Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 21

‫توطئة‪:‬‬

‫تحظى مسألة الجهوية باهتمام بالغ لدى جبهة القوى الديمقراطية‪،‬‬


‫ويأتي هذا الهتمام ليس فقط في خضم التجربة التي اكتسبها‬
‫النظام اللمركزي ببلندنا‪ ،‬بل في سياق المل الكبير الذي يستطيع‬
‫المغرب بفضله أن يؤسس لمرحلة تنموية جديدة‪ ،‬بتفكير جديد‬
‫ومناهج جديدة‪.‬‬

‫ومن هذا المنظور‪ ،‬تعتبر الجبهة أن بلندنا أصبحت ملزمة الن‬


‫بحتمية تحقيق إصل ح جهوي فعلي‪ ،‬يستجيب لتطلعات المجتمع‬
‫المغربي بمختلف مكوناته‪ ،‬ويتماشى و رهانات كسب تحديات‬
‫العولمة‪ .‬فالجهة في تصور الجبهة لبد أن تشكل إطارا للتنمية‪،‬‬
‫وفاعل أساسيا لنجا ح السياسات العمومية التنموية‪.‬‬

‫واستحضارا لمختلف العوائق التي تعاني منها المؤسسة الجهوية‬


‫منذ إحداثها كجماعة محلية سنة ‪ ،1997‬واعتبارا لدور الجهة في‬
‫تحصين الوحدة الترابية للدولة المغربية‪ ،‬على أساس كون الجهوية‬
‫توجه وطني يهم جميع جهات المملكة‪ ،‬ويهدف إلى التنمية‬
‫التقتصاندية والجتماعية لمختلف مناطق المملكة‪ ،‬والحد من‬
‫مظاهر الختل ل والتفاوت بين مناطق الجهة‪.‬‬

‫وانطلتقا من أن اعتماند الخيار الجهوي يعني في عمقه الحتكام إلى‬


‫اللية الديمقراطية في تدبير الشأن الجهوي‪ ،‬مع ما يفرضه وجوند‬
‫هذه الليات الديمقراطية من توفر بنيات استقبالية كفيلة بتحصين‬
‫وتقوية وجوند الجهة كأسلوب نديمقراطي في التدبير العمومي‪.‬‬

‫وانطلتقا من المرجعيات المعتمدة من طرف جبهة القوى‬


‫الديمقراطية‪ ،‬التي خصصت للجهة حيزا مهما في تحاليل أجهزتها و‬
‫أندبياتها‪ ،‬مع ما استلزمته الظروف السياسية الوطنية من ضرورة‬
‫‪1‬‬ ‫مذكرة جبهة القوى الديمقراطية حو ل الجهوية المتقدمة‬
‫تميز الجهوية كخيار تدبيري نابع من القناعة بجدوى الدفع في‬
‫تعميق الممارسة الديمقراطية‪ ،‬و الحكم الذاتي الذي يقترحه‬
‫المغرب كحل سياسي متفاوض بشأنه من أجل إنهاء النزاع‬
‫المفتعل حو ل التقاليم الجنوبية‪.‬‬

‫واستحضارا للخطب الملكية بمناسبة الذكرى العاشرة لعيد‬


‫العرش بتاريخ ‪ 30‬يوليوز ‪ 2009‬والخطاب الملكي السامي‬
‫بمناسبة الذكرى الثالثة والثلثين للمسيرة الخضراء ‪ 6‬نونبر ‪2009‬‬
‫وكذا الخطاب الملكي السامي بمناسبة تعيين اللجنة الستشارية‬
‫للجهوية بتاريخ ‪ 3‬يناير ‪.2010‬‬

‫واستحضارا لتراكم تجربة نظام اللمركزية الترابية منذ التقسيم‬


‫النداري للمملكة منذ ‪ 1959‬ومرورا بتجربة نظام الجماعات‬
‫المحلية منذ ظهير ‪ 1960‬وظهير ‪ 1976‬وظهير ‪ 2002‬وظهير‬
‫‪ 2009‬وتجربة نظام الجهة كجماعة محلية بظهير ‪ 2‬أبريل ‪1997‬‬
‫وتقانون رتقم ‪ 9.97‬المتعلق بمدونة النتخابات الصاندر بتاريخ ‪3‬‬
‫أبريل ‪.1997‬‬

‫واعتبارا لتراكم نظام اللتمركز النداري منذ ظهير ‪ 10‬أبريل ‪1957‬‬


‫المتعلق بتفويض إمضاء الوزراء وكتاب الدولة وظهير ‪ 15‬فبراير‬
‫‪ 1977‬المتعلق باختصاصات العامل والمرسوم ‪ 2‬ندجنبر ‪2005‬‬
‫المتعلق بمقاربة الحكومة لعدم التركيز النداري‪.‬‬

‫فإن الجهوية المتقدمة في مقاربة جبهة القوى الديمقراطية تنطلق‬


‫مما يلي‪:‬‬

‫• الجهوية ضرورة سياسية‪ ،‬اتقتصاندية وسوسيوثقافية؛‬

‫• الجهوية تقتضي التريث و التدرج مع الحرص على الوحدة‬


‫والتضامن الوطني؛‬

‫‪2‬‬ ‫مذكرة جبهة القوى الديمقراطية حو ل الجهوية المتقدمة‬


‫• الجهوية اختيار للتدبير الديمقراطي للشأن العام وتنمية‬
‫أسس الحكامة الجيدة‪.‬‬

‫ولذلك تقتر ح جبهة القوى الديمقراطية مجموعة من الليات‬


‫والصلحات لتعزيز التواجد الجهوي في إطار جهوية متقدمة تنبني‬
‫على المحاور التالية‪:‬‬

‫‪ .1‬التقسيم الجهوي والتحديد الترابي للجهات‪.‬‬

‫‪ .2‬النظام النتخابي للجهة‪ ،‬النظام القضائي‪ ،‬الجهزة المنتخبة‬


‫وشكليات التدبير والجراءات المصاحبة لصل ح مؤسسة‬
‫الجهة‪.‬‬

‫‪ -I‬اليليات وايلميكانيزمات ايلجوهرية يللجهوية ايلمتقدمة‪:‬‬

‫‪ -1‬ايلتقسيم ايلجهوي وايلتحديد ايلترابي يللجهات‪:‬‬

‫أصبحت الجهوية كمكسب وخيار نديمقراطي لفائدة التنظيم‬


‫النداري بالمغرب في حاجة إلى سبل تقوية الليات والميكانيزمات‬
‫الساسية والجوهرية المتعارف عليها‪ ،‬وذلك انطلتقا من مختلف‬
‫العوائق التي تحد من تطور المسلسل الجهوي بالمغرب‪ ،‬خاصة‬
‫على مستوى آليات الشتغا ل ومباشرة الشأن العام الجهوي منذ‬
‫‪.1997‬‬

‫إن هذه العوائق التي يجسدها بشكل ملموس كل من التقسيم‬


‫الجهوي الحالي‪ ،‬وكذلك ندور الليات الساسية التي تفرز‬
‫المؤسسات الجهوية الديمقراطية‪ ،‬تطر ح بإلحا ح ضرورة التفكير‬
‫كي تلعب هذه الوحدة الترابية ندورها التنموي‪ ،‬إذ لبد من إيجاند‬
‫تقطيع ترابي يلئم الهداف التنموية البحتة‪ ،‬بعيدا عن العتبارات‬

‫‪3‬‬ ‫مذكرة جبهة القوى الديمقراطية حو ل الجهوية المتقدمة‬


‫الخرى التي من شانها أن ترهن العمل الجهوي وتجعل انطلتقته‬
‫غير سليمة‪.‬‬

‫إن مراعاة الخصوصيات الجهوية لبلد متنوع ثقافيا‪ ،‬وعدم تجاهلها‬


‫أثناء عملية التقطيع الترابي‪ ،‬سيؤندي بالنتيجة إلى خلق وحدة‬
‫متجانسة ومتحمسة للعمل والبداع والجتهاند في المجالت‬
‫التنموية المختلفة‪.‬‬

‫إن الجهة هي ضرورة تنموية مما يتحتم أن يكون التقسيم الجهوي‬


‫مراعيا ومنسجما مع الهداف التنموية مع العلم أن مسألة التقطيع‬
‫في نظر جبهة القوى الديمقراطية هي مسألة شائكة تتطلب إلماما‬
‫عميقا بالواتقع التقتصاندي والبشري والجغرافي‪.‬‬

‫كما يتطلب تراضي اجتماعي وسياسي بين كافة الفاعلين‬


‫الساسيين في الدولة‪ ،‬بحيث أن غياب هذا التراضي والتوافق مع‬
‫الخيارات المصيرية في الدولة ينتج عنه الحتكام فقط إلى‬
‫الظرفيات السياسية الضيقة أثناء إعداند الليات والخطط التي‬
‫ترسم النهج المستقبلي للدولة في مجالت مختلفة‪ .‬مما يترتب‬
‫عنه بالنتيجة فشل السياسات العمومية المتخذة‪ ،‬وبالتالي الدخو ل‬
‫في متاهات الزمات ندون الخروج السريع منها ‪ -‬الذي تتطلبه‬
‫طبيعة التنمية – بحلو ل عملية وعلمية‪.‬‬

‫وعليه فإن طبيعة التقسيم الجهوي الحالي يبدو من وجهة نظر‬


‫جبهة القوى الديمقراطية غير ملئم‪ ،‬لسيما مع التطورات الحاصلة‬
‫والمتصلة بالمجا ل التنموي‪ ،‬القائمة على إعطاء أهمية تقصوى‬
‫للبعد الترابي والتنموي في كل نشاط أو مخطط اتقتصاندي‬
‫عمومي‪.‬‬

‫‪4‬‬ ‫مذكرة جبهة القوى الديمقراطية حو ل الجهوية المتقدمة‬


‫إذن‪ ،‬فمحو الفوارق الجهوية والسعي الحثيث نحو التقليص من‬
‫معاندلة المغرب النافع والمغرب غير النافع‪ ،‬لن يكون فقط بإعطاء‬
‫اختصاصات مهمة للجهة؛ بل أن مراعاة التجانس الجهوي وسياندة‬
‫منطق التنمية وسيطرته‪ ،‬سيساهم بدرجة تقوية في إنجا ح‬
‫المسلسل التنموي على المستوى الجهوي‪ ،‬وبالتالي إيجاند وحدات‬
‫جهوية ترابية تتوفر لها شروط التنمية اللزمة‪.‬‬

‫إذن فغلبة البعد التنموي في التقطيع الجهوي الترابي الذي يهم‬


‫الجهات يكون بالضرورة عبر احترام الخصوصيات الجهوية وعدم‬
‫تجاهلها‪ .‬فالعمل التنموي لن يتم تأطيره من خل ل تجميع التقاليم‬
‫أو بالتحام الحدوند الندارية للمجالت الجهوية‪ ،‬بل ينبثق عن توافر‬
‫مجا ل ترابي متجانس بمكوناته الترابية )السرة‪ ،‬القبيلة‪ ،‬السوق‪،‬‬
‫الطرق‪ ،‬نوعية الفراند وهويتهم الثقافية‪.(...‬‬

‫إن الجهوية في أحد أبعاندها وندللتها العميقة ظهرت لتأطير هذه‬


‫الخصوصيات وتدبيرها في إطار الوحدة الوطنية‪ .‬فالتقسيم الترابي‬
‫الجهوي موضوعيا يجب أن يسفر عن خلق وحدات إندارية‬
‫واتقتصاندية جهوية تقاندرة على السهام في تنمية الشأن العمومي‬
‫الجهوي والمحلي‪ ،‬وتجاوز الختللت والفوارق المسجلة بين‬
‫مناطق وجهات البلند‪.‬‬

‫لذلك فإن مراجعة هذا التقسيم وتصحيح الختللت يعد من بين‬


‫الولويات الساسية لتقوية آليات التواجد الجهوي بالمغرب‪،‬‬
‫انطلتقا مما يلي‪:‬‬

‫• تقطيع ترابي يلئم الهداف التنموية البحتة‪.‬‬

‫‪5‬‬ ‫مذكرة جبهة القوى الديمقراطية حو ل الجهوية المتقدمة‬


‫• مراعاة التجانس الجهوي وسياندة منطق التنمية‬
‫وسيطرته‪.‬‬
‫• القضاء على التفاوتات المجالية وتحريك التقتصاند‬
‫الجهوي‪.‬‬
‫• توافر مجا ل ترابي متجانس بمكوناته الترابية‪.‬‬

‫وعلى هذا الساس لبد من الخذ بعين العتبار في التقسيم‬


‫الجهوي المؤشرات المالية التالية من تقبيل‪ :‬مداخيل العملة‬
‫الصعبة‪ ،‬رواج العملة النقدية نداخلها‪ ،‬الشبكة الطرتقية‪ ،‬النسيج‬
‫التقتصاندي‪ ،‬التساتقطات المالئية‪ ،‬السدوند والنهار‪ ،‬المطارات‪،‬‬
‫الموانئ‪ ،‬الفئات النشيطة وندخل الفراند‪...‬‬

‫وعلى المستوى التقني إعاندة النظر في التقسيم النداري الحالي‪،‬‬


‫التقسيم التقليمي‪ ،‬التقسيم الجماعي مع التركيز على خلق أتقطاب‬
‫اتقتصاندية تقوية‪.‬‬

‫‪ -2‬ايلنظام النتخابي لرفراز مؤسسات جهوية‬


‫ديمقراطية‪:‬‬

‫إن وجوند أجهزة ومؤسسات جهوية فاعلة ونديمقراطية تخدم‬


‫الشأن العام الجهوي بحيوية وحماسة تنموية‪ ،‬مرهون إلى حد كبير‬
‫بطبيعة الليات والقنوات الولى الطبيعية التي تشكل روافد‬
‫المؤسسات الجهوية وماندتها الخامة‪.‬‬

‫وفي هذا الطار تعتبر جبهة القوى الديمقراطية أن النتخاب هو‬


‫الشكل الديمقراطي الذي يجب اعتمانده‪ ،‬لنه يضمن تمثيلية‬
‫السكان ومشاركتهم ويحيط المؤسسات بالشرعية والقوة‬

‫‪6‬‬ ‫مذكرة جبهة القوى الديمقراطية حو ل الجهوية المتقدمة‬


‫والستقللية‪ ،‬كما أنه يعد السبيل الوحيد نحو ندمقرطة التنظيم‬
‫الجهوي‪.‬‬

‫وإذا كانت مجالس الجهات في ظل تقانون ‪ 1997‬تنتخب عن‬


‫طريق التقتراع العام غير المباشر وبالتصويت اللئحي وفق التمثيل‬
‫النسبي على أساس تقاعدة أكبر بقية‪ ،‬وأنه تقد يباشر بالتقتراع‬
‫الفرندي بالغلبية النسبية إذا كان المر يتعلق بانتخاب عضو واحد‪.‬‬

‫وهكذا‪ ،‬حتى تكون بالفعل الجهة تقطبا للمركزية وتجسيدا‬


‫للديمقراطية المحلية ترى جبهة القوى الديمقراطية لزاما العتماند‬
‫على أسلوب التقتراع المباشر‪.‬‬

‫وإذا كان تبني نظام التصويت اللئحي على مستوى الجهات يشكل‬
‫خطوة محموندة نظرا لهميته وأفضليته عن نظام التقتراع الفرندي‬
‫السمي‪ .‬فاعتماند التقتراع اللئحي بصفة التعميم من شأنه أن‬
‫يقلل من العوامل المتحكمة في السلوك النتخابي‪ ،‬وأن يسهم في‬
‫فك الرتباط بين هذا الخير وتلك العوامل وأن يشجع على التنافس‬
‫البرامجي للمترشحين الحزبيين نسبيا في ظل غياب برامج‬
‫انتخابية محلية جهوية لدى الحزاب‪.‬‬

‫في حين إن التصويت الفرندي في أبعانده الحقوتقية والسياسية‪ ،‬فهو‬


‫ينقص من تقيمة الديمقراطية المحلية كفلسفة سياسية توحيدية ول‬
‫يساعد على إعداند البرامج المتكاملة والمنسجمة للنهوض بالتنمية‪.‬‬

‫ومن أجل الربط السياسي واليديولوجي بين الجسم النتخابي‬


‫والمنتخبين‪ ،‬لبد من اعتماند نمط التقتراع المباشر‪ ،‬حتى تكون‬
‫آما ل وطموحات السكان على المستوى الجهوي في صلب‬
‫اهتمامات المنتخبين الجهويين؛ فمصدر ومرجعية التنظيم الجهوي‬

‫‪7‬‬ ‫مذكرة جبهة القوى الديمقراطية حو ل الجهوية المتقدمة‬


‫تستقى ويفرز من الواتقع الموضوعي للساكنة على مستوى‬
‫المجا ل الجهوي‪.‬‬

‫كما أن من شأن التقتراع المباشر للمنتخبين الجهويين أن يساهم‬


‫في تدليل إشكالية المشاركة الشعبية المفقوندة وكذلك من‬
‫التجسيد ا لفعلي للجماع القوي حو ل الجهوية كقيمة نديمقراطية‪.‬‬

‫‪ -3‬تقوية ايلتواجد ايلحزبي على ايلمستوى ايلجهوي وإرفراز‬


‫ايلنخبة ايلسياسية ايلمحلية‪:‬‬

‫جذير بالتأكيد على أن تقيام الوظيفة النتخابية بدورها الطبيعي‬


‫الديمقراطي لن يكون إل بوجوند أحزاب سياسية مواتية للفعل‬
‫الديمقراطي على المستوى الجهوي و المحلي‪ .‬لذلك فإن مشاركة‬
‫المواطنين عبر القنوات الحزبية يعد مطلبا ضروريا لتطوير‬
‫اللمركزية الجهوية‪ ،‬نظرا لما تحمله من حرية ومسؤولية وتضامن‪.‬‬

‫فأهمية الجهة تبدو من زاوية أنها تشكل إطارا للتمثيل والتعبير عن‬
‫المصالح الجهوية‪ ،‬تقبل أن تكون آلية للتنمية التقتصاندية‬
‫والجتماعية‪ ،‬وبالتالي فالهيئات الحزبية مبدئيا تشكل آلية لفراز‬
‫وإبراز المصالح والتطلعات والطموحات الجهوية عبر التواجد‬
‫الدائم في صلب وعمق الشأن الجهوي‪.‬‬

‫فالسياسة هي من الحاجات الساسية لكل مجتمع بشري‪،‬‬


‫وضرورة بديهية لتنظيم شؤونه‪ ،‬كما أن حضور الحزاب السياسية‬
‫هو في المقابل حضور للديمقراطية في أسمى تجلياتها‪ ،‬فالعلتقة‬
‫الجدلية بين المفهومين )الحزب‪ /‬الديمقراطية( تقائمة‪ ،‬بحيث أن‬

‫‪8‬‬ ‫مذكرة جبهة القوى الديمقراطية حو ل الجهوية المتقدمة‬


‫الديمقراطية ل يمكن أن توجد بدون أحزاب سياسية‪ ،‬بل أن‬
‫التفاعل الحتمي هو الذي يؤطر العلتقة بين المفهومين‪.‬‬

‫ومن هذا المنظور‪ ،‬تعتبر معالجة مسألة الصل ح الحزبي )تقانون‬


‫الحزاب السياسية ليتماشى مع مفهوم الجهوية المتقدمة( ممرا‬
‫أساسيا لمقاربة مختلف الشكاليات الديمقراطية المرتبطة‬
‫بالمؤسسة الحزبية‪ ،‬ومن بينها المؤسسة الجهوية في أفق‬
‫التحضير ليجاند بنيات استقبالية تليق بكل التطورات التقدمية التي‬
‫يمكن أن تمس جوهر التنظيم الجهوي راهنا ومستقبل‪.‬‬

‫إذن فالحراك الحزبي الجماهيري المتصل بهموم وتطلعات‬


‫السكان يعتبر آلية سياسية نحو إتقرار النخبة السياسية الجهوية‬
‫القاندرة على تحمل المسؤوليات التنموية‪ .‬ولذلك فدور المؤسسة‬
‫الحزبية على المستوى الجهوي – مبدئيا – يشكل الماندة الخامة‬
‫التي تشكل الجهزة المنتخبة في التنظيم الجهوي‪ .‬وبالتالي فتلقين‬
‫المنتخبين الجهويين – في مرحلة ما تقبل تولية الشأن الجهوي –‬
‫أندوات التدبير وكيفية ربط الشراكات التنموية‪ ...‬تتحمل فيه‬
‫الحزاب السياسية القسط المهم‪ .‬ونخلص إلى التأكيد على أن‬
‫مجمل الليات والميكانيزمات التي اعتبرناها أساسية وجوهرية لن‬
‫تفي بدورها في إنجا ح الجهوية ندون حضور آليات أخرى تدعيمية‬
‫ومكملة‪.‬‬

‫‪ -II‬الجهزة ايلمنتخبة وشكليات ايلتدبير‪:‬‬

‫لقد أضحت الجهوية اختيارا تدبيريا نديمقراطيا يتمتع بأساس‬


‫ندستوري وتقانوني‪ ،‬وكذلك بإجماع مختلف القوى السياسية‬
‫الفاعلية في البلند‪ .‬وبالتالي فإن تطوير وتنمية المؤسسة الجهوية‬

‫‪9‬‬ ‫مذكرة جبهة القوى الديمقراطية حو ل الجهوية المتقدمة‬


‫المنتخبة أصبح من المسائل والتحديات الكبرى التي تخيم على‬
‫الساحة الوطنية بالمغرب‪ ،‬خاصة وأن مجموعة من المحفزات‬
‫والدعامات تؤكد على ضرورة السير بالتنظيم الجهوي نحو الرتقي‬
‫وتجاوز الختللت التي طبعتها خصوصا في المجا ل المتعلق‬
‫بالجهزة وشكليات التدبير‪.‬‬

‫و إذا كان النظام الجهوي بقانون ‪ 2‬أبريل ‪ 1997‬الذي شكل تقفزة‬


‫نوعية بالمقارنة مع سابقه – ظهير ‪ 16‬يونيو ‪ – 1971‬في خضم‬
‫التحولت المسجلة على المستوى القانوني والمؤسساتي مند‬
‫التسعينات‪ .‬وكذلك على مستوى الجماع المسجل على الجهوية‬
‫كبديل نديمقراطي؛ فإن تطوير التنظيم الجهوي الحالي يجب أن‬
‫ينسجم مع مرجعية المفهوم الجديد للسلطة الذي تعتبر أحد‬
‫خاصياته المتميزة‪.‬‬

‫إن احترام اللمركزية والحريات العامة من السس الجديدة التي‬


‫يرتكز عليها المنظور الجديد للسلطة‪ .‬وبالتالي فإراندة تصحيح‬
‫الختللت التي تعاني منها المؤسسة الجهوية بالمغرب من خل ل‬
‫تنمية الستقللية التقريرية والتنفيذية‪ ،‬أصبح من التحديات‬
‫المستعجلة بالنظر للهتمام المتزايد الذي يتمتع به المجا ل‬
‫انسجاما مع مستلزمات الحكامة الجيدة‪ .‬فمسلسل اللمركزية‬
‫بصفة عامة يبقى ندائما ومستمرا‪ .‬لذلك يجب أن يستمر بنحو يبدو‬
‫من خلله المجا ل الجهوي مجال نديمقراطيا‪.‬‬

‫فإعاندة الثقة لقدرة المواطن على تسيير الشأن العام ضرورة لبد‬
‫منها‪ ،‬ويمكن أن يكون تطوير المؤسسة الجهوية بالمغرب أحد أهم‬
‫الليات التي بإمكانها أن تعزز الديمقراطية‪ ،‬خاصة وأن ظهير ‪2‬‬
‫أبريل ‪ 1997‬حدند تنظيم الجهة على أساس تعزيز الممارسات‬

‫‪10‬‬ ‫مذكرة جبهة القوى الديمقراطية حو ل الجهوية المتقدمة‬


‫الديمقراطية من خل ل تمكين مختلف الفاعلين التقتصانديين‬
‫والجتماعيين والسياسيين من استثمار الجهة باعتبارها فضاء‬
‫جديدا للتفكير والحوار والعمل‪.‬‬

‫إن تقوية الخيار الجهوي عن طريق توفير الشروط اللزمة لقيام‬


‫الديمقراطية المتمثلة بدورها الطبيعي‪ ،‬ومن ثم بروز من يتحمل‬
‫المسؤولية على أساس نديمقراطي‪ ،‬علما أن الليات القانونية‬
‫المؤطرة لعمل الجهة ل تمكن من خلق شروط بروز سلطات‬
‫مضاندة جهوية‪ ،‬ول إنتاج مدبرين جدند للمجا ل الجهوي‪ ،‬بسبب سمو‬
‫المركز القانوني لممثل الدولة الذي يلعب ندور الوساطة بين‬
‫المركز والهيئات المنتخبة ويمثل الجهة لدى المحاكم‪ ،‬ويشرف‬
‫على تنفيذ الميزانية وإعداند الحساب النداري‪.‬‬

‫إن هذا الوضع يجعل البعد التمثيلي للجهة يصطدم بمعاندلة‬


‫الستقرار التي تتم عبر وساطة "الوالي" حيث التوحد حو ل إطار‬
‫معين والبقاء على ندوره التنسيقي‪ ،‬واعتباره سلطة لضمان‬
‫النسجام الجهوي للسياسة المحلية المتبعة‪.‬‬

‫إن التطورات التي تعرفها المسيرة الديمقراطية على مستوى‬


‫المؤسسات وآليات الشتغا ل تمثل ندعامة مهمة وأساسية من اجل‬
‫تقوية وإصل ح النظام الجهوي بالمغرب‪ ،‬علما أن هذا الصل ح هو‬
‫في حد ذاته إعاندة العتبار للليات الديمقراطية وانتصار لها ضدا‬
‫على الليات البيروتقراطية التي ل تخدم التنمية‪.‬‬

‫أول‪ :‬الجهزة ايلمنتخبة وشكليات ايلتسيير‬

‫تناط بالجهات مهمة التنمية التقتصاندية بتعاون إن اتقتضى الحا ل‬


‫مع الدولة والجماعات المحلية‪ .‬كما يوكل لها الختصاص في‬
‫المياندين التالية‪:‬‬
‫‪11‬‬ ‫مذكرة جبهة القوى الديمقراطية حو ل الجهوية المتقدمة‬
‫* المالية والجبايات والملك الجماعية؛‬
‫* التعمير وإعداند التراب؛‬
‫* المرافق والتجهيزات العمومية الجهوية؛‬
‫* الوتقاية الصحية والنظافة؛‬
‫* التعاون والشراكة‪.‬‬
‫‪ -‬يتولى تدبير شؤون الجهة مجلس ينتخب بالتقتراع العام المباشر‬
‫لمدة ست سنوات‪.‬‬
‫‪ -‬يتولى رئيس الجهة تنفيذ تقرارات المجلس الجهوي بما فيها تدبير‬
‫ميزانية الجهة‪.‬‬
‫‪ -‬يتكون المجلس الجهوي من ممثلين منتخبين مباشرة من طرف‬
‫لجنة الجهة‪.‬‬
‫‪ -‬يستشير المجلس الجهوي في القضايا المتعلقة بالمخططات‬
‫التقتصاندية مجلس اتقتصاندي واجتماعي جهوي مكون من الخبراء‬
‫وممثلي الغرف والهيئات المهنية والنقابات الكثر تمثيلية وتحا ل‬
‫إجباريا ميزانية الجهة على هذه المؤسسة لبداء الرأي والنصح‬
‫والتوجيه‪.‬‬
‫‪ -‬ينتخب المجلس الجهوي من بين أعضائه رئيسا وعدة نواب‬
‫للرئيس يؤلفون مكتب المجلس ويكون رئيس المجلس آمر‬
‫بالصرف ويمثل الجهة لدى المحاكم‪.‬‬
‫‪ -‬يجتمع المجلس وجوبا مرتين في السنة في ندورة عاندية خل ل‬
‫شهر شتنبر وتستمر شهرين وندورة مارس وتستمر شهرين‪.‬‬

‫ايلوصايــة‪:‬‬
‫تقرارات المجلس الجهوي تقابلة للتنفيذ مباشرة بعد المصاندتقة‬
‫عليها من طرف أعضاء المجلس ويمكن للسلطة الوصية أن تقوم‬
‫بمراتقبة بعدية تتعلق أساسا بمراتقبة المشروعية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الجهزة ايلمعينة‬

‫‪12‬‬ ‫مذكرة جبهة القوى الديمقراطية حو ل الجهوية المتقدمة‬


‫يمثل الولة نداخل الجهات المؤسسة الملكية وكذا مؤسسة‬
‫الحكومة‪ .‬ويقومون بدور رئاسة المصالح الخارجية لجميع‬
‫الوزارات باستثناء القضاء‪ ،‬التعليم والوتقاف والشؤون السلمية‪.‬‬
‫ثايلثا‪ :‬التختصاصات‬
‫يعهد إلى الولة مهمة تنفيذ سياسة الحكومة ويجوز للوزراء أن‬
‫يفوضوا له حق التصرف باسمهم ضمن الحدوند الداخلة في نطاق‬
‫اختصاصهم‪.‬‬

‫‪ -II‬الجراءات ايلجوهرية ايلمصاحبة‪:‬‬

‫الجراءات ايلمتعلقة بالصل ح ايلدستوري‬ ‫‪-1‬‬


‫وايلسياسي‪:‬‬

‫تعتقد جبهة القوى الديمقراطية أن ورش الجهوية بما يفتحه من‬


‫آفاق الصل ح السياسي و المؤسساتي ل يمكن أن يتناغم إل في‬
‫إطار إصل ح ندستوري متوافق بشأنه وذلك من أجل إحداث و إصل ح‬
‫عدند من المؤسسات الدستورية نذكر منها‪:‬‬

‫إحداث مجلس ايلدويلة‪ :‬تقصد الفصل في تنازع‬ ‫•‬


‫الختصاص بين المجلس الجهوي وممثلو السلطة المركزية نداخل‬
‫الجهات وكمحكمة استئناف لمراتقبة مشروعية أعما ل المجلس‬
‫الجهوي‪.‬‬

‫إعادة ايلنظر رفي تركيبة مجلس ايلمستشارين‪:‬‬ ‫•‬


‫تكون هذه الغرفة ممثلة بمجالس الجهات تمكن هذه الخيرة من‬
‫سلطة القرار السياسي والمساهمة في صياغة النصوص‬
‫التشريعية ومراتقبة أعما ل الحكومة وممارسة أعما ل الدبلوماسية‬
‫البرلمانية‪.‬‬

‫إحداث مجايلس اقتصادية واجتماعية جهوية لبداء‬ ‫•‬


‫الرأي في المخططات التقتصاندية للجهات‪.‬‬

‫‪13‬‬ ‫مذكرة جبهة القوى الديمقراطية حو ل الجهوية المتقدمة‬


‫إعادة ايلنظر رفي ايلقانون ايلتنظيمي يللمايلية‬ ‫•‬
‫ليتماشى مع مالية الجهات‪.‬‬

‫الجراءات ايلمتعلقة بالصلحات الدارية‪:‬‬ ‫‪-2‬‬

‫أما على المستوى التشريعي و النداري فينبغي مواكبة ورش‬


‫الجهوية من خل ل‪:‬‬

‫إحداث وزارة مكلفة باللمركزية )المدن؛ الجهات‪(...‬؛‬ ‫•‬


‫إعاندة النظر في المنظومة الجبائية وإصدار تقانون للجبايات‬ ‫•‬
‫الجهوية؛‬
‫إعاندة النظر في تقانون الحزاب ليتماشى مع خصوصيات‬ ‫•‬
‫الجهات؛‬
‫إعاندة النظر في القوانين النتخابية؛‬ ‫•‬
‫إصدار تقانون ممتلكات الجهة؛‬ ‫•‬
‫إصدار تقانون لتوزيع الختصاصات بين مختلف الجماعات‬ ‫•‬
‫المحلية‪.‬‬

‫‪14‬‬ ‫مذكرة جبهة القوى الديمقراطية حو ل الجهوية المتقدمة‬


‫‪ -IV‬اليليات وايلميكانيزمات ايلتكميلية‪:‬‬

‫هناك ندعامات تكميلية يجب أن تأخذ كمرجعية لتحديد تصور جديد‬


‫للجهوية المتقدمة‪ .‬فبالضافة إلى المفهوم الجديد للسلطة‪ ،‬التدبير‬
‫العمومي الجهوي ثم تقنية الحكامة هناك تعزيز مؤسسات الرتقابة‬
‫القضائية سواء المحاكم الندارية وتكييف الخريطة القضائية وفق‬
‫التقسيم الجهوي أو على مستوى المحاكم المالية كآلية لمراتقبة‬
‫التدبير الجيد للما ل العام‪ ،‬إضافة إلى تقوية مؤسسات التعليم‬
‫والمجتمع المدني‪.‬‬

‫‪ -1‬تعزيز مؤسسات ايلرقابة ايلقضائية‪:‬‬

‫إن مساهمة المؤسسة القضائية في خدمة الشأن العام الجهوي‬


‫تبدو في غاية الهمية‪ ،‬لتشييد جهوية مغربية فاعلة‪ .‬فبالضافة إلى‬
‫المؤسسات الجهوية التي تتحمل المسؤولية التنموية بشكل‬
‫مباشر‪ ،‬هناك مؤسسات أخرى تتقاطع معها‪.‬‬

‫إن المر يتعلق بصيغة أخرى بتلزم حتمي وفعلي بين المبدأ‬
‫الرتقابي القضائي والتطور اللمركزي الجهوي بصفة عامة‪.‬‬

‫أ‪ -‬تعزيز مؤسسة ايلمحاكم الدارية‪:‬‬

‫لقد خو ل المشرع المغربي للمحاكم الندارية ندورا مهما بموجب‬


‫التنظيم الجهوي الحالي‪ .‬ومن هنا‪ ،‬فتكريس مبدأ لمركزية‬
‫المنازعات الندارية التي ينبغي أن تكون مواكبة للتطور الحاصل‬
‫في مجا ل اللمركزية‪ ،‬فالمحاكم الندارية لها ندور مهم على مستوى‬
‫الجهة في مراتقبة العمل الجهوي‪.‬‬

‫فالتنصيص على المكانية القانونية لدى المجالس الجهوية فيما‬


‫يخص الطعن في تقرارات الوصاية لدى المحاكم الندارية المختصة‬

‫‪15‬‬ ‫مذكرة جبهة القوى الديمقراطية حو ل الجهوية المتقدمة‬


‫تعتبر من الميكانيزمات التي تسهل الحياة الجهوية وتعطي نوعا‬
‫من الستقللية في اتخاذ القرارات من طرف المجلس الجهوي‪،‬‬
‫خاصة إذا كان هذا الخير يعبر بشكل طبيعي عن تطلعات الساكنة‬
‫على المستوى الجهوي‪.‬‬

‫لذا لبد من سن مجموعة من الضمانات من أجل إنجا ح الجهوية‬


‫المتقدمة بتخويل القاضي النداري التأكد من احترام الضمانات‬
‫المتعلقة باستقللية المؤسسة الجهوية‪ ،‬وهو ما سيكون مؤشرا‬
‫لتقوية وضمان استقللية الجهة كمؤسسة ندستورية‪.‬‬

‫من هنا يبرز الشراك المبدئي للمحكمة الندارية في المسلسل‬


‫التقريري الجهوي‪ .‬فالقاضي النداري يمكن أن يرتكز على الفلسفة‬
‫العامة التي تميز القانون الجهوي الحالي‪ ،‬وكذلك النصات إلى‬
‫مختلف التغيرات الموضوعية التي تطرأ على الساحة الوطنية‬
‫والجهوية بالمغرب ليتدخل بهدف تليين مراتقبة الدولة والعمل على‬
‫تأهيل علتقات الجهة بالسلطة المركزية خصوصا في مجا ل‬
‫الوصاية البعدية المتعلقة بمراتقبة المشروعية مع تكييف الخريطة‬
‫القضائية وفق التقسيم الجهوي‪.‬‬

‫‪ -2‬تعزيز مؤسسة ايلمحاكم ايلمايلية‪:‬‬

‫يبدو من الوهلة الولى أن ندسترة المجالس الجهوية للحسابات‬


‫يدخل في إطار تنمية الديمقراطية المحلية‪ ،‬وكذلك مواكبة تحولت‬
‫اللمركزية الندارية‪ ،‬في وتقت أضحت الجهة الخيار التنموي‬
‫الساسي الذي يتمتع باهتمام مختلف الفاعلين السياسيين‪.‬‬

‫إن عوندة الجهوي كمجا ل مفضل لصياغة الستراتيجيات التنموية‪،‬‬


‫حتم بالمقابل إحل ل أنظمة عليا للرتقابة على تدبير الشأن العام‬
‫وضمنه تدبير الشأن العام المحلي والجهوي‪ .‬وهذا ما تزكيه كذلك‬
‫‪16‬‬ ‫مذكرة جبهة القوى الديمقراطية حو ل الجهوية المتقدمة‬
‫التوجهات الدولية الجديدة القاضية بتعزيز الحكم أو التدبير الجيد‬
‫لمركزيا اعتبارا للعلتقة العضوية بين اللمركزية الجهوية والتنمية‪.‬‬

‫ويجدر التأكيد على أن وظيفة المحاكم المالية كآلية مكملة‬


‫ومدعمة في سبيل تدعيم آليات التواجد الجهوي‪ ،‬تتجلى من خل ل‬
‫الموضوع والهدف الذي تختص به‪ ،‬فالمر يتعلق بكل وضو ح بالما ل‬
‫العام الذي يشكل أرضية تلتقي جميع الشعب‪ ،‬باعتبار أن الما ل‬
‫العام هو من الشعب إلى الشعب‪ ،‬وبالتالي فحمايته ومساءلة‬
‫ومحاسبة المسؤولين عليه من خل ل هذه المؤسسة القضائية‪،‬‬
‫وذلك حماية التدبير المحلي والجهوي التنموي من النحراف‪،‬‬
‫سيؤندي بشكل موضوعي إلى نسج وتشكيل الجماع و كذلك‬
‫المشاركة الفعالة للساكنة على المستوى الجهوي‪ ،‬ما ندمنا نتحدث‬
‫عن محاكم مالية جهوية‪ .‬وهو ما من شأنه أن يكرس سمو الشأن‬
‫العام الجهوي‪ .‬فهذه اللية الرتقابية تعتبر رهانا مهما لتطوير أنداء‬
‫الجهات‪ ،‬وهي تقف أمام تسيير المجلس الجهوي بمنطق الناصح‬
‫والموجه والكاشف عن مواطن الضعف‪.‬‬

‫وحتى تكون كل من المجالس الجهوية للحسابات وكذلك المحاكم‬


‫الندارية في مستوى وحجم الرهان الحالي على الجهوية‪ ،‬أو بصيغة‬
‫أخرى‪ ،‬حتى تكون هذه الليات والمؤسسات القضائية في خدمة‬
‫التنمية على المستوى الجهوي‪ ،‬فإنه يجب تنمية حس وتقيم‬
‫المساءلة والتقويم والشفافية والتواصل‪ ،‬وهي أندوار لن تكون إل‬
‫بحراك تقاعدي اجتماعي مدني وتعليمي‪.‬‬

‫‪ -3‬تعزيز ايلمؤسسات ايلفاعلة رفي ايلحقل ايلتعليمي‬


‫وايلمدني‪:‬‬

‫‪17‬‬ ‫مذكرة جبهة القوى الديمقراطية حو ل الجهوية المتقدمة‬


‫رهانننات المسننتقبل تفننرض أن ل تشننتغل كننل جهننة بمعننز ل عننن‬
‫الفاعلين الخرين وإنمننا عليهننا مبنندئيا أن تسننتفيد مننن إمكانينناتهم‬
‫ومؤهلتهم‪ ،‬بحيث أن الجهة ل يمكن أن تنجح في سياستها التنموية‬
‫إل إذا شملت نسقا مفتوحا متفاعل مننع المحيننط الخننارجي‪ ،‬خاصننة‬
‫مع المؤسسات الفاعلة في الحقل التعليمي‪ ،‬وكننذلك المؤسسننات‬
‫الفاعلة في الحقل المدني؛ بما تعنيننه جمعيننات "المجتمننع منندني"‬
‫من نشنناطات وتننأثير فنني حينناة الفننراند‪ ،‬حيننث يعتننبر " المجتمننع‬
‫المدني " الطار الذي تنتظم فيه العلتقات بين الفراند والجماعات‬
‫على أسس نديمقراطية‪ ،‬أي ذلك المجتمع الذي تحترم فيه حقننوق‬
‫المواطن السياسية والتقتصاندية والثقافية فنني حنندها الندنننى‪ .‬إنننه‬
‫ذلك المجتمع الذي تقوم فيه ندولة المؤسسات‪.‬‬
‫هذه العلتقات التي تقوم بين الفراند والجماعات يفننترض أن‬
‫تنتننج مننا تتطلبننه الحينناة مننن فكننر وثقافننة ومننا ل‪ ،‬بواسننطة بنننى‬
‫وتنظيمات مدنية يقيمها الفراند‪ ،‬على أل تخضع لسنلطة وإشنراف‬
‫الدولننة‪ ،‬فهننذا مننن شننانه تنشننيط عملهننا‪ .‬كمننا يجننب أن تكننون‬
‫نشاطات المجتمع المدني بعيدة عن التسييس‪ ،‬ذلك أن جعل هذه‬
‫الجمعيننات ونشنناطاتها فنني خدمننة أهننداف القننوى والحننزاب‬
‫السياسننية‪ ،‬مننن شننأنه تفريننغ المجتمننع المنندني مننن مضننمونه‬
‫الحقيقي‪.‬‬
‫فالمجتمع المدني يفترض أن يكون متميزا ً عن الدولننة‪ ،‬كمننا‬
‫يفننترض أن يكننون للفننرند فنني هننذا المجتمننع حقننوق سياسننية‬
‫واتقتصاندية وثقافية‪ ،‬فالمجتمع المدني يزيد من فرص الفننراند بننأن‬
‫ُيعننترف لهننم بحقننوتقهم الننتي يسننتحقونها وفق نا ً لنسننانيتهم‪ ،‬وأن‬
‫ُيمكنوا من التمتع بهذه الحقوق‪ .‬وهذه الحقوق تمكننن الفننرند مننن‬
‫حرية الختيار‪.‬‬
‫وأحد أهم الوسائل لتحقيق ذلننك يكننون مننن خل ل مسنناهمة‬
‫مؤسسننات المجتمننع المنندني فنني نشننر الننوعي الننديمقراطي‪،‬‬
‫ومساهمتها في إرساء أسس ندولة المؤسسننات وندورهننا الرتقننابي‬
‫على الحكومة‪ ،‬وهذا يتطلب‪:‬‬
‫‪ -1‬الراندة الوطنينننة المؤمننننة بالمصنننلحة العلينننا والعمنننل علنننى‬
‫تحقيقها‪.‬‬
‫‪ -2‬توافر الرغبة الحقيقية لدى القوى والحزاب السياسية لنجننا ح‬
‫هذا التغير‪.‬‬
‫‪ -3‬صياغة برامج التغيير نحو الديمقراطية‪.‬‬
‫‪ -4‬نشننر الننوعي بضننرورة التحننو ل الننديمقراطي الننذي هننو فنني‬
‫مصلحة الجميع‪.‬‬

‫‪18‬‬ ‫مذكرة جبهة القوى الديمقراطية حو ل الجهوية المتقدمة‬


‫ويمكن لجمعيات المجتمع المدني أن تلعننب ندورا كننبيرا فنني‬
‫عملية التحو ل الديمقراطي في من خل ل‪:‬‬
‫‪ -1‬تعريف المجتمع بمزايا الخيار الديمقراطي‪.‬‬
‫‪ -2‬الدفاع عن الديمقراطية‪ ،‬التي تمثل _ بفعننل العلتقننة التأثيريننة‬
‫المتباندلة بين الديمقراطيننة ومنظمننات المجتمننع المنندني _ البيئننة‬
‫الطبيعية لوجوندها والمؤاتية لترسيخها وتطورها‪.‬‬
‫‪ -3‬التثقينننف بشنننأن القواعننند الحاكمنننة والراعينننة للممارسنننة‬
‫الديمقراطية‪.‬‬
‫‪ -4‬التعرينننف بمزاينننا وأهمينننة سنننياندة القنننانون وإتقامنننة ندولنننة‬
‫المؤسسات‪.‬‬
‫‪ -5‬التعريف بمباندئ حقوق النسننان‪ ،‬وضننرورة احترامهننا والنندفاع‬
‫عنها‪.‬‬
‫‪ -6‬نشر ثقافة التنوع‪.‬‬
‫‪ 7‬نشر ثقافة القبو ل بالخر الذي نختلف معه في الرأي‪.‬‬
‫‪ -8‬نشر ثقافة الوحدة الوطنية وتوحيد الولءات تحت رايننة الننولء‬
‫للوطن‪.‬‬
‫‪ -9‬العمل على فضح الممارسات الخاطئة في مؤسسات الدولننة‪،‬‬
‫بما فيها الفساند النداري والمالي‪.‬‬
‫‪ -10‬التعريننف بأهميننة الحفنناظ علننى المكتسننبات الننتي تحققننت‪،‬‬
‫والعمل على تصويب الخطاء التي رافقتها‪.‬‬
‫إن تحقيق التنمية الجهوية ونجاها يتطلب مننن بيننن مننا يتطلبننه أن‬
‫يكون لجمعيات المجتمع المدني ندور أساسنني فنني هننذه العمليننة‪،‬‬
‫كما أن هذه الجمعيات ل يمكن لهننا أن تعمننل إل فنني ظننل أجننواء‬
‫نديمقراطيننة " ذلننك أن العلتقننة الننتي تربننط بيننن نشننوء وتطننور‬
‫المجتمننع المنندني والممارسننة الديمقراطيننة تجعننل مننن الصننعب‬
‫الكلم عننن أولويننة احنندهما علننى الخننر‪ ،‬فليننس هننناك ممارسننة‬
‫للديمقراطية بدون حد أندنى من القدرة على النتظام حو ل أفكننار‬
‫ومصالح وغايات محدندة‪.‬‬

‫إعطاء الهمية للحقل التعليمي على المستوى الجهوي يعتبر‬


‫من بين الولويات التي لبد منها لتشييد مشروع جهوي تنموي‪،‬‬
‫خاصة وان الجهوية بالمغرب ظلت محكومة بخلفية عدم التركيز‬
‫على مستوى النظام التعليمي‪ ،‬إن لم نقل أن مركزية التعليم ما‬
‫تزا ل طاغية‪ ،‬بحيث أن النظام الجهوي لم يتعد إلى الندارة التربوية‪،‬‬
‫فظلت السياسة التربوية تعاني من مركزية القرار‪ .‬لذلك‬

‫‪19‬‬ ‫مذكرة جبهة القوى الديمقراطية حو ل الجهوية المتقدمة‬


‫فالمدرسة المغربية لم تعتبر ندائما المحور الساسي لتنمية‬
‫القدرات البشرية ومن ثم فإن الفعالية الجتماعية للمدرسة‬
‫العمومية ظلت محدوندة مما نتج عنه ضعف تمكنها من ترسيخ تقيم‬
‫المواطنة والنفتا ح والرتقي وحرية الفكر والتحصيل والفكر النقدي‪.‬‬

‫ومن هذه الرؤية فإن غياب مثل هذه القيم والمباندئ وعدم ترسخها‬
‫في المجتمع‪ ،‬يستحيل معها إنجا ح الجهوية في القيام بمهامها‬
‫وأهدافها‪ ،‬خاصة وأننا نعلم أن الجهوية طرحت كاختيار تدبيري‬
‫للمجتمع يهتم بجميع جهاته ومجالته‪ ،‬وتقطاعاته النتاجية المتعدندة‪.‬‬

‫وإذا كان مطروحا على الجهة الجتهاند من اجل المساهمة في‬


‫القضاء على الفقر والتخلف‪ ،‬فإنه يتعين بالمقابل من أجل أن يكون‬
‫ذلك الجتهاند سليما ومفيدا أن تكون السياسة التربوية على‬
‫المستوى الجهوي تقائمة على أسس تحترم الشأن الجهوي وما‬
‫يختزنه من إمكانات وتحديات ومشكلت اجتماعية‪.‬‬

‫ويجدر التقرار أن العلتقة بين الحقل التعليمي ومفهوم الجهوية‬


‫حاليا هي علتقة جدلية‪ ،‬تأثير وتأثر‪ ،‬فل نجا ح للسياسة التعليمية‬
‫بدون اعتماند المنهاج الجهوي واستغل ل مؤهلته‪ ،‬وكذلك ل يمكن‬
‫أن تتألق الجهوية ندون مساهمة المؤسسات التعليمية والتربوية‬
‫ونعتقد أنها تشكل القاعدة الخلفية والمامية التي تحصن العمل‬
‫الجهوي وتزكيه وتوفر له أسباب النجا ح ومن ثم إعطاء الشرعية‬
‫الجتماعية بالخصوص لما هو جهوي‪.‬‬

‫إذن فاستراتيجية التنمية الجهوية‪ ،‬ومن خللها إرساء معالم‬


‫الجهوية الحقة الفاعلة‪ ،‬ل يجب بحا ل من الحوا ل أن توضع ندون‬
‫استراتيجية تتوخى تشجيع البحث العلمي وربطه على المستوى‬

‫‪20‬‬ ‫مذكرة جبهة القوى الديمقراطية حو ل الجهوية المتقدمة‬


‫الجهوي من اجل التعريف والتحسيس بالشأن الجهوي ومقوماته‬
‫المتنوعة‪.‬‬

‫‪21‬‬ ‫مذكرة جبهة القوى الديمقراطية حو ل الجهوية المتقدمة‬

You might also like