Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 105

‫الفلسفة‬

‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬


‫للصف الثالث الثانوي‪SE-SV-SG‬‬
‫(الدروس‪ ،‬المنهجية‪ ،‬نصوص ومواضيع‪ ،‬نبذة عن اهم الفالسفة)‬

‫من إعداد‪ :‬الدك تور بيار مالك‬


‫طبعة جديدة ومنقحة للعام الدراسي ‪2017-2016‬‬
‫‪www.philomalek.yolasite.com‬‬

‫‪1‬‬
‫الفهرس‬

‫الفهرس ‪ ...........................................................‬ص‪2 .‬‬

‫األول‪ :‬الدروس ‪ ..............................................‬ص‪3.‬‬


‫القسم ّ‬
‫تعريف الفلسفة ‪ ...........................................................‬ص‪4.‬‬

‫محور اإلنسان ‪ ........................................................................‬ص‪8 .‬‬

‫األول‪ :‬الوعي ‪ ............................................... .....‬ص‪9 .‬‬


‫الفصل ّ‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الالوعي ‪ .................................................‬ص‪12 .‬‬

‫الفصل الثالث‪ :‬الميول ‪ ...................................................‬ص‪25 .‬‬

‫الحسي ‪ ............................................‬ص‪32 .‬‬


‫ّ‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬اإلدراك‬

‫الفصل السادس‪ :‬الخيال ‪ .................................................‬ص‪42 .‬‬

‫محور المعرفة ‪ .......................................................................‬ص‪50 .‬‬

‫األول‪ :‬العلم والفلسفة ‪ ............................................‬ص‪51 .‬‬


‫الفصل ّ‬
‫الفصل الثاني‪ :‬العلوم الرياضية ‪ .........................................‬ص‪62 .‬‬

‫الفصل الثالث‪ :‬العلوم اإلختبارية ‪ ........................................‬ص‪70 .‬‬

‫الفصل الرابع‪ :‬علم اإلجتماع ‪ ............................................‬ص‪80 .‬‬

‫المنهجية ‪ ..........................................‬ص‪88 .‬‬


‫ّ‬ ‫القسم الثاني‪:‬‬

‫الفلسفية ‪ ....................................‬ص‪89 .‬‬


‫ّ‬ ‫األول‪ :‬بنية المقالة‬
‫الفصل ّ‬
‫الفلسفي ‪ ...................................‬ص‪92 .‬‬
‫ّ‬ ‫ص‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تحليل ال ّن ّ‬

‫القسم الثالث‪ :‬الفالسفة ‪ ..........................................‬ص‪96 .‬‬

‫‪2‬‬
‫القسم األول ‪:‬‬
‫الدروس‬
‫ّ‬

‫‪3‬‬
‫ما هي الفلسفة؟‬

‫تعريف الفلسفة‬

‫بدأ الحديث عن الفلسفة في الثقافة الغربية‪ ،‬في القرن السادس قبل الميالد بين مجموعة من المفكرين عرفت فيما بعد‬
‫باسم "ما قبل سقراط"‪ .‬من أهم أولئك المفكرين فيثاغورس‪ ،‬الذي صب اهتمامه إلى جانب مفكرين آخرين‪ ،‬على معرفة‬
‫كيفية تطور نظام الكون وعلى استكشاف مكوناته‪ .‬كانت الحكمة بالنسبة ألولئك المفكرين (ومنهم طاليس‬
‫وأنكسماندريس وكزينوفان وزينون‪ )...‬هي فهم الطبيعة‪ .‬أما بالنسبة لسقراط‪ ،‬الذي عاش في أثينا بعد حوالي قرن‪،‬‬
‫الحكمة هي معرفة أنه ال يعرف‪ .‬وهذا ما يعرف بالتهكم السقراطي أو فن التوليد الذي كان يتبعه في استخراج المعرفة‬
‫من الخصم إلفحامه هو نفسه‪.‬‬

‫لغويا كلمة فلسفة (‪ )Philosophie‬مركبة من كلمتين‪" :‬محب" ‪ • Philos‬و"الحكمة" ‪ .Sophia‬وتعني "دراسة‬ ‫‌أ‪-‬‬

‫وتعني "تعلم الحكمة"‪ : Tetsugaku، .‬في اليابانية‪ .‬وبالعودة إلى‬ ‫الحكمة"‪ : Je Shwe .‬في الصينية ‪.‬‬
‫الالتينية نجد سؤال هام ‪ :‬ما الحكمة ؟ إنها ‪:‬‬

‫• فهم الطبيعة ونظام الكون‬

‫• معرفة اإلله‬

‫• معرفة الذات اإلنسانية‬

‫الفلسفة من الداخل ‪:‬‬ ‫ب‪-‬‬


‫‌‬

‫‪ -1‬الفلسفة هي محاولة عقالنية لفهم الوجود وصياغته‪ ،‬ولإلجابة على األسئلة األساسية المتعلقة به‪.‬‬

‫المحاولة‪ :‬تعني مشروع مفتوح لكل االحتماالت ويبقى مفتوحا‪،‬‬

‫عقالنية ‪ :‬تعني أن ينبع الحل من العقل وليس من الوجدان أو الضمير‪ ،‬أو الغريزة مثل فرويد الذي فسر كل شيء‬
‫بالغريزة الجنسية ( مع االنتباه انه لم يكن فيلسوفا ‪ ،‬لكن للتوضيح ذكرناه كمثال) أو مثل األدب الذي يبني نظرته‬
‫للعالم انطالقا من العاطفة‪.‬‬

‫‪ -2‬الفلسفة نشاط أكثر منها مجموعة تعاليم‪ ،‬والفالسفة معنيون بصياغة األسئلة وفهمها قبل محاولة اإلجابة عليها‪.‬‬
‫السؤال أهم من اإلجابة عليه‪ ،‬ألنه يكثف المشكلة ويقطع نصف الطريق نحو اإلجابة‪ .‬مثال‪ ،‬في تحليل الجرائم‬
‫لمعرفة القاتل‪ ،‬أوال يتم طرح سؤال لماذا تم قتل المجني عليه ؟ من ثم يتم حل الجريمة‪ .‬واذا فهمنا من النشاط أنه‬

‫‪4‬‬
‫عمل العقل تكون الفلسفة مجموعة العمليات العقلية من إدراك وتحليل ودحض وتفنيد التي يقوم بها اإلنسان للوصول‬
‫إلى الحقيقة‪ .‬وهنا نجد أن الفلسفة تبدأ بالتساؤل ‪ ،‬حيث تطرح األسئلة الكلية من مثل‪ :‬من نكون؟ هل العالم موجود ؟‬
‫ما اإلله ؟ كيف نمتلك المعرفة حول أمر ما؟ هل يمكن أن نثبت أن العالم الخارجي موجود؟ ما هي الذات؟ كيف‬
‫يرتبط العقل بالجسد؟ كيف ترتبط الكلمات بمعانيها؟ هل نحن أحرار؟ هل اهلل موجود؟ هل هناك حياة ما بعد الموت؟‬
‫هل للحياة معنى؟‬

‫يدا للواقع‪ ،‬والتي شغلت‪ ،‬وما تزال‬


‫‪ -3‬وبشكل عام‪ ،‬تتناول الفلسفة الصفات والمالمح األكثر عمومية واألكثر تجر ً‬
‫تشغل‪ ،‬العقل البشري‪ ،‬والتي لم تتمكن فروع أخرى‪ ،‬كالعلم‪ ،‬من اإلجابة عنها‪.‬‬

‫‪ -4‬كانت معظم العلوم فيما مضى‪ ،‬كالفيزياء والفلك وغيرها‪ ،‬أجزاء من الفلسفة ومن ثم انفصلت عنها‪ ،‬مثالً‪:‬‬
‫الفيزياء أخذت تبحث في الكون والمادة وقد استقلت عن الفلسفة ‪.‬‬

‫‪ -5‬قد تتغير المواضيع التي تتناولها الفلسفة مع الزمن ومع تقدم الفروع األخرى‪ .‬في القرون الوسطى كان الدين او‬
‫اهلل هو مركز اهتمام الفلسفة‪ .‬في العصر الحديث‪ ،‬صار اإلنسان المركز على الرغم من أن بعض المواضيع‬
‫أصبحت مستقلة عن الفلسفة‪ ،‬لكنها ما زالت موضع اهتمام‬
‫الفالسفة‪ .‬من مميزات الفلسفة قدرتها على أن تتدخل في أي‬
‫موضوع‪ ،‬االبستمولوجيا مثال هي نتيجة تدخل الفلسفة بالعلم‬
‫فهي تعني ضبط مسار العلم وتحديد القطائع االبستمولوجية‬
‫‪.‬‬

‫جدا أن يتفق اثنان من الفالسفة حول كل‬


‫‪ -6‬من الصعب ً‬
‫المواضيع‪ .‬هل يتفق اينشتاين مع نيوتن إذن األمر نفسه في‬
‫الفلسفة وغيرها لكنها كميا في الفلسفة أكثر من غيرها‪.‬‬

‫الفروع األساسية في الفلسفة الغربية‬

‫الفلسفة ‪ = philosophy‬الميتافيزيقا (‪ +) Metaphysics‬االبستمولوجيا (‪ + )Epistemology‬االكسيولوجيا‬


‫(‪)Axiology‬‬

‫‪ ontology‬موضوعها الوجود ‪ +‬الثيولوجيا‬ ‫الميتافيزيقا ‪ Metaphysics‬يعني ما وراء الطبيعة = االنطولوجيا‬


‫‪ theology‬موضوعها اإلله ‪ +‬الكوزمولوجيا ‪ cosmology‬موضوعها الكون ‪ +‬االنثروبولوجيا ‪anthropology‬‬
‫موضوعها اإلنسان من حيث وجوده وأفعاله‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫االبستومولوجيا (نظرية المعرفة)‪" :‬ما هي المعرفة وما هي الحقيقة؟" أو بشكل عام "كيف نتعلم؟"‬

‫االكسيولوجيا موضوعها القيمة = االستطيقا (‪ ) aesthetics‬موضوعها الجميل (هل الجمال مسألة ذوق‪ ،‬أم أنه‬
‫شيء موضوعي؟ ما هي المعايير التي يجب على علم الجمال استخدامها للحكم على األعمال الفنية؟) ‪ +‬االثيقا‬
‫‪ ethics‬موضوعها الخير (ما هي القيم والمبادئ التي يجب‬
‫االعتماد عليها للحكم على تصرفات اإلنسان؟) ‪ +‬البولوتيكا‬
‫(السياسة ) ‪ politics‬موضوعها الحكم ‪.‬‬

‫مدارس فلسفية ‪:‬‬

‫ينقسم الفالسفة في مجموعات متقاربة في التفكير تُسمى مدارس‪،‬‬


‫فالواقعيون يشكلون مدرسة‪ ،‬والمثاليون مدرسة أخرى‪...‬‬

‫الواقعية والمثالية‪:‬‬

‫‪ .1‬هل العالم موجود باستقالل عنا؟ أو بصيغة أخرى هل نحن من يبني العالم بطريقة ما حسية؟ هل هذه الطاولة‬
‫موجودة ألننا نراها أي إذا غادرنا الغرفة هل يتالشى وجودها ؟ أي الفرق هنا بين المادية والمثالية‪ .‬في نفس المثال‪:‬‬
‫النجار الذي صنع الطاولة قام بصنعها بناء على مخطط او رسم هندسي يبين األبعاد بين األرجل وحجم السطح‬
‫وكيفية توضع كل منها إذن الفكرة سابقة على الخشب في صناعة الطاولة ؛ هذا ما يقوله المثالي ‪ ،‬بينما المادي فيقول‬
‫إن الخشب سابق في وجوده على الفكرة أو الرسم فهو من حرض التفكير على التساؤل عن المقصد من وجوده‪ ،‬ومن‬
‫ثم مادة الخشب اسبق من الفكرة في صناعة الطاولة ‪.‬‬

‫العقالنية والتجريبية‪:‬‬

‫‪ .1‬هل يمكن أن نعرف كل شيء عن العالم باستقالل عن التجربة؟‬

‫• العقالنية‪ :‬نعم‪ ،‬هناك معرفة مستقلة عن تجاربنا‪.‬‬

‫• التجريبية‪ :‬كال‪ ،‬كل معرفتنا عن العالم مستمدة من التجربة‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫لماذا ندرس الفلسفة؟‬

‫‪ -1‬لتحفيز القدرة على التصور الذهني حيث أنها تعلم كيفية بناء مفهوم الشجرة مثال ‪.‬‬

‫‪ -2‬لنزيد من قدرتنا على قبول وجهات نظر اآلخرين وفهم حقوقهم واحتياجاتهم‪ .‬حيث أن االرتفاع يعطينا القدرة‬
‫على رؤية المتناقضات أي من رؤية طرفي او سفحي الجبل المتناقضين‪.‬‬

‫‪ -3‬لنحرر أنفسنا من الضغوط التي تولدها االهتمامات الغريزية‪ .‬يتكون اإلنسان من العقل واألهواء والغرائز‬
‫وتشغيل العقل يؤدي إلى التحرر من ضغوط الغريزة والعاطفة واخضاعهما له‪.‬‬

‫غالبا‬
‫‪ -4‬لنحرر أذهاننا من األحكام المسبقة حول ما يعرف خطأ باسم "اإلنسان العملي"‪ ُ .‬تستخدم هذه الكلمة ً‬
‫لإلشارة إلى اإلنسان الذي ال يعترف إال باحتياجات الجسد المادية ويتجاهل ضرورة تغذية العقل اإلنسان‬
‫المكرس للعمل فقط دون أي بعد روحي أو فكري القادر على التكيف في جميع المواقف وجميع البيئات‬
‫والمهن ان هذا اإلنسان هو اإلنسان االستهالكي الفاقد للهوية صاحب األنا المتورم الذي يجعل من ذاته سلعة‬
‫في سوق بيع الشخصيات ‪ .‬وتحرير الذهن يعني ان نقف على مسافة منه بعبارة أخرى ان نراه من الخارج أي‬
‫ان نتحرر من ان نكون عمليين بذلك المعنى ‪.‬‬

‫‪ -5‬لخلق الحس النقدي لدينا‪ ،‬أي أال أكون مجرد متلقي لكل ما أسمع وأرى‪ ،‬بل أن أُع ِمل عقلي في المواضيع‬
‫المطروحة وأدقق بها بهدف نقد نقاط ضعفها وتكوين موقف مناسب منها وعدم اإلنجرار وراء الخطأ‪.‬‬

‫‪ -6‬لتدريب اإلنسان على التحليل والتفكير واإلقناع‪ ،‬بحيث يكون مؤهالً للقيادة فيما بعد وليس لإلنقياد‪.‬‬

‫‪ -7‬لخلق روح المواطنية لديه‪ ،‬وحب الوطن‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫محور اإلنسان‬

‫‪8‬‬
‫األول‪ :‬الوعي ‌‬
‫الفصل ّ‬
‫مقدمة‪‌ :‬‬
‫ّ‬
‫عرف بعض المفكرين والفالسفة القدماء اإلنسان بأنه "حيوان عاقل" يميز الخير من‬
‫الشر‪ .‬فإذا كان للحيوان نفس حيوانية محركة لبدنه‪ ،‬فلإلنسان باإلضافة إلى ذلك نفس‬
‫إنسانية تتميز بالعقل الذي يجرد المحسوسات فتصبح أفك ًارا‪ .‬واإلنسان بواسطة الوعي‬
‫يدرك الصور المجردة (األفكار) ويدرك ذاته‪ ،‬ويدرك أنه يدرك‪ .‬ولذلك‪ ،‬فقد كان هذا‬
‫الوعي مركز اهتمامات علماء النفس التقليديين‪.‬‬
‫‌‬

‫علم النفس التقليدي‪ :‬علم نفس الوعي‬ ‫‪.I‬‬

‫إن علم النفس التقليدي رفض إمكانية وجود "الوعي نفسي"‪ .‬فالالوعي هو جسدي‬
‫اعيا‬
‫اعيا وهو الوعي بذاته‪ .‬إن الوعي يترافق مع معنى المعرفة‪ ،‬أن أكون و ً‬
‫فقط‪ ،‬أما النفسي فال يمكن أن يكون إال و ً‬
‫يعني أن أفعل وأحس وأفكر وأن أعي ذلك كله‪ .‬تظهر أبعاد الوعي المعرفية الكاملة مع ديكارت (‪ ،)Descartes‬فلقد‬
‫وعيا أصيالً للذات في الكوجيتو (‪" )Cogito‬أنا أفكر إ ًذا أنا موجود"‪ ،‬وصار مدخالً إلى معرفة اهلل ومعرفة العالم‬
‫كان ً‬
‫"وعلمت أن هذه الحقيقة األولى‬
‫ُ‬ ‫الخارجي‪" .‬أنا أفكر إ ًذا أنا موجود" أي أنا ذات مفكرة واعية لذاتها‪ ،‬يقول ديكارت‪:‬‬
‫واألصيلة هي الركيزة األساسية التي كنت أبحث عنها إلقامة البناء الفلسفي الذي أريده"‪ ،‬واستقر تفكيره عند ثنائية‬
‫معتبر أن معرفة النفس هي أسهل من معرفة الجسد‪ .‬أن نفكر حسب ديكارت يعني أن نعي أننا نفكر‪،‬‬
‫ًا‬ ‫النفس والجسد‬
‫اعيا ال مدخل له في الفكر بل يرتبط كليًّا بالجسد‪ .‬فإن‬
‫وبالتالي فإن كل ما كان ال و ً‬
‫شعري ينبت وأظافري تنمو دون أن أحس بذلك‪.‬‬
‫والتزم آالن (‪ )Alain‬بالعقالنية الديكارتية‪ ،‬فإن الفكر كله وعي ومن الخطأ‬
‫اإلعتقاد بوجود ذات ال واعية متخفية وراء الذات الواعية‪ .‬كما التزم سارتر‬
‫(‪ )Sartre‬بعقالنية أستاذه آالن في إطار مذهب وجودي‪ ،‬فالحياة النفسية مبنية‬
‫على الذات الواعية‪ .‬وينحصر موضوع علم النفس في دراسة الكائن في وضع ما‪،‬‬
‫وجودا آخر‪.‬‬
‫ً‬ ‫فليس إ ًذا وراء الوجود الواعي‬

‫خصائص الوعي‬ ‫‪.II‬‬


‫‪ -1‬كما أنه ال يمكن التخلي عن الوعي ألنه من دون الوعي ال يوجد الوعي‪.‬‬
‫‪ -2‬الوعي هو الحدس‪ ،‬أي المعرفة األولية التي تساعد الفرد على اإلتصال بالعالم الخارجي‪ .‬إنه المعطى‬
‫ٍ‬
‫غيبوبة ال يستطيع أن‬ ‫األساسي للتفكير والمعرفة‪ ،‬وبدونه نفقد هذه القدرات‪ ،‬مثالً‪ ،‬اإلنسان الذي يكون في‬
‫يتصل بالعالم الخارجي‪ .‬باإلضافة إلى إدراك العالم الخارجي‪ ،‬يؤمن الوعي لصاحبه إدراك باطنه أي حياته‬
‫وعيا مسؤوالً‪ ،‬ألن اإلنسان‪ ،‬عندما يعي داخله والعالم الخارجي الذي يحيط به‪ ،‬يصبح‬
‫الداخلية‪ ،‬فهو بذلك ً‬

‫‪9‬‬
‫مسؤوالً عندما يحين وقت اتخاذ الق اررات‪ .‬هذا باإلضافة إلى أن الوعي ُيشعر صاحبه بوحدة شخصيته‬
‫وباستمرارها عبر الزمن‪ ،‬فاإلنسان السوي يعي ماضيه وشخصيته في كل صباح دون أن يكون بحاجة إلى‬
‫من يذكره بهويته أو بتاريخه (يلتقي هذا الموقف مع موقف برغسون)‪.‬‬
‫‪ -3‬والوعي هو القدرة على اإلختيار؛ فأنا أختار مهنتي من بين ٍ‬
‫مهن عديدة في حالة الوعي‪ .‬هذا يؤدي إلى القول‬
‫أن الوعي هو الذي يسمح لإلنسان بممارسة حريته‪ ،‬وبالتالي تحمل مسؤولية أفعاله‪ .‬في حالة غياب الوعي‬
‫تخف مسؤولية الفرد عن افعاله (يلتقي هذا الموقف مع موقف سارتر)‪ .‬انطالقًا من ذلك‪ ،‬يشعر كل منا أن‬
‫أيضا الجسدية (يلتقي هذا الموقف مع‬
‫الوعي هو الذي يتحكم باإلرادة‪ ،‬ليس فقط في حياتنا النفسية‪ ،‬بل ً‬
‫موقف آالن)‪.‬‬
‫‪ -4‬باإلضافة إلى أن الوعي يؤمن تكيفنا مع ما هو من حولنا(اإلندماج‬
‫بالبيئة)‪ ،‬كما في أثناء الحفالت أو السهرات‪ ،‬أنا بحاجة إلى وعيي لكي‬
‫أعيش حالة الفرح والترفيه‪ .‬أو عندما أقود سيارتي بطريقة أوتوماتيكية من‬
‫ٍ‬
‫تركيز كلي على حركاتي‪ ،‬فجأةً يقفز أمامي طف ٌل صغير‪ ،‬عندها‬ ‫دون‬
‫أصب كل تركيزي على الوعي لكي أتخلص من هذه المشكلة‪ ،‬ويكون‬
‫الوعي بالتالي سمح لي أن أخرج من شرودي وأن أتخلص من المتاعب‪.‬‬
‫‪ -5‬والوعي نوعان‪ :‬عفوي‪ ،‬يشترك فيها الطفل مع الراشد كالفرح والحزن‬
‫والخوف والغضب؛ وارادي‪ ،‬يختص بالراشد دون سواه‪ ،‬ويكون نتيجة حالة‬
‫عقلية تأملية‪.‬‬
‫أخيرا‪ ،‬الوعي هو توليفة‪ ،‬أي أنه المسؤول األول عن جمع األحاسيس الواردة من الحواس الخمس في فكرة‬
‫‪ -6‬و ً‬
‫واحدة‪ ،‬هي فكرة الحصان الموجود أمامي‪.‬‬
‫‪ -7‬كما أن الوعي هو القدرة على االستنتاج‪ ،‬فمن دون وعيي لما استطعت أن أفكر بإيجاد مخرج للمسائل‬
‫المتناقضة‪.‬‬

‫منهج دراسة الوعي‪:‬‬ ‫‪.III‬‬


‫ولكن كيف تتم دراسة هذا الوعي النفسي؟ ‌‬
‫كل علم يتميز عن غيره من العلوم بموضوعه الخاص وبمنهجه‪ .‬وعلم‬
‫النفس التقليدي موضوعه الوعي ومنهجه اإلستبطان‪.‬‬
‫اإلستبطان هو دراسة تحليلية للحياة الداخلية‪ .‬اإلستبطان هو أن يقوم كل‬
‫واحد من الناس بالتأمل والتبصر بذاته‪ ،‬كي يدرس ذاته بذاته‪ .‬إنه دراسة األنا‬
‫لألنا‪ .‬إن الذات اإلنسانية‪ ،‬في وعيها للعالم الخارجي‪ ،‬تشعر أنه مختلف عنها‬
‫تمام اإلختالف‪ ،‬وتحاول أن تفهمه انطالقًا من الفكر وقدراته؛ ولكن عندما تعود هذه الذات إلى الحياة الداخلية‪ ،‬تُدرك‬
‫بوضوح ما تعيشه من أحوال؛ فأنا الحزين وأنا المحب‪ ،‬وأنا وحدي من يعاني ذلك‪ ،‬وأنا أدرى الناس بأحوالي‪ ،‬وال يمكن‬
‫‪10‬‬
‫تماما ما أعيش‪ .‬إ ًذا‪ ،‬يقوم االستبطان على عودة اإلنسان إلى نفسه ومعرفة خفاياها ألنها ال تظهر إال‬
‫ألحد أن يعيش ً‬
‫تماما بما يفكر وبنواياه الحقيقية وعواطفه وميوله وحقيقة مواقفه وكل ما يدور حوله‪.‬‬
‫له‪ ،‬فهو الوحيد الذي يعرف ً‬
‫فالجانب النفسي عنده مكشوف بالكامل امام وعيه ومخفي عن اآلخرين‪ .‬ولكن‪ ،‬هل يمكن اعتبار هذه الطريقة علمية‪،‬‬
‫والنتائج التي تصل إليها موضوعية؟‬

‫نقد اإلستبطان‪:‬‬ ‫‪.IV‬‬


‫ال يمكن أن تكون هذه الدراسة علمية لألسباب التالية‪‌ :‬‬
‫‪ -‬أنها ال تؤمن مراقبة موضوعية لحياتنا الداخلية‪ .‬إذ أن الدارس (األنا) هو نفسه المدروس (األنا)‪ ،‬وقد‬
‫اختصر "كونت" المشكلة في مماثلة مشهورة‪ :‬فإننا ال نستطيع أن نقف وراء النافذة لنرى أنفسنا نسير في‬
‫الشارع‪‌ .‬‬
‫‪ -‬إنها مستحيلة وبخاصة في دراسة الحاالت اإلنفعالية‪ .‬ال يمكنني مثالً‪ ،‬أن أكون في حالة هلع وأن أدرس‬
‫أيضا إلى‬
‫في هذه الحالة هلعي‪ .‬كذلك األمر في الغضب والغيبوبة‪ .‬لذلك كانت السير الذاتية مفتقرة ً‬
‫الموضوعية‪‌ .‬‬
‫فغالبا ما‬
‫‪ -‬ال يمكن دراسة ذاتنا من غير أن ننحاز لصالح ذاتنا‪ً .‬‬
‫نعرف ذاتنا على غير حقيقتها ألننا ال نرغب في معرفتها على‬
‫حقيقتها‪‌ .‬‬
‫‪ -‬إذا صحا اإلستبطان على ٍ‬
‫أمور فكرية بعد فترة من حصولها‪،‬‬
‫فإن مثل هذا اإلستبطان المتأخر عن حصول أحوال عاطفية‬
‫مفتقر للدقة‪ ،‬فهو في اغلب‬
‫ًا‬ ‫يكون مزيفًا أو على أقل تقدير‬
‫األحيان عملية بناء جديدة لهذه األحوال‪.‬‬
‫لقد واجه االستبطان معارضة شديدة من قبل علماء النفس السلوكيين الذين يعتبرون أن‬ ‫‪-‬‬

‫سلوك اإلنسان الظاهر كفيل بكشف شخصيته بطريقة علمية وموضوعية‪.‬‬

‫‌‬
‫‌‬
‫‌‬
‫‌‬

‫‌‬

‫‪11‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الال وعي‬
‫‌‬

‫مقدمة‪‌ :‬‬

‫اضحا أن فكرة الالوعي بقيت مجهولة‪ ،‬بل مرفوضة من علماء النفس‬


‫بات و ً‬
‫ردحا طويالً من الزمن‪ .‬ذلك أن الوعي كان يشكل الموضوع الوحيد لعلم‬
‫التقليديين ً‬
‫النفس‪‌ .‬‬
‫غير أن بعض الظواهر النفسية الخارجة عن إطار الوعي‪ ،‬كالنوم والنسيان‬
‫والتصرف اآللي‪ ،‬أدت إلى افتراض وجود الالوعي‪ .‬وقد بدأ هذا المفهوم يتردد على‬
‫ألسنة بعض الفالسفة مثل اليبنز (‪ )Leibniz‬والروشفوكو (‪،)La Rochefoucauld‬‬
‫وروسو وماركس وغيرهم‪‌ .‬‬
‫نهائيا مع "سيغموند فرويد" (‪ ،)Sigmund Freud‬الذي بنى نظرية‬
‫وتمكن مفهوم الالوعي أن يفرض نفسه ً‬
‫متماسكة تنطلق من الالوعي لتصل إلى التحليل النفسي‪ُ ،‬مقدمة بذلك خدمات كبرى لعلم النفس‪ .‬وهذا ما دفع‬
‫بالفيلسوف وعالم النفس األميركي وليام جيمس (‪ )William James‬إلى القول‪" :‬إن الالوعي هو أهم اكتشاف حصل‬
‫في القرن التاسع عشر"‪‌ .‬‬

‫‌‬

‫الفرويدي‪‌ :‬‬ ‫نظرية الالوعي‬ ‫‪.I‬‬

‫إن الالوعي هو جزء هام من الشخصية‪ ،‬يحتوي على مجموع الميول والغرائز‬
‫والرغبات والقوى النفسية الباطنية التي تحاول التعبير عن نفسها والظهور بشتى‬
‫الوسائل‪ .‬تؤدي دراسة الالوعي إلى فهم أفضل لتصرفات اإلنسان (وجهة نظر‬
‫فرويد)‪‌ .‬يمكن تشبيه الالوعي بالجزء الكبير من جبل الجليد المطمور تحت سطح‬
‫المياه‪ .‬وان الجزء الصغير الذي يبرز فوق سطح المياه هو الوعي‪‌ .‬‬
‫اعتبر فرويد أن الوعي قاصر بشكل كبير عن تفسير الكثير من الظواهر‬
‫النفسية واألفعال التي يمر بها اإلنسان‪ .‬ودعا إلى ضرورة التخلي عن المبالغة في‬
‫خصوصا إذا ما أردنا أن نفهم الحياة النفسية‬
‫ً‬ ‫دور الوعي لصالح الالوعي‪،‬‬
‫بالعمق‪.‬‬
‫تتكون الشخصية‪ ،‬بالنسبة لفرويد‪ ،‬في ما قبل السنة السادسة "فإن معرفة‬
‫حوادث الطفولة هي المدخل األمثل لفك رموز وتعقيدات الشخصية‪ ،‬قال‬
‫الشاعر"ورد ورس" في مجال كالمه على أثر حوادث الطفولة في تكوين شخصية‬
‫اإلنسان الراشدة‪" :‬إن الطفل هو أب الرجل"‪ ،‬وان الصدمات النفسية في فترة‬

‫‪12‬‬
‫الطفولة وعالقة الطفل بعائلته هي العوامل األساسية لفهم سلوكه‬
‫في المراحل الالحقة‪.‬‬
‫كما أعطى فرويد‪ ،‬األولوية لالوعي‪ ،‬حين شبه الذات‬
‫اإلنسانية ببناء مكون من ثالثة طوابق‪‌ :‬‬
‫األول‪ ،‬هو عمق الحياة النفسية المكونة من القوى‬
‫الطابق ّ‬
‫الغريزية الالواعية "الهو" (‪ )ça‬وأهمها عند فرويد الغريزة الجنسية‬
‫التي تتساوى بالشهوانية الجسدية العامة‪ ،‬وقد تحدث عنها فرويد‬
‫بإسهاب‪ ،‬حين اعتبر أن أكثر المواضيع المكبوتة كانت متعلقة‬
‫بالحياة الجنسية‪ .‬وتعود هذه الغريزة بحسب فرويد إلى مراحل‬
‫الطفولة وخالل الحياة الجنينية‪ ،‬فهي بهذا المعنى مردودة إلى الشهوانية الجنسية المنتشرة في عموم الجسد ( ‪La‬‬
‫‪ )Libido‬والتي تبحث عن اللذة الحسية بمعناها العام‪ .‬إ ًذا تضغط هذه الغرائز المكبوتة من أعماق النفس محاولةً‬
‫الظهور على مسرح الذات الواعية‪‌ .‬‬
‫الطابق الثاني‪ ،‬ويتكون من الذات الواعية "األنا" (‪ )Moi‬الواقعة في الوسط بين ضغط الغرائز وضرورة‬
‫المالءمة مع الواقع الخارجي فهي في مسرح النزاعات‬
‫الضاغطة من أسفل ومن أعلى‪.‬‬
‫الطابق الثالث‪ ،‬األنا األعلى (‪ )Sur moi‬األخالقية‪.‬‬
‫وتفرض األنا األعلى رقابة صارمة على الذات المتوسطة‬
‫وتملي عليها أوامر رادعة وتهددها بالعقاب معبرة بذلك عن‬
‫دور السلطة العائلية في تكوين شخصية الطفل‪ .‬ويؤدي‬
‫الضغط من أعلى إلى كبت الغرائز‪ ،‬وينبه فرويد إلى أن األنا‬
‫األعلى عند الصبي هي أشد قوة منها عند البنت‪.‬‬
‫وحججا تؤكد‬
‫ً‬ ‫ولتدعيم موقفه من قصور الوعي في تحديد وفهم مجمل تصرفات اإلنسان‪ ،‬أعطى فرويد أدلة‬
‫وجود الالوعي ودوره الواسع في تحديد الحياة النفسية‪ ،‬منها‪:‬‬
‫معظم ما يجري على مستوى الجسد من دقات القلب والتنفس والهضم‪ ،‬يحدث دون أن يكون في مجال‬ ‫‪-1‬‬

‫وعينا‪ .‬كذلك العادات والخصال التي نكتسبها وتصبح جزًءا من سلوكنا اليومي دون أي دور للوعي فيها‪.‬‬
‫الحاالت النفسية المرضية كالعصاب والذهان والهستيريا والقلق والوساوس‪ ،‬وكلها ناتجة عن خلل سببه‬ ‫‪-2‬‬

‫الصراعات النفسية الحالية أو الماضية ‪-‬التي حدثت في الطفولة‪ -‬بين الهو واألنا األعلى؛ وجميعها ليس‬
‫لها سبب جسمي بيولوجي‪ ،‬بل ترجع إلى الالوعي الذي يتحكم بشخصية اإلنسان وسلوكه‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫المواقف العاطفية الفورية والمفاجئة‪ ،‬كالحب من النظرة األولى‪ ،‬أو‬ ‫‪-3‬‬
‫ٍ‬
‫شخص ما‪ ،‬التي ال مبرر واضح‬ ‫الكره أو المواقف العدائية من‬
‫لها‪.‬‬
‫‪ -4‬زالّت اللّسان‪ :‬وعرف فرويد زالت اللسان أنها كلمات تُذكر بطريقة‬
‫بالغا بهذه‬
‫اهتماما ً‬
‫ً‬ ‫الواعية في مجرى الكالم‪‌ .‬وقد اهتم فرويد‬
‫الظاهرة‪ ،‬ففي حين نعتبرها نحن كلمات بريئة وغير مقصودة‪ ،‬فإن‬
‫فرويد يتوقف عند معانيها الباطنة الدقيقة‪ ،‬مثالً‪ :‬رئيس مجلس يقع‬
‫في زلة لسان عندما يعلن اختتام الجلسة في لحظة افتتاحها‪ ،‬لقد كان بين الحضور خصوم ألداء‬
‫سيتناولون الكالم في الجلسة‪ ،‬فعبر رئيس المجلس عن موقفه السلبي الالواعي من هذا الحضور‪ .‬إ ًذا فإن‬
‫زلة اللسان تعبر عن نوايا الواعية‪.‬‬
‫‪ -5‬األفعال التائهة‪ :‬هي أفعال تجري من غير قصد فاعلها وتعبر عن الرغبة الالواعية لصاحبها‪‌.‬‬
‫أحيانا إلى الالوعي‪ ،‬فإن نسيان‬
‫‪ -6‬النسيان‪ :‬كذلك النسيان‪ ،‬فإنه يعود ً‬
‫دائما فعالً بر ًيئا وغير مقصود‪ ،‬بل قد يخفي وراءه‬
‫موعد ليس ً‬
‫عدوانية‪ :‬يضرب فرويد مثالً عن زوج متوتر العالقة مع زوجته‬
‫يتلقى منها هدية كتاب مطالعة ويشكرها على لفتتها الجميلة ويعدها‬
‫تماما أين وضعه‪.‬‬
‫بقراءة الكتاب‪ ،‬ثم يضعه في مكان؛ لكنه ينسى ً‬
‫تمضي شهور وتمرض والدته فتلقى من زوجته عناية جيدة‪ ،‬يفرح‬
‫الرجل من فعل زوجته‪ ،‬وعندما يعود إلى البيت ذات مساء ويفتح‬
‫ار كما لو كان تحت تأثير تنويم مغناطيسي فيقع حاالً على الكتاب المفقود؛ نستنتج من هذا المثل‪ ،‬أنه‬
‫جرًا‬
‫عندما زالت الخلفية العاطفية المانعة وجد الزوج الكتاب‪.‬‬
‫‪ -7‬األحالم‪‌:‬وهي‌غالبًا‌ما‌تكون‌حارسة‌لعمليّة‌النوم‪‌،‬او‌تعبيرًا‌عن‌رغبات‌مكبوتة‪‌،‬أو‌كاشفةً‌ألحوال‌نفسيّة‌‬
‫ال‌واعية‌من‌خالل‌بعض‌الرموز‌واإلشارات‪.‬‬
‫‌‬
‫‌‬
‫نقد نظرية الالوعي الفرويدي‪:‬‬ ‫‪.II‬‬

‫بالرغم من محاولة فرويد إعطاء صبغة علمية لنظريته‪ ،‬فقد واجهت هذه النظرية‬
‫معارضة كبيرة‪ ،‬وصوالً إلى اتهام فرويد بالهلوسة‪ .‬من أهم االنتقادات التي ُوجهت‬
‫لفكرة الالوعي‪:‬‬
‫‪ -1‬إصرار فرويد على اعتبار أن الغريزة الجنسية تتحكم المواليد الجدد‬
‫واألطفال‪ ،‬وفي ذلك مبالغة ال شك فيها‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫‪ -2‬تعميم فرويد نظريته على كل الناس وكل المجتمعات‪ ،‬ولم يأخذ بعين االعتبار الفروقات الفردية عند‬
‫البشر والثقافات االجتماعية المتنوعة‪ .‬وقد تبين خطأ هذا التعميم وذلك بعد انشقاق ألمع تلميذين عنه‬
‫ورفضهما لتعميم نظريته‪.‬‬
‫‪ -3‬تركيز فرويد الكبير على الجانب الفيزيولوجي (الغرائز) لتفسير الجانب النفسي لإلنسان دفع بالبعض‬
‫ٍ‬
‫أحيان كثيرة لم يقدم الحل للمرضى‬ ‫لنعته بالمادية واإللحاد‪ .‬القول بأن االعتماد على الالوعي في‬
‫النفسيين بل عقد األمور وزاد من خطروتها‪.‬‬
‫‪ -4‬إن وجود الرغبات في أصل األعمال اإلنسانية ال ينفي دور الوعي كقوة مؤثرة ومنظمة‪.‬‬

‫النفسي‪‌ :‬‬ ‫منهج التحليل‬ ‫‪.III‬‬

‫يتساوى غرض منهج التحليل النفسي عند فرويد مع منهج التطهير القائم على إرجاع فكرة ال واعية مسببة‬
‫إلضطرابات نفسية إلى منطقة الوعي‪ ،‬فإن الحدود بين الالوعي‬
‫قطعا مغلقة‪‌ .‬‬
‫والوعي ليست ً‬
‫وقد فضل فرويد منهج التحليل النفسي على منهج التنويم‬
‫متبعا من قبل‪ ،‬ألن هذا المنهج األخير يسحق‬
‫المغناطيسي الذي كان ً‬
‫شخصية المريض أمام شخصية طبيبه فضالً عن أن نتائجه مؤقتة‪،‬‬
‫وال يخلو هذا المنهج من الذهنية السحرية القائمة على فكرة السيطرة‪‌ .‬‬
‫والمعالجة بالتحليل النفسي طويلة‪ :‬فهي تتطلب عدة جلسات أسبوعية على مدى سنوات‪ُ ،‬يدعى فيها المريض‬
‫لإلستلقاء براحة تامة على أريكة والمبادرة بالكالم بحرية كاملة من‬
‫عفويا‬
‫ً‬ ‫دون إهمال أي شيء يرد على خاطره‪ .‬وينتقل المريض‬
‫وبالتدرج من حديث في العموميات إلى خصوصياته التي ال تخلو‬
‫من ضيق وحرج‪ ،‬ويكون الطبيب في غاية اإلنتباه‪ ،‬يسجل ما‬
‫يسمعه ملتفتًا إلى كلمات تبدو مهمة للغوص في نفسية مريضه‪‌ .‬‬
‫وقد يتوقف المريض فجأةً في مسيرة التداعي‪ ،‬فهذه الوقفات المفاجئة باإلضافة إلى حاالت الصمت الطويلة‬
‫والتغيب عن جلسات المعالجة والكالم غير الالئق الموجه إلى الطبيب تشكل حواجز مانعة تؤدي إلى تقاعس همة‬
‫المريض عن كشف أحواله الالواعية‪ ،‬وتعني هذه المقاومة الالواعية استمرار الكبت‪ .‬يحاول المريض تحاشيها فيقوم‬
‫الطبيب بتحليل ما يظهر عند مريضه من زالت اللسان وأفعال تائهة (ناقصة) ونسيان وأحالم‪ ،‬وهي جميعها براهين‬
‫قوية على وجود الالوعي‪.‬‬
‫‌‬
‫األحالم‪ :‬كانت األحالم خاضعة قبل فرويد لتفسير ما ورائي يردها إلى قوة منظورة فائقة الطبيعة تصنع أحالم النائم‪.‬‬
‫نفسيا فردها إلى جذور الحياة النفسية‬
‫تفسير ً‬
‫ًا‬ ‫لكن وجه اإلبتكار عند فرويد أنه تجاوز هذين الحلين وأعطى لألحالم‬
‫الالواعية‪ ،‬فصارت األحالم تعبر عن ذات الشخص وليست غريبة عنه‪ .‬إن الحلم يعبر‪ ،‬حسب فرويد‪ ،‬عن رغبات‬

‫‪15‬‬
‫اإلنسان الالواعية؛ فهو إ ًذا ذو معنى إنساني وشخصي‪ .‬فالحلم هو حارس عملية النوم‪ ،‬فعندما أحلم أنني عطشان‬
‫وأنني أشرب‪ ،‬فإن ذلك يساعدني على اإلستمرار في النوم إلى أن أستيقظ وأشرب بالفعل‪.‬‬
‫إن أكثر األحالم تعبر عن رغبات مكبوتة من األفضل أن تتابع مجراها الالواعي‪ .‬ويكون اإلنسان في حال‬
‫خاضعا لرقابة هي مزيج من ضغوطات أخالقية واجتماعية ودينية وقواعد سلوكية‪ .‬وتؤدي هذه الرقابة‬ ‫ً‬ ‫يقظته‬
‫الضاغطة إلى كبت الرغبات التي تتخفى دون أن تختفي في الحقيقة وتنتظر واهنةً وتعبةً في الرقابة لتعود فتظهر إلى‬
‫موضوعا للتأويل تكشف لنا خفايا النفس‬
‫ً‬ ‫مسرح الواقع متنكرة وعلى درجة كبيرة من الرمزية؛ لذلك كانت األحالم‬
‫علما بأن األحالم ال تحمل كلها عالمات مرضية‪ .‬فقد تكون تحقيقًا لرغبة عادية كمثل الطفل الذي‬
‫وأعماقها الالواعية‪ً ،‬‬
‫ذكره فرويد‪ ،‬وكان قد اضطَُّر إلى تقديم ما معه من كرز لرفاقه فرأى‬
‫ٍ‬
‫مليئة بالكرز أكلها‬ ‫في المنام ما يعوض عن حرمانه‪ ،‬فكان أمام سل ٍة‬
‫بأكملها‪‌ .‬‬
‫ويذكر العالم "فرينك" أن إحدى مريضاته ذكرت له أنها رأت‬
‫في المنام‪ ،‬أنها اشترت من مخزن فخم قبعة جميلة سوداء غالية الثمن‪،‬‬
‫أدى تحليل هذا الحلم إلى أن زوج هذه المرأة مريض طاعن في السن‬
‫تعبير عن‬
‫وبخيل‪ ،‬وأنها واقعة في حب شاب جميل وغني‪ .‬فكان الحلم ًا‬
‫مجموعة رغبات أخرجها الالوعي بطريقة رمزية‪ .‬فإن القبعة الجميلة‬
‫تعني رغبتها في إغراء عشيقها‪ ،‬والثمن الباهظ يعني رغبتها في المال‪،‬‬
‫أما القبعة السوداء فهي رمز الحداد ورغبة في التخلص من زوجها‬
‫المريض‪‌ .‬‬
‫فإن صاحب المزاج السوداوي يحلم مثالً أنه يغرق في بحر هائج‪ ،‬وضيق النفس يؤدي إلى الوقوع في كوابيس‪.‬‬
‫والحرمان الطويل من الطعام والشراب يؤدي إلى أحالم زاخرة بطيبات الطعام والشراب‪‌ .‬‬
‫‌‬
‫‌‬

‫لفرويد) ‌‬ ‫تقويم منهج التحليل النفسي ونظرياته‪( :‬نقد‬ ‫‪.IV‬‬

‫إنه منهج ثوري‪ ،‬لقي ردات فعل‪ ،‬لكنه أكد فعاليته فصحح‬
‫كثير من المفاهيم النفسية‪ .‬لكن الخطأ هو في تحويل هذا المنهج‬
‫وأكمل ًا‬
‫إلى نظرية (نظرية الالوعي) تدعي تفسير جميع مظاهر الثقافة‬
‫اإلنسانية من علوم وفنون ومذاهب وفلسفات وتقنيات‪ ،‬وجميع حقائق‬
‫السلوك وقيمه من أنظمة حكم وقواعد أخالقية‪ ،...‬ما هي إال تعابير‬
‫مختلفة عن المكبوت الجنسي الالواعي‪ .‬وبالتالي فهناك إستحالة للبحث‬
‫عن جذور فنية أصيلة‪ .‬من هنا لحقت بنظرية التحليل النفسي تهمة المادية‪ ،‬ألنها ال ترى في الفنون سوى الجانب‬
‫وخصوصا الجنسية منها‪ .‬قد يناسب هذا النوع من التفسير‬
‫ً‬ ‫المادي الذي يرد أصل هذه الفنون إلى غرائز مكبوتة‬

‫‪16‬‬
‫ٍ‬
‫ظروف خاصة بهم‪ ،‬لكنه ال يستوعب الحقيقة الفنية والعلمية والدينية للنفس اإلنسانية‪ .‬فإن التحليل‬ ‫أشخاصا في‬
‫ً‬
‫النفسي ال يفسر من الفن سوى أقل ما فيه من فن‪ ،‬وال يمكن أن يفسر فروقات العبقرية بين فنان وآخر؛ وال أن يتفهم‬
‫التسامي األخالقي والديني األصيل‪ ،‬فإن هذه األصالة ال تُفهم إال بالعودة إلى غير جذور الغرائز المادية‪ .‬فعلينا هنا‬
‫الرجوع إلى الميول الروحية عند اإلنسان‪ .‬كما أن تفسير القاعدة المادية للسلوك يشكو من تجاهل لعناصر كثيرة تؤثر‬
‫في الشخصية كالعناصر اإلجتماعية العامة والعرقية والتاريخية والثقافية‪ ،‬فهذه عناصر أهملها فرويد‪ .‬فإذا صح هذا‬
‫المنهج لمعالجة الحاالت المرضية‪ ،‬فلن تكون نظرية كافية لشرح الشخصية ولفهم اإلنسان‪‌ .‬‬
‫‌‬

‫فرويد‪‌ :‬‬ ‫ما بعد‬ ‫‪.V‬‬

‫نظرية أدلر (‪ :)Adler‬عقدة النقص ‌‬


‫يقلل أدلر من أهمية الغريزة الجنسية التي تحدث عنها فرويد‪ ،‬ويؤكد على الحاجة إلى إثبات الذات‪ .‬إن أصل‬
‫األمراض النفسية ليس في مشكلة جنسية بقدر ما هو في إحساس بالنقص‪ ،‬هكذا كانت غراميات دون جوان ( ‪Don‬‬
‫تعويضا عن تشوه عضوي في قدمه‪ ،‬فيكون وراء الجنسية المادية رغبة نفسية هي إثبات الذات والقدرة على‬
‫ً‬ ‫‪)Juan‬‬
‫السيطرة‪‌ .‬‬
‫‌‬
‫نظرية يونغ (‪:)Jung‬‬
‫قسم يونغ الناس إلى نوعين‪‌ :‬‬
‫‪ -‬المنفتح الذي يحب المجتمع وال يستطيع أن يعيش خارج‬
‫نطاق هذا المجتمع‪‌ .‬‬
‫‪ -‬المنغلق على ذاته الذي يخاف الناس ويفضل العزلة‪‌ .‬‬
‫كما اكتشف يونغ أن الوعينا محكوم بمواضيع خرافية عن اآللهة‬
‫والعمالقة والوحوش والسحرة والذئاب الكاسرة‪ .‬فإن الوعينا الفردي المكون‬
‫أيضا في تاريخ النفس البشرية ويحمل‬‫من تجاربنا الشخصية يغوص ً‬
‫أيضا همومها‪ :‬النزاعات‪ ،‬الحروب‪ ،‬الثورات‪ ،‬المجاعات‪ ،‬األوبئة؛ إن جميع هذه الكوارث التي نزلت بالبشرية تنعكس‬
‫ً‬
‫دائما إلى ثقافة وعرق‪ ،‬ثم إلى البشرية عامةً في كل ٍ‬
‫زمان ومكان‬ ‫أيضا في الوعينا الفردي من حيث أننا ننتمي ً‬‫ً‬
‫(الوعي جماعي أو عام)‪ ،‬ويبقى الالوعي العام غارقًا في الالوعي الفردي‪.‬‬
‫‌‬
‫أساليب التحليل النفسي المعاصرة‪:‬‬
‫إنها إختبارات اخترعها المحللون بعد فرويد إلكتشاف الالوعي‪ ،‬وهي إختبارات إسقاطية؛ فإننا كما يقول فرويد‬
‫ُن ِ‬
‫سقط من خالل إدراكنا للعالم الخارجي مشاعرنا وأفكارنا بطريقة الواعية على األشياء‪ ،‬وقد طور علماء النفس‬
‫األميركيون والسويسريون تقنيات إسقاطية نذكر منها‪‌ :‬‬

‫‪17‬‬
‫‪ -‬إختبار رورشاخ (‪ :)Test de Rorschach‬نطوي ورقة‬
‫ويطلب‬
‫وعرضا على نقطة حبر موضوعة في وسطها‪ُ ،‬‬
‫ً‬ ‫طوالً‬
‫ويكرر‬
‫المتكون على غير نظام‪ُ ،‬‬
‫من أشخاص تأويل الشكل ُ‬
‫هذا اإلختبار على عشرة نماذج‪ ،‬وتتم في هذه اإلختبارات‬
‫حاالت إسقاط تكشف خفايا الشخصية وطبائعها‪‌ .‬‬
‫‪ -‬إختبار موراي (‪ :)Murray‬إنه مكون من ثالثين لوحة‬
‫عليها أوضاع شخصيات متنوعة ومعبرة‪ُ .‬يطلب من‬
‫الشخص تصور قصة عما يراه‪ ،‬فيكون اإلسقاط هنا من‬
‫خالل إستحباب أو نفور مما يشاهده على اللوحات المعبرة‪‌ .‬‬
‫‪ -‬إختبار سوندي (‪ :)Szondi‬عشر مجموعات من الصور في‬
‫كل مجموعة صورة صنف من الطباع‪ُ .‬يطلب من الشخص‬
‫أن يختار من كل مجموعة ما ُيسرهُ وما ُينف ُرهُ‪ ،‬فتنكشف بذلك‬
‫ميول الشخص المكبوتة‪‌ .‬‬
‫تقنيات األلعاب‪ :‬هذا إختبار خاص باألطفال‪ ،‬فإن الطفل‬
‫ُيسقط على األلعاب ما يحمله في نفسيته‪‌ .‬‬

‫‪18‬‬
‫الرسمية‬
‫ّ‬ ‫الفلسفية للمواضيع الشائعة في اإلمتحانات‬
‫ّ‬ ‫تصاميم المقاالت‬
‫‪ -1‬الوعي والالوعي‪.‬‬
‫األول‪:‬‬
‫االحتمال ّ‬
‫إذا كان الموضوع المطروح يركز على أهمية الوعي في الحياة النفسية‪ ،‬أو ينتقد الالوعي‪.‬‬
‫المقدمة‪ :‬مقدمة الوعي ‪ +‬يتناول هذا الموضوع مسألة أهمية الوعي في الحياة النفسية‪ ،‬وفي هذا اإلطار اعتبر‬
‫ّ‬
‫بعض الفالسفة والمفكرين أن الحياة النفسية بأكملها تقوم على الحضور الكلي للوعي‪ ،‬في حين أن مصطلح‬
‫الالوعي هو تناقض في التعبير‪.‬‬
‫اإلشكالية‪ :‬ما هو الوعي؟ هل الوعي يلعب الدور األساسي في حياة اإلنسان النفسية‪ ،‬في حين أن فرضية‬
‫ّ‬
‫ئيسيا فيها؟‬
‫دور ر ً‬
‫حاضر بقوة في هذه الشخصية ويلعب ًا‬
‫ٌ‬ ‫الالوعي هي فرضية غير مشروعة؟ أم أن الالوعي‬
‫شرح‪ :‬في الواقع‪( ...،‬علم نفس الوعي ‪+‬خصائص الوعي ‪+‬منهج دراسة الوعي)‬ ‫ال ّ‬
‫المناقشة‪ :‬في المقابل‪( ...،‬نقد اإلستبطان ‪ +‬نظرية الالوعي الفرويدي)‪.‬‬
‫التوليفة‪ :‬عمل حر (بإمكان المتعلم أن يستند إلى تقويم منهج التحليل النفسي‪ +‬ما بعد فرويد)‬
‫الرأي الشخصي‪ :‬اإلجابة على السؤال األخير من المسابقة‪.‬‬
‫ّ‬

‫االحتمال الثاني‪:‬‬
‫إذا كان الموضوع المطروح يركز على أهمية الالوعي في الحياة النفسية‪ ،‬أو ينتقد الوعي‪.‬‬
‫المقدمة‪ :‬مقدمة الالوعي‪ +‬يتناول هذا الموضوع مسألة أهمية الالوعي في الحياة النفسية‪ ،‬وفي هذا اإلطار اعتبر‬
‫ّ‬
‫بعض الفالسفة والمفكرين أن الالوعي هو الالعب األساسي في تحديد الحياة النفسية‪ ،‬في حين أن الوعي يبقى‬
‫قاصر عن فهم معظم أحوال اإلنسان‪.‬‬
‫ًا‬
‫بارز يلعبه‬
‫دور ًا‬
‫اإلشكالية‪ :‬ما هو الالوعي؟ هل الالوعي هو األساس لفهم حياة اإلنسان النفسية؟ أم أن للوعي ًا‬
‫ّ‬
‫على هذا الصعيد؟‬
‫شرح‪ :‬في الواقع‪( ...،‬نظرية الالوعي الفرويدي)‬‫ال ّ‬
‫المناقشة‪ :‬في المقابل‪( ...،‬نقد نظرية الالوعي الفرويدي ‪ +‬علم النفس الوعي ‪+‬خصائص الوعي)‪.‬‬
‫التوليفة‪ :‬عمل حر‬
‫الرأي الشخصي‪ :‬اإلجابة على السؤال األخير من المسابقة‪.‬‬
‫ّ‬

‫‪19‬‬
‫مواضيع ونصوص‬

‫إن الالوعي هو حقيقة الحياة النفسية التي ال نرتاب بوجودها‪.‬‬


‫األول‪ّ :‬‬
‫الموضوع ّ‬

‫(تسع عالمات)‬ ‫أ ‪ -‬اشرح هذا الحكم لـِ "فرويد" مبيِّناً اإلشكالية التي يطرحها‪.‬‬

‫(‪ 7‬عالمات)‬ ‫ب – ناقش هذا الحكم في ضوء مواقف تشدد على دور الوعي وأهميته‪.‬‬

‫(أربع عالمات)‬ ‫ج ‪ -‬هل تعتقد أن العالج النفساني أصبح ضرورة في حياتنا؟ علل إجابتك‪.‬‬

‫(دورة ‪ 2016‬العادية كافة الفروع)‬

‫الجوهرية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الموضوع الثاني‪ :‬الالوعي هو النفسي بذاته وحقيقته‬

‫(تسع عالمات)‬ ‫أ ‪ -‬اشرح هذا القول لـِ "فرويد" مبيِّناً اإلشكالية التي يطرحها‪.‬‬

‫(‪ 7‬ع)‬ ‫دائما "حقيقته الجوهرية" في الحياة النفسية‪.‬‬


‫ب – ناقش هذا الحكم في ضوء النظريات التي ترى أن للوعي ً‬

‫(أربع عالمات)‬ ‫دور في اإلكتشاف العلمي واإلبداع الفني؟ علل ما تذهب إليه‪.‬‬
‫ج ‪ -‬هل ترى أن لالوعي ًا‬

‫(دورة ‪ 2011‬اإلستثنائية علوم عامة وعلوم الحياة)‬

‫إن مفهوم الالوعي النفسي هو تناقض في التعبير‪.‬‬


‫الموضوع الثالث‪ّ :‬‬

‫(تسع عالمات)‬ ‫أ ‪ -‬اشرح هذه الفكرة مبيِّناً اإلشكالية التي تطرحها‪.‬‬

‫ب – ناقش هذا الرأي مظه اًر أن وجود الالوعي هو "فرضية ضرورية ومشروعة"‪،‬‬

‫(سبع عالمات)‬ ‫وأننا "نمتلك أدلة متعددة على وجود الالوعي" كما يدعي فرويد‪.‬‬

‫(أربع عالمات)‬ ‫ج ‪ -‬ما هي‪ ،‬في نظرك‪ ،‬النتائج التي يؤدي إليها الرفض القاطع لالوعي ؟‬

‫(دورة ‪ 2008‬العادية إجتماع واقتصاد)‬

‫الموضوع الرابع‪ :‬الالوعي هو الحياة النفسية بذاتها وحقيقتها الجوهرية ‪.‬‬

‫(تسع عالمات)‬ ‫أ ‪ -‬إشرح هذه الفكرة لـ" فرويد " مبيناً اإلشكالية التي تطرحها ‪.‬‬

‫(سبع عالمات)‬ ‫ناقش هذه الفكرة مشي اًر إلى الدور األساسي للوعي في الحياة النفسية ‪.‬‬ ‫ب‪-‬‬

‫(أربع عالمات)‬ ‫قيل إن اكتشاف الالوعي قد أحدث فعالً ثورة في علم النفس ‪ِ .‬‬
‫أبد رأيك معلالً‪.‬‬ ‫ج‪-‬‬

‫(دورة ‪ 2007‬العادية إجتماع واقتصاد)‬

‫‪20‬‬
‫الموضوع الخامس‪ :‬الحياة النفسية بأكملها مبنية على الحضور الكلي للوعي‪.‬‬

‫(تسع عالمات)‬ ‫أ ‪ -‬إشرح هذا القول مبين ًا اإلشكالية التي يطرحها ‪.‬‬

‫(سبع عالمات)‬ ‫مظهر قصور الوعي عن نفسير الكثير من الحاالت النفسية ‪.‬‬
‫ًا‬ ‫ناقش هذا الرأي‬ ‫ب‪-‬‬

‫(أربع عالمات)‬ ‫دور في االبداع الفني والعلمي؟ علل ما تذهب إليه‪.‬‬


‫ج ‪ -‬هل ترى أن لالوعي ًا‬

‫(دورة ‪ 2006‬العادية علوم الحياة)‬

‫اعيا ال ُيفهم إالّ بالعودة إلى الطفولي‪ ،‬إلى الماضي الذي يجهله‪ ،‬إلى الالوعي‪.‬‬
‫إن إنسا ًنا و ً‬
‫الموضوع السادس‪ّ :‬‬

‫(تسع عالمات)‬ ‫أ ‪ -‬اشرح هذا القول ل"فرويد" مبيِّناً اإلشكالية التي يطرحها‪.‬‬

‫(سبع عالمات)‬ ‫ب – ناقش هذا القول مشد ًدا على أهمية الوعي ودوره في الحياة النفسية‪.‬‬

‫(أربع عالمات)‬ ‫ج ‪ -‬هل ترى أن التحليل النفسي أدى إلى فهم أفضل لإلنسان؟ علل ما تذهب‪.‬‬

‫(دورة ‪ 2009‬العادية علوم عامة وعلوم الحياة)‬

‫شخصية اإلنسان‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الموضوع السابع‪ :‬يسيطر الوعي‪ ،‬بواسطة اإل رادة‪ ،‬على مجمل‬

‫(تسع عالمات)‬ ‫أ ‪ -‬اشرح هذا الحكم مبيِّناً اإلشكالية التي يطرحها‪.‬‬

‫(سبع عالمات)‬ ‫ب – ناقش هذا الرأي مظه اًر الدور الفعال لالوعي في حياة اإلنسان‪.‬‬

‫(أربع عالمات)‬ ‫ج ‪ -‬هل ترى أن اإلقرار بوجود الالوعي يلغي حرية اإلنسان؟ علل إجابتك‪.‬‬

‫(دورة ‪ 2012‬اإلستثنائية علوم عامة وعلوم الحياة)‬

‫األول‪:‬‬
‫النص ّ‬
‫ّ‬

‫عفويا ليتحول إلى فعل آلي؟ ينسحب منه الوعي‪ .‬في تعلم‬‫"ما الذي يحصل عندما يكف أحد أفعالنا عن أن يكون ً‬
‫تمرين ما‪ ،‬مثالً‪ ،‬نكون في البداية واعين لكل حركة نقوم بها ألنها صادرة عنا‪ ،‬ألنها ناتجة عن قرار‪ ،‬وتستلزم‬
‫خيارا‪ .‬بمقدار ما تترابط هذه الحركات آليًّا أكثر فأكثر تتسلسل من بعضها‪ ،‬فإنها تعفينا من اتخاذ القرار‬
‫ً‬
‫واإلختيار‪ ،‬فيضعف وعينا لها ثم يختفي‪ .‬بالمقابل‪ ،‬ما هي األوقات التي يبلغ فيها وعينا أعلى درجات نشاطه؟‬
‫أليست أوقات األزمات الداخلية‪ ،‬حين نتردد بين أمرين او أكثر‪ ،‬أو حين نشعر أن مستقبلنا سوف يكون ما قررناه‬
‫بشأنه؟ يبدو ان اختالف درجات اليقظة في وعينا يتناسب‪ ،‬بشكل جيد‪ ،‬مع مجموعة خيارات تزيد أو تنقص‪ .‬أو‪،‬‬

‫‪21‬‬
‫إذا شئت‪ ،‬مع قدرتنا على الخلق التي تظهر في بعض سلوكياتنا‪ .‬كل هذا يحملنا على االعتقاد بأن هذه هي حال‬
‫برغسون (دورة ‪ 2013‬اإلستثنائية اجتماع واقتصاد)‬ ‫ٍ‬
‫بشكل عام‪ )...( .‬الوعي إ ًذا مرادف لالختيار‪.‬‬ ‫الوعي‬

‫أ‪ -‬إشرح هذا النص مبيًنا اإلشكالية التي يطرحها‪ 9 ( .‬عالمات)‬


‫ب‪ -‬ناقش أفكار النص في ضوء ما ذهب إليه "فرويد"‪ 7( .‬عالمات)‬
‫ت‪ -‬هل ُيعتبر وعي الذات (اإلستبطان) معرفة موثوقة؟ علل إجابتك‪ 4( .‬عالمات)‬

‫النص الثاني‪:‬‬
‫ّ‬
‫ها إن الناس جميعا أو يكادون‪ ،‬يتفقون على إكساب كل ما هو نفسي سمة عامة تعبر عن جوهره ذاته‪ ،‬وهذا أمر‬
‫غريب‪ .‬هذه السمة الفريدة‪ ،‬التي يتعذر وصفها ‪ ،‬بل هي ال تحتاج إلى وصف‪ ،‬هي الوعي‪ .‬فكل ما هو واع نفسي‪ ،‬وعلى عكس‬
‫ذلك فكل ما هو نفسي واع‪ .‬وهل ينكر أمر على هذا القدر من البداهة؟ ومع ذلك فلنقر بأن هذا األسلوب في النظر قلما وضح‬
‫عاجز‪ ،‬وال يجد للخروج من هذا المأزق سبيال‪ )...( .‬فكيف ننكر أن‬
‫ًا‬ ‫لنا ماهية الحياة النفسية إذ أن التقصي العلمي يقف ههنا‬
‫قويا؟ إن أربك األمر الفكر‬
‫تأثير ً‬
‫خضوعا كبي ار للظواهر الجسدية‪ ،‬وأنها على عكس ذلك تؤثر فيها ًا‬
‫ً‬ ‫الظواهر النفسية خاضعة‬
‫البشري‪ ،‬فقد أٌطبِق عليه يقينا في هذه المسألة‪ ،‬وقد وجد الفالسفة أنفسهم مضطرين إليجاد مخرج‪ ،‬إلى اإلقرار على األقل بوجود‬
‫مخرجا من هذه‬
‫ً‬ ‫مسارات عضوية موازية للمسارات النفسية ومرتبطة بها ارتباطا يعسر تفسيره (‪ )...‬وقد وجد التحليل النفسي‬
‫قاطعا أن ُيدمج النفسي في الواعي ‪ .‬كال‪ ،‬فليس الوعي ماهية الحياة النفسية‪ ،‬وانما هو صفة من‬
‫ً‬ ‫رفضا‬
‫المصاعب إذ رفض ً‬
‫اضا‪ .‬فرغم ما‬
‫أيضا أن ندحض اعتر ً‬ ‫غيابها أكثر بكثير من حضورها )‪.(...‬ولكن بقي علينا ً‬ ‫صفاتها‪ ،‬وهي صفة غير ثابتة‪ُ ،‬‬
‫ذكرناه من أمور يزعم فريق من الناس أنه ال يجدر بنا أن نعدل عن الرأي القائل بالتماهي بين النفسي والواعي‪ ،‬إذ أن المسارات‬
‫النفسية التي تُسمى الواعية قد ال تكون سوى مسارات عضوية موازية للمسارات النفسية‪ .‬ومن ثم فكأن القضية التي نبغي حلها‬
‫لم تعد إال مسألة تعريف ال طائل تحتها (‪ )...‬فهل من باب الصدفة المحض أننا لم نصل إلى إعطاء الحياة النفسية نظرية‬
‫جامعة متماسكة إال بعد أن غيرنا تعريفها ؟ وفوق هذا علينا أن نتجنب االعتقاد بأن التحليل النفسي هو الذي جدد نظرية الحياة‬
‫النفسية هذه )‪ .(...‬فقد كان مفهوم الالشعور يطرق منذ أمد طويل باب علم النفس‪ ،‬وكانت الفلسفة كما كان األدب يغازالنه‪،‬‬
‫ولكن العلم لم يكن يعرف كيف يستخدمه‪ .‬لقد تبنى التحليل النفسي هذه الفكرة‪ ،‬وأوالها كل عنايته وأفعمها بمضمون جديد‪ .‬ولقد‬
‫عثرت البحوث التحليلية النفسية على خصائص للحياة النفسية الالواعية لم تكن قبل ذلك متوقعة‪ ،‬وكشفت بعض القوانين التي‬
‫تتحكم فيها‪ .‬ولسنا نقصد من ذلك أن سمة الوعي قد فقدت من قيمتها في نظرنا‪ .‬فما زال الوعي النور الوحيد الذي يسطع لنا‬
‫ويهدينا في ظلمات الحياة النفسية‪ .‬ولما كانت معرفتنا ذات طبيعة مخصوصة‪ ،‬فان مهمتنا العلمية في مجال علم النفس ستتمثل‬
‫فرويد‪" ،‬مختصر في التحليل‬ ‫في ترجمة المسارات الالواعية إلى مسارات واعية حتى نسد بذلك ثغرات إدراكنا الواعي‪.‬‬
‫النفسي "‬

‫‪22‬‬
‫ال ّنص الثالث‪:‬‬
‫ثمة قول مأثور ينصح اإلنسان بأال يخدم سيدين في آن واحد‪ .‬و األمر أدهى وأسوأ بكثير بالنسبة إلى األنا المسكين إذ‬
‫وكثير ما يبدو التوفيق‬
‫ًا‬ ‫دوما‪،‬‬
‫عليه أن يخدم ثالثة أسياد قساة‪ ،‬وهو يجهد نفسه للتوفيق بين مطالبهم ‪ .‬وهذه المطالب متناقضة ً‬
‫غالبا في مهمته ‪ .‬وهؤالء المستبدون الثالثة هم‪ :‬العالم الخارجي واألنا األعلى‬
‫بينها مستحيالً‪ ،‬فال غرابة إذن أن يفشل األنا ً‬
‫جميعا‪ ،‬ال نندم على أننا جعلنا األنا‬
‫ً‬ ‫معا‪ ،‬أو باألحرى ليطيعهم‬
‫والهو‪ ،‬وحين نعاين ما يبذله األنا من جهود ليعدل بين الثالثة ً‬
‫اح ثالث‪ ،‬وأنه عرضة لثالثة أخطار متباينة يرد‬
‫جسما وأقررنا له بوجود مستقل بذاته‪ ،‬إنه يشعر بأنه واقع تحت الضغط من نو ٍ‬
‫ً‬
‫ال عن تجارب اإلدراك‪ ،‬فهو مدعو إلى تمثيل مطالب العالم الخارجي‪،‬‬
‫عليها‪ ،‬في حال تضايقه‪ ،‬بتوليد الكبت‪ .‬وبما أنه ينشأ أص ً‬
‫خادما وفيا للهو‪ ،‬وأن يقيم واياه على تفاهم ووفاق‪ ،‬وأن ينزل في نظره منزلة الموضوع‪،‬‬
‫ً‬ ‫غير أنه يحرص مع ذلك على أن يبقى‬
‫مضطرا‪ ،‬وهو الذي يتولى تأمين االتصال بين الهو والواقع‪ ،‬إلى التستر‬
‫ً‬ ‫وكثير ما يرى نفسه‬
‫ًا‬ ‫وأن يجتذب إليه طاقته الليبيدية‪.‬‬
‫على األوامر الالشعورية الصادرة عن الهو بتبريرات قبل شعورية والى التخفيف من حدة المجابهة بين الهو والواقع‪ ،‬والى سلوك‬
‫وجموحا‪ .‬ومن جهة أخرى‪ ،‬فان األنا األعلى‬
‫ً‬ ‫طريق الرياء الدبلوماسي والتظاهر باعتبار الواقع‪ ،‬حتى وان أبدى الهو تعنتًا‬
‫القاسي ما يفتأ يراقبه ويرصد حركاته‪ ،‬ويفرض عليه قواعد معينة لسلوكه غير مكترث بالصعاب التي يقيمها في وجهه الهو‬
‫والعالم الخارجي ‪ .‬وان اتفق أن عصى األنا أوامر األنا األعلى عاقبه هذا األخير بما يفرضه عليه من مشاعر أليمة بالدونية‬
‫والذنب‪ .‬على هذا النحو يكافح األنا‪ ،‬الواقع تحت ضغط الهو والرازح تحت نير اضطهاد األنا األعلى والمصدود من قبل الواقع‪،‬‬
‫يكافح إلنجاز مهمته االقتصادية وإلعادة االنسجام بين مختلف القوى الفاعلة فيه والمؤثرات الواقعة عليه‪ .‬ومن هنا نفهم لماذا‬
‫يجد الواحد منا نفسه مكرًها في كثير من األحيان على أن يهتف بينه وبين نفسه‪ ":‬آه‪ ،‬ليست الحياة بسهلة‪".‬‬
‫فرويد‪" ،‬محاضرات جديدة في التحليل النفسي"‬

‫النص الرابع‪:‬‬
‫ّ‬
‫شيئا عن موضوع بعينه‪ ،‬أصبحت أُحثهُ على االستسالم ل" تداعياته الحرة "‪،‬‬
‫بدل اإللحاح على المريض بأن يذكر ً‬
‫اع‪ ،‬وكان ال بد مع ذلك أن يلتزم المريض بذكر كل ما كان‬
‫أي ذكر كل ما يخطُر بذهنه حين يمتنع عن متابعة أي تمثل و ٍ‬
‫يمده به إدراكه الباطني‪ ،‬وبعدم االنسياق وراء االعتراضات النقدية التي تريده على استبعاد بعض الخواطر بحجة أنها ليست‬
‫هامة بالقدر الكافي أو أنه ال حاجة إلى مثولها أو كذلك بحجة أنه ال معنى لها إطالقا‪ ،‬وال حاجة إلى اإللحاح في التذكير‬
‫عجيبا أن تكون طريقة التداعي الحر هذه‪ ،‬المقترنة بتطبيق‬
‫ً‬ ‫صراحة بمطلب الصدق‪ ،‬إذ هو شرط العالج التحليلي‪ .‬قد يبدو‬
‫القاعدة األساسية في التحليل النفسي‪ ،‬قادرة على أن تحقق ما ينتظر منها‪ ،‬أي على أن ترجع إلى الوعي القوى المكبوتة والباقية‬
‫حرا‪ ،‬فالمريض يبقى‬
‫في حالة الكبت بفعل المقاومات‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬ال بد من اعتبار أن التداعي الحر ليس في حقيقة األمر ًّ‬
‫تحت تأثير الوضع التحليلي‪ ،‬حتى عندما ال يوجه نشاطه الذهني نحو موضوع معين‪ .‬ويحق لنا أن نفترض أنه ما من شيء‬
‫يعرض للمريض إال وله صلة بهذا الوضع‪ ،‬وتظهر مقاومته ضد عودة المكبوت على نحوين‪ .‬تظهر أوال في تلك االعتراضات‬
‫النقدية التي تتصدى لها القاعدة األساسية في التحليل النفسي‪ ،‬وال يتغلب على هذه العوائق بفضل مراعاة هذه القاعدة إال وتجد‬
‫أبدا ببال المحلل‪ ،‬ولكن يحل مكانه‪ ،‬على سبيل التلميح‪ ،‬شيء له‬
‫المقاومة عندئذ تعابير أخرى‪ ،‬فتمنع المكبوت من أن يخطر ً‬
‫صلة بالمكبوت‪ ،‬وكلما عظمت المقاومة‪ ،‬بعدت المسافة بين الفكرة البديلة القابلة للتبليغ وبين ما نبحث عنه بالذات ‪.‬فالمحلل‬
‫النفسي الذي يصغي في هدوء وتأمل‪ ،‬دون إجهاد‪ ،‬والذي له من الخبرة ما يعده لآلتي‪ ،‬يستطيع أن يستخدم المعطيات التي‬
‫كشف عنها المريض‪ ،‬وذلك في إحدى وجهتين ممكنتين‪ :‬فإما أن يستدل من التلميحات على المكبوت إن كانت المقاومة‬

‫‪23‬‬
‫ضعيفة؛ أما إن كانت المقاومة اشد‪ :‬فإنه يقدر على تبين نوعها عبر التداعيات التي تبدو متباعدة عن الموضوع‪ ،‬واذ ذاك‬
‫يفسر تلك المقاومة للمريض‪ .‬إال أن الكشف عن المقاومة هو الخطوة األولى في سبيل التغلب عليها‪ ،‬وهكذا‪ ،‬وفي إطار العمل‬
‫التحليلي‪ ،‬هنالك تقنية في التأويل ال بد للنجاح في استخدامها من فطنة ومران‪ ،‬ومع ذلك ليس من العسير اكتساب هذه التقنية‪،‬‬
‫إن طريقة التداعي الحر لها من المزايا الهامة ما تفضل به على الطريقة التي سبقتها‪ ،‬وال تقتصر على مزية االقتصاد في‬
‫أبدا الصلة بالواقع الحاضر‪ ،‬وتوفر إذن أكبر‬
‫الجهد‪ ،‬فهي تتجنب كل ضغط على المريض‪ ،‬بأكثر قدر ممكن‪ ،‬وال تفقد ً‬
‫الضمانات لكي ال يفلت أي عامل يدخل في بنية العصاب وال يقحم فيها ( المحلل ) أي شيء من انتظاراته الخاصة‪.‬‬
‫وباستخدام هذه الطريقة‪ ،‬نرجع باألساس إلى المريض لتحديد سير التحليل وتنظيم المعطيات‪ ،‬األمر الذي يجعل من المستحيل‬
‫في التحليل االهتمام بشكل منظم ومطرد بكل واحد من األعراض والعقد المعزولة‪ .‬وعلى العكس تماما مما يجري قي الطرق‬
‫التنويمية‪ ،‬فإننا نكتشف مختلف القطع المكونة للمجموعات في أوقات وأمكنة مختلفة أثناء العالج ‪.‬‬
‫فرويد‪" ،‬حياتي و التحليل النفسي"‬

‫ال ّنص الخامس‪ :‬المحتوى الظاهر للحلم ومحتواه الكامن‪.‬‬

‫إن األحالم كلها غير غريبة عن الحالم‪ ،‬وال هي مفهومة لديه وال واضحة‪ .‬فلو انكببتم على النظر في أحالم األطفال‬
‫دائما‬
‫جدا‪ ،‬سهلة التفسير‪ ،‬فالطفل الصغير يحلم ً‬
‫عاما ونصف العام ‪ -‬لوجدتموها بسيطةً ً‬‫الصغار ‪ -‬منذ أن يبلغوا من العمر ً‬
‫بتحقيق رغبات أنشأها في نفسه اليوم السابق دون إشباعها‪ .‬وال نحتاج إلى كبير تخمين لنتوصل إلى هذا الحل البسيط ‪ ،‬بل‬
‫يكفي أن نعلم ما مر به الطفل في اليوم السابق ‪ .‬وقد يعترض بعضهم فيقول ‪ :‬إن أحالم الكهول ال تفهم في الغالب وال تشبه‬
‫ال تحقيق الرغبة‪ .‬فنجيب ‪ :‬ذلك أنها تغيرت مالمحها وتنكرت ‪ .‬والفرق في أن منشأها النفسي مختلف شديد االختالف‬
‫إال قلي ً‬
‫غامضا إلى حد‬
‫ً‬ ‫عن الصورة التي تبدو عليها‪ .‬ولهذا وجب أن نميز بين أمرين‪ :‬الحلم كما يبدو لنا وكما نستحضره في الصباح‬
‫غالبا بعض العناء في روايته وترجمته إلى كلمات‪ .‬وهذا ما سنسميه المحتوى الظاهر للحلم‪ ،‬هذا من جهة‪ ،‬ثم إن لنا‬
‫أننا نجد ً‬
‫مجموعة التصورات الكامنة للحلم‪ ،‬التي نفترض أنها تتحكم في الحلم في قرار الالشعور نفسه‪ ،‬من جهة أخرى‪ .‬وعملية التشويه‬
‫هذه هي نفسها التي تتحكم في نشأة األعراض الهستيرية‪ .‬فتكون األحالم ينتج إذن عن نفس التقابل الذي بقي بين القوى النفسية‬
‫عند تكون األعراض "‪ .‬المحتوى الظاهر " للحلم هو بديل محرف من التصورات الكامنة للحلم ‪ ،‬وهذا التحريف هو من عمل "‬
‫األنا " المدافع عن نفسه‪ .‬ويتولد التحريف عن عمليات مقاومة تمنع الرغبات الالشعورية مطلقًا من الدخول إلى حيز الشعور‬
‫في حالة اليقظة‪ .‬لكن هذه القوى ‪ -‬رغم أن النوم يضعفها ‪ -‬ما يزال لها من القدرة ما يجعلها تفرض‪ ،‬على األقل على الرغبات‪،‬‬
‫قناعا يخفيها‪ .‬وليس الحالم أقدر على فك معنى أحالمه من الهستيري على التعمق في داللة أعراضه‪.‬‬
‫فرويد‪"،‬خمسة دروس في التحليل النفسي"‬

‫‪24‬‬
‫الفصل الثّالث‪ :‬الميول‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫اإلنسان كائن تحركه مجموعة من الحاجات والدوافع والرغبات‪ ،‬وبالتالي فإن سلوكه ليس عفويًّا‪ ،‬بل هو مسير‬
‫من هذه القوى تحركه وتوجهه نحو غايات معينة‪ .‬إ ًذا‪ ،‬تعبر كل تصرفات الكائنات الحية‪ ،‬ومنها اإلنسان‪ ،‬عن ٍ‬
‫ميل ما‪.‬‬
‫الميل هو المفهوم األعم ألنه يشمل كل الكائنات الحية‪ ،‬واألكثر بساطةً ألنه مبدأ وأساس كل تصرفات هذه الكائنات؛‬
‫يقول ريبو (‪" )Ribot‬إن الميول هي النول الذي يحوك عليه الوعي نسيجه"‪‌ .‬‬
‫غالبا ما تستعمل مفاهيم وتعابير الميول والحاجات والرغبات‬
‫لكن ً‬
‫ٍ‬
‫بشكل مختلط كما لو كانت مترادفات‪ ،‬لذلك وجب تحديدها وتمييزها؛‬ ‫والغرائز‬
‫ويفترض أصالً لكل ما‬
‫فالميل‪ ،‬هو أكثر المفاهيم النفسية بساطةً وعمومية ُ‬
‫اع‪ ،‬ويظهر على شكل حاجات ورغبات ودوافع‬‫سواه‪ ،‬فهو توجه هادف والو ٍ‬
‫وغرائز‪‌.‬أما الحاجة‪ ،‬فهي نزوع فيزيولوجي ال يتم إشباعه إال بعد أن يحصل‬
‫على غرضه الخاص‪ ،‬فهكذا يرتوي العطشان بالماء‪ .‬وتصبح الحاجة رغبة‬
‫إنسانية‪ ،‬عندما تكون مقرونة بشرط‪ ،‬مثالً‪ :‬أنا بحاجة إلى الغداء لكي أشبع‪،‬‬
‫مميزا؛ وأنا بحاجة إلى مسكن لكي آوي إليه‪ ،‬لكنني أرغب‬
‫غذاء ً‬
‫ً‬ ‫لكنني أرغب‬
‫أن‌الدوافع‪ ،‬هي حاجات واعية لغاياتها‪ .‬وهي من حيث وعيها لهدفها قريبة من‬
‫فخما‪‌.‬في‌حين‌ ّ‬
‫في أن أسكن منزالً ً‬
‫الرغبة ومن اإلرادة‪‌.‬وأخيرا‪‌،‬تُعرف‌الغرائز على أنها أعمال فطرية تظهر من خالل فعل دون تعلمه‪ ،‬والغريزة الوحيدة‬
‫عند اإلنسان تتمثل في اإلرتضاع أثناء فترة الحضانة‪‌ .‬‬
‫‌‬

‫ّأوالً‪ -‬طبيعة الميول‬


‫الحي‬
‫ّ‬ ‫موقف الفيزيولوجيون (كانن)‪ :‬الميل هو إعادة توازن الجسم‬ ‫‪.I‬‬
‫تُعتبر هذه النظرية من أقدم النظريات‪ ،‬حيث عبر عنها األطباء القدماء‬
‫كأبقراط وجالينوس‪ ،‬حيث اعتبروا أن جسم اإلنسان يتألف من أربع مكونات‬
‫هي‪ :‬الحمراء والصفراء والبلغم والسوداء‪ ،‬توازي العناصر األربعة التي‬
‫تتكون منها الطبيعة أي النار والماء والهواء والتراب‪ .‬تختلف األجسام عن‬
‫بعضها بعض بحسب توازن نسب مختلفة من هذه المكونات‪ .‬وهذا يعني‬
‫أن اختالل هذا التوازن في األخالط يؤدي إلى ظهور الميول الستعادة‬
‫التوازن لجسم الكائن الحي عامةً‪.‬‬
‫محضا لبروز الميول عند الكائن الحي‪ .‬فالميل بحسب‬
‫ً‬ ‫تفسير عضويًّا‬
‫ًا‬ ‫في العصر الحديث‪ ،‬قدم الفيزيولوجيين‬
‫الفيزيولوجي األميركي كانن إنما هو قدرة الجسم العضوي إلى إعادة تثبيت توازنه (‪ .)Homéostasie‬فالميل هو بحث‬

‫‪25‬‬
‫عن توازن جديد‪ ،‬أو تكيف مع حالة طارئة‪ .‬فبناء العش الذي يقوم به العصفور‪ ،‬هو نوع من الجهد لمواجهة انخفاض‬
‫أيضا بالتكيف‪ ،‬أو بالميل الطبيعي إلى التكيف‪ .‬أما الميل إلى األكل فهو انعكاس‬
‫ح اررة جسمه! وهذا ما ُيعرف ً‬
‫النقباضات المعدة والعطش يرجع إلى جفاف األغشية المخاطية وهكذا دواليك‪.‬‬

‫(‪‌ )Théorie empiriste‬‬ ‫الميول والعواطف‪ :‬النظرية التجريبية‬ ‫‪.II‬‬

‫منتجا لكافة العمليات النفسية‪ .‬وقد انطلق‬


‫ً‬ ‫تأسيسيا‬
‫ً‬ ‫تعتمد الفلسفة التجريبية على أولية التجربة فتجعلها مبدأ‬
‫كوندياك من هذا التفسير التجريبي حين اعتبر أن األحاسيس هي المولدة للميول وللقوى الداخلية‪ .‬فالوعي والحياة‬
‫طبعا الدوافع والميول‪ ،‬ال وجود لها خارج التجربة‪ .‬فالوعي المفكر ال يمكنه‬
‫الداخلية ومختلف القوى النفسية‪ ،‬ومنها ً‬
‫االنطالق من ال شيء‪ ،‬من الف ارغ‪ ،‬وكل فكر ال يستنبط معارفه من التجارب المنقولة عن طريق الحس ال يعدو كونه‬
‫جامدا ال حياة فيه‪ .‬ومن هذا المنطلق يؤكد كوندياك أن اإلحساس هو المبدأ الذي يحدد ويخلق مختلف القوى‬
‫ً‬ ‫تمثاالً‬
‫الروحانية والعاطفية‪.‬‬

‫إ ًذا تبنى كوندياك (‪ )Condillac‬وسائر الفالسفة التجريبيين موقفًا‬


‫خاصا هو في الحقيقة إنكار ألصالة الميول‪ .‬فإن علم النفس ينحصر على رأيهم‬
‫ً‬
‫في أحاسيس ال تحمل وراءها أي قوة داخلية عند األفراد‪ ،‬فيكون الذهن أشبه‬
‫بتمثال ال حياة فيه يتلقى األحاسيس من العالم الخارجي‪ .‬وخالفًا لديكارت ولوك‬
‫بين كوندياك أن األفكار والقوانين ومختلف الروحانية والعقالنية والعاطفية‪ ،‬ومنها بالضرورة الميول‪ ،‬ليست موجودة‬
‫شعور بلذ ٍة حسي ٍة‬
‫ًا‬ ‫بشكل بديء ‪ a priori‬في الذهن البشري‪ .‬فاإلحساس برائحة الوردة‪ ،‬بحسب كوندياك‪ ،‬يولد عندنا‬
‫يدفعنا إلى تكرار هذا الفعل‪ ،‬وهكذا تؤدي الرغبة في اإلحساس برائحة الوردة من جديد إلى توليد ميل لم يكن من قبل‪،‬‬
‫فهناك إ ًذا إحساس باللذة تتبعه رغبة تكون بمثل ميل‪‌ .‬‬
‫رغبة (الميل= رغبة) ‌‬ ‫ميل‬ ‫لذة‬ ‫التجربة الحسية‬
‫النظرية‪‌ :‬‬ ‫تقويم هذه‬ ‫‪.III‬‬

‫هذه النظرية مرفوضة ألن حصول لذة عند اإلحساس برائحة الوردة يفترض وجود ميل إلى الروائح الطيبة‪.‬‬
‫فإن تجربة اللذة ال تخلق الميل بل تحركه فيبرز إلى حيز الوعي ويتحدد ويصير رغبة في رائحة معينة‪ ،‬فالرغبة هي‬
‫اعيا كما يقول سبينو از (‪ .)Spinoza‬فإن الميول سابقة على األحاسيس واإلنفعاالت وهي مقياس‬
‫الميل الذي صار و ً‬
‫الحكم على األحاسيس‪ ،‬مثالً‪ :‬إذا وضعنا في فم مولود جديد بضعة نقاط من محلول محلى‪ ،‬فإنه يشعر باللذة بوضوح‪،‬‬
‫وهذا دليل على أن الميل سابق على التجربة؛ فلو كانت نظرية التجريبيين صحيحة‪ ،‬لما عبر هذا الطفل عن ارتياحه‪،‬‬
‫ألنه كما يقولون‪ ،‬يولد كالورقة البيضاء‪‌ .‬‬
‫رغبة (إ ًذا الميول هي ال واعية) ‌‬ ‫لذة‬ ‫تجربة حسية‬ ‫ميل‬
‫‌‬

‫‪26‬‬
‫والسلوك‪‌ :‬‬ ‫الميول‬ ‫‪.IV‬‬

‫موضوعا‬
‫ً‬ ‫موضوعيا‪ ،‬ال يمكن اعتباره‬
‫ً‬ ‫يرى علماء النفس السلوكيون أنه كل ما ال يمكن مراقبته في الخارج‪،‬‬
‫نفسيا قابالً للمعرفة العلمية‪ .‬وبالتالي فإنهم ال يهتمون بالميل بوصفه قوة ذاتية‪ ،‬أو حالة شعورية انفعالية داخلية‪ ،‬بل‬
‫ً‬
‫بوصفه سلو ًكا يظهر بشكل استجابة أو ردة فعل‪ ،‬أي بالحركات الجسدية انطالقًا من مؤثر خارجي‪ .‬لذلك‪ ،‬ال يوجد‬
‫ميل من دون حركة ما‪.‬‬
‫يعتبر ريبو‪ ،‬في كتابه “علم نفس األحاسيس”‪ ،‬أن الميل إما أن‬
‫يكون حركة‪ ،‬واما أن يكون إيقافًا لحركة ناشئة‪ .‬إ ًذا يرد ريبو الميول إلى‬
‫السلوك أي إلى ظواهر حركية‪ .‬فمنهج المدرسة السلوكية‪ ،‬كما ذكرنا‪ ،‬يقوم‬
‫على ضرورة دراسة الحاالت النفسية من خالل تصرفات وسلوك اإلنسان‬
‫واهمال كل األمور الباطنية التي تحتاج إلى التخمين‪.‬‬
‫وبالتالي‪ ،‬فإن الميل‪ ،‬بحسب ريبو‪ ،‬هو حالة توثب وتهيؤ للحركة قبل حصولها بالفعل‪ ،‬فالحيوان المفترس الذي‬
‫يمزق فريسته بأنيابه ينفذ ميالً‪ ،‬كما أن هذا الحيوان عندما يستعد للهجوم على فريسته يرسم حركة الهجوم في جسده‬
‫قبل التنفيذ‪ .‬ومن خالل هذا المنظور نفسه‪ ،‬فإن مجموع الحركات المتكررة التي تشكل عادة من العادات يمكن أن‬
‫تنقلب إلى ميل‪ .‬فالمحاوالت األولى الفاشلة التي يقوم بها المدمن على التدخين أو المدمن على شرب الكحول‪ ،‬هي‬
‫التي تؤدي بفعل التكرار إلى والدة بعض الميول العضوية والحاجات الجديدة‪.‬‬
‫‌‬
‫النظرية‪‌ :‬‬ ‫تقويم هذه‬ ‫‪.V‬‬

‫لو كانت الميول مجرد حركات فستكون حركاتنا كلها ميوالً‬


‫ار دون أن تقابلها ميول‪،‬‬
‫وهذا مرفوض‪ .‬فهناك حركات نفعلها اضطرًا‬
‫كما يفعل مثالً تلميذ معاقب أو جندي الحراسة في حركاته العسكرية‬
‫المنتظمة‪ .‬فإن الحركات الموجهة بهدف تعبر عن ميل وتكون‬
‫الحركات نتيجة لهذا الميل‪ .‬أما الحركات المكررة فال تكفي لتوليد‬
‫الميول ولذلك ما كانت العادات لتصبح ميوالً‪ .‬فلن يكتسب التلميذ‬
‫ميالً لسلوك طريق المدرسة خالل عطلته الصيفية إذا كان قد اعتاد على هذا الفعل طيلة السنة الدراسية‪ .‬وان ضارب‬
‫سهوا بطريقة آلية ال‬
‫الداكتيلو ال يشعر بالميل أثناء عطلته لتحريك أصابعه كما يفعل وراء آلته‪ .‬وتكرار هذه األفعال ً‬
‫يدل على أنها أصبحت ميوالً على اعتبار أنها تتالشى بعد الممارسة‪‌ .‬‬
‫وهناك من يدعي أن الحاجات البيولوجية للمشروب والتدخين تنتج عن الممارسة‪ ،‬وقد تكون التجارب األولى‬
‫وجل ما يحصل أنها تركز الميل‬
‫مزعجة إال أن تكرارها ينتهي بتوليد حاجات‪ .‬لكن الحقيقة أن الحاجة ال تولد ميالً‪ُ ،‬‬
‫الطبيعي على أغراض معينة‪‌ .‬فإن طعم التبغ أو أي منبه هو الشكل الذي تتركز عليه حاجة الجسد الطبيعية إلى‬
‫ٍ‬
‫بشكل أو بآخر عند كل الشعوب‪‌ .‬‬ ‫المنبهات المتحققة‬

‫‪27‬‬
‫خاصا إلشباع الميل الطبيعي‪ ،‬كالفعل المنعكس عند الحيوان إلفراز اللعاب عند رؤية‬
‫ً‬ ‫إن العادة تولد عندنا شكالً‬
‫اللحم‪ .‬كما سيكون من الخطأ اإلعتقاد بأن العادة تزيد من قوة الميل‪ ،‬وجل ما في األمر أن العادة تسهل األفعال‬
‫وتجعلها آلية من دون أن تزيد في قوة الميل ذاته‪‌ .‬‬
‫‌‬

‫‌‬

‫‪28‬‬
‫الرسمية‬
‫ّ‬ ‫الفلسفية للمواضيع الشائعة في اإلمتحانات‬
‫ّ‬ ‫تصاميم المقاالت‬

‫األول‪:‬‬
‫االحتمال ّ‬
‫مثال‪" :‬نجد كلمات مثل‪ :‬التجربة الحسية‪ ،‬األحاسيس‪،‬‬
‫إذا كان الموضوع يركز على أن الميول تنشأ من التجربة‪ً ،‬‬
‫اللذة الحسية‪"...‬‬
‫المقدمة‪ :‬مقدمة الدرس‪ +‬يتناول هذا الموضوع مسألة طبيعة الميول وفي هذا اإلطار اعتبر بعض الفالسفة‬
‫ّ‬
‫والمفكرين أن الميول تنشأ نتيجة التجربة الحسية التي تترافق مع لذة‪.‬‬
‫اإلشكالية‪ :‬ما هي طبيعة الميول؟ هل تتولد الميول عن التجربة الحسية التي تصاحبها لذة؟ أم أنها تظهر في‬
‫ّ‬
‫السلوك وتتولد من الحركة؟‬
‫شرح‪ :‬في الواقع‪( ...،‬النظرية التجريبية)‬
‫ال ّ‬
‫المناقشة‪ :‬في المقابل‪( ...،‬نقد النظرية التجريبية ‪ +‬الميول والسلوك)‪.‬‬
‫التوليفة‪ :‬عمل حر (بإمكان المتعلم أن يستخدم موقف الفيزيولوجيين)‬
‫الرأي الشخصي‪ :‬اإلجابة على السؤال األخير من المسابقة‪.‬‬
‫ّ‬

‫اإلحتمال الثّاني‪:‬‬
‫إذا كان الموضوع يركز على أن الميول تظهر في السلوك أو الحركات‪.‬‬
‫المقدمة‪ :‬مقدمة الدرس‪ +‬يتناول هذا الموضوع طبيعة الميول وفي هذا اإلطار اعتبر بعض الفالسفة والمفكرين أن‬
‫ّ‬
‫الميول تظهر من خالل سلوك اإلنسان وحركاته‪.‬‬
‫اإلشكالية‪ :‬ما هي طبيعة الميول؟ هل تظهر الميول من خالل سلوك اإلنسان وتتولد من تكرار حركاته؟ أم أنها‬
‫ّ‬
‫نتيجة التجربة وحاجات الجسد؟‬
‫شرح‪ :‬في الواقع‪( ...،‬الميول والسلوك)‬
‫ال ّ‬
‫المناقشة‪ :‬في المقابل‪( ...،‬نقد نظرية ريبو ‪ +‬النظرية التجريبية)‪.‬‬
‫التوليفة‪ :‬عمل حر (بإمكان المتعلم أن يستخدم موقف الفيزيولوجيين)‬
‫الرأي الشخصي‪ :‬اإلجابة على السؤال األخير من المسابقة‪.‬‬
‫ّ‬

‫‪29‬‬
‫مواضيع ونصوص‬

‫إن التجربة الممتعة هي في أساس اكتساب كل الميول‪.‬‬


‫الموضوع األول‪ّ :‬‬
‫(تسع عالمات)‬ ‫أ‪ -‬اشرح هذا الرأي ل"كوندياك" مبيًنا اإلشكالية التي يطرحها‪.‬‬

‫(سبع عالمات)‬ ‫ب‪ -‬ناقش هذا الرأي في ضوء نظريات أخرى‪.‬‬

‫(أربع عالمات)‬ ‫ج‪ -‬هل ترى أن نمط الحياة المعاصرة يخلق ميوالً جديدة؟ علل ما تذهب إليه‪.‬‬
‫(دورة ‪ 2016‬اإلستثنائية كافة الفروع)‬

‫كل ميل"‪.‬‬
‫الموضوع الثاني‪ " :‬التجربة الحسية هي أساس ّ‬
‫(تسع عالمات)‬ ‫أ‪ -‬اشرح هذا الموقف مبيًنا اإلشكالية التي يطرحها‪.‬‬

‫(سبع عالمات)‬ ‫ب‪ -‬ناقش هذا الموقف في ضوء نظريات أخرى تتناول المسألة نفسها‪.‬‬

‫(أربع عالمات)‬ ‫ج‪ -‬ما الذي يحدث‪ ،‬برأيك‪ ،‬للميول في حال تعرضت للكبت؟ علل إجابتك‪.‬‬
‫(دورة ‪ 2014‬العادية علوم عامة علوم الحياة)‬

‫لكل ميولنا"‪.‬‬
‫الموضوع الثالث‪ " :‬التجربة الحسية هي المبدأ األول ّ‬
‫(تسع عالمات)‬ ‫أ‪ -‬اشرح هذا الحكم لـِ "كوندياك" مبيًنا اإلشكالية التي يطرحها‪.‬‬

‫(سبع عالمات)‬ ‫ب‪ -‬ناقش هذا الحكم في ضوء نظريات أخرى تعرفها‪.‬‬

‫(أربع عالمات)‬ ‫ج‪ -‬برأيك‪ ،‬ما الذي يحدث لميولنا إذا تعذر إشباعها؟ علل إجابتك‪.‬‬
‫(دورة ‪ 2012‬العادية إجتماع واقتصاد)‬

‫الموضوع الرابع‪ " :‬ليس الميل بالشيء الغامض‪ ...‬إ ّنه حركة أو توقف حركة في طور الوالدة‪" .‬‬

‫(تسع عالمات)‬ ‫أ‪ -‬اشرح هذا القول لـ "ريبو" مبيناً اإلشكالية التي يطرحها‪.‬‬

‫(سبع عالمات)‬ ‫ب‪ -‬ناقش هذا الرأي في ضوء النظريات التي تناولت طبيعة الميل‪.‬‬

‫إجابتك‪(.‬أربع عالمات)‬ ‫ج‪ -‬هل ترى أنه من األنسب أن نعرف الميل بموضوعه بدال من أن نعرفه بالحركة؟علل‬
‫(دورة ‪ 2004‬اإلستثنائية علوم عامة وعلوم الحياة)‬

‫‪30‬‬
‫األول‪:‬‬
‫النص ّ‬
‫ّ‬
‫أيضا من خالل ما سبق‪ ،‬إن درجات األلم واللذة المختلفة هي القانون الذي من خالله تتحدد براعم كل ما يشكل‬‫‪ ...‬نستنتج ً‬
‫نمو اإلنسان‪ ،‬لتنتج عنه كل ملكاتنا‪.‬‬
‫دوما في‬
‫دائما‪ :‬ألن األلم أو اللذة يسوقاننا ً‬
‫هذا المبدأ قد يأخذ أسماء مختلفة كالحاجات والميول وغيرها؛ ولكنه يبقى هو نفسه ً‬
‫كل ما يمكن للحاجات أو الميول أن تجعلنا نفعل‪.‬‬
‫في الحقيقة‪ ،‬إن أفكارنا األولى ليست سوى ألم أو لذة يتبعها فيما بعد لذات وآالم أخرى تسمح عندها بالمقارنات التي ينتج عنها‬
‫أفكار أخرى‪ ،‬ينتج عنها رغبات جديدة‪.‬‬
‫حاجاتنا و رغباتنا األولى‪ .‬إن البحث الدائم إلشباع هذه الرغبات يكسبنا ًا‬
‫بتصرف‪.‬‬
‫ّ‬ ‫اإللكترونية‪ ،‬ص‪ ،53 .‬ترجمة إتيان عيد‪،‬‬
‫ّ‬ ‫كوندياك‪ ،‬رسالة في األحاسيس‪ ،‬النسخة‬

‫النص الثاني‪:‬‬
‫ّ‬
‫إن ما نسميه أحو ًاال سارة أو غير سارة ال يشكل سوى الجزء السطحي من الحياة العاطفية الغارزة بجذورها في الميول‬
‫والشهوات والحاجات والرغبات والتي ترجع إلى مجرد حركات‪ .‬إن غالبية المؤلفات التقليدية تعتبر أن اإلحساس هو ملكة‬
‫شيئا‬
‫مستعمال لغتهم أن اإلحساس هو ملكة أو رغبة للشعور باللذة أو باأللم‪ .‬والميل ليس ً‬
‫ً‬ ‫الشعور باللذة أو باأللم‪ .‬سأقول‬
‫غامضا‪ ،‬إن ه حركة حاصلة أو حركة في حالة تولد أو توثب‪ .‬إنني أستعمل كلمة ميل كمرادف لكلمة حاجات وشهوات وغ ارئز‬
‫ً‬
‫ورغبات فكلها ميل‪ .‬هذه هي الكلمة األصلية‪ ،‬واألخرى من متغيراتها‪ ،‬ويتفوق هذا التعبير على التعابير األخرى بأنه يشمل‬
‫الوجهين النفسي والفيزيولوجي لهذه الظاهرة‪ .‬فكل الميول لها شروط عصبية حركية‪ .‬كما أنها تعبر عن الحاجات الفيزيائية‬
‫والذهنية‪ ،‬فإن جذور الحياة العاطفية تمتد إلى الميول ال إلى اإلدراك الواعي للذة أو األلم اللذ ين يرافقانها في حال إشباعها أو‬
‫عدمه ‪.‬‬
‫عندما يحقق الميل غرضه يجد في ذلك إشباعا ولذة فيطلبه من جديد ألنه ًّ‬
‫ملذا إال أن الملذ وغير الملذ هما صفات‬ ‫ً‬
‫مثال الوضع الفيزيائي والذهني‪ ،‬فإن‬
‫نسبية تختلف باختالف األفراد وباختالف األوقات أيضأ عند الفرد ذاته‪ .‬فإذا ما تغير ً‬
‫الميول تتغير لجهة تبديل في أغراض اللذة واأللم‪ .‬ويؤكد لنا علم النفس المرضي مثل هذه التحوالت ‪.‬‬
‫إن الميل هو الواقعة األساسية في الحياة العاطفية‪ :‬ونستعير لنؤكد هذا الموقف ما قاله سبينو از "إن الشهوة هي ماهية‬
‫اإلنسان وعنها تنتج وتتفرع جميع األمور التي تساعد على استم ارره والفرق بين الشهوة والرغبة هو أن الرغبة هي الشهوة التي‬
‫شيئا معيًنا هو ملذ‪ ،‬بل بالعكس من ذلك‬
‫وعت ذاتها‪ .‬وينتج عن ذلك أن ما يشكل أساس الرغبة والشهوة ليس ألننا حكمنا أن ً‬
‫فإننا نحكم على أن الشيء ملذ ألننا نميل إليه بحكم الشهوة والرغبة"‪.‬‬
‫ريبو‪" ،‬األخالق" كتاب الوافي في الفلسفة ص‪53 .‬‬

‫‪31‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬اإلدراك الحسي‬

‫مقدمة‬
‫ّ‬

‫ٍ‬
‫كماض‪.‬‬ ‫يمتاز اإلنسان عن سائر الكائنات بأنه سيد األبعاد‪ ،‬فبذاكرته يمتلك القدرة على استعادة الماضي‬
‫وبخياله يتوجه نحو المستقبل‪ ،‬ويتحرر من الواقع ويعبر عن حاجته الملحة إلى اإلستقالل‪ .‬فهو يدعونا إلى إعادة خلق‬
‫العالم كما نريد‪ ،‬من خالل إبداع صور جديدة تحمل رؤيتنا ومعاناتنا‪ ،‬وأحالمنا‪ .‬وبإدراكه يمتلك القدرة على اكتشاف‬
‫العالم الواقعي الذي يحيط به‪ .‬يظن الناس أن إدراك العالم الخارجي بواسطة الحواس الخمس من أبسط األمور‪ ،‬وأكثرها‬
‫التباسا‪،‬‬
‫تعقيدا و ً‬
‫وضوحا‪ .‬لكن بعد أن حاول الفالسفة التدقيق والتفكير في اإلدراك الحسي تبين لهم أنه من أكثر األمور ً‬
‫ً‬
‫فاإلدراك ليس مجرد عملية إثارة للحواس الخمس‪ ،‬بل هو عبارة عن عالقة تربطنا باألشياء‪ ،‬فتكشف لنا وجودها وتحدد‬
‫معنى للحس‪ ،‬فسماعي لصوت سيارة اإلسعاف يجعلني أدرك‬
‫لنا خصائصها من خالل ما نعرفه عنها‪ .‬ويعطي اإلدراك ً‬
‫معنى ذلك‪ ،‬بينما الطفل قد يسمع ما أسمع دون أن يفهم ما يسمع ألنه في حالة إحساس فقط‪.‬‬

‫الحسي‪‌ :‬‬ ‫التمييز بين الحس واالدراك‬ ‫‪.I‬‬

‫الحس‪ :‬ليس بحد ذاته معرفة بل شرط للمعرفة‪ .‬إنه ردة فعل فيزيولوجية‬
‫لألعصاب الحسية (إن كانت بصرية أو سمعية ‪)....‬على المثير الخارجي‪‌ .‬‬
‫االدراك الحسي = هو تحديد معنى هذا الحس أو هذا االنطباع الحسي بواسطة‬
‫أحكام عقلية‪( .‬هو معرفة حسية‪ :‬موضوعها حسي واقعي موجود في محيط‬
‫االنسان ‪ .‬هذه المعرفة تتم بواسطة أحد الحواس الخمس‪‌ ).‬‬
‫‌‬
‫‌‬

‫"نحن ال ندرك األشياء بل نعقلها" ‌‬ ‫النظرية العقلية‪:‬‬ ‫‪.II‬‬

‫مبدأها‪ :‬العقل هو صاحب الدور الرئيسي في حصول االدراك الحسي ‪.‬‬


‫تعتبر المدرسة العقلية أن ما يميز اإلنسان عن بقية الكائنات الحية هو عقله‪ .‬لذلك‪ ،‬فإن كل ما يقوم به‬
‫اإلنسان من قدرات وأعمال ال يستطيع الحيوان القيام بها‪ ،‬يعود إلى العقل‪ .‬ومن أشهر الفالسفة العقليين الذين تناولوا‬
‫مسألة اإلدراك الحسي‪ :‬آالن وديكارت‪.‬‬
‫يعتبر آالن أن اإلدراك الحسي هو من عمل العقل بامتياز‪ ،‬بالرغم من أنه يبدأ من الحواس الخمس التي ال‬
‫دور لها في اإلدراك‪ ،‬إنما يقتصر دورها على التقاط األحاسيس من العالم الخارجي‪ ،‬أما اإلدراك فهو عبارة عن عملية‬
‫عقلية معقدة‪ ،‬إنه بحسب آالن حكم عقلي‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫البراهين‪ :‬أوالً‪ :‬العقل يقوم بدور رئيسي في عملية االدراك الحسي من خالل تحويل األحاسيس الداخلية أو االنطباعات‬
‫الحسية التي وصلت إلى الدماغ إلى اشارات أو رموز تمثل مواضيع خارجية واقعية‪ ،‬من خالل تقدير المسافة التي هي‬
‫بحد ذاتها مفهوم عقلي (وهي الفراغ الفاصل بيننا وبين الموضوع الحسي ) ‌‬
‫ثانيا‪ :‬يتأكد أيضاً دور العقل من خالل تفسير معاني االنطباعات الحسية‪ ،‬إستناداً إلى معارف سابقة‪ .‬فاالدراك الحسي‬
‫ً‬
‫ال ينحصر فقط باالنطباعات الحسية التي تعتبر جزئية بل يستند إلى تجارب ومعارف سابقة ِ‬
‫يكمل بها هذه‬
‫االنطباعات ويفسرها‪ .‬مثالً‪:‬عندما ننظر إلى مبنى ونقول أنه سكني‪ ،‬إننا ال نرى السكان وال كل جوانب البناء‪ ،‬لكننا‬
‫استندنا إلى معارفنا السابقة لتفسير االنطباعات الحسية الجزئية الظاهرة‬
‫لتحديد المعنى الكامل‪‌ .‬‬
‫مثالً‪:‬هناك فرق بين إدراك شاب مهتم بالسيارات و إدراك رجل عجوز‬
‫متقدم في السن (أو شاب غير مهتم بالسيارات) لسيارة متوقفة أمامهما‪،‬‬
‫فالعجوز يدرك سيارة فقط أما الشاب فيدرك نوعها وطرازها وقوة محركها‬
‫‪‌ ....‬‬
‫ثالثًا‪ :‬من خالل إدراك األوهام البصرية؛‌إن إختبار االدراك الحسي لجماعة من المشاهدين في صالة مقفلة ومظلمة‪،‬‬
‫ُيعرض فيها امامهم بالون كبير مضاء‪ ،‬ثم ُيصار إلى تنفيسه دون علمهم‪ ،‬فيظنون خطأً أنه يبتعد مع أنه في الواقع‬
‫ثابت‪‌.‬إن هذا اإلختبار يؤدي إلى مالحظة حصول وهم بصري بسبب إعتياد العقل على الربط بين التقلس في الحجم‬
‫واالبتعاد في المسافة‪ .‬كما أن المؤلف الذي يصحح مسودة عمله‪ ،‬ال يرى األخطاء المطبعية‪ ،‬ألنه يق أر من خالل ما‬
‫يعرف وليس من خالل ما يرى‪ .‬إنه تأكيد على دور العقل في االدراك الحسي ‪.‬‬
‫ويعطينا ديكارت مثاله الشهير عن قطعة الشمع‪:‬‬
‫المدرك (الشمع) ليس ُمدركا من خالل معطيات‬ ‫فالجسم ُ‬
‫الحواس المختلفة التي يتبدى لنا من خاللها‪( :‬الرائحة‪-‬‬
‫اللون‪ -‬الشكل‪ ،)...‬وذلك ألن مختلف األحاسيس المرافقة‬
‫للمادة تتغير‪ ،‬فالطعم والرائحة والرؤية تتبدل وبالرغم من‬
‫ذلك فإن الشمع يبق هو نفسه (عند الذوبان أو عندما يكون‬
‫صلبا) بالنسبة إلدراكنا‪.‬‬
‫ً‬
‫عددا من‬
‫مدافعا عن النظرية العقالنية‪" :‬إننا عندما ننظر إلى مكعب نرى فقط ً‬
‫ً‬ ‫يقول آالن وقد تأثر بفلسفة ديكارت‪،‬‬
‫وجوهه وأضالعه‪ ،‬إال أننا نحكم بأنه مكعب"‪ .‬فهذا اإلدراك يتأتى عن حكم يعتمد على مصادر ذهنية سابقة‪ ،‬مما يعني‬
‫أن األشياء تُدرك بالعقل وليس بالحواس‪.‬‬
‫دور ال لبس فيه‪ ،‬اعتماد‬
‫ومن مؤشرات تأثير الموقف العقالني على عملية التعلم التي يلعب فيها االدراك الحسي ًا‬
‫الطريقة الهجائية في بداية تعلم اللغة‪ ،‬ففي البداية علينا أن نعلم الطفل األحرف وهي أجزاء ال معنى لها‪ ،‬بعد ذلك نبدأ‬

‫‪33‬‬
‫بعملية تجميع األحرف بكلمات وصوالً إلى الجمل والنص‪ ،‬والنص الكلي الذي يحمل المعنى‪ .‬والكلي هو من عمل‬
‫العقل وال دور للحواس به‪‌ .‬‬
‫‌‬

‫العقلية‪‌ :‬‬ ‫نقد النظرية‬ ‫‪.III‬‬

‫ال بد من االعتراف بدور مهم للمعارف والتجارب السابقة في االدراك الحسي‪ ،‬لكن هذه النظرية لم تستطع إثبات‬
‫الفصل بين اإلنطباعات الحسية ودور العقل في معالجتها‪ ،‬إذ أن االنسان ال‬
‫يستطيع أن يميز بينهما في الواقع‪ ،‬وبالتالي تكون هذه النظرية مستندة إلى‬
‫‌‬ ‫افتراضات أكثر مما هي مستندة إلى وقائع ‪.‬‬
‫شرحت هذه النظرية اإلدراك الحسي وكأنه وظيفة عقلية خاصة باإلنسان‬
‫ناضجا‬
‫ً‬ ‫الراشد‪ ،‬ولذلك يصعب تطبيقها على إدراك األطفال الذين ال يملكون عقالً‬
‫يحكمون بواسطته على اإلنطباعات الحسية المفترضة‪‌ .‬‬
‫كذلك لم تشرح هذه النظرية كيفية إدراك المواضيع الجديدة التي ال نملك‬
‫عنها أية معرفة ُمسبقة‪‌ .‬‬
‫‌‬

‫(‪‌ )Gestalt‬‬ ‫شكل أو الغشطالت‪:‬‬


‫نظرية ال ّ‬ ‫‪.IV‬‬
‫الم ِ‬
‫درك‪‌ .‬‬ ‫مبدأها‪ :‬الموضوع يفرض نفسه ككل على اإلنسان ُ‬
‫البرهان‪ :‬كلمة غشطالت تعني "الشكل أو الصيغة"‪ ،‬لذا ُيطلق على الغشطلتية اسم علم نفس الشكل‪ .‬اهتم فالسفة‬
‫الغشطالتية بدراسة قوانين اإلدراك الحسي‪ ،‬وقد اعتبروا أن العقليين أخطأوا بجعل اإلدراك الحسي يقوم على تركيب‬
‫عقليا انطالقًا من محسوسات جزئية‪ ،‬وكأن اإلحساس يأتي بالمرحلة األولى ثم يليه عمل العقل الذي ينظمه‬
‫الشيء ً‬
‫ويعطيه المعنى؛ بل الصحيح أن الشيء ُيدرك مباشرةً وقبل أي عملية عقلية‬
‫تركيبية‪ .‬إن اإلدراك الحسي ليس تركيبة من أحاسيس سابقة‪ ،‬بل إن موضوع‬
‫اإلدراك المباشر هو المجموع وليس األجزاء الداخلة فيه‪ ،‬فاإلدراك هو عملية‬
‫واحدة‪ ،،‬فالكل هو الذي ُيدرك ُدفعة واحدة ومن خالله ندرك التفاصيل وتأخذ‬
‫األجزاء معانيها ودالالتها‪ .‬اإلدراك الحسي هو إدراك لشكل كلي لبنية تتألف من‬
‫عنصر مميز وخلفية غير مميزة أو محايدة‪ ،‬وكلما كان العنصر متمي ًاز عن‬
‫درك‪ .‬فالتميز يمكن أن يتمثل‬ ‫الم ِ‬
‫الخلفية كلما فرض نفسه على اإلنسان ُ‬
‫بالتعارض (‪‌ .)Contraste‬‬
‫أمثلة‪ :‬لوحة إعالنات ُمضاءة على خلفية الليل‪‌ .‬‬
‫أو (الحركة) جلوس التالميذ في الصف‪ ،‬فيتوجه تلميذ إلى الخارج‪ ،‬فحركة إنتقاله تفرض اإلنتباه ألنها مغايرة لوضع‬
‫الصف‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫يوجد قوانين لإلدراك أهمها‪:‬‬
‫‪ -‬قانون الشكل و الخلفية مثل نقطة سوداء على حائط أبيض‪.‬‬
‫‪ -‬قانون المحاكاة مثل ‪.335566‬‬
‫‪ -‬قانون الشكل الفارض‪ ،‬مثالً ‪:‬‬
‫وهما أن الخط ‪ B‬أكبر من الخط ‪ A‬ألننا ال نستطيع أن ننظر إلى الخط ‪B‬‬ ‫إننا نعتقد ً‬
‫بمعزل عن خلفيته أو امتداداته‪ .‬وبما أن الشكل الكلي ل ‪ B‬أكبر من الشكل الكلي ل ‪،A‬‬
‫نرتكب هذا الخطأ‪ ،‬فرؤية الشكل الكلي تتغلب على رؤية العنصر‪ .‬وهكذا تتأكد نظرية‬
‫الشكل من خالل تفسير إدراك الوهم البصري‪ ،‬أي أن اإلنسان يدرك الشكل الكلي أوالً ومنه‬
‫يغوص إلى األجزاء‪.‬‬
‫ُيسجل لنظرية الغشطالت أثرها في تعليم القراءة‪ ،‬فقد أصبحت الطرق التربوية الحديثة تنطلق في تعليم القراءة من‬
‫الكلمة إلى الحرف‪.‬‬
‫‌‬

‫الشكل‪‌ :‬‬ ‫نقد نظرية‬ ‫‪.V‬‬

‫ال شك أن لبنية الموضوع دور مهم في اإلدراك الحسي‪ ،‬لكن هذه‬


‫المدرك وميوله واستعداداته‪ ،‬فلو كان‬
‫النظرية أهملت دور اإلنسان ُ‬
‫اإلدراك الحسي يرتبط فقط ببنية الموضوع أو بشكله الكلي‪ ،‬لكان جميع‬
‫احدا في الموضوع الواحد‪ .‬أما في الواقع فاألمر‬
‫معنى و ً‬
‫الناس يدركون ً‬
‫مختلف‪‌ .‬‬
‫مثالً‪ :‬إذا زار كل من الصياد والحطاب والرسام وعالم النبات الغابة‬
‫شيئا مختلفًا عن اآلخر يتناسب مع‬ ‫كل منهم ً‬ ‫نفسها‪ ،‬ألدرك ٌّ‬
‫استعداداته‪‌ .‬‬

‫(‪‌ )Phénoménologie‬‬ ‫نظرية الظواهرية‬ ‫‪.VI‬‬

‫المدرك‪ .‬فال ذات دون موضوع‪ ،‬وال موضوع دون‬


‫درك والموضوع ُ‬ ‫الم ِ‬
‫مبدأها‪ :‬اإلدراك ينتج عن تفاعل بين اإلنسان ُ‬
‫ذات‪ .‬وهكذا يغدو وعي اإلنسان فعالً موجهًا نحو الخارج‪ ،‬وال ُيفهم إال من‬
‫دائما وعي لشيء ما"‪‌ .‬‬
‫خالل موضوعه‪ .‬فالوعي حسب هوسرل‪" :‬هو ً‬
‫البرهان‪ :‬إن هذه النظرية تتبنى نظرية الشكل وتعتبرها صحيحة من ناحية‬
‫دور الموضوع‪ ،‬لكنها ناقصة من ناحية دور اإلنسان لذلك ركزت النظرية‬
‫وخصوصا على بنيته النفسية‬
‫ً‬ ‫الم ِ‬
‫درك‬ ‫الظواهرية على دور اإلنسان ُ‬
‫ذاتيا (‪)Subjective‬‬
‫والبيولوجية‪ ،‬أي أنها اعتبرت اإلدراك الحسي إد ار ًكا ً‬
‫‪35‬‬
‫يرتبط بميول اإلنسان وحاجاته وأفضلياته في لحظة اإلدراك كما أنه يرتبط (اإلدراك الذاتي) بإمكانات الحواس ووضع‬
‫الجسم كمنطلق لإلدراك‪ .‬فاإلدراك الحسي ليس معرفة عقلية بل وعي عفوي متالزم مع الوضع النفسي والبيولوجي‪‌ .‬‬
‫‌‬
‫تبعا لحاجاتنا أو لما نبحث عنه‪ ،‬مع أن الشارع‬
‫أمثلة‪‌:‬في كل مرة تمر بالشارع نفسه نرى أشياء مختلفة عن كل مرة ً‬
‫كموضوع هو نفسه‪‌.‬إن اإلنسان يرى الحركة الظاهرية للشمس مع أنها ثابتة وهو المتحرك وذلك ألن اإلنسان يعتبر‬
‫نفسه ثابتًا ألنه مركز اإلدراك ونقطة إنطالقه‪‌ .‬‬
‫‌‬

‫التوليفة ‌‬

‫إن اإلدراك الحسي ليس معرفة عقلية كما اعتقدت النظرية التعقلية‪ ،‬وكذلك ال ينحصر بدور الموضوع وقدرته‬
‫على فرض نفسه على اإلنسان‪ ،‬فاإلدراك الحسي هو إدراك ذاتي (‪ )Subjective‬متكيف مع وضع اإلنسان النفسي‬
‫والجسمي‪ ،‬فإذا أردنا الوصول إلى المعرفة العقلية العلمية‪ ،‬علينا أن نتخطى حواسنا ونعتمد على األدوات التقنية وعلى‬
‫المنهجية العلمية للبلوغ إلى هذا الهدف‪‌ .‬‬
‫ال شك أن هذه النظريات تباينت لتتكامل وتعطينا صورة متكاملة لإلدراك‪ .‬لكن هذه الصورة بقيت جامدة‪ .‬فنحن نرى‬
‫جامدا‪ ،‬بل موقف دينامي متحرك‪ ،‬موقف ذاتي يعبر عن الشخصية بكامل‬‫ً‬ ‫سكونيا‬
‫ً‬ ‫أن اإلدراك الحسي ليس موقفًا‬
‫أبعادها‪ .‬وهذا يعني أننا ال ندرك العالم كما هو‪ ،‬بل كما نحن‪ .‬وطالما نحن في تطور مستمر فإدراكنا الحسي متطور‬
‫أبدا‪ .‬وهنا نتطلع مع باشالر إلى نافذة جديدة وهي ضرورة التوصل إلى الفصل بين إدراك موضوعي علمي‪ ،‬وبين‬ ‫ً‬
‫إدراكنا الذاتي الذي يحمل ميولنا واسقاطاتنا الالواعية‪ :‬فالشمس بالنسبة لعالم الفلك تختلف عن الشمس التي ندركها‬
‫بحواسنا فقط‪‌ .‬‬

‫‪36‬‬
‫الرسمية‬
‫ّ‬ ‫الفلسفية للمواضيع الشائعة في اإلمتحانات‬
‫ّ‬ ‫تصاميم المقاالت‬
‫األول‪:‬‬
‫اإلحتمال ّ‬
‫إذا كان الموضوع يركز على أن اإلدراك الحسي هو عملية فكرية عقلية ُمجردة ذهنية‪.‬‬
‫المقدمة‪ :‬مقدمة الدرس ‪ +‬يتناول هذا الموضوع طبيعة اإلدراك الحسي وفي هذا اإلطار اعتبر بعض الفالسفة‬
‫ّ‬
‫والمفكرين أن اإلدراك الحسي هو عملية فكرية‪ ،‬ذهنية عقلية‪ ،‬ال دور أساسي للحواس فيها‪.‬‬
‫اإلشكالية‪ :‬ما هي طبيعة اإلدراك الحسي؟ هل اإلدراك الحسي هو عملية عقلية وفكرية بمعزل عن الموضوع‬
‫ّ‬
‫ِ‬
‫المدرك؟ أم أن للحواس ولموضوع اإلدراك دور في هذه العملية؟‬ ‫المدرك وذاتية اإلنسان‬
‫شرح‪ :‬في الواقع‪( ...،‬النظرية العقلية)‬
‫ال ّ‬
‫المناقشة‪ :‬في المقابل‪( ...،‬نقد النظرية العقلية ‪ +‬نظرية الشكل)‪.‬‬
‫التوليفة‪ :‬عمل حر (بإمكان المتعلم أن يستخدم نظرية الظواهرية والتوليفة)‪.‬‬
‫الرأي الشخصي‪ :‬اإلجابة على السؤال األخير من المسابقة‪.‬‬
‫ّ‬

‫اإلحتمال الثّاني‪:‬‬
‫إذا كان الموضوع يركز على أن اإلدراك هو إدراك الموضوع خارجي أو إدراك لشكل يفرض نفسه على‬
‫اإلنسان المدرك أو يعطي الدور األساس للحواس في عملية اإلدراك‪.‬‬
‫المقدمة‪ :‬مقدمة الدرس ‪ +‬يتناول هذا الموضوع مسألة طبيعة اإلدراك الحسي وفي هذا اإلطار اعتبر بعض‬
‫ّ‬
‫الفالسفة والمفكرين أن اإلدراك الحسي هو نتيجة الموضوع الخارجي الذي يفرض نفسه على اإلنسان المدرك‪.‬‬
‫اإلشكالية‪ :‬ما هي طبيعة اإلدراك الحسي؟ هل يقوم اإلدراك الحسي على الشكل العام الذي يفرض نفسه على‬
‫ّ‬
‫اإلنسان المدرك؟ أم أن للعقل دور في هذه العملية؟‬
‫شرح‪ :‬في الواقع‪( ...،‬نظرية الشكل)‬
‫ال ّ‬
‫المناقشة‪ :‬في المقابل‪( ...،‬نقد النظرية الشكل ‪ +‬النظرية العقلية)‪.‬‬
‫والتوليفة)‪.‬‬ ‫التوليفة‪ :‬عمل حر (بإمكان المتعلم أن يستخدم نظرية الظواهرية‬
‫الرأي الشخصي‪ :‬اإلجابة على السؤال األخير من المسابقة‪.‬‬
‫ّ‬

‫‪37‬‬
‫مواضيع ونصوص‬

‫األول‪":‬إن الشيء المحسوس ُيدرك بالعقل وليس بالحواس"‪.‬‬


‫ّ‬ ‫الموضوع‬

‫(تسع عالمات)‬ ‫أ – اشرح هذا القول لـِ "آالن" وبين اإلشكالية التي يطرحها‪.‬‬

‫(سبع عالمات)‬ ‫ب‪ -‬ناقش هذا الحكم في ضوء النظريات األخرى المتعلقة باإلدراك الحسي‪.‬‬

‫(أربع عالمات)‬ ‫ج‪ -‬هل تعتقد أن إدراكنا الحسي للواقع هو معرفة موضوعية؟ علل ما تذهب إليه‪.‬‬

‫(دورة ‪ 2011‬العادية إجتماع واقتصاد)‬

‫الحسي هو مهمة الذهن وعمل العقل‪".‬‬


‫ّ‬ ‫الموضوع الثاني‪" :‬اإلدراك‬

‫(تسع عالمات)‬ ‫أ – اشرح هذا القول ل"ديكارت" مبيناً اإلشكالية التي يطرحها‪.‬‬

‫(سبع عالمات)‬ ‫ب‪ -‬ناقش هذا الحكم في ضوء نظريات أخرى متعلقة باإلدراك الحسي‪.‬‬

‫(‪ 4‬عالمات)‬ ‫ج‪ -‬هل يمكن‪ ،‬في رأيك‪ ،‬اعتبار اإلدراك الحسي معرفة؟ علل ما تذهب إليه‪.‬‬

‫(دورة ‪ 2010‬االستثنائية اجتماع واقتصاد)‬

‫الموضوع الثالث‪ :‬اإلدراك الحسي هو تنظيم مجموعة أحاسيس وتفسيرها ووضعها خارج الذات‪.‬‬

‫(تسع عالمات)‬ ‫أ – اشرح هذا الحكم مبيناً اإلشكالية التي يطرحها‪.‬‬

‫(سبع عالمات)‬ ‫ب‪ -‬ناقش هذا الحكم في ضوء النظريات األخرى التي تفسر اإلدراك الحسي‪.‬‬

‫(‪ 4‬عالمات)‬ ‫ج‪ -‬هل ترى أن اإلدراك الحسي هو معرفة موضوعية للعالم الخارجي؟ علل ما تذهب إليه‪.‬‬

‫(دورة ‪ 2010‬اإلستثنائية علوم عامة وعلوم الحياة)‬

‫الموضوع الرابع‪" :‬يتناول اإلدراك الحسي ُدفع ًة واحدةً أشكاالً ال تكتسب عناصرها معنى إالّ بالرجوع إلى ّ‬
‫الكل الذي تندمج فيه‪".‬‬

‫(تسع عالمات)‬ ‫أ – اشرح هذا القول ل"غيوم" مبيناً اإلشكالية التي يطرحها‪.‬‬

‫(سبع عالمات)‬ ‫ب‪ -‬ناقش هذا الرأي في ضوء نظريات أخرى التي متعلقة باإلدراك الحسي‪.‬‬

‫(‪ 4‬عالمات)‬ ‫ج‪ -‬هل ترى أن اإلدراك الحسي هو معرفة موضوعية للعالم الخارجي؟ علل ما تذهب إليه‪.‬‬

‫(دورة ‪ 2009‬العادية اجتماع واقتصاد)‬

‫‪38‬‬
‫عقلية‪.‬‬
‫عملية ّ‬
‫ّ‬ ‫الموضوع الخامس‪ :‬اإلدراك الحسي هو‬

‫(تسع عالمات)‬ ‫أ – اشرح هذا القول مبيناً اإلشكالية التي يطرحها‪.‬‬

‫(سبع عالمات)‬ ‫ب‪ -‬ناقش هذه الفكرة في ضوء النظريات األخرى التي تتناول هذا الموضوع‪.‬‬

‫(أربع عالمات)‬ ‫ج‪ -‬هل تلعب الميول‪ ،‬برأيك‪ ،‬دو اًر في اإلدراك الحسي؟ علل إجابتك‪.‬‬

‫(دورة ‪ 2007‬العادية علوم عامة وعلوم الحياة)‬

‫حسيا هو في معظمه عمل الفكر"‬


‫الموضوع السادس‪" :‬إن ما ندعوه إدراكاً ً‬

‫(تسع عالمات)‬ ‫مبينا اإلشكالية التي يطرحها‪.‬‬


‫أ – اشرح هذا القول ً‬

‫(سبع عالمات)‬ ‫ب‪ -‬ناقش هذه الفكرة في ضوء نظريات أخرى تطرقت إلى هذه المسألة‪.‬‬

‫إجابتك(أربع عالمات)‬ ‫ج‪ -‬هل تعتقد أن اإلدراك الحسي يشكل عائق ًا في طريق المعرفة الموضوعية؟ برر‬

‫(دورة ‪ 2005‬العادية إجتماع واقتصاد)‬

‫وفسرها وأكملها بصور‬


‫فرد ما – وقد نظّم إحساساته الحاضرة ّ‬‫قيم بواسطته ٌ‬
‫الحسي هو فعل ُي ُ‬
‫ّ‬ ‫الموضوع السابع‪" :‬اإلدراك‬
‫متميز عنه وواقعي ويعرفه حالياَ"‪.‬‬
‫وذكريات – قبالته موضوعاً ‪ ،‬يحكم تلقائياً بأنه ّ‬
‫أ‪ِ -‬اشرح هذا التعريف لـ " اللند " مبيناً اإلشكالية التي يطرحها ‪( .‬تسع عالمات)‬

‫(سبع عالمات)‬ ‫ب‪ -‬ناقش هذا القول في ضوء النظريات األخرى التي تعرفها ‪.‬‬
‫(أربع عالمات)‬ ‫ت‪ -‬هل صحيح القول إن عملية اإلدراك الحسي هي عملية إسقاطية ؟برر ما تذهب إليــه‪.‬‬
‫(دورة ‪ 2004‬اإلستثنائية علوم عامة وعلوم الحياة)‬

‫األول‪:‬‬
‫ال ّنص ّ‬

‫من الشائع أن ُيقال إن اللمس ُينبئنا (بما حولنا)‪ ،‬وذلك بالمالحظة المباشرة والبسيطة‪ ،‬ومن دون أي تأويل‪ .‬ولكن ذلك‬
‫جامعا هذه المظاهر‬
‫ً‬ ‫أسطحا ملساء صلبة‪،‬‬
‫ورؤوسا و ً‬
‫ً‬ ‫أضلعا‬
‫ً‬ ‫صحيحا‪ .‬أنا ال ألمس هذا النرد المكعب‪ .‬أنا ألمس‪ ،‬بالتتابع‪،‬‬
‫ً‬ ‫ليس‬
‫كلها في شيء واحد‪ ،‬وأحكم بأنه مكعب‪)...( .‬‬
‫أنا أتعرف إلى ست بقع سوداء على أحد األسطح‪ .‬وليس هناك من يمانع في اإلقرار بأن ههنا عملية فكرية ال تمدها‬
‫الحواس إال بالمادة‪.‬‬
‫من الواضح أنني‪ ،‬إذ أستعرض هذه البقع السوداء‪ ،‬وأالحظ ترتيب وموقع كل منها‪ ،‬تتشكل عندي في النهاية‪ ،‬وبعد‬
‫بداية ال تخلو من مشقة‪ ،‬فكرة أن عددها ست‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫أقول‪ ،‬للتتبسيط‪ ،‬إنني أرى مكعًبا؛ ولكنني في الواقع أحكم بأنه مكعب‪ .‬إن ما أراه يذكرني بشيء ما‪ .‬وأنا أعرف بالخبرة‬
‫المدرك‪ ،‬بل‬
‫أنني إذا قلب هذا الشيء فسيكون بمقدوري أن أرى وألمس األسطح األخرى‪ .‬أنا أتذكر‪ ،‬وأفكر‪ .‬إننا ال نحس الشيء ُ‬
‫ندركه بفكرنا‪.‬‬
‫آالن (دورة ‪ 2015‬العادية اجتماع واقتصاد‪ -‬علوم الحياة‪ -‬علوم عامة)‬

‫أ‪ -‬إشرح هذا النص لـ"آالن" مبيًنا اإلشكالية التي يطرحها‪( .‬تسع عالمات)‬

‫ب‪ -‬ناقش أفكار هذا النص في ضوء نظريات أخرى تتناول مسألة اإلدراك الحسي‪( .‬سبع عالمات)‬

‫ت‪ -‬هل تعتقد أن اإلدراك الحسي ُيعرفنا على العالم كما هو في الواقع؟ علل إجابتك‪( .‬أربع عالمات)‬

‫ص الثاني‪:‬‬
‫ال ّن ّ‬

‫تعبيرا‪ ،‬وفي بابها أميز من األفكار القادرة نفسي‬


‫"ولما كانت األفكار التي أتلقاها عن طريق الحواس أشد حياةً‪ ،‬وأقوى ً‬
‫على خلقها بالتأمل‪ ،‬أو من األفكار الموجودة مطبوعةً في ذاكرتي‪ ،‬فقد بدا لي أنها ال تصدر عن نفسي‪ .‬لهذا ال بد من أن‬
‫كنت ال أملك من معرفتي لهذه األشياء إال ما منحتني إياها هذه األفكار عينها‪ ،‬فمن غير‬
‫تكون أشياء أخرى أحدثتها لي‪ .‬ولما ُ‬
‫المستطاع أن يخطر ببالي سوى أن هذه األشياء تشبه األفكار التي تُحدثها‪.‬‬

‫استعملت الحواس قبل أن أستعمل العقل‪ ،‬وأن أفكاري عن نفسي ليست واضحةً كأنني تلقيتها‬
‫ُ‬ ‫أيضا أني‬
‫رت ً‬‫ولما تذك ُ‬
‫ب أغلب األحيان من أجزاء هذه‪ ،‬فقد هان اإلعتقاد أن كل افكاري سلكت من قبل طريق الحواس‪...‬‬
‫بطريق الحواس‪ ،‬بل تترك ُ‬

‫فشيئا كل ما لدي من ثقة بالحواس‪ .‬فقد الحظت مرات عديدة‪ ،‬أن األبراج التي كانت‬
‫شيئا ً‬
‫ولكن اختبارات كثيرة هدمت ً‬
‫المقامة على قمم تلك األبراج‪ ،‬تبدو لي تماثيل‬
‫تلوح لي مستديرةً عن بعد‪ ،‬تلوح لي مربعةً عن قرب‪ ،‬وأن التماثيل الضخمة ُ‬
‫صغيرةً إذا نظرت إليها من أسفل‪ .‬كذلك فيما ال ُيحصى من المناسبات األخرى‪ ،‬لقد وجدت خكأً في األحكام المبنية على‬
‫الحواس الخارجية‪ ،‬بل وفي األحكام المبنية على الحواس الداخلية‪.‬‬

‫ميتافيزيقية"‪ ،‬ترجمة كمال الحاج‪ ،‬ط‪ ،3‬دار عويدات‪ ،‬بيروت ‪ ،1982‬ص‪225-224.‬‬


‫ّ‬ ‫"تأمالت‬
‫روني ديكارت‪ّ ،‬‬

‫ال ّنص الثالث‪:‬‬

‫بعيدا؛ إني أحكم بأنه بعيد حسب لونه وحسب ُبعد األشياء النسبي‬
‫"لنختبر األمر جي ًدا! إن هذا األفق البعيد‪ ،‬ال أراه ً‬
‫ْ‬
‫حيث أراه‪ ،‬وحسب تداخل التفاصيل وتواسط األجسام األخرى التي تخفيه عني جزئيًّا‪ .‬والذي يشهد على أني أحكم‪ ،‬أن الرسامين‬
‫بمحاكاة المظاهر على اللوحة‪ .‬ولكن مع ذلك‪ ،‬أرى ذلك األفق بنفس الوضوح‬ ‫ٍ ٍ‬
‫يعرفون كيف يمنحونني ذلك اإلدراك لجبل بعيد ُ‬
‫الذي أرى به هذه الشجرة أمامي‪ .‬وكل هذه المسافة أدركها‪...‬‬

‫ولقد شاع الزعم بأن اللمس يعلمنا‪ ،‬وهذا عن طريق المالحظات الصرفة والبسيطة دون أي تأويل‪ .‬ولكن هذا غير‬
‫وسطوحا صلبة وملساء‪ .‬وبجعلي هذه‬
‫ً‬ ‫وحدودا‬
‫ً‬ ‫أضالعا‬
‫ً‬ ‫صحيح‪ :‬فأنا ال ألمس هذا الحجر المكعب؛ ال! فأنا ألمس على التتالي‪،‬‬
‫احدا‪ ،‬أحكم بأن هذا الشيء مكعب‪...‬‬
‫شيئا و ً‬
‫المظاهر كلها ً‬
‫‪Alain, Elements de philosophie, Collection idées, Editions Gallimard, France 1941, p.22-27‬‬

‫‪40‬‬
‫ال ّنص الرابع‪:‬‬

‫أبدا مكونة من تأليف أو اجتماع عناصر معطاة‬ ‫"إن الفكرة األساسية في نظرية الشكل‪ ،‬هي أن األنساق الذهنية ليست ً‬
‫تركيبا‬ ‫ِ‬
‫وعليه‪ ،‬فاإلدراك ليس‬ ‫دائما جم ٌل منتظمةٌ منذ البداية في "شكل"‪ ،‬أو بنية شاملة‪.‬‬
‫ً‬ ‫في حالة انعزال قبل اجتماعها‪ ،‬بل هي ً‬
‫معا‪ .‬مثال ذلك أن نقطة‬‫إلحساسات سابقة‪ ،‬بل أنه يتحكم فيه في جميع المستويات "مجا ٌل" عناصره مترابطة ألنها ُمدركةٌ ً‬
‫منعزل مهما كانت وحيدة‪ ،‬إذ هي تنفصل بصفتها‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫كعنصر‬ ‫سوداء واحدة إذا ظهرت على ٍ‬
‫ورقة كبيرٍة‪ ،‬فإنه ال يمكن إدراكها‬
‫"شكالً" على "خلفية" تكونها الورقة‪ ،‬وأن عالقة الشكل – الخلفية تفترض انتظام المجال البصري بأجمعه‪".‬‬

‫‪Jean Piaget,”La psychologie de l’intelligence”, Armand celin 1962, p. 69-70.‬‬

‫‪41‬‬
‫الفصل السادس‪ :‬الخيال‬

‫مقدمة‬

‫يمتاز اإلنسان عن سائر الكائنات بأنه سيد األبعاد‪ ،‬فبإدراكه يمتلك القدرة‬
‫على اكتشاف العالم الواقعي الذي يحيط به‪ .‬واإلدراك ليس مجرد عملية إثارة للحواس‬
‫الخمس‪ ،‬بل هو عبارة عن عالقة تربطنا باألشياء‪ ،‬فتكشف لنا وجودها وتحدد لنا‬
‫ٍ‬
‫كماض‪ ،‬فالذاكرة هي إ ًذا‬ ‫خصائصها‪ .‬وبذاكرته يمتلك القدرة على استعادة الماضي‬
‫وظيفة نفسية تحفظ الماضي وتسترده في حدود فترة زمنية محددة‪ .‬وبخياله يتوجه‬
‫نحو المستقبل‪ ،‬ويتحرر من الواقع ويعبر عن حاجته الملحة إلى اإلستقالل‪ .‬فهو‬
‫يدعونا إلى إعادة خلق العالم كما نريد‪ ،‬من خالل إبداع صور جديدة تحمل رؤيتنا‬
‫ومعاناتنا‪ ،‬وأحالمنا‪ُ .‬يعتبر الخيال من القدرات التي يمتلكها اإلنسان وتتميز بالغرابة‬
‫وتثير الكثير من التساؤالت حول كيفية عمل الخيال ومصداقيته ومنبعه وطبيعته ودوره في حياتنا والعوامل المؤثرة فيه‬
‫وحدوده في اإلبتكار واإلبداع‪ .‬كل هذه العناوين‪ ،‬اثارت فضول الفالسفة القدماء منهم والمحدثين الذين اختلفوا حول‬
‫موضوع الخيال والمسائل المتفرعة عنه‪.‬‬

‫(اإلشكالية)‬ ‫مشكلة وجود الصور‪:‬‬

‫صورا‪ .‬هذه الصور‪ ،‬حسية كانت أم ذهنية‪ ،‬هل هي موجودة فينا؟‬


‫ً‬ ‫عندما يتخيل اإلنسان‪ ،‬فإنه يستعيد‬
‫أنستعيدها كاملةً كما كانت‪ ،‬أم مختلفة بعض الشيء‪ ،‬أم جديدة كلًيا؟‬

‫النظرية التجريبية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪.I‬‬

‫اعتبرت المدرسة التجريبية أن الصورة الذهنية هي إعادة تمثل‬


‫(استحضار) الفكر لما ادركه البصر‪ .‬إنها تكرار عقلي مخفف وأقل تمي ًاز‬
‫إلحساس‪ ،‬أو باألحرى إلدراك حسي سابق‪ .‬هكذا‪ ،‬فإن هيوم‪ ،‬الذي ميز بين‬
‫صور ضعيفة لإلنطباعات‬
‫اإلنطباعات واألفكار‪ ،‬اعتبر أن هذه األخيرة هي ٌ‬
‫او لإلدراكات الحسية‪ .‬إنها بقايا اإلدراكات الحسية بعد غيابها؛ ووجودها في الذهن شبيه بوجود الصور الفوتوغرافية‬

‫‪42‬‬
‫في األلبوم‪ .‬لذلك كانت الصور مجرد رمز أو بديل عن أصل‪ ،‬بنظر التجريبيين‪ ،‬الذين يرون أن ال إمكانية للتصور ما‬
‫لم يكن هناك إدراكات سابقة‪ ،‬فالذي يولد أعمى ال يتمكن من تصور األشياء واأللوان‪ .‬ويرى التجريبيون أن العالقة‬
‫وثيقة بين التخيل الذي يعيد اإلنتاج وبين التخيل الخالق (الخيال المستعاد‬
‫والمبدع)‪ .‬فإذا كان األول تمثالً لموضوع غائب‪ ،‬فالثاني ليس إال إعادة ترتيب‬
‫جديد غير مالوف للصور التي خزنها اإلدارك الحسي في الذهن‪ .‬فالرسام‪،‬‬
‫على سبيل المثال‪ ،‬في تخيله لعروس البحر‪ ،‬لم يبدع هذه الصورة من مختلف‬
‫جوانبها‪ ،‬وانما هو أعاد بناء بعض المعطيات اإلدراكية بطريقة مختلفة‪ ،‬أي‬
‫أنه مزج ما بين صورتين هما في األساس من موضوعات اإلدراك الحسي؛‬
‫إن وجه المرأة وجسم السمكة هما معطيات حسية‪ .‬يقول أناتول فرانس‪:‬‬
‫"الشاعر أبدع حورية البحر لكن الطبيعة خلقت البحر والمرأة والغيوم‪".‬‬

‫يستعيد الخيال الصور المخزنة ويتعامل معها بعدة طرق‪:‬‬

‫يمكن للخيال أن يستعيد صورة مخزنة في ذهننا كما يمكننا أن نستعيد صورة أمنا المسافرة أو والدنا البعيد أو‬ ‫‪‬‬

‫صورة الحبيب أثناء غيابه عنا‪ُ .‬يسمى هذا النوع بالخيال البسيط‪.‬‬

‫كما يمكن للخيال أن يستعيد عدة صور ويركبها بعضها مع بعض أو يركب أجزاء من كل منها على بعضها‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫كصورة عروس البحر‪ ،‬وهذا ُيسمى الخيال المركب‪ ،‬ويشكل حدود االبداع عند التجريبيين‪ .‬وهناك نوع آخر‬
‫من الخيال المركب‪ ،‬عندما ننسب أعمال إنسان إلنسان‬
‫آخر‪ ،‬كأن ننسب أعمال الرجل الخارق إلى أنفسنا‪.‬‬

‫ويذهب بعض التجريبيين إلى اعتبار األحالم من عمل الخيال‪،‬‬


‫ولكن بطريقة عشوائية‪ .‬وكذلك أحالم اليقظة‪ .‬كما أن فعالية وقوة‬
‫الخيال ترتكز على كمية الصور المخزنة في الذهن ألن مجال عمله‬
‫يصبح أوسع وأغنى وقدرته على تركيب الصور أكبر‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫‪ .II‬نقد هذه النظرية‪:‬‬

‫ينطلق التجريبيون في تفسيرهم للتخيل من منظور خاطئ يرد التخيل واإلدراك إلى طبيعة واحدة‪ .‬ومن الصعب‬
‫الدفاع عن هذا الرأي الذي تكذبه التجربة الشعورية الفطرية‪ .‬فالتجربة التي يعيشها الفرد في أعماقه يتخللها شعور‬
‫واضح بأن التخيل هو عملية مختلفة عن العملية اإلدراكية‪ ،‬فاإلنسان قادر في الحاالت السوية على التمييز بين‬
‫أبدا بين تصورنا لصوت إنفجار هائل وادراكنا لصوت صرار‪.‬‬
‫الصورة واإلدراك بغض النظر عن شدتهما‪ ،‬فال نخلط ً‬
‫فإننا نميز بطريقة عفوية ما بين اإلدراك‬
‫والتصور‪ ،‬فال يقع في ظننا أن يكون‬
‫التصور القوي إد ار ًكا وال اإلدراك الضعيف‬
‫تصوًار ألن توجه الوعي هو الذي يحدد‬
‫حقيقة فعله‪.‬‬

‫(النظرية الظواهرية)‬ ‫‪ .III‬الفلسفة الحديثة‪:‬‬

‫ترتكز فلسفة جان بول سارتر‪ ،‬على مقولة أن اإلنسان يوجد أوالً وبعد ذلك هو الذي يحدد هويته وشخصيته‪.‬‬
‫فالحرية عند سارتر هي خاصية جوهرية يتميز بها اإلنسان عن سائر الكائنات‪ .‬والتخيل هو من أفضل الطرق‬
‫والوسائل لهذه الحرية‪ .‬لذلك اهتم سارتر بمسألة الخيال والتخيل وترك لنا كتابين في هذه المسألة‪ .‬إال أن مواقفه من‬
‫الخيال لم ِ‬
‫تأت من عدم‪ ،‬إذ تأثر بمواقف آالن وهوسرل من الموضوع عينه‪.‬‬

‫‪ -‬آالن‪ :‬يرى أن ال وجود لصور عقلية‪ ،‬يقول عن صديقه الذي‬


‫ادعى أنه قادر على تخيل البنتيون ‪ ،Panthéon‬أن معرفته‬
‫ظهرت في مسلك جسده‪ .‬ولنا في حياتنا اليومية أمثلة على‬
‫شخصا على مكان ما‪ ،‬فإن صورة المكان‬
‫ً‬ ‫ذلك‪ ،‬فإننا عندما ندل‬
‫تظهر من خالل حركة يدنا كما لو كنا نسير فعالً على الدرب‬
‫الموصل إلى المكان‪ .‬باختصار الصورة هي معرفة مرسومة‬
‫بالجسد‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫سلبيا‪ ،‬فال وجود لصور ذهنية داخلية‪ ،‬بل إن‬
‫‪ -‬هوسرل‪ :‬والمدرسة الفينومينولوجية (الظواهرية) اعتبروا ان الوعي ليس ً‬
‫ٍ‬
‫لشيء ما‪ .‬وهكذا فإن وعيي يتجه إلدراك هذه الطاولة الحاضرة أمامي‪ ،‬كما يتجه بشكل آخر إلدراكها‬ ‫الوعي هو وعي‬
‫وهي غائبة‪.‬‬

‫‪ -‬سارتر‪ :‬استند إلى كل من آالن وهوسرل‪ ،‬وبْلور نظرية "الوعي المتخيل"‪ .‬التخيل هو التفكر بالشيء بوصفه غير‬
‫عدما‪ .‬فالتخيل هو إعدام الشيء‪ .‬ومهما كانت الصورة بارزة في الوعي‪ ،‬فهي توجه نحو‬ ‫ٍ‬
‫موجود أمامنا‪ ،‬أي بوصفه ً‬
‫موضوع غائب‪ .‬ولكن‪ ،‬ال بد من وجود شبيه للمتخيل ‪ analogon‬نمر منه وبه إلى المتخيل‪ ،‬وال بد في ذلك من‬
‫تجاوز وخرق الشبيه للوصول إلى الرمز المتخيل‪ .‬فالصورة الفوتوغرافية هي هذا الشبيه‪ ،‬الذي يعبره وعينا‪ ،‬لنتخيل من‬
‫ترمز اليهم هذه ال صورة‪ .‬فالعاشق عندما ينظر إلى صورة حبيبته ال يكتفي بالصورة‪ ،‬وال حتى بجسدها العضوي‬
‫المتخيَّل‪ ،‬بل يتخيل عالقة وعناقًا وحياة مشتركة‪ .‬ومن خالل‬
‫علبة مرطبات فارغة يتقاذفها طفل برجله‪ ،‬يتخيل هذا الطفل‬
‫مباراة كاملة في كرة القدم‪ .‬تنتهي بانتصاره إذا وقعت العلبة في‬
‫الحفرة‪ ،‬وهو يفرح لهذا اإلنتصار ألنه ماثل بين علبة المرطبات‬
‫المادية وكرة القدم الغائبة؛ فليس المهم في المماثل معناه‬
‫الحاضر‪ ،‬بل معناه الغائب‪ .‬غير أن المعنى الغائب ال يتم إال‬
‫إذا أعدمنا الصورة كجسم مادي‪ ،‬واخترقناها لنصل إلى الرمز‬
‫المتخيل‪.‬‬

‫‪ .IV‬نقد لهذه النظرية‪:‬‬

‫لقد نجحت نظرية سارتر في تفسير قدرة اإلنسان الواعي على التمييز بين الواقع والخيال‪ ،‬لكنها فسرت فقط الخيال‬
‫المبت ِكر‪ ،‬فال نستطيع أن نعتبر أن‬
‫المستعيد أي الخيال الذي يستعيد المواضيع المعروفة‪ ،‬وليس الخيال الخالق أو ُ‬
‫غائبا أو غير معروف في‬
‫موضوعا ً‬
‫ً‬ ‫الخيال الخالق هو التفكير في موضوع على أنه غائب بل يبدو أنه يستحضر‬
‫الواقع عبر ٍ‬
‫عمل فن ٍّي جديد أو إكتشاف علمي غير متوقع‪.‬‬

‫التوليفة‬

‫إن الخيال ليس وظيفة مستقلة جامدة ومنفصلة عن الشخصية التي يرتبط بها‪ .‬الخيال هو وظيفة دينامية‬
‫ٍ‬
‫بشكل عام‪ .‬الخيال هو إنفتاح وتجدد‪ ،‬فهو الذي يميز اإلنسان عن‬ ‫فاعلة تعبر عن وعي اإلنسان وعن بنيته النفسية‬
‫غيره من الكائنات‪ .‬للخيال دور كبير في عملية تقدم إنساني‪ ،‬و الفنان ال يكتفي بتطوير الطبيعة كما هي بل يريد‬
‫‪45‬‬
‫خلقها عن جديد‪ .‬في غياب التطور العقلي والنمو النفسي يبقى الخيال مؤدًيا لدور سلبي أو دوني فيقتصر على وظائفه‬
‫الطبيعية في األحالم الليلية أو في األوهام المرافقة لإلضطرابات النفسية‪.‬‬
‫أما إذا توصل اإلنسان إلى تحقيق نمو عقلي ونضوج عاطفي وانفتاح ثقافي‪ ،‬عندها يقوم الخيال بأداء وظائفه الخالقة‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫الرسمية‬
‫ّ‬ ‫الفلسفية للمواضيع الشائعة في اإلمتحانات‬
‫ّ‬ ‫تصاميم المقاالت‬
‫األول‪:‬‬
‫اإلحتمال ّ‬
‫إذا كان الموضوع يركز على أن الخيال هو نتيجة التجربة الحسية السابقة‪.‬‬
‫المقدمة‪ :‬مقدمة الدرس ‪ +‬يتناول هذا الموضوع مسألة طبيعة الخيال وفي هذا اإلطار اعتبر بعض الفالسفة والمفكرين‬
‫ّ‬
‫أن الخيال هو نتيجة إدراكات حسية سابقة‪ ،‬ويقوم بإعادة تركيب لهذه المدركات بطريقة جديدة‪.‬‬
‫اإلشكالية‪ :‬ما هي طبيعة الخيال؟ هل الخيال هو نتيجة التجربة الحسية السابقة؟ أم أنه توجه الوعي نحو شيء على‬
‫ّ‬
‫أنه غائب؟‬
‫شرح‪ :‬في الواقع‪( ...،‬النظرية التجربية)‬
‫ال ّ‬
‫المناقشة‪ :‬في المقابل‪( ...،‬نقد النظرية التجريبية ‪ +‬الفلسفة الحديثة)‪.‬‬
‫التوليفة‪ :‬عمل حر (بإمكان المتعلم أن يستفيد من التوليفة)‪.‬‬
‫الرأي الشخصي‪ :‬اإلجابة على السؤال األخير من المسابقة‪.‬‬
‫ّ‬

‫اإلحتمال الثاني‪:‬‬
‫مثال‪( :‬التخيل هو توجه الوعي نحو شيء‬
‫إذا كان الموضوع يركز على أن الخيال هو توجه الوعي نحو شيء غائب ً‬
‫غائب)‪.‬‬
‫المقدمة‪ :‬مقدمة الدرس ‪ +‬يتناول هذا الموضوع مسألة طبيعة الخيال وفي هذا اإلطار اعتبر بعض الفالسفة والمفكرين‬
‫ّ‬
‫عدما‪ ،‬أي أنه إعدام الشيء‪.‬‬
‫أن الخيال هو نتيجة تصور الشيء بوصفه ً‬
‫اإلشكالية‪ :‬ما هي طبيعة الخيال؟ هل الخيال هو توجه الوعي نحو شيء على أنه غائب ؟ أم أنه نتيجة تركيب جديد‬
‫ّ‬
‫لصور عرفها اإلنسان عن طريق التجربة الحسية؟‬
‫شرح‪ :‬في الواقع‪( ...،‬الفلسفة الحديثة)‬
‫ال ّ‬
‫المناقشة‪ :‬في المقابل‪( ...،‬نقد الفلسفة الحديثة ‪ +‬النظرية التجريبية)‪.‬‬
‫التوليفة‪ :‬عمل حر (بإمكان المتعلم أن يستخدم التوليفة)‪.‬‬
‫الرأي الشخصي‪ :‬اإلجابة على السؤال األخير من المسابقة‪.‬‬
‫ّ‬

‫‪47‬‬
‫مواضيع ونصوص‬

‫توجه الوعي نحو شيء غائب‪.‬‬


‫التخيل هو ّ‬
‫ّ‬ ‫األول‪:‬‬
‫الموضوع ّ‬

‫(تسع عالمات)‬ ‫أ – اشرح هذا الموقف ل"سارتر" وبين اإلشكالية التي يطرحها‪.‬‬

‫(سبع عالمات)‬ ‫ب – ناقش هذا الموقف في ضوء نظريات أخرى تتناول مسألة الخيال‪.‬‬

‫(أربع عالمات)‬ ‫ج – هل تعتقد أن الخيال ضرورة فنية وعلمية؟ علل إجابتك‪.‬‬

‫(دورة ‪ 2013‬العادية علوم الحياة علوم عامة)‬

‫حسية سابقة‪.‬‬
‫الموضوع الثاني‪ :‬الخيال هو إعادة إنتاج لمدركات ّ‬

‫(تسع عالمات)‬ ‫أ – اشرح هذا الحكم مبيًنا اإلشكالية التي يطرحها‪.‬‬

‫(سبع عالمات)‬ ‫ب – ناقش هذا الحكم في ضوء نظريات أخرى حول طبيعة الخيال‪.‬‬

‫(أربع عالمات)‬ ‫دائما هروب من الواقع؟ علل إجابتك‪.‬‬


‫ج – برأيك‪ ،‬هل الخيال هو ً‬
‫(دورة ‪ 2012‬العادية علوم الحياة علوم عامة)‬

‫المدرك حسيًّا‪.‬‬
‫المتخيلة هي إعادة إنتاج للشيء ُ‬
‫ّ‬ ‫الموضوع الثالث‪ :‬الصورة‬

‫(تسع عالمات)‬ ‫أ – اشرح هذا الحكم مبيًنا اإلشكالية التي يطرحها‪.‬‬

‫(سبع عالمات)‬ ‫ب – ناقش هذا الحكم في ضوء نظريات أخرى تتناول طبيعة الخيال‪.‬‬

‫(أربع عالمات)‬ ‫غالبا ما نتخيل العالم أكثر مما ندركه؟ علل ما تذهب إليه‪.‬‬
‫ج – هل ترى أننا ً‬
‫(دورة ‪ 2012‬اإلستثنائية إجتماع واقتصاد)‬

‫للمخيلة تكمن في استعادة الصور ‪.‬‬


‫ّ‬ ‫النهائية‬
‫ّ‬ ‫الموضوع الرابع‪ :‬الوظيفة‬

‫(تسع عالمات)‬ ‫أ ‪ -‬إشرح هذه الفكرة مبيناً اإلشكالية التي تطرحها ‪.‬‬
‫(سبع عالمات)‬ ‫ب ‪ -‬ناقش هذا الرأي في ضوء النظريات األخرى التي تعالج هذا الموضوع ‪.‬‬
‫(أربع عالمات)‬ ‫ج ‪ -‬هل ترى َّ‬
‫أن اإلبداع الفني هو نتاج المخيلة فقط ؟‬
‫(دورة ‪ 2007‬اإلستثنائية علوم عامة وعلوم الحياة)‬

‫‪48‬‬
‫األول‪ :‬التخيل‬
‫ص ّ‬ ‫ال ّن ّ‬
‫"عندما أدرك كرسيًّا بالحس ‪ .‬قد يكون من العبث القول بأن الكرسي قائم في إدراكي ‪ .‬إدراكي الحسي هو نوع (درجة) من‬
‫الوعي‪ ,‬والكرسي هو موضوع هذا الوعي‪ .‬واآلن أنا أغمض عيني وأحدث صورة الكرسي الذي أدركته سابقًا‪ .‬ال يمكن‬
‫كرسيا ‪ ،‬وال يمكنها أن‬
‫ً‬ ‫للكرسي‪ ،‬الذي يعرض لي اآلن كصورة‪ ،‬أن يدخل في الوعي أكثر منه مثال ‪ .‬ليست صورة الكرسي‬
‫اء أدركت بالحس الكرسي الذي أجلس عليه أو تخيلته‪ ،‬فهو با ٍ‬
‫ق أبداً خارج الوعي‪ .‬إنه في‬ ‫تكون كذلك ‪ .‬في الواقع ‪ ،‬سو ً‬
‫اء أأدركت هذا الكرسي بالحس أو تخيلته‪ ،‬فإن موضوع اإلدراك هو ذاته‬ ‫الحالتين هناك‪ ،‬في المكان‪ ،‬في الغرفة‪ .‬والحال سو ٌ‬
‫موضوع التخيل‪ ،‬وهو الكرسي الذي أجلس عليه‪.‬‬
‫إال أن الوعي يتوجه إلى الكرسي بطريقتين مختلفتين‪ :‬في حال اإلدراك يكون الموضوع حاض اًر‪ ،‬وفي مجال التصور يكون‬
‫غائباً‪ ،‬غير أن الكرسي ليس قائماً في الوعي‪ ،‬حتى ولو (كان) يشكل صورة ‪ .‬فلن تعني كلمة صورة سوى عالقة الوعي‬
‫بالموضوع الخارجي‪ ,‬وليس موضوعاً مستق اًر داخل الوعي‪".‬‬

‫‪Jean-Paul Sartre‬‬

‫ص الثّاني‪:‬‬
‫ال ّن ّ‬

‫المص َّمم إلى صورة‪.‬‬ ‫"البد من ان نقبل أننا نتخيل المجموع على ٍ‬
‫قلب ُ‬
‫شكل مصمم‪ ،‬وأن اإلبداع إنما هو ُ‬

‫إن المبدع الذي يريد أن يوجد آلة ما‪ ،‬يتخيل النتيجة التي يجب أن يحصل عليها‪.‬والصورة المجردة لهذه النتيجة‬
‫تباعا‪ ،‬بالتلمس والتجريب‪ ،‬الصورة الحسية الواقعية لمختلف الحركات المؤلَّفة التي تُحقق الحركة الكلية‪ ،‬ثم‬
‫تبعث في ذهنه ً‬
‫القطع القادرة على أن تقوم بهذه الحركات الجزئية‪ .‬وفي هذه اللحظة يكون‬ ‫للقطع ومرَّكبات ِ‬
‫الصورة الحسية الواقعية ِ‬
‫ُ‬
‫اإلختراع قد تم‪ ،‬وانقلب التصور التخطيطي إلى تصور ذي صور‪.‬‬

‫لحنا‪،‬‬
‫والكاتب الذي يكتب روايةً‪ ،‬والمؤلف الدرامي الذي يخلق شخصيات وظروفًا‪ ،‬والموسيقي الذي يؤلف ً‬
‫شيء بسيط مجرد‪ ،‬ليس بذي جسم‪ ،‬هو بالنسبة إلى‬
‫ٌ‬ ‫والشاعر الذي ينظم قصيدةً؛ كل أولئك يقوم في أذهانهم‪ ،‬أول ما يقوم‪،‬‬
‫صورا‪ ،‬وهو بالنسبة إلى الروائي والدرامي فكرةٌ يجب أن تنتشر‬
‫ً‬ ‫الموسيقي والشاعر عاطفةٌ جديدة يجب أن تنتشر أصواتًا أو‬
‫ات حي ٍة‪ .‬فتراهم يعملون في مخط ٍط للمجموع‪ ،‬ومتى‬ ‫في حوادث‪ ،‬وعاطفة فردية أو إجتماعية يجب أن تتجسد في شخصي ٍ‬
‫وصلوا إلى صو ٍرة و ٍ‬
‫احدة للعناصر‪ ،‬حصلت النتيجة"‪.‬‬

‫الروحية"‪ ،‬ترجمة سامي الدروبي‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للتأليف والنشر‪ ،‬القاهرة ‪ 1971‬ص‪.160-159.‬‬
‫ّ‬ ‫هنري برغسون‪" ،‬الطاقة‬

‫‪49‬‬
‫محور المعرفة‬

‫‪50‬‬
‫األول‪ :‬العلم والفلسفة‬
‫الفصل ّ‬

‫مقدمة‬
‫ّ‬

‫طلب المعرفة والفهم ميزة اإلنسان بوصفه عاقالً‪ ،‬ولكن المعارف عديدة (دينية‪،‬‬
‫فلسفية‪ ،‬علمية‪ )...‬حين ُسئل "الشولييه"‪ :‬ما هي الفلسفة؟ أجاب‪ :‬الفلسفة؟ ال أعرف؛‬
‫وذلك ألن الفلسفة‪ ،‬بتعدد موضوعاتها وحقولها وتدرج اإلتجاهات داخلها ال يمكن أن‬
‫تنحصر في أي تعريف‪ .‬لفظة فلسفة تعني محبة الحكمة‪ ،‬إ ًذا هي مسيرة متواصلة نحو‬
‫علما كسائر العلوم‪ ،‬ففي‬
‫الحكمة‪ ،‬وهذا يعني مهمة الفلسفة مهمة ال تنتهي‪ .‬والفلسفة ليست ً‬
‫حين أن الرياضيات تعلمنا التسلسل المنطقي‪ ،‬وفي حين تعرفنا باقي العلوم اإلختبارية على‬
‫العالم الذي نعيش فيه‪ ،‬ال تهدف الفلسفة إلى التلقين المعرفي ألنها ليست بحد ذاتها مادة‬
‫لمعرفة‪.‬‬
‫يبقى العلم والفلسفة من المصادر األساسية للمعرفة‪ ،‬فهما من إنتاج العقل البشري‪ ،‬ولهما تاريخ مشترك مر‬
‫بعدة مراحل‪ ،‬حيث كانت العلوم تولد وتتربى في كنف الفلسفة وكان الفالسفة هم أنفسهم العلماء‪ .‬أول من دعا إلى‬
‫استقاللية العلوم هو بيكون‪ ،‬بعد أن تطورت العلوم وحققت لإلنسان نتائج إيجابية‪ .‬ومع حلول القرن العشرين‪ ،‬مرت‬
‫العلوم في أزمة‪ ،‬فظهرت دعوة جديدة إلى ضرورة التكامل بين العلم والفلسفة‪.‬‬

‫خصائص العلم وخصائص الفلسفة‪:‬‬ ‫‪.I‬‬

‫العلم هو نوع محدد من المعرفة‪ ،‬هو نشاط منظم يسعى لمعرفة زوايا الطبيعة واإلنسان‬
‫ومحيطه‪ .‬هو المعرفة التي تتسم بخصائص منها‪ :‬انها موضوعية‪ ،‬اكيدة( بقدر مانعرف)‪ ،‬دقيقة‪،‬‬
‫وضعية‪ ،‬كمية (يمكن قياسها)‪ ،‬ويمكن التحقق منها واعادة اثباتها على نحو مطرد (قابلة‬
‫لالختبار والتجربة)‪ .‬كما أن للعلم موضوعات ومنهج ونتائج‪ ،‬والمنهج هو الذي يجعل منه علما‪،‬‬
‫فيميزه عما ليس بعلم‪ .‬العلم الى حد كبير هو المنهج‪.‬‬
‫في المقابل تُستعمل مفردة فلسفة بمعنيين‪:‬‬
‫يدا وعمقًا من افعال التفكير االخرى‪.‬‬
‫بالمعنى الواسع‪ ،‬هي فعل التفكير الذي يتميز بأنه اكثر تجر ً‬
‫تخصصا‪ ،‬وتتميز كحقل معرفي‪ ،‬له وجوده واستقالليته‪ .‬ويمكن اعتبار سقراط‬
‫ً‬ ‫بالمعنى االكاديمي ‪ ،‬الفلسفة هي اكثر‬
‫من اوائل مفكري االغريق الذين مارسوا التفكير الفلسفي‪ .‬يقول سقراط ‪" :‬لن ادعو طالبي هؤالء حكماء‪...‬بل محبي‬
‫الحكمة او فالسفة"‪ .‬هذا التوصيف للفيلسوف له ٍ‬
‫معان ثالث‪:‬‬

‫‪51‬‬
‫أ – الفيلسوف ال يبحث عن المعرفة الجزئية بل يبحث عن الحكمة بما فيها‬
‫من شمول وعمق‪.‬‬
‫اع وارادي بأننا ال نملكها‪.‬‬
‫ب – البحث عن الحكمة هو اعتراف و ٍ‬
‫ج – المعنى الثالث اعتبار الفلسفة بحثًا عن اجابة اكثر مما هي العثور‬
‫على اجابة‪.‬‬
‫الفضول او الدهشة ازاء الموضوعات والتحديات المحيطة باالنسان أو‬
‫القائمة في داخله‪ ،‬تجعل من الفلسفة مشروعا لنحياه بالفعل وليس مجرد‬
‫"نظريات "جاهزة‪ .‬من هنا قول ارسطو ‪":‬الدهشة أول التفلسف"‪‌ ‌.‬‬
‫‌‬

‫عالقة العلم بالفلسفة ‪:‬‬ ‫‪.II‬‬

‫أ‪ -‬التمايز‪:‬‬
‫عدة‪ ،‬أهمها‪:‬‬
‫تظهر وجوه التمايز بين العلم والفلسفة على مستويات ّ‬
‫تعبر الفلسفة عن وجهة نظر خاصة بالفيلسوف الذي وضعها‪ .‬بالرغم من أنها تقنع الكثيرين بموقف‬ ‫ّ‬ ‫‪‬‬

‫أما العلم‪ ،‬فهو يعبر عن حقيقة تفرض نفسها على‬


‫عدا كونيًّا‪ّ .‬‬
‫الفيلسوف‪ ،‬ويعارضها الكثيرون‪ ،‬وبذلك تتخذ ُب ً‬
‫كل الناس‪ ،‬طالما لم يتمكن أحد من إثبات خطأ ما فيها‪.‬‬
‫التفكير الفلسفي هو تفكير نقدي‪ ،‬أي أن الفيلسوف يضع كل شيء‪ ،‬كل قضية على محك النقد واعادة النظر‬ ‫‪‬‬

‫والتفكير فيه حتى ولو كان هذا الشيء شديد‬


‫الوضوح بالنسبة لآلخرين‪ ،‬أو يعود لمصدر‬
‫موثوق به‪ ،‬وهذا النقد يجعل من العقل‬
‫المعيار الوحيد لقبول أو رفض أية فكرة أو‬
‫موقف‪ .‬أما العلم‪ ،‬بالرغم من أنه تفكير‬
‫نقدي‪ ،‬فإنه يخضع لمعياري التجربة‬
‫والتطبيق‪ ،‬وليس لمعيار العقل فقط‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫جيدا أنه ال يمتلك الحقيقة بل يحاول االقتراب منها‪،‬‬
‫والتفكير الفلسفي إشكالي وحواري‪ ،‬ألن الفيلسوف يعرف ً‬ ‫‪‬‬

‫وهذا يعني أنه يقر بإمكانية وصول اآلخر إلى جزء من الحقيقة لم‬
‫يصل إليه هو‪ ،‬ومن هنا يمكن القول أن التفكير الفلسفي هو‬
‫تفكير حواري بعيد عن الدوغمائية (العقائدية)‪ .‬ولذلك نرى تعايش‬
‫فلسفات متعارضة في نفس المكان والزمان عبر التاريخ‪ :‬كتعايش‬
‫فلسفة أفالطون وفلسفة أرسطو مثالً‪ .‬أما النظريات العلمية‬
‫المختلفة حول نفس الموضوع‪ ،‬فال يمكن أن تتعايش مع بعضها‪:‬‬
‫فالتي تؤكدها التجربة ويمكن تطبيقها في الواقع تبقى وحدها على‬
‫الساحة المعرفية‪ -‬العلمية‪.‬‬
‫الفلسفي هو تفكير كلي وشمولي‪ ،‬فهو كلي ألنه يتناول الموضوعات الفلسفية تناوالً كلًيا على عكس‬
‫ّ‬ ‫التفكير‬ ‫‪‬‬

‫العلوم التي تتناول موضوعاتها تناوالً جز ًئيا‪.‬‬


‫الفلسفي بالصرامة المنطقية‪ ،‬فال يتعلق األمر في الفلسفة بطرح أفكار حرة‪ ،‬بل‬‫ّ‬ ‫أخير التفكير‬
‫يتميز ًا‬ ‫‪‬‬

‫بتصورات واضحة متكاملة يتم التعبير عنها في مفاهيم فلسفية تنظمها نظريات ذات مقدمات ونتائج‪ ،‬مترابطة‬
‫ٍ‬
‫بشكل متين‪ .‬أما العلم‪ ،‬فيتم التعبير عنه ليس بمفاهيم فلسفية بل بتطبيقات عملية في الواقع‪ .‬ويمكن‬ ‫منطقيا‬
‫ً‬
‫تحويله‪ ،‬على عكس الفلسفة‪ ،‬إلى أرقام ومعادالت رياضية‪.‬‬

‫كما يظهر التمايز بين العلم والفلسفة على مستوى الموضوعات والمناهج والنتائج‪:‬‬
‫‪ -1‬على صعيد الموضوعات‪ :‬تدرجت موضوعات الفلسفة من‬
‫الموضوعات شاملة عامة ال يمكن درسها بعلم محدد مثل المسائل‬
‫المتعلقة بالثقافة االنسانية ومكانة االنسان وموقعه في هذا العالم إلى‬
‫صا في عصرنا كتلك التي تتناول الطابع‬
‫الموضوعات األكثر تخص ً‬
‫األخالقي والنفسي والجمالي‪...‬؛ بينما موضوعات العلم جزئية تخضع‬
‫للمنهج اإلختباري‪ ،‬مثالً كيفية عمل قلب اإلنسان‪ .‬وهكذا فإن كل علم‬
‫يكتفي بدراسة الموضوعات المتعلقة باختصاصه‪ ،‬فال يمكن لعلم‬
‫الفيزياء أن يدرس الكائنات الحية‪.‬‬
‫عموما‪ ،‬وهي تتساءل عن األسباب التي أدت إلى وجود‬‫ً‬ ‫‪ -2‬على صعيد المناهج‪ :‬مناهج الفلسفة نظرية‬
‫الظواهر؛ ُمستخدمةً أدوات المنطق من تحليل وتركيب واستنتاج‪ ....‬أما مناهج العلوم فهي تقنيات خاصة‬
‫بكل علم ( مراقبة‪ ،‬فرضية ‪ ،‬تجربة أو برهان في العلوم اإلختبارية واالستنباط في الرياضيات ) تبحث في‬
‫كيفية ظهور الظواهر‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫على صعيد النتائج‪ :‬نتائج الفلسفة هي فرضيات أو تعميمات أقرب إلى وجهات النظر مبهمة وال‬ ‫‪-3‬‬
‫يمكن وضع نهاية محددة لها؛ بينما نتائج العلم وضعية‪ ،‬دقيقة‪ ،‬كمية يمكن قياسها؛ مستندة إلى وقائع‬
‫حسية تؤكد أو تدحض هذه النتائج‪.‬‬

‫أخير يظهر التمايز بين العلم والفلسفة في الدعوة إلى التخلّي عن الفلسفة لمصلحة العلم‪ ،‬وبذلك إلغاء‬
‫و ًا‬
‫لدور الفلسفة‪:‬‬
‫أول من دعا إلى إلغاء الفلسفة‪ ،‬هو فرنسيس بيكون‪ ،‬الذي اعتبر‬
‫أن األفكار الفلسفية تعيق وتمنع العلم من الوصول إلى نتائج علمية‪ .‬هذه‬
‫الدعوة أدت إلى تقدم علوم الطبيعة‪ ،‬وقد تبناها الفالسفة الوضعيين في‬
‫مدرسة فيينا‪ ،‬الذين اعتبروا أن المعرفة الوحيدة الجديرة بهذه التسمية هي‬
‫المعرفة العلمية‪ ،‬أما باقي المعارف ومنها الفلسفة فهي مجرد حشو كالمي‬
‫ال قيمة فعلية له‪ .‬ومن الحجج التي تدعم وجهة النظر هذه‪ ،‬ال بد من‬
‫اإلشارة إلى النتائج التي قدمتها العلوم‪ ،‬وخاصة علوم الطبيعة‪ :‬الفيزياء‬
‫والكيمياء وعلم األحياء والفلك‪ ،‬على عكس الفلسفة التي بقيت تعتاش‬
‫على النقاشات والمناظرات والتأمالت‪:‬‬
‫أ‪ -‬لقد ساهم الطب في القضاء على العديد من األمراض واألوبئة‪ ،‬وتخفيف الكثير من اآلالم عن المرضى‬
‫والمصابين‪ ،‬وال زال‪.‬‬
‫ب‪ -‬وساهمت الفيزياء في إنارة الظالم وتكييف المنازل وتخفيف الجهد الذي يقاسيه اإلنسان في تأمين قوته‬
‫اليومي‪.‬‬
‫ت‪ -‬ساهمت الكيمياء في صناعة األدوية والمأكوالت والعديد من السلع اإلستهالكية‪.‬‬
‫ث‪ -‬ساهم علم الفلك في مراقبة األرض عبر األقمار االصطناعية‪ ،‬وفي جعل العالم قرية كونية صغيرة‪.‬‬

‫ومن المؤشرات الدالة على تراجع أهمية الفلسفة عند العلماء وعامة‬
‫الناس‪:‬‬
‫أ‪ -‬إلغاء تدريس الفلسفة في العديد من الدول الصناعية‪.‬‬
‫ب‪ -‬نظرة العديد من الناس الدونية للفلسفة‪ ،‬في حين أنهم‬
‫ينظرون بتقدير واعجاب لمن يدرس العلوم‪.‬‬
‫ت‪ -‬تضاؤل فرص العمل لمن يتخصص بالفلسفة‪.‬‬
‫ث‪ -‬تحول عالمنا من عالم القيم األخالقية إلى عالم القيم المادية التي يؤمنها العلم وليس الفلسفة‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫ب‪-‬التكامل‪:‬‬
‫القول بأن الفلسفة تناقض العلم هو قول خاطئ‪ ،‬هناك تكامل بين العلم والفلسفة وبما يعود عليهما بالنفع في آن‬
‫معا‪ .‬بم يتفق اإلثنان؟‬
‫األول هو أن الفلسفة ليست بديلة‬
‫األمر البديهي ّ‬
‫عن العلم أو منافسة له‪ ،‬صحيح أن الفلسفة كانت‬
‫تحتوي في السابق كل العلوم‪ ،‬إال أن هذا الدور لم يعد‬
‫لها بل للعلوم الجزئية‪ .‬لكن هناك دور با ٍ‬
‫ق للفلسفة‬
‫وهو وضع " ‪ "Systeme‬أو نسق للعلوم األخرى‪.‬‬
‫فالعلوم تستطيع أن تقول ما تريد وأن تصل إلى نتائج‬
‫موضوعا‬
‫ً‬ ‫حاسمة‪ ،‬ولكن في تخصصات ال تتعدى‬
‫معيًنا‪ ،‬وتبقى الحاجة إلى من يجمع هذه الموضوعات المختلفة في قالب واحد‪ ،‬وهو عمل الفلسفة‪.‬‬
‫نادر ما يناقش العلم االسس او البديهيات التي يبنى عليها العلم نفسه او طرائقه او قيمة ما ينتجه او‬
‫كذلك‪ً ،‬ا‬
‫انعكاساته المعرفية واالجتماعية والثقافية‪ ،‬االمر الذي تقوم به الفلسفة‪ ،‬فالفلسفة تعطي العلم معنى للمسألة المطروحة‪:‬‬
‫أي أنها تعلم الباحث أال يكتفي بما توصل إليه‪ ،‬بل أن يستمر بالتساؤل ويطرح على نفسه‪" :‬لماذا حصل‪/‬ذلك؟"‬
‫أن العلم غير معني بالمواقف اإلنسانية تجاه قضية من قضايا التطور والمجتمع والمستقبل‪ ،‬أما الذي يسأل‬
‫كما ّ‬
‫عن قيمة القضايا فهو الفلسفة؛ مثالً العولمة‪ .‬للفلسفة أيضاً دور نقدي وبناء خصوصاً في ما يختص بالتطور العلمي‬
‫والتكنولوجي مثالً‪ :‬أسلحة الدمار الشامل‪ ،‬حقوق اإلنسان‪ ،‬اإلستنساخ‪.‬‬
‫لم يلغ تقدم العلوم والتكنولوجيا الحاجة الى الفلسفة‪ ،‬بل لعله قدم موضوعات وتحديات اضافية تحتاج الى نقاش‬
‫فلسفي‪ .‬معظم الناس‪ ،‬وبخاصة مع انتشار الوعي والمعلومات‪ ،‬تتخذ مواقف محددة من التطور التكنولوجي والعلمي‪،‬‬
‫وهذه المواقف هي إلى ٍّ‬
‫حد ما فلسفية‪.‬‬
‫سعيدا"‪ ،‬ففي هذه‬
‫ً‬ ‫لم يعد الفرد في أيامنا هذه يخاف من أن "ال يعيش طويالً" لكن خوفه هو من "أال يعيش‬
‫الرفاهية التي أمنتها التكنولوجيا‪ ،‬ازدادت حاالت التوتر‬
‫والضغط النفسي‪ ،‬بحيث بدأنا نتساءل إن لم يكن من‬
‫األفضل أن نحد من استعمالنا للتكنولوجيا ومشتقاتها‬
‫وأن نبحث عما هو األفضل لنعيش براحة وسالم‪ ،‬أي‬
‫أن نكون فالسفة‪ .‬بالتالي ال غنى عن الفلسفة‪.‬‬
‫ومن المؤشرات الدالة على الحاجة إلى الفلسفة‪:‬‬
‫بدءا من سنة ‪.1965‬‬
‫أ‪ -‬إعادة مادة الفلسفة بكل فروعها إلى كل االختصاصات الجامعية في الواليات المتحدة ً‬
‫ب‪ -‬مالحظة وجود فالسفة في كل مجاالت الحياة‪ :‬في الصحافة وفي عالم القوانين ومع المؤرخين‪ ...‬ألنها‬
‫معرفة تأسيسية ألي نشاط إنساني‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫ت‪ -‬تحول العديد من العلماء الكبار وفي كل اإلختصاصات العلمية إلى الكتابة الفلسفية‪ ،‬لوصولهم إلى حائط‬
‫مسدود في أبحاثهم‪ ،‬ولثقتهم بأن العلم عاجز عن اإلجابة على الكثير من األسئلة التي تبرع فيها الفلسفة‪ .‬من‬
‫هؤالء‪ :‬برتراند راسل وبوانكاريه في الرياضيات‪ ،‬وأينتشتاين في الفيزياء‪ ،‬وكلود برنار في الطب‪...‬‬

‫التوليفة‬

‫يوما بعد يوم أشكاالً‬


‫بعيدا عن الفلسفة‪ ،‬واتخذ ً‬
‫بعد حقبة طويلة كانت الفلسفة فيها هي العلم‪ ،‬تطور العلم ً‬
‫سلبا على المجتمعات‬
‫طا نظريًّا‪ .‬هذا الخلل بين الفلسفة والعلم‪ ،‬انعكس ً‬
‫ملموسة وعلمية‪ ،‬بينما استمرت الفلسفة نشا ً‬
‫والعلوم‪ .‬لكنه وبعد التجريب تبين أن الفلسفة لم تمت‪ .‬أما في الحقول اإلجتماعية واإلقتصادية والسياسية ففعل الفلسفة‬
‫فيها ال ُيخفى‪ ،‬ويكفي دليالً انقسام العالم إلى عالمين‪ :‬رأسمالي واشتراكي‪ ،‬وجوهر هذا اإلنقسام هو فلسفي‪ .‬إذا كان‬
‫شيئا فهو أن الفلسفة حاجة مستمرة حتى للعلماء وفي كل الحقول‪.‬‬ ‫ذلك يعني ً‬

‫الفلسفة والعلم‪ ،‬إ ًذا‪ ،‬جزءان ضروريان لمشروع اإلنسان واإلنسانية‪ ،‬في غاياتهما الراهنة والمستقبلية‪ ،‬وان‬
‫اختلفت مناهجهما وأدواتهما‪ ،‬بل لعل هذا اإلختالف طبيعي وضروري لقيام كل منهما بوظيفته‪ .‬ولوال هذا اإلختالف‬
‫الوظيفي لما تمكنا من تبادل المشكالت والنقد بما ينفع ويصوب ويعدل الستمرار مسيرة تقدم البشرية‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫تصاميم المقاالت الفلسفيّة للمواضيع الشائعة في اإلمتحانات الرسميّة‬

‫األول‪:‬‬
‫االحتمال ّ‬
‫إذا كان الموضوع المطروح يركز على أن العلم أهم من الفلسفة‪ ،‬أو أن الفلسفة ماتت‪ ،‬أو أن العلم والفلسفة‬
‫يتعارضان ويتناقضان ويتمايزان‪.‬‬
‫المقدمة‪ :‬مقدمة الدرس ‪ +‬يتناول هذا الموضوع مسألة عالقة العلم بالفلسفة‪ ،‬وفي هذا اإلطار اعتبر بعض‬
‫ّ‬
‫الفالسفة والمفكرين أن العلم يتمايز عن الفلسفة التي أصبحت دون فائدةً تُذكر‪.‬‬
‫اإلشكالية‪ :‬ما هي عالقة العلم بالفلسفة؟ هل العلم والفلسفة معرفتان متناقضتان ومختلفتان تمام االختالف؟ أم‬
‫ّ‬
‫أنهما تتكامالن على الرغم من نقاط االختالف للمساهمة في تقدم البشرية؟‬
‫شرح‪ :‬في الواقع‪( ...،‬خصائص العلم والفلسفة‪ +‬التمايز)‬
‫ال ّ‬
‫المناقشة‪ :‬في المقابل‪( ...،‬التكامل)‪.‬‬
‫التوليفة‪ :‬عمل حر (بإمكان المتعلم أن يستخدم التوليفة)‪.‬‬
‫الرأي الشخصي‪ :‬اإلجابة على السؤال األخير من المسابقة‪.‬‬
‫ّ‬

‫االحتمال الثّاني‪:‬‬
‫إذا كان الموضوع المطروح يركز على أن العلم والفلسفة يتكامالن‪ ،‬أو أن الفلسفة ال تزال تحتفظ بأهميتها‪ ،‬أو أنها‬
‫تتفوق على العلم‪.‬‬
‫المقدمة‪ :‬مقدمة الدرس‪ +‬يتناول هذا الموضوع مسألة عالقة العلم بالفلسفة‪ ،‬وفي هذا اإلطار اعتبر بعض‬
‫ّ‬
‫الفالسفة والمفكرين أن العلم يتكامل مع الفلسفة ليساهما في تطور وتقدم اإلنسانية‪.‬‬
‫دور أساسيًّا في تقدم البشرية وتتكامل مع العلم؟ أم‬
‫اإلشكالية‪ :‬ما هي عالقة العلم بالفلسفة ؟ هل تلعب الفلسفة ًا‬
‫ّ‬
‫أنها متمايزة عن العلم ومناقضة له؟‬
‫شرح‪ :‬في الواقع‪( ...،‬خصائص العلم والفلسفة ‪ +‬التكامل)‬
‫ال ّ‬
‫المناقشة‪ :‬في المقابل‪( ...،‬التمايز)‪.‬‬
‫التوليفة‪ :‬عمل حر (بإمكان المتعلم أن يستخدم التوليفة)‪.‬‬
‫‌‬ ‫الرأي الشخصي ‪:‬الخاتمة‪.‬‬
‫ّ‬

‫‪57‬‬
‫مواضيع ونصوص‬

‫األول‪ :‬ال يمكن أن يلتقي العلم والفلسفة الختالفهما في الموضوع والمنهج والنتائج‪.‬‬
‫الموضوع ّ‬

‫( تسع عالمات)‬ ‫أ – اشرح هذا القول مبيناً اإلشكالية التي يطرحها‪.‬‬


‫( سبع عالمات)‬ ‫ب‪ -‬ناقش هذا القول في ضوء مواقف تشدد على تكامل العلم والفلسفة‪.‬‬
‫(أربع عالمات)‬ ‫ج‪ -‬هل تعتقد أنه ينبغي تعزيز مادة الفلسفة في المناهج المدرسية؟ علل ما تذهب إليه‪.‬‬
‫(دورة ‪ 2014‬العادية إجتماع واقتصاد)‬

‫دائما‪ :‬أن نكون فالسفة‪.‬‬


‫ثمة ما نحتاج إليه ً‬
‫المادية‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫األولية والحاجات‬
‫الموضوع الثاني‪ :‬أبعد من الضروريات ّ‬

‫(تسع عالمات)‬ ‫أ ‪ -‬إشرح هذا الرأي مبيناً اإلشكالية التي يطرحها ‪.‬‬
‫(سبع عالمات)‬ ‫ب ‪ -‬ناقش هذا الرأي في ضوء المواقف التي تعتبر أن تقدم العلم جعل الفلسفة نشاطًا فكريا غير ٍ‬
‫مجد‪.‬‬ ‫ً‬
‫ج ‪ -‬هل ترى َّ‬
‫أن الفلسفة تساهم في جعلنا نتقبل اآلخر ؟ علل إجابتك‪( .‬أربع عالمات)‬
‫(دورة ‪ 2012‬اإلستثنائية إجتماع واقتصاد)‬

‫الموضوع الثالث‪ :‬الفلسفة هي ذلك "الجزء من المعرفة اإلنسانية الذي لم ينجح بعد في اإلرتقاء إلى مكانة العلم‪ .‬على العلم‬
‫بتقدمه"‪.‬‬
‫إ ًذا أن يستوعبها كليًّا ّ‬

‫(تسع عالمات)‬ ‫أ ‪ -‬إشرح هذا القول لـِ "غوبلو" مبيناً اإلشكالية التي يطرحها ‪.‬‬
‫(سبع عالمات)‬ ‫بعيدا عن الرضوخ للعلم‪ ،‬تحاول حل المسائل التي يطرحها‪.‬‬‫ب ‪ -‬ناقش هذا الحكم مظه اًر أن الفلسفة‪ً ،‬‬
‫أنه يمكن للفلسفة أن تنصب نفسها حكما على العلم؟ علل ما تذهب إليه‪( .‬أربع عالمات)‬
‫ً‬ ‫ج ‪ -‬هل ترى َّ‬
‫(دورة ‪ 2011‬اإلستثنائية علوم عامة علوم الحياة)‬

‫وعالما‬ ‫إحيائيا‬
‫ً‬ ‫وعالما‬ ‫وفيزيائيا‬
‫ً‬ ‫رياضيا‬
‫ً‬ ‫معا‬ ‫بشكل مفيد‪ ،‬يجب أن تكون اليوم‪ ،‬في ٍ‬
‫آن ً‬ ‫ٍ‬ ‫الموضوع الرابع‪ :‬لكي تتفلسف‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ومؤرخا‪...‬‬
‫ً‬ ‫ولغويا‬
‫ً‬ ‫نفسانيا‬
‫ً‬
‫( تسع عالمات)‬ ‫أ – اشرح هذا القول ل"ريفو" مبيناً اإلشكالية التي يطرحها‪.‬‬
‫( سبع عالمات)‬ ‫مظهر أن للفلسفة خصوصيتها بمعزل عن العلوم‪.‬‬
‫ًا‬ ‫ب‪ -‬ناقش هذه الرأي‬
‫(أربع عالمات)‬ ‫أيضا؟ علل ما تذهب إليه‪.‬‬
‫امتياز للبعض هل يصح ذلك على الفلسفة ً‬
‫ًا‬ ‫ج‪ -‬إذا كان العلم‬
‫(دورة ‪ 2009‬اإلستثنائية إجتماع واقتصاد)‬

‫الموضوع الخامس‪ :‬يجعل العلم كل تفكير فلسفي عديم الفائدة‪.‬‬


‫(تسع عالمات)‬ ‫أ ‪ -‬إشرح هذه الفكرة مبيناً اإلشكالية التي تطرحها ‪.‬‬
‫(سبع عالمات)‬ ‫ب ‪ -‬ناقش هذا الرأي مظه اًر أن الفلسفة تبقى ضرورية رغم تقدم العلم ‪.‬‬
‫(أربع عالمات)‬ ‫ج ‪ -‬هل ترى َّ‬
‫أن الكالم على طالق بين العلم والفلسفة أمر ممكن ؟ علل ما تذهب إليه‪.‬‬
‫(دورة ‪ 2007‬اإلستثنائية إجتماع واقتصاد)‬

‫‪58‬‬
‫الموضوع السادس‪ :‬يعجز العلم عن تحديد غاياته الخاصة‪ ،‬انه بحاجة دائمة إلى فلسفة تتجاوزه وتحكم عليه‪.‬‬

‫( تسع عالمات)‬ ‫أ – اشرح هذه الفكرة مبيناً اإلشكالية التي تطرحها‪.‬‬


‫( سبع عالمات)‬ ‫ب‪ -‬ناقش هذه الفكرة في ضوء التعارض التقليدي بين العلم والفلسفة‪.‬‬
‫(أربع عالمات)‬ ‫ج‪ -‬هل تعتقد أن العلم وحده قادر على تأمين سعادة اإلنسان؟ علل ما تذهب إليه‪.‬‬
‫(دورة ‪ 2007‬العادية علوم عامة وعلوم الحياة)‬

‫الموضوع السابع‪ :‬ليس بين الفلسفة والعلم سوى التعارض‪ .‬وال مكان للفلسفة في مجتمع يعطي كل ثقته للعلم‪.‬‬

‫(تسع عالمات)‬ ‫أ ‪ -‬إشرح هذا القول مبيناً إشكاليته‪.‬‬


‫(سبع عالمات)‬ ‫ب‪ -‬ناقش هذا القول مرك اًز على ضرورة الفلسفة من ناحية وعلى تكاملها مع العلم من ناحية ثانية‪.‬‬
‫(أربع عالمات)‬ ‫ج‪ -‬هل ترى أن تعددية المواقف الفلسفية هي حجة ضد الفلسفة؟ علل إجابتك‪.‬‬
‫(دورة ‪ 2006‬العادية إجتماع واقتصاد)‬

‫أدى إلى إعالن مـوت الفلسفـة‪.‬‬


‫تقدم العلوم المذهل في القرنين األخيرين ّ‬
‫الموضوع الثامن‪ّ :‬‬

‫(تسع عالمات)‬ ‫إشرح هذه الفكرة مبيناً اإلشكالية التي تطرحها ‪.‬‬ ‫أ ‪-‬‬
‫(سبع عالمات)‬ ‫ناقش هذا الرأي في ضوء وجهات نظر أخرى ‪.‬‬ ‫ب ‪-‬‬
‫(أربع عالمات)‬ ‫هل ترى أن الفلسفـة أصبحت اليوم ترفاً فكرياً ؟ علل إجابتـك ‪.‬‬ ‫ج ‪-‬‬
‫(دورة ‪ 2005‬اإلستثنائية علوم عامة وعلوم الحياة)‬

‫الموضوع التاسع‪ :‬وان بدا العلم والفلسفة كشقيقين ّ‬


‫عدوين في العصور الحديثة ‪ ،‬يجب إالّ يخفي هذا األمر مصدرهما وترابطهما‪.‬‬

‫(تسع عالمات)‬ ‫إشرح هذا القول لغوسدورف ( ‪ ) Gusdorf‬مبيناً اإلشكالية التي يطرحها ‪.‬‬ ‫أ ‪-‬‬
‫‪( .‬سبع عالمات)‬ ‫ناقش هذا القول مرك ًاز على تعارض العلم والفلسفة بالرغم من ترابطهما‬ ‫ب‪-‬‬
‫(أربع عالمات)‬ ‫هل ترى أن تقدم العلم يؤدي إلى نمو الفلسفة أم إلى تراجعها ؟‬ ‫ج‪-‬‬
‫(دورة ‪ 2004‬العادية إجتماع واقتصاد)‬

‫األول‪:‬‬
‫ال ّنص ّ‬
‫مع التطور المستمر للعلوم وتقدمها‪ ،‬تغير موقف اإلنسان‪ ،‬بأكمله من الفكر والمعرفة‪ .‬وعليه سينعكس موقفنا الجديد‬
‫هذا من الفكر والمعرفة على مفهومنا للفلسفة‪.‬‬

‫إن العلوم الجزئية‪ ،‬في أيامنا هذه‪ ،‬ليست بحد ذاتها فلسفة‪ .‬لكن الشائع أن العلم يقدم لنا صورة عن عالم ال يبالي بالقيم‬
‫األخالقية ويستبعد من الطبيعة كل الكيفيات والقيم‪ .‬هكذا ُولدت المشكلة األساسية للفلسفة الحديثة والمتمثلة في عالقة العلم‬
‫باألشياء التي نقدر ونحب‪...‬‬

‫‪59‬‬
‫عموما أن ُيثبت وجود القيم‪ ،‬ألن المعتقدات المتعلقة بالقيم واألحكام القيمية هي ميزات مالزمة لإلنسان‪.‬‬
‫ً‬ ‫ليست مهمة الفيلسوف‬
‫ممكنا إال من خالل‬
‫ً‬ ‫كل فلسفة أصيلة تعي هذه الحقيقة‪ ...‬لكن عواطف اإلنسان ورغباته وغاياته تستوجب توجيهًا‪ .‬هذا ليس‬
‫المعرفة‪ .‬هنا‪ ،‬الفلسفة قادرة على التوجيه‪ .‬يستطيع الفيلسوف أن يتفحص القيم والمثل المقبولة في مجتمع ما من خالل طرحه‬
‫معا‪ ...‬ومن هنا التأكيد أن الفلسفة هي في أساسها عملية"‪.‬‬
‫إمكانات حلول جديدة‪ ...‬وظيفة الفلسفة‪ ،‬هي إ ًذا نقدية وبناءة ً‬
‫فردريك كوبلستون‬

‫(تسع عالمات)‬ ‫إشرح هذا النص وبين اإلشكالية التي يطرحها ‪.‬‬ ‫أ ‪-‬‬
‫(سبع عالمات)‬ ‫مظهر أهمية العلوم‪ ،‬في أيامنا هذه‪.‬‬
‫ًا‬ ‫ناقش األفكار الواردة في النص‬ ‫ب‪-‬‬
‫(أربع عالمات)‬ ‫هل أدى تطور العلوم وتقدمها إلى جعل الفلسفة دون فائدة؟ علل إجابتك‪.‬‬ ‫ج‪-‬‬
‫(دورة ‪ 2008‬اإلستثنائية علوم عامة)‬

‫النص الثاني‪:‬‬
‫ّ‬

‫ليس من توافق على ماهية الفلسفة وال على قيمتها‪ .‬فبعضهم يعتبر أنها تعني كل إنسان ويقتضي أن تكون بسيطة وسهلة‬
‫ميئوسا منه‪.‬‬
‫ً‬ ‫مشروعا‬
‫ً‬ ‫الفهم‪ ،‬وبعضهم اآلخر يظنها من الصعوبة بحيث تبدو دراستها‬

‫واألسوأ من ذلك في نظر من يؤمن بالعلم‪ ،‬هو أن الفلسفة ال تؤدي إلى نتائج قاطعة‪ ،‬إلى معرفة يمكن امتالكها‪ .‬ففي‬
‫حين فازت العلوم بمعارف يقينية تفرض ذاتها على الجميع‪ ،‬فشلت الفلسفة من جهتها في ذلك‪ .‬فليس في الفلسفة إجماع من‬
‫شأنه أن يوطد معرفة نهائية‪.‬‬

‫أيضا‪ ،‬يبدو أن الفكر الفلسفي ال يتقدم‪ .‬فنحن‪ ،‬من غير شك‪ ،‬نعرف أكثر من أبقراط‪ ،‬لكننا ال‬
‫وعلى خالف العلوم ً‬
‫نستطيع االدعاء أننا تجاوزنا أفالطون‪ .‬وبعكس العلوم‪ ،‬على الفلسفة االستغناء عن طلب االجماع‪ ،‬فما نسعى للحصول عليه‬
‫علميا يكون هو ذاته بالنسبة لكل عقل‪ ،‬بل هو تفحص نقدي يشارك في إنجاحه اإلنسان بكيانه كله‪.‬‬
‫يقينا ً‬
‫فيها ليس ً‬

‫طا بالعلوم ويفترض التقدم العلمي بكامله‪ .‬لكن لمعنى الفلسفة مصدر آخر‪:‬‬
‫ومع ذلك‪ ،‬فإن إنشاء فلسفة ما‪ ،‬يبقى مرتب ً‬
‫فهو‪ ،‬قبل أي علم‪ ،‬ينبجس حيث هناك بشر يستيقظون‪.‬‬

‫كارل ياسبرز‬

‫(تسع عالمات)‬ ‫إشرح هذا النص وبين اإلشكالية التي يطرحها ‪.‬‬ ‫أ ‪-‬‬
‫(‪) 7‬‬ ‫ناقش األفكار الواردة في النص من أنه "ليس في الفلسفة إجماع من شأنه أن يوطد معرفة نهائية"‪.‬‬ ‫ب‪-‬‬
‫(أربع عالمات)‬ ‫هل يؤدي التقدم العلمي‪ ،‬برأيك‪ ،‬إلى القضاء على الفلسفة؟ علل إجابتك‪.‬‬ ‫ج‪-‬‬
‫(دورة ‪ 2003‬العادية علوم عامة وعلوم الحياة)‬

‫‪60‬‬
‫النص الثالث‪:‬‬
‫ّ‬

‫"إن تاريخ الفلسفة لم يتقدم ألنه ٍ‬


‫خال من اليقين‪ .‬ومقارنته بتاريخ العلوم تصب هنا في مصلحة الفلسفة‪ .‬هل من‬
‫فيزيائي يق أر اليوم غاليلي أو نيوتن؟ وأي فيلسوف ال يق أر أفالطون وديكارت؟ كل علم سابق تم تجاوزه‪ .‬ويتعذر تجاوز كل فلسفة‬
‫عظيمة‪ .‬إن أي أستاذ فيزياء اليوم‪ ،‬بفضل هذا العلم‪ ،‬يعرف عنه أكثر من أكبر فيزيائي في العصور الماضية‪ .‬إنه وفق استعارة‬
‫دوما أقل من كبار العباقرة‬
‫مشهورة‪ ،‬كقزم تسلق كتفي عمالق‪ :‬فهو يرى أبعد منه‪ .‬أما أفضل أستاذ فلسفة لدينا فيعرف عنها ً‬
‫أيضا‪ ،‬لكن ال يمكنه أن يرى‪ ،‬حتى ولو تسلق األكتاف‪ ،‬أبعد من الذين أراد أن‬
‫الذين يشرح أفكارهم أو يعلق عليها‪ .‬هو قزم ً‬
‫نهائيا‪ .‬في المقابل‪ ،‬ما زال أفالطون وديكارت يرافقاننا‪".‬‬
‫يبصر بعيونهم‪ ...‬إن بطليموس ونيوتن أصبحا وراءنا‪ً ،‬‬
‫أندريه كونت‪-‬سبونفيل‪" ،‬الفلسفة"‪.‬‬

‫أ‪ -‬اشرح هذا النص مبيًنا اإلشكالية التي يطرحها‪.‬‬


‫(‪ 9‬عالمات)‬

‫ب‪ -‬ناقش ما ورد في النص من أفكار في ضوء المواقف التي تدافع عن "افضلية" االكتشافات العلمية على األفكار‬
‫(‪ 7‬عالمات)‬ ‫الفلسفية‪.‬‬
‫(‪ 4‬عالمات)‬ ‫ت‪ -‬هل تعتقد أن الفلسفة تبقى ضرورية بالرغم من التقدم الهائل للعلوم؟ علل ما تذهب إليه‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬العلوم الرياضية‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫ّ‬

‫طلب المعرفة والفهم ميزة اإلنسان بوصفه عاقالً‪ ،‬ولكن المعارف عديدة (دينية‪،‬‬
‫فلسفية‪ ،‬علمية‪ )...‬إال أن علماء المنهج المعاصرين يتفقون بغالبيتهم على تصنيف العلوم‬
‫تماما عن بعضها البعض هي‪ :‬الرياضية‬
‫الوضعية في ثالثة عناوين كبرى‪ ،‬غير منفصلة ً‬
‫والطبيعية واإلنسانية‪.‬‬

‫خاصا ومستقالًّ‪ ،‬يتعلق‬


‫ً‬ ‫عالما‬
‫تبدو العلوم الرياضية للوهلة األولى‪ ،‬مختلفة عن العلوم األخرى‪ .‬وانها تشكل ً‬
‫بالعقل فقط دون العودة إلى الواقع الخارجي‪ ،‬فالبعض يعتبر أن الرياضي ال يحتاج في عمله إال إلى لوح أسود‬
‫وطبشورة‪ .‬وتجدر اإلشارة إلى صعوبة وضع تعريف للرياضيات‪ ،‬بسبب تعدد فروعها وتنوع‬
‫حقولها‪ .‬ورغم ذلك يقول ديكارت "الرياضيات هي علم النظام والقياس"‪ .‬ففي الواقع ليس هنالك‬
‫علم رياضي بل علوم رياضية‪ :‬فالحساب هو علم األرقام‪ ،‬والجبر هو تجريد وتعميم للحساب‪،‬‬
‫أما الهندسة فهي علم المقادير المتصلة‪.‬‬

‫أصل الرياضيات‪:‬‬ ‫‪.I‬‬

‫هل الرياضيات نتيجة للتجربة الحسية‪ ،‬أم هي فكرية محض من صنع العقل؟‬

‫أ‪-‬النظرية التجريبية‪:‬‬

‫منتجا لكافة العمليات النفسية؛ فاإلنسان بالنسبة‬


‫تأسيسيا ً‬
‫ً‬ ‫تعتمد الفلسفة التجريبية على أولية التجربة فتجعلها مبدأ‬
‫للتجريبيين يولد كالورقة البيضاء‪ ،‬وكل ما يحصله من المعارف يأتيه عن طريق‬
‫التجربة‪ .‬هذا يعني بوضوح أنه ال وجود لمفاهيم رياضية في عقولنا بالفطرة‪ ،‬بل‬
‫نكتسبها بشكل مباشر أو غير مباشر مما نلتقطه بحواسنا‪ .‬إ ًذا‪ ،‬تعتبر هذه النظرية‬
‫أن الواقع يقدم لنا أشكاالً محسوسة توحي بالمفاهيم الرياضية‪ .‬يقول ستيوارت ميل‪:‬‬
‫أن النقاط والخطوط والدوائر التي يدركها العقل هي نسخ عن النقاط والخطوط‬

‫‪62‬‬
‫والدوائر التي عرفها بالتجربة‪ .‬فالوقائع والموضوعات هي التي مهدت لظهور المفاهيم الرياضية‪ ،‬فمن األفق استوحى‬
‫الفكر الرياضي مفهوم الخط‪ ،‬ومن الشمس صدرت فكرة الدائرة‪ ،‬وعن جذع الشجرة ولد مفهوم اإلسطوانة‪ .‬كذلك فإن‬
‫فكرة العدد جاءتنا من خالل إدراكنا لتعددية الموضوعات المحسوسة‪ .‬وهذا التطابق ما بين الترميز الرياضي والواقع‬
‫نسخا عن المعطى الحسي والتجريبي‪.‬‬
‫فسره اتباع التجريب بأسبقية التجربة على العقل‪ ،‬وبكون المفاهيم الرياضية ً‬
‫وتظهر الرياضيات عند التجريبيين على أنها علم إستقرائي‪ ،‬أي أنها حركة تصاعدية من الجزئي (المحسوس) إلى‬
‫الكلي (المعقول)‪ .‬وقد دافع التجريبيون عن موقفهم بمجموعة من الحجج‪ ،‬أهمها‪:‬‬
‫‪ -1‬فلو كانت الرياضيات علم عقلي (إستنتاجي) بحت لكانت ظهرت منذ وجود اإلنسان على األرض‪.‬‬
‫طا بالواقع‪ ،‬والدليل على ذلك أن الحضارات الشرقية القديمة استخدمت طرقًا رياضية‬
‫‪ -2‬التفكير الرياضي كان مرتب ً‬
‫في مسح األراضي وفي تقسيمها‪ ،‬وكذلك في الحساب قبل أن تتحول الرياضيات إلى علم نظري‪.‬‬
‫‪ -3‬بدأ العد باستعمال األصابع والحصى قبل أن تتحول األعداد إلى‬
‫مفاهيم عقلية‪.‬‬
‫‪ -4‬حتى ولو كانت الرياضيات ال تنبع من التجربة‪ ،‬إال أنها تبقى بدون‬
‫قيمة فعلية ومجرد متاهات فكرية إذا لم تُطبق في الواقع‪.‬‬

‫العقالنية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ب‪ -‬النظرية‬

‫يرى بعض الفالسفة العقليون أن المفاهيم الرياضية هي مبادئ قْبلية (‪ )a priori‬سابقة على التجربة ومستقلة‬
‫عنها‪ ،‬فالعقل هو الذي ينتجها بغض النظر عن الوقائع‪ .‬ويعتقد أفالطون بوجود عالم مثالي أي عالم من األفكار‬
‫والجواهر‪ .‬إنه العالم الحقيقي حيث تسعى الموضوعات الواقعية الحسية إلى مماثلته‪.‬‬

‫ويقول غوبلو (‪ )Goblot‬إذا كانت موضوعات العلوم التجريبية‬


‫محكومة بقوانين تجريبية تستهدف تفسير ومعرفة الواقع‪ ،‬فإن الرياضيات من‬
‫جهتها‪ ،‬هي معرفة مستقلة عن الوقائع‪ ،‬وليست بحاجة ألن تكون موضوعاتها‬
‫واقعية لكي تكون صحيحة وواضحة‪ .‬فالخط الذي نرسمه وهكذا الدائرة‪ ،‬ال‬
‫تتمتع بالكمال أما فكرة الخط وفكرة الدائرة فهما تابعتان لعالم األفكار‬
‫والجواهر‪ ،‬وهما أفكار رياضية كاملة حسبما يدعي أفالطون‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫لقد انفتحت مع ديكارت آفاق واسعة امام الرياضيات‪ ،‬فراحت تحلق في عالم التجريد وتبتعد عن الواقع‬
‫المحسوس؛ فالصفر ومفهوم الالنهائي ∞ واألعداد الكسرية‪ ...‬ليس ما يقابلها في عالم الواقع‪ .‬وقد تحولت الرياضيات‬
‫كلها إلى عمليات جبرية ال تخضع إال إلى قواعد المنطق‪ .‬وقد أعطى العقليون براهين عدة على صحة نظريتهم‪،‬‬
‫منها‪:‬‬
‫‪ -1‬فاعتبروا أن المتعلم ال يذهب إلى المختبر في حصص‬
‫الرياضيات‪ ،‬كما أن في الرياضيات ال مكان للتجربة والمالحظة‪.‬‬
‫‪ -2‬تنطلق الرياضيات من مبادئ أولى (مسلمات) ال يمكن التأكد‬
‫منها بالتجربة‪ ،‬بل تنبع مصداقيتها من وضوحها بذاتها‪ ،‬وما علينا‬
‫سوى القبول بها‪.‬‬
‫كليا على الترابط المنطقي بين المقدمات التي ننطلق منها وبين النتائج التي‬
‫‪ -3‬مصداقية الرياضيات تعتمد ً‬
‫نتوصل إليها‪.‬‬
‫فالمفهوم الرياضي هو الفكرة المكتملة التي يحتذي عالم الرياضيات حذوها ويشتغل في عملياته من خاللها‪ .‬هذا‬
‫يعني أن المفاهيم الرياضية موجودة في عالم مثالي محلق ومكتمل‪ ،‬ثم تأتي الموضوعات واألشكال الواقعية لتستوحي‬
‫منها طابعها الرياضي‪ .‬من هذا المنطلق فإن الرياضيات تظهر على أنها علم إستنتاجي‪ ،‬أي أنها تبدأ بمقدمات عامة‬
‫والوصول من خالل ربطها بقضايا أخرى إلى نتائج صادقة‪ .‬ويكون معيار الصدق فيها عدم التناقض بين المقدمات‬
‫والنتائج‪.‬‬

‫ج‪ -‬توليفة بين النظريتين‪:‬‬

‫يعود الخطأ في النظريتين السابقتين إلى إهمال الجانب البنائي العملي‬


‫سلبيا للوقائع المحسوسة‬
‫انعكاسا ً‬
‫ً‬ ‫في الفكر الرياضي‪ .‬فالرياضيات ليست‬
‫والتجريبية وال هي انعكاس للفكر المجرد‪ .‬إنها تُمثل النشاط المبدع في الفكر‬
‫اإلنساني ومن المستحيل أن نفصل العمليات الرياضية عن الفكر أو عن‬
‫التجربة‪ .‬فاإلتجاه العقالني يغلط بجعله المفاهيم الرياضية محلقة في عالم مثالي‬
‫علوما عقلية خالصة بل هي متصلة‬
‫ً‬ ‫منقطع عن الواقع‪ .‬فالرياضيات ليست‬
‫بأصلها االختباري وبمطابقتها للعمليات الرياضية‪ .‬فالمفاهيم والبديهيات‬
‫الرياضية‪ ،‬وان كانت ذات طابع عقلي وابداعي‪ ،‬إال إنها وثيقة الصلة بأصلها الحسي‪.‬‬
‫‪64‬‬
‫وبالفعل فإن العمليات الرياضية النظرية كانت في األصل تقنيات عمالنية محسوسة‪ .‬فالهندسة كانت عملية‬
‫وخصوصا األيدي واألصابع‪.‬‬
‫ً‬ ‫مسح لألراضي بطريقة القسمة التربيعية‪ .‬واألعداد كانت مرتبطة بأعضاء الجسم‬
‫فاألعداد الرومانية هي على شكل األصابع المنفرجة ‪ ،V‬أو المتوازية ‪ ،III‬أو المتقاطعة ‪ .X‬كما أن حساب البيع كان‬
‫قديما على مماثلة كميات‬
‫ً‬ ‫يعتمد‬
‫األغراض بكميات من الحصى‪ ،‬فقد‬
‫كانت كميات الحصى شواهد‬
‫محسوسة على عمليات البيع‬
‫بالحصى‪.‬‬

‫بهذا الشكل فإن الكائنات الرياضية ليست أشياء مدركة بالحس وال أفكار متأملة بالنظر العقلي‪ .‬ولكنها أدوات‬
‫شيئا على أرض الواقع‪،‬‬
‫تقنية وعمالنية‪ ،‬أي أدوات صالحة إلجراء العمليات‪ .‬فالعدد صفر على سبيل المثال ال يمثل ً‬
‫مع ذلك ال غنى عنه في العمليات الرياضية‪ .‬كذلك هو األمر بالنسبة لألعداد السلبية والكسور واألعداد المتخيلة‪ ،‬فهي‬
‫جميعا تمتاز بقدرتها على إجراء العمليات الرياضية‪.‬‬
‫ً‬

‫‪65‬‬
‫الرسمية‬
‫ّ‬ ‫الفلسفية للمواضيع الشائعة في اإلمتحانات‬
‫ّ‬ ‫تصاميم المقاالت‬
‫األول‪:‬‬
‫االحتمال ّ‬
‫إذا كان الموضوع يركز على أن الرياضيات هي نتيجة التجربة الحسية السابقة واالستقراء‪ ،‬أو إذا تضمن الموضوع مصطلحات‬
‫مثل ‪ :‬تجربة حسية‪ ،‬أجسام صلبة‪...‬‬
‫المقدمة‪ :‬مقدمة الدرس ‪ +‬يتناول هذا الموضوع مسألة أصل الرياضيات وفي هذا اإلطار اعتبر بعض الفالسفة والمفكرين أن‬
‫ّ‬
‫الرياضيات هي من طبيعة تجريبية حسية‪ ،‬عرفها اإلنسان من خالل حواسه وادراكه للواقع الخارجي‪.‬‬
‫كالية‪ :‬ما هو أصل الرياضيات؟ هل الرياضيات هي علم استقرائي عرفه اإلنسان من خالل التجربة الحسية السابقة؟ أم أنها‬ ‫اإلش ّ‬
‫عقلية استنتاجية يبنيها اإلنسان بفكره من دون العودة إلى الواقع؟‬
‫شرح‪ :‬في الواقع‪( ...،‬النظرية التجريبية)‬
‫ال ّ‬
‫المناقشة‪ :‬في المقابل‪( ...،‬النظرية العقالنية)‪.‬‬
‫التوليفة‪ :‬عمل حر (بإمكان المتعلم أن يستخدم توليفة بين النظريتين)‪.‬‬
‫الرأي الشخصي‪ :‬الخاتمة ‪ +‬اإلجابة على السؤال األخير من المسابقة‪.‬‬
‫ّ‬

‫اإلحتمال الثّاني‪:‬‬
‫إذا كان الموضوع يركز على أن الرياضيات هي نتيجة العقل والفكر واالستنتاج‪.‬‬
‫المقدمة‪ :‬مقدمة الدرس ‪ +‬يتناول هذا الموضوع مسألة أصل الرياضيات وفي هذا اإلطار اعتبر بعض الفالسفة والمفكرين أن‬
‫ّ‬
‫الرياضيات هي علم استنتاجي عرفه اإلنسان من خالل الفكر والعقل وليس بالتجربة الحسية‪.‬‬
‫اإلشكالية‪ :‬ما هو أصل الرياضيات؟ هل الرياضيات هي علم استنتاجي عقلي يبنيه االنسان بواسطة فكره دون العودة إلى الواقع‬
‫ّ‬
‫الخارجي؟ أم أنها علم استقرائي عرفه اإلنسان من خالل التجربة الحسية السابقة؟‬
‫شرح‪ :‬في الواقع‪( ...،‬النظرية العقالنية)‬
‫ال ّ‬
‫المناقشة‪ :‬في المقابل‪( ...،‬النظرية التجريبية)‪.‬‬
‫التوليفة‪ :‬عمل حر (بإمكان المتعلم أن يستخدم توليفة بين النظريتين)‪.‬‬
‫الرأي الشخصي‪ :‬الخاتمة ‪ +‬اإلجابة على السؤال األخير من المسابقة‪.‬‬
‫ّ‬

‫‪66‬‬
‫مواضيع ونصوص‬
‫إن مصدر المبادئ الرياضية هو العقل‪.‬‬
‫األول‪ّ :‬‬
‫الموضوع ّ‬

‫(تسع عالمات)‬ ‫أ – اشرح هذا الحكم مبيناً اإلشكالية التي يطرحها‪.‬‬

‫(سبع عالمات)‬ ‫ب – ناقش هذا الحكم في ضوء نظريات أخرى‪.‬‬

‫(أربع عالمات)‬ ‫ج – هل تعتقد أن اإلحصاءات توجه الرأي العام؟ علل ما تذهب إليه‪.‬‬

‫(دورة ‪ 2016‬اإلستثنائية كافة الفروع العلمية)‬

‫التجريبية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الحسية و‬
‫ّ‬ ‫الموضوع الثاني‪ :‬المفاهيم الرياضية هي ُنسخ عن المعطيات‬

‫(تسع عالمات)‬ ‫أ – اشرح هذا الرأي مبيناً اإلشكالية التي يطرحها‪.‬‬

‫(سبع عالمات)‬ ‫ب – ناقش هذا الرأي في ضوء نظريات أخرى تتناول أصل الرياضيات‪.‬‬

‫(أربع عالمات)‬ ‫ج – هل تعتقد أن الرياضيات تصلح للعلوم اإلنسانية؟ علل إجابتك‪.‬‬

‫(دورة ‪ 2014‬العادية علوم الحياة علوم عامة)‬

‫الموضوع الثالث‪ :‬المفاهيم الرياضية هي أفكار قبلية سابقة على التجربة الحسية‪.‬‬

‫(تسع عالمات)‬ ‫أ – اشرح هذه الفكرة مبيناً اإلشكالية التي تطرحها‪.‬‬

‫(سبع عالمات)‬ ‫ب – ناقش هذه الفكرة مبيناً أن التجربة الحسية هي مصدر المفاهيم الرياضية‪.‬‬

‫(أربع عالمات)‬ ‫دور في العلوم اإلنسانية؟ علل إجابتك‪.‬‬


‫ج – هل ترى أن للرياضيات ًا‬

‫(دورة ‪ 2013‬االستثنائية علوم الحياة علوم عامة)‬

‫الحسية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫إن المواضيع التي تعالجها الرياضيات هي وليدة التجربة‬
‫الموضوع الرابع‪ّ :‬‬

‫(تسع عالمات)‬ ‫أ – اشرح هذا الرأي مبيناً اإلشكالية التي يطرحها‪.‬‬

‫(سبع عالمات)‬ ‫ب – ناقش هذه الفكرة في ضوء نظريات أخرى تتناول مصدر الرياضيات‪.‬‬

‫(أربع عالمات)‬ ‫ج – هل ترى أن الرياضيات هي أداة أم نموذج للعلوم األخرى؟ علل إجابتك‪.‬‬

‫(دورة ‪ 2013‬العادية علوم الحياة علوم عامة)‬

‫‪67‬‬
‫الموضوع الخامس‪ :‬لو لم يكن في الطبيعة أجسام صلبة لما كان هناك هندسة‪.‬‬

‫(تسع عالمات)‬ ‫أ – اشرح هذا القول مبيناً اإلشكالية التي يطرحها‪.‬‬

‫(سبع عالمات)‬ ‫مظهر أن الكثير من المفاهيم الرياضية ال يتطابق مع أي واقع محسوس‪.‬‬


‫ًا‬ ‫ب – ناقش هذا القول‬

‫(أربع عالمات)‬ ‫ج – هل ترى أن أهمية الرياضيات تنحصر في كونها أداة لغة لباقي العلوم؟ علل ما تذهب إليه‪.‬‬

‫(دورة ‪ 2012‬االستثنائية علوم الحياة علوم عامة)‬

‫الموضوع السادس‪ :‬العلوم الرياضية هي بحت إستنتاجية‪.‬‬

‫(تسع عالمات)‬ ‫أ – اشرح هذا الرأي مبيناً اإلشكالية التي يطرحها‪.‬‬

‫(سبع عالمات)‬ ‫ب – ناقش هذا الرأي مشد ًدا على دور اإلستقراء في العلوم الرياضية ‪.‬‬

‫(أربع عالمات)‬ ‫دور في العلوم األخرى؟ وضح ما تذهب إليه‪.‬‬


‫ج – هل ترى أن للرياضيات ًا‬

‫(دورة ‪ 2011‬العادية علوم الحياة علوم عامة)‬

‫مجرد نسخ عن النقاط‬


‫كل م ّنا هي ّ‬
‫إن النقاط والخطوط والدوائر الموجودة في عقل ّ‬‫الموضوع السابع‪ّ " :‬‬
‫والخطوط والدوائر التي عرفها بالتجربة"‪.‬‬

‫(تسع عالمات)‬ ‫أ – اشرح هذا القول ل"ستيوارت ميل" مبيناً اإلشكالية التي يطرحها‪.‬‬

‫( ‪7‬ع )‬ ‫ب – ناقش هذا القول في ضوء النظريات التي عارضت النظرية التجريبية حول مصدر المفاهيم الرياضية ‪.‬‬

‫( ‪)4‬‬ ‫خاصا؟ علل ما تذهب إليه‪.‬‬


‫ً‬ ‫علما‬
‫ج – هل تعتقد أن الرياضيات هي أداة في خدمة العلوم األخرى أكثر منها ً‬
‫(دورة ‪ 2009‬العادية اجتماع واقتصاد)‬

‫الحسية‪ .‬إ ّنها موضوعات‬


‫ّ‬ ‫إن المواضيع التي تعالجها الرياضيات ليست معطاة بالتجربة‬
‫الموضوع الثامن‪ّ :‬‬
‫مجردة‪.‬‬
‫ّ‬

‫(تسع عالمات)‬ ‫أ – اشرح هذا الحكم مبيناً اإلشكالية التي يطرحها‪.‬‬

‫(سبع عالمات)‬ ‫ب – ناقش هذه الفكرة في ضوء النظريات التي تعرفها والتي تتناول مصدر الحقائق الرياضية ‪.‬‬

‫(أربع عالمات)‬ ‫ج – هل ترى أن الرياضيات هي أداة‪ ،‬أم لغة أم نموذج للعلوم األخرى؟‬

‫(دورة ‪ 2008‬اإلستثنائية علوم الحياة)‬

‫‪68‬‬
‫الحسية ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الموضوع التاسع‪ :‬كل المفاهيم الرياضية تنبع من التجربة‬

‫(‪ 9‬عالمات)‬ ‫أ‪ -‬إشرح هذا القول مبيناً اإلشكالية التي يطرحها‪.‬‬

‫(‪ 7‬عالمات)‬ ‫ب‪-‬ناقش هذا القول في ضوء نظريات أخرى تعرفها‪.‬‬

‫(‪ 4‬عالمات)‬ ‫ج‪-‬هل ترى أن للرياضيات دو اًر في علوم الطبيعة ؟ علل إجابتك ‪.‬‬

‫(دورة ‪ 2006‬اإلستثنائية علوم عامة وعلوم الحياة)‬

‫‪69‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬العلوم اإلختبارية‬

‫مقدمة‬
‫ّ‬
‫طلب المعرفة والفهم ميزة اإلنسان بوصفه عاقالً‪ ،‬ولكنّ المعارف‬
‫عديدة (دينيّة‪ ،‬فلسفيّة‪ ،‬علميّة‪ )...‬بدأ اإلنسان قديمًا يحاول أن يتعرّف على‬
‫الطبيعة من خالل الفكر الخرافي والسحر والشعوذة‪ ،‬بعد ذلك يحاول أن‬
‫يضفي على هذه الدراسة طابعًا فلسفيًا ما ورائ ًّيا‪ ،‬وصوالً إلى القرن‬
‫السابع عشر حيث دعا بعض العلماء والفالسفة الى التخلّي عن الفلسفة‬
‫وعن الماورائيات عند دراسة ظواهر الطبيعة واالعتماد فقط عمّا تق ّدمه‬
‫لنا الطبيعة‪ ،‬أل ّنها هي موضوع البحث والدراسة‪ .‬إالّ أنّ علماء المنهج‬
‫المعاصرين ي ّتفقون بغالبيتهم على تصنيف العلوم الوضعية في ثالثة عناوين كبرى‪ ،‬غير منفصلة تمامًا عن بعضها‬
‫البعض هي‪ :‬الرياضية والطبيعية واإلنسانية‪ُ .‬تسمّى علوم الطبيعة‪" :‬العلوم االختبارية"‪ ،‬و "علوم المراقبة"؛ هذه‬
‫الخصائص تميّزها عن علوم الرياضيات التي ال تهت ّم مباشر ًة بالمضمون الما ّدي‪ ،‬أو الطبيعي ألفكارها الرمزيّة‬
‫باضطراد‪ ،‬ولكن يمكن اعتبارها جميعا ً في إطار أربع مجموعات‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫المجرّ دة‪ .‬وعلوم الطبيعة عديدة‪ ،‬وعددها يزداد‬
‫الفيزياء والكيمياء والفلك واألحياء (البيولوجيا)؛ إذاً‪ ،‬موضوع علوم الطبيعة هو األجسام والقوى الطبيعية‪ ،‬المادية‪،‬‬
‫القابلة للمراقبة واالختبار‪.‬‬

‫ولكن ماهي المنهجيّة المعتمدة في هذه العلوم؟ في كتاب شهير للفيزيولوجي الفرنسي كلود برنار ( ‪Claude‬‬
‫‪ )Bernard‬بعنوان‪" :‬مدخل الى دراسة الطبّ االختباري" عرض لمواصفات المنهجيات المعتمدة في مختلف علوم‬
‫الطبيعة‪ ،‬وهذه المنهجية بحسب برنار‪ ،‬هي مسيرة على ثالث مراحل‪ ،‬هي على التوالي‪ :‬المراقبة‪ ،‬والفرضية‪،‬‬
‫واالختبار‪.‬‬

‫المنهج االختباري‪:‬‬ ‫‪.I‬‬

‫يتضمن المنهج االختباري ثالث لحظات متعاقبة وأحياناً‬


‫متداخلة‪:‬‬

‫‪ .1‬المراقبة‬

‫يذهب الفالسفة التجريبيون في كل مداخالتهم وفي أبحاثهم على تنوعها‬


‫إلى القول أن كل معارف اإلنسان تعتمد في األساس على معطيات حواسنا‪ ،‬وال‬

‫‪70‬‬
‫يخرجون على هذا المبدأ في كالمهم على المناهج التي يجب اتباعها في علوم الطبيعة‪ .‬دعا الفالسفة التجريبيون الى‬
‫االبتعاد عن األفكار المسبقة في محاولة تفسير ظواهر الطبيعة‪ ،‬والى االعتماد كلًيا على مالحظة الظواهر الطبيعية‬
‫بواسطة الحواس وأدوات المراقبة‪ ،‬والطبيعة كفيلة بإخبارنا عن قوانينها‪.‬‬

‫إن مراقبة الحدث الطبيعي (‪ )observation‬هي الخطوة األولية‪ .‬فالعالم‬


‫المتخصص يشاهد الحدث‪ ،‬إما بالعين المجردة أو بواسطة آالت‪ .‬فكل المراقبات‬
‫العلمية المعاصرة تتم عبر أجهزة مراقبة تكون أحياناً فائقة التعقيد وعالية التقنية‬
‫وباهظة التكاليف‪ .‬حتى ليمكننا القول أن ال علوم طبيعية اليوم من غير آالت‬
‫متطورة‪ :‬آالت مراقبة وآالت اختبار تكون غالباً هي ذاتها‪ .‬بهذا المعنى قال‬
‫باشالر‪" :‬إن تاريخ كل علم من العلوم‪ ،‬هو تاريخ آالته"‪( .‬إن المركبات الفضائية‪ ،‬مثالً‪ ،‬هي آالت مراقبة ال مثيل لها‪،‬‬
‫وآالت اختبار أيضاً)‪.‬‬

‫إال أن أهم ما في المراقبة هو أن العالم ينظر الى الحدث‪ ،‬ليس كمنظر طبيعي اعتيادي‪ ،‬بل كمسألة علمية‬
‫تحتاج الى حل‪ .‬إن سقوط تفاحة من شجرة هو حدث "عادي" بالنسبة الى غير العلماء‪ ،‬أما العالم (نيوتن مثالً) فيرى‬
‫فيه مسألة علمية (‪ )fait-problème‬بالغة الصعوبة‪.‬‬

‫دائما‬
‫أيضا على تحديد الوقائع اإلشكالية‪ ،‬فإن ثقافة "الفوازييه" الرياضية جعلته يتوخى ً‬
‫تساعد دقة المالحظة ً‬
‫دقة القياس‪ .‬قام بوزن قطعة رصاص قبل إحراقها بواسطة عدسة جامعة‪ ،‬فالحظ زيادة في وزن الرصاص المحترق‪،‬‬
‫أثار اهتمامه ألن هذه الواقعة تخالف رأي "الفلوجستيين" بأن الجسم المحترق تخرج منه مادة "الفلوجستيك" ذات‬
‫الجاذبية السلبية‪.‬‬

‫واألحداث التي تحرض أو تدفع الى البحث العلمي هي‬


‫التي تبدو وكأنها تعارض تفسي اًر علمياً سابقاً‪ ،‬أو ما يعتقد أنه تفسير‬
‫"علمي"! إنه حدث‪/‬مسألة‪ ،‬أو حدث مثير للنقاش والجدل (‪fait-‬‬
‫‪ ،)polémique‬كما يقول باشالر‪ .‬فماذا يفعل العلم إزاء هذا‬
‫الحدث‪-‬المسألة المراقب؟ وقد تقود المراقبة الى تجارب أولية‪ ،‬أكثر‬
‫دقة‪ ،‬وذلك قبل صياغة الفرضية‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫أما الحجج التي دافع بها التجريبيون عن مواقفهم‪:‬‬
‫‪ -1‬الطبيعة تخضع لقوانينها وليس لقوانين العقل‪ ،‬فال يجب أن نهملها عند دراسة ظواهرها كما يفعل العقليون‪.‬‬
‫‪ -2‬إن المالحظة والتجربة تسقط أهم النظريات العلمية أو تثبتها‪ ،‬وبالتالي هي التي تعطيها قيمتها الفعلية‪ ،‬ألن‬
‫النظرية دون التطبيق تبقى نوع من الترف الفكري‬
‫والتخيالت الفارغة‪.‬‬
‫‪ -3‬أليس التركيز على الموضوع المدروس هو الطريق إلى‬
‫الموضوعية؟‬
‫‪ -4‬أليست المالحظة هي في أساس اكتشاف المشكلة‬
‫العلمية التي تحتاج للتفسير؟‬

‫‪ .2‬الفرضية‪Hypothèse :‬‬

‫يعتبر الفالسفة العقليون أن القدرة العقلية هي في أساس أي تفسير علمي‪ ،‬وهي األهم‪ ،‬بل حتى الوحيدة في‬
‫الوصول الى اكتشاف القوانين والنظريات العلمية‪ .‬ومن بين مراحل مناهج علوم الطبيعة‪ ،‬يعطي الفالسفة العقليون‬
‫األولوية للفرضية التي تمثل دور العقل في هذه المسيرة‪ .‬وبحسب قولهم‪ ،‬الفرضية هي التي تحكم بكل مراحل البحث‬
‫العلمي‪ ،‬فالفرضية هي التي تجعل للمالحظة قيمة علمية‪ ،‬أما المالحظة الساذجة‪ ،‬فهي التي تعتمد فقط على معطيات‬
‫الحواس‪.‬‬

‫وتسمى الفرضية أيضاً نظرية أولية‪ ،‬أي جواب نظري أولي عن المسألة التي طرحتها المراقبة‪ .‬هدف هذه‬
‫النظرية جعل الحدث مفهوماً فهماً معقوالً علمياً‪ ،‬أي تفسيره‪ ،‬ومصالحته‬
‫مع العلم‪ ،‬بعد أن بدا بالمراقبة كأنه متعارض مع بعض قوانين هذا العلم‪.‬‬

‫هذا الجواب ال يجوز أن يكون متسرعاً‪ .‬بل هو‪ ،‬على الحقيقة‪،‬‬


‫بناء فكري فيه كل صفات اإلبداع والخلق واالكتشاف‪ .‬إن عبقرية العالم‬
‫تبرز في صوغه الفرضية التي سيحل بها ما بدا تناقضاً‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫والعالم ال يفترض نظرية واحدة كحل محتمل لمسألته‪ ،‬بل يضع فرضيات‬
‫عدة‪ ،‬كلها ممكنة عقلياً وعلمياً‪ .‬كبلر (‪ ،)Kepler‬مثالً‪ ،‬وضع‪ ،‬كما قال‪ ،‬تسع‬
‫عشرة فرضية ممكنة لخط دوران المريخ حول الشمس‪ ،‬قبل أن يختبر أن كل‬
‫نظرياته هي خاطئة باستثناء واحدة فقط‪ ،‬وربما من دون أي استثناء في أحيان‬
‫كثيرة! مثالً‪ :‬توريتشللي (‪ )Torricelli‬وفرضية وجود ضغط هوائي غير منظور‬
‫(ضغط جوي)‪ ،‬لتفسير عدم صعود الماء في األنابيب الفارغة الى علو يتجاوز ‪ 18‬ذراعاً (أي ‪ 10،33‬أمتار)‪...‬‬

‫إن الفرضية هي عمل عقلي تركيبي إبداعي‪ ،‬تهدف‪ ،‬من جملة ما تهدف‪ ،‬الى إعادة الوفاق واالنسجام داخل‬
‫العلم الذي تعرض لمناقشة من الفرضية الجديدة‪ ،‬وذلك بإدخال النظرية الجديدة في نظامه المتماسك ‪ .système‬إن‬
‫الفرضية يجب أن تكون قادرة على االجابة عن كل األسئلة التي يطرحها الحدث‪/‬المسألة‪ ،‬كلها من دون أي استثناء‪.‬‬
‫يجب أن يكون عندها التفسير العلمي‪.‬‬

‫اعتبر غاستون باشالر أن المالحظة والتجربة هي آخر ما يحتاج إليه الباحث لبناء نظرية علمية‪ ،‬ويولي‬
‫األهمية الحاسمة واألولوية للفرضية‪.‬‬

‫ومن أهم حجج العقليين‪ ،‬أن علوم الطبيعة أصبحت تعتمد كليًّا على الرياضيات‪ ،‬ولم تعد موضوعاتها قابلة‬
‫للمالحظة‪ ،‬وخاصةً العلوم التي تبحث في األجسام المتناهية الصغر كالذرة والفوتون والنانو‪...‬‬

‫ولكن كيف نمتحن صحة الفرضية أو خطؤها؟ هنا يأتي دور التجربة‪.‬‬

‫الفرضية‬
‫ّ‬ ‫‪ .3‬التجربة أو التحقّق من‬

‫التجربة وحدها تحكم على علموية (‪ )scientificité‬الفرضية‪ .‬هناك فرضيات ليس من الممكن اختبارها‬
‫بالوسائل التقنية الراهنة‪ ،‬إما كلياً أو جزئياً‪ .‬فنطلق عليها اسم‪:‬‬
‫"نظرية"‪ ،‬على الرغم من أن عناصرها كلها علمية‪ .‬مثالً‪" :‬نظرية‬
‫النسبية" ألينشتاين (‪" ،)Einstein‬نظرية الثقوب السوداء"‪...‬‬

‫وثمة فرضية حصلت في التاريخ وال سبيل لمراقبتها‬


‫والختبارها‪ ،‬مثل نظرية االنفجار الكوني األعظم (بيغ بنغ ‪Big‬‬

‫‪73‬‬
‫‪ .)bang‬هناك نوعان من اختبار الفرضية‪:‬‬

‫‪ -1‬إما بمراقبة جديدة‪ :‬وهذا األمر يحصل غالباً في العلوم التي يصعب االختبار فيها‪ ،‬مثل علم الفلك‪ .‬فإن نظرية‬
‫وجود كوكب نبتون تأكدت صحتها بهذه الطريقة‪ ،‬عندما تمت مشاهدته فعالً‪.‬‬

‫‪ -2‬واما باالختبار المختبري‪ :‬أي بتركيب اصطناعي مشابه للحدث الطبيعي‪ ،‬وامكانية إعادته مرات عدة بالشروط‬
‫نفسها‪ .‬فإذا كانت النتيجة واحدة‪ ،‬تكون النظرية قد تم التحقق منها‪.‬‬

‫ال بد من مالحظة هامة في هذا المجال‪ ،‬وهي أن التحقق‬


‫االختباري االيجابي من فرضية ما‪ ،‬ال يعني أن هذه النظرية صحيحة‬
‫بالضرورة‪ .‬فأحياناً كثيرة تكون النظرية غير علمية وخاطئة‪ ،‬وتكون‬
‫نتائجها صحيحة‪ .‬وتبقى هكذا لفترة من التاريخ! مثال ذلك‪ ،‬أننا وضعنا‬
‫روزنامات جيدة ظلت شائعة آالف السنين انطالقاً من فرضية خاطئة‬
‫هي أن األرض ثابتة! وعلماء المنطق أعطونا مثل‪ :‬من قضية خاطئة (الكالب هي أسماك) نستطيع أن‬
‫نستنبط نتيجة صحيحة (الكالب هي فقرية)‪:‬‬
‫كل األسماك فقرية‬
‫الكالب هي أسماك‬
‫الكالب هي فقرية‬

‫إ ًذا االختبار قادر على أن يؤكد بدقة خطأ فرضية‪ .‬ولكنه ال يستطيع أن يؤكد بالدقة نفسها صحة فرضية‪.‬‬
‫لكأن الطبيعة قادرة أن تقول "ال" بشكل مؤكد؛ ولكنها ليست قادرة أن تقول نعم بشكل أكيد‪.‬‬

‫التوليفة‬

‫إن علوم الطبيعة تتطور كحل لمعضالت تطرح على العقل البشري‪ ،‬أو‬
‫كحل لتناقضات بين الطبيعة وعلمنا‪ .‬فالجهد البشري الفكري والتقني (العلمي) يتآزران‬
‫لتقديم هذه الحلول‪ .‬ولكن ال بد أيضاً من تعاون واسع داخل البلد الواحد (وبمؤازرة‬
‫دعم السلطات كافة) وتعاون بين البلدان أيضاً‪ ،‬للقيام بهذه اإلنجازات العلمية‬
‫االختبارية بشكل ناجح وسريع ومستمر ومن غير توقف‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫الرسمية‬
‫ّ‬ ‫الفلسفية للمواضيع الشائعة في اإلمتحانات‬
‫ّ‬ ‫تصاميم المقاالت‬
‫األول‪:‬‬
‫اإلحتمال ّ‬
‫إذا كان الموضوع يركز على أن المراقبة أو المالحظة أو المشاهدة هي المرحلة األساسية في المنهجية العلمية‪.‬‬
‫المقدمة‪ :‬مقد مة الدرس ‪ +‬يتناول هذا الموضوع مسألة المنهجية اإلختبارية في العلوم الطبيعية وفي هذا اإلطار اعتبر بعض‬
‫ّ‬
‫الفالسفة والمفكرين أن المراقبة أو المالحظة هي المرحلة األساسية للوصول إلى النتائج الموضوعية‪.‬‬
‫اإلشكالية‪ :‬ما هي المنهجية االختبارية؟ هل المراقبة أو المالحظة هي الخطوة األساسية التي ال غنى عنها في المنهجية‬
‫ّ‬
‫العلمية؟ أم أن هناك خطوات أخرى كالفرضية‪ ،‬ال تقل عنها أهميةً؟‬
‫شرح‪ :‬في الواقع‪( ...،‬المراقبة)‪.‬‬
‫ال ّ‬
‫المناقشة‪ :‬في المقابل‪( ...،‬الفرضية)‪.‬‬
‫التوليفة‪ :‬عمل حر (بإمكان المتعلم أن يستخدم التجربة ‪ +‬التوليفة)‪.‬‬
‫الرأي الشخصي‪ :‬اإلجابة على السؤال األخير من المسابقة‪.‬‬
‫ّ‬

‫اإلحتمال الثّاني‪:‬‬
‫إذا كان الموضوع يركز على أن الفرضية أو الفكرة هي المرحلة األساسية في المنهجية العلمية‪.‬‬
‫المقدمة‪ :‬مقدمة الدرس ‪ +‬يتناول هذا الموضوع مسألة المنهجية اإلختبارية في العلوم الطبيعية وفي هذا اإلطار اعتبر بعض‬
‫ّ‬
‫الفالسفة والمفكرين أن الفرضية هي المرحلة األساسية للوصول إلى النتائج الموضوعية‪.‬‬
‫اإلشكالية‪ :‬ما هي المنهجية االختبارية؟ هل الفرضية هي الخطوة األساسية التي ال غنى عنها في المنهجية العلمية؟ أم أن‬
‫ّ‬
‫هناك خطوات أخرى كالمراقبة واالختبار‪ ،‬ال تقل عنها أهميةً؟‬
‫شرح‪ :‬في الواقع‪( ...،‬الفرضية)‬
‫ال ّ‬
‫المناقشة‪ :‬في المقابل‪( ...،‬المراقبة)‪.‬‬
‫التوليفة‪ :‬عمل حر (بإمكان المتعلم أن يستخدم التجربة ‪ +‬التوليفة)‪.‬‬
‫الرأي الشخصي‪ :‬اإلجابة على السؤال األخير من المسابقة‪.‬‬
‫ّ‬

‫‪75‬‬
‫مواضيع ونصوص‬

‫األول‪ :‬بدون الفرضيات تبقى ظواهر الطبيعة عارية وخرساء‪.‬‬


‫الموضوع ّ‬

‫(تسع عالمات)‬ ‫أ ‪ -‬اشرح هذا القول ل"بوانكاريه" مبين ًا اإلشكالية التي يطرحها‪.‬‬
‫ب ‪ -‬ناقش هذا القول مشد ًدا على أهمية المالحظة في المنهج اإلختباري‪.‬‬
‫(‪ 7‬عالمات)‬

‫(أربع عالمات)‬ ‫ج ‪ -‬هل تعتقد أن إجراء التجارب على الكائنات الحية مقبول أخالقيًّا؟ علِّل إجابتك‪.‬‬
‫(دورة ‪ 2016‬العادية علوم الحياة‪ -‬علوم عامة)‬

‫الموضوع الثاني‪ :‬كل نبوغ العالم يتجلّى في إنتاج الفرضية‪.‬‬

‫(تسع عالمات)‬ ‫أ ‪ -‬اشرح هذا الحكم مبيناً اإلشكالية التي يطرحها‪.‬‬


‫(‪ 7‬عالمات)‬ ‫ب ‪ -‬ناقش هذا الحكم مشد ًدا على المراحل األخرى في المنهج اإلختباري‪.‬‬
‫تفسير نهائيًّا للواقع؟ علِّل إجابتك‪( .‬أربع عالمات)‬
‫ًا‬ ‫ج ‪ -‬هل ترى أن العلم يقدم لنا‬
‫(دورة ‪ 2015‬العادية إجتماع واقتصاد‪ -‬علوم الحياة‪ -‬علوم عامة)‬

‫تطور العلم هو نفسه تاريخ ابتكار الفرضيات‪.‬‬


‫إن تاريخ ّ‬
‫الموضوع الثالث‪ّ :‬‬

‫(تسع عالمات)‬ ‫أ ‪ -‬اشرح هذا الرأي مبيناً اإلشكالية التي يطرحها‪.‬‬


‫(‪ 7‬عالمات)‬ ‫ثانويا في المنهج اإلختباري‪.‬‬
‫دور ً‬ ‫ب ‪ -‬ناقش هذا الرأي في ضوء اآلراء األخرى التي تعطي الفرضية ًا‬
‫ج ‪ -‬برأيك‪ ،‬هل يمكن تطبيق المنهج اإلختباري في العلوم اإلجتماعية؟ علِّل إجابتك‪( .‬أربع عالمات)‬
‫(دورة ‪ 2012‬العادية إجتماع واقتصاد)‬

‫لكل منهج اختباري هي الفرضية‪.‬‬


‫الموضوع الرابع‪ :‬اإلنطالقة الضرورية ّ‬

‫(تسع عالمات)‬ ‫أ ‪ -‬اشرح هذا الحكم لـ "كلود برنار" مبيناً اإلشكالية التي يطرحها‪.‬‬
‫(سبع عالمات)‬ ‫ب ‪ -‬ناقش هذا الحكم مظه اًر أن المالحظة هي نقطة اإلنطالق في كل منهج اختباري‪.‬‬
‫(أربع عالمات)‬ ‫ج ‪ -‬برأيك‪ ،‬ما مصير الفرضية إن لم يكن في اإلمكان إثباتها باإلختبار؟ علِّل ما تذهب إليه‪.‬‬
‫(دورة ‪ 2012‬العادية علوم الحياة علوم عامة)‬

‫الموضوع الخامس‪ :‬إبتكار الفرضية‪ ،‬بناء نظرية جديدة‪ ،‬هذا هو الفعل األساسي في االكتشاف العلمي‪.‬‬

‫(تسع عالمات)‬ ‫أ ‪ -‬اشرح هذا القول وبين اإلشكالية التي يطرحها‪.‬‬


‫‪76‬‬
‫(سبع عالمات)‬‫ب ‪ -‬ناقش هذا الحكم انطال ًقا من المراحل األخرى للمنهج اإلختباري‪.‬‬
‫(أربع عالمات)‬ ‫إيجابيا في حياة اإلنسان؟ علِّل ما تذهب إليه‪.‬‬
‫ً‬ ‫دور‬
‫دائما ًا‬
‫ج ‪ -‬هل ترى أن التقدم العلمي يلعب ً‬
‫(دورة ‪ 2011‬العادية إجتماع واقتصاد)‬

‫فرضيات العالَم"‪.‬‬
‫ّ‬ ‫كل‬
‫جيدة للوقائع هي أفضل من ّ‬
‫إن مراقبة ّ‬
‫الموضوع السادس‪ّ ":‬‬

‫(تسع عالمات)‬ ‫أ ‪ -‬اشرح هذه الفكرة لـ "ماجندي" مبيناً اإلشكالية التي تطرحها‪.‬‬
‫(سبع عالمات)‬ ‫ب ‪ -‬ناقش هذا القول مظه اًر الدور األساسي للفرضية في السياق االختباري‪.‬‬
‫(أربع عالمات)‬ ‫ج ‪ -‬هل ترى أن كل الفرضيات قابلة للتحقق؟ علِّل ما تذهب إليه‪.‬‬
‫(دورة ‪ 2008‬اإلستثنائية إجتماع واقتصاد)‬

‫حرة للعقل البشري وال تتحدد فقط بمراقبة العالم الخارجي‪".‬‬


‫العلمية هي إبداعات ّ‬
‫ّ‬ ‫الموضوع السابع‪" :‬الفرضيات‬

‫(تسع عالمات)‬ ‫أ ‪ -‬اشرح هذا القول لِـ "أينشتاين" وبين اإلشكالية التي يطرحها‪.‬‬
‫(سبع عالمات)‬ ‫ب ‪ -‬ناقش هذا القول في ضوء النظريات األخرى المتعلقة بالمنهج االختباري‪.‬‬
‫ج ‪ -‬هل ترى أن الفرضيات هي دائماً قابلة للتحقق؟ علِّل إجابتك‪( .‬أربع عالمات)‬
‫(دورة ‪ 2008‬العادية علوم الحياة علوم عامة)‬

‫الموضوع الثامن‪ :‬المراقبة هي األساس الوحيد للمنهج االختباري ‪.‬‬

‫(تسع عالمات)‬ ‫إشرح هذه الفكرة مبيناً اإلشكالية التي تطرحها ‪.‬‬ ‫أ ‪-‬‬
‫(سبع عالمات)‬ ‫ناقش هذا الرأي مظه اًر أهمية المراحل األخرى في المنهج االختباري ‪.‬‬ ‫ب‪-‬‬
‫(أربع عالمات)‬ ‫برأيك ‪ ،‬كيف نتحقق من َّ‬
‫أن معرفة ما‪ ،‬هي معرفة علمية ؟‬ ‫ج‪-‬‬
‫(دورة ‪ 2007‬اإلستثنائية علوم الحياة علوم عامة)‬

‫الموضوع التاسع‪ :‬كل المعرفة العلمية تكمن في المالحظــة ‪.‬‬

‫(تسع عالمات)‬ ‫أ ‪-‬إشرح هذه الفكرة وبيِّن إشكاليتها ‪.‬‬


‫(سبع عالمات)‬ ‫ناقش هذا القول موضحاً الدور الذي تلعبه المراحل األخرى في المنهج التجريبي‪.‬‬ ‫ب‪-‬‬
‫(أربع عالمات)‬ ‫ج ‪-‬هل ترى أن هناك مرحلة أكثر أهمية من غيرها في المنهج التجريبي؟‬
‫(دورة ‪ 2006‬اإلستثنائية إجتماع واقتصاد)‬

‫‪77‬‬
‫فرضيات‬
‫ّ‬ ‫س العلم على‬
‫ؤس ُ‬
‫الموضوع العاشر‪ُ :‬ي َّ‬

‫(تسع عالمات)‬ ‫أ‪ -‬اشرح هذا القول مبيناً اإلشكالية التي يطرحها‪.‬‬
‫(سبع عالمات)‬ ‫ب‪ -‬ناقش هذه الفكرة مظه اًر دور المراحل األخرى في النهج العلمي‪.‬‬
‫(أربع عالمات)‬ ‫ج‪ -‬ما هو‪ ،‬برأيك‪ ،‬الفرق بين الفرضية في الرياضيات والفرضية في العلوم اإلختبارية ؟ وضح إجابتك‪.‬‬
‫(دورة ‪ 2005‬اإلستثنائية إجتماع واقتصاد)‬

‫الموضوع الحادي عشر‪ " :‬إن المبادرة االختبارية تكمن بأكملها في الفكرة ( الفرضية ) "‪.‬‬

‫(تسع عالمات)‬ ‫أ ‪ -‬اشرح هذا القول لـ " كلود برنار " مبيناً اإلشكالية التي يطرحها ‪.‬‬
‫(سبع عالمات)‬ ‫ب ‪ -‬ناقش هذا الرأي موضحاً دور المراحل األخرى وقيمتها في السياق االختباري‪.‬‬
‫(أربع عالمات)‬ ‫ج ‪ -‬هل تعتقد أن للفرضية الدور نفسه في العلوم الرياضية وعلوم الطبيعـة؟ علل إجابتـك‬
‫(دورة ‪ 2005‬العادية علوم الحياة علوم عامة)‬

‫األول‪:‬‬
‫ص ّ‬ ‫ال ّن ّ‬

‫"‪ ...‬هناك إجراءان يجب أن يؤخذا باالعتبار في أي تجربة‪ .‬يكمن األول في تهيئة شروط التجربة وانجازها ويكمن الثاني‬
‫في التحقق من نتائج التجربة‪.‬‬

‫أبدا سؤاالً بمعزل عن الفكرة التي‬


‫ال يمكن القيام بتجربة بمعزل عن فكرة مسبقة؛ إقامة تجربة يعني طرح سؤال؛ ال نتصور ً‬
‫استنادا إلى فكرة مسبقة‪...‬‬
‫ً‬ ‫دائما إقامة التجربة‬
‫تستثير الجواب‪ .‬إنني أعتبر إ ًذا‪ ،‬كمبدأ مطلق‪ ،‬أنه يجب ً‬

‫لقد أخطأ الذين أدانوا استعمال الفرضيات واألفكار المسبقة في المنهج االختباري بخلطهم بين ابتكار التجربة ومعاينة‬
‫خال من الفرضيات واألفكار المسبقة‪ ،‬ولكن يجب‬‫نتائجها‪ .‬يصح القول إنه يجب معاينة نتائج التجربة بعقل مجرد ٍ‬
‫جيدا من إلغاء الفرضيات واألفكار عندما يتعلق األمر بإقامة التجربة أو تخيل وسائل المراقبة‪ .‬علينا‪ ،‬بخالف‬‫االحتراس ً‬
‫ذلك‪ ،‬إطالق العنان لخيالنا؛ إن الفكرة هي مبدأ كل برهان وكل ابتكار‪ ،‬واليها يعود كل نوع من أنواع المبادرة‪ .‬ال نستطيع‬
‫تماما‪".‬‬
‫معيارا‪ ،‬وهذا مختلف ً‬
‫ً‬ ‫ضررا‪ ،‬فقط يتوجب تنظيمها واعطاؤها‬
‫ً‬ ‫خنقها وال طردها بحجة أنها قد تلحق‬

‫كلود برنار‬

‫(تسع عالمات)‬ ‫أ‪ -‬إشرح هذا النص مبيناً اإلشكالية التي يطرحها‪.‬‬
‫ب‪ -‬ناقش ما ورد في النص من أفكار في ضوء الطرح القائل‪" :‬إن مراقبة جيدة للوقائع أفضل من كل فرضيات العالم"‪.‬‬
‫(أربع عالمات)‬ ‫ج‪ -‬هل ترى أن القوانين العلمية هي قوانين نهائية؟ وضح ذلك‪.‬‬
‫(دورة ‪ 2011‬اإلستثنائية إجتماع واقتصاد)‬

‫‪78‬‬
‫ص الثاني‪:‬‬
‫ال ّن ّ‬

‫إن ميزة المنهج التجريبي هي أنه قائم بذاته كونه يتضمن معياره في ذاته الذي هو االختبار‪ .‬فهو ال يعترف بأية سلطة‬
‫غير سلطة الوقائع‪ .‬من هنا يخلص أنه‪ ،‬عندما ندلي بفكرة أو بنظرية في مجال ِ‬
‫العلم‪ ،‬يجب أال يكون هدفنا الحفاظ عليها‪ ،‬عن‬ ‫ُ‬
‫طريق البحث عن كل ما يدعمها واستبعاد كل ما يمكن أن يبطلها‪ ,‬بل علينا‪ ،‬بخالف ذلك‪ ،‬أن نتفحص بأقصى درجة من‬
‫العناية‪ ،‬الوقائع التي تبدو لنا أنها تسقطها‪ ،‬ألن التقدم الحقيقي يقوم دائما على استبدال نظرية قديمة تشمل القليل من الوقائع‬
‫بنظرية جديدة تشمل وقائع أكثر‪ .‬ففي ذلك دليل تقدم‪ ...‬فأفكارنا ليست سوى أدوات ذهنية تتيح لنا النفاذ إلى عمق الوقائع‪،‬‬
‫وعلينا تغييرها بعد أن تكون قد أدت وظيفتها كما نستبدل مبضعاً أضعفت حده كثرة االستعمال‪.‬‬

‫ينبغي أال نحتفظ بأفكار الذين سبقونا ونظرياتهم إال بقدر ما تتوافق ووضع ِ‬
‫العلم‪ ...‬قد يكون هناك‪ ،‬من هذا المنظار‬
‫ما يدعو الى التمييز بين العلوم الرياضية وبين العلوم االختبارية‪ .‬وبما أن الحقائق الرياضية ثابتة ومطلقة فان هذا ِ‬
‫العلم يتقدم‬
‫بتجميع بسيط ومتعاقب للحقائق المكتسبة كافة‪ .‬بخالف ذلك‪ ،‬وبما أن الحقائق في العلوم االختبارية ليست سوى نسبية‪ ،‬فال‬
‫يمكن ِ‬
‫للعلم أن يتقدم إال عن طريق التغيير الكامل واستيعاب الحقائق القديمة وسبكها في صيغة علمية جديدة‪.‬‬

‫كلود برنار‪ -‬مدخل إلى دراسة الطب االختباري‬

‫(تسع عالمات)‬ ‫أ‪ -‬إشرح هذا النص مبيناً اإلشكالية التي يطرحها‪.‬‬
‫(سبع عالمات)‬ ‫ب‪ -‬ناقش ما ورد في النص حول أهمية الوقائع في ضوء أهمية الفرضية‪.‬‬
‫(أربع عالمات)‬ ‫ج‪ -‬بالرغم مما ورد من تمايز بينهما‪ ،‬هل تجد دو اًر للعلوم الرياضية في العلوم االختبارية؟ وضح ذلك‪.‬‬
‫(دورة ‪ 2004‬العادية علوم الحياة علوم عامة)‬

‫‪79‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬علم اإلجتماع‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫ّ‬

‫طلب المعرفة والفهم ميزة اإلنسان بوصفه عاقالً‪ ،‬ولكن المعارف‬


‫عديدة (دينية‪ ،‬فلسفية‪ ،‬علمية‪ )...‬إال أن علماء المنهج المعاصرين‬
‫يتفقون بغالبيتهم على تصنيف العلوم الوضعية في ثالثة عناوين كبرى‪،‬‬
‫تماما عن بعضها البعض هي‪ :‬الرياضية والطبيعية‬
‫غير منفصلة ً‬
‫واإلنسانية التي تتضمن علم اإلجتماع‪ .‬لقد غلب على الدراسات‬
‫قديما الطابع الفلسفي منذ جمهورية أفالطون حتى مدينة‬
‫اإلجتماعية ً‬
‫الفارابي الفاضلة‪ ،‬وصوالً إلى القرن التاسع عشر‪ ،‬حيث ظهر علم اإلجتماع كعلم موضوعي مع أوغست كونت‬
‫ودوركهايم‪ .‬ولكن يجب أال ننسى دور إبن خلدون الرائد في هذا المجال‪ ،‬فقد وضع في مقدمة تاريخه دراسة إجتماعية‬
‫علمية تقوم على المالحظة والتحليل والشرح والتعليل‪ ،‬وتدل على عقل علمي صحيح‪.‬‬
‫علم اإلجتماع هو علم الظواهر اإلجتماعية وقوانينها‪ .‬يهتم علم اإلجتماع باكتشاف العالقات بين األحداث‬
‫اإلجتماعية‪ ،‬بهدف وضع قوانين عامة‪ .‬يختلف علم اإلجتماع عن التاريخ‪ ،‬فاإلجتماع ال يهتم بدراسة مقتل كيندي‪ ،‬بل‬
‫ينصرف إلى دراسة الجريمة السياسية كظاهرة إجتماعية عامة‪.‬‬

‫منهج علم اإلجتماع‪:‬‬ ‫‪.I‬‬

‫‪ -1‬المذهب اإلجتماعي‪( :‬إميل دوركهايم)‬


‫وضعيا مستقالً عن علم األحياء وعن علم النفس‪ ،‬فإن‬
‫ً‬ ‫علما‬
‫أراد "دوركهايم" أن يجعل من علم اإلجتماع ً‬
‫الوقائع اإلجتماعية في جميع جوانبها السياسية واإلقتصادية والسلوكية واللغوية هي وقائع أصيلة قابلة للتحليل في‬
‫ضوء مبدأ الحتمية المطبق في علوم المادة‪.‬‬
‫علما اختبارًيا موضوعه‬
‫اذا كان علم االجتماع‪ ،‬كما سبق وقلنا‪ً ،‬‬
‫الظواهر االجتماعية‪ ،‬فان قاعدته األولى هي االنطالق من المراقبة‬
‫المباشرة‪ ،‬او غير المباشرة‪ ،‬للواقع االجتماعي‪ .‬ويعتمد في سبيل ذلك‬
‫اساليب متنوعة‪ :‬كالتحقيق االجتماعي‪ ،‬االنخراط في مختلف النشاطات‬
‫االجتماعية‪ ...‬والظاهرة اإلجتماعية هي ظاهرة جماعية والزامية للفرد‪،‬‬
‫يقة ما‪ .‬وبما أن هذه‬‫ألنه ال يستطيع التفلت منها دون أن يعاقب بطر ٍ‬
‫ُ‬

‫‪80‬‬
‫بعيدا من تأثير المذاهب‬
‫الظاهرة اإلجتماعية مستقلة عن األفراد‪ ،‬فيجب أن ندرسها بموضوعية كاألشياء المادية ً‬
‫واألفكار المسبقة‪.‬‬
‫واذا كان من الضروري ان نقارب الظواهر االجتماعية كاشياء‪ ،‬كما يقول دوركهايم‪ ،‬فيجب اال يعني ذلك ان للظواهر‬
‫موضوعيا‪ .‬من المناهج المعتمدة في علم اإلجتماع‪:‬‬
‫ً‬ ‫وجودا مادًيا بحتًا‪ ،‬بل يجب ان نتخذ أمامها موقفًا‬
‫ً‬
‫االحصاء‪:‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫يكاد يكون االحصاء المنهج السوسيولوجي بامتياز‪ .‬فقد بات استطالع الرأي واالحصاء أسلوبين رائجين في علم‬
‫االجتماع‪ ،‬يتناوالن جميع جوانب الحياة االجتماعية السيما الجوانب االقتصادية‬
‫والحراك االجتماعي كالهجرة‪ .‬ثم الجرائم وحاالت اإلنتحار والمقصود من كل‬
‫ذلك ترجمة الوقائع االجتماعية إلى أرقام رياضية‪ ،‬بغية الوصول إلى حقائق‬
‫عامة تنظم في تسجيالت بيانية‪.‬‬
‫وليس اإلحصاء مجرد تعداد ألشخاص أو حاالت فقط‪ .‬فلكي يكون هنالك‬
‫إحصاء سوسيولوجي يجب أن تتوفر مجموعة من األحداث لكتلة أو جماعة‪.‬‬
‫اجتماعيا قابالً للدراسة‪ .‬لذلك وجب تحديد‬
‫ً‬ ‫اقعا‬
‫كما يجب أن تتصف هذه المجموعة بصفات مشتركة تجعل منها و ً‬
‫الحدث أو الظاهرة قبل الشروع بعملية اإلحصاء‪ .‬ألن مهمة اإلحصاء هي تحويل الظاهرة من ظاهرة نوعية إلى ظاهرة‬
‫كمية‪ .‬فإذا أردت مثالً أن أقوم بإحصاء حول اإلنتحار‪ ،‬يجب أن أحدد اإلنتحار أوالً‪ ،‬أو أميز بين أنواع اإلنتحار‪ ،‬كما‬
‫فعل دوركهايم‪.‬‬
‫اجا عند غير المتزوجين‪،‬‬
‫إحصاءا يتعلق بظاهرة اإلنتحار‪ ،‬فتبين له أن هذه الظاهرة هي أكثر رو ً‬
‫ً‬ ‫لقد قدم دوركهايم‬
‫وعند المتزوجين الذين ال أوالد لهم‪ ،‬أكثر من اآلباء واألمهات‪ .‬وعند البروتستانت أكثر من الكاثوليك‪ .‬وعند هؤالء أكثر‬
‫من اليهود‪ ،‬وفي وقت السلم أكثر من وقت الحرب‪ .‬وبنتيجة اإلحصاء وشرحه توصل دوركهايم إلى القانون التالي‪:‬‬
‫"االنتحار هو حالة يأس ووهن نفسي جراء عزلة إجتماعية"‪.‬‬
‫غالبا ما تكون‬
‫لكن شرح اإلحصاءات مهمة دقيقة‪ ،‬ألن المعطيات ً‬
‫دائما‪ :‬ففي ظاهرة‬
‫متداخلة وال تكشف لنا مظاهرها عن العالقات السببية ً‬
‫اإلنتحار مثالً‪ ،‬يجب أن تؤخذ باإلعتبار عوامل أخرى‪ ،‬كاألوضاع العائلية‬
‫واإلقتصادية والدينية والنفسية‪.‬‬
‫ب‪ -‬مناهج أخرى‪:‬‬
‫إلى جانب اإلحصاء هناك نظامان من الدراسة اإلجتماعية‪:‬‬
‫األبحاث الوضعية‪ :‬وتتم في حقل الظاهرة المباشر‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫إجتماعيا كالقبيلة مثالً‪.‬‬


‫ً‬ ‫موضوعا‬
‫ً‬ ‫التحقيق اإلجتماعي‪ :‬ويصف‬ ‫‪‬‬

‫إستطالع الرأي‪ :‬حول فكرة أو مشروع معين‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪81‬‬
‫تحقيق ديموغرافي‪ :‬الوالدة‪ ،‬الزواج‪ ،‬الموت‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫دراسة حالة‪ :‬دراسة ردود الفعل النفسية ألفراد جماعة تعيش وضعية نفسية خاصة كالمهاجرين مثالً‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫األبحاث اإلختبارية‪ :‬تجري حول جماعات صغيرة‪ :‬كيف تؤثر األكثرية التي تملك وجهة نظر معينة على‬ ‫‪‬‬

‫األقلية‪.‬‬

‫‪ -2‬نقد دوركهايم‪( :‬أو نظرية مونيرو)‬


‫وخصوصا محاولة دوركهايم‪ ،‬رفعت مستوى المناهج في هذا‬
‫ً‬ ‫ال شك في أن المحاوالت المستمرة في علم اإلجتماع‪،‬‬
‫العلم الى درجة عالية من الدقة والموضوعية‪ .‬لكن نظرية دوركهايم التي توصف بالعقالنية هاجمها بعنف مفكرون‬
‫نافيا أن تكون الظواهر‬
‫كثيرون فجول مونيرو‪ ،‬انتقد موقف دوركهايم ً‬
‫اإلجتماعية أشياء؛ فالوقائع االجتماعية هي وقائع بشرية‪ ،‬ال تشبه‬
‫األشياء‪ ،‬وهي متصلة بحياة اإلنسان وما هو متصل بها ال يمكن أن‬
‫يخضع للبحث العلمي؛ ذلك أن اإلنسان يمتلك حرية اإلرادة في‬
‫التصرف وال يمكن التحكم فيه مثل تلك الحتمية في العلوم المادية‪.‬‬
‫ونصحنا باالكتفاء بفهم المعطيات اإلجتماعية من دون أن نطمح الى‬
‫أكثر من ذلك‪ .‬ففي علم اإلجتماع‪ ،‬كما في التاريخ وعلم النفس‪ ،‬تبقى‬
‫الموضوعية منقوصة وغير كافية‪ ،‬على عكس ما هي عليه في علوم‬
‫الطبيعة‪.‬‬
‫ي في كل دراسة سوسيولوجية‪ ،‬كما هي ضرورية‪ ،‬بدرجة معينة‪ ،‬المشاركة‬
‫إن الجهد الذاتي الخاص ضرور ٌّ‬
‫الوجدانية ألنها تساعد على فهم الظواهر من داخل وعلى إدراك المعاني المعاشة لمظاهر الوعي الجماعي‪.‬‬
‫ال شك في أن ازدهار العلوم اإلنسانية مدين لمحاولة علماء النفس واالجتماع واالقتصاد تأسيس علوم على المنهج‬
‫نفسه الذي اتبع في مجال علوم الطبيعة‪ .‬لكن المباحث النفسانية والسوسيولوجية لم ِ‬
‫تهتد بعد إلى وضع يظهر إنجازاتها‬
‫على القدر نفسه من الدقة والوضوح والموضوعية‪ .‬وال شك في ان عمل الفكر في مجال العلوم اإلنسانية‪ ،‬ال يزال‬
‫يحتاج الى الكثير من الكد والجهد والنقد ليتخطى األحكام المسبقة‪ ،‬ومخلفات‬
‫المناهج القديمة‪ ،‬والتعلق بأنماط من المعرفة ال تتجانس وموضوعات البحث‪،‬‬
‫وهي أمور ال تزال تعرقل إنشاء علم اجتماع كما نتمنى أي مثل العلوم‬
‫الطبيعية‪ .‬فهدفنا في العلوم اإلنسانية أن نفهم أكثر منه أن نشرح أو نفسر‪.‬‬
‫انطباعا أو‬
‫ً‬ ‫والفهم يعني أن ننتج من جديد‪ ،‬على نحو حدسي‪ ،‬عاطفة أو‬
‫يبيا من العالقات‬
‫انفعاالً‪ ،‬بينما الشرح أو التفسير يقضي بأن ننشئ نسقًا تجر ً‬
‫على غرار الفيزيائيين‪ .‬إن التجريب في العلوم اإلنسانية ال يزال يثير صعوبات‬
‫‪82‬‬
‫تماما عن أفعالنا في الحياة اليومية‪.‬‬
‫كثيرة‪ ،‬والتفاعل الجماعي في مختبر العلوم اإلجتماعية فعل يختلف ً‬
‫علميا‪ ،‬تضع المعرفة في طريق مضلة هي طريق‬ ‫تفسير ً‬
‫ًا‬ ‫إن الرغبة في معرفة كل شيء‪ ،‬وتفسير كل شيء‬
‫األسطورة والسحر‪ .‬فالعقلية التي ترغب في معرفة كل شيء هي عقلية بدائية ألنها تجعل من األشياء كلها‪ ،‬سواء‬
‫أكانت مادية أو معنوية‪ ،‬فردية أو إجتماعية‪ ،‬عمليات يمكن حلها وشرحها‪ .‬إن المهمة التي يفرضها تقدم العلوم‬
‫اضعا في تحقيق رغباته‪.‬‬
‫اإلنسانية هي إخراج العقل من هذا المأزق وجعله أكثر تو ً‬

‫التوليفة‬
‫مذهبا لدراسة االحداث االجتماعية يرمي الى‬
‫ً‬ ‫وضع "فيبير"‬
‫إدراك معاني االحداث االجتماعية‪ ،‬كما هي في ضمير الناس‪ .‬ذلك ان‬
‫هذه األحداث هي حقائق نفسية يعيشها ابناء مجتمع معين في ظروف‬
‫معينة‪ .‬فهم أصحاب تجربة معيوشة ال نستطيع فهمها اال اذا شاركنا‬
‫فيها‪ .‬ولكن هل نستطيع عيش مشاعر اآلخرين؟ تبدو هذه المقارنة‬
‫ممكنة ومفيدة على المستوى الفردي‪ .‬اما على المستوى االجتماعي‬
‫فتبدو غير متوافقة مع اي بحث علمي‪.‬‬
‫علم االجتماع الصحيح يجب ان يكون متفه ًما وشارًحا في‬
‫الوقت نفسه‪ .‬ذلك انه مدعو الى عيش الدالالت الخاصة وفهمها‬
‫وابرازها من جهة‪ ،‬والن االعتراف بان هذه الدالالت المكتشفة تتجاوز المشاركين في ظاهرة اجتماعية الى حقيقة‬
‫واقعية‪ ،‬من جهة أخرى‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫الرسمية‬
‫ّ‬ ‫الفلسفية للمواضيع الشائعة في اإلمتحانات‬
‫ّ‬ ‫تصاميم المقاالت‬

‫األول‪:‬‬
‫اإلحتمال ّ‬
‫إذا كان الموضوع يركز على أن منهج علم اإلجتماع هو منهج علمي‪ ،‬أو أن علم اإلجتماع يدرس الوقائع كأشياء مثل‬
‫الفيزياء والعلوم اإلختبارية‪ ،‬أو أن نتائجه دقيقة‪ ،‬أو إذا ُذكر دوركهايم في السؤال األول‪...‬‬
‫المقدمة‪ :‬مقدمة الدرس‪ +‬يتناول هذا الموضوع مسألة منهج علم اإلجتماع وكيفية دراسة الظاهرة اإلجتماعية‪ ،‬وفي هذا اإلطار‬
‫ّ‬
‫اعتبر بعض الفالسفة والمفكرين أن الظواهر اإلجتماعية تُدرس كأشياء وأن نتائج منهج علم اإلجتماع هي نتائج أكيدة ودقيقة‬
‫وموضوعية‪.‬‬
‫اإلشكالية‪ :‬ما هو علم اإلجتماع؟ هل نتائج المنهجية المعتمدة في هذا العلم هي نتائج دقيقة وموضوعية؟ أم أنها تخضع لذاتية‬
‫ّ‬
‫العالم ولشروط العلوم اإلنسانية لناحية أنها غير دقيقة وتخضع للتبدل؟‬
‫شرح‪ :‬في الواقع‪( ...،‬المذهب اإلجتماعي‪ :‬إميل دوركهايم)‬‫ال ّ‬
‫المناقشة‪ :‬في المقابل‪( ...،‬نقد دوركهايم أو نظرية مونيرو)‪.‬‬
‫التوليفة‪ :‬عمل حر (بإمكان المتعلم أن يستخدم التجربة ‪ +‬التوليفة)‪.‬‬
‫الرأي الشخصي‪ :‬اإلجابة على السؤال األخير من المسابقة‪.‬‬
‫ّ‬

‫اإلحتمال الثّاني‪:‬‬
‫إذا كان الموضوع يركز على أن نتائج علم اإلجتماع ذاتية وبعيدة عن الدقة والموضوعية‪ ،‬أو إذا ُذكر "مونيرو" في السؤال‬
‫األول‪...‬‬
‫المقدمة‪ :‬مقدمة الدرس‪ +‬يتناول هذا الموضوع مسألة منهج علم اإلجتماع وكيفية دراسة الظاهرة اإلجتماعية‪ ،‬وفي هذا اإلطار‬
‫ّ‬
‫اعتبر بعض الفالسفة والمفكرين أن نتائج علم اإلجتماع تفتقر إلى الدقة والموضوعية كما في العلوم اإلختبارية وتخضع لذاتية‬
‫العالم ولوعي الفئة المستهدفة‪.‬‬
‫اإلشكالية‪ :‬ما هو علم اإلجتماع؟ هل نتائج المنهجية المعتمدة في هذا العلم تفتقر للدقة والموضوعية وتتأثر بذاتية العالم‬
‫ّ‬
‫أرقاما دقيقة وموضوعية وتدرس الظواهر اإلجتماعية كأشياء؟‬
‫وتصوراته كما لمزاج الفئة المستهدفة؟ أم أنها تعطي ً‬
‫شرح‪ :‬في الواقع‪( ...،‬نقد دوركهايم أو نظرية مونيرو)‬
‫ال ّ‬
‫المناقشة‪ :‬في المقابل‪( ...،‬المذهب اإلجتماعي‪ :‬إميل دوركهايم)‪.‬‬
‫التوليفة‪ :‬عمل حر (بإمكان المتعلم أن يستخدم التجربة ‪ +‬التوليفة)‪.‬‬
‫الرأي الشخصي‪ :‬اإلجابة على السؤال األخير من المسابقة‪.‬‬
‫ّ‬

‫‪84‬‬
‫مواضيع ونصوص‬

‫األول‪ :‬كي يكون علم اإلجتماع علماً حقيقياً‪ ،‬علينا أن ندرس الظواهر االجتماعية كأشياء‪.‬‬
‫الموضوع ّ‬

‫(تسع عالمات)‬ ‫أ ‪ -‬إشرح هذا الحكم ل"دوركهايم" مبيناً اإلشكالية التي يطرحها ‪.‬‬
‫(سبع عالمات)‬ ‫ب ‪ -‬ناقش هذا الحكم في ضوء مواقف أخرى مختلفة‪.‬‬
‫(‪ 4‬عالمات)‬ ‫إيجابا على العادات والتقاليد؟ علل إجابتك‪.‬‬
‫ً‬ ‫ج ‪ -‬هل تعتقد أن وسائل التواصل االجتماعي تؤثر‬
‫(دورة ‪ 2016‬العادية إجتماع واقتصاد)‬

‫الموضوع الثاني‪ :‬يعتمد علم االجتماع مناهج العلوم الفيزيائية‪.‬‬

‫(تسع عالمات)‬ ‫أ ‪ -‬إشرح هذا الموقف ل"دوركهايم" مبيناً اإلشكالية التي تطرحها ‪.‬‬
‫(سبع عالمات)‬ ‫ب ‪ -‬ناقش هذا الموقف في ضوء مواقف أخرى تتناول المسألة نفسها‪.‬‬
‫(‪ 4‬عالمات)‬ ‫ج ‪ -‬هل ترى فائدة من دراسة علم االجتماع؟ علل إجابتك‪.‬‬
‫(دورة ‪ 2013‬اإلستثنائية إجتماع واقتصاد)‬

‫الموضوع الثالث‪:‬إن الوقائع االجتماعية محكومة بقوانين ؛ يجب إذاً دراستها كوقائع علمية ‪.‬‬

‫(تسع عالمات)‬ ‫أ ‪ -‬إشرح هذه الفكرة مبيناً اإلشكالية التي تطرحها ‪.‬‬
‫(سبع عالمات)‬ ‫ب ‪ -‬ناقش هذه الفكرة في ضوء خصوصية الوقائع االجتماعية ‪.‬‬
‫(‪ 4‬عالمات)‬ ‫ج ‪ -‬هل تعتقد أن دراسة الوقائع االجتماعية تغني معرفتنا باإلنسان ؟ علل ما تذهب إليه ‪.‬‬
‫(دورة ‪ 2007‬العادية إجتماع واقتصاد)‬

‫‪85‬‬
‫األول‪:‬‬
‫النص ّ‬
‫ّ‬

‫"إذا كان علم االجتماع هو علم المؤسسات من حيث تكوينها وكيفية عملها‪ ،‬وجب عليه أن ُيبقي‬
‫خارجه "هذه التيارات الحرة التي تتحول باستمرار‪ ،‬والتي يعجز نظر المراقب عن تعيينها" (دوركهايم)‪ .‬إن هذه‬
‫أشياء دون الوقوع في مبالغة‬
‫ً‬ ‫التيارات الحرة التي يؤكد دوركهايم وجودها كوقائع اجتماعية‪ ،‬ال يمكن تسميتها‬
‫لغوية وال يمكن "معالجتها كأشياء"‪ .‬ألنه‪ ،‬إما أن تُفهم‪ -‬وليست خاصية األشياء أن تفهم بل أن تُشاهد وتُشرح‬
‫فقط‪ -‬واما أال تدرك حتى‪ ،‬وال يبقى مجال للبحث فيها‪ .‬ال يمكننا تحديد الظاهرة االجتماعية "بالموضوعية" وال‬
‫اعتبارها كشيء‪ .‬حتى المؤسسات‪ ،‬رغم كونها الميدان األكثر مالءمة للمذهب الطبيعي في علم االجتماع‪ ،‬إذا‬
‫المعاشة‬
‫كان شرحها ممكناً‪ ...‬فيجب أن تُفهم أيضاً‪ .‬ما هي هذه المؤسسات في الواقع‪ ،‬بمعزل عن الحاالت ُ‬
‫المعاشة؟ بالنتيجة إن الصفة المشتركة الوحيدة‬
‫التي تعطيها معنى‪ ،‬وبمعزل عن إرجاعها إلى هذه الحاالت ُ‬
‫أشياء‪ ،‬وأن لها‬
‫ً‬ ‫التي يمكن اكتشافها في المؤسسات وفي وقائع علم نفس الجماعات هي أن هذه وتلك ليست‬
‫معنى يجب إدراكه‪ ،‬معنى ال يظهر إذا أردنا مراقبتها من الخارج‪".‬‬

‫جول مونيرو‪.‬‬

‫(تسع عالمات)‬ ‫أ ‪ -‬اشرح هذا النص مبيناً اإلشكالية التي يطرحها‪.‬‬


‫(سبع عالمات)‬ ‫ب ‪ -‬ناقش ما ورد في النص من أفكار في ضوء المناهج األخرى المعتمدة في علم االجتماع‪.‬‬
‫ج ‪ -‬هل نحتاج‪ ،‬برأيك‪ ،‬إلى علم االجتماع؟ علِّل ما تذهب إليه‪4( .‬عالمات)‬
‫(دورة ‪ 2008‬العادية إجتماع واقتصاد)‬

‫ال ّنص الثاني‪:‬‬

‫"أقصد بالفيزياء االجتماعية العلم الذي تُش ِّكل دراسة الظواهر االجتماعية موضوعه الخاص‪ ،‬معتب اًر إياها كالظواهر‬
‫الفلكية والفيزيائية والكيميائية والفيزيولوجية‪ ،‬بمعنى أنها تخضع لقوانين طبيعية ثابتة‪ ،‬حيث إن اكتشاف هذه القوانين ُي ِّ‬
‫شكل‬
‫ي بأكثر دقة ممكنة متمعناً‬
‫الهدف الخاص من البحث فيها‪ .‬وهكذا‪ ،‬فهو يهدف مباشرة إلى تفسير ظاهرة تطور الجنس البشر َّ‬
‫بدءا من‬
‫حتمي للتحوالت المتعاقبة‪ ،‬وصل الجنس البشري تدريجيًّا‪ً ،‬‬‫ٍّ‬ ‫أي تسلسل‬
‫بكل أجزائها األساسية‪ ،‬أي إلى اكتشاف وفق ِّ‬
‫ِّ‬
‫المتمدنة‪ .‬إن روحيَّة هذا العلم تقضي بأن نرى‬ ‫حالة أرقى بقليل من حالة مجتمعات القردة‪ ،‬إلى ما هو عليه اليوم في أوروبا‬
‫المعمقة للماضي التفسير الحقيقي للحاضر‪ ،‬و ِ‬
‫السمة العامة للمستقبل‪ .‬ال يقف هذا العلم‪ ،‬من الوقائع االجتماعية‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫في الدراسة‬
‫موقف إعجاب أو نقد بل ينظر إليها دوماً على أنها وقائع خاضعة للمالحظة‪ ...‬باختصار‪ ،‬في هذا الترتيب للظواهر‪ ،‬كما في‬
‫"أوغست كونت"‬ ‫غيره‪ ،‬يؤدي العلم إلى التوقع ويتيح التوقع تنظيم الفعل‪".‬‬

‫(تسع عالمات)‬ ‫مبينا اإلشكالية التي يطرحها‪.‬‬


‫أ – اشرح هذا النص ً‬
‫(سبع عالمات)‬ ‫ب‪ -‬ناقش أفكار النص متوقفًا عند الصعوبات التي تعترض اعتماد علم االجتماع على مناهج علوم الطبيعة‪.‬‬
‫(أربع عالمات)‬ ‫ج‪ -‬هل تعتبر بأن تطور العلم يعلن تقهقر الفلسفة؟ برر إجابتك‪.‬‬
‫(دورة ‪ 2005‬العادية إجتماع واقتصاد)‬

‫‪86‬‬
‫النص الثالث‪:‬‬
‫ّ‬

‫نحن ال نقول (‪ )...‬إن الوقائع االجتماعية هي أشياء مادية‪ ،‬بل إنها أشياء شأن األشياء المادية‪ ،‬وان على نحو آخر‪.‬‬

‫ما هو الشيء في الواقع؟ الشيء يتعارض مع الفكرة كما يتعارض ما نعرفه من الخارج مع ما نعرفه من الباطن‪ُ .‬يعتبر‬
‫ٍ‬
‫تحليل ذهني‬ ‫شيئا كل موضوع معرفة ال يتداخل والذكاء بصورة طبيعية‪ ،‬كل ما ال يمكننا أن نكون عنه فكرةً وافيةً بطريقة‬
‫بسيطة‪ ،‬كل ما ال يمكن للعقل أن يتوصل الى إدراكه إال عن طريق المالحظات واالختبارات‪ ،‬باالنتقال تدريجياً من الصفات‬
‫الخارجية والمدركة بصورة مباشرة الى الصفات األكثر احتجاباً واألكثر عمق ًا‪ .‬أن نتعاطى مع وقائع من نسق معين وكأنها أشياء‬
‫فذلك ال يعني أن نصنفها في فئة أو أخرى من الواقع؛ بل أن نتخذ إزاءها موقفاً ذهنياً معيناً‪ .‬مما يعني أن نتصدى لدراستها‬
‫متخذين كمبدأ أننا نجهل تماماً ما هي‪ ،‬وأن خصائصها المميزة‪ ،‬كما األسباب المجهولة التي تتعلق بها تلك الخصائص‪ ،‬ال‬
‫دوركهايم‬ ‫يمكن اكتشافها باالستبطان‪.‬‬

‫(تسع عالمات)‬ ‫أ – اشرح هذا النص مبين ًا اإلشكالية التي يطرحها‪.‬‬


‫ب – ناقش األفكار الواردة في النص مظه اًر أن الوقائع االجتماعية ال تتسم بالموضوعية التي‬
‫(سبع عالمات)‬ ‫يتحدث عنها دوركهايم‪.‬‬
‫(أربع عالمات)‬ ‫ج – هل تعتقد أن معرفة الوقائع االجتماعية يمكنها أن تُسهم في تحسين األوضاع االقتصادية ؟‬
‫(دورة ‪ 2004‬اإلستثنائية إجتماع واقتصاد)‬

‫‪87‬‬
‫القسم الثاني‪:‬‬
‫المنهجية‬
‫ّ‬

‫‪88‬‬
‫الفلسفية‬
‫ّ‬ ‫األول‪ :‬بنية المقالة‬
‫الفصل ّ‬

‫(كيفية معالجة موضوع فلسفي)‬

‫أوالا‪ -‬مادّة الفلسفة العامة في الصف الثانوي الثالث كافة الفروع‬


‫‪ -1‬تتضمن‌مادة‌الفلسفة‌الحضارات‌في‌االمتحانات‌الرسمية‌ثالثة‌نماذج‌اختيارية‌هي‌عبارة‌عن‌نص‌‬
‫وموضوعين‪‌،‬تغطي‌أكثرية‌محاور‌المنهج‌مع‌إمكانية‌طرح‌موضوعين‌من‌نفس‌المحور‪.‬‬
‫‪ -2‬تتو ّزع‌العالمة‌القصوى‌(‪‌20‬عالمة)‌وفقًا‌لما‌يلي‪:‬‬
‫‌‬

‫أوالا‪ -‬معالجة الموضوع‪:‬‬

‫أ‪ -‬المقدّمة‪( :‬عالمتان)‬


‫‪ -‬وتتضمن‌المق ّدمة‪:‬‬
‫‪ -1‬طرح المسألة العامة‬
‫‪ -2‬الدخول إلى الموضوع‬
‫‪ -3‬طرح المسألة المطروحة في الموضوع‬
‫‪ -‬شروط المقدمة الصحيحة‪:‬‬
‫‪ -1‬عدم الدخول بالتفاصيل‪.‬‬
‫‪ -2‬احترام التلميذ ما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن تقود المقدمة إلى صلب الموضوع أي أن تبدأ من العام إلى الخاص‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن يشعر القارئ بترابط بين المقدمة والموضوع المطروح‪.‬‬
‫ت‪ -‬تمهيد لإلشكالية تحديد انتماء الموضوع ألي مذهب أو نظرية‪.‬‬
‫‪ -‬أنواع المقدمات‪:‬‬
‫أ‪ -‬مقدمة منهجية من العام إلى الخاص ‪.Systématique‬‬

‫ب‪ -‬مقدمة تاريخية تتضمّن عرضًا لتاريخ المسألة المطروحة‪.‬‬

‫ج‪ -‬مقدمة لغوية طرح كيفية طرح المفهوم أو المصطلح وتطوره‪.‬‬

‫د‪ -‬مقدمة إشكالية ‪ :‬تعرض موقفين متعارضين دون الدخول بالتفصيل‪.‬‬

‫‪ -‬مالحظة‪ :‬ضرورة أالّ تكون المقدمة مختصرة جداً أو موسّعة جداً‪.‬‬


‫ب‪ -‬اإلشكالية‪( :‬عالمتان)‬
‫‪ -‬وتتضمن اإلشكالية‪:‬‬
‫‪ -1‬اشكالية عامة يظهر فيها الموضوع المطروح بوضوح (ما هي طبيعة الخيال ‪.)...‬‬
‫‪ -2‬اشكالية خاصة يُفضّل أن تكون على شكل (سؤالين متأرجحين) سؤال متأرجح‪.‬‬
‫‪89‬‬
‫‪ -‬توزيع عالمة اإلشكالية‪:‬‬
‫‪ -‬اإلشكالية العامة (نصف عالمة)‬
‫‪ -‬اإلشكالية الخاصة (تكون إجابة السؤال األول هي الشرح واجابة السؤال الثاني هي المناقشة)‬
‫(عالمة ونصف)‬
‫‪ -‬اإلشكالية العامة ونصف الخاصة (عالمة)‬
‫ت‪ -‬الشرح‪( :‬خمس عالمات)‬
‫‪ -‬يتضمن الشرح‪:‬‬
‫‪ -1‬فكرة تمهيدية لشرح الحكم المطروح‪.‬‬
‫‪ -2‬شرح الحكم واستخدام المكتسبات المشروحة في الدرس‪.‬‬
‫ابداعا في الربط والشرح واعطاء األمثلة واالستشهادات‪.‬‬
‫‪ً -3‬‬
‫‪ -‬توزيع عالمة الشرح‪:‬‬
‫‪ -1‬الفكرة التمهيدية (نصف عالمة)‬
‫مستخدما المكتسبات (‪ 4‬عالمات)‬
‫ً‬ ‫‪ -2‬شرح الحكم‬
‫‪ -3‬اإلبداع والربط واللغة والتناسق بين األفكار‪( ...‬نصف عالمة)‬
‫ث‪ -‬المناقشة‪( :‬سبع عالمات)‬
‫‪ -‬تتضمن المناقشة‪:‬‬
‫‪ -1‬فكرة تمهيدية تنقلنا من الشرح إلى المناقشة‪.‬‬
‫داخليا للحكم المطروح‪.‬‬
‫ً‬ ‫نقدا‬
‫‪ً -2‬‬
‫خارجيا من خالل استخدام نظريات مغايرة‪.‬‬
‫ً‬ ‫نقدا‬
‫‪ً -3‬‬
‫‪ -4‬توليفة أو خالصة أو استنتاج للموضوع المطروح‪.‬‬
‫‪ -‬توزيع عالمة المناقشة‪:‬‬
‫‪ -1‬الفكرة التمهيدية (نصف عالمة)‬
‫‪ -2‬النقد الداخلي (عالمة)‬
‫‪ -3‬النقد الخارجي (ثالث عالمات ونصف)‬
‫‪ -4‬التوليفة (عالمة ونصف)‬
‫‪ -5‬اإلبداع والربط واللغة والتناسق بين األفكار‪( ...‬نصف عالمة)‬
‫ج‪ -‬الرأي‪( :‬أربع عالمات)‬
‫‪ -‬يتضمن الرأي‪:‬‬
‫‪ -1‬تترك الحرية الكاملة للتلميذ ليعطي رأيه شرط المحاججة وجودة العرض‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫‪ -2‬يمكن للمرشح أن يعارض السؤال المطروح أو أن يوافقه أو أن يقف موقفًا وسطا بين‬
‫الموقفين‪ ،‬كل ذلك شرط التعليل‪.‬‬
‫‪ -‬توزيع عالمة الرأي‪:‬‬
‫‪ -1‬اإلنطالق من السؤال وعرض رأيه (عالمة)‬
‫‪ -2‬الدفاع عن الرأي أكثر من حجة ومثل (عالمتان ونصف)‬
‫‪ -3‬اإلبداع والتمايز (نصف عالمة)‬

‫مالحظة‪ :‬من المهم ترك سطر فارغ بين المقدمة وصلب الموضوع وكذلك بين صلب الموضوع‬
‫والخاتمة‪ .‬كما من الضروري ترك فراغ صغير في بداية كل فقرة جديدة‪ ،‬والعودة إلى السطر عند‬
‫انتهاء كل فقرة من فقرات صلب الموضوع‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫الفلسفي‬
‫ّ‬ ‫النص‬
‫ّ‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬تحليل‬

‫تخضع تقنية تحليل النص الفلسفي إلى مجموعة من المراحل الواجب إتباعها بغية الوصول إلى‬
‫النتائج المرجوة‪ .‬هذه المراحل هي كالتالي‪:‬‬

‫المرحلة األولى‪ :‬قراءة النص عدة مرات (‪ 4-3‬مرات)‪.‬‬

‫المرحلة الثانية‪ :‬إستخراج العبارات غير المفهومة بهدف فهمها‪.‬‬

‫المرحلة الثالثة‪ :‬قراءة النص مرة أخيرة بعد فهم العبارات‬


‫الصعبة‪.‬‬

‫المرحلة الرابعة‪ :‬تحويل النص إلى إشكالية‪ ،‬بمعنى آخر‪ ،‬صياغة الفكرة الرئيسة التي يدور حولها‬
‫النص‪ ،‬وتحويلها إلى إشكالية‪ ،‬عن طريق طرحها كسؤال "ما هو السؤال الذي تقدم األطروحة حالً له؟"‪.‬‬
‫لكي نكتشف أطروحة النص يجب ان نجيب عن األسئلة التالية‪ :‬ماذا يثبت الكاتب؟ ماذا يطرح؟ عماذا‬
‫يدافع؟ ما هي الفكرة التي يريد التوصل إليها؟ بماذا يريد إقناعنا؟ ماذا يريد إفهامنا؟ ما هي الفكرة األشد‬
‫ضور في النص؟‬
‫أهميةً وح ًا‬

‫المرحلة الخامسة‪ :‬اإلجابة على السؤال الذي طرحناه ولكن ليس نقالً من النص بل بطريقتنا الخاصة‬
‫صغيرا‪،‬‬
‫ً‬ ‫كبيرا‪ ،‬أو توسيعه إذا كان‬
‫وأسلوبنا الشخصي‪ ،‬مع األخذ بعين اإلعتبار تلخيص النص إذا كان ً‬
‫سابقا‪.‬‬
‫وذلك باإلستناد إلى المعلومات التي درسناها ً‬

‫المرحلة السادسة‪ :‬البدء بالكتابة وفق التوصيف اآلتي‪:‬‬

‫أ‪ -‬المقدّمة‪( :‬عالمتان)‬


‫‪ -‬وتتضمن‌المق ّدمة‪:‬‬
‫‪ -1‬طرح المسألة العامة‬
‫‪ -2‬الدخول إلى النص‬

‫‪92‬‬
‫‪ -3‬طرح المسألة المطروحة في النص‬
‫‪ -‬شروط المقدمة الصحيحة‪:‬‬
‫‪ -1‬عدم الدخول بالتفاصيل‪.‬‬
‫‪ -2‬احترام التلميذ ما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن تقود المقدمة إلى صلب الموضوع أي أن تبدأ من العام إلى الخاص‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن يشعر القارئ بترابط بين المقدمة والنص المطروح‪.‬‬
‫ت‪ -‬تمهيد لإلشكالية تحديد انتماء النص ألي مذهب أو نظرية‪.‬‬
‫‪ -‬مالحظة‪ :‬ضرورة أالّ تكون المقدمة مختصرة جداً أو موسّعة جداً‪.‬‬
‫ب‪ -‬اإلشكالية‪( :‬عالمتان)‬
‫‪ -‬وتتضمن اإلشكالية‪:‬‬
‫‪ -1‬اشكالية عامة يظهر فيها الموضوع المطروح في النصّ ‪.‬‬
‫‪ -2‬اشكالية خاصة يُفضّل أن تكون على شكل (سؤالين متأرجحين) سؤال متأرجح‪.‬‬
‫‪ -‬توزيع عالمة اإلشكالية‪:‬‬
‫‪ -‬اإلشكالية العامة (نصف عالمة)‬
‫‪ -‬اإلشكالية الخاصة (تكون إجابة السؤال األول هي الشرح واجابة السؤال الثاني هي المناقشة)‬
‫(عالمة ونصف)‬
‫‪ -‬اإلشكالية العامة ونصف الخاصة (عالمة)‬
‫النص‪( :‬خمس عالمات)‬
‫ّ‬ ‫ت‪ -‬شرح‬
‫‪ -‬يتضمن الشرح‪:‬‬
‫‪ -1‬فكرة تمهيدية تنطلق من النص‪.‬‬
‫‪ -2‬تحديد األفكار الرئيسية التي يتضمنها النص‪.‬‬
‫‪ -3‬شرح أفكار النص‪.‬‬
‫‪ -4‬استخدام المكتسبات التي تتوافق مع النص‪.‬‬
‫ابداعا في الربط والشرح واعطاء األمثلة واالستشهادات‪.‬‬
‫‪ً -5‬‬
‫‪ -‬توزيع عالمة الشرح‪:‬‬
‫‪ -1‬الفكرة التمهيدية (نصف عالمة)‬
‫‪ -2‬تحديد األفكار الرئيسية (نصف عالمة)‬
‫‪ -3‬شرح أفكار النص (عالمة ونصف)‬
‫‪ -4‬استخدام المكتسبات التي تتوافق مع النص (عالمتان)‬
‫ابداعا في الربط والشرح واعطاء األمثلة واالستشهادات (نصف عالمة)‬
‫‪ً -5‬‬
‫ث‪ -‬المناقشة‪( :‬سبع عالمات)‬

‫‪93‬‬
‫‪ -‬تتضمن المناقشة‪:‬‬
‫‪ -1‬فكرة تمهيدية تنقلنا من الشرح إلى المناقشة‪.‬‬
‫داخليا للنص المطروح‪.‬‬
‫ً‬ ‫نقدا‬
‫‪ً -2‬‬
‫خارجيا من خالل استخدام نظريات مغايرة‪.‬‬
‫ً‬ ‫نقدا‬
‫‪ً -3‬‬
‫‪ -4‬توليفة أو خالصة أو استنتاج للموضوع المطروح‪.‬‬
‫‪ -‬توزيع عالمة المناقشة‪:‬‬
‫‪ -6‬الفكرة التمهيدية (نصف عالمة)‬
‫‪ -7‬النقد الداخلي (عالمة)‬
‫‪ -8‬النقد الخارجي (ثالث عالمات ونصف)‬
‫‪ -9‬التوليفة (عالمة ونصف)‬
‫‪ -10‬اإلبداع والربط واللغة والتناسق بين األفكار‪( ...‬نصف عالمة)‬
‫ج‪ -‬الرأي‪( :‬أربع عالمات)‬
‫‪ -‬يتضمن الرأي‪:‬‬
‫‪ -1‬تترك الحرية الكاملة للتلميذ ليعطي رأيه شرط المحاججة وجودة العرض‪.‬‬
‫‪ -2‬يمكن للمرشح أن يعارض السؤال المطروح أو أن يوافقه أو أن يقف موقفًا وسطا بين‬
‫الموقفين‪ ،‬كل ذلك شرط التعليل‪.‬‬
‫‪ -‬توزيع عالمة الرأي‪:‬‬
‫‪ -1‬اإلنطالق من السؤال وعرض رأيه (عالمة)‬
‫‪ -2‬الدفاع عن الرأي أكثر من حجة ومثل (عالمتان ونصف)‬
‫‪ -3‬اإلبداع والتمايز (نصف عالمة)‬

‫مالحظات‪:‬‬

‫‪ ‬من المهم ذكر المصطلحات األساسية التي ينطوي عليها النص في كتابتنا للموضوع‪.‬‬
‫‪ ‬من المهم اإلشارة إلى كل األفكار الفرعية التي تدور حولها الفكرة الرئيسة دون إغفال شيء ولو‬
‫بشكل ملخص‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫‪ ‬من المهم إستعمال المكتسبات المشروحة سابقًا في الصف والتي تتوافق مع النص المطروح‬
‫أثناء شرحنا له‪.‬‬
‫‪ ‬من الممكن أن يتضمن النص المحلل الشرح والنقيض‪ ،‬ومن الممكن أال يتضمن النقيض‪،‬‬
‫عندها على الطالب اإلنتباه إلى كيفية مناقشته إنطالقًا من المكتسبات السابقة التي درسها في‬
‫الدروس‪.‬‬
‫‪ ‬ال بد من ذكر فكرة النص في المقدمة‪ ،‬وذكر أمثال من النص‪ ،‬أو ذكر كاتب النص من وقت‬
‫نصا‪ ،‬وكيال تتحول كتابتنا إلى نوع من التسميع‬
‫إلى آخر‪ ،‬كي يبقى القارئ في سياق أننا نحلل ً‬
‫الحرفي للدرس‪.‬‬
‫دائما أن نضمن اإلشكالية سؤاالً يتمحور حول‪" :‬ما هي األفكار والمواقف المعارضة‬
‫‪ ‬علينا ً‬
‫ألطروحة النص؟ إذا كانت األطروحة خاطئة فما هو الموقف البديل الذي يمكننا إثباته؟"‬
‫‪ ‬ينبغي بصفة إجمالية إما ان نظهر أن أطروحة النص أهم من المواقف المعارضة لها‪ ،‬واما أن‬
‫نوضح كيف أنها محدودة ونسبية وبالتالي وجوب إستبدالها بأخرى‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫القسم الثالث‪:‬‬
‫الفالسفة‬

‫‪96‬‬
‫إبن خلدون‪ :‬هو ولي الدين أبو زيد عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن الحسن بن جابر بن محمد بن إبراهيم بن‬
‫عبد الرحمن بن خالد (خلدون) الحضرمي ‪ ...‬المعروف أكثر باسم ابن خلدون ولد في يوم األربعاء ‪ 1‬رمضان‬
‫فلكيا‪،‬‬
‫‪ 732‬هـ الموافق ‪27‬مايو ‪ 1332‬وتوفي في الجمعة ‪ 28‬رمضان ‪ 808‬هـ الموافق ‪19‬مارس ‪ 1406‬كان ً‬
‫اتيجيا عسكرًيا‪ ،‬فيلسوف‪ ،‬غدائي ورجل دولة‪ ،‬يعتبر مؤسس‬
‫مؤرخا‪ ،‬فقيه‪ ،‬حافظ‪ ،‬عالم رياضيات‪ ،‬استر ً‬
‫ً‬ ‫اقتصاديا‪،‬‬
‫ً‬
‫علم االجتماع ‪ .‬ولد في إفريقية في ما يعرف اآلن بتونس عهد الحفصيين‪ ،‬كانت تملك عائلته في االندلس مزرعة‬
‫هاسيندا توري دي دونيا ماريا الحالية القريبة من دوس هرماناس اشبيلية‪ .‬ترك تراثاً ما زال تأثيره ممتداً حتى اليوم‪.‬‬
‫توفى ابن خلدون في مصر عام ‪ 1406‬وتم دفنه قرب باب النصر بشمال القاهرة‪.‬‬

‫إبن سينا‪ :‬هو أبو علي الحسين بن عبد اهلل بن الحسن بن علي بن سينا‪ ،‬عالم مسلم اشتهر بالطب والفلسفة‬
‫واشتغل بهما‪ .‬ولد في قرية (أفشنة) بالقرب من بخارى (في أوزبكستان حاليا) من أب من مدينة بلخ (في أفغانستان‬
‫حاليا) وأم قروية سنة ‪980‬م )وتوفي في مدينة همدان( في إيران حاليا سنة ‪1037‬م ‪).‬عرف باسم الشيخ الرئيس‬
‫وسماه الغربيون بأمير األطباء وأبو الطب الحديث ‪.‬وقد ألف ‪ 200‬كتاب في مواضيع مختلفة‪ ،‬العديد منها يركز‬
‫على الفلسفة والطب ‪.‬ويعد ابن سينا من أول من كتب عن الطب في العالم ولقد اتبع نهج أو أسلوب أبقراط‬
‫وجالينوس ‪.‬وأشهر أعماله كتاب الشفاء وكتاب القانون في الطب‪.‬‬

‫أبيقور‪ :‬ولد أبيقور حوالي سنة ‪ 341‬ق م وتوفي حوالي ‪ 270‬ق م (أي ٌأنه يأتي بعد سقراط وأفالطون وأرسطو في‬
‫الترتيب الزمني) وهو فيلسوف يوناني أسس المدرسة األبيقورية‪ .‬هاجر إلى أثينا حوالي سنة ‪ 311‬ق م واستقر فيها‬
‫ودرس الفلسفة‪ .‬لم يبق من الكتب التي ألفها سوى شذرات من الحكم وثالث رسائل‪ .‬أهم ما وصلنا من فلسفته يدور‬
‫حول المسألة الخلقية‪ .‬وأطروحته األساسية تتمثل في أن اللذة هي الخير األسمى وهي "غاية الحياة السعيدة"‪.‬‬
‫ويتأسس تصور أبيقور للسعادة على تصوره لإلنسان فباعتبار أن اإلنسان جسد ونفس فإن سعادته تكمن في تحقيق‬
‫الخير المالئم لطبيعة كليهما‪ .‬والخير المالئم لطبيعة الجسد هو اللذة أما الخير المالئم لطبيعة النفس فهي‬
‫الطمأنينة‪ .‬وبالتالي سيكون على الفلسفة األبيقورية أن تجيب عن السؤالين التاليين ‪ :‬كيف السبيل إلى تحقيق أكبر‬
‫قدر ممكن من اللذة؟ وكيف السبيل إلى تحقيق الطمأنينة؟‬

‫أرسطو‪ :‬أرسطو أو أرسطوطاليس أو أرسطاطاليس ‪ 384 : Ἀριστοτέλης‬ق م ‪ 322 -‬ق م فيلسوف إغريقي‪،‬‬
‫تلميذ أفالطون ومعلم اإلسكندر األكبر‪ .‬كتب في العديد من المواضيع‪ ،‬بما في ذلك علوم الفيزياء والميتافيزيقا‪ ،‬الشعر‪،‬‬
‫جنبا إلى جنب مع‬
‫المسرح‪ ،‬الموسيقى‪ ،‬والمنطق والبالغة والسياسة والحكومة‪ ،‬واألخالق‪ ،‬والبيولوجيا‪ ،‬وعلم الحيوان‪ً .‬‬

‫‪97‬‬
‫أفالطون وسقراط (معلم أفالطون)‪ ،‬أرسطو واحد من أهم الشخصيات في تأسيس الفلسفة الغربية‪ .‬كان أول من أنشأ‬
‫نظام شامل للفلسفة الغربية‪ ،‬ويشمل األخالق وعلم الجمال والمنطق والعلم والسياسة والميتافيزيقا‪.‬‬

‫أفالطون‪ :‬بالالتينية ‪ Plato‬باليونانية ‪: Πλάτων‬وتعني واسع األفق )ولد في أثينا ‪ 428-427‬ق‪.‬م ‪348-347‬‬
‫ق‪.‬م‪ .‬فيلسوف يوناني كالسيكي‪ ،‬عالم رياضيات‪ ،‬كاتب عدد من الحوارات الفلسفية‪ ،‬ويعتبر مؤسس ألكاديمية أثينا‬
‫التي هي أول معهد للتعليم العالي في العالم الغربي‪ ،‬معلمه سقراط وتلميذه أرسطو‪ ،‬وضع أفالطون األسس األولى‬
‫للفلسفة الغربية والعلوم ‪ .‬كان تلمي ًذا لسقراط‪ ،‬وتأثر بأفكاره كما تأثر بإعدامه الظالم‪.‬‬
‫نبوغ أفالطون وأسلوبه ككاتب واضح في محاوراته السقراطية (نحو ثالثين محاورة) التي تتناول مواضيع فلسفية‬
‫مختلفة ‪:‬المعرفة‪ ،‬المنطق‪ ،‬اللغة‪ ،‬الرياضيات‪ ،‬الميتافيزقا‪ ،‬األخالق والسياسة‪.‬‬

‫باسكال‪ :‬باسكال‪ ،‬بليز "‪"Blaise Pascal‬؛ ‪ 1662-1623‬فيزيائي ورياضي وفيلسوف فرنسي اشتهر بتجاربه على‬
‫السوائل في مجال الفيزياء‪ ،‬وبأعماله الخاصة بنظرية االحتماالت في الرياضيات هو من اخترع اآللة الحاسبة ‪.‬‬
‫استطاع باسكال أن يسهم في إيجاد أسلوب جديد في النثر الفرنسي بمجموعته الرسائل الريفية‪.‬‬

‫برغسون‪Henri Bergson :‬هنري برغسون ‪ .1941 -1859‬فيلسوف فرنسي ‪.‬حصل على جائزة نوبل لآلداب‬
‫عام‪ .1927‬قس م بيرغنسون الوقت إلى نوعين الوقت العلمي الذي يقسم الساعة إلى ستين دقيقة والدقيقة إلى ستين‬
‫ثانية وهو وقت ثابت ال يتغير والوقت النفسي وهو الوقت الذي يعيشه اإلنسان ويستمتع به وهو بالنسبة لبيرغسون‬
‫نوعا‬
‫الوقت الحقيقي‪ .‬اعمال هذا الفيلسوف المرتكزة أساسا على نقطة جوهرية اال وهي‪ :‬الفكر والمتحرك والتي اعتبرت ً‬
‫من انقالب أو ثورة فلسفية‪.‬‬

‫دوركهايم‪ :‬إميل دوركهايم ‪ 1917-1858‬فيلسوف وعالم اجتماع فرنسي‪ .‬يعتبر أحد مؤسسي علم االجتماع‬
‫الحديث‪ ,‬وقد وضع لهذا العلم منهجية مستقلة تقوم على النظرية والتجريب في آن معاً‪ .‬أبرز آثاره (في تقسيم العمل‬
‫االجتماعي( ‪ De la division du travail social‬عام ‪ ،1893‬و (قواعد المنهج السوسيولوجي‪Les Règles de‬‬
‫( ‪la méthode sociologique‬عام ‪.1895‬‬

‫ديكارت‪ :‬رينيه ديكارت ‪ ،1650– 1596‬فيلسوف‪ ،‬ورياضي‪ ،‬وفيزيائي فرنسي‪ ،‬يلقب بـ"أبو الفلسفة الحديثة"‪ ،‬وكثير‬
‫من األطروحات الفلسفية الغربية التي جاءت بعده‪ ،‬هي انعكاسات ألطروحاته‪ ،‬والتي ما زالت تدرس حتى اليوم‪،‬‬
‫خصوصا كتاب (تأمالت في الفلسفة األولى‪1641-‬م) الذي ما زال يشكل النص القياسي لمعظم كليات الفلسفة‪ .‬كما‬
‫أن لديكارت تأثير واضح في علم الرياضيات‪ ،‬فقد اخترع نظاما ر ًّ‬
‫ياضيا سمي باسمه وهو (نظام اإلحداثيات‬
‫‪98‬‬
‫الديكارتية)‪ ،‬الذي شكل النواة األولى لـ(الهندسة التحليلية)‪ ،‬فكان بذلك من الشخصيات الرئيسية في تاريخ الثورة‬

‫العلمية‪ .‬وديكارت هو الشخصية الرئيسية لمذهب العقالنية في القرن‪17‬م‪ ،‬كما كان ضليعا في علم الرياضيات‪ ،‬فضالً‬
‫كبير في هذه العلوم‪ ،‬وديكارت هو صاحب المقولة الشهيرة‪ " :‬أنا أفكر‪ ،‬إذن أنا موجود‪".‬‬
‫عن الفلسفة‪ ،‬وأسهم إسهاما ًا‬

‫الرواقيون‪ :‬هي مدرسة فلسفية روحية تأسست عام ‪ 308‬قبل الميالد اثنيا‪ ،‬تأسست هذه الفلسفة من قبل زينون الفينيقي‬
‫األصل وجاء اسم الفلسفة الرواقية من كلمة الرواق تعني ستوا ‪ stoà‬باليوناني ‪ .‬وهذا الرواق مكان يجتمع فيه الفالسفة‬
‫والشعراء وأيضا مكانا لممارسة المحاورة والتعليم‪ ،‬وهذا الرواق مقصود به الرواق في هياكل أثينا القديمة ‪.‬كما ذكرنا‬
‫هذه الفلسفة أخذت اسم مؤسسها زينون الرواقي الذي ولد عام ‪ 264-335‬حيث ارتبطت هذه الفلسفة به من خالل‬
‫تاجر وكان يحمل كتب السقراطيين فقراها‬
‫محاضراته ويقال إن زينون‪ ،‬ولد في مدينة سكثيم بجزيرة قبرص والده كان ًا‬
‫ابنه ورغب ان يتعرف على أصحابها فانتقل إلى اثنيا عام ‪ 312‬قبل الميالد‪.‬‬

‫روسو‪ :‬جان جاك روسو ‪ 1778-1712‬فيلسوف سويسري‪ ،‬كان أهم كاتب في عصر العقل‪ .‬وهو فترة من التاريخ‬
‫األوروبي‪ ،‬امتدت من أواخر القرن السابع عشر إلى أواخر القرن الثامن عشر الميالديين ‪ .‬ساعدت فلسفة روسو في‬
‫تشكيل األحداث السياسية‪ ،‬التي أدت إلى قيام الثورة الفرنسية‪ .‬حيث أثرت أعماله في التعليم واألدب والسياسة‪.‬‬

‫ريبو‪ :‬تيودول ريبو‪ 1916-1839 ،‬سيكولوجي فرنسي‪ .‬قام بتنشيط حركة علم النفس التجريبي في فرنسا بمحاضراته‬
‫ومؤلفاته‪ .‬نجح في استخدام نتائج علم النفس المرضي لتحليل الوظائف النفسية السوية وتفسيرها‪ .‬من مؤلفاته‪" :‬‬
‫أمراض الذاكرة"‪ ،‬و" أمراض الشخصية "‪ ،‬و "سيكولوجية االنتباه "‪ ،‬و" سيكولوجيا العواطف"‪ ،‬و" تطور المعاني الكلية‬
‫"‪ ،‬و" الخيال المبدع "‪ .‬أنشأ ‪ " 1876‬المجلة الفلسفية لفرنسا والخارج‪".‬‬

‫سارتر‪ :‬جان‪-‬بول شارل ايمارد سارتر ‪ 1980-1905‬هو فيلسوف وروائي وكاتب مسرحي ‪ ،‬كاتب سيناريو وناقد‬
‫أدبي وناشط سياسي فرنسي‪ .‬بدأ حياته العملية أستاذاً‪ .‬درس الفلسفة في ألمانيا خالل الحرب العالمية الثانية ‪.‬حين‬
‫احتلت ألمانيا النازية فرنسا‪ ،‬انخرط سارتر في صفوف المقاومة الفرنسية السرية‪.‬‬

‫سبنسر‪ :‬هربرت سبنسر )‪(Herbert Spencer‬هو فيلسوف بريطاني ‪1903-1820‬مؤلف كتاب " الرجل ضد‬
‫الدولة" الذي قدم فيه رؤية فلسفية متطرفة في ليبراليتها‪ .‬إن سبنسر‪ ،‬وليس داروين‪ ،‬هو من اوجد مصطلح "البقاء‬
‫ابعادا‬
‫ً‬ ‫لألصلح "‪ .‬رغم أن القول ينسب عادة لداروين ‪.‬وقد ساهم سبنسر في ترسيخ مفهوم االرتقاء‪ ،‬واعطى له‬
‫اجتماعية‪ ،‬فيما عرف الحقا بالداروينية االجتماعية‪ .‬وهكذا ُيعد سبنسر واحدا من مؤسسي علم االجتماع الحديث‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫سبينوزا‪ :‬ولد سبينو از في عام ‪1632‬م في أمستردام‪ ،‬هولندا‪ ،‬من عائلة برتغالية من أصل يهودي تنتمي إلى طائفة‬
‫ناجحا ولكنه متزمت للدين اليهودي‪ ،‬فكانت تربية باروخ أورثوذوكسية‪ ،‬ولكن طبيعته الناقدة‬
‫تاجر ً‬
‫المارنيين‪ .‬كان والده ًا‬
‫والمتعطشة للمعرفة وضعته في صراع مع المجتمع اليهودي‪ .‬درس العبرية والتلمود في يشيبا (مدرسة يهودية) من‬
‫‪1639‬حتى ‪1650‬م ‪ .‬في آخر دراسته كتب تعليقًا على التلمود ‪.‬وفي صيف ‪ُ 1656‬نبذ سبينو از من أهله ومن الجالية‬
‫اليهودية في أمستردام بسبب إدعائه أن اهلل يكمن في الطبيعة والكون‪ ،‬وأن النصوص الدينية هي عبارة عن استعارات‬
‫ومجازات غايتها أن تعرف بطبيعة اهلل‪ .‬بعد ذلك بوقت قصير حاول أحد المتعصبين للدين طعنه‪ .‬من ‪ 1656‬حتى‬
‫‪ِ1660‬اشتغل كنظارتي لكسب قوته‪ .‬ثم من ‪ 1660‬حتى ‪ 1663‬اسس حلقة فكر من أصدقاء له وكتب نصوصه‬
‫األولى‪ .‬من ‪ 1663‬حتى ‪ 1670‬أقام في بوسبرج وثم بعد نشر كتابه رسالة في الالهوت والسياسة سنة ‪1670‬ذهب‬
‫ليستقر في الهاي حيث ِاشتغل كمستشار سري لجون دو ويت‪ .‬في سنة ‪ 1676‬تلقى زيارة من الفيلسوف األلماني‬
‫"اليبنيتز"‪ .‬توفي سبينو از ‪ 1677‬في ‪ 21‬شباط‪.‬‬

‫سقراط‪ :‬باليونانية‪ 399-469 Σωκράτης‬ق‪.‬م ‪):‬فيلسوف يوناني كالسيكي‪ُ .‬يعتبر أحد مؤسسي الفلسفة الغربية‪،‬‬
‫لم يترك سقراط كتابات وجل ما نعرفه عنه ُمستقى من خالل روايات تالمذته عنه‪ .‬ومن بين ما تبقى لنا من العصور‬
‫لماما بشخصية "سقراط"‪ .‬بحسب وصف شخصية‬ ‫القديمة‪ ،‬تعتبر حوارات "أفالطون" من أكثر الروايات شموليةً وا ً‬
‫مشهور بإسهاماته في مجال علم األخالق ‪ .‬واليه تنسب‬
‫ًا‬ ‫"سقراط" كما ورد في حوارات "أفالطون"‪ ،‬فقد أصبح "سقراط"‬
‫مستخدما في‬
‫ً‬ ‫مفاهيم السخرية السقراطية والمنهج السقراطي أو المعروف باسم ‪ Elenchus‬وال يزال المنهج األخير‬
‫مجال واسع من النقاشات كما أنه نوع من البيداجوجيا (علم التربية) التي بحسبها تطرح مجموعة من األسئلة ليس‬
‫بهدف الحصول على إجابات فردية فحسب‪ ،‬وانما كوسيلة لتشجيع الفهم العميق للموضوع المطروح‪ .‬إن "سقراط" الذي‬
‫قويا حيث‬
‫وصفه أفالطون هو من قام بإسهامات مهمة وخالدة لمجاالت المعرفة والمنطق وقد ظل تأثير أفكاره وأسلوبه ً‬
‫أساسا للكثير من أعمال الفلسفة الغربية التي جاءت بعد ذلك‪.‬‬
‫ً‬ ‫صارت‬

‫نبيا "للشمس‪-‬‬
‫قديسا‪ً ،‬‬
‫وبكلمات أحد المعلقين المعاصرين‪ ،‬فإن أفالطون المثالي قدم "مثالً أعلى‪ ،‬جهبا ًذا في الفلسفة‪ً .‬‬
‫ومدرسا أُدين بالهرطقة بسبب تعالميه "‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن "سقراط" الحقيقي مثله مثل العديد من قدامى الفالسفة‪،‬‬
‫ً‬ ‫اإلله"‪،‬‬
‫لغز وفي أسوأها شخصية غير معروفة‪.‬‬
‫يظل في أفضل الظروف ًا‬

‫سميث‪ :‬آدم سميث تم تعميده في ‪1790 -1723‬هو فيلسوف اسكتلندي ورائد في االقتصاد السياسي ‪.‬وأحد‬
‫الشخصيات الرئيسية في التنوير االسكتلندي‪ ،‬سميث هو صاحب كتب نظرية المشاعر األخالقية والتحقيق في طبيعة‬
‫وأسباب ثروة األمم‪ .‬هذا األخير‪ ،‬عادة ما يشار اليه باختصار باسم ثروات األمم‪ ،‬ويعتبر من' أعظم ما أبدع وأول‬
‫عمل يتناول االقتصاد الحديث‪ .‬آدم سميث يعتبر والد االقتصاد الحديث على نطاق واسع‪.‬‬
‫‪100‬‬
‫درس سميث الفلسفة األخالقية في جامعة جالسجو‪ ،‬وجامعة أوكسفورد ‪.‬بعد تخرجه القى سلسلة ناجحة من‬
‫المحاضرات العامة في أدنبره‪ ،‬مما دفعه إلى التعاون مع ديفيد هيوم خالل التنوير االسكتلندي‪ .‬سميث حصل على‬
‫األستاذية في جالسجو وهو يدرس الفلسفة األخالقية‪ ،‬وخالل هذا الوقت كتب ونشر نظرية المشاعر االخالقية‪ .‬في‬
‫حياته الحقا التحق بموقع تدريسي مكنه من السفر في جميع أنحاء أوروبا حيث اجتمع مع غيره من القادة الفكريين في‬
‫عصره‪ .‬سميث عاد إلى بالده وقضى السنوات العشر التالية في كتابة ثروة األمم (وأغلبها من مذكراته محاضرته)‬
‫والتي نشرت في العام ‪.1776‬‬

‫شوبنهاور‪ :‬آرثر شوبنهاور ‪ 1860-1788‬م فيلسوف ألماني‪ ،‬معروف بفلسفته التشاؤمية يرى في الحياة شر مطلق‬
‫جيدا وقد كتب كتاب "العالم فكرة وارادة" الذي وضع فيه زبدة فلسفته فلذلك‬
‫شيئا ً‬
‫فهو يبجل العدم ويرى في االنتحار ً‬
‫تراه يظهر العالقة بين االرادة والعقل فيرى أن العقل أداة بيد االرادة وتابع لها‪.‬‬

‫طاليس‪ :‬في اليونانية ‪: Θαλης‬من مليتوس ‪ 634‬ق‪.‬م‪ 543-‬ق‪.‬م‪ .‬يعرف أيضا بتالس المليسي‪ ،‬أحد فالسفة‬
‫اإلغريق قبل سقراط وواحد من حكماء اإلغريق السبعة‪ ،‬يعتبره العديد الفيلسوف األول في الثقافة اليونانية وأبو العلوم‪.‬‬
‫عاش طاليس في مدينة مليتوس في أيونيا‪ ،‬بغرب تركيا‪ .‬كان اليونانيون يفسرون الحوادث والظواهر الطبيعية وينسبوها‬
‫إلى اله وجبابرة‪ .‬في حين جاء طاليس بنظرة جديدة وهي أن الظواهر الطبيعية يمكن تفسيرها بطبيعة المواد وبطريقة‬
‫عقالنية‪ ،‬واعتقد ان الحوادث الطبيعية تحدث من نفسها وهو أول من أفترض تطور المواد واالجسام والكائنات الحية‪،‬‬
‫ومن افتراضاته ان األرض كانت تعوم على الماء واالهت اززات األرضية تحدث بفعل االمواج تحت األرض‪ .‬بدل من‬
‫تفسير الهزات األرضية بفعل االلهة‪.‬‬

‫الفارابي‪ :‬أبو نصر محمد الفارابي اسمه الكامل هو أبو نصر محمد بن محمد بن أوزلغ بن طرخان‪ .‬ولد عام ‪ 874‬م‬
‫في فاراب وهي مدينة في بالد ما وراء النهر وهي جزء مما يعرف اليوم تركمانستان وتوفي ‪ 950‬م ‪.‬فيلسوف مسلم‬
‫إشتهر بإتقان العلوم الحكمية وكانت له قوة في صناعة الطب‪ .‬كان أبوه قائد جيش‪ ،‬وكان ببغداد مدة ثم انتقل إلى‬
‫سوريا وتجول بين البلدان وعاد إلى مدينة دمشق واستقر بها إلى حين وفاته‪ .‬يعود الفضل اليه في ادخال مفهوم الفراغ‬
‫إلى علم الفيزياء ‪.‬تأثر به كل من ابن سينا وابن رشد‪.‬‬

‫فرويد‪ :‬سيغموند فرويد‪ 1939-1856 ،‬طبيب األعصاب النمساوي الذي أسس مدرسة التحليل النفسي وعلم النفس‬
‫الحديث ‪.‬فرويد هو الذي اشتهر بنظريات العقل والالواعي‪ ،‬وآلية الدفاع عن القمع وخلق الممارسة السريرية في‬
‫التحليل النفسي لعالج األمراض النفسية عن طريق الحوار بين المريض والمحلل النفسي‪ .‬فرويد اشتهر بتقنية إعادة‬
‫تحديد الرغبة الجنسية والطاقة التحفيزية األولية للحياة البشرية‪ ،‬فضال عن التقنيات العالجية‪ ،‬بما في ذلك استخدام‬

‫‪101‬‬
‫حرية تكوين الجمعيات‪ ،‬ونظريته من التحول في العالقة العالجية‪ ،‬وتفسير األحالم كمصادر للنظرة الثاقبة عن رغبات‬
‫الالوعي‪.‬‬

‫عالما‬
‫فيبر‪ :‬ماكسيميليان كارل إميل ويبر باأللمانية )‪ 1920-1864 ( Maximilian Carl Emil Weber‬كان ً‬
‫ألمانيا في االقتصاد والسياسة‪ ،‬وأحد مؤسسي علم االجتماع الحديث ودراسة اإلدارة العامة في مؤسسات الدولة‪ ،‬وهو‬
‫ً‬
‫من أتى بتعريف البيروقراطية‪ ،‬وعمله األكثر شهرة هو كتاب" األخالق البروتستانتية وروح الرأسمالية "حيث أنه مؤسس‬
‫في علم االجتماع الديني وأشار فيه إلى أن الدين هو عامل غير حصري في تطور الثقافة في المجتمعات الغربية‬
‫والشرقية‪ ،‬وفي عمله الشهير أيضا "السياسة كمهنة" عرف الدولة‪ :‬بأنها الكيان الذي يحتكر االستعمال الشرعي للقوة‬
‫الطبيعية‪ ,‬وأصبح هذا التعريف محوريا في دراسة علم السياسة‪ .‬درس فيبر جميع األديان وكان يرى أن األخالق‬
‫البروستنتانتية أخالق مثالية ومنها استقى النمودج المثالي للبيروقراطية والذي يتميز بالعقالنية والرشادة ومن الصعب‬
‫تطبيقه في الواقع ولو طبق في التنظيم لوصل ألعلى درجات الرشادة‪.‬‬

‫كانط‪ :‬إيمانويل كانت باأللمانية )‪ (1804-1724 Immanuel Kant‬فيلسوف من القرن الثامن عشر ألماني من‬
‫بروسيا ومدينة كونغسبرغ ‪ .‬كان آخر فيلسوف مؤثر في أوروبا الحديثة في التسلسل الكالسيكي لنظرية المعرفة خالل‬
‫عصر التنوير‪ .‬األعمال الرئيسية األخرى في نضجه أو شيخوخته هي نقد العقل العملي الذي ركز على األخالق‪ ،‬ونقد‬
‫الحكم الذي استقصى الجمال والغائية‪.‬‬

‫اعتقد كانت نفسه بخلق طريق وسط بين التجريبية والعقالنية‪ .‬اعتقد التجريبيون أن المعرفة تكتسب بالتجربة وحدها‪،‬‬
‫لكن العقالنيين تمسكوا بأن هذه المعرفة مفتوحة للشك الديكارتي وأن العقل وحده يدلنا على المعرفة‪ .‬على أي حال‬
‫اختلف كانت على أن استعمال العقل دون تطبيقه على التجربة يقود حتما إلى الوهم‪ .‬بينما التجربة ستكون ذاتية‬
‫مجردة دون الوجود األول المنضوي تحت العقل المجرد‪ .‬فكر كانت كان مؤث ار جدا في ألمانيا أثناء حياته‪ ،‬نقل الفلسفة‬
‫إلى ما وارء المناظرة بين العقالنيين والتجريبيين‪ .‬الفالسفة فخته‪ ،‬شلنغ‪ ،‬هيغل وشبنهور كلهم رؤوا أنفسهم مصححين‬
‫وموسعين للنظام الكانتي‪ ،‬هكذا نشأت نماذج مختلفة من المثالية األلمانية‪.‬‬

‫كونت‪ :‬أوغست كونت‪، 1857-1798 ،‬عالم اجتماع وفيلسوف اجتماعي فرنسي‪ ،‬أعطى لعلم االجتماع االسم الذي‬
‫يعرف به اآلن‪ ،‬أكد ضرورة بناء النظريات العلمية المبنية على المالحظة‪ ،‬إال أن كتاباته كانت على جانب عظيم من‬
‫التأمل الفلسفي‪ ،‬ويعد هو نفسه األب الشرعي والمؤسس للفلسفة الوضعية‪ ,‬وهو " يعتبر تلميذا لـ سان سيمون وهو‬
‫فيلسوف فرنسي‪ .‬ولد في مدينة مونبلييه‪ .‬وتخرج من مدرسة البوليتكنيك‪ ،‬ثم عمل سكرتي ار عند الفيلسوف سان ‪-‬سيمون‬
‫الذي كان ألفكاره أثر كبير على نظرياته التي عرضها فيما بعد في أهم مؤلفاته‪" :‬محاضرات في الفلسفة الوضعية "‬
‫و"نظام في السياسة الوضعية‪‌ ".‬‬

‫‪102‬‬
‫الروشــفوكو‪ :‬ينتمــي األديــب فرانس ـوا الروشــفوكو ‪ François La Rochefoucauld‬المولــود فــي بــاريس إلــى إحــدى‬
‫أعــرق العــائالت فــي فرنســا‪ ،‬تــزوج ولمــا يبلــغ الخامســة عشـرة مــن عمـره ورزق بثمانيــة أوالد‪ .‬كــان ُيتوقــع لــه مســتقبل‬
‫عسـكري وسياسـي المــع لكـن الحيــاة لـم تخبــئ لــه إال المـ اررة واألوهـام‪ ،‬ومــع ذلـك لمــع اسـمه فــي مجـال األدب‪ .‬جــاء‬
‫نتاجــه األدبــي فــي النصــف الثــاني مــن حياتــه نتيجــة التجــارب وخيبــات األمــل التــي عاشــها فــي شــبابه‪ ،‬وعنــد بلوغــه‬
‫األربعين انصرف كلياً إلى حياة الصالونات األدبية وانتمى إلى الوسط المتحذلق‪‌ .‬‬

‫ليبنتز‪ :‬ولد في ليبزنغ سنة ‪ 1646‬تلقى تربية الرجل الشريف في فرنسا حتى عام ‪ 1672‬ثم درس كل من‬
‫فرنسيس بيكون وكليبر وجاليله وديكارت حصل على إجازة في الفنون سنة ‪ 1663‬في ليبزنغ دخل كلية الحقوق‬
‫ورفض لقب دكتور بسبب صغر سنه‪ ،‬لكنه حصل على هذا اللقب في السنة نفسها من جمعية التدروف‪ .‬إنضم‬
‫إلى مؤسسة سرية عالمية ثم دخل السياسة فأصبح مستشار في البالط توفي في ليبيغ سنة ‪ 1716‬في عزلة تامه‬
‫لكن باريس وحدها أبدت دهشتها لوفاة الفيلسوف العظيم فقام فونتيل برثائه واظهار أثره سنة ‪. 1717‬‬
‫من أهم أعماله‪:‬‬
‫*وضع أسس التحليل الحديث ‪.‬‬
‫*وضع كتاب مقال في الرياضيات سنة ‪ 1846‬كما له العديد من الكتب الفلسفية‪.‬‬

‫ألمانيا‪ .‬سياسي‪ ،‬وصحفي ‪،‬ومنظر اجتماعي قام بتأليف العديد‬


‫ً‬ ‫ماركس‪ :‬كارل ماركس ‪ 1883-1818‬كان فيلسوفًا‬
‫من المؤلفات إال أن نظريته المتعلقة بالرأسمالية وتعارضها مع مبدأ اجور العمال هو ما أكسبه شهرة عالمية‪ .‬لذلك‬
‫يعتبر مؤسس الفلسفة الماركسية‪ ،‬ويعتبر مع صديقه فريدريك إنجلز المنظرين الرسميين األساسيين للفكر الشيوعي‪.‬‬
‫شكل مع صديقه فريدريك إنجلز ما يدعى اليوم باالشتراكية العالمية الشيوعية المعاصرة‪ .‬ولد ماركس بمدينة (ترير)‬
‫في والية (رينانيا) األلمانية سنة ‪1818‬م والتحق بجامعة بون عام ‪ 1833‬لدراسة القانون‪ .‬أظهر ماركس اهتماماً‬
‫بالفلسفة رغم معارضة والده الذي أراد لماركس ان يصبح محامياً‪ .‬وقام ماركس بتقديم رسالة الدكتوراة في الفلسفة سنة‬
‫‪ 1840‬وحاز على شهادة الدكتوراه‪.‬‬

‫مونتسكيو‪ :‬شارل لوي دي سيكوندا المعروف باسم مونتيسكيو باإلنجليزية‪،1755-1689: Montesquieu‬‬


‫فيلسوف فرنسي صاحب نظرية فصل السلطات الذي تعتمده غالبية األنظمة حاليا‪ .‬ولد مونتسكيو في جنوب غرب‬
‫فرنسا بالقرب من مدينة بوردو حيث تعلم الحقوق وأصبح عضو برلمان عام ‪ .1714‬في كتابه روح القوانين شرح الفرق‬
‫بين ثالثة أنواع من أنظمة الحكم‪:‬‬

‫الملكية ‪:‬يرث الحاكم فيه السلطة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪103‬‬
‫الديكتاتورية ‪:‬يحكم الحاكم فيه وحده دون حدود قانونية ويثبت حكمه بواسطة إرهاب المدنيين‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫الجمهورية ‪:‬نظام يحكم فيه الشعب أو ممثلوه‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫يرى مونتيسكيو أن نظام الحكم األمثل هو النظام الجمهوري‪ .‬وقد ادعى أن على كل نظام حكم أن يصبو إلى ضمان‬
‫حرية اإلنسان ومن أجل ذلك يحب الفصل بين السلطات والحفاظ على توازن بينها‪:‬‬

‫السلطة التنفيذية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫السلطة التشريعية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫السلطة القضائية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫حصلت نظرية مونتسكيو على العديد من المؤيدين في أوروبا وأثرت مبادئها على دستور الواليات المتحدة األمريكية‪،‬‬
‫إعالن حقوق اإلنسان والمواطن وعلى دساتير العديد من األنظمة الديموقراطية في عصرنا‪ .‬مع ذلك فقد كان‬
‫مونتيسكيو يعتقد بعدم جواز االنتقال بين طبقات المجتمع المختلفة ولم ير أن عامة الشعب يستحقون تسلم الحكم‪.‬‬

‫نيتشه‪ :‬فريدريك فيلهيلم نيتشه باأللمانية‪ 1900-1844: Friedrich Nietzsche‬فيلسوف وشاعر ألماني‪ ،‬كان من‬
‫أبرز الممهدين لـعلم النفس‪ ،‬وكان عالم لغويات متميز‪ .‬كتب نصوصاً وكتباً نقدية حول المبادئ األخالقية‪ ،‬والنفعية‪،‬‬
‫والفلسفة المعاصرة‪ ،‬المادية‪ ،‬المثالية األلمانية‪ ،‬الرومانسية األلمانية‪ ،‬والحداثة ُعموماً بلغة ألمانية بارعة‪ .‬يعد من بين‬
‫شيوعا وتداوالً بين القراء‪ .‬كثي ار ما تفهم أعماله خطأ على أنها حامل أساسي ألفكار الرومانسية‬
‫ً‬ ‫الفالسفة األكثر‬
‫الفلسفية والعدمية ومعاداة السامية وحتى النازية‪ ،‬لكنه يرفض هذه المقوالت بشدة ويقول بأنه ضد هذه اإلتجاهات كلها‪.‬‬
‫في مجال الفلسفة واألدب‪ُ ،‬يعد نيتشه في أغلب األحيان إلهام للمدارس الوجودية وما بعد الحداثة ‪ .‬روج الفكار توهم‬
‫كثيرون أنها مع التيار الالعقالني والعدمية‪ ،‬استخدمت بعض آرائه فيما بعد من قبل أيديولوجيي الفاشية ‪ .‬رفض نيتشه‬
‫األفالطونية والمسيحية الميتافيزيقيا بشكل عام‪ ،‬ودعا إلى تبني قيم جديدة بعيداً عن الكانتية والهيغيلية والفكر الديني‬
‫والهلنستية ‪.‬سعى نيتشه إلى تبيان أخطار القيم السائدة عبر الكشف عن آليات عملها عبر التاريخ‪ ،‬كاألخالق السائدة‪،‬‬
‫والضمير‪ .‬يعد نيتشه أول من درس األخالق دراسة تاريخية مفصلة‪ .‬قدم نيتشه تصو اًر مهماً عن تشكل الوعي‬
‫والضمير‪ ،‬فضال عن إشكالية الموت‪.‬‬

‫هوبز‪ :‬توماس هوبز ‪ 1679-1588‬كان عالم رياضيات وفيلسوف إنجليزي‪ُ .‬يعد توماس هوبز أحد أكبر فالسفة‬
‫خصوصا في المجال القانوني حيث كان باإلضافة إلى اشتغاله بالفلسفة‬
‫ً‬ ‫القرن السابع عشر بإنجلت ار وأكثرهم شهرة‬
‫ًّ‬
‫قانونيا ساهم بشكل كبير في بلورة كثير من األطروحات التي تميز بها هذا القرن على‬ ‫واألخالق والتاريخ‪ ،‬فقيهًا‬

‫‪104‬‬
‫كبير ليس فقط على‬
‫دور ًا‬
‫المستوى السياسي والحقوقي‪ .‬كما عرف بمساهمته في التأسيس لكثير من المفاهيم التي لعبت ًا‬
‫مستوى النظرية السياسية بل كذلك على مستوى الفعل والتطبيق في كثير من البلدان وعلى رأسها مفهوم العقد‬
‫االجتماعي ‪ .‬كذلك يعتبر هوبز من الفالسفة الذين وظفوا مفهوم الحق الطبيعي في تفسيرهم لكثير من القضايا‬
‫المطروحة في عصرهم‪.‬‬

‫هوسرل‪ :‬فيلسوف ألماني ومؤسس الفينومينولوجيا‪ .‬ولد في موراويا في تشيكوسلوفاكيا في عام ‪ 1859‬وتوفي عام‬
‫‪ .1938‬درس هوسرل الرياضيات في اليبزغ ‪1876‬وبرلين ‪ 1878‬على کارل وايستراس وليوبولد کرونکر ‪ .‬ثم‬
‫ذهب إلى فيينا للدراسة تحت إشراف لئو کونيکسبرکر في العام ‪ .1881‬كما درس الفلسفة على فرانتس برنتانو و‬
‫كارل شتومف‪.‬أشرف إدموند هوسرل على فالسفة من بينهم ‪:‬ماکس شيلر‪ ،‬جون بول سارتر‪ ،‬آلفرد شوتز‬
‫وايمانويل لويناس‪ ،‬مارتين هايدغر‪.‬‬

‫هيغل‪ :‬جورج ويلهلم فريدريك هيغل باإلنجليزية‪ 1831-1770: Georg Wilhelm Friedrich Hegel‬فيلسوف‬
‫ألماني ولد في شتوتغارت‪ ،‬فورتيمبيرغ‪ ،‬في المنطقة الجنوبية الغر ِ‬
‫بية من ألمانيا‪ .‬يعتبر هيغل أحد أهم الفالسفة األلمان‬
‫حيث يعتبر أهم مؤسسي حركة الفلسفة المثالية األلمانية في أوائل القرن التاسع عشر الميالدي‪ .‬كان مشروع هيغل‬
‫الرئيسي الفلسفي أ ْن يأْخذ هذه التناقضات والتوترات ويضعها في سياق وحدة عقالنية شاملة ‪ ،‬موجودة في سياقات‬
‫مختلفة‪ ،‬دعاها "الفكرة المطلقة "أو" المعرفة المطلقة‪ ".‬طبقاً لهيغل‪ ،‬الخاصية الرئيسية في هذه الوحدة أنها تتطور‬
‫وتتبدى على شكل تناقضات ‪ Contradiction‬وسلب ‪ Negation.‬تولد التناقض واإلنكار لهُما طبيعة حركية في كل‬
‫ٍ‬
‫تطوير‬ ‫مجال من مجاالت الحقيقة (الوعي‪ ،‬التاريخ‪ ،‬الفلسفة‪ ،‬الفن‪ ،‬الطبيعة‪ ،‬المجتمع) وهذه الجدلية هي ما تؤدي إلى‬
‫ي أشمل‪ .‬هذا‬ ‫أعمق حتى الوصول إلى وحدة عقالنية تتضمن تلك التناقضات كمراحل وأجزاء ثانوية ضمن ٍّ‬
‫كل تطور ٍّ‬
‫الكل عقلي ألن العقل وحده هو القادر على تفهم ُكل هذه المراحل واألجزاء الثانوية كخطوات في عملية اإلدراك‪ .‬وهو‬
‫عقالني أيضا ألن النظام التطوري المنطقي الكامن يقبع في أساس وجوهر كل نطافات الواقع والوجود وهو ما يشكل‬
‫نظام التفكير العقالني‪.‬‬

‫‪105‬‬

You might also like