Professional Documents
Culture Documents
علم الحديث وتاريخ جمعه
علم الحديث وتاريخ جمعه
(مقالة مقدمة الستيفاء الواجب في الدراسة العليا في مادة " علم الحديث")
المشرف:
األستاذ ،إدري الماجيستير
قدمه:
أحمد نوفل سيف F12618268:
أ -المقدمة
.1خلفية البحث
1
الحمد هلل رب العالمين ،وأشهد أن ال إله إالا هللا وحده ال شريك له ولي
صادق األمين ،صلى هللا عليه أن مح امدا عبده ورسوله الناب ا
ي ال ا صالحين ،وأشهد ا
ال َّ
وصحبه وسلام تسليما كثيرا دائما إلى يوم الدين أما بعد.
ْ وعلى آله
ا
فإن العلم بهذا الداين يقوم على معرفة كتاب هللا وحديث نب ِّياه صلى هللا عليه
وسلم ،وعلم الحديث هو علم يبحث فيه عن كيفية اتصال الحديث برسول هللا
صلى هللا عليه وسلم من حيث أحوال رواته ضبطا وعدالة ومن حيث كيفية
1
السند اتصاال وانقطاعا وغير ذلك
لذلك في هذه المقالة سيبين الباحث مايتعلق بعلم الحديث ،تقسيم وفروعه ،نشأة
وأدواره ،و كتب علم الحديث منذ قديم حتى األن.
.2أسئلة البحث
.3أهداف البحث
1
M. Agus Solahuddin, Ulumul Hadis, (Bandung, CV. PUSTAKA SETIA, 2018), hal: 105
2
أ .لمعرفة تعريف علم الحديث.
ب -البحث
يشمل علم الحديث موضوعين رئيسيين :علم الحديث رواية ،وعلم الحديث دراية
2عبد هللا بن يوسف الجديع ،تحرير علوم الحديث (،بيروت – لبنان :مؤسسة الريان للطباعة والنشر والتوزيع 1424 ،هـ 2003 -م) ص17.
3
M. Agus Solahuddin, Ulummul Hadis, (Bandung: CV PUSTAKA SETIA, 2018), hal: 105
3
.1علم الحديث رواية :هو العلم الذى يقوم على نقل ما أضيف إلى النبى (صلى
هللا عليه وسلم) من قول أو فعل أو تقرير أو صفة ِّخلقياة و ُخلُ ِّقياة نقال دقيقا محررا.
فموضوع هذا العلم :هو أقوال النبى (صلى هللا عليه وسلم) وأفعاله وتقريراته
وصفاته من حيث نقلها نقال دقيقا ،فهو يتناول ضبط كل حديث ونقله.
وفى العناية بعلم الحديث رواية :حف ُ
ظ السنة وضبطها واالحتراز عن الخطأ في
نقل ما أضيف إلى النبى (صلى هللا عليه وسلم).
.2علم الحديث دراية :قال ابن األكفاني ( :علم الحديث الخاص بالدراية :علم
يعرف منه حقيقة رواية وشروطها وأنواعها وأحكامها ،وحال الرواة وشروطهم،
4
أصناف المرويات ومايتعلق بها.
يعرف هذا العلم بعد عصر الخطيب البغدادي في عصر األكفاني ،ويسمى أيضا
5
بعلم أصول الحديث ،علوم الحديث ،مصطلحة الحديث ،وقواعد الحديث.
فموضوع بعلم الحديث رواية السند والمتن :من جهة أحوال أفراده ،واتصاله أو
6
وعلوه أو نزوله ،والمتن من جهة صحة أو ضعفه ،وما يلحق بذلك.
ا انقطاعه،
-معرفة نشأة وتطور الحديث وعلم الحديث منذ عصر النبي صلى هللا عليه
وسلم حتى األن.
4محمد عجاج خطيب ،أصول الحديث علومه ومصطلحه( ،جدة-مكة :دار المنارة.)1997 ،ص11
5نسف المراجع ،ص109.
6محمد عجاج خطيب ،أصول الحديث علومه ومصطلحه( ،جدة-مكة :دار المنارة.)1997 ،ص.12-11
4
-معرفة القواعد التى إستعمل بها العلماء في تقسيم الحديث .معرفة القاعدة
والنظرية التى تطورت في علم الحديث مناوعات ،ولذلك تنقسم األحاديث الى
أي فئة ،من حيث كثرة وجودة السند والمتن أو غير ذلك.
-ألجل بحث علم الحديث و تقويم جودة الحديث .قد بحث العلماء بحث علم
الحديث منذ قديم ،وبحثه مناسبا حتى األن.
فائدة دراسة علم الحديث دراية في اختصار وهي لمعرفة جودة الحديث ،هل
7
هذا الحديث مقبول أو مردود من حيث سند أو متن.
رجال الحديث يعني الرجال الذين رواو الحديث ولديهم دور مهم في الحديث.
وفي االصطالح:
علم يبحث فيه رواة الحديث من الصحابة والتابعين ومن بعدهم .قال صبحي
الصالح في تعريف علم رجال الحديث :علم يعرف به رواة الحديث من حيث
8
أنهم رواة للحديث.
هذا العلم لها دور مهم في مجال علم الحديث ،ألن أصل دراسة علم الحديث يقع
في شيئين :متن وسند .وقسم من أحدعلم رجال الحديث هو علم التريخ رجال
7
Prof. Dr. H. Idri, Studi Hadi, (Jakarta : Prenada Media Grup, 2016) Cet. 3 hal 57
8نسف المراجع66-67.
5
الحديث .وهذا العلم يبحث فيما يتعلق عن الرواة في موليدهم ،نسبهم ،معلمهم في
أصل الحديث ،وعدد الحديث الذي روي عنهم.
الجرح لغة وهي شق أو ندية والتعديل هو تشبيه او إنصاف .إذا علم الجرح
9
والتعديل وهو علم يبحث فيه الجرح والتعديل أحد الراوي.
قال ابن عادي(المتوفاى 365ه) في مقدمة كتابه "الكامل" تقويم الرواة يبدأ
في عصر الصابة ،ومنهم :أبن عباس(المتوفاى 68ه) ،أبو عبيدة بن صامت
(المتوفاى 34ه) و أنس بن مالك (المتوفاى 93ه).
9
M. Agus Solahuddin, Ulummul Hadis, (Bandung: CV PUSTAKA SETIA, 2018), hal: 112-113
10نسف المراجع 114،
6
بعد عصر التابعين في سنة 150ه يبدأ العلماء بالذكر الجرح والتعديل لرواة
الحديث .ومنهم :إبن سعيد القطن (المتوفاى 189ه) عبد الرحمن بن مهدي
(المتوفاى 198ه) يزيد بن هارون (المتوفاى 189ه) او غير ذلك .وبعد هذا
11
العصر بدأ العلماء في تصنيف كتب الجرح والتعديل.
المثال :رفع الحديث الموقوف ،إدخال حديث إلى حديث أخر .تحديد علم علل
الحديث في إضعاف حديث ،ولو كان ظاهر الحديث خالية من كل علة.
.1في السند.
في السند أكثر المكان الذي وقعت عليه علة الحديث .العلة التي تضعف
السند ،وأحيانا تؤثر في السند فقط .وفي أي وقت تؤثر في الماتان فقط.
التي تضعف السند و تؤثر في الماتان في وقت واحد هي علة السند بسبب
موقوف ،مرسال ،أو منقطع .العلة في السند و تضعف في والمتن مثل
الحديث من موسى بن غقبة من سهيل ابن أبي صالح من أبيه أبي هريرة
عن النبي صلى هللا علبه وسلم قال :من جلس مجلسا كثر فيه لغطه فقال
قبل ان يقوم من مجلسه ذلك سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان ال اله اال
أنت استغفرك وأتوب إليك غفر له ما كان فى مجلسه.
7
روي عن الحاكم النيسابوري أن إمام مسلم جاء إلي إمام البخاري سأل هذا
الحديث .وقال هذا حديث جميل ،وفي هذه الدنيا ماعرفت من غير هذا
الحديث الذي يتعلق عن ذلك .ولكن فيه العلة ،حدثنا موسا بن إسماعيل،
حدثنا وهيب ،قال :حدثنا سهل عن عون بن عبدهللا عن قوله :أن هذا
الحديث من قول عون بن عبدهللا ليس من النبي صلى هللا عليه وسلم .وال
12
أحد يقول أن موسى بن عقبة سمع هذا الحديث من سهيل.
.2في المتن
إذا استيقظ أحدكم من منامه فليغتسل كفيه ثالث مرات قبل أن يجعلهما في
إناء فإنه ال يدري أين باتت يده ثم ليغترف بيمينه من إنائه ثم ليصب على
شماله فليغسل مقعدته.
قال أبو حاتم الرجي :ينبغي لكمة "ليغترف" من قول إبراهيم بن توهمان
وأضيف إلى الحديث ،لذلك يصعب السامع في تفريقه.
.3في السند
12
Dr. H. Abu Azam al Hadi, Studi al-Hadith (Jember : PENA SALSABILA,2015) cet. Kedua hal.106-107
8
قال أبو حاتم الرزي :الخطأ في السند والمتن .الصحيح هو الزهري عن أبي
سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى هللا عليه وسلم،قال :
9
إمام مجدود أبو السعدة المبرك ابن محمد الجزاري ( 544-606ه) وألف الكتاب
14
النهابة في غريب الحديث واألثار.
قال رسول هللا صلى االه عليه وسلم إلبن صائد :قد خبأت لك خبيئا فما هو؟ قال :
15
الدخ ،قول الدخ في هذا الحجيث غريب ،وبمعنى دخان.
العلم الذي يبحث عن األحاديث المتعارضة التى اليمكن التوفيق بينها من
حبث الحكم على بعضها بأنه ناسخ وعلى بعضها اآلخر بأته منسوخ فما ثبت
نقدامه كان ناسخا وماثبت تأخره كان ناسخا.
القاعدة التى تتعلق بنسخ الحديث يعني معرفة النسخ وهو بيان من النبي صلى
هللا عليه وسلم والصحابة ،من تاريخ المتن.
أول من وضع هذا العلم وهو إمام الشافعي ،ثم أحمد ابن إسحاق الدناري
األصبحاني(المتوى 322ه) أحمد ابن محمد
ا (المتوى 218ه) ،محمد ابن بحار
ا
(المتوى 584ه) ألف الكتاب
ا (المتوى 338ه) محمد ابن موسا الحازمي
ا النحاس
(المتوى 744ه)
ا اإلعتبار يلخصه إبن عبد الحق
مثال :وعن أبي سعيد الخدري رضي هللا عنهـ قال قال رسول هللا صلى
هللا عليه وسلم إني نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإن فيها عبرة .رواه
أحمد ورواته محتج بهم في الصحيح 16.كان النبي صلى هللا عليه وسلم نهى
النساس عن زيارة القبور ،نسخها ويبيح زيارة القبور.
10
.6علم تلفيق الحديث
كيفية جمع الحديث علم تلفيق الحديث يعني بتخصيص معنى الحديث العام،
وتقييد حديث المطالق .المثال :
ال عدوى وال ظيْرَةَ وَالَ هَامَةَ .رواه مسلم ،والحديث :فرمن المجدوم كما تفر
من االسد .رواهُ البخاري ومسلم
حاول العلماء تقديم تنازالت بين هذين حدثين ،بما في ذلك:
.1ابن الصالح
أن المرض ال يمكن أن ينتقل من تلقاء نفسه .لكن هللا هو الذي ينقلها بوسيلة
(المثال) االختالط مع المرضى ،من خالل أسباب مختلفة.
.2القاضي البقيالني
علم يبحث فيه عن أسباب غامضة خفية قادحة في صحة الحديث .مثل :
الهمزة والنون
صها،
ويقولون :إن لم يكن كذلك فانبُصها ،يعنون اللحية .والصواب :فان ُم ْ
بالميم ،أي انتُفها ،يقال :نمصت الشعر أنمصه نمصا ،إذا نتفته ،ويقال للذي
17
Munzier Suparta, MA., Ilmu Hadis, )Jakarta: PT RajaGrafindo Persada, 2003(, hal. 43 - 44
11
ي صلى هللا عليه وسلم لعن ينتف به الشعر المنماص ،وفي الحديث :ا
أن النب ا
الناامصة والمتن ِّ امصة.
ويقولون :ا ْنضاف الشي ُء إليه ،وانفسد األمر عليه .ووجه القول أضيف إليه،
وفسد عليه ،والعلة في امتناع انفعل أن مبنى ف ْعل ال ُمطاوعة المصوغ على انفعل
أن يأتي مطاوع الثالثية المتعدية كقولك :سكبته فانسكب وجذبته فانجذب،
18
وضاف وفسد إذا عدايا بهمزة النقل صارا رباعيين.
علم يعرف به السبب الذي ورد ألجله الحديث والزمان الذي جاء فيه.مثل :
حديث :أخرج البخاري ومسلم عن ابن عمر أن رسول هللا صلى هللا عليه
وسلم قال" :من أكل من هذه البقلة فال يقربن مسجدنا حتى يذهب ربحها".
يعني الثوم.
سبب وروده :أخرج أحمد عن المغيرة بن شعبة قال :أكلت ثوما ثم أتيت
مصلى النبي صلى هللا عليه وسلم فوجته قد سيقني بركعة ،فلما صلى قمت
أقضي ،فوجد ريح الثوم،فقال":من أكل من هذه البقلة فال يقربن مسجدنا حتى
19
يذهب ريحها".
صالح الدين خليل بن أيبك الصفدي ،تصحيح التصحيف وتحرير التحريف (القاهرة :مكتب الخانجي1407 ،م) ص129. 18
عادل عون ،أسباب ورود الحديث مؤلفه ،أقسامه ،فوائده (شكبة األلوكة) ص11-10. 19
12
هذا العلم مهم للفهم و تفسير ومعرفة الحكم التي تتعلق بورود الحديث ،كمهمة
علم أسباب النزول في القرأن.
علم يبحث فيه م اما اصطح عليه المحدثون وتعارفوهم فيما بينهم20.مثل :
الحديث الصحيح ،الحسن ،الضعيف ،الموضوع ،المرسل ،المعضل وغير
ذلك.
نشأت علوم الحديث مع نشأة الرواية ونقل الحديث في اإلسالم ،وبدأ ظهور
هذه األصول بعد وفاة الرسول صلى هللا عليه وسلم حين اهتم المسلمون بجمع
الحديث النبوي خوفا من ضياعه ،فاجتهدوا اجتهادا عظيما في حفظه وضبطه
ونقله ،وتدوينه ،وكان من الطبعي أن يسبق تدوين الحديث تدوين علم أصول
الحديث ،ذلك ،ألن الحديث هو المادة المقصودة بالجمع والدراسة ،وأصول
الحديث هي القواعد والمنهاج الذي اتبِّع في قبول الحديث أو رداه ،ومعرفة
صحيحه من ضعيفه.
وقد اتبع الصحابة والتابعون وتابعوهم قواعد علمية في قبول األخبار من
صوا على كثير من تلك القواعد ،ثم جاء أهل العلم من بعدهم فاستنبطوا
غير أن ين ا
تلك القواعد من مناهجهم في قبول األخبار ،ومعرفة الرواة الذين يُعتد بروايتهم
20
M. Agus Solahuddin, Ulummul Hadis, (Bandung: CV PUSTAKA SETIA, 2018), hal. 119-122
13
أو ال يُعتد بها ،كما استنبطوا شروط الرواية وطرقها وقواعد الجرح والتعديل
21
وكل م يلحق بذلك.
لما اختار الرسول صلى هللا عليه وسلم ِّجوار ربه ولحق بالرفيق األعلى،
قام الصحابة من بعده بحمل َمشعل اإلسالم .وكان الصحابة على حفظ تام
للقرآن الكريم ،كما كانوا على إدراك ووعي للحديث النبوي ،لما توفر لهم
من األسباب ،والدواعي لحفظ الحديث )1( :صفاء أذانهم وقوة قرائحهم)2( .
قوة الدافع الديني)3( .مكانة الحديث في اإلسالم )4( .أن النبي صلى هللا عليه
وسلم علم أن الصحابة سيُخلافونه في حمل األمانة وتبليغ الرسالة ،فكان يتبع
الوسائل التربوية في إلقاء الحديث عليهم ،ويسلك سبيل الحكمة كي يجعلهم
أهال لتحمل المسؤولية ،فكان من شمائله في توجيه الكالم(:أ) أنه لم يكن
يسرد الحديث سردا متتابعا ،بل يتأنى في إلقاء الكالم ليتمكن من الذهن( .ب)
أنه لم يكن يطيل األحاديث ،بل كان كالمه قصدا( .ج) أنه صلى هللا عليه
وسلم -كثيرا ما يعيد الحديث لتعيه الصدور كما في البخاري وغيره أنس
قال" :كان رسول هللا صلى هللا عليه وسلم :يعيد الكلمة ثالثا لتعقل عنه".
21محمد عجاج خطيب ،أصول الحديث علومه ومصطلحه( ،جدة-مكة :دار المنارة.)1997 ،ص15-14
14
( )5أسلوب الحديث النبوي فقد أوتي النبي صلى هللا عليه وسلم قوة البيان
التي يندر مثلها في البشر .ومن هنا نجد القرآن يسمي الحديث "حكمة" ()6
22
كتابة الحديث .وهي من أهم وسائل حفظ المعلومات ونقلها لألجيال.
اكتملت علوم الحديث في هذا الدور إذ وجدت كلها واحدا واحدا وخضعت
لقواعد يتداولها العلماء وذلك من مطلع القرن الثاني إلى أو الثالث .فقد جدت
في هذا العصر أمور أهمها )1(:ضعف ملكة الحفظ في الناس )2( .طالت
األسانيد وتشعبت بسبب بعد العهد وكثرة حملة الحديث )3( .كثرت الفرق
المنحرفة عن جادة الصواب والمنهج الذي كان عليه الصحابة والتابعون
بإحسان ،كالمعتزلة والجبرية والخوارج وغيرهم .فنهض أئمة اإلسالم
لمواجهة هذه الضرورات ووضعوا لكل طارئ ما يسد الثلمة التي حصلت
ومن ذلك( :أ) التدوين الرسمي ،فقد أحس عمر بن عبد العزيز بالحاجة الملحة
لحفظ كنوز السنة فكتب إلى األمصار أن يكتبوا ما عندهم من الحديث
ويدونوه حتى ال يضيع بعد ذلك.
أخرج البخاري أن عمر بن عبد العزيز كتب إلى أبي بكر بن حزم:
"انظر ما كان من الحديث عن الرسول صلى هللا عليه وسلم فاكتبه فإني خفت
دروس العلم وذهاب العلماء"( .ب) توسع العلماء في الجرح والتعديل( .ج)
توقفوا في قبول الحديث ممن لم يعرف به( .د) تتبعوا األحاديث لكشف
خباياها ووضعوا لكل صورة جديدة قاعدة تعرفها وتبين حكمها فتكاملت
23
أنواع الحديث.
الدكتور نور الدين عتر ،منهج النقد في علوم الحديث (دمشق – سورية :دار الفكر1401 ،هـ 1981-م) ص37-36. 22
15
.3الدور الثالث :دور التدوين لعلوم الحديث مفرقة
والقرن الثالث وهو عصر التدوين عصر السنة الذهبي دونت فيه السنة
وعلومها تدوينا كامال .في مطلع هذه الدور ارتأى العلماء إفراد حديث
الرسول بالتصنيف ،فابتكروا لذلك "المسانيد" جمعوا فيها الحديث النبوي
مرتبا بحسب أسماء الصحابة ،فاألحاديث عن أبي بكر مثال تجمع كلها في
مكان واحد تحت عنوان مسند أبي بكر وكذا أحاديث عمر وهكذا.
أكب العلماء في هذه الفترة على تصانيف السابقين التي كانت تجربة أولى
في التدوين فجمعوا ما تفرق في مؤلفات الفن الواحد ،واستدركوا ما فات
السابقين ،معتمدين في كل ذلك على نقل المعلومات عن العلماء بالسند إليهم
كما فعل سابقوهم ،ثم التعليق عليها واالستنباط منها.
وذلك من القرن السابع إلى القرن العاشر ،وفيه بلغ التصنيف لهذا العلم
كماله التام فوضعت مؤلفات استوفت أنواع هذا العلم ،وجمع إلى ذلك تهذيب
العبارات وتحرير المسائل بدقة.
وقد امتد ذلك من القرن العاشر إلى مطلع القرن الهجري الحالي.
16
في هذا الدور توقف االجتهاد في مسائل العلم واالبتكار في التصنيف.
وكثرت المختصرات في علوم الحديث شعرا ونثرا ،وشغل الكاتبون
بمناقشات لفظية لعبارات المؤلفين دون الدخول في عمق الموضوع تحقيقا
أو اجتهادا.
نشأة علم الحديث توجد منذ عصر النبي صلى هللا عليه وسلم .البحث عن
جودة الحديث قد يبحث في هذا العصر .الصحابة يحاولون بحث صدق حديث
النبي صلى هللا عليه وسلم من الصحابة األخر .ومن كذب على النبي صلى
هللا عليه وسلم،سيعرفونه ،وقد ثبت النبي صلى هللا عليه وسلم بعض شروط
وقوعد وكيفية مقبول أحد الحدبث إلخبار إلى الصحابة .وجود النبي صلى
هللا عليه وسلم بين الصحابة يسهل تبيان الحديث و العناية من الخطأ في
25
رواية الحديث.
بعد وفاة النبي صلى هللا عليه وسلم سنة 11ه 623/م ،يرى الناس أن
بحث مقبول حديث من مردود مهم ،خاصة بعد جمع الحديث .في عصر
الصحابة بحث عن رواة الحديث قد فعله بعض الصحابة ،مثل :عبادة بن
صامت (المتوفى 34ه) ابن عباس (المتوفى 68ه) أنس بن مالك (المتوفى
93ه).في عصر الصحابة والتابعين نشر الحديث قد بلغ في كل دولة اإلسلمية
17
مثل المدينة ،مكة ،كوفة ،بصرة ،شام ،مصرى ،لبنان ،أندلوسية ،وخراسان.
26
لذلك الناس جعلوا معيارا خاصا عن بحث صدق في رواية الحديث.
سؤال عنهم ,وإِّناما يجب ذلك فيمن دونهم ك ال حديث َوأناه ال ي ْحتاج لل ا
للا عليه وسلم ,لم يَ ْلزَ ِّم ْالعمل
ص َل إِّسناده بين من رواه وبيْن النبي صلى ا ات َّ َ
ي ِّ به إ اال بعد ثبوت عدالة ِّرجاله ,ويَجب النظ ُر في ْ
أحواله ْم ,سوى الصحابِّ ا
صحابة ثابتة للا عليه وسلا ام ,ا
ألن عدالة ال ا للا صلاى ا
الذي رفعه ِّإلى رسول ا
للا لَهم و ِّإخباره عن طهارت ِّه ْم ,واختياره لَهم في ِّ ا
نص القرآن م ْعلومة بتعديل ا
اس} [آل عمران]110 : فمن ذلك قوله ت َ َعالَىُ { :ك ْنت ُ ْم َخي َْر أ ُ َّمة أ ُ ْخ ِّر َج ْ
ت ِّللنَّ ِّ ْ ,
اس َويَ ُكونَ ش َهدَا َء َعلَى النَّ ِّ سطا ِّلت َ ُكونُوا ُ {و َكذَ ِّل َك َجعَ ْلنَا ُك ْم أ ُ َّمة َو َ
َ ,وقَ ْولُهَُ :
ظ َو ِّإ ْن َكانَ َعا ًّما فَ ْال ُم َرادُ ِّب ِّهش ِّهيدا} [البقرةَ , ]143 :و َهذَا اللَّ ْف ُ سو ُل َعلَ ْي ُك ْم َ
الر ُ
َّ
ي
ض َ صحابة دون غيْره ْم ,وقوله{ :لَقَ ْد َر ِّ ْالخَاص ,وقيل :وهو َو ِّارد في ال ا
ش َج َرةِّ فَ َع ِّل َم َما فِّي قُلُو ِّب ِّه ْم فَأ َ ْنزَ َل ال َّ
س ِّكينَةَ للاُ َع ِّن ْال ُمؤْ ِّمنِّينَ إِّ ْذ يُبَا ِّيعُون ََك ت َ ْح َ
ت ال َّ َّ
سابِّقُونَ ْاأل َ َّولُونَ َعلَ ْي ِّه ْم َوأَثَابَ ُه ْم فَتْحا قَ ِّريبا} [الفتح , ]18 :وقوله تعالىَ :
{وال َّ
ضواللاُ َع ْن ُه ْم َو َر ُ ي َّض َ ار َوالَّذِّينَ ات َّ َبعُو ُه ْم ِّبإ ِّ ْح َ
سان َر ِّ ص ِّ ِّمنَ ْال ُم َه ِّ
اج ِّرينَ َو ْاأل َ ْن َ
سا ِّبقُونَ أُولَ ِّئ َك ْال ُمقَ َّربُونَ
سا ِّبقُونَ ال َّ
{وال َّ َع ْنهُ} [التوبةْ , ]100 :
وقوله تعالى َ
وقوله {يَا أَي َها النَّ ِّبي َح ْسبُ َك َّ
للاُ َو َم ِّن اتَّبَ َع َك ت النَّ ِّع ِّيم} [الواقعةْ , ]11 :
فِّي َجنَّا ِّ
اء ْال ُم َه ِّ
اج ِّرينَ الَّذِّينَ وقوله تعالى { ِّل ْلفُ َق َر ِّ ِّمنَ ْال ُمؤْ ِّمنِّينَ } [األنفالْ , ]64 :
أ ُ ْخ ِّر ُجوا ِّم ْن ِّديَ ِّ
ار ِّه ْم َوأ َ ْم َوا ِّل ِّه ْم يَ ْبتَغُونَ فَضْال ِّمنَ ا
للا
27
في أول قرن 3ه بحث عن مصطلح الحديث وقواعده لم يكتب في أي
كتاب .ثم يكتب بترتيب،وعند رأي إمام البخاري ومسلم والترمذي أول من
26نسف المراجع83,
27أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي الخطيب البغدادي ،الكفاية في علم الرواية( ،المدينة المنورة :المكتبة العلمية) ص46.
18
يرتب عن مصطلح الحديث وهو إمام علي بن المديني معلم إلمام البخاري،28
من يرتب علم الحديث كامال وهو القادي أبو محمود الرمهور ُمذي (المتوفى
360ه) في كتابه "المحدث الفاصل بين الراوي والواعي".ثم "معرفة علوم
الحديث" إلمام أبي عبدهللا النيسابوري (المتوفى 405ه) ثم يكمله النعيم
األشفهاني (المتوفى 430ه) في كتابه "المستخرج على معرفة علوم
الحديث" ،ثم الكتاب المشهور "الكفاية في قوان الرواية" وهذا الكتاب يتعلق
بقواعد الرواية.
ثم بعده ،زين الدين عبد الرحيم ابن حسين العراق (المتوفى 806ه)
رتب الكتاب "نطم الدرار في علم األثار" ،إبن حجر العسقالني (المتوفى
852ه) في كتابه " نخبة الفكر في مصطلح أهل األثر"،محمد بن عبدالرحمن
السخاوي (المتوفى 902ه) جالل الدين عبد الرحمن السيوطي (المتوفى
911ه) في كتابه "تدريب الراوي" ،عمر ابن محمد البيقوني (المتوفى
1080ه) في كتابه " المنظومة البيقونية" و جمال الدين القاسمي (المتوفى
29
1080ه) في كتابه" قواعد التحديث".
28
Dr. H. Abu Azam al Hadi, Studi al-Hadith (Jember : PENA SALSABILA,2015) cet. Kedua hal.96-97
29
Prof. Dr. H. Idri, Studi Hadis, (Jakarta : Prenada Media Grup, 2016) Cet. 3 hal 86
19
د .كتب علم الحديث
انجاز أمة اإلسالمية في رواية وبحث الحديث قد وضع معلماتا كثيرة في
علوم الحديث ،وفيها كتب التي تتعلق في رواية الحديث ،انتقاد ،وبحث عن السند
والمتن كما في علم مصطلح الحديث ،علم رجال الحديث ،أو غير ذلك من فروع
العلم الحديث.
في قرن 3ه عند رأي محمد عجار الختيب علي ابن عبدهللا المدبني (-141
234ه) الذي يألف الكتاب أصول السنة ومذاهب المحدثين في جزئين ،بل هذا
الكتاب اليصل إلىنا األن .العلماء في هذا القرن اليألفون كتاب علم الحديث في
أحد الكتاب ،بل يدخلونه في كتب أصول الفقه مثال بحث عن علم أصول الحديث
30
في كتاب الرسالة إلمام محمد بن إدريس الشافعي ( 140-204ه)
في أخر قرن 3ه بدأ أبو بكر أحمد بن هارون البرديجي (المتوفى 301ه)
تأليف بعض الكتب في علوم الحديث مثل كتاب معرفة المتصل من الحديث
والمرسل والمقطوع وكتاب بيان الطرق الصحيحة .بل هذا الكتاب يصل إلينا
31
من بعض الرواية في الكتاب األخر مثل كتاب معرفة أصول الحديث.
بحسب أدوار الحديث الدكتور نور الدين عتر :أن في قرن - 4و 6ه وهو
ي ،وكثر تدوين كتب علم الحدبث .في قرن 4ه،
دور تأليف كتاب الحديث كل ا
هناك كتب شاملة في علم الحديث مثل المحدث الفاصل بين الراوي والواعي
30نسف المراجع87،
31نسف المراجع88،
20
القاضي أبو محمد الرامهرمزي (المتوفى 360ه) .قال بعض العلماء أن هذا
الكتاب أول أكمل الكتاب في علم الحدبث .في هذا القرن هناك الكتاب المتخصص
عن أحاديث مشكلة .ونوعه :مشكل األثار ألبي جعفر الطهاوي (و 321ه) .ولو
ي .في هذا الكتاب يتضمن أحاديث مشكلة
كان اليبحث فيه عن علم الحديث كل ا
وسببها.كذلك كتاب سنن التحديث الذي يبحث فيه حديث كلي ,في أخر قرن 4ه
الحاكم أبو عبدهللا محمد النيسابوري ألف كتاب معرفة علوم الحديث .ويكمله أبو
نعيم ابن عبدهللا األسفهاني ( 336-430ه) في كتابه المستخرج على معرفة علوم
الحديث .في هذا الكتاب القواعد التي لم يدخلها في معرفة علوم الحديث.
ونصف قرن بعده الحاكم أبو عمرو يوسف النمري القرطبي ( 463- 363ه)
جعل مأثرة كثيرة في كتبه وعلمه .ثم كتاب الكفاية في قوان الرواية للخطيب
البغدادي ( 392-463ه) وهو أكمل الكتاب في علم الحديث .فيه خالصة علم
32
الحديث قواعد روايته.
ثم كثير من المأثرة بعده مثال كتاب علوم الحديث لمحمد تقي الدين الشيرازي
المشهور بمقدمة ابن صالح ،وألاف العلماء 27المختصر من كتابه.
21
عند رأي محمد العجار الختيب بعد ابن صالح ال يوجد تدوين كتب الحديث إال
بحسب الكتب الموجدة 33.الكتب في هذا العصر يعني كتاب فتح المغيث بشرح
الفية الحديث لإلمام شمس الدين أبي الخير محمد السخاوي (المتوفى 902ه)،
كتاب تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي لجالل الدين عبدالرحمن السيوطي
( 911 – 849ه) الشرح من الكتاب التقريب لمحي الدين يحيى بن شرف النووي
(المتوفى 676ه) .هذان كتبان بجمعان يطريقة العلماء المتقدمين والمتأخرين في
قواعد علم الحديث .ثم كتاب تجريد أسماء الصحابة لمحمد بن أحمد الذهبي
(المتوفى 748ه) كنز الدرر في علم األثار و التبصرة والتذكرة لزين الدين عبد
الرحمن ابن الحسين العرق (المتوفى 806ه) نخبة الفكر في مصطلح أهل األثار
النكت على كتاب ابن الصالح إلمام ابن حجر العسقالني (المتوفى 852ه) و
فتح المغيث بشرح ألفية الحديث لمحمد ابن عبد الرحمن السخاوي (المتوفى 902
34
ه)
كتب الحديث في قرن 10ه مثل المنظومة البيقونية لعمر بن محمد البيقوني
(المتوفى 1080ه) توضيح األفكار لمعاني تنقيح األنظار ل محمد بن إسماعيل
بن صالح بن محمد الحسني.
35
الخالصة
22
علم الحديث هو علم يبحث فيه عن كيفية اتصال الحديث برسول هللا صلى هللا
عليه وسلم من حيث الصحة والضعف ،ومن أحوال رواتها ضبطا وعدالة،
وأحوال رجالها جرحا وتعديال ،ومن حيث كيفية السند اتصاال وانقطاعا وغير
ذلك.
يشمل علم الحديث موضوعين رئيسيين :علم الحديث رواية ،وعلم الحديث
دراية .وفروع العلم الحديث :علم رجال الحديث ،علم الجرح والتعديل ،علم
علل الحديث ،علم غريب الحديث ،علم النسخ والمنسوخ ،علم تلفيق الحديث ،علم
أسباب ورود الحديث ،علم مصطح الحديث.
نشأت علوم الحديث مع نشأة الرواية ونقل الحديث في اإلسالم ،وبدأ ظهور هذه
األصول بعد وفاة الرسول صلى هللا عليه وسلم حين اهتم المسلمون بجمع الحديث
النبوي خوفا من ضياعه ،فاجتهدوا اجتهادا عطيما في حفطه وضبطه ونقله،
وتدوينه ،وكان من الطبعي أن يسبق تدوين الحديث تدوين علم أصول الحديث،
ذلك ،ألن الحديث هو المادة المقصودة بالجمع والدراسة ،وأصول الحديث هي
القواعد والمنهاج الذي اتبِّع في قبول الحديث أو رداه ،ومعرفة صحيحه من
ضعيفه.
كتب الحديث في قرن 2ه 4 -ه مثل الكتاب أصول السنة ومذاهب المحدثين
لمحمد عجار الختيب علي ابن عبدهللا المدبني (141-234ه) معرفة المتصل
من الحديث والمرسل والمقطوع ألبو بكر أحمد بن هارون البرديجي (المتوفى
301ه).
كتب الحديث في قرن 6 - 4ه مثل :مشكل األثار ألبي جعفر الطهاوي ،ثم
كتاب معرفة علوم الحديث للحاكم أبو عبدهللا محمد النيسابوري ألف.
23
كتب الحديث (في قرن 7ه حتى األن) مثل كتاب تدريب الراوي في شرح
تقريب النواوي
لإلمام شمس الدين أبي الخير محمد السخاوي (المتوفى 902ه)،ثم سلسلة
األحاديث الصحيحة ،وسلسلة األحاديث الضعيفة للشيخ محمد محمد ناصر الدين
األلباني ( 1999 - 1914م.
المراجع
البغدادي ،أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي الخطيب ،الكفاية في
علم الرواية( ،المدينة المنورة :المكتبة العلمية)
الجديع ،عبد هللا بن يوسف ،تحرير علوم الحديث (،بيروت – لبنان :مؤسسة الريان
للطباعة والنشر والتوزيع 1424 ،هـ 2003 -م)
24
الخطيب ،محمد عجاج ،أصول الحديث علومه ومصطلحه( ،جدة-مكة :دار
المنارة)1997 ،
عتر ،نور الدين ،منهج النقد في علوم الحديث (دمشق – سورية :دار الفكر،
1401هـ 1981-
م)
https://ar.wikipedia.org/wiki
25