بقلم هاني الحسن فتح بين النظرية والتطبيق

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 20

‫فتح بني النظرية والتطبيق‬

‫هاني احلسن‬

‫‪1‬‬
‫فخص ةَ٘ اىِظرٗث واىخػت٘ق‬
‫ْاُٖ اىطصَ‬
‫ٌبحث هذا الممال فً االطار النظري لحركة فتح‪ ،‬وال ٌتطرق الى موضوع التطبٌك‪،‬‬
‫ولكنه مع ذلن ٌشكل وحدة متكاملة‪ ،‬تنشره ((شإون فلسطٌنٌة)) آمله أن تتمكن من‬
‫‪1‬‬
‫تمدٌم المسم االخر المكمل له‪ ،‬فً العدد المادم‪.‬‬

‫مع اشرالة عام ‪ٌ 2:83‬كون عمر الكفاح المسلح لحركة (فتح) لد ألمى ظله على سبع سنوات مضت‪.‬‬
‫وبمجرد تذكر هذه الحمٌمة ٌتجه عمل كل مناضل من المناضلٌن الثورات الشعبٌة العالمٌة الحدٌثة‪ .‬انطاللا‬
‫من عمر الثورة الجزابرٌة البطلة والتً انجزت مهمتها خالل سبع سنوات‪ 2،‬ومرورا ً بالثورة الفٌتنامٌة والتً‬
‫ما زالت منذ حوالً ‪ 36‬عاما تناضل بال كلل‪ ،‬ولكنها حررت شمال البالد ولطعت شوطا كبٌرا فً تحرٌر‬

‫‪1‬هانً الحسن (‪)3123-2:4:‬عضو اللجنة المركزٌة لحركة فتح‪ ،‬مفوض العاللات الخارجٌة ‪ /‬مستشار الربٌس (ثم الحما‬
‫مفوض التعببة والتنظٌم للحركة)‪ ،‬اشتهر بخطاباته وللمه وجرأته كعمل ثوري جريء ونالد‪ ،‬وهذا ممال لدٌم له نشر فً دورٌة‬
‫"شإون فلسطٌنٌة"عام ‪ ،2:83‬ونعٌد نشره بهوامش الكاتب نفس حٌث نشٌر‪ ،‬وبتوضٌحات وهوامش من لجنة التعببة الفكرٌة‬
‫لحركة فتح عام ‪.3129‬‬
‫‪.2‬الثورة الجزابرٌة أو حرب تحرٌرالجزابر هً ثورة اندلعت فً الفاتح نوفمبر ‪ 2:65‬بمشاركة حوالً ‪ 2311‬مجاهد كان‬
‫بحوزتهم ‪ 511‬لطعة سالح وبضع لنابل تملٌدٌة تم امتدت وتوسعت‪ .‬أما "بٌان أول نوفمبر ‪ " 2:65‬فٌنص على النماط التالٌة‪:‬‬
‫اإلعالن عن لٌام الثورة ض ّد االستعمار ومٌالد (جبهة التحرٌر الوطنً) لمٌادتها‪.‬‬
‫والهدؾ‪ :‬إل امة الدولة الجزابرٌة الدٌممراطٌة االجتماعٌة ذات السٌادة ضمن إطار المبادئ اإلسالمٌة‪ ،‬واحترام جمٌع‬
‫الحرٌات األساسٌة دون تمٌٌز عرلً أو دٌنً‪.‬‬
‫شرح األسباب التً دفعت إلى المٌام بهذه الثورة وخاصة منها األزمة التً عرفها حزب الشعب وانمسامه بٌن‬
‫المصالٌٌن (جماعة مصالً الحاج) والمركزٌٌن‪.‬‬
‫هدؾ الثورة هو استرجاع السٌادة الوطنٌة المتمثلة فً استمالل الجزابر‪.‬‬
‫الهدؾ األلً هو توحٌد الشعب الجزابري وراء جبهة التحرٌر الوطنً ثم التعرٌؾ بالممضٌة الجزابرٌة فً الخارج‪.‬‬
‫استعمال جمٌع الوسابل السٌاسٌة والعسكرٌة للوصول إلى هذا الهدؾ‪.‬‬
‫كان الجٌش الفرنسً المحتل للجزابر ٌتكون من لوات الكوماندوز والمظلٌٌن والمرتزلة متعددة الجنسٌات‪ ،‬ولوات حفظ األمن‪،‬‬
‫ولوات االحتٌاط‪ ،‬والموات اإلضافٌة من السكان األصلٌٌن أو من أطلك علٌهم اسم الحركة‪ .‬حظت لوات جٌش التحرٌر الوطنً‬
‫التابعة للفرع العسكري من جبهة التحرٌر الوطنً على تؤٌٌد الشعب الجزابري الكامل‪ ،‬بل والجالٌة الجزابرٌة فً المهجر‪،‬‬
‫وخاصة فً فرنسا‪.‬‬
‫وكان لمصر دورا ربٌسٌا فً دعم الثورة بالتسلٌح والتدرٌب والدعم السٌاسً‪ ،‬انتهت الثورة (حرب التحرٌر) بإعالن استمالل‬
‫الجزابر فً ‪ 6‬جوٌلٌة ‪ ،2:73‬وهو نفس التارٌخ الذي أعلن فٌه احتالل الجزابر فً سنة ‪ .2941‬ولد تال إعالن االستمالل‬
‫الجنرال شارل دٌؽول عبر الرابً (=التلفزة)‪ ،‬مخاطبا ً الشعب الفرنسً‪ .‬جا َء االستمالل نتٌجة استفتاء تمرٌر المصٌر للفاتح من‬
‫جوٌلٌة‪ ،‬المنصوص علٌة فً اتفالٌات إٌفٌان فً ‪ 29‬مارس ‪ ،2:73‬وأعلن على إثره مٌالد الجمهورٌة الجزابرٌة فً ‪36‬‬
‫سبتمبر ومؽادرة ملٌون من الفرنسٌٌن المع ّمرٌن بالجزابر منذ سنة ‪2941‬م‬
‫‪2‬‬
‫جنوب البالد‪ 3،‬وانتهاء بالثورة الصٌنٌة العظٌمة والخالدة‪ 4‬والتً استمرت ربع لرن من الزمن‪ ،‬لادت فً‬
‫النتٌجة الى نتابج ٌمكن ان توصؾ بزلزال ثوري شمل الصٌن والشرق االلصى جمٌعاً‪.‬‬

‫إننا الٌوم ونحن نمؾ على عتبة العام الثامن للثورة الفلسطٌنٌة تتجاذب الكثٌرٌن منا – وخاصة أبناء فتح –‬
‫مشاعر متداخلة من األمل والتشاإم ومن التفاإل والسوداوٌة‪.‬‬

‫والسبب ٌرجع الى والع الضبابٌة‪ .‬الذي ٌخٌم على المضٌة الثورٌة الفلسطٌنٌة‪ ،‬ذلن الوالع الذي لم ٌمم بعد‬
‫بوضع الماضً بإٌجابٌة وسلبٌاته فً اطاره النمدي الصحٌح من جهة ولم ٌبلور بالتالً تصور خط السٌر‬
‫الصحٌح بوجهٌه العسكري والسٌاسً الذي سٌمود المسٌرة الثورٌة فً السنوات الملٌلة المادمة‪ ،‬من جهة‬
‫أخرى‪.‬‬

‫إ نً اذ أتجرأ الٌوم على الخوض فً موضوع لم ٌصبح كله بعد للتارٌخ‪ ،‬فانً أفعل ذلن حفاظا على أطول‬
‫ثورة مسلحة خاضها الشعب الفلسطٌنً فً هذا المرن حتى اآلن‪ .‬وأوجه كالمً بالذات الى الفتحوٌٌن‪ ،‬سواء‬
‫أولبن الذٌن عندهم الحس الفتحوي‪ ،‬والذٌن سٌستمرون رافعٌن راٌة الثورة الشعبٌة المسلحة مهما طال‬
‫الطرٌك وتعمد‪ ،‬أو اولبن الذٌن عرفوا الثورة فً أٌام مدها فمط‪ ،‬وعندما بدأ االنحسار – الظاهرة التً ال‬
‫تتفرد بها الثورة الفلسطٌنٌة – بدأوا ٌحاولون اعدام الماضً‪ ،‬وٌحاولون تحوٌل االخطاء الى خطاٌا وٌلمون‬
‫المسبولٌة على النظرٌة والشعارات المرحلة‪ ،‬وذلن كل بدافع اخفاء مسبولٌتهم الشخصٌة‪.‬‬

‫لمد أصبح من الضرورة اعادة االعتبار الى الحمٌمة‪ ،‬وهذا ال ٌتم اال بممارسة اىِلد اىرٔري‪ ،‬اىذي ْٔ‬
‫ضخٍا ى٘س ضفيث طخائً أو أشئةا ىإلداُث فلع‪ .‬فاىِلد اىرٔري ٌصدر االةداع‪ .‬وحتى ٌتحمك‬

‫‪ 3‬تُعد حرب فٌتنام من أكبر النزاعات فً جنوب شرلً آسٌا‪ .‬فمد بدأت الحرب أهلٌة للفوز بحكم فٌتنام‪ ،‬ثم تطورت إلى نزاع‬
‫دولً كبٌر‪ ،‬تورطت فٌه الوالٌات المتحدة األمرٌكٌة‪ ،‬فً أطول حرب شارن فٌها األمرٌكٌون حتى اآلن‪ .‬بدأت هذه الحرب فً‬
‫عام ‪ 2:68‬وانتهت فً عام ‪ .2:86‬ولد لُ ِسّمت فٌتنام‪ ،‬وهً دولة صؽٌرة تمع جنوب شرلً آسٌا‪ ،‬إلى فٌتنام الشمالٌة‪ ،‬التً‬
‫ٌحكمها الشٌوعٌون‪ ،‬وفٌتنام الجنوبٌة‪ ،‬ؼٌر الشٌوعٌة‪ .‬حاربت فٌتنام الشمالٌة‪ ،‬ومعها الثوار الفٌتنامٌون الجنوبٌون الشٌوعٌون‬
‫المدربون‪ ،‬جٌش فٌتنام الجنوبٌة‪ ،‬لالستٌالء على السلطة فً فٌتنام الجنوبٌة‪ .‬فحاولت الوالٌات المتحدة وجٌش فٌتنام الجنوبٌة‬
‫إٌمافهم ولكنهم فشلوا‪.‬كانت حرب فٌتنام‪ ،‬فً الوالع‪ ،‬المرحلة الثانٌة من مراحل المتال فً فٌتنام‪ .‬ففً المرحلة األولى التً بدأت‬
‫عام ‪ ، 2:57‬حارب الفٌتنامٌون فرنسا للسٌطرة على فٌتنام‪ .‬ولد كانت فٌتنام فً ذلن الولت جزءا من مستعمرة الهند الصٌنٌة‬
‫الفرنسٌة‪ ،‬وهزم الفٌتنامٌون الفرنسٌٌن فً عام ‪ 2:65‬وانمسمت فٌتنام إلى شمالٌة وجنوبٌة‪.‬‬
‫حرب التحرٌر الوطنٌة‪ .‬فمد كانوا ٌنظرون إلٌها كامتداد للصراع مع فرنسا وكمحاولة أخرى من‬ ‫َ‬ ‫سمى الشٌوعٌون حرب فٌتنام‬
‫لوة أجنبٌة للسٌطرة على فٌتنام‪ .‬ولد أرادت فٌتنام الشمالٌة إنهاء دعم الوالٌات المتحدة لفٌتنام الجنوبٌة وتوحٌد الشمال والجنوب‬
‫فً دولة فٌتنامٌة واحدة ولدّمت الصٌن واالتحاد السوفٌٌتً (السابك)‪ ،‬وهما أكبر دولتٌن شٌوعٌتٌن‪ ،‬للفٌتنامٌٌن الشٌوعٌٌن‬
‫معدات حربٌة‪ ،‬ولكنهما لم تموما بتمدٌم لوات عسكرٌة‪ .‬وانتهت الحرب فً ظل انسحابات الموات االمرٌكٌة وعندما استسلمت‬
‫فٌتنام الجنوبٌة فً ‪ 41‬أبرٌل عام ‪.2:86‬امتد الكفاح المسلح فً فٌتنام منذ فترة المماومة ضد الفرنسٌٌن‪ .‬وبعد نصر "دٌٌن بٌٌن‬
‫فو"‪ ،‬الشهٌر‪ ،‬ومن أشهر المادة الجنرال جٌاب وهوشً منه (اسم العاصمة حالٌا)‬
‫‪ 4‬استمرت الحرب الصٌنٌة‪-‬الٌابانٌة حتى هزٌمة اإلمبراطورٌة الٌابانٌة عام ‪ .2:56‬خالل هذه السنوات الثمانً من الحرب‬
‫لامت جبهة موحدة بٌن الحزب الشٌوعً الصٌنً والكومٌنتانگ ‪.‬وصؾ ماو تسً تونگ سٌاسة الكومنتانگ بؤنها "مماومة‬
‫جزبٌة" للٌابانٌٌن‪ ،‬اما الثورة الصٌنٌة ‪ Chinese Revolution‬فً عام ‪ 2:5:‬فكانت هً المرحلة النهابٌة للصراع العسكري‬
‫(‪ ) 2:61–2:57‬فً الحرب األهلٌة الصٌنٌة‪ .‬فً بعض وسابل االعالم الشٌوعٌة التمدمٌة والمراجع التارٌخٌة‪ ،‬باالضافة إلى‬
‫وسابل االعالم الرسمٌة تعرؾ باسم حرب التحرٌر (الصٌنٌة)‬
‫‪3‬‬
‫ذلن ال ٌجوز ممارسة النمد من اجل اراحة الضمٌر‪ ،‬وانما من اجل وضع المضٌة فً اطارها الصحٌح‬
‫المدفوع نحو األفضل‪.‬‬

‫‪ُ -1‬ظرٗث اىػٍو اىفخطٔٗث‪.‬‬

‫من ٌعرؾ أٌن ٌمؾ وماذا ٌرٌد ٌعرؾ فً النهاٌة حتما الى أٌن سٌتجه‪ .‬هذه الصفات الثالث كانت متوفرة‬
‫لدى (فتح) فً مرحلة والدتها وحتى نهاٌة عام ‪ 2:79‬عام معركة الكرامة‪.‬‬

‫ما هً أبعاد االجواء السٌاسٌة والفكرٌة التً ولدت فٌها (فتح)؟ ‪ .‬عام ‪ 2:63‬أطل عبد الناصر‪ 5‬من خالل‬
‫الثورة المصرٌة على الوطن العربً وكانت الساحة ٌومٌا تعج باألحزاب ذات الطابع المومً وخاصة فً‬
‫‪6‬‬
‫المشرق‪ .‬ولما كانت االمة العربٌة مثخنة بالجراح‪ ،‬مطؤطبة الرأس أمام الهزٌمة العسكرٌة التً لحمت بها‬
‫فإن المضٌة الفلسطٌنٌة اصبحت محور حدٌث كل من ٌرٌد االستٌالء على للوب الجماهٌر العربٌة وعمولها‪.‬‬
‫وكان عهد التحرٌر واسترداد فلسطٌن ٌكاد ٌكون الكلمات االولى التً ٌبدأ بها البالغ العسكري ألي انمالب‬
‫او تؽٌٌر سٌاسً ٌحدث فً المنطمة العربٌة‪.‬‬

‫بٌن عامً ‪ 2:66‬و ‪ 2:69‬حممت الموى الوطنٌة العربٌة فً مصر أروع االنتصارات حٌث تم طرد‬
‫االستعمار البرٌطانً من مصر وصمدت مصر وسورٌا فً وجه "حلؾ بؽداد" و"مبدأ اٌزنهاور"‪ 7.‬وكذلن‬
‫سمط حلؾ بؽداد بانفجار ثورة ‪ 25‬تموز وانهٌار الحكم الملكً االلطاعً فً العراق‪ ،‬وانهارت بشكل عام‬
‫السٌطرة االستعمارٌة التملٌدٌة‪ ،‬وتوجت هذه االنتصارات بمٌام وحدة بٌن سورٌا ومصر فً أوابل عام‬
‫‪ .2:69‬كل تلن االنجازات وعلى رأسها معركة السوٌس عام ‪ 2:67‬ألهبت حماس الجماهٌر العربٌة وبدأت‬
‫ترتفع بالنضال العربً الى أرفع مستوى‪ ،‬بحٌث عادت الى الحركة الوطنٌة دٌنامٌكٌة التحرن والثمة بالنفس‬
‫وبمدرة الشعب على صنع أهدافه‪.‬‬

‫ان المإرخٌن لن ٌجدوا مفرا عندما ٌإرخون لفترة الخمسٌنٌات من تارٌخ المنطمة من أن ٌمدروا بؤن طرٌك‬
‫"دٌان" الى ؼزة والموٌصمة وسٌناء عام ‪ 2:67‬كان طرٌك عبد الناصر الى كسر االرتباط التارٌخً‬
‫بالؽرب‪ ،‬وطرٌك الفلسطٌنٌٌن الى اكتشاؾ دورهم الخاص ومن ثم التمرد فالثورة‪.‬‬

‫ولد انخظف اىفيصػِ٘٘ٔن دورًْ اىخاص اذِاء االضخالل االشرائ٘يٖ االول ىلػاع غزة ‪،1591‬‬
‫وانهم ٌستطٌعون أن ٌماتلوا حتى فً أسوأ ظروؾ االحتالل‪ .‬وان االنسان اذا ما أراد ٌستطٌع النضال حتى‬
‫ولو كان على حافة الموت‪ ،‬وان سٌطرة العدو على االرض ال تعنً الهزٌمة النهابٌة‪ .‬فالهزٌمة هً سموط‬
‫اإلرادة‪.‬‬

‫‪ 5‬الربٌس المصري الشهٌر برفع راٌة المومٌة العربٌة والوحدة العربٌة الذي امم لناة السوٌس وطرد االنجلٌز‪ ،‬موالٌد ‪2:29‬‬
‫وشارن فً حرب فلسطٌن‪ ،‬وهو ثانً رإساء مصر بعد اللواء دمحم نجٌب‪ .‬تولى السلطة من سنة ‪ 2:67‬إلى وفاته بتارٌخ‬
‫‪ .2:81/9/39‬وهو أحد (بل أبرز بالحمٌمة) لادة ثورة ‪ٌ 34‬ولٌو ‪ 2:63‬التً أطاحت بالملن فاروق‪ ،‬والذي شؽل منصب نابب‬
‫ربٌس الوزراء فً حكومتها الجدٌدة‪.‬‬
‫‪ 6‬الممصود حرب فلسطٌن أو النكبة عام ‪2:59‬‬
‫‪7‬هو مبدأ الربٌس اٌزنهاور منذ عام ‪ 2:68‬الذي ٌمرر مساعدة التصادٌة او عسكرٌة الي دولة ب"الشرق االوسط" تطلب‬
‫مساعدتها‪ .‬وبالطبع فإن "اسرابٌل" هً العنوان االول والدابم‪ ،‬وكذلن الدول فً مواجهة الشٌوعٌة حٌنها‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫باختصار لمد ألهمت حرب السوٌس من خالل التمرس فً مواجهة االحتالل طلٌعة من الفلسطٌنٌٌن بما ٌمكن‬
‫فعله وما ٌمكن تجنبه‪ ،‬كٌؾ ٌمكن االنتمال من االنتمام السلبً الى المماومة االٌجابٌة‪ ،‬من المالحظة الى‬
‫التخطٌط‪ٌ .‬ضاؾ الى ذلن أن الثورة الجزابرٌة التً أعادت الى المواطن العربً احساس النصر الؽرٌب‬
‫علٌه منذ زمن طوٌل‪ ،‬ساهمت مساهمة فعالة فً إؼناء لناعات نواة الطلٌعة الثورٌة بالمدرة على الوالدة‬
‫والبدء‪.‬‬

‫وكلما حممت الثورة الجزابرٌة انجازا باتجاه النصر كانت الظروؾ الموضوعٌة لوالدة عمل ثوري مسلح‬
‫تنام فً وضوح الرإٌا عند كوادر الطلٌعة وٌرفع من معنوٌاتها‪.‬‬
‫ضد "اسرابٌل" تزداد توفرا وٌرافك ذلن ٍ‬
‫وبزوال االحتالل االسرابٌلً عام ‪ 2:67‬فوجا الطلٌعٌون والواعون من ابناء الشعب الفلسطٌنً بؤن‬
‫االنظمة العربٌة لم تتعلم الدروس المستفادة من المعركة‪ .‬وان الدول العربٌة خرجت "مضبوعة" مذعورة من‬
‫االستعمار و"اسرابٌل" وان استراتٌجٌتها مبنٌة على ان هنالن ما ٌسمى بمعركة االسترداد وهنان ما ٌسمى‬
‫بمعركة الوضع الراهن‪.‬‬

‫ٌػرنث االشخرداد – كما كانت الدول العربٌة الثورٌة تمول – ٌجب أن تكون حربا خاطفة تتمرر نتابجها‬
‫خالل أٌام بل خالل ساعات‪ .‬االمر الذي ٌضمن حسم االمور لبل تمكن المستعمرٌن االمرٌكٌٌن من التدخل‪.‬‬
‫والتسلسل المنطمً لتحمٌك الحرب الخاطفة لاد الى الشروط الالزمة لسرعة الحسم وهً‪:‬‬

‫‪ -2‬لوى عسكرٌة نظامٌة ضاربة كالسٌكٌة سرٌعة الحركة‪.‬‬

‫‪ -3‬تحمٌك وحدة دول الطوق‪ 8‬كحد أدنى لتكون بمثابة ال ِسوار المدبب المحٌط بالمعصم‬
‫لٌدمٌه وٌنهٌه‪.‬‬
‫‪ -4‬بناء كل من االنسان العربً والصناعة العربٌة وهما العامالن المكمالن للطالة الذاتٌة‬
‫للحرب النظامٌة الخاطفة‪.‬‬

‫ان ذلن التفكٌر ذا النظرة الوحٌدة الجانب المهمل لجانب العدو وامكانٌات نموه وتطوره لاد العسكرٌٌن‬
‫والسٌاسٌٌن العرب الى المناعة بؤن االمور الثالثة السابمة الذكر ال ٌمكن توافرها اال على المدى البعٌد وفً‬
‫ظل ظروؾ دولٌة ٌجب ترلبها واستؽاللها ولذلن فإن جمٌع الدول العربٌة الثورٌة وعلى رأسها مصر‬
‫الناصرٌة كانت تخطط على انها ال حخٔض ٌع "اشرائ٘و" ٌػرنث اشخرداد واٍُا ٌػرنث اىطفاظ‬
‫غيٕ اىٔطع اىراَْ‪.‬‬

‫ان منطك الحفاظ على الوضع الراهن لاد االستراتٌجٌة العربٌة الى االلتزام بخط استراتٌجً ٌحكم سٌرها‬
‫وردود فعلها وهو ان خط الهدنة خط دفاعً ثابت‪ ،‬نحن نطور خلفه لوى الحرب الخاطفة ولٌفعل العدو خلفه‬
‫ما ٌرٌد‪ .‬وكا ن موضوع تحوٌل نهر االردن من االمثلة النموذجٌة على خط الدفاع الثابت ‪ ،‬فالعدو ٌحول‬
‫خلؾ خطوطه ونحن نحول خلؾ خطوطنا‪.‬‬

‫‪8‬دول الطوق هً الدول العربٌة المحٌطة بفلسطٌن‪ :‬لبنان وسورٌا واألدرن ومصر‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫المناضلون االوابل فً (فتح) والذٌن عاشوا مرحلة الوالدة الصعبة للثورة الفلسطٌنٌة‪ ،‬والذٌن عاشوا عن‬
‫لرب أو فً داخل ما جرى من أخذ ورد‪ ،‬ومن اتهام وتؤٌٌد‪ ،‬لبل وٌوم انطالق الرصاصات االولى عام‬
‫‪ٌ ،2:76‬جمعون حتما على ان السمة االساسٌة لفكرة (فتح) فً تلن اآلونة ‪ -‬وهكذا استمر حتى معركة‬
‫الكرامة – هً الرفض الكامل للنظرة االستراتٌجٌة العربٌة ولكافة التحلٌالت التً طرحتها كل الموى‬
‫الوطنٌة – ناهٌن عن الموى ؼٌر الوطنٌة – سواء فً االسلوب او فً المنهج لتحرٌر فلسطٌن‪.‬‬

‫بدون تردد ٌمكن المول بؤن فهر (فخص) وخػٓا اىص٘اشٖ فٖ حيم اىٍرضيث ٗػرف ٌَ خالل‬
‫حٍ٘٘زه ةصفث اىِلض اىهيٖ ىالشخراح٘ش٘ث واىخهخ٘م اىػرةَ٘٘ اىٍػروضَ٘‪ .‬واىفهر اىِل٘ض ْٔ‬
‫فٖ اىِٓاٗث رفض وذٔرة غيٕ اىٍػروح‪.‬‬

‫من ٌراجع أدبٌات (فتح) حتى عام ‪ 2:76‬فإنه مع مالحظته لندرة ما كان ٌصدر داخلٌا فإنه سٌجد أن مجلة‬
‫"فلسطٌننا" المعبرة عن وجهة نظر (فتح) فً ممابلها الربٌسً وما كان ٌنشر تحت باب "رأٌنا" تطرح دابما‬
‫شعارات واضحة محددة‪ ،‬وتحلٌالت ٌحكمها منهج واضح المعالم فً التحلٌل االمر الذي ٌحمك انسجاما بٌن‬
‫(فتح) ونفسها المعبر عنها (بهٌكل البناء الثوري)‪.‬‬

‫اال أنه سٌالحظ أن هنان محاولة متعمدة لعدم الخوض فً التفاصٌل‪ .‬دون أن ٌعنً ذلن عدم توفر التفاصٌل‪،‬‬
‫وانما تمسكا بالمناعة التً كانت مسٌطرة ٌومها على كادر (فتح) المجرب الخبٌر بالساحة العربٌة‪ ،‬وتلن‬
‫المناعة التً كانت ترى بؤن أهم عنصر لحماٌة (فتح) من بطش االنظمة العربٌة هو المدرة على طرح‬
‫الشعارات التً تجنب الثورة استنفار لوى كبٌرة فً معسكر الخصم لبل أن تمؾ على لدمٌها‪ .‬اذ أن معرفة‬
‫الموى المضادة باألبعاد الكاملة للعمل الثوري الجدٌد‪ٌ ،‬جعلها لادرة – فً ولت مبكر – على ابداع وسابل‬
‫وتكتٌكات مناسبة‪ ،‬تبطل وتنمص من فعالٌة الفكرة أساسا‪ ،‬واالستراتٌجٌة والتكتٌن المنبثك عنها‪.‬‬

‫كانت المحافظة على الؽموض فً كل لضٌة‪ ،‬ؼٌر الخطوط العامة ألسلوب التفكٌر ولمعالم الطرٌك لضٌة‬
‫متعمدة‪ .‬واخذت (فتح) تزٌل الؽموض شٌبا فشٌبا بعد انطاللتها المسلحة عام ‪ 2:76‬وذلن من خالل الرد‬
‫بالولت والمدر المناسبٌن لما ٌثار وٌطرح‪ .‬ولذلن فإن أدبٌات (فتح) التً تلت والدتها المسلحة ٌمكن أن‬
‫ٌستنبط منها فكر (فتح) ومنهج عملها‪.‬‬

‫من ٌمرأ ما صدر عن (فتح) فً "بٌان التولٌت"‪ ،‬و"فتح تبدأ النماش"‪ ،‬و"نضالنا المطري"‪ ،‬و"الثورة‬
‫والمضمون االجتماعً"‪ ،‬مع "كٌؾ تتفجر الثورة المسلحة" و"مذكرات (فتح) لمإتمرات الممة العربٌة"‪،‬‬
‫سوؾ ٌالحظ بدون لبس أو ؼموض اىطصٍ٘ث واىرفض اىهاٌو ىيػلو اىػرةٖ اىرشٍٖ وطػاراحّ‬
‫اىٍرضي٘ث اىٍػروضث ىيخطرٗر‪.‬‬

‫ٌبرز مستوى الوضوح الفتحوي‪ ،‬النمٌض للتفكٌر العربً من خالل منظومة الشعارات التً طرحتها منذ‬
‫بداٌة نشؤتها‪ .‬فشعار اىرٔرة اىظػت٘ث اىٍصيطث غرٗق حطرٗر فيصػَ٘ نمٌض ورفض لمفهوم الحرب‬
‫الخاطفة والنظامٌة ‪ ...‬وشعار حطرٗر فيصػَ٘ غرٗق اىٔضدة اىػرة٘ث اوال ‪ ...‬وطػار غ٘ر خاطػث‬
‫وال حاةػث وال ٌٔسٓث رفض لمحاولة االنظمة العربٌة فرض وصاٌتها ووالٌة أمرها على الفلسطٌنٌٌن‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫ان الحسمٌة لٌست هً الصفة الربٌسٌة الوحٌدة الممٌزة لفكر (فتح)‪ ،‬عند والدتها‪ ،‬وإنما االرحتاط ةاىٔاكع‬
‫أٗظا‪ .‬واىذي ٗخشيٕ ةأوطص ٌظاْره فٖ االصرار غيٕ اىٍٍارشث‪ ،‬اىذي نان ٗػغٕ غيٕ‬
‫اىخطي٘و‪ ،‬ةط٘د حظهو اىٍٍارشث غت٘ػث (فخص) االوىٕ واىخطي٘و غت٘ػخٓا اىراُ٘ث‪.‬‬

‫هذه الخاصٌة (الممارسة) ٌالحظها ببساطة من ٌتعمك بنظرٌة العمل الفتحوٌة‪ ،‬حٌث تتسم بااللتصاق بالوالع‬
‫واالعداد لمواجهة الوالع من خالل رفضه كؤمر والع‪( .‬فتح) فً مرحلة والدتها ونشؤتها كانت ترفض‬
‫الصوفٌة الفكرٌة ذات االلتفاتات التؤملٌة لوالع أمور متخلٌة‪.‬‬

‫ٌا ْٖ ُظرٗث اىػٍو اىفخطٔٗث؟‬

‫اصبح من الضروري وضع نظرٌة (فتح) فً العمل مجددا على الورق وذلن بعد االنعطاؾ الفجابً الذي‬
‫لاد الى االنحسار المإلم خالل العام الماضً (‪ 9.)2:81‬اذ أن سإاال ٌطرح نفسه علٌنا بإلحاح‪ :‬ما اذا كانت‬
‫نتابج الممارسة نتٌجة طبٌعٌة للنظرٌة أم انها كانت على حساب النظرٌة التً لم ٌلتزم بها؟ ان الوصول الى‬
‫نتٌجة بالنسبة لهذه النمطة بالذات أمر مهم لمعرفة مستمبل خط سٌر (فتح) وبالتالً مستمبل دٌمومة (فتح)‬
‫كلها كحركة ثورٌة‪.‬‬

‫المواطن العربً ٌعٌش على أرضه ؼرٌبا‪ .‬وحالة االؼتراب التً كانت وما زالت تسٌطر على االمة العربٌة‬
‫تعتبر الخطر الحمٌمً الذي ال بد لنا من ان نزله ونمضً علٌه‪.‬‬

‫لمد لامت فً المنطمة العربٌة أحزاب وحركات عربٌة عدٌدة حاولت تحمٌك أهداؾ االمة العربٌة وخلك‬
‫االنسان العربً الجدٌد الالمؽترب سٌاسٌا والتصادٌا‪ ،‬وكلنها فشلت جمٌعا‪ .‬إن تلن المإسسات سواء‬
‫األحزاب المومٌة او الحركة الناصرٌة‪ ،‬كانت ثورٌة من حٌث آمالها واخالصها‪ ،‬ولكنها نسٌت ان تخطً‬
‫االوضاع التً أوجدها االستعمار والصهٌونٌة من تخلؾ وتجزبة‪ ،‬والتً خلمت مناخ االؼتراب‪ ،‬ال ٌمكن (أن‬
‫تتم) بدون تعببة الجماهٌر‪ ،‬وبدون اٌصالها الى مرحلة استعمال العنؾ الثوري بكل أشكاله لفرض ظروؾ‬
‫التؽٌٌر‪ ،‬بٌنما سارعت الموى الوطنٌة الى تسلم السلطة عن طرٌك االنمالب العسكري لاطعة بذلن الطرٌك‬
‫على نشوء التنظٌمات الشعبٌة المادرة على أن تكون الواسطة بٌن السلطة والجماهٌر‪ ،‬والنتٌجة الحتمٌة لذلن‬
‫مواجهة التنالضات الجدٌدة داخلٌا وخارجٌا مواجهة عاجزة عن الوفاء بوعودها التً لطعتها على نفسها لبل‬
‫تسلمها السلطة سواء فً االمور الداخلٌة او فً المضاٌا المومٌة كالوحدة وتحرٌر فلسطٌن‪.‬‬

‫ولذلن تحولت تلن الموى الى أدارة لمع لسري للشعب تمنع عنه المسط الضروري من الحرٌة السٌاسٌة‪،‬‬
‫حتى أنها أصبحت أحٌانا تذكره بؤولبن الذٌن ناضل ضدهم‪ ،‬ولم ٌبك أمام المواطن العربً فً ظل المهر‬
‫واالضطهاد وضعؾ الحركة الجماهٌرٌة اال االنسحاب من مٌدان النشاط او االنعزال و االهتمام بؤموره‬
‫العٌشٌة الضٌمة‪ ،‬مشكال جزٌرة لابمة بنفسها‪ ،‬االبعاد الجؽرافٌة بٌنه وبٌن اآلخرٌن معدومة بٌنما االبعاد‬

‫‪ 9‬االشارة الى الصدام الحاصل بٌن الفدابٌٌن والنظام االردنً حٌنها‪.‬‬


‫‪7‬‬
‫النفسٌة شاسعة‪ 10،‬وهذا هو السبب الذي جعل األربعٌن ملٌون عربً المحٌطٌن ب"إسرابٌل" رلما (كتلة) ال‬
‫دور حمٌمً لهم فٌما ٌجري حولهم من أحداث‪ ،‬ومولفهم من سٌر االمور ٌتحول الى مولؾ ال ٌتعدى كونه‬
‫تؤملٌا صرفا تجاه سٌر االحداث‪ 11،‬فهو متفرج لادر على البكاء عند الهزابم المومٌة‪ ،‬وعلى التصفٌك عند‬
‫االنتصار‪.‬‬

‫والنتٌجة الحتمٌة لهذا الوضع الشعبً هو تحول المجتمع الى مجتمع الاللدرة والالانتماء الذي تؽٌب فٌه لواه‬
‫الفاعلة فٌمؾ عاجزا أمام الهزٌمة وتآمر االستعمار‪ ،‬وحدوث ذلن هو اكمال عوارض المرض‪.‬‬

‫ان ىيِظال دائٍا ْدفا وأداة‪ ،‬وغاٗث اىِظال ْٔ ضو اىٍظانو اىص٘اش٘ث واىلٌٔ٘ث ةتػد‬
‫غاكات اىػػاء واىهفاح غِد اىظػب اىٍصخػٍر او طتّ اىٍصخػٍر‪ .‬وأداحّ ْٖ اىظػب‬
‫اىٔاغٖ واىٍِظً واىٍصيص‪.‬‬

‫إن حضور الشعب (الواعً والمنظم والمسلح)‪ ،‬ومشاركته كل – وبكل ما فً كلمة مشاركة من محتوى –‬
‫فً خوض النضال هو وحده الكفٌل بتنمٌة حركة الجماهٌر‪ ،‬وبالتالً إنجاز المهام المومٌة الصعبة‪ .‬ولكن‬
‫كٌؾ نصل الى ذلن؟‬

‫الماء ال ٌعطً كهرباء اال إذا كان خلؾ السد‪ .‬وكذلن الجماهٌر ال بد من وضعها فً وضع تكون فٌه لادرة‬
‫على العطاء‪ .‬وهذا ال ٌتؤتى إال من خالل ممارسة ما ٌُحدث فً النهاٌة تؽٌٌرا جذرٌا‪.‬‬

‫وفً ظروؾ االمة العربٌة‪ ،‬التً تواجه ٌومٌا خطر الوجود االسرابٌلً‪ ،‬كؤداة معدة لضرب أي نهوض فً‬
‫الحركة الوطنٌة العربً‪ ،‬فإن تركٌز االنظار حول هذا الخطر‪ ،‬والسعً لحله والهٌمنة علٌه‪ ،‬باعتباره العابك‬
‫"الفعلً" الذي أعدته الموى االمبرٌالٌة لتتمكن من االستمرار فً فرض نفوذها على المنطمة العربٌة‪ٌ ،‬شكل‬
‫المضٌة المصٌرٌة‪ ،‬التً ٌتولؾ على حلها‪ ،‬انجاز كثٌر من المهمات الجذرٌة التً تبدو االن بعٌدة المنال‪،‬‬
‫كما ٌشكل المضٌة المصٌرٌة المادرة على حشد أكبر طالات جماهٌرٌة عربٌة باتجاهها‪ ،‬كما أثبتت ذلن‬
‫االحداث نفسها‪ ،‬على مدى فترة زمنٌة طوٌلة‪.‬‬

‫فإذا أضفنا الى ذلن أن حػٍ٘ق اىِظال اىلػري‪ ْٔ ،12‬اىٍدخو ىخٔف٘ر ُظال كٌٖٔ ٌخٍاشم‪،‬‬
‫الن النضال المومً ٌبمى شعارا عابما‪ ،‬ومالذا للهرب‪ ،‬اذا لم ٌؤت كنتٌجة لنمو النضال المطري‪ ،‬اذا أضفنا‬
‫ذلن‪ ،‬نجد أنفسنا أمام المبدأ الذي ٌشكل دعامة أساسٌة من الدعابم التً تموم علٌها نظرٌة العمل الفتحوي‪.‬‬
‫واالدبٌات الفتحوٌة ملٌبة بتحلٌالت تثٌر وتدافع فٌها بكل وضوح عن ضرورة االلتزام بالنضال المطري‬
‫المابم على وحدة وطنٌة لجمٌع الموى الثورٌة العاملة فً المطر من جهة‪ ،‬والمتداخل مع طالبع النضاالت‬
‫المطرٌة االخرى ‪...‬‬

‫‪ 10‬حسب تعبٌر ملفل فً رواٌة موبً دٌن (هامش من الكاتب هانً الحسن)‬
‫‪ 11‬لوكاش‪ ،‬فً التنظٌم الثوري‪،‬ص‪ ،72‬ترجمة جورج طرابٌشً (هامش من الكاتب هانً الحسن)‬
‫‪ 12‬استخدمت الثورة مصطلح المطرٌة (كناٌة عن كل بلد‪/‬لطر) عربً فً مواجهة مصطلح االللٌمٌة وهو الذي اعتبر‬
‫النضاالت الجزبٌة لمطر محدد‪ ،‬مرفوضة اال فً سٌالها المومً العام‪ ،‬فسمٌت باالللٌمٌة‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫"ان النضال لتحمٌك االهداؾ المومٌة ال ٌتم اال من خالل الوالع المطري‪ ،‬ان ممارسة االنسان العربً لنضاله‬
‫الثوري من خالل لطره الذي ٌعٌش فٌه ٌزٌده عطاء ولدرة ونموا فً الوعً‪ .. 13‬ان على النضال المطري‬
‫ان ٌلتزم بوعً بحدود "االطار التحرري" بمعنى ان ٌحرر المطر نفسه من العوابك التً تحول بٌنه وبٌن‬
‫االلتماء مع االلطار األخرى لتحمٌك الوحدة والعدالة االجتماعٌة‪.‬‬

‫فإن كان المطر مستعمرا البد أن ٌخوض لبل كل شًء معركة التحرر من االستعمار‪ ،‬وإن كان المطر‬
‫مستمال فال بد من أن ٌخوض معركة الخالص من الرجعٌة‪ .‬وهذا ٌشترط فً البداٌة الوحدة الوطنٌة لجمٌع‬
‫الموى الثورٌة العاملة فً المطر كشرط أساس لسالمة النضال المطري ‪" ...‬ان مهمة النضال المطري محددة‬
‫بإطار الحرٌة الن الوحدة والعدالة االجتماعٌة بمفهومها الثوري الشامل ال تحممان على اساس لطري والبد‬
‫‪14‬‬
‫من ان ٌكون الوطن العربً اطارهما الواسع‪."..‬‬

‫ان تركٌز واصرار (فتح) على النضال المطري مبعثه لناعة (فتح) بؤنه الطرٌك للحصول على افضل‬
‫محصلة للنتابج النضالٌة‪ ،‬انطاللا من الوالع الموضوعً الختالؾ ظروؾ كل لطر عربً بسبب الخصابص‬
‫التً ٌتمٌز بها التركٌب السٌاسً واالجتماعً لكل لطر‪ .‬تلن الخصابص التً لادت الٌها التجزبة والتً‬
‫تجعل من ؼٌر المكن رسم مخطط واحد لكل االلطار او تعمٌم االسالٌب‪.‬‬

‫فلكل لطر خصوصٌته التً ٌفرضها مستوى التطور االجتماعً وااللتصادي والسٌاسً له‪ .‬ان المضٌة التً‬
‫وضعت (فتح) ٌدها علٌها وادركت ضرورتها بالنسبة لدور الشعب الفلسطٌنً‪ ،‬وهً المعنى الخاص‬
‫والفعالٌة الثورٌة الكامنة فً النضال المطري الفلسطٌنً والذي تفرض صفاته الخصوصٌة مباشرة‪ ،‬ابعادا‬
‫لومٌة له‪ ،‬ولٌس أبعادا جؽرافٌة فمط‪.‬‬

‫ان اىطل٘لث اىلائٍث ةأن فيصػَ٘ ةػد كٌٖٔ وى٘صج ةػدا سغراف٘ا ْٖ ٌطٔر وسْٔر ُظرٗث‬
‫اىػٍو اىفخطٔٗث‪ .‬وهً مسلمة فتحوٌة تعتمد على مبررات ومنطلمات كان للحوار الطوٌل مع الرفٌك‬
‫الصٌنٌٌن منذ عام ‪ 2:74‬فضل كبٌر فً بلورتها المبكرة والتً ابرزت االحداث‪ ،‬من خالل تجربة السنوات‬
‫االربع االخٌرة عممها‪ ،‬وتبنٌها كثٌر من الكتاب والمحللٌن فً الساحة العربٌة‪.‬‬

‫ان "ماوتسً تونج" لد حلل التنالضات من خالل مرحلة الثورة الوطنٌة الدٌممراطٌة معبرا عن ان هنان‬
‫تنالضا ربٌسا بٌن االمة واالمبرٌالٌة وتنالضا ربٌسٌا ثانٌا بٌن الشعب وااللطاعٌة‪ .‬وعندما نحاول تطبٌك هذا‬
‫على الوطن العربً بشكل عام‪ ،‬فؤننا نستطٌع المول بؤن التنالض االول بٌن االمة (االلطار العربٌة)‬
‫واالمبرٌالٌة تنالض لومً مٌدانه الربٌسً هو الساحة الفلسطٌنٌة‪ ،‬ودور الفلسطٌنٌٌن فٌه تعمٌك نضالهم‬
‫المطري‪ .‬أما آفاق النضال المومً فهً مهمة الثورٌٌن العرب‪ ،‬الذٌن ٌشكل نضالنا المطري بالضرورة جزءا‬
‫عضوٌا منهم‪.‬‬

‫‪ 13‬دراسات وتجارب ثورٌة رلم‪ ،2‬ممال بعنوان نضالنا المطري‪ ،‬ص‪( 58‬هامش من الكاتب هانً الحسن)‬
‫‪ 14‬المصدر السابك (هامش من الكاتب هانً الحسن)‬
‫‪9‬‬
‫واذا كان الخطؤ ال ٌظهر اال اذا جسد بالمخطا‪ ،‬والصواب ال ٌظهر اال اذا جسد بالمصٌب‪ .‬كذلن فإن المول‬
‫بان التنالض الربٌسً هو بٌن االمة واالمبرٌالٌة ال ٌمكن لنا أن نتحسس معناه وابعاده اال اذا جسدناه‬
‫بمواجهة اداة لمعه االساسٌة‪" ،‬اسرابٌل"‪.‬‬

‫االستعمار بدأ ٌدرن مع مطلع المرن العشرٌن أنه ٌعٌش آخر مراحله‪ .‬واستمرار السٌطرة المباشرة من خالل‬
‫جنود االستعمار ودباباته سوؾ ٌصبح أمرا ؼاٌة فً الصعوبة‪ .‬اال أنه نظرا ألهمٌة الوطن العربً‬
‫استراتٌجٌا لالستعمار‪ ،‬فإنه انسحب من المنطمة وأكام اشخػٍارا اشخ٘ػاُ٘ا غيٕ االرض اىفيصػِ٘٘ث‬
‫ٌَ اسو االةلاء غيٕ ٌصاىطّ وحٔاسدْا‪.‬‬

‫ان اشخٍرار وسٔد "اشرائ٘و" فٖ فيصػَ٘ ٗػِٖ اشخٍرار اىٔسٔد االٌترٗاىٖ فٖ نو االرض‬
‫‪15‬‬
‫اىػرة٘ث‪.‬‬

‫فمن هذا االطار ٌجب فهم الوجود الصهٌونً واالدران التام‪ :‬ان اىخرن٘ب اىفهري واىٍادي ىيصُٓ٘ٔ٘ث‬
‫وُظأحٓا اىفاطصخ٘ث ةاإلطافث اىٕ اىٍٍٓث االشاش٘ث‪ ،‬حخظاٌَ ىيطفاظ غيٕ حٔاسد ٌصاىص‬
‫االٌترٗاى٘ث‪ ،‬ان حيم اىخٔاص سٍ٘ػٓا حشػو "اشرائ٘و" (نأةرز ٌظاْر اىٔسٔد اىٍادي‬
‫ىإلٌترٗاى٘ث) ٌظػرة ةاشخٍرار ىيخٔشع‪ ،‬االٌر اىذي ٗلرر ةأن اىخِاكض ٌػٓا غدائٖ ودائً‪،‬‬
‫طاءت االشخراح٘ش٘ات اىرشٍ٘ث اىػرة٘ث ذىم أم أةج‪.‬‬

‫وفً لحظات جمود الصراع العدابً المسلح‪ ،‬فإن ذلن الجمود تفرضه الحركة الصهٌونٌة وحدها‪ ،‬عندما‬
‫تكون فً حاجة للهدوء ولهضم مكاسب أحرزتها‪ ،‬استعدادا لعملٌة لضم وانمضاض جدٌدة‪.‬‬

‫ان هذا الفهم لمعنى وجود "اسرابٌل" ٌفسر العاللة الجدلٌة المابمة بٌن وجود "اسرابٌل" من جهة وبٌن‬
‫التخلؾ االلتصادي واستمرار وجود الموى واالنظمة الرجعٌة فً المنطمة العربٌة من جهة أخرى‪ .‬وهذه‬
‫العاللة تفسر كٌؾ ان الوجود المومً لألمة العربٌة مهدد باستمرار من لبل "اسرابٌل" (التجسٌد المادي‬
‫لإلمبرٌالٌة)‪.‬‬

‫صحٌح انه نظرٌا ٌمكن المول بؤن اسماط النظم االلطاعٌة والعشابرٌة الرجعٌة ٌمود الى تحرٌر فلسطٌن عبر‬
‫تحمٌك الوحدة العربٌة‪ .‬ولكن هذا لٌس سوى هروب نحو حل تارٌخً حضاري لمسؤلة الصراع العربً‬
‫االسرابٌلً‪ ،‬بٌنما تواجه كل أمة مستعمرة‪ ،‬سإاال ملحا ً‪ :‬ما هً اسرع الوسابل للنصر؟‬

‫ولم ٌكن السإال ابدا امام الثورٌٌن‪ :‬كٌؾ ٌستطٌع التطور الحضاري ان ٌحل المعضلة االستعمارٌة‪،‬‬
‫المعروؾ سلفا‪ ،‬انها ستسمط وتنتهً على المستوى الحضاري‪.‬‬

‫اما على صعٌد التخصٌص‪ ،‬فإن ُظاالحِا اىٔضدوٗث ىً حِظز اىٕ اىطد اىذي ٗشػيٓا أٌرا راِْا‪.‬‬
‫وغيٕ طٔء ْذا فإُّ ٌَ غ٘ر اىٍٍهَ ان ُػاىب ةٔكف اىِظال اىلػري اىفيصػِٖ٘‪ ،‬كما انه‬

‫‪15‬‬
‫منٌؾ الرزاز‪ ،‬السبٌل الى تحرٌر فلسطٌن‪ ،‬ص‪( 29‬هامش من الكاتب هانً الحسن)‬
‫‪10‬‬
‫من ؼٌر الممكن ان نطالب بولؾ النضال المطري ضد الموى الرجعٌة وااللطاعٌة على ٌد الحركة النضالٌة‬
‫الثورٌة لذلن المطر‪ ،‬ألننا اذا ما فعلنا ذلن نكون كمن ٌطلب ان تكؾ االرض عن الدوران‪.‬‬

‫اال ان المطلوب هو أن تكون اىِظاالت اىلػرٗث داخو االغار اىلٌٖٔ‪ .‬والسإال الهام كٌؾ؟ والجواب‬
‫بدون تردد ان تكون الثورات المطرٌة جمٌعها بموازاة وداخل المضٌة التارٌخٌة للمرحلة الراهنة ألمة‬
‫العربٌة‪ ،‬بحٌث تكون المضٌة التارٌخٌة هً االساس والمحور‪ ،‬ولها االولوٌة على كل شًء فً االمكانٌات‬
‫وفً االستمرار فً النضال‪ ،‬ولٌس هنان من لضٌة تارٌخٌة فً المرحلة الحالٌة لألمة العربٌة اال فلسطٌن‬
‫باعتبارها المدخل االساسً للمواجهة مع النفوذ االمبرٌالً‪.‬‬

‫" المعركة المسلحة (على ارض فلسطٌن) ومستلزماتها ٌفرضان المصلحة المومٌة‪ ،‬وهذا ٌعنً ان الحدود‬
‫االللٌمٌة بٌن االلطار العربٌة ستزول من خالل التجربة المسلحة وسوؾ تتخطاها الموى الثورٌة لتتصل‬
‫ببعضها بعضا كشرط أساسً لحماٌة االرض العربٌة وخاصة فً الموالع الجؽرافٌة التً ال تتوفر لدٌها‬
‫‪16‬‬
‫الحماٌة العسكرٌة الالزمة ‪"...‬‬

‫ان الممتطفات السابمة الذكر تبرز لوتها عندما نتذكر انها لٌلت عام ‪ 2:76‬وكٌؾ انها أصبحت تبدو ممكنة‬
‫للجماهٌر حتى عام ‪ 2:81‬بعد انجازات النضال المسلح ‪ ،‬تلن االنجازات التً لم تستؽل نتابجها وكانت لذلن‬
‫مع الفشل صنوان‪.‬‬

‫اىلظ٘ث اىخارٗخ٘ث ٌمكن تحدٌدها بعدد كبٌر من النماط التً تكشؾ كل نمطة منها عن زاوٌة معٌنة ترتكز‬
‫علٌها المضٌة التارٌخٌة‪ .‬اال أنه من الواضح ان زاوٌتٌن أساسٌتٌن ال ٌمكن للمضٌة التارٌخٌة أن تفمدهما‪:‬‬

‫االولى هً أن المضٌة التارٌخٌة هً لضٌة التحدي االكبر لمجموعة شخصٌة االمة المستعمرة فً‬
‫أن تبمى أو ال تبمى فً أن تكون أو ال تكون فً أن تنهض أو ال تنهض‪ ،‬فً أن تحرر أو أن تبمى‬
‫مستعبدة‪.‬‬

‫والثانٌة نتٌجة األولى وهً أنه اثناء حل (التنالض التارٌخً) ٌجري بحكم ارتباط النتابج باألسالٌب‪،‬‬
‫والجزء بالكل‪ ،‬فتح الطرٌك أمام حل التنالضات الربٌسٌة االخرى وكذلن توفٌر المناخ لحل‬
‫التنالضات الثانوٌة‪.‬‬

‫أي أنه ٌمكننا المول بدون تردد ان حل تنالض تارٌخً‪ ،‬نتابجه فً التحلٌل النهابً عملٌة خلك جدٌدة تكون‬
‫بداٌة مرحلة حضارٌة جدٌدة لألمة‪.‬‬

‫وهذا هو ما ٌمصده ماوتسً تونج عندما ٌمول‪( :‬ان الحرب الثورٌة هً نوع من الترٌاق تدفع سموم العدو‪،‬‬
‫وفً الولت ذاته تطهرنا من االلذار واالوساخ‪ .‬وفً كل حرب ثورٌة عادلة (لضٌة تارٌخٌة) تكمن لوة‬

‫‪ 16‬منٌؾ الرزاز‪ ،‬نفس المصدر‪،‬ص‪( 3:‬هامش من الكاتب هانً الحسن)‬


‫‪11‬‬
‫جبارة تستطٌع أن تعٌد تكوٌن أشٌاء كثٌرة أو تمهد الطرٌك إلعادة تكوٌنها ‪ ...‬ان الناس واالشٌاء فً كل من‬
‫‪17‬‬
‫الصٌن والٌابان سٌصهرون من جدٌد فً سٌاق الحرب وفً أعمابها‪.)...‬‬

‫ان هذه الممدمة البسٌطة ضرورٌة كمدخل لفهم الممصود ةرفض اىخٔاىٖ اىزٌِٖ اىلائو ةخشٍ٘د‬
‫اىلظ٘ث اىخارٗخ٘ث (فيصػَ٘) رٗرٍا ٗلظٕ غيٕ االكػاع واالُظٍث واىلٔى اىرسػ٘ث‪ ،‬وللتؤكٌد‬
‫على بدٌهٌة أن حل التنالض التارٌخً ٌحمل معه أثناء المسٌرة الثورٌة المسلحة وبعدها تؽٌٌرات كبٌرة‬
‫اجتماعٌة وسٌاسٌة والتصادٌة‪.‬‬

‫وأول ما ٌحممه البدء بالمسٌرة الثورٌة جر الموى الرجعٌة‪ 18‬ممثلة االمبرٌالٌة داخل معسكر األمة الى المتال‬
‫على األرض التً لٌس من مصلحتها المتال علٌها مفرزة نفسها مع االمبرٌالٌة‪ 19‬االمر الذي ٌمود حتما فً‬
‫مراحل المد الثوري الى تؤزم التنالضات داخل المجتمعات الرجعٌة ومن ثم تحرٌكها‪ .‬هذا هو المعنى الذي ال‬
‫تخلو منه ممالة لفتح‪ .‬ففً "فتح تبدأ النماش" وتحت عنوان التوجه الكلً نحو ساحة فلسطٌن نمرأ‪:‬‬

‫(إننا ُِادي ةاىخٔسّ اىهيٖ ُطٔ شاضث فيصػَ٘‪ ،‬وطد االُظار واىًٍٓ ونو شالح ٌٍهَ اىٕ‬
‫االرض اىٍطخيث‪ ،‬واالةخػاد غَ اىطرائق اىشاُت٘ث‪ ،‬ألُٓا اُػهاس ىئسٔد اىصُٖٓ٘ٔ فٖ االرض‬
‫اىػرة٘ث‪ .‬ان الوجود الصهٌونً سبب لكل مشاكلنا فً المنطمة العربٌة‪ ،‬وتحطٌم لكل تطلعاتنا نحو فجر جدٌد‬
‫لألمة العربٌة ‪ ...‬فالوجود الصهٌونً جذر أمراضنا ولٌس نتاجا ً من نتابجها ‪ ...‬إن التوجه الكلً نحو‬
‫فلسطٌن واشعال المعركة فً االرض المحتلة محن ال ٌخطا ابدا‪ ،‬ومٌزان صادق حتما ٌمٌز الخابن العمٌل‬
‫من الوطنً المخلص‪ .‬ان الموى الثورٌة فً المنطمة العربٌة ٌجب أن تدرن بوضوح ان نمطة االحتكان مع‬
‫‪20‬‬
‫االستعمار والعمالء والصهٌونٌة هً فً االرض المحتلة‪).‬‬

‫وفً "بٌان التولٌت" نمرأ‪( :‬ان التذرع بوجود مشاكل معٌنة فً االلطار العربٌة ال بد من حلها لبل خوض‬
‫معركة فلسطٌن هو تذرع ٌخلو من المعالجة الجذرٌة لهذه المشاكل‪ ،‬وٌترن لضٌة فلسطٌن فً دوامة‬
‫‪21‬‬
‫االحداث المفتعلة‪).‬‬

‫‪ 17‬ممتطفات من الوال الربٌس ماو‪،‬ص‪ ،75‬مؤخوذة عن "حول الحرب الطوٌلة االمد" المإلفات المختارة‪ ،‬المجلد الثانً‬
‫(هامش من الكاتب هانً الحسن)‪.‬‬
‫‪ 18‬مصطلح الرجعٌة ممابل التمدمٌة‪ ،‬كان متداوال تلن الفترة‪ ،‬وكانت الدول التً تمع ضمن نطاق التؤثٌر السوفٌٌتً حٌنها توسم‬
‫بالتمدمٌة وتلن الوالعة بدابرة التؤثٌراالمرٌكً توصؾ بالرجعٌة‪ ،‬اوعمٌلة الرأسمالٌة‪ ،‬كما الحال الٌوم لدى االسالموٌٌن‬
‫المتطرفٌن من مصطلح‪ :‬االسالمٌة ممابل العلمانٌة‪ ،‬بالطبع بزعم أن العلمانٌة لها تعرٌفهم األوحد‪ ،‬ولذا هً لدٌهم نظٌر الكفر‬
‫(أنظر كتاب بكر أبوبكر حركة فتح واالسالم والعلمانٌة)‬
‫‪ 19‬كان مصطلح االمبرٌالٌة رابجا فً فترة الصراع الشٌوعً‪-‬الرأسمالً أي بٌن االتحاد السوفٌتً (روسٌا الحما) وامرٌكا‬
‫والؽرب‪ ،‬وكان ٌمصد به الؽرب الذي ٌنظر له بالسوء وخالفه من اوصاؾ سلبٌة‪ ،‬وٌمكن تعرٌؾ االمبرٌالٌة بهٌمنة التصادٌة‬
‫وعسكرٌة وسٌاسٌة لدولة على دولة (أو دول) أخرى‪.‬ولمد لعبت اإلمبرٌالٌة دورا ً كبٌرا ً فً تشكٌل العالم المعاصر‪ ،‬وسمحت‬
‫بسرعة انتشار األفكار والتمنٌات وساهمت فً تشكٌل عالم أكثر عولمة حسب الفهم االمرٌكً‪.‬‬
‫‪20‬دراسات وتجارب ثورٌة رلم ‪ ،21‬ممال بعنوان‪:‬فتح تبدأ النماش‪،‬ص‪( 22‬هامش من الكاتب هانً الحسن)‪.‬‬
‫‪21‬دراسات وتجارب ثورٌة رلم‪ ، 21‬ص‪( . 3:‬هامش من الكاتب هانً الحسن)‬
‫‪12‬‬
‫(فخص) ىً حلو ٌرة واضدة ال نخاةث وال ىفظا أُٓا شخطرر فيصػَ٘ وضدْا‪ ،‬واٍُا ْٖ حٓدف‬
‫اىٕ اٗلاف كظاٗا االٌث اىػرة٘ث غيٕ كدٌ٘ٓا ةدال ٌَ رأشٓا‪ ،‬واىٕ سػو اىٍٔاغَ اىػرةٖ‬
‫ٗػ٘ض ض٘د اىشرح‪ ،‬نٖ ال ٗص٘ػر غيّ٘ شراب ذٔري ف٘هخظف اوْاٌّ وط٘اغّ ةػد فٔات‬
‫االوان‪.‬‬

‫اذ انه فمط من ٌعٌش حٌث الجرح‪ ،‬هو المادر على التطور نحو االفضل وعلى االستفادة من تجاربه ‪.‬‬
‫والعٌش حٌث الجرح بمفهوم (فتح) ٌتجسد بتحرٌن المضٌة االساسٌة والتارٌخٌة لألمة العربٌة (فلسطٌن)‬
‫لتفجٌر التنالض مع الصهٌونً عن طرٌك خوض الكفاح المسلح كتٌار فلسطٌنً فً البداٌة ٌتحول بالممارسة‬
‫الى تٌار عربً‪ ،‬وتحوٌل ارادة النضال من ارادة سلبٌة دفاعٌة الى ارادة اٌجابٌة هجومٌة‪ .‬وبعد خلك هذه‬
‫الح مابك ٌصبح من السهل جدا البناء علٌها ونمل المواطن العربً من الفردٌة الى الجماعٌة ومن التؤخر الى‬
‫‪22‬‬
‫التمدم‪.‬‬

‫لمد سٌطر على الوطن العربً حتى الخامس من حزٌران ]‪[ 2:78‬منطمان لتحرٌر فلسطٌن احدهما المابل‬
‫بؤن الحزب المومً الشامل هو المادر على تحمٌك الوحدة العربٌة ومن ثم تحرٌر فلسطٌن كنتٌجة للوحدة‪.‬‬

‫ومنطك آخر ٌمول أن الدولة صاحبة االمكانٌات الواسعة فً ظل لابد فذ ملهم تعطٌه الجماهٌر تؤٌٌدها وثمتها‬
‫المطلمة ٌمكن ان ٌحمك الوحدة العربٌة بداٌة وتحرٌر فلسطٌن انتهاء‪.‬‬

‫ان كال المنطمٌن رؼم اختالفهما طرحا صٌؽة خاطبة تلتمً فً نمطتٌن‪:‬‬

‫اوالهما‪ :‬إن معالجة التنالض االساسً االكبر واألهم مع الصهٌونٌة ٌجب الهرب منها‬
‫بحجة االستعداد وخلك الوحدة التً ال ٌمكن ان تتم اال من خالل مواجهة العابك االساسً‬
‫أمامها‪.‬‬

‫وثانٌهما‪ :‬اذابة الشخصٌة الفلسطٌنٌة داخل االطار المومً بحجة لومٌة وعروبة المعركة‪.‬‬

‫(فتح) طالبت بالعودة الى المنطلك‪ ،‬الى الساحة االساسٌة التارٌخٌة‪ ،‬فتحرٌر فلسطٌن هو المنطك الذي ٌزٌل‬
‫اداة التهدٌم التً أعدت لضرب كل لوة ثورٌة تسعى لحل مشاكل االمة العربٌة فً الوحدة والحرٌة والعدالة‬

‫‪22‬بعد مرحلة العام ‪ 2:85-2:84‬تؽٌرت استراتٌجٌة حركة فتح على إثر الوالع الجدٌد الضخم المتمثل بخروج مصر نهابٌا‬
‫من الصراع العربً الصهٌونً المسلح‪ ،‬إثر انتهاء حرب اكتوبر المجٌدة‪/‬رمضان ‪ 2:84‬واتفالٌة سٌناء لفصل الموات‬
‫(‪ ،)2:86-2:85‬ثم الحما زٌارة الربٌس السادات للمدس عام ‪ ،2:88‬ثم تولٌع "اتفالٌة كامب دٌفد ‪ ،"2:8:-2:89‬السٌما‬
‫واالشارات الجلٌة حٌنها ان حرب أكتوبر بالنسبة للعرب هً الحرب األخٌرة مع الكٌان الصهٌونً فؤصبح الشعار أن‬
‫العماللعسكري ٌزرع والعمل السٌاسً ٌحصد ومجنون من ٌزرع وال ٌحصد كما كان ٌردد الكاتب نفسه أي هانً الحسن‪.‬‬
‫‪13‬‬
‫االجتماعٌة‪ ،‬ورفضت (فتح) مصادرة الذات الفلسطٌنٌة وذوبانها فً الدابرة االوسع‪ ،‬الدابرة المومٌة‪ .‬وهً‬
‫فعلت ذلن لٌس ارتدادا ورفضا للبعد العروبً للمضٌة‪ ،‬وإنما تؤكٌدا له‪.‬‬

‫فبدون الفلسطٌنٌٌن تفمد الثورة صفتها التحررٌة المطرٌة االساسٌة وتبدو المضٌة عالمٌا‪ ،‬وكؤنها نزاع بٌن‬
‫الدول العربٌة و"اسرابٌل" االمر الذي ٌسلب الثورة أحد اركان الثالوث الالزم لخوض أي حرب‪ ،‬الرأي‬
‫العام العالمً‪ٌ 23،‬ضاؾ الى اذابة هذا المطاع ومصادرة اسمه وكٌانه ٌعنً بالنتٌجة سلب االمة العربٌة‬
‫لضٌتها التارٌخٌة الوحٌدة من فعالٌتها واالبماء على جانب البإس السلبً فٌها‪.‬‬

‫الحمٌمة التارٌخٌة ال تتحول الى والع من خالل التعمٌمات العرٌضة وإنما من خالل سٌاق االحداث المعمدة‪.‬‬
‫هكذا تمول الممارسة‪ ،‬المعلم الكبٌر للحركات الثورٌة‪.‬‬

‫ومن جملة التعمٌمات العرٌضة التً تجعل العربً ٌبنً أوهاما كبٌرة على لواه‪ ،‬المول بؤن مابة ملٌون‬
‫عربً‪ٌ 24‬خوضون معركة مع الصهٌونٌٌن فً فلسطٌن‪ ،‬وهذا كالم نظري ٌحتاج الى تجسٌد‪ .‬بل ان التحدي‬
‫المضاد الذي توجده الصهٌونٌة هو المدرة على تعببة الموى وتطوٌرها الى طرٌك عمل وكفاح‪.‬‬

‫ان البعد العروبً والعمك الثوري الشعبً مفهومان ال ٌجسدهما عدد المواطنٌن العرب وال مساحة االرض‬
‫العربٌة من المحٌط الى الخلٌج‪ ،‬بل ٌجسدها عدد العرب المزجوج بهم فً معمعان ممارسة الكفاح المسلح‪،‬‬
‫وبالمساحة التً ٌعٌش علٌها شعب واع ومنظم ومسلح‪ٌ ،‬حمً مإخرة لواته الممركزة عندما ٌهاجم‪ ،‬وٌتحول‬
‫الى محٌط ثوري ٌؽرق به العدو عندما تمتحم حدوده‪ ،‬أي ةاىدائرة اىشٍاْ٘رٗث اىخٖ حطٔىج ارادحٓا‬
‫وٌصاٍْخٓا اىِظاى٘ث ٌَ شيت٘ث اىٕ إٗشاة٘ث‪.‬‬

‫ان حرب الخامس من حزٌران لم تكن حرب الجماهٌر الشعبٌة المسلحة المنظمة والواعٌة وانما كانت حرب‬
‫مبات االلوؾ الموضوعة تحت السالح من الجٌوش النظامٌة‪ .‬اما عشرات المالٌٌن االخرى فلم ٌكن امامها‬
‫اال الجلوس الى الرادٌو والبكاء والنحٌب ومن ثم الستسالم‪.‬‬

‫ان فكر (فتح) فً هذه النمطة بالذات ٌجمع بٌن المولؾ الجذري من حٌث المبدأ العام وٌتجنب الؽموض من‬
‫حٌث االستنتاجات العملٌة‪.‬‬

‫ففً بٌان التولٌت نجد (ان الحدود االللٌمٌة بٌن األلطار العربٌة ستزول من خالل التجربة المسلحة‪ ،‬وسوؾ‬
‫تتخطاها الموى الثورٌة لتتصل ببعضها بعضا كشرط أساسً‪ .‬لحماٌة االرض العربٌة وخاصة فً الموالع‬
‫الجؽرافٌة التً ال تتوفر لدٌها الحماٌة العسكرٌة الالزمة‪ ...‬ان وجود حركة ثورٌة منظمة تستطٌع تجسٌد‬
‫العمل المسلح بشكل واع وفاعل هو الذي ٌستمطب هذه الموى العربٌة ‪ ...‬وبذلن تصبح الحركة الثورٌة‬
‫الفلسطٌنٌة المسلحة هً نمطة االلتماء للموى العربٌة ولاعدة لتوحٌد جهدها من خالل ذلن ‪ ...‬وتلتمً لماء‬
‫واعٌا لتحمٌك هدؾ تحرٌر فلسطٌن ‪.)...‬‬

‫‪ 23‬الثالوث‪ ،‬هو‪:‬أسلوب الحرب المالبم‪ ،‬التعببة الشعبٌة المصوى‪ ،‬الرأي العام العالمً‪( .‬الهامش من الكاتب ذاته‪:‬هانً الحسن)‬
‫ش ِ ّكل‬
‫‪24‬بلػ عدد سكان الوطن العربً عام ‪ 3127‬حسب الموسوعة العالمٌة على الشابكة حوالً (‪ )398‬ملٌون نسمة‪ ،‬بما ٌُ َ‬
‫(‪ )%6‬من إجمالً سكان العالم‪.‬‬
‫‪14‬‬
‫اىِظال اىلػري اىفيصػِٖ٘ اذن ُظال كٌٖٔ اىخرن٘ب واىٔسٔد وُلػث حشٍع وحالكٖ نو‬
‫اىلٔى اىرٔرٗث اىػرة٘ث ذات اىرؤٗا اىٔاططث ىٍػِٕ االشخفادة ٌَ اىخِاكض االشاشٖ‪.‬‬

‫تلن االستفادة التً طرٌمها المواجهة الدابمة للتنالض العدابً بٌننا وبٌن الصهٌونٌة‪ ،‬لوضع االمة العربٌة أمام‬
‫التحدي الكبٌر‪ ،‬الحافز المؽٌر لكافة مظاهر الحٌاة العربٌة من خالل ممارسة الثورة الشعبٌة المسلحة‪.‬‬

‫اذ أنه فمط ٌمكننا ان نؽٌر ذاتنا فٌما نحن نحرر أرضنا‪ .‬فوحدة الكٌان ووحدة المصٌر ووحدة االرادة ال ٌمكن‬
‫خلمها اال بإذابة كل العوابك والسلبٌات‪ ،‬وهذا ال ٌتم اال عبر النضال المسلح‪ 25‬من اجل تحمٌك أمانً شعبنا‬
‫وانماذ وجوده المومً المهدد‪ ،‬االمر الذي له أسبمٌة حتى على األفواه الجابعة التً ال حل لجوعها عن ؼٌر‬
‫هذا الطرٌك‪ :‬هذه الحمٌمة ادركتها (فتح) وكانت حجر األساس فً نظرٌة عملها منذ نشؤتها‪ ،‬حٌث ولدت‬
‫وهً ممتنعة تماما‪ :‬ان اىٍصخلتو فٖ اىٔغَ اىػرةٖ ى٘س فٖ ٗد اىطرنث او اىطزب اىذي ٍٗيم‬
‫اىترُاٌز االنرر حلدٌ٘ث‪ ،‬واٍُا فٖ ٗد اىطرنث اىٔغِ٘ث اىخٖ شخػرف كتو نو طٖء ن٘ف‬
‫حشيب اىشٍاْ٘ر اىٕ ٌٍارشث اىهفاح اىٍصيص فٖ ٌ٘دان اىٍػرنث االشاشٖ‪ ،‬واكِاغٓا ةأن‬
‫ٌظانيٓا وأْدافٓا فٖ اىطرٗث واىخطرر واىٔضدة واىػداىث االسخٍاغ٘ث ال ٍٗهَ ان حصٔى‬
‫وحطو ضال سذرٗا‪ ،‬اال ٌَ خالل آُاء اىػدو رن٘زة االٌترٗاى٘ث اىٍادٗث ‪" ،‬اشرائ٘و"‪.‬‬

‫ال ٌستطٌع احد االدعاء بؤن مإسسً (فتح) عندما وضعوا منهج العمل وضعوا أمامهم ممولة "ماو" الشهٌرة‬
‫(ان الذي ٌمرر طابع الثورة هو اعداإها الربٌسٌون من جهة والموى الثورٌة الربٌسٌة من جهة اخرى)‪.‬‬
‫ولكن بدون شن ان الثورتٌن الصٌنٌة والجزابرٌة كانتا ملهمتٌن لفتح فً هذه النمطة بالذات‪ .‬وٌضاؾ الى‬
‫ذلن ان الوضع الفلسطٌنً فً هذه النمطة ألل تعمٌدا وتدخال منه فً ثورة اخرى‪.‬‬

‫ان دراسة أنماط االنتاج بمصد تحدٌد النموذج الذي ٌنتمً الٌه المطر ومن ثم دراسة خصوصٌات هذا التكوٌن‬
‫من خالل االعتماد على التحلٌل الطبمً لتمٌٌز مولع مختلؾ الطبمات االجتماعٌة فً النموذج لم ٌكن أمرا‬
‫‪26‬‬
‫معمدا‪ ،‬او بحاجة الى دلة الستنباط النتابج من والع الشعب الفلسطٌنً‪.‬‬

‫فاالحتالل الصهٌونً حطم الهرم الطبمً للشعب الفلسطٌنً‪ ،‬فبفمدان االرض تحطم المجتمع وتمطعت‬
‫أوصاله ووضع الشعب الفلسطٌنً فً والع نضالً مرٌر مستمر من أجل تثبٌت وجوده والعودة الى ارضه‪.‬‬

‫‪ 25‬اختلفت النظرة الحما كما اشرنا لسٌاق مفهوم "النضال المسلح" باعتباره االداة الوحٌدة‪ ،‬كما كانت تردد كافة التنظٌمات‬
‫تمرٌبا وعلى رأسها حركة فتح‪ ،‬لٌصبح اداة هامة ضمن ادوات اخرى فً حرب الشعب طوٌلة االمد‪ ،‬ما أثمر الحما‬
‫االنتفاضات الجماهٌرٌة المتعددة للشعب الفلسطٌنً فً الوطن منذ العام ‪ 2:98‬ثم بتواصل المماومة الشعبٌة وإن باٌماع بطًء‬
‫وٌحتاج لتوسع منذ العام ‪.3116‬‬
‫‪ 26‬هانً الحسن هنا ٌرد على النظرٌة الماركسٌة اللٌنٌنٌة أي الشٌوعٌة بما ٌسمى المادٌة التارٌخٌة‪ ،‬والمادٌة الجدلٌة‪ ،‬التً‬
‫تفترض الصراع الطبمً فً المجتمع مرتبطا باالنتاج‪ .‬وكان ماركس ٌستخدم أحٌانا مصطلح الموى المنتجة على أنه مصطلح‬
‫عوامل اإلنتاج (االنتاج=االرض والعمل ورأس المال)‪ ،‬فً كتابه رأس المال استعمل عبارة "الموى المنتجة" فً ممدمته‬
‫الشهٌرة "نمد لاللتصاد السٌاسً"‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫ومن هنا كانت اىلظ٘ث االشاش٘ث اىٍػروضث غيٕ ضرنث اىخطرٗر اىٔغِٖ اىفيصػِٖ٘ ْٖ‬
‫حطرٗر االرض وآُاء اىٔسٔد اىصُٖٓ٘ٔ اىخشص٘د اىٍادي ىإلٌترٗاى٘ث ةشٍ٘ع ٌؤشصاحّ‬
‫االكخصادٗث واالسخٍاغ٘ث واىرلاف٘ث‪.‬‬

‫وهذا حدد تلمابٌا الشكل الربٌسً للنضال على أنه الكفاح المسلح‪ .‬هذه المضٌة هً التً لادت (فتح) الى‬
‫المناعة أ ن تبمى حركة تحرٌر وطنً لادرة على تجمٌع أوسع لطاع ممكن فً لاعدتها بسبب خصوصٌة‬
‫الوضع الفلسطٌنً ‪.‬‬

‫(فتح) حركة حللت المجتمع الفلسطٌنً بعد النكبة ودرست السلبٌات واالٌجابٌات فً الوضع االجتماعً‬
‫للفلسطٌنٌٌن والناتج عن تحول لطاع واسع منهم الى الجبٌن ٌعٌشون على هامش العملٌة االنتاجٌة وعن لٌام‬
‫االحتالل الصهٌونً ألرضهم‪.‬‬

‫ومن خالل ذلن التحلٌل استنتجت مدى الفعالٌة الثورٌة الكامنة فً المطاع المتمرد من الشعب العربً‪ .‬وكون‬
‫فلسطٌن هً المضٌة التارٌخٌة لألمة العربٌة فً المرحلة الراهنة‪.‬‬

‫ومن خالل ذلن التحلٌل حددت المبادئ واالهداؾ واالسلوب‪ 27،‬رافضة الوجود الصهٌونً والوضع الجدٌد‬
‫لشعب فلسطٌن‪ ،‬واالسلوب العربً لمواجهة الوجود الصهٌونً ونتابجه‪ ،‬رافضة ذلن كله فكرا‪ ،‬ومنذ عام‬
‫‪ 2:76‬ممارسة بالبندلٌة‪.‬‬

‫ونظرا إلٌمان (فتح) بالنضال المطري‪ ،‬فمناعتها بؤن هٌكل الثورة العربٌة الواحدة هو محصلة لماءات الحركة‬
‫الوطنٌة فً كل االلطار العربٌة داخل اطار واحد‪ ،‬واعتبار نفسها لٌست البدٌلة للحركة الوطنٌة االردنٌة‬
‫وانما ترعاها وتشكل معها‪ ،‬بحكم الظروؾ المالبمة‪ ،‬المحور االساسً للماء الحركات الوطنٌة المطرٌة‬
‫االخرى‪.‬‬

‫لهذه االعتبارات كلها ال تجد سوى شعار واحد ٌتعلك باألرض طرحته (فتح) وهو " االرض ىٍَ ٗطررْا"‪.‬‬
‫صحٌح أن (فتح) كانت منذ البداٌة مدركة أن الثورة الفلسطٌنٌة هً ثورة العرب من أجل فلسطٌن‪ .‬اال أنها‬
‫داخل هذا االطار من فهمها‪ ،‬اعتبرت نفسها منذ البداٌة ممثلة للحركة الوطنٌة الفلسطٌنٌة فمط‪ ،‬صاحبة الدور‬
‫األساسً ضمن اطار وحدة الحركات الوطنٌة العربٌة‪ ،‬وبالتالً فهً ممثلة للفلسطٌنٌٌن‪.‬‬

‫الحركة الوطنٌة الفلسطٌنٌة فً اطارها المطري تمثل مرحلة تحرر شعب فمد كٌانه االجتماعً والسٌاسً ولم‬
‫تعد عنده مشكلة فالحٌن وعمال الن فالحٌه وعماله لم ٌعودوا جزءا من الهرم الطبمً الذي تحطم‬
‫‪28‬‬
‫بتشردهم‪.‬‬

‫‪27‬راجع نهاٌة الممال‪ :‬األسالٌب واألهداؾ والمباديء لحركة فتح‪( .‬الهامش من الكاتب ذاته‪:‬هانً الحسن)‬

‫‪28‬وأٌضا هذه رد على ممولة الصراع الطبمً أي طبمة العمال (حسب الماركسٌة) أو العمال والفالحٌن (حسب النظرٌة‬
‫الماركسٌة‪/‬الماوٌة) فً مواجهة البرجوازٌة اوالرأسمالٌة‪.‬‬
‫‪16‬‬
‫هذه الظاهرة‪ٌ ،‬لمً كثٌرا من االضواء علٌها أسلوب عمل االتحادات النمابٌة العمالٌة والطالبٌة الفلسطٌنٌة‪،‬‬
‫والتً تجد نفسها عاجزة عن اعطاء االولوٌة للمصالح النمابٌة لمن تمثلهم‪ ،‬لٌس بسبب العجز الذاتً‪ ،‬وانما‬
‫‪29‬‬
‫بسبب الوالع الموضوعً الذي ٌجعل من النمابات تنظٌمات ذات مهام تعبوٌة سٌاسٌة بالدرجة االولى‪.‬‬

‫ان الوصول الى مرحلة االراضً المحررة كان ٌعتبر منذ البداٌة حلما جمٌال بعٌد المنال ٌتهم كل من ٌتحدث‬
‫فٌه بمزاولة احالم الٌمظة‪ ،‬وكان معروفا باستمرار فً البداٌة ان (فتح) حذفت هذا الحلم من ذاكرتها مإلتا‪.‬‬

‫اىشٍاْ٘ر ال حؤٌَ اال ةاىػٍو‪ .‬ونو ضرنث او ٌِظٍث حفلد غِصر اىلدرة غيٕ وطع ُظرٗخٓا‬
‫ٌٔطع اىٍٍارشث واىخػت٘ق حفلد االحصال ةاىشٍاْ٘ر وشخشد ُفصٓا ٌشرد كٔة ذٔرٗث ىفظ٘ث‬
‫حشخر اىظػارات واىٍتادئ نٍادة اىٓائ٘ث‪ ،‬وحػشز ةاىخاىٖ غَ حهَٔٗ حشرةث ُظاى٘ث خاصث ةٓا‬
‫وحتلٕ ذٔرة فٖ اىترج اىػاسٖ‪...‬‬

‫إ نطاللا من ادران هذه الحمٌمة حرصت (فتح) حرصا كبٌرا على تؤمٌن المناخ والظروؾ المالبمة لوالدتها‪.‬‬
‫واثبتت االٌام ان فتح الى جانب وضوح هدفها التارٌخً – تحرٌر فلسطٌن – وما ٌحمله من فعالٌة ثورٌة‬
‫تإهله لٌكون محورا للثورة العربٌة‪ ،‬فإنها لد وعت طبٌعة الخطوات العملٌة والتكتٌكٌة الضرورٌة لتؤمٌن‬
‫والدة ثورة ؼٌر مٌتة بحٌث ال تكون الرصاصات االولى رصاصات ٌتٌمة‪.‬‬

‫وتمثل هذا الوعً باختٌار سورٌا‪ ،‬الوطن العرٌك التملٌدي للنضال المومً العربً باإلضافة الى مولعها‬
‫االستراتٌجً‪ ،‬لاعدة لالنطالق‪.‬‬

‫ومن اجل ضمان النجاح فً المدرة على افشال علمٌة االستٌعاب‪ ،‬وعلى الحفاظ على حرٌة التصرؾ‪ 30،‬تلن‬
‫المعركة السٌاسٌة التً كان واضحا منذ البداٌة انها ستكون ضارٌة بمجرد الولوؾ على االرض وسٌزداد‬
‫ضراوة كلما رسخت الدام الثورة الجدٌدة‪ ،‬فمد رفعت – فتح – منذ البادٌة شعارٌن اساسٌٌن ٌجعالن – فتح‬
‫– لادرة على ممارسة الصمت الوالً وتبرٌره‪ ،‬والى عدم دفع االنظمة العربٌة الى الدخول فً معركة جدٌة‬
‫تشعر فٌها االنظمة انها تخوض معركة هً فٌها "لاتل او ممتول"‪.‬‬

‫هذان الشعاران كانا شعار غدم اىخدخو فٖ اىظؤون اىٍطي٘ث ىيدول اىػرة٘ث (وى٘س اىداخي٘ث‬
‫‪31‬‬
‫نٍا ضرف اىظػار) وطػار اىشتٓث اىػرة٘ث اىٍصاُدة‪.‬‬

‫اعلنت (فتح) بملء صوتها وحتى ٌسمعها الجمٌع انها لن تتدخل فً الشإون المحلٌة ألي دولة عربٌة‪ .‬ان‬
‫هذا الشعار " ٌستهدؾ التفرٌك بٌن النظام والشعب‪ .‬والنظام الذي تمثله الدول‪ ،‬والشعب الذي نحن جزء منه‪.‬‬
‫نحن ال نتدخل بشإون االنظمة بمعنى اننا ال نسعى الى الحكم وال نرٌد ان نصل الٌه وال نتآمر على حكم‬

‫‪ 29‬نعم كان هذا دورها فً مرحلة ما لبل الدخول للوطن واآلن ترابط النضاالن‪ :‬أي السٌاسً والمطلبً معا بشكل وثٌك‪.‬‬
‫‪ 30‬حصل االحتكان مع النظام السوري طوٌال خاصة فً لبنان عندما حاول النظام السٌطرة على المرار الفلسطٌنً المستمل‬
‫فولؾ ٌاسر عرفات والثورة الفلسطٌنٌة سدا منٌعا ضد كل محاوالت األنظمة لسلب المرار الوطنً‪.‬‬
‫‪ 31‬رؼم تفرٌك هانً الحسن هنا فإن الصٌؽة التً سادت هً‪ :‬عدم التدخل فً الشإون الداخلٌة للدول العربٌة‪ ،‬مع أهمٌة‬
‫الفكرة التً ٌطرحها مفكر الثورة الكبٌر رحمه هللا‪.‬‬
‫‪17‬‬
‫عربً لصالح حكم اٌة فبة او جماعة ولكننا ُػ٘ض نو أضداث األٌث اىػرة٘ث ةلئةِا وافئدحِا‬
‫وٌصخػدون ان ُِاطو وشِِاطو ٌَ أسو اُخصار ْذه ى٘خطلق اٌيٓا اىهت٘ر"‪... 32‬‬

‫وطرحت (فتح) شعار الجبهة المساندة رافضة كلمة المشاركة عن لصد‪ ،‬ولهجته ؼٌر المعادٌة‪ ،‬من‬
‫الؽموض بحٌث ال ٌثٌر أي اعتراض ‪( ..‬الجبهة العربٌة المساندة فً رأي حركة فتح هً االمة العربٌة كلها‬
‫‪ ...‬الن هنالن تداخال فعلٌا ووالعٌا بٌن المضٌة الفلسطٌنٌة والمضٌة العربٌة‪ ،‬بل هً فً الوالع لضٌة واحدة‬
‫‪ٌ ...‬جب ان تعرؾ االمة العربٌة انها مشاركة للشعب الفلسطٌنً بالمال والسالح والرجال فً حربه ضد‬
‫االحتالل الصهٌونً ‪ ...‬ان المرحلة المادمة سوؾ تتسع إلخواننا العرب لٌمفوا مع اخوانهم الفلسطٌنٌٌن على‬
‫جبهة المتال داخل أرضنا المحتلة ‪.33)...‬‬

‫صط٘ص ان (فخص) ىً حهَ ْٖ خاىلث فهرة اىهفاح اىٍصيص طد "اشرائ٘و" ‪ ،‬ة٘د أن (فخص)‬
‫ناُج أول ٌَ سػو ْذه اىفهرة اىٍشردة ٌٍٓث غٍي٘ث وطػت٘ث‪ ،‬واىصتب ى٘س ْٔ اٌخالك‬
‫(فخص) ىصر اىخطي٘و اىصط٘ص واٍُا ةصتب كدرحٓا غيٕ غرح ٌِظٌٔث ٌَ اىظػارات حظهو‬
‫ةٍشٍٔغٓا ٌِٓز غٍو ٗظٍَ اال حظع اىرٔرة اىِاطئث ُفصٓا فٖ ٌأزق ال ٌخرج ٌِّ‪.‬‬

‫والشعاران المذكوران هما شعاران استراتٌجٌان خلما لفتح مجاالت تكتٌكة واسعة‪ .‬فالطوباوٌون‪ 34‬طوباوٌون‬
‫كما ٌمول "لوكاش"‪ ، 35‬لٌس بسبب الهدؾ الذي ٌضعونه نصب أعٌنهم وانما بسبب عجزهم عن ادران‬
‫الخطوات الالزمة لتحمٌمه‪ ،‬هذه الخطوات التً تكمن فً ماهٌة الهدؾ بالذات‪.‬‬

‫ان هذه الحمٌمة هً التً تفسر لنا لماذا استطاعت (فتح) بتواضع ان تخوض تجربتها الجماهٌرٌة الخاصة بها‬
‫بٌنما بمً كثٌرون ممن ٌرفعون راٌة الثورٌة اللفظٌة بال جماهٌر‪ .‬فالفرق بٌن الثوري المادر والعاجز الٌكمن‬
‫فً فهم دروس الماضً واستنتاج العبرمنها وإنما بالمدرة على أال ٌكون طوباوٌا‪ ،‬وذلن بوضع اهداؾ‬
‫المستمبل موضع التنفٌذ‪ .‬وهذا ٌتطلب تركٌب معادلة معٌنة ال تتنازل عن اتجاه الضربة الربٌسٌة بٌنما‬
‫تتؽاضى عن عمد عن لضاٌا اذا كانت ضرورٌة لحماٌة اتجاه اال انها ال تتٌح توجٌه الجهود باتجاه الضربة‬
‫الربٌسٌة‪ .‬وهذا هو دور شعار عدم التدخل والجبهة المساندة فً معادلة الثورة الشعبٌة المسلحة الطرٌك‬
‫‪36‬‬
‫الوحٌد لتحرٌر فلسطٌن‪.‬‬

‫‪ 32‬دراسات وتجارب ثورٌة‪ ،‬رلم ‪ ،23‬ص‪( 6-5‬الهامش من الكاتب ذاته‪:‬هانً الحسن)‬


‫‪ 33‬دراسات وتجارب ثورٌة‪ ،‬رلم ‪،23‬ص‪( 22-21‬الهامش من الكاتب ذاته‪:‬هانً الحسن)‬
‫ي ‪َ :‬م ْن ٌُ َح ِّل ُك َب ِعٌدا ً َوٌُ ْن ِش ُ‬
‫ا ُمثُالً‬ ‫طو َبا ِو ٌّ‬ ‫طو َبا ِوٌَّةٌ‪ ،‬وهً كلمة عربٌة أصلها من طوب‪َ ( ،‬م ْنسُوبٌ ِإلَى ُ‬
‫طو َبى )‪ ،‬ومعنى َر ُج ٌل ُ‬ ‫‪ُ 34‬‬
‫الوالِعِ‪.‬‬ ‫َوٌَ‪ْ 35‬سعَى إِلَى تَحْ ِمٌ ِم َها َوه َ‬
‫ًِ بَ ِعٌ َدةٍ َع ِن َ‬
‫جورج لوكاش فٌلسوؾ وكاتب ونالد ووزٌر مجري ماركسً (‪ ،)2:82-2996‬ولد فً بودابست عاصمة المجر‪ٌ .‬عده‬
‫معظم الدارسٌن مإسس الماركسٌة الؽربٌة فً ممابل فلسفة االتحاد السوفٌتً‪ .‬أسهم بعدة أفكار منها "التشٌإ" و"الوعً الطبمً"‬
‫تندرج تحت النظرٌة والفلسفة الماركسٌة‪.‬‬
‫‪ 36‬أشرنا فٌما سبك من هامش الى التفرٌك بٌن عدة مراحل فً مسٌرة حركة فتح‪ ،‬والى نضوج الوعً استنادا للمعادالت التً‬
‫ٌشٌر لها هانً الحسن من‪ :‬لوى ومعسكرات وتحدٌات وحسن لراءة للوالع ورإٌة المادم من المتؽٌرات‪...‬الخ‪ ،‬بحٌث أصبحت‬
‫المماومة المسلحة حما ال ٌتم التنازل عنه مطلما فهو حك انسانً للشعوب تحت االحتالل من جهة‪ ،‬ومن جهة ثانٌة أصبح تخٌر‬
‫‪18‬‬
‫الثورة الفلسطٌنٌة‪ ،‬سٌكتب التارٌخ فً ٌوم من االٌام تجربتها تحت باب ثورة المستحٌل‪ .‬الفٌتنامٌون عندما‬
‫ٌعددون مصاعب ثورتهم ٌتحدثون عن صؽر مساحة االرض‪ ،‬فكٌؾ بثورة ال تمؾ على االرض أساسا‪.‬‬

‫لمد ولدت الثورة الفلسطٌنٌة رافعة شعار النضال المطري ؼٌر مدعٌة بانها ستحمل أعباء االمة العربٌة كلها‬
‫على كتفٌها‪ ،‬وإن كان نضالها المطري مدخل أساسً لحل مشاكل االمة العربٌة‪ .‬ولدت وهً تحمل معها‬
‫ازمة الماعدة اآلمنة والمنطلك‪ ،‬ألنه لم ٌكن بإمكانها اال أن تولد من الخارج فً وسط عملٌة عربٌة متخلفة‬
‫‪37‬‬
‫شعارها (تكفٌنً صنعاء)‪.‬‬

‫هذا الوالع ٌفرض على كل منهج عمل ان ٌتبنى فً أجواء الوالدة تكتٌكات صحٌحة تضمن االستفادة من‬
‫الحد االلصى من الموى الثورٌة الفاعلة لصالح الثورة وتفكٌن الحد االلصى من الموى التً ال ٌمكن دفعها‬
‫الى جانب الثورة‪ ،‬ولكن ٌمكن الحٌلولة بٌنها وبٌن الولوؾ فً صؾ الموى العدوانٌة‪.‬‬

‫ان التمرد الفتحوي على الوالع العربً الفاسد والرافض بالممارسة المسلحة لالستراتٌجٌة العربٌة عام ‪2:76‬‬
‫فرضا على (فتح) العمل السري من جهة‪ ،‬وضرورة استمطاب الجماهٌر من خالل مخاطبة حدسها المباشر‬
‫من جهة اخرى‪.‬‬

‫ولمد سلكت (فتح) لذلن طرٌك منع الدورٌات األولى والمتجهة ومن الضفة الؽربٌة او الشرلٌة الى االرض‬
‫المحتلة من االصطدام بالجٌش االردنً حتى وان أطلمت النار علٌهم من لبل الجٌش‪ .‬وبالرؼم من أن أول‬
‫شهٌد للثورة الفلسطٌنٌة – أحمد موسى – لد لتل على ٌدي الجٌش االردنً اال أنها أضافت الى تلن‬
‫الصورة التً هزت ٌومها الضمٌر العربً‪ ،‬أضافت الى ذلن صراخها بؤنها ال تنوي التدخل فً الشإون‬
‫المحلٌة للدول العربٌة‪ ،‬لتجسد أمام الجماهٌر ان من ٌضطهدونا ٌمفون فً صؾ "اسرابٌل" وضد التحرٌر‬
‫والجماهٌر وهذا أمر ما كانت (فتح) لادرة على تحمٌمه لو أنها أضفت على نفسها منذ البداٌة صفة االله‬
‫أطلس‪ 38‬الذي ٌحمل على ظهره مستمبل االمة العربٌة والمدافع عن كل المظلومٌن والمضطهدٌن فً العالم‪.‬‬

‫كان طرح منظومة الشعارات (الفتحوٌة) بمثابة التجاوز الفكري لالستراتٌجٌة العربٌة ( الناصرٌة او الحزبٌة‬
‫المومٌة) فً الساحة الفلسطٌنٌة‪ 39،‬الساحة المابدة لكل الساحات االخرى مهما بلؽت لٌمتها وأهمٌتها‪.‬‬

‫اال ان اىخشاوز اىهت٘ر اىذي ضللخّ (فخص) ْٔ كدرحٓا غيٕ حشاوز ذاحٓا داخي٘ا‪ ،‬غِدٌا حٍهِج‬
‫ٌَ ُلو اٌهاُ٘احٓا اىذاح٘ث اىٍادٗث واىفهرٗث ٌَ ٌرضيث االٌهان اىٕ ٌرضيث اىفػو‪ٌ ،‬رضيث‬
‫اىتدء ةخفش٘ر اىرٔرة‪.‬‬

‫الوسٌلة رهنا بالعوامل والتمدٌر‪ ،‬وهو ما توافمت علٌه كل الفصابل الفلسطٌنٌة عام ‪ 3129‬متاخرة عن نظرٌة حركة فتح‬
‫بالمماومة الشعبٌة ‪ 23‬عاما‪.‬‬
‫‪ 37‬وجدت لالمام ابن حنبل ممولة‪ :‬البد من صنعاء وان طال السفر‪ ،‬وال ادري ألها صلة بالصٌؽة التً ٌطرحها هانً الحسن‬
‫المابلة (تكفٌنً صنعاء) أم أنها نحتها وتنسب له‪ .‬أو لربما ٌشٌر بشكل او بآخر لحدٌث كسرى عن الرسول علٌه السالم‪ ،‬حٌث‬
‫بعث كسرى ٌتوعد صاحب صنعاء وٌمول له أال تكفٌنً أمررجل لد ظهر بؤرضن ٌدعونً إلى دٌنه‪ ،‬لتكفنٌه أو ألفعلن بن‪.‬‬
‫‪ 38‬هو معبود فً المٌثولوجٌا اإلؼرٌمٌة‪ٌ ،‬شتهر بحمله لبة السماء على كتفٌه‪ ،‬وهو أحد العمالمة األلوٌاء‪.‬‬
‫‪ 39‬هو هنا ٌخاطب شعارات االحزاب المومٌة العربٌة مثل حزب البعث العربً االشتراكً والتٌارات الناصرٌة التً رفعت‬
‫لواء الوحدة العربٌة أوال‪ ،‬وربما ما سبمها من حركة المومٌٌن العرب التً تحولت الحما الى الجبهة الشعبٌة لتحرٌر فلسطٌن‪.‬‬
‫‪19‬‬
‫مرحلة االنتمال من النظرٌة الى التطبٌك‪ ،‬ذلن االنتمال الذي بمً رأسمال االمة العربٌة عندما تحطمت كل‬
‫بنادق االنظمة العربٌة أمام البندلٌة االسرابٌلٌة اال بنادلها بمٌت صامدة حتى تآمر الصهٌونٌون العرب علٌها‬
‫‪40‬‬
‫فتمدم النظام االردنً ٌلعب دور الحجاج ومن ورابه الخلفاء‪.‬‬

‫لمد كانت والدة الثورة الفلسطٌنٌة عمال أذهل كل المناضلٌن العرب حتى أن أحد المفكرٌن فً لبنان كتب‬
‫ٌمول‪( :‬ألٌس من المفاجآت ال َح ِرٌّة باالنتباه‪ ،‬ان ٌخرج عمل تارٌخً ضخم كالعمل الفدابً‪ ،‬بعد كل هذه‬
‫المرحلة التً لطعها العرب فً السٌر تحت راٌات الثورة واالشتراكٌة من أوساط ؼٌر ٌسارٌة فً االصل‬
‫‪41‬‬
‫‪.)..‬‬

‫هذا هو االطار النظري العام لحركة فتح‪ .‬ولكن ترى ‪ ...‬كٌؾ جرى التطبٌك؟‪.‬‬

‫ظهر المقال للمرة االولى يف دورية شؤون فلسطينية‪:‬‬


‫منظمة التحرير الفلسطينية‪-‬مركز األبحاث‪-‬بيروت‪2791-‬‬

‫لجنة التعبئة لفكرية‬

‫‪2019‬‬

‫‪ 40‬تشبٌبه ارتبط فً فترة صراع انتهت وانمضت‪ ،‬والتشبٌه المدٌم ٌفترض أن عصا الحجاج أو سالحه لخدمة الخلفاء‪.‬‬
‫‪ 41‬منح الصلح‪ ،‬ممابلة فً مجلة موالؾ‪ ،‬العدد‪ ،5‬ص‪( 266‬الهامش من الكاتب ذاته‪:‬هانً الحسن)‬
‫‪20‬‬

You might also like