Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 10

‫الوعي الصحي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ -1‬تعريف الوعي‪:‬‬
‫‪ :1-1‬التعريف اللغوي‪:‬‬
‫وعى‪ ،‬الوعي‪ ،‬حفظ القلب الشيء أو الحديث يعيه وعيا وأوعاه‪ ،‬حفظه وفهمه‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫وقبله‪ ،‬فهو واع‪ ،‬فالن أوعى من فالن‪ ،‬أي أحفظ وأفهم‪.‬‬
‫‪ 2-1‬التعريف االصطالحي‪:‬‬
‫الوعي هو اِتجاه عقلي اِنعكاسي يمكن للفرد من الوعي بذاته وبالبيئة المحيطة به‬
‫بدرجات متفاوتة من الوضوح أو التعقيد‪ ،‬يتضمن وعي الفرد لوظائفه العقلية والجسمية‬
‫‪2‬‬
‫ووعيه باألشياء والعالم الخارجي‪.‬‬
‫أما عبد هللا بوجالل فعرفه من خالل اإلشارة إلى مفهومين ينبغي التميز بينهما‪:‬‬
‫أ‪ -‬المفهوم األول‪:‬‬
‫الذي يحصر في التبني السلبي لفكرة‪ ،‬أو مجموعة أفكار‪ ،‬يلقناها حاكم فرد أو حزب‬
‫للمواطن باستخدام مكثف لوسائل الثقافة والتعليم واإلعالم‪ ،‬مع حظر كامل على مصدر‬
‫المعلومات مختلفة ومخالف‪.‬‬
‫ب‪ -‬المفهوم الثاني‪:‬‬
‫« فهو إدراك المواطن في حرية بحقيقته قضايا المجتمع الذي يعيش فيه وإشراكه‬
‫في البحث عن حلول لها‪ ،‬وإبداء الرأي فيها يقترح من قرارات بشأنها‪ ،‬ثم اإلسهام على‬
‫مستويات مختلفة في صنع القرار النهائي‪ ،‬ومتابعة تنفيذه‪ ،‬وهذا النوع من الوعي هو وعي‬
‫للمواطن الذي يتحرر من القمر السياسي واالقتصادي واالجتماعي الذي يمارس بالفعل‬
‫‪3‬‬
‫دوره في صنع المستقبل بالشعور بالمسؤولية‪».‬‬
‫أما ماركس فاعتبر الوعي‪ «:‬هو ما يميز اإلنسان عن الحيوان ويجعله يتفوق عليه‪،‬‬
‫وهذا الوعي يبدأ بمجرد أن يبدأ اإلنسان في إنتاج وسائل العيش‪ ،‬تلك الوسائل تتحدد بداية‬
‫بالغروف الطبيعية وإمكانياتها وعليه فعندما ينتج الناس هذه الوسائل يبدؤون في إنتاج‬
‫‪4‬‬
‫حياتهم والمادية والعقلية »‬
‫‪ -2‬أضاف الوعي‪:‬‬
‫يمكن تصنيف الوعي إلى عدة أصناف وهي‪:‬‬
‫الوعي العفوي التلقائي‪:‬‬

‫‪ (1‬مالك شعباني‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.212‬‬


‫‪ )2‬فاروق مداس‪ :‬قاموس مصطلحات علم االجتماع‪ ،‬الجزائر‪ ،‬دار مدني للطباعة والنشر‪ ،2003 ،‬ص ‪.297-296‬‬
‫‪ )3‬مالك شعباني‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.212‬‬
‫‪ ) 4‬مليكة زيد‪ :‬دور إذاعة الوادي في تنمية الوعي الديني للمرأة الماكثة في البيت‪ ،‬دراسة ميدانية‪ ،‬رسالة ماستر في‬
‫العلوم اإلسالمية‪ ،‬الوادي ‪ ،‬جامعة الشهيد حمه لخضر‪ ،2015-2014 ،‬ص ‪.63‬‬
‫‪53‬‬
‫الوعي الصحي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫ذلك النوع من الوعي الذي يكون أساس قيامنا بنشاط معين دون أن يتطلب منا مجهودا‬
‫ذهنيا كبيرا بحيث ال يمنعنا من مزاولة أي نشاط آخر‪.‬‬
‫الوعي التأملي‪:‬‬
‫وعي يتطلب حضورا ذهنيا قويا مرتكزا في ذلك على قدرات عقلية كلية كالذكاء أو‬
‫اإلدراك أو الذاكرة‪.‬‬
‫الوعي الحدسي‪:‬‬
‫وهو الوعي المباشر والفجائي الذي يجعلنا ندرك األشياء أو العالقات أو المعرفة دون أن‬
‫نكون قادرين على اإلدالء بدليل واستدالل‪.‬‬
‫الوعي المعياري واألخالقي‪:‬‬
‫يسمح لنا بإصدار أحكام قيمة على األشكال والسلوكيات بحيث نرفضها أو نقلبها بناءا على‬
‫قناعات أخالقية وغالبا ما يرتبط هذا الوعي بمدى الشعور بالمسؤولية تجاه أنفسنا واتجاه‬
‫اآلخرين‪.‬‬

‫‪-3‬أنواع الوعي‪:‬‬
‫‪-‬الوعي االجتماعي‪:‬‬
‫هو وعي عام يشمل إحاطة أفراد المجتمع بمجمل القضايا االجتماعية‪ ،‬والسياسية‬
‫‪1‬‬
‫واالقتصادية‪ ،‬وحق العلمية التي لها دخل في حياتهم‪.‬‬
‫‪ -‬الوعي الديني‪:‬‬
‫يمثل الدين جزءا ال يتجزأ من السلوك االجتماعي وينظر إليه باعتباره مجموعة‬
‫من المعتقدات االلهية والشعائر‪ ،‬والثواب والعقاب التي تؤثر في أشكال ودرجات‬
‫‪2‬‬
‫ومستويات الوعي الفردي واالجتماعي‪.‬‬
‫‪ -‬الوعي السياسي‪:‬‬
‫عندما ينظم أفراد المجتمع في أحزاب أو تنظيمات معينة يمارسون نشاط سياسيا‬
‫‪3‬‬
‫لتحقيق أهداف جماعتهم ضمن تلك التنظيمات فهذا العمل يتطلب وعيا سياسيا‪.‬‬

‫‪ )1‬موسى عبد الحميد حلس‪ ،‬ناصر المهدي‪ :‬دور وسائل االعالم في تشكيل الوعي االجتماعي لدى الشباب الفلسطيني‪،‬‬
‫غزة‪ ،‬جامعة األزهر‪ ،2010 ،‬ص ‪.147‬‬
‫‪ )2‬عبد المعطي عبد الباسط‪ ،‬الوعي الديني والحياة اليومية في القرى المصرية‪ ،‬بيروت‪ ،‬مركز دراسات الوحدة‬
‫العربية‪ ،1989 ،‬ص ‪.8-7‬‬
‫‪ ) 3‬مليكة زيد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪72‬‬
‫‪54‬‬
‫الوعي الصحي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫ويعتبر بيرفون غيروالس ‪ «:‬أن الوعي السياسي برز كمعرفة للفرد‪ ،‬للخطر المهدد للبناء‬
‫االجتماعي الذي هو عضو فيه‪ ،‬وهذا قد يكون داخليا أو خارجيا وغالبا ما يكون داخليا‬
‫‪1‬‬
‫وخارجيا في آن واحد‪».‬‬

‫‪ -‬الوعي الطبقي‪:‬‬
‫هو إدراك أفراد لجماعة ما لموقعهم الطبقي ولموقع جماعتهم الطبقي بين مختلف‬
‫الجماعات االجتماعية األخرى‪ ،‬وإدراكهم لمصالحهم الطبقية ومصالح جماعتهم الطبقية‬
‫‪2‬‬
‫ولسبل تحقيق المصالح وضمانها‪.‬‬
‫‪ -‬الوعي الثقافي‪:‬‬
‫الثقافة في مجملها هي المعرفة والتعليم وإن الوعي بهما يرقى بالفرد إلى مستوى‬
‫اِجتماعي أفضل‪ ،‬والوعي الثقافي بالحياة اليومية لما يشتمل من عادات وتقاليد وأعراف‬
‫‪3‬‬
‫وتدين وأحكام وتفاعل‪ ،‬وصور النشاط العام التلقائي المنظم‪.‬‬
‫‪ -4‬الوعي الصحي‪:‬‬
‫‪ :1-4‬تعريف الوعي الصحي هو‪:‬‬
‫مجموعة من األنشطة التواصلية واإلعالمية والتربوية الهادفة إلى خلف وعي صحي‬
‫لالطالع الناس على واقع الصحة‪ ،‬وتحذيرهم من مخاطر األوبئة واألمراض‪ ،‬المحدقة‬
‫باإلنسان‪ ،‬من أجل تربية فئات المجتمع على القيم الصحية‪ ،‬والوقاية‪ ،‬المنبثقة من عقيدة‬
‫‪4‬‬
‫المجتمع وثقافته‪.‬‬
‫كما يقصد بها عملية إدراك الفرد لذاته‪ ،‬وإدراكه الظروف الصحية المحيطة وتكوين‬
‫‪5‬‬
‫اتجاه عقلي نحو الصحة العامة للمجتمع‪.‬‬

‫‪ ) 1‬مالك شعباني‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.215‬‬


‫‪ )2‬مالك شعباني‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.215‬‬
‫‪ )3‬محمد علي محمد‪ :‬الشباب والمجتمع‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪ ،1980 ،‬ص ‪.222‬‬
‫‪ )4‬مالك شعباني‪ ،‬نفس المرجع‪.‬‬
‫‪ )5‬مالك شعباني‪ ،‬نفس المرجع‪.‬‬
‫‪55‬‬
‫الوعي الصحي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫كما يعرف أيضا‪:‬‬


‫بأنه العملية التي تستهدف تعليم الناس عادات صحية سليمة‪ ،‬وسلوك صحي‪ ،‬جديد‪،‬‬
‫ومساعدتهم على نبذ األفكار واالتجاهات الصحية الخاطئة واستبدالها‪ ،‬بسلوك صحي سليم‬
‫‪1‬‬
‫باستخدام وسائل االتصال الجماهرية‪.‬‬
‫الرعاية الصحية األساسية هي التي تعتمد على وسائل وتكنولوجيات صالحة علميا‪،‬‬
‫وسليمة علميا ومقبولة اجتماعيا‪ ،‬ومسيرة لكافة األفراد واألسر في المجتمع من خالل‬
‫مشاركتهم التامة‪ ،‬وبتكاليف يمكن للمجتمع وللبلد توفيرها في كل مرحلة من مراحل‬
‫تطورها‪ ،‬بروح االعتماد على النفس وحرية اإلدارة‪ ،‬وهي جزء ال يتجزء من النظام العام‬
‫الصحي للبلد الذي تعد وظيفته المركزية ومحوره الرئيسي ومن التنمية االجتماعية‬
‫واالقتصادية الشاملة للمجتمع‪ ،‬وهي المستوى األول التصال األفراد واألسرة والمجتمع‬
‫بالنظام الصحي الوطني وهي تقرب الرعاية الصحية بقدر اإلمكان إلى حيث يعيش الناس‬
‫‪2‬‬
‫ويعملون وتشكل العنصر األول في عملية متصلة من الرعاية الصحية‪.‬‬
‫‪ :2-4‬مصادر الوعي الصحي‪:‬‬
‫تمكن مصادر الوعي الصحي فيما يلي‪:‬‬
‫* «التلقي‪ :‬وهو وصول المعرفة إلى اإلنسان نقال عن مصادر أخرى عبر الشخص نفسه‬
‫منقولة من مصادر أخرى‪.‬‬
‫* المالحظة‪ :‬وهي المعرفة التي يتوصل إليها اإلنسان من الواقع مباشرة بحواسه الخمس‪.‬‬
‫* التجربة ‪ :‬تأتي من خالل التجارب المرضية التي يجريها اإلنسان وتصب في مخزونه‬
‫المعرفي‪ ،‬فيوظفها للتعرف على األمراض المستقبلية من خالل األعراض المرضية‬
‫السابقة ويشكل وسائل اإلعالم منها اإلذاعة باإلضافة إلى االتصال الشخصي وتلعب دورا‬
‫‪3‬‬
‫مهما في تحقيق الوعي الصحي‪».‬‬
‫وقد اهتمت الدراسات الغريبة بالبحث عن األدوار التي تقوم بها وسائل اإلعالم حيث‬
‫توصل الباحث ‪ 2007 .....‬في دراسته عن الحمالت الصحية المعتمدة على وسائل‬
‫اإلعالم أنها ال تقل فعالية عن برامج التدخل الوقائي المعتمدة على المدرسة وأنها أكثر‬
‫نجاحا عندما تصل إلى شريحة من الجمهور المستهدف مثال من خالل الحملة األمريكية‬
‫لتشجيع الشباب على ممارسة النشاط البدني في تحقيق بعض أهدافها‪.‬‬
‫كم ا قام دوتمان بيرجمان بدراسة العالقة بين مصادر اإلعالم والوعي الصحي عن البدانة‬
‫ومشكالتها والتغذية ومشكالتها والنشاط البدني ومشكالته‪ ،‬توصل الباحث إلى أن وسائل‬

‫‪ ) 1‬زياد أحمرون‪ ،‬المراقب الصحي في األردن وواجباته‪ ،‬األردن‪ ،‬دار آرام للنشر‪ ،2006 ،‬ص ‪.16‬‬
‫‪ ) 2‬خليصة غميش‪ ،‬الخدمات االجتماعية الصحية المقدمة لألطفال المصابين بداء السكري‪ ،‬رسالة ماجيستير‪ ،‬كلية‬
‫األدب والعلوم االجتماعية‪ ،‬مسيلة‪ ،‬جامعة محمد بوضياف‪ ،‬ص ‪.166‬‬
‫‪ )3‬عبد المالك عبد العزيز الشلهوب‪ :‬بحث مقدم حول دور اإلعالم في تحقيق الوعي الصحي‪ ،‬د‪ .‬ط‪ ،‬د‪ ،‬ت‪ ،‬ص‪.3‬‬
‫‪56‬‬
‫الوعي الصحي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫اإلعالم النشط مثل االتصال الشخصي وقراءة الصحف والمجالت والكتب وتصفح‬
‫‪1‬‬
‫األنترنت تشك لمصادر أساسية للمعرفة الصحية‪.‬‬
‫‪ :3-4‬مكونات الوعي الصحي‪:‬‬
‫من أهم مكونات الوعي الصحي هو مجموعة المعارف والمعتقدات التي يكونها‬
‫الفرد عن األمور والقضايا والمشكالت الصحية واألمراض‪ ،‬وكما في المشكالت الصحية‬
‫المزمنة كاألمراض الجنسية والسمنة والتدخين واإلدمان فإن مكافحة ذلك يعتمد على تغير‬
‫نمط الحياة وعادات األفراد السلوكية في مجاالت محدودة وحجز األساس في هذا التغير‬
‫هو المعرفة‪ ،‬والتي تعني المعرفة األولية بالعوامل والمسببات التي تؤدي إلى هذه المشكلة‬
‫الصحية‪.‬‬
‫والمعرفة الصحية التي تعنيها هنا مجموعة من المعلومات والخبرات والمدركات‬
‫التراكمية التي يحصل عليها اإلنسان من مصادر موثوقة حول الحقائق واآلراء الصحية‬
‫التي تشكل عامال مهما في الوقاية من األمراض ورفدا من روافد تحسين الصحة‬
‫‪2‬‬
‫وترقيتها‪.‬‬
‫‪ -5‬أهمية الوعي الصحي‪:‬‬
‫يمكن الوعي الصحي األفراد من التمتع بنظرة صحبة نساعدهم على تفسير‬
‫الظواهر الصحبة وتجعلهم قادرين على البحث عن أسباب األمراض وعللها بما يمكنهم‬
‫من تجنبها والوقاية منها‪ ،‬كما أن التوعية الصحية بمثابة رصيد معرفي يستفيد منه أفراد‬
‫المجتمع من خالل توظيفهم لها في وقت الحاجة في اتخاذ القرارات الصحية صائبة إزاء‬
‫ما يعترضهم من مشكالت صحية‪ ،‬كما تخلق التوعية الصحية روح االعتزاز والتقدير‬
‫والثقة بالعلم كوسيلة من وسائل الخير بالعلماء المختصين في الصحة‪ ،‬إضافة إلى ذلك‬
‫تولد التوعية الصحية لدى أفراد المجتمع الرغبة في االستطالع وتغرس فيهم اكتشاف‬
‫‪3‬‬
‫المزيد منها كونها نشاط غير جامد يتسم بالنظور المتسارع‪.‬‬
‫ويتطلب التقدم الهائل الذي يحدث في مجال العلوم الطبية أساليب الوقاية والعالج أن يزداد‬
‫وعي الناس الصحي وإلمامهم باإلمكانيات والخدمات التي توفرها الدولة مشكورة لهم في‬
‫المجاالت الطبية فالوعي الصحي يؤدي إلى حماية الناس من األمراض المختلفة التي‬
‫تصيبهم بل تؤدي إلى تمتعهم بصحة جيدة عقليا وجسميا وال يخفى ما لهذا من أثر طيب‬
‫‪4‬‬
‫في توفير ما قد ينفق من المال العام على العالج لألمراض ومكافحة األوبئة‪.‬‬
‫وهو ما يسمى بالتكلفة وهي الجانب االقتصادي األول‪ ،‬والتكلفة تتمثل في تكاليف نظم‬
‫الوقاية والدواء والعالج‪ ،‬وارتباط ذلك بالنمط التنظيمي الذي تقدم من خالله سبيل الوقاية‬
‫والرعاية الصحية والعالج والنظر إلى اإلنفاق على الرعاية الصحية إذا قارنها بالخسائر‬

‫‪ )1‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.4‬‬


‫‪ ) 2‬عثمان العربي‪ :‬اإلعالم الثقافي االجتماعي للمواطن العربي‪ ،‬كلية اإلعالم‪ ،‬القاهرة‪ ،‬جامعة األزهر‪،2007 ،‬‬
‫ص‪.646‬‬
‫‪ ) 3‬مصعب عبد السالم المعايظة‪ :‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.37‬‬
‫‪ ) 4‬مالك شعباني‪ ،‬سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.222‬‬
‫‪57‬‬
‫الوعي الصحي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫االقتصادية الناجمة عن حدوث المرض وما يترتب عليه من عجز أو وفاة‪ ،‬وبالتالي تفقد‬
‫قوى منتجة في المجتمع‪ ،‬وتوضح حقيقة آن الصحة استثمار لإلنتاج‪ ،‬وأن الخدمات‬
‫الصحية ذات عائد اقتصادي يدعم التنمية ويحقق أهدافها‪ ،‬وهو ما يمثل الجانب االقتصادي‬
‫الثاني أي العائد وهو ما تحققه الرعاية الصحية من رفع مستوى الصحة للفرد والمجتمع‬
‫‪1‬‬
‫بالتالي بقلل الخسائر الناجمة عن العجز‪ ،‬والوفاة وبسبب المرض‪.‬‬
‫‪ -6‬مجاالت الرعاية الصحية‪:‬‬
‫‪ :1-6‬وتنقسم إلى قسمين وهما‪:‬‬
‫‪ ‬أ‪ -‬تعريف الصحية ومسؤولية اإلنسان اتجاه ممارساته الصحية وتشمل‪:‬‬
‫‪ -‬التعريف بجسم اإلنسان والنمو والتطور‪.‬‬
‫‪ -‬الصحة الشخصية والنظافة (صحة الفم‪ ،‬العين‪ ،‬األذن‪ ،‬األنف‪ ،‬والشعر)‪.‬‬
‫‪ -‬توعية غذائية‪.‬‬
‫‪ -‬توعية بالصحة االجتماعية والنفسية‪.‬‬
‫‪ -‬توعية وسائل السالمة واألمان‪.‬‬
‫‪ -‬توعية بكيفية تكوين نمط الحياة السليم‪.‬‬
‫‪ ‬ب‪ -‬صحة المجتمع‪:‬‬
‫‪ -‬األمراض المعدية ووسيلة انتشارها‪.‬‬
‫‪ -‬التطعيم‪.‬‬
‫‪ -‬اإلصالح البيئي‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬اإلسعاف‪.‬‬
‫‪ 2-6‬أساليب النوعية والتثقيف الصحي‪ :‬وتكون عبر طريقتين وهما‪:‬‬
‫‪ ‬أ‪ -‬طرق مباشرة‪:‬‬
‫وتكون من المرسل للمتلقي عن طريق محادثة خاصة أو اجتماع أو جماعة أو حديث‬
‫صحفي‪.‬‬

‫‪ ‬ب‪ -‬طرق غير مباشرة‪:‬‬


‫بوسائل اإلعالم العامة كاإلذاعة والتلفزيون والصحف‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫‪ -3-6‬أهداف التوعية الصحية‪:‬‬


‫إن الهدف العام واألعلى للتوعية الصحية هو تحقيق السعادة للمجتمع عن طريق‬
‫تحريك الناس للعمل على تحسين أحوالهم من جميع النواحي‪ ،‬وتحقيق السالمة والكفاية‬
‫‪4‬‬
‫البدلية والعقلية واالجتماعية‪ ،‬وبالتالي الصحة النفسية والتوافق مع المجتمع‪.‬‬

‫‪ ) 1‬أميرة منصور يوسف‪ ،‬المدخل االجتماعي للمجاالت الصحية الطبية والنفسية‪ ،‬مصر‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪،‬‬
‫األزاريطة‪ ،1997 ،‬ص ‪.20‬‬
‫‪ ) 2‬إقبال ابراهيم مخلوف‪ :‬العمل االجتماعي في مجال الرعاية الطبية‪ :‬اتجاهات نظرية‪ ،‬اسكندرية‪ ،‬دار المعرفة‬
‫الجامعية‪ ،1991 ،‬ص ‪.191‬‬
‫‪ ) 3‬عبد المحي محمود صالح‪ ،‬السيد رمضان‪ :‬أسس الخدمة االجتماعية الطبية والتأهيل‪ ،‬اسكندرية‪ ،‬دار الجامعة‬
‫االسكندرية‪ ،1990 ،‬ص ‪.19-18‬‬
‫‪ ) 4‬مصطفى القماش وآخرون‪ :‬مبادئ الصحة العامة‪ ،‬اسكندرية‪ ،‬دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع‪،‬‬
‫اسكندرية‪ ،2000،‬ص ‪.182‬‬
‫‪58‬‬
‫الوعي الصحي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫وحسب إقبال إبراهيم مخلوف فإن أهداف التثقيف الصحي تتمثل في‪:‬‬
‫‪ ‬تحسين صحة الفرد واألسر والجماعات جسميا وعقليا ونفسيا واجتماعيا وذلك‬
‫باالهتمام بالغذاء والمسكن والرياضة والترفيه البريء‪ ،‬والعالقات اإلنسانية‪.‬‬
‫‪ ‬األخذ بأسباب الوقاية من األمراض والحوادث وذلك بمساعدة األفراد على فهم‬
‫الممارسات والعادات الالزمة للمحافظة على الصحة وتحسينها‪ ،‬كما يجب أن‬
‫يعرف األفراد ماهي الممارسات المطلوبة؟ ولماذا تمارس؟ وكيف تمارس؟‪.‬‬
‫مثال الصحة الشخصية‪ ،‬وكيفية المحافظة عليها‪ ،‬ورعاية األمومة والطفولة‬
‫واألنشطة المرتبطة باإلسعافات األولية وأنواع التغذية الصحية‪.‬‬
‫‪ ‬المبادرة إلى العالج السليم فور حدوث المرض أو وقوع اإلصابة‪ ،‬واالستمرار في‬
‫العالج حتى الشفاء‪ ،‬وذلك عن طريق االستفادة من الخدمات الصحية المقدمة إلى‬
‫أقصى حد ممكن‪ ،‬وتوفير الدولة العديد من الخدمات الصحية‪ ،‬وهنا يجب أن يعرف‬
‫األفراد بوجودها وأن شطتها المختلفة‪ ،‬ومواعيد العمل بها‪ ،‬وسوف يثمر هذا في‬
‫تدعيم األنشطة وتجنب الخسائر االقتصادية الناجمة عن االستخدام السيء أو غير‬
‫المناسب‪.‬‬

‫ويرتبط التثقيف الصحي والخدمات الصحية كل منها باآلخر تماما وقد أمكن للدولة أن‬
‫تواجه مسؤولياتها نحو الرعاية الصحية والوقاية من األمراض من خالل‪:‬‬
‫(أ) الخدامات الصحية التي تتضمن كل من الرعاية الصحية الطبية‬
‫(ب) التثقيف الصحي‬
‫والبد أن يكمل التثقيف الصحي البرامج الصحية كلما يجب أال يعتبر كفرع منفصل في‬
‫الصحة العامة‪ ،‬ويجب أن يعطي اهتمام خاص للتثقيف الصحي في مراكز رعاية األمومة‬
‫والطفولة في مجال التحكم في األمراض المعدية ومجال التحكم في األمراض المتوطنة‬
‫وفي برامج الصحة العقلية‪.‬‬
‫ترشيد االنتفاع بالخدمات الصحية والطبية والدوائية والغذائية واالجتماعية التي‬
‫‪1‬‬
‫تقدمها الدولة‪.‬‬
‫‪ 4-6‬جوانب الوعي الصحي‪:‬‬
‫« تشمل عملية التوعية الصحية جميع مجاالت الحياة فيتعين أن توفر بالمنزل وهنا‬
‫يقع على األم بالذات مسؤولية كبرى في غرس القيم واآلداب الصحية في أبنائها‪ ،‬ويتعين‬
‫على المدرسة أداء رسالتها في نشر الوعي الصحي بين طالبها وبالمثل في الجامعة‬
‫والمؤسسات العمل واإلنتاج‪.‬‬

‫‪ ) 1‬إبراهيم إقبال مخلوف‪ ،‬ص ‪.193 -192‬‬


‫‪59‬‬
‫الوعي الصحي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫كما تلعب دورا أساسيا في بث الوعي الصحي وغرسه في نفوس أبناء المجتمع والرسالة‬
‫ال يمكن إلقاء مسؤوليتها على المؤسسات الطبية فقط التي في المجتمع بل يتظافر جميع‬
‫القوى األخرى‪ ،‬ومن هنا فإن وسائل نشر الوعي الصحي ال يقتصر على مجرد وسيلة‬
‫بعينها‪ ،‬كإصدار نشرة طبية أو وضع ملصقة أو إذاعة برنامج وإنما ال بد أن تشمل جانب‬
‫القدرة الحسنة‪ ،‬وللوعي الصحي أصوله العميقة تنبع من تراثنا اإلسالمي‪ ،‬وقد سبق جميع‬
‫‪1‬‬
‫المدارس الغريبة سواء في الطب أو في التوعية الصحية »‪.‬‬
‫‪ -7‬أهمية اإلعالم في تشكيل الوعي الصحي‪:‬‬
‫« سعد اإلسهام في زرع الوعي الصحي لدى الناس من الموضوعات المهمة وأهم‬
‫أوليات الناس‪ ،‬ويعتبر وسائل اإلعالم المصدر الرئيسي للمعلومات‪ ،‬تؤدي دورا كبيرا‬
‫ومهما في بناء الفرد وتكوينه المعرفي والوجداني والسلوكي من عملها في زيادة رصيده‬
‫من المعلومات والخبرات التي تنسج مواقفه وآرائه وسلوكياته‪ ،‬أن وسائل اإلعالم أصبح‬
‫أداة مؤثرة في استحداث وتغيير السلوكيات والممارسات فمضامينه أصبحت مرتبة‬
‫لألفكار واصفة للمعايير ناقلة للحياة‪.‬‬
‫كما أصبحت هذه الوسيلة ذات قوة كبيرة من خالل إحكام سيطرتها على مصادر‬
‫‪2‬‬
‫المعلومات التي يعتمد عليها أفراد المجتمع»‬
‫ومنظماته في اتخاذ اآلراء والقرارات وتحقيق األهداف ولذلك يسعى األفراد في إقامة‬
‫عالقة اعتماد على وسائل اإلعالم لتحقيق ثالثة أهداف وهي‪:‬‬
‫‪ ‬الفهم‪:‬‬
‫مثل معرفة الذات من خالل التعلم والحصول على خبرات والفهم االجتماعي من خالل‬
‫معرفة أشياء عن العالم أو الجماعة وتفسيرها‪.‬‬
‫‪ ‬التوجيه‪:‬‬
‫يشمل التوجيه العمل مثل ماذا تقرر أن تشتري وكيف تحتفظ برشاقتك وتوجيه تفاعل مثل‬
‫الحصول على دالالت عن كيفية التعامل مع موقف جديد‪.‬‬
‫‪ ‬التسلية‪:‬‬
‫تشمل التسلية المنعزلة مثل الراحة واالسترخاء والتسلية االجتماعية مثل مشاهدة الذهاب‬
‫‪3‬‬
‫إلى السينما‪.‬‬
‫‪ -8‬دور وسائل اإلعالم في التثقيف والتوعية الصحية‪:‬‬
‫‪ -‬دور اإلذاعة‪:‬‬

‫‪ ) 1‬عبد الرحمان العيساوي‪ :‬اإلسالم والعالج النفسي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬د‪ ،‬ت‪ ،‬ص‪.131‬‬
‫‪ ) 2‬عبد المالك بن عبد العزيز الشلهوب‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.5-2‬‬
‫‪ ) 3‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.5‬‬
‫‪60‬‬
‫الوعي الصحي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫لوسائل اإلعالم ميزات عديدة أهمها االنتشار الواسع‪ ،‬فهي تتمتع بحكم هذا االنتشار‬
‫بنفوذ قوي آثار كبيرة في سلوك واتجاهات وممارسة األفراد‪ ،‬إذا أن اإلعالم الجيد يمكنه‬
‫تنمية اتجاهات صحية تفيد في بناء البرامج والخدمات والتعريف بها‪ ،‬والتوعية بشأنها‪،‬‬
‫ودعمها نفسيا واجتماعيا وماليا وقوميا‪ ،‬فاإلعالم عليه المستويان قومية تجاه كل من‬
‫األفراد واألسرة والمجتمع بوجه عام ومن بين وسائل اإلعالم التي تلعب دورا حياويا في‬
‫‪1‬‬
‫التوعية بالقضايا الصحية اإلذاعة‪.‬‬
‫فعند وجود مشكلة في التنمية في هيوف الوعي الصحي وانخفاض مستوى النظافة‬
‫وانتشار األمراض وضعف الضبط االجتماعي األولى واضطراب أنماط االنتهاك وغيرها‬
‫من مظاهر اإلهمال‪ ،‬ومن مشكالت تحتاج إلى عالجها إلى قدر مالئم من الوعي‬
‫الجماهيري بطبيعة المشكالت بأسلوب مواجهتها والبد أن تقوم اإلذاعة بدورها في هذا‬
‫الصدد‪ ،‬معتمدة على برامجها في الدرجة األولى وما تقدمه من خاللها من معلومات‬
‫ونماذج بما تتميز به عن قدرة على مصاحبة الفرد ساعات ويلة من يومه تستطيع خاللها‬
‫أن تلح بطريقة غير منقرة‪ ،‬فتضيف معلومات جديدة أو تقدم الردود على االستفسارات أو‬
‫تقلب الموضوع على أوجه مختلفة وبما أن الراديو يصل إلى بشكل واضح‪ ،‬حيث يسمح‬
‫للمستمع بالمشاركة في األحداث الفعلية المذاعة‪ ،‬وله قدرة عالية في اإلقناع والتأثير‪ ،‬نجده‬
‫رخيصا وسهل النقل ليصل إلى الجميع ويمكن تكرار الرسالة دون تكلفة كبيرة فإنه‬
‫‪2‬‬
‫يستعمل ألهداف تثقيفية صحية‪.‬‬

‫‪ -‬التلفزيون‪:‬‬
‫إن التلفاز من أجهزة اإلعالم ذات تأثير كبير وله قدرة على تعديل سلوك الكبار‬
‫والصغار بشكل واضح‪ ،‬ولذلك يمكن استخدامه في شيء مجاالت وطرق التثقيف‬
‫الصحي‪ ،‬فمن خالله يمكن بث المحاضرات والندوات والعروض التوضعية واألفالم‬
‫‪3‬‬
‫والمسلسالت التي تهدف إلى التوعية الصحية وإيصالها للمتلقي بطريقة مشوقة‪.‬‬
‫‪ -‬الصحف والمجالت‪:‬‬
‫تتمتع الصحافة بانتشار كبير‪ ،‬ومن ثم تصل إلى معظم الفئات والسيما المتعلمين‬
‫والمثقفين‪ ،‬ومن المعروف أن الكلمة المكتوبة تؤثر في تشكيل آراء الناس وسلوكهم‪ ،‬وذلك‬
‫أن هدف الصحافة المحوري مؤشر المعلومات واألخبار الصحية التي تهم العاملين في‬
‫المجال التوعوي الذي يهتم قطاعات عريضة من المجتمع‪ ،‬وبعض الصحف قد تصل‬
‫أعداد توزيعها إلى عشرات اآلالف من النسخ يوميا مما يكسبها أهمية كبيرة بخالف‬
‫المجالت التي تعد أقل توزيعا من الصحف‪ ،‬وإن كانت ال تقل أهمية عنها‪ ،‬لنشر الوسائل‬
‫الصحية المهمة‪ ،‬وعلى الرغم من هذه األهمية تواجه الصحف بعض الصعوبات أمية‬

‫‪ )1‬مصعب عبد السالم المعايطة‪ ،‬سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.37‬‬


‫‪ )2‬سامية محمد جابر‪ ،‬االتصال الجماهيري والمجتمع الحديث‪ :‬النظرية والتطبيق‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪،‬‬
‫‪ ،1994‬ص ‪.338‬‬
‫‪ ) 3‬مصعب عبد السالم المعايطة‪ ،‬سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.38‬‬
‫‪61‬‬
‫الوعي الصحي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫بعض المتلقين وعجزهم عن قراءتها‪ .‬ويمكن التغلب عليها عن طريق قراءة الصحف‬
‫‪1‬‬
‫بواسطة شخص متعلم كتالميذ المدارس على سبيل المثال‪.‬‬
‫وتستعمل المجالت كوسيلة مفيدة للتثقيف الصحي‪ ،‬كما أنها تلعب دورا كبير في التعبئة‪،‬‬
‫وتقوم بنشر المقاالت الصحية والوقائية خاصة منها الحمالت الموجهة للجمهور النسوي‬
‫والتي تعالج مواضيع هامة مثل‪ :‬المشاكل التي يتعرض إليها الحوامل‪ ،‬صحة األم أسس‬
‫‪2‬‬
‫التغذية الجيدة وأهمية الرضاعة الطبيعية‪.‬‬
‫‪ -‬كما تحتوي الصحف اليومية والمجالت على الكثير من أساليب ورق التثقيف‬
‫الصحي فمن تنشر المحاضرات والمناقشات العلمية واألدبية والقصة‪ ،‬والحوار‪ ،‬كما يمكن‬
‫استخدام الصحف كمادة للتثقيف الصحي وذلك عن طريق توفيرها في المستشفيات‪،‬‬
‫ومراكز الرعاية الصحية‪ ،‬ومختلف األماكن العامة‪.‬‬
‫ومن الضروري لوسائل اإلعالم تحري صحة األخبار الصحية التي تنشرها والتحقق من‬
‫مدى دقتها وسالمتها‪ ،‬وإيصال الحقائق دون تمويل‪.‬‬
‫وتغير التوعية الصحية من موضوعات اإلعالم الصحي الوقائي وهدفها المشترك هو خلق‬
‫وعي صحي يمكن الناس من تجنب األمراض الخطيرة وتحدد عالقة التوعية باإلعالم في‬
‫مستويين‪:‬‬
‫‪ -‬أ‪ -‬مستوى تعاوني‪:‬‬
‫توظف اإلعالم بغية تحقيق تنمية الثقافة الصحية‪ ،‬والتعريف ببرامج اإلعالم‬
‫الصحي الوقائي‪.‬‬
‫‪ -‬ب‪ -‬مستوى وظيفي‪:‬‬
‫تبني سياسة إعالمية تواصلية تحترم عقيدة المجتمع وثقافته من خالل معرفة الخبر‬
‫الصادق واإلحاطة بالقضايا الصحية‪ ،‬ونشر القيم الصحية بين أفراد المجتمع‪.‬‬
‫والتوعية والتثقيف ال يجب أن ينحصر في المؤسسات الصحية واإلعالمية وحسب بل‬
‫يجب أن تشترك فيه كل مؤسسات المجتمع وهي‪:‬‬
‫‪ -‬مؤسسة األسرة‪ :‬وهي بمثابة الحصن األول للطفل فيه يكتسب العادات الصحية‬
‫األولى وتستمر معه بعد ذلك‪.‬‬
‫‪ -‬المؤسسة التعليمية ‪ :‬هي أهم مكان يتمكن فيه المتعلم من الحصول على توعية‬
‫صحية جيدة ضمن مناهج مدروسا جيدا‪.‬‬
‫‪ -‬وسائل اإلعالم‪ :‬أصبحت وسائل اإلعالم أكثر تأثيرا في حياة المجتمعات‬
‫‪3‬‬
‫المتخضرة ومن خالل وسائل اإلعالم تتم التوعية الصحية بشكل سريع وأنجح‪.‬‬
‫‪ -‬مؤسسات المجتمع المدني‪ :‬تساعد هذه المؤسسات على نشر الوعي والتوعية‬
‫الصحية بفضل أعمالها التطوعية واألهلية‪ ،‬والتي تتمثل في الجمعيات‬
‫‪4‬‬
‫والمراكز‪ ،‬والهيئات المستقلة‪.‬‬

‫‪ )1‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.38‬‬


‫‪ ) 2‬مالك شعباني‪ ،‬سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.242‬‬
‫‪ ) 3‬عصام موسى‪ :‬اإلعالم والمجتمع‪ :‬دراسات في اإلعالم األردني والعربي والدولي‪ ،‬منشورات وزارة الثقافة‪،‬‬
‫‪ ،2003‬ص ‪.8‬‬
‫‪ ) 4‬عصام الموسى‪ ،‬سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.8‬‬
‫‪62‬‬

You might also like