Foko MHD 2

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 28

‫المملكة العربية السعودية‬

‫هـيـئـة الســوق الـماليــة‬

‫االستثمارات المالية‬
‫وأسواق األسهم‬
‫مقدمة ‪:‬‬
‫تبدأ حياة الفرد العملية ويبدأ معها الدخل المستمر الذي يتم إنفاقه على الحاجات األساسية ‪ ،‬ومع الوقت يرتـفع‬
‫الدخل وتزداد القدرة على اإلدخار ومن ثم التفكير في توظيف هذه المدخرات في استثمارات تحقق للفرد مزيداً من‬
‫العوائد وتضمن له الحفاظ على القوة الشرائية ألمواله التي قد تتراجع مع إرتفاع األسعار ‪.‬‬

‫من هنا تزداد الحاجة للمعرفة في الكيفية المالئمة لتوظيف هذه المدخرات في أوعية استثمارية تساعد الفرد في‬
‫تحقيق أهدافه الحياتية ‪.‬‬
‫الوحدة األولى‪ :‬مدخل‬
‫الشرائية ألمواله التي قد تتراجع مع ارتفاع األسعار‪.‬‬ ‫تبدأ دورة حياة الفرد بإكماله لمراحل التعليم ودخوله‬
‫وتشمل أصول االستثمارات العينية العقار واألراضي‬ ‫مرحلة العمل حيث يحصل على‬
‫والسلع وغيرها؛ في حين تشمل األصول المالية الودائع‬ ‫عائد أو دخل من عمله في صورة الدخل هو العائد من‬
‫لدى البنوك‪ ،‬وصناديق االستثمار‪ ،‬واألسهم والسندات‬ ‫أن العمل والممتلكات‬ ‫راتب أو أجر‪ .‬ومن الطبيعي ْ‬
‫يقوم اإلنسان بتوزيع دخله بين التي يحوزها الفرد‬
‫العمل‬ ‫االستهالك واالدخار‪ .‬وعادة ما‬
‫ينفق الفرد معظم دخله على‬
‫الدخل‬ ‫االستهالك‬
‫متطلباته االستهالكية من سلع غذائية وكساء ومسكن‬
‫االدخار‬ ‫وسيارة‪ ،‬وخدمات تعليمية‬
‫القوة الشرائية هي قدرة وصحية وترفيهه وغيرها؛‬
‫الدخل والنقود على شراء في حين أ َّنه يدخر ما تبقى‬
‫الثـروة‪ :‬أصـول مالـيـة‬ ‫الثـروة‪ :‬أصـول ماديـة‬
‫(نقود سائلة‪ ،‬أسهم‪،‬‬ ‫(عقارات ‪ ،‬ذهب ‪ ،‬سلع‬ ‫وحيازة السلع والخدمات‪ .‬وإذا له من بعد استيفاء تلك‬
‫سندات ودائع بالبنوك‬ ‫‪ ...‬الخ)‬
‫‪ ...‬الخ)‬ ‫ارتفعت األسعار تراجعت قدرة المتطلبات ‪ .‬وفي بداية العمل‬
‫الفرد على الشراء وفقدالدخل الوظيفي َّ‬
‫فإن الدخل عادة ما‬
‫ً‬
‫والنقود جزاءا من قيمتهما‪.‬‬
‫والعمالت األجنبية وغيرها‪ .‬وتحقق هذه االستثمارات‬ ‫يكون منخفضًا ‪ ،‬ومع مرور‬
‫عوائد إضافية تُضاف إلى دخل الفرد ويوظفها هي‬ ‫الزمن وتحسن مستوى‬
‫األخرى لدعم االستهالك المستقبلي ‪.‬‬ ‫الدخل يبدأ الفرد تدريجيا في زيادة مدخراته وتوظيفها‬
‫و ُي ّنوع الفرد استثماراته ويوازن بينها ليضمن تحقيق‬ ‫في مجاالت متنوعة من أجل زيادة دخله أكثر وأكثر‪.‬‬
‫أهدافه‪ .‬وعلى المدى القصير الممتد حتى سنة قد‬ ‫التكون؛ إذ‬
‫ومع زيادة مدخرات الفرد تبدأ الثروة في ّ‬
‫يكون هدف الفرد شراء سيارة‪ ،‬أو شقة‪ ،‬أو تكوين أسرة‬ ‫ُعرف الثروة بأ َّنها المدخرات المتراكمة‪ .‬ويسعى‬ ‫تّ‬
‫أما على المدى المتوسط الذي قد يمتد من‬ ‫صغيرة‪َّ .‬‬ ‫الفرد إلى توظيف هذه الثروة في استثمارات تتضمن‬
‫سنة لخمس سنوات‪ ،‬فربما تتحول األهداف إلى تكوين‬ ‫ال عينية وأخرى مالية متنوعة تحقق له المزيد‬ ‫أصو ً‬
‫أسرة وتنشئة األطفال بصورة طيبة وتعليمهم‪ ،‬والبدء‬ ‫من العوائد والدخل وتضمن له الحفاظ على القوة‬

‫‪2‬‬
‫العوائد المتدنية‪ ،‬أو المخاطر المتزايدة‪ ،‬أو الخسائر‬
‫التي قد تحيق بهم على المدى القصير‪ .‬ولتقليل‬
‫مخاطر االستثمار بقدر اإلمكان يتعين على اإلنسان‬
‫تنويع استثماراته في األصول المالية و العينية التي‬
‫سبق ذكرها ؛ ويعبر عن ذلك بالقول الشائع ‪ « :‬ال‬
‫تضع البيض في سلة واحدة »‪.‬‬
‫في عمل خاص أو مشروع صغير يزيد من دخل الفرد‪.‬‬
‫وعلى المدى البعيد قد يتحول األمر إلى التخطيط لما‬
‫الوحدة الثانية‪ :‬األسواق المالية‬ ‫بعد سن التقاعد من ضمان حياة كريمة له وألسرته‬
‫يمكن تصنيف أفراد المجتمع اقتصاديًا إلى مجموعتين‪:‬‬
‫فيما تبقى من سنين عمره وترك ميراث مناسب لمن‬
‫أفراد مستثمرون‪ ،‬وهؤالء لديهم الرغبة في إنشاء‬
‫أن يتوفاه اهلل‪.‬‬
‫وراءه بعد ْ‬
‫الشركات والمؤسسات وإقامة المشاريع المختلفة‪ ،‬ولكن‬
‫وينبغي لإلنسان توظيف ثروته لتحقيق أهدافه من‬
‫ربما ال توجد لديهم األموال الكافية لتنفيذ ذلك؛ وآخرون‬
‫خالل استثمارات مناسبة تتوافق مع ما لديه من رأس‬
‫مدخرون‪ ،‬لديهم األموال ولكن ليس لديهم الرغبة أو‬
‫مال وتكفل له أكبر عائد ممكن‪ .‬ومن المعروف في‬
‫المعرفة أو القدرة على استثمارها بأنفسهم‪ .‬وغالبًا ما‬
‫مجال االستثمار أ َّنه كلما اشتدت المخاطر يتوقع‬
‫ينتمي المدخرون إلى فئات مختلفة من المجتمع‪ ،‬فمنهم‬
‫أن يصاحبها ارتفاع في العوائد واألرباح ‪ ،‬وكلما‬ ‫ْ‬
‫العاملون والموظفون والمتقاعدون الذين يستطيعون‬
‫تراجعت المخاطر ُيتوقع ْ‬
‫أن تتدنى العوائد واألرباح‬
‫ادخار جزء من دخولهم‪ .‬ويلجأ المستثمرون إلى الحصول‬
‫أن األفراد يختلفون في مدى قدرتهم على‬ ‫‪ .‬غير َّ‬
‫على األموال المدخرة لمساعدتهم على إنشاء الشركات‪،‬‬
‫تحمل المخاطر واإلقبال عليها؛ فمنهم من ُيقبل على‬
‫فيقومون بتقسيم رؤوس أموال الشركات إلى حصص‬
‫ال في تحقيق عوائد مرتفعة‬ ‫المخاطرة بأمواله أم ً‬
‫أو أجزاء يعرف كل جزء منها بالسهم وعرضها للبيع‬
‫وسريعة‪ ،‬ومنهم من ينأى ويتجنب المخاطرة ويميل‬
‫حيث يقوم كل مدخر بشراء عدد من هذه األسهم في‬
‫للسالمة والتحفظ في استثماراته‪ .‬كذلك يختلف‬
‫حدود ما يملك من مدخرات‪.‬‬
‫األفراد في قدرتهم على الصبر واالنتظار في مواجهة‬

‫‪3‬‬
‫‪ 1-2‬تعريفات‬
‫السوق المالية‪ :‬هي سوق يتم فيها تداول ( بيع وشراء )‬
‫األوراق المالية ‪.‬‬

‫إن ما يشتريه المدخر من أسهم يجعله مساهمًا ومشاركًا‬‫َّ‬


‫في رأس مال الشركة‪ ،‬وبالتالي في إدارتها وقراراتها‬
‫المختلفة بمقدار حصته في رأس مال الشركة‪ .‬وفي‬
‫أن يشاركهم‬ ‫أحوال أخرى ال يرغب المستثمرون ْ‬
‫المدخرون في إدارة الشركة وقراراتها؛ لذا يلجؤون‬
‫وتشمل األوراق المالية ‪ :‬األسهم والسندات ‪ ،‬وكذلك‬
‫إلى الحصول على أموال المدخرين عبر االقتراض‬
‫يتم فيها تداول العمالت‪ .‬وتبعًا لذلك تتفرع األسواق‬
‫منهم‪ ،‬فيقوم المستثمرون بتقسيم ما يحتاجون إليه‬
‫المالية إلى أسواق أسهم وأسواق سندات وأسواق‬
‫من أموال لشركاتهم إلى حصص أو أجزاء يعرف كل‬
‫عمالت‪ .‬وتعد األسهم صكوك ملكية لجزء من رأس مال‬
‫جزء منها بالسند أو الصك ‪ ،‬ويقوم المدخرون بشراء‬
‫الشركة التي تصدرها‪ ،‬في حين تعد السندات صكوك‬
‫هذه السندات كل في حدود ما يرغب ويملك من‬
‫مديونية على الجهة التي تصدرها‪ .‬فإذا قمت بشراء سهم‬
‫مدخرات‪ ،‬على أمل تحقيق عائد من حيازتها ثم استرداد‬
‫ما فقد أصبحت مشاركا أو مساهما في الشركة‪ ،‬أما‬
‫أن ينتهي أجلها‪.‬‬
‫قيمتها بعد ْ‬
‫إذا قمت بشراء سند على أحد الشركات فقد أصبحت‬
‫دائنًا لها‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫أما األسهـم المـمـتازة‬ ‫ـقدم المدخرون على شراء األسهم لغرضين؛ األول‪:‬‬ ‫و ُي ْ‬
‫تطرح أسهم الشركات الجديدة‬
‫فهي التي تمنح مالكها‬ ‫الحصول على جزء من األرباح التي تحققها الشركة‬
‫والشركات القائمة ‪ -‬التي تهدف‬
‫لزيادة رأس مالها ‪ -‬لإلكتتاب‬ ‫حقوقا وأولوية في‬ ‫ويعرف هذا باألرباح الموزعة ‪.‬‬
‫عن طريق البنوك المحلية في‬ ‫الحصول على حقوقه‬ ‫والثاني‪ :‬قد ترتفع أسعار هذه األسهم نتيجة لزيادة‬
‫المملكة‪ ،‬ويتحدد في الطرح‬ ‫من الشركة‪.‬‬ ‫الطلب عليها بسبب نمو أعمال الشركة وزيادة أرباحها‪،‬‬
‫إجمالي عدد األسهم المطروحة‬ ‫فتزيد قيمة ما يمتلكه المستثمر من األسهم‪ ،‬ويعرف‬
‫وهناك نوعان رئيسان‬
‫لإلكتتاب العام‪ ،‬ونسبة ما تمثله‬
‫من أس��واق األسهم‪:‬‬ ‫هذا باألرباح الرأسمالية‪.‬‬
‫من إجمالي رأس مال الشركة‪،‬‬
‫وسعر السهم‪ ،‬والحد األقصى‬ ‫السوق األولية والسوق‬ ‫ويتم بيع وشراء األسهم بالسوق بشكل منظم وقانوني‬
‫لالكتتاب‪ ،‬ومدة االكتتاب‪.‬‬ ‫الثانوية‪.‬‬ ‫حتى ال تضيع حقوق المتعاملين‪ .‬وتتم جميع عمليات‬
‫ويقبل المدخرون على االكتتاب‬ ‫الســوق األولـية‪ :‬هي‬ ‫البيع والشراء عادة عن طريق شركات الوساطة المالية‬
‫وشراء األسهم في السوق‬ ‫المرخص لها من قبل الجهة المشرفة على السوق وهي‬
‫سوق إصدار السهم ‪ ،‬أي‬
‫األولية لألرباح التي يتوقعون ان‬
‫عندما تؤسس الشركة‬ ‫«هيئة السوق المالية» في المملكة العربية السعودية‪.‬‬
‫يجنوها من بيع األسهم الحق ًا‬
‫في ما يعرف بالسوق الثانوية‪.‬‬ ‫وت��ط��رح أسهمها‬
‫للمتعاملين ألول مرة‪،‬‬ ‫وهناك أنواع متعدددة لألسهم التي يتم تداولها‬
‫أو عند زيادة رأس مال إحدى الشركات القائمة‪ .‬فإذا‬ ‫بالسوق؛ فهناك األسهم العادية التي تعطي حاملها الحق‬
‫ُأدرجت هذه األسهم بالسوق استطاع المشتري األول‬ ‫في حضور الجمعية العمومية للشركة وإبداء رأيه‬
‫أن يبيعه في سوق التداول التي تعرف بالسوق‬
‫للسهم ْ‬ ‫في طريقة إدارة الشركة‪ .‬وهناك أسهم المنحة ‪ :‬وهي‬
‫أن األسهم تصدر وتباع بالسوق األولية‪،‬‬
‫الثانوية‪ .‬أي َّ‬ ‫التي توزع مجانًا على مالكي األسهم العادية‪ ،‬بغرض‬
‫ثم يتم تداولها بيعًا وشرا ًء بعد ذلك بالسوق الثانوية‪.‬‬ ‫زيادة ما يملكونه في الشركة وكذلك لزيادة رأس‬
‫مال الشركة‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫• تخفيض المخاطر؛ يقلل االستثمار في سوق األسهم‬ ‫‪ 2-2‬وظائف األسواق المالية‪:‬‏‬
‫من مخاطر ضياع المدخرات واألموال إذا استثمرها‬ ‫تحتل األسواق المالية عامة – وسوق األسهم خاصة ‪-‬‬
‫المدخر بنفسه في مجاالت أخرى ال يملك خبرة‬ ‫أهمية خاصة نتيجة لما تقوم به من وظائف متعددة في‬
‫كافية فيها‪ .‬كذلك يلغي واح��داً من أخطار‬ ‫خدمة االقتصاد الوطني؛ نذكر منها ما يلي‪:‬‬
‫االستثمار بوجه عام هو خطر شح السيولة‪ ،‬إذ يمكن‬
‫للمستثمر بيع األسهم بسهولة وبسرعة وتسييلها‬ ‫• تشجيع االدخار؛ وذلك من خالل توفير مجاالت‬
‫عند الحاجة إلى النقود‪.‬‬ ‫تشغيل األموال المدخرة‪ ،‬وبخاصة بالنسبة إلى‬
‫الذين تزيد دخولهم على مصروفاتهم وال يتوفر‬
‫• زيادة النمو االقتصادي؛ يسهم تمويل المشروعات‬ ‫لديهم الوقت الكافي لمتابعة مشاريع استثمارية‬
‫واالستثمارات المدرجة بسوق األسهم في زيادة‬ ‫فإن ما يوفره االستثمار‬
‫يرغبون في إقامتها‪ .‬ولذلك َّ‬
‫اإلنتاج من السلع والخدمات وفي نمو االقتصاد‪،‬‬ ‫في سوق األسهم من فرص استثمارية جيدة‪ ،‬يحفز‬
‫وهو ما يؤدي إلى زيادة الفرص الوظيفية للباحثين‬ ‫المدخرين على زيادة مدخراتهم واالستفادة من‬
‫عن العمل‪ .‬كذلك يسهم انتقاء أسهم مشروعات‬ ‫الفرص االستثمارية في السوق‪ ،‬و يوفر رأس المال‬
‫وشركات بعينها في توجيه األموال والمدخرات‬ ‫الكافي للشركات للقيام باالستثمار ومتابعة أعمالها‪.‬‬
‫نحو المشروعات األكثر جدوى وربحية‪.‬‬

‫الثـروة‪ :‬أصـول مالـيـة‬ ‫الثـروة‪ :‬أصـول ماديـة‬


‫(نقود سائلة‪ ،‬أسهم‪،‬‬ ‫(عقارات ‪ ،‬ذهب ‪ ،‬سلع‬
‫سندات ودائع بالبنوك‬
‫سوق األسهم‬
‫‪ ...‬الخ)‬
‫‪ ...‬الخ)‬

‫‪6‬‬
‫و يلزم القانون أحيانًا المتعاملين بسوق األوراق المالية‬
‫الشراء والبيع من خالل وسيط مالي‪ ،‬أما في األسواق‬
‫التقليدية فال يوجد إلزام في االستعانة بوسيط‪.‬‬

‫‏‪ 4-2‬كفاءة األسواق المالية ‪:‬‬


‫أن أسعار الورقة‬‫كفاءة سوق األوراق المالية تعني َّ‬
‫المالية (السهم أو السند) تتحدد تبعًا لكامل المعلومات‬
‫المتوافرة عن االقتصاد والقطاعات والشركات‬
‫المصدرة لتلك الورقة‪.‬‬ ‫‏‪ 3-2‬خصائص األسواق المالية ‪:‬‏‬
‫وتتميز األسواق المالية بالكفاءة إذا كانت أسعار األسهم‬ ‫تتميز األسواق المالية عامة بعدد من الخصائص التي‬
‫واألوراق المالية المتداولة تتحدد بصورة صحيحة‪.‬‬ ‫تميزها عن غيرها من األسواق التقليدية كأسواق‬
‫والسعر الصحيح للورقة المالية سواء أكانت سهمًا أم‬ ‫السلع أو أسواق العقارات وغيرها‪ .‬إذ يتم البيع والشراء‬
‫سنداً هو الذي يعكس جميع المعلومات المتاحة في حينها‬ ‫في األسواق التقليدية على سلع وخدمات متوافرة بشكل‬
‫بأن السوق المالي كفء‬‫عن الورقة‪ .‬وحتى يمكن القول َّ‬ ‫مادي ملموس وتحقق منفعة لمن يحوزها من جراء‬
‫أن تكون‬‫أن تتوافر فيه مالمح عديدة‪ ،‬فمثالً؛ يجب ْ‬ ‫البد ْ‬ ‫استهالكها‪ ،‬أما البيع والشراء في أسواق األوراق المالية‬
‫جميع المعلومات المهمة للحكم على السهم والسند‬ ‫فال حاجة للوجود المادي للصكوك واألوراق المالية‬
‫وتحديد السعر الصحيح لهما متاحة لجميع المتعاملين‬ ‫وغيرها‪ ،‬إذ أ ّنه يتم عبر شبكات الحاسب اآللي‪ ،‬عالوة‬
‫‪ ،‬ومن أمثلة ذلك المعلومات عن الشركات وربحيتها‬ ‫أن األوراق المالية كاألسهم والسندات ال تستهلك‬ ‫على َّ‬
‫والتغيرات في إدارتها أو المعلومات عن المنافسين‬ ‫في حد ذاتها بل تستخدم للحصول على العوائد واألرباح‬
‫والعقود التي أبرموها‪ ،‬وغيرها من المعلومات التي‬ ‫المتحققة من االستثمار‪ .‬وتتميز التعامالت اليومية في‬
‫أن‬
‫تؤثر في قرارات الشراء والبيع‪ .‬أضف إلى ذلك ْ‬ ‫األسواق المالية بالضخامة مقارنة باألسواق األخرى‪،‬‬
‫يكون للمتعاملين القدرة على الحصول على تحليالت‬ ‫فبينما تتعدى التعامالت اليومية المليارات باألسواق‬
‫سليمة للمعلومات الواردة بما يساعد على الحكم على‬ ‫المالية نجدها قد ال تتعدى الماليين في أي سوق أخرى‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫ال يملك هذا المبلغ فقد لجأ إلى أموال المدخرين‬ ‫وأن ال يكون ألي بائع‬
‫السعر الصحيح للسهم أو السند‪ْ ،‬‬
‫ليشاركوه في تأسيس هذه الشركة‪ .‬ونظراً إلى ضخامة‬ ‫مشتر ‪ -‬بسبب قدراته المالية الكبيرة‪ -‬القدرة على‬
‫ٍ‬ ‫أو‬
‫رأس المال المطلوب‪ ،‬قام بتقسيمه إلى مليون «سهم»‬ ‫التأثير في أسعار السوق الصحيحة صعوداً أو هبوطاً‪،‬‬
‫قيمة كل منها ‪ 10‬رياالت‪ .‬وتعرف العشرة رياالت في هذه‬ ‫أو فرض قيود على حرية البيع والشراء ألي متعامل‬
‫وألن الربحية المتوقعة‬
‫َّ‬ ‫الحالة بالقيمة االسمية للسهم‪.‬‬ ‫وفي أي وقت‪.‬‬
‫لهذا المشروع كبيرة‪ ،‬أقبل عدد متزايد من المدخرين‬
‫على المساهمة في المشروع وشراء األسهم المطروحة‪.‬‬ ‫‏‪ 5-2‬مفاهيم أساسية‪ :‬القيمة االسمية‬
‫تم جمع رأس المال المطلوب وأنشأ الشركة‪ ،‬وفي‬ ‫َّ‬ ‫والقيمة الدفترية والقيمة السوقية‏‪:‬‬
‫أرباحا‬
‫ً‬ ‫حققت‬
‫ْ‬ ‫أن الشركة‬‫نهاية السنة األولى ُوجد َّ‬ ‫رغب أحد المستثمرين في إنشاء شركة بالستيك‪،‬‬
‫ريال ‪ ،‬أي بمعدل ربحية رياالن لكل‬
‫ٍ‬ ‫مقدارها مليونا‬ ‫أن رأس مال‬ ‫وبعد إجراء دراسة تكاليف المشروع وجد َّ‬
‫سهم من أسهم الشركة‪.‬‬ ‫أن يكون عشرة ماليين ريال‪ .‬وحيث أ َّنه‬
‫الشركة يجب ْ‬

‫القيمة االسمية ‪ :‬هي قيمة السهم عند إنشاء الشركة‪.‬‬


‫القيمة الدفترية‪ :‬هي ما يتوقع حامل السهم أن يحصل عليه في حال تصفية الشركة‪ .‬ويمكن حساب القيمة‬
‫الدفترية للسهم بقسمة قيمة موجودات الشركة على عدد األسهم‪.‬‬
‫المخصصات ‪ :‬هي مبالغ محتجزة من األرباح أو مقتطعة من إيرادات الشركة للتصرف بها في وجه محدد‬
‫من أوجه اإلنفاق الفعلية (مثل ‪ :‬شراء آالت جديدة أو شراء أراض لتوسعات الشركة) أو أوجه اإلنفاق الطارئ‬
‫المحتملة (مثل حدوث حريق أو ارتفاع تكاليف اإلنتاج أو انخفاض إيرادات الشركة)‪.‬‬
‫العائد على السهم ‪ :‬األرباح الموزعة على كل سهم ‪ ،‬وليس شرط ًا ان يكون العائد نقديا بل إنه قد يكون‬
‫ً‬
‫أسهم ًا مجانية توزع على حملة األسهم‪ ،‬وربما ال توزع األرباح وال أسهم مجانية‪ ،‬ولكن يعاد استثمار األرباح‬
‫المحققة ‪ ،‬وبذلك ترتفع القيمة السوقية ألسهم الشركة‪.‬‬
‫العائد الكلي على السهم‪ :‬العائد على السهم مضاف ًا إليه األرباح الرأسمالية‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫وعندما ترتفع أصول الشركة إلى اثني عشر مليون‬ ‫اجتمعت إدارة الشركة لتقرر أحد الخيارات التالية‪:‬‬
‫ريال تصبح القيمة الدفترية للســــهم اثــــني‬ ‫توزيع األرباح على المساهمين (حملة األسهم)؛ أو توزيع‬
‫عشـر رياال (‪ 12‬مليون ريال ÷ مليون سهم = ‪ 12‬ريال)‪.‬‬ ‫جزء من تلك األرباح واحتجاز المتبقي؛ أو عدم توزيع‬
‫تطورت الشركة واتسعت أعمالها وزاد عدد عمالئها‪،‬‬ ‫أرباح هذه السنة على اإلطالق‪ .‬بطبيعة الحال عندما‬
‫وفي نهاية العام الثاني ُطرحت أسهمها لالكتتاب العام‬ ‫ُيتخذ القرار بعدم توزيع األرباح أو جزء منها‪ ،‬تُستخدم‬
‫بسوق األوراق المالية عند سعر خمسة عشر رياالً‪.‬‬ ‫األرباح غير الموزعة في تمويل توسعات الشركة‬
‫ونظراً إلى السمعة الجيدة للشركة‪ ،‬ارتفع سعر السهم‬ ‫واستثماراتها‪ ،‬أو في تكوين مخصصات احتياطيات‬
‫ال في يوم تداوله‬ ‫السوقي إلى خمسة وعشرين ريا ً‬ ‫لمواجهة أي ظرف طارئ قد يمر بالشركة‪.‬‬
‫أن القيمة السوقية للسهم ارتفعت بمقدار‬ ‫األول‪ ،‬أي َّ‬ ‫و إذا لم يتم توزيع األرباح فستصبح قيمة موجودات‬
‫عشرة رياالت عن سعر الطرح‪.‬‬ ‫الشركة في هذه الحالة اثني عشر مليون ريال‪ ،‬وتشمل‬
‫األراضي والمباني واآلالت والمعدات ومستلزمات‬
‫اإلنتاج الموجودة بالشركة‪ ،‬واألموال التي في خزانة‬
‫الشركة وحساباتها بالمصارف ‪.....‬الخ‪.‬‬
‫الوحدة الثالثة ‪ :‬أسواق األسهم‬
‫العالمية‬ ‫القيمة السوقية ‪ :‬قيم السهم في السوق ‪:‬‬
‫وتتأثر كما سبق بالعرض (عدد األسهم المتوافرة‬
‫للمستثمرين) والطلب (عدد األسهم التي يرغب‬
‫تحفل عناوين األخبار بالصحف وأجهزة اإلعالم بأخبار‬
‫المستثمرون في شرائها)‪ .‬ويستطيع المستثمر‬
‫أسواق األسهم العالمية‪ .‬فكما يقولون‪ :‬لقد أضحى‬
‫معرفة قيمة السهم السوقية عن طريق موقع‬
‫العالم قرية صغيرة تتناقل األخبار بين أطرافه بسهولة‬ ‫السوق المالية (تداول) على االنترنت باإلضافة إلى‬
‫ويسر ‪ .‬وأهم ما ينشر عن هذه األسواق مؤشرات األداء‪،‬‬ ‫الوسائل اإلعالمية األخرى‪.‬‬
‫التي سنقوم بتعريف مفهومها‪ ،‬ثم استعراض بعض‬ ‫القيمة السوقية للشركة ‪ :‬هي حاصل الضرب‬
‫المؤشرات العالمية واإلقليمية منها على النحو التالي‪:‬‬ ‫عدد أسهم الشركة في سعر السهم السوقي‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫الرواج االقتصادي‪ ،‬فمن المتوقع زيادة مبيعات وأرباح‬ ‫‪ 1-3‬مؤشر سوق األسهم ‪:‬‬
‫هذه الشركات‪ ،‬وزيادة توزيعات هذه الشركات من‬ ‫هو رقم يلخص حركة أسعار جميع األسهم المسجلة‬
‫األرباح على حملة األسهم مما يرفع أسعار األسهم‬ ‫بالسوق‪ ،‬ويم َّثل عادة متوسط تلك األسعار‪ .‬وال تتساوى‬
‫الخاصة بها ومؤشر السوق أجمع‪ ،‬ويتلون مؤشر السوق‬ ‫جميع األسهم في نسبة تمثيلها في المؤشر‪ ،‬بل يعتمد‬
‫في هذه الحالة باللون األخضر‪ .‬أما إذا تراجع األداء في‬ ‫تمثيل أسهم الشركات على وزن الشركة بالسوق‬
‫فإن المؤشر يتلون باللون األحمر‪.‬‬
‫السوق َّ‬ ‫مقيسًا بالقيمة السوقية للشركة مقسومة على القيمة‬
‫السوقية لجميع الشركات المسجلة بالسوق‪ .‬وتتحرك‬
‫أنشأت دول��ة ما سوق ًا لألسهم فطرحت ثالث‬ ‫أسعار األسهم ارتفاعًا وهبوطًا نتيجة العرض والطلب‬
‫شركات أسهمها للبيع المبدئي بسعر ‪ 100‬ريال‬ ‫عليها؛ فعندما يزيد الطلب على سهم شركة ما على‬
‫للسهم في كل حالة‪ .‬وألغراض التوضيح يحسب‬ ‫المعروض من هذا السهم يرتفع سعر السهم‪ ،‬ويرتفع‬
‫مؤشر أسعار سوق األسهم في هذه الحالة بأخذ‬ ‫معه مؤشر السوق بنسبة تمثيل هذا السهم في المؤشر‪.‬‬
‫المتوسط (البسيط) لألسعار ـ أي بجمع أسعار‬
‫األسهم الثالثة (‪ )100+100+100‬وقسمتها على عدد‬
‫الشركات التي قامت بإصدارها (‪)3‬؛ لنحصل على‬
‫المؤشر في ما يسمى بسنة األساس (سنة البداية)‬
‫ويبلغ ‪.100‬‬
‫ببدء التداول في األسهم‪ .‬وبنهاية الفترة األولى ارتفع‬
‫سعر سهم الشركة األول��ى إلى ‪ 120‬ري��ا ًال‪ ،‬في حين‬
‫تراجع سعر سهم الشركة الثانية إلى ‪ 95‬ريا ًال‪ ،‬وبقي‬
‫سعر سهم الشركة الثالثة ثابت ًا على مستواه ـ أي‬
‫‪ 2-3‬أهمية المؤشر ‪:‬‬
‫‪ 100‬ريال‪ .‬بتكرار حساب قيمة المؤشر من خالل أخذ‬
‫يعكس مؤشر سوق األسهم حالة االقتصاد الوطني بوجه‬
‫المتوسط (البسيط) لألسعار الجديدة نحصل على‬
‫عام‪ ،‬واألداء االقتصادي للشركات المسجلة بالسوق‬
‫[ ÷( ‪ 105 = 3/315 = ] 3/ ) 100+95+ 120‬؛ أي أن الـمؤشر‬
‫بوجه خاص‪ .‬فإذا زاد الطلب على إنتاج الشركات بسبب‬
‫‪10‬‬
‫‪ 3-3‬بعض المؤشرات العالمية ‪:‬‬ ‫قد ارتفع بنهاية فترة التــداول األولى بمقدار ‪ 5‬نقاط‪.‬‬
‫‪ 1-3-3‬مؤشرات السوق األمريكية ‪:‬‬ ‫يحسب معدل التغير في المؤشر (عائد السوق)‬
‫• داو جونز ‪ )Dow-Jones( :‬هو مؤشر رئيس يتكون‬ ‫تبع ًا للقانون التالي‪:‬‬
‫من أربعة مؤشرات فرعية أكثرها شهرة مؤشر داو‬ ‫معدل التغير = [ (قيمة المؤشر الحالية ‪ -‬قيمة‬
‫جونز للشركات الصناعية‪ .‬وتُحسب قيمة المؤشر‬ ‫المؤشر السابقة)÷ قيمة المؤشر السابقة ] × ‪% 100‬‬
‫من أسهم أكبر ثالثين شركة صناعية بالواليات‬ ‫وفي المثال أعاله تكون الحسابات على النحو التالي‪:‬‬
‫المتحدة األمريكية‪.‬‬ ‫معدل التغير = ( ‪%5 = % 100 × 100 ÷ ) 100 - 105‬‬
‫• ستاندردآند بور‪ ) S&P 500 ( :‬يضم أسهم أكبر‬ ‫أي أن أسعار األسهم في هذا السوق ارتفعت بنسبة‬
‫عدة منها‪ :‬الصناعية‬ ‫‪ %5‬بين الفترتين‪.‬‬
‫خمسمائة شركة في مجاالت ّ‬
‫والنقل والمرافق والمال والبنوك والتأمين‬ ‫هذا وينبغي تأكيد أن هذه طريقة مبسطة للحساب‬
‫والتقنية والخدمات‪ .‬وتمثل هذه الشركات نحو‬ ‫الغرض منها التوضيح حيث تختلف الطريقة المتبعة‬
‫‪ %80‬من القيمة السوقية لألسهم المتداولة في سوق‬ ‫فعلي ًا باستخدام طرق إحصائية ورياضية أفضل‪.‬‬
‫نيويورك لألوراق المالية‪.‬‬
‫• ناسداك ( ‪ُ : ) NASDAQ‬يعد األكبر من بين جميع‬ ‫ويوجد في األس��واق المالية العالمية نوعان من‬
‫المؤشرات األمريكية‪ .‬ويحتوي المؤشر على أسهم‬ ‫المؤشرات‪:‬‬
‫‪ 3200‬شركة تقريبًا معظمها تقنية يتم تداول أسهمها‪.‬‬ ‫المؤشرات الكلية التي تقيس حالة السوق بصفة عامة‪،‬‬
‫ومؤشرات قطاعية تقيس حالة السوق بالنسبة إلى‬
‫قطاع معين‪ ،‬مثل القطاع المصرفي‪ ،‬والقطاع الصناعي‪،‬‬
‫والقطاع الزراعي‪ ،‬وقطاع االتصاالت‪ ،‬وغيرها من‬
‫القطاعات األخرى‪ .‬وفي النقاط التالية نتناول أهم‬
‫المؤشرات العالمية واإلقليمية‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫‏‪ 2-3-3‬مؤشرات األسواق األوروبية ‪:‬‬
‫ المملكة المتحدة‪:‬‬
‫• الفينانشيال تايمز‪ ) FT-100 ( :100‬يتضمن هذا‬
‫المؤشر أسهم مائة من أهم الشركات البريطانية‬
‫في سوق لندن‪ ،‬تمثل ‪ % 70‬من إجمالي رؤوس أموال‬
‫الشركات المسجلة‪.‬‬
‫‪ 225‬شركة تمثل قرابة ‪ %70‬من القيمة السوقية‬ ‫ فرنسا‪:‬‬
‫للشركات المسجلة في سوق طوكيو المالي‪.‬‬ ‫• مؤشر كاك ‪ ) CAC 40 (: 40‬يتضمن هذا المؤشر‬
‫المؤشرات األسيوية األخرى‪:‬‬ ‫ ‬ ‫أسهم أهم أربعين شركة فرنسية‪ ،‬في سوق باريس‪.‬‬
‫كوريا الجنوبية ومؤشرها‪KCS Index :‬‬ ‫‪ .1‬‬ ‫ ألمانيا‪:‬‬
‫هونج كونج ومؤشرها‪HANG SENG Index :‬‬ ‫‪ .2‬‬ ‫• مؤشر داكس ( ‪ ) DAX‬يحتوي هذا المؤشر على‬
‫ماليزيا ومؤشرها‪KLSE Index :‬‬ ‫‪ .3‬‬ ‫أسهم أهم ‪ 30‬شركة‪ ،‬تمثل ‪ %70‬من القيمة السوقية‬
‫الصين ومؤشرها‪Shanghai :‬‬ ‫‪ .4‬‬ ‫للشركات المسجلة في سوق فرانكفورت‪.‬‬

‫‪ 4-3-3‬مؤشرات األسواق العربية ‪:‬‬


‫تعد أسواق األوراق المالية العربية أسواقا ناشئة‪ ،‬نظراً‬
‫إلى إمكانات النمو االقتصادي الكبيرة المتاحة للدول‬
‫العربية‪ .‬و ُيعد سوق األسهم السعودي أهم سوق على‬
‫مستوى الدول العربية جميعها ‪ ،‬حيث يمثل وحده نحو‬
‫ثلث قيمة رؤوس أموال األسواق العربية مجتمعة‪.‬‬
‫وباإلضافة إلى السعودية هناك عدد من األسواق المالية‬ ‫‪ 3-3-3‬مؤشرات األسواق اآلسيوية ‪:‬‬
‫العربية المهمة األخرى مثل‪:‬‬ ‫ اليابان‪:‬‬
‫• مؤشر نيكاي ‪ ) Nikkei ( :‬يحتوي على أسهم‬

‫‪12‬‬
‫ومع النمو السريع القتصاد المملكة وسعودة البنوك‬ ‫اإلمارات ‪ ( :‬سوقا دبي وأبو ظبي )‬ ‫ •‬
‫األجنبية تسارع تأسيس الشركات والبنوك المساهمة‬ ‫• الكـــويت ‪KSE‬‬ ‫ ‬ ‫ُعمــــان ‪MSM‬‬ ‫• ‬
‫والتي وصل عددها إلى ‪ 122‬شركة بنهاية النصف األول‬ ‫• البحـرين ‪BSE‬‬ ‫ ‬ ‫مصــــر ‪CMA‬‬ ‫• ‬
‫من عام ‪2008‬م ‪.‬‬ ‫• قــطــر ‪CBQ‬‬ ‫ ‬ ‫المـغـرب ‪MASI‬‬ ‫• ‬
‫وكان تداول األسهم في السوق السعودي يتم بداية‬
‫بصورة مباشرة وفورية بين البائع والمشتري‪ ،‬ومع‬
‫استمرار النمو تم تشغيل نظام إلكتروني ُعرف بنظام‬ ‫الوحدة الرابعة ‪ :‬سوق األسهم‬
‫«تداول» في عام ‪1422‬هـ (‪2002‬م) يتيح تسجيل وتداول‬
‫السعودي‬
‫ومقاصة وتسوية األسهم بشكل فوري ويرتبط مباشرة‬
‫بالبنوك التجارية السعودية ويستقبل أوامر البيع‬
‫‪ 1-4‬نبذة تاريخية‪:‬‬
‫والشراء لألسهم‪ ،‬ومن ثم تنفيذ الصفقات وتحويل‬
‫ُيعد سوق األسهم السعودي من األسواق الحديثة النشأة‪.‬‬
‫ونقل ملكية األسهم بطريقة آلية ودقيقة‪ .‬وفي عام‬
‫بدأ التعامل فيه عندما تم تأسيس أول شركة مساهمة‬
‫‪1424‬هـ (‪2004‬م) صدرت الموافقة على نظام السوق‬
‫في المملكة العربية السعودية ـ وهي الشركة العربية‬
‫المالي و كان من أبرز مالمحه إنشاء «هيئة السوق‬
‫للسيارات ـ عام ‪1354‬هـ (‪1935‬م)‪.‬‬
‫المالية» لتضطلع بمهام تنظيم السوق وتطويره وتنظيم‬
‫إصدار األوراق المالية ومراقبتها‪ ،‬وحماية المستثمرين‪،‬‬
‫وتحقيق العدالة والكفاية والشفافية‪ ،‬وتنظيم ومراقبة‬
‫اإلفصاح عن المعلومات وغيرها‪ .‬كذلك تضمن النظام‬
‫إنشاء سوق لتداول األوراق المالية باسم « السوق المالية‬
‫السعودية »‪.‬‬
‫نظام ((تداول)) هو نظام إلكتروني يتميز بالكفاءة‬
‫للتعامل في األسهم وتداولها بيع ًا وشراء في‬
‫السوق السعودي‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫من ناحية الصرف واإلنفاق الحكومي على الخدمات‬ ‫‏‪ 2-4‬خصائص السوق السعودي‪:‬‬
‫والمشاريع‪ ،‬وكمية النقود والسيولة المتداولة في‬ ‫يتميز سوق األسهم السعودي بحداثة النشأة مقارنة‬
‫االقتصاد‪ .‬وتتوزع الشركات المدرجة في سوق األسهم‬ ‫بأسواق ال��دول المتقدمة مثل الواليات المتحدة‬
‫السعودي على القطاعات الخمسة عشر التالية ‪:‬‬ ‫األمريكية‪ ،‬أو اليابان‪ ،‬أو دول االتحاد األوروبي‪ ،‬كذلك‬
‫يتصف بقلة عدد الشركات المدرجة أسهمها في السوق‬
‫اال�ستثمار‬ ‫ال�صناعات‬ ‫امل�صارف‬ ‫بالنظر إلى حجم االقتصاد السعودي الكبير‪ .‬و ُيعد حجم‬
‫ال�صناعي‬ ‫البرتوكيماوية‬ ‫واخلدمات املالية‬
‫المعامالت في السوق محدوداً نسبيًا بالمقارنة بعدد‬
‫الزراعة‬ ‫الطاقة واملرافق‬ ‫االت�صاالت وتقنية‬ ‫األسهم المصدرة في السوق وهو ما يعبر عنه بضيق‬
‫وال�صناعات‬ ‫اخلدمية‬ ‫املعلومات‬
‫الغذائية‬ ‫السوق‪ ،‬الذي يؤدي إلى تقلبات كبيرة في أسعار األسهم‪.‬‬
‫اال�ستثمار املتعدد‬ ‫الت�أمني‬ ‫التجزئة‬ ‫مؤشر ((تاسي)) هو مؤشر يلص ويقيس مستوى‬
‫التطوير العقاري‬ ‫الت�شييد والبناء‬ ‫الإ�سمنت‬ ‫األاء في سوق األسهم السعودي‪ .‬واسمه مؤلف‬
‫من األحرف ‪ Tadawul All‬األولى السم المؤشر‬
‫الفنادق وال�سياحة‬ ‫الإعالم والن�شر‬ ‫النقل‬
‫باللغة اإلنجليزية ويتم حساب الرقم متوسط ًا ‪.‬‬
‫)‪ Share Index (TASI‬مرجحا ألسعار أسهم‬
‫ولكل قطاع من هذه القطاعات مؤشر يقيس أداءه من‬
‫الشركات العاملة في السوق‪.‬‬
‫خالل رصد أسعار األسهم الخاصة بالشركات التابعة‬
‫ستخـدم المؤشر العام الذي ُيعـرف بـ‬
‫َ‬ ‫للقطاع؛ كما ُي‬ ‫وتؤثر جملة من العوامل والمتغيرات في أسعار األسهم‬
‫« تاسي» لقياس األداء العام للسوق أجمع‪ ،‬وهو متوسط‬ ‫المتداولة في السوق من ضمنها األوضاع االقتصادية‬
‫مرجح ألسعار أسهم الشركات العاملة في السوق ‪.‬‬ ‫المحلية‪ ،‬والنمو االقتصادي‪ ،‬وكذلك المشكالت التي‬
‫وكما تقدم يتصف السوق السعودي بكونه «ضيقاً»‬ ‫قد يعاني من جرائها االقتصاد مثل التضخم والبطالة؛‬
‫و«محدوداً» مقارنة مع األسواق الناشئة والمماثلة‬ ‫كذلك تؤثر فيه ربحية الشركات المساهمة‬
‫األخرى ( ‪ 127‬شركة بنهاية عام ‪2008‬م‪ ،‬مقارنة بما‬ ‫والتطورات الجارية في أسواق األسهم العالمية؛ إضافة‬
‫بين ‪ 350‬ـ ‪ 400‬شركة في األسواق الناشئة المماثلة )‪.‬‬ ‫إلى السياسات االقتصادية المحلية التي تتبعها الدولة‬

‫‪14‬‬
‫أن عدد الشركات استمر في النمو المطرد منذ‬ ‫علمًا َّ‬
‫إنشاء هيئة السوق المالية في عام ‪1424‬هـ‪ .‬ويعزى األمر‬
‫في «ضيق» قاعدة السوق إلى محدودية األسهم القابلة‬
‫ألن األسهم‬
‫للتداول وال سيما أسهم الشركات الكبرى َّ‬
‫المملوكة للحكومة ال يتم تداولها‪ .‬وهناك سبب آخر‬
‫الوحدة الخامسة‪ :‬استراتيجيات‬ ‫يتمثل في سيطرة بعض المالك الكبار على جزء كبير‬
‫االستثمار المالي‬ ‫من ملكية الشركات‪ ،‬مما يحد من كمية األسهم‬

‫تتعدد فرص االستثمار المالي أو الحقيقي أمام‬ ‫المتداولة ويبعد المستثمرين المحتملين عن هذه‬
‫المدخرين‪ .‬فمنهم من يفضل االستثمار المالي بوضع‬ ‫الشركات‪ .‬وتمثل أكبر عشر شركات سعودية نحو‬
‫ما لديه من مدخرات في الودائع بالبنوك‪ ،‬ومنهم‬ ‫‪ %70-60‬من حجم السوق مقيسًا بأي من المعايير‬
‫من يفضل حيازة األسهم والسندات‪ ،‬وطائفة أخرى‬ ‫المعتادة الحجم‪ ،‬التداول‪ ،‬أو األرباح‪.‬‬
‫تفضل االستثمار الحقيقي في األراضي والعقارات‬ ‫أن تبقى النظرة إلى السوق السعودية لألسهم‬ ‫ويتوقع ْ‬
‫أو المشروعات الخاصة‪ .‬ونشرح فيما يلي العوامل‬ ‫إيجابية ومتفائلة في ظل التحسن المتواصل ألداء‬
‫األساسية التي تؤثر في قرارات المدخرين لالستثمار‬ ‫االقتصاد السعودي على المستوى الكلي‪ ،‬وتطبيق‬
‫في كل مجال من المجاالت السابقة دون األخرى مع‬ ‫التشريعات الالزمة لضمان تنظيم عمل السوق وزيادة‬
‫التركيز على االستثمار المالي‪.‬‬ ‫عدد الشركات‪ ،‬ورأس مال السوق‪ ،‬وتطبيق اإلجراءات‬
‫إن أهم عامل هو العائد المتوقع من االستثمار‪ .‬ورغم‬ ‫الحكومية األخيرة للحفاظ على االستقرار‪.‬‬
‫َّ‬
‫أن للعائد مفاهيم عديدة سوف نتناولها في حينها‪،‬‬ ‫َّ‬
‫إال أ َّنها تتفق في أ َّنه الفرق بين قيمة المدخرات قبل‬
‫استثمارها وقيمتها بعد فترة معينة من استثمارها في‬
‫المجاالت المحددة‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫والمحطات الكهربائية‪ ،‬وغيرها من المشاريع العامة‪.‬‬
‫أن للحكومة موارد عديدة تأتي من النفط‬ ‫ورغم َّ‬
‫والرسوم‪ ،‬إال أ َّنها قد تضطر في وقت ما إلى إصدار‬
‫السندات بغرض الحصول على تمويل إضافي‪.‬‬

‫‪ 1-5‬أنواع االستثمارات المالية ‪:‬‬


‫هناك ثالثة أوجه الستثمار المدخرات ؛ وهي على‬
‫الترتيب‪ :‬األسهم‪ ،‬والسندات‪ ،‬وصناديق االستثمار‪.‬‬
‫• األسهم ‪ :‬يتسم االستثمار في األسهم بارتفاع معدل‬
‫• صناديق االستثمار ‪ :‬تقوم هذه الصناديق بتجميع‬ ‫العائد في المدى الطويل مع ارتفاع عنصر المخاطرة‬
‫المدخرات عن طريق صكوك ملكية متساوية‬ ‫الذي يعني احتمال تعرض المستثمر لخسائر من‬
‫القيمة شبيهة باألسهم تسمى وحدات استثمار‪.‬‬ ‫رأس ماله المستثمر‪.‬‬
‫ويلجأ المستثمرون إلى شراء الحصص من هذه‬ ‫• السندات ‪ :‬من المعلوم حاجة الشركات الخاصة إلى‬
‫الصناديق لالستفادة من بعض المزايا التي تملكها‬ ‫التمويل وبالتالي لجوءها لبيع سندات للمدخرين‬
‫الصناديق المتمثلة في الخبرات الطويلة في إدارة‬ ‫للحصول على األم��وال المطلوبة؛ ويعد لجوء‬
‫االستثمار‪ ،‬باإلضافة إلى قدرة هذه الصناديق على‬ ‫الشركات بالمملكة إلى هذه األداة في الوقت الحاضر‬
‫تنويع االستثمارات‪ ،‬ومن ثم تقليل المخاطر بسبب‬ ‫محدوداً‪.‬‬
‫وفرة األموال‪ .‬ويعهد المستثمرون إلى الجهة التي‬ ‫ كذلك تلجأ الحكومة إلى إص��دار السندات‬
‫تدير صناديق االستثمار باتخاذ القرارات نيابة عنهم‪.‬‬ ‫لتمويل مشاريعها‪ ،‬مثل بناء المدارس والجامعات‬
‫فإن العائد على هذه الحصص يميل ألن‬ ‫والمستشفيات‪ ،‬وشق الطرق‪ ،‬وإقامة الجسور‪،‬‬
‫وبشكل عام َّ‬

‫‪16‬‬
‫أن يكون‬
‫لمستثمر ثالث‪ .‬لذا ينبغي ْ‬
‫ٍ‬ ‫السيولة هو الهدف‬ ‫يكون أكثر أمانا مع وجود عائد يزيد على عائد‬
‫أن‬
‫لدى المستثمر المعرفة والدراية بالطرق التي يمكن ْ‬ ‫السند ويقل عن عائد السهم‪.‬‬
‫تصل به إلى أهدافه‪.‬‬ ‫ وإن أهم العوامل التي تدفع المستثمر لالستثمار في‬
‫نوع معين من األوراق المالية دون آخر ‪ ،‬هو البحث‬
‫عناصر إستراتيجية االستثمار المالي ‪:‬‬ ‫يولد عائداً مرتفعاً‪ ،‬ويكون على درجة‬
‫ُ‬ ‫عن استثمار‬
‫تتطلب إستراتيجية االستثمار المالي السليمة تحديد‬ ‫من المخاطرة يستطيع المستثمر تحملها؛‬
‫العناصر التالية ‪:‬‬
‫تتنوع مجاالت استثمار الصناديق االستثمارية‬
‫• األهداف‪.‬‬
‫بحسب أغراض إنشاء الصندوق فجد أن هناك‬
‫• اإلمكانات المالية المتاحة للمستثمر‪.‬‬
‫صناديق لالستثمار في بعض قطاعات السوق أو‬
‫• الفترة الزمنية الالزمة لتحقيق األهداف‪.‬‬
‫االكتتابات األولية أو العقار‪ .‬ولهذه الصناديق دور‬
‫• العائد المتوقع على االستثمار‪.‬‬
‫مهم في دعم السوق المالية بالمملكة من‬
‫• البدائل؛ أي مجاالت االستثمار األخرى المتاحة التي‬
‫خالل ما توفره من تمويل إضافي وخبرات مهمة‬
‫يمكن من خاللها تحقيق العائد على االستثمار‪.‬‬
‫للمعامالت بسوق المال‪.‬‬

‫ومن االعتبارات التي يجب مراعاتها في وضع‬ ‫‪ 2-5‬إستراتيجية االستثمار المالي‬


‫استراتيجية االستثمار المالي ما يلي‪:‬‬ ‫ُعرف اإلستراتيجية بوجه عام بالخطة الطويلة اآلجل‬
‫ت َّ‬
‫أن تكون األهداف ممكنة التحقيق‪،‬‬ ‫• الواقعية‪ :‬يجب ْ‬ ‫لتحقيق رؤية وأه��داف معينة‪ .‬ويبدأ أي تخطيط‬
‫وأال يح ِّلق المرء بأحالمه بعيداً عن أرض الواقع‪.‬‬ ‫للمستقبل بتحليل الوضع الحاضر وتحديد الرؤية‬
‫أن شخصا ما يستطيع‬
‫فعلى سبيل المثال لو فرضنا َّ‬ ‫واألهداف‪ ،‬ثم تحديد أفضل السبل لبلوغ تلك الرؤية‬
‫توفير ( ‪ 50‬ألف ريال ) في السنة‪ ،‬وشخص آخر‬ ‫وتحقيق األهداف‪ .‬وتختلف أهداف االستثمار المالي‬
‫أن يوفر ( ‪ 10‬آالف ريال ) في السنة فقط‪،‬‬
‫يستطيع ْ‬ ‫من فرد آلخر؛ فقد يكون أقصى ربح هو غاية مستثمر‬
‫وأن كال الشخصين يخطط لشراء منزل بمبلغ‬ ‫َّ‬ ‫معين‪ ،‬بينما قد يكون عدم المخاطرة هو أهم األهداف‬
‫يصل إلى ( ‪ 500‬ألف ريال ) بعد ‪ 10‬سنوات‪ ،‬يمكن‬ ‫بالنسبة إلى مستثمر آخر‪ ،‬في حين قد يكون توفير‬
‫‪17‬‬
‫وكذلك تتأثر بالتقلبات االقتصادية التي يشهدها‬ ‫بأن خطة الشخص األول أكثر واقعية من خطة‬ ‫الحكم َّ‬
‫االقتصاد المحلي واالقتصاد العالمي‪ .‬ومن الطبيعي‬ ‫الشخص الثاني‪.‬‬
‫أن تنعكس هذه التقلبات على سعر السهم خاصة في‬ ‫ْ‬ ‫• المرونة‪ :‬ويقصد بها القدرة على تعديل األهداف‬
‫األجل القصير‪ .‬وفي األجل الطويل ُيعد االستثمار في‬ ‫والبدائل من خالل التخلص من االستثمارات الحالية‬
‫األسهم من االستثمارات التي تدر عائدا عاليا مقارنة‬ ‫واستبدال مجاالت أخرى جديدة بها تبعًا للمستجدات‬
‫باألوراق المالية األخرى‪ .‬أما السندات فيميل العائد‬ ‫بغرض تحقيق األهداف‪.‬‬
‫عليها لالستقرار‪ ،‬حيث تكفل الحكومة لحامل السند‬
‫الحصول على العائد المنصوص عليه في السند وقت‬
‫استحقاقه‪ .‬كذلك تكفل الشركات الحريصة على‬
‫موقعها وسمعتها المالية السندات التي تصدرها‪ .‬ويضمن‬
‫االشتراك في صناديق االستثمار لصغار المستثمرين‬
‫استقراراً في قيمة مدخراتهم نظرا للخبرات الكبيرة‬
‫التي يتمتع بها مديرو هذه الصناديق‪.‬‬
‫• اإللمام بأساسيات االستثمار المالي‪ :‬ويقصد به معرفة‬
‫• التعرف على المخاطر المرتبطة باالستثمار‪ :‬تعني‬ ‫أدوات وآليات االستثمار‪ ،‬بما يجنب المستثمر الوقوع‬
‫أن يحقق‬ ‫المخاطرة في أبسط معانيها إمكانية ْ‬ ‫ويمكنه من اتخاذ أفضل القرارات‬
‫ّ‬ ‫في المخاطر‪،‬‬
‫عائدا فعل ًيا بعد فترة من الزمن يقل‬
‫ً‬ ‫االستثمار‬ ‫االستثمارية‪.‬‬
‫أن‬
‫متوقعا عند االستثمار أو ْ‬
‫ً‬ ‫عن العائد الذي كان‬
‫يكابد المستثمر خسائر من رأس ماله‪ .‬وتختلف‬ ‫‪ 3- 5‬أساسيات االستثمار المالي ‪:‬‬
‫االستثمارات طبقًا للغموض المرتبط بتحقيق العائد‬ ‫من أهم أساسيات االستثمار المالي ما يلي‪:‬‬
‫المتوقع ‪ ،‬فهناك استثمارات ترتبط بمخاطر عالية‪،‬‬ ‫• التعرف على خصائص أوجه االستثمار؛ فعلى سبيل‬
‫أن يعرف‬ ‫وأخرى ترتبط بمخاطر متدنية‪ .‬ويجب ْ‬ ‫المثال تتأثر قيمة األسهم وعوائدها بمستوى نجاح‬
‫أن معدل العائد على االستثمار‬
‫المستثمر في األسهم َّ‬ ‫أو إخفاق الشركات والمؤسسات المصدرة لها‪،‬‬

‫‪18‬‬
‫• مخاطر السوق‪ :‬وترتبط بالظروف االقتصادية التي‬ ‫أن المستثمر‬
‫مرتبط بالمخاطرة بصورة طردية‪ ،‬أي َّ‬
‫تواجه جميع الشركات في نفس الوقت‪ .‬ففي حاالت‬ ‫يمكنه تحقيق عوائد أكبر إذا كان على استعداد‬
‫الركود االقتصادي يتراجع الطلب على جميع السلع‬ ‫لتحمل مخاطر أعلى‪ ،‬وعليه القبول بمعدالت عائد‬
‫بالسوق‪ ،‬وهو ما يؤثر سلبًا في أرباح الشركات‪ ،‬مما‬ ‫أقل في حالة انخفاض عنصر المخاطرة‪ .‬وهنا يجب‬
‫يجعل قيمة األسهم تتراجع‪ .‬كذلك تؤثر العوامل‬ ‫أن قدرة المستثمر‬ ‫التنبيه إلى حقيقة مهمة‪ ،‬وهي َّ‬
‫السياسية في استقرار السوق‪.‬‬ ‫على تحمل المخاطر تختلف باختالف اإلمكانات‬
‫المتاحة‪ ،‬باإلضافة إلى العمر وطبيعة المستثمر‬
‫الركود االقتصادي هو انخفاض مستوى النشاط‬
‫االقتصادي‪ ،‬ويصاحبه انخفاض في الناتج من السلع‬ ‫التي تعكس ميله الشخصي لتحمل المخاطر‪ .‬ويفضل‬
‫والخدمات‪ ،‬وارتفاع البطالة‬ ‫المستثمر الذي يتجنب المخاطر اقتناء المحافظ‬
‫المالية التي تحقق عوائد قليلة لكنها مؤكدة‪ .‬وعلى‬
‫أن تكون المحفظة المالية‬ ‫• مخاطر التركز‪ :‬وهو ْ‬ ‫فإن المستثمر المحب للمخاطرة يفضل‬ ‫النقيض َّ‬
‫غير متنوعة ومكونة من سهم واحد أو عدد قليل‬
‫اقتناء المحافظ المالية التي تحقق عوائد مرتفعة‬
‫أن أي تراجع محتمل في أداء‬ ‫من األسهم مما يعني َّ‬ ‫مع وجود مخاطر مرتفعة‪.‬‬
‫الشركة المصدرة للسهم قد يؤدي إلى خسائر‬
‫كبيرة‪ .‬وغالبًا ما يتم التغلب على هذا الخطر من‬
‫ويمكن تصنيف المخاطر التي تواجه المستثمر إلى ثالثة‪:‬‬
‫خالل تنويع أوجه ومجاالت االستثمار المالي‪.‬‬
‫أن يكون مصدر‬ ‫• مخاطر خاصة بالشركة‪ :‬أي ْ‬
‫محفظة األوراق المالية‪ :‬هي مجموعة منتقاه من‬ ‫المخاطرة من داخل الشركة التي أصدرت األوراق‬
‫عدد من أوجه االستثمار‪ ،‬أو عدد من األوراق المالية‬ ‫المالية‪ .‬ومصادر هذا النوع من المخاطر متعددة‬
‫التي تحقق أهداف المستثمر من ناحية العائد أو درجة‬ ‫وتعود إلى طبيعة أعمال الشركة ‪ ،‬ووقوع الشركة‬
‫المخاطر أو النمو‪.‬‬
‫في فخ الديون‪ ،‬ونضوب السيولة الالزمة لتسيير‬
‫• معايير المفاضلة بين االستثمارات‪ :‬ويقصد بها‬ ‫األعمال‪ ،‬وإفالس الشركة وتصفيتها‪ ،‬إذ تعطى‬
‫المعايير التي يتم على أساسها اختيار االستثمارات؛‬ ‫األولوية في هذه الحالة لتسديد التزامات الشركة‬
‫وتشمل العائد والمخاطرة والتنويع والسيولة‪.‬‬ ‫للدائنين وليس حاملي األسهم‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫أن تضع كل البيض في سلة واحدة‬
‫أيهما أفضل؟ ْ‬ ‫• العائد ‪ :‬هو النسبة المئوية للتغير في قيمة األصل‬
‫أن تضعه في عدة سالل!‬ ‫(موضوع االستثمـار)‪ .‬ويسعـى المستثمـر عـادة‬
‫أم ْ‬
‫لالستثمارات المالية التي تحقق له أعلى عائد‬
‫ممكن‪.‬‬
‫• المخاطرة‪ :‬وتقاس بمقدار تذبذب قيمة األصل‪ ،‬أي‬
‫أسهم‬ ‫سندات‬ ‫صناديق استثمار‬ ‫أسهم محفظة‬
‫أن درجة مخاطرة االستثمار المالي تزداد بازدياد‬ ‫َّ‬
‫محفظة استثمار متنوع‬ ‫استثمار تفتقد للتنويع‬
‫(درجة المخاطرة متدنية)‬ ‫تقلبات أسعاره بين فترة وأخرى‪ .‬وهنا يجب على‬
‫(درجة المخاطرة عالية)‬
‫المستثمر اختيار أنواع االستثمارات التي ال يزيد‬
‫فيها عنصر المخاطرة على الحدود المقبولة‪.‬‬
‫• السيولة‪ :‬أي القدرة على تحويل االستثمارات إلى‬ ‫• التنويع‪ :‬يقصد بتنويع االستثمارات احتواء المحفظة‬
‫نقود سائلة بسهولة ويسر وبدون خسائر‪.‬‬ ‫المالية على أنواع مختلفة ومتباينة وغير متجانسة‬
‫من األوراق المالية ( أسهم مختلفة ‪ +‬سندات ‪+‬‬
‫صناديق استثمار) ذات عوائد ودرجات مخاطرة‬
‫ال��وح��دة ال��س��ادس��ة‪ :‬الفرص‬ ‫وآجال مختلفة‪ .‬ومن ميزات التنويع أ َّنه يؤدي إلى‬
‫تقليل مخاطر االستثمار‪ ،‬وهي من الصفات المرغوب‬
‫والتحديات‬ ‫فيها ألي محفظة مالية‪.‬‬

‫توفر األسواق المالية العديد من الفرص التي تزيد من‬


‫إمكانيات الربحية والنمو‪ ،‬كذلك تواجه هذه األسواق‬
‫العديد من التحديات التي تقلل من كفاءتها وتزيد‬
‫من المخاطر المرتبطة باالستثمار المالي‪ .‬وفيما يلي‬
‫نتناول أهم هذه الفرص والتحديات ونختتم بنصائح‬
‫عامة للمستثمر‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫المحافظ المالية لمصلحة المستثمرين‪.‬‬ ‫‪ 1-6‬الفرص‬
‫• االستفادة من العولمة المالية؛ إذ أصبح بإمكان أي‬ ‫انعكس التطور الكبير في تقنية االتصاالت والمعلومات‬
‫مستثمر في العالم االستفادة من الفرص االستثمارية‬ ‫في السنوات القليلة الماضية على جميع نواحي الحياة‬
‫التي قد تسنح في البلدان األخرى‪.‬‬ ‫واالقتصاد بما في ذلك األسواق المالية‪ .‬وقد أسهمت‬
‫• زيادة قدرة المستثمرين على تنويع استثماراتهم‬ ‫التطبيقات المالية لهذا التطور في إيجاد الكثير‬
‫واالستفادة من فرص إضافية تكون أكثر تلبية‬ ‫من الفرص االستثمارية‪ ،‬وخفض الجهد والتكاليف‬
‫الحتياجاتهم االستثمارية‪.‬‬ ‫المصاحبة لعمليات االستثمار المالي‪ ،‬وذلك من خالل‪:‬‬
‫• خفض تكاليف الحصول على المعلومات وتكاليف‬
‫‏‪ 2-6‬التحديات‬ ‫التحليل المالي التي يحتاج إليها المستثمر‪ ،‬خاصة‬
‫أن األسواق المالية تمثل أهم القنوات‬ ‫على الرغم من َّ‬ ‫ما يتعلق بحركة أسعار األسهم‪ ،‬أو االطالع على أي‬
‫لتحويل المدخرات إلى استثمارات‪ ،‬والمساعدة على‬ ‫معلومات عن األوضاع المالية للشركات؛ إذ أصبح‬
‫أن‬
‫زيادة اإلنتاج والنمو االقتصادي‪ ،‬إال أ َّنها يمكن ْ‬ ‫بإمكان المستثمر أثناء وجوده في منزله أو مكتبه‬
‫تستغل بطريقة أو أخرى‪ ،‬فتكون سببًا مباشراً في‬ ‫أن يتعرف في الحال على تحركات‬ ‫أو حتى سيارته ْ‬
‫إلحاق الخسائر بالمستثمرين‪ ،‬وتصبح مصدر تهديد‬ ‫أسعار األسهم المختلفة بتكاليف زهيدة من خالل‬
‫لضياع ثروة الفرد وتراجع االقتصاد الوطني‪ .‬وفيما‬ ‫استخدام شبكات االتصال وخدمات الشبكة العالمية‬
‫يلي استعراض ألهم التحديات التي تواجه المستثمرين‬ ‫للمعلومات (اإلنترنت)‪.‬‬
‫في األسواق المالية‪:‬‬ ‫• خفض التكاليف والجهد الالزم لتنفيذ عمليات‬
‫يعرف المضارب بأ َّنه الشخص الذي يقبل‬ ‫• المضاربة ‪ّ :‬‬ ‫أن ينفذ‬
‫البيع والشراء؛ إذ أصبح بإمكان المستثمر ْ‬
‫المخاطرة بشرائه أو بيعه لألوراق المالية بغرض‬ ‫أي عمليات بيع أو شراء مباشرة عبر (اإلنترنت) أو‬
‫أرباحا سريعة اعتما ًد على صحة توقعاته‬ ‫ً‬ ‫تحقيق‬ ‫الوسيط المالي وهو في أي مكان من العالم‪.‬‬
‫لحركة األسعار في المستقبل‪ .‬ولفهم الكيفية التي‬ ‫• االستفادة من الخدمات المالية واالستشارات التي‬
‫تصبح فيها المضاربة خطراً على السوق وهناك نوعين‬ ‫تقدمها شركات االستشارة المالية وبيوت الخبرة‬
‫من األسهم التي يتم تداولهما ‪ :‬األسهم االستثمارية‬ ‫المرخص لها‪ ،‬واالستفادة من قدراتها في إدارة‬
‫‪21‬‬
‫أن السعر سيواصل ارتفاعه‬ ‫ويظن باقي المستثمرين َّ‬ ‫ويعرف السهم االستثماري بأ َّنه هو‬
‫ّ‬ ‫وأسهم المضاربة‪.‬‬
‫ويندفعون لشرائه فيرتفع السعر أكثر وأكثر‪ .‬وبعد‬ ‫السهم الذي يصدر عن شركات راسخة وذات سمعة‬
‫شراء الفريق الثاني لألسهم‪ ،‬نجدهم ال يستطيعون بيعها‬ ‫أن تباع‬
‫معروفة بكفاءتها وإمكانات نموها‪ ،‬ومن الطبيعي ْ‬
‫الحقًا بسعر أعلى‪ ،‬فيتدافعون للتخلص منها فينخفض‬ ‫أسهم هذه الشركات بأسعار عادلة‪ .‬أما سهم المضاربة‬
‫سعر السهم أكثر وأكثر‪ ،‬وهكذا تلحق بهم الخسائر‪.‬‬ ‫فهو سهم يصدر عن شركات غالبًا ما تكون صغيرة‪.‬‬
‫وقد يزيد األمر سوءاً إذا كان الفريق الثاني قد مول‬
‫شراءه لألسهم من خالل قروض بنكية مما ُيعرضهم‬
‫لمخاطر فقدان جزء أو كل رأس المال المستثمر وقد‬
‫ال من‬
‫أن عدداً قلي ً‬
‫ُيصبحون مدينين للبنوك‪ ،‬والنتيجة َّ‬
‫كبار المستثمرين قد حقق ثراء سريعًا من المتاجرة‬
‫بأسهم المضاربة‪ ،‬ولكن الغالبية‪ ،‬ومعظمهم من صغار‬
‫المستثمرين‪ ،‬فقدوا ما لديهم من ثروات وأصبحوا‬ ‫كذلك يمكن تقسيم المدخرين بطريقة مشابهة فهناك‬
‫مدينين‪.‬‬ ‫مدخرون متميزون في قدراتهم من ذكاء ومهارة‬
‫وقدرة على التعامل وضبط النفس‪ ،‬وآخرون ال يتسمون‬
‫بنفس القدر من الروية والرشد فيقومون بشراء‬
‫األسهم ليس بناء على تحليل واقعي للسوق‪ ،‬بل على‬
‫األرجح يسيرون على خطى الفريق األول والشائعات‪.‬‬
‫وتبدأ المضاربة عندما يقوم الفريق األول بشراء سهم‬
‫شركة ضعيفة بناء على توقعات أ َّنهم سوف يستطيعون‬
‫• سيطرة كبار المضاربين ‪ :‬ويقصد بها سيطرة عدد‬ ‫بيعه الحقًا وبسرعة بأسعار أعلى للفريق الثاني‪ ،‬أي‬
‫محدود من المضاربين على أسهم عدد من الشركات‬ ‫أن فكرة المضاربة تقوم على أساس شراء سهم حتى‬ ‫َّ‬
‫بحيث يستطيعون رفع أسعار أسهمها من خالل‬ ‫ألن هناك من‬
‫لو كان سعره يزيد على قيمته العادلة َّ‬
‫تعامالتهم وحصصهم الكبيرة فيها‪ ،‬فيتسابق عليها‬ ‫سوف يشتريه بسعر أعلى‪ .‬ويرتفع سعر سهم الشركة‬

‫‪22‬‬
‫لتوعية المستثمر على موقعها على اإلنترنت وتنشر‬ ‫صغار المستثمرين كي يشتروا أسهما خاسرة‪.‬‬ ‫ ‬
‫كذلك الكثير من الكتيبات لتوعية المستثمرين‬ ‫ويحقق المستثمرون الكبار أرباحا على حساب‬
‫باإلضافة إلى تنظيم أنشطة توعوية مختلفة من‬ ‫المستثمرين الصغار عبر المضاربة على هذه األسهم‪،‬‬
‫وقت آلخر‪.‬‬ ‫مما يؤدي إلى حدوث أزمات مالية ذات دور سلبي‬
‫االعتمـاد أسـاسـًا على مصـادر التمويل الذاتية‬ ‫• ‬ ‫كبير في التأثير في السوق‪.‬‬
‫في االستثمــارات المالـية وعدم اللجوء كثيـراً‬
‫إلى االقتراض‪.‬‬
‫أن يقوم المستثمر بتنويع استثماراته المالية ‏بعد‬‫ْ‬ ‫• ‬
‫أن يتحملها‪.‬‬
‫تحديد‏مستوى المخاطر التي يستطيع ْ‬
‫أن يحدد المستثمر نوع االستثمار من حيث المدة‬ ‫ْ‬ ‫• ‬
‫بحيث يتماشى مع أهدافه‪ ،‬أهو استثمار قصير األجل‬
‫أم طويل األجل أم بين األجلين ؟‬
‫أن يقوم المستثمر بشكل منتظم بتقدير جدوى‬ ‫ْ‬ ‫• ‬
‫استثماراته الحالية‪ ،‬ثم إجراء التغيرات في مكونات‬
‫المحفظة لتنسجم مع الظروف السائدة في السوق‪.‬‬
‫عدم االندفاع وراء شائعات السوق التي قد تكون‬ ‫• ‬ ‫‏‪ 3-6‬نصائح للمستثمر‬
‫صادرة بهدف تضليل بعض المستثمرين‪.‬‬ ‫• ينبغي للمستثمر استعمال عقله ومعرفته واستخدام‬
‫عدم السماح للعواطف بالسيطرة على العقل‪ ،‬ويجب‬ ‫• ‬ ‫جميع المعلومات المتوافرة لديه التخاذ القرار‬
‫أن يتصف المستثمر بالشجاعة الكافية لتحمل نتائج‬ ‫ْ‬ ‫االستثماري الصحيح‪.‬‬
‫أن االنفعال في كثير من األحيان قد‬
‫قراراته‪ ،‬إذ َّ‬ ‫• االطالع على النصائح واإلرشادات التي توفرها هيئات‬
‫يزيد الخسائر‪.‬‬ ‫األوراق المالية المحلية والعالمية للمستثمرين‬
‫• االبتعاد عن المضاربة وخاصة في الشركات‬ ‫حول اختيار وإدارة استثماراتهم‪ .‬فعلى سبيل المثال‬
‫الخاسرة‪.‬‬ ‫قامت هيئة السوق المالية بالمملكة بإنشاء مركز‬
‫‪23‬‬
‫ملزيد من املعلومات‪ ،‬نرجو عدم التردد في مراسلتنا على العنوان التالي‪:‬‬

‫هيئة السوق املالية‬


‫برج الفيصلية‪ ،‬طريق امللك فهد‬
‫الرياض‪ ،‬اململكة العربية السعودية‬
‫ص‪.‬ب ‪ 87171‬الرياض ‪11642‬‬
‫الرقم اجملاني ‪800 245 1111‬‬
‫مركز االتصال ‪00966 11 205 3000‬‬
‫فاكس ‪00966 11 490 6599‬‬
‫البريد االلكتروني ‪info@cma.org.sa‬‬
‫جميع احلقوق محفوظة ©‬
‫كما ميكنكم زياره موقعنا االلكتروني على الشبكة الدولية على العنوان التالي‬
‫‪www.cma.org.sa‬‬

You might also like