Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 32

‫المبحث الول ‪:‬السياسة المالية و السياسة النقدية و العلقة بينهما‬

‫يجب أن نتطرق أول إلى تعريف السياسة القتصادية و التي تعرف على أنها مجموعة من‬
‫القرارات التي تتخذها السلطات العمومية بهدف توجيه النشاط في اتجاه مرغوب فيه ‪.‬‬
‫كما يمكن تعريفها أيضا على أنها مجموع من توجيهات كل التصرفات العمومية و التي لها‬
‫انعكاسات على الحياة القتصادية المتمثلة في نفقات الدولة‪ ،‬النظام النقدي ‪،‬العلقات الخارجية‬
‫‪1‬‬
‫‪...‬الخ ‪.‬‬
‫إن السياسة القتصادية لها عدة فروع و المتمثلة في السياسة النقدية و سياسة سعر الصرف و‬
‫السياسة المالية ‪...‬الخ ‪،‬و سنحاول في هذا المبحث التطرق إلى السياسة المالية و السياسة النقدية و‬
‫العلقة بينهما‬
‫المطلب الول ‪:‬ماهية السياسة المالية‬
‫أول* تعريف السياسة المالية ‪:‬‬
‫هناك عدة تعاريف للسياسة المالية سنحاول إبراز البعض منها في ما يلي ‪:‬‬
‫*السياسة المالية هي مجموعة من الجراءات و القواعد و التدابير التي تتخذها الحكومة في أي‬
‫‪2‬‬
‫دولة ‪ ،‬لتحقيق مجموعة من الهداف المتفق عليها خلل فترة زمنية معينة ‪.‬‬
‫* كما تعرف على أنها مجموعة من القواعد و الساليب و الوسائل و الجراءات التي تتخذها‬
‫الدولة لدارة النشاط المالي بأكبر كفاءة ممكنة ‪ ،‬لتحقيق مجموعة من الهداف القتصادية و‬
‫‪3‬‬
‫الجتماعية و السياسية خلل فترة زمنية معينة‪.‬‬
‫* تعرف السياسة المالية على أنها البرنامج الذي تخططه الدولة و تنفذه مستخدمة فيه مصدر‬
‫اليرادات العامة و برامجها التفاقية لحداث اثر مرغوب فيه‪ ،‬و تجنب اثر غير مرغوب فيه على‬
‫كافة متغيرات النشاط القتصادي و الجتماعي و السياسي تحقيقا لهداف المجتمع و السياسة‬
‫‪4‬‬
‫بمفهومها المتقدم ‪ ،‬و تستخدم كافة أدواتها لتحقيق الهداف القتصادية العامة للدولة ‪.‬‬
‫ثانيا* أنواع السياسة المالية ‪:‬‬
‫هناك نوعين للسياسة المالية هما ‪:‬‬
‫* السياسة المالية ذات التجاه التوسعي ‪ :‬تستطيع الدولة زيادة حجم النفاق الكلي بصفة مباشرة‬
‫عن طريق زيادة حجم نفقاتها ‪ ،‬و بصفة غير مباشرة عن طريق تخفيض حجم الضرائب على‬
‫أرباح الشركات بهدف تشجيع النفاق الستثماري أو عن طريق تخفيض الضرائب على الستهلك‬
‫لتشجيع النفاق الستهلكي ‪.‬‬

‫* السياسة المالية ذات التجاه النكماشي ‪ :‬هنا تقوم الدولة بتخفيض حجم النفاق الكلي بصفة‬
‫مباشرة من خلل خفض حجم نفقاتها ‪ ،‬و بصفة غير مباشرة من خلل رفع حجم الضرائب على‬
‫‪2‬‬
‫الستهلك بهدف تخفيض النفاق الستهلكي ‪.‬‬
‫‪ 1‬عبد المجيد قدي ‪ ،‬مدخل إلى السياسات القتصادية الكلية دراسة تحليلية تقييمية ‪،‬د ط ‪ 2003‬ديوان المطبوعات الجامعية‬
‫الجزائر ص ‪. 24‬‬
‫‪ 2‬عبد المطلب عبد المجيد ‪ ،‬اقتصاديات المالية العامة ‪ ،‬د ط ‪ ، 2005 – 2004،‬الدار الجامعية السكندرية ‪ ،‬ص ‪.40‬‬
‫‪ 3‬محمد العربي الساكر ‪ ،‬القتصاد الكلي ‪،‬ط ‪ ، 2006 ، 1‬دار الفجر للنشر و التوزيع ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬ص ‪. 118‬‬
‫‪ 4‬حامد عبد المجيد دراز ‪ ،‬السياسات المالية ‪ ،‬ط ‪ ، 2002 ، 3‬دار النشر قصر الصفا‪ ،‬السكندرية ‪ ،‬ص ‪15.‬‬

‫حياة اسماعين ‪ ،‬محاضرات في المالية العامة ‪ ،‬جامعة محمد خيضر ‪ ،‬بسكرة ‪. 2003- 2002 ،‬‬ ‫‪2‬‬

‫محمد العربي الساكر ‪ ،‬القتصاد الكلي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 119‬‬ ‫‪2‬‬
‫ثالثا * أهداف السياسة المالية ‪:‬‬
‫للسياسة المالية عدة أهداف منها‪:‬‬
‫‪ – 1‬التوازن المالي ‪ :‬و يقصد به ضرورة أن يتسم النظام الضريبي بالصفات التي تجعله يلئم‬
‫حاجات الخزانة العامة من حيث المرونة و الغزارة ‪ ،‬و يلئم في ذاته مصلحة الممول من حيث‬
‫عدالة التوزيع و مواعيد الجباية و القتصاد و ما إلى ذلك ‪ ،‬و أيضا لستخدام قروض لغراض‬
‫إنتاجية و هكذا‪.‬‬
‫‪ -2‬التوازن القتصادي ‪:‬الوصول إلى حجم النتاج المثل و هذا يعني انه يتعين على الحكومة‬
‫أن توازن بين نشاط القطاع الخاص و العام و الوصول إلى أقصى إنتاج ممكن ‪ ،‬و يعني التوازن‬
‫هنا استغلل إمكانيات المجتمع على أحسن وجه للوصول إلى حجم النتاج المثل ‪.‬‬
‫‪ -3‬التوازن الجتماعي ‪ :‬بمعنى أن يصل المجتمع إلى أعلى مستوى ممكن من الرفاهية للفراد‬
‫في حدود إمكانيات هذا المجتمع ‪ ،‬و ما تقتضيه العدالة الجتماعية هو أن ل تقف السياسة المالية‬
‫عند حد زيادة النتاج بل يجب أن يقترن هذا الهدف بتحسين طرق توزيع المنتجات على الفراد‪.‬‬
‫‪ -4‬التوازن العام ‪ :‬أي التوازن بين مجموعة النفاق القومي ‪ -‬نفقات الفراد من استهلك و‬
‫استثمار إضافة إلى النفقات الحكومية ‪ -‬و بين مجموعة الناتج القومي بالسعار الثابتة في مستوى‬
‫يسمح بتشغيل جميع عناصر النتاج المتاحة و تستخدم الحكومة لذلك أدوات كثيرة منها الضرائب‬
‫‪1‬‬
‫و العانات ‪.‬‬
‫و يمكن تلخيص الهداف السابقة في النقاط التالية ‪:‬‬
‫* الوصول إلى مستوى التشغيل الكامل‪.‬‬
‫* الوصول إلى معدلت نمو مرتفع ‪.‬‬
‫* العمل على رفاهية المجتمع و إعادة توزيع الدخل بشكل عادل ‪.‬‬
‫* العمل على تحقيق الستقرار القتصادي ‪.‬‬
‫* تكفل الدولة بالخدمات الجتماعية و عدد من المشاريع ‪.‬‬
‫* التقليل من التفاوت في الدخول ‪.‬‬

‫رابعا * أدوات السياسة المالية وفعاليتها‪:‬‬


‫تستخدم السياسة المالية ثلث أدوات رئيسية و المتمثلة في اليرادات العامة و النفقات العامة و‬
‫الموازنة العامة ‪.‬‬
‫‪ -1‬اليرادات العامة‪ :‬تتمثل اليرادات العامة في مجموع الموال التي تحصل عليها الحكومة‬
‫بصفتها السيادية أو أنشطتها وأملكها الذاتية أو من مصادر خارجة عن ذلك ‪ ،‬سواء قروض‬
‫داخلية أو خارجية أو مصادر تضخمية لتغطية النفاق العام خلل فترة زمنية للوصول إلى تحقيق‬
‫الهداف القتصادية و الجتماعية و المالية‪.‬و تتمثل تلك اليرادات في الضرائب و الرسوم و‬
‫‪2‬‬
‫إيرادات أملك الدولة كما تتمثل في القروض العامة و الصدار النقدي ‪.‬‬

‫‪1‬‬

‫‪2‬عبد المطلب عبد الحميببد‪ ،‬النظريببة القتصببادية‪ -‬تحليببل جببزئي وكلببي للمبببادئ‪،‬دط‪ ، 2000 ،‬الدار الجامعية للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫السكندرية‪ ،‬ص ‪. 448‬‬
‫‪www.shbab1.com 2‬‬
‫حيث تشكل سياسة الرقابة الضريبية دعامة كبرى من الدعائم سياسة الميزانية في مواجهة التقلبات‬
‫القتصادية‪ ،‬فتقوم الدولة في حالة التضخم بإتباع سياسة مالية انكماشية و ذلك برفع مستوى‬
‫الضرائب على الدخل حيث سيؤدي إلى انخفاض مستوى الدخل الشخصي المتاح ‪،‬و من ثم‬
‫انخفاض مستوى الستهلك و مستوى الدخار و ينتج عن ذلك انخفاض في مستوى الطلب الكلي‬
‫و هذا المر يؤدي إلى انخفاض في مستوى السعار‪.‬‬
‫أما في حالة الكساد تقوم الدولة بإتباع سياسة مالية التضخمية و ذلك بخفض مستوى الضرائب على‬
‫الدخل حيث سيؤدي إلى ارتفاع مستوى الدخل الشخصي المتاح‪ ،‬و من ثم ارتفاع مستوى‬
‫الستهلك و مستوى الدخار و ينتج عن ذلك ارتفاع في مستوى الطلب الكلي و هذا المر يؤدي‬
‫‪1‬‬
‫إلى ارتفاع في مستوى السعار‪.‬‬
‫‪ -2‬النفقات العامة ‪ :‬يمكن تعريف النفقات العامة على أنها مجموعة المصروفات التي تقوم الدولة‬
‫بإنفاقها خلل فترة زمنية محددة بهدف إشباع الحاجات العامة للمجتمع الذي تضمه هذه الدولة ‪ .‬و‬
‫يقوم بها شخص معنوي عام بهدف تحقيق نفع عام ترتبط بأهداف السياسة المالية المتفق عليها و‬
‫‪2‬‬
‫المرتبطة بالهداف القتصادية والجتماعية للمجتمع ‪.‬‬
‫تباشر سياسة الميزانية تأثيرها في الرقابة على التضخم و النكماش من خلل النفاق الحكومي‬
‫سواءا الستهلكي أو الستثماري برفع معدلته أو تخفيضها حسب الحوال القتصادية السائدة ‪،‬‬
‫ونعني بالنفاق الحكومي في هذا المجال النفاق المباشر الذي تمارسه السلطات الحكومية عن‬
‫طريق الضريبة ‪.‬‬
‫حيث في حالة التضخم تقوم الدولة بتخفيض النفاق الحكومي سواءا الستهلكي أو الستثماري و‬
‫‪3‬‬
‫ذلك للحد من الطلب الكلي و تقوم الدولة بالعكس في حالة الكساد ‪.‬‬
‫‪ -3‬الموازنة العامة‪ :‬هي جهاز مالي ينظم مقدما من الوسائل التي تستخدم للحصول على اليراد‬
‫العام و تحقيق النفاق العام اللزم لشباع الحاجات العامة خلل فترة زمنية معينة‪ ،‬فالميزانية هي‬
‫أداة لتوجيه المكانيات نحو تحقيق أهداف معينة نابعة من نشاط الدولة ‪.‬‬
‫و لكي تؤدي الدولة دورها في حياة المجتمع خلل الفترة القادمة و التي هي عادة سنة يتعين عليها‬
‫القيام بتقدير النفقات اللزمة لقيامها بمختلف النشاطات‪ ،‬و تقدير اليرادات اللزمة لتغطية هذه‬
‫النفقات و على هذا النحو تستطيع مقابلة تقديرات النفاق العام بتقديرات اليراد العام بالنسبة للسنة‬
‫المالية القادمة ‪.‬‬
‫تساهم رقابة الدين العام في إدارة التحولت المالية و توجيه النفاق النتاجي بتجميد القوة الشرائية‬
‫الزائدة في السواق و استخدامها في تمويل الميزانية‪ ،‬فالسياسة المالية في رقابتها على الدين العام‬
‫تعمل على سد العجز في منابع التمويل‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪:‬ماهية السياسة النقدية‬
‫أول* تعريف السياسة النقدية ‪:‬‬
‫تعد السياسة النقدية من أهم الدوات الخاصة بتحقيق الستقرار و التوازن القتصادي العام الشيء‬
‫الذي يظهر من خلل تعريفها ‪:‬‬
‫‪3‬محمد عبد المنعم عفر‪ ،‬أحمد فريد مصطفى‪ ،‬القتصاد المالي الوضعي والسلمي بين النظرية والتطبيق ‪،‬دط ‪،1999،‬مؤسسة‬
‫شباب الجامعة‪،‬السكندرية‪،‬ص ‪.72‬‬
‫‪ 4‬مفيد عبد اللوي ‪ ،‬محاضرات في القتصاد النقدي و السياسات النقدية ‪ ،‬دط ‪ ، 2007 ،‬مطبعة مزوار ساحة السوق‪ ،‬الوادي ‪،‬‬
‫ص ‪. 100‬‬
‫‪1‬‬

‫‪2‬‬

‫‪3‬‬
‫*تعرف السياسة النقدية على مجموعة الجراءات التي تتخذها الدولة في إدارة كل من النقد و‬
‫الئتمان و تنظيم السيولة العامة للقتصاد من اجل تحقيق أهداف معينة‪ ،‬و بتعبير آخر السياسة‬
‫النقدية هي مجموعة القواعد و الحكام التي تتخذها الحكومة و أجهزتها المختلفة للتأثير في النشاط‬
‫‪1‬‬
‫القتصادي من خلل التأثير في الرصيد النقدي ‪.‬‬
‫* يقصد بالسياسة النقدية مجموعة الجراءات و الدوات التي تعتمدها الدولة من خلل السلطة‬
‫النقدية بهدف التحكم في عرض النقد‪ ،‬بما يحقق الستقرار النقدي خصوصا و الستقرار‬
‫القتصادي عموما ‪.‬‬
‫و بعبارة أخرى يمكن القول إن السياسة النقدية هي كل ما تعمله السلطة النقدية من اجل تحقيق‬
‫‪2‬‬
‫استقرار أسعار النقد و أداء وظائفه القتصادية والجتماعية بصورة كاملة و متزنة‪.‬‬
‫* يمكن تعريف السياسة النقدية على أنها تنظيم كمية النقود المتوفرة في المجتمع بغرض تحقيق‬
‫‪3‬‬
‫أهداف السياسة القتصادية‪.‬‬
‫* يعرفها ‪ Kent‬بأنها إدارة التوسع و النكماش في حجم النقد لغرض الحصول على أهداف معينة‬
‫‪4‬‬
‫‪.‬‬
‫ثانيا* أنواع السياسة النقدية ‪:‬‬
‫إن تعدد السياسة النقدية إلى عّدة أنواع من انكماشية إلى توسعية يتوقف على نوع وطبيعة المشكلة‬
‫التي يراد حلها‪ ،‬وعليه فإن السياسة النقدية هي‬
‫*السياسة النقدية التقييدية )التجاه النكماشي( ‪:‬يتبع البنك المركزي سياسة نقدية تقييدية بتقييد‬
‫النفاق وتقييد الئتمان وتقليص كمية النقود المتداولة في المجتمع ورفع معدل الفائدة ومن ثم‬
‫محاربة ارتفاع السعار )وبالتالي محاربة التضخم (‪.‬‬
‫*السياسة النقدية التوسعية )التجاه التوسعي( ‪:‬عكس الحالة الولى‪ ،‬يلجأ البنك المركزي إلى‬
‫هذه الطريقة لتسريع نمو الكتلة النقدية بتشجيع الئتمان وزيادة حجم وسائل الدفع وتخفيض معدل‬
‫الفائدة‪ ،‬فيرتفع حجم الستثمارات مما يؤدي إلى زيادة النتاج والتقليص من حدة البطالة‪.‬‬

‫* التجاه المتعلق بالسياسة النقدية للدول النامية ‪:‬هناك اتجاه آخر للسياسة النقدية خاص بالدول‬
‫النامية‪ ،‬فهذه الدول تعتمد إما على الزراعة الموسمية أو على محصول واحد وتصدير المواد‬
‫الولية إلى الخارج‪ ،‬وعليه يقوم البنك المركزي بزيادة حجم وسائل الدفع عند مرحلة بدء الزراعة‬
‫‪5‬‬
‫وتمويل المحصول‪ ،‬ويقلص من حجمها عند مرحلة بيع المحصول‪ ،‬وهذا لحصر آثار التضخم ‪.‬‬
‫‪ 1‬بلعزوز بن علي ‪ ،‬محاضرات في النظريات و السياسات النقدية ‪ ،‬دط ‪ ،2004 ،‬ديوان المطبوعات الجامعية ‪ ،‬بن عكنون‬
‫الجزائر ‪ ،‬ص ‪. 161 – 112‬‬
‫‪ 2‬رحيم حسن ‪ ،‬النقد و السياسة النقدية ‪ ،‬ط ‪ ،2006 ،1‬دار المناهج للنشر و التوزيع ‪ ،‬عمان ‪-‬الردن‪ ،‬ص ‪. 175‬‬
‫‪ 3‬ضياء مجيد الموسمي ‪ ،‬القتصاد النقدي ‪ ،‬دط ‪ ،‬دت ‪ ،‬دار الفكر ‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬ص ‪. 173‬‬
‫‪ 4‬عبد المنعم سيد علي ‪ ،‬اقتصاديات النقود و المصارف ‪ ،‬دط‪ ،1998 ،‬الكاديمية للنشر ‪ ،‬المفرق ‪ ،‬ص ‪. 349‬‬
‫‪ 5‬مصطفى رشدي شيحة ‪ ،‬القتصاد النقدي والمصرفي‪ ،‬د ط ‪ ، 1981 ،‬الدار الجامعية للطباعة والنشر ‪،‬بيروت‪ ،‬ص ‪.190‬‬
‫‪ 2‬بلعزوز بن علي ‪ ،‬محاضرات في النظريات و السياسات النقدية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 114‬‬
‫‪ 3‬بلعزوز بن علي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 123-122‬‬
‫ثالثا * أهداف السياسة النقدية ‪:‬‬
‫* تحقيق المعدل المثل للنمو القتصادي المصحوب بالعمالة الكاملة ‪.‬‬
‫* العمل على الستقرار النقدي داخليا و خارجيا ‪.‬‬
‫* إحكام الرقابة على الئتمان بما يتناسب و الوضع القتصادي القائم ‪.‬‬
‫* تعبئة المدخرات و الموارد المالية اللزمة لتمويل البرامج الستثمارية ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫* العمل على التوزيع العادل للثروة ‪.‬‬
‫رابعا * أدوات السياسة النقدية وفعاليتها‪:‬‬
‫إن تحقيق أهداف السياسة النقدية يتطلب العتماد على مجموعة من الوسائل و الدوات و التي‬
‫بالضرورة ل يمكن أن تحقق كل الهداف و قد تتباين هذه الدوات من اقتصاد إلى آخر إذ تخضع‬
‫لدرجة التناسق في الجهاز المصرفي و كذا قوة و متانة القتصاد و من بين هذه الدوات نجد ‪:‬‬
‫* الدوات الكمية ‪:‬‬
‫و تتمثل في العناصر التالية ‪:‬‬
‫‪ -1‬سياسة معدل إعادة الخصم‪ :‬معدل الخصم هو السعر الذي يفرضه البنك المركزي مقابل‬
‫إعادة خصمه لوراق تجارية أو مالية قصيرة الجل ‪ ،‬أو عمليات إقراض قصيرة الجل للبنوك‬
‫التجارية لمواجهة نقص السيولة ‪ .‬و العملية تقضي بان يحصل البنك التجاري على قيمة تقل عن‬
‫القيمة السمية للورقة بمقدار المبلغ المحسوب على أساس معدل إعادة الخصم ‪.‬‬
‫ففي حالة التضخم يرفع البنك معدل إعادة الخصم ليحد من قدرة البنوك على التوسع في الئتمان‬
‫بغية مجابهة الوضاع التضخمية ‪ ،‬و من ثمة يلجا البنك المركزي إلى سياسة الحد من الئتمان‬
‫لدى البنوك التجارية فيقوم برفع تكلفة الئتمان المتمثلة في معدل الفائدة فترتفع تكلفة التمويل ‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫فيدفع المستثمرون بالمتناع عن القتراض و قد يلجئون إلى استثمار‬
‫أموالهم في السوق المالية بشرائهم أسهم وسندات ‪ ،‬و هكذا تخرج الموال من فخ السيولة فيتقلص‬
‫حجم الكتلة النقدية و ينكمش ‪.‬و يحدث العكس في حالة إتباع البنك المركزي للسياسة التوسعية ‪.‬‬
‫‪ -2‬سياسة السوق المفتوحة‪ :‬و تعني دخول البنك المركزي للسوق النقدية من اجل تخفيض أو‬
‫‪1‬‬
‫زيادة حجم الكتلة النقدية عن طريق بيع أو شراء الوراق المالية من أسهم و سندات ‪.‬‬
‫ففي حالة معاناة القتصاد من ظاهرة التضخم يتدخل البنك المركزي عارضا ما بحوزته من أوراق‬
‫مالية للبيع ‪،‬و من ثم يقوم بامتصاص الفائض من الكتلة النقدية نتيجة قيام البنوك بشراء تلك‬
‫الوراق المالية كبدائل للنقود فيتقلص حجم السيولة و تنخفض قدرة البنوك التجارية على التوسع‬
‫في منح الئتمان ‪.‬‬
‫أما إذا كان القتصاد يعاني من ظاهرة النكماش يتدخل البنك المركزي لتشجيع الئتمان و توفير‬
‫السيولة اللزمة للداء القتصادي ‪ ،‬بطرح المزيد من السيولة في سوق التداول مقابل الوراق‬
‫المالية والتجارية‪.‬‬
‫‪ -3‬سياسة معدل الحتياطي النقدي القانوني ‪ :‬إن تدخل البنك المركزي بسياسة الحتياطي‬
‫النقدي اللزامي يقضي بضرورة قيام البنوك التجارية بالحتفاظ بنسبة معينة من الودائع لديه‪ ،‬و‬
‫يستعمل البنك هذه السياسة لحداث التوازن النقدي المحلي ‪ ،‬ففي حالة التضخم يرفع البنك‬
‫المركزي نسبة الحتياطي النقدي القانوني ‪ ،‬و في حالة النكماش يخفض هذه النسبة حتى يسمح‬
‫‪2‬‬
‫للبنوك التجارية التوسيع في منح الئتمان عن طريق رفع مضاعف الئتمان ‪.‬‬
‫* الدوات النوعية‪:‬‬
‫و تتمثل في مايلي ‪:‬‬
‫مفيد عبد اللوي ‪ ،‬محاضرات في القتصاد النقدي و السياسات النقدية ‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪. 64‬‬ ‫‪1‬‬

‫بلعزوز بن علي ‪ ،‬محاضرات في النظريات و السياسات النقدية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 127-125‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪ -1‬السقوف التمويلية‪ :‬تعمل هذه السياسة على الحد من التوسع في التمويل الجمالي و جعله في‬
‫حدود المستوى المخطط له ‪ ،‬و ذلك من خلل وضع سقف تمويلي للبنوك التجارية و على من‬
‫يتجاوزه إيداع مبلغ يعادل قيمة التجاوز لدى البنك المركزي‪ ،‬أو تفرض غرامة مناسبة حسب‬
‫تقدير السلطة النقدية ‪.‬‬
‫‪ -2‬تنظيم القروض الستهلكية ‪ :‬وذلك بوضع حد أقصى من طرف البنوك التجارية و ذلك‬
‫للموال التي تستخدمها هذه الخيرة في شراء السلع الستهلكية‪ ،‬أو بتجديد مدة قصوى للمبيعات‬
‫المؤجلة من اجل تخفيض عدد القساط و الرفع من قيمة القسط ‪.‬‬
‫‪ -3‬تخصيص التمويل‪ :‬و ذلك من خلل ضمان البنك المركزي للتوزيع الهادف للموال المقرضة‬
‫وتوجيهها وفق خطة الدولة التي تحدد الولويات كتوجيه الموال إلى القطاعات ذات الولوية مثل‬
‫القطاع الزراعي و الصناعي ‪.‬‬
‫‪ -4‬القناع الدبي و هي الحالة التي تقوم فيها البنك المركزي بإقناع البنوك التجارية بإتباع سياسة‬
‫معينة دون لجوئه إلى إصدار أوامر و تعليمات رسمية‪ ،‬و تتوقف هذه السياسة على مدى قدرة‬
‫‪1‬‬
‫البنك المركزي في القناع و مدى تقبل البنوك التجارية بالتعامل معه و ثقتها في إجراءاته‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬علقة السياسة المالية بالسياسة النقدية‬


‫ل نقصد بالمقارنة بين السياستين النقدية والمالية المفاضلة بينهما ‪ ،‬فكلهما ل يمكن الستغناء عنها‬
‫كأساس لسياسة الدولة القتصادية في الجوانب التالية ‪:‬‬
‫*إن تأثير السياسة المالية على الدخول ثم على النفاق ) الطلب الكلي ( تأثير مباشر يتحدد من‬
‫خلل تغير النفاق الحكومي الجاري والستثماري والضرائب والعانات الحكومية ‪ .‬أما تأثير‬
‫السياسة النقدية على الدخول يكون بصورة غير مباشرة إذ أن الجراءات والتدابير النقدية التي‬
‫تتخذها السلطات النقدية في تغيير حجم الئتمان وكلفته ستنعكس على النشاط القتصادي ثم على‬
‫مستوى النفبباق والطلب الكلي ‪.‬‬
‫*تتسم السياسة المالية بوجود ما يعرف بالفارق الزمني اللزم لتحقيق فعاليتها‪ ،‬إذ تحتاج لوقت‬
‫أطول بالمقارنة مع فعالية السياسة النقدية التي تستغرق وقت أقل ‪ .‬وتعود مرونة السياسة النقدية‬
‫إلى إمكانية اتخاذ التدابير والجراءات النقدية من قبل السلطات النقدية ) البنك المركزي ( دون‬
‫الحاجة إلى تغييرات دستورية وسن تشريعات حكومية‪ ،‬على عكس السياسة الماليبة التي تتوجب‬
‫في معظم الحيان سن تشريعات وإجراءات التغيير الدستوري عند اتخاذ الجراءات والوسائل‬
‫العامة من قبل السلطة المالية ‪ .‬والمهم في هذا ليس الفارق الزمني في تحقيق فعالية كلتا السياستين‬
‫وإنما الهم من ذلك ينحصر في تحديد الفترة الزمنية المحصورة بين توقيت تدخل السلطتين المالية‬
‫والنقدية وبين نتائج هذا التدخل ماليا و نقديا ‪ ،‬و يمكن حصر هذا الفارق في ثلث أنواع ‪ :‬النوع‬
‫الول و يمثل فارق الدراك أي الفترة الواقعة بين ظهور الحاجة إلى التدخل الحكومي من‬
‫السلطتين النقدية و المالية بين إدراك الحاجة الفعلية إلى اتخاذ الجراءات و التدابير النقدية‬
‫والمالية للتأثير في النشاط القتصادي وهذا النوع من التدخل يرتبط بتوافر المعلومات والتنبؤات‬
‫المستقبلية الدقيقة نسبيا وهذا يتوقف على مستوى التطور في المجتمع اقتصاديا واجتماعيا ‪ .‬أما‬
‫الفارق الزمني الثاني يمثل الفترة المحصورة بين إدراك الحاجة إلى التدخل الحكومي وبين التدخل‬
‫فعل‪ .‬أمبا الفارق العملي وهو النوع الثالث فيعبر عن الفترة بين تنفيذ التدخل الحكومي و بين‬
‫النتائج الفعلية المحققة بسبب هذا التدخل‪.‬‬

‫مفيد عبد اللوي ‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.65‬‬ ‫‪1‬‬


‫*يمكن أن تكون السياسة المالية أداة اقتصادية أكثر فعالية في مواجهة الكساد والركود القتصادي‬
‫‪2‬‬
‫مقابل تزايد فعالية السياسة النقدية في مواجهة الضغوط التضخمية‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪:‬ماهية المؤسسات الصغيرة و المتوسطة‬


‫سنحاول في هذا المبحث التطرق إلى تعريف المؤسسات الصغيرة و المتوسطة‪ ،‬أشكالها و‬
‫خصائصها‪ ،‬بالضافة إلى توضيح دورها في التنمية القتصادية و مساهمتها في الحد من البطالة‪.‬‬
‫المطلب الول‪ :‬تعريف المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬
‫أثار تحديد تعريف المؤسسات الصغيرة و المتوسطة جدل كبيرا في الفكر القتصادي ‪ ،‬ذلك لنه‬
‫من الصعوبة بمكان وجود تعريف محدود و دقيق للمؤسسات الصغيرة و المتوسطة بسبب أراء‬
‫التي طرحت بشان تحديد مفهوم واضح لهذا النوع من المؤسسات‪.‬‬
‫أول*صعوبة تعريف المؤسسات الصغيرة و المتوسطة‪:‬‬
‫ويمكن رد صعوبات التعريف الموحد لهذا القطاع إجمال إلى ثلثببة عوامببل أساسببية‪ ،‬نببذكرها فيمببا‬
‫يلي ‪:‬‬
‫‪ -1‬العوامل القتصادية‪ :‬وتضم ما يلي‪:‬‬
‫*اختلف مستويات النمو‪ :‬ويتمثل في التطور اللمتكافئ بين مختلف الدول واختلف مستويات‬
‫النمو‪ ،‬فالمؤسسة الصغيرة والمتوسطة في الوليات المتحدة المريكيببة ‪ ،‬اليابببان‪ ،‬ألمانيببا أو أي بلببد‬
‫ن شببروط النمببو‬ ‫صناعي آخر تعتبر كبيرة في بلد نامي كالجزائر أو سوريا أو السببنغال مثل‪،‬كمببا أ ّ‬
‫القتصادي والجتماعي تتباين من فترة لخرى‪ ،‬فما يمكن أن نسميها كبيرة الن قد تصبح مؤسسببة‬
‫صببغيرة أو متوسببطة فببي فببترة لحقببة‪ ،‬ويببؤثر المسببتوى التكنولببوجي الببذي يحببدد بببدوره أحجببام‬
‫المؤسسات القتصادية ويعكس التفاوت في مستوى التطور القتصادي‪.‬‬
‫*تنوع النشطة القتصادية‪ :‬إن تنوع النشطة القتصادية يغير في أحجام المؤسسات ويميزها‬
‫من فرع لخر‪ ،‬فالمؤسسات الببتي تعمببل فببي الصببناعة غيببر المؤسسببات الببتي تعمببل فببي التجببارة‪،‬‬
‫وتختلف المؤسسات التي تنشط في المجال التجاري عن تلك التي تقدم خدمات وهكذا‪.‬‬
‫ويمكن أن تصنف المؤسسات القتصادية حسب القطاعات القتصادية إلى ) صناعية‪ ،‬تجارية‪،‬‬
‫زراعيببة‪ ،‬خدميببة( وتختلببف أيضببا تصببنيفات المؤسسببات الصببغيرة والمتوسببطة مببن قطبباع لخببر‬
‫باختلف الحاجة إلى العمالة ورأس المال‪ ،‬فالمؤسسببات الصببناعية تحتبباج لببرؤوس أمببوال ضببخمة‬
‫لقامة استثماراتها أو التوسع فيها وتكون في شكل مباني‪ ،‬آلت ومخزون‪...‬الخ‪ ،...‬وتحتاج إلى يببد‬
‫عاملة كثيرة مؤهلة ومتخصصة‪ ،‬المر الذي ل يطرح في المؤسسات التجاريببة أو الخدماتيببة علببى‬
‫القل بنفس الدرجة‪ ،‬أّما على المستوى التنظيمي فالمؤسسات الصناعية ولجل التحكم فببي أنشببطتها‬
‫تحتاج إلى هيكل تنظيمي أكثر تعقيدا يتم في ظله توزيع المهام وتحديد الدوار والمسببتويات لتخبباذ‬
‫القرارات المختلفببة‪ ،‬لكببن المؤسسببات التجاريببة ل تحتبباج إلببى مسببتوى تنظيمببي معقببد وإنمببا يتسببم‬
‫‪2‬ناظم محمد نوري الشمري‪ ،‬النقود والمصاريف والنظرية النقدية ط ‪ ،1،1999‬دار زهران للنشر‪ ،‬عمان‪،‬ص ‪201-202.‬‬
‫بالبساطة والوضوح وسهولة اتخاذ القرارات‪ ،‬وتوحد جهة إصدارها وهذا ما يفسببر صببعوبة تحديببد‬
‫‪1‬‬
‫التعريف‪.‬‬

‫*اختلف فروع النشاط القتصادي‪ :‬يختلف النشاط القتصادي وتتنوع فروعه‪ ،‬فالنشاط التجاري‬
‫ينقسم إلى تجارة بالتجزئة وتجارة الجملة‪ ،‬وأيضا على مستوى المتداد ينقسببم إلببى تجببارة خارجيببة‬
‫وتجارة داخلية‪ ،‬والنشاط الصناعي بببدوره ينقسببم إلببى فببروع عببدة منهببا الصببناعات السببتخراجية‪،‬‬
‫الغذائية‪ ،‬التحويلية‪ ،‬الكيميائية‪ ،‬التعدينية‪...‬الخ‪.‬‬
‫وتختلف كل مؤسسة حسب النشاط المنتمية إليه أو أحد فروعه وذلك بسبب تعداد اليد العاملة ورأس‬
‫جه للستثمار‪ ،‬فالمؤسسة الصغيرة أو المتوسطة في مجببال الصببناعة التعدينيببة قببد تكببون‬ ‫المال المو ّ‬
‫كبيرة في مجال التجارة أو الصناعة الغذائية‪.‬‬
‫‪ -2‬العوامـل التقنية‪ :‬ويتلخص العامل التقني في مستوى الندماج بين المؤسسات‪ ،‬فحيثمببا تكببون‬
‫حد عملية النتاج وتمركزها في مصنع واحببد‪ ،‬وبالتببالي‬ ‫هذه الخيرة أكثر اندماجا يؤدي هذا إلى تو ّ‬
‫يتجه حجم المؤسسات إلى الكبر‪ ،‬بينما عندما تكون العملية النتاجية مجزأة وموزعة إلى عدد كبببير‬
‫من المؤسسات يؤدي ذلك إلى ظهور عدة مؤسسات صغيرة ومتوسطة‪.‬‬
‫‪ -3‬العوامل السياسية‪ :‬وتتمثل في مدى اهتمام الدولة ومؤسساتها بقطاع المؤسسات الصغيرة‬
‫والمتوسطة ‪ ،‬ومحاولة تقديم مختلف المساعدات له وتذليل الصعوبات التي تعترض طريقه من أجل‬
‫‪2‬‬
‫توجيهه وترقيته ودعمه‪.‬‬
‫ثانيا *معايير تعريف المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪:‬‬
‫لقد رأينا فيما سبق أن تحديد تعريف دقيق للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وعلى أساس يرضي‬
‫ويتفق عليه الجميع ‪ ،‬يعتبر من الصعب بمكان إن لم نقل مستحيل ولكن ل يعني هذا أن نبقى‬
‫مكتوفي اليدي ونحكم بعدم وجود تعريف دقيق لنبه ليس من المنطقي دراسة موضوع من غير‬
‫معرفة ماهيته ومعالمه ‪ ،‬ولذلك تم العتماد على جملة من المعايير يمكن الستناد عليها في محاولة‬
‫تحديد ماهية هذه المؤسسات وهذا رغم كثرة هذه المعايير ‪،‬و يمكن تصنيف هذه المعايير فيما يلي‬
‫‪ -1‬المعايير الكمية‪ :‬المعايير الكمية هي من أهم المعايير المستخدمة في تعريف المؤسسات‬
‫الصغيرة والمتوسطة ‪ ،‬وهي تخص مجموعة من المؤشرات التقنية القتصادية ومجموعة أخرى‬
‫من المؤشرات النقدية‪.‬‬
‫*معيار عدد العمال‪:‬وهو من المؤشرات وهذا بالنظر السهولة التي يتميز بها وثباته النسبي خاصبة‬
‫إذا علمنا أن البيانات الخاصة بالعمالة متوفرة في غالبية الدول ويتم نشرها دوريا وبصفة مستمرة‪.‬‬
‫لكن على الرغم من هذه السهولة والوفرة في البيانات إل أن هناك من يرى وجوب توخي الحذر‬
‫في استعمال هذا المؤشر لن العتماد المطلق على هذا المعيار قد يؤدي إلى تصنيف خاطئ‬
‫للمؤسسات ‪ ،‬حيث تعتبر على أساسه المؤسسات ذات الكثافة العمالية مؤسسات كبيرة بالنظر إلى‬
‫تلك التي تعوض هذه الكثافة العمالية بالكثافة الرأسمالية والتكنولوجية ‪ ،‬كما أن هناك عوامل‬
‫‪ 1‬أحلم دبي و آخرون‪ ،‬اثر السياسة المالية على تأهيل المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ‪ ،‬مذكرة تخرج ضمن متطلبات الحصول‬
‫نيل شهادة الليسانس في علوم التسيير فرع مالية ‪ ،2009-2008 ،‬المركز الجامعي بالوادي ‪ ،‬ص ‪. 33‬‬

‫‪ 2‬أحلم دبي و آخرون‪ ،‬اثر السياسة المالية على تأهيل المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 34‬‬
‫‪ 2‬صفوت عبد السلم عوض ال ‪ ،‬اقتصاديات الصناعات الصغيرة ودورها في تحقيق التنمية ‪،‬د ط ‪ ، 1953 ،‬دار النهضة‬
‫العربية ‪،‬مصر‪ ،‬ص ‪. 19-12‬‬
‫أخرى تجعلنا نتوخى الحذر في استعمال هذا المعيار تتمثل في ظاهرة عدم التصريح بالعمال ‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫وكذا اشتغال أفراد العائلة في المؤسسات العائلية مع كونهم عمال في مؤسسات أخرى‪.‬‬
‫*معيار رأس المال المستثمر‪ :‬يعتمد هذا المعيار كثيرا في تحديد حجم المشروعات الصناعية‬
‫بحيث إذا كان حجم رأس المال المستثمر كبيرا عدة المؤسسة كبيرة ‪ ،‬أما إذا كان صغيرا نسبيا‬
‫اعتبرت المؤسسة صغيرة أو متوسطة مع الخذ بعين العتبار درجة النمو القتصادي لكل دولة‪.‬‬
‫وبمناسبة حديثنا عن المعايير الكمية تجدر الشارة إلى أن هناك من الدول من تعتمد بالضافة إلى‬
‫هذه المعايير المنفردة على معايير أخرى مزدوجة مثل معيار العمالة و رأس المال المستثمر معا‪.‬‬
‫*للللل للللللل لللل للللل‪):‬معيار مزدوج(‬
‫يعتمد هذه المعيار في تحديد المشروعات الصناعية والتجارية المختلفة وذالك بالجمع بين‬
‫المعيارين السابقين‪ ،‬أي معيار العمالة ومعيار رأس المال في معيار واحد يعمل على وضع حد‬
‫أقصى لعدد العمال بجانب مبلغ معين للستثمارات الرأسمالية الثابتة في المشروعات الصناعية‬
‫الصغيرة ‪.‬‬
‫‪-2‬المعايير النوعية‪:‬‬
‫لقد رأينا من خلل تطرقنا للمعايير الكمية أنها تتضمن من الجوانب السلبية وبالتالي عدم قدرتها‬
‫لوحدها الفصل بين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وغيرها من المؤسسات الخرى وذلك لتباين‬
‫المعطيات من قطاع اقتصادي إلى آخر هذا ما جعل الباحثين يدرجون معايير أخرى وهي المعايير‬
‫النوعية التي تتمثل في‪:‬‬
‫*معيار الملكية‪:‬يعتبر هذا المعيار من المعايير النوعية الهامة حيث تجد أن غالبية المؤسسات‬
‫الصغيرة والمتوسطة تعود ملكيتها إلى القطاع الخاص في شكل شركات أشخاص أو شركات أموال‬
‫معظمها فردية أو عائلية يلعب مالك هذه المؤسسة دور المدير والمنظم وصاحب اتخاذ القرار‬
‫الوحيد‪.‬‬
‫*معيار المسؤولية‪:‬حيث نجد حسب المعيار في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة و بالنظر إلى‬
‫هيكلها التنظيمي البسيط ‪ ،‬نجد أن صاحب المؤسسة باعتباره مالكا لها يمثل المتصرف الوحيد‬
‫الذي يقوم باتخاذ القرارات وتنظيم العمل داخل المؤسسة وتحديد نموذج التمويل والتسويق …الخ‪،‬‬
‫وبالتالي فان المسؤولية القانونية والدارية تقع على عاتقه وحده‪.‬‬
‫*معيار حصة المؤسسة من السوق‪:‬بالنظر إلى العلقة الحتمية التي تربط المؤسسة بالسوق كونه‬
‫الهدف الذي تؤول إليه منتجاتها ‪ ،‬فهو يعتبر بهذا مؤشرا لتحديد حجم هذه المؤسسة بالعتماد على‬
‫وزنها وأهميتها داخل السوق الذي كلما كانت حصة المؤسسة فيه كبيرة و حظوظها وافرة كلما‬
‫اعتبرت هذه المؤسسة كبيرة ‪ ،‬أما تلك التي تستحوذ على جزء يسير منها و تنشط في مناطق‬
‫ومجالت محدودة فتعتبر صغيرة أو متوسطة‪.‬‬
‫لكن هذا المؤشر أي السوق له حالت عدة فقد يكون في حالة منافسة تامة أي وجود عدد كبير من‬
‫المنتجين كل منهم ينتج جزء ضئيل من حجم النتاج الجمالي المعروض في السوق أو حالة‬
‫الحتكار التام ‪ ،‬حيث يوجد منتج واحد فقط أو حالة المنافسة الحتكارية المتمثلة في وجود عدد‬
‫كبير من المنتجين ينتج جزء بسيط من مجموع النتاج –سلع متشابهة غير متجانسة‪ -‬و أخيرا‬
‫‪1‬‬
‫احتكار القلة أي عدد قليل من المنتجين يسيطرون على السوق ‪.‬‬
‫ثالثا*تعريف المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪:‬‬
‫‪1‬صفوت عبد السلم عوض ال ‪ ،‬اقتصاديات الصناعات الصغيرة ودورها في تحقيق التنمية ‪،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 19‬‬
‫سنحاول تقديم تعاريف لبعض الدول والمنظمات ثم نقوم بإدراج التعريف المعتمد في الجزائر‪.‬‬
‫‪ -1‬تعريف الوليات المتحدة المريكية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪:‬‬
‫حسب قانون المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لعام ‪ 1953‬الذي نظم إدارة هذه المؤسسات ‪ ،‬فإن‬
‫المؤسسات الصغيرة والمتوسطة هي ذلك النوع من المؤسسات التي يتم امتلكها وإدارتها بطريقة‬
‫مستقلة حيث ل تسيطر على مجال العمل الذي تنشط في نطاقه ‪ ،‬وقد إعتمد على معياري‬
‫المبيعات وعدد العاملين لتحديد تعريف أكثر تفصيل فقد حدد القانون هذه المؤسسات كما يلي‪:‬‬
‫‪-‬مؤسسات الخدمات والتجارة بالتجزئة من ‪1‬الى ‪5‬مليون‬
‫دولر كمبيعات سنوية‪.‬‬
‫‪ -‬مؤسسات التجارة بالجملة من ‪5‬الى ‪15‬مليون دولر كمبيعات سنوية‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬المؤسسات الصناعية عدد العمال ‪250‬عامل أو اقل‪.‬‬
‫‪ -2‬تعريف اليابان للمؤسسات الصغيرة و المتوسطة‪:‬‬
‫اعتمدت اليابان في تعريفها حسب القانون الساسي حول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لعام‬
‫‪ 1963‬على معياري راس المال اليد العاملة فهذه المؤسسات ل يتجاوز رأس مالها المستثمر‬
‫‪ 100‬مليون ين ياباني ول يتجاوز عدد عمالها ‪300‬عامل أما التقسيم حسب القطاعات فنجد ‪:‬‬
‫‪ -‬المؤسسات الصناعية و المنجمية وباقي الفروع رأس المال المستثمر اقل من ‪ 100‬مليون ين‬
‫وعدد العمال ل يفوق ‪300‬عامل‪.‬‬
‫‪-‬التجارة بالجملة رأس المال ل يفوق ‪ 30‬مليون ين وعدد العمال اقل من ‪ 100‬عامل‪.‬‬
‫‪-‬التجارة بالتجزئة والخدمات رأس المال ل يفوق ‪ 10‬مليون ين وعدد العمال‬
‫‪ -3‬تعريف الهند للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪:‬‬
‫كانت الهند تعتمد في تعريفها للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة على معيار رأس المال المستثمر‬
‫وعدد العمال ‪ ،‬بحيث وضعت حد أقصى ل يتجاوز ‪50‬عامل‪ ،‬مما أدى إلى عدم المساعدة في‬
‫الخفيف من حدة مشكلة البطالة ومن ثم قامت الحكومة سنة ‪ 1967‬بقصر التعريف على رأس‬
‫المال وحده ‪ ،‬وبالتالي أصبحت المؤسسات تعتبر صغيرة أو متوسطة في الهند إذا لم يتجاوز رأس‬
‫مالها ‪ 750‬ألف روبية )أو ما يعادل ‪ 1000.000‬دولر أمريكي ( وبدون وضع حد أقصى‬
‫‪2‬‬
‫لعدد العمال الذين توظفهم المؤسسة ‪.‬‬

‫‪ -4‬تعريف التحاد الوربي للمؤسسات الصغيرة و المتوسطة‪:‬‬


‫ولقد اعتمد التحاد الوروبي هذا المعيار في تعريفه للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في أبريل‬
‫‪ .1996‬فهو يعرفها على أنها "كل مؤسسة تضم أقل من ‪ 250‬أجير ورقم أعمالها أقل من ‪40‬‬
‫مليون وحدة نقدية أوروبية )‪ (ECU‬أو مجموع الميزانية ل يتجاوز ‪ 27‬مليون و‪.‬ن‪.‬أ والتي ل‬
‫تكون في حد ذاتها ممتلكة بنسبة ‪ %25‬من قبل مؤسسة أخرى ل تنطبق‬
‫عليها هذه المعايير ‪.‬‬
‫‪ -5‬تعريف الجزائر للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪:‬‬

‫‪ 1‬عثمان لخلف‪ '' ،‬دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في التنمية القتصادية ''‪ ،‬رسالة ماجستير )غير منشورة ( ‪ ،‬معهد العلوم‬
‫القتصادية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،1995 ،‬ص ‪. 11‬‬
‫‪ 2‬احمد رمحه و آخرون‪ ،‬التمويل البنكي للمؤسسات الصغيرة و المتوسطة ‪ ،‬مذكرة تخرج ضمن متطلبات الحصول نيل شهادة‬
‫الليسانس في علوم التسيير فرع مالية ‪ ،2007-2006 ،‬المركز الجامعي بالوادي ‪ ،‬ص ‪. 08‬‬
‫ومن أجل تحقيق النسجام في تعريف هذه المؤسسات‪ ،‬وخاصة في ظل انضمام الجزائر إلى‬
‫المشروع الورو متوسطي‪ ،‬و كذا توقيعها على "الميثاق العالمي حول المؤسسة الصغيرة‬
‫والمتوسطة" في جوان ‪ ،2000‬أخذ القانون الجزائري بذات التعريف‪ ،‬حيث عرف المؤسسة‬
‫الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬مهما كانت طبيعتها القانونية‪ ،‬بأنها كل مؤسسة إنتاج سلع و‪/‬أو خدمات تشغل‬
‫من ‪ 1‬إلى ‪ 250‬شخصا ول يتجاوز رقم أعمالها السنوي ‪ 2‬مليار دينار أو ل يتجاوز مجموع‬
‫حصيلتها السنوية ‪ 500‬مليون دينار‪ ،‬كما تتوفر على الستقللية‪ ،‬بحيث ل يمتلك رأسمالها بمقدار‬
‫‪ %25‬فما أكثر من قبل مؤسسة أو مجموعة مؤسسات أخرى ل ينطبق عليها تعريف المؤسسات‬
‫الصغيرة والمتوسطة‬
‫يمكن تلخيص تعريف المشرع الجزائري للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجدول التالي‪:1‬‬

‫مج الميزانية‬ ‫رقم العمال‬ ‫عدد‬ ‫الصنف‬


‫السنوي‬ ‫الجراء‬

‫> ‪ 10‬مليون دج‬ ‫> ‪ 20‬مليون دج‬ ‫‪9-1‬‬ ‫مؤسسة مصغرة )‪micro-‬‬
‫‪(entreprise‬‬
‫> ‪ 100‬مليون‬ ‫> ‪ 200‬مليون‬ ‫‪- 10‬‬ ‫مؤسسة صغيرة )‪petite‬‬
‫دج‬ ‫دج‬ ‫‪49‬‬ ‫‪(entreprise‬‬
‫‪500 -100‬‬ ‫‪ 200‬مليون ‪2 -‬‬ ‫‪-50‬‬ ‫مؤسسة متوسطة )‪moyenne‬‬
‫مليون دج‬ ‫مليار دج‬ ‫‪250‬‬ ‫‪(entreprise‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬أشكال المؤسسات الصغيرة والمتوسطة و خصائصها‬


‫أول*أشكال المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ‪:‬‬
‫هناك عدة أشكال للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬تختلف مع اختلف المعايير المعتمدة في‬
‫تصنيفها‪ ،‬وتتمثل هذه المعايير فيما يلي ‪ :‬طبيعة توجه هذه المؤسسة ؛ طبيعة تنظيم العمل ؛‬
‫طبيعة المنتجات ؛ الصناعات التكاملية ‪.‬‬
‫أول‪ :‬تصنيف المؤسسات الصغيرة و المتوسطة على أساس توجههـا‪:‬‬
‫يمكن أن نجد عدة أشكال للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وذلك حسب توجهها ومن أهمهبا‪:‬‬
‫‪-1‬المؤسسات العائليبة ) المنزليبة(‪ :‬تتميز بأن مكان إقامتها هو المنزل‪ ،‬ويتم إنشاؤها بمساهمة‬
‫أفراد العائلة‪ ،‬وتنتج منتجات تقليدية للسوق بكميات محدودة‪.‬‬
‫‪-2‬المؤسسات التقليدية‪ :‬يقترب أسلوب تنظيمها من المؤسسات العائلية‪ ،‬ولكن لجوئها إلى الستعانة‬
‫بالعمل الجير في عملها‪ ،‬جعلها تتميز بشكل كبير عن المؤسسات المنزلية‪،‬كما أنها تتميز عن هذه‬
‫‪1‬حسببين رحببيم ‪ ،‬ترقية شبكة دعم الصناعات والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر ‪ ،‬الملتقى الوطني الول‬
‫للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة ‪ ،‬الغواط‪ 09 – 08 ،‬افريل ‪ ، 2002‬ص ‪. 52‬‬
‫الخيرة كون مكان إقامتها هو محل مستقل عن المنزل )ورشات صغيرة(‪ ،‬مع بقاء اعتمادها على‬
‫الدوات اليدوية البسيطة في تنفيذ عملها‪.‬‬
‫‪-3‬المؤسسات الصغيرة والمتوسطة المتطورة وشبه المتطورة ‪:‬‬
‫تختلف عن النوعين السابقين في اتجاهها إلى الخذ بفنون النتاج الحديثة‪ ،‬سواء من ناحية التوسع‬
‫في استخدام رأس المال الثابت أو تنظيم العمل‪ ،‬أو من ناحية المنتجات التي يتم صنعها وفق‬
‫مقاييس صناعية حديثة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬تصنيف المؤسسات الصغيرة والمتوسطة على أساس أسلوب تنظيم العمل‪:‬‬
‫ونفرق بين نوعين من المؤسسات‪:‬‬
‫‪ -1‬المؤسسات المصنعة ‪. La petite industrie usinière‬‬
‫‪ -2‬المؤسسات غير المصنعة ‪.La petite industrie nom usinière‬‬
‫تصنيف المؤسسات حسب أسلوب تنظيم العمل‬
‫نظام المصنع‬ ‫النظام الصناعي‬ ‫النتاج العائلي النظام الحرفي‬
‫المنزلي )الورشة(‬
‫مصنع‬ ‫مصنع‬ ‫ورشات مصنع‬ ‫عمل في ورشات عمل‬ ‫النتاج‬
‫كبير‬ ‫متوسط‬ ‫صغير‬ ‫حرفية صناعي شبه‬ ‫المنزل‬ ‫المخصص‬
‫في المنزل مستقلة‬ ‫للستهلك‬
‫الذاتي‬
‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪ -1‬المؤسسات المصنعة ‪:‬‬
‫إن مفهوم المؤسسبات المصنعة جاء عن النظام الغربي مثل فرنسا‪ ،‬بحيث تستخدم فيه أساليب‬
‫حديثة في التسيير وآلت متطورة لنتاج سلع ذات طابع صناعي‪ ،‬أما بالنسبة للدول السائرة في‬
‫طريق النمو‪ ،‬فإن المؤسسة المصنعة مقتصرة فقط في مجال التركيب وإصلح اللت‬

‫‪ -2‬المؤسسات الغير المصنعة ‪:‬‬


‫هذه الخيرة تجمع بين نظام النتاج العائلي ونظام النتاج الحرفي‪ ،‬والذي ينشطه الحرفي بصفة‬
‫انفرادية أو بالشتراك مع عدد من المساعدين ‪ ،‬وهو ما أشار إليه في الجدول السابق بالفئات‬
‫‪ ، 3.2.1‬إذ يعتبر النتاج العائلي المخصص للستهلك الذاتي أقدم شكل في تنظيم العمل‪ ،‬أما‬
‫النتاج الحرفي فهو نشاط ينتج بموجبه سلع ومنتجات حسب احتياجات الزبائن ‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬تصنيف المؤسسات الصغيرة والمتوسطة حسب طبيعة المنتجات‪ :‬تصنف المؤسسات‬
‫الصغيرة والمتوسطة على أساس طبيعة المنتجات إلى الفئات التالية‪:‬‬
‫‪ - 1‬مؤسسات إنتاج السلع الستهلكية ‪ :‬هذه المؤسسة متخصصة في إنتاج ‪:‬‬
‫*المنتجات الغذائية‪*.‬منتجات الجلود والحذية والنسيج‪*.‬تحويل المنتجات الفلحية‪.‬‬
‫‪-2‬مؤسسات إنتاج السلع الوسيطية‪ :‬وهي تجمع المؤسسات التي تختص في ‪:‬‬
‫*الصناعات الميكانيكية والكهربائية‪*.‬صناعة مواد البنباء ‪*.‬صناعة تحويل المعادن ‪*.‬المحاجر‬
‫والمناجم ‪*.‬الصناعات الكيماوية والبلستيك‪.‬‬
‫‪ -3‬مؤسسات إنتاج سلع التجهيز‪:‬تختلف مؤسسات إنتاج سلع التجهيز عن سابقتها في كونها تعتمد‬
‫على تكنولوجيا متطورة وعالية وذات كثافة رأس المال‪ ،‬بالضافة إلى المعدات والدوات‪ ،‬المر‬
‫الذي ل ينطبق وخصائص المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬لهذا فإن مجال تدخل هذه المؤسسات‬
‫يكون ضيقا ويشمل بعض الفروع‪ ،‬كإنتاج وتركيب بعض المعدات البسيطة‪ ،‬هذا بالنسبة للبلدان‬
‫المصنعة‪ ،‬أما بالنسبة للبلدان النامية فيكمن نشاطها في تصليح اللت‪ ،‬استخراج المعادن‪.‬‬
‫إن هذا التصنيف يساعد على إببراز أهميبة المؤسسبات الصغبيرة والمتوسطة إذ أنها تنشط في‬
‫‪1‬‬
‫مختلف فروع النشاط القتصادي‪.‬‬
‫ثانيا *خصائص المؤسسات الصغيرة و المتوسطة‪:‬‬
‫إذا لم يكن هنالك تعريف واضح ومتفق علية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة فهنالك مجموعة من‬
‫السمات التي يمكن أن تميزها عن باقي المؤسسات والتي يمكن إجمالها في ما يلي ‪:‬‬
‫*عنصر العمل اغلب المجالت التي تنشط فيها المؤسسات الصغيرة والمتوسطة تتميز بكثافة‬
‫عنصر العمل وهو ما يتناسب مع فنون النتاج البسيطة خاصة في البلدان التي تفتقر إلى رؤوس‬
‫الموال ‪.‬‬
‫*تتميز هذه المؤسسات بان لها القدرة على التفاعل بمرونة وسهولة مع متغيرات الستثمار‪ ،‬أي‬
‫التحول إلى إنتاج سلع وخدمات أخرى تتناسب مع متغيرات السوق ومتطلباته وسهولة الدخول‬
‫والخروج من السوق لنقص نسبة الصول الثابتة إلى الصول الكلية في اغلب الحيان ‪.‬‬
‫*إن درجة المخاطرة في المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ليست كبيرة ‪ ,‬خاصة مخاطر السوق‪،‬‬
‫فالمؤسسات الكبيرة تتحمل أخطارا كبيرة نظرا لحجم استثماراتها و حجم حصتها في السوق ‪.‬‬
‫*اختيار السواق تتجه المؤسسات الصغيرة والمتوسطة إلى السواق الصغيرة والمحدودة والتي ل‬
‫تثير اهتمام المؤسسات الكبيرة ‪.‬‬
‫*المقدرة على جلب المدخرات الصغيرة واستخدامها بطريقة فعالة تتلءم وظروف الدول النامية و‬
‫القدرة على النتشار في كل فروع النشاط القتصادي ‪.‬‬
‫* ل تتطلب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة كوادر إدارية ذات خبرة كبيرة مما ينعكس على تكلفة‬
‫النتاج‪ ،‬كما أن هذه المؤسسات تستعمل طرق تسيير غير معقدة وبسيطة فرئيس المؤسسة يتدخل‬
‫في كل ميادين التسيير ويمثل المحور الساسي في كل القرارات المتعلقة بالتنظيم والتسيير وهو ما‬
‫يعطي المؤسسات الصغيرة والمتوسطة مرونة وتسيير بدون تعقيد ‪.‬‬
‫*إن صغر حجم هذه المؤسسات يسمح لها باختيار موقعها بسهولة اكبر من الصناعات الكبرى‪،‬‬
‫ومنه تستطيع النتشار في المناطق الداخلية مقتربة من أسواق يصعب على المؤسسات الكبيرة‬
‫بلوغها إل بتكلفة مرتفعة المر الذي يجعل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة أكثر قدرة تنافسية في‬
‫هذه السواق ‪.‬‬
‫*تقوم المؤسسات الصغيرة بدور مؤثر في دعم ورفع الكفاءة النتاجية للمؤسسات الكبيرة ‪ ،‬ومن‬
‫أمثلة ذلك إعداد العمالة الماهرة فغالبا ما يعمل بالمؤسسات الصغيرة عمالة غير ماهرة والتي تترك‬
‫المصانع الصغيرة بعد اكتسابها للمهارة إلى المصانع الكبيرة التي تجذبها بالجور المرتفعة و‬
‫المزايا الفضل ‪.‬‬
‫*ارتفاع جودة النتاج بالنظر لعتماد المنشآت الصغيرة على مجالت عمل متخصصة ومحددة‬
‫فإن إنتاجها يتسم في الغالب بالدقة والجودة لن الجودة والدقة هما قرينة التخصص وتركيز العمل‪،‬‬
‫ذلك لن العمل في المؤسسات الصغيرة يعتمد على المهارة الحرفية وتصميم النتاج وفقا لذواق‬
‫المستهلكين و تبدلنها في المدى القصير ‪.‬‬

‫‪1‬أحلم دبي و آخرون‪ ،‬اثر السياسة المالية على تأهيل المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.43-42‬‬
‫*التنظيم ‪ :‬ل تعتمد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة على كثافة التنظيم المتسم بالتعقيد‬
‫البيروقراطي الذي يتطلب مستويات متعددة مثلما نجده في المؤسسات الكبيرة الذي قد يكون عنصر‬
‫معرقل للسير الحسن للتنظيم ‪.‬‬
‫كما تعتبر التقنيات المستخدمة في إطار الصناعات الصغيرة بسيطة وغير مكلفة‪ ،‬إضافة إلى أنها‬
‫تستخدم مواد وخامات متوفرة محليا وتحصل عليها إما من المنتجين مباشرة في حالة القرب من‬
‫مراكز النتاج‪ ،‬أو من الموردين والوسطاء في السواق وهذا ما يناسب حالة الدول النامية بتجنب‬
‫إرهاق لميزانية العملة الصعبة للدولة باستيراد المواد التقنية ذات التكلفة العالية ‪*.‬سرعة العلم و‬
‫سهولة انتشار المعلومة داخل هذا النوع من المؤسسات يمكنها من التكيف بسرعة مع الوضاع‬
‫‪1‬‬
‫القتصادية و الجتماعية ‪.‬‬
‫*سهولة تأسيس هذا النوع من المؤسسات يفسح المجال أمام تحقيق التشغيل الذاتي و ترقية‬
‫القتصاد العائلي‪ ،‬مما يجعل هذه المؤسسات تفرض نفسها عدديا في أنحاء متعددة من العالم ‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬أهمية المؤسسات الصغيرة و المتوسطة‬


‫يزداد الهتمام بالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في معظم اقتصاديات الدول المتقدمة والنامية‪،‬‬
‫نظرا للدور الذي أصبحت تؤديه هذه المؤسسات في تنشيط القتصاد الوطني وتحقيق التطور‬
‫الهيكلي والتقدم ورعاية البتكارات التكنولوجية‪...‬الخ ‪ .‬وعلى هذا الساس ولللمام بمختلف‬
‫جوانب الموضوع سوف سنحاول فيما يلي أن نبين مدى أهميتها وفاعليتها من التاجيتين القتصادية‬
‫والجتماعية‪.‬‬
‫أول‪ -‬الهمية القتصادية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ : 2‬تشكل المؤسسات الصغيرة‬
‫والمتوسطة أحد أهم أسس التنمية القتصادية في مختلف اقتصاديات العالم‪ .‬فهي ل تقل أهمية عن‬
‫المؤسسات الكبيرة لكونها تمثل الغالبية العظمى من المشاريع عددا في الدول النامية والدول‬
‫المتقدمة على حد سواء‪ .‬وتكمن أهميتها أيضا في مدى إمكانية تحقيقها لجملة من الهداف‬
‫القتصادية نلخصها فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة دور كبير في اقتصاديات الدول‪ ،‬حيث تقاس أهميتها بعدة‬
‫مؤشرات من بينها‪ :‬حجم اليد العاملة المشغلة‪ ،‬نسبتها ضمن العدد الجمالي للمؤسسات‪ ،‬وكذا‬
‫حصتها ضمن الناتج المحلي الجمالي‪ .‬ففي الدول المتقدمة على سبيل المثال تشكل المؤسسات‬
‫الصغيرة والمتوسطة نسبة ‪ %99‬من إجمالي المؤسسات الموجودة في كل من الوليات المتحدة‬
‫المريكية‪ ،‬ألمانيا‪ ،‬اليابان‪ ،‬فرنسا‪ ،‬بريطانيا وإيطاليا‪ .‬كما أنها توفر أكثر من ‪ %69‬من مناصب‬
‫الشغل في فرنسا من حجم العمالة الموظفة‪ ،‬وأكثر من ‪ %73‬من العمالة الموظفة في اليابان‪ .‬أما‬
‫من ناحية مساهمتها في الناتج المحلي الجمالي فنجدها تساهم بنسبة ‪ %48‬من الناتج المحلي‬
‫الجمالي في الوليات المتحدة المريكية‪ ،‬وبب ‪ %62‬في فرنسا‪ ،‬و ‪ %41‬في إيطاليا‪ ،‬و ‪%35‬‬
‫في ألمانيا ‪.‬‬

‫‪1‬محمد يعقوبي‪ ،‬مكانة و واقع المؤسسات الصغيرة و المتوسطة في الدول العربية عرض بعض التجارب‪ ،‬الملتقى الدولي حول‬
‫متطلبات تأهيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الدول العربية‪ ،‬الشلف‪ ،‬الجزائر‪ 18 -17 ،‬أفريل ‪ ،2006‬ص ‪.46‬‬

‫‪ 2‬محمد راتول‪ ،‬بن داودية وهيبة‪ ،‬بعض التجارب الدولية في دعم وتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الدروس المستفادة ‪،‬‬
‫الملتقى الدولي حول متطلبات تأهيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الدول العربية‪ ،‬الشلف‪ ،‬الجزائر‪ 18 -17 ،‬أفريل‬
‫‪ ،2006‬ص ‪.173‬‬
‫‪ -‬تلعب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة دوًرا محورًيا في عملية تحول اقتصاديات بعض البلدان‬
‫إلى اقتصاد السوق ‪.‬‬
‫‪ -‬دعم المؤسسات الكبيرة سواء فيما يتعلق بتوفير المنتجات نصف التامة كما هو الحال في اليابان‬
‫حيث ل تقوم المؤسسات العملقة المعروفة سوى بتجميع منتجات المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬
‫بعد أن تكون قد اتفقت مسبقا عي طريق التعاقد من الباطن على تصنيع أجزاء السلعة في‬
‫المؤسسات الصغيرة والمتوسطة المنتشرة في اليابان أو خارجه ‪،‬كما تقدم هذه المؤسسات دعما‬
‫للمؤسسات الكبيرة عندما تقوم بدور الموزع للسلعة أو تتخصص في خدمات ما بعد البيع‬
‫للمستهلكين ‪.‬‬
‫‪ -‬المكان المناسب للبتكارات وذلك بسبب قلة العمليات التي تجري أثناء العمل في هذه المؤسسات‬
‫إضافة إلى بساطة اللت والجهزة المستعملة فيها‪ ،‬وهو ما يمكن الشخاص العاملين فيها من أن‬
‫يصبحوا محترفين بعد فترة وأن يتجاوزوا فترة الحتراف إلى مرحلة البداع باختراع طرق جديدة‬
‫أو تجهيزات جديدة لتحسين أداء العمل وتجويد المنتج )كشركة فورد للسيارات اّلتي بدأ مؤسسها‬
‫الول "فورد" عمله كميكانيكي في ورشة صغيرة للحدادة‪ ،‬لتصبح مؤسسته اليوم من أعظم‬
‫الشركات شهرة في عالم الستثمار الجنبي ( وقد دلت الدراسات في أمريكا على أن ‪ %98‬من‬
‫المخترعات والفكار المطورة جاءت من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وليست الكبيرة‪.‬‬
‫‪-‬تساهم في تعبئة المدخرات التي ل تجد طريقها إلى المصارف سواء لسباب عقائدية أو لسبب‬
‫انخفاض الوعي المصرفي‪ ،‬حيث تجد هذه المدخرات طريقها للستثمار في مؤسسات أهلية أو‬
‫مؤسسات خاصة فردية ‪.‬‬
‫‪-‬زيادة الستثمار الجنبي المباشر و الدخول في مشروعات مشتركة في الدول المضيفة‪ ،‬بدل من‬
‫العتماد المطلق على الشركات العابرة القوميات و على نظم التصدير و التراخيص التي تواجهها‬
‫صعوبات في ظل التكتلت القتصادية القليمية القائمة ‪.‬‬
‫‪-‬لقد أثبتت المؤسسات الصغيرة والمتوسطة إمكانيات كبيرة في زيادة الصادرات وتوفير العملت‬
‫الصعبة وتقليل العجز في ميزان المدفوعات‪ ،‬أو حتى إحداث فائض فيه لبعض الدول‪ .‬وذلك من‬
‫خلل غزو السواق الجنبية‪ .‬فعلى سبيل المثال تمثل صادرات المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬
‫في دول شرق أسيا نسبة ‪ %40‬من مجموع الصادرات في هذه الدول‪ ،‬وهو ما يعادل ضعف نسبة‬
‫صادرات هذه المؤسسات في دول منظمة التعاون والتنمية القتصادية ‪.‬‬
‫وكذلك من أهم منافعها ما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬توفير وسائل الدفع الخارجي من خلل تعويض الستيراد و المساهمة في التصدير في أحيان‬
‫كثيرة‪.‬‬
‫‪ -‬استخدام التكنولوجيا المحلية في الكثير من الحيان ‪.‬‬
‫‪ -‬تغطية الطلب المحلي على المنتجات التي يصعب إقامة صناعات كبيرة لنتاجها لضيق نطاق‬
‫السوق المحلية ‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬الهمية الجتماعية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة ‪ :‬إن دور المؤسسات الصغيرة‬
‫‪1‬‬

‫والمتوسطة من الناحية الجتماعية يتمثل في ‪:‬‬


‫‪-‬ترقية روح المبادرة الفردية و الجماعية ‪:‬عن طريق استحداث أنشطة اقتصادية إنتاجية أو خدمية‬
‫لم تكن موجودة من قبل و كذا إحياء أنشطة اقتصادية تم التخلي عنها كالصناعات التقليدية ‪ ،‬كما‬
‫أن هذه المؤسسات تقبل على أنشطة ل تقبل عليها المؤسسات الكبيرة‪ ،‬و بالتالي فهي تلعب دورا‬

‫‪ 1‬محمد راتول‪.،‬بن داودية وهيبة‪ ،‬بعض التجارب الدولية في دعم وتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الدروس المستفادة ‪،‬‬
‫مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.487‬‬
‫مهما في إدخال أنشطة جديدة إلى السوق‪ ،‬بالضافة إلى كل هذا تشجع على خدمة السواق‬
‫المتخصصة و المحدودة التي ل تغري الصناعات الكبر بالتعامل معه ‪.‬‬
‫‪ -‬محاربة أنماط السلوك الجتماعي غير السوية ‪ :‬تواجه المؤسسات الصغيرة والمتوسطة مشكلة‬
‫البطالة وتحاول القضاء على فرص تكوين فئات من أفراد المجتمع تعاني من عدم توافر فرص‬
‫عمل لهم مما يدفعهم إلى ممارسة أنماط سلوكية غير سوية ينتج عنها العديد من ظواهر النحراف‬
‫والفساد الجتماعي‪ ،‬وتستطيع هذه المؤسسات وخاصة الحرفية منها استغلل الصبية كمساعدين في‬
‫بعض العمال بدل من تحولهم إلى طاقات تضر بالمجتمع بسبب إهمالهم اجتماعيا لنهم سيعتمدون‬
‫في كسب قوتهم اليومي على العمال المنحرفة وارتكاب الجرائم بصورها المختلفة وانسياقهم في‬
‫تيارات تؤدي إلى خلق فئة من العاطلين المتسببين في نشر الفساد‪ ،‬مما يضر بمقدرات البلد‬
‫القتصادية والجتماعية ‪.‬‬

‫‪ -‬رفع مشاركة الناث في النشاط القتصادي ‪ :‬إن تدعيم دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬
‫خاصة تلك المنتشرة في القرى والقاليم المختلفة‪ ،‬يساعد على رفع نسبة مشاركة الناث في‬
‫النشطة المختلفة التي تتطلب عمالة نسائية مثل المشغولت والملبس المطرزة وغيرها‪ ،‬ويساعد‬
‫هذا على استغلل طاقتهن والستفادة من أوقات فراغهن وزيادة دخولهن ورفع مستوى معيشتهن‪،‬‬
‫ومن ثم يتحقق الستغلل المثل للقوى العاملة من النساء ويدعم من مشاركتهن في النشاط‬
‫القتصادي ويحد من بطالتهن ‪.‬‬
‫‪ -‬تكوين الطارات الدارية ‪ :‬إذ أنها تعتبر بمثابة مراكز تدريبية بالنسبة للفراد للتعلم وحل مشاكل‬
‫الدارة والنتاج خاصة وأن معاهد الدارة ومركز التدريب محدودة الخبر و ضعيفة المكانيات ‪.‬‬
‫‪ -‬تكوين علقات وثيقة مع المستهلكين في المجتمع ‪ :‬تقدم سلعا و خدمات للفقراء في مقادير‬
‫صغيرة لشباع حاجاتهم الساسية بأسعار معقولة ‪.‬‬
‫‪ -‬تعمل على خفض معدلت البطالة والفقر ‪ :‬باعتبار البلدان النامية تعاني من مشكلة البطالة‬
‫بصورة حادة‪ ،‬فإن المشروعات الصغيرة والمتوسطة بإمكانها أن تلعب دورا هاما في التخفيف من‬
‫حدتها وتساهم في توفير مناصب عمل جديدة‪ ،‬وإعادة إدماج العمال المسرحين من المؤسسات‬
‫العمومية وبالتالي تخفض من نسبة البطالة خاصة بعد عمليات الخوصصة التي تشهدها الكثير من‬
‫البلدان النامية في إطار التعديلت الهيكلية وكذلك الزمات المالية ‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬اثر السياسة المالية و النقدية على تأهيل المؤسسات‬
‫الصغيرة و المتوسطة‬
‫المطلب الول ‪ :‬واقع المؤسسات الصغيرة و المتوسطة في الجزائر‬
‫أول* التطور التشريعي للمؤسسات الصغيرة و المتوسطة‪:‬‬
‫نستطيع اعتبارا من سنة ‪ 1982‬عن بداية جديدة في الجزائر تجسد فيها الهتمام الحقيقي‬
‫للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬حيث لم يتجاوز عددها منذ الستقلل إلى غاية بداية هذه المرحلة‬
‫‪ 12.000‬مؤسسة‪ ،‬أي بمعدل ‪ 600‬مؤسسة للسنة‪ ،‬وقد كانت في شكل مؤسسات عائلية صغيرة‬
‫غير مدعمة بل مهمشة إلى حد كبير‪ ،‬ولم يؤخذ بعين العتبار دورها الحقيقي في التنمية‪ ،‬لكن منذ‬
‫سنة ‪ 1982‬بعد اقتناع كلي من قبل المسؤولين بالحاجة إلى هذا النوع من المؤسسات‪ ،‬بدأ الهتمام‬
‫بها يتجسد ميدانيا وتجلى ذلك في الخطوات العملية التي اعتمدتها السلطات العمومية في الجزائر‬
‫والتي نجمعها تبعا لتسلسلها الزمني في ‪:‬‬
‫الموضـــوع‬ ‫الســنة‬
‫بعث تنظيم جديد للستثمار القتصادي الخاص الوطني خلل القانون‬ ‫‪1982‬‬
‫‪ 82/11‬الصادر في ‪21/02/1982‬‬
‫إنشاء ديوان للتوجيه والمتابعة والتنسيق للستثمارات الخاصة )‪(OSCIP‬‬ ‫‪1983‬‬
‫فتح الغرفة الوطنية للتجارة للمستثمرين الخواص‬ ‫‪1987‬‬
‫بداية الصلحات القتصادية واعتماد اقتصاد السوق‪ ،‬وإصدار قانون النقد‬ ‫‪1988‬‬
‫والقرض ‪(14/04/1990)90/10‬تحرير التجارة الخارجية المرسوم‬
‫‪(19/02/1991) 91/37‬‬
‫تحرير التجارة الخارجية المرسوم ‪(19/02/1991) 91/37‬‬ ‫‪1991‬‬
‫تطوير الستثمارات‪ ،‬المرسوم ‪(5/10/1993) 93/12‬‬ ‫‪1993‬‬
‫إنشاء وزارة مكلفة بقطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة تتكفل بتهيئة‬ ‫‪1994‬‬
‫المحيط الملئم لترقية نشاط هذه المؤسسات‬
‫بداية تحرير التجارة الخارجية واعتماد قانون الخوصصة‬ ‫‪1995‬‬
‫إصدار القانون التوجيهي رقم ‪ 2001/18‬المتضمن القانون الساسي‬ ‫‪2001‬‬
‫لترقية البمؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬
‫سنة إلحاق الصناعات التقليدية بقطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫‪2002‬‬
‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 2002/373‬المؤرخ في )‪ (11/11/2002‬المتعلق‬ ‫‪2002‬‬
‫بإنشاء صندوق لضمان القروض البنكية الموجهة للمؤسسات الصغيرة‬
‫والمتوسطة وهي سنة بداية تأهيل هذه المؤسسات‬
‫‪ 27/02/2003‬إنشاء نظام للعلم القتصادي الخاص بب المؤسسات‬ ‫‪2003‬‬
‫الصغيرة والمتوسطة‬
‫أفريل ‪ 2003‬فتح مكاتب جهوية لتأهيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫‪2003‬‬
‫تجسيدا لبرنامج التأهيل‬
‫تّم إحصاء ‪ 400‬عملية تأهيل وتشخيص وتكوين في إطار الدعم المباشر‬ ‫‪2004‬‬
‫مع بعث جهاز لتغطية الضمانات المالية بقيمة ‪ 20‬مليون أورو‬
‫تنظيم الجلسات الوطنية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة أيام ‪-14‬‬ ‫‪2004‬‬
‫‪15/01/2004‬‬
‫إنشاء الوكالة الوطنية لتطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫‪2005‬‬
‫‪ 2005-‬تخصيص أربع مليارات د ج بهذه الفترة للتكفل بب‪ :‬انجاز وتجهيز الوكالة‬
‫الوطنية لتطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وانجاز المشاتل وتطوير‬ ‫‪2009‬‬
‫ودعم الصناعة التقليدية‪ ،‬خاصة في الوسط الريفي‪ ،‬دراسة وانجاز متاحف‬
‫إنتاج الصناعة الحرفية التقليدية‪.‬‬
‫هذه المعطيات يتجلى جهد السلطات العمومية في الجزائر‪ ،‬التي سعت إلى بعث وتنشيط المؤسسات‬
‫الصغيرة والمتوسطة‪ ,‬بل سعت لحتضانها وتطويرها وتأهيلها وتنمية تنافسيها في السواق الداخلية‬
‫أو من أجل أن تضمن لها مكانة في السواق الخارجية‪ ،‬خاصة مع واقع انفتاح حدودنا القتصادية‬
‫بعد إمضاء اتفاق الشراكة مع التحاد الوروبي‪ ،‬وقرب إنهاء مفاوضات النضمام إلى المنظمة‬
‫‪1‬‬
‫العالمية للتجارة ‪.‬‬
‫ثانيا * دور المؤسسات الصغيرة و المتوسطة في القتصاد الوطني‪:‬‬
‫تزايد الهتمام في السنوات الخيرة بقطاع المؤسسات الصغيرة و المتوسطة لما لها من دور فعال‬
‫في تنمية القتصاد الوطني ‪،‬و الذي يظهر من خلل‪:‬‬
‫‪ -1‬إيجاد مناصب عمل‪:‬حيث أصبحت من الوسائل السريعة التي توجد مناصب عمل جديدة ‪ ،‬لن‬
‫أي مؤسسة تحتاج إلى يد عاملة فقد بلغ عدد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة حسب مديرية‬
‫الحصاء و أنظمة المعلومات التابعة لوزارة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة سنة ‪2006‬الى‬
‫‪ 269806‬مؤسسة ‪ ،‬تشغل ‪ 977942‬عامل و هذا حسب تصريحات الصندوق الوطني‬
‫للتأمينات الجتماعية في نهاية ‪ ،2006‬و يرجع توفير هذا العدد من مناصب الشغل إلى عدة‬
‫أسباب أهمها – سهولة إنشاء مثل هذه المؤسسات ‪ -.‬تعتمد هذه المؤسسات على يد عاملة و هذا‬
‫لعدم قدرتها على استخدام تكنولوجيا عالية ‪ – .‬مؤسسات ل تحتاج إلى إمكانيات مالية ضخمة‪.‬‬
‫‪ -2‬تنمية الصادرات ‪ :‬تظهر أهميتها في تنمية الصادرات من خلل كون القطاع الخاص يستحوذ‬
‫على أكثر من ‪ %50‬من الصادرات خارج قطاع المحروقات في العشرية الخيرة‪ ،‬أي المؤسسات‬
‫‪2‬‬
‫الصغيرة و المتوسطة‬

‫‪ 1‬ميلود تومي‪ ،‬مستلزمات تأهيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر‪ ،‬الملتقى الدولي "متطلبات تأهيل ال ‪ PME‬في الدول‬
‫العربية ‪ ،‬الشلف‪ 18-17 ،‬أفريل ‪ ،2006‬ص ‪.998-997‬‬
‫‪ 2‬احمد رمحه و آخرون‪ ،‬التمويل البنكي للمؤسسات الصغيرة و المتوسطة ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪. 19‬‬

‫‪2‬‬
‫إن الحديث عن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر و علقتها بالتصدير يقودنا للبحث عن‬
‫موقع المؤسسات الصغيرة و المتوسطة في سياسة التنمية المتبعة في الجزائر منذ الستقلل حيث‬
‫يظهر القطاع الخاص كممثل لهذه الصناعات ‪ ،‬و الشركات الوطنية كممثل للمؤسسات الصناعية‬
‫الكبرى ‪ ،‬خاصة إذا علمنا أن الصادرات الوطنية خارج المحروقات في العشرية الخيرة تمثل‬
‫صادرات القطاع الخاص فيها أكثر من ‪ % 50‬المتمثل في المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ‪.‬‬
‫‪ -3‬تحسين المنتوج الوطني و تخفيف التبعية القتصادية‪ :‬إن ظهور المنافسة جعل العديد من‬
‫المؤسسات الصغيرة و المتوسطة تتسابق في هذا المجال بالضافة إلى التشجيع الذي توليه الدولة‬
‫من اجل الستثمار و تحسين النتاج المحلي ‪ ،‬الذي يعتبر شرطا لدخول السوق العالمية في السوق‬
‫المحلية و وضع إجراءات تحد من الستيراد الفوضوي الذي يضر بالمنتجات الوطنية ‪ ،‬و هذا‬
‫يؤدي إلى تشجيع الصناعات الناشئة و حماية المنتوج الوطني و بالتالي تشجيع المؤسسات‬
‫الصغيرة و المتوسطة ‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬آثار السياسة المالية على تأهيل المؤسسات الصغيرة و المتوسطة‬
‫أول *اثر السياسة الضريبية على المؤسسات الصغيرة و المتوسطة‪:‬‬
‫تؤثر الضريبة المفروضة على المؤسسات على مقدار الدخل لدى هذه المؤسسات للنفاق على‬
‫تشغيل عناصر النتاج المختلفة اللزمة لنتاج السلع والخدمات‪ ،‬بالضافة إلى للعوامل التقليدية‬
‫التي تحدد دالة الطلب مثل تغير الذواق والعادات والتقاليد كما تؤثر الضريبة على معدل الرباح‬
‫الصافية‪،‬وفي كافة هذه الحالت ينعكس أثر الضريبة على قرار المستثمرين بشأن التوسع أو الحد‬
‫من أو الحفاظ على معدل التشغيل خلل الفترة القادمة ‪ ،‬وذلك يعني التأثير على طلب بعض هؤلء‬
‫المستثمرين الفعال على استخدام عناصر النتاج المتاحة في المجتمع ‪.‬‬
‫عندما يؤدي فرض الضرائب إلى فرض أعباء جسيمة على المشروعات النتاجية والتجارية مما‬
‫يؤدي إلى عدم تشجيعهم على التوسع في النتاج وزيادة عدد العاملين لديهم ‪ ،‬بل يمكن أن يؤدي‬
‫فرض مثل هذا النوع من الضرائب بشكل إجباري إلى الحد من أنشطتها وتدهورها‪ .‬وفي أحيان‬
‫أخرى قد يؤدي زيادة الضرائب التي تدفعها هذه المؤسسات نحو مضاعفة جهودها للتعويض عن‬
‫النقص الناجم عنها‪ ،‬فأصحاب هذه المؤسسات يحاولون مضاعفة الجهد وضغط النفقات وإعادة‬
‫تنظيم العمل في مشاريعهم للستفادة من المكانيات الموجودة على أحسن وجه وذلك لرفع النتاجية‬
‫‪1‬‬
‫بنفس المكانيات المتاحة‪.‬‬
‫ثانيا *اثر النفاق الحكومي على المؤسسات الصغيرة و المتوسطة‪:‬‬
‫يمثل أثر النفاق المباشر على المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من خلل الهيئات والمؤسسات‬
‫المكلفة بدعمها و منها وزارة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة و ذلك من خلل تنمية المشروعات‬
‫الصغيرة المتوسطة وترقيتها ‪ ،‬تقديم الحوافز والدعم اللزم لتطوير المؤسسات الصغيرة‬
‫والمتوسطة المساهمة في إيجاد الحلول لقطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ‪ ،‬إعداد‬
‫استراتيجيات لتطوير وتنمية قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪،‬إعداد النشرات الحصائية‬
‫اللزمة وتقديم المعلومات الساسية للمستثمرين في هذا القطاع‪،‬تبني سياسة ترقية القطاع‪ ،‬وتجسيد‬
‫برنامج التأهيل القتصادي للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة ‪،‬تعزيز القدرة التنافسية للمؤسسات‬
‫والصناعات الصغيرة والمتوسطة ترقية وسائل تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬وترقية‬
‫التشاور مع الحركة الجمعوية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪.‬‬
‫و تعد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من أهم الركائز في القتصاد خاصة الحببديث ‪ ,‬لببذلك فببإن‬
‫محمد طاقة‪ ,‬هدى العزاوي‪ ,‬اقتصاديات المالية العامة‪ ,‬الطبعة الولى‪ ,‬دار الميسرة‪ ,‬عمان‪ ,2007,‬ص ‪.198‬‬ ‫‪1‬‬
‫أي دعم يوجه لي قطاع اقتصادي من غيرها فإنه يعود عليها بطريقة غيببر مباشببرة‪ ,‬فببإذا لحظنببا‬
‫قطاع التصالت وتطويره فنجده يساعدها في تسريع عمليات التصال وعقد الصببفقات واختصببار‬
‫الوقت باستعمال تكنولوجيا حديثة ‪ ,‬بينما قطاع النقل والمواصلت فهو يسهل نقل السببلع والبضببائع‬
‫والعمال ويساعد على الوصول إلى مناطق جغرافية جديدة ‪ ,‬ومنه إنشاء أسببواق جديببدة أو الببدخول‬
‫إلى أسواق أخرى‪ ,‬أما عن قطاع التعليم فهببو يببوفر اليببد العاملببة المؤهلببة ممببا يسبباهم فببي النشبباط‬
‫المدروس‬
‫للمؤسسات ويساعد على البحث والتطوير وإحلل التكنولوجيا وتطوير المنتجات الموجودة أو إيجاد‬
‫منتجات جديدة‪.‬‬
‫جميع القتصاديين يؤكدون أنه من أكبر المشاكل التي تواجه المؤسسات الصغيرة والمتوسببطة هببي‬
‫مشكلة التمويل التي أساسها الضمانات التي تطلبها البنوك وعادة ما ل تتببوفر لببدى هببذا النببوع مببن‬
‫المؤسسببات إل بضببمان مببن مؤسسببة أخببرى‪ ,‬ومببع ذلببك فببإن تطببوير قطبباع البنببوك والمؤسسببات‬
‫المصرفية يعد مهما بالنسبة للمؤسسات الصغيرة والمتوسببطة لن معظببم المؤسسببات الداعمببة لهببا‬
‫تدعمها من خلل التوسط بينها وبين البنوك إما كضامن أو كفيببل أو غيرهببا مببن أوجببه الوسبباطة ‪,‬‬
‫فبتطوير قطاع البنوك يسهل على المؤسسات الحصول على حاجتها مببن التمويببل بالكميببة الملئمببة‬
‫وفي الوقت المناسب لن هذا يعد مهما للحفاظ على نشاط أي مؤسسة‪.‬‬
‫وبما أن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة تعاني أيضا من منافسة السوق الموازية فهي تجد صببعوبة‬
‫في تسويق وترويج منتجاتها‪ ,‬لذلك تعد محاربة النشبباط فببي مثببل هبباته السببواق مببن أهببم العوامببل‬
‫المساعدة على تحفيز نمو ونشاط المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪.‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬آثار السياسة النقدية على تأهيل المؤسسات الصغيرة و المتوسطة‬
‫أول *اثر الدوات الكمية ‪:‬‬
‫‪ -1‬أثر سياسة سعر إعادة الخصم ‪ :‬في حالة إتباع البنك المركزي للسياسة التوسعية فإنه يقوم‬
‫بخفض معدل إعادة الخصم حتى يتسنى للبنوك خصم ما لديها من أوراق تجارية أو القتراض منه‬
‫للتوسع في عملية منح الئتمان‪ ،‬و بالتالي سيقبل مستثمرين على البنوك التجارية للحصول على‬
‫مزيد من الئتمان بتكلفة منخفضة‪ ،‬مما يؤدي إلى زيادة حجم الكتلة النقدية المتداولة في المجتمع ما‬
‫يزيد في القدرة الستهلكية و الستثمارية‪.‬‬
‫‪ -2‬أثر سياسة السوق المفتوحة ‪ :‬تأثر على حجم الئتمان عن طريق التغير في كمية وسائل‬
‫الدفع و في سعر الفائدة‪ ،‬و إذا ما قام البنك المركزي بشراء الوراق المالية من السوق النقدية فإنه‬
‫سيزيد من سيولة القطاع المصرفي و غير المصرفي‪ ،‬أما القطاع المصرفي فعندما تزيد سيولته‬
‫فإنه يرفع من القدرة على القراض و هذا ما يمنح المؤسسات الصغيرة و المتوسطة فرص جديدة‬
‫للتمويل‪ ،‬أما فيما يتعلق بسعر الفائدة فل شك أن قيام البنك المركزي بشراء الوراق المالية من‬
‫السوق النقدية سيزيد من الطلب عليها‪ ،‬مما يؤدي إلى إرتفاع من قيمتها السوقية و بما أن هناك‬
‫علقة عكسية بين سعر الورقة المالية و بين معدلت الفائدة فهذا من شأنه أن يؤدي على انخفاض‬
‫‪1‬‬
‫معدلت الفائدة‪ ،‬و من ثمة تحفيز المستثمرين على طلب المزيد من الئتمان‪.‬‬
‫‪ -3‬أثر سياسة الحتياطي القانوني ‪ :‬في البداية كان الهدف من هذه السياسة هو حماية المودعين‬
‫من أخطاء تصرفات البنوك التجارية‪ ،‬ثم أصبحت وسيلة فنية من شانها التأثير في قدرة البنوك‬

‫أحلم دبي و آخرون‪ ،‬اثر السياسة المالية على تأهيل المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪77‬‬ ‫‪1‬‬
‫التجارية في خلق الئتمان‪ ،‬ففي حالة الركود القتصادي يقوم البنك المركزي بتخفيض نسبة‬
‫الحتياطي القانوني أي الفراج عن جزء كبير من سيولة البنك التجاري ‪ ،‬و بالتالي تزيد قدرة هذا‬
‫الخير على خلق الئتمان أي زيادة الطلب على النقود من أجل الستهلك أو الستثمار ‪.‬‬
‫ثانيا*اثر الدوات الكيفية ‪:‬‬
‫‪ -1‬أثر سياسة تاطير الئتمان ‪ :‬هو إجراء تنظيمي تقوم بموجبه السلطات النقدية بتحديد سقوف‬
‫القروض الممنوحة من قبل البنوك التجارية بكيفية إدارية مباشرة وفق نسب محددة خلل العام‪،‬فإذا‬
‫قامت برفع سقوف الئتمان فهي تفتح المجال أمام المؤسسات الصغيرة و المتوسطة بالحصول على‬
‫سيولة أكبر من أجل تفعيل توسيع نشاطها‪.‬‬
‫‪ -2‬أثر سياسة التخصيص التمويلي ‪ :‬يعني اتجاه السلطات النقدية للتأثير على توزيع القروض‬
‫في اتجاه القطاعات الكثر حيوية بالنسبة لعملية التنمية‪ ،‬التي تتطلب موارد مالية كبيرة كتمويل‬
‫القطاعات الصغيرة الزراعية أو التجارية أو الصناعية‪.‬‬
‫‪ -3‬أثر سياسة القناع الدبي ‪ :‬فإذا كان هدف البنك المركزي هو أن تتوسع البنوك التجارية في‬
‫منح الئتمان‪ ،‬فانه يمكنه أن يطلب ذلك منها باستعمال القناع الدبي و بطرق ودية‪.‬‬
‫‪ -4‬أثر قيام البنك المركزي ببعض العمليات المصرفية ‪ :‬تستعمل البنوك المركزية هذا السلوب‬
‫في البلدان التي تكون فيها أدوات السياسة النقدية محدودة الثر ‪،‬حيث تقوم البنوك المركزية‬
‫بمنافسة البنوك التجارية لبعض العمال المصرفية بصورة دائمة أو استثنائية كتقديمها للقروض‬
‫لبعض القطاعات الساسية لما تمتنع أو تعجز البنوك التجارية عن ذلك‪ ،‬و في ظل هذه المنافسة‬
‫فان المؤسسات الصغيرة و المتوسطة تحصل على السيولة بأقل التكاليف‪.‬‬
‫المطلب الرابع ‪:‬أفاق تطوير المؤسسات الصغيرة و المتوسطة في الجزائر‬
‫رغم كل الجهود والمساعي إلى تطوير قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة إل أنه يبقى يعاني‬
‫من عدة نقائص تسعى الدولة لتغطيتها بعدة إجراءات ‪ ,‬ومن آفاق الدولة في تطوير هذا القطاع‬
‫نذكر‪:‬‬
‫أول *إنشاء مركز لدفع الضرائب للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ :‬كشف مدير العلقات‬
‫بمديرية الضرائب يوم ‪ 2009-6-15‬أنه سيتم إنشاء مركز لدفع الضرائب للمؤسسات الصغيرة‬
‫والمتوسطة‪ ،‬بهدف تحسين الخدمات الدارية للضرائب وتسهيل عملية دفع المستحقات الجبائية‬
‫باعتبار الضرائب وسيلة هامة في مجال تسيير المؤسسات‪ ،‬مطالبا بخفض قيمة الضرائب‬
‫المخصصة لهذه المؤسسات‪ ،‬خاصة وأنه ابتداًء من جانفي الفارط تم اعتماد عملية الدفع في ‪3‬‬
‫أشهر بدل من كل شهر‪.‬‬
‫ثانيا* مخطط عمل بعدة إجراءات لترقية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ :‬أعدت وزارة‬
‫الصناعات المتوسطة والصغيرة مخطط عمل تضمن جملة من القتراحات الهامة سيتم رفعها قريبا‬
‫إلى الوزير الول‪ ,‬وتتضمن ‪ 30‬إجراء أولي إلى جانب إجراءات أخرى هي قيد العداد وتخص‬
‫المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ ,‬وكذا مقترحات تتعلق بتطهير المحيط وتنظيم السوق سيتم‬
‫إدراجها ضمن قانون المالية التكميلي القادم‪.‬وتخص تلك الجراءات التي تم إعدادها تسعة مجالت‬
‫أساسية وهي التمويل والعقار والجباية وتنظيم السوق والتنمية البشرية والفضاءات الوسيطة وتنمية‬
‫تكنولوجيا العلم والتصال والدعم المؤسساتي وكذا المؤسسات التي تعاني مصاعب مالية‪.‬‬
‫ثالثا*استحداث ‪ 200‬ألف مؤسسة صغيرة ومتوسطة‪ :‬أوضح وزير المؤسسات الصغيرة‬
‫والمتوسطة خلل ندوة صحفية عقدها على هامش اجتماعه مع مديري القطاع أن "برنامج‬
‫استحداث ‪ 200‬ألف مؤسسة صغيرة ومتوسطة في الفترة ‪ 2014-2010‬من شأنه خلق مليون‬
‫منصب شغل دائم وتنويع الصادرات خارج قطاع المحروقات ومن ثم تنويع المداخيل"‪ .‬وعن‬
‫النشاطات التي سيركز عليها البرنامج‪ ،‬قال أن "التفكير المبدئي يميل باتجاه قطاعات النتاج‬
‫الخدماتية بمختلف أنواعها والصناعة التقليدية التي تلعب دورا في خلق الثروة‬
‫الوطنية"‪.‬وبخصوص كيفية تمويل المؤسسات والليات التي ستعتمد عليها الوزارة لتجسيد هذا‬
‫الهدف‪ ،‬أوضح بن بادة أنه يجري العمل على اتخاذ إجراءات إضافية من خلل جملة من التدابير‬
‫والمحاور‪.‬وفي هذا الطار‪ ،‬يستدعي توفر مناخ خاص ويقتضي بالضرورة توفير العقار اللزم‬
‫لذلك‪ ،‬بموازاة تبسيط الجباية والهتمام بالتكوين المستمر للطاقات البشرية إضافة إلى تطوير‬
‫استعمال تكنولوجيات العلم والتصال ونظام المناولة‪.‬كما كشف الوزير عن عزم الحكومة‬
‫التوجه نحو إنشاء صناديق استثمار‪ ,‬تكون بمثابة شركات مساهمة تتولى البنوك والمؤسسات المالية‬
‫العمومية تسييرها وتمول مباشرة من الخزينة العمومية بأغلفة مالية متباينة يحكم مقدارها بدرجة‬
‫أولى الحجم التنموي للوليات موطن مقر صندوق الستثمارات ‪ ,‬الذي من شأنه أن يتكفل بتمويل‬
‫أصحاب مشاريع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة المعلنة لرغبتها في ذلك من خلل التقرب‬
‫‪1‬‬
‫للهياكل التي ستضعها الوزارة لستقبال الراغبين في إنشاء مؤسسات صغيرة ومتوسطة‪.‬‬

‫مقدمة‬
‫لقد أثبتت المؤسسات الصغيرة و المتوسطة على مدى فعاليتها القتصادية خلل العشريتين‬
‫الخيرتين و ذلك من خلل ترقية النشاط القتصادي والرتفاع بأدائها رغم التحولت القتصادية‬
‫التي مر بها العالم ‪ ،‬هذا ما أدى إلى زيادة الهتمام بها‪ .‬فلقد شهد القتصاد الجزائري منذ‬
‫الستقلل العديد من التغيرات والصلحات التي خاضتها الجزائر منذ الثمانينات والتي أدت بها‬
‫إلى التغيير التدريجي للسياسة القتصادية بالعتماد على قوى السوق‪ ,‬قد سمحت بإعادة العتبار‬
‫للمؤسسات الخاصة والعتراف بالدور الذي يمكن أن تلعبه في التنمية الشاملة ‪ ،‬ما ساعد على‬
‫بروز قطاع المؤسسات الصغيرة و المتوسطة التي تعتبر كقاطرة حقيقية للنمو القتصادي ‪.‬‬

‫أحلم دبي و آخرون‪ ،‬اثر السياسة المالية على تأهيل المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 89-87‬‬ ‫‪1‬‬
‫و لكي تستطيع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة أن تملك القدرة على المنافسة في ظل الظروف‬
‫القليمية والدولية الجديدة‪ ,‬فلبد من العمل على تأهيل هذا القطاع و ذلك لمواجهة التحديات‬
‫المستقبلية ‪ ,‬وذلك من خلل اعتماد سياسة مالية و نقدية رشيدة تهدف إلى إعادة تأهيله لنه يعد‬
‫الركيزة المعتمد عليها ضمن موجبات سياسة التنمية القتصادية والجتماعية‪ .‬و من هنا نطرح‬
‫الثاني‪ :‬آثار السياسة المالية على تأهيل المؤسسات الصغيرة و المتوسطة‬ ‫المطلب‬
‫الول‪ :‬واقع المؤسسات الصغيرة و المتوسطة في الجزائر‬ ‫المطلب‬
‫الثاني‪ :‬آثار السياسة المالية على تأهيل المؤسسات الصغيرة و المتوسطة‬ ‫المطلب‬
‫الثالث ‪ :‬آثار السياسة النقدية على تأهيل المؤسسات الصغيرة و‬ ‫المطلب‬
‫المتوسطة‬

‫الشكالية العامة التالية ‪:‬كيف تؤثر كل من السياسة المالية و النقدية على تأهيل المؤسسات‬
‫الصغيرة و المتوسطة ؟‬
‫و التي تندرج تحتها عدة تساؤلت فرعية ‪ -:‬كيف تعرف كل من السياسة المالية و النقدية و‬
‫ماهي أهم أدواتهما ؟‬
‫ما هو مفهوم المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ؟ ‪ -‬و ماهو الدور الذي تلعبه المؤسسات الصغيرة‬
‫و المتوسطة في تحقيق التنمية القتصادية؟ و قد قسمنا البحث وفق الخطة التالية‬
‫المبحث الول ‪ :‬السياسة المالية و السياسة النقدية و العلقة بينهما الذي قسمناه إلى ثلث مطالب ‪،‬‬
‫المطلب الول‪ :‬ماهية السياسة المالية‪ ،‬المطلب الثاني ‪:‬ماهية السياسة النقدية‪ ،‬المطلب الثالث ‪:‬‬
‫العلقة السياسة المالية و السياسة النقدية‬
‫المبحث الثاني‪ :‬ماهية المؤسسات الصغيرة و المتوسطة الذي يتكون من المطالب التالية‪ ،‬المطلب‬
‫الول ‪:‬تعريف المؤسسات الصغيرة و المتوسطة و المطلب الثاني ‪:‬أشكال المؤسسات الصغيرة و‬
‫المتوسطة و خصائصه و المطلب الثالث‪ :‬أهمية المؤسسات الصغيرة و المتوسطة‪ .‬اما المبحث‬
‫الثالث ‪:‬اثر السياسة المالية و النقدية على تأهيل المؤسسات الصغيرة و المتوسطة الذي ينقسم الى‬
‫المطالب التالية المطلب الول‪ :‬واقع المؤسسات الصغيرة و المتوسطة في الجزائر‪ ،‬المطلب الثاني‪:‬‬
‫آثار السياسة المالية على تأهيل المؤسسات الصغيرة و المتوسطة و المطلب الثالث ‪ :‬آثار السياسة‬
‫النقدية على تأهيل المؤسسات الصغيرة و المتوسطة و المطلب الرابع ‪:‬آفاق تطوير المؤسسات‬
‫الصغيرة و المتوسطة‬

‫المطلب الثالث‪ :‬أهمية المؤسسات الصغيرة و المتوسطة‬


‫المبحث الثاني‪ :‬ماهية المؤسسات الصغيرة و المتوسطة‬

‫المطلب الول ‪:‬تعريف المؤسسات الصغيرة و المتوسطة‬


‫المطلب الثاني ‪:‬أشكال المؤسسات الصغيرة و المتوسطة و‬
‫خصائصها‬

‫المطلب الثالث‪ :‬أهمية المؤسسات الصغيرة و المتوسطة‬


‫المطلب الثاني ‪:‬ماهية السياسة النقدية‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬العلقة السياسة المالية و السياسة النقدية‬

‫المبحث الول‪ :‬السياسة المالية و السياسة النقدية و العلقة بينهما‬


‫المطلب الول‪ :‬ماهية السياسة المالية‬
‫المطلب الثاني ‪:‬ماهية السياسة النقدية‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬العلقة السياسة المالية و السياسة النقدية‬
‫المبحث الثاني‪ :‬ماهية المؤسسات الصغيرة و المتوسطة‬
‫المطلب الول ‪:‬تعريف المؤسسات الصغيرة و المتوسطة‬
‫المطلب الثاني ‪:‬أشكال المؤسسات الصغيرة و المتوسطة و خصائصها‬
‫المطلب الثالث‪ :‬أهمية المؤسسات الصغيرة و المتوسطة‬
‫المبحث الثالث ‪:‬اثر السياسة المالية و النقدية على تأهيل المؤسسات‬
‫الصغيرة و المتوسطة‬
‫المطلب الول‪ :‬واقع المؤسسات الصغيرة و المتوسطة في الجزائر‬
‫المطلب الثاني‪ :‬آثار السياسة المالية على تأهيل المؤسسات الصغيرة و المتوسطة‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬آثار السياسة النقدية على تأهيل المؤسسات الصغيرة و‬
‫المتوسطة‬
‫المطلب الرابع ‪:‬آفاق تطوير المؤسسات الصغيرة و المتوسطة‬
‫الخاتمة‬
‫المراجع‬
‫الفهرس‬
‫أ‬ ‫مقدمة‬
‫‪2‬‬ ‫المبحث الول‪ :‬السياسة المالية و السياسة النقدية و العلقة بينهما‬
‫‪2‬‬ ‫المطلب الول‪ :‬ماهية السياسة المالية‬
‫‪5‬‬ ‫المطلب الثاني ‪:‬ماهية السياسة النقدية‬
‫‪8‬‬ ‫المطلب الثالث ‪ :‬العلقة السياسة المالية و السياسة النقدية‬
‫‪9‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬ماهية المؤسسات الصغيرة و المتوسطة‬
‫‪9‬‬ ‫المطلب الول ‪:‬تعريف المؤسسات الصغيرة و المتوسطة‬
‫المطلب الثاني ‪:‬أشكال المؤسسات الصغيرة و المتوسطة و خصائصها‬
‫‪14‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬أهمية المؤسسات الصغيرة و المتوسطة‬
‫‪17‬‬
‫المبحث الثالث ‪:‬اثر السياسة المالية و النقدية على تأهيل المؤسسات‬
‫‪20‬‬ ‫الصغيرة و المتوسطة‬
‫المطلب الول‪ :‬واقع المؤسسات الصغيرة و المتوسطة في الجزائر‬
‫‪20‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬آثار السياسة المالية على تأهيل المؤسسات الصغيرة و المتوسطة‬
‫‪22‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬آثار السياسة النقدية على تأهيل المؤسسات الصغيرة و‬
‫‪23‬‬ ‫المتوسطة‬
‫المطلب الرابع ‪:‬آفاق تطوير المؤسسات الصغيرة و المتوسطة‬
‫‪25‬‬
‫الخاتمة‬
‫ب‬
‫المراجع‬
‫المراجع‬
‫*عبد المجيد قدي ‪ ،‬مدخل إلى السياسات القتصادية الكلية دراسة تحليلية تقييمية ‪،‬د ط ‪2003‬‬
‫ديوان المطبوعات الجامعية الجزائر‪.‬‬
‫*عبد المطلب عبد المجيد ‪ ،‬اقتصاديات المالية العامة ‪ ،‬د ط ‪ ، 2005 – 2004،‬الدار الجامعية‬
‫السكندرية ‪.‬‬
‫*محمد العربي الساكر ‪ ،‬القتصاد الكلي ‪،‬ط ‪ ، 2006 ، 1‬دار الفجر للنشر و التوزيع ‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫* حامد عبد المجيد دراز ‪ ،‬السياسات المالية ‪ ،‬ط ‪ ، 2002 ، 3‬دار النشر قصر الصفا‪،‬‬
‫السكندرية ‪.‬‬
‫*حياة اسماعين ‪ ،‬محاضرات في المالية العامة ‪ ،‬جامعة محمد خيضر ‪ ،‬بسكرة ‪- 2002 ،‬‬
‫‪. 2003‬‬
‫عبد المطلب عبد الحميد‪ ،‬النظرية القتصادية‪ -‬تحليل جزئي وكلببي للمبببادئ‪،‬دط‪ ، 2000 ،‬الدار‬
‫الجامعية للنشر والتوزيع‪ ،‬السكندرية ‪.‬‬
‫‪www.shbab1.com‬‬
‫*محمد عبد المنعم عفر‪ ،‬أحمد فريد مصطفى‪ ،‬القتصاد المالي الوضعي والسلمي بيببن النظريببة‬
‫والتطبيق ‪،‬دط‪،1999،‬مؤسسة شباب الجامعة‪،‬السكندرية ‪.‬‬
‫*مفيد عبد اللوي ‪ ،‬محاضرات في القتصاد النقدي و السياسات النقدية ‪ ،‬دط ‪ ، 2007 ،‬مطبعة‬
‫مزوار ساحة السوق‪ ،‬الوادي‪.‬‬
‫*بلعزوز بن علي ‪ ،‬محاضرات في النظريات و السياسات النقدية ‪ ،‬دط ‪ ،2004 ،‬ديوان‬
‫المطبوعات الجامعية ‪ ،‬بن عكنون الجزائر ‪ ،‬ص ‪. 161 – 112‬‬
‫* رحيم حسن ‪ ،‬النقد و السياسة النقدية ‪ ،‬ط ‪ ،2006 ،1‬دار المناهج للنشر و التوزيع ‪ ،‬عمان‬
‫–الردن ‪.‬‬
‫* ضياء مجيد الموسمي ‪ ،‬القتصاد النقدي ‪ ،‬دط ‪ ،‬دت ‪ ،‬دار الفكر ‪ ،‬الجزائر ‪.‬‬
‫* عبد المنعم سيد علي ‪ ،‬اقتصاديات النقود و المصارف ‪ ،‬دط‪ ،1998 ،‬الكاديمية للنشر ‪،‬‬
‫المفرق ‪.‬‬
‫*مصطفى رشدي شيحة ‪ ،‬القتصاد النقدي والمصرفي‪ ،‬د ط ‪ ، 1981 ،‬الدار الجامعية للطباعة‬
‫والنشر ‪،‬بيروت ‪.‬‬
‫*ناظم محمد نوري الشمري‪ ،‬النقود والمصاريف والنظرية النقدية ط ‪ ،1،1999‬دار زهران‬
‫للنشر‪ ،‬عمان ‪.‬‬
‫*عثمان لخلف‪ '' ،‬دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في التنمية القتصادية ''‪ ،‬رسالة ماجستير‬
‫)غير منشورة ( ‪ ،‬معهد العلوم القتصادية‪ ،‬جامعة الجزائر‪. 1995 ،‬‬
‫* احمد رمحه و آخرون‪ ،‬التمويل البنكي للمؤسسات الصغيرة و المتوسطة ‪ ،‬مذكرة تخرج ضمن‬
‫متطلبات الحصول نيل شهادة الليسانس في علوم التسيير فرع مالية ‪ ،2007-2006 ،‬المركز‬
‫الجامعي بالوادي ‪.‬‬
‫*محمد يعقوبي‪ ،‬مكانة و واقع المؤسسات الصغيرة و المتوسطة في الدول العربية عرض بعض‬
‫التجارب‪ ،‬الملتقى الدولي حول متطلبات تأهيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الدول العربية‪،‬‬
‫الشلف‪ ،‬الجزائر‪ 18 -17 ،‬أفريل ‪.2006‬‬

‫*محمد طاقة‪ ,‬هدى العزاوي‪ ,‬اقتصاديات المالية العامة‪ ,‬الطبعة الولى‪ ,‬دار الميسرة‪ ,‬عمان‪,‬‬
‫‪. 2007‬‬
‫*محمد راتول‪.،‬بن داودية وهيبة‪ ،‬بعض التجارب الدولية في دعم وتنمية المؤسسات الصغيرة‬
‫والمتوسطة الدروس المستفادة‪.‬‬
‫*ميلود تومي‪ ،‬مستلزمات تأهيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر‪ ،‬الملتقى الدولي‬
‫"متطلبات تأهيل ال ‪ PME‬في الدول العربية ‪ ،‬الشلف‪ 18-17 ،‬أفريل ‪. 2006‬‬
‫الخاتمة‬
‫من خلل موضوع بحثنا حاولنا أن نعرض أثر السياسة المالية و النقدية على تأهيل المؤسسات‬
‫الصغيرة والمتوسطة فببي الجببزائر ‪ ،‬فكببان لبببد مببن البببدء أول بتقببديم مجموعببة مببن التعبباريف و‬
‫المفاهيم المتعلقة بالسياسة الماليببة و النقديببة و الدوات المسببتخدمة و الببتي مببن خللهببا نصببل إلببى‬
‫تحقيق الهداف المرجوة في القتصاد‪ ,‬و التعرف على فعالية تلك الدوات ‪ ،‬ثم التطببرق ثانيببا إلببى‬
‫قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة باعتباره من القطاعات الكثر ديناميكية‪ ،‬حيث أضحى رقمببا‬
‫أساسببيا فببي الكببثير مببن اقتصبباديات الببدول‪ .‬إن التعرف على هذا القطاع يدفعنا لمعرفة مفهوم‬
‫المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬والتي عرفت صعوبة في تحديد تعريف واضح وشامل لها‪.‬‬
‫ومن جهة أخرى فإن هذا النوع من المؤسسات يكتسي أهمية كبيرة في اقتصاديات الدول سواء‬
‫النامية أو المتقدمة‪ ،‬نظببرا للخصببائص الببتي تميزهببا عببن المؤسسببات الكبببيرة المتمثلببة فببي سببهولة‬
‫تأسيسها وارتباط الجانب القتصادي فيها بالجانب الجتماعي‪.‬‬
‫والجزائر كغيرها من الدول النامية رغم أن قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة فيها يحتل‬
‫مكانة بارزة من خلل مساهمته في الناتج الداخلي الخام والقيمة المضافة‪ ،‬وخلق مناصب الشغل‪،‬‬
‫وكذلك التجارة الخارجية إل أنه ل يمكنه تحقيق دوره المنوط به إل في ظل محيط يتناسب مع‬
‫خصوصيات ومميزات هذا القطاع‪ ،‬حيث ل يزال يعاني العديد من المشاكل‪ ،‬ولهذا كان من‬
‫الضروري على الجزائر أن تطبق سياسة مالية و نقدية ناجعة تلعب دورا أكبر في دعم وتأهيل‬
‫قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لتحسين أدائه و مردوديته‪ ،‬ولذلك قامت بتبني جملة‬
‫إجراءات ووضع عدة هياكل وهيئات من شأنها تحقيق ذلك‪.‬‬

You might also like