السلوك الإداري في صحيح البخاري -صيد الفوائد

You might also like

Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 101

‫السلوك الدإاري في صحيح البخاري في فصول‬

‫)التيمم – الصلةا – صفة ثياب الصلةا(‬

‫بقلم ‪ /‬هناء عبد الرحيم يماني‬

‫السلوك الدإاري في صحيح البخاري ‪1 -‬‬


‫المقدمة‬
‫الحمد له الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لول أن هدانا ا ‪ ,‬والصلةا والسلما على سيدنا محمد الذي أرسله ا بالهدى ودإين الحق وعلى آله وصحبه وسلم‬
‫ومن تبعهم بإحسان إلى يوما الدين ‪ .‬وبعد ‪.‬‬
‫لقد اقتضت حاجة النسان المشاركة مع أخيه النسان في العمل سوية لسد حاجاتهم المختلفة ‪ ,‬كما اقتضت ضرورةا التنسيق بين جهودإهم للوصول إلى‬
‫الهداف التي يرومون لتحقيقها ‪ ,‬ويرى ) زويلف ‪ ( 17 :‬بأنه يمكن القول " أن الدإارةا أمر حتمي في أي مجتمع إنساني ولكل أنواع التنظيمات والجماعات مهما‬
‫اختلفت أشكالها ‪ .‬فالجهد الجماعي ل يتم إل بها ول يتحقق التعاون الكامل بين الفرادإ إل من خللها ‪ ,‬ول يتم تلبية حاجات الفرادإ إل بواسطتها " ‪.‬‬
‫لقد كثرت وتعددإت تعريفات الدإارةا ‪ ,‬ويعرفها ) مصطفى والنابة ‪ ( 9 :‬على أنها " عملية تنظيم تتكامل فيها الجهودإ لتنظيم المواردإ البشرية والمادإية نحو‬
‫هدف معين أو هدف مشترك " ‪ ,‬ويذكر ) سالم وآخرون ‪ ( 15 :‬تعريف آخر للدإارةا عرفه كيمبول على النحو التالي " تشتمل الدإارةا على جميع الواجبات‬
‫والوظائف ذات العلقة بإنشاء المشروع وتمويله وسياساته الرئيسية وتوفير كل المعدات اللزمة ووضع الطإار التنظيمي العاما الذي سيعمل ضمنه واختيار موظفيه‬
‫الرئيسيين " ‪ .‬فالدإارةا وفقا لهذا التعريف تشمل خمس عناصر مهمة هي ) التمويل ورسم السياسات والتنظيم وتوفير المعدات واختيار الفرادإ ( ‪.‬‬
‫إن السلما منهج متكامل ونظاما شامل للحياةا النسانية دإينيا ودإنيويا ‪ ,‬فهو دإين ا تعالى الذي أوحى بتعاليمه السمحاء إلى الرسول محمد –صلى ا عليه‬
‫وسلم‪ -‬وكلفه بتبليغه للناس كافة ودإعوتهم إليه من خلل القرآن الكريم ‪.‬‬
‫إن المنهج السلمي يقدما مفهوما للدإارةا يتصف بالشمولية والطإلقا بعيدا عن النحصار المعرفي في إزاء التعامل مع المفهوما المجردإ للدإارةا ‪ ,‬إن كلمة‬
‫الفكر الدإاري السلمي كما عرفها دإ‪ .‬حمدي عبد الهادإي تعني " الراء و المبادإىء والنظريات التي سادإت حقل الدإارةا ‪ ,‬ودإراسة وممارسة عب العصور‬
‫والزمنة ‪ ,‬ويعتب فكرا إسلميا ما يصدر من هذه الراء والمبادإىء والنظريات وذلك بالستنادإ إلى توجيهات القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرةا " ) الضحيان ‪:‬‬
‫‪. ( 59‬‬

‫السلوك الدإاري في صحيح البخاري ‪2 -‬‬


‫ومما سبق نستطيع تعريف النظرية السلمية على أنها ‪ " :‬مجموعة من التصورات والمفاهيم والفكار والحكاما والقيم والهداف ذات الحد القصى من‬
‫التجريد والعمومية المرتبطة بإعدادإ النسان المسلم حسب الصول السلمية وتسويغها وتقويمها اعتبارا من أسسها ومناهجها وأساليب تحقيقها وتنفيذها "‬
‫)الشلعوطإ ‪. ( 73 :‬‬
‫ويمكن أن نعرف النظاما الدإاري في السلما بأنه ‪ " :‬مجموعة الحكاما والتشريعات التي شرعها السلما لتنظيم جهودإ البشر جماعيا وفردإيا وتوجيههم‬
‫وجهة هادإفة لتحقيق مصالحهم وسد حاجاتهم الدنيوية والخروية وحفزهم بها إلى فعل الخير والبعد عن الشر ومنع الفسادإ في الرض " ) سمارةا ‪.( 23 : 2000 ,‬‬
‫ومن ثم نجد أن النظرية السلمية ترتكز على النقاطإ التالية ‪ ) :‬الشلعوطإ ‪( 74 :‬‬
‫مستمدةا في أساسها من القرآن الكريم والسنة ‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫تتصف بالشمولية ‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫تشتمل على نظرية المنهج والمعرفة والساليب والوسائل والدإارةا وهي بهذا تختلف عن النظريات الوضعية الخرى ‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫تعمل على توجيه السلوك النساني وقيمه ‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫تعتمد على التفاعل ما بين النظرية والممارسة العملية فالسلما دإين عمل وجهادإ ‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫ونجد أن مصادإر الفكر الدإاري في السلما مستمدةا من عدةا مصادإر وهي ) القرآن الكريم ‪ ,‬السنة النبوية الشريفة ‪ ,‬الجماع ‪ ,‬القياس ( ‪.‬‬
‫وهذا العمل سوف يتخصص في إبراز الجوانب الدإارية التي تضمنتها بعض أجزاء القرآن الكريم ‪ ,‬وهذا يوجب علي إعطاء فكرةا عن القرآن الكريم ‪,‬‬
‫القرآن الكريم كما يرى ) الشلعوطإ ‪ ( 81 :‬هو كلما ا سبحانه وتعالى أوحى به إلى سيدنا محمد –صلى ا عليه وسلم‪ -‬وآياته دإستور شامل لتنظيم حياةا البشر‬
‫الجتماعية والسياسية والقتصادإية والعسكرية ‪ ,‬وقد تكفل ا سبحانه وتعالى بحفظه يقول تعالى } إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون { )الحجر ‪ , (9 :‬ويرى ابن‬
‫عباس رضي ا عنهما بأن القرآن الكريم هو الكتاب المنزل على محمد – صلى ا عليه وسلم – فصار له كالعلم ويرى الزركشي بأن القرآن الكريم هو الوحي‬
‫المنزل على محمد للبيان والعجاز ) العبدلي ‪. ( 16 :‬‬

‫السلوك الدإاري في صحيح البخاري ‪3 -‬‬


‫لقد ذكر ) العلي ‪ ( 112 :‬في كتابه ) الدإارةا في السلما ( أهم خصائص الدإارةا كما تستند إلى منهجية القرآن الكريم ‪ ,‬وهي ‪-:‬‬
‫إدإارةا ذات كفاءةا وجدارةا وأخلقا ‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫إدإارةا شورية ‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫إدإارةا تهتم بالحاجات النفسية والروحية والمادإية للنسان ‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫إدإارةا ذات مسئولية رعوية وسلطة مطاعة ‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫إدإارةا ذات رقابة ذاتية ‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫ويذكر ) النحلوي ‪1420 ,‬هـ ‪ ( 69 :‬أن الضروريات الخمس هي ‪:‬‬
‫حفظ الدين ‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫المحافظة على النفس ‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫المحافظة على المال ‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫المحافظة على العقل ‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫المحافظة على العرض والنسل والنساب ‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫ويذكر ) سمارةا ‪2000 ,‬ما ‪ ( 99 :‬أن مقومات الدإارةا في السلما تتلخص فيما يلي ‪-:‬‬
‫العقل والذكاء والفطنة ‪ :‬إذ أن العقل مناطإ التكليف في السلما أما الذكاء والفطنة ليتمكن بهما القائد من القدرةا على تسيير العمل ورسم الخطط‬ ‫‪.1‬‬

‫والتنسيق بين المواقف وتحديد ما يلزما لكل موقف وليكون في وضع يمكنه من تسيير العمل على أكمل وجه وبأيسر التكاليف وأقل الوقت ‪ ,‬يقول تعالى‬

‫} إن في ذلك ليآات لقوم يآعققلون { ‪ ,‬ويقول جل وعل } وتلك المأثال نضربها للناس ومأا يآعققلها إل العالمون { ‪ ,‬فل بد لكل منصب قيادإي من تميز‬
‫عمن يقودإهم برجاحة عقله ونباهته كي يتمكن من تدبير المور والتأثير فيمن يقودإهم على نحو يفضي إلى حسن الدإاء والقدرةا على التأثير فيمن‬

‫السلوك الدإاري في صحيح البخاري ‪4 -‬‬


‫يقودإهم كفريق واحد لتحقيق الهداف المتوخاةا من أعمالهم ‪ ,‬فالدور الذي جعله السلما للقائد في جماعته يستلزما أن يكون حصيف الرأي ‪ ,‬قوي الحجة‬
‫‪ ,‬ذو معرفة ودإراية شاملة بالعمل المسند إليه وكل ذلك يستلزما أن يتمتع القائد الدإاري بعقل وذكاء وفطنة يتأهل بها إلى القيادإةا ‪ ,‬وفي القرآن الكريم‬

‫إشارةا لذلك في قوله سبحانه وتعالى ‪ ... } :‬وزاده بسطة في العلم والجسم ‪ ) { ...‬البقرةا ‪. ( 247 :‬‬

‫السإلما ‪ :‬إن عمل القيادإةا الدإارية في السلما هو توجيه النشاطإ البشري في العمل لتحقيق المصالح على ضوء السلما ‪ ,‬أو توجيه النشاطإ الجماعي‬ ‫‪.2‬‬

‫في عمل مشترك لتحقيق هدف مشروع أو عدةا أهداف مشروعة مخطط إليها ‪ ,‬يقول تعالى ‪ } :‬يآا أيآها الذيآن آمأنوا ل تتخذوا اليهود والنصارى أولياء‬

‫بعضهم أولياء بعض ‪ ,‬ومأن يآتولهم مأنكم فقإنه مأنهم { ) المائدةا ‪. ( 51 :‬‬

‫القدرة والكفاءة ‪ :‬إذ أن السلما يفرض على كل متولل لقيادإةا أو عمل أن يكون قادإرا على القياما بما وكل إليه من عمل ‪ ,‬وقد سأل أبو ذر الغفاري‬ ‫‪.3‬‬

‫الولية فنهاه النبي – صلى ا عليه وسلم – فقال له أبو ذر ‪ :‬أل تستعملني ‪ ,‬قال ‪ :‬فضرب بيده على منكبي ثم قال – صلى ا عليه وسلم ‪ : -‬يا أبا ذر‬

‫إنك ضعيف وإنها أمانة وإنها يوما القيامة خزي وندامة إل من أخذها بحقها وأدإى الذي عليه فيها ( ‪ ,‬ويقول تعالى ‪ } :‬إن خير مأن استأجرت القوي‬

‫المأين { ) القصص ‪. ( 26 :‬‬

‫الخإلصا والمأانة ‪ :‬من الحكاما الشرعية التي يجعلها السلما من لوازما أي عمل يمارسه النسان وعليهما يتوقف إتقان العمل وقبوله ‪ ,‬والخلصا‬ ‫‪.4‬‬

‫في هذا الموضع المقصودإ به قياما النسان بما يتوجب عليه فيما أسند إليه من عمل ابتغاء مرضاةا ا سبحانه وتعالى ‪ ,‬والخلصا بهذا المعنى يدفع‬
‫إلى الجد والنشاطإ والتقان للعمال دإونما مراقبة أو متابعة خارجية ‪ ,‬وإنما الرقابة الذاتية التي تنتج عن طإلب مرضاةا ا ‪ ,‬فالنية الصالحة تجعل‬
‫العمال كلها عبادإةا ل ‪ ,‬يقول – صلى ا عليه وسلم – " ثلثا ل يغل عليهن قلب امرأ مسلم ‪ :‬إخلصا العمل ل والنصح لئمة المسلمين ‪ ...‬إنه من‬

‫السلوك الدإاري في صحيح البخاري ‪5 -‬‬


‫تكن الدنيا نيته يجعل ا فقره في عينه ‪ ,‬ويشتت عليه ضيعته ‪ ,‬ول يأتيه إل ما كتب له ‪ ,‬ومن تكن الخرةا نبته يجعل ا غناه في قلبه ويكفيه ضيعته‬

‫وتأتيه الدنيا وهي راغمة " ‪ ,‬ويقول تعالى } إن خير مأن استأجرت القوي المأين { ‪.‬‬

‫الحلم والناة والصبر ‪ :‬حيث أن تعامل القيادإةا الدإارية إنما يكون مع البشر في نشاطإ جماعي هادإف ‪ ,‬ومهمة القيادإةا الدإارية ‪ ,‬القدرةا على التأثير‬ ‫‪.5‬‬

‫اليجابي في العاملين معه لتحقيق هدف مخطط له ‪ ,‬وأي احتكاك بشري يؤدإي إلى مثيرات الغضب ‪ ,‬وإن لم القائد الدإاري على قدر من الحلم والناةا‬
‫والصبر فإن العمل سيضطرب والهواء ستلعب دإورا في إرباك العمل وتراجعه لنعداما روح التعاون بين العاملين والغضب يمنع من التركيز ويؤثر‬
‫على جودإةا العمل وإتقانه والخلصا فيه ‪ ,‬لن العمل الدإاري يلزما فيه التأثير المتبادإل بين الرئيس والمرؤوسين ‪,‬وبهذا التأثير المتبادإل تتضافر جهودإ‬
‫الفرادإ إيجابا في توجيه النشاطإ العملي لتحقيق هدف مشترك وذلك في حالة التفاهم والرضى ‪ ,‬أما في حالة الغضب والتباغض والتنافر بين القائد ومن‬
‫يقودإهم فإن التأثير يكون سلبيا على سير العمل ‪ ,‬وبالتالي نجد أن من المقومات الهامة في القيادإةا أن يتمتع القائد الدإاري بالتزان والرزانة والهدوء‬

‫والسماحة والقدرةا على ضبط انفعالته والتحكم في عواطإفه ‪ ,‬يقول تعالى } ‪ ...‬إنك لنت الحليم الرشيد { ) هودإ ‪ , ( 87 :‬ويقول جل وعل } إن‬

‫إبراهيم لحليم أواه مأنيب { ) هودإ ‪. ( 75 :‬‬

‫الرفق والباتعادإ عن العجلة في رسإم الخطط ووضع الهأداف واتخاذ القرارات الدإارية ‪ :‬فالرفق من المقومات اللزمة لكل قيادإي ‪ ,‬وذلك لما فيه من‬ ‫‪.6‬‬

‫التعقل والحتراز عن الخطأ ولهمية الرفق في الحكم والدإارةا ‪ ,‬قال فيه النبي – صلى ا عليه وسلم ‪ " : -‬اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليه‬
‫فإشفق عليه ‪ ,‬ومن ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به " ‪.‬‬
‫الرحمة واللين ‪ :‬قيمتان إنسانيتان يكون النسان بمقتضاهما مشفقا على نفسه وغيره وعطوفا ‪ ,‬مما يجعله دإائم التفقد لحوال من يرعاهم متلمسا‬ ‫‪.7‬‬

‫لحاجاتهم النسانية وهذا من شأنه أن يوجد اللفة والمودإةا والتماسك بين القيادإةا والعاملين وهذا تأثير قوي من القيادإةا الرحيمة اللينة بالمنقادإين ليندفعوا‬

‫باتجاه تحقيق الهدف المنشودإ ‪ ,‬يقول تعالى ‪ } :‬فبما رحمة مأن ال لنت لهم ولو كنت فظا غليظ الققلب لنفضوا مأن حولك ‪ ,‬فقاعف عنهم واستغفر لهم‬

‫السلوك الدإاري في صحيح البخاري ‪6 -‬‬


‫وشاورهم في المأر فقإذا عزمأت فتوكل على ال إن ال يآحب المتوكلين { ) آل عمران ‪, ( 159 :‬ويقول – صلى ا عليه وسلم – " الراحمون يرحمهم‬
‫الرحمن ارحموا من في الرض يرحمكم من في السماء " ‪.‬‬
‫العدالة والتقوى ‪ :‬وبهما تتوطإد العلقة مع الدإارةا ‪ ,‬فالتقوى والعدالة من أقوى المؤثرات في الشخاصا المحيطين به ‪ ,‬لجعلهم يرتبطون بالقائد‬ ‫‪.8‬‬

‫ويحترمونه ويتفاعلون معه ويحرصون على الولء له والستجابة إلى توجيهاته كلها ‪ ,‬يقول تعالى ‪ } :‬يآا أيآها الذيآن آمأنوا اتقوا ال حق تققاته { ) آل‬

‫عمران ‪ , ( 102 :‬ويقول جل وعل ‪ } :‬فقاستقم كما أمأرت ومأن تاب مأعك ول تطغوا إنه بما تعملون بصير { ) هودإ ‪ , ( 112 :‬فالعدالة والتقوى تجعلن‬
‫من يتصف بهما مثل أعلى للمحيطين به ‪ ,‬وتوجد لديهم الطمأنينة والستقرار على أنفسهم ومصالحهم وحقوقهم مما يكون له الثر في إصلح العمل‬
‫ونشاطإ العاملين وحسن الدإاء بدقة وإتقان ‪.‬‬
‫النزعة الشورية ‪ :‬تعتبر الشورى من أسس الحياةا السلمية في المجتمع السلمي ‪,‬وهي من لوازما القيادإةا الناجحة في أي موقع قيادإي ‪ ,‬فالقيادإةا‬ ‫‪.9‬‬

‫الشورية من شأنها أن تذكي الروح المعنوية لدى جماعة العمل ‪ ,‬من خلل إشراك الكل في الهتماما بالعمل وإبداء الرأي في الخطط والهداف‬
‫والتنسيق ونحو ذلك مما يلزما في رفع مستوى الكفاءةا في العمل ‪ ,‬فالقيادإةا الغير متسلطة قريبة من المحيطين بها ‪ ,‬وهذا من شأنه أن يوجد الطمأنينة‬
‫لدى العاملين ويوجد المودإةا واللفة والتماسك والنتماء وكل ذلك يساهم في تكاتف الجماعة وتعاطإفها على نحو يجعلها فريقا واحدا مما يضاعف‬

‫إخلصا العاملين ويؤثر في الجماعة ‪ ,‬يقول تعالى } وشاورهم في المأر { ) آل عمران ‪, ( 159 :‬ويقول تعالى } وأمأرهم شورى بينهم { ) الشورى ‪:‬‬
‫‪ ( 38‬وكل ذلك يساهم في تكاتف الجماعة وتعاطإفها على نحو يجعلها فريقا واحدا مما يضاعف إخلصا العاملين ويؤثر في الجماعة ‪.‬‬

‫السلوك الدإاري في صحيح البخاري ‪7 -‬‬


‫التواضع ‪ :‬ويقصد به الخضوع والذعان للحق والبتعادإ عن الزهو والعجاب بالنفس وهذه صفة لزمة لكل إنسان يقدر نفسه حق قدرها ويريد لها‬ ‫‪.10‬‬

‫الخير ‪ ,‬وقيل في تعريف التواضع ‪ ) :‬هو ضبط النفس عن الكبر والعجب والغرور ومعرفة النفس قدرها ( ‪ ,‬ويقول تعالى ‪ } :‬تلك الدار الخرة نجعلها‬

‫للذيآن ل يآريآدون علوا في الرض ول فسادا ‪ ) { ...‬القصص ‪. ( 83 :‬‬

‫الحزما ‪ :‬ويقصد به ضبط المور وتم تعريف الحزما على أنه ‪ ) :‬النظر في المور قبل نزولها ‪ ,‬وتوخي المهالك قبل الوقوع فيها ‪ ,‬وتدبير المور على‬ ‫‪.11‬‬

‫أحسن ما تكون من وجوهها ( ‪.‬‬


‫مألكة التطوير الذاتي في المعرفة والمهارات الدإارية ‪ :‬لن إتقان العمال ل بد له من زيادإةا المعرفة فيها إلى جانب زيادإةا المهارات اللزمة في‬ ‫‪.12‬‬

‫التقان وإلى هذا تدعو النصوصا الشرعية في قوله سبحانه وتعالى ‪ } :‬نرفع مأن نشاء درجات وفوق كل ذي علم عليم { ) يوسف ‪ , ( 76 :‬وقوله‬

‫تعالى ‪ } :‬فقاسئلوا أهل الذكر إن كنتم ل تعلمون { ) النحل ‪. ( 43 :‬‬

‫ويذكر ) سمارةا ‪ ( 137 : 2000 ,‬أن من أهم خصائص الدإارةا في السلما ‪ ,‬ما يلي ‪-:‬‬
‫تمتاز الدإارة في السإلما باأنها ذات باعد روحي ‪ :‬بمعنى أن السلما ل يعرف الفصل بين الدين والدنيا ‪.‬‬ ‫‪.1‬‬

‫الدإارة في السإلما ذات باعد إنساني ‪ :‬فهي تكرما النسان وتعنى بحاجاته وتهتم به وذلك لنها إدإارةا منضبطة بالحكاما الشرعية والنسان في الشريعة‬ ‫‪.2‬‬

‫السلمية هو محور اهتماماتها ‪.‬‬


‫الدإارة في السإلما ذات باعد قيمي ‪ :‬ففي السلما يتعين على الفرادإ والمجتمع السلمي مراعاةا القيم التالية ‪ ) :‬القيمة المادإية – القيمة النسانية –‬ ‫‪.3‬‬

‫القيمة الخلقية – القيمة الروحية ( ‪.‬‬


‫الهوية السإلمأية ‪ :‬فالنظاما الدإاري السلمي نظاما يرتكز على العقيدةا السلمية ويصطبغ بالصبغة السلمية في كافة المجالت والنماطإ الدإارية ‪.‬‬ ‫‪.4‬‬

‫تمتاز الدإارة في السإلما باأنها ذات باعد ثقافي ‪ :‬فرسالة السلما إنما بعث بها النبي محمد – صلى ا عليه وسلم – ليتمم مكارما الخلقا ‪.‬‬ ‫‪.5‬‬

‫السلوك الدإاري في صحيح البخاري ‪8 -‬‬


‫تستند إلى نظاما إدإاري ثابات مأنبثق مأن العقيدة السإلمأية فيما يتعلق باالعمال الدإارية وتوجيهها ‪.‬‬ ‫‪.6‬‬
‫الممارسإات الدإارية الشورية ‪.‬‬ ‫‪.7‬‬
‫الهأتماما باالرقاباة الذاتية والتركيز عليها مأن القضايا البديهية في السإلما ‪.‬‬ ‫‪.8‬‬
‫مأراعاة اليسر ورفع الحرج في الدإاء الدإاري كله ‪.‬‬ ‫‪.9‬‬
‫أما القيم السلمية فقد ذكر ) سمارةا ‪ ( 71 : 2000 ,‬أن القيم التي وردإت في الدإلة الشرعية ل تخرج عن أربعة قيم رئيسية ‪ ,‬وهي ‪-:‬‬
‫القيمة الروحية ‪ :‬والمقصودإ بها إرضاء الخالق في العمال كلها ‪.‬‬ ‫‪.1‬‬

‫القيمة الخخلقية ‪ :‬وهي مراعاةا بعض الصفات عند القياما بالعمال ‪.‬‬ ‫‪.2‬‬

‫القيمة النسانية ‪ :‬وهي معيار سلوكي يرتبط بالنسان من حيث هو إنسان بغض النظر عن جنسه ولونه وشكله ‪. ....‬‬ ‫‪.3‬‬

‫القيمة المادإية ‪ :‬معيار سلوكي مرتبط بالنتائج المادإية التي يهدف إليها النسان في نشاطإاته المادإية كلها ‪.‬‬ ‫‪.4‬‬

‫نبذة عن صحيح البخاري ‪:‬‬


‫صحيح البخاري للماما الحافظ أبي عبد ا محمد بن إسماعيل الجعفي البخاري ‪ ,‬المتوفي بخرتنك ستة ) ‪256‬هـ ( ‪ ,‬وهو أول الكتب الستة في الحديث‬
‫وأفضلها على المذهب المختار ‪ ,‬وقال الماما النواوي ‪ :‬اتفق العلماء على أن أصح الكتب بعد القرآن الكريم الصحيحان " صحيح البخاري " و " صحيح مسلم "‬
‫وتلقتهما المة بالقبول وكتاب البخاري أصحهما صحيحا وأكثرهما فوائد ) جاهين ‪. ( 10 :‬‬
‫ولد الحافظ سنة أربع وتسعين ومئة في شوال ‪ ,‬وتدرج في طإلب العلم منذ نعومة أظافره ‪ ,‬وبدأ يصنف قضايا الصحابة والتابعين وأقوالهم وهو في سن الثامنة‬
‫عشر ‪ ,‬وقد مات البخاري ليلة عيد الفطر سنة ست وخمسين ومئتين وقد بلغ اثنتين وستين وجدوه لما أصبح ميتا ) العسقلني ‪ ,‬ج ‪. ( 9 : 1‬‬
‫خطة العمل ‪-:‬‬

‫السلوك الدإاري في صحيح البخاري ‪9 -‬‬


‫سوف يتم تقسيم العمل إلى فصول ‪ ,‬على النحو التالي ‪-:‬‬
‫الفصل الول ‪ :‬وسيتناول كتاب التيمم ‪ ,‬مع إبراز ما اشتملت عليه أحادإيث هذا الجزء من مبادإىء ووظائف وأهداف إدإارية ‪ ,‬ومحاولة اكتشاف المدارس‬
‫الفكرية المعاصرةا التي يمكن استنباطإها من الحادإيث ‪ ,‬بالضافة إلى بيان مبادإىء النظرية السلمية الموجودإةا في الحادإيث ‪.‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬وسيتناول كتاب الصلة ‪ ,‬مع إبراز ما اشتملت عليه أحادإيث هذا الجزء من مبادإىء ووظائف وأهداف إدإارية ‪ ,‬ومحاولة اكتشاف المدارس‬
‫الفكرية المعاصرةا التي يمكن استنباطإها من الحادإيث ‪ ,‬بالضافة إلى بيان مبادإىء النظرية السلمية الموجودإةا في الحادإيث ‪.‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬وسيتناول كتاب صفة ثياب الصلة ‪ ,‬مع إبراز ما اشتملت عليه أحادإيث هذا الجزء من مبادإىء ووظائف وأهداف إدإارية ‪ ,‬ومحاولة اكتشاف‬
‫المدارس الفكرية المعاصرةا التي يمكن استنباطإها من الحادإيث ‪ ,‬بالضافة إلى بيان مبادإىء النظرية السلمية الموجودإةا في الحادإيث ‪.‬‬
‫الفصل الرابع ‪ :‬الخاتمة ومراجع العمل ‪.‬‬

‫أول ‪ :‬كتاب التيمم‬

‫السلوك الدإاري في صحيح البخاري ‪10 -‬‬


‫يذكر ) الجوزية ‪1423 ,‬هـ ‪ ( 137 :‬أن النبي – صلى ا عليه وسلم – كان يتيمم بضربة واحدةا للوجه والكفين ‪ ,‬ولم يصح عنه أنه تيمم بضربتين ‪ ,‬ول إلى‬
‫المرفقين ‪ ,‬قال الماما أحمد ‪ :‬من قال ‪ :‬إن التيمم إلى المرفقين ‪ ,‬فإنما هو شيء زادإه من عنده ‪ .‬وكذلك كان يتيمم بالرض التي يصلي عليها ‪ ,‬ترابا كانت أو سبخة أو‬
‫رمل ‪ .‬وصح عنه أنه قال ‪ " :‬حيثما أدإركت رجل من أمتي الصلةا فعنده مسجده وطإهوره " ‪ ,‬وهذا تصريح في أن من أدإركته الصلةا في الرمل ‪ ,‬فالرمل له طإهور‬
‫‪ .‬ولما سافر هو وأصحابه في غزوةا تبوك ‪ ,‬قطعوا تلك الرمال في طإريقهم وماؤهم في غاية القلة ‪ ,‬ولم يرو عنه أنه حمل معه التراب ول امر به ول فعله من‬
‫أصحابه ‪ ,‬وا اعلم وهذا قول الجمهور ‪.‬‬
‫وأما ما ذكر في صفة التيمم من وضع بطون أصابع يده اليسرى على ظهور اليمنى ‪ ,‬ثم إمرارها إلى المرفق ‪ ,‬ثم إدإارةا بطن كفه على بطن الذراع ‪ ,‬وإقامة‬
‫إبهامه اليسرى كالمؤذن إلى أن يصل إلى إبهامه اليمنى ‪ ,‬فييطبقها عليها ‪ ,‬فهذا مما ييعلم قطعا أن النبي – صلى ا عليه وسلم – لم يفعله ‪ ,‬ول عللمه أحدا من‬
‫أصحابه ول أمر به ول استحسنه وهذا هديه إليه التحاكم ‪ ,‬وكذلك لم يصح عنه التيمم لكل صلةا ول أمر به بل أطإلق التيمم وجعله قائما مقاما الوضوء وهذا يقتضي‬
‫أن يكون حكمه إل فيما يقتضي الدليل خلفه ‪.‬‬
‫ويذكر ) العيني ‪ ,‬ج ‪ ( 2 : 4‬أن في الشرع ) التيمم ( هو قصد الصعيد الطاهر واستعماله بصفو مخصوصة وهو مسح اليدين والوجه لستباحة الصلةا‬
‫وامتثال المر ‪.‬‬

‫الحديث – رقمه – تفسيره‬


‫المدارس والنظريات الدإارية‬ ‫الباب المستنبط‬
‫علقته بامبادإىء النظرية السإلمأية‬

‫السلوك الدإاري في صحيح البخاري ‪11 -‬‬


‫الحديث رقم) ‪ : ( 323‬حدثنا محمد بن سنان ‪ ,‬قال ‪ :‬حدثنا‬ ‫الهأداف ‪-:‬‬
‫المدرسإة الكلسإيكية‬
‫هشيم قال وحدثني سعيد بن النضر قال ‪ :‬أخبرنا سليار قال ‪:‬‬ ‫يهدف الحديث إلى ذكر المور التي ميز ا بها نبيه‬ ‫‪‬‬
‫الدإارة العلمية‬ ‫– صلى ا عليه وسلم – من دإون الخلق أجمعين ‪.‬‬
‫فايول ) مأبدأ السلطة (‬ ‫حدثنا يزيد – وهو ابن صهيب الفقير – قال ‪ :‬أخبرنا جابر‬
‫الشاهأد ‪ } :‬أعطيت خإمسا لن يعطهن‬ ‫ويهدف الحديث إلى تفسير الية الكريمة في سورةا‬ ‫‪‬‬
‫بن عبد ا " أن النبي ‪ -‬صلى ا عليه وسلم – قال ‪:‬‬ ‫) المائدةا ‪ ( 6 ,‬وهي ‪ } :‬فلم تجدوا ماء فتيمموا‬
‫أحد مأن قبلي {‬
‫وهو مبدأ من مبادإىء فايول الدإارية ‪,‬‬ ‫أعطيت خمسا لم يعطهن أحد من قبلي ‪ ,‬نصرت بالرعب‬ ‫صعيدا طإيبا ‪ , { ..‬ويظهر ذلك من أن ا جل وعل‬
‫ويذكر )سالم وآخرون ‪1982 ,‬ما ‪(33 :‬‬ ‫أحل للمسلمين الصلةا في أي مكان يكونون فيه‬
‫مسيرةا شهر ‪ ,‬وجعلت لي الرض مسجدا وطإهورا ‪ ,‬فأيما‬ ‫خارج بيوتهم ومساجدهم ‪ ,‬ووضح للمسلمين كيفية‬
‫أن فايول قصد بالسلطة أنها المزيج من‬
‫رجل من أمتي أدإركته الصلةا فليصل ‪ ,‬وأحلت لي المغانم السلطة الرسمية المستمدةا من المنصب‬ ‫التصرف في حالة عدما وجودإ الماء ‪.‬‬
‫الذي يشغله الدإاري والسلطة الشخصية‬
‫ولم تحل لحد من قبلي وأعطيت الشفاعة وكان النبي يبعث‬ ‫الوظائف ‪-:‬‬
‫أي من الصفات الشخصية التي يتمتع بها‬
‫‪ ,‬وفي هذا الحديث نجد أن ا جل وعل‬ ‫إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة " ) عطا ‪,‬‬ ‫التخطيط‬
‫أعطى النبي – صلى ا عليه وسلم –‬ ‫الشاهأد ‪ } :‬جعلت لي الرض مأسجدا وطهورا فأيما‬
‫‪1421‬هـ ‪ /‬ج ‪. ( 87 : 1‬‬ ‫رجل أدإركته الصلة فليصل {‬
‫خمس ميزات لم يعطهن أحد من النبياء‬
‫قبله نظرا لما أعطاه ا من السلطة في‬ ‫تفسير الحديث ‪:‬‬ ‫يعرف ) النمر وآخرون ‪ ( 95 :‬التخطيط على أنه "‬
‫قوله ] أعطيت خإمسا [ أي ذلك في غزوةا تبوك وهي النبوةا ونظرا لمنا يتمتع به النبي عليه‬ ‫عمل ذهني يعتمد على التفكير العميق والرؤية الصائبة‬
‫الصلةا والسلما من صفات شخصية‬ ‫آخر غزوات رسول ا – صلى ا عليه وسلم –‬ ‫التي يستخدمها المخطط في رؤية حاضره ومواجهة‬
‫أهلته لن يكون سيد البشرية جمعاء ‪.‬‬ ‫)العسقلني ‪ ,‬ج ‪. ( 446 : 1‬‬ ‫مستقبله " ‪.‬‬
‫ويذكر ) العيني ‪ ,‬ج ‪ ( 8 : 4‬أن ] أعطيت خمسا [ أي‬ ‫ويظهر في الحديث وظيفة من وظائف الدإارةا وهي‬
‫المدرسإة الكلسإيكية‬ ‫خمس خصال ‪.‬‬ ‫" التخطيط " ‪ ,‬ويتجلى في تخطيط النبي – صلى ا‬
‫الدإارة العلمية‬ ‫أما قوله ] نصرت باالرعب مأسيرة شهر [ معناه ‪ :‬لن‬ ‫عليه وسلم – للصلةا في أي مكان من الرض حينما‬
‫فايول ) مأبدأ وحدة المأر (‬ ‫العدو يخافني وبيني وبينه مسافة شهر وذلك من نصرةا ا‬ ‫يدخل وقت الصلةا وذلك رحمة من ا ‪.‬‬
‫الشاهأد ‪ } :‬وكان النبي يبعث إلى قومأه‬ ‫إياه على العدو ( آل سعودإ ‪1409 ,‬هـ ‪ /‬ج ‪, ( 333 : 1‬‬ ‫وحيث أن مقومات التخطيط هي ‪ ) :‬الهداف –‬
‫خإاصة وباعثت إلى الناس عامأة {‬ ‫ويذكر ) العسقلني ‪ ,‬ج ‪ ( 446 : 1‬أن معنى ذلك أن‬ ‫التنبؤ – السياسات – البرامج – الجراءات – طإرقا‬

‫السلوك الدإاري في صحيح البخاري ‪12 -‬‬


‫يذكر ) سالم وآخرون ‪1982 ,‬ما ‪33 :‬‬ ‫الرعب يقذف في قلوب أعدائي ‪ ,‬ويقوله ] مأسيرة شهر [‬ ‫العمل أي الوسائل والمكانات ( ) النمر وآخرون ‪,‬‬
‫( أن من المبادإىء الدإارية التي وضعها‬ ‫أي لم يوجد لغيره النصر بالرعب في هذه المدةا ول في‬ ‫‪1417‬هـ ‪ , ( 101 :‬فيمكن تطبيق تلك المقومات على‬
‫فايول في الدإارةا هو "مبدأ وحدةا المر"‬ ‫أكثر منها ‪ ,‬أما ما دإونها فل ‪.‬‬ ‫الحديث السابق كما يلي ‪-:‬‬
‫أي أنه ل يجوز أن يتلقى الفردإ العامل‬ ‫ويذكر ) العيني ‪ ,‬ج ‪ ( 9 : 4‬أن الحكمة في جعل‬ ‫الهأداف ‪ :‬وهي النتائج المطلوب تحقيقها في‬
‫أوامر من أكثر من رئيس أو مشرف‬ ‫الغاية شهر لنه لم يكن بين المدينة وبين أحد من أعدائه‬ ‫المستقبل وفي هذا الحديث يطلق عليها غايات أو‬
‫واحد ‪.‬‬ ‫أكثر من شهر ‪.‬‬ ‫أهداف استراتيجية لنها في المستقبل البعيد ‪ ,‬فهي‬
‫ونلمس ) وحدةا المر ( في الحديث‬ ‫وأما قوله ] جعلت لي الرض مأسجدا وطهورا [ فإن‬ ‫تسمح بأدإاء الصلةا في أي مكان من الرض في يدخل‬
‫السابق من حيث أن النبي – صلى ا‬ ‫أهل الكتاب لم تكن أبيحت لهم الصلةا إل في بيعهم‬ ‫موعد الصلةا وهذا ليس في فترةا معينة بل تمتد إلى ما‬
‫عليه وسلم – بعث إلى الناس جميعا‬ ‫وكنائسهم ‪ ,‬ورخص ا تعالى لهذه المة أن يصلوا حيث‬ ‫شاء ا ‪ ,‬والهدف من هذا الحديث هو تسهيل أدإاء‬
‫بخلف النبياء والرسل السابقين الذي‬ ‫أدإركتهم الصلةا وذلك من رحمة ا تعالى ورأفته بهم‬ ‫الصلةا أماما المسلمين رحمة من ا ورأفة بهم ‪.‬‬
‫كان كل منهم يبعث إلى قومه خاصة ‪.‬‬ ‫تيسيرا للطاعة وتكثيرا لها لتكثر عليها مثوبتهم ‪ ,‬وأحادإيث‬ ‫التنبؤ ‪ :‬وهو نشاطإ ذهني مرتبط بالنشاطإ النساني ‪,‬‬
‫أخرى تستثني من الرض الحلماما والمقبرةا (آل سعودإ ‪,‬‬ ‫وهو نتيجة لرتباطإ النشاطإ النساني بعنصر الوقت ‪,‬‬
‫المدرسإة الكلسإيكية‬ ‫‪1409‬هـ ‪ /‬ج ‪. ( 333 : 1‬‬ ‫وقرر فايول أن " القدرةا على التنبؤ قبل حدوثا الشياء‬
‫البيروقراطية‬ ‫ويضيف ) العسقلني ‪ ,‬ج ‪ ( 446 : 1‬أن معنى ذلك‬ ‫هي جوهر الدإارةا " ويظهر عنصر التنبؤ في الحديث‬
‫الشاهأد ‪ } :‬أعطيت خإمسا لم يعطهن أحد‬ ‫أن الرض هي موضع السجودإ ول يختص السجودإ منها‬ ‫أن ا شلرع لنبيه أمرا لم يكن مشلرعا من قبل تنبؤا بما‬
‫مأن قبلي {‬ ‫بموضع دإون غيره ‪ ,‬وقيل أن المرادإ جعلت لي الرض‬ ‫يمكن أن يقابل المسلم وهي أن يحين موعد الصلةا وهم‬
‫الشاهأد ‪ } :‬وكان النبي يبعث إلى قومأه‬ ‫مسجدا وطإهورا وجعلت لغيري مسجدا ولم تجعل له‬ ‫خارج بيوتهم أو مساجدهم ‪.‬‬
‫خإاصة وباعثت إلى الناس عامأة {‬ ‫طإهورا لن عيسى كان يسبح في الرض ويصلي حيث‬ ‫السياسإات والجراءات ‪ :‬وهي مجموعة المبادإىء‬
‫يذكر )سالم وآخرون‪1982 ,‬ما‪( 39 :‬‬ ‫أدإركته الصلةا ‪ ,‬وقيل أنه أبيح لهم في موضع يتيقنون من‬ ‫والقواعد التي تحكم سير العمل والمحددإةا سلفا ‪,‬‬
‫أن البيروقراطإية في وضعها المثالي‬ ‫طإهارته بخلف هذه المة فأبيح لها في جميع الرض إل‬ ‫والسياسة التي شلرعها ا لتنفيذ الهدف السابق هي أنه‬
‫تهدف إلى توفير الحد العلى من‬ ‫فيما تيقنوا من نجاسته ‪.‬‬ ‫جعل الرض كلها مسجدا وطإهورا فحيث ما دإخل وقت‬
‫الكفاية ‪ ,‬وقد جاءت البيروقراطإية كردإ‬ ‫ويذكر ) العيني ‪,‬ج ‪ ( 9 : 4‬أن المقصودإ ] وجعلت لي‬ ‫الصلةا يجوز للمسلم أن يصلي ‪.‬‬
‫فعل على مدرسة العلقات النسانية‬ ‫الرض مسجدا [ أي موضع السجودإ وهو وضع الجبهة‬ ‫تدباير الوسإائل والمأكانات ‪ :‬وهي الطريقة التي يتم‬
‫وآراء تيلور في المدرسة الكلسيكية‬ ‫على الرض ولم يكن اختص السجودإ منها بموضع دإون‬ ‫من خللها ترجمة الهداف إلى شيء ملموس ‪,‬‬
‫العلمية ‪.‬‬ ‫موضع ‪ ,‬والنبياء من قبل إنما أبيح لهم الصلةا في مواضع‬ ‫والوسائل هنا هي جعل الرض مسجدا وطإهورا ‪.‬‬

‫السلوك الدإاري في صحيح البخاري ‪13 -‬‬


‫ويذكر ) سالم وآخرون ‪1982 ,‬ما ‪:‬‬ ‫مخصوصة كالبيع والكنائس وقيل في موضع يتيقنون‬ ‫ووفقا لنواع التخطيط التي ذكرها )النمر‬
‫طإهارته من الرض وخصت هذه المة بجواز الصلةا في ‪ ( 40‬أن من خصائص البيروقراطإية‬ ‫وآخرون ‪ ( 123 – 122 :‬فيعد هذا التخطيط تخطيط‬
‫جميع الرض إل في المواضع المستثناةا بالشرع أو موضع )استخداما الخبراء( ويقصد بذلك استخداما‬ ‫طإويل الجل ‪.‬‬
‫الشخاصا بناء على مؤهلتهم‬ ‫تيقنت نجاسته ‪ ,‬وللتفرقة بين ما كان لسيدنا عيسى عليه‬
‫السلما والنبي – صلى ا عليه وسلم – في أن عيسى عليه وخبراتهم‪.‬‬ ‫تنظيم‬
‫ويتضح لنا من الحديث أن استخداما‬ ‫السلما يسبح في الرض ويصلي حيث أدإركته الصلةا‬ ‫الشاهأد ‪ } :‬ونصرت باالرعب مأسيرة شهر{‬
‫ولكن الفرقا في أن النبي – صلى ا عليه وسلم – جعلت الخبراء كان في إعطاء الرسول – صلى‬ ‫يعرف ) النمر وآخرون ‪1417 ,‬هـ ‪( 148 :‬‬
‫ا عليه وسلم – خمسا من المميزات‬ ‫له الرض مسجدا وطإهورا حيث كان يصلي في أي‬ ‫التنظيم على أنه عملية أو وظيفة أو عمل يقوما به‬
‫التي لم يعطهن ا عز وجل لحد من‬ ‫موضع أدإركته الصلةا فيه وكذلك التيمم منه ولم يكن‬ ‫المدير من أجل تجميع أوجه النشاطإ اللزمة لتحقيق‬
‫النبياء والرسل من قبله لتوفر الصفات‬ ‫الهداف ‪ ,‬فالتنظيم ليس هدفا في حد ذاته ولكنه وسيلة لعيسى عليه السلما إل الصلةا دإون التيمم ‪.‬‬
‫وفي قوله ] فأيما رجل أدإركته الصلة فليصل [ يعني التي أهلته ليتحمل مسئوليات ما أغطاه‬ ‫للوصول إلى الهدف بطريقة أفضل وبأسلوب أكفا ‪.‬‬
‫تيمم ويصلي دإليل على تيمم الحضري إذا عدما الماء وخاف ا جل وعل ‪.‬‬ ‫ويذكر ) النمر وآخرون ‪1417 ,‬هـ ‪ ( 151 :‬أن‬
‫وفي بعث ا جل وعل للنبي – صلى‬ ‫فوت الصلةا وعلى أنه ل يشترطإ التراب إذ قد تدركه‬ ‫هناك عددإا من المبادإىء التنظيمية ‪ ,‬وهي ‪ ) :‬مبدأ‬
‫الصلةا في موضع من الرض ل تراب عليها بل رمل أو ا عليه وسلم – للناس عامة دإليل على‬ ‫وحدةا الهدف – مبدأ التخصص وتقسيم العمل – مبدأ‬
‫استخداما الخبراء وذلك لما يتوفر عند‬ ‫جص أو غيرهما ‪ ,‬وهناك آراء عيدية في هذا ذكرها‬ ‫وحدةا القيادإةا أو المر – مبدأ نطاقا الشراف – مبدأ‬
‫النبي – صلى ا عليه وسلم – من‬ ‫تكافؤ السلطة والمسئولية – مبدأ تفويض السلطة – مبدأ )العيني ‪ ,‬ج ‪. ( 10 : 4‬‬
‫وقوله ] وأحلت لي الغنائم [ فإن المم المتقدمة كانوا صفات بالضافة على ما وهبه ا من‬ ‫المركزية واللمركزية ( ‪.‬‬
‫النبوةا ‪.‬‬ ‫على ضربين ‪ :‬منهم من لم يبح للنبياء جهادإ الكفار منهم‬ ‫وفي الحديث السابق نلمس ) وظيفة التنظيم ( من‬
‫فلم يكن لهم مغانم ‪ ,‬ومنهم من أبيح لهم جهادإهم فكانوا إذا‬ ‫حيث تنظيم نصرةا الرسول – صلى ا عليه وسلم –‬
‫مأدرسإة العلقات النسانية‬ ‫غنموا مال جاءت نارا فأحرقته ول يحل لهم أن يمتلكوه‬ ‫على أعدائه من خلل قذف الرعب في قلوب العداء‬
‫الشاهأد ‪ } :‬وأعطيت الشفاعة {‬ ‫‪,‬كما أبيح ذلك لهذه المة والحمد ل على ذلك ( آل سعودإ ‪,‬‬ ‫وبينهم وبين النبي ‪-‬صلى ا عليه وسلم – شهر ‪.‬‬
‫العلقات النسانية هي نوع من‬ ‫‪1409‬هـ ‪ /‬ج ‪. (334 : 1‬‬
‫ويذكر ) العيني ‪ ,‬ج ‪( 9 : 4‬أن ) الغنائم ( جمع غنيمة علقات العمل الذي يهتم بالجوانب‬ ‫التوجيه ) القيادإة (‬
‫النسانية والجتماعية في المنظمة وهي‬ ‫وهي مال حصل من الكفار بايجاف خيل وركاب ‪.‬‬ ‫الشاهأد ‪ } :‬وباعثت إلى الناس عامأة {‬
‫بذلك تستهدف الوصول بالعاملين إلى‬ ‫وقوله ] وأعطيت الشفاعة [ فإنها هي الفضيلة‬ ‫يذكر ) النمر وآخرون ‪1417 ,‬هـ ‪ ( 313 :‬تعريفا‬

‫السلوك الدإاري في صحيح البخاري ‪14 -‬‬


‫أفضل إنتاج في ظل أفضل ما يمكن أن‬ ‫العظمى التي لم يشارك فيها النبي – صلى ا عليه وسلم –‬ ‫للقيادإةا على أنها " النشاطإ الذي يمارسه شخص للتأثير‬
‫يؤثر على الفردإ من عوامل نفسية‬ ‫أحد من النبياء وبها سادإ الخلق كلهم حتى يقول ‪ :‬أنا سيد‬‫في الخرين وجعلهم يتعاونون لتحقيق هدف يرغبون‬
‫ومعنوية باعتباره إنسانا وجدانيا وانفعاليا‬ ‫ولد آدإما وذلك في يوما القيامة حين يشفع للخلق في الحساب‬ ‫في تحقيقه " وهي أيضا "فن التنسيق بين الفرادإ‬
‫أكثر منه رشيدا ومنطقيا )النمر وآخرون‬ ‫ول يشفع غيره ( آل سعودإ ‪1409 ,‬هـ ‪ /‬ج ‪. ( 335 : 1‬‬ ‫والجماعات وشحذ هممهم لبلوغ غاية منشودإةا " ‪ ,‬فل‬
‫‪(63:‬‬ ‫ويذكر ) العيني ‪ ,‬ج ‪ ( 10 : 4‬أن الشفاعة هي سؤال‬ ‫يمكن أن تكون هناك قيادإةا بدون مجموعة من الفرادإ‬
‫واهتمت المدرسة النسانية بعدةا‬ ‫فعل الخير وترك الضرر عن الغير لجل الغير على سبيل‬ ‫وبدون وجودإ قائد يؤثر عليهم وبدون وجودإ هدف‬
‫نقاطإ ‪ ,‬وهي ‪ ) -:‬زويلف ‪( 37 :‬‬ ‫الضراعة ‪ ,‬وقيل أن الشفاعة هي الدعاء والشفاعة هي كلما‬ ‫مشترك تسعى الجماعة إلى تحقيقه ‪.‬‬
‫‪ .1‬الهتماما بالجانب النساني ‪.‬‬ ‫الشفيع للملك عند حاجة يسألها لغيره ‪.‬‬‫يعرف ) سالم وآخرون ‪1982 ,‬ما ‪ ( 139 :‬القيادإةا‬
‫‪ .2‬الهتماما بالحوافز غير المادإية‬ ‫وفي قوله ] وباعثت إلى الناس عامأة [ أي لقومه‬ ‫بأنها " العملية التي يتم من خللها التأثير على سلوك‬
‫‪ .3‬كشفت مدرسة العلقات النسانية‬ ‫ولغيرهم من العرب والعجم والسودإ والحمر ) العيني ‪ ,‬ج‬ ‫الفرادإ والجماعات وذلك من أجل دإفعهم للعمل برغبة‬
‫أهمية المنظمات غير الرسمية ‪.‬‬ ‫‪. ( 10 : 4‬‬
‫واضحة لتحقيق أهداف محددإةا " ‪ ,‬ومن الحديث نلمس‬
‫‪ .4‬كشفت المدرسة النسانية ما للجماعة‬ ‫القيادإةا التي وهبها ا جل وعل لرسوله – صلى ا‬
‫من أثر على سلوك الفردإ ‪.‬‬ ‫علقاته بمبادىء النظرية السإلماية‬ ‫عليه وسلم – نظرا للرسالة العظيمة التي يأمر بإبلغها‬
‫وفي هذا الحديث تتجلى العلقات‬ ‫للناس ‪ ,‬وحيث أن مصادإر قوةا القيادإةا كما ذكرها ) سالم‬
‫النسانية من الفضيلة العظمى التي‬ ‫وآخرون ‪1982 ,‬ما ‪ ( 140 :‬هي ‪ " :‬قوةا الكراه – قوةا ‪ ‬المرونة في الدإارة ‪ :‬الشاهأد ‪ } :‬أعطيت خإمسا لم‬
‫أعطاها ا للنبي – صلى ا عليه وسلم‬ ‫يعطهن أحد قبلي { ‪ ,‬ويذكر ) الشلعوطإ ‪1423 ,‬هـ ‪:‬‬ ‫المكافأةا – القوةا الشرعية أو القانونية – القوةا الفنية –‬
‫– وتفردإ بها ولم يعطها أحد من النبياء‬ ‫‪ ( 91‬أن المرونة في الدإارةا هي من القواعد‬ ‫قوةا العجاب " ‪ ,‬فنجد أن مصدر القيادإةا لدى الرسول‬
‫ليشفع للمسلمين يوما القيامة من عذاب‬ ‫الخلقية المهمة لمهنة الدإارةا التربوية السلمية ‪,‬‬ ‫– صلى ا عليه وسلم – هي القوةا الشرعية التي‬
‫ويذكر أن طإبيعة البشر تتطلب تنوع أسلوب التعامل‬
‫ا‪.‬‬ ‫يستمدها القائد من المركز الرسمي الذي يحتله في‬
‫ما بين الشدةا واللين وما بين الحزما والمجاملة وما‬ ‫التنظيم الدإاري ‪ ,‬ومن قوةا العجاب والتي يحصل‬
‫التجاه الظرفي في الدإارة‬ ‫بالقرار‬ ‫التفردإ‬ ‫بين‬ ‫وما‬ ‫والعتدال‬ ‫الصرامة‬ ‫بين‬ ‫عليها الفردإ نتيجة إعجاب تابعيه ببعض صفاته‬
‫الشاهأد ‪ } :‬وباعثت إلى الناس عامأة {‬ ‫‪.‬‬ ‫فيه‬ ‫والمشاورةا‬ ‫الشخصية بحيث تربطهم وتشدهم إليه نتيجة توافر نوع‬
‫وقوله ‪ } :‬لم يعطهن أحد مأن قبلي {‬ ‫ا‬ ‫أن‬ ‫باب‬ ‫من‬ ‫الدإارةا‬ ‫في‬ ‫المرونة‬ ‫مبدأ‬ ‫ويتجلى‬ ‫من السحر والجاذبية في شخصية القائد ‪ ,‬وهذا ما توفر‬
‫ويذكر ) سالم وآخرون ‪1982 ,‬ما ‪:‬‬ ‫أمور‬ ‫خمس‬ ‫‪-‬‬ ‫وسلم‬ ‫عليه‬ ‫ا‬ ‫صلى‬ ‫–‬ ‫للنبي‬ ‫أعطى‬ ‫لدى النبي عليه الصلةا والسلما فقد توفرت لديه القوةا‬
‫‪ ( 47‬أن التجاه الظرفي في الدإارةا يعد‬ ‫بالعبادإ‬ ‫رحمة‬ ‫النبياء‬ ‫من‬ ‫لحد‬ ‫يعطها‬ ‫ولم‬ ‫بها‬ ‫تفردإ‬ ‫الشرعية التي وهبها ا له لتبليغ رسالة التوحيد ووهبه‬

‫السلوك الدإاري في صحيح البخاري ‪15 -‬‬


‫أسلوبا حديثا في العمل الدإاري يقوما‬ ‫وتخفيفا عنهم من بعض المور ‪.‬‬ ‫صفات شخصية أثرت على تابعيه مما جعلهم يحبونه‬
‫على أساس أنه ليس هناك مفهوما أو‬ ‫ويحبون رسالته من كرما أخلقه وعظيم صفاته ‪.‬‬
‫نظرية إدإارية يمكن تطبيقها في مختلف‬ ‫التخطيط مأن أجل تعليم الجيال الصاعدة ‪:‬‬ ‫‪‬‬ ‫ومن الحديث نجد أن ) المجموعة التي تتطلبها‬
‫الوقات والظروف على كل أنواع‬ ‫الشاهأد ‪} :‬وجعلت لي الرض مأسجدا وطهورا‬ ‫عملية القيادإة ‪ :‬المم التي بعث إليها النبي – صلى ا‬
‫المؤسسات ‪ ,‬وإنما يجب استخداما هذه‬ ‫فأيما رجل أدإركته الصلة فليصل { ‪ ,‬ويذكر‬ ‫عليه وسلم – ‪ /‬والقائد ‪ :‬هو النبي – صلى ا عليه‬
‫)الشلعوطإ ‪1423 ,‬هـ ‪ ( 106 :‬أن هذا يشمل التعليم المفاهيم والنظريات الدإارية بشكل‬ ‫وسلم –‪ /‬والهدف ‪ :‬نشر رسالة التوحيد التي كللف ا‬
‫انتقائي يتناسب مع الظروف التي تعيشها‬ ‫والتربية والهتماما بالجيال ‪ ,‬فقد رسم لنا السلما‬ ‫بها نبيه عليه الصلةا والسلما )‬
‫المؤسسة ‪.‬‬ ‫الطريق لذلك ‪.‬‬
‫وينطبق ما سبق على الحديث السابق‬ ‫ويتجلى من الحديث الشريف تربية النبي – صلى‬ ‫مابادىء إدارية ‪:‬‬
‫من حيث أن النبي – صلى ا عليه وسلم‬ ‫ا عليه وسلم – وتعليمه للمسلمين في حالة عدما‬
‫مأبدأ ‪ :‬وحدة المأر‬
‫تواجدهم في بيوتهم أو مساجدهم ‪ ,‬فالسلما أحل لهم – نظرا لظروف نبوته ومحتوى القرآن‬
‫الشاهأد ‪ } :‬وكان النبي يبعث إلى قومأه خإاصة وباعثت‬
‫العظيم الذي جاء به والذي تميز به عن‬ ‫الصلةا في بقعة من بقاع الرض ماعدا الحلماما‬
‫إلى الناس عامأة {‬
‫والمقابر وهذا عكس أهل الكتاب الذين لم يحل للهم ما سبقه من الكتب الشريفة ‪ ,‬ولذلك‬
‫مبدأ ) وحدةا المر ( من مبادإىء فايول الدإارية ‪,‬‬
‫أعطى ا عز وجل للنبي – صلى ا‬ ‫الصلةا خارج كنائسهم وبيعهم ‪.‬‬
‫ويذكر )سالم وآخرون ‪1982 ,‬ما ‪ ( 33 :‬أن فايول قصد‬
‫عليه وسلم – بعض المميزات منها‬
‫) بوحدةا المر ( أن ل يجوز أن يتلقى الفردإ العامل‬
‫مأن الضروريات الخمس ) حفظ الدين ( ‪ :‬الشاهأد ‪) :‬الشفاعة( وهي الفضيلة الكبرى التي لم‬ ‫‪‬‬
‫أوامر من أكثر من رئيس أو مشرف واحد ‪.‬‬
‫يشاركه فيها أحد من النبياء ‪.‬‬ ‫}وجعلت لي الرض مأسجدا وطهورا فأيما رجل‬
‫ونلمس ) وحدةا المر ( في الحديث السابق من‬
‫أدإركته الصلة فليصل { ‪ ,‬ويذكر ) النحلوي ‪,‬‬
‫حيث أن النبي – صلى ا عليه وسلم – بعث إلى‬
‫نظرية السمات‬ ‫‪1420‬هـ ‪ ( 69 :‬أن الضروريات الخمس هي ‪:‬‬
‫الناس جميعا بخلف النبياء والرسل السابقين الذي‬
‫الشاهأد ‪ } :‬وباعثت إلى الناس عامأة {‬ ‫حفظ الدين – المحافظة على النفس – المحافظة‬
‫كان كل منهم يبعث إلى قومه خاصة ‪.‬‬
‫يذكر ) سالم وآخرون ‪1982 ,‬ما ‪:‬‬ ‫على المال – المحافظة على العقل – المحافظة على‬
‫‪ ( 145‬أن نظرية السمات تقوما على‬ ‫العرض والنسل والنساب ‪.‬‬
‫السلطة‬
‫وفي الحديث يتضح لنا حفظ الدين من خلل تشريع أساس أن بعض الفرادإ يصبحون قادإةا‬
‫الشاهأد ‪ } :‬أعطيت خإمسا لن يعطهن أحد مأن قبلي {‬
‫لنهم ولدوا وهم يحملون صفات القيادإةا‬ ‫ا جل وعل للمسلمين الصلةا في أي مكان من‬
‫وهو مبدأ من مبادإىء فايول الدإارية ‪ ,‬ويذكر‬
‫أي أن القائد بمفهوما هذه النظرية "يخلق‬ ‫الرض ماعدا المقابر والحلمامات رحمة ورأفة‬
‫)سالم وآخرون ‪1982 ,‬ما ‪ ( 33 :‬أن فايول قصد‬

‫السلوك الدإاري في صحيح البخاري ‪16 -‬‬


‫ول يولد" ‪.‬‬ ‫بهم ‪ ,‬وحفاظا على دإينهم ‪.‬‬ ‫بالسلطة أنها المزيج من السلطة الرسمية المستمدةا من‬
‫وما سبق ينطبق على النبي – صلى‬ ‫المنصب الذي يشغله الدإاري والسلطة الشخصية أي‬
‫ا عليه وسلم – عندما ميزه ا بخمس‬ ‫ومأن مأقومأات الدإارة في السإلما ) العقل والذكاء‬ ‫‪‬‬ ‫من الصفات الشخصية التي يتمتع بها ‪ ,‬وفي هذا‬
‫والفطنة ( ‪ :‬الشاهأد ‪ } :‬وكان النبي يبعث إلى قومأه ميزات لم يتعطى لحد من الخلق أجمعين‬ ‫الحديث نجد أن ا جل وعل أعطى النبي – صلى ا‬
‫نظرا لما يتميز به النبي – صلى ا عليه‬ ‫خإاصة وباعثت إلى الناس عامأة { ‪ ,‬ويذكر‬ ‫عليه وسلم – خمس ميزات لم يعطهن أحد من النبياء‬
‫) سمارةا ‪ ( 99 : 200 ,‬أن من مقومات الدإارةا في وسلم – من صفات قيادإية أهلته لحمل‬ ‫قبله نظرا لما أعطاه ا من السلطة في النبوةا ونظرا‬
‫الصفات السابقة ‪.‬‬ ‫السلما العقل والذكاء والفطنة ‪ ,‬إذ أن العقل مناطإ‬ ‫لمنا يتمتع به النبي عليه الصلةا والسلما من صفات‬
‫التكليف في السلما أما الذكاء والفطنة ليتمكن بهما‬ ‫شخصية أهلته لن يكون سيد البشرية جمعاء ‪.‬‬
‫نظرية مأاسإلو‬ ‫القائد من القدرةا على تسيير العمل ورسم الخطط‬
‫الحاجة إلى المأن والحماية‬ ‫والتنسيق بين المواقف وتحديد ما يلزما لكل موقف‬ ‫اسإتخداما الخبراء‬
‫وليكون في وضع يمكنه من تسيير العمل على أكمل الشاهأد ‪ } :‬نصرت باالرعب مأسيرة‬ ‫الشاهأد ‪ } :‬أعطيت خإمسا لم يعطهن أحد مأن قبلي {‬
‫شهر{‬ ‫وجه وبأيسر التكاليف وأقل الوقت ‪.‬‬ ‫الشاهأد ‪ } :‬وكان النبي يبعث إلى قومأه خإاصة وباعثت‬
‫يذكر ) النمر وآخرون ‪1417 ,‬هـ ‪:‬‬ ‫ويتضح لنا من الحديث السابق أن النبي – صلى ا‬ ‫إلى الناس عامأة {‬
‫عليه وسلم – كان له من العقل والذكاء والفطنة مما ‪ ( 73‬أن ماسلو قاما بترتيب الحاجات‬ ‫ويذكر ) سالم وآخرون ‪1982 ,‬ما ‪ ( 40 :‬أن‬
‫وهبه ا جل وعل ما خوله لتولي أمور لم يعطيها النسانية على شكل هرما تمثل قاعدته‬ ‫المقصودإ بـ ) استخداما الخبراء( هو استخداما الشخاصا‬
‫الحاجات الفسيولوجية الساسية وتتدرج‬ ‫ا لحد من النبياء مثل الشفاعة ‪.‬‬ ‫بناء على مؤهلتهم وخبراتهم ‪.‬‬
‫تلك الحاجات ارتفاعا حتى تصل إلى قمة‬ ‫ويتضح لنا من الحديث أن استخداما الخبراء كان في‬
‫مأن مأقومأات الدإارة في السإلما ) القدرة والكفاءة ( الهرما حيث الحاجة إلى تحقيق الذات ‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫إعطاء الرسول – صلى ا عليه وسلم – خمسا من‬
‫وينطبق في هذا الحديث )الحاجة‬ ‫‪ :‬الشاهأد ‪ } :‬خأعطيت خإمسا لم يعطهن أحد مأن‬ ‫المميزات التي لم يعطهن ا عز وجل لحد من النبياء‬
‫للمن والحماية( ‪ ,‬ويذكر ) النمر‬ ‫قبلي{ ‪ ,‬ويذكر ) سمارةا ‪ ( 104 : 2000 ,‬أن‬ ‫والرسل من قبله لتوفر الصفات التي أهلته ليتحمل‬
‫وآخرون ‪1417 ,‬هـ ‪ ( 74 :‬أن ا‬ ‫السلما يفرض على كل متول لقيادإةا أو عمل لن‬ ‫مسئوليات ما أغطاه ا جل وعل ‪.‬‬
‫سبحانه وتعالى زودإ النسان بحاجاته إلى‬ ‫يكون قادإرا على القياما بما وكل إليه من عمل ‪,‬‬ ‫وفي بعث ا جل وعل للنبي – صلى ا عليه وسلم‬
‫فالقدرةا والكفاءةا من لوازما القيادإةا الرئيسية حيث أن المن والحماية لكي يضمن استمرار‬ ‫– للناس عامة دإليل على استخداما الخبراء وذلك لما‬
‫إشباع حاجاته لمددإ أطإول في المستقبل ‪,‬‬ ‫العمال المناطإة بالقيادإةا تستوجب ذلك حيث أن‬ ‫يتوفر عند النبي – صلى ا عليه وسلم – من صفات‬
‫وفي الحديث يقول النبي – صلى ا عليه‬ ‫التوجيه والتنظيم والتخطيط والمثابرةا للوصل إلى‬ ‫بالضافة على ما وهبه ا من النبوةا ‪.‬‬

‫السلوك الدإاري في صحيح البخاري ‪17 -‬‬


‫وسلم – " ينصرت بالرعب مسيرةا شهر‬ ‫الهداف وتحقيقها إنما يستلزما قدرةا ومهارةا وأي‬
‫" ‪ ,‬ويفسرها )آل سعودإ ‪1409 ,‬هـ ‪ /‬ج ‪1‬‬ ‫ضعف في أي من الجوانب عند القائد سيؤثر سلبيا‬ ‫ماتفرقاات إدارية ‪-:‬‬
‫‪ (333 :‬أن العدو يخف النبي عليه‬ ‫على نجاح العمل وتطويره ‪.‬‬
‫إدإارة المواردإ البشرية‬
‫الصلةا والسلما وبين العدو وبينه مسافة‬ ‫وفي الحديث السابق نجد أن القدرةا والكفاءةا‬
‫الشاهأد ‪ } :‬فأيما رجل أدإركته الصلة فليصل {‬
‫شهر ‪ ,‬وذلك من نصرةا ا إياه على‬ ‫الموجودإةا عند النبي – صلى ا عليه وسلم – هي‬
‫يذكر ) النمر وآخرون ‪1417 ,‬هـ ‪ ( 243 :‬أن‬
‫العدو ‪ ,‬أي حقق ا جل وعل للنبي‬ ‫التي أهلته للحصول على خمس أمور لم لحد من‬
‫إدإارةا الواردإ البشرية هي مجموعة من القواعد‬
‫المن والحماية لمساعدته في إتماما‬ ‫قبله والمور هي ما تم ذكره في الحديث ‪.‬‬
‫والساليب الخاصة بتنظيم ومعاملة العاملين بحيث‬
‫رسالته التي بعث من أجلها ‪.‬‬
‫يمكن الحصول على أكبر قدر من إمكانات الفرادإ‬
‫مأن مأقومأات الدإارة في السإلما ) الرحمة واللين (‬ ‫‪‬‬
‫وطإاقاتهم وقدراتهم بما يحقق كفاءةا الدإاء للفردإ‬
‫نظرية النظم‬ ‫‪ :‬الشاهأد ‪ } :‬خأعطيت الشفاعة { ‪ ,‬ويذكر ) سمارةا ‪,‬‬
‫وللجماعة وبما يحقق أفضل المزايا وأعظم النتائج ‪.‬‬
‫الشاهأد ‪ } :‬فأيما رجل أدإركته الصلة‬ ‫‪ ( 109 : 2000‬أن الرحمة واللين قيمتان إنسانيتان‬
‫وهذا ينطبق على ما فعله النبي – صلى ا عليه‬
‫فليصل {‬ ‫يكون النسان بمقتضاها مشفقا على نفسه وغيره‬
‫وسلم – حيث أدإار المواردإ البشرية وهن أمته جمعاء‬
‫يذكر ) النمر وآخرون ‪1417 ,‬هـ ‪:‬‬ ‫عطوفا مما يجعله دإائم التفقد لحوال من يرعاهم‬
‫وبين لهم ما ذا يفعلون إذا دإخل وقت الصلةا وهو أن‬
‫‪ ( 81‬مدخل النظم يؤكد على أن المنظمة‬ ‫متلمسا لحاجاتهم النسانية وهذا من شأنه أن يوجد‬
‫يصلوا في أي مكان – ما عدا الخلء والمقابر – لن‬
‫تتكون من أجزاء ترتبط ببعضها البعض‬ ‫اللفة والمودإةا والتماسك بين القيادإةا والعاملين وهذا‬
‫ا جعل لهم الرض مسجدا وطإهورا بخلف المم‬
‫بعلقة تفاعل وتداخل ‪ ,‬أي أن كل جزء‬ ‫تأثير قوي من القيادإةا الرحيمة اللينة بالمنقادإين‬
‫السابقة ‪.‬‬
‫منها يؤثر في الجزاء الخرى ويتأثر‬ ‫ليندفعوا باتجاه الهدف المنشودإ ‪.‬‬
‫بها ‪ ,‬وأن الكيان الكلي يتأثر بهذه‬ ‫وفي الحديث السابق نلمس الرحمة واللين من باب‬ ‫إدإارة الوقت‬
‫الجزاء جميعا ويؤثر فيها ‪ ,‬بمعنى أنه‬ ‫إعطاء النبي – صلى ا عليه وسلم – الشفاعة من‬ ‫الشاهأد ‪ } :‬فأيما رجل أدإركته الصلة فليصل {‬
‫إذا حدثا تغيير في أي من هذه الجزاء‬ ‫دإون الخلق أجمعين ليشفع لمته يوما القيامة ‪.‬‬ ‫يذكر ) البرعي وعابدين ‪1408 ,‬هـ ( أن الوقت في‬
‫فإن الجزاء الخرى والمنظمة بكاملها‬ ‫مفهومه المجردإ هو شيء ثمين ) الوقت من ذهب (‬
‫تتغير أيضا ‪.‬‬ ‫‪ ‬البعد النساني ‪ :‬الشاهأد ‪ } :‬أعطيت الشفاعة { ‪,‬‬ ‫يتحكم في جميع أعمالنا ويقسمها بين العمل والراحة‬
‫وأن أي نظاما مفتوح يحصل على‬ ‫ويذكر ) سمارةا ‪ ( 138 : 2000 ,‬أن الدإارةا في‬ ‫‪,‬ومفهوما الوقت في الدإارةا الحديثة يتمثل في توفير‬
‫"مدخلت" من البيئة ويجري عليها‬ ‫السلما ذات بعد إنساني لكونها تهتم بالنسان‬ ‫واستغلل وقت العمل الرسمي للتركيز على النشاطإات‬
‫"عمليات" أو نشاطإات معينة ينتج عنها‬ ‫وتعنى بحاجاته وتهتم به وذلك أنها إدإارةا منضبطة‬ ‫التي تجعل من المدير قائدا فعال ومن المسئولين‬

‫السلوك الدإاري في صحيح البخاري ‪18 -‬‬


‫"مخرجات" تصب في البيئة ‪.‬‬ ‫بالحكاما الشرعية والنسان في الشريعة السلمية‬ ‫الخرين من الموظفين أشخاصا منجزين للعمال‬
‫والمدخإلت ‪ :‬المسلمين الذين يدخل‬ ‫هو محور اهتمامها ‪ ,‬وهذا ما يتضح من الحديث‬ ‫المطلوبة منهم بكفاءةا وإنتاجية عالية وإخلصا وأمانة‬
‫عليهم وقت الصلةا وهم خارج منازلهم‬ ‫السابق فقد أعطى ا عز وجل الشفاعة للنبي –‬ ‫لكي تعم فائدةا عملهم وتنفع المجتمع كله ‪.‬‬
‫أو مساجدهم ‪.‬‬ ‫صلى ا عليه وسلم – رحمة بالناس ورأفة بهم في‬ ‫وفي الحديث تتضح لنا إدإارةا الوقت من حيث جواز‬
‫العمليات ‪ :‬الطريقة التي تمكن‬ ‫ذلك الموقف الصعب ‪.‬‬ ‫الصلةا في أي مكان من الرض إذا دإخل وقت الصلةا‬
‫المسلمين من أدإاء الصلةا خارج بيوتهم‬ ‫– ماعدا الخلء والمقابر – من باب إدإارةا الوقت حتى‬
‫بدون الضطرار إلى العودإةا إلى منازلهم‬ ‫‪ ‬مأراعاة اليسر ورفع الحرج ‪ :‬الشاهأد ‪ } :‬وجعلت‬ ‫ل يفوت المسلم وقت الصلةا ‪.‬‬
‫أو مساجدهم لدإاء الصلةا ‪.‬‬ ‫لي الرض مأسجدا وطهورا { ‪ ,‬ويذكر ) سمارةا ‪,‬‬
‫المخرجات ‪ :‬جعل الرض مسجدا‬ ‫‪ ( 150 : 2000‬أن الساس في الجهزةا الدإارية‬
‫وطإهورا حتى يتمكن المسلمين من أدإاء‬ ‫كلها إنما هو التيسير على العبادإ في تحقيق‬
‫الصلةا خارج منازلهم أو مساجدهم أو بيوعهم ‪.‬‬ ‫مصالحهم وسد حاجاتهم في المعاش والمعادإ ‪,‬ومن‬
‫هذا المنطلق كان اليسر ورفع الحرج من القواعد‬
‫الشرعية التي يحتم السلما مراعاتها في كل عمل‬
‫وفي كل أمر من أمور البشر في هذه الحياةا ‪ ,‬وفي‬
‫الحديث السابق نلمس اليسر ورفع الحرج من باب‬
‫أن المسلم يجوز له الصلةا في أي موقع من مواقع‬
‫الرض ماعدا القبور والخلء وهذا بعكس ما أمر‬
‫به الولون الذين كانوا يصلون فقط في بيعهم‬
‫وكنائسهم ‪.‬‬

‫‪ ‬مأن أنواع العلقات العامأة في السإلما ) العلما ( ‪:‬‬


‫الشاهأد ‪ } :‬أعطيت خإمسا لم يعطهن أحد مأن قبلي{‬
‫‪ ,‬ويذكر ) أبو سن ‪1996 ,‬ما ‪ ( 128 :‬أن العلما‬
‫كانت الطريقة الولى لتنفيذ الهدف الول للدولة‬
‫السلمية وذلك عن طإريق إبلغ الناس عن طإريق‬

‫السلوك الدإاري في صحيح البخاري ‪19 -‬‬


‫العلما ‪.‬‬

‫الوثائق ‪:‬‬
‫الغنائم‬
‫الشاهأد ‪ } :‬أحلت لي المغانم ولم تحل لحد مأن قبلي {‬
‫والوثيقة في الحديث السابق كانت الغنائم التي أحلت‬
‫للنبي – صلى ا عليه وسلم – فالمم المتقدمة كانوا على‬
‫ضربين ‪ :‬منهم من لم يبح للنبياء جهادإ الكفار منهم فلم‬
‫يكن لهم مغانم ‪ ,‬ومنهم من أبيح لهم جهادإهم فكانوا إذا‬
‫غنموا مال جاءت نارا فأحرقته ول يحل لهم أن يمتلكوه ‪,‬‬
‫كما أبيح ذلك لهذه المة والحمد ل على ذلك ( آل سعودإ ‪,‬‬
‫‪1409‬هـ ‪ /‬ج ‪. (334 : 1‬‬

‫الحديث – رقمه – تفسيره‬


‫المدارس والنظريات الدإارية‬ ‫الباب المستنبط‬
‫علقته بامبادإىء النظرية السإلمأية‬

‫السلوك الدإاري في صحيح البخاري ‪20 -‬‬


‫الحديث رقم ) ‪ : - ( 324‬حدثنا زكريا بن يحي ‪ ,‬قال ‪:‬‬ ‫الهأداف ‪:‬‬
‫المدرسإة الكلسإيكية‬
‫حدثنا عبد ا بن نمير قال ‪ :‬حدثنا هشاما بن عروةا عن أبيه‬ ‫بيان أن ما نزل بالسيدةا عائشة من ضياع عقدها‬ ‫‪‬‬
‫الدإارة العلمية‬ ‫كان خيرا لها وللمسلمين من نزول آية التيمم ‪,‬وأنها‬
‫فايول ) مأبدأ وحدة المأر (‬ ‫عن عائشة " أنها استعارت من أسماء قلدإةا ‪ ,‬فهلكت ‪,‬‬ ‫السبب في نزول آية التيمم ‪.‬‬
‫الشاهأد ‪ } :‬فشكوا إلى رسإول ا {‬
‫يذكر ) سالم وآخرون ‪1982 ,‬ما ‪33 :‬‬
‫فيعث رسول ا صلى ا عليه وسلم رجل ‪ ,‬فوجدها ‪,‬‬ ‫شرعية التيمم في حالة غياب الماء ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫( أن من المبادإىء الدإارية التي وضعها‬ ‫الذهاب للبحث عن العقد فيه إشارةا إلى ترك إضاعة فأدإركتهم الصلةا وليس معهم ماء فصلوا فشكوا ذلك إلى‬ ‫‪‬‬
‫فايول في الدإارةا هو "مبدأ وحدةا المر"‬ ‫المال ) العسقلني ‪ ,‬ج ‪. ( 444 : 1‬‬
‫رسول ا – صلى ا عليه وسلم – فأنزل ا آية التيمم ‪,‬‬
‫أي أنه ل يجوز أن يتلقى الفردإ العامل‬
‫أوامر من أكثر من رئيس أو مشرف‬ ‫فقال أسيد بن حضير لعائشة ‪ :‬جزاك ا خيرا ‪ ,‬فوا ما‬ ‫الوظائف ‪-:‬‬
‫واحد ‪.‬‬ ‫تخطيط ) التدباير إلهأي (‬
‫نزل بك أمر تكرهينه إل جعل ا ذلك لك وللمسلمين فيه‬
‫ويتضح هذا جليا من حديث النبي –‬ ‫الشاهأد‪ } :‬فأدإركتهم الصلة وليس مأعهم مأاء فصلوا {‬
‫صلى ا عليه وسلم – حينما توجه له‬ ‫خيرا " ) عطا ‪1421 ,‬هـ ‪ /‬ج ‪. ( 88 : 1‬‬ ‫يعرف ) النمر وآخرون ‪ ( 95 :‬التخطيط على أنه "‬
‫الشخاصا ليشكوا إليه ما حصل من‬ ‫عمل ذهني يعتمد على التفكير العميق والرؤية الصائبة‬
‫أمرهم فكان موجعهم وقائدهم هو النبي –‬ ‫التي يستخدمها المخطط في رؤية حاضره ومواجهة‬
‫صلى ا عليه وسلم – الذي يتلقون منه‬ ‫تفسير الحديث ‪:‬‬ ‫مستقبله " ‪.‬‬
‫الوامر ‪.‬‬ ‫سإبب نزول آية التيمم ‪:‬‬ ‫ويظهر في الحديث " التخطيط من باب التدبير‬
‫يذكر ) العيني ‪ ,‬ج ‪ ( 11 : 4‬أن سبب نزول آية التيمم‬ ‫الهي " ‪ ,‬ويتجلى في ضياع السيدةا عائشة لعقدها الذي‬
‫المدرسإة الكلسإيكية "الدإارة العلمية"‬ ‫ما رواه عروةا عن عائشة – رضي ا عنها – قالت ‪:‬‬ ‫أرسل النبي – صلى ا عليه وسلم – من يبحث عنه‬
‫فايول ) مأبدأ المبادإأة (‬ ‫"أقبلنا مع النبي – صلى ا عليه وسلم – من غزوةا كذا‬ ‫فأدإركتهم الصلةا فلم يجدوا ماء فصلوا ثم شكوا أمرهم‬
‫الشاهأد ‪ } :‬فأدإركتهم الصلة وليس‬ ‫حتى إذا كنا بالمعرس قريبا من المدينة نعست من الليل‬ ‫إلى الرسول – صلى ا عليه وسلم – فأنزل ا آية‬
‫مأعهم مأاء فصلوا {‬ ‫وكانت علي قلدإةا تدعى السمط تبلغ السرةا فجعلت أنعس‬ ‫التيمم ‪.‬‬
‫يذكر ) سالم وآخرون ‪1982 ,‬ما ‪:‬‬ ‫فخرجت من عنقي فلما نزلت مع النبي – صلى ا عليه‬ ‫والتخطيط هنا طإويل الجل لجميع المسلمين في‬
‫وسلم – لصلةا الصبح قلت يا رسول ا خرت قلدإتي فقال ‪ ( 33‬أن من المبادإىء الدإارية لفايول "‬ ‫كافة الزمنة ‪.‬‬
‫للناس ‪ :‬إن أمكم قد ضلت قلدإتها فابتغوها فابتغاها الناس ‪ ,‬مبدأ المبادإأةا " والذي يقصد به ‪ :‬التفكير‬

‫السلوك الدإاري في صحيح البخاري ‪21 -‬‬


‫في الخطة وتنفيذها عن طإريق إفساح‬ ‫ولم يكن معهم ماء فاشتغلوا بابتغائها إلى أن حضرتهم‬ ‫التوجيه ) القيادإة (‬
‫المجال للمرؤوسين لتطبيق هذا المبدأ‬ ‫الصلةا ووجدوا القلدإةا ولم يقدروا على ماء ‪ ,‬فمنهم من‬ ‫الشاهأد ‪ } :‬فشكوا إلى رسإول ا {‬
‫ويجب على الرؤساء العمل على تشجيع‬ ‫تيمم إلى الكف ومنهم من تيمم إلى المنكب وبعضهم تيمم‬ ‫يذكر ) النمر وآخرون ‪1417 ,‬هـ ‪ ( 313 :‬تعريفا‬
‫المبادإأةا والبتكار في المرؤوسين‪.‬‬ ‫على جلده فبلغ ذلك الرسول – صلى ا عليه وسلم –‬ ‫للقيادإةا على أنها " النشاطإ الذي يمارسه شخص للتأثير‬
‫وهذا المبدأ يتضح مما فعله الرجال الذين‬ ‫فأنزلت آية التيمم " ‪.‬‬ ‫في الخرين وجعلهم يتعاونون لتحقيق هدف يرغبون‬
‫أرسلهم النبي – صلى ا عليه وسلم –‬ ‫في تحقيقه " وهي أيضا "فن التنسيق بين الفرادإ‬
‫قوله ] فصلوا [ فيه دإليل على أن من لم يجد ماء ول عندما أدإركتهم الصلةا فلم يجدوا الماء‬ ‫والجماعات وشحذ هممهم لبلوغ غاية منشودإةا " ‪ ,‬فل‬
‫ترابا فإنه ل يترك الصلةا ‪ ,‬ولكن يصليها صلةا الوقت إل فصلوا ‪ ,‬فلم يقفوا مكتوفي اليدي‬ ‫يمكن أن تكون هناك قيادإةا بدون مجموعة من الفرادإ‬
‫ينتظرون عودإتهم للرسول – صلى ا‬ ‫أنه يستأنفها إذا وجد الماء أو التراب إن لم يجد ماء ) آل‬ ‫وبدون وجودإ قائد يؤثر عليهم وبدون وجودإ هدف‬
‫عليه وسلم – ليحل لهم أمرهم بل‬ ‫سعودإ ‪1409 ,‬هـ ‪ /‬ج ‪. ( 339 : 1‬‬ ‫مشترك تسعى الجماعة إلى تحقيقه ‪.‬‬
‫ويذكر ) آل سعودإ ‪1409 ,‬هـ ‪ /‬ج ‪ ( 339 : 1‬أن آية تصرفوا خوفا من أن يفوتهم موعد‬ ‫ويتضح لنا في هذا الحديث التوجيه من حيث توجه‬
‫التيمم التي أنزلها ا هي ‪ } :‬فقلم تجدوا مأاء فتيمموا صعيدا الصلةا ثم حكوا للنبي – صلى ا عليه‬ ‫الرجال إلى النبي – صلى ا عليه وسلم – وذكرهم‬
‫وسلم – ما بدر منهم ‪.‬‬ ‫أمرهم الذي فعلوه وهو الصلةا بدون ماء حينما دإخل‬
‫طيبا فقامأسحوا بوجوهكم وأيآديآكم مأنه { ) المائدةا ‪. ( 6 :‬‬
‫وقت الصلةا ول يوجد لديهم ماء ‪.‬‬
‫مأدرسإة العلقات النسانية‬ ‫ومن الحديث نجد أن ) المجموعة التي تتطلبها‬
‫الشاهأد‪ }:‬فأنزل ا آية التيمم {‬ ‫ويذكر ) العسقلني ‪ ,‬ج ‪ (444 : 1‬أن معنى قوله‬ ‫عملية القيادإة ‪ :‬هي المجموعة التي شكت إلى رسول‬
‫العلقات النسانية هي نوع من‬ ‫]عقد[ كل ما يعلق ويعقد في العنق ويسمى قلدإةا ‪.‬‬ ‫ا أمرها من الصلةا بدون وضوء عندما تعذر‬
‫علقات العمل الذي يهتم بالجوانب‬ ‫الحصول على الماء ‪ /‬والقائد ‪ :‬هو النبي – صلى ا‬
‫النسانية والجتماعية في المنظمة وهي‬ ‫وقوله ] على التماسإه [ أي لجل طإلبه ‪.‬‬ ‫عليه وسلم – الذي توجهوا إليه وشكوا أمرهم له ‪/‬‬
‫بذلك تستهدف الوصول بالعاملين إلى‬ ‫والهدف ‪ :‬هو معرفة صواب أمرهم من خطأه وتبرأةا‬
‫أفضل إنتاج في ظل أفضل ما يمكن أن‬ ‫وقوله ] ليسوا على مأاء وليس مأعهم ماء [ ويستدل‬ ‫ذمتهم مما فعلوه ) ‪.‬‬
‫يؤثر على الفردإ من عوامل نفسية‬ ‫بذلك على جواز القامة في مكان ل ماء فيه وسلوك‬
‫ومعنوية باعتباره إنسانا وجدانيا وانفعاليا‬ ‫الطريق التي ل ماء فيها ‪ ,‬وفي القول احتمال أن المعنى ل‬ ‫التوجيه ) التصال (‬
‫أكثر منه رشيدا ومنطقيا )النمر وآخرون‬ ‫يوجد معهم ماء للوضوء أو ماء للشرب ‪.‬‬ ‫الشاهأد ‪ } :‬فشكوا ذلك إلى رسإول ا – صلى ا‬
‫‪(63:‬‬ ‫عليه وسإلم ‪{ -‬‬
‫علقاته بمبادىء النظرية السإلماية‬

‫السلوك الدإاري في صحيح البخاري ‪22 -‬‬


‫واهتمت المدرسة النسانية بعدةا نقاطإ‬ ‫يذكر ) الشلعوطإ ‪1423 ,‬هـ ‪ ( 132 :‬أن التصال‬
‫من أهمها الهتماما بالجانب النساني‬ ‫مأن الضروريات الخمس ) حفظ الدين ( ‪ :‬الشاهأد‪:‬‬ ‫‪‬‬ ‫مبني على أساس نقل المعلومات وتبادإلها والفصاح‬
‫)زويلف ‪. ( 37 :‬‬ ‫} فأنزل ا آية التيمم { ‪ ,‬ويذكر )النحلوي ‪,‬‬ ‫علما يدور في النفس البشرية على شكل معنى يرادإ‬
‫وفي هذا الحديث تتجلى العلقات‬ ‫‪1420‬هـ ‪ ( 69 :‬أن الضروريات الخمس في‬ ‫إيصاله إلى الخرين وفي الغالب أن وسيلة التصال‬
‫النسانية والهتماما بالجانب النساني من‬ ‫السلما هي ‪ :‬حفظ الدين – المحافظة على النفس –‬ ‫هي الكلما ‪.‬‬
‫حيث رحمة ا ورأفته بعبادإه حينما أنزل‬ ‫المحافظة على المال – المحافظة على العقل –‬ ‫ويذكر أن عناصر عملية التصال ‪ ) :‬المرسل‬
‫آية التيمم لرفع الحرج عنهم وليكون‬ ‫المحافظة على العرض والنسل والنساب ‪.‬‬ ‫والمستقبل والرسالة والوسيلة والهدف والسلوك الناتج‬
‫بديل لغياب الماء حينما يدخل وقت‬ ‫وفي الحديث يتضح لنا ضرورةا المحافظة على‬ ‫أي التغذية الراجعة ( ‪.‬‬
‫الصلةا ‪.‬‬ ‫الدين من باب أن الرجال الذين صلوا بدون وضوء‬ ‫وفي هذا الحديث تظهر لنا عملية التصال من‬
‫حينما تعذر وجودإ الماء وأدإركتهم الصلةا شكوا إلى‬ ‫خلل شكوى الشخاصا إلى النبي – صلى ا عليه‬
‫مأدرسإة العلقات النسانية‬ ‫رسول ا – صلى ا عليه وسلم – أمرهم خوفا‬ ‫وسلم – أمرهم الذي أصابهم وتصرفهم الذي قاموا به‬
‫الشاهأد ‪ } :‬جزاك ا خإيرا {‬ ‫منهم على دإينهم ‪ ,‬وإنزال ا عز وجل لية التيمم‬ ‫وهو الصلةا بدون وضوء لتعذر الحصول على ماء ‪.‬‬
‫تركز مدرسة العلقات النسانية‬ ‫كان بمثابة الحفاظ على الدين ‪.‬‬ ‫ويتبين لنا أن عناصر التصال في الحديث هي ما‬
‫اهتمامها على العنصر البشري ‪ ,‬ويذكر‬ ‫يلي ‪-:‬‬
‫) النمر وآخرون ‪1417 ,‬هـ ‪ ( 63 :‬أن‬ ‫ومأن مأقومأات الدإارة في السإلما ) العقل والذكاء‬ ‫‪ ‬المرسإل ‪ :‬وهم الجماعة الذين أدإركتهم الصلةا فلم ‪‬‬
‫العلقات النسانية هي نوع من علقات‬ ‫والفطنة ( ‪ :‬الشاهأد ‪} :‬فأدإركتهم الصلة وليس‬
‫يجدوا ماء فصلوا ‪.‬‬
‫مأعهم مأاء فصلوا { ‪ ,‬ويذكر ) سمارةا ‪ (99 : 200 ,‬العمل الذي يهتم بالجوانب النسانية‬ ‫‪ ‬المستقبل ‪ :‬هو النبي – صلى ا عليه وسلم – ‪.‬‬
‫والجتماعية في المنظمة ‪ ,‬وهي بذلك‬ ‫أن من مقومات الدإارةا في السلما العقل والذكاء‬
‫‪ ‬الرسإالة ‪ :‬هي المر الذي فعلوه وهو صلتهم بدون‬
‫والفطنة ‪ ,‬إذ أن العقل مناطإ التكليف في السلما أما تستهدف الوصول بالعاملين إلى أفضل‬ ‫وضوء حينما حان وقت الصلةا ولم يجدوا ماء ‪.‬‬
‫إنتاج في ظل أفضل ما يمكن أن يؤثر‬ ‫الذكاء والفطنة ليتمكن بهما القائد من القدرةا على‬
‫تسيير العمل ورسم الخطط والتنسيق بين المواقف‬ ‫‪ ‬الوسإيلة ‪ :‬كانت مخاطإبة كلمية ‪.‬‬
‫على الفردإ من عوامل نفسية ومعنوية‬ ‫‪ ‬الهدف ‪ :‬تبرئة ذكتهم مما فعلوه ومعرفة صحة‬
‫وتحديد ما يلزما لكل موقف وليكون في وضع يمكنه باعتباره إنسانان وجدانيا وانفعاليا أكثر‬ ‫أمرهم أو خطأه ‪.‬‬
‫منه رشيدا ومنطقيا ‪.‬‬ ‫من تسيير العمل على أكمل وجه وبأيسر التكاليف‬
‫وأقل الوقت ‪.‬‬ ‫‪ ‬السلوك الناتج ‪ :‬شكواهم للنبي – صلى ا عليه‬
‫وهنا تتجلى العلقات النسانية في‬ ‫وسلم – كانت سببا في نزول آية التيمم لتعليمهم‬
‫دإعاء أسيد بن حضير للسيدةا عائشة‬ ‫ويتضح لنا من الحديث السابق أن الرجال الذين‬
‫أرسلهم النبي – صلى ا عليه وسلم – ليبحثوا عن‬ ‫الطريقة التي يتبعوها إذا صاروا في موقف مماثل ‪.‬‬

‫السلوك الدإاري في صحيح البخاري ‪23 -‬‬


‫بالخير لنها السبب في إنزال ا لية‬ ‫العقد وأدإركتهم الصلةا فصلوا ولم يضيعوا الصلةا‬
‫التيمم ‪.‬‬ ‫وهذا إن دإل فيدل على توفر العقل والفطنة والذكاء‬ ‫مابادىء إدارية ‪:‬‬
‫لستدراك المور ‪.‬‬ ‫مأبدأ وحدة المأر‬
‫المدرسإة الكلسإيكية‬ ‫الشاهأد ‪ } :‬فشكوا إلى رسإول ا {‬
‫البيروقراطية‬ ‫مأن مأقومأات الدإارة في السإلما ) القدرة والكفاءة (‬ ‫‪‬‬ ‫يذكر ) سالم وآخرون ‪1982 ,‬ما ‪ ( 33 :‬أن من‬
‫الشاهأد ‪ } :‬فشكوا ذلك إلى رسإول ا –‬ ‫‪ :‬الشاهأد ‪ } :‬فوجدهأا { ‪ ,‬ويذكر ) سمارةا ‪,‬‬ ‫المبادإىء الدإارية التي وضعها فايول في الدإارةا هو‬
‫‪ ( 104 : 2000‬أن السلما يفرض على كل متول صلى ا عليه وسإلم – {‬ ‫"مبدأ وحدةا المر" أي أنه ل يجوز أن يتلقى الفردإ‬
‫يذكر )سالم وآخرون‪1982 ,‬ما‪( 39 :‬‬ ‫لقيادإةا أو عمل لن يكون قادإرا على القياما بما وكل‬ ‫العامل أوامر من أكثر من رئيس أو مشرف واحد ‪.‬‬
‫أن البيروقراطإية في وضعها المثالي‬ ‫إليه من عمل ‪ ,‬فالقدرةا والكفاءةا من لوازما القيادإةا‬ ‫ويتضح هذا جليا من حديث النبي – صلى ا عليه‬
‫الرئيسية حيث أن العمال المناطإة بالقيادإةا تستوجب تهدف إلى توفير الحد العلى من‬ ‫وسلم – حينما توجه له الشخاصا ليشكوا إليه ما حصل‬
‫ذلك حيث أن التوجيه والتنظيم والتخطيط والمثابرةا الكفاية ‪ ,‬وقد جاءت البيروقراطإية كردإ‬ ‫من أمرهم فكان موجعهم وقائدهم هو النبي – صلى ا‬
‫فعل على مدرسة العلقات النسانية‬ ‫للوصل إلى الهداف وتحقيقها إنما يستلزما قدرةا‬ ‫عليه وسلم – الذي يتلقون منه الوامر ‪.‬‬
‫ومهارةا وأي ضعف في أي من الجوانب عند القائد وآراء تيلور في المدرسة الكلسيكية‬
‫العلمية ‪.‬‬ ‫سيؤثر سلبيا على نجاح العمل وتطويره ‪.‬‬ ‫مأبدأ المبادإأة‬
‫ويذكر ) سالم وآخرون ‪1982 ,‬ما ‪:‬‬ ‫وفي الحديث السابق نجد أن القدرةا والكفاءةا‬ ‫الشاهأد ‪} :‬فأدإركتهم الصلة وليس مأعهم مأاء فصلوا{‬
‫الموجودإةا عند الرجل الذي أرسله النبي – صلى ا ‪ ( 40‬أن من خصائص البيروقراطإية‬ ‫يذكر ) سالم وآخرون ‪1982 ,‬ما ‪ ( 33 :‬أن من‬
‫عليه وسلم – للبحث عن العقد هي ما أهلته في إيجادإ )استخداما الخبراء( ويقصد بذلك استخداما‬ ‫المبادإىء الدإارية لفايول " مبدأ المبادإأةا " والذي يقصد‬
‫الشخاصا بناء على مؤهلتهم‬ ‫ذلك العقد ‪.‬‬ ‫به ‪ :‬التفكير في الخطة وتنفيذها عن طإريق إفساح‬
‫وخبراتهم‪.‬‬ ‫المجال للمرؤوسين لتطبيق هذا المبدأ ويجب على‬
‫وفي هذا الحديث نجد أن الشخاصا‬ ‫المأانة ‪ :‬الشاهأد ‪ } :‬فوجدهأا { ‪ ,‬وتتجلى صفة‬ ‫‪‬‬ ‫الرؤساء العمل على تشجيع المبادإأةا والبتكار في‬
‫المانة التي حث السلما عليها في أن الرجل عندما التجؤا إلى النبي – صلى ا عليه وسلم‬ ‫المرؤوسين ‪.‬‬
‫– ليشكوا له أمرهم من باب استخداما‬ ‫وجد العقد سلمه للنبي – صلى ا عليه وسلم –‬ ‫وهذا المبدأ يتضح مما فعله الرجال الذين أرسلهم‬
‫الخبراء‪.‬‬ ‫وهذا إن دإل فيدل على أمانته وحسن إسلمه ‪.‬‬ ‫النبي – صلى ا عليه وسلم – عندما أدإركتهم الصلةا‬
‫فلم يجدوا الماء فصلوا ‪ ,‬فلم يقفوا مكتوفي اليدي‬
‫نظرية الظروف ) الوضاع (‬ ‫الوثائق ‪:‬‬ ‫ينتظرون عودإتهم للرسول – صلى ا عليه وسلم –‬

‫السلوك الدإاري في صحيح البخاري ‪24 -‬‬


‫الشاهأد ‪ } :‬فشكوا إلى رسإول ا –‬ ‫القلدإة‬ ‫ليحل لهم أمرهم بل تصرفوا خوفا من أن يفوتهم موعد‬
‫صلى ا عليه وسإلم – فأنزل ا آية‬ ‫الشاهأد ‪ } :‬أنها اسإتعارت مأن أسإماء قلدإة {‬ ‫الصلةا ثم حكوا للنبي – صلى ا عليه وسلم – ما بدر‬
‫التيمم { ‪.‬‬ ‫وبالتالي نجد أن الوثيقة التي تضمنها الحديث السابق‬ ‫منهم ‪.‬‬
‫وقوله ‪ } :‬فوا مأا نزل باك أمأر تكرهأينه‬ ‫كانت الوثيقة التي كانت لدى عائشة – رضي ا عنها –‬
‫إل جعل ا ذلك لك وللمسلمين فيه‬ ‫وفقدتها ‪.‬‬ ‫ماتفرقاات إدارية ‪:‬‬
‫خإيرا{‬ ‫السلطة‬
‫يذكر ) سالم وآخرون ‪1982 ,‬ما ‪:‬‬ ‫آية مأن القرآن‬ ‫الشاهأد ‪ } :‬فبعث رسإول ا – صلى ا عليه وسإلم –‬
‫‪ (47‬أن التجاه الظرفي في الدإارةا يعد‬ ‫الشاهأد ‪ } :‬فأنزل ا آية التيمم {‬ ‫رجل فوجدهأا {‬
‫أسلوبا حديثا في العمل الدإاري يقوما‬ ‫ونجد أن الوثيقة الثانية كانت آية من القرآن نزلت بسبب‬ ‫يعرف ) سالم وآخرون ‪1982 ,‬ما ‪ ( 127 :‬السلطة‬
‫على أساس أنه ليس هناك مفهوما أو‬ ‫الحادإثة التي تعرضت لها السيدةا عائشة من فقدان القلدإةا ‪,‬‬ ‫هي " الحق في إصدار الوامر والقوةا في إجبار‬
‫نظرية إدإارية يمكن تطبيقها في مختلف‬ ‫وبعث الرجال ليبحثوا عنها ودإخول وقت الصلةا وعدما‬ ‫الخرين على تنفيذها " ‪ ,‬ويعرفها أيضا بأنها " الحق‬
‫الوقات والظروف على كل أنواع‬ ‫توفر المياه هو ما أنزل آية التيمم ‪.‬‬ ‫في اتخاذ القرارات التي تحكم تصرفات الخرين " ‪.‬‬
‫المؤسسات ‪ ,‬وإنما يجب استخداما هذه‬ ‫ومصادإر السلطة ثلثة ‪ ) :‬السلطة التشريعية –‬
‫المفاهيم والنظريات الدإارية بشكل‬ ‫قبول المرؤوسين للسلطة – السلطة الشخصية ( ‪.‬‬
‫انتقائي يتناسب مع الظروف التي تعيشها‬ ‫والسلطة في الحديث السابق هي سلطة تشريعية ‪,‬‬
‫المؤسسة ‪.‬‬ ‫ويعرفها ) الضحيان ‪1407,‬هـ ‪ ( 182 :‬بأنها السلطة‬
‫والحديث السابق يطابق النظرية من‬ ‫الدإارية المختصة بوضع النظم والتشريعات ولها ثلثا‬
‫حيث أن الظروف التي مر بها الرجال‬ ‫وظائف ‪ ,‬وهي ‪-:‬‬
‫هي التي أدإت إلى إنزال ا لية التيمم‬ ‫‪ .1‬سن القوانين التي تحتاج إليها الدولة وهذه تسمى‬
‫ترخيصا لعبادإه ورفع الحرج عنهم‬ ‫بالوظيفة التشريعية ‪.‬‬
‫للصلةا بالتيمم في حالة عدما وجودإ‬ ‫‪ .2‬مراقبة أموال الدولة وتسمى بالوظيفة المالية ‪.‬‬
‫الماء ‪.‬‬ ‫‪ .3‬مراقبة السلطة التنفيذية ومدى احترامها لتنفيذ‬
‫القوانين والحكاما وتسمى بالوظيفة السياسية ‪.‬‬
‫ومن الحديث السابق نجد أن السلطة التشريعية لدى‬
‫النبي – صلى ا عليه وسلم – هي التي أعطته الحق‬

‫السلوك الدإاري في صحيح البخاري ‪25 -‬‬


‫في إصدار الوامر وبعث الرجل للبحث عن القلدإةا ‪.‬‬

‫تفويض السلطة‬
‫الشاهأد ‪ } :‬فبعث رسإول ا – صلى ا عليه وسإلم –‬
‫رجل {‬
‫يذكر ) سالم وآخرون ‪1982 ,‬ما ‪ ( 130 :‬أن‬
‫تفويض السلطة يعني توزيع حق التصرف واتخاذ‬
‫القرارات في نطاقا محددإ وبالقدر اللزما لنجاز‬
‫مهمات معينة ‪.‬‬
‫ويذكر ) النمر وآخرون ‪1417,‬هـ ‪ ( 162 :‬أن‬
‫تفويض السلطة يعني قياما الرئيس بتفويض جزء من‬
‫سلطاته إلى شخص آخر في المستوى الدإنى منه في‬
‫الهرما الدإاري ‪ ,‬ويصبح هذا الشخص مسئول أماما من‬
‫فلوض إليه السلطات عن نتائج العمال التي يقوما بها ‪.‬‬
‫وهذا ما فعله النبي – صلى ا عليه وسلم ‪ -‬حينما‬
‫فلوض السلطة إلى الرجل ليبحث له عن العقد ‪.‬‬

‫إدإارة الوقت‬
‫الشاهأد ‪ } :‬فأدإركتهم الصلة فليس مأعهم مأاء فصلوا {‬
‫يذكر ) البرعي وعابدين ‪1408 ,‬هـ ( أن الوقت في‬
‫مفهومه المجردإ هو شيء ثمين ) الوقت من ذهب (‬
‫يتحكم في جميع أعمالنا ويقسمها بين العمل والراحة‬
‫‪,‬ومفهوما الوقت في الدإارةا الحديثة يتمثل في توفير‬
‫واستغلل وقت العمل الرسمي للتركيز على النشاطإات‬
‫التي تجعل من المدير قائدا فعال ومن المسئولين‬

‫السلوك الدإاري في صحيح البخاري ‪26 -‬‬


‫الخرين من الموظفين أشخاصا منجزين للعمال‬
‫المطلوبة منهم بكفاءةا وإنتاجية عالية وإخلصا وأمانة‬
‫لكي تعم فائدةا عملهم وتنفع المجتمع كله ‪.‬‬
‫وفي الحديث تتضح لنا إدإارةا الوقت من حيث اهتماما‬
‫الصحابة بالوقت ‪ ,‬فعندما دإخل وقت الصلةا ولم يجدوا‬
‫ماء خافوا أن تفوتهم الصلةا فصلوا ثم ذكروا أمرهم‬
‫للرسول – صلى ا عليه وسلم – وإن دإل هذا المر‬
‫على شيء فيدل على عظيم اهتماما الصحابة بالوقت‬
‫وحسن استغلله في مرضاةا ا ‪.‬‬

‫اتخاذ القرارات‬
‫الشاهأد ‪ } :‬فأدإركتهم الصلة وليس مأعهم مأاء فصلوا‬
‫فشكوا ذلك إلى رسإول ا – صلى ا عليه وسإلم –‬
‫فأنزل ا آية التيمم {‬
‫يذكر ) النمر وآخرون ‪1417 ,‬هـ ‪ ( 349 :‬أن‬
‫عملية اتخاذ القرارات من المهاما الساسية للدإارةا بل‬
‫هي الركيزةا الساسية في العمل الدإاري لن العملية‬
‫الدإارية ل تخرج عن كونها عملية اتخاذ القرارات‬
‫فهي عملية متداخلة في جميع وظائف الدإارةا‬
‫ونشاطإاتها ‪.‬‬
‫ويضيف ) النمر وآخرون ‪1417 ,‬هـ ‪ ( 354 :‬أن‬
‫مراحل اتخاذ القرارات تتمثل في النقاطإ التالية ‪-:‬‬
‫تشخيص المشكلة محل القرار وتحديدها وتحليلها‬ ‫‪.1‬‬
‫جمع البيانات والمعلومات ووسائل الحصول‬ ‫‪.2‬‬
‫عليها ‪.‬‬

‫السلوك الدإاري في صحيح البخاري ‪27 -‬‬


‫تحديد البدائل المتاحة وتقويمها ‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫اختيار البديل المناسب والفضل ‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫متابعة القرار وتنفيذه ‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫ويمكن تطبيق المراحل والخطوات السابقة على‬
‫الحديث كما يلي ‪-:‬‬
‫تشخيص المشكلة وتحديدهأا ‪ :‬دإخول وقت الصلةا‬
‫وعدما وجودإ الماء ‪.‬‬
‫جمع البيانات والمعلومأات ‪ :‬البحث عن مصدر‬
‫للماء للوضوء والصلةا فلم يجدوا الماء ‪.‬‬
‫تحديد البدائل المتاحة ‪ :‬الصلةا بدون ماء أو عدما‬
‫الصلةا ‪.‬‬
‫اخإتيار البديل المناسإب والفضل ‪ :‬نظرا لخوف‬
‫الصحابة على دإينهم والخوف من أن يفوت وقت‬
‫الصلةا اختاروا البديل المناسب وهو الصلةا بدون‬
‫وضوء ‪.‬‬
‫مأتاباعة القرار ‪ :‬بعد أن قاموا بأدإاء الصلةا بدون‬
‫وضوء ذكروا أمرهم للنبي – صلى ا عليه وسلم –‬
‫ليوجههم إلى الطريق الصحيح ‪.‬‬

‫المدارس والنظريات الدإارية‬ ‫الحديث – رقمه – تفسيره‬ ‫الباب المستنبط‬


‫الحديث رقم ) ‪ : - ( 333‬حدثنا عمر بن حفص ‪ ,‬قال ‪:‬‬ ‫الهأداف ‪:‬‬
‫المدرسإة النسانية‬

‫السلوك الدإاري في صحيح البخاري ‪28 -‬‬


‫) الرحمة (‬ ‫حدثنا أبي قال ‪ :‬حدثنا العمش قال ‪ :‬سمعت شقيق بن سلمة‬ ‫‪ ‬بيان صفة التيمم وأنها ضربة واحدةا في الوجه‬
‫الشاهأد ‪ } :‬فانزل ا آية التيمم{‬ ‫والكفين وحسب ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬كنت عند عبد ا وأبي موسى ‪ ,‬فقال له أبو موسى ‪:‬‬
‫تركز مدرسة العلقات النسانية‬
‫اهتمامها على العنصر البشري ‪ ,‬ويذكر‬ ‫‪ ‬بيان رحمة ا بالعبادإ حين شرع لهم التيمم في حالة أرأيت يا أبا عبد الرحمن إذا أجنب فلم يجد ماء كيف‬
‫) النمر وآخرون ‪1417 ,‬هـ ‪ ( 63 :‬أن‬ ‫غياب الماء ‪.‬‬
‫يصنع؟ فقال عبد ا ‪ :‬ل يصلي حتى يجد الماء ‪ ,‬فقال أبو‬
‫العلقات النسانية هي نوع من علقات‬ ‫‪ ‬بيان حب الصحابة للجتهادإ والمبادإأةا إذا مر بهم‬
‫العمل الذي يهتم بالجوانب النسانية‬ ‫موسى ‪ :‬فكيف تصنع بقول ) وذلك حينما أجنب علمار‬ ‫موقف ولم يكن معهم الرسول – صلى ا عليه‬
‫والجتماعية في المنظمة ‪ ,‬وهي بذلك‬ ‫وسلم – فل يقفوا مكتوفي اليدي بل يتصرفون ثم‬
‫عندما بعثه النبي عليه الصلةا والسلما في حاجة فلم يجد‬
‫تستهدف الوصول بالعاملين إلى أفضل‬ ‫يخبرون النبي – صلى ا عليه وسلم – بما فعلوه ‪.‬‬
‫إنتاج في ظل أفضل ما يمكن أن يؤثر‬ ‫ماء فتمرغ في الصعيد كما تتمرغ الدابة فذكر ذلك للنبي‬ ‫‪ ‬بيان أسلوب الحوار في المجادإلة والمبني على‬
‫على الفردإ من عوامل نفسية ومعنوية‬
‫عليه الصلةا والسلما فقال له ‪ :‬إنما كان يكفيك أن تصنع‬ ‫الدإلة لتأكيد الحجة ‪.‬‬
‫باعتباره إنسانان وجدانيا وانفعاليا أكثر‬
‫‪ ‬بيان التعامل اللين الذي يعامل به النبي – صلى ا هكذا وضرب بكفه ضربة على الرض ثم نفضها ثم مسح منه رشيدا ومنطقيا ‪.‬‬
‫وتتضح العلقات النسانية في‬ ‫عليه وسلم – أصحابه ‪ ,‬فإذا فعلوا أمرا لم يعنفهم أو‬
‫بها ظهر كفه الشمال أو ظهر شماله بكفه ثم مسح بها‬ ‫يؤنبهم بل يجيز ما فعلوه ثم يريهم الطريقة‬
‫الحديث السابق من إنزال ا لية التيمم ‪,‬‬
‫ومن لقرار الرسول – صلى ا عليه‬ ‫وجهه( ؟ قال ‪ :‬ألم تر عمر لم يقنع بذلك ‪ ,‬فقال أبو‬ ‫الصحيحة ‪.‬‬
‫وسلم – لفعل علمار عندما أجنب وهو في‬
‫موسى ‪ :‬فدعنا من قول علمار ‪ ,‬كيف تصنع بهذه الية }‬ ‫الوظائف ‪:‬‬
‫رحلة ولم يجد ماء فتمرغ في التراب‬
‫وصلى ‪ ,‬وإن دإلت هذه المور على شيء‬ ‫التوجيه‬
‫فقلم تجدوا مأاء فتيمموا صعيدا طيبا { )المائدةا ‪ ( 6 :‬؟ فما‬
‫فستدل على تخفيف ا عز وجل لعبادإه‬ ‫الشاهأد‪} :‬إنما كان يكفيك أن تصنع هأكذا وضرب باكفه‬
‫العبادإات رحمة منه تبارك وتعالى‪.‬‬ ‫دإرى عبد ا ما يقول ‪ ,‬فقال ‪ :‬إنا لو رخصنا لهم في هذا‬ ‫ضرباة على الرض ثم نفضها ثم مأسح باها ظهر كفه‬
‫الشمال أو ظهر شماله باكفه ثم مأسح باها وجهه {‬
‫يذكر ) سالم وآخرون ‪1982 ,‬ما ‪ ( 18 :‬أن التوجيه لوشك إذا بردإ على أحدهم الماء أن يدعه ‪ ,‬ويتيمم ‪ ,‬فقلت‬
‫المدرسإة الكلسإيكية‬
‫البيروقراطية ) اسإتخداما الخبراء (‬ ‫يتعلق مباشرةا بإدإارةا العنصر النساني في المؤسسة ‪ .‬لشقيق ‪ :‬فإنما كره عبد ا لذا ؟ قال ‪ :‬نعم ) عطا ‪,‬‬
‫الشاهأد ‪} :‬فكيف تصنع باقول عممار حين‬ ‫ويضيف ) الشلعوطإ‪1423 ,‬هـ ‪ ( 128 :‬أن التوجيه‬
‫‪1421‬هـ ‪ /‬ج ‪.(91 : 1‬‬

‫السلوك الدإاري في صحيح البخاري ‪29 -‬‬


‫قال له النبي – صلى ا عليه وسإلم –‬ ‫يتعلق بإرشادإ المرؤوسين وتوجيههم خلل أدإائهم للعمل تفسير الحديث ‪:‬‬
‫كان يكفيك {‬ ‫يذكر) العسقلني ‪ ,‬ج ‪ (454 : 1‬أن‬ ‫من حيث إعطائهم التعليمات اللزمة والنصح والرشادإ‬
‫يذكر )سالم وآخرون‪1982 ,‬ما‪( 39 :‬‬ ‫للتنفيذ التي توضح ما خفي من أمور وإرشادإهم لكيفية‬
‫معنى قوله]فإذا لم تجد الماء ل تصلي [ أي إذا لم يجد أن البيروقراطإية في وضعها المثالي‬ ‫التعامل مع ما يواجهونه من مشكلت‪.‬‬
‫تهدف إلى توفير الحد العلى من‬ ‫الماء ‪.‬‬ ‫ويتجلى التوجيه في الحديث السابق من خلل‬
‫ويذكر ) العيني ‪ ,‬ج ‪ ( 34 : 4‬أن معنى قوله ] إذا لم الكفاية ‪ ,‬وقد جاءت البيروقراطإية كردإ‬ ‫توجيه النبي – صلى ا عليه وسلم – لعلمار للكيفية‬
‫يجد الماء [ هو استفهاما والسؤال من أبي موسى الشعري فعل على مدرسة العلقات النسانية‬ ‫الصحيحة لعملية التيمم إذا تعذر وجودإ الماء ‪.‬‬
‫وآراء تيلور في المدرسة الكلسيكية‬ ‫عن عبد ا بن مسعودإ يعني إذا لم يجد الجنب الماء ل‬
‫العلمية ‪.‬‬ ‫يصلي وقوله " لم يجد " بصيغة الغائب وكذلك ل يصلي‬ ‫التوجيه ) التصال (‬
‫ويذكر ) سالم وآخرون ‪1982 ,‬ما ‪:‬‬ ‫الشاهأد ‪ } :‬قال له أباو مأوسإى ‪,.. :‬فقال عبد ا ‪ { .. :‬بصيغة الغائب ‪.‬‬
‫‪ ( 40‬أن من خصائص البيروقراطإية‬ ‫وقوله ] لو رخإصت [ أي قال عبد ا لبي موسى‬ ‫يذكر ) الشلعوطإ ‪1423 ,‬هـ ‪ ( 132 :‬أن التصال‬
‫)استخداما الخبراء( ويقصد بذلك استخداما‬ ‫الشعري لو رخصت لهم في هذا أي في جواز التيمم‬ ‫مبني على أساس نقل المعلومات وتبادإلها والفصاح‬
‫للجنب إذا وجد أحدهم الماء وفي رواية الحموي ) إذا وجد الشخاصا بناء على مؤهلتهم‬ ‫علما يدور في النفس البشرية على شكل معنى يرادإ‬
‫وخبراتهم‪.‬‬ ‫أحدكم البردإ ( قوله " قال هكذا " فيه إطإلقا القول على‬ ‫إيصاله إلى الخرين وفي الغالب أن وسيلة التصال‬
‫ويتضح لنا من الحديث أن علمار‬ ‫الفعل ثم فسره بقوله يعني تيمم وصلى ‪.‬‬ ‫هي الكلما ‪.‬‬
‫عندما واجه أمرا أشكله توجه إلى النبي‬ ‫ويذكر أن عناصر عملية التصال ‪ ) :‬المرسل‬
‫– صلى ا عليه وسلم – من باب‬ ‫علقاته بمبادىء النظرية السإلماية‬ ‫والمستقبل والرسالة والوسيلة والهدف والسلوك الناتج‬
‫الستعانة بالخبراء ‪.‬‬ ‫أي التغذية الراجعة ( ‪.‬‬
‫وفي الحديث السابق نجد أن التصال كان بين أبي ‪ ‬مأن الضروريات الخمس ) حفظ الدين ( ‪:‬‬
‫المدرسإة الكلسإيكية‬ ‫‪ ‬الشاهأد ‪ } :‬أرأيت يا أباا عبد الرحمن إذا أجنب‬ ‫موسى وعبد ا في تبادإل المعلومات والحوار حول‬
‫الدإارة العلمية‬ ‫فلم يجد مأاء كيف يصنع ؟ { ويذكر‬ ‫موضوع التيمم ‪.‬‬
‫فايول ) مأبدأ المبادإأة (‬ ‫)النحلوي ‪1420 ,‬هـ ‪ ( 69 :‬أن الضروريات‬ ‫ومما سبق نجد أن ) المرسإل ‪ :‬السائل وهو أبي‬
‫الشاهأد ‪ } :‬حينما أجنب عممار عندمأا‬ ‫الخمس في السلما هي ‪ :‬حفظ الدين –‬ ‫موسى – المستقبل ‪ :‬وهو عبد ا الذي سأله أبي‬
‫المحافظة على النفس – المحافظة على المال – باعثه النبي عليه الصلة والسلما في‬ ‫موسى وكان يحاوره فيما سأل – الرسإالة ‪ :‬وهي سؤال‬
‫المحافظة على العقل – المحافظة على العرض حاجة فلم يجد مأاء فتمرغ في الصعيد‬ ‫أبي موسى في موضوع التيمم – الوسإيلة ‪ :‬وكانت‬

‫السلوك الدإاري في صحيح البخاري ‪30 -‬‬


‫كما تتمرغ الداباة فذكر ذلك للنبي عليه‬ ‫والنسل والنساب ‪.‬‬ ‫شفهية عن طإريق الخطاب بالكلما – الهدف ‪ :‬القناع‬
‫وفي الحديث يتضح لنا ضرورةا المحافظة على الصلة والسلما {‬ ‫والوصل إلى حكم في موضع التيمم – السلوك الناتج ‪:‬‬
‫يذكر ) سالم وآخرون ‪1982 ,‬ما ‪:‬‬ ‫الدين من باب اهتماما أبي موسى وعبد ا من‬ ‫أن عبد ا اقر بما يقوله أبي موسى ولكن برر موقفه‬
‫‪ ( 33‬أن من المبادإىء الدإارية لفايول "‬ ‫مناقشة أمور دإينهم ‪.‬‬ ‫بأن الناس قد يتمادإون في تبديل التيمم بالغسل في حالة‬
‫‪ ‬والشاهأد ‪ } :‬إنا لو رخإصنا لهم في هأذا لوشك مبدأ المبادإأةا " والذي يقصد به ‪ :‬التفكير‬ ‫الجنابة ( ‪.‬‬
‫إذا باردإ على أحدهأم الماء أن يدعه ويتيمم { ‪ ,‬في الخطة وتنفيذها عن طإريق إفساح‬
‫وفي قول عبد ا لبي موسى خوف على الدين المجال للمرؤوسين لتطبيق هذا المبدأ‬ ‫مابادىء إدارية ‪:‬‬
‫ويجب على الرؤساء العمل على تشجيع‬ ‫والحرصا على حفظه من إهمال الناس وعد‬ ‫اسإتخداما الخبراء‬
‫المبادإأةا والبتكار في المرؤوسين‪.‬‬ ‫تقدير المور بشكل سليم ‪ ,‬ويظهر خوف عبد‬ ‫الشاهأد ‪} :‬فكيف تصنع باقول عممار حين قال له النبي‬
‫وهذا يتضح من موقف علمار ‪ ,‬فعندما‬ ‫ا على دإينه وغيرته عليه من باب نقاشه مع‬ ‫– صلى ا عليه وسإلم – كان يكفيك {‬
‫أجنب ولم يجد ماءا بادإر بالتمرغ في‬ ‫أبي موسى في أمر سبق ووقع مع النبي –‬ ‫ويذكر ) سالم وآخرون ‪1982 ,‬ما ‪ ( 40 :‬أن‬
‫التراب حتى ل تفوته الصلةا ‪ ,‬فأقر له‬ ‫صلى ا عليه وسلم – وأجازه ولم يمنعه ‪,‬‬ ‫المقصودإ بـ ) استخداما الخبراء( هو استخداما الشخاصا‬
‫ولكن عبد ا خاف أن الناس ل يقدروا المور النبي – صلى ا عليه وسلم – فعله‬ ‫بناء على مؤهلتهم وخبراتهم ‪.‬‬
‫بشكل جيد وأنهم إذا بردإ عليهم الماء ولو بشكل ولكن عللمه الطريقة الصحيحة في التيمم‪.‬‬ ‫ويتضح لنا من الحديث أن علمار عندما واجه أمرا‬
‫بسيط فإنهم سيتركوه ويتيمموا ‪.‬‬ ‫أشكله توجه إلى النبي – صلى ا عليه وسلم – من‬
‫المدرسإة الكلسإيكية‬ ‫باب الستعانة بالخبراء ‪.‬‬
‫الدإارة العلمية‬ ‫)أسإلوب الترباية باالقدوة( ‪ :‬الشاهأد ‪ } :‬فكيف‬ ‫‪‬‬
‫فايول )مأبدأ وحدة إصدار المأر(‬ ‫تصنع باقول عممار حين قال له النبي – صلى ا‬ ‫مأبدأ المبادإأة‬
‫عليه وسإلم – كان يكفيك ‪ { ...‬ويذكر الحديث أحد الشاهأد ‪ } :‬فذكر ذلك للنبي عليه الصلة‬ ‫الشاهأد ‪ } :‬حينما أجنب عممار عندمأا باعثه النبي عليه‬
‫والسلما فقال له ‪ :‬إنما كان يكفيك أن‬ ‫أساليب التربية السلمية وهي التربية بالقدوةا ‪,‬‬ ‫الصلة والسلما في حاجة فلم يجد مأاء فتمرغ في‬
‫تصنع هأكذا {‬ ‫وتتضح من ذكر أبو موسى لعبد ا موقف علمار‬ ‫الصعيد كما تتمرغ الداباة فذكر ذلك للنبي عليه الصلة‬
‫من مبادإىء فايول الدإارية "وحدةا‬ ‫مع النبي – صلى ا عليه وسلم – حين أجنب ولم‬ ‫والسلما {‬
‫يجد الماء وتدرمغ في التراب فأقر له النبي – صلى إصدار المر"بمعنى أنه ل يجوز أن‬ ‫يذكر ) سالم وآخرون ‪1982 ,‬ما ‪ ( 33 :‬أن المقصودإ‬
‫ا عليه وسلم – فعلته وعلمه الطريقة الصحيحة في يتلقى الفردإ العامل أوامر من أكثر من‬ ‫بالمبادإأةا ‪ :‬التفكير في الخطة وتنفيذها عن طإريق إفساح‬
‫رئيس أو مشرف واحد ‪.‬‬ ‫التيمم ‪.‬‬ ‫المجال للمرؤوسين لتطبيق هذا المبدأ ويجب على‬

‫السلوك الدإاري في صحيح البخاري ‪31 -‬‬


‫وهذا ما فعله علمار ‪ ,‬فقد توجه إلى‬ ‫الرؤساء العمل على تشجيع المبادإأةا والبتكار في‬
‫أسإلوب الترباية باالممارسإة والعمل ‪ :‬الشاهأد ‪} :‬إنما النبي – صلى ا عليه وسلم – عندما‬ ‫‪‬‬ ‫المرؤوسين‪.‬‬
‫كان يكفيك أن تصنع هأكذا وضرب باكفه ضرباة على فعل ما فعله ليتلقى الوامر منه فقط عليه‬ ‫وهذا يتضح من موقف علمار ‪ ,‬فعندما أجنب ولم يجد‬
‫الرض ثم نفضها ثم مأسح باها ظهر كفه الشمال أو الصلةا والسلما ‪.‬‬ ‫ماءا بادإر بالتمرغ في التراب حتى ل تفوته الصلةا ‪,‬‬
‫ظهر شماله باكفه ثم مأسح باها وجهه { ‪.‬‬ ‫فأقر له النبي – صلى ا عليه وسلم – فعله ولكن عللمه‬
‫المدرسإة الكلسإيكية‬ ‫وتذكر ) أبو رزقا ‪1420 ,‬هـ ‪ ( 201 :‬أن من‬ ‫الطريقة الصحيحة في التيمم ‪.‬‬
‫الدإارة العلمية‬ ‫أساليب التربية السلمية أسلوب التربية بالعمل‬
‫تيلور )اخإتيار العمال وتدريبهم(‬ ‫والممارسة ‪ ,‬وهذا ما فعله النبي – صلى ا عليه‬ ‫مأبدأ وحدة إصدار المأر‬
‫الشاهأد‪} :‬عندمأا باعثه النبي عليه الصلة‬ ‫وسلم – مع علمار حينما عللمه كيف يتيمم حيث قاما‬ ‫الشاهأد ‪ } :‬فذكر ذلك للنبي عليه الصلة والسلما فقال‬
‫وفعل ذلك أمامه حينما ضرب بكفه على الرض ثم والسلما في حاجة {‬ ‫له ‪ :‬إنما كان يكفيك أن تصنع هأكذا {‬
‫من مبادإىء الدإارةا العلمية )لفريدريك‬ ‫نفضها ثم مسح بها ظهر كفه الشمال ثم مسح بها‬ ‫من مبادإىء فايول الدإارية "وحدةا إصدار‬
‫تيلور( اختيار العمال وتدريبهم حسب‬ ‫وجهه ‪ ,‬وفعل ذلك ليعلم علمار الطريقة الصحيحة‬ ‫المر"بمعنى أنه ل يجوز أن يتلقى الفردإ العامل أوامر‬
‫الساليب العلمية ووضع الرجل المناسب‬ ‫للتيمم بعمل ذلك أمامه ‪.‬‬ ‫من أكثر من رئيس أو مشرف واحد ‪.‬‬
‫في المكان المناسب له ‪ ,‬وهذا ما فعله‬ ‫وهذا ما فعله علمار ‪ ,‬فقد توجه إلى النبي – صلى ا‬
‫النبي – صلى ا عليه وسلم – عندما‬ ‫) أسإلوب الحوار باالدإلة ( ‪ :‬الشاهأد ‪ } :‬فكيف‬ ‫عليه وسلم – عندما فعل ما فعله ليتلقى الوامر منه فقط ‪‬‬
‫أرسل علمار في حاجة فقد استعان‬ ‫تصنع يقول عممار ‪ ...‬كيف تصنع باهذه الية { ‪,‬‬ ‫عليه الصلةا والسلما ‪.‬‬
‫فعندما بدأ الحوار بين أبو موسى وعبد ا استخدما بالعامل القادإر على قضاء الحاجة التي‬
‫أبو موسى المثلة الحية التي سمعها من الرسول – يريدها ‪.‬‬ ‫اخإتيار العمال وتدريبهم‬
‫صلى ا عليه وسلم – ومن آيات القرآن ليقنع عبد‬ ‫الشاهأد‪} :‬عندمأا باعثه النبي عليه الصلة والسلما في‬
‫نظرية الظروف ) الوضاع (‬ ‫ا براية في جواز التيمم للذي أجنب ولم يجد ماءا ‪,‬‬ ‫حاجة {‬
‫الشاهأد ‪ } :‬حينما أجنب عممار عندمأا‬ ‫وكان موقف عبد ا موقف من يقتنع عند ورودإ‬ ‫من مبادإىء الدإارةا العلمية )لفريدريك تيلور(‬
‫الدإلة وليس فقط المجادإلة من باب التمسك بالرأي ‪ .‬باعثه النبي عليه الصلة والسلما في‬ ‫اختيار العمال وتدريبهم حسب الساليب العلمية ووضع‬
‫حاجة فلم يجد مأاء فتمرغ في الصعيد‬ ‫الرجل المناسب في المكان المناسب له ‪ ,‬وهذا ما فعله‬
‫اهأتماما الصحاباة في السؤال عما يخص أمأور دإينهم كما تتمرغ الداباة فذكر ذلك للنبي عليه‬ ‫النبي – صلى ا عليه وسلم – عندما أرسل علمار في ‪‬‬
‫‪ :‬الشاهأد ‪ } :‬قال أباو مأوسإى لعبد ا ‪ :‬أرأيت يا أباا الصلة والسلما فقال له ‪ :‬إنما كان‬ ‫حاجة فقد استعان بالعامل القادإر على قضاء الحاجة‬

‫السلوك الدإاري في صحيح البخاري ‪32 -‬‬


‫عبد الرحمن إذا أجنب فلم يجد مأاء كيف يصنع ؟ { يكفيك أن تصنع هأكذا وضرب باكفه‬ ‫التي يريدها ‪.‬‬
‫‪ ,‬فنلمس هنا اهتماما الصحابة في السؤال عن كل ما ضرباة على الرض ثم نفضها ثم مأسح‬
‫يخص أمور دإينهم واستغلل الوقت في النقاش بما باها ظهر كفه الشمال أو ظهر شماله‬ ‫ماتفرقاات إدارية ‪:‬‬
‫باكفه ثم مأسح باها وجهه { ‪.‬‬ ‫هو مفيد ‪.‬‬
‫يذكر ) سالم وآخرون ‪1982 ,‬ما ‪:‬‬ ‫القيادإة الديموقراطية‬
‫‪ (47‬أن التجاه الظرفي في الدإارةا يقوما‬ ‫الرحمة ‪ :‬الشاهأد ‪ } :‬كيف تصنع باهذه الية –‬ ‫الشاهأد‪ } :‬حينما أجنب عممار عندمأا باعثه النبي عليه ‪‬‬
‫على أساس أنه ليس هناك مفهوما أو‬ ‫ويقصد باها آية التيمم – { ‪ ,‬فإنزال ا لية التيمم‬ ‫الصلة والسلما في حاجة فلم يجد مأاء فتمرغ في‬
‫دإليل كبير على رحمة ا بعبادإةا ورأفته بهم في حالة نظرية إدإارية يمكن تطبيقها في مختلف‬ ‫الصعيد كما تتمرغ الداباة فذكر ذلك للنبي عليه الصلة‬
‫غياب الماء ‪ ,‬وأيضا أنزل ا آية أخرى في سورةا ) الوقات والظروف على كل أنواع‬ ‫والسلما فقال له ‪ :‬إنما كان يكفيك أن تصنع هأكذا‬
‫المؤسسات ‪ ,‬وإنما يجب استخداما هذه‬ ‫النساء ‪ ( 29 :‬وهي } ول تقتلوا أنفسكم إن ال‬ ‫وضرب باكفه ضرباة على الرض ثم نفضها ثم مأسح‬
‫المفاهيم والنظريات الدإارية بشكل‬ ‫باها ظهر كفه الشمال أو ظهر شماله باكفه ثم مأسح باها‬
‫كان بكم رحيما { وذلك عندما أجنب عمرو بن‬
‫انتقائي يتناسب مع الظروف التي تعيشها‬ ‫وجهه {‬
‫العاصا في ليلة باردإةا فتيمم فأنزل ا هذه الية رأفة المؤسسة ‪.‬‬ ‫يذكر ) سالم وآخرون ‪1982 ,‬ما ‪ ( 143 :‬أن هذا‬
‫والحديث السابق يطابق النظرية من‬ ‫بالمؤمنين ورحمة بهم ‪.‬‬ ‫النوع من القيادإةا يهدف إلى خلق نوع من المسئولية‬
‫حيث أن الظروف التي مر بها علمار‬ ‫لدى المرؤوسين ومحاولة مشاركتهم في اتخاذ‬
‫وسؤاله النبي – صلى ا عليه وسلم –‬ ‫ومأن مأقومأات الدإارة في السإلما ) العقل والذكاء‬ ‫‪‬‬ ‫القرارات ‪ ,‬فالقائد الديموقراطإي يشارك السلطة مع‬
‫والفطنة ( ‪ :‬الشاهأد ‪ } :‬إنا لو رخإصنا لهم في هأذا أدإت إلى إيضاح النبي عليه الصلةا‬ ‫الجماعة ويأخذ برأيهم في معظم قراراته ‪,‬وهذه‬
‫والسلما الطريقة الصحيحة لصفة التيمم ‪.‬‬ ‫لوشك إذا باردإ على أحدهأم الماء أن يدعه ‪,‬‬ ‫المشاركة بين الرئيس والمرؤوس ينتج عنها رفع‬
‫ويتيمم{ ‪ ,‬ويذكر ) سمارةا ‪ ( 99 : 200 ,‬أن من‬ ‫الروح المعنوية للفرادإ وزيادإةا ولئهم والتزامهم كما‬
‫مقومات الدإارةا في السلما العقل والذكاء والفطنة ‪,‬‬ ‫يشعر الفردإ بأهميته وقيمته في المؤسسة ‪.‬‬
‫إذ أن العقل مناطإ التكليف في السلما أما الذكاء‬ ‫وفي الحديث تتضح قيادإةا النبي – صلى ا عليه‬
‫والفطنة ليتمكن بهما القائد من القدرةا على تسيير‬ ‫وسلم – الديموقراطإية عندما ذكر له علمار ما فعله ‪ ,‬فلم‬
‫العمل ورسم الخطط والتنسيق بين المواقف وتحديد‬ ‫يؤنبه أو ينهاه علما فعله بل وجهه للطريقة الصحيحة‬
‫ما يلزما لكل موقف وليكون في وضع يمكنه من‬ ‫التي يمكنه إتباعها إذا واجهه أمر مماثل لذلك ‪.‬‬
‫تسيير العمل على أكمل وجه وبأيسر التكاليف وأقل‬
‫الوقت ‪.‬‬

‫السلوك الدإاري في صحيح البخاري ‪33 -‬‬


‫ويتضح لنا من الحديث السابق أن عبد ا كان له‬ ‫اتخاذ القرارات‬
‫من الذكاء والفطنة والعقل ما أقنع به أبو موسى‬ ‫الشاهأد ‪ } :‬حينما أجنب عممار عندمأا باعثه النبي عليه‬
‫وهو أن الناس لو سمعوا بهذا المر لجعلوه وفعلوه‬ ‫الصلة والسلما في حاجة فلم يجد مأاء فتمرغ في‬
‫في كافة أمورهم أي كلما أجنبوا وكان الجو باردإا‬ ‫الصعيد كما تتمرغ الداباة فذكر ذلك للنبي عليه الصلة‬
‫ولو بدرجة بسيطة فعلوا ذلك وتيمموا ‪ ,‬وهذا إن دإل‬ ‫والسلما {‬
‫فيدل على عقل وفطنة عبد ا وخوفه على السلما‪.‬‬ ‫يذكر ) النمر وآخرون ‪1417 ,‬هـ ‪ ( 349 :‬أن‬
‫عملية اتخاذ القرارات من المهاما الساسية للدإارةا بل‬
‫مأن مأقومأات الدإارة في السإلما ) الرحمة واللين (‬ ‫‪‬‬ ‫هي الركيزةا الساسية في العمل الدإاري لن العملية‬
‫‪ :‬الشاهأد ‪ } :‬إنما كان يكفيك أن تصنع هأكذا ‪, { ...‬‬ ‫الدإارية ل تخرج عن كونها عملية اتخاذ القرارات‬
‫ويذكر ) سمارةا ‪ ( 109 : 2000 ,‬أن الرحمة واللين‬ ‫فهي عملية متداخلة في جميع وظائف الدإارةا‬
‫قيمتان إنسانيتان يكون النسان بمقتضاها مشفقا‬ ‫ونشاطإاتها ‪.‬‬
‫على نفسه وغيره عطوفا مما يجعله دإائم التفقد‬ ‫ويضيف ) النمر وآخرون ‪1417 ,‬هـ ‪ ( 354 :‬أن‬
‫لحوال من يرعاهم متلمسا لحاجاتهم النسانية وهذا‬ ‫مراحل اتخاذ القرارات تتمثل في النقاطإ التالية ‪-:‬‬
‫من شأنه أن يوجد اللفة والمودإةا والتماسك بين‬ ‫تشخيص المشكلة محل القرار وتحديدها وتحليلها‬ ‫‪.1‬‬
‫القيادإةا والعاملين وهذا تأثير قوي من القيادإةا الرحيمة‬ ‫جمع البيانات والمعلومات ووسائل الحصول‬ ‫‪.2‬‬
‫اللينة بالمنقادإين ليندفعوا باتجاه الهدف المنشودإ ‪.‬‬ ‫عليها ‪.‬‬
‫وفي الحديث السابق نلمس الرحمة واللين من باب‬ ‫تحديد البدائل المتاحة وتقويمها ‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫أن النبي – صلى ا عليه وسلم – كان رحيما‬ ‫اختيار البديل المناسب والفضل ‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫بعلمار للما سمع منه الذي فعله عندما أجنب ولم يجد‬ ‫متابعة القرار وتنفيذه ‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫الماء وخفف عنه ثقل التمرغ في التراب بإيضاح‬ ‫ويمكن تطبيق المراحل والخطوات السابقة على‬
‫الطريقة الصحيحة للتيمم ‪.‬‬ ‫الحديث كما يلي ‪-:‬‬
‫تشخيص المشكلة وتحديدهأا ‪ :‬وهذا ما قاما به علمار‬
‫البعد النساني ‪ :‬الشاهأد ‪ } :‬إنما كان يكفيك أن‬ ‫‪‬‬ ‫عندما أجنب ولم يجد الماء فتمرغ في التراب لكي‬
‫تصنع هأكذا { ‪ ,‬ويذكر ) سمارةا ‪( 138 : 2000 ,‬‬ ‫يتطهر ويصلي ‪ ,‬فكانت المشكلة لديه عدما وجودإ الماء‬
‫أن الدإارةا في السلما ذات بعد إنساني لكونها تهتم‬ ‫مع ضرورةا الطهارةا ‪.‬‬

‫السلوك الدإاري في صحيح البخاري ‪34 -‬‬


‫بالنسان وتعنى بحاجاته وتهتم به وذلك أنها إدإارةا‬ ‫جمع البيانات والمعلومأات ‪ :‬لما شلخص علمار‬
‫منضبطة بالحكاما الشرعية والنسان في الشريعة‬ ‫المشكلة جمع البيانات والمعلومات عندما بحث عن‬
‫السلمية هو محور اهتمامها ‪ ,‬وهذا ما يتضح من‬ ‫الماء فلم يجده ‪.‬‬
‫الحديث السابق فقد اهتم النبي – صلى ا عليه‬ ‫تحديد البدائل المتاحة ‪ :‬كانت البدائل المتاحة أماما‬
‫وسلم – بأمته وبحاجاتهم ويسر أمورهم ورفع‬ ‫علمار هو الوضوء بالتراب أو الصلةا بدون وضوء أو‬
‫الحرج عنهم في كثير من المور ومنها ما ذكره‬ ‫عدما الصلةا ‪.‬‬
‫الحديث وهو طإريقة التيمم في حالة انعداما الماء ‪.‬‬ ‫اخإتيار البديل المناسإب والفضل ‪ :‬اختار علمار‬
‫البديل الذي رآه صحيحا وهو التمرغ في التراب كبديل‬
‫‪ ‬مأراعاة اليسر ورفع الحرج ‪ :‬الشاهأد ‪ } :‬إنما كان‬ ‫للماء ‪.‬‬
‫يكفيك أن تصنع هأكذا { ‪ ,‬ويذكر ) سمارةا ‪,‬‬ ‫مأتاباعة القرار ‪ :‬بعد أن تمرغ في التراب ونفذ ما‬
‫‪ ( 150 : 2000‬أن الساس في الجهزةا الدإارية‬ ‫رآه صحيحا قاما بمتابعة قراره برجوعه إلى النبي –‬
‫كلها إنما هو التيسير على العبادإ في تحقيق‬ ‫صلى ا عليه وسلم – ليتأكد من صحة ما فعله ‪ ,‬وهذا‬
‫مصالحهم وسد حاجاتهم في المعاش والمعادإ ‪,‬ومن‬ ‫ما دإعا النبي – صلى ا عليه وسلم – إل أن يريه‬
‫هذا المنطلق كان اليسر ورفع الحرج من القواعد‬ ‫الطريقة الصحيحة في صفة التيمم ‪.‬‬
‫الشرعية التي يحتم السلما مراعاتها في كل عمل‬
‫وفي كل أمر من أمور البشر في هذه الحياةا ‪ ,‬وفي‬
‫الحديث السابق نلمس اليسر ورفع الحرج من باب‬
‫أن النبي – صلى ا عليه وسلم – وضح لعلمار‬
‫الطريقة الصحيحة للتيمم بدل مما فعله تيسيرا لمته‬
‫ورفعا للحرج عنهم ‪.‬‬

‫‪ ‬مأن مأقومأات الدإارة في السإلما ) القدرة والكفاءة (‬


‫‪ :‬الشاهأد ‪ } :‬عندمأا باعثه النبي – صلى ا عليه‬
‫وسإلم في حاجة { ‪ ,‬ويذكر ) سمارةا ‪: 2000 ,‬‬
‫‪ ( 104‬أن السلما يفرض على كل متول لقيادإةا أو‬

‫السلوك الدإاري في صحيح البخاري ‪35 -‬‬


‫عمل لن يكون قادإرا على القياما بما وكل إليه من‬
‫عمل ‪ ,‬فالقدرةا والكفاءةا من لوازما القيادإةا الرئيسية‬
‫حيث أن العمال المناطإة بالقيادإةا تستوجب ذلك‬
‫حيث أن التوجيه والتنظيم والتخطيط والمثابرةا‬
‫للوصل إلى الهداف وتحقيقها إنما يستلزما قدرةا‬
‫ومهارةا وأي ضعف في أي من الجوانب عند القائد‬
‫سيؤثر سلبيا على نجاح العمل وتطويره ‪.‬‬
‫وفي الحديث السابق نجد أن القدرةا والكفاءةا‬
‫الموجودإةا عند علمار هي التي أهلته ليبعثه النبي –‬
‫صلى ا عليه وسلم – لقضاء الحاجة التي أمره‬
‫النبي – صلى ا عليه وسلم بأدإائها ‪.‬‬

‫الوثائق ‪:‬‬
‫آية مأن القرآن‬
‫الشاهأد ‪ } :‬كيف تصنع باهذه الية ] فقلم تجدوا مأاء فتيمموا‬
‫صعيدا طيبا [ {‬
‫ونجد أن الوثيقة في الحديث السابق كانت آية من‬
‫القرآن‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬كتاب الصلةا‬

‫السلوك الدإاري في صحيح البخاري ‪36 -‬‬


‫يذكر ) الجوزية ‪1423,‬هـ ‪ ( 138 :‬أن النبي – صلى ا عليه وسلم – إذا قاما إلى الصلةا قال ‪ " :‬ا أكبر " ولم يقل شيئا قبلها ول تلفظ بالنية ألبته ‪ ,‬ول‬
‫قال ‪ :‬أصلي ل صلةا كذا مستقبل القبلة أربع ركعات إماما أو مأموما ‪,‬ول قال ‪ :‬أدإاء ول قضاء ول فرض الوقت ‪ ,‬وهذه عشر بدع لم ينقل عنه أحد قط بإسنادإ‬
‫صحيح ول ضعيف ول مسند ول مرسل لفظة واحدةا منها البتة ‪ ,‬بل ول عن أحد من أصحابه ول استحسنه أحد من التابعين ول الئمة الربعة ‪.‬‬
‫وكان يرفع يديه معها ممدودإةا الصابع ‪ ,‬مستقبل بها القبلة إلى فروع أذنيه وروي إلى منكبيه فأبو حميد الساعدي ومن معه قالوا ‪ :‬حتى يحاذي بهما‬
‫المنكبين ‪ ,‬وكذلك قال ابن عمر ‪ ,‬وقال وائل بن حجر ‪ :‬إلى حيال أذنيه ‪ .‬وقال البراء ‪ :‬قريبا من أذنيه ‪ .‬وقيل ‪ :‬هو من العمل المخلير فيه ‪ ,‬وقيل ‪ :‬كان أعلها إلى‬
‫فروع أذنيه ‪ ,‬وكلفاه إلى منكبيه فل يكون اختلفا ولم يختلف عنه في محل هذا الرفع ‪ ,‬ثم يضع اليمنى على ظهر اليسرى ‪.‬‬
‫ويذكر ) العسقلني ‪ ,‬ج ‪ ( 348 : 1‬أن الصلةا لها شروطإ تتمثل في ) الطهارةا – ستر العورةا – استقبال القبلة – دإخول الوقت ( ‪.‬‬

‫الحديث – رقمه – تفسيره‬


‫المدارس والنظريات الدإارية‬ ‫الباب المستنبط‬
‫علقته بامبادإىء النظرية السإلمأية‬
‫الحديث رقم) ‪ : ( 338‬حدثنا موسى بن إسماعيل ‪ ,‬قال ‪:‬‬ ‫الهأداف ‪-:‬‬
‫المدرسإة الكلسإيكية‬
‫حدثنا يزيد بن إبراهيم عن محمد عن أما عطية قالت ‪:‬‬ ‫وجوب الصلةا في الثياب ) عطا ‪1421 ,‬هـ ‪ /‬ج‬ ‫‪‬‬
‫الدإارة العلمية‬ ‫‪. ( 94 : 1‬‬
‫فايول ) وحدة المأر (‬ ‫"يأمرنا أن نخرج اليحليض يوما العيدين وذوات الخدور ‪,‬‬
‫الشاهأد ‪ } :‬قالت امأرأة ‪ :‬يا رسإول ا ‪,‬‬ ‫استحباب خروج المرأةا من بيتها لتشهد صلةا‬ ‫‪‬‬
‫فيشهدن جماعة المسلمين ودإعوتهم ويعتزل اليحليض عن‬ ‫العيدين ولو كانت حائضا أو بنتا في بيتها أو ليس‬
‫إحدانا ليس لها جلباب ؟ قال ‪ :‬لتلبسها‬
‫عندها جلباب ‪.‬‬

‫السلوك الدإاري في صحيح البخاري ‪37 -‬‬


‫صاحبتها مأن جلبابااهأا {‬ ‫مصلهلن ‪ ,‬قالت امرأةا ‪ :‬يا رسول ا ‪ ,‬إحدانا ليس لها‬ ‫التأكيد على أهمية حضور المرأةا لصلةا العيدين ‪,‬‬ ‫‪‬‬
‫مبدأ ) وحدةا المر ( من مبادإىء‬ ‫والدليل على ذلك جواب الرسول – صلى ا عليه‬
‫جلباب ؟ قال ‪ :‬لتلبسها صاحبتها من جلباباها " ) عطا ‪,‬‬
‫فايول الدإارية ‪ ,‬ويذكر )سالم وآخرون ‪,‬‬ ‫وسلم – للمرأةا التي سألته عن إحدى النساء التي ل‬
‫‪1982‬ما ‪ ( 33 :‬أن فايول قصد ) بوحدةا‬ ‫‪1421‬هـ ‪ /‬ج ‪. (94 : 1‬‬ ‫تملك جلبابا فقال لها ‪ " :‬لتلبسها صاحبتها من‬
‫المر ( أن ل يجوز أن يتلقى الفردإ‬ ‫جلبابها " ‪.‬‬
‫تفسير الحديث ‪:‬‬
‫العامل أوامر من أكثر من رئيس أو‬
‫يذكر ) العسقلني ‪ ,‬ج ‪ ( 352 : 1‬أن في قوله ]أمأرنا[‬
‫مشرف واحد ‪.‬‬ ‫الوظائف ‪-:‬‬
‫بضم الهمزةا وهي كالمر‪.‬‬
‫ونلمس ) وحدةا المر ( في الحديث‬ ‫تنظيم‬
‫السابق من حيث أن المرأةا حينما أرادإت‬ ‫الشاهأد ‪ } :‬خأمأرنا أن خنخرج الخحميض يوما العيدين‬
‫وقوله ] ويعتزل الحيض عن مأصلهأن [ أي النساء‬
‫السؤال في أمر أشكلها ‪ ,‬ذهبت إلى النبي‬ ‫وذوات الخدور {‬
‫اللتي بحيض ‪ ,‬أي يغبن عن موضع الصلةا ‪.‬‬
‫– صلى ا عليه وسلم – لتسأله عن‬ ‫يعرف ) النمر وآخرون ‪1417 ,‬هـ ‪( 148 :‬‬
‫وضع المرأةا التي ليس معها جلباب تلبسه‬ ‫التنظيم على أنه عملية أو وظيفة أو عمل يقوما به‬
‫ويذكر ) العسقلني ‪ ,‬ج ‪ ( 352 : 1‬أن في الحديث‬
‫لتخرج به يوما العيد ‪ ,‬فتلقت المرأةا‬ ‫المدير من أجل تجميع أوجه النشاطإ اللزمة لتحقيق‬
‫تأكيد المر باللبس حتى بالعارية للخروج إلى صلةا العيد‬
‫الوامر من النبي – صلى ا عليه وسلم‬ ‫الهداف ‪ ,‬فالتنظيم ليس هدفا في حد ذاته ولكنه وسيلة‬
‫فيكون ذلك للفريضة أولى ‪.‬‬
‫– من باب وحدةا المر ‪.‬‬ ‫للوصول إلى الهدف بطريقة أفضل وبأسلوب أكفا ‪.‬‬
‫ويذكر ) العيني ‪ ,‬ج ‪ ( 56 : 4‬في بيان الوجه‬ ‫ويذكر ) النمر وآخرون ‪1417 ,‬هـ ‪ ( 151 :‬أن‬
‫المدرسإة الكلسإيكية‬ ‫هناك عددإا من المبادإىء التنظيمية ‪ ,‬وهي ‪ ) :‬مبدأ‬
‫المحتملة للحديث ما يلي ‪-:‬‬
‫الدإارة العلمية‬ ‫وحدةا الهدف – مبدأ التخصص وتقسيم العمل – مبدأ‬
‫في قوله ] لتلبسها صاحبتها مأن جلباباها [ أن النبي –‬
‫فايول ) خإضوع المصلحة الشخصية‬ ‫وحدةا القيادإةا أو المر – مبدأ نطاقا الشراف – مبدأ‬
‫صلى ا عليه وسلم – أكد باللبس حتى بالعارية للخروج‬
‫للمصلحة العامألة (‬ ‫تكافؤ السلطة والمسئولية – مبدأ تفويض السلطة – مبدأ‬
‫إلى صلةا العيدين فإذا كان الخروج إلى العيد هكذا فلجل‬
‫الشاهأد ‪ } :‬قال ‪ :‬لتلبسها صاحبتها مأن‬ ‫المركزية واللمركزية ( ‪.‬‬
‫الفرض يكون بالطريق الولى ‪.‬‬
‫جلبابااهأا {‬ ‫وفي الحديث السابق نلمس ) وظيفة التنظيم ( من‬
‫مبدأ ) خضوع المصلحة الشخصية‬ ‫حيث تنظيم الرسول – صلى ا عليه وسلم – لخروج‬
‫وفي قوله ] الحميض [ بضم الحاء وتشديد الياء أي‬
‫للمصلحة العامة ( من مبادإىء فايول‬ ‫المرأةا لصلةا العيدين ‪ ,‬لتحقيق الهدف الكبير وهو‬
‫جمع حائض ‪.‬‬
‫الدإارية ‪ ,‬ويذكر )سالم وآخرون ‪,‬‬ ‫تحقيق اللفة والمحبة بين النساء ولرؤية المسلمين‬

‫السلوك الدإاري في صحيح البخاري ‪38 -‬‬


‫‪1982‬ما ‪ ( 33 :‬أنه عندما تتعارض‬ ‫علقاته بمبادىء النظرية السإلماية‬ ‫صفوف واحدةا في يوما العيد متكاتفين متعاضدين ‪.‬‬
‫مصلحة العامل الشخصية مع مصلحة‬ ‫وينطبق على الحديث السابق المبدأ التنظيمي )وحدةا‬
‫‪ ‬مأن الضروريات الخمس ) حفظ الدين ( ‪ :‬الشاهأد ‪ :‬المنشأةا أو المصلحة العامة يجب التوفيق‬ ‫الهدف ( ‪.‬‬
‫بينهما على أساس خضوع المصلحة‬ ‫}أمأرنا أن نخرج الحيض يوما العيدين وذوات‬ ‫خ‬
‫الشخصية لمصلحة المنشأةا أو للمصلحة‬ ‫الخدور { ‪ ,‬ويذكر ) النحلوي ‪1420 ,‬هـ ‪( 69 :‬‬ ‫التوجيه ) التصال (‬
‫العامة ‪.‬‬ ‫أن الضروريات الخمس هي ‪ :‬حفظ الدين –‬ ‫الشاهأد ‪ } :‬قالت امأرأة ‪ :‬يا رسإول ا {‬
‫ونلمس هذا المبدأ الدإاري في‬ ‫–‬ ‫المال‬ ‫على‬ ‫المحافظة‬ ‫–‬ ‫النفس‬ ‫على‬ ‫المحافظة‬ ‫يذكر ) الشلعوطإ ‪1423 ,‬هـ ‪ ( 132 :‬أن التصال‬
‫الحديث السابق من حيث أن المرأةا عندما‬ ‫العرض‬ ‫على‬ ‫المحافظة‬ ‫–‬ ‫العقل‬ ‫على‬ ‫المحافظة‬ ‫مبني على أساس نقل المعلومات وتبادإلها والفصاح‬
‫سألت النبي – صلى ا عليه وسلم –‬ ‫‪.‬‬ ‫والنساب‬ ‫والنسل‬ ‫علما يدور في النفس البشرية على شكل معنى يرادإ‬
‫عن التي ليس لديها جلباب ‪ ,‬رجح عليه‬ ‫أمر‬ ‫خلل‬ ‫من‬ ‫الدين‬ ‫حفظ‬ ‫لنا‬ ‫يتضح‬ ‫الحديث‬ ‫وفي‬ ‫إيصاله إلى الخرين وفي الغالب أن وسيلة التصال‬
‫الصلةا والسلما المصلحة العامة وهي‬ ‫وغيرها‬ ‫عطية‬ ‫لما‬ ‫–‬ ‫وسلم‬ ‫عليه‬ ‫ا‬ ‫صلى‬ ‫–‬ ‫النبي‬ ‫هي الكلما ‪.‬‬
‫حضور النساء جميعهم لصلةا العيد‬ ‫على‬ ‫حرصا‬ ‫العيدين‬ ‫لصلةا‬ ‫النساء‬ ‫بإخراج‬ ‫بالهتماما‬ ‫ويذكر ) النمر وآخرون ‪1417 ,‬هـ ‪ ( 378 :‬أن‬
‫وحتى الحائض والتي ليس لديها جلباب‬ ‫الجتماعي‬ ‫التكافل‬ ‫تحقيق‬ ‫في‬ ‫الفريضة‬ ‫هذه‬ ‫أهمية‬ ‫عناصر عملية التصال ‪ ) :‬المرسل والرسالة وقناةا‬
‫تأخذ من جلباب صديقتها من باب تفضيل‬ ‫‪.‬‬ ‫المسلمين‬ ‫بين‬ ‫التصال والمستقبل والستجابة ( ‪.‬‬
‫المصلحة العامة ‪.‬‬ ‫ويذكر ) النمر وآخرون ‪1417 ,‬هـ ‪ ( 383 :‬أن‬
‫وسائل التصالت ‪ ) :‬التصال الشخصي أو الشفوي – ‪ ‬حق الطاعة والسإتجاباة ‪ :‬الشاهأد ‪ } :‬خأمأرنا ‪{...‬‬
‫المدرسإة الكلسإيكية‬ ‫يذكر ) الفهداوي ‪1421 ,‬هـ ‪ ( 72 :‬أن حقوقا‬ ‫التصال الكتابي ( ‪.‬‬
‫البيروقراطية‬ ‫الطاعة‬ ‫حق‬ ‫)‬ ‫‪:‬‬ ‫هي‬ ‫المسلم‬ ‫المجتمع‬ ‫على‬ ‫الدإارةا‬ ‫وفي الحديث السابق نجد أن التصال كان بين‬
‫اسإتخداما الخبراء‬ ‫حق‬ ‫–‬ ‫والولء‬ ‫والمعاونة‬ ‫النصرةا‬ ‫حق‬ ‫–‬ ‫ولستجابة‬ ‫المرأةا التي سألت وبين الرسول – صلى ا عليه وسلم‬
‫الشاهأد ‪ } :‬قالت امأرأة ‪ :‬يا رسإول ا {‬ ‫حق‬ ‫لنا‬ ‫يتضح‬ ‫الحديث‬ ‫ومن‬ ‫‪,‬‬ ‫(‬ ‫الجهادإ‬ ‫نداء‬ ‫تلبية‬ ‫– ويمكن أن نفصل عناصر التصال على النحو‬
‫يذكر ) سالم وآخرون ‪1982 ,‬ما ‪:‬‬ ‫المرأةا‬ ‫سؤال‬ ‫في‬ ‫المر‬ ‫لولي‬ ‫والستجابة‬ ‫الطاعة‬ ‫التالي‪:‬‬
‫‪ ( 39‬أن البيروقراطإية ظهرت كردإ فعل‬ ‫ليس‬ ‫اللواتي‬ ‫عن‬ ‫–‬ ‫وسلم‬ ‫عليه‬ ‫ا‬ ‫صلى‬ ‫–‬ ‫للنبي‬ ‫المرسإل ‪ :‬المرأةا التي أرادإت أن تستفسر عن التي‬
‫للمدرسة العلمية التي أهملت لنسان‬ ‫طإاعة‬ ‫فتتمثل‬ ‫‪,‬‬ ‫العيدين‬ ‫صلةا‬ ‫لحضور‬ ‫جلباب‬ ‫لديهن‬ ‫ليس لديها جلباب تحضر به العيد ‪.‬‬
‫وكردإ فعل للعلقات النسانية التي غالت‬ ‫‪:‬‬ ‫ناحيتين‬ ‫من‬ ‫المر‬ ‫ولي‬ ‫الرسإالة ‪ :‬كيف تحضر المرأةا التي ليس لها جلباب؟‬
‫في الهتماما بالنسان ‪.‬‬ ‫–‬ ‫الرسول‬ ‫أمرهن‬ ‫ومن‬ ‫عطية‬ ‫أما‬ ‫طإاعة‬ ‫من‬ ‫‪:‬‬ ‫الولى‬ ‫قناة التصال ) وسإيلة التصال ( ‪ :‬اتصال شفهي‬

‫السلوك الدإاري في صحيح البخاري ‪39 -‬‬


‫وهناك عدةا خصائص للبيروقراطإية ‪,‬‬ ‫صلى ا عليه وسلم – في إخراج النساء حتى‬ ‫أو شخصي تم بطريقة مباشرةا وجها لوجه ‪.‬‬
‫منها ‪ ) :‬استخداما الخبراء ( أي أن‬ ‫الحائض وذوات الخدور ليشهدوا صلةا العيدين ‪.‬‬ ‫المستقبل ‪ :‬هو الرسول – صلى ا عليه وسلم – ‪.‬‬
‫التنظيم البيروقراطإي في وضعه المثالي‬ ‫الثانية ‪ :‬في امتثال المرأةا لمر النبي ويتضح من‬ ‫السإتجاباة ‪ :‬هو ردإ الرسول – صلى ا عليه وسلم‬
‫مبني على أساس استخداما الخبراء بناء‬ ‫سؤالها ‪.‬‬ ‫– للمرأةا بأن التي ليس لديها جلباب تلبسها صديقتها من‬
‫على مؤهلتهم وخبرتهم ‪.‬‬ ‫جلبابها ‪.‬‬
‫ونجد أن البيروقراطإية تنطبق على‬ ‫التكافل الجتماعي ‪ :‬الشاهأد ‪ } :‬لتلبسها صاحبتها‬ ‫‪‬‬
‫الحديث السابق من حيث استخداما‬ ‫مأن جلباباها { ‪ ,‬ومن هنا يتضح حرصا النبي –‬ ‫مابادىء إدارية ‪:‬‬
‫الخبراء وهو النبي – صلى ا عليه‬ ‫صلى ا عليه وسلم – على تحقيق التكافل‬
‫مأبدأ ‪ :‬وحدة المأر‬
‫وسلم – فعندما واجهت المرأةا أمرا‬ ‫الجتماعي بين المسلمات عندما أمر أن تأخذ التي‬
‫الشاهأد ‪ } :‬قالت امأرأة ‪ :‬يا رسإول ا ‪ ,‬إحدانا ليس‬
‫أشكلها توجهت إلى النبي – صلى ا‬ ‫ليس لديها جلباب من جلباب صاحبتها لتحقيق‬
‫لها جلباب ؟ قال ‪ :‬لتلبسها صاحبتها مأن جلبابااهأا {‬
‫عليه وسلم – لتسأله فيه لنه هو المرجع‬ ‫التعاون بينهن ‪.‬‬
‫مبدأ ) وحدةا المر ( من مبادإىء فايول الدإارية ‪,‬‬
‫الول لهم ‪.‬‬
‫اسإتخداما المنطق في التعامأل مأع المرؤوسإين ‪:‬‬ ‫ويذكر )سالم وآخرون ‪1982 ,‬ما ‪ ( 33 :‬أن فايول قصد ‪‬‬
‫) بوحدةا المر ( أن ل يجوز أن يتلقى الفردإ العامل‬
‫مأدرسإة العلقات النسانية‬ ‫الشاهأد ‪ } :‬قالت امأرأة ‪ :‬يا رسإول ا ‪ ,‬إحدانا ليس‬
‫أوامر من أكثر من رئيس أو مشرف واحد ‪.‬‬
‫لها جلباب ؟ قال ‪ :‬لتلبسها صاحبتها مأن جلبابااهأا { الشاهأد ‪ } :‬لتلبسها صاحبتها مأن‬
‫ونلمس ) وحدةا المر ( في الحديث السابق من‬
‫جلباباها {‬ ‫‪,‬ويتضح من الشاهد السابق أن النبي – صلى ا‬
‫حيث أن المرأةا حينما أرادإت السؤال في أمر أشكلها ‪,‬‬
‫العلقات النسانية هي نوع من‬ ‫عليه وسلم – كان يستخدما المنطق في التعامل مع‬
‫ذهبت إلى النبي – صلى ا عليه وسلم – لتسأله عن‬
‫علقات العمل الذي يهتم بالجوانب‬ ‫المرؤوسين ‪.‬‬
‫وضع المرأةا التي ليس معها جلباب تلبسه لتخرج به‬
‫النسانية والجتماعية في المنظمة وهي‬
‫يوما العيد ‪ ,‬فتلقت المرأةا الوامر من النبي – صلى ا‬
‫بذلك تستهدف الوصول بالعاملين إلى‬ ‫الحتراما والتقدير ‪ :‬الشاهأد ‪ } :‬قالت امأرأة ‪ :‬يا‬ ‫‪‬‬ ‫عليه وسلم – من باب وحدةا المر ‪.‬‬
‫أفضل إنتاج في ظل أفضل ما يمكن أن‬ ‫رسإول ا إحدانا ليس مأعها جلباب ؟ { ‪ ,‬وهنا‬
‫يظهر تقدير المرأةا للنبي – صلى ا عليه وسلم – يؤثر على الفردإ من عوامل نفسية‬
‫مأبدأ ‪ :‬خإضوع المصلحة الشخصية للمصلحة العامألة‬
‫ومعنوية باعتباره إنسانا وجدانيا وانفعاليا‬ ‫في سؤالها له ‪ ,‬فقد بدأت سؤالها بندائه ) يا رسول‬
‫الشاهأد ‪ } :‬قال ‪ :‬لتلبسها صاحبتها مأن جلبابااهأا {‬
‫أكثر منه رشيدا ومنطقيا )النمر وآخرون‬ ‫ا ( قبل أن تسأل سؤالها ‪ ,‬ثم كان في سؤالها‬
‫مبدأ ) خضوع المصلحة الشخصية للمصلحة‬
‫الحتراما من حيث أنها لم تتصرف من تلقاء نفسها ‪(63 :‬‬
‫العامة( من مبادإىء فايول الدإارية ‪ ,‬ويذكر )سالم‬

‫السلوك الدإاري في صحيح البخاري ‪40 -‬‬


‫وتجعل المرأةا التي ليس عندها جلباب أن تجلس في واهتمت المدرسة النسانية بعدةا نقاطإ ‪,‬‬ ‫وآخرون ‪1982 ,‬ما ‪ ( 33 :‬أنه عندما تتعارض مصلحة‬
‫وهي ‪ ) -:‬زويلف ‪( 37 :‬‬ ‫بيتها ‪.‬‬ ‫العامل الشخصية مع مصلحة المنشأةا أو المصلحة‬
‫‪ .1‬الهتماما بالجانب النساني ‪.‬‬ ‫العامة يجب التوفيق بينهما على أساس خضوع‬
‫‪ ‬مأن مأقومأات الدإارة في السإلما ) القدرة والكفاءة ( ‪ .2‬الهتماما بالحوافز غير المادإية‬ ‫المصلحة الشخصية لمصلحة المنشأةا أو للمصلحة‬
‫‪ :‬الشاهأد ‪ } :‬خأمأرنا { ‪ ,‬ويذكر ) سمارةا ‪ .3 : 2000 ,‬كشفت مدرسة العلقات النسانية‬ ‫العامة ‪.‬‬
‫أهمية المنظمات غير الرسمية ‪.‬‬ ‫‪ ( 104‬أن السلما يفرض على كل متول لقيادإةا أو‬ ‫ونلمس هذا المبدأ الدإاري في الحديث السابق من‬
‫عمل لن يكون قادإرا على القياما بما وكل إليه من ‪ .4‬كشفت المدرسة النسانية ما‬ ‫حيث أن المرأةا عندما سألت النبي – صلى ا عليه‬
‫للجماعة من أثر على سلوك الفردإ ‪.‬‬ ‫عمل ‪ ,‬فالقدرةا والكفاءةا من لوازما القيادإةا الرئيسية‬ ‫وسلم – عن التي ليس لديها جلباب ‪ ,‬رجح عليه الصلةا‬
‫ويذكر ) سالم وآخرون ‪1982 ,‬ما ‪:‬‬ ‫حيث أن العمال المناطإة بالقيادإةا تستوجب ذلك‬ ‫والسلما المصلحة العامة وهي حضور النساء جميعهم‬
‫‪ ( 38‬أنه من النتقادإات التي وجهت‬ ‫حيث أن التوجيه والتنظيم والتخطيط والمثابرةا‬ ‫لصلةا العيد وحتى الحائض والتي ليس لديها جلباب‬
‫للمدرسة العلمية هي نظريتها للتنظيم‬ ‫للوصل إلى الهداف وتحقيقها إنما يستلزما قدرةا‬ ‫تأخذ من جلباب صديقتها من باب تفضيل المصلحة‬
‫ومهارةا وأي ضعف في أي من الجوانب عند القائد الغير رسمي وإهمالها له ‪.‬‬ ‫العامة ‪.‬‬
‫ونلمس العلقات النسانية في الحديث‬ ‫سيؤثر سلبيا على نجاح العمل وتطويره ‪.‬‬
‫السابق من باب حث النبي – صلى ا‬ ‫وفي الحديث السابق نجد أن القدرةا والكفاءةا‬ ‫ماتفرقاات إدارية ‪:‬‬
‫الموجودإةا عند أما سلمة وغيرها من أمهات المسلمين عليه وسلم – على التعاون بين المسلمات‬
‫السلطة‬
‫وذلك حين أمر التي ليس لديها جلباب أن‬ ‫هو ما جعل النبي – صلى ا عليه وسلم – يطلب‬
‫الشاهأد ‪ } :‬قال – أي رسإول ا صلى ا عليه وسإلم‬
‫تأخذ من جلباب صاحبتها من باب تحقيق‬ ‫منهم الهتماما بموضوع إخراج النساء لصلةا‬
‫‪ : -‬لتلبسها أخإتها مأن جلباباها {‬
‫التكافل الجتماعي وتحقيق المحبة‬ ‫العيدين ‪.‬‬
‫يعرف ) سالم وآخرون ‪1982 ,‬ما ‪ ( 127 :‬السلطة‬
‫والمودإةا بين المسلمات ‪.‬‬
‫هي " الحق في إصدار الوامر والقوةا في إجبار‬
‫‪ ‬الحزما ‪ :‬الشاهأد ‪ } :‬قال ‪ :‬لتلبسها صاحبتها مأن‬
‫الخرين على تنفيذها " ‪,‬ويعرفها أيضا بأنها " الحق‬
‫نظرية مأاسإلو‬ ‫جلباباها { ‪ ,‬ويذكر ) سمارةا ‪ ( 117 : 2000 ,‬أن‬
‫في اتخاذ القرارات التي تحكم تصرفات الخرين " ‪.‬‬
‫الحاجات الجتماعية‬ ‫المقصودإ بالحزما ) ضبط المور والخذ فيه بالثقة (‬
‫ومصادإر السلطة ثلثة ‪ ) :‬السلطة التشريعية –‬
‫الشاهأد ‪ } :‬لتلبسها صاحبتها مأن‬ ‫وهو أيضا ) النظر في المور قبل نزولها وتوخي‬
‫قبول المرؤوسين للسلطة – السلطة الشخصية ( ‪.‬‬
‫المهالك قبل وقوعها وتدبير المور على أحسن ما جلباباها {‬
‫والسلطة في الحديث السابق للنبي‪ -‬صلى ا عليه‬
‫يذكر ) النمر وآخرون ‪1417 ,‬هـ ‪:‬‬ ‫تكون من وجوهها ( ‪ ,‬ويتضح من الحديث السابق‬
‫وسلم – الذي له الحق في إصدار القرارات التي تحكم‬

‫السلوك الدإاري في صحيح البخاري ‪41 -‬‬


‫‪ ( 73‬أن ماسلو قاما بترتيب الحاجات‬ ‫حزما النبي – صلى ا عليه وسلم – في إجابته‬ ‫تصرفات الخرين ‪ ,‬وقد استمد النبي – صلى ا عليه‬
‫النسانية على شكل هرما تمثل قاعدته‬ ‫للسؤال التي طإرحته المرأةا عليه ‪ ,‬فكان حازما في‬ ‫وسلم – سلطته من السلطة التشريعية التي وهبها له ا‬
‫الحاجات الفسيولوجية الساسية وتتدرج‬ ‫موضوع خروج المرأةا لصلةا العيدين وهذا ما‬ ‫عز وجل ‪ ,‬ومن السلطة الشخصية المتمثلة في صفاته ‪,‬‬
‫تلك الحاجات ارتفاعا حتى تصل إلى قمة‬ ‫يفسر قراراه بأن التي ليس لديها جلباب تلبسها‬ ‫ومن قبول المرؤوسين لسلطته ‪.‬‬
‫الهرما حيث الحاجة إلى تحقيق الذات ‪.‬‬ ‫صاحبتها من جلبابها ‪.‬‬
‫وينطبق في هذا الحديث ) الحاجات‬ ‫تفويض السلطة‬
‫الجتماعية ( ‪ ,‬ويذكر ) النمر وآخرون ‪,‬‬ ‫خإضوع المصلحة الشخصية للمصلحة العامأة ‪:‬‬ ‫‪‬‬ ‫الشاهأد ‪ } :‬خأمأرنا {‬
‫‪1417‬هـ ‪ ( 75 :‬أن النسان اجتماعي‬ ‫الشاهأد ‪ } :‬قال ‪ :‬لتلبسها صاحبتها مأن جلباباها { ‪,‬‬ ‫يعرف ) سالم وآخرون ‪1982 ,‬ما ‪ ( 130 :‬تفويض‬
‫بطبعه ‪ ,‬فلكي يعيش ويتقدما ل بد له من‬ ‫مبدأ ) خضوع المصلحة الشخصية للمصلحة‬ ‫السلطة بأنه توزيع حق التصرف واتخاذ القرارات في‬
‫أن يرتبط بالخرين ويتعاون معهم ‪ ,‬لذلك‬ ‫العامة( من مبادإىء فايول الدإارية ‪ ,‬ويذكر )سالم‬ ‫نطاقا محددإ وبالقدر اللزما لنجاز مهمات معينة ‪.‬‬
‫زودإه ا سبحانه وتعالى بالحاجات‬ ‫وآخرون ‪1982 ,‬ما ‪ ( 33 :‬أنه عندما تتعارض‬ ‫ويذكر ) النمر وآخرون ‪1417,‬هـ ‪ ( 162 :‬أن‬
‫الجتماعية التي تدفعه للعمل ليس لمجردإ‬ ‫مصلحة العامل الشخصية مع مصلحة المنشأةا أو‬ ‫تفويض السلطة يعني قياما الرئيس بتفويض جزء من‬
‫إشباع حاجاته الطبيعية ولكن لكي يعيش‬ ‫المصلحة العامة يجب التوفيق بينهما على أساس‬ ‫سلطاته إلى شخص آخر في المستوى الدإنى منه في‬
‫حياةا اجتماعية طإبيعية ويتصل بالناس‬ ‫خضوع المصلحة الشخصية لمصلحة المنشأةا أو‬ ‫الهرما الدإاري ‪ ,‬ويصبح هذا الشخص مسئول أماما من‬
‫وينتمي إلى جماعة معينة‪.‬‬ ‫للمصلحة العامة ‪.‬‬ ‫فلوض إليه السلطات عن نتائج العمال التي يقوما بها ‪.‬‬
‫ونلمس هذا المر من الحديث في‬ ‫ونلمس هذا المبدأ الدإاري في الحديث السابق من‬ ‫وفي الحديث السابق نجد أن ) أما عطية ( بدأت‬
‫جواب النبي – صلى ا عليه وسلم –‬ ‫حيث أن المرأةا عندما سألت النبي – صلى ا عليه‬ ‫بكلمة ) يأمرنا ( وهي فعل مبني للمجهول أي أن هناك‬
‫للمرأةا التي سألته عن التي ليس لديها‬ ‫وسلم – عن التي ليس لديها جلباب ‪ ,‬رجح عليه‬ ‫من أمرهن بإخراج النساء لصلةا العيد وحتى الحائض‬
‫جلباب ‪ ,‬ولتحقيق الحاجات الجتماعية‬ ‫الصلةا والسلما المصلحة العامة وهي حضور‬ ‫وذوات الخدور ‪ ,‬فقد قاما النبي – صلى ا عليه وسلم‬
‫أمرها النبي – صلى ا عليه وسلم – أن‬ ‫النساء جميعهم لصلةا العيد وحتى الحائض والتي‬ ‫– بتفويض السلطة لما عطية وغيرها من نسائه ليتولى‬
‫تلبس من جلباب وصديقتها ولم يعذرها‬ ‫ليس لديها جلباب تأخذ من جلباب صديقتها من باب‬ ‫أمر إخراج النساء للصلةا لن هذا المر ل يقدر عليه‬
‫للتخلف عن صلةا العيد لن ليس لديها‬ ‫تفضيل المصلحة العامة ‪.‬‬ ‫النبي – صلى ا عليه وسلم – كونه رجل والمرأةا‬
‫جلباب ‪.‬‬ ‫أقدر على القياما بذلك ‪ ,‬ولهذا فلوض جزء من سلطاته‬
‫مأن أنواع العلقات العامأة في السإلما ) العلما ( ‪:‬‬ ‫‪‬‬ ‫لبعض أمهات المؤمنين للقياما بها ‪.‬‬
‫نظرية النظم‬ ‫الشاهأد ‪ } :‬أمأرنا أن نخرج ‪ , { ...‬ويذكر ) أبو‬

‫السلوك الدإاري في صحيح البخاري ‪42 -‬‬


‫الشاهأد ‪ } :‬خأمأرنا أن نخرج الحيض يوما‬ ‫سن ‪1996 ,‬ما ‪ ( 128 :‬أن العلما هو الوسيلة‬ ‫اتخاذ القرارات‬
‫الولى لتنفيذ الهدف الول للدولة السلمية في نشر العيدين وذوات الخدور ‪ ....‬لتلبسها‬ ‫الشاهأد ‪ } :‬قالت امأرأة ‪ :‬يا رسإول ا ‪ ,‬إحدانا ليس‬
‫أخإتها مأن جلباباها {‬ ‫الدعوةا السلمية وإبلغ الناس بالرسالة ‪.‬‬ ‫لها جلباب ؟ قال ‪ :‬لتلبسها صاحبتها مأن جلباباها {‬
‫يذكر ) النمر وآخرون ‪1417 ,‬هـ ‪:‬‬ ‫ويتضح العلما من حيث إعلما النبي – صلى‬ ‫يذكر ) النمر وآخرون ‪1417 ,‬هـ ‪ ( 349 :‬أن‬
‫ا عليه وسلم – لنساء المؤمنات بضرورةا إخراج ‪ ( 81‬مدخل النظم يؤكد على أن المنظمة‬ ‫عملية اتخاذ القرارات من المهاما الساسية للدإارةا بل‬
‫تتكون من أجزاء ترتبط ببعضها البعض‬ ‫النساء ليشهدوا صلةا العيد من باب التكافل‬ ‫هي الركيزةا الساسية في العمل الدإاري لن العملية‬
‫بعلقة تفاعل وتداخل ‪ ,‬أي أن كل جزء‬ ‫الجتماعي ‪.‬‬ ‫الدإارية ل تخرج عن كونها عملية اتخاذ القرارات‬
‫منها يؤثر في الجزاء الخرى ويتأثر‬ ‫فهي عملية متداخلة في جميع وظائف الدإارةا‬
‫بها ‪ ,‬وأن الكيان الكلي يتأثر بهذه‬ ‫ونشاطإاتها ‪.‬‬
‫الجزاء جميعا ويؤثر فيها ‪ ,‬بمعنى أنه‬ ‫ويضيف ) النمر وآخرون ‪1417 ,‬هـ ‪ ( 354 :‬أن‬
‫إذا حدثا تغيير في أي من هذه الجزاء‬ ‫مراحل اتخاذ القرارات تتمثل في النقاطإ التالية ‪-:‬‬
‫فإن الجزاء الخرى والمنظمة بكاملها‬ ‫تشخيص المشكلة محل القرار وتحديدها وتحليلها‬ ‫‪.1‬‬
‫تتغير أيضا ‪.‬‬ ‫جمع البيانات والمعلومات ووسائل الحصول‬ ‫‪.2‬‬
‫وأن أي نظاما مفتوح يحصل على‬ ‫عليها ‪.‬‬
‫"مدخلت" من البيئة ويجري عليها‬ ‫تحديد البدائل المتاحة وتقويمها ‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫"عمليات" أو نشاطإات معينة ينتج عنها‬ ‫اختيار البديل المناسب والفضل ‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫"مخرجات" تصب في البيئة ‪.‬‬ ‫متابعة القرار وتنفيذه ‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫والمدخإلت ‪ :‬هي النساء اللواتي‬ ‫ويمكن تطبيق المراحل والخطوات السابقة على‬
‫سيخرجن لصلةا العيد ‪.‬‬ ‫الحديث كما يلي ‪-:‬‬
‫العمليات ‪ :‬تسهيل خروج جميع النساء‬ ‫تشخيص المشكلة وتحديدهأا ‪ :‬أن هناك نساء ليس‬
‫لصلةا العيدين ‪ ,‬ومن العمليات أن التي‬ ‫لديهن جلباب يخرجن به لصلةا العيدين ‪.‬‬
‫ليس لديها جلباب تلبسها أختها من‬ ‫جمع البيانات والمعلومأات ‪ :‬قاما النبي – صلى ا‬
‫جلبابها حتى تخرج للصلةا ‪.‬‬ ‫عليه وسلم – بجمع المعلومات من التي سألته عن‬
‫المخرجات ‪ :‬النتيجة التي سيتم‬ ‫اللواتي ليس لديهن جلباب يلبسنه لحضور صلةا‬
‫الحصول عليها هي خروج جميع النساء‬ ‫العيدين ‪.‬‬

‫السلوك الدإاري في صحيح البخاري ‪43 -‬‬


‫لصلةا العيدين ‪.‬‬ ‫تحديد البدائل المتاحة ‪ :‬كانت البدائل المتاحة أماما‬
‫النبي – صلى ا عليه وسلم – إما ) عدما خروج‬
‫التجاه الظرفي في الدإارة‬ ‫اللواتي ليس لديهن جلباب لصلةا العيدين ( أو‬
‫الشاهأد ‪ } :‬قال ‪ :‬لتلبسها صاحبتها مأن‬ ‫)خروجهن بما لديهن من جلبيب والتي ل تصلح‬
‫جلباباها {‬ ‫لصلةا العيدين ( أو ) أن تأخذ التي ليس لديها جلباب‬
‫ويذكر ) سالم وآخرون ‪1982 ,‬ما ‪:‬‬ ‫جلبابا من صاحبتها لتحضر صلةا العيدين ( ‪.‬‬
‫‪ ( 47‬أن التجاه الظرفي في الدإارةا يعد‬ ‫اخإتيار البديل المناسإب والفضل ‪ :‬اختار النبي –‬
‫أسلوبا حديثا في العمل الدإاري يقوما‬ ‫صلى ا عليه وسلم – البديل المناسب للمر الذي أمر‬
‫على أساس أنه ليس هناك مفهوما أو‬ ‫به جميع النساء لصلةا العيدين وهو أن تأخذ التي ليس‬
‫نظرية إدإارية يمكن تطبيقها في مختلف‬ ‫لديها جلباب من صاحبتها جلبابا لتلبسه وتحضر صلةا‬
‫الوقات والظروف على كل أنواع‬ ‫العيدين ‪.‬‬
‫المؤسسات ‪ ,‬وإنما يجب استخداما هذه‬
‫المفاهيم والنظريات الدإارية بشكل‬ ‫إدإارة المواردإ البشرية‬
‫انتقائي يتناسب مع الظروف التي تعيشها‬ ‫الشاهأد ‪ } :‬قال ‪ :‬لتلبسها صاحبتها مأن جلباباها {‬
‫المؤسسة ‪.‬‬ ‫يذكر ) النمر وآخرون ‪1417 ,‬هـ ‪ ( 243 :‬أن‬
‫وينطبق ما سبق على الحديث السابق‬ ‫إدإارةا الواردإ البشرية هي مجموعة من القواعد‬
‫من حيث أن الظرف الذي سألت فيه‬ ‫والساليب الخاصة بتنظيم ومعاملة العاملين بحيث‬
‫المرأةا وهو وجودإ البعض من النساء من‬ ‫يمكن الحصول على أكبر قدر من إمكانات الفرادإ‬
‫ليس لديهن جلباب لحضور صلةا العيد‬ ‫وطإاقاتهم وقدراتهم بما يحقق كفاءةا الدإاء للفردإ‬
‫أن يخبرها بأن تأخذ من جلباب صاحبتها‬ ‫وللجماعة وبما يحقق أفضل المزايا وأعظم النتائج ‪.‬‬
‫لتحضر الصلةا ‪.‬‬ ‫وهذا ينطبق على ما فعله النبي – صلى ا عليه‬
‫وسلم – حيث أدإار المواردإ البشرية وهن النساء اللتي‬
‫أمرن للخروج لصلةا العيدين ونظم خروجهن بما‬
‫يلي ‪ ) :‬أول ‪ :‬أمر بعض النساء بالهتماما بإخراج كل‬
‫النساء لصلةا العيدين وحتى الحائض وذوات الخدور‬

‫السلوك الدإاري في صحيح البخاري ‪44 -‬‬


‫– ثانيا ‪ :‬حل مشكلة المرأةا التي ليس لديها جلباب بأن‬
‫تلبسها صاحبتها من جلبابها ( ‪.‬‬

‫الحديث – رقمه – تفسيره‬


‫المدارس والنظريات الدإارية‬ ‫الباب المستنبط‬
‫علقته بامبادإىء النظرية السإلمأية‬
‫الحديث رقم) ‪ : ( 372‬حدثنا أبو الوليد هشاما بن عبد الملك‬ ‫الهأداف ‪-:‬‬
‫المدرسإة الكلسإيكية‬
‫عبد العزيز قال ‪ :‬حدثنا بشر بن المفضل قال ‪ :‬حدثني‬ ‫بيان أهمية الصلةا وحفاظ الصحابة رضوان ا‬ ‫‪‬‬
‫الدإارة العلمية‬ ‫عليهم على أدإاء فروضهم ‪.‬‬
‫فايول ) مأبدأ المبادإأة (‬ ‫غالب القطان عن بكر بن عبد ا عن أنس بن مالك ‪ ,‬قال ‪:‬‬
‫الشاهأد ‪ } :‬حينما أجنب عممار عندمأا‬ ‫إمكانية تصرف المصلي حيال أمر يواجهه في‬ ‫‪‬‬
‫" كنا نصلي مع النبي – صلى ا عليه وسلم – فيضع‬ ‫الصلةا بدون أن يؤثر على أصل صلتها أو‬
‫باعثه النبي عليه الصلة والسلما في‬
‫حاجة فلم يجد مأاء فتمرغ في الصعيد‬ ‫أحدنا طإرف الثوب من شدةا الحر في مكان السجودإ "‬ ‫ينقصها ‪.‬‬
‫كما تتمرغ الداباة فذكر ذلك للنبي عليه‬
‫)عطا ‪1421 ,‬هـ ‪ /‬ج ‪. (102 : 1‬‬
‫بيان صبر الصحابة وتحملهم المشقات لدإائهم‬ ‫‪‬‬
‫الصلة والسلما {‬ ‫فروضهم التي أوجبها ا عليهم ‪.‬‬
‫يذكر ) سالم وآخرون ‪1982 ,‬ما ‪:‬‬ ‫تفسير الحديث ‪:‬‬
‫جواز استعمال الثياب وكذا غيرها في الحيلولة بين‬ ‫‪‬‬
‫‪ ( 33‬أن من المبادإىء الدإارية لفايول "‬ ‫ويذكر ) العسقلني ‪ ,‬ج ‪ (385 : 1‬أن قوله ] طرف‬
‫المصلي وبين الرض لتقاء حرها أو بردإها‬

‫السلوك الدإاري في صحيح البخاري ‪45 -‬‬


‫مبدأ المبادإأةا " والذي يقصد به ‪ :‬التفكير‬ ‫الثوب [ أي سجدنا على ثيابنا اتقاء الحر ‪ ,‬وفي الحديث‬ ‫)العسقلني ‪ ,‬ج ‪. ( 385 : 1‬‬
‫في الخطة وتنفيذها عن طإريق إفساح‬ ‫جواز استعمال الثياب وكذا غيرها في الحيلولة بين‬
‫المجال للمرؤوسين لتطبيق هذا المبدأ‬ ‫المصلي وبين الرض لتقاء حرها وكذا بردإها ‪ ,‬وفيه‬ ‫الوظائف ‪-:‬‬
‫ويجب على الرؤساء العمل على تشجيع‬ ‫إشارةا إل أن مباشرةا الرض عند السجودإ هو الصل هو‬ ‫تخطيط‬
‫المبادإأةا والبتكار في المرؤوسين‪.‬‬ ‫الشاهأد ‪ } :‬فيضع أحدنا طرف الثوب مأن شدة الحر الصل لنه علق بسط الثوب بعدما الستطاعة ‪ ,‬واستدل به‬
‫وهذا يتضح من موقف الصحابة الذين‬ ‫على جواز السجودإ على الثوب المتصل بالمصلي ‪.‬‬ ‫في مأكان السجودإ {‬
‫فكروا فيما وقعوا فيه من مأزقا وهو عدما‬ ‫ويذكر ) العيني ‪ ,‬ج ‪ ( 117 : 4‬أن النبي – صلى ا‬ ‫يعرف ) النمر وآخرون ‪ ( 95 :‬التخطيط على أنه "‬
‫قدرتهم على مواصلة السجودإ براحة‬ ‫عمل ذهني يعتمد على التفكير العميق والرؤية الصائبة عليه وسلم – شاهد ما فعلوه ولم ينكره فيكون بذلك تقريرا‬
‫نظرا للحر الشديد الذي يلهب رؤوسهم‬ ‫منه ‪ ,‬وكان النبي – صلى ا عليه وسلم – ل يخفى عليه‬ ‫التي يستخدمها المخطط في رؤية حاضره ومواجهة‬
‫أثناء السجودإ ‪ ,‬فحلوا المشكلة بوضع‬ ‫شيء من أحوال من كان خلفه في الصلةا لنه – صلى ا‬ ‫مستقبله " ‪.‬‬
‫طإرف أثوابهم في مواقع السجودإ للتخفيف‬ ‫عليه وسلم – قد كان يرى من خلفه كما يرى من قدامه ‪.‬‬ ‫ويظهر في الحديث السابق تخطيط الصحابة‬
‫من شدةا الحر ‪.‬‬ ‫رضوان ا عليهم في مقاومة شدةا الحر أثناء الصلةا ‪,‬‬
‫علقاته بمبادىء النظرية السإلماية‬ ‫فشدةا الحر لم تثنهم عن السجودإ في الحر أو السراع‬
‫المدرسإة الكلسإيكية‬ ‫في الرفع من السجودإ بل خططوا لحل هذه المشكلة بأن‬
‫البيروقراطية ) اسإتخداما الخبراء (‬ ‫‪ ‬مأن الضروريات الخمس ) حفظ الدين ( ‪ :‬الشاهأد ‪:‬‬ ‫يضعوا طإرف الثوب في مكان السجودإ للتخفيف من‬
‫الشاهأد ‪ } :‬كنا نصلي {‬ ‫} فيضع أحدنا طرف الثوب مأن شدة الحر { ‪,‬‬ ‫شدةا الحر ‪.‬‬
‫يذكر )سالم وآخرون‪1982 ,‬ما‪( 39 :‬‬ ‫ويذكر ) النحلوي ‪1420 ,‬هـ ‪ ( 69 :‬أن‬
‫أن البيروقراطإية في وضعها المثالي‬ ‫الضروريات الخمس هي ‪ :‬حفظ الدين – المحافظة‬ ‫مابادىء إدارية ‪:‬‬
‫تهدف إلى توفير الحد العلى من‬ ‫على النفس – المحافظة على المال – المحافظة‬
‫على العقل – المحافظة على العرض والنسل‬ ‫مأبدأ ‪ :‬المبادإأة‬
‫الكفاية ‪ ,‬وقد جاءت البيروقراطإية كردإ‬
‫والنساب ‪.‬‬ ‫الشاهأد ‪ } :‬فيضع أحدنا طرف الثوب مأن شدة الحر‬
‫فعل على مدرسة العلقات النسانية‬
‫وفي الحديث يتضح لنا حفظ الدين من خلل أن‬ ‫في مأكان السجودإ {‬
‫وآراء تيلور في المدرسة الكلسيكية‬
‫المصلين لم ينثنوا عن الصلةا أو يستعجلوا في‬ ‫يذكر ) سالم وآخرون ‪1982 ,‬ما ‪ ( 33 :‬أن‬
‫العلمية ‪.‬‬
‫السجودإ لشدةا الحر بل تحملوا وصبروا من أجل‬ ‫المقصودإ بالمبادإأةا ‪ :‬التفكير في الخطة وتنفيذها عن‬
‫ويذكر ) سالم وآخرون ‪1982 ,‬ما ‪:‬‬
‫مرضاةا ا جل وعل ولكن لكي يخففوا من شدةا‬ ‫طإريق إفساح المجال للمرؤوسين لتطبيق هذا المبدأ‬
‫‪ ( 40‬أن من خصائص البيروقراطإية‬
‫ويجب على الرؤساء العمل على تشجيع المبادإأةا‬

‫السلوك الدإاري في صحيح البخاري ‪46 -‬‬


‫)استخداما الخبراء( ويقصد بذلك استخداما‬ ‫الحر وضعوا طإرف أثوابهم في مواقع سجودإهم‬ ‫والبتكار في المرؤوسين‪.‬‬
‫الشخاصا بناء على مؤهلتهم‬ ‫للتخفيف من الحر ‪.‬‬ ‫وهذا يتضح من موقف الصحابة الذين فكروا فيما‬
‫وخبراتهم‪.‬‬ ‫وقعوا فيه من مأزقا وهو عدما قدرتهم على مواصلة‬
‫ويتضح لنا من الحديث أن استخداما‬ ‫مأن الضروريات الخمس ) حفظ النفس ( ‪:‬‬ ‫‪‬‬ ‫السجودإ براحة نظرا للحر الشديد الذي يلهب رؤوسهم‬
‫الشاهأد ‪ } :‬فيضع أحدنا طرف الثوب مأن شدة الحر الخبراء كان من خلل صلةا الصحابة‬ ‫أثناء السجودإ ‪ ,‬فحلوا المشكلة بوضع طإرف أثوابهم في‬
‫خلف الرسول – صلى ا عليه وسلم – ‪.‬‬ ‫مأكان السجودإ { ‪ ,‬ويذكر )النحلوي ‪1420 ,‬هـ ‪:‬‬ ‫مواقع السجودإ للتخفيف من شدةا الحر ‪.‬‬
‫‪ ( 69‬أن الضروريات الخمس هي ‪ :‬حفظ الدين –‬
‫نظرية مأاسإلو‬ ‫المحافظة على النفس – المحافظة على المال –‬ ‫مأبدأ ‪ :‬خإضوع المصلحة الشخصية للمصلحة العامألة‬
‫الحاجة إلى المأن والحماية‬ ‫المحافظة على العقل – المحافظة على العرض‬ ‫الشاهأد ‪ } :‬فيضع أحدنا طرف الثوب مأن شدة الحر‬
‫الشاهأد ‪ } :‬فيضع أحدنا طرف الثوب مأن‬ ‫والنسل والنساب ‪.‬‬ ‫في مأكان السجودإ {‬
‫وفي الحديث يتضح لنا حفظ النفس من باب الحفاظ شدة الحر في مأكان السجودإ {‬ ‫مبدأ ) خضوع المصلحة الشخصية للمصلحة‬
‫يذكر ) النمر وآخرون ‪1417 ,‬هـ ‪:‬‬ ‫على راحة المصلي ‪ ,‬فلم يتعرض النبي – صلى ا‬ ‫العامة( من مبادإىء فايول الدإارية ‪ ,‬ويذكر )سالم‬
‫‪ ( 73‬أن ماسلو قاما بترتيب الحاجات‬ ‫عليه وسلم – عما فعلوه المصلين اتقاء الحر أثناء‬ ‫وآخرون ‪1982 ,‬ما ‪ ( 33 :‬أنه عندما تتعارض مصلحة‬
‫النسانية على شكل هرما تمثل قاعدته‬ ‫السجودإ ‪.‬‬ ‫العامل الشخصية مع مصلحة المنشأةا أو المصلحة‬
‫الحاجات الفسيولوجية الساسية وتتدرج‬ ‫العامة يجب التوفيق بينهما على أساس خضوع‬
‫حق الطاعة والسإتجاباة ‪ :‬الشاهأد ‪ } :‬فيضع أحدنا تلك الحاجات ارتفاعا حتى تصل إلى قمة‬ ‫‪‬‬ ‫المصلحة الشخصية لمصلحة المنشأةا أو للمصلحة‬
‫الهرما حيث الحاجة إلى تحقيق الذات ‪.‬‬ ‫طرف الثوب مأن شدة الحر مأكان السجودإ { يذكر‬ ‫العامة ‪.‬‬
‫وينطبق في هذا الحديث ) الحاجة إلى‬ ‫)الفهداوي ‪1421 ,‬هـ ‪ ( 72 :‬أن حقوقا الدإارةا على‬ ‫وفي الحديث السابق نجد أن المصلحة الشخصية‬
‫المن والحماية ( ‪.‬‬ ‫المجتمع المسلم هي ‪ ) :‬حق الطاعة ولستجابة –‬ ‫وهي تحمل الحر أثناء السجودإ زالت أماما المصلحة‬
‫ويذكر ) سالم وآخرون ‪1982,‬ما ‪:‬‬ ‫حق النصرةا والمعاونة والولء – حق تلبية نداء‬ ‫العامة وهي إتماما الصلةا على الوجه الكمل ‪.‬‬
‫‪ ( 162‬أن حاجات المن والحماية‬ ‫الجهادإ ( ‪.‬‬
‫ومن الحديث يتضح لنا الطاعة ل جل وعل والتي تتضمن حاجات الفردإ للحماية من‬ ‫اسإتخداما الخبراء‬
‫لم تثنهم عن أدإاء فروضهم التي أوجبها عليهم ا ‪ ,‬الخطار الجسمية والصحية و البدنية ‪,‬‬ ‫الشاهأد ‪ } :‬كنا نصلي {‬
‫كذلك الحماية من الخطار القتصادإية‬ ‫فطاعتهم ل جعلتهم يصلون في الحر الشديد ولكن‬ ‫ويذكر ) سالم وآخرون ‪1982 ,‬ما ‪ ( 40 :‬أن‬
‫والمتمثلة بضمان استمرارية العمل للفردإ‬ ‫ليخففوا من شدةا الحر وضعوا طإرف أثوابهم في‬ ‫المقصودإ بـ ) استخداما الخبراء( هو استخداما الشخاصا‬

‫السلوك الدإاري في صحيح البخاري ‪47 -‬‬


‫لضمان استمرار الدعم المادإي‬ ‫مواقع سجودإهم ‪.‬‬ ‫بناء على مؤهلتهم وخبراتهم ‪.‬‬
‫الضروري للفردإ للمحافظة على مستوى‬ ‫ويتضح لنا من الحديث أن الصلةا وراء النبي –‬
‫معين من الحياةا المعيشية ‪.‬‬ ‫الرحمة ‪ :‬الشاهأد ‪ } :‬فيضع أحدنا طرف الثوب مأن‬ ‫صلى ا عليه وسلم – هي من باب استخداما الخبراء ‪ .‬‬
‫وفي الحديث السابق نجد أن ) الحاجة‬ ‫شدة الحر مأكان السجودإ { ‪ ,‬وتظهر الرحمة في‬
‫إلى المن والحماية ( تتمثل في وضع‬ ‫سماحة الدين السلمي في إعطاء الحرية للمصلين‬
‫الصحابة لطرف أثوابهم مكان سجودإهم‬ ‫باختيار ما هو مناسب لهم للتخفيف من شدةا الحر‬ ‫ماتفرقاات إدارية ‪:‬‬
‫للتخفيف من شدةا الحر في مواقع‬ ‫أثناء السجودإ ‪.‬‬
‫اتخاذ القرارات‬
‫السجودإ‪.‬‬
‫الشاهأد ‪ } :‬فيضع أحدنا طرف الثوب مأن شدة الحر‬
‫ومأن مأقومأات الدإارة في السإلما ) العقل والذكاء‬ ‫‪‬‬
‫في مأكان السجودإ {‬
‫والفطنة ( ‪ :‬الشاهأد ‪ } :‬فيضع أحدنا طرف الثوب‬
‫يذكر ) النمر وآخرون ‪1417 ,‬هـ ‪ ( 349 :‬أن‬
‫مأن شدة الحر مأكان السجودإ { ‪ ,‬ويذكر ) سمارةا ‪,‬‬
‫عملية اتخاذ القرارات من المهاما الساسية للدإارةا بل‬
‫‪ ( 99 : 200‬أن من مقومات الدإارةا في السلما‬
‫هي الركيزةا الساسية في العمل الدإاري لن العملية‬
‫نظرية الظروف ) الوضاع (‬ ‫العقل والذكاء والفطنة ‪ ,‬إذ أن العقل مناطإ التكليف‬
‫الدإارية ل تخرج عن كونها عملية اتخاذ القرارات‬
‫الشاهأد ‪ } :‬فيضع أحدنا طرف الثوب مأن‬ ‫في السلما أما الذكاء والفطنة ليتمكن بهما القائد من‬
‫فهي عملية متداخلة في جميع وظائف الدإارةا‬
‫شدة الحر مأكان السجودإ { ‪.‬‬ ‫القدرةا على تسيير العمل ورسم الخطط والتنسيق‬
‫ونشاطإاتها ‪.‬‬
‫يذكر ) سالم وآخرون ‪1982 ,‬ما ‪:‬‬ ‫بين المواقف وتحديد ما يلزما لكل موقف وليكون في‬
‫ويضيف ) النمر وآخرون ‪1417 ,‬هـ ‪ ( 354 :‬أن‬
‫‪ (47‬أن التجاه الظرفي في الدإارةا يقوما‬ ‫وضع يمكنه من تسيير العمل على أكمل وجه‬
‫مراحل اتخاذ القرارات تتمثل في النقاطإ التالية ‪-:‬‬
‫على أساس أنه ليس هناك مفهوما أو‬ ‫وبأيسر التكاليف وأقل الوقت ‪.‬‬
‫تشخيص المشكلة محل القرار وتحديدها وتحليلها‬ ‫‪.1‬‬
‫نظرية إدإارية يمكن تطبيقها في مختلف‬ ‫وتتضح فطنة الصحابة وخوفهم وحرصهم على‬
‫جمع البيانات والمعلومات ووسائل الحصول‬ ‫‪.2‬‬
‫الوقات والظروف على كل أنواع‬ ‫الدين فيما فعلوه من أمر يخفف عنهم الحر أثناء‬
‫عليها ‪.‬‬
‫المؤسسات ‪ ,‬وإنما يجب استخداما هذه‬ ‫السجودإ وهو وضع طإرف الثوب مكان السجودإ‬
‫تحديد البدائل المتاحة وتقويمها ‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫المفاهيم والنظريات الدإارية بشكل‬ ‫حتى ل يحول الحر بينهم وبين الخشوع في‬
‫اختيار البديل المناسب والفضل ‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫انتقائي يتناسب مع الظروف التي تعيشها‬ ‫صلتهم‪.‬‬
‫متابعة القرار وتنفيذه ‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫المؤسسة ‪.‬‬
‫ويمكن تطبيق المراحل والخطوات السابقة على‬
‫وفي الحديث السابق نجد أن صفة‬ ‫الصبر ‪ :‬الشاهأد ‪ } :‬فيضع أحدنا طرف الثوب مأن‬ ‫‪‬‬ ‫الحديث كما يلي ‪-:‬‬

‫السلوك الدإاري في صحيح البخاري ‪48 -‬‬


‫السجودإ التي تعودإ عليها المصلين لن‬ ‫شدة الحر في مأكان السجودإ { ‪ ,‬ومن موقف‬ ‫تشخيص المشكلة وتحديدهأا ‪ :‬الحر الشديد ‪.‬‬
‫تنفع معهم لسجودإهم على الرض في‬ ‫الصحابة الذين كانوا يصلون خلف النبي – صلى‬ ‫جمع البيانات والمعلومأات ‪ :‬عدما القدرةا على‬
‫الحر الشديد ‪ ,‬فأجبرتهم الظروف‬ ‫ا عليه وسلم – يتضح لنا صبرهم على الحر في‬ ‫السجودإ على الرض من شدةا الحر ‪.‬‬
‫المستجدةا إلى ابتكار ما يخفف عنهم الحر‬ ‫السجودإ بغية رضوان ا ‪.‬‬ ‫تحديد البدائل المتاحة ‪ :‬عدما الصلةا – وهذا بديل‬
‫أثناء السجودإ فلم يجدوا أمامهم سوى‬ ‫مستحيل التحقق – أو السرعة في الرفع من السجودإ أو‬
‫مأن مأقومأات الدإارة في السإلما ) القدرة والكفاءة ( وضع طإرف أثوابهم تحت جباههم عند‬ ‫وضع حاجز بين جبهة المصلي والرض للتخفيف من ‪‬‬
‫‪ :‬الشاهأد ‪ } :‬كنا نصلي مأع النبي – صلى ا عليه السجودإ ‪.‬‬ ‫شدةا الحر ‪.‬‬
‫وسإلم ‪ , { -‬ويذكر ) سمارةا ‪ ( 104 : 2000 ,‬أن‬ ‫اخإتيار البديل المناسإب والفضل ‪ :‬إن أفضل البدائل‬
‫السلما يفرض على كل متول لقيادإةا أو عمل لن‬ ‫التي كانت متاحة أماما المصلين هي وضع الحاجز بين‬
‫يكون قادإرا على القياما بما وكل إليه من عمل ‪,‬‬ ‫جبهتهم والرض للتخفيف من شدةا الحر ‪ ,‬فلذلك اتخذوا‬
‫فالقدرةا والكفاءةا من لوازما القيادإةا الرئيسية حيث أن‬ ‫القرار بوضع طإرف أثوابهم في مواقع سجودإهم‬
‫العمال المناطإة بالقيادإةا تستوجب ذلك حيث أن‬ ‫للتخفيف من حرارةا الرض ‪.‬‬
‫التوجيه والتنظيم والتخطيط والمثابرةا للوصل إلى‬
‫الهداف وتحقيقها إنما يستلزما قدرةا ومهارةا وأي‬
‫ضعف في أي من الجوانب عند القائد سيؤثر سلبيا‬
‫على نجاح العمل وتطويره ‪.‬‬
‫وفي الحديث السابق نجد أن القدرةا والكفاءةا من‬
‫خلل صلةا الصحابة وراء النبي – صلى ا عليه‬
‫وسلم – لما يتميز به من القدرةا والكفاءةا ‪.‬‬
‫مأن مأقومأات الدإارة في السإلما ) الرحمة واللين (‬ ‫‪‬‬
‫‪ :‬الشاهأد ‪ } :‬فيضع أحدنا طرف الثوب مأن شدة‬
‫الحر في مأكان السجودإ { ‪ ,‬ويذكر ) سمارةا ‪2000 ,‬‬
‫‪ ( 109 :‬أن الرحمة واللين قيمتان إنسانيتان يكون‬
‫النسان بمقتضاها مشفقا على نفسه وغيره عطوفا‬
‫مما يجعله دإائم التفقد لحوال من يرعاهم متلمسا‬

‫السلوك الدإاري في صحيح البخاري ‪49 -‬‬


‫لحاجاتهم النسانية وهذا من شأنه أن يوجد اللفة‬
‫والمودإةا والتماسك بين القيادإةا والعاملين وهذا تأثير‬
‫قوي من القيادإةا الرحيمة اللينة بالمنقادإين ليندفعوا‬
‫باتجاه الهدف المنشودإ ‪.‬‬
‫وفي الحديث السابق نلمس الرحمة واللين من باب‬
‫عدما العتراض على موقف الصحابة أثناء‬
‫الصلةا ‪ ,‬فقد اهتم السلما بالنسان اهتماما بالغ‬
‫وحرصا على تيسير المور له ورفع الحرج عنه ‪,‬‬
‫يقول النبي – صلى ا عليه وسلم – " عفي عن‬
‫أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه " ‪.‬‬
‫المدارس والنظريات الدإارية‬ ‫الحديث – رقمه – تفسيره‬ ‫الباب المستنبط‬
‫المدارس والنظريات الدإارية‬ ‫الحديث – رقمه ‪ -‬تفسيره‬ ‫الباب المستنبط‬

‫السلوك الدإاري في صحيح البخاري ‪50 -‬‬


‫الحديث رقم) ‪ : ( 379‬حدثنا نعيم قال‪ :‬حدثنا ‪ :‬ابن المبارك‬ ‫الهأداف ‪-:‬‬
‫المدرسإة الكلسإيكية‬
‫عن حميد الطويل عن أنس بن مالك قال ‪ :‬قال رسول ا –‬ ‫وجوب دإعوةا الكفار للسلما ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الدإارة العلمية‬
‫فايول ) خإضوع المصلحة الشخصية‬ ‫صلى ا عليه وسلم – " أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا‬ ‫بيان أهمية الصلةا وأنها عمادإ الدين ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫للمصلحة العامألة (‬
‫ل إله إل ا ‪ ,‬فإذا قالوها ‪ ,‬وصللوا صلتنا ‪ ,‬واستقبلوا قبلتنا‬ ‫حرمة دإما ومال الكافر إذا دإخل في السلما ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الشاهأد ‪ } :‬ق أمأرت أن أقاتل الناس‬ ‫إن ما يحرما دإما ومال الكافر بعد دإخوله في السلما‬ ‫‪‬‬
‫حتى يقولوا ل إله إل ا {‬ ‫‪ ,‬وذبحوا ذبيحتنا ‪ ,‬فقد ححيرمت علينا دإماؤهم وأموالهم إل‬
‫هو الصلةا بصلةا المسلمين ‪ ,‬واستقبال قبلة‬
‫مبدأ ) خضوع المصلحة الشخصية‬
‫)عطا ‪1421 ,‬هـ ‪ /‬ج ‪: 1‬‬ ‫بحقها وحسابهم على ا "‬ ‫المسلمين ‪ ,‬وذبح ذبيحة المسلمين ‪.‬‬
‫للمصلحة العامة ( من مبادإىء فايول‬
‫الدإارية ‪ ,‬ويذكر )سالم وآخرون ‪,‬‬ ‫‪. (104‬‬ ‫‪ ‬بيان الحق الذي أوجبه السلما في أموال المسلمين‬
‫‪1982‬ما ‪ ( 33 :‬أنه عندما تتعارض‬ ‫من زكاةا وفدية ‪....‬‬
‫تفسير الحديث ‪-:‬‬ ‫الوظائف ‪-:‬‬
‫مصلحة العامل الشخصية مع مصلحة‬
‫يذكر ) عطا ‪1421 ,‬هـ ‪ /‬ج ‪ ( 104 : 1‬حديثا فيما‬ ‫تخطيط‬
‫المنشأةا أو المصلحة العامة يجب التوفيق‬
‫يخص الحديث السابق ‪ ,‬وهو ‪ :‬قال علي بن عبد ا ‪ :‬حدثنا‬ ‫الشاهأد ‪ } :‬أمأرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا ل إله إل‬
‫بينهما على أساس خضوع المصلحة‬
‫خالد بن الحارثا قال ‪ :‬حدثنا حميد قال ‪:‬سأل ميمون بن‬ ‫ا{‬
‫الشخصية لمصلحة المنشأةا أو للمصلحة‬
‫سياه أنس بن مالك قال ‪ :‬يا أبا حمزةا ما يحلرما دإما العبد‬ ‫يعرف ) النمر وآخرون ‪ ( 95 :‬التخطيط على أنه "‬
‫العامة ‪.‬‬
‫وماله ؟ فقال ‪ :‬من شهد أن ل إله إل ا واستقبل قبلتنا‬ ‫عمل ذهني يعتمد على التفكير العميق والرؤية الصائبة‬
‫وفي الحديث السابق نجد أن المصلحة‬
‫وصلى صلتنا وأكل ذبيحتنا فهو المسلم له ما للمسلم وعليه‬ ‫التي يستخدمها المخطط في رؤية حاضره ومواجهة‬
‫الشخصية هي البقاء في الفكر وتفضيله‬
‫ما على المسلم ‪.‬‬ ‫مستقبله " ‪.‬‬
‫على اليمان ‪ ,‬ولهذا أمر ا النبي –‬
‫ويذكر ) العيني ‪ ,‬ج ‪ ( 126 : 4‬أن في قوله ] أن أقاتل‬ ‫ويتضح التخطيط في الحديث السابق من باب‬
‫صلى ا عليه وسلم – أن يقاتل الكفار‬
‫الناس [ أي بأن أقاتل وكلمة أن مصدرية وأرادإ بالناس‬ ‫)التدبير اللهي ( والذي كان في إيضاح الوسيلة التي‬
‫لن المصلحة العامة في نشر السلما‬
‫المشركين ‪.‬‬ ‫أمر ا بها نبيه – صلى ا عليه وسلم – لدإخال‬
‫تفوقا المصلحة الشخصية وهي حب‬
‫وقوله ] حتى يقولوا ل إله إل ا [ إنما اكتفى بذكر‬ ‫الكفار في السلما وهي ) القتال ( ‪.‬‬
‫الكفر والبقاء فيه ) والعياذ بال ( ‪.‬‬
‫هذا الشرطإ من غير انضماما محمد رسول ا – صلى ا‬ ‫ويذكر ) النمر وآخرون ‪1417 ,‬هـ ‪ ( 101 :‬أن‬
‫عليه وسلم – لن القائلين ل إله إل ا كاليهودإ فصلتهم‬ ‫التخطيط يشتمل على عددإ من المقومات الساسية ‪,‬‬
‫المدرسإة الكلسإيكية‬
‫بدون الركوع وقبلتهم غير الكعبة وذبيحتهم ليست كذبيحتنا‬

‫السلوك الدإاري في صحيح البخاري ‪51 -‬‬


‫الدإارة العلمية‬ ‫وقد يجاب بأن هذا الشرطإ الول من كلمة الشهادإةا شعار‬ ‫وهي ‪-:‬‬
‫فايول ) وحدة المأر (‬ ‫لمجموعها ‪.‬‬ ‫الهداف ‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫الشاهأد ‪ } :‬أمأرت {‬ ‫وفي قوله ] إل باحقها [ أي إل بالحق الدماء‬ ‫التنبؤ ‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫مبدأ ) وحدةا المر ( من مبادإىء‬ ‫والموال ‪,‬وفي قوله ] وحساباهم على ا [ على سبيل‬ ‫السياسات والبرامج ‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫التشبيه أي هو كالواجب على ا في تحقيق الوقوع وإل فل فايول الدإارية ‪ ,‬ويذكر )سالم وآخرون ‪,‬‬ ‫الجراءات ‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫‪1982‬ما ‪ ( 33 :‬أن فايول قصد ) بوحدةا‬ ‫يجب على ا شيء ‪.‬‬ ‫طإرقا العمل ) الوسائل والمكانات ( ‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫المر ( أن ل يجوز أن يتلقى الفردإ‬ ‫وتنطبق المقومات السابقة على الحدي السابق كما‬
‫العامل أوامر من أكثر من رئيس أو‬ ‫علقاته بمبادىء النظرية السإلماية‬ ‫يلي ‪-:‬‬
‫مشرف واحد ‪.‬‬ ‫أول ‪ :‬الهأداف ‪ :‬وهي النتائج المطلوب تحقيقها في‬
‫ونلمس ) وحدةا المر ( في الحديث‬ ‫‪:‬‬ ‫الشاهأد‬ ‫‪:‬‬ ‫(‬ ‫الدين‬ ‫حفظ‬ ‫)‬ ‫الخمس‬ ‫الضروريات‬ ‫مأن‬ ‫‪‬‬ ‫المستقبل ‪ ,‬وتختلف الهداف من حيث المدةا الزمنية‬
‫السابق من تولي النبي – صلى ا عليه‬ ‫لوا‬‫م‬ ‫وص‬ ‫‪,‬‬ ‫قالوهأا‬ ‫فإذا‬ ‫‪,‬‬ ‫ا‬ ‫إل‬ ‫إله‬ ‫ل‬ ‫يقولوا‬ ‫حتى‬ ‫}‬ ‫التي تغطيها ودإرجة شموليتها فهناك الهداف الطويلة‬
‫وسلم – القيادإةا ليكون هو الرئيس الذي‬ ‫‪,‬‬ ‫{‬ ‫ذبايحتنا‬ ‫وذباحوا‬ ‫‪,‬‬ ‫قبلتنا‬ ‫واسإتقبلوا‬ ‫‪,‬‬ ‫صلتنا‬ ‫الجل والهداف المتوسطة الجل والهداف القصيرةا‬
‫يتم تلقي الوامر منه فقط بأمر من ا‬ ‫أن‬ ‫(‬ ‫‪69‬‬ ‫‪:‬‬ ‫هـ‬ ‫‪1420‬‬ ‫‪,‬‬ ‫النحلوي‬ ‫)‬ ‫ويذكر‬ ‫الجل ‪.‬‬
‫جل وعل ‪.‬‬ ‫المحافظة‬ ‫–‬ ‫الدين‬ ‫حفظ‬ ‫‪:‬‬ ‫هي‬ ‫الخمس‬ ‫الضروريات‬ ‫وفي الحديث السابق كان الهدف من هذا التخطيط‬
‫على النفس – المحافظة على المال – المحافظة‬ ‫هو محاولة الدعوةا إلى الدين السلمي من خل قتال‬
‫المدرسإة الكلسإيكية‬ ‫والنسل‬ ‫العرض‬ ‫على‬ ‫المحافظة‬ ‫–‬ ‫العقل‬ ‫على‬ ‫الكفار حتى يدخلوا في السلما ‪.‬‬
‫البيروقراطية ) اسإتخداما الخبراء (‬ ‫‪.‬‬ ‫والنساب‬ ‫والهدف السابق هو هدف طإويل الجل ‪.‬‬
‫الشاهأد ‪ } :‬أمأرت {‬ ‫المر‬ ‫خلل‬ ‫من‬ ‫الدين‬ ‫حفظ‬ ‫لنا‬ ‫يتضح‬ ‫الحديث‬ ‫وفي‬ ‫ثانيا ‪ :‬التنبؤ ‪ :‬والتنبؤ هو نشاطإ ذهني مرتبط‬
‫من‬ ‫–‬ ‫وسلم‬ ‫عليه‬ ‫ا‬ ‫صلى‬ ‫–‬ ‫النبي‬ ‫به‬ ‫أمر‬ ‫ي‬ ‫الذي‬
‫يذكر )سالم وآخرون‪1982 ,‬ما‪( 39 :‬‬ ‫بوجودإ النشاطإ النساني وهو نتيجة لرتباطإ النشاطإ‬
‫أن البيروقراطإية في وضعها المثالي‬ ‫المحافظة‬ ‫باب‬ ‫من‬ ‫يسلموا‬ ‫حتى‬ ‫الكفار‬ ‫قتال‬ ‫حيث‬ ‫الزمني بعنصر الوقت ‪ ,‬فالتنبؤ الدقيق يساعد على‬
‫تهدف إلى توفير الحد العلى من‬ ‫‪.‬‬ ‫لنشره‬ ‫والسعي‬ ‫السلما‬ ‫على‬ ‫اتخاذ القرارات السليمة ‪.‬‬
‫الكفاية ‪ ,‬وقد جاءت البيروقراطإية كردإ‬ ‫ويظهر عنصر التنبؤ في كلمة ) أمرت أن أقاتل‬
‫فعل على مدرسة العلقات النسانية‬ ‫‪:‬‬ ‫(‬ ‫النفس‬ ‫حفظ‬ ‫)‬ ‫الخمس‬ ‫الضروريات‬ ‫مأن‬ ‫‪‬‬ ‫الناس ( فكلمة أقاتل دإليل على التنبؤ بالحالة التي يمكن‬
‫وآراء تيلور في المدرسة الكلسيكية‬ ‫‪,‬‬ ‫{‬ ‫وأمأوالهم‬ ‫دإمأاؤهأم‬ ‫علينا‬ ‫حرمأت‬ ‫فقد‬ ‫}‬ ‫‪:‬‬ ‫الشاهأد‬ ‫أن تواجه النبي – صلى ا عليه وسلم – في حالة‬
‫العلمية ‪.‬‬ ‫أن‬ ‫(‬ ‫‪69‬‬ ‫‪:‬‬ ‫هـ‬ ‫‪1420‬‬ ‫‪,‬‬ ‫)النحلوي‬ ‫ويذكر‬ ‫رفض الكفار الدخول في الدين السلمي ‪.‬‬

‫السلوك الدإاري في صحيح البخاري ‪52 -‬‬


‫ويذكر ) سالم وآخرون ‪1982 ,‬ما ‪:‬‬ ‫الضروريات الخمس هي ‪ :‬حفظ الدين – المحافظة‬ ‫ثالثا ‪ :‬السياسإات ‪ :‬وهي مجموعة المبادإىء‬
‫‪ ( 40‬أن من خصائص البيروقراطإية‬ ‫على النفس – المحافظة على المال – المحافظة‬ ‫والقواعد التي تحكم سير العمل والمحددإةا سلفا بمعرفة‬
‫)استخداما الخبراء( ويقصد بذلك استخداما‬ ‫على العقل – المحافظة على العرض والنسل‬ ‫الدإارةا والتي يسترشد بها العاملون في المستويات‬
‫الشخاصا بناء على مؤهلتهم‬ ‫والنساب ‪.‬‬ ‫المختلفة عند اتخاذ القرارات والتصرفات المتعلقة‬
‫وخبراتهم‪.‬‬ ‫وفي الحديث يتضح لنا حفظ النفس من باب المان‬ ‫بتحقيق الهداف ‪ ,‬إذن السياسات هي المرشد لختيار‬
‫ويتضح لنا من الحديث أن ا جل‬ ‫الذي يحصل عليه من يدخل في الدين السلمي‬ ‫الطريق الذي وصل للهدف ‪.‬‬
‫وعل أمر النبي – صلى ا عليه وسلم –‬ ‫ويتبع أوامره ‪.‬‬ ‫والسياسة التي تضمنها الحديث السابق كانت في‬
‫بقتال الناس حتى يقولوا أن ل إله إل ا ‪,‬‬ ‫دإعوةا الناس لدخول الناس فإن رفضوا الدخول في‬
‫وأمر ا للنبي للقياما بهذه المهمة هو من‬ ‫الرحمة ‪ :‬الشاهأد ‪ } :‬فقد ححخرمأت علينا دإمأاؤهأم‬ ‫السلما فإن السياسة التي يمكن أن تتبع هي ) القتال ( ‪‬‬
‫باب توفر صفات في النبي – صلى ا‬ ‫وأمأوالهم إل باحقها وحساباهم على ا { ‪ ,‬وتظهر‬ ‫حتى يسلموا ويصلوا الصلةا التي أوجبها ا لعبادإه‬
‫عليه وسلم – أهلته للقياما بمهمة الدعوةا‬ ‫الرحمة في سماحة الدين السلمي في إعطاء‬ ‫ويذبحوا الذبيحة لوجه ا تعالى ‪.‬‬
‫إلى السلما وقتال الكفار حتى يسلموا ‪.‬‬ ‫المان للذين يدخلون في الدين السلمي على‬ ‫راباعا ‪ :‬الجراءات ‪ :‬وهي بمثابة الخطوات المكتبية‬
‫أموالهم ودإمائهم ول يتم أخذ شيء منها إل بحقها ‪.‬‬ ‫والمراحل التفصيلية التي توضح أسلوب إتماما العمال‬
‫مأدرسإة العلقات النسانية‬ ‫وكيفية تنفيذها والمسئولين عن تنفيذها والمدةا الزمنية‬
‫مأن مأقومأات الدإارة في السإلما ) القدرة والكفاءة ( الشاهأد ‪ } :‬فقد حرمأت علينا أمأوالهم‬ ‫اللزمة لتماما هذه العمال ‪ ,‬إذن الجراءات هي خط ‪‬‬
‫‪ :‬الشاهأد ‪ } :‬خأمأرت { ‪ ,‬ويذكر ) سمارةا ‪ : 2000 ,‬ودإمأاؤهأم إل باحقها وحساباهم على ا {‬ ‫سير لجميع العمال التي تتم دإاخل المنظمة والتي على‬
‫العلقات النسانية هي نوع من‬ ‫‪ ( 104‬أن السلما يفرض على كل متول لقيادإةا أو‬ ‫ضوئها يتم تنفيذ تلك العمال ‪.‬‬
‫علقات العمل الذي يهتم بالجوانب‬ ‫عمل لن يكون قادإرا على القياما بما وكل إليه من‬ ‫والجراءات في الحديث السابق كانت بدعوةا الناس‬
‫النسانية والجتماعية في المنظمة وهي‬ ‫عمل ‪ ,‬فالقدرةا والكفاءةا من لوازما القيادإةا الرئيسية‬ ‫إلى الدخول في الدين السلمي والجراء الذي سيتبعه‬
‫بذلك تستهدف الوصول بالعاملين إلى‬ ‫حيث أن العمال المناطإة بالقيادإةا تستوجب ذلك‬ ‫النبي – صلى ا عليه وسلم – ومن بعده لمواجهة‬
‫أفضل إنتاج في ظل أفضل ما يمكن أن‬ ‫حيث أن التوجيه والتنظيم والتخطيط والمثابرةا‬ ‫الرافضين لدخول السلما هو قتالهم لنصرةا السلما‬
‫يؤثر على الفردإ من عوامل نفسية‬ ‫للوصل إلى الهداف وتحقيقها إنما يستلزما قدرةا‬ ‫ونشره بين الناس ‪.‬‬
‫ومهارةا وأي ضعف في أي من الجوانب عند القائد ومعنوية باعتباره إنسانا وجدانيا وانفعاليا‬ ‫خإامأسا ‪ :‬تدباير الوسإائل والمأكانات ‪ :‬الوسيلة‬
‫أكثر منه رشيدا ومنطقيا )النمر وآخرون‬ ‫سيؤثر سلبيا على نجاح العمل وتطويره ‪.‬‬ ‫لترجمة الهداف إلى شيء ملموس بما يساعد على‬
‫‪(63 :‬‬ ‫وفي الحديث السابق نجد أن القدرةا والكفاءةا‬ ‫إكمال العمال وتحقيق الهداف ‪.‬‬

‫السلوك الدإاري في صحيح البخاري ‪53 -‬‬


‫واهتمت المدرسة النسانية بعدةا‬ ‫المتوفرةا عند النبي – صلى ا عليه وسلم – هي ما‬ ‫وكانت الوسيلة التي تضمنها الحديث السابق هي‬
‫نقاطإ ‪ ,‬وهي ‪ ) -:‬زويلف ‪( 37 :‬‬ ‫جعلته ييكلف بقتال الكفار ونشر الدين السلمي ‪.‬‬ ‫)قتال( الذين يرفضون النضماما إلى الدين السلمي ‪.‬‬
‫‪ .1‬الهتماما بالجانب النساني ‪.‬‬
‫مأن مأقومأات الدإارة في السإلما ) الرحمة واللين ( ‪ .2‬الهتماما بالحوافز غير المادإية‬ ‫‪‬‬ ‫مابادىء إدارية ‪:‬‬
‫‪ .3‬كشفت مدرسة العلقات النسانية‬ ‫‪ :‬الشاهأد ‪ } :‬ححخرمأت علينا دإمأاؤهأم وأمأوالهم إل‬
‫مأبدأ ‪ :‬خإضوع المصلحة الشخصية للمصلحة العامألة‬
‫أهمية المنظمات غير الرسمية ‪.‬‬ ‫باحقها { ‪ ,‬ويذكر ) سمارةا ‪ ( 109 : 2000 ,‬أن‬
‫الشاهأد ‪ } :‬أمأرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا ل إله إل‬
‫‪ .4‬كشفت المدرسة النسانية ما‬ ‫الرحمة واللين قيمتان إنسانيتان يكون النسان‬
‫ا{‬
‫للجماعة من أثر على سلوك الفردإ ‪.‬‬ ‫بمقتضاها مشفقا على نفسه وغيره عطوفا مما‬
‫مبدأ ) خضوع المصلحة الشخصية للمصلحة‬
‫ويذكر ) سالم وآخرون ‪1982 ,‬ما ‪:‬‬ ‫يجعله دإائم التفقد لحوال من يرعاهم متلمسا‬
‫العامة( من مبادإىء فايول الدإارية ‪ ,‬ويذكر )سالم‬
‫‪ ( 38‬أنه من النتقادإات التي وجهت‬ ‫لحاجاتهم النسانية وهذا من شأنه أن يوجد اللفة‬
‫وآخرون ‪1982 ,‬ما ‪ ( 33 :‬أنه عندما تتعارض مصلحة‬
‫والمودإةا والتماسك بين القيادإةا والعاملين وهذا تأثير للمدرسة العلمية هي نظريتها للتنظيم‬
‫العامل الشخصية مع مصلحة المنشأةا أو المصلحة‬
‫الغير رسمي وإهمالها له ‪.‬‬ ‫قوي من القيادإةا الرحيمة اللينة بالمنقادإين ليندفعوا‬
‫العامة يجب التوفيق بينهما على أساس خضوع‬
‫وتظهر العلقات النسانية في الحديث‬ ‫باتجاه الهدف المنشودإ ‪.‬‬
‫المصلحة الشخصية لمصلحة المنشأةا أو للمصلحة‬
‫وتظهر الرحمة واللين في الحديث السابق من باب السابق من باب المان الذي سيلقاه الكافر‬
‫العامة ‪.‬‬
‫المان الذي سيلقاه الكافر إذا أسلم على نفسه وماله ‪ .‬إذا أسلم على نفسه وماله ‪.‬‬
‫وفي الحديث السابق نجد أن المصلحة الشخصية‬
‫نظرية النظم‬ ‫الحزما ‪ :‬الشاهأد ‪ } :‬حتى يقولوا ل إله إل ا { ‪,‬‬ ‫هي البقاء في الفكر وتفضيله على اليمان ‪ ,‬ولهذا أمر ‪‬‬
‫ا النبي – صلى ا عليه وسلم – أن يقاتل الكفار لن‬
‫الشاهأد ‪ } :‬أمأرت أن أقاتل الناس حتى‬ ‫ويذكر ) سمارةا ‪ ( 117 : 2000 ,‬أن المقصودإ‬
‫المصلحة العامة في نشر السلما تفوقا المصلحة‬
‫يقولوا ل إله إل ا ‪ ,‬فإذا قالوهأا ‪,‬‬ ‫بالحزما ) ضبط المور والخذ فيه بالثقة ( وهو‬
‫الشخصية وهي حب الكفر والبقاء فيه ) والعياذ بال ( ‪.‬‬
‫وصملوا صلتنا ‪ ,‬واسإتقبلوا قبلتنا ‪,‬‬ ‫أيضا ) النظر في المور قبل نزولها وتوخي‬
‫مأبدأ ‪ :‬وحدة المأر‬
‫وذباحوا ذبايحتنا ‪ ,‬فقد ححخرمأت علينا‬ ‫المهالك قبل وقوعها وتدبير المور على أحسن ما‬
‫الشاهأد ‪ } :‬أمأرت {‬
‫دإمأاؤهأم وأمأوالهم إل باحقها وحساباهم‬ ‫تكون من وجوهها ( ‪ ,‬ويتضح من الحديث السابق‬
‫مبدأ ) وحدةا المر ( من مبادإىء فايول الدإارية ‪,‬‬
‫على ا {‬ ‫حزما النبي – صلى ا عليه وسلم – في دإعوةا‬
‫ويذكر )سالم وآخرون ‪1982 ,‬ما ‪ ( 33 :‬أن فايول قصد‬
‫يذكر ) النمر وآخرون ‪1417 ,‬هـ ‪:‬‬ ‫الكفار للدخول في الدين السلمي ف\الطريقة التي‬
‫) بوحدةا المر ( أن ل يجوز أن يتلقى الفردإ العامل‬
‫‪ ( 81‬مدخل النظم يؤكد على أن المنظمة‬ ‫سيواجه بها الكفار هي القتال في سبيل نصرةا الدين‬
‫أوامر من أكثر من رئيس أو مشرف واحد ‪.‬‬

‫السلوك الدإاري في صحيح البخاري ‪54 -‬‬


‫تتكون من أجزاء ترتبط ببعضها البعض‬ ‫السلمي ‪.‬‬ ‫ونلمس ) وحدةا المر ( في الحديث السابق من‬
‫بعلقة تفاعل وتداخل ‪ ,‬أي أن كل جزء‬ ‫تولي النبي – صلى ا عليه وسلم – القيادإةا ليكون هو‬
‫حق الطاعة والسإتجاباة ‪ :‬الشاهأد ‪ } :‬حتى يقولوا منها يؤثر في الجزاء الخرى ويتأثر‬ ‫الرئيس الذي يتم تلقي الوامر منه فقط بأمر من ا جل ‪‬‬
‫بها ‪ ,‬وأن الكيان الكلي يتأثر بهذه‬ ‫ل إله إل ا ‪ ,‬فإذا قالوهأا ‪ ,‬وصملوا صلتنا ‪,‬‬ ‫وعل ‪.‬‬
‫الجزاء جميعا ويؤثر فيها ‪ ,‬بمعنى أنه‬ ‫واسإتقبلوا قبلتنا ‪ ,‬وذباحوا ذبايحتنا { يذكر‬ ‫اسإتخداما الخبراء‬
‫)الفهداوي ‪1421 ,‬هـ ‪ ( 72 :‬أن حقوقا الدإارةا على إذا حدثا تغيير في أي من هذه الجزاء‬ ‫الشاهأد ‪ } :‬أمأرت {‬
‫فإن الجزاء الخرى والمنظمة بكاملها‬ ‫المجتمع المسلم هي ‪ ) :‬حق الطاعة ولستجابة –‬ ‫ويذكر ) سالم وآخرون ‪1982 ,‬ما ‪ ( 40 :‬أن‬
‫تتغير أيضا ‪.‬‬ ‫حق النصرةا والمعاونة والولء – حق تلبية نداء‬ ‫المقصودإ بـ ) استخداما الخبراء( هو استخداما الشخاصا‬
‫وأن أي نظاما مفتوح يحصل على‬ ‫الجهادإ ( ‪ ,‬ومن الحديث يتضح لنا أن حق الطاعة‬ ‫بناء على مؤهلتهم وخبراتهم ‪.‬‬
‫والستجابة في إتباع النبي – صلى ا عليه وسلم – "مدخلت" من البيئة ويجري عليها‬ ‫ويتضح لنا من الحديث أن ا جل وعل أمر النبي –‬
‫"عمليات" أو نشاطإات معينة ينتج عنها‬ ‫سيكون من نتائجها المان على النفس والمال إل‬ ‫صلى ا عليه وسلم – بقتال الناس حتى يقولوا أن ل‬
‫"مخرجات" تصب في البيئة ‪.‬‬ ‫بالحق ‪.‬‬ ‫إله إل ا ‪ ,‬وأمر ا للنبي للقياما بهذه المهمة هو من‬
‫والمدخإلت ‪ :‬الناس الذين لم يؤمنوا‬ ‫باب توفر صفات في النبي – صلى ا عليه وسلم –‬
‫وظلوا على كفرهم ‪.‬‬ ‫أهلته للقياما بمهمة الدعوةا إلى السلما وقتال الكفار‬
‫العمليات ‪ :‬قتال النبي – صلى ا‬ ‫حتى يسلموا ‪.‬‬
‫عليه وسلم – حتى يؤمنوا ويصلوا‬
‫الصلةا ويذبحوا الذبيحة لوجه ا تعالى‪.‬‬ ‫ماتفرقاات إدارية ‪:‬‬
‫المخرجات ‪ :‬إذا أسلموا ا‪/‬نوا على‬
‫اتخاذ القرارات‬
‫حياتهم وأموالهم ولن يتم التعرض لها إل‬
‫الشاهأد ‪ } :‬حتى يقولوا ل إله إل ا {‬
‫بحق ‪.‬‬
‫يذكر ) النمر وآخرون ‪1417 ,‬هـ ‪ ( 349 :‬أن‬
‫عملية اتخاذ القرارات من المهاما الساسية للدإارةا بل‬
‫نظرية مأاسإلو‬
‫هي الركيزةا الساسية في العمل الدإاري لن العملية‬
‫الحاجة إلى المأن‬
‫الدإارية ل تخرج عن كونها عملية اتخاذ القرارات‬
‫الشاهأد ‪ } :‬فقد ححخرمأت علينا دإمأاؤهأم‬
‫فهي عملية متداخلة في جميع وظائف الدإارةا‬
‫وأمأوالهم إل باحقها وحساباهم على ا {‬
‫ونشاطإاتها ‪.‬‬

‫السلوك الدإاري في صحيح البخاري ‪55 -‬‬


‫يذكر ) النمر وآخرون ‪1417 ,‬هـ ‪:‬‬ ‫ويضيف ) النمر وآخرون ‪1417 ,‬هـ ‪ ( 354 :‬أن‬
‫‪ ( 73‬أن ماسلو قاما بترتيب الحاجات‬ ‫مراحل اتخاذ القرارات تتمثل في النقاطإ التالية ‪-:‬‬
‫النسانية على شكل هرما تمثل قاعدته‬ ‫تشخيص المشكلة محل القرار وتحديدها وتحليلها‬ ‫‪.1‬‬
‫الحاجات الفسيولوجية الساسية وتتدرج‬ ‫جمع البيانات والمعلومات ووسائل الحصول‬ ‫‪.2‬‬
‫تلك الحاجات ارتفاعا حتى تصل إلى قمة‬ ‫عليها ‪.‬‬
‫الهرما حيث الحاجة إلى تحقيق الذات ‪.‬‬ ‫تحديد البدائل المتاحة وتقويمها ‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫وينطبق في هذا الحديث ) الحاجة إلى‬ ‫اختيار البديل المناسب والفضل ‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫المن والحماية ( ‪.‬‬ ‫متابعة القرار وتنفيذه ‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫ويذكر ) سالم وآخرون ‪1982,‬ما ‪:‬‬ ‫ويمكن تطبيق المراحل والخطوات السابقة على‬
‫‪ ( 162‬أن حاجات المن والحماية‬ ‫الحديث كما يلي ‪-:‬‬
‫تتضمن حاجات الفردإ للحماية من‬ ‫تشخيص المشكلة وتحديدهأا ‪ :‬الكفر وعدما السلما‪.‬‬
‫الخطار الجسمية والصحية و البدنية ‪,‬‬ ‫جمع البيانات والمعلومأات ‪ :‬وجودإ جماعة من‬
‫كذلك الحماية من الخطار القتصادإية‬ ‫الناس لم يؤمنوا وظلوا على كفرهم ‪.‬‬
‫والمتمثلة بضمان استمرارية العمل للفردإ‬ ‫تحديد البدائل المتاحة ‪ :‬البدائل المتاحة هي ‪ :‬جعل‬
‫لضمان استمرار الدعم المادإي‬ ‫الماس يستمرون في كفرهم – أو قتالهم حتى يدخلوا في‬
‫الضروري للفردإ للمحافظة على مستوى‬ ‫الدين السلمي ‪.‬‬
‫معين من الحياةا المعيشية ‪.‬‬ ‫اخإتيار البديل المناسإب والفضل ‪ :‬حيث أن الحكمة‬
‫وفي الحديث السابق نجد أن ) الحاجة‬ ‫من خلق البشر هي عبادإةا ا جل وعل } وما خلقت‬
‫إلى المن والحماية ( تتمثل في خضوع‬ ‫الجن والنس إل ليعبدون { ‪ ,‬وحيث أن الحكمة من‬
‫الناس للسلما من خلل النطق بكلمة‬ ‫نبوةا النبي – صلى ا عليه وسلم – وغيره من النبياء‬
‫التوحيد ) ل إله إل ا ( وإقاما الصلةا‬ ‫هي دإعوةا الناس إلى السلما ‪ ,‬فنجد أن البديل المثل‬
‫وذبح الذبيحة بطريقة السلما وإعطاء‬ ‫هو قتال الناس ليدخلوا في السلما من باب الدعوةا إلى‬
‫حق ا من أموالهم ‪ ,‬فإن فعلوا كل ما‬ ‫ا جل وعل ‪.‬‬
‫سبق أمنوا على أموالهم ودإماؤهم من‬
‫القتال ‪.‬‬ ‫إدإارة المواردإ البشرية‬

‫السلوك الدإاري في صحيح البخاري ‪56 -‬‬


‫وأمر ا للنبي – صلى ا عليه وسلم‬ ‫الشاهأد ‪ } :‬قال ‪ :‬لتلبسها صاحبتها مأن جلباباها {‬
‫– بالقتال دإليل على حاجة النسان إلى‬ ‫يذكر ) النمر وآخرون ‪1417 ,‬هـ ‪ ( 243 :‬أن‬
‫الحياةا في أمان بدون حرب ‪.‬‬ ‫إدإارةا المواردإ البشرية هي مجموعة من القواعد‬
‫والساليب الخاصة بتنظيم ومعاملة العاملين بحيث‬
‫يمكن الحصول على أكبر قدر من إمكانات الفرادإ‬
‫وطإاقاتهم وقدراتهم بما يحقق كفاءةا الدإاء للفردإ‬
‫وللجماعة وبما يحقق أفضل المزايا وأعظم النتائج ‪.‬‬
‫وهذا ينطبق على ما أمر به النبي – صلى ا عليه‬
‫وسلم – من حيث قتال الكفار الذين لم يؤمنوا ‪ ,‬فالقتال‬
‫سيكون وسيلة لجبارهم في الدخول في الدين‬
‫السلمي ليتذوقوا حلوته ويجنوا ثماره ‪ ,‬ويتحقق لهم‬
‫كفاءةا الدإاء من خلل قول ) ل إله إل ا ( وإقامة‬
‫الصلةا وتقديم الضحية خالصة لوجه ا الكريم ‪.‬‬

‫السلطة‬
‫الشاهأد ‪ } :‬أمأرت {‬
‫يعرف ) سالم وآخرون ‪1982 ,‬ما ‪ ( 127 :‬السلطة‬
‫هي " الحق في إصدار الوامر والقوةا في إجبار‬
‫الخرين على تنفيذها " ‪ ,‬ويعرفها أيضا بأنها " الحق‬
‫في اتخاذ القرارات التي تحكم تصرفات الخرين " ‪.‬‬
‫ومصادإر السلطة ثلثة ‪ ) :‬السلطة التشريعية –‬
‫قبول المرؤوسين للسلطة – السلطة الشخصية ( ‪.‬‬
‫والسلطة في الحديث السابق للنبي‪ -‬صلى ا عليه‬
‫وسلم – الذي له الحق في قتال الكفار حتى يؤمنوا بال‬
‫جل وعل ‪ ,‬وقد استمد النبي – صلى ا عليه وسلم –‬

‫السلوك الدإاري في صحيح البخاري ‪57 -‬‬


‫سلطته من السلطة التشريعية التي وهبها له ا عز‬
‫وجل ‪ ,‬ومن السلطة الشخصية المتمثلة في صفاته ‪.‬‬

‫تفويض السلطة‬
‫الشاهأد ‪ } :‬خأمأرت {‬
‫يعرف ) سالم وآخرون ‪1982 ,‬ما ‪ ( 130 :‬تفويض‬
‫السلطة بأنه توزيع حق التصرف واتخاذ القرارات في‬
‫نطاقا محددإ وبالقدر اللزما لنجاز مهمات معينة ‪.‬‬
‫ويذكر ) النمر وآخرون ‪1417,‬هـ ‪ ( 162 :‬أن‬
‫تفويض السلطة يعني قياما الرئيس بتفويض جزء من‬
‫سلطاته إلى شخص آخر في المستوى الدإنى منه في‬
‫الهرما الدإاري ‪ ,‬ويصبح هذا الشخص مسئول أماما من‬
‫فلوض إليه السلطات عن نتائج العمال التي يقوما بها ‪.‬‬
‫وفي الحديث السابق نجد أن النبي – صلى ا عليه‬
‫وسلم – بدأ الحديث بكلمة ) يأمرت ( وهي فعل مبني‬
‫للمجهول أي أن هناك من أمره بقتال الكفار لنشر الدين‬
‫السلمي ‪ ,‬وتفويض السلطة هنا من ا جل وعل إلى‬
‫النبي – صلى ا عليه وسلم – لقتال الناس حتى يؤمنوا‬
‫به تبارك وتعالى ‪.‬‬

‫السلوك الدإاري في صحيح البخاري ‪58 -‬‬


‫الحديث – رقمه – تفسيره‬
‫المدارس والنظريات الدإارية‬ ‫الباب المستنبط‬
‫علقته بامبادإىء النظرية السإلمأية‬
‫الحديث رقم) ‪ : ( 386‬حدثنا عثمان قال ‪ :‬حدثنا جرير عن‬ ‫الهأداف ‪-:‬‬
‫المدرسإة الكلسإيكية‬
‫منصور عن إبراهيم عن علقمة قال ‪ ,‬قال عبد ا ‪" :‬صلى‬ ‫‪ ‬دإليل على جواز وقوع السهو من النبياء عليهم‬
‫الدإارة العلمية‬ ‫الصلةا والسلما في الفعال ‪.‬‬
‫فايول ) وحدة المأر (‬ ‫النبي – صلى ا عليه وسلم – قال ‪ :‬إبراهيم ل أدإري زادإ‬
‫الشاهأد ‪ } :‬وإذا شك أحدكم في صلته‬ ‫‪ ‬بيان حسن أدإب الصحابة في الحديث مع النبي –‬
‫ل‬
‫أو نقص – فلما سلم ‪ ,‬قيل له ‪ :‬يا رسول ا أحدثا في‬ ‫صلى ا عليه وسلم – ويتضح ذلك من أسلوب‬
‫فليتحر الصواب فليتم عليه ثم ليسلم ثم‬
‫يسجد سإجدتين {‬ ‫الخطاب في الكلما مع النبي – صلى ا عليه وسلم الصلةا شيء ؟ قال ‪ :‬وما ذاك ؟ قالوا ‪ :‬صليت كذا وكذا‬
‫مبدأ ) وحدةا المر ( من مبادإىء‬ ‫– فلم يخبروه بسهوه في الصلةا بل سألوه إن حدثا‬
‫فثنى رجليه ‪ ,‬واستقبل القبلة ‪ ,‬وسجد سجدتين ثم سللم فللما‬ ‫شيء في الصلةا من نزول الوحي أو ما شابه ‪.‬‬
‫فايول الدإارية ‪ ,‬ويذكر )سالم وآخرون ‪,‬‬
‫‪1982‬ما ‪ ( 33 :‬أن فايول قصد ) بوحدةا‬ ‫اقبل علينا بوجهه ‪ ,‬قال ‪ :‬إلنه لو حدثا في الصلةا شيء‬ ‫‪ ‬يجب على من أخطأ وسهى في صلته أن يسجد‬
‫المر ( أن ل يجوز أن يتلقى الفردإ‬ ‫سجودإ السهو ‪.‬‬
‫لنبأتكم به ولكن إنما أنا بشر مثلكم ‪ ,‬أنسى كما تنسون ‪ ,‬فإذا‬
‫العامل أوامر من أكثر من رئيس أو‬ ‫‪ ‬تعليم النبي – صلى ا عليه وسلم – للصحابة أمور‬
‫مشرف واحد ‪.‬‬ ‫نسيت فذكروني وإذا شك أحدكم في صلته فليتحر‬
‫دإينهم من خلل أفعاله ‪.‬‬
‫ونلمس ) وحدةا المر ( في الحديث‬
‫الصواب فليتم عليه ثم ليسلم ثم يسجد سجدتين " )عطا ‪,‬‬
‫السابق من أمر النبي – صلى ا عليه‬
‫الوظائف ‪-:‬‬
‫وسلم – للصحابة إلى طإريقة سجودإ‬ ‫‪1421‬هـ ‪ /‬ج ‪. (105 : 1‬‬
‫تخطيط ) تدباير إلهأي (‬
‫السهو في حالة نسيان أحدهم وسهوه في‬
‫الشاهأد ‪ } :‬صلى النبي – صلى ا عليه وسإلم –‬
‫صلته‪.‬‬
‫تفسير الحديث ‪:‬‬ ‫قال ‪ :‬إباراهأيم ل أدإري زادإ أو نقص –{‬
‫يذكر ) العسقلني ‪ ,‬ج ‪ ( 476 : 1‬في تفسير الحديث‬ ‫يعرف ) النمر وآخرون ‪ ( 95 :‬التخطيط على أنه "‬
‫المدرسإة الكلسإيكية‬
‫عمل ذهني يعتمد على التفكير العميق والرؤية الصائبة ما يلي ‪-:‬‬
‫البيروقراطية ) اسإتخداما الخبراء (‬
‫في قوله ] ل أدإري زادإ أو نقص [ أي النبي – صلى‬ ‫التي يستخدمها المخطط في رؤية حاضره ومواجهة‬
‫الشاهأد ‪ } :‬صلى ا عليه وسإلم النبي –‬
‫ا عليه وسلم – والمرادإ أن إبراهيم شك في سبب سجودإ‬ ‫مستقبله " ‪.‬‬
‫صلى ا عليه وسإلم – {‬

‫السلوك الدإاري في صحيح البخاري ‪59 -‬‬


‫يذكر )سالم وآخرون‪1982 ,‬ما‪( 39 :‬‬ ‫السهو المذكور هل كان لجل الزيادإةا أو النقصان ‪.‬‬ ‫ويتضح التخطيط في الحديث السابق من باب‬
‫أن البيروقراطإية في وضعها المثالي‬ ‫)التدبير اللهي ( حيث نسي النبي – صلى ا عليه‬
‫وفي قوله ] أحدث [ ومعناه السؤال عن حدوثا شيء تهدف إلى توفير الحد العلى من‬ ‫وسلم – وزادإ أو أنقص من ركعات صلته ‪ ,‬وكانت‬
‫الكفاية ‪ ,‬وقد جاءت البيروقراطإية كردإ‬ ‫الحكمة من ذلك هي تعليم المسلمين كيفية التصرف في من الوحي يوجب تغيير حكم الصلةا عما عهدوه ‪ ,‬ودإل‬
‫فعل على مدرسة العلقات النسانية‬ ‫استفهامهم عن ذلك على جواز النسخ عندهم وأهم كانوا‬ ‫حال سهوهم في صلتهم وحتى ل يجعلوا للشيطان‬
‫وآراء تيلور في المدرسة الكلسيكية‬ ‫يتوقعونه ‪.‬‬ ‫طإريق لصلتهم ‪.‬‬
‫العلمية ‪.‬‬
‫ويذكر ) سالم وآخرون ‪1982 ,‬ما ‪:‬‬ ‫وفي قوله ] قال ‪ :‬ومأا ذاك [ فيه إشعار بأنه لم يكن‬ ‫التوجيه‬
‫‪ ( 40‬أن من خصائص البيروقراطإية‬ ‫الشاهأد‪ } :‬وإذا شك أحدكم في صلته فليتحر الصواب عنده شعور مما وقع منه من الزيادإةا ‪ ,‬و فيه دإليل على‬
‫)استخداما الخبراء( ويقصد بذلك استخداما‬ ‫جواز وقوع السهو من النبياء عليهم الصلةا والسلما في‬ ‫فليتم عليه ثم ليسلم ثم يسجد سإجدتين {‬
‫الشخاصا بناء على مؤهلتهم‬ ‫يذكر ) سالم وآخرون ‪1982 ,‬ما ‪ ( 18 :‬أن التوجيه الفعال ‪.‬‬
‫وخبراتهم‪.‬‬ ‫يتعلق مباشرةا بإدإارةا العنصر النساني في المؤسسة ‪.‬‬
‫وفي قوله ] لو حدث شيء في الصلة لنبأتكم باه [ أي ويتضح لنا من الحديث أن الصلةا وراء‬ ‫ويضيف ) الشلعوطإ‪1423 ,‬هـ ‪ ( 128 :‬أن التوجيه‬
‫النبي – صلى ا عليه وسلم – هي من‬ ‫يتعلق بإرشادإ المرؤوسين وتوجيههم خلل أدإائهم للعمل دإليل على عدما تأخير البيان عن وقت الحاجة ‪.‬‬
‫باب استخداما الخبراء ‪.‬‬ ‫من حيث إعطائهم التعليمات اللزمة والنصح والرشادإ‬
‫وفي قوله ] فليتحر الصواب [ أي فليقصد والمرادإ‬ ‫للتنفيذ التي توضح ما خفي من أمور وإرشادإهم لكيفية‬
‫مأدرسإة العلقات النسانية‬ ‫البناء على اليقين ‪.‬‬ ‫التعامل مع ما يواجهونه من مشكلت‪.‬‬
‫الشاهأد ‪ } :‬ولكن إنما أنا باشر مأثلكم‬ ‫ويتضح التوجيه في الحديث السابق من خلل‬
‫أنسى كما تنسون {‬ ‫وفيما يتعلق بالحديث السابق يذكر ) العيني ‪ ,‬ج ‪: 4‬‬ ‫توجيه النبي – صلى ا عليه وسلم – لصحابه إلى‬
‫العلقات النسانية هي نوع من‬ ‫طإريقة سجودإ السهو في حالة سها المسلم في صلته لن ‪ ( 138‬أن هذا دإليل على جواز النسخ وجواز توقع‬
‫الصحابة لذلك وقد دإل ذلك على استفهامهم حيث قيل له – علقات العمل الذي يهتم بالجوانب‬ ‫النسيان من صفات النسان ‪.‬‬
‫صلى ا عليه وسلم – أحدثا في الصلةا شيء ‪ ,‬ومنها أن النسانية والجتماعية في المنظمة وهي‬
‫بذلك تستهدف الوصول بالعاملين إلى‬ ‫فيه جواز وقوع السهو من النبياء عليهم الصلةا والسلما‬
‫أفضل إنتاج في ظل أفضل ما يمكن أن‬ ‫في الفعال ‪.‬‬
‫يؤثر على الفردإ من عوامل نفسية‬ ‫التوجيه ) التصال (‬

‫السلوك الدإاري في صحيح البخاري ‪60 -‬‬


‫ومعنوية باعتباره إنسانا وجدانيا وانفعاليا‬ ‫علقاته بمبادىء النظرية السإلماية‬ ‫الشاهأد ‪ } :‬يا رسإول ا أحدث في الصلة شيء {‬
‫أكثر منه رشيدا ومنطقيا )النمر وآخرون‬ ‫يذكر ) الشلعوطإ ‪1423 ,‬هـ ‪ ( 132 :‬أن التصال‬
‫‪ ‬مأن الضروريات الخمس ) حفظ الدين ( ‪ :‬الشاهأد ‪(63 : :‬‬ ‫مبني على أساس نقل المعلومات وتبادإلها والفصاح‬
‫واهتمت المدرسة النسانية بعدةا‬ ‫} وإذا شك أحدكم في صلته فليتحر الصواب فليتم‬ ‫علما يدور في النفس البشرية على شكل معنى يرادإ‬
‫نقاطإ ‪ ,‬وهي ‪ ) -:‬زويلف ‪( 37 :‬‬ ‫عليه ثم ليسلم ثم يسجد سإجدتين{ ‪ ,‬ويذكر‬ ‫إيصاله إلى الخرين وفي الغالب أن وسيلة التصال‬
‫‪ .1‬الهتماما بالجانب النساني ‪.‬‬ ‫)النحلوي ‪1420 ,‬هـ ‪ ( 69 :‬أن الضروريات‬ ‫هي الكلما ‪.‬‬
‫‪ .2‬الهتماما بالحوافز غير المادإية‬ ‫–‬ ‫النفس‬ ‫على‬ ‫المحافظة‬ ‫–‬ ‫الدين‬ ‫حفظ‬ ‫‪:‬‬ ‫هي‬ ‫الخمس‬ ‫ويذكر ) النمر وآخرون ‪1417 ,‬هـ ‪ ( 378 :‬أن‬
‫‪ .3‬كشفت مدرسة العلقات النسانية‬ ‫–‬ ‫العقل‬ ‫على‬ ‫المحافظة‬ ‫–‬ ‫المال‬ ‫على‬ ‫المحافظة‬ ‫عناصر عملية التصال ‪ ) :‬المرسل والرسالة وقناةا‬
‫أهمية المنظمات غير الرسمية ‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫والنساب‬ ‫والنسل‬ ‫العرض‬ ‫على‬ ‫المحافظة‬ ‫التصال والمستقبل والستجابة ( ‪.‬‬
‫‪ .4‬كشفت المدرسة النسانية ما‬ ‫أن‬ ‫خلل‬ ‫من‬ ‫الدين‬ ‫حفظ‬ ‫لنا‬ ‫يتضح‬ ‫الحديث‬ ‫وفي‬ ‫ويذكر ) النمر وآخرون ‪1417 ,‬هـ ‪ ( 383 :‬أن‬
‫للجماعة من أثر على سلوك الفردإ ‪.‬‬ ‫أصحابه‬ ‫نبهه‬ ‫عندما‬ ‫–‬ ‫وسلم‬ ‫عليه‬ ‫ا‬ ‫صلى‬ ‫–‬ ‫النبي‬ ‫وسائل التصالت ‪ ) :‬التصال الشخصي أو الشفوي –‬
‫ويذكر ) سالم وآخرون ‪1982 ,‬ما ‪:‬‬ ‫فورا‬ ‫قاما‬ ‫–‬ ‫النقصان‬ ‫أو‬ ‫بالزيادإةا‬ ‫–‬ ‫الصلةا‬ ‫في‬ ‫لسهوه‬ ‫التصال الكتابي ( ‪.‬‬
‫‪ ( 38‬أنه من النتقادإات التي وجهت‬ ‫‪.‬‬ ‫وسلم‬ ‫سجدتين‬ ‫وسجد‬ ‫القبلة‬ ‫واستقبل‬ ‫وفي الحديث السابق نجد أن التصال كان بين‬
‫للمدرسة العلمية هي نظريتها للتنظيم‬ ‫أنه‬ ‫موقفه‬ ‫–‬ ‫وسلم‬ ‫عليه‬ ‫ا‬ ‫صلى‬ ‫–‬ ‫النبي‬ ‫برر‬ ‫وقد‬ ‫الصحابة الذين صلوا وراء النبي – صلى ا عليه‬
‫الغير رسمي وإهمالها له ‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫يذكروه‬ ‫أن‬ ‫عليهم‬ ‫فيجب‬ ‫ينسون‬ ‫كما‬ ‫ينسى‬ ‫بشر‬ ‫وسلم – وبين النبي – صلى ا عليه وسلم – ليخبروا‬
‫وتظهر العلقات النسانية في الحديث‬ ‫تعليم‬ ‫باب‬ ‫من‬ ‫الحديث‬ ‫في‬ ‫الدين‬ ‫حفظ‬ ‫أيضا‬ ‫ويتجلى‬ ‫ما جال في نفسهم من أن النبي – صلى ا عليه وسلم‬
‫السابق من باب رفع الحرج عن‬ ‫كيفية‬ ‫لصحابه‬ ‫–‬ ‫وسلم‬ ‫عليه‬ ‫ا‬ ‫صلى‬ ‫–‬ ‫النبي‬ ‫– زادإ في الصلةا أو نقص ‪.‬‬
‫المسلمين إذا سهوا أو أخطؤا أو نسوا أي‬ ‫بالزيادإةا‬ ‫صلته‬ ‫في‬ ‫أحدهم‬ ‫أخطأ‬ ‫حال‬ ‫في‬ ‫التصرف‬ ‫ومن الحديث السابق نجد أن وسائل التصال ‪,‬‬
‫ركن من أركان صلتهم ‪ ,‬فقد قال –‬ ‫‪.‬‬ ‫والصلةا‬ ‫الدين‬ ‫على‬ ‫حفاظا‬ ‫النقصان‬ ‫أو‬ ‫هي‪-:‬‬
‫صلى ا عليه وسلم – ] عفي لمتي‬ ‫المرسإل ‪ :‬الصحابة الذين صلوا جماعة وراء النبي‬
‫الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه [ من‬ ‫(‬ ‫واللين‬ ‫الرحمة‬ ‫)‬ ‫السإلما‬ ‫في‬ ‫الدإارة‬ ‫مأقومأات‬ ‫مأن‬ ‫‪‬‬ ‫– صلى ا عليه وسلم – ‪.‬‬
‫خلل صفة النسيان ‪.‬‬ ‫فليتحر‬ ‫صلته‬ ‫في‬ ‫أحدكم‬ ‫شك‬ ‫وإذا‬ ‫}‬ ‫‪:‬‬ ‫الشاهأد‬‫‪:‬‬ ‫الرسإالة ‪ :‬السؤال إن حدثا شيء في الصلةا دإفع‬
‫الصواب فليتم عليه ثم ليسلم ثم يسجد سإجدتين{ ‪,‬‬ ‫النبي – صلى ا عليه وسلم – إلى زيادإةا الصلةا أو‬
‫نظرية الظروف ) الوضاع (‬ ‫واللين‬ ‫الرحمة‬ ‫أن‬ ‫(‬ ‫‪109‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫‪,‬‬ ‫سمارةا‬ ‫)‬ ‫ويذكر‬ ‫إنقاصها ‪.‬‬
‫الشاهأد ‪ } :‬فإذا نسيت فذكروني وإذا‬ ‫مشفقا‬ ‫بمقتضاها‬ ‫النسان‬ ‫يكون‬ ‫إنسانيتان‬ ‫قيمتان‬ ‫قناة التصال ) وسإيلة التصال ( ‪ :‬اتصال شفهي‬

‫السلوك الدإاري في صحيح البخاري ‪61 -‬‬


‫شك أحدكم في صلته فليتحر الصواب‬ ‫على نفسه وغيره عطوفا مما يجعله دإائم التفقد‬ ‫أو شخصي تم بطريقة مباشرةا وجها لوجه ‪.‬‬
‫فليتم عليه ثم ليسلم ثم يسجد سإجدتين {‬ ‫لحوال من يرعاهم متلمسا لحاجاتهم النسانية وهذا‬ ‫المستقبل ‪ :‬هو الرسول – صلى ا عليه وسلم – ‪.‬‬
‫يذكر ) سالم وآخرون ‪1982 ,‬ما ‪:‬‬ ‫من شأنه أن يوجد اللفة والمودإةا والتماسك بين‬ ‫السإتجاباة ‪ :‬هو ردإ الرسول – صلى ا عليه وسلم‬
‫‪ (47‬أن التجاه الظرفي في الدإارةا يقوما‬ ‫القيادإةا والعاملين وهذا تأثير قوي من القيادإةا الرحيمة‬ ‫– على من أخبروه بنسيانه في الصلةا وهو أنه إنسان‬
‫على أساس أنه ليس هناك مفهوما أو‬ ‫اللينة بالمنقادإين ليندفعوا باتجاه الهدف المنشودإ ‪.‬‬ ‫مثلهم له صفاتهم البشرية وهي ) النسيان ( فيجب‬
‫نظرية إدإارية يمكن تطبيقها في مختلف‬ ‫وتظهر الرحمة من باب سماحة الدين السلمي ‪,‬‬ ‫عليهم إذا حدثا معهم موقف مشابه أن يذكروه ‪ ,‬وإذا‬
‫الوقات والظروف على كل أنواع‬ ‫فلم يفرض السلما على الذي أخطأ في صلته‬ ‫نسوا في صلتهم إذا صلوا فرادإى أن يصلوا صلةا‬
‫المؤسسات ‪ ,‬وإنما يجب استخداما هذه‬ ‫إعادإةا الصلةا بل جعل تصحيحها هو سجودإ السهو ‪,‬‬ ‫السهو وقد وضح النبي – صلى ا عليه وسلم –‬
‫المفاهيم والنظريات الدإارية بشكل‬ ‫إذن رحمة ا على عبادإه شلرعت لهم سجودإ السهو‬ ‫للصحابة طإريقتها عمليا أمامهم ثم شرحها بالكلما ‪.‬‬
‫انتقائي يتناسب مع الظروف التي تعيشها‬ ‫في الصلةا تخفيفا لهم ‪.‬‬
‫المؤسسة ‪.‬‬ ‫مابادىء إدارية ‪:‬‬
‫وفي الحديث السابق نجد أن الظرف‬ ‫الحتراما والتقدير ‪ :‬الشاهأد ‪ } :‬يا رسإول ا أحدث‬ ‫‪‬‬
‫مأبدأ ‪ :‬وحدة المأر‬
‫الذي مر به النبي – صلى ا عليه وسلم‬ ‫شيء في الصلة ؟ { ‪.‬‬
‫الشاهأد ‪ } :‬وإذا شك أحدكم في صلته فليتحر الصواب‬
‫– وهو نسيانه في عددإ ركعات صلته‬ ‫وفي الشاهد السابق يظهر لنا الحتراما والتقدير الذي‬
‫فليتم عليه ثم ليسلم ثم يسجد سإجدتين {‬
‫هو الذي عللم الصحابة الطريقة التي‬ ‫كان ييعامل به النبي – صلى ا عليه وسلم – من‬
‫مبدأ ) وحدةا المر ( من مبادإىء فايول الدإارية ‪,‬‬
‫يقومون بها في حال سهوا أو أخطؤا في‬ ‫أصحابه ‪ ,‬فلم يخبروه انه أخطأ في الصلةا وزادإ‬
‫ويذكر )سالم وآخرون ‪1982 ,‬ما ‪ ( 33 :‬أن فايول قصد‬
‫صلتهم ‪.‬‬ ‫فيها أو انقص عندما ألمهم ‪ ,‬ولكن عظيم الدإب في‬
‫) بوحدةا المر ( أن ل يجوز أن يتلقى الفردإ العامل‬
‫التعامل مع رسول ا – صلى ا عليه وسلم –‬
‫أوامر من أكثر من رئيس أو مشرف واحد ‪.‬‬
‫جعلهم يسألوه إن حدثا شيء في الصلةا من وحي‬
‫ونلمس ) وحدةا المر ( في الحديث السابق من أمر‬
‫أو غيره أما ل ‪ ,‬ومن هنا نلمس أدإب التعامل الذي‬
‫النبي – صلى ا عليه وسلم – للصحابة إلى طإريقة‬
‫يجب أن نجعله قدوةا لنا ‪.‬‬
‫سجودإ السهو في حالة نسيان أحدهم وسهوه في صلته‪.‬‬
‫اسإتخداما المنطق في التعامأل مأع المرؤوسإين ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫الشاهأد ‪ } :‬إنما أنا باشر مأثلكم أنسى كما تنسون {‪.‬‬
‫اسإتخداما الخبراء‬
‫وفي الشاهد نجد أن النبي – صلى ا عليه وسلم –‬
‫الشاهأد ‪ } :‬صلى النبي – صلى ا عليه وسإلم – {‬

‫السلوك الدإاري في صحيح البخاري ‪62 -‬‬


‫فسر وبين موقفه أماما من صلوا خلفه بأنه بشر مثلهم‬ ‫ويذكر ) سالم وآخرون ‪1982 ,‬ما ‪ ( 40 :‬أن‬
‫يتصف بكل صفات النسان التي خلقها ا ومنها‬ ‫المقصودإ بـ ) استخداما الخبراء( هو استخداما الشخاصا‬
‫النسيان ‪.‬‬ ‫بناء على مؤهلتهم وخبراتهم ‪.‬‬
‫ويتضح لنا من الحديث أن الصلةا وراء النبي –‬
‫مأن أنواع العلقات العامأة في السإلما ) العلما ( ‪:‬‬ ‫صلى ا عليه وسلم – هي من باب استخداما الخبراء ‪ .‬‬
‫الشاهأد ‪ } :‬يا رسإول ا أحدث في الصلة شيء {‪.‬‬
‫ويذكر ) أبو سن ‪1996 ,‬ما ‪ ( 128 :‬أن العلما‬ ‫ماتفرقاات إدارية ‪:‬‬
‫يعتبر الوسيلة الولى لتحقيق الهدف الول للدولة‬ ‫قيادإة دإيموقراطية‬
‫السلمية في نشر الدعوةا السلمية وإبلغ الناس ‪,‬‬ ‫الشاهأد ‪ } :‬إمنه لو حدث في الصلة شيء لنبأتكم باه‬
‫وقد استخدما أصحاب النبي – صلى ا عليه وسلم –‬ ‫ولكن إنما أنا باشر مأثلكم ‪ ,‬أنسى كما تنسون ‪ ,‬فإذا‬
‫العلما ليعلموه ويخبروه عن الخطأ الذي حصل في‬ ‫نسيت فذكروني { ‪.‬‬
‫الصلةا بأسلوب غير مباشر وذلك لحسن أدإبهم مع‬ ‫يعرف ) النمر وآخرون ‪ ( 313 :‬القيادإةا بأنها "‬
‫النبي – صلى ا عليه وسلم – ‪.‬‬ ‫النشاطإ الذي يمارسه شخص للتأثير في الخرين‬
‫وجعلهم يتعاونون لتحقيق هدف يرغبون في تحقيقه " ‪,‬‬
‫وتعرف بأنها " فن التنسيق بين الفرادإ والجماعات‬
‫وشحذ هممهم لبلوغ غاية منشودإةا " ‪ ,‬وبالتالي نجد أن‬
‫مفهوما القيادإةا نجد أنها تتكون من ثلثة عناصر‬
‫أساسية ‪ ,‬وهي ‪-:‬‬
‫‪ .1‬وجودإ مجموعة من الفرادإ يعملون في تنظيم‬
‫معين ‪.‬‬
‫‪ .2‬قائد من أفرادإ الجماعة قادإر على التأثير في‬
‫سلوكهم وتوجيههم ‪.‬‬
‫‪ .3‬هدف مشترك تسعى الجماعة إلى تحقيقه ‪.‬‬

‫وهناك أنواع للقيادإةا يذكرها ) سالم وآخرون ‪,‬‬

‫السلوك الدإاري في صحيح البخاري ‪63 -‬‬


‫‪1982‬ما ‪ ( 142 :‬على أنها كما يلي ‪-:‬‬
‫‪ .1‬القيادإةا الديكتاتورية ‪.‬‬
‫‪ .2‬القيادإةا الوتوقراطإية ‪.‬‬
‫‪ .3‬القيادإةا الديموقراطإية ‪.‬‬
‫‪ .4‬قيادإةا عدما التدخل ‪.‬‬
‫وفي الحديث السابق نلمس القيادإةا الديموقراطإية‬
‫التي عرفها ) النمر وآخرون ‪1417 ,‬هـ ‪ ( 328 :‬بأنها‬
‫تقوما على مبدأ المشاركة وتفويض السلطات فالقائد‬
‫الديموقراطإي يتفاعل مع أفرادإ الجماعة ويشركهم في‬
‫اتخاذ القرارات ويتوسع في تفويض السلطات‬
‫والصلحيات لمرؤوسيه ‪.‬‬
‫ونموذج القائد الديموقراطإي الذي ينطبق على النبي‬
‫– صلى ا عليه وسلم – من الحديث السابق هو‬
‫نموذج القائد الذي يتخذ القرار بنفسه ولكنه يحرصا‬
‫على إثارةا الحوار والنقاش لمعرفة مدى قبول‬
‫مرؤوسيه لهذا القرار ‪ ,‬وهذا ما فعله النبي – صلى ا‬
‫عليه وسلم – في الحديث السابق حيث اتخذ القرار في‬
‫سجودإ السهو ولكنه فتح باب الحوار والنقاش مع‬
‫المصلين ليوضح لهم وجهة نظره ويستمع إلى رأيهم‬
‫ويعلمهم ما هو صحيح ‪.‬‬

‫كتاب ثياب الصلةا‬

‫المدارس والنظريات الدإارية‬ ‫الحديث – رقمه – تفسيره‬ ‫الباب المستنبط‬

‫السلوك الدإاري في صحيح البخاري ‪64 -‬‬


‫علقته بامبادإىء النظرية السإلمأية‬
‫الحديث رقم) ‪ : ( 348‬حدثنا يحي بن صالح قال ‪ :‬حدثنا‬ ‫الهأداف ‪-:‬‬
‫المدرسإة الكلسإيكية‬
‫فليح بن سليمان عن سعيد بن الحراثا قال ‪ :‬سألنا جابر بن‬ ‫بيان حرصا الصحابة في السؤال عن كل ما يفيد‬ ‫‪‬‬
‫الدإارة العلمية‬ ‫آخرتهم ‪.‬‬
‫فايول ) وحدة المأر (‬ ‫عبد ا عن الصلةا في الثوب الواحد ‪ ,‬فقال ‪ " :‬خرجت مع‬
‫الشاهأد ‪ } :‬فجئت ليلة لبعض أمأري ‪....‬‬ ‫حرصا النبي – صلى ا عليه وسلم – على توضيح‬ ‫‪‬‬
‫النبي – صلى ا عليه وسلم – في بعض أسفاره فجئت ليلة‬ ‫جميع المور السلمية للمسلمين ‪.‬‬
‫فأخإبرته باحاجتي {‬
‫مبدأ ) وحدةا المر ( من مبادإىء‬ ‫في بعض أمري فوجدته يصلي وعللي ثوب واحد فاشتملت‬ ‫مرونة النبي – صلى ا عليه وسلم – في التعامل‬ ‫‪‬‬
‫فايول الدإارية ‪ ,‬ويذكر )سالم وآخرون ‪,‬‬ ‫مع المصلي الذي صلى ا عليه وسلم في الثوب‬
‫به وصليت إلى جانبه ‪ ,‬فلما انصرف قال ‪ :‬ماللسرى يا‬
‫‪1982‬ما ‪ ( 33 :‬أن فايول قصد ) بوحدةا‬ ‫الواحد الضيق ‪.‬‬
‫المر ( أن ل يجوز أن يتلقى الفردإ العامل‬ ‫جابر؟ فأخبرته بحاجتي ‪ ,‬فلما فرغت ‪ ,‬قال ‪ :‬ما هذا‬ ‫بيان المرونة في الطريقة التي وجه بها النبي –‬ ‫‪‬‬
‫أوامر من أكثر من رئيس أو مشرف‬
‫الشتمال الذي رأيت ؟ قلت ‪ :‬كان ثوب – يعني ضاقا – قال‬ ‫صلى ا عليه وسلم – الرجل في كيفية لبس الثوب‬
‫واحد ‪.‬‬
‫الواحد في الصلةا ‪.‬‬
‫ونلمس ) وحدةا المر ( في الحديث‬ ‫‪ :‬فإن كان واسعا فالتحف به وإن كان ضيقا فاتزر به "‬
‫السابق من حيث أن جابر بن عبد ا‬
‫)عطا ‪1421 ,‬هـ ‪ /‬ج ‪. (96 : 1‬‬ ‫الوظائف ‪-:‬‬
‫عندما أرادإ حاجة توجه إلى النبي – صلى‬
‫تخطيط ) تدباير إلهأي (‬
‫ا عليه وسلم – ليذكر له أمره لنه‬
‫الشاهأد ‪ } :‬سإألنا جابار بان عبد ا عن الصلة في‬
‫قائدهم ‪.‬‬ ‫تفسير الحديث ‪:‬‬
‫الثوب الواحد فقال ‪ :‬خإرجت ‪{ ...‬‬
‫يذكر ) العسقلني ‪ ,‬ج ‪ ( 462 : 1‬تفسير الحديث‬
‫يعرف ) النمر وآخرون ‪ ( 95 :‬التخطيط على أنه "‬
‫السابق بتفسير ما وردإ فيه على النحو التالي ‪- :‬‬
‫عمل ذهني يعتمد على التفكير العميق والرؤية الصائبة‬
‫التي يستخدمها المخطط في رؤية حاضره ومواجهة‬
‫المدرسإة الكلسإيكية‬ ‫في قوله ] لبعض أمأري [ أي حاجتي ‪.‬‬
‫مستقبله " ‪.‬‬
‫الدإارة العلمية‬ ‫وقوله ] مأا السري [ أي ما سبب سراك أي سيرك في‬
‫ويتضح التخطيط في الحديث السابق من باب‬
‫فايول ) خإضوع المصلحة الشخصية‬ ‫الليل ‪.‬‬
‫)التدبير اللهي ( حيث سأل الصحابة جابر بن عبد ا‬
‫للمصلحة العامألة (‬ ‫وقوله ] مأا هأذا الشتمال [ كأنه استفهاما إنكار‬
‫عن الصلةا في الثوب الواحد وقد مر عليه موقف مشابه‬

‫السلوك الدإاري في صحيح البخاري ‪65 -‬‬


‫الشاهأد ‪ } :‬فإن كان واسإعا فالتحف باه‬ ‫مع النبي – صلى ا عليه وسلم – عندما صلى خلفه في والشتمال الذي أنكره هو أن يدير الثوب على بدنه كله ل‬
‫يخرج منه يده ‪ ,‬وقال مسلم أن النكار كان بسبب أن الثوب وإن كان ضيقا فاتزر باه {‬ ‫الثوب الواحد ووجهه إلى الطريق الصائب ‪.‬‬
‫مبدأ ) خضوع المصلحة الشخصية‬ ‫كان ضيقا وأنه خالف بين طإرفيه وتواقص أي انحنى ‪,‬‬
‫للمصلحة العامة( من مبادإىء فايول‬ ‫وعليه كأنه عند المخالفة بين طإرفي الثوب لم يصر ساترا‬ ‫التوجيه‬
‫الدإارية ‪ ,‬ويذكر )سالم وآخرون ‪,‬‬ ‫فانحنى ليستتر فأعلمه – صلى ا عليه وسلم – بأن محل‬ ‫الشاهأد‪ } :‬فإن كان واسإعا فالتحف باه وإن كان ضيقا‬
‫‪1982‬ما ‪ ( 33 :‬أنه عندما تتعارض‬ ‫ذلك ما إذا الثوب واسعا فأما إذا كان ضيقا فإنه يجزئه أن‬ ‫فاتزر باه {‬
‫مصلحة العامل الشخصية مع مصلحة‬ ‫يذكر ) سالم وآخرون ‪1982 ,‬ما ‪ ( 18 :‬أن التوجيه يتزر به لن القصد الصلي ستر العورةا وهو يحصل‬
‫بالتزار ول يحتاج إلى التواقص المغاير للعتدال المأمور المنشأةا أو المصلحة العامة يجب التوفيق‬ ‫يتعلق مباشرةا بإدإارةا العنصر النساني في المؤسسة ‪.‬‬
‫بينهما على أساس خضوع المصلحة‬ ‫ويضيف ) الشلعوطإ‪1423 ,‬هـ ‪ ( 128 :‬أن التوجيه به ‪.‬‬
‫الشخصية لمصلحة المنشأةا أو للمصلحة‬ ‫يتعلق بإرشادإ المرؤوسين وتوجيههم خلل أدإائهم للعمل‬
‫العامة ‪.‬‬ ‫ويذكر ) العيني ‪ ,‬ج ‪ ( 67 : 4‬أن في قوله ] مأا هأذا‬ ‫من حيث إعطائهم التعليمات اللزمة والنصح والرشادإ‬
‫ونلمس هذا المبدأ الدإاري في الحديث‬ ‫الشتمال [ استفهاما إنكار وسبب النكار أن الثوب كان ضيقا‬ ‫للتنفيذ التي توضح ما خفي من أمور وإرشادإهم لكيفية‬
‫السابق من حيث أن الرجل الذي كان‬ ‫وأنه خالف بين طإرفيه وتواقص أي انحنى عليه حتى ل‬ ‫التعامل مع ما يواجهونه من مشكلت‪.‬‬
‫ويتضح التوجيه في الحديث السابق من خلل توجيه يسقط فكأنه بين المخالفة بين طإرفي الثوب لم يصر ساترا إذا يصلي في الثوب القديم الضيق ‪ ,‬ولما‬
‫سأله النبي – صلى ا عليه وسلم – عن‬ ‫النبي – صلى ا عليه وسلم – وإرشادإه للرجل أول في انحنى ليستتر فاعلمه عليه الصلةا والسلما بأن محل ذلك‬
‫حاجته التي سأله فيها وثانيا في ثوبه الذي صلى ا عليه فيما إذا كان الثوب واسعا وأما إذا كان ضيقا فإنه يجزيه أن الثوب الضيق الذي كان يصلي فيه فسر‬
‫يتزر به لن المقصودإ هو ستر العورةا وهو يحصل بالتزار له بأنه قديم ‪ ,‬فلم يجيز له النبي – صلى‬ ‫وسلم فيه ‪.‬‬
‫ا عليه وسلم – الصلةا فيه لنه ضيق‬ ‫ول يحتاج إلى النحناء المغاير للعتدال المأمور به ‪.‬‬
‫وفي نفس الوقت لم يجبره على شراء‬
‫واحد جديد بل وضح له – صلى ا عليه‬
‫وسلم – الطريقة التي يلبس فيه الثوب من‬ ‫علقاته بمبادىء النظرية السإلماية‬ ‫التوجيه ) التصال (‬
‫باب خضوع المصلحة الشخصية‬ ‫الشاهأد ‪ } :‬قال ‪ :‬مأا هأذا الشتمال الذي رأيت ‪ ,‬قلت ‪:‬‬
‫للمصلحة العامة ‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫الشاهأد‬ ‫‪:‬‬ ‫(‬ ‫الدين‬ ‫حفظ‬ ‫)‬ ‫الخمس‬ ‫الضروريات‬ ‫مأن‬ ‫‪‬‬ ‫كان ثوب ‪{ ...‬‬
‫}مأا هأذا الشتمال الذي رأيت { ‪ ,‬ويذكر‬ ‫يذكر ) الشلعوطإ ‪1423 ,‬هـ ‪ ( 132 :‬أن التصال‬
‫المدرسإة الكلسإيكية‬ ‫الضروريات‬ ‫أن‬ ‫(‬ ‫‪69‬‬ ‫‪:‬‬ ‫هـ‬‫‪1420‬‬ ‫‪,‬‬ ‫)النحلوي‬ ‫مبني على أساس نقل المعلومات وتبادإلها والفصاح علما‬

‫السلوك الدإاري في صحيح البخاري ‪66 -‬‬


‫الدإارة العلمية‬ ‫الخمس هي ‪ :‬حفظ الدين – المحافظة على النفس –‬ ‫يدور في النفس البشرية على شكل معنى يرادإ إيصاله‬
‫فايول ) مأبدأ المبادإأة (‬ ‫المحافظة على المال – المحافظة على العقل –‬ ‫إلى الخرين وفي الغالب أن وسيلة التصال هي الكلما‪.‬‬
‫الشاهأد ‪ } :‬فوجدته يصلي وعلي ثوب‬ ‫المحافظة على العرض والنسل والنساب ‪.‬‬ ‫ويذكر ) النمر وآخرون ‪1417 ,‬هـ ‪ ( 378 :‬أن‬
‫واحد فاشتملت باه وصليت إلى جانبه {‬ ‫وفي الحديث يتضح لنا حفظ الدين من خلل سؤال‬ ‫عناصر عملية التصال ‪ ) :‬المرسل والرسالة وقناةا‬
‫يذكر ) سالم وآخرون ‪1982 ,‬ما ‪(33 :‬‬ ‫النبي – صلى ا عليه وسلم – للشتمال الذي رآه‬ ‫التصال والمستقبل والستجابة ( ‪.‬‬
‫أن المقصودإ بالمبادإأةا ‪ :‬التفكير في الخطة‬ ‫وهو الثوب الضيق الذي كان يصلي به لكي يوضح‬ ‫ويذكر ) النمر وآخرون ‪1417 ,‬هـ ‪ ( 383 :‬أن‬
‫وتنفيذها عن طإريق إفساح المجال‬ ‫له الصورةا الصحيحة لثياب الصلةا ‪.‬‬ ‫وسائل التصالت ‪ ) :‬التصال الشخصي أو الشفوي –‬
‫للمرؤوسين لتطبيق هذا المبدأ ويجب على‬ ‫التصال الكتابي ( ‪.‬‬
‫الرؤساء العمل على تشجيع المبادإأةا‬ ‫حفظ المال وعدما السإراف ‪ :‬الشاهأد ‪ } :‬إن كان‬ ‫وفي الحديث السابق نجد أن التصال كان بين النبي ‪‬‬
‫والبتكار في المرؤوسين‪.‬‬ ‫واسإعا فالتحف باه وإن كان ضيقا فاتزر باه { ‪ ,‬ومن‬ ‫– صلى ا عليه وسلم – والرجل وهو‬
‫وهذا يتضح من موقف جابر بن عبد‬ ‫هنا يتضح حرصا النبي – صلى ا عليه وسلم –‬ ‫)جابر بن عبد ا( ويمكن أن نفصل عناصر التصال‬
‫ا عندما لم يملك سوى ثوب واحد اشتمل‬ ‫على حفظ المال من التبذير والسراف ‪ ,‬فلم يخبر‬ ‫على النحو التالي‪:‬‬
‫به لكي ل يضيع الصلةا خلف النبي –‬ ‫المصلي على شراء ثوب جديد واسع لكي يصلي به‬ ‫المرسإل ‪ :‬النبي – صلى ا عليه وسلم – عندما سأله‬
‫صلى ا عليه وسلم – ‪.‬‬ ‫ولكن عندما عرف أنه ثوب قديم له فقال له إن كان‬ ‫عن الشتمال – أي الثوب الذي صلى ا عليه وسلم به‬
‫واسعا يلتحف به وإن كان ضيقا يتزر به أي يلفه على‬ ‫وطإريقة لبسه ‪.‬‬
‫وسطه لخفاء عورته ‪.‬‬ ‫المستقبل ‪ :‬هو جابر بن عبد ا الذي أجاب على‬
‫المدرسإة الكلسإيكية‬ ‫سؤال النبي – صلى ا عليه وسلم – ‪.‬‬
‫البيروقراطية‬ ‫اسإتخداما المنطق في التعامأل مأع المرؤوسإين ‪:‬‬ ‫‪‬‬ ‫الرسإالة ‪ :‬ما هذا الشتمال الذي رأيت ؟‬
‫اسإتخداما الخبراء‬ ‫الشاهأد ‪ } :‬مأا هأذا الشتمال الذي رأيت ؟ قلت ‪ :‬كان‬ ‫قناة التصال ) وسإيلة التصال ( ‪ :‬اتصال شفهي أو‬
‫ثوب – يعني ضاق – قال ‪ :‬فإن كان واسإعا فالتحف الشاهأد ‪ } :‬قال – أي النبي صلى ا‬ ‫شخصي تم بطريقة مباشرةا وجها لوجه ‪.‬‬
‫عليه وسإلم ‪ : -‬مأا السري يا جابار ؟‬ ‫باه وإن كان ضيقا فاتزر باه { ‪ ,‬ويتضح من الشاهد‬ ‫السإتجاباة ‪ :‬هو ردإ جابر على النبي – صلى ا‬
‫فأخإبرته باحاجتي { ‪.‬‬ ‫السابق أن النبي – صلى ا عليه وسلم – كان‬ ‫عليه وسلم – بأن الشتمال هو ثوب قديم قد ضاقا ‪.‬‬
‫الشاهأد ‪ } :‬سإألنا جابار بان عبد ا عن‬ ‫يستخدما المنطق في التعامل مع المرؤوسين فلم‬
‫الصلة في الثوب الواحد { ‪.‬‬ ‫يفرض على المصلي السابق أن يقوما بتغيير ثوبه‬ ‫التوجيه ) القيادإة (‬
‫يذكر ) سالم وآخرون ‪1982 ,‬ما ‪(39 :‬‬ ‫الضيق أو شراء واحد جديد بل وجه له السؤال في‬ ‫الشاهأد ‪ } :‬فجئت ليلة لبعض أمأري {‬

‫السلوك الدإاري في صحيح البخاري ‪67 -‬‬


‫أن البيروقراطإية ظهرت كردإ فعل‬ ‫أول المر ليستفسر عن الثوب الذي كان يصلي به‬ ‫يذكر ) النمر وآخرون ‪1417 ,‬هـ ‪ ( 313 :‬تعريفا‬
‫فلما أجابه بأنه ثوب قديم وضح له الطريقة التي يلبس للمدرسة العلمية التي أهملت لنسان وكردإ‬ ‫للقيادإةا على أنها " النشاطإ الذي يمارسه شخص للتأثير‬
‫فعل للعلقات النسانية التي غالت في‬ ‫بها الثوب إن كان ضيقا أو واسعا ‪.‬‬ ‫في الخرين وجعلهم يتعاونون لتحقيق هدف يرغبون في‬
‫الهتماما بالنسان ‪.‬‬ ‫تحقيقه " وهي أيضا "فن التنسيق بين الفرادإ‬
‫وهناك عدةا خصائص للبيروقراطإية ‪,‬‬ ‫خإضوع المصلحة الشخصية للمصلحة العامأة ‪:‬‬ ‫‪‬‬ ‫والجماعات وشحذ هممهم لبلوغ غاية منشودإةا " ‪ ,‬فل‬
‫منها ‪ ) :‬استخداما الخبراء ( أي أن التنظيم‬ ‫الشاهأد ‪ } :‬فإن كان واسإعا فالتحف باه وإن كان‬ ‫يمكن أن تكون هناك قيادإةا بدون مجموعة من الفرادإ‬
‫البيروقراطإي في وضعه المثالي مبني‬ ‫ضيقا فاتزر باه { ‪ ,‬مبدأ ) خضوع المصلحة‬ ‫وبدون وجودإ قائد يؤثر عليهم وبدون وجودإ هدف‬
‫على أساس استخداما الخبراء بناء على‬ ‫الشخصية للمصلحة العامة( من مبادإىء فايول‬ ‫مشترك تسعى الجماعة إلى تحقيقه ‪.‬‬
‫مؤهلتهم وخبرتهم ‪.‬‬ ‫الدإارية ‪ ,‬ويذكر )سالم وآخرون ‪1982 ,‬ما ‪( 33 :‬‬ ‫ويتضح لنا في هذا الحديث التوجيه من حيث توجه‬
‫ويتضح لنا من الحديث أن استخداما‬ ‫أنه عندما تتعارض مصلحة العامل الشخصية مع‬ ‫توجه جابر بن عبد ا إلى النبي – صلى ا عليه وسلم‬
‫الخبراء يكمن في إخبار جابر بن عبد ا‬ ‫مصلحة المنشأةا أو المصلحة العامة يجب التوفيق‬ ‫– عندما أرادإه في بعض أمره لنه قائدهم ‪.‬‬
‫للنبي – صلى ا عليه وسلم – لحاجته‬ ‫بينهما على أساس خضوع المصلحة الشخصية‬ ‫ومن الحديث نجد أن ) المجموعة التي تتطلبها‬
‫لنه قائد المسلمين ورسول البشرية‬ ‫لمصلحة المنشأةا أو للمصلحة العامة ‪.‬‬ ‫عملية القيادإة ‪ :‬وشكلها في الحديث السابق جابر بن عبد‬
‫جمعاء ‪.‬‬ ‫ونلمس هذا المبدأ الدإاري في الحديث السابق من‬ ‫ا عندما سأل النبي – صلى ا عليه وسلم – في بعض‬
‫وأيضا يظهر استخداما الخبراء في‬ ‫حيث أن الرجل الذي كان يصلي في الثوب القديم‬ ‫أمره لنه قائدهم ‪ /‬والقائد ‪ :‬هو النبي – صلى ا عليه‬
‫سؤال بعض الصحابة المهتمين بأمور‬ ‫الضيق ‪ ,‬ولما سأله النبي – صلى ا عليه وسلم –‬ ‫وسلم – الذي توجه إليه جابر بن عبد ا ‪ /‬والهدف ‪ :‬هو‬
‫دإينهم لجابر بن عبد ا في أمر الصلةا‬ ‫عن الثوب الضيق الذي كان يصلي فيه فسر له بأنه‬ ‫إخبار النبي – صلى ا عليه وسلم – بأموره التي جاء‬
‫في الثوب الواحد ‪.‬‬ ‫قديم ‪ ,‬فلم يجيز له النبي – صلى ا عليه وسلم –‬ ‫من أجلها ) ‪.‬‬
‫الصلةا فيه لنه ضيق وفي نفس الوقت لم يجبره‬
‫على شراء واحد جديد بل وضح له – صلى ا عليه‬
‫وسلم – الطريقة التي يلبس فيه الثوب من باب‬
‫خضوع المصلحة الشخصية للمصلحة العامة ‪.‬‬
‫مابادىء إدارية ‪:‬‬
‫مأدرسإة العلقات النسانية‬
‫الشاهأد ‪ } :‬مأا السري يا جابار ؟ ‪...‬مأا هأذا‬ ‫المرونة في الدإارة ‪ :‬الشاهأد ‪ } :‬أعطيت خإمسا لم‬ ‫‪‬‬ ‫مأبدأ ‪ :‬وحدة المأر‬
‫يعطهن أحد قبلي { ‪ ,‬ويذكر ) الشلعوطإ ‪1423 ,‬هـ ‪ :‬الشتمال الذي رأيت { ‪.‬‬ ‫الشاهأد ‪ } :‬فجئت ليلة لبعض أمأري ‪ ....‬فأخإبرته‬

‫السلوك الدإاري في صحيح البخاري ‪68 -‬‬


‫العلقات النسانية هي نوع من‬ ‫‪ ( 91‬أن المرونة في الدإارةا هي من القواعد‬ ‫باحاجتي {‬
‫الخلقية المهمة لمهنة الدإارةا التربوية السلمية ‪ ,‬علقات العمل الذي يهتم بالجوانب‬ ‫مبدأ ) وحدةا المر ( من مبادإىء فايول الدإارية ‪,‬‬
‫ويذكر أن طإبيعة البشر تتطلب تنوع أسلوب التعامل النسانية والجتماعية في المنظمة وهي‬ ‫ويذكر )سالم وآخرون ‪1982 ,‬ما ‪ ( 33 :‬أن فايول قصد‬
‫ما بين الشدةا واللين وما بين الحزما والمجاملة وما بين بذلك تستهدف الوصول بالعاملين إلى‬ ‫) بوحدةا المر ( أن ل يجوز أن يتلقى الفردإ العامل‬
‫أفضل إنتاج في ظل أفضل ما يمكن أن‬ ‫الصرامة والعتدال وما بين التفردإ بالقرار‬ ‫أوامر من أكثر من رئيس أو مشرف واحد ‪.‬‬
‫يؤثر على الفردإ من عوامل نفسية‬ ‫والمشاورةا فيه ‪.‬‬ ‫ونلمس ) وحدةا المر ( في الحديث السابق من حيث‬
‫ومعنوية باعتباره إنسانا وجدانيا وانفعاليا‬ ‫أن جابر بن عبد ا عندما أرادإ حاجة توجه إلى النبي –‬
‫أكثر منه رشيدا ومنطقيا )النمر‬ ‫ومأن مأقومأات الدإارة في السإلما ) العقل والذكاء‬ ‫‪‬‬ ‫صلى ا عليه وسلم – ليذكر له أمره لنه قائدهم ‪.‬‬
‫والفطنة ( ‪ :‬الشاهأد ‪ } :‬فإن كان واسإعا فالتحف باه وآخرون ‪(63 :‬‬
‫واهتمت المدرسة النسانية بعدةا نقاطإ ‪,‬‬ ‫وإن كان ضيقا فاتزر باه { ‪ ,‬ويذكر ) سمارةا ‪: 200 ,‬‬ ‫مأبدأ ‪ :‬خإضوع المصلحة الشخصية للمصلحة العامألة‬
‫وهي ‪ ) -:‬زويلف ‪( 37 :‬‬ ‫‪ ( 99‬أن من مقومات الدإارةا في السلما العقل‬ ‫الشاهأد ‪ } :‬فإن كان واسإعا فالتحف باه وإن كان ضيقا‬
‫‪ .5‬الهتماما بالجانب النساني ‪.‬‬ ‫والذكاء والفطنة ‪ ,‬إذ أن العقل مناطإ التكليف في‬ ‫فاتزر باه {‬
‫‪ .6‬الهتماما بالحوافز غير المادإية‬ ‫السلما أما الذكاء والفطنة ليتمكن بهما القائد من‬ ‫مبدأ ) خضوع المصلحة الشخصية للمصلحة العامة(‬
‫القدرةا على تسيير العمل ورسم الخطط والتنسيق بين ‪ .7‬كشفت مدرسة العلقات النسانية‬ ‫من مبادإىء فايول الدإارية ‪ ,‬ويذكر )سالم وآخرون ‪,‬‬
‫أهمية المنظمات غير الرسمية ‪.‬‬ ‫المواقف وتحديد ما يلزما لكل موقف وليكون في‬ ‫‪1982‬ما ‪ ( 33 :‬أنه عندما تتعارض مصلحة العامل‬
‫وضع يمكنه من تسيير العمل على أكمل وجه وبأيسر ‪ .8‬كشفت المدرسة النسانية ما للجماعة‬ ‫الشخصية مع مصلحة المنشأةا أو المصلحة العامة يجب‬
‫من أثر على سلوك الفردإ ‪.‬‬ ‫التكاليف وأقل الوقت ‪.‬‬ ‫التوفيق بينهما على أساس خضوع المصلحة الشخصية‬
‫ويذكر ) سالم وآخرون ‪1982 ,‬ما ‪38 :‬‬ ‫ويتضح لنا من الحديث السابق أن النبي – صلى ا‬ ‫لمصلحة المنشأةا أو للمصلحة العامة ‪.‬‬
‫( أنه من النتقادإات التي وجهت للمدرسة‬ ‫عليه وسلم – كان له من العقل والذكاء والفطنة مما‬ ‫ونلمس هذا المبدأ الدإاري في الحديث السابق من‬
‫العلمية هي نظريتها للتنظيم الغير رسمي‬ ‫وهبه ا جل وعل ما خوله ليحل الموقف الذي‬ ‫حيث أن الرجل الذي كان يصلي في الثوب القديم‬
‫واجهه ‪ ,‬فقد أعطى الرجل الحل الذي ل يخسره المال وإهمالها له ‪.‬‬ ‫الضيق ‪ ,‬ولما سأله النبي – صلى ا عليه وسلم – عن‬
‫ونلمس العلقات النسانية في الحديث‬ ‫لشراء ثوب جديد وفي نفس الوقت كان أمرا غير‬ ‫الثوب الضيق الذي كان يصلي فيه فسر له بأنه قديم ‪ ,‬فلم‬
‫السابق من باب حرصا النبي – صلى ا‬ ‫معارضا للدين ‪.‬‬ ‫يجيز له النبي – صلى ا عليه وسلم – الصلةا فيه لنه‬
‫عليه وسلم – على السؤال عما يخص أمته‬ ‫ضيق وفي نفس الوقت لم يجبره على شراء واحد جديد‬
‫مأن مأقومأات الدإارة في السإلما ) القدرة والكفاءة ( ‪ ,‬فعندما جاءه جابر في الليل انتظره حتى‬ ‫‪‬‬ ‫بل وضح له – صلى ا عليه وسلم – الطريقة التي‬

‫السلوك الدإاري في صحيح البخاري ‪69 -‬‬


‫فرغ من صلته ثم سأله النبي – صلى ا‬ ‫‪ :‬الشاهأد ‪ } :‬فإن كان واسإعا فالتحف باه وإن كانم‬ ‫يلبس فيه الثوب من باب خضوع المصلحة الشخصية‬
‫ضيقا فاتزر باه { ‪ ,‬ويذكر ) سمارةا ‪ (104 : 2000 ,‬عليه وسلم – عما جاء به ‪ ,‬وأيضا تتضح‬ ‫للمصلحة العامة ‪.‬‬
‫أن السلما يفرض على كل متول لقيادإةا أو عمل لن العلقات النسانية من باب سؤال النبي –‬
‫صلى ا عليه وسلم – عن الشتمال الذي‬ ‫يكون قادإرا على القياما بما وكل إليه من عمل ‪,‬‬ ‫مأبدأ ‪ :‬المبادإأة‬
‫كان يلبسه ليستفسر منه عنه من باب‬ ‫فالقدرةا والكفاءةا من لوازما القيادإةا الرئيسية حيث أن‬ ‫الشاهأد ‪} :‬وعلي ثوب واحد فاشتملت باه وصليت إلى‬
‫العلقات النسانية بين النبي – صلى ا‬ ‫العمال المناطإة بالقيادإةا تستوجب ذلك حيث أن‬ ‫جانبه {‬
‫عليه وسلم – والمؤمنين ‪.‬‬ ‫التوجيه والتنظيم والتخطيط والمثابرةا للوصل إلى‬ ‫يذكر ) سالم وآخرون ‪1982 ,‬ما ‪ ( 33 :‬أن المقصودإ‬
‫الهداف وتحقيقها إنما يستلزما قدرةا ومهارةا وأي‬ ‫بالمبادإأةا ‪ :‬التفكير في الخطة وتنفيذها عن طإريق إفساح‬
‫نظرية مأاسإلو‬ ‫ضعف في أي من الجوانب عند القائد سيؤثر سلبيا‬ ‫المجال للمرؤوسين لتطبيق هذا المبدأ ويجب على‬
‫الحاجة إلى الحتراما والتقدير‬ ‫على نجاح العمل وتطويره ‪.‬‬ ‫الرؤساء العمل على تشجيع المبادإأةا والبتكار في‬
‫وفي الحديث السابق نجد أن القدرةا والكفاءةا الموجودإةا الشاهأد ‪ } :‬لتلبسها صاحبتها مأن‬ ‫المرؤوسين‪.‬‬
‫جلباباها{‬ ‫عند النبي – صلى ا عليه وسلم – هي التي أهلته‬ ‫وهذا يتضح من موقف جابر بن عبد ا عندما لم‬
‫يذكر ) النمر وآخرون ‪1417 ,‬هـ ‪73 :‬‬ ‫ليعطي حل لموضوع ثوب المصلي ‪.‬‬ ‫يملك سوى ثوب واحد اشتمل به لكي ل يضيع الصلةا‬
‫( أن ماسلو قاما بترتيب الحاجات النسانية‬ ‫خلف النبي – صلى ا عليه وسلم – ‪.‬‬
‫على شكل هرما تمثل قاعدته الحاجات‬ ‫مأراعاة اليسر ورفع الحرج ‪ :‬الشاهأد ‪ } :‬فإن كان‬ ‫‪‬‬
‫الفسيولوجية الساسية وتتدرج تلك‬ ‫واسإعا فالتحف باه وإن كان ضيقا فاتزر باه { ‪,‬‬ ‫اسإتخداما الخبراء‬
‫الحاجات ارتفاعا حتى تصل إلى قمة‬ ‫ويذكر ) سمارةا ‪ ( 150 : 2000 ,‬أن الساس في‬ ‫الشاهأد ‪ } :‬قال – أي النبي صلى ا عليه وسإلم ‪ : -‬مأا‬
‫الجهزةا الدإارية كلها إنما هو التيسير على العبادإ في الهرما حيث الحاجة إلى تحقيق الذات ‪.‬‬ ‫السري يا جابار ؟ فأخإبرته باحاجتي { ‪.‬‬
‫وينطبق في هذا الحديث ) الحاجة إلى‬ ‫تحقيق مصالحهم وسد حاجاتهم في المعاش والمعادإ ‪,‬‬ ‫الشاهأد ‪ } :‬سإألنا جابار بان عبد ا عن الصلة في‬
‫الحتراما والتقدير ‪ ,‬ويذكر ) النمر‬ ‫ومن هذا المنطلق كان اليسر ورفع الحرج من‬ ‫الثوب الواحد { ‪.‬‬
‫القواعد الشرعية التي يحتم السلما مراعاتها في كل وآخرون ‪1417 ,‬هـ ‪ ( 75 :‬أن إحساس‬ ‫ويذكر ) سالم وآخرون ‪1982 ,‬ما ‪ ( 40 :‬أن المقصودإ‬
‫الفردإ بأنه مجردإ عضو في جماعة يعني‬ ‫عمل وفي كل أمر من أمور البشر في هذه الحياةا ‪.‬‬ ‫بـ ) استخداما الخبراء( هو استخداما الشخاصا بناء على‬
‫أن ملكاته البداعية ومواهبه التي أمده ا‬ ‫وفي الحديث السابق نلمس اليسر ورفع الحرج من‬ ‫مؤهلتهم وخبراتهم ‪.‬‬
‫بها ستظل معطلة ما لم يدفع ا تعالى‬ ‫باب أن المسلم له أكثر من وضع للبس ثيابه في‬ ‫ويتضح لنا من الحديث أن استخداما الخبراء يكمن في‬
‫الصلةا حتى يؤدإي للصلةا حقها وفي نفس الوقت ل الناس بعضهم بعضا ‪ ,‬ولذلك فالنسان‬ ‫إخبار جابر بن عبد ا للنبي – صلى ا عليه وسلم –‬

‫السلوك الدإاري في صحيح البخاري ‪70 -‬‬


‫بفطرته يتنافس مع أقرانه لثبات أنه‬ ‫يكلفه ذلك شراء الجديد منها إن ضاقا قديمها ‪.‬‬ ‫لحاجته لنه قائد المسلمين ورسول البشرية جمعاء ‪.‬‬
‫متميز عنهم بشيء ما ‪ ,‬فهو يبحث عن‬ ‫وأيضا يظهر استخداما الخبراء في سؤال بعض الصحابة‬
‫الحتراما والتقدير من الخرين ‪ ,‬ويتضح‬ ‫اهأتماما الصحاباة في السؤال عما يخص أمأور دإينهم‬ ‫المهتمين بأمور دإينهم لجابر بن عبد ا في أمر الصلةا ‪‬‬
‫الحتراما والتقدير من الحديث السابق من‬ ‫‪ :‬الشاهأد ‪ } :‬سإألنا جابار بان عبد ا عن الصلة في‬ ‫في الثوب الواحد ‪.‬‬
‫أن النبي – صلى ا عليه وسلم – سأل‬ ‫الثوب الواحد { ‪ ,‬فنلمس هنا اهتماما الصحابة في‬
‫جابر بن عبد ا عن حاجته التي جاءت‬ ‫السؤال عن كل ما يخص أمور دإينهم واستغلل‬ ‫ماتفرقاات إدارية ‪:‬‬
‫به في الليل ‪ ,‬ثم بعد ذلك سأله عن اشتماله‬ ‫الوقت في النقاش بما هو مفيد ‪ ,‬وذلك عندما سألوا‬
‫السلطة‬
‫الذي صلى ا عليه وسلم به ‪.‬‬ ‫جابر بن عبد ا عن الصلةا في الثوب الواحد ‪.‬‬
‫الشاهأد ‪ } :‬قال – أي النبي صلى ا عليه وسإلم ‪ : -‬مأا‬
‫نظرية الظروف ) الوضاع (‬ ‫الحتراما والتقدير ‪ :‬الشاهأد ‪ } :‬فأخإبرته باحاجتي‬ ‫هأذا الشتمال الذي رايت ؟ قلت ‪ :‬كان ثوب – أي ضاق ‪‬‬
‫– {‬
‫الشاهأد ‪ } :‬مأا هأذا الشتمال الذي رأيت؟{‬ ‫فلما فرغت ‪ ,‬قال ‪ , { ... :‬وهنا يظهر تقدير النبي –‬
‫يعرف ) سالم وآخرون ‪1982 ,‬ما ‪ ( 127 :‬السلطة‬
‫يذكر ) سالم وآخرون ‪1982 ,‬ما ‪(47 :‬‬ ‫صلى ا عليه وسلم – لجابر عندما جعله ينتهي من‬
‫هي " الحق في إصدار الوامر والقوةا في إجبار‬
‫أن التجاه الظرفي في الدإارةا يعد أسلوبا‬ ‫حاجته التي جاء يسأله فيها ثم سأله عن الثوب الذي‬
‫الخرين على تنفيذها " ‪,‬ويعرفها أيضا بأنها " الحق في‬
‫حديثا في العمل الدإاري يقوما على أساس‬ ‫صلى ا عليه وسلم فيه ‪.‬‬
‫اتخاذ القرارات التي تحكم تصرفات الخرين " ‪.‬‬
‫أنه ليس هناك مفهوما أو نظرية إدإارية‬
‫ومصادإر السلطة ثلثة ‪ ) :‬السلطة التشريعية – قبول‬
‫يمكن تطبيقها في مختلف الوقات‬
‫المرؤوسين للسلطة – السلطة الشخصية ( ‪.‬‬
‫والظروف على كل أنواع المؤسسات ‪,‬‬
‫والسلطة في الحديث السابق للنبي‪ -‬صلى ا عليه‬
‫وإنما يجب استخداما هذه المفاهيم‬
‫وسلم – الذي له الحق في إصدار القرارات التي تحكم‬
‫والنظريات الدإارية بشكل انتقائي يتناسب‬
‫تصرفات الخرين ‪ ,‬وقد استمد النبي – صلى ا عليه‬
‫مع الظروف التي تعيشها المؤسسة ‪.‬‬
‫وسلم – سلطته من السلطة التشريعية التي وهبها له ا‬
‫والحديث السابق يطابق النظرية من‬
‫عز وجل ‪ ,‬ومن السلطة الشخصية المتمثلة في صفاته ‪,‬‬
‫حيث أن الظرف الذي مر به جابر بن عبد‬
‫ومن قبول المرؤوسين لسلطته ‪.‬‬
‫ا وهو ضيق الثوب الذي صلى ا عليه‬
‫وسلم به نتيجة أنه قديم هو ما جعل النبي‬
‫اتخاذ القرارات‬
‫– صلى ا عليه وسلم – يوضح له‬
‫الشاهأد ‪ } :‬فإن كان واسإعا فالتحف باه وإن كان ضيقا‬

‫السلوك الدإاري في صحيح البخاري ‪71 -‬‬


‫الطريقة الصحيحة للبسه أثناء الصلةا‬ ‫فاتزر باه {‬
‫دإون الحاجة إلى شراء واحد جديد ‪.‬‬ ‫يذكر ) النمر وآخرون ‪1417 ,‬هـ ‪ ( 349 :‬أن عملية‬
‫اتخاذ القرارات من المهاما الساسية للدإارةا بل هي‬
‫الركيزةا الساسية في العمل الدإاري لن العملية‬
‫الدإارية ل تخرج عن كونها عملية اتخاذ القرارات فهي‬
‫عملية متداخلة في جميع وظائف الدإارةا ونشاطإاتها ‪.‬‬
‫ويضيف ) النمر وآخرون ‪1417 ,‬هـ ‪ ( 354 :‬أن‬
‫مراحل اتخاذ القرارات تتمثل في النقاطإ التالية ‪-:‬‬
‫تشخيص المشكلة محل القرار وتحديدها وتحليلها‬ ‫‪.1‬‬
‫جمع البيانات والمعلومات ووسائل الحصول‬ ‫‪.2‬‬
‫عليها‪.‬‬
‫تحديد البدائل المتاحة وتقويمها ‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫اختيار البديل المناسب والفضل ‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫متابعة القرار وتنفيذه ‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫ويمكن تطبيق المراحل والخطوات السابقة على‬
‫الحديث كما يلي ‪-:‬‬
‫تشخيص المشكلة وتحديدهأا ‪ :‬هي أن جابر بن عبد‬
‫ا لم يكن لديه إل ثوب واحد قديم وقد ضاقا فاشتمل به‬
‫وصلى به فسأله النبي – صلى ا عليه وسلم – عن‬
‫الشتمال الذي قاما بفعله ليعرف سبب ما فعله جابر ‪.‬‬
‫جمع البيانات والمعلومأات ‪ :‬كانت طإريقة النبي –‬
‫صلى ا عليه وسلم – في جمع البيانات والمعلومات‬
‫مباشرةا من جابر عندما سأله عن الشتمال ليكون ردإه‬
‫هو الجواب الذي أرادإه النبي – صلى ا عليه وسلم –‪.‬‬
‫تحديد البدائل المتاحة ‪ :‬كانت البدائل المتاحة أماما‬

‫السلوك الدإاري في صحيح البخاري ‪72 -‬‬


‫النبي – صلى ا عليه وسلم – إما ) عدما سؤال جابر‬
‫وتركه يصلي بالطريقة التي صلى ا عليه وسلم بها‬
‫وهذا بعيد كل البعد عن النبي – صلى ا عليه وسلم –‬
‫ورسالته السمحاء التي جاء بها ‪ ,‬والبديل الخر هو أن‬
‫يسأله ويستفسر منه عن الشتمال الذي رآه فيه ( ‪.‬‬
‫اخإتيار البديل المناسإب والفضل ‪ :‬اختار النبي –‬
‫صلى ا عليه وسلم – البديل المناسب للمر وهو سؤال‬
‫جابر عن الشتمال ليجيبه جابر بأنه ثوب قديم وقد ضاقا‬
‫‪,‬ويعطيه النبي – صلى ا عليه وسلم – الحل له بما‬
‫يناسبه ول يكلفه ما ل طإاقة له به وبما ل يتعارض مع‬
‫الدين السلمي ‪.‬‬

‫إدإارة المواردإ البشرية‬


‫الشاهأد ‪ } :‬فإن كان واسإعا فالتحف باه وإن كان ضيقا‬
‫فاتزر باه {‬
‫يذكر ) النمر وآخرون ‪1417 ,‬هـ ‪ ( 243 :‬أن إدإارةا‬
‫الواردإ البشرية هي مجموعة من القواعد والساليب‬
‫الخاصة بتنظيم ومعاملة العاملين بحيث يمكن الحصول‬
‫على أكبر قدر من إمكانات الفرادإ وطإاقاتهم وقدراتهم‬
‫بما يحقق كفاءةا الدإاء للفردإ وللجماعة وبما يحقق أفضل‬
‫المزايا وأعظم النتائج ‪.‬‬
‫وهذا ينطبق على ما فعله النبي – صلى ا عليه‬
‫وسلم – حيث أدإار المواردإ البشرية من باب توجيه جابر‬
‫لكيفية لبس ثوبه إن كان واسعا أو ضيقا ليستفيد منه‬
‫المؤمنون بعد ذلك ‪ ,‬وهذا ما حصل حيث نقل جابر بن‬

‫السلوك الدإاري في صحيح البخاري ‪73 -‬‬


‫عبد ا ما قاله له النبي – صلى ا عليه وسلم – عندما‬
‫سألوه عن الصلةا في الثوب الواحد ‪.‬‬

‫الحديث – رقمه – تفسيره‬


‫المدارس والنظريات الدإارية‬ ‫الباب المستنبط‬
‫علقته بامبادإىء النظرية السإلمأية‬
‫الحديث رقم) ‪ : ( 348‬حدثنا أبو اليمان قال ‪ :‬أخبرنا شعيب‬ ‫الهأداف ‪-:‬‬
‫المدرسإة الكلسإيكية‬
‫عن الزهري قال ‪ :‬أخبرني عروةا أن عائشة قالت ‪ " :‬لقد‬ ‫جواز خروج المرأةا لتشهد صلةا الجماعة ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الدإارة العلمية‬
‫فايول ) وحدة المأر (‬ ‫كان رسول ا – صلى ا عليه وسلم – يصلي الفجر فيشهد‬ ‫وجوب خروج المرأةا متسترةا وغير متطيبة ول‬ ‫‪‬‬
‫يظهر من زينتها شيء اتقاء الفتنة ‪.‬‬

‫السلوك الدإاري في صحيح البخاري ‪74 -‬‬


‫الشاهأد ‪ } :‬لقد كان النبي – صلى ا‬ ‫معه نساء من المؤمنات متلفعات في مروطإهن ثم يرجعن‬
‫عليه وسإلم – يصلي للفجر فيشهد مأعه‬ ‫الوظائف ‪-:‬‬
‫إلى بيوتهن ما يعرفهن أحد " ) عطا ‪1421 ,‬هـ ‪ /‬ج ‪: 1‬‬
‫نساء مأن المؤمأنات ‪{...‬‬ ‫تنظيم‬
‫مبدأ ) وحدةا المر ( من مبادإىء‬ ‫‪. (99‬‬ ‫الشاهأد ‪} :‬فيشهد مأعه نساء مأن المؤمأنات مأتلفعات في‬
‫فايول الدإارية ‪ ,‬ويذكر )سالم وآخرون ‪,‬‬ ‫مأروطهن ثم يرجعن إلى بايوتهن مأا يعرفهن أحد {‬
‫‪1982‬ما ‪ ( 33 :‬أن فايول قصد ) بوحدةا‬ ‫تفسير الحديث ‪:‬‬ ‫يعرف ) النمر وآخرون ‪1417 ,‬هـ ‪ ( 148 :‬التنظيم‬
‫المر ( أن ل يجوز أن يتلقى الفردإ العامل‬ ‫على أنه عملية أو وظيفة أو عمل يقوما به المدير من‬
‫أوامر من أكثر من رئيس أو مشرف‬ ‫]مأتلفعات [ أن التلفع هو أن تشتمل بالثوب حتى تجلل به‬ ‫أجل تجميع أوجه النشاطإ اللزمة لتحقيق الهداف ‪,‬‬
‫واحد ‪.‬‬ ‫جسدك ‪ ,‬وفي شرح الموطإأ لبن حبيب ‪ :‬التلفع ل يكون إل‬ ‫فالتنظيم ليس هدفا في حد ذاته ولكنه وسيلة للوصول إلى‬
‫ونلمس ) وحدةا المر ( في الحديث‬ ‫بتغطية الرأس ‪ ,‬والتلفف يكون بتغطية الرأس وكشفه ‪,‬‬ ‫الهدف بطريقة أفضل وبأسلوب أكفا ‪.‬‬
‫السابق من حيث صلةا المؤمنات خلف‬ ‫و] المروط [ جمع مرطإ بكسر أوله وهو كساء من خز أو‬ ‫ويذكر ) النمر وآخرون ‪1417 ,‬هـ ‪ ( 151 :‬أن‬
‫النبي – صلى ا عليه وسلم – باعتبار‬ ‫صوف أو غيره ‪ ,‬وعن النضر بن شميل ما يقتضي أنه‬ ‫هناك عددإا من المبادإىء التنظيمية ‪ ,‬وهي ‪ ) :‬مبدأ وحدةا‬
‫أنه الرئيس والقائد والرسول الذي أرسل‬ ‫خاصا بلبس النساء ) العسقلني ‪ ,‬ج ‪. ( 466 : 1‬‬ ‫الهدف – مبدأ التخصص وتقسيم العمل – مبدأ وحدةا‬
‫إليهم ‪.‬‬ ‫القيادإةا أو المر – مبدأ نطاقا الشراف – مبدأ تكافؤ‬
‫ويذكر ) العيني ‪ ,‬ج ‪ ( 89 : 4‬أن معنى قوله ]مأتلفعات[‬ ‫السلطة والمسئولية – مبدأ تفويض السلطة – مبدأ‬
‫من التلفع أي ملتحفات والتلفع بالثوب أن يشتمل به حتى‬ ‫المركزية واللمركزية ( ‪.‬‬
‫يجلل جسده وهو اشتمال الصماء عند العرب لنه لم يرفع‬ ‫وفي الحديث السابق نلمس ) وظيفة التنظيم ( من‬
‫جانبا منه فيكون فيه فرجه وهو عند الفقهاء مثل الضطباع‬ ‫حيث تنظيم النساء لمر خروجهن ليشهدن الصلةا مع‬
‫إل أنه في ثوب واحد ‪,‬واللفاع أي الثوب الذي تلتفع فيه‬ ‫النبي – صلى ا عليه وسلم ‪ , -‬فقد خرجن بكامل‬
‫المدرسإة الكلسإيكية‬ ‫المرأةا أي تلتحف به فيغيبها ‪.‬‬ ‫حجابهن بحيث ل يعرفهن أحد من شدةا الحجاب ‪.‬‬
‫البيروقراطية‬ ‫و] المروط [ جمع مرطإ وقيل ) المرطإ ( ملجفة يتزر‬
‫اسإتخداما الخبراء‬ ‫بها والجمع إمراطإ ومروطإ وقيل يكون المرطإ كساء من خز‬ ‫تخطيط‬
‫الشاهأد ‪ } :‬فيشهد مأعه نساء مأن المؤمأنات مأتلفعات في أو صوف أو كتان وقيل أنه الثوب الخضر وقيل أنه أكسية الشاهأد ‪ } :‬أخإبرني عروة أن عائشة‬
‫من شعر أسودإ وقيل أنه أكسية معلمة وقيل أنه الزار وقيل قالت ‪. { ... :‬‬ ‫مأروطهن ثم يرجعن إلى بايوتهن مأا يعرفهن أحد {‬
‫الشاهأد ‪ } :‬كان رسإول ا – صلى ا‬ ‫يعرف ) النمر وآخرون ‪ ( 95 :‬التخطيط على أنه " أن المرطإ ل يكون إل دإرعا وهو من خز أخضر ‪.... ,‬‬

‫السلوك الدإاري في صحيح البخاري ‪75 -‬‬


‫عليه وسإلم – يصلي الفجر فيشهد مأعه‬ ‫وتعددإت الراء في المرطإ وكل الوجوه ذكرها بالتفصيل‬ ‫عمل ذهني يعتمد على التفكير العميق والرؤية الصائبة‬
‫نساء مأن المؤمأنات { ‪.‬‬ ‫)العيني ‪ ,‬ج ‪. ( 98 : 4‬‬ ‫التي يستخدمها المخطط في رؤية حاضره ومواجهة‬
‫يذكر ) سالم وآخرون ‪1982 ,‬ما ‪(39 :‬‬ ‫مستقبله " ‪.‬‬
‫أن البيروقراطإية ظهرت كردإ فعل‬ ‫وفي قوله ] مأا يعرفهن مأن أحد [ وهو على أحد‬ ‫ويذكر ) النمر وآخرون ‪1417 ,‬هـ ‪ ( 101 :‬أن‬
‫للمدرسة العلمية التي أهملت لنسان وكردإ‬ ‫الحتمالين ‪ :‬هل عدما المعرفة بهن لبقاء الظلمة أو لمبالغتهن‬ ‫التخطيط يشتمل على عددإ من المقومات الساسية ‪,‬‬
‫فعل للعلقات النسانية التي غالت في‬ ‫في التغطية ؟ ) العسقلني ‪ ,‬ج ‪. ( 466 : 1‬‬ ‫وهي ‪-:‬‬
‫الهتماما بالنسان ‪.‬‬ ‫‪ ‬الهداف ‪.‬‬
‫وهناك عدةا خصائص للبيروقراطإية ‪,‬‬ ‫علقاته بمبادىء النظرية السإلماية‬ ‫‪ ‬التنبؤ ‪.‬‬
‫منها ‪ ) :‬استخداما الخبراء ( أي أن التنظيم‬ ‫‪ ‬السياسات والبرامج ‪.‬‬
‫البيروقراطإي في وضعه المثالي مبني‬ ‫مأن الضروريات الخمس ) حفظ الدين ( ‪ :‬الشاهأد ‪:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬الجراءات ‪.‬‬
‫على أساس استخداما الخبراء بناء على‬ ‫}فيشهد مأعه نساء مأن المؤمأنات مأتلفعات في‬ ‫‪ ‬طإرقا العمل ) الوسائل والمكانات ( ‪.‬‬
‫مؤهلتهم وخبرتهم ‪.‬‬ ‫مأروطهن ثم يرجعن إلى بايوتهن مأا يعرفهن أحد { ‪,‬‬ ‫وتنطبق المقومات السابقة على الحدي السابق كما‬
‫ويتضح لنا من الحديث أن استخداما‬ ‫ويذكر )النحلوي ‪1420 ,‬هـ ‪ ( 69 :‬أن‬ ‫يلي ‪-:‬‬
‫الخبراء يكمن في استعانة السلف بالسيدةا‬ ‫الضروريات الخمس هي ‪ :‬حفظ الدين – المحافظة‬ ‫أول ‪ :‬الهأداف ‪ :‬وهي النتائج المطلوب تحقيقها في‬
‫عائشة – رضي ا عنها – لرواية‬ ‫على النفس – المحافظة على المال – المحافظة على‬ ‫المستقبل ‪ ,‬وتختلف الهداف من حيث المدةا الزمنية التي‬
‫الحادإيث ‪.‬‬ ‫العقل – المحافظة على العرض والنسل والنساب ‪.‬‬ ‫تغطيها ودإرجة شموليتها فهناك الهداف الطويلة الجل‬
‫وأيضا يظهر استخداما الخبراء في‬ ‫وفي الحديث يتضح لنا حفظ الدين من باب‬ ‫والهداف المتوسطة الجل والهداف القصيرةا الجل ‪.‬‬
‫شهادإةا المؤمنات للصلةا خلف النبي‪-‬‬ ‫حرصا النساء المؤمنات على أن يشهدن صلةا‬ ‫وفي الحديث السابق كان الهدف من هذا التخطيط هو‬
‫صلى ا عليه وسلم – ‪.‬‬ ‫الجماعة خلف النبي – صلى ا عليه وسلم – وفوقا‬ ‫التخطيط للطريقة التي يمكن أن تخرج بها النساء إلى‬
‫ذلك كله متسترات بالحجاب الشامل الكامل الذي من‬ ‫الصلةا ويكن متبعات لوامر النبي – صلى ا عليه‬
‫نظرية مأاسإلو‬ ‫صفاته ل يدل أحد على معرفتهن ‪.‬‬ ‫وسلم – التي أمرهن بها في الحجاب ‪.‬‬
‫الحاجات الجتماعية‬ ‫والهدف السابق هو هدف طإويل الجل ‪.‬‬
‫الشاهأد ‪ } :‬ثم يرجعن إلى بايوتهن مأا‬ ‫ومأن مأقومأات الدإارة في السإلما ) العقل والذكاء‬ ‫‪‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬التنبؤ ‪ :‬والتنبؤ هو نشاطإ ذهني مرتبط بوجودإ‬
‫يعرفهن أحد { ‪.‬‬ ‫والفطنة ( ‪ :‬الشاهأد ‪ } :‬فيشهد مأعه نساء مأن‬ ‫النشاطإ النساني وهو نتيجة لرتباطإ النشاطإ الزمني‬
‫يذكر ) النمر وآخرون ‪1417 ,‬هـ ‪73 :‬‬ ‫المؤمأنات مأتلفعات في مأروطهن { ‪ ,‬ويذكر )سمارةا ‪,‬‬ ‫بعنصر الوقت ‪ ,‬فالتنبؤ الدقيق يساعد على اتخاذ‬

‫السلوك الدإاري في صحيح البخاري ‪76 -‬‬


‫( أن ماسلو قاما بترتيب الحاجات النسانية‬ ‫‪ ( 99 : 200‬أن من مقومات الدإارةا في السلما‬ ‫القرارات السليمة ‪.‬‬
‫العقل والذكاء والفطنة ‪ ,‬إذ أن العقل مناطإ التكليف في على شكل هرما تمثل قاعدته الحاجات‬ ‫ويظهر عنصر التنبؤ من باب أن خروج المؤمنات‬
‫الفسيولوجية الساسية وتتدرج تلك‬ ‫السلما أما الذكاء والفطنة ليتمكن بهما القائد من‬ ‫بالحجاب الكامل كان تنبؤا بأن يصادإفهن أي رجل في‬
‫القدرةا على تسيير العمل ورسم الخطط والتنسيق بين الحاجات ارتفاعا حتى تصل إلى قمة‬ ‫الطريق فيعرفن ‪.‬‬
‫الهرما حيث الحاجة إلى تحقيق الذات ‪.‬‬ ‫المواقف وتحديد ما يلزما لكل موقف وليكون في‬ ‫ثالثا وراباعا ‪ :‬السياسإات والجراءات ‪ :‬والسياسات‬
‫وينطبق في هذا الحديث ) الحاجات‬ ‫وضع يمكنه من تسيير العمل على أكمل وجه وبأيسر‬ ‫مجموعة المبادإىء والقواعد التي تحكم سير العمل‬
‫الجتماعية ( ويذكر ) النمر وآخرون ‪,‬‬ ‫التكاليف وأقل الوقت ‪.‬‬ ‫والمحددإةا سلفا بمعرفة الدإارةا والتي يسترشد بها‬
‫‪1417‬هـ ‪ ( 75 :‬أن النسان اجتماعي‬ ‫ويتضح لنا من الحديث السابق أن النساء‬ ‫العاملون في المستويات المختلفة عند اتخاذ القرارات‬
‫المؤمنات كن على دإرجة من العقل والذكاء والفطنة بطبعه ‪ ,‬فلكي يعيش ويتقدما ل بد له من أن‬ ‫والتصرفات المتعلقة بتحقيق الهداف ‪ ,‬إذن السياسات‬
‫ما جعلهن يقررن أن يخرجن بكامل حجابهن إحساسا يرتبط بالخرين ويتعاون معهم ‪ ,‬لذلك‬ ‫هي المرشد لختيار الطريق الذي وصل للهدف ‪.‬‬
‫زودإه ا سبحانه وتعالى بالحاجات‬ ‫بالمسئولة بعد إيمانهن واحتراما للدين السلمي ‪.‬‬ ‫أما الجراءات هي بمثابة الخطوات المكتبية‬
‫الجتماعية التي تدفعه للعمل ليس لمجردإ‬ ‫والمراحل التفصيلية التي توضح أسلوب إتماما العمال‬
‫مأن مأقومأات الدإارة في السإلما ) القدرة والكفاءة ( إشباع حاجاته الطبيعية ولكن لكي يعيش‬ ‫‪‬‬ ‫وكيفية تنفيذها والمسئولين عن تنفيذها والمدةا الزمنية‬
‫حياةا اجتماعية طإبيعية ويتصل بالناس‬ ‫‪ :‬الشاهأد ‪ } :‬لقد كان رسإول ا – صلى ا عليه‬ ‫اللزمة لتماما هذه العمال ‪ ,‬إذن الجراءات هي خط‬
‫وينتمي إلى جماعة معينة ‪.‬‬ ‫وسإلم – يصلي الفجر فيشهد مأعه نساء مأن‬ ‫سير لجميع العمال التي تتم دإاخل المنظمة والتي على‬
‫وهذا يتضح من خروج النساء للصلةا‬ ‫المؤمأنات ‪ , { ...‬ويذكر ) سمارةا ‪(104 : 2000 ,‬‬ ‫ضوئها يتم تنفيذ تلك العمال ‪.‬‬
‫أن السلما يفرض على كل متول لقيادإةا أو عمل لن في جماعة ورجوعهن من الصلةا في‬ ‫والسياسات والجراءات تعبر في الحديث السابق‬
‫جماعة ‪.‬‬ ‫يكون قادإرا على القياما بما وكل إليه من عمل ‪,‬‬ ‫عن الطريقة التي فكرن بها المسلمات لحجابهن بحيث‬
‫فالقدرةا والكفاءةا من لوازما القيادإةا الرئيسية حيث أن‬ ‫يشهدن الصلةا بدون أن يعرفهن أحد ‪.‬‬
‫نظرية الظروف ) الوضاع (‬ ‫العمال المناطإة بالقيادإةا تستوجب ذلك حيث أن‬ ‫خإامأسا ‪ :‬تدباير الوسإائل والمأكانات ‪ :‬الوسيلة‬
‫الشاهأد ‪ } :‬فيشهد مأعه نساء مأن‬ ‫التوجيه والتنظيم والتخطيط والمثابرةا للوصل إلى‬ ‫لترجمة الهداف إلى شيء ملموس بما يساعد على‬
‫المؤمأنات مأتلفعات في مأروطهن ثم‬ ‫الهداف وتحقيقها إنما يستلزما قدرةا ومهارةا وأي‬ ‫إكمال العمال وتحقيق الهداف ‪.‬‬
‫يرجعن إلى بايوتهن مأا يعرفهن أحد {‬ ‫ضعف في أي من الجوانب عند القائد سيؤثر سلبيا‬ ‫والوسائل والمكانات التي اتبعنها المؤمنات هي‬
‫يذكر ) سالم وآخرون ‪1982 ,‬ما ‪(47 :‬‬ ‫على نجاح العمل وتطويره ‪.‬‬ ‫الحجاب الكامل والتلفع في مروطإهن بحيث ل يظهرن‬
‫وفي الحديث السابق نجد أن القدرةا والكفاءةا الموجودإةا أن التجاه الظرفي في الدإارةا يعد أسلوبا‬ ‫منهن ما يدل عليهن فيعدن إلى بيوتهن فل يعرفهن أحد‪.‬‬

‫السلوك الدإاري في صحيح البخاري ‪77 -‬‬


‫حديثا في العمل الدإاري يقوما على أساس‬ ‫عند النبي – صلى ا عليه وسلم – هي التي أهلته‬
‫أنه ليس هناك مفهوما أو نظرية إدإارية‬ ‫ليكون القائد في الصلةا ويصلي خلفه المؤمنون‬ ‫التوجيه‬
‫يمكن تطبيقها في مختلف الوقات‬ ‫والمؤمنات ‪.‬‬ ‫الشاهأد‪ } :‬أن عائشة قالت ‪{ ... :‬‬
‫والظروف على كل أنواع المؤسسات ‪,‬‬ ‫يذكر ) سالم وآخرون ‪1982 ,‬ما ‪ ( 18 :‬أن التوجيه‬
‫وإنما يجب استخداما هذه المفاهيم‬ ‫اهأتماما السلف في توضيح أمأور الدين ‪ :‬الشاهأد ‪:‬‬ ‫‪‬‬ ‫يتعلق مباشرةا بإدإارةا العنصر النساني في المؤسسة ‪.‬‬
‫والنظريات الدإارية بشكل انتقائي يتناسب‬ ‫}أن عائشة قال ‪ , { ... :‬ومما سبق نجد أن السلف‬ ‫ويضيف ) الشلعوطإ‪1423 ,‬هـ ‪ ( 128 :‬أن التوجيه‬
‫الصالح يهتم بتوضيح أمور الدين لمن يتبعه من المم مع الظروف التي تعيشها المؤسسة ‪.‬‬ ‫يتعلق بإرشادإ المرؤوسين وتوجيههم خلل أدإائهم للعمل‬
‫والحديث السابق يطابق النظرية من‬ ‫‪ ,‬وهذا ما فعلته السيدةا عائشة فقد كان ذكرها لحال‬ ‫من حيث إعطائهم التعليمات اللزمة والنصح والرشادإ‬
‫المؤمنات وما كن عليه من الحجاب دإعوةا لتخاذهن حيث أن الظرف الذي مرت به النساء‬ ‫للتنفيذ التي توضح ما خفي من أمور وإرشادإهم لكيفية‬
‫المؤمنات وهو خروجهن للصلةا خلف‬ ‫قدوةا لكافة نساء المسلمين ‪.‬‬ ‫التعامل مع ما يواجهونه من مشكلت‪.‬‬
‫النبي – صلى ا عليه وسلم – ومعه‬ ‫ويتضح التوجيه في الحديث السابق من خلل توجيه‬
‫الرجال المؤمنون وهو ما دإفعهن إلى‬ ‫تخطيط مأن أجل تعليم الجيال الصاعدة ‪ :‬الشاهأد ‪:‬‬ ‫‪‬‬ ‫السيدةا عائشة لنساء المؤمنات للطريقة الصحيحة التي‬
‫الخروج متلفعات بمروطإهن ل يعرفهن‬ ‫}أن عائشة قالت ‪ , { ... :‬ويذكر )الشلعوطإ ‪,‬‬ ‫يجب أن يخرجن بها إذا أردإن أن يشهدن صلةا الجماعة‬
‫أحد من حجابهن ‪.‬‬ ‫‪1423‬هـ ‪ ( 106 :‬أن هذا يشمل التعليم والتربية‬ ‫‪ ,‬وكان التوجيه بذكر القدوةا ‪.‬‬
‫والهتماما بالجيال ‪ ,‬فقد رسم لنا السلما الطريق‬
‫لذلك ‪.‬‬
‫ويتجلى من الحديث الشريف اهتماما عائشة لتعليم‬
‫الجيال الصاعدةا من النساء المؤمنات ‪ ,‬وكانت‬ ‫التوجيه ) التصال (‬
‫نظرية النظم‬ ‫الطريقة بذكر حال النساء في السابق بدل من ذكرها‬ ‫الشاهأد ‪ } :‬أخإبرني عروة أن عائشة قاتلت ‪{ ... :‬‬
‫الشاهأد ‪ } :‬فيشهد مأعه نساء مأن‬ ‫كموعظة وإرشادإ بل بذكر القدوات الصالحات من‬ ‫يذكر ) الشلعوطإ ‪1423 ,‬هـ ‪ ( 132 :‬أن التصال‬
‫المؤمأنات مأتلفعات في مأروطهن ثم‬ ‫النساء ‪.‬‬ ‫مبني على أساس نقل المعلومات وتبادإلها والفصاح علما‬
‫يرجعن إلى بايوتهن مأا يعرفهن أحد {‬ ‫يدور في النفس البشرية على شكل معنى يرادإ إيصاله‬
‫يذكر ) النمر وآخرون ‪1417 ,‬هـ ‪81 :‬‬ ‫)أسإلوب الترباية باالقدوة( ‪ :‬الشاهأد ‪ } :‬أن عائشة‬ ‫إلى الخرين وفي الغالب أن وسيلة التصال هي الكلما‪ .‬‬
‫قالت ‪ ..... :‬فيشهد مأعه نساء مأن المؤمأنات مأتلفعات ( مدخل النظم يؤكد على أن المنظمة‬ ‫ويذكر ) النمر وآخرون ‪1417 ,‬هـ ‪ ( 378 :‬أن‬
‫في مأروطهن ‪ { ...‬ويذكر الحديث أحد أساليب التربية تتكون من أجزاء ترتبط ببعضها البعض‬ ‫عناصر عملية التصال ‪ ) :‬المرسل والرسالة وقناةا‬

‫السلوك الدإاري في صحيح البخاري ‪78 -‬‬


‫بعلقة تفاعل وتداخل ‪ ,‬أي أن كل جزء‬ ‫السلمية وهي التربية بالقدوةا ‪ ,‬وتتضح من ذكر‬ ‫التصال والمستقبل والستجابة ( ‪.‬‬
‫منها يؤثر في الجزاء الخرى ويتأثر بها‬ ‫السيدةا عائشة لحال السلف الصالح من نساء‬ ‫ويذكر ) النمر وآخرون ‪1417 ,‬هـ ‪ ( 383 :‬أن‬
‫المؤمنات وكيف كان حجابهن ليكن قدوةا يحتذى بها ‪ ,‬وأن الكيان الكلي يتأثر بهذه الجزاء‬ ‫وسائل التصالت ‪ ) :‬التصال الشخصي أو الشفوي –‬
‫جميعا ويؤثر فيها ‪ ,‬بمعنى أنه إذا حدثا‬ ‫من قبل فتيات ونساء المسلمين ‪.‬‬ ‫التصال الكتابي ( ‪.‬‬
‫تغيير في أي من هذه الجزاء فإن‬ ‫وفي الحديث السابق نجد أن التصال كان بين السيدةا‬
‫الجزاء الخرى والمنظمة بكاملها تتغير‬ ‫حق الطاعة والسإتجاباة ‪ :‬الشاهأد ‪ } :‬فيشهد مأعه‬ ‫‪‬‬ ‫عائشة وبين من سمعها وروى عنها قولها ويمكن أن‬
‫أيضا ‪.‬‬ ‫نساء مأن المؤمأنات مأتلفعات في مأروطهن ‪{ ...‬‬ ‫نفصل عناصر التصال على النحو التالي‪:‬‬
‫وأن أي نظاما مفتوح يحصل على‬ ‫يذكر ) الفهداوي ‪1421 ,‬هـ ‪ ( 72 :‬أن حقوقا الدإارةا‬ ‫المرسإل ‪ :‬السيدةا عائشة – رضي ا عنها – ‪.‬‬
‫على المجتمع المسلم هي ‪ ) :‬حق الطاعة ولستجابة "مدخلت" من البيئة ويجري عليها‬ ‫المستقبل ‪ :‬هو الراوي وهو من متن الحديث‬
‫"عمليات" أو نشاطإات معينة ينتج عنها‬ ‫– حق النصرةا والمعاونة والولء – حق تلبية نداء‬ ‫)عروةا( الذي أخبر شعيب بن الزهري الذي أخبر أبو‬
‫"مخرجات" تصب في البيئة ‪.‬‬ ‫الجهادإ (‪.‬‬ ‫اليمان ‪.‬‬
‫والمدخإلت ‪ :‬هي النساء اللواتي‬ ‫ومن الحديث يتضح لنا حق الطاعة والستجابة لولي‬ ‫الرسإالة ‪ :‬كيفية حجاب النساء المؤمنات عندما‬
‫سيخرجن للصلةا خلف النبي – صلى ا‬ ‫المر في استجابة النساء المؤمنات لوامر الدين‬ ‫يشهدن الصلةا خلف النبي – صلى ا عليه وسلم – ‪.‬‬
‫عليه وسلم – ‪.‬‬ ‫السلمي والستماع إلى أوامر النبي – صلى ا‬ ‫قناة التصال ) وسإيلة التصال ( ‪ :‬اتصال شفهي أو‬
‫العمليات ‪ :‬الطريقة التي سيخرجن بها‬ ‫عليه وسلم – في أمور حجابهن ‪.‬‬ ‫شخصي تم بطريقة مباشرةا وجها لوجه ‪.‬‬
‫ليشهدن صلةا الجماعة ‪.‬‬
‫المخرجات ‪ :‬خروج النساء المؤمنات‬
‫ليشهدن صلةا الجماعة متلفعات‬ ‫التوجيه ) القيادإة (‬
‫بمروطإهن ل يظهر منهن ما يدل عليهن ‪.‬‬ ‫الشاهأد ‪ } :‬فجئت ليلة لبعض أمأري {‬
‫يذكر ) النمر وآخرون ‪1417 ,‬هـ ‪ ( 313 :‬تعريفا‬
‫للقيادإةا على أنها " النشاطإ الذي يمارسه شخص للتأثير‬
‫في الخرين وجعلهم يتعاونون لتحقيق هدف يرغبون في‬
‫تحقيقه " وهي أيضا "فن التنسيق بين الفرادإ‬
‫والجماعات وشحذ هممهم لبلوغ غاية منشودإةا " ‪ ,‬فل‬
‫يمكن أن تكون هناك قيادإةا بدون مجموعة من الفرادإ‬

‫السلوك الدإاري في صحيح البخاري ‪79 -‬‬


‫وبدون وجودإ قائد يؤثر عليهم وبدون وجودإ هدف‬
‫مشترك تسعى الجماعة إلى تحقيقه ‪.‬‬
‫ويتضح لنا في هذا الحديث التوجيه من باب القيادإةا‬
‫من باب الصلةا خلف النبي – صلى ا عليه وسلم – ‪.‬‬
‫ومن الحديث نجد أن ) المجموعة التي تتطلبها‬
‫عملية القيادإة ‪ :‬وهي النساء المؤمنات اللواتي شهدن‬
‫الصلةا خلف النبي – صلى ا عليه وسلم – ‪ /‬والقائد ‪:‬‬
‫هو النبي – صلى ا عليه وسلم – الذي صلى ا عليه‬
‫وسلم خلفه المؤمنون والمؤمنات ‪ /‬والهدف ‪ :‬أن يكون‬
‫ذكر الحال الذي كن عليه المؤمنات بمثابة قدوةا لنساء‬
‫المؤمنات ) ‪.‬‬

‫مابادىء إدارية ‪:‬‬


‫مأبدأ ‪ :‬وحدة المأر‬
‫الشاهأد ‪ } :‬لقد كان النبي – صلى ا عليه وسإلم –‬
‫يصلي للفجر فيشهد مأعه نساء مأن المؤمأنات ‪{...‬‬
‫مبدأ ) وحدةا المر ( من مبادإىء فايول الدإارية ‪,‬‬
‫ويذكر )سالم وآخرون ‪1982 ,‬ما ‪ ( 33 :‬أن فايول قصد‬
‫) بوحدةا المر ( أن ل يجوز أن يتلقى الفردإ العامل‬
‫أوامر من أكثر من رئيس أو مشرف واحد ‪.‬‬
‫ونلمس ) وحدةا المر ( في الحديث السابق من حيث‬
‫صلةا المؤمنات خلف النبي – صلى ا عليه وسلم –‬
‫باعتبار أنه الرئيس والقائد والرسول الذي أرسل إليهم ‪.‬‬

‫اسإتخداما الخبراء‬

‫السلوك الدإاري في صحيح البخاري ‪80 -‬‬


‫الشاهأد ‪ } :‬أخإبرني عروة أن عائشة قالت ‪. { ... :‬‬
‫الشاهأد ‪ } :‬كان رسإول ا – صلى ا عليه وسإلم –‬
‫يصلي الفجر فيشهد مأعه نساء مأن المؤمأنات { ‪.‬‬
‫ويذكر ) سالم وآخرون ‪1982 ,‬ما ‪ ( 40 :‬أن المقصودإ‬
‫بـ ) استخداما الخبراء( هو استخداما الشخاصا بناء على‬
‫مؤهلتهم وخبراتهم ‪.‬‬
‫ويتضح لنا من الحديث أن استخداما الخبراء يكمن في‬
‫استعانة السلف بالسيدةا عائشة – رضي ا عنها –‬
‫لرواية الحادإيث ‪.‬‬
‫وأيضا يظهر استخداما الخبراء في شهادإةا المؤمنات‬
‫للصلةا خلف النبي‪ -‬صلى ا عليه وسلم – ‪.‬‬

‫ماتفرقاات إدارية ‪:‬‬


‫السلطة‬
‫الشاهأد ‪ } :‬لقد كان رسإول ا – صلى ا عليه وسإلم‬
‫– يصلي الفجر فيشهد مأعه نساء مأن المؤمأنات ‪{ ...‬‬
‫يعرف ) سالم وآخرون ‪1982 ,‬ما ‪ ( 127 :‬السلطة‬
‫هي " الحق في إصدار الوامر والقوةا في إجبار‬
‫الخرين على تنفيذها " ‪,‬ويعرفها أيضا بأنها " الحق في‬
‫اتخاذ القرارات التي تحكم تصرفات الخرين " ‪.‬‬
‫ومصادإر السلطة ثلثة ‪ ) :‬السلطة التشريعية – قبول‬
‫المرؤوسين للسلطة – السلطة الشخصية ( ‪.‬‬
‫والسلطة في الحديث السابق للنبي‪ -‬صلى ا عليه‬
‫وسلم – الذي صلى ا عليه وسلم خلفه المؤمنون‬
‫والمؤمنات ‪ ,‬وقد استمد النبي – صلى ا عليه وسلم –‬

‫السلوك الدإاري في صحيح البخاري ‪81 -‬‬


‫سلطته من السلطة التشريعية التي وهبها له ا عز وجل‬
‫‪ ,‬ومن السلطة الشخصية المتمثلة في صفاته ‪ ,‬ومن قبول‬
‫المرؤوسين لسلطته ‪.‬‬

‫اتخاذ القرارات‬
‫الشاهأد ‪ } :‬فيشهد مأعه نساء مأن المؤمأنات مأتلفعات في‬
‫مأروطهن ثم يرجعن إلى بايوتهن مأا يعرفهن مأن احد {‬
‫يذكر ) النمر وآخرون ‪1417 ,‬هـ ‪ ( 349 :‬أن عملية‬
‫اتخاذ القرارات من المهاما الساسية للدإارةا بل هي‬
‫الركيزةا الساسية في العمل الدإاري لن العملية‬
‫الدإارية ل تخرج عن كونها عملية اتخاذ القرارات فهي‬
‫عملية متداخلة في جميع وظائف الدإارةا ونشاطإاتها ‪.‬‬
‫ويضيف ) النمر وآخرون ‪1417 ,‬هـ ‪ ( 354 :‬أن‬
‫مراحل اتخاذ القرارات تتمثل في النقاطإ التالية ‪-:‬‬
‫تشخيص المشكلة محل القرار وتحديدها وتحليلها‬ ‫‪.1‬‬
‫جمع البيانات والمعلومات ووسائل الحصول‬ ‫‪.2‬‬
‫عليها‪.‬‬
‫تحديد البدائل المتاحة وتقويمها ‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫اختيار البديل المناسب والفضل ‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫متابعة القرار وتنفيذه ‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫ويمكن تطبيق المراحل والخطوات السابقة على‬
‫الحديث كما يلي ‪-:‬‬
‫تشخيص المشكلة وتحديدهأا ‪ :‬كيفية خروج النساء‬
‫للصلةا بدون فتنة للمصلين ‪.‬‬
‫جمع البيانات والمعلومأات ‪ :‬كانت عن طإريق معرفة‬

‫السلوك الدإاري في صحيح البخاري ‪82 -‬‬


‫النساء للمور التي يمكن أن تواجههن وهي مقابلة أحد‬
‫من الرجال في طإريقهن للصلةا ‪.‬‬
‫تحديد البدائل المتاحة ‪ :‬كانت البدائل المتاحة أماما‬
‫النساء إما ) عدما الخروج للصلةا – أو الخروج للصلةا‬
‫بدون اهتماما بأمر الحجاب أو الخروج إل الصلةا وهن‬
‫منفذات لوامر النبي – صلى ا عليه وسلم – في‬
‫الحجاب ( ‪.‬‬
‫اخإتيار البديل المناسإب والفضل ‪ :‬كان هناك بديل ل‬
‫يمكن أن تتخذه المؤمنات وهو خروجهن متبرجات‬
‫لنهن دإخلت الدين السلمي عن كامل اقتناع فكن‬
‫متبعات لوامره ومجتنبات لنواهيه ‪.‬‬
‫أما البديلين الخرين فأحدهما من الممكن اتخاذ‬
‫القرار فيه وهو عدما خروجهن للصلةا – باعتبار أن‬
‫صلةا المرأةا في بيتها أفضل ‪ , -‬ولكمن كان قرارهن لو‬
‫تم البديل الثاني – وهو خروجهن للصلتة بأن يكون‬
‫حجابهن كامل بحيث ل يظهر من زينتهن شيء‬
‫ويرجعن إلى بيوتهن بدون أن يعرفهن أحد ‪.‬‬

‫إدإارة المواردإ البشرية‬


‫الشاهأد ‪ } :‬فيشهد مأعه نساء مأن المؤمأنات مأتلفعات في‬
‫مأروطهن ثم يرجعن إلى بايوتهن مأا يعرفهن أحد {‬
‫يذكر ) النمر وآخرون ‪1417 ,‬هـ ‪ ( 243 :‬أن إدإارةا‬
‫الواردإ البشرية هي مجموعة من القواعد والساليب‬
‫الخاصة بتنظيم ومعاملة العاملين بحيث يمكن الحصول‬
‫على أكبر قدر من إمكانات الفرادإ وطإاقاتهم وقدراتهم‬

‫السلوك الدإاري في صحيح البخاري ‪83 -‬‬


‫بما يحقق كفاءةا الدإاء للفردإ وللجماعة وبما يحقق أفضل‬
‫المزايا وأعظم النتائج ‪.‬‬
‫وهذا ينطبق على ما فعلنه نساء المؤمنات حيث‬
‫نظمن كيفية خروجهن للصلةا بحيث يشهدن الصلةا‬
‫خلف النبي – صلى ا عليه وسلم – وفي نفس الوقت‬
‫يكن متمسكات بأوامر النبي – صلى ا عليه وسلم –‬
‫في الحجاب ‪.‬‬

‫المسئولية‬
‫الشاهأد ‪ } :‬فيشهد مأعه نساء مأن المؤمأنات مأتلفعات في‬
‫مأروطهن ثم يرجعن إلى بايوتهن مأا يعرفهن أحد {‪.‬‬
‫يذكر ) سالم وآخرون ‪1982 ,‬ما ‪ ( 132 :‬أن‬
‫المسئولية تعني " تعهد المرؤوس أو التزامه بتنفيذ‬
‫أعمال أو نشاطإات معينة معهودإةا إليه بأقصى قدراته ‪,‬‬
‫واللتزاما هو أساس المسئولية وتنشأ المسئولية من‬
‫طإبيعة العلقة بين الرئيس والمرؤوس " ‪.‬‬
‫ومن الحديث السابق نلمس المسئولية من فعل النساء‬
‫المؤمنات اللواتي شعرن بالمسئولية كاملة حين خرجن‬
‫إلى الصلةا خلف النبي – صلى ا عليه وسلم –‬
‫فخرجن متلفعات بمروطإهن ل يعرفهن أحد من قوةا‬
‫حجابهن ‪.‬‬

‫إدإارة الجودإة الكلية‬


‫الشاهأد‪ } :‬فيشهد مأعه نساء مأن المؤمأنات مأتلفعات‬
‫في مأروطهن ثم يرجعن إلى بايوتهن مأا يعرفهن أحد {‬

‫السلوك الدإاري في صحيح البخاري ‪84 -‬‬


‫يعرف ) النمر وآخرون ‪1417 ,‬هـ ‪ ( 88 :‬إدإارةا‬
‫الجودإةا الشاملة بأنها ‪ " :‬خلق ثقافة متميزةا في الدإاء‬
‫حيث يعمل المديرون والموظفون بشكل مستمر ودإؤوب‬
‫لتحقيق توقعات العملء والمستفيدين وأدإاء العمل‬
‫الصحيح بشكل صحيح منذ البداية مع تحقيق الجودإةا‬
‫بشكل أفضل وفاعلية عالية وفي أقصر وقت ممكن " ‪.‬‬
‫ويعرفها ) النمر وآخرون ‪1417 ,‬هـ ‪ ( 89 :‬بأنها ‪" :‬‬
‫بعض المبادإىء التوجيهية والفلسفية التي تمثل أساس‬
‫التحسن المستمر للمنظمات من خلل استخداما الساليب‬
‫الحصائية والمواردإ البشرية لتحسين الخدمات والمواردإ‬
‫التي تم توفيرها للمنظمة ‪ ,‬إضافة إلى النظاما الداخلي‬
‫الذي يحكم عمل المنظمة والدرجة التي يتم بها مواجهة‬
‫مطالب المستفيدين في الوقت الحاضر وفي المستقبل ‪,‬‬
‫وهي خلق التكامل بين الساليب الدإارية الجوهرية‬
‫والجهودإ الحالية لتحسين الدإاء والوسائل التقنية وجعلها‬
‫تعمل في نموذج نظامي موحد موجه لتحقيق التحسن‬
‫المستمر " ‪ ,‬وبالتالي يكون الهدف الساسي من هذا‬
‫النموذج هو ‪ " :‬الرقي بالخدمات التي تقمها الجهزةا‬
‫الدإارية إلى مستوى أفضل يحقق الكفاءةا والفاعلية‬
‫المطلوبة"‪.‬‬
‫ومن الحديث السابق نلمس إدإارةا الجودإةا الشاملة في‬
‫حجاب النساء المؤمنات اللواتي شهدن صلةا الجماعة‬
‫مع النبي – صلى ا عليه وسلم – فقد تحجبن بشكل ل‬
‫يعرفهن أحد عند رجوعهن إلى بيوتهن ‪ ,‬وقد وصفت‬
‫السيدةا عائشة – ري ا عنها – صفة الحجاب بأنهن‬

‫السلوك الدإاري في صحيح البخاري ‪85 -‬‬


‫تلفعن في مروطإهن حتى إذا انتهت الصلةا وعدن إلى‬
‫بيوتهن ل يعرفهن أحد من شدةا الحجاب ‪.‬‬

‫الحديث – رقمه – تفسيره‬


‫المدارس والنظريات الدإارية‬ ‫الباب المستنبط‬
‫علقته بامبادإىء النظرية السإلمأية‬
‫المدرسإة الكلسإيكية‬ ‫الحديث رقم) ‪ : (367‬حدثنا عبد ا بن يوسف قال ‪ :‬أخبرنا‬ ‫الهأداف ‪-:‬‬
‫الدإارة العلمية‬
‫مالك عن إسحاقا بن عبد ا بن أبي طإلحة عن أنس بن مالك‬ ‫جواز إجابة الدعوةا ولو لم تكن عرسا ولو كان‬ ‫‪‬‬
‫فايول ) وحدة المأر (‬ ‫الداعي امرأةا لكن حيث تؤمن الفتنة ‪.‬‬
‫الشاهأد ‪ } :‬قومأوا فلصل لكم {‬ ‫‪ " :‬أن جدته مليكة دإعت رسول ا – صلى ا عليه وسلم‬
‫مبدأ ) وحدةا المر ( من مبادإىء‬ ‫جوزا الكل من طإعاما الدعوةا ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫– لطعاما صنعته له ‪ ,‬فأكل منه ‪ ,‬ثم قال ‪ :‬قوموا فلصل لكم ‪,‬‬
‫فايول الدإارية ‪ ,‬ويذكر )سالم وآخرون ‪,‬‬ ‫جواز صلةا النافلة جماعة في البيوت ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫قال أنس ‪ :‬فقمت إلى حصير لنا قد اسودإ من طإول ما لبس ‪1982 ,‬ما ‪ ( 33 :‬أن فايول قصد ) بوحدةا‬ ‫الهتماما بتنظيف مكان المصلى ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫المر ( أن ل يجوز أن يتلقى الفردإ العامل‬
‫أوامر من أكثر من رئيس أو مشرف‬
‫فنضحته بماء ‪ ,‬فقاما رسول ا – صلى ا عليه وسلم –‬ ‫جواز قياما الصبي والنضماما إلى صفوف الصلةا ‪,‬‬ ‫‪‬‬
‫مع ضرورةا تأخير النساء عن صفوف الرجال ‪.‬‬

‫السلوك الدإاري في صحيح البخاري ‪86 -‬‬


‫واحد ‪.‬‬ ‫وصففت ‪ ,‬واليتيم وراءه ‪ ,‬والعجوز من ورائنا فصلى لنا‬ ‫بيان قياما المرأةا في صف لوحدها إن لم يكن معها‬ ‫‪‬‬
‫ونلمس ) وحدةا المر ( في الحديث‬ ‫نساء ‪ ,‬أي جواز صلةا المنفردإ خلف الصف وحده ‪.‬‬
‫رسول ا – صلى ا عليه وسلم – ركعتين ‪ ,‬ثم انصرف"‪.‬‬
‫السابق من حيث الجماعة خلف النبي –‬
‫صلى ا عليه وسلم – باعتبار أنه‬ ‫) عطا ‪1421 ,‬هـ ‪ /‬ج ‪(101 : 1‬‬ ‫صحة صلةا الصبي المميز ووضوئه ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الرئيس والقائد والرسول الذي أرسل إليهم‬
‫الوظائف ‪-:‬‬
‫تفسير الحديث ‪:‬‬
‫المدرسإة الكلسإيكية‬ ‫تنظيم‬
‫مأا يتعلق باالحديث الساباق ‪:‬‬
‫الدإارة العلمية‬ ‫الشاهأد ‪ } :‬فقاما رسإول ا –صلى ا عليه وسإلم –‬
‫يذكر ) العيني ‪ ,‬ج ‪ ( 110 : 4‬أن هناك من الحادإيث‬
‫فايول ) المبادإأة (‬ ‫وصففت واليتيم وراءه والعجوز مأن خإلفنا {‬
‫ما يتعلق بالحديث السابق وهو ما رواه أبو دإاوودإ ‪ ,‬حدثنا‬
‫الشاهأد ‪ } :‬فقمت إلى حصير لنا قد اسإودإ‬ ‫يعرف ) النمر وآخرون ‪1417 ,‬هـ ‪ ( 148 :‬التنظيم‬
‫مسلم بن إبراهيم حدثنا المثنى بن سعيد حدثنا قتادإةا عن أنس‬
‫مأن طول مأا لبس فنضحته باماء {‬ ‫على أنه عملية أو وظيفة أو عمل يقوما به المدير من‬
‫بن مالك " أن النبي – صلى ا عليه وسلم – كان يزور أما‬
‫يذكر ) سالم وآخرون ‪1982 ,‬ما ‪:‬‬ ‫أجل تجميع أوجه النشاطإ اللزمة لتحقيق الهداف ‪,‬‬
‫سليم فتدركه الصلةا أحيانا فيصلي على بساطإ لنا وهو‬
‫‪ ( 33‬أن المقصودإ بالمبادإأةا ‪ :‬التفكير في‬ ‫فالتنظيم ليس هدفا في حد ذاته ولكنه وسيلة للوصول إلى‬
‫حصير ننضحه بالماء " ‪.‬‬
‫الخطة وتنفيذها عن طإريق إفساح المجال‬ ‫الهدف بطريقة أفضل وبأسلوب أكفا ‪.‬‬
‫للمرؤوسين لتطبيق هذا المبدأ ويجب على‬ ‫ويذكر ) النمر وآخرون ‪1417 ,‬هـ ‪ ( 151 :‬أن‬
‫ويفسر ) العسقلني ‪ ,‬ج ‪ ( 380 : 1‬الحديث السابق‬
‫الرؤساء العمل على تشجيع المبادإأةا‬ ‫هناك عددإا من المبادإىء التنظيمية ‪ ,‬وهي ‪ ) :‬مبدأ وحدةا‬
‫على النحو التالي ‪:‬‬
‫والبتكار في المرؤوسين‪.‬‬ ‫الهدف – مبدأ التخصص وتقسيم العمل – مبدأ وحدةا‬
‫ويتضح من الحدي السابق مبادإأةا أنس‬ ‫القيادإةا أو المر – مبدأ نطاقا الشراف – مبدأ تكافؤ‬
‫يذكر في ] الحصير [ بإن كان ما يصلى عليه كبيرا‬
‫بن مالك وحسن وسرعة تصرفه وذلك‬ ‫السلطة والمسئولية – مبدأ تفويض السلطة – مبدأ‬
‫قدر طإول الرجل فأكثر فإنه يقال له حصير ول يقال له‬
‫من خلل تدبيرةا للحصير الذي سيصلون‬ ‫المركزية واللمركزية ( ‪.‬‬
‫خمرةا ‪ ,‬وكل ذلك يصنع من سعف النخل وما أشبهه ‪.‬‬
‫عليه ومن خلل سرعة تنظيفة له‬ ‫وفي الحديث السابق نلمس ) وظيفة التنظيم ( من‬
‫والطريقة التي نظفه بها حيث نضحه بماء‬ ‫حيث التنظيم في صفوف المصلين وترتيبهم لمواقع‬
‫وفي قوله ] لطعاما [ أي لجل طإعاما وهو مشعر بأن‬
‫ليكون جاهزا للصلةا عليه ‪.‬‬ ‫صلةا الرجل والمرأةا أثناء صلةا الجماعة ‪.‬‬
‫مجيئه كان لذلك ل ليصلي بهم ليتخذوا مكان صلته مصلى‬
‫لهم ‪ ,‬أي بدأ الحديث بأصل ما دإعي لجله ‪.‬‬
‫المدرسإة الكلسإيكية‬ ‫تخطيط‬
‫الشاهأد ‪ } :‬فقمت إلى حصير لنا قد اسإودإ مأن طول مأا‬

‫السلوك الدإاري في صحيح البخاري ‪87 -‬‬


‫البيروقراطية‬ ‫وقوله ] ثم قال قومأوا [ استدل به على ترك الوضوء‬ ‫لبس فنضحته باماء {‬
‫اسإتخداما الخبراء‬ ‫مما مست النار لكونه صلى ا عليه وسلم بعد الطعاما ‪.‬‬ ‫يعرف ) النمر وآخرون ‪ ( 95 :‬التخطيط على أنه‬
‫الشاهأد ‪ } :‬قومأوا فلصل لكم {‬ ‫"عمل ذهني يعتمد على التفكير العميق والرؤية الصائبة‬
‫يذكر ) سالم وآخرون ‪1982 ,‬ما ‪(39 :‬‬ ‫وقوله ] فلصلي لكم [ فالمر هنا بمعنى الخبر ويحنمل‬ ‫التي يستخدمها المخطط في رؤية حاضره ومواجهة‬
‫أن البيروقراطإية ظهرت كردإ فعل‬ ‫أن يكون أمرا لهم بالئتماما لكنه أضافه إلى نفسه لرتباطإ‬ ‫مستقبله " ‪.‬‬
‫للمدرسة العلمية التي أهملت لنسان وكردإ‬ ‫فعلهم بفعله ‪.‬‬ ‫ويذكر ) النمر وآخرون ‪1417 ,‬هـ ‪ ( 101 :‬أن‬
‫فعل للعلقات النسانية التي غالت في‬ ‫التخطيط يشتمل على عددإ من المقومات الساسية ‪,‬‬
‫الهتماما بالنسان ‪.‬‬ ‫وقوله ] مأن طول مأا لبس [ فيه أن الفتراش يسمى‬ ‫وهي ‪-:‬‬
‫وهناك عدةا خصائص للبيروقراطإية ‪,‬‬ ‫لبسا وقد استدل به على منع افتراش الحرير لعموما النهي‬ ‫الهداف ‪.‬‬ ‫‪.6‬‬
‫منها ‪ ) :‬استخداما الخبراء ( أي أن التنظيم‬ ‫عن لبس الحرير ‪ ,‬ول يردإ على ذلك أن من حلف ل يلبس‬ ‫التنبؤ ‪.‬‬ ‫‪.7‬‬
‫البيروقراطإي في وضعه المثالي مبني‬ ‫حريرا فإنه ل يحنث بالفتراش لن اليمان مبناها على‬ ‫السياسات والبرامج ‪.‬‬ ‫‪.8‬‬
‫على أساس استخداما الخبراء بناء على‬ ‫العرف ‪.‬‬ ‫الجراءات ‪.‬‬ ‫‪.9‬‬
‫مؤهلتهم وخبرتهم ‪.‬‬ ‫طإرقا العمل ) الوسائل والمكانات ( ‪.‬‬ ‫‪.10‬‬
‫ويتضح لنا من الحديث أن استخداما‬ ‫وقوله ] فنضحته [ يحتمل أن يكون النضح لتليين‬ ‫وتنطبق المقومات السابقة على الحدي السابق كما‬
‫الخبراء يكمن في صلةا المرأةا وأنس بن‬ ‫الحصير أو لتنظيفه أو لتطهيره ‪.‬‬ ‫يلي ‪-:‬‬
‫مالك واليتيم خلف النبي – صلى ا عليه‬ ‫وقوله ] والعجوز [ أي هي مليكة المذكورةا أول ‪.‬‬ ‫أول ‪ :‬الهأداف ‪ :‬وهي النتائج المطلوب تحقيقها في‬
‫وسلم – جماعة ‪.‬‬ ‫وقوله ] ثم انصرف [ أي إلى بيته أو من الصلةا ‪.‬‬ ‫المستقبل ‪ ,‬وتختلف الهداف من حيث المدةا الزمنية التي‬
‫تغطيها ودإرجة شموليتها فهناك الهداف الطويلة الجل‬
‫نظرية مأاسإلو‬ ‫علقاته بمبادىء النظرية السإلماية‬ ‫والهداف المتوسطة الجل والهداف القصيرةا الجل ‪.‬‬
‫الحاجات الجتماعية‬ ‫وفي الحديث السابق كان تهيئة مكان للصلةا ‪.‬‬
‫الشاهأد ‪ } :‬ثم يرجعن إلى بايوتهن مأا‬ ‫‪:‬‬ ‫الشاهأد‬ ‫‪:‬‬ ‫(‬ ‫الدين‬ ‫حفظ‬ ‫)‬ ‫الخمس‬ ‫الضروريات‬ ‫مأن‬ ‫‪‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬التنبؤ ‪ :‬والتنبؤ هو نشاطإ ذهني مرتبط بوجودإ‬
‫يعرفهن أحد { ‪.‬‬ ‫‪,‬‬ ‫)النحلوي‬ ‫ويذكر‬ ‫‪,‬‬ ‫{‬ ‫لكم‬ ‫فلصل‬ ‫}قومأوا‬ ‫النشاطإ النساني وهو نتيجة لرتباطإ النشاطإ الزمني‬
‫يذكر ) النمر وآخرون ‪1417 ,‬هـ ‪73 :‬‬ ‫حفظ‬ ‫‪:‬‬ ‫هي‬ ‫الخمس‬ ‫الضروريات‬ ‫أن‬ ‫(‬ ‫‪69‬‬ ‫‪:‬‬ ‫هـ‬‫‪1420‬‬ ‫بعنصر الوقت ‪ ,‬فالتنبؤ الدقيق يساعد على اتخاذ‬
‫( أن ماسلو قاما بترتيب الحاجات النسانية‬ ‫المال‬ ‫على‬ ‫المحافظة‬ ‫–‬ ‫النفس‬ ‫على‬ ‫المحافظة‬ ‫–‬ ‫الدين‬ ‫القرارات السليمة ‪.‬‬
‫على شكل هرما تمثل قاعدته الحاجات‬ ‫العرض‬ ‫على‬ ‫المحافظة‬ ‫–‬ ‫العقل‬ ‫على‬ ‫المحافظة‬ ‫–‬ ‫ويظهر عنصر التنبؤ من باب كيفية التصرف في‬

‫السلوك الدإاري في صحيح البخاري ‪88 -‬‬


‫الفسيولوجية الساسية وتتدرج تلك‬ ‫والنسل والنساب ‪.‬‬ ‫حال وجودإ شيء في الحصير المرادإ الصلةا عليه من‬
‫الحاجات ارتفاعا حتى تصل إلى قمة‬ ‫وفي الحديث يتضح لنا حفظ الدين من باب‬ ‫أوساخ ما شابه ‪.‬‬
‫الهرما حيث الحاجة إلى تحقيق الذات ‪.‬‬ ‫حرصا النبي – صلى ا عليه وسلم – على تعليم‬ ‫ثالثا وراباعا ‪ :‬السياسإات والجراءات ‪ :‬والسياسات‬
‫وينطبق في هذا الحديث ) الحاجات‬ ‫الشخاصا الذين دإعوه إلى كيفية الصلةا وخاصة‬ ‫مجموعة المبادإىء والقواعد التي تحكم سير العمل‬
‫للمرأةا ‪ ,‬ويذكر ) العسقلني ‪ ,‬ج ‪ ( 470 : 1‬أن النبي الجتماعية ( ويذكر ) النمر وآخرون ‪,‬‬ ‫والمحددإةا سلفا بمعرفة الدإارةا والتي يسترشد بها‬
‫– صلى ا عليه وسلم – أرادإ تعليمهم أفعال الصلةا ‪1417‬هـ ‪ ( 75 :‬أن النسان اجتماعي‬ ‫العاملون في المستويات المختلفة عند اتخاذ القرارات‬
‫بطبعه ‪ ,‬فلكي يعيش ويتقدما ل بد له من أن‬ ‫بالمشاهد لجل المرأةا فإنها قد يخفى عليها بعض‬ ‫والتصرفات المتعلقة بتحقيق الهداف ‪ ,‬إذن السياسات‬
‫يرتبط بالخرين ويتعاون معهم ‪ ,‬لذلك‬ ‫التفاصيل لبعد موقفها ‪.‬‬ ‫هي المرشد لختيار الطريق الذي وصل للهدف ‪.‬‬
‫زودإه ا سبحانه وتعالى بالحاجات‬ ‫أما الجراءات هي بمثابة الخطوات المكتبية‬
‫التخطيط مأن أجل تعليم الجيال الصاعدة ‪ :‬الشاهأد ‪ :‬الجتماعية التي تدفعه للعمل ليس لمجردإ‬ ‫‪‬‬ ‫والمراحل التفصيلية التي توضح أسلوب إتماما العمال‬
‫} قومأوا فلصل لكم { ‪ ,‬ويذكر )الشلعوطإ ‪1423 ,‬هـ إشباع حاجاته الطبيعية ولكن لكي يعيش‬ ‫وكيفية تنفيذها والمسئولين عن تنفيذها والمدةا الزمنية‬
‫حياةا اجتماعية طإبيعية ويتصل بالناس‬ ‫‪ ( 106 :‬أن هذا يشمل التعليم والتربية والهتماما‬ ‫اللزمة لتماما هذه العمال ‪ ,‬إذن الجراءات هي خط‬
‫وينتمي إلى جماعة معينة ‪.‬‬ ‫بالجيال ‪ ,‬فقد رسم لنا السلما الطريق لذلك ‪.‬‬ ‫سير لجميع العمال التي تتم دإاخل المنظمة والتي على‬
‫وهذا يتضح من إجابة دإعوةا النبي –‬ ‫ويذكر ) العسقلني ‪ ,‬ج ‪ ( 470 : 1‬أن النبي –‬ ‫ضوئها يتم تنفيذ تلك العمال ‪.‬‬
‫صلى ا عليه وسلم – للدعوةا التي‬ ‫صلى ا عليه وسلم – أرادإ تعليمهم أفعال الصلةا‬ ‫والسياسات والجراءات تعبر في الحديث السابق‬
‫وجهتها له مليكة جدةا أنس بن مالك ‪.‬‬ ‫بالمشاهد لجل المرأةا فإنها قد يخفى عليها بعض‬ ‫عن الطريقة التي سيتصرف بها أنس في تنظيفه‬
‫التفاصيل لبعد موقفها ‪.‬‬ ‫للحصير ليكون مناسبا للصلةا عليه ‪.‬‬
‫خإامأسا ‪ :‬تدباير الوسإائل والمأكانات ‪ :‬الوسيلة‬
‫ومأن مأقومأات الدإارة في السإلما ) العقل والذكاء‬ ‫‪‬‬ ‫لترجمة الهداف إلى شيء ملموس بما يساعد على‬
‫والفطنة ( ‪ :‬الشاهأد ‪ } :‬فقمت إلى حصير لنا قد‬ ‫إكمال العمال وتحقيق الهداف ‪.‬‬
‫اسإودإ مأن طول مأا لبس فنضحته باماء { ‪ ,‬ويذكر‬ ‫والوسائل والمكانات التي اتبعها أنس هي نضح‬
‫)سمارةا ‪ ( 99 : 200 ,‬أن من مقومات الدإارةا في‬ ‫الحصير بماء حتى ينظف ويكون صالحا للسجودإ عليه ‪.‬‬
‫السلما العقل والذكاء والفطنة ‪ ,‬إذ أن العقل مناطإ‬
‫التكليف في السلما أما الذكاء والفطنة ليتمكن بهما‬ ‫التوجيه‬
‫القائد من القدرةا على تسيير العمل ورسم الخطط‬ ‫الشاهأد‪ } :‬قومأوا فلصل لكم {‬

‫السلوك الدإاري في صحيح البخاري ‪89 -‬‬


‫والتنسيق بين المواقف وتحديد ما يلزما لكل موقف‬ ‫يذكر ) سالم وآخرون ‪1982 ,‬ما ‪ ( 18 :‬أن التوجيه‬
‫وليكون في وضع يمكنه من تسيير العمل على أكمل‬ ‫يتعلق مباشرةا بإدإارةا العنصر النساني في المؤسسة ‪.‬‬
‫وجه وبأيسر التكاليف وأقل الوقت ‪.‬‬ ‫ويضيف ) الشلعوطإ‪1423 ,‬هـ ‪ ( 128 :‬أن التوجيه‬
‫ويتضح لنا من الحديث السابق أن فعل أنس دإليل‬ ‫يتعلق بإرشادإ المرؤوسين وتوجيههم خلل أدإائهم للعمل‬
‫على العقل والذكاء والفطنة في سرعة بديهته حينما‬ ‫من حيث إعطائهم التعليمات اللزمة والنصح والرشادإ‬
‫قاما ونظف الحصير بدون أن يطلب منه ذلك حتى‬ ‫للتنفيذ التي توضح ما خفي من أمور وإرشادإهم لكيفية‬
‫يهيئ مكان للسجودإ في الصلةا ‪.‬‬ ‫التعامل مع ما يواجهونه من مشكلت‪.‬‬
‫ويتضح التوجيه في الحديث السابق من خلل دإعوةا‬
‫مأن مأقومأات الدإارة في السإلما ) القدرة والكفاءة (‬ ‫النبي – صلى ا عليه وسلم – للجماعة الذين دإعوه إلى ‪‬‬
‫‪ :‬الشاهأد ‪ } :‬قومأوا فلصل لكم { ‪ ,‬ويذكر‬ ‫الصلةا بهم جماعة ليكون توجيهه للصلةا عمليا ‪ ,‬وهذا‬
‫) سمارةا ‪ (104 : 2000 ,‬أن السلما يفرض على‬ ‫دإليل على أن النبي – صلى ا عليه وسلم – ل يفوت‬
‫كل متول لقيادإةا أو عمل لن يكون قادإرا على القياما‬ ‫فرصة يمكن أن يعلم فيها المسلمين أمرا من أمور دإينهم‪.‬‬
‫بما وكل إليه من عمل ‪ ,‬فالقدرةا والكفاءةا من لوازما‬
‫القيادإةا الرئيسية حيث أن العمال المناطإة بالقيادإةا‬ ‫التوجيه ) التصال (‬
‫تستوجب ذلك حيث أن التوجيه والتنظيم والتخطيط‬ ‫الشاهأد ‪ } :‬أن جدته مأليكة دإعت رسإول ا – صلى ا‬
‫والمثابرةا للوصل إلى الهداف وتحقيقها إنما يستلزما‬ ‫عليه وسإلم – لطعاما صنعته له فأكل مأنه {‬
‫قدرةا ومهارةا وأي ضعف في أي من الجوانب عند‬ ‫يذكر ) الشلعوطإ ‪1423 ,‬هـ ‪ ( 132 :‬أن التصال‬
‫القائد سيؤثر سلبيا على نجاح العمل وتطويره ‪.‬‬ ‫مبني على أساس نقل المعلومات وتبادإلها والفصاح علما‬
‫وفي الحديث السابق نجد أن القدرةا والكفاءةا الموجودإةا‬ ‫يدور في النفس البشرية على شكل معنى يرادإ إيصاله‬
‫عند النبي – صلى ا عليه وسلم – هي التي أهلته‬ ‫إلى الخرين وفي الغالب أن وسيلة التصال هي الكلما‪.‬‬
‫ليكون القائد في الصلةا ويصلي خلفه الصب وأنس‬ ‫ويذكر ) النمر وآخرون ‪1417 ,‬هـ ‪ ( 378 :‬أن‬
‫والمرأةا التي دإعته ‪.‬‬ ‫عناصر عملية التصال ‪ ) :‬المرسل والرسالة وقناةا‬
‫التصال والمستقبل والستجابة ( ‪.‬‬
‫أسإلوب الترباية باالممارسإة والعمل ‪ :‬الشاهأد ‪:‬‬ ‫‪‬‬ ‫ويذكر ) النمر وآخرون ‪1417 ,‬هـ ‪ ( 383 :‬أن‬
‫}قومأوا فلصل لكم { ‪.‬‬ ‫وسائل التصالت ‪ ) :‬التصال الشخصي أو الشفوي –‬

‫السلوك الدإاري في صحيح البخاري ‪90 -‬‬


‫وتذكر ) أبو رزقا ‪1420 ,‬هـ ‪ ( 201 :‬أن من‬ ‫التصال الكتابي ( ‪.‬‬
‫أساليب التربية السلمية أسلوب التربية بالعمل‬ ‫وفي الحديث السابق نجد أن التصال كان بين مليكة‬
‫والممارسة ‪ ,‬وهذا ما فعله النبي – صلى ا عليه‬ ‫التي دإعت النبي – صلى ا عليه وسلم – إلى الطعاما‬
‫وسلم – مع العائلة التي دإعته حيث قاما بتعليمهم كيفية‬ ‫وبين النبي – صلى ا عليه وسلم – الذي لبى الدعوةا ‪.‬‬
‫الصلةا من خلل الصلةا أمامهم ‪.‬‬ ‫المرسإل ‪ :‬مليكة جدةا أنس بن مالك – رضي ا عنه‬
‫– والتي دإعت النبي – صلى ا عليه وسلم – إلى‬
‫حق الطاعة والسإتجاباة ‪ :‬الشاهأد ‪ } :‬فقاما النبي –‬ ‫‪‬‬ ‫الطعاما ‪.‬‬
‫صلى ا عليه وسإلم – وصففت واليتيم ورائه‬ ‫المستقبل ‪ :‬هو النبي – صلى ا عليه وسلم – الذي‬
‫والعجوز مأن ورائنا { يذكر ) الفهداوي ‪,‬‬ ‫لبى الدعوةا ‪.‬‬
‫‪1421‬هـ ‪ ( 72 :‬أن حقوقا الدإارةا على المجتمع‬ ‫الرسإالة ‪ :‬الطريقة التي أوصلت بها مليكة الدعوةا‬
‫المسلم هي ‪ ) :‬حق الطاعة ولستجابة – حق النصرةا‬ ‫إلى النبي – صلى ا عليه وسلم – ولم يوضحها‬
‫والمعاونة والولء – حق تلبية نداء الجهادإ (‪.‬‬ ‫الحديث ‪.‬‬
‫ومن الحديث يتضح لنا حق الطاعة والستجابة من‬ ‫قناة التصال ) وسإيلة التصال ( ‪ :‬الطريقة التي‬
‫خلل طإاعتهم وتلبيتهم لنداء النبي – صلى ا عليه‬ ‫دإعت بها مليكة النبي – صلى ا عليه وسلم – ولم يتم‬
‫وسلم – بأن يؤمهم لصلةا ليس من الفريضة بل‬ ‫إيضاحها في الحديث ‪.‬‬
‫نافلة ‪ ,‬ومن تفسير الحادإيث يستدل بأنها صلةا‬
‫الضحى ‪.‬‬ ‫التوجيه ) القيادإة (‬
‫الشاهأد ‪ } :‬قومأوا فلصل لكم {‬
‫التكافل الجتماعي ‪ :‬الشاهأد ‪ } :‬أن جدته مأليكة‬ ‫‪‬‬ ‫يذكر ) النمر وآخرون ‪1417 ,‬هـ ‪ ( 313 :‬تعريفا‬
‫دإعت رسإول ا – صلى ا عليه وسإلم – لطعاما‬ ‫للقيادإةا على أنها " النشاطإ الذي يمارسه شخص للتأثير‬
‫صنعته له فأكل مأنه { ‪ ,‬ويتضح من تلبية النبي –‬ ‫في الخرين وجعلهم يتعاونون لتحقيق هدف يرغبون في‬
‫صلى ا عليه وسلم – لدعوةا المرأةا التي دإعته‬ ‫تحقيقه " وهي أيضا "فن التنسيق بين الفرادإ‬
‫للطعاما دإليل على التكافل الجتماعي الذي يمكن أن‬ ‫والجماعات وشحذ هممهم لبلوغ غاية منشودإةا " ‪ ,‬فل‬
‫يتحقق من خلل التواصل مع الناس في غير أمور‬ ‫يمكن أن تكون هناك قيادإةا بدون مجموعة من الفرادإ‬
‫الحراما وتلبية الدعوةا إن لم يكن فيها حراما ‪.‬‬ ‫وبدون وجودإ قائد يؤثر عليهم وبدون وجودإ هدف‬

‫السلوك الدإاري في صحيح البخاري ‪91 -‬‬


‫مشترك تسعى الجماعة إلى تحقيقه ‪.‬‬
‫الحتراما والتقدير ‪ :‬الشاهأد ‪ } :‬فقاما رسإول ا –‬ ‫‪‬‬ ‫ويتضح لنا في هذا الحديث التوجيه من باب القيادإةا‬
‫صلى ا عليه وسإلم – وصففت واليتيم ورائه‬ ‫من باب الصلةا خلف النبي – صلى ا عليه وسلم – ‪.‬‬
‫والعجوز مأن ورائنا { ‪ ,‬وهنا يظهر تقدير أنس‬ ‫ومن الحديث نجد أن ) المجموعة التي تتطلبها‬
‫والمرأةا للرسول – صلى ا عليه وسلم – من‬ ‫عملية القيادإة ‪ :‬وهي اليتيم وأنس بن مالك والعجوز‬
‫صلتهم ورائه التي تدل على احترامهم وتقديرهم‬ ‫وهي مليكة جدةا أنس بن مالك ‪ /‬والقائد ‪ :‬هو النبي –‬
‫للنبي – صلى ا عليه وسلم – مما جعلهم يلبون‬ ‫صلى ا عليه وسلم – الذي صلى ا عليه وسلم خلفه‬
‫دإعوته للصلةا وهي ليست من الفرائض بل النوافل ‪.‬‬ ‫الجماعة الذين دإعوه إلى الطعاما ‪ /‬والهدف ‪ :‬تعليمهم‬
‫أفعال الصلةا بالمشاهد لجل المرأةا فإنه قد يخفى عليها‬
‫المرونة في الدإارة ‪ :‬الشاهأد ‪ } :‬أن جدته مأليكة‬ ‫‪‬‬ ‫بعض التفاصيل لبعد موقفها ) ‪.‬‬
‫دإعت الرسإول – صلى ا عليه وسإلم – إلى طعاما‬
‫صنعته له فأكل مأنه { ‪ ,‬ويذكر ) الشلعوطإ ‪1423 ,‬هـ‬ ‫مابادىء إدارية ‪:‬‬
‫‪ ( 91 :‬أن المرونة في الدإارةا هي من القواعد‬
‫مأبدأ ‪ :‬وحدة المأر‬
‫الخلقية المهمة لمهنة الدإارةا التربوية السلمية ‪,‬‬
‫الشاهأد ‪ } :‬قومأوا فلصل لكم {‬
‫ويذكر أن طإبيعة البشر تتطلب تنوع أسلوب التعامل‬
‫مبدأ ) وحدةا المر ( من مبادإىء فايول الدإارية ‪,‬‬
‫ما بين الشدةا واللين وما بين الحزما والمجاملة وما بين‬
‫ويذكر )سالم وآخرون ‪1982 ,‬ما ‪ ( 33 :‬أن فايول قصد‬
‫الصرامة والعتدال وما بين التفردإ بالقرار‬
‫) بوحدةا المر ( أن ل يجوز أن يتلقى الفردإ العامل‬
‫والمشاورةا فيه ‪.‬‬
‫أوامر من أكثر من رئيس أو مشرف واحد ‪.‬‬
‫ويتجلى مبدأ المرونة في الدإارةا من باب إجابة‬
‫ونلمس ) وحدةا المر ( في الحديث السابق من حيث‬
‫النبي – صلى ا عليه وسلم – لدعوةا المرؤوسين‬
‫الجماعة خلف النبي – صلى ا عليه وسلم – باعتبار‬
‫وهو القائد والرسول – صلى ا عليه وسلم ‪. -‬‬
‫أنه الرئيس والقائد والرسول الذي أرسل إليهم ‪.‬‬
‫التواضع ‪ :‬الشاهأد ‪ } :‬فأكل مأنه { ‪ ,‬وإجابة النبي –‬ ‫‪‬‬ ‫اسإتخداما الخبراء‬
‫صلى ا عليه وسلم – للدعوةا وأكله من الطعاما الذي‬
‫الشاهأد ‪ } :‬قومأوا فلصل لكم {‬
‫صنع له دإليل على تواضعه عليه أفضل الصلةا وأتم‬
‫ويذكر ) سالم وآخرون ‪1982 ,‬ما ‪ ( 40 :‬أن المقصودإ‬

‫السلوك الدإاري في صحيح البخاري ‪92 -‬‬


‫التسليم ‪.‬‬ ‫بـ ) استخداما الخبراء( هو استخداما الشخاصا بناء على‬
‫مؤهلتهم وخبراتهم ‪.‬‬
‫ويتضح لنا من الحديث أن استخداما الخبراء يكمن في‬
‫صلةا المرأةا وأنس بن مالك واليتيم خلف النبي – صلى‬
‫ا عليه وسلم – جماعة ‪.‬‬

‫مأبدأ ‪ :‬المبادإأة‬
‫الشاهأد ‪ } :‬فقمت إلى حصير لنا قد اسإودإ مأن طول مأا‬
‫لبس فنضحته باماء {‬
‫يذكر ) سالم وآخرون ‪1982 ,‬ما ‪ ( 33 :‬أن المقصودإ‬
‫بالمبادإأةا ‪ :‬التفكير في الخطة وتنفيذها عن طإريق إفساح‬
‫المجال للمرؤوسين لتطبيق هذا المبدأ ويجب على‬
‫الرؤساء العمل على تشجيع المبادإأةا والبتكار في‬
‫المرؤوسين‪.‬‬
‫ويتضح من الحدي السابق مبادإأةا أنس بن مالك‬
‫وحسن وسرعة تصرفه وذلك من خلل تدبيرةا للحصير‬
‫الذي سيصلون عليه ومن خلل سرعة تنظيفة له‬
‫والطريقة التي نظفه بها حيث نضحه بماء ليكون جاهزا‬
‫للصلةا عليه ‪.‬‬

‫ماتفرقاات إدارية ‪:‬‬


‫السلطة‬
‫الشاهأد ‪ } :‬قومأوا فلصل لكم {‬
‫يعرف ) سالم وآخرون ‪1982 ,‬ما ‪ ( 127 :‬السلطة‬
‫هي " الحق في إصدار الوامر والقوةا في إجبار‬

‫السلوك الدإاري في صحيح البخاري ‪93 -‬‬


‫الخرين على تنفيذها " ‪ ,‬ويعرفها أيضا بأنها " الحق في‬
‫اتخاذ القرارات التي تحكم تصرفات الخرين " ‪.‬‬
‫ومصادإر السلطة ثلثة ‪ ) :‬السلطة التشريعية – قبول‬
‫المرؤوسين للسلطة – السلطة الشخصية ( ‪.‬‬
‫والسلطة في الحديث السابق للنبي‪ -‬صلى ا عليه‬
‫وسلم – الذي صلى ا عليه وسلم خلفه الجماعة الذين‬
‫دإعوه إلى الطعاما حيث انصاعوا إلى طإلبه حبا فيه وفي‬
‫السلما الذي انضموا له ‪ ,‬وإتباعهم للنبي – صلى ا‬
‫عليه وسلم كان نتيجة السلطة التشريعية التي وهبه ا‬
‫من خلل النبوةا ومن خلل السلطة الشخصية التي‬
‫تتجلى في صفاته – صلى ا عليه وسلم – والتي‬
‫وصفتها السيدةا عائشة – رضي ا عنها – بقولها ] كان‬
‫خلقه القرآن [ ‪.‬‬

‫اتخاذ القرارات‬
‫الشاهأد ‪ } :‬فقمت إلى حصير لنا قد اسإودإ مأن طول مأا‬
‫لبس فنضحته باماء{‬
‫يذكر ) النمر وآخرون ‪1417 ,‬هـ ‪ ( 349 :‬أن عملية‬
‫اتخاذ القرارات من المهاما الساسية للدإارةا بل هي‬
‫الركيزةا الساسية في العمل الدإاري لن العملية‬
‫الدإارية ل تخرج عن كونها عملية اتخاذ القرارات فهي‬
‫عملية متداخلة في جميع وظائف الدإارةا ونشاطإاتها ‪.‬‬
‫ويضيف ) النمر وآخرون ‪1417 ,‬هـ ‪ ( 354 :‬أن‬
‫مراحل اتخاذ القرارات تتمثل في النقاطإ التالية ‪-:‬‬
‫تشخيص المشكلة محل القرار وتحديدها وتحليلها‬ ‫‪.1‬‬

‫السلوك الدإاري في صحيح البخاري ‪94 -‬‬


‫جمع البيانات والمعلومات ووسائل الحصول‬ ‫‪.2‬‬
‫عليها‪.‬‬
‫تحديد البدائل المتاحة وتقويمها ‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫اختيار البديل المناسب والفضل ‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫متابعة القرار وتنفيذه ‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫ويمكن تطبيق المراحل والخطوات السابقة على‬
‫الحديث كما يلي ‪-:‬‬
‫تشخيص المشكلة وتحديدهأا ‪ :‬تهيئة المكان المناسب‬
‫للصلةا ‪.‬‬
‫جمع البيانات والمعلومأات ‪ :‬السودإادإ الذي رآه انس‬
‫على الحصير من طإول ما بقي ولبس ‪.‬‬
‫تحديد البدائل المتاحة ‪ :‬إما الصلةا على الرض‬
‫بدون حصير ‪ ,‬ا‪ ,‬الصلةا على الحصير بدون تنظيف ‪,‬‬
‫أو تنظيف الحصير وجعله مهيئا للصلةا عليه ‪.‬‬
‫اخإتيار البديل المناسإب والفضل ‪ :‬من الطبيعي أن‬
‫يكون البديل ألمثل أماما أنس بن مالك هو تنظيف‬
‫الحصير وجعله مهيئا للصلةا عليه ‪.‬‬

‫إدإارة المواردإ البشرية‬


‫الشاهأد ‪ } :‬قومأوا فلصل لكم {‬
‫يذكر ) النمر وآخرون ‪1417 ,‬هـ ‪ ( 243 :‬أن إدإارةا‬
‫الواردإ البشرية هي مجموعة من القواعد والساليب‬
‫الخاصة بتنظيم ومعاملة العاملين بحيث يمكن الحصول‬
‫على أكبر قدر من إمكانات الفرادإ وطإاقاتهم وقدراتهم‬
‫بما يحقق كفاءةا الدإاء للفردإ وللجماعة وبما يحقق أفضل‬

‫السلوك الدإاري في صحيح البخاري ‪95 -‬‬


‫المزايا وأعظم النتائج ‪.‬‬
‫وهذا ينطبق على ما فعله النبي – صلى ا عليه‬
‫وسلم – حينما طإلب منهم أن يصلي بهم صلةا النافلة‬
‫جماعة ‪.‬‬

‫إدإارة الجودإة الكلية‬


‫الشاهأد‪ } :‬فقمت إلى حصير لنا قد اسإودإ مأن طول مأا‬
‫لبس فنضحته باماء {‬
‫يعرف ) النمر وآخرون ‪1417 ,‬هـ ‪ ( 88 :‬إدإارةا‬
‫الجودإةا الشاملة بأنها ‪ " :‬خلق ثقافة متميزةا في الدإاء‬
‫حيث يعمل المديرون والموظفون بشكل مستمر ودإؤوب‬
‫لتحقيق توقعات العملء والمستفيدين وأدإاء العمل‬
‫الصحيح بشكل صحيح منذ البداية مع تحقيق الجودإةا‬
‫بشكل أفضل وفاعلية عالية وفي أقصر وقت ممكن " ‪.‬‬
‫ويعرفها ) النمر وآخرون ‪1417 ,‬هـ ‪ ( 89 :‬بأنها ‪" :‬‬
‫بعض المبادإىء التوجيهية والفلسفية التي تمثل أساس‬
‫التحسن المستمر للمنظمات من خلل استخداما الساليب‬
‫الحصائية والمواردإ البشرية لتحسين الخدمات والمواردإ‬
‫التي تم توفيرها للمنظمة ‪ ,‬إضافة إلى النظاما الداخلي‬
‫الذي يحكم عمل المنظمة والدرجة التي يتم بها مواجهة‬
‫مطالب المستفيدين في الوقت الحاضر وفي المستقبل ‪,‬‬
‫وهي خلق التكامل بين الساليب الدإارية الجوهرية‬
‫والجهودإ الحالية لتحسين الدإاء والوسائل التقنية وجعلها‬
‫تعمل في نموذج نظامي موحد موجه لتحقيق التحسن‬
‫المستمر " ‪ ,‬وبالتالي يكون الهدف الساسي من هذا‬

‫السلوك الدإاري في صحيح البخاري ‪96 -‬‬


‫النموذج هو ‪ " :‬الرقي بالخدمات التي تقمها الجهزةا‬
‫الدإارية إلى مستوى أفضل يحقق الكفاءةا والفاعلية‬
‫المطلوبة"‪.‬‬
‫ومن الحديث السابق نلمس إدإارةا الجودإةا الشاملة من‬
‫حسن تصرف أنس بن مالك عندما قاما بنضح الماء على‬
‫الحصير لجعله نظيفا صالحا للصلةا عليه ‪.‬‬

‫الخاتمة‬
‫الحمد لله رب العالمين ‪ ,‬حمدا كثيرا طيبا مباركا كما يحب ربنا ويرضى ‪ ,‬الحمد لله والشكر لله وحده عز‬
‫وجل على أن مكنني من إخراج هذا العمل المتواضع بهذا الشكل وبهذا المحتوى ‪.‬‬
‫وهذا العمل قد تناول – بحمد الله – السلوك الدإاري في صحيح البخاري في ثلثا كتب من محتوياته‬
‫القيمة وهي ) كتاب التيمم ‪ ,‬وكتاب الصلةا ‪ ,‬وكتاب ثياب الصلةا ( ‪ ,‬وأتمنى من الله أن أكون قد وفقت في‬
‫تقديم هذا البحث ‪ ,‬فقد أمسكت قلمي الصغير وأجريته في تلك الصفحات البيضاء التي بدأت تسودإ قليل فقليل‬
‫كلما أجريته فيها ‪ ,‬فل أعلم هل يبلغ القلم مداه !! أو يكبو دإون تحقيق غايته !! ‪.‬‬

‫السلوك الدإاري في صحيح البخاري ‪97 -‬‬


‫وأسأل الله أل يجعلنا والمسلمين ممن قال فيهم } قل هل ننبئكم بالخسرين أعمال ‪ ,‬الذين ضل سعيهم‬
‫في الحياةا الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا { ‪.‬‬

‫وإنني لرجو من الله العلي القدير أن يجعله خالصا لوجهه الكريم ‪ ,‬وأخيرا ل أذكر إل بقوله جل في عله }‬
‫ربنا ل تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا { وأسأل الله العلي القدير أن يفيد ببحثي هذا كل قارىء ‪ ,‬وأن ينفعنا بما علمنا‬
‫ويبارك لنا فيما أعطانا ‪ ,‬والحمد لله رب العالمين والصلةا والسلما على أشرف النبياء والمرسلين سيدنا محمد‬
‫وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين ‪...‬‬

‫السلوك الدإاري في صحيح البخاري ‪98 -‬‬


‫المراجع ‪:‬‬

‫آل سعودإ ‪ ,‬محمد بن سعد بن عبد الرحمن ‪1409 ) .‬هـ ‪1988 /‬ما ( ‪ .‬أعلما الحديث في شرح صحيح البخاري للمأاما أباي سإليمان حمد بان‬
‫مأحمد الخطاباي ‪319‬هأـ ‪388 -‬هأـ ) طإ ‪ / 1‬ج ‪ . ( 1‬مكة ) المملكة العربية السعودإية ( ‪ :‬شركة مكة للطباعة والنشر ‪.‬‬

‫أبو سن ‪ ,‬أحمد إبراهيم ‪ 1996 ) .‬ما ( ‪ .‬الدإارة في السإلما ) طإ ‪ . ( 6‬الرياض ) المملكة العربية السعودإية ( ‪ :‬دإار الخريجي للنشر والتوزيع ‪.‬‬

‫أبو رزقا ‪ ,‬حليمة ‪1420 ) .‬هـ ( ‪ .‬توجيهات ترباوية مأن القرآن والسنة في ترباية الطفل ) طإ ‪ . ( 1‬جدةا ) المملكة العربية السعودإية ( ‪ :‬الدار‬
‫السعودإية للنشر ‪.‬‬

‫البرعي ‪ ,‬محمد بن عبد ا و عابدين ‪ ,‬عدنان بن حمدي ‪1408 ) .‬هـ ( ‪ .‬الدإارة في التراث السإلمأي ) الجزء الول ( ‪ .‬جدةا ) المملكة العربية‬
‫السعودإية ( ‪ :‬مكتبة الخدمات الحديثة ‪.‬‬

‫جاهين ‪ ,‬أبو المنذر سامي أنور خليل ‪ .‬مأختصر صحيح البخاري لبان أباي حمزة المأاما الحافظ أباي مأحمد عبد ا بان سإعد بان سإعيد بان أباي‬
‫حمزة الزدإي الندلسي ‪ .‬دإار المنهاج ‪.‬‬

‫السلوك الدإاري في صحيح البخاري ‪99 -‬‬


‫الجوزية ‪ ,‬ابن القيم ‪1423 ) .‬هـ ‪2002 /‬ما ( ‪ .‬زادإ المعادإ في هأدي خإير العبادإ ) طإ ‪ ) (2‬ج ‪ . (1‬بيروت ) لبنان ( ‪ :‬مؤسسة البيان للطباعة‬
‫والنشر والتوزيع ‪.‬‬

‫سالم ‪ ,‬فؤادإ الشيخ & رمضان ‪ ,‬زيادإ & الدهان ‪,‬أميمة و مخامرةا ‪ ,‬محسن ‪ 1982 ) .‬ما ( ‪ .‬المفاهأيم الدإارية الحديثة ‪.‬‬

‫سمارةا ‪ ,‬إحسان عبد المنعم عبد الهادإي ‪2000 ) .‬ما ( ‪ .‬الدإارة والقضاء الدإاري في السإلما ) طإ ‪ . ( 1‬علمان ) الردإن ( ‪ :‬دإار يافا العلمية ‪.‬‬

‫الشلعوطإ ‪ ,‬فريز محمودإ أحمد ) ‪1423‬هـ ( ‪ .‬نظريات في الدإارة الترباوية ‪ .‬الرياض ) المملكة العربية السعودإية ( ‪ :‬مكتبة الرشد للنشر‬
‫والتوزيع ‪.‬‬

‫الضحيان ‪ ,‬عبد الرحمن إبراهيم ‪ 1407 ) .‬هـ ( ‪ .‬الدإارة في السإلما ‪ :‬الفكر والتطبيق ) طإ ‪ . ( 1‬جدةا ) المملكة العربية السعودإية ( ‪ :‬دإار‬
‫الشروقا ‪.‬‬

‫العسقلني ‪ ,‬الحافظ أحمد بن علي بن حجر ‪ .‬فتح الباري باشرح صحيح البخاري ) ج ‪ . ( 1‬بيت الفكار الدولية ‪.‬‬

‫عطا ‪ ,‬محمد عبد القادإر أحمد‪1421 ) .‬هـ ‪2001 /‬ما ( ‪ .‬صحيح البخاري للمأاما أباي عبد ا مأحمد بان إسإماعيل بان إباراهأيم الجعفي البخاري‬
‫)طإ ‪ . ( 1‬القاهرةا ) مصر ( ‪ :‬مؤسسة الهدى ‪.‬‬

‫السلوك الدإاري في صحيح البخاري ‪100 -‬‬


‫العيني ‪ ,‬بدر الدين أبي محمد بن أحمد ‪ .‬عمدة القاري شرح صحيح البخاري ) ج ‪ . ( 4‬دإار الفكر ‪.‬‬

‫العلي ‪ ,‬محمد مهنأ ) ‪ 1405‬هـ ( ‪ .‬الدإارة في السإلما ) طإ ‪ . ( 1‬جدةا ) المملكة العربية السعودإية ( ‪ :‬الدار السعودإية للنشر ‪.‬‬

‫الفهداوي ‪ ,‬فهمي خليفة ‪1421 ) .‬هـ ( ‪ .‬الدإارة في السإلما ‪ :‬المنهجية والتطبيق والقواعد ) طإ ‪ . ( 1‬علمان ) الردإن ( ‪ :‬دإار المسيرةا للنشر‬
‫والتوزيع ‪.‬‬
‫مصطفى ‪ ,‬عبد الحميد و النابة ‪ ,‬نجاةا عبد ا ) ‪ 1406‬هـ ( ‪ .‬الدإارة الترباوية ‪ :‬مأفهومأها – نظرياته – وسإائلها ) طإ ‪ . ( 1‬دإبي )المارات‬
‫العربية المتحدةا ( ‪ :‬المارات للنشر والتوزيع ‪.‬‬
‫النحلوي ‪ ,‬عبد الرحمن ‪1420 ) .‬هـ ( ‪ .‬أصول الترباية السإلمأية ) طإ ‪ . ( 2‬دإمشق ) سوريا ( ‪ :‬دإار الفكر ‪.‬‬

‫النمر ‪ ,‬سعودإ بن محمد & خاشقجي ‪ ,‬هاني يوسف & محمودإ ‪ ,‬محمد فتحي و حمزاوي ‪ ,‬محمد سيد ‪1407 ) .‬هـ ( ‪ .‬الدإارة العامأة ‪ :‬السإس‬
‫والوظائف ) طإ ‪ . ( 4‬الرياض ) المملكة العربية السعودإية ( ‪ :‬الفرزدإقا ‪.‬‬

‫أرجو الشارة إلى المصدر عند القتباس باأمأانة فالعمل يمثل جهدا فردإيا لم أنوي بانشره سإوى الجر والمثوباة والدعاء‬
‫الخالص مأن ظهر الغيب‬

‫السلوك الدإاري في صحيح البخاري ‪101 -‬‬

You might also like