WWW Alharamain Sa

You might also like

Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 12

‫‪ 26/1/1435‬هـ‬ ‫للشيخ‪ :‬د‪ .

‬علي الحذيفي‬ ‫صفات النبي ‪ -‬صلى ال عليه وسلم ‪-‬‬

‫صفات النبي ‪ -‬صلى ال عليه وسلم ‪-‬‬


‫ألقــى فضـيلة الشـيخ علـي بـن عبــد الرحمــن الحـذيفي ‪ -‬حفظــه الـ ‪ -‬خطبــة الجمعـة بعنــوان‪" :‬صـفات النـبي ‪-‬‬
‫صـلى الـ عليــه وســلم ‪ ،"-‬والــتي تحـددثَّ فيهــا عــن النعـم العظيمــة الـتي أنعـم الـ بهــا علـى النــاس‪ ،‬ومـن أهممهــا‪:‬‬
‫نعمــة إرســال النــبي ‪ -‬صــلى ال ـ عليــه وســلم ‪ ،-‬وتط ـدرقَّ فــي ثنايــا خخطبتــه ل ـذذكِر جميــل صــفاذته ‪ -‬عليــه الصــلةا‬
‫والسلما ‪ ،-‬وجليذل ذخصاذله‪ ،‬وشيءء من شمائذله ‪ -‬صلى ال عليه وسلم ‪.-‬‬

‫الخطبة الولى‬

‫الحمد ل الملك القدوس العزيز الحكيم‪ ،‬بيده الخيخر يخلخق ما يشاءخ ويختــار وهــو بكــل شــيءء عليــم‪ ،‬وسشـععتَ‬
‫ب إليــه وأســتغذفخره‪ ،‬وأشــهد أن ل إلــه إل الـ‬ ‫ء‬
‫رحمةخ رمبنا كِل شيء تبارعك الرحمخن الرحيم‪ ،‬أحمخد ربي وأشكخره‪ ،‬وأتو خ‬
‫وحده ل شريك له العليي العظيم‪ ،‬وأشهد أن نبدينا وسيمعدنا محمددا عبخده ورسوخله بععثه ال بكمل خخلخـءق كِريــم‪ ،‬اللهــم‬
‫ص ـمل وس ـملم وبــاذرك علــى عب ـذدك ورســوذلك محم ـءد صــلدةا وســلدما دائذعميــن أب ـددا‪ ،‬وعلــى آلــه وصــحذبه الــذين فــاخزوا‬
‫سبق إلى الخيرات وخنصرةا هذا الديذن العقويم‪.‬‬ ‫بال د‬

‫أما بعد‪:‬‬

‫فاتقوا ال تعالى بامذتثال أمذره الكِيد‪ ،‬وترك ما نعهى عنه خو ع‬


‫ف الوعيد‪.‬‬

‫أيها المسلمون‪:‬‬

‫‪-1 -‬‬
‫‪www.alharamain.sa‬‬
‫‪ 26/1/1435‬هـ‬ ‫للشيخ‪ :‬د‪ .‬علي الحذيفي‬ ‫صفات النبي ‪ -‬صلى ال عليه وسلم ‪-‬‬

‫اذخكِــروا رحم ـةع ال ـ الــتي وذس ـععتَ كِــل شــيءء‪ ،‬واش ـخكخروه عليهــا‪ ،‬فعـلع ـووعل فع و‬
‫ض ـخل اللد ـذه ععلعويخك ـوم عوعروحعمتخ ـهخ لعخكونتخـوم ذم ـعن‬
‫ضخل اللدذه ععلعويخكوم عوعروحعمتخهخ عما عزعكِى ذمونخكوم ذمون أععحءد أعبعددا عولعذكدن اللدهع يخـعزمكِي عم ـون‬
‫الوعخاذسذريعن ]البقرةا‪ ،[64 :‬عولعووعل فع و‬
‫شاءخ ]النور‪.[21 :‬‬
‫يع ع‬

‫عباد ال‪:‬‬

‫شر نبمينا محمءد ‪ -‬صلى الـ عليـه وسـلم ‪ -‬إلـى النـ ذ‬


‫س‬ ‫تأدمخلوا رحمةع ال الخعظعمى‪ ،‬ومندعته الخكبعرىَ في ذبععثة سميد الب ع‬
‫والجمن؛ِّ فقد جعلعـه الـ خحدجـةد علـى الثدـعقلعويـن‪ ،‬ونـودرا للخمهتعـدين‪ ،‬وصـلدحا وفلدحـا لهـل الر ذ‬
‫ض أجمعيـن‪ ،‬قـال الـ‬
‫تعالى‪ :‬عوعما أعورعسولعناعك إذدل عروحعمةد لذولععالعذميعن ]النبياء‪.[107 :‬‬

‫فسيمخدنا محمدد ‪ -‬صلى الـ عليـه وسـلم ‪ -‬رحمـةد لمـن آمـعن بـه فـي الـدنيا والخـرةا‪ ،‬ورحمـةد لمـن كِفـعر بـه بتقليـذل‬
‫شمره‪ ،‬ومنذعه من اليظلم والخعدوان والفساد في الرض‪.‬‬

‫س بعـد الرسـالة‪ ،‬وعبعـدوا‬ ‫ذ‬ ‫ذ ذ‬


‫وحاخل أهل الرض بعد رسالته شـاهدد علـى ذلـك بتطـبيق أحكـاما السـلما؛ِّ فقـد أمـعن النـا خ‬
‫ء‬
‫ربدهــم بعلـ ـءم ونــوءر ومحبدـ ـة ويقيـ ـءن‪ ،‬وذخلل لــ‪ ،‬واتدسـ ـععتَ الرزاخقَّ‪ ،‬وعـ ـدم الرخــاءخ والبركِـ ـخة‪ ،‬واطمــأدنتَ القلــو خ‬
‫ب‪ ،‬وتـ ـدم‬
‫ت نيراخن الفتن‪ ،‬وخحذفعظتَ الحقوقَّ للمســلمين كِلمهــم‪ ،‬وخحذفظـعـتَ حقــوقَّ غيــر المســلمين‬ ‫الجذتماعخ والخلفة‪ ،‬وانطعفأ و‬
‫بالعدل والحسان‪.‬‬

‫س الحياعةا الكريمعة‪ ،‬الخمطمئندةع السعيدعةا الخمباعركِةع في كِل شيءء بهذه الرسالة الخمحمددية‪ ،‬وععرخفوا ما كِانوا‬
‫فرأىَ النا خ‬
‫فيه في الجاهلية قبل الرسـالة مـن الشـقاء‪ ،‬والجهـل‪ ،‬والظيلـم‪ ،‬والفتـن‪ ،‬والعخـدوان‪ ،‬والفسـذق‪ ،‬والفسـاد‪ ،‬وال ي‬
‫شـرور‪،‬‬
‫سخكوا بهذا الدين وداعفعوا عنه‪.‬‬
‫فتم د‬

‫ش في ــه ول ــم يعـ ـذرف‬ ‫ذ‬


‫ق ــال عم ــر ب ــن الخط ــاب ‪ -‬رض ــي الـ ـ عن ــه ‪" :-‬ل يهـ ـدخما الس ــلعما عخــرودةا عخــرودةا إل م ــن ع ــا ع‬
‫الجاهلدية"‪.‬‬

‫‪-2 -‬‬
‫‪www.alharamain.sa‬‬
‫‪ 26/1/1435‬هـ‬ ‫للشيخ‪ :‬د‪ .‬علي الحذيفي‬ ‫صفات النبي ‪ -‬صلى ال عليه وسلم ‪-‬‬

‫وقد جعل ال نبدينا محمددا ‪ -‬صلى ال عليه وسلم ‪ -‬آيةد خكِبرىَ من آيات ال الذعظاما‪ ،‬فكدمعله وجدمعله‪ ،‬فقــد بلـعغ‬
‫ي غايعته خلدقا وخخلخدقا وخحسدنا‪ .‬وجماخل الذخلقة يديل على كِمال الخلق والصفات والطباذئعِ‪.‬‬
‫في الكمال البشر م‬

‫ولمــا نــزعل عليــه القــرآخن الكريــم تخلـدـق بخخلخذقــه‪ ،‬فــازداعد كِمــاعل خخلخـءق وخحســن ســجايا‪ ،‬علــى مــا جبعـلـعـه الـ عليــه مــن‬
‫مكاذرما الخلقَّ‪ ،‬قالتَ عائشة ‪ -‬رضي ال عنها ‪" :-‬كِان خخخلق رسول ال القرآن"‪.‬‬

‫ت عمن بعد الصحابذة خمشــاعهدةاخ النـبي وخرؤُيتـخـه ‪ -‬عليـه الصــلةا والســلما ‪ ،-‬فقـد وصـ ع‬
‫ف الصــحابةخ ‪ -‬رضــي‬ ‫ولئن فا ع‬
‫ي العين ‪ -‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،-‬لنتخلدعق بأخلذقه ما استعطعنا‪.‬‬ ‫ال عنهم ‪ -‬خلعقه وخخلخعقه كِأنا نراه رأ ع‬

‫ف النـبي ‪ -‬صـلى الـ عليـه وسـلم ‪ ،-‬قـال‪:‬‬ ‫ب ‪ -‬رضـي الـ عنـه ‪ -‬فـي وصـ ذ‬ ‫عن أمير المؤمنين علي بن أبي طـال ء‬
‫سـوبذطَّ‪،‬‬
‫"لم يخكن بالطويـل الخممغدـطَّ‪ ،‬ول بالقصـير الخمـترمدد‪ ،‬كِـان عربعـةد مـن العقـوما‪ ،‬ولـم يخكـن بالعجوعـد العقعططَّ ول بال د‬
‫ب‬
‫ض خمشـدرب ‪ -‬يعنـي‪ :‬بخحمـرةا ‪ ،-‬أدعع خج العينيـن ‪ -‬يعنـي‪ :‬سـوادد فـي بيـاض ‪ ،-‬أهـعد خ‬ ‫وكِان في وجذهه تدوير‪ ،‬أبيـ خ‬
‫الشفار‪ ،‬جميل المشاش والعكعتد ‪ -‬يعنـي‪ :‬ضـخم المفا ذ‬
‫صــل ‪ ،-‬مــن رآه بديهـةد هـاعبه‪ ،‬ومــن خــالعطه أحبـدـه‪ ،‬لـم يخـعر‬ ‫خ خ‬
‫قبعله ول بععده"؛ِّ رواه الترمذي‪.‬‬

‫وعن أنس ‪ -‬رضي ال عنه ‪ -‬قال‪" :‬كِان النبي ‪ -‬صلى ال عليه وسلم ‪ -‬أحسعن النــا ذ‬
‫س‪ ،‬وكِـان أشــجععِ النـاس‪،‬‬
‫وكِان أجوعد الناس"؛ِّ رواه البخاري ومسلم‪.‬‬

‫صـادفا ‪ -‬عـن صـفة‬


‫تَ خـالي هنـعد بـن أبـي هالعـة ‪ -‬وكِـان و د‬
‫وعن الحسن بن علي ‪ -‬رضي ال عنهمـا ‪ -‬قـال‪ :‬سـأل خ‬
‫رسول ال ‪ -‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،-‬فقال‪" :‬كِان رسوخل ال ‪ -‬صلى ال عليه وســلم ‪ -‬فخدمــا خمفدخدمــا‪ ،‬يتللخ‬
‫وجخهه تللخعؤ القمر ليلةع العبدر‪ ،‬أطــوعل مــن المربـخـوع‪ ،‬وأقصـعر مــن الخمشـددب‪ ،‬عظيـعم الهاعمــة ‪ -‬أي‪ :‬الـرأس ‪ ،-‬رذجـعل‬
‫شعر‪ ،‬إذا انفعرعقتَ عقيصخته فرعقَّ‪ ،‬وإل فل خيجاذوخز شعخره شحمةع أخذخنــه إذا هــو وفدـعره‪ ،‬أزهـعر اللــون‪ ،‬واذســعِ العجــبين‪،‬‬
‫ال د‬
‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫ب‪.‬‬ ‫ج الحواجب‪ ،‬سوابغ من غير قعرن ‪ -‬أي‪ :‬دقيخق الحواجب في تماءما وخسخبوءغ ‪ -‬بينهما عردقَّ خيديره الغض خ‬ ‫أز د‬

‫‪-3 -‬‬
‫‪www.alharamain.sa‬‬
‫‪ 26/1/1435‬هـ‬ ‫للشيخ‪ :‬د‪ .‬علي الحذيفي‬ ‫صفات النبي ‪ -‬صلى ال عليه وسلم ‪-‬‬

‫ب وسطَّ النف في تماءما وكِماءل ‪ ،-‬له نودر يعخلوه‪ ،‬يحذسخبه من لم يتأدمله أشـدم‪ ،‬كِـ ي‬
‫ث‬ ‫ذ‬
‫أقعنى الذعرذنين ‪ -‬أي‪ :‬خمحدود د‬
‫اللحية أدععج‪ ،‬سهعل الخددين‪ ،‬ضليععِ الفم ‪ -‬بمعنى‪ :‬واذسـعِ العفــم‪ ،‬وهـذا يـديل علـى الفصـاحة ‪ ،-‬أشـعنب ‪ -‬وهـو‬
‫صفاءخ السنان ‪ ،-‬خمفدلج السنان‪ ،‬دقيعق المسخرعبة‪ ،‬كِأدن خعنعقه ذجيخد خدمعية في صفاء الذف د‬
‫ضة‪.‬‬

‫ض الصــدر‪،‬‬ ‫ســمين ‪ ،-‬عري ـ ع‬ ‫خمعت ـذدعل الخلــق‪ ،‬باذدنـدـا خمتماذس ـدكا‪ ،‬ســواءع البطــن والصــدر ‪ -‬أي‪ :‬ليــس بالعهزيــل ول بال د‬
‫صل ‪ ،-‬أنوعر الخمتجمرد‪ ،‬موصوعل ما بين اللددبة وال ي‬
‫سدرةا بشعءر‬ ‫بعيعد ما بين المنذكبين‪ ،‬ضخم الكراذديس ‪ -‬أي‪ :‬المفا ذ‬
‫ع ع‬ ‫ع ع‬
‫ي الدثدعيين والبطن مما ذسعوىَ ذلك‪.‬‬ ‫يجري كِالخطَّ‪ ،‬عاذر ع‬

‫صـب ‪ -‬بمعنـى‪ :‬تـامما الذعظـاما‬ ‫ذ‬


‫طَّ العق ع‬ ‫أشععر المذراععين والعمنكبعيـن وأعـالي الصـدر‪ ،‬طويـعل الدزنـعدين‪ ،‬عرحـ ع‬
‫ب الدراحـة‪ ،‬سـب ع‬
‫صـين‪ ،‬ينخبو عنهمـا‬
‫صـان الخعم ع‬‫‪ ،-‬عشثوعن الكدفين والعقعدعمين ‪ -‬أي‪ :‬ضخمهما فـي خحسـءن ‪ ،-‬سـائعل الطـراف‪ ،‬عخم ع‬
‫صعبب‪.‬‬ ‫طَّ من ع‬ ‫الماء‪ ،‬إذا زال زاعل تقليدعا‪ ،‬ويخطو تعكيفدؤا‪ ،‬ويمذشي هودنا‪ ،‬عذريععِ المشعية‪ ،‬إذا م ع‬
‫شى كِأنما ينعح ي‬

‫تَ مدعــا خــافذ ع د‬


‫ض الطــرف‪ ،‬نظـخره إلــى الرض أطــوخل مــن نظــره إلــى الســماء‪ ،‬خجـيل نظعـذره الخملعحظــة‪ ،‬ي خ‬
‫ســوخقَّ‬ ‫وإذا التعـعفـ ع‬
‫أصحاعبه‪ ،‬ويبدأخ من لذقعيه بالسلما"‪.‬‬

‫صعل الحزان‪ ،‬دائذـعم الذفكـرةا‪ ،‬ليــس لــه راحــة‪،‬‬‫صف لي منذطعقه‪ .‬قال‪" :‬كِان ‪ -‬صلى ال عليه وسلم ‪ -‬متوا ذ‬ ‫تَ‪ :‬ذ‬
‫قل خ‬
‫خ‬
‫سـخكوت‪ ،‬يفتعتذـخح الكلعما ويختذخمــه بأشــداذقه‪ ،‬ويتكلـدـم بجواذمــعِ العكذلــم‪ ،‬فصـلد ل‬
‫ول يتكدلم في غير حاجـءة‪ ،‬طويـعل ال ي‬
‫خفضول فيه ول تقصير‪ ،‬دذمدثا ليس بالجاذفي ول بالعمهين‪.‬‬

‫ضخبه الدنيا ول ما كِان لها‪ ،‬فإذا ختعمرض للحق لم يع ـذرف‬ ‫يعظمم النعمةع وإن ددقتَ‪ ،‬ل يخذيما ذوادقا ول يمدحه‪ ،‬ول ختغ ذ‬
‫خ‬ ‫خ خ‬
‫ب قلدعبها‪.‬‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ضذبه شيدء‪ ،‬ول يغ ع‬
‫ب لنفسه ول ينتصخر لها‪ ،‬إذا أشاعر أشاعر بكمفه كِملها‪ ،‬وإذا تعدج ع‬
‫ض خ‬ ‫أحددا‪ ،‬ولم يخقم لغ ع‬
‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫ض أشــاعح‪ ،‬وإذا‬ ‫ب ببــاطذن راعحتــه الخيمنعــى بــاطعن إبهــامه اليخس ـعرىَ‪ ،‬وإذا غض ـ ع‬
‫ب وأعــر ع‬ ‫ثَّ اتد ع‬
‫ص ـعل بهــا فضــر ع‬ ‫وإذا تح ـدد ع‬
‫سم‪ ،‬ويفتعـير عن مثذل ح م‬
‫ب الغععماما‪.‬‬ ‫ض طرعفه‪ ،‬خجيل ضذحذكه التب ي‬ ‫كغ د‬ ‫ضذح ع‬
‫‪-4 -‬‬
‫‪www.alharamain.sa‬‬
‫‪ 26/1/1435‬هـ‬ ‫للشيخ‪ :‬د‪ .‬علي الحذيفي‬ ‫صفات النبي ‪ -‬صلى ال عليه وسلم ‪-‬‬

‫فكتمختها الخحسيعن زمادنا‪ ،‬ثم حددثخته‪ ،‬فوجديته قد سبعـعقني إليه‪ ،‬فسأعلني عمـا ســألخته‪ ،‬ووجـديته سـأعل أبـاه عـن مــدعخذله‬
‫ومجلذذسه وشكذله‪ ،‬فلم يعدع منه شيدئا"‪.‬‬

‫تَ أبي عـن دخخـول رسـول الـ ‪ -‬صـلى الـ عليـه وسـلم ‪ ،-‬قـال‪" :‬كِـان‬ ‫قال الخحسين ‪ -‬رضـي الـ عنـه ‪ :-‬سـأل خ‬
‫ســه ثلثـةع أجـزاء‪ :‬خجــزدءا لــ‪ ،‬وخجــزدءا لهذلــه‪،‬‬ ‫ذ‬
‫دخــوخله لنفذســه مأذونـدـا لــه فــي ذلـ ع‬
‫ك‪ ،‬فكــان إذا أعوىَ إلــى منزلــه جـدزأع نف ع‬
‫صة فل يددذخخر عنهم شيدئا"‬ ‫سه بينه وبين الناس‪ ،‬فيخريد ذلك على العادمة بالخا د‬ ‫ذ‬
‫وخجزدءا لنفسه‪ .‬ثم جدزأع نف ع‬

‫فكـان مـن سـيرذته فــي خجــزذء المــة‪ :‬إيثــاخر أهــل الفضــل بــإذذنه‪ ،‬وقذوســمختهم علـى قــدر فضـذلهم فـي الــدين‪ ،‬فمنهـم ذو‬
‫شـاغعخل بهــم فيمـا يخصـلذخحهم وخيخذبرهـم بالــذي ينبغـي لهــم‪،‬‬ ‫الحاجة‪ ،‬ومنهم ذو الحاعجعتين‪ ،‬ومنهم ذو الحوائـج‪ ،‬فيت ع‬
‫ذ‬ ‫ذ‬
‫ي؛ِّ فــإدنه مــن أبلـعغ خســلطادنا حاجـةع‬ ‫ويقول‪» :‬لخيبملغ الشاهخد الغائ ع‬
‫ب«َ‪ ،‬و»أبلغـخـوني حاجـةع مــن ل يسـتطيخعِ إبلغعهــا إيـا ع‬
‫من ل يستطيخعِ إبلعغها ثدبتَ ال قدعميه يوما القيامة«َ‪.‬‬

‫ل يخـذكِر عنــده إل ذلــك‪ ،‬ول يقبعـخل مــن أحـءد غيــره‪ ،‬يــدخخلون خردواددا‪ ،‬ول يتفدرقــون إل عــن عذواءقَّ ‪ -‬أي‪ :‬إطعــاما ‪،-‬‬
‫ويخخرجون أذذدلة«َ‪.‬‬

‫قــال‪ :‬فســألخته عــن مخعرجــه‪ :‬كِيــف كِــان يصــنخعِ فيــه؟ فقــال‪" :‬كِــان رســوخل الـ ‪ -‬صــلى الـ عليــه وســلم ‪ -‬يخـذزخن‬
‫لســاعنه إل ممــا عيعنيهــم‪ ،‬ويـخـؤلمخفهم ول خيفمرقخهــم ‪ -‬أو قــال‪ :‬ول خينمفخرهــم ‪ ،-‬فيخك ـذرخما كِري ـعم كِــل قــوءما ويـخـومليه عليهــم‪،‬‬
‫س من كِل شلر"‪.‬‬ ‫وخيحمذخر النا ع‬

‫ي عن أحءد منهم ذبشعره ول خخلخعقه‪.‬‬


‫س منهم من غير أن يطذو ع‬
‫س ويتحدر خ‬
‫قال‪" :‬ويحعذخر النا ع‬

‫سـخن الحسـعن ويخصـموخبه‪ ،‬وخيقبمـخح القبيـعح ويخـومهخنه‪ ،‬خمعتـذدعل المـر‬ ‫يتفدقخد أصحاعبه‪ ،‬ويسـأخل النـا ع‬
‫س عمـا فـي النـاس‪ ،‬وخيح م‬
‫صخر عن الحــق ول يخجــاذوخزه‪ ،‬الــذين‬ ‫غيعر خمختذلف‪ ،‬ل يغخفل مخافةع أن يغخفلوا أو يميلوا‪ ،‬لكل حاءل عنده ععتاد‪ ،‬ل خيق م‬
‫يخلوعنه من الناس ذخياخرهم‪ ،‬وأفضخلهم عنده أعيمهم نصيحدة‪ ،‬وأعظخمهم عنده منزلةد أحسخنهم خمواساةاد وخمؤازعرةا"‪.‬‬

‫‪-5 -‬‬
‫‪www.alharamain.sa‬‬
‫‪ 26/1/1435‬هـ‬ ‫للشيخ‪ :‬د‪ .‬علي الحذيفي‬ ‫صفات النبي ‪ -‬صلى ال عليه وسلم ‪-‬‬

‫س ول يقــوخما إل علــى ذذكِــر‪ ،‬ول يـخـوذطخن‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬


‫فســألخته عــن مجلســه‪ ،‬فقــال‪" :‬كِــان ‪ -‬صــلى ال ـ عليــه وســلم ‪ -‬ل يجل ـ خ‬
‫س حيــث ينتذهــي بــه المجذلــس‪ ،‬ويــأخمخر بــذلك‪ ،‬وخيعذطــي كِــل‬ ‫ء‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫المــاكِن وينعهــى عــن إيطانهــا‪ ،‬وإذا انتعهــى إلــى قــوما جلـ ع‬
‫سـه أو قـاوعمه فـي حاجـءة صـابعـعره حـتى‬ ‫سـه أن أحـددا أكِـرعما عليـه منـه‪ ،‬مـن جال ع‬
‫ب جلي خ‬
‫ذ‬
‫خجلسائه نصيدبا‪ ،‬حتى ل يحسـ خ‬
‫ذ‬

‫يكون هو الخمنصذرف‪ ،‬ومن سأعله حاجةد لم يخردده إل بها أو بميسوءر من القول‪.‬‬

‫س حلءم وحياءء‪ ،‬وصبءر‬ ‫سه مجل خ‬


‫ذ‬
‫س بسخطه وخخلخخقه‪ ،‬فصار لهم أدبا‪ ،‬وصاخروا عنده في الحق سوادء‪ .‬مجل خ‬
‫ذ‬
‫قد وسععِ النا ع‬
‫ضــعين‪،‬‬ ‫خ‬ ‫خ‬ ‫خ‬ ‫وأمانءة‪ ،‬ل خترفخعِ فيه الصوات‪ ،‬ول ختؤبدخن فيــه الخحـخرما‪ ،‬ول ختخ ع‬
‫شــى فلعتـعـاخته‪ ،‬متعــاذدلين متوا ذ‬
‫صـين بــالتقوىَ متوا ذ‬

‫خيومقرون الكبيعر ويرعحمون الصغير‪ ،‬وخيؤذثرون ذذوي الحاجة‪ ،‬يحعفظون الغريب"‪.‬‬

‫تَ‪ :‬كِيف كِانتَ سبيرخته في خجلساذئه؟ قال‪" :‬كِان ‪ -‬صلى ال عليه وسلم ‪ -‬دائذعم الذبشر‪ ،‬سهعل الخخخلق‪،‬‬ ‫قال‪ :‬قل خ‬
‫ظ ول غليءظ‪ ،‬ول صـدخاب‪ ،‬ول فــاذحشِ ول عيـدـاب‪ ،‬ول مـدداح‪ ،‬يتغافعـخل عمــا‬
‫ليس بالجاذفي‪ ،‬لمين الجاذنب‪ ،‬ليس بف ل‬
‫س منه‪.‬‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫ل يشتهي‪ ،‬ول خيوئ خ‬
‫سه من ثلثَّ‪ :‬الذمراء‪ ،‬والكِثار‪ ،‬وما ل عيعنيه‪.‬‬
‫ب فئدة‪ ،‬قد ترك نف ع‬
‫ل خيخيم خ‬

‫ب عــورعته‪ ،‬ول يتكلدــم إل فيمــا يرخجــو ثــواعبه‪ ،‬وإذا‬


‫س مــن ثلثَّ‪ :‬كِــان ل يـخذيما أحـددا‪ ،‬ول خيعيم ـخره‪ ،‬ول يطلخـ خ‬
‫وتــرعك النــا ع‬
‫ث‪ ،‬مــن تكلدـم‬ ‫تَ تكلدمــوا‪ ،‬ول يتنـاعزعون عنــده الحــدي ع‬ ‫تكدلم أطرعقَّ خجلساخؤُه كِأدنما علـى خرؤُوذسـهم الطيــر‪ ،‬وإذا سـعك ع‬
‫صختوا له حتى يفرغ‪.‬‬ ‫عنده أن ع‬

‫ب ممـا يتعدجبـخـون منــه‪ ،‬ويصـبذخر للغريـب علــى العجفـوةا فــي‬


‫ك مما يضعحكون‪ ،‬ويتعدجـ خ‬
‫ث أمولهم‪ ،‬يضعح خ‬
‫حديخثهم حدي خ‬
‫ب حاجءة فأرذشخدوه«َ‪.‬‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫منطقه ومسألته‪ ،‬حتى إن كِان أصحاخبه يستجلخبوعنهم ليسألوه‪ .‬ويقول‪» :‬إذا رأيختم طال ع‬

‫ول يقبعخل الثناءع إل من خمكاذفئِ‪ ،‬ول يقطخعِ على أحءد حديعثه حتى يتجدوزه فيقطعه بانذتهاءء أو قياءما"‪.‬‬

‫‪-6 -‬‬
‫‪www.alharamain.sa‬‬
‫‪ 26/1/1435‬هـ‬ ‫للشيخ‪ :‬د‪ .‬علي الحذيفي‬ ‫صفات النبي ‪ -‬صلى ال عليه وسلم ‪-‬‬

‫تَ‪ :‬كِيــف كِــان ســكوخته؟ قــال‪" :‬كِــان ســكوخته ‪ -‬صــلى ال ـ عليــه وســلم ‪ -‬علــى أربــعِ‪ :‬علــى الحل ـذم‪،‬‬
‫قــال‪ :‬قلـ ـ خ‬
‫والحعذر‪ ،‬والتقدير‪ ،‬والتفيكر‪.‬‬

‫فأما تقديخره ففي تسوية الدنظر والسذتماع بين الناس‪ ،‬وأما تذيكِره ‪ -‬أو قال‪ :‬تفيكره ‪ -‬ففيمـا يبعقـى ويفنعـى‪ .‬وخجذمـعِ‬
‫سـن لخيقتعـعدىَ بـه‪،‬‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫له الحلخم في الصبر‪ ،‬فكان ل خيغضخبه شيدء‪ ،‬ول يستفيزه‪ ،‬وخجمعِ له العحعذخر في أربـعِ‪ :‬أخـخذه بالح ع‬
‫وترخكِــه العقبيــح لخينتعهــى عنــه‪ ،‬واجتذهــاخد الـرأي فيمــا أصــلعح أدمتعــه‪ ،‬والقيــاخما لهــم بمــا جمــعِ لهــم الــدنيا والخـرةا"؛ِّ رواه‬
‫ض ألفاذظه شواذهخد في "الصحيحين"‪ ،‬و"السنن الربعِ"‪.‬‬ ‫الطبراني في "الكبير"‪ ،‬ولبع ذ‬

‫ك‬‫ول أعظعم من وصف ال لخليذله محمـءد ‪ -‬صــلى الـ عليــه وســلم ‪ -‬بــالخخخلق الععظيــم‪ ،‬قــال الـ تعــالى‪ :‬عوإذندـ ع‬
‫صف به أحدد قبلعــه‪ ،‬وهــذا أعظـخم ذرفعـءة لــه ‪ -‬صــلى الـ عليــه‬ ‫لععععلى خخلخءق ععذظيءم ]القلم‪ ،[4 :‬وهو وص د‬
‫ف لم خيو ع‬
‫وسلم ‪ -‬ولدمته‪.‬‬

‫ت وعجـاذئب مــن الفضـائل والمكــاذرما وال د‬


‫ســجايا‬ ‫وحتى قبل الرسالة كِـانتَ ســيرخته ‪ -‬عليـه الصــلةا والســلما ‪ -‬آيـا ء‬

‫س يخسـيموعنه الميـن‪ ،‬وحذفظعـه الـ مـن خسـوذء وشـمر الجاهليدـة ولوعثاتهـا‪ ،‬فلـم يذجـد أعـداخؤُه سـقطةد أو‬ ‫الخعليا‪ ،‬فكان النـا خ‬
‫صــهم وامطلعهــم علــى كِــل شــيءء مــن حــالذته‪ ،‬فقــد بـدرعأه الـ مــن كِــل‬‫هفـودةا يعيمـرونـعـه أو يسـيبوعنه بهــا‪ ،‬مــعِ شـددةا ذحر ذ‬
‫خ‬ ‫ع خ خ‬
‫ب ونقيصءة‪.‬‬ ‫عي ء‬

‫والخمطدلذخعِ على سيرةا النبي محمءد ‪ -‬صلى ال عليه وسلم ‪ -‬بعد الذبعثة وقبعلها يزداخد إيمــاخنه وحبـيـه للنــبي ‪ -‬صـلى‬
‫ض وهــو خمــوقذدن بــأنه رســوخل رب‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫ال ـ عليــه وســلم ‪ -‬حــتى خيحبدــه أكِــثعر مــن نفســه‪ ،‬وإن كِــان كِــافدرا أســلعم أو أعــر ع‬
‫العالمين‪.‬‬

‫ص ـخل ســيرعته وأعمــاعله‪ ،‬ولــم ت ـعدععا مــن خي ـءر وصــلءح إل‬


‫ب ال ـ وخس ـندةخ رســوله ‪ -‬صــلى ال ـ عليــه وســلم ‪ -‬ختف م‬
‫وكِتــا خ‬
‫وفيهما المخر بـه‪ ،‬ولـم تـتخرك مـن شـلر إل وفيهمـا التحـذيخر منـه‪ ،‬ولـم يخمـتَ رسـوخل الـ ‪ -‬صـلى الـ عليـه وسـلم ‪-‬‬

‫‪-7 -‬‬
‫‪www.alharamain.sa‬‬
‫‪ 26/1/1435‬هـ‬ ‫للشيخ‪ :‬د‪ .‬علي الحذيفي‬ ‫صفات النبي ‪ -‬صلى ال عليه وسلم ‪-‬‬

‫ب وعقـعد المواثذيـعق‪،‬‬
‫ع جميـععِ الحكــاما‪ ،‬وأقــاعما الحــدود‪ ،‬وجاهـعد وســاعلم‪ ،‬وحــار ع‬‫حــتى أقــاعما الملـدـة الســلمدية‪ ،‬وشــر ع‬
‫ضاعءةا ليخلها كِنهارها‪ ،‬ل يزيخغ عنها إل هاذلك‪.‬‬ ‫وتزدوج وطدلق‪ ،‬وترعك أدمته على ال ي‬
‫سدنة الو د‬

‫صـدذقَّ والمرسـالة‪ ،‬فمـن سـذععد آمـعن بـه‪ ،‬وكِفـعر بـه مـن‬


‫آمعن به من أراعد به الخيعر‪ ،‬وشذهعد لـه أهـخل التـوراةا والنجيـل بال م‬
‫غلعبتَ عليه الشقاوةا‪ .‬فهــو القــدوةاخ التادمــة‪ ،‬والخمطــاعخ الخمهتـعدىَ‪ ،‬والهــاذدي المــأمون‪ ،‬قــال الـ تعــالى‪ :‬لععقـود عكِــاعن‬
‫سنعةد لذعمون عكِاعن يعـورخجو اللدهع عواوليعـووعما اولذخعر عوذععكِعر اللدهع عكِذثيدرا ]الحزاب‪.[21 :‬‬ ‫ذ دذ‬ ‫ذ‬
‫لعخكوم في عرخسول الله أخوسعوةاد عح ع‬

‫بارك ال لي ولكم فـي القـرآن العظيـم‪ ،‬ونفععنـي وإيـاكِم بمـا فيـه مـن اليـات والـذكِر الحكيـم‪ ،‬ونفععنـا بهـدي سـميد‬
‫المرســلين وقــوله القــويم‪ ،‬أقــول قــولي هــذا‪ ،‬وأســتغفرخ ال ـ العظيــم لــي ولكــم ولســائر المســلمين مــن كِــل ذن ـ ء‬
‫ب‪،‬‬
‫فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم‪.‬‬

‫الخطبة الثانية‬

‫الحمد لـ رب العـالمين‪ ،‬أرحـم الراحميـن‪ ،‬ذي القـوةا المـتين‪ ،‬وأشـهد أن ل إلـه إل الـ ولـيي الصـالحين‪ ،‬وأشـهد‬
‫عبده ورسولخه‪ ،‬اللهم صمل وسملم وباذرك على عبذدك ورسوذلك محمءد‪ ،‬وعلى آله وصــحذبه‬ ‫نبينا وسيمدنا محمددا خ‬
‫أن م‬
‫أجمعين‪.‬‬

‫أما بعد‪:‬‬

‫فاتقوا ال كِما أعمر‪ ،‬وانعتهوا عما نعهى عنه وزعجر‪.‬‬

‫أيها المسلمون‪:‬‬

‫‪-8 -‬‬
‫‪www.alharamain.sa‬‬
‫‪ 26/1/1435‬هـ‬ ‫للشيخ‪ :‬د‪ .‬علي الحذيفي‬ ‫صفات النبي ‪ -‬صلى ال عليه وسلم ‪-‬‬

‫قد امتدن ال عليكم بسميد الخلذق ‪ -‬صــلى الـ عليــه وســلم ‪ ،-‬فقــال‪ :‬لععقـود عجــاعءخكِوم عرخســودل ذمـون أعنوـخفذسـخكوم ععذزيـدز‬
‫ف عرذحيدم ]التوبة‪.[128 :‬‬ ‫ص ععلعويخكوم ذبالوخموؤذمذنيعن عرخءو د‬ ‫ذ ذ‬
‫ععلعويه عما ععنتيوم عحذري د‬

‫ب على كِل خمسلءم خشكعر ال ‪ -‬تبارك وتعالى ‪ ،-‬وخشكخر ال ـ‬ ‫ذ‬


‫وإن هذه النعمة الخمهداةا‪ ،‬وهذه المدنة الخمسداةا ختوج خ‬
‫‪ -‬تبــارك وتعــالى ‪ -‬علــى ذبعثــة النــبي ‪ -‬صــلى الـ عليــه وســلم ‪ -‬ورســالته‪ ،‬وواجبــاته علــى المــة كِــثيرةاد عظيمـدة‪.‬‬
‫شكخر هذه النعمة ‪ -‬خشكخر نعمـة النـبي ‪ -‬صلى الـ عليـه وسـلم ‪ -‬هـو الشـهادةاخ لـه بالرسـالة‪ ،‬مـعِ شـهادةا أن ل‬
‫فخ‬
‫إله إل ال‪.‬‬

‫فالسلما مبنيي على هذه الشهادةا وهذا اليركِن‪ :‬أشهد أن ل إله إل ال‪ ،‬وأشهد أن محمددا عبخده ورسوخله‪.‬‬

‫ذ‬
‫شــكخر الـ علــى رســالة النــبي ‪ -‬صــلى الـ عليــه وســلم ‪ ،-‬وحيقــه علــى المــة طاعـةخ أوامــره‪ ،‬وبخغـ خ‬
‫ض مــا نعهــى عنــه‬ ‫فخ‬
‫واجذتناخبه‪ ،‬وتصديخق أخباذره كِملها‪ ،‬وعبادةاخ ال بشرعه وخسـدنته‪ ،‬وتعظيـخم أحـاديثه‪ ،‬والعمـخل بهــا‪ ،‬والنيصــح لكتـاب الـ‬
‫ولمة النبي ‪ -‬صلى الـ عليـه وسـلم ‪ ،-‬وإكِثـاخر الصـلةا والسـلما عليـه‪ ،‬فقـد جـاء فـي الحـديث‪» :‬أقربخكـم منـي‬
‫منزلةد يوما القيامة‪ :‬من أكِثعر الصلعةا علدي«َ‪.‬‬

‫شــكر‪ ،‬تعلـيـم دينذــه بالدلـدـة‪ ،‬وتحكيـخم شــرعه‪ ،‬قــال الـ تعــالى‪ :‬عوعمــا آتـعـاخكِخم الدرخســوخل‬
‫وتعليخم ديذنه‪ ،‬هذا هو أعظخم ال ي‬
‫فعخخخذوهخ عوعما نعـعهاخكِوم ععونهخ عفانوـتعـخهوا ]الحشر‪ ،[7 :‬وقال تعالى‪ :‬عوإذون تخذطيخعوهخ تعـوهتعخدوا ]النور‪.[54 :‬‬

‫ذ‬
‫سكختم به لن تضيلوا‪ :‬كِتا ع‬
‫ب ال وخسدنتي«َ‪.‬‬ ‫تَ فيكم ما إن تم د‬
‫وقال ‪ -‬عليه الصلةا والسلما ‪» :-‬تركِ خ‬

‫عباد ال‪:‬‬

‫صيلوا ععلعويذه عوعسلمخموا تعوسذليدما ]الحزاب‪ ،[56 :‬وقد‬ ‫ذ‬


‫صيلوعن عععلى الندبذمي عيا أعيـعها الدذيعن آعمخنوا ع‬
‫ذ‬
‫إذدن اللدهع عوعمعلئعكتعهخ يخ ع‬
‫عشرا«َ‪.‬‬
‫صلى ال عليه بها د‬ ‫واحدةا د‬
‫د‬ ‫علي د‬
‫صلةا‬ ‫قال ‪ -‬صلى ال عليه وسلم ‪» :-‬من صلدى د‬

‫‪-9 -‬‬
‫‪www.alharamain.sa‬‬
‫‪ 26/1/1435‬هـ‬ ‫للشيخ‪ :‬د‪ .‬علي الحذيفي‬ ‫صفات النبي ‪ -‬صلى ال عليه وسلم ‪-‬‬

‫سيد الولين والخرين وإماما المرسلين‪.‬‬


‫فصليوا وسلمموا على م‬

‫اللهم صمل على محمد وعلى آل محمد‪ ،‬كِما صلديتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم‪ ،‬إنك حميدد مجيد‪ ،‬اللهم‬
‫بــارك علــى محمــد وعلــى آل محمــد‪ ،‬كِمــا بــاركِتَ علــى إبراهيــم وعلــى آل إبراهيــم‪ ،‬إنــك حميــدد مجيــد‪ ،‬وس ـملم‬
‫تسليدما كِثيدرا‪.‬‬

‫اللهــم وارضع عــن الصــحابة أجمعيــن‪ ،‬وعــن الخلفــاء الراشــدين‪ ،‬الئمــة المهــديين‪ :‬أبــي بكــرء‪ ،‬وعخمــر‪ ،‬وعخثمــان‪،‬‬

‫وعليل‪ ،‬وعن سائر الصحابة أجمعين‪ ،‬اللهم وعن التابعين ومن تبذععهم بإحسـاءن إلـى يـوما الـدين‪ ،‬اللهـم وار ع‬
‫ض عنـدـا‬
‫معهم بممنك وكِرذمك ورحمذتك يا أرحم الراحمين‪.‬‬

‫الله ــم أعـ ـدز الس ــلما والمس ــلمين‪ ،‬الله ــم أعـ ـدز الس ــلما والمس ــلمين‪ ،‬الله ــم أعـ ـدز الس ــلما والمس ــلمين ي ــا رب‬
‫العالمين‪ ،‬الهم دممر أعداعءك أعداء الـدين‪ ،‬اللهـم انصـر خسـدنة سـميد المرسـلين‪ ،‬اللهـم انصـر خسـدنة سـميد المرسـلين‪،‬‬
‫اللهم انصر خسدنة سميد المرسلين‪ ،‬وأظذهرها في كِل زماءن ومكاءن يا رب العالمين‪.‬‬

‫س ـدنة س ـميد المرســلين محم ـءد ‪ -‬صــلى ال ـ عليــه‬ ‫ذ‬


‫ســكين العــاملين ب خ‬
‫اللهــم واجعلنــا وخذردياتنــا والمســلمين مــن الخمتم م‬
‫وسلم ‪.-‬‬

‫صا لوجهك‪ ،‬خمتدبذدعا‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬


‫صر من جاهعد في سبيلك لعلء كِلمتك‪ ،‬جاهعد خال د‬
‫صر عباعدك الخمومحدين‪ ،‬اللهم ان خ‬
‫اللهم ان خ‬
‫ب‬
‫ب السـلما والمسـلمين‪ ،‬اللهـم واخـخذل مـن حـار ع‬
‫رسوعلك ‪ -‬صلى ال عليـه وسـلم ‪ ،-‬اللهـم واخـخذل مـن حـار ع‬
‫ض هذا الدين يا رب العالمين‪.‬‬‫السلما والمسلمين‪ ،‬وأبغ ع‬

‫اللهم أبذطل مكعر أعداء السلما يا رب العالمين‪ ،‬اللهم أبذطل مكعر أعداء السلما وأبذطل ذخططهم التي يكي ـخدون‬
‫بها السلما يا قوي يا متين‪.‬‬

‫‪-10 -‬‬
‫‪www.alharamain.sa‬‬
‫‪ 26/1/1435‬هـ‬ ‫للشيخ‪ :‬د‪ .‬علي الحذيفي‬ ‫صفات النبي ‪ -‬صلى ال عليه وسلم ‪-‬‬

‫اللهــم اجعــل بلعدنــا آذمنــة‪ ،‬اللهــم اجعــل بلعدنــا آذمنـةد خمطمئندـدة‪ ،‬اللهــم احعفــظ بلعدنــا مــن كِــل شـلر ومكــروهء يــا رب‬
‫العالمين‪ ،‬اللهم واكِذفنا شدر الظالمين الخمععتدين إنك على كِل شيءء قدير‪.‬‬

‫اللهــم وفـمـق خــادماع الحرميــن الشـريفين لمــا تحــبي وترضــى‪ ،‬اللهــم وفمقــه لخهــداك‪ ،‬واجعــل عملعــه فــي ذرضــاك يــا رب‬
‫ضــى‪ ،‬اللهــم وارخزقــه الصـدحة‬
‫ب وتر ع‬ ‫العالمين‪ ،‬وألذبسه ثو ع‬
‫ب الصدحة يا رب العالمين‪ ،‬اللهم ومفق ولدي عهده لما تحـ ي‬
‫إنك على كِل شيءء قدير‪ ،‬اللهم ومفقهما لكل خير‪ ،‬ولما فيه الخيخر للسلما والمسلمين وهذه البلد إنك علــى‬
‫كِل شيء قدير‪.‬‬

‫اللهم إنا نسأخلك أن تغذفر لنا ما قددمنا وما أدخرنا‪ ،‬وما أسعررنا وما أعلدنا‪ ،‬وما أنتَ أعلخم به مدنا‪ ،‬أنتَ الخمقمدما وأنـتَ‬
‫الخمؤمخخر ل إله إل أنتَ‪.‬‬

‫ب إليها من قوءل وعمءل‪.‬‬


‫ب إليها من قوءل وعمءل‪ ،‬ونعوذخ بك من النار وما قدر ع‬
‫نسأخلك الجندةع وما قدر ع‬

‫اللهم اغذفر للمسلمين والمسلمات‪ ،‬والمؤمنين والمؤمنات‪ ،‬الحياء منهم والموات‪ ،‬اللهم اغذفر لموتانا ومــوتى‬
‫المسلمين يا رب العالمين‪.‬‬

‫ي عليهــم فــي‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬


‫صــر المســلمين الــذين ظخلمــوا واعتخـد ع‬
‫صر يا رب العالمين المسلمين الذين ظخلمــوا‪ ،‬اللهــم ان خ‬
‫اللهم ان خ‬
‫صــرهم علــى مــن ظلعمهــم وبغعــى عليهــم‪ ،‬واجعــل الــدائذعرعةا علــى‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫أمــوالهم وأعراضــهم وديــارهم وبيــوتهم‪ ،‬اللهــم ان خ‬
‫أعداذئك وأعداء المسلمين يا رب العالمين‪ ،‬إنك على كِل شيءء قدير‪.‬‬

‫اللهــم إنــا نعــوذخ بــك يــا رب العــالمين مــن شــماعتة العبــاد‪ ،‬ونعــوذخ بــك مــن ســوء القضــاء‪ ،‬وشــماعتة العــداء‪ ،‬ودرك‬
‫شقاء‪ ،‬اللهم إنا نعوذخ بك من زوال نعمتك‪ ،‬وخفجاءةا ذنقمذتك‪ ،‬وتحيول عافذعيتك‪ ،‬وجميعِ عسعخذطك‪.‬‬ ‫ال د‬

‫ب الدناذر ]البقرةا‪.[201 :‬‬ ‫ذ‬ ‫ذ ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ ذ‬


‫سنعةد عوقعنا عععذا ع‬ ‫عربدـعنا آتعنا في اليدنوـعيا عح ع‬
‫سنعةد عوفي اولخعرةا عح ع‬

‫‪-11 -‬‬
‫‪www.alharamain.sa‬‬
‫‪ 26/1/1435‬هـ‬ ‫للشيخ‪ :‬د‪ .‬علي الحذيفي‬ ‫صفات النبي ‪ -‬صلى ال عليه وسلم ‪-‬‬

‫عباد ال‪:‬‬

‫شــاذء عوالوخمونعكـ ـذر عواولبعـغوـ ـذي يعذعظخخكـ ـوم لعععلدخكـ ـوم‬


‫ســاذن عوذإيتعــاذء ذذي الوخقوربعــى عويعـ ونـعهــى ععـ ـذن الوعفوح ع‬ ‫ذ ذ‬ ‫ذ د‬
‫إدن اللـ ـهع يـعـأوخمخر بالوععـ ـودل عوا وذلوح ع‬
‫ضوا اولعيوعماعن بعـوععد تعـووذكِيذدعها عوقعود عجععولتخخم اللدهع ععلعويخكـوم عكِذفيدل إذدن‬ ‫تععذدكِخروعن )‪(90‬ـ عوأعووخفوا بذععوهذد اللدذه إذعذا ععاعهودتخوم عوعل تعـ ونـخق خ‬
‫اللدهع يعـوعلعخم عما تعـوفععخلوعن ]النحل‪.[91 ،90 :‬‬

‫يزدوكِم‪ ،‬ولذكِر ال أكِبر‪ ،‬وال يعلم ما تصنعون‪.‬‬


‫واذكِروا ال العظيم الجليل يذكِركِم‪ ،‬واشكروه على نعمه ذ‬

‫‪-12 -‬‬
‫‪www.alharamain.sa‬‬

You might also like