Professional Documents
Culture Documents
126447647 89398954 سياسة مالية و نقدية PDF
126447647 89398954 سياسة مالية و نقدية PDF
يجب أن نتطرق أول إلى تعريف السياسة القتصادية و التي تعرف على أنها مجموعة من
القرارات التي تتخذها السلطات العمومية بهدف توجيه النشاط في اتجاه مرغوب فيه .
كما يمكن تعريفها أيضا على أنها مجموع من توجيهات كل التصرفات العمومية و التي لها
انعكاسات على الحياة القتصادية المتمثلة في نفقات الدولة ،النظام النقدي ،العلقات الخارجية
1
...الخ .
إن السياسة القتصادية لها عدة فروع و المتمثلة في السياسة النقدية و سياسة سعر الصرف و
السياسة المالية ...الخ ،و سنحاول في هذا المبحث التطرق إلى السياسة المالية و السياسة النقدية و
العلقة بينهما
المطلب الول :ماهية السياسة المالية
أول* تعريف السياسة المالية :
هناك عدة تعاريف للسياسة المالية سنحاول إبراز البعض منها في ما يلي :
*السياسة المالية هي مجموعة من الجراءات و القواعد و التدابير التي تتخذها الحكومة في أي
2
دولة ،لتحقيق مجموعة من الهداف المتفق عليها خلل فترة زمنية معينة .
* كما تعرف على أنها مجموعة من القواعد و الساليب و الوسائل و الجراءات التي تتخذها
الدولة لدارة النشاط المالي بأكبر كفاءة ممكنة ،لتحقيق مجموعة من الهداف القتصادية و
3
الجتماعية و السياسية خلل فترة زمنية معينة.
* تعرف السياسة المالية على أنها البرنامج الذي تخططه الدولة و تنفذه مستخدمة فيه مصدر
اليرادات العامة و برامجها التفاقية لحداث اثر مرغوب فيه ،و تجنب اثر غير مرغوب فيه على
كافة متغيرات النشاط القتصادي و الجتماعي و السياسي تحقيقا لهداف المجتمع و السياسة
4
بمفهومها المتقدم ،و تستخدم كافة أدواتها لتحقيق الهداف القتصادية العامة للدولة .
ثانيا* أنواع السياسة المالية :
هناك نوعين للسياسة المالية هما :
* السياسة المالية ذات التجاه التوسعي :تستطيع الدولة زيادة حجم النفاق الكلي بصفة مباشرة
عن طريق زيادة حجم نفقاتها ،و بصفة غير مباشرة عن طريق تخفيض حجم الضرائب على
أرباح الشركات بهدف تشجيع النفاق الستثماري أو عن طريق تخفيض الضرائب على الستهلك
لتشجيع النفاق الستهلكي .
* السياسة المالية ذات التجاه النكماشي :هنا تقوم الدولة بتخفيض حجم النفاق الكلي بصفة
مباشرة من خلل خفض حجم نفقاتها ،و بصفة غير مباشرة من خلل رفع حجم الضرائب على
2
الستهلك بهدف تخفيض النفاق الستهلكي .
1عبد المجيد قدي ،مدخل إلى السياسات القتصادية الكلية دراسة تحليلية تقييمية ،د ط 2003ديوان المطبوعات الجامعية
الجزائر ص . 24
2عبد المطلب عبد المجيد ،اقتصاديات المالية العامة ،د ط ، 2005 – 2004،الدار الجامعية السكندرية ،ص .40
3محمد العربي الساكر ،القتصاد الكلي ،ط ، 2006 ، 1دار الفجر للنشر و التوزيع ،القاهرة ،ص . 118
4حامد عبد المجيد دراز ،السياسات المالية ،ط ، 2002 ، 3دار النشر قصر الصفا ،السكندرية ،ص 15.
حياة اسماعين ،محاضرات في المالية العامة ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة . 2003- 2002 ، 2
محمد العربي الساكر ،القتصاد الكلي ،مرجع سابق ،ص . 119 2
ثالثا * أهداف السياسة المالية :
للسياسة المالية عدة أهداف منها:
– 1التوازن المالي :و يقصد به ضرورة أن يتسم النظام الضريبي بالصفات التي تجعله يلئم
حاجات الخزانة العامة من حيث المرونة و الغزارة ،و يلئم في ذاته مصلحة الممول من حيث
عدالة التوزيع و مواعيد الجباية و القتصاد و ما إلى ذلك ،و أيضا لستخدام قروض لغراض
إنتاجية و هكذا.
-2التوازن القتصادي :الوصول إلى حجم النتاج المثل و هذا يعني انه يتعين على الحكومة
أن توازن بين نشاط القطاع الخاص و العام و الوصول إلى أقصى إنتاج ممكن ،و يعني التوازن
هنا استغلل إمكانيات المجتمع على أحسن وجه للوصول إلى حجم النتاج المثل .
-3التوازن الجتماعي :بمعنى أن يصل المجتمع إلى أعلى مستوى ممكن من الرفاهية للفراد
في حدود إمكانيات هذا المجتمع ،و ما تقتضيه العدالة الجتماعية هو أن ل تقف السياسة المالية
عند حد زيادة النتاج بل يجب أن يقترن هذا الهدف بتحسين طرق توزيع المنتجات على الفراد.
-4التوازن العام :أي التوازن بين مجموعة النفاق القومي -نفقات الفراد من استهلك و
استثمار إضافة إلى النفقات الحكومية -و بين مجموعة الناتج القومي بالسعار الثابتة في مستوى
يسمح بتشغيل جميع عناصر النتاج المتاحة و تستخدم الحكومة لذلك أدوات كثيرة منها الضرائب
1
و العانات .
و يمكن تلخيص الهداف السابقة في النقاط التالية :
* الوصول إلى مستوى التشغيل الكامل.
* الوصول إلى معدلت نمو مرتفع .
* العمل على رفاهية المجتمع و إعادة توزيع الدخل بشكل عادل .
* العمل على تحقيق الستقرار القتصادي .
* تكفل الدولة بالخدمات الجتماعية و عدد من المشاريع .
* التقليل من التفاوت في الدخول .
1
2عبد المطلب عبد الحميببد ،النظريببة القتصببادية -تحليببل جببزئي وكلببي للمبببادئ،دط ، 2000 ،الدار الجامعية للنشر والتوزيع،
السكندرية ،ص . 448
www.shbab1.com 2
حيث تشكل سياسة الرقابة الضريبية دعامة كبرى من الدعائم سياسة الميزانية في مواجهة التقلبات
القتصادية ،فتقوم الدولة في حالة التضخم بإتباع سياسة مالية انكماشية و ذلك برفع مستوى
الضرائب على الدخل حيث سيؤدي إلى انخفاض مستوى الدخل الشخصي المتاح ،و من ثم
انخفاض مستوى الستهلك و مستوى الدخار و ينتج عن ذلك انخفاض في مستوى الطلب الكلي
و هذا المر يؤدي إلى انخفاض في مستوى السعار.
أما في حالة الكساد تقوم الدولة بإتباع سياسة مالية التضخمية و ذلك بخفض مستوى الضرائب على
الدخل حيث سيؤدي إلى ارتفاع مستوى الدخل الشخصي المتاح ،و من ثم ارتفاع مستوى
الستهلك و مستوى الدخار و ينتج عن ذلك ارتفاع في مستوى الطلب الكلي و هذا المر يؤدي
1
إلى ارتفاع في مستوى السعار.
-2النفقات العامة :يمكن تعريف النفقات العامة على أنها مجموعة المصروفات التي تقوم الدولة
بإنفاقها خلل فترة زمنية محددة بهدف إشباع الحاجات العامة للمجتمع الذي تضمه هذه الدولة .و
يقوم بها شخص معنوي عام بهدف تحقيق نفع عام ترتبط بأهداف السياسة المالية المتفق عليها و
2
المرتبطة بالهداف القتصادية والجتماعية للمجتمع .
تباشر سياسة الميزانية تأثيرها في الرقابة على التضخم و النكماش من خلل النفاق الحكومي
سواءا الستهلكي أو الستثماري برفع معدلته أو تخفيضها حسب الحوال القتصادية السائدة ،
ونعني بالنفاق الحكومي في هذا المجال النفاق المباشر الذي تمارسه السلطات الحكومية عن
طريق الضريبة .
حيث في حالة التضخم تقوم الدولة بتخفيض النفاق الحكومي سواءا الستهلكي أو الستثماري و
3
ذلك للحد من الطلب الكلي و تقوم الدولة بالعكس في حالة الكساد .
-3الموازنة العامة :هي جهاز مالي ينظم مقدما من الوسائل التي تستخدم للحصول على اليراد
العام و تحقيق النفاق العام اللزم لشباع الحاجات العامة خلل فترة زمنية معينة ،فالميزانية هي
أداة لتوجيه المكانيات نحو تحقيق أهداف معينة نابعة من نشاط الدولة .
و لكي تؤدي الدولة دورها في حياة المجتمع خلل الفترة القادمة و التي هي عادة سنة يتعين عليها
القيام بتقدير النفقات اللزمة لقيامها بمختلف النشاطات ،و تقدير اليرادات اللزمة لتغطية هذه
النفقات و على هذا النحو تستطيع مقابلة تقديرات النفاق العام بتقديرات اليراد العام بالنسبة للسنة
المالية القادمة .
تساهم رقابة الدين العام في إدارة التحولت المالية و توجيه النفاق النتاجي بتجميد القوة الشرائية
الزائدة في السواق و استخدامها في تمويل الميزانية ،فالسياسة المالية في رقابتها على الدين العام
تعمل على سد العجز في منابع التمويل.
المطلب الثاني :ماهية السياسة النقدية
أول* تعريف السياسة النقدية :
تعد السياسة النقدية من أهم الدوات الخاصة بتحقيق الستقرار و التوازن القتصادي العام الشيء
الذي يظهر من خلل تعريفها :
3محمد عبد المنعم عفر ،أحمد فريد مصطفى ،القتصاد المالي الوضعي والسلمي بين النظرية والتطبيق ،دط ،1999،مؤسسة
شباب الجامعة،السكندرية،ص .72
4مفيد عبد اللوي ،محاضرات في القتصاد النقدي و السياسات النقدية ،دط ، 2007 ،مطبعة مزوار ساحة السوق ،الوادي ،
ص . 100
1
2
3
*تعرف السياسة النقدية على مجموعة الجراءات التي تتخذها الدولة في إدارة كل من النقد و
الئتمان و تنظيم السيولة العامة للقتصاد من اجل تحقيق أهداف معينة ،و بتعبير آخر السياسة
النقدية هي مجموعة القواعد و الحكام التي تتخذها الحكومة و أجهزتها المختلفة للتأثير في النشاط
1
القتصادي من خلل التأثير في الرصيد النقدي .
* يقصد بالسياسة النقدية مجموعة الجراءات و الدوات التي تعتمدها الدولة من خلل السلطة
النقدية بهدف التحكم في عرض النقد ،بما يحقق الستقرار النقدي خصوصا و الستقرار
القتصادي عموما .
و بعبارة أخرى يمكن القول إن السياسة النقدية هي كل ما تعمله السلطة النقدية من اجل تحقيق
2
استقرار أسعار النقد و أداء وظائفه القتصادية والجتماعية بصورة كاملة و متزنة.
* يمكن تعريف السياسة النقدية على أنها تنظيم كمية النقود المتوفرة في المجتمع بغرض تحقيق
3
أهداف السياسة القتصادية.
* يعرفها Kentبأنها إدارة التوسع و النكماش في حجم النقد لغرض الحصول على أهداف معينة
4
.
ثانيا* أنواع السياسة النقدية :
إن تعدد السياسة النقدية إلى عّدة أنواع من انكماشية إلى توسعية يتوقف على نوع وطبيعة المشكلة
التي يراد حلها ،وعليه فإن السياسة النقدية هي
*السياسة النقدية التقييدية )التجاه النكماشي( :يتبع البنك المركزي سياسة نقدية تقييدية بتقييد
النفاق وتقييد الئتمان وتقليص كمية النقود المتداولة في المجتمع ورفع معدل الفائدة ومن ثم
محاربة ارتفاع السعار )وبالتالي محاربة التضخم (.
*السياسة النقدية التوسعية )التجاه التوسعي( :عكس الحالة الولى ،يلجأ البنك المركزي إلى
هذه الطريقة لتسريع نمو الكتلة النقدية بتشجيع الئتمان وزيادة حجم وسائل الدفع وتخفيض معدل
الفائدة ،فيرتفع حجم الستثمارات مما يؤدي إلى زيادة النتاج والتقليص من حدة البطالة.
* التجاه المتعلق بالسياسة النقدية للدول النامية :هناك اتجاه آخر للسياسة النقدية خاص بالدول
النامية ،فهذه الدول تعتمد إما على الزراعة الموسمية أو على محصول واحد وتصدير المواد
الولية إلى الخارج ،وعليه يقوم البنك المركزي بزيادة حجم وسائل الدفع عند مرحلة بدء الزراعة
5
وتمويل المحصول ،ويقلص من حجمها عند مرحلة بيع المحصول ،وهذا لحصر آثار التضخم .
1بلعزوز بن علي ،محاضرات في النظريات و السياسات النقدية ،دط ،2004 ،ديوان المطبوعات الجامعية ،بن عكنون
الجزائر ،ص . 161 – 112
2رحيم حسن ،النقد و السياسة النقدية ،ط ،2006 ،1دار المناهج للنشر و التوزيع ،عمان -الردن ،ص . 175
3ضياء مجيد الموسمي ،القتصاد النقدي ،دط ،دت ،دار الفكر ،الجزائر ،ص . 173
4عبد المنعم سيد علي ،اقتصاديات النقود و المصارف ،دط ،1998 ،الكاديمية للنشر ،المفرق ،ص . 349
5مصطفى رشدي شيحة ،القتصاد النقدي والمصرفي ،د ط ، 1981 ،الدار الجامعية للطباعة والنشر ،بيروت ،ص .190
2بلعزوز بن علي ،محاضرات في النظريات و السياسات النقدية ،مرجع سابق ،ص . 114
3بلعزوز بن علي ،مرجع سابق ،ص . 123-122
ثالثا * أهداف السياسة النقدية :
* تحقيق المعدل المثل للنمو القتصادي المصحوب بالعمالة الكاملة .
* العمل على الستقرار النقدي داخليا و خارجيا .
* إحكام الرقابة على الئتمان بما يتناسب و الوضع القتصادي القائم .
* تعبئة المدخرات و الموارد المالية اللزمة لتمويل البرامج الستثمارية .
2
* العمل على التوزيع العادل للثروة .
رابعا * أدوات السياسة النقدية وفعاليتها:
إن تحقيق أهداف السياسة النقدية يتطلب العتماد على مجموعة من الوسائل و الدوات و التي
بالضرورة ل يمكن أن تحقق كل الهداف و قد تتباين هذه الدوات من اقتصاد إلى آخر إذ تخضع
لدرجة التناسق في الجهاز المصرفي و كذا قوة و متانة القتصاد و من بين هذه الدوات نجد :
* الدوات الكمية :
و تتمثل في العناصر التالية :
-1سياسة معدل إعادة الخصم :معدل الخصم هو السعر الذي يفرضه البنك المركزي مقابل
إعادة خصمه لوراق تجارية أو مالية قصيرة الجل ،أو عمليات إقراض قصيرة الجل للبنوك
التجارية لمواجهة نقص السيولة .و العملية تقضي بان يحصل البنك التجاري على قيمة تقل عن
القيمة السمية للورقة بمقدار المبلغ المحسوب على أساس معدل إعادة الخصم .
ففي حالة التضخم يرفع البنك معدل إعادة الخصم ليحد من قدرة البنوك على التوسع في الئتمان
بغية مجابهة الوضاع التضخمية ،و من ثمة يلجا البنك المركزي إلى سياسة الحد من الئتمان
لدى البنوك التجارية فيقوم برفع تكلفة الئتمان المتمثلة في معدل الفائدة فترتفع تكلفة التمويل ،
3
فيدفع المستثمرون بالمتناع عن القتراض و قد يلجئون إلى استثمار
أموالهم في السوق المالية بشرائهم أسهم وسندات ،و هكذا تخرج الموال من فخ السيولة فيتقلص
حجم الكتلة النقدية و ينكمش .و يحدث العكس في حالة إتباع البنك المركزي للسياسة التوسعية .
-2سياسة السوق المفتوحة :و تعني دخول البنك المركزي للسوق النقدية من اجل تخفيض أو
1
زيادة حجم الكتلة النقدية عن طريق بيع أو شراء الوراق المالية من أسهم و سندات .
ففي حالة معاناة القتصاد من ظاهرة التضخم يتدخل البنك المركزي عارضا ما بحوزته من أوراق
مالية للبيع ،و من ثم يقوم بامتصاص الفائض من الكتلة النقدية نتيجة قيام البنوك بشراء تلك
الوراق المالية كبدائل للنقود فيتقلص حجم السيولة و تنخفض قدرة البنوك التجارية على التوسع
في منح الئتمان .
أما إذا كان القتصاد يعاني من ظاهرة النكماش يتدخل البنك المركزي لتشجيع الئتمان و توفير
السيولة اللزمة للداء القتصادي ،بطرح المزيد من السيولة في سوق التداول مقابل الوراق
المالية والتجارية.
-3سياسة معدل الحتياطي النقدي القانوني :إن تدخل البنك المركزي بسياسة الحتياطي
النقدي اللزامي يقضي بضرورة قيام البنوك التجارية بالحتفاظ بنسبة معينة من الودائع لديه ،و
يستعمل البنك هذه السياسة لحداث التوازن النقدي المحلي ،ففي حالة التضخم يرفع البنك
المركزي نسبة الحتياطي النقدي القانوني ،و في حالة النكماش يخفض هذه النسبة حتى يسمح
2
للبنوك التجارية التوسيع في منح الئتمان عن طريق رفع مضاعف الئتمان .
* الدوات النوعية:
و تتمثل في مايلي :
مفيد عبد اللوي ،محاضرات في القتصاد النقدي و السياسات النقدية ،مرجع سابق ،ص . 64 1
بلعزوز بن علي ،محاضرات في النظريات و السياسات النقدية ،مرجع سابق ،ص . 127-125 2
-1السقوف التمويلية :تعمل هذه السياسة على الحد من التوسع في التمويل الجمالي و جعله في
حدود المستوى المخطط له ،و ذلك من خلل وضع سقف تمويلي للبنوك التجارية و على من
يتجاوزه إيداع مبلغ يعادل قيمة التجاوز لدى البنك المركزي ،أو تفرض غرامة مناسبة حسب
تقدير السلطة النقدية .
-2تنظيم القروض الستهلكية :وذلك بوضع حد أقصى من طرف البنوك التجارية و ذلك
للموال التي تستخدمها هذه الخيرة في شراء السلع الستهلكية ،أو بتجديد مدة قصوى للمبيعات
المؤجلة من اجل تخفيض عدد القساط و الرفع من قيمة القسط .
-3تخصيص التمويل :و ذلك من خلل ضمان البنك المركزي للتوزيع الهادف للموال المقرضة
وتوجيهها وفق خطة الدولة التي تحدد الولويات كتوجيه الموال إلى القطاعات ذات الولوية مثل
القطاع الزراعي و الصناعي .
-4القناع الدبي و هي الحالة التي تقوم فيها البنك المركزي بإقناع البنوك التجارية بإتباع سياسة
معينة دون لجوئه إلى إصدار أوامر و تعليمات رسمية ،و تتوقف هذه السياسة على مدى قدرة
1
البنك المركزي في القناع و مدى تقبل البنوك التجارية بالتعامل معه و ثقتها في إجراءاته.
*اختلف فروع النشاط القتصادي :يختلف النشاط القتصادي وتتنوع فروعه ،فالنشاط التجاري
ينقسم إلى تجارة بالتجزئة وتجارة الجملة ،وأيضا على مستوى المتداد ينقسببم إلببى تجببارة خارجيببة
وتجارة داخلية ،والنشاط الصناعي بببدوره ينقسببم إلببى فببروع عببدة منهببا الصببناعات السببتخراجية،
الغذائية ،التحويلية ،الكيميائية ،التعدينية...الخ.
وتختلف كل مؤسسة حسب النشاط المنتمية إليه أو أحد فروعه وذلك بسبب تعداد اليد العاملة ورأس
جه للستثمار ،فالمؤسسة الصغيرة أو المتوسطة في مجببال الصببناعة التعدينيببة قببد تكببون المال المو ّ
كبيرة في مجال التجارة أو الصناعة الغذائية.
-2العوامـل التقنية :ويتلخص العامل التقني في مستوى الندماج بين المؤسسات ،فحيثمببا تكببون
حد عملية النتاج وتمركزها في مصنع واحببد ،وبالتببالي هذه الخيرة أكثر اندماجا يؤدي هذا إلى تو ّ
يتجه حجم المؤسسات إلى الكبر ،بينما عندما تكون العملية النتاجية مجزأة وموزعة إلى عدد كبببير
من المؤسسات يؤدي ذلك إلى ظهور عدة مؤسسات صغيرة ومتوسطة.
-3العوامل السياسية :وتتمثل في مدى اهتمام الدولة ومؤسساتها بقطاع المؤسسات الصغيرة
والمتوسطة ،ومحاولة تقديم مختلف المساعدات له وتذليل الصعوبات التي تعترض طريقه من أجل
2
توجيهه وترقيته ودعمه.
ثانيا *معايير تعريف المؤسسات الصغيرة والمتوسطة:
لقد رأينا فيما سبق أن تحديد تعريف دقيق للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وعلى أساس يرضي
ويتفق عليه الجميع ،يعتبر من الصعب بمكان إن لم نقل مستحيل ولكن ل يعني هذا أن نبقى
مكتوفي اليدي ونحكم بعدم وجود تعريف دقيق لنبه ليس من المنطقي دراسة موضوع من غير
معرفة ماهيته ومعالمه ،ولذلك تم العتماد على جملة من المعايير يمكن الستناد عليها في محاولة
تحديد ماهية هذه المؤسسات وهذا رغم كثرة هذه المعايير ،و يمكن تصنيف هذه المعايير فيما يلي
-1المعايير الكمية :المعايير الكمية هي من أهم المعايير المستخدمة في تعريف المؤسسات
الصغيرة والمتوسطة ،وهي تخص مجموعة من المؤشرات التقنية القتصادية ومجموعة أخرى
من المؤشرات النقدية.
*معيار عدد العمال:وهو من المؤشرات وهذا بالنظر السهولة التي يتميز بها وثباته النسبي خاصبة
إذا علمنا أن البيانات الخاصة بالعمالة متوفرة في غالبية الدول ويتم نشرها دوريا وبصفة مستمرة.
لكن على الرغم من هذه السهولة والوفرة في البيانات إل أن هناك من يرى وجوب توخي الحذر
في استعمال هذا المؤشر لن العتماد المطلق على هذا المعيار قد يؤدي إلى تصنيف خاطئ
للمؤسسات ،حيث تعتبر على أساسه المؤسسات ذات الكثافة العمالية مؤسسات كبيرة بالنظر إلى
تلك التي تعوض هذه الكثافة العمالية بالكثافة الرأسمالية والتكنولوجية ،كما أن هناك عوامل
1أحلم دبي و آخرون ،اثر السياسة المالية على تأهيل المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ،مذكرة تخرج ضمن متطلبات الحصول
نيل شهادة الليسانس في علوم التسيير فرع مالية ،2009-2008 ،المركز الجامعي بالوادي ،ص . 33
2أحلم دبي و آخرون ،اثر السياسة المالية على تأهيل المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ،مرجع سابق ،ص . 34
2صفوت عبد السلم عوض ال ،اقتصاديات الصناعات الصغيرة ودورها في تحقيق التنمية ،د ط ، 1953 ،دار النهضة
العربية ،مصر ،ص . 19-12
أخرى تجعلنا نتوخى الحذر في استعمال هذا المعيار تتمثل في ظاهرة عدم التصريح بالعمال ،
2
وكذا اشتغال أفراد العائلة في المؤسسات العائلية مع كونهم عمال في مؤسسات أخرى.
*معيار رأس المال المستثمر :يعتمد هذا المعيار كثيرا في تحديد حجم المشروعات الصناعية
بحيث إذا كان حجم رأس المال المستثمر كبيرا عدة المؤسسة كبيرة ،أما إذا كان صغيرا نسبيا
اعتبرت المؤسسة صغيرة أو متوسطة مع الخذ بعين العتبار درجة النمو القتصادي لكل دولة.
وبمناسبة حديثنا عن المعايير الكمية تجدر الشارة إلى أن هناك من الدول من تعتمد بالضافة إلى
هذه المعايير المنفردة على معايير أخرى مزدوجة مثل معيار العمالة و رأس المال المستثمر معا.
*للللل للللللل لللل للللل):معيار مزدوج(
يعتمد هذه المعيار في تحديد المشروعات الصناعية والتجارية المختلفة وذالك بالجمع بين
المعيارين السابقين ،أي معيار العمالة ومعيار رأس المال في معيار واحد يعمل على وضع حد
أقصى لعدد العمال بجانب مبلغ معين للستثمارات الرأسمالية الثابتة في المشروعات الصناعية
الصغيرة .
-2المعايير النوعية:
لقد رأينا من خلل تطرقنا للمعايير الكمية أنها تتضمن من الجوانب السلبية وبالتالي عدم قدرتها
لوحدها الفصل بين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وغيرها من المؤسسات الخرى وذلك لتباين
المعطيات من قطاع اقتصادي إلى آخر هذا ما جعل الباحثين يدرجون معايير أخرى وهي المعايير
النوعية التي تتمثل في:
*معيار الملكية:يعتبر هذا المعيار من المعايير النوعية الهامة حيث تجد أن غالبية المؤسسات
الصغيرة والمتوسطة تعود ملكيتها إلى القطاع الخاص في شكل شركات أشخاص أو شركات أموال
معظمها فردية أو عائلية يلعب مالك هذه المؤسسة دور المدير والمنظم وصاحب اتخاذ القرار
الوحيد.
*معيار المسؤولية:حيث نجد حسب المعيار في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة و بالنظر إلى
هيكلها التنظيمي البسيط ،نجد أن صاحب المؤسسة باعتباره مالكا لها يمثل المتصرف الوحيد
الذي يقوم باتخاذ القرارات وتنظيم العمل داخل المؤسسة وتحديد نموذج التمويل والتسويق …الخ،
وبالتالي فان المسؤولية القانونية والدارية تقع على عاتقه وحده.
*معيار حصة المؤسسة من السوق:بالنظر إلى العلقة الحتمية التي تربط المؤسسة بالسوق كونه
الهدف الذي تؤول إليه منتجاتها ،فهو يعتبر بهذا مؤشرا لتحديد حجم هذه المؤسسة بالعتماد على
وزنها وأهميتها داخل السوق الذي كلما كانت حصة المؤسسة فيه كبيرة و حظوظها وافرة كلما
اعتبرت هذه المؤسسة كبيرة ،أما تلك التي تستحوذ على جزء يسير منها و تنشط في مناطق
ومجالت محدودة فتعتبر صغيرة أو متوسطة.
لكن هذا المؤشر أي السوق له حالت عدة فقد يكون في حالة منافسة تامة أي وجود عدد كبير من
المنتجين كل منهم ينتج جزء ضئيل من حجم النتاج الجمالي المعروض في السوق أو حالة
الحتكار التام ،حيث يوجد منتج واحد فقط أو حالة المنافسة الحتكارية المتمثلة في وجود عدد
كبير من المنتجين ينتج جزء بسيط من مجموع النتاج –سلع متشابهة غير متجانسة -و أخيرا
1
احتكار القلة أي عدد قليل من المنتجين يسيطرون على السوق .
ثالثا*تعريف المؤسسات الصغيرة والمتوسطة:
1صفوت عبد السلم عوض ال ،اقتصاديات الصناعات الصغيرة ودورها في تحقيق التنمية ،مرجع سابق ،ص . 19
سنحاول تقديم تعاريف لبعض الدول والمنظمات ثم نقوم بإدراج التعريف المعتمد في الجزائر.
-1تعريف الوليات المتحدة المريكية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة:
حسب قانون المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لعام 1953الذي نظم إدارة هذه المؤسسات ،فإن
المؤسسات الصغيرة والمتوسطة هي ذلك النوع من المؤسسات التي يتم امتلكها وإدارتها بطريقة
مستقلة حيث ل تسيطر على مجال العمل الذي تنشط في نطاقه ،وقد إعتمد على معياري
المبيعات وعدد العاملين لتحديد تعريف أكثر تفصيل فقد حدد القانون هذه المؤسسات كما يلي:
-مؤسسات الخدمات والتجارة بالتجزئة من 1الى 5مليون
دولر كمبيعات سنوية.
-مؤسسات التجارة بالجملة من 5الى 15مليون دولر كمبيعات سنوية.
1
-المؤسسات الصناعية عدد العمال 250عامل أو اقل.
-2تعريف اليابان للمؤسسات الصغيرة و المتوسطة:
اعتمدت اليابان في تعريفها حسب القانون الساسي حول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لعام
1963على معياري راس المال اليد العاملة فهذه المؤسسات ل يتجاوز رأس مالها المستثمر
100مليون ين ياباني ول يتجاوز عدد عمالها 300عامل أما التقسيم حسب القطاعات فنجد :
-المؤسسات الصناعية و المنجمية وباقي الفروع رأس المال المستثمر اقل من 100مليون ين
وعدد العمال ل يفوق 300عامل.
-التجارة بالجملة رأس المال ل يفوق 30مليون ين وعدد العمال اقل من 100عامل.
-التجارة بالتجزئة والخدمات رأس المال ل يفوق 10مليون ين وعدد العمال
-3تعريف الهند للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة:
كانت الهند تعتمد في تعريفها للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة على معيار رأس المال المستثمر
وعدد العمال ،بحيث وضعت حد أقصى ل يتجاوز 50عامل ،مما أدى إلى عدم المساعدة في
الخفيف من حدة مشكلة البطالة ومن ثم قامت الحكومة سنة 1967بقصر التعريف على رأس
المال وحده ،وبالتالي أصبحت المؤسسات تعتبر صغيرة أو متوسطة في الهند إذا لم يتجاوز رأس
مالها 750ألف روبية )أو ما يعادل 1000.000دولر أمريكي ( وبدون وضع حد أقصى
2
لعدد العمال الذين توظفهم المؤسسة .
1عثمان لخلف '' ،دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في التنمية القتصادية '' ،رسالة ماجستير )غير منشورة ( ،معهد العلوم
القتصادية ،جامعة الجزائر ،1995 ،ص . 11
2احمد رمحه و آخرون ،التمويل البنكي للمؤسسات الصغيرة و المتوسطة ،مذكرة تخرج ضمن متطلبات الحصول نيل شهادة
الليسانس في علوم التسيير فرع مالية ،2007-2006 ،المركز الجامعي بالوادي ،ص . 08
ومن أجل تحقيق النسجام في تعريف هذه المؤسسات ،وخاصة في ظل انضمام الجزائر إلى
المشروع الورو متوسطي ،و كذا توقيعها على "الميثاق العالمي حول المؤسسة الصغيرة
والمتوسطة" في جوان ،2000أخذ القانون الجزائري بذات التعريف ،حيث عرف المؤسسة
الصغيرة والمتوسطة ،مهما كانت طبيعتها القانونية ،بأنها كل مؤسسة إنتاج سلع و/أو خدمات تشغل
من 1إلى 250شخصا ول يتجاوز رقم أعمالها السنوي 2مليار دينار أو ل يتجاوز مجموع
حصيلتها السنوية 500مليون دينار ،كما تتوفر على الستقللية ،بحيث ل يمتلك رأسمالها بمقدار
%25فما أكثر من قبل مؤسسة أو مجموعة مؤسسات أخرى ل ينطبق عليها تعريف المؤسسات
الصغيرة والمتوسطة
يمكن تلخيص تعريف المشرع الجزائري للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجدول التالي:1
> 10مليون دج > 20مليون دج 9-1 مؤسسة مصغرة )micro-
(entreprise
> 100مليون > 200مليون - 10 مؤسسة صغيرة )petite
دج دج 49 (entreprise
500 -100 200مليون 2 - -50 مؤسسة متوسطة )moyenne
مليون دج مليار دج 250 (entreprise
1أحلم دبي و آخرون ،اثر السياسة المالية على تأهيل المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ،مرجع سابق ،ص .43-42
*التنظيم :ل تعتمد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة على كثافة التنظيم المتسم بالتعقيد
البيروقراطي الذي يتطلب مستويات متعددة مثلما نجده في المؤسسات الكبيرة الذي قد يكون عنصر
معرقل للسير الحسن للتنظيم .
كما تعتبر التقنيات المستخدمة في إطار الصناعات الصغيرة بسيطة وغير مكلفة ،إضافة إلى أنها
تستخدم مواد وخامات متوفرة محليا وتحصل عليها إما من المنتجين مباشرة في حالة القرب من
مراكز النتاج ،أو من الموردين والوسطاء في السواق وهذا ما يناسب حالة الدول النامية بتجنب
إرهاق لميزانية العملة الصعبة للدولة باستيراد المواد التقنية ذات التكلفة العالية *.سرعة العلم و
سهولة انتشار المعلومة داخل هذا النوع من المؤسسات يمكنها من التكيف بسرعة مع الوضاع
1
القتصادية و الجتماعية .
*سهولة تأسيس هذا النوع من المؤسسات يفسح المجال أمام تحقيق التشغيل الذاتي و ترقية
القتصاد العائلي ،مما يجعل هذه المؤسسات تفرض نفسها عدديا في أنحاء متعددة من العالم .
1محمد يعقوبي ،مكانة و واقع المؤسسات الصغيرة و المتوسطة في الدول العربية عرض بعض التجارب ،الملتقى الدولي حول
متطلبات تأهيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الدول العربية ،الشلف ،الجزائر 18 -17 ،أفريل ،2006ص .46
2محمد راتول ،بن داودية وهيبة ،بعض التجارب الدولية في دعم وتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الدروس المستفادة ،
الملتقى الدولي حول متطلبات تأهيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الدول العربية ،الشلف ،الجزائر 18 -17 ،أفريل
،2006ص .173
-تلعب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة دوًرا محورًيا في عملية تحول اقتصاديات بعض البلدان
إلى اقتصاد السوق .
-دعم المؤسسات الكبيرة سواء فيما يتعلق بتوفير المنتجات نصف التامة كما هو الحال في اليابان
حيث ل تقوم المؤسسات العملقة المعروفة سوى بتجميع منتجات المؤسسات الصغيرة والمتوسطة
بعد أن تكون قد اتفقت مسبقا عي طريق التعاقد من الباطن على تصنيع أجزاء السلعة في
المؤسسات الصغيرة والمتوسطة المنتشرة في اليابان أو خارجه ،كما تقدم هذه المؤسسات دعما
للمؤسسات الكبيرة عندما تقوم بدور الموزع للسلعة أو تتخصص في خدمات ما بعد البيع
للمستهلكين .
-المكان المناسب للبتكارات وذلك بسبب قلة العمليات التي تجري أثناء العمل في هذه المؤسسات
إضافة إلى بساطة اللت والجهزة المستعملة فيها ،وهو ما يمكن الشخاص العاملين فيها من أن
يصبحوا محترفين بعد فترة وأن يتجاوزوا فترة الحتراف إلى مرحلة البداع باختراع طرق جديدة
أو تجهيزات جديدة لتحسين أداء العمل وتجويد المنتج )كشركة فورد للسيارات اّلتي بدأ مؤسسها
الول "فورد" عمله كميكانيكي في ورشة صغيرة للحدادة ،لتصبح مؤسسته اليوم من أعظم
الشركات شهرة في عالم الستثمار الجنبي ( وقد دلت الدراسات في أمريكا على أن %98من
المخترعات والفكار المطورة جاءت من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وليست الكبيرة.
-تساهم في تعبئة المدخرات التي ل تجد طريقها إلى المصارف سواء لسباب عقائدية أو لسبب
انخفاض الوعي المصرفي ،حيث تجد هذه المدخرات طريقها للستثمار في مؤسسات أهلية أو
مؤسسات خاصة فردية .
-زيادة الستثمار الجنبي المباشر و الدخول في مشروعات مشتركة في الدول المضيفة ،بدل من
العتماد المطلق على الشركات العابرة القوميات و على نظم التصدير و التراخيص التي تواجهها
صعوبات في ظل التكتلت القتصادية القليمية القائمة .
-لقد أثبتت المؤسسات الصغيرة والمتوسطة إمكانيات كبيرة في زيادة الصادرات وتوفير العملت
الصعبة وتقليل العجز في ميزان المدفوعات ،أو حتى إحداث فائض فيه لبعض الدول .وذلك من
خلل غزو السواق الجنبية .فعلى سبيل المثال تمثل صادرات المؤسسات الصغيرة والمتوسطة
في دول شرق أسيا نسبة %40من مجموع الصادرات في هذه الدول ،وهو ما يعادل ضعف نسبة
صادرات هذه المؤسسات في دول منظمة التعاون والتنمية القتصادية .
وكذلك من أهم منافعها ما يلي :
-توفير وسائل الدفع الخارجي من خلل تعويض الستيراد و المساهمة في التصدير في أحيان
كثيرة.
-استخدام التكنولوجيا المحلية في الكثير من الحيان .
-تغطية الطلب المحلي على المنتجات التي يصعب إقامة صناعات كبيرة لنتاجها لضيق نطاق
السوق المحلية .
ثانيا -الهمية الجتماعية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة :إن دور المؤسسات الصغيرة
1
1محمد راتول.،بن داودية وهيبة ،بعض التجارب الدولية في دعم وتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الدروس المستفادة ،
مرجع سابق ،ص .487
مهما في إدخال أنشطة جديدة إلى السوق ،بالضافة إلى كل هذا تشجع على خدمة السواق
المتخصصة و المحدودة التي ل تغري الصناعات الكبر بالتعامل معه .
-محاربة أنماط السلوك الجتماعي غير السوية :تواجه المؤسسات الصغيرة والمتوسطة مشكلة
البطالة وتحاول القضاء على فرص تكوين فئات من أفراد المجتمع تعاني من عدم توافر فرص
عمل لهم مما يدفعهم إلى ممارسة أنماط سلوكية غير سوية ينتج عنها العديد من ظواهر النحراف
والفساد الجتماعي ،وتستطيع هذه المؤسسات وخاصة الحرفية منها استغلل الصبية كمساعدين في
بعض العمال بدل من تحولهم إلى طاقات تضر بالمجتمع بسبب إهمالهم اجتماعيا لنهم سيعتمدون
في كسب قوتهم اليومي على العمال المنحرفة وارتكاب الجرائم بصورها المختلفة وانسياقهم في
تيارات تؤدي إلى خلق فئة من العاطلين المتسببين في نشر الفساد ،مما يضر بمقدرات البلد
القتصادية والجتماعية .
-رفع مشاركة الناث في النشاط القتصادي :إن تدعيم دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة
خاصة تلك المنتشرة في القرى والقاليم المختلفة ،يساعد على رفع نسبة مشاركة الناث في
النشطة المختلفة التي تتطلب عمالة نسائية مثل المشغولت والملبس المطرزة وغيرها ،ويساعد
هذا على استغلل طاقتهن والستفادة من أوقات فراغهن وزيادة دخولهن ورفع مستوى معيشتهن،
ومن ثم يتحقق الستغلل المثل للقوى العاملة من النساء ويدعم من مشاركتهن في النشاط
القتصادي ويحد من بطالتهن .
-تكوين الطارات الدارية :إذ أنها تعتبر بمثابة مراكز تدريبية بالنسبة للفراد للتعلم وحل مشاكل
الدارة والنتاج خاصة وأن معاهد الدارة ومركز التدريب محدودة الخبر و ضعيفة المكانيات .
-تكوين علقات وثيقة مع المستهلكين في المجتمع :تقدم سلعا و خدمات للفقراء في مقادير
صغيرة لشباع حاجاتهم الساسية بأسعار معقولة .
-تعمل على خفض معدلت البطالة والفقر :باعتبار البلدان النامية تعاني من مشكلة البطالة
بصورة حادة ،فإن المشروعات الصغيرة والمتوسطة بإمكانها أن تلعب دورا هاما في التخفيف من
حدتها وتساهم في توفير مناصب عمل جديدة ،وإعادة إدماج العمال المسرحين من المؤسسات
العمومية وبالتالي تخفض من نسبة البطالة خاصة بعد عمليات الخوصصة التي تشهدها الكثير من
البلدان النامية في إطار التعديلت الهيكلية وكذلك الزمات المالية .
المبحث الثالث :اثر السياسة المالية و النقدية على تأهيل المؤسسات
الصغيرة و المتوسطة
المطلب الول :واقع المؤسسات الصغيرة و المتوسطة في الجزائر
أول* التطور التشريعي للمؤسسات الصغيرة و المتوسطة:
نستطيع اعتبارا من سنة 1982عن بداية جديدة في الجزائر تجسد فيها الهتمام الحقيقي
للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة ،حيث لم يتجاوز عددها منذ الستقلل إلى غاية بداية هذه المرحلة
12.000مؤسسة ،أي بمعدل 600مؤسسة للسنة ،وقد كانت في شكل مؤسسات عائلية صغيرة
غير مدعمة بل مهمشة إلى حد كبير ،ولم يؤخذ بعين العتبار دورها الحقيقي في التنمية ،لكن منذ
سنة 1982بعد اقتناع كلي من قبل المسؤولين بالحاجة إلى هذا النوع من المؤسسات ،بدأ الهتمام
بها يتجسد ميدانيا وتجلى ذلك في الخطوات العملية التي اعتمدتها السلطات العمومية في الجزائر
والتي نجمعها تبعا لتسلسلها الزمني في :
الموضـــوع الســنة
بعث تنظيم جديد للستثمار القتصادي الخاص الوطني خلل القانون 1982
82/11الصادر في 21/02/1982
إنشاء ديوان للتوجيه والمتابعة والتنسيق للستثمارات الخاصة )(OSCIP 1983
فتح الغرفة الوطنية للتجارة للمستثمرين الخواص 1987
بداية الصلحات القتصادية واعتماد اقتصاد السوق ،وإصدار قانون النقد 1988
والقرض (14/04/1990)90/10تحرير التجارة الخارجية المرسوم
(19/02/1991) 91/37
تحرير التجارة الخارجية المرسوم (19/02/1991) 91/37 1991
تطوير الستثمارات ،المرسوم (5/10/1993) 93/12 1993
إنشاء وزارة مكلفة بقطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة تتكفل بتهيئة 1994
المحيط الملئم لترقية نشاط هذه المؤسسات
بداية تحرير التجارة الخارجية واعتماد قانون الخوصصة 1995
إصدار القانون التوجيهي رقم 2001/18المتضمن القانون الساسي 2001
لترقية البمؤسسات الصغيرة والمتوسطة
سنة إلحاق الصناعات التقليدية بقطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة 2002
مرسوم تنفيذي رقم 2002/373المؤرخ في ) (11/11/2002المتعلق 2002
بإنشاء صندوق لضمان القروض البنكية الموجهة للمؤسسات الصغيرة
والمتوسطة وهي سنة بداية تأهيل هذه المؤسسات
27/02/2003إنشاء نظام للعلم القتصادي الخاص بب المؤسسات 2003
الصغيرة والمتوسطة
أفريل 2003فتح مكاتب جهوية لتأهيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة 2003
تجسيدا لبرنامج التأهيل
تّم إحصاء 400عملية تأهيل وتشخيص وتكوين في إطار الدعم المباشر 2004
مع بعث جهاز لتغطية الضمانات المالية بقيمة 20مليون أورو
تنظيم الجلسات الوطنية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة أيام -14 2004
15/01/2004
إنشاء الوكالة الوطنية لتطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة 2005
2005-تخصيص أربع مليارات د ج بهذه الفترة للتكفل بب :انجاز وتجهيز الوكالة
الوطنية لتطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وانجاز المشاتل وتطوير 2009
ودعم الصناعة التقليدية ،خاصة في الوسط الريفي ،دراسة وانجاز متاحف
إنتاج الصناعة الحرفية التقليدية.
هذه المعطيات يتجلى جهد السلطات العمومية في الجزائر ،التي سعت إلى بعث وتنشيط المؤسسات
الصغيرة والمتوسطة ,بل سعت لحتضانها وتطويرها وتأهيلها وتنمية تنافسيها في السواق الداخلية
أو من أجل أن تضمن لها مكانة في السواق الخارجية ،خاصة مع واقع انفتاح حدودنا القتصادية
بعد إمضاء اتفاق الشراكة مع التحاد الوروبي ،وقرب إنهاء مفاوضات النضمام إلى المنظمة
1
العالمية للتجارة .
ثانيا * دور المؤسسات الصغيرة و المتوسطة في القتصاد الوطني:
تزايد الهتمام في السنوات الخيرة بقطاع المؤسسات الصغيرة و المتوسطة لما لها من دور فعال
في تنمية القتصاد الوطني ،و الذي يظهر من خلل:
-1إيجاد مناصب عمل:حيث أصبحت من الوسائل السريعة التي توجد مناصب عمل جديدة ،لن
أي مؤسسة تحتاج إلى يد عاملة فقد بلغ عدد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة حسب مديرية
الحصاء و أنظمة المعلومات التابعة لوزارة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة سنة 2006الى
269806مؤسسة ،تشغل 977942عامل و هذا حسب تصريحات الصندوق الوطني
للتأمينات الجتماعية في نهاية ،2006و يرجع توفير هذا العدد من مناصب الشغل إلى عدة
أسباب أهمها – سهولة إنشاء مثل هذه المؤسسات -.تعتمد هذه المؤسسات على يد عاملة و هذا
لعدم قدرتها على استخدام تكنولوجيا عالية – .مؤسسات ل تحتاج إلى إمكانيات مالية ضخمة.
-2تنمية الصادرات :تظهر أهميتها في تنمية الصادرات من خلل كون القطاع الخاص يستحوذ
على أكثر من %50من الصادرات خارج قطاع المحروقات في العشرية الخيرة ،أي المؤسسات
2
الصغيرة و المتوسطة
1ميلود تومي ،مستلزمات تأهيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر ،الملتقى الدولي "متطلبات تأهيل ال PMEفي الدول
العربية ،الشلف 18-17 ،أفريل ،2006ص .998-997
2احمد رمحه و آخرون ،التمويل البنكي للمؤسسات الصغيرة و المتوسطة ،مرجع سابق ،ص . 19
2
إن الحديث عن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر و علقتها بالتصدير يقودنا للبحث عن
موقع المؤسسات الصغيرة و المتوسطة في سياسة التنمية المتبعة في الجزائر منذ الستقلل حيث
يظهر القطاع الخاص كممثل لهذه الصناعات ،و الشركات الوطنية كممثل للمؤسسات الصناعية
الكبرى ،خاصة إذا علمنا أن الصادرات الوطنية خارج المحروقات في العشرية الخيرة تمثل
صادرات القطاع الخاص فيها أكثر من % 50المتمثل في المؤسسات الصغيرة و المتوسطة .
-3تحسين المنتوج الوطني و تخفيف التبعية القتصادية :إن ظهور المنافسة جعل العديد من
المؤسسات الصغيرة و المتوسطة تتسابق في هذا المجال بالضافة إلى التشجيع الذي توليه الدولة
من اجل الستثمار و تحسين النتاج المحلي ،الذي يعتبر شرطا لدخول السوق العالمية في السوق
المحلية و وضع إجراءات تحد من الستيراد الفوضوي الذي يضر بالمنتجات الوطنية ،و هذا
يؤدي إلى تشجيع الصناعات الناشئة و حماية المنتوج الوطني و بالتالي تشجيع المؤسسات
الصغيرة و المتوسطة .
المطلب الثاني :آثار السياسة المالية على تأهيل المؤسسات الصغيرة و المتوسطة
أول *اثر السياسة الضريبية على المؤسسات الصغيرة و المتوسطة:
تؤثر الضريبة المفروضة على المؤسسات على مقدار الدخل لدى هذه المؤسسات للنفاق على
تشغيل عناصر النتاج المختلفة اللزمة لنتاج السلع والخدمات ،بالضافة إلى للعوامل التقليدية
التي تحدد دالة الطلب مثل تغير الذواق والعادات والتقاليد كما تؤثر الضريبة على معدل الرباح
الصافية،وفي كافة هذه الحالت ينعكس أثر الضريبة على قرار المستثمرين بشأن التوسع أو الحد
من أو الحفاظ على معدل التشغيل خلل الفترة القادمة ،وذلك يعني التأثير على طلب بعض هؤلء
المستثمرين الفعال على استخدام عناصر النتاج المتاحة في المجتمع .
عندما يؤدي فرض الضرائب إلى فرض أعباء جسيمة على المشروعات النتاجية والتجارية مما
يؤدي إلى عدم تشجيعهم على التوسع في النتاج وزيادة عدد العاملين لديهم ،بل يمكن أن يؤدي
فرض مثل هذا النوع من الضرائب بشكل إجباري إلى الحد من أنشطتها وتدهورها .وفي أحيان
أخرى قد يؤدي زيادة الضرائب التي تدفعها هذه المؤسسات نحو مضاعفة جهودها للتعويض عن
النقص الناجم عنها ،فأصحاب هذه المؤسسات يحاولون مضاعفة الجهد وضغط النفقات وإعادة
تنظيم العمل في مشاريعهم للستفادة من المكانيات الموجودة على أحسن وجه وذلك لرفع النتاجية
1
بنفس المكانيات المتاحة.
ثانيا *اثر النفاق الحكومي على المؤسسات الصغيرة و المتوسطة:
يمثل أثر النفاق المباشر على المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من خلل الهيئات والمؤسسات
المكلفة بدعمها و منها وزارة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة و ذلك من خلل تنمية المشروعات
الصغيرة المتوسطة وترقيتها ،تقديم الحوافز والدعم اللزم لتطوير المؤسسات الصغيرة
والمتوسطة المساهمة في إيجاد الحلول لقطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ،إعداد
استراتيجيات لتطوير وتنمية قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة،إعداد النشرات الحصائية
اللزمة وتقديم المعلومات الساسية للمستثمرين في هذا القطاع،تبني سياسة ترقية القطاع ،وتجسيد
برنامج التأهيل القتصادي للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة ،تعزيز القدرة التنافسية للمؤسسات
والصناعات الصغيرة والمتوسطة ترقية وسائل تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ،وترقية
التشاور مع الحركة الجمعوية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
و تعد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من أهم الركائز في القتصاد خاصة الحببديث ,لببذلك فببإن
محمد طاقة ,هدى العزاوي ,اقتصاديات المالية العامة ,الطبعة الولى ,دار الميسرة ,عمان ,2007,ص .198 1
أي دعم يوجه لي قطاع اقتصادي من غيرها فإنه يعود عليها بطريقة غيببر مباشببرة ,فببإذا لحظنببا
قطاع التصالت وتطويره فنجده يساعدها في تسريع عمليات التصال وعقد الصببفقات واختصببار
الوقت باستعمال تكنولوجيا حديثة ,بينما قطاع النقل والمواصلت فهو يسهل نقل السببلع والبضببائع
والعمال ويساعد على الوصول إلى مناطق جغرافية جديدة ,ومنه إنشاء أسببواق جديببدة أو الببدخول
إلى أسواق أخرى ,أما عن قطاع التعليم فهببو يببوفر اليببد العاملببة المؤهلببة ممببا يسبباهم فببي النشبباط
المدروس
للمؤسسات ويساعد على البحث والتطوير وإحلل التكنولوجيا وتطوير المنتجات الموجودة أو إيجاد
منتجات جديدة.
جميع القتصاديين يؤكدون أنه من أكبر المشاكل التي تواجه المؤسسات الصغيرة والمتوسببطة هببي
مشكلة التمويل التي أساسها الضمانات التي تطلبها البنوك وعادة ما ل تتببوفر لببدى هببذا النببوع مببن
المؤسسببات إل بضببمان مببن مؤسسببة أخببرى ,ومببع ذلببك فببإن تطببوير قطبباع البنببوك والمؤسسببات
المصرفية يعد مهما بالنسبة للمؤسسات الصغيرة والمتوسببطة لن معظببم المؤسسببات الداعمببة لهببا
تدعمها من خلل التوسط بينها وبين البنوك إما كضامن أو كفيببل أو غيرهببا مببن أوجببه الوسبباطة ,
فبتطوير قطاع البنوك يسهل على المؤسسات الحصول على حاجتها مببن التمويببل بالكميببة الملئمببة
وفي الوقت المناسب لن هذا يعد مهما للحفاظ على نشاط أي مؤسسة.
وبما أن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة تعاني أيضا من منافسة السوق الموازية فهي تجد صببعوبة
في تسويق وترويج منتجاتها ,لذلك تعد محاربة النشبباط فببي مثببل هبباته السببواق مببن أهببم العوامببل
المساعدة على تحفيز نمو ونشاط المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
المطلب الثالث :آثار السياسة النقدية على تأهيل المؤسسات الصغيرة و المتوسطة
أول *اثر الدوات الكمية :
-1أثر سياسة سعر إعادة الخصم :في حالة إتباع البنك المركزي للسياسة التوسعية فإنه يقوم
بخفض معدل إعادة الخصم حتى يتسنى للبنوك خصم ما لديها من أوراق تجارية أو القتراض منه
للتوسع في عملية منح الئتمان ،و بالتالي سيقبل مستثمرين على البنوك التجارية للحصول على
مزيد من الئتمان بتكلفة منخفضة ،مما يؤدي إلى زيادة حجم الكتلة النقدية المتداولة في المجتمع ما
يزيد في القدرة الستهلكية و الستثمارية.
-2أثر سياسة السوق المفتوحة :تأثر على حجم الئتمان عن طريق التغير في كمية وسائل
الدفع و في سعر الفائدة ،و إذا ما قام البنك المركزي بشراء الوراق المالية من السوق النقدية فإنه
سيزيد من سيولة القطاع المصرفي و غير المصرفي ،أما القطاع المصرفي فعندما تزيد سيولته
فإنه يرفع من القدرة على القراض و هذا ما يمنح المؤسسات الصغيرة و المتوسطة فرص جديدة
للتمويل ،أما فيما يتعلق بسعر الفائدة فل شك أن قيام البنك المركزي بشراء الوراق المالية من
السوق النقدية سيزيد من الطلب عليها ،مما يؤدي إلى إرتفاع من قيمتها السوقية و بما أن هناك
علقة عكسية بين سعر الورقة المالية و بين معدلت الفائدة فهذا من شأنه أن يؤدي على انخفاض
1
معدلت الفائدة ،و من ثمة تحفيز المستثمرين على طلب المزيد من الئتمان.
-3أثر سياسة الحتياطي القانوني :في البداية كان الهدف من هذه السياسة هو حماية المودعين
من أخطاء تصرفات البنوك التجارية ،ثم أصبحت وسيلة فنية من شانها التأثير في قدرة البنوك
أحلم دبي و آخرون ،اثر السياسة المالية على تأهيل المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ،مرجع سابق ،ص 77 1
التجارية في خلق الئتمان ،ففي حالة الركود القتصادي يقوم البنك المركزي بتخفيض نسبة
الحتياطي القانوني أي الفراج عن جزء كبير من سيولة البنك التجاري ،و بالتالي تزيد قدرة هذا
الخير على خلق الئتمان أي زيادة الطلب على النقود من أجل الستهلك أو الستثمار .
ثانيا*اثر الدوات الكيفية :
-1أثر سياسة تاطير الئتمان :هو إجراء تنظيمي تقوم بموجبه السلطات النقدية بتحديد سقوف
القروض الممنوحة من قبل البنوك التجارية بكيفية إدارية مباشرة وفق نسب محددة خلل العام،فإذا
قامت برفع سقوف الئتمان فهي تفتح المجال أمام المؤسسات الصغيرة و المتوسطة بالحصول على
سيولة أكبر من أجل تفعيل توسيع نشاطها.
-2أثر سياسة التخصيص التمويلي :يعني اتجاه السلطات النقدية للتأثير على توزيع القروض
في اتجاه القطاعات الكثر حيوية بالنسبة لعملية التنمية ،التي تتطلب موارد مالية كبيرة كتمويل
القطاعات الصغيرة الزراعية أو التجارية أو الصناعية.
-3أثر سياسة القناع الدبي :فإذا كان هدف البنك المركزي هو أن تتوسع البنوك التجارية في
منح الئتمان ،فانه يمكنه أن يطلب ذلك منها باستعمال القناع الدبي و بطرق ودية.
-4أثر قيام البنك المركزي ببعض العمليات المصرفية :تستعمل البنوك المركزية هذا السلوب
في البلدان التي تكون فيها أدوات السياسة النقدية محدودة الثر ،حيث تقوم البنوك المركزية
بمنافسة البنوك التجارية لبعض العمال المصرفية بصورة دائمة أو استثنائية كتقديمها للقروض
لبعض القطاعات الساسية لما تمتنع أو تعجز البنوك التجارية عن ذلك ،و في ظل هذه المنافسة
فان المؤسسات الصغيرة و المتوسطة تحصل على السيولة بأقل التكاليف.
المطلب الرابع :أفاق تطوير المؤسسات الصغيرة و المتوسطة في الجزائر
رغم كل الجهود والمساعي إلى تطوير قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة إل أنه يبقى يعاني
من عدة نقائص تسعى الدولة لتغطيتها بعدة إجراءات ,ومن آفاق الدولة في تطوير هذا القطاع
نذكر:
أول *إنشاء مركز لدفع الضرائب للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة :كشف مدير العلقات
بمديرية الضرائب يوم 2009-6-15أنه سيتم إنشاء مركز لدفع الضرائب للمؤسسات الصغيرة
والمتوسطة ،بهدف تحسين الخدمات الدارية للضرائب وتسهيل عملية دفع المستحقات الجبائية
باعتبار الضرائب وسيلة هامة في مجال تسيير المؤسسات ،مطالبا بخفض قيمة الضرائب
المخصصة لهذه المؤسسات ،خاصة وأنه ابتداًء من جانفي الفارط تم اعتماد عملية الدفع في 3
أشهر بدل من كل شهر.
ثانيا* مخطط عمل بعدة إجراءات لترقية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة :أعدت وزارة
الصناعات المتوسطة والصغيرة مخطط عمل تضمن جملة من القتراحات الهامة سيتم رفعها قريبا
إلى الوزير الول ,وتتضمن 30إجراء أولي إلى جانب إجراءات أخرى هي قيد العداد وتخص
المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ,وكذا مقترحات تتعلق بتطهير المحيط وتنظيم السوق سيتم
إدراجها ضمن قانون المالية التكميلي القادم.وتخص تلك الجراءات التي تم إعدادها تسعة مجالت
أساسية وهي التمويل والعقار والجباية وتنظيم السوق والتنمية البشرية والفضاءات الوسيطة وتنمية
تكنولوجيا العلم والتصال والدعم المؤسساتي وكذا المؤسسات التي تعاني مصاعب مالية.
ثالثا*استحداث 200ألف مؤسسة صغيرة ومتوسطة :أوضح وزير المؤسسات الصغيرة
والمتوسطة خلل ندوة صحفية عقدها على هامش اجتماعه مع مديري القطاع أن "برنامج
استحداث 200ألف مؤسسة صغيرة ومتوسطة في الفترة 2014-2010من شأنه خلق مليون
منصب شغل دائم وتنويع الصادرات خارج قطاع المحروقات ومن ثم تنويع المداخيل" .وعن
النشاطات التي سيركز عليها البرنامج ،قال أن "التفكير المبدئي يميل باتجاه قطاعات النتاج
الخدماتية بمختلف أنواعها والصناعة التقليدية التي تلعب دورا في خلق الثروة
الوطنية".وبخصوص كيفية تمويل المؤسسات والليات التي ستعتمد عليها الوزارة لتجسيد هذا
الهدف ،أوضح بن بادة أنه يجري العمل على اتخاذ إجراءات إضافية من خلل جملة من التدابير
والمحاور.وفي هذا الطار ،يستدعي توفر مناخ خاص ويقتضي بالضرورة توفير العقار اللزم
لذلك ،بموازاة تبسيط الجباية والهتمام بالتكوين المستمر للطاقات البشرية إضافة إلى تطوير
استعمال تكنولوجيات العلم والتصال ونظام المناولة.كما كشف الوزير عن عزم الحكومة
التوجه نحو إنشاء صناديق استثمار ,تكون بمثابة شركات مساهمة تتولى البنوك والمؤسسات المالية
العمومية تسييرها وتمول مباشرة من الخزينة العمومية بأغلفة مالية متباينة يحكم مقدارها بدرجة
أولى الحجم التنموي للوليات موطن مقر صندوق الستثمارات ,الذي من شأنه أن يتكفل بتمويل
أصحاب مشاريع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة المعلنة لرغبتها في ذلك من خلل التقرب
1
للهياكل التي ستضعها الوزارة لستقبال الراغبين في إنشاء مؤسسات صغيرة ومتوسطة.
مقدمة
لقد أثبتت المؤسسات الصغيرة و المتوسطة على مدى فعاليتها القتصادية خلل العشريتين
الخيرتين و ذلك من خلل ترقية النشاط القتصادي والرتفاع بأدائها رغم التحولت القتصادية
التي مر بها العالم ،هذا ما أدى إلى زيادة الهتمام بها .فلقد شهد القتصاد الجزائري منذ
الستقلل العديد من التغيرات والصلحات التي خاضتها الجزائر منذ الثمانينات والتي أدت بها
إلى التغيير التدريجي للسياسة القتصادية بالعتماد على قوى السوق ,قد سمحت بإعادة العتبار
للمؤسسات الخاصة والعتراف بالدور الذي يمكن أن تلعبه في التنمية الشاملة ،ما ساعد على
بروز قطاع المؤسسات الصغيرة و المتوسطة التي تعتبر كقاطرة حقيقية للنمو القتصادي .
أحلم دبي و آخرون ،اثر السياسة المالية على تأهيل المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ،مرجع سابق ،ص . 89-87 1
و لكي تستطيع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة أن تملك القدرة على المنافسة في ظل الظروف
القليمية والدولية الجديدة ,فلبد من العمل على تأهيل هذا القطاع و ذلك لمواجهة التحديات
المستقبلية ,وذلك من خلل اعتماد سياسة مالية و نقدية رشيدة تهدف إلى إعادة تأهيله لنه يعد
الركيزة المعتمد عليها ضمن موجبات سياسة التنمية القتصادية والجتماعية .و من هنا نطرح
الثاني :آثار السياسة المالية على تأهيل المؤسسات الصغيرة و المتوسطة المطلب
الول :واقع المؤسسات الصغيرة و المتوسطة في الجزائر المطلب
الثاني :آثار السياسة المالية على تأهيل المؤسسات الصغيرة و المتوسطة المطلب
الثالث :آثار السياسة النقدية على تأهيل المؤسسات الصغيرة و المطلب
المتوسطة
الشكالية العامة التالية :كيف تؤثر كل من السياسة المالية و النقدية على تأهيل المؤسسات
الصغيرة و المتوسطة ؟
و التي تندرج تحتها عدة تساؤلت فرعية -:كيف تعرف كل من السياسة المالية و النقدية و
ماهي أهم أدواتهما ؟
ما هو مفهوم المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ؟ -و ماهو الدور الذي تلعبه المؤسسات الصغيرة
و المتوسطة في تحقيق التنمية القتصادية؟ و قد قسمنا البحث وفق الخطة التالية
المبحث الول :السياسة المالية و السياسة النقدية و العلقة بينهما الذي قسمناه إلى ثلث مطالب ،
المطلب الول :ماهية السياسة المالية ،المطلب الثاني :ماهية السياسة النقدية ،المطلب الثالث :
العلقة السياسة المالية و السياسة النقدية
المبحث الثاني :ماهية المؤسسات الصغيرة و المتوسطة الذي يتكون من المطالب التالية ،المطلب
الول :تعريف المؤسسات الصغيرة و المتوسطة و المطلب الثاني :أشكال المؤسسات الصغيرة و
المتوسطة و خصائصه و المطلب الثالث :أهمية المؤسسات الصغيرة و المتوسطة .اما المبحث
الثالث :اثر السياسة المالية و النقدية على تأهيل المؤسسات الصغيرة و المتوسطة الذي ينقسم الى
المطالب التالية المطلب الول :واقع المؤسسات الصغيرة و المتوسطة في الجزائر ،المطلب الثاني:
آثار السياسة المالية على تأهيل المؤسسات الصغيرة و المتوسطة و المطلب الثالث :آثار السياسة
النقدية على تأهيل المؤسسات الصغيرة و المتوسطة و المطلب الرابع :آفاق تطوير المؤسسات
الصغيرة و المتوسطة
*محمد طاقة ,هدى العزاوي ,اقتصاديات المالية العامة ,الطبعة الولى ,دار الميسرة ,عمان,
. 2007
*محمد راتول.،بن داودية وهيبة ،بعض التجارب الدولية في دعم وتنمية المؤسسات الصغيرة
والمتوسطة الدروس المستفادة.
*ميلود تومي ،مستلزمات تأهيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر ،الملتقى الدولي
"متطلبات تأهيل ال PMEفي الدول العربية ،الشلف 18-17 ،أفريل . 2006
الخاتمة
من خلل موضوع بحثنا حاولنا أن نعرض أثر السياسة المالية و النقدية على تأهيل المؤسسات
الصغيرة والمتوسطة فببي الجببزائر ،فكببان لبببد مببن البببدء أول بتقببديم مجموعببة مببن التعبباريف و
المفاهيم المتعلقة بالسياسة الماليببة و النقديببة و الدوات المسببتخدمة و الببتي مببن خللهببا نصببل إلببى
تحقيق الهداف المرجوة في القتصاد ,و التعرف على فعالية تلك الدوات ،ثم التطببرق ثانيببا إلببى
قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة باعتباره من القطاعات الكثر ديناميكية ،حيث أضحى رقمببا
أساسببيا فببي الكببثير مببن اقتصبباديات الببدول .إن التعرف على هذا القطاع يدفعنا لمعرفة مفهوم
المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ،والتي عرفت صعوبة في تحديد تعريف واضح وشامل لها.
ومن جهة أخرى فإن هذا النوع من المؤسسات يكتسي أهمية كبيرة في اقتصاديات الدول سواء
النامية أو المتقدمة ،نظببرا للخصببائص الببتي تميزهببا عببن المؤسسببات الكبببيرة المتمثلببة فببي سببهولة
تأسيسها وارتباط الجانب القتصادي فيها بالجانب الجتماعي.
والجزائر كغيرها من الدول النامية رغم أن قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة فيها يحتل
مكانة بارزة من خلل مساهمته في الناتج الداخلي الخام والقيمة المضافة ،وخلق مناصب الشغل،
وكذلك التجارة الخارجية إل أنه ل يمكنه تحقيق دوره المنوط به إل في ظل محيط يتناسب مع
خصوصيات ومميزات هذا القطاع ،حيث ل يزال يعاني العديد من المشاكل ،ولهذا كان من
الضروري على الجزائر أن تطبق سياسة مالية و نقدية ناجعة تلعب دورا أكبر في دعم وتأهيل
قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لتحسين أدائه و مردوديته ،ولذلك قامت بتبني جملة
إجراءات ووضع عدة هياكل وهيئات من شأنها تحقيق ذلك.