Professional Documents
Culture Documents
التعريف بسيرة أبن اسحاق
التعريف بسيرة أبن اسحاق
ألف ابن إسحاق سيةر النب صلى ال عليه وسلم ،وهي تشمل حياةر الرسول صلى ال عليه وسلم
قبل البعثة ،وشيئا من أخبار الاهلية ،ث سيته صلى ال عليه وسلم بعد الجهرةر ،ث ف حياته ف
الدينة ،ومغازيه ،وبعوثه ،حت وفاته صلى ال عليه وسلم .
أما طريقته ف التتيب والتأليف فل نكاد نتبينها كاملة لنأ كتبه ل تصل إلينا إل من خلل بعض
النقول الت وجدت ف مؤلفات العلماء الذين جاؤوا بعده ،وأقربا هو تذيب السيةر ،الذي قام به
عبد اللك بن هشام .
وقد أبانأ ابن هشام عن منهجهه ف الختصار فقال ):وأنا إنأ شاء ال مبتدئ هذا الكتاب بذكر
إساعيل بن إبراهيم ،ومن وللد رسول ال صلى ال عليه وسلم من ولده وأولدهم لصلبم الول
فالول من إساعيل إل رسول ال صلى ال عليه وسلم ،وما يعرض من حديثهم ،وتارك ذكر غيهم
من ولد إساعيل على هذه الهة للختصار ،إل حديث سيةر رسول ال صلى ال عليه وسلم ،
وتارك بعض ما ذكره ابن إسحاق ف هذا الكتاب ما ليس لرسول ال صلى ال عليه وسلم ،ول نزل
فيه من القرآنأ شيء ،وليس سبب ا لشيء من هذا الكتاب ،ول تفسيا له ول شاهدا عليه ( ،وعلل
صنيعه هذا بأنه لجل الختصار .ث ترك بعض الشياء انتقادا لبن إسحاق فقال ) :وأشعارا ذكرها
ل أر أحدا من أهل العلم بالشعر يعرفها ،وأشياء بعضها يشنع الديث به ،وبعض يسوء بعض
الناس ذكره ،وبعض ل يقر لنا البكائي – شيخ ابن هشام وأحد رواةر السيةر عن ابن إسحاق –
بروايته (
وقد حافظ ابن هشام فيما يبدو على نص ابن إسحاق ،وذلك أنه يقدم له بقوله :قال ابن إسحاق
،ث يورد نص كلم ابن إسحاق .وإذا عقب عليه فإنه يفصل ذلك بقوله :قال ابن هشام .وإذا
كانأ لديه رواية تالف قول ابن إسحاق فإنه يسوقها بسنده هو .وغالب إضافاته هي ف تصحيح
النساب ،أو شرح بعض المل والستشهاد لذلك بالشعر .
ومنهج ابن إسحاق يقوم على إيراد الخبار بالسانيد الت وصلت إليه ،وبعضها موصول وبعضها
منقطع أو معضل ،ف حي أنأ بعض الخبار يوردها بدونأ إسناد .
وهو قد يعتمد ف معلوماته على مهولي فيقول ) :حدثن بعض أهل العلم ( ،أو ) حدثن بعض بن
فلنأ ( ،أو ) حدثن بعض أهل مكة ( ،أو ) حدثن من ل أتم (أو) زعم رجال من بن فلنأ (
واللحظ أنه إذا شك ف صحـة الرواية عب عن ذلك بقوله ) :فيما يذكرونأ ( ،أو ) فيما يزعمونأ (
وإذا أورد أكثر من رواية ول يستطع التجيح ختم كلمه بقوله ) :فال أعلم أي ذلك كانأ (
كما أنه يمع الروايات أحيان ا مع بعضها دونأ تييز لا ،ويقدم بذكر السانيد مموعة ،ويسوق
ملخصها .
ويستشهد باليات القرآنية ،ويذكر أسباب النزول ،ويشرح بعض العان ف اليات ،وأحيانا يقدم
بي يدي الروايات بتمهيد من عنده يلخص فيه الب ،أو يبي سبب الادثة التاريية ونتيجهتها .
وبذا النهج ياول ابن إسحاق أنأ يمع بي منهج الدثي القائم على السانيد ومنهج الخباريي
التحررين من اللتزام بالسانيد ،ولعل هذا من أسباب القبول الذي لقيته سيته لدى العامة والعلماء .
إل أنأ دمه للروايات وجع السانيد وسياقها مساقا واحدا دونأ تييز ألفاظ الرواةر لقي نقدا من نقاد
الديث ،لنه يمع بي رواية الثقة وغي الثقة ويسوقها مساقا واحدا ،دونأ أنأ ييز بي الروف
وألفاظ الرواةر ،فيختلط قول الثقة مع غيه .
وقد تفرد ابن إسحاق بزيادات منها الصحيح ومنها الضعيف ،كما أنأ له شذوذات خالف با
الصحيح مثل ما أورده من أنأ القراء الذين قتلوا ف بئر معونة أربعونأ رجلا ،والذي ف صحيح
البخاري أنأ عددهم سبعونأ .ومثل قولـه :إنأ أصحـاب الديبيبة سبعمائة ،والذي ف الصحيحي أنم
ألف وأربعمائة .
وعلى كل حال فابن إسحاق يعتب رائدا للكتابة ف السيةر ،وصاحب مدرسة لا منهجهها الستقل عن
مدرسة علماء الديث ،وقد سهل للناس دراسة السيةر وتنظيمها ف نط قصصي متسلسل ،ولذا
وصفه العلماء بأنه إمام ف الغازي والسي .