حق النبي

You might also like

Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 61

‫حق النبي ‪  ‬‬

‫يحيى بن موسى الزهراني‬


‫إمام الجامع الكبير بتبوك‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم‬

‫فقبل الشروع ف حق النب ‪ ‬على أمته ‪ ،‬يسحن بنا أن نتطرق إل بعض المور الت قد يغفل‬
‫عنها كثي من السحلمي ‪ ،‬وهي ما يتعلق به عليه الصلةا والسحلما ‪ ،‬والت ينبغي على الكملف‬
‫معرفتها والهتماما با حت يعرف حق نبيه صلى ال عليه وسلم عليه ومن هذه المور ‪:‬‬

‫أولل ‪ :‬نسحبه صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬


‫ذكر ذلك بن القيم ف زاد العاد فقال ‪ ] :‬فهو ممد بن عبدال بن عبدالطلب بن هاشم بن‬
‫عبد مناف بن قصي بن ككلبا بن مرةا بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر‬
‫بن كنانة بن خزية بن مدركه بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان [ ‪ ،‬وقال رحه ال‬
‫إل هاهنا معلوما الصحة متفق عليه بي النسحابي ول خلف فيه البتة ‪ ،‬ومافوق عدنان متلف‬
‫فيه ولخلف بينهم أن عدنان من ولد إساعيل عليه السحلما [ انتهى ‪.‬‬

‫ثانيال ‪ :‬مولده صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬


‫ولد عليه الصلةا والسحلما يوما الثني الثان عشر ربيع الول عاما الفيل‬
‫قال أبو قتادةا النصاري ‪ :‬سأل رجل أعراب رسول ال ‪ ‬فقال ‪ :‬ما تقول ف صوما يوما الثني ؟‬
‫قال ‪ ] :‬ذاك يوما ولدت فيه ‪ ،‬وفيه أوحي إل [ ) مسحلم ( ‪.‬‬
‫وعن قيس بن مرمة بن عبد الطلب ‪ ،‬قال ‪ :‬ولدت أنا ورسول ال ‪ ‬عاما الفيل [ ) التمذي‬
‫وإسناده حسحن ( انظر سي أعلما النبلءا ‪. 1/33‬‬

‫ثالثال ‪ :‬أسائه صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬


‫عن ممد بن جبي بن مطعم عن أبيه ‪ ،‬قال ‪ :‬سعت النب ‪ ‬يقول ‪ ] :‬إن ل أساءال ‪ :‬أن ممد‬
‫‪ ،‬وأنا أحد ‪ ،‬وأن الاحي الذي يحو ال ب الكمفر ‪ ،‬وأن الاشر الذي يشر الناس على قدمي‬
‫‪ ،‬وأن العاقب [ ) متفق عليه ( ‪ ،‬وجاءا أيضال ‪ ] :‬أن ممد ‪ ،‬وأن أحد ‪ ،‬وأن الاشر ‪ ،‬وأنا‬
‫الاحي ‪ ،‬والتم ‪ ،‬والعاقب [ ) وإسناده قوي ( ‪ ،‬وجاءا أيضال ‪ ] :‬أن أحد ‪ ،‬وممد ‪ ،‬والقفي ‪،‬‬
‫والاشر ‪ ،‬ونب الرحة ‪ ،‬ونب اللحمة [ ‪.‬‬
‫وعن أب موسى الشعري قال ‪ :‬كان رسول ال ‪ ‬يسحمي لنا نفسحه أساءال فقال ‪ ] :‬أنا ممد ‪،‬‬
‫وأحد ‪ ،‬والاشر ‪ ،‬والقفي ‪ ،‬ونب التوبة ‪ ،‬واللحمة [ ) مسحلم ( ‪.‬‬
‫وكنيته ‪ ‬أبا القاسم ‪ ،‬وهذا ما تواتر عليه ‪ ،‬وني عليه الصلةا والسحلما من التكمن بكمنيته ‪ ،‬وحث‬
‫على التسحمي باسه ‪ ،‬فعن أب هريرةا رضي ال عنه قال ‪ :‬قال أبو القاسم ‪ ] : ‬تسحموا باسي ‪،‬‬
‫ول تكمنوا بكمنيت [ ) متفق عليه ( انظر السحي ‪. 1/38/39/40‬‬

‫رابعال ‪ :‬بشريته صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬


‫فهو ‪ ‬بشر مثل بقية البشر قال تعال ‪ ] :‬قل سبحان رب هل كنت إل بشرال رسولل [ ) الإسراءا‬
‫‪ ، (93‬وقال تعال ‪ ] :‬ممد رسول ال ‪ ) [.....‬الفتح ‪ ( 29‬وقال ‪ )) : ‬إنا أنا بشر وإنكمم‬
‫تتصمون إل (( ] متفق عليه [ ‪ ،‬وهي دللة على أن ممدال ‪ ‬رسول ال إل الناس كافة بل‬
‫إل الثقلي ـ الن والإنس ـ وقال ال جل وعل‪ ] :‬شرع لكمم من الدين ما وصى به نوحال والذين‬
‫أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسحى …‪ ) [..‬الشورى ‪ ( 13‬والذكورون ف هذه‬
‫الآية هم أولو العزما من الرسل فهم بشر ولكمن ال أكرمهم بالرسالة وغفر لم جيعال ‪ ،‬وقال ال‬
‫جل وعل ‪ ] :‬إن مثل عيسحى عند ال كمثل آدما خلقه من ترابا …‪ ) [.‬آل عمران ‪، ( 59‬‬
‫فهذه الآيات تدل دللة قاطعة لشك فيها أن النبياءا بشر وال هو خالقهم ‪ ،‬ولكمنه اصطفاهم‬
‫برسالته عن بقية البشر‪ ،‬فل ييعبدون من دون ال ويرما الغلو فيهم أو التوسل بم بعد موتم ‪،‬‬
‫لن ذلك من الشرك الكب الناف للتوحيد والخمرج من ملة الإسلما والنب ممد ‪ ‬من أولئك‬
‫النبياءا الذين بعثهم ال عز وجل للعباد مبشرين ومنذرين قال تعال‪ ] :‬وما ممد إل رسول قد‬
‫خلت من قبله الرسل [ ) آل عمران ‪ ، ( 144‬فل يوز الغلو فيه أو التوسل به بعد موته أو‬
‫طلب العون أو الدد منه ‪ ،‬فإنه بشر مثل كل البشر فقد قال ‪ )) : ‬سددوا وقاربوا وأبشروا فإنه‬
‫لن يدخل النة أحدال عمله ‪ ،‬قالوا ‪ :‬ول أنت يارسول ال ‪ ،‬قال ‪ :‬ول أنا ‪ ،‬إل أن يتغمدن ال‬
‫منه برحة (( ] البخماري ومسحلم [ ‪.‬‬
‫فمن ذلك يعلم أن النب ‪ ‬بشر ولد وعاش ومات ‪ ،‬قال تعال ‪ ] :‬وما ممد إل رسول قد خلت‬
‫من قبله الرسل أفإين مات أوقتل انقلبتم على أعقابكمم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر ال‬
‫شيئا وسيجزي ال الشاكرين [ ) آل عمران ‪ ، ( 144‬وقال تعال ‪ ] :‬إنك ميت وإنم ميتون [‬
‫) الزمر ‪ ، ( 30‬والطابا للنب عليه أفضل الصلةا وأزكى السحلما ‪.‬‬
‫فالواجب على الؤمن أن يؤمن برسالة النب ‪ ‬ورسالة جيع النبياءا والرسل عليهم أفضل الصلةا‬
‫وأزكى التسحليم ‪ ،‬لن ذلك ركن من أركان اليان ‪ ،‬الذي لو سقط لضعف إيان الرءا معه وقد‬
‫يهوي إل الاوية والعياذ بال ‪.‬‬

‫خامسحال ‪ :‬فضله على جيع اللئق ‪:‬‬


‫عن أب هريرةا رضي ال عنه ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول ال ‪ )) : ‬أنا سيد ولد آدما يوما القيامة ‪ ،‬وأول‬
‫من ينشق عنه القب‪ ،‬وأول شافع وأول مشفع (( ] مسحلم [ ‪.‬‬
‫وقيل أن السحيد ‪ :‬هو الذي يفوق قومه ف الي‪ ،‬وقيل ‪ :‬هو الذي ييفزع إليه ف النوائب والشدائد‬
‫فيقوما بأمرهم ويتحمل عنهم مكمارههم ويدفعها عنهم ‪.‬‬
‫وهو ‪ ‬أفضل البشر على الطلق ‪ ،‬وهو أفضل النبياءا والرسلي وخاتهم ‪ ،‬قال ‪ )) :‬مثلي‬
‫ومثل النبياءا من قبلي كمثل رجل بن بنيانال فأحسحنه وأجله إل موضع لبنة من زاوية من زواياه‬
‫فجعل الناس يطوفون به ويعجبون له ويقولون هل وضعت هذه اللبنة قال فأنا اللبنة وأنا خات‬
‫النبيي (( ] مسحلم [ ‪ ،‬فهو سيد ولد آدما ف الدنيا والآخرةا ‪ ،‬ففي يوما القيامة يظهر سؤدده لكمل‬
‫أحد ول يبقى منازع ول معاند له ‪ ،‬بلف الدنيا فقد نازعه ف سيادته ملوك الكمفار وزعماءا‬
‫الشركي ‪ ،‬وقوله ‪ ‬أنا سيد ولد آدما ل يقله فخمرال ‪ ،‬بل إنه صرح بنفي الفخمر فقال عليه الصلةا‬
‫والسحلما ‪ )) :‬أنا سيد ولد آدما ول فخمر (( ] التمذي [‬
‫وقوله أنا سيد ولد آدما ‪ ،‬كما قلنا ل يقلها مفاخرةا با وإنا قال ذلك لسحببي‪:‬‬
‫الول ‪ :‬امتثالل لمر ربه سبحانه عندما قال جل من قائل عزيز سبحانه ‪ ] :‬وأما بنعمة ربك‬
‫فحدث [ ) الضحى ‪. ( 11‬‬
‫الثان ‪ :‬أنه من البيان الذي يب عليه تبليغه لمته ليعرفوه ويوقروه ويعتقدوه ويعملوا بقتضى‬
‫ذلك العتقاد ويوقروه با تقتضيه مرتبته ‪.‬‬
‫فهو الذي يطلب من ربه ويسحأله سبحانه يوما القيامة للفصل بي العباد وهو أول من ييشفع يوما‬
‫القيامة ‪ ،‬فلهذا فهو أفضل اللئق على الطلق ‪ ،‬صلوات رب وسلمه عليه ‪.‬‬
‫سادسال ‪ :‬خصائصه صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫لقد ايختص النب ‪ ‬بصائص نذكر بعضال منها ‪:‬‬
‫‪ -1‬خات النبيي ‪ ،‬لقوله تعال ‪ ] :‬ما كان ممد أبا أحد من رجالكمم ولكمن رسول ال‬
‫وخات النبيي [ ) الأحزابا ‪. ( 40‬‬
‫‪ -2‬سيد الرسلي ‪ ،‬لقوله ‪ )) : ‬أنا سيد الناس يوما القيامة(( ] متفق عليه [‪.‬‬
‫‪ -3‬ل يتم إيان عبد حت يؤمن برسالته ‪ ،‬لقوله تعال ‪ ] :‬فل وربك ل يؤمنون حت‬
‫يكمموك فيما شجر بينهم [ ) النسحاءا ‪. ( 65‬‬
‫‪ -4‬ل يقضى بي الناس يوما القيامة إل بشفاعته ‪.‬‬
‫‪ -5‬أمة النب ‪ ‬هي أول المم دخولل إل النة ‪ ،‬لقوله عليه الصلةا والسحلما )) نن‬
‫الخرون السحابقون يوما القيامة (( ] البخماري ومسحلم [ ‪.‬‬
‫‪ -6‬صاحب لواءا المد يمله ‪ ‬يوما القيامة ويكمون الامدون تته ‪ ،‬لديث أب سعيد‬
‫الدري ‪ ‬أن النب ‪ ، ‬قال ‪ )) :‬أنا سيد ولد آدما يوما القيامة ول فخمر‪ ،‬وبيدي لواءا المد‬
‫ول فخمر‪ ،‬وما من نب يومئذ آدما فمن سواه إل تت لوائي ‪ ،‬وأنا أول من تنشق عنه الرض‬
‫ول فخمر (( ] التمذي [ ‪.‬‬
‫‪ -7‬صاحب القاما المود أي العمل الذي يمده عليه اللئق ‪ ،‬لقوله تعال ‪ ] :‬عسحى أن‬
‫يبعثك ربك مقامال ممودال [ )الإسراءا ‪. (79‬‬
‫‪ -8‬صاحب الوض الورود ‪ ،‬أي الوض الكمبي الكمثي واردوه ‪.‬‬
‫‪ -9‬إماما النبيي وخطيبهم وصاحب شفاعتهم لديث أب بن كعب أن النب ‪ ‬قال ‪:‬‬
‫)) إذا كان يوما القيامة كنت إماما النبيي وخطيبهم وصاحب شفاعتهم غي فخمر ((‬
‫] التمذي[ وهو حسحن ‪.‬‬
‫‪ -10‬أمته خي المم ‪ ،‬قال تعال ‪ ] :‬كنتم خي أمة أخرجت للناس [‬
‫) آل عمران ‪. (11‬‬
‫‪ -11‬أمته ‪ ‬جعلت شهداءا على الأمم قال تعال ‪ ] :‬وكذلك جعلناكم أمة وسطا‬
‫لتكمونوا شهداءا على الناس [ ) البقرةا ‪. ( 143‬‬
‫‪ -12‬أصحابه خي القرون ‪.‬‬
‫‪ -13‬أمته معصومة من الجتماع على الضللة وإجاعهم حجة ‪.‬‬
‫‪ -14‬نسحخ شرعه جيع الشرائع السحابقة قال‪ )) : ‬إن الرسالة والنبوةا قد انقطعت فل‬
‫رسول بعدي ول نب(( ] أحد والتمذي وصححه [ ‪.‬‬
‫‪ -15‬كتابه الذي أنزل عليه معجزةا ومفوظال من التبديل قال تعال ‪ ] :‬إنا نن نزلنا الذكر‬
‫وإنا له لافظون[ ) الجر ‪. (9‬‬
‫‪ -16‬يجعل أول بالؤمني من أنفسحهم ‪ ،‬قال تعال ‪ ] :‬النب أول بالؤمني من أنفسحهم [ )‬
‫الحزابا ‪. ( 6‬‬
‫‪ -17‬ويلزما كل الناس أن يبه أكثر من نفسحه وماله وولده ووالده والناس أجعي‪ ،‬قال ‪‬‬
‫)) والذي نفسحي بيده ل يؤمن أحدكم حت أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس‬
‫أجعي (( ] البخماري [ ‪.‬‬
‫‪ -18‬يرما نكماح زوجاته من بعد موته وهن أزواجه ف الدنيا والآخرةا ‪ ،‬وجعلن أمهات‬
‫الؤمني ‪ ،‬قال تعال ‪ ] :‬وأزواجه أمهاتم [ ) الحزابا ‪ ، ( 6‬وقال تعال ‪ ] :‬ول أن‬
‫تنكمحوا أزواجه من بعده أبدال [ ) الحزابا ‪. ( 53‬‬
‫‪ -19‬أولد بناته ينسحبون إليه دون غيه ‪.‬‬
‫‪ -20‬النجس منا طاهر منه ‪ ،‬وهو طاهر بعد موته بل نزاع بي العلماءا ‪.‬‬
‫‪ -21‬جعلت له ولمته الرض مسحجدال وطهورال ونصر بالرعب مسحيةا شهر قال‪: ‬‬
‫)) فضلت على النبياءا وأعطيت جوامع الكملم ونصرت بالرعب وأحلت ل الغنائم‬
‫وجعلت ل الرض مسحجدال وطهورال وأرسلت إل اللق كافة وختم ب النبيون (( ] مسحلم‬
‫والتمذي [ ‪.‬‬
‫‪ -22‬بعث إل الناس كافة ف الديث السحابق دليل هذه النقطة ‪.‬‬
‫‪ -23‬نبع الاءا من بي أصابعه بركة من ال تعال وهذا ف صحيح مسحلم‪.‬‬
‫‪ -24‬ل يل لحد أن يرفع صوته فوق صوت النب لقوله تعال ‪ ] :‬ياأيها الذين آمنوا ل‬
‫ترفعوا أصواتكمم فوق صوت النب [ ) الجرات ‪.( 2‬‬
‫‪ -25‬أعطي جوامع الكملم ‪.‬‬
‫‪ -26‬ل ينادى باسه فل يقال ) يا ممد ( بل يقال يارسول ال يانب ال وياطب ف‬
‫الصلةا بقوله ‪ ) :‬السحلما عليك أيها النب ورحة ال وبركاته( ‪.‬‬
‫‪ -27‬ومن رآه ف الناما فقد رآه فإن الشيطان ل يتمثل به ‪.‬‬
‫‪ -28‬وكان ل يتثائب ‪.‬‬
‫‪ -29‬وتناما عيناه ول يناما قلبه ‪.‬‬
‫‪ -30‬يرى من خلفه كما يرى من أمامه ‪.‬‬
‫‪ -31‬حل له أن يتزوج بأي عدد شاءا من النسحاءا ‪.‬‬
‫وغي ذلك ما اختص به ‪ ‬عن بقية البشر ‪.‬‬

‫سابعال ‪ :‬معن شهادةا أن ممدال رسول ال ‪:‬‬


‫معناها‪ :‬طاعته فيما أمر ‪ ،‬وتصديقه فيما أخب ‪ ،‬واجتنابا مانى عنه وزجر‪ ،‬وأن ل يعبد ال إلل‬
‫با شرع‪.‬‬
‫فطاعته ‪ ‬من طاعة ال عز وجل ‪ ،‬قال تعال ‪ ] :‬قل إن كنتم تبون ال فاتبعون يببكمم ال‬
‫ويغفر لكمم ذنوبكمم وال غفور رحيم [ ) آل عمران ‪. ( 331‬‬
‫وقال تعال ‪ ] :‬قل أطيعوا ال والرسول [ ) آل عمران ‪ ، ( 32‬وقال تعال ‪ ] :‬من يطع الرسول‬
‫فقد أطاع ال [ ) النسحاءا ‪ ، ( 80‬وتصديقه ‪ ‬ف الخبار الاضية والسحتقبلية ما كان من أمور‬
‫الغيب الت أطلعه ال عليها ‪ ،‬وتصديقه ف ذلك من أوجب الواجبات ‪.‬‬
‫ومن مقتضى شهادةا أن ممدال رسول ال اجتنابا مانى عنه النب ‪ ، ‬فكمل مانى عنه يب‬
‫اجتنابه وذلك مصداقال لقوله تعال ‪ ] :‬وما أتاكم الرسول فخمذوه وماناكم عنه فانتهوا [ ) الشر‬
‫‪ ، ( 7‬وقال ‪ )) : ‬ما أمرتكمم من أمر فأتوا منه ما استطعتم وما نيتكمم عنه فاجتنبوه (( ]‬
‫مسحلم [ ‪.‬‬
‫ثامنال ‪ :‬عبوديته صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫فالنب ‪ ‬عبد من عباد ال وهو ملوك ل عز وجل ووصفه ال تعال بالعبودية الاصة كما قال‬
‫ف عبده [ ) الزمر ‪ ، ( 26‬فأعلى مراتب العبد العبودية الاصة والرسالة‬ ‫تعال ‪ ] :‬أليس ال بكما ف‬
‫فهو ‪ ‬أكمل اللق ف هاتي الصفتي الشريفتي قال تعال ‪ ] :‬تبارك الذي نزل الفرقان على‬
‫عبده [ ) الفرقان ‪ ، ( 1‬فهو عبد ل تعال ‪ ،‬أما الربوبية واللية فهما حق ل تعال وحده ل‬
‫يشركه ف شي منهما أحد ‪ ،‬ل ملك مقربا ول نب مرسل فالنب ‪ ‬كما قلنا عبد ال ورسوله‬
‫كما قال هو عن نفسحه )) إنا أنا عبد فقولوا عبد ال ورسوله (( ] ابن حبان [ ‪.‬‬
‫فل يرفع فوق منزلته عليه الصلةا والسحلما ول يكمون له خصيصة من خصائص اللوهية فهو عليه‬
‫الصلةا والسحلما ل يعلم الغيب إل ما أطلعه ال عز وجل عليه من المور الغيبية قال تعال ‪:‬‬
‫] قل ل يعلم من ف السحموات والرض الغيب إل ال [ ) النمل ‪ ، ( 65‬وقال تعال ‪ ] :‬عال‬
‫الغيب فل يظهر على غيبه أحدال إل من ارتضى من رسول [ ) الن ‪ ، ( 27 ، 26‬فقد أطلع‬
‫ال عز وجل نبيه ممدال ‪ ‬على بعض المور الغيبية ‪ ،‬لذلك فهو ل يعلم الغيب من تلقاءا نفسحه‬
‫‪ ،‬ودليل ذلك أنه عندما سأله جبيل عليه السحلما عن السحاعة قال ‪ )) :‬ما السحؤول عنها بأعلم‬
‫من السحائل (( وقد علم ‪ ‬ما أطلعه ال عليه أن ذلك السحائل هو جبيل عليه السحلما قال تعال‬
‫‪ ] :‬تلك من أنباءا الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ول قومك من قبل هذا [ ) هود‬
‫‪ ، ( 49‬وقال تعال ‪ ] :‬ذلك من أنباءا الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذ أجعوا أمر وهم‬
‫يكمرون [ ) يوسف ‪. ( 102‬‬
‫وكذلك فهو ‪ ‬ل ينفع ول يضر بنفسحه ‪ ،‬ول يعتقد فيه أي أمر من أمور اللوهية أو الربوبية ولقد‬
‫وصفه ال بالعبودية ف أشرف القامات فقال جل من قائل سبحانه ] سبحان الذي أسرى بعبده‬
‫[ ) الإسراءا ‪. ( 1‬‬
‫فهو ‪ ‬عبد ال ورسوله فل يعطى ول يرفع فوق منزلته هذه ‪ ،‬عن أب هريرةا ‪ ‬قال ‪ :‬قال رسول‬
‫ال ‪ )) : ‬أشهد أن ل إله إل ال وأن رسول ال ل يلقى ال بما عبد غي شاك فيهما إل‬
‫دخل النة (( ]مسحلم[‪.‬‬
‫فهو عبد ال ورسوله ‪ ،‬وصلوات رب وسلمه عليه ‪.‬‬
‫تاسعال ‪ :‬النب صلى ال عليه وسلم رحة ‪:‬‬
‫فهو ‪ ‬رحة على أمته رحيم رؤوف بم مشفق عليهم ‪ ،‬قال تعال ‪ ] :‬لقد جاءا كم رسول من‬
‫أنفسحكمم عزيز عليه ما عنتم حريص عليهم بالؤمني رؤوف رحيم [ ) التوبة ‪ ، ( 128‬وقال‬
‫تعال ‪ ] :‬وما أرسلناك إل رحة للعالي [ ) النبياءا ‪(107‬‬
‫وقد حث أمته على التاحم فيما بينهم والتعاطف والشفقة من بعضهم على بعض وأن يكمونوا‬
‫كالسحد الواحد يسحاعد بعضهم بعضا ويقف بعضهم مع بعض فهو كما وصفه ربه سبحانه‬
‫رحيم بالؤمني قال ‪ )) : ‬أنا وكافل اليتيم ف النة هكمذا (( وأشار بالسحبابة والوسطى‬
‫] البخماري وأبو داود والتمذي [ ‪ ،‬وقال تعال ‪ ] :‬فأما اليتيم فل تقهر [ ) الضحى ‪. ( 9‬‬
‫وكذلك من الرحة الت أوصى با النب ‪ ‬العناية بالرملة والسحكمي وذوي الاجات فعن أب هريرةا‬
‫‪ ‬قال ‪ :‬قال النب ‪ )) : ‬السحاعي على الرملة والسحكمي كالاهد ف سبيل ال (( ] البخماري‬
‫ومالك [ ‪ ،‬وعن أب هريرةا ‪ ‬أن رجلل شكما إل رسول ال ‪ ‬قسحوةا قلبه فقال ‪ )) :‬امسحح رأس‬
‫اليتيم وأطعم السحكمي (( ] رواه أحد ورجاله رجال الصحيح[‪.‬‬
‫ومن رحته ‪ ‬بالفقراءا قال فيهم ‪ )) :‬بئس الطعاما طعاما الوليمة يدعى إليها الغنياءا ويتك الفقراءا‬
‫(( ] ف الصحيحي [ ‪ ،‬وقد أوصى ‪ ‬بالإحسحان إل البنات والنسحاءا والضعفاءا وما ذاك إل من‬
‫رحته وشفقته على أمته ‪.‬‬
‫فعن أنس رضى الله عنه ‪ ،‬عن النبي ‪ ‬قال ‪ )) :‬من عال جاريتي حت تبلغا جاءا يوما القيامة أنا‬
‫وهو كهاتي (( ] رواه مسحلم [ وجاريتي أي بنتي ‪ ،‬وقال ‪ )) : ‬اللهم إني أحرج حق‬
‫الضعيفي اليتيم والرأةا (( ] رواه النسحائي بإسناد جيد [ ومعن أحرج أي أنه يلحق الإث بن‬
‫ضيع حق اليتيم والرأةا ‪ ،‬وقال ‪ ) : ‬هل يتنصرون وتيرزقون إلا بضعفائكمم (( ] رواه البخماري‬
‫مرسل وأورده بعناه النسحائي في صحيح سنن النسحائي ‪ 2/669‬برقم ) ‪ ، [ (2978‬وقال ‪‬‬
‫‪ )) :‬من ل يرحم الناس ل يرحه ال (( ] متفق عليه [ ‪ ،‬وقال ‪ )) : ‬من ل ييرحم ل ييرحم ((‬
‫] متفق عليه[‪.‬‬
‫ومن رحته ‪ ‬أنه أوصى بالرحة باليوان فقال عليه الصلةا والسحلما ‪ )) :‬إن ال كتب الإحسحان‬
‫على كل شيءا فإذا قتلتم فأحسحنوا القتلة وإذا ذبتم فأحسحنوا الذبح وليحد أحدكم شفرته وليح‬
‫ذبيحته(( ] ابن حبان ومسحلم والدارمي وغيهم [ ‪.‬‬
‫وصور رحته ‪ ‬بأمته وشفقته عليهم كثيةا جدال ‪ ،‬فعليه الصلةا والسحلما‪.‬‬

‫عاشرال ‪ :‬معجزاته صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬


‫معجزاته ‪ ‬كثيةا جدال وقد قيل أنا تبلغ ألفان أو ثلثة آلف معجزةا تقريبال وهو ‪ ‬أكثر النبياءا‬
‫معجزات وسنذكر بعضال من معجزات نبيال ممد ‪ ‬وكل معجزاته عليه الصلةا والسحلما ثابتة ف‬
‫الصحيحي أو ف كتب السحنة الصحيحة والت ل يكمذبا إل ضعيف العقل أو فاقده ‪.‬‬
‫فمن هذه العجزات ‪:‬‬
‫‪ -1‬القران الكمري ‪ ،‬وهو أعظم معجزةا جاءا با النب ‪ ‬فهو دستور المة وصراطها السحتقيم‬
‫وطريقها الأقوما الذي ل يزيغ عنه إل هالك ول يتمسحك به وما فيه من أوامر ونواهي إل نا‬
‫بإذن ربه ‪ ،‬فيه أخبار السحابقي واللحقي فهو معجزةا خالدةا إل يوما الدين ‪ .‬قال صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ } :‬وإن قد تركت فيكمم ما إن اعتصمتم به لن تضلوا ‪ ،‬كتابا ال { ) ابن‬
‫حبان وبن خزية ( ‪.‬‬
‫‪ -2‬انشقاق القمر له ‪ ‬فقد طلب الوليد بن الغيةا وغيه من كفار قريش آية ـ معجزةا ـ منه‬
‫‪ ‬تدل على صدقه ف نبوته فانشق القمر له فرقتي ‪ ،‬فرقة فوق البل وفرقة دونه قال تعال ‪:‬‬
‫)) اقتبت السحاعة وانشق القمر (( ] القمر ‪. [1‬‬
‫‪ -3‬نطق الشجر له عليه الصلةا والسحلما فقد دنا منه أعراب فقال له‪ :‬يا أعراب أين تريد ؟‬
‫قال ‪ :‬إل أهلي ‪ ،‬قال ‪ :‬هل لك إل خي؟ فقال‪ :‬وما هو؟ قال‪ :‬تشهد أن ل إله إل ال وحده‬
‫ل شريك له وأن ممدال عبده ورسوله فقال العراب ‪ :‬من يشهد لك على ما تقول ‪ :‬فقال له‬
‫‪ : ‬هذه الشجرةا ـ يشي إل شجرةا بشاطئ الوادي ـ فأقبلت تد الرض حت قامت بي يديه‬
‫فاستشهدها ثلثال فشهدت كما قال عليه الصلةا والسحلما ‪.‬‬
‫‪ -4‬حني جذع النخملة له ‪ ‬وبكماؤه بصوت سعه من ف مسحجده ‪ ‬قاطبة وذلك لا فارقه‬
‫‪ ‬بعدما كان يطب عليه كمنب له ولا صنع له النب وترك الصعود عليه بكمى حنينال وشوقال إليه‬
‫‪ ‬فقد سع له صوت كصوت العشار ـ النوق الت مضى على حلها عشرةا أشهر ـ ول يسحكمت‬
‫حت جاءاه الرسول ‪ ‬ووضع يده الشريفة عليه فسحكمت وقيل ضمة واعتنقه فسحكمن ‪.‬‬
‫ل‪ ] .‬ف‬ ‫‪ -5‬تكمثي الطعاما بدعائه ‪ ‬فقد أكل من يمدي شعي فقط أكثر من ثاني رج ل‬
‫الصحيحي [ ‪.‬‬
‫‪ -6‬تكمثي الاءا بدعائه ‪ ‬فعندما عطش الناس ف إحدى الغزوات وكان بي يديه عليه‬
‫الصلةا والسحلما ركوةا يتوضأ فيها فأقبل الناس نوه وقالوا ليس عندنا إل ما ف ركوتك فوضع ‪‬‬
‫يده ف الركوةا فجعل الاءا يفور من بي أصابعه كأمثال العيون فشربا القوما وتوضؤا وكانوا زهاءا‬
‫الثلثائة نفر ] البخماري ومسحلم [ ‪ ،‬يقول النووي ف شرح مسحلم‪ ] :‬قوله ف هذه الحاديث ف‬
‫نبع الاءا من بي أصابعه ‪ ‬وتكمثيه ‪ ،‬وتكمثي الطعاما ‪ ،‬هذه كلها معجزات ظاهرات وجدت من‬
‫رسول ال ‪ ‬ف مواطن متلفة وعلى أحوال متغايرةا وبلغ مموعها التواتر وأما تكمثي الاءا فقد صح‬
‫من رواية أنس وبن مسحعود وجابر وعمران بن الصي وكذا تكمثي الطعاما وجد منه ‪ ‬ف مواطن‬
‫متلفة وعلى أحوال كثيةا وصفات متنوعة[ انتهى ‪.‬‬
‫وخلصة ذلك أن اختلف الروايات ف عدد الصحابة الذين كانوا معه ‪ ‬ف روايات تكمثي الاءا‬
‫أو الطعاما كلها صحيحة وإنا وردت من عدد من الرواةا وف مواطن متلفة فكمل تلك الروايات‬
‫ف العداد صحيحة إنشاءا ال تعال ‪.‬‬
‫‪ -7‬الإسراءا والعراج من السحجد الراما إل السحجد القصى ث إل السحموات العيلى ث إل‬
‫سدرةا النتهى وعاد إل فراشه ‪ ‬ول يبد فراشه ‪.‬‬
‫‪ -8‬جاءا ‪ ‬مرةا لقضاءا الاجة ول يد شيئا يسحتت به إل نلة صغيةا وأخرى بعيدةا عنها ‪،‬‬
‫كل منهما أن تعود إل مكمانا ‪0‬‬ ‫ث أمر كل منهما فأتتا إليه فسحتتاه حت قضا حاجته ث أمر ل‬
‫) أحد والطبان والبيهقى(‪0‬‬
‫‪ -9‬جاءاه رجل وهو يطب المعة ‘ فشكما إليه قحوط الطر فرفع يديه ‪ ‬ودعا ربه وما في‬
‫السحماءا قطعة من السححابا ‪ ،‬فطلعت سحابة حت توسطت السحماءا فاتسحعت فأمطرت ‪ ،‬فقال‬
‫عليه الصلةا والسحلما اللهم حوالينا ولعلينا فأقلعت وانقطعت ) متفق عليه( ‪.‬‬
‫‪ -10‬لا اجتمعت صناديد قريش في دار الندوةا وأجعوا على قتله ‪ ، ‬وعندما جاءاوا إل‬
‫بابه ينتظرون خروجه فيضربونه بالسحيوف ضربة رجل واحد خرج عليهم ووضع التابا على‬
‫رؤوسهم وخرج من بينهم ول يروه ‪0‬‬
‫‪ -11‬ف غزوةا حني رمى الكمفار بقبضة من التابا وقال‪ :‬شاهت الوجوه ‪ ،‬فامتلت‬
‫أعينهم ترابا وانزموا )مسحلم وغيه(‪0‬‬
‫‪ -12‬كلمه ذراع الشاةا التي أكل منها ‪ ‬وقال له ‪ :‬أنه مسحموما‬
‫) البخماري( ‪.‬‬
‫‪ -13‬شهادةا الذئب له بالنبوةا ‪0‬‬
‫‪ -14‬شكماية البعي له ‪ ‬وأن صاحبـه يتعبه وييعه ويشق عليه ‪.‬‬
‫] أبو داود [ ‪.‬‬
‫‪ -15‬أن عي علي بن أب طالب رضي ال عنه أصابا الرمد فتفل فيها ‪ ‬فبأت ‪.‬‬
‫] متفق عليه [ ‪.‬‬
‫‪ -16‬أصيبت عي قتادةا رضي ال عنه يوما أحد حت سقطت على وجنته فردها ‪ ‬حت‬
‫عادت أحد من العي الصحيحة ‪ ] .‬رواه الاكم [ ‪.‬‬
‫‪ -17‬أن عبدال بن عتيك النصاري أصيبت رجله حي نزل من درج إل رافع بن أب‬
‫القيق لا قتله فمسححها بيده الشريفة فبأت ‪ ] .‬رواه البخماري [ ‪.‬‬
‫‪ -18‬أنه دعا لابن عباس بالفقه ف الدين وعلم التأويل فصار برال ف العلم ‪ ،‬وكان حب‬
‫هذه المة ‪.‬‬
‫‪ -19‬أنه دعا لنس بن مالك بكمثرةا الال والولد وبطول العمر فعاش نو الائة سنة وكان‬
‫ولده الذين من صلبه مائة وعشرين ‪ ،‬وكان له نل يمل ف سنة حلي ‪.‬‬
‫‪ -20‬أنه دعا لثابت بن قيس بن شاس بأن يعيش سعيدال ويقتل شهيدال ‪ ،‬فكمان كما قال‬
‫‪.‬‬
‫‪ -21‬أنه أخب أميه بن خلف أنه يقتله يوما بدر ‪ ،‬فقتله ‪ ‬يوما بدر ‪] .‬رواه البخماري [ ‪.‬‬
‫‪ -22‬أنه كان يشي لصحابه ف بدر إل مصارع الكمفار فكمان يقول ‪ : ‬هذا مصرع فلن‬
‫وهذا مصرع فلن ‪ ، ...‬ويضع يده على الرض ليحدد أماكنهم فكمان كما قال وما تاوز أحد‬
‫منهم موضع يده ‪ ] . ‬رواه أبو داود [ ‪.‬‬
‫‪ -23‬كان رجل يقاتل مع السحلمي ف إحدى غزواته ‪ ‬وكان يضربا أعناق العداءا ضربال‬
‫‪ ،‬فأخذ الصحابة يطرونه ويذكرون شجاعته وأنه من أهل النة ‪ ،‬فقال ‪ : ‬هو من أهل النار ‪،‬‬
‫فتبعه رجل من السحلمي يرى ماذا يصنع ‪ ،‬فأصابته جراح فعمد إل سيفه فقتل نفسحه ‪ ،‬وقاتل‬
‫نفسحه ف النار فكمان كما أخب ‪ ] . ‬متفق عليه [ ‪.‬‬
‫ولقد كان له ‪ ‬الكمثي من العجزات وما ذكرته قليل من كثي وما أوردته أيضال إل ليتعرف‬
‫السحلم على بعض معجزات نبيه ‪ . ‬ومعجزاته كثيةا بينة ظاهرةا لينكمرها إل ناقص العقل أو‬
‫فاقده ‪.‬‬

‫حادي عشر ‪ :‬حاجة الناس إل رسول ال ‪: ‬‬


‫لا عاش الناس قبل بعثته ‪ ‬ف جاهلية جهلءا وظلمة دهاءا خصوصال بعدما حرفوا وبدلوا ف‬
‫الكمتب النزلة على أنبيائهم ‪ ،‬لذلك كله أحوج ال اللئق كلهم إل من يزيل عنهم تلك الغمة‬
‫‪ ،‬ويعيدهم إل عبادةا ال الالق الواحد القهار ‪ ،‬فأرسل ال نبيه ممدال ‪ ‬ليخمرج الناس من‬
‫الظلمات إل النور بإذن ربم سبحانه وتعال ‪.‬‬
‫فأما حاجتهم إل النب ‪ ‬ف الدنيا فهي أشد من حاجتهم إل الطعاما والشرابا والنفس ‪ ،‬لنه‬
‫مبشرهم بالنان ومنذرهم من النيان ‪ ،‬وأما حاجتهم إليه ف الخرةا فإنم يسحتشفعون بالرسل إل‬
‫ال ليفصل بي اللئق ‪ ،‬فكملهم يتأخر عن الشفاعة ‪ ،‬فيشفع لم النب ممد ‪ ، ‬وهو الذي‬
‫يسحتفتح لم بابا النة ‪.‬‬
‫فلهذا كانت حاجة الناس إل النب ‪ ‬حاجة ماسة وأكيدةا ف الدنيا والخرةا‪.‬‬
‫ثاني عشر ‪ :‬حقوقه صلى ال عليه وسلم على أمته ‪:‬‬
‫إن حقوق النب ‪ ‬على أمته كثيةا وهي حقوق يب على كل فرد من أفراد المة الإسلمية‬
‫معرفتها والعمل با وتطبيقها قولل وعملل ‪ ،‬إذ كيف يدعي مسحلم حب النب ‪ ‬ث ل يقوما با هو‬
‫مطلوبا منه تاه من يب ‪ ،‬ث ينبغي أن يطبق السحلم قول نبيه ‪ ‬ف كل ما يقول ويأمر به‬
‫من غي هوادةا ول تكماسل ‪،‬والي كل الي فيما يأمر به عليه الصلةا والسحلما أو يث أمته عليه‬
‫‪ ،‬والشر كل الشر ف مالفة أمره ونيه وسأذكر هذه القوق بشي من التفصيل بإذن ال تعال ‪،‬‬
‫راجيال من الول سبحانه وتعال أن يوفقن ف ذلك ‪ ،‬وأن يكمتبها ف موازين حسحنات الميع ‪،‬‬
‫ومن هذه القوق ‪:‬‬

‫‪ -1‬الإيمان به صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬


‫فالإيان به ‪ ‬من أركان اليان الت يب على السحلم الإيان با‪ ،‬ومن هذه الركان الإيان بالرسل‬
‫‪ ،‬وهو ‪ ‬رسول من أولئك الرسل عليهم أفضل الصلةا وأزكى التسحليم ‪ ،‬قال ال تعال ‪ ] :‬فآمنوا‬
‫بال ورسوله والنور الذي أنزلنا [ ) التغابن ‪ ، ( 8‬وقال تعال ‪ ] :‬فآمنوا بال ورسوله النب المي‬
‫الذي يؤمن بال وكلماته وأتبعوه لعلكمم تتدون [ ) العراف ‪ ، ( 158‬وقد أخب ‪ ‬بوجوبا‬
‫الإيان به فقال ‪ ) : ‬أمرت أن أقاتل الناس حت يشهدوا أن ل إله إل ال وأن ممدال رسول ال‬
‫( ] البخماري ومسحلم [ ‪.‬‬
‫ومن الإيان به ‪ ‬التصديق الازما الذي لشك فيه بأن رسالته ونبوته هي حق من عند ال تعال‬
‫‪ ،‬والعمل بقتضى ذلك ‪ ،‬والتصديق بأن كل ماجاءا به من الدين وما أخب به عن ال تعال حق‬
‫صحيح ‪ ،‬ولبد من تصديق ذلك بالقلب واللسحان ‪ ،‬فل يكمفي اليان به باللسحان ‪ ،‬والقلب‬
‫آمنوا بال ورسوله ‪ ) [ ...‬النسحاءا ‪. ( 136‬‬
‫منكمر لذلك ‪ ،‬قال تعال ‪ ] :‬ياأيها الذين آمنوا ك‬
‫فالإيان به ‪ ‬وبرسالته وبكمل ماأخب به من المور الت وقعت والت ل تقع ما أطلعه ال عليه‬
‫بشره بطوب‬‫الإيان بذلك كله واجب حت يكممل إيان الرءا ولقد بشر النب ‪ ‬من آمن به ول يره ل‬
‫وهي شجرةا ف النة فقال ‪ ) : ‬طوب لن آمن ب ورآن مرةا ‪ ،‬وطوب لن آمن ب ول يرن سبع‬
‫مرار )مرات(( ‪ ] .‬السحلسحلة الصحيحة ‪ ، [ 45 / 3‬فمن شك ف نبوته أو رسالته فهو كافر ‪،‬‬
‫لن الدلة ثابتة مسحتفيضة ممع عليها بي أهل العلم ‪.‬‬

‫‪ -2‬محبته صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬


‫وهذا حق من حقوقه ‪ ‬على أمته ‪ ،‬وواجب عليهم أيضال ‪ ،‬فينتفي اليان بعدما مبة النب ‪، ‬‬
‫فقد أوجب ال مبة نبيه ف كتابه العزيز ‪ ،‬فقال تعال ‪ ) :‬قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم‬
‫وإخوانكمم وأزواجكمم وعشيتكمم وأموال اقتفتموها وتارةا تشون كسحادها ومسحاكن ترضونا‬
‫أحب إليكمم من ال ورسوله وجهاد ف سبيله فتبصوا حت يأت ال بأمره وال ليهدي القوما‬
‫الفاسقي ( ] التوبة ‪. [ 24‬‬
‫وقال ‪ ) : ‬ليؤمن أحدكم حت أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجعي ( ] البخماري [‬
‫‪.‬‬
‫ولا سع عمر رضي ال عنه هذا الديث قال للرسول ‪ ‬لنت أحب إل من كل شئ إلل نفسحي‬
‫‪ ،‬فقال ‪ :‬ل والذي نفسحي بيده حت أكون أحب إليك من نفسحك ‪ ،‬فقال له عمر ‪ :‬فإنك الن‬
‫وال أحب إل من نفسحي ‪ ،‬فقال ‪ ) : ‬الن ياعمر ( أي الن صدقت وحققت اليان الكمامل‬
‫بحبتك لنبيك ‪.‬‬
‫وقال ‪ ) : ‬ثلث من كن فيه وجد حلوةا اليان ‪ :‬أن يكمون ال ورسوله أحب إليه ما سواها‬
‫‪ ،‬وأن يب الرءا ليبه إلل ل ‪ ،‬وأن يكمره أن يعود ف الكمفر بعد أن أنقذه ال منه كما يكمره أن‬
‫يقذف ف النار ( ] البخماري [‬
‫ومن مبيه صلى ال عليه وسلم إيثار مايب صلى ال عليه وسلم على مايب العبد ‪ ،‬ومبة‬
‫ماجاءا به والدعوةا إليه ومبة أهل بيته وصحابته رضوان ال عليهم ومن مبته كثرةا ذكره عليه‬
‫الصلةا والسحلما ‪،‬والشوق إل لقاءاه ‪ ،‬قال ‪ ) :‬يا أبا أمامة إن من الؤمني من يلي لي قلبه(‬
‫) أحد وهو صحيح( ‪ ،‬ومعن ذلك أن من الؤمني من يسحكمن قلبه وييل للنبي صلى ال عليه‬
‫وسلم بالودةا والبة ‪ ،‬وما ذاك إل بإخلصا التباع له صلى ال عليه وسلم دون سواه من البشر‬
‫‪ 0‬فحب النبي صلى ال عليه وسلم موصل لب ال تعال ‪0‬‬
‫قال الشاعر‪:‬‬
‫تعصي الله وأنت تظهر حبه‬
‫هذا لعمرك في القياس بديع‬
‫لوكان حبك صادقا لطأعته‬
‫إن المحب لمن يحب مطيع‬
‫فمن مبته صلى ال عليه وسلم طاعته وتصديق ماأخب عنه وتوقيه وتعظيمه عند ذكره صلوات‬
‫ال وسلمه عليه ماتعاقب الليل والنهار ‪0‬‬

‫‪ -3‬طأاعته صلى ال عليه وسلم وامتثال أمره ‪:‬‬


‫طاعته صلى ال عليه وسلم واجبة بكمتابا ال عز وجل ‪ ،‬قال تعال ‪ ] :‬ياأيها الذين آمنوا‬
‫أطيعوا ال وأطيعوا الرسول ولتبطلوا أعمالكمم [ ) ممد ‪ ، (33‬وقال تعال‪ ] :‬ياأيها الذين آمنوا‬
‫أطيعوا ال ورسوله ولتولوا عنه وأنتم تسحمعون [ )الأنفال ‪ ، (20‬قال بن كثي في تفسحي هذه‬
‫الية ‪ ) :‬يأمر تعال عباده الؤمني بطاعته وطاعة رسوله صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬ويزجرهم عن‬
‫مالفته والتشبه بالكمافرين به والعاندين له ‪ ،‬وأن ل يتكوا طاعته صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬بل امتثلوا‬
‫أمره ‪ ،‬واتركوا زواجره بعدما علمتم مادعاكم إليه من الق ( ‪0‬‬
‫ويقول بن سعدي رحه ال ‪ ) :‬لا أخبال تعال أنه مع الؤمني أمرهم أن يقوموا بقتضى الإيان‬
‫الذي يدركون معيته ‪ ،‬وذلك بامتثال أوامر ال عز وجل وأوامر رسوله صلى ال عليه وسلم‬
‫وتنفيذ أوامره ووصاياه ونصائحه ‪ ،‬ول يكمتفي بجرد الدعوى الالية التي ل حقيقة لا ‪ ،‬فإنا‬
‫حالة ل يرضاها ال ول رسوله صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فليس الإيان بالتمني ول بالتحلي ‪ ،‬ولكمن‬
‫الإيان ما وقر في القلب وصدقته العمال(‪0‬‬
‫قال ‪ )) : ‬كل أمت يدخلون النة إل من أب قيل يارسول ال ومن يأب قال ‪ :‬من أطاعن‬
‫دخل النة ومن عصان فقد أب(( ] البخماري [ ‪ ،‬وقال ‪ )) : ‬أل إن أوتيت الكمتابا ومثله معه‬
‫أل يوشك رجل شبعان على أريكمته ويقول عليكمم بذا القرآن فما وجدت فيه من حلل فأحلوه‬
‫وما وجدت فيه من حراما فحرموه(( ] أحد وأبو داود والاكم بسحند صحيح [‪.‬‬
‫وعن أب داود وابن ماجة بسحند صحيح ‪ ،‬قال ‪ )) : ‬ل ألفين أحدكم متكمئال على أريكمته يأتيه‬
‫المر من أمري ما أمرت به أو نيت عنه فيقول لندري ‪ ،‬ماوجدنا ف كتابا ال اتبعناه (( ‪.‬‬
‫فالواجب على الؤمن طاعة النب ‪ ‬فيما أحل وما حرما فما أحله فهو حلل وما حرمه فهو حراما‬
‫يب البتعاد عنه كما قال عليه الصلةا والسحلما ‪ )) :‬أل إن ما حلرما رسول ال مثل ما حرما‬
‫ال(( ] الاكم والتمذي وابن ماجه بسحند صحيح [ ‪.‬‬
‫وما يدل على عظم شأن طاعته ‪ ‬أن ال جلت قدرته قد قرن طاعته سبحانه بطاعة نبيه ‪‬‬
‫فقال تعال ‪ ]:‬من يطع الرسول فقد أطاع ال [ ) النسحاءا ‪. (80‬‬
‫قال ‪ )) : ‬من أطاعن فقد أطاع ال ومن عصان فقد عصى ال (( ] ف الصحيحي [ ‪.‬‬
‫ولبد من الذر كل الذر من مالفة أمره ‪ ‬وعدما معصيته وأن ذلك ما يبط العمال ويوجب‬
‫النيان فقد قال تعال ‪ ] :‬ومن يعص ال ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدال [ ) الن‬
‫‪. (23‬‬
‫فمن طاعته ‪ ‬التمسحك بسحنته وما أمر به واجتنابا ما نى عنه والبتعاد عنه والهتداءا بديه‬
‫واللتزاما بنظافة الثوبا والبدن وتري الصدق ف القوال والفعال وطلب اللل ف الأكل‬
‫والشربا واللبس والنكماح واجتنابا الراما ف ذلك ‪.‬‬
‫وغي ذلك من المور الت ينبغي على السحلم متابعتها والعمل با ما أمر با النب ‪ ‬واجتنابا ما‬
‫نى عنه من أعمال وأفعال قال تعال ‪ ] :‬وما أتاكم الرسول فخمذوه وما ناكم عنه فانتهوا [‬
‫) الشر ‪، (7‬‬
‫وقال ‪ )) : ‬إذا أمرتكمم بأمر فأتوا منه ما استطعتم ‪ ،‬وما نيتكمم عنه فانتهوا (( ] مسحلم [ ‪.‬‬

‫‪ -4‬اتباعه صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬


‫وما يب على الؤمن اتباع نبيه ‪ ‬واتباعه عليه الصلةا والسحلما يكمون ف العتقاد والقول والعمل‬
‫واجبه وهي الدين كله واتباعه عليه الصلةا والسحلما من مبة ال تبارك وتعال قال تعال ‪ ] :‬قل‬
‫إن كنتم تبون ال فاتبعون يببكمم ال ويغفر لكمم ذنوبكمم وال غفور رحيم [ ) آل عمران ( ‪،‬‬
‫فل بد للمسحلم من اتباع هدي نبيه ‪ ‬واقتفاءا آثره والعمل با جاءا به من قول وفعل فللوصول إل‬
‫مبة ال ورضوانه ومغفرةا الذنوبا اتباع ما جاءا به النب ‪ ‬ف النشط والكمره ويكمون اتباعه عن‬
‫قناعة ورضلى با جاءا به ‪.‬‬
‫وذكر بن رجب رحه ال ف جامع العلوما والكمم ‪ ] :‬وقوله ‪ )) : ‬فإنه من يعش منكمم بعدي‬
‫فسحيى اختلفال كثيال فعليكمم بسحنت وسنة اللفاءا الراشدين الهديي من بعدي عضوا عليها‬
‫بالنواجذ (( ] الاكم ف السحتدرك [ ‪ ،‬هذا إخبار منه ‪ ‬با سيقع ف أمته بعده من كثرةا‬
‫الختلف ف أصول الدين وفروعه وف العمال والقوال والعتقادات ‪ ،‬فقد أخب عليه الصلةا‬
‫والسحلما أن أمته ستفتق على بضع وسبعي فرقه كلها ف النار إل واحدةا وهي الفرقة الناجية‬
‫الت اتبعت ما جاءا به النب ‪ ‬من ربه وما كان عليه أصحابه من بعده من تتبعهم لديه عليه‬
‫الصلةا والسحلما ‪.‬‬
‫وقد قال عمر بن عبدالعزيز ‪ :‬سن رسول ال ‪ ‬وولةا المور من بعده يسننال الخذ با اعتصاما‬
‫بكمتابا ال وقوةا على دين ال ليس لحد تبديلها ول تغييها ول النظر ف أمر خالفها من‬
‫اهتدى با فهو الهتدي ومن استنصر با فهو النصور ومن تركها واتبع غي سبيل الؤمني وله‬
‫ال ماتول وأصله جهنم وساءات مصيال [ ‪.‬‬
‫وليحذر من يالف أمر البن ‪ ‬ففي مالفته خروج من الدين وارتداد عنه ـ عياذا بال من ذلك ـ‬
‫قال تعال ‪ ] :‬واتبعوه لعلكمم تتدون [ ) العراف ( فهو أمر من ال جل وعل باتباع نبيه ‪ ‬لن‬
‫أراد الداية من ال تعال ومن خالف أمره فليس له إل الغواية والندامة ‪.‬‬
‫ومن اتباعه ‪ ‬عدما البتداع ف دين ال عز وجل بل يعمل على إزالة كل بدعة ف الدين ما‬
‫استطاع الإنسحان إل ذلك سبيل ‪.‬‬
‫ويب على السحلم رد كل قول لقوله ‪ ‬وترك كل تشريع لشرعه والعراض عن كل ما خالف‬
‫هديه ‪ ‬ف القول والعمل والعتقاد ‪.‬‬
‫والخذ بكمل ما صح عنه وثبت نسحبته إليه فهو عليه الصلةا والسحلما أعلم الناس بربه تعال‬
‫وأخشاهم وأتقاهم له فيجب التمسحك با جاءا به واتباع ذلك بل تردد ول شك لنه عليه‬
‫الصلةا والسحلما ل ينطق عن الوى وإنا يعلمه ربه عز وجل ‪.‬‬
‫فالواجب على الؤمن اتباع النب ‪ ‬ف العقيدةا والعبادةا والسحلوك فهذا هو طريق النجاةا يوما القيامة‬
‫بإذن ال تبارك وتعال ومن خالف ذلك فسحيلقي به إل النار والعياذ بال ‪.‬‬

‫‪ -5‬القتداء به صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬


‫قال تعال ‪ ] :‬أولئك الذين هدى ال فبهداهم اقتده [ ) النعاما ‪ ، (90‬فلقد أمر ال جل وعل‬
‫نبيه ‪ ‬بالقتداءا بن سبقه من النبياءا والرسل ‪.‬‬
‫وأمرنا نن باتباع النب ‪ ‬والقتداءا به فقال تعال ‪ ] :‬لقد كان لكمم ف رسول ال أسوةا حسحنة‬
‫لن كان يرجوا ال واليوما الخر وذكر ال كثيال [ ) الحزابا ‪ ( 21‬أي أن لكمم فيه ‪ ‬قدوةا‬
‫صالة ف أفعاله وأقواله فاقتدوا به فمن اقتدى به ‪ ‬وتأس به سلك الطريق الوصل إل كرامة ال‬
‫وهو الصراط السحتقيم فهو عليه الصلةا والسحلما السوةا السحنة الت يوفق للقتداءا با من كان‬
‫يرجو ال واليوما الخر لا معه من اليار والوف من البار سبحانه ‪ ،‬ولا يرجو من ثوابا ربه ‪،‬‬
‫وما يشاه من عقابه وعذابه ‪ ،‬فكمل ذلك حاث وحافز ودافع للقتداءا به ‪ ‬في أقواله وأفعاله‬
‫وأحواله ‪0‬‬
‫وانظر لولئك السحلف الذين دفعهم اليمان بال ورسوله إل الإقتداءا به عليه الصلةا والسحلما ‪،‬‬
‫وهذه ناذج من ذلك ‪:‬‬
‫‪ -1‬عندما جاءات الدةا إل الصديق رضى ال عنه تسحأل عن مياثها ‪ ،‬فقال لا ‪ :‬ليس‬
‫لكمي في كتابا ال شيءا ‪ ،‬ول أعلم أن رسول ‪ ‬قضى لك بشيءا ‪ ،‬وسأسأل الناس ‪،‬‬
‫ث سأل رضى ال عنه الصحابة ‪ ،‬فشهد عنده بعضهم بأن رسول ‪ ‬أعطى الدةا السحدس‬
‫فقضى لا بذلك ‪0‬‬
‫‪ -2‬ولا أشكمل على عمر رضى ال عنه إسقاط الرأةا جنينا ميتا بسحبب تعدي أحد عليها ‪،‬‬
‫سأل الصحابة رضى ال عنهم ‪ ،‬عن ذلك فشهد عنده ممد بن مسحلمة والغيةا بن شعبة‬
‫رضى ال عنهما ‪ ،‬بأن النبي ‪ ‬قضى في ذلك بغرةا عبد أو أمة ‪ ،‬فقضى بذلك رضى ال‬
‫عنه ‪0‬‬
‫‪ -3‬ولا أشكمل على عثمان رضى ال عنه حكمم احتداد الرأةا في بيتها بعد وفاةا زوجها ‪،‬‬
‫أخبته طريفة بنت مالك رضى ال عنها أن النبي ‪ ‬أمرها بعد وفاةا زوجها أن تكمث في‬
‫بيته حت يبلغ الكمتابا أجله فقضى لا بذلك رضى ال عنه ‪0‬‬
‫‪ -4‬ولا بلغ علي رضى ال عنه أن عثمان رضى ال عنه ني عن متعة الجح أهل علي رضى‬
‫ال عنه بالجح والعمرةا جيعا وقال ‪ :‬ل أدع سنة رسول ال ‪ ‬لقول أحد من الناس ‪0‬‬
‫‪ -5‬وقال ابن عباس رضى ال عنهما ‪ :‬يوشك أن تنزل عليكمم حجارةا من السحماءا !! أقول‬
‫‪ :‬قال رسول ال ‪ ‬وتقولون قال أبو بكمر وعمر ‪0‬‬
‫فإذا كان من خالف السحنة لقول أب بكمر وعمر تشى عليه العقوبة فكميف بال من خالف‬
‫السحنة لقول من هو دونما ف الكمانة ‪ ،‬أو من خالفهما لرد رأيه واجتهاده ‪ 0‬فمن ترك‬
‫القتداءا به ‪ ‬فهو معرض للضلل الؤدي إل اللك ‪ ،‬فعندما فهم ذلك سلف المة‬
‫التزموا بطاعته ‪ ‬والقتداءا به ‪0‬‬

‫‪ -1‬توقيره عليه الصلةا والسلم وتعظيم شأنه‪:‬‬


‫توقيه من آكد حقوقه ‪ ‬على أمته قال تعال ‪ ] :‬إنا أرسلناك شاهدال ومبشرال ونذيرال لتؤمنوا بال‬
‫ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسحبحوه بكمرةا وأصيلل [ ) الفتح ‪. ( 8‬‬
‫فيجب توقيه عليه الصلةا والسحلما وإجلله وتعظيمه كما ينبغي له ذلك على أل ييرفع إل‬
‫مقاما العبودية فإن ذلك مرما ل يوز ول ينبغي إل ل عز وجل‪.‬‬
‫ومن توقيره عليه الصلةا والسحلما تعظيم شأنه احتامال وإكبارال لكمل ما يتعلق به من اسه‬
‫وحديثه وسنته وشريعته وآل بيته وصحابته رضوان ال عليهم وكل ما اتصل به عليه الصلةا‬
‫والسحلما من قريب أو بعيد ‪.‬‬
‫فييفع من قدره ‪ ‬حت ل يسحاويه ول يدانيه أحد من الناس ‪.‬‬
‫فمن توقيه عليه الصلةا والسحلما عدما التقدما بي يديه مصداقال لقوله تعال‪ ] :‬يا أيها الذين‬
‫آمنوا ل تقدموا بي يدي ال ورسوله [ ) الجرات ‪ ( 1‬أي ل تقولوا قبل قوله وإذا قال‬
‫فاستمعوا له وأنصتوا‪ ،‬فل يل لحد أن يسحبقه بالقول ول برأي ول بقضاءا بل يتعي عليهم‬
‫أن يكمونوا تابعي له عليه الصلةا والسحلما ‪.‬‬
‫وقال جل شأنه ‪ ] :‬يا أيها الذين آمنوا ل ترفعوا أصواتكمم فوق صوت النب ول تهروا له‬
‫بالقول كجهر بعضكمم لبعض أن تبط أعمالكمم وأنتم لا تشعرون [ ) الجرات ‪. ( 2‬‬
‫فهذا ني من ال عز وجل بعدما رفع الصوت عند ماطبة النب ‪ ‬ول يهر الخماطب له‬
‫بالقول بل يخمفض الصوت وياطبه بالدبا ولي الانب وياطبه بالتعظيم والتكمري‬
‫والجلل والعظاما ‪.‬‬
‫فل يكمون الرسول كأحدهم بل ييزونه ف خطابم كما تيز عن غيه ف وجوبا حقه على‬
‫المة ووجوبا الإيان به والب الذي ل يتم الإيان إل به ‪.‬‬
‫فإن ف عدما القياما بذلك مذورال خشية أن يبط عمل العبد وهو ل يشعر كما أن الدبا‬
‫معه من أسبابا حصول الثوابا وقبول العمال ‪.‬‬
‫وقال العلماءا ‪ :‬يكمره رفع الصوت عند قبه ‪ ‬كما يكمره ف حياته لنه متما حيال وميتال ‪.‬‬
‫وقد روي عن أمي الؤمني عمر بن الطابا ‪ ‬أنه سع صوت رجلي ف مسحجد رسول ال ‪‬‬
‫قد ارتفعت أصواتما فجاءا فقال ‪ :‬أتدريان أين أنتما ؟ ث قال ‪ :‬من أين أنتما ؟ قال ‪ :‬من‬
‫أهل الطائف ‪ ،‬فقال ‪ :‬لو كنتما من أهل الدينة لوجعتكمما ضربال ‪.‬‬
‫وإنا كان النهي عن رفع الصوت عنده خشية أن يغضب من ذلك فيغضب ال تعال لغضبه‬
‫‪ ‬فيحبط عمل من أغضبه وهو ل يدري ‪.‬‬
‫ث امتدح ال عز وجل من غض صوته عند رسول ال ‪ ‬وندبا إل ذلك ف قوله تعال ‪:‬‬
‫] إن الذين يغضون أصواتم عند رسول ال أولئك الذين أمتحن ال قلوبم للتقوى لم مغفرةا‬
‫وأجر عظيم [ ) الجرات ‪ ، (3‬فأولئك اختب ال قلوبم وامتحنها وابتلها للتقوى فظهرت‬
‫نتيجة ذلك بأن قلوبم أذعنت لمر ال وأخلصت وكانت أهلل وملل للتقوى فكمانت العاقبة‬
‫لم بالبشرى من ال العلي القدير بأن بشرهم بالغفرةا لذنوبم ‪ ،‬وحصول الجر العظيم الذي‬
‫ل يعلمه إل ربا الربابا ومسحبب الأسبابا ‪ ،‬الذي بيده مفاتيح كل شئ وخزائن السحموات‬
‫والرض ‪ ،‬فكمان ذلك جزاءاهم جزاءال وفاقال ‪.‬‬
‫فمن لزما أمر ال عز وجل واتبع رضاه وسارع إل ذلك وقدمه على هواه ومص قلبه للتقوى‬
‫فصار قلبه صادقال ‪ ،‬ومن ل يكمن كذلك علم أنه ل يصلح للتقوى ‪.‬‬
‫ومن تعظيمه وتوقيه ‪ ‬عدما ندائه باسه مردال فل يقال ‪ )) :‬يا ممد (( ‪ ،‬بل يقال ‪:‬‬
‫)) يانب ال (( ‪ )) ،‬يا رسول ال (( ‪ ،‬قال تعال ‪ ] :‬ل تعلوا دعاءا الرسول بينكمم كدعاءا‬
‫بعضكمم بعضا [ ) النور ‪. ( 63‬‬
‫ني منه سبحانه بعدما نداءا نبيه ‪ ‬باسه مردال لن ذلك من سوءا الدبا معه ‪ ‬وهناك‬ ‫فهذا ٌ‬
‫مظاهر لتعظيمه ‪ ‬من حيث حديثه ‪ ،‬وآثاره ‪.‬‬
‫فمن تعظيمه ‪ ‬تعظيم حديثه فيحتما كلمه عليه الصلةا والسحلما فقد روي عن جعفر بن‬
‫ممد الصادق وكان كثي الدعابة والتبسحم أنه إذا ذكر عنده النب ‪ ‬اصفر وجهه وما رب‬
‫يدث عن رسول ال ‪ ‬إل على طهارةا ‪.‬‬
‫وكان بن مسحعود ‪ ‬إذا حدث عن رسول ال ‪ ‬عله كربا وتدر العرق من جبينه ‪ ‬وأرضاه‬
‫‪.‬‬
‫ومن تعظيم آثاره ‪ ‬أنه كانت لب مذورةا قصة ف مقدما رأسه إذا جلس وأرسلها وصلت إل‬
‫الرض فقيل له ‪ :‬أل تلقها ؟ قال ‪ :‬ل أكن بالذي يلقها وقد مسحها رسول ال ‪ ‬بيده ‪.‬‬
‫ولقد كان هذا شيئال يسحيال ما ذكرت ف توقيه عليه الصلةا والسحلما وتعظيم شأنه وإل فهو‬
‫أجل من ذلك وأعظم فصلوات رب وسلمه عليه ما تللت النجوما وتلحت الغيوما وعليه‬
‫الصلةا والسحلما ما سعت أذن بب وما اتصلت عي بنظر ‪.‬‬

‫‪ -7‬وجوب النصح له صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬


‫النصح أو النصيحة ‪ :‬هي بذل النصح للغي والنصح معناه ‪ :‬أن الشخمص يب لخيه الي‬
‫ويدعوه إليه ويبينه له ويرغبه فيه وقد جعل النب ‪ ‬الدين النصيحة وقد بايع رسول ال‬
‫‪‬بعض صحابته على النصح لكمل مسحلم وهي من حقوق السحلمي فيما بينهم قال تعال ‪] :‬‬
‫إنا الؤمنون أخوةا [ ) الجرات ‪ ، ( 10‬وقال تعال ‪ ] :‬وأنصح لكمم [ ) العراف ‪، ( 62‬‬
‫وقال تعال ‪ ] :‬وأنا لكمم ناصح أمي [ ) العراف ‪. ( 68‬‬
‫خوةا ف الدين أقوى من الخولةا ف النسحب ‪ ،‬فالأخوةا ف النسحب بدون دين ليسحت بشيءا‬ ‫فالأ ل‬
‫‪ ،‬ولذا لا قال نوح عليه السحلما لربه عز وجل ‪ ] :‬إن ابن من أهلي وإن وعدك الق [ ‪،‬‬
‫وقال تعال ‪ ] :‬إنه ليس من أهلك إنه عمل غي صال [ )هود ‪ ، ( 46‬أما الخوةا ف الدين‬
‫‪ ،‬فهي أخوةا فعلل مصداقال لقول ال تعال ‪ ] :‬إنا الؤمنون اخوةا [ ) الجرات ‪، ( 10‬‬
‫فالؤمنون أخوةا مهما تباعدت أقطارهم وتباينت لغاتم ‪.‬‬
‫قال بن رجب ‪ } :‬وأما النصيحة للرسول ‪ ‬ف حياته فبذل الهود ف طاعته ونصرته ومعاونته‬
‫وبذل الال إذا أراده والسحارعة إل مبته ‪ ،‬وأما بعد موته ‪ ،‬فالعناية بطلب سنته والبحث عن‬
‫أخلقه وآدابه وتعظيم أمره ولزوما القياما به وشدةا الغضب والإعراض عمن يدين بلف سنته‬
‫والغضب على من صنعها لثرةا دنيا وإن كان متدينال با ‪ ،‬وحب من كان منه بسحبيل من‬
‫قرابة أو صهر أو هجرةا أو نصرةا أو صحبة ساعة من ليل أو نار على السلما والتشبه به ف‬
‫زيه ولباسه ‪.‬‬
‫واليان به وبا جاءا به ‪ ،‬ومعاداةا من عاداه وموالةا من واله …‪ ..‬ونو ذلك { انتهى ‪.‬‬
‫فالنصيحة للرسول ‪ ‬تتضمن عدةا أمور ‪:‬‬
‫‪ -1‬اليان التاما برسالته وأن ال تعال أرسله إل جيع اللق عربم وعجمهم ‪ ،‬أنسحهم‬
‫وجنهم ‪ ،‬قال تعال ‪ ) :‬وأرسلناك للناس رسول ( ] النسحاءا ‪ ، [ 79‬وقال تعال ‪ ) :‬وما‬
‫أرسلناك إل رحة للعالي ( ] النبياءا ‪[ 107‬‬
‫‪ -2‬تصديق خبه ‪ ‬وأنه صادق مصدوق ‪ ،‬صادق فيما يب به ‪ ،‬مصدوق فيما أخب به‬
‫من الوحي ‪.‬‬
‫‪ -3‬صدق التباع له ‪ ، ‬فل تتجاوز شريعته ول تزاد ‪ ،‬ول ينقص منها شئ فإن الرسول ‪‬‬
‫الماما ف جيع العبادات ‪ ،‬فهو إماما هذه المة ومتبوعها ‪ ،‬ول يل لحد أن يتبع سواه إل‬
‫من هو مبلغ عن رسول ال ‪ ، ‬بيث يكمون واسطة بي البلغ له والبلغ عنه ‪ ،‬ول يكمون له‬
‫شريعة مسحتقلة ‪.‬‬
‫‪ -4‬الذبا عن شريعته ‪ ‬وحايتها بأل يزيد فيها أحد ماليس فيها ‪ ،‬أو أن ينتقصها أحد ‪،‬‬
‫فيحاربا أهل البدع القولية والفعلية والعقدية ‪ ،‬كل حسحب بدعته لقوله عليه الصلةا والسحلما‬
‫‪ )) :‬كل بدعة ضللة (( ] مسحلم [ ‪.‬‬
‫‪ -2‬احتاما أصحابه وتعظيمهم ومبتهم‪ ،‬لنم خي القرون فل يتمع حب رسول ال ‪ ‬والنصح‬
‫له ‪ ،‬وبغض أصحابه أو أحد منهم ‪ ،‬فمن سب الصحابة فقد قدح ف الدين ‪ ،‬لنم هم‬
‫الذين بلغوا دين ال عز وجل بعد وفاةا نبيه ‪ ،‬وف ذلك قدح ل عز وجل وسب له ‪،‬‬
‫وتشكميك ف حكممته تعال ‪ ،‬فال جل وعل قد اختار لنبيه ‪ ‬ولمل دينه من هم أهل‬
‫لذلك لن ال تعال تكمفل بفظ دينه ‪ ،‬وهيئ له من العلماءا من يبلغوه إل الناس ‪ ،‬فالمة‬
‫ل تتمع على ضللة ‪.‬‬
‫فمن النصح له ‪ ‬مبة أصحابه لنم هم الذين بلغوا عنه هذا الدين ‪ ،‬فرضي ال عنهم‬
‫أجعي ‪.‬‬
‫فاللهم صلي وسلم وزد وبارك على نبينا ممد ما غرد طي وصاح ‪ ،‬وصلي على ممد ما‬
‫أظلم ليل وأشرق صباح ‪.‬‬
‫‪ -8‬محبة أهل بيته وصحابته صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫إن مبة أهل بيت رسول ال ‪ ،‬ومبة أصحابه رضي ال عنهم‪ ،‬كل ذلك من مبته ‪ ‬وهي مبة‬
‫واجبة ‪ ،‬فمن أبغض أحدال من أهل بيت النب ‪ ‬أو أحدال من صحابته الكمراما رضي ال عنهم‬
‫وأرضاهم‪ ،‬فقد أبغض النب ‪ ‬لن مبته مقرونة بحبتهم ‪.‬‬
‫ولعلي ل أطيل على القارئ الكمري ف هذه النقطة لنن قد شرحت جزءاال منها ف الفقرةا السحابقة‬
‫لا ولكمن هناك بعض الآثار الت تدل على مبة أهل بيته ‪ ‬وصحابته رضي ال عنهم ‪:‬‬
‫‪ -1‬قال ‪ )) :‬أنشدكم ال أهل بيت (( ‪.‬‬
‫‪ -2‬وقوله ‪ ‬للعباس ‪ ) :‬وهو من أهل بيته ( ‪ )) : ،‬والذي نفسحي بيده ل يدخل قلب رجل‬
‫الإيان حت يبكمم ل ورسوله ومن آذى عمي فقد آذان ‪ ،‬وإنا عم الرجل صنو أبيه (( ]‬
‫التمذي وغيه [ ‪.‬‬
‫‪ -3‬قوله ‪ ‬لما سلمه ‪ )) :‬ل تؤذين ف عائشة (( ] فتح الباري وسي أعلما النبلءا [ ‪.‬‬
‫‪ -4‬قول عمر بن عبد العزيز لعبدال بن السحن بن حسحي ‪ ) :‬إذا كانت لك حاجة فأرسل‬
‫إل ‪ ،‬أو اكتب فإن أستحي من ال أن يراك ال على بابي ( ‪.‬‬
‫وهذا من تعظيمه ‪ ‬لل بيت رسول ال ‪. ‬‬
‫‪ -5‬وقوله ‪ ‬ف صحابته ‪ )) :‬عليكمم بسحنت وسنة اللفاءا الراشدين الهديي من بعدي‬
‫عضوا عليها بالنواجذ (( ] ابوداود وغيه [ ‪.‬‬
‫‪ -6‬وقوله ‪ )) : ‬ل تسحبوا أصحاب فلو أنفق أحدكم مثل جبل أحد ذهبال ما بلغ من‬
‫أحدهم ول نصيفه (( ] البخماري ومسحلم [ ‪.‬‬
‫‪ -7 7‬قوله ‪ ‬ف النصار ‪ )) :‬اعفوا عن مسحيئهم واقبلوا من مسحنهم (( ] مسحند أب يعلى [ ‪.‬‬
‫‪ -8‬وقال مالك بن أنس ‪ :‬من غاظه أصحابا رسول ال ‪ ،‬فهو كافر لقوله تعال ‪:‬‬
‫] ليغيظ بم الكمفار [ ) الفتح ‪. (29‬‬
‫‪ -9‬وقال عليه الصلةا والسحلما ‪ )) :‬اقتدوا باللذين من بعدي أب بكمر وعمر (( ] التمذي‬
‫وغيه [ ‪.‬‬

‫‪ -9‬الصلةا عليه صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬


‫ومن حقه على أمته أن يصلوا عليه كلما ذكر عليه الصلةا والسحلما ‪ ،‬قال تعال ‪ ] :‬إن ال‬
‫وملئكمته يصلون على النب يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسحليما [ ) الحزابا ‪. ( 56‬‬
‫قال بن كثي ف تفسحي هذه الية ‪ ] :‬أي أن ال تعال أخب عباده بنزلة عبده ونبيه عنده ف الل‬
‫العلى بأنه يثن عليه عند اللئكمة القربي وأن اللئكمة تصلي عليه ث أمر أهل العال السحفلي‬
‫ي ‪ :‬العلوي والسحفلي جيعال [‬ ‫بالصلةا والتسحليم عليه ليجتمع عليه الثناءا عليه من أهل العاليمم ك‬
‫انتهى ‪.‬‬
‫فالصلةا والسحلما عليه واجبة على كل مؤمن ومؤمنة لا ف ذلك من الأجر العظيم من ال جل‬
‫وعل ‪ ،‬ولا ف ذلك أيضال من طاعة ل تعال عندما أمر الؤمني بالصلةا والسحلما عليه ‪.‬‬
‫ول يقتصر الإنسحان على الصلةا أو التسحليم بل يمع بينهما ‪ ،‬فل يقول ‪ :‬صلى ال عليه فقط ‪,‬‬
‫ول عليه السحلما فقط ‪ ,‬هكمذا قاله النووي رحه ال ‪ ,‬وقال ‪ :‬إذا صلي على النب ‪ ‬فليجمع بي‬
‫الصلةا والتسحليم – أي ليقل عليه الصلةا والسحلما – مصداقال لقوله تعال ‪ ] :‬ياأيها الذين آمنوا‬
‫صلوا عليه وسلموا تسحليمال [ ) الحزابا ‪. ( 56‬‬

‫** حكم الصلةا على النبي صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬


‫قال بن حجر رحه ال ف الفتح ‪ ] :‬أما حكممها ـ أي حكمم الصلةا والسحلما على النب ـ فما‬
‫صــل مــا وقفــت عليــه مــن كلما العلمــاءا فيــه عشـ ـرةا مــذاهب ‪ ,‬أولــا ‪ :‬قــول بــن جريــر أنــا ‪ ,‬أنــا‬
‫مسحتحبه وادعى الجاع على ذلك ‪ ,‬ثانيها ‪ :‬أنا تب ف الملة بغي حصر لكمن أقل مــا يصــل‬
‫به الجزاءا مرةا واحدةا ‪ ،‬ثالثها‪ :‬تب ف العمـر فـ صـلةا أو فـ غيهـا وهـي مثـل كلمـة التوحيـد ‪،‬‬
‫رابعها‪ :‬تب ف القعـود آخـر الصـلةا ‪ ،‬خامسحـها‪ :‬تـب فـ التشـهد ‪ ،‬سادسـها‪ :‬تـب فـ الصـلةا‬
‫من غي تعيي الل ‪ ،‬سابعها‪ :‬يب الكثـار منهـا مـن غيـ تقييـد بعـدد ‪ ،‬ثامنهـا‪ :‬كلمـا ذكـر عليه‬
‫الصلةا والسحلما ‪ ،‬تاسعها‪ :‬ف كل ملس مرةا ولو تكمرر ذكره مرارال ‪ ،‬عاشرها‪ :‬ف كل دعاءا ‪.‬‬
‫وذكر بعض العلماءا ـ وهو الصحيح ـ أنا تب مرةا واحدةا ف العمر‪ ،‬وكذلك ف الواطن الت‬
‫يب الصلةا والسحلما عليه فيها ‪.‬‬
‫** ومن أدلة وجوبا ما يلي ‪:‬‬
‫قال تعال ‪ ] :‬إن ال وملئكمته يصلون على النب يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسحليمال‬
‫[ ) الحزابا ‪. ( 56‬‬
‫وعن عبدال بن عمرو بن العاصا رضي ال عنهما أنه سع رسول ال ‪ ‬يقول ‪ ) :‬من صلى علي‬
‫صلةا صلى ال عليه با عشرال ( ] رواه مسحلم [ ‪.‬‬
‫وعن بن مسحعود ‪ ‬أن رسول ال ‪ ‬قال ‪ ) :‬أول الناس ب يوما القيامة أكثرهم علي صلةا (‬
‫] التمذي وهو حسحن صحيح [ ‪.‬‬
‫وعن فضالة بن عبيد ‪ ‬قال ‪ ) :‬سع رسول ال ‪ ‬رجلل يدعو ف صلته ل يجد ال ول يصل‬
‫على النب فقـال رسـول الـ ‪ :‬عجل هـذا ‪ ،‬ثـ دعـاه فقـال لـه أو لغيه ‪ :‬إذا صـلى أحـدكم فليبـدأ‬
‫بتمجيد ال عز وجل والثناءا عليه ‪ ،‬ث ليصل على النب ثـ ليــدع بـا شــاءا ( ] رواه أحـد وأبــو داود‬
‫والتمذي والنسحائي وبن خزية وبن حبان وهو صحيح [ ‪.‬‬
‫وعن أب هريرةا ‪ ‬قال ‪ :‬قال رسول ال ‪ )) : ‬رغم أنف امرئ ذكرت عنده فلم يصلي علي ((‬
‫] التمذي وهو صحيح [ ‪.‬‬
‫وروى الماما أحد عن علي بن السحي عن أبيه أن رسول ال ‪ ‬قال ‪ )) :‬البخميل من ذكرت‬
‫عنده ث ل يصل علي (( ] صحيح [ ‪.‬‬
‫عن أب هريرةا ‪ ‬عن النب ‪ ‬قال ‪ )) :‬ما جلس قوما ملسحال ل يذكروا ال فيه ول يصلوا على نبيهم‬
‫إل كان عليهم كترلةا ـ حسحرةا وندامة ـ يوما القيامة ‪ ،‬فإن شاءا عذبم وإن شاءا غفر لم ((‬
‫] التمذي وهو صحيح [ ‪.‬‬
‫‪ -3‬صدق التباع له ‪ ، ‬فل تتجاوز شريعته ول تزاد ‪ ،‬ول ينقص منها شئ فإن الرسول ‪‬‬
‫الماما ف جيع العبادات ‪ ،‬فهو إماما هذه المة ومتبوعها ‪ ،‬ول يل لحد أن يتبع سواه إل من‬
‫هو مبلغ عن رسول ال ‪ ، ‬بيث يكمون واسطة بي البلغ له والبلغ عنه ‪ ،‬ول يكمون له شريعة‬
‫مسحتقلة ‪.‬‬
‫‪ -1‬الذبا عن شريعته ‪ ‬وحايتها بأل يزيد فيها أحد ماليس فيها ‪ ،‬أو أن ينتقصها أحد ‪،‬‬
‫فيحاربا أهل البدع القولية والفعلية والعقدية ‪ ،‬كل حسحب بدعته لقوله عليه الصلةا‬
‫والسحلما ‪ )) :‬كل بدعة ضللة (( ] مسحلم [‬
‫‪ -5‬احتاما أصحابه وتعظيمهم ومبتهم‪ ،‬لنم خي القرون فل يتمع حب رسول ال ‪‬‬
‫والنصح له ‪ ،‬وبغض أصحابه أو أحد منهم ‪ ،‬فمن سب الصحابة فقد قدح ف الدين ‪ ،‬لنم‬
‫هم الذين بلغوا دين ال عز وجل بعد وفاةا نبيه ‪ ،‬وف ذلك قدح ل عز وجل وسب له ‪،‬‬
‫وتشكميك ف حكممته تعال ‪ ،‬فال جل وعل قد اختار لنبيه ‪ ‬ولمل دينه من هم أهل لذلك‬
‫لن ال تعال تكمفل بفظ دينه ‪ ،‬وهيئ له من العلماءا من يبلغوه إل الناس ‪ ،‬فالمة ل تتمع‬
‫على ضللة ‪.‬‬

‫فمن النصح له ‪ ‬مبة أصحابه لنم هم الذين بلغوا عنه هذا الدين ‪ ،‬فرضي ال عنهم‬
‫أجعي ‪.‬‬
‫فاللهم صلي وسلم وزد وبارك على نبينا ممد ما غرد طي وصاح ‪ ،‬وصلي على ممد ما‬
‫أظلم ليل وأشرق صباح ‪.‬‬

‫‪ -8‬محبة أهل بيته وصحابته صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬


‫إن مبة أهل بيت رسول ال ‪ ،‬ومبة أصحابه رضي ال عنهم‪ ،‬كل ذلك من مبته ‪ ‬وهي‬
‫مبة واجبة ‪ ،‬فمن أبغض أحدال من أهـل بيـت النـب ‪ ‬أو أحــدال مــن صـحابته الكمـراما رضـي الـ‬
‫عنهم وأرضاهم‪ ،‬فقد أبغض النب ‪ ‬لن مبته مقرونة بحبتهم ‪.‬‬

‫ولعلي ل أطيل على القارئ الكمري ف هذه النقطة لنن قد شرحت جزءاال منها ف الفقرةا‬
‫السحــابقة لــا ولكمــن هنــاك بعــض الآثــار الــت تــدل علــى مبــة أهــل بيتــه ‪ ‬وصحابته رضــي ال ـ‬
‫عنهم ‪:‬‬
‫‪ -1‬قال ‪ )) :‬أنشدكم ال أهل بيت (( ‪.‬‬
‫‪ -2‬وقوله ‪ ‬للعباس ‪ ) :‬وهو من أهل بيته ( ‪ )) : ،‬والذي نفسحي بيده ل يدخل قلب رجل‬
‫الإيان حت يبكمم ل ورسوله ومن آذى عمي فقد آذان ‪ ،‬وإنا عم الرجل صنو أبيه (( ]‬

‫التمذي وغيه [ ‪.‬‬

‫** المواطأن التي تجب فيها الصلةا على النبي صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫‪ -1‬وهو أهها وأكبها وقد أجع السحلمون على مشروعيته وذلك ف التشهد الخي ف‬
‫الصلةا‪ ،‬وهي ركن من أركان الصلةا الربعة عشر‪ ،‬مـن تركهـا متعمـدال بطلـت صـلته‪ ،‬فقـد‬
‫أخــرج الــبيهقي بسحــند قــوي عــن الشــعب وهــو مــن كبــار التــابعي قــال‪ ] :‬مــن لـ يصــل علــى‬
‫النب ‪ ‬ف التشهد فليعــد صــلته [ ‪ ،‬وفـ ذلـك أيضـال حــديث فضــالة السحـابق وهــو صـحيح‬
‫فلياجع ‪.‬‬
‫‪ -2‬ف صلةا النازةا ‪ ،‬بعد التكمبيةا الثانية ‪ ،‬فقد ورد ف السحنة ‪ ،‬أنه بعد التكمبيةا الول ‪ :‬يقرأ‬
‫الفاتة ‪ ،‬وبعد التكمبيةا الثانية ‪ :‬يصلي على النب ‪ ، ‬وبعد التكمــبيةا الثالثــة ‪ :‬يــدعو للميــت‬
‫‪ ،‬وبعد التكمبيةا الرابعة ‪ :‬ينتظر قليلل ث يسحلم تسحليمة واحدةا عن يينه ‪.‬‬
‫‪ -3‬ف الطب ‪ :‬كخمطبة المعة والعيدين والستسحقاءا وغيها ‪.‬‬
‫‪ -4‬بعد إجابة الؤذن ‪ ،‬لا روى الماما أحد رحه ال عن عبدال بن عمرو بن العاصا ‪ ،‬أنه‬
‫سع رسول الـ ‪ ‬يقـول ‪ )) :‬إذا سـعتم مؤذنـال فقولـوا مثـل مـا يقـول ‪ ،‬ثـ صـلوا علـي ‪ ،‬فـإنه‬
‫من صلى علي صلى ال عليه با عشرال ‪ ] (( ......‬صحيح [ ‪.‬‬
‫‪ -5‬عند ذكره ‪ ‬أو كتابته ‪ ،‬لقوله ‪ )) : ‬البخميل من ذكرت عنده فلم يصل علي ((‬
‫] التمذي وهو حسحن صحيح [ ‪ ،‬وذكر بن حجر فـ فتــح البـاري‪ ،‬مــن حـديث أبـ هريـرةا‬
‫مرفوعال ‪ )) :‬من ذكرت عنده ول يصل علي فمــات فــدخل النــار فأبعــده الـ (( ] التمــذي‬
‫وصححه الاكم وله شواهد [ ‪.‬‬
‫‪ -6‬يوما المعة وليلتها‪ ،‬فعن أوس بن أوس ‪ ،‬عن النب ‪ ‬قال ‪ )) :‬إن من أفضل أيامكمم يوما‬
‫المعة ‪ ،‬فيه خلق أدما‪-‬عليه السحلما‪ -‬وفيـه قبـض ‪ ،‬وفيـه النفخمـة ‪ ،‬وفيـه الصـعقة ‪ ،‬فـأكثروا‬
‫علــي مــن الصــلةا ‪ ،‬فــإن صــلتكمم معروضــة علــي(( قــالوا ‪ :‬يــا رســول الـ ـ ‪ :‬كيــف تعــرض‬
‫صــلتنا عليــك وقــد أرمــت‪ -‬أي بليــت‪ -‬قــال ‪ )) :‬إن الـ قــد حـرما علــى الرض أن تأكــل‬
‫أجسحاد النبياءا عليهم السحلما (( ] النسحائي وصححه اللبان [ ‪.‬‬
‫‪ -7‬عند دخول السحجد والروج منه ‪ ,‬عن فاطمة قالت ‪ ) :‬كان رسول ال ‪ ‬إذا دخل‬
‫السح ــجد ص ــلى عل ــى مم ــد وس ــلم ‪ ,‬وق ــال ‪ ) :‬ربا إغف ــر لـ ـ ذن ــوب ‪ ,‬وأفت ــح لـ ـ أبـ ـوابا‬
‫رحتــك ( وإذا خــرج‪ , ‬قال ‪ ) :‬ربا إغفــر ل ـ ذنــوب ‪ ,‬وأفتــح ل ـ أب ـوابا فضــلك ( ] رواه‬
‫التمذي وصححه اللبان [ ‪.‬‬
‫‪ -8‬ذكر ‪ ‬والصلةا عليه ف كل وقت لقوله‪ ) : ‬إن ل ملئكمة سياحي يبلغون من أمت‬
‫السحلما ( ] رواه أحد والنسحائي وهو صحيح [ ‪.‬‬
‫‪ -9‬قبل الدعاءا وبعده ‪ ,‬فالداعي يبدأ بمد ال والثناءا عليه ‪ ,‬ث يصلي على النب ‪ , ‬ث‬
‫يدعو با شاءا من خيي الدنيا والخره ‪ ,‬ث يتم دعاؤه بالصلةا علـى النـب ‪ , ‬لا ورد‪) :‬‬
‫الدعاءا بي الصلتي علي ليرد ( ] أورده الزائري فـ هــذا الــبيب [ ‪ .‬ولقــول عبــدال بـن‬
‫مسحـعود ‪‬إذا أراد أحـدكم أن يسحــأل الـ شــيئال فليبــدأ بمـد الـ والثنـاءا عليـه بــا هـو أهلـه ثـ‬
‫يصــلي علــى النــب‪ ,‬وق د ذكــرت ف ـ حــديث ســابق أن ‪ ‬ســع رجلل يــدعو ول ـ يجــد ال ـ‬
‫ويثن عليه ول يصلي على النب ‪ , ‬فقال النب ‪ ) :‬عجل هذا ( ث دعاه النب ‪ ‬فقال لــه‬
‫أو لغيه‪ )) :‬إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد ال عز وجل والثناءا ‪ ،‬ث ليصل علــى النــب ثـ‬
‫ليدع بعد با شاءا(( ] حديث صحيح رواه الاكم وغيه [ ‪.‬‬
‫‪ -10‬عند كتابة أو قراءاةا اسه صلى ال عليه وسلم ‪ :‬با أن الصلةا على النب ‪ ‬مشروعة ف‬
‫الصلوات ف التشهد ‪ ،‬وغي ذلك من الواضع ‪ ،‬فهي تتأكد عند كتابة اسه ف كتابا أو‬
‫مؤلف أو رسالة أو مقال أو نو ذلك ‪ ،‬والشروع أن تكمتب كاملة تقيقال با أمرنا ال به ‪،‬‬
‫وليتذكرها القارئ عند الرور عليها ول ينبغي عند الكمتابة القتصار ف الصلةا على رسول ال‬
‫‪ ‬على كلمة )صا( أو ) صلعم( وما أشبهها من الرموز الت قد يسحتعملها بعض الكمتابا‬
‫والؤلفي لا ف ذلك من مالفة أمر ال سبحانه وتعال ف كتابه العزيز بقوله ‪ ) :‬صلوا عليه‬
‫وسلموا تسحليمال ( ] الحزابا ‪ ، [ 56‬مع انه ل يتم با القصود وتنعدما الفضلية الوجودةا‬
‫ف كتابة ) صلى ال عليه وسلم ( كاملة ‪ ،‬وقد ل ينتبه لا القارئ أو ل يفهم الراد با ‪،‬‬
‫علمال بأن الرمز لا قد كرهه أهل العلم وحذروا منه ‪.‬‬
‫فقد ذكر بن الصلح ف كتابه علوما الديث العروف بقدمة بن الصلح ‪ } :‬التاسع ‪:‬‬
‫أن يافظ على كتابة الصلةا والسحلما على رسول ال ‪ ‬عند ذكره ول يسحأما من تكمرير ذلك‬
‫عند تكمراره فإن ذلك من اكب الفوائد الت يتعجلها طلبة الديث وكتبته ومن أغفل ذلك فقد‬
‫حرما حظال عظيمال { ‪.‬‬
‫وقد رأينا لهل ذلك منامات صالة ‪ ،‬وما يكمتبه من ذلك فهو دعاءا يثبته ل كلما يرويه ‪.‬‬
‫وقال بن الصلح ‪ :‬ث ليتجنب ف إثباتا نقطتي ‪:‬‬
‫أحدها‪ :‬أن يكمتبها منقوصة رامزال إليها برفي أو نو ذلك ‪.‬‬
‫الثان‪ :‬أن يكمتبها منقوصة معن بأل يكمتب )وسلم( وروي عن حزةا الكمنان رحه ال تعال‬
‫أنـه كـان يقـول ‪ :‬كنـت أكتـب الـديث وكنـت أكتـب عنـد ذكـر النـب ‪ ‬ول أكتـب ) وسـلم (‬
‫فرأيت النب ‪ ‬ف الناما فقال ل ‪ :‬مالك ل تتم الصلةا علي ؟ قال ‪ :‬فما كتبــت بعــد ذلــك ‪‬‬
‫إل كتبت ) وسلم ( ‪ ،‬وقال بن الصلح ‪ :‬ويكمره كتابة ) عليه السحلما ( ‪.‬‬
‫وقال العلمة السحخماوي رحه ال تعال ف كتابه } فتح الغيث شرح ألفية الديث للعراقي {‬
‫] واجتنــب أيهــا الكمــاتب ) الرمــز لــا( أي الصــلةا والسحــلما علــى رســول ال ـ ‪ ‬ف ـ خطــك بــأن‬
‫تقتصــر منهــا علــى حرفيـ ونــو ذلــك فتكمــون منقوصــة كمــا يفعلــه بعــض الهلــة وعـواما الطلبــة‬
‫فيكمتبون بدلل من ‪) ‬صا( أو )صم( أو )صلعم( ‪.‬‬
‫وقال السحيوطي رحه ال تعال ف كتابه تدريب الراوي ف شرح تقريب النواوي ‪ ] :‬ويكمره‬
‫القتصار على الصلةا أو التسحليم هنا وف كل موضع شرعت فيه الصلةا كما ف شرح مسحلم‬
‫وغيه لقوله تعال ‪ ) :‬صلوا عليه وسلموا تسحليما ( ] الحـزابا ‪ , [ 56‬إلـ أن قــال ‪ :‬ويكمــره‬
‫الرمز لا ف الكمتابة برف أو حرفي كمن يكمتب ) صلعم ( بل يكمتبها بكممالا ‪.‬‬

‫فالواجب على كل مؤمن ومؤمنة أن يافظ على الصلةا والسحلما على النب ‪ ‬ف كل وقت‬
‫وحي ويلتمس الفضل وما فيه زيادةا ف الجر والثـوابا ‪ ,‬وأن يــتك الشــيطان وتسحــويله وتــوينه‬
‫مثل هذه المور ‪ ,‬الت هي من آكد حقوق النب ‪ ‬على أمته ‪.‬‬
‫ومواطن الصلةا فيها على النب ‪ ‬كثيةا ذكرها أهل العلم ف كتبهم وسأجل بعضها ‪:‬‬
‫‪ -11‬ف آخر القنوت ‪.‬‬
‫‪ -12‬على الصفا والروةا ‪ .‬عند الجتماع ف الالس ‪.‬‬
‫‪ -13‬عند الفراغ من التلبية ‪.‬‬
‫‪ -14‬عند استلما الجر السود ف الطواف ‪.‬‬
‫‪ -15‬عند إلقاءا الدروس والاضرات والندوات ‪.‬‬
‫‪ -16‬عقب ختم القرآن ‪.‬‬
‫‪ -17‬عند القياما من اللس ‪.‬‬
‫‪ -18‬عند الرور على السحاجد ورؤيتها ‪.‬‬
‫‪ -19‬عند الم والغم والشدائد ‪.‬‬
‫‪ -20‬عند طلب الغفرةا والرحة من ال عز وجل ‪.‬‬
‫‪ -21‬ف أول النهار وآخره ‪.‬‬
‫‪ -22‬عقب الذنب أو العصية إذا أراد الذنب أو العاصي أن يكمفر ال عنه ‪.‬‬
‫‪ -23‬عند خطبة الرجل الرأةا ‪.‬‬
‫‪ -24‬عند دخول النزل ‪.‬‬
‫‪ -25‬كلما ذكر ال عز وجل ‪.‬‬
‫‪ -26‬إذا نسحي الشيءا وأراد ذكره ‪.‬‬
‫‪ -27‬عند النوما ‪.‬‬
‫‪ -28‬عقب الصلوات ‪.‬‬
‫‪ -29‬عند طني الذن ‪.‬‬
‫كان هذا بعض ماذكره أهل العلم من مواطن ذكره ‪ , ‬وإلل فذكره ف كل وقت وحي فقد روى‬
‫مسح ــلم فـ ـ ص ــحيحه أن الن ــب ‪ ‬يق ــول ‪ ) :‬م ــن صـ ـللى عل ــي ص ــلةا ص ــلى الـ ـ علي ــه ب ــا عشـ ـرال (‬
‫فصــلوات ربـ ـ وســلمه عليــه مــادامت السحــموات والرض قــائمتي ‪ ,‬ومــا دامــت الشــمس والقمــر‬
‫دائبي ‪.‬‬
‫** فوائد وثمرات الصلةا على النبي صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫‪ -1‬امتثال أمر ال عز وجل‪ ،‬حيث قال جل من قائل سبحانه ) إن ال وملئكمته يصلون على‬
‫النب يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسحليمال ( ] الحزابا ‪. [ 56‬‬
‫‪ -2‬القربا منه ‪ ‬يوما القيامة‪ ،‬قال ‪ )) : ‬أول الناس ب يوما القيامة أكثرهم على صلةا ((‬
‫] التمذي وهو حسحن صحيح [ ‪.‬‬
‫‪ -3‬حصول عشر صلوات من ال على الصلي عليه مرةا‪ ،‬لقوله ‪ )) : ‬من صلى علي واحدةا‬
‫صلى ال عليه با عشرال (( ] مسحلم وأبو داود والتمذي والنسحائي[ ‪.‬‬
‫‪ -4‬يرفع له عشر درجات ‪.‬‬
‫‪ -5‬يكمتب له عشر درجات ‪.‬‬
‫‪ -6‬يحى عنه عشر سيئات ‪ :‬ودليل ذلك ما رواه أب بردةا ‪ )) : ‬من صلى علي من أمت صلةا‬
‫ملصـال مــن قلبــه صــلى الـ عليــه بــا عشــر صــلوات ‪ ،‬ورفعــه بــا عشــر درجــات ‪ ،‬وكتــب لــه بــا‬
‫عشــر حسحــنات ‪ ،‬ومــا عنــه عشــر ســيئات (( ] صححه بــن حبــان ورواه النسحــائي [ ذكره بــن‬
‫حجر ف الفتح ‪ 12/458‬وذكر مثله ف تيسحي العلي القدير ‪. 3/514‬‬
‫‪ -7‬فيها كفاية من ال تعال لا يصيب النسحان من هم ‪ ،‬ولذلك لا قال الصحاب للنب ‪‬‬
‫أرأي ــت إن جعل ــت ص ــلت كله ــا علي ــك ؟ ق ــال ‪ )) :‬إذن يكمفي ــك الـ ـ م ــا أه ــك م ــن دني ــاك‬
‫وأخراك (( ] رواه أحد وهو صحيح [ ‪.‬‬
‫‪ -8‬أنه يرجى إجابة الدعاءا إذا قدمت قبله وبعده ‪ ،‬وقد مر بنا دليل ذلك ‪ ،‬ف الرجل الذي بي‬
‫لــه النــب ‪ ، ‬أنــه بعــد تجيــد الـ والثنــاءا عليــه ثـ الصــلةا علــى النــب ‪ ، ‬ثـ ليــدع بــا شــاءا وفـ‬
‫صحيح النسحائي لللبان ‪ )) :‬سع رسـول الـ ‪ ‬رجلل يصـلي ‪ ،‬فمجـد الـ وحـده وصـل علـى‬
‫النب ‪ ‬فقال رسول ال ‪ )) : ‬ادع يتب ‪ ،‬وسل يتعطه (( ‪.‬‬
‫‪ -9‬أنا سبب لشفاعة النب ‪ ، ‬عن عبدال بن عمرو بن العاصا‪ ،‬أنه سع النب ‪ ‬يقول‪ )) :‬إذا‬
‫سعتم الؤذن فقولـوا مثـل مـا يقـول ‪ ،‬ثـ صـلوا علـي فـإنه مـن صـلى علـي صـلةا صـلى الـ عليه‬
‫با عشرال ‪ ،‬ث سلوا ال عز وجل ل الوسيلة ‪ ،‬فإنا منزلة ف النــة ل تنبغــي إل لعبــد مــن عبــاد‬
‫ال تعال وأرجو أن أكون أنا هو ‪ ،‬فمن سأل ل الوسـيلة حلــت عليـه الشــفاعة (( ] أبـو داود‬
‫وغيه وهو صحيح [ ‪.‬‬
‫‪-10‬أنا سبب لغفرةا الذنوبا ‪ :‬قال لرجل النب ‪ : ‬أفأجعل لك صلت كلها ؟ قال ‪ )) :‬إذن‬
‫يغفر لك ال ذنبك كله (( ] صحيح [ ‪.‬‬
‫‪-11‬أنا سبب لقضاءا الوائجح ‪ :‬عن عبدال بن عمرو بن العاصا أن رجلل قال‪ :‬يا رسول ال ‪:‬‬
‫إن الــؤذني يفضــلوننا ‪ ،‬فقــال رســول الـ ‪ )) : ‬قل كمــا يقولــون فــإذا انتهيــت فسحــل يتعطــه((‬
‫] أبو داود وقال اللبان حسحن صحيح [ ‪.‬‬
‫‪-12‬أنا سبب لطيب اللس وأنه ليعود حسحرةا على أهله يوما القيامة ‪ ،‬قال ‪ )) :‬ما جلس‬
‫قوما ملسحال ل يذكروا ال فيه ول يصلوا على نبيهم إل كان عليهم كترلةا يوما القيامة ‪ ،‬فإن شاءا‬
‫عذبم وإن شاءا غفر لم (( ] التمذي وهو صحيح[‬
‫‪-13‬أنا تنفي عن العبد اسم البخمل إذا صلى على النب ‪ ‬عند ذكره ‪ ،‬قال ‪ )) :‬البخميل من‬
‫ذكرت عنده ث ل يصل علي(( ]رواه التمذي وهوحسحن صحيح [‪.‬‬
‫‪ -14‬أنا ناةا له من الدعاءا عليه برغم النف إذا تركها عند ذكره ‪ ، ‬قال ‪ )) :‬رغم أنف‬
‫رجل ذكرت عنده فلم يصل علي (( ] التمذي وهو صحيح [ ‪.‬‬
‫‪ -15‬أنا تدل صاحبها على طريق النة وتطي بتاركها عن طريقها ‪ ،‬قال‪ )) : ‬من نسحي‬
‫الصلةا علي خطئ طريق النة (( ] رواه بن ماجة وهو حسحن صحيح [ ‪.‬‬
‫‪ -16‬خروج العبد من الشقاءا عندما يصلي على النب ‪ ‬عند ذكره ‪ ،‬قال ‪ )) :‬شقي عبد‬
‫ذكرت عنده فلم يصلي علي (( ] رواه الطبان [ ‪.‬‬
‫‪-17‬أنه يرج با العبد من الفاءا ‪ ،‬قال ‪ )) : ‬من الفاءا أن أذكر عند رجل فل يصلي علي‬
‫(( ] مصنف عبد الرزاق [ ‪.‬‬
‫‪-18‬أنا سبب لعرض أسم الصلي على النب ‪ ‬وذكره عنده‪ ،‬كما قال ‪ )) :‬فإن صلتكمم‬
‫معروض علي (( ] أبو داود باسناد صحيح [ ‪.‬‬
‫‪-19‬أنا سبب لصلةا اللئكمة على العبد‪ ،‬قال ‪ )) : ‬ما من مسحلم يصلي علي إل صلت‬
‫علية اللئكمة ما صلى علي ‪ ،‬فليقرل العبد من ذلك أو ليكمثر (( ] صحيح بن ماجة‬
‫باختصار السحند [ ‪.‬‬
‫‪-20‬أنا تقوما مقاما الصدقة لن ل يسحتطيع التصدق لعسحرته ‪.‬‬
‫‪-21‬أنا سبب لتبشي العبد بالنة قبل موته ‪.‬‬
‫‪-22‬أنا زكاةا للمصلي وطهارةا له ‪.‬‬
‫‪-23‬أنا سبب للنجاةا من أهوال يوما القيامة ‪.‬‬
‫‪-24‬أنا سبب لرد النب ‪ ‬على من صلى وسلم عليه ‪.‬‬
‫‪-25‬أنا سبب لتذكر العبد ما نسحيه ‪.‬‬
‫‪-26‬أنا سبب لنفي الفقر ‪.‬‬
‫‪-27‬أنا تنجي من نت اللس الذي ل يذكر ال فيه ورسوله ‪. ‬‬
‫‪-28‬أنا سبب لوفور نور العبد على الصراط ‪.‬‬
‫‪-29‬أنا سبب للبكة للمصلي ‪.‬‬
‫‪-30‬أنا سبب لنيل رحة ال تعال ‪.‬‬
‫‪-31‬أنا سبب لبة الصلي للنب ‪. ‬‬
‫‪-32‬أنا سبب لبة النب ‪ ‬للمصلي ‪.‬‬
‫‪-33‬أنا سبب لداية العبد وحياةا قلبه ‪.‬‬
‫وفوائد وثرات الصلةا على النب ‪ ‬كثيةا وجة ‪ ،‬ولعلي أسهبت ف بعضها واختصرت البعض‬
‫وفيما ذكرت منها وأشرت إليه كفاية بإذن ال تعال لن أراد التدبر والتذكر وحصول الفائدةا‬
‫والجر ‪.‬‬
‫فاللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا ممد وعلى آله وصحبه أجعي ‪.‬‬
‫** صيغ الصلةا على النبي صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫كثرت الحاديث بصيغ الصلةا على النب ‪ ‬ف كتب أهل الديث ‪ ،‬وتطبيقال للسحنة ف ذلك‬
‫فسحأذكرها إنشاءا ال تعال معزوةا إل مصدرها حت تعم الفائدةا ويصل الي بإذن ال عز وجل‬
‫‪ ،‬ف تنوع الصلةا والسحلما على النب ‪. ‬‬
‫‪ -1‬روى البخماري ف صحيحه عن كعب بن عجرةا قال ‪ :‬خرج علينا رسول ال ‪ ‬فقلنا‪ :‬يا‬
‫رسول ال قد علمنا كيف نسحلم عليك ‪ ،‬فكميف نصلي عليك ؟ قال‪ )) :‬قولوا ‪ :‬اللهم‬
‫صل على ممد وعلى آل ممد كما صليت على إبراهيم ‪ ،‬إنك حيد ميد ‪ ،‬اللهم بارك‬
‫على ممد وعلى آل ممد كما باركت على آل إبراهيم إنك حيد ميد (( ‪.‬‬
‫‪ -2‬وروى البخماري أيضال عن أب سعيد الدري قال ‪ :‬قلنا يا رسول ال هذا السحلما عليك‬
‫فكميف نصلي ؟ قال ‪ :‬قولوا ‪ )) :‬اللهم صل على ممد عبدك ورسولك ‪ ،‬كما صليت‬
‫على إبراهيم وبارك على ممد وآل ممد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم (( ‪.‬‬
‫‪ -3‬وروى البخماري أيضال عن أب حيد السحاعدي أنم قالوا ‪ :‬يا رسول ال كيف نصلي‬
‫عليك ؟ قال ‪ :‬قولوا ‪ )) :‬اللهم صل على ممد وأزواجه وذريته ‪ ،‬كما صليت على آل‬
‫إبراهيم وبارك على ممد وأزوجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم إنك حيد ميد(( ‪.‬‬
‫‪ -4‬وعند أب داود ‪ ،‬وصححه اللبان ‪ ،‬عن أب مسحعود النصاري قال ‪ :‬أتانا رسول ال ‪‬‬
‫ف ملس سعد بن عبادةا فقال له بشي بن سعد ‪ :‬أمرنا ال أن نصلي عليك يا رسول ال‬
‫فكميف نصلي عليك ؟ فسحكمت رسول ال ‪ ‬حت تني أنه ل يسحأله ث قال رسول ال ‪‬‬
‫‪ :‬قولوا ‪ )) :‬اللهم صل على ممد وآل ممد كما صليت على إبراهيم ‪ ،‬وبارك على‬
‫ممد وآل ممد كما باركت على إبراهيم ‪ ،‬إنك حيد ميد (( ‪.‬‬
‫‪ -5‬وعن الكمم ‪ ،‬قال ‪ )) :‬اللهم صل على ممد وعلى آل ممد كما صليت على إبراهيم‬
‫إنك حيد ميد ‪ ،‬اللهم بارك على ممد وعلى آل ممد كما باركت على آل إبراهيم ‪،‬‬
‫ف العالي إنك حيد ميد (( ] أبو داود وهو صحيح [ ‪.‬‬
‫‪ -6‬وعن عقبة بن عمرو قال ‪ :‬قولوا ‪ )) :‬اللهم صل على ممد النب المي وعلى آل ممد‬
‫(( ] أبو داود وهو صحيح [ ‪.‬‬
‫‪ -7‬وعند بن ماجة وهو صحيح ‪ ،‬من حديث أب حيد السحاعدي أنم قالوا ‪ :‬يا رسول ال ‪،‬‬
‫أمرنا بالصلةا عليك ‪ ،‬فكميف نصلي عليك ؟ فقال ‪ :‬قولوا ‪ )) :‬اللهم صل على ممد‬
‫وأزواجه وذريته ‪ ،‬كما صليت على إبراهيم ‪ ،‬وبارك على ممد وأزواجه وذريته ‪ ،‬كما‬
‫باركت على آل إبراهيم ف العالي إنك حيد ميد (( ‪.‬‬
‫‪ -8‬وعند النسحائي وصححه اللبان من حديث أب مسحعود ‪ ،‬قال ‪ : ‬قولوا ‪ )) :‬اللهم صل‬
‫على ممد وعلى آل ممد ‪ ،‬كما صليت على آل إبراهيم ‪ ،‬وبارك على ممد وعلى آل‬
‫ممد كما باركت على آل إبراهيم ‪ ،‬ف العالي إنك حيد ميد والسحلما كما علمتم‬
‫(( ‪.‬‬
‫‪ -9‬وعن طلحة بن عبدال‪ ،‬قال ‪ :‬قلنا ‪ :‬يا رسول ال كيف الصلةا عليك ؟ قال ‪ :‬قولوا ‪:‬‬
‫)) اللهم صل على ممد وعلى آل ممد ‪ ،‬كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم ‪ ،‬إنك‬
‫حيد ميد ‪ ،‬وبارك على ممد وعلى آل ممد ‪ ،‬كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم‬
‫إنك حيد ميد (( ] صحيح النسحائي [ ‪.‬‬
‫‪ -10‬وعند النسحائي أيضال وصححه اللبان من حديث أب سعيد الدري ‪ ،‬قال ‪ :‬قولوا ‪:‬‬
‫)) اللهم صل على ممد عبدك ورسولك ‪ ،‬كما صليت على إبراهيم ‪ ،‬وبارك على ممد‬
‫وآل ممد ‪ ،‬كما باركت على إبراهيم (( ‪.‬‬
‫‪ -11‬أورد بن كثي رحه ال ف تفسحيه ‪ ،‬قال ‪ :‬روى ابن أب حات عن كعب بن عجرةا قال‬
‫‪ :‬لا نزلت )) إن ال وملئكمته يصلون على النب يا أيها الذين أمنوا صلوا عليه وسلموا‬
‫تسحليمال (( قال ‪ :‬قلنا يا رسول ال قد علمنا السحلما عليك ‪ ،‬فكميف الصلةا عليك ؟‬
‫قال ‪ :‬قولوا ‪ )) :‬اللهم صل على ممد وعلى آل ممد كما صليت على إبراهيم وعلى‬
‫آل إبراهيم إنك حيد ميد ‪ ،‬وبارك على ممد وعلى آل ممد كما باركت على إبراهيم‬
‫وعلى آل إبراهيم إنك حيد ميد (( ] حديث صحيح [ ‪.‬‬
‫وقد أورد أهل العلم ف كتبهم الكمثي من صيغ الصلةا على النب‪ ‬وفيما ذكرت كفاية بإذن ال‬
‫تعال ‪.‬‬

‫أمور يب الذر منها تتعلق بالنب صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬


‫أولل ‪ :‬إث من كذبا على النب صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫الكمــذبا صــفة مذمومــة ‪ ،‬مقوتــة ‪ ،‬يبغضــها ال ـ ورس ـوله ‪ ، ‬ول يرضــى بــا مــؤمن ‪ ،‬قــال ال ـ جــل‬
‫وعل ‪ ) :‬ثـ نبتهـل فنجعـل لعنـت الـ علـى الكمـاذبي ( ] آل عمـران ‪ ، [61‬وقـد بيـ النـب ‪ ‬أن‬
‫صفة الكمذبا تدي بصاحبها إل الفجور ‪ ،‬ولشـك أن الفجــور مــن السـبابا الـت بصــاحبها إلـ‬
‫نــار جهنــم ‪ -‬والعيــاذ بــال – فقــال ‪ ) : ‬وإن الكمــذبا يهــدي إلـ الفجــور ‪ ،‬وإن الفجــور يهــدي‬
‫إل النار ‪ ،‬وإن الرجل ليكمذبا حت يكمتب عند ال كذابال ( ] متفق عليــه [ ‪ .‬وقد حــذر النــب ‪‬‬
‫من الكمذبا ‪ ،‬فقال ‪ ) :‬ويل لن كـذبا ليضـحك بـه النـاس ويـل لـه ويــل لــه ( فمــن كــذبا مازحـال‬
‫ليضـحك النـاس عـده النـب ‪ ‬مرمـال وصـاحبه موعــود بويـل ‪ ،‬وويـل هـذا وافد فـ جهنـم ‪ ،‬فـإذا كـان‬
‫هذا عاقبة الكمذبا على الناس وللناس ‪ ،‬فما بالك أخي الكمري بن كذبا على النب ‪ ‬متعمدال ‪،‬‬
‫فل شك أن مقره قعر جهنم – أعاذنا ال منها – لن الكمذبا علـى النــب ‪ ‬ليـس ككمــذبا علـى‬
‫أحــد مــن النــاس لنــه لينطــق عــن الــوى وإنــا يعلمــه ربــه بــا يــوحيه إليــه عــن طريــق جبيــل عليــه‬
‫السحلما أو مايلقيه ف روحه ‪ ،‬فكمل مايقوله النـب ‪ ‬مـا أنزلـه الـ مـن كلمـه سـبحانه ‪ ،‬أو أحاديثه‬
‫‪ ‬كل ذلك ما يوحيه ال إليه ‪ ،‬فالكمذبا عليه ف ذلك موجب لدخول النــار ‪ ،‬وقــد صــرح بــذلك‬
‫نب المة ‪ ‬فقال ‪ ) :‬من كذبا علي متعمــدال فليتبـوأ مقعــده مــن النـار ( ] صــحيح بـن ماجـة [ ‪.‬‬
‫وقــال ‪ ) : ‬لتكم ذبوا علــي فــإن الكمــذبا علــي يولـ ـ النــار ( ] ص حيح بــن مــاجه [ ‪ .‬فكم ل مــن‬
‫كذبا على النب ‪ ‬فهو واقع ف هذا الوعيد الشديد ‪ ،‬وكذلك من دل على ذلك أو رضــي بـه أو‬
‫روى به ‪.‬‬
‫وف الديث السحن الذي رواه أبو قتاده رضي الـ عنــه قــال ســعت رســول الـ ‪ ‬يقــول ‪ ) :‬إيــاكم‬
‫وكــثرةا الــديث عن ـ ‪ ،‬فمــن قــال علــي فليقــل حق ـال أو صــدقال ‪ ،‬ومــن تقــول علــي مــال أقــل فليتب ـوأ‬
‫مقعده من النار ( ] بن ماجه [ ‪.‬‬
‫ولذا كان أنس بن مالك إذا حدث عن رسول ال ‪ ‬حديثال ففرغ منه قال ‪ :‬أو كمــا قــال رســول‬
‫ال ‪ ، ‬تنبيهال على أن مـا ذكــره نيقــل بـالعن ‪ ،‬وأمـا اللفـظ فيحتمــل أن يكمـون لفظـال أخـر ‪ ،‬وذلـك‬
‫أيضـال خوفـال مــن الزيــادةا أو النقــص عمــا قــاله ‪ ، ‬فهنيئـال لــم ذلــك الــرصا فـ الــديث عــن رســول‬
‫ال ‪. ‬‬
‫ومن حرصا السحلف عن الــديث عـن رسـول الـ ‪ ‬عـن عبــد الرحــن بـن أبـ ليلـى قــال ‪ :‬قلنــا لزيـد‬
‫بن أرقم ‪ :‬حدثنا عن رسول ال ‪ ‬قال ‪ :‬كبنا ونسحينا والديث عن رسول ال ‪ ‬شديد ‪.‬‬
‫وقال الشعب ‪ :‬جالسحت ابن عمر سنة فما سعته يدث عن رسول ال ‪ ‬شيئال ‪.‬‬
‫ومــا ذاك إل خوفـال مــن الفـراط والتفريــط فـ النقــل عنــه ‪ ، ‬وهــذا فـ الــالس العتــادةا مــع النــاس ‪،‬‬
‫أما مـالس العلـم فل بــد مــن التبليـغ عنـه ‪ ‬مــا علمــه العلمـاءا مــن أحـاديثه ‪ ،‬لنــه أمـر بـذلك فقـال‬
‫عليه الصلةا والسحلما ‪ )) :‬بلغوا عن ولو آية ((‬
‫] البخماري [ ‪ ،‬والعلماءا ورثة النبياءا ‪ ،‬والنبياءا لـ يورثـوا دينـارال ول درهـال ‪ ،‬وإنـا ورثـوا العلـم فمــن‬
‫أخذه أخذ بظ وافر ‪.‬‬
‫وف ـ صــحيح البخمــاري عــن علــي بــن العــد ‪ ،‬قــال ‪ :‬أخبنــا شــعبة قــال ‪ :‬أخــبن منصــور ‪ ،‬قــال‪:‬‬
‫سعت ربعي بن ح راش ‪ ،‬يقـول ‪ :‬سـعت عليـال يقـول ‪ :‬قـال النـب ‪ )) : ‬ل تكمـذبوا علـي فـإنه مـن‬
‫كذبا علي فليلجح النار ((‪.‬‬
‫وعند مسحلم ‪ )) :‬من يكمذبا علي يلجح النــار (( والكمــذبا هنــا هــو الخبــار بالشــي بلف مــا هــو‬
‫عليــه س ـواءال كــان عمــدال أما خطــأ ‪ ،‬والخمطــئ وإن كــان غي ـ مــأثوما بالجــاع ‪ ،‬ولكمــن الكثــار مــن‬
‫الديث عن النب ‪ ‬قد يوقع صاحبه ف الطأ وهو ل يشعر فإنه وإن ل يأث بالطأ لكمن قد يــأث‬
‫بالكثار إذا الكثار مظنة الطأ وإذا حدث الثقة بالطأ فحمل عنه وهــو ل يشــعر انــه خطــأ فــإنه‬
‫يعمــل بــه علــى الــدواما للوثــوق بنقلــه ‪ ،‬فيكمــون ســببال للعمــل بــا لـ يقلــه الشــارع ‪ ،‬فمــن خشــي مــن‬
‫إكثار الوقوع ف الطأ ل يؤمن عليه الث إذا تعمد الكثار ‪ ،‬فمن أجل هـذا ‪ ،‬عنـدما سـئل الزبيـ‬
‫إن ل أسعك تدث عن رسول ال‪ ‬كما يدث فلن وفلن ‪ ،‬قال ‪ :‬أمــا إنـ لـ أفــارقه ‪ ،‬ولكمــن‬
‫سعته يقول ‪ )) :‬من كذبا علي فليتبوأ مقعده من النار((‬
‫] البخماري [ ‪.‬‬
‫قال أبو عيسحى ) التمذي ( ‪ :‬سألت عبد ال بـن عبــد الرحــن أبـا ممــد) الــدارمي المـاما الــافظ(‬
‫عــن حــديث النــب ‪ )) : ‬من حــدث عنـ حــديثال وهــو يــرى أنــه كــذبا ‪ ،‬فهــو أحــد الكمــاذبي ((‬
‫قلت له ‪ :‬من روى حديثال وهو يعلم أن إسناده خطأ أياف أن يكمون قـد دخل فـ حـديث النـب‬
‫‪ ‬أو إذا روى النــاس حــديثال مرسـ ـلل فأســنده بعضــهم أو قلــب إســناده يكمــون قــد دخــل فـ ـ هــذا‬
‫الــديث ؟ فقــال ‪ :‬ل ‪ ،‬إنــا معنـ هــذا الــديث إذا روى الرجــل حــديثال ول يعــرف لــذلك الــديث‬
‫عن النب ‪ ‬أصل فحدث به فأخاف أن يكمون قد دخل ف هذا الديث ‪.‬‬

‫ثانيال ‪ :‬يسببه صلى ال عليه وسلم أو الستهزاءا به ‪:‬‬


‫ل يشـك مسحـلم أن سـب النـب ‪ ‬كفـر بـواح والـاد سـافر ‪ ،‬وإنـا والـ ل رأةا عليه ‪ ‬يـزن لـا كـل‬
‫مسحلم ‪ ،‬ويدمي لا قلب كل مؤمن ‪.‬‬
‫فسحبه ‪ ‬أو السـتهزاءا بـه كفـر صـريح ل شك فيـه‪ ،‬ومـا يـوجب اللعنـة والعـار ‪ ،‬واللـود فـ النـار ‪،‬‬
‫وغضب البار ‪ ،‬والروج من دائرةا السلما واليان إل حيز الشرك والنفاق والكمفران ‪.‬‬
‫كيف ل ؟ وقــد صـرح با كتـابا الـ عز وجـل فـ قـوله تعـال ‪ ) :‬قـل أبـا لـ وآيـاته ورسـوله كنتـم‬
‫تسحتهزءاون ل تعتذروا قد كفرت بعد إيانكمم ( ] التوبة ‪. [ 65/66‬‬
‫ونزلت هـذه اليـة فـ قـوما مـن النـافقي فـ غـزوةا تبـوك وكـانوا يقولــون فـ النـب ‪ ‬وأصـحابه مـا رأينـا‬
‫مث ــل قرائن ــا ه ــؤلءا أرغ ــب بطونـ ـال ‪ ،‬ول أك ــذبا ألسح ــنال ‪ ،‬ول أجبـ ـ عن ــد اللق ــاءا ‪ ،‬وذل ــك اس ــتهزاءال‬
‫وســخمرية وتثبيطـ ـال للمــؤمني فـ ـ تلــك الغــزوةا ‪ ،‬فــأنزل الـ ـ تعــال فيهــم قرآنـ ـال يتلــى إلـ ـ يـ ـوما القيامــة‬
‫حاكمـ ـال بكمفره ــم وكف ــر أمث ــالم م ــن يسح ــتهزئون ب ــالنب ‪ ‬أو ب ــا ج ــاءا ب ــه ‪ ،‬أو س ــبه علي ــه الص ــلةا‬
‫والسحلما فقد ثبــت فـ ســنن النسحــائي بسحـند صــححه اللبــان أن النـب ‪ ‬قــد أهــدر دما امـرأةا كـانت‬
‫تقع فيه عليه الصلةا والسحلما بالسحب والشتم وما ذلك إل لعظــم هــذا المــر عنــد الـ تعــال وعنــد‬
‫رسوله ‪ ، ‬وعند كل مؤمن ومؤمنة‪ ،‬فال جل وعل له صفة الكممال سبحانه ‪ ،‬وكتابه مـن كلمــه‬
‫سبحانه وهو من صــفات كمـاله تعــال ‪ ،‬ورسـوله ‪ ‬أكمــل اللـق وسـيدهم وخـات الرســلي وخليـل‬
‫ربا العــالي ‪ ،‬فاصــطفاه الـ جــل شــأنه لتبليــغ كلمــه ومــا ذاك إل لنزلتــه عنــد ربــه ســبحانه‪ ،‬فمــن‬
‫استهزأ بال أو كتابه أو رسوله أو شئ من دينه فهو كافر كفـرال ظــاهرال ونفاقـال ســافرال ‪ ،‬وهــو عــدو‬
‫لربا العالي وكفر برسوله المب ‪. ‬‬
‫وقد نقل غي واحد من أهل العلم إجاع العلماءا على كفــر مــن سـب الرسـول الكمريـ ‪ ‬أو تنقصـه‬
‫وعلى وجوبا قتله ‪.‬‬
‫قــال المــاما أبــو بكمــر بــن النــذر رحــه ال ـ } أجــع جاعــة العلمــاءا علــى أن حــد مــن ســب النــب ‪‬‬
‫القتل ومن قاله مالك والليث وأحد وإسحاق وهو مذهب الشافعي { انتهى ‪.‬‬
‫فل شك أن سب النب ‪ ‬أو الستهزاءا به أو تنقصه أو احتقاره فل شك أن ذلك كفــر وصــاحبه‬
‫حلل الدما والال ‪.‬‬
‫وقال القاضي عياض‪ } :‬أجعت المة على قتل متنقصه‪ –  -‬من السحلمي وسابه { انتهى ‪.‬‬
‫وقال ممد بن سحنون من أئمة الالكمية }أجع العلمــاءا علــى أن شــات النــب ‪ ‬والتنقــص لــه كــافر‬
‫والوعيد جاءا عليه بعذابا ال له ‪ ،‬وحكممه عند الئمــة القتــل ‪ ،‬ومــن شـك فـ كفــره وعــذابه كفــر‬
‫{انتهى‪.‬‬
‫وق ــال ش ــيخ الس ــلما بــن تيمي ــة رح ــه الـ ـ } أن السح ــابا ‪ -‬أي م ــن س ــب الرس ــول ‪ -‬إن ك ــان‬
‫مسحلمال أنه يكمفر ويقتل بغي خلف ‪ ،‬وهو مذهب الئمة الربعة وغيهم { انتهى ‪.‬‬
‫وعلــى مــا ذكرنــا أنفـال ‪ ،‬فــإن مــن ســب النــب ‪ ‬أو اســتهزاءا بــه أو بشــيءا مــا جــاءا بــه أو تنقصــه أو‬
‫احتقره فهو كافر مكموما بكمفره ويقتل ردةا ‪ ،‬حت قال بعض أهل العلم أنه ل يسحتتابا ‪ ،‬بل يقتــل‬
‫فورال ‪ ،‬وسواءال كان ذلك السحب فعلل أو قولل ‪ ،‬كمن يرسم صورةا له ‪ ‬ف شكمل مز أو مضــحك‬
‫‪.‬‬
‫وعلى كل مسحلم أن يذبا ويرد عن نبيه ‪ ‬ول يقف حيال ذلك المر مكمتوف اليدين فالمر ف‬
‫ذلك خطي وعظيم ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬الحتفال بمولد النبي صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫ما سرى ف السحلمي ف هذا العصر وما سبقه من العصار من التشبه بالكمفار ‪ ،‬التشبه‬
‫بالنص ــارى فـ ـ عم ــل م ــا يسح ــمى بالحتف ــال بالول ــد النب ــوي ‪ ،‬يتف ــل جهل ــة السح ــلمي أو العلم ــاءا‬
‫الضلي ف ربيع الول من كل سنة بناسبة مولد الرسول ممد صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فمنهم من‬
‫يقيــم هــذا الحتفــال ف ـ السحــاجد ومنهــم مــن يقيمــه ف ـ الــبيوت أو المكمنــة العــدةا لــذلك ويضــره‬
‫جــوع كــثيةا مــن دهــاءا النــاس وعـوامهم ‪ ،‬يعملــون ذلــك تشــبهال بالنصــارى فـ ابتــداعهم الحتفــال‬
‫بولــد السحــيح عليــه السحــلما ‪ .‬ول ريــب أن ال ـ ســبحانه وتعــال بعــث نــبيه ممــدال صــلى ال ـ عليــه‬
‫وســلم بالــدى وديــن الــق ‪ ،‬وهــى العلــم النــافع والعمــل الصــال ‪ ،‬ول ـ يقبضــه إليــه حــت أكمــل لــه‬
‫ولمته الدين وأت عليهم النعمة كما قــال ســبحانه وتعــال ‪ ] :‬اليـوما أكملــت لكمــم دينكمــم وأتمــت‬
‫عليكمــم نعمــت ورضــيت لكمــم الســلما دينـ ـال [ "الائــدةا ‪ " 3‬فــبي الـ ـ ســبحانه وتعــال بــذه اليــة‬
‫الكمرية أن الـدين قــد كمـل والنعمــة قــد أتــت ‪ ،‬فمـن زعـم أن ييــدث حــدثال يزعــم أنـه مشـروع وأنـه‬
‫ينبغــي للنــاس أن يهتمـوا بــه ويعملـوا بــه فلزما قـوله أن الــدين ليــس بكمامــل بــل هــو متــاج إلـ مزيــد‬
‫وتكمميل ‪ ،‬ول شك أن ذلك باطل ‪ ،‬بل من أعظـم الفريـة علـى الـ سـبحانه والصـادمة لـذه اليـة‬
‫الكمرية ‪ ،‬ولو كان الحتفال بيوما الولد النبوي مشـروعال لـبينه الرسـول صـلى الـ عليـه وسـلم لمتـه‬
‫لنه أنصح الناس لم ‪ ،‬وليس بعده نب يبي ما سكمت عنه من حقه ‪ ،‬لنه صلى ال عليه وســلم‬
‫خات النبيي ‪ ،‬وقد أبان للناس ما يب له من الق كمحبته واتباع شريعته والصلةا والسحــلما عليــه‬
‫وغي ذلك مــن حقـوقه الوضــحة فـ الكمتــابا والسحـنة ولـ يـذكر لمتـه أن الحتفـال بيـوما مولــده أمـر‬
‫مشــروع حــت يعملـوا بــذلك ولـ يفعلــه صــلى الـ عليــه وســلم طيلــة حيــاته ‪ ،‬ثـ الصــحابة رضــي الـ‬
‫عنهـم أحـب النـاس لـه وأعلمهـم بقـوقه ل يتفلـوا بذا اليـوما ل اللفـاءا الراشـدون ول غيهـم ‪ ،‬ثـ‬
‫التابعون لم بإحسحان ف القرون الثلثة الفضلة ل يتفلوا بذا اليوما ‪.‬‬
‫أفتظن أن هولءا كلهم جهلوا حقه أو قصروا فيه حت جاءا التأخرون فأبانوا هذا النقص وكملوا‬
‫هذا الق ؟ ل وال ‪ ،‬ولن يقول هذا عاقل يعرف حال الصحابة وأتباعهم بإحسحان ‪.‬‬
‫وإذا يعلم أن الحتفال بيوما الولد النبوي ل يكمن موجودال ف عهده صلى ال عليه وسلم ول ف‬
‫عهد أصحابه الكمراما ول فـ عهـد أتبـاعهم فـ الصـدر الول ‪ ،‬ول كـان معروفـال عنـدهم ‪ .‬عيلـم أن‬
‫ذلــك بــدعه مدثــة فـ ـ ديــن الـ ـ ل يــوز فعلهــا ول إقرارهــا ول الــدعوةا إليهــا ‪ ،‬بــل يــب إنكمارهــا‬
‫والتحــذير منهــا عملل بق ـوله صــلى ال ـ عليــه وســلم ف ـ خطبــة المعــة ‪ } :‬خي ـ الكملما كلما ال ـ‬
‫وخي الدي هدي ممد صلى ال عليه وسلم وشــر المــور مــدثاتا وكــل بدعــة ضــللة { ‪ ،‬وقـوله‬
‫عليــه الصــلةا والسحــلما ‪ } :‬عليكمــم بسحــنت وســنة اللفــاءا الراشــدين الهــدين مــن بعــدي تسحــكموا بــا‬
‫وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومدثات المور فإن كل مدثة بدعة وكل بدعة ضللة { ‪ ،‬وقوله‬
‫عليــه الصــلةا والسحــلما ‪ } :‬مــن أحــدث فـ أمرنــا هــذا مــا ليــس منــه فهــو رد { ‪ ،‬وقـوله صــلى الـ‬
‫عليــه وســلم ‪ }:‬مــن عمــل عملل ليــس عليــه أمرنــا فهــو رد { ‪ ،‬فكمــل عمــل ليــس عليــه أمــر الشــارع‬
‫فهــو رد ومــردود علــى صــاحبه وعليــه النكمــال ولــه الويــل مــن الــالق ســبحانه ‪ ،‬فمــن كــان عملــه‬
‫خارجال عن الشرع الطهر وليـس متقيــدال بـه فهـو مــردود ول يزيــد صــاحبه إل بيعــدال عـن الـ تعـال ‪،‬‬
‫ول يزيده إل مقتال وخسحارال ‪ ،‬ويذهب ذلك العمل هباءال منثورال لخمالفته الواضحة لدين ال تعال ‪،‬‬
‫وال جل وعل قد تكمفل بدينه وحفظه ‪ ] :‬إنا نن نزلنا الذكر وإنا له لافظون [ " الجر ‪. " 9‬‬
‫فمن شرع لولئك الفئاما من الناس هذا الدين الذي ابتدعوه ؟ أهو الوى ؟ أما الشيطان ؟ أما لم‬
‫شركاءا وآلة أخرى غي ال يتشرع لم دينال غي دين ال تعال فيتحلل ويترما لم ؟‬
‫قال تعال ‪ ] :‬أما لم شركاءا شرعوا لم من الدين ما ل يأذن به ال [‬
‫"الشورى ‪ ، " 21‬وقد ختم ال جل وعل هذه الية بقوله ‪ ] :‬وإن الظالي لم عـذابا أليـم [ ‪،‬‬
‫فهــؤلءا ظلمــة ‪ ،‬ظلمــة لنفسحــهم ‪ ،‬ظلمــة لــدينهم ‪ ،‬ظلمــة ل خ ـوانم السحــلمي الــذين يــأتون مــن‬
‫بعــدهم ‪ ،‬ويــدون تلــك البــدع والرافــات ‪ ،‬واله ـواءا والنكم ـرات ؟ فــإن ال ـ جلــت قــدرته قــد ح ـرما‬
‫الظلم على نفسحه وجعله بي عباده مرمال ‪.‬‬
‫فمن أشد الظلم وأقبحه وأشنعه أن يتعدى النسحان على ربه ‪ ،‬بأن ييشلرع للناس عبادةا ل يأذن‬
‫با الـ عز وجـل ‪ ،‬ليحـذر أولئـك مـن شـديد عقـابه ‪ ،‬وأليـم عـذابه ‪ ،‬فـالنب صـلى الـ عليـه وسـلم‬
‫ترك هذه المة على البيضـاءا ليلهـا كنهارهـا ل يزيـغ عنهـا إل هالـك ‪ ،‬وقــد أوضـح صـلى الـ عليه‬
‫وسلم لذه المة قبل موته عليه الصلةا والسحلما أنه ترك فيها ما إن تسحكمت به فلــن تيضــل أبــدال ‪،‬‬
‫كتــابا ال ـ عــز وجــل وســنته صــلى ال ـ عليــه وســلم ‪ ،‬فمــن أراد أن يزيــد ف ـ الــدين مــا ليــس منــه ‪،‬‬
‫فالدين بريءا منه وزيادته مردودةا عليه ‪ ،‬وهو مأزور غي مأجور آث ببدعته تلك ‪.‬‬
‫قال صلى ال عليه وسلم ‪ } :‬تركتكمم على بيضاءا نقية ليلها كنهارها ل يزيغ عنها إل هالك {‬
‫) التمذي وأبوداود والاكم ( ‪.‬‬
‫وقال أبو ذر رضي ال عنه ‪ :‬توف رسول ال صلى ال عليه وسلم وما طائر يرك جناحيه ف‬
‫السحماءا إل وقد ذكر لنا منه علمال ‪.‬‬
‫وقال العباس رضي ال عنه ‪ :‬وال ما مات رسول ال صلى ال عليه وسلم حت ترك السحبيل‬
‫نجال واضحال وأحل اللل وحرما الراما ‪ ،‬ونكمح وطلق وحـاربا وسـال ‪ .‬ولـو تصـفحنا كتـابا الـ‬
‫عز وجل صفحة صفحة وسطرال سطرال ‪ ،‬لا وجدنا آيـة فيــه تـدل علـى أنـه ييتفـل بولــد النـب صــلى‬
‫ي‬
‫ال عليه وسلم ‪ ،‬وكذلك ف السحنة ل يوجد حــديث ول أثــر صــحيح ييعتمــد عليــه يــدل علــى ذلــك‬
‫‪.‬‬
‫فمن أين جاءا أولئك الناس بذا الحتفال البتدع ف دين ال ‪.‬‬
‫فكمثرةا وقوع الوادث الت ل أصل لا ف الكمتابا ول ف السحنة ‪ ،‬إنا هو من ترك الشتغال بأوامر‬
‫ال وأوامر رسوله صلى الـ عليـه وسـلم وكـذلك تـرك اجتنـابا النـواهي ‪ ،‬فلـو أن مـن أراد أن يعمـل‬
‫عملل فـ الــدين ســأل العلمــاءا الربــانيي ‪ ،‬علمــاءا أهــل السحــنة والماعــة ‪ ،‬عمــا شــرعه الـ فـ ذلــك‬
‫فامتثله وأطاعه ورضي به وانتهى عما فيه ني ‪ ،‬لوقعت كل العمال مقيدةا بالكمتابا والسحنة ‪.‬‬
‫ولكمن الصيبة والطامة الكمبى أن العامل يعمل بقتضى رأيه وهواه ‪ ،‬فتقع الوادث مالفة لا شرع‬
‫ال ‪.‬‬
‫فمن امتثل أمر ال تعال وأمر نبيه صلى ال عليه وسلم واشتغل بذلك عما سواه حصلت له‬
‫النج ــاةا فـ ـ ال ــدنيا والخـ ـرةا ‪ ،‬وم ــن خ ــالف ذل ــك واش ــتغل بـ ـواطره وهـ ـواه وانق ــاد وراءا الخمطط ــات‬
‫الصهيونية والنصرانية وغيهـا مــن مططــات أعـداءا الـدين وقــع فيمـا حــذر منــه النـب صــلى الـ عليـه‬
‫وسلم مـن حال أهـل الكمتـابا ـ اليهــود والنصـارى ـ الـذين هلكمـوا بكمـثرةا مسحـائلهم واختلفهـم علـى‬
‫أنبيــائهم وعــدما انقيــادهم وطــاعتهم لرســلهم ‪ ،‬وابتــداعهم فـ دينهــم ‪ ،‬فكمــانوا فريسحــة وصــيدال ســهلل‬
‫ف أيدي السحلمي آنذاك ‪.‬‬
‫فهل نذوا حذوهم ‪ ،‬ونقتفي أثرهم ‪ ،‬وهم على الباطل والضلل ‪ ،‬والزيغ والنلل ؟ ل وال ؟‬
‫ل ينبغــي هــذا ‪ .‬بــل الـواجب التمسحــك بالــدين الســلمي النيــف ‪ ،‬الــذي ل نيصـرةا للمسحــلمي إل‬
‫بتمسحكمهم به ‪ ،‬ول كرفعة لم إل بتقيدهم به ‪ ،‬وأن نتك البتداع ف دين ال عز وجل ‪.‬‬
‫فأمور العياد الخمالفة للشرع والحتفالت الصادمة للدين ليسحت من شعار السحلمي بل أن ‪:‬‬
‫} مــن حسحـن إسـلما الـرءا تركــه مـا ل يعنيـه { ) التمــذي وهــو حسحـن ( ‪ ،‬ويبتعـد عـن الشـبهات ‪،‬‬
‫ومن اتقى الشبهات فقد استبأ لدينه وعرضه ‪.‬‬
‫فأمر ليس ف كتابا ال وليس ف سنة نبيه صلى ال عليه وسلم ل يعنينا الهتماما به ‪ ،‬ول حت‬
‫النظــر إليــه ‪ ،‬ول التفكميـ فيــه ‪ ،‬فمــن أراد عملــه عليــه قبــل ذلــك أن يسحــأل أهــل العلــم عــن ذلــك ‪،‬‬
‫حــت يكمــون علــى بصـ ـيةا مــن دينــه ‪ ،‬قــال تعــال ‪ ] :‬فسحــألوا أهــل الــذكر إن كنتــم ل تعلمــون ["‬
‫النحل ‪. "43‬‬
‫والسؤال هنا ‪:‬‬
‫ماذا يحدث في هذا المولد ؟‬
‫إن غالب هذه الحتفالت مع كونا بدعة مالفة للدين فهي ل تلوا من اشتمالا على منكمرات‬
‫أخرى مثل ‪:‬‬
‫‪1‬ـ إختلط الرجال بالنسحاءا ‪ ،‬ما قد ييفضي إل أمور مرمة بي النسحي ‪ ،‬بل إن ذلك يصل‬
‫غالبال ف هذه العياد البتدعـة النكمـرةا وكيـف يـدعي أولئـك يحب النـب صـلى الـ عليه وسـلم وهـم‬
‫يــالفون أمــره ‪ ،‬فيحصــل الختلط بي ـ الرجــال والنسحــاءا ‪ ،‬وقــد حــذر عليــه الصــلةا والسحــلما مــن‬
‫الدخول على النسحاءا غي الارما حت أنه قال ف المو ‪ :‬المو الوت ‪.‬‬
‫فكميف يلدعون حبهم واحتفالم بولد النب صلى ال عليه وسلم وهم ييقلدمون ف هذا الحتفال‬
‫كل ما فيـه معصـية لـه صـلى الـ عليـه وسـلم ‪ .‬فليتـب أولئـك مـن هـذه الرافـات والـزعبلت قبـل‬
‫أن يــل بــم هــادما اللــذات ‪ ،‬وهــم غرقــى فـ الــذنوبا والشــهوات ‪ ،‬ثـ بعــد ذلــك ل تنفــع الهــات‬
‫والويلت ‪.‬‬
‫‪2‬ـ ذبح ذبائح ف مثل هذه الوالد والعياد الزيفة ول شك ول ريب أن الذبح لغي ال شرك قال‬
‫صلى ال عليـه وسـلم ‪ } :‬لعــن الـ مــن ذبـح لغيـ الـ { )مسحـلم ( ‪ ،‬واللعـن ‪ :‬هـو الطــرد والبعـاد‬
‫من رحة ال عز وجل ‪ ،‬وإن ال عز وجل قد أمر بأن يكمون الذبح لـه سـبحانه ‪ ،‬فـ قـوله تعـال ‪:‬‬
‫] قــل إن صــلت ونسحــكمي وميــاي ومــات ل ـ ربا العــالي * ل شـريك لــه وبــذلك أمــرت وأنــا أول‬
‫السحلمي [ " النعاما ‪ " 163 ،162‬وقال تعال ‪ ] :‬فصل لربك وانر [ " الكموثر ‪" 2‬‬
‫فالذبح لغي ال ف الضرحة والقبور وغيها شرك أكب ومن فعل ذلك فهو ملعون لا جاءا ف‬
‫الديث السحابق ‪ ،‬وحكمم هذه الذبائح حكمم اليتة ولو ذكر اسم ال عليها ‪ ،‬لنا ل تكمن ل عز‬
‫وجل ‪.‬‬
‫‪3‬ـ ضربا الدفوف والطبول واستعمال الغان والعازف وال جل وعل قد حرما العازف والغناءا‬
‫الصــحوبا معهــا سـواءال كــان مــا جنـال أما ل ‪ ،‬قــال تعــال ‪ ] :‬ومــن النــاس مــن يشــتي لــو الــديث‬
‫ليضل عن سبيل ال بغي علم ويتخمذها هزوال أولئك لم عذابا مهيـ [ " لقمــان ‪ " 6‬وقــد أقسحــم‬
‫عبد ال بن مسحعود رضي ال عنه الصحاب العروف عن القصود بلهو الديث ‪ ،‬فقــال ‪ } :‬والـ‬
‫الذي ل إله إل هو إنه الغناءا { ‪ .‬وقد نى النب صلى ال عليه وسلم ‪ } :‬ليكمونن من أمت أقواما‬
‫يسح ــتحلون ال ــر والري ــر والم ــر والع ــزف { ) البخم ــاري ( ‪ ،‬إن ــه والـ ـ لم ــر تأس ــف ل ــه النف ــوس ‪،‬‬
‫وتضــيق ل ــه القل ــوبا مــن ل ينطبــق عمله ــم علــى ق ــولم ‪ ،‬بــل عملهــم يكمــذبا ق ــولم ول يصــدقه‬
‫يقولــون نــب رســول ال ـ صــلى ال ـ عليــه وســلم ونتفــل بولــده ‪ ،‬ث ـ ف ـ ذات الــوقت يعصــونه ول‬
‫يطيعونه يرتكمبون ما نى عنه ‪ ،‬ويتنبون ما أمر به فأي حــب هـذا ؟ وأي اتبــاع لــه صـلى الـ عليـه‬
‫وسلم الذي يدعيه أولئك البتدعة ؟‬
‫‪4‬ـ شربا المور والسحكمرات والدخان والفات ‪ ،‬وغي ذلك من الشروبات الرمات ‪.‬‬
‫وال تعال حذرهم وناهم عنها ‪ ،‬فقال جل وعل ‪ ] :‬يا أيها الذين آمنوا إنا المر واليسحر‬
‫والنصــابا والزلما رجــس مــن عمــل الشــيطان فــاجتنبوه لعلكمــم تفلحــون * إنــا يريــد الشــيطان أن‬
‫يوقــع بينكمــم العــدواةا والبغضــاءا ف ـ المــر واليسحــر ويصــدكم عــن ذكــر ال ـ وعــن الصــلةا فهــل أنتــم‬
‫منتهون [ ‪ ،‬ث ختم ال عز وجل هذه اليات بالية الدالة على طاعة ال وطاعة رسوله صلى ال‬
‫عليه وسلم لن ف طاعتهما الفلح والنجاح ‪ ،‬وفـ معصـيتهما السحـران والرمـان ‪ ،‬فقـال تعــال ‪:‬‬
‫] وأطيعـ ـوا الـ ـ وأطيعـ ـوا الرســول واح ــذروا فــإن تـ ـوليتم ف ــاعلموا أنــا علــى رسـ ـولنا البلغ الــبي [ "‬
‫الائدةا ‪. "92، 90،91‬‬
‫‪5‬ـ يعتقد من يتفل بالولد النبوي أن الرسول صلى ال عليه وسلم يضر الولد ‪ ،‬ولذا يقومون‬
‫له ميي ومرحبي ‪ ،‬وهذا مـن أعظـم الباطـل وأقبـح الهـل ‪ ،‬فـإن الرسـول صـلى الـ عليـه وسـلم ل‬
‫يرج من قبه قبل يوما القيامة ‪ ،‬ول يتصل بأحد من الناس ‪ ،‬ول يضر اجتماعهم ‪ ،‬بل هو مقيــم‬
‫ف قبه ول يرج إل يوما القيامة وروحه ف أعلى عليي عند ربه ف دار الكمرامة كما قــال تعــال ‪]:‬‬
‫ث ـ إنكمــم بعــد ذلــك ليتــون * ث ـ إنكمــم ي ـوما القيامــة تبعثــون [ " الؤمنــون ‪ " 16، 15‬وقــال عليــه‬
‫الصــلةا والسحــلما ‪ } :‬أنــا أول مــن ينشــق عنــه القــب ي ـوما القيامــة ‪ ،‬وأنــا أول شــافع وأول مشــفع {‬
‫) مسحلم ( ‪.‬‬
‫فهذا قول ال تعال يقول عن نبيه صلى ال عليه وسلم ‪ ] :‬إنك ميت وإنم ميتون [ " الزمر "‬
‫فل إله إل ال ـ أين عقول أولئك الناس عن قول ال عز وجـل ‪ ،‬وقــول نــبيه صــلى الـ عليـه وســلم‬
‫‪.‬‬
‫‪6‬ـ ما يدث ف هذه الوالد من دعاءا النب صلى ال عليه وسلم أو الغلو فيه والتوسل به أو الغلو‬
‫ف ـ الوليــاءا ‪ ،‬وهــذا هــو الشــرك الكــب البــط للعمــال والــدخل للنيان ـ أعاذنــا ال ـ مــن ذلــك ـ‬
‫فيحصل فيها دعاءا النب صلى ال عليه وسلم والستعانة والستغاثة به ‪ ،‬أو طلب الدد منــه عليــه‬
‫الصلةا والسحلما ‪ ،‬واعتقاد أنه يعلم الغيب ‪ ،‬ونو ذلك من المور الكمفرية الت يفعلهــا الكمــثي مــن‬
‫الناس حي احتفالم بولد النب صلى ال عليه وسلم أو غيه من يسحمونم بالولياءا ‪.‬‬
‫وإن ال تعال قدما حرما الدعاءا لغيه سبحانه ‪ ،‬فالدعاءا حق من حقوقه تعال فل ييصرف إل ل‬
‫‪ ،‬قــال تعــال ‪ ] :‬وأن السحــاجد ل ـ فل تــدعوا مــع ال ـ أحــدال [ " الــن ‪ " 18‬وقــال تعــال ‪ ] :‬إن‬
‫الـ ــذين تـ ــدعون مـ ــن دون ال ـ ـ عبـ ــاد أمثـ ــالكمم فـ ــادعوهم فليسحـ ــتجيبوا لكمـ ــم إن كنتـ ــم صـ ــادقي [ "‬
‫العـ ـراف ‪"194‬ـ ‪ ،‬وإلـ ـ أصــحابا العقــول والفهــاما هــذه اليــة الــت تبطــل كــل الزاعــم مــن أن‬
‫الموات يسحمعون دعاءا الغي ‪ ،‬هذه الية قاطعة وجازمة بأن اليت ل يسحمع ول ينفــع ول يضــر ‪،‬‬
‫قال تعـال ‪ ] :‬والــذين تــدعون مــن دونـه مـا يلكمـون مــن قطميـ * إن تــدعوهم ل يسحــمعوا دعــاءاكم‬
‫ولو سعوا مـا اسـتجابوا لكمـم ويـوما القيامـة يكمفـرون بشـرككمم ول ينبئـك مثـل خبي [ " فـاطر ‪ 13‬ـ‬
‫‪ ، " 14‬فمن دعا غي ال عز وجـل بلـب نفـع أو دفـع ضـر أو غيـ ذلـك فقـد أشـرك بـال شـركال‬
‫أكـب مرجـال مـن اللـة ‪ ،‬فل ييـدعى إل الـ عز وجـل لنـه سـبحانه بيـده دفـع الضـر وكشـفه وإسـباغ‬
‫النعمة وإفاضة الي على عباده وغي ذلك من المور الت ل يقدر عليها إل ال ‪.‬‬
‫وقال جل وعل ‪ ] :‬ومن أضل من يدعوا من دون ال من ل يسحتجيب له إل يوما القيامة وهم‬
‫عــن دعــائهم غــافلون * وإذا حشــر النــاس كــانوا لــم أعــداءا وكــانوا بعبــادتم كــافرين [ " الحقــاف‬
‫‪ ، " 6-5‬وقال النب صـلى الـ عليـه وسـلم لبــن عبـاس رضـي الـ عنهمــا ‪ } :‬إذا سـألت فسحــأل‬
‫ال وإذا استعنت فاستعن بال { ) التمذي ( ‪.‬‬
‫فل يسحأل النسحان إل ربه ‪ ،‬ول يسحتعي إل به ‪ ،‬فهو سبحانه الذي يسحتطيع النفع والضر وبيده‬
‫خزائن كل شيءا ‪ ،‬لذلك قال تعال ‪ } :‬وقــال ربكمــم ادعــون اســتجب لكمــم إن الــذين يسحــتكمبون‬
‫عـن عبــادت ســيدخلون جهنــم داخريــن [ " غــافر ‪ ، "60‬وقــال تعــال ‪ ] :‬قــل ادعـوا الــذين زعمتــم‬
‫من دونه فل يلكمون كشف الضر عنكمم ول تويلل [ " السراءا ‪. "56‬‬
‫ولو كان أولئك الموات يلكمون نفعال أو ضرال لنفعوا أنفسحهم ولا ما توا ‪ ،‬ولدفعوا عن أنفسحهم‬
‫الــوت ومــا يصــل بــم مــن ضــر ‪ ،‬فكميــف ينفعــون غيهــم أو يضــرونم ـ فعجب ـال !! لولئــك النــاس‬
‫ال ــذين تركـ ـوا عق ــولم س ــلعة رخيص ــة يلع ــب ب ــا ش ــياطي الن ــس وال ــن ‪ ،‬ح ــت ض ــلوا ع ــن ج ــادةا‬
‫الصـوابا ‪ ،‬فعبــدوا العبــاد ‪ ،‬بــدلل مــن أن يعبــدوا ربا العبــاد ‪ ،‬واتهـوا إلـ عبــادةا القبــور والضــرحة‬
‫الــت ل تنفــع ول تضــر فمــا هــي إل كومــة مــن ت ـرابا ولــو قــدر ال ـ عــز وجــل وبعــث أحــد أولئــك‬
‫المـوات ‪ ،‬ووجــد النــاس رجــالل ونسحــاءال جاعــات وفـرادى يطوفــون حــول قــبه ويتــبكون بــه ويطلبــون‬
‫الدد منه ويـذبون تقربـال إليـه ‪ ،‬والـ لا وسـعه إل أن يـدعوهم إلـ عبـادةا الـ ولـبي لـم أنه إنسحـان‬
‫مثلهم ل ينفع ول يضـر وإل لنفـع نفسحـه قبـل ذلـك ‪ ،‬ولـو وجـدهم علـى حـالم هـذه لسحـخمر منهـم‬
‫واســتهزأ بــم ولت ـبأ إل ـ ال ـ مــا يفعلــون ‪ ،‬فــال عــز وجــل أنعــم عليهــم بنعــم شــت ‪ ،‬فــوهبهم العقــل‬
‫والسحــمع والبصــر ‪ ،‬ومــع ذلــك فنهـم كالنعــاما بـل هـم أضـل سـبيل ‪ ،‬يعرفــون الباطــل فل يتنبــونه ‪،‬‬
‫ويعرفـ ــون ال ــق فل يتبع ــونه وقـ ــد ق ــال لـ ــم ربـ ــم ‪ ] :‬ومـ ــا خلق ــت ال ــن والن ــس إل ليعبـ ــدون [ "‬
‫الذاريات ‪. " 56‬‬
‫وثبت عن النب صلى ال عليه وسلم أنه قال ‪ } :‬من مات وهو يدعو ل ندال دخل النار {‬
‫) أحد والبخماري ( ‪ ،‬وف رواية مسحلم ‪ } :‬من لقي ال ل يشرك به شيئال دخل النـة ‪ ،‬ومـن لقيـه‬
‫يشرك به شيئال دخل النار { ‪.‬‬
‫وقد نى صلى ال عليه وسلم عن تعظيمه فقال ‪ } :‬ل تعظمون كما يعظم العاجم بعضها‬
‫بعضــا { ) مسحــلم وأبــو داود وابــن ماجــة ( ‪ ،‬وقــال ص ــلى الـ ـ عليــه وس ــلم ‪ } :‬لعــن الـ ـ اليه ــود‬
‫والنصــارى اتــذوا قبــور أنبيــائهم مسحــاجد { ) فـ الصــحيحي ( ‪ ،‬قــالت عائشــة رضــي الـ عنهــا ‪:‬‬
‫}يـذر مــا صـنعوا ولــول ذلــك لبـرز قــبه ولكمـن خشــي أن يتخمــذ مسحــجدال { ‪ .‬وقــال عليـه الصــلةا‬
‫والسحــلما ‪ } :‬أل وإن مــن كــان قبلكمــم كــانوا يتخمــذون قبــور أنبيــائهم وصــاليهم مسحــاجد أل فل‬
‫تتخمذوا القبـور مسحـاجد فـإن أنـا كـم عن ذلـك { ) مسحـلم ( ‪ ،‬وفـ صـحيح مسحـلم أنـه صـلى الـ‬
‫عليــه وســلم ‪ } :‬ل تلسحـ ـوا علــى القبــور ول تصــلوا إليهــا { ‪ .‬وروى أهــل السحــنن عــن بــن عبــاس‬
‫رضــي الـ عنهمــا قــال ‪ } :‬لعــن رســول الـ صــلى الـ عليــه وســلم زائـرات القبــور والتخمــذين عليهــا‬
‫السحاجد والسحرج { ‪ ،‬وذكــرت أما سـلمة رضــي الـ عنهـا لرســول الـ صـلى الـ عليـه وسـلم كنيسحــة‬
‫رأت ــا ب ــأرض البش ــة وم ــا فيه ــا م ــن الص ــور ‪ ،‬فق ــال ‪ } :‬أولئ ــك إذا م ــات فيه ــم الص ــال أو العب ــد‬
‫الصال بنوا على قبه مسحجدال وصوروا فيــه تلــك الصــور أولئــك شـرار اللـق عنــد الـ { ) البخمــاري‬
‫ومسحلم ( ‪.‬‬
‫وقال صلى ال عليه وسلم ‪ } :‬ول تعلوا قبي عيدال { ) أبو داود ( وروى مالك ف الوطأ أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ } :‬اللهم ل تعل قـبي وثنـال ييعبـد ‪ ،‬اشـتد غضـب الـ علـى‬
‫قـ ـوما اتــذوا قبــور أنبي ــائهم مسحــاجد { وق ــال ص ــلى الـ ـ عليــه وس ــلم ‪ } :‬ل تطرونـ ـ كمــا أطــرت‬
‫النصارى بن مري ‪ ،‬إنا أنا عبد ‪ ،‬فقولوا عبد ال ورسوله { ) البخماري ( ‪.‬‬
‫فيحرما الغلو ف النب صلى ال عليه وسلم أو التوسل به أو دعاؤه أو طلب الدد منه صلى ال‬
‫عليه وسلم فهو ميت وقد قـال تعـال ‪ ] :‬إنـك ميـت وإنـم ميتـون { " الزمـر ‪ " 30‬وقـال تعـال ‪:‬‬
‫] وما جعلنا لبشر من قبلك اللد أفأين مـت فهـم الالـدون [ " النبيـاءا ‪ ، " 34‬فـإذا كـان هـذا‬
‫يرما مع رسول ال صلى ال عليه وسلم فغيه من بابا أول ‪ ،‬لنم ل ينفعون ول يضــرون فيحـرما‬
‫الطواف حول قبــور أولئــك المـوات ويـرما الذبـح عنــدها أو التقريـب لـا ‪ ،‬أو طلـب الـدد منهـا أو‬
‫التبك با والتمسحح با أو غي ذلك مـن المــور الرمـة ‪ ،‬فكمـل مــن فعـل ذلــك فهـو داخـل فـ قـوله‬
‫تعــال ‪ ] :‬إن ال ـ ل يغفــر أن يشــرك بــه ويغفــر مــادون ذلــك لــن يشــاءا [ " النسحــاءا ‪ " 116‬وق ـوله‬
‫تعال ‪ ] :‬وقدمنا إل ما عملوا من عمل فجعلناه هباءال منثورال [ " الفرقان ‪ ، "23‬وقوله تعال ‪] :‬‬
‫الذين ضل سعيهم ف الياةا الدنيا وهم يسحبون أنم يسحنون صنعال [ " الكمهف ‪ ، "104‬لنــم‬
‫خالفوا ما خلقوا من أجله وهو عبادةا ال وحده ل شريك له ‪.‬‬
‫فاجتماع الناس لحياءا ليلة الولد وقراءاةا قصته صلى ال عليه وسلم بدعة مدثة منكمرةا ف دين‬
‫ال عز وجل ‪ ،‬ومن أباطيلهم وكذبم أن النـب صــلى الـ عليـه وســلم يضـر هـذه الــالس ‪ ،‬فـالنب‬
‫صلى ال عليه وسلم قد توف وغسحل وكفن وصلي عليه صلةا النازةا ودفن كغيه ‪ ،‬وهو أول مــن‬
‫يبعث يوما القيامة من قبه ‪.‬‬
‫ومن البدع النكمرةا الت يب إنكمارها ‪ ،‬الحتفال بالنصف من شعبان ‪ ،‬وعيد اليلد ‪ ،‬وبلوغ‬
‫الشخمص ‪21‬سنة وعيد الما وغي ذلك من البدع الت أحدثها أعداءا ال ليشوشوا على‬
‫السحلمي عقيدتم ويبعدوهم عن دينهم فيقعوا فريسحة لهواءا العداءا ‪ ،‬فأين أفئدتم‬
‫وأبصارهم ‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬ليلة السراء والمعراج ‪:‬‬


‫السراءا والعراج من معجزات نبينا ممد صلى ال عليه وسلم الت أعجزت أعداءا ال ف كل‬
‫وقت وكل حي وقد اختلف العلماءا رحهم ال تعال مت كانا ‪:‬‬
‫فقيل أنا ليلة الثني الثان عشر من ربيع الول ول تعي السحنة ‪ ،‬وقيل أنا قبل الجرةا بسحنة ‪،‬‬
‫فتكمون ف ربيع الول ‪ ،‬ول تعي الليلة ‪ ،‬وقيل قبل الجرةا بسحتة عشر شهرال ‪ ،‬فتكمون ف ذي‬
‫القعدةا ‪ ،‬وقيل قبل الجرةا بثلث سني ‪ ،‬وقيل بمس ‪ ،‬وقيل ‪ :‬بسحت ‪.‬‬
‫والذي عليه أئمة النقل أن السراءا كان مرةا واحدةا بكمة بعد البعثة وقبل الجرةا‪ .‬واختلفوا ‪ ،‬هل‬
‫كان السراءا ببدنه عليه الصلةا السحلما وروحه ‪ ،‬أما بروحه فقط ‪ ،‬والذي عليه أكثر العلماءا أنه‬
‫أسري ببدنه وروحه يقظة ل ضحلى لن قريش أكبته وأنكمرته ‪ ،‬ولو كان منامال ل تنكمره لنا ل‬
‫تنكمر النامات ‪ .‬قال تعال ‪ ]:‬سبحان الذي أسرى بعبده ليلل من السحجد الراما إل السحجد‬
‫القصى الذي باركنا حوله [ " السراءا ‪" 1‬‬
‫وماذا حدث ف السراءا والعراج ؟‬
‫ذكر بن كثي ف تفسحيه لسحورةا السراءا ‪ ،‬عند قوله تعال ] سبحان الذي أسرى بعبده ليلل من‬
‫السحجد الراما إل السحجد القصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السحميع البصي [ "‬
‫السراءا ‪" 1‬‬
‫يجد تعال نفسحه ‪ ،‬ويعظم شأنه لقدرته على مــا ل يقــدر عليـه أحـد سـواه ‪ ،‬فل إلـه غيه ول ربا‬
‫سواه )) الذي أسرى بعبده (( يعن ممدال صـلى الـ عليـه وسـلم )) ليلل (( أي مــن الليـل )) مــن‬
‫السحجد الراما (( وهو مسحجد مكمة )) إل السحــجد القصــى (( وهــو بيــت القــدس الــذي بالقــدس‬
‫مصدق النبياءا من لدن إبراهيم عليه السحلما ‪ ،‬ولــذا يجعـوا لـه هنــاك فـأمهم فـ ملتهــم ودارهــم ن‬
‫فدل على أنه هو الماما العظم والرئيس القدما صلوات ال وسلمه عليه وعليهم أجعي ‪ .‬وقـوله‬
‫)) الذي باركنا حوله (( أي فـ الـزروع والثمـار )) لنريـه (( أي ممـدال )) مـن آياتنـا (( أي العظـاما‬
‫كما قال تعال ‪ )) :‬لقد رأى من آيات ربه الكمبى (( [ ‪ .‬وذكـر البخمــاري رحــه الـ فـ صـحيحه‬
‫حــديث الع ـراج ‪ ،‬قــال ‪ :‬حــدثنا يهدبــة بــن خالــد حــدثنا هــاما بــن ييح ـ حــدثنا قتــادةا عــن أنــس بــن‬
‫مالك عن مالك بن صعصعة رضي ال عنهما أن النـب صــلى الـ عليـه وســلم حـدثهم ليلـة أسـري‬
‫بــه قــال ‪ } :‬بينمــا أنــا فـ الطيــم ـ وربــا قــال فـ الجــر ـ مضــطجعال ‪ ،‬إذ أتــان آت فقـرد ـ قــال ‪:‬‬
‫وسعته يقول ‪ :‬فشرق ـ ما بي هذه إل هذه { فقلت للجارود وهو إل جنب ما بعينـ بــه ؟ قــال ‪:‬‬
‫من ثغرةا نره إل شعرته ـ وسعته يقول من قصته إل شعرته ـ )) فاستخمرج قلب ‪ ،‬ث يأتيت بطسحــت‬
‫من ذهب ملوءاي ةا إيانال ‪ ،‬فيفل قلب ‪ ،‬ث يحشي ث يأعيــد ‪ ،‬ثـ يأتيـت بدابـة دون البغـل وفــوق المــار‬
‫أبيض (( فقال الارود ‪ :‬هو اليباق يا أبا حزه ؟ قال أنس ‪ :‬نعــم ـ يضــع خطـوةا عنــد أقصــى طمرفــه‬
‫‪ ،‬فحملت عليـه ‪ ،‬فــانطلق بـ جبيــل حـت أتـى السحــماءا الــدنيا فاســتفتح ‪ ،‬فقيــل ‪ :‬مـن هــذا ؟ قــال‬
‫جبيــل ‪ .‬قيــل ‪ :‬ومــن معــك ؟ قــال ‪ :‬ممــد ‪.‬قيــل ‪ :‬وقــد أرســل إليــه قــال ‪ :‬نعــم ‪ .‬قيــل مرحبـال بــه ‪،‬‬
‫فنعــم اليــءا جــاءا ففتــح ‪ :‬فلمــا خلصــت فــإذا فيهــا آدما ‪ ،‬فقــال هــذا أبــوك آدما ‪ ،‬فسحــلم عليــه ‪.‬‬
‫فسحلمت عليه ‪ ،‬فـرد السحــلما ‪ ،‬ثـ قـال ‪ :‬مرحبـال بــالبن الصـال والنــب الصــال ‪ .‬ثـ صــعد حـت أتـى‬
‫السحماءا الثانية فاستفتح ‪ .‬قيل من هذا ؟ قـال ‪ :‬جبيـل قيــل ‪ :‬ومــن معـك ؟ قــال ‪ :‬ممــد ‪ .‬قيــل ‪:‬‬
‫وقــد أرســل إليــه ؟ قــال ‪ :‬نعــم ‪ .‬قيــل ‪ :‬مرحبـال بــه ‪ ،‬فنعــم اليــءا جــاءا ‪ .‬ففتــح ‪ .‬فلمــا خلصــت إذا‬
‫ييح وعيسحى وها ابنا خالة ‪ ،‬قال ‪ :‬هذا ييحـ وعيسحــى فسحــلم عليهمــا ‪ ،‬فسحــلمت ‪ ،‬فــردا ‪ ،‬ثـ قــال‬
‫‪ :‬مرحبال بالخأ الصال والنب الصال ‪ .‬ث صعد إل السحماءا الثالثة فاستفتح ‪ .‬قيــل مـن هــذا ؟ قــال‬
‫‪ :‬جبيل قيل ‪ :‬ومن معك ؟ قال ‪ :‬ممد ‪ .‬قيل ‪ :‬وقد أرسل إليه ؟ قال ‪ :‬نعــم ‪ .‬قيــل ‪ :‬مرحبـال بــه‬
‫‪ ،‬فنعـ ــم اليـ ــءا جـ ــاءا ‪ .‬ففتـ ــح ‪ .‬فلمـ ــا خلصـ ــت إذا يوسـ ــف ‪ ،‬قـ ــال ‪ :‬هـ ــذا يوسـ ــف فسحـ ــلم عليـ ــه ‪،‬‬
‫فسحــلمت عليــه ‪ ،‬فــرد ث ـ قــال مرحب ـال بــالخأ الصــال والنــب الصــال ‪ .‬ث ـ صــعد إل ـ السحــماءا الرابعــة‬
‫فاستفتح ‪ .‬قيل من هذا ؟ قال ‪ :‬جبيل قيل ‪ :‬ومن معك ؟ قال ‪ :‬ممــد ‪ .‬قيــل ‪ :‬وقــد أرســل إليـه‬
‫؟ قال ‪ :‬نعم ‪ .‬قيل ‪ :‬مرحبال به ‪ ،‬فنعـم اليـءا جـاءا ‪ .‬ففتـح ‪ .‬فلمـا خلصـت فـإذا إدريـس ‪ ،‬قـال ‪:‬‬
‫هــذا إدريــس فسحــلم عليــه ‪ ،‬فسحــلمت عليــه ‪ ،‬فــرد ث ـ قــال مرحب ـال بــالخأ الصــال والنــب الصــال ‪ .‬ث ـ‬
‫صعد ب حت أتى السحماءا الامسحة فاسـتفتح ‪ .‬قيـل مـن هـذا ؟ قـال ‪ :‬جبيـل قيـل ‪ :‬ومـن معـك ؟‬
‫قال ‪ :‬ممد صلى ال عليه وسلم ‪ .‬قيل ‪ :‬وقد أرسل إليه ؟ قال ‪ :‬نعــم ‪ .‬قيــل ‪ :‬مرحبـال بـه ‪ ،‬فنعــم‬
‫اليءا جاءا ‪ .‬ففتح ‪ .‬فلما خلصت فإذا هـارون ‪ ،‬قـال ‪ :‬هـذا هـارون فسحــلم عليـه ‪ ،‬فسحـلمت عليـه‬
‫‪ ،‬فــرد ثـ ـ قــال ‪ ،‬مرحبـ ـال بــالخأ الصــال والنــب الصــال ‪ .‬ثـ ـ صــعد بـ ـ حــت أتــى السحــماءا السحادســة‬
‫فاستفتح ‪ .‬قيل من هذا ؟ قال ‪ :‬جبيل قيل ‪ :‬ومن معك ؟ قال ‪ :‬ممــد ‪ .‬قيــل ‪ :‬وقــد أرســل إليـه‬
‫؟ قال ‪ :‬نعم ‪ .‬قيل ‪ :‬مرحبـال به ‪ ،‬فنعـم اليـءا جـاءا ‪ .‬ففتـح ‪ .‬فلمـا خلصـت فـإذا موسـى ‪ ،‬قـال ‪:‬‬
‫هذا موسى فسحلم عليه ‪ ،‬فسحلمت عليه ‪ ،‬فرد ث قال ‪ ،‬مرحبال بالخأ الصـال والنــب الصــال ‪ .‬فلمـا‬
‫تـاوزت بكمـى ‪ ،‬قيـل لـه مـا يبكميـك ؟ قـال ‪ :‬أبكمـي لن غلمـال بيعـث بعـدي يـدخل النـة مـن أمته‬
‫أكثر مـن يـدخلها مـن أمـت ‪ .‬ثـ صـعد بـ إلـ السحـماءا السحـابعة فاسـتفتح ‪ .‬قيـل مـن هـذا ؟ قـال ‪:‬‬
‫جبيل قيل ‪ :‬ومن معك ؟ قال ‪ :‬ممد ‪ .‬قيل ‪ :‬وقد أرسل إليه ؟ قال ‪ :‬نعــم ‪ .‬قيـل ‪ :‬مرحبـال بـه ‪،‬‬
‫فنعم اليءا جاءا ‪ .‬ففتح ‪ .‬فلما خلصت فإذا إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬هذا إبراهيم فسحــلم عليـه ‪ ،‬فسحــلمت‬
‫عليه ‪ ،‬فرد ث قال ‪ ،‬مرحبال بالبن الصال والنب الصال ‪ .‬ث رفعت لـ ســدرةا النتهــى ‪ .‬فــإذا نبقهــا‬
‫مثل قلل يهيجر وإذا ورقها مثل آذان الفيلة ‪ ،‬قال ‪ :‬هذه سـدرةا النتهـى ‪ ،‬وإذا أربعـة أنـار ‪ :‬ن ران‬
‫بأطنــان ‪ ،‬ونـران ظــاهران ‪ ،‬فقلــت ‪ :‬مــا هــذان يــا جبيــل ؟ قــال ‪ :‬أمــا الباطنــان فنهـران فـ النــة ‪،‬‬
‫وأما الظاهران ‪ ،‬فالنيل والفرات ‪ .‬ث يرفع ل البيت العمور ‪ .‬ث يأتيت بإناءا مــن خــر وإنــاءا مــن لبـ‬
‫وإناءا من عسحل ‪ ،‬فأخذت اللب ‪ ،‬فقال ‪ :‬هي الفطـرةا الـت يأتيـت عليهــا وأمتــك ‪ .‬ثـ فرضـت علـي‬
‫الصلةا خسحي صلةا كل يوما ‪ .‬فرجعت فمررت على موسـى ‪ ،‬فقـال ‪ :‬بـا أمـرت ؟ قـال ‪ :‬أمــرت‬
‫بمسحــي صــلةا كــل ي ـوما ‪ ،‬قــال ‪ :‬إن أمتــك ل تسحــتطيع خسحــي صــلةا كــل ي ـوما ‪ ،‬وإن ـ وال ـ قــد‬
‫جربــت النــاس قبلــك ‪ ،‬وعــالت بنـ ـ إس ـرائيل أشــد العالــة ‪ ،‬فــارجع إل ـ ربــك فاســأله التخمفيــف‬
‫لمتــك ‪ ،‬فرجعــت ‪ ،‬فوضــع عنـ عشـرال ‪ ،‬فرجعــت إلـ موســى ‪ ،‬فقــال مثلــه ‪ .‬فرجعــت فوضــع عنـ‬
‫عش ـرال ‪ ،‬فرجعــت إل ـ موســى ‪ ،‬فقــال مثلــه ‪ .‬فرجعــت فوضــع عن ـ عش ـرال ‪ ،‬فرجعــت إل ـ موســى ‪،‬‬
‫فقال مثله ‪ .‬فرجعت فوضع عن عشـرال ‪ ،‬فرجعــت إلـ موســى فقـال مثلـه ‪ .‬فرجعـت فــأمرت بعشـر‬
‫صلوات كل يوما ‪ ،‬فرجعت فقال مثلـه ‪ .‬فرجعــت فـأمرت بمــس صــلوات كـل يـوما ‪ ،‬فرجعـت إلـ‬
‫موسى فقـال ‪ :‬بـا أمـرت ؟ قلـت ‪ :‬بمـس صـلوات كـل يـوما ‪ .‬قـال ‪ :‬إن أمتك ل تسحـتطيع خس‬
‫صلوات كل يوما ‪ ،‬وإنـ قـد جربـت النـاس قبلـك وعـالت بنـ إسـرائيل أشـد العالـة ‪ .‬فــأرجع إلـ‬
‫ربك فاسأله التخمفيـف لمتـك ‪ .‬قـال ‪ :‬سألت ربـ حـت اسـتحييت ولكمـن أرضـى وأسـلم ‪ .‬قـال ‪:‬‬
‫فلمــا جــاوزت نــادان منــافد ‪ :‬أمضــيت فريضــت ‪ ،‬وخففــت عــن عبــادي (( كــان ذلــك هــو حــديث‬
‫الس ـراءا والع ـراج ‪ ،‬وكــان قبــل الج ـرةا وبعــد البعثــة النبويــة للنــب صــلى ال ـ عليــه وســلم ‪ ،‬ومــن قبــل‬
‫الجرةا إل وفاته صلى ال عليه وسلم لـ يتفـل مطلقـال بليلة السـراءا والعـراج ولـ يـأمر به مـن بعـد‬
‫من اللفاءا ول يتفل اللفاءا الراشدون ومن بعدهم بتلك الليلة وهــم خيـ القــرون علـى الطلق ـ‬
‫فل إله ال ـ كيف ابتدع الناس اليوما بدعـة عجيبـة فـ دين الـ ؟ كيـف سـح أنـاس لنفسحـهم بـأن‬
‫يشررعوا ف ديـن الـ مـا لـ يـأذن بـال ؟ فتحـوا علـى السحـلمي أبوابـال للشـر كـانت مغلقـة فهـم كمـا‬
‫قــال صــلى الـ ـ عليــه وســلم ‪ } :‬إن مــن النــاس مفاتيــح للخميـ ـ ‪ ،‬مغــاليق للشــر ‪ ،‬وإن مــن النــاس‬
‫مفاتيـح للشــر ‪ ،‬مغـاليق للخميـ ‪ ،‬فطـوب لـن جعـل الـ مفاتيـح للخميـ علــى يـديه ‪ ،‬وويــل لن جعـل‬
‫ال ـ مفاتيــح الشــر علــى يــديه { ) السحلسحــة الصــحيحة ( ‪ .‬فمــن شــرع للنــاس زيــادةا ف ـ الــدين ‪ ،‬أو‬
‫ســن لــم ســنة ســيئة أو دعــاهم إل ـ ضــللة فهــو آث ـ ولــه الويــل بــإذن ال ـ تعــال ‪ ،‬وعليــه وزر هــذه‬
‫الضللة والبدعة إل يوما القيامة ويمل مــن خطايــا أولئــك النــاس الــذين دعــاهم وأضــلهم إلـ تلــك‬
‫الضللت والرافــات والحتفـالت الوهيـة الــت ل يقرهــا ديـن ول عقـل ‪ .‬والليلــة الــت حصـل فيهـا‬
‫السراءا والعراج ‪ ،‬ل يأت ف الحاديث الصحيحة تعيينها فـ شـهر معيـ ‪ ،‬كمــا أشـرنا إلـ ذلــك‬
‫سابقال وكل ما ورد ف تعيينها غيـ ثـابت عن رسـول الـ صـلى الـ عليه وسـلم ولـ الكممـة البالغـة‬
‫ف ـ أن ينسحــي النــاس هــذه الليلــة ‪ .‬ث ـ لــو ثبــت تعيينهــا ل ـ يــز للمسحــلمي أن يصــوها بشــيءا مــن‬
‫العبادات ‪ ،‬ول يزلــم أن يتفلـوا بـا ‪ ،‬لن النـب صــلى الـ عليـه وســلم وأصـحابه رضـي الـ عنهــم‬
‫ل يتفلوا با ول يصوها بشيءا ولو كان الحتفال با أمرال مشروعال لــبينه الرســول صــلى الـ عليـه‬
‫وســلم للمــة ‪ ،‬إمــا بــالقول وإمــا بالفعــل وإمــا بــالقرار ‪ ،‬ولــو وقــع شــئ مــن ذلــك لعــرف واشــتهر ‪،‬‬
‫ولنقلــه الصــحابة رضــى الـ ـ عنهــم إلينــا ‪ ،‬فقــد نقلـ ـوا عــن نــبيهم صــلى الـ ـ عليــه وســلم كــل شــئ‬
‫تتاجه المة ول يفرطـوا فـ شــئ مـن الــدين ‪ ،‬بـل هــم السحــابقون إلـ كـل خيـ فلـو كـان الحتفـال‬
‫بذه الليلة مشروعال لكمانوا أسبق الناس إليه ‪ ،‬والنب صلى ال عليه وسلم أنصح النــاس ‪ ،‬وقــد بلــغ‬
‫البلغ البي ‪ ،‬ول يتك طريقال يوصل إل النة ‪ ،‬ويباعد من النار إل بينه للمة ‪ ،‬كمــا قــال صــلى‬
‫ال عليه وسلم ‪ } :‬ما بعث ال من نب إل كان حقال عليه أن يدل أمته على خيـ مــا يعلمــه لــم‬
‫‪ ،‬وينــذرهم شــر مــا يعلمــه لــم { ) مسحــلم ( وقــال تعــال ‪ ] :‬لقــد كــان لكمــم ف ـ رســول ال ـ أس ـوةا‬
‫حسحـ ــنة لـ ــن كـ ــان يرجـ ـوا الـ ـ واليـ ـوما الخـ ــر وذكـ ــر الـ ـ كـ ــثيال [ " الحـ ـزابا ‪ "21‬وقـ ــال تعـ ــال ‪:‬‬
‫] والسحابقون الولون من الهاجرين والنصار والذين اتبعوهم بإحسحان رضي ال عنهم ورضـوا عنــه‬
‫وأعد لم جنات تري تتها النار خالدين فيها أبدال ذلك الفوز العظيم [ " التوبة ‪. " 100‬‬
‫وقال صلى ال عليه وسلم ‪ } :‬إياكم والغلو ف الدين فإنا أهلك من كان قبلكمم الغلو ف الدين‬
‫{ ‪ .‬فلو كان تعظيم هذه الليلة والحتفال با من دين ال ل يفعله النب صلى ال عليه وسلم‬
‫ول يكمتمه ‪ ،‬فلما ل يقع شئ من ذلك ‪ ،‬يعلم أن الحتفال بذه الليلة ـ ليلة السراءا والعراج ـ‬
‫وتعظيمها ليس من السلما ف شئ فهي بدعة منكمرةا ف دين ال عز وجل ما أنزل ال با من‬
‫سلطان ‪ ،‬ول يأذن با ال تعال ‪ ،‬فقد أكمل ال تعال الدين وأت النعمة على عباده ‪ ] :‬اليوما‬
‫أكملت لكمم دينكمم وأتمت عليكمم نعمت ورضيت لكمم السلما دينال [ " الائدةا ‪ ، " 3‬وقال‬
‫تعال ‪ ] :‬أما لم شركاءا شرعوا لم من الدين ما ل يأذن به ال ولول كلمة الفصل لقضي بينهم‬
‫وإن الظالي لم عذابا أليم { " الشورى ‪." 21‬‬
‫وقال صلى ال عليه وسلم ‪ } :‬من أحدث ف أمرن هذا ما ليس منه فهو رد { ) متفق عليه ( ‪،‬‬
‫وقال عليه الصلةا والسحلما ‪ } :‬من عمل عملل ليس عليه أمرن فهو رد { ) مسحلم ( وف‬
‫صحيح مسحلم ‪ ،‬قال صلى ال عليه وسلم ف خطبة المعة ‪ } :‬أما بعد ‪ :‬فإن خي الديث‬
‫كتابا ال ‪ ،‬وخي الدي هدي ممد صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬وشر المور مدثاتا وكل بدعة‬
‫ضللة { وزاد النسحائي بسحند جيد ‪ } :‬وكل ضللة ف النار { ‪ .‬وعن العرباض بن سارية رضي‬
‫ال عنه أنه قال ‪ :‬وعظنا رسول ال صلى ال عليه وسلم موعظة بليغة وجلت منها القلوبا‬
‫وذرفت منها العيون ‪ ،‬فقلنا ‪ :‬يا رسول ال كأنا موعظة مودع ‪ ،‬فأوصنا ‪ } :‬أوصيكمم بتقوى ال‬
‫والسحمع والطاعة ‪ ،‬وإن تأمر عليكمم عبد ‪ ،‬فإنه من يعش منكمم فسحيى اختلفال كثيال ‪ ،‬فعليكمم‬
‫بسحنت وسنة اللفاءا الراشدين الهدين من بعدي ‪ ،‬تسحكموا با وعضوا عليها بالنواجذ ‪ ،‬وإياكم‬
‫ومدثات المور ‪ ،‬فإن كل مدثة بدعة وكل بدعة ضللة { ) أحد وغيه ( ‪.‬‬
‫فلقد ثبت عن النب صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬وأصحابه والسحلف الصال التحذير من البدع ‪،‬‬
‫والتهيب منها ‪ ،‬وذلك لنا زيادةا ف دين ال عز وجل ‪ ،‬وف البدع تشبه بأعداءا ال من اليهود‬
‫والنصارى ف زيادتم وابتداعهم ف دينهم زيادةا ل يأذن با ال ‪ ،‬ففي ذلك من الفسحاد العظيم‬
‫والنكمر الشنيع ما ل يعلم إل به ال ‪.‬‬
‫وف تلك البدع والحتفالت مصادفة لكمتابا ال وسنة نبيه صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬

‫المؤلف من يرجو فضل ربه وعفوه‬


‫يحيى بن موسى الزهراني‬
‫إمام الجامع الكبير بتبوك‬
‫والكاتب بموقع زاد المعاد‬
‫لمراسلة الشيخ على أميل مشرف موقع زاد المعاد‬
‫تم النشر بواسطة موقع زاد المعاد الذي سيفتتح قريبا‬
‫ترقبو الموقع قريبا إن شاء ال‬
‫‪www.zadalmaad.com‬‬
‫‪www.zadalmaad.ws‬‬
‫‪shsh909@hotmail.com‬‬
‫المشرف العام اخوكم محبكم في ال‬
‫ابو يزيد شايم العنزي‬
‫الفتتاح التجريبي تقريبا ‪15/11/1425‬هـ دعواتكم‬

You might also like