Professional Documents
Culture Documents
بقلم هاني الحسن فتح بين النظرية والتطبيق
بقلم هاني الحسن فتح بين النظرية والتطبيق
بقلم هاني الحسن فتح بين النظرية والتطبيق
هاني احلسن
1
فخص ةَ٘ اىِظرٗث واىخػت٘ق
ْاُٖ اىطصَ
ٌبحث هذا الممال فً االطار النظري لحركة فتح ،وال ٌتطرق الى موضوع التطبٌك،
ولكنه مع ذلن ٌشكل وحدة متكاملة ،تنشره ((شإون فلسطٌنٌة)) آمله أن تتمكن من
1
تمدٌم المسم االخر المكمل له ،فً العدد المادم.
مع اشرالة عام ٌ 2:83كون عمر الكفاح المسلح لحركة (فتح) لد ألمى ظله على سبع سنوات مضت.
وبمجرد تذكر هذه الحمٌمة ٌتجه عمل كل مناضل من المناضلٌن الثورات الشعبٌة العالمٌة الحدٌثة .انطاللا
من عمر الثورة الجزابرٌة البطلة والتً انجزت مهمتها خالل سبع سنوات 2،ومرورا ً بالثورة الفٌتنامٌة والتً
ما زالت منذ حوالً 36عاما تناضل بال كلل ،ولكنها حررت شمال البالد ولطعت شوطا كبٌرا فً تحرٌر
1هانً الحسن ()3123-2:4:عضو اللجنة المركزٌة لحركة فتح ،مفوض العاللات الخارجٌة /مستشار الربٌس (ثم الحما
مفوض التعببة والتنظٌم للحركة) ،اشتهر بخطاباته وللمه وجرأته كعمل ثوري جريء ونالد ،وهذا ممال لدٌم له نشر فً دورٌة
"شإون فلسطٌنٌة"عام ،2:83ونعٌد نشره بهوامش الكاتب نفس حٌث نشٌر ،وبتوضٌحات وهوامش من لجنة التعببة الفكرٌة
لحركة فتح عام .3129
.2الثورة الجزابرٌة أو حرب تحرٌرالجزابر هً ثورة اندلعت فً الفاتح نوفمبر 2:65بمشاركة حوالً 2311مجاهد كان
بحوزتهم 511لطعة سالح وبضع لنابل تملٌدٌة تم امتدت وتوسعت .أما "بٌان أول نوفمبر " 2:65فٌنص على النماط التالٌة:
اإلعالن عن لٌام الثورة ض ّد االستعمار ومٌالد (جبهة التحرٌر الوطنً) لمٌادتها.
والهدؾ :إل امة الدولة الجزابرٌة الدٌممراطٌة االجتماعٌة ذات السٌادة ضمن إطار المبادئ اإلسالمٌة ،واحترام جمٌع
الحرٌات األساسٌة دون تمٌٌز عرلً أو دٌنً.
شرح األسباب التً دفعت إلى المٌام بهذه الثورة وخاصة منها األزمة التً عرفها حزب الشعب وانمسامه بٌن
المصالٌٌن (جماعة مصالً الحاج) والمركزٌٌن.
هدؾ الثورة هو استرجاع السٌادة الوطنٌة المتمثلة فً استمالل الجزابر.
الهدؾ األلً هو توحٌد الشعب الجزابري وراء جبهة التحرٌر الوطنً ثم التعرٌؾ بالممضٌة الجزابرٌة فً الخارج.
استعمال جمٌع الوسابل السٌاسٌة والعسكرٌة للوصول إلى هذا الهدؾ.
كان الجٌش الفرنسً المحتل للجزابر ٌتكون من لوات الكوماندوز والمظلٌٌن والمرتزلة متعددة الجنسٌات ،ولوات حفظ األمن،
ولوات االحتٌاط ،والموات اإلضافٌة من السكان األصلٌٌن أو من أطلك علٌهم اسم الحركة .حظت لوات جٌش التحرٌر الوطنً
التابعة للفرع العسكري من جبهة التحرٌر الوطنً على تؤٌٌد الشعب الجزابري الكامل ،بل والجالٌة الجزابرٌة فً المهجر،
وخاصة فً فرنسا.
وكان لمصر دورا ربٌسٌا فً دعم الثورة بالتسلٌح والتدرٌب والدعم السٌاسً ،انتهت الثورة (حرب التحرٌر) بإعالن استمالل
الجزابر فً 6جوٌلٌة ،2:73وهو نفس التارٌخ الذي أعلن فٌه احتالل الجزابر فً سنة .2941ولد تال إعالن االستمالل
الجنرال شارل دٌؽول عبر الرابً (=التلفزة) ،مخاطبا ً الشعب الفرنسً .جا َء االستمالل نتٌجة استفتاء تمرٌر المصٌر للفاتح من
جوٌلٌة ،المنصوص علٌة فً اتفالٌات إٌفٌان فً 29مارس ،2:73وأعلن على إثره مٌالد الجمهورٌة الجزابرٌة فً 36
سبتمبر ومؽادرة ملٌون من الفرنسٌٌن المع ّمرٌن بالجزابر منذ سنة 2941م
2
جنوب البالد 3،وانتهاء بالثورة الصٌنٌة العظٌمة والخالدة 4والتً استمرت ربع لرن من الزمن ،لادت فً
النتٌجة الى نتابج ٌمكن ان توصؾ بزلزال ثوري شمل الصٌن والشرق االلصى جمٌعاً.
إننا الٌوم ونحن نمؾ على عتبة العام الثامن للثورة الفلسطٌنٌة تتجاذب الكثٌرٌن منا – وخاصة أبناء فتح –
مشاعر متداخلة من األمل والتشاإم ومن التفاإل والسوداوٌة.
والسبب ٌرجع الى والع الضبابٌة .الذي ٌخٌم على المضٌة الثورٌة الفلسطٌنٌة ،ذلن الوالع الذي لم ٌمم بعد
بوضع الماضً بإٌجابٌة وسلبٌاته فً اطاره النمدي الصحٌح من جهة ولم ٌبلور بالتالً تصور خط السٌر
الصحٌح بوجهٌه العسكري والسٌاسً الذي سٌمود المسٌرة الثورٌة فً السنوات الملٌلة المادمة ،من جهة
أخرى.
إ نً اذ أتجرأ الٌوم على الخوض فً موضوع لم ٌصبح كله بعد للتارٌخ ،فانً أفعل ذلن حفاظا على أطول
ثورة مسلحة خاضها الشعب الفلسطٌنً فً هذا المرن حتى اآلن .وأوجه كالمً بالذات الى الفتحوٌٌن ،سواء
أولبن الذٌن عندهم الحس الفتحوي ،والذٌن سٌستمرون رافعٌن راٌة الثورة الشعبٌة المسلحة مهما طال
الطرٌك وتعمد ،أو اولبن الذٌن عرفوا الثورة فً أٌام مدها فمط ،وعندما بدأ االنحسار – الظاهرة التً ال
تتفرد بها الثورة الفلسطٌنٌة – بدأوا ٌحاولون اعدام الماضً ،وٌحاولون تحوٌل االخطاء الى خطاٌا وٌلمون
المسبولٌة على النظرٌة والشعارات المرحلة ،وذلن كل بدافع اخفاء مسبولٌتهم الشخصٌة.
لمد أصبح من الضرورة اعادة االعتبار الى الحمٌمة ،وهذا ال ٌتم اال بممارسة اىِلد اىرٔري ،اىذي ْٔ
ضخٍا ى٘س ضفيث طخائً أو أشئةا ىإلداُث فلع .فاىِلد اىرٔري ٌصدر االةداع .وحتى ٌتحمك
3تُعد حرب فٌتنام من أكبر النزاعات فً جنوب شرلً آسٌا .فمد بدأت الحرب أهلٌة للفوز بحكم فٌتنام ،ثم تطورت إلى نزاع
دولً كبٌر ،تورطت فٌه الوالٌات المتحدة األمرٌكٌة ،فً أطول حرب شارن فٌها األمرٌكٌون حتى اآلن .بدأت هذه الحرب فً
عام 2:68وانتهت فً عام .2:86ولد لُ ِسّمت فٌتنام ،وهً دولة صؽٌرة تمع جنوب شرلً آسٌا ،إلى فٌتنام الشمالٌة ،التً
ٌحكمها الشٌوعٌون ،وفٌتنام الجنوبٌة ،ؼٌر الشٌوعٌة .حاربت فٌتنام الشمالٌة ،ومعها الثوار الفٌتنامٌون الجنوبٌون الشٌوعٌون
المدربون ،جٌش فٌتنام الجنوبٌة ،لالستٌالء على السلطة فً فٌتنام الجنوبٌة .فحاولت الوالٌات المتحدة وجٌش فٌتنام الجنوبٌة
إٌمافهم ولكنهم فشلوا.كانت حرب فٌتنام ،فً الوالع ،المرحلة الثانٌة من مراحل المتال فً فٌتنام .ففً المرحلة األولى التً بدأت
عام ، 2:57حارب الفٌتنامٌون فرنسا للسٌطرة على فٌتنام .ولد كانت فٌتنام فً ذلن الولت جزءا من مستعمرة الهند الصٌنٌة
الفرنسٌة ،وهزم الفٌتنامٌون الفرنسٌٌن فً عام 2:65وانمسمت فٌتنام إلى شمالٌة وجنوبٌة.
حرب التحرٌر الوطنٌة .فمد كانوا ٌنظرون إلٌها كامتداد للصراع مع فرنسا وكمحاولة أخرى من َ سمى الشٌوعٌون حرب فٌتنام
لوة أجنبٌة للسٌطرة على فٌتنام .ولد أرادت فٌتنام الشمالٌة إنهاء دعم الوالٌات المتحدة لفٌتنام الجنوبٌة وتوحٌد الشمال والجنوب
فً دولة فٌتنامٌة واحدة ولدّمت الصٌن واالتحاد السوفٌٌتً (السابك) ،وهما أكبر دولتٌن شٌوعٌتٌن ،للفٌتنامٌٌن الشٌوعٌٌن
معدات حربٌة ،ولكنهما لم تموما بتمدٌم لوات عسكرٌة .وانتهت الحرب فً ظل انسحابات الموات االمرٌكٌة وعندما استسلمت
فٌتنام الجنوبٌة فً 41أبرٌل عام .2:86امتد الكفاح المسلح فً فٌتنام منذ فترة المماومة ضد الفرنسٌٌن .وبعد نصر "دٌٌن بٌٌن
فو" ،الشهٌر ،ومن أشهر المادة الجنرال جٌاب وهوشً منه (اسم العاصمة حالٌا)
4استمرت الحرب الصٌنٌة-الٌابانٌة حتى هزٌمة اإلمبراطورٌة الٌابانٌة عام .2:56خالل هذه السنوات الثمانً من الحرب
لامت جبهة موحدة بٌن الحزب الشٌوعً الصٌنً والكومٌنتانگ .وصؾ ماو تسً تونگ سٌاسة الكومنتانگ بؤنها "مماومة
جزبٌة" للٌابانٌٌن ،اما الثورة الصٌنٌة Chinese Revolutionفً عام 2:5:فكانت هً المرحلة النهابٌة للصراع العسكري
( ) 2:61–2:57فً الحرب األهلٌة الصٌنٌة .فً بعض وسابل االعالم الشٌوعٌة التمدمٌة والمراجع التارٌخٌة ،باالضافة إلى
وسابل االعالم الرسمٌة تعرؾ باسم حرب التحرٌر (الصٌنٌة)
3
ذلن ال ٌجوز ممارسة النمد من اجل اراحة الضمٌر ،وانما من اجل وضع المضٌة فً اطارها الصحٌح
المدفوع نحو األفضل.
من ٌعرؾ أٌن ٌمؾ وماذا ٌرٌد ٌعرؾ فً النهاٌة حتما الى أٌن سٌتجه .هذه الصفات الثالث كانت متوفرة
لدى (فتح) فً مرحلة والدتها وحتى نهاٌة عام 2:79عام معركة الكرامة.
ما هً أبعاد االجواء السٌاسٌة والفكرٌة التً ولدت فٌها (فتح)؟ .عام 2:63أطل عبد الناصر 5من خالل
الثورة المصرٌة على الوطن العربً وكانت الساحة ٌومٌا تعج باألحزاب ذات الطابع المومً وخاصة فً
6
المشرق .ولما كانت االمة العربٌة مثخنة بالجراح ،مطؤطبة الرأس أمام الهزٌمة العسكرٌة التً لحمت بها
فإن المضٌة الفلسطٌنٌة اصبحت محور حدٌث كل من ٌرٌد االستٌالء على للوب الجماهٌر العربٌة وعمولها.
وكان عهد التحرٌر واسترداد فلسطٌن ٌكاد ٌكون الكلمات االولى التً ٌبدأ بها البالغ العسكري ألي انمالب
او تؽٌٌر سٌاسً ٌحدث فً المنطمة العربٌة.
بٌن عامً 2:66و 2:69حممت الموى الوطنٌة العربٌة فً مصر أروع االنتصارات حٌث تم طرد
االستعمار البرٌطانً من مصر وصمدت مصر وسورٌا فً وجه "حلؾ بؽداد" و"مبدأ اٌزنهاور" 7.وكذلن
سمط حلؾ بؽداد بانفجار ثورة 25تموز وانهٌار الحكم الملكً االلطاعً فً العراق ،وانهارت بشكل عام
السٌطرة االستعمارٌة التملٌدٌة ،وتوجت هذه االنتصارات بمٌام وحدة بٌن سورٌا ومصر فً أوابل عام
.2:69كل تلن االنجازات وعلى رأسها معركة السوٌس عام 2:67ألهبت حماس الجماهٌر العربٌة وبدأت
ترتفع بالنضال العربً الى أرفع مستوى ،بحٌث عادت الى الحركة الوطنٌة دٌنامٌكٌة التحرن والثمة بالنفس
وبمدرة الشعب على صنع أهدافه.
ان المإرخٌن لن ٌجدوا مفرا عندما ٌإرخون لفترة الخمسٌنٌات من تارٌخ المنطمة من أن ٌمدروا بؤن طرٌك
"دٌان" الى ؼزة والموٌصمة وسٌناء عام 2:67كان طرٌك عبد الناصر الى كسر االرتباط التارٌخً
بالؽرب ،وطرٌك الفلسطٌنٌٌن الى اكتشاؾ دورهم الخاص ومن ثم التمرد فالثورة.
ولد انخظف اىفيصػِ٘٘ٔن دورًْ اىخاص اذِاء االضخالل االشرائ٘يٖ االول ىلػاع غزة ،1591
وانهم ٌستطٌعون أن ٌماتلوا حتى فً أسوأ ظروؾ االحتالل .وان االنسان اذا ما أراد ٌستطٌع النضال حتى
ولو كان على حافة الموت ،وان سٌطرة العدو على االرض ال تعنً الهزٌمة النهابٌة .فالهزٌمة هً سموط
اإلرادة.
5الربٌس المصري الشهٌر برفع راٌة المومٌة العربٌة والوحدة العربٌة الذي امم لناة السوٌس وطرد االنجلٌز ،موالٌد 2:29
وشارن فً حرب فلسطٌن ،وهو ثانً رإساء مصر بعد اللواء دمحم نجٌب .تولى السلطة من سنة 2:67إلى وفاته بتارٌخ
.2:81/9/39وهو أحد (بل أبرز بالحمٌمة) لادة ثورة ٌ 34ولٌو 2:63التً أطاحت بالملن فاروق ،والذي شؽل منصب نابب
ربٌس الوزراء فً حكومتها الجدٌدة.
6الممصود حرب فلسطٌن أو النكبة عام 2:59
7هو مبدأ الربٌس اٌزنهاور منذ عام 2:68الذي ٌمرر مساعدة التصادٌة او عسكرٌة الي دولة ب"الشرق االوسط" تطلب
مساعدتها .وبالطبع فإن "اسرابٌل" هً العنوان االول والدابم ،وكذلن الدول فً مواجهة الشٌوعٌة حٌنها.
4
باختصار لمد ألهمت حرب السوٌس من خالل التمرس فً مواجهة االحتالل طلٌعة من الفلسطٌنٌٌن بما ٌمكن
فعله وما ٌمكن تجنبه ،كٌؾ ٌمكن االنتمال من االنتمام السلبً الى المماومة االٌجابٌة ،من المالحظة الى
التخطٌطٌ .ضاؾ الى ذلن أن الثورة الجزابرٌة التً أعادت الى المواطن العربً احساس النصر الؽرٌب
علٌه منذ زمن طوٌل ،ساهمت مساهمة فعالة فً إؼناء لناعات نواة الطلٌعة الثورٌة بالمدرة على الوالدة
والبدء.
وكلما حممت الثورة الجزابرٌة انجازا باتجاه النصر كانت الظروؾ الموضوعٌة لوالدة عمل ثوري مسلح
تنام فً وضوح الرإٌا عند كوادر الطلٌعة وٌرفع من معنوٌاتها.
ضد "اسرابٌل" تزداد توفرا وٌرافك ذلن ٍ
وبزوال االحتالل االسرابٌلً عام 2:67فوجا الطلٌعٌون والواعون من ابناء الشعب الفلسطٌنً بؤن
االنظمة العربٌة لم تتعلم الدروس المستفادة من المعركة .وان الدول العربٌة خرجت "مضبوعة" مذعورة من
االستعمار و"اسرابٌل" وان استراتٌجٌتها مبنٌة على ان هنالن ما ٌسمى بمعركة االسترداد وهنان ما ٌسمى
بمعركة الوضع الراهن.
ٌػرنث االشخرداد – كما كانت الدول العربٌة الثورٌة تمول – ٌجب أن تكون حربا خاطفة تتمرر نتابجها
خالل أٌام بل خالل ساعات .االمر الذي ٌضمن حسم االمور لبل تمكن المستعمرٌن االمرٌكٌٌن من التدخل.
والتسلسل المنطمً لتحمٌك الحرب الخاطفة لاد الى الشروط الالزمة لسرعة الحسم وهً:
-3تحمٌك وحدة دول الطوق 8كحد أدنى لتكون بمثابة ال ِسوار المدبب المحٌط بالمعصم
لٌدمٌه وٌنهٌه.
-4بناء كل من االنسان العربً والصناعة العربٌة وهما العامالن المكمالن للطالة الذاتٌة
للحرب النظامٌة الخاطفة.
ان ذلن التفكٌر ذا النظرة الوحٌدة الجانب المهمل لجانب العدو وامكانٌات نموه وتطوره لاد العسكرٌٌن
والسٌاسٌٌن العرب الى المناعة بؤن االمور الثالثة السابمة الذكر ال ٌمكن توافرها اال على المدى البعٌد وفً
ظل ظروؾ دولٌة ٌجب ترلبها واستؽاللها ولذلن فإن جمٌع الدول العربٌة الثورٌة وعلى رأسها مصر
الناصرٌة كانت تخطط على انها ال حخٔض ٌع "اشرائ٘و" ٌػرنث اشخرداد واٍُا ٌػرنث اىطفاظ
غيٕ اىٔطع اىراَْ.
ان منطك الحفاظ على الوضع الراهن لاد االستراتٌجٌة العربٌة الى االلتزام بخط استراتٌجً ٌحكم سٌرها
وردود فعلها وهو ان خط الهدنة خط دفاعً ثابت ،نحن نطور خلفه لوى الحرب الخاطفة ولٌفعل العدو خلفه
ما ٌرٌد .وكا ن موضوع تحوٌل نهر االردن من االمثلة النموذجٌة على خط الدفاع الثابت ،فالعدو ٌحول
خلؾ خطوطه ونحن نحول خلؾ خطوطنا.
8دول الطوق هً الدول العربٌة المحٌطة بفلسطٌن :لبنان وسورٌا واألدرن ومصر.
5
المناضلون االوابل فً (فتح) والذٌن عاشوا مرحلة الوالدة الصعبة للثورة الفلسطٌنٌة ،والذٌن عاشوا عن
لرب أو فً داخل ما جرى من أخذ ورد ،ومن اتهام وتؤٌٌد ،لبل وٌوم انطالق الرصاصات االولى عام
ٌ ،2:76جمعون حتما على ان السمة االساسٌة لفكرة (فتح) فً تلن اآلونة -وهكذا استمر حتى معركة
الكرامة – هً الرفض الكامل للنظرة االستراتٌجٌة العربٌة ولكافة التحلٌالت التً طرحتها كل الموى
الوطنٌة – ناهٌن عن الموى ؼٌر الوطنٌة – سواء فً االسلوب او فً المنهج لتحرٌر فلسطٌن.
بدون تردد ٌمكن المول بؤن فهر (فخص) وخػٓا اىص٘اشٖ فٖ حيم اىٍرضيث ٗػرف ٌَ خالل
حٍ٘٘زه ةصفث اىِلض اىهيٖ ىالشخراح٘ش٘ث واىخهخ٘م اىػرةَ٘٘ اىٍػروضَ٘ .واىفهر اىِل٘ض ْٔ
فٖ اىِٓاٗث رفض وذٔرة غيٕ اىٍػروح.
من ٌراجع أدبٌات (فتح) حتى عام 2:76فإنه مع مالحظته لندرة ما كان ٌصدر داخلٌا فإنه سٌجد أن مجلة
"فلسطٌننا" المعبرة عن وجهة نظر (فتح) فً ممابلها الربٌسً وما كان ٌنشر تحت باب "رأٌنا" تطرح دابما
شعارات واضحة محددة ،وتحلٌالت ٌحكمها منهج واضح المعالم فً التحلٌل االمر الذي ٌحمك انسجاما بٌن
(فتح) ونفسها المعبر عنها (بهٌكل البناء الثوري).
اال أنه سٌالحظ أن هنان محاولة متعمدة لعدم الخوض فً التفاصٌل .دون أن ٌعنً ذلن عدم توفر التفاصٌل،
وانما تمسكا بالمناعة التً كانت مسٌطرة ٌومها على كادر (فتح) المجرب الخبٌر بالساحة العربٌة ،وتلن
المناعة التً كانت ترى بؤن أهم عنصر لحماٌة (فتح) من بطش االنظمة العربٌة هو المدرة على طرح
الشعارات التً تجنب الثورة استنفار لوى كبٌرة فً معسكر الخصم لبل أن تمؾ على لدمٌها .اذ أن معرفة
الموى المضادة باألبعاد الكاملة للعمل الثوري الجدٌدٌ ،جعلها لادرة – فً ولت مبكر – على ابداع وسابل
وتكتٌكات مناسبة ،تبطل وتنمص من فعالٌة الفكرة أساسا ،واالستراتٌجٌة والتكتٌن المنبثك عنها.
كانت المحافظة على الؽموض فً كل لضٌة ،ؼٌر الخطوط العامة ألسلوب التفكٌر ولمعالم الطرٌك لضٌة
متعمدة .واخذت (فتح) تزٌل الؽموض شٌبا فشٌبا بعد انطاللتها المسلحة عام 2:76وذلن من خالل الرد
بالولت والمدر المناسبٌن لما ٌثار وٌطرح .ولذلن فإن أدبٌات (فتح) التً تلت والدتها المسلحة ٌمكن أن
ٌستنبط منها فكر (فتح) ومنهج عملها.
من ٌمرأ ما صدر عن (فتح) فً "بٌان التولٌت" ،و"فتح تبدأ النماش" ،و"نضالنا المطري" ،و"الثورة
والمضمون االجتماعً" ،مع "كٌؾ تتفجر الثورة المسلحة" و"مذكرات (فتح) لمإتمرات الممة العربٌة"،
سوؾ ٌالحظ بدون لبس أو ؼموض اىطصٍ٘ث واىرفض اىهاٌو ىيػلو اىػرةٖ اىرشٍٖ وطػاراحّ
اىٍرضي٘ث اىٍػروضث ىيخطرٗر.
ٌبرز مستوى الوضوح الفتحوي ،النمٌض للتفكٌر العربً من خالل منظومة الشعارات التً طرحتها منذ
بداٌة نشؤتها .فشعار اىرٔرة اىظػت٘ث اىٍصيطث غرٗق حطرٗر فيصػَ٘ نمٌض ورفض لمفهوم الحرب
الخاطفة والنظامٌة ...وشعار حطرٗر فيصػَ٘ غرٗق اىٔضدة اىػرة٘ث اوال ...وطػار غ٘ر خاطػث
وال حاةػث وال ٌٔسٓث رفض لمحاولة االنظمة العربٌة فرض وصاٌتها ووالٌة أمرها على الفلسطٌنٌٌن.
6
ان الحسمٌة لٌست هً الصفة الربٌسٌة الوحٌدة الممٌزة لفكر (فتح) ،عند والدتها ،وإنما االرحتاط ةاىٔاكع
أٗظا .واىذي ٗخشيٕ ةأوطص ٌظاْره فٖ االصرار غيٕ اىٍٍارشث ،اىذي نان ٗػغٕ غيٕ
اىخطي٘و ،ةط٘د حظهو اىٍٍارشث غت٘ػث (فخص) االوىٕ واىخطي٘و غت٘ػخٓا اىراُ٘ث.
هذه الخاصٌة (الممارسة) ٌالحظها ببساطة من ٌتعمك بنظرٌة العمل الفتحوٌة ،حٌث تتسم بااللتصاق بالوالع
واالعداد لمواجهة الوالع من خالل رفضه كؤمر والع( .فتح) فً مرحلة والدتها ونشؤتها كانت ترفض
الصوفٌة الفكرٌة ذات االلتفاتات التؤملٌة لوالع أمور متخلٌة.
اصبح من الضروري وضع نظرٌة (فتح) فً العمل مجددا على الورق وذلن بعد االنعطاؾ الفجابً الذي
لاد الى االنحسار المإلم خالل العام الماضً ( 9.)2:81اذ أن سإاال ٌطرح نفسه علٌنا بإلحاح :ما اذا كانت
نتابج الممارسة نتٌجة طبٌعٌة للنظرٌة أم انها كانت على حساب النظرٌة التً لم ٌلتزم بها؟ ان الوصول الى
نتٌجة بالنسبة لهذه النمطة بالذات أمر مهم لمعرفة مستمبل خط سٌر (فتح) وبالتالً مستمبل دٌمومة (فتح)
كلها كحركة ثورٌة.
المواطن العربً ٌعٌش على أرضه ؼرٌبا .وحالة االؼتراب التً كانت وما زالت تسٌطر على االمة العربٌة
تعتبر الخطر الحمٌمً الذي ال بد لنا من ان نزله ونمضً علٌه.
لمد لامت فً المنطمة العربٌة أحزاب وحركات عربٌة عدٌدة حاولت تحمٌك أهداؾ االمة العربٌة وخلك
االنسان العربً الجدٌد الالمؽترب سٌاسٌا والتصادٌا ،وكلنها فشلت جمٌعا .إن تلن المإسسات سواء
األحزاب المومٌة او الحركة الناصرٌة ،كانت ثورٌة من حٌث آمالها واخالصها ،ولكنها نسٌت ان تخطً
االوضاع التً أوجدها االستعمار والصهٌونٌة من تخلؾ وتجزبة ،والتً خلمت مناخ االؼتراب ،ال ٌمكن (أن
تتم) بدون تعببة الجماهٌر ،وبدون اٌصالها الى مرحلة استعمال العنؾ الثوري بكل أشكاله لفرض ظروؾ
التؽٌٌر ،بٌنما سارعت الموى الوطنٌة الى تسلم السلطة عن طرٌك االنمالب العسكري لاطعة بذلن الطرٌك
على نشوء التنظٌمات الشعبٌة المادرة على أن تكون الواسطة بٌن السلطة والجماهٌر ،والنتٌجة الحتمٌة لذلن
مواجهة التنالضات الجدٌدة داخلٌا وخارجٌا مواجهة عاجزة عن الوفاء بوعودها التً لطعتها على نفسها لبل
تسلمها السلطة سواء فً االمور الداخلٌة او فً المضاٌا المومٌة كالوحدة وتحرٌر فلسطٌن.
ولذلن تحولت تلن الموى الى أدارة لمع لسري للشعب تمنع عنه المسط الضروري من الحرٌة السٌاسٌة،
حتى أنها أصبحت أحٌانا تذكره بؤولبن الذٌن ناضل ضدهم ،ولم ٌبك أمام المواطن العربً فً ظل المهر
واالضطهاد وضعؾ الحركة الجماهٌرٌة اال االنسحاب من مٌدان النشاط او االنعزال و االهتمام بؤموره
العٌشٌة الضٌمة ،مشكال جزٌرة لابمة بنفسها ،االبعاد الجؽرافٌة بٌنه وبٌن اآلخرٌن معدومة بٌنما االبعاد
والنتٌجة الحتمٌة لهذا الوضع الشعبً هو تحول المجتمع الى مجتمع الاللدرة والالانتماء الذي تؽٌب فٌه لواه
الفاعلة فٌمؾ عاجزا أمام الهزٌمة وتآمر االستعمار ،وحدوث ذلن هو اكمال عوارض المرض.
ان ىيِظال دائٍا ْدفا وأداة ،وغاٗث اىِظال ْٔ ضو اىٍظانو اىص٘اش٘ث واىلٌٔ٘ث ةتػد
غاكات اىػػاء واىهفاح غِد اىظػب اىٍصخػٍر او طتّ اىٍصخػٍر .وأداحّ ْٖ اىظػب
اىٔاغٖ واىٍِظً واىٍصيص.
إن حضور الشعب (الواعً والمنظم والمسلح) ،ومشاركته كل – وبكل ما فً كلمة مشاركة من محتوى –
فً خوض النضال هو وحده الكفٌل بتنمٌة حركة الجماهٌر ،وبالتالً إنجاز المهام المومٌة الصعبة .ولكن
كٌؾ نصل الى ذلن؟
الماء ال ٌعطً كهرباء اال إذا كان خلؾ السد .وكذلن الجماهٌر ال بد من وضعها فً وضع تكون فٌه لادرة
على العطاء .وهذا ال ٌتؤتى إال من خالل ممارسة ما ٌُحدث فً النهاٌة تؽٌٌرا جذرٌا.
وفً ظروؾ االمة العربٌة ،التً تواجه ٌومٌا خطر الوجود االسرابٌلً ،كؤداة معدة لضرب أي نهوض فً
الحركة الوطنٌة العربً ،فإن تركٌز االنظار حول هذا الخطر ،والسعً لحله والهٌمنة علٌه ،باعتباره العابك
"الفعلً" الذي أعدته الموى االمبرٌالٌة لتتمكن من االستمرار فً فرض نفوذها على المنطمة العربٌةٌ ،شكل
المضٌة المصٌرٌة ،التً ٌتولؾ على حلها ،انجاز كثٌر من المهمات الجذرٌة التً تبدو االن بعٌدة المنال،
كما ٌشكل المضٌة المصٌرٌة المادرة على حشد أكبر طالات جماهٌرٌة عربٌة باتجاهها ،كما أثبتت ذلن
االحداث نفسها ،على مدى فترة زمنٌة طوٌلة.
فإذا أضفنا الى ذلن أن حػٍ٘ق اىِظال اىلػري ْٔ ،12اىٍدخو ىخٔف٘ر ُظال كٌٖٔ ٌخٍاشم،
الن النضال المومً ٌبمى شعارا عابما ،ومالذا للهرب ،اذا لم ٌؤت كنتٌجة لنمو النضال المطري ،اذا أضفنا
ذلن ،نجد أنفسنا أمام المبدأ الذي ٌشكل دعامة أساسٌة من الدعابم التً تموم علٌها نظرٌة العمل الفتحوي.
واالدبٌات الفتحوٌة ملٌبة بتحلٌالت تثٌر وتدافع فٌها بكل وضوح عن ضرورة االلتزام بالنضال المطري
المابم على وحدة وطنٌة لجمٌع الموى الثورٌة العاملة فً المطر من جهة ،والمتداخل مع طالبع النضاالت
المطرٌة االخرى ...
10حسب تعبٌر ملفل فً رواٌة موبً دٌن (هامش من الكاتب هانً الحسن)
11لوكاش ،فً التنظٌم الثوري،ص ،72ترجمة جورج طرابٌشً (هامش من الكاتب هانً الحسن)
12استخدمت الثورة مصطلح المطرٌة (كناٌة عن كل بلد/لطر) عربً فً مواجهة مصطلح االللٌمٌة وهو الذي اعتبر
النضاالت الجزبٌة لمطر محدد ،مرفوضة اال فً سٌالها المومً العام ،فسمٌت باالللٌمٌة.
8
"ان النضال لتحمٌك االهداؾ المومٌة ال ٌتم اال من خالل الوالع المطري ،ان ممارسة االنسان العربً لنضاله
الثوري من خالل لطره الذي ٌعٌش فٌه ٌزٌده عطاء ولدرة ونموا فً الوعً .. 13ان على النضال المطري
ان ٌلتزم بوعً بحدود "االطار التحرري" بمعنى ان ٌحرر المطر نفسه من العوابك التً تحول بٌنه وبٌن
االلتماء مع االلطار األخرى لتحمٌك الوحدة والعدالة االجتماعٌة.
فإن كان المطر مستعمرا البد أن ٌخوض لبل كل شًء معركة التحرر من االستعمار ،وإن كان المطر
مستمال فال بد من أن ٌخوض معركة الخالص من الرجعٌة .وهذا ٌشترط فً البداٌة الوحدة الوطنٌة لجمٌع
الموى الثورٌة العاملة فً المطر كشرط أساس لسالمة النضال المطري " ...ان مهمة النضال المطري محددة
بإطار الحرٌة الن الوحدة والعدالة االجتماعٌة بمفهومها الثوري الشامل ال تحممان على اساس لطري والبد
14
من ان ٌكون الوطن العربً اطارهما الواسع."..
ان تركٌز واصرار (فتح) على النضال المطري مبعثه لناعة (فتح) بؤنه الطرٌك للحصول على افضل
محصلة للنتابج النضالٌة ،انطاللا من الوالع الموضوعً الختالؾ ظروؾ كل لطر عربً بسبب الخصابص
التً ٌتمٌز بها التركٌب السٌاسً واالجتماعً لكل لطر .تلن الخصابص التً لادت الٌها التجزبة والتً
تجعل من ؼٌر المكن رسم مخطط واحد لكل االلطار او تعمٌم االسالٌب.
فلكل لطر خصوصٌته التً ٌفرضها مستوى التطور االجتماعً وااللتصادي والسٌاسً له .ان المضٌة التً
وضعت (فتح) ٌدها علٌها وادركت ضرورتها بالنسبة لدور الشعب الفلسطٌنً ،وهً المعنى الخاص
والفعالٌة الثورٌة الكامنة فً النضال المطري الفلسطٌنً والذي تفرض صفاته الخصوصٌة مباشرة ،ابعادا
لومٌة له ،ولٌس أبعادا جؽرافٌة فمط.
ان اىطل٘لث اىلائٍث ةأن فيصػَ٘ ةػد كٌٖٔ وى٘صج ةػدا سغراف٘ا ْٖ ٌطٔر وسْٔر ُظرٗث
اىػٍو اىفخطٔٗث .وهً مسلمة فتحوٌة تعتمد على مبررات ومنطلمات كان للحوار الطوٌل مع الرفٌك
الصٌنٌٌن منذ عام 2:74فضل كبٌر فً بلورتها المبكرة والتً ابرزت االحداث ،من خالل تجربة السنوات
االربع االخٌرة عممها ،وتبنٌها كثٌر من الكتاب والمحللٌن فً الساحة العربٌة.
ان "ماوتسً تونج" لد حلل التنالضات من خالل مرحلة الثورة الوطنٌة الدٌممراطٌة معبرا عن ان هنان
تنالضا ربٌسا بٌن االمة واالمبرٌالٌة وتنالضا ربٌسٌا ثانٌا بٌن الشعب وااللطاعٌة .وعندما نحاول تطبٌك هذا
على الوطن العربً بشكل عام ،فؤننا نستطٌع المول بؤن التنالض االول بٌن االمة (االلطار العربٌة)
واالمبرٌالٌة تنالض لومً مٌدانه الربٌسً هو الساحة الفلسطٌنٌة ،ودور الفلسطٌنٌٌن فٌه تعمٌك نضالهم
المطري .أما آفاق النضال المومً فهً مهمة الثورٌٌن العرب ،الذٌن ٌشكل نضالنا المطري بالضرورة جزءا
عضوٌا منهم.
13دراسات وتجارب ثورٌة رلم ،2ممال بعنوان نضالنا المطري ،ص( 58هامش من الكاتب هانً الحسن)
14المصدر السابك (هامش من الكاتب هانً الحسن)
9
واذا كان الخطؤ ال ٌظهر اال اذا جسد بالمخطا ،والصواب ال ٌظهر اال اذا جسد بالمصٌب .كذلن فإن المول
بان التنالض الربٌسً هو بٌن االمة واالمبرٌالٌة ال ٌمكن لنا أن نتحسس معناه وابعاده اال اذا جسدناه
بمواجهة اداة لمعه االساسٌة" ،اسرابٌل".
االستعمار بدأ ٌدرن مع مطلع المرن العشرٌن أنه ٌعٌش آخر مراحله .واستمرار السٌطرة المباشرة من خالل
جنود االستعمار ودباباته سوؾ ٌصبح أمرا ؼاٌة فً الصعوبة .اال أنه نظرا ألهمٌة الوطن العربً
استراتٌجٌا لالستعمار ،فإنه انسحب من المنطمة وأكام اشخػٍارا اشخ٘ػاُ٘ا غيٕ االرض اىفيصػِ٘٘ث
ٌَ اسو االةلاء غيٕ ٌصاىطّ وحٔاسدْا.
ان اشخٍرار وسٔد "اشرائ٘و" فٖ فيصػَ٘ ٗػِٖ اشخٍرار اىٔسٔد االٌترٗاىٖ فٖ نو االرض
15
اىػرة٘ث.
فمن هذا االطار ٌجب فهم الوجود الصهٌونً واالدران التام :ان اىخرن٘ب اىفهري واىٍادي ىيصُٓ٘ٔ٘ث
وُظأحٓا اىفاطصخ٘ث ةاإلطافث اىٕ اىٍٍٓث االشاش٘ث ،حخظاٌَ ىيطفاظ غيٕ حٔاسد ٌصاىص
االٌترٗاى٘ث ،ان حيم اىخٔاص سٍ٘ػٓا حشػو "اشرائ٘و" (نأةرز ٌظاْر اىٔسٔد اىٍادي
ىإلٌترٗاى٘ث) ٌظػرة ةاشخٍرار ىيخٔشع ،االٌر اىذي ٗلرر ةأن اىخِاكض ٌػٓا غدائٖ ودائً،
طاءت االشخراح٘ش٘ات اىرشٍ٘ث اىػرة٘ث ذىم أم أةج.
وفً لحظات جمود الصراع العدابً المسلح ،فإن ذلن الجمود تفرضه الحركة الصهٌونٌة وحدها ،عندما
تكون فً حاجة للهدوء ولهضم مكاسب أحرزتها ،استعدادا لعملٌة لضم وانمضاض جدٌدة.
ان هذا الفهم لمعنى وجود "اسرابٌل" ٌفسر العاللة الجدلٌة المابمة بٌن وجود "اسرابٌل" من جهة وبٌن
التخلؾ االلتصادي واستمرار وجود الموى واالنظمة الرجعٌة فً المنطمة العربٌة من جهة أخرى .وهذه
العاللة تفسر كٌؾ ان الوجود المومً لألمة العربٌة مهدد باستمرار من لبل "اسرابٌل" (التجسٌد المادي
لإلمبرٌالٌة).
صحٌح انه نظرٌا ٌمكن المول بؤن اسماط النظم االلطاعٌة والعشابرٌة الرجعٌة ٌمود الى تحرٌر فلسطٌن عبر
تحمٌك الوحدة العربٌة .ولكن هذا لٌس سوى هروب نحو حل تارٌخً حضاري لمسؤلة الصراع العربً
االسرابٌلً ،بٌنما تواجه كل أمة مستعمرة ،سإاال ملحا ً :ما هً اسرع الوسابل للنصر؟
ولم ٌكن السإال ابدا امام الثورٌٌن :كٌؾ ٌستطٌع التطور الحضاري ان ٌحل المعضلة االستعمارٌة،
المعروؾ سلفا ،انها ستسمط وتنتهً على المستوى الحضاري.
اما على صعٌد التخصٌص ،فإن ُظاالحِا اىٔضدوٗث ىً حِظز اىٕ اىطد اىذي ٗشػيٓا أٌرا راِْا.
وغيٕ طٔء ْذا فإُّ ٌَ غ٘ر اىٍٍهَ ان ُػاىب ةٔكف اىِظال اىلػري اىفيصػِٖ٘ ،كما انه
15
منٌؾ الرزاز ،السبٌل الى تحرٌر فلسطٌن ،ص( 29هامش من الكاتب هانً الحسن)
10
من ؼٌر الممكن ان نطالب بولؾ النضال المطري ضد الموى الرجعٌة وااللطاعٌة على ٌد الحركة النضالٌة
الثورٌة لذلن المطر ،ألننا اذا ما فعلنا ذلن نكون كمن ٌطلب ان تكؾ االرض عن الدوران.
اال ان المطلوب هو أن تكون اىِظاالت اىلػرٗث داخو االغار اىلٌٖٔ .والسإال الهام كٌؾ؟ والجواب
بدون تردد ان تكون الثورات المطرٌة جمٌعها بموازاة وداخل المضٌة التارٌخٌة للمرحلة الراهنة ألمة
العربٌة ،بحٌث تكون المضٌة التارٌخٌة هً االساس والمحور ،ولها االولوٌة على كل شًء فً االمكانٌات
وفً االستمرار فً النضال ،ولٌس هنان من لضٌة تارٌخٌة فً المرحلة الحالٌة لألمة العربٌة اال فلسطٌن
باعتبارها المدخل االساسً للمواجهة مع النفوذ االمبرٌالً.
" المعركة المسلحة (على ارض فلسطٌن) ومستلزماتها ٌفرضان المصلحة المومٌة ،وهذا ٌعنً ان الحدود
االللٌمٌة بٌن االلطار العربٌة ستزول من خالل التجربة المسلحة وسوؾ تتخطاها الموى الثورٌة لتتصل
ببعضها بعضا كشرط أساسً لحماٌة االرض العربٌة وخاصة فً الموالع الجؽرافٌة التً ال تتوفر لدٌها
16
الحماٌة العسكرٌة الالزمة "...
ان الممتطفات السابمة الذكر تبرز لوتها عندما نتذكر انها لٌلت عام 2:76وكٌؾ انها أصبحت تبدو ممكنة
للجماهٌر حتى عام 2:81بعد انجازات النضال المسلح ،تلن االنجازات التً لم تستؽل نتابجها وكانت لذلن
مع الفشل صنوان.
اىلظ٘ث اىخارٗخ٘ث ٌمكن تحدٌدها بعدد كبٌر من النماط التً تكشؾ كل نمطة منها عن زاوٌة معٌنة ترتكز
علٌها المضٌة التارٌخٌة .اال أنه من الواضح ان زاوٌتٌن أساسٌتٌن ال ٌمكن للمضٌة التارٌخٌة أن تفمدهما:
االولى هً أن المضٌة التارٌخٌة هً لضٌة التحدي االكبر لمجموعة شخصٌة االمة المستعمرة فً
أن تبمى أو ال تبمى فً أن تكون أو ال تكون فً أن تنهض أو ال تنهض ،فً أن تحرر أو أن تبمى
مستعبدة.
والثانٌة نتٌجة األولى وهً أنه اثناء حل (التنالض التارٌخً) ٌجري بحكم ارتباط النتابج باألسالٌب،
والجزء بالكل ،فتح الطرٌك أمام حل التنالضات الربٌسٌة االخرى وكذلن توفٌر المناخ لحل
التنالضات الثانوٌة.
أي أنه ٌمكننا المول بدون تردد ان حل تنالض تارٌخً ،نتابجه فً التحلٌل النهابً عملٌة خلك جدٌدة تكون
بداٌة مرحلة حضارٌة جدٌدة لألمة.
وهذا هو ما ٌمصده ماوتسً تونج عندما ٌمول( :ان الحرب الثورٌة هً نوع من الترٌاق تدفع سموم العدو،
وفً الولت ذاته تطهرنا من االلذار واالوساخ .وفً كل حرب ثورٌة عادلة (لضٌة تارٌخٌة) تكمن لوة
ان هذه الممدمة البسٌطة ضرورٌة كمدخل لفهم الممصود ةرفض اىخٔاىٖ اىزٌِٖ اىلائو ةخشٍ٘د
اىلظ٘ث اىخارٗخ٘ث (فيصػَ٘) رٗرٍا ٗلظٕ غيٕ االكػاع واالُظٍث واىلٔى اىرسػ٘ث ،وللتؤكٌد
على بدٌهٌة أن حل التنالض التارٌخً ٌحمل معه أثناء المسٌرة الثورٌة المسلحة وبعدها تؽٌٌرات كبٌرة
اجتماعٌة وسٌاسٌة والتصادٌة.
وأول ما ٌحممه البدء بالمسٌرة الثورٌة جر الموى الرجعٌة 18ممثلة االمبرٌالٌة داخل معسكر األمة الى المتال
على األرض التً لٌس من مصلحتها المتال علٌها مفرزة نفسها مع االمبرٌالٌة 19االمر الذي ٌمود حتما فً
مراحل المد الثوري الى تؤزم التنالضات داخل المجتمعات الرجعٌة ومن ثم تحرٌكها .هذا هو المعنى الذي ال
تخلو منه ممالة لفتح .ففً "فتح تبدأ النماش" وتحت عنوان التوجه الكلً نحو ساحة فلسطٌن نمرأ:
(إننا ُِادي ةاىخٔسّ اىهيٖ ُطٔ شاضث فيصػَ٘ ،وطد االُظار واىًٍٓ ونو شالح ٌٍهَ اىٕ
االرض اىٍطخيث ،واالةخػاد غَ اىطرائق اىشاُت٘ث ،ألُٓا اُػهاس ىئسٔد اىصُٖٓ٘ٔ فٖ االرض
اىػرة٘ث .ان الوجود الصهٌونً سبب لكل مشاكلنا فً المنطمة العربٌة ،وتحطٌم لكل تطلعاتنا نحو فجر جدٌد
لألمة العربٌة ...فالوجود الصهٌونً جذر أمراضنا ولٌس نتاجا ً من نتابجها ...إن التوجه الكلً نحو
فلسطٌن واشعال المعركة فً االرض المحتلة محن ال ٌخطا ابدا ،ومٌزان صادق حتما ٌمٌز الخابن العمٌل
من الوطنً المخلص .ان الموى الثورٌة فً المنطمة العربٌة ٌجب أن تدرن بوضوح ان نمطة االحتكان مع
20
االستعمار والعمالء والصهٌونٌة هً فً االرض المحتلة).
وفً "بٌان التولٌت" نمرأ( :ان التذرع بوجود مشاكل معٌنة فً االلطار العربٌة ال بد من حلها لبل خوض
معركة فلسطٌن هو تذرع ٌخلو من المعالجة الجذرٌة لهذه المشاكل ،وٌترن لضٌة فلسطٌن فً دوامة
21
االحداث المفتعلة).
17ممتطفات من الوال الربٌس ماو،ص ،75مؤخوذة عن "حول الحرب الطوٌلة االمد" المإلفات المختارة ،المجلد الثانً
(هامش من الكاتب هانً الحسن).
18مصطلح الرجعٌة ممابل التمدمٌة ،كان متداوال تلن الفترة ،وكانت الدول التً تمع ضمن نطاق التؤثٌر السوفٌٌتً حٌنها توسم
بالتمدمٌة وتلن الوالعة بدابرة التؤثٌراالمرٌكً توصؾ بالرجعٌة ،اوعمٌلة الرأسمالٌة ،كما الحال الٌوم لدى االسالموٌٌن
المتطرفٌن من مصطلح :االسالمٌة ممابل العلمانٌة ،بالطبع بزعم أن العلمانٌة لها تعرٌفهم األوحد ،ولذا هً لدٌهم نظٌر الكفر
(أنظر كتاب بكر أبوبكر حركة فتح واالسالم والعلمانٌة)
19كان مصطلح االمبرٌالٌة رابجا فً فترة الصراع الشٌوعً-الرأسمالً أي بٌن االتحاد السوفٌتً (روسٌا الحما) وامرٌكا
والؽرب ،وكان ٌمصد به الؽرب الذي ٌنظر له بالسوء وخالفه من اوصاؾ سلبٌة ،وٌمكن تعرٌؾ االمبرٌالٌة بهٌمنة التصادٌة
وعسكرٌة وسٌاسٌة لدولة على دولة (أو دول) أخرى.ولمد لعبت اإلمبرٌالٌة دورا ً كبٌرا ً فً تشكٌل العالم المعاصر ،وسمحت
بسرعة انتشار األفكار والتمنٌات وساهمت فً تشكٌل عالم أكثر عولمة حسب الفهم االمرٌكً.
20دراسات وتجارب ثورٌة رلم ،21ممال بعنوان:فتح تبدأ النماش،ص( 22هامش من الكاتب هانً الحسن).
21دراسات وتجارب ثورٌة رلم ، 21ص( . 3:هامش من الكاتب هانً الحسن)
12
(فخص) ىً حلو ٌرة واضدة ال نخاةث وال ىفظا أُٓا شخطرر فيصػَ٘ وضدْا ،واٍُا ْٖ حٓدف
اىٕ اٗلاف كظاٗا االٌث اىػرة٘ث غيٕ كدٌ٘ٓا ةدال ٌَ رأشٓا ،واىٕ سػو اىٍٔاغَ اىػرةٖ
ٗػ٘ض ض٘د اىشرح ،نٖ ال ٗص٘ػر غيّ٘ شراب ذٔري ف٘هخظف اوْاٌّ وط٘اغّ ةػد فٔات
االوان.
اذ انه فمط من ٌعٌش حٌث الجرح ،هو المادر على التطور نحو االفضل وعلى االستفادة من تجاربه .
والعٌش حٌث الجرح بمفهوم (فتح) ٌتجسد بتحرٌن المضٌة االساسٌة والتارٌخٌة لألمة العربٌة (فلسطٌن)
لتفجٌر التنالض مع الصهٌونً عن طرٌك خوض الكفاح المسلح كتٌار فلسطٌنً فً البداٌة ٌتحول بالممارسة
الى تٌار عربً ،وتحوٌل ارادة النضال من ارادة سلبٌة دفاعٌة الى ارادة اٌجابٌة هجومٌة .وبعد خلك هذه
الح مابك ٌصبح من السهل جدا البناء علٌها ونمل المواطن العربً من الفردٌة الى الجماعٌة ومن التؤخر الى
22
التمدم.
لمد سٌطر على الوطن العربً حتى الخامس من حزٌران ][ 2:78منطمان لتحرٌر فلسطٌن احدهما المابل
بؤن الحزب المومً الشامل هو المادر على تحمٌك الوحدة العربٌة ومن ثم تحرٌر فلسطٌن كنتٌجة للوحدة.
ومنطك آخر ٌمول أن الدولة صاحبة االمكانٌات الواسعة فً ظل لابد فذ ملهم تعطٌه الجماهٌر تؤٌٌدها وثمتها
المطلمة ٌمكن ان ٌحمك الوحدة العربٌة بداٌة وتحرٌر فلسطٌن انتهاء.
ان كال المنطمٌن رؼم اختالفهما طرحا صٌؽة خاطبة تلتمً فً نمطتٌن:
اوالهما :إن معالجة التنالض االساسً االكبر واألهم مع الصهٌونٌة ٌجب الهرب منها
بحجة االستعداد وخلك الوحدة التً ال ٌمكن ان تتم اال من خالل مواجهة العابك االساسً
أمامها.
وثانٌهما :اذابة الشخصٌة الفلسطٌنٌة داخل االطار المومً بحجة لومٌة وعروبة المعركة.
(فتح) طالبت بالعودة الى المنطلك ،الى الساحة االساسٌة التارٌخٌة ،فتحرٌر فلسطٌن هو المنطك الذي ٌزٌل
اداة التهدٌم التً أعدت لضرب كل لوة ثورٌة تسعى لحل مشاكل االمة العربٌة فً الوحدة والحرٌة والعدالة
22بعد مرحلة العام 2:85-2:84تؽٌرت استراتٌجٌة حركة فتح على إثر الوالع الجدٌد الضخم المتمثل بخروج مصر نهابٌا
من الصراع العربً الصهٌونً المسلح ،إثر انتهاء حرب اكتوبر المجٌدة/رمضان 2:84واتفالٌة سٌناء لفصل الموات
( ،)2:86-2:85ثم الحما زٌارة الربٌس السادات للمدس عام ،2:88ثم تولٌع "اتفالٌة كامب دٌفد ،"2:8:-2:89السٌما
واالشارات الجلٌة حٌنها ان حرب أكتوبر بالنسبة للعرب هً الحرب األخٌرة مع الكٌان الصهٌونً فؤصبح الشعار أن
العماللعسكري ٌزرع والعمل السٌاسً ٌحصد ومجنون من ٌزرع وال ٌحصد كما كان ٌردد الكاتب نفسه أي هانً الحسن.
13
االجتماعٌة ،ورفضت (فتح) مصادرة الذات الفلسطٌنٌة وذوبانها فً الدابرة االوسع ،الدابرة المومٌة .وهً
فعلت ذلن لٌس ارتدادا ورفضا للبعد العروبً للمضٌة ،وإنما تؤكٌدا له.
فبدون الفلسطٌنٌٌن تفمد الثورة صفتها التحررٌة المطرٌة االساسٌة وتبدو المضٌة عالمٌا ،وكؤنها نزاع بٌن
الدول العربٌة و"اسرابٌل" االمر الذي ٌسلب الثورة أحد اركان الثالوث الالزم لخوض أي حرب ،الرأي
العام العالمًٌ 23،ضاؾ الى اذابة هذا المطاع ومصادرة اسمه وكٌانه ٌعنً بالنتٌجة سلب االمة العربٌة
لضٌتها التارٌخٌة الوحٌدة من فعالٌتها واالبماء على جانب البإس السلبً فٌها.
الحمٌمة التارٌخٌة ال تتحول الى والع من خالل التعمٌمات العرٌضة وإنما من خالل سٌاق االحداث المعمدة.
هكذا تمول الممارسة ،المعلم الكبٌر للحركات الثورٌة.
ومن جملة التعمٌمات العرٌضة التً تجعل العربً ٌبنً أوهاما كبٌرة على لواه ،المول بؤن مابة ملٌون
عربًٌ 24خوضون معركة مع الصهٌونٌٌن فً فلسطٌن ،وهذا كالم نظري ٌحتاج الى تجسٌد .بل ان التحدي
المضاد الذي توجده الصهٌونٌة هو المدرة على تعببة الموى وتطوٌرها الى طرٌك عمل وكفاح.
ان البعد العروبً والعمك الثوري الشعبً مفهومان ال ٌجسدهما عدد المواطنٌن العرب وال مساحة االرض
العربٌة من المحٌط الى الخلٌج ،بل ٌجسدها عدد العرب المزجوج بهم فً معمعان ممارسة الكفاح المسلح،
وبالمساحة التً ٌعٌش علٌها شعب واع ومنظم ومسلحٌ ،حمً مإخرة لواته الممركزة عندما ٌهاجم ،وٌتحول
الى محٌط ثوري ٌؽرق به العدو عندما تمتحم حدوده ،أي ةاىدائرة اىشٍاْ٘رٗث اىخٖ حطٔىج ارادحٓا
وٌصاٍْخٓا اىِظاى٘ث ٌَ شيت٘ث اىٕ إٗشاة٘ث.
ان حرب الخامس من حزٌران لم تكن حرب الجماهٌر الشعبٌة المسلحة المنظمة والواعٌة وانما كانت حرب
مبات االلوؾ الموضوعة تحت السالح من الجٌوش النظامٌة .اما عشرات المالٌٌن االخرى فلم ٌكن امامها
اال الجلوس الى الرادٌو والبكاء والنحٌب ومن ثم الستسالم.
ان فكر (فتح) فً هذه النمطة بالذات ٌجمع بٌن المولؾ الجذري من حٌث المبدأ العام وٌتجنب الؽموض من
حٌث االستنتاجات العملٌة.
ففً بٌان التولٌت نجد (ان الحدود االللٌمٌة بٌن األلطار العربٌة ستزول من خالل التجربة المسلحة ،وسوؾ
تتخطاها الموى الثورٌة لتتصل ببعضها بعضا كشرط أساسً .لحماٌة االرض العربٌة وخاصة فً الموالع
الجؽرافٌة التً ال تتوفر لدٌها الحماٌة العسكرٌة الالزمة ...ان وجود حركة ثورٌة منظمة تستطٌع تجسٌد
العمل المسلح بشكل واع وفاعل هو الذي ٌستمطب هذه الموى العربٌة ...وبذلن تصبح الحركة الثورٌة
الفلسطٌنٌة المسلحة هً نمطة االلتماء للموى العربٌة ولاعدة لتوحٌد جهدها من خالل ذلن ...وتلتمً لماء
واعٌا لتحمٌك هدؾ تحرٌر فلسطٌن .)...
23الثالوث ،هو:أسلوب الحرب المالبم ،التعببة الشعبٌة المصوى ،الرأي العام العالمً( .الهامش من الكاتب ذاته:هانً الحسن)
ش ِ ّكل
24بلػ عدد سكان الوطن العربً عام 3127حسب الموسوعة العالمٌة على الشابكة حوالً ( )398ملٌون نسمة ،بما ٌُ َ
( )%6من إجمالً سكان العالم.
14
اىِظال اىلػري اىفيصػِٖ٘ اذن ُظال كٌٖٔ اىخرن٘ب واىٔسٔد وُلػث حشٍع وحالكٖ نو
اىلٔى اىرٔرٗث اىػرة٘ث ذات اىرؤٗا اىٔاططث ىٍػِٕ االشخفادة ٌَ اىخِاكض االشاشٖ.
تلن االستفادة التً طرٌمها المواجهة الدابمة للتنالض العدابً بٌننا وبٌن الصهٌونٌة ،لوضع االمة العربٌة أمام
التحدي الكبٌر ،الحافز المؽٌر لكافة مظاهر الحٌاة العربٌة من خالل ممارسة الثورة الشعبٌة المسلحة.
اذ أنه فمط ٌمكننا ان نؽٌر ذاتنا فٌما نحن نحرر أرضنا .فوحدة الكٌان ووحدة المصٌر ووحدة االرادة ال ٌمكن
خلمها اال بإذابة كل العوابك والسلبٌات ،وهذا ال ٌتم اال عبر النضال المسلح 25من اجل تحمٌك أمانً شعبنا
وانماذ وجوده المومً المهدد ،االمر الذي له أسبمٌة حتى على األفواه الجابعة التً ال حل لجوعها عن ؼٌر
هذا الطرٌك :هذه الحمٌمة ادركتها (فتح) وكانت حجر األساس فً نظرٌة عملها منذ نشؤتها ،حٌث ولدت
وهً ممتنعة تماما :ان اىٍصخلتو فٖ اىٔغَ اىػرةٖ ى٘س فٖ ٗد اىطرنث او اىطزب اىذي ٍٗيم
اىترُاٌز االنرر حلدٌ٘ث ،واٍُا فٖ ٗد اىطرنث اىٔغِ٘ث اىخٖ شخػرف كتو نو طٖء ن٘ف
حشيب اىشٍاْ٘ر اىٕ ٌٍارشث اىهفاح اىٍصيص فٖ ٌ٘دان اىٍػرنث االشاشٖ ،واكِاغٓا ةأن
ٌظانيٓا وأْدافٓا فٖ اىطرٗث واىخطرر واىٔضدة واىػداىث االسخٍاغ٘ث ال ٍٗهَ ان حصٔى
وحطو ضال سذرٗا ،اال ٌَ خالل آُاء اىػدو رن٘زة االٌترٗاى٘ث اىٍادٗث " ،اشرائ٘و".
ال ٌستطٌع احد االدعاء بؤن مإسسً (فتح) عندما وضعوا منهج العمل وضعوا أمامهم ممولة "ماو" الشهٌرة
(ان الذي ٌمرر طابع الثورة هو اعداإها الربٌسٌون من جهة والموى الثورٌة الربٌسٌة من جهة اخرى).
ولكن بدون شن ان الثورتٌن الصٌنٌة والجزابرٌة كانتا ملهمتٌن لفتح فً هذه النمطة بالذات .وٌضاؾ الى
ذلن ان الوضع الفلسطٌنً فً هذه النمطة ألل تعمٌدا وتدخال منه فً ثورة اخرى.
ان دراسة أنماط االنتاج بمصد تحدٌد النموذج الذي ٌنتمً الٌه المطر ومن ثم دراسة خصوصٌات هذا التكوٌن
من خالل االعتماد على التحلٌل الطبمً لتمٌٌز مولع مختلؾ الطبمات االجتماعٌة فً النموذج لم ٌكن أمرا
26
معمدا ،او بحاجة الى دلة الستنباط النتابج من والع الشعب الفلسطٌنً.
فاالحتالل الصهٌونً حطم الهرم الطبمً للشعب الفلسطٌنً ،فبفمدان االرض تحطم المجتمع وتمطعت
أوصاله ووضع الشعب الفلسطٌنً فً والع نضالً مرٌر مستمر من أجل تثبٌت وجوده والعودة الى ارضه.
25اختلفت النظرة الحما كما اشرنا لسٌاق مفهوم "النضال المسلح" باعتباره االداة الوحٌدة ،كما كانت تردد كافة التنظٌمات
تمرٌبا وعلى رأسها حركة فتح ،لٌصبح اداة هامة ضمن ادوات اخرى فً حرب الشعب طوٌلة االمد ،ما أثمر الحما
االنتفاضات الجماهٌرٌة المتعددة للشعب الفلسطٌنً فً الوطن منذ العام 2:98ثم بتواصل المماومة الشعبٌة وإن باٌماع بطًء
وٌحتاج لتوسع منذ العام .3116
26هانً الحسن هنا ٌرد على النظرٌة الماركسٌة اللٌنٌنٌة أي الشٌوعٌة بما ٌسمى المادٌة التارٌخٌة ،والمادٌة الجدلٌة ،التً
تفترض الصراع الطبمً فً المجتمع مرتبطا باالنتاج .وكان ماركس ٌستخدم أحٌانا مصطلح الموى المنتجة على أنه مصطلح
عوامل اإلنتاج (االنتاج=االرض والعمل ورأس المال) ،فً كتابه رأس المال استعمل عبارة "الموى المنتجة" فً ممدمته
الشهٌرة "نمد لاللتصاد السٌاسً".
15
ومن هنا كانت اىلظ٘ث االشاش٘ث اىٍػروضث غيٕ ضرنث اىخطرٗر اىٔغِٖ اىفيصػِٖ٘ ْٖ
حطرٗر االرض وآُاء اىٔسٔد اىصُٖٓ٘ٔ اىخشص٘د اىٍادي ىإلٌترٗاى٘ث ةشٍ٘ع ٌؤشصاحّ
االكخصادٗث واالسخٍاغ٘ث واىرلاف٘ث.
وهذا حدد تلمابٌا الشكل الربٌسً للنضال على أنه الكفاح المسلح .هذه المضٌة هً التً لادت (فتح) الى
المناعة أ ن تبمى حركة تحرٌر وطنً لادرة على تجمٌع أوسع لطاع ممكن فً لاعدتها بسبب خصوصٌة
الوضع الفلسطٌنً .
(فتح) حركة حللت المجتمع الفلسطٌنً بعد النكبة ودرست السلبٌات واالٌجابٌات فً الوضع االجتماعً
للفلسطٌنٌٌن والناتج عن تحول لطاع واسع منهم الى الجبٌن ٌعٌشون على هامش العملٌة االنتاجٌة وعن لٌام
االحتالل الصهٌونً ألرضهم.
ومن خالل ذلن التحلٌل استنتجت مدى الفعالٌة الثورٌة الكامنة فً المطاع المتمرد من الشعب العربً .وكون
فلسطٌن هً المضٌة التارٌخٌة لألمة العربٌة فً المرحلة الراهنة.
ومن خالل ذلن التحلٌل حددت المبادئ واالهداؾ واالسلوب 27،رافضة الوجود الصهٌونً والوضع الجدٌد
لشعب فلسطٌن ،واالسلوب العربً لمواجهة الوجود الصهٌونً ونتابجه ،رافضة ذلن كله فكرا ،ومنذ عام
2:76ممارسة بالبندلٌة.
ونظرا إلٌمان (فتح) بالنضال المطري ،فمناعتها بؤن هٌكل الثورة العربٌة الواحدة هو محصلة لماءات الحركة
الوطنٌة فً كل االلطار العربٌة داخل اطار واحد ،واعتبار نفسها لٌست البدٌلة للحركة الوطنٌة االردنٌة
وانما ترعاها وتشكل معها ،بحكم الظروؾ المالبمة ،المحور االساسً للماء الحركات الوطنٌة المطرٌة
االخرى.
لهذه االعتبارات كلها ال تجد سوى شعار واحد ٌتعلك باألرض طرحته (فتح) وهو " االرض ىٍَ ٗطررْا".
صحٌح أن (فتح) كانت منذ البداٌة مدركة أن الثورة الفلسطٌنٌة هً ثورة العرب من أجل فلسطٌن .اال أنها
داخل هذا االطار من فهمها ،اعتبرت نفسها منذ البداٌة ممثلة للحركة الوطنٌة الفلسطٌنٌة فمط ،صاحبة الدور
األساسً ضمن اطار وحدة الحركات الوطنٌة العربٌة ،وبالتالً فهً ممثلة للفلسطٌنٌٌن.
الحركة الوطنٌة الفلسطٌنٌة فً اطارها المطري تمثل مرحلة تحرر شعب فمد كٌانه االجتماعً والسٌاسً ولم
تعد عنده مشكلة فالحٌن وعمال الن فالحٌه وعماله لم ٌعودوا جزءا من الهرم الطبمً الذي تحطم
28
بتشردهم.
27راجع نهاٌة الممال :األسالٌب واألهداؾ والمباديء لحركة فتح( .الهامش من الكاتب ذاته:هانً الحسن)
28وأٌضا هذه رد على ممولة الصراع الطبمً أي طبمة العمال (حسب الماركسٌة) أو العمال والفالحٌن (حسب النظرٌة
الماركسٌة/الماوٌة) فً مواجهة البرجوازٌة اوالرأسمالٌة.
16
هذه الظاهرةٌ ،لمً كثٌرا من االضواء علٌها أسلوب عمل االتحادات النمابٌة العمالٌة والطالبٌة الفلسطٌنٌة،
والتً تجد نفسها عاجزة عن اعطاء االولوٌة للمصالح النمابٌة لمن تمثلهم ،لٌس بسبب العجز الذاتً ،وانما
29
بسبب الوالع الموضوعً الذي ٌجعل من النمابات تنظٌمات ذات مهام تعبوٌة سٌاسٌة بالدرجة االولى.
ان الوصول الى مرحلة االراضً المحررة كان ٌعتبر منذ البداٌة حلما جمٌال بعٌد المنال ٌتهم كل من ٌتحدث
فٌه بمزاولة احالم الٌمظة ،وكان معروفا باستمرار فً البداٌة ان (فتح) حذفت هذا الحلم من ذاكرتها مإلتا.
اىشٍاْ٘ر ال حؤٌَ اال ةاىػٍو .ونو ضرنث او ٌِظٍث حفلد غِصر اىلدرة غيٕ وطع ُظرٗخٓا
ٌٔطع اىٍٍارشث واىخػت٘ق حفلد االحصال ةاىشٍاْ٘ر وشخشد ُفصٓا ٌشرد كٔة ذٔرٗث ىفظ٘ث
حشخر اىظػارات واىٍتادئ نٍادة اىٓائ٘ث ،وحػشز ةاىخاىٖ غَ حهَٔٗ حشرةث ُظاى٘ث خاصث ةٓا
وحتلٕ ذٔرة فٖ اىترج اىػاسٖ...
إ نطاللا من ادران هذه الحمٌمة حرصت (فتح) حرصا كبٌرا على تؤمٌن المناخ والظروؾ المالبمة لوالدتها.
واثبتت االٌام ان فتح الى جانب وضوح هدفها التارٌخً – تحرٌر فلسطٌن – وما ٌحمله من فعالٌة ثورٌة
تإهله لٌكون محورا للثورة العربٌة ،فإنها لد وعت طبٌعة الخطوات العملٌة والتكتٌكٌة الضرورٌة لتؤمٌن
والدة ثورة ؼٌر مٌتة بحٌث ال تكون الرصاصات االولى رصاصات ٌتٌمة.
وتمثل هذا الوعً باختٌار سورٌا ،الوطن العرٌك التملٌدي للنضال المومً العربً باإلضافة الى مولعها
االستراتٌجً ،لاعدة لالنطالق.
ومن اجل ضمان النجاح فً المدرة على افشال علمٌة االستٌعاب ،وعلى الحفاظ على حرٌة التصرؾ 30،تلن
المعركة السٌاسٌة التً كان واضحا منذ البداٌة انها ستكون ضارٌة بمجرد الولوؾ على االرض وسٌزداد
ضراوة كلما رسخت الدام الثورة الجدٌدة ،فمد رفعت – فتح – منذ البادٌة شعارٌن اساسٌٌن ٌجعالن – فتح
– لادرة على ممارسة الصمت الوالً وتبرٌره ،والى عدم دفع االنظمة العربٌة الى الدخول فً معركة جدٌة
تشعر فٌها االنظمة انها تخوض معركة هً فٌها "لاتل او ممتول".
هذان الشعاران كانا شعار غدم اىخدخو فٖ اىظؤون اىٍطي٘ث ىيدول اىػرة٘ث (وى٘س اىداخي٘ث
31
نٍا ضرف اىظػار) وطػار اىشتٓث اىػرة٘ث اىٍصاُدة.
اعلنت (فتح) بملء صوتها وحتى ٌسمعها الجمٌع انها لن تتدخل فً الشإون المحلٌة ألي دولة عربٌة .ان
هذا الشعار " ٌستهدؾ التفرٌك بٌن النظام والشعب .والنظام الذي تمثله الدول ،والشعب الذي نحن جزء منه.
نحن ال نتدخل بشإون االنظمة بمعنى اننا ال نسعى الى الحكم وال نرٌد ان نصل الٌه وال نتآمر على حكم
29نعم كان هذا دورها فً مرحلة ما لبل الدخول للوطن واآلن ترابط النضاالن :أي السٌاسً والمطلبً معا بشكل وثٌك.
30حصل االحتكان مع النظام السوري طوٌال خاصة فً لبنان عندما حاول النظام السٌطرة على المرار الفلسطٌنً المستمل
فولؾ ٌاسر عرفات والثورة الفلسطٌنٌة سدا منٌعا ضد كل محاوالت األنظمة لسلب المرار الوطنً.
31رؼم تفرٌك هانً الحسن هنا فإن الصٌؽة التً سادت هً :عدم التدخل فً الشإون الداخلٌة للدول العربٌة ،مع أهمٌة
الفكرة التً ٌطرحها مفكر الثورة الكبٌر رحمه هللا.
17
عربً لصالح حكم اٌة فبة او جماعة ولكننا ُػ٘ض نو أضداث األٌث اىػرة٘ث ةلئةِا وافئدحِا
وٌصخػدون ان ُِاطو وشِِاطو ٌَ أسو اُخصار ْذه ى٘خطلق اٌيٓا اىهت٘ر"... 32
وطرحت (فتح) شعار الجبهة المساندة رافضة كلمة المشاركة عن لصد ،ولهجته ؼٌر المعادٌة ،من
الؽموض بحٌث ال ٌثٌر أي اعتراض ( ..الجبهة العربٌة المساندة فً رأي حركة فتح هً االمة العربٌة كلها
...الن هنالن تداخال فعلٌا ووالعٌا بٌن المضٌة الفلسطٌنٌة والمضٌة العربٌة ،بل هً فً الوالع لضٌة واحدة
ٌ ...جب ان تعرؾ االمة العربٌة انها مشاركة للشعب الفلسطٌنً بالمال والسالح والرجال فً حربه ضد
االحتالل الصهٌونً ...ان المرحلة المادمة سوؾ تتسع إلخواننا العرب لٌمفوا مع اخوانهم الفلسطٌنٌٌن على
جبهة المتال داخل أرضنا المحتلة .33)...
صط٘ص ان (فخص) ىً حهَ ْٖ خاىلث فهرة اىهفاح اىٍصيص طد "اشرائ٘و" ،ة٘د أن (فخص)
ناُج أول ٌَ سػو ْذه اىفهرة اىٍشردة ٌٍٓث غٍي٘ث وطػت٘ث ،واىصتب ى٘س ْٔ اٌخالك
(فخص) ىصر اىخطي٘و اىصط٘ص واٍُا ةصتب كدرحٓا غيٕ غرح ٌِظٌٔث ٌَ اىظػارات حظهو
ةٍشٍٔغٓا ٌِٓز غٍو ٗظٍَ اال حظع اىرٔرة اىِاطئث ُفصٓا فٖ ٌأزق ال ٌخرج ٌِّ.
والشعاران المذكوران هما شعاران استراتٌجٌان خلما لفتح مجاالت تكتٌكة واسعة .فالطوباوٌون 34طوباوٌون
كما ٌمول "لوكاش" ، 35لٌس بسبب الهدؾ الذي ٌضعونه نصب أعٌنهم وانما بسبب عجزهم عن ادران
الخطوات الالزمة لتحمٌمه ،هذه الخطوات التً تكمن فً ماهٌة الهدؾ بالذات.
ان هذه الحمٌمة هً التً تفسر لنا لماذا استطاعت (فتح) بتواضع ان تخوض تجربتها الجماهٌرٌة الخاصة بها
بٌنما بمً كثٌرون ممن ٌرفعون راٌة الثورٌة اللفظٌة بال جماهٌر .فالفرق بٌن الثوري المادر والعاجز الٌكمن
فً فهم دروس الماضً واستنتاج العبرمنها وإنما بالمدرة على أال ٌكون طوباوٌا ،وذلن بوضع اهداؾ
المستمبل موضع التنفٌذ .وهذا ٌتطلب تركٌب معادلة معٌنة ال تتنازل عن اتجاه الضربة الربٌسٌة بٌنما
تتؽاضى عن عمد عن لضاٌا اذا كانت ضرورٌة لحماٌة اتجاه اال انها ال تتٌح توجٌه الجهود باتجاه الضربة
الربٌسٌة .وهذا هو دور شعار عدم التدخل والجبهة المساندة فً معادلة الثورة الشعبٌة المسلحة الطرٌك
36
الوحٌد لتحرٌر فلسطٌن.
لمد ولدت الثورة الفلسطٌنٌة رافعة شعار النضال المطري ؼٌر مدعٌة بانها ستحمل أعباء االمة العربٌة كلها
على كتفٌها ،وإن كان نضالها المطري مدخل أساسً لحل مشاكل االمة العربٌة .ولدت وهً تحمل معها
ازمة الماعدة اآلمنة والمنطلك ،ألنه لم ٌكن بإمكانها اال أن تولد من الخارج فً وسط عملٌة عربٌة متخلفة
37
شعارها (تكفٌنً صنعاء).
هذا الوالع ٌفرض على كل منهج عمل ان ٌتبنى فً أجواء الوالدة تكتٌكات صحٌحة تضمن االستفادة من
الحد االلصى من الموى الثورٌة الفاعلة لصالح الثورة وتفكٌن الحد االلصى من الموى التً ال ٌمكن دفعها
الى جانب الثورة ،ولكن ٌمكن الحٌلولة بٌنها وبٌن الولوؾ فً صؾ الموى العدوانٌة.
ان التمرد الفتحوي على الوالع العربً الفاسد والرافض بالممارسة المسلحة لالستراتٌجٌة العربٌة عام 2:76
فرضا على (فتح) العمل السري من جهة ،وضرورة استمطاب الجماهٌر من خالل مخاطبة حدسها المباشر
من جهة اخرى.
ولمد سلكت (فتح) لذلن طرٌك منع الدورٌات األولى والمتجهة ومن الضفة الؽربٌة او الشرلٌة الى االرض
المحتلة من االصطدام بالجٌش االردنً حتى وان أطلمت النار علٌهم من لبل الجٌش .وبالرؼم من أن أول
شهٌد للثورة الفلسطٌنٌة – أحمد موسى – لد لتل على ٌدي الجٌش االردنً اال أنها أضافت الى تلن
الصورة التً هزت ٌومها الضمٌر العربً ،أضافت الى ذلن صراخها بؤنها ال تنوي التدخل فً الشإون
المحلٌة للدول العربٌة ،لتجسد أمام الجماهٌر ان من ٌضطهدونا ٌمفون فً صؾ "اسرابٌل" وضد التحرٌر
والجماهٌر وهذا أمر ما كانت (فتح) لادرة على تحمٌمه لو أنها أضفت على نفسها منذ البداٌة صفة االله
أطلس 38الذي ٌحمل على ظهره مستمبل االمة العربٌة والمدافع عن كل المظلومٌن والمضطهدٌن فً العالم.
كان طرح منظومة الشعارات (الفتحوٌة) بمثابة التجاوز الفكري لالستراتٌجٌة العربٌة ( الناصرٌة او الحزبٌة
المومٌة) فً الساحة الفلسطٌنٌة 39،الساحة المابدة لكل الساحات االخرى مهما بلؽت لٌمتها وأهمٌتها.
اال ان اىخشاوز اىهت٘ر اىذي ضللخّ (فخص) ْٔ كدرحٓا غيٕ حشاوز ذاحٓا داخي٘ا ،غِدٌا حٍهِج
ٌَ ُلو اٌهاُ٘احٓا اىذاح٘ث اىٍادٗث واىفهرٗث ٌَ ٌرضيث االٌهان اىٕ ٌرضيث اىفػوٌ ،رضيث
اىتدء ةخفش٘ر اىرٔرة.
الوسٌلة رهنا بالعوامل والتمدٌر ،وهو ما توافمت علٌه كل الفصابل الفلسطٌنٌة عام 3129متاخرة عن نظرٌة حركة فتح
بالمماومة الشعبٌة 23عاما.
37وجدت لالمام ابن حنبل ممولة :البد من صنعاء وان طال السفر ،وال ادري ألها صلة بالصٌؽة التً ٌطرحها هانً الحسن
المابلة (تكفٌنً صنعاء) أم أنها نحتها وتنسب له .أو لربما ٌشٌر بشكل او بآخر لحدٌث كسرى عن الرسول علٌه السالم ،حٌث
بعث كسرى ٌتوعد صاحب صنعاء وٌمول له أال تكفٌنً أمررجل لد ظهر بؤرضن ٌدعونً إلى دٌنه ،لتكفنٌه أو ألفعلن بن.
38هو معبود فً المٌثولوجٌا اإلؼرٌمٌةٌ ،شتهر بحمله لبة السماء على كتفٌه ،وهو أحد العمالمة األلوٌاء.
39هو هنا ٌخاطب شعارات االحزاب المومٌة العربٌة مثل حزب البعث العربً االشتراكً والتٌارات الناصرٌة التً رفعت
لواء الوحدة العربٌة أوال ،وربما ما سبمها من حركة المومٌٌن العرب التً تحولت الحما الى الجبهة الشعبٌة لتحرٌر فلسطٌن.
19
مرحلة االنتمال من النظرٌة الى التطبٌك ،ذلن االنتمال الذي بمً رأسمال االمة العربٌة عندما تحطمت كل
بنادق االنظمة العربٌة أمام البندلٌة االسرابٌلٌة اال بنادلها بمٌت صامدة حتى تآمر الصهٌونٌون العرب علٌها
40
فتمدم النظام االردنً ٌلعب دور الحجاج ومن ورابه الخلفاء.
لمد كانت والدة الثورة الفلسطٌنٌة عمال أذهل كل المناضلٌن العرب حتى أن أحد المفكرٌن فً لبنان كتب
ٌمول( :ألٌس من المفاجآت ال َح ِرٌّة باالنتباه ،ان ٌخرج عمل تارٌخً ضخم كالعمل الفدابً ،بعد كل هذه
المرحلة التً لطعها العرب فً السٌر تحت راٌات الثورة واالشتراكٌة من أوساط ؼٌر ٌسارٌة فً االصل
41
.)..
هذا هو االطار النظري العام لحركة فتح .ولكن ترى ...كٌؾ جرى التطبٌك؟.
2019
40تشبٌبه ارتبط فً فترة صراع انتهت وانمضت ،والتشبٌه المدٌم ٌفترض أن عصا الحجاج أو سالحه لخدمة الخلفاء.
41منح الصلح ،ممابلة فً مجلة موالؾ ،العدد ،5ص( 266الهامش من الكاتب ذاته:هانً الحسن)
20