توكيدالذات

You might also like

Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 18

‫جامعة دمشق‬

‫كلية االقتصاد‬
‫ماجستير إدارة أعمال‬

‫توكيد الذات‬
‫إشراف الدكتور ‪ :‬علي الخضر‬
‫إعداد ‪ :‬قيس السيد علي‬

‫المحتوى‬

‫‪1‬‬
‫الفصل األول‬
‫مقدمة البحث‬ ‫‪.1‬‬
‫مشكلة البحث‬ ‫‪.2‬‬
‫أهمية البحث‬ ‫‪.3‬‬
‫أهداف البحث‬ ‫‪.4‬‬
‫منهجية البحث‬ ‫‪.5‬‬

‫الفصل الثاني‬
‫أوال ‪ :‬مفهوم الذات‬

‫مفهوم الذات‬ ‫‪‬‬


‫تشكل مفهوم الذات‬ ‫‪‬‬
‫أبعاد الذات‬ ‫‪‬‬
‫وظائف الذات‬ ‫‪‬‬

‫ثانيا ً ‪ :‬توكيد الذات‬

‫ثالثا ً ‪ :‬أساليب التنمية الذاتية للتوكيد‬

‫الوعي بالذات‬ ‫‪‬‬


‫المراقبة الذاتية‬ ‫‪‬‬
‫التحليل النقدي للذات‬ ‫‪‬‬
‫التقييم الذاتي‬ ‫‪‬‬
‫الحوار الذاتي‬ ‫‪‬‬

‫رابعا ً ‪ :‬فاعلية الذات‬

‫‪ ‬مفهوم فاعلية الذات‪.‬‬


‫‪ ‬العوامل المؤثرة على فاعلية الذات‪.‬‬

‫خامسا ً ‪ :‬توكيد الذات وكفاءة أداء القائد لدوره‬

‫سادسا ً ‪ :‬الخاتمة‬

‫‪2‬‬
‫الفصل األول‬

‫مقدمة البحث‬
‫إن النصيحة التي قدمها سقراط لتالمذته " اعرف نفسك"‪ ,‬نصيحةٌ تعبر عن مدى فهم‬
‫سقراط لطبيعة عالقة قدرة اإلنسان على معرفة ذاته وقدرته على معرفة اآلخرين‬
‫والتأثير فيهم‪ .‬فكلما زادت قدرة اإلنسان على سبر أغوار نفسه كلما ازدادت قدرته على‬
‫سبر مكنونات اآلخرين‪ .‬ولما كان القائد اإلداري على احتكاك مع سويات مختلفة من‬
‫المرؤوسين‪ ,‬فسيكون لزاما ً عليه التفاعل معهم والتأثير فيهم من أجل تحقيق أهداف‬
‫المنظمة‪ .‬فكلما زاد إدراك القائد لذاته ومشاعره واتجاهاته‪ ,‬وزادت قدرته على التعبير‬
‫عنهم بالشكل األمثل‪ ,‬كلما زادت قدرته على التأثير على المرؤوسين‪ ,‬وذلك من خالل‬
‫توكيده لذاته من تصرفات وسلوكيات تترك األثر لدى المرؤوس‪ .‬هذا األثر الذي من‬
‫المفترض أن يكون إيجابيا ً‪ ,‬سيؤدي إلى زيادة فعالية األداء داخل المنظمة وتتجه بذلك‬
‫إلى تحقيق أهدافها التي تطمح إليها‪.‬‬

‫مشكلة البحث‬
‫إن قدرتنا على ترك االنطباع أو األثر لدى اآلخرين ينطلق من قدرتنا على توكيد ذاتنا‬
‫والتعبير عنها‪ .‬ولعل توكيد الذات من خالل السلوك (اللفظي وغير اللفظي) هو الذي‬
‫يترك هذا االنطباع بالسلب كان أم باإليجاب‪ .‬وكقائد إداري في المنظمة‪ ,‬فإن تحقيقه‬
‫للنجاح يكون من خالل قدرته على التأثير على مرؤوسيه‪ .‬وقد نالحظ أن العديد من‬
‫القادة اإلداريين قد يفشلون في تحقيق هذا التأثير‪ ,‬ومرد ذلك إلى الكثير من العوامل‬
‫ولعل أهم هذه العوامل هو انخفاض السلوك التوكيدي لدى القائد اإلداري‪ ,‬فالسلوك‬
‫أثر كبير على فعالية قيادة‬
‫التوكيدي الذي يتبعه القائد في التعبير عن ذاته يعتبر ذا ٍ‬
‫مرؤوسيه ‪.‬وبالتالي يمكن لنا أن نطرح التساؤل التالي‪:‬‬
‫هل هناك أثر الرتفاع توكيد الذات على أداء القائد اإلداري في المنظمة‪.‬‬

‫أهمية البحث‬
‫‪3‬‬
‫تكمن أهمية هذا البحث في توضيح أثر إدراك القائد اإلداري لذاته إدراكا ً فعاالً ينطلق‬
‫من خالله لتوكيد هذه الذات من خالل السلوكيات والتصرفات التي يقوم بها في المنظمة‬
‫من أجل التفاعل والتأثير على المرؤوسين من أجل تحقيق أهداف المنظمة بالفاعلية‬
‫والكفاءة المطلوبة‪.‬‬

‫أهداف البحث‬
‫شرح مفهوم وأبعاد الذات‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫شرح مفهوم توكيد الذات وأبعاده‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫التعرف على أهمية فاعلية الذات‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫توضيح أهمية السلوك التوكيدي للقائد في التأثير على المرؤوسين‪.‬‬ ‫‪.4‬‬

‫منهجية البحث‬
‫تم االعتماد على المنهج الوصفي التحليلي‪.‬‬

‫الفصل الثاني‬

‫‪4‬‬
‫أوالً ‪ :‬مفهوم الذات‬
‫‪ - 1‬مفهوم الذات‬
‫لقد تعددت التعريفات والمصطلحات التي تتحدث عن مفهوم الذات كتكوين نفسي لإلنسان‪ ,‬وقد حاول‬
‫العديد من علماء النفس وضع التعريفات المناسبة للذات‪ ,‬انطالقا ً من الدراسات العديدة التي قاموا‬
‫بها‪.‬‬
‫فقد عرفها يونغ على أنها " مجموعة الجوانب التنظيمية للشخصية والتي تستقبل حولها مجمل‬
‫النشاطات المختلفة الموجهة لإلنسان لتحقيق أهدافه" ‪(.‬كشكش‪)15 ,2008,‬‬
‫أما روجرز فقد عرف الذات على أنها " التنظيم العقلي والمعرفي والمفاهيم والقيم الشعورية التي‬
‫تتعلق بالسمات المميزة للفرد وعالقاته المتعددة "‪(.‬كشكش‪)15 ,2008,‬‬
‫ووفق (كشكش‪,2007,‬ص‪ )9‬فإن الذات هي ‪:‬‬
‫‪ .1‬التي توجه سلوك الفرد‪.‬‬
‫‪ .2‬هي الفرد كما يعرف نفسه‪.‬‬
‫‪ .3‬الصفات المميزة التي تكون الشخصية‪.‬‬
‫‪ .4‬األفكار والمشاعر المنسوبة لإلنسان وتشمل إدراكه لنفسه‪.‬‬
‫‪ .5‬االتجاهات والمعتقدات واآلراء والقيم التي يؤمن بها اإلنسان‪.‬‬
‫‪ - 2‬تشكل مفهوم الذات‬
‫إن تشكل مفهوم الذات ال يعتبر أمرا ً موروثا ً لدى اإلنسان‪ ,‬إنما يمر عبر مراحل متعددة ابتدا ًء من‬
‫طفولته‪ .‬وإن تشكل هذا المفهوم يتم عن طريق التواصل والتفاعل مع البيئة المحيطة ‪ ,‬وإن هذا‬
‫التشكل ينمو ويتطور مع نمو اإلنسان‪.‬‬
‫وتشكل الذات له العديد من المصادر التي تبلور مفهوم الذات‪ ,‬وذلك منذ المراحل األولى لنمو‬
‫الطفل‪.‬‬
‫فالتغذية الراجعة تعتبر مصدرا ً هاما ً من مصادر تشكل مفهوم الذات وخاصة من ذوي األهمية‬
‫بالنسبة للطفل كالوالدين واألقرباء والمعلمين واألقران‪ ،‬وقد أشار )‪ (Burns, 1981, p:67‬إلى مرآة‬
‫الذات حيث يصف مفهوم الذات بأنه انعكاس لما في عيون اآلخرين‪ .‬فالطفل يرى نفسه من خالل‬
‫سلوك اآلخرين له‪ ،‬وكلما اتسعت رقعة الطفل دخلت عناصر جديدة لها أهميتها بالنسبة للطفل‬
‫كالمعلمين وأقران الدراسة‪( .‬نعساني‪, 2007,‬ص ‪.)9‬‬
‫وتعد الخبرات المدرسية من المصادر المهمة في تشكيل مفهوم الذات‪ ،‬فالمعلم له دوره الكبير في‬
‫تشكيل مفهوم الطفل لذاته من خالل الطرق واألساليب التربوية الحديثة‪ ،‬كما أن النجاح والفشل‬
‫الدراسي يؤثران في الطريقة التي ينظر بها الطلبة إلى أنفسهم‪ .‬فالطلبة ذوو التحصيل المرتفع من‬
‫المحتمل إن يطوروا مشاعر إيجابية نحو ذواتهم وقدراتهم والعكس صحيح‪.‬‬
‫(نعساني‪, 2007,‬ص ‪.)9‬‬
‫كما أن التنشئة االجتماعية التي ينمو فيها الطفل‪ ,‬لها تأثير كبير في تكوين األفكار والمشاعر‬
‫واالتجاهات‪ .‬حيث يتأثر مفهوم الذات بشكل كبير بالعالقات األسرية بين الطفل وأبويه‪ ,‬فلألبوين دور‬

‫‪5‬‬
‫كبير في تشكيل مفهوم الذات لدى الطفل‪ ,‬فمن خالل عملتي الثواب والعقاب يتشكل لدى الفرد ذاته‬
‫المدركة‪ ,‬كما أن األبوين يلعبان الدور البارز في تشكيل الذات المثالية للطفل من خالل القيم والمعايير‬
‫األخالقية التي يطلب منه القيام بها‪.‬‬
‫‪ - 3‬أبعاد مفهوم الذات‬
‫إن مفهوم الذات يشمل كل ما يدركه الفرد بصوره المركبة والمؤلفة من تفكيره عن نفسه‬
‫وتحصيله وخصائصه الجسمية والعقلية واالنفعالية ورؤية اآلخرين له‪ ،‬كذلك رؤيته بما يتمنى أن‬
‫يكون عليه‪ .‬وهناك آراء متعددة ذكرت أبعاد مفهوم الذات‪ ،‬ويعتبر وليم جيمس أول من ذكر أبعاده‬
‫وهي ‪:‬‬
‫‪ .1‬الذات المثالية‪ :‬وهي ما يتمنى الفرد أن يكون عليه‪.‬‬
‫‪ .2‬الذات المدركة‪ :‬كما يعتقد الفرد بوجودها‪.‬‬
‫‪ .3‬الذات االجتماعية‪ :‬وهي الذات كما يراها اآلخرون‪.‬‬

‫ويعتقد )‪ (Stark, 1987, P:716‬أن الذات تتكون من األبعاد اآلتية ‪:‬‬

‫‪ .1‬كيفية إدراك الفرد لنفسه‪.‬‬


‫‪ .2‬معتقدات الفرد عن نفسه‪.‬‬
‫‪ .3‬تقييم الفرد لنفسه‪.‬‬
‫‪ .4‬األساليب السلوكية التي يحاول الفرد بها تقوية ذاته والدفاع عنها‪.‬‬
‫أماا )‪ (Franco, 1983, P:209‬يقاول أن كال فارد لدياه ذات مركتياة تعاد بمثاباة الناواة التاي تتجماع‬
‫حولهااا األجااتاء األخاارى والتااي تتكااون ماان الااذات االجتماعيااة‪ ،‬والااذات الشااعورية الخاصااة‪ ،‬وال اذات‬
‫البصاايرة‪ ،‬والااذات العميقااة‪ ،‬وقااد تتعااارا هااذه األجااتاء فيمااا بينهااا‪ ،‬ولكنهااا تسااعى دائماا ً إلاى الوحاادة‬
‫والتكامل‪.‬‬
‫أما )‪ (Hurlack, 1974, P:23‬فيرى أن مفهوم الذات المثالي سوا ًء أكان واقعياا ً أم ييار واقعاي فنناه‬
‫يتحدد بمدى سيطرة مفهاوم الاذات المادرك‪ ،‬فانذا كاان مفهاوم الاذات المادرك هاو المسايطر فانن مفهاوم‬
‫الذات المثالي يالبا ً ما يكون أكثر واقعية في هذه الحالة لكونه بني على تقييمات واقعية لكفاءات الفارد‬
‫وقدراته‪.‬‬
‫‪ – 4‬وظائف الذات‬
‫يتفق العلماء والبااحثون علاى أن مفهاوم الاذات يعتبار حجار التاوياة فاي الشخصاية‪ ،‬وأن وظيفتاه‬
‫األساسية هي السعي لتكامل واتساق الشخصية ليكون الفرد متكيفاا ً ماع البيئاة التاي يعاي فيهاا وجعلاه‬
‫يتمتع بهوية تميته عن اآلخرين‪.‬‬

‫حيث يقول )‪ (Allport, 1957, P:168‬أن وظائف الذات هاي العمال علاى وحادة وتماساك الشخصاية‬
‫وتمييت فرد على آخر‬
‫وفاي هااذا الساياق يعتقااد )‪ (Rogers, 1961, P:298‬أناه بتعااديل مفهاوم الااذات يحاد تغياار فااي‬
‫السلوك ‪ ,‬وإنه بدخول خبرات جديدة ضمن تنظيم الاذات بطريقاة شاعورية ياتول اسحسااس بالتنااق‬
‫والتوتر‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫وذهبت )‪ (Beemer, 1972, P:5031‬أبعد من ذلك فقالت أن مفهوم الذات يؤثر فاي تنظايم اسدراك‪,‬‬
‫واستيعاب الخبرات وتحديد السلوك‬
‫يمكن القول أن مفهوم الذات هو العامل الجوهري في التحكم بالسلوك البشري‪ ,‬فهو قوة دافعاة لتنظايم‬
‫وضاابو وتوجيااه الساالوك إذ يحاادد االسااتجابات الذاتيااة فااي مواقااف الحياااة المختلفااة‪ ,‬كمااا أنااه يعطااي‬
‫التفسيرات الستجابات اآلخرين‪ ,‬والذي بدوره يحدد أسلوب تعامل الفرد ماع اآلخارين مان جهاة‪ ،‬ومان‬
‫جهة أخرى فهو يؤثر بشكل أو بآخر في تحديد أسلوب تعامل اآلخرين معه‪.‬‬

‫ثانيا ً ‪ :‬توكيد الذات‬


‫‪ -‬تعريف التوكيد ‪ :‬‬
‫‪7‬‬
‫يعرف ‪ Lang & Jakobowski‬التوكيد بأنه "الدفاع عن الحقوق الخاصة‪ ،‬والتعبير عان األفكاار‬
‫والمشاااعر والمعتقاادات علااى نحااو صااريح ومباشاار‪ ،‬وبطاارق مناساابة لاايس ماان شااأنها انتهاااك حقااوق‬
‫اآلخرين"‪.‬‬
‫ويرى الباحث أن التوكيد هو‪ :‬مجموعة السلوكيات والتصرفات التاي يقاوم بهاا الفارد للتعبيار عان‬
‫قيمه وآرائه ومشاعره من خالل إدراكه لها وإدراكه لخصائص الموقف‪.‬‬
‫وللتوكيد العدياد مان الخصاائص التاي مان الواجاب التعارف عليهاا مان أجال فهام معناى التوكياد بشاكل‬
‫أفضل وهي‬

‫أ‪ -‬نوعي ‪:‬‬


‫يتضمن عددا ً من المهارات النوعية‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫‪ ‬القاادرة علااى التعبياار عاان المشاااعر اسيجابيااة‪ ،‬والساالبية‪ ،‬واآلراء المتفقااة مااع اآلخاارين‪ ،‬أو‬
‫المختلفة عنهم‪.‬‬
‫‪ ‬الدفاع عن الحقوق الخاصة‪.،‬‬
‫‪ ‬المبادأة بالتفاعل االجتماعي‪.‬‬
‫‪ ‬رف مطالب يير معقولة )‪.(Hong & Cooker, 1984,P:353‬‬
‫وجدير بالذكر أن الفرد قد يجد صعوبة في ممارسة فئة‪ ،‬ويسرا ً في أخارى‪ ،‬فقاد يكاون مؤكادا ً فاي‬
‫مجال االستجابة للنقد‪ ،‬أو طلب خدمة‪ ،‬ويير مؤكد في بدء محادثة‪ ،‬أو تقديم عائد سلبي‪ ،‬أو توجيه نقاد‬
‫آلخر ‪ ،‬فضالً عن أن المهارات التوكيدية مكملة لبعضها البع فنظهار االمتعاا من سلوك شخص‬
‫ما يجب أن يتلاوه مطالبتاه بتغييار محادد فاي سالوكه‪ ،‬والادفاع عان حاق يصااحبه التعبيار عان مشااعر‬
‫سلبية‪.‬‬

‫ب‪ -‬موقفي‪:‬‬
‫يتأثر ويتنوع السلوك التوكيدي بمتغيرات مختلفاة تهام فاي تشاكيله‪ ,‬مان خاالل التفاعال باين العدياد مان‬
‫المستويات‪ .‬وتتضمن تلك المتغيرات (المحددات) كالً من خصال الفرد‪ ،‬وخصاال الطارف اآلخار فاي‬
‫موقف التفاعل‪ ،‬وخصائص الموقف وكذلك مدى صعوبة الموقف وحيويته وأهميته للفرد‪.‬‬

‫ج ‪ -‬قابل للتعلم‪:‬‬
‫بما أن التوكيد سلوك مكتسب‪ .‬فنحن‪ ،‬على حد قول ‪ Galassi‬ال نولد باه‪ ،‬فهاو قابال للاتعلم إماا بطريقاة‬
‫نظامية بواسطة برامج التدريب التوكيدي التي تعنى بتنمياة مهاراتاه الفرعياة‪ ،‬أو بطريقاة ذاتياة حياث‬

‫‪8‬‬
‫يرتقي من خالل الخبرة االجتماعية التي يكتسبها الفارد عبار تاريخاه‪ ،‬فضاالً عان محاوالتاه للتعارا‬
‫للخبرات التي تساعده على تحسين مستوى توكيده‪(Galassi, 1977, P:4) .‬‬

‫د ‪ -‬يتضمن عناصر لفظية وغير لفظية‪:‬‬


‫قد يصدر التوكيد بوصفه وسيلة للتعبير عن مشاعر الفرد وآرائه في صورة استجابة لفظياة مثال‪:‬‬
‫أنا ال أوافق على ما تقوله‪ ،‬أو يير لفظية من قبيل وضع اسصبع السبابة اليمنى في وضع متعامد على‬
‫الفم لتحذير من ي تحد معاك بطريقاة ييار الئقاة مان االساتمرار فاي ذلاك‪ ،‬وعاادة ماا يتصااحب هاذان‬
‫العنصران معاً‪ ،‬ألن السلوك المؤكد يعد محصلة لكل من مكوناته اللفظية ويير اللفظية‪.‬‬
‫ويرى الباحث أن القائد القادر على تحويل هذه الخصائص إلى واقع عملي‪ ,‬سيمتلك القادرة علاى خلاق‬
‫السلوك المتوافق مع خصائص الموقف‪ ,‬وسيمتلك المهارة الالزمة للتعبير عن المشاعر سواء بالسالب‬
‫أو باسيجاب‪ ,‬وبالتالي الفعالية في خلق األثر المناسب الذي يؤدي إلى زيادة التفاعل الخااص بالعالقاة‬
‫بينه وبين المرؤوسين‪.‬‬

‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫ثالثا ً ‪ :‬أساليب التنمية الذاتية للتوكيد ‪:‬‬
‫أوالً ‪ :‬الوعي بالذات ‪:‬‬
‫يقصد به ميل الفرد لتركيت االنتباه على ذاته كموضوع اجتماعي‪ ,‬وفيما يتصل بالتوكيد‪ ,‬بشكل خاص‪,‬‬
‫فنن وعي الفرد بمستوى توكيده‪ ,‬وما به من أوجه قصور سواء في مهارات فرعياة بعينهاا‪ ,‬أم مواقاف‬

‫‪9‬‬
‫خاصة تتضمن أشخاصا ً معينين يعد نقطة البداية في التخطيو لعملية التغيير‪ ,‬والشروع فاي محااوالت‬
‫تنمية التوكيد‪ ,‬وبدونها لن تتم تلك العملية‪ ,‬ألن عدم وعي الفرد بأوجاه قصاوره التوكيادي علاى الاريم‬
‫من وجودها‪ ,‬يعني أنه لن يحاول التغلب عليها‪(Bruch et al, 1994, P:48) .‬‬

‫ثانيا ً ‪ :‬المراقبة الذاتية ‪:‬‬


‫يمكن تعريف المراقبة الذاتية بأنها (مالحظة الفرد لسلوكه الخارجي والاداخلي فاي المواقاف المتنوعاة‬
‫فضالً عن االنتباه للعواقب الناتجة عنه) ‪.‬‬

‫ثالثا ً ‪:‬التحليل النقدي للذات ‪:‬‬


‫إن القدرة على نقد الذات بدالً من لومها على ما حد تعتبر من سمات مرتفعاي التوكياد‪ ,‬وهنااك فارق‬
‫واضااح بااين هاااتين العمليتااين‪ ,‬فاااألولى منطقيااة تهاادف إلااى تطااوير الفاارد‪ ,‬وحثااه علااى تالفااي تكاارار‬
‫أخطائااه‪ ,‬وإصااالح أوجااه القصااور فااي ساالوكه فااي حااين أن الثانيااة ذات طااابع انفعااالي تتمثاال يايتهااا‬
‫الرئيسية في عقاب الشخص على ما أتاى‪ ,‬وهاو شاعور وقتاي ال يمناع مان تكارار الفعال الاذي اساتثاره‬
‫ثانية‪( .‬فرج‪ ،1998 ،‬ص‪.)326 :‬‬

‫رابعا ً ‪ :‬التقييم الذاتي ‪:‬‬


‫ماان شااأن الااوعي بالااذات‪ ,‬ومراقبتهااا‪ ,‬ونقاادها أن يقاادم تصااورا ً مباادئيا ً حااول الوضااع التوكياادي الااراهن‬
‫للفرد‪ ,‬والذي يعد بمثابة الماادة الخاام للقياام بعملياة التقيايم حياث ياتوده بالمعلوماات الكافياة للقياام بهاا‪.‬‬
‫ولكي يقوم الفارد بتلاك العملياة‪ ,‬بقادر مرتفاع مان الكفااءة‪ ,‬يجاب أن يضاع مجموعاة مان المعاايير التاي‬
‫يتقاارر فااي ضااوء اقترابااه منهااا‪ ,‬أو ابتعاااده عنهااا مسااتوى توكيااده‪ ,‬فض االً عاان تحديااد تلااك الجوانااب‬
‫المستهدفة للتنمية بدرجة أكثر إلحاحا ً من ييرها‪(Galassi, 1977, P:38) .‬‬

‫ويرى الباحث بأن المعايير التي من خاللها سيقوم القائد بتقييم ذاته تتوضع في الذات المثالية وإدراكاه‬
‫للذات المثالية من خالل الذات المدركة‪.‬‬

‫خامسا ً ‪ :‬الحوار الذاتي ‪:‬‬


‫إن ما يُحدّ به الفرد نفسه يسهم في تشكيل سلوكه في المواقف التي يواجهها سواء كان يتسم بالتوكيد‬
‫أم ال‪ ,‬فعلى سبيل المثال قد تعطي كلمة مثل "هددئ نفسد "‪ ,‬أو "خاذ األماور ببسااطة" الفرصاة للفارد‬
‫لكي تكون مشاعره في الموقف تحت سيطرته‪.(Nelson,1991,P:248) .‬‬

‫‪10‬‬
‫ولعل ارتفاع قدرة القائد على التحكم بعواطفه االنفعالية التي تنتابه أثناء الكثير من المواقف‪ ,‬هاي التاي‬
‫تحدد قدرته على التعامل مع العديد مان المواقاف المختلفاة التاي يتعارا لهاا‪ .‬وبالتاالي علاى القائاد أن‬
‫يتسم بالقدرة على تنمية ذاته من خالل األساليب التي تم ذكرها‪ ,‬لكي يكون قادرا ً على تالفي السالبيات‬
‫قاادر اسمكااان‪ ,‬وتعتياات اسيجابيااات‪ ,‬التااي تمكنااه ماان زيااادة التااأثير علااى المرؤوسااين للعماال المسااتمر‬
‫لتحقيق أهداف المنظمة‪.‬‬

‫رابعا ً ‪ :‬فاعلية الذات‪‬‬


‫‪ -‬تعريف فاعلية الذات وأهميتها ‪:‬‬
‫فاعلية الذات‪ :‬هي التوقاع الموجاود لادى الشاخص بأناه قاادر علاى أداء السالوك الاذي يحقاق نتاائج‬
‫مريوبا ً فيها وتشبع حاجاته‪ .‬إن الذين يتمتعون بفاعلية عالية للذات يعتقدون بأنهم قادرون على التغيير‬

‫‪11‬‬
‫‪ ,‬أما الذين يتصفون بفاعلية م نخفضة فننهم يرون أنفسهم عاجتين عن القيام بسلوك له آثاره ونتائجاه‪,‬‬
‫وعلى هذا األساس فنن توقع الفعالية هاو اعتقااد الشاخص بأناه يساتطيع أن ياؤدي و السالوك المطلاوب‬
‫لتحقيق النتائج‪ ,‬ومن هنا‪ ,‬فانن هنااك فارقاا ً باين توقعاات الفاعلياة وتوقعاات النتيجاة‪ ,‬فتوقعاات الفاعلياة‬
‫تشااير إلااى ثقااة الفاارد فااي قدرتااه علااى أداء ساالوك معااين‪ ,‬وأمااا توقعااات النتيجااة فتشااير إلااى تنبااؤ الفاارد‬
‫بالنتائج المحتملة لذلك السلوك‪(.‬نعساني‪)84 ,2007,‬‬

‫إن الممارسة الفعالة‪ ,‬والسلوك المشبع للقائد في سياق وضعه لألهداف‪ ,‬والخطو‪ ,‬وكذلك في تبنيه‬
‫لفلسفة ورساالة معيناة فاي المنظماة‪ ,‬تتطلاب تنمياة فاعلياة الاذات لدياه‪ ,‬وقاد تباين أن الفاعلياة المرتفعاة‬
‫للذات‪ ,‬يصاحبها ارتفااع مساتوى الطاقاة وكاذلك المثاابرة فاي األنشاطة الصاعبة‪ ,‬كماا يصااحبها وجاود‬
‫اسااتثارة انفعاليااة فااي المسااتوى الطبيعااي‪ ,‬باال إن الفاعليااة المرتفعااة للااذات تاانقص المخاااوف المرضااية‬
‫والقلاق‪ ,‬كمااا يصاااحبها تغياارات ساالوكية إيجابيااة لادى الحاااالت التااي تتلقااى جلسااات إرشااادية‪ ,‬وتصاابح‬
‫فعالية الذات متغيرا ً أساسيا ً في توافق الفرد ونجااح ممارساته فاي الحيااة إذا ارتبطات بأبعااد الممارساة‬
‫األربعة ‪ :‬أهداف‪ ,‬خطة‪ ,‬رسالة‪ ,‬فلسفة‪ ,‬بمعنى وجود أهداف واضحة للفرد يسعى إلى تحقيقها‪ ,‬ووجود‬
‫خطة تتضمن أدوات التحقيق ووسائله والتعامل مع المشكالت الحالية والمحتملة‪ ,‬وكذلك وجود رساالة‬
‫يؤمن بها لنفساه‪ ,‬وكال ذلاك فاي إطاار فلسافة تحادد قيمتاه ومبادئاه التاي ال يحياد عنهاا فاي ساياق معاين‬
‫لتحقيق ذاته‪(.‬نعساني‪)85 ,2007,‬‬

‫‪ -‬العوامل المؤثرة في فاعلية الذات ‪:‬‬


‫علااى الااريم ماان أن العواماال المااؤثرة فااي فاعليااة الااذات كاناات محاال اهتمااام الكثياارين ماان علماااء‬
‫الااانفس‪ ,‬إال أن رؤياااة عاااالم الااانفس األمريكاااي ( ‪ ) Bandura‬جاااديرة باالعتباااار لماااا لهاااا مااان داللاااة‬
‫لموضوعنا الحالي (توكيد الذات)‪ ,‬وباالستفادة مما تطرحه أدبيات علم النفس في هذا الشأن‪ ,‬فنن هناك‬
‫مجموعة من العوامل التي تؤثر في فاعلية الذات بما ينعكس على سلوك الشخص وممارسااته الذاتياة‪,‬‬
‫وهذه العوامل تتلخص في ‪( :‬الرشيدي‪ ،1995 ،‬ص‪)140:‬‬

‫‪ -‬اسنجازات األدائية‪.‬‬
‫‪ -‬الخبرات البديلة‪.‬‬
‫‪ -‬االستعداد لإلقناع واالقتناع‪.‬‬
‫‪ -‬االستثارة االنفعالية‪.‬‬
‫‪ -‬معايير السلوك‪.‬‬
‫وتأتي أهمية التعريف بهذه العوامل‪ ,‬من أن المعرفة بها تؤدي إلى تنمية سيكلوجية داخلياة قوامهاا‬
‫التوقع اسيجابي للفعالية الذاتية مع السيطرة االنفعالية على توقعات النتيجة ‪:‬‬

‫‪12‬‬
‫‪ -‬اإلنجازات األدائية ‪:‬‬
‫يقصد بها اسنجازات التاي تترتاب علاى أداء الشاخص فاي مجاال معاين‪ ,‬إن األداء النااجح عموماا ً‬
‫يرفع توقعات الفاعلية‪ ,‬أما األداء الضعيف‪ ,‬والاذي يترتاب علياه اسخفااق‪ ,‬فنناه يخفا هاذه التوقعاات‬
‫هذا هو المبدأ العام‪ ,‬وفي إطار هذا المبدأ ال بد من التأكيد على اعتبارات أساسية ‪:‬‬
‫إن النجاح في األداء يرفع من فاعلية الذات بدرجة أكبر عندما تكون الصاعوبات‬ ‫‪‬‬
‫أكبر‪.‬‬
‫إن النجاح في األداء يرفاع مان فاعلياة الاذات بدرجاة أكبار إذا كاان الشاخص هاو‬ ‫‪‬‬
‫الذي قام باسنجاز بمفرده مقارنة بقيامه باسنجاز بمساعدة آخرين‪.‬‬
‫إن الفشل في األداء ال يقلل من فاعلية الذات بدرجة كبيرة إذا كان الفرد يعتقد أنه‬ ‫‪‬‬
‫لم يبذل سوى جهد قليل‪.‬‬
‫إن الفشل في األداء ال يقلل من فاعلية الاذات إذا كاان الفارد قاد تعارا لظاروف‬ ‫‪‬‬
‫قهرية‪.‬‬

‫‪‬‬
‫‪ -‬الخبرات البديلة ‪:‬‬
‫يقصد بالخبرات البديلة تلك الخبرات الخاصة باآلخرين‪ ,‬فالفرد يالحظ ييره من الناس في حالتي‬
‫النجاح واسخفاق‪ ,‬إن نجاح اآلخرين أو إخفاقهم هو الخبرة البديلة‪ ,‬وإذا سلمنا بأن المثيارات الخارجياة‬
‫ال تحدد سلوك الفرد‪ ,‬وإنما حاجات الفارد الداخلياة هاي التاي تحادد هاذا السالوك‪ ,‬فانن الخبارات البديلاة‬
‫تكاون مصاادر تنمياة للفعاليااة الذاتيااة إذا أخضاعها الفاارد لسايطرته وتحكمااه بحيااث تكاون مصاادر شاحذً‬
‫سرادته‪ ,‬إنك قد تجاد شخصاا ً فاي مساتوى كفاءتاك أو أقال‪ ,‬وقاد حقاق نجاحاا ً ملموساا ً فاي نشااط معاين‪,‬‬
‫ويمكنك أن (تختار) السلوكيات التاي تهادف مان خاللهاا الوصاول إلاى مثال هاذا النجااح‪ ,‬مثلماا يمكناك‬
‫اختيار سلوك اليأس والحسد‪ ,‬وأنت قاد تالحاظ أن شخصاا ً ماا‪ ,‬يجاري تقاديمك لاه باعتبااره أعلاى مناك‬
‫كفاءة‪ ,‬وقد حقق نجاحا ً باهرا ً وشهرة ذائعة الصيت‪ ,‬وفي هذه الحالة يمكنك االختيار بين أن تسعى إلى‬
‫نجاااح مماثاال‪ ,‬أو اختيااار عاادم التااأثر‪ ,‬أو أن تختااار ساالوكا ً مادمرا ً للااذات (كاليااأس والحقااد)‪ ,‬ال شااك أن‬
‫اختيار السلوك السلبي أيا ً كانت صاوره وأشاكاله هاو سالوك مادمر للاذات‪ ,‬كماا أن اختياار سالوك ييار‬
‫واقعااي هااو ساالوك ماادمر للااذات أيض ااً‪ ,‬إن الخباارات البديلااة تكااون مصاادرا ً لتنميااة فاعليااة الااذات إذا‬
‫اسااتثمرها الشااخص لشااحذ إرادتااه‪ .‬والقيااام بساالوك إيجااابي يتفااق مااع مفاااهيم الواقعيااة والمسااؤولية‬
‫والصواب‪ ,‬وهي المفاهيم األساسية في العالج بالواقع مثلما هاي مفااهيم أساساية فاي نظرياة االختياار‪.‬‬
‫(خير هللا‪ ،1981 ،‬ص‪)179:‬‬

‫‪‬‬
‫‪ -‬االستعداد لإلقناع واالقتناع ‪:‬‬

‫‪13‬‬
‫تااتداد فاعليااة الااذات لاادى األشااخاص األكثاار قاادرة علااى إقناااع اآلخاارين‪ ,‬والااذين لااديهم اسااتعداد‬
‫لالقتناع باآلخرين ما دام اآلخرون يقدمون الحجج المقنعة أو األدلة والباراهين المقنعاة‪ ,‬إنماا يتمتعاون‬
‫بفاعلية مرتفعة للذات ‪ .‬وفي الوقات نفساه‪ ,‬فانن اسقنااع يمكان أن يتخاذ وسايلة لتنمياة فاعلياة الاذات‪ ,‬إن‬
‫شخصا ً مؤثرا ً أو مقبوالً يمكن أن يقنع آخرين بأن يطوروا فاعلية ذواتهم ما داماوا قاد وجادوا فاي ذلاك‬
‫وساايلة لتحقيااق إشااباع أفضاال لحاجاااتهم‪ ,‬مااا دام الشااخص القااائم باسقناااع يمتلااك مقومااات التااأثير فااي‬
‫اآلخرين‪ ,‬وأن يكون النشااط الاذي يقناع اآلخارين باه نشااطا ً واقعياا ً يمكانهم القياام باه‪ ,‬أي أن اسقنااع و‬
‫باعتباره وسيلة لتنمية فعالية الذات و إنما يتحدد بعوامل بعضها يتعلق بالقائم باسقناع‪ ,‬وبعضاها اآلخار‬
‫يتعلق بالمستهدف إقناعهم‪ ,‬والباقي يتعلق بالسلوك أو موضوع اسقناع‪ ,‬ويكون اسقناع فعاالً في تنمياة‬
‫فاعلية الذات إذا ارتبو باألداء الناجح‪" ,‬إنك عان طرياق اسقنااع يمكناك أن تحمال شخصاا ً علاى القياام‬
‫بسلوك معين‪ ,‬فنذا نجح أداؤه في هذا السلوك‪ ,‬حينئذ يكون اسقناع وسيلة لتنمية فعالية الذات"‬

‫‪ -‬االستثارة االنفعالية ‪:‬‬


‫تكون االستثارة االنفعالية مصدرا ً لتنمية الذات إذا كان االنفعال فاي حادوده الطبيعياة أو المقبولاة‪,‬‬
‫فاالنفعال الشديد (الحماس التائد عن الحد) يخ ِّفّ األداء‪ ,‬مثلما هاو الحاال عناد التبلاد االنفعاالي (عادم‬
‫الحماس)‪ ,‬إن بنمكان الفرد أن يحكم علاى قدرتاه علاى تنفياذ عمال معاين فاي ضاوء مساتوى االساتثارة‬
‫االنفعالية لديه‪ ,‬فالذين يخبرون خوفا ً شديدا ً أو قلقا ً حادا ً يغلب أن تكون توقعات فاعليتهم منخفضة‪ ,‬فقاد‬
‫يجيد الممثل أداء دوره خاالل التجاارب األولياة الساابقة للعارا ويحااول الاتمكن مان هاذا الادور ألناه‬
‫يعرف أنه في حاجة إلى هذا استقان ليلة االفتتاح ألن الخوف قد ينسيه الحوار الالزم لهاذا الادور‪ ,‬وقاد‬
‫الحظ المعالجون النفسيون منذ زمن طويل أن خف القلق وزيادة االسترخاء الجسمي يمكن أن ييسار‬
‫األداء‪ ,‬وأن معلومات االستثارة ترتبو بعدة متغيرات‪.‬‬
‫أولها ‪ :‬مستوى االستثارة ‪ :‬ونحن نعرف عادة حاالتنا االنفعالية‪ ,‬وترتبو االساتثارة االنفعالياة فاي‬
‫بع المواقف بتتايد األداء فقلق الممثل في ليلة االفتتاح إن لم يكن شديدا ً يتيد من توقعات فاعليته‪.‬‬
‫والمتغير الثاني ‪ :‬هو الدافعية المدركة لالستثارة‪ ,‬فنذا عرف الفرد أن الخوف أمر طبيعي‪ ,‬فننه قد‬
‫ينتابه بدرجة طبيعية أثناء قيادة السيارة في طريق يير ممهد‪ ,‬هذا الخوف العادي قاد يرفاع مان فعالياة‬
‫الشخص‪.‬‬
‫وأخيراً‪ ,‬فنن االستثارة االنفعالية العالياة قاد تعاوق أداء األعماال المعقادة‪ ,‬وإن كانات تيسار استماام‬
‫الناجح لألعمال السهلة‪.‬‬

‫‪ -‬المعايير الداخلية للسلوك ‪:‬‬


‫تتداد فاعلية الذات إذا كانت سلوكيات الفرد تقابل ماا لدياه مان معاايير "إنناا نضاع معاايير لاألداء‬
‫فنذا حققناها‪ ,‬فنن الذات تصدر مكافآت واضحة كاالعتتاز بما قمنا به‪ ,‬والرضا عن أنفسانا‪ ,‬أماا إذا لام‬
‫تتحقق‪ ,‬أو لم ترق إل ى مستوى ماا لادينا مان معاايير‪ ,‬فانن النتيجاة يمكان أن تكاون عادم الرضاا‪ ,‬أو نقاد‬

‫‪14‬‬
‫الذات‪ ,‬إننا نعمل لكي نحصل على مكافآت ولكي نتجنب عقوبات وفقا ً لمعايير تنشئها الاذات‪ ,‬فانذا كاان‬
‫سلوكنا يتفق وهاذه المعاايير تاتداد فاعلياة الاذات‪ ,‬والعكاس صاحيح‪ ,‬لكان هاذه المعاايير قاد تكاون ييار‬
‫سوية‪ ,‬أي تبتعد عن الواقعية والمسؤولية والصواب‪ ,‬وحينئاذ يقاع الفارد تحات وطاأة المعانااة وإن كاان‬
‫سلوكه يقابل معايير ذاته‪ ,‬إن االحتيال أو الغ أو التدليس قاد يحقاق لصااحبه ماا كاان يصابو إلياه مان‬
‫مكسب (وفق معاييره)‪ ,‬لكنه سيتعرا للعقاب القانوني والنبذ االجتماعي‪.‬‬
‫ومن هنا فنن معاايير السالوك الفعاال أو الساوي ال تقتصار علاى الجواناب المهنياة‪ ,‬وإنماا تتضامن‬
‫المعيار األخالقي حسب متطلبات الواقع الثقافي للفرد‪ ,‬فهذا المعيار إذا كان يجناب الفارد عقااب الاذات‬
‫بواسطة مؤسسات الضبو االجتماعي فننه أيضا ً يجنبه هذا العقاب بواسطة الذات بما فيها مما اصطلح‬
‫على تسميته (بالضمير)‪ ,‬فنذا كاان الضامير عاامالً هاماا ً فاي نماو الشخصاية‪ ,‬فنناه يصاف هاذا الجاناب‬
‫المكبوح في بناء الذات‪ ,‬إن الضمير هو العملية التي تضبو السالوك فاي اتجااه معاايير األخاالق والقايم‬
‫بما يتفق وصورة الذات‪ ,‬فاسنسان يسعى لتحقيق أهدافه أو إشباع حاجاته‪ ,‬والضامير ماا هاو إال موجاه‬
‫لهذا المسعى من منظور األخالق والقيم أيا ً كانت مصادرها‪ ,‬والضمير طراز للتفاعل مع الذات يتناقله‬
‫الصاغار عاان الكباار ليصاابح جات ًء ماان بنااء الااذات‪ ,‬أال تارى إلااى طفال الثالثااة يتبناى معااايير الوالاادين‪,‬‬
‫ويحاول أن يجنب نفسه العقاب والنبذ؟ إنه في ذلاك يضاطر إلاى إحادا تغييار فاي بنااء ذاتاه بتضامين‬
‫توقعاات الوالاادين مناه واسااتدماج معاييرهماا داخاال هاذا البناااء‪ ,‬ومان أجاال الحفااظ علااى صاورة الااذات‬
‫مقبولة‪ ,‬فنن الضمير يتحول إلاى ناوع مان التوجياه الاذاتي الشاامل للسالوك ماع نماو صاورة الاذات فاي‬
‫الرشد باعتبارها نوعا ً من االلتتام بالقيم واألخالقيات والعرف والتقاليد‪.‬‬

‫خامسا ً ‪ :‬توكيد الذات وكفاءة أداء القائد لدوره‪‬‬


‫‪‬‬
‫‪ -‬التوكيد وأداء القائد ‪:‬‬

‫‪15‬‬
‫يمكن القاول أن هنااك عالقاة وثيقاة باين توكياد الاذات وكفااءة أداء القائاد لادوره‪ ,‬فالتوكياد يعاد‬
‫شرطا ً ضروريا ً لكاي ياتمكن مان أداء دوره بنجااح‪ ,‬وال يقاف األمار عناد ذلاك فالتوكياد المرتفاع يُم ّكان‬
‫المرؤوس أيضا ً من إقامة عالقات أكثار وضاوحا ً ورساوخا ً ماع رئيساه‪ ,‬وزمالئاه‪ ,‬ويجعلاه أكثار قادرة‬
‫على التعبيار عان وجهاات نظاره لتعاديل وتطاوير الارؤى المطروحاة والتوجهاات الرئاساية مماا يعاود‬
‫بالنفع‪ ,‬في ظل االستخدام الرشيد لتلك المهارة‪ ,‬على الجميع‪( ..‬فرج‪ ،1998 ،‬ص‪)362 :‬‬

‫‪‬توكيد القائد لذاته ‪:‬‬


‫حين نحلل الوظائف اسشرافية التي يشغلها القادة اسداريون سنجدها متعاددة‪ ,‬فالقائاد يوجاه‪ ,‬وينقاد‬
‫العمل السيئ‪ ,‬ويكافئ‪ ,‬ويمادح األداء المتميات‪ ,‬ويساائل ال ُمقصار‪ ,‬ويعاقاب المهمال‪ ,‬ويانظم بيئاة العمال‪,‬‬
‫ويااوزع األدوار‪ ,‬ويباادأ أنشااطة جدياادة‪ ,‬ويفا اشااتباكا ً بااين طاارفين‪ ,‬ويسااعى لحاال صااراع نشااأ داخال‬
‫الجماعااة‪ ,‬ويطلااب تغيياار بع ا الساالوكيات يياار المريوبااة‪ ,‬ويقاادم تقااارير شاافهية للرؤساااء األعل اى‪,‬‬
‫ويطلب توضيحات منهم حين يصادرون إلياه تعليماات يعتقاد أنهاا ييار كافياة‪ ,‬ويطلاب تفسايرا ً لسالوك‬
‫معين صدر عن أحد مرؤوسيه‪ ,‬ويقدم تبريرات لقرار اتخذه‪ ,‬ويعبر عن ارتياحه لآلخر أو استيائه من‬
‫سلوكه‪ ,‬ويتخذ قرارات حاسمة قد ال تُرضي بع األطراف‪ ,‬كنقل شخص لعمل آخر لعدم كفاءتاه‪ ,‬أو‬
‫مجازاته لتأخره‪ ,‬ويناق تقارير‪ ,‬ويتلقى شكاوى‪ ,‬ويدير اجتماعات‪ ,‬ويُجري مقاابالت الختياار أفضال‬
‫المرشحين لعمل‪ ,‬وهي من أهم العمليات التي تتأثر بها الجماعة )‪.(Braun, 1995,P:6‬‬

‫إذا حللنا هذه المهام‪ ,‬التي تعتبر جوهر عملية القيادة‪ ,‬ونظرنا إليها مان المنظاور التوكيادي‪ ,‬سانجد‬
‫أنه اا تتطلااب أن يتحلااى القائااد بقاادر مرتفااع ماان مهااارة المبااادأة والمواجهااة‪ ,‬واسفصاااح عاان المشاااعر‬
‫اسيجابية والسلبية‪ ,‬وإعالن اآلراء المتفقة والمختلفة مع اآلخرين‪ ,‬ومقاومة الضغوط‪ ,‬وهي كما أصبح‬
‫معروفا ً لدينا‪ ,‬من المهارات الرئيسية للسلوك التوكيدي‪ ,‬أي أنه يمكننا القول باأن تاوافر تلاك المهاارات‬
‫يعد عنصرا ً رئيسيا ً لكي يصبح القائد فعاالً‪ ..‬وفي المقابل فنن انخفاضها سيقلل من صالحياته‪ ,‬وحادود‬
‫دوره ويحااد ماان حركتااه‪ ,‬ويتيااد ماان ضااغوط اآلخاارين عليااه‪ ,‬ويجعلااه شاابه عاااجت عاان القيااام بالمهااام‬
‫المنوطااة إليااه علااى المسااتوى المطلااوب‪ ,‬وهااو مااا يباارز حاجااة القااادة إلااى تنميااة مهاااراتهم التوكيديااة‪,‬‬
‫ويتسنى ذلك من خالل برامج التدريب التوكيدي‪ ,‬والتي اكتسبت أهمية خاصة بوصفها إحدى الركاائت‬
‫األساساية لبارامج تنمياة القاادة فهااي‪ ,‬مان جهاة‪ ,‬تقاي القائاد والمرؤوسااين والمنظماة مان اآلثاار الساالبية‬
‫الناجمة عن انخفاا المهارات التوكيدية للقائد‪ ,‬ومن الجهة األخرى‪ ,‬فننها تجعله أكثر فعالياة فاي أداء‬
‫المهام المنوطة به‪.‬‬
‫ويقتاارح الباااحثون‪ ,‬فااي هااذا الصاادد‪ ,‬مجموعااة ماان المبااادي والتوجيهااات التااي تساااعد القائااد حاين‬
‫يتمثلهااا علااى تنميااة مهاراتااه التوكيديااة‪ ,‬بغيااة تحقيااق الغايااات التنظيميااة المطلوبااة‪ ,‬قوامه اا مااا يلااي‪:‬‬
‫)‪(Guirdham,1990,P:170‬‬

‫‪ ‬ال تُش ِّعر اآلخرين بأنك متفوق عليهم‪ ,‬وأنه ليس بنمكانهم أن يضيفوا شيئاً‪ ,‬هذا يهدد احتارامهم‬
‫لذاتهم‪ ,‬وقد يدفعهم أيضا ً إلى تتبع الثغرات فيما تقول بدالَ من محاولة استيعابه‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫ال تعبر عن آرائك بشكل جازم‪ ,‬وقاطع‪ ,‬في بداياة االجتماعاات‪ ,‬حتاى ال تفارا توجهاا ً معيناا ً‬ ‫‪‬‬
‫على المرؤوسين‪ ,‬وحتى ال تضطر‪ ,‬في المقابل‪ ,‬للتراجع سريعا ً عنها في ضوء ما تسافر عناه‬
‫المناقشات من آراء واعتبارات جديدة‪.‬‬
‫ال تسمح بتحويل القضايا والمشاكل الخاصة إلى عامة‪ ,‬أو االساتمرار فاي تبريار الخطاأ تأسايا ً‬ ‫‪‬‬
‫باآلخرين‪.‬‬
‫قدم معلومات شخصية تكشف عن الجانب اسنساني منك‪ ,‬إذا أردت أن تترك انطباعات محببة‬ ‫‪‬‬
‫عنك‪ ,‬ولكن بحذر‪.‬‬
‫أبرز اهتمامك باآلخر على المستوى يير اللفظي من خالل نظراتك‪ ,‬وتعبيرات وجهك‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫لكااااااي توجااااااه نقاااااادا ً بطريقااااااة توكيديااااااة فعالااااااة احاااااارص علااااااى مراعاااااااة مااااااا يلااااااي ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫)‪(Guirdham,1990,P:182‬‬
‫يجب أن ينصب نقدك على األداء‪ ,‬وليس على الشخص‪ ,‬حتى ال يعتقد بأناك تقلال مان‬ ‫‪‬‬
‫قدره‪.‬‬
‫ادخل في الموضوع الذي تريد أن تنتقده بشأنه مباشرة حتى يعرف اآلخار خطاأه ألن‬ ‫‪‬‬
‫االستدراج والمداورة قد يجعله يتصلب أو يحاول البحث عن مخرج أثناء ذلك‪.‬‬
‫كن محددا ً وال تستخدم عبارات‪ ,‬وصفات عامة‪ ,‬فاال تقال ماثالً للمتاأخر ‪ :‬إناك مهمال‪,‬‬ ‫‪‬‬
‫وسيء‪ ,‬ويير مساؤول‪ ,‬ولكان صاف ماا قاام باه ويساتحق النقاد "لقاد الحظات تاأخرك‬
‫ثالثة أيام متتالية‪ ,‬وهو ما يترتاب علياه أن يتحمال بقياة الاتمالء مهاماك ويحملناي أناا‬
‫أيضا ً مهام إضافية‪.‬‬
‫حاول إيجاد مناخ إيجابي يعرف فيه الفرد أنك تقدم عائدا ً تصحيحيا ً له‪ ,‬وليس هجوماا ً‬ ‫‪‬‬
‫شخصيا ً عليه‪ ,‬ووضح له المتايا التي قد يجنيها من تصحيح سلوكه‪"..‬أنا أخبرك بهذا‬
‫ألني أعرف طموحك للترقي‪ ,‬وأن هذه األعمال قد تعرقل تقدمك"‪.‬‬
‫حاول أن تحصل على رد فعله للنقد‪ ,‬وامنحه فرصة للرد على ما تقول‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫حدّد العقباات التاي تحاول دون تغييار سالوكه‪ ,‬واساأله مقترحاتاه للتغلاب عليهاا‪ ,‬فعلاى‬ ‫‪‬‬
‫سبيل المثال إذا تأخر بسبب سوء إدارته لوقته ساعده على تحسين إدارة وقته‪.‬‬
‫تقبل حق اآلخار فاي أن يارى األشاياء بطريقاة مختلفاة عناك‪ ,‬فالمشارف ييار المؤكاد يرياد أن‬ ‫‪‬‬
‫يرى اآلخرون ما يراه‪ ,‬أما المؤكد فيعرف أن أولويته ليست أولويات اآلخر‪ ,‬وكذلك رؤاه‪.‬‬

‫سادسا ً ‪ :‬الخاتمة‬
‫إن اإلدارة هي العلم والفن‪ ,‬والجانب العلمي من القائد يجب أن يتوفر بالقدر العالي الذي‬
‫يمكنه من اتخاذ العديد من القرارات الهامة في المنظمة‪ .‬أما فيما يتعلق بالجانب الفني‬
‫في اإلدارة فإن القائد الناجح والذي يسعى بأن يكون متفوقا ً على أقرانه وقادرا ً على خلق‬

‫‪17‬‬
‫التواصل والتفاعل مع المرؤوسين‪ ,‬فعليه أن يكون قادرا ً على تكامل الجانب العلمي مع‬
‫الجانب الفني لإلدارة لكي يحقق التفاعل الذي ينطلق منه هو والمرؤوسين نحو تحقيق‬
‫أهداف المنظمة وأهدافهم الشخصية داخل هذه المنظمة‪ .‬ولعل السلوك التوكيدي الذي‬
‫ينطلق منه القائد لتحقيق هذا التفاعل هو الذي يحكم قدرته على أن يكون قائدا ً متميزا ً أو‬
‫باألحرى (القائد الفنان)‪.‬‬

‫قائمة المراجع‬
‫‪ .1‬نعساني‪ ,‬عبد المحسن‪ ,2007 .‬إدارة الذات‬
‫‪ .2‬أبو النصر‪ ,‬مدحت‪,2008.‬إدارة الذات‪ ,‬دار الفجر‪.‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ .3‬ماهر‪ ,‬أحمد‪ ,2005.‬إدارة الذات‪ .,‬اإلسكندرية‪ ,‬الدار الجامعية‬

‫‪18‬‬

You might also like