Professional Documents
Culture Documents
علم النفس التربوي 1
علم النفس التربوي 1
1
مـقــدمـة:
نعيييش حاليييا عصيرا تتسييارع فيييه العييارف وتتجييدد وتتنييوع البتكييارات وتتغي ي بيييث أصييبح ميين
الضروري مراجعة من حي لخآر كل ما اكتسبناه ولو كان هييذا الكتسييب العرفي لي يييضم عليييه وقتييا
طويل،ا وذليك لنسياير هيذا التقيدم الائيل في كيل ميالت العرفية .وإن كيان هيذا ينطبيق عليى كيل فيرد
مهمييا كييانت درجيية معرفتييه ومسييتواه العلمييي فهييذا يكييون أهييم إذا تعلييق الميير بيييدان التبييية والتعليييم
ويصخ العلم ذاته .ففي ظييل هييذا العصيير ومعطييياته التعاظمية والتجيددة باسيتمرار كشيف عليم النفييس
ال يتبوي عيين ضييعف بعييضم الطرائييق التبوييية وقصييور مضييامي ال يواد التعليمييية القائميية حالي يا عيين بلييوغ
الهيداف الرجييوة،ا لييذا وجيد هيذا العليم نفسييه أمييام ضيرورة إعييادة النظيير في ميوقفه ميين الطفيل والدرسية
والعلييم والنهييج الدراسييي والعلقييات القائميية بينهييم ومناهييج التعليييم وطييرق التييدريس وفلسييفة التبييية،ا
فمراجعيية الناهييج والبحييث في التعليييم والتعلييم والتكييوين بصييورة عاميية ميين أسييس بقيياء التمييع وتقييدمه.
فلم يعد مقبولا بالنسبة لذا العلم اليوم أن ننظيير إلي الطفييل وكييأنه صييفحة بيضياء يسييجل عليهييا العلييم
مييا يريييد،ا أو أن يبقييى النهييج الدراسييي مليئيا بالعلومييات الييت يطلييب ميين التلميييذ حفظهييا واسييتجاعها
أثنيياء المتحييان،ا أو أن ننظيير للمعلييم وكييأنه اللقيين والالييك الوحيييد للمعرفيية مثل .لقييد بينييت الدراسييات
الديثة الت أجريت ف العقود الخآية،ا أن إمكانيات الطفييل وقييدراته هيي أكييب بكييثي ميميا كيان يعتقيده
علييم النفييس قبييل هييذا التاريييخ .وبييات ميين الضييروري النظيير ميين حي ي لخآيير ف ي تكييوين العلييم ومناهييج
التييدريس والزميين واسييتغلله والظييروف العاميية اليطيية بييالتعلم والتعليييم وقييدرات التعلييم ووسييائل التعليييم
وغيها من الشروط العامة الت يب توفرها من أجل آداء مهام التعليم في كييل السيتويات وفي متليف
الؤمسسات.
وتعد العارف والهارات الت يقدمها هذا العلم ميين الوضيوعات الكييثر أهييية لين يتنيياول عملييه
ميدان التبية والتعليم وذات أهية قصوى ف إعداد العلم والرب بصورة عامة.
إن عليم النفييس اليتبوي يعييد ميين فييروع علييم النفييس ذو الييدور الفعييال لييا لييه ميين الهييية النظرييية
والتطبيقية ف العمليية التبويية في إحداث التغيات الرجيوة في ميالت التعليم والتعلييم إذ يقيدم البيادئ
النفسييية الساسييية للمرب ي بصييورة عاميية والعلييم بصييورة خآاصيية،ا علييم النفييس ال يتبوي يقييدم العلومييات
والبي ييادئ النفسي ييية العامي يية ال ييت تسي يياعد علي ييى فهي ييم س ييلوك التعل ييم وتنمي يية شخصي يييته في ي ك ييل جوانبهي ييا
واستغلل طاقة الفرد ومتلف القدرات وتوجيه السلوك ومعرفة الذات.
كذلك يكننا أن ننظر إل علم النفس التبوي على أنه الفرع الوسيط بي التبييية وعلييم النفييس
كييونه يهتييم بالييانب اليتبوي ويعتمييد علييى القيواني والفيياهيم النفسييية فهييو بييذا مييزج بيي علييم النفييس
والتبية.
2
المحور الول :مدخل إلى علم النفس التربوي:
(1776-1841) (HERBART, Johann Friedrichالفيلسوف والبيداغوجي اللان أول مبشيير بيذا العليم
عندما حاول أن يستشف من علم النفس البييادئ الييت كيانت تبييدو لييه ذات قيمية في التبييية والتعليييم،ا
فيفييضم النظريييات الييت تييدافع عيين فكييرة التمييييز بيي القييدرات )اللكييات( العقلييية ويقيتحر فكييرة أن كييل
الظواهر العقلية أساسها التفاعيل بيي الفكيار الوليية .فحسيبه الطيرق والنظيم التبويية ييب أن تؤمسسيس
والخآلق عليى عليم النفيس والخآلق :عليم النفيس يسيياعد علييى توصيييل العيارف الساسييية،ا
لتحديد اليدف الجتمياعي للتبيية،ا مين مؤملفياته الساسيية ) .le Manuel de psychologie (1816ومن
قبلي ييه كومنيي ييوس )) (E.A.COMENIUSالتشي يييكي( )،1670-1592ا وبسي ييتالوزي )Pestalozzi, Johann
،Heinrich (1746-1827ا وفروبي ي ييل ) 1782-1852)) (((Friedrich Fröbelوروسي ي ييو )Rousseau, Jean-
1712-1778)) (Jacquesوغيه ييم،ا غيي ي أن نظري يية اللك ييات ك ييانت ه ييي الس يييطرة عل ييى ب ييدايات عل ييم
النفس التبوي الت تعود ف أصولا إل الفلسفة اليونانية وفلسفة العصور الوسيطى اليت كيانت تيرى أن
العقل النسان يتألف مين قيوى مسيتقلة كاليذاكرة و الرادة و النتبياه اليت تيؤمدي إلي حدوث متليف
النشطة العقلية.
إذا كان علم النفس التقليدي يرى أن الطفل راشدا صغيا فإن علم النفس الديث يالف ذلك
ويراعييي خآصوصييية الطفييال وطييبيعتهم النسييانية ومي يولاتهم الاصيية ويييرى بييأن الطفييل يفكيير ويتخيييل
بعيييدا عيين سييات الراشييد وخآصائصييه .وإذا كييان علييم النفييس التقليييدي ييعييرف بعلييم نفييس اللكييات أي
ينظر إل التكوين العقلي للنسان على أساس اللكات،ا فإن لعليم النفييس اليديث عكييس هيذه الرؤيية
التقليدية إذ يفسره على أنه طاقة دينامية واحدة.
3
ويسييتبدل مفهييوم التعلييم كعملييية آلييية ميكانيكييية بفهييوم أكييثر ديناميكييية يكييون فيهييا التعلييم
معتمدا على استجابات الطفل والهتمام بنشاطه.
فضييل هيبييارت يعييود إل ي الربييط الباشيير بي ي المارسيية التبوييية والبييادئ النفسييية الييت صيياغها.
ويرى أن العقل كينونة وجدانية ينمو ويتطور ويكتسييب ملماييه عييب عملييية التصييال السييي مييع العييال
الارجي،ا ويدد هيبارت مصدرين أساسيي لتكوين العرفة عند النسان ها:
-تفاعل النسان مع الطبيعة.
-تفاعل النسان مع الوسط الجتماعي.
والوظيفة الساسية للتبية عند هيبارت هي أنا تد العقل بالفكار والتجارب.
رغم إسهامات هذا العال وغيه ف ترسيخ علم النفيس اليتبوي وتدييد معياله بيي العليوم الخآيرى فيإنه
ف ي الواقييع )علييم النفييس ال يتبوي( كعلييم تريييب مسييتقل عيين الفلسييفة ظهيير ف ي الربييع الخآي ي ميين القييرن
التاسع عشر على يد ادوارد ثرندايك ) (1874-1949) (Thorndike, Edward Leeالمريكي الييذي ألييف
أول كتي يياب لي ييه حي ييول هي ييذا الوضي ييوع عي ييام 1903تي ييت عني يوان "علي ييم النفي ييس ال ي يتبوي" )Educational
« (Psychologyولي ي ي يبي ييدأ هي ييذا العلي ييم في ي ي اتي يياذ صي ييورة واضي ييحة إل مني ييذ عي ييام 1920وقي ييد تتي ييابعت
الهتمامات والؤملفات والبحوث الكاديية حول هذا العلم،ا وأنشييئت العامييل والختيبات الاصيية بييه،ا
وظهييرت اللت التخصصيية لعاليية موضييوعاته،ا وعقييدت الييؤمترات العلمييية الييت أسييهمت ف ي تديييد
طبيعته،ا إل أن أصبح هيذا العليم مين القيررات الساسيية اللزمية لتيدريب العلميي ف كلييات ومعاهيد
التبية بختلف أنواعها ومستوياتا ...وبدأ الهتمام يتحييدد ويزيييد بعلييم النفييس اليتبوي في الثلثينيييات
ميين هييذا القييرن،ا حيييث تي ي تديييد موضييوع سيييكولوجية الي يواد الدراسييية كييالقراءة والسيياب وانتشييرت
أبيياث كييثية في طييرق التييدريس،ا وفي الربعينيييات تطييور هييذا الفييرع نتيجيية تييأثره بالفيياهيم الكلينيكييية
الشييتقة ميين ميييدان الطييب العقلييي والعلج النفسييي،ا حيييث زاد الهتمييام بشييكلت التوافييق والتكيييف
والصي ييحة النفسي ييية للطي ييالب .وف ي ي المسي ييينيات زاد الهتمي ييام بعمليي ييات التعلي ييم داخآي ييل غرفي يية الصي ييف
والعلقات بي الطلبة أنفسهم من جهة أخآرى(1) ».
علم النفس التبوي العاصر استفاد من نظريات التعلم ومن البحييوث والستكشيافات العلمييية
والتجريبيية الختلفية ف كيل الييادين :حيول النميو وعليم الجتمياع ومين البياث والنظرييات التناقضية
في ي بعييضم الحيييان لختلييف الييدارس :السييلوكية والغشييطالطية والعرفييية وغيهييا وميين متلييف البحييوث
العلمية من ميادين بث متلفة خآاصة ف عصرنا الال.
1
للى،
-صالح محمد علي أبو جادو ،علم النفس التربوي ،دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة-عمان ،الطبعة الول
.1998ص.18.19.
4
فالمعرف يية الش ييمولية والدقيق يية لمراح ييل تط ييور الي يياة النفس ييية عن ييد الطف ييال والراهقيي ي مثل و المعرف يية
المعمق يية والعلمي يية لبع ييضم القض ييايا والوض ييوعات النفس ييية،ا و معرف يية العطي ييات البيولوجي يية ال ييت تتص ييل
براح ييل ن ييو الطف ييل والتابط ييات النفس ييية والتص ييورات ال ييت تتص ييل بط ييرق التفكيي ي مثل كله ييا و غيه ييا
ساعدت على بلورت و استقلل و إثراء علم النفس التبوي.
لي ي يع ييد في ي الواق ييع م ييرد تطبيق ييا لنظري ييات التعل ييم وس يييكولوجية النم ييو أو مزي ييا م يين النظري ييات
وسيييكولوجية التعلييم والقييياس النفسييي وال يتبوي بييل لييه كيييانه « ويعييود الفضييل ف ي ذلييك إل ي اسييتخدام
العلمي يياء لغي يية النسي يياق أو النظومي ييات ،Systemsا ويقصي ييد بالنظومي يية مموعي يية مي يين العلقي ييات النظمي يية
التداخآلة الت تربط بي أجزاء متفاعلة يتكون منها كل أو نط يؤمدي وظيفيية معينيية .وقييد يكييون تصييور
1
العملييية التعليمييية كمنظوميية والييذي اقييتحه روبييرت جليييزر منييذ عييام 1962أكييثر التصييورات شيييوعا».
وتتألف هذه النظومة من العناصر التالية :الهداف التبوية،ا الدخآلت السلوكية،ا عمليييات التعلييم،ا
والتقوي التبوي،ا كما يوضحه الشكل الوال:
الشكل رقم ) (1المنظومة الساسية للعملية التعليمية كما اقترحها روبرت جليزر
وهييذه العناصيير هييي الكونييات الساسييية لوضييوع علييم النفييس اليتبوي .ولييو اعتمييدنا علييى هييذا
النسييق في ي عملييية التعلييم لقلنييا أن أي أسييتاذ مهمييا كييانت مييادته الدرسيية وحييت يسييتغل وقتييه ويقييق
أهييدافه التعليمييية،ا عليييه أن يعتمييد في تدريسييه أو بييالحرى في كييل حصيية ميين حصصييه التعليمييية علييى
هييذه العناصيير ويتسيياءل قبييل تص ييميم ال ييدرس أو الوحييدة التعليمييية وأثن يياء تنفي ييذها م ييا هييي الهييداف
الرجوة من هذه الصة أو الوحدة؟ ما هي الكفاءات الت يب إحييداثها أو تثبيتهييا عنييد كييل متعلييم؟
ميا هييو السييلوك التعليم اليذي يييب أن أعلييم التعليم إيياه؟ ميا هييي التغييات اليابيية اليواجب إحيداثها
ي
عنييد كييل متعلييم؟ ...مييا هييو أو مييا هييي السييلوكات أو الكفيياءات الييت هييي بييوزة كييل متعلييم؟ ميياذا
باستطاعة التعلم أن يفعل الن قبل أن أقدم له الدرس؟ مياذا أفعييل حيت أسيتطيع أن أحيدث التغيات
الرجييوة في سييلوك كييل متعلييم؟ مييا هييي الطييرق والوسييائل الييت أسييتعملها حييت أصييل إلي الهييداف في
أسرع وقت ودون جهد كبي مثل سواء للمتعلم أو ل كمعليم؟ ...كييف أعيرف أن هنياك تغيي ايياب
1
-صالح محمد علي أبو جادو المصدر أعلها ص19 .
5
ف سلوك التعلم؟ ما هي الوسائل والعلمات الت تدل أن التعلم قد أصبحت لديه كفاءات جديييدة
بإمكييانه توظيفهييا في مواقييف تعليمييية جديييدة؟ كيييف أعييرف أنن ي حققييت الهييداف الييت سييطرتا ميين
قبل؟ أي ما هي الخرجات السلوكية؟...
ا -تعريف علم النفس التربوي:
لتوضيح مصطلح "علم النفس التبوي" تعيددت التعريفييات وذلييك لتعيدد الزوايييا الييت ييؤمخآيذ منهييا
هذا العلم ولتعدد كذلك تعريفات العبارات الكونية ليذا الصيطلح" :علييم"،ا "النفييس"،ا "التبيية" .هيذه
العبارات الت تعددت معانيها بتعدد العصور والدارس والفلسيفات )ول نرييد في هيذا اليال التعميق في
هذه العبارات(.
لقد كان هناك جدل كيبي حيول ماهيية هيذا العليم،ا فيإذا كيان البعيضم ييرى هيذا العليم كمبيدأ
التط ييبيق في ي مي ييدان التبي يية والتعلي ييم،ا أي في ي غرف يية الدراس يية،ا للمع ييارف والطرائ ييق والس يياليب النفس ييية
والنظريييات الييت توصييل إليهييا علييم النفييس،ا فييإن البعييضم الخآيير يييرى أن علييم النفييس ال يتبوي لييه ميييدانه
التميز بنظرياته ومناهجه البحثية ومشكلته وأساليبه الاصة،ا وعلى هييذا السيياس فميين بيي اهتماميياته
الساسية ند:
-فهم عملية التعلم والتعليم
-تطوير طرائق لتحسي هذه العمليات.
وإذا أعطينا تعريفا ليه ف إطيار علم النفيس نقيول أنيه الدراسية العلميية للسيلوك النسيان خآلل
متلف العمليات التبوية.
ولقد عرف ديفيد أوزبول وروبرسون علم النفس التبوي،ا بأنه مموعة العلقات الشتقة تريبيييا
أو منطقيييا بيي العوامييل والتغيات في الوقييف الدرسييي والنواتييج الرغوبيية كمييا تقيياس بؤمشيرات السييلوك
العقلي.
ويعرفه ديبوا ) (Duboisفيقول :علم النفس التبوي من العلوم النظرية التطبيقية الييت تيياول فهييم
ما يري ف الدرسة وف غرفة الصف،ا وفهم أسباب حدوثه.
كما ييعرف « بأنه علم تريب يدرس سلوك التعلم خآلل مارسته لعملية التعلم(1) ».
يعرف ييه وي ييتك ) (Wittrockعل ييى أن ييه العل ييم ال ييذي ي ييدرس مش ييكلت التبي يية وحله ييا م يين خآلل
مفاهيم ومبادئ علم النفس الختلفة.
يعرفه كيج وبيلينر ) (Gage &Berlinerعلى أنه دراسية التعليم والتعلييم والدرسية وميا يرتبيط با
من عمليات باستخدام مفاهيم ومبادئ علم النفس.
-ينظر صالح محمد علي أبو جادو المصدر أعلها ص.23. 1
6
ويعرفه برونر ) (Brunerعلى أنه الدراسة العلميية للسييلوك النسييان في الواقيف التبويية،ا أي أنيه
العلم الذي يربط بي علم النفس والتبية(2).
م يين خآلل ه ييذه التعريف ييات يتض ييح لن ييا أن ه ييذا العل ييم الدي ييد ه ييو أح ييد مي ييادين عل ييم النف ييس النظري يية
والتطبيقية الت يتعن بالتعلم ف كل جوانبه العقلية النفسية الجتماعية التبوية وتسخيها لفهم وتيوجيه
واستغلل التعلم والتعليم.
الموضوعات المجال
-العرف – الخآلقي -السدي
التطور و النمو
-اللغوي الجتماعي -النفعال ...-
-التخطيط الصفي – إدارة الصف و ضبطه
-تعليييم التفكيي ي – نظريييات التعلييم )السييلوكية،ا التعليم و التعلم
العرفية،ا الجتماعية،ا التكاملية(...
-دور الدافعية ف التعلم و وظائفها،ا
-نظري ي ييات الدافعي ي يية )النس ي ييانية،ا الجتماعي ي يية،ا الدافعية للتعلم
العرفية،ا التحليلية(...
-متلف التقويات)التقييوي التشخيصييي،ا البنييائي،ا التقويم
1
25 -ينظر عدنان يوسف العتوم و آخرون ،علم النفس التربوي :النظرية و التطبيق ،مصدر أعلها ،ص.
8
النتقائي(...
-2أهدافه:
مثل باقي العلييوم يهييدف علييم النفييس اليتبوي إلي الفهم ثي التنبؤ ثي ضبط السييلوك أو الظيواهر
التبويية )موقيف تعليميي تعلميي( .وفهيم الظياهرة يعتميد أساسيا عليى وصيف العلقية بيي الظياهرة اليراد
دراسييتها والظيواهر الخآييرى الييؤمثرة فيهييا اعتمييادا علييى السييلمة السييببية أن لكييل ظيياهرة طبيعييية أسييباب،ا
الفهييم في جييوهره هييو تسيياؤلت في البداييية نيياول الجابيية عنهييا "كيـف؟"و"لمـاذا؟" يييدث السييلوك.
والفه ييم يس يياعد عل ييى التنب ييؤم أي توق ييع ح ييدوث الظ يياهرة :وه ييو احتم ييال ولي ييس حتمي ييا وق ييوع الظ يياهرة
اعتمادا كذلك على مسلمة الضطراد إذ هناك استقرار نسب ف الظواهر الطبيعية .والتنبؤم هو كيذلك
مااولة الجابيية علييى تسيياؤلت "ماذا يحدث؟" و"كيف يحــدث؟" هييذا الفهييم،ا وهييذا التنبييؤم يسيياعد
على ضبط الظاهرة أو التحكم فيها :فمعالة أسباب الظاهرة يعلهيا تيدث أو ل تيدث .أي القيدرة
عل ييى التحك ييم في ي بع ييضم العوام ييل أو التغيييات الس ييتقلة العروف يية )ال ييت تعرفن ييا عليه ييا( ال ييت تس ييهم في ي
إحداث الظاهرة )السلوك،ا الكفاءة،ا مرجات العملية التبوية (...رغييم أن الضييبط في هييذا الييال ليييس
ميين السييهل الوصييول إليييه بسييبب تنييوع وتغي ي وتفاعييل السييباب أو التغيات الييت تسييهم ف ي إحييداث
الظاهرة العلمية التبوية.
في ي الواقييع فالييدف الساسييي هييو تطييوير وتطييبيق أسييس علييم النفييس العييام ميين أجييل تطييوير
العملية التبويية واسيتغللا والسييتفادة منهيا .فمين وراء نشياطه العلمييي يهييدف إلي الوصييول إلي العرفيية
الت تكنه من تفسي العلقة الوجودة بي التغيات الت هي بثابة السلوك ف الواقف التبوية والعوامييل
الختلفة الؤمدية إل حدوث هذا السلوك.
،(1880-1961)(Gesell, Arnold Luciusا وغيهييم .وتسييعى هييذه الدراسييات الوصييفية إل ي تتبييع الظيياهرة
النائية والسلوكية كاللغة والنمو الفسيولوجي والجتماعي والتغيات اليت تطيرأ عليى التعليم في مراحيل
نوه .والدراسات الوصفية التطورية تأخآذ شكلي:
-الدراسات الطويلة )الطولية( :يتتبع فيه الباحث الظاهرة لدة طالت )بضع سنوات( أم
قصرت )بضعة أشهر( .هي طريقة تتطلب الهد والوقت الكبيين.
-الدراسات المستعرضة :على خآلف الول هذه الطريقة توفر الهد والوقت فمثل عند
دراسة نو اللغة عند الطفل فعوضا عن تتبع الظاهرة لفتة عمرييية معينيية فتقسييم الفييتة الزمنييية اليراد تتبييع
الظاهرة عبها إل فتات عمرية ث تأخآذ عينات كبية منها تغطي هذه الفتة العمرية الفرعية.
12
* التشخيصخ أي تديد ميواطن القيوة والضيعف وذليك بالعتمياد عليى العلوميات اليت جعيت
بعد دراستها وتليلها بختلف الطرق.
* وضييع العلج الناسييب وهييذا بعييد وضييع الفييروض الييت يعتقييد البيياحث أنييا مناسييبة لعلج
الشكلة الدروسة.
وما نود الشارة إليه هنييا أن النهييج ييتيار حسيب نوعيية الظياهرة الدروسيية وطبيعتهييا .فيالظواهر
العادي يية ت ييدرس بناه ييج ب ييث وص ييفية إذا ك ييانت تع ييب ع يين متغيي ي واح ييد مث ييل جي يوانب النمييو الختلفيية
كاللغوية والسمية والعقلية والجتماعية أو الظيواهر النفييردة كخصييائصخ التعلييم الوهييوب مثل والتعلييم
الفعال،ا أما إذا تعلق المر بالظواهر الاصة كالقلق والضعف العقلي فإنا تييدرس بييالطرق الكلينيكييية
مثل 1.أو دراسيية الاليية )الييت هييي منهييج وصييفي( الييت قيد تكييون فييردا أو مموعيية ميين الفيراد أو قسييما
دراسيا أو حت مدرسة .ويبقى علم النفييس اليتبوي يسيتعي بيالعلوم الخآييرى كالرياضييات و الحصياء
وطرقها للكشف عن الوضوعات الت يتناولا.
-صالح محمد علي أبو جادو ،علم النفس التربوي ،مصدر أعلها ص28 . 1
-عدنان يوسف العتوم وآخرون ،علم النفس التربوي :النظرية والتطبيق ، ،مصدر أعلها ،ص22 . 2
13
-ال ييدخآلت التبوي يية ه ييي حال يية التعل ييم قب ييل ب ييدء عملي يية التعل ييم أي الكتس ييبات والكف يياءات القبلي يية
والدافعية والقدرات العقلية.
-الخرجييات التبوييية هييي النتائييج التتبيية عيين التعلييم أي التغيات الييت طيرأت علييى سييلوك التعلييم أي
الكفاءات الت اكتسبها نتيجة التعلم.
1
-التقوي التبوي هو الكم على مدى تقيق الهداف وناحر عملية التعلم وتهيزاتا الختلفة.
-عملييية التعلييم )التجهيييز الي يتبوي( وهييي الجي يراءات التبعيية ميين أجييل تقيييق أهييداف عملييية التعلييم
كالوسائل التعليمية وطرق التدريس وظروف العمل.
من أبرز الفروع الت يرتبط با علم النفس التبوي ند على سبيل الثال ل الصر:
أ -علم نفس النمو )التطوري( :هذا العلم الذي يركز اهتمامه حول مسائل أساسية ف النمو
والت يكن تصنيفها إل ثلثة:
الهتمام بسلسلة التغيات الت ير با الفرد أثناء دورة الياة )الطفولة وما قبل
الولدة،ا الراهقة،ا الرشد والشيخوخآة(.
دراسة الفروقات الفردية ف بعضم الصائصخ النمائية.
دراسة الفروقات الفردية ف الثقافات والتمعات الختلفة أساسي ف ميدان علم
النفس التبوي .وبوث هذا الفرع أسهمت كثيا ف تطوير وإفادة علم النفس التبوي ف ميدان التبية
والتعلي ييم والتع ييرف عل ييى الظ ييروف البيئي يية والتنش ييئة الجتماعي يية مثل ال ييؤمثرة عل ييى الق ييدرات العقلي يية
وسات الشخصية.
ب -علم النفـس الجتمــاعي :العلييم ل يتعامييل ويتفاعييل مييع أفيراد فيرادى داخآييل القسييم لكيين
مع جاعات )قسم دراسي(،ا لذا فهو باجة لفهم أكثر لديناميات الماعة وأثرها في سييلوك أعضييائها
واتاهاتم وفهم مبادئ السلوك الماعي حيت يصييبح أكييثر قيدرة عليى التعاميل مييع العوامييل الييت تيؤمثر
العليم ف الواقف الماعية السهلة للتعلم أو العيقة له،ا حت يستفيد منهيا ف عمليه .التعليم أو
ينتمي إل أسيرة ومتميع وثقافيية بكيل ميا تمليه ميين قييم ومبييادئ،ا فمين أجيل ذليك فييإن كييل ميا يقييدمه
علم النفس الجتماعي من نتائج ستزيد من فهمنا لنفسنا ولتعلمينا.
هييذا العلييم دفعنييا إل ي إعييادة النظيير ف ي تصييورنا للوضييعيات التبوييية وطرائييق التحليييل والسيييورة
التعليمييية .وهكييذا أصييبح ميين اللزم علييى العلييم أن يعييرف آليييات اشييتغال الماعيية تكوينهييا وتطورهييا
البنيييوي وسيييورة أعضييائها ومييآلم و قيادتييا .إن السييلوك بسييب علييم النفييس الجتميياعي هييو نتيياج
العلق ييات الديناميكي يية الص ييادرة ع يين تفاع ييل الف ييرد م ييع الي ييط )إمكانيي يات البيئ يية الادي يية والجتماعي يية
14
والثقافييية والعنوييية( .كمييا أن هييذا العلييم يسييمح بعرفيية مسييتويات وعتبييات التفاعييل والنييدماج مثل:
كيي ييف تي ييؤمثر الماعي يية في ي ي الفي ييرد وكيي ييف يي ييؤمثر الفي ييرد في ي ي الماعي يية،ا وكيي ييف تصي ييطبغ الواقي ييف الفرديي يية
بالماعييية وكيييف يتقبييل الفييرد أنظميية الضييبط الإجتميياعي أو يرفضييها .ولقييد وظفييت التبييية الدرسييية
بصي ييفة خآاصي يية هي ييذه العطيي ييات السي يييكو -اجتماعيي يية قصي ييد إشي ييباع حاجي ييات التلميي ييذ مي يين العلقي ييات
الجتماعية .وهذا الشباع يتحقق بواسييطة التعلييم .لقييد بيي عليم النفييس الجتميياعي للمربي والبيياحث
أن جاعة التعلمي مهما كان حجمها،ا كبية أم صغية،ا هي مييال لعلقييات معقييدة وتفاعلييية وأنييه ل
ينبغي اعتبارها مرد تميع للفراد،ا فالصف الدراسي هو متمع مصغر عليى العليم الليام بصوصييات
الماعة ودينامياتا مثل.
ج -علم القياس النفسي :القياس هو العملية اليت يتيم با تقيدير شييء ميا تقيديرا كمييا ف ضيوء
وحدة قيياس معينية أو نسيبة إلي أسياس معيي .أو هيو العمليية اليت تيدد بوسياطتها كميية ميا يوجيد في
الشيييء ميين الاصييية أو السييمة الييت نقيسييها .أي تقييدير الشييياء والسييتويات تقييديرا كميييا وفييق إطييار
معيي ي ميين القيياييس الدرجيية،ا اعتمييادا علييى أن كييل شيييء موجييود بقييدار وكييل مقييدار يكيين قياسييه.
والقييياس النفسييي منييذ بييداياته وقييياس الييذكاء مييع Alfred Binetمنييذ نشييأة حركيية قييياس الييذكاء والتييأخآر
العقلييي وسييات الشخصييية زاد ميين أهييية القييياس والتقييوي ال يتبوي لتحقيييق الدقيية والوضييوعية .فبفضييل
البحوث أصبح بالمكان قياس بعضم الوانب الت كييانت تبييدو مستعصييية عيين القييياس كالتاهييات،ا
وجوانب بعضم السلوك العرف النفعال أو الجتماعي.
القياس السييكومتي ) (La psychométrieتسيتعمل فييه الروائيز بختليف أنواعهيا )روائيز العرفية،ا
روائييز القييدرات العقلييية،ا روائييز الشخصييية( .والرائييز هييو أداة قييياس دقيقيية لسييلوكات وتص يرفات معينيية،ا
كمييا أنييه أداة إجرائييية تكيين ميين تكميييم تلييك السييلوكات ومقارنتهييا بسييلوكات وتصييرفات أفيراد آخآرييين
يوجدون ف الوضعية نفسها.
القياس السوسيوميتي ) (la sociométrieمن أول توظييف لهيذه التقنيية ميع جيان ليويس مورينييو
) (.Moreno J. Lفي ي ي كتي ييابه الوسي ييوم بي ي ي " أسي ييس القيي يياس الجتمي يياعي" )Les fondements de la
.(sociométrieي أصبح هذا القياس وسيلة لتحديد درجة قبول الفرد ف جاعته والكشف عن العلقيات
القائميية بينييه وبيي ي بيياقي الفي يراد .ويكيين اسييتخدام هييذه التقنييية داخآييل الفصييل الدراسييي ميين أجييل
كشف واستجلء والتعرف على العلقات الفية بي التلميذ ول ل بي السيياتذة كييأن نييوجه سيؤمال
مثل من ترغيب العميل معيه؟ أو مين هيو الشيخصخ أو التلمييذ اليذي ل ترغيب العميل معيه؟ أو مين هيو
التلميذ الذي تظن أنه سيعمل معك؟ بذه التقنية وغيها يعرف الدرس الفضيلي أو الزعمياء )القيادة(
15
والنعزليي ي والرفوضييي ثي ي ييياول مسيياعدة التلميييذ الهمييش علييى النييدماج والنعييزل علييى حييل أسييباب
عزلته.
تفيد مثل الروائز )العرفية( ف بلورة عملية التعلم حيث توظف فرديا أو جاعيا لقياس معارف
واخآتبييارات التحصيييل الدرسييي .إنيا تقنييية ناجعيية يسييتعملها العلييم والسييتاذ لراقبيية التطييور البيييداغوجي
لييدى التلميييذ .وهنيياك أيضييا روائييز القييدرات العقلييية وأههييا رائييز الييذكاء ) سييلم بنيييه– سيييمون 1911
سييتانفورد بينيييه ،1917ا سييلم وكسييلر،ا بلفييي....اليي( ويعييب عيين نتييائجه إمييا بييالعمر العقلييي أو بعامييل
الييذكاء،ا فييالعلم مطييالب براعيياة مييا تقييدمه الدراسييات السيييكولوجية حييول نييو الطفييل والراهييق وعلقيية
ذلك بالذكاء .ولو اعتمدنا على أباث بياجيه ) (J. Piagetلقلنا أن كل مرحلة يناسبها ذكاء .وأخآيا
هناك روائز الشخصية،ا وهي عبارة عن مقياييس نفسيية ليدوافع الشيخصخ واتاهياته وانفعيالته وعلقياته
بالخآرين .وهي أداة فاعلة ف بلورة العمل التبوي.
د -علــم النفــس الفيزيولــوجي :إذا ك ييان عل ييم النف ييس الفيزيول ييوجي ي ييدرس العلق ييات الوج ييودة بيي ي
اليكانيزمييات النفسييية ووظييائف الهيياز العصييب وخآاصيية تلييك الييت تييؤمثر في السييلوك النسييان ومتلييف
الحساسييات،ا فهييذا يعن ي أن العرفيية الفسيييولوجية تفيييدنا ف ي عملييية التعليييم وف ي فهييم السييلوك العييادي
ال ييذي نارس ييه في ي حياتن ييا العادي يية بن يياء عل ييى أسس ييها البيولوجي يية والعص ييبية .عل ييم النف ييس الفس يييولوجي
يساعدنا في بنياء الباميج الدراسيية والتخطييط ليا وتطبيقهيا،ا فدروس القيراءة والكتابية مثل تكيون مبنيية
على أسس علمية إذا ما اعتمدنا على نتائج البحوث ف ميدان علم النفس الفسيولوجي.
علم النفس التبوي هو على العموم أحد فروع علم النفس العام كما أشرنا لذلك ويبقى أحد
فروع ييه التطبيقي يية ويعتم ييد عل ييى ب يياقي الف ييروع الخآ ييرى كعل ييم النف ييس التجري ييب وعل ييم النف ييس العي ييادي
والتحليل النفسي ويستفيد من البحوث الختلفة ف ميادين العلوم الجتماعية الختلفة.
التحليييل النفسييي وظفييت معطييياته في تفسييي تصييرف الشييركاء في العملييية التعليمييية،ا فأصييبح
الييدرس قييادرا علييى معرفيية تاريييخ الطفييل ومكبوتييات اللشييعور،ا واسييتمدت التعليمييية ميين التحليييل
النفسييي توجيهييات كييثية تييصخ الييدرس الييذي يطلييب منييه أن يقييف علييى أن يواع ص يراعاته الداخآلييية
ويفصح عنها حت ل يارس السقاط .كما ينبيه التحلييل النفسيي إلي الطفيل اليذي يميل معيه إلي
القسييم الشيييء الكييثي ميين علقيياته الس يرية .أو ص يراعه مييع الوسييط )السييري ف ي البداييية ليمتييد إلي
الدرسيية( بختلييف مكونيياته معتفييا بأهييية العطيييات السيييكولوجية وبانعكاسييات اللشييعور والكبييت
والحبي يياط والسي ييقاط والتحويي ييل والتقمي ييصخ والتقليي ييد علي ييى التحصي يييل الدرسي ييي والتعلي ييم والعمليي يية
التعليمية بصورة عامة.
16
ويفيييد التحليييل النفسييي بتأكيييده علييى تييدخآل العوامييل الذاتييية والجتماعييية الييت تنتمييي إل ي
"مال اللشعور –بالفهوم الفيرو ييدي -لن التعليم ل يقتصير فقيط عليى القيدرات العقليية،ا بيل إن
الوظيفة الليبيدية ) (la libidoكما يؤمكده فرويد والباث فيميا بعيده،ا تتيدخآل ف الوظيفية العقليية،ا
فطلب العرفة ل ينفصل عن مبدأ "الليذة" و"اللعيب" واليذي قد يكيون ف جيوهره إعلء،ا وعموميا
يكن تلخيصخ إسهامات التحليل النفسي التبوية ف بعضم النقاط منها:
-تليل العلقات التبوية بي الطراف العينة.
-التعرف على دور اللشعور ف تديد السلوك من وسط لخآر )أسرة،ا مدرسة مثل(.
-الكشف عن السباب النفسية للتعثر الدراسي لدعم التعثر نفسيا وليس معرفيا فقط.
-تزويد الستاذ بالعارف الضرورية لفهم وتليل سلوك التعلم.
التعلييم ميين الفيياهيم الرئيسييية ف ي علييم النفييس إذ ظييل يظييى باهتمييام العلميياء والفكرييين ورجييال
التبييية في كييل زمييان ومكييان وميين الواضيييع الييت تشييغل بالنييا جيعييا .فمنييذ عهييد الفلسييفة الغريييق بييل
ومنذ نيزول الدييان السيماوية الولي حيت إلي السيلم وإلي عهيدنا الراهين الافيل بشيت صينوف العليم
والعرفة وتطبيقاتا التقنية والعملية ومفهوم التعلم يشكل إحدى القضايا الورية ف حياة النسان.
لي يتلييف علميياء النفييس وقبلهييم الفلسييفة ف ي إب يراز أهييية التعلييم لكيين ف ي تفسييي قضيياياه .ميين التعلييم
اللييي معلميمم النسييامن ممييا لني يمينعل ينم ) العلق (5 :مومعلس مم آدمم النسيمياء يكلمهييا) البقرة (31:إل دور
)John البة الت تط ف النسان ما يعيش لنه يولد كورقة بيضاء )جون لوك )(1704-1632
(Lockeأو إل تفسيه عن طرييق ارتباطيات بيي النبهيات والسييتجابات )السيلوكيون أمثيال واطسييون )
((1878-1958) (John , Broadus WATSONوغيهم .لقد قدموا تصورات كثية ومتلفة لذه العملييية،ا
17
وتبقى قضيايا التعليم تسيتحق اهتمييام عيال النفييس والعليم وكييل ميين يبحيث في مشيكلت التعليييم كييون
أن أي سلوك إرادي )نفسي -حركي،ا وجدان،ا أو حت معرف( يصيدر عين النسيان ل يكيون مصيدره
إل التعلم .والتعلم ل يكن مهما عند النسان فقط بل حت عند اليوان.
كمعلميي ي ومعلمييات،ا فميين أدوارنييا الساسييية علينييا أن نيياول جاهييدين علييى تسييهيل عملييية
التعلم،ا ولذلك ل بد لنا أن نعرف كيف يتعلم الطالب وما هي الطرق الت تعينه على الفهم والدراك
والتفكي والتذكر،ا ولاذا تعلم هذا السلوك و ليس ذاك؟
نظرا لتعقييد الظيياهرة فهنياك نظريييات ومييدارس كيثية اهتميت بتفسيي عمليية التعليم ومين خآلليا
ظهرت قيواني التعليم واليت حياولت أن تنشيئ علقيات بيي عناصير الوقيف التعليميي عين طرييق التعليم
بالستبصار والدراك السييي مثل ومييازالت وجهييات نظيير ونظريييات تنسييج متحدييية ومتجيياوزة الفكييار
الت سادت وسيطرت على المارسات التبوية.
1
ط .9.أيلول )سبتمبر( ،1982ص144. -فاخر عاقل ،علم النفس التربوي ،بيروتا ،دار العلم للمليين،
-سامي محمد ملحم ،سيكولوجية التعلم والتعليم :السس النظرية والتطبيقية ،عمان ،دار المسيرة للنشر والتوزي
للع 2
2
-المصدر نفسه ،ص.145.
3
للعودية ،دار
للة الس
-نقل عن محمد مصطفى زيدان ونبيل السمالوطي ،علم النفس التربوي ،جدة ،المملكة العربي
الشروق للنشر والتوزيع والطباعة ،ط 1405 .2.هأل 1975م .ص.47.
19
الي ييال اليي ييوي الي ييذي يتحي ييرك فيي ييه،ا وكي ييل مي يين هي ييذين القطي ييبي وحي ييدة معقي ييدة تتفاعي ييل بي ييا عي ييدة قي ييوى
1
وعوامل متلفة كما يتفاعل كل مع الخآر«.
ترتبييط عملييية التعلييم بظييروف خآارجييية )متعلقيية بييالوقف التعلمييي( وداخآلييية )خآاصيية بييالتعلم(
كي ييالظروف النفسي ييية وعمليي ييات عقليي يية كي ييثية منهي ييا :التي ييذكر والنسي يييان،ا التصي ييور والتخيي ييل،ا الدراك
والنتباه.
و دورة التعلم هذه تر براحل هي:
-مرحلة عدم الرضا.
-مرحلة اخآتيار سلوكيات جديدة.
-مرحلة مارسة السلوكيات الديدة.
-مرحلة إحراز أدلة على النتائج.
-مرحلة التعميم والتطبيق والتكامل.
-مابة مشكلت جديدة.
وما ل شك فييه أنيه هنياك أنيواع متلفية مين التعليم،ا فتعليم اللغية مثل يتليف عين تعليم الفنيون،ا بيل
وحييت ف ي تعلييم اللغيية ذاتييا هنيياك اخآتلف بي ي تعلييم اللغيية الكتابييية واللغيية اللفظييية أو لغيية الشييارات.
وكما دلت البحوث والدراسات فيمكن اخآتصار مراحل التعلم ف:
-1مرحليية الكتسيياب :وهييي مرحليية إدميياج أو إدخآييال أو تثيييل التعلييم علييى اخآتلف
القدرات والظروف والادة التعلمة للسلوك الديد حت يصبح جزءا من حصيلته السلوكية.
-2مرحلة الخآتزان :أي حفظ العلومات ف الذاكرة.
-3مرحلة الستعادة :وهي قدرة التعلم على استجاع العلومة ف صورة استجابة بشكل
2
أو بآخآر.
هي مراحل أو ماطات ف عملية التعلم على العليم مراعاتيا و النتبياه لييا أثنياء مارسييته لهنتيه.
كمييا أن معرفيية العلييم بصوصيييات التعلييم ومراحلييه،ا تعلييه قييادرا علييى ضييبط طرقييه ف ي التييدريس مثل
وإدراك أساس التعثر عند كل متعلم.
1
-نقل عن المصدر نفسه ،ص.52.
-صالح محمد علي أبو جادو ،علم النفس التربوي ،مصدر أعلها ص.131. 130. 2
20
،ا وهذا يعن كذلك أننا نتعلم ف كل مواقف الياة وأن التعليم ل يقتصير علييى مكييان واحيد أو هيئيية
معينة :إننا نتعلم ف البيت،ا ف الشارع،ا ف الدرسة،ا من الستاذ والزميل والكتاب.
التعلييم نظ يرا لتعقييد مظيياهره صيينف إل ي عييدة أن يواع ميين حيييث أشييكاله وصييوره،ا أو ميين حيييث
بساطته وتعقيده .هي تغيات ف الشخصية يكن حصرها ف ثلث جوانب رئيسية هي:
* التغيـر فــي النــواحي الحركيــة :أي السييلوك النفسييي -الركييي،ا مثييل الكتابيية والقيراءة وطريقيية
الكييل وقيييادة السيييارة والشييي وغيهييا ميين أنيياط السييلوك الركييي الييت يكيين أن تصييبح عييادات حركييية
نقوم با دون شعور منا.
* التغير في النواحي العقلية المعرفية :تشتمل على ما نتعلمه ميين معيارف وحقيائق ومبييادئ
وطرق التفكي الختلفة.
* التغيــر فــي النــواحي الوجدانيــة )النفعاليــة( :أي تلييك العواطييف واليييولت )للشييخاص
1
والشياء (...وما نكتسبه من اتاهات وقيم اجتماعية وتذوق فن وجال وأدب.
2
على العموم فالتعلم يصنف إل خسة أنواع رئيسية:
-1التعلــم اللفظــي :ه ييي ليس ييت الق ييدرة عل ييى تعل ييم الكلم فحس ييب ب ييل ك ييذلك إس ييتيعاب بع ييضم
العلومييات والقييائق واسييتجاعها وتوظيفهييا في ي مواقييف متلفيية وتييدريب الفييرد علييى عمليييات التفكيي ي
وإدراك العلقات والقارنة بي العلومات وإصدار الكم والتقييم السليم.
-2التعلم الحركي :هذا التعلم هو قدرة الفرد على استخدام عضلته )الرادية( با يييؤمدي إلي توافييق
عضلي من نوع جديد كنموذج للستجابة الطلوبة مثل تعلم الفرد الكتابة وتعلم السياقة.
-3التعلم الدراكي :إننييا نتعلييم كيييف نييرى الشييياء ونييدرك الواقييف والواضيييع بصييورة جديييدة،ا هييذا
النوع من التعلم يهدف إل إعادة تنظيم الثيات السية ف ناذج إدراكية جديدة.
-4تعلم التجاهات :التاهات هي الوجه والرك لسلوك النسان نتعلمها ميين مايطنييا الجتميياعي
الثقيياف،ا فميلنييا أو نفورنييا ميين بعييضم الفكييار مثل مييا هييو إل ناتييج تعلييم،ا فالتييأثي عليهييا وتغييهييا هييو
التحكم ف سلوك النسان.
-5تعلــم أســلوب حــل المشــكلت :عن ييد تغيي ي الي ييط يي ييل الف ييرد إلي ي تغييي ي س ييلوكه ح ييت يت ييأقلم
)يتكيف( مع الوضعيات الديدة أي إياد اللول للمواقف الديدة.
-2الشروط العامة للتعلم النساني والعوامل المؤثرة فيه:
هنيياك اخآتلفييات هائليية في سييلوك البشيير وهييم الييذين خآلق يوا علييى أسييس فسيييولوجية متشييابة.
ه ييذه الخآتلف ييات والي ييت هي ييي تع ييديلت وتغييييات توفره ييا إمكانيي ييات الفي يراد الفسي يييولوجية والظ ييروف
-سامي محمد ملحم ،سيكولوجية التعلم والتعليم :السس النظرية والتطبيقية ، ،مصدر أعلها ،ص.52 . 1
21
الجتماعية -الثقافية ل يكن ردهييا في السيياس إل للتعليم .فنحين نتعليم أن نكييون أفيرادا ميين التميع
البشييري إذ نتعلييم كيييف نييؤمدي دورنييا ف ي الييياة الجتماعييية،ا فنتعلييم البقيياء والتكيييف ونتعلييم التفاعييل
مييع الخآرييين ونتعلييم التاهييات والقيييم وتسييي حياتنييا .هييذا التعلييم يضييع إلي ي شييروط عاميية يكيين
تقسيييمها إلي قسييمي أساسيييي شييروط داخآلييية خآاصيية بييالتعلم كظروفييه الفسيييولوجية )مسييتوى نضييجه
الفسيولوجي وصحته( وقدراته العقلية ودافعيته نو الوضيوع التعليم،ا وشيروط خآارجيية :كمحييط التعليم
ووضوحر الهداف وطبيعة الادة التعلمة .هي شروط ذات تفاعل متبادل.
كمييا هييو معلييوم كييل النيياس باجيية إلي ي غييذاء ومسييكن وملبييس ونييوم،ا وهييي حاجييات مادييية
أساسية ل بد منها لقامة الياة لكن نوعية هذه العواميل الاديية والظيروف اليت يصيل بيا النياس عليى
ما يلزمهم لا أثرها الكبي،ا فالرمان من سد الاجييات الساسييية يييؤمدي إلي إضييطرابات سييلوكية عنيفيية
ويفضييي إلي ي فييروق جسييدية،ا وكييذلك القييول عيين الاجييات الشييتقة ميين الاجييات الادييية حييت وإن
تبيياينت درجات ييا م يين متم ييع لخآ يير فالاج يية مثل إلي ي الم يين والطمأنين يية والاج يية إلي ي النتميياء والبيية
وتقييدير الييذات،ا وعييدم تلبيتهييا كمييا ونوعييا ينتييج أعراضييا سييلوكية متلفيية كالعييدوان والنييزواء والنيراف
وما لا من أثر على التعلم.
« و يب أن ل ننسى أن فعاليية الهيود اليت يبيذلا التعليم تبقيى رهنيا بنجياحه ف تلبيية ممل
1
حاجاته الادية و العنوية الت يشتك فيها مع غيه من الناس أو الت ينفرد با أحيانا دونم«.
على العموم لكي تتم عملية التعلم يب أن تتوفر هذه الشروط أهها:
أ -النضج :والقصود منه هو ليس اكتمال النمو السمي والطبيعي فحسب بل عملية نو تشمل
الكائن ف كل جوانبه )الفسيولوجي،ا النفسي،ا العقلي،ا العرف،ا النفعييال،ا( حيييث تصييبح قابليية وقييادرة
على العمل با.
ب -الدافعيـة :هييي طاقيية كامنيية في الفييرد تييوجه السييلوك وتعييززه وتعمييل علييى زيييادة اسييتثارته،ا هييذه
الدوافع الفزة مثل عن التعلم يكيين تقسيييمها كييذلك إلي ثلثيية أنيواع منهييا مييا هييي لصيقة بموضوع
التعلم كرغبتنا ف تعلم لغة أجنبييية،ا منهييا مييا هييي خارجة عن نطاق العمــل وموضــوع التعلــم كرغبتنييا
ف التعلم من أجل الصول على جائزة أو إرضاء لوالدينا ومنها ما يرتبط بظروف التعلم.
جـ ـ -الممارســة« :هييي تك يرار أسييلوب النشيياط مييع تعزيييز مييوجه «.وهييي شييرط أساسييي ف ي عملييية
التعلييم وتشييمل جيييع أسيياليب النشيياط سي يواء تعلييق الميير باكتسيياب مهييارات حركييية أو معلومييات أو
طريقية تفكيي،ا فل يكين الكيم عليى حدوث التعليم إل بالمارسية،ا إذ ل يكين الكيم عليى الفيرد أنيه
تعلم إل إذا تكرر الوقف وظهر التحسن ف الداء،ا وللممارسة الدية خآصائصخ منها:
* الواءمة بي اليول والقدرات فتؤمدي إل حدوث التعلم بأقل جهد.
ط.1986 .1.ص18. -أحمد صيداوي ،قابلية التعلم ،بيروتا ،معهد النماء العربي، 1
22
* مراعاة الفروق الفردية.
* وضوحر الدف.
* نوعية المارسة .
-4نظريات التعلم:
ل شييك في ي إن الركييات الفلسييفية في ي عصيير النهضيية ومييا تله قييد أثييرت في ي كييثي ميين الييدارس
والنظريييات النفسييية وذلييك في بييدايات إسييتقلل علييم النفييس علييى وجييه الصييوص،ا وفي هييذا السييياق
فيإنه ل يكيين إنكيار الثير اليياب لتطييور الفلسييفة )التيياه الوضيعي التجرييب( والييذي مثليه أعلم مثييل
لييوك ) (Lockeوجييون اسييتيوارت ميييل ) (John S. Millوجيمييس ميييل ) (James Millوهيييوم )(Hume
وبيكلي ) (Berkelyوغيهم -والؤمكيد لهيية اليبات السيية والرتبياط بينهيا كأسياس للنشياط العقليي
والسلوك -علييى بعييضم التاهيات النفسييية ومنهييا السيلوكية .كميا أنييه ل شييك فيييه أن نظرييية التطييور قيد
أثييرت في ي كييثي ميين النظريييات النفسييية ولقييد كييان أثرهييا واضييحا علييى كييثي ميين السييلوكيي،ا كييذلك
فالهتمييام بدراسيية فيزيولوجييية الهيياز العصييب والسييي،ا حييت ظهيير مييا سييي بالفيزييياء النفسييية،ا جيياء
بنهج جديد يعتمد على ملحظة السلوك الظاهري .كذلك علم نفس الييوان الييذي ركييز علييى دراسيية
الستجابات الطبيعية للحيوانات وتغيها أثناء الياة كان له دور ف ظهور هذه النظريات،ا وهييذا يعني
بدء الهتمام بتحليل الظروف الدثيية للتعلييم،ا وأيضييا بالعتقيياد التطييوري أو السييتمرارية بيي الكائنييات
1
-سامي محمد ملحم ،سيكولوجية التعلم والتعليم :السس النظرية والتطبيقية ،مصدر أعلها ،ص.55 .54.
23
ما سيعن إمكانييية السييتفادة ميين التجيارب اليت أجريييت علييى اليوانيات،ا إضيافة إلي تزوييدنا بأسيياليب
بثية تعتمد اللحظة والتجريب وتليل البيانات بأسلوب يكن من قياس السلوك.
ل يتلف علماء النفس حول أهية التعلم ف حياة النسان بل ف إبراز و تفسييي قضياياه .لقييد
كان تديد أنيواع التغيي السيلوكي اليذي يطيرأ عليى النسيان عنيد التعليم مين القضيايا اليت تتصيدى ليا
نظري ي ييات التعل ي ييم .وم ي ييا ظه ي ييور الك ي ييثي م ي يين النظري ي ييات كالرتباطي ي يية والشي ي يراطية والدافعي ي يية والجرائي ي يية
والشييطلطية ومعاليية العلومييات وغيهييا إل دليييل علييى تعييدد طييرق دراسيية التعلييم،ا وإن كييان القاسييم
الشتك بي هذه النظريات جيعا هييو البحييث عين عامييل يتمثييل في الوقييوف عليى سلسيلة مين البييادئ
الت يتعلم با الناس.
من هذه النظريات الفسرة للتعلم نتناول بعضم النماذج منها النظريات السلوكية والعرفية.
-1النظريات السلوكية:
لعل أباث علماء النفس الهتمي بدراسة السلوك اليوان،ا وأيضييا أبيياث الفسيييولوجيا كييانت
من أهم العوامل الؤمسسة للمدرسة السلوكية،ا حيييث تثيل أبيياث بييافلوف الفسييولوجية في روسيييا واليت
قادت إل سيكولوجية الشتاط،ا وأيضا أباث ثورندايك رائد مدرسة كولبيا الوظيفييية علييى اليوانييات
ونظريت ييه في ي التعل ييم بالاول يية والط ييأ أه ييم الساس يييات للس ييلوكية الراديكالي يية .غيي ي أن ج ييذور ه ييذه
الدرسة يتيد إلي الفلسيفات الوضيعية والنظريية التطوريية .فقيد «عرفيت تعياليم كيونت الوضيعية والبيادئ
والفاهيم الباغماتية الت استمدها جيمس وديوي وأنيل من النظريات التطورية إنتشارا واسعا وس يريعا
بيي الثقفيي والتعلميي في الوليييات التحييدة المريكييية .وانعكييس هييذا الواقييع الديييد في العييدد الكييبي
ميين الدراسييات والطرائييق الييت اسييتخدمت فيهييا والنتائييج الييت خآلصييت إليهييا،ا الميير الييذي مهييد السييبيل
لظهور السلوكية الت ميزت علم النفيس المريكيي وطبعتيه بطابعهيا طيوال هيذا القيرن،ا بيل وامتيد تأثيهيا
إلي كليييات ومعاهييد علييم النفييس في أنيياء متعييددة ميين العييال .وميين أشييهر تلييك الدراسييات مييا قييام بييه
1
إدوار ثورندايك 1874-1949)EDWARD THORNDIKEم(«.
مؤمسي ييس هي ييذه الدرسي يية ج .واطسي يين ) (1875-1958) (Watson, John Broadusالي ييذي عي ييرف
السييلوكية بأنييا تييوجه نظييري قائميية علييى مبييدأ أن علييم النفييس العلمييي يييب أن يييدرس فقييط السييلوك
القابل للملحظة،ا إقتحر واطسين عليى علمياء النفيس أن ييتكوا للبيد دراسية اليوعي واليبات الشيعورية
والييتكيز فقييط علييى السييلوكيات الييت نسييتطيع ملحظتهييا مباشييرة إقتناعييا منييه بييأن قييوة الطريقيية العلمييية
قائميية علييى كونييا قابليية للفحييصخ باللحظيية الطلوبيية وأن إسييتعمال أي أسييلوب سيييعيدنا إلي ي عصيير
-بدر الدين عامود،ا علم النفس في القرن العشرين )ج ،(1.منشوراتا اتحاد الكتاب العرب دمشق – ،2001ص.225. 1
24
الراء الشخصية حيث تضيع العرفة .وترى هذه الدرسة بأن السلوك هو أي اسييتجابة أو نشيياط قابييل
للملحظة تقوم به العضوية تاه مثي،ا ومن هنا جاءت العادلة الرئيسية ف الدرسة السلوكية :
الثي إستجابة.
وبالرغم من الدل والنقاشات والت أثارت أفكار واطسون إل أن الدرسة ثبتت أقوالييا وازدهييرت،ا ومييا
ساعد ف تطور هذه الدرسة يكن القول هي دراسات عال الفسيولوجيا الروسي بافلوف.
ويقسييم الؤمرخآييون السييلوكية إل ي أنيياط متلفيية وفقييا لطبيعيية الش يتاط )الجرائييي والكلسيييكي(
كما يكن تقسيم تطور السلوكية وفقا لطبيعة دراسة وتفسي الشتاط ومناهج البحث.
أ -التقسيم حسب طبيعة الشاتراط:
* الشاــتراط الكلســيكي :يكيين تصيينيف كييل ميين الرتبيياطيي ميين علميياء الي يوان ومنهييم
بييافلوف وثورنييدايك إضييافة إل ي السييلوكيي الوائييل وتديييدا واطسيين وميين تبعييه ميين الييددين الييذين ل ي
يضيييفوا الكييثي ميين أمثييال قيياثري ) (Gatheriوتولييان )،(Tolmanا فالرتبيياط هنييا يييدث إجييال نتيجيية
الرتباط بي الثيات والؤمدية إل إستجابات ما يتم اكتسابا بالتعزيز على شكل:
مثي شرطي +مثي طبيعي -بالتكرار ---استجابة شرطية.
* الشاتراط الجرائي :يثله سكنر ) (Skinnerومن تبعه من أتباع السلوكية،ا ويعتمد الشتاط فيييه
على اقتان الستجابات بالعززات وذلك بصرف النظر عن الثي أو ارتباط الثيات ببعضها.
ب -تقسيم تطور السلوكية طبقا لطبيعة دراسة وتفسير الشاتراط ومناهج البحث :
* السلوكية النفسية :واليت عميدت إلي مااولية تفسيي السيلوك مين خآلل ربطيه بيالثيات الارجيية
ويصنف كل من بافلوف وثورندايك تت هذا النوع.
* الســلوكية المنهجيــة :وتعن ي بييالعلم نفسييه ويثلهييا واطسيين حيييث نييادى بييالتكيز علييى دراسيية
السلوك الظاهري بأساليب البحث العلمي.
* الســلوكية التحليليــة :وتعييرف أيضييا بتحليييل السييلوك،ا وترجييع إل ي سييكنر،ا حيييث بييدأ مايياولته
لخآيراج العلييم ميين واطسيينيته حيل أزميية العمليييات العقلييية بالنيياداة بييان أي نشيياط عقلييي يكيين تفسيييه
من خآلل النشاط الظاهر الرتبط به .أي أنه يكن تديييده سييلوكيا .فعنييدما نصييف حاليية الفييرد العقلييية
أو إعتقاده فإنا نصف ما يظهر عليه أو ما نتوقع أن يفعله من سلوك ف الوقف.
* السلوكية الجتماعية :ظهر فريق من السلوكيي الدد ف المسينات،ا حيث حاولوا التوفيق بي
السلوكية الواطسنية السيطرة ف أمريكا وبعضم السلمات القدمية ف النظرييات الخآيرى،ا ولعيل أهيم ميا
قييدم منهييم هييو اعيتافهم بأهييية العوامييل الوسيييطة )العرفييية والنفسييية( فتحييدث هييل ) (Hullعلييى سييبيل
الثال عن العوامل الوسيطة والت تشمل الوافز والعادة والكبح.
25
كم ييا أن لنظري يية روت يير في ي التعل ييم الجتم يياعي والشخص ييية أثره ييا في ي نظري يية بان ييدورا في ي التعل ييم
الجتماعي.
1
1984ص19. -معجم علم النفس و التربية ،ج 1.الهيئة العامة لشؤون المطابع الميرية،
2
-مصطفي ناصف ،نظريات التعلم ،ترجمة :د.علي حسين حجاج مراجعة :د .عطية محمود هأنا ،عالم المعرفة ،سلسلة
كتب يصدرهأا المجلس الوطني للثقافة والفنون والداب ،الكويتا ،أكتوبر ،1983ص19.
3
-المصدر نفسه ،ص19.
4
-المصدر نفسه ص20.19.
26
علييى أهمية قصوى في مساعدة الكائن الي على التكميف مع ظروف بيئته،ا وف بادئ المر أطلييق بييافلوف
هييذه الإنعكاسييات الكتشييفة حديثا إسييم "إفيراز الغييدد النفسييي" ولكنييه أبييدله فيمييا بعييد بييا أسيياه "النعكاس الشروط" والذي يعن
إنتقييال أثيير الييثي الطييبيعي للسييتجابة إلي مييثي غيي طييبيعي )ل يسييبب الثييارة أساسييا( كنتيجيية لقيتان
الثيين وتكرار حدوثهما.
تقوم الفكرة إذا على الرتباط فعل يب منبييه طييبيعي )م (S .واسييتجابة طبيعييية )ج) (R .م
ج( وهذا ما يدث مع التغيات الطبيعية،ا إل أن هذا ل يعتب تعلما فهو السلوك الطييبيعي .والتعلييم
أو الشيتاط يقييوم إذا علييى القيييام بسييلوك جديييد،ا وهييذا مييا يييدث عيين طريييق إرتبيياط الييثيات الطبيعييية
بييثيات شييرطية .إذ مييع التكي يرار والييدعم اللحييق يييدث الرتبيياط بيي ي الييثي الشييرطي والييثي الطييبيعي
ويكتسب الثي الشرطي قوة الثي الطبيعي ف إحداث الستجابة.
ميين تييارب بييافلوف وضييع علييى لسييان كلييب قليل ميين مسييحوق اللحييم أو نقطيية ميين حييامضم
)النبييه الطييبيعي م (.فوجييد الكلييب يسييتجيب لييذا السييحوق بسيييلن اللعيياب )اسييتجابة طبيعييية ج(.
وانتقل إل خآطوة ثانية حيث أسع الكلب جرسيا واسيتجاب الكليب بيأذنيه فقيط لرنيات اليرس وطبعيا
ل يفرز أي لعاب من غدده .أما الطوة الثانية فكانت قرع الرس ومعه وبعد برهة تقدي الامضم إل
لسييانه واسييتجاب الكلييب بييإفراز اللعيياب تييت تييأثي الييامضم وبعييد تكيرار التنييبيه والسييتثارة )جييرس +
حامضم( مرات عدة حذف الامضم و أسع الكلب الرس فوجد أن اللعاب قد أفرز واستجاب لييرد
1
ساع الرس لوحده.
بييذا الشييكل تي تأسيييس علقيية مؤمقتيية بيي نشيياط نظييام معيي )اللعيياب( وموضييوعات خآارجييية
)حامضم +جرس( وأطلق بافلوف على هذه العلقة إسم الفعل النعكس الشييرطي الييذي يتييألف ميين:
فعي ييل منعكي ييس +منبي ييه = ومي ييع التكي يرار حي ييدوث إسي ييتجابة للمنبي ييه الثي ييانوي الي ييت كي ييانت فقي ييط للمي ييثي
الصلي 2.هذه التجربة نلخصها كما يبينه الدول الوال:
1
ط3. -عبد المجيد كركوتلي ،بافلوف أبحاثه في الجهاز العصبي والتعلم والتدريب وظواهر أخخخرى ،مطبعللة الهلل،
1986ص43.
2
-المصدر نفسه ،ص45.
27
الجدول رقم) (2ملخص تجربة بافلوف
1
-ينظر عبد المجيد كركوتلي ،بافلوف أبحاثه في الجهاز العصبي والتعلم والتدريب وظواهر أخرى ،مطبعللة الهلل،
ط 1986 ،3.ص.51.52.
28
-3تكييوين النعكييس الشييرطي غيي ي مشييروط بييثيات خآاصيية كمييا هييو الييال بالنسييبة للمنعكييس
الطيبيعي،ا فاللعيياب ل يكين إحيداثه إل بالطعيام لكين يكيين إسيتبدال الييرس بالضيوء أو أي ميثي آخآير
لحداث الستجابة الشرطية )اللعاب(.
1
-4كلما كانت الثيات الشتتة للنتباه أقل كلما كان التعلم أحسن.
-6يتيياج تعلييم الكييثي ميين السييلوكات والعلومييات والهييارات إل ي إحييداث إق يتان بي ي مييثيات
شرطية وأخآرى غي شرطية )عند تعلم القراءة مثل إقتان الكلمة بالصورة (.
1
ص148.149.
-صالح محمد علي أبو جادو ،علم النفس التربوي ،مصدر أعلها
2
-المصدر نفسه ص.151.
3
-ينظر عدنان يوسف العتوم وآخرون ،علم النفس التربوي :النظرية والتطبيق ،مصدر أعلها ،ص.99 .
29
-7التأكيد على المعلم ليجعل من خبرة التعلم خبرة سارة للمتعلم )حــب الطفــل للمعلـم
هو حب للمادة المدرسة وحب للمدرسة(.
- 1بدر الدين عامود،ا علم النفس في القرن العشرين )ج ،(1.المصدر أعلها ،ص225.
- 2صالح محمد علي أبو جادو ،علم النفس التربوي ،مصدر أعلها .ص134.
- 3بدر الدين عامود،ا علم النفس في القرن العشرين )ج ،(1.المصدر أعلها ،ص228.
30
الليييا والنسييجة والوصييلت .أي أن مسييتوى الييذكاء يتوقييف علييى عييدد الوصييلت العصييبية؛ فكلمييا
1
كان هذا العدد كبيا كان مستوى ذكاء الكائن عالياا« .
إحيدى ابيرز تياربه كيانت عيين القطيط اليت كييانت توضيع في قفيصخ صيغي لييه بياب ييفتيح
إذا سيحبت القطية خآيطيا ميدل داخآييل القفيصخ لتخيرج وتأكييل الطعيام الوجيود خآيارج القفييصخ .تقييوم
القطة الائعة بركات عشوائية إل أن ييسحب اليط بالصدفة،ا ولحظ ثورندايك أن الوقت الييذي
تت يياجه القط يية للوص ييول إلي ي ال ييل وال ييروج م يين القف ييصخ يتن يياقصخ ت ييدرييا إلي ي أن أص ييبحت ق ييادرة
علييى سييحب اليييط والييروج فييورا .وقييد نتييج عيين أبيياثه الطويليية وص يوله إل ي نظرييية التعلييم بالاوليية
والطأ والت تفسر التعلم من خآلل البقاء على الاولت الؤمدية إل تييأثي جيييد مرضييي وإضييعاف
إرتب يياط تلي ييك ال ييت ل تقي ييق الش ييباع .وذلي ييك وفق ييا لع ييدد م يين البي ييادئ )القي يواني( الي ييت إس ييتمر في ي
مراجعتها مؤمكدا أهية بعضها وضعف أهية أخآرى.
1
ص228.
-المصدر نفسه،
-بدر الدين عامود،ا علم النفس في القرن العشرين )ج ،(1.المصدر أعلها ،ص231. 2
3
-ينظر المصدر نفسه ،ص.231.
31
إل إيقاف السلوك مؤمقتا،ا إل أنه ل يزيله كما أنه ل يساعد مباشييرة علييى تعييديل السييلوك إذا لي تقييدم
البدائل.
-2قانون الستعداد:
يصيف السيس الفيزيولوجيية لقيانون الثير أي يصيف الظيروف السياعدة لدوث التعليم،ا ويفسير
ثورندايك ذلك بالعتماد على حساسية اليكانزمات العصبية لحييداث السييلوك .فالسييتعداد للسييلوك
يعني إمكانييية القيييام بييه كنتيجيية للتهيييؤم العصييب،ا فييالوع مثل قييد يعني إسييتعداد الفييرد للقيييام بييالبحث
عن الطعام لا له من أثير إشيباعي،ا في حيي أن ميا ل يقيوم بيه مؤمشير عليى عيدم السيتعداد يفسير وفيق
1
هذا القانون معن الرتياحر أو الضيق ويصوغ ثلثة حالت لبراز معن الستعداد:
أ -حينما تكون الوحدة العصبية مستعدة للعمل،ا وتعمل،ا فإن عملها يريح الكائن الي.
ب -حينما تكون الوحدة العصبية مستعدة للعمل،ا ول تعمل،ا فإن عملها يزعج الكائن الي.
ج -حينميا تكيون الوحيدة العصيبية مسيتعدة للعميل،ا وتيب عليى العميل،ا فيإن عمليه يزعيج الكيائن
الي.
-3قانون النتماء:
يعتب هذا القانون من أهم القواني الت أضافها لنموذجه ف صورته الخآية وتبعيا ليذا البيدأ فيإن
تعلم الرتباط يكون أكثر سهولة إذا كيانت السيتجابة تنتميي إلي الوقيف .ويعتميد إنتمياء الكافيأة أو
العقيياب علييى مييدى ملءمتهييا لرضيياء دافييع أو حاجيية عنييد التعلييم وعلييى علقتهييا النطقييية بوضييوع
2
الثواب والعقاب،ا فإثابة العطشان بالاء يعل إستجابته أقوى ما لو كانت إثابته بالنقود.
-4قانون الستقطاب:
وفق هذا القانون تسي الرتباطات ف التاه الت تكونت عليه ف البداية،ا فمثل إستجاع
قائميية كلمييات عربييية -فرنسييية كمييا تعلمهييا التلميييذ تكييون أسييهل ميين إسييتجاعها في التيياه العيياكس
فرنسية – عربية.
* مبدأ مشاركة المتعلم :ف قانون الستعداد أو التهيؤم إذ على العلم إستثارة دافعية التلميذ
عيين طريييق إش يراكهم ف ي اخآتيييار أنشييطة التعلييم ومارسييتها وتكييفهييا بييا يسييتثي لييديهم دوافييع الفضييول
وحب الستطلع وجعل بيئة التعلم مثية وجذابة ومشبعة لاجات التلميذ ودوافعهم.
* مبدأ تقوية الرتباطات عن طريق الممارسة :ففييي ضييوء قييانون التييدريب،ا يييب علييى العلييم
مساعدة تلميذه على تكوين إرتباطات جديدة وتدعيم وتكرار هذه الرتباطيات السينة ومارسييتها أو
إضعاف تلك الت هي غي مرغوب فيها،ا وينطبق هذا القانون على:
* الهارات الركية :الكتابة والقراءة ورسم الرائط والشغال الفنية....
1
ص133. -مصطفي ناصف ،نظريات التعلم ،المصدر أعلها،
35
الغرضيي،ا القصيدي( ومين المثلية عليى ذليك التحيدث والإنتقيال مين مكيان لخآير ...ومين هيذه الرؤيية
فييإن الكييائن الييي يكييون نشي ييطا في ي بيئتييه وبالتييال فهييو ل يييدفع هنييا وهنيياك ف ي هييذه البيئيية مسييلوب
الرادة.
وبعييضم أنيواع السييتجابات الييت يطلييق عليهييا إسييم الجيراءات نعرفهييا بآثارهييا البيئييية وليييس عيين
طريييق الييثيات الييت تسييتدعيها،ا وعلييى سييبيل الثييال :قيييادة السيييارة أو ركييوب الدراجيية أو الشييي علييى
1
القدام بدف الوصول إل مكان ما إجراءات متشابة قد تنتمي إل نوع واحد من الستجابة.
والسييلوك الجرائييي هييو سييلوك معييزز وتشييكيل السييلوك ينطييوي علييى عملييية تديييد الييدف السييلوكي
الرغوب فيه وتزئته إل سلسلة من الطوات التتابعة الت تقتب تيدرييا مين بليوغ اليدف واليت ينبغيي
تعزيز كل خآطوة منها.
إستاتيجيات تشكيل السلوك تتحدد من خآلل بعضم الطوات منها:
-تديد النتائج الت قد تكون مؤمثرة ف التوصل إل التغيي الطلوب.
2
-تديد العناصر السلوكية السليمة وغي السليمة بوضوحر والقابلة للملحظة .
-تديد حجم الطوات )ليست صيغية جيدا حيت ل يضييع اليوقت في الميور الدقيقيية جيدا إن لي
يكن ذلك ضروريا،ا ول كبية فل نستطيع تعزيز السلوك(.
-تديد العززات الت ثبتت فعاليتها ف معالة مواقف التعلم الشابة لا.
-التأكد من إكتساب السلوك ف كل مستوى.
-2تعزيز السلوك عند سكنر:
مييا هييو العامييل أو الشييرط الييذي يييؤمدي إلي ي احتفيياظ الكييائن الييي ببعييضم السييتجابات دون
البعضم الخآر عب الاولت الت تتاحر له؟ وييب سكينر،ا التعزيز.
يعتييب التعزيييز أحييد الوضييوعات الييت أولهييا سييكنر اهتماميا خآاصياا،ا وخآصييصخ لييه جيزءا هاميا ميين
أعماله .فقد نشير بالتعيياون ميع فرسييت ) (FERSTERكتابيا ضيخما بعنيوان "جييداول التعزيييز" .ويتضيمن
هييذا الكتيياب 921رسي ا بيانيي ا ل ي 250مليييون إسييتجابة قييامت بييا المييائم في مواقييف تريبييية إسييتغرقت
70000سيياعة 3.وميين بيي التغيات يركييز سييكنر وزميلييه علييى نييوعي للتعزيييز :العييدل والفاصييلي .ويقييوم
الول على أساس معدل صور الستجابة .أما الثان فيتوقف التعزييز فيييه علييى الزميين وحيده دون النظيير
إل عدد الستجابات.
وكل من النوعي إما أن يكون ثابت ا أو متغياا .ففي العدل الثابت يتم التعزيز بعد صييدور عييدد
مادد من الستجابات .وف العدل التغي يكون التعزيز بعد عيدد متليف ومتفيياوت ميين السيتجابات.
1
ص133.
-المصدر نفسه،
2
-صالح محمد علي أبو جادو ،علم النفس التربوي ،مصدر أعلها .ص.164 .163.
-ينظر بدر الدين عامود،ا علم النفس في القرن العشرين )ج ،(1.المصدر أعلها ،ص.340 .339 . 3
36
بينمييا يتييم التعزيييز الفاصييلي الثييابت بعييد مضييي وقييت ماييدد مسييبقاا .ويتييم التعزيييز الفاصييلي التغيي ي في ي
أوقات متفاوتة وغي ماددة.
«وهنا مرة أخآرى .يقتفي سكنر أثر ثورندايك .غي أن فهمه للتعزيز يتلف عن فهم ثورندايك .فبينمييا
يعن ي ثورنييدايك بييالتعزيز الرتييياحر والرضييا وتنييب الليي،ا ي يراه سييكنر متجسييدا ف ي كييل واقعييه تزيييد ميين
احتمال صدور الستجابة الت كانت سببا ف ظهور تلك الواقعة.
ويع ييتف س ييكنر بأهي يية العي يمززات اليابي يية،ا مثلم ييا يعييتف بوج ييود العي يمززات الس ييلبية .ويييرى أن
التعزيييز يتييم عيين طريييق تقييدي العيمزز الييياب أو عيين طريييق اسييتبعاد العيمزز السييلب .أي أن الكييائن الييي
يتعلم إستجابة ما بأسلوبي :تقدي العمزز الياب واسييتبعاد العيمزز السييلب .ويتوقييف سييكنر للتمييييز بيي
1
ما يعنيه بالتعزيز السلب والعقاب .فالول يدث نتيجة حذف العمزز السلب«.
ول يستبعد سكنر العقاب من عملية التعلم إذ يكن أن يكون عامل هامييا في تعييديل السييلوك
«أما العقاب فهو،ا ف نظره،ا أسلوب معاكس .إنه يعن تقدي معيمزز سيلب )الضيرب،ا التوبييخ،ا الصيدمة
الكهربائييية .(...ولييذا فييإن الثييار الييت تتكهييا الالتييان متلفيية .فييإذا كييان التعزيييز يقييوي إمكانييية صييدور
الستجابة الطلوبة،ا فإن العقاب ل يقود حتما إل إضعاف إمكانييية حيدوث السييتجابة غيي الرغييوب
2
فيها« .
بذا فهو يرفضم السلوك بصيغة )منبيه -إسيتجابة( ويعتبهيا عياجزة عين ضيبط السيلوك بسيبب
-1الواقعيية إغفالييا أثيير السييتجابة في السييلوك اللحييق .ويقيتحر صيييغة أخآيرى ذات ثلثيية حييدود:
الت تدث الستجابة بسببها -2الستجابة -3التعزيز.كما يبينه الشكل الوال رقم)(2
التعزيز الواقعة
الستجابة
-3تصنيف المعززات:
هناك عدة تصنيفات للمعززات:
-ينظر بدر الدين عامود،ا علم النفس في القرن العشرين )ج ،(1.المصدر أعلها ،ص.339 . 1
2
-ينظر المصدر نفسه ،ص.339 .
37
* كالمعززات الولية والثانوية :الولية أو الطبيعية أو غي الشرطية مثل الطعام والشراب .أما
الثانوييية أي الشييرطية أو التعلميية هييي الايييدة في ي أصييلها لكيين بييالقتان مييع مييثيات أخآييرى اكتسييبت
القدرة على التعزيز.
* التعزيــز اليجــابي والتعزيــز الســلبي :اليجــابي هييو إضييافة مييثي معي ي مباشييرة بعييد السييلوك
الرغوب فيه كمدحر التلميذ مباشيرة بعييد ظهييور السيلوك أو تقيدي الجييازات أو ميين خآلل إزاليية سيلوك
مييؤمل .أمييا السلبي هييي الييثيات الييت تريييد العضييوية التخلييصخ منييه أو التخفيييف منهييا كتخفيييف العقوبيية
السييلطة علييى التعلييم .فييالعززات السييلبية هييي عبييارة عيين مييثيات تزيييد ميين إحتمالييية ظهييور السييتجابة
عندما يتم إزالتها.
* المعززات الغذائية )أنواع الطعام،(...ا المادية )الدايا(،ا النشاطية )برامج ترفيهية(،ا الرمزية
1
)الثيات القابلة للستبدال كنقاط الستحقاق(،ا الجتماعية )الثناء والبتسامة،ا مسح الشعر.(...
-4التعليم المبرمج:
ربييا يرجييع الفضييل في ي إنتشييار إجرائييية سييكنر إلي ي ربطهييا بجييالت حيوييية،ا كالتبييية والتعليييم
والصييحة النفسييية مثل،ا إذ عمييل علييى تطييبيق التعليييم البمييج باسييتخدام مبييادئ التعليييم الجرائييي ف ي
التعليم ومعالة المراض العصابية.
وتتلخييصخ فكييرة سييكنر عيين التعليييم البمييج ف ي أن تسلسييل الييادة التعلميية ف ي خآط يوات متتالييية
يافظ على فعالية التعلم ويسهل عليه هذه الهمة،ا «حيث أنه يوفر للتلميييذ مييا يييوفره الصييندوق للفييأر
أو الماميية ميين خآلل تغييذيته ببنامييج يتييوي علييى دروس قدييية وجديييدة .ومييا علييى التلميييذ ف ي هييذا
الوقي ييف إل أن يضي ييغط علي ييى زر معيي ي كي ييي تظهي يير الي ييادة التعليميي يية )تي ييارين،ا جي ييل،ا أسي ييئلة (...علي ييى
الشاشة .ث يطلب منه حلها أو الجابة عليها .وليتعرف على مييا إذا كييانت نتيجيية عملييه صيحيحة أم
خآاطئة عليه أن يضغط على الزر الخصصخ لذلك .ويعتب اتفاق الجابة الت تظهر على شاشة جهاز
التعليم وإجابة التلميذ بثابة التعزيز .بينما يكون عدم التفاق بينهما فرصة لتعرف التلميذ على خآطئيه
وتفاديه ف الاولة الثانية 2«.هذا السلوب من التعليم يزود التعلم ف كل خآطوة من خآطيوات تعليمييه
بالتغذية الراجعة،ا ويمكن من إستخدام وسائل متلفة ف التعلييم كييالكتب البميية والجهييزة )الوسييائل(
التعليمية الختلفة أي مصادر تعليمية متلفة خآلف العلم خآاصة مع التطور التكنولوجي الائييل الييذي
يشهده عصرنا الال .ويتيح كذلك فرصة للتعلم الفردي.
1
-صالح محمد علي أبو جادو ،علم النفس التربوي ،مصدر أعلها .ص.161.
-ينظر بدر الدين عامود،ا علم النفس في القرن العشرين )ج ،(1.المصدر أعلها ،ص341. 340. 2
38
-5التطبيقات التربوية لنظرية سكينر:
حذر سكنر العلمي من المارسات الصفية النفرة الت قد تقتن بسلوكهم أو بادتم
الدرسيية .ومييا يكيين السييتفادة منييه ميين هييذه النظرييية هييو إضييافة إلي التعليييم البمييج يكيين الشييارة إلي
بعضم النقاط منها:
-استخدام التعزيز الياب وف الوقت الناسب ف عملية التدريس.
-تديد حجم السلوك الراد تشكيله وتسلسل الطوات وتتابعها.
-ضبط الثيات النفرة وتقليلها حت ل يزيد إستخدام أسلوب العقاب أو التعزيز السلب.
-معالة السلوكات غي الرغوب فيها لن السلوك ما هو إل نتيجة عمليية تعليم .ليذلك كيان
ميال هيذا العلج مين أكيثر اليالت أهيية في تطيبيق مبيادئ الشيراط حييث يكين تعلييم الفيراد ذوي
1
الشكلت السلوكية الختلفة طرق إضعاف أو إزالة السلوك غي الرغوب فيه.
-العتميياد علييى التغذييية الراجعيية أي إخآبييار التعلييم بنتائييج تعلمييه ف ي الييوقت الناسييب أي بعييد
الاوليية مباشييرة،ا خآاصيية بنييوع الطييأ الييذي ارتكبييه يسيياعده علييى كيفييية تصييحيح الطييأ وبييذلك يسييرع
التعلم.
-2النظريات المعرفية:
عليم النفيس العرفي ) (psychologie cognitiveهييو عليم يييدرس تكيوين وتنياول العلومييات لييدى
النسان )،(Cognitionا والعرفية هيي موضيوع إهتميام هيذا الفيرع التعلقية بيأنواع العلوميات الختلفية اليت
نكتسييبها في ي مواقييف الييياة الييت نتعييرض لييا،ا كمييا تتعلييق بييأنواع العمليييات الرتبطيية بطريقيية اكتسييابا
والحتفاظ با ف الذاكرة وإعادة استخدامها.
بواسطة دراسة العرفية يتطلع علماء النفس العرف إل فهم المارسات اليومية لختلف أنشطة
الفرد بصيفة مسييتمرة والييت تشييتك فيهيا العدييد مين العمليييات العرفييية مثييل :النتبيياه،ا الدراك،ا التفكييي،ا
التذكر،ا وحل الشكلت،ا التعلم والعمليات الرتقائية الختلفة.
مصطلح علم النفس العرف ظهر ف دراسات بلك ورامسي ) (Black, Ramseyسنة 1951ف
كتيياب "الدراك،ا مييدخآل إل ي الشخصييية" غي ي أننييا ل يكيين إغفييال أعمييال علييى سييبيل الثييال هيمييان
ابنغهياوس ) (1850-1909) (Ebbinghaus, Hermannفي ميال كيفييية حيدوث العمليييات العرفييية لتفسييي
السييلوك النسييان )الييذاكرة والتييذكر(،ا وفيمييا بعييد أعمييال جييون بييياجيه ) (Jean PIAGETحييول النمييو
العرف ي لييدى الطفييل .هييذا العلييم الييذي نييا وتطييور كييثيا موظفييا كييثيا متلييف الكتشييافات العلمييية في
تفسييي متلييف العمليييات العقلييية حييت أنييم يعتييبون أن التفكيي لييدى النسييان يتييم بنفييس الطريقيية الييت
-صالح محمد علي أبو جادو ،علم النفس التربوي ،مصدر أعلها .ص.166. 1
39
يتم با برنامج حاسوب مثل،ا أو تفسي عملية التعلم لدي النسييان ميين خآلل مييا يعييرف بالرتباطييات
الشرطية،ا كعمليية بنياء معرفي ييزن ف اليذاكرة -حييث تنظييم العلوميات الاصية بالحيداث الختلفية
الييت حييدثت وتعييرض لييا الفييرد -ويسييتعيدها منهييا ويعطييي السييتجابة الوافقيية عنييدما يسييتقبل النبهييات
)أسئلة الخآتبار مثل( .فيالتعلم يعتمييد علييى البنيياء العرفي الييذي تلقياه ويسيتجعه مين الييذاكرة،ا ويييوظفه
وفييق الوقييف الييذي تطلييب اسييتدعاء البنيياء العرفيي،ا وبالتييال فييإن السييتجابة تتلييف بييإخآتلف طبيعيية
الوقييف .فالعضييوية تييزن في الييذاكرة الحييداث الييت وقعييت في التجربيية،ا وعنييد إخآتبارهييا،ا يتييم اسييتجاع
هذا البناء العرف،ا والستجابة تتحدد حسب العلومات الت ت تعلمها واخآتزانا.
من هنا كان اهتمام كثي مين علمياء النفيس بيالتعلم العرفي،ا أي التعليم اليذي يصيحبه إسيتثارة
الفهم والستبصار،ا وتكوين تصورات ذهنية عن الوضوعات التعلميية .وأبييرز هييؤملء العلميياء هييم علميياء
الشطلت )" (Gestaltالشكلية " والتعلم بالستبصار.
-ينظر بدر الدين عامود،ا علم النفس في القرن العشرين )ج ،(1.المصدر أعلها ،ص.209. 2
41
يتسلق،ا ف وجه آخآر لذه التجربة،ا صندوقا من الشب ملقى ف أحيد أركيان القفييصخ،ا أو يتسيلق،ا في
وجه ثالث،ا صندوقي خآشبيي متفاوت الجم بعد أن يضع الصندوق الصغي فييوق الصييندوق الكييبي،ا
أو أن يقوم بسحب طرف أحد البال الذي يتصل بالوز(.
وف ي تربيية أخآييرى كييان كييوهلر يضييع الييوز خآييارج القفييصخ وعلييى م يرأى ميين الشييمبانزي .ولكيين
اليوان ل يستطيع أن يصل إليه إل إذا استخدم عصا موجودة علييى مقربيية منييه كامتييداد ليييده،ا أي أن
يسييتخدمها كييأداة .وفيمييا بعييد قييام كييوهلر بتعقيييد شييروط الشييكلة،ا إذ وضييع عصييوين في ركيين القفييصخ
وضمن ساحة إدراك اليوان .وكان على اليوان لكي يصل على الطعام أن يمول العصييوين إلي عصييا
)أداة( واحييدة بإدخآييال نتييوء يوجيد في طييرف إحيداها بثقيب موجيود في طييرف الخآييرى،ا لن اسييتخدام
واحدة منهما فقط ل يوصل إل الدف .وكان القرد يد الل للمشكلت.
فكيف يتم ذلك؟ ييب كوهلر ومعه كوفكا بأن سلوك اليوان يقتصر ف البداية على تأمل
الوز والنظر ف الدوات القتحة )العصا،ا الصناديق،ا البال ..ال(،ا ث يول بصره عنها ويلتفت حيوله
بعضم الوقت ليجع بعدها إل تأمل الدف والوسيلة،ا وهكذا،ا دون أن يقوم بأي إجراء عملي يذكر.
وفي التجربية الخآية )ذات الرحليتي( لي يلحيظ كيوهلر أي جدييد في سيلوك القيرد،ا باسيتثناء
عيدد الياولت اليت قيام بيا بعيد التقياطه للعصيا الطويلية )وأحياني ا القصييية(،ا وعيدم تكنيه مين الوصيول
إل الدف،ا المر الذي جعله يتاجع قليلا ليتأمل العصوين من جديد لينتهي به الميير إلي إلتقاطهمييا
وإدخآالمييا بعضييهما ببعييضم وتويلهمييا،ا بالتييال،ا إلي عصييا واحييدة طويليية،ا ثي المسيياك بييا ليحصييل في
النهاية على الوز.
وهك ييذا ي يير اليي يوان )وك ييذا النس ييان( للخ ييروج م يين الوق ييف الش ييكال،ا في ي رأي الغش ييتالتيي،ا
برحلتي رئيسيتي:
المرحلة الولى :ويقوم خآللا اليوان بدراسة الوقف والنظر ف شروطه،ا وهو ما يدعى بالستبصار.
المرحلة الثانية :وفيها يتوصل اليوان إل اليل بصييورة مفاجئيية .وتشييمل هييذه الرحليية الييانب الدائيي
أو الجرائي من النشاط الذهن.
م يين خآلل التج ييارب إنتق ييل الغش ييتالتيون م يين دراس يية الدراك إلي ي دراس يية التفكي يي،ا ال ييذي ه ييو
بالنسييبة لييم إعييادة تنظيييم عناصيير الوقييف،ا حيييث تتخييذ فيييه هييذه العناصيير صيييغة جديييدة أو غشييتالتا
جديداا .وهو ما أطلق عليه الغشتالتيون مفهوم الستبصار 1.الذي هو الفهم الكامل لبنية الغشطالت
من خآلل العلقات القائمة بي أجزائه وإعادة تنظيم هذه العلقات.
-ينظر بدر الدين عامود،ا علم النفس في القرن العشرين )ج ،(1.المصدر أعلها ،ص.213. 212. 211 . 1
42
هناك عوامل لا تأثي على عملية الستبصار.
-مستوى النضج الجسمي :ف تربة كوهلر ل معن ول جدوى مين العصيا إن لي
يكن القرد قادرا على حلها.
-مستوى النضج العقلي :تنظيم الال وإدراك العلقات يكون حسب درجات القدرة
العقلية.
-تنظيم المجال :ف تربة العصا )الوسيلة(،ا والدف )اليوز(،ا واليوع )اليدافع( .وليو
غاب عنصر من هذه العناصر ما حصل الستبصار.
-الخــبرة :اللفيية بعناصيير الوقييف تسيياعد علييى إعييادة تنظيمييه وربييط أجزائييه بعضييها
ببعضم.
«أمييا السييألة الاصيية بطبيعيية التعزيييز ودوره في عملييية التعلييم وهييي السييألة الييت تعتييب في صييلب
نظرية التعلم العاصرة،ا فهي مسألة ل تظى باهتمام كبي عند العلماء الشطلتيي .والواقع أن هؤملء
العلماء يرون أن أوجه التعزيز الارجي مثل الطعام والنجييوم الذهبيية الييت توضيع عليى كتابيات الطفيال
تشييجيعا لييم والربييت علييى رؤوس الخآرييين تشييجيعا إنييا تصييرف النتبيياه عيين التعلييم ولعلهييا وسييائل
1
تتدخآل ف عملية التعلم القيقي«.
1
-مصطفي ناصف ،نظريات التعلم المصدر أعلها ،ص.203.
2
-ينظر -محمد مصطفى زيدان و نبيل السمالوطي ،علم النفس التربوي ،المصدر أعلها ،ص.124 123.
-صالح محمد علي أبو جادو ،علم النفس التربوي ،مصدر أعلها .ص.176 .175.
43
-4قــانون التصــال )الســتمرار( :الشييياء التصييلة تييدرك كصيييغ،ا مثييل النقيياط الييت بينهييا
خآطوط.
-5قانون الشمول :الشياء تدرك كصيغ إذا كان هناك ما يمعها ويتويها ويشملها كلها،ا
فصورة صفي متوازين من الشياء تعطي صيغة طريق مثل.
«وممل ما عناه الغشتالتيون بذه القواني هو أن الفرد ينزع إل إدراك الشياء بصورة كلية
ومتوازنة وحسنة بفعل العمليات الفيزيولوجية الفطرية الت يقوم با اليدماغ .فالصيورة نيدركها كاملية وليو
تمللتهييا فج يوات أو ثغ يرات أو حييت إذا كييانت مييرد خآطييوط متقطعيية .كمييا ننييزع إل ي الربييط )الغلق(
بي النقاط الوجودة أمامنا على الورقة وإدراكهيا كشيكل هندسيي .ونؤمليف بيي الشيياء القريبية بعضيها
إل بعضم ف صورة كلية 1«.وتقارب الشياء زمنيا ومكانيا يساعد على تذكرها.
-3التعلم بالملحظة:
)Albert يعود تاريخ نشأة هذه النظرية إل بداية الستينيات،ا عندما قيدم زعيمهييا ألييبت بانييدورا
(BANDURAبث يا إل ي نييدوة نباسييكا ) (Nebraskaبعن يوان "التعلييم الجتميياعي ميين خآلل الاكيياة )"
-ينظر بدر الدين عامود،ا علم النفس في القرن العشرين )ج ،(1.المصدر أعلها ،ص.220 . 1
44
.(1963) "(LEARNING AND PERSONALITY DEVELOPMENTولي ي تتخ ييذ أبعادهييا وتكتمييل
مااورها كنظرية إل بعد مضي أكثر من عقد من الزمن،ا أي ف ناية السبعينيات.
فبعد أن أشار الباحثان إل كتاب ميللر ودولرد "التعليم الجتمياعي والتقلييد" وميا احتيواه مين
فرضيييات تسييتثي الفكيير،ا سييجل حقيقيية ذات مغييزى تطييوري وتيياريي،ا حيييث قييال" :وقييد تطلييب الميير
عشرين سنة أخآرى كيي تصيبح الاكياة مشيكلة نظريية ومشيكلة بيث عليى قيدر كيبي مين الهيية وقيد
تييول ماييور اهتمييام رئيييس ميين مايياور البحييث ميين تليييل التعلييم القييائم علييى الاكيياة إل ي تليييل التعلييم
1
باللحظة .وهذا النوع من التعلم يتصدى إل قضايا إكتساب الستجابات الديدة".
ما ل شك فيه كذلك هو أن للسلوكيي الدد أثرهم على هذه النظرية،ا الذين حاولوا التوفيييق
بي السلوكية الواطسنية السيطرة ف أمريكا وبعضم السلمات القدمة ف النظريات الخآرى .ولعل أهييم
ما قدم منهم هو اعتافهم بأهية العوامل الوسيطة )العرفية والنفسية(.
فعلي ييى سي ييبيل الثي ييال تي ييدث هي ييل ) (Hullعي يين العوامي ييل الوسي يييطة والي ييت تشي ييمل الي يوافز،ا العي ييادة
والكبييح،ا كمييا حيياول دولرد وملليير ) (Millerترجيية الفيياهيم الفرويدييية إل ي مفيياهيم سييلوكية .كمييا قييدم
طولان ) (Tolmanفكرتيه عين السيلوك اليادف )الغائيية( والتوقيع ف عمليية التعليم حييث تيدل الفكرتيان
على أهية الانب العرف.
كمييا كييان للتقييدم في مييال نظريييات التعلييم العرفييية وخآاصيية التقييدم في مييال العاليية العلوماتييية
أثرها،ا وهذا ما يظهر ف تبن باندورا لذه العمليات العقلية كمتغي تفاعلي ف تفسيه للتعلم.
إذا كان أصحاب التمييات البيئيية أمثيال سيكنر ييرون أن السيلوك تيري مراقبتيه مين قبيل قيوى
خآارجية تطغى على الكائن الذي يلك القدرة على التفاعيل والتشييكل بفعييل الحييداث الارجييية،ا وإذا
كان على النقيضم من ذلك )أصحاب التمية الذاتية( يرون أن الحداث الداخآلية )التمثلة ف شكل
غرائز ودوافع وسيات وغيهيا( هيي اليت تليزم الكيائن اليي عليى السيلوك بطيرق ثابتية وتكيمون الشخصيية
التشكلة،ا فان الوقف البديل يقر بالتأثيات الداخآلية والارجية على حد سواء.
وعني ييد النظي يير إلي ي ي هي ييذه الصي ييادر الرئيسي يية الثلثي يية مي يين الي ييددات :السي ييلوك،ا البيئي يية،ا العوامي ييل
الشخصية،ا فل تعطى لي منها أي مكانة متميزة على حساب الصدرين الخآرين،ا رغم أنه ف بعضم
الواقف قد يبز عامل من الثلثة كمؤمثر مسيطر .ويقول باندورا إن هذا هو مييوقفه هيو،ا أو مييا يسيمى
بالحتمية المتبادلة ،وينظر إل التأثيات الددة على أساس أنا إحتمالية ف طبيعتهيا أكيثر مين كونييا
)(3 التمية السببية،ا ماددات السلوك هذه يكن تثيلها ف الشكل الوال رقم
45
البيئة السلوك
العوامل الشخصية
)التوقعات،ا العتقدات،ا الدراكات الذاتية،ا الفكار،ا التفضيلت،ا(...
هو شكل مثلث معكوس والعواميل الشخصيية يوضيعت ف رأس الثليث القليوب ليا ليا مين أهيية
حسب باندورا .العمليات العرفية الت تعتب نظما تثيلية رمزية،ا عادة ما تتخذ شكل الفكار والصييور
الذهنييية .وتلعييب دورا مركزيييا في ي نظرييية بانييدورا إذ تتحكييم في ي سييلوك الفييرد والبيئيية،ا وفي ي الييوقت ذاتييه
ماكومة بسلوك الفرد والبيئة .على كل حال كل هذه العناصر متأثرة ومؤمثرة بعضها ف بعضم.
«ف ي التمييية التبادليية فييإن السييلوك النسييان هييو وظيفيية الييددات السييابقة التعلميية واللحقيية
الييددة .وكييل مموعيية ماييددات تتييوي علييى متغيات هييي ف ي طبيعتهييا معرفييية إل ي حييد كييبي،ا وإن ل ي
تكين كيذلك بصيورة مطلقية .وهيذه الشيكال مين أشيكال العرفية تيدث مين خآلل ملحظية النسيان
لنتائييج سييلوكه هييو و /أو ميين ملحظتييه لسييلوك الخآرييين وهكييذا فييإن مصييدرين رئيسيييي للتعلييم هييا
نتائييج السييتجابات )التعلييم بالعمييل( .ومييا ظييل حييت الن يييدرس بصييورة تقليدييية تييت عنيياوين متلفيية
مثييل الاكيياة )أو التقليييد(،ا والعمليييات البدالييية النموذجييية،ا أو التعلييم القييائم علييى اللحظيية )التعلييم
1
باللحظة(«.
أمييا فيمييا يييصخ الييددات السييابقة للسييلوك« هييي تلييك التييأثيات العقييدة الييت تييدث قبييل قيييام
الس ييلوك،ا وتشي ييمل التغيييات الفس يييولوجية والعاطفيي يية،ا والحي ييداث العرفي يية مث ييل التوقع ييات والتقبي ييات،ا
والليات الفطرييية للتعلييم،ا أمييا الييددات التالييية فتشييمل أشكال التعزيييز )التييدعيم( أو العقيياب الييت قد تكون
2
خارجية في طبيعتها أو داخلية ،أو حثا ذاتيا« .
نييوذج التعل ييم باللحظ يية يق ييوم عل ييى افي يتاض أن النس ييان كك ييائن إجتم يياعي يت ييأثر باتاهييات
الخآرين ومشاعرهم وتصرفاتم أي بسلوك الخآيير .ونتعلييم السييتجابات الديييدة لرد ملحظيية سييلوك
الخآرين .هؤملء النياس الخآييرون يعتييبون مين الناحييية التقنييية نياذج،ا واكتسياب الإسيتجابات مين خآلل
مثل هذه اللحظة يسمى الإقتداء بالنموذج.
-1النتباه والتعلم:
1
-مصطفي ناصف ،نظريات التعلم المصدر أعلها ،ص.133.
2
-المصدر نفسه ،ص.133.
46
من بي التجارب الت قام با بانيدورا في إحدى ريياض الطفيال هيي أنيه قيام بتقسييم الطفيال
إل خس مموعات كما يلي:
-1شاهد أفراد الموعة الول رجل يعتدي جسديا ولفظيا على دمية كبية بجم النسان
مصنوعة من الطاط ملوءة بالواء.
-2أفراد الموعة الثانية شاهدوا نفس الحداث مصورة ف فيلم سينمائي.
-3أفراد الموعة الثالثة شاهدوا هذه الحداث العدوانية نفسها لكن ف فيلم كرتون.
-4أفراد الموعة الرابعة ل شاهدوا أيا من هذه الحداث واعتبوا كمجموعة ضابطة
-5أفراد الموعة الامسة شاهدوا شخصا مسالا غي عدوانيا.
ث ي وضييع كييل طفييل ميين هييذه الموعييات المييس إل ي وضييع مشييابه للوضييع الييذي شيياهد فيييه
سي ييلوك النمي ييوذج وقي ييامت مموعي يية مي يين اللحظي ي ي براقبي يية،ا مي يين وراء زجي يياج نافي ييذة ذو اتي يياه واحي ييد،ا
إستجابات كل طفل للوضع الذي هو فيه وتسجيل الإستجابات العدوانييية .وبينييت نتائييج الدراسيية أن
متوسييط الإسييتجابات العدوانييية للمجموعييات الثلثيية الولي ي )الييت شيياهدت الوقييف العييدوان( يفييوق
1
بكثي متوسط إستجابات الموعتي )الرابعة والامسة(.
1
-ينظر صالح محمد علي أبو جادو ،علم النفس التربوي ،مصدر أعلها .ص .181 .180
47
رئيسييان،ا بالضييافة إلي الدافعييية،ا يييؤمثران علييى هييذه العملييية .الول يرتبييط بصييائصخ النمييوذج،ا ويرتبييط
الثان بصائصخ الفرد اللحظ.
فالنميياذج الييت تتييم باجييات الشييخاص الييذين يقومييون باللحظيية،ا والييت تقييدم غالبييا مكافييأة
لؤملء اللحظي هي الت يتم إنتقاؤها من قبل اللحظ،ا بينما يري تاهل تلك النماذج الت تنقصها
مثل هذه الصائصخ،ا ونتيجة لذلك فإن الفراد اللحظي لبد من أنم يتعلمون باللحظة ميين النييوع
الول أكثر من النوع الثان.
وخآاصية أخآرى من خآصائصخ الشخاص اللحظي الت تؤمثر عليى النتبياه هيي مسيتوى النميو
)فالطفال الكب سنا لديهم مدى إنتباه أطول من الطفال الصغر سنا .وبالضافة لذلك فالطفال
الكب سنا قد يعرفون مت ينتبهون ومت ل ينتبهون للنموذج(.
- 3التطبيقات التربوية:
-هييذه النظرييية تسيياعد علييى مراجعيية أسيياليب نذجيية السييلوك والتنشييئة الجتماعييية ومراجعيية الدب
التبوي والنفسي.
-التعلييم باللحظيية يسيياعد علييى إكسيياب سييلوكات جديييدة نتيجيية ملحظيية النميياذج الييت يعايشييها
التلميييذ س يواء ميين خآلل الييزملء أو العلمي ي أو النميياذج الييت يق يرأ عليهييا ف ي النصييوص الدروسيية مثل
ولذا فمراقبة هذه النماذج يعتب أمرا مهما لكل من يقف عمله على التبية والتعليم.
-إذا كييانت عملييية النمذجيية هييي نسييخ سييلوك آخآرييين مهمي ي للمتعلييم مثل فييان مراعيياة التعزيييز في
العملية التبوية يعتب أمرا ضروريا.
-تساعد عملية التعلم باللحظة ف تعلم العادات الإجتماعية أي ثقافة التمع وإكساب اللغات.
-التلميذ الذي يتعامل مع معلمي )ناذج( متلفي يساعده ذلك على زيادة خآباته غي الباشرة.
الييدركات والفيياهيم ميين الوضييوعات الاميية في علييم النفييس نظ يرا للييدور الكييبي الييذي تلعبييه في
عمليي يية التعلي ييم ولقي ييد تي ييدث الكي ييثي عي يين هي ييذا الوضي ييوع باسي ييم "التجريي ييد والتعميم" واسي ييتعملوا لفي ييظ
"التغيييات التوس ييطة" أو " التكوين ييات التوس ييطة" وغيه ييا .وم يين الوائ ييل ال ييذين ت ييدثوا ع يين ال ييدركات
والفاهيم نجد كلرك هل ) (Hullحيث كانت "المدركاتا الكلية" هي موضوع الدكتوراه التي حصل عليها سنة 1920م،
48
وبعد حصوله عليها ،ظلل موضوع بحثه مهمل حتى عقد مؤتمر كبير لعلم النفس في سنة 1930م لم فيه كلرك ه((ل علم((اء
النفس إهمالهم لموضوع "المدركاتا" وكان هذا العام نقطة تحول لكلل من هل ) (Hullوالييدركات
علم ييا أن النظري يية الساس ييية
1
لل هي السلوكية الديدة.
ومفي يياهيم الفي ييرد تلعي ييب دورا رئيسي يييا في ي كيفيي يية إدراكي ييه وتنظيمي ييه للشي ييياء )الشي ييخاص وحي ييت
الفكار( الوجودة ميين حيوله .فهييي بثابية القيواني النظمية واليددة لكيفييية الدراك،ا ففييي ميييدان التبييية
كل تلميذ يب أن يصل على مفاهيم عديدة وصور ذهنية متلفة حول ما يدور من حوله في الييياة
حييت تصييبح العملييية التعليمييية ذات معنيي .فالفيياهيم ذات وظيفيية مهميية في عملييية التعلييم إذ تسيياعد
على:
-تبسيط العال الواقعي من أجل تواصل وتفاهم يتسم بالكفاية.
2
-تنظيم خآباتنا بصورة يسهل استدعاؤها والتعامل معها.
3
على العموم يكن استخلص أهية دراسة الفاهيم والدركات ف بعضم النواحي منها أن:
-1فهم الفاهيم والدركات يعل الادة الدراسية أكثر شول.
-2فهم الفاهيم والدركات هو الطريق الرئيسي نو زيادة فاعلية انتقال أثر التدريب والتعملم.
-3تساعد الطفل على اكتساب الإهتمامات و اليول العلمية بطريقة وظيفية.
-4تساعد الطفل ف تسهيل عمليات التعلم والتعليم.
-5تفهم كيفية نو وتطور مفاهيم الطفال من أجل إعداد البامج والساليب والطرق الناجحيية
الت تساعد على إناء تلك الفاهيم والدركات وتطورها.
-6تسيياعد الطفييل ف ي توظيييف العلومييات وذلييك باسييتخدامها ف ي الفهييم والتفسييي لييا يييثيهم ف ي
البيئة.
-7تزويد الطفل بالقائق والعلومات الت تعينه ف الدراك،ا التصنيف والتمييز.
على العموم فإن تكوين الفاهيم يعن تبسيط العلومات لسهولة التعامل معهيا،ا إل أن البالغية
في هييذا التيياه قييد تييؤمدي إلي الض يرار بعملييية التعلييم،ا فهييذا التبسيييط البييالغ فيييه يكييون علييى حسيياب
الدراسيية العميقيية للظيواهر الفريييدة ميين حولنييا .فييإذا توقفنييا عنييد معرفتنييا أن كييل شيييء لييه جنيياحي فهييو
ميين أنيواع طييائر ويسييتطيع الطيان فييإن هييذا ل ينعنييا ميين التنبييه إلي الصييائصخ الميمييزة لكييل نييوع
الطيور لعرفة خآصائصها وميزاتا.
1
-ينظر مصطفى زيدان ،نظريات التعلم وتطبيقاتها التربوية ،الديوان الوطني للمطبوعاتا الجامعية ،الجزائر1983 ،م،
ص.269-268.
2
-ثناء يوسف الضبع ،تعلم المفاهيم اللغوية والدينية لدى الطفال ،ط ،1دار النهضة العربية ،القاهأرة2001 ،م ،ص.
72
3
ص69. -المصدر نفسه،
49
فتييدريس الفيياهيم وتعملمهييا ميين الواضيييع الوهرييية ف ي العملييية التعليمييية التعلمييية،ا لن تييدريس
الفياهيم جنبيا إلي جنيب ميع التعميميات والنظرييات والبيادئ تسياعد عليى التعليم أحسن لن الفياهيم
كييذلك تسيياهم مثل في حييل بعييضم صييعوبات التعلييم خآلل إنتقييال الطلب ميين صييف إلي آخآيير،ا فمييا
يييأت أول يعتييب كنقطيية إرتكيياز ضييرورية فيمييا بعييد ومييا سيييأت بعييد لبييد وأن يييدعم العلومييات السييابقة.
فالبحث ف موضوع الفاهييم والدركات العلمية وعلقتها بعملييت التعلييم والتعلميم أميير يهيم كييل معليم
ومربي حييت يسييتطيع ميين خآللييا وضييع البامييج والطييط التدريسييية الناسييبة لكييل مييادة وكييل تلميييذ وفي
الستوى الطلوب.
-1تعريف المفهوم:
تعددت تعاريف "الفهوم" بتعيدد الزواييا والنظرييات اليت يييدرك بيا هيذا الصيطلح،ا فعيييرف كيأنه
صنف من الثيات الت يكين أن تكيمون مموعية أشيياء أو حيوادث أو أشيخاص تشيتك معيا بصيائصخ
عامة ويشار إليها باسم خآاص )"دسيسكو"(.
أو أن الفاهيم صنف من الثيات الشتكة بصائصها الوهرية حت لو اخآتلفت فيما بينها
بشكل ملحوظ )جانييه وبرجز(.
أو كتعريف برونر ) :(Brunerالفاهيم عبارة عن مموعة الصطلحات الت يستخدمها العال
في ي عمل ييه أو الب يياحث في ي بث ييه كعن يياوين يش ييي ك ييل منه ييا إلي ي مموع يية م يين الي يوادث أو الظي يواهر أو
العلقات الواقعة ضمن مال بثه.
أو أنه سلسلة من السيتدللت التصيلة تشيي إلي مموعية مين الصيائصخ اللحظية لشييء أو
حدث يؤمدي إل تديد فئة معينية تتبعهيا اسيتدللت إضييافية عيين خآصيائصخ غيي ملحوظيية )جودنييو( )
-2أنواع المفاهيم:
كمييا تعييددت تعيياريف الفهييوم تعييددت كييذلك أن يواعه،ا إذ نييد هنيياك وجهييات متلفيية لن يواع
) الفاهيم،ا فهناك من يرى أننا يكيين تقسيييمها إلي قسييمي :مفاهيم تلقائية ومفــاهيم علميــة )بييياجيه
،((Piagetا
فالمفــاهيم التلقائيــة :يكتسييبها غالبييا التعلييم ميين تلقيياء نفسييه عييب إحتكيياكه بالبيئيية ميين خآلل الييبة
السمية الباشرة مثل :مفهوم الجم.
أمما المفاهيم العلمرية :فهي الت يكتسبها غالبا التعملم عن طريق مرشد أو معملم مثل :مفهوم التوازي.
أو أن تقسم الفاهيم إل ثلثة :مفهوم موصل أو رابط أو موحد ومفهييوم غير رابــط ومفهييوم
علئقي )برونر).((Bruner
-المفاهيم الواصلة أو الرابطة أو المروحدة :وهييي تعييرف بجموعيية المسييمات الشييتكة بيي فئيية
من الشياء أو الواقف.
-المفاهيم غير الواصلة أو غير الررابطة :تعرف بجموعة المسمات أو الواص التباينة بي فئيية
من العناصر والشياء أو الواقف.
-المفاهيم العلئقيرـة :هييي تعييرف بجموعيية المسييمات أو اليواص الشييتكة التباينيية بيي فئيية ميين
العناصر أو الشياء أو الواقف.
-3المدرك العلمي:
تعييددت كييذلك تعيياريف الييدرك العلمييي حييت وإن كييانت في مملهييا تييدور حييول إبيراز العمييل
العقلي الذهن الضم،ا من هذه التعريفات نذكر على سبيل الثال:
-تعريييف أوسييجد :يقصييد بالييدرك،ا إسييتجابة عاميية لغوييية لموعيية ميين الظ يواهر الييت ترتبييط مييع
بعضها البعضم ف مظهر من الظاهر.
-مجدي عزيز ابراهأيم ،تعليم وتعللم المفاهيم الرياضية للطفل ،مكتبة النجلو المصرية ،القاهأرة 2001م ص.41 . 1
51
-وكلرك هييل يعييرف الييدرك كالتييال :هييي تكوينييات علمييمية متعيمددة،ا ترتبييط مييع بعضييها البعييضم
حت تؤمدي إل ظهور إستجابة معمينة نتيجة تعمرضه للمثيات.
-أمييا أرثيير جيتييس فيعييرف الييدركات باسييم "التعميييم" وهييو إدراك العلقيية أو الاص يمية الشييتكة أو
البدأ ف عييدد ميين الواقييف .وهيو ييرى أن النسييان يسييتطيع أن يصيينف معلومياته فيسييتعمل رميزا واحيدا
لموعة من الفردات بعد عملية تصيينيفها وربطهييا،ا وهيذا المرمييز الواحيد هييو الييدرك وهيذه العملييية تتيياج
إل ي تميييع ال يبات السييابقة وإلي ي قييدر كيياف ميين اللييام باللغيية 1.هييذا التعريييف يركييز علييى القييدرات
العقلية إضافة إل التجارب أو اليبات السييابقة .وهيذا العمييل تقيوم بيه الكلميات بصييورة رئيسييية،ا وهييي
تنظم الثيات أو الظواهر ث تربط بينها وبي البات السابقة.
غيي أن هنيياك ميين ل يفييرق بيي "الييدرك" و"الفهييوم" كسييموك ) (Smockالييذي يييرى أن الييدرك
هو استجابة رمزيية عامية لموعية مين اليثيات لييس بينهيا بالضيرورة عناصير مشيتكة ولكنمهيا تتجمع في
تنظيمات إدراكية أو أناط إدراكية معينة.
مهمييا اخآتلف يت التعريفييات فإنييا كلهييا تتفييق علييى أن الييدرك هييو إسييتجابة لفظييية لغوييية عاميية
تربط بي مموعة من الثيات .غي أنم ل يتفقوا حول الصفات )الصائصخ( الشتكة الت تمع هذه
الدركات وند ثلثة اتاهات:
-الول :يقصد بالصائصخ الشتكة تلك العناصر التطابقة بي الثيات الت يمعها الدرك،ا
مثال :مدرك )شجرة( تتلف الشجار ف حجمها ونوعهييا وشيكلها ونوعيية ثارهييا إل أمنيا جيعييا لبيمد
أن تشتك ف وجود صفات مشتكة فيما بينها.
-الثاني :خآلف التاه الول يدد هييذا التيياه الصيائصخ الشيتكة بأمنيا علقيات جزئييية بيي
الشييياء وليييس تطابقييا .مثييال :الكييرة،ا حبيية بطيييخ أحيير )"دلع"(،ا عجليية السيييارة،ا هييي أشييياء رغييم
التباين الوجود فيما بينها إل أن هناك علقييات جزئييية موجييودة بيي هييذه الشييياء أههييا علقيية الدائرييية
ف كل منها.
-الثالث :يرى هذا التيياه أن الصييائصخ الشييتكة هييي المعنى المتوسط،ا مثييال :الكرمييبيط،ا
الطماطم،ا البصل،ا اليزر،ا لييس بينهيا علقية تطيابق ول علقية جزئيمية ولكنهيا جيعيا تشيتك في أمنيا مين
الضروات.
53
ثانيا :قاعدة القتران أو التجميع :أي إشيتاط اقيتان صيفتي ميزتيي أو أكيثر معيا في اليثي
1
لكي يكون مثال موجبا على الفهوم.
ثالثــا :قاعــدة اللإقترانيــة أو التضــمين النفصــالي :تعني هييذه القاعييدة تطييبيق صييفات ميييزة
منفصييلة،ا أو غي ي مقتنيية بالشييياء أو الييثيات لتشييكل أمثليية علييى الفهييوم أي )إممييا /أو( بعن ي إممييا أن
تتيوافر الصييفة الولي مثل أو الصييفة الثانييية في الشيييء أو الييثي الييذي يكييون مثييال علييى الفهييوم .فمثل
العييداد الييت تقبييل القسييمة علييى ) (5بييدون بيياق يييب أن تبييدأ بصييفر أو بمسيية،ا فمفهييوم" :قابلييية
ي عييدد يبييدأ بصييفر أو بمسيية يعتييب مثييال موجبييا علييى هييذاالقسييمة علييى 5بييدون بيياق" يعني ي أن أ م
الفهوم،ا فالصفتان ف هذا الثال غي متمعتيان بييل منفصيلتان تامييا .فالعيداد...30 ،25 ،20 ،15 ،10 :
كملها تعتب أمثلة موجبة عليى هيذا الفهيوم .بينميا العيداد ...216 ،17 ،3 :كلمهيا تعتيب أمثلية سيالبة عليى
هذا الفهوم.
رابعا :قاعدة الشرط المفرد :وتعن هذه القاعدة وجوب توافر صفة ميزة وتتخذ هذه القاعدة
صيييغة العبييارة )إذ /إذن( فييإذا كييان الفهييوم القصييود يتض يممن صييفتي ميزتي ي الول ي والثانييية فييإن هييذه
القاعييدة تشييتط :الصيييغة التالييية "إذا تيوافرت الصييفة الوليي،ا إذن يييب أن تتييوفر الصييفة الثانييية أممييا إذا
تيوافرت الصييفة الثانييية فليييس بالضييرورة أن تتيوافر الصييفة الولي" .مثييل :كييل رسييول نييب وليييس كييل نييب
رسييول يقتضييي أن الرسييالة تعني النبيموة لكيين النبيموة ل تعني الرسييالة .وميين المثليية الوجبيية علييى الفهييوم:
موس ييى -عيس ييى -مام ييد عليه ييم الص ييلة والس ييلم .وم يين المثل يية الس ييالبة عل ييى الفه ييوم :يوس ييف-
زكريا -ذو الكفل عليهم السلم.
خامسا :قاعدة الشرط المزدوج :تنصخ هذه القاعدة على تيوفر شيرط متبيادل بيي صيفتي ميزتيي
بيث إذا توافرت أي منهما توافرت الخآرى حتما لتحديد أمثلة الفهوم،ا وتأخآذ هذه القاعدة الصيييغة
الركبة التية) :إذا /إذن( و)إذ /إذن( .فإذا كان الفهوم القصود يتضمن خآاصييتي ميزتيي مثيل الولي
والثانييية فييإن العبييارة تكييون كييالت :إذا تي يوافرت الصييفة الوليي،ا إذن تتييوفر الصييفة الثانييية وإذا تييوفرت
الصفة الثانية تتوفر الصفة الول حتما.
-5تعلم المفهوم:
هو نشياط عقليي يتمثيل في قدرة الفيرد عليى إعطياء إسيتجابة واحيدة لموعية مين اليثيات اليت
تشتك معا بصائصخ متشابة ويتضمن عمليتي أساسيتي ها :التمييز والتعميم.
فتعل ييم الفه ييوم يتض ييمن أي نش يياط ي ييؤمدي إلي ي تص يينيف حي يوادث أو م ييثيات متباينيية جزئي ييا في ي
صنف واحد،ا وذلك يكون وفق قاعدة معرفية أو عقلية يستخدمها الفرد ف تديد صفة معينة.
1
-أنور عقل ،نحو تقويم أفضل ، ،بيروتا -لبنان ،دار النهضة العربية ،ط 2001 .1م ،ص .321.320. 318
54
بعضم الفاهيم أسهل تعلما كالت تثل أشياء عينية )أشجار،ا وجوه،ا (...من الخآرى الكثر
تريدا كالعدالة والرحة.
يعتقييد بنتييون ج .انييدروود ) (Benton J. UNDEROODأن تعلييم )أو التعييرف علييى( الفيياهيم،ا
يتطلب أن يرى الشخصخ علقات بي الثيات .ولكييي يييرى الفييرد مثييل هييذه العلقيية،ا يسييتلزم ذلييك أن
يييوحي كييل مييثي ف ي مموعيية ميين الييثيات بنفييس الصييفة .مثل إذا رأى طفييل مثلثييا أزرق اللييون ومربعييا
أزرق اللون فل بد أن يفكر ف صفة "أزرق" بالنسبة لكل الثيين .ولكي يفهم الطفل أن مموعة من
اليواني ييات هي ييي كلب ل بي ييد أن يكي ييون قي ييد تعلي ييم أن يطلي ييق عليهي ييا السي ييم الصي ييحيح أي أن يصي ييدر
1
إستجابة كلب على كل فرد من أفراد هذه الموعة.
على كل حال تعملم الفهوم هيو قيدرة الفيرد عليى إعطياء إسيتجابة واحيدة لموعية مين اليثيات
ال ييت تش ييتك مع ييا بص ييائصخ متش ييابة،ا فه ييو نش يياط عقل ييي تص يينيفي يتض ييمن عملي ييتي أساس يييتي ه ييا:
التمييــز والتعميــم،ا ويتييم تعلمييم الفهييوم وفييق قاعييدة معرفييية أو عقلييية يسييتخدمها الفييرد في تديييد صييفة
معينيية أو أكييثر .هييذا التعلييم يتييأثر بعوامييل متعلقيية بالوضييوع الييدمرك والظييروف العاميية،ا وأخآييرى متعلقيية
بالشخصخ الدحرك.
لو نأخآذ تطور الكم الخآلقي عند الطفل فنجد بياجيه مثل يفرق بيي مسيتويي في التفكيي
الخآلق ييي للطف ييل «أول التفكيي ي الخآلق ييي الفعل ييي،ا "التجرب يية الخآلقي يية"،ا ال ييت تتك ييون ت ييدرييا في ي
الفعل،ا ميع معايشيية الحيداث،ا بناسييبة الصيدامات واللفييات،ا واليت تيؤمدي إلي أحكيام قيميية تسياعد
الفييرد علييى تييوجيه نفسييه في ي كييل حاليية خآاصيية،ا وتقييييم أفعييال الخآرييين إن كييان ذلييك يهمييه بطريقيية
مباشرة نوعا ما .وهناك من جهية أخآرى تفكيي أخآلقيي نظيري أو لفظيي،ا مرتبيط بيالتفكي الول بكيل
أن يواع السلسييل ...هييذا التفكي ي يظهيير عنييد الطفييل كلمييا اسييتدعي إل ي إصييدار أحكامييا حييول أفعييال
2
الخآرين والت ل تمه مباشرة»...
1
-ينظر سارنوف أ.مدنيك وآخرون ،ترجمة محمد عماد الدين إسماعيل ،التعلم ،دار الشروق ،ط1409 3.هأل 1989م
ص133.
2
- Jean PIAGET, Le jugement moral chez l’enfant, PUF, 1969, P. 136.
55
* الذكاء :يلعب الذكاء دورا مهما ف تعملم الفاهيم.
* فرص التعرلم :با أن التعملم هو تراكم للخبات فيان فيرص التعلييم الختلفية تسيهم في
تكوين الفاهيم،ا لذا ينبغي توفي وتنويع هذه الفرص.
* نوع الخبرة :ل يكفي أن تكون لدينا فرصا كثية للتعلم بل فنوع البة الت نتعرض لا
مهمة.
* الجنس :با أن الطفال يتدربون منذ الطفولة البكرة على التفكي والعمل بالسلوب
الذي يناسب أفراد النس )التنميط النسي( الذي ينتمون إليه،ا فإن ذلك ينيزع إلي الظهيور في العيان
الييت يربطونييا بختلييف الشييياء والي يبات وتييزداد الفييروق بيي ي النسييي كلمييا تقي يمدم الطفييال بييالعمر،ا
1
بسبب القيام بالدوار الناسبة لنسهم.
ولقييد تييدثت نظريييات علييم النفييس عيين طييرق تعلييم الفييرد )الطفييال والبييالغي( للمفهييوم ولعييل
أشهرها نظرية جون بياجيه -جيوم برونر -فيكوتسكي.
-نظرية بياجيه:
يعتف بياجيه بأن ما يعرفه النسان إنا ينجم جزئيا عما يتعلمييه مين بيئتييه الجتماعييية والاديية
أي من عال الناس والشياء،ا كما يعتف بأن وجيود الكيائن بصيورة سيليمة شيرط أولي لصيول التعليم
ويضيييف إلي ي عوامييل التعلييم الجتماعييية والادييية والنضييوجية عييامل آخآيير هييو عملييية الموازنيية،ا وتعني ي
كيف يستطيع النسان تنظيم العلوميات التنياثرة في نظيام معرفي غيي متنياقضم،ا وهيي ل تنجيم ميا ييراه
النسان بل إنا تساعد النسان على فهم ميا ييراه .عين طريييق هييذه القييدرة )الوازنية( يسيتطيع النسيان
تدرييا الستدلل ) ( inférenceعلى الكيفية الت ينبغي أن تكون عليها الشياء ف هذا العال.
عملية الوازنة تبدأ ببعيضم الضيطراب إذ يشيعر النسيان بيأن هنياك شييئا ميا لييس عليى ميا ييرام
وعييدم كفاييية معييارفه لييل الشييكلت مييا يييؤمدي إل ي حاليية عــدم التوافــق،ا هييذه الاليية تييدفع الفييرد إل ي
السعي لستعادة أو تقيق التوازن،ا هذه العملية تتم بإحدى الطريقتي:
* التمثيل ) :(Assimilationيعن به النشاط الذي يقوم به الفرد ف الوسط الارجي بساعدة
مييا يلكييه ميين بنيييات وخآطييط والييذي يييؤمدي بييه إلي إدميياج بعييضم عناصيير هييذا الوسييط في تلييك البنيييات
والطط،ا حيث يستخدم الفرد ما يتوفر لديه من معارف بعد إعادة تنظيمها وكشف علقات جديييدة
بي ي عناصييرها،ا فيقييوم بتمثييل الشييياء الوجييودة ف ي البيئيية مسييتخدما الكلمييات والرمييوز إل أنييه قييد
ييمرف العلومييات الييت قيد تيواجه تعارضييا مييع وجهية نظييره،ا وهنييا تظهيير طريقية ميين طيرق التعمييم فيوجييد
الطفل بي موضوعات ليس لا وحدة خآاصة تربط عناصرها ف الواقييع ويفييتض أن الظيياهرات الطبيعييية
كالب ييال والن ييار م يين ص يينع النس ييان مثل وذل ييك لط ييأ في ي التمث ييل أو التعمي ييم ويرج ييع ذل ييك إلي ي أن
1
-زكريا الشرنيني و يسرية صادق ،نمو المفاهيم العلمية للطفال ،المصدر أعلها ،ص.77.
56
الطفييال يقيمييون هييذه العمليييات العرفييية علييى أسيياس خآييبتم الديييدة أو الذاتييية والييت يلعييب فيهييا
اليال والوهام دورا رئيسا.
* التكيف :ويتم ذلك باستدخآال أو اكتساب معارف جديدة تعتب ضرورية ليل الشييكلت
السببة للشعور بعدم التوازن.
يعيد الفرد تنظيم معارفه من وقت إل آخآر بدف زيادة فاعليتها ويتم ذلك عند التمثيل وعند
استدخآال معارف جديدة )التكيف(،ا حييث تنتظيم هيذه العيارف في مموعييات يربطهييا عامييل مشييتك
يسمى كل منها مموعة معرفية )سكيمات( ) (Schèmeهييذه الموعييات العرفييية تتغيي كميا وكيفييا ميع
النمو.
وييييز بييياجيه بيي نييوعي ميين العرفيية :المعرفة الشكلية وهييي تشييي إلي معرفيية الييثيات بعناهييا
الرف فالطفل الرضيع يرى حلمة زجاجة الرضاع فيبدأ ف الصخ،ا معرفيية ل تنبييع ميين الاكميية العقلييية.
معرفة الجراء )الفعل( العرفة الت تنبيع مين الاكميية،ا تلييك اليت تنطييوي عليى التوصيل إلي السيتدلل
في أي مسييتوى ميين السييتويات .والعرفيية الجرائييية تتييم بالكيفييية الييت تتغيي عليهييا الشييياء ميين حالتهييا
السييابقة إل ي حالتهييا الالييية .أمييا العرفيية الشييكلية فتهتييم بالشييياء ف ي حالتهييا السيياكنة ف ي لظيية زمنييية
معينة.
ووفقا لنظرية بياجيه هناك أربع مراحل رئيسية من مراحل التطور العرف عند الطفال:
) 2-0سنة( -المرحلة الحسية الحركية:
ففي السنتي الول والثانية من عمر الطفيل يتعليم الطفيال فكيرة إسيتمرارية الشيياء وانتظامهيا
ف العال الفيزيقي،ا فمن خآلل السك والصخ )الرضياعة( والنظير إلي الشيياء ورميهيا بعييدا ومين خآلل
تريك الشياء هنا وهنياك يتعليم الطفيال بنياء فهيم جيد نوعيا ميا ليدود الشيياء الصيغية وإمكاناتيا.
وعلييى سييبيل الثييال في ناييية السيينة الثانييية فالشيييء الييذي يبييأ أمييام الطفييل بغطيياء يكيين الصييول عليييه
ثانية.
في ناييية الرحليية السييية -الركييية ينشييأ مفهييوم دوام الشيييء أو البقيياء كنتيياج للتجربيية الدراكييية
والعملييية للطفييل،ا والتمثليية في تطييور الطييط السييية -الركييية الييت تييوفر للطفييل قييدرا ميين التكيييف مييع
الوضاع الارجية الختلفة والتغية.
ومي يين خآلل التنظيي ييم السي ييي الركي ييي يعي ييرف الطفي ييال أن بعي ييضم التغيييات تي ييؤمدي إلي ي بعي ييضم
الخآتلفات.
-المرحلة الحدسية أو مرحلة ما قبل العمليات أو ما قبل المفاهيم 7-2) :سنوات(
57
لعل أهم ما ييزها،ا هو ظهور الرمزية بتطور الوظيفة الكلمية الت تكن الطفل من إقامة
علقييات أكييثر تقييدما مييع الكبييار ميين جهيية،ا ومييع أترابييه ميين جهيية ثانييية،ا وغن ي تصييوراته وقييدرته علييى
مقارنيية الشييياء وتليييل وتركيييب بعييضم خآصائصييها الفيزيائييية والكيميائييية واسييتخدام الرمييوز في نشيياطاته
التنوعة.
هي ييذه الرحلي يية تقي ييدم إضي ييافات هامي يية إلي ي ي إمكانيي ييات الطفي ييل وقي ييدراته كي ييالكلم والتصي ييورات
واستدخآال الفعال الارجية إل الفكر باستخدام الكلمة أو الرمز بدل الفعل.
-المرحلة الحسية )العمليات المادية( 11-7) :سنة(
مرحليية تييولت عقلييية كييبية ميين التمركييز حييول الييذات إل ي النييدماج الجتميياعي،ا حيييث يبييدأ
الطفل الذي يستقبل هذه الرحلة بدخآوله إل الدرسة بشاركة أترابه ألعيابم التمثيليية )الدوريية( العقيدة
وتنمو لديه بشكل واضيح اليروحر الجتماعيية ويصيي أكيثر قدرة عليى فهيم الخآريين،ا وعليى التعيبي عين
أفكيياره وأحاسيسييه وعيين العلقييات القائميية بي ي الوقييائع والشييياء وال يوادث باسييتخدام أدوات التعليييل
والربط وظروف الزمان والكان .كما يستوعب عب سنوات هذه الرحلة الكييثي ميين العييايي الجتماعييية
والقيم اللقية الت تزوده بإمكانية تقييم أفعاله وأفعال الخآرين.
أهييم مكتسييبات هييذه الرحليية علييى صييعيد النشيياط العقلييي عنييد الطفييل هييو تكييوين الفيياهيم
الساسييية للحتفيياظ )"مفهييوم الحتفيياظ بالس يوائل والجييم والييوزن .("...إذ أن الطفييل يظهيير خآللييا
مقدرة على القيام بالعمليات العكسية .كأن يصنف الوضوعات الارجية،ا ويقميم العلقات فيمييا بينهييا
ويضعها ف مموعيات أو فئييات )اليوانيات،ا النباتيات،ا الثياث النزليي (...عليى أسياس ميا هييو مشييتك
بينها من صفات،ا كاللون والشكل والجم والوظيفة وسواها.
ويقوم بالتتيب التصاعدي )من الصغر إل الكب( أو التنازل )من الكب إل الصغر( دون أخآطاء.
ويسي ييتطيع أن يتوصي ييل مي يين خآلل العطيي ييات :أ > ب،ا ب > ج،ا إل ي ي أن أ > ج،ا وأن يي ييدرك مثل
تعاقب السياواة )علقيية التعيدي( عليى شييكل أ=ب،ا ب=ج،ا ويصييل إلي أن أ=ج .بيييد أن جييع هييذه
العمليييات النطقييية الييت يريهييا الطفييل في هييذه الرحليية ترتبييط في ميياله الدراكييي إرتباطي ا مباشيراا .وهييذا
معن يياه أن تفكيي ي الطف ييل هن ييا لي ي يتحي ييرر بعي ييد مي يين س يييطرة الدراك الس ييي الباشي يير وتبعيتي ييه لي ييا يقي ييدمه
الحساس من معطيات حول خآصائصخ الشياء وعلقاتا بعضها ببعضم.
-المرحلة المنطقية أو مرحلة العمليات الشكلية )المجردة( )15-11سنة(
لعييل أبييرز مييا تتسييم بييه هييو قييدرة الراهييق علييى وضييع الفرضيييات وإجيراء الاكمييات السييتدللية
والسييتنباطية النطقييية،ا والقييدرة علييى تثيييل الفيياهيم ال يمردة كييالي والعداليية والييق والفضيييلة،ا والق يواني
58
العلمية الت تضع لا حركة الجسام والظواهر الطبيعية ف الزمان والكان .ويرتقي بعرفته من السيتوى
السي إل الستوى الرد.
إن التقس يييم ال ييذي ج يياء ب ييه بي يياجيه لراح ييل النم ييو وأطي يواره ل يعني ي انفص ييال تل ييك الراح ييل أو
إستقللا بعضها عن بعضم بقدر ما يعن أنا حلقات ف سلسلة،ا تكمل كل واحدة منها الخآرى أو
تنتج عنها وتهد لظهورها.
ف ي ي تعلمي ييم الفهي ييوم أو الي ييدرك يشي ييي بيي يياجيه إل ي ي وجي ييود ثلث مراحي ييل رئيسي ييية عني ييد الطفي ييل:
المجموعات الخطرية التصويرية والمجموعات اللخطية وأخآيا المفاهيم.
والموع ييات الطي يية ه ييي تمع ييات تتك ييون دون اللتف يياف إلي ي ص ييفات الي يواد ال ييت بيي ي أيييدي
التعل ييم الطف ييل،ا يت ييم تش ييكيلها لس ييباب فردي يية وإدراكي يية للتس ييلية والتع يية الني يية لن التجم ييع القيق ييي
للمفاهيم ينبغي أن يكون متعمدا.
لخآطيمية لن السيياس ط فاصيل واضيح يثييل النتقيال ميين الياميع الطمييية إلي ال م ولييس هنيياك خآي م
الول للمجاميع اللخآطمية يبدو ف الواقع متعايشا جنبا إل جنب مع اليياميع الطييية منييذ البداييية .إن
النقلة من مرحلة إل أخآرى هي مسيألة تيول مين التجمييع حسيب أوجيه الشيبه عين طرييق الصيدفة إلي
1
القيام بالعملية نفسها عمدا،ا وللسف ليس من السهل ملحظة الفروق.
بياجيه يرى أن النتقال من الاميع الطية إل الاميع اللخآطمية يصل عيادة في خآلل السيينة
الرابعيية ميين العميير،ا وتلييك هييي الرحليية الييت يبييدأ فيهييا الطفييل أن يظهيير مرونيية عقلييية ملحوظيية إذ يبييدأ
بتجميع الواد حسب صفة واحدة من صفاتا،ا وتصنيف الشكال الندسية ف كومات مناسبة.
ويلحي ييظ أن الفي ييتة الولي ي مي يين مرحلي يية الي يياميع الطييم يية مي ييا زالي ييت تتمييم ييز بوجي ييود عي ييدم إنتظي ييام
وحييالت ميين اللتبيياس،ا ففييي بداييية الميير قييد ل يسييتطيع الطفييل تميييع ال يواد وقييد يييتك بعضييها دون
تميع.
وتتلييف الموعييات الطييية عيين الفيياهيم ميين حيييث الدرجيية وليييس النمييوع،ا فييالفرق يكميين ف ي
الواقع ف قدرة الطفل على تغيي السس مت ما شاء.
فكرة بياجيه عن الفاهيم القيقية هي ف الواقع،ا المسمو بالعملييية العقلييية مين الاوليية والطييأ إلي
التنظيم العقلي السبق للنتائيج النهائيية،ا فمثل صيفة السيتدارة تصيبح سة تريديية تتجياوز مظهير اليواد
علييى انفي يراد،ا فالشييياء تكييون مسييتديرة إذا مييا امتلكييت تلييك الاصييية الي يمردة بغييضم النظيير عيين لونييا
وحجمها.
1
-ينظر ثناء يوسف الضبع ،تعلم المفاهيم اللغوية والدينية لدى الطفال ،دار النهضة العربية ،القاهأرة ،ط 2001 ،1م،
ص.77.
59
إن النتقيال مين الشيكال الكيثر بدائيية للتجمييع عمليية طويلية وشياقة بالنسيبة للطفيل،ا إل أن
هذا النتقال التدريي من الفكر القائم على الدارك إل الفكير اليرد قد يكيون أهيمم عمليمية تطوريمية في
مراحل الطفولية،ا وبييا أن العيارف كلمهييا متدمرجية هرميمية فييإنه ينبغييي الهتمييام بتسييخ وترصييي الطيوات
1
المسابقة.
-ينظر ثناء يوسف الضبع ،تعلم المفاهيم اللغوية و الدينية لدى الطفال ،دار النهضة العربية ،القاهأرة ،ط 2001 ،1م، 1
ص.79.
60