A‬ت ‪U‬كل‪A‬ب‪U‬ـ ‪U‬‬
‫ال ‪ :‬قـال رســول ال ‪ ) ‬إذ‪U‬ا أ ‪UA‬ر ‪U‬سـ ل ‪U‬‬ ‫ي ب‪9 A‬ن ‪U‬حـ ات‪† 9‬م ق‪U‬ـ ‪U‬‬ ‫م ‪U /‬ع ‪A‬ن ‪U‬ع ‪9‬د ‪ƒ‬‬
‫‪U‬م ي‪U‬أ‪& A‬ك ‪A‬ل ‪9‬م ‪A‬نه& ف‪& U‬كل‪A‬ه& ‪.‬‬
‫ك ف‪U‬أ‪A U‬د ‪U‬ر‪A‬كت‪U‬ه& ‪U‬حي‪R‬ا‪ S‬ف‪U‬ا ‪A‬ذب‪A U‬حه& ‪U ,‬وإ‪A 9‬ن أ‪A U‬د ‪U‬ر‪A‬كت‪U‬ه& ق‪A U‬د ق‪U‬ـت‪U U‬ل ‪U‬ول ‪A‬‬ ‫ك ‪U‬عل‪AU‬ي ‪U‬‬ ‫س‪U‬‬ ‫أ ‪UA‬م ‪U‬‬
‫وإن وجدت مع كلبك كلبا‪ S‬غيره وقد قتله فل تأكل ‪ ،‬فإنك ل تدري أيهما قتله ؟‬
‫‪99 9 9‬‬ ‫بس ‪A‬ه ‪9‬م ‪U‬‬
‫ك ي‪U‬ـ ‪A‬وما‪ S‬أ ‪UA‬و ي‪U‬ـ ‪A‬و‪U‬م ‪A‬ي ‪9‬ن (( ‪.‬‬ ‫اس ‪U‬م الل_ه ‪U‬عل‪AU‬يه ‪U ,‬وفيه )) ‪U‬وإ‪A 9‬ن غ‪U U‬‬
‫اب ‪U‬ع ‪A‬ن ‪U‬‬ ‫ك ف‪U‬اذ‪& A‬ك ‪A‬ر ‪A‬‬ ‫ت ‪U‬‬ ‫وإن ‪U‬ر‪U‬م ‪A‬ي ‪U‬‬
‫ت ‪ ,‬ف‪U‬ـ‪9‬إ ‪A‬ن ‪U‬و ‪U‬جـ ‪A‬دت‪U‬ه& غ‪9 U‬ريقـا‪ S‬ف‪9‬ـي ال ‪AU‬مـ ‪9‬اء‬ ‫ك ف‪& U‬كـ ‪A‬ل إ ‪A‬ن ‪9‬ـش ‪A‬ئ ‪U‬‬ ‫‪U‬وف‪9‬ي ‪9‬ر‪U‬واي‪U‬ـ†ة )) ال‪A‬ي‪U‬ـ ‪A‬و‪U‬م ‪A‬ي ‪9‬ن ‪U‬والث_لث‪U‬ـة‪ U‬ف‪U‬ـل‪U‬ـ ‪A‬م ت‪9 U‬ـج ‪A‬د ف‪9‬ي ‪9‬ـه إل_ أ‪U‬ث‪U‬ـ ‪U‬ر ‪U‬سـ ‪A‬ه ‪9‬م ‪U‬‬
‫ك ؟ ( متفق عليه ‪.‬‬ ‫ك ل ت‪A U‬د ‪9‬ري ‪ :‬ال ‪AU‬ماء& ق‪U‬ـت‪U‬ـل‪U‬ه& ‪ ,‬أ ‪UA‬و ‪U‬س ‪A‬ه &م ‪U‬‬ ‫ف‪U‬ل ت‪U‬أ‪& A‬ك ‪A‬ل ‪ ،‬ف‪9U‬إن_ ‪U‬‬
‫‪-------------‬‬
‫هذا الديث فيه فوائد ‪:‬‬
‫‪ ‬الديث دليل على جواز الصيد ‪.‬‬
‫والصيد ‪ :‬هو اقتناص حيوان حلل متوحش طبعا‪ J‬غي مقدور عليه ‪.‬‬
‫والصيد له ثلث حالت ‪:‬‬
‫الولى ‪ :‬يباح إذا قصد منه دفع الاجة والنتفاع بلحمه ‪.‬‬
‫الثانية ‪ :‬يكره إذا كان القصد منه التلهي به واللعب‪ 6‬والفاخرة ‪.‬‬
‫لنه يشغل عما هو أنفع منه من العمال الدينية والدنيوية ‪.‬‬
‫الثالثة ‪ :‬يرم إذا ترتب عليه ظلم للناس بالعدوان على زروعهم وبساتينهم وأموالم ‪.‬‬
‫‪ .‬رواه التمذي‬ ‫فإن قيل ‪ :‬ما الواب عن حديث ‪ ) :‬من اتبع الصيد غفل (‬
‫فالواب ‪ :‬الراد الكثار منه حت يشغله ‪.‬‬
‫لبد أن تكون التسمية مقارنة للرسال ( ‪.‬‬ ‫‪ ‬قوله ) فذكرت‪ 6‬اسم ال ( دليل على مشروعية التسمية عند الصيد )‬
‫قال النووي ‪ :‬وقد أجع السلمون على التسمية عند الرسال ‪.‬‬
‫واختلفوا ف حكمها ‪ :‬وقد سبقت السألة ‪.‬‬
‫‪ ‬قوله ) إذا أرسلت ( فيه أنه يشتط أن يكون الصائد له عقل ييز ‪.‬‬
‫فمن شروط الصيد ‪ :‬أن يكون الصائد من أهل الذكاة ‪ ،‬وذلك بأن يتوفر فيه الشرطان ‪ ) :‬العقل‪ 6‬والدين ( ‪.‬‬
‫فالعقـ ــل يعن ب‪66 6‬ه أن يك ‪66 6‬ون ميا‪ J‬غي س‪66 6‬كران ول من ‪66 6‬ون ‪ ،‬لن ‪66 6‬ه ل قص ‪66 6‬د لم ‪66 6‬ا ) وك ‪66 6‬ذلك إذا ك ‪66 6‬ان طف ‪66 6‬ل دون‬
‫التمييز ( ‪.‬‬
‫والدين يعن به أن يكون مسلما‪ J‬أو كتابيا‪ ، J‬فل يل صيد الوثن والوسي والرتد ‪.‬‬
‫‪ ‬قوله ) كلبك ( فيه نوع من أنواع آلة الصيد ‪ ،‬وآلة الصيد نوعان ‪:‬‬
‫أول‪ : S‬ما يرمى به الصيد من كل مدد ‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫كالرماح والسيوف والسهام وما جرى مراها ما يرح بده كرصاص البنادق اليوم ‪.‬‬
‫ثانيا‪ : S‬الوارح ‪ ،‬وهي الكواسر من السباع ‪ ،‬كالكلب والطي ‪.‬‬
‫ي ت‪F 6D‬عل‪D O‬م‪ 6‬ون‪D 6F‬ه ‪G‬ن ‪E‬م‪6G‬ا ‪F‬عل‪F G‬م ‪D‬ك‪D 6‬م‬ ‫ات ‪F‬و‪F‬م‪ 6‬ا ‪F‬عل‪) G‬مت‪) 6D‬م ‪E‬م‪F 6‬ن )‬
‫ال‪F6F‬وار‪EE‬ح ‪D‬م ‪F‬كل‪O‬ب‪6F E‬‬
‫‪6E‬‬ ‫‪6E‬‬
‫ك ‪F‬م‪ 6‬اذ‪F‬ا أ‪D‬ح ‪G‬ل ‪F‬ل‪) 6D‬م ق‪) 6D‬ل أ‪D‬ح ‪G‬ل ل‪D F‬ك‪D 6‬م الط‪G‬ي‪O‬ب‪D 6F‬‬
‫لق‪6‬وله ‪) :‬ي‪6) F‬س أ‪F‬لون‪F F‬‬
‫الل‪G‬ه‪. ( D‬‬
‫) وهو نوعان ‪ :‬ما يصيد بنابه ‪ :‬كالكلب والفهد ‪ ،‬وما يصيد بخلبه ‪ :‬الصقر والبازي ( ‪.‬‬
‫‪ ‬ق ‪6‬وله ) كلب‪66‬ك العلم‪66‬ة ( في‪66‬ه دلي‪66‬ل أن‪66‬ه يش‪66‬تط ف إباح‪66‬ة ص‪66‬يد الكل‪66‬ب أن يك‪66‬ون معلم ‪6‬ا‪ ، J‬وه‪66‬ذا الش ‪66‬رط ل‬
‫خلف فيه ‪.‬‬
‫وكيفية التعليم ‪:‬‬
‫بالنسبة ما يصيد بنابه كالكلب ‪ ،‬فيتبي تعلمه بأمور ‪:‬‬
‫أول‪ : S‬أن يستسل إذا أرسله صاحبه ف طلب الصيد ‪.‬‬
‫ثانيـا‪ : S‬أن ينزج‪66‬ر إذا زج‪66‬ره ] وه‪66‬ذا يك‪66‬ون لح‪66‬د غرض‪66‬ي ‪ :‬يكــون بطل‪66‬ب وق‪66‬وفه وكف‪66‬ه ع‪66‬ن الع‪66‬دو ‪ ،‬ويكـون الزج‪66‬ر‬
‫لغراء الارح بزيادة العدو ف طلب الصيد [ ‪.‬‬
‫وهذان الشرطان اتفقت الذاهب الربعة على اعتبارها ‪.‬‬
‫ثالثا‪ : S‬أن ل يأكل من الصيد إذا أمسكه ‪ ،‬فإن أكل ل يبح ‪.‬‬
‫وقد اختلفوا ف هذه السألة على قولي ‪:‬‬
‫القول الول ‪ :‬يشتط أن ل يأكل من الصيد ‪ ،‬فإن أكل ل يبح ‪.‬‬
‫وهذا مذهب‪ 6‬أب حنيفة والشافعي وأحد ‪.‬‬
‫قال النووي ‪ :‬وبه قال أكثر العلماء ‪.‬‬
‫لديث الباب وهو ن‪6‬ص ‪ ،‬وفي‪6‬ه ‪ ) :‬أل يأك‪66‬ل الكل‪66‬ب ‪ ،‬ف‪6‬إن أك‪66‬ل فل تأك‪66‬ل ‪ ،‬ف‪6‬إن أخ‪6‬اف أن يك‪6‬ون إن‪6‬ا أمس‪66‬ك‬
‫على نفسه ( ‪.‬‬
‫)ن ‪F‬عل‪)F‬ي ‪D‬ك )م ( وهذا ما ل يسك علينا بل على نفسه ‪.‬‬ ‫‪E‬‬
‫ولقوله تعال ‪ ) :‬ف‪D F‬كل‪D‬وا م‪G‬ا أ )‪F‬م ‪F‬سك ‪6F‬‬
‫القول الثاني ‪ :‬أنه يل ‪.‬‬
‫وهو قول مالك ‪.‬‬
‫واس‪66‬تدلوا ب‪66‬ديث أب ثعلب‪66‬ة ق‪66‬ال ‪) :‬ي‪66‬ا رس‪66‬ول ال‪ ،‬إن ل كلب‪6‬ا‪ J‬مكلب‪66‬ة‪ ،‬ف‪66‬أفتن ف ص‪66‬يدها؟ ق‪66‬ال‪ :‬ك‪66‬ل م‪66‬ا أمس‪66‬كن‬
‫عليك‪ ،‬قال‪ :‬وإن أكل منه؟ قال‪ :‬وإن أكل منه( ‪ .‬رواه أبو داود‪ ،‬وقال الحافظ‪ :‬ل بأس بسنده ‪.‬‬
‫والراجح القول الول ‪.‬‬
‫وأما الواب عن حديث أب ثعلبة ‪:‬‬
‫‪ o‬أن حديث عدي مقدم عليه ‪ ،‬لنه أصح ‪.‬‬
‫‪ o‬ومنهم من حل حديث أب ثعلبة على ما إذا أكل منه بعد أن قتله وخله وفارقه ث عاد فأكل منه ‪ ،‬فهذا ل‬
‫يضر ‪.‬‬
‫‪ o‬وأيض‪6‬ا‪ J‬رواي‪66‬ة ع‪66‬دي ص‪66‬رية مقرون‪66‬ة بالتعلي‪66‬ل الناس‪66‬ب للتحري ‪ ،‬وه‪66‬و خ‪66‬وف المس‪66‬اك عل‪66‬ى نفس‪66‬ه متأي‹‪6‬دة ب‪66‬أن‬
‫الصل ف اليتة التحري ‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫وأما تعليم الطير فإنه يتبين بأمور ‪:‬‬
‫أول‪ : S‬أن يستسل إذا أرسل ‪.‬‬
‫ثانيا‪ : S‬أن ينزجر إذا زجر ‪.‬‬
‫ثالثا‪ : S‬واختلفوا هل يشترط أن ل يأكل أم ل ؟‬
‫قيل ‪ :‬يشتط ‪ ،‬وهذا مذهب الشافعي قياسا‪ J‬على جارحة الكلب ‪.‬‬
‫وقيل ‪ :‬ل يشتط ‪ ،‬وهذا قول النفية والنابلة ‪ .‬وال أعلم ‪.‬‬
‫‪ ‬قوله ) إذا أرسلت كلبك المعلم ( ف إطلقه دليل لباح‪66‬ة الص‪66‬يد بمي‪6‬ع أن‪6‬واع الكلب العلم‪66‬ة م‪66‬ن الس‪66‬ود‬
‫وغيها ‪.‬‬
‫وقد اختلف العلماء في هذه المسألة على قولين ‪:‬‬
‫القول الول ‪ :‬يوز الصطياد بميع الكلب العلمة من السود وغيها ‪.‬‬
‫قال النووي ‪ :‬وبه قال مالك والشافعي وأبو حنيفة وجاهي العلماء ‪.‬‬
‫لعموم النص ‪ ) :‬إذا أرسلت كلبك العلم ( ‪.‬‬
‫القول الثاني ‪ :‬يرم الصيد بالكلب السود البهيم ‪.‬‬
‫قال النووي ‪ :‬وبه قال السن البصري والنخعي وقتادة وأحد وإسحاق ‪.‬‬
‫لنه شيطان ‪.‬‬
‫والول أرجح ‪.‬‬
‫‪ ‬قوله ) إذا أرسلت ‪ ( ...‬فيه دليل على أنه يشتط لل الصيد أن يرسل اللة قاصدا‪ J‬للصيد ‪.‬‬
‫لن الكلب أو البازي آلة ‪ ،‬والذبح ل يصل بجرد اللة بل ل بد من الستعمال ‪ ،‬وذلك فيهما ‪ :‬بالرس‪66‬ال م‪66‬ع‬
‫القصد ‪.‬‬
‫‪ ‬إذا استس‪66‬ل الكل‪66‬ب بنفس‪66‬ه فقت‪66‬ل ص‪66‬يدا‪ ، J‬ل ي‪66‬ل لفق‪66‬دان الش‪66‬رط ‪ ،‬وه‪66‬و الرس‪66‬ال ‪ ،‬لن الرس‪66‬ال يق‪66‬وم مق‪66‬ام‬
‫التذكية ‪.‬‬
‫‪ ‬إذا استسل الكلب بنفسه على صيد فزجره صاحبه وسى فزاد ف عدوه وقتل ‪ ،‬فهل يل ؟‬
‫قيل ‪ :‬يل ‪.‬‬
‫وهو مذهب النفية والنابلة ‪.‬‬
‫قالوا ‪ :‬لن زجره أث‹ر ف عدوه فصار كما لو أرسله ‪.‬‬
‫وقيل ‪ :‬ل يل ‪.‬‬
‫وهو مذهب الشافعي ‪.‬‬
‫لجتماع الستسال الانع والغراء البيح ‪ ،‬فتغلب جانب النع ‪.‬‬
‫والراجح الول ‪.‬‬
‫‪ ‬تري صيد الكلب غي العلم ‪.‬‬
‫‪ ‬ذهب جاهي العلماء إل أنه إذا اصطاد بالعراض فقتل الصيد ب‪66‬د ح‪66‬ل ‪ ،‬وإن قتل‪66‬ه بعرض‪66‬ه ل ي‪66‬ل ‪ ،‬ل‪66‬ديث‬
‫الباب ‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫‪ ‬ق ‪6‬وله ) ف‪66‬إن أمس‪66‬ك علي‪66‬ك ف‪66‬أدركته حي ‪6‬ا‪ J‬ف‪66‬اذبه ( ه‪66‬ذا تص ‪6‬ريح ب‪66‬أنه إذا أدرك ذك‪66‬اته وج‪66‬ب ذب‪66‬ه ول ي‪66‬ل إل‬
‫بالذكاة ‪ ،‬قال النووي ‪ :‬وهو ممع عليه ‪.‬‬
‫‪ ‬قوله ) وإن وجدت مع كلبك كلبا‪ J‬غيه ‪ ،‬وقد قتل فل تأكل ‪ ،‬فإنك ل تدري أيهما قتله ( ‪.‬‬
‫قــال النــووي ‪ :‬في‪66‬ه بي‪66‬ان قاع‪66‬دة مهم‪66‬ة ‪ ،‬وه‪66‬ي أن‪66‬ه إذا حص‪66‬ل الش‪66‬ك ف ال‪66‬ذكاة البيح‪66‬ة للحي ‪6‬وان ‪ ،‬ل ي‪66‬ل ‪ ،‬لن‬
‫الصل تريه ‪ ،‬وهذا ل خلف فيه ‪ ،‬وفيه تنبيه على أنه ل‪6‬و وج‪6‬ده حي‪6‬ا‪ J‬وفي‪6‬ه حي‪6‬اة مس‪66‬تقرة ‪ ،‬ف‪6‬ذكاه ح‪6‬ل ول يض‪66‬ر‬
‫ك‪66‬ونه اش‪66‬تك ف إمس‪66‬اكه كلب‪66‬ه وكل‪66‬ب غيه ‪ ،‬لن العتم‪66‬اد ‪T‬‬
‫حينئذ ف الباح‪66‬ة عل‪66‬ى تذكي‪66‬ة الدم‪66‬ي ل عل‪66‬ى إمس‪66‬اك‬
‫الكلب ‪.‬‬
‫‪ ‬قوله ) وإن وجدته غريقا‪ J‬ف الاء فل تأكل ( قال النووي ‪ :‬هذا متفق على تريه ‪.‬‬
‫وجاء السبب ف نفس الديث ‪ ) :‬فإنك ل تدري الاء قتله ‪ ،‬أو سهمك ( ‪.‬‬
‫‪ ‬قوله )ف‪6‬إن غ‪66‬اب عن‪66‬ك يوم‪6‬ا‪ J‬أو ي‪66‬ومي فل‪66‬م ت‪6‬د في‪6‬ه إل أث‪6‬ر س‪6‬همك فك‪6‬ل إن ش‪6‬ئت( ف ه‪66‬ذا دلي‪66‬ل ل‪6‬ن يق‪6‬ول‪:‬‬
‫إذا أثر جرحه فغاب عنه فوجده ميتا‪ J‬وليس فيه أثر غي سهمه حل ‪ ،‬وهذا قول بعض العلماء ‪.‬‬
‫وقيل ‪ :‬يرم ‪.‬‬
‫وقيل ‪ :‬يرم ف الكلب دون السهم ‪.‬‬
‫قال النووي ‪ :‬الول أقوى وأقرب إل الحاديث الصحيحة ‪.‬‬
‫‪ ‬جواز اقتناء الكلب العلم للصيد ‪.‬‬
‫‪ ‬قال الافظ ابن حجر ‪ :‬استدل ب‪6‬ه عل‪66‬ى طه‪6‬ارة س‪6‬ؤر كل‪66‬ب الص‪6‬يد دون غيه م‪6‬ن الكلب ‪ ،‬للذن ف الك‪66‬ل‬
‫من الوضع الذي أكل منه‪ ،‬ول يذكر الغسل‪ ،‬ولو كان واجبا‪ J‬لبينه لنه وقت الاجة إل البيان‪.‬‬
‫وقال بعض العلماء ‪ :‬يعفى عن عض الكلب ولو كان نسا‪ J‬لذا الديث ‪.‬‬
‫وهذا الصحيح أنه معفو عنه ‪.‬‬
‫‪ ‬قوله ) ما أمسك‪ 6‬عليك ( استدل به على أنه لو أرسل كلبه على صيد فاصطاد غيه ح‪66‬ل ‪ ،‬للعم‪66‬وم ال‪66‬ذي ف‬
‫قوله ) ما أمسك‪ ( 6‬وهذا قول المهور ‪.‬‬
‫وقال مالك ‪ :‬ل يل ‪.‬‬

‫إن ال كتب الحسان على كل شيء ‪ ،‬فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة ‪ ،‬وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة ‪،‬‬ ‫م‪/‬‬
‫وليح ‪R‬د أحدكم شفرته ‪ ،‬وليرح ذبيحته ( رواه مسلم ‪.‬‬
‫‪-------------‬‬
‫ذكر الصنف – رحه ال – حديث أب يعلى شداد بن أوس ) إن ال كتب الحسان ‪ ( ...‬ليستدل به على‬
‫بعض الداب التعلقة بالذكاة ‪.‬‬
‫كتب‪ :‬فرض ‪ .‬الحسان على كل شيء‪ :‬أي ف كل شيء تعملونه ‪ .‬فإذا قتلتم‪ :‬أي أردت قتل من يوز قتله ‪ .‬فأحسنوا القتلة‪ :‬أي هيئة‬
‫القتل ‪ ،‬وإحسانا ‪ :‬اختيار أسهل الطرق وأخفها إيلما‪ . J‬وإذا ذبحتم‪ :‬أي أردت ذبح ما يل ذبه من اليوان ‪.‬‬
‫فأحسنوا الذبحة ‪ :‬أي هيئة الذبح ‪ ،‬بأن يكون بسكي حادة ‪ ،‬وأن يعجل إمرارها ‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫وليحد ‪ :‬أي ليسن ‪ .‬شفرته ‪ :‬أي السكي ‪.‬‬
‫‪ ‬المر بالحسان ف كل شيء كما قال تعال ) وأحسنوا إن ال يب السني ( وقال تعال ) إن ال يأمر‬
‫بالعدل والحسان ( ‪.‬‬
‫وهذا المر بالحسان قد يكون واجبا‪ : J‬كالحسان إل الوالدين والرحام ‪ ،‬وقد يكون مستحبا‪ : J‬كصدقة التطوع‬
‫‪.‬‬
‫‪ ‬الحسان هو بذل جيع النافع من أي نوع كان لي ملوق يكون ‪ ،‬ولكنه يتفاوت بتفاوت ‪F‬‬
‫السن إليهم ‪،‬‬
‫وحقهم ومقامهم‪ ،‬وبسب الحسان ‪ ،‬وعظم موقعه‪ ،‬وعظيم نفعه ‪ ،‬وبسب إيان السن وإخلصه ‪،‬‬
‫والسبب الداعي إل ذلك ‪.‬‬
‫‪ ‬ل يوز الذبح بآلة كآلة ‪.‬‬
‫) أي غي حادة قد استعملت مرارا‪ J‬وتكرارا‪ J‬حت صارت ل تنهر الدم إنارا‪ J‬تاما‪. ( J‬‬
‫لقوله ‪ ) : ‬وليحد أحدكم شفرته وليح ذبيحته ( رواه مسلم ‪.‬‬
‫‪ ‬فقوله ) وليحد أحدكم شفرته ( ه‪6‬ذا أمر والمر يقتضي الوج‪6‬وب ‪.‬‬
‫ولن ف الذبح باللة الكآلة إي‪66‬لم للبهيمة بدون فائدة ‪.‬‬
‫‪ ‬يكره أن يدها واليوان يبصره ‪.‬‬
‫فيكره حد السكي ونوها واليوان يبصره ‪.‬‬
‫وقد ورد ف حديث ف مسند أحد ) أن النب ‪ ‬أمر أن تد الشفار وأن توارى عن البهائم ( وفيه ضعف ‪.‬‬
‫الشفار جع شفرة وهي السكي ‪.‬‬
‫ولن ف ذلك أذي‪6‬ة للحي‪6‬وان ‪.‬‬
‫‪ ‬الفضل‪ 6‬أن توجه للقبلة ‪.‬‬
‫لديث جابر قال ) ضحى النب ‪ ‬يوم عيد بكبشي فقال حي وجههما ‪ ( ..‬رواه ابن ماجه وفيه مقال ‪.‬‬
‫‪ ‬يرم أن يكسر العنق قبل أن يذبح ‪.‬‬
‫فلو أن رجل‪ J‬كسر عنقها وفيها حياة أو سلخها وفيها حياة فإن هذا حرام ‪.‬‬
‫لديث ) إن ال كتب الحسان على كل شيء ‪ ..‬وفيه ‪ :‬وليح ذبيحته ( ‪.‬‬

‫‪A‬جن‪9‬ي ‪9‬ن ذ‪U U‬كاة& أ ‪&R‬م ‪9‬ه ( رواه أحمد ‪.‬‬


‫م ‪ /‬وقال ‪) ‬ذ‪U U‬كاة& ا‪U‬ل ‪U‬‬
‫‪-------------‬‬
‫ي ذ‪F F‬كاة‪ D‬أ ‹‪D‬م ‪E‬ه ( ليستدل به على أن ذكاة‬
‫ذكر الصنف – رحه ال – حديث أب سعيد ف قوله ‪) ‬ذ‪F F‬كاة‪ D‬ا‪) F‬ل‪F‬ن‪E E‬‬
‫الني ذكاة أمه ‪.‬‬
‫واختلف ف معن الديث ‪:‬‬
‫فقيل ‪ :‬أن ذكاة الني كذكاة أمه ‪ ) .‬أن صفة ذكاة الني كصفة تذكية أمه ( ‪.‬‬
‫وقالوا ‪ :‬إن الني إذا ذكيت أمه وخرج ميتا‪ J‬ول يذك صار حراما‪. J‬‬
‫وقيل ‪ :‬إن ذكاة الني ذكاة أمه ) فذكاة أمه كافية ( وهذا القول هو الصحيح ‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫‪ ‬وهذا الكم إذا خرج ميتا‪ J‬أو فيه حياة غي مستقرة ‪ ،‬أما إذا خرج حيا‪ J‬فل بد من تذكيته ‪.‬‬
‫باب الي‪A‬مان والنذور‬
‫تعريف اليان ‪:‬‬
‫اليمان جمع يمين وهي ‪ :‬توكي‪6‬د الشيء بذكر اسم ال أو صفة ل ‪.‬‬
‫قال الوهري‪ :‬سيت اليمي بذلك لنم كانوا إذا تالفوا ضرب كل امرىء منهم بيمينه على يي صاحبه‪.‬‬
‫والصل ف مشروعيتها الكتاب والسنة والجاع ‪.‬‬
‫ض الل‪G‬ه‪ D‬ل‪D F‬ك )م ‪EF‬تل‪G‬ة‪ F‬أ)‪F‬ي‪F‬ان‪D E‬ك )م ( ‪.‬‬ ‫قال تعال )ق‪) F‬د ف‪F6F‬ر ‪F‬‬
‫‪E‬‬ ‫‪E‬‬ ‫‪E‬‬ ‫‪E‬‬
‫وقال تعال )‪F‬ل ي‪F D6‬ؤاخ ‪D‬ذ ‪D‬ك ‪D‬م الل‪G‬ه‪ D‬ب‪E‬الل‪) G‬غ ‪E‬و ‪E‬ف أ)‪F‬ي‪F‬ان ‪D‬ك )م ‪F‬ول‪F‬ك )ن ي‪F D6‬ؤاخ ‪D‬ذ ‪D‬ك )م ‪E‬ب‪F‬ا ‪F‬ك ‪F‬سب‪) F‬‬
‫ت ق‪6D‬ل‪D‬وب‪D D‬ك )م ( ‪.‬‬
‫كما أن ال عز وجل أمر نبيه بالقسم ف ثلثة مواضع من كتابه ‪.‬‬
‫‪E E‬‬ ‫‪E‬‬ ‫‪E‬‬
‫ين ( ‪.‬‬ ‫‪F‬ح ‪É‬ق ‪D‬ه ‪F‬و ق‪) D‬ل إي ‪F‬و‪F‬ر‪O‬ب إن‪G‬ه‪F D‬ل‪É F‬ق ‪F‬و‪F‬ما أ‪F‬ن)‪6‬ت‪) D‬م ب‪)D‬عج ‪E‬ز ‪F‬‬ ‫كأ‪F‬‬ ‫فقال تعال ) ‪F‬وي‪) F‬ست‪)6F‬نب‪E‬ئ‪D‬ون‪F F‬‬
‫اعة‪ D‬ق‪) D‬ل ب‪6F‬ل‪F‬ى ‪F‬و‪F‬ر‪O‬ب ل‪F‬ت‪F‬أ)ت‪E‬ي‪6F‬ن‪D G‬ك )م ( ‪.‬‬ ‫‪E‬‬ ‫‪EG‬‬
‫ين ‪F‬ك ‪F‬ف ‪D‬روا ل ت‪F‬أ)تين‪F‬ا ال ‪G‬س ‪F‬‬ ‫وقال تعال ) ‪F‬وق‪F F‬ال الذ ‪F‬‬
‫ين ‪F‬ك ‪F‬ف ‪D‬روا أ‪) F‬ن ل‪) F‬ن ي‪)D6‬ب‪F 6‬عث‪D‬وا ق‪) D‬ل ب‪6F‬ل‪F‬ى ‪F‬و‪F‬ر‪O‬ب ل‪F‬ت‪)D‬ب‪F 6‬عث‪G D‬ن ( ‪.‬‬ ‫‪EG‬‬
‫وقال تعال ) ‪F‬ز ‪F‬ع ‪F‬م الذ ‪F‬‬
‫وأما من السنة فأحاديث كثية ‪:‬‬
‫منها قوله ‪ ) ‬من كان حالفا‪ J‬فليحلف بال أو ليصمت ( متفق عليه ‪.‬‬
‫وكان أكثر قسم رسول ال ‪ ) ‬ومقلب‪ 6‬القلوب ( رواه البخاري ‪.‬‬
‫قال ابن قدامة ‪ :‬وأجعت المة على مشروعية اليمي وثبوت أحكامها ‪.‬‬
‫‪ ‬أحرف القسم ثلثة هي ‪ :‬الباء ‪ ،‬والواو ‪ ،‬والتاء ‪.‬‬
‫الباء ‪ :‬مثال ) أقسم بال لفعلن‪. ( .. 6‬‬
‫الواو ‪ :‬مثال ) وال لفعلن ( ) والرحن لفعلن ( ‪ .‬وهي أكثر شيوعا‪ J‬ف الستعمال من الباء ‪.‬‬
‫التاء ‪ :‬مثال ‪ :‬قوله تعال ) تال لكيدن أصنامكم ( وهي ل تدخل إل على لفظ الللة ‪.‬‬
‫‪ ‬الصل أن الفضل عدم الكثار من اللف ‪.‬‬
‫اح ‪F‬فظ‪D‬وا أ)‪F‬ي‪F‬ان‪D F‬ك )م ( ‪.‬‬
‫)و )‬
‫قال تعال ‪F‬‬
‫فقد ورد ف تفسي هذه الية جلة أقوال منها الراد بفظ اليمي عدم الكثار منها ‪.‬‬
‫وقال تعال )ول ت‪E D‬طع ‪D‬ك ‪G‬ل ح ‪G‬ل ‪T‬‬
‫ف ‪F‬م ‪E‬ه ‪T‬‬
‫ي( ‪.‬‬ ‫‪F‬‬ ‫‪) F‬‬
‫قال القرطبي ‪ :‬اللف ‪ :‬كثي اللف ‪.‬‬
‫وقد بوب الشيخ ممد بن عبدالوهاب رحه ال ف كتاب التوحيد باب ) ما جاء ف كثرة اللف ( ‪.‬‬
‫ومناسبة الباب لكتاب التوحيد ‪ :‬أن كثرة اللف بال يدل على أنه ليس ف قلب الالف من تعظيم ال ما‬
‫يقتضي هيبة اللف به ‪ ،‬وتعظيم ال من تام التوحيد ‪.‬‬
‫وجاء ف الديث قال ‪ ) ‬خي الناس قرن ث الذين يلونم ‪ ،‬ث الذين يلونم ‪ ،‬ث ييء قوم تسبق شهادة أحدهم‬
‫يينه ‪ ،‬ويينه شهادته ( متفق عليه ‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫‪ ‬الكمة من مشروعيتها ‪ :‬التأكيد ‪ ،‬وذلك إما لمل الخاطب على الثقة بكلم الالف وأنه ل يكذب فيه‬
‫إن كان خيا‪ ، J‬ول يلفه إن كان وعدا‪ J‬أو وعيدا‪ J‬أو نوها ‪ ،‬وإما لتقوية عزم الالف نفسه على فعل شيء‬
‫يشى إحجامها عنه ‪ ،‬أو ترك شيء يشى إقدامها عليه ‪.‬‬
‫‪ ‬أيمان الرسول ‪: ‬‬
‫ومقلب القلوب ‪:‬‬
‫عن ابن عمر ‪ .‬قال ) كانت يي النب ‪ ، ‬ل ومقلب‪ 6‬القلوب‪ ( 6‬رواه البخاري ‪.‬‬
‫وال ‪:‬‬
‫قال ‪ ) ‬ما بال أقوام يتنزهون عن الشيء أصنعه فوال إن لعلمهم بال وأشدهم خشية ( ‪.‬‬
‫ورب الكعبة ‪:‬‬
‫قال أبو ذر ) انتهيت إل النب ‪ ‬وهو يقول ف ظل الكعبة ‪ :‬هم الخسرون ورب الكعبة ( ‪.‬‬
‫وأيم ال ‪:‬‬
‫قال ‪ ) ‬وأي ال لو أن فاطمة بنت ممد سرقت لقطعت‪ 6‬يدها ( ‪.‬‬
‫وأيم الذي نفس محمد بيده ‪:‬‬
‫قال ‪ ) ‬وأي الذي نفس ممد بيده لو قال ‪ :‬إن شاء ال لاهدوا ف سبيل ال فرسانا‪ J‬أجعون ( ‪.‬‬
‫والذي نفس محمد بيده ‪:‬‬
‫قال ‪ ) ‬والذي نفس ممد بيده إن لرجو أن تكونوا شطر أهل الن‪6‬ة ( ‪.‬‬
‫والذي ل إله غيره ‪:‬‬
‫قال ‪ ) ‬فوالذي ل إله غيه إن أحدكم ليعمل بعمل أهل النة حت ما يكون بينه وبينها ‪. ( ..‬‬
‫م ‪ /‬ل تنعق &د اليمين إل بال ‪ ،‬أو اسم من أسمائه ‪ ،‬أو صفة من صفاته ‪.‬‬
‫‪-------------‬‬
‫أي ‪ :‬أن اليمي الت تب فيها الكفارة إذا حنث هي ‪:‬‬
‫اليمي بال ‪ :‬كأن يقول ‪ :‬أقسم بال ‪.‬‬
‫أو باسم من أساء ال ‪ :‬كأن يقول ‪ :‬والالق ‪ ،‬ورب العالي ‪ ،‬والرازق ‪.‬‬
‫أو صفة من صفاته ‪ :‬كأن يقول ‪ :‬أقسم بعزة ال _ أو بوجه ال ‪.‬‬
‫قال تعال ) فبعزتك لغوينهم أجعي ( ‪.‬‬
‫وحديث أنس مرفوعا‪ ) J‬وفيه قول النار ‪ :‬قط قط وعزت‪6‬ك ( رواه البخاري ‪.‬‬
‫وف حديث أب هريرة ‪ .‬أن رسول ال ‪ ‬قال )لا خلق ال النة والنار‪ ،‬أرسل جبيل إل النة فقال‪ :‬انظر إليها‬
‫وإل ما أعددت لهلها فيها‪ ،‬فنظر إليها فرجع فقال‪ :‬وعزتك ل يسمع با أحد إل دخلها(‪ .‬متفق عليه‬
‫وف حديث أب هريرة مرفوعا‪ ، J‬وفيه قول الذي يرج من النار ‪) :‬وعزتك ل أسألك غيها( ‪ .‬متفق عليه‪6‬‬
‫‪ ‬استثن الشيخ ابن عثيمي رحه ال الصفات البية ] وهي الت بالنسبة لنا أبعاض وأجزاء [ كالوجه ‪،‬‬
‫واليد ‪ ،‬والصبع ونوها فلم يوز القسام با ما عدا الوجه قال ‪ :‬لنه يعب به عن الذات ( ‪.‬‬
‫‪ ‬يوز اللف بالصحف ‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫لن القرآن كلم ال ‪ ،‬وكلم ال تعال صفة من صفاته لذلك يوز القسم به ‪.‬‬
‫‪ ‬اللف بآيات ال ينقسم إل قسمي ‪:‬‬
‫اليات الكونية ‪ :‬كالليل والنهار ‪ ،‬والشمس والقمر ‪ ،‬والبال والشجار ‪ ،‬فهذا ل يوز اللف با لنا ق‪F‬ق‪F F‬س ‪F‬س م‬
‫بالخلوق ‪.‬‬
‫اليات الشرعية ‪ :‬كالقرآن فهذا يوز ‪.‬‬
‫م ‪ /‬والحلف بغير ال شرك ‪ ،‬ل تنعقد به اليمين ‪.‬‬
‫‪-------------‬‬
‫أي ‪ :‬أن اللف بغي ال حرام وشرك ‪.‬‬
‫عن ابن عمر ‪ ) .‬أن النب ‪ ‬أدرك عمر بن الطاب وهو يسي ف ركب يلف بأبي‪6‬ه فقال ‪ :‬أل إن ال ينهاكم‬
‫أن تلفوا بآبائكم ‪ ،‬فمن كان حالفا‪ J‬فليحلف بال أو ليصمت ( متفق عليه ‪.‬‬
‫قال عمر ) فوال ما حلفت با منذ سعت النب ذاكرا‪ J‬أو آثرا‪. ( J‬‬
‫] ذاكرا‪ [ S‬أي عامدا‪ ] J‬آثرا‪ [ S‬أي حاكيا‪ J‬عن الغي ‪.‬‬
‫وعن ابن عمر ‪ .‬قال ‪ :‬قال رسول ال ‪ ) ‬من حلف بغي ال فقد كفر أو أشرك ( رواه أبوداود ‪.‬‬
‫وعن أب هريرة ‪ .‬قال ‪ :‬قال رسول ال ‪ ) ‬ل تلفوا بآبائكم ول بأمهاتكم ول بالنداد ‪ ،‬ول تلفوا إل بال ‪،‬‬
‫ول تلفوا‪ 6‬إل وأنتم صادقون ( رواه أبوداود ‪.‬‬
‫قال ابن عبد البر ‪ :‬ل يوز اللف بغي ال إجاعا‪. J‬‬
‫وقال شيخ السلم ابن تيمية ‪ :‬وأما اللف بغي ال من اللئكة والنبياء والشايخ واللوك وغيهم فإنه منهي‬
‫عنه غي منعقد باتفاق الئم‪6‬ة ‪.‬‬
‫قال ابن حجر ‪ :‬قال العلماء ‪ :‬السر ف النهي عن اللف بغي ال أن اللف بالشيء يقتضي تعظيمه ‪،‬‬
‫والعظم‪6‬ة ف القيقة ل وح‪6‬ده ‪.‬‬
‫‪ ‬ول تنعقد هذه اليمي الت بغي ال ‪ ،‬فلو حلف باللك أو بالصنم أو بالنب فإن هذه اليمن غي منعقدة ‪.‬‬
‫ول الل‪E G‬ه ‪E ‬م )ن‬ ‫ول‪) :‬جاء رجل إ‪F E‬ل رس ‪E‬‬ ‫‪E E‬‬
‫‪ ‬إشكال ‪ ،‬فإن قيل‪ :‬ما الواب عن حديث ط‪)F‬ل ‪F‬حة‪ F‬ب) ‪F‬ن ع‪D‬ب‪)6F‬يد الل‪G‬ه ي‪D 6F‬ق ‪D F • D F F F D‬‬
‫ول الل‪E G‬ه ‪ ‬ف‪EF‬إذ‪F‬ا ‪D‬ه ‪F‬و ي‪) F‬سأ ‪FD‬ل ‪F‬ع ‪E‬ن‬ ‫ول ح ‪G‬ت ‪F‬دن‪F‬ا ‪E‬من رس ‪E‬‬
‫) ‪DF‬‬
‫ى ‪EE‬‬
‫ص )وته ‪F‬ول‪ F‬ن‪) F6‬ف ‪F‬قه‪F D‬ما ي‪D 6F‬ق ‪F D‬‬
‫‪E T‬‬
‫أ )‪F‬ه ‪E‬ل ‪)F‬ند ث‪F‬ائ ‪D‬ر ال‪G‬رأ) ‪E‬س ن‪) F‬س ‪F‬م ‪D‬ع ‪F‬د ‪E‬و ‪F G‬‬
‫ات ‪E‬ف ال)ي‪) 6F‬و‪E‬م ‪F‬والل‪)G‬ي‪6‬ل‪E F‬ة ‪ .‬ف‪F 6F‬ق ‪F‬ال ‪F‬ه )ل ‪F‬عل‪G F‬ى ‪F‬غ)ي‪D 6‬ر‪D‬ه ‪G‬ن ق‪F F‬ال‪ :‬ل‪ . F‬إ‪E‬ل‪ G‬أ‪) F‬ن‬‫ول الل‪E G‬ه ‪ : ‬خ‪)F‬س صل‪F‬و ‪T‬‬ ‫ا ‪E‬ل )سل‪EF‬م ف‪F 6F‬ق ‪F‬ال ‪F‬ر ‪D‬س ‪D‬‬
‫‪FF D‬‬
‫ول الل‪E G‬ه ‪ ‬ال‪G‬ز‪F‬كا ‪F‬ة‬ ‫ع ‪F .‬وذ‪F F‬ك‪F‬ر ل‪F‬ه‪F D‬ر ‪D‬س ‪D‬‬ ‫ضا ‪F‬ن ‪ .‬ف‪F 6F‬ق ‪F‬ال ‪F‬ه )ل ‪F‬عل‪G F‬ى ‪F‬غ)ي‪D 6‬ره‪ D‬ف‪F 6F‬ق ‪F‬ال‪ :‬ل‪ . F‬إ‪E‬ل‪ G‬أ‪) F‬ن ت‪F‬ط‪GG‬و ‪F‬‬‫ع ‪F ،‬و ‪E‬صي‪D F‬ام ‪F‬ش )ه ‪E‬ر ‪F‬ر‪F‬م ‪F‬‬ ‫ت‪F‬ط‪GG‬و ‪F‬‬
‫يد ‪F‬عل‪F‬ى ‪F‬ه ‪F‬ذا ‪F‬ول‪F‬‬ ‫ول‪F :‬والل‪E G‬ه ل‪ F‬أ‪E F‬ز ‪D‬‬
‫ع‪ ،‬ق‪F F‬ال‪ :‬ف‪F‬أ )‪F‬دب‪F6F‬ر ال‪G‬ر ‪D‬ج ‪D‬ل ‪F‬و‪D‬ه ‪F‬و ي‪D 6F‬ق ‪D‬‬‫ف‪F 6F‬ق ‪F‬ال‪F :‬ه )ل ‪F‬عل‪G F‬ى ‪F‬غ)ي‪D 6‬ر‪F‬ها ق‪F F‬ال‪ :‬ل‪ . F‬إ‪E‬ل‪ G‬أ‪) F‬ن ت‪F‬ط‪GG‬و ‪F‬‬
‫ول الل‪G‬ه ‪ : ‬أ‪F‬ف)‪6‬ل‪F F‬ح ] وأ‪F‬ب‪E‬يه [ إ‪) E‬ن ‪F‬‬
‫ص ‪F‬د ‪F‬ق ( رواه مسلم‪. 6‬‬ ‫‪E‬‬ ‫أ‪F‬ن)‪D 6‬قص ‪E‬م)نه ‪ .‬ف‪F 6F‬ق ‪F‬ال رس ‪E D‬‬
‫‪DF‬‬ ‫‪D D‬‬
‫قد أجاب العلماء عن هذا بعدة أجوبة ‪:‬‬
‫قيل ‪ :‬يتمل أن هذا قبل النهي ‪ ،‬وقيل ‪ :‬إن هذا ليس حلفا‪ J‬وإنا كلمة جرت عادة العرب أن تدخلها ف كلمها غي‬
‫قاصدة حقيقة اللف وإل هذا جنح البيهقي والنووي ‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫م ‪ /‬ول بد أن تكون اليمين الموجبة للكفارة على أمر مستقبل ‪ ،‬فإن كانت على †‬
‫ماض – وهو كاذب عالما‪S‬‬
‫– فهي اليمين الغموس ‪.‬‬
‫‪-------------‬‬
‫أي ‪ :‬أن اليمي الت توجب الكفارة لا شروط ‪ ،‬من هذه الشروط أن تكون على أمر مستقبل ‪.‬‬
‫مثال ‪ :‬كأن يقول ‪ :‬وال لسافر ‹ن غدا‪ ، J‬أو يقول ‪ :‬وال ل أدخل دار فلن ‪.‬‬
‫‪ ‬فإن كانت على أمر ماضي وهو عال كاذب فهذه اليمي الغموس ‪.‬‬
‫فاليمي الغموس ‪ :‬هي الت يلف فيها على أمر ماض كاذبا‪ J‬عالا‪. J‬‬
‫مثال ‪ :‬أن يقول وال ما قرأت ه‪6‬ذا الكتاب ‪ ،‬وهو قد قرأه ‪.‬‬
‫‪ ‬سيت بذلك لنا تغمس صاحبها ف الث‪66‬م ث ف النار ‪.‬‬
‫‪ ‬وهي من كبائر الذنوب ‪:‬‬
‫لديث عبد ال بن عمرو ‪ .‬عن النب ‪ ‬قال ) الكبائر ‪ :‬الشراك بال ‪ ،‬وعقوق الوالدين ‪ ،‬وقتل النفس ‪،‬‬
‫واليمي الغموس ( رواه البخاري ‪.‬‬
‫وقيل ‪ :‬هي الت يقتطع فيها مال امرىء مسلم‪ 6‬للحديث الوارد ف ذلك ‪.‬‬
‫م ‪ /‬وإن كان يظن صدق نفسه فهي من لغو اليمين ‪ ،‬كقوله ‪ :‬ل وال ‪ ،‬وبلى وال ‪ ،‬في عرض حديثه ‪.‬‬
‫‪-------------‬‬
‫هذا النوع الثان من أنواع اليمي ‪ :‬وهي لغو اليمي ‪.‬‬
‫القصود با ما يري على لسان التكلم بل قصد كقول‪ 6‬الرجل ف معرض كلمه ‪ :‬ل وال لن أذهب ‪ ،‬بلى وال‬
‫سأذهب ونو ذلك ‪ .‬فهذه ل كفارة فيها ‪.‬‬
‫‪E‬‬ ‫‪E‬‬ ‫‪E‬‬ ‫‪E‬‬
‫قال تعال ) ‪F‬ل ي‪F D6‬ؤاخ ‪D‬ذ ‪D‬ك ‪D‬م الل‪G‬ه‪ D‬ب‪E‬الل‪) G‬غ ‪E‬و ‪E‬ف أ)‪F‬ي‪F‬ان ‪D‬ك )م ‪F‬ول‪F‬ك )ن ي‪F D6‬ؤاخ ‪D‬ذ ‪D‬ك )م ‪E‬ب‪F‬ا ‪F‬ك ‪F‬سب‪) F‬‬
‫ت ق‪6D‬ل‪D‬وب‪D D‬ك )م ( ‪.‬‬
‫قالت عائشة ‪ ) .‬هي قول الرجل ‪ :‬ل وال ‪ ،‬وبلى وال ( رواه البخاري ‪.‬‬
‫فلغو اليمي أن يتلفظ بالقسم‪ 6‬وهو ل ينوي ول يريد القسم ‪.‬‬
‫م ‪ /‬وإذا حنث في يمينه – بأن فعل ما حلف على تركه ‪ ،‬أو ترك ما حلف على فعله – وجبت عليه‬
‫الكفارة ‪.‬‬
‫‪-------------‬‬
‫هذا هو القسم الثالث من أنواع اليمي وهي اليمن النعقدة ‪ ،‬وهي الت تب فيها الكفارة ‪.‬‬
‫تب الكفارة بشروط ‪:‬‬
‫الشرط الول ‪ :‬الحنث ‪.‬‬
‫وهو ‪ :‬أن يفعل ما حلف على تركه ‪ ،‬أو يتك ما حلف على فعله متارا‪. J‬‬
‫مثال ‪ :‬لو أن رجل‪ J‬قال ‪ :‬وال لصومن غدا‪ ، J‬فلما جاء الغد صام ‪ ،‬فإنه ل كفارة عليه لنه ل ينث ‪.‬‬
‫الشرط الثاني ‪ :‬أن يحلف مختارا‪. S‬‬
‫فإن كان مكرها‪ J‬فل تنعق‪6‬د يين‪6‬ه وهذا مذهب المه‪6‬ور ‪.‬‬
‫لقوله ‪ ) ‬إن ال رفع عن أمت الطأ والنسيان وما استكره‪6‬وا عليه ( رواه ابن ماجه ‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫الشرط الثالث ‪ :‬القصد ‪.‬‬
‫لنه ل مؤاخذة إل بقصد ونية ‪ ،‬ولذلك أسقط ال تبارك وتعال الكفارة ف لغو اليمي ‪.‬‬
‫الشرط الرابع ‪ :‬أن تكون على مستقبل ‪.‬‬
‫فل كفارة على أمر ماض ‪ ،‬لنه إن كان صادقا‪ J‬فالمر ظاهر ] قد برت يينه [ وإن كان كاذبا‪ J‬فهو آث‬
‫] وهي اليمي الغموس كما سبق [ ‪.‬‬
‫الشرط الخامس ‪ :‬العقل‬
‫فإن كان منونا‪ J‬فل يعتد بيمينه‪ ،‬لنه ل قصد له‪ ،‬ولديث )رفع القلم عن ثلثة‪ :‬عن النون حت يفيق( ‪.‬‬
‫الشرط السادس ‪ :‬البلوغ‬
‫الصب ل يلو من حالي ‪:‬‬
‫إن كان غي ميز فل عبة بيمين‪6‬ه ‪.‬‬
‫أن يكون ميزا‪ J‬لكنه ل يبلغ ‪ ،‬فالراجح ل تب عليه الكفارة إذا حنث ‪.‬‬
‫الشرط السابع ذاكرا‪. S‬‬ ‫‪:‬‬

‫فلو حنث ناسيا‪ J‬فل شيء عليه ‪ ،‬كأن يقول ‪ :‬وال ل أس‪6‬افر إل مكة ‪ ،‬ث نسي فسافر إل مكة ‪ ،‬فإنه ل‬
‫ينث ‪ ،‬لكن ل تنحل يينه بل ل تزال باقية ‪.‬‬
‫م ‪ /‬وجبت عليه الكفارة ‪ :‬عتق رقبة أو إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم ‪ ،‬فإن لم يجد صام ثلثة أيام ‪.‬‬
‫‪-------------‬‬
‫كفارة اليمي تتمثل فيما يلي ‪ :‬إطعام عشرة مساكي أو أو كسوتم أو ترير رقبة ‪ ،‬فإن ل يد فصيام ثلثة‬
‫أيام ‪.‬‬
‫ي ‪E‬م )ن أ )‪F‬و ‪F‬س ‪E‬ط ‪F‬ما ت‪D‬ط)ع‪D E‬مو ‪F‬ن أ )‪F‬هل‪E‬ي ‪D‬ك )م أ )‪F‬و ك‪) E‬س ‪F‬وت‪D 6D‬ه )م أ )‪F‬و ‪)F‬ت ‪E‬ر ‪D‬ير ‪F‬رق‪6F‬ب‪T F‬ة ف‪F F‬م )ن ‪F‬ل) ‪EF‬ي )د‬ ‫‪E‬‬
‫‪G‬ارت‪D‬ه‪ D‬إ‪E‬ط) ‪F‬ع ‪D‬ام ‪F‬ع ‪F‬ش‪F‬رة‪F E‬م ‪F‬ساك ‪F‬‬
‫قال تعال )ف‪F F‬كف ‪F‬‬
‫‪G‬ارة‪ D‬أ)‪F‬ي‪F‬ان‪D E‬ك )م إ‪F E‬ذا ‪F‬حل‪) F‬فت‪) D‬م ( ‪.‬‬ ‫‪E‬‬
‫صي‪D F‬ام ث‪F‬لث‪EF‬ة أ‪F‬ي‪T G‬ام ‪F‬ذل ‪F‬‬
‫ك ‪F‬كف ‪F‬‬
‫ف‪E F‬‬
‫‪ ‬فالثلثة الول على التخيي )إطعام عشرة مساكي أو كسوتم أو ترير رقبة ( ‪.‬‬
‫فإن ل يد فإنه ينتقل لصيام ثلثة أيام ‪ ،‬فل يوز أن يصوم وهو قادر على الطعام أو الكسوة أو العتق ‪.‬‬
‫‪ ‬كفارة اليمي واجبة إذا حنث الالف ‪ ،‬لقوله ‪ … ) ‬وكفر عن يين‪6‬ك ( ‪.‬‬
‫‪ ‬وقت وجوبا هو النث ] وهو فعل ما حلف على تركه ‪ ،‬أو ترك ما حلف على فعله [ ‪.‬‬
‫‪ ‬يوز دفع الكفارة قبل النث ويوز تأخيها عنه ‪.‬‬
‫لرواية ) ‪ ..‬وليكفر وليأت الذي هو خي ( وف رواية ) فكفر عن يينك ث ائت الذي هو خي ( ‪.‬‬
‫وجاء ف رواية تأخي الكفارة ) ‪ ..‬إل أتيت الذي هو خي وتللتها ( ‪.‬‬
‫‪ ‬الصحيح أنه ل يزىء إخراج القيمة ف الكفارة‪ ،‬لقوله تعال ) فكفارته إطعام عشرة مساكي ‪.(...‬‬
‫‪ ‬كيفية الطعام ‪:‬‬
‫أن يصنع طعاما‪ J‬ويدعو إليه عشرة مساكي فيعشيهم أو يغديهم ‪ ،‬أو أن يعطي كل واح‪6‬د بنفس‪6‬ه ‪.‬‬
‫‪ ‬يب استيعاب العشرة ‪ ،‬فل يوز أن يعطي خسة مساكي مرتي ‪ ،‬لن ال نص على عدد عشرة ‪.‬‬
‫‪ ‬ل يرد تديد كم الطعام فيج‪6‬ع فيه إل العرف ‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫‪ ‬الذي يزىء ف الكسوة ‪ :‬قيل ‪ :‬ما يزىء ف الصلة كالقميص أو الزار والرداء ‪ ،‬وقيل ‪ :‬يرجع فيه إل‬
‫العرف لنه ل يرد تديده ف الشرع وهذا الراج‪6‬ح ‪.‬‬
‫‪ ‬يشتط ف عتق الرقبة أن تكون مؤمنة لقوله ‪ ) ‬أعتقها فإنا مؤمن‪6‬ة ( رواه مسلم‪. 6‬‬
‫‪ ‬يب التتابع ف الصوم ‪ ،‬لقراءة ابن مسعود ) فصيام ثلثة أيام متتابع‪6‬ة ( ‪.‬‬
‫ت غ‪AU‬يـ ‪U‬ر‪U‬ها ‪U‬خ ‪A‬يرا‪S‬‬
‫ت‪U‬‬ ‫ول ا‪U‬لل_ ‪9‬ه ‪U) ‬وإ‪9‬ذ‪U‬ا ‪U‬حل‪A U‬ف ‪U‬‬
‫ت ‪U‬عل‪U‬ى ي‪9 U‬مي †ن‪ ,‬ف‪U‬ـ ‪U‬رأ‪U‬ي‪U A‬‬ ‫ال ‪U‬ر &س &‬ ‫م ‪U /‬و ‪U‬ع ‪A‬ن ‪U‬ع ‪A‬ب ‪9‬د ا‪U‬ل _ر ‪A‬ح ‪U‬م ‪9‬ن ب‪9 A‬ن ‪U‬س &م ‪U‬رة† ‪ ‬ق‪U U‬‬
‫ال‪ :‬ق‪U U‬‬
‫ت ا‪U‬ل_ ‪9‬ذي &ه ‪U‬و ‪U‬خ ‪A‬ير ( متفق عليه ‪.‬‬ ‫ك‪ ,‬وائ‪9 A‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪9‬‬
‫م ‪A‬نـ ‪U‬ها‪ ,‬ف‪U U‬ك ‪ƒ‬ف ‪A‬ر ‪U‬ع ‪A‬ن ي‪U‬مين ‪U U‬‬
‫‪-------------‬‬
‫ذكر الصنف – رحه ال – حديث عبد الرحن بن سرة ‪ ،‬ليستدل به على أن من حلف على يي ‪ ،‬ث رأى‬
‫غيها خيا‪ J‬فإن الفضل‪ 6‬أن يكفر عن يينه ويأت الذي هو خي ‪.‬‬
‫فالمسألة لها ] ‪ [ 3‬أحوال ‪:‬‬
‫الولى ‪ :‬أن يكون الحنث خير ‪ ،‬فإنه ينث ‪.‬‬
‫ت ا‪F‬ل‪E G‬ذي ‪D‬ه ‪F‬و ‪F‬خ )ي)ي ( ‪.‬‬
‫ك‪ ,‬وائ) ‪E‬‬‫‪EE‬‬
‫لديث الباب ) ف‪F F‬كف )‪O‬ر ‪F‬ع )ن ‪F‬يين ‪F F‬‬
‫مثال ‪ :‬قال وال ل أدخل دار خال ‪ ،‬فهنا نقول الفضل أن ينث ويدخل دار خاله ويكفر عن يينه ‪.‬‬
‫ثانيا‪ : S‬أن يكون عدم الحنث خير ‪ ،‬فإنه ل ينث ‪.‬‬
‫ثالثا‪ : S‬أن يتساوى المران ‪ ،‬فالفضل‪ 6‬أن ل ينث ‪.‬‬
‫اء ا‪U‬لل_ه&‪ ,‬ف‪U U‬ل ‪9‬ح ‪A‬ن ‪U‬‬
‫ث ‪U‬عل‪AU‬يه ( رواه الخمسة ‪.‬‬ ‫ف ‪U‬عل‪U‬ى ي‪9 U‬مي †ن ف‪U‬ـ ‪U‬ق ‪U‬‬
‫ال‪ :‬إ‪A 9‬ن ‪U‬ش ‪U‬‬ ‫ف ‪U‬‬
‫م ‪ /‬وفي الحديث ) ‪U‬م ‪A‬ن ‪U‬حل‪U‬ل‪U U‬‬
‫‪-------------‬‬
‫ذكر الصنف – رحه ال – حديث ابن عمر ف قوله ‪ ) ‬من حلف على يي فقال ‪ :‬إن شاء ال ‪ ( ..‬ليستدل‬
‫به أن من قال ف يينه إن شاء ال ل ينث ‪.‬‬
‫مثال ‪ :‬قال وال ل ألبس هذا الثوب إن شاء ال ث لبسه ‪ ،‬فليس عليه شيء لنه قال إن شاء ال ‪.‬‬
‫‪ ‬والفضل‪ 6‬لكل حالف أن يعلق يينه بالشيئة لن ف ذلك فائدتي ‪:‬‬
‫ك ‪F‬غدا‪. (J‬‬ ‫المر الول ‪ :‬تيسي الم‪6‬ر كما قال تعال )ول ت‪D 6F‬قول‪G F‬ن ل‪E‬شي ‪T‬ء إ‪O E‬ن ف‪E E F‬‬
‫اع •ل ‪F‬ذل ‪F‬‬ ‫‪)F‬‬ ‫‪F‬‬
‫المر الثاني ‪ :‬أن النسان إذا حنث ل تلزم‪6‬ه الكفارة ‪.‬‬
‫‪ ‬يشتط ف الستثناء أن يكون بلسانه فلو استثن بقلبه ل ينفعه بالجاع ‪.‬‬
‫وأن يكون متصل بيمينه حقيقة وحكما‪: J‬‬
‫حقيقة ‪ :‬وال ل أكلم فلنا‪ J‬اليوم إن شاء ال ] هذا اتصال حقيقي [ ‪.‬‬
‫حكما‪ : J‬لو قال وال ل ألبس هذا الثوب ‪ -‬فأخذه عطاس وجلس ربع ساعة وهو يعاطس ‪ -‬فلما هدأ قال‪ :‬إن‬
‫شاء ال ] هذا اتصال حكما‪ J‬لنه منعه مانع من اتصال الكلم [ ‪.‬‬
‫‪ ‬إذا كرر اليمين فلها أحوال ‪:‬‬
‫الحالة الولى ‪ :‬إذا كرر اليمين على شيء واحد ‪.‬‬
‫كأن يقول ‪ :‬وال ل آكل هذا البز ‪ ،‬وال ل آكل هذا البز ‪.‬‬
‫فهذه تعتب يينا‪ J‬واحدة ول تب فيها إل كفارة واحدة وهذا قول أكثر العلماء ‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫الحالة الثانية ‪ :‬تكرار اليمين على أشياء مختلفة ‪.‬‬
‫كأن يقول ‪ :‬وال ل آكل اليوم ‪ ،‬وال ل أشرب اليوم ‪ ،‬وال ل أسافر اليوم ‪.‬‬
‫فهذه إن كفر عن الول ث حنث ف الثانية تلزمة كفارة ثانية ‪.‬‬
‫فإن ل يكفر عن الثانية ) هذا موضع خلف ( والراجح قول المهور بكل يي كفارة إن حنث فيها ‪.‬‬
‫الحالة الثالثة ‪ :‬أن يكون المحلوف عليه متعدد واليمين واحدة ‪.‬‬
‫كأن يقول ‪ :‬وال ل أكلت ‪ ،‬ول شربت ول لبست ‪ ،‬فحنث ف الميع ‪.‬‬
‫فهذه تلزمه كفارة واحدة ‪ ،‬لن اليمي واحدة والنث واح‪6‬د ‪.‬‬
‫م ‪ /‬ويرجع في الي‪A‬مان إلى نية الحالف ‪.‬‬
‫‪-------------‬‬
‫أراد الصنف – رحه ال – هنا أن يبي ما ي‪‹ D‬نزل عليه ال ‪F‬قسم ‪ ،‬فيجع ف تديد الراد منه إل نية الالف ‪ ،‬لكن‬
‫بشرط أن يتملها اللفظ ‪.‬‬
‫والدليل قوله تعال ) ول‪E F‬كن ي‪6‬ؤ ‪E‬‬
‫اخ ‪D‬ذ ‪D‬ك )م ‪E‬ب‪F‬ا ‪F‬ع ‪G‬ق )د ‪D‬ت‪) D‬ال)‪F‬ي‪F‬ا ‪F‬ن ( ‪.‬‬‫) ‪FD‬‬
‫وقال ‪ ) ‬إنا العمال بالنيات ( متفق عليه ‪.‬‬
‫لكن بشرط أن يتملها اللفظ‪ ،‬بأن يكون هذا اللفظ يكن أن يراد به ما نواه الالف‪ ،‬فإن ل يكن ل يقبل‪.‬‬
‫مثال ما يتمله اللفظ ‪:‬‬
‫وال ل أنام الليلة إل على فراش ‹لي ‪ ،‬فخرج وذهب ونام ف الصحراء على الرمل‪ ، 6‬فلما قيل له ‪ :‬ك ‹فر ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫‪E‬‬
‫ض‬‫ل أكفر ‪ ،‬لن نويت بالفراش الرض ‪ ،‬فهنا يصح ‪ ،‬لن اللفظ يتمله ‪ ،‬قال تعال )ال‪G‬ذي ‪F‬ج ‪F‬ع ‪F‬ل ل‪D F‬ك ‪D‬م )ال )‪F‬ر ‪F‬‬
‫ف‪FE‬راشا‪ ( J‬والرمل لي ‪ ،‬فل شيء عليه ‪.‬‬
‫لبيت اليلة على وتد ‪ ،‬فذهب إل جبل وبات عليه ‪ ،‬فقلنا له ‪ :‬ك ‹فر ‪ ،‬فقال ‪ :‬لقد بت‬ ‫مثال آخر ‪ :‬قال ‪ :‬وال ‹‬
‫على الوتد ‪ ،‬وقد أردت بالوتد البل ‪ ،‬فهنا ل شيء عليه لن اللفظ يتمله ‪.‬‬
‫ومثله ‪ :‬لو نوى بالسقف السماء ونو ذلك ‪ ،‬قدمت نيته على عموم لفظه ‪ .‬لو حلف أل ينام إل تت‬
‫سقف ‪ ،‬ث خرج إل الب ووضع فراشه ونام ‪ ،‬وليس فوقه إل السماء ‪ ،‬فقيل له ‪ :‬عليك أن تكفر ‪ ،‬لنك ل تنم‬
‫تت سقف ‪ ،‬فقال ‪ :‬أردت السماء ‪ ،‬فهذا يصح لقوله تعال ) ‪F‬و ‪F‬ج ‪F‬ع )لن‪F‬ا ال ‪G‬س ‪F‬ماء‪F F‬س )قفا‪)F J‬م ‪D‬فوظا‪. ( J‬‬
‫‪ ‬أما إذا كان اللفظ ل يتمله فل يقبل ‪:‬‬
‫مثال ‪ :‬قال‪ :‬وال ل أشتي اليوم خبزا‪ ،J‬فذهب واشتى خبزا‪ ،J‬فقيل له‪ :‬كفر عن يينك‪ ،‬فقال ‪ :‬ل‪ ،‬لن أردت‬
‫بقول‪ :‬وال ل أشتي اليوم خبزا‪ ،J‬يعن وال ل أكلم فلنا‪ ،J‬فهذا ل يصح‪ ،‬لن اللفظ ل يتمله‪.‬‬
‫م ‪ /‬ثم إلى السبب الذي هي‪R‬ج اليمين ‪.‬‬
‫‪-------------‬‬
‫فإن عدمت النية يرجع إل سبب اليمي وما هي‹جها ‪ ،‬فتحمل اليمي عليه ‪.‬‬
‫مثال ‪ :‬قيل لرجل ‪ :‬إن ابنك يصاحب الشرار ‪ ،‬فقال ‪ :‬وال ل أكلمه ما حييت ‪ ،‬فجاءه شخص وقال ‪ :‬إن‬
‫ابنك يصاحب الخيار وليس الشرار ‪ ،‬فكلمه أبوه ‪ ،‬فليس على الوالد كفارة ‪ ،‬لنه عندما حلف ‪ ،‬كان سبب‬
‫اليمي ‪ ،‬من أجل أن ابنه يصاحب الشرار ‪ ،‬فلما ظهر أنه يصاحب الخيار علم أنه ل يكن قصده اللف‬

‫‪27‬‬
‫الطلق ‪ ،‬وإنا اللف القيد ول يتحقق هذا الشرط ‪ ،‬فكأنه قال ‪ :‬إن كان ابن مصاحبا‪ J‬للشرار فل أكلمه ‪ ،‬وهو‬
‫وإن ل يقل هذا الشرط بلفظه فهو مضمر له ف نفسه ‪.‬‬
‫مثال آخر ‪ :‬قال وال ل أكلم زيدا‪ J‬لشربه المر ‪ ،‬فكلمه وقد تركه ‪ ،‬ل ينث ‪ ،‬لدللة الال على أن الراد ما‬
‫دام على ذلك ‪ ،‬وقد انقطع ذلك ‪.‬‬
‫م ‪ /‬ثم إلى التعيين ‪.‬‬
‫‪-------------‬‬
‫أي إذا عدم السبب فإننا نرجع إل التعيي‪ ،‬فإذا قصد عي الشيء اللوف عليه ]قصد ذاته[ فإننا نرجع إل ذلك‬
‫‪.‬‬
‫فإذا حلف أل يأكل من لم هذه السخلة‪ 6‬ث إن السخلة أصبحت شاة فل يأكل من لمها ‪ ،‬لنا نفس العي‬
‫الت حلف عليها ‪.‬‬
‫عي‬
‫وكذلك لو قال ‪ :‬وال ل ألبس هذا الثوب ‪ ،‬ث إن هذا الثوب شقق وأصبح سراويل ‪ ،‬فإنه ل يلبسه ‪ ،‬لنه ‹‬
‫الثوب ‪.‬‬
‫‪ ‬إل إذا نوى أنه ما دام على تلك الصفة فهو نيته كما سبق ‪ :‬أن النية هي الرجع الول ‪ ،‬فلو قال ‪ ،‬أنا قلت‬
‫‪ :‬وال ل ألبس هذا القميص ‪ ،‬ول أقصد عي القميص لكن قصدي صفته ‪ ،‬أي ‪ :‬ل ألبسه ما دام‬
‫قميصا‪ ، J‬فشققه وجعله سراويل ‪ ،‬فل ينث ‪.‬‬
‫م ‪ /‬إل في الدعاوى ففي الحديث ) اليمين على نية المستحلف ( رواه مسلم ‪.‬‬
‫‪-------------‬‬
‫ذكر الصنف – رحه ال – حديث أب هريرة ) اليمي على نية الستحلف ( ليستدل به على أن اليمي الطلوبة‬
‫من الالف ف الدعاوى يب أن تكون على نية الل‹ف ‪ ،‬ول ينفع فيها نية الالف إذا نوى با غي ما أظهر ‪،‬‬
‫وهذا بإجاع العلماء ‪.‬‬
‫يعن ‪ :‬أنك إذا حلفت لشخص وأظهرت خلف الواقع من باب التورية ‪ ،‬فاليمي على حسب نية الستحلف ‪.‬‬
‫مثال ‪ :‬إذا ادعى عليك‪ 6‬شخص مائة ر ‪ ،‬وأنت تعلم أنه صادق ‪ ،‬فقلت ‪ :‬وال ما عندي لك مائة ‪ ،‬تريد أن )‬
‫ما ( بعن ) الذي ( ‪ ،‬يعن ‪ :‬الذي عندي لك مائة ‪ ،‬هو سيفهم النفي وأنت الن تثبت أن له عندك مائة ‪،‬‬
‫لكن نيتك غي معتبة ‪ ،‬بل النية على حسب ما يصدقك به صاحبك ‪ ،‬ول يبأ النسان عند ال ول ينفعه هذا‬
‫التأويل ‪ ،‬أما عند القاضي فإنه يبأ ظاهرا‪ J‬لن القاضي يقضي بنحو ما يسمع ‪.‬‬
‫باب النذر‬
‫تعريفه ‪ :‬لغة ‪ :‬الي‪6‬اب ‪.‬‬
‫واصطلحا‪ : J‬إلزام الكلف نفسه شيئا‪ J‬يلكه غي مال ‪.‬‬
‫قوله ) شيئا‪ J‬يلكه ( فإن نذر شيئا‪ J‬ل يلكه ل يلزمه الوفاء به لديث عمران بن حصي أن النب ‪ ‬قال ) ل وفاء‬
‫بنذر ف معصية ال ‪ ،‬ول فيما ل يلك‪ 6‬العبد ( ‪.‬‬
‫م ‪ /‬وعقد النذر مكروه وقد نهى النبي ‪ ‬عن النذر وقال ) إنه ل يأتي بخير ‪ ،‬وإنما يستخرج به من‬
‫البخيل (‬

‫‪28‬‬
‫‪-------------‬‬
‫ذكر الصنف – رحه ال – أن النذر مكروه ‪ ،‬وهذه السألة اختلف فيها العلماء على أقوال ‪:‬‬
‫القول الول ‪ :‬أنه حرام ‪.‬‬
‫وهذا اختيار شيخ السلم ابن تيمية رحه ال ‪.‬‬
‫لديث ابن عمر ‪ ) .‬عن النب ‪ ‬أنه نى عن النذر ( متفق عليه ‪.‬‬
‫وعن أب هريرة ‪ .‬قال ‪ :‬قال رسول ال ‪ ) ‬ل تنذروا ‪ ،‬فإن النذر ل يغن من القدر شيئا‪ ، J‬وإنا يستخرج به من‬
‫البخيل ( متفق عليه ‪.‬‬
‫والن‪6‬ذر منه‪6‬ي عنه ‪.‬‬
‫القول الثاني ‪ :‬أنه مكروه ‪.‬‬
‫وهذا قول أكثر العلماء ‪.‬‬
‫للحاديث السابقة ف النهي عنه ‪ ،‬قالوا ‪ :‬والصارف عن التحري أن ال أثن على الوفي فقال ) يوفون بالنذر‬
‫(‪.‬‬
‫القول الثالث ‪ :‬أنه مستحب ‪ ،‬والذي ورد النهي عنه هو نذر الازاة ‪.‬‬
‫ونذر الازاة هو ‪ :‬أن يعلق فعل الطاعة على وجود النعمة أو دفع النقمة كما لو قال ‪ :‬إن شفى ال‬
‫علي‬
‫علي أن أصوم شهرا‪ ، J‬قالوا ‪ :‬هذا هو النهي عنه ‪ ،‬أما ماعدا ذلك كما لو قال ‪ :‬ل ‹‬
‫مريضي فلله ‹‬
‫أن أصوم شهرا‪ ، J‬فهذا مستحب ‪.‬‬
‫واختار هذا القول النووي ‪.‬‬
‫والرجح أنه مكروه مطلقا‪. J‬‬
‫‪ ‬ل ينعق‪6‬د ول يصح إل بالقول ‪.‬‬
‫قال النووي ) الصحيح بالتفاق أنه ل يصح إل بالقول ‪ ،‬ول تنف‪6‬ع الني‪6‬ة وحدها ‪ ،‬وليس له صفة معينة ‪ ،‬بل كل‬
‫ما دل على النذر فهو نذر مثل ‪ :‬ل علي عهد … ‪ ،‬ول على نذر ‪. ( . ..‬‬
‫فلو نذر بقلبه فهذا ل عبة به ‪ ،‬فلو نوى إن شفى ال مريضه أن يصوم شهرا‪ ، J‬فل يلزمه شيء ما دام أنه ل‬
‫يتلفظ به ‪.‬‬
‫‪ ‬ل يصح إل من بالغ عاقل ‪.‬‬
‫لقوله ‪ ) ‬رفع القلم عن ثلثة ‪ ..‬وذكر ‪ :‬الصب حت يبلغ والنون حت يفيق ( ‪.‬‬
‫‪ ‬يصح النذر من الكافر ‪.‬‬
‫لديث عمر قال ‪ ) :‬قلت يا رسول ال إن نذرت ف الاهلية أن أعتكف ليلة ف السجد الرام ‪ ،‬قال ‪ :‬فأوف‬
‫بنذرك( متفق عليه ‪.‬‬
‫فإن وف به حال كفره برئت ذمته ‪ ،‬وإن ل يف به لزمه أن يوف به بعد إسلمه ‪.‬‬
‫م ‪ /‬فإذا عقد على بر ‪ ،‬وجب عليه الوفاء لقوله ‪ ) ‬من نذر أن يطيع ال فليطعه ( ‪.‬‬
‫‪-------------‬‬

‫‪29‬‬
‫ذكر الصنف – رحه ال – النوع الول من أنواع النذر ‪ ،‬وهو نذر الطاعة ‪ ،‬وحكمه يب الوفاء به ‪ ،‬سواء كان‬
‫مطلقا‪ J‬أو معلقا‪. J‬‬
‫للحديث الذي ذكره الصنف – رحه ال – ف قوله ‪ ) ‬من نذر أن يطيع ال فليطعه‪ ( 6‬رواه البخاري ‪.‬‬
‫علي أن أصلي ركعتي ‪.‬‬
‫مثال الطلق ‪ :‬ل ‹‬
‫مثال العلق ‪ :‬إن شفى ال مريضي فلله علي نذر أن أصوم شهر ‪.‬‬
‫م ‪ /‬وإن كان النذر مباحا‪ ، S‬أو جاريا‪ S‬مجرى اليمين – كنذر اللجاج والغضب – أو كان نذر معصية ‪ :‬لم‬
‫يجب الوفاء به ‪ ،‬وفيه كفارة يمين إذا لم يوف به ‪ ،‬ويحرم الوفاء به في المعصية ‪.‬‬
‫‪-------------‬‬
‫ذكر الصنف – رحه ال – بقية أنواع النذر ‪:‬‬
‫النوع الثاني ‪ :‬النذر الباح ‪.‬‬
‫كأن يقول الرجل ‪ :‬ل علي نذر أن ألبس هذا الثوب ‪.‬‬
‫فهنا يي بي فعله وبي كفارة اليمي ‪.‬‬
‫فنقول هو باليار ‪ :‬إن شئت البس الثوب وإن شئت كفر ‪.‬‬
‫النوع الثالث ‪ :‬نذر اللجاج والغضب ‪ ].‬اللجاج ‪ :‬الصومة [ ‪.‬‬
‫أي النذر الذي سببه الصومة أو النازع‪6‬ة ‪ ،‬وهو تعليق نذره بشرط يقصد النع منه أو المل عليه أو التصديق أو‬
‫التكذيب ‪.‬‬
‫فهذا يي بي فعله أو كفارة يي ‪.‬‬
‫]أن يقصد النع منه[ كأن يقول ‪ :‬ل علي نذر أن أصوم سنة إن فعلت كذا ‪.‬‬
‫]أن يقصد المل عليه[ كأن يقول ‪ :‬إن ل أصل ف الماع‪6‬ة ف السجد فلله علي صوم سنة ‪.‬‬
‫]أو تصديق خبه[ كرجل قيل له ‪ -‬لا أخب بب ‪ -‬أنت كاذب ‪ ،‬فقال ‪ :‬إن كنت كاذبا‪ J‬فلله علي صوم سنة ‪.‬‬
‫]أو تكذيبه[ كأن يقول السامع ‪ :‬إن كنت صادقا‪ J‬فلله علي أن أصوم سنة ‪.‬‬
‫فإذا كان الراد منه النع أو المل على الفعل أو التصديق أو التكذيب فقد جرى مرى اليمي فيخي بي فعله‬
‫وبي كفارة اليمي ‪.‬‬
‫فعلي صيام سنة ‪ ،‬فنقول ‪ :‬إن شئت أن تزوره وعليك كفارة يي وإن شئت أل‬ ‫فإذا قال مثل‪ : J‬إن زرت فلنا‪‹ J‬‬
‫تزوره ‪.‬‬
‫فعلي صيام شهر ‪ ،‬ول يسافر ‪ ،‬فحكمه هنا حكم اليمي ‪،‬‬ ‫مثال آخر ‪ :‬لو قال ‪ :‬إن ل أسافر اليوم إل مكة ‹‬
‫فهو مي ‪ ،‬إن سافر فل شيء عليه ‪ ،‬وإن ل يسافر فعليه كفارة يي ‪.‬‬
‫ودليل ذلك ‪ :‬ما روي عن النب ‪ ‬أنه قال ) من نذر ف غضب فعليه كفارة يي ( رواه أبوداود ‪.‬‬
‫لكن الديث إسناده ضعيف لكنه ثابت عن عمر ‪ ،‬وعن عائشة كما ف موطأ مالك ‪.‬‬
‫النوع الرابع ‪ :‬نذر العصية ‪.‬‬
‫وهذا ل يوز الوف‪6‬اء به ‪.‬‬
‫للحديث الذي ذكره الصنف – رحه ال ‪ ) -‬ومن نذر أن يعصي ال فل يعصه ( ‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫مثال ‪ :‬رجل قال ‪ :‬لئن حدث كذا وكذا فلله علي نذر أن أشرب المر ‪ ،‬فهذا ل يوز أن يشرب المر ‪.‬‬
‫لكن هل عليه كفارة يي ؟ قولن للعلماء‪: 6‬‬
‫القول الول ‪ :‬أنه عليه الكفارة ‪.‬‬
‫وهذا قول الذهب ‪.‬‬
‫لديث عائشة ‪ .‬قالت ‪ :‬قال ‪ ) ‬ل نذر ف معصية ال وكفارت‪6‬ه كفارة يي ( رواه أبوداود ‪ ،‬واحتج به أحد‬
‫وكذا إسحاق وصححه الطحاوي ‪.‬‬
‫القول الثاني ‪ :‬أنه ل كفارة عليه ‪.‬‬
‫وهذا قول جاهي العلماء ‪.‬‬
‫لديث عائشة – السابق – ) ‪ ..‬ومن نذر أن يعصي ال فل يعصه ( ‪ ،‬قالوا ‪ :‬لو كانت الكفارة واجبة لذكرها‬
‫النب ‪ ، ‬فدل ذلك على عدم وجوبا ‪.‬‬
‫والراجح القول الول ‪.‬‬
‫‪ ‬إن نذر صيام أيام ل يلزمه التتابع إل بشرط أو نية ‪.‬‬
‫فإذا قال ‪ :‬ل علي نذر أن أ صوم ثلثة أيام ‪ ،‬ل يلزمه التتابع ‪ ،‬فيجوز أن يصومها متتابع‪6‬ة أو متفرقة ‪.‬‬
‫‪ ‬إل أن يشتط أو ينوي ‪.‬‬
‫يشترط ‪ :‬كأن يقول ل علي أن أصوم ثلثة أيام متتابعة فهنا يلزمه التتابع ‪.‬‬
‫ينوي ‪ :‬كأن يقول ل علي أن أصوم ثلثة أيام ‪ ،‬وينوي أنا متتابعة فيلزمه التتابع ‪.‬‬
‫‪ ‬من نذر صوم شهر معينا‪ J‬لزمه التتابع ‪ .‬كأن يقول ‪ :‬ل علي نذر أن أصوم شهرا‪ ، J‬فيلزمه التتابع ‪ ،‬وذلك‬
‫لن هذا هو مقتضى إطلق اللف‪6‬ظ ‪.‬‬
‫وذهب بعض العلماء إل أنه ل يلزمه التتابع إل بنية أو شرط ‪.‬‬
‫ي ( فلو كان إطلق الشهر يقتضي‬ ‫وهذا القول هو الصحيح لقوله تعال ف الكفارة ) ف ‪E‬‬
‫صي‪D F‬ام ‪F‬ش )هري) ‪E‬ن ‪D‬مت‪F‬ت‪F‬اب‪F E‬ع ) ‪E‬‬
‫‪F‬‬
‫التتابع لا احتيج أن يقيده ال تعال بالتتابع ‪.‬‬
‫إذا نذر شخص الصلة ف أحد الساجد الثلثة لزمه الوفاء بنذره ‪.‬‬
‫لديث أب هريرة ‪ .‬قال ‪ :‬قال رسول ال ‪ ) ‬ل تشد الرحال إل إل ثلثة مساجد ‪ :‬السجد الرام ‪ ،‬والسجد‬
‫القصى ‪ ،‬ومسجدي هذا ( متفق عليه ‪.‬‬
‫‪ ‬لو نذر الصلة ف السجد القصى جاز أن يصليها ف السجد الرام أو السجد النبوي ‪.‬‬
‫‪ ‬لو نذر الصلة ف السجد النبوي جاز أن يصليها ف السجد الرام ول يز أن يصليها ف السجد‬
‫القصى ‪.‬‬
‫‪ ‬لو نذر أن يصلي ف السجد الرام فإنه ل يوز له أداؤها إل فيه لعدم جواز النتقال من الفضل إل‬
‫الفض‪6‬ول ‪.‬‬
‫ويدل لذلك ‪:‬‬

‫‪31‬‬
‫ما جاء ف حديث جابر ) أن رجل‪ J‬قام يوم الفتح فقال يا رسول ال ! إن نذرت ل إن فتح عليك مكة أن‬
‫أ صلي ف بيت القدس ركعتي ‪ ،‬قال ‪ :‬صل ههنا ‪ ،‬ث أعاد عليه ‪ ،‬فقال ‪ :‬صل ههنا ‪ ،‬ث أعاد عليه ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫شأنك إذا‪ ( J‬رواه أبوداود ‪.‬‬
‫‪ ‬مسألة نقل النذر ‪ ،‬هذه المسألة لها ثلث حالت ‪:‬‬
‫الحالة الولى ‪ :‬أن ينقله من الفضول إل الفاضل ‪ :‬فهذا ل بأس به ‪.‬‬
‫مثال ‪ :‬لو نذر أن يصوم يوم الثلثاء ‪ ،‬ث صام يوم الثني ‪ ،‬فهنا ل ينث ‪ ،‬لنه نقل نذره من مفضول‪ 6‬إل‬
‫فاضل ‪ ،‬فهو أتى بالفضول وزيادة ‪.‬‬
‫الحالة الثانية ‪ :‬أن ينقله من مسا ‪T‬و إل مساو ‪ :‬فهذا تلزمه كفارة يي ‪.‬‬
‫مثال ‪ :‬لو نذر أن يصوم يوم الربعاء فصام يوم الثلثاء ‪.‬‬
‫الحالة الثالثة ‪ :‬أن ينقل من فاضل إل مفضول ‪.‬‬
‫مثال ‪ :‬لو نذر صيام يوم الثني ‪ ،‬ث صام يوم الثلثاء ‪ ،‬فليس له ذلك ‪ ،‬وعليه أن يصوم يوم الثني ‪ ،‬لن‬
‫النذر ل يقع موقعه ‪.‬‬
‫كتاب الجنايات‬
‫تعريفها ‪:‬‬
‫لغة ‪ :‬جع جناية وهي التعدي على مال أو عرض أو بدن كما قال ‪ ) ‬إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام‬
‫عليكم ‪. ( ...‬‬
‫واصطلحا‪ : S‬هي التعدي على البدن خاصة با يوجب القود أو الدية ‪.‬‬
‫فالسرقة ) اصطلحا‪ ( J‬ل تسمى جناية ‪ ،‬والتعدي على العرض ل تسمى جناية على هذا الصطلح ‪.‬‬
‫م ‪ /‬القتل بغير حق ينقسم إلى ثلثة أقسام ‪.‬‬
‫‪-------------‬‬
‫ذكر الصنف – رحه ال – أن القتل ينقسم إل ثلثة أقسام ‪ ،‬وهذا الذي ذهب إليه الصنف – رحه ال – هو‬
‫الصحيح من أقوال أهل العلم ‪ ،‬أن القتل ينقسم إل ثلثة أقسام‪: 6‬‬
‫قتل عمد ‪ ،‬وقتل شبه عمد ‪ ،‬وقتل خطأ ‪.‬‬
‫وعلى هذا التقسيم أكثر العلماء ‪.‬‬
‫ويدل لذا التقسيم قوله ‪ ) ‬أل إن دية الطأ وشبه العمد ما كان بالعصا والسوط ‪ ،‬مائة من البل ‪ ،‬منها‬
‫أربعون ف بطون أولدها ( رواه أبوداود ‪.‬‬
‫ويدل عليه حديث أب هريرة قال ) اقتتلت امرأتان من هذي)ل ‪ ،‬فرمت إحداها الخرى بجر فقتلتها وما ف‬
‫بطنها ‪ ،‬فاختصموا إل رسول ال ‪ ، ‬فقضى أن دية جنينها غرة عبد أو ‪F‬أمة ‪ ،‬وقضى بدية الرأة على عاقلتها (‬
‫متفق عليه ‪.‬‬
‫فالديث يدل على أن القتل ف هذه الال كان شبه عمد ‪ ،‬ول يكن عمدا‪ ، J‬لنه ل ذكر للقصاص فيه ‪ ،‬ول‬
‫يكن خطأ ‪ ،‬لن الضرب‪ 6‬على ذلك الوجه ل يكون خطأ ‪.‬‬
‫وذهب المام مالك إل أن القتل ينقسم إل قسمي ‪ :‬خطأ وعمد ‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫‪E‬‬
‫واستدلوا‪ :‬بأنه ل يذكر ف القرآن إل العمد والطأ ‪ .‬فالعمد ف قوله تعال ) ‪F‬و‪F‬م )ن ي‪) 6F‬قت‪) D‬ل ‪D‬م )ؤمنا‪D J‬مت‪F 6F‬ع ‪O‬مدا‪ J‬ف‪F F‬ج‪F‬ز ‪D‬اؤه‪D‬‬
‫‪F‬ع ‪G‬د ل‪F‬ه‪F D‬ع ‪F‬ذابا‪F J‬ع ‪E‬ظيما‪ (J‬والخطأ ف قوله تعال ) ‪F‬و‪F‬ما ‪F‬كا ‪F‬ن ل‪D E‬م )ؤ‪E‬م ‪T‬ن أ‪) F‬ن‬ ‫‪E‬‬
‫ب الل‪G‬ه‪F D‬عل‪)F‬يه ‪F‬ول‪F F‬عن‪F‬ه‪F D‬وأ ‪F‬‬
‫‪E‬‬ ‫ج هن ‪E E‬‬
‫‪G‬م ‪F‬خالدا‪ J‬ف ‪F‬يها ‪F‬و ‪F‬غض ‪6F‬‬ ‫‪D FF‬‬
‫ص ‪G‬دق‪D‬وا( ‪.‬‬ ‫‪E‬‬ ‫‪E‬‬ ‫‪E‬‬ ‫‪E‬‬ ‫‪E‬‬ ‫‪T‬‬ ‫‪E‬‬ ‫‪T‬‬ ‫‪E‬‬ ‫‪E‬‬ ‫‪E‬‬
‫ي‪) 6F‬قت‪F D‬ل ‪D‬م )ؤمنا‪ J‬إ‪G‬ل ‪F‬خط‪F‬أ‪F J‬و‪F‬م )ن ق‪6F‬ت‪F F‬ل ‪D‬م )ؤمنا‪F J‬خط‪F‬أ‪ J‬ف‪6F‬ت‪) F‬ح ‪E‬ر ‪D‬ير ‪F‬رق‪6F‬ب‪F‬ة ‪D‬م )ؤمن‪F‬ة ‪F‬ودي‪F‬ة• ‪D‬م ‪F‬سل‪F G‬مة• إ ‪F‬ل أ )‪F‬هله إ‪G‬ل أ‪) F‬ن ي‪G F‬‬
‫م ‪ /‬أحدها ‪ :‬العمد العدوان ‪ :‬وهو ‪ :‬أن يقصد بجناية تقتل غالبا‪. S‬‬
‫‪-------------‬‬
‫ذكر الصنف – رحه ال – تعريف القتل العمد وهو ‪ :‬أن يقصد بناية تقتل غالبا‪. J‬‬
‫وعرفه بعضهم بقوله ‪ :‬أن يقصد من يعلمه آدميا‪ J‬معصوما‪ J‬فيقتله با يغلب على الظن موته به ‪.‬‬
‫قوله ) أن يقصد ( أي ل بد أن يكون للقاتل قصدا‪ ، J‬وأما الصغي والنون فعمدها خطأ ‪ ،‬لنا ليس لما قصد‬
‫صحيح ‪.‬‬
‫قوله ) من يعلمه آدميا‪ ( J‬فل يظنه صيدا‪ J‬ول هدفا‪ J‬ول غي ذلك ‪.‬‬
‫قوله ) معصوما‪ ( J‬أي معصوم‪ 6‬الدم فليس من الاربي للسلم ‪.‬‬
‫) والدمي العصوم أربعة أصناف ‪ :‬السلم والذمي والستأمن والعاهد ( ‪.‬‬
‫قوله ) فيقتله با يغلب على الظن موت‪D‬ت‪ D‬ه به ( ل بد أن تكون الناية با يغلب على الظن أنا تقتل ‪ ،‬مثل أن‬
‫يضربه بسيف أو يرميه بسهم ونو ذلك ما يغلب على الظن أنه يقتله به ‪.‬‬
‫‪ ‬لو ادعى القاتل أنه ل يقصد القتل ؟ الواب ‪ :‬ل يقبل قوله إل ببينة ‪.‬‬
‫‪ ‬من صور القتـل العمد ‪:‬‬
‫أن يضربه بحدد ‪ :‬وهو ما يقطع ويدخل ف البدن كالسيف والسكي ‪.‬‬
‫أن يضربه بجر كبي ونوه ‪ :‬أي بثقل ‪ ،‬ل بجر صغي ‪ ،‬لن الجر الصغي ل يقتل غالبا‪. J‬‬
‫أن يلقيه من شاهق أو ف نار أو يلقي عليه حائط ‪.‬‬
‫أن ينقه ببل ‪.‬‬
‫أو يقتله بسحر يقتل غالبا‪ ، J‬قال ف الغن ) فيلزمه القود لنه قتله با يقتل غالبا‪ J‬فأشبه ما لو قتله بسكي ( ‪.‬‬
‫أن يقتله بسم ‪ :‬بأن يطعمه السم ‪.‬‬
‫‪ ‬وعمد الصب والن‪6‬ون خ‪6‬طأ ‪.‬‬
‫وه‪6‬ذا باتفاق أهل العلم ‪ ،‬فإذا قتل الصب متعمدا‪ J‬وكذلك النون فهو ف حكم الطأ ‪.‬‬
‫لنما ل قص‪6‬د لما ‪.‬‬
‫) ففيه الدية والكفارة ‪ ،‬فالدية تكون ف مال العاقلة ‪ ،‬والكفارة تكون ف مالما ( ‪.‬‬
‫‪ ‬وقتل العمد ذنب عظيم وجرم كبي ‪.‬‬
‫‪F‬ع ‪G‬د ل‪F‬ه‪F D‬ع ‪F‬ذابا‪F J‬ع ‪E‬ظيما‪( J‬‬ ‫‪E‬‬ ‫‪E‬‬ ‫قال تعال )ومن ي‪) 6‬قتل مؤ‪E‬منا‪ J‬مت‪6‬ع ‪O‬مدا‪ J‬ف‪F‬جزاؤه جهن ‪E E‬‬
‫ب الل‪G‬ه‪F D‬عل‪)F‬يه ‪F‬ول‪F F‬عن‪F‬ه‪F D‬وأ ‪F‬‬ ‫‪G‬م ‪F‬خالدا‪ J‬ف ‪F‬يها ‪F‬و ‪F‬غض ‪F‬‬ ‫‪D F F DD FF‬‬ ‫‪F FD ) D ) D F ) F F‬‬
‫ال‪O F‬ق ( ‪.‬‬ ‫س ال‪EG‬ت ‪F‬ح‪G‬ر‪F‬م الل‪G‬ه‪ D‬إ‪GE‬ل ب‪) E‬‬‫وقال تعال ) ‪F‬ول ت‪) 6F‬قت‪6D‬ل‪D‬وا الن‪) 6G‬ف ‪F‬‬
‫س ال‪EG‬ت ‪F‬ح‪G‬ر‪F‬م الل‪G‬ه‪ D‬إ‪GE‬ل ب‪) E‬‬ ‫‪E‬‬ ‫‪EG‬‬
‫ال‪O F‬ق ‪. ( ...‬‬ ‫ين ل ي‪) F‬دع‪D‬و ‪F‬ن ‪F‬م ‪F‬ع الل‪G‬ه إ‪F E‬لا‪F J‬‬
‫آخ‪F‬ر ‪F‬ول ي‪) 6F‬قت‪6D‬ل‪D‬و ‪F‬ن الن‪) 6G‬ف ‪F‬‬ ‫وقال تعال ) ‪F‬والذ ‪F‬‬
‫س أ )‪F‬و ف‪F F‬س ‪T‬اد ‪E‬ف )ال )‪F‬ر ‪E‬‬
‫ض ف‪F F‬كأ‪GF‬ن‪F‬ا ق‪6F‬ت‪F F‬ل‬ ‫ك ‪F‬كت‪)F‬ب‪6‬ن‪F‬ا ‪F‬عل‪F‬ى ب‪EF‬ن إ‪) E‬سرائيل أ‪F‬ن‪G‬ه‪F D‬م )ن ق‪6F‬ت‪F‬ل ن‪) 6F‬فسا‪ J‬ب‪E‬غ‪E) F‬ي ن‪) 6F‬ف ‪T‬‬ ‫‪E‬‬ ‫‪E‬‬
‫‪F‬‬ ‫‪F‬‬ ‫‪F‬ج ‪E‬ل ‪F‬ذل ‪F‬‬ ‫وقال تعال )م )ن أ )‬
‫الن‪G‬اس ‪EF‬‬
‫جيعا‪. ( J‬‬ ‫‪F‬‬

‫‪33‬‬
‫وعن ابن مسعود ‪ .‬قال ‪ :‬قال ‪ ) ‬أول ما يقضى بي الناس يوم القيامة ف الدماء ( متفق عليه ‪.‬‬
‫وقال ‪ ) ‬لقتل الؤمن أعظم عند ال من زوال الدنيا ( رواه التمذي ‪.‬‬
‫وقال ‪ ) ‬ل ترجعوا بعدي كفارا‪ J‬يضرب بعضكم رقاب بعض ( متفق عليه ‪.‬‬
‫وعن ابن مسعود ‪ .‬قال )سئل رسول ال ‪ ‬أي الذنب أعظم عند ال ؟ قال ‪ :‬أن تعل ل ندا‪ J‬وهو خلقك؟‪ 6‬قال‬
‫‪ :‬ث أي ؟ قال ‪ :‬أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك ‪ (...‬متفق عليه ‪.‬‬
‫وقال ‪ ) ‬ل يزال الؤمن ف فسحة من دينه ما ل يصب دما‪ J‬حراما‪ ( J‬رواه البخاري ‪.‬‬
‫وقال ‪ ) ‬أكب الكبائر ‪ :‬الشراك بال ‪ ،‬وقتل النفس ‪ ( .... ،‬رواه البخاري ‪.‬‬
‫جيعا‪. ( J‬‬ ‫‪F F‬‬ ‫س أ )‪F‬و ف‪F F‬س ‪T‬اد ‪E‬ف )ال )‪F‬ر ‪E‬‬
‫ض ف‪F F‬كأ‪GF‬ن‪F‬ا ق‪6F‬ت‪F‬ل الن‪G‬اس ‪EF‬‬ ‫‪ ‬معن‪ 6‬قوله تعال )أ‪F‬ن‪G‬ه‪F D‬م )ن ق‪6F‬ت‪F‬ل ن‪) 6F‬فسا‪ J‬ب‪E‬غ‪E) F‬ي ن‪) 6F‬ف ‪T‬‬
‫‪F‬‬
‫قيل ‪ :‬العن من قتل نبيا‪ J‬أو إمام عادل فكأنا قتل الناس جيعا‪ ، J‬ومن أحياه بأن شد عضده ونصره فكأنا أحيا‬
‫الناس جيعا‪. J‬‬
‫وقيل ‪ :‬من قتل نفسا‪ J‬واحدة وانتهك حرمتها فهو مثل من قتل الناس جيعا‪. J‬‬
‫وقيل ‪ :‬العن فكأنا قتل الناس جيعا‪ J‬عند القتول ‪ ،‬ومن أحياها واستنقذها من هلكة فكأنا أحيا الناس جيعا‪J‬‬
‫عند الستنقذ ‪ ،‬وقيل غي ذلك ‪.‬‬
‫قال ابن القيم ‪ :‬إن هذا تشبيه ول يلزم من التشبيه أن يكون الشبه مثل الشبه به ف كل شيء ‪ ،‬فإن من العلوم‬
‫قطعا‪ J‬أن إث من قتل مائة أعظم من إث من قتل نفسا‪ J‬واحدة ‪ ،‬فليس الراد التشبيه ف مقدار الث والعقوبة وإنما‬
‫كون كل منهما ‪:‬‬
‫‪ -1‬عاص ل ولرسوله ‪ ،‬مالف لمره متعرض لعقوبته ‪.‬‬
‫‪ -2‬أنما سواء ف استحقاق القصاص ‪.‬‬
‫‪ -3‬أنما سواء ف الرأة على سفك الدم الرام ‪.‬‬
‫‪ -4‬أن كل‪ J‬منهما يسمى فاسقا‪ J‬عاصيا‪ J‬بقتله نفسا‪ J‬واحدة ‪.‬‬
‫‪ ‬القاتل عمد مسلم‪ 6‬وليس بكافر ‪ ،‬لكنه مسلم‪ 6‬ناقص اليان ‪ ،‬وهذا مذهب أهل السنة والماعة ‪.‬‬
‫ك ل‪F E‬م )ن ي‪F F‬شاء‪. ( D‬‬ ‫‪E‬‬ ‫‪E‬‬ ‫‪E‬‬
‫لقوله تعال )إ‪G E‬ن الل‪G‬ه‪ F‬ل ي‪) 6F‬غف ‪D‬ر أ‪) F‬ن ي‪) D‬ش‪F‬ر‪F‬ك ب‪EE‬ه ‪F‬وي‪) 6F‬غف ‪D‬ر ‪F‬ما ‪D‬دو ‪F‬ن ‪F‬ذل ‪F‬‬
‫ال‪OD‬ر ‪F‬وال) ‪F‬ع)ب ‪D‬د ب‪E‬ال) ‪F‬ع)ب ‪E‬د ‪F‬و )ال‪D‬ن)‪6‬ث‪F‬ى ب‪) E‬ال‪D‬ن)‪6‬ث‪F‬ى ف‪F F‬م )ن‬
‫ال‪ºD‬ر ب‪) E‬‬
‫اص ‪E‬ف ال) ‪F‬ق)ت‪6‬ل‪F‬ى )‬
‫ص ‪D‬‬
‫‪E‬‬
‫ب ‪F‬عل‪)F‬ي ‪D‬ك ‪D‬م ال)ق ‪F‬‬
‫‪E‬‬
‫ين ‪F‬آمن‪D‬وا ‪D‬كت ‪F‬‬
‫‪EG‬‬
‫وقال تعال )ي‪F‬ا أ‪F‬ي‪F º6‬ها الذ ‪F‬‬
‫ان ( والشاهد قوله ) من أخيه ( فأثبت ال له وصف‬ ‫وف وأ‪F‬داء إ‪E‬ل‪F‬ي ‪E‬ه ب‪EE‬إحس ‪T‬‬ ‫‪E‬‬ ‫‪E‬‬ ‫‪EE E E‬‬
‫ع‪D‬ف ‪F‬ي ل‪F‬ه‪ D‬م )ن أ‪F‬خيه ‪F‬ش )يء• ف‪F‬ات‪O6‬ب‪F‬اع• بال) ‪F‬م )ع ‪D‬ر ‪F ) ) • F F‬‬
‫الخوة وهي الخوة اليانية مع أنه قاتل ‪.‬‬
‫‪F‬صل‪D E‬حوا ب‪)6F‬ي‪6‬ن‪D 6F‬ه ‪F‬ما ‪ ( ....‬فسمى ال الفئة العادلة والفئة الباغية‬ ‫ي اق)‪6‬ت‪F‬ت‪6F‬ل‪D‬وا ف‪F‬أ )‬
‫‪EE‬‬ ‫‪EE E‬‬
‫وقال تعال ) ‪F‬وإ‪) E‬ن ط‪F‬ائ ‪F‬فت‪F‬ان م ‪F‬ن ال) ‪D‬م )ؤمن ‪F‬‬
‫مؤمني ‪.‬‬
‫ب الل‪G‬ه‪F D‬عل‪)F‬ي ‪E‬ه‬ ‫‪E‬‬ ‫‪ ‬فإن قيل ما الواب عن قوله تعال )ومن ي‪) 6‬قتل مؤ‪E‬منا‪ J‬مت‪6‬ع ‪O‬مدا‪ J‬ف‪F‬جزاؤه جهن ‪E E‬‬
‫‪G‬م ‪F‬خالدا‪ J‬ف ‪F‬يها ‪F‬و ‪F‬غض ‪F‬‬ ‫‪D F F DD FF‬‬ ‫‪F FD ) D ) D F ) F F‬‬
‫‪F‬ع ‪G‬د ل‪F‬ه‪F D‬ع ‪F‬ذابا‪F J‬ع ‪E‬ظيما‪ ( J‬؟‬ ‫‪F‬ول‪F F‬عن‪F‬ه‪F D‬وأ ‪F‬‬
‫فالواب ‪:‬‬
‫قيل ‪ :‬الراد من استحل ذلك ‪ ،‬وهذا قول ضعيف ‪ ،‬لن الستحل كافر سواء قتل أم ل يقتل ‪.‬‬
‫وقيل ‪ :‬الراد باللود هنا الكث الطويل وليست القامة البدية ‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫وقيل ‪ :‬إن هذه النصوص خرجت مرج الزجر والتغليظ ول يراد حقيقة التخليد ‪.‬‬
‫وقيل ‪ :‬إن هذا جزاؤه وهو يستحق هذا الوعيد ‪ ،‬ولكن ال تكرم على عباده الوحدين ‹‬
‫ومن عليهم بعدم اللود‬
‫ف النار ‪.‬‬
‫وقيل ‪ :‬هذا وعيد ‪ ،‬وإخلف الوعيد ل يذم بل يدح ‪ ،‬وال تعال يوز عليه إخلف الوعيد ول يوز عليه‬
‫خلف الوعد ‪ ،‬والفرق بينهما ‪ ،‬أن الوعيد حقه فإخلفه عفو وهبة ‪ ،‬وذلك موجب كرمه ‪ ،‬والوعد حق عليه‬
‫أوجبه على نفسه ‪ ،‬وال ل يلف اليعاد ‪.‬‬
‫‪ ‬اختلف العلماء إذا ‪E‬أذ ‪F‬ن الن عليه للجان‪ 6‬بقتله ‪ ،‬فهل هذا من العمد ؟‬
‫القول الول ‪ :‬هذا قتل عمد ويب فيه القود ‪.‬‬
‫وهذا قول الالكية ‪.‬‬
‫قالوا ‪ :‬بأنه إ )ذ •ن ف غي مله ‪ ،‬فكأنه غي موجود ‪ ،‬لن النسان ل يلك نفسه فضل‪ J‬عن أن يأذن لغيه أن يقتله‬
‫‪.‬‬
‫القول الثاني ‪ :‬شبه عمد ‪.‬‬
‫وهذا قول الحناف ‪.‬‬
‫قالوا ‪ :‬إن قصد العتداء والقتل موجود ‪ ،‬ولكن وجود الذن شبهة تنع من إلاقه بالقتل العمد ‪.‬‬
‫القول الثالث ‪ :‬أن هذا القتل فيه الث ‪ ،‬ول قصاص فيه ول دية ‪.‬‬
‫وهذا قول الشافعية والنابلة ‪.‬‬
‫قالوا ‪ :‬لن القصاص والدية شرعا‪ J‬لق الن عليه وقد تنازل عن حقه ‪ .‬والراجح الول‬
‫م ‪ /‬فهذا يخي‪R‬ر الولي فيه بين القتل والدية ‪ ،‬لقوله ‪ ) ‬من ق&ت‪9‬ل له قتيل فهو بخير النظرين ‪ :‬إما أن يقتل‬
‫وإما أن يفدي ( متفق عليه ‪.‬‬
‫‪-------------‬‬
‫يب بالقتل العمد القود أو الدية ‪ .‬ييي الول بينهما ‪.‬‬
‫فيخي الول بي القصاص أو الدي‪6‬ة ‪ ،‬إن شاء اقتص وإن شاء أخذ الدية وإن شاء عفا إل غي شيء ‪.‬‬
‫لديث أب هريرة ‪ .‬قال ‪ :‬قال رسول ال ‪ ) ‬من قتل له قتيل فهو بي النظرين ‪ :‬إما أن ي‪F D‬‬
‫ود وإما أن يقاد (‬
‫متفق عليه ‪.‬‬
‫وف حديث آخر ) … فأهله بي خيين ‪ :‬إن أحبوا قتلوا ‪ ،‬وإن أحبوا أخذوا الدية ( رواه أبوداود ‪.‬‬
‫‪ ‬والعفو مانا‪ J‬أفض‪6‬ل ‪.‬‬
‫‪F‬ج ‪D‬ره‪F D‬عل‪F‬ى الل‪E G‬ه( ‪.‬‬
‫‪F‬صل‪F F‬ح ف‪F‬أ )‬
‫لقوله تعال )ف‪F F‬م )ن ‪F‬ع ‪F‬فا ‪F‬وأ )‬
‫وقال ‪ ) ‬ما عفا رجل عن مظلمة إل زاده ال با عزا‪ ( J‬رواه مسلم‪. 6‬‬
‫وعن أنس ‪ .‬قال ) ما رأيت رسول ال ‪ ‬رفع إليه شيء فيه قصاص إل أمر فيه بالعفو ( رواه أبوداود ‪.‬‬
‫‪ ‬وإن صال القاتل عن القود بأكثر من الدية جاز ‪.‬‬
‫مثال ‪ :‬إذا كانت الدية مثل‪ J‬مائة ألف ‪ ،‬فقال الول ‪ :‬أنا ل أقبل إل مائت ألف ‪ ،‬أو مليون مثل‪ J‬فرضي القاتل‬
‫بذلك فله الق بذلك ‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫لديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ‪ .‬أن رسول ال ‪ ‬قال ) من قتل متعمدا‪ J‬دفع إل أولياء القتول فإن‬
‫شاؤوا قتلوا وإن شاؤوا أخذوا الدية ‪ . . ،‬وما صولوا عليه فه‪6‬و لم ( رواه التمذي ‪.‬‬
‫م ‪ /‬الثاني ‪ :‬شبه العمد وهو ‪ :‬أن يتعمد الجناية عليه بما ل يقتل غالبا‪. S‬‬
‫‪-------------‬‬
‫ذكر الصنف – رحه ال – النوع الثان من أنواع القتل ‪ ،‬وهو شبه العمد وتعريفه ‪ :‬أن يقصد جناية ل تقتل‬
‫غالبا‪ J‬ف غي مقتل ‪.‬‬
‫كمن ضربه ف غي مقتل بسوط أو عصا صغية ‪.‬‬
‫‪ ‬قلنا ) ف غي مقت‪F‬ل ( لن الضرب بقتل ولو كان بشيء صغي حقي فإنه يعتب قتل عمد كالقلب أو من‬
‫النخاع ‪.‬‬
‫‪ ‬سي بذلك ‪ :‬لتدده بي هذين النوعي ) الطأ والعمد ( ‪.‬‬
‫‪ ‬فالفرق بي القتل العمد وشبه العمد ‪:‬‬
‫أنما يشتكان ف قصد الناية ‪ ،‬ويتلفان ف اللة الت حصلت الناية با ‪.‬‬
‫‪ ‬وأذكر الن الفرق بين القتل العمد وبين شبه العمد ‪:‬‬
‫أول‪ : S‬أن القصد ف القتل العمد هو إزهاق روح الن عليه ‪ ،‬أما ف شبه العمد فالقصد هو الضرب دون القتل ‪،‬‬
‫فيقصد الان ضرب الن عليه با ل يقتل غالبا‪. J‬‬
‫ثانيا‪ : S‬اللة ‪.‬‬
‫أن اللة الستخدمة ف القتل العمد يغلب على الظن موت الن عليه با ‪ ،‬كأن يقتله بسيف أو سكي أو‬
‫بنجر كبي يقتل غالبا‪ ، J‬أما ف شبه العمد فإن اللة فيه ل تقتل غالبا‪ J‬كأن يضربه بشبة صغية ‪.‬‬
‫ثالثا‪F : S‬‬
‫الوجب ‪.‬‬
‫موجب القتل العمد هو القود أو الدية ‪ ،‬والقود هو قتل القاتل لن قتله ‪ ،‬وأما موجب قتل شبه العمد فهو‬
‫الدية ‪.‬‬
‫رابعا‪ : S‬الدية ‪.‬‬
‫الدية ف القتل العمد تب ف مال القاتل فل تملها العاقلة ‪،‬قال ابن قدامة ‪ :‬أجع أهل العلم على أن دية‬
‫العمد تب ف مال القاتل ل تملها العاقلة ‪ ،‬أما الدية ف شبه العمد فل تب ف مال القاتل ‪ ،‬بل تملها‬
‫العاقلة ‪ ) .‬وسيأت تعريف العاقلة ( ‪.‬‬
‫خامسا‪ : S‬تأجيل الدية ‪.‬‬
‫ذهب جهور العلماء إل أن الدية ف القتل العمد تب حالة غي مؤجلة أو مقسطة‪ 6‬إل برضا ول الدم ‪ ،‬لن‬
‫الان قد ارتكب جرية القتل باختياره والواجب فيه القصاص حال‪ ، J‬والدية بدل القصاص فتكون حالة ‪ ،‬وأما‬
‫دية شبه العمد فإنا مؤجلة ‪ ،‬قال ابن قدامة ‪ .... :‬ول أعلم ف أنا تب مؤجلة خلفا‪ J‬بي أهل العلم‪. 6‬‬
‫وذلك تفيفا‪ J‬على الان ‪ ،‬لنه ل يقصد القتل ‪ ،‬وصفة التأجيل أنا توزع على ثلث سني ‪ ،‬ف كل سنة‬
‫ثلثها ‪.‬‬
‫سادسا‪ : S‬الكفارة ‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫ذهب جهور العلماء إل أنه ل يب ف القتل العمد كفارة ‪ ،‬لن القتل العمد أعظ‪6‬م من أن تحوها الكفارة ‪،‬‬
‫أما القتل شبه العمد فقد ذهب أكثر الفقهاء إل وجوب الكفارة على القاتل ‪.‬‬
‫سابعا‪ : S‬العقاب الخروي ‪.‬‬
‫‪E‬‬ ‫‪E‬‬ ‫فإن ال توعد قاتل العمد بقوله )ومن ي‪) 6‬قتل مؤ‪E‬منا‪ J‬مت‪6‬ع ‪O‬مدا‪ J‬ف‪F‬جزاؤه جهن ‪E E‬‬
‫ب الل‪G‬ه‪F D‬عل‪)F‬ي‪6‬ه ‪F‬ول‪F F‬عن‪6F‬ه‪F D‬وأ ‪F‬‬
‫‪F‬ع‪G 6‬د‬ ‫‪G‬م ‪F‬خالدا‪ J‬ف ‪F‬يها ‪F‬و ‪F‬غض ‪F‬‬
‫‪D F F DD FF‬‬ ‫‪F FD ) D ) D F ) F F‬‬
‫ل‪F‬ه‪F D‬ع ‪F‬ذابا‪F J‬ع ‪E‬ظيما‪ ، (J‬وأما شبه العمد ‪ ،‬فهو وإن كان القاتل آثا‪ J‬فإنه ل يدخل ف هذا الوعيد ‪.‬‬
‫م ‪ /‬الثالث ‪ :‬الخطأ ‪ ،‬وهو أن تقع الجناية منه بغير قصد بمباشرة أو سبب ‪.‬‬
‫‪-------------‬‬
‫هذا النوع الثالث من أنواع القتل وهو ‪ :‬قتل الطأ ‪ .‬وهو ‪ :‬أن يفعل ماله فعله ‪ ،‬مثل أن يرمي صيدا‪ J‬أو هدفا‪J‬‬
‫فيصيب آدميا‪ J‬معصوما‪ J‬ل يقصده فيقتله ‪.‬‬
‫بباشرة ‪ :‬كأن يرمي صيدا‪ J‬فيصيب آدميا‪. J‬‬
‫بسبب ‪ :‬كأن يفر حفرة ف طريق الناس فيقع فيها إنسان ‪.‬‬
‫وأما ما يوجب فقد قال الصنف – رحه ال ‪:‬‬
‫م ‪ /‬ففي الخير ل قود ‪.‬‬
‫‪-------------‬‬
‫أي ‪ :‬ف الخي – وهو قتل الطأ – ل قود ‪ ،‬وهذا بالجاع ‪.‬‬
‫وكذلك ف قتل شبه العمد ‪ ،‬ل قود فيه ‪ ،‬وإنا القود – وهو القصاص – ف قتل العمد فقط ‪.‬‬
‫بل ‪ :‬الكفارة في مال القاتل والدية على عاقلته وهم عصباته ‪.‬‬
‫‪-------------‬‬
‫ذكر الصنف – رحه ال – ما يوجبه قتل الطأ وكذلك القتل شبه العمد وأنه يوجب أمران ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬الكفارة ‪.‬‬
‫كما قال تعال ) ‪F‬و‪F‬ما ‪F‬كا ‪F‬ن ل‪D E‬م )ؤ‪E‬م ‪T‬ن أ‪) F‬ن ي‪) 6F‬قت‪F D‬ل ‪D‬م )ؤ‪E‬منا‪ J‬إ‪GE‬ل ‪F‬خط‪F‬أ‪F J‬و‪F‬م )ن ق‪6F‬ت‪F F‬ل ‪D‬م )ؤ‪E‬منا‪F J‬خط‪F‬أ‪ J‬ف‪6F‬ت‪) F‬ح ‪E‬ر ‪D‬ير ‪F‬رق‪6F‬ب‪T F‬ة ‪D‬م )ؤ‪E‬من‪T F‬ة ‪F‬و‪E‬دي‪F‬ة• ‪D‬م ‪F‬سل‪F G‬مة•‬
‫ص ‪G‬دق‪D‬وا ( ‪.‬‬ ‫إ‪F E‬ل أ )‪F‬هل‪E E‬ه إ‪GE‬ل أ‪) F‬ن ي‪G F‬‬
‫) ‪F‬و‪F‬ما ‪F‬كا ‪F‬ن ل‪D E‬م )ؤ‪E‬م ‪T‬ن أ‪) F‬ن ي‪) 6F‬قت‪F D‬ل ‪D‬م )ؤ‪E‬منا‪ J‬إ‪GE‬ل ‪F‬خط‪F‬أ‪ ( J‬أي ‪ :‬يتنع شرعا‪ J‬أن يقتل الؤمن أخاه عمدا‪ ، J‬لكن قد يقتله عن‬
‫طريق الطأ ) ‪F‬و‪F‬م )ن ق‪6F‬ت‪F F‬ل ‪D‬م )ؤ‪E‬منا‪F J‬خط‪F‬أ‪ J‬ف‪6F‬ت‪) F‬ح ‪E‬ر ‪D‬ير ‪F‬رق‪6F‬ب‪T F‬ة ‪D‬م )ؤ‪E‬من‪T F‬ة ( أي ‪ :‬ومن قتل مؤمنا‪ J‬خطأ فعليه كفارة ‪ :‬ترير وتليص‬
‫رقبة مؤمنة من الرق وإعتاقها ‪ ،‬ويب أن تكون مؤمنة ) ‪F‬و‪E‬دي‪F‬ة• ‪D‬م ‪F‬سل‪F G‬مة• إ‪F E‬ل أ )‪F‬هل‪E E‬ه ( الدية ‪ :‬ما يعطى عوضا‪ J‬عن دم‬
‫ص ‪G‬دق‪D‬وا( أي‪ :‬يعفوا عن الدية ‪.‬‬ ‫القتيل إل أوليائه جبا‪ J‬لقلوبم وعوضا‪ J‬عما فاتم من قريبهم )إ‪GE‬ل أ‪) F‬ن ي‪G F‬‬
‫الثاني ‪ :‬الدية وتكون على عاقلة القاتل ‪.‬‬
‫لقوله تعال ) ‪F ....‬و‪E‬دي‪F‬ة• ‪D‬م ‪F‬سل‪F G‬مة• إ‪F E‬ل أ )‪F‬هل‪E E‬ه إ‪GE‬ل أ‪) F‬ن ي‪G F‬‬
‫ص ‪G‬دق‪D‬وا ( ‪.‬‬
‫والدية تكون على العاقلة ‪:‬‬
‫والعاقلة ‪ :‬وهم عصبته والراد بالعصبة بالنفس ‪ ،‬فيدخل فيهم ‪ :‬آباؤه وأبناؤه وإخوته وعمومتهم وبنوهم ‪.‬‬
‫وسميت بذلك ‪ :‬لن البل تمع فتعقل بفناء أولياء القتول لتسلم إليهم‪ ،‬ث كثر الستعمال حت أطلق العقل‬
‫على الدية‪ ،‬إبل‪ J‬أو نقدا‪ ،J‬وقيل سوا عاقلة لنم ينعون عن القاتل من أن يعتدي عليه أحد ‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫‪ ‬ويشمل القريب والبعيد منهم ‪ ،‬فكلهم يشتكون ف الع )قل‪. 6‬‬
‫‪ ‬وحاضرهم وغائبهم ‪.‬‬
‫‪ ‬ول عقل‪ 6‬على رقيق ‪:‬‬
‫أول‪ : S‬لنه ليس من أهل النصرة ‪ ،‬ثانيا‪ : S‬أنه ل مال له ‪ ،‬لن مال الملوك لسيده ‪.‬‬
‫‪ ‬ول على غي مكلف كالصغي والنون ‪.‬‬
‫لقوله ‪ ) ‬رفع القلم عن ثلثة ‪ :‬عن الصب حت يبلغ ‪ ،‬وعن النون حت يفيق ( رواه أبو داود ‪.‬‬
‫ولنما ليسا من أهل النصرة ‪.‬‬
‫‪ ‬ول على فقي ‪ ،‬لنه ليس عنده مال ‪.‬‬
‫‪ ‬ول على أنثى ‪ ،‬لنا ليست من أهل النصرة ‪.‬‬
‫‪ ‬ويتهد الاكم ف تميل كل منهم ما يناسبه ‪ ،‬فيحمل القرب‪ 6‬أكثر من البعد ‪ ،‬والغن أكثر من دونه‬
‫وهكذا ‪ ،‬ولو اتفقت العاقلة فيما بينهم على تقدير معي جاز ‪ ،‬لن المر راجع إليهم ‪.‬‬
‫‪ ‬والذهب ‪ :‬أن الان ليس عليه شيء من الدية ولو كان غنيا‪ ، J‬والقول الخر ف الذهب ‪ :‬أنه يمل مع‬
‫العاقلة ‪ ،‬لنم حلوا بسببه‪ ،‬ول يناف ذلك أن الشارع جعل الدية على العاقلة‪ ،‬فإنا من باب التحمل‪،‬‬
‫وهذا اختيار الشيخ السعدي رحه ال ‪.‬‬
‫‪ ‬ل تمل العاقلة قتل العمد كما تقدم ‪.‬‬
‫‪ ‬القتل من حيث ما يوجبه ويترتب عليه ينقسم إلى أقسام ‪:‬‬
‫القسم الول ‪ :‬قتل يوجب القود فقط ‪ ،‬وهو القتل العمد ‪.‬‬
‫القسم الثاني ‪ :‬قتل يوجب الكفارة والدية ‪ ،‬وهو قتل شبه العمد والطأ ‪.‬‬
‫القسم الثالث ‪ :‬قتل يوجب الكفارة فقط وهذا له صور ‪:‬‬
‫الصورة الولى ‪ :‬إذا قتل ف صف كفار من ظنه حربيا‪ J‬فبان مسلما‪ J‬ففيه الكفارة ‪.‬‬
‫الصورة الثانية ‪ :‬وإذا قتل مسلم ورثته كفار وهم أعداء لنا ‪ ،‬لقوله تعال )ف‪EF‬إ )ن ‪F‬كا ‪F‬ن ‪E‬م )ن ق‪) 6F‬و‪T‬م ‪F‬ع ‪D‬د̧و ل‪D F‬ك )م ‪F‬و‪D‬ه ‪F‬و ‪D‬م )ؤ‪E‬م •‪6‬ن‬
‫ف‪6F‬ت‪) F‬ح ‪E‬ر ‪D‬ير ‪F‬رق‪6F‬ب‪T F‬ة ‪D‬م )ؤ‪E‬من‪T F‬ة ( ‪ .‬والعن ‪ :‬وإن كان القتيل من قوم كفار ماربي فعلى قاتله عتق رقبة مؤمنة فقط ‪ ،‬ول يذكر‬
‫الدية ‪ ،‬لنه ل دية على القاتل ‪ ،‬لن أهل القتول كفار ماربون ‪ ،‬ل عهد لم ول ذمة ‪ ،‬وقد يتفقون با على‬
‫حرب السلمي ‪ ،‬ولنه مؤمن وهم كفار ‪ ،‬والكافر ل يرث الؤمن ‪.‬‬
‫شروط القصاص‬
‫م ‪ /‬ويشترط في وجوب القصاص ‪:‬‬
‫‪-------------‬‬
‫سيذكر الصنف – رحه ال – شروط القصاص ‪.‬‬
‫هذه الشروط إذا فقد منه‪6‬ا شرط سقط حد القصاص ‪.‬‬
‫م ‪ /‬كون القاتل مكلفا‪. S‬‬
‫‪-------------‬‬
‫هذا الشرط الول ‪ :‬أن يكون القاتل مكلفا‪ ) J‬عاقل‪ J‬بالغا‪. ( J‬‬

‫‪38‬‬
‫لقوله ‪ ) ‬رفع القلم عن ثلثة ‪ :‬عن الصب حت يبلغ ‪ ،‬وعن النون حت يفيق ‪.( ..‬‬
‫وأما الصب والنون فحكم قتلهما قتل خطأ لن عمدها خطأ لكونما ل يصح منهما قص‪6‬د صحيح ‪.‬‬
‫‪ ‬اختلف العلماء ف حكم جناية السكران على قولي ‪:‬‬
‫القول الول ‪ :‬أنه يقتص منه ‪.‬‬
‫وهذا قول المهور ‪.‬‬
‫أن الصحابة أقاموا سكره مقام قذفه ‪ ،‬فأوجبوا عليه حد القذف ‪ ،‬فقد جاء ف الوطأ ) أن عمر استشار الناس‬
‫ف شأن شارب المر فقال علي ‪ :‬يا أمي الؤمني ‪ ،‬إن الشارب إذا سكر هذي ‪ ،‬وإذا هذي افتى وحد الفتي‬
‫ثانون جلدة ‪ ،‬أرى أن تلده ثاني جلدة ‪ ،‬فأعجب‪ 6‬ذلك عمر وجعل عقوبته ثاني جلدة ( فإذا وجب حد‬
‫القذف على الشارب فالقصاص التمحض حق آدمي أول ‪.‬‬
‫لفضى إل أن من أراد أن يعصي ال شرب ما‬ ‫ولن ف ذلك سدا‪ J‬للذريعة ‪ ،‬إذ لو ل يب القصاص والد ‪F‬‬
‫يسكره ث قتل وزن وسرق ول يلزمه عقوبة ‪ ،‬فيصي عصيانه سببا‪ J‬لسقوط‪ 6‬العقوبة عنه ‪.‬‬
‫القول الثاني ‪ :‬أنه ل يقتص منه ‪.‬‬
‫وهذا وجه ف مذهب النابلة ‪.‬‬
‫قياسا‪ J‬على النون ‪ ،‬فإن كل‪ J‬منهما زائل العقل‪. 6‬‬
‫ولا ثبت ف صحيح البخاري ) أن حزة قال للنب ‪ ‬وهو ثل ‪ :‬وهل أنتم إل عبيد أب ( ول يقم النب ‪ ‬عليه‬
‫حد الردة ‪.‬‬
‫والراجح القول الول ‪.‬‬
‫وأما قياسه على النون ‪ ،‬فهذا قياس مع الفارق ‪ ،‬فإن السكران فقد عقله باختياره عصيانا‪ J‬بلف النون ‪.‬‬
‫وأما قصة حزة ‪ ،‬فهذا كان قبل تري المر ‪ ،‬فل يصح الستدلل به ‪ ،‬وبأنه قول والقتل فعل ‪ ،‬والفعل‪ 6‬أشد ‪.‬‬
‫م ‪ /‬والمقتول معصوما‪. S‬‬
‫‪-------------‬‬
‫هذا الشرط الثاني ‪ :‬أن يكون القتول معصوما‪ ، J‬فإن كان حربيا‪ J‬أو مرتدا‪ J‬فل ضمان فيه ‪.‬‬
‫والعلة ف ذلك ‪ :‬لن القصاص شرع لفظ الدم العصوم‪ 6‬دون الدم الهدر ‪.‬‬
‫م ‪ /‬ومكافئا‪ S‬للجاني في السلم والرق والحرية ‪ ،‬فل يقتل مسلم بكافر ول الحر بالعبد ‪.‬‬
‫‪-------------‬‬
‫هذا الشرط الثالث ‪ :‬أن الساواة بي القاتل والقتول ف السلم والرية والرق ‪.‬‬
‫ف السلم ‪ :‬فل يقتل مسلم‪ 6‬بكافر ‪.‬‬
‫لا ثبت ف البخاري مرفوعا‪ J‬ف صحيفة علي ) ل يقتل مسلم بكاف‪6‬ر ( ‪.‬‬
‫ولديث علي مرفوعا‪ ) J‬الؤمنون تتكافأ دماؤهم ‪ .....‬ول يقتل مؤمن بكافر ( رواه أبوداود ‪.‬‬
‫فهذا يدل على أن غي الؤمن ل يكافئ الؤمن ‪.‬‬
‫ولن السلم أعلى وأكرم عند ال من الكافر ‪ ،‬والسلم يعلو ول ي‪D‬على عليه كما قال تعال ) ‪F‬ول‪) F‬ن ‪)F‬ي ‪F‬ع ‪F‬ل الل‪G‬ه‪D‬‬
‫ل‪)E‬ل ‪F‬كاف‪E E‬رين عل‪F‬ى ال)م )ؤ‪E‬من‪E‬ي سب‪E‬يل‪ ( J‬وقال تعال )‪ F F‬ف‪F‬من ‪F‬كا ‪F‬ن م )ؤ‪E‬منا‪F J‬كمن ‪F‬كا ‪F‬ن ف‪E F‬‬
‫اسقا‪ J‬ل ي‪) F‬ست‪D 6F‬وو ‪F‬ن ( ‪.‬‬ ‫‪)F‬‬ ‫‪D‬‬ ‫‪)F‬‬ ‫‪F F D F F‬‬

‫‪39‬‬
‫وهذا مذهب‪ 6‬جاهي العلماء ‪ :‬ل يقتل مسلم‪ 6‬بكافر ‪.‬‬
‫وذهب النفية إل أنه يقتل السلم بالذمي خاصة ‪.‬‬
‫واستدلوا بالعمومات‪ 6‬الدالة على أن النفس بالنفس كقوله تعال ) ‪F‬و‪F‬كت‪)F‬ب‪6‬ن‪F‬ا ‪F‬عل‪)F‬ي ‪E‬ه )م ف‪F E‬يها أ‪G F‬ن الن‪) 6G‬فس ب‪E‬الن‪) 6G‬ف ‪E‬‬
‫س(‪.‬‬ ‫‪F‬‬
‫وبديث ورد عن النب ‪ ) ‬أنه ‪ ‬أقاد مسلما‪ J‬بذمي ‪ ،‬وقال ‪ :‬أنا أحق من وف بذمته ( ‪.‬‬
‫والراجح قول المهور ‪ ،‬وأما الديث )أنه ‪ ‬أقاد مسلما‪ J‬بذمي ‪ ( ...‬فهو حديث ضعيف جدا‪. J‬‬
‫‪ ‬ول حر بعبد ‪ ،‬وهذا مذهب جهور العلماء ‪.‬‬
‫لديث روي عن النب ‪ ‬وفيه ) ل يقتل حر بعبد ( رواه الدارقطن لكنه ضعيف ‪.‬‬
‫بعبد ( أخرجه ابن أب شيبة وسنده ل يصح ‪.‬‬ ‫وعن علي ) من السنة ‪ :‬أن ل يقتل حر ‪T‬‬
‫ولن العبد ل يكافء الر ‪ ،‬فإنه منقوص بالرق ‪.‬‬
‫وذهب بعض العلماء إل أن الر يقتل بالعبد ‪.‬‬
‫وهو قول داود الظاهري وبعض السلف ‪.‬‬
‫س(‪.‬‬ ‫لعموم الدلة ف وجوب القصاص ‪ ،‬كقوله تعال ) ‪F‬و‪F‬كت‪)F‬ب‪6‬ن‪F‬ا ‪F‬عل‪)F‬ي ‪E‬ه )م ف‪F E‬يها أ‪G F‬ن الن‪) 6G‬فس ب‪E‬الن‪) 6G‬ف ‪E‬‬
‫‪F‬‬
‫ولقوله ‪ ) ‬الؤمنون تتكافأ دماؤهم ( رواه أبوداود ‪.‬‬
‫فدل الديث على أن دماء الؤمني متكافئة ‪ ،‬وأن العبة بأصل اليان ‪ ،‬وليست العبة بالرية أو الرق ‪.‬‬
‫وهذا قول قوي ‪ ،‬لقوة أدلته ‪.‬‬
‫‪ ‬اما الكافر فيقتل بالسلم‪ ، 6‬وه‪6‬ذا بالتفاق ‪.‬‬
‫‪ ‬والعب‪6‬د يقتل بال‪6‬ر ‪ ،‬وه‪6‬ذا بالتفاق ‪.‬‬
‫‪ ‬والرجل بالرأة والرأة بالرجل ‪.‬‬
‫قال ف الغن ) هذا قول عامة أهل العلم ( ‪.‬‬
‫س(‪.‬‬ ‫لقوله تعال ) ‪F‬و‪F‬كت‪)F‬ب‪6‬ن‪F‬ا ‪F‬عل‪)F‬ي ‪E‬ه )م ف‪F E‬يها أ‪G F‬ن الن‪) 6G‬فس ب‪E‬الن‪) 6G‬ف ‪E‬‬
‫‪F‬‬
‫ولديث أنس ) أن النب ‪ ‬قتل يهوديا‪ J‬بارية قتلها على أوضاح لا ( متفق عليه ‪.‬‬

‫م ‪ /‬وأل يكون والدا‪ S‬للمقتول ‪ ،‬فل يقتل البوان بالولد ‪.‬‬


‫‪-------------‬‬
‫هذا الشرط الرابع ‪ :‬وهو أن يكون الان غي الصل ‪ ،‬فل يقتل الوالد بولده ‪.‬‬
‫وهذا مذهب‪ 6‬جاهي العلماء ‪.‬‬
‫لديث عمر ‪ .‬قال ‪ :‬سعت رسول ال ‪ ‬يقول ‪ ) :‬ل يقاد الوالد بالولد ( رواه التمذي ‪.‬‬
‫ولن الب سبب لوجود الولد فل يكون الولد سببا‪ J‬لعدامه ‪.‬‬
‫ولعموم الدلة الوجبة لب الوالدين ‪ ،‬والحسان إليهما ‪.‬‬
‫‪ ‬قوله )فل يقتل البوان بالولد ( دليل على أنه ل يب القصاص على الصل ‪ ،‬سواء كان الب أو الم ‪،‬‬
‫وهذا مذهب‪ 6‬جاهي العلماء ‪.‬‬
‫وذهب بعض العلماء إل أنه يب القصاص عليهما ‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫وهذا قول داود الظاهري وابن النذر ‪.‬‬
‫يقوى على تصيصها ‪.‬‬ ‫لعموم الدلة ف وجوب القصاص من القاتل ‪ ،‬وعدم ورود ما ‪F‬‬
‫وقالوا ‪ :‬وأما التعليل بأن الوالد سبب إياد الولد فل يكون سببا‪ J‬ف إعدامه ‪ ،‬فهو مردود ‪ ،‬فإن الولد ل يكن‬
‫سببا‪ J‬ف إعدامه ‪ ،‬بل هو سبب إعدام نفسه ‪.‬‬
‫وقول المهور أرجح ‪.‬‬
‫‪ ‬ويقتل الولد بوالده ‪ ،‬قال ف الغن ‪ :‬هذا قول عام‪6‬ة أهل العلم لعم‪6‬وم الدلة الدالة على وجوب‬
‫القصاص ( ‪.‬‬
‫شروط استيفاء القصاص‬
‫سيذكر الصنف رحه ال الشروط الت إذا توفرت يتم استيفاء القصاص ‪.‬‬
‫الشروط الاضية – شروط القصاص – وهي الشروط الت يثبت با القصاص ‪.‬‬
‫م ‪ /‬ولبد من اتفاق الولياء المكلفين ‪.‬‬
‫‪-------------‬‬
‫هذا الشرط الول ‪ :‬وهو اتفاق جيع الولياء الشتكي ف استحقاق القصاص على استيفائه ‪.‬‬
‫لنه حق لميعهم فلم يكن لبعضه‪6‬م الستقلل به ‪.‬‬
‫‪ ‬فإذا عفا أحد الولياء سقط القصاص وانتق‪6‬ل الم‪6‬ر إل الدي‪6‬ة ‪.‬‬
‫‪ ‬إن كان فيهم غائب انتظر قدوم‪6‬ه ‪.‬‬
‫‪ ‬الذين لم حق ف استيفاء القصاص هم الورثة‪ ,‬ويدل لذلك قوله ‪) ‬من قتل له قتيل فأهله بي خيتي(‬
‫رواه أبوداود وأصله ف الصحيحي‪ ،‬فقوله ] أهله [ أي ورثته ‪.‬‬
‫الشرط الثاني ‪ :‬أن يكون مستحقه‪ 6‬مكلفا‪. J‬‬
‫فإن كان غي مكلف بأن يكون صبيا‪ J‬أو منونا‪ J‬فإنه ل يستوف‪ ،‬ويبس القاتل حت يبلغ الصب ويعقل النون‪.‬‬
‫لن القصاص ثبت لا فيه من التشفي والنتقام ‪ ،‬ول يصل ذلك باستيفاء غي مستحقه ‪.‬‬
‫وهذا هو الذهب وهو قول الشافعي ‪.‬‬
‫وذهب بعض العلماء إل أنه يوز للب والد أن يستوفيا القصاص نيابة عن موليهما الصغي والنون ‪.‬‬
‫مولن لطلب القصاص ‪.‬‬ ‫وهذا قول بعض النفية ‪ ،‬لن وليتهما ولية نظر ومصلحة ‪ ،‬فهما ‹‬
‫والول أظهر ‪.‬‬
‫م ‪ /‬والمن من التعدي في الستيفاء ‪.‬‬
‫‪-------------‬‬
‫هذا الشرط الثالث ‪ :‬المن‪ 6‬من التعدي ف الستيفاء ‪.‬‬
‫فلو كان الان حامل‪ J‬ل يز استيفاء القصاص منها حت تضع ولدها ويستغن عنها ‪.‬‬
‫م ‪ /‬وتقتل الجماعة بالواحد ‪.‬‬
‫‪-------------‬‬
‫أي ‪ :‬يب القصاص بقتل القاتل ولو كان القاتل اثني فأكثر ‪ ،‬وهذا قول المهور ‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫لعموم الدلة على مشروعية القصاص ‪.‬‬
‫عن ابن عمر قال ) قتل غلم غيلة ‪ ،‬فقال عمر ‪ :‬لو اشتك فيه أهل صنعاء لقتلتهم به ( رواه البخاري ‪.‬‬
‫لدى ذلك إل سقوط القصاص بذه اليلة ‪ ،‬فكل من أراد‬ ‫وسدا‪ J‬للذريعة ‪ ،‬فإنه لو ل يقتل الماعة بالواحد ‹‬
‫قتل شخص تعاون مع آخرين ليسقط عنه القصاص ‪ ،‬فيؤدي ذلك إل إسقاط حكمة الردع والزجر ‪.‬‬
‫‪ ‬شرط القصاص منهم جيعا‪ : J‬أن يكون فعل‪ 6‬كل واحد منهم يصلح لقتله لو انفرد ‪ ،‬كأن ‹‬
‫يصوب ثلثة‬
‫أشخاص مسدسا‪ J‬ضد شخص واحد ويقتلونه ف آن واحد ‪.‬‬
‫وهذا الكم ‪ :‬حيث كان فعل كل واحد منهم يوجب القصاص لو انفرد ‪ ،‬كأن يتمع‪6‬وا على ضربه بسيوف ‪،‬‬
‫كل واحد لو انفردت ضربته لقتلت غالبا‪. J‬‬
‫‪ ‬وإن اختار الول الدية ‪ ،‬فإنا تب دية واحدة على الميع ‪ ،‬وذلك لن النفس واحدة والقتل واحد فلم‬
‫يب إل دية واحدة ‪.‬‬
‫‪ ‬إذا أكره مكلف مكلفا‪ J‬آخر على قتل معصوم‪ ، 6‬فللعلماء‪ 6‬ف هذه السألة عدة أقوال ‪:‬‬
‫‪E‬‬
‫القول الول ‪ :‬أن القصاص عليهما ) على الكره و ‪F‬‬
‫الكره ( ‪.‬‬
‫وهذا قول مالك وأحد ‪.‬‬
‫لن الك ‪E‬ره تسبب إل قتله بشيء ي‪D‬فضي إليه غالبا‪ ، J‬فوجب عليه القصاص ‪ ،‬كما لو ألسعه حية ‪ ،‬أو ألقاه إل‬
‫الكره – بفتح الراء – فلنه قتل شخصا‪ J‬ظلما‪ J‬لستبقاء نفسه ‪ ،‬أشبه ما لو قتله ف‬ ‫أسد ف زريبة ‪ ،‬وأما ‪F‬‬
‫الخمصة ليأكله ‪.‬‬
‫الكره – بفتح الراء – دون الك ‪E‬ره ‪.‬‬
‫القول الثاني ‪ :‬أن القصاص على ‪F‬‬
‫وهذا قول للشافعية وبعض النفية ‪.‬‬
‫الكره مباشر ‪ ،‬وليس له أن يقتل غيه لستبقاء نفسه ‪.‬‬
‫لن ‪F‬‬
‫القول الثالث ‪ :‬أن القصاص على الك ‪E‬ره – بكسر الراء ‪. -‬‬
‫وهذا قول أب حنيفة ‪.‬‬
‫الكره مضطر‪ ، 6‬ولول إكراه ذلك ما قتله ‪.‬‬
‫لنه هو اللجىء لغيه ‪ ،‬و ‪F‬‬
‫لكن هذا تعليل ضعيف ‪.‬‬
‫الكره ‪.‬‬
‫والراجح أن القصاص عليهما أو على ‪F‬‬
‫‪ ‬إذا أمسك‪ 6‬إنسان إنسانا‪ J‬ليقتله آخر ‪ ،‬فل خلف ف وجوب القصاص على القاتل ‪ ،‬وأما المسك الذي‬
‫أمسكه ليقتله القاتل ‪ ،‬فقد اختلف العلماء على أقوال ‪:‬‬
‫القول الول ‪ :‬ل قصاص على المسك ‪.‬‬
‫وهذا قول أب حنيفة والشافعي ‪.‬‬
‫لنه غي قاتل ‪.‬‬
‫القول الثاني ‪ :‬القصاص عليهما جيعا‪. J‬‬
‫وهذا قول مالك ‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫لنه لو ل يسكه ما قدر على قتله‪ ،‬وبإمساكه تكن من قتله‪ ،‬فالقتل حاصل بفعلهما فيكونان شريكان فيه ‪.‬‬
‫القول الثالث ‪ :‬أن القاتل يقتل ويسك المسك حت يوت ‪.‬‬
‫وهذا الشهور من مذهب النابلة ‪.‬‬
‫لديث ابن عمر ‪ .‬عن النب ‪ ‬قال ) إذا أمسك‪ 6‬الرجل الرجل وقتله الخر ‪ ،‬يقتل الذي قتل ‪ ،‬ويبس الذي‬
‫أمسك‪ ( 6‬رواه الدارقطن وروي موصول‪ J‬ومرسل‪. J‬‬
‫وهذا الراجح ‪.‬‬
‫‪ ‬إذا أمر شخص آخر بقتل إنسان ‪ ،‬وكان هذا الأمور صغيا‪ J‬أو منونا‪ J‬أو جاهل‪ J‬بالتحري فالقصاص على‬
‫المر ‪.‬‬
‫لنه توصل إل قتله بشيء يقتل غالبا‪ ، J‬والصب والنون والاهل بالتحري بنزلة اللة ‪ ،‬كما لو أنشه حية‬
‫فقتلته ‪.‬‬
‫‪ ‬وأما إذا كان الأمور كبيا‪ J‬عاقل‪ J‬عالا‪ J‬بالتحري فالقصاص على القاتل بل خلف ‪.‬‬
‫‪ ‬وإذا اشتك فيه اثنان ل يب القود على ‪E‬‬
‫أحدها منفردا‪ J‬لبوة أو غيها فالقود على الشريك‪ 6‬وعلى الثان‬ ‫‪F‬‬
‫نصف الدية ‪.‬‬
‫مثاله ‪ :‬لو اشتك أب وأجنب ف قتل الولد ‪ ،‬فالجنب يقتل بالولد ‪ ،‬والب ل يقتل بولده ‪ ،‬فيكون القود على‬
‫الشريك ‪ ،‬والثان ) وهو الب ( ل قود عليه ‪ ،‬لوجود الانع وهو البوة ‪ ،‬وإذا نفذنا القصاص على الجنب فإن‬
‫الب يكون عليه نصف الدية ‪ ،‬لن الدية تتبعض ‪ ،‬والقصاص ل يتبعض ‪.‬‬
‫مثال آخر ‪ :‬رقيق وحر اشتكا ف قتل رقيق ‪ ،‬فالر ل يقتل بالرقيق ‪ ،‬والرقيق يقتل به ‪ ،‬ففي هذه الال يقتل‬
‫الرقيق ول يقتل الر ‪ ،‬ولكن عليه نصف ديته ‪ ،‬أي نصف قيمته ‪.‬‬
‫‪ ‬ل يستوف القصاص إل بضرة سلطان أو ‪E‬‬
‫نائبه ‪.‬‬
‫اليف ‪.‬‬‫لفتقاره إل اجتهاده ‪ ،‬وخوف )‬
‫لن أولياء القتول ربا يعتدون عليه بالتمثيل أو بسوء القتل أو بغي ذلك بسبب الغيظ الذي ف قلوبم عليه ‪.‬‬
‫‪ ‬يوز أن يستوف القصاص أولياء القتول لكن بشروط ‪:‬‬
‫أن يسن القصاص – ويأمن عدم التجاوز – وبضور السلطان أو نائبه ‪.‬‬
‫‪ ‬ل يستوف القصاص إل بآلة ماضية ‪ ،‬أي ‪ :‬حادة ‪.‬‬
‫فل يوز باللة الكالة‪ ،‬لقوله ‪) ‬إن ال كتب الحسان على كل شيء‪ ،‬فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة( رواه مسلم‬
‫لنه إسراف ف القتل ‪ ،‬وإذا قتلنا با فإننا ل نسن إليه ‪.‬‬
‫‪ ‬هل يشتط أن يكون القتل بالسيف ‪ ،‬اختلف العلماء ف ذلك على قولي ‪:‬‬
‫القول الول ‪ :‬يشتط أن يكون بسيف ‪.‬‬
‫وهذا الشهور من الذهب ‪.‬‬
‫لديث ابن مسعود‪ 6‬مرفوعا‪ ) J‬ل قود إل بالسيف ( رواه الطبان وهو ضعيف ‪.‬‬
‫ولنه أمضى ما يكون من اللت الت يقتل با ‪.‬‬
‫القول الثاني ‪ :‬أن الان يقتل بثل ما قتل به ول يتعي السيف ‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫وهذا قول مالك والشافعي وجهور العلماء واختاره ابن تيمية رحه ال ‪.‬‬
‫اعت‪D F‬دوا ‪F‬عل‪)F‬ي ‪E‬ه ب‪EE‬ث) ‪E‬ل ‪F‬ما )اعت‪F F‬دى ‪F‬عل‪)F‬ي ‪D‬ك )م ( ‪.‬‬
‫لقوله تعال )ف‪F F‬م ‪E‬ن )اعت‪F F‬دى ‪F‬عل‪)F‬ي ‪D‬ك )م ف‪) F‬‬
‫ولقوله تعال ) ‪F‬وإ‪) E‬ن ‪F‬عاق‪)6F‬بت‪) D‬م ف‪F 6F‬عاق‪E‬ب‪D‬وا ب‪EE‬ث) ‪E‬ل ‪F‬ما ع‪D‬وق‪)E‬بت‪) D‬م ب‪EE‬ه ( ‪.‬‬
‫وعن أنس ) أن جارية وجد رأسها قد ‪D‬رض بي حجرين ‪ ،‬فسألوها ‪ ،‬من صنع بك هذا ؟ فلن ؟ فلن ؟ حت‬
‫ذكروا يهوديا‪ ، J‬فأومأت برأسها ‪ ،‬فأ‪D‬خ ‪F‬ذ اليهودي فأقر ‪ ،‬فأمر رسول ال ‪ ‬أن يرض رأسه بي حجرين ( متفق‬
‫عليه ‪.‬‬
‫وهذا القول هو الصحيح ‪.‬‬
‫وعليه ‪ :‬لو قتله بالرصاص فإننا نقتله بالرصاص ‪ ،‬وإن قتله بأن رماه من شاهق ‪ ،‬فإننا نرميه من شاهق ‪.‬‬
‫مرمة فإننا ل نقتله با ‪ ،‬مثل أن يقتله باللواط أو بالسحر أو يقتله بإسقاء المر‬ ‫لكن يستثن ما لو قتله بوسيلة ‹‬
‫حت يوت ‪.‬‬
‫‪ ‬تتعي الدية ف حالت ‪:‬‬
‫الولى ‪ :‬إذا اختارها ‪ ،‬فلو قال ‪ :‬رجعت إل الدية ‪ ،‬نقول ‪ :‬ل قصاص ‪ ،‬لنك باختيارك الدية سقط‬
‫القصاص ‪.‬‬
‫الثانية ‪ :‬إذا هلك‪ 6‬الان ‪ ،‬فإذا مات القاتل فهنا تتعي الدية ‪.‬‬
‫الثالثة ‪ :‬إذا عفا عن القصاص ‪.‬‬
‫باب الديات‬
‫الدية ‪ :‬جع دية ‪ :‬وهي الال الؤدى إل الن عليه أو لوليه بسبب الناية ‪.‬‬
‫فقوله ) الؤدى إل الن عليه ( هذا فيما إذا كانت الناية فيما دون النفس ‪.‬‬
‫) أو وليه ( فيما إذا كانت الناية بالنفس – وفيما إذا كانت الناية فيما دون النفس لكن الن عليه غي‬
‫مكلف ) كأن يكون صغيا‪ J‬أو منونا‪. ( J‬‬
‫‪ ‬والدية واجبة ‪.‬‬
‫قال تعال ) ومن قتل مؤمنا‪ J‬خطأ‪ J‬فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة‪ 6‬إل أهله ‪. ( ..‬‬
‫وفف الديث ) من قتل له قتيل فهو بي النظرين ‪ :‬إما أن يفدي وإما أن يقتل ( ‪.‬‬
‫‪ ‬فإن كانت الناية عمدا‪ J‬مضا‪ J‬فإن الدية تكون على الان ‪.‬‬
‫لن الصل ‪ :‬أن من أتلف شيئا‪ J‬فعليه ضمانه ‪.‬‬
‫ولن الان ف العمد غي معذور فل يناسبه التخفيف ‪.‬‬
‫‪ ‬وإن كانت الجناية شبه عمد أو خطأ ‪ ،‬فعلى عاقلته ‪.‬‬
‫ففي الطأ على العاقلة بالجاع ‪.‬‬
‫ولن الطأ يكثر وقوعه ‪ ،‬فلو أوجبنا الدية على الان لجحف ذلك ف ماله ‪.‬‬
‫‪ ‬وفي شبه العمد ‪ ،‬على العاقلة أيضا‪ J‬على القول الصحيح ‪ ،‬وهو الذهب ‪.‬‬
‫لا ثبت ف الصحيحي لديث أب هريرة ‪ .‬قال ) اقتتلت امرأتان من هذيل فرمت إحداها الخرى بجر فقتلها‬
‫وما ف بطنها ‪ ،‬فقضى النب ‪ ‬أن دية جنينها عبدا‪ J‬أو أمة وقضى بدية الرأة على عاقلتها ( متفق عليه‬

‫‪44‬‬
‫وذهب ابن تيمية إل أن الدية ف شبه العمد على الان ‪ ،‬لن الان ف القتل شبه العمد ليس بعذور فل‬
‫يناسبه التخفيف ‪.‬‬
‫‪ ‬كل من أتلف إنسانا‪ J‬بباشرة أو سبب لزمته ديته ‪.‬‬
‫مثال الباشرة ‪ :‬أن يأخذ النسان آلة تقتل ‪ ،‬فيقتل با هذا النسان ‪ ،‬سواء عمدا‪ J‬أو خطأ ‪ ،‬أو يلقيه من‬
‫شاهق ‪.‬‬
‫مثال السبب ‪ :‬أن يفر حفرة ف طريق الناس ‪ ،‬فيقع فيها إنسانا‪ ، J‬فهذا ل يباشر لكنه تسبب ‪ ،‬فيكون عليه‬
‫الضمان ‪.‬‬
‫‪ ‬من أمر شخصا‪ J‬مكلفا‪ J‬أن ينزل بئرا‪ J‬أو يصعد شجرة فهلك به ل يضمنه ‪.‬‬
‫مثال ‪ :‬أمر شخصا‪ J‬مكلفا‪ J‬أن ينزل بئرا‪ ، J‬فلما نزل زلت قدمه فسقط ف البئر فمات ‪ ،‬فل ضمان على المر‪،‬‬
‫لن النازل بالغ عاقل ‪ ،‬إل إذا كان المر يعلم أن ف البئر ما يكون سببا‪ J‬للهلك ول يبه ‪ ،‬فعليه الضمان‪ ،‬لنه‬
‫غره ‪ ،‬وكذلك لو كان ف البئر حية ‪.‬‬
‫باب موجب القصاص فيما دون النفس‬
‫أي ‪ :‬فكما أن القصاص يكون بالنفس يكون فيما دونا لقوله تعال ) ‪F‬و‪F‬كت‪)F‬ب‪6‬ن‪F‬ا ‪F‬عل‪)F‬ي ‪E‬ه )م ف‪F E‬يها أ‪G F‬ن الن‪) 6G‬فس ب‪E‬الن‪) 6G‬ف ‪E‬‬
‫س‬ ‫‪F‬‬
‫اص ( ‪.‬‬ ‫الر ‪E‬‬ ‫ف ‪F‬و )ال‪D‬ذ‪F D‬ن ب‪) E‬ال‪D‬ذ‪E D‬ن ‪F‬و ‪O‬‬
‫الس ‪G‬ن ب‪O E‬‬ ‫ف ب‪) E‬ال‪F‬ن) ‪E‬‬ ‫ي ب‪E‬ال) ‪F‬ع ) ‪E‬‬
‫ص •‬ ‫وح ق ‪F‬‬
‫الس ‪O‬ن ‪F‬و )‪F DD‬‬ ‫ي ‪F‬و )ال‪F‬ن) ‪F‬‬ ‫‪F‬وال) ‪F‬ع ) ‪F‬‬
‫أقيد به ف الطرف والراح ومن ل فل ‪.‬‬ ‫‪ ‬فمن ‪F‬‬
‫أقيد بأحد ف النفس ‪F‬‬
‫الطرف ‪ :‬هو العضاء والجزاء من البدن ‪ ،‬كاليد ‪ ،‬والرجل ‪ ،‬والعي ‪ ،‬والنف ‪ ،‬والذن ‪ ،‬والسن‪ ، 6‬والذكر ‪.‬‬
‫والراح ‪ :‬هي الشقوق ف البدن ‪ :‬مثل جرح يد إنسان أو ساقه ‪ ،‬أو فخذه ‪ ،‬أو صدره ‪ ،‬أو ظهره ‪.‬‬
‫فالقصاص ف الطرف والروح فرع عن القصاص ف النفس ‪ ،‬فلو أن حرا‪ J‬قطع يد عبد ‪ ،‬فإنه ل يقطع الر ‪ ،‬لن‬
‫الر ل يقتل بالعبد ‪ ،‬ولو أن مسلما‪ J‬قطع يد كافر ‪ ،‬فل يقطع به السلم ‪ ،‬لن السلم‪ 6‬ل يقتل بكافر ‪ ،‬فإذا ل‬
‫يقتص به ف كله ل يقتص به ف جزئه ‪.‬‬
‫‪ ‬ول يب إل با يوجب القود ف النفس وهو أن يكون عمدا‪ ، J‬فل قود ف الطأ ول ف شبه العمد ‪.‬‬
‫فإذا قطع أحد يد أحد عمدا‪ J‬وعدوانا‪ ، J‬قطعنا يده وإل فل ‪ ،‬فإن قطع يده خطأ فإنه ل يقطع ‪.‬‬
‫‪ ‬والقصاص فيما دون النفس نوعان ‪ :‬ف الطرف ‪ ،‬وف الراح ‪:‬‬
‫الول ف الطرف ‪:‬‬
‫فتؤخذ العي بالعي ‪ :‬أي ‪ :‬اليمن باليمن واليسرى باليسرى ‪.‬‬
‫والذن بالذن ‪ :‬اليمن باليمن واليسرى باليسرى ‪.‬‬
‫والسن بالسن ‪ :‬الثنية بالثنية ‪ ،‬والرباعية بالرباعية ‪ ،‬والعليا بالعليا ‪ ،‬والسفلى بالسفلى‪. 6‬‬
‫وال‪)F‬فن بالفن ‪ :‬وهو غطاء العي ‪ ،‬الين بالين ‪ ،‬والعلى بالعلى ‪ ،‬واليسر باليسر ‪.‬‬
‫الش فه بالشفة ‪ :‬وهي حافة الفم ‪ .‬العليا بالعليا والسفلى‪ 6‬بالسفلى ‪.‬‬ ‫و ‹‬
‫واليد باليد ‪ :‬اليمن باليمن واليسرى باليسرى ‪.‬‬
‫والرجل بالرجل ‪ :‬اليمن باليمن واليسرى باليسرى ‪.‬‬
‫والصبع بالصبع ‪ :‬فالبام بالبام ‪ ،‬والين بالين ‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫والصية بالصية ‪ :‬اليمن باليمن واليسرى باليسرى ‪.‬‬
‫ف ‪F‬و )ال‪D‬ذ‪F D‬ن ب‪) E‬ال‪D‬ذ‪E D‬ن‬
‫ف ب‪) E‬ال‪F‬ن) ‪E‬‬ ‫ي ب‪E‬ال) ‪F‬ع ) ‪E‬‬
‫ي ‪F‬و )ال‪F‬ن) ‪F‬‬ ‫والصل ف ذلك قوله تعال ) ‪F‬و‪F‬كت‪)F‬ب‪6‬ن‪F‬ا ‪F‬عل‪)F‬ي ‪E‬ه )م ف‪F E‬يها أ‪G F‬ن الن‪) 6G‬فس ب‪E‬الن‪) 6G‬ف ‪E‬‬
‫س ‪F‬وال) ‪F‬ع ) ‪F‬‬ ‫‪F‬‬
‫اص ( ‪.‬‬ ‫الر ‪E‬‬ ‫الس ‪G‬ن ب‪O E‬‬
‫ص •‬ ‫وح ق ‪F‬‬
‫الس ‪O‬ن ‪F‬و )‪F DD‬‬ ‫‪F‬و ‪O‬‬
‫‪ ‬ويشتط للقصاص ف الطرف ثلثة شروط ‪ ] :‬هذه شروط زائدة عما سبق من الشروط الربعة [ ‪.‬‬
‫الول ‪ :‬المن‪ 6‬من اليف ‪.‬‬
‫وذلك بأن يكون القطع من مفصل أو له حد ينتهي إليه ‪ ،‬فإن ل يكن كذلك ل يز القصاص ‪.‬‬
‫فلو أن رجل‪ J‬قطع يد رجل من نصف الذراع فل يقتص منه ‪ ،‬لن القطع ليس من مفصل ‪ ،‬لعدم إمكان الماثلة‬
‫‪.‬‬
‫الشرط الثاني ‪ :‬التماثل بي عضوي الان والن عليه ف السم والوضع ‪.‬‬
‫ف الوضع ‪ :‬يي بيمي ‪ ،‬وف السم ‪ :‬خنصر بنصر ‪ ،‬فل تؤخذ يي بيسار ول يسار بيمي من اليدي‬
‫والرجل والعي والذان ونوها ‪ ،‬ول تؤخذ خنصرا‪ J‬ببنصر ‪.‬‬
‫لن كل واحد منها يتص باسم ‪ ،‬وله منفعة خاصة ‪ ،‬فل تاثل ‪.‬‬
‫‪ ‬ل يوز ولو تراضيا بذلك ‪.‬‬
‫الشرط الثالث ‪ :‬استواء العضوين من الان والن عليه ف الصحة والكمال ‪.‬‬
‫فل يؤخذ يد صحيحة بيد شلء‪ ،‬أو رجل صحيحة برجل شلء‪ ،‬ول تؤخذ عي صحيحة بعي قائمة ‪ -‬وهي‬
‫الت بياضها وسوادها صافيان غي أنا ل تبصر ‪ -‬لعدم التساوي‪ ،‬ول يؤخذ لسان ناطق بلسان أخرس‪.‬‬
‫مثال ‪ :‬إذا كانت يد الان سليمة ‪ ،‬ويد الن عليه مشلولة ‪ ،‬فإنه ل يؤخذ يد الان بيد الن عليه ‪ ،‬فل‬
‫قصاص ‪ ،‬لن يد الان أكمل ‪.‬‬
‫وإذا كانت عي الان صحيحة ‪ ،‬وعي الن عليه قائمة ‪ ،‬فل قصاص ‪ ،‬لعدم التساوي ‪.‬‬
‫‪ ‬ويؤخذ العضو الناقص بالعضو الكامل ‪ ،‬فتؤخذ الشلء بالصحيحة ‪ ،‬وناقصة الصابع بكاملة الصابع ‪،‬‬
‫لن القتص يأخذ بعض حقه فل حيف ‪ ،‬وإن شاء أخذ الدية بدل القصاص ‪.‬‬
‫‪ ‬وأما القصاص ف الراح ‪:‬‬
‫فيقتص ف كل جرح ينتهي إل عظم ‪ ،‬لمكان الستيفاء فيه بل حيف ول زيادة ‪.‬‬
‫وذلك كالوضحة ‪ :‬وهي الت توضح العظم ف الرأس والوجه خاصة ‪ ،‬فإذا جن شخص على آخر عمدا‪، J‬‬
‫وكشط جلد رأسه ولمه حت وصل إل العظم فإنه يقتص منه ‪ ،‬لنه جرح ينتهي إل عظم ‪.‬‬
‫وكذلك جرح العضد والساق والفخذ‪ 6‬والقدم ‪.‬‬
‫لن الذي ل ينتهي إل عظم فل يكن القصاص منه ‪.‬‬
‫فل قصاص ف الاشة ‪ :‬هي الرح الذي يبز العظم ويهشمه ‪ ،‬فهذه ل قصاص فيها ‪.‬‬
‫ول ف الن ‪O‬قل‪F‬ة ‪ :‬وهي الت تشم الرأس وتنقل العظام ‪.‬‬
‫ول ف الأمومة ‪ :‬هي الشجة الت تصل إل جلدة الدماغ ‪.‬‬
‫مقدار الديات‬
‫الديات جع ‪E‬دي‪F‬ة ‪ ،‬وهي ‪ :‬الال الؤ‪G‬دى إل الن عليه أو وليه بسبب الناية كما سبق ‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫فقوله ) الؤدى إل الن عليه ( هذا فيما إذا كانت الناية فيما دون النفس ‪.‬‬
‫) أو وليه ( فيما إذا كانت الناية بالنفس – وفيما إذا كانت الناية فيما دون النفس لكن الن عليه غي‬
‫مكلف ) كأن يكون صغيا‪ J‬أو منونا‪. ( J‬‬
‫‪ ‬والصل ف وجوبا الكتاب والسنة والجاع ‪.‬‬
‫قال تعال ) ‪F‬و‪F‬ما ‪F‬كا ‪F‬ن ل‪D E‬م )ؤ‪E‬م ‪T‬ن أ‪) F‬ن ي‪) 6F‬قت‪F D‬ل ‪D‬م )ؤ‪E‬منا‪ J‬إ‪GE‬ل ‪F‬خط‪F‬أ‪F J‬و‪F‬م )ن ق‪6F‬ت‪F F‬ل ‪D‬م )ؤ‪E‬منا‪F J‬خط‪F‬أ‪ J‬ف‪6F‬ت‪) F‬ح ‪E‬ر ‪D‬ير ‪F‬رق‪6F‬ب‪T F‬ة ‪D‬م )ؤ‪E‬من‪T F‬ة ‪F‬و‪E‬دي‪F‬ة• ‪D‬م ‪F‬سل‪F G‬مة• إ‪F E‬ل‬
‫أ )‪F‬هل‪E E‬ه ‪. ( ...‬‬
‫وأما ف السنة ‪ :‬فورد عدة أحاديث سبق بعضها ‪.‬‬
‫وأجع العلماء على وجوبا ‪.‬‬
‫م ‪ /‬والديات للنفس وغيرها قد فصلت في حديث عمرو بن شعيب ) أن النبي ‪ ‬كتب إلى أهل اليمن‬
‫وفيه ‪ :‬أن من اعتبط مؤمنا‪ S‬قتل‪ S‬عن بينة فإنه قود إل أن يرضى أولياء المقتول ‪ ....‬الحديث ( ‪.‬‬
‫‪-------------‬‬
‫ذكر الصنف – رحه ال – حديث عمرو بن شعيب )أن النب ‪ ‬كتب إل أهل اليمن وفيه ‪ :‬أن من اعتبط‬
‫مؤمنا‪ J‬قتل‪ J‬عن بينة فإنه قود إل أن يرضى أولياء القتول ‪ ...‬الديث( وقد رواه النسائي ف الكبى والاكم‬
‫وصححه ‪ ،‬وقد صححه قوم وضعفه آخرون ‪ ،‬قال ابن عبد الب ‪ :‬هذا كتاب مشهور عند أهل السي‪ ،‬معروف‬
‫عن أهل العلم معرفة تغن عن السناد‪ ،‬لنه أشبه التواتر‪ ،‬لتلقي الناس له بالقبول والعرفة ‪.‬‬
‫]من اعتبط مؤمنا‪ :[S‬أي ‪ :‬قتله من غي ‪E‬‬
‫موجب ‪ ،‬أي ‪ :‬قتله ظلما‪] ، J‬عن بي‪R‬نة[‪ :‬أي ‪ :‬قامت البي‹نة على معرفة القاتل ‪] ،‬فإنه قود[‪ :‬أي‬ ‫‪U‬‬
‫فحكمه القصاص ‪.‬‬
‫‪ ‬الديث دليل على ثبوت القصاص إذا ق‪D‬ت‪E‬ل السلم عمدا‪ J‬وعدوانا‪ J‬إل أن يرضى أولياء القتول بالدية ‪ ،‬وقد‬
‫يودى وإما أن ي‪D‬قاد( متفق عليه‪.‬‬ ‫‪E‬‬
‫قتيل فهو بي النظرين إما أن ‪F‬‬‫سبق حديث أب هريرة )ومن ق‪D‬تل له •‬
‫‪ ‬الديث دليل على أن القود ل يب إل بالقتل العمد ‪.‬‬
‫س(‪.‬‬‫لقوله تعال ) ‪F‬و‪F‬كت‪)F‬ب‪6‬ن‪F‬ا ‪F‬عل‪)F‬ي ‪E‬ه )م ف‪F E‬يها أ‪G F‬ن الن‪) 6G‬فس ب‪E‬الن‪) 6G‬ف ‪E‬‬
‫‪F‬‬
‫ولقوله ‪ ) ‬ل يل دم امرىء مسلم إل بإحدى ثلث ‪ :‬النفس بالنفس ‪ ( ...‬متفق عليه ‪.‬‬
‫‪ ‬أن القصاص يسقط إذا عفا ورثة القتول ‪ ،‬إما أن يعفو مانا‪ ، J‬أو يعفو إل دية ‪ ،‬أو بالصالة بأكثر من‬
‫الدية ‪.‬‬
‫‪ ‬الديث دليل على أن الدية الكاملة ف النفس هي مائة• من البل ‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫النفس ‪ :‬الدية‪ U‬مائة‪ S‬من البل ‪.‬‬ ‫م ‪ /‬وإ _ن في‬
‫‪-------------‬‬
‫الديث دليل على أن دية النفس مائة من البل ‪ ،‬والراد دية الر السلم ‪ ،‬ويشهد لذا حديث القسامة وفيه‬
‫) ‪ ....‬فوداه النب ‪T ‬‬
‫بائة من إبل الصدقة ( ‪.‬‬
‫فقوله ) الر ( نرج العبد الملوك فديته قيمته ‪.‬‬
‫وقوله ) السلم ( نرج الكافر فديته تتلف كما سيأت ‪.‬‬
‫‪ ‬وهذا يشمل الصغي والكبي والعاقل والنون والعال والاهل ‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫وتكون ف العمد وشبه العمد مغلظ‪6‬ة‪ ) : 6‬خس وعشرون بنت ماض ‪ ،‬وخس وعشرون بنت لبون ‪ ،‬وخس‬
‫وعشرون حقة ‪ ،‬وخس وعشرون جذع‪6‬ة ( ‪.‬‬
‫وف القتل الطأ تكون مففة ) عشرون بنت لبون ‪ ،‬وعشرون بنت ماض ‪ ،‬وعشرون حقة ‪ ،‬وعشرون جذعة ‪،‬‬
‫وعشرون بنت ماض ( ‪.‬‬
‫‪ ‬أما الرأة فديتها على النصف من دية الرجل السلم ‪.‬‬
‫قال القرطب ف تفسيه ‪ :‬وأجع العلماء على أن دية الرأة على النصف من دية الرجل ‪.‬‬
‫فائدة ‪ :‬قاعدة ‪ :‬دية الرأة على النصف من الرجل وهذا فيما فوق الثلث ‪ ،‬أما م‪66‬ا دون الثل‪66‬ث فيس‪66‬توي في‪6‬ه ال‪66‬ذكر‬
‫والنثى ‪.‬‬
‫مثال ‪ :‬ثلث الدية ‪ 33‬بعيا‪ J‬وثلث ‪ ،‬مثال ‪ :‬لو قطع أصبعا‪ J‬من امرأة ففيها عشر من البل ‪ ،‬وكذا لو قط‪66‬ع إص‪66‬بعا‪J‬‬
‫رجل فيه عشر من البل ‪.‬‬ ‫من ‪D‬‬
‫رجل فيه خس كذلك ‪.‬‬ ‫مثال ‪ :‬لو أتلف سنا‪ J‬من امرأة ففيه خس من البل ‪ ،‬وكذا لو أتلف سنا‪ J‬من ‪D‬‬
‫مثال ‪ :‬لو قطع ‪ 4‬أصابع من امرأة فيه ‪ 20‬من البل ‪ ،‬نصف الرجل لنا فوق الثلث ‪.‬‬
‫‪ ‬دية الكتاب ‪.‬‬
‫دية الر الكتاب نصف دية السلم‪ ) . 6‬فتكون ديته خسي من البل ( ‪.‬‬
‫لديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ) أن النب ‪ ‬قضى بأن ‪F‬ع ‪F‬ع )ق ل أهل الكتاب نصف عقل‪ 6‬السلمي (‬
‫رواه أبوداود ‪.‬‬
‫ومعن‪F ) 6‬ع )قل‪ 6‬أهل الكتاب ( أي ‪ :‬ديتهم ‪ ،‬وسيت ع )قل‪ ، J‬لن من عادتم أن دافع الدية يأت بالبل إل بيت‬
‫من هي له ‪ ،‬ويعقلها ‪.‬‬
‫‪ ‬ونساؤهم على النصف من ذلك ‪ ،‬فدية الكتابيات كاليهودية والنصرانية نصف دية الرجال منهم ‪ ،‬وهذا‬
‫ممع عليه ‪ ،‬فتكون ديتها خسا‪ J‬وعشرين من البل ‪.‬‬
‫‪ ‬دية الوسي والوثن ‪.‬‬
‫دية الوسي والوثن ثانائة دره‪6‬م ‪.‬‬
‫) الوسي ( هو الذي ل كتاب له ) والوثن ( هو عابد الوث‪6‬ان ‪.‬‬
‫هذا قضاء عمر وعلي وابن مسعود ‪.‬‬
‫ودية الني – ذكرا‪ J‬أو أنثى – ع )شر دية ‪E‬‬
‫أمه غ‪D‬رة ‪.‬‬ ‫‪D D‬‬
‫دية أمه ‪ ,‬يعن ‪ :‬خس من البل ‪) ،‬فأمه‬ ‫فإذا جن النسان على الني أو على أمه وسقط ميتا‪ J‬فإن ديته ع )شر ‪E‬‬
‫إذا كانت حرة مسلمة فديتها خسون من البل ‪ ،‬ع‪) D‬ش ‪D‬رها ‪ :‬خس من البل( ‪.‬‬
‫لديث أب هريرة قال )اقتتلت امرأتان من هذي)ل‪ ،‬فرمت إحداها الخرى بجر فقتلتها وما ف بطنها‪ ،‬فاختصموا‬
‫أمة‪ ،‬وقضى بدية الرأة على عاقلتها( متفق عليه‬ ‫إل رسول ال ‪ ،‬فقضى أن دية جنينها غرة عبد أو ‪F‬‬
‫لكن هذا مشروط‪ 6‬بشرطي ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬أن يتبي ف الني خ )لق إنسان ‪ ،‬فإن ل يتبي فيه خلق إنسان فالناية هدر ‪.‬‬
‫ن على امرأة‪ T‬وف بطنها جني ل يل‹ )ق ) كما لو كان له شهران ( فالناية هدر ل يب فيها شيء ‪.‬‬
‫مثال ‪ :‬لو ‪D‬ج ‪F‬‬
‫] يتبي فيه خ)لق إنسان بعد ] ‪ [ 81‬يوما‪. [ J‬‬

‫‪48‬‬
‫الثاني ‪ :‬أن ل يرج حيا‪ ، J‬فإن خرج حيا‪ J‬فمات فتجب الدية كاملة ‪.‬‬
‫ب ج ‪A‬دعا‪ : S‬الدية ‪ ،‬وفي اللسان الدية ‪ ،‬وفي ال _ذ ‪U‬كر الدية ‪.‬‬ ‫‪9‬‬
‫م ‪ /‬وفي النف إذا أوع ‪U‬‬
‫‪-------------‬‬
‫‪D‬وعب ج )دعا‪ [ J‬بضم المزة بعن ‪ :‬است‪E D‬‬
‫وعب جدعه فقطع واستأصل بأكمله‪. 6‬‬ ‫‪E‬‬
‫)‬ ‫] إذا أ ‪F F F‬‬
‫‪ ‬الديث دليل على أن ما ف النسان منه شيء واحد ففيه الدية كاملة كالنف واللسان والذكر ‪.‬‬
‫‪E‬‬
‫باستئصاله ‪ ،‬ويشهد لذا حديث عبد ال بن عمرو وفيه‬ ‫أما النف فقد أجع العلماء على وجوب الدية كاملة‬
‫دع الدية كاملة ( رواه أبو داود‪ ،‬ولن النف عضو فيه جال ظاهر‪ ،‬ومنفعة‬ ‫) ‪ ...‬وقضى النب ‪ ‬ف النف إذا ‪D‬ج ‪F‬‬
‫كاملة ‪ ،‬فمن جن عليه ‪ ،‬فقد جن عليه وعلى منفعته ‪.‬‬
‫وكذا اللسان ‪ :‬فقد أجع العلماء على أن وجوب الدية كاملة ف قطع لسان الكبي الناطق ‪ ،‬ويشهد لهذا شيئان‬
‫‪:‬‬
‫الول ‪ :‬ما روي عن علي أنه قال ) ف اللسان الدية ( ‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬ما ورد ف مرسل سعيد بن السيب ) أن السنة قد مضت أن ف اللسان الدية ( ‪.‬‬
‫وكذا الذكر ‪ :‬فقد أجع العلماء على وجوب الدية كاملة ‪.‬‬
‫م ‪ /‬وفي الشفتين الدية ‪.‬‬
‫‪-------------‬‬
‫الديث دليل على أن ف الشفتي الدية وهذا أمر ممع عليه أيضا‪. J‬‬
‫البيضتين الدية ‪.‬‬
‫‪A‬‬ ‫م ‪ /‬وفي‬
‫‪-------------‬‬
‫] وف البيضتي الدية [ أي ‪ :‬الصيتي ‪.‬‬
‫الديث دليل على أن ف البيضتي الدية ‪ ،‬وقد أجع العلماء على ذلك ‪.‬‬
‫ولنما فيهما منفعة ظاهرة ‪.‬‬
‫م ‪ /‬وفي الصلب الدية ‪.‬‬
‫‪-------------‬‬
‫العجب بأسفل البدن ) العمود الفقري ( ‪.‬‬
‫ص)لب [ هو عظم من لدن الكاهل إل )‬
‫] وف ال ‪º‬‬
‫الديث دليل على وجوب الدية ف كسر الصلب إذا ل ‪F‬ي ‪D‬ب ‪ ،‬وهذا قول المهور ‪.‬‬
‫ولن الصلب‪ 6‬عضو ليس ف البدن مثله ‪ ،‬وفيه جال ومنفعة ‪.‬‬
‫م ‪ /‬وفي العينين الدية ‪.‬‬
‫‪-------------‬‬
‫الديث دليل على وجوب الدية كاملة ف إتلف العيني ‪ ،‬وقد أجع العلماء على ذلك ‪.‬‬
‫ويشهد له حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا‪ ... ) J‬وقضى ف العي نصف الع )قل خسون من‬
‫البل ( رواه أبو داود ‪.‬‬
‫م ‪ /‬وفي ال ‪ƒ‬ر‪9‬جل الواحدة نصف الدية ‪.‬‬
‫‪-------------‬‬

‫‪49‬‬
‫‪ ‬الديث دليل على وجوب نصف الدية ف قطع ‪E‬‬
‫الرجل الواحدة ‪ ،‬وقد أجع العلماء على أن ف الرجلي‬
‫الدية كاملة ‪ ،‬وف الرجل الواحدة نصف الدية ‪.‬‬
‫الوجب للدية ف الرجل هو القطع من مفصل‪ 6‬الكعب وما زاد على هذا فهو موضع خلف بي العلماء‬ ‫‪ ‬و ‪E‬‬
‫هل فيه الدية أو مع الدية حكومة ‪.‬‬
‫م ‪ /‬وفي المأمومة ثل&ث الدية ‪.‬‬
‫‪-------------‬‬
‫] وف الأمومة [ هي الشجة الت بلغت إل أم الدماغ ‪ ،‬وأم الدماغ جلدة رقيقة فوق الدماغ ‪.‬‬
‫الديث دليل على أن ف الأمومة ثلث الدية ‪ ) .‬ثلث وثلثون بعيا‪ J‬وثلث البعي ( وثلث البعي ل يتبعض‬
‫فيؤخذ من الدراهم ‪.‬‬
‫م ‪ /‬وفي الجائ ‪U‬فة‪ 9‬ثلث الدية ‪.‬‬
‫‪-------------‬‬
‫] وف الائفة [ وهي ‪ :‬الت تصل إل جوف البطن ‪ ،‬وعلى هذا فهي خاصة بالبطن ‪ ،‬وقيل ‪ :‬هي الت تصل إل جوف العضو الوف‬
‫كالبطن والصدر والظهر والورك وغيها ما له جوف ‪.‬‬
‫الديث دليل على أن ف الائفة ثلث الدية ‪.‬‬
‫‪ ) ‬هذا ما ل يصل إل الوت ‪ ،‬فإن وصل إل الوت ففيه الدية كاملة ( ‪.‬‬
‫م ‪ /‬وفي المن ‪R‬قلة خمس عشرة من البل ‪.‬‬
‫‪-------------‬‬
‫] وف الن‪O 6F‬قل‪F‬ة [ وهي ‪ :‬الشجة الت تكسر العظم وتزيله وتنقله عن مكانه ‪.‬‬
‫‪D‬‬
‫الدث دليل على أن ف النقلة ) ‪ ( 15‬خس عشرة من البل ‪ ،‬وقد أجع العلماء على هذا ‪.‬‬
‫عشر من البل ‪.‬‬ ‫‪9‬‬ ‫م ‪ /‬وفي ‪9‬‬
‫كل إصبع من أصابع اليد والرجل *‬
‫‪-------------‬‬
‫الديث دليل على أن كل إصبع من أصابع اليدين أو الرجلي عشر من البل ‪ ،‬وعلى هذا ‪ :‬فإن ف الصابع‬
‫الدية ‪ ،‬ولو قطع أصابع اليدين والرجلي فديتان ‪.‬‬
‫‪ ‬ومن هذا نستفيد أن الدية غي مق ‹درة بالنفع ‪ ،‬ولو كانت مقدرة بالنفع لكان نفع النصر من ‪E‬‬
‫الرجل ل‬
‫يساوي شيئا‪ J‬لنفع البام من اليد ‪ ) ،‬فالنصر من الرجل فيه كما ف البام من اليد ( ‪.‬‬
‫خمس من البل ‪.‬‬
‫*‬ ‫م ‪ /‬وفي السن‬
‫‪-------------‬‬
‫الديث دليل على أن دية السن خس من البل ‪ ،‬ففي كل سن خس من البل ولو اختلفت‪ 6‬منافعها ‪.‬‬
‫‪ ‬وعلى هذا فيكون ف جيع السنان ) ‪ ( 160‬بعيا‪. J‬‬
‫‪9‬‬
‫الموض ‪U‬حة خمس* من البل ‪.‬‬ ‫م ‪ /‬وفي‬
‫‪-------------‬‬
‫] وف ‪E‬‬
‫الوض ‪F‬حة [ هي ال‪)F‬ر ‪F‬حة الت تبز العظم وتزيل عنه اللحم‪. 6‬‬
‫الديث على أن ف الوضحة خس من البل ‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫م ‪ /‬وإن الرجل يقتل بالمرأة ‪.‬‬
‫‪-------------‬‬
‫الديث دليل على أن الرجل يقتل بالرأة ‪ ،‬وقد سبقت السألة وأدلتها ‪.‬‬
‫‪ ‬استنبط العلماء من هذا الديث ‪ :‬قاعدة ‪ :‬أن ما ف النسان منه شيء واحد ففيه الدية كاملة ‪ ،‬وما ف‬
‫النسان منه شيئان ففيه الدية وف كل واحد منهما نصف الدية ‪:‬‬
‫فالنف واللسان وال ‹ذ ‪F‬كر ‪ :‬دية ‪.‬‬
‫الرجلي والليتي فيهما الدية ‪ ،‬وف أحدها‬
‫وف العيني والذني والشفتي واللحيي وثديي الرأة ‪ ،‬واليدين و )‬
‫نصفها ‪.‬‬
‫كتاب الحدود ‪.‬‬
‫تعريف الحدود ‪ :‬جع حد والد لغة ‪ :‬الجز والفصل‪. 6‬‬
‫واصطلحا‪ : S‬عقوبة مقدرة شرعا‪ J‬لنع الناة من العود إل العاصي وزجر غيهم وتكفي ذنب صاحبها ‪.‬‬
‫قوله ) مقدرة شرعا‪ ( J‬خرج به العقوبة الت قدرها القاضي كالتعزير ‪.‬‬
‫‪ ‬فالكمة من الدود ‪:‬‬
‫أول‪ : S‬ردع العصاة ومنع انتشار الفساد ‪.‬‬
‫ثانيا‪ : S‬التكفي والتطهي للعاصي ‪.‬‬
‫م ‪ /‬ل ح ‪R‬د إل على مكلف ‪.‬‬
‫‪-------------‬‬
‫أي ‪ :‬أن الد ل يب إل على مكلف وهو البالغ العاقل ‪.‬‬
‫قال ف الشرح ‪ :‬أما البلوغ والعقل‪ 6‬فل خلف ف اعتبارها ف وجوب الد وصحة القرار ‪.‬‬
‫لديث ) رفع القلم‪ 6‬عن ثلثة ‪ :‬عن الصب حت يبلغ ‪ ،‬وعن النون حت يفيق ( ‪.‬‬
‫وف حديث ابن عباس – ف قصة ماعز – ) أن النب ‪ ‬سأل قومه ‪ :‬أمنون هو ؟ قالوا ‪ :‬ليس به بأس ‪.‬‬
‫وف رواية ) أنه سأل عنه ‪ ،‬أمنون هو ؟ قالوا ‪ :‬ليس به بأس ( ‪.‬‬
‫ولنما ل قصد لما ‪.‬‬
‫م ‪ /‬ملتزم ‪.‬‬
‫‪-------------‬‬
‫أي ‪ :‬ملتزم لحكام السلمي ‪ ،‬وهو السلم والذمي ‪.‬‬
‫ودليل ذلك حديث ابن عمر ) أن رسول ال ‪ ‬رجم اليهوديي لا زنيا ( متفق عليه ‪.‬‬
‫م ‪ /‬عالم بالتحريم ‪.‬‬
‫‪-------------‬‬
‫هذا الشرط الثالث ‪ :‬وهو أن يكون عالا‪ J‬بالتحري ‪.‬‬
‫فإن كان جاهل‪ ، J‬كحديث عهد بالسلم ‪ ،‬أو ناشئ ف بادية بعيدة عن السلمي فل ح ‹د عليه ‪ ،‬لن الد‬
‫يدرأ بالشبهة ‪ ،‬والهل بالشبهة ‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫وقد قال تعال ) ربنا ل تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ( ‪ .‬جاء ف الديث عن ال تعال ) قد فعلت ( ‪.‬‬
‫وقال عمر وعلي وعثمان ) ل حد إل على من علم‪6‬ه ( ‪.‬‬
‫‪ ‬ل يشتط أن يكون عالا‪ J‬بالعقوبة ‪.‬‬
‫فلو سرق – وهو يعلم أنه حرام – لكنه ل يعلم أن ف السرقة قطع اليد ‪ ،‬فإنه يقام عليه الد ‪.‬‬
‫قال ابن القيم ف فوائد حديث ماعز ‪ :‬فيه أن الهل بالعقوبة ل يسقط الد إذا كان عالا‪ J‬بالتحري ‪ ،‬فإن ماعزا‪J‬‬
‫ل يعلم أن عقوبته القتل ‪ ،‬ول ي‪D‬سقط هذا الهل الد عنه ‪.‬‬
‫م ‪ /‬ل يقيمه إل المام أو نائبه ‪.‬‬
‫‪-------------‬‬
‫لن النب ‪ ‬كان يقيم الد ف حياته وخلفاؤه بعده ‪.‬‬
‫ولن إقامة الد من غي المام أو نائبه فيها مفاس‪6‬د ‪.‬‬
‫اليف ف استيفائه ‪.‬‬ ‫ولجل أن يؤمن )‬
‫ول يلزم حضور المام ‪ :‬لقوله ‪ ) ‬واغد يا أنيس إل امرأة ه‪6‬ذا فإن اعتفت فارجه‪6‬ا ( ‪.‬‬
‫وأمر برجم ماعز ول يض‪6‬ر ‪.‬‬
‫‪ ‬وينبغي للمام أن ينوي بإقامة الد أمورا‪ J‬ثلثة ‪:‬‬
‫أول‪ : S‬المتثال لمر ال عز وجل ف إقامة الدود ‪.‬‬
‫ثانيا‪ : S‬أن ينوي رفع الفساد ‪.‬‬
‫ثالثا‪ : S‬أن ينوي إصلح اللق ‪.‬‬
‫م ‪ /‬إل السيد ‪ ،‬فإن له إقامته بالجل‪A‬د خاصة على ‪9‬‬
‫رقيقه ‪.‬‬
‫‪-------------‬‬
‫أي ‪ :‬أن السيد له أن يقيم الد على رقيقه إذا كان الد جلدا‪. J‬‬
‫لديث أب هريرة ‪ .‬قال ‪ :‬سعت رسول ال ‪ ‬يقول ) إذا زنت ‪F‬أم‪6‬ة‪ D‬أح‪6‬دكم فتبي زناها فليجلدها ال ‹د ‪( ...‬‬
‫متفق عليه ‪.‬‬
‫وعن علي ‪ .‬قال ‪ :‬قال ‪ ) ‬أقيموا الدود على ما ملكت‪ 6‬أيانكم ( رواه أبو داود وف سنده ضعف ‪ ،‬وقد‬
‫أخرجه مسلم‪ 6‬موقوفا‪ J‬على علي ‪ ،‬وظاهره أن للسيد إقامة حد السرقة والشرب‪. 6‬‬
‫والظهر ‪ :‬أن الد الذي يوز للسيد أن يقيمه على عبده هو الد الذي ليس فيه إتلف عضو ول نفس وهو‬
‫اللد ‪ ،‬لنه أقرب إل التأديب ‪ ،‬وللسيد تأديب رقيقه ‪.‬‬
‫م ‪ /‬وحد الرقيق في الجلد ‪ :‬نصف حد الحر ‪.‬‬
‫‪-------------‬‬
‫اح ‪F‬ش ‪T‬ة ف‪F 6F‬عل‪)F‬ي ‪E‬ه ‪G‬ن‬
‫ص ‪G‬ن ( يعن الماء ) ف‪EF‬إ )ن أ‪F‬ت‪6F‬ي ب‪FE‬ف ‪E‬‬
‫)‪F‬‬
‫أي ‪ :‬أن الرقيق إذا زنا فإنه يلد خسي لقوله تعال )ف‪EF‬إذ‪F‬ا أ‪D‬ح ‪E‬‬
‫)‬
‫اب ( وإذا ثبت التنصيف ف حق ال ‪FF‬مة فإنه يقاس عليها الرقيق ‪.‬‬ ‫ن‪E‬صف ما عل‪F‬ى ال)محصن‪E F‬‬
‫ات ‪E‬من ال)ع ‪F‬ذ ‪E‬‬
‫‪F F‬‬ ‫) ‪F )D F F D‬‬
‫فوائد ‪:‬‬
‫‪ ‬ل يقام الحد في المسجد ‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫وهذا قول أكثر العلماء ‪.‬‬
‫لديث ابن عباس ‪ .‬أن النب ‪ ‬قال ) ل تقام الدود ف الساجد ول يقتل والد بولده ( رواه التمذي ‪.‬‬
‫ويكن أن يستدل أيضا‪: J‬‬
‫بديث ابن عمر ‪ .‬قال ‪ :‬قال رسول ال ‪ ) ‬من سع رجل‪ J‬ينش‪6‬د ضالة ف السجد فليقل ‪ :‬ل رده ال عليك‪، 6‬‬
‫فإن الساجد ل تب ل‪6‬ذا ( رواه مسلم ‪.‬‬
‫‪ ‬ويضرب الرجل قائما‪ S‬والمرأة جالسة ‪.‬‬
‫‪ o‬يضرب الرجل قائما‪: J‬‬
‫لقول علي ) لكل موضع من السد حظ إل الوجه والفرج ( ‪.‬‬
‫ولن قيامه وسيلة إل إعطاء كل عضو حظه من الض‪6‬رب ‪.‬‬
‫‪ o‬والرأة جالسة ‪ ،‬لن‪6‬ه أست لا ‪.‬‬
‫‪ o‬وتشد عليها ثيابا ‪ :‬لنه ربا مع الضرب تضطرب‪ 6‬وتتح‪6‬رك وتنفك ثيابا ‪.‬‬
‫‪ o‬وتسك يداها ‪ :‬لئل تكشف ‪.‬‬
‫وجاء ف حديث عمران بن حصي قال )فأمر با النب ‪ ‬فشكت عليها ثيابا ث أمر با فرجت(‪ .‬رواه مسلم‬
‫‪ ‬ويكون الجلد بسوط ‪.‬‬
‫بسوط ‪ :‬لقوله ‪ ) ‬إذا شرب فاجلدوه ( واللد إنا يفهم من إطلقه الضرب بالسوط ‪.‬‬
‫‪ ‬ويكون بسوط ل جديد ول ‪U‬خل‪U‬ق ‪.‬‬
‫لن الديد يرح اللد ‪ ،‬والقدي ‪ :‬ل يصل به التأديب الطلوب‪. 6‬‬
‫قال علي ) ضرب بي ضربي ‪ ،‬وسوط بي سوطي ( يعن وسطا‪. J‬‬
‫‪ ‬ول يمد ول يربط ول يجرد ‪.‬‬
‫ل يد ‪ :‬أي على الرض ‪.‬‬
‫ول يربط ‪ :‬أي ل يقيد ‪.‬‬
‫ول يرد من ثيابه ‪.‬‬
‫قال ابن مسعود‪ ) 6‬ليس ف ديننا مد ول قيد ول تري‪6‬د ( ‪.‬‬
‫وجلد أصحاب رسول ال ‪ ‬من ثبت عليه جرية فلم ينقل عن أحد منهم شيء من ذلك ‪.‬‬
‫‪ ‬ويجب أن ي&ي&ت ‪U‬ق ‪U‬ق ى الوجه والرأس والفرج والمقاتل كالقلب والكبد ‪.‬‬
‫الوجه ‪ :‬لقوله ‪ ) ‬إذا ضرب أحدكم فليتقي الوج‪6‬ه ( متفق عليه ‪.‬‬
‫تتقى هذه ‪ :‬لنا مقاتل وليس القصد قتله ‪ ،‬وإنا القصود هو التأديب ‪.‬‬
‫حد الزنا‬
‫م ‪ /‬وهو فعل الفاحشة في ق&ـب&ل ودبر ‪.‬‬
‫‪-------------‬‬
‫ذكر الصنف – رحه ال – تعريف الزنا فقال ‪ :‬وهو فعل الفاحشة ف ق‪6D‬ب‪D‬ل ودبر وزاد بعضهم ‪ :‬من آدمي ‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫قوله ) ف ق‪6D‬ب‪D‬ل ( الراد تغييب الشفة أو قدرها ‪ ،‬أي ‪ :‬تغييب الزان حشفته ‪ ،‬والشفة ‪ :‬القسم الكشوف من‬
‫رأس الذكر بعد التان ‪.‬‬
‫قوله ) ودبر ( أي ‪ :‬تغييب الشفة ف دبر امرأة أجنبية ‪ ،‬فإن هذا يعتب زنا ‪.‬‬
‫قال ابن قدامة ‪ :‬والوطء ف الدبر مثله – أي مثل الوطء ف القبل – ف كونه زنا ‪.‬‬
‫وهذا مذهب‪ 6‬المهور ) أي وطء الرأة ف دبرها يعتب زنا ( ‪.‬‬
‫قوله ) من آدمي ( احتازا‪ J‬من غي الدمي ‪ ،‬بأن يطأ بيمة فل يعتب زنا ‪ ،‬ل لغة ول شرعا‪ ، J‬ول يب فيه الد ‪،‬‬
‫بل يعزر على القول الراجح ‪ ،‬لنه فعل مرما‪ J‬ممعا‪ J‬عليه ‪ ،‬فاستحق العقوبة ‪.‬‬
‫‪ ‬والزنا حرام بالكتاب والسنة والجاع ‪.‬‬
‫س ال‪6EG‬ت ‪6F‬ح ‪G‬ر‪F‬م الل‪6G‬ه‪ D‬إ‪GE‬ل ب‪) 6E‬‬ ‫‪E‬‬ ‫قال تعال ‪E G :‬‬
‫ال‪O F‬ق ‪F‬ول ي‪) 6F‬زن‪6D‬و ‪F‬ن ‪F‬و‪F‬م‪) 6‬ن ي‪) 6F‬ف ‪F‬ع‪) 6‬ل‬ ‫ين ل ي‪) F‬دع‪D‬و ‪F‬ن ‪F‬م ‪F‬ع الل‪G‬ه إ‪F E‬لا‪F J‬‬
‫آخ‪F‬ر ‪F‬ول ي‪) 6F‬قت‪6D‬ل‪D‬و ‪F‬ن الن‪6) 6G‬ف ‪F‬‬ ‫)والذ ‪F‬‬
‫‪F‬‬
‫ك ي‪)6F‬ل ‪F‬ق أ‪F‬ث‪F‬اما‪. (J‬‬ ‫‪E‬‬
‫‪F‬ذل ‪F‬‬
‫اح ‪F‬شة‪F J‬و ‪F‬ساء‪F F‬سب‪E‬يل‪. ( J‬‬ ‫وقال تعال ‪ ) :‬ول ت‪) 6F‬قربوا الزنا إ‪E‬ن‪G‬ه ‪F‬كا ‪F‬ن ف‪E F‬‬
‫‪D‬‬ ‫‪DF F‬‬
‫وعن ابن مسعود قال‪) :‬س‪6‬ألت رس‪66‬ول ال ‪ : ‬أي ال‪6‬ذنب أعظ‪66‬م؟ فق‪6‬ال‪ :‬أن تع‪66‬ل ل ن‪6‬دا‪ J‬وه‪6‬و خلق‪66‬ك‪ .‬قل‪66‬ت‪ :‬ث‬
‫أي؟ قال‪ :‬أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك ‪ .‬قلت‪ :‬ث أي؟ قال‪ :‬أن تزن بليلة جارك( ‪ .‬متفق عليه‪6‬‬
‫حليلة جارك ‪ :‬زوجة جارك ‪.‬‬
‫وقال ‪ ) ‬ل يزن الزان حي يزن وهو مؤمن ( ‪.‬‬
‫قال ابن القيم ‪ :‬ومن خاصيته أنه يوجب الفقر ‪ ،‬ويقصر العم‪66‬ر ‪ ،‬ويكس‪66‬و ص‪6‬احبه س‪6‬واد ال‪6‬وجه وث‪66‬وب الق‪66‬ت بي‬
‫الناس ‪.‬‬
‫ومن خاصيته أيض‪6‬ا‪ : J‬أن‪6‬ه يش‪6‬تت القل‪66‬ب ‪ ،‬ويرض‪6‬ه إن ل يت‪6‬ه ‪ ،‬ويل‪66‬ب ال‪6‬م وال‪66‬زن وال‪66‬وف ‪ ،‬ويباع‪66‬د ص‪6‬احبه م‪66‬ن‬
‫اللك ‪ ،‬ويقربه من الشيطان ‪.‬‬

‫م ‪ /‬فحد الزنا إن كان محصنا‪ – S‬وهو الذي تزوج ووطئها وهما حران مكلفان – يرجم حتى يموت ‪.‬‬
‫‪-------------‬‬
‫أي ‪ :‬أن حد الزان إذا كان مصنا‪ J‬الرجم حت الوت ] وسيأت بعد قليل من هو الصن [ ‪.‬‬
‫قال ابن قدامة ‪ :‬وجوب الرجم على الزان الصن رجل‪ J‬كان أو امرأة ‪ ،‬وهذا قول عامة أهل العلم من الصحابة‬
‫والتابعي ومن بعدهم من علماء المصار ف جيع العصار ‪ ،‬ول نعلم فيه خلفا‪ J‬إل الوارج ‪.‬‬
‫‪ ‬والرجم ثابت بالكتاب والسنة والجاع ‪.‬‬
‫ف الكتاب ‪ :‬الية النسوخة ‪ ) :‬والشيخ والشيخة إذا زنيا فارجوها البتة ‪. ( ...‬‬
‫وع‪66‬ن عم‪6‬ر ب‪6‬ن الط‪66‬اب ق‪66‬ال ‪ ) :‬إن ال بع‪66‬ث مم‪66‬دا‪ J‬ب‪66‬الق ‪ ،‬وأن‪66‬زل علي‪6‬ه الكت‪66‬اب ‪ ،‬فك‪6‬ان فيم‪6‬ا أن‪66‬زل ال علي‪66‬ه آي‪6‬ة‬
‫الرج‪66‬م ‪ ،‬قرأناه‪66‬ا ووعيناه‪66‬ا وعقلناه‪66‬ا ‪ ،‬فرج‪66‬م رس‪66‬ول ال ‪ ‬ورجن‪66‬ا بع‪66‬ده ‪ ،‬فأخش‪66‬ى إن ط‪66‬ال بالن‪66‬اس زم‪66‬ان أن يق‪66‬ول‬
‫ق‪66‬ائل ‪ :‬م‪66‬ا ن‪66‬د الرج‪66‬م ف كت‪66‬اب ال ‪ ،‬فيض‪66‬لوا ب‪66‬تك فريض‪66‬ة أنزل‪66‬ا ال ‪ ،‬وإن الرج‪66‬م ف كت‪66‬اب ال عل‪66‬ى م‪66‬ن زن إذا‬
‫أحصن من الرجال والنساء ‪ ،‬إذا قامت البينة أو كان البل أو العتاف ( ‪ .‬متفق عليه‪6‬‬

‫‪54‬‬
‫ول الل‪E G‬ه ‪F - ‬و‪D‬ه ‪F‬و ‪E‬ف‬ ‫‪EE‬‬ ‫‪E‬‬
‫ي ‪F‬ر ‪D‬س ‪F‬‬ ‫ورجم النب ‪ ‬ماعزا‪F : J‬ع )ن أ‪FE‬ب ‪D‬ه‪F‬ري)‪F6‬رة‪ F‬رضي ال عنه أ‪F‬ن‪G‬ه‪ D‬ق‪F F‬ال ‪ ) :‬أ‪F‬ت‪F‬ى ‪F‬ر ‪D‬ج •ل م )ن ال) ‪D‬م )سلم ‪6F‬‬
‫إن‬‫ول الل‪E G‬ه ‪O ,‬‬ ‫ض ‪F‬ع)نه‪ . D‬ف‪6F‬ت‪6F‬ن‪G F‬حى ت‪)E‬ل ‪F‬قاء‪F F‬و )ج ‪E‬ه ‪E‬ه ف‪F 6F‬ق ‪F‬ال ‪ :‬ي‪F‬ا ‪F‬ر ‪D‬س ‪F‬‬ ‫ت ‪ ,‬ف‪F‬أ )‪F‬ع‪F‬ر ‪F‬‬ ‫إن ‪F‬زن‪)6F‬ي ‪D‬‬ ‫ول الل‪E G‬ه ‪O ,‬‬ ‫ال) ‪F‬م )س ‪E‬ج ‪E‬د‪ - 6‬ف‪6F‬ن‪F F‬اداه‪ : D‬ي‪F‬ا ‪F‬ر ‪D‬س ‪F‬‬
‫ول الل‪E G‬ه‬‫ات‪F :‬د ‪F‬عاه‪F D‬ر ‪D‬س ‪D‬‬ ‫ات ‪ .‬ف‪6F‬ل‪G F‬ما ‪F‬ش ‪E‬ه ‪F‬د عل‪F‬ى ن‪) 6F‬ف ‪E‬س ‪E‬ه أ‪F‬ربع ‪F‬شهاد ‪T‬‬ ‫ك عل‪F‬ي ‪E‬ه أ‪F‬ربع م‪G‬ر ‪T‬‬ ‫‪E‬‬
‫)‪F F F F‬‬ ‫‪F‬‬ ‫ض ‪F‬ع)نه‪F D‬ح ‪G‬ت ث‪G F6‬ن ذ‪F‬ل ‪F F F ) ) F F‬‬ ‫‪F‬زن‪)6F‬يت ‪ ,‬ف‪F‬أ )‪F‬ع‪F‬ر ‪F‬‬
‫‪E‬‬ ‫ك جن‪D‬و •ن؟ ق‪F F‬ال‪ :‬ل ‪ .‬ق‪F F‬ال ‪ :‬ف‪6F‬هل أ‪D‬ح ‪E‬‬
‫ول الل‪G‬ه ‪ : ‬ا )ذ ‪F‬هب‪D‬وا ب‪E‬ه ف‪) F‬ار ‪D‬ج‪D‬وه‪D‬‬ ‫ص)نت ؟ ق‪F F‬ال ‪ :‬ن‪F 6F‬ع )م ‪ .‬ف‪F 6F‬ق ‪F‬ال ‪F‬ر ‪D‬س ‪D‬‬ ‫‪) )F‬‬ ‫‪E‬‬
‫‪ , ‬ف‪F 6F‬ق ‪F‬ال ‪ :‬أ‪F‬ب ‪D F‬‬
‫( متفق عليه ‪.‬‬
‫ول الل‪E 6G‬ه ‪‬‬ ‫إل رس ‪E‬‬ ‫‪E E‬‬
‫ود ‪F‬ج‪ 6‬اء‪D‬وا ‪6D F 6F‬‬ ‫‪ o‬ورج‪66‬م اليه‪66‬وديي ‪F :‬ع‪) 6‬ن ‪F‬ع)ب‪6‬د الل‪6G‬ه ب)‪E 6‬ن ع‪F D‬م‪F 6‬ر رض‪66‬ي ال عنهم‪66‬ا أ‪F‬ن‪66G‬ه‪ D‬ق‪F 6 F‬ال ‪ ) :‬إ ‪G‬ن ال)ي‪D 6F‬ه‪F 6‬‬
‫ول الل‪E 6G‬ه ‪F : ‬م‪ 6‬ا ‪EF‬ت‪D 6‬دو ‪F‬ن ‪6E‬ف الت‪G) 6‬و‪F‬راة‪6E , E‬ف ‪F‬ش‪ 6‬أ) ‪E‬ن ال‪G‬ر )‪6‬ج ‪E‬م ؟‬ ‫ف‪F 6F‬ذ ‪F‬ك ‪D‬روا ل‪6F‬ه‪ : D‬أ‪G F‬ن )ام‪F 6‬رأ‪JF‬ة ‪E‬م)ن‪D 6‬ه‪) 6‬م ‪F‬و‪F‬ر ‪D‬جل‪F J‬زن‪6F‬ي‪6F‬ا ‪ .‬ف‪F 6F‬ق‪F 6‬ال ‪F‬ل‪) 6D‬م ‪F‬ر ‪D‬س‪D 6‬‬
‫‪E‬‬ ‫‪E‬‬ ‫‪T‬‬ ‫‪E‬‬
‫وها ‪,‬‬‫يه ا آي‪6F‬ة‪ D‬ال‪G‬ر )‪6‬ج ‪E‬م ‪ ,‬ف‪6F‬أ‪F‬ت‪) 6F‬وا ب‪6E‬الت‪G) 6‬و‪F‬راة ف‪6F‬ن‪F F‬ش‪D 6‬ر ‪F‬‬ ‫ض ‪D‬ح ‪D‬ه )م ‪F‬و‪)D‬يل‪D F‬دو ‪F‬ن ‪ .‬ق‪F 6F‬ال ‪F‬ع)ب‪D 6‬د الل‪6G‬ه ب)‪D 6‬ن ‪6F‬س لم ‪6F :‬ك ‪F‬ذب)‪6‬ت‪) D‬م ‪ ,‬ف ‪6F‬‬ ‫ف‪F 6F‬قال‪D‬وا ‪ :‬ن‪) 6F‬ف ‪F‬‬
‫لم ‪) :‬ارف‪) 6F‬ع ي‪F 6F‬دك ‪.‬‬ ‫ض‪ 6‬ع أ‪F‬ح ‪D‬د ‪D‬هم ي ‪F‬ده ‪F‬عل‪6F‬ى آي ‪E‬ة ال‪G‬ر )‪6‬ج ‪E‬م ف‪F 6F‬ق‪ 6‬رأ‪ F‬م ا ق‪)6F‬ب‪6‬ل‪F‬ه ا وم ا ب‪) 6‬ع‪F 6‬د ‪F‬ها ‪ .‬ف‪F 6F‬ق‪F 6‬ال ل‪6F‬ه‪F D‬ع)ب‪D 6‬د الل‪E 6G‬ه ب)‪6‬ن س ‪T‬‬
‫‪6F D‬‬ ‫‪F 6 F F 6F 6F F‬‬ ‫‪6F‬‬ ‫ف‪F 6F‬و ‪D 6F ) 6F F F‬‬
‫‪G‬ب‪  6‬ف‪D 6F‬ر‪E‬ج‪6F‬ا ‪ .‬ق‪F 6F‬ال ‪ :‬ف‪F6F‬رأ‪F‬ي)‪6‬ت ال‪G‬ر ‪D‬ج‪F 6‬ل ‪:‬‬ ‫‪EE‬‬ ‫‪E‬‬
‫ص ‪F‬د ‪F‬ق ي‪F‬ا ‪D‬م‪G F‬م ‪D‬د ‪ ,‬ف‪F‬أ ‪FF‬م‪F‬ر ب ‪6F‬م ا الن‪º E‬‬ ‫ف‪F6F‬رف‪F F‬ع ي‪F F‬ده‪ , D‬ف‪EF‬إ ‪F‬ذا ف ‪F‬يها آي‪F‬ة‪ D‬ال‪G‬ر )ج ‪E‬م ‪ ,‬ف‪F 6F‬ق ‪F‬ال ‪F :‬‬
‫ال‪F E‬ج ‪F‬ارة‪ ( F‬متفق عليه ‪.‬‬ ‫‪)F‬ين‪F‬أ‪F D‬عل‪F‬ى ال) ‪F‬م )رأ‪F‬ة‪ E‬ي‪EF‬ق ‪F‬يها )‬
‫‪G‬ه ‪F‬ما ق‪F‬ال ‪ ) :‬إ ‪G‬ن ‪F‬ر ‪D‬جل‪E J‬م ‪F‬ن‬ ‫ن رضي ال عنهما ‪ ,‬أ‪F‬ن‪D 6‬‬ ‫‪ o‬ورجم الرأة السلمية ‪F :‬ع )ن أ‪FE‬ب ‪D‬ه‪F‬ري)‪F6‬ر‪F‬ة ‪F‬و‪F‬زي) ‪E‬د ب) ‪E‬ن ‪F‬خال‪T E‬د )‬
‫ال‪F D‬ه ‪O E‬‬
‫ص ‪D‬م‬
‫ال‪) F‬‬‫اب الل‪E G‬ه ‪ .‬ف‪F 6F‬ق ‪F‬ال )‬ ‫ت ب‪)6‬ي‪6‬ن‪6F‬ن‪F‬ا ب‪E E‬كت‪E F‬‬
‫ض)ي ‪F F‬‬ ‫ول الل‪G‬ه ‪ ,‬أ‪F‬ن) ‪D‬ش ‪D‬دك الل‪G‬ه‪ F‬إل‪ G‬ق‪F F‬‬
‫ول ‪ ‬ف‪F 6F‬ق ‪F‬ال ‪ :‬يا رس ‪E F‬‬
‫‪DF F‬‬ ‫اب أ‪F‬ت‪F‬ى ‪F‬ر ‪D‬س ‪F‬‬ ‫ال )‪F‬عر ‪6E‬‬
‫‪F‬‬
‫‪E‬‬ ‫‪E‬‬
‫ض ب‪)6‬ي‪6‬ن‪6F‬ن‪F‬ا ب‪E‬كت‪E F‬‬ ‫‪E‬‬
‫‪G‬ب ‪ : ‬ق‪) D‬ل‪ ,‬ف‪F 6F‬ق ‪F‬ال ‪ :‬إ ‪G‬ن اب)‪E‬ن‬ ‫اب الل‪G‬ه‪F ,‬وأ) ‪F‬ذ )ن ‪E‬ل ‪ .‬ف‪F 6F‬ق ‪F‬ال الن‪º E‬‬ ‫الخ ‪D‬ر ‪F -‬و‪D‬ه ‪F‬و أ‪F‬ف)‪F 6‬قه‪ D‬م)نه‪ - D‬ن‪F 6F‬ع )م ‪ ,‬ف‪F‬اق) ‪F E‬‬ ‫‪F‬‬
‫‪T‬‬ ‫‪E‬‬ ‫‪T‬‬ ‫‪E‬‬ ‫‪EE‬‬ ‫‪E‬‬ ‫‪E‬‬ ‫‪E‬‬ ‫‪E‬‬ ‫‪E‬‬ ‫‪E‬‬ ‫‪E‬‬
‫يدة ‪,‬‬ ‫‪D‬خ )بت أ‪G F‬ن ‪F‬عل‪F‬ى اب)‪E‬ن ال‪G‬ر )ج ‪F‬م ‪ ,‬ف‪F‬اف)‪6‬ت‪F F‬دي)ت م)نه‪ D‬بائ‪F‬ة ‪F‬شاة ‪F‬و‪F‬ول ‪F‬‬ ‫‪F‬كا ‪F‬ن ‪F‬عسيفا‪F J‬عل‪F‬ى ‪F‬ه ‪F‬ذا ‪ ,‬ف‪F6F‬ز ‪F‬ن ب )ام‪F‬رأ‪F‬ته ‪F ,‬وإ ‪O‬ن أ )‬
‫يب ‪F‬ع ‪T‬ام ‪F ,‬وأ‪G F‬ن ‪F‬عل‪F‬ى )ام‪F‬رأ‪F‬ة‪F E‬ه ‪F‬ذا ال‪G‬ر )ج ‪F‬م ‪ .‬ف‪F 6F‬ق ‪F‬ال ‪F‬ر ‪D‬س ‪D‬‬
‫ول‬ ‫‪T E‬‬ ‫ت أ )‪F‬هل ال)ع‪)E‬ل ‪6E‬م ف‪F‬أ ) ‪G E‬‬
‫‪F‬خب‪D 6F‬رون أ‪F‬ن‪F‬ا ‪F‬عل‪F‬ى اب)‪E‬ن ‪F‬ج )ل ‪D‬د مائ‪F‬ة ‪F‬وت‪) 6F‬غ ‪E‬ر ‪D‬‬ ‫ف‪F F‬سأ‪F‬ل) ‪F D‬‬
‫يدة‪F D‬وال)غ‪F‬ن‪D F‬م ‪F‬رد‪F É‬عل‪)F‬يك ‪F‬و ‪F‬عل‪F‬ى اب)ن‪E‬ك ‪F‬ج )ل ‪D‬د ‪E‬مائ‪TF‬ة‬ ‫‪E‬‬ ‫‪E EE E E‬‬ ‫‪EG‬‬
‫اب الل‪E G‬ه ‪ ,‬ال) ‪F‬ول ‪F‬‬ ‫ي ب‪)6‬ي‪6‬ن‪D F‬كما ب‪E E‬كت‪E F‬‬
‫الل‪G‬ه ‪F : ‬وا‪F‬لذي ن‪) 6F‬فسي بي‪F‬ده ل‪F‬ق)ض ‪F F 6G F‬‬
‫‪E‬‬
‫‪E‬‬ ‫‪E E‬‬ ‫‪T‬‬
‫ت ف‪) F‬ارج‪F 6)D‬ها ‪ ,‬ف‪6F‬غ‪F F‬دا ‪F‬عل‪)F‬ي‪F 6‬ها‪,‬‬ ‫‪F‬سل‪F F‬م ‪ -‬إل )ام‪F‬رأ‪F‬ة ‪F‬ه ‪F‬ذا‪ ,‬ف‪EF‬إ )ن )اعت‪F6F‬رف‪) F‬‬ ‫س ‪ -‬ل‪F‬ر ‪D‬ج ‪T‬ل م )ن أ )‬ ‫يب ‪F‬عام‪F .‬وا )غ ‪D‬د ي‪F‬ا أ‪D‬ن‪)6F‬ي ‪D‬‬ ‫‪F‬وت‪) 6F‬غ ‪E‬ر ‪D‬‬
‫ف‪F‬اعت‪6‬رف‪F‬ت ‪ ,‬ف‪F‬أ‪F‬مر ‪E‬با رس ‪E E D‬‬
‫ت( متفق عليه‪.‬‬ ‫ول الل‪G‬ه ‪ ‬ف‪D 6F‬رج‪) F‬‬ ‫)‪D F F F F ) F F‬‬
‫‪ ‬فالصن إذا زن فإنه يرجم ‪.‬‬
‫كما قال عمر ‪ ) :‬إن الرجم حق على من زنا وقد أحصن ( ‪.‬‬
‫وقال ‪ ) ‬ل يل دم مسلم إل بإحدى ثلث ‪ ... :‬والزان الثيب ( ‪.‬‬
‫‪ ‬فمن هو الصن ؟‬
‫ذكر الصنف – رحه ال – من هو الصن بقوله ‪ ] :‬وهو الذي تزوج ووطئها وهما حران مكلفان [ ‪.‬‬
‫‪ ‬شروط الحصان ‪:‬‬
‫الشرط الول ‪ :‬تزوج ووطئها ‪.‬‬
‫فلبد من الوطء ف القبل ‪.‬‬
‫لن النب ‪ ‬قال ‪ ) :‬الثيب بالثيب ( والثيابة تصل بالوطء ف القبل ‪.‬‬
‫ول خلف ف أن عق‪66‬د النك‪66‬اح ال‪66‬ال م‪66‬ن ال‪66‬وطء ل يص‪66‬ل ب‪66‬ه إحص‪66‬ان ‪ ،‬س ‪6‬واء حص‪66‬لت ب‪66‬ه خل‪66‬وة أو وطء دون‬
‫الفرج ‪ ،‬أو الدبر أو ل يصل شيء من ذلك ‪ ،‬لن هذا ل تصي به الرأة ثيبا‪ J‬ول ترج عن حد البكار ‪.‬‬
‫وأيضا‪ J‬قول الصنف – رحه ال – ) تزوج ووطئها ( يتضمن الشرط الثان وهو ‪:‬‬
‫الشرط الثاني ‪ :‬أن يكون ف النكاح ‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫‪O‬س ‪E‬اء ( يعن التزوجات ‪.‬‬ ‫لن النكاح يسمى إحصانا‪ ، J‬بدليل قوله تعال )وال)محصن‪E F‬‬
‫ات م ‪F‬ن الن ‪F‬‬
‫‪D F )D F‬‬
‫ول خلف بي أهل العلم ف أن الزنا ‪ ،‬ووطء الشبهة ل يصي الواطئ به مصنا‪. J‬‬
‫وأيضا‪ J‬يستفاد من قول الصنف )تزوج ووطئها ( الشرط الثالث ‪:‬‬
‫الشرط الثالث ‪ :‬أن يكون النكاح صحيحا‪. J‬‬
‫احتازا‪ J‬من النكاح الباطل ‪.‬‬
‫الشرط الرابع ‪ :‬الرية ‪.‬‬
‫وهي شرط ف قول أهل العلم كلهم إل أبا ثور ‪.‬‬
‫خامسا‪ : S‬البلوغ ‪ ،‬العقل ‪.‬‬
‫فلو وطئ وهو صغي أو منون ث بلغ أو عقل ل يكن مصنا‪. J‬‬
‫‪ ‬والراجح من أقوال أهل العلم أن السلم ليس شرطا‪ J‬ف الحصان ‪.‬‬
‫فالذمي يصن الذمية ‪ ،‬وإذا تزوج السلم ذمية فوطئها صارا مصني ‪.‬‬
‫وهذا مذهب‪ 6‬الشافعي وأحد ‪ ،‬ورجحه ابن القيم ‪.‬‬
‫ويدل عليه حديث رجم النب ‪ ‬لليهوديي كما سبق ‪.‬‬
‫فلو عقد على امرأة وباشرها لكنه ل يامعها ‪ ،‬ث زن ‪ ،‬فإنه ل يرجم ‪ ،‬وهي لو زن‪66‬ت فإن‪6‬ا ل ترج‪66‬م ‪ ،‬إل إذا‬ ‫‪‬‬
‫كانت قد تزوجت من زوج قبله وحصل الماع ‪ ،‬فإنا ترجم ‪.‬‬
‫لو تزوجها وهي صغية ل تبلغ وجامعها ‪ ،‬ث زن فإنه ل يرجم ‪ ،‬لنه ليس بحصن ‪ ،‬لنا ل تبلغ ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫لو تزوج منونة وجامعها ‪ ،‬ث زن ‪ ،‬فإنه ل يرجم ‪ ،‬لنه ليس بحصن ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬ل يشتط للحصان استمرار ‪.‬‬
‫فلو أن رجل‪ J‬تزوج ث بعد ذلك طلق ‪ ،‬فإن زن فإنه يعتب مصنا‪. J‬‬
‫وكذلك لو أن امرأة مطلقة ‪ ،‬فإنا تعتب مصنة ‪ ،‬فلو زنت فإنا ترجم ‪.‬‬
‫اختلف العلماء فيمن وجب عليه الرجم ‪ ،‬هل يلد أول‪ J‬أم ل ؟‬ ‫‪‬‬
‫القول الول ‪ :‬أن الزان الصن يرجم فقط ول يلد ‪.‬‬
‫وهذا مذهب‪ 6‬جهور العلماء ‪.‬‬
‫لديث أب هريرة ف الرأة السلمية ) فإن اعتفت فارجها ( ول يذكر اللد ‪.‬‬
‫والنب ‪ ‬رجم ماعزا‪ J‬ول يلده ‪.‬‬
‫ورجم الغامدية ول يلدها ‪.‬‬
‫ورجم اليهوديي ول يلدها ‪.‬‬
‫ولن الد الصغر ينطوي ف الد الكب ‪ ،‬وذلك إنا وضع للزجر ‪ ،‬فل تأثي للزجر بالضرب مع الرجم ‪.‬‬
‫القول الثاني ‪ :‬المع بي اللد والرجم ‪ ،‬فيجلد مائة ث يرجم ‪.‬‬
‫وهذا القول مروي عن علي وابن عباس ‪.‬‬
‫لديث عبادة بن الص‪66‬امت ق‪6‬ال ‪ :‬ق‪66‬ال رس‪66‬ول ال ‪ ) : ‬خ‪6‬ذوا عن خ‪6‬ذوا عن ‪ ،‬ق‪66‬د جع‪66‬ل ال ل‪6‬ن س‪6‬بيل‪ ، J‬البك‪6‬ر‬
‫بالبكر جلد مائة ونفي سنة ‪ ،‬والثيب بالثيب جلد مائة والرجم ( ‪ .‬رواه مسلم‬

‫‪56‬‬
‫والراجح القول الول ‪.‬‬
‫وأما الجواب عن حديث عبادة ‪ :‬أنه منسوخ ‪.‬‬
‫ف‪66‬إن الدل‪66‬ة ال‪66‬ت ب‪66‬ا الرج‪66‬م فق‪66‬ط كله‪66‬ا مت‪66‬أخرة ع‪66‬ن ح‪66‬ديث عب‪66‬ادة ‪ ،‬وي‪66‬دل ل‪66‬ذلك ق ‪6‬وله ‪ ) : ‬ق‪66‬د جع‪66‬ل ال ل‪66‬ن‬
‫سبيل‪ ( J‬فهو دليل على أن حديث عبادة هو أول نص ورد ف الزنا ‪.‬‬
‫وغرب عن وطنه عاما‪. S‬‬
‫م ‪ /‬وإن كان غير محصن ‪ :‬جلد مائة جلدة ‪R ،‬‬
‫‪-------------‬‬
‫ذكر الصنف – رحه ال – حد الزان الغي الصن وهو اللد ‪ 100‬جلدة والتغريب ‪.‬‬
‫أما اللد فل خلف فيه ‪.‬‬
‫اح ‪T‬د ‪E‬م)ن‪D 6‬ه ‪F‬ما ‪E‬مائ‪F‬ة‪F F‬ج )ل ‪F‬دة‪. ( T‬‬
‫لقوله تعال ‪) :‬ال‪G‬زان‪E‬ية‪ D‬وال‪G‬ز‪E‬ان ف‪F‬اجل‪D E‬دوا ‪D‬ك ‪G‬ل و ‪E‬‬
‫‪F‬‬ ‫)‬ ‫‪F F‬‬
‫وعليه تغريب عام بالنسبة للذكر ‪ ،‬وهذا قول أكثر العلماء من الالكية والشافعية والنابلة ‪.‬‬
‫ولديث عبادة بن الصامت قال ‪ :‬قال رسول ال ‪ ) : ‬خذوا عن خ‪6‬ذوا عن ‪ ،‬ق‪66‬د جع‪66‬ل ال ل‪6‬ن س‪6‬بيل‪ ، J‬البك‪6‬ر‬
‫بالبكر جلد مائة ونفي سنة ( ‪ .‬رواه مسلم‬

‫)خذوا عني ( أي ‪) :‬‬


‫تلقوا عن حكم حد الزنا ) خذوا عني ( التكرار للتوكيد ‪ ).‬قد جعل ال لهن سبيل‪ ( S‬الضمي يعود عل‪6‬ى النس‪6‬اء الزوان‬
‫) سبيل‪ ( S‬الس‪6‬بيل ‪ :‬ه‪66‬و اللص م‪6‬ن إمس‪66‬اكهن ب‪6‬البيوت ‪ ،‬وق‪6‬د ك‪66‬انت الزاني‪6‬ة تب‪66‬س ف بيته‪6‬ا ح‪6‬ت ت‪6‬وت أو يع‪6‬ل ل‪6‬ا س‪66‬بيل‪ J‬كم‪66‬ا ق‪6‬ال تع‪6‬ال )‬
‫‪E‬‬ ‫‪E‬‬ ‫‪E‬‬ ‫‪E E E E‬‬ ‫و‪E G‬‬
‫ت أ )‪F‬و ‪)F‬ي ‪F‬ع‪F 6‬ل الل‪6G‬ه‪F D‬ل‪G 6D‬ن‬
‫اه ‪G‬ن ال) ‪F‬م )و ‪D‬‬ ‫است‪) F‬ش ‪E‬ه ‪D‬دوا ‪F‬عل‪)F‬ي ‪E‬ه ‪G‬ن أ )‪F‬رب‪F 6F‬عة‪ J‬م)ن ‪D‬ك )م ف‪EF‬إ )ن ‪F‬ش ‪E‬ه ‪D‬دوا ف‪F‬أ )‪F‬مس ‪D‬ك ‪D‬‬
‫وه ‪G‬ن ‪E‬ف ال)ب‪6D‬ي‪D‬وت ‪F‬ح ‪G‬ت ي‪6F‬ت‪F 6F‬وف‪D G‬‬ ‫الل‪E‬ت ي‪F‬أ)ت ‪F‬‬
‫ي ال) ‪F‬فاح ‪F‬شة‪ F‬م )ن ن ‪F‬سائ ‪D‬ك )م ف‪) F‬‬ ‫‪F‬‬
‫‪6‬بي الن‪66‬ب ‪ ‬ب‪66‬ذا ال‪66‬ديث أن الس‪66‬بيل ال‪6‬راد بالي‪66‬ة ‪ :‬ه‪66‬و ال‪66‬د ال‪66‬ذي ج‪66‬اء بي‪66‬انه بالنس‪66‬بة للبك‪66‬ر ولل‪66‬ثيب ‪ ).‬البكر بالبكر ( أي ‪ :‬البك‪66‬ر‬ ‫‪6‬‬‫ف‬
‫‪‹ J 6F‬‬ ‫(‬‫ل‬‫ي‬‫‪E‬‬
‫ب‬ ‫س‬
‫يزن بالبكر ‪ ] .‬البكر الشاب الذي ل ينكح والشابة الت ل ت‪D‬نكح [ ‪ ).‬جلد مائة ( أي ‪ :‬عليهما جلد مائة ‪.‬‬
‫ولقوله ‪ ) ‬وعلى ابن‪E‬ك جلد مائة وتغريب عام ( ‪.‬‬
‫يغرب إل إذا رأى المام ‪.‬‬ ‫وذهب النفية إل أن الزان البكر ل ‹‬
‫اح ‪T‬د ‪E‬م)ن‪D 6‬ه ‪6F‬م ا ‪E‬م‪ 6‬ائ‪F‬ة‪F F‬ج)ل‪F 6‬دة‪ ( T‬فق‪66‬الوا ‪ :‬إن ال‪66‬د ه‪66‬و الل‪66‬د ول ت‪66‬ذكر الي‪66‬ة‬
‫واس‪66‬تدلوا بالي‪66‬ة )ال‪G‬زان‪E‬ي ة‪ D‬وال‪G‬ز‪6E‬ان ف‪F‬اجل‪D 6E‬دوا ‪D‬ك‪G 6‬ل و ‪6E‬‬
‫‪F‬‬ ‫)‬ ‫‪F 6F‬‬
‫التغريب ‪.‬‬
‫والراجح مذهب المهور ‪.‬‬
‫واختلف العلماء هل تغرب الرأة إذا زنت وهي غي مصنة على أقوال ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫القول الول ‪ :‬تغرب مع مرمها ‪.‬‬
‫وهذا قول الشافعية والنابلة ‪.‬‬
‫لعموم حديث عبادة السابق ‪.‬‬
‫القول الثاني ‪ :‬ل تغرب ‪.‬‬
‫وهذا قول الالكية ‪.‬‬
‫مرم يالف ما يقتضيه الديث ‪.‬‬
‫للحاديث الناهية عن سفر الرأة بدون مرم ‪ ،‬فتغريب الرأة بدوم ‪F‬‬
‫وتغريبها مع مرمها فيه عقوبة له بدون ذنب ‪ ،‬واختار هذا القول ابن قدامة ف الغن ‪.‬‬
‫القول الثالث ‪ :‬أن التغريب ليس من تام الد ‪ ،‬وإنا هو عقوبة تعزيرية راجعة إل رأي المام حسب الصلحة ‪.‬‬
‫والراج‪66‬ح إن وج‪6‬د م‪66‬رم متبع‪6‬ا‪ J‬بالس‪66‬فر معه‪66‬ا فإن‪6‬ا تغ‪66‬رب عمل‪ J‬بأح‪6‬اديث التغري‪66‬ب ‪ ،‬وإن ل يوج‪6‬د فل تغ‪66‬رب عمل‪J‬‬
‫بأحاديث النهي عن السفر بدون )م‪F‬رم ‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫‪ ‬فوائد التغريب ‪:‬‬
‫أول‪ : S‬أنه يبتع‪6‬د عن مل الفاحشة لئل تدثه نفسه بالعودة إليها ‪.‬‬
‫ثانيا‪ : S‬أن التغريب يكون منشغل البال غي مطمئن ‪.‬‬
‫يقر به أربع مرات ‪.‬‬ ‫م ‪ /‬ولكن بشرط أن ‪R‬‬
‫‪-------------‬‬
‫ذكر الصنف – رحه ال – با يثبت الزنا ‪ ،‬فذكر أنه يثبت بالقرار ‪.‬‬
‫‪E E‬‬
‫س ‪ -‬ل‪F‬ر ‪D‬ج ‪T‬ل م )ن أ )‬
‫‪F‬سل‪F F‬م ‪F -‬عل‪F‬ى‬ ‫وقد رجم النب ‪ ‬بالقرار كما سبق ف حديث أب هريرة ف قوله ‪F ) ‬وا )غ ‪D‬د ي‪F‬ا أ‪D‬ن‪)F6‬ي ‪D‬‬
‫‪E‬‬ ‫اعت‪6F‬رف‪F‬ت‪ ,‬ف‪F‬أ‪F‬مر ‪E‬با رس ‪E D‬‬ ‫‪E‬‬
‫ت(‪ .‬متفق عليه‬ ‫ول الل‪G‬ه ‪ ‬ف‪D 6F‬رج‪) F‬‬ ‫)ام‪F‬رأ‪F‬ة ‪F‬ه ‪F‬ذا ‪ ,‬ف‪EF‬إ )ن )اعت‪F6F‬رف‪) F‬‬
‫ت ف‪) F‬ارج‪F )D‬ها‪ ,‬ف‪6F‬غ‪F F‬دا ‪F‬عل‪)F‬ي‪F 6‬ها‪ ,‬ف‪D F F F F ) F ) F‬‬
‫لكن ذكر الصنف – رحه ال – أنه يشتط أن يقر أربع مرات ‪.‬‬
‫وقد اختلف العلماء في هذه المسألة ‪ ،‬هل يشترط أن يقر أربع مرات أم يكفي مرة واحدة ؟ على قولين ‪:‬‬
‫القول الول ‪ :‬ل بد أن يقر أربع مرات‪. 6‬‬
‫وهذا مذهب النابلة ‪.‬‬
‫ول الل‪E G‬ه ‪F - ‬و‪D‬ه ‪F‬و ‪E‬ف ال) ‪F‬م )س ‪E‬ج ‪E‬د‪ - 6‬ف‪6F‬ن‪F F‬اداه‪ : D‬ي‪F‬ا ‪F‬ر ‪D‬س ‪F‬‬
‫ول‬ ‫‪EE‬‬ ‫‪E‬‬
‫لديث أ‪FE‬ب ‪D‬ه‪F‬ري)‪F6‬ر‪F‬ة ‪ ‬أ‪F‬ن‪G‬ه‪ D‬ق‪F F‬ال ‪ ) :‬أ‪F‬ت‪F‬ى ‪F‬ر ‪D‬ج •ل م )ن ال) ‪D‬م )سلم ‪6F‬‬
‫ي ‪F‬ر ‪D‬س ‪F‬‬
‫ض ‪F‬ع)نه‪F D‬ح ‪G‬ت ث‪G F6‬ن‬ ‫إن ‪F‬زن‪)F6‬يت ‪ ,‬ف‪F‬أ )‪F‬ع‪F‬ر ‪F‬‬ ‫ول الل‪E G‬ه ‪O ,‬‬ ‫ض ‪F‬ع)نه‪ . D‬ف‪6F‬ت‪6F‬ن‪G F‬حى ت‪)E‬ل ‪F‬قاء‪F F‬و )ج ‪E‬ه ‪E‬ه ف‪F 6F‬ق ‪F‬ال ‪ :‬ي‪F‬ا ‪F‬ر ‪D‬س ‪F‬‬
‫ت ‪ ,‬ف‪F‬أ )‪F‬ع‪F‬ر ‪F‬‬ ‫الل‪E G‬ه ‪O ,‬‬
‫إن ‪F‬زن‪)F6‬ي ‪D‬‬
‫ات ‪ .‬ف‪6F‬ل‪G F‬ما ‪F‬ش ‪E‬ه ‪F‬د عل‪F‬ى ن‪) 6F‬ف ‪E‬س ‪E‬ه أ‪F‬ربع ‪F‬شهاد ‪T‬‬ ‫ك عل‪F‬ي ‪E‬ه أ‪F‬ربع م‪G‬ر ‪T‬‬ ‫‪E‬‬
‫ك ‪D‬جن‪D‬و •ن؟ ق‪F F‬ال‪:‬‬ ‫ول الل‪E G‬ه ‪ , ‬ف‪F 6F‬ق ‪F‬ال‪ :‬أ‪F‬ب‪F E‬‬
‫ات‪F :‬د ‪F‬عاه‪F D‬ر ‪D‬س ‪D‬‬ ‫)‪F F F F‬‬ ‫‪F‬‬ ‫‪F‬ذل ‪F F F ) ) F F‬‬
‫ول الل‪G‬ه ‪ : ‬ا )ذ ‪F‬هبوا ب‪EE‬ه ف‪) F‬ار ‪D‬ج‪D‬وه‪ ( D‬متفق عليه ‪ ،‬وهذا الرجل هو‬ ‫ص)نت؟ ق‪F F‬ال‪ :‬ن‪F F6‬ع )م ‪ .‬ف‪F 6F‬ق ‪F‬ال ‪F‬ر ‪D‬س ‪D‬‬ ‫ل ‪ .‬ق‪F F‬ال ‪ :‬ف‪6F‬هل أ‪D‬ح ‪E‬‬
‫‪) )F‬‬
‫ماعز ‪.‬‬
‫وجه الدللة ‪ :‬النب ‪ ‬ل يقم عليه الد حت شهد أربع مرات ‪.‬‬
‫القول الثاني ‪ :‬يثبت الزنا بإقراره مرة واحدة ‪ ،‬ول يشتط التكرار أربعا‪. J‬‬
‫وهذا مذهب‪ 6‬مالك والشافعي‪ 6‬ورجحه الشوكان ‪.‬‬
‫واستدلوا بأدلة ‪:‬‬
‫بديث ‪ ) :‬واغدوا يا أنيس إل امرأة هذا فإن اعتفت فارجها ( ول يذكر تكرارا‪. J‬‬
‫وأن النب ‪ ‬رجم اليهوديي ‪ ،‬ول ينقل أن النب ‪ ‬كرر عليهما القرار ‪.‬‬
‫والنب ‪ ‬رجم امرأة من جهينة ول تقر إل مرة واحدة ‪ .‬رواه مسلم‬
‫قالوا ‪ :‬فلو كان تربيع القرار شرطا‪ J‬لا تركه الن‪66‬ب ‪ ‬ف مث‪66‬ل ه‪6‬ذه الواقع‪66‬ات ال‪66‬ت ي‪6‬تتب عليه‪6‬ا س‪66‬فك ال‪6‬دماء وهت‪66‬ك‬
‫الرم ‪.‬‬
‫وأجاب هؤلء عن قصة جابر ] في مجيء ماعز [ ‪:‬‬
‫قال الشوكاني ‪ :‬وظ‪6‬اهر الس‪66‬ياقات مش‪66‬عر ب‪6‬أن الن‪66‬ب ‪ ‬إن‪6‬ا فع‪66‬ل ذل‪66‬ك ف قص‪66‬ة ج‪6‬ابر لقص‪66‬د التثب‪66‬ت ‪ ،‬كم‪6‬ا يش‪66‬عر‬
‫ب‪66‬ذلك ق‪6‬وله ‪ ) :‬أب‪66‬ك جن‪66‬ون ( ث بس‪6‬ؤاله بع‪66‬د ذل‪66‬ك لق‪66‬ومه ‪ ،‬فتحم‪66‬ل الح‪66‬اديث ال‪66‬ت فيه‪66‬ا ال‪6‬تاخي ع‪66‬ن إقام‪66‬ة ال‪66‬د‬
‫بعد صدور القرار مرة على من كان أم‪66‬ره ملتبس‪6‬ا‪ J‬ف ثب‪66‬وت العق‪66‬ل واختلل‪6‬ه والص‪66‬حو والس‪66‬كر ون‪6‬و ذل‪66‬ك ‪ ،‬وإقام‪66‬ة‬
‫الد بعد القرار مرة واحدة على من كان معروفا‪ J‬بصحة العقل‪ 6‬وسلمة إقراره عن البطلت ‪.‬‬
‫ويشتط أن يصرخ بذ )كر حقيقة الوطء ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪58‬‬
‫ف‪6‬إن الن‪6‬ب ‪ ‬ق‪6‬ال ل‪6‬اعز ) أنك)ت‪F‬ه‪6‬ا ؟ ق‪6‬ال ‪ :‬نع‪66‬م ‪ ،‬ق‪66‬ال ‪ :‬ح‪6‬ت غ‪66‬اب ذل‪6‬ك من‪6‬ك ف ذل‪66‬ك منه‪6‬ا ؟ ق‪66‬ال ‪ :‬نع‪6‬م‪ ،‬ق‪6‬ال‪:‬‬
‫كما يغيب اليل ف الكحلة أو ال‪O‬رشاء ف البئر ؟ قال‪ :‬نع‪6‬م ‪ ،‬ق‪66‬ال‪ :‬فه‪66‬ل ت‪6‬دري م‪6‬ا الزن‪6‬ا ؟ ق‪66‬ال ‪ :‬نع‪66‬م‪ ،‬أتي‪66‬ت منه‪6‬ا‬
‫حراما‪ J‬ما يأت الرجل من امرأته حلل‪. ( J‬‬
‫وف حديث ابن عباس ‪ ) :‬فقال ‪ :‬أنكتها ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬قال ‪ :‬أت‪6‬دري م‪6‬ا الزن‪6‬ا ؟ ق‪66‬ال ‪ :‬نع‪66‬م ‪ ،‬أتي‪66‬ت منه‪6‬ا حرام‪6‬ا‪J‬‬
‫ما يأت الرجل من امرأته حلل‪ ، J‬قال ‪ :‬فما تريد بذا القول ؟ قال ‪ :‬تطهرن ‪ ،‬فأمر به فرجم ( ‪.‬‬
‫وهناك تعليل ‪ :‬لنه ربا يظن ما ليس بزنا زنا‪ J‬موجبا‪ J‬للحد‪ ، 6‬فاشتط فيه التصريح ‪.‬‬
‫م ‪ /‬أو يشهد عليه أربعة عدول يصرحون بشهادتهم ‪.‬‬
‫‪-------------‬‬
‫ذكر الصنف – رحه ال – المر الثان الذي يثبت به الزنا ‪ :‬وهو شهادة أربعة رجال ‪.‬‬
‫فالشهود ل بد أن يكونوا أربع رجال يشهدون بأنم رأوا الزنا نفسه ‪ ،‬ول تقبل شهادة النساء ‪.‬‬
‫ك ‪E‬ع)ن ‪F‬د الل‪E G‬ه ‪D‬ه ‪D‬م ال) ‪F‬ك ‪E‬اذب‪D‬و ‪F‬ن( ‪.‬‬ ‫قال تعال ‪) :‬ل‪F‬ول جاءوا عل‪F‬ي ‪E‬ه ب‪E‬أ‪F‬رب‪6‬ع ‪E‬ة شهداء ف‪EF‬إ )ذ ‪F‬ل يأ)ت‪D‬وا ب‪E‬الش ‪E‬‬
‫‪º‬ه ‪F‬داء ف‪F‬أ‪D‬ول‪F‬ئ‪F E‬‬
‫‪F‬‬ ‫)‪F‬‬ ‫) ‪F F F D F F) ) F D F‬‬
‫واشترط المصنف – رحمه ال – لهؤلء الشهود شروطا‪: S‬‬
‫أن يكونوا عدول‪ : S‬قال ابن قدامة ‪ :‬فل خلف ف اشتاطها ‪.‬‬ ‫‪o‬‬

‫وأن يكونوا أحرارا‪ : S‬فل تقبل شهادة العبد ‪ ،‬قال ابن قدامة ‪ :‬ول نعلم ف هذا خلفا‪. J‬‬ ‫‪o‬‬

‫‪ o‬وهل يشتط أن يكون ميء الشهود كلهم ف ملس واحد ؟‬


‫الذهب ‪ :‬يشتط أن يكون ف ملس واحد دون الضور ‪ ،‬وقيل ‪ :‬ل يشتط ‪ ،‬لن النصوص عامة ‪.‬‬
‫‪ o‬ويشتط ‪ :‬أن يصرحوا بشهادتم ‪ ،‬فيصرحون بالزنا فيقولون ‪ :‬رأينا ذكره ف فرجها ‪ ،‬فلو قالوا ‪ :‬رأيناه عليها‬
‫متجردين فل يقبل ‪.‬‬
‫فوائد عامة ‪:‬‬
‫‪ ‬اختلف العلماء هل يفر للمرجوم أم ل ؟ على أقوال ‪:‬‬
‫القول الول ‪ :‬أنه يفر له ‪.‬‬
‫فقد جاء ف رواية لسلم من حديث بريدة ‪ ) :‬فلما كان الرابعة حفر له حفرة ث أمر به فرجم ( ‪.‬‬
‫فذهب بعض العلماء إل أنه يفر للمرجوم لذه الرواية ‪.‬‬
‫القول الثاني ‪ :‬أنه ل يفر له ‪.‬‬
‫لديث اليهوديي حيث ل يفر لما ‪.‬‬
‫ولديث ‪ ) :‬واغد يا أنيس إل امرأة هذا فإن اعتفت فارجها ( ول يذكر حفرا‪ ، J‬وهذا يدل على عدم الفر ‪.‬‬
‫القول الثالث ‪ :‬يفر للمرأة دون الرجل ‪.‬‬
‫والراجح القول الثاني ‪ ،‬وهو أنه ل يفر للمرجوم ‪.‬‬
‫وأما رواية ‪ ) :‬فحفر له ( ف قصة م‪66‬اعز ‪ ،‬ف‪6‬أكثر الرواي‪6‬ات ف قص‪6‬ة م‪6‬اعز عل‪66‬ى ع‪66‬دم الف‪6‬ر ‪ ،‬وم‪66‬ن ‪F‬ث‹‪ 6‬حك‪6‬م بع‪66‬ض‬
‫العلماء على هذه الرواية بالشذوذ ‪.‬‬
‫‪ ‬اختلف العلماء ‪ :‬هل القر بالزنا إذا رجع عن إقراره يقبل أم ل ؟ على قولي ‪:‬‬
‫القول الول ‪ :‬أن القر بالزنا إذا رجع ‪ ،‬فإنه يقبل رجوعه ول يقام عليه الد ‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫وهذا قول أكثر العلماء ‪.‬‬
‫لن النب ‪ ‬قال كما عند أب داود ‪ ) :‬هل تركتموه لعله يتوب فيتوب ال عليه ( ‪.‬‬
‫فقالوا ‪ :‬هذا دليل على جواز رجوع القر ‪ ،‬وأنه إذا رجع ف إقراره حرم إقامة الد عليه ‪.‬‬
‫القول الثاني ‪ :‬ل يقبل الرجوع عن القرار ‪.‬‬
‫وهذا مذهب‪ 6‬الظاهرية ‪.‬‬
‫قالوا ‪ :‬لن الرسول ‪ ‬قال لنيس ‪ ) :‬واغد إل امرأة هذا فإن اعتفت فارجها ( ول يقل ما ل ترجع ‪.‬‬
‫قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه ال ‪ :‬وأما قولكم إن ماعزا‪ J‬رجع عن إقراره ‪ ،‬فإن ماعزا‪ J‬ل يرجع ع‪66‬ن إق‪6‬راره‬
‫أبدا‪ ، J‬وهربه ل يدل على رجوعه إطلقا‪ ، J‬نعم ماعز هروبه ق‪66‬د يك‪66‬ون ع‪66‬ن طل‪66‬ب إقام‪66‬ة ال‪66‬د علي‪66‬ه ‪ ،‬فه‪66‬و ف الول‬
‫يري‪66‬د أن يق‪66‬ام علي‪66‬ه ال‪66‬د ‪ ،‬وف الث‪66‬ان أراد أن ل يق‪66‬ام علي‪66‬ه ال‪66‬د وتك‪66‬ون التوب‪66‬ة بين‪66‬ه وبي ال ‪ ،‬ول‪66‬ذا ق‪66‬ال ‪ ) :‬أل‬
‫تركتموه يتوب فيتوب ال عليه ( فدل هذا على أن حكم القرار باقي ‪ ،‬فنح‪66‬ن نق‪66‬ول إن قص‪66‬ة م‪66‬اعز م‪66‬ا فيه‪66‬ا دلي‪66‬ل‬
‫إطلقا‪ J‬على رجوع القرار ‪ ،‬ولكن فيها دليل على أنه رجع عن إقامة طلب الد عليه ‪ ،‬ول‪6‬ذا إذا جاءن‪6‬ا رج‪6‬ل يق‪6‬ر‬
‫ب‪66‬أنه زن ويطل‪66‬ب إقام‪66‬ة ال‪66‬د ‪ ،‬ول‪66‬ا هيأن‪66‬ا الل‪66‬ة لنقي‪66‬م علي‪66‬ه ال‪66‬د وآتين‪66‬ا بالص‪66‬ى لج‪66‬ل أن نرج‪66‬ه ‪ ،‬فلم‪66‬ا نظ‪66‬ر إل‬
‫الصى قال ‪ :‬دعون أتوب إل ال ‪ ،‬ما ذا نقول له ؟ يب أن ندعه يتوب إل ال ‪ ،‬لن الرس‪66‬ول ‪ ‬ق‪66‬ال ‪ ) :‬هل‹‬
‫حينئذ ندعه يتوب فيتوب ال عليه ‪.‬‬ ‫تركتموه يتوب فيتوب ال عليه ( ‪T‬‬
‫وأما لو قال ‪ :‬إنه ما زن ‪ ،‬فل يقبل ‪ ،‬لن هذا الرجل يريد أن يدفع عن نفسه وصفا‪ J‬ثبت عليه بإقراره ‪.‬‬
‫‪ ‬من زن بذات مرم فإنه يقتل بكل حال ‪.‬‬
‫لديث الباء ‪ .‬قال ) لقيت خال أبا بردة ومعه الراية فقال ‪ :‬أرسلن رسول ال ‪ ‬إل رجل تزوج امرأة أبيه أن‬
‫أقتله وآخذ ماله ( رواه أحد ‪.‬‬
‫وعن ابن عباس قال ‪ :‬قال رسول ال ‪ ) ‬من وقع على ذات مرم فاقتل‪6‬وه ( رواه ابن ماجه ‪.‬‬
‫) وقال بعض العلماء حده حد الزان ( ‪.‬‬
‫‪ ‬إذا زن الر الصن والرة الصنة رجا حت يوتان ويغسلن ويكفنان ويصلى عليهما ويدفنان ‪.‬‬
‫‪ ‬من أتى بيم‪6‬ة فإنه يعزر ويؤدب ول يقتل ‪.‬‬
‫وقيل ‪ :‬يقتل لديث ) من أتى بيمة فاقتلوه واقتلوها مع‪6‬ه ( ‪ } .‬ضعفه بعض العلماء { ‪.‬‬
‫قال الشيخ ممد بن عثيمي رحه ال ‪ ) :‬إن الديث ل يقوى على استباحة دم الفاعل لا فيه من الشبه ( ‪.‬‬
‫وقال ‪ :‬قتل البهيمة الفعول‪ 6‬با فيه ثلث فوائ‪66‬د ‪:‬‬
‫الزج‪6‬ر ‪ ،‬أن ل تمل بمل يكون فيه شبه من بن آدم ومن البهائم ‪ ،‬أن ل ي‪D‬ي‪D‬عي ب‪6‬ا ‪.‬‬
‫‪ ‬ل ح ‹د على مكرهة ف قول عامة أهل العلم ‪ ،‬لقول الرسول ‪) ‬عفي عن أمت الطأ والنسيان وما استكرهوا‬
‫عليه( رواه ابن ماجه ‪.‬‬
‫‪ ‬اختلف العلماء إذا أ )ك ‪E‬ره الرجل على الزنا ؟‬
‫القول الول ‪ :‬أن عليه الد ‪.‬‬
‫وهذا الذهب ‪.‬‬
‫قالوا ‪ :‬لن الوطء ل يكون إل بانتشار ‪ ،‬والكراه ينافيه ‪ ،‬فإذا وجد النتشار انتفى الكراه فيلزمه الد ‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫القول الثاني ‪ :‬ل حد عليه ‪.‬‬
‫وهذا قول الشافعي واختاره ابن النذر ‪.‬‬
‫للحديث السابق ‪ ،‬ولن الدود تدرأ بالشبهات ‪ ،‬والكراه شبهة فيمنع الد ‪.‬‬
‫وهذا القول هو الراجح ‪.‬‬
‫‪ ‬اختلف العلماء ف إقامة الد بالقرينة الظاهرة )المل( على قولي ‪:‬‬
‫القول الول ‪ :‬إقامة حد الزنا بالبل بشرط أن ل تدع شبهة موجبة لدرء الد كدعوى أنا مكرهة ‪.‬‬
‫وهذا قول عمر وهو مذهب‪ 6‬مالك ‪.‬‬
‫لقول عمر ) الرجم حق على من زنا إذا أحصن من الرجال والنساء إذا قامت البينة أو كان البل أو العتاف (‬
‫‪.‬‬
‫فجعل‪ 6‬عمر مرد وجود المل موجبا‪ J‬لقامة حد الزنا كإيابه بالبينة أو العتاف ‪.‬‬
‫قال ابن القيم ‪ :‬وقد حكم أمي الؤمني عمر بن الطاب والصحابة معه برجم الرأة الت ظهر با حل ول زوج‬
‫لا ول سيد ‪.‬‬
‫ولن وجود المل أمارة ظاهرة على الزنا أظهر من دللة البينة ‪ ،‬وما يتطرق إل دللة المل يتطرق مثله إل‬
‫دللة البينة وأكثر ‪.‬‬
‫القول الثاني ‪ :‬أنا ل تد بجرد البل ‪.‬‬
‫وهذا مذهب‪ 6‬النفية والشافعية ورجحه الشوكان ‪.‬‬
‫لديث ) ادفعوا الدود ما وجدت لا مدفعا‪ ( J‬رواه ابن ماجه ‪.‬‬
‫قالوا ‪ :‬والشبهة هنا متحققة من وجوه متعددة ‪:‬‬
‫فيحتمل أنه من وطء إكراه ‪ ،‬والستكرهة ل حد عليها ‪.‬‬
‫ويتمل أنه من وطء رجل واقعها ف نوم وهي ثقيلة النوم ‪.‬‬
‫ويتمل أنه من وطء شبهة ‪.‬‬
‫ويتمل أنه حصل البل بإدخال ماء الرجل ف فرجها إما بفعلها أو بفعل غيها ‪.‬‬
‫والراجح القول الول ‪.‬‬
‫‪ ‬حكم اللواط ‪:‬‬
‫قال ف الغن ‪ :‬أجع أهل العلم على تري اللواط ‪ ،‬وقد ذمه ال ف كتابه وعاب على من فعله ‪ ،‬وذمه رسول ال‬
‫ي(‪.‬‬ ‫‪E‬‬ ‫اح ‪F‬شة‪ F‬ما سب‪F 6‬ق ‪D‬كم ‪E‬با ‪E‬من أ ‪E T‬‬
‫‪ ‬فقال ال تعال )ول‪D‬وطا‪ J‬إ‪) E‬ذ ق‪F F‬ال ل‪FE‬قو‪E‬م ‪E‬ه أ‪F‬ت‪F‬أ)ت‪D‬و ‪F‬ن ال) ‪F‬ف ‪E‬‬
‫‪F‬حد م ‪F‬ن ال) ‪F‬عال‪F‬م ‪F‬‬
‫‪F ) F ) FF F‬‬ ‫)‬ ‫‪F‬‬
‫وقد نقل الذهب التفاق عل أنه من كبائر الذنوب ‪.‬‬
‫‪ ‬وجرية اللواط ل يعملها أحد من العالي قبل قوم لوط ‪ ،‬وقد ذكر ال تعال السور الت فيها عقوبة اللوطية‬
‫وما حل بم من البلء ف عشر سور من القرآن الكري ‪.‬‬
‫‪ ‬قال ابن القيم ‪ :‬ل يثبت عنه ‪ ‬أنه قضى ف اللواط بشيء ‪ ،‬لن هذا ل تكن تعرفه العرب ‪ ،‬ول يرفع إليه ‪‬‬
‫‪ ،‬ولكن ثبت عنه أنه ‪ ‬قال ‪) :‬اقتلوا الفاعل والفعول به( ‪.‬‬
‫‪ ‬وقد اختلف العلماء ف عقوبة اللواط على أقوال ‪:‬‬

‫‪61‬‬
‫القول الول ‪ :‬أنه عقوبته كالزان ) الرجم إن كان مصنا‪ J‬واللد لغي الصن ( ‪.‬‬
‫قال ابن القيم ‪ :‬وذهب السن وعطاء وسعيد بن السيب وإبراهيم النخعي ‪ ،‬وقتادة ‪ ،‬والوزاعي والشافعي ف‬
‫ظاهر مذهبه والمام أحد ف الرواية الثانية عنه إل أن عقوبته وعقوبة الزنا سواء ‪.‬‬
‫قالوا ‪ :‬لن ال ساه فاحشة )أتأتون الفاحشة( كما سى الزنا فاحشة ف قوله )ول ت‪) 6F‬قربوا الزنا إ‪E‬ن‪G‬ه ‪F‬كا ‪F‬ن ف‪E F‬‬
‫اح ‪F‬شة‪( J‬‬ ‫‪D‬‬ ‫‪DF F‬‬
‫واشتاكهما ف السم يدل على اشتاكهما ف الكم ‪.‬‬
‫ولن كل‪ J‬منهما إيلج مرم ف فرج مرم ‪ ،‬فيعطى حكمه ‪.‬‬
‫القول الثاني ‪ :‬أن عقوبته القتل مطلقا‪ ) J‬مصنا‪ J‬أم غي مصن ( ‪.‬‬
‫وهو رواية عن المام أحد ‪ ،‬قال ابن القيم ‪ :‬إنا أصح الروايتي ‪ ،‬وهو مذهب مالك ‪.‬‬
‫قال ابن القيم ‪ :‬فذهب أبو بكر الصديق وعلي وخالد بن الوليد وعب‪6‬د ال ب‪6‬ن الزبي وعب‪6‬د ال ب‪6‬ن عب‪6‬اس وج‪6‬ابر ب‪6‬ن زي‪6‬د‬
‫وعبد ال بن معمر والزهري وربيعة الرأي ومالك وإسحاق بن راهوية ‪ ...‬إل أن عقوبته أغلظ من عقوبة الزنا ‪ ،‬وعق‪6‬وبته‬
‫القتل بكل حال ‪ ،‬مصنا‪J‬كان أو غي مصن ‪.‬‬
‫ول به ( رواه أبو داود والتمذي ‪.‬‬
‫اع ‪F‬ل ‪F‬وال)فع‪F D‬‬ ‫لديث ابن عباس ‪ .‬قال ‪ :‬قال ) من وجدت‪DD‬وه ي‪6‬عمل عمل ق‪E F‬وم ل‪T D‬‬
‫وط ف‪F‬اقت‪6D‬ل‪D‬وا ال ‪F‬ف ‪E‬‬
‫‪F‬‬ ‫‪F F F D F )F D F F ) F‬‬
‫‪‬‬

‫قال ابن القيم ‪ :‬إن المام أحد احت ‪G‬ج بذا الديث ‪.‬‬
‫وق‪66‬د نق‪66‬ل اب‪66‬ن قدام‪66‬ة وش‪66‬يخ الس‪66‬لم اب‪66‬ن تيمي‪66‬ة واب‪66‬ن القي‪66‬م وغيه‪66‬م إج‪66‬اع الص‪66‬حابة عل‪66‬ى قتل‪66‬ه‪ ،‬يق‪66‬ول اب‪66‬ن القي‪66‬م ‪ :‬اتف‪66‬ق‬
‫أصحاب رسول ال ‪ ‬على قتله ‪ ،‬ول يتلف فيه منهم رجلن‪ ،‬وإن‪6‬ا اختلف‪6‬ت أق‪6‬والم ف ص‪6‬فة قتل‪6‬ه‪ ،‬فظ‪6‬ن بع‪6‬ض الن‪6‬اس أن‬
‫ذلك اختلف منهم ف قتله‪ ،‬فحكاها مسألة نزاع بي الصحابة ‪ ، ‬وهي بينهم مسألة إجاع ل مسألة نزاع ‪.‬‬
‫القول الثالث ‪ :‬أن فيه التعزير ‪.‬‬
‫وهذا مذهب أب حنيفة ‪ ،‬قالوا ‪ :‬لنه معصية من العاصي ل ي‪D‬قد‪O‬ر ال ول رسوله فيه حدا‪ J‬مقدرا‪ J‬فكان فيه التعزير ‪.‬‬
‫والراجح أن عقوبته القتل مطلقا‪. J‬‬
‫‪ ‬واختلف الصحابة في كيفية قتله ‪:‬‬
‫فقيل ‪ :‬يرق ‪.‬‬
‫وهذا قول أب بكر وعلي وابن الزبي ‪.‬‬
‫ق‪6‬ال اب‪6‬ن القي‪6‬م ‪ :‬ح‪6‬رق باللوطي‪6‬ة أربع‪6‬ة م‪6‬ن اللف‪6‬اء ‪ :‬أب‪6‬و بك‪6‬ر الص‪6‬ديق ‪ ،‬وعل‪6‬ي ‪ ،‬وعب‪6‬د الرح‪6‬ن ب‪6‬ن الزبي ‪ ،‬وهش‪6‬ام ب‪6‬ن عب‪6‬د‬
‫اللك ‪.‬‬
‫وقيل ‪ :‬يرجم بالجارة حت الوت ‪.‬‬
‫وهو قول عمر وعلي وابن عباس ‪.‬‬
‫وقيل ‪ :‬يرمى من أعلى بناء ف البلد ث يتبع بالجارة ‪.‬‬
‫وهو مروي عن أب بكر وابن عباس ‪.‬‬
‫والظهر أن ذلك راجع إل اجتهاد المام ‪ ،‬حسب مصلحة الردع والزجر ‪.‬‬
‫‪ ‬م‪66‬ن زن ب‪66‬ذات م‪66‬رم ) كعمت‪66‬ه أو خ‪66‬الته ( فجمه‪66‬ور العلم‪66‬اء أن حكم‪66‬ه حك‪66‬م الزن‪66‬ا ) يرج‪66‬م إن ك‪66‬ان مص‪66‬نا‪ ،J‬ويل‪66‬د‬
‫ويغرب إن كان غي مصن ( ‪.‬‬
‫استدلل‪ J‬بالدلة العامة ف حكم الزان‪ ،‬وأنا تشمل بعمومها من زنا بأجنبية أو بذات مرم ‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫وذهب بعض العلماء إل أنه يقتل بكل حال واختاره ابن القيم ‪.‬‬
‫لديث الباء قال ) لقيت خال أبا بردة ومعه الراي‪6‬ة ‪ ،‬فق‪6‬ال ‪ :‬أرس‪6‬لن رس‪6‬ول ال إل رج‪6‬ل ت‪6‬زوج ام‪6‬رأة أبي‪6‬ه أن أقتل‪6‬ه وآخ‪6‬ذ‬
‫‪‬‬

‫ماله ( رواه النسائي وأحد ‪.‬‬


‫وف سنن ابن ماجه من حديث ابن عباس ‪ .‬قال ‪ :‬قال ‪ ) ‬من وقع على ذات مرم فاقتلوه ( ‪.‬‬
‫قال ابن القيم ‪ :‬إنه مقتضى حكم رسول ال ‪. ‬‬

‫حد القذف‬
‫تعريفه ‪ :‬لغة ‪ :‬الرمي ‪.‬‬
‫واصطلحا‪ : S‬الرمي بالزنا وباللواط ونوه مثل قول ‪ :‬يا زان ‪ ،‬يا لوطي ‪.‬‬
‫وحكمه ‪ :‬حرام ومن كبائر الذنوب ‪.‬‬
‫ي ‪F‬ج )ل ‪F‬دة‪F J‬ول ت‪) 6F‬قب‪6F‬ل‪D‬وا ‪F‬ل‪) D‬م ‪F‬ش ‪F‬ه ‪F‬ادة‪ J‬أ‪F‬ب‪F‬دا‪J‬‬ ‫‪E‬‬ ‫ات ث‪F GD‬ل يأ)ت‪D‬وا ب‪E‬أ‪F‬رب‪6‬ع ‪E‬ة شه ‪F‬داء ف‪E F‬‬
‫قال تعال )وال‪E G‬ذين ي‪6‬رمو ‪F‬ن ال)محصن‪E F‬‬
‫وه )م ‪F‬ث‪F‬ان ‪F‬‬
‫اجل ‪D‬د ‪D‬‬
‫) ‪) F F D F F) F‬‬ ‫‪F ) D D )F F F‬‬
‫ك هم ال) ‪F‬ف ‪E‬‬ ‫‪E‬‬
‫اس ‪D‬قو ‪F‬ن( ‪.‬‬ ‫‪F‬وأ‪D‬ول‪F‬ئ ‪D D F‬‬
‫‪E‬‬ ‫‪E‬‬ ‫وقال تعال )إ‪G E‬ن ال‪E G‬ذين ي‪6‬رمو ‪F‬ن ال)مح ‪E E E E E E‬‬
‫يم( ‪.‬‬ ‫اب ‪F‬عظ •‬ ‫صن‪F‬ات ال)غ‪F‬افلت ال) ‪D‬م )ؤمن‪F‬ات ل‪D‬عن‪D‬وا ‪E‬ف ال ‪º‬دن)‪6‬ي‪F‬ا ‪F‬و )الخ‪F‬رة‪F E‬و‪F‬ل‪) D‬م ‪F‬ع ‪F‬ذ •‬ ‫‪F ) D D )F F‬‬
‫وقال ‪ ) ‬اجتنبوا السبع الوبقات ‪ .. :‬وذكر منها ‪ :‬وقذف الصنات الؤمنات الغافلت ( متفق عليه ‪.‬‬
‫وقال ابن قدامة ‪ :‬وهو مرم بإجاع المة ‪.‬‬
‫م ‪ /‬ومن قذف بالزنا محصنا‪ S‬أو شهد عليه به ولم تكمل الشهادة ‪ :‬جلد ثمانين جلدة ‪.‬‬
‫‪-------------‬‬
‫أي ‪ :‬إذا قذف الكلف الختار مصنا‪ J‬جلد ثاني جلدة ‪.‬‬
‫فيشتط ف القاذف ‪ :‬التكليف وهو البالغ العاقل الختار ‪ ) .‬سواء كان ذكرا‪ J‬أو أنثى ( ‪ ،‬فلو أن امرأة قذفت‬
‫رجل‪ J‬فإنه يقام عليها الد ‪.‬‬
‫‪ -1‬ودليل ذلك قواعد الشريعة الأخوذة من النصوص العامة ‪ ،‬كحديث ) ‪D‬رف‪F E‬ع ال ‪F‬قل‪D F‬م ‪F‬ع )ن ث‪F‬لث‪F‬ة ( ‪.‬‬
‫‪ -2‬وحديث ) إ‪G E‬ن الل‪G‬ه ‪F‬تاوز عن أ‪GD‬م ‪E‬ت الط‪F‬أ‪ F‬والن‪O‬سيا ‪F‬ن وما است‪) D‬ك ‪E‬رهوا عل‪E F‬‬
‫يه ( ‪.‬‬ ‫‪F D ) FF F) F F‬‬ ‫‪) F FF F F‬‬
‫‪ -3‬ولن القذف جناية‪ ،‬وفعل الصب والنون ل يوصف بأنه جناية‪.‬‬
‫‪ -4‬ف‪66‬إذا ك‪66‬ان الق‪66‬اذف ص‪66‬بيا‪ J‬أو منون ‪6‬ا‪ J‬أو مكره ‪6‬ا‪ J‬فل ح‪66‬د علي‪66‬ه‪ ،‬لن العق‪66‬ل م‪66‬دار التكلي‪66‬ف ومن‪66‬اطه‪ ،‬والن‪66‬ون ل يعت‪66‬د‬
‫بكلمه‪ ،‬فل يؤثر قذفه‪ ،‬فإن كان الصب مراهقا‪ J‬بيث يؤذي قذفه فإنه يعزر تعزيرا‪ J‬مناسبا‪ ،J‬لكن ل ‪D‬ي ‹د ما دام أن‪6‬ه ل‬
‫يبلغ ‪.‬‬
‫‪ -5‬فإذا قذف الكلف مصنا‪ – J‬وسيأت تعريف الصن ‪ -‬جلد ثاني جلدة للحر ‪.‬‬
‫ات ث‪F GD‬ل يأ)ت‪D‬وا ب‪E‬أ‪F‬رب‪6‬ع‪E‬ة شه ‪F‬داء ف‪E F‬‬
‫لقوله تعال ) وال‪E G‬ذين ي‪6‬رمو ‪F‬ن ال)محصن‪E F‬‬
‫ي ‪F‬ج)ل ‪F‬دة‪F J‬ول ت‪) 6F‬قب‪6F‬ل‪6D‬وا ‪F‬ل‪)D‬م ‪6F‬ش ‪F‬ه ‪F‬ادة‪ J‬أ‪F‬ب‪6F‬دا‪F J‬وأ‪D‬ول‪F‬ئ‪F E‬‬
‫ك ‪6D‬ه ‪D‬م‬ ‫‪E‬‬
‫وه )م ‪F‬ث‪F‬ان ‪F‬‬
‫اجل ‪D‬د ‪D‬‬
‫) ‪) F F D F F) F‬‬ ‫‪F ) D D )F F F‬‬
‫‪E‬‬ ‫ك وأ ) ‪E‬‬ ‫‪E‬‬ ‫‪E E‬‬ ‫‪EG E‬‬ ‫‪E‬‬
‫‪F‬صل‪D F‬حوا ف‪F‬إ ‪G‬ن الل‪G‬ه‪F F‬غ‪D‬ف •ور ‪F‬رح •‬
‫يم ( ‪.‬‬ ‫ال)‪F‬فاس ‪D‬قو ‪F‬ن ‪ .‬إ‪G‬ل الذ ‪F‬‬
‫ين ت‪F‬اب‪D‬وا م )ن ب‪) 6F‬عد ‪F‬ذل ‪F F‬‬
‫فتضمنت هذه الية ثلثة أحكام في القاذف ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬جلده ثاني جلدة ‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬رد شهادته أبدا‪. J‬‬
‫الثالث ‪ :‬فسقه ‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫‪E E‬‬ ‫‪EG E‬‬
‫ك ‪ ( ...‬هذا الستثناء يرفع الكم الخي‪ ،‬ولشك ف ذلك‪،‬‬ ‫ين ت‪F‬اب‪D‬وا ‪E‬م )ن ب‪) 6F‬عد ذ‪F‬ل ‪F‬‬
‫‪ ‬ف قوله تعال ) إ‪G‬ل الذ ‪F‬‬
‫وهو الفسق ‪ ،‬فإذا تابوا زال عنهم وصف الفسق‪ 6‬إل العدالة ‪ ،‬وهل يرجع الستثناء إل ما قبل الخي وهو‬
‫أنه إذا تاب قبلت شهادته ؟ فيه تفصيل ‪:‬‬
‫إذا أقيم عليه الد ول يتب فإنه ل تقبل شهادته ‪.‬‬ ‫‪o‬‬

‫وأما بعد توبته ‪ ,‬فقد اختلف العلماء على قولين ‪:‬‬ ‫‪o‬‬

‫القول الول ‪ :‬ل تقبل شهادة الدود ف قذف ولو تاب ‪.‬‬
‫وهذا قول أب حنيفة ‪.‬‬
‫‪ -1‬واستدلوا بقوله تعال ) ‪F‬ول ت‪) 6F‬قب‪6F‬ل‪D‬وا ‪F‬ل‪)D‬م ‪F‬ش ‪F‬ه ‪F‬اد‪J‬ة أ‪F‬ب‪F‬دا‪ ( .. J‬وجه الدللة ‪ :‬بأن ال أب‹د النع من قبول شهادتم ‪،‬‬
‫وحكم عليهم بالفسق‪ ، 6‬ث استثن التائبي من الفاسقي ‪ ،‬وبقي النع من قبول الشهادة على إطلقه وتأبيده‬
‫‪.‬‬
‫‪ -2‬ولن رد شهادة القاذف ولو تاب عقوبة من تام الد ‪ ،‬فل تسقط هذه العقوبة بالتوبة ‪.‬‬
‫القول الثاني ‪ :‬قبول شهادة القاذف إذا تاب ‪.‬‬
‫وهذا قول الشافعي وأحد ومالك ‪.‬‬
‫‪ -1‬واستدلوا بالستثناء ف آية القذف وهو قوله تعال ) ‪ ...‬إل الذين تابوا ‪ ( ..‬عائد إل الملتي التعاطفتي‬
‫ك هم ال)‪F‬ف ‪E‬‬ ‫‪E‬‬
‫اس ‪D‬قو ‪F‬ن ( ‪.‬‬ ‫قبله ف قوله تعال ) ‪F‬ول ت‪) 6F‬قب‪6F‬ل‪D‬وا ‪F‬ل‪)D‬م ‪F‬ش ‪F‬ه ‪F‬ادة‪ J‬أ‪F‬ب‪F‬دا‪F J‬وأ‪D‬ول‪F‬ئ ‪D D F‬‬
‫‪ -2‬ولن الصحابة قبلوا شهادة القاذف كما ذكر ذلك ابن القيم ‪.‬‬
‫‪ -3‬وقال ابن القيم ‪ :‬وأعظم موانع الشهادة ‪ :‬الكفر والسحر وقتل النفس وعقوق الوالدين والزنا ‪ ،‬ولو تاب من‬
‫هذه الشياء قبلت اتفاقا‪ ، J‬والتائب من القذف أول بالقبول ‪.‬‬
‫‪ -4‬ولعموم قوله ‪ ) ‬التائب من الذنب كمن ل ذنب له ( ‪.‬‬
‫وهذا القول هو الصحيح ‪.‬‬
‫م ‪ /‬أو شهد عليه به ولم تكمل الشهادة ‪ :‬جلد ثمانين جلدة ‪.‬‬
‫‪-------------‬‬
‫أي شهد عليه بالزنا ‪ ،‬ول تكمل الشهادة ‪ ،‬بيث ل يكن الشهود أربعة أو كانوا كلهم أو بعضهم غي عدول‬
‫ونو ذلك ‪ ،‬فإنه يلد ثاني جلدة ‪ ،‬وهو حد القذف ‪ ،‬لقوله تعال ‪) :‬وال‪E G‬ذين ي‪6‬رمو ‪F‬ن ال)محصن‪E F‬‬
‫ات ث‪F GD‬ل) ي‪F‬أ)ت‪D‬وا‬ ‫‪F ) D D )F F F‬‬
‫ك هم ال) ‪F‬ف ‪E‬‬ ‫‪E‬‬ ‫‪E‬‬ ‫ب‪E‬أ‪F‬رب‪6‬ع ‪E‬ة شه ‪F‬داء ف‪E F‬‬
‫اس ‪D‬قو ‪F‬ن( ‪.‬‬ ‫ي ‪F‬ج )ل ‪F‬د ‪J‬ة ‪F‬ول ت‪) 6F‬قب‪6F‬ل‪D‬وا ‪F‬ل‪) D‬م ‪F‬ش ‪F‬ه ‪F‬اد ‪J‬ة أ‪F‬ب‪F‬دا‪F J‬وأ‪D‬ول‪F‬ئ ‪D D F‬‬
‫وه )م ‪F‬ث‪F‬ان ‪F‬‬
‫اجل ‪D‬د ‪D‬‬
‫)‪) F F D F F‬‬
‫م ‪ /‬وقذف غير المحصن فيه التعزير ‪.‬‬
‫‪-------------‬‬
‫أي ‪ :‬إذا قذف الكلف شخصا‪ J‬غي مصن فإنه يعزر ‪ ،‬والتعزير هو التأديب ‪ ،‬وليس له قدر معي – وستأت‬
‫مباحثه إن شاء ال ‪.‬‬
‫م ‪ /‬والمحصن ‪ :‬هو الحر البالغ المسلم العاقل العفيف ‪.‬‬
‫‪-------------‬‬
‫ذكر الصنف – رحه ال – تعريف الصن ‪ ،‬الذي يب بقذفه اللد ‪ 80‬جلدة ‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫فهو ‪:‬‬
‫اح ‪F‬ش ‪T‬ة‬
‫الحر ‪ :‬فلو قذف عبدا‪ J‬فل حد عليه ‪ ،‬لن الحصان يطلق على الرية كما ف قوله تعال )ف‪EF‬إ )ن أ‪F‬ت‪6F‬ي ب‪FE‬ف ‪E‬‬
‫)‪F‬‬
‫اب ( أي ‪ :‬الرائر ‪ ،‬فالرقيق ليس مصنا‪ J‬بذا العن على قول‬ ‫ف‪6F‬عل‪F‬ي ‪E‬ه ‪G‬ن ن‪E‬صف ما عل‪F‬ى ال)محصن‪E F‬‬
‫ات ‪E‬من ال)ع ‪F‬ذ ‪E‬‬
‫‪F F‬‬ ‫) ‪F )D F F D‬‬ ‫‪)F‬‬
‫المهور ‪ ،‬وقالت الظاهرية ‪ :‬يقام الد على قاذف العبد لعموم قوله ‪ ) ‬إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم‬
‫حرام ( ول يفرق ف ذلك بي الر والعبد ‪.‬‬
‫البالغ ‪ :‬بأن يكون القذوف بالغا‪ ، J‬فإن كان صبيا‪ J‬ل يب الد على القاذف وإنا ‹‬
‫يعزر ‪ ،‬لن زنا الصب ل‬
‫يوجب عليه الد فل يب الد بالقذف كزنا النون ‪ ،‬وقيل ‪ :‬ل يشتط البلوغ ‪ ،‬وهذا قول مالك ‪ ،‬لنه حر‬
‫يتعي بذا القول المكن صدقه فأشبه الكبي ‪ ،‬والول أظهر ‪ ،‬وهو أن من قذف غي بالغ ل ‪D‬يد ‪،‬‬
‫عاقل عفيف ‹‬
‫ولكنه يعزر ‪.‬‬
‫المسلم ‪ :‬فالكافر ليس بحصن‪ ، 6‬فمن أشرك بال فل حد على قاذفه على قول المهور ‪.‬‬
‫ات ال)غ‪F‬اف‪E E‬‬
‫لت ال)م )ؤ‪E‬من‪E F‬‬
‫ات ل‪D‬ع‪E‬ن‪D‬وا ‪E‬ف ال ‪º‬دن)‪6‬ي‪F‬ا ‪F‬و )ال ‪E‬خ‪F‬رة‪. ( E‬‬ ‫‪ -1‬لقوله تعال )إ‪G E‬ن ال‪E G‬ذين ي‪6‬رمو ‪F‬ن ال)محصن‪E F‬‬
‫‪D‬‬ ‫‪F ) D D )F F‬‬
‫‪ -2‬ولنه ل يتورع عن الزنا ‪ ،‬إذ ليس هناك ما يردعه عن ارتكاب الفاحشة ‪.‬‬
‫‪ -3‬ولن ‪E‬ع )رض الكافر ل حرمة له ‪ ،‬كالفاسق العلن ل حرمة لعرضه ‪ ،‬بل الكافر أول ‪ ،‬لزيادة الكفر على‬
‫العلن بالفسق‪ , 6‬فلو قذف كافرا‪ J‬فل حد عليه ‪.‬‬
‫العاقل ‪ :‬بأن يكون القذوف عاقل‪ ، J‬فإن كان منونا‪ J‬ل يب الد على القاذف ولكنه يعزز ‪.‬‬
‫العفيف ‪ :‬أي ‪ :‬أن يكون عفيفا‪ J‬عن الزنا لقوله تعال )وال‪E G‬ذين ي‪6‬رمو ‪F‬ن ال)محصن‪E F‬‬
‫ات ( أي‪ :‬العفيفات‪ 6‬عن الزنا‪،‬‬ ‫‪F ) D D )F F F‬‬
‫ت ف‪) 6F‬ر ‪F‬ج ‪F‬ها ( أي ‪ :‬عفت ‪.‬‬
‫صن‪) F‬‬ ‫وقال تعال ) ‪F‬وال‪EG‬ت أ )‬
‫‪F‬ح ‪F‬‬
‫فمن قذف العروف بفجوره أو الشتهر بالعبث والون فل يد ‪ ،‬لن القذف إنا شرع لفظ كرامة النسان‬
‫الفاضل ‪ ،‬ول كرامة للفاسق الاجن ‪ ،‬لكن كما سبق ف قذف غي الصن التعزير ‪.‬‬
‫أمثلة ‪ :‬مكلف قذف صغيا‪ J‬فل حد عليه ‪ ،‬امرأة بالغة قذفت رجل‪ J‬بالغا‪ J‬فإنه يقام عليها الد ‪ ،‬حر قذف عبدا‪J‬‬
‫فل يقام عليه الد ‪ ،‬مكلف عاقل قذف منونا‪ J‬فل يقام عليه الد ‪.‬‬
‫‪ ‬اختلف العلماء هل حد القذف من حقوق ال أم من حقوق الدميي على قولي ‪:‬‬
‫القول الول ‪ :‬أنه من حقوق ال ‪.‬‬
‫وهذا قول النفية ورجحه ابن حزم ‪.‬‬
‫القول الثاني ‪ :‬أنه من حقوق القذوف ‪.‬‬
‫وهذا قول الالكية والشافعية واختاره ابن تيمية ‪ ،‬وهذا الراجح ‪.‬‬
‫‪ ‬فائدة الخلف ‪:‬‬
‫إذا قلنا إنه حق للمقذوف ترتب عليه عدة أمور ‪:‬‬
‫أول‪ : S‬أنه يسقط بعفوه ‪.‬‬
‫ثانيا‪ : S‬أنه ل يقام عليه الد حت يطالب به ‪.‬‬
‫ثالثا‪ : S‬ول يقام للولد على والده ‪ ،‬وهذا الذهب قال ابن قدامة ‪ :‬مبينا‪ J‬العلة ‪ :‬ولنا أنه عقوبة تب حقا‪ J‬لدمي ‪،‬‬
‫فل يب للولد على الوالد كالقصاص ‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫وذهب بعض العلماء إل أنه يقام عليه الد واختاره ابن النذر لعموم الية ‪.‬‬
‫وإذا قلنا إنه حق ل ترتب عليه ‪:‬‬
‫أول‪ : S‬ل يسقط بالعفو إذا بلغ المام ‪.‬‬
‫ثانيا‪ : S‬يقام عليه الد بدون طلب ‪.‬‬
‫‪ ‬صريح القذف وكنايته ‪:‬‬
‫الصريح ما ل يتمل غيه ‪ ،‬مثل ‪ :‬يا زان ‪ ،‬يا لوطي ‪.‬‬
‫والكناية ‪ :‬تتمل القذف وغيها ‪ ،‬مثل ‪ :‬يا قحبة ‪ ،‬يا فاجرة ‪ ،‬يا خبيثة ‪.‬‬
‫فإن فسر الكناية بغي القذف ق‪D‬ب‪E‬ل مع يينه ‪ ،‬فلو قال ‪ :‬أردت بالقحبة العجوز ‪ ،‬وأردت بقول يا خبيثة خبيثة‬
‫العمل ‪ ،‬ففي هذه الال يقبل ول يقام عليه الد ولكن يعزر لساءته للمخاطب ‪.‬‬
‫باب التعزير ‪.‬‬
‫م ‪ /‬والتعزير واجب في كل معصية ل حد فيها ول كفارة ‪.‬‬
‫‪-------------‬‬
‫التعزير ‪ :‬لغة ‪ :‬التأديب ‪.‬‬
‫واصطلحا‪ : S‬هو التأديب ف كل معصية ل حد فيها ول كف‪6‬ارة ‪.‬‬
‫) ل حد فيها ( فالزنا ل تعزيز فيه ‪ ،‬لن فيه حدا‪ ، J‬وكذلك السرق‪6‬ة ‪.‬‬
‫) ول كفارة ( مثل الوطء ف نار رمضان ‪ ،‬ل تعزير فيه لن فيه كفارة ‪.‬‬
‫‪ ‬ل حد لقل التعزير ‪.‬‬
‫قال ابن قدامة ) لنه لو تقدر لكان حدا‪. ( J‬‬
‫واختلف ف أكثره ‪:‬‬
‫والصحيح أنه ل حد لكثره‪ ،‬بل هو مفوض إل رأي الاكم حسب الصلحة وهذا اختيار ابن تيمية ويدل‬
‫لذلك ‪:‬‬
‫أقضية النب ‪ ‬ف التعزيز ‪ ،‬ث أقضية الصحابة ف التعازير حسب الصلحة ‪.‬‬
‫فعزم‪  6‬على التعزير بتحريق البيوت على التخلفي على حضور الماعة ‪.‬‬
‫وأخب عن تعزيره مانع الزكاة بأخذ شطر ماله ‪.‬‬
‫وعزر بالجر ومنع قربان النساء ‪.‬‬
‫وكذلك أصحابه تنوع‪6‬وا ف التعزيرات بعده ‪:‬‬
‫فكان عمر يلق الرأس وينفي ‪ ،‬ويضرب حوانيت المارين ‪.‬‬
‫فإن قيل ‪ :‬ما الواب عن حديث ‪ ) :‬ل يلد فوق عشرة أسواط إل ف حد من حدود ال ( ‪.‬‬
‫الجواب ‪ :‬أن الديث ممول على التأديب الصادر من غي الولة ‪ ،‬كتأديب الب لولده ونوه ‪.‬‬
‫قال الشيخ ممد بن عثيمي رحه ال ) الصحيح أن الراد بالد هنا حكم ال عز وجل ‪ ،‬وقد سى ال أحكامه‬
‫حدودا‪ J‬فقال ‪ ) :‬وتلك حدود ال ومن يتعد حدود ال فقد ظلم نفسه ( ‪.‬‬
‫‪ ‬بعض المثلة لا يب التعزي‪6‬ر با ‪:‬‬

‫‪66‬‬
‫الستمناء باليد ‪ ،‬إتيان البهيمة ‪ ،‬مساحقة النساء ‪.‬‬
‫حد السرقة‬
‫تعريفها ‪ :‬لغة ‪ :‬مأخوذة من الستخفاء والتست ‪.‬‬
‫وشرعا‪ : S‬أخذ الال على وج‪6‬ه الفي‪6‬ة والستتار ‪.‬‬
‫وحكمها حرام ‪.‬‬
‫‪E‬‬ ‫‪E E‬‬ ‫‪E‬‬ ‫‪E‬‬
‫قال تعال ) ‪F‬وال ‪G‬سا ‪E‬ر ‪D‬ق ‪F‬وال ‪G‬سا ‪E‬رق‪F‬ة‪ D‬ف‪F‬اق)ط‪F‬ع‪D‬وا‪ 6‬أ‪F‬ي)دي‪D 6F‬ه ‪F‬ما ‪F‬ج‪F‬زاء‪ J‬ب‪F‬ا ‪F‬ك ‪F‬سب‪F‬ا ن‪F F‬كال‪ J‬م ‪F‬ن الل‪G‬ه ‪F‬والل‪G‬ه‪F D‬ع ‪E‬ز •يز ‪F‬حك •‬
‫يم ( ‪.‬‬
‫اط ‪E‬ل ( ‪.‬‬‫وقال تعال )ول ت‪F‬أ) ‪D‬كل‪D‬وا أ‪F‬موال‪D F‬كم ب‪6‬ي‪6‬ن‪D F‬كم ب‪E‬ال)ب ‪E‬‬
‫) ‪F ) )F ) F‬‬ ‫‪F‬‬
‫وقال ‪ ) ‬ل يسرق السارق حي يسرق وهو مؤمن ( متفق عليه ‪.‬‬
‫وقال ‪ ) ‬إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكن هذا ‪ ،‬ف شهركم هذا ‪ ،‬ف بلدكم هذا (‬
‫متفق عليه ‪.‬‬
‫وقال ‪ ) ‬لعن ال السارق يسرق البيضة فتقطع يده ‪ ،‬ويسرق البل فتقطع يده ( ‪.‬متفق عليه‬
‫وقد اختلف العلماء ف معن الديث )لعن ال السارق يسرق البيضة فتقطع يده‪ ،‬ويسرق البل فتقطع يده(‪:‬‬
‫قال جماعة ‪ :‬ال‪6‬راد ب‪6‬ا بيض‪66‬ة الدي‪66‬د ‪ ،‬وحب‪6‬ل الس‪66‬فينة ‪ ،‬وك‪66‬ل واح‪66‬د منهم‪6‬ا يس‪66‬اوي أك‪66‬ثر م‪66‬ن رب‪6‬ع دين‪6‬ار ‪ ،‬وأنك‪66‬ره‬
‫الققون وضعفوه ‪.‬‬
‫وقيل ‪ :‬الراد التنبيه على عظم ما خسر ‪ ،‬وهي يده ف مقابلة حقي من الال وهو ربع دينار ‪ ،‬فإنه يشارك البيض‪66‬ة‬
‫والبل ف القارة ‪.‬‬
‫وقيل ‪ :‬أراد جنس البيض وجنس البل ‪.‬‬
‫وقيل ‪ :‬إنه إذا سرق البيضة فلم تقطع جره ذلك إل سرقة ما هو أكثر منها فقطع ‪ ،‬فكانت سرقة البيضة هي‬
‫سبب قطعه ‪.‬‬
‫‪ ‬ول تقطع يد السارق إل بشروط ذكرها الصنف – رحه ال – فقال ‪:‬‬
‫م ‪ ) /‬ومن سرق ‪. ( ...‬‬
‫‪-------------‬‬
‫ذكر الصنف – رحه ال – الشرط الول من شروط القطع وهو ‪ :‬أن يكون هناك عملية سرقة ‪.‬‬
‫وهي أخذ مال الغي من مالكه ونائبه على وج‪6‬ه الختف‪6‬اء ‪ ،‬ويدخل ف ذلك الطرار وهو النشال وهو الذي‬
‫يدخل يده ف جيب شخص آخر ليأخذ ما فيه خفية أو يشقه ‪.‬‬
‫‪ ‬فل قطع على النتهب ‪ :‬وهو الذي يأخذ الال على وجه الغنمة معتمدا‪ J‬على قوته ‪.‬‬
‫ول على الختلس ‪ :‬وهو الذي يأخذ الال خطفا‪. J‬‬
‫ول على الغاصب ‪ :‬وهو الذي يأخذ الال قهرا‪ J‬بغي حق ‪.‬‬
‫لقوله ‪ ) ‬ليس على خائن ول متتهب ول متلس قطع ( رواه أبوداود ‪.‬‬
‫‪ ‬واختلف ف جاحد العارية هل تقطع يده أم ل ؟ على قولي ‪:‬‬
‫القول الول ‪ :‬أن جاحد العارية تقطع يده ‪.‬‬
‫وهذا مذهب‪ 6‬النابلة ‪ ،‬واختاره ابن حزم وابن القيم ‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫ول الل‪E 6G‬ه ‪‬‬ ‫‪E‬‬ ‫‪EE‬‬ ‫‪E‬‬
‫ت ‪ ,‬ف‪F 6F‬قال‪D‬وا ‪F :‬م‪) 6‬ن ي‪F D‬كل‪D 6O‬م ف ‪6F‬‬
‫يه ا ‪F‬ر ‪D‬س‪F 6‬‬ ‫‪F‬ع )ن ‪F‬عائ ‪F‬شة‪ F‬رضي ال عنها ) أ‪G F‬ن ق‪F6D‬ري)شا‪ J‬أ ‪FF‬ه‪D G‬ه )م ‪F‬شأ) ‪D‬ن ال) ‪F‬م )خ ‪D‬زومي‪G‬ة ال‪EG‬ت ‪F‬س‪F‬رق‪) F‬‬
‫‪D‬س‪F 6‬امة‪ , D‬ف‪F 6F‬ق‪F 6‬ال ‪ :‬أ‪F‬ت‪) F‬ش‪F 6‬ف ‪D‬ع ‪6 E‬ف ‪F‬ح‪̧ 6‬د ‪E‬م‪) 6‬ن‬ ‫ئ عل‪F‬ي ‪E‬ه إل‪ G‬أ‪D‬س امة‪ D‬ب ن زي ‪T‬د ‪6 E‬ح ‪E E º‬‬
‫ب ‪F‬ر ‪D‬س‪ 6‬ول الل‪6 G‬ه ‪ ‬ف‪F F‬كل‪F G‬م‪ 6‬ه‪ D‬أ ‪F‬‬ ‫‪6 )F D 6 ) F 6 F‬‬ ‫؟ ف‪F 6F‬ق‪ 6‬ال‪D‬وا ‪F :‬و‪F‬م‪) 6‬ن ‪)F‬ي ‪EF‬ت‪6 ) F D 6‬‬
‫‪E‬‬ ‫ود الل‪E G‬ه ؟ ث‪ GD‬ق‪6F‬ام ف‪6F‬اختط‪F‬ب ‪ ,‬ف‪F 6F‬ق‪F 6‬ال ‪ :‬إ‪G‬ن‪6F‬ا أ‪F‬هل‪6F‬ك ال‪E 6G‬ذ ‪E 6E‬‬ ‫ح ‪D‬د ‪E‬‬
‫‪G‬ه‪) 6‬م ‪6F‬ك ان‪D‬وا إذ‪F‬ا ‪6F‬س ‪F‬ر ‪F‬ق في ‪6E‬ه )م ال ‪G‬ش‪E 6‬ر ‪D‬‬
‫يف ت‪F6F‬ر‪D‬ك‪ 6‬وه‪, D‬‬ ‫ين م )ن ق‪)6F‬بل ‪D‬ك‪) 6‬م أ‪F‬ن‪D 6‬‬‫) ‪F F‬‬ ‫‪F F) F‬‬ ‫‪D‬‬
‫‪T‬‬ ‫‪E‬‬ ‫‪E‬‬ ‫‪E‬‬ ‫‪E‬‬ ‫‪E‬‬
‫ت ي‪F F‬د ‪F‬ها ( ‪.‬‬ ‫ت ل‪FF‬قط‪) F‬ع ‪D‬‬ ‫ت ‪D‬م‪G F‬مد ‪F‬س‪F‬رق‪) F‬‬ ‫ال‪G F‬د ‪F ,‬وأ )‪F‬ي‪ D‬الل‪G‬ه ‪ :‬ل‪) F‬و أ‪G F‬ن ف‪F‬اط ‪F‬مة‪ F‬ب‪)E‬ن ‪F‬‬ ‫يف أ‪F‬ق‪D F‬اموا ‪F‬عل‪)F‬يه )‬ ‫‪F‬وإ‪F E‬ذا ‪F‬س‪F‬ر ‪F‬ق في ‪E‬ه )م الض‪G‬ع ‪D‬‬
‫‪G‬ب‪  6‬ب‪FE‬قط) ‪E 6‬ع ي‪E 6 F‬د ‪F‬ها ( وه‪66‬ذه الرواي‪66‬ة ص‪66‬رية ف أن‬ ‫اع ‪F‬و‪)F‬ت ‪F‬ح‪D 6‬ده‪ , D‬ف‪6 F‬أ ‪FF‬م‪F‬ر الن‪º E‬‬
‫‪E‬‬
‫ت )ام‪F 6‬رأ‪F‬ة• ت‪) F‬س‪ 6‬ت‪F‬عي‪ D‬ال) ‪F‬مت‪F 6 F‬‬
‫‪T‬‬
‫‪F‬و‪6 E‬ف ل‪)F‬ف‪ 6‬ظ لس‪66‬لم ) ‪F‬ك‪ 6‬ان‪) F‬‬
‫جاحد العارية يب عليه القطع ‪.‬‬
‫القول الثاني ‪ :‬أن جاحد العارية ل قطع عليه ‪.‬‬
‫وهذا مذهب‪ 6‬جهور العلماء ‪ :‬الالكية ‪ ،‬والنفية ‪ ،‬والشافعية ‪ ،‬واختاره ابن قدامة ‪.‬‬
‫‪ -1‬لديث جابر قال‪ :‬قال رسول ال ‪): ‬ليس على خائن ول منتهب ول متلس قطع(‪ .‬رواه أبو داود‬

‫وجاحد العارية خائن للمانة فل قطع عليه ‪.‬‬


‫‪ -2‬أن شرط السرقة الخذ من الرز وهتكه ‪ ،‬وليس ف جحد العارية هتك لرز فل قطع عليه ‪.‬‬
‫‪ -3‬أن جاح‪66‬د العاري‪66‬ة غي الس‪66‬ارق ف العن ‪ ،‬لن الس‪66‬ارق يأخ‪66‬ذ ال‪66‬ال خفي‪66‬ة بلف الاح‪66‬د ‪ ،‬ف‪66‬إنه م‪66‬ؤتن‬
‫خائن لمانته ‪ ،‬والقطع واجب على السارق ل على الاحد ‪.‬‬
‫وأجابوا على رواية ‪ ) :‬كانت تستعير المتاع فتجحده ( بأجوبة ‪:‬‬
‫أن هذه الرأة ل تقطع لحدها العارية ‪ ،‬وإنا قطعت لكونا قد سرقت ‪ ،‬ويدل على ذلك أمران ‪:‬‬
‫أول‪ : S‬الروايات الخرى ‪ ) :‬أن قريشا‪ J‬أهتهم الرأة الخزومية الت سرقت ‪. ( ...‬‬
‫ثانيـا‪ : S‬أن الرواي‪66‬ات ف قص‪66‬ة الخزومي‪66‬ة ق‪66‬د علل‪66‬ت س‪66‬بب قطعه‪66‬ا بالس‪66‬رقة ‪ ،‬فق‪66‬د ق‪66‬ال ‪ ) : ‬إن‪66‬ا أهل‪66‬ك م‪66‬ن ك‪66‬ان‬
‫قبلكم أنم كانوا إذا س‪6‬رق فيه‪6‬م ‪ ...‬وق‪6‬ال ‪ :‬ل‪6‬و أن فاطم‪6‬ة بن‪6‬ت مم‪6‬د س‪6‬رقت لقطع‪66‬ت ي‪6‬دها ( ‪ ،‬فه‪6‬ذا دلي‪6‬ل عل‪66‬ى‬
‫أن قطعها كان لسرقتها ‪.‬‬
‫‪ o‬أن الرواي‪66‬ة ال‪66‬ت فيه‪66‬ا اس‪66‬تعارتا للمت‪66‬اع ‪ ،‬وجح‪66‬دها ل‪66‬ه ‪ ،‬ه‪66‬ذا لن‪66‬ا ك‪66‬انت معروف‪66‬ة ب‪66‬ذه الص‪66‬فة فس‪66‬ميت ب‪66‬ا ف‬
‫هذه الرواية ‪.‬‬
‫قال القرطبي ‪ :‬يتج‪66‬ح أن ي‪66‬دها قطع‪66‬ت عل‪66‬ى الس‪66‬رقة ل لج‪66‬ل جح‪66‬د العاري‪66‬ة م‪66‬ن أوج‪66‬ه ‪ :‬أحدها ‪ :‬ق‪6‬وله ف آخ‪66‬ر‬
‫الديث الت ذكرت فيه العارية ‪) :‬لول أن فاطمة سرقت( فإن في‪66‬ه دلل‪66‬ة قاطع‪66‬ة عل‪66‬ى أن ال‪6‬رأة قطع‪66‬ت ف الس‪66‬رقة ‪،‬‬
‫إذ لو كان قطعها لجل الحد لكان ذكر السرقة لغيا‪ ، J‬ولقال ‪ :‬لو أن فاطمة جحدت العارية ‪.‬‬
‫‪ o‬أن رواية ) القطع ف العارية ( ضعيفة ‪ ].‬لكن هذا فيه نظر [ ‪.‬‬
‫والراجح القول الثاني ‪.‬‬
‫م ‪ /‬ربع دينار من الذهب أو ما يساويه من المال ‪.‬‬
‫‪-------------‬‬
‫ذكر الصنف – رحه ال – الشرط الثان من شروط القطع ف السرقة ‪ :‬وهو أن يكون المسروق نصابا‪. S‬‬
‫والنصاب الذي تقطع به اليد ربع دينار فصاعدا‪ J‬عند المهور ‪.‬‬
‫لديث عائشة ‪ .‬قالت ‪ :‬قال رسول ال ‪ ) ‬ل تقطع اليد إل ف ربع دينار فصاعدا‪ ( J‬متفق عليه ‪.‬‬
‫وهذا الديث مقيد للية ) ‪F‬وال ‪G‬سا ‪E‬ر ‪D‬ق ‪F‬وال ‪G‬سا ‪E‬رق‪F‬ة‪ D‬ف‪F‬اق)ط‪F‬ع‪D‬وا أ‪F‬ي) ‪E‬دي‪D 6F‬ه ‪F‬ما ‪. ( ..‬‬

‫‪68‬‬
‫‪ ‬فإذا سرق ربع دينار أو قدره من العروض قطع ‪.‬‬
‫وأما حديث ) أن النب ‪ ‬قطع ف م̧ن قيمته ثلثة دراهم ( رواه مسلم‪ ، 6‬فهذا ممول على أن ثلثة الدراهم‬
‫تساوي ربع دينار ف ذلك الوقت ‪.‬‬
‫م ‪ /‬من حرزه ‪.‬‬
‫‪-------------‬‬
‫ذكر الصنف – رحه ال – الشرط الثالث من شروط القطع ف السرقة ‪ :‬أن يكون من حرز ‪.‬‬
‫‪ ‬فإن سرق من غي حرز فل قطع ‪.‬‬
‫‪ ‬وحرز الال ما العادة حفظه فيه ] حرز كل شيء ما حفظ فيه عادة [ ‪ ،‬ويتلف باختلف الموال والبلدان‬
‫وعدل السلطان وجوره ‪ ،‬فحرز النقود غي حرز الاشية‪ ،‬وكذا حرز الطعمة والمتعة وغيها‪.‬‬
‫‪ ‬والدليل على اشتاط الرز ‪:‬‬
‫‪ -1‬لدخوله ف مفهوم السرقة لغة ‪.‬‬
‫‪ -2‬ولقوله ‪ ‬ف سارق التمر ) ومن خرج بشيء منه بعد أن ي‪D‬ؤ‪E‬وي‪F‬ه ال ‪E‬رين فبلغ ثن ال‪F E‬ج ‪O‬ن فعليه القطع ( رواه أبو‬
‫داود ‪ ,‬لنه قبل أن يؤويه الرين ليس ف حرز ‪ ] ،‬والرين ‪ :‬هو الذي ‪D‬يمع‪ 6‬فيه التمر لييبس [ ‪.‬‬
‫‪ ‬ومن الشروط الت ل يذكرها الصنف رحه ال ‪:‬‬
‫أن يكون المسروق مال‪ S‬محترما‪: S‬‬
‫الال التم ‪ :‬مثل الثياب والطعام والدراهم والكتب وغيها ‪.‬‬
‫فل قطع ف سرقة آلة لو كالزمار والعود والربابة لتحريها ‪.‬‬
‫وانتفاء الشبهة ‪.‬‬
‫] والشبهة ‪ :‬هي كل ما يكن أن يكون عذرا‪ J‬للسارق ف الخذ [ ‪.‬‬
‫فلو سرق البن من مال أبيه فل قطع ‪ ،‬لوجود شبهة إنفاق‪ ،‬لن نفقة كل واحد منهما تب ف مال الخر‪.‬‬
‫ولو سرق الب من مال ابنه فل قطع ‪ ،‬لوجود شبهة ‪ ،‬وهي شبهة التملك والتبسط به ‪.‬‬
‫فالصول والفروع ل يقطع بعضهم بالسرقة من مال بعض ‪.‬‬
‫وذهب بعض العلماء ‪ :‬إل أن كل قريب سرق من قريبه يقطع‪ ،‬إل الب إذا سرق من مال ولده فل يقطع‪.‬‬
‫لعموم الدلة الدالة على وجوب القطع ‪ ،‬واستثن الب لديث ) أنت ومالك لبيك ( ‪.‬‬
‫وهذا مذهب‪ 6‬الشافعي ‪.‬‬
‫وذهب بعض العلماء ‪ :‬أن من وجبت نفقته ل يقطع بالسرقة منه وإل قطع ‪.‬‬
‫وهذا القول فيه قوة وكذلك الذي قبله ‪.‬‬
‫‪E‬‬
‫بسرقته من مال الخر ‪.‬‬ ‫‪ ‬ول يقطع أحد من الزوجي‬
‫لن كل منهما يرث صاحبه بغي حجب ‪ ،‬ويتبسط ف مال الخر عادة ‪ ،‬فأشبه الوالد والولد ‪.‬‬
‫وقيل ‪ :‬يقطع لعموم الية ‪.‬‬
‫وقيل ‪ :‬يقطع الزوج ول تقطع الزوجة ‪ ،‬لن لا النفقة ف مال زوجها ‪.‬‬
‫‪ ‬اختلف العلماء هل يشترط في السرقة مطالبة المسروق منه بماله على قولين ‪:‬‬
‫القول الول ‪ :‬اشتاط ذلك ‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫وهذا مذهب‪ 6‬أب حنيفة والشافعي وأحد ‪.‬‬
‫ل‪66‬ديث ص‪66‬فوان ب‪66‬ن أمي‪66‬ة )أن‪66‬ه ن‪66‬ام عل‪66‬ى ردائه ف الس‪66‬جد‪ ،‬فأخ‪66‬ذ م‪66‬ن ت‪66‬ت رأس‪66‬ه‪ ،‬فج‪66‬اء بس‪66‬ارقه إل الن‪66‬ب ‪ ‬ف‪66‬أمر‬
‫بقطعه‪ ،‬فقال صفوان‪ :‬ل أرد هذا؟ ردائي عليه صدقة‪ ،‬فقال ‪ :‬هل‹ كان قبل أن تأتين به(‪.‬رواه أبوداود‬

‫القول الثاني ‪ :‬ل تشتط الطالبة ‪.‬‬


‫وهذا مذهب‪ 6‬مالك ‪ ،‬واختاره شيخ السلم ابن تيمية ‪.‬‬
‫لقوله تعال ) ‪F‬وال ‪G‬سا ‪E‬ر ‪D‬ق ‪F‬وال ‪G‬سا ‪E‬رق‪F‬ة‪ D‬ف‪F‬اق)ط‪F‬ع‪D‬وا‪ 6‬أ‪F‬ي) ‪E‬دي‪D 6F‬ه ‪F‬ما( فليس فيها اشتاط مطالبة السروق منه باله السروق‪.‬‬
‫وهذا القول هو الصحيح ‪ ،‬لا ف ذلك من حفظ الموال واستتاب المن ‪.‬‬
‫وحسمت ‪.‬‬
‫م ‪ /‬قطعت يده اليمنى من مفصل الكف &‬
‫‪-------------‬‬
‫‪ ‬قطعت يده اليمنى ‪.‬‬
‫)وال ‪G‬سا ‪E‬ر ‪D‬ق ‪F‬وال ‪G‬سا ‪E‬رق‪F‬ة‪ D‬ف‪F‬اق)ط‪F‬ع‪D‬وا أ‪F‬ي) ‪E‬دي‪D 6F‬ه ‪F‬ما ( ففي قراءة ابن مسعود ‪) :‬فاقطعوا أيانما( ‪.‬‬
‫لقوله تعال ‪F :‬‬
‫‪ ‬من مفصل الكف ‪.‬‬
‫لن ال أطلق ‪ ) :‬أيديهما ( ول يقيد ‪ ،‬واليد عند الطلق تمل على الكف ‪.‬‬
‫‪ ‬ثم حسمت ‪:‬‬
‫أي حسم الدم أي قطعه ‪ ،‬وذل‪66‬ك ب‪6‬أن يغل‪66‬ى زي‪66‬ت أو ده‪6‬ن أو نوه‪6‬ا ‪ ،‬ث تغم‪66‬س في‪6‬ه وه‪6‬و يغل‪66‬ي ‪ ،‬ف‪6‬إذا انغمس‪66‬ت‬
‫فيه وهو يغلي تسددت أفواه العروق ‪.‬‬
‫وإنا وجب حسمها ‪ :‬لنا لو تركت لنزف الدم ومات ‪.‬‬
‫م ‪ /‬فإن عاد قطعت رجله اليسرى من مفصل الكعب وحسمت ‪ ،‬فإن عاد &حبس ول يقطع غير يد ورجل ‪.‬‬
‫‪-------------‬‬
‫أي ‪ :‬فإن سرق بعد ذلك قطعت‪ 6‬رجله اليسرى ‪ ،‬وإذا سرق ثالثا‪ ، J‬فالصنف – رحه ال – يقول ‪ :‬حب‪E‬س ‪ ،‬أي‬
‫يبس ول يقطع ‪ ،‬لن ف قطع اليدين تعطيل‪ J‬لنفعة النس ‪.‬‬
‫وذهب جهور العلماء أنه تقطع يده اليسرى ‪ ،‬ث إذا سرق ف الرابعة قطعت‪ 6‬رجله اليمن ث إذا سرق بعد الرابعة‬
‫يعزر ويبس ‪.‬‬
‫‪ ‬وتثبت السرقة بشهادة عدلي ‪ ،‬أو القرار ويكفي مرة واحدة ‪.‬‬
‫فتثبت السرقة بشهادة عدلي اثني ‪ ،‬وهذا متفق عليه عند أهل العلم كما حكاه ابن رشد وابن قدامة ‪.‬‬
‫فل تثبت عقوبة القطع بشهادة رجل واحد ‪ ،‬ول بشهادة النساء ‪.‬‬
‫وتثبت بالقرار‪ ،‬وهل يشتط أن يكون مرتي أم يكفي مرة واحدة‪ ،‬الصحيح أنه يكفي القرار مرة واحدة‪ ،‬وهذا‬
‫مذهب جاهي العلماء ‪.‬‬
‫قياسا‪ J‬على القصاص وحد القذف ‪ ،‬فإنه يكفي فيه القرار مرة واحدة ‪.‬‬
‫وذهب النابلة إل أنه لبد من القرار مرتي ‪.‬‬
‫حد الحرابة‬

‫‪70‬‬
‫صـ ل_ب&وا أ ‪UA‬و‬
‫سـ ادا‪ S‬أ‪A U‬ن ي&ـ ‪U‬قت_ـل&ـوا أ ‪UA‬و ي& ‪U‬‬ ‫س ‪U‬ع ‪A‬و ‪U‬ن ف‪9‬ـي ‪A‬ال ‪UA‬ر ‪9‬‬
‫ض ف‪U U‬‬ ‫ين ي& ‪U‬حـ ا ‪9‬رب&و ‪U‬ن الل_ـه‪U U‬و‪U‬ر &سـ ول‪U‬ه& ‪U‬وي‪A U‬ـ‬
‫_ـ ‪9‬‬
‫م ‪ /‬قال تعالى )إ‪9‬ن_ ‪U‬ما ‪U‬جـ ‪U‬زاء& ال ذ ‪U‬‬
‫ض ( وهــم الــذين يخرجــون علــى النــاس ‪ ،‬ويقطعــون‬ ‫لف أ ‪UA‬و ي&ـ ‪A‬نـ ‪U‬ف ـ ‪A‬وا ‪9‬مـ ‪U‬ن ‪A‬ال ‪UA‬ر ‪9‬‬
‫ت&ـ ‪U‬قط_ ـع أ‪U‬ي ‪9‬دي ‪9‬هم وأ‪U‬رجل&ه م ‪9‬مـ ن ‪9‬خ †‬
‫‪A U‬ـ ‪& & A U A‬ـ ‪A A‬‬
‫الطريق عليهم بنهب أو قتل ‪:‬‬
‫وصلب ‪.‬‬ ‫‪9‬‬
‫فمن قتل منهم وأخذ مال‪ : S‬ق&تل &‬
‫ومن ق‪U‬ـت‪U‬ل ‪ :‬تحتم قتله ‪.‬‬
‫ومن أخذ مال‪ : S‬قطعت يده اليمنى ورجله اليسرى ‪.‬‬
‫في من الرض ‪.‬‬ ‫ومن أخاف الناس ‪ :‬ن& ‪U‬‬
‫‪-------------‬‬
‫ذكر الصنف – رحه ال – حكم قطاع الطريق ‪ ،‬لن هذه الية نزلت ف قطاع الطريق ‪.‬‬
‫تعريفهم ‪ :‬هم قوم خرجوا على المام بل تأويل مطلقا‪ ، J‬سواء كان لم منعة أم ل يكن لم منع‪6‬ة ‪ ،‬يسلبون‬
‫أموال الناس ويسفكون دماءهم ويهتكون أعراضهم ف العراء أو ف البنيان ‪.‬‬
‫‪ ‬وسيت هذه الرية حرابة وماربة لا فيها من سلب الموال‪ 6‬أو الرواح ‪ ،‬ولا فيها من ‪T‬‬
‫مالفة وعصيان لمر‬
‫ال تعال ‪.‬‬
‫الصل ف حكمهم ‪ :‬الية الت ذكرها الصنف – رحه ال – ‪:‬‬
‫صل‪G‬ب‪D‬وا أ )‪F‬و ت‪F 6D‬قط‪F G‬ع أ‪F‬ي) ‪E‬دي ‪E‬ه )م‬ ‫ين ‪D‬ي‪F‬ا ‪E‬رب‪D‬و ‪F‬ن الل‪G‬ه‪F F‬و‪F‬ر ‪D‬سول‪F‬ه‪F D‬وي‪) F‬س ‪F‬ع )و ‪F‬ن ‪E‬ف )ال )‪F‬ر ‪E‬‬
‫ض ف‪F F‬سادا‪ J‬أ‪) F‬ن ي‪F D6‬قت‪6G‬ل‪D‬وا أ )‪F‬و ي‪F D‬‬
‫‪EG‬‬ ‫‪GE‬‬
‫قال تعال ) إن‪F‬ا ‪F‬ج‪F‬زاء‪ D‬الذ ‪F‬‬
‫ض(‬ ‫وأ‪F‬رجل‪D‬هم ‪E‬من ‪E‬خ ‪T‬‬
‫لف أ )‪F‬و ي‪)D6‬ن‪F 6‬ف )وا ‪E‬م ‪F‬ن )ال )‪F‬ر ‪E‬‬ ‫‪) )D D)F‬‬
‫ه‪6‬ذه الي‪6‬ة ف قول ابن عباس وكثي من العلماء نزلت ف قطاع الطريق من السلمي‪. 6‬‬
‫واختلف ف ه‪6‬ذه الي‪6‬ة هل هي على التخيي أم التتيب ‪:‬‬
‫فقيل ‪ :‬على التخيي ) فالمام يي بي القتل أو الصلب أو النفي ( لن أو تقتضي التخيي ‪.‬‬
‫وقيل ‪ :‬ليست على التخيي ويكون حكمهم كالتال ‪:‬‬
‫إذا قتلوا وأخذوا الال ‪ ،‬فإنم يقتلون ويصلبون ‪.‬‬
‫وإذا قتلوا ول يأخذوا الال ‪ ،‬فإنم يقتلون ول يصلبون ‪.‬‬
‫وإذا أخذوا الال ول يقتلوا قطعت أيديهم وأرجلهم ) اليد اليمن والرجل اليسرى ( ‪.‬‬
‫وإن ل يقتلوا ول يأخذوا مال‪ J‬نف‪6‬وا ‪.‬‬
‫هذا التتيب ف حكمهم هو قول جه‪6‬ور العلماء ‪.‬‬
‫‪ ‬إذا أخذ مال‪ J‬ول يقتل قطعت يده اليمن ورجله اليسرى ‪ ،‬ويقطعان معا‪ ، J‬لن ال قال )أ )‪F‬و ت‪F 6D‬قط‪F G‬ع أ‪F‬ي) ‪E‬دي ‪E‬ه )م‬
‫لف ( والواو للجمع والشتاك ‪.‬‬ ‫وأ‪F‬رجل‪D‬هم ‪E‬من ‪E‬خ ‪T‬‬
‫‪) )D D)F‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪E‬‬
‫‪ ‬ف‪66‬إذا ل يقت‪66‬ل ول يس‪66‬رق ف‪66‬إنه ينف‪66‬ى ‪ ،‬فل ي‪6D‬تك ي‪66‬أوي إل بل‪66‬د ‪ ،‬وه‪66‬ذا ق‪66‬ول النابل‪66‬ة لظ‪66‬اهر الي‪66‬ة )أ )‪F‬و ي‪)D6‬ن‪F 6‬ف‪) 6‬وا م ‪F‬ن‬
‫ض(‪.‬‬ ‫)ال )‪F‬ر ‪E‬‬
‫وذهب بعض العلماء – وهو قول النفية والشافعية – أن النفي هو السجن‪. 6‬‬
‫وذهب بع‪6‬ض العلم‪66‬اء – وه‪6‬و ق‪66‬ول لال‪66‬ك واخ‪66‬تاره اب‪6‬ن جري‪6‬ر والش‪66‬نقيطي – أن‪6‬ه ينف‪6‬ى إل بل‪6‬د آخ‪6‬ر وي‪D‬س‪66‬جن في‪6‬ه ‪,‬‬
‫ول يزال منفيا‪ J‬حت تظهر توبته ‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫‪ ‬إذا قت‪66‬ل ف‪66‬إنه يتحت‪66‬م قتل‪66‬ه ‪ ،‬فيق‪66‬ام علي‪66‬ه القص‪66‬اص ‪ ،‬ولي‪66‬س في‪66‬ه خي‪66‬ار لولي‪66‬اء القت‪66‬ول ‪ ،‬لن القت‪66‬ل هن‪66‬ا لي‪66‬س‬
‫قصاصا‪ ، J‬ولكنه حد ‪ ،‬فل يوز العفو عنه ‪ ،‬وآية الاربة بينت أن عقوب‪66‬ة القت‪66‬ل عقوب‪6‬ة تثب‪66‬ت ج‪6‬زاء الارب‪6‬ة ل‬
‫تع‪66‬ال ‪ ،‬وم‪66‬ا ك‪66‬ان ك‪66‬ذلك فه‪66‬و ح‪66‬ق ل تع‪66‬ال ل ي‪66‬وز إس‪66‬قاطه ‪ ،‬ولن ض‪66‬رر ه‪66‬ذه الري‪66‬ة ض‪66‬رر ع‪66‬ام للمجتم‪66‬ع‬
‫بأسره غي متص بالن عليه ‪.‬‬
‫صل_ب&وا ( ‪.‬‬
‫‪ ‬إذا قتل وأخذ الال فإنه يقتل ويصلب ‪ ،‬لقوله تعال )أ‪A U‬ن ي&ـ ‪U‬قت_ـل&وا أ ‪UA‬و ي& ‪U‬‬
‫والصلب ‪ :‬أن يربط على خشبة لا يدان معتضتان وعود قائم ‪.‬‬
‫قيل ‪ :‬يقتل ث يصلب ‪ ،‬وقيل ‪ :‬بل يصلب قبل القتل ‪ ،‬وال أعلم ‪.‬‬
‫والراجح ف مدة الصلب‪ ، 6‬أنه يصلب حت يشتهر أمره ‪ ،‬لن القصود يصل به ‪.‬‬
‫وهذا التتيب على مذهب‪ 6‬المهور كما سبق ‪ ،‬وذهب مالك إل أن تعدد العقوبات هن‪6‬ا يقص‪66‬د ب‪6‬ه التخيي ‪ ،‬وأن‬
‫المام مي ‪ ،‬لن لفظة ) أو ( للتخيي ‪ ،‬وال أعلم ‪.‬‬
‫باب البغاة‬
‫م ‪ /‬من خرج على المام يريد إزالته عن منصبه فهو باغ ‪.‬‬
‫‪-------------‬‬
‫ذكر الصنف – رحه ال – تعريف البغاة ‪ ،‬لكنه متصر ‪.‬‬
‫والبغاة جع باغ ‪ ،‬وهو لغة ‪ :‬الظلم وماوزة الد ‪ ،‬سوا بذلك لظلمهم وعدولم عن الق ‪.‬‬
‫واصطلحا‪ : S‬هم الارجون على المام بتأويل سائغ ولم شوك‪6‬ة ‪.‬‬
‫سوا بغاة لعدول‪6‬م عن الق وما عليه أئمة السلمي ‪.‬‬
‫‪ ‬فإن اختل شرط من ذلك بأن ل يرجوا على إمام أو خرجوا على إمام بل تأويل أو بتأويل غي سائغ أو‬
‫كانوا جعا‪ J‬يسيا‪ J‬ل شوكة لم فقطاع طريق ‪.‬‬
‫‪ ‬يشتط ف الارجي على المام لكي يكونوا بغاة شروط ‪:‬‬
‫أول‪ : S‬أن يكونوا مسلمي ‪.‬‬
‫‪F‬صل‪D E‬حوا ب‪)6F‬ي‪6‬ن‪D 6F‬ه ‪F‬ما ‪. (...‬‬ ‫‪EE‬‬ ‫‪EE E‬‬
‫قال تعال ) ‪F‬وإ‪) E‬ن ط‪F‬ائ ‪F‬فت‪F‬ان م ‪F‬ن ال) ‪D‬م )ؤمن ‪F‬‬
‫ي اق)‪6‬ت‪F‬ت‪6F‬ل‪D‬وا ف‪F‬أ )‬
‫فإذا خرج على المام ذميون أو مستأمنون فل يعتبون بغاة ولم أحكامهم الاصة ‪.‬‬
‫ثانيا‪ : S‬أن يكون لم منعة وشوكة ‪.‬‬
‫وهو أن يكون للبغاة منعة وقوة وشوكة يتاج معها المام إل إعداد جيش لقتال‪6‬م ‪.‬‬
‫ثالثا‪ : S‬أن يكون لم تأويل سائغ ‪.‬‬
‫والدليل على ذلك ‪ :‬هو ما حصل من الارجي على علي ‪ ‬من أهل المل وصفي ‪ ،‬وذلك بأن قالوا إن عليا‪J‬‬
‫يعرف قتلة عثمان ويقدر عليهم ول يقتص منهم لواطأته إياه‪6‬م ‪ ،‬وهذا تأويل اعتقدوا به على جواز الروج على‬
‫المام وهو علي بن أب طالب ‪.‬‬
‫ول بد أن يكون التأويل سائغا‪ J‬يصلح أن يعتمد عليه ‪.‬‬
‫وقد ذكر ابن تيمية ف تفريقه بي البغاة والوارج بأن قتال أهل المل وصفي عليا‪ J‬كان بسبب اعتمادهم على‬
‫تأويل سائغ ‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫أما الارقون من الوارج فقاتلهم علي بسب تأويلهم الفاس‪6‬د ‪.‬‬
‫‪ ‬ويعتبون بغاة ولو كان المام ظالا‪ J‬جائرا‪ J‬ما ل يدث كفرا‪ ، J‬قال شيخ السلم ابن تيمية ‪ :‬مذهب أهل‬
‫الديث ترك الروج بالقتال على اللوك البغاة ‪ ،‬والصب على ظلمهم إل أن يستيح •بر أو ي‪D‬ستاح من‬
‫‪D‬ول )ال )‪F‬م ‪E‬ر ‪E‬م)ن ‪D‬ك )م(‪.‬‬
‫ول ‪F‬وأ ‪E‬‬ ‫‪F‬طيعوا الل‪G‬ه وأ ‪E‬‬
‫‪E‬‬ ‫‪EG‬‬
‫‪F‬طيع‪D‬وا ال‪G‬ر ‪D‬س ‪F‬‬ ‫فاجر ‪ ،‬ويدل لذلك قوله تعال )ي‪F‬ا أ‪F‬ي‪F º6‬ها الذ ‪F‬‬
‫ين ‪F‬آمن‪D‬وا أ ‪F F D‬‬
‫فهذه الية دلت على وجوب طاعة ول المر ول تشتط عدالته ‪.‬‬
‫م ‪ /‬وعلى المام مراسلة البغاة ‪ ،‬وإزالة ما ينقمون عليه مما ل يجوز وكشف شبههم ‪.‬‬
‫‪-------------‬‬
‫ذكر الصنف – رحه ال – موقف المام من البغاة ‪:‬‬
‫وهو أن يراسلهم فيسألم ما ينقمون منه ‪ ،‬لن عليا‪ J‬أرس‪66‬ل اب‪66‬ن عب‪6‬اس إل ال‪6‬وارج ال‪66‬ذين خرج‪6‬وا علي‪6‬ه لين‪66‬اظرهم ‪،‬‬
‫فناظرهم فرجع كثي منهم إل الق ‪.‬‬
‫‪ ‬فإن ذكروا مظلمة أزالا ‪.‬‬
‫‪F‬ص ل‪D E‬حوا ب‪)6F‬ي‪6‬ن‪D 6F‬ه ‪6F‬م ا ( ‪ ،‬لن إزال‪6‬ة الظلم‪66‬ة وس‪6‬يلة إل الص‪66‬لح ال‪6‬أمور‬ ‫‪EE‬‬ ‫‪EE E‬‬
‫لقوله تعال ) ‪F‬وإ‪E‬ن ط‪F‬ائ ‪F‬فت‪F‬ان م ‪F‬ن ال) ‪D‬م )ؤمن ‪F‬‬
‫ي اق)‪6‬ت‪F‬ت‪6F‬ل‪6D‬وا ف‪F‬أ )‪6‬‬
‫به ‪.‬‬
‫‪ ‬ويكشف ما يدعونه من شبهة ‪ ،‬لن ف كشف شبهتهم رجوعا‪ J‬إل الق ‪.‬‬
‫لن ال أمر بالصلح أول‪ ، J‬والصلح إنا يكون براسلتهم وكشف شبهتهم وإزالة ما يدعونه من مظلمة ‪.‬‬

‫م ‪ /‬فإن انتهوا كف عنهم وإل قاتلهم ‪.‬‬


‫‪-------------‬‬
‫أي ‪ :‬انتهوا ورجعوا إل صوابم فهذا الطلوب ‪ ،‬وإل قاتلهم وجوبا‪ J‬لدفع شرهم ‪.‬‬
‫‪D‬خ‪F‬رى ف‪F 6F‬قات‪E‬ل‪D‬وا ال‪EG‬ت ت‪)6F‬بغ‪E‬ي ‪F‬ح ‪G‬ت ت‪EF‬فيء‪ F‬إ‪F E‬ل أ )‪F‬م ‪E‬ر الل‪E G‬ه ( ‪.‬‬
‫ت إ‪) E‬ح ‪F‬د ‪D‬اه‪F‬ا ‪F‬عل‪F‬ى )ال )‬
‫لقوله تعال )ف‪EF‬إ )ن ب‪6F‬غ‪) F‬‬
‫ولدفع شرهم وأذاهم على السلمي‪. 6‬‬
‫وللحفاظ‪ 6‬على وحدة الدولة السلمية وعزتا ‪.‬‬
‫م ‪ /‬وعلى رعيته ‪ :‬معونته على قتالهم ‪.‬‬
‫‪-------------‬‬
‫أي ‪ :‬ويب على رعية المام مساعدته وتأييده على قتال البغاة ‪.‬‬
‫لن الصحابة قاتلوا مانعي الزكاة مع أب بكر ‪ ،‬وقاتلوا الوارج مع علي ‪.‬‬
‫ولنم لو تركوا معونة المام لقهره أهل البغي وظهر الفساد ف الرض ‪.‬‬
‫م ‪ /‬وإن ق&ت‪9‬ل الدافع كان شهيدا‪. S‬‬
‫‪-------------‬‬
‫الدافع ‪ :‬هو الذي يقاتل مع المام ‪ ،‬لن المام يلزمه قتال هؤلء البغاة حت يكف شرهم ‪.‬‬
‫‪ ‬فإذا ق‪F D‬‬
‫تل هذا الدافع كان شهيدا‪ J‬لنه قتل مظلوما‪ ، J‬فهو يقاتل مع أهل الق ضد أهل البغي ‪.‬‬
‫م ‪ /‬ول يت‪R‬بع لهم مدبر ‪ ،‬ول يجهز على جريح ‪ ،‬ول يغنم لهم مال ‪ ،‬ول يسبى لهم ذرية ‪ ،‬ول ضمان على‬
‫أحد الفريقين فيما أتلف حال الحرب من نفوس وأموال ‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫‪-------------‬‬
‫] ل يتبع لهم مدبر [ أي ‪ :‬ل يقات‪F‬ل مدبرهم ‪ ،‬والدبر ‪ :‬من ول دبره وهرب ‪] .‬ول يجهز على جريح [ أي ‪ :‬ل يقتل لم جريح ‪] .‬ول يسبى لهم‬
‫ذرية [ الذرية النساء والصبيان ‪ ،‬والسب )‬
‫الخذ ‪.‬‬
‫ذكر الصنف – رحه ال – كيفية قتال أهل البغي ‪ ،‬وأن قتالم يتلف عن قتال الكفار ‪ ،‬فإن قتالم يتلف عن‬
‫قتال غيهم ‪ ،‬من حيث القصد والدف ‪:‬‬
‫لن القصد من قتالم ردهم إل الطاعة وردعهم عن التمرد ودرء الفتنة ‪ ،‬لنم مسلمون ‪.‬‬
‫‪ ‬الفرق بي قتال‪6‬م وقتال الشركي ‪:‬‬
‫أول‪ : S‬أن القصد من قتالم ردعهم بلف الشركي ‪.‬‬
‫ثانيا‪ : S‬عدم جواز الجهاز على جريح البغاة بعكس جريح الشركي‪ 6‬فإنه يوز الجهاز عليه ‪.‬‬
‫ثالثا‪ : S‬أنه ل يقتل أسي البغاة بلف أسي الشركي فإنه يوز قتله ‪.‬‬
‫رابعا‪ : S‬ل يتبع مدبرهم ‪.‬‬
‫خامسا‪ : S‬أن أموال البغاة ل يوز قسمتها ول تسب ذريتهم ‪ ،‬لنم ل يكفروا ببغيهم وقتالم ‪ ،‬بلف أموال‬
‫الشركي فإنا غنيمة للمسلمي ‪.‬‬
‫سادسا‪ : S‬أنه ل ينصب عليهم النجنيق ومثله ف عصرنا الاضر الدافع والقنابل والطيارات ‪.‬‬
‫سابعا‪ : S‬ل ترق مساكن البغاة ول مصانعهم ول يقطع نيلهم وأشجارهم ول يقطع الاء عنهم ‪ ،‬بلف‬
‫الشركي فإنه يستعمل معهم الوسائل الؤدية إل استسلمهم والنصر عليهم ‪.‬‬
‫باب حكم المرتد ‪.‬‬
‫م ‪ /‬والمرتد هو ‪ :‬من خرج عن دين السلم إلى الكفر بفعل أو †‬
‫قول أو اعتقاد أو شك ‪.‬‬
‫‪-------------‬‬
‫ذكر الصنف – رحه ال ‪ -‬تعريف اللرتد ‪.‬‬
‫فالرتد لغة ‪ :‬هو الراجع ‪ .‬واصطلحا‪ : S‬هو الراج‪6‬ع عن دين السلم إل الكفر ‪.‬‬
‫‪ ‬وحكم الرتد كافر يقتل كفرا‪ J‬ل حدا‪. J‬‬
‫‪E‬‬ ‫‪EE E‬‬ ‫‪E E‬‬
‫ت أ )‪F‬ع ‪F‬ما ‪D‬ل‪) D‬م ‪E‬ف ال ‪º‬دن)‪6‬ي‪F‬ا ‪F‬و )ال ‪E‬خ‪F‬رة‪F E‬وأ‪D‬ول‪F‬ئ‪F E‬‬
‫ك‬ ‫ت ‪F‬و‪D‬ه ‪F‬و ‪F‬كاف•ر ف‪F‬أ‪D‬ول‪F‬ئ‪F E‬‬
‫ك ‪F‬حب‪E‬ط‪) F‬‬ ‫)و‪F‬م )ن ي‪) 6F‬رت‪F‬د )د م)ن ‪D‬ك )م ‪F‬ع )ن دينه ف‪6F‬ي‪D F‬م )‬
‫‪ -1‬قال تعال ‪F‬‬
‫اب الن‪G‬ا ‪E‬ر ‪D‬ه )م ف‪F E‬يها ‪F‬خال‪D E‬دو ‪F‬ن( ‪.‬‬
‫‪F‬ص ‪F‬ح ‪D‬‬
‫أ)‬
‫‪ -2‬وعن ابن عباس ‪ .‬قال ‪ :‬قال رسول ال ‪ ) ‬من بدل دينه فاقتلوه ( رواه البخاري ‪.‬‬
‫‪ -3‬وعن ابن مسعود ‪ .‬قال ‪ :‬قال رسول ال ‪) ‬ل يل دم امرىء مسلم‪ 6‬إل بإحدى ثلث‪ :‬الثيب الزان‪،‬‬
‫والنفس بالنفس‪ ،‬والتارك لدينه الفارق للجماعة( متفق عليه ‪.‬‬
‫‪ -4‬وقال ‪ ) ‬أيا رجل ارتد عن السلم فادعه فإن تاب وإل فاضرب عنقه ‪ ،‬وإيا امرأة ارتدت عن السلم‬
‫فادعها فإن عادت وإل فاضرب عنقها ( سنده حسن كما قال الافظ ابن حجر ‪.‬‬
‫وهذا يدل على أن الرأة كالرجل وه‪6‬و قول أكثر العلماء ‪.‬‬
‫م ‪ /‬وقد ذكر العلماء – رحمهم ال – تفاصيل ما يخرج به العبد من السلم ‪ ،‬وترجع كلها إلى جحد ما‬
‫جاء به الرسول ‪ ‬أو جحد بعضه غير متأول في جحد البعض ‪.‬‬
‫‪-------------‬‬

‫‪74‬‬
‫الردة تصل بارتكاب ناقض من نواقض السلم سواء كان جادا‪ J‬أو هازل‪ J‬أو مستهزئا‪. J‬‬
‫ب ق‪) D‬ل أ‪F‬ب‪E‬الل‪E G‬ه ‪F‬وآي‪F‬ات‪EE‬ه ‪F‬و‪F‬ر ‪D‬سول‪EE‬ه ‪D‬ك)نت‪) D‬م ت‪) F‬ست‪) 6F‬ه ‪E‬زئ‪D‬و ‪F‬ن ‪ .‬ل ت‪) 6F‬عت‪E F‬ذ ‪D‬روا ق‪) F‬د‬ ‫لقوله تعال ‪E‬‬
‫)ول‪F‬ئ )ن ‪F‬سأ‪F‬ل)ت‪D 6F‬ه )م ل‪F‬ي‪D 6F‬قول‪G D‬ن إ‪GE‬ن‪F‬ا ‪D‬كن‪G‬ا ‪F‬ن‪D D‬‬
‫وض ‪F‬ون‪) 6F‬ل ‪F‬ع ‪D‬‬ ‫‪F‬‬
‫‪E‬‬
‫‪F‬ك ‪F‬ف )ر‪)D‬ت ب‪) 6F‬ع ‪F‬د إ‪E‬ي‪F‬ان ‪D‬ك )م ( ‪.‬‬
‫ونواقض السلم كثيرة ‪:‬‬
‫الشرك بال ‪ :‬كمن دعا غي ال من الوتى والولياء والصالي ‪ ،‬أو ذبح لقبورهم ‪ ،‬أو نذر لا ‪.‬‬
‫من جحد بعض الرسل أو بعض الكتب اللي‪6‬ة ‪.‬‬
‫وكذلك من جحد اللئكة أو من جحد البعث بعد الوت فقد كفر لنه مكذب ل ولرسوله ‪.‬‬
‫وكذلك من سب ال تعال أو سب نبيا‪ J‬من أنبيائه فقد كفر ‪.‬‬
‫وكذلك من ادعى النبوة فقد كفر لنه مكذب لقوله تعال ) ولكن رسول ال وخات النبيي ( ‪.‬‬
‫والمثلة كثية جدا‪J‬ا‪ . J‬فعلى السلم أن يعرفها حت يتجنبه‪6‬ا ‪.‬‬
‫م ‪ /‬فمن ارتد ‪ :‬استتيب ثلثة أيام ‪ ،‬فإن رجع وإل قتل بالسيف ‪.‬‬
‫‪-------------‬‬
‫بعد أن اتفق أهل العلم‪ 6‬على وجوب قتل الرتد ‪ ،‬اختلفوا ف وجوب استتابته على قولي ‪:‬‬
‫القول الول ‪ :‬أنه يستتاب وإل قتل ‪.‬‬
‫وهذا مذهب‪ 6‬أكثر أهل العلم‪. 6‬‬
‫قال ابن قدامة ‪ :‬أنه ل يقتل حت يستتاب ثلثا‪ ، J‬هذا قول أكثر أهل العلم ‪.‬‬
‫لن الردة تكون عن شبهة ‪ ،‬وهي ل تزول ف الال ‪.‬‬
‫القول الثاني ‪ :‬أنه ل يب استتابته ‪.‬‬
‫وهذا قول السن وطاووس وأهل الظاهر ‪.‬‬
‫لقوله ‪ ) ‬من بدل دينه فاقتلوه ( ول يذكر الستتابة ‪.‬‬
‫والراجح أن المر راجع إل رأي المام ينظر حسب الصلحة ‪.‬‬
‫كتاب القضاء والدعاوى والبينات وأنواع الشهادات‬
‫سيذكر الصنف رحه ال ف هذا الباب ‪ :‬أحكام القضاء والدعاوى والبينات ‪.‬‬
‫القضاء ‪ ,‬لغة ‪ :‬إحكام الشيء والفراغ منه ‪.‬‬
‫واصطلحا‪ : S‬تبيي الكم الشرعي والل لزام به ‪ ،‬وفصل‪ 6‬الصومات‪. 6‬‬
‫) تبيي الكم الشرعي ( جنس يشمل القاضي والفت ‪.‬‬
‫) واللزام به ( هذا قيد يرج الفت ‪ ،‬لنه ل يلزم بالكم الشرعي‪. 6‬‬
‫) وفصل الصومات‪ ( 6‬فيه بيان الغرض من القضاء وهو قطع الصومة بي التخاصمي ‪.‬‬
‫‪ ‬والدعاوى ‪ :‬جع دعوى ‪ ،‬وهي ‪ :‬أن يضيف النسان إل نفسه حقا‪ J‬على غيه ‪.‬‬
‫‪ ‬والقرار ‪ :‬أن يضيف النسان حقا‪ J‬لغيه على نفسه ‪.‬‬
‫‪ ‬والبينات ‪ :‬جع بينة ‪ ،‬وهي ‪ :‬ما يظهر به الق ويبي به ‪ ،‬كالشهود وغيهم ‪.‬‬
‫كتاب القضاء‬

‫‪75‬‬
‫والصل ف مشروعيته الكتاب والسنة والجاع والعقل‪. 6‬‬
‫ك ‪F‬ع )ن ‪F‬سب‪E E‬يل‬ ‫ال ‪O‬ق ول ت‪6F‬ت‪G‬ب‪E E‬ع ا )لوى ف‪6F‬ي ‪E‬‬
‫ضل‪6F G‬‬ ‫‪D FF‬‬
‫ي الن ‪E E‬‬
‫‪G‬اس ب )‪F F‬‬ ‫اح ‪D‬ك )م ب‪F ) 6F‬‬
‫ض ف‪) F‬‬‫اك ‪F‬خل‪E‬ي ‪F‬فة‪E J‬ف )ال )‪F‬ر ‪E‬‬ ‫‪ -1‬قال تعال )ي‪F‬ا ‪F‬د ‪D‬او‪D‬د إ‪E‬ن‪G‬ا ‪F‬ج ‪F‬ع )لن‪F F‬‬
‫الل‪E G‬ه( ‪.‬‬
‫اح ‪D‬ك )م ب‪)6F‬ي‪6‬ن‪D 6F‬ه )م ‪E‬ب‪F‬ا أ‪F‬ن)‪F6‬ز‪F‬ل الل‪G‬ه‪. (D‬‬ ‫‪ -2‬وقال سبحانه ‪E‬‬
‫)وأ‪F‬ن )‬ ‫‪F‬‬
‫‪ -3‬وعن عمرو بن العاص ‪ .‬قال ‪ :‬قال رسول ال ‪ ) ‬إذا اجتهد الاكم فأصاب فله أجران ‪ ،‬وإذا اجتهد‬
‫فأخطأ فله أجر ( متفق عليه ‪.‬‬
‫وأجع السلمون على مشروعية نصب القضاء والكم بي الناس ‪.‬‬
‫‪ -4‬وعقل‪ : S‬لن القضاء من ضرورات الجتماع ‪ ،‬به ينتشر العدل ‪ ،‬ويعم المن‪ ، 6‬وي‪D‬دفع القوي عن‬
‫الضعيف ‪ ،‬وي‪D‬نصف الظلوم من الظال ‪ ،‬لول الفضاء لعمت الفوضى ‪ ،‬واختل المن ‪ ،‬وفسد النظام ‪.‬‬
‫‪ ‬والقضاء ورد فيه ترغيب وترهيب ‪:‬‬
‫الترغيب ‪:‬‬
‫عن أب هريرة ‪ .‬قال ‪ :‬قال رسول ال ‪ ) ‬سبعة يظلهم ال ف ظله يوم ل ظل إل ظله ‪ :‬إمام عادل ‪ ،‬وشاب‬
‫نشأ ف عبادة ال ‪. ( ..‬‬
‫الترهيب ‪:‬‬
‫عن بريدة ‪ .‬قال ‪ :‬قال رسول ال ‪ ) ‬القضاة ثلثة ‪ :‬واحد ف النة واثنان ف النار ‪ ،‬فأما الذي ف النة فرجل‬
‫عرف الق فقضى‪ 6‬به ‪ ،‬ورجل عرف الق فجار ف الكم فهو ف النار ‪ ،‬ورجل قضى للناس على جهل فهو ف‬
‫النار ( رواه أبوداود ‪.‬‬
‫وعن أب هريرة ‪ .‬قال ‪ :‬قال رسول ال ‪ ) ‬من ول القضاء فقد ذبح بغي السكي ( رواه أبوداود ‪.‬‬
‫م ‪ /‬والقضاء لبد للناس منه ‪ ،‬فهو فرض كفاية ‪.‬‬
‫‪-------------‬‬
‫ذكر الصنف – رحه ال – حكم القضاء ‪ ،‬وأنه فرض كفاية ‪.‬‬
‫‪ -1‬لن أمر الناس ل يستقيم بدونه ‪.‬‬
‫‪ -2‬وكان ‪ ‬يتوله بنفسه ‪ ،‬وبعث عليا‪ J‬إل اليمن قاضيا‪ ، J‬وبعث معاذا‪ J‬قاضيا‪. J‬‬
‫‪ -3‬ولعموم قوله ‪ ) ‬ل يل لثلثة يكونون بفلة من الرض إل أمروا عليهم أحدهم ( ‪.‬‬
‫قال المام أحد ‪ :‬ل بد للناس من حاكم ‪ ،‬أتذهب حقوق الناس ؟‬
‫م ‪ /‬يجب على المام نصب من يحصل فيه الكفاية ممن له معرفة بالقضاء بمعرفة الحكام الشرعية‬
‫وتطبيقها على الوقائع الجارية بين الناس ‪.‬‬
‫‪-------------‬‬
‫أي ‪ :‬يب على المام أن ينصب ف كل قط) ‪T‬ر قاضيا‪ J‬أو أكثر يفصل بي التنازعي ‪.‬‬
‫‪ -1‬لن النب ‪ ‬بعث عليا‪ J‬قاضيا‪ ، J‬وبعث معاذا‪ J‬قاضيا‪ J‬أيضا‪. J‬‬
‫‪ -2‬ولنه السؤول الول عن أمور السلمي‪ ، 6‬فيلزمه أن يقوم بذلك بنفسه أو بتعيي من ينوب عنه ف القيام‬
‫بذا العمل ‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫ويب عليه أن ينصب أفضل من يد علما‪ ، J‬والراد بالعلم ‪ :‬معرفة الحكام الشرعية وتطبيقها على الوقائع بي‬
‫الناس ‪.‬‬
‫م ‪ /‬وعليه أن يولي المثل فالمثل في الصفات المعتبرة في القاضي ‪.‬‬
‫‪-------------‬‬
‫) وعليه ( أي ‪ :‬يب عليه ‪ ،‬أي على المام ‪ ،‬أن يول المثل فالمثل حسب الصفات العتبة الت تنبغي أن‬
‫توجد ف القاضي ‪:‬‬
‫كالورع ‪ :‬وهو ترك ما يضر ف الخره ‪.‬‬
‫وتقوى ال ‪:‬‬
‫اب ‪E‬م )ن ق‪)6F‬بل‪D E‬ك )م ‪F‬وإ‪E‬ي‪G‬ا ‪D‬ك )م‬ ‫‪E‬‬
‫ين أ‪D‬وت‪D‬وا ال)كت‪F F‬‬
‫‪ -1‬لنا هي وصية ال للولي والخرين كما قال تعال ) ول‪FF‬ق )د و ‪E G G‬‬
‫ص)ي‪6‬ن‪F‬ا الذ ‪F‬‬ ‫‪F F‬‬
‫أ ‪FE‬ن ات‪D 6G‬قوا الل‪G‬ه‪. ( F‬‬
‫‪ -2‬ولن ف تقوى القاضي ل تيسيا‪ J‬لموره وتسهيل‪ J‬لهمت‪6‬ه ‪.‬‬
‫ين ‪F‬آمن‪D‬وا إ‪) E‬ن ت‪6F‬ت‪D 6G‬قوا الل‪G‬ه‪)F F‬ي ‪F‬ع )ل‬ ‫‪EG‬‬
‫‪ -3‬ولن ف تقوى القاضي سببا‪ J‬لعرفة الق ومعرفة الق لقوله تعال )ي‪F‬ا أ‪F‬ي‪F º6‬ها الذ ‪F‬‬
‫ل‪D F‬ك )م ف‪) 6D‬رق‪F‬انا‪F J‬وي‪F D‬كف )‪O‬ر ‪F‬ع)ن ‪D‬ك )م ‪F‬سي‪O‬ئ‪F‬ات‪D E‬ك )م ( ‪.‬‬
‫هناك شروط للقاضي ينبغي توفرها ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫أن يكون مسلما‪. S‬‬
‫ول الكافر ‪.‬‬
‫فل ي‪‹ D‬‬
‫ي ‪F‬سب‪E‬يل‪. (J‬‬ ‫‪EE‬‬ ‫‪E E‬‬
‫‪ -1‬لقوله تعال ) ‪F‬ول‪) F‬ن ‪)F‬ي ‪F‬ع ‪F‬ل الل‪G‬ه‪ D‬ل )ل ‪F‬كاف ‪E‬ر ‪F‬‬
‫ين ‪F‬عل‪F‬ى ال) ‪D‬م )ؤمن ‪F‬‬
‫‪ -2‬ولن الكفر يقتضي إذلل صاحبه ‪ ،‬والقاضي يب احتامه ‪ ،‬وبينهما منافاة ‪.‬‬
‫‪ -3‬ولن السلم شرط ف الشهادة ‪ ،‬فلن يكون شرطا‪ J‬ف القضاء بطريق الول ‪.‬‬
‫أن يكون بالغا‪ S‬عاقل‪. S‬‬
‫لنه بفواتما تفوت القوة الت هي أحد ركن الكفاءة ‪ ،‬ولنما ها بأنفسهما يتاجان إل ول ‪ ،‬فل يكن أن‬
‫يكونا وليي على غيها ‪.‬‬
‫أن يكون ذكرا‪. S‬‬
‫‪ -1‬لديث أب بكرة ‪ .‬قال ‪ :‬قال رسول ال ‪ ) ‬لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة ( رواه البخاري ‪.‬‬
‫‪ -2‬ولن الرأة ناقصة العقل‪ ، 6‬وقليلة الرأي ‪ ،‬وليست أهل‪ J‬لضور مافل الرجال ورؤية الصوم ‪.‬‬
‫أن يكون حرا‪. S‬‬
‫وهذا مذهب‪ 6‬جهور العلماء ‪ ،‬يشتط أن يكون حرا‪. J‬‬
‫‪ -1‬قالوا ‪ :‬لن القضاء منصب شريف ‪ ،‬فل يوز أن يتوله عبد ‪ ،‬كالمامة العظمى ‪.‬‬
‫‪ -2‬ولن العبد ف أعي الناس متهن ‪ ،‬والقاضي موضوع للفصل‪ 6‬بي الصوم ‪ ،‬فحال الرقيق يناف حال الولية ‪.‬‬
‫‪ -3‬ولنه مشغول‪ 6‬بدم‪6‬ة سيده ‪.‬‬
‫وذهب بعض العلماء إل جواز أن يكون الرقيق قاضيا‪ ، J‬وهذا قول ابن حزم ‪ ،‬ورجحه الشيخ ابن عثيمي ‪,‬‬
‫لعموم الدلة ‪ ،‬بشرط أن يأذن له سيده ‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫أن يكون عدل‪. S‬‬
‫فل يوز تولية فاسق ‪.‬‬
‫اس •ق ب‪E‬ن‪F‬ب‪TF‬أ ف‪6F‬ت‪F‬ب‪6F‬ي‪6G‬ن‪D‬وا ( والاكم ييء بقول‪ ،‬فل يوز قبوله مع‬
‫‪ -1‬لن ال يقول )يا أ‪F‬ي‪º6‬ها ال‪E G‬ذين آمن‪D‬وا إ‪) E‬ن جاء ‪D‬كم ف‪E F‬‬
‫‪) FF‬‬ ‫‪F F‬‬ ‫‪F F‬‬
‫فسقه ‪.‬‬
‫‪ -2‬ولن الفاسق ل يوز أن يكون شاهدا‪ ، J‬فلن ل يوز أن يكون قاضيا‪ J‬بطريق الول ‪.‬‬
‫‪ -3‬ولنه ل يؤمن أن ييف لفسقه ‪.‬‬
‫والعدل هنا ‪ :‬من كان قائما‪ J‬بالواجبات ‪ ،‬مبتعدا‪ J‬عن الرمات ‪ ،‬بعيدا‪ J‬عن الريب ‪ ،‬ظاهر المانة ‪ ،‬مأمونا‪ J‬ف‬ ‫‪‬‬
‫الغضب‪ 6‬والرضا ‪.‬‬
‫أن يكون بصيرا‪. S‬‬
‫ليعرف الدعي من الدعى عليه ‪ ،‬والقر والقر له ‪ ،‬والشاهد من الشهود عليه ‪.‬‬
‫وقيل ‪ :‬ل يشتط ‪ ،‬بل يصح قضاء العمى ‪ ،‬ونسبه ابن قدامة لبعض الشافعية ‪.‬‬
‫لعدم الانع من قضائه ‪ ،‬فإن العمى يدرك بسه السمعي أكثر ما يدرك البصي ‪.‬‬
‫أن يكون متكلما‪. S‬‬
‫لن الخرس ل يكنه النطق بالكم ‪ ،‬ول يفهم جيع الناس إشارته ‪.‬‬
‫وقيل ‪ :‬يصح قضاء الخرص ‪ ،‬لنه يكن إيصال الكم إل الصمي عن طريق الكتابة أو الشارة الفهومة ‪.‬‬
‫وهذه الشروط معتبة حسب المكان ‪ ،‬فإذا تعذر وجود من تتوافر فيه جيع هذه الشروط ول الفضل من‬ ‫‪‬‬
‫الوجودين ‪.‬‬
‫‪ ‬تفيد ولية القاضي ‪:‬‬
‫الفصل‪ 6‬بي الصوم ‪ -‬أخذ الق لبعضهم من بعض ‪ -‬النظر ف أموال غي الرشدين ‪ -‬وإقامة الدود ‪ -‬الجر‬
‫على من يستوجبه لسفه أو فلس ‪ -‬تزويج من ل ول لا ‪ ،‬وغيها ما استحدث الن ‪.‬‬
‫‪ ‬للقاضي آداب ينبغي أن يتحلى با ‪:‬‬
‫ينبغي أن يكون قويا‪ J‬من غي عنف ‪ ،‬لينا‪ J‬من غي ضعف ‪ ،‬ل يطمع القوي ف باطله ‪ ،‬ول ييأس الضعيف من‬
‫عدله ‪ ،‬ويكون حليما‪ J‬متأنيا‪ J‬ذا فطنة وتيق‪6‬ظ ل يؤتى من غفلة ول يدع لغرة ‪.‬‬
‫قال علي ‪ :‬ل ينبغي أن يكون القاضي قاضيا‪ J‬حت يكون فيه خس خصال ‪ :‬عفيف ‪ ،‬حليم ‪ ،‬عال با كان قبله‬
‫‪ ،‬مستشي ذوي اللباب ‪ ،‬ل ياف ف ال لومة لئ‪6‬م ‪.‬‬
‫يب على القاضي أن يعدل بي الصمي ف لظه ولفظه ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫لحظه‪ :‬أي النظر ‪ ،‬فل ينظر إل أحد الصميي نظرة غضب وللخر نظرة رضا ‪.‬‬
‫لفظه ‪ :‬أي كلمه ‪ ،‬فل يلي لحدها ويغلظ للخ‪6‬ر ‪.‬‬
‫‪G‬اس أ‪) F‬ن ‪)F‬ت ‪D‬ك ‪D‬موا ب‪E‬ال) ‪F‬ع )د ‪E‬ل ( ‪.‬‬ ‫لقوله تعال ) ‪F‬وإ‪F E‬ذا ‪F‬ح ‪F‬ك )مت‪) D‬م ب‪F ) 6F‬‬
‫ي الن ‪E‬‬
‫اع ‪E‬دل‪D‬وا ( ‪.‬‬‫وقال تعال ) ‪F‬وإ‪F E‬ذا ق‪) 6D‬لت‪) D‬م ف‪) F‬‬
‫‪ ‬ويرم عليه أن يقضي لحد الصمي‪ 6‬قبل أن يسمع كلم الخر ‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫لديث علي ‪ .‬قال ‪ :‬قال رسول ال ‪) ‬إذا تقاضى إليك رجلن فل تقض للول حت تسمع كلم الخر‪،‬‬
‫فسوف تدري كيف تقضي( رواه أبوداود ‪.‬‬
‫‪ ‬ويرم عليه أن يقضي وهو غضبان ‪.‬‬
‫لديث أب بكرة ‪ .‬قال ‪ :‬قال رسول ال ‪ ) ‬ل يقضي حاكم بي اثني وهو غضبان ( متفق عليه ‪.‬‬
‫‪ ‬ومثله الاقن أو ف شدة جوع أو عطش أو ه ‪T‬م أو ملل ( ‪.‬‬
‫الكمة من النهي ‪ :‬لن الغضب‪ 6‬ينع من تصور السألة أول‪ J‬ث تطبيق الكم الشرعي‪ 6‬عليها ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫لو خالف وحكم وهو غضبان فقد اختلف العلماء هل ينفذ حكمه ‪ ،‬فقيل ‪ :‬ل ينفذ مطلقا‪ ، J‬وقيل ‪ :‬ينفذ‬ ‫‪‬‬
‫إن أصاب الق وإن ل يصب الق ل ينفذ ‪ ،‬وهذا الصحيح ‪.‬‬
‫‪ ‬ويرم عليه أخذ رشوة ‪.‬‬
‫وهي الال الدفوع من أحد الصمي سواء كان مقا‪ J‬أو مبطل‪. J‬‬
‫لديث عبد ال بن عمرو ‪ .‬قال ) لعن رسول ال‪ ‬الراشي والرتشي ( رواه التمذي ‪.‬‬
‫ولضرارها الكبية ‪ ،‬منها ‪:‬‬
‫أول‪ : S‬أن فيها فساد اللق ‪.‬‬
‫ثانيا‪ : S‬أنا سبب لتغيي حكم ال ‪.‬‬
‫ثالثا‪ : S‬أن فيها ظلما‪ J‬وجورا‪. J‬‬
‫رابعا‪ : S‬أن فيها أكل‪ J‬للمال بالباطل ‪.‬‬
‫خامسا‪ : S‬أن ف الرشوة ضياع المانات ‪.‬‬
‫‪ ‬أخذ الرشوة له صورتان ‪:‬‬
‫الصورة الولى ‪ :‬أن يأخذ من أحد الصمي ليحكم له بباطل ‪.‬‬
‫الصورة الثانية ‪ :‬أن يتنع من الكم بالق لستحقه حت يعطيه ‪.‬‬
‫م ‪ /‬ويتعين على من كان أهل‪ ، S‬ولم يوجد غيره ‪ ،‬ولم يشغله عما هو أهم منه ‪.‬‬
‫‪-------------‬‬
‫ذكر الصنف – رحه ال – مت يكون القضاء فرض عي ‪ ،‬وذلك بأمور ‪:‬‬
‫أول‪ : S‬إذا طلب منه ‪ ،‬فإذا ل يطلب منه فل يكون فرض عي عليه ‪ ،‬لن السؤول عن تولية القضاة هو المام ‪.‬‬
‫ثانيا‪ : S‬ول يوجد أهل يوثق به ‪ ،‬فإن ‪E‬‬
‫وجد ل يتعي ‪.‬‬ ‫•‬
‫ثالثا‪ : S‬ول يشغله عما هو أهم ‪ ،‬فإن كان يشغله عن تعليم الناس والتصنيف وغيها من نفع الناس فالول أن ل‬
‫يكون قاضيا‪. J‬‬
‫باب البينات‬
‫م ‪ /‬قال النبي ‪ ) ‬البينة على المدعي ‪ ،‬واليمين على من أنكر ( ‪.‬‬
‫‪-------------‬‬
‫ذكر الصنف – رحه ال – حديث ابن عباس ) البينة على ‪ ( ....‬وقد رواه البيهقي وهو حديث صحيح ‪ ،‬لنه‬
‫من الحاديث الهمة ف باب البينات ‪ ،‬ولذا قال السعدي رحه ال ‪ :‬هذا الديث عظيم القدر ‪ ،‬وهو أصل من‬

‫‪79‬‬
‫أصول القضايا والحكام ‪ ،‬فإن القضاء بي الناس إنا يكون عند التنازع ‪ ،‬هذا يدعي على هذا حقا‪ J‬من القوق‪،‬‬
‫فينكره ‪ ،‬وهذا يدعي براءته من الق الذي كان ثابتا‪ J‬عليه‪ ،‬فبي ‪ ‬أصل‪ J‬بفض نزاعهم‪ ،‬ويتضح به الق من‬
‫البطل‪ ،‬فمن ادعى عينا‪ J‬من العيان ‪ ،‬أو دينا‪ ،J‬أو حقا‪ J‬من القوق وتوابعها على غيه‪ ،‬وأنكره ذلك الغي ‪،‬‬
‫كم له به‪ ،‬وإن ل يأت ببينة ‪ ،‬فليس‬ ‫فالصل مع النكر‪ ،‬فهذا الدعي إن أتى ببينة تثبت ذلك الق‪ ،‬ثبت له‪D ،‬‬
‫وح ‪F‬‬
‫له على الخر إل اليمي ‪.‬‬
‫أن البينة على الدعي‪ ،‬أي يقيم الطالب الدليل على صدقه وي‪D‬ظهر الجة‪ ،‬ومن البينة الشهود‪ ،‬الذين يشهدون‬
‫على صدقه ‪.‬‬
‫‪ ‬الحكمة في كون البينة على المدعي ‪ ،‬لنه يدعي أمرا‪ J‬خفيا‪ J‬باجة إل إظهار ‪ ،‬والبينة دليل قوي لظهار‬
‫ذلك ‪.‬‬
‫‪ ‬أنه إذا ل يد الدعي بينة ول شهودا‪ ، J‬فإن القاضي يطلب من ‪F‬‬
‫الدعى عليه أن يلف أن ما ادعاه عليه‬
‫الدعي غي صحيح ويكون الكم له بيمينه ‪.‬‬
‫ويب الذر من اليان الكاذبة ‪ ،‬فقد جاء الوعيد في ذلك ‪:‬‬
‫قال ‪ ) ‬من اقتطع حق امرئ مسلم‪ 6‬بيمينه فقد أوجب ال له النار وحرم عليه النة ‪ ،‬قيل ‪ :‬يا رسول ال وإن‬
‫كان شيئا‪ J‬يسيا‪ ، J‬قال ‪ :‬وإن كان قضيبا‪ J‬من أراك ( متفق عليه ‪.‬‬
‫‪ ‬بي ‪ ‬ف هذا الديث الكم‪ ،‬وبي الكمة ف هذه الشريعة الكلية‪ ،‬وأنا عي صلح العباد ف دينهم‬
‫ودنياهم‪ ،‬وأنه لو يعطى الناس بدعواهم لكثر الشر والفساد‪ ،‬ولدعى رجال دماء قوم وأموالم ‪.‬‬
‫‪ ‬البدء بالدعي ف الكم ‪.‬‬
‫‪ ‬أن الشريعة جاءت لماية أموال الناس ودماءهم ‪.‬‬
‫م ‪ /‬وقال ‪ ) ‬إنما أقضي بنحو ما أسمع ( ‪.‬‬
‫‪-------------‬‬
‫إل ‪ ،‬ولعل بعضكم أن‬ ‫ذكر الصنف – رحه ال – حديث أب هريرة ‪ .‬أن رسول ال ‪ ‬قال ‪ ) :‬إنكم تتصمون ‹‬
‫يكون ألن بجته من بعض ‪ ،‬فأقضي له على نو ما أسع ‪ ،‬فمن قطعت له من حق ‪E‬‬
‫أخيه شيئا‪ ، J‬فإنا أقطع له‬
‫قطعة من النار ( متفق عليه‪ ،6‬ليستدل به على أن القاضي يكم با ظهر له على حسب ما سع‪.‬‬
‫إلي [ أي ‪ :‬تتحاكمون إل ‪ ] .‬ولعل [ لعل هنا بعن عسى ‪ ] .‬ألحن بحجته من بعض [ أفطن وأبلغ‪ 6‬ف حجته من‬ ‫] إنكم تختصمون ‪R‬‬
‫‪9‬‬
‫الخر ‪ ] .‬فمن قطعت له من حق أخيه شيئا‪ [ S‬معن قطعت له ‪ :‬أي ‪ :‬أعطيته بذا الكم ‪ ] .‬فإنما أقطع له قطعة من النار [ إذا كان‬
‫الذي قضيت له بسب الظاهر ‪ ،‬ل يستحقه باطنا‪ J‬فهو عليه حرام ‪ ] .‬قطعة من النار [ أي ‪ :‬يؤول به إل النار ‪.‬‬
‫‪ ‬وهذا الديث فيه فوائد ‪:‬‬
‫‪ o‬ال‪66‬ديث دلي‪66‬ل عل‪66‬ى أن القاض‪66‬ي يقض‪66‬ي ويك‪66‬م عل‪66‬ى حس‪66‬ب م‪66‬ا يس‪66‬مع م‪66‬ن الص‪66‬مي ‪ ،‬لن‪66‬ه م‪66‬أمور ب‪66‬الكم‬
‫بالظاهر ‪ ،‬والث والتبعة على من كسب القضية بأمر باطل ‪.‬‬
‫‪ o‬الديث دليل على أن حكم القاضي ل يغي حكما‪ J‬شرعيا‪ J‬ف الباطن فل يل حراما‪. J‬‬
‫مث‪66‬ال ‪ :‬ل‪66‬و ش‪66‬هدا ش‪66‬اهدا زور لنس‪66‬ان ب‪66‬ال ‪ ،‬فحك‪66‬م القاض‪66‬ي ب‪66‬ذا ال‪66‬ال ل‪66‬ذا الش‪66‬خص ف‪66‬إنه ل ي‪66‬ل ل‪66‬ه بن‪66‬اء عل‪66‬ى‬
‫هذه الشهادة ‪ ،‬وهذا مذهب جاهي العلماء ‪ ،‬وعلى هذا فيكون قضاء القاضي نافذا‪ J‬ظاهرا‪ J‬ل باطنا‪. J‬‬
‫وجه الدللة ‪ :‬لنه توعد من حكم له بأنه يقتطع له قطعة من نار ‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫أن القاضي ل يوز له أن يقضي بعلمه ‪ ،‬وهذه مسألة اختلف العلماء فيها على قولي ‪:‬‬ ‫‪o‬‬

‫القول الول ‪ :‬ل يوز أن يقضي بعلمه بل لبد من البينة ‪.‬‬


‫وهذا قول مالك وأحد ونصره ابن القيم ‪.‬‬
‫لقوله ‪ ‬ف حديث الباب ‪ ) :‬فأقضي له نو ما أسع ( فدل على أنه يقضي فيما يسمع ل فيما يعلم ‪.‬‬
‫القول الثاني ‪ :‬يوز ذلك ‪.‬‬
‫وهو قول أب يوسف وأب ثور واختاره الزن وهو قول الظاهرية ‪.‬‬
‫ول الل‪E 6G‬ه ‪‬‬
‫ت ع‪)D‬تب ة‪ - F‬ام رأ‪F‬ة‪ D‬أ‪F6E‬ب س )فيا ‪F‬ن ‪F -‬عل‪6F‬ى رس ‪E‬‬ ‫ت ) ‪F‬د ‪F‬خل‪E E ) F‬‬ ‫‪E‬‬
‫‪6D F‬‬ ‫‪F 6D‬‬ ‫ت ه)ن‪D 6‬د ب)ن‪F 6) 6F D 6‬‬ ‫واستدلوا بديث ‪F‬عائ ‪F‬شة‪ F‬رضي ال عنها ق‪F‬ال‪) F‬‬
‫‪6E‬‬ ‫ين ‪E‬م‪ 6‬ن الن‪F 6G‬ف ‪F‬ق‪E 6‬ة م ا يك ‪E‬‬ ‫‪E‬‬ ‫‪E‬‬ ‫ف‪F 6F‬ق‪ 6‬ال‪F‬ت‪ :‬ي ا رس ‪E F‬‬
‫ن ‪ , 6‬إل‪F G‬م‪ 6‬ا‬
‫ين ‪F‬وي‪F‬ك)ف ي ب‪G EF‬‬‫)ف ‪6 E‬‬ ‫‪F 6F‬‬ ‫يح ‪ ,‬ل ي‪) D6‬عط ‪) 6 E‬‬ ‫ول الل‪6 G‬ه ‪ ,‬إ ‪G‬ن أ‪F‬ب‪6 F‬ا ‪D‬س‪) 6‬في‪F‬ا ‪F‬ن ‪F‬ر ‪D‬ج‪• 6‬ل ‪F‬ش‪ 6‬ح •‬ ‫) ‪6D F 6F‬‬
‫ول الل‪E 6G‬ه ‪ : ‬خ ‪E‬ذي ‪E‬م‪ 6‬ن م ال‪EE‬ه ب‪6E‬ال)معر ‪E‬‬ ‫ك ‪E‬م )ن ‪D‬جن‪T F‬‬ ‫‪E‬‬ ‫‪E‬‬
‫وف ‪F‬م‪ 6‬ا‬ ‫‪D) F‬‬ ‫) ‪6F‬‬ ‫‪6D‬‬ ‫اح ؟ ف‪F 6F‬ق ‪F‬ال ‪F‬ر ‪D‬س ‪D‬‬ ‫ت ‪E‬م )ن ‪F‬مال ‪E‬ه ب‪E‬غ‪E) F‬ي ‪E‬ع )ل ‪E‬م ‪E‬ه ‪ .‬ف‪F 6F‬ه )ل ‪F‬عل‪G F‬ي ‪E‬ف ذ‪F‬ل ‪F‬‬
‫‪F‬خ )ذ ‪D‬‬
‫أ‪F‬‬
‫يك ( متفق عليه ‪.‬‬ ‫)في بن‪E E‬‬ ‫‪E E E‬‬
‫ي‪F‬ك)فيك ‪F‬وي‪F‬ك ‪F‬‬
‫فحكم لا من غي بينة ول إقرار لعلمه بصدقها ‪.‬‬
‫وقالوا ‪ :‬إن علم القاضي أقوى من الشهادة ‪ ،‬لن علمه يقي ‪ ،‬والشهادة قد تكون كذبا‪. J‬‬
‫والراجح الول ‪.‬‬
‫قال ابن قدامة ‪ :‬فأم‪66‬ا ح‪66‬ديث أب س‪66‬فيان فل حج‪66‬ة في‪66‬ه لن‪66‬ه فتي‪66‬ا ل حك‪66‬م ‪ ،‬ب‪66‬دليل أن الن‪66‬ب ‪ ‬أف‪66‬ت ف ح‪66‬ق أب‬
‫سفيان من غي حضوره ‪ ،‬ولو كان حكما‪ J‬عليه ل يكم عليه ف غيبته ‪.‬‬
‫‪ o‬أن حكم القاضي ل يلل‪ 6‬حراما‪ J‬ول يرم حلل‪. J‬‬
‫‪ o‬عقوبة من أخذ مال‪ J‬بدون حق أنه يقتطع قطعة من النار ‪.‬‬
‫‪ o‬أن الرسول ‪ ‬ل يعلم الغيب ‪.‬‬
‫ن ال ‪º‬سوء‪. ( D‬‬‫‪E‬‬ ‫ت ‪E‬من ) ‪E‬‬
‫ال‪)F‬ي ‪F‬و‪F‬ما ‪F‬م ‪G‬س ‪F‬‬ ‫ب ‪F‬ل )ست‪) F‬كث‪) 6F‬ر ‪F D‬‬
‫ت أ )‪F‬عل‪D F‬م ال)غ‪)F‬ي ‪F‬‬
‫قال تعال ‪F ) :‬ول‪) F‬و ‪D‬ك)ن ‪D‬‬
‫‪ o‬أن الرسول يوز عليه ف أمور الحكام ما يوز على غيه ‪ ،‬لنه ‪ ‬يكم على الناس بأمور الظاهر ‪.‬‬
‫‪ o‬مشروعية وعظ الصوم وتذيرهم من عاقبة الكذب ‪.‬‬
‫_عى لقوله تعالى‬ ‫م ‪ /‬فمن ادعى مال‪ S‬ونحوه فعليه البينة إما شاهدان أو رجل وامرأتان أو رجل ويمين المد ‪U‬‬
‫ش ‪U‬ه ‪U‬د ‪9‬اء(‬
‫ض ‪A‬و ‪U‬ن ‪9‬م ‪U‬ن ال •‬
‫ان ‪9‬م _م ‪A‬ن ت‪U‬ـ ‪A‬ر ‪U‬‬
‫است‪A U‬ش ‪9‬ه &دوا ‪U‬ش ‪9‬هي ‪U‬دي‪9 A‬ن ‪9‬من ‪9‬رجال‪& 9‬كم ف‪9U‬إ ‪A‬ن ل‪U‬م ي &كون‪U‬ا رجل‪AU‬ي ‪9‬ن ف‪U‬ـرجل و ‪A‬امرأ‪U‬ت‪9 U‬‬
‫‪U U * &U‬‬ ‫‪&U U A‬‬ ‫‪A U A‬‬ ‫تعالى ) ‪U‬و ‪A‬‬
‫وقد قضى النبي ‪ ‬بالشاهد مع اليمين ( وهو حديث صحيح ‪.‬‬
‫‪-------------‬‬
‫أي ‪ :‬أن من ادعى مال‪ J‬ونوه على شخص فعليه البينة ) أي ‪ :‬يطالب أن يقيم الطالب الدليل على صدقه‬
‫وي‪D‬ظهر الجة ( وهي البينة ‪ ،‬وهي كما قال الصنف – رحه ال – إما شاهدان أو رجل وامرأتان أو رجل ويي‬
‫الدعي ‪ ،‬وسبق الكمة ف كون البينة على الدعي ‪ :‬لنه يدعي أمرا‪ J‬خفيا‪ J‬باجة إل إظهار ‪ ،‬والبينة دليل قوي‬
‫لظهار ذلك ‪.‬‬
‫ففي الموال وما يقصد به الال كالبيع والجل ‪ :‬رجلن أو رجل وامرأتان ‪.‬‬
‫‪º‬ه ‪F‬د ‪E‬اء(‪.‬‬ ‫ان ‪E‬م‪G‬ن ت‪6F‬ر ‪E‬‬ ‫يدي) ‪E‬ن ‪E‬م )ن ‪E‬ر ‪F‬جال‪D E‬كم ف‪EF‬إ )ن ‪F‬ل) ي‪D F‬كون‪F‬ا ر ‪D‬جل‪E ) F‬‬
‫ي ف‪F6F‬ر ‪D‬ج •ل ‪F‬و )ام‪F‬رأ‪F‬ت‪F ) ) E F‬‬
‫ض )و ‪F‬ن م ‪F‬ن الش ‪F‬‬ ‫‪F‬‬ ‫)‬ ‫است‪) F‬ش ‪E‬ه ‪D‬دوا ‪F‬ش ‪E‬ه ‪F‬‬
‫للية ) ‪F‬و )‬
‫‪ ‬ويوز بشاهد مع يي الدعي للحديث الذي ذكره الصنف ) قضى النب ‪ ‬بالشاهد مع اليمي ( ‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫وهذا مذهب‪ 6‬جهور العلماء ‪ :‬أن القاضي يقضي بالشاهد واليمي ) مالك والشافعي وأحد ( وقضى به عدد‬
‫من الصحابة ومنهم اللفاء الربعة ‪.‬‬
‫وذهب بعض العلماء إل أنه ل يقبل القضاء بالشاهد واليمي وهذا مذهب أب حنيفة وأصحابه وهو قول‬
‫الشعب‪ 6‬والنخعي والوزاعي ‪.‬‬
‫ي ف‪6F‬رجل وامرأ‪F‬ت ‪E E‬‬
‫ض )و ‪F‬ن ‪E‬م ‪F‬ن‬
‫ان م )‪G‬ن ت‪) 6F‬ر ‪F‬‬ ‫يدي) ‪E‬ن ‪E‬م )ن ‪E‬ر ‪F‬جال‪D E‬ك )م ف‪EF‬إ )ن ‪F‬ل) ي‪D F‬كون‪F‬ا ‪F‬ر ‪D‬جل‪F F ) F • D F E ) F‬‬
‫است‪) F‬ش ‪E‬ه ‪D‬دوا ‪F‬ش ‪E‬ه ‪F‬‬
‫واستدلوا بقوله تعال ) ‪F‬و )‬
‫‪º‬ه ‪F‬د ‪E‬اء ( فهذه الية نص صريح ف اشتاط عدد الشهود ‪.‬‬ ‫الش ‪F‬‬
‫واستدلوا بديث ) البينة على الدعي ‪ ( ...‬فهذا الديث يبي أن اليمي على الدعى عليه ‪ ،‬وأنتم تعلون‬
‫اليمي على الدعي ‪ ،‬وهذا مالفة لذا الديث ‪.‬‬
‫واستدلوا بديث الشعث ) أن النب ‪ ‬قال له ‪ :‬شاهداك أو يينه ‪ ،‬ليس لك إل ذاك ( ‪ .‬فالنب ‪ ‬نفى أن‬
‫يستحق الدعي شيئا‪ J‬بغي الشاهدين ‪ ،‬فدل على أنه ل يكم للمدعي بيمينه مع شاهده ‪.‬‬
‫والراجح القول الول ‪.‬‬

‫_عى عليه وبرىء ‪.‬‬


‫م ‪ /‬فإن لم يكن له بينة ‪ ،‬حلف المد ‪U‬‬
‫‪-------------‬‬
‫‪E‬‬
‫للمدعي بينة – ل رجلن ‪ ،‬ول رجل وامرأتان ‪ ،‬ول رجل ويي – فإن القاضي يطلب من‬ ‫أي ‪ :‬فإن ل يكن‬
‫الدعى عليه أن يلف على الباءة فيقول ‪ :‬وال ما له عندي شيء ‪ ،‬ويبأ ‪.‬‬
‫المدعى‬
‫‪R‬‬ ‫قضي عليه بالنكول ‪ ،‬أو ردت على المد_عي ‪ ،‬فإذا حلف مع نكول‬
‫م ‪ /‬فإن نكل عن الحلف ‪U‬‬
‫عليه أخذ ما ادعى به ‪.‬‬
‫‪-------------‬‬
‫أي ‪ :‬فإذا نكل ) والنكول ‪ :‬هو المتناع عن اليمي ( وامتن‪6‬ع الدعى عليه من اللف ‪ ،‬فهنا اختلف العلماء ‪:‬‬
‫فقيل ‪ :‬يقضى عليه بالنكول بجرد رفضه اللف ول ترد على الدعي ‪.‬‬
‫مثال ‪ :‬ادعى زيد على عمرو ) ‪ ( 100‬ر ‪ ،‬فقيل لزيد ‪ :‬هات البينة ‪ ،‬فقال ‪ :‬ليس عندي بي‹نة ‪ ،‬وطلب أن‬
‫يلف النكر – الذي هو عمرو – فقال عمرو ‪ :‬ل أحلف ‪ ،‬فعلى هذا القول ‪ :‬يكم عليه بالنكول ول نقول‬
‫‪D‬‬
‫لزيد – الدعي – احلف أنك تطلبه كذا وكذا ‪.‬‬
‫لقوله ‪ ) ‬البينة على الدعي واليمي على من أنكر ( فلم يعل ف جانب الدعي إل البينة ‪.‬‬
‫وقيل ‪ :‬أن اليمي ترد على الدعي ) وهو طالب الق ( ‪ ،‬وهو إن كان صادقا‪ J‬ف دعواه فاللف ل يضره ‪ ،‬وإن‬
‫] الشرح المتع ‪. [ 321 / 15 :‬‬ ‫كان كاذبا‪ J‬فقد يهاب اللف ول يلف‬
‫‪.‬‬

‫وف هذه الالة ‪ :‬إذا حلف أخذ ما ادعى به واستحق التنازع عليه ‪.‬‬
‫واستدل أصحاب هذا القول بديث ابن عمر ) أن النب ‪ ‬رد اليمي على طالب الق ( رواه الدارقطن وهو‬
‫حديث ضعيف ‪ ] .‬معن رد الق ‪ :‬تنقل من الدعى عليه إل ‪E‬‬
‫الدعي [ ‪.‬‬ ‫‪F‬‬
‫ولنه إذا رفض الدعي عليه أن يلف ظهر صدق الدعي ‪ ،‬فقوي جانبه ‪ ،‬فتشرع اليمي ف حقه كما كانت‬
‫تشرع ف حق الدعى عليه قبل نكو ‪E‬له ‪ ] .‬اليمي ف حق من جانبه أقوى دائما‪. [ J‬‬

‫‪82‬‬
‫م ‪ /‬ومن البينة ‪ :‬القرينة الدالة على صدق أحد المتداعيين‪ ،‬مثل ‪ :‬أن تكون العين المدعى بها بيد‬
‫أحدهما‪ ،‬فهي له بيمينه ‪ ،‬ومثل ‪ :‬أن يتداعى اثنان مال‪ S‬ل يصلح إل لحدهما ‪ ،‬كتنازع نجار ونحوه بآلة‬
‫نجارة ‪ ،‬وحداد ونحوه بآلة حدادة ونحو ذلك ‪.‬‬
‫‪-------------‬‬
‫البينة في اللغة ‪ :‬الدليل والجة‬
‫يدي) ‪E‬ن ‪E‬من ‪E‬ر ‪F‬جال‪D E‬ك )م(‬
‫واصطلحا‪ :S‬قيل هي الشهادة والشهود‪ .‬قال تعال )واست‪) F‬ش ‪E‬ه ‪D‬دوا) ‪F‬ش ‪E‬ه ‪F‬‬
‫وف الصحيحي )شاهداك أو يينه ( ‪.‬‬
‫الق وإظهاره أمام القاضي فهي بينة‬
‫الق ويظهره‪ ,‬فكل وسيلة ف إثبات ‹‬ ‫يبي ‹‬ ‫وقيل ‪ :‬هي اسم جامع لكل ما ‹‬
‫ورجحه ابن القيم ‪،‬كالشهود ‪ ،‬أو قرينة حالية ‪ ،‬أو براءة أصلية ‪.‬‬
‫‪ ‬فمن البينة الشهود ‪ ،‬وسيأت ف الباب القادم ما يتعلق بالشهادة ‪ ،‬مثال ‪ :‬ادعى عمرو على زيد بال ‪،‬‬
‫فيطالب عمرو بالبينة وهي الشهود ‪.‬‬
‫ومنها ‪ :‬القرينة – كما ذكره الصنف – والقرينة ‪ :‬كل أم ‪T‬ر يتف بالقضية بيث يرجح أحد الانبي أو الخر ‪.‬‬
‫ومن أمثلة القرائن ‪ :‬ما جاء في قصة سليمان عليه السلم حينما اختصمت إليه امرأتان صغرى وكبرى ‪:‬‬
‫اها جاء ال ‪O‬ذئ)ب ف‪F F‬ذهب ب‪E‬اب ‪E‬ن إ‪E‬ح ‪F‬د ‪D‬اها ‪ .‬ف‪F 6F‬قال‪F‬ت ه ‪E‬ذه‪E‬‬ ‫‪E‬‬
‫) ‪F‬‬ ‫‪G‬ب ‪ ‬ق‪F F‬ال ) ب‪)6F‬ي‪6‬ن‪F F‬ما )ام‪F‬رأ‪F‬ت‪F‬ان ‪F‬م ‪F‬ع ‪D‬ه ‪F‬ما اب)‪6‬ن‪F ) ) F F D F F FD F‬‬ ‫‪F‬ع )ن أ‪FE‬ب ‪D‬ه‪F‬ري)‪F6‬رة‪F F‬ع ‪E‬ن الن‪O E‬‬
‫ضى‪ 6‬ب‪EE‬ه ل‪)E‬ل ‪D‬ك)ب‪F6‬رى‬ ‫ك ‪ .‬ف‪6F‬ت‪F F‬حا ‪F‬ك ‪F‬مت‪F‬ا إ‪F E‬ل ‪F‬د ‪D‬او‪F‬د ف‪F 6F‬ق ‪F‬‬ ‫‪D‬خرى إ‪GE‬ن‪F‬ا ‪F‬ذهب ب‪E‬ابن‪E E‬‬
‫‪) F F‬‬
‫‪E‬‬ ‫احبت‪E‬ها إ‪GE‬ن‪F‬ا ‪F‬ذه ‪E E E E‬‬
‫ب باب)نك أ‪F‬ن)ت ‪F .‬وق‪F‬ال‪F‬ت ال ) ‪F‬‬ ‫‪F F‬‬ ‫ص ‪FF‬‬
‫ل‪E E‬‬
‫‪F‬‬
‫‪F‬شق‪º‬ه ب‪6‬ي‪6‬ن‪D F‬كما ‪ .‬ف‪F 6F‬قال‪E F‬‬ ‫‪F‬خب‪6F‬رت‪F‬اه‪ D‬ف‪F 6F‬ق ‪F‬ال ائ)‪6‬ت‪E D‬ون ب‪E O O E‬‬ ‫‪E‬‬
‫ص )غ‪F‬رى ل‪F‬‬ ‫ت ال ‪º‬‬ ‫السكي أ ‪F )F D D‬‬ ‫ف‪F F‬خ‪F‬ر ‪F‬جت‪F‬ا ‪F‬عل‪F‬ى ‪D‬سل‪)F‬ي ‪F‬ما ‪F‬ن ب) ‪E‬ن ‪F‬د ‪D‬او‪F‬د ‪F‬عل‪)F‬يه ‪F‬ما ال ‪G‬سل‪D F‬م ف‪F‬أ ) ‪F‬‬
‫ط إ‪E‬ل‪ G‬ي‪) 6F‬و‪F‬مئ‪T E‬ذ ‪F‬ما ‪D‬كن‪G‬ا‬ ‫ي ق‪º F‬‬ ‫ت ب‪O E‬‬
‫الس ‪O‬ك ‪E‬‬ ‫‪E E‬‬
‫ص )غ‪F‬رى « ‪ .‬ق‪F F‬ال أ‪F‬ب‪D‬و ‪D‬ه‪F‬ري)‪F6‬ر‪F‬ة ‪F‬والل‪G‬ه إ‪) E‬ن ‪F‬س )ع ‪D‬‬ ‫ضى‪ 6‬ب‪EE‬ه ل‪E‬ل ‪º‬‬ ‫ك الل‪G‬ه‪D D‬ه ‪F‬و اب)‪6‬ن‪F 6D‬ها ‪ .‬ف‪F 6F‬ق ‪F‬‬‫ي‪) 6F‬ر ‪F‬ح‪F D‬‬
‫ول إ‪E‬ل‪ G‬ال) ‪D‬م )دي‪F‬ة ( متفق عليه ‪.‬‬ ‫ن‪D 6F‬ق ‪D‬‬
‫فحكم سليمان بالبن للصغرى لقرينة أنا قالت ‪ :‬هو ابنها ‪ ،‬حيث أدركتها شفقت المومة ‪.‬‬
‫‪E‬‬ ‫‪E‬‬ ‫‪E‬‬ ‫‪E‬‬ ‫‪E‬‬
‫ي ‪F .‬وإ‪) E‬ن ‪F‬كا ‪F‬ن ق‪F‬م ‪D‬‬
‫يصه‪ D‬ق‪G D‬د‬ ‫ت ‪F‬و‪D‬ه ‪F‬و م ‪F‬ن ال) ‪F‬كاذب‪F E‬‬ ‫وف قصة يوسف – عليه السلم ) إ‪) E‬ن ‪F‬كا ‪F‬ن ق‪F‬م ‪D‬‬
‫يصه‪ D‬ق‪G D‬د م )ن ق‪6D‬ب‪T D‬ل ف‪F F‬‬
‫ص ‪F‬دق‪6) F‬‬
‫ي ( فالقرينة ‪ :‬أنه إذا ق ‹د من دبر ‪ ،‬فإنه حاول أن يهرب ولكن تاول المساك‬ ‫‪E‬من دب ‪T‬ر ف‪F F‬ك ‪F‬ذبت وهو ‪E‬من ال ‪E E G‬‬
‫صادق ‪F‬‬ ‫‪F FDF ) F‬‬ ‫) ‪DD‬‬
‫به ‪ ،‬وإن كان قد من قبل فإنا تاول أن تدافع عن نفسها ‪.‬‬
‫ومن القرائن ما ذكره الصنف – رحه ال ‪ : -‬أن تكون العين المدعى بها بيد أحدهما ‪ ،‬فهي له بيمينه ‪.‬‬
‫بيدك ل ‪ ،‬فهنا القرينة تدل على أنا لزيد ‪ ،‬لن الساعة‬
‫كما لو جاء رجل إل زيد وقال له ‪ :‬هذه الساعة الت ‪F‬‬
‫بيده ‪ ،‬فيحلف زيد وتكون له ‪.‬‬
‫ومثل ‪ :‬أن يتداعى اثنان مال‪ S‬ل يصلح إل لحدهما ‪ ،‬كتنازع نجار ونحوه بآلة نجارته ‪.‬‬
‫كما لو ادعى رجل ليس بنجار ‪ ،‬على رجل آخر نار ‪ ،‬وقال ‪ :‬إن هذا النشار ] آلة لقطع الشب [ ل ‪ ،‬وهو‬
‫ليس بنجار ‪ ،‬فهنا القرينة تدل على أن النشار ليس له ‪ ،‬لنه ليس بنجار ‪ ،‬فهنا يكم القاضي باللة للنجار‬
‫مع يينه ‪.‬‬
‫‪ ‬وهذا إن ل يوجد لن كانت العي بغي يده بي‹نة ‪ ،‬فإن وجدت له بينة فهي له ‪ ،‬لن البينة أقوى من القرينة ‪،‬‬
‫وإن ل توجد لكليهما بينة فالعي التنازع عليها لن هي بيده بيمينه ‪.‬‬
‫باب الشهادة‬

‫‪83‬‬
‫لغة ‪ :‬الضور والعلم والعلم ‪.‬‬
‫واصطلحا‪ : S‬إخبار بق يعلمه للغي على الغي ‪.‬‬
‫قولنا ) يعلمه ( فل بد من علمه بالشيء ‪ ،‬فل يكن أن يشهد بالظن ‪.‬‬
‫‪ ‬والشهادة تنقسم إلى قسمين ‪:‬‬
‫تم‪6‬ل ‪ ،‬وأداء ‪.‬‬
‫التحمل ‪ :‬ويكون ذلك بشهود الواقعة ) التزام النسان بالشهادة ( ‪.‬‬
‫وأداء ‪ :‬ويكون ذلك عند الاكم وهو الخبار عن الواقع‪6‬ة الشهود با ‪.‬‬
‫مثال ‪ :‬لو أردت أن أبيع بيت على شخص ‪ ،‬وقلت لشخصي‪ 6‬تعال فاشهدا ‪ ،‬فهذا يسمى تمل‪ ، J‬ولو وصل‬
‫المر إل القاضي بسبب عيب أو غي ذلك ‪ ،‬وطلب منهما الشهادة عنده ‪ ،‬فشهادتما تسمى أداء‪. J‬‬
‫‪‹ ‬بي الصنف حكمهما فقال ‪:‬‬
‫م ‪ /‬وتحمل الشهادة في حقوق الدميين ‪ :‬فرض كفاية ‪.‬‬
‫‪-------------‬‬
‫أي ‪ :‬أن تمل الشهادة ف حقوق الدميي فرض كفاية ) إذا قام به من يكفي سقط الث عن الباقي ( ‪.‬‬
‫‪º‬ه ‪F‬داء‪ D‬إ‪F E‬ذا ‪F‬ما ‪D‬دع‪D‬وا ( أي ‪ :‬إذا دعوا ‪.‬‬ ‫لقوله تعال ) ‪F‬ول ي‪F‬أ) ‪F‬‬
‫ب الش ‪F‬‬
‫وعلى هذا فإذا طلب منك شخص أن تشهد على إقرار دين بق له ‪ ،‬فالشهادة فرض كفاية ‪ ،‬إن قام با من‬
‫يكفي سقطت عن الباقي وإل وجبت عليك ‪.‬‬
‫‪ ‬فإن ل يوجد إل من يكفي تعي عليه ) فرض عي ( ‪.‬‬
‫مثال ‪ :‬دعاك شخص لتشهد على إقرار زيد بق له ‪ ،‬وليس ف الكان غيك ‪ ،‬فيجب أن تيب ‪ ،‬لنه ليوجد‬
‫من يقوم بالكفاية ‪ ] .‬الشرح المتع [ ‪.‬‬
‫م ‪ /‬وأداؤها فرض عين ‪.‬‬
‫‪-------------‬‬
‫أي ‪ :‬وأداء الشهادة – على من تملها ‪ -‬عند القاضي فرض عي ‪.‬‬
‫لقوله تعال ) ول تك)تموا الش‪G‬هادة‪ F‬ومن يك)تمها ف‪EF‬إن‪G‬ه ‪E‬‬
‫آث• ق‪) 6F‬لب‪D‬ه‪ ] ، ( D‬وإنا خص القلب بالث لنه موضع العلم با [ ‪.‬‬ ‫‪D F )D F ) FF F F‬‬ ‫‪DD F‬‬
‫ولن الشهادة أمانة فلزم أداؤها كسائر المانات ‪.‬‬
‫ولن امتناعه من أداء المانة الت تملها قد يكون سببا‪ J‬ف ضياع القوق ‪.‬‬
‫لكن بشرط أن يدعى إليها ‪ ،‬فإن ل تطلب منه الشهادة فل تب ‪ ،‬إل ف حالة واحدة وهي ‪ :‬إذا كان‬
‫صاحب الق ل يعلم عن هذه الشهادة ‪ ،‬أو نسي البينة ‪ ،‬ففي هذه الال تتعي الشهادة ‪.‬‬
‫مثاله ‪ :‬تبايع رجلن ‪ ،‬وكان هناك رجل ثالث أو رابع يسمعان هذا العقد ‪ ،‬ث إنه حصل منازعة عند القاضي‬
‫بي هذين التبايعي ‪ ،‬فهنا صاحب الق ل يعلم بشهادة الشهود ‪ ،‬فيجب عليهما أن يأتيا ويشهدا ‪.‬‬
‫وكذلك لو أن صاحب الق نسي الشاهد ‪ ،‬فهنا يب أن يأت ويشهد ‪.‬‬
‫إذا‪ : J‬ل يب أداء الشهادة إل إذا دعي إليها كما سبق ‪ ،‬لكن هل يستجب أن يأت ويشهد بدون أن يدعى أم‬
‫ل ؟ اختلف العلماء ‪:‬‬

‫‪84‬‬
‫القول الول ‪ :‬أنه مذموم‪. 6‬‬
‫‪EG‬‬ ‫‪EG E‬‬ ‫‪E‬‬ ‫‪O‬ث أ‪G F‬ن رس ‪E F‬‬ ‫ص) ‪T‬‬ ‫‪E‬‬
‫ين ي‪6F‬ل‪D‬ون‪D 6F‬ه )م ث‪GD‬‬
‫ين ي‪6F‬ل‪D‬ون‪D 6F‬ه )م ث‪ GD‬الذ ‪F‬‬‫ول الل‪G‬ه ‪ ‬ق‪F F‬ال ) إ ‪G‬ن ‪F‬خ)ي‪F6‬ر‪D‬ك )م ق‪) 6F‬رن ث‪ GD‬الذ ‪F‬‬ ‫ي ‪D‬ي‪F‬د ‪D F D‬‬ ‫لديث ع )م‪F‬را ‪F‬ن ب) ‪F‬ن ‪D‬ح ‪F‬‬
‫ول الل‪E G‬ه ‪ ‬ب‪) 6F‬ع ‪F‬د ق‪6F‬رن‪EE‬ه ‪F‬م‪G‬رت‪E ) 6F‬‬
‫ي أ )‪F‬و ث‪F‬ل‪F‬ث‪F‬ة‪ » J‬ث‪ GD‬ي‪D F‬كو ‪D‬ن ب‪) 6F‬ع ‪F‬د ‪D‬ه )م ق‪) 6F‬و•م‬ ‫ين ي‪6F‬ل‪D‬ون‪D 6F‬ه )م ( ‪ .‬ق‪F F‬ال ‪E‬ع )م‪F‬را ‪D‬ن ف‪F‬ل‪ F‬أ )‪F‬د ‪E‬رى أ‪F‬ق‪F F‬ال ‪F‬ر ‪D‬س ‪D‬‬ ‫‪EG‬‬
‫)‬ ‫الذ ‪F‬‬
‫ي‪) F‬ش ‪F‬ه ‪D‬دو ‪F‬ن ‪F‬ول‪ F‬ي‪) D‬ست‪) F‬ش ‪F‬ه ‪D‬دو ‪F‬ن ‪F‬و‪F‬ي‪D‬ون‪D‬و ‪F‬ن ‪F‬ول‪ F‬ي‪D‬ؤت‪F‬ن‪D‬و ‪F‬ن ‪F‬وي‪)6F‬ن ‪D‬ذ ‪D‬رو ‪F‬ن ‪F‬ول‪ F‬ي‪D‬وف‪D‬و ‪F‬ن ‪F‬وي‪F‬ظ) ‪F‬ه ‪D‬ر ف‪E‬ي ‪E‬ه ‪D‬م ‪O‬‬
‫الس ‪F‬م ‪D‬ن ( ‪.‬‬
‫ولن الذي يبادر للشهادة قبل أن ي‪D‬سألا قد يتهم بأنه متحيزا‪ J‬للمشهود له ‪.‬‬
‫القول الثاني ‪ :‬أن ذلك ممود ‪.‬‬
‫ادت‪EE‬ه ق‪)6F‬ب ‪F‬ل أ‪) F‬ن ي‪) D‬سأ‪F F‬ل‪F‬ا (‬ ‫اله ‪E‬ن أ‪G F‬ن الن‪GE‬ب ‪ ‬ق‪F F‬ال ) أ‪F‬ل‪ F‬أ‪D‬خ‪E‬ب‪D‬كم ‪E‬ب‪E F‬ي الش ‪E E E‬‬ ‫‪TE‬‬ ‫‪E‬‬
‫‪º‬ه ‪F‬داء ال‪G‬ذى ي‪F‬أ)تى ب‪F E‬ش ‪F‬ه ‪F‬‬
‫)‪F ) )D‬‬ ‫‪G‬‬ ‫لديث ‪F‬زي)د ب) ‪E‬ن ‪F‬خالد )‪O F D‬‬
‫رواه مسلم‪. 6‬‬
‫والصحيح التفصيل ‪ :‬إن كان الشهود له ل يعلم بالشهادة ‪ ،‬فإن الشاهد يؤديها وإن ل يسألا ‪ ،‬وإن كان الشهود له‬
‫عالا‪ J‬ذاكرا‪ J‬فإنه ل يشهد حت تطلب منه الشهادة ‪.‬‬
‫‪ ‬ويرم كتمان الشهادة ‪.‬‬
‫‪G‬ه ‪F‬اد ‪F‬ة ‪F‬و‪F‬م )ن ي‪F‬ك)ت‪) D‬م ‪F‬ها ف‪EF‬إن‪G‬ه‪E D‬آث• ق‪) 6F‬لب‪D‬ه‪. ( D‬‬
‫لقوله‪ 6‬تعال )ول ت‪F‬ك)ت‪D D‬موا الش ‪F‬‬
‫وإنا خص القلب بالث لنه موضع العلم با ‪.‬‬
‫م ‪ /‬ويشترط أن يكون الشاهد عدل‪ S‬ظاهرا‪ S‬وباطنا‪ ، S‬والعدل ‪ :‬هو من رضيه الناس لقوله تعالى )‪9‬م _م ‪A‬ن‬
‫ش ‪U‬ه ‪U‬د ‪9‬اء ( ‪.‬‬
‫ض ‪A‬و ‪U‬ن ‪9‬م ‪U‬ن ال •‬
‫ت‪U‬ـ ‪A‬ر ‪U‬‬
‫‪-------------‬‬
‫ذكر الصنف – رحه ال – شرطا‪ J‬من شروط الشاهد ‪ :‬وهو أن يكون عدل‪. J‬‬
‫لن غي العدل ل يؤمن أن يشهد على غيه بالزور ‪.‬‬
‫‪º‬ه ‪F‬د ‪E‬اء( وهذا اختيار شيخ السلم ابن‬ ‫والعدل عرفه الصنف بقوله )من رضيه الناس( للية )‪E‬م‪G‬ن ت‪6F‬ر ‪E‬‬
‫ض )و ‪F‬ن م ‪F‬ن الش ‪F‬‬
‫) )‪F‬‬
‫تيمية رحه ال ‪ ،‬فكل مرض̧ي عند الناس يطمئنون لقوله وشهادته فهو مقبول ‪ ،‬واختاره الشيخ السعدي كما‬
‫هنا ‪ ،‬وقال ف كتاب )بجة قلوب البرار(‪ :‬وهذا أحسن الدود ‪ ،‬ول يسع الناس العمل بغيه ‪.‬‬
‫وقيل ‪ :‬العدالة ‪ :‬هي الصلح ف الدين ‪ :‬بفعل الوامر واجتناب النواه‪6‬ي ‪ .‬واستعمال الروءة بفعل ما يزينه وترك‬
‫ما يشينه ‪.‬‬
‫‪ ‬ومن شروط من تقبل شهادته ‪:‬‬
‫البلوغ ‪:‬‬
‫يدي) ‪E‬ن ‪E‬م )ن ‪E‬ر ‪F‬جال‪D E‬ك )م ( والصب ل يسمى رجل‪. J‬‬
‫است‪) F‬ش ‪E‬ه ‪D‬دوا ‪F‬ش ‪E‬ه ‪F‬‬
‫لقوله تعال ) ‪F‬و )‬
‫ولن الصب ل يقبل قوله على نفسه ‪ ،‬فلن ل يقبل قوله على غيه بطريق الول ‪.‬‬
‫وع ‪F‬قل ما تمله‪ ،‬وشهد به بعد بلوغه صحت‬‫والراد هنا أنه ل يقبل أداؤه للشهادة‪ ،‬أما لو تملها وهو صغي ‪F‬‬
‫شهادته ‪.‬‬
‫واختلف ف شهادتم ف المور الت ل يطلع عليها إل الصبيان غالبا‪ ، J‬كالذي يقع بينهم من القتل أو‬
‫الراحات ‪.‬‬
‫القول الول ‪ :‬أن شهادتم ل تقبل مطلقا‪. J‬‬
‫وهذا هو الذهب ‪ ،‬وهو قول أب حنيفة والشافعي‪. 6‬‬

‫‪85‬‬
‫القول الثاني ‪ :‬أن شهادتم تقبل فيما ل يطلع عليه إل الصبيان كالراح إذا شهدوا قبل الفتاق عن الال الت‬
‫تارحوا عليها ‪.‬‬
‫وهذا قول ف مذهب مالك واختاره الشيخ ابن عثيمي رحه ال ‪.‬‬
‫حفظا‪ J‬للدماء الت تقع بينهم ‪ ،‬فإنم ف غالب أحوالم يل‪D‬و ‪F‬ن بأنفسهم ‪ ،‬وقد يسطوا بعضهم على بعض ‪ ،‬فلو‬
‫ل يقبل قول بعضهم على بعض لهدرت دماؤهم ‪.‬‬
‫قال الشيخ ابن عثيمي‪ :‬وقال بعض العلماء‪ :‬بل شهادة الصبيان فيما ل يطلع عليه إل الصبيان غالبا‪ J‬مقبولة‪ ،‬إذا‬
‫ل يتفرقوا ‪ ،‬وما قاله هؤلء أصح ‪.‬‬
‫العقل ‪:‬‬
‫قال ف الغن ‪ :‬ول تقبل شهادة من ليس بعاقل إجاعا‪ J‬قاله ابن النذر ‪.‬‬
‫لديث ) رفع القلم‪ 6‬عن ثلثة ‪ ... :‬وعن النون حت يعقل ‪ ( ...‬لن من ل عقل له ل يكنه تمل الشهادة‬
‫ول أداؤها ‪.‬‬
‫الكلم ‪:‬‬
‫فل تصح شهادة الخرس ‪.‬‬
‫قالوا ‪ :‬لن الشهادة يعتب فيها اليقي ‪ ،‬وذلك ل يصل مع فقد الكلم ‪.‬‬
‫همت ‪ ،‬وهذا الصحيح ‪.‬‬
‫وذهب بعض العلماء إل أن شهادة الخرس تقبل فيما طريقه الرؤية إذا ف‪) D‬‬
‫السلم ‪.‬‬
‫فل تقبل شهادة الكافر ‪.‬‬
‫اس •ق ب‪E‬ن‪F‬ب‪TF‬أ ف‪6F‬ت‪F‬ب‪6F‬ي‪6G‬ن‪D‬وا ( ‪.‬‬
‫‪ -1‬لقوله تعال ) يا أ‪F‬ي‪º6‬ها ال‪E G‬ذين آمن‪D‬وا إ‪) E‬ن جاء ‪D‬كم ف‪E F‬‬
‫‪) FF‬‬ ‫‪F F‬‬ ‫‪F F‬‬
‫‪ -2‬وإذا كان الفاسق يب علينا اليقي ف خبه ‪ ،‬فما بالك بالكافر ) فالكافر مل اليانة ( ‪.‬‬
‫‪ -3‬وقال تعال ) ‪F‬وأ‪) F‬ش ‪E‬ه ‪D‬دوا ذ‪F F‬و )ي ‪F‬ع )د ‪T‬ل ‪E‬م)ن ‪D‬ك )م ( ‪.‬‬
‫‪º‬ه ‪F‬د ‪E‬اء ( والكافر ليس منا ‪ ،‬ول من نرضاه ‪.‬‬ ‫‪ -4‬وقال تعال )‪E‬م‪G‬ن ت‪6F‬ر ‪E‬‬
‫ض )و ‪F‬ن م ‪F‬ن الش ‪F‬‬ ‫) )‪F‬‬
‫) لكن شهادة الكفار بعضهم على بعض تقب‪6‬ل ( ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الحفظ ‪.‬‬
‫فل تقبل شهادة الغفل العروف بكثرة النسيان والغل‪6‬ط ‪ .‬لنه ل يوثق بقوله ‪.‬‬
‫لو كان كثي النسيان والغفلة ‪ ،‬فقيد الشهادة فقال ‪ :‬أنا ل أذكر ولكن قيدت كل ما شهدت به ف كتاب‬ ‫‪‬‬
‫عندي‪ ،‬فإن الراجح له أن يشهد بذلك ما دام أنه كتب شهادته بطه‪ ،‬سواء تذكرها أم ل يتذكرها‪ ،‬ما دام‬
‫يعلم أن ه‪6‬ذا خطه ‪.‬‬
‫م ‪ /‬ول يجوز أن يشهد إل بما يعلمه ‪.‬‬
‫‪-------------‬‬
‫أي ‪ :‬فل يوز أن يشهد بالقرينة أو بغلب‪6‬ة الظن بل ل بد با يعلمه يقينا‪. J‬‬
‫‪ -1‬لقوله تعال )إ‪GE‬ل ‪F‬م )ن ‪F‬ش ‪E‬ه ‪F‬د ب‪) E‬‬
‫ال‪O F‬ق ‪F‬و‪D‬ه )م ي‪) 6F‬عل‪D F‬مو ‪F‬ن( ‪.‬‬
‫‪ -2‬ولن الشهادة خب عن أمر واق‪6‬ع فل بد أن يعلم هذا المر الواقع ‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫‪ -3‬وقد جاء ف الديث عن ابن عباس ) أن النب ‪ ‬قال لرجل ‪ :‬ترى الشمس ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬قال ‪ :‬على‬
‫مثلها فاشهد أو دع ( رواه ابن عدي وهو ضعيف ‪ ،‬لكن معناه صحيح ‪ ،‬فهو يدل على أنه ل يوز‬
‫للشاهد‪ 6‬أن يشهد إل على ما يعلمه يقينا‪ ، J‬كما ت‪D‬علم الشمس بالشاهدة ‪.‬‬
‫ص‪F‬ر ‪F‬وال) ‪D‬ف ‪F‬ؤ ‪F‬اد ‪D‬ك ‪º‬ل أ‪D‬ول‪F‬ئ‪F E‬‬
‫ك ‪F‬كا ‪F‬ن ‪F‬ع)نه‪F D‬م )س ‪D‬ؤول‪J‬‬ ‫‪ -4‬ويؤيد ذلك قوله تعال )ول ت‪) 6F‬قف ما ل‪F‬يس ل‪E E F F‬‬
‫ك ب‪E‬ه ع )ل •م إ‪G E‬ن ال ‪G‬س )م ‪F‬ع ‪F‬وال)ب‪F F‬‬ ‫‪F ) F D‬‬ ‫‪F‬‬
‫( فإن معن الية ‪ :‬النهي عن أن يقول النسان ما ل يعلم أو يعمل با ل علم له به ‪.‬‬
‫ث ذكر الصنف – رحه ال – طرق العلم فقال ‪:‬‬
‫م ‪ /‬برؤية ‪.‬‬
‫‪-------------‬‬
‫أي ‪ :‬رؤية الشهود به ‪.‬‬
‫كما سبق لقوله تعال )إ‪GE‬ل ‪F‬م )ن ‪F‬ش ‪E‬ه ‪F‬د ب‪) E‬‬
‫ال‪O F‬ق ‪F‬و‪D‬ه )م ي‪) 6F‬عل‪D F‬مو ‪F‬ن( ‪.‬‬
‫قال الشيخ ابن عثيمين ‪ :‬ل يشتط علم الشهود عليه بوجود الشاهد ‪ ،‬فلو أن صاحب الق أتى‬ ‫‪‬‬
‫بالطلوب ف مكان وجعل واحدا‪ J‬يشهد متبئا‪ ، J‬فإن ذلك يوز ‪ ،‬لن هذا الذي عليه الق إذا كان منفردا‪J‬‬
‫صاحب الق أقر له وإذا كان عنده أحد أنكر ‪ ،‬فتحي‹ي‹ ل صاحب الق وفعل ذلك ‪ ،‬وهذه حيلة لكنها‬
‫حيلة جائزة للتوصل للحق ‪.‬‬
‫م ‪ /‬أو سماع من المشهود عليه ‪.‬‬
‫‪-------------‬‬
‫هذه الطريقة الثانية ‪ :‬وهي السماع من الشهود عليه مثل ‪ :‬أن يسمعه وهو يطلق امرأته أو يسمعه وهو يبيع أو‬
‫ينكح ‪ ،‬أو يسمعه يقر أن لفلن عليه دينا‪ ، J‬أو استأجر منه داره أو اشتى منه سيارة وما أشبه ذلك ‪.‬‬
‫م ‪ /‬أو استفاضة يحصل بها العلم في الشياء الني ي&حتاج فيها إليها ‪ ،‬كالنساب ونحوها ‪.‬‬
‫‪-------------‬‬
‫هذه الطريقة الثالثة من طرق العلم ‪ :‬وهي الستفاضة ‪ ،‬وهي انتشار الب وشيوعه بأن يشتهر الشهود به بي‬
‫الناس فيتسامعون به بإخبار بعضهم بعضا‪ ، J‬فيشهد الشاهد على واقعة ل يشهدها ببصره ول يدركها بسمعه‬
‫‪ ‬والستفاضة ل تقبل إل فيما يتعذر علمه ف الغالب بدونا ‪ ،‬كالنسب والولدة والوت والرضاع ‪.‬‬
‫لنه لو منع من الشهادة بالستفاضة فيما ذكر لوقع الناس ف حرج عظيم ‪ ،‬لن مثل هذه المور تتعذر الشهادة‬
‫عليها ف الغالب بشاهدة أسبابا ‪.‬‬
‫باب موانع الشهادة ‪.‬‬
‫قد يكون الشاهد صالا‪ J‬لتحمل الشهادة وأدائها أمام القضاء ولكن هناك مانع ين‪6‬ع القاضي من قبول شهادت‪6‬ه‬
‫من هذه الوان‪6‬ع ‪:‬‬
‫م ‪ /‬مظنة التهمة ‪ :‬كشهادة الوالدين لولدهم وبالعكس ‪.‬‬
‫‪-------------‬‬
‫ذكر الصنف – رحه ال – أن من موانع الشهادة شهادة الصول لفروعهم والعكس ‪ ،‬فل تقبل شهادة والد‬
‫لولده ‪ ،‬ول ولد لوالده ‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫والسبب ‪ :‬التهمة ‪ ،‬لن النسان متهم إذا شهد لصله ‪ ،‬أو شهد لفرعه ‪ ،‬فإنه قد ياب أصوله أو فروعه ‪ ،‬وهذا‬
‫مذهب جهور أهل العلم ‪.‬‬
‫وذهب بعض العلماء إل قبول شهادة الوالد لولده والعكس ‪ ،‬وهذا قول الظاهرية ‪.‬‬
‫لنما عدلن من رجالنا ‪ ،‬فيدخلن ف عموم اليات والخبار ‪.‬‬
‫وقد ذكر ابن القيم أن الشهادة ل ترد بسبب القرابة لعدم الدليل ‪ ،‬وإنا ترد بوجود التهمة ‪ ،‬فالتهمة وحدها‬
‫مستقلة‪ 6‬بالنع ‪ ،‬سواء كان قريبا‪ J‬أو أجنبيا‪ ، J‬وقال ‪ :‬هذا هو الصواب ‪.‬‬
‫والراجح قول المهور ‪.‬‬

‫م ‪ /‬وأحد الزوجين للخر ‪.‬‬


‫‪-------------‬‬
‫أي ‪ :‬فل يقبل شهادة أحد الزوجي لصاحبه ‪.‬‬
‫للتهمة ‪ ،‬لن شهادة الزوج لزوجته متهم با ‪ ،‬وكذلك العكس ‪.‬‬
‫م ‪ /‬والعدو على عدوه للحديث ) ل تجوز شهادة خائن ول خائنة ول ذي غمر على أخيه ‪ ،‬ول تجوز‬
‫شهادة القانع لهل البيت ( رواه أحمد وأبو داود ‪.‬‬
‫‪-------------‬‬
‫أي ‪ :‬ومن موانع الشهادة ‪ :‬العداوة ‪ ،‬فل تقبل شهادة العدو على عدوه ‪.‬‬
‫‪ ‬والعدو هو ‪ :‬الذي يفرح لزنه ويزن لفرحه ‪ ] .‬هذا ضابط العدو [ ‪.‬‬
‫للحديث الذي ذكره الصنف – رحه ال – ) ل توز شهادة خائن ول خائنة ول ذي غمر على أخيه ‪ ،‬ول‬
‫توز شهادة القانع لهل البيت ( رواه أحد وأبو داود ‪.‬‬
‫] خائن [ الائن هو من يون فيما اؤتن عليه ] ذي ‪E‬غ )مر [ أي ‪ :‬ذي حقد وشحناء ‪ ،‬وهي بكسر الغي‬
‫وسكون اليم ‪ ،‬ويوز فتحمها ‪ .‬قال الطاب ‪ :‬هو الذي بينه وبي الشهود عداوة ظاهرة ‪.‬‬
‫وإنا ردت شهادة العدو على عدوه ‪ ،‬لئل يتخذ ذريعة إل بلوغ ‪F‬غرضه من عدوه بالشهادة الباطلة ‪.‬‬
‫والديث دليل على أن الائن ل تقبل شهادته ‪ ،‬لنتفاء العدالة ‪.‬‬
‫ومن موانع الشهادة ‪ :‬أن التابع لهل البيت – وهم الدم – ل توز شهادتم لم ‪.‬‬
‫عدد الشهود‬
‫بيان عدد الشهود ف الشهادة وهو يتلف باختلف الشهود به ‪:‬‬
‫أول‪ : S‬يكون ف الزنا أربعة رجال ول يقبل فيها النساء ‪ ،‬وكذلك اللواط ‪.‬‬
‫قال في المغني‪ ) :‬أجع السلمون على أنه ل يقبل ف الزنا أقل من أربعة شهود وقد نص ال تعال عليه بقوله‬
‫سبحانه ‪ ) :‬ل‪) F‬ول ‪F‬جاء‪D‬وا ‪F‬عل‪)F‬ي ‪E‬ه ب‪E‬أ )‪F‬رب‪F 6F‬ع ‪E‬ة ‪D‬ش ‪F‬ه ‪F‬داء‪. ( F‬‬
‫وجهور العلماء على أنه يشتط أن يكونوا رجال‪ J‬أحرارا‪ J‬فل تقبل شهادة النساء ول العبيد ‪.‬‬
‫لقوله تعال ) ل‪) F‬ول ‪F‬جاء‪D‬وا ‪F‬عل‪)F‬ي ‪E‬ه ب‪E‬أ )‪F‬رب‪F 6F‬ع ‪E‬ة ‪D‬ش ‪F‬ه ‪F‬داء‪. ( F‬‬
‫وقال تعال ) وال‪E G‬ذين ي‪6‬رمو ‪F‬ن ال)محصن‪E F‬‬
‫ات ث‪F GD‬ل) ي‪F‬أ)ت‪D‬وا ب‪E‬أ )‪F‬رب‪F 6F‬ع ‪E‬ة ‪D‬ش ‪F‬ه ‪F‬داء‪. ( F‬‬ ‫‪F ) D D )F F F‬‬

‫‪88‬‬
‫ثانيا‪ : S‬ما يثبت إل بثلثة رجال ‪.‬‬
‫إذا ادعى – من عرف بالغن – بالفقر فل تقبل هذه الدعوى إل إذا شهد ثلثة ‪.‬‬
‫لديث قبيصة ‪ .‬أن النب ‪ ‬قال ) يا ق‪F‬ب‪E‬يصة‪ D‬إ‪G E‬ن ال)مسأ‪F‬ل‪F‬ة‪ F‬ل‪EF F‬ت ‪º‬ل إ‪E‬ل‪ G‬ل ‪T E‬‬
‫ت ل‪F‬ه‪D‬‬‫‪F‬حد ث‪F‬ل‪F‬ث‪F‬ة ‪F :‬ر ‪D‬ج ‪T‬ل ‪F‬ت‪G F‬م ‪F‬ل ‪F‬ح‪F‬ال‪F‬ة‪ J‬ف‪F F‬حل‪6) G‬‬ ‫‪F‬‬ ‫‪)F‬‬ ‫‪F F‬‬
‫يب ق‪F E‬واما‪E J‬م )ن‬ ‫‪E‬‬
‫ت ل‪F‬ه‪ D‬ال) ‪F‬م )سأ‪F‬ل‪F‬ة‪F D‬ح ‪G‬ت ي‪D‬ص ‪F‬‬ ‫ت ‪F‬مال‪F‬ه‪ D‬ف‪F F‬حل‪) G‬‬‫اح )‬‫اجت‪F F‬‬
‫‪E‬‬
‫‪F‬صاب‪)6F‬ته‪F D‬جائ ‪F‬حة• )‬ ‫ك ‪F ،‬و‪F‬ر ‪D‬ج ‪T‬ل أ ‪F‬‬ ‫صيب‪F 6F‬ها ث‪ GD‬ي‪E )D‬س ‪D‬‬‫ال)مسأ‪F‬ل‪F‬ة‪ D‬ح ‪G‬ت ي ‪E‬‬
‫‪D F )F‬‬
‫‪E‬‬ ‫‪E‬‬ ‫‪E‬‬ ‫‪E‬‬ ‫‪E‬‬
‫وم ث‪F‬ل‪F‬ث‪F‬ة• م )ن ‪F‬ذ ‪E‬وى )‬ ‫‪E‬‬ ‫‪E‬‬
‫ش ‪ -‬أ )‪F‬و ق‪F F‬ال س ‪F‬دادا‪ J‬م )ن ‪F‬ع)ي ‪T‬‬ ‫‪F‬ع)ي ‪T‬‬
‫ت‬‫‪F‬صاب‪) F‬‬
‫ال ‪F‬جا م )ن ق‪) 6F‬ومه ل‪FF‬ق )د أ ‪F‬‬ ‫ش ‪F -‬و‪F‬ر ‪D‬ج ‪T‬ل أ ‪F‬‬
‫‪F‬صاب‪)6F‬ته‪ D‬ف‪F‬اق‪F‬ة• ‪F‬ح ‪G‬ت ي‪D 6F‬ق ‪F‬‬
‫ش ‪ -‬ف‪F F‬ما ‪E‬س ‪F‬و ‪D‬اه ‪G‬ن ‪E‬م ‪F‬ن ال) ‪F‬م )سأ‪F‬ل‪EF‬ة‬ ‫ش ‪ -‬أ )‪F‬و ق‪F F‬ال ‪E‬س ‪F‬دادا‪E J‬م )ن ‪F‬ع)ي ‪T‬‬ ‫يب ق‪F E‬واما‪E J‬م )ن ‪F‬ع)ي ‪T‬‬ ‫‪E‬‬
‫ت ل‪F‬ه‪ D‬ال) ‪F‬م )سأ‪F‬ل‪F‬ة‪F D‬ح ‪G‬ت ي‪D‬ص ‪F‬‬ ‫ف‪D‬ل‪F‬نا‪ J‬ف‪F‬اق‪F‬ة• ف‪F F‬حل‪) G‬‬
‫حتا‪ . ( J‬رواه مسلم‬ ‫يا ق‪F‬ب‪E‬يصة‪ D‬سحتا‪ J‬يأ) ‪D‬كل‪D‬ها ‪E‬‬
‫صاحب‪F 6D‬ها ‪D‬س )‬
‫‪F F F )D F F‬‬
‫ثالثا‪ : S‬وف النكاح والطلق والرجعة وبقية الدود – غي الزنا واللواط – كالقذف والسرقة والقصاص والمر ‪:‬‬
‫اثنان ول تقبل شهادة النساء ‪.‬‬
‫رابعا‪ : S‬وف الموال‪ 6‬وما يقصد به الال كالبيع والجل والرهن ‪ :‬رجلن أو رجل وامرأتان ‪.‬‬
‫‪º‬ه ‪F‬د ‪E‬اء ( ‪.‬‬ ‫ان ‪E‬م‪G‬ن ت‪6F‬ر ‪E‬‬ ‫يدي) ‪E‬ن ‪E‬م )ن ‪E‬ر ‪F‬جال‪D E‬كم ف‪EF‬إ )ن ‪F‬ل) ي‪D F‬كون‪F‬ا ر ‪D‬جل‪E ) F‬‬
‫ي ف‪F6F‬ر ‪D‬ج •ل ‪F‬و )ام‪F‬رأ‪F‬ت‪F ) ) E F‬‬
‫ض )و ‪F‬ن م ‪F‬ن الش ‪F‬‬ ‫‪F‬‬ ‫)‬ ‫است‪) F‬ش ‪E‬ه ‪D‬دوا ‪F‬ش ‪E‬ه ‪F‬‬
‫لقوله تعال ) ‪F‬و )‬
‫خامسا‪ : S‬ما يقبل فيها شهادة امرأة واحدة ‪ :‬كالرضاع والولدة والبكارة ‪ ،‬ومثل هذه المور الت ل يطلع عليها‬
‫إل النساء غالبا‪. J‬‬
‫ت أ‪FE‬ب‪E‬ب إ‪F E‬ه ‪T‬‬ ‫لديث ع )قبة‪ D‬بن ) ‪E‬‬
‫ض )عت‪D D‬ك ‪F‬ما ‪.‬‬
‫ت‪ :‬ق‪) F‬د أ )‪F‬ر ‪F‬‬ ‫ت أ ‪FF‬مة• ‪F‬س )و‪F‬داء‪ D‬ف‪F 6F‬قال‪) F‬‬
‫اب ق‪F F‬ال‪ :‬ف‪F F‬جاء‪) F‬‬ ‫ال‪F‬ا ‪E‬رث ) أ‪F‬ن‪G‬ه‪ D‬ت‪F6F‬ز‪G‬و ‪F‬ج أ‪GD‬م ‪)F‬ي ‪F‬ي ب‪)E‬ن ‪F‬‬ ‫‪D) F D‬‬
‫ت أ‪) F‬ن ق‪) F‬د‬ ‫ف‪F F‬ذ ‪F‬كرت ذ‪F‬ل‪E‬ك ل‪E‬لن‪GE‬ب ‪ ‬ف‪F‬أ‪F‬عرض ع ‪O‬ن ‪ ،‬ق‪F F‬ال‪ :‬ف‪6F‬ت‪6‬ن ‪G‬حيت ف‪F F‬ذ ‪F‬كر ‪E‬‬
‫ف ‪F‬وق‪) F‬د ‪F‬ز ‪F‬ع ‪F‬م )‬ ‫ك ل‪F‬ه‪ ،D‬ق‪F F‬ال‪F :‬و‪F‬ك)ي ‪F‬‬‫ت ذ‪F‬ل ‪F‬‬
‫‪D ) D ) FF‬‬ ‫)‪F F F‬‬ ‫) ‪O F 6D‬‬
‫ض ‪F‬ع)ت ‪D‬ك ‪F‬ما؟ ف‪6F‬ن‪F 6F‬هاه‪F D‬ع)ن‪F 6‬ها ( ‪ .‬رواه البخاري‬‫أ )‪F‬ر ‪F‬‬
‫م ‪ /‬وفي الحديث ) من حلف على يمين يقتطع بها مال امرىء مسلم هو فاجر فيها ‪ :‬لقي ال وهو عليه‬
‫غضبان ( متفق عليه ‪.‬‬
‫‪-------------‬‬
‫الديث فيه الوعيد الشديد على من يلف بال كاذبا‪ J‬ليقتطع مال أخيه ‪ ،‬وأن هذا اللف الكاذب يعتب من‬
‫كبائر الذنوب ‪ ،‬وقد جاء ف رواية ) فقد أوجب ال له النار ‪ ،‬وحرم عليه النة ( ‪.‬‬
‫‪ ‬أن النسان قد يستحق بدعواه شيئا‪ J‬بيمينه ‪ ،‬وله صورتان ‪:‬‬
‫الصورة الولى ‪ :‬دعوى ما ليس له ‪.‬‬
‫فيأت ويلف ويأت بالشاهد ويلف معه وهو يعلم أنه كاذب ‪ ،‬فهنا اقتطع حقا‪ ، J‬لنه استباح ماله بيمي‬
‫كاذبة ‪.‬‬
‫الصورة الثانية ‪ :‬إنكار ما يب عليه ‪.‬‬
‫ويلى سبيله ‪،‬‬
‫بأن يكون على شخص حق ث ينكره ‪ ،‬وليس للمدعي بي‹نة ‪ ،‬فهنا سوف ‪D‬يل‹ف الدعى عليه ‪D‬‬
‫فيكون قد اقتطع مال امرىء مسلم‪ 6‬بغي حق ‪.‬‬
‫باب القسمة‬
‫‪E‬‬
‫الق سمة ‪ :‬بكسر القاف اسم يطلق على التفريق ‪ ،‬والراد هنا ‪ :‬تييز القوق وإفراز النصباء ‪.‬‬
‫وهذا الباب له تعلق‪ 6‬بوضوعات كثية كالضحية والفرائض والشركة والوصايا ‪ ،‬لكن ذكروه ف أبواب القضاء ‪،‬‬
‫لن القاضي ل يستغن عن القاسم للحاجة إل قسمة الشتكات ‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫والصل فيها الكتاب والسنة والجاع والعن ‪.‬‬
‫ض•ر ( ‪.‬‬ ‫قال تعال ) ون‪6F‬ب‪)O‬ئ‪6‬هم أ‪G F‬ن ال)ماء ق‪E‬سمة• ب‪)6‬ي‪6‬ن‪6F‬هم ‪D‬ك ‪º‬ل ‪E‬شر ‪T‬‬
‫ب ‪)D‬مت‪F F‬‬ ‫)‬ ‫‪)D F F) F F‬‬ ‫‪)D F‬‬
‫وأجع السلمون على جواز القسمة ف الملة ‪.‬‬
‫والعن ‪ :‬لن الاجة داعية إليها ‪ ،‬لتمييز حقوق الشركاء بعضهم عن بعض ‪ ،‬ليتصرف كل منهم ف حقه ببيع أو‬
‫عمارة أو نو ذلك ‪.‬‬
‫وهي نوعان ‪ ،‬حيث قال الصنف – رحه ال ‪: -‬‬
‫م ‪ /‬وهي نوعان ‪ :‬قسمة إجبار ‪ ،‬فيما ل ضرر فيه ول رد عوض ‪ ،‬كالمثليات والدور الكبار والملك‬
‫الواسعة ‪.‬‬
‫وقسمة تراض ‪ ،‬وهي ما فيه ضرر على أحد الشركاء في القسمة ‪ ،‬أو فيه رد عوض ‪ ،‬فل بد فيها من رضا‬
‫الشركاء كلهم ‪.‬‬
‫‪-------------‬‬
‫ذكر الصنف – رحه ال – أن القسمة تنقسم إل قسمي ‪:‬‬
‫القسم الول ‪ :‬قسمة إجبار ‪ ،‬وهي ما ل ضرر ف قسمته على أحد الشركاء ول رد عوض ف قسمته من أحد‬
‫الشركاء على الخر ‪.‬‬
‫كالرض الواسعة ‪ ،‬والدار الكبية ‪ ،‬والدكاكي الواسعة ‪ ،‬والسيارات الديدة من جنس واحدة ‪.‬‬
‫سيت قسمة إجبار ‪ ،‬لن المتنع من القسمة يب إذا طلب الشريك القسمة ‪ ،‬لنه يتضمن إزالة الضرر الاصل‬
‫بالشركة ‪ ،‬وحصول النفع للشريكي ‪ ،‬لن نصيب كل واحد منهما إذا تيز كان له أن يتصرف فيه بسب‬
‫اختياره ‪ ،‬ويكنه من إحداث الغرس أو البناء ‪ ،‬وذلك ل يكن مع الشتاك ‪.‬‬
‫قال الشيخ ابن عثيمين ‪ :‬سيت قسمة إجبار ‪ ،‬لنا ل تتوقف على رضا الشركاء ‪ ،‬بل ‪D‬يب من امتنع ‪،‬‬
‫وضابطها ‪ :‬كل قسمة ليس فيها ضرر ول رد عوض ‪.‬‬
‫مثال ‪ :‬البستان ‪ :‬أي ‪ :‬البستان الكبي ‪ ،‬الذي إذا قسم ل يتضرر أحد بقسمته ‪ ،‬بيث لو قسمناه ما تنقص‬
‫قيمته أو يفوت النتفاع ‪.‬‬
‫القسم الثاني ‪ :‬قسمة تراض ‪ .‬وهي ما فيه ضرر على أحد الشركاء بالقسمة ‪ ،‬أو فيه رد عوض من أحد ‪.‬‬
‫فهذه ل ينفذ القسم إل برضا الشركاء ‪.‬‬
‫اختلف العلماء ف الراد بالضرر الانع من القسمة ‪:‬‬
‫فقيل ‪ :‬أل ينتفع أحدهم بنصيبه إذا قسم ‪.‬‬
‫لن ذلك ضرر شديد يفضي إل إضاعة الال ‪ ،‬فيكون منهيا‪ J‬عنه ‪.‬‬
‫مثال ‪ :‬أرض مشتكة بي شخصي مساحتها أربعة وعشرون متا‪ ، J‬وقيمتها ستة آلف ‪ ،‬لحدها سدس ‪،‬‬
‫وللخر خسة أسداس ‪ ،‬إذا قسمناها أسداسا‪ J‬فإن صاحب السدس ل ينتفع بسدسه ‪ ،‬لن السدس عبارة عن‬
‫أربعة أمتار ‪ ،‬فعلى هذا القول ‪ :‬تكون القسمة قسمة تراض ‪ .‬وعلى القول الثان الت ‪ :‬هي قسمة إجبار ‪.‬‬
‫وقيل ‪ :‬الضرر هو نقص القيمة ‪.‬‬
‫ففي الثال السابق تكون القسمة قسمة إجبار ‪ ،‬لن السدس ) وهو أربعة أمتار ( ل تنقص قيمته ‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫فهذا السدس الذي قسم لو بيع يساوي ألفا‪ ، J‬ولو بيعت الرض جيعا‪ J‬تساوي ستة آلف ‪.‬‬
‫قوله ) أو رد عوض ( مثاله ‪ :‬أرض بي شريكي ل يكن أن تتعدل بأجزاء ول قيمة ‪ ،‬إل برد عوض ‪ ،‬يعن مثل‪J‬‬
‫فيها جبال ‪ ،‬فيها أودية ‪ ،‬فيها أشجار ‪ ،‬ل يكن أن نعدلا أبدا‪ J‬بالسهام ‪ ،‬إن قسمناها نصفي صارت هذه‬
‫الرض أحسن من هذه ‪ ،‬فل تتعدل إل إذا جعلنا للناقص عوضا‪ J‬عن الكامل ‪ ،‬فهذه – أيضا‪ – J‬قسمتها قسمة‬
‫تراض ‪ ،‬إذا رضي الطرفان وإل تبقى وتباع جيعا‪ ] . J‬الشرح المتع ‪. [ 15 – 371 :‬‬

‫) وإن طلب أحدهم فيها البيع ‪ :‬وجبت إجابته ( أي ‪ :‬إذا قالوا ‪ :‬إذا قسمناها تضررنا ‪ ،‬أو كان نصيب‬
‫أحدهم ل يساوي شيئا‪ J‬وطلب البيع فإنم يبون والالة هذه على بيعها ‪.‬‬
‫) وإن أجروها ‪ :‬كانت الجرة فيها على قدر ملكهم فيها ( أي ‪ :‬إذا أجروا هذه الرض مزرعة ‪ ،‬أو أجروا‬
‫هذا الدكان الصغي مثل‪ ، J‬تكون الجرة على قدر ملكهم ‪ ،‬فهذا له الربع ‪ ،‬وهذا له ثلثة الرباع ‪.‬‬
‫بـاب الق ـرار‬
‫ختم الصنف – رحه ال – الكتاب بباب القرار ‪ ،‬تفاؤل‪ J‬بالقرار بالشهادة عند الوفاة لقوله ‪ ) ‬من كان آخر‬
‫كلمه من الدنيا ل إله إل ال دخل النة ( رواه أبو داود ‪.‬‬
‫م ‪ /‬وهو اعتراف النسان بحق عليه ‪.‬‬
‫‪-------------‬‬
‫القرار ‪ :‬هو اعتاف النسان با عليه لغيه من حقوق ‪ ،‬وقد دل عليه الكتاب والسنة والجاع ‪.‬‬
‫‪O‬ق ل‪F E‬ما ‪F‬م ‪F‬ع ‪D‬ك )م‬
‫صد •‬ ‫)م ‪T‬ة ث‪F GD‬جاء‪D F‬ك )م ‪F‬ر ‪D‬س •‬
‫ول ‪D‬م ‪F‬‬
‫‪E T E E‬‬
‫ي ل‪F F‬ما آت‪)6F‬يت‪D D‬ك )م م )ن كت‪F‬اب ‪F‬وحك ‪F‬‬ ‫‪F‬خ ‪F‬ذ الل‪G‬ه‪E D‬ميث‪F F‬‬
‫اق الن‪G‬ب‪E‬ي‪F O‬‬ ‫قال تعال ) ‪F‬وإ‪) E‬ذ أ ‪F‬‬
‫‪EE‬‬ ‫‪E‬‬ ‫‪E‬‬ ‫‪E E‬‬
‫‪F‬خ )ذ ‪)D‬ت ‪F‬عل‪F‬ى ذ‪F‬ل ‪D‬ك )م إ‪) E‬‬
‫ص ‪E‬ري ق‪F‬ال‪D‬وا أ‪F‬ق)‪F6‬ر)رن‪F‬ا ق‪F F‬ال ف‪F‬ا )ش ‪F‬ه ‪D‬دوا ‪F‬وأ‪F‬ن‪F‬ا ‪F‬م ‪F‬ع ‪D‬ك )م م ‪F‬ن الش‪G‬اهد ‪F‬‬
‫ين ( ‪.‬‬ ‫ل‪F‬ت‪) 6D‬ؤمن‪G D‬ن ب‪E‬ه ‪F‬ول‪F‬ت‪)6F‬ن ‪D‬‬
‫ص ‪D‬رن‪G‬ه‪ D‬ق‪F F‬ال أ‪F‬أ‪F‬ق)‪F6‬ر)ر‪)D‬ت ‪F‬وأ ‪F‬‬
‫وقال ‪ ) ‬واغد يا أنيس إل امرأة هذا فإن اعتفت‪ 6‬فارجها ‪. ( ...‬‬
‫وحديث ماعز ‪ ،‬فإن النب ‪ ‬ح ‹ده بإقراره ‪.‬‬
‫وكذلك الغامدية حدها ال لا اعتفت بالزنا ‪.‬‬
‫وأجع السلمون على صحة القرار ‪.‬‬
‫وهو أقوى الدلة لثبات دعوى الدعى عليه ‪ ،‬ولذا يقولون ‪ :‬إنه سيد الدلة ‪.‬‬
‫م ‪ /‬بكل لفظ †‬
‫دال على القرار ‪.‬‬
‫‪-------------‬‬
‫أي ‪ :‬أن القرار يصح بكل لفظ دال عليه ‪.‬‬
‫م ‪ /‬بشرط كون المقر مكلفا‪. S‬‬
‫‪-------------‬‬
‫أي ‪ :‬يشتط لصحة القرار شروطا‪ : J‬ذكر منها الصنف – رحه ال – أن يكون القر مكلفا‪ ، J‬أي ‪ :‬بالغا‪ J‬عاقل‪J‬‬
‫‪.‬‬
‫لديث ) رفع القلم‪ 6‬عن ثلثة ‪ :‬عن الصب حت يبلغ ‪ ،‬وعن النون حت يفيق ‪. ( ... ،‬‬
‫ولنه قول من ل يصح تصرفه فلم يصح ‪ ،‬كفعله‪. 6‬‬
‫فل يصح من صب ‪ ،‬ول من من‪6‬ون ‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫فل يصح القرار من السكران لنه ل عقل‪ 6‬له ‪ ،‬ولذلك ل يؤاخذ النب ‪ ‬عمه حزة حينما قال له ‪ :‬هل أنتم إل‬
‫عبيد أب ‪.‬‬
‫ومن الشروط ‪ :‬أن يكون المقر مختارا‪. S‬‬
‫فل يصح القرار من مكره ‪.‬‬
‫لن ال رفع حكم الكفر عن الكره لقوله تعال ) إل من أكره وقلبه مطمئن باليان ( ‪.‬‬
‫ولعموم قوله ‪ ) ‬إن ال تاوز عن أمت الطأ والنسيان ‪ ،‬وما استكرهوا عليه ( رواه ابن ماجه ‪.‬‬
‫وقال تعال ) إل أن تكون تارة عن تراض منكم ( ‪ .‬فكل العقود ل بد فيها من التاضي ‪.‬‬
‫ضرب أو حبس ‪.‬‬‫‪ ‬فإن ادعى الكراه فإنه ل يقبل إل ببينة ‪ ،‬كأن يظهر عليه أثر ‪T‬‬
‫ومن الشروط ‪ :‬أل يكون محجور عليه ‪.‬‬
‫فالجور عليه لظ الغي ل يصح إقراره ف أعيان ماله ‪ ،‬ويصح ف ذمته ويطالب بذلك بعد فك الج‪6‬ر ‪.‬‬
‫م ‪ /‬وهو من أبلغ البينات ‪.‬‬
‫‪-------------‬‬
‫أي ‪ :‬أن القرار أبلغ وأقوى الدلة لثبات دعوى الدعى عليه ‪ ،‬ولذا يقولون ‪ :‬إنه سيد الدلة ‪ ،‬وهو أقوى من‬
‫الشهادة ‪.‬‬
‫لنه اعتاف من عليه الق‪ ،‬فل يتمل الشبهة ‪.‬‬
‫م ‪ /‬ويدخل في جميع أبواب العلم من العبادات والمعاملت والنكحة والجنايات وغيرها ‪.‬‬
‫‪-------------‬‬
‫أي ‪ :‬أن القرار يدخل ف جيع أبواب العلم ‪ ،‬وليس مقتصرا‪ J‬على أبواب الدود ‪ ،‬بل هو عام ف جيع‬
‫البواب ‪.‬‬
‫كمن يقر بأنه علم بابا‪ J‬من الفقه ‪.‬‬
‫العبادات ‪ :‬كأن يقر بأنه توضأ على صفة معينة‪ ،‬أو صلى أربعا‪ ،J‬أو صام أياما‪ ،J‬أو أدى زكاة ف مال معي‪.‬‬
‫العاملت ‪ :‬كأن يقر أنه هو الذي أتلف مال فلن ‪ ،‬أو يقر بأنه هو وهب فلن مال‪ ، J‬ويقر بأن فلنا‪ J‬يطلبه‬
‫مبلغا‪ J‬من الال ‪.‬‬
‫والنكحة ‪ :‬كأن يقر أنه زوج فلنا‪ J‬ابنته ‪ ،‬وكأن يقر أن الهر مقداره كذا ‪.‬‬
‫والنايات ‪ :‬كأن يقر أنه قتل فلنا‪ ، J‬أو يقر بأنه ضرب فلنا‪. J‬‬
‫م ‪ /‬وفي الحديث ) ل عذر لمن أقر ( ‪.‬‬
‫‪-------------‬‬
‫ذكر الصنف ‪-‬رحه ال‪ -‬حديث )ل عذر لن أقر( لكنه حديث ل يصح‪.‬‬
‫قال السخاوي ‪ :‬قال شيخنا – يعن ابن حجر – ل أصل له ‪ ،‬وليس معناه على إطلقه صحيحا‪. J‬‬
‫‪ ‬فإذا أقر القر فإنه يكم القاضي عليه ‪ ،‬ول يوز الرجوع عنه إل ببينة إذا كان ف حق من حقوق الدميي ‪.‬‬
‫‪ ‬فالرء ‪D‬مؤاخذ بإقراره ‪ ،‬فإن الرء إذا كان عاقل‪ J‬كامل الهلية فإنه ‪D‬مواخذ با يقر به‪ ،‬ولو أنه أنكر بعد ذلك‬
‫صحيحا ف هذه الالة يلزم بذلك‪ ،‬وهذا مل اتفاق من أهل‬ ‫‪J‬‬ ‫فل عبة بإنكاره ‪ ،‬فمن أقر على نفسه إقر ‪J‬ارا‬

‫‪92‬‬
‫العلم فيما يتعلق بالعقود والقوق الواجبة عليه بإنشاء العقود‪ ،‬فلو أنه مثل‪ J‬أقر بال أو ببيع ث أنكر بعد‬
‫ذلك فإنه يلزمه ذلك ول ينفعه إنكاره ‪.‬‬

‫م ‪ /‬ويجب على النسان أن يعترف بجميع الحقوق التي عليه للدميين ليخرج من التبعة بأداء أو استحلل ‪.‬‬
‫‪-------------‬‬
‫أي ‪ :‬يب على النسان أن يبادر أن يقر با عليه من حقوق للدميي ‪ ،‬حت يسلم من إثها وذلك يكون بأمرين ‪:‬‬
‫إما بأدائها إل أصحابا – أو باستحللم من ذلك ‪.‬‬
‫فإن حقوق الدميي مبناها على الشاحاة ‪.‬‬
‫ت ل‪F‬ه‪F D‬مظ)ل‪F F‬مة• ل‪F‬خيه ‪E‬م )ن ‪E‬ع )ر ‪E‬ض ‪E‬ه أ )‪F‬و ‪F‬ش )ى ‪T‬ء ف‪) 6F‬لي‪F‬ت‪F F‬حل‪)G‬له‪E D‬م)نه‪ D‬ال)ي‪) 6F‬و‪F‬م ‪،‬‬ ‫عن أ‪FE‬ب هري‪6‬ر‪F‬ة ‪ ‬ق‪F F‬ال ق‪F F‬ال رس ‪E D‬‬
‫ول الل‪G‬ه ‪F ) ‬م )ن ‪F‬كان‪) F‬‬ ‫‪DF‬‬ ‫‪F )F D ) F‬‬
‫‪EE‬‬ ‫ق‪6F‬بل أ‪) F‬ن ل‪ F‬ي ‪D‬كو ‪F‬ن ‪E‬دين‪F‬ار ول‪E F‬درهم ‪ ،‬إ‪) E‬ن ‪F‬كا ‪F‬ن ل‪F‬ه عمل ‪E E E‬‬
‫صال •ح أ‪D‬خ ‪F‬ذ م)نه‪ D‬ب‪FE‬ق )د ‪E‬ر ‪F‬مظ)ل‪F F‬مته ‪F ،‬وإ‪) E‬ن ‪F‬ل) ت‪D F‬ك )ن ل‪F‬ه‪F D‬ح ‪F‬سن‪• F‬‬
‫ات‬ ‫‪F • FF D‬‬ ‫• ‪• F) F‬‬ ‫‪F‬‬ ‫)‪F‬‬
‫احب‪E E‬ه ف‪D F‬ح ‪E‬م ‪F‬ل‪F 6‬عل‪)F‬ي ‪E‬ه ( رواه البخاري ‪.‬‬ ‫‪E‬‬
‫‪D‬خ ‪F‬ذ ‪E‬من سي‪O‬ئ‪F‬ات ص ‪E‬‬‫أ‪E‬‬
‫‪F‬‬ ‫) ‪F‬‬
‫ت ل‪U‬ه& ‪U‬مظ‪A‬ل‪U U‬مة* ل‪U‬خيه [ اللم ف قوله ) له ( بعن ) على ( أي ‪ :‬من كانت عليه مظلمة‪ 6‬لخيه ‪ ،‬وقد‬ ‫] م ‪A‬ن ‪U‬كان‪A U‬‬
‫جاء ف رواية عند البخاري ) من كانت عنده مظلمة لخيه( وللتمذي ) رحم ال عبدا‪ J‬كانت له عند أخيه‬
‫مظلمة ( ‪.‬‬
‫ض ‪9‬ه أ ‪UA‬و ‪U‬ش ‪A‬ى †ء [ أي ‪ :‬من الشياء ‪ ،‬وهو من عطف العام على الاص ‪ ،‬فيدخل فيه الال بأصنافه‬ ‫] ‪9‬من ‪9‬عر ‪9‬‬
‫‪A A‬‬
‫والراحات حت اللطمة ونوها ‪ ،‬وعند التمذي ) من عرض أو مال ( ‪.‬‬
‫] ف‪U‬ـل‪A‬ي‪U‬ت‪U U‬حل_ل‪A‬ه& ‪9‬م ‪A‬نه& [ أي ‪ :‬يستبىء ذمته منه بأدائه أو بعفوه ‪.‬‬
‫] ال‪A‬ي‪U‬ـ ‪A‬و‪U‬م [ أي ‪ :‬ف الدنيا ‪.‬‬
‫ار ‪U‬ول‪9 U‬د ‪A‬ر‪U‬ه *م [ وذلك ف يوم القيامة ‪.‬‬ ‫‪9‬‬
‫] ق‪U‬ـ ‪A‬ب ‪U‬ل أ‪A U‬ن ل‪ U‬ي‪& U‬كو ‪U‬ن دين‪* U‬‬
‫احب‪9 9‬ه [ أي ‪ :‬صاحب الظلمة ‪.‬‬ ‫ات ص ‪9‬‬ ‫&خ ‪U‬ذ ‪9‬من سي‪ƒ‬ئ‪9 U‬‬
‫ات أ ‪9‬‬
‫‪U‬‬ ‫‪U A‬‬ ‫سن‪* U‬‬ ‫] ‪U‬وإ‪A 9‬ن ل ‪A‬‬
‫‪U‬م ت‪& U‬ك ‪A‬ن ل‪U‬ه& ‪U‬ح ‪U‬‬
‫] ف‪& U‬ح ‪9‬م ‪U‬ل ‪U‬عل‪AU‬ي ‪9‬ه [ أي ‪ :‬على الظال ‪.‬‬
‫ففي هذا الديث أنه يب على النسان أن يرد ما عليه من حقوق الدميي ‪ ،‬قبل أن يوت وينتقل إل دار‬
‫الخرة فتكون عليه وتؤخذ من حسناته إن كان له عمل صال ‪ ،‬فإن ل يكن له حسنات أخذ من سيئات‬
‫صاحبه ‪.‬‬
‫لس ف‪E‬ين‪F‬ا ‪F‬م )ن ل‬ ‫س ؟ قال‪D‬وا ‪ :‬ال) ‪D‬م )ف ‪D‬‬
‫‪E‬‬
‫رسول الله ‪ ‬قال ) أ‪F‬ت‪) F‬د ‪D‬رون من ال) ‪D‬م )فل ‪D‬‬
‫وقد جاء ف الديث عن أ‪F‬ب هريرة ‪ ‬أ‪F‬ن ‪G F‬‬
‫صلة‪F T‬و ‪E‬صي‪T F‬ام و‪F‬ز‪F‬كاة‪ ، T‬ويأ)‪E‬ت وق‪) F‬د ‪F‬شت‪F F‬م‬ ‫‪E‬‬ ‫‪E‬درهم ل‪F‬ه ول مت‪F‬اع ‪ .‬فقال ‪ :‬إ‪G E‬ن ال)م )فل‪E E‬‬
‫س م )ن أ‪GD‬م ‪E‬ت ‪F‬م )ن ي‪F‬أ)‪E‬ت ي‪) 6F‬و‪F‬م ال)قيامة ب‪F E‬‬
‫‪F D‬‬ ‫)‪F F F D F F‬‬
‫ك دم ه ‪F‬ذا ‪ ،‬وضرب هذا ‪ ،‬في‪6‬عط‪F‬ى ه ‪F‬ذا ‪E‬من حسن‪F‬ات‪EE‬ه ‪ ،‬وهذا ‪E‬من حسن‪F‬ات‪E‬ه‪E‬‬ ‫هذا ‪ ،‬وق ‪F‬ذف ه ‪F‬ذا ‪F‬وأ‪F F‬ك ‪F‬ل ‪F‬‬
‫‪F‬‬ ‫‪F‬‬ ‫) ‪F‬‬ ‫‪)D‬‬ ‫‪F FF F‬‬ ‫مال ‪F‬ه ‪F‬ذا‪ ،‬وس ‪F‬ف ‪F F‬‬
‫‪E E E‬‬ ‫‪E‬‬ ‫‪E‬‬
‫ت عل‪)F‬يه ‪ ،‬ث‪ GD‬ط‪D‬ر‪E‬ح ف الن‪G‬ا ‪E‬ر ( ‪ .‬رواه‬ ‫رح )‬
‫اه )م ف‪F‬ط‪F D‬‬‫ت حسناته ق‪)6F‬ب ‪F‬ل أ‪) F‬ن ي )قض ‪F‬ي ‪F‬ما ‪F‬عل‪)F‬يه ‪ ،‬أ‪D‬خ ‪F‬ذ م )ن ‪F‬خط‪F‬اي‪D F‬‬ ‫‪ ،‬ف‪EF‬إ )ن ف‪F‬ني‪) F‬‬
‫مسلم‪6‬‬
‫‪F‬ل ‪F‬ن ب‪G D‬جت‪E E‬ه‬ ‫ض ‪D‬ك )م أ‪) F‬ن ي‪D F‬كو ‪F‬ن أ )‬
‫ل ‪F ،‬ول‪F F‬ع ‪G‬ل ب‪) 6F‬ع ‪F‬‬ ‫بشر ‪ ،‬وإ‪E‬ن‪D G‬كم ‪F‬ت)ت‪E F‬‬
‫ص ‪D‬مو ‪F‬ن إ‪GF E‬‬ ‫‪E‬‬
‫وعن أ‪OD‬م ‪F‬سل‪F‬مة‪ F‬أ‪F‬ن رسول الل‪G‬ه ‪ ‬قال ) إ‪G‬ن‪F‬ا أ‪F‬ن‪F‬ا ‪) F • F‬‬
‫‪F‬خ ‪E‬يه ف‪EF‬إ‪G‬ن‪F‬ا أ‪F‬ق)ط‪D F‬ع ل‪F‬ه‪ D‬ق‪E‬ط) ‪F‬عة‪E J‬م ‪F‬ن الن‪G‬ا ‪E‬ر ( متفق عليه ‪.‬‬ ‫‪F‬سع ف‪F‬من ق‪F‬ضيت ل‪F‬ه ب ‪O‬ق أ ‪E‬‬
‫نحو ما أ )‪F D D ) F ) F D F‬‬
‫‪E‬‬
‫م )ن ب‪) 6F‬عض ‪ ،‬فأ‪F‬ق)ضي ل‪F‬ه‪ D‬ب‪) E‬‬
‫‪E‬‬
‫‪F‬ي ‪ :‬أ )‪F‬عل‪F‬م ‪.‬‬
‫‪F‬ل‪F F‬ن « أ )‬ ‫»أ )‬

‫‪93‬‬
‫هاد ‪E‬ف سب‪E E‬يل الل‪G‬ه‪F ،‬وا ‪E‬ليا ‪F‬ن‬ ‫ارث ب ‪E‬ن ربعي ‪ ‬عن رسول الل‪G‬ه ‪ ): ‬أ‪F‬ن‪G‬ه ق‪F‬ام ف‪E‬يهم‪ ،‬ف ‪F‬ذ ‪F‬كر ‪F‬لم أ‪G F‬ن )‪E‬‬ ‫ال ‪E‬‬
‫ال ‪F‬‬ ‫‪)D F‬‬ ‫)‬ ‫‪D‬‬ ‫وعن أ‪F‬ب ق‪6F‬ت‪F F‬ادة‪) F‬‬
‫‪E‬‬ ‫‪E‬‬ ‫‪GE‬‬
‫اي؟ فقال‬ ‫عن ‪F‬خط‪F‬اي‪F F‬‬ ‫ت ‪E‬ف ‪F‬سب‪E E‬يل الل‪G‬ه‪ ،‬ت‪F D‬كف ‪OD‬ر ‪E‬‬ ‫جل فقال‪ :‬يا رسول الل‪G‬ه أ ‪FF‬رأ‪F‬ي)ت إ‪) E‬ن ق‪D‬ت )ل ‪D‬‬ ‫ضل ال )‪F‬عمال‪ ،‬ف‪F 6F‬ق ‪F‬ام ‪F‬ر •‬ ‫بالله أ‪F‬ف) ‪D‬‬
‫‪E‬‬ ‫‪E‬‬
‫‪:‬كيف‬‫ب‪D ،‬م )قب‪• E‬ل غ)ي‪F6‬ر ‪D‬م )دب ‪T‬ر‪ ،‬ث‪ GD‬قال رسول الل‪G‬ه ‪) ‬‬ ‫صابر ‪)D‬مت‪F‬س •‬ ‫ت ‪F‬‬ ‫رسول الل‪G‬ه ‪F :‬نع )م إ‪) E‬ن ق‪D‬ت )ل ‪F‬‬
‫ت ‪E‬ف ‪F‬سب‪E E‬يل الل‪G‬ه وأ‪F‬ن) ‪F‬‬ ‫ل‪F‬ه‪D D‬‬
‫فر عن ‪F‬خط‪F‬اياي؟ فقال رسول‬ ‫ت إ‪) E‬ن ق‪D‬ت‪)E‬ل ‪G E E D‬‬
‫ت ف ‪F‬سبيل الله‪ ،‬أ‪F‬ت‪F D‬ك ‪D‬‬ ‫ت؟‪ 6‬قال‪ :‬أ ‪FF‬رأ‪F‬ي) ‪F‬‬ ‫ق‪) 6D‬ل ‪F‬‬
‫‪E‬‬ ‫‪EE E‬‬ ‫‪E TE‬‬ ‫الل‪G‬ه ‪ : ‬ن‪F‬عم وأ‪F‬ن)ت صاب‪E‬ر ‪)D‬مت‪E F‬س • ‪E‬‬
‫ك (‪ .‬رواه مسلم‬ ‫يل قال ‪E‬ل ذل ‪F‬‬ ‫ب‪D ،‬مقب •ل ‪F‬غ)ي‪F6‬ر ‪D‬م )دبر‪ ،‬إل‪ G‬الد‪G‬ي)ن ف‪F‬إ ‪G‬ن ج )ب ‪F‬‬ ‫•‬ ‫)‬
‫فحقوق العباد يب أن يتحلل منها ف الدنيا قبل أن ياسب عليها ف الخرة ‪.‬‬
‫وحقوق العباد تنقسم إلى أقسام ‪:‬‬
‫القسم الول ‪ :‬أن تكون ف النفس ‪.‬‬
‫مثل أن يكون قد جن عليه ‪ ،‬أو ضربه حت جرحه ‪ ،‬أو قطع عضوا‪ J‬من أعضائه ‪ ،‬فإنه يتحلل منه بأن ‪D‬ي ‹كن‬
‫صاحب الق من القصاص ‪ ،‬أو بذل الدية إذا ل يكن القصاص ‪.‬‬
‫القسم الثاني ‪ :‬أن تكون ف الال ‪.‬‬
‫فإنه يعطيه ماله ويرجع لصاحبه ‪ ،‬فإن كان صاحبه قد مات فإنه يسلمه إل ورثته ‪ ،‬فإن ل يعرف مكانه فإنه‬
‫يتصدق به عنه ‪.‬‬
‫القسم الثالث ‪ :‬وإن كانت الظلمة ف العرض كسب أو شتم ‪ ،‬فاختلف العلماء في كيفية التحلل منه على‬
‫قولين ‪:‬‬
‫القول الول ‪ :‬اشتاط العلم والتحلل ‪.‬‬
‫واحتج أصحاب هذا القول ‪ :‬بأن الذنب حق آدمي ‪ ،‬فل يسقط إل بإحلله منه وإبرائه ‪.‬‬
‫القول الثاني ‪ :‬إنه ل يشتط العلم با نال من ‪E‬عرضه وقذفه واغتيابه‪ ،‬بل يكفي توبته بينه وبي ال‪ ،‬وأن يذكر‬
‫الغتاب والقذوف ف مواضع غيبته وقذفه بضد ما ذكره به من الغيبة‪ ،‬فيبد‪O‬ل غيبته بدحه والثناء عليه‪.‬‬
‫وهذا اختيار أب العباس ابن تيمية ‪.‬‬
‫واحتج أصحاب هذه القالة ‪ :‬بأن إعلمه مفسدة مضة ‪ ،‬ل تتضمن مصلحة ‪ ،‬فإنه ل يزيده إل أذى وخنقا‪J‬‬
‫وغما‪ ، J‬وقد كان مستيا‪ J‬قبل ساعه ‪.‬‬
‫قالوا ‪ :‬وربا كان إعلمه به سببا‪ J‬للعداوة والرب بينه وبي القائل ‪.‬‬
‫وقالوا ‪ :‬إن الفرق بي ذلك وبي القوق الالية وجنايات البدان من وجهي ‪:‬‬
‫أحدهما ‪ :‬أنه قد ينتفع با إذا رجعت إليه ‪ ،‬فل يوز إخفاؤها عنه‪ ،‬فإنه مض حقه‪ ،‬فيجب عليه أداؤه إليه‪،‬‬
‫بلف الغيبة والقذف ‪ ،‬فإنه ليس هناك شيء ينفعه يؤديه إليه ‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬أنه إذا أعلمه با ل تؤذه ‪ ،‬ول تج منه غضبا‪ J‬ول عداوة ‪ ،‬بل ربا ‹‬
‫سره ذلك وفرح به ‪.‬‬
‫وهذا القول الثان هو الراجح وال أعلم بالصواب ‪.‬‬
‫تم الشرح بفضل ال وتوفيقه‬
‫يوم الجمعة ‪ 1431 / 2 / 14‬هـ الساعة الثانية ظهرا‪ S‬في منزلي في مدينة رفحاء ‪ /‬السعودية‬
‫رحم ال المصنف الشيخ السعدي رحمة واسعة‬
‫اللهم إنا نسألك علما‪ S‬نافعا‪ S‬وعمل‪ S‬صالحا‪S‬‬
‫اللهم اجعل هذا العلم حجة لنا ل حجة علينا‬

‫‪94‬‬
‫أخوكم‬
‫سليمان بن محمد اللهيميد‬
‫السعودية ‪ -‬رفحاء‬

‫‪95‬‬

You might also like