Professional Documents
Culture Documents
توكيدالذات
توكيدالذات
توكيدالذات
كلية االقتصاد
ماجستير إدارة أعمال
توكيد الذات
إشراف الدكتور :علي الخضر
إعداد :قيس السيد علي
المحتوى
1
الفصل األول
مقدمة البحث .1
مشكلة البحث .2
أهمية البحث .3
أهداف البحث .4
منهجية البحث .5
الفصل الثاني
أوال :مفهوم الذات
سادسا ً :الخاتمة
2
الفصل األول
مقدمة البحث
إن النصيحة التي قدمها سقراط لتالمذته " اعرف نفسك" ,نصيحةٌ تعبر عن مدى فهم
سقراط لطبيعة عالقة قدرة اإلنسان على معرفة ذاته وقدرته على معرفة اآلخرين
والتأثير فيهم .فكلما زادت قدرة اإلنسان على سبر أغوار نفسه كلما ازدادت قدرته على
سبر مكنونات اآلخرين .ولما كان القائد اإلداري على احتكاك مع سويات مختلفة من
المرؤوسين ,فسيكون لزاما ً عليه التفاعل معهم والتأثير فيهم من أجل تحقيق أهداف
المنظمة .فكلما زاد إدراك القائد لذاته ومشاعره واتجاهاته ,وزادت قدرته على التعبير
عنهم بالشكل األمثل ,كلما زادت قدرته على التأثير على المرؤوسين ,وذلك من خالل
توكيده لذاته من تصرفات وسلوكيات تترك األثر لدى المرؤوس .هذا األثر الذي من
المفترض أن يكون إيجابيا ً ,سيؤدي إلى زيادة فعالية األداء داخل المنظمة وتتجه بذلك
إلى تحقيق أهدافها التي تطمح إليها.
مشكلة البحث
إن قدرتنا على ترك االنطباع أو األثر لدى اآلخرين ينطلق من قدرتنا على توكيد ذاتنا
والتعبير عنها .ولعل توكيد الذات من خالل السلوك (اللفظي وغير اللفظي) هو الذي
يترك هذا االنطباع بالسلب كان أم باإليجاب .وكقائد إداري في المنظمة ,فإن تحقيقه
للنجاح يكون من خالل قدرته على التأثير على مرؤوسيه .وقد نالحظ أن العديد من
القادة اإلداريين قد يفشلون في تحقيق هذا التأثير ,ومرد ذلك إلى الكثير من العوامل
ولعل أهم هذه العوامل هو انخفاض السلوك التوكيدي لدى القائد اإلداري ,فالسلوك
أثر كبير على فعالية قيادة
التوكيدي الذي يتبعه القائد في التعبير عن ذاته يعتبر ذا ٍ
مرؤوسيه .وبالتالي يمكن لنا أن نطرح التساؤل التالي:
هل هناك أثر الرتفاع توكيد الذات على أداء القائد اإلداري في المنظمة.
أهمية البحث
3
تكمن أهمية هذا البحث في توضيح أثر إدراك القائد اإلداري لذاته إدراكا ً فعاالً ينطلق
من خالله لتوكيد هذه الذات من خالل السلوكيات والتصرفات التي يقوم بها في المنظمة
من أجل التفاعل والتأثير على المرؤوسين من أجل تحقيق أهداف المنظمة بالفاعلية
والكفاءة المطلوبة.
أهداف البحث
شرح مفهوم وأبعاد الذات. .1
شرح مفهوم توكيد الذات وأبعاده. .2
التعرف على أهمية فاعلية الذات. .3
توضيح أهمية السلوك التوكيدي للقائد في التأثير على المرؤوسين. .4
منهجية البحث
تم االعتماد على المنهج الوصفي التحليلي.
الفصل الثاني
4
أوالً :مفهوم الذات
- 1مفهوم الذات
لقد تعددت التعريفات والمصطلحات التي تتحدث عن مفهوم الذات كتكوين نفسي لإلنسان ,وقد حاول
العديد من علماء النفس وضع التعريفات المناسبة للذات ,انطالقا ً من الدراسات العديدة التي قاموا
بها.
فقد عرفها يونغ على أنها " مجموعة الجوانب التنظيمية للشخصية والتي تستقبل حولها مجمل
النشاطات المختلفة الموجهة لإلنسان لتحقيق أهدافه" (.كشكش)15 ,2008,
أما روجرز فقد عرف الذات على أنها " التنظيم العقلي والمعرفي والمفاهيم والقيم الشعورية التي
تتعلق بالسمات المميزة للفرد وعالقاته المتعددة "(.كشكش)15 ,2008,
ووفق (كشكش,2007,ص )9فإن الذات هي :
.1التي توجه سلوك الفرد.
.2هي الفرد كما يعرف نفسه.
.3الصفات المميزة التي تكون الشخصية.
.4األفكار والمشاعر المنسوبة لإلنسان وتشمل إدراكه لنفسه.
.5االتجاهات والمعتقدات واآلراء والقيم التي يؤمن بها اإلنسان.
- 2تشكل مفهوم الذات
إن تشكل مفهوم الذات ال يعتبر أمرا ً موروثا ً لدى اإلنسان ,إنما يمر عبر مراحل متعددة ابتدا ًء من
طفولته .وإن تشكل هذا المفهوم يتم عن طريق التواصل والتفاعل مع البيئة المحيطة ,وإن هذا
التشكل ينمو ويتطور مع نمو اإلنسان.
وتشكل الذات له العديد من المصادر التي تبلور مفهوم الذات ,وذلك منذ المراحل األولى لنمو
الطفل.
فالتغذية الراجعة تعتبر مصدرا ً هاما ً من مصادر تشكل مفهوم الذات وخاصة من ذوي األهمية
بالنسبة للطفل كالوالدين واألقرباء والمعلمين واألقران ،وقد أشار ) (Burns, 1981, p:67إلى مرآة
الذات حيث يصف مفهوم الذات بأنه انعكاس لما في عيون اآلخرين .فالطفل يرى نفسه من خالل
سلوك اآلخرين له ،وكلما اتسعت رقعة الطفل دخلت عناصر جديدة لها أهميتها بالنسبة للطفل
كالمعلمين وأقران الدراسة( .نعساني, 2007,ص .)9
وتعد الخبرات المدرسية من المصادر المهمة في تشكيل مفهوم الذات ،فالمعلم له دوره الكبير في
تشكيل مفهوم الطفل لذاته من خالل الطرق واألساليب التربوية الحديثة ،كما أن النجاح والفشل
الدراسي يؤثران في الطريقة التي ينظر بها الطلبة إلى أنفسهم .فالطلبة ذوو التحصيل المرتفع من
المحتمل إن يطوروا مشاعر إيجابية نحو ذواتهم وقدراتهم والعكس صحيح.
(نعساني, 2007,ص .)9
كما أن التنشئة االجتماعية التي ينمو فيها الطفل ,لها تأثير كبير في تكوين األفكار والمشاعر
واالتجاهات .حيث يتأثر مفهوم الذات بشكل كبير بالعالقات األسرية بين الطفل وأبويه ,فلألبوين دور
5
كبير في تشكيل مفهوم الذات لدى الطفل ,فمن خالل عملتي الثواب والعقاب يتشكل لدى الفرد ذاته
المدركة ,كما أن األبوين يلعبان الدور البارز في تشكيل الذات المثالية للطفل من خالل القيم والمعايير
األخالقية التي يطلب منه القيام بها.
- 3أبعاد مفهوم الذات
إن مفهوم الذات يشمل كل ما يدركه الفرد بصوره المركبة والمؤلفة من تفكيره عن نفسه
وتحصيله وخصائصه الجسمية والعقلية واالنفعالية ورؤية اآلخرين له ،كذلك رؤيته بما يتمنى أن
يكون عليه .وهناك آراء متعددة ذكرت أبعاد مفهوم الذات ،ويعتبر وليم جيمس أول من ذكر أبعاده
وهي :
.1الذات المثالية :وهي ما يتمنى الفرد أن يكون عليه.
.2الذات المدركة :كما يعتقد الفرد بوجودها.
.3الذات االجتماعية :وهي الذات كما يراها اآلخرون.
حيث يقول ) (Allport, 1957, P:168أن وظائف الذات هاي العمال علاى وحادة وتماساك الشخصاية
وتمييت فرد على آخر
وفاي هااذا الساياق يعتقااد ) (Rogers, 1961, P:298أناه بتعااديل مفهاوم الااذات يحاد تغياار فااي
السلوك ,وإنه بدخول خبرات جديدة ضمن تنظيم الاذات بطريقاة شاعورية ياتول اسحسااس بالتنااق
والتوتر.
6
وذهبت ) (Beemer, 1972, P:5031أبعد من ذلك فقالت أن مفهوم الذات يؤثر فاي تنظايم اسدراك,
واستيعاب الخبرات وتحديد السلوك
يمكن القول أن مفهوم الذات هو العامل الجوهري في التحكم بالسلوك البشري ,فهو قوة دافعاة لتنظايم
وضاابو وتوجيااه الساالوك إذ يحاادد االسااتجابات الذاتيااة فااي مواقااف الحياااة المختلفااة ,كمااا أنااه يعطااي
التفسيرات الستجابات اآلخرين ,والذي بدوره يحدد أسلوب تعامل الفرد ماع اآلخارين مان جهاة ،ومان
جهة أخرى فهو يؤثر بشكل أو بآخر في تحديد أسلوب تعامل اآلخرين معه.
ب -موقفي:
يتأثر ويتنوع السلوك التوكيدي بمتغيرات مختلفاة تهام فاي تشاكيله ,مان خاالل التفاعال باين العدياد مان
المستويات .وتتضمن تلك المتغيرات (المحددات) كالً من خصال الفرد ،وخصاال الطارف اآلخار فاي
موقف التفاعل ،وخصائص الموقف وكذلك مدى صعوبة الموقف وحيويته وأهميته للفرد.
ج -قابل للتعلم:
بما أن التوكيد سلوك مكتسب .فنحن ،على حد قول Galassiال نولد باه ،فهاو قابال للاتعلم إماا بطريقاة
نظامية بواسطة برامج التدريب التوكيدي التي تعنى بتنمياة مهاراتاه الفرعياة ،أو بطريقاة ذاتياة حياث
8
يرتقي من خالل الخبرة االجتماعية التي يكتسبها الفارد عبار تاريخاه ،فضاالً عان محاوالتاه للتعارا
للخبرات التي تساعده على تحسين مستوى توكيده(Galassi, 1977, P:4) .
ثالثا ً :أساليب التنمية الذاتية للتوكيد :
أوالً :الوعي بالذات :
يقصد به ميل الفرد لتركيت االنتباه على ذاته كموضوع اجتماعي ,وفيما يتصل بالتوكيد ,بشكل خاص,
فنن وعي الفرد بمستوى توكيده ,وما به من أوجه قصور سواء في مهارات فرعياة بعينهاا ,أم مواقاف
9
خاصة تتضمن أشخاصا ً معينين يعد نقطة البداية في التخطيو لعملية التغيير ,والشروع فاي محااوالت
تنمية التوكيد ,وبدونها لن تتم تلك العملية ,ألن عدم وعي الفرد بأوجاه قصاوره التوكيادي علاى الاريم
من وجودها ,يعني أنه لن يحاول التغلب عليها(Bruch et al, 1994, P:48) .
ويرى الباحث بأن المعايير التي من خاللها سيقوم القائد بتقييم ذاته تتوضع في الذات المثالية وإدراكاه
للذات المثالية من خالل الذات المدركة.
10
ولعل ارتفاع قدرة القائد على التحكم بعواطفه االنفعالية التي تنتابه أثناء الكثير من المواقف ,هاي التاي
تحدد قدرته على التعامل مع العديد مان المواقاف المختلفاة التاي يتعارا لهاا .وبالتاالي علاى القائاد أن
يتسم بالقدرة على تنمية ذاته من خالل األساليب التي تم ذكرها ,لكي يكون قادرا ً على تالفي السالبيات
قاادر اسمكااان ,وتعتياات اسيجابيااات ,التااي تمكنااه ماان زيااادة التااأثير علااى المرؤوسااين للعماال المسااتمر
لتحقيق أهداف المنظمة.
11
,أما الذين يتصفون بفاعلية م نخفضة فننهم يرون أنفسهم عاجتين عن القيام بسلوك له آثاره ونتائجاه,
وعلى هذا األساس فنن توقع الفعالية هاو اعتقااد الشاخص بأناه يساتطيع أن ياؤدي و السالوك المطلاوب
لتحقيق النتائج ,ومن هنا ,فانن هنااك فارقاا ً باين توقعاات الفاعلياة وتوقعاات النتيجاة ,فتوقعاات الفاعلياة
تشااير إلااى ثقااة الفاارد فااي قدرتااه علااى أداء ساالوك معااين ,وأمااا توقعااات النتيجااة فتشااير إلااى تنبااؤ الفاارد
بالنتائج المحتملة لذلك السلوك(.نعساني)84 ,2007,
إن الممارسة الفعالة ,والسلوك المشبع للقائد في سياق وضعه لألهداف ,والخطو ,وكذلك في تبنيه
لفلسفة ورساالة معيناة فاي المنظماة ,تتطلاب تنمياة فاعلياة الاذات لدياه ,وقاد تباين أن الفاعلياة المرتفعاة
للذات ,يصاحبها ارتفااع مساتوى الطاقاة وكاذلك المثاابرة فاي األنشاطة الصاعبة ,كماا يصااحبها وجاود
اسااتثارة انفعاليااة فااي المسااتوى الطبيعااي ,باال إن الفاعليااة المرتفعااة للااذات تاانقص المخاااوف المرضااية
والقلاق ,كمااا يصاااحبها تغياارات ساالوكية إيجابيااة لادى الحاااالت التااي تتلقااى جلسااات إرشااادية ,وتصاابح
فعالية الذات متغيرا ً أساسيا ً في توافق الفرد ونجااح ممارساته فاي الحيااة إذا ارتبطات بأبعااد الممارساة
األربعة :أهداف ,خطة ,رسالة ,فلسفة ,بمعنى وجود أهداف واضحة للفرد يسعى إلى تحقيقها ,ووجود
خطة تتضمن أدوات التحقيق ووسائله والتعامل مع المشكالت الحالية والمحتملة ,وكذلك وجود رساالة
يؤمن بها لنفساه ,وكال ذلاك فاي إطاار فلسافة تحادد قيمتاه ومبادئاه التاي ال يحياد عنهاا فاي ساياق معاين
لتحقيق ذاته(.نعساني)85 ,2007,
-اسنجازات األدائية.
-الخبرات البديلة.
-االستعداد لإلقناع واالقتناع.
-االستثارة االنفعالية.
-معايير السلوك.
وتأتي أهمية التعريف بهذه العوامل ,من أن المعرفة بها تؤدي إلى تنمية سيكلوجية داخلياة قوامهاا
التوقع اسيجابي للفعالية الذاتية مع السيطرة االنفعالية على توقعات النتيجة :
12
-اإلنجازات األدائية :
يقصد بها اسنجازات التاي تترتاب علاى أداء الشاخص فاي مجاال معاين ,إن األداء النااجح عموماا ً
يرفع توقعات الفاعلية ,أما األداء الضعيف ,والاذي يترتاب علياه اسخفااق ,فنناه يخفا هاذه التوقعاات
هذا هو المبدأ العام ,وفي إطار هذا المبدأ ال بد من التأكيد على اعتبارات أساسية :
إن النجاح في األداء يرفع من فاعلية الذات بدرجة أكبر عندما تكون الصاعوبات
أكبر.
إن النجاح في األداء يرفاع مان فاعلياة الاذات بدرجاة أكبار إذا كاان الشاخص هاو
الذي قام باسنجاز بمفرده مقارنة بقيامه باسنجاز بمساعدة آخرين.
إن الفشل في األداء ال يقلل من فاعلية الذات بدرجة كبيرة إذا كان الفرد يعتقد أنه
لم يبذل سوى جهد قليل.
إن الفشل في األداء ال يقلل من فاعلية الاذات إذا كاان الفارد قاد تعارا لظاروف
قهرية.
-الخبرات البديلة :
يقصد بالخبرات البديلة تلك الخبرات الخاصة باآلخرين ,فالفرد يالحظ ييره من الناس في حالتي
النجاح واسخفاق ,إن نجاح اآلخرين أو إخفاقهم هو الخبرة البديلة ,وإذا سلمنا بأن المثيارات الخارجياة
ال تحدد سلوك الفرد ,وإنما حاجات الفارد الداخلياة هاي التاي تحادد هاذا السالوك ,فانن الخبارات البديلاة
تكاون مصاادر تنمياة للفعاليااة الذاتيااة إذا أخضاعها الفاارد لسايطرته وتحكمااه بحيااث تكاون مصاادر شاحذً
سرادته ,إنك قد تجاد شخصاا ً فاي مساتوى كفاءتاك أو أقال ,وقاد حقاق نجاحاا ً ملموساا ً فاي نشااط معاين,
ويمكنك أن (تختار) السلوكيات التاي تهادف مان خاللهاا الوصاول إلاى مثال هاذا النجااح ,مثلماا يمكناك
اختيار سلوك اليأس والحسد ,وأنت قاد تالحاظ أن شخصاا ً ماا ,يجاري تقاديمك لاه باعتبااره أعلاى مناك
كفاءة ,وقد حقق نجاحا ً باهرا ً وشهرة ذائعة الصيت ,وفي هذه الحالة يمكنك االختيار بين أن تسعى إلى
نجاااح مماثاال ,أو اختيااار عاادم التااأثر ,أو أن تختااار ساالوكا ً مادمرا ً للااذات (كاليااأس والحقااد) ,ال شااك أن
اختيار السلوك السلبي أيا ً كانت صاوره وأشاكاله هاو سالوك مادمر للاذات ,كماا أن اختياار سالوك ييار
واقعااي هااو ساالوك ماادمر للااذات أيض ااً ,إن الخباارات البديلااة تكااون مصاادرا ً لتنميااة فاعليااة الااذات إذا
اسااتثمرها الشااخص لشااحذ إرادتااه .والقيااام بساالوك إيجااابي يتفااق مااع مفاااهيم الواقعيااة والمسااؤولية
والصواب ,وهي المفاهيم األساسية في العالج بالواقع مثلما هاي مفااهيم أساساية فاي نظرياة االختياار.
(خير هللا ،1981 ،ص)179:
-االستعداد لإلقناع واالقتناع :
13
تااتداد فاعليااة الااذات لاادى األشااخاص األكثاار قاادرة علااى إقناااع اآلخاارين ,والااذين لااديهم اسااتعداد
لالقتناع باآلخرين ما دام اآلخرون يقدمون الحجج المقنعة أو األدلة والباراهين المقنعاة ,إنماا يتمتعاون
بفاعلية مرتفعة للذات .وفي الوقات نفساه ,فانن اسقنااع يمكان أن يتخاذ وسايلة لتنمياة فاعلياة الاذات ,إن
شخصا ً مؤثرا ً أو مقبوالً يمكن أن يقنع آخرين بأن يطوروا فاعلية ذواتهم ما داماوا قاد وجادوا فاي ذلاك
وساايلة لتحقيااق إشااباع أفضاال لحاجاااتهم ,مااا دام الشااخص القااائم باسقناااع يمتلااك مقومااات التااأثير فااي
اآلخرين ,وأن يكون النشااط الاذي يقناع اآلخارين باه نشااطا ً واقعياا ً يمكانهم القياام باه ,أي أن اسقنااع و
باعتباره وسيلة لتنمية فعالية الذات و إنما يتحدد بعوامل بعضها يتعلق بالقائم باسقناع ,وبعضاها اآلخار
يتعلق بالمستهدف إقناعهم ,والباقي يتعلق بالسلوك أو موضوع اسقناع ,ويكون اسقناع فعاالً في تنمياة
فاعلية الذات إذا ارتبو باألداء الناجح" ,إنك عان طرياق اسقنااع يمكناك أن تحمال شخصاا ً علاى القياام
بسلوك معين ,فنذا نجح أداؤه في هذا السلوك ,حينئذ يكون اسقناع وسيلة لتنمية فعالية الذات"
14
الذات ,إننا نعمل لكي نحصل على مكافآت ولكي نتجنب عقوبات وفقا ً لمعايير تنشئها الاذات ,فانذا كاان
سلوكنا يتفق وهاذه المعاايير تاتداد فاعلياة الاذات ,والعكاس صاحيح ,لكان هاذه المعاايير قاد تكاون ييار
سوية ,أي تبتعد عن الواقعية والمسؤولية والصواب ,وحينئاذ يقاع الفارد تحات وطاأة المعانااة وإن كاان
سلوكه يقابل معايير ذاته ,إن االحتيال أو الغ أو التدليس قاد يحقاق لصااحبه ماا كاان يصابو إلياه مان
مكسب (وفق معاييره) ,لكنه سيتعرا للعقاب القانوني والنبذ االجتماعي.
ومن هنا فنن معاايير السالوك الفعاال أو الساوي ال تقتصار علاى الجواناب المهنياة ,وإنماا تتضامن
المعيار األخالقي حسب متطلبات الواقع الثقافي للفرد ,فهذا المعيار إذا كان يجناب الفارد عقااب الاذات
بواسطة مؤسسات الضبو االجتماعي فننه أيضا ً يجنبه هذا العقاب بواسطة الذات بما فيها مما اصطلح
على تسميته (بالضمير) ,فنذا كاان الضامير عاامالً هاماا ً فاي نماو الشخصاية ,فنناه يصاف هاذا الجاناب
المكبوح في بناء الذات ,إن الضمير هو العملية التي تضبو السالوك فاي اتجااه معاايير األخاالق والقايم
بما يتفق وصورة الذات ,فاسنسان يسعى لتحقيق أهدافه أو إشباع حاجاته ,والضامير ماا هاو إال موجاه
لهذا المسعى من منظور األخالق والقيم أيا ً كانت مصادرها ,والضمير طراز للتفاعل مع الذات يتناقله
الصاغار عاان الكباار ليصاابح جات ًء ماان بنااء الااذات ,أال تارى إلااى طفال الثالثااة يتبناى معااايير الوالاادين,
ويحاول أن يجنب نفسه العقاب والنبذ؟ إنه في ذلاك يضاطر إلاى إحادا تغييار فاي بنااء ذاتاه بتضامين
توقعاات الوالاادين مناه واسااتدماج معاييرهماا داخاال هاذا البناااء ,ومان أجاال الحفااظ علااى صاورة الااذات
مقبولة ,فنن الضمير يتحول إلاى ناوع مان التوجياه الاذاتي الشاامل للسالوك ماع نماو صاورة الاذات فاي
الرشد باعتبارها نوعا ً من االلتتام بالقيم واألخالقيات والعرف والتقاليد.
15
يمكن القاول أن هنااك عالقاة وثيقاة باين توكياد الاذات وكفااءة أداء القائاد لادوره ,فالتوكياد يعاد
شرطا ً ضروريا ً لكاي ياتمكن مان أداء دوره بنجااح ,وال يقاف األمار عناد ذلاك فالتوكياد المرتفاع يُم ّكان
المرؤوس أيضا ً من إقامة عالقات أكثار وضاوحا ً ورساوخا ً ماع رئيساه ,وزمالئاه ,ويجعلاه أكثار قادرة
على التعبيار عان وجهاات نظاره لتعاديل وتطاوير الارؤى المطروحاة والتوجهاات الرئاساية مماا يعاود
بالنفع ,في ظل االستخدام الرشيد لتلك المهارة ,على الجميع( ..فرج ،1998 ،ص)362 :
إذا حللنا هذه المهام ,التي تعتبر جوهر عملية القيادة ,ونظرنا إليها مان المنظاور التوكيادي ,سانجد
أنه اا تتطلااب أن يتحلااى القائااد بقاادر مرتفااع ماان مهااارة المبااادأة والمواجهااة ,واسفصاااح عاان المشاااعر
اسيجابية والسلبية ,وإعالن اآلراء المتفقة والمختلفة مع اآلخرين ,ومقاومة الضغوط ,وهي كما أصبح
معروفا ً لدينا ,من المهارات الرئيسية للسلوك التوكيدي ,أي أنه يمكننا القول باأن تاوافر تلاك المهاارات
يعد عنصرا ً رئيسيا ً لكي يصبح القائد فعاالً ..وفي المقابل فنن انخفاضها سيقلل من صالحياته ,وحادود
دوره ويحااد ماان حركتااه ,ويتيااد ماان ضااغوط اآلخاارين عليااه ,ويجعلااه شاابه عاااجت عاان القيااام بالمهااام
المنوطااة إليااه علااى المسااتوى المطلااوب ,وهااو مااا يباارز حاجااة القااادة إلااى تنميااة مهاااراتهم التوكيديااة,
ويتسنى ذلك من خالل برامج التدريب التوكيدي ,والتي اكتسبت أهمية خاصة بوصفها إحدى الركاائت
األساساية لبارامج تنمياة القاادة فهااي ,مان جهاة ,تقاي القائاد والمرؤوسااين والمنظماة مان اآلثاار الساالبية
الناجمة عن انخفاا المهارات التوكيدية للقائد ,ومن الجهة األخرى ,فننها تجعله أكثر فعالياة فاي أداء
المهام المنوطة به.
ويقتاارح الباااحثون ,فااي هااذا الصاادد ,مجموعااة ماان المبااادي والتوجيهااات التااي تساااعد القائااد حاين
يتمثلهااا علااى تنميااة مهاراتااه التوكيديااة ,بغيااة تحقيااق الغايااات التنظيميااة المطلوبااة ,قوامه اا مااا يلااي:
)(Guirdham,1990,P:170
ال تُش ِّعر اآلخرين بأنك متفوق عليهم ,وأنه ليس بنمكانهم أن يضيفوا شيئاً ,هذا يهدد احتارامهم
لذاتهم ,وقد يدفعهم أيضا ً إلى تتبع الثغرات فيما تقول بدالَ من محاولة استيعابه.
16
ال تعبر عن آرائك بشكل جازم ,وقاطع ,في بداياة االجتماعاات ,حتاى ال تفارا توجهاا ً معيناا ً
على المرؤوسين ,وحتى ال تضطر ,في المقابل ,للتراجع سريعا ً عنها في ضوء ما تسافر عناه
المناقشات من آراء واعتبارات جديدة.
ال تسمح بتحويل القضايا والمشاكل الخاصة إلى عامة ,أو االساتمرار فاي تبريار الخطاأ تأسايا ً
باآلخرين.
قدم معلومات شخصية تكشف عن الجانب اسنساني منك ,إذا أردت أن تترك انطباعات محببة
عنك ,ولكن بحذر.
أبرز اهتمامك باآلخر على المستوى يير اللفظي من خالل نظراتك ,وتعبيرات وجهك.
لكااااااي توجااااااه نقاااااادا ً بطريقااااااة توكيديااااااة فعالااااااة احاااااارص علااااااى مراعاااااااة مااااااا يلااااااي :
)(Guirdham,1990,P:182
يجب أن ينصب نقدك على األداء ,وليس على الشخص ,حتى ال يعتقد بأناك تقلال مان
قدره.
ادخل في الموضوع الذي تريد أن تنتقده بشأنه مباشرة حتى يعرف اآلخار خطاأه ألن
االستدراج والمداورة قد يجعله يتصلب أو يحاول البحث عن مخرج أثناء ذلك.
كن محددا ً وال تستخدم عبارات ,وصفات عامة ,فاال تقال ماثالً للمتاأخر :إناك مهمال,
وسيء ,ويير مساؤول ,ولكان صاف ماا قاام باه ويساتحق النقاد "لقاد الحظات تاأخرك
ثالثة أيام متتالية ,وهو ما يترتاب علياه أن يتحمال بقياة الاتمالء مهاماك ويحملناي أناا
أيضا ً مهام إضافية.
حاول إيجاد مناخ إيجابي يعرف فيه الفرد أنك تقدم عائدا ً تصحيحيا ً له ,وليس هجوماا ً
شخصيا ً عليه ,ووضح له المتايا التي قد يجنيها من تصحيح سلوكه"..أنا أخبرك بهذا
ألني أعرف طموحك للترقي ,وأن هذه األعمال قد تعرقل تقدمك".
حاول أن تحصل على رد فعله للنقد ,وامنحه فرصة للرد على ما تقول.
حدّد العقباات التاي تحاول دون تغييار سالوكه ,واساأله مقترحاتاه للتغلاب عليهاا ,فعلاى
سبيل المثال إذا تأخر بسبب سوء إدارته لوقته ساعده على تحسين إدارة وقته.
تقبل حق اآلخار فاي أن يارى األشاياء بطريقاة مختلفاة عناك ,فالمشارف ييار المؤكاد يرياد أن
يرى اآلخرون ما يراه ,أما المؤكد فيعرف أن أولويته ليست أولويات اآلخر ,وكذلك رؤاه.
سادسا ً :الخاتمة
إن اإلدارة هي العلم والفن ,والجانب العلمي من القائد يجب أن يتوفر بالقدر العالي الذي
يمكنه من اتخاذ العديد من القرارات الهامة في المنظمة .أما فيما يتعلق بالجانب الفني
في اإلدارة فإن القائد الناجح والذي يسعى بأن يكون متفوقا ً على أقرانه وقادرا ً على خلق
17
التواصل والتفاعل مع المرؤوسين ,فعليه أن يكون قادرا ً على تكامل الجانب العلمي مع
الجانب الفني لإلدارة لكي يحقق التفاعل الذي ينطلق منه هو والمرؤوسين نحو تحقيق
أهداف المنظمة وأهدافهم الشخصية داخل هذه المنظمة .ولعل السلوك التوكيدي الذي
ينطلق منه القائد لتحقيق هذا التفاعل هو الذي يحكم قدرته على أن يكون قائدا ً متميزا ً أو
باألحرى (القائد الفنان).
قائمة المراجع
.1نعساني ,عبد المحسن ,2007 .إدارة الذات
.2أبو النصر ,مدحت,2008.إدارة الذات ,دار الفجر.القاهرة.
.3ماهر ,أحمد ,2005.إدارة الذات .,اإلسكندرية ,الدار الجامعية
18