Professional Documents
Culture Documents
10الفصل الثالث
10الفصل الثالث
-1تعريف الوعي:
:1-1التعريف اللغوي:
وعى ،الوعي ،حفظ القلب الشيء أو الحديث يعيه وعيا وأوعاه ،حفظه وفهمه،
1
وقبله ،فهو واع ،فالن أوعى من فالن ،أي أحفظ وأفهم.
2-1التعريف االصطالحي:
الوعي هو اِتجاه عقلي اِنعكاسي يمكن للفرد من الوعي بذاته وبالبيئة المحيطة به
بدرجات متفاوتة من الوضوح أو التعقيد ،يتضمن وعي الفرد لوظائفه العقلية والجسمية
2
ووعيه باألشياء والعالم الخارجي.
أما عبد هللا بوجالل فعرفه من خالل اإلشارة إلى مفهومين ينبغي التميز بينهما:
أ -المفهوم األول:
الذي يحصر في التبني السلبي لفكرة ،أو مجموعة أفكار ،يلقناها حاكم فرد أو حزب
للمواطن باستخدام مكثف لوسائل الثقافة والتعليم واإلعالم ،مع حظر كامل على مصدر
المعلومات مختلفة ومخالف.
ب -المفهوم الثاني:
« فهو إدراك المواطن في حرية بحقيقته قضايا المجتمع الذي يعيش فيه وإشراكه
في البحث عن حلول لها ،وإبداء الرأي فيها يقترح من قرارات بشأنها ،ثم اإلسهام على
مستويات مختلفة في صنع القرار النهائي ،ومتابعة تنفيذه ،وهذا النوع من الوعي هو وعي
للمواطن الذي يتحرر من القمر السياسي واالقتصادي واالجتماعي الذي يمارس بالفعل
3
دوره في صنع المستقبل بالشعور بالمسؤولية».
أما ماركس فاعتبر الوعي «:هو ما يميز اإلنسان عن الحيوان ويجعله يتفوق عليه،
وهذا الوعي يبدأ بمجرد أن يبدأ اإلنسان في إنتاج وسائل العيش ،تلك الوسائل تتحدد بداية
بالغروف الطبيعية وإمكانياتها وعليه فعندما ينتج الناس هذه الوسائل يبدؤون في إنتاج
4
حياتهم والمادية والعقلية »
-2أضاف الوعي:
يمكن تصنيف الوعي إلى عدة أصناف وهي:
الوعي العفوي التلقائي:
ذلك النوع من الوعي الذي يكون أساس قيامنا بنشاط معين دون أن يتطلب منا مجهودا
ذهنيا كبيرا بحيث ال يمنعنا من مزاولة أي نشاط آخر.
الوعي التأملي:
وعي يتطلب حضورا ذهنيا قويا مرتكزا في ذلك على قدرات عقلية كلية كالذكاء أو
اإلدراك أو الذاكرة.
الوعي الحدسي:
وهو الوعي المباشر والفجائي الذي يجعلنا ندرك األشياء أو العالقات أو المعرفة دون أن
نكون قادرين على اإلدالء بدليل واستدالل.
الوعي المعياري واألخالقي:
يسمح لنا بإصدار أحكام قيمة على األشكال والسلوكيات بحيث نرفضها أو نقلبها بناءا على
قناعات أخالقية وغالبا ما يرتبط هذا الوعي بمدى الشعور بالمسؤولية تجاه أنفسنا واتجاه
اآلخرين.
-3أنواع الوعي:
-الوعي االجتماعي:
هو وعي عام يشمل إحاطة أفراد المجتمع بمجمل القضايا االجتماعية ،والسياسية
1
واالقتصادية ،وحق العلمية التي لها دخل في حياتهم.
-الوعي الديني:
يمثل الدين جزءا ال يتجزأ من السلوك االجتماعي وينظر إليه باعتباره مجموعة
من المعتقدات االلهية والشعائر ،والثواب والعقاب التي تؤثر في أشكال ودرجات
2
ومستويات الوعي الفردي واالجتماعي.
-الوعي السياسي:
عندما ينظم أفراد المجتمع في أحزاب أو تنظيمات معينة يمارسون نشاط سياسيا
3
لتحقيق أهداف جماعتهم ضمن تلك التنظيمات فهذا العمل يتطلب وعيا سياسيا.
)1موسى عبد الحميد حلس ،ناصر المهدي :دور وسائل االعالم في تشكيل الوعي االجتماعي لدى الشباب الفلسطيني،
غزة ،جامعة األزهر ،2010 ،ص .147
)2عبد المعطي عبد الباسط ،الوعي الديني والحياة اليومية في القرى المصرية ،بيروت ،مركز دراسات الوحدة
العربية ،1989 ،ص .8-7
) 3مليكة زيد ،مرجع سبق ذكره ،ص 72
54
الوعي الصحي الفصل الثالث:
ويعتبر بيرفون غيروالس «:أن الوعي السياسي برز كمعرفة للفرد ،للخطر المهدد للبناء
االجتماعي الذي هو عضو فيه ،وهذا قد يكون داخليا أو خارجيا وغالبا ما يكون داخليا
1
وخارجيا في آن واحد».
-الوعي الطبقي:
هو إدراك أفراد لجماعة ما لموقعهم الطبقي ولموقع جماعتهم الطبقي بين مختلف
الجماعات االجتماعية األخرى ،وإدراكهم لمصالحهم الطبقية ومصالح جماعتهم الطبقية
2
ولسبل تحقيق المصالح وضمانها.
-الوعي الثقافي:
الثقافة في مجملها هي المعرفة والتعليم وإن الوعي بهما يرقى بالفرد إلى مستوى
اِجتماعي أفضل ،والوعي الثقافي بالحياة اليومية لما يشتمل من عادات وتقاليد وأعراف
3
وتدين وأحكام وتفاعل ،وصور النشاط العام التلقائي المنظم.
-4الوعي الصحي:
:1-4تعريف الوعي الصحي هو:
مجموعة من األنشطة التواصلية واإلعالمية والتربوية الهادفة إلى خلف وعي صحي
لالطالع الناس على واقع الصحة ،وتحذيرهم من مخاطر األوبئة واألمراض ،المحدقة
باإلنسان ،من أجل تربية فئات المجتمع على القيم الصحية ،والوقاية ،المنبثقة من عقيدة
4
المجتمع وثقافته.
كما يقصد بها عملية إدراك الفرد لذاته ،وإدراكه الظروف الصحية المحيطة وتكوين
5
اتجاه عقلي نحو الصحة العامة للمجتمع.
) 1زياد أحمرون ،المراقب الصحي في األردن وواجباته ،األردن ،دار آرام للنشر ،2006 ،ص .16
) 2خليصة غميش ،الخدمات االجتماعية الصحية المقدمة لألطفال المصابين بداء السكري ،رسالة ماجيستير ،كلية
األدب والعلوم االجتماعية ،مسيلة ،جامعة محمد بوضياف ،ص .166
)3عبد المالك عبد العزيز الشلهوب :بحث مقدم حول دور اإلعالم في تحقيق الوعي الصحي ،د .ط ،د ،ت ،ص.3
56
الوعي الصحي الفصل الثالث:
اإلعالم النشط مثل االتصال الشخصي وقراءة الصحف والمجالت والكتب وتصفح
1
األنترنت تشك لمصادر أساسية للمعرفة الصحية.
:3-4مكونات الوعي الصحي:
من أهم مكونات الوعي الصحي هو مجموعة المعارف والمعتقدات التي يكونها
الفرد عن األمور والقضايا والمشكالت الصحية واألمراض ،وكما في المشكالت الصحية
المزمنة كاألمراض الجنسية والسمنة والتدخين واإلدمان فإن مكافحة ذلك يعتمد على تغير
نمط الحياة وعادات األفراد السلوكية في مجاالت محدودة وحجز األساس في هذا التغير
هو المعرفة ،والتي تعني المعرفة األولية بالعوامل والمسببات التي تؤدي إلى هذه المشكلة
الصحية.
والمعرفة الصحية التي تعنيها هنا مجموعة من المعلومات والخبرات والمدركات
التراكمية التي يحصل عليها اإلنسان من مصادر موثوقة حول الحقائق واآلراء الصحية
التي تشكل عامال مهما في الوقاية من األمراض ورفدا من روافد تحسين الصحة
2
وترقيتها.
-5أهمية الوعي الصحي:
يمكن الوعي الصحي األفراد من التمتع بنظرة صحبة نساعدهم على تفسير
الظواهر الصحبة وتجعلهم قادرين على البحث عن أسباب األمراض وعللها بما يمكنهم
من تجنبها والوقاية منها ،كما أن التوعية الصحية بمثابة رصيد معرفي يستفيد منه أفراد
المجتمع من خالل توظيفهم لها في وقت الحاجة في اتخاذ القرارات الصحية صائبة إزاء
ما يعترضهم من مشكالت صحية ،كما تخلق التوعية الصحية روح االعتزاز والتقدير
والثقة بالعلم كوسيلة من وسائل الخير بالعلماء المختصين في الصحة ،إضافة إلى ذلك
تولد التوعية الصحية لدى أفراد المجتمع الرغبة في االستطالع وتغرس فيهم اكتشاف
3
المزيد منها كونها نشاط غير جامد يتسم بالنظور المتسارع.
ويتطلب التقدم الهائل الذي يحدث في مجال العلوم الطبية أساليب الوقاية والعالج أن يزداد
وعي الناس الصحي وإلمامهم باإلمكانيات والخدمات التي توفرها الدولة مشكورة لهم في
المجاالت الطبية فالوعي الصحي يؤدي إلى حماية الناس من األمراض المختلفة التي
تصيبهم بل تؤدي إلى تمتعهم بصحة جيدة عقليا وجسميا وال يخفى ما لهذا من أثر طيب
4
في توفير ما قد ينفق من المال العام على العالج لألمراض ومكافحة األوبئة.
وهو ما يسمى بالتكلفة وهي الجانب االقتصادي األول ،والتكلفة تتمثل في تكاليف نظم
الوقاية والدواء والعالج ،وارتباط ذلك بالنمط التنظيمي الذي تقدم من خالله سبيل الوقاية
والرعاية الصحية والعالج والنظر إلى اإلنفاق على الرعاية الصحية إذا قارنها بالخسائر
االقتصادية الناجمة عن حدوث المرض وما يترتب عليه من عجز أو وفاة ،وبالتالي تفقد
قوى منتجة في المجتمع ،وتوضح حقيقة آن الصحة استثمار لإلنتاج ،وأن الخدمات
الصحية ذات عائد اقتصادي يدعم التنمية ويحقق أهدافها ،وهو ما يمثل الجانب االقتصادي
الثاني أي العائد وهو ما تحققه الرعاية الصحية من رفع مستوى الصحة للفرد والمجتمع
1
بالتالي بقلل الخسائر الناجمة عن العجز ،والوفاة وبسبب المرض.
-6مجاالت الرعاية الصحية:
:1-6وتنقسم إلى قسمين وهما:
أ -تعريف الصحية ومسؤولية اإلنسان اتجاه ممارساته الصحية وتشمل:
-التعريف بجسم اإلنسان والنمو والتطور.
-الصحة الشخصية والنظافة (صحة الفم ،العين ،األذن ،األنف ،والشعر).
-توعية غذائية.
-توعية بالصحة االجتماعية والنفسية.
-توعية وسائل السالمة واألمان.
-توعية بكيفية تكوين نمط الحياة السليم.
ب -صحة المجتمع:
-األمراض المعدية ووسيلة انتشارها.
-التطعيم.
-اإلصالح البيئي.
2
-اإلسعاف.
2-6أساليب النوعية والتثقيف الصحي :وتكون عبر طريقتين وهما:
أ -طرق مباشرة:
وتكون من المرسل للمتلقي عن طريق محادثة خاصة أو اجتماع أو جماعة أو حديث
صحفي.
) 1أميرة منصور يوسف ،المدخل االجتماعي للمجاالت الصحية الطبية والنفسية ،مصر ،دار المعرفة الجامعية،
األزاريطة ،1997 ،ص .20
) 2إقبال ابراهيم مخلوف :العمل االجتماعي في مجال الرعاية الطبية :اتجاهات نظرية ،اسكندرية ،دار المعرفة
الجامعية ،1991 ،ص .191
) 3عبد المحي محمود صالح ،السيد رمضان :أسس الخدمة االجتماعية الطبية والتأهيل ،اسكندرية ،دار الجامعة
االسكندرية ،1990 ،ص .19-18
) 4مصطفى القماش وآخرون :مبادئ الصحة العامة ،اسكندرية ،دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع،
اسكندرية ،2000،ص .182
58
الوعي الصحي الفصل الثالث:
وحسب إقبال إبراهيم مخلوف فإن أهداف التثقيف الصحي تتمثل في:
تحسين صحة الفرد واألسر والجماعات جسميا وعقليا ونفسيا واجتماعيا وذلك
باالهتمام بالغذاء والمسكن والرياضة والترفيه البريء ،والعالقات اإلنسانية.
األخذ بأسباب الوقاية من األمراض والحوادث وذلك بمساعدة األفراد على فهم
الممارسات والعادات الالزمة للمحافظة على الصحة وتحسينها ،كما يجب أن
يعرف األفراد ماهي الممارسات المطلوبة؟ ولماذا تمارس؟ وكيف تمارس؟.
مثال الصحة الشخصية ،وكيفية المحافظة عليها ،ورعاية األمومة والطفولة
واألنشطة المرتبطة باإلسعافات األولية وأنواع التغذية الصحية.
المبادرة إلى العالج السليم فور حدوث المرض أو وقوع اإلصابة ،واالستمرار في
العالج حتى الشفاء ،وذلك عن طريق االستفادة من الخدمات الصحية المقدمة إلى
أقصى حد ممكن ،وتوفير الدولة العديد من الخدمات الصحية ،وهنا يجب أن يعرف
األفراد بوجودها وأن شطتها المختلفة ،ومواعيد العمل بها ،وسوف يثمر هذا في
تدعيم األنشطة وتجنب الخسائر االقتصادية الناجمة عن االستخدام السيء أو غير
المناسب.
ويرتبط التثقيف الصحي والخدمات الصحية كل منها باآلخر تماما وقد أمكن للدولة أن
تواجه مسؤولياتها نحو الرعاية الصحية والوقاية من األمراض من خالل:
(أ) الخدامات الصحية التي تتضمن كل من الرعاية الصحية الطبية
(ب) التثقيف الصحي
والبد أن يكمل التثقيف الصحي البرامج الصحية كلما يجب أال يعتبر كفرع منفصل في
الصحة العامة ،ويجب أن يعطي اهتمام خاص للتثقيف الصحي في مراكز رعاية األمومة
والطفولة في مجال التحكم في األمراض المعدية ومجال التحكم في األمراض المتوطنة
وفي برامج الصحة العقلية.
ترشيد االنتفاع بالخدمات الصحية والطبية والدوائية والغذائية واالجتماعية التي
1
تقدمها الدولة.
4-6جوانب الوعي الصحي:
« تشمل عملية التوعية الصحية جميع مجاالت الحياة فيتعين أن توفر بالمنزل وهنا
يقع على األم بالذات مسؤولية كبرى في غرس القيم واآلداب الصحية في أبنائها ،ويتعين
على المدرسة أداء رسالتها في نشر الوعي الصحي بين طالبها وبالمثل في الجامعة
والمؤسسات العمل واإلنتاج.
كما تلعب دورا أساسيا في بث الوعي الصحي وغرسه في نفوس أبناء المجتمع والرسالة
ال يمكن إلقاء مسؤوليتها على المؤسسات الطبية فقط التي في المجتمع بل يتظافر جميع
القوى األخرى ،ومن هنا فإن وسائل نشر الوعي الصحي ال يقتصر على مجرد وسيلة
بعينها ،كإصدار نشرة طبية أو وضع ملصقة أو إذاعة برنامج وإنما ال بد أن تشمل جانب
القدرة الحسنة ،وللوعي الصحي أصوله العميقة تنبع من تراثنا اإلسالمي ،وقد سبق جميع
1
المدارس الغريبة سواء في الطب أو في التوعية الصحية ».
-7أهمية اإلعالم في تشكيل الوعي الصحي:
« سعد اإلسهام في زرع الوعي الصحي لدى الناس من الموضوعات المهمة وأهم
أوليات الناس ،ويعتبر وسائل اإلعالم المصدر الرئيسي للمعلومات ،تؤدي دورا كبيرا
ومهما في بناء الفرد وتكوينه المعرفي والوجداني والسلوكي من عملها في زيادة رصيده
من المعلومات والخبرات التي تنسج مواقفه وآرائه وسلوكياته ،أن وسائل اإلعالم أصبح
أداة مؤثرة في استحداث وتغيير السلوكيات والممارسات فمضامينه أصبحت مرتبة
لألفكار واصفة للمعايير ناقلة للحياة.
كما أصبحت هذه الوسيلة ذات قوة كبيرة من خالل إحكام سيطرتها على مصادر
2
المعلومات التي يعتمد عليها أفراد المجتمع»
ومنظماته في اتخاذ اآلراء والقرارات وتحقيق األهداف ولذلك يسعى األفراد في إقامة
عالقة اعتماد على وسائل اإلعالم لتحقيق ثالثة أهداف وهي:
الفهم:
مثل معرفة الذات من خالل التعلم والحصول على خبرات والفهم االجتماعي من خالل
معرفة أشياء عن العالم أو الجماعة وتفسيرها.
التوجيه:
يشمل التوجيه العمل مثل ماذا تقرر أن تشتري وكيف تحتفظ برشاقتك وتوجيه تفاعل مثل
الحصول على دالالت عن كيفية التعامل مع موقف جديد.
التسلية:
تشمل التسلية المنعزلة مثل الراحة واالسترخاء والتسلية االجتماعية مثل مشاهدة الذهاب
3
إلى السينما.
-8دور وسائل اإلعالم في التثقيف والتوعية الصحية:
-دور اإلذاعة:
) 1عبد الرحمان العيساوي :اإلسالم والعالج النفسي ،اإلسكندرية ،د ،ت ،ص.131
) 2عبد المالك بن عبد العزيز الشلهوب ،مرجع سبق ذكره ،ص .5-2
) 3نفس المرجع ،ص.5
60
الوعي الصحي الفصل الثالث:
لوسائل اإلعالم ميزات عديدة أهمها االنتشار الواسع ،فهي تتمتع بحكم هذا االنتشار
بنفوذ قوي آثار كبيرة في سلوك واتجاهات وممارسة األفراد ،إذا أن اإلعالم الجيد يمكنه
تنمية اتجاهات صحية تفيد في بناء البرامج والخدمات والتعريف بها ،والتوعية بشأنها،
ودعمها نفسيا واجتماعيا وماليا وقوميا ،فاإلعالم عليه المستويان قومية تجاه كل من
األفراد واألسرة والمجتمع بوجه عام ومن بين وسائل اإلعالم التي تلعب دورا حياويا في
1
التوعية بالقضايا الصحية اإلذاعة.
فعند وجود مشكلة في التنمية في هيوف الوعي الصحي وانخفاض مستوى النظافة
وانتشار األمراض وضعف الضبط االجتماعي األولى واضطراب أنماط االنتهاك وغيرها
من مظاهر اإلهمال ،ومن مشكالت تحتاج إلى عالجها إلى قدر مالئم من الوعي
الجماهيري بطبيعة المشكالت بأسلوب مواجهتها والبد أن تقوم اإلذاعة بدورها في هذا
الصدد ،معتمدة على برامجها في الدرجة األولى وما تقدمه من خاللها من معلومات
ونماذج بما تتميز به عن قدرة على مصاحبة الفرد ساعات ويلة من يومه تستطيع خاللها
أن تلح بطريقة غير منقرة ،فتضيف معلومات جديدة أو تقدم الردود على االستفسارات أو
تقلب الموضوع على أوجه مختلفة وبما أن الراديو يصل إلى بشكل واضح ،حيث يسمح
للمستمع بالمشاركة في األحداث الفعلية المذاعة ،وله قدرة عالية في اإلقناع والتأثير ،نجده
رخيصا وسهل النقل ليصل إلى الجميع ويمكن تكرار الرسالة دون تكلفة كبيرة فإنه
2
يستعمل ألهداف تثقيفية صحية.
-التلفزيون:
إن التلفاز من أجهزة اإلعالم ذات تأثير كبير وله قدرة على تعديل سلوك الكبار
والصغار بشكل واضح ،ولذلك يمكن استخدامه في شيء مجاالت وطرق التثقيف
الصحي ،فمن خالله يمكن بث المحاضرات والندوات والعروض التوضعية واألفالم
3
والمسلسالت التي تهدف إلى التوعية الصحية وإيصالها للمتلقي بطريقة مشوقة.
-الصحف والمجالت:
تتمتع الصحافة بانتشار كبير ،ومن ثم تصل إلى معظم الفئات والسيما المتعلمين
والمثقفين ،ومن المعروف أن الكلمة المكتوبة تؤثر في تشكيل آراء الناس وسلوكهم ،وذلك
أن هدف الصحافة المحوري مؤشر المعلومات واألخبار الصحية التي تهم العاملين في
المجال التوعوي الذي يهتم قطاعات عريضة من المجتمع ،وبعض الصحف قد تصل
أعداد توزيعها إلى عشرات اآلالف من النسخ يوميا مما يكسبها أهمية كبيرة بخالف
المجالت التي تعد أقل توزيعا من الصحف ،وإن كانت ال تقل أهمية عنها ،لنشر الوسائل
الصحية المهمة ،وعلى الرغم من هذه األهمية تواجه الصحف بعض الصعوبات أمية
بعض المتلقين وعجزهم عن قراءتها .ويمكن التغلب عليها عن طريق قراءة الصحف
1
بواسطة شخص متعلم كتالميذ المدارس على سبيل المثال.
وتستعمل المجالت كوسيلة مفيدة للتثقيف الصحي ،كما أنها تلعب دورا كبير في التعبئة،
وتقوم بنشر المقاالت الصحية والوقائية خاصة منها الحمالت الموجهة للجمهور النسوي
والتي تعالج مواضيع هامة مثل :المشاكل التي يتعرض إليها الحوامل ،صحة األم أسس
2
التغذية الجيدة وأهمية الرضاعة الطبيعية.
-كما تحتوي الصحف اليومية والمجالت على الكثير من أساليب ورق التثقيف
الصحي فمن تنشر المحاضرات والمناقشات العلمية واألدبية والقصة ،والحوار ،كما يمكن
استخدام الصحف كمادة للتثقيف الصحي وذلك عن طريق توفيرها في المستشفيات،
ومراكز الرعاية الصحية ،ومختلف األماكن العامة.
ومن الضروري لوسائل اإلعالم تحري صحة األخبار الصحية التي تنشرها والتحقق من
مدى دقتها وسالمتها ،وإيصال الحقائق دون تمويل.
وتغير التوعية الصحية من موضوعات اإلعالم الصحي الوقائي وهدفها المشترك هو خلق
وعي صحي يمكن الناس من تجنب األمراض الخطيرة وتحدد عالقة التوعية باإلعالم في
مستويين:
-أ -مستوى تعاوني:
توظف اإلعالم بغية تحقيق تنمية الثقافة الصحية ،والتعريف ببرامج اإلعالم
الصحي الوقائي.
-ب -مستوى وظيفي:
تبني سياسة إعالمية تواصلية تحترم عقيدة المجتمع وثقافته من خالل معرفة الخبر
الصادق واإلحاطة بالقضايا الصحية ،ونشر القيم الصحية بين أفراد المجتمع.
والتوعية والتثقيف ال يجب أن ينحصر في المؤسسات الصحية واإلعالمية وحسب بل
يجب أن تشترك فيه كل مؤسسات المجتمع وهي:
-مؤسسة األسرة :وهي بمثابة الحصن األول للطفل فيه يكتسب العادات الصحية
األولى وتستمر معه بعد ذلك.
-المؤسسة التعليمية :هي أهم مكان يتمكن فيه المتعلم من الحصول على توعية
صحية جيدة ضمن مناهج مدروسا جيدا.
-وسائل اإلعالم :أصبحت وسائل اإلعالم أكثر تأثيرا في حياة المجتمعات
3
المتخضرة ومن خالل وسائل اإلعالم تتم التوعية الصحية بشكل سريع وأنجح.
-مؤسسات المجتمع المدني :تساعد هذه المؤسسات على نشر الوعي والتوعية
الصحية بفضل أعمالها التطوعية واألهلية ،والتي تتمثل في الجمعيات
4
والمراكز ،والهيئات المستقلة.