Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 162

‫مهورية العراق‬

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬


‫جامعة القادسية ‪ /‬كلية اادارة وااقتصاد‬

‫السياسة امالية وآثرها ي عرض النقود ي‬


‫العراق للمدة (‪) 2031 -3110‬‬
‫رسالة تقد ب ا‬
‫حسين ماجد ثامرالفتاو‬
‫إل مجلس كلية اا دار وااقتصاد ‪ ,‬جامعة القادسية وهي جزء من‬
‫متطل ات نيل‬
‫درجة الماجستير في العلو ااقتصادية‬
‫بإشراف ااستا الدكتور‬
‫بتول مطر ع اد الج ور‬

‫‪ 2119‬م‬ ‫‪ 1998‬هـ‬
‫َُ ْ ُ َ َ ْ ُ َ َ ْ ُ ُ َ‬ ‫ََ َ ْ ُ ُ َ ْ َ َ ُ ْ َ ْ َ ُ ْ ْ َ‬
‫ل وتدلوا ِبها ِإلى الحكا ِم ِلتأكلوا ف ِريقا‬
‫وَ تأكلوا أموالكم بينكم ِبالبا ِط ِ‬

‫ْ ْ َ َْ ُ ْ َ ْ َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َْ َ‬
‫س ِباِْثم ِوأنتم تعلمون‬
‫ل النا ِ‬
‫ِمن أموا ِ‬

‫صدق اه العلي العظيم‬

‫سوره البقرة ااية (‪)188‬‬

‫أ‬
‫ااهداء‬

‫اى امي احنون ‪ ...‬اهدي ها هذا العمل امتواضع ‪.‬‬

‫اى اجبل الشامخ وااب الصديق ‪ ...‬والدي ‪.‬‬

‫اى سندي ي احياة ‪ ...‬اخوتي واخواتي ‪.‬‬

‫حسن‬
‫شكر وتقدير‬

‫الحمد اه الذي علم بالقلم والصاة على نبيه اا رم وعلى اله مفاتيح النور والهدى وسلم ‪6‬‬

‫يطيب للباحث وقد انهى متطلبات بحثه ان يتقدم بالش ر الجزيل والتقدير للد تورة الفاضلة‬
‫(بتول مطرعبادي الجبوري) الذي ساعدتني ومدت يد العون لي طول مدة الدراسة وااشراف عليها فقد‬
‫ان لتوجيهاتها العلمية القيمة ورعايتها ال ريمة لي الفضل ال بير في تقديم هذ الد ارسة فلها مني فائق‬
‫ااحترام ومن اه خير الجزاء‪6‬‬

‫ويملي علي الواجب والعرفان ‪ ،‬أن اتقدم بوافر الش ر والتقدير واامتنان إلى السادة رئيس لجنة المناقشة‬
‫واعضائها ال رام على قبولهم مناقشة الرسالة وتقديم اارشاد والنصح لتصبح بإ مل وجه وسأ ون ملزما‬
‫بأخذ افة ماحظاتهم وذلك لزيادة رصانة البحث ‪ ،‬و ذلك أسجل ش ري إلى السيد عميد لية اإدارة‬
‫وااقتصاد جامعة القادسية ااستاذ الد تور محمد حبيب الشاروط والسيد معاون العميد العلمي ااستاذ‬
‫المساعد الد تور احمد نعيم ‪6‬‬

‫ما واتقدم بالش ر والتقدير الى اساتذتي بالدراسات العليا ل من الد تور ريم سالم الغالبي والد تور‬
‫عبد ال ريم جابر شنجار والد تور عبد العظيم الش ري والد تور عقيل الشرع والد تور باقر رجي حبيب‬
‫والد تور موسى خلف والد تورسالم عبد الحسن والد تور نبيل الجنابي ما واتقدم بالش ر والتقدير‬
‫للد تور نزار اظم والد تور فاضل عباس والد تور طاهر ريسان والمدرس الد تور ميامي صا ل صاحب‬
‫وااستاذ مناف مرزة نعمة‪ ،‬لتقديمهم بعض النصائح العلمية لي ‪6‬‬

‫ما اقدم ش ري وتقديري الى موظفات الم تبة المر زية وم تبة اادراة وااقتصاد إبداء المساعدة لي ‪6‬‬

‫واقدم ش ري وتقديري الى زمائي في الدراسات العليا والذي قدموا لي ال ثير من المساعدة وهم (عاء ‪،‬‬
‫ابراهيم ‪ ،‬خالد ‪ ،‬علي ‪ ،‬اسوان ‪ ،‬نوارس ‪ ،‬زينه ‪ ،‬زهراء ‪ ،‬تغريد ) ‪6‬‬

‫والتمس العذر من الذين فاتني ذ رهم وتقييم جهودهم ومساعدتهم الطيبة لي والحمد اه رب العاليمن‬

‫الباحث‬

‫ت‬
‫المستخلص‬

‫تتميز السياسة المالية بأنها ذات تأثير بير على النشاط ااقتصادي ‪ ،‬تستطيع الدولة أن تحقق خال‬
‫أدواتهاااستقرار في اقتصادياتها ‪ ،‬اأمر الذي احتلت فيه السياسة المالية م انه هامة باعتبارها أسلوب‬
‫إدارة ااقتصاديات الوطنية ‪ 6‬وبالنسبة لاقتصاد العراقي فانه حظى باهتمام ثير من ااقتصاديين‬
‫والباحثين على المستوى المحلي وذلك بسبب الظروف المختلفة التي يمر بها البلد ‪ ،‬إذ عانى ااقتصاد‬
‫العراقي من اختاات هي لية عديدة أدى إلى تراجع اأداء ااقتصادي بش ل عام ‪ ،‬وتزايد عجز الموازنة‬
‫العامة وارتفاع معدات التضخم والبطالة ‪ ،‬مما أدى إلى التوجه نحو سياسة ا ثر فاعلية تستطيع التأثير‬
‫في المتغيرات النقدية فضا عن تحقيق التناسق بينها وبين السياسات اأخرى وباأخص السياسة‬
‫المالية للوصول للحل اأمثل للتأثير على متغيرات ااقتصاد ال لي ‪ ،‬لهذا فأن السياسة المالية ومن خا ل‬
‫أدواتها تش ل منظومة لاستقرار ااقتصادي ‪ ،‬وهذا يمثل دعما لمسيرة هذ السياسة وتعزيز قوة ااقتصاد‬
‫العراقي في إطار التحديات ال بيرة التي يواجهها داخليا وخارجيا ‪6‬‬

‫تهدف هذ الدراسة إلى معرفة أهم التطورات السياسة المالية في ااقتصاد العراقي ‪ ،‬وتقويم تأثيراتها‬
‫وصفيا وقياسيا على متغير عرض النقد ‪ 6 Ms2‬تنطلق هذ الدراسة من فرضية مفادها إن السياسة‬
‫المالية في العراق ذات تأثير على متغير عرض النقد ‪ ، Ms2‬وهذا التأثير يفرز نتائج ايجابية أو سلبية‬
‫ل في ظل الظروف المختلفة التي يمر بها ااقتصاد العراقي ‪6‬‬ ‫على ااقتصاد‬

‫ومن أجل التحقق من هذ الفرضية فأن هي ل الدراسة قسم إلى ثاثة فصول ‪ ،‬تناول اأول اإطار‬
‫النظري للسياسة المالية وعجز الموازنة العامة واآثار النقدية والثاني تناول اآثار النقدية للسياسة‬
‫المالية في العراق أما الثالث تناول قياس وتحليل آثر السياسة المالية في عرض النقود في العراق ‪6‬‬
‫ف رست المحتويات‬

‫رق الص حة‬ ‫الموضوع‬


‫أ‬ ‫ااية‬
‫ااهداء‬
‫شكر وتقدير‬
‫ث‬ ‫الملخص‬
‫ج– ح ‪ -‬خ‬ ‫ف رس المحتويا‬
‫د‬ ‫ف رس الجداول‬
‫ذ‬ ‫ف رس ااشكال‬
‫ر‬ ‫المخططا‬
‫ر‬ ‫الماح‬
‫–‬ ‫المقدمة‬
‫ــ‬ ‫السياسة المالية واآثار النقدية‬ ‫ال صل‬
‫( إطار م اهيمي)‬ ‫ااول‬
‫‪-‬‬ ‫م اهي في السياسة المالية‬ ‫المبحث‬
‫وعجز الموازنة وعرض النقود‬ ‫ااول‬
‫‪-‬‬ ‫المطل اأول ‪ :‬السياسة المالية‬
‫الم و واأهداف و اأدوا‬
‫‪ -‬م و السياسة المالية‬
‫وموقف المدارس اإقتصادية‬
‫ـ اهداف السياسة المالية‬
‫ـ أدوا السياسة المالية‬
‫‪-‬‬ ‫المطل الثاني ‪ //‬عجز الموازنة‬
‫العامة ( الم و ‪ ،‬اأسبا ‪) ،‬‬
‫‪-‬‬ ‫المطل الثالث ‪ /‬إطار م اهيمي‬
‫لعرض النقود‬
‫‪-‬‬ ‫قنوا انتقال آثر السياسة المالية‬ ‫المبحث‬
‫في عرض النقد ‪M2‬‬ ‫الثاني‬
‫‪-‬‬ ‫المطل اأول ‪ /‬العجز المالي في‬
‫الموازنة العامة وآثره في عرض‬
‫‪-‬‬ ‫النقدال ائض وكي ية‬
‫المطل الثاني ‪/‬‬
‫استخدامه وآثره في عرض النقود‬

‫ج‬
‫‪-‬‬ ‫اآثار النقدية للسياسة المالية في‬ ‫ال صل‬
‫العرا‬
‫الثاني‬
‫‪-‬‬ ‫واقع وآثار السياسة المالية في‬ ‫المبحث‬
‫ااقتصاد العراقي للمدة‬ ‫ااول‬
‫)‬ ‫ــ‬ ‫(‬
‫‪-‬‬ ‫المطل اأول ‪/‬مامح ااقتصاد‬
‫العراقي‬
‫‪-61‬‬ ‫المطل الثاني‪ /‬الناتج المحلي‬
‫اإجمالي‬
‫‪-‬‬ ‫المطل الثالث‪ /‬مسار اإيرادا‬
‫العامة والن قا العامة للمدة‬
‫)‬ ‫ــــ‬ ‫(‬
‫ــ‬ ‫المطل الرابع‪ /‬تطور الموازنة‬
‫العامة في العرا‬
‫ـ‬ ‫المطل الخامس‪ /‬تطور عرض‬
‫النقد )‪ )M2‬في العرا‬
‫ــ‬ ‫أثر السياسة المالية عل عرض‬ ‫المبحث‬
‫النقد في العر ا‬ ‫الثاني‬
‫‪-‬‬ ‫المطل اأول‪ /‬العاقة بين‬
‫اإيرادا العامة وعرض النقد‬
‫ــ‬ ‫أـ الدين العا الداخلي‬

‫ــ‬ ‫ــ الضرائ العامة‬

‫‪-‬‬ ‫المطل الثاني‪ /‬العاقة بين الن قا‬


‫العامة وعرض النقد‬
‫‪-‬‬ ‫قياس وتحليل آثر السياسة المالية‬ ‫ال صل‬
‫في عرض النقد‬
‫الثالث‬
‫‪-‬‬ ‫المبحث اأول ‪ /‬توصيف النموذج‬
‫وصياغته‬
‫‪-‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬قياس وتحليل‬
‫نتائج النموذج في العرا‬

‫ـ‬ ‫ااستنتاجا والتوصيا‬


‫‪067-‬‬ ‫أوا ‪ :‬ااستنتاجا‬
‫ثانيا‪ :‬التوصيا‬
‫‪ I‬ــ ‪XIV‬‬ ‫المصادر‬
‫‪XV‬‬ ‫الماح‬
‫‪XVI‬ــ ‪XVII‬‬ ‫المستخلص‬
‫ف رست الجداول‬
‫رق الص حة‬ ‫عنوان الجدول‬ ‫التسلسل‬

‫العوامل المؤثرة عل القاعدة (اأساس)‬ ‫‪.1‬‬


‫النقد‬
‫الناتج المحلي اإجمالي باأسعار الجارية‬ ‫‪.2‬‬
‫والثابتة في اإقتصاد العراقي للمدة‬
‫)‬ ‫ــ‬ ‫(‬
‫مليون دينار‬
‫تطور الن قا العامة في ااقتصاد العراقي‬ ‫‪.3‬‬
‫)‬ ‫ــ‬ ‫للمدة (‬
‫مليون دينار‬
‫تطور اإيرادا العامة في ااقتصاد العراقي‬ ‫‪.4‬‬
‫)مليون دينار‬ ‫ــ‬ ‫للمدة (‬
‫ال ائض أو العجز في الموازنة العامة في‬ ‫‪.5‬‬
‫) مليون دينار‬ ‫_‬ ‫العرا للمدة (‬
‫تطور عرض النقد ‪ M2‬في العرا‬ ‫‪.6‬‬
‫) مليون دينار‬ ‫_‬ ‫للمدة (‬
‫اإيرادا العامة وعرض النقد في ااقتصاد‬ ‫‪.7‬‬
‫)‬ ‫_‬ ‫العراقي للمدة (‬
‫دينار النقد ‪ M2‬للمدة‬
‫وعرض‬ ‫الدين العا الداخلي‬
‫مليون‬ ‫‪.8‬‬
‫)‬ ‫‪-‬‬ ‫(‬
‫مليون دينار‬
‫_‬ ‫الضرائ وعرض النقد ‪ M2‬للمدة (‬ ‫‪.9‬‬
‫) (مليون دينار)‬
‫‪ .10‬الن قا العامة وعرض النقد ‪ M2‬في ااقتصاد‬
‫)(مليون دينار)‬ ‫‪-‬‬ ‫العراقي للمدة (‬
‫اختبار ديكي فولر الموسع (‪ )ADF‬لجذر‬ ‫‪.11‬‬
‫الوحدة‬

‫د‬
‫ف رست ااش ال‬

‫رق‬ ‫عنوان الشكل‬ ‫رق الشكل‬


‫الص حة‬
‫آثر المزاحمة التامة‬ ‫‪1‬‬
‫آثر المزاحمة الجزئي‬ ‫‪2‬‬
‫آثر عجز الموازنة الحكومية عل النشاط ااقتصاد‬ ‫‪3‬‬

‫)‬ ‫ـــ‬ ‫عرض النقد بالمعن الواسع للمدة (‬ ‫‪4‬‬


‫‪114‬‬ ‫ال رو ااول لعرض النقد ‪MS2‬‬ ‫‪5‬‬
‫)‬ ‫ــ‬ ‫الن قا العامة للمدة (‬ ‫‪6‬‬
‫)‬ ‫ــ‬ ‫ال رو اأول للن قا العامة (‬ ‫‪7‬‬
‫)‬ ‫ــ‬ ‫الدين العا الداخلي للمدة (‬ ‫‪8‬‬
‫)‬ ‫ــ‬ ‫ال ر ااول للدين العا للمدة (‬ ‫‪9‬‬
‫ــ‬ ‫الضرائ العامة للمدة (‬ ‫‪10‬‬
‫)‬ ‫ـ‬ ‫ال رو ااول للضرائ للمدة (‬ ‫‪11‬‬
‫)‬ ‫ـ‬ ‫اإيرادا العامة للمدة (‬ ‫‪12‬‬
‫)‬ ‫ـ‬ ‫ال رو اأول لإيرادا العامة للمدة (‬ ‫‪13‬‬
‫الم ططات‬

‫رق‬ ‫عنوان المخطط‬ ‫رق المخطط‬


‫الص حة‬
‫‪43‬‬ ‫ااقتراض من القطاع غير المصرفي‬ ‫‪1‬‬

‫الملحق‬

‫رق الص حة‬ ‫عنوان الملح‬ ‫رق الملح‬


‫الرق القياسي أسعار‬ ‫‪1‬‬
‫‪XV‬‬ ‫المست ل في العرا للمدة‬
‫(‪ 1990‬ـــ ‪)2014‬‬

‫ر‬
‫المقدمة ‪.................................................................‬‬

‫المقدمة‬

‫يحظى موضوع ااقتصاد ا عراقي في ا وقت ا راهن ‪ ،‬وع ى ا مستوى ا مح ي بعناية ثير من‬
‫ااقتصاديين وا باحثين وذ ك ما حصل فيه من تغيرات في ا نظام ا سياسي وا نظام ااقتصادي ا مبني‬
‫ع ى ا مر زية وانتقا ه نحو اقتصاد ا سوق ا حر‪ ،‬وتمتاز ا سياسة ا ما ية بدور بير في ا تأثير في ا نشاط‬
‫ااقتصادي تحقيق ااستقرار ااقتصادي ‪ ،‬اأمر ا ذي احت ت فيه هذ ا سياسة م انة هامة بإعتبارها‬
‫أس وب ا إدارة ااقتصاديات ا وطنية ‪ .‬وقد أخذ مفهوم ا سياسة ا ما ية با تطور تبع ا مراحل ا تطور‬
‫ااقتصادي وا ف ري و حق به تطور دورها في ا نشاط ااقتصادي ‪ ،‬بدءا من مفهوم ا حيادية في ا ف ر‬
‫ا اسي ي وا ذي امتاز بتوازن ا موازنة وعدم حصول أي اختال فيها ‪ ،‬ثم ا مرح ة ا تدخ ية في ا ف ر‬
‫ا ينزي وا ذي أ خرج ا سياسة ا ما ية ا عامة من حا ة ا حياد وصار ها دور بير في تحفيز ا ط ب عن‬
‫طريق قيام ا دو ة بزيادة اإنفاق ا ح ومي مما يفضي إ ى حصول إختال في موازنة ا دو ة في اأجل‬
‫مرور بمفهوم ا تخطيط ا مر زي في ا ف ر ااشت ار ي ا ذي اتخذ أس وبا إدارته إذ صارت‬
‫ا‬ ‫ا قصير ‪،‬‬
‫ا ما ية ا عامة جزءا ا يتج أز من ا خطة ا مر زية وصواا إ ى ا ف ر ا معاصر ا ذي أعتبر إن زيادة اإنفاق‬
‫ا ح ومي ا مرتبط بزيادة ا ضرائب تقييدا حرية ا فردية ودعا إ ى تخفيض هذا اإنفاق ‪ ،‬ونتيجة توسع‬
‫وظائف ا دو ة فقد اتبع ذ ك اتساعا دور ا سياسة ا ما ية وادارتها إذ م يقتصر دور اإيرادات ا عامة ع ى‬
‫تغطية ا نفقات ا عامة وانما صارت أداة مهمة من اأدوات ا تي ها تأثير واضح في ا نشاط ااقتصادي‬
‫إضافة إ ى دور ا نفقات ا عامة واإيرادات ا عامة في إعادة توزيع ا دخل ‪ .‬ذ ك ونتيجة مسيرة وتطورات‬
‫ا سياسة ا ما ية فأن ا نظم ااقتصادية ا معاصرة ع ى اختافها أخذت ع ى عاتقها تحقيق هدفها في‬
‫ا رفاهية ااقتصادية وااجتماعية إفراد ا مجتمع من أجل تبني هذ ا نظم مجموعة من اأهداف‬
‫ااقتصادية وااجتماعية وفي ط يعتها رفع معدل ا نمو ااقتصادي وا تسريع با تنمية ااقتصادية‬
‫وااجتماعية وتوزيع عادل دخل وا ثروة واشباع ا حاجات ا عامة ‪ ،‬و هذا أخذت بتبني ا سياسة ا ما ية‬
‫باعتبارها ا محور ا رئيس سياسات ااقتصادية ‪ ،‬و ذ ك من خال تأثيرها ع ى عرض ا نقد ‪ ،‬إذ إن‬
‫ا سياسة ا ما ية تضط ع بتحقيق هذا ا دور في تحقيق اأهداف ااقتصادية وااجتماعية ‪.‬‬

‫قد عانى ااقتصاد ا عراقي خال مدة ا دراسة ‪ 2014 - 1990‬من إختاات هي ية عديدة أدت إ ى‬
‫تراجع اأداء ااقتصادي بش ل عام وتزايد عجز ا موازنة وارتفاع معدات ا تضخم وا بطا ة ‪ ،‬مما أدى إ ى‬
‫ا توجه نحو سياسة أ ثر فاع ية تستطيع ا تأثير في عرض ا نقد ‪ ،‬فضاا عن تحقيق ا تناسق بينها وبين‬

‫‪3‬‬
‫المقدمة ‪.................................................................‬‬

‫ا سياسات اأخرى وباأخص ا سياسة ا ما ية وصول إ ى ا حل اأمثل تأثير ع ى متغيرات ااقتصاد‬


‫ا ي ‪ .‬هذا فأن ا سياسة ا ما ية ومن خال أدواتها تش ل منظومة إستقرار ااقتصادي ‪ ،‬وهذا يمثل‬
‫دعما مسيرة هذ ا سياسة وتعزيز قوة ااقتصاد ا وطني في أطار ا تحديات ا بيرة ا تي يواجهها داخ يا‬
‫وخارجي ا ‪6‬‬

‫أهمية البحث‬

‫تأتي أهمية ا دراسة من ا دور ا ذي يم ن إن تؤديه ا سياسة ا ما ية في ا تأثير ع ى متغير عرض ا نقد‬
‫نهوض بواقع ااقتصاد وا تغ ب ع ى ا مشا ل ا تي يعاني منها ا عراق ا ذي وقع ع يه ااختبار ب د عينة‬
‫دراسة ‪ ،‬و هذا تحاول ا دراسة إبراز دور ا سياسة ا ما ية واعطاء تصور واضح اقتصاد ا عراقي وتحقيق‬
‫اأهداف ااقتصادية وااجتماعية ‪.‬‬

‫مش لة البحث‬

‫تتمثل مش ة ا بحث في مدى قدرة ا سياسة ا ما ية بأدواتها ا رئيسية ا متمث ة باإنفاق ا عام واإيراد ا عام‬
‫وا ضرائب وا دين ا عام ا داخ ي في ا تأثير ع ى متغير عرض ا نقود في ا عراق ‪.‬‬

‫فرضية البحث‬

‫يقوم ا بحث ع ى فرضية مفادها ‪:‬‬

‫إن ا سياسة ا ما ية وبأدواتها اأساسية ا نفقات ا عامة واإ\يرادات ا عامة متمث ة با ضرائب وا دين ا عام‬
‫ا داخ ي ها تأثيرات إيجابية وس بية ع ى متغير عرض ا نقد في ااقتصاد ا عراقي خال مدة ا دراسة‬
‫(‪ 1990‬ـ ـ ‪. )2014‬‬

‫هدف البحث‬

‫تهدف هذ ا دراسة إ ى معرفة أحجام تطورات اإيرادات ا عامة وا نفقات ا عامة في ااقتصاد ا عراقي ‪،‬‬
‫وتقويم تأثيراتها وصفيا وقياسيا ع ى متغير عرض ا نقد ‪.‬‬

‫حدود البحث‬

‫تضمنت هذ ا دراسة ا مدة من (‪ )2014 – 1990‬مقسمة ع ى مرح تين هي ‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫المقدمة ‪.................................................................‬‬

‫‪ -1‬ا مدة من( ‪ )2002 – 1990‬شهدت هذ ا مدة حرب ا خ يج ا ثانية وفرض ا عقوبات ااقتصادية‬
‫ا دو ية ‪.‬‬
‫‪ -‬ا مدة من (‪ )2014 – 2003‬تميزت هذ ا مدة بانتهاء مدة ا عقوبات ااقتصادية وتحرر ااقتصاد‬
‫ا عراقي واستئناف تصدير ا نفط واانفتاح ع ى ا عا م ا خارجي ‪.‬‬
‫منهجية البحث‬
‫حاول ا باحث ااعتماد ع ى أس وب ا جمع أو ا توافق بين ا منهج ااستنباطي ا قائم ع ى ا تجريد وا منهج‬
‫ااستقرائي ا قائم ع ى دراسة ا وقائع بتفاصي ها ‪ .‬هذا فأن ا تح يل ااقتصادي تعرض منهجين معا‬
‫ا وصفي من خال تتبع مسيرة ا سياسة ا ما ية بش ل عام وفي ا عراق بش ل خاص ‪ ،‬فضاا عن تتبع‬
‫عرض ا نقد ‪ ،‬وا قياسي تتبع أثر ا سياسة ا ما ية في عرض ا نقود ‪.‬‬
‫هي لية البحث‬

‫قسمت ا دراسة إ ى ثاثة فصول ‪ ،‬تضمن ا فصل اأول اإطار ا نظري سياسة ا ما ية واآثار‬
‫ا نقد‪ ،‬في حين‬ ‫ا نقدية ‪ ،‬وشمل مبحثين ‪ ،‬اأول تناول محتوى ا سياسة ا ما ية وعجز ا موازنة وعرض‬
‫تناول ا ثاني قنوات انتقال اثر ا سياسة ا ما ية في عرض ا نقد ‪ .‬وشمل ا فصل ا ثاني اآثار ا نقدية‬
‫سياسة ا ما ية في ا عراق مدة (‪ )2014 - 1990‬وتضمن مبحثين ‪ ،‬اأول ضم تح يل ا ناتج ا مح ي‬
‫اإجما ي واإيرادات ا عامة وا نفقات ا عامة وعرض ا نقد في ا عراق وا ثاني تضمن تح يل ا عاقة بين‬
‫اإيرادات ا عامة وا نفقات ا عامة مع عرض ا نقد ‪ .‬في حين جاء ا فصل ا ثا ث قياس أثر ا سياسة ا ما ية‬
‫في عرض ا نقد في ا عراق مدة (‪ )2014 - 1990‬ويت ون من مبحثين ‪ ،‬اأول تناول اإطار ا نظري‬
‫أسا يب ا قياسية ا مستخدمة واآخر يتضمن عرض وتح يل نتائج اأنموذج ا قياسي ‪ .‬وثم ا توصل إ ى‬
‫مجموعة من ااستنتاجات وا توصيات ‪.‬‬

‫الدراسات السابقة ‪:‬‬

‫هناك دراسات عديدة تناو ت موضوع ا سياسة ا ما ية في ااقتصاد ا عراقي نذ ر بعضها ع ى سبيل‬
‫ا مثال وهي ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫المقدمة ‪.................................................................‬‬

‫دراسة ا باحث حسن شا ر ا شمري ا موسومة فاع ية ا سياسات ا ما ية وا نقدية وا توجهات‬ ‫‪-‬‬

‫ا مستقب ية في ااقتصاد ا عراقي ا ذي تناول فيها فاع ية ا سياستين معا ا ما ية وا نقدية في‬
‫ا عراق(‪. )1‬‬
‫دراسة ا باحثة سعاد جواد اظم ا سعداوي ا موسومة دور ا سياسة ا ما ية في تحقيق ا نمو‬ ‫‪-‬‬

‫ااقتصادي في ا عراق مدة (‪ 1991‬ـ ـ ‪ )2009‬ا ذي تناو ت فيها موضوع ا نمو ااقتصادي‬
‫و يف أن ا سياسة ا ما ية ها دور بير ومؤثر فيها(‪. )2‬‬
‫‪ -‬دراسة ا باحث فريق جياد مطر ا موسومة ا سياسة ا ما ية في ا عراق ودورها في ا تأثير ع ى‬
‫ا متغيرات ا نقدية مدة (‪ )2009 - 1970‬ا ذي تناو ت أثر ا سياسة ا ما ية ع ى ا متغيرات‬
‫ا نقدية ومعرفة اآثار ا متباد ة سياستين ا ما ية وا نقدية ع ى اأخرى(‪.)3‬‬

‫و وفقاا ما تقدم يم ن ا قول ان ما يميز دراستنا هو انها امتداد دراسات ا سابقة من حيـث ا مـدة ا زمنيـة ‪ ،‬و‬
‫اســت مال هــا ‪ ،‬و ــان ا غــرض مــن ذ ــك هــو اثبــات مــا توص ـ ت ا يــه ت ــك ا د ارســات ‪ ،‬أو ا تنــاقض معهــا فــي‬
‫بعض ا قضايا ‪ ،‬خصوصا فيما يتع ق بايجابية أو س بية ا تأثير ‪ ،‬و ن ضمن مدة أ ثر حداثة ‪ ،‬أمتدت مـن‬
‫(‪ )1991‬و غاية (‪. )2119‬‬

‫(‪ )1‬حسن شا ر ا شمري ‪ ،‬فاع ية ا سياسات ا ما ية وا نقدية وا توجهات ا مستقب ية في ااقتصاد ا عراقي ‪ ،‬رسا ة ماجستير ‪،‬‬
‫ية اإدارة وااقتصاد ‪ ،‬جامعة ا وفة ‪. 2006 ،‬‬
‫(‪ )2‬سعاد جواد اظم ا سعداوي ‪ ،‬دور ا سياسة ا ما ية في تحقيق ا نمو ااقتصادي في ا عراق مدة ‪ 1991‬ـ ـ ـ ‪ ، 2009‬رسا ة‬
‫ماجستير ‪ ،‬ية اإدارة وااقتصاد ‪ ،‬جامعة ا قادسية ‪2012 ،‬‬
‫(‪ )3‬فريق جياد مطر ‪ ،‬ا سياسة ا ما ية في ا عراق ودورها في ا تأثير ع ى ا متغيرات ا نقدية مدة (‪ 1970‬ـ ـ ـ ‪ ، )2009‬رسا ة‬
‫ماجستير ‪ ،‬ية اإدارة وااقتصاد ‪ ،‬جامعة ا وفة ‪. 2014 ،‬‬

‫‪1‬‬
‫الفصل اأول ‪ :‬السياسة المالية و اآثار النقدية (إ ار مفاهيمي)‬

‫الفصل اأول‬
‫السياسة المالية واآثار النقدية (إ ار مفاهيمي)‬

‫تمهيد‪:‬‬
‫تش ل ا سياسة ا ما ية محور أهتمام ا عديد من اإقتصاديين وا تيارات اإقتصادية‪ ،‬وزخرت‬
‫اأدبيات اإقتصادية باأف ار حول هذ ا سياسة ‪ ،‬واذ تعد ا سياسة ا ما ية ا محور ا رئيسي سياسات‬
‫اإقتصادية بوصفها أداة فعا ة تحقيق اأهداف اإقتصادية واإجتماعية وتضط ع با عبء اا بر في‬
‫تحقيق ا غايات واأهداف ا ية وا قطاعية ‪ ،‬إذ تؤثر ع ى عرض ا نقد من خال أدواتها‬
‫ا مخت فة ‪ ،‬وسوف نحاول إ قاء ا ضوء ع ى محتوى هذ ا سياسة من حيث مفهومها وأهدافها وادواتها‬
‫وقنواتها ‪ ،‬وذ ك من خال مبحثين ‪ ،‬خصص اأول منها تناول محتوى ا سياسة ا ما ية وعجز ا موازنة‬
‫ومفهوم عرض ا نقد ‪ ،‬وخصص ا مبحث ا ثاني تناول قنوات أنتقال أثر ا سياسة ا ما ية في عرض‬
‫ا نقد ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫الفصل اأول ‪ :‬السياسة المالية و اآثار النقدية (إ ار مفاهيمي)‬

‫الم حث اأول ‪:‬اإ ار المفاهيمي والنظر للسياسة‬


‫المالية وعجز الموا نة وعر النقود‬

‫المطل اأول ‪ :‬السياسة المالية المف و ‪ ,‬اأهداف و اأدوات‬


‫اشتق مصط ح ا سياسة ا ما ية من ا مة ا فرنسية)‪ (Fisc‬تعني حافظة ا نقود أو( ا خزانة)(‪.)1‬‬
‫بقى مفهوم ا سياسة ا ما ية مرادف ا مفهوم ا ما ية ا عامة وا موازنة ا عامة فترة طوي ة‪ .‬ن تطور ا حياة‬
‫اإقتصادية وتشعبها وظهور دور ا دو ة ا فعال وا مؤثر في مجاات اإقتصاد دعا ا ى تحديد تعريف‬
‫دقيق سياسة ا ما ية ‪.‬‬
‫اواا ‪ :‬مف و السياسة المالية وموقف المدارس اإقتصادية‬
‫اخت فت تعاريف ا سياسة ا ما ية بأختاف ا مرح ة ا زمنية وظروفها ا ف رية واإقتصادية‬
‫واأجتماعية وا سياسية‪ .‬ويقصد با سياسة ا ما ية (ا طريق ا ذي تنتهجه ا ح ومة تخطيط نفقاتها وتدبير‬
‫وسائل تموي ها)(‪.)2‬أو إنها (سياسة ا ح ومة في تحديد ا مصادر ا مخت فة إيرادات ا عامة دو ة‬
‫ل من هذ ا مصادر ‪ ،‬هذا من جهة ومن جهة أخرى تحديد ا يفية ا تي‬ ‫وتحديد اأهمية ا نسبية‬
‫تستخدم بها هذ اإيرادات تمويل اإنفاق ا ح ومي (اإنفاق ا عام )بحيث تحقق اأهداف اإقتصادية‬
‫وأإجتماعية دو ة)(‪ .)3‬و ما يم ن تعريف ا سياسة ا ما ية (بأنها عبارة عن إجراءات ينصب إهتمامها‬
‫ع ى دراسة ا نشاط ا ما ي دو ة )(‪.)4‬‬
‫و ذ ك تعرف ا سياسة ا ما ية بإنها ( مجموعة من ا سياسات ا ح ومية ا تي تستخدم ا وسائل‬
‫ا ما ية من نفقات عامة وضرائب وقروض ووسائل نقدية وموازنة ‪...‬ا خ تحقيق إهداف ا سياسة‬
‫اإقتصادية واإجتماعية وا ثقافية وا صحية )(‪ .)5‬وتعرف ايضا بأنها (ت ك ا سياسة ا تي تتبعها ا دو ة‬

‫)‪ )1‬طارق ا حاج ‪ ،‬ا ما ية ا عامة ‪،‬دار ا صفاء نشر وا توزيع ‪ ،‬عمان ‪ ،2009 ،‬ص ‪.201‬‬
‫)‪ )2‬هشام محمد صفوت ا عمري ‪ ،‬ا ما ية ا عامة وا سياسة ا ما ية ‪ ،‬ا جزء ا ثاني ‪،‬بغداد ‪،1988،‬ص ‪.443‬‬
‫)‪ )3‬أسماعيل عبد ا رحمن ‪ ،‬حربي عرفات ‪(،‬مفاهيم ونظم إقتصادية )‪ ،‬ط‪ ، 1‬دار وائل نشر وا توزيع ‪ ،‬عمان ‪،2004،‬‬
‫ص‪.183‬‬
‫)‪ )4‬محمد جمال ذنيبات ‪(،‬ا ما ية ا عامة وا تشريع ا ما ي )‪ ،‬ط‪ ، 1‬دار ا ع مية ا دو ية ودا ار ثقافة نشر وا توزيع ‪،‬عمان‬
‫‪ ،2003،‬ص‪.42‬‬
‫)‪ )5‬عباس اظم ا دعمي ‪ ،‬ا سياسات ا ما ية وا نقدية واداء سوق ااوراق ا ما ية ‪ ،‬ط‪ ،1‬دارصفاء نشروا توزيع‪ ،‬عمان ‪،‬‬
‫‪ ،2010‬ص‪.49‬‬

‫‪1‬‬
‫الفصل اأول ‪ :‬السياسة المالية و اآثار النقدية (إ ار مفاهيمي)‬

‫في إستخدام اإيرادات ا عامة وا نفقات ا عامة وا دين ا عام تحقيق اإهداف اإقتصادية )‪ ،‬وير ز هذا‬
‫ا تعريف ع ى ثاثة عناصر مهمة سياسة ا ما ية هي (‪:)1‬‬
‫‪3‬ـ هي سياسة تتبعها الدولة ‪ :‬ا مقصود با دو ة في هذا ا شطر هي ا س طة ا تنفيذية وا متمث ة بو ازرة‬
‫ا ما ية واجهزتها ا مخت فة ‪ ،‬إذ تقوم هذ ا و ازرة في رسم وتطبيق ا سياسة ا ما ية دو ة ‪.‬‬
‫‪2‬ـ في إستخدام اإيرادات العامة والنفقات العامة والدين العام ‪ :‬في هذا ا جانب تمثل اإيرادات ا عامة‬
‫ا ضرائب ا مباشرة وغير ا مباشرة وا رسوم وعوائد اإموال اإميرية وا عوائد اإقتصادية من مساهمات‬
‫ا دو ة في ا مشروعات اإنتاجية ‪ ،‬وقد ت ون مصادر هذ اإيرادات من ا غرامات وا هبات ومصادر‬
‫اإموال ا منقو ة وغير ا منقو ة بعض اأشخاص ‪ ،‬وا مساعدات ‪ ،‬وقد ت ون من ا قروض ا داخ ية‬
‫وا خارجية ‪ ،‬أو ت ون من اإصدار ا نقدي ا جديد وا نفقات ا عامة سواء انت عادية أم مستمرة مثل‬
‫اأجور وا رواتب واإيجارات أو نفقات رأسما ية أو إستثمارية مثل اإنفاق ع ى ا طرق وا جسور‬
‫وا سدود وا تعدين وا تنجيم‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ تحقيق اإهداف اإقتصادية ‪ :‬تطورت اإهداف اإقتصادية سياسة ا ما ية بعد أزمة ا ساد‬
‫ا عظيم (‪ 1929‬ـ ـ ـ ‪ )1992‬وظهرت إهداف مثل زيادة ا دخل ا قومي وتحقيق ا توظيف وا تشغيل‬
‫ا امل‪ ،‬أستقرار مستوى اأسعار‪ ،‬تحقيق ا نمو اإقتصادي ‪ ،‬واعادة توزيع ا دخل‪.‬‬
‫يظهر إن هذا ا تعريف ا واسع سياسة ا ما ية قد شمل ل جوانب هذ ا سياسة من إدواتها‬
‫ا رئيسية حتى تحقيق اإهداف اإقتصادية ها ودور ا دو ة في رسم هذ ا سياسة وتطبيقها ‪ ،‬وبا نتيجة‬
‫هي تحقيق اإهداف ا عامة ورفع متوسط دخل ا فرد تحقيق ا رفاهية اإقتصادية ا منشودة‪.‬‬
‫ويرى آخرون أن ا سياسة ا ما ية ماهي إآ إستخدام اإنفاق ا عام وا ضرائب واإقتراض زيادة‬
‫أو تخفيض ا ط ب ا ي حسب ماتتط به ا حا ة اإقتصادية في حينها و تحقيق أهداف ا نمو‬
‫اإقتصادي ‪ ،‬وخفض معدات ا بطا ة ‪ ،‬واعادة توزيع ا دخل بش ل عادل بقدر ا مستطاع(‪.)2‬‬
‫اخير ا سياسة ا ما ية تعني أستخدام ا موازنة من ضرائب وقروض ونفقات عامة من إجل‬
‫و ا‬
‫تحقيق اإهداف اإقتصادية وع ى رأسها ا توازن واإستقرار ا داخ ي إقتصاد ا قومي وبتعبير آخر‬

‫)‪ )1‬هزاع داود س مان ‪،‬ا سياسة ا ما ية ودورها في اأصاح اأقتصادي‪(،‬مصرحا ة دراسة )‪ ،‬اطروحة د تو ار ‪ ،‬ية اإدارة‬
‫وااقتصاد ‪ ،‬جامعة بغداد ‪ ، 2009 ،‬ص‪. 10‬‬
‫‪(2) )G.L Bach ,MaKing Monetary and fiscal policy Brooking ,Inc ,Washing too‬‬
‫‪.C.C.1971,p.5.‬‬

‫‪7‬‬
‫الفصل اأول ‪ :‬السياسة المالية و اآثار النقدية (إ ار مفاهيمي)‬

‫إستخدام أوعية ا موازنة في تحقيق ا نمو ا متوازن فقبل إنتشار اأف ار ا نزية في معا جة ا بطا ة‬
‫وا ساد تمث ت ا وظيف ا حيادية سياسة ا ما ية في وضع ا سياسات ا رقابية أوعية ا ميزانية با تح م‬

‫فيها وبإيراداتها ونفقاتها وتسخير ت ك اإيرادات ا عامة فاية ا نفقات فا تش ل ت ك ا نفقات إا جزءا‬
‫يسير من ا دخل ا قومي سد ا حاجات وا متط بات ا ضرورية تحقيق ا توازن ا موازنة بعيدا عن أش اات‬
‫ا تضخم أواأن ماش هدف أسمى سياسة ا ما ية ا تق يدية ‪ ،‬وفي ا ب دان ا نامية ع ى وجه ا خصوص‬
‫تم تحقيق معدات أع ى من ا نمو ا متوازن وا تحول نحو زيادة معدات اإدخار واأستثمار(‪.)1‬‬

‫من خال ذ ك تتضح ان هناك عدة اش ال يم ن ان تتخذها ا سياسة ا ما ية ا عامة وهي ‪:‬‬
‫‪3‬ــ سياسة مالية توسعية ( ‪)Expansion Fiscal policy‬‬
‫هذ ا سياسة تتبعها ا ح ومة ممث ة با س طات ا ما ية ( و ازرة ا ما ية) في ااوقات ا تي يشهد‬
‫بها ااقتصاد حاات ان ماش ووجود مستويات بطا ة عا ية وهناك رغبة في تحفيز ا نشاط ااقتصادي‬
‫وقد اتبعت هذ ا سياسة في ا عديد من ا ب دان اأوربية خاصة في ا فترة ا تي ت ت ا حرب ا عا مية‬
‫ا ثانية ‪ ،‬وت ون في هذ ا حا ة ا نفقات ا عامة أ بر من اإيرادات ا عامة(عجز موازنة)(‪6)2‬‬
‫‪2‬ـــ سياسة مالية ان ماشية ( ‪)Contractionary fiscal policy‬‬
‫هذ ا حا ة تستعمل عندما ت ون اإيرادات ا عامة ا بر من ا نفقات ا عامة أي هناك فائض‬
‫موازنة)‪ (Budget Surplus‬وتتحقق هذ ا حا ة عند تق يل اإنفاق ا عام وزيادة اإيرادات ا عامة‬
‫خاصة من ا حصي ه ا ضريبية أو تق يل اإنفاق ا عام مع ثبات ا جانب اآخر ‪ .‬هذ ا حا ة يم ن ان‬
‫تقود ا ى تق يل عجز ا موازنة إذا انت هذ ا موازنة تعاني من عجز بير أو تقود ا ى فائض إذا انت‬
‫ا موازنة متوازنة )‪ (Balance Budget‬وتتبع مثل هذ ا سياسة في حا ة رغبة ا س طات با حد من‬
‫مستويات ا نشاط اإقتصادي خاصة إذا ان اإقتصاد يعاني من ضغوط تضخمية ‪.‬‬
‫‪1‬ـــ سياسة مالية حيادية )‪6)Neutrality fiscal policy‬‬
‫تتحقق مثل هذ ا سياسة عندما تتساوى اايرادات ا عامة مع ا نفقات ا عامة أي عندما ي ون‬
‫عجز وفائض ا موازنة مساويان صفر وفي هذ ا حا ة ي ون أثر ا سياسة ا ما ية محايد في ا نشاط‬

‫)‪ )1‬محمد مد ول ع ي‪ ،‬واقع ا سياسة ا ما ية في ا ب دان ا عربية ‪،‬مج ة بابل‪ ،‬ا ع وم اانسانية‪ ،‬ية اإدارة وااقتصاد‪،‬‬
‫ا مج د ‪ ،11‬ا عدد ‪ ،2008 ،1‬ص‪.134‬‬
‫)‪ )2‬سامي خ يل ‪ ،‬اإقتصاد ا ي ‪ ،‬شر ة اظمة نشر وا طبع وا توزيع ‪ ،‬ا ويت ‪ ، 1982 ،‬ص‪.519‬‬

‫‪8‬‬
‫الفصل اأول ‪ :‬السياسة المالية و اآثار النقدية (إ ار مفاهيمي)‬

‫ن واقعي ا قد تحدث او تتبع سياسات قريبة من هذا ا نوع من‬ ‫ااقتصادي وهذ حا ة نظرية مجردة‬
‫ا سياسة تهدف اساسا ا حفاظ ع ى اأستقرار اإقتصادي وتحقيق حا ة ا توازن اإقتصادي(‪6)1‬‬
‫موقف المدارس اإقتصادية من السياسة المالية‬
‫‪3‬ـ رأي المدرسة ال اسي ية في السياسة المالية ‪:‬‬
‫يرى ا مذهب ا اسي ي (ا تق يدي ) ضرورة إخضاع ا سياسة ا ما ية قيود شديدة بحيث ا‬
‫يتعارض ا نشاط اإقتصادي ا عام مع مبادئ اإقتصاد ا خاص أن أصحاب هذا ا مذهب يعتقدون إن‬
‫ا نشاط ا خاص فيل بتحقيق ا توازن اإقتصادي عند اأستخدام ا تام ‪.‬‬
‫أما تدخل ا دو ة في ا نشاط اإقتصادي فأنه يعيق هذا ا توازن وهو نشاط غير منتج أو إنتاجيتة‬
‫‪ ،‬وبا تا ي فا نظرية ا اسي ية تنادي بعدم تدخل ا دو ة ع ى وجه اإطاق في ا حياة‬ ‫منخفضة‬
‫(‪)2‬‬

‫اإقتصادية إن نشاط اأفراد أفضل ب ثير من نشاط ا دو ة ما يعتقدون ‪ ،‬وتدخ ها في غير ا مجاات‬
‫ا معهود إ يها ا دفاع ا خارجي واأمن ا داخ ي وا قضاء وضمان ا مرافق ا عامة تبديد وضياع جزء من‬
‫ا موارد اإقتصادية ‪ ،‬هذ اأسباب آمنت ا نظرية ا اسي ية بمبدأ (ا حياد ا ما ي ) في ظل مفهوم‬
‫ا دو ة ا حارسة ‪.‬‬
‫ومن ا طبيعي ي يضمن اإقتصاديون ا اسي يون تحقيق مبدأ (ا حياد ا ما ي ) ابد أن يقتصر دور‬
‫ا دو ة ع ى ا وظائف ا تق يدية هي ا حصول ع ى اإيرادات تغطية ا نفقات ا تق يدية دو ة ا حارسة‬
‫فضاا عن ذ ك‪ ،‬أ دوا ضرورة ا محافظة ع ى توازن ا موازنة ‪ ،‬وهذا يعني أن ا سياسة ا ما ية هي‬
‫سياسة محايدة ا يم نها أن تحدث أي تغير أوتعديل في اأوضاع وا م ار ز اإقتصادية ا قائمة(‪ .)3‬ف م‬
‫ي ن ضرائب مثاا أن تستخدم في تحقيق أية أهداف إقتصادية واجتماعية و ذ ك يرفضون مسأ ة‬
‫ا جوء إ ى ا قروض ا عامة ‪ ،‬وفي ا وقت ذاته يرفضون مسأ ة وجود ا عجز في ا موازنة بش ل أشد من‬
‫ا فائض فيها‪ ،‬أن وجود ا عجز يتط ب ا مزيد من ا ضرائب سد ا عجز اأمر ا ذي يتنافى مع ا فروض‬
‫ا اسي ية إذ أن ا مزيد من ا ضرائب ي ون ع ى حساب مدخرات اإفراد ومن ثم ع ى اأستثمار‬
‫ا خاص ا ذي يعدونه ا ممول ا رئيسي أنشطة ‪ ،‬و ذ ك وجود ا فائض يعني أن ا دو ة قد تمادت في‬
‫فرض ا ضرائب ذا م ي ن موازنة أ ية أهمية إقتصادية إذ ان تساوي ا حسابي ا دقيق بين ا نفقات‬

‫)‪ )1‬سامي خ يل ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص ‪. 520‬‬


‫)‪ )2‬سعيد ع ي محمد ا عبيدي ‪( ،‬إقتصاديات ا ما ية ا عامة ) ‪ ،‬ط‪ ،1‬دار دج ة ‪،‬عمان ‪ ، 2011،‬ص ‪. 226‬‬
‫)‪ )3‬عباس اظم ا دعمي ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص ‪.50‬‬

‫‪1‬‬
‫الفصل اأول ‪ :‬السياسة المالية و اآثار النقدية (إ ار مفاهيمي)‬

‫ا عامة واإيرادات ا عامة قاعدة مهمة جدا في ا ما ية ا تق يدية وا تي تعرف بقاعدة توازن ا موازنة (‪ )1‬فقد‬
‫آمن ا اسيك بأن ا وصول ا ى حا ة ا تشغيل ا امل ومن ثم تحقيق ا توازن ا تق يدي ‪ ،‬ا يتم إا‬
‫بااعتماد ع ى فاع ية ا نشاط ا خاص وعدم ا تدخل ا ح ومي ‪ ،‬وفق ا قانون( ساي ) (ا عرض يخ ق‬
‫ا ط ب ا مساوي ه )‪ ،‬أي أن تدخل ا دو ة في اإقتصاد ايخ ق إضافة ا ى ا ط ب ا ي(‪.)2‬‬
‫‪2‬ـ رأي المدرسة ال نزية في السياسة المالية ‪:‬‬
‫تعد أزمة ا ساد ا عظيم ا تي حدثت خال ا مدة (‪ 1929‬ـ ـ ‪ )1992‬حافز نشر أف ار‬
‫ا مدرسة ا نزية إقتصادي جون مينارد ينز في تابه ا معروف (ا نظرية ا عامة في ا تشغيل وا فائدة‬
‫وا نقود) نشر في عام ‪. 1991‬‬
‫وقد برهن ا تح يل ا نزي ع ى عجز آ ية ا سوق ا اسي ية عن تحقيق ا توازن اإقتصادي ا ت قائي‬
‫وبذ ك أفقد ا ثقه بمرونة اأسعار واأجور ا ذي يفترض فيه ا اسيك قدرته ع ى إحداث هذا ا توازن‪.‬‬
‫أ د ينز حدوث حا ة عدم فاية ا ط ب ا ي بأنه يعتقد إن اإدخار ايتجه يتساوى با ضرورة مع‬
‫اأستثمار مث ما إدعى ا اسيك ‪ ،‬واإدخار ايعتمد ع ى سعر ا فائد فقط ‪ ،‬وانما يتحدد با دخل أيضا‬
‫وعوامل أخرى مثل ا توقعات وا عوامل ا نفسية ‪ .‬وأن اأستثمار أيض ا ايعتمد ع ى سعر ا فائدة‪ ،‬وانما‬
‫فاية ا حدية رأس ا مال وسع ار فائدة ‪ .‬وق اررات اأستثمار تخت ف عن ق اررات‬ ‫يتحدد با دور ا مزدوج‬
‫اإدخار أن ق اررات اأستثمار تتخذ من قبل رجال اأعمال وأصحاب ا مشروعات ‪ ،‬وق اررات اإدخار‬
‫تتخذ من قبل اإفراد ‪ ،‬وعندما يمتنع اأفراد عن إنفاق جزء من دخو هم يحدث أختال في ا توازن‬
‫ا ت قائي مما يؤدي ا ى حدوث نقص في ا ط ب ا ي ا ذي ن ي ون م افئا عرض ا ي ويرى ينز‬
‫إم انية إصاح هذا ا خ ل من خال تحفيز ا ط ب ا ي عن طريق تدخل ا دو ة في ا نشاط‬
‫دور في تحفيز ا ط ب ا ي ا فعال ا ى‬
‫اإقتصادي وذ ك بزيادة اإنفاق ا عام واعطاء ا سياسة ا ما ية ا‬
‫ا مستوى ا افي تحقيق ا توظف ا امل وذ ك عن طريق جم ة من ا سياسات ومنها ا سياسة ا ما ية ‪،‬‬
‫إذ تقوم ا دو ة با عمل ع ى خفض ا ضرائب‪ ،‬وزيادة اإنفاق ا عام في مجال ا خدمات واأشغال‬
‫ا عامة‪ .‬ومن هنا سيبدأ عمل ا مضاعف(‪ )Multipliers‬ي يتسنى تعويض ا نقص في ا ط ب ا ي‬
‫حتى و ادى ذ ك ا ى إحداث عجز في ا موازنة ا عامة دو ة‪ .‬فأن ينز قد أ د ع ى سياسة ا تمويل‬
‫با عجز )‪ (Deficitfinancing‬ودافع عن هذ ا ف رة بوصفها سياسة مائمة في سنوات ا ساد ‪ ،‬وقد‬

‫)‪ )1‬عباس اظم ا دعمي ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص ‪. 51‬‬


‫)‪ )2‬محمد طاقة ‪ ،‬هدى ا عزاوي ‪( ،‬إقتصاديات ا ما ية ا عامة ) ‪ ،‬ط‪ ، 1‬دار ا مسيرة ‪ ،‬عمان ‪ ، 2007 ،‬ص ‪. 23‬‬

‫‪30‬‬
‫الفصل اأول ‪ :‬السياسة المالية و اآثار النقدية (إ ار مفاهيمي)‬

‫دعا ا ى سياسة ما ية توسعية في سنوات ا ر ود اإقتصادي وا ى نقيض ذ ك حينما يصل اإقتصاد‬


‫ا ى مرح ة ا توظف ا امل وي وح شبح ا تضخم(‪.)1‬‬

‫يتضح من ذ ك أن ينز قد أخرج ا ما ية ا عامة من حيادها (ا ما ية ا محايدة ) ا ى مفهوم‬


‫جديد ا متمثل في (ا ما ية ا وظيفية ) وأصبحت أداة رئيسية تأثير في مستوى ا نشاط اإقتصادي‬
‫واإجتماعي(‪ . )2‬ان من ا عوامل اأساسية ا تي قادت ا ى تحول ا ف ر ا ما ي من ا محايد ا ى ا تدخ ي‬
‫وخاصة اإزمة اإقتصادية ا بيرة في عام ‪ 1929‬وا تخ ي عن ا رأي ا قائل بحيادية ا نقود (عدم تأثيرها‬
‫ع ى ا جانب ا حقيقي من اإقتصاد ما ان رأي ا اسيك ) وضرورة ا تدخل بعد أن اثبت ا واقع أن‬
‫أساس اإزمة يعود ا ى عدم اأستقرار ا نقدي بسبب ا تغيرات في قيمة ا نقود وانع اسها ع ى اأصول‬
‫ا ما ية وا نقدية اآخرى ا تي ترتبط بإيرادات ونفقات ا دو ة ‪ .‬أا أن حصول ظاهرة ا تضخم ا ر ودي‬
‫(‪ )Stag flatian‬في نهايةعقد ا سبعينات وقصور ا تح يل ا ينزي في مواجهة هذ ا ظاهرة أدى ا ى‬
‫رواج أف ار جديدة معا جة هذ ا ظاهرة وبا تا ي ظهرت ا مدرسة ا نقدية ا تي سيتم ا تطرق ها من‬
‫خال ا مط ب اآتي ‪:‬‬
‫‪1‬ـ رأي المدرسة النقدية في السياسة المالية‪:‬‬
‫قد سادت آراء ا مدرسة ا ينزية طوال مدة ا ثاثينيات وااربعينيات من ا قرن ا ماضي حتى بدأت ا مامح‬
‫ا ف ريــة اأو ــى مدرســة ا نقوديــة بــا ظهور فــي منتصــف مــدة ا خمســينيات متحديــة أراء ا مدرســة ا ينزيــة‬
‫وداعية ا ى ا عودة ا ى ا تعا يم ا اسي ية ا تق يدية وا تي انت سائدة قبل ظهور ا مدرسة ا ينزية‪.‬‬
‫إا أن أنصار ا مدرسة ا نقودية أمثال (م تون فريدمان ‪ ،‬ارل برونر ‪ ،‬م تزر ‪ ،‬يدر‪ ،‬في يب‬
‫اجان ‪ ،‬وغيرهم ) م ينجحوا في فت اأنظار إ يهم إا في عقد ا سبعينات من ا قرن ا ماضي عند‬
‫بروز ظاهرة ا تضخم ا ر ودي (‪ )stage flation‬وفشل ا تح يل ا ينزي في مواجهة هذ ا ظاهرة‬
‫وا تي تتناقض مع تصورات منحنى في يبس ‪ .‬ا ذي يعتمد ع ى دعائم ا ف ر ا ينزي ا تي تر ز ع ى‬
‫ا مقايضة بين معدات ا بطا ة وا تضخم (‪ .)3‬إذ جدد ا نقوديون وع ى رأسهم اإقتصادي ا بارز( م تون‬

‫)‪ )1‬رمزي ز ي ‪ ،‬اإقتصاد ا سياسي بطا ة ‪ ،‬تح يل أخطر مش ات ا رأسما ية ا معاصرة ‪ ،‬مج ة عا م ا معرفة ‪ ،‬مطابع‬
‫ا رسا ة ‪ ،‬ا عدد ‪ ، 226‬تشرين اأول ‪ ،‬ا ويت ‪ ،1997 ،‬ص ‪.337‬‬
‫)‪ )2‬رفعت ا محجوب ‪ ،‬ا ط ب ا فع ي‪ ،‬دراسة خاصة با باد ااخذة في ا نمو ‪ ،‬دار ا نهضة ا عربية ‪ ،‬ا قاهرة ‪،1980 ،‬‬
‫ص ‪ 10‬ـ ـ ـ ‪. 16‬‬
‫(‪ )3‬ساموي سون ‪ ،‬نورد هاوس ‪ ،‬ع م ااقتثصاد ‪ ،‬م تبة بنان ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬بنان ‪ ، 2006 ،‬ص ‪. 715‬‬

‫‪33‬‬
‫الفصل اأول ‪ :‬السياسة المالية و اآثار النقدية (إ ار مفاهيمي)‬

‫فريدمان) ا ذي ينتمي في رأيه ا ى جماعة ا محافظين ‪ ،‬وا تي ترى بإن ا رأسما ية نظام اقتصادي ‪،‬ا‬
‫تنطوي ع ى عيوب ثيرة ‪ ،‬وأنها في ة بتصحيح أخطائها بنفسها ‪ ،‬و أستطاع ا مجتمع حماية عمل‬
‫قوانين ااقتصاد ا حر وا حد من ا تدخل ا ح ومي في ا نشاط ااقتصادي وتنتمي هذ ا جماعة من‬
‫ا ناحية ا ف رية ا ى تيار ا مدرسة ا نيو اسي ية ‪ ،‬ويعتقد فريدمان أن دور ا ح ومة في ا نشاط‬
‫ااقتصادي يجب أن ي ون محدودا ويميل ا ى ا شك في قدرتها في حل ا مش ات اإقتصادية و‬
‫اإجتماعية ا قائمة وا ى صعوبة ضبط ا مؤسسات ا ح ومية‪ .‬ويؤ د ذ ك بأن عودة مبدأ ا يد ا خفية‬
‫‪ Invisible Hand‬ا تي تحدث عنها (آدم سميث )مم ن أن تعود عمل من جديد في ظل سيادة‬
‫ا حرية ا تامة(‪.)1‬‬
‫ــذ ك نجــد يـرفض اآراء ا تــي أ ــدها أنصــار ا مدرســة ا ينزيــة فــي أســتعمال ا سياســة ا ما يــة ــأداة ت ـوازن‬
‫ا نشــاط ااقتصــادي‪ ،‬اذ انــه ا يــرى وجــوب أو ضــرورة اســتعمال جانــب ا نفقــات ا عامــة هــذا ا غــرض أن‬
‫ذ ك سوف يزيد من عمق ا عجز في ا موازنة ا عامة دو ة‪ ،‬أما ا جوء ا ى ا ضـرائب فأنـه يؤ ـد ع ـى فشـل‬
‫ا زيادة ا ضريبية بعدم اقرارها في ان ت ون ها اثر في اتجا تحقيق ااستقرار ااقتصادي وا حد من ارتفـاع‬
‫معدات ا تضخم‪ ،‬اأمر ا ـذي دعـا ا نقوديـون ا ـى ااقـرار وا تصـريح بـأن ا تضـخم مـا هـو اا ظـاهرة نقديـة‬
‫تعود ا ى زيادة عرض ا نقود(‪ .)2‬إذ أن معدل نمو عرض ا نقود هو ا محدد ا رئيسي ناتج ا قومي ا صـافي‬
‫ا نقدي و يس ا نـاتج ا قـومي ا صـافي ا حقيقـي و ـذ ك فأنـه اذا مـا تـم ذ ـك مـن قبـل ا ح ومـة بشـ ل متناسـب‬
‫فأن اقتصاد ا سوق ا حر يتجه ت قائي ا نحو ااستخدام ا امل مع استقرار معقول في ااسعار ‪.‬‬
‫وفي ضوء ا تعقيدات اإقتصادية ا متع قة بعم ية ا توقيت ا صحيح سياسة ا ما ية فأن‬
‫ا نقوديون يتشائمون بشدة حول احتمال أن ت ون ا سياسة ا ما ية محققة أستقرار‪ ،‬ذ ك نراهم وع ى‬
‫رأسهم (فريدمان) يعارضون أي اجراءات تدخ ية من قبل ا دو ة ا تي تؤدي ا ى تزايد ا عجز ا ما ي‬
‫ا ح ومي ومن ثم يقود ذ ك ا ى حدوث ا تضخم وا ذي يمثل ا مش ة ااقتصادية ديهم‪ .‬و ذا فأن‬
‫ا نقديون يفض ون سياسة ا قواعد اساس سياسة ااقتصادية وذ ك بوجود قاعدة نقدية ت زم اادارة‬

‫)‪ )1‬رمزي ز ي ‪ ،‬ف ر اأزمة ‪ :‬دراسة في ع م اإقتصاد ا رأسما ي وا ف ر ا تنموي ا عربي ‪ ،‬ا قاهرة ‪ ،1987 ،‬ص‪.50‬‬
‫)‪ )2‬عبد ا منعم ا سيد ع ي ‪ ،‬اقتصاديات ا نقود وا مصارف ‪ ،‬مطابع جامعة ا موصل ‪ ،‬ا جزء ااول ‪ ،‬بغداد‪1984 ،‬‬
‫‪ ،‬ص‪. 354‬‬

‫‪32‬‬
‫الفصل اأول ‪ :‬السياسة المالية و اآثار النقدية (إ ار مفاهيمي)‬

‫ا نقدية بزيادة عرض ا نقد بمعدل ثابت تتناسب مع معدات ا نمو ناتج ا قومي وهو ما يسمى بسياسة‬
‫ا ت ييف مع ظروف ا مجتمع ويستوجب ع ى اإدارة ا نقدية اآخذ بها(‪.)1‬‬
‫مشيرين بذ ك أهمية ا نص في ا دستور ع ى ا توازن ا سنوي موازنة ا عامة ‪ ،‬ون أن انتهاج مثل‬
‫هذ ا سياسة ا مقيدة سوف يسهم في تحديد ااسواق ممارسة نزعتها ا تصحيحية ا ذاتية في مواجهة‬
‫ااتجاهات اإقتصادية ا معا سة(‪6)2‬‬
‫استنادا ما تقدم فإن ا نقوديون يحا ون ا عودة ا ى اأسس ا تق يدية سياسة ا ما ية ‪ ،‬وهو إحياء تراث‬
‫ا ف ري مدرسة ا اسي ية وهذ ااف ار شجعت في ظهور أنصار مدرسة ا توقعات ا عقانية وا ذين‬
‫يؤيدون ما جاء به ا نقوديين ونهم ينتمون إ ى نفس ا تيار‪.‬‬
‫‪1‬ـ رأي مدرسة التوقعات العقانية في السياسة المالية ‪:‬‬
‫قامت مجموعة من اإقتصاديين ا شباب خال عقد ا سبعينات من ا قرن ا ماضي بزعامة‬
‫روبرت و اس من جامعة شي اغو‪ ،‬وتوماس سارجنت ونيل وااس من جامعة مينيسوتا ‪ ،‬بصياغة‬
‫نظرية ا توقعات ا عقانية ‪ .‬وسرعان ماأصبح هذ ا نظرية تأثير بير ع ى ا تح يل اإقتصادي‬
‫وا سياسة اإقتصادي ‪ ،‬ويعتقدون ان تعظيم ا منافع ا ى أقصى مايم ن إنما يتحدد من خال س وك‬
‫ا وحدات اإقتصادية ‪ ،‬أذا ما أستخدمت ل وحدة أقتصادية ا مع ومات ا متوفرة ديها ب فاءة عا ية في‬
‫بناء توقعاتها إصدار ق ارراتها في ا مستقبل ‪ 6‬ويم ن توضيح رأي هذ ا مدرسة بإفتراض أن اإقتصاد‬
‫يمر بحا ة ر ود وهذا معنا أن ا ح ومة ستعمل ع ى زيادة اإنفاق ‪ ،‬وا سياسة ا نقدية تزيد من عرض‬
‫ا نقد ‪ ،‬وهذا اأجراء سيرفع مستويات اأسعار في حين تبقى اأجور ع ى حا ها ‪ ،‬فأذا ان دى‬
‫ا عمال تصورات عقانية فإنهم سيعمدون ا ى زيادة إجورهم وهذا يجعل سياسة ا ح ومة في م افحة‬
‫ا ر ود غير مجدية و ن ت ون ضمن ماهو متوقع‪ .‬ومثال آخر ع ى ا توقعات ا عقانية جمهور هو‬
‫ماقد يحدث إذا توقع ا جمهور بأن ا ح ومة ستقوم بتخفيض ا ضرائب وهو إجراء تستخدمه ا ح ومة‬
‫تنشيط ا ط ب ااستها ي‪ ،‬هنا ااستنتاج ا منطقي توقعات ا عقانية هو ان تخفيض ا ضرائب سيقود‬
‫إ ى عجز في ا موازنة ا عامة ‪ ،‬وبطبيعة ا حال فأن ا ح ومة ابد ان تغطي هذا ا عجز بش ل او‬

‫)‪ )1‬جيمس جوارتيني ‪ ،‬وريتشارد ستاروب ‪ ،‬اإقتصاد ا ي ااختيار ا عام وا خاص ‪ ،‬ترجمة عبد ا فتاح عبد ا رحمن‬
‫وآخرون ‪ ،‬دار ا مريخ ‪ ،‬ا رياض ‪ ، 1988 ،‬ص ‪. 441‬‬
‫)‪ ) 2‬ابرت ارسون ‪ ،‬ماذا يعرف اإقتصاديون عن ا تسعينات وما بعدها ‪ ،‬ترجمة دانيال رزق ‪ ،‬ا دار ا دو ية نشروا توزيع‪،‬‬
‫ا قاهرة ‪ ،1994 ،‬ص ‪. 140‬‬

‫‪31‬‬
‫الفصل اأول ‪ :‬السياسة المالية و اآثار النقدية (إ ار مفاهيمي)‬

‫بآخر‪ ،‬فإذا قامت ا ح ومة باإقتراض ‪ ،‬او عن طريق زيادة ا ضرائب في ا مستقبل فأن ا س وك‬
‫ا عقاني هذ ا توقعات هو ا محافظة ع ى مستوى ااستهاك ا حا ي ‪ ،‬وأي زيادة في ا دخل ا متاح‬
‫نتيجة تخفيض ا ضرائب ستتجه نحو اادخار بداا عن زيادة ا ط ب ااستها ي‪ ،‬وذ ك ي يستطيع‬
‫اأفراد مواجهة زيادة ا ضرائب في ا مستقبل ‪ ،‬وفي هذ ا حا ة فأن سياسة ا ح ومة ا توسعيه ستصبح‬
‫عديمة ا جدوى(‪6)1‬‬
‫مما سبق نستنتج ان ا سياستين ا ما ية وا نقدية بحسب مدرسة ا توقعات ا عقانية ت ون قائمة ع ى‬
‫قواعد محددة و يس ع ى ا تدخل ا فعال ‪ ،‬وان ل منهما يجب ان ي ون واضح ومع ن خال ا فترات‬
‫ا قادمة ‪ ،‬أجل ان ت ون ا توقعات س يمة ‪.‬‬
‫‪1‬ـ رأي مدرسة أقتصاديات جانب العرض في السياسة المالية ‪:‬‬
‫في آواخر عقد ا سبعينات من ا قرن ا ماضي انتشرت أراء مدرسة اقتصاديي جانب ا عرض‬
‫وبصورة خاصة في عدد من ا دول ا رأسما ية بفضل تابات ا باحثين مثل (جورج جي در‪ ،‬ريتول ‪،‬‬
‫وآنس ي ) وغيرهم ‪ ،‬وا ذين اسهموا في ا نقد ا موجه ا ى ا مدرسة ا ينزية وآرائها بشأن ا تدخل‬
‫ا ح ومي ‪ ،‬وا تي قادها انصار ا مدرسة ا نقدية وفي مقدمتهم (م تون فريدمان )‪ .‬و قد اشتهرت أف ار‬
‫هذ ا مدرسة أ ثر عندما استطاع أنصارها أن يقفوا وراء صياغة ا برنامج اإقتصادي رئيس اأمري ي‬
‫(ريغن ) خال حم ته اأنتخابية عام (‪ ،)1999‬و ذ ك وراء ا برنامج اإقتصادي رئيسة وزراء ان ت ار‬
‫(تاتشر ) قبل ذ ك ‪ 6‬يؤمن أنصار مدرسة أقتصاديي جانب ا عرض بأن ا رأسما ية نظام إجتماعي ا‬
‫ينطوي ع ى آ يات داخ ية ي تعرضها ا ى أزمات افراط اإنتاج ا عام بسبب إيمانهم ا شديد بقانون‬
‫ساي أسواق ‪ ،‬وان ا عناصر ا مسببة إضطراب وا تي تنشأ بين ا عرض وا ط ب ا ي هي تنشأ من‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ ،‬وتؤ د مدرسة‬ ‫جراء ا تدخل ا ح ومي في ا نشاط اإقتصادي وتقيد حرية اأفراد وا مشروعات‬
‫اقتصاديي جانب ا عرض ع ى دور ا سياسة ا ما ية في إنعاش جهاز اإنتاج ا رأسما ي (ا عرض)*‬

‫)‪ )1‬عبد ا منعم ا سيد ع ي ‪ ،‬نزار سعد ا دين ا عيسى ا نقود وا مصارف واأسواق ا ما ية ‪،‬عمان ‪ ،‬دار حامد ا نشر‪2003،‬‬
‫‪ ،‬ص ص ‪ 445‬ـ ـ ـ ـ ‪.446‬‬
‫)‪ )2‬جيمس جوارتيني ‪ ،‬ريتشارد استروب ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص ‪.463‬‬
‫(*) يمثل جانب ا عرض با نسبةا أف ار هذ ا مدرسة ا محرك اأساسي إقتصاد وهو اهم عنصر في ا تح يل اإقتصادي‪،‬‬
‫إذ ا ترى هذ ا مدرسة إم انية حدوث فائض في ا عرض ا ي إيمانا منها بقانون (ساي ) إسواق ‪ ،‬ينظر ‪ :‬في ذ ك ‪:‬‬
‫رمزي ز ي ‪ ،‬ا تضخم وا ت ييف ا هي ي في ا دول ا نامية ‪ ،‬دار ا مستقبل ا عربي ‪ ،‬ا قاهرة ‪ ، 1996 ،‬ص ‪ 59‬ـ ـ ‪.60‬‬

‫‪31‬‬
‫الفصل اأول ‪ :‬السياسة المالية و اآثار النقدية (إ ار مفاهيمي)‬

‫بداا من ا تأ يد ع ى دور ا سياسة ا ما ية في إنعاش ا ط ب ا ي ا فعال وا توظيف عن طريق اإنفاق‬


‫حسب رؤية ا مدرسة ا ينزية ‪ ،‬إذ تعتمد تح ياتهم في ذ ك ع ى خفض ا ضرائب وا حد من ا تدخل‬
‫ا ح ومي في مجال تحديد اأجور واأسعار تفعيل عمل آ ية ا سوق ا حر تظل هي اأداة تحقيق‬
‫(‪)1‬‬
‫وردا ع ى اعتراضات عدد من اإقتصاديين ا نقوديين ثورة ا ثمانينات ا ما ية ‪،‬‬ ‫ا موارد ا مث ى‬
‫وخاصة مسأ ة ا تخفيضات ا ضريبية ا مبا غ فيها ‪ ،‬فأن ت ك ا تخفيضات ا تي نادى بها أنصار جانب‬
‫ا عرض قد اخفقت بأعتبار إن تخفيضات ا ضريبية تأثي ار س بي ا في اإيرادات ا سيادية ح ومة‬
‫وستؤدي ا ى زيادة عجز ا موازنة ‪ ،‬ونجد إن رد أنصار اقتصاديي جانب ا عرض ع ى ذ ك باأستناد‬
‫ا ى منحنى أفر (‪ )Laffer Curve‬ا شهير ويؤ دون أن خفض ا ضرائب سيؤدي ا ى زيادة هذ‬
‫اإيرادات ومن ثم يسهم في ا عمل ع ى توازن ا موازنة ا عامة وا ف رة اأساسية هنا تت خص في أن‬
‫تخفيض معدات ا ضريبة بما تمثل من حوافز إنعاش اإقتصاد ا قومي سيؤدي ا ى أتساع ا قاعد‬
‫ا ضريبية ومن ثم حصي ة ضريبة ا بر غ ازرة ‪ ،‬ومن ا واضح أيضا أن أنصار هذ ا مدرسة ع ى‬
‫خاف أنصار ا مدرسة ا نقودية يعطون سياسة ا ما ية وبا ذات ا سياسة ا ضريبية أهمية أ بر في‬
‫م افحة ا تضخم أو مواجهة ا مش ة اأساس وهي ا ر ود بوصفها ناجمة عن ا نظام ا ضريبي ‪ .‬ن‬
‫ا نقطة اأساسية يم ن ماحظتها تتبع أن أف ار هذ ا مدرسة ا تخبرنا ماهو حجم ا تخفيض في معدل‬
‫ا ضرائب ا أزم اأخذ به في ا ظروف ا مخت فة ‪ ،‬وأهم اأسس ا عامة سياسة ا ما ية ا تي أستندت‬
‫(‪)2‬‬
‫‪:‬‬ ‫ع يها هذ ا مدرسة هي‬
‫أ ـ إجراء تخفيض بير في ا ضرائب ا مباشرة وفي هذا ا خصوص يو ى أنصار هذ ا مدرسة أهمية‬
‫خاصة خفض ا معدات ا حدية ضرائب ع ى رأس ا مال وا ضرائب ع ى ا دخل ‪.‬‬
‫ب ـ أن ي ون ا نظام ا ضريبي أقل تصاعدية ‪ ،‬أي ا حد وبش ل م موس من ا طابع ا تصاعدي‬
‫ضرائب ا مباشرة ‪.‬‬
‫جـ ـ أن ي ون ا حد من ا ضرائب مصحوب ا بتخفيض اإنفاق ا ح ومي ‪6‬‬
‫د ـ أن يصمم ا نظام ا ضريبي بحيث يشجع اإنتاجية وا عرض بداا من ا تاعب با ط ب اأجما ي ‪.‬‬

‫)‪ ) 1‬محمد عبد ا شفيع عيسى ‪ ،‬أزمة ا نظام اإقتصادي واإجتماعي اأمري ي ‪ ،‬مج ة ا ع وم اإجتماعية ‪ ،‬ا مج د ‪،17‬‬
‫ا عدد‪ ،4‬ا ويت ‪ ،1989 ،‬ص ‪.175‬‬
‫)‪ )2‬عباس اظم ا دعمي ‪ ،‬مصدر سبق ذ ر ‪ ،‬ص ‪ 60‬ـ ـ ـ ـ ‪.61‬‬

‫‪31‬‬
‫الفصل اأول ‪ :‬السياسة المالية و اآثار النقدية (إ ار مفاهيمي)‬

‫ثاني ا ‪ :‬أهداف السياسة المالية ‪:‬‬


‫بير في تحديد أهداف‬
‫ا‬ ‫دور‬
‫إن ا ظروف ااقتصادية وااجتماعية وا سياسية ا سائدة في ا دول ها ا‬
‫ا سياسية ا ما ية ا واجب تنفيذها ‪ ،‬وان أهداف ا سياسة ا ما ية في ا دول ا متقدمة ا تخت ف تمام ا في‬
‫ا دول ا نامية و ن وسائل تحقيق هذ اأهداف هي ا تي تخت ف تأثرها بمستوى ا تقدم وا تخ ف في‬
‫ا دو ة‪.‬‬
‫أ ـــ أهداف السياسة المالية في ااقتصاديات الرأسمالية المتقدمة‪:‬‬
‫في ا ب دان ا رأسما ية ا متقدمة سياسة ا ما ية هدفان رئيسيان هما(‪:)1‬‬
‫‪ -‬تحقيق ااستقرار ااقتصادي‪ :‬أن أزمة ا ساد ا عظيم عام (‪ )1929‬قد أ قت بضا ها ع ى‬
‫ااقتصاديات ا متقدمة وا تي برهنت بصورة ا تقبل ا جدل‪ ،‬فشل قانون ساي أسواق‪ .‬وأثبتت قوى‬
‫ا سوق عجزها عن سحب ااقتصاد ا من مش من هوة ا ساد باتجا اانتعاش ‪ ،‬ورأى ا مف رون‬
‫ا اسيك ا هي ل ا براق بناء ا اسي ي ا نظري يتداعى ‪ .‬وفي هذ ا حا ة ابد من أداة إنقاذ‬
‫ااقتصاد من محنته ا تي انت قوى ا سوق نفسها سبب ا فيها ‪ ،‬ومن ذ ك ا حين أخذت ا سياسة ا ما ية‬
‫دورها ا ذي تأدية في تحقيق ااستقرار ااقتصادي ‪ ،‬ودعم أر انه وا مقصود بهذا ااستقرار تجنب‬
‫بطا ة ا موارد ف ي حا ة ا ساد‪ ،‬وفيضها في حا ة ا رواج ‪ ،‬وبذ ك فأن ا سياسة ا ما ية تحاول عن‬
‫طريق ذ ك تحقيق ااستخدام شبه ا امل موارد ااقتصادية ‪ ،‬وع يه فأن ا سياسة ا ما ية ستمارس‬
‫تأثيرها في حا تي ا ساد وا تضخم ‪ .‬ففي حا ة ا ساد تستخدم ا سياسة ا ما ية ا توسعية ‪ ،‬إذ ت جأ‬
‫ا دو ة إ ى زيادة اإنفاق ا ح ومي أو تخفيض ا ضرائب أو يهما‪ .‬أما في حا ة ا تضخم ع ى ا ع س‬
‫تستخدم ا دو ة سياسة ما ية ان ماشية تعمل ع ى خفض اإنفاق ا ح ومي أو زيادة ا ضرائب أو‬
‫يهما‪.‬‬
‫‪ -‬إعادة توزيع الدخل‪ :‬أن قوى ا سوق ا قائمة ع ى ا م ية ا خاصة تعمل ع ى توزيع ا دخل بصورة‬
‫تنصرف بعيدا عن عدا ة ا توزيع‪ .‬وأن هذ ا صورة من ا توزيع ذات آثار واضحة في ا تق بات‬
‫ااقتصادية بحجة أن بعض ااقتصاديين يرجع اأزمات ااقتصادية إ ى نقص ا ط ب ا ي ا فعال‬
‫ا مترتب ع ى هذ ا توزيع‪ ،‬وتستخدم ا سياسة ا ما ية وسائ ها ا متعددة ا متمث ة باإنفاق وا ضرائب‬
‫تق يل هذا ا تفاوت ‪ .‬ما وأن ا سياسة ا ما ية ا بد أن تؤثر في رغبات اأفراد في ااستهاك واادخار‬

‫(‪ )1‬حسين ع ي س طان ‪ ،‬دور ا سياسة ا ما ية في ا تق يل من حدة ا تفاوت في توزيع ا دخول " دراسة تطبيقية في ااردن‬
‫مدة ‪ 1990‬ـ ‪ " 1999‬رسا ة ماجستير ‪ ،‬ا جامعة ا مستنصرية ‪ ،‬ا عراق ‪ ، 2006 ،‬ص ‪ 10‬ـ ـ ـ ـ ‪. 15‬‬

‫‪31‬‬
‫الفصل اأول ‪ :‬السياسة المالية و اآثار النقدية (إ ار مفاهيمي)‬

‫وااستثمار في حال توقعهم أن ضرائب عا ية سوف تصيب أرباحهم وأموا هم ‪ ،‬و ما أن حجم‬
‫ااستهاك واادخار سيتأثر عن طريق ا تغير في ا سياسة ‪ ،‬فإذا ان هدف واضعي ا سياسة ا ما ية‬
‫إعادة توزيع ا دخول بش ل يحقق عدا ة أ بر صا ح ذوي ا دخول ا منخفضة ‪ ،‬وتخفيف حدة ا تفاوت‬
‫في توزيع ا دخول ‪ ،‬وأن حجم ااستهاك سيرتفع وسينخفض حجم ااستثمار حتم ا ‪ ،‬إذ أن ا مجتمع‬
‫في هذ ا حا ة سينفق نسبة بيرة من دخ ه غرض إشباع حاجاتها ااستها ية ‪ ،‬مما يؤدي إ ى أن‬
‫يهبط حجم اادخار ا ي‪ .‬وقد ي ون تخفيض اادخار بسبب زيادة ااستهاك طردي ا ‪ ،‬في حا ة ما إذا‬
‫انت فرص ااستثمار ا مربح معدومة ‪ ،‬و هذا فأن إعادة توزيع ا دخول تساعد ع ى ا نمو ااقتصادي‬
‫ما يم ن ا تخ ص من فائض اإنتاج ا ذي يميز ا رأسما ية ا معاصرة بواسطة خ ق ط با فعااا أ ثر ‪.‬‬
‫ب ـــ أهداف السياسة المالية في البلدان النامية (‪:)1‬‬
‫بارز في إعادة توزيع ا دخل‬
‫دور ا‬‫‪ -‬إعادة توزيع الدخل والثروة ‪ :‬باستطاعة ا سياسة ا ما ية أن تؤدي ا‬
‫وا ثروة فيما بين طبقات ا مجتمع ‪ ،‬وتستطيع ا ح ومة أن تستقطع جزء من دخول ا فئات ا غنية عن‬
‫طريق فرض ا ضرائب ا مباشرة وخاصة ا ضرائب ا تصاعدية رغم ضعف ا جهاز ا ضريبي ‪ ،‬ويتضح‬
‫هذا ا دور ذ ك من خال ا سياسة اإنفاقية ا تي يتم من خا ها تقديم ا خدمات ا عامة أفراد وذوي‬
‫ا دخل ا محدود وخاصة في مجاات ا صحة وا تع يم ‪ ،‬وتقديم اإعانات ااجتماعية من خال ا ضمان‬
‫ااجتماعي ‪ ،‬و ذ ك تقديم اإعانات ااقتصادية في دعم أسعار ا س ع ا غذائية ا ضرورية مما يؤدي‬
‫ذ ك إ ى تحسين ا مستوى ا معاشي وزيادة قدراتهم ا شرائية وتحقيق ا عدا ة ااجتماعية بين اأفراد مما‬
‫يق ل من هوة ا تفاوت في توزيع ا دخول ‪.‬‬
‫وااست دا اأمثل للموارد ‪ :‬ا دول ا نامية تعاني من نقص بير في رأس ا مال ا ازم‬ ‫‪ -‬الت صي‬
‫تمويل عم ية ا تنمية وضعف اادخار ا مح ي فيها واأستخدام غير ا عقاني مدخرات ا متاحة وبذ ك‬
‫ي ون هدف ا سياسة ا ما ية تهيئة ا موارد ااقتصادية ا مادية وا بشرية وتوزيعها توزيعا عقانيا نحو‬
‫أفضل ااستخدامات طبقا أو ويات ا مجتمع بغية تمويل برامج ا تنمية تفعيل عم ية نمو وبا تا ي‬
‫تحقيق ا تقدم ااقتصادي‪.‬‬
‫‪ -‬زيادة فرص العمل ‪ :‬تهدف ا سياسة إ ى معا جة مش ة ا بطا ة من خال زيادة فرص ا عمل وا تي‬

‫)‪ )1‬داود عبد ا جبار أحمد‪ ،‬دور ا سياسة ا ما ية في تعزيز ا تنمية "ااستثمار في ا تع يم ا جامعي وا عا ي نموذج ا مختار "‬
‫حا ة دراسية ا عراق ‪ 1990‬ـ ـ ـ ـ ‪ ، 2007‬رسا ة ماجستير ‪ ،‬جامعة بغداد ‪ ،‬ا عراق ‪ ، 2010 ،‬ص ‪ 12‬ـ ـ ـ ـ ‪. 13‬‬

‫‪37‬‬
‫الفصل اأول ‪ :‬السياسة المالية و اآثار النقدية (إ ار مفاهيمي)‬

‫يم ن أن تتحقق من خال إقامة ا مشروعات ا عامة وتشجيع ا قطاع ا خاص من خال اإعفاءات‬
‫ا ضريبية وا قروض ا مسيرة واإعانات ‪.‬‬
‫‪ -‬توجيه النفقات العامة ‪ :‬تهدف ا سياسة ا ما ية من خال ا سياسة اإنفاقية إ ى ت وين ا هيا ل‬
‫ااقتصادية اأساسية إنشاء ا طرق ا عامة وا سدود وا نقل وا مواصات وا هيا ل ااجتماعية اأساسية‬
‫ا تع يم وا صحة وا ثقافة ‪ ،‬وا تي ا يقدم ع يها ا قطاع ا خاص إنخفاض عوائدها أو حاجاتها رؤوس‬
‫أموال ضخمة ‪ ،‬فضاا عن أنها ا تحقق ه أقصى اأرباح أو ان ا دو ة ا تسمح قطاع ا خاص‬
‫بااستثمار في هذ ا مجاات ‪.‬‬
‫يتبين نا مما تقدم أن هذ اأهداف مترابطة فيما بينها وتعمل جميعا نحو زيادة أسباب ا تنمية‬
‫ااقتصادية وااجتماعية‪.‬‬
‫ثالث ا ‪ :‬أدوات السياسة المالية ‪:‬‬
‫هي ا وسائل ا تي تنفذها ا ح ومة تأثير ع ى حر ة ا متغيرات ااقتصادية فتؤدي اأهداف‬
‫ا منشودة ‪ .‬أو بتعبير أدق هي مجموعة ا وسائل ا ما ية ا تي يم ن أن تؤثر ع ى حا ة ا نشاط‬
‫ااقتصادي وتؤدي تحقيق اأهداف ا عامة إن هذا ا تعريف ا شامل يوضح أن اأدوات ا ما ية متنوعة‬
‫و ثيرة ‪ ،‬وتخت ف من ب د أخر(‪ .)1‬استنادا ا ذ ك تتأ ف اأدوات ا ما ية من ‪:‬‬
‫أ ـ النفقات العامة ‪ :‬أدى تطور دور ا دو ة إ ى تطور مفهوم ا نفقة ا عامة فقد انت ا نفقة ا عامة في‬
‫اإطار ا تق يدي ذات طبيعة واحدة نتيجة وحدة أهدافها ا تي تنحصر في تحقيق ا وظائف ا تق يدية‬
‫دو ة (ا دفاع واأمن واأشغال) ت ك ا نفقات ا تي ا تؤثر في ا حياة ااقتصادية أو في حياة ا مجتمع‬
‫وبا تا ي حرمان ا دو ة من ا تدخل في ا حياة ااقتصادية وااجتماعية ‪ ،‬ومع تطور مفهوم ا دو ة من‬
‫تطور هام ا ‪ ،‬وذ ك‬
‫ا‬ ‫(ا محايدة ) إ ى (ا متدخ ة ) ‪ ،‬ثم إ ى ا دو ة (ا منتجة) تطورت ا نفقات ا عامة‬
‫تحت تأثير ااعتبارات اآتية (‪:)2‬‬
‫‪ -1‬تعدد أغراض ا نفقات ا عامة ‪ ،‬ف م تعد ت ك اأغراض مقصودة ع ى تمويل وظائف ا دو ة ‪ ،‬بل‬
‫أصبحت أحدى أدوات ا سياسة ااقتصادية وااجتماعية ‪ ،‬وخاصة في ا ب دان ا نامية ‪.‬‬
‫‪ -2‬أتسمت ا زيادة في ا نفقات ا عامة بااستمرار وش ت نسبة مهمة من ا دخل ا قومي ‪.‬‬

‫)‪ )1‬ع ي نعان ‪ ،‬ااقتصاد ا ما ي ‪ ،‬منشورات جامعة دمشق ‪ ،‬ية ااقتصاد ‪ ،‬دمشق ‪ ، 2009 ،‬ص ‪. 323‬‬
‫)‪ )2‬داود عبد ا جبار أحمد ‪ ،‬دور ا سياسة ا ما ية في تعزيز ا تنمية اإنسانية ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص ‪ 14‬ـ ـ ـ ‪. 15‬‬

‫‪38‬‬
‫الفصل اأول ‪ :‬السياسة المالية و اآثار النقدية (إ ار مفاهيمي)‬

‫‪ -9‬توسع دور اإيرادات ا عامة في ا نشاط ااقتصادي وااجتماعي ‪ ،‬وعدم اقتصارها ع ى تمويل‬
‫ا نفقات ا عامة‪.‬‬
‫بعد أن أتضح نا تطور طبيعة ا نفقة ا عامة ‪ ،‬ينبغي أن نحدد مفهوم اأنفاق ا عام هو‬
‫(إحدى ا وسائل ا ما ية ا هامة ا تي يم ن من خا ها ا تدخل وا تأثير ع ى حجم ا ط ب ا ي في‬
‫ااقتصاد ‪ ،‬فإذا أزداد حجم اإنفاق ا ح ومي يزداد ا ط ب ‪ ،‬وبا مقابل إذا أنخفض حجم اإنفاق‬
‫ا ح ومي ينخفض حجم ا ط ب ا ي في ااقتصاد أي في حاات ا ر ود تقوم ا دو ة بتحفيز ا ط ب‬
‫ا ي اأمر ا ذي يؤدي تشجيع زيادة اإنتاج وبا مقابل تقوم ا دو ة في حاات ا تضخم بتخفيض‬
‫اإنفاق ا ح ومي مما يؤدي تخفيض حجم ا ط ب ا ي وبا تا ي تخفيض معدات ا تضخم)(‪6)1‬‬
‫ويعد ا تقسيم ااقتصادي نفقات ا عامة من أهم ا تقسيمات وا ذي يشمل ا نفقات ا حقيقية وا نفقات‬
‫ا تحوي ية ‪.‬‬
‫النفقات الحقيقية تتمثل با نفقات ا تي تؤديها ا دو ة وتحصل ع ى مقابل نظير هذ ا نفقات سواء ان‬
‫عماا أو س عة أو خدمة إاجور وا رواتب ‪ ،‬و ذ ك ا نفقات ااستثمارية ‪.‬‬
‫النفقات التحويلية أو التوزيعية تتمثل با نفقات ا تي تؤديها ا دو ة وا تحصل نظير إنفاقها ع ى مقابل‬
‫وا هدف من ذ ك تحويل ا قوة ا شرائية بين طبقات ا مجتمع أحتفاظ بثبات ا دخل ا قومي مثل ا دعم‬
‫ا ح ومي وا منح واإعانات‪.‬‬
‫ـ ال رائ ‪ :‬تعد ا ضرائب من أهم اإيرادات ااعتيادية دو ة ا حديثة وا قديمة ما أنها من أقدم‬
‫بير في‬
‫دور ا‬
‫ا وسائل ا ما ية ا تي جأت إ يها ا دو ة تمويل نفقاتها ‪ ،‬و انت ا ضريبة وا تزال تؤدي ا‬
‫ا نشاط ااقتصادي فهي تمثل ا شق ا ثاني من أدوات ا سياسة ا ما ية وتحتل أهمية خاصة في‬
‫ا دراسات ا ما ية ‪ ،‬وتتمثل هذ اأهمية با دور ا فاعل في إداء ا وظائف ا ما ية وااقتصادية‬
‫وااجتماعية و يس مجرد ونها فقط مصد ار إيرادات(‪ .)2‬وإزدادت أهمية ا ضرائب نتيجة ا تطور ا ذي‬
‫أدى إ ى تغير دور ا دو ة وأهدافها ‪ ،‬وبعد أن اقتصر نشاطها ا ما ي في ا ف ر ا تق يدي في توفير‬
‫ا موارد ا إزمة خزينة قيام با نفقات ا محدودة ومنع ا تدخل في ا نشاط ااقتصادي وسيادة مبدأ‬
‫حيادية ا ضريبة ‪ ،‬وعدم تأثيرها ع ى اأوضاع ااقتصادية وااجتماعية ‪ .‬بينما أصبح ضريبة في‬
‫ا وقت ا حا ي ها دور مهم وأداة تأثير في اأوضاع ااقتصادية وااجتماعية ومن خا ها يم ن‬

‫)‪ )1‬ع ي نعان‪ ،‬ااقتصاد ا ما ي ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص ‪.326‬‬


‫)‪ )2‬حامد عبد ا مجيد دراز ‪ ،‬ا نظم ا ضريبية ‪ ،‬اإس ندرية ‪ ،‬دار ا جامعية ‪ ، 1999 ،‬ص ‪. 181‬‬

‫‪31‬‬
‫الفصل اأول ‪ :‬السياسة المالية و اآثار النقدية (إ ار مفاهيمي)‬

‫ا مساهمة في تحقيق ااستقرار ااقتصادي وا عدا ة ااجتماعية في توزيع ا دخل وتغير ا هي ل‬


‫جبر إ ى ا دو ة‬
‫ااقتصادي ‪ .‬وع يه يم ن تعريف ا ضريبة بأنها " عبارة عن فريضة نقدية يدفعها ا فرد ا‬
‫أو احدى هيئاتها ا عامة ا مح ية بصفة نهائية مساهمة منه في تحمل ا ت ا يف واأعباء ا عامة دون أن‬
‫يعود ع يه نفع خاص مقابل دفع ا ضريبة"(‪. )1‬‬
‫دور مهما في ا تأثير ع ى مستويات ا نشاط ااقتصادي عن طريق توجيه عناصر‬
‫ت عب ا ضريبة ا‬
‫اإنتاج وااستثمارات باأتجا ا مرغوب عن طريق فرض ضرائب مخت فة بنسب تصاعدية تتناسب‬
‫ع سي ا مع مشاريع ااستثمار ا موجهة ‪ ،‬واذا تم رفع قيمة ا ضرائب في ا س ع ا ترفيهية مثاا فأن‬
‫أسعارها سترتفع ومن ثم يق ل ا ط ب ع يها و ذ ك أنتاجها ‪ ،‬نتيجة ذ ك فأن عوامل اإنتاج ا مشتر ة‬
‫في تصنيع مثل هذ ا س ع غير ا مرغوبة اجتماعي ا تتغير إ ى أنتاج س ع أخرى مرغوبة اجتماعي ا (‪. )2‬‬
‫ما يم ن أن ت ون ا ضريبة محفزة إستثمار ا خاص و زيادة ا تشغيل في اإقتصاد عن طريق‬
‫ا تخفيض ا عام عبء ا ضريبي وا ذي يؤدي إ ى زيادة ا مقدرة ا شرائية وتنمية حجم ا معامات ‪ ،‬وهذا‬
‫شرط أساس تحفيز اأستثمار ا خاص ومن ثم زيادة ا تشغيل(‪. )3‬‬
‫جـ ـ الدين العام ‪ :‬يمثل ا دين ا عام ا قائم في مدة معينة حجم اإقتراض ا سابق تك ا مدة وا ذي م‬
‫يسدد بعد ‪ .‬وينشأ ا دين ا عام نتيجة تمويل عجز ا موازنة ا عامة دو ة باأقتراض ‪ ،‬وتقترض‬
‫ا ح ومات مح ي ا من ا مصرف ا مر زي أو ا مصارف ا تجارية أو من ا مؤسسات ا ما ية وغير ا ما ية‬
‫فضاا عن ا جمهور ‪ .‬وتقترض ا ح ومات من ا خارج أيض ا من خال اأسواق ا دو ية من ا مؤسسات‬
‫ا خاصة أو ا عامة أو اإق يمية أو ا دو ية ‪ ،‬ويترتب ع ى اأقتراض سواء ان مح يا أم خارجيا ت فة‬
‫يتحدد مقدارها بسعر ا فائدة وحجم اأقتراض ‪ ،‬وعادة ما ي ون حجم اأقتراض بمقدار تمويل ا عجز في‬
‫ا موازنة ويأتي هذا ا عجز مصاحب ا ا توسع ا نفقات ا عامة بأ ثر من اإيرادات ا عامة إذ ت جأ ا دو ة إ ى‬
‫اأسا يب ا نقدية ا تي تتمثل أساسا باإصدار ا نقدي تغطيتها أي جوئها إ ى عقد ا قروض ا عامة(‪.)4‬‬
‫ويم ن تعريف ا دين ا عام ع ى أنه اأموال ا تي تقترضها ا ح ومة من اافراد وا مؤسسات مواجهة‬

‫)‪ )1‬عادل احمد حشيش ‪ ،‬أساسيات ا ما ية ا عامة ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬دار ا نهضة ا عربية ‪ . 1992 ،‬ص ‪. 151‬‬
‫‪(2) M L . Jhihan , money , Baking , International Trade , and public finance , Konark‬‬
‫‪publishers , put LTD , Delhi , 1996 , p. 93.‬‬
‫)‪ )3‬عبد ا منعم فوزي ‪ ،‬وآخرون ‪ ،‬ا ما ية ا عامة ‪ ،‬ا شر ة ا شرقية نشر وا توزيع ‪ ،‬بيروت ‪ ، 1970 ،‬ص ‪. 295‬‬
‫)‪ )4‬حسين ا قاضي ‪ ،‬ود‪ .‬رضوان ا عمار ‪ ،‬تطوير دور مصرف سورية ا مر زي رفع فاءة محاسبة ا دين ا عام‪ ،‬مج ة‬
‫جامعة تشرين دراسات وا بحوث ا ع مية ‪ ،‬س س ة ا ع وم ااقتصادية ‪ ،‬ا مج د ‪ ، 25‬ا عدد ‪ ، 2003 ، 5‬ص ‪. 1‬‬

‫‪20‬‬
‫الفصل اأول ‪ :‬السياسة المالية و اآثار النقدية (إ ار مفاهيمي)‬

‫احوال طارئة و تحقيق اهداف مخت فة وذ ك عندما ا ت في اايرادات ا عامة تغطية ا نفقات ا عامة ا تي‬
‫تتط بها هذ ااحوال ا طارئة ‪ ،‬مثل ا حرب وحا ة ا تضخم ا شديد‪ ،‬و تمويل مشروعات ا تنمية‬

‫و مواجهة ا نفقات ا جارية ا عادية حتى تحصيل ا ضرائب ‪ ،‬إذ إن مواعيد ا تحصيل قد ا تتوافق تمام ا‬
‫مع مواعيد ا نفقات ا جارية‪ .‬ويم ن أن ي ون ا دين ا عام في ش ل سندات غير قاب ة تدأول أو أذونات‬
‫خزانة مدة ثاثة اشهر تقريبا أو سندات قاب ة تداول(‪.)1‬‬
‫ما أن ا دين ا عام( ا مح ي وا خارجي)‪ ،‬قد يفيد ااقتصاد من حيث ا مساهمة في تمويل‬
‫قادر ع ى تحمل اعباء هذا ا دين‪ ،‬وذ ك بتحقيق عائد من استثمار ا موارد‬
‫ا تنمية إذا ان ااقتصاد ا‬
‫ا مقترضة يزيد عن ت فة اإقتراض‪ ،‬ويوفر في مدة احقة ا موارد ا مط وبة سداد ااعباء ا ناجمة عن‬
‫اإقتراض‪ .‬وقد يؤدي ا دين ا عام ا ى مصاعب إقتصادية في مراحل احقة اذا م يتم ن ااقتصاد من‬
‫تحمل اعباء ا مديونية ا عامة(‪. )2‬‬
‫د ‪ -‬اإصدار النقدي الجديد ( التمويل التضخمي ) (‪:)3‬‬
‫ت جأ ا دو ة في ا عصر ا حديث إ ى تمويل نفقاتها ا عامة وااستثمارية منها خاصة إ ى اإصدار‬
‫ا نقدي ا جديد ‪ ،‬أو ما يسمى " ا تمويل ا تضخمي " وذ ك عن طريق زيادة وسائل ا دفع باإصدار‬
‫ا نقدي ا جديد أو عن طريق ا توسع في اائتمان ا مصرفي ‪ ،‬وتتمثل عم ية اإصدار ا نقدي في خ ق‬
‫مية إضافية من ا نقد ا ورقي يتم استخدامها في تمويل ا نفقات ا عامة وفق ضوابط تح م عم ية‬
‫اإصدار هذ من حيث ا مية وا جهة ا تي تشرف ع ى اإصدار وا ت جأ ا دو ة هذا اأس وب في‬
‫ا تمويل إا عندما تعجز اإيرادات ا عامة ا ضرائب وا رسوم وا قروض وغيرها عن مواجهة ا نفقات‬
‫ا عامة ‪ ،‬وع ى ذ ك فإن اإصدار ا نقدي ا جديد يتاءم مع ف رة وجود ا عجز ا منظم في ا موازنة‬
‫ا عامة ‪.‬‬

‫)‪ )1‬أمين شحاتة ‪ ،‬مصط حات ومفاهيم ‪.http :// www, ajjazeera . net . 2002 ،‬‬
‫)‪ )2‬ع ي ا توفيق ا صادق ‪ ،‬ود‪ .‬نبيل عبد ا وهاب طيفة ‪ ،‬سياسة وادارة ا دين ا عام في ا ب دان ا عربية ‪ ،‬صندوق ا نقد‬
‫ا عربي ‪ ،‬أبو ظبي ‪ ،‬ا عدد ا رابع ‪ ، 1988 ،‬ص ‪. 5‬‬
‫)‪ )3‬أحمد خميس عبد ا عزيز أبو زعتر ‪ " ،‬دور اإيرادات ا مح ية في تمويل ا موازنة ا عامة س طة ا ف سطينية " مدخل‬
‫ية ااقتصاد‬ ‫تعزيز اإيرادات ا مح ية تغطية عجز ا موازنة ‪ 2000‬ـ ـ ـ ‪ ، 2010‬رسا ة ماجستير ‪ ،‬قسم ااقتصاد ‪،‬‬
‫وا ع وم اإدارية ‪ ،‬جامعة اأزهر ‪ ،‬غزة ‪ ، 2012 ،‬ص ‪ 55‬ـ ـ ‪. 56‬‬

‫‪23‬‬
‫الفصل اأول ‪ :‬السياسة المالية و اآثار النقدية (إ ار مفاهيمي)‬

‫وبإم ان ا دو ة خ ق ميات إضافية من ا نقود مواجهة نفقاتها من خال اإقتراض من ا بنوك‬


‫ا تجارية ا تي تستطيع خ ق نوع جديد من ا نقود ويط ق ع يه ( نقود ا ودائع أو ا نقود ا تابية ) ومن ثم‬
‫إضافة مية جديد إ ى وسائل ا دفع ‪ ،‬وبا تا ي فإن اأثر ا نهائي إقتراض ا يخت ف عنه في‬
‫اإصدار ا نقدي ا جديد‪.‬‬
‫وتمثل ا طريقتان ا سابقتان نموذجان من ا قروض اإجبارية ا تي ا تستند إ ى مدخرات حقيقية ‪ ،‬اأمر‬
‫ا ذي يجع هما وسي تي تمويل تضخمي ‪ ،‬إنهما تعمان ع ى زيادة ا ط ب ا ي عن ا عرض ا ي مما‬
‫يسبب ارتفاع ا في اأسعار وبا تا ي إنخفاض ا قوة ا شرائية نقود ‪ ،‬وهذا ا يعني إن ارتفاع اأسعار‬
‫يرجع إ ى أستخدام ا تضخم وسي ة تموي ية ‪ ،‬وانما قد يرجع إ ى مسببات أخرى تتع ق با هي ل‬
‫اإنتاجي ‪ ،‬ويم ن ا قول أن زيادة إصدار ا نقد ا تؤدي إ ى ا تضخم في جميع اأحوال حيث أنه ا‬
‫ينتج عنها ارتفاع في اأسعار إذا ان هناك موارد إنتاجية متعط ة من ا مم ن استخدامها زيادة‬
‫اانتاج ‪ ،‬وعارض ااقتصاديون ا تق يديون جوء ا دو ة إ ى اإصدار ا نقدي ا جديد وسي ة تمويل‬
‫نفقاته ا عامة مبررين ذ ك بت قائية ا توازن ااقتصادي ا ذي يؤدي إ ى تحقيق ااستخدام ا امل وبا تا ي‬
‫أي زيادة في اإصدار ا نقدي تؤدي إ ى إصدارات يضر با توازن ا ت قائي من خال ارتفاع اأسعار‬
‫وتدهور ا قوة ا شرائية نقود مما يؤدي إنخفاض ا عرض ا ي عن ا ط ب ا ي فا يحدث توازن‪.‬‬
‫ومن مبرراتهم أيض ا أن ا تضخم يعمل ع ى إعادة توزيع ا دخل ا قومي مص حة أصحاب ا دخول‬
‫ا مرنة وبا تا ي يزداد ا تفاوت بين ا طبقات ‪ ،‬ما يؤدي ا تضخم بنظر ا اسيك إ ى إنخفاض ا ميل‬
‫ا حدي ادخار وحدوث عجز في ا ميزان ا تجاري نتيجة زيادة ا ميل إ ى استيراد ا س ع اأجنبية‬
‫وضعف في ا مقدرة ا تصديرية مما يؤدي ااستمرار في عجز ا ميزان ا تجاري إ ى إنخفاض سعر‬
‫ا صرف عم ة ا وطنية ‪ .‬أما با نسبة ف ر ااقتصادي ا حديث فيشجع ا دول ع ى اإ تجاء إ ى‬
‫اإصدار ا نقدي ا جديد في حا ة وجود موارد اقتصادية معط ة سواء انت ا موارد ت ك بشرية أم مادية‪،‬‬
‫أي انه يم ن استخدام اإصدار ا نقدي ا جديد من قبل ا دو ة ا تي تتمتع بمرونة عا ية في جهازها‬
‫اإنتاجي و نه في حا ة معط ة اأمر ا ذي يسمح باستيعاب مية إضافية من ا نقود ‪.‬‬
‫يعتبر اإصدار ا نقدي ا جديد أداة طبيعية وسه ة في يد ا دو ة ‪ ،‬إذ يم ن دو ة عن طريق‬
‫هذ اأداة ا حصول ع ى ا نقود متى شاءت ‪ ،‬و ن ابد من وجود ضوابط خاصة حي و ة دون إنزاق‬
‫ااقتصاد في حا ة ا تضخم ا يم ن عاجها ‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫الفصل اأول ‪ :‬السياسة المالية و اآثار النقدية (إ ار مفاهيمي)‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬عجز الموازنة العامة ( المفهوم ‪ ،‬اأسباب )‬


‫إن ا توازن وااختال في ا موازنة ا عامة محل جدل بير في ع م ا ما ية ا عامة ‪ ،‬إذ يخت ف هذا‬
‫ا مفهوم بحسب ا ف ر ااقتصادي ا سائد فا اسيك اعتقدوا أن توازن ا موازنة أمر واقع ا بد منه في‬
‫افة اأحوال ‪ ،‬أما ا ف ر ا ينزي فيعتقد أن حدوث اختال سواء ان فائض أو عجز أمر اعتيادي‬
‫وغير خطير انه قد ي ون ا سبيل ا وحيد خروج من اأزمة ا حاص ة في ااقتصاد ‪ ،‬فعندما تزداد‬
‫دو ة ع ى نفقاتها خال سنة ما ية ي ون هناك فائض في ا موازنة‬ ‫اإيرادات ا عامة‬
‫)‪ (Budget Surplus‬أما عجز ا موازنة )‪ (Budget difeirt‬يحدث عندما تزداد نفقات ا دو ة ع ى‬
‫إيراداتها ‪ .‬أما إذا تساوى ل من ا نفقات واإيرادات ت ون ا موازنة في حا ة توازن ‪ ،‬واحتدم ا جدل‬
‫وتباينت اآراء حول عجز ا موازنة ا عامة دو ة ويصدق ذ ك ع ى صعيد ل من ا دول ا متقدمة‬
‫عجز في موازنتها ا عامة وأن انت بدرجات متفاوتة‪.‬‬
‫ا‬ ‫وا نامية ع ى حد سواء فجميع ا دول تقريب ا تعاني‬
‫وبصورة عامة حدد ا عجز في ا موازنة بأنه اإنفاق ا ح ومي مطروحا منه إيرادات ا ح ومة ‪ ،‬وا عجز‬
‫ي ون سا ب ا واذا ان موجب ا فإنه يمثل حا ة ا فائض (‪ .)1‬وسنعرض اآن ل من مفهوم عجز ا موازنة‬
‫ا عامة وأسبابه ومعا جته اآتي ‪:‬‬
‫اواا ‪ :‬مفهوم عجز الموازنة ‪:‬‬
‫وسير ا سياسات‬
‫اهتمت أدبيات ا ما ية ا عامة بموضوع ساخن أق ق ا ح ومات قبل ا مف رين ّ‬
‫قبل ا مخططين‪ ،‬أا وهو عجز ا موازنة ا عامة ‪ ،‬ا ذي طفا ع ى ا سطح ااقتصادي مصط ح قابل‬
‫إحال وا تداخل‪ .‬يعد عجز ا موازنة واحد من ا ظواهر ااقتصادية ا تق يدية ا تضخم وا بطا ة وغيرها‬
‫من ا ظواهر اأخرى ‪ ،‬وأصبحت ظاهرة تعانيها غا بية دول ا عا م ( ا متقدم وا نامي) وهذا اأمر يع س‬
‫تزايد اإنفاق ا عام بش ل يفوق اإيرادات ا عامة وفي نفس ا وقت يع س ا تطور ا متواصل تدخل‬
‫ا ح ومي‪ .‬هناك عدة مفاهيم عجز ا موازنة ‪ ،‬و ن قبل ا تطرق إ يها سنوضح ما هو ا مقصود‬
‫با موازنة ؟‬
‫يقصد با موازنة ا عامة ( وهي وثيقة تحوي أرقام ا و مات وتقترح بنودا معينة أو س س ة من‬
‫اأهداف ها ت ا يف محددة ‪ ،‬أو هي أداة أختيار بين بدائل اإنفاق ‪،‬أو خطة أو عقد بين ا س طة‬

‫(‪ )1‬آ ي ‪ ،‬ااقتصاد ا ي ا نظرية وا سياسات ‪ ،‬ترجمة ‪:‬عطية مهدي س مان ‪ ،‬مطبعة ا تع يم ا عا ي ‪ ،‬ا جامعة‬
‫ا مستنصرية‪ ،‬ا جزء اأول ‪ ، 1984 ،‬ص ‪. 286‬‬

‫‪21‬‬
‫الفصل اأول ‪ :‬السياسة المالية و اآثار النقدية (إ ار مفاهيمي)‬

‫ا تشريعية وا س طة ا تنفيذية) في حين عرفها قانون ا موازنة ا فرنسي ( هو ا قانون ا ما ي ا سنوي ا ذي‬
‫يقرر ويجيز ل سنة ميادية مجموع إيراداتها وأعبائها ) (‪ . )1‬وعرفها قانون ا موازنة اأمري ي ( بأنها‬
‫ص ا فيه نفقات ا سنة ا تا ية وايراداتها بموجب ا قوانين ا معمول بها عند تقديم اقتراحات ا جباية‬
‫ا مبسوطة فيها ) ‪ .‬وقانون أصول ا محاسبات ا عامة ا عراقي رقم ‪ 28‬سنة ‪ 1991‬ا معدل ا فقرة (‪)1‬‬
‫من ا مادة ا ثانية سنة ‪ 2119‬عرفها بانها ( وهي ا جداول ا متضمنة تخمين ا واردات وا مصروفات‬
‫سنة ما ية واحدة تعين في قانون ا ميزانية(‪ . )2‬من ا تعاريف اعا ياحظ إن ا موازنة ا ح ومية تت ون‬
‫من جانبين أو هما ا نفقات ا عامة وا جانب اآخر اإيرادات ا عامة ذ ك ابد أن تتوازن إا أن توازنهما‬
‫ا يدوم ‪ ،‬فا موازنة تتعرض إ ى اختال أما ي ون ناتج عن زيادة اإيرادات ا عامة ع ى ا نفقات ا عامة‬
‫سيؤدي إ ى حدوث فائض أو ناتج عن زيادة ا نفقات ا عامة ع ى اإيرادات ا عامة سيؤدي إ ى حدوث‬
‫عجز في ا موازنة ‪.‬‬
‫يقصد با عجز هو ( مقدار ما تنفقه ا ح ومة ل سنة بما يفوق ما تفرضه من رسوم وضرائب‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫وايرادات تحصل ع يه)‬
‫ذ ك ا عجز هو( إنخفاض حجم اإيرادات ا عامة عن تمويل ا نفقات ا عامة ا مخططة في‬
‫ا موازنة ا عامة دو ة ‪ ،‬مما يستدعي اإقتراض تسير ا مصا ح ا عامة دو ة) (‪. )4‬‬

‫أو أنه إ نع اس عدم قدرة اإيرادات ا عامة ع ى تغطية ا نفقات ا عامة أي زيادة ا نفقات ا عامة‬
‫عن اإيرادات ا عامة ‪ ،‬أو هو ا حا ة أو ا وضع ا ذي يجسد تجاوز ا نفقات ا عامة ع ى اإيرادات‬
‫ا عامة ‪ ،‬وعرفها صندوق ا نقد ا دو ي ا عجز ا ي بأنه ا مفهوم ا ذي ير ز ع ى إجما ي اإيرادات‬
‫ا عامة وا نفقات ا عامة (‪. )5‬‬

‫(‪ )1‬خا د شحادة ا خطيب ‪ ،‬أحمد زهير شامية ‪ ،‬أسس ا ما ية ا عامة ‪ ،‬دار وائل نشر ‪ ،‬عمان ‪ ،2003 ،‬ص ‪. .270‬‬
‫(‪ )2‬حسين عبد ا ريم س وم ‪ ،‬محمد خا د ا مهايني ‪ ،‬ا موازنة ا عامة دو ة بين اأعداد وا تنفيذ وا رقابة (دراسة ميدانية‬
‫موازنة ا عراقية ) ‪ ،‬مج ة اإدارة وااقتصاد ‪ ،‬ا جامعة ا مستنصرية ‪ ،‬ا عدد ‪ ، 2007 ، 64‬ص ‪. 95‬‬
‫‪(3) David Rosen , (Understanding The federal Debt and Deficit ) , federal Reserve Bank of‬‬
‫‪New York , public In for mation Depart ment , New York , 1994 , p 1.‬‬
‫(‪ )4‬ع ي نعان ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص ‪. 326‬‬
‫(‪ )5‬سا م عبد ا حسين سا م ‪ ،‬عجز ا موازنة ا عامة ورؤى وسياسات معا جته مع أشارة عراق مدة (‪ 2003‬ـ ـ ـ ـ ‪، )2012‬‬
‫مج ة ا ع وم ااقتصادية واإدارية ‪ ،‬جامعة بغداد ‪ ،‬ا مج د ‪ ، 18‬ا عدد ‪ ، 68‬ص ‪. 295‬‬

‫‪21‬‬
‫الفصل اأول ‪ :‬السياسة المالية و اآثار النقدية (إ ار مفاهيمي)‬

‫وا بعض اآخر يعرف عجز ا موازنة من وجهة نظر ما ية بأنه ( ا زيادة في مجموع مبا غ ا نفقات‬
‫ا عامة ا مقدرة في ا موازنة ا عامة سنة ما ية نفسها ) ‪ ،‬وقد يظهر أحيانا إ ى جانب ا عجز ا ما ي‬
‫موازنة ا عامة ا ذي يعني ( تأخر‬ ‫موازنة ا عامة مصط ح ا عجز ا نقدي )‪(Liquidity Desicit‬‬
‫ا حصول ع ى اإيرادات ا عامة ا مقدرة عن موعد صرف ا نفقات ا عامة ا مقدرة في ا موازنة ا عامة عند‬
‫تنفيذها أي خال سنة تنفيذ ا موازنة مما يسبب نقص ا سيو ة ا نقدية) (‪. )1‬‬

‫ثير من ااقتصاديين صنف ا عجز ا ما ي إ ى عجز مؤقت وعجز ضعف وعجز قوة ‪ ،‬فاأول‬
‫يعني عدم توافق اإيرادات ا عامة مع ا نفقات ا عامة زمني ا ‪ ،‬أما عجز ا ضعف فينجم عن ضعف‬
‫اإدارة ا ح ومية وعدم قدرتها ع ى تحقيق اإيرادات من جانب واإنفاق غير ا عقاني من‬
‫جانب آخر ‪ ،‬أما عجز ا قوة فينجم عن ا مساعدات ا تي تقدمها ا دو ة إ ى ا دول اأخرى بصيغة‬
‫إعانات إقتصادية واجتماعية تحقيق أهداف معينة ‪ ،‬وبش ل عام فأن ا عجز يعبر عن توسع ا موقف‬
‫ح ومة ‪ ،‬في حين تعبر نسبة ا عجز إ ى ا ناتج ا مح ي اإجما ي عن تأثير ا قطاع ا ح ومي‬ ‫ا ما ي‬
‫ع ى اإقتصاد ا قومي(‪. )2‬‬

‫وا عجز ا ما ي سواء ان في ا دول ا متقدمة أم في ا دول ا نامية هو نتيجة ا زيادة ا مستمرة‬
‫في ا نفقات ا عامة وا تراجع ا مستمر في ا ضرائب وا رسوم نتيجة ا دعم ا ذي تقدمه ا دول تجارة‬
‫ا دو ية بغية زيادة حدة ا منافسة وا تساب أسواق جديدة اأمر ا ذي يؤدي با ح ومات إقتراض بغية‬
‫تمويل هذا ا فرق ‪.‬‬
‫يميز ااقتصاديون بين ا عجز ا حقيقي واأسمي) ‪ (Real and Nominal‬إذ إن ا عجز اأسمي‬
‫يم ن تحديد با نظر إ ى ااختافات بين ا نفقات واإيرادات ‪ ،‬وهذا ما يعتقدو اغ ب ا ناس عندما‬
‫يف رون في عجز ا موازنة ‪ ،‬أما ا عجز ا حقيقي فهو ااسمي معداا بنسبة ا تضخم ‪ ،‬و فهم هذا‬
‫اإ ختاف من ا مهم أن ياحظ إن ا تضخم يخفض من ا دين ( عجوزات مت ار مة وفوائض مت ار مة‬
‫أقل)(‪. )3‬‬

‫(‪ )1‬محمد بشير ا تبي ‪ ،‬ا ما ية ا عامة ا معاصرة ‪ ،‬بدون مطبعة ‪ ،‬بغداد ‪ ،‬أي ول (‪ ، ) 2008‬ص ‪ 137‬ـ ـ ـ ـ ـ‪. 138‬‬
‫(‪ )2‬سا م عبد ا حسين سا م ‪ ،‬عجز ا موازنة ا عامة ورؤى وسياسات معا جته مع أشارة عراق ‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪.295‬‬
‫‪( 3( )David C. colander : Economics , published By Mc Grow _ Hill companies , Amen can‬‬
‫‪New York , sixth Edition , 2006 , p 753 .‬‬

‫‪21‬‬
‫الفصل اأول ‪ :‬السياسة المالية و اآثار النقدية (إ ار مفاهيمي)‬

‫وتوجد عاقة وثيقة وقوية بين ا عجز وا نمو ااقتصادي ‪ ،‬إذ أن ا زيادة في نسبة ا عجز تق ل من معدل‬
‫ا نمو ااقتصادي ‪ ،‬فإذا أثبتت ا ح ومة نسبة عجز ا موازنة وبقيت نسبة ا عجز أدنى من ا مستوى‬
‫ا حرج فأن هذا يؤدي إ ى نمو رأس ا مال وا ناتج عند معدل ثابت ‪ ،‬أما أذا انت نسبة ا عجز تفوق‬
‫مستوى ا حرج فإن هذا يخفض نمو رأس ا مال وا ناتج باستمرار إ ى أدنى مستوياته (‪. )1‬‬
‫وهناك عدة أش ال عجز ا موازنة ا ح ومية يم ن تناو ه اأتي ‪:‬‬
‫أ ـ العجز المقصود ‪Deliberate Deficit‬‬
‫يعد ا عجز ا مقصود من أهم أش ال ا عجز ‪ ،‬وهو اجراء تقوم به ا ح ومة عند تعرض اإقتصاد‬
‫إ ى أزمة ‪ ،‬وعند حدوث ساد بسبب تدهور حجم ا ط ب ا ي ا فعال ‪ ،‬وتراجع ا قوة ا شرائية س ع‬
‫وا خدمات عند ذ ك ت ون ا ح ومة أمام ثاثة خيارات ‪ ،‬أما تعمل ع ى زيادة اإنفاق أو تخفيض‬
‫ا ضرائب أو اهما مع ا وا ذان يؤديان بدورهما إ ى زيادة ا دخل ومن ثم ا ط ب ا ي ا فعال واإنتاج‬
‫واإستخدام ومن ثم زيادة ا دخل مرة أخرى ‪ ،‬وذ ك عن طريق إحداث عجز مقصود في موازنتها‬
‫ا عامة(‪. )2‬‬
‫ب ـ العجز الهي لي ‪:‬‬
‫يحدث هذا ا نوع من ا عجز بسبب ق ة مصادر اإيرادات ا عامة ‪ ،‬عندما ا تتم ن اإيرادات ا عامة‬
‫من تغطية ا نفقات ا عامة بصفة مستمرة ويرجع هذا ا وضع في ا عادة إ ى زيادة اإنفاق ا عام بمعدل‬
‫يزيد عن ا قدرة ا ما ية إقتصاد ا قومي ‪ ،‬أي مقدرة ا دخل ا قومي ع ى تحمل اأعباء ا عامة بمخت ف‬
‫صورها ‪ ،‬وهو ما ينبئ بوجه عام عن ل خ ل في هي ل اإقتصاد ا قومي نفسه إذ قد ا ي ون اإنفاق‬
‫ا عام منتجا أنتاجا افيا‪ ،‬وا واقع أن عاج مثل هذا ا عجز يعتبر من أدق اأمور أذا حاو نا ذ ك‬
‫بوسائل ما ية خا صة يضف إ ى ا عوامل ا ما ية ‪ ،‬عوامل إقتصادية متعددة ‪ ،‬وباإم ان ا تخفيف من‬
‫ا عجز ا هي ي بوسي تين أساسيتين هما (‪: )3‬‬

‫‪)1( )Michael Brauninger : The Budget Deficit, Public Debt And Endogenous Growth ,‬‬
‫‪Hamburg _ Germany , October 2002 , P . 1.‬‬

‫(‪ )2‬ع ي ا عربي ‪ ،‬وعبد ا معطي عساف ‪ ،‬أدارة ا ما ية ا عامة ‪ ،‬ا ويت ‪ ،‬بدون تاريخ ‪ ،‬ص ‪. 348‬‬
‫(‪ )3‬عادل أحمد حشيش ‪ ،‬أساسيات ا ما ية ا عامة ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص ‪. 348‬‬

‫‪21‬‬
‫الفصل اأول ‪ :‬السياسة المالية و اآثار النقدية (إ ار مفاهيمي)‬

‫الوسيلة اأولى ‪ /‬تخفيض اإنفاق العام‬


‫ويعني تخفيض معدل ا زيادة في صافي اإنفاق ا عام ‪ ،‬غير أن هذا ينبغي أا يتم بطريقة عشوائية‬
‫وغير مدروسة ‪ ،‬فا معروف إن إنتاجية هذ ا نفقات تخت ف حسب طبيعة ا نفقة منها عديمة اإنتاجية ‪،‬‬
‫ق ي ة اإنتاجية ‪ ،‬وعا ية اإنتاجية ‪ ،‬وبناءا ع يه يتم ا تر يز ع ى نفقات اإنتاجية ا عا ية بما يتوافق مع‬
‫ا سياسة اإقتصادية وا ما ية ‪.‬‬
‫الوسيلة الثانية ‪ /‬زيادة اإيرادات العامة‬
‫تعتبر هذ ا وسي ة ا نتيجة ا حتمية نتائج ا ناشئة من تخفيض اإنفاق ا عام ‪ ،‬ويترتب ع ى ذ ك زيادة‬
‫إنتاجية اإنفاق ا عام وزيادة ا دخل ا قومي ‪ ،‬وبا تا ي زيادة في ا جزء ا مقتطع من ا دخل تغطية‬
‫اإنفاق ا عام قد ي ون أقل إنتاجية أحيان ا من اإنفاق ا خاص ‪ .‬نتيجة ا خ ل في ا تنظيم ‪ ،‬وتدني‬
‫مستوى ا وسائل ا فنية عن مستوى ا تقدم ا ع مي و ا ت نو وجيا‪ ،‬مما يقتضي اأمر تخفيض ا ضرائب‬
‫وضع جزء ا بر من ا دخل ا قومي تحت تصرف ا قطاع ا خاص ي ون عاماا تشجيعيا ‪ ،‬بشرط عدم‬
‫أ حاق ا ضرر با مص حة ا عامة ‪.‬‬
‫يت وضح مما تقدم ‪ ،‬أن ا عجز ا هي ي يحدث بسبب عدم فاية اإيرادات ا عامة وا نفقات‬
‫ا عامة وبصورة دائمة نتيجة إختال ا هي ي ا حاصل في اإقتصاد ا وطني وي ون من‬
‫ا صعب عاج ه ‪ ،‬و ن توجد وسي تين تق ل من ا عجز ا هي ي ما ذ رناهما سابقا هما‪ ،‬تخفيض‬
‫اإنفاق ا عام ‪ ،‬وزيادة اإيرادات ا عامة ‪.‬‬
‫جـ ـ العجز المؤقت ( العجز المجالي ) ‪:‬‬
‫يمثل ا عجز ا مؤقت ا ذي يرتبط بحر ة مستوى ا نشاط اإقتصادي في ا تق بات اإقتصادية‬
‫ا تي تط أر ع يها‪ .‬فا موازنة ا متوازنة توازن ا سابق ا بتوازن نفقاتها ا عامة مع إيراداتها ا عامة قد ينتج عن‬
‫عجز ناتجا ‪ ،‬ا عن خطأ في ا تقدير و ن عن إن ماش في حجم ا موارد ا عامة ا محص ة‬
‫ا‬ ‫تنفيذها‬
‫نتيجة إن ماش في ا دخل ا قومي ‪ ،‬وهذا ا عجز قد يم ن قبو ه بصفة مؤقتة و فترة قصيرة ‪ ،‬أذا تم في‬
‫نطاق سياسة ما ية محددة ومرسومة تبع ا توازن مجموع اإقتصاد ا قومي ‪ ،‬وأن ان من اأفضل‬
‫ا سعي معا جته أما من خال تخفيض اإنفاق ا عام ‪ ،‬واما زيادة ا موارد ا ما ية أو ا جوء إ ى ت ك‬
‫ا وسي تين معا ‪ ،‬و ل وسي ة سير خاص بها (‪6 )1‬‬

‫(‪ )1‬عادل احمد حشيش ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص ‪. 346‬‬

‫‪27‬‬
‫الفصل اأول ‪ :‬السياسة المالية و اآثار النقدية (إ ار مفاهيمي)‬

‫د ـ العجز الجاري ‪ :‬يقيس ا فرق بين ا مصروفات ا جارية واإيرادات ا جارية ‪ ،‬وان هذا ا مفهوم يعد‬
‫ضيقا أنه يهمل اإنفاق ا عام واإيراد ا عام ‪ ،‬وانما ينحصر فقط في نفقات وايرادات ا ح ومة ا مر زية‬
‫ا متمث ة بمشترياتها من ا س ع وا خدمات ‪ ،‬وهذا يعني أن ا ح ومة تستخدم جزءا من مدخرات ا قطاع‬
‫ا خاص ا متمث ة با ضرائب مواجهة متط بات اإنفاق ا جاري (‪. )1‬‬

‫هـ ـ العجز التشغيلي ‪:‬‬


‫ويقيس هذا ا مفهوم ا عجز في ا ظروف ا تضخم ‪ ،‬ويمثل ا عجز في ضوء هذا متط بات اإقتراض‬
‫ح ومة ناقص ا منه ا جزء ا ذي دفع من ا فوائد تصيح ا تضخم ‪ ،‬من خال معامل تصحيح نقدي إذ‬
‫يتضمن سعر ا فائدة ا مدفوع دائنين جزءا من ا نقود تعويضهم عن ا خسائر ا تي ت حق بهم من جراء‬
‫إرتفاع اأسعار(‪. )2‬‬
‫ثاني ا ‪ :‬أسباب عجز الموازنة الح ومية‬
‫أن معظم اإقتصاديين يخت فون في تحديد اأسباب ا مؤدية حدوث عجز في ا موازنة ا ح ومية ‪ ،‬إا‬
‫أنه يم ن تحديد أسباب ا عجز من خال نقطتين أساسيتين هما ‪:‬‬
‫السبب ااول ‪ :‬تزايد حجم النفقات العامة ‪:‬‬
‫يقود تزايد ا نفقات ا عامة إ ى حدوث عجز في ا موازنة ا عامة مع ثبات اإيرادات ا عامة ‪ ،‬وقد‬
‫ت ون ا زيادة دافع ا تسير اأنشطة اإقتصادية ا تي تسمح بأن ي ون دو ة دور با تدخل في ا نشاط‬
‫اإقتصادي في ثير من ا مجاات اإقتصادية واأجتماعية (‪ )3‬إن تزايد ا نفقات ا عامة دو ة يم ن‬
‫إرجاعه إ ى سببين هما ‪:‬‬
‫أ ‪ -‬اأسباب الظاهرية لتزايد النفقات العامة )‪ (Unreal Reasons‬تتمثل في ت ك ا زيادة ا تي‬
‫تحصل في ا نفقات ا عامة دون أن يرافقها أي زيادة مية أو نوعية في نصيب ا فرد من ا خدمات‬
‫ا مقدمة من قبل ا دو ة (‪. )4‬‬

‫(‪ )1‬رمزي ز ي ‪ ،‬ا صراع ا ف ري وااجتماعي حول عجز ا موازنة ا عامة في ا عا م ا ثا ث ‪ ،‬سيناء نشر‪ ،‬ط‪،1992، 1‬‬
‫ص ‪.105‬‬
‫(‪ )2‬مصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪ 105‬ـ ـ ‪.107‬‬
‫(‪ )3‬محمد عبد ا منعم عفر‪ ،‬احمد فريد مصطفى ‪ ،‬ااقتصاد ا ما ي ا وصفي واإسامي بين ا نظرية وا تطبيق ‪ ،‬مؤسسة‬
‫شباب ا جامعة ‪ ،‬اإس ندرية ‪ ، 1999 ،‬ص ‪ 335‬ـ ـ ـ ـ ‪. 341‬‬
‫(‪ )4‬سعيد ع ي محمد ا عبيدي ‪ ،‬اقتصاديات ا ما ية ا عامة ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص ‪. 88‬‬

‫‪28‬‬
‫الفصل اأول ‪ :‬السياسة المالية و اآثار النقدية (إ ار مفاهيمي)‬

‫ويم ن تحديد أسباب ا زيادة ا ظاهرية في ا نفقات ا عامة ع ى ا نحو اآتي ‪:‬‬
‫‪ -‬إنخفاض قيمة النقد ‪:‬‬
‫نتيجة هذا اإ نخفاض تزداد عدد ا وحدات ا نقدية ا تي تدفع حصول ع ى س عة أو خدمة‬
‫معينة ‪ ،‬فتتضخم أرقام ا نفقات ا عامة رغم عدم تغير حجم ا س ع وا خدمات ا تي تحصل ع يها ا دو ة‬
‫إشباع ا حاجات ا عامة ‪ ،‬وياحظ أن هذا اإنخفاض في قيمة ا نقد ا يؤدي في بعض ا حاات‬
‫ا محددة إ ى زيادة في اإنفاق ا ح ومي بل إ ى تخفيض من عبء هذا اإنفاق ‪ ،‬ومثال ذ ك سداد‬
‫ا قروض ا عامة ودفع أقساطها بنقود تدهورت قيمتها إا أن ضآ ة نسبة هذا ا نوع من اإنفاق إ ى‬
‫إجما ي ا نفقات ا عامة ا يغير من أهمية ا زيادة في اإنفاق ا ي ‪ .‬وتوجد عاقة طردية مابين‬
‫اأسعار وا نفقات ا عامة ‪ ،‬فارتفاع اأسعار تؤدي إ ى زيادة ا نفقات ا عامة ا ذي يعني إنخفاض قيمة‬
‫ا نقود(‪. )1‬‬

‫‪ -‬تغير أساليب المحاسبة الح ومية ‪:‬‬


‫ترتب ع ى تغير ا نظم ا ما ية خال ا قرن ا ماضي وشيوع استخدام اأس وب ا نقدي في اإنفاق‬
‫ا عام أن تزايد حجم هذا اإنفاق ظاهري ا ‪ ،‬وع ى سبيل ا مثال ‪ ،‬فإن ا دول انت ت جأ سخرة تنفيذ‬
‫بعض اأشغال ا عامة ‪ ،‬ومن ثم انت هذ اأشغال ا تحمل ا موازنة ا عامة أعباءا معينة ‪ .‬أما اآن‬
‫وقد أ غيت ا سخرة ‪ ،‬فأن تنفيذ هذ اأشغال يستوجب تخصيص اأعتمادات ا مائمة ها مما يعني‬
‫منطقي ا تزايد حجم ا نفقات ا عامة ظاهري ا وباإضافة ذ ك فقد ترتب ع ى تغير طرق إعداد حسابات‬
‫ا موازنة أزدياد آخر صوريا في حجم هذ ا نفقات ‪ .‬وفي ا ماضي انت ا موازنات ا عامة تحضر طبقا‬
‫مبدأ ا ناتج ا صافي ‪ ،‬أي أن نفقات ا مرافق ا عامة انت ا تسجل في ا موازنة إا بعد استنزال‬
‫حصي ة إيراداتها منها ‪ ،‬مما ان يؤدي تخفيض حجم اإنفاق ا مع ن ‪ ،‬أما اآن فإن ا موازنات ا عامة‬
‫تحضر طبقا مبدأ ا ناتج اإجما ي ا ذي تقيد بمقتضا في ا ميزانيات افة نفقات ا مرافق وايراداتها دون‬
‫إجراء أية مقاصة بينها ‪ ،‬وقد أدى ذ ك بطبيعة ا حال تزايد حجم ا نفقات ا مع نة بصورة ظاهرية(‪. )2‬‬

‫(‪ )1‬عادل ف يح ا ع ي ‪ ،‬وطال محمود داوي ‪ ،‬اقتصاديات ا ما ية ا عامة ‪ ،‬ا تاب اأول ‪ ،‬دار ا تب طباعة وا نشر ‪،‬‬
‫ا موصل ‪ ، 1988 ،‬ص ‪. 152‬‬
‫(‪ )2‬مجدي شهاب ‪ ،‬أصول ااقتصاد ا عام "ا ما ية ا عامة " ‪ ،‬دار ا جامعية ا جديدة ‪ ،‬جامعة اإس ندرية ‪،2004 ،‬‬
‫ص ‪ 219‬ـ ـ ـ ‪. 220‬‬

‫‪21‬‬
‫الفصل اأول ‪ :‬السياسة المالية و اآثار النقدية (إ ار مفاهيمي)‬

‫‪ -‬اتساع إقليم الدولة وزيادة الس ان ‪:‬‬


‫عندما تزداد مساحة ا دو ة تزداد معها ا خدمات ا مقدمة وتزداد ا نفقات ا عامة تبعا ذ ك يحدث‬
‫هذا في حا ة إتحاد دو تين أو تحرير أرض محت ة ‪ ،‬و ما أن زيادة ا س ان تتط ب من ا دو ة تقديم‬
‫خدماتها زيادة ا س انية با حجم وا نوع نفسهما ا ذان يقدمان س ان قبل حصول ا زيادة ‪ .‬ما أن‬
‫هي ل ا س ان يؤثر في حجم ا نفقات ا عامة ‪ ،‬فعند زيادة نسبة اأطفال في سن ا تع يم يقود إ ى زيادة‬
‫في اإنفاق ع ى ا تع يم ‪ ،‬وزيادة عدد بار ا سن يزيد ا رواتب ا تقاعدية فضاا عن ذ ك فإن ارتفاع‬
‫معدل ا عمر يقود إ ى زيادة في ا عوائد ا متوقع من ااستثمار في ا تع يم ‪ ،‬ومن هنا يم ن تبرير ا زيادة‬
‫ا حاص ة في ا نفقات ا عامة من هذا ا مجال(‪. )1‬‬

‫‪ -‬اتساع نطاق اأعمال الح ومية ‪:‬‬


‫تقوم ا ح ومات في ا وقت ا حاضر بإدارة بعض ا مشروعات ذات اإيراد ‪ ،‬فقد قامت ح ومة‬
‫جمهورية مصر ا عربية في ا سنوات اأخيرة بتأميم ا بنوك وشر ات ا تأمين و ثير من ا هيئات‬
‫وا شر ات ا صناعية في ا باد‪ ،‬وفي هذ ا حا ة نرى زيادة ظاهرية في ا نفقات ا عامة وا نرى زيادة في‬
‫عبء ا ت ا يف ا حقيقي‪ ،‬بل با ع س تغذي هذ ا مشروعات ا خزانة ا عامة بجزء من اإيرادات (‪. )2‬‬
‫ب ‪ -‬اأسباب الحقيقية لزيادة النفقات العامة ‪Real Reasons‬‬
‫يقصد بها ت ك ا زيادة ا تي تصاحبها زيادة أو نوعية ا خدمات ا مقدمة من قبل ا دو ة فرد أي‬
‫زيادة نصيب ا فرد من ا خدمات(‪. )3‬‬
‫ويم ن تحديد أهم أسباب ا زيادة ا حقيقية في ا نفقات ا عامة بما يأتي (‪: )4‬‬
‫‪ .0‬تطور ا صناعة وما يترتب ع ى ذ ك ا هجرة من ا قرى إ ى ا مدن وازدحام ا س ان بها وزيادة‬
‫اإنفاق ع ى ا مرافق ا عامة ‪.‬‬
‫‪ .6‬إزدياد ا ثروة ا مطرد وارتفاع مستوى ا ثقافة ‪ ،‬وهذا يزيد من حاجات ا فرد ا خاصة وتبعا ذ ك‬
‫تزداد حاجاته ا عامة أي ا تي يقع ع ى ا ح ومة عبء ا قيام بها ‪.‬‬

‫(‪ )1‬سعيد ع ي ا عبيدي ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص ‪ 88‬ـ ـ ـ ـ ـ ‪. 89‬‬


‫(‪ ) 2‬عبد ا منعم فوزي ‪ ،‬ا ما ية ا عامة وا سياسة ا ما ية ‪ ،‬دار ا نهضة ا عربية طباعة وا نشر‪ ،‬جامعة اإس ندرية ـ جامعة‬
‫بيروت ا عربية ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬بنان ‪ ، 1971 ،‬ص ‪. 46‬‬
‫(‪ )3‬سعيد ع ي ا عبيدي ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص ‪. 82‬‬
‫(‪ )4‬عبد ا منعم فوزي ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص ‪ 46‬ـ ـ ـ ـ ـ ‪. 47‬‬

‫‪10‬‬
‫الفصل اأول ‪ :‬السياسة المالية و اآثار النقدية (إ ار مفاهيمي)‬

‫‪ ..‬انتشار ا روح ا ديمقراطية وا مبادئ ااشت ار ية ‪ ،‬و ما أزداد ا عا م حضارة وارتفع بذ ك مستوى‬
‫ما طا بت هذ با مزيد في سبيل إ از ة ا فروق بين ا طبقات اأمة‬ ‫معيشة ا طبقات ا عام ة‬
‫وذ ك عن طريق ا حد من تر ز ا ثروات وتضخمها وفرض شتى ا ضرائب ا تصاعدية ع ى‬
‫ا دخول ا مرتفعة وانفاق حصي تها ع ى ا مرافق ا عامة ا تي يعود نفعها با ذات ع ى ذوي‬
‫ا دخول ا منخفظة نسبيا ‪ ،‬و ذ ك ان من نتائج انتشار هذ ا مبادئ تعميم حق اانتخاب‬
‫وا قاء مقا يد ا ح م إ ى طبقات ا شعب ا عام ة ا تي عم ت ع ى زيادة اإنفاق ع ى مخت ف‬
‫ا مرافق ا عامة ‪.‬‬
‫‪ .7‬اآزمات ومحاو ة ا تخفف من حدتها ‪.‬‬
‫‪ .5‬ا تسابق في ميدان ا تس يح وزيادة ت ا يف ا حروب اأخيرة مما أضطر غا بية ا دول إ ى عقد‬
‫ا قروض ا بيرة مقاب ة هذ ا نفقات ‪ ،‬وهي قروض تست زم دفع فوائدها واقساط إستها ها من‬
‫اأموال ا عامة ويضاف إ ى ذ ك إعانة عائات ا ضحايا وتعويض خسائر ا مدنيين ‪ ،‬و ما أن‬
‫اأسعار ترتفع أبان ا حروب فتضطر ا ح ومة إ ى دفع إعانة غاء ا معيشة عام ين بها وا ى‬
‫اإنفاق ع ى تنظيم تموين أفراد ا شعب با س ع ا ضرورية فقد ت ون في ذ ك خسائر تدفعها‬
‫ا ح ومة من اأموال ا عامة ‪.‬‬

‫السبب الثاني ‪ :‬إنخفاض حجم اإيرادات العامة‬


‫قد ي ون سبب ا عجز في ا موازنة ا عامة هو ناتج عن ق ة إيرادات ا دو ة خاصة ( ا ضرائب )‬
‫يم ن استخدام أس وب تخفيض ا ضرائب سبيل عجز ا ط ب ا ي ومواجهة ظروف ا ساد ‪ ،‬وحينئذ‬
‫ي ون تخفيض ا ضرائب ع ى ا دخول هو ا وسي ة عاج ا بطا ة سيزيد من ا دخل ا مم ن ا تصرف فيه‬
‫دى ا ناس ‪ ،‬وبا تا ي يزداد اإنفاق ااستها ي أفراد ‪ ،‬وارتفاع في معدل ا ضريبة يعد سببا سحب‬
‫ا قوة ا شرائية من اأفراد ‪ ،‬وعند تفعيل ا ضرائب مع بقاء مقدار اإنفاق ا ح ومي ثابت ا سيؤدي بذ ك‬
‫رفع ا قوة ا شرائية ‪ ،‬وتدخل عم ية إنفاق ا دخل ا مرح ة اأو ى وهي زيادة إيرادات دخل اأفراد‬
‫( ا شخصي ) ‪ ،‬وأن ا عجز ا ذي سيحدث ا يزيد من اأنفاق ا ح ومي بش ل مباشر‪ ،‬وهذا يعني‬
‫سيتوجه اأفراد زيادة نسب إنفاقهم ع ى ا س ع وا خدمات ‪ ،‬وا تي تمثل ا مرح ة ا ثانية عم ية إنفاق‬
‫ا دخل ‪ ،‬واذا ان با ضرورة إنفاق ا مقدار ا ي دخل ا ناجم عن ق ة ا ضرائب‪ ،‬فا قطاع ا خاص ا‬

‫‪13‬‬
‫الفصل اأول ‪ :‬السياسة المالية و اآثار النقدية (إ ار مفاهيمي)‬

‫ينفق مقدار ا دخل بأ م ه ان جزءا منه سيتوجه نحو اادخار (‪ ، )1‬اما مش ة ا تهرب ا ضريبي ت ون‬
‫وراء إ نخفاض اإيرادات ا عامة وذ ك بسبب ارتفاع أسعار ا ضرائب ‪ ،‬و ذ ك أن ا خدمات ا مقدمة‬
‫إفراد ا تي ا توازي مقدار ا ضريبة ‪ ،‬ذا فان تزايد ا تهرب ا ضريبي سيؤدي خ ق آثار س بية ع ى‬
‫حصي ة ا ضرائب ا تي ستبدأ باإنخفاض وبا تا ي ستنخفض اإيرادات ا عامة فتصبح غير قادرة ع ى‬
‫تمويل اإنفاق ا ح ومي ا متزايد ‪ ،‬عندها ستضطر إ ى فرض ضرائب جديدة أو رفع أسعارها‬
‫ا حا ية(‪.)2‬‬

‫عجز في ا موازنة ‪ ،‬ففي ا واقع إن ا عجز يتو د‬


‫ا‬ ‫وا جدير با ذ ر أن إنخفاض ا ضرائب قد ا تو د‬
‫من خال ااختال بين اإيرادات ا عامة وا نفقات ا عامة‪ ،‬فإذا قام منفذو ا سياسة ا ما ية بتخفيض‬
‫اإنفاق وبا مقابل انت اإنخفاضات في ا ضرائب ا بر ‪ ،‬عندها سيحدث ا عجز ا ذي ي ون موجه‬
‫باإنفاق‪ ،‬ان اإنفاق ن يتجاوز اإيرادات ‪ ،‬وبموجب هذ ا ف رة ‪ ،‬فان ا دو ة تستطيع إن تخفض‬
‫ا ضرائب سنة بعد أخرى أو حتى إ از تها بش ل ي‪ ،‬وبذ ك ستبقى ا عجوزات موجه باإنفاق بداا عن‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫اإنخفاض ا مفرط في ا ضرائب‬
‫نستخ ص مما سبق إن عجز ا موازنة ينشأ من اإنخفاض ا حاصل في اإيرادات ا عامة‬
‫امر ايجابيا اسيما عندم ـ ــا يعاني‬
‫خصوصا (ا ضرائب) ‪ ،‬ويعد إنخفاضها وخاصة ع ى ا دخول ا‬
‫ااقتصاد من أزمة ساد ‪ ،‬فهذا اإنخفاض سيساعد اإفراد ع ى زيادة مشترياتهم من ا س ع وا خدمات‬
‫ون مقدار ا دخل قد ارتفع ‪ ،‬مما يعني مرور ا دخل بمرح تين ‪ ،‬اأو ى زيادة مقدار ا دخل وا ثانية‬

‫إنفاق ا دخل ‪ ،‬ونجد إن معظم اإفراد ا ينفقون ا دخل ب ام ه بل يوجه جزء منه نحو اادخار ‪ ،‬فضاا‬
‫عن إنخفاض إيراد ا ضرائب ت من مش ة ا تهرب ا ضريبي ا تي ت ون سبب ا من أسباب إنخفاض‬
‫اإيرادات ا عامة وا يقتصر إنخفاض اإيرادات ا عامة ع ى ا تهرب ا ضريبي فحسب بل قد ي ون‬

‫(‪ )1‬هشام محمد عبد اه ا ع روب ‪ ،‬عجز ا موازنة ا عامة دو ة ـ دراسة تح ي ية في أسبابه وآثار ومعا جته ب دان مختارة‬
‫مع أشارة عراق ‪ 1973‬ـ ـ ـ ‪ ، 1993‬أطروحة د تو ار ‪ ،‬مقدمة إ ى جامعة ا موصل ‪ ،‬ية اإدارة وااقتصاد ‪ ،‬قسم اقتصاد‬
‫‪ ، 1997 ،‬ص ‪. 32‬‬
‫(‪ )2‬عادل ف يح ا ع ي ‪ ،‬وطال محمود داوي ‪ ،‬اقتصاديات ا ما ية ا عامة ‪ ،‬ا تاب ا ثاني ‪ ،‬دار ا تب طباعة وا نشر‪،‬‬
‫ا موصل ‪ ، 1989 ،‬ص ‪ 89‬ـ ـ ـ ـ ‪. 91‬‬
‫‪)3) Richard Kogan , (The Causes and Siguificance of the New Deficit figures ) , center on‬‬
‫‪Budget and policy Priorities , Washington , July 15 , 2003 , P 3.‬‬
‫‪12‬‬
‫الفصل اأول ‪ :‬السياسة المالية و اآثار النقدية (إ ار مفاهيمي)‬

‫إنخفاض في معدل ا نمو ااقتصادي‪ ،‬وا دخل ا قومي ‪ ،‬وا قدرة ا ما ية إقتصاد ‪ ،‬مما يسبب حدوث‬
‫آثار س بية ع ى ا وضع ااقتصادي وتزايد حجم عجز ا موازنة ا ح ومية ‪.‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬عرض النقود إطار مفاهيمي‬


‫يعد عرض ا نقود من ا عوامل اأساسية سياسة ا نقدية ا تي ها دور أساسي في ا تأثير في‬
‫ا متغيرات ااقتصادية ‪ ،‬ويحدد نمط معام ة ا دو ة عرض ا نقد نمط ا سياسة ا نقدية فيما أذا انت‬
‫تأثير‬
‫ا‬ ‫توسعية أو إن ماشية من خال زيادة عرض ا نقد أو تخفيضه(‪ ، )1‬وبا تا ي فأن هذا ا متغير‬
‫اشر ع ى أداء ا مصارف ا تجارية بما ه من تأثيرات إيجابية عند تم ن ا ب د من ا محافظة ع ى‬
‫مب ا‬
‫عرض ا نقد عند ا مستويات ا تي تعمل تحقيق ااستقرار ااقتصادي ‪ ،‬وتأثيرات س بية عند ا مبا غة في‬
‫ا توسع بعرض ا نقد مما سيعمل ع ى ا تفريط بااستقرار ااقتصادي وبا تا ي سيترك آثار ا ظاهرة ع ى‬
‫اأداء ااقتصادي ا عام وأداء ا مصارف ا تجارية بوصفها من ا وحدات اأساسية اقتصاد ‪.‬‬
‫أواا ‪ -‬مفهوم عرض النقود ‪:‬‬
‫دار جـ ـ ـ ــدل واسـ ـ ـ ــع بـ ـ ـ ــين ااقتصـ ـ ـ ــاديين حـ ـ ـ ــول أعطـ ـ ـ ــاء تعريـ ـ ـ ــف محـ ـ ـ ـ ــدد عـ ـ ـ ــرض ا نقـ ـ ـ ــد و يفيـ ـ ـ ـ ـ ــة‬
‫احتس ـ ــابه خـ ــال مـ ــدة زمنيـ ــة معينـ ــة ‪ ،‬وقـ ــد تر ـ ــز ا خـ ــاف حـ ــول نقطـ ــة أساسـ ــية تتمثـ ــل با عناصـ ــر ا تـ ــي‬
‫تؤ ـف عـرض ا نقـود‪.‬‬
‫وقـ ـ ــد أط ـ ـ ــق ينـ ـ ــز)‪ (Keynes‬ع ـ ـ ــى عـ ـ ــرض ا نقـ ـ ــود ب ـ ـ ــ(ا مية ا نقديـ ـ ــة ) وا تـ ـ ــي يم ـ ـ ــن أن نعرفهـ ـ ــا‬
‫ع ـ ــى ( إنه ـ ــا ا نق ـ ــود ذات ا ق ـ ــوة ا شـ ـ ـرائية ا مباشـ ـ ـرة ‪ ،‬أي ا ق ـ ــدرة ع ـ ــى ا تح ـ ــول وف ـ ــي ا ح ـ ــال إ ـ ــى اف ـ ــة‬
‫(‪)2‬‬
‫‪6‬‬ ‫ا س ـ ـ ع وا خـ ــدمات ا متاحـ ــة تبـ ــادل وبمعن ـ ــى آخـ ــر هـ ــي ا قـ ــدرة ع ـ ــى اإب ـ ـراء مـ ــن جميـ ــع ا ـ ــديون )‬
‫او هـ ــو ا مجمـ ــوع ا صـ ــافي بن نـ ــوت ا متـ ــداول وا عمـ ــات ا مسـ ــاعدة فضـ ــا عـ ــن ا ودائـ ــع ا جاريـ ــة ـ ــدى‬
‫ا بنـ ـ ــوك ا تجاريـ ـ ــة ويسـ ـ ــتبعد منـ ـ ــه ـ ـ ــل ا معـ ـ ــامات ا مسـ ـ ــاعدة وا ودائـ ـ ــع أجـ ـ ــل وودائـ ـ ــع ا تـ ـ ــوفير ونهـ ـ ــا‬
‫ت ـ ــدخل ضـ ـ ــمن شـ ـ ــبه ا نقـ ـ ــود‪) 3(.‬وي ـ ـ ـرتبط عـ ـ ــرض ا نقـ ـ ــد بمـ ـ ــا يسـ ـ ــمى با قاعـ ـ ــدة ا نقديـ ـ ــة )‪)M0‬ا تـ ـ ــي تمثـ ـ ــل‬
‫ا عمـ ـ ــات ا مصـ ـ ــدرة ا ورقيـ ـ ــة وا معدنيـ ـ ــة ا متداو ـ ـ ــة فضـ ـ ــا عـ ـ ــن احتياطيـ ـ ــات ا عم ـ ـ ــة ا خاصـ ـ ــة بـ ـ ــا بنوك‬
‫(‪)4‬‬
‫ا تجارية دى ا بنك ا مر زي‪.‬‬

‫(‪ )1‬عوض فاضل ا د يمي ‪ ،‬ا نقود وا بنوك ‪ ،‬دار ا ح مة طباعة وا نشر ‪ ،1990 ،‬ص ‪106‬‬
‫(‪ )2‬رشاد ا عصار ‪ ،‬ورياض ا ح بي ‪ ،‬ا نقود وا بنوك ‪ ،‬دار ا صفاء نشر وا توزيع ‪ ،‬عمان ‪ ،‬اأردن ‪ ،2000 ،‬ص ‪. 54‬‬
‫)‪)3‬‬
‫نفس ا مصدر‪.‬‬
‫)‪)4‬‬
‫ع ي محمد ش هوب ‪ ،‬شؤون ا نقود وأعمال ا بنوك‪ ،‬ا طبعة اأو ى‪ ،‬شعاع نشر‪ ،‬ح ب‪ ،‬سوريا‪ ،2007،‬ص‪.124‬‬

‫‪11‬‬
‫الفصل اأول ‪ :‬السياسة المالية و اآثار النقدية (إ ار مفاهيمي)‬

‫أمام هذا ااختاف في ا نظر مفهوم عرض ا نقد فقد طور ااقتصاديون مع مرور ا زمن نظرية‬
‫أساسية يم ن توسيعها تشمل تعريفات أخرى أ ثر تعقيدا ‪ ،‬عرف عرض ا نقد بأنه ( مية ا نقود أو‬
‫مجموع ا وحدات ا نقدية ا متواجدة في حوزة اأشخاص "ا مجتمع" خال فترة زمنية معينة )(‪. )1‬‬
‫وهذا يعني أن عرض ا نقد يمثل رصيدا نقدي ا و يس تدفق ا نقدي ا وا فرق بين ا مصط حين هو أن ا رصيد‬
‫ا نقدي يمثل مية معينة من ا نقود تقاس في حظة زمنية معينة ‪ .‬أما ا تدفق ا نقدي يعني مية معينة‬
‫من ا نقود يم ن قياسها خال مدة زمنية معينة ‪ ،‬وع ى ا رغم من هذا ا فرق بين ا مصط حين إا إنهما‬
‫مرتبطان ببعضهما من خال سرعة دوران ا رصيد ا نقدي*‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬م ونات عرض النقد ‪:‬‬
‫يت ون عرض ا نقد من نوعين من ا نقود هي ا نقود ا قانونية أو اإ زامية ونقود ا ودائع ‪ ،‬وتت ون‬
‫ا نقود ا قانونية من (ا عم ة ) و (ا مس و ات) وي ون من اختصاص ا مصارف ا مر زية في إصدار‬
‫هذ ا نقود ‪ ،‬وتحظى ا نقود اإ زامية (ا قانونية ) با قبول ا عام قوة إبرائها ا قانونية ‪ ،‬وا يحق أي‬
‫شخص في ا مجتمع اإمتناع عن قبو ها وسي ة إيفاء با ديون ‪ ،‬وا يم ن إبطائها إا بموجب‬
‫قانون ‪ ،‬واما نقود ا ودائع فتخ قها ا مصارف ا تجارية من خال دورها في قبول "ا ودائع" ومنح‬
‫"اائتمان" وتعتبر وظيفة خ ق ا نقود (نقود ا ودائع ) ا خصوصية ا تي ميزت ا مصارف ا تجارية عن‬
‫غيرها من ا مصارف وا مؤسسات ا ما ية ا وسيطة اأخرى (‪ . )2‬ومن ا جدير با ذ ر هنا ثمة خاف‬
‫يثار بين ااقتصاديين عند احتساب عرض ا نقد وهذا ا خاف هو حول ا يفية ا تي يتم بها معا جة‬
‫‪:‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫ا ودائع ذ ك يجب ا تميز بين نوعين من ا ودائع وهي‬
‫أ‪ -‬ا ودائع ا جارية ‪ /‬وهي مية ا نقود ا تي تودع دى ا مصارف ا تجارية مقابل حصول ا مودعين‬
‫ع ى دفاتر ا ص وك ‪ ،‬ويتم سحب ا مبا غ من هذ ا ودائع بإستخدام ا ص وك من قبل صاحب‬
‫ا وديعة أو من يخو ه ‪ ،‬وت ون هذ ا ص وك قاب ة تداول مثل (ا نقود ا قانونية) إا أن قبو ها‬
‫مستمد من ا قدرة ع ى تحوي ها إ ى نقد قانوني ‪ .‬وهذ ا ص وك ا تمثل نقدا بل وسي ة تداول‬

‫(‪ )1‬عوض فاضل ا د يمي ‪ ،‬ا نقود وا بنوك ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص ‪. 106‬‬
‫(*) هي عدد مرات ا تي تتداول فيها ا نقود خال فترة زمنية معينة ‪.‬‬
‫(‪ )2‬وداد يونس يحيى ‪ ،‬ا نظرية ا نقدية ‪ ،‬دار ا تب طباعة وا نشر ‪ ،‬ا موصل ‪ ، 2001 ،‬ص ‪. 39‬‬
‫(‪ )3‬نفس ا مصدر ‪ ،‬ص ‪. 40‬‬

‫‪11‬‬
‫الفصل اأول ‪ :‬السياسة المالية و اآثار النقدية (إ ار مفاهيمي)‬

‫ا ن قدي ا متمثل بـ (ا وديعة ا جارية)‪ ،‬ويم ن ا سحب من هذ ا وديعة عند ا ط ب و ذ ك سميت‬


‫بـ (ا ودائع تحت ا ط ب ) ‪.‬‬
‫ب‪ -‬ا ودائع اادخارية ‪ /‬وتشمل ودائع ا توفير وا ودائع ا ثابتة (ا وقتية) وت ون هذ ا وسائل غير قاب ة‬
‫تداول ان استخدامها يقتصر ع ى صاحب ا وديعة ‪ .‬ويتم ا سحب من هذ ا ودائع بإستخدام‬
‫"دفاتر ا توفير" أو "شهادات اإيداع" ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬مقاييس عرض النقد ‪:‬‬


‫‪ -1‬ا عم ة في ا تداول (‪)Mo‬‬
‫يقصد بها ا عم ة في أيدي ا جمهور أو ا عم ة خارج ا جهاز ا مصرفي ‪ ،‬ويم ن اعتبار واحد من‬
‫مقاييس عرض ا نقد ونه يش ل جزءا مهم ا منه و ه تأثير مباشر ع يه إذ يزداد عرض ا نقد بزيادة‬
‫ا عم ة في ا تداول وينخفض نتيجة انخفاضها‪ ،‬و ذ ك فا بد من دراسة أثر هذا ا مقياس )‪ (Mo‬ع ى‬
‫ا متغيرات ااقتصادية ا ية في دول ا عينة ‪ ،‬وخاصة في ا دول ا نامية ونه يش ل نسبة بيرة من‬
‫عرض ا نقد ‪ ،‬قد تصل من ‪ 60‬ـ ـ ـ ـ ‪ % 80‬وتفسير ذ ك بسبب وجود تضخم ‪.‬‬
‫‪ -2‬عرض النقد بالمفهوم الضيق (‪)M1‬‬
‫يشير هذا ا مفهوم عرض ا نقد إ ى مجموع وسائل ا دفع ا متداو ة في دو ة ما خال مدة زمنية‬
‫معينة(‪ .)1‬وهذا ا تعريف عرض ا نقد هو ا مستخدم في اإحصاءات ا ما ية ا تي يعدها صندوق ا نقد‬
‫ا دو ي ‪ ،‬وأخذت به ا مصارف ا مر زية في ا دول ا مخت فة ‪ ،‬ويستعمل هذا ا مفهوم عرض ا نقد‬
‫مية‬ ‫قطاع ا خاص فقط ‪ ،‬وأن مفهوم عرض ا نقد ا ضيق يمثل أجما ي‬ ‫ا ودائع ا جارية‬
‫ا نقود ا مستعم ة وسيط تبادل وا مصدرة من قبل ا مؤسسات ا ما ية ا تي ت ون ها ا قدرة ع ى خ ق‬
‫ا نقود ‪ ،‬أي يشتمل ع ى مية ا نقود ا تي يصدرها ا مصرف ا مر زي باإضافة إ ى نقود ا ودائع ا تي‬
‫‪ .‬وأن ما تحتفظ به ا مؤسسات ا ما ية ا نقدية (ا بنك ا مر زي وا بنوك‬ ‫تخ قها ا مصارف ا تجارية‬
‫(‪)2‬‬

‫ا تجارية ) من عم ة في خزائنها فضاا عن ا ودائع ا تي تودعها ا مصارف ا تجارية دى ا بنك‬


‫ا مر زي بإنه يمثل احتياجات نقدية تحتفظ بها هذ ا مصارف ت بية ا سحب ا يومي ع ى ودائعها‬

‫(‪ )1‬سامي خ يل ‪ ،‬اقتصاديات ا نقود وا بنوك ‪ ،‬شر ة اظمة نشر ‪ ،‬ا ويت ‪ ، 1982 ،‬ص ‪. 57‬‬
‫(‪ )2‬وداد يونس يحيى ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص ‪. 40‬‬

‫‪11‬‬
‫الفصل اأول ‪ :‬السياسة المالية و اآثار النقدية (إ ار مفاهيمي)‬

‫ا مصرفية من قبل ا وحدات ااقتصادية ا تدخل ضمن عرض ا نقود (‪ . )1‬وأن عرض ا نقود هو ا تزام‬
‫أو دين ع ى ا جهاز ا مصرفي (‪، )2‬ان ا عم ة ا مصدرة من قبل ا مصرف ا مر زي وا تي ت ون في‬
‫حوزة اأشخاص ااقتصادية وما يحصل ع يه اأشخاص من ائتمان ا بنوك ا تجارية يمثل حقوق‬
‫هواء اأشخاص ع ى ا جهاز ا مصرفي وا ذي ع يه أن يغطي هذا ا دين بأصول تعادل قيمته ف ل‬
‫ا تزام أو دين يجب أن يقاب ه حق مازم ه وبنفس ا قيمة ‪ ،‬و هذا يم ن ا قول أن عرض ا نقد با معنى‬
‫ا ضيق يمثل مجموع ا مط وبات ا نقدية جهاز ا مصرفي في أية حظة ‪ ،‬ويم ن استخراج عرض ا نقد‬
‫با معنى ا ضيق بإستخدام ا صيغة ا تا ية ‪:‬‬
‫‪M1 = M0 + R1‬‬
‫حيث أ ‪ = M1 :‬عر النق بال عنى الضيق‬
‫‪ = Mo‬صافي الع لة في الت اول‬
‫‪=R1‬الو ائع الجارية للقطاع ال اص‬
‫ويعتقد (‪ )S.sethi‬ان مفهوم عرض ا نقد با معنى ا ضيق هو ا مناسب تحديد عرض ا نقد انه‬
‫يشمل ا عم ة في ا تداول وا ودائع ا جارية (ا ودائع تحت ا ط ب ) ا تي تستخدم في اأنفاق ا فوري‪،‬‬
‫وأما ا ودائع اأجل وا توفير ا مم و ة من قبل ا جمهور فهي يست جزء من عرض ا نقد ‪ ،‬ونتيجة ذ ك‬
‫إنها يست مقبو ة دفع إا بعد تحوي ها إ ى عم ة أو ودائع جارية (‪. )3‬‬

‫وتعتمد مية ا نقود با معنى ا ضيق ع ى دور ا بنك ا مر زي في اإصدار ا نقدي وع ى ااختيار ا ذي‬
‫تقوم به ا وحدات ااقتصادية بين ا نقد وا ودائع ا جارية وع ى ا نسبة بين ااحتياطات ا مصرفية‬
‫وا ودائع دى ا بنوك‪ ،‬ف جوء ا بنك ا مر زي إ ى زيادة اإصدار ا نقدي ورغبة ا جمهور في ااحتفاظ‬
‫با ودائع وانخفاض نسبة ااحتياطيات ا ى ا ودائع و جوء ا بنوك ا ى استثمار هذ ااحتياطيات في منح‬
‫ا قروض وخ ق ودائع جديدة يقود إ ى زيادة في عرض ا نقد با معنى ا ضيق ‪ ،‬ومعنى ذ ك ان عرض‬
‫ا نقد يؤثر ع يه ا بنك ا مر زي وا جمهور وا بنوك ا تجارية‪.‬‬
‫أما فيما يخص اأهمية ا نسبية عناصر عرض ا نقد با معنى ا ضيق فهي تخت ف باختاف تطور‬
‫ا عادات ا مصرفية من حيث تعامل ا جمهور مع ا بنوك واستخدام ا شي ات في انجاز ا معامات‪.‬‬

‫(‪ )1‬عوض فاضل ا د يمي ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص ‪. 106‬‬


‫(‪ )2‬عبد ا منعم ا سيد ع ي ‪ ،‬دراسة في ا نقود وا نظرية ا نقدية ‪ ،‬بغداد ‪ ،‬ط‪ ، 1‬مطبعة ا عاني ‪ ،1976 ،‬ص ‪ 94‬ـ ـ ـ ‪. 95‬‬
‫‪)3(T.T. Sethi, Monetary Economics , New Delhi chanal and Company LTD , 1996 , P. 44‬‬ ‫‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫الفصل اأول ‪ :‬السياسة المالية و اآثار النقدية (إ ار مفاهيمي)‬

‫ويرى فيشر أن نسبة ا ودائع ا جارية ا ى عرض ا نقد تزداد ويزداد استخدام ا شي ات بتطور شر ات‬
‫اأعمال وا مؤسسات ا ما ية ‪ ،‬وتحضر ا س ان وزيادة ا ثروة (‪.)1‬‬

‫‪ -1‬عرض النقد بالمعنى الواسع (‪( )M2‬السيولة المحلية الخاصة) ‪ :‬يعرف هذا ا مفهوم أيض ا‬
‫بمصط ح (ا سيو ة ا مح ية ) وهذا ا مفهوم بدأ يحظى به منذ ا سبعينات ‪ ،‬ويت ون من وسائل ا دفع‬
‫‪.‬‬ ‫‪ M1‬مضافا ا يها ا ودائع ا زمنية (اآج ة ) وودائع اادخار ا خاصة دى ا بنوك ا تجارية‬
‫(‪)2‬‬

‫وحسب ا معاد ة اآتية ‪:‬‬


‫‪M2= M1 +R2+R3‬‬
‫حيث أن ‪:‬‬
‫‪ = M2‬عرض ا نقد با مفهوم ا واسع‬
‫‪= R2‬ا ودائع اآجل (ا زمنية )‬
‫‪( = R3‬اادخار) ودائع ا توفير‬
‫حيث يط ق ع ى ا ودائع ا زمنية وودائع اادخار مصط ح (أشبا ا نقود )(‪ ، )3‬بسبب تمتعها بسيو ة‬
‫عا ية‪ ،‬أي أنها يم ن تحوي ها إ ى نقود بسرعة بيرة ‪ ،‬ومما يجب ذ ر أن عرض ا نقد با معنى ا واسع‬
‫يعتمد ع ى حجم ا مط وبات ا نقدية بنك ا مر زي وا مصارف ا تجارية أي صافي ا عم ة في ا تداول‬
‫وا ودائع فضاا عن ااختيار ا ذي تقوم به ا وحدات ااقتصادية بين اإنفاق واادخار‪ .‬ويشمل عرض‬
‫ا نقد با معنى ا واسع أيض ا اتفاقات إعادة ا شراء ا ي ية وا دوار اأوربي ا ي ي ا ذي يحتفظ به ا مقيمون‬
‫اأجانب داخل ا وايات ا متحدة واأرصدة ا مشتر ة سوق ا عم ة ا تي ا تتبع ا مؤسسات (‪. )4‬‬

‫(‪ ) 1‬هيل عجمي جميل ا جنابي ‪ ،‬ورمزي ياسين يسع أرسان ‪ ،‬ا نقود وا مصارف وا نظرية ا نقدية ‪ ،‬دار وائل نشر‬
‫وا توزيع ‪ ،‬عمان ‪ ، 2009 ،‬ص ‪. 62‬‬
‫(‪ )2‬عوض فاضل ا د يمي ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص ‪ 111‬ـ ـ ـ ـ ‪. 113‬‬
‫(‪ )3‬خا د واصف ا وزني ‪ ،‬أحمد حسين ا دفاعي ‪ ،‬مبادئ ااقتصاد ا ي ‪ ،‬دار وائل نشر ‪ ،‬عمان ‪ ،‬اأردن ‪،2000 ،‬‬
‫ص ‪. 285‬‬
‫(‪ )4‬باري سيجل ‪ ،‬ترجمة عبدا ه منصور ود‪ .‬عبد ا فتاح عبد ا رحمن ا مجيد ‪ ،‬تقديم س طان محمد س طان ‪ ،‬ا نقود‬
‫وا بنوك وااقتصاد وجهة نظر ا نقديون ‪ ،‬دار ا مريخ نشر ‪ ،‬ا مم ة ا سعودية ‪ ،‬ا رياض ‪ ، 1986 ،‬ص ‪.57‬‬

‫‪17‬‬
‫الفصل اأول ‪ :‬السياسة المالية و اآثار النقدية (إ ار مفاهيمي)‬

‫وان عرض ا نقد ‪ M2‬هو أ ثر دقة من ا نوع ا ذي سبق ذ ر من ناحية عاقته با دخل ا قومي‬
‫وباإم ان استخدامه رقابة ع ى ا سيو ة من قبل ا س طة ا نقدية ‪ ،‬وا مفهوم ا واسع عرض ا نقد يعطي‬
‫صورة أفضل في تحديد حجم عرض ا نقد في ااقتصاد ا وطني أسباب اآتية(‪. )1‬‬

‫أ‪ -‬إن ا هيا ل ا ما ية في ا دول ا متقدمة فقد أوجدت عددا من اأصول ا ما ية يم ن تحوي ها إ ى‬
‫نقود قانونية وودائع جارية بسهو ة وبفترة قصيرة نسبيا وبخسارة متدنية ‪ ،‬أنها ت ون قريبة‬
‫نقود من حيث أثرها ع ى ا نشاط ااقتصادي واأسعار ‪.‬‬
‫ب‪ -‬إن ودائع اآجل وودائع ا توفير ع يها عائد ع ى ش ل فائدة ع ى ع س ا عم ة في ا تداول‬
‫وا ودائع ا جارية ‪ ،‬وفي حال وجود هذ ا ودائع يسمح أفراد بأستثمار أموا هم في أصول تدر‬
‫عائدا وبنفس ا وقت يم ن استبدا ها با نقود ‪ ،‬وبذ ك ا يضطر اأفراد إ ى تر يم أموا هم ع ى‬
‫ش ل أرصدة نقدية وودائع جارية يم ن ا سحب ع يها با شي ات ‪.‬‬

‫‪ -1‬عرض النقد بالمعنى اأوسع )‪( (M3‬السيولة المحلية اإجمالية)‬


‫ل ‪ ،‬وعرض ا نقد يتحدد‬ ‫يشير مفهوم عرض ا نقد با معنى اأوسع إ ى سيو ة ا مجتمع ااقتصادي‬
‫ع ى أساس ا سيو ة ا مح ية و نه يمتد إ ى إبعاد أوسع يشمل ا ودائع اأخرى ‪ ،‬حيث يتم تحدديها‬
‫بإضافة اادخارات ا مودعة خارج ا مصارف ا تجارية أي ا مودعة دى مؤسسات اادخار مثل‬
‫جمعيات اادخار وصناديق اادخار إ ى ا سيو ة ا مح ية واإقراض(‪. )2‬‬
‫ويرجع اأخذ بمفهوم عرض ا نقد اأوسع إ ى توسع تدخل ا ح ومة في ا نشاط ااقتصادي وجعل‬
‫ا مؤسسات ا ما ية ا عامة تمارس نشاط ا يخت ف عن نشاط ا قطاع ا خاص ‪ ،‬ويم ن إستخراج عرض‬
‫ا نقد با معنى اأوسع حسب ا معاد ة اآتية (‪: )3‬‬

‫‪M3 = M2 + R4‬‬ ‫حيث أن ‪:‬‬


‫‪ =M3‬عرض ا نقد با معنى اأوسع‬
‫‪ = R4‬ا ودائع اأخرى‬

‫(‪ )1‬عوض فاضل ا د يمي ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص ‪ 111‬ـ ـ ـ ـ ـ ‪. 113‬‬


‫(‪ )2‬مصدرنفسه‪ ،‬ص ‪. 110‬‬
‫(‪ )3‬وداد يونس يحيى ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص ‪. 41‬‬

‫‪18‬‬
‫الفصل اأول ‪ :‬السياسة المالية و اآثار النقدية (إ ار مفاهيمي)‬

‫‪ -1‬عرض النقد بالمعنى ( ‪:)M5)( M4‬‬

‫تت ون ا سيو ة ا عامة ‪ M4‬من عرض ا نقد ‪ M3‬زائدا بقية اأصول ا ما ية ا مم و ة من قبل‬
‫ا وحدات ااقتصادية غير ا مصرفية اأوراق ا ما ية ا عامة وا سندات ا متمث ة با قروض سواء‬
‫أصدرتها ا ح ومة أو ا مشروعات ا خاصة وا سندات ا تي تصدرها شر ات ااستثمار ا متخصصة‬
‫وا مصارف ا عقارية وا ودائع ا ح ومية وسندات اادخار واأوراق ا تجارية ‪ .‬وتتميز اأوراق ا ما ية‬
‫ا ح ومية ا قصيرة اأجل (حواات ا خزينة) خاصة ذات اأسواق ا نقدية وا ما ية ا متطورة بسيو تها‬
‫ا عا ية وارتفاع درجة ضمانها من حيث قاب ية بيعها عند ا حاجة مع تعرضها تق بات محدودة في‬
‫أسعارها ومعنى ذ ك يم ن استرداد قيمها قبل ميعاد استحقاقها ‪ .‬أما ا سندات ا ح ومية ا طوي ة اأجل‬
‫ا تي تستحق في فترة تزيد ع ى ا سنة ضمن ا مم ن استرداد مبا غها بسهو ة(‪ ، )1‬و ذ ك تت ون )‪(M5‬‬
‫من)‪ (M4‬زائدا شهادات اإيداع ‪ ،‬وهناك ق يل من ااقتصاديين ا ذين يستعم ون )‪ )M5‬و(‪) M4‬في‬
‫‪ .‬وهذين ا ش ين اآخرين من عرض ا نقد في ا وايات ا متحدة اأمري ية‬ ‫تح ي هم تحر ات ا نقدية‬
‫(‪)2‬‬

‫وبريطانية ‪.‬‬
‫وخاصة مما يتع ق بمقاييس عرض ا نقد إنها تعتمد ع ى عنصرين أساسين هما ‪ :‬صافي ا عم ة‬
‫في ا تداول وا ودائع ‪ ،‬إا إن نسب مساهمة هذين ا عنصرين في ت وين عرض ا نقد تتباين من دو ة‬
‫إ ى أخرى فقد تصل نسبة صافي ا عم ة في ا تداول إ ى (‪ %)81‬من عرض ا نقد ‪ ،‬وقد تنخفض هذ‬
‫ا نسبة إ ى (‪ %)21‬وبا ع س با نسبة ودائع ‪ .‬ويرجع هذا ااختاف في ا مساهمات ا نسبية عناصر‬
‫عرض ا نقد إ ى عدة عوامل منها(‪ : )3‬مدى تطور ا نشاط ااقتصادي وا عادات ا مصرفية فتزداد نسبة‬
‫ما انت ا خدمات ا مصرفية ا متطورة وابتعاد ا جهاز ا مصرفي عن ا روتين في تقديم‬ ‫ا ودائع‬
‫ا خدمات وزادت ثقة اأفراد بهذا ا جهاز من حيث قدرته وا تسهيات ا تي يقدمها في تحويل ا ص وك‬
‫إ ى نقود قانونية و ذ ك ثقة اأفراد مع بعضهم في تداول ا ص وك ‪ ،‬و ما يزداد استخدام ا ص وك أي‬
‫تزداد مساهمة نقود ا ودائع في عرض ا نقد مع توسيع ا نشاط ا تجاري قطاع ا خاص وزيادة تعام ه‬
‫مع ا مصارف اأجنبية ‪ ،‬ما يم ن دو ة أن ت عب دورها في تشجيع اأفراد ع ى ا تعامل با ص وك‬
‫إذا ما بادرت إ ى قبول اإيفاء باا تزامات تجا ا مؤسسات ا ح ومية باستخدام هذ ا وسي ة (ا ص وك)‬
‫دفع‪.‬‬

‫‪(1).Bernier, Simon –Macroeconomic Dunod , paris , 1976 , T.2. P .32 .‬‬


‫(‪ )2‬باري سيجل ‪ ،‬ا نقود وا بنوك وااقتصاد ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص ‪. 48‬‬
‫(‪ )3‬وداد يونس يحيى ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص ‪. 41‬‬

‫‪11‬‬
‫الفصل اأول ‪ :‬السياسة المالية و اآثار النقدية (إ ار مفاهيمي)‬

‫المبحث الثاني‬
‫قنوات انتقال أثر السياسة المالية في عرض النقد ‪M2‬‬

‫أدوات ا سياسة ا ما ية ها دور بير في ا سياسة ااقتصادية ‪ ،‬وفضاا عن اآثار ا تي تتر ها ع ى‬


‫آثار نقدية ناتجة من جراء‬
‫ا متغيرات ااقتصادية ا ية سواء انت مباشرة أو غير مباشرة ‪ ،‬فإنها تترك ا‬
‫ا عجز )‪ )Deficit‬أو ا فائض (‪ )Surplus‬في ا موازنة ا عامة‪ ،‬فأن أثر ا سياسة ا ما ية ع ى ا سياسة‬
‫ا نقدية تتوقف ع ى ا طريقة ا تي تمول بها ا ح ومة ا عجز في ا موازنة ‪ ،‬فأذا قامت ا ح ومة بتمويل‬
‫ا عجز بسبب إتباع سياسة ما ية توسعية فإن أسعار ا فائدة تقود إ ى اإرتفاع وبا تا ي ينخفض اإنفاق‬
‫ا خاص وخاصة اإنفاق ااستثماري ‪ ،‬ومسأ ة تمويل ا عجز ستؤثر ع ى عرض ا نقد ‪ ،‬وان مسأ ة‬
‫ا تعامل با سندات ا ح ومية ستؤثر ع ى سعر ا فائدة في سوق ا سندات(‪. )1‬‬
‫وا توسع ا ما ي ه دور بير في إنتاج ا توسع ا نقدي ‪ ،‬ومن اأمور اأخرى ا تي تؤثر خا ها‬
‫عم ية ا تمويل ا عجز هي قيام ا ح ومة باإقتراض من ا بنك ا مر زي يقود إ ى زيادة ااحتياطيات‬
‫ا نقدية ا فائضة نتيجة زيادة اإنفاق ا ح ومي بسبب اإقتراض مما يؤدي ذ ك إ ى زيادة عرض ا نقد ‪.‬‬
‫وخاف ذ ك إن تمويل ا عجز عن طريق بيع ا سندات قطاع ا خاص غير ا مصرفي أو إ ى ا جهاز‬
‫ا مصرفي بدون احتياطيات زائدة وا ى ا مستثمرين من ا قطاع ا خاص في هذ ا حا ة ا يتغير عرض‬
‫ا نقد(‪ ،)2‬وا ذي يعنينا بصفة خاصة في دراستنا هذ ‪ ،‬وهي اآثار ا نقدية سياسة ا ما ية ‪ ،‬فأن ا ح ومة‬
‫تستطيع ا تأثير ‪ ،‬يس فقط في حجم ا موجودات ا ما ية وا حقيقية ا تي يحتفظ بها ا مجتمع ‪ ،‬وانما‬
‫أيض ا في محتوى أو تر يب هذ ا موجودات ‪ ،‬فيتو د ذ ك عن طريق سياسة اإقتراض ا ح ومية من‬
‫جهة ‪ ،‬ومن جهة أخرى عن طريق استعمال ا ح ومة نقد ا حاصل من فائض ا ضرائب وا مبادات‬
‫ا نقدية سياسة ا ما ية تنع س بصورة خاصة في عرض ا نقد ناتجة غا ب ا من وجود قناتين هما ا عجز‬
‫أو ا فائض في ا موازنة ا عامة (‪. )3‬‬

‫‪)1) Rudiger Dornbush and stwen fisher, Macroeconomics, 7th edition, (New York: Irwin Mc‬‬
‫‪Graw –Hill,1998) , P 259 -260 .‬‬
‫(‪ )2‬باري سيجل ‪ ،‬ا بنوك وا نقود وااقتصاد ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص ‪. 480‬‬
‫(‪ )3‬عبد ا منعم ا سيد ع ي ‪ ،‬ود‪ .‬نزار سعد ا دين ا عيسى ‪ ،‬ا نقود وا مصارف واأسواق ا ما ية ‪ ،‬مصدر سابق ‪. 385 ،‬‬

‫‪10‬‬
‫الفصل اأول ‪ :‬السياسة المالية و اآثار النقدية (إ ار مفاهيمي)‬

‫المطلب اأول ‪ /‬العجز المالي في الموازنة العامة وأثر في عرض النقد‬


‫في نهاية ا ستينات م ت ن ت ق اآثار ا نقدية ا ناجمة عن ا عجز في ا موازنة ا عامة نصيبا مهما‬
‫في ا بحث اأ اديمي ‪ ،‬بل ان ا تر يز في ا غا ب منصب ا ع ى آثار ا تخصيصية وا توزيعية (‪ . )1‬ومنذ‬
‫بداية ا عقد ا ثامن من ا قرن ا ماضي ‪ ،‬وأثر تفاقم مش ات ا تضخم وا مديونية ا خارجية وا عجز في‬
‫موازين ا مدفوعات ‪ ،‬اسيما في ا ب دان ا نامية وا تي غا با ما انت ا سياسات ا ما ية ا توسعية ا تي‬
‫اتبعتها هذ اأخيرة طوال عقود ا تنمية أحدى أبرز اأسباب ا مباشرة حدوثها ‪ ،‬فقد تصاعد اإهتمام‬
‫باآ ثار ا نقدية ا ناجمة عن سياسة ا تمويل با عجز ‪ ،‬سواء ع ى حجم ا سيو ة ا مح ية أو أسعار ا فائدة‬
‫أو أسعار ا صرف ا حقيقية ا فعا ة عمات أو أوضاع موازين ا مدفوعات في هذ ا ب دان ‪.‬‬
‫بما أن عجز ا موازنة يتأتى من قصور اإيرادات ا عامة عن تغطية ا نفقات ا عامة ‪ ،‬إذ تش ل‬
‫ا ضرائب تيار متدفق من ا جمهور إ ى ا ح ومة ‪ ،‬وأما ا نفقات ا عامة تش ل تيار متدفق من ا نقود من‬
‫ا ح ومة إ ى ا جمهور في صورة مشتريات من ا س ع وا خدمات ومدفوعات تحوي ية ‪ ،‬فعند تساوي‬
‫هذان ا تياران يعني أن دى ا ح ومة موازنة متوازنة ‪ ،‬وعندما تزداد ا نفقات ا عامة عن اإيرادات‬
‫ا عامة يؤدي ذ ك إ ى وجود عجز في ا موازنة ا عامة ‪ ،‬أما أذا ق ت ا نفقات ا عامة عن اإيرادات‬
‫آثار ع ى عرض‬
‫ا عامة يؤدي ذ ك إ ى وجود فائض في ا موازنة ‪ ،‬وقد يترك هذ ا عجز أو ا فائض ا‬
‫ا نقد بصورة مباشرة أو غير مباشرة أو عدم تأثيرها(‪. )2‬‬
‫وبش ل عام ‪ ،‬يم ن معرفة اآثار ا نقدية ا ناجمة عن ا عجز ‪ ،‬وذ ك من خال تتبع ا قنوات اآتية‬
‫ا تي استخدمت في تمويل عجز ا موازنة وانع اسها ع ى عرض ا نقد ع ى ا نحو اأتي ‪:‬‬
‫القناة اأولى ‪ /‬التمويل عن طريق اللجوء إلى القطاع غير المصرفي (الجمهور) ‪:‬‬
‫عندما يتم تمويل عجز ا موازنة عن طريق ااقتراض من ا جمهور غير ا مصرفي ‪ ،‬من خال‬
‫بيع ا سندات ا ح ومية وأذونات ا خزانة أفراد ومؤسسات ا مجتمع ا ما ية ‪ ،‬فإن هذا ا نوع من ا تمويل‬
‫يعرف با عمل ا ما ي ا صافي ح ومة ‪ ،‬أي ا يترتب ع يه تغير صافي في عرض ا نقد(‪ ،)3‬ويعزى‬

‫(‪ )1‬محمود أبو ا عيون ‪ ،‬ا تشابك ا ما ي وا نقدي وفعا ية ا سياسة ااقتصادية في مصر ‪ ،‬مج ة مصر ا معاصرة ‪ ،‬ا عددان‬
‫‪ ، 416 ، 415‬يناير ابريل ‪ ، 1989‬ص ‪. 302‬‬
‫‪)2( Bernard Laurens & dela , “coordination of monetary and fiscal Policies “ , IMF working‬‬
‫‪Paper No /98/25/, March 1998 , PP . 5-- 6.‬‬
‫(‪ )3‬عبد ا منعم ا سيد ع ي ‪ ،‬دراسات في ا نقود وا نظرية ا نقدية ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪.416‬‬

‫‪13‬‬
‫الفصل اأول ‪ :‬السياسة المالية و اآثار النقدية (إ ار مفاهيمي)‬

‫ذ ك إ ى أن مصدر اأموال ا مقترضة عبارة عن نقود سبق خ قها ‪ ،‬وعم ية اا تتاب باأوراق ا ما ية‬
‫ا ح ومية يست سوى نقل قوة ا شرائية من قطاع إ ى آخر‪ ،‬وبا تا ي تنخفض ا ودائع ا جارية‬
‫(تحت ا ط ب) مقترضين بينما تزيد ا ودائع ا جارية ح ومة بنفس ا قدر ‪ ،‬وقد ينتج عن ذ ك‬
‫إ نخفاض عرض ا نقد ‪ ،‬و ن عندما تنفق ا ح ومة إيراداتها ت ك ‪ ،‬فإن عرض ا نقود يزيد إ ى أن يصل‬
‫إ ى مستوا اأول ‪ ،‬وبا تا ي ن ي ون هناك تغير صافي في عرض ا نقد ‪.‬‬
‫وعندما يزداد ط ب ا ح ومة أموال(‪ ،)1‬فيتم سحب ا مدخرات أو ا فوائض ا ما ية قطاع ا خاص ‪،‬‬
‫وتوجيهها شراء ا سندات ذات ا فائدة ا عا ية ‪ ،‬مما يق ل من مية ا نقد في ا تداول ‪ ،‬و ن عندما تقوم‬
‫ا ح ومة باإنفاق فأن عرض ا نقد سيعود إ ى مستوا ا حقيقي ‪ ،‬وهذا يعني أن عرض ا نقد في ا تداول‬
‫سينخفض في بداية اأمر نتيجة توجه اأموال في ا تداول نحو شراء ا سندات ا ح ومية ‪ ،‬وفي هذ‬
‫ا حا ة سي ون إقتناء اإفراد أصول ا ما ية أ ثر من اأصول ا نقدية ‪ ،‬وبا تا ي إنخفاض قيمة ا عم ة‬
‫ا مح ية وقوتها ا شرائية ‪ ،‬وتراجع ا ط ب ع يها ‪.‬‬
‫فيما أذا انت ا ح ومة راغبة في اإنفاق ااستها ي أو اإنفاق ااستثماري سوف يأخذ عرض ا نقد‬
‫في ا تداول باأنخفاض عند سحب اأموال من اأفراد ومن ثم سيرتفع عندما تقوم ا ح ومة باإنفاق ‪،‬‬
‫ويم ن تمثيل أثر هذا ااقتراض با مخطط ا تا ي ‪.‬‬

‫(‪ )1‬عوض فاضل ا د يمي ‪( ،‬عجز ا موازنة ا ح ومية وظاهرة ا تزاحم ا ما ي ) مج ة ية ا حقوق ‪ ،‬جامعة ا نهرين ‪،‬‬
‫ا مج د‪ ،15‬ا عدد ‪ ، 7‬بغداد ‪ ، 2001 ،‬ص ‪. 2‬‬

‫‪12‬‬
‫الفصل اأول ‪ :‬السياسة المالية و اآثار النقدية (إ ار مفاهيمي)‬

‫مخطط (‪ )2‬ااقتراض من القطاع غير المصرفي‬

‫عجز الموازنة‬
‫الحكومية‬

‫اقتراض الحكومة من‬


‫الجم ور‬
‫ب صدار سندا حكومية‬

‫سح النقود في التداول‬


‫والودائع الحكومية‬

‫اإن ا الحكومي‬

‫اإن ا ااست اكي‬ ‫اإن ا ااستثماري‬

‫عرض النقد‬
‫عرض النقد‬ ‫كمية اإنتاج‬

‫المصدر ‪ :‬عفراء هاد سعيد ‪( ,‬ال نك المركز وااقترا الح ومي ) ‪ ,‬أ روحة دكتورا مقدمة‬
‫‪. 11‬‬ ‫إل جامعة بغداد ‪ ,‬كلية اإدار وااقتصاد ‪ ,‬قس ااقتصاد ‪ ,‬بغداد ‪, 2001 ,‬‬
‫عند اقت ارض ا ح ومة من ا جمهور يظهر تزاحما ما يا ع ى اأموال ا معدة أقراض فيما بين‬
‫ا ح ومة وا قطاع ا خاص في ا سوق ا ما ية ‪ ،‬وعند طرح ا ح ومة سندات واقتنائها من قبل ا جمهور‪،‬‬
‫فهذ اأموال مهيئة إستثمار ا قطاع ا خاص ‪ ،‬إا أن إصدار ا ح ومة سندات وبأسعار فائدة مرتفعة‬
‫شجع اأفراد ع ى ا تحول من اأصول ا نقدية إ ى اأصول ا ما ية ذات ا مردود ا ثابت ذ ك يطرح‬
‫ا سؤال اآتي‪ :‬ما المقصود بالتزاحم المالي؟ ‪ :‬ويقصد به هو زيادة اإنفاق ا ح ومي ا ممول عن‬
‫طريق ااقتراض من ا جمهور (ا قطاع غير ا مصرفي) ا ذي يسبب تراجع إنفاق ا قطاع ا خاص‬

‫‪11‬‬
‫الفصل اأول ‪ :‬السياسة المالية و اآثار النقدية (إ ار مفاهيمي)‬

‫‪.‬‬ ‫إغراض ااستهاك وااستثمار وارتفاع أسعار ا فائدة و فة ااقتراض في ا سوق ا ما ية ا مح ية‬
‫(‪)1‬‬

‫إن اأثر ا توسعي زيادة اأنفاق ا ح ومي سيقاب ه أثر ان ماشي أنخفاض اإنفاق ا خاص ‪ ،‬عندها‬
‫سيحدث تزاحم ا ما ي ا مابين ا قطاع ا ح ومي وا قطاع ا خاص ع ى اأموال ا معدة إقراض(‪ . )2‬فزيادة‬
‫مبيعات ا سندات ا ح ومية في ش ل زيادة ا ط ب ع ى اأموال ا خاصة ‪ ،‬وا تي تدفع بأسعار ا فائدة‬
‫أرتفاع ‪ ،‬سيؤدي هذا اأرتفاع إنخفاض ا دافع دى ا قطاع ا خاص أقتراض بسبب ارتفاع فته مما‬
‫يفرض قيدا ع ى تمويل ا قطاع ا خاص ويؤدي إ ى انخفاض إنفاقه سواء ع ى اأغراض ااستها ية‬
‫أو ااستثمارية ‪ ،‬ومن ثم سيحل اأنفاق ا ح ومي محل اأنفاق ا خاص(‪. )3‬‬
‫وترى ا مدرسة ا نقودية بصورة خاصة إن هذا ا ش ل من ا تمويل ‪ ،‬وا ذي يشير إ ى وجود سياسة‬
‫نقدية متشددة )‪ )Tight‬سيفضي إ ى ارتفاع معدات ا فائدة وزيادة فة اأستثمار ا خاص ‪ ،‬وبا تا ي‬
‫تراجعه في اأمد ا طويل ‪ ،‬اأمر ا ذي يؤدي إ ى محو اأثر ا توسعي ا مباشر ا ذي يمارسه عجز‬
‫ا موازنة ع ى مستوى ا ناتج )‪ )output‬يا أو جزيئا ‪ ،‬متوقفا ذ ك ع ى درجة استجابة ا ط ب ع ى‬
‫ا نقود تغيرات في معدات ا قائدة أو ميل منحنى توازن ا سوق ا نقدية ‪.‬‬
‫فا نقوديون ا متطرفون يعتقدون أن ا نقود يست بدياا جيدا سندات ‪ ،‬ومن ثم فأن ا ط ب‬
‫ع ى ا نقود غير مرن تجا ا تغير في معدات ا فائدة ع ى ا سندات و ذ ك فأن ميل منحنى توازن‬
‫ما موضح في ا ش ل (‪ . )1‬وفي هذ ا حا ة ‪ ،‬فأن تحول‬ ‫(‪)4‬‬
‫ا سوق ا نقدية ‪ LM‬سوف ي ون عمودي ا‬
‫منحنى توازن ا سوق ا حقيقية ‪ IS1‬إ ى ا يمين نتيجة سياسة ا ما ية ا توسعية (عجز ا موازنة) من‬
‫شأنه رفع معدات ا فائدة إ ى ‪. I2‬‬

‫وهذا من شأنه أن يعمل في اأجل ا طويل ع ى اتجا مستوى ا دخل (‪ )Y‬ثابت ا دون تميز وذ ك بداا‬
‫عن ا مستوى ( ̅ ) ا ذي ان متوقع ا ب وغه فيما وتم إتباع سياسة نقدية مسايرة تثبيت معدل ا فائدة‬
‫عند مستوى (‪ . ) I1‬وهذا يعني أن ا زيادة في اإنفاق ا ح ومي ا ممول باإقتراض من ا جمهور قد‬

‫(‪ )1‬عماد محمد ع ي ا عاني ‪ ،‬اندماج اأسواق ا ما ية ا دو ية اسبابه ‪ ،‬انع اساته ع ى ااقتصاد ا عا مي ‪ ،‬ط‪ ، 1‬بيت‬
‫ا ح مة ‪ ،‬بغداد ‪ ،2002 ،‬ص ‪. 272‬‬
‫‪)2( Laurence Harris ,(Monetary Theory ) , MC Graw – Hill book CO , New York, 1985,‬‬
‫‪P. 438.‬‬
‫(‪ )3‬عوض فاضل ا د يمي ‪ ،‬عجز ا موازنة ا ح ومية وظاهرة ا تزاحم ا ما ي ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص ‪. 37‬‬
‫‪)4( Laurence Harris , op. cit , p 434 – 435 .‬‬

‫‪11‬‬
‫الفصل اأول ‪ :‬السياسة المالية و اآثار النقدية (إ ار مفاهيمي)‬

‫مقدار مساوي ا من ااستثمار ا خاص خارج ا ط ب ا ي ‪ ،‬أي أن أثر ا مزاحمة‬


‫ا‬ ‫زاحمت ا قطاع ا خاص‬
‫في هذ ا حا ة سي ون تاما ‪.‬‬
‫الش ل (‪ )3‬أثر المزاحمة التامة‬

‫معدل الفائد‬
‫‪LM‬‬

‫‪IS2‬‬
‫‪IS1‬‬

‫‪I2‬‬

‫‪I1‬‬

‫الدخل‬
‫‪Y‬‬ ‫‪Y‬‬
‫ر‪Laurence Harris ,(Monetary Theory ) , MC Graw – Hill book CO , New York, :‬‬ ‫ال‬
‫‪1985, P.435.‬‬
‫و قد قادهم هذا ااستنتاج أعتقاد بعقم ا سياسة ا ما ية ا تدخ ية‬
‫(‪)1‬‬

‫أما ا صورة اأقل تطرف ا منحنى (‪ ، )IM‬فهي ا تي ي ون مي ه فيها موجب ا (‪ )Positive‬يشير بذ ك‬


‫إ ى وجود نوع من اأستجابة ط ب ع ى ا نقود تجا ا تغير في معدات ا فائدة ‪ ،‬وهي ا صورة ا تي‬
‫أخذ يقب ها بعض ا نقوديون في اأخير‪ ،‬و ما يوضحه ا ش ل (‪. )2‬‬
‫وياحظ في هذا ا ش ل أن تحول منحى توازن ا سوق ا حقيقية)‪ ) IS‬إ ى ا يمين من (‪) IS1‬إ ى (‪) IS2‬‬

‫بسبب ا عجز(ا توسع ا ما ي) مع ثبات منحنى )‪ ،)IM‬مما يؤدي إ ى ارتفاع معدل ا فائدة من( ‪) I1‬‬

‫إ ى (‪ ، )I2‬فيما ازداد ا دخل من ‪ Y1‬إ ى ‪ Y2‬بداا من ب وغ ا مستوى ̅ ا ذي يتوقع إحراز أذا اتبعت‬
‫ا س طات ا نقدية سياسة مسيرة تثبت معدل ا فائدة عند )‪ ، )I1‬ويتبين من ذ ك أن أثر ا مزاحمة ان‬
‫جزيئا وذ ك بسبب ا ميل ا موجب منحنى ‪. IM‬‬

‫‪)1 I bid, P. 438 .‬‬

‫‪11‬‬
‫الفصل اأول ‪ :‬السياسة المالية و اآثار النقدية (إ ار مفاهيمي)‬

‫الش ل (‪ )2‬أثر المزاحمة الجزئي‬


‫معدل الفائد‬
‫‪IS2‬‬ ‫‪LM‬‬
‫‪IS1‬‬
‫‪I2‬‬
‫‪I1‬‬

‫الدخل‬
‫‪Y1‬‬ ‫‪Y2‬‬ ‫‪Y‬‬

‫ر‪Laurence Harris ,(Monetary Theory ) , MC Graw – Hill book CO , New York, :‬‬ ‫ال‬
‫‪1985, P.438.‬‬
‫يرى (فريدمان) أن ا ح ومة وفي تنافسها ع ى اأموال ا معدة إقراض في ا سوق ا ما ية ‪ ،‬فإنها‬
‫ستعمد إ ى طرح سنداتها بمعدات فائدة مرتفعة ‪ ،‬اأمر ا ذي يشجع اأفراد ع ى تغير‬
‫م ونات محفظتهم ا ما ية صا ح ا سندات ا ح ومية ‪ ،‬مما يق ل من ا ط ب ع ى سندات ا قطاع‬
‫ا خاص ‪ ،‬وب ا تا ي ارتفاع معدل ا فائدة في اأجل ا طويل ‪ ،‬ويستند (فريدمان) في رأيه هذا ع ى‬
‫أعتقاد‪ ،‬بأن ا سندات ا ح ومية هي بدائل قريبة سندات ا قطاع ا خاص ‪ ،‬فأن زيادة مبيعات ا سندات‬
‫ا ح ومية ستؤدي إ ى تراجع مبيعات سندات ا قطاع ا خاص وتناقص اأموال ا متاحة تمويل‬
‫استثماراته ومن ثم تراجع نشاطاته(‪. )1‬‬

‫ا ينزيون يعتقدون بأن (أثر ا مزاحمة) ا يم ن أن ي ون ه هذا ا قدر من اأهمية ‪ ،‬وذ ك ببساطة‬
‫ح ومة أن ت جأ إ ى ا سياسة ا ما ية ا توسعية (عجز ا موازنة) وذ ك في ا حاات ا تي ا تتحقق فيها‬
‫حا ة اأستخدام ا تام في اأقتصاد فحسب ‪ .‬وبا تا ي من شأن هذ ا سياسة إن تؤدي ع ى حد تعبير‬
‫(‪ ) Ackley‬إ ى إزاحة ا بطا ة فقط (‪. )2‬‬

‫‪)1( H. R.vane & J.L . Thompson, Monetarism, Theory, Evidence and policy , martin‬‬
‫‪Robertson, 1979 , P. 137.‬‬
‫و مزيد من ا تفاصيل حول نظرية ا محفظة ا ما ية وا مناقشات ا ينزية وا نقودية حول ذ ك ينظر‬
‫‪ 438 .‬ــــ ‪Laurence , Harris , (Monetary Theory ) , op – cit , p.p 430‬‬
‫(‪ )2‬آ ي ‪ ،‬ااقتصاد ا ي ا نظرية وا سياسات ‪،‬مصدر سابق ص‪. 536 ،‬‬

‫‪11‬‬
‫الفصل اأول ‪ :‬السياسة المالية و اآثار النقدية (إ ار مفاهيمي)‬

‫القناة الثانية ‪ /‬التمويل عن الطريق اللجوء إلى البنك المر زي ‪:‬‬


‫بما أن ا سياسة ا نقدية ا تتمتع بدرجة عا ية من ااستقا ية فأنه يس بمقدورها رفض ط ب‬
‫ا ح ومة بتمويل عجز موازنتها ‪ ،‬إذ تفضل ا ح ومة ااقتراض من ا بنك ا مر زي إسباب اآتية ‪:‬‬
‫‪ .0‬سهو ة اإقتراض من ا بنك ا مر زي من حيث تسهيات متع قة با قوانين ومن حيث درجة تدخل‬
‫ا دو ة في عمل ا بنك ا مر زي ‪.‬‬
‫‪ .6‬سرعة ا حصول ع ى ا قرض من خال تمتع ا ح ومة عن غيرها ا قطاع ا خاص بأم انيات‬
‫إدارية أو وسائل نقدية ا سحب ع ى ا م شوف أو تحديد نسبة معينة من ا قروض نسبة إ ى‬
‫اإيرادات أو ا نفقات ‪.‬‬
‫‪ ..‬يتميز ا قرض من ا بنك ا مر زي بأنخفاض فته مقارنة با قروض ا تي يم ن أن تحصل ع يها‬
‫ا ح ومة من مصادر أخرى من حيث ا فائدة ع ى هذ ا قروض أو ا ت ا يف اإدارية ‪.‬‬

‫عند إقتراض ا ح ومة من ا بنك يعني ا تأثير في دخول اأفراد وا ناجم عن قيام ا ح ومة بزيادة‬
‫إنفاقها نتيجة هذا اإ قتراض ‪ ،‬وبا تا ي فأن ذ ك سيزيد من ااحتياطيات ا نقدية بنوك ا تجارية من‬
‫خال قيام اأفراد بإيداع جزء من دخو هم ا نقدية دى هذ ا بنوك ‪ ،‬مما يؤدي إ ى توسع ا قاعدة‬
‫ا مصرفية ائتمان‪ ،‬وبذ ك يزداد عرض ا نقد ‪ ،‬وقيام ا ح ومة بتمويل ا عجز بهذ أو قيامها بإصدار‬
‫نقدي جديد ‪ ،‬سيزيد من عرض ا نقد‪ ،‬ومن سيو ة اأقتصاد عامة سواء انت سيو ة اإفراد أو سيو ة‬
‫ا بنوك ا تجارية(‪. )1‬‬
‫وان أثر ااقتراض من ا بنك ا مر زي يتجسد بعرض ا نقد من خال ا قنوات اآتية(‪: )2‬‬

‫‪ -3‬عند جوء ا ح ومة إ ى ا سحب ع ى ا م شوف ‪ ،‬يقود إ ى اإصدار ا نقدي ا جديد ‪ ،‬وبدورها‬
‫تؤدي هذ ا زيادة إ ى زيادة اإنفاق ااستها ي وااستثماري ح ومة‪ ،‬وهذا ما أشار أ يه ا نقديون إ ى‬
‫هيمنة اآثار ا نقدية ع ى اآثار ا ما ية عند تمويل ا زيادة اأو ية إنفاق ا ح ومي بزيادة مساوية من‬

‫(‪ )1‬عبد ا رحمن عبيد جمعة ‪ ،‬ود‪ .‬حا وب اظم مع ة ‪ ،‬مج ة جامعة اأنبار ع وم ااقتصادية واإدارية ‪ ،‬ا مج د ‪، 4‬‬
‫ا عدد‪ ، 2012 ، 9‬ص ‪. 32‬‬
‫(‪ )2‬عفراء هادي سعيد ‪( ،‬ا بنك ا مر زي وااقتراض ا ح ومي ) ‪ ،‬أطروحة د تو ار مقدمة إ ى جامعة بغداد ‪ ،‬ية اإدارة‬
‫وااقتصاد ‪ ،‬قسم ااقتصاد ‪ ،‬بغداد ‪ ، 2004 ،‬ص ‪. 65‬‬

‫‪17‬‬
‫الفصل اأول ‪ :‬السياسة المالية و اآثار النقدية (إ ار مفاهيمي)‬

‫ا نقد ا جديد‪ ،‬وهذا يؤدي إ ى ارتفاع عرض ا نقد ‪ ،‬وبا تا ي تدهور في قيمة ا عم ة ا وطنية وانخفاض‬
‫ا قوة ا شرائية عم ة ‪.‬‬
‫‪ -2‬عم ية تمويل ا عجز ا ما ي تؤدي بصورة غير مباشرة ‪ ،‬نتيجة بيع ا ح ومة سندات واذون ا خزانة‬
‫إ ى ا بنك ا مر زي ‪ ،‬اأمر ا ذي يؤدي إ ى زيادة اإصدار وتداول باأوراق ا ما ية ‪ ،‬مما يسمح‬
‫ح ومة ا تح م في ا ت ة ا نقدية واائتمان من دون حدوث أي خ ل محتمل ناتج عن أسا يب ا تدخل‬
‫ا مباشر(‪. )1‬‬

‫‪ -1‬إن زيادة مشتريات ا بنك ا مر زي سندات ا دين ا عام زيادة في إصدار وتداول ا نقود ‪ ،‬وا زيادة في‬
‫تمويل اإنفاق ا ح ومي سيؤدي إ ى زيادة اأموال ا نقدية دى اأفراد‪ ،‬ومن ثم زيادة إيداع اأفراد هذ‬
‫اأموال دى ا مصارف ا تجارية بداا من اأحتفاظ بها بش ل أرصدة نقدية ‪ ،‬ا ذي يؤدي إ ى تعزيز‬
‫حجم ا ودائع ا مصرفية‪ ،‬وتحسين سيو ة هذ ا مصارف ورفع قدرتها اائتمانية وبا تا ي زيادة عرض‬
‫ا نقد(‪ . )2‬ويؤدي ااقتراض ا ح ومي من ا بنك ا مر زي إ ى زيادة عرض ا نقد مباشرة عن طريق زيادة‬
‫حجم ا قاعدة ا نقدية‪ ،‬وا تي تت ون من مجموع ااحتياطيات ا نقدية ا مصرفية ا ية زائدا ا عم ة في‬
‫(‪: )3‬‬
‫ا تداول دى ا جمهور ويم ن ا تعبير عنها وفق ا معاد ة اآتية‬

‫القاعدة النقدية = المصادر ‪ +‬ااستخدامات البديلة‬

‫حيت ان ‪:‬‬
‫ا قاعدة ا نقدية = ااحتياطيات ا نقدية ا مصرفية ا ية ‪ +‬ا عم ة في ا تداول دى ا جمهور‬
‫ا مصادر = ائتمان ا بنك ا مر زي ( قروض ح ومة ‪ +‬قروض مصارف ا تجارية ‪ +‬استثمارات‬
‫ا بنك ا مر زي في ا سندات ا ح ومية عمات اجنبية ذهب )‬
‫ااستخدامات ا بدي ة = ا نقد دى ا خزينة ا مر زية ‪ +‬ا ودائع دى ا بنك ا مر زي (ح ومية ‪ ،‬أجنبية )‬
‫‪ +‬صافي ا حسابات اأخرى‬

‫(‪ )1‬مرغريت ي ي ‪ ،‬عجز ا موازنة ا ما ية ا عامة وا ب ارمج ا تي يدعمها ا صندوق ‪ ،‬صندوق ا نقد ا دو ي ‪ ،‬مج ة ا تمويل‬
‫وا تنمية ‪ ،‬ا مج د ‪ ، 20‬ا عدد ‪ ، 31‬سبتمبر ‪ ، 1983‬ص ‪. 37‬‬
‫(‪ )2‬عوض فاضل ا د يمي ‪( ،‬عجز ا موازنة ا ح ومية وظاهرة ا تزاحم ا ما ي ) مصدر سابق ص‪.23‬‬
‫(‪ )3‬عبد ا منعم ا سيد ع ي ‪ ،‬اقتصاديات ا نقود وا مصارف ‪ ،‬ا جامعة ا مستنصرية ‪ ،‬بغداد ‪ ،‬ا جزء اأول ‪ ،‬ط‪،1986 ، 2‬‬
‫ص ‪ 150‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ‪.152‬‬

‫‪18‬‬
‫الفصل اأول ‪ :‬السياسة المالية و اآثار النقدية (إ ار مفاهيمي)‬

‫يم ن أن نستنتج من ا معاد ة أعا أن أية زيادة تحصل في أحدى فقرات (ا مصادر) سوف تؤدي إ ى‬
‫زيادة حجم ا قاعدة ا نقدية ‪ ،‬فيما تؤدي أية زيادة في أحدى فقرات (ااستخدامات) سوف تؤدي إ ى‬
‫تناقص حجم ا قاعدة ا نقدية ‪ ،‬وهذا معنا أن تمويل ا عجز ا ح ومي من خال ا بنك ا مر زي ‪ ،‬سواء‬
‫بش ل قروض ائتمانية أو سندات ح ومية ‪ ،‬سوف يؤدي ذ ك إ ى تزايد حجم ا قاعدة ا نقدية بسبب‬
‫ا تغير ا موجب في جانب ا موجودات بنك ا مر زي ‪ ،‬اأمر ا ذي يعمل ع ى زيادة عرض ا نقد إما‬
‫مباشرة من خال ا زيادة في حجم ا عم ة ا مصدرة ‪ ،‬أو بصورة غير مباشر من خال ا زيادة في حجم‬
‫ااحتياطيات ا نقدية دى ا مصارف ا تجارية ‪.‬‬
‫أن زيادة عرض ا نقد يم ن أن ت ون ها آثار س بية ع ى ااقتصاد خصوصا إذا ان‬
‫ااقتصاد يعمل عند مستوى اإستخدام ا امل هذ اآثار سوف تنع س ع ى ش ل ارتفاع بير في‬
‫ا مستوى ا عام أسعار نتيجة زيادة ا ط ب ا ي ع ى ا عرض ا ي ‪ ،‬في حين إذا ان ااقتصاد‬
‫يعمل عند مستوى دون مستوى ااستخدام فأن زيادة ا ط ب ا ي نتيجة زيادة عرض ا نقد سوف ي ون‬
‫ها ا تأثير اأ بر ع ى ا دخل وا ناتج من اأسعار وا ش ل اآتي يبين ذ ك ‪:‬‬

‫ال ل (‪ )1‬أثر عجز الموا نة الح ومية (الممول باأصدار النقد )عل الن ا ااقتصاد‬

‫مستو ااسعار‬ ‫�‬

‫‪S‬‬

‫‪P3‬‬
‫‪P2‬‬
‫‪A‬‬
‫‪P1‬‬
‫‪Y‬‬
‫‪D1‬‬ ‫الناتج الحلي اإجمالي‬
‫‪D‬‬ ‫الحقيقي‬
‫‪Y‬‬ ‫‪Y1‬‬

‫ر‪:‬‬ ‫ال‬
‫‪-William J. Baumol and Alan S.Blinder ,Macroeconomics Principles and‬‬
‫‪Policy, 11thed,South -Western,USA ,2009.p.308.‬‬
‫ناحظ من ا ش ل ا سابق إن ا منحنى(‪ )S‬يمثل منحنى ا عرض ا ي ومنحنى(‪)D‬يمثل منحنى‬
‫ا ط ب ا ي فأذا ما حص ت زيادة في ا ط ب ا ي نتيجة زيادة عرض ا نقود فأن ا منحنى ينتقل من‬

‫‪11‬‬
‫الفصل اأول ‪ :‬السياسة المالية و اآثار النقدية (إ ار مفاهيمي)‬

‫‪ D‬إ ى ‪ D1‬مما يؤدي إ ى زيادة ا دخل من ‪ Y‬إ ى ‪ Y1‬وا ى إرتفاع ا مستوى ا عام أسعار من ‪P1‬‬
‫إ ى ‪ P2‬وذ ك في ظل وجود طاقات إنتاجية عاط ة أما إذا ان ااقتصاد يعمل عند مستوى اأستخدام‬
‫فأن زيادة ا ط ب ا ي بش ل امل ع ى ا مستوى ا عام أسعار فينتقل من ‪ P1‬إ ى ‪. P2‬‬ ‫ما في‬
‫با نسبة دول ا نامية فأن ا عجز في موازنتها هو ا صفة ا غا بة حيث أن هذ ا دول تعاني من عدم‬
‫وجود أسواق مح ية متطورة رأس ا مال مما يؤدي إ ى عدم ا تم ن من بيع ميات بيرة من ا دين‬
‫ا عام إ ى ا قطاع ا خاص غير ا مصرفي ‪ ،‬و ذ ك تناقص قدرة ح ومات هذ ا دول ع ى اأقتراض من‬
‫ا خارج مع تزايد حجم مديونيتها ا خارجية‪ ،‬من حيث مقاديرها ا مط قة أو با نسبة دخو ها أو صادراتها‪،‬‬
‫وارتفاع معدات ا فائدة ع ى هذ ا قروض ‪ ،‬مما يعمل ع ى رفع خدمة ا دين في هذ ا دول اأمر‬
‫ا ذي يرهق اقتصادياتها ‪ ،‬ما أن ا ح ومة تحصل ع ى ميزة من خال تمويل ا عجز في موازنتها‬
‫باإصدار ا نقدي ‪ ،‬أن ذ ك ا يرتب ع يها ا تزامات ‪ ،‬من حيث أن ا فوائد ا تي تدفعها ‪ ،‬تعود‬
‫وتأخذها ع ى أنها أرباح من ا بنك ا مر زي ‪ ،‬أما اإقتراض بأش ا ه اأخرى فأنه يؤدي إ ى تعاظم‬
‫ا ح ومة وخدمة هذا ا دين (‪. )1‬‬

‫القناة الثالثة ‪ /‬التمويل عن طريق اللجوء إلى المصارف التجارية ‪:‬‬


‫عندما تقترض ا ح ومة من ا مصارف ا تجارية غرض تمويل عجز ا موازنة فان هذا اأقتراض‬
‫سيواجه وضعان هما (‪. )2‬‬

‫الوضع اأول ‪ :‬عندما تتوفر دى ا مصارف ا تجارية أحتياطيات نقدية فائضة ‪ ،‬تستطيع من خا ها‬
‫ت بية احتياجات ا ح ومة من اأموال دون ا حاجة إ ى تق يص قروضها ا معدة إقراض ا قطاع‬
‫ا خاص‪ ،‬وذ ك توفر احتياطيات فائضة ديها ‪ ،‬فأن ااستثمار ا خاص ن يتأثر با ضرورة باأقتراض‬
‫ا ح ومي ‪ ،‬اأمر ا ذي يترتب ع يه أرتفاع في عرض ا نقد نتيجة ذ ك بسبب ا توسع في اائتمان‬
‫أثر‬
‫ا مصرفي وارتفاع دخول اأفراد ‪ ،‬وفي هذ ا حا ة فأن اأقتراض من ا مصارف ا تجارية يتضمن ا‬
‫نقديا توسعيا ع ى عرض ا نقد‪.‬‬
‫الوضع الثاني ‪ :‬إذا انت ا مصارف ا تجارية ا تتمتع بأحتياطيات نقدية فائضة فأنها ت بي ط ب‬
‫ا ح ومة بأحدى ا طريقتين أو ب يهما ‪:‬‬

‫(‪ ) 1‬عبد ا رحمن عبيد جمعه ‪ ،‬ود‪ .‬حا وب اظم مع ة ‪ ،‬مج ة جامعة اانبار ع وم ااقتصادية واإدارية ‪ ،‬مصدر سابق ‪،‬‬
‫ص ‪. 34 -33‬‬
‫(‪)2‬عبد ا منعم ا سيد ع ي ‪ ،‬ود نزار سعد ا عيسى ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص ‪.386‬‬

‫‪10‬‬
‫الفصل اأول ‪ :‬السياسة المالية و اآثار النقدية (إ ار مفاهيمي)‬

‫‪ - 3‬تخفيض متط بات اأحتياطي ا نقدي ا قانوني بنوك ا تجارية ‪ ،‬أو قيام ا بنك ا مر زي بشراء‬
‫ا سندات ا ح ومية من عم يات ا سوق ا مفتوحة ‪ ،‬مما يزيد من ااحتياطيات ا فائضة ا تي تسمح‬
‫بنوك با توسع باائتمان ‪ ،‬وبا تا ي يؤدي إ ى زيادة عرض ا نقد ‪.‬‬
‫‪ - 2‬فتقوم ا مصارف ا تجارية بتق يص قروضها أفراد وا مشاريع ‪ ،‬وهذا اأجراء ن يؤثر في عرض‬
‫ا نقد ‪ ،‬بل سيبقى ع ى حا ة ان ا بنوك ستستبدل ا قروض ا عامة با قروض ا خاصة غير أن حجم‬
‫اائتمان ا خاص سيقل ‪ ،‬و فتة ستزداد نتيجة ذ ك ‪.‬‬
‫يم ن توضيح اإقتراض من ا مصارف ا تجارية وأثرها في عرض ا نقد من خال ا نقاط ا تا ية ‪:‬‬
‫‪1‬ـ ـ عندما تقرر ا بنوك ا تجارية ع ى إبقاء اأموال ا موجودة في حوزتها بصورة موجودات سائ ة من‬
‫غير ا سندات ا ح ومية ع ى حا ها‪ ،‬فأن ذ ك يعني أن ا بنوك ا تجارية تعدل ا عاقة بين ا ودائع‬
‫وا سيو ة‪ ،‬وا نتيجة في ذ ك شراء ا سندات ا ح ومية من قبل ا مصارف سيزيد من إجما ي ا موجودات‬
‫ومن ثم عرض ا نقد أما أذا قررت ا مصارف ا حفاظ ع ى ا عاقة بين ا ودائع وا سيو ة‪ ،‬أي‬
‫تحل ا سندات ا ح ومية محل جزء من ا موجودات ا سائ ة ا تي تحتفظ بها ا مصارف ا تجارية في‬
‫محافظها‪ ،‬وبقية عناصر موجودات ا مصارف وخصوص ا اائتمان ا ممنوح قطاع ا خاص‪ ،‬سيميل‬
‫إ ى إنخفاض نسبة اأموال ا مضافة بصورة سندات ح ومية‪ ،‬اي أن عرض ا نقد ن يتأثر في هذ‬
‫ا حا ة(‪. )1‬‬

‫‪2‬ـ ـ تتوجه ا سندات ا ح ومية إ ى سوق اأموال ا معدة إقراض مع توفر ا فوائض ا نقدية دى‬
‫ا مصارف ا تجارية‪ ،‬بذ ك ت ون ا مصارف ا تجارية قادرة ع ى مواجهة حاجة ا ح ومة وا قطاع من‬
‫اأموال‪ ،‬مما يساهم في زيادة عرض ا نقد‪ ،‬أما أذا توجهه ا سندات ا ح ومية إ ى سوق اأموال ا معدة‬
‫أقتراض مع عدم توفر ا مصارف ا تجارية إحتياطيات نقدية إضافية إا بمقدار أقل‪ ،‬وهذا يعني أن‬
‫عجز ا موازنة ن ي ون ه تأثير نقدي ع ى عرض ا نقد(‪. )2‬‬

‫‪9‬ـ ـ أذا قام ا بنك ا مر زي بمد ا سوق بقدر اف من ا سيو ة‪ ،‬فأن ا مصارف ا تجارية تستطيع شراء‬
‫ا سندات ا ح ومية ا جديدة ووضعها في محفظة اأوراق ا ما ية دون أن يؤثر ذ ك ع ى اائتمان‬
‫ا ممنوح قطاع ا خ اص‪ ،‬مما يسهم في زيادة عرض ا نقد ‪ ،‬أما أذا م يقوم ا بنك ا مر زي بمد ا سوق‬

‫(‪ )1‬عوض فاضل ا د يمي ‪ ،‬عجز ا موازنة ا ح ومي وا تزاحم ا ما ي ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص ‪. 24‬‬
‫(‪)2‬عفراء هادي سعيد ‪( ،‬ا بنك ا مر زي وااقتراض ا ح ومي ) ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ، 2004‬ص ‪. 65‬‬

‫‪13‬‬
‫الفصل اأول ‪ :‬السياسة المالية و اآثار النقدية (إ ار مفاهيمي)‬

‫با سيو ة‪ ،‬فا سندات ا ح ومية ا جديدة ستق ص اائتمان ا ممنوح قطاع ا خاص وتفضل اائتمان‬
‫ا ح ومي ع ى اائتمان ا خاص‪ ،‬وايسمح بزيادة عرض ا نقد(‪. )1‬‬
‫القناة الرابعة ‪ :‬يم ن تمويل عجز الموازنة من خال تغير نسب الضرائب باإرتفاع‬
‫زيادة ا ضرائب ستؤدي إ ى زيادة إيرادات ا دو ة ا ما ية وهذا يؤدي إ ى زيادة ا نفقات ا عامة‪،‬‬
‫و هذا اأس وب في تمويل عجز ا موازنة آثار محتم ة أهمها ‪:‬‬
‫أ ‪ -‬أثر المزاحمة ‪ :‬أن ا ح ومة من خال زيادة ا ضرائب ستؤدي إ ى تخفيض ل من ااإدخار‬
‫وااستهاك اي إن ا دو ة قد تسحب جزء من ا موارد ا مخصصة إستهاك واإدخار في ا قطاع‬
‫ا خاص وتحويل هذ ا موارد قطاع ا عام‪ ،‬وهذا يعني إن ا ضرائب عندما أثرت ع ى إدخار ا قطاع‬
‫ا خاص باإنخفاض فأنها ستؤثر ع ى استثمار ا قطاع ا خاص باإنخفاض أيض ا‪ ،‬بمعنى أن ا ح ومة‬
‫ستسحب ا موارد ا مخصصة إدخار ا قطاع ا خاص وذ ك غرض تمويل اإنفاق ا عام(‪. )2‬‬
‫مما يؤدي ا ى بروز ظاهرة مزاحمة ا قطاع ا ح ومي قطاع ا خاص ‪ ،‬اامر ا ذي يقود إ ى حدوث‬
‫إنخفاض في ا ت ار م ا رأسما ي في ا قطاع ا خاص وهبوط حجم ااستثمار مقابل أرتفاع إنفاق ا قطاع‬
‫ا عام (‪. )3‬‬

‫ب ‪ -‬آثار على عرض النقد ‪ :‬من ا مرجح أن ي ون هناك أثر زيادة ا ضرائب ع ى ا تغير في عرض‬
‫ا نقود‪ ،‬مع زيادة ا ضرائب فإن عرض ا نقود سيخفض في ا بداية و ن مع إعادة إنفاق هذ ا مبا غ فإن‬
‫عرض ا نقود سيعود إ ى اارتفاع إ ى مستوا ا سابق وبا تا ي ن ي ون هناك تغير صافي في عرض‬
‫ا نقود(‪ . )4‬وت ون هناك مدة إبطاء بين فرض ا ضريبة وجبايتها‪ ،‬وخال هذ ا مدة سيحدث إنخفاض‬
‫في عرض ا نقود‪ ،‬وبعد ذ ك اأثر سيزول بعد إنتهاء هذ ا مدة ‪.‬‬
‫القناة الخامسة ‪ /‬التمويل عن طريق اللجوء إلى المصارف الخارجية ‪:‬‬
‫ن قد ت جأ ا ح ومة إ ى اإقتراض‬ ‫مصادر ا تمويل ا سابقة انت تمثل مصادر تمويل مح ية‬
‫من ا خارج إذا انت ا مصادر ا مح ية غير قادرة ع ى تمويل ا عجز ا ح ومي‪ ،‬ذ ك ت جأ ا ح ومة‬
‫إ ى إصدار ا سندات غير ا مقيمين وبا عم ة اأجنبية‪ ،‬اا انه اإقتراض ا خارجي ا يظهر تأثير‬

‫(‪)1‬عوض فاضل ا د يمي ‪ ،‬عجز ا موازنة ا ح وميه وا تزاحم ا ما ي ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪ 24‬ـ ـ ـ ـ ‪. 25‬‬
‫‪)2( John Weiss , Economic policy in Development Countnies , The Refarm Agenda , Prentice‬‬
‫‪Hall, I Published , 1995, P. 30.‬‬
‫‪)3( I bid , P. 31.‬‬
‫‪)4( I bid , P. 32.‬‬

‫‪12‬‬
‫الفصل اأول ‪ :‬السياسة المالية و اآثار النقدية (إ ار مفاهيمي)‬

‫ع ى عرض ا نقد إا إذا نتج عند زيادة اأموال ا نقدية ا تي يحتفظ بها ا قطاع ا خاص غير‬
‫ا مصرفي ‪ ،‬وفي ظل نظام ا صرف ا ثابت يؤدي ا تمويل ا خارجي عجز ا موازنة إ ى زيادة‬
‫ااحتياطيات ا رسمية من ا صرف اأجنبية ‪ ،‬وهذا يفترض تدخل ا س طات ا نقدية في سوق ا صرف‬
‫بأصدار ا عم ة ا وطنية مقابل حصي ة ا قروض ا خارجية با عم ة اأجنبية وفي هذ ا حا ة فأن إنفاق‬
‫ا ح ومة أموال ا نقدية ا جديدة ا تي حص ت ع يها سيضع بين أيدي ا قطاع ا خاص غير ا مصرفي‬
‫نقودا جديدة يتم إيداعها دى ا مصارف مما يؤدي إ ى زيادة ااحتياطيات ا مصرفية ومن ثم زيادة‬
‫ا قاعدة ا نقدية وعرض ا نقد با معنى ا واسع‪ ،‬وهذ ا حا ة تتطابق في نتائجها مع قيام ا ح ومة‬
‫‪ .‬وتمويل عجز ا موازنة ا عامة دو ة من خال طرح‬ ‫(‪)1‬‬
‫باإقتراض مباشرة من ا جهاز ا مصرفي‬
‫ثير ما ت جأ ا يه ا دول ا متقدمة‬
‫ا‬ ‫بيع في اأسواق ا خارجية هو اس وب‬ ‫ا سندات ا ح ومية‬
‫ذات اأسواق ا واسعة أوراق ا ما ية وتتمتع بسيو ة عا ية ‪ ،‬وغا ب ا ما ت ون وسي ة فعا ة إذا ما‬
‫عم ت ا ح ومة ع ى أن تجعل دخل هذ ا سندات مغريا ع ى شرائها من جانب ا قطاع ا خاص غير‬
‫ا ما ي ‪ ،‬و نجاح هذ ا وسي ة يشترط أن ت ون سعر ا فائدة ع ى هذ ا سندات موجب ا ‪ ،‬أي أن ي ون‬
‫سعر ا فائدة أع ى من معدل ا تضخم ‪ .‬أما في حا ة محدودية قدرة ا سوق ا نقدي ا مح ية وفاء بحجم‬
‫اإصدارات من ا سندات ا ح ومية ‪ ،‬قد ت جأ ا ح ومة عرض هذ ا سندات في ا سوق ا خارجي مما‬
‫يجعل من هذا ا مصدر عامل محدد عرض ا نقود ‪ ،‬وأن قيام ا ح ومة بتنفيذ حصي ة بيع ا سندات‬
‫ا ح ومية في اأسواق ا خارجية تمويل اإنفاق ا مح ي سوف يؤدي إ ى زيادة عرض ا نقود ‪.‬‬
‫بش ل عام إذا أنفقت حصي ة ا قرض ا خارجي تمويل مشروعات استثمارية مع افتراض عدم‬
‫ا وصول إ ى مرح ة ااستخدام ا امل فهذا يؤدي إ ى زيادة اإنتاج وا دخل ‪ ،‬وأما إذا أنفقت حصي ة‬
‫ا قرض ا خارجي تمويل نفقات استها ية سيؤدي ذ ك إ ى زيادة ا ط ب ا ي وارتفاع اأسعار عند‬
‫جمود ا جهاز اإنتاجي(‪. )2‬‬

‫المطلب الثاني ‪ /‬الفائض و يفية استخدامه وأثر في عرض النقود ‪:‬‬


‫طرق تمويل عجز ا موازنة ا ح ومية بينت يف يم ن أن تؤثر ت ك ا طرق ع ى مناسيب ا سيو ة‬
‫في ااقتصاد و يف يم ن إن ت ون هذ ا زيادة في ا سيو ة من آثار س بية أو إيجابية ع ى مجمل‬
‫ااقتصاد وفي ا مقابل يم ن أن يؤثر فائض ا موازنة وطرق استخدامه ع ى مناسيب ا سيو ة في‬

‫(‪ )1‬عبد ا رحمن عبيد جمعة ‪ ،‬ود‪ .‬حا وب اظم مع ة ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص ‪. 35‬‬
‫(‪ )2‬محمد أبو ا عيون ‪ ،‬ا تشابك ا ما ي وا نقدي وفعا ية ا سياسة ااقتصادية في مصر ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص ‪. 302‬‬

‫‪11‬‬
‫الفصل اأول ‪ :‬السياسة المالية و اآثار النقدية (إ ار مفاهيمي)‬

‫ااقتصاد و ذ ك ت ون ه أيض ا آثار س بية وايجابية ‪ .‬أن اآثار ا نقدية فائض ا موازنة عموم ا وا تغير‬
‫في عرض ا نقد خاصة تعتمد ع ى يفية استخدام ا ح ومة ذ ك ا فائض ‪ ،‬من حيث إيداعه دى ا بنك‬
‫ا مر زي أو ا مصارف ا تجارية أو استخدام ا فائض تسديد ديون ا ح ومة ‪ ،‬ويم ن ا تعرف ع ى ذ ك‬
‫عن طريق معاد ة اأساس ا نقدي من خال ميزانية ا بنك ا مر زي و ما يأتي(‪. )1‬‬

‫دى ا بنك ا مر زي – ا مط وبات ع ى ا بنك ا مر زي‬ ‫اأساس ا نقدي = اأصول‬

‫حيث يت ون اأساس النقدي من ‪:‬‬


‫‪ -‬ا عم ة في ا تداول دى ا جمهور‬
‫‪ -‬ااحتياطيات ا نقدية ا مصرفية ا ية‬
‫وتتمثل مصادر اأساس النقدي (اأصول) في ‪:‬‬
‫‪ -‬ائتمان ا بنك ا مر زي ح ومة وا مصارف ا تجارية‬
‫‪ -‬استثمارات ا بنك ا مر زي في ا سندات ا ح ومية‬
‫‪ -‬ا ذهب وا عمات اأجنبية‬
‫أما مطلوبات البنك المر زي فتتمثل في ‪:‬‬
‫‪ -‬ا ودائع دى ا بنك ا مر زي (ودائع ا مصارف أو ودائع ح ومية أو أجنبية )‬
‫‪ -‬صافي ا حسابات اأخرى‬
‫‪ -‬رأس ا مال وااحتياطي‬
‫ذ ك تمارس ا م ونات ا سابقة مصادر أو ا مط وبات تأثير مباشر ع ى اأساس ا نقدي‬
‫با زيادة أو ا نقصان فأي زيادة في اأصول دى ا بنك ا مر زي (ا مصادر) سوف يؤدي ذ ك إ ى زيادة‬
‫ا قاعدة ا نقدية إما بصورة احتياطيات نقدية مصرفية أو عم ة متداو ة دى ا جمهور ‪ .‬بينما تمارس‬
‫ا مط وبات ع ى ا بنك ا مر زي إن ماش في اأساس ا نقدي (ا قاعدة ا نقدية) ‪ .‬ويم ن توضيح‬
‫اإنخفاض واأرتفاع في اأساس ا نقدي من خال ا جدول اآتي ‪:‬‬

‫(‪ )1‬عبد ا رحمن عبيد جمعة‪ ،‬ود‪ .‬حا وب اظم مع ة ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص ‪. 36‬‬

‫‪11‬‬
‫الفصل اأول ‪ :‬السياسة المالية و اآثار النقدية (إ ار مفاهيمي)‬

‫جدول (‪)3‬‬
‫العوامل الم ثر عل القاعد (اأساس) النقد‬

‫اتجاه تغير القاعدة‬ ‫اتجاه تغير العامل‬ ‫العامل‬


‫النقدية‬
‫أ ـ العوامل التي تزيد القاعدة النقدية‬
‫‪0‬ـ اأورا المالية ‪ :‬اأورا المالية‬
‫الحكومية وأورا الم سسا العامة‬
‫والقبول المصرفي‬
‫‪6‬ـ قروض الخصم‬
‫‪.‬ـ حسابا الذه وش ادا حقو‬
‫السح الخاصة‬
‫‪7‬ـ فائض تمويل تحصيل اأورا المالية‬
‫‪5‬ـ أصول البن المركزي اأخرى‬
‫‪2‬ـ عما وزارة المالية‬
‫أجمالي (أ) النقدية‬

‫ـ العوامل التي تخ ض القاعدة النقدية‬


‫‪0‬ـ ودائع وزارة المالية في البن‬
‫المركزي‬
‫‪6‬ـ الودائع اأجنبية وغيرها مع البن‬
‫المركزي‬
‫‪.‬ـ خصوم البن المركزي اأخرى‬
‫وحسابا‬
‫رأس المال‬
‫أجمالي ( ) النقدية‬
‫القاعدة النقدية ‪:‬‬
‫اجمالي (أ) – اجمالي ( )‬

‫المصدر‪ :‬يوسف بن عبد اه الزامل واخرون ‪ ،‬النقود والبنوك وااسواق المالية وجهة نظر شمولية‬
‫‪ ،‬اصدارات الجمعية السعودية للمحاسبة ‪ ،‬ااصدار الثامن عشر ‪ ،2003 ،‬ص‪6311‬‬

‫‪11‬‬
‫الفصل اأول ‪ :‬السياسة المالية و اآثار النقدية (إ ار مفاهيمي)‬

‫أن أية تغير في ا عوامل ا ستة اأو ى يعني زيادة في ا قاعدة ا نقدية ‪ ،‬وبينما أية زيادة في ا عوامل‬
‫ا ثاثة اأخيرة سوف يؤدي إ ى إنخفاض ا قاعدة ا نقدية وبا تا ي ع ى مناسيب ا سيو ة في ااقتصاد ‪،‬‬
‫وعموم ا فأن هناك أربع حاات إستخدام فائض ا ميزانية يم ن حصرها اآتي (‪: )1‬‬
‫أ ـ يم ن استخدام فائض ا موازنة ا عامة زيادة نقد ا خزينة وودائعها دى ا بنك ا مر زي أو تسوية‬
‫ديون ا خزينة بنك ا مر زي ‪ ،‬وفي هذ ا حا ة سينخفض عرض ا نقد دى ا جمهور بسبب تق يص‬
‫حجم ااحتياطيات ا نقدية دى ا بنوك مما يؤدي إ ى تق يص وفرة اائتمان وارتفاع فته ‪ .‬وقد يعمل‬
‫ا بنك ا مر زي ع ى مواجهة ذ ك جزئي ا عن طريق سياسة نقدية متساه ة ‪.‬‬
‫ب ـ أما إذا استخدم ا فائض زيادة ودائع ا ح ومة دى ا بنوك ا تجارية فإن متط بات ااحتياطي‬
‫ا نقدي ا قانوني ا ازم ستزداد أيض ا ‪ ،‬مما يؤدي مبدئي ا إ ى تق يص عرض ا نقد دى ا جمهور نتيجة‬
‫ا فائض ا مذ ور ‪ ،‬و ن بدرجة تقل عن ا حا ة اأو ى ‪ ،‬و ذ ك سيؤدي ا فائض في هذ ا حا ة إ ى‬
‫تق يص ا قاعدة اائتمانية بنوك ا تجارية و ن بدرجة تقل أيضا من ا حا ة ا سابقة ‪ ،‬وذ ك ان ا بنوك‬
‫ن تفقد من احتياطها ا نقدي شيئ ا ‪.‬‬
‫جـ ـ و ن إذا أطفأت ا خزينة سندات ح ومية تحتفظ بها ا بنوك ا تجارية فإن احتياطيات اأخيرة‬
‫ا نقدية سترتفع ‪ ،‬إذ بينما أدى ا فائض إ ى تق يل ااحتياطيات ا مذ ورة بنفس ا مقدار ‪ ،‬فإن إطفاء‬
‫ا سندات سيعيد هذ ااحتياطيات إ ى وضعها ا سابق ‪ ،‬وبينما يق ل ا فائض من عرض ا نقد ‪ ،‬إا إنه‬
‫يزيد من احتياطيات ا مصارف ا تجارية في حا ة إطفاء ا سندات ا ح ومية ديها ‪ ،‬إذ يسمح‬
‫ها ذ ك بإقراض مقادير مساوية حجم اأوراق ا ح ومية ا مدفوعة مضروبا بمعامل اإقراض‬
‫(ا ذي هو مع وس نسبة ااحتياطي ا نقدي ا قانوني ) ‪.‬‬
‫د ـ أما إذا استخدمت ا ح ومة فائض ا موازنة ا عامة في إطفاء ديونها وسنداتها دى ا جمهور ‪ ،‬أن‬
‫هذا ااستخدام ن يؤثر ع ى حجم ااحتياطيات ا نقدية ا متاحة مصارف ا تجارية ‪ ،‬وا ع ى قاعدتها‬
‫اائتمانية وذ ك أن ودائع ا جمهور دى ا بنوك ستزداد ما أطفأت ا ح ومة جزء من سنداتها ‪ ،‬وه ذا‬
‫ن ي ون هناك تأثير أيض ا ع ى عرض ا نقد دى ا جمهور أن ا فائض سيعود مدفوعات أطفاء‬
‫ا دين ا ح ومي ا عام ا ذي يحتفظ به اأفراد ‪.‬‬

‫(‪ )1‬عبد ا منعم ا سيد ع ي ‪ ،‬ود‪ .‬نزار سعد ا دين ا عيسى ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص ‪ 387‬ـ ـ ـ ‪. 388‬‬

‫‪11‬‬
‫الفصل اأول ‪ :‬السياسة المالية و اآثار النقدية (إ ار مفاهيمي)‬

‫نستنتج مما سبق إن مجمل تأثيرات ا فائض ا ضريبي ع ى ااقتصاد يعتمد في جزء منه ع ى‬
‫طريقة استخدام ا فائض ‪ ،‬فبعض استخداماته تؤدي إ ى إن ماش عرض ا نقد دى ا جمهور وحجم‬
‫ااحتياطيات ا نقدية دى ا بنوك ‪ ،‬مما يدفع إ ى تخفيض اإنفاق في ا قطاع ا خاص ‪ ،‬وذ ك بتق يل‬
‫وفرة اائتمان وزيادة فته ‪ .‬ومن ناحية أخرى ‪ ،‬فأن استخدام ا فائض إطفاء ا سندات ا ح ومية ا تي‬
‫تحتفظ بها ا بنوك ا تجارية أو جمهور ا مستثمرين خارج ا قطاع ا صيرفي قد يزيد فعاا من عرض‬
‫نظر إ ى انطواء ا سياسة ا ما ية‬
‫اائتمان با نسبة قطاع ا خاص هذا من جهة ‪ ،‬ومن جهة أخرى فإنه ا‬
‫ع ى مثل هذ اآثار ا مهمة ع ى عرض ا نقد ‪ ،‬فإن ا ضرورة تقتضي أن يسود تعاون وثيق بين‬
‫ا خزينة وا بنك ا مر زي ‪ ،‬أو بين ا س طة ا ما ية وا س طة ا نقدية ‪ .‬وهذا يستوجب أن ي ون هناك توافق‬
‫بينهما ‪ ،‬يس فقط حول اأهداف ا تي يسعيان أ يها ‪ ،‬وانما حول وسائل تحقيق هذ اأهداف ذ ك ‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫الفصل الثاني ‪ /‬اآثار النقدية للسياسة المالية في العرا‬

‫المبحث اأول‬

‫)‬ ‫–‬ ‫واقع وآثار السياسة المالية في ااقتصاد العراقي للمدة (‬

‫المطلب اأول ‪ /‬مامح ااقتصاد العراقي‬

‫إن اإقتصاد ا عراقي إقتصاد ريعي أو اقتصاد أحادي ا جانب يعتمد ع ى إيرادات ا نفط في سد‬
‫احتياجاته مقابل ضعف مساهمة ا قطاعات اأخرى نتيجة فشل اغ ب ا مشاريع ا صناعية اإنتاجية بسبب‬
‫سوء ا تخطيط واإدارة و ذ ك تراجع اإنتاج ا زراعي ا مح ي ما يجع ه اقتصادا يعتمد ع ى ااستيراد من‬
‫ا خارج سد فائض ا ط ب ا مح ي من ا س ع اإنتاجية واأستها ية وذ ك ضعف مرونة ا جهاز اإنتاجي‬
‫وهذا اعتماد ع ى موارد ا نفط ‪ ،‬وفي ضوء ا تق بات ا حاص ة في أسعار ا نفط فضاا عن ااعتماد ع ى‬
‫ااستيراد وهذ ا ظروف تجعل اإقتصاد ا عراقي يتعرض صدمات داخ ية وخارجية تؤدي إ ى زعزعة‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ .‬اإقتصاد ا عراقي ا يمت ك نهج ا اقتصادي ا محددا وانما ان إقتصاد غير مخطط‬ ‫اإستقرار اإقتصادي‬
‫بش ل امل او اقتصاد حر وانما يعتمد ع ى نظريات ومناهج شتى تحمل ا تناقض في ما بينها مع عدم‬
‫وجود برامج إقتصادية واضحة وا سيما بعد عام ‪ 2003‬اأمر ا ذي أدى إ ى تأخر أعمار ا بنى ا تحتية‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ .‬قد مر اإقتصاد ا عراقي بظروف صعبة خال مدة ا دراسة أدت إ ى‬ ‫واإنتاجية وا خدمات ا عامة‬
‫زعزعة ااستقرار اإقتصادي ‪ ،‬وفي عقد ا تسعينات خاض ا عراق حرب ا خ يج ا ثانية نجم عنها فرض‬
‫عقوبات إقتصادية وتعويضات ما ية واستمرت هذ ا عقوبات حتى عام ‪ 2003‬وقدرت ا خسائر بحوا ي‬
‫‪ 200‬م يار دوار ‪ ،‬وفي عام ‪ 2003‬وبعد احتال ا عراق تعرض اإقتصاد ا عراقي إ ى تدمير ما تبقى‬
‫من ا بنى ا تحتية من خال عم يات ا نهب وا س ب وا حرب (‪. )3‬‬

‫(‪) 1‬عبد ا حسين ج يل ا غا بي وآخرون ‪ ،‬دراسة تقويمية سياسة سعر ا صرف اأجنبي في ا عراق ‪ ،‬ا مج ة ا عراقية ع وم‬
‫اإدارية ‪ ،‬جامعة رباء ‪ ،‬ا مج د (‪ ، )5‬ا عدد (‪ ، )20‬حزيران ‪ ، 2008 ،‬ص‪. 91‬‬
‫(‪ )2‬احمد حسين ا هيتي واخرون ‪ ،‬ا تضخم في اإقتصاد ا عراقي مدة من ‪1990‬ـ ـ ـ ‪ 2007‬اأسباب واآثار ودور ا سياسة‬
‫ا ما ية في معا جته ‪ ،‬مج ة اأنبار ع وم اإقتصادية واإدارية ‪ ،‬جامعة اأنبار ‪ ،‬مج د (‪ ، )2‬ا عدد(‪ ،2010 ،)3‬ص‪.8‬‬
‫(‪ )3‬ع ي مظ وم جداح ‪ ،‬تأثير ا حروب وا نشاط اإقتصادي ع ى ا بيئة في ا عراق ‪ ،‬رسا ة ماجستير مقدمة إ ى ية اإدارة‬
‫واإقتصاد ‪ ،‬جامعة ا قادسية ‪ ، 2010 ،‬ص ‪. 64‬‬

‫‪18‬‬
‫الفصل الثاني ‪ /‬اآثار النقدية للسياسة المالية في العرا‬

‫ونتيجة ظروف ا تي مر بها ا عراق يم ن بيان مشا ل اإقتصاد ا عراقي اأتي ‪:‬‬
‫‪ .1‬اإقتصاد ا عراقي عانى من ارتفاع حجم ا مديونية ا خارجية إذ تجاوز حجم ا مديونية ‪ 125‬م يار‬
‫دوار تقريب ا عام ‪. )1( 2003‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ .2‬تباطؤ معدات نمو ااستخدام وا نمو اإقتصادي وا توقف ا نسبي نشاط اإقتصادي‬
‫‪ .3‬تدهور في ا نشاط اإقتصادي ا خاص وا سيما في ا قطاع ا زراعي وا صناعي مع تحسن في‬
‫ا قطاع ا تجاري (‪. )3‬‬
‫‪ .4‬إرتفاع معدات ا تضخم في اإقتصاد ا عراقي إ ى مستويات قياسية خاصة في عقد ا تسعينات‬
‫أصبح من ا نوع ا جامح وا مستمر (‪. )4‬‬
‫‪ .5‬ارتفاع معدات ا بطا ة مقابل انخفاض معدل ا نمو في ا ناتج ا مح ي اإجما ي إذ ب غ معدل‬
‫ا بطا ة ‪ %50‬في عقد ا تسعينات من مجموع ا قوى ا عام ة في ا عراق(‪ ،)5‬وب غ معدل ا نمو ا ناتج‬
‫ا مح ي ا حقيقي في منتصف عقد ا تسعينات (‪. % )2.12‬‬
‫‪ .6‬ارتفاع معدل اان شاف اإقتصادي إذ يصل هذا ا معدل إ ى ‪ %93‬تقريبا وهو اختال ناتج عن‬
‫غياب ا تنوع اإقتصادي ‪.‬‬
‫تفاقم عم يات ا فساد اإداري إذ جاء ترتيب ا عراق با مرتبة ا ثا ثة ع ى ا مستوى ا دو ي في‬ ‫‪.7‬‬

‫انتشار ا فساد اإداري وحسب تقرير منظمة ا شفافية ا عا مية عام ‪. 2007‬‬

‫شحة مصادر ااستثمار ا مح ي واأجنبي وا غموض في حجم عوائد ا نفط وقنوات إنفاقها‬ ‫‪.8‬‬

‫وغياب فاءة اأداء في إدارة ا ثروة ا نفطية ‪.‬‬

‫(‪)1‬ع ي مظ وم جداح ‪ ،‬تأثير ا حروب وا نشاط اإقتصادي ع ى ا بيئة في ا عراق ‪ ،‬رسا ة ماجستير ‪ ،‬مصدر سابق‪،‬‬
‫ص ‪. 64‬‬
‫(‪ )2‬عماد محمد ع ي ا عاني ‪ ،‬سياسة سعر صرف ا دينار ا عراقي في ظل ا متغيرات اإقتصادية ا راهنة ‪ ،‬ا ندوة ا ثانية‬
‫م تب ااستشارات في ية اإدارة واإقتصاد ‪ ،‬جامعة بغداد ‪ ، 2005 ،‬ص ‪. 34‬‬
‫(‪ )3‬نفس ا مصدر ‪ ،‬ص ‪. 35‬‬
‫(‪ )4‬محمد س طان ا عاني ‪ ،‬تزامن ا تضخم وا بطا ة في اإقتصاد ا عراقي بعد ااحتال مدة من ‪ 2003‬ـ ـ ـ ‪ ، 2006‬مج ة‬
‫ا وت ع وم اإقتصادية واإدارية ‪ ،‬جامعة واسط ‪ ،‬مج د ‪ ، 1‬ا عدد (‪ ، 2011 ،)4‬ص ‪. 223‬‬
‫(‪ )5‬نفس ا مصدر ‪ ،‬ص ‪. 228‬‬

‫‪11‬‬
‫الفصل الثاني ‪ /‬اآثار النقدية للسياسة المالية في العرا‬

‫‪ .9‬ااعتماد ع ى ااستيراد بش ل بير إذ أن أ ثر من ‪ % 90‬من مدخات اإنتاج في ا صناعة‬


‫يتم استيرادها من ا خارج(‪. )1‬‬
‫وهناك مجموعة من ااختاات ا هي ية في اإقتصاد ا عراقي منها ‪:‬‬
‫أ‪ -‬اختال هي ل ا موازنة ا عامة يعد هذا ااختال واحد من ااختاات ا هي ية ا مهمة ا تي تعبث‬
‫في توازن اإقتصاد ا داخ ي وهذا ااختال يؤدي إ ى عجز في ا موازنة ا عامة ا ناجم عن عدم‬
‫تناسب حجم اإنفاق ا ح ومي مع ا موارد ‪ ،‬فضاا عن ااختال في أوجه اإنفاق ا ح ومي إذ‬
‫أزداد اإنفاق ا عس ري في ا ثمانينات ع ى حساب ت ارجع اإنفاق عن بقية ا قطاعات اإقتصادية‪،‬‬
‫وبعد فرض ا عقوبات اإقتصادية أزداد اإنفاق تأمين مفردات ا بطاقة ا تموينية مع إنخفاض بير‬
‫(‪)2‬‬
‫‪.‬‬ ‫في اإنفاق ع ى قطاعات ا صحة وا تع يم وا خدمات ااجتماعية‬
‫ب‪ -‬اختال هي ل اإنتاج ويم ن ماحظة ذ ك من خال تتبع مساهمة ا قطاعات اإقتصادية في‬
‫(‪)3‬‬
‫‪6‬‬ ‫ا ناتج نرى أن قطاع ا نفط يحتل ا مرتبة اأو ى مساهمته في ا ناتج‬
‫ت‪ -‬اختال في ميزان ا مدفوعات إذ يعاني ميزان ا مدفوعات من عجز حاد أو ما يسميه اإقتصاديون‬
‫بااختال ا خارجي (‪6 )4‬‬
‫واإقتصاد ا ذي يتصف بهذ ا مواصفات هو إقتصاد رخو يفتقر إ ى دعامات أساسية قومية ا تي تجعل‬
‫(‪)5‬‬
‫‪.‬‬ ‫قادر ع ى تجنب ا صدمات وا نهوض في عم يات إعادة اأعمار‬
‫منه اقتصاد ا‬
‫وع ى ا عموم أن اإقتصاد ا عراقي يمر بمرح تين خال مدة ا دراسة ‪:‬‬
‫ــ المرحلة اأولى ‪ :‬عانى فيها اإقتصاد ا عراقي من ظروف ا عقوبات اإقتصادية مدة ‪.2002– 1990‬‬
‫ـــ المرحلة الثانية ‪ :‬تمثل مرح ة جديدة عراق ودخول اإقتصاد ا عراقي في مرح ة إدارة إقتصادية‬

‫(‪ )1‬عبد ا جبار ا ح في ‪ ،‬اإقتصاد ا عراقي ا نفط ـ ـ ااختال ا هي ي ـ ـ ـ ا بطا ة س س ة إصدارات مر ز ا عراق دراسات ‪30‬‬
‫‪ ، 2008 ،‬ص ‪. 69 – 68‬‬
‫(‪ )2‬اسماعيل عبيد حمادي ‪ ،‬ااختاات ا هي ية في اإقتصاد ا عراقي ا تشخيص وسبل ا معا جة ‪ ،‬س س ة تب مر ز‬
‫ا عراق دراسات ‪ ، 3‬بغداد ‪ ،‬ص ‪. 45‬‬
‫(‪ )3‬خميس خ ف موسى ‪ ،‬ااختاات ا هي ية في اإقتصاد ا عراقي فترة من ‪ ،1999 – 1970‬مج ة ا ع وم اإنتاجية‬
‫واإقتصادية ‪ ،‬جامعة اأنبار ‪ ،‬ا مج د (‪ ، )1‬ا عدد(‪ ، 2002 ، )1‬ص ‪. 106‬‬
‫(‪ )4‬ا مصدر نفسه‪ ،‬ص‪.113‬‬
‫(‪ )5‬عبد ا جبار ا ح في ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص ‪. 69‬‬

‫‪10‬‬
‫الفصل الثاني ‪ /‬اآثار النقدية للسياسة المالية في العرا‬

‫وا دعوات ا متصاعدة إ ى تبني نهج إقتصاد ا سوق وذ ك في ل ماتعرض ه من تغيرات سياسية بيرة‬
‫مدة (‪ 2003‬ـ ـ ـ ‪. )2014‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬الناتج المحلي اإجمالي‬
‫يم ن أن نعرف ا ناتج ا مح ي اإجما ي بأنه إجما ي مية ا س ع وا خدمات ا تي ينتجها ا مقيمون في‬
‫ا ب د خال فترة زمنية (عادة سنة ) وا ذين يعيشون ضمن ا رقعة ا جغرافية ذ ك ا ب د بغض ا نظر عن‬
‫جن سيتهم و هذا يعني إن ا ناتج ا مح ي اإجما ي هو مفهوم جغرافي يتحدد احتسابه با رقعة ا جغرافية ذ ك‬
‫ا ب د(‪6 )1‬‬
‫يم ن تعريفه أنه قيمة ا س ع ا منتجة وا خدمات ا مباعة في ا سوق (ا قيمة ا سوقية ) وا تي ينتجها ا مجتمع‬
‫أو اإقتصاد ا وطني خال مدة ا دراسة ‪ ،‬أي قيمة ما ينتجه ا مجتمع في ا داخل دون إن يشمل ما ينتجه‬
‫‪ .6‬وان ا ناتج ا مح ي يم ن إن يعرف بأنه مجموع ا قيم ا مضافة‬ ‫(‪)2‬‬
‫ا مواطنون ا عام ون في ا خارج‬
‫اإجما ية ا تي تحققها ا فروع ا مخت فة نشاط اإقتصادي خال مدة معينة غا ب ا ما ت ون سنة ‪ ،‬أي ا قيم‬
‫ا سوقية جميع ا س ع وا خدمات ا نهائية ا تي سيتم إنتاجها في ااقتصاد(‪6 )3‬‬
‫ومن ا تعريف أعا يعبر ا ناتج ا مح ي اإجما ي عن مستوى اإقتصاد ا قومي ومدى تطور ونمو فهو‬
‫ا مؤشر اأ ثر وضوح ا تعبير عن مستوى ا نشاط اإقتصادي إذ أن أي تطور با ناتج ينع س ع ى تطور‬
‫ا دخل ا قومي وهذا بدور يؤدي إ ى تحسين مستوى ا رفاهية ااجتماعية فرد ويتميز ا ناتج ا مح ي‬
‫اإجما ي في اإقتصاد ا عراقي بإنخفاض نسبة مساهمة ا قطاعات اأخرى غير نفطية فيه وأن قطاع‬
‫ا نفط يساهم بدرجة بير في ت وين هذا ا نا تج ذا يقسم ا ناتج ا مح ي اإجما ي من قبل أغ ب ا باحثين‬
‫في ا دول ا نفطية وذ ك تميز بين ا ناتج ا مح ي ا ذي يحتوي ع ى ا قطاع ا نفطي وبين من يستبعد‬
‫ا قطاع ا نفطي من ا ناتج بيان ا تغيرات ا تي تحدث با ناتج مفترضين ا دور ا ق يل قطاع ا نفطي في‬
‫ا مستقبل أن ا نفط من ا موارد ا ناضبة فضاا عن ا دخل ا متحصل من ا قطاع ا نفطي يتحدد بقوى‬
‫خارجية ‪.‬‬

‫(‪ )1‬محمود حسين ا وادي واحمد ا عساف ‪ ،‬اإقتصاد ا ي ‪ ،‬ا طبعة اأو ى ‪ ،‬دار ا مسيرة نشر ‪،‬عمان ‪، 2009 ،‬‬
‫ص‪38‬‬
‫(‪ )2‬حسام ع ي داود وآخرون ‪ ،‬مبادئ اإقتصاد ا ي ‪ ،‬ا طبعة ا ثا ثة ‪ ،‬دار ا مسيرة نشر ‪ ،‬عمان ‪ ، 2005 ،‬ص ‪31‬‬
‫‪)3( .Kind Leberger P . Charles , ((economic developmennt )) second editio , 1995,P 11.‬‬

‫‪13‬‬
‫الفصل الثاني ‪ /‬اآثار النقدية للسياسة المالية في العرا‬

‫‪1‬ــ ـتطور الناتج المحلي باأسعار الجارية والثابتة للمدة من ‪: 4114 _ 1771‬‬
‫بااستعانة با جدول (‪ )2‬نرى إن ا ناتج ا مح ي اإجما ي باأسعار ا جارية وا ثابتة في عام ‪1990‬‬
‫ب غت (‪ )55926.5‬و (‪ )29711.1‬م يون دينار وب غت قيمة ناتج ا قطاع ا نفطي (‪ )36326.4‬م يون‬
‫دينار و انت نسبة مساهمة قطاع ا نفط في ا ناتج (‪ ، )64.95‬وشهد عام ‪ 1991‬إنخفاض ا في ا ناتج‬
‫ا مح ي اإجما ي باأسعار ا جارية إ ى (‪ )42451.6‬م يون دينار بمعدل نمو سا ب ب غ (‪)%-24.09‬‬
‫وانخفاض ا باأسعار ا ثابتة إ ى (‪ )10682‬م يون دينار وبمعدل نمو سا ب أيضا ب غ (‪ )%-64.05‬مع‬
‫انخفاض نسبة مساهمة قطاع ا نفط إ ى (‪ )%45.15‬بسبب قيام حرب ا خ يج ا ثانية وتوقف تصدير‬
‫ا نفط بعد فرض ا عقوبات اإقتصادية (‪6 )1‬‬
‫اأعوام من ‪ 1995 _ 1992‬شهدت زيادة في ا ناتج باأسعار ا جارية بمعدات نمو مرتفعة وغير‬
‫مسبوقة إذ ب غت (‪ )%415.57( ،)%179.43( ،)%171.15‬و (‪ )%303.75‬ع ى ا توا ي وهذ‬
‫ا نسب ا بيرة انت نتيجة ارتفاع مستويات ا تضخم و ذ ك ارتفعت نسبة مساهمة قطاع ا نفط في ا ناتج‬
‫في هذ اأعوام أيضا ب غت ( ‪ )%53.67( ،)%54.22( ،)%46.14‬و (‪ ، )%62.97‬و م تقتصر‬
‫ا زيادة في ا ناتج ع ى قطاع ا نفط وانما ارتفعت مساهمة قطاع ا زراعة في ا ناتج حتى وص ت في عام‬
‫‪ 1995‬إ ى (‪ )%20.5‬بسبب سياسات ا دعم ا ح ومي قطاع ا زراعي تأمين ا محاصيل ا زراعية‬
‫اأساسية سد حاجة ا مواطنين ا غذائية بعد توقف ااستيراد بسبب فرض ا عقوبات اإقتصادية(‪6 )2‬‬
‫مدة نفسها إذ ب غت‬ ‫أما ا ناتج باأسعار ا ثابتة سج ت معدات نمو موجبة و ن متناقصة‬
‫(‪ )%3.85( ،)%30.29( ،)%32.59‬و (‪ )%1.12‬نتيجة تصاعد حدة ا ضغوط ا تضخمية ا ناتجة‬
‫عن سياسة اإصدار ا نقدي ا مفرط ‪.‬‬
‫شهد عام ‪ 1996‬انخفاض ا في ا ناتج ا مح ي اإجما ي باأسعار ا جارية بعد أن ان (‪)6695482.9‬‬
‫م يون دينار في عام ‪ 1995‬إذ إنخفض إ ى (‪ )6500924.6‬م يون دينار وبمعدل نمو سا ب ب غ‬
‫(‪ )%-2.91‬مع إنخفاض في نسبة مساهمة قطاع ا نفط إ ى (‪ )%57.08‬في حين سجل ا ناتج باأسعار‬
‫ا ثابتة معدل نمو موجب ب غ (‪ )% 11.02‬ونتيجة ذ ك يعود إ ى اانخفاض ا بير في معدات ا تضخم‬

‫(‪ )1‬صبري زاير ا سعدي ‪ ،‬ا تجربة اإقتصادية في ا عراق ا نفط وا ديمقراطية وا سوق في ا مشروع اإقتصادي ا وطني‬
‫(‪ 1951‬ـ ـ ـ ‪ ، )2006‬ا طبعة اأو ى ‪ ،‬دار ا مدى ثقافة وا نشر ‪ ، 2009 ،‬ص ‪. 446‬‬
‫(‪ )2‬سام اظم شاني ‪ ،‬تح يل ا عاقة بين ا موازنة ا عامة وا ناتج ا مح ي ااجما ي في ا عراق مدة من ‪2009 -1988‬‬
‫رسا ة ماجستير ‪ .‬مقدمة ا ى ية اادارة وااقتصاد ‪ ،‬جامعة رباء ‪ ، 2011 ،‬ص‪.83‬‬

‫‪12‬‬
‫الفصل الثاني ‪ /‬اآثار النقدية للسياسة المالية في العرا‬

‫(‪)1‬‬
‫وأن ا ناتج‬ ‫بسبب توقيع مذ رة ا تفاهم مع استئناف تصدير ا نفط مقابل ا حصول ع ى ا غذاء وا دواء‬
‫باأسعار ا جارية عاود اإرتفاع خال اأعوام ‪ 2000_1997‬و ن بمعدات نمو متباينة إذ ب غت‬
‫(‪ )%101.24( ،)%13.47( ،)%132.17‬و (‪ )%45.7‬وشهدت نسبة مساهمة قطاع ا نفط في ا ناتج‬

‫ارتفاع ا أيض ا ب غت (‪ )%83.31‬في عام ‪ 2000‬في حين سجل ا ناتج باأسعار ا ثابتة نموا ايجابي ا أيض ا‬
‫وبمعدات نمو متباينة ب غت (‪ )%17.58( ،)%34.86( ،)%21.24‬و (‪. )%1.41‬‬
‫في حين عام ‪ 2001‬و ‪ 2002‬سج تا نموا سا ب ا في ا ناتج ا مح ي اإجما ي باأسعار ا جارية إذ ب غ‬
‫(‪ )%-17.72‬و(‪ )%-0.7‬مع تراجع نسبة مساهمة قطاع ا نفط إ ى (‪ )%74.55‬و(‪ )%70.74‬ع ى‬
‫ا توا ي وسبب هذا ا تراجع يعود إ ى أحداث ‪ 11‬أي ول عام ‪ 2001‬وترتب ع ى ذ ك تراجع في مستوى‬
‫ا نشاط اإقتصادي ا عا مي ‪ ،‬وبا تا ي سجل ا ناتج ا مح ي باأسعار ا ثابتة نموا موجب ا في عام ‪2001‬‬
‫ب غ (‪ )%2.31‬وفي عام ‪ 2002‬سجل نموا سا ب ا بمقدار (‪ )%-6.90‬يعود ذ ك وجود ا بطاقة ا تموينية‬
‫ار اقتصاديا واجتماعيا في ا مجتمع أنها ساهمت في تق يل أعباء ا حصار واآثار‬
‫ما حققت من استقر ا‬
‫ا تي ترتبت ع ى اإقتصاد ‪.‬‬
‫‪ _ 4‬تطور الناتج المحلي اإجمالي باأسعار الجارية والثابتة للمدة ‪:4112 _ 4111‬‬
‫عند بداية هذ ا مدة دخل ا عراق منعطفا جديدا في ا مستويات اإقتصادية وا سياسية واأجتماعية ‪ ،‬و قد‬
‫تم تغير ا نظام ا سياسي في ا عراق ‪ ،‬وخال هذ ا مدة ط أر تحسن ا م حوظ ا ع ى نمو ا ناتج ا مح ي‬
‫اإجما ي خاصة بعد رفع ا عقوبات اإقتصادية ‪ .‬ويرجع ا سبب في هذا ا تحسن ا ذي ط أر ع ى ا نمو‬
‫اإقتصادي وا سيما بعد عام ‪ 2006‬وما بعدها إ ى بعض ا سياسات ا تشجيعية ‪ ،‬ا تحرر ا جزئي‬
‫أسعار وتشجيع ا قطاع ا خاص وتعزيز دور في ا نشاط ااقتصادي ‪ ،‬وزيادة ا تخصيصات ا ما ية‬
‫جميع قطاعات ااقتصاد ا وطني ومحاو ة تحرير ا قطاع ا زراعي من ا قيود وا تي تحد من تطور (‪.)2‬‬
‫ويبين من ا جدول (‪ )2‬إن ا ناتج ا مح ي اإجما ي باأسعار ا جارية استمر باإنخفاض بعد أن ان‬
‫(‪ )41022927.4‬م يون دينار في عام ‪ 2002‬إ ى (‪ )29585788.6‬م يون دينار في عام ‪2003‬‬
‫وبمعدل نمو سا ب ب غ (‪ )%-27.88‬مع إنخفاض نسبة مساهمة قطاع ا نفط في ا ناتج إ ى‬
‫(‪ )%68.78‬وا سبب يعود إ ى حرب ا خ يج ا ثا ثة وانتهت بااحتال وما نتج عنها من توقف مؤقت في‬
‫تصدير ا نفط مع توقف ما بقي من ا مشاريع اإنتاجية ‪ ،‬وسجل ا ناتج باأسعار ا ثابتة انخفاضا أيضا‬

‫(‪ )1‬مر ز حمورابي بحوث وا دراسات اأستراتيجية ‪ ،‬ا تقرير ااستراتيجي ا عراقي ‪ ، 2008 ،‬ص ‪. 274‬‬
‫(‪ )2‬رشيد باني ا ظا مي ‪ ،‬ا زراعة في ا عراق ‪ ،‬مطبعة اانباري ‪ ،‬ا اظمية ‪ ، 2001 ،‬ص ‪240‬‬

‫‪11‬‬
‫الفصل الثاني ‪ /‬اآثار النقدية للسياسة المالية في العرا‬

‫وبمعدل نمو سا ب ب غ (‪ . )%-33.10‬وخال اأعوام ‪ 2004‬و ‪ 2005‬عاود ا ناتج باأسعار ا جارية‬


‫ارتفاع وبمعدات نمو موجبة ب غت (‪ )%79.94‬و(‪ )%38.13‬ع ى ا توا ي مع زيادة ناتج قطاع ا نفط‬
‫ا ناتج عن ارتفاع أسعار ا نفط في ا سوق ا عا مية و ن نسبة مساهمة هذا ا قطاع في هذين ا عامين‬
‫إنخفضت إ ى ( ‪ )%57.87‬و(‪ )57.63‬ع ى ا توا ي وا سبب يعود إ ى أرتفاع نسبة مساهمة قطاعات‬
‫ا خدمات وا نقل (‪ ،)1‬وفي حين ا ناتج باأسعار ا ثابتة فقد حقق نموا موجبا أيضا ب غ (‪)%54.16‬‬
‫و(‪. )%4.40‬‬
‫اأعوام ‪ 6002‬و ‪ 6002‬شهدت زيادة في ا ناتج ا مح ي اإجما ي باأسعار ا جارية وبمعدات نمو ب غت‬
‫(‪ )%62.22‬و(‪ )% 06.20‬و ذ ك حقق ا ناتج باأسعار ا ثابتة معدات نمو موجبة ب غت‬
‫(‪ )%00.02‬و(‪ ، )% 0..2‬في حين أن إيرادات ا نفط مستمر باارتفاع يعود ذ ك ارتفاع ا مستمر في‬
‫أسعار ا نفط ‪ ،‬و ن بقيت نسبة مساهمة قطاع ا نفط في ا ناتج تسير نحو اانخفاض فب غت‬
‫(‪ )%55.62‬و(‪ )%57.2.‬ع ى ا توا ي ‪.‬‬

‫شهد عام ‪ 6002‬زيادة ا ناتج باأسعار ا جارية وا ثابتة إذ ب غ معدل ا نمو ا سنوي ناتج باأسعار‬
‫ا جارية (‪ )%77...‬وباأسعار ا ثابتة (‪ )%2.70‬وتعود هذ ا زيادة ناتج نتيجة إنخفاض معدل ا تضخم‬
‫بش ل بير نتيجة إ ى نجاح ا سياسة ا نقدية ا تي اتبعها ا بنك ا مر زي في تحقيق ااستقرار في مستوى‬
‫اأسعار فضاا عن ا تحسن ا بير في ا وضع اأمني (‪. )2‬‬
‫وفي حين إن نسبة مساهمة قطاع ا نفط في ا ناتج أرتفعت إ ى (‪ )%52.00‬نتيجة أرتفاع أسعار ا نفط ‪،‬‬
‫وشهد عام ‪ 6002‬تراجع ا في ا ناتج باأسعار ا جارية ب غ (‪ )0.2..0600.2‬م يون دينار بعد أن ان‬
‫(‪ )0552.222...‬م يون دينار عام ‪ 6002‬وبمعدل نمو سا ب مقدار (‪ )%-00.72‬وسجل ا ناتج‬
‫باأسعار ا ثابتة معدل نمو موجب مقدار (‪ )%2.00‬مع تراجع نسبة مساهمة قطاع ا نفط في ا ناتج إ ى‬

‫(‪ )1‬سام اظم شاني ‪ ،‬تح يل ا عاقة بين ا موازنة ا عامة وا ناتج ا مح ي ااجما ي في ا عراق مدة من ‪، 2009 -1988‬‬
‫رسا ة ماجستير ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص ‪. 83‬‬
‫(‪ )2‬ا بنك ا مر زي ا عراقي ‪ ،‬ا تقرير ااقتصادي ا سنوي ‪ ، 2008 ،‬ص ‪. 48‬‬

‫‪11‬‬
‫الفصل الثاني ‪ /‬اآثار النقدية للسياسة المالية في العرا‬

‫(‪ )%70.25‬بسبب اأزمة ا ما ية ا عا مية ا تي بدأت في ا وايات ا متحدة وأنتق ت إ ى بقية ا دول وأدت‬
‫إ ى تراجع مستوى ا نشاط ااقتصادي وانخفاض أسعار ا نفط وا س ع اأخرى(‪. )1‬‬
‫في حين اأعوام ‪ 6000‬و ‪ 6000‬شهدت زيادة في ا ناتج باأسعار ا جارية بمعدات نمو ب غت‬
‫(‪ )%62.07‬و(‪ )%66.22‬ع ى ا توا ي ‪ ،‬أما ا ناتج باأسعار ا ثابتة قد سج ت معدات نمو موجبة‬
‫أيضا ب غت (‪ )%5.22‬و(‪ )%2.20‬ع ى ا توا ي ‪ ،‬أما نسبة مساهمة قطاع ا نفط في ا ناتج عاودت‬
‫اإرتفاع فب غت (‪ )%70.20‬و(‪ )%76.2.‬ع ى ا توا ي بسبب عودة أسعار ا نفط إرتفاع مرة أخرى ‪.‬‬
‫شهدت اأعوام ‪ 6006‬و ‪ 600.‬زيادة في ا ناتج باأسعار ا جارية وبمعدات نمو موجبة‬
‫(‪ )%02.22‬و(‪ )%2.2.‬ع ى ا توا ي مع إنخفاض نسبة مساهمة قطاع ا نفط في ا ناتج ب غت‬
‫(‪ )%72.2.‬و(‪ )%72..6‬ع ى ا توا ي بسبب إنخفاض أسعار ا نفط في ا سوق ا عا مية ‪ ،‬أما ا ناتج‬
‫باأسعار ا ثابتة سج ت معدات نمو موجبة فب غت (‪ )%00.52‬و(‪ )%2.2‬ع ى ا توا ي ‪.‬‬

‫شهد عام ‪ 2014‬تراجع ا في ا ناتج باأسعار ا جارية إذ انخفض ا ناتج إ ى (‪ )260610438.4‬م يون‬
‫دينار بعد أن ان (‪ )271091777.5‬م يون دينار في ا عام ا سابق وبمعدل نمو سا ب ب غ (‪)%-3.86‬‬
‫وسجل ا ناتج باأسعار ا ثابتة معدل نمو سا ب أيضا مقدار (‪ )%-3.89‬مع إنخفاض ناتج قطاع ا نفط‬
‫ناتج عن إنخفاض أسعار ا نفط ا عا مية ويرجع هذ اإنخفاض إ ى زيادة ا مية ا معروضة في اأسواق‬
‫ا عا مية مقابل إنخفاض ا ط ب واذا ان إرتفاع ا مية ا منتجة وا مصدرة ا دور ا واضح في إرتفاع نسبة‬
‫ا مساهمة في حجم ا ناتج ا مح ي اإجما ي من ا نفط ب غ (‪. )%46.47‬‬

‫معزز بأرتفاع نسبة مساهمة قطاع‬


‫ا‬ ‫يتبين مما تقدم أن ا نمو ا متحقق في ا ناتج ا مح ي اإجما ي ان‬
‫ا نفط ا تي انت طاغية ع ى باقي قطاعات اأنشطة ااقتصادية غير ا نفطية ‪.‬‬

‫(‪ )1‬وسام حسين ع ي و أسام محمد محمود ‪ ،‬سعر ا صرف وآثر ع ى ا تضخم في ا عراق مدة من ‪ 2005‬ـ ـ ‪، 2009‬‬
‫ية اإدارة وااقتصاد‬ ‫مج ة ت ريت ع وم اإدارية وااقتصادية ‪ ،‬ا مج د ‪ ، 7‬عدد خاص ببحوث ا مؤتمر ا ع مي ا ثاني‬
‫مدة ‪ ، 2011 /5/ 11 – 10‬ص ‪.242‬‬

‫‪11‬‬
‫الفصل الثاني ‪ /‬اآثار النقدية للسياسة المالية في العرا‬

‫جدول ( )‬

‫)‬ ‫ــ‬ ‫الناتج المحلي اإجمالي باأسعار الجارية والثابتة في اإقتصاد العراقي للمدة (‬
‫مليون دينار‬

‫معدل النمو ‪ GDP‬باأسعار‬ ‫‪ GDP‬باأسعار الثابتة‬ ‫معدل النمو ‪GDP‬‬ ‫نسبة مساهمة‬ ‫ناتج قطاع النفط‬ ‫‪GDP‬‬ ‫السنوات‬
‫الثابتة ‪%‬‬ ‫‪111 =1766‬‬ ‫باأسعار الجارية ‪%‬‬ ‫قطاع النفط في‬ ‫(‪) 4‬‬ ‫باأسعار الجارية‬
‫(‪) 4‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫(‪) 2‬‬ ‫‪)1( %GDP‬‬ ‫(‪) 1‬‬
‫‪4751161‬‬ ‫ــــــــــ‬ ‫‪42673‬‬ ‫‪1414462‬‬ ‫‪3374463‬‬ ‫‪1771‬‬
‫‪-42613‬‬ ‫‪11464‬‬ ‫‪-42617‬‬ ‫‪23613‬‬ ‫‪1714461‬‬ ‫‪2423164‬‬ ‫‪1771‬‬
‫‪14637‬‬ ‫‪1214163‬‬ ‫‪151613‬‬ ‫‪24612‬‬ ‫‪3111366‬‬ ‫‪11311662‬‬ ‫‪1774‬‬
‫‪11647‬‬ ‫‪1623164‬‬ ‫‪157621‬‬ ‫‪34644‬‬ ‫‪14573165‬‬ ‫‪14142467‬‬ ‫‪1771‬‬
‫‪1663‬‬ ‫‪1714267‬‬ ‫‪213635‬‬ ‫‪31645‬‬ ‫‪67111262‬‬ ‫‪143614366‬‬ ‫‪1772‬‬
‫‪1614‬‬ ‫‪1735164‬‬ ‫‪111653‬‬ ‫‪44675‬‬ ‫‪2413716‬‬ ‫‪447326467‬‬ ‫‪1773‬‬
‫‪11614‬‬ ‫‪4154661‬‬ ‫‪-4671‬‬ ‫‪35616‬‬ ‫‪151124663‬‬ ‫‪431174264‬‬ ‫‪1774‬‬
‫‪41642‬‬ ‫‪4412465‬‬ ‫‪114615‬‬ ‫‪51667‬‬ ‫‪1113461566‬‬ ‫‪13171122‬‬ ‫‪1775‬‬
‫‪12664‬‬ ‫‪13343‬‬ ‫‪11625‬‬ ‫‪46637‬‬ ‫‪1152442467‬‬ ‫‪1514362563‬‬ ‫‪1776‬‬
‫‪15636‬‬ ‫‪2155161‬‬ ‫‪111642‬‬ ‫‪56611‬‬ ‫‪4474453167‬‬ ‫‪1224211464‬‬ ‫‪1777‬‬
‫‪1621‬‬ ‫‪24136‬‬ ‫‪2365‬‬ ‫‪61611‬‬ ‫‪21612714‬‬ ‫‪3141147767‬‬ ‫‪4111‬‬
‫‪4611‬‬ ‫‪2111361‬‬ ‫‪-15654‬‬ ‫‪52633‬‬ ‫‪1157715464‬‬ ‫‪2111234663‬‬ ‫‪4111‬‬
‫‪-4671‬‬ ‫‪2112267‬‬ ‫‪-1651‬‬ ‫‪51652‬‬ ‫‪4714117666‬‬ ‫‪2114474562‬‬ ‫‪4114‬‬
‫‪-11611‬‬ ‫‪4477162‬‬ ‫‪-45666‬‬ ‫‪46656‬‬ ‫‪41127554‬‬ ‫‪4736356664‬‬ ‫‪4111‬‬
‫‪32614‬‬ ‫‪2141566‬‬ ‫‪57672‬‬ ‫‪35665‬‬ ‫‪1161632164‬‬ ‫‪3141313665‬‬ ‫‪4112‬‬
‫‪2621‬‬ ‫‪2121666‬‬ ‫‪16611‬‬ ‫‪35641‬‬ ‫‪2415756265‬‬ ‫‪5131137664‬‬ ‫‪4113‬‬
‫‪11614‬‬ ‫‪2563162‬‬ ‫‪47677‬‬ ‫‪33674‬‬ ‫‪3463161167‬‬ ‫‪7336573264‬‬ ‫‪4114‬‬
‫‪1616‬‬ ‫‪2631164‬‬ ‫‪14661‬‬ ‫‪32651‬‬ ‫‪3711617263‬‬ ‫‪11564624466‬‬ ‫‪4115‬‬
‫‪4621‬‬ ‫‪3141564‬‬ ‫‪22611‬‬ ‫‪34611‬‬ ‫‪6514421164‬‬ ‫‪13341456161‬‬ ‫‪4116‬‬
‫‪4611‬‬ ‫‪3254166‬‬ ‫‪-11625‬‬ ‫‪21643‬‬ ‫‪3741123165‬‬ ‫‪11711141164‬‬ ‫‪4117‬‬
‫‪3664‬‬ ‫‪3574367‬‬ ‫‪45612‬‬ ‫‪21661‬‬ ‫‪5177141464‬‬ ‫‪15511641461‬‬ ‫‪4111‬‬
‫‪7641‬‬ ‫‪4126466‬‬ ‫‪44655‬‬ ‫‪24651‬‬ ‫‪7466111161‬‬ ‫‪41514511562‬‬ ‫‪4111‬‬
‫‪11635‬‬ ‫‪5141161‬‬ ‫‪14675‬‬ ‫‪27651‬‬ ‫‪14421333563‬‬ ‫‪43244327165‬‬ ‫‪4114‬‬
‫‪566‬‬ ‫‪5346366‬‬ ‫‪4641‬‬ ‫‪24614‬‬ ‫‪14335166763‬‬ ‫‪45117155563‬‬ ‫‪4111‬‬
‫‪-1667‬‬ ‫‪5451464‬‬ ‫‪-1664‬‬ ‫‪24625‬‬ ‫‪14111111167‬‬ ‫‪44141121662‬‬ ‫‪4112‬‬
‫المصدر ‪ :‬وزارة التخطيط _ الجهاز المر زي لإحصاء _ مديرية الحسابات القومية ‪6‬‬

‫‪ -‬وزارة التخطيط والتعاون اأنمائي ‪ ،‬الجهاز المر زي لإحصاء وت نولوجيا المعلومات ‪ ،‬مديرية الحسابات القومية ‪،‬‬
‫النشرة السنوية (‪6 ) 4112 _ 4115‬‬
‫ـــ اأعمدة (‪ )4 ، 2 ، 1‬من عمل الباحث‬

‫‪11‬‬
‫الفصل الثاني ‪ /‬اآثار النقدية للسياسة المالية في العرا‬

‫المطلب الثالث‪ :‬مسار اإيرادات العامة والنفقات العامة للمدة (‪: ) 4112_ 1771‬‬
‫تمثل ا سياسة ا ما ية جناح رئيس سياسة ااقتصادية ا ية ا تي من خا ها يم ن ح ومة ا تأثير‬
‫في مستوى ا نشاط ااقتصادي وتحقيق اأهداف ااقتصادية ‪ ،‬وان سياسة ا ما ية في ا عراق ا دور‬
‫ا قيادي في عقد ا تسعينات إذ ان هذ ا سياسة ا دور ا بير في ا محافظة ع ى مستويات ا معيشة‬
‫مواطن ا ع ارقي بسبب اعتماد ا مواطن ع ى ا دو ة في توفير ا حاجات اأساسية بعد فرض ا عقوبات‬
‫ااقتصادية فقد وجهت ا دو ة نصف إنفاقها ا عام بش ل نفقات تحوي ية مواطن بدون مقابل وتمث ت هذ‬
‫ا نفقات في دعم ا مزارعين من أجل سد ااحتياجات من ا س ع ا زراعية فضاا عن دعم ا بطاقة ا تموينية‬
‫ودعم ا وقود و ن ان هذا ع ى حساب إرتفاع معدات ا تضخم ‪ ،‬وبعد ‪ 2003‬توسع اإنفاق ا ح ومي‬
‫يشمل فقرات أخرى منها هيأة دعاوي ا م ية ونفقات استيراد ا طاقة ا هربائية ونفقات اانتخابات ومنح‬
‫ا شر ات وا هيئات(‪6 )1‬‬
‫وعند صدور قانون و ازرة ا ما ية وا دين ا عام رقم ‪ 95‬سنة ‪ 2004‬وا ذي نظم اإجراءات ا تي تح م‬
‫وتبني تنفيذ ا موازنة ااتحادية عراق واأمور ا متع قة ‪ ،‬وقد وضعت ا سياسة ا ما ية أسس واتجاهات‬
‫ا تخطيط ا ما ي في ا عراق وتحديد اإطار ا عام وا تفصي ي عناصر ا خطة ا ما ية ضمن إطار ا سياسة‬
‫ا عامة دو ة وخطط ا تنمية وتهيئة وسائل إعداد ا خطة واإشراف ع ى تنفيذها (‪6 )2‬‬
‫واآن سيتم تح يل تطور ا نفقات واإيرادات في ا عراق مدة(‪: ) 2014 _ 1990‬‬

‫اواا _تطورحجم النفقات العامة للمدة (‪: )4112 _ 1771‬‬


‫تميزت هذ ا مدة بتزايد حجم اإنفاق ا ح ومي بش ل عام وا نفقات ا جارية بش ل خاص ‪ ،‬بسبب‬
‫ظروف ا حرب وما تبعها من آثار س بية ‪ ،‬وفرض ا عقوبات ا دو ية ‪ ،‬إذ ازدادت ا نفقات ا عامة بمعدات‬
‫نمو قد فاقت ا زيادة ا حاص ة في اإيرادات ا عامة سواء انت باأسعار ا جارية أم ا ثابتة باستثناء مدة ما‬
‫ما أن نسبة ا زيادة في ا نفقات ا عامة قد تر زت ع ى اإنفاق ا جاري في أغ ب‬ ‫بعد عام ‪. 2003‬‬
‫اأحيان أ ثر من نسبة ا زيادة في اإنفاق ااستثماري عدا بعض ا حاات ا نادرة وا تي أنصبت ع ى‬

‫(‪ )1‬احمد حسن ا هيتي وآخرون ‪ ،‬ا تضخم في اإقتصاد ا عراقي مدة من ‪1990‬ـ ـ ـ ‪ 2007‬اأسباب واآثار ودور ا سياسة‬
‫ا ما ية في معا جته ‪ ،‬مج ة اأنبار ع وم اإقتصادية واإدارية ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص ‪12‬‬
‫(‪ )2‬فاح حسن ثويني ‪ ،‬ا عاقة بين ا سياسة ا نقدية وا ما ية مع اإشارة إ ى ا عراق بعد ‪ ، 2003‬جامعة ا قادسية ‪،‬‬
‫ية اإدارة وااقتصاد ‪ 17‬ـ ـ ـ ـ ‪ ، 2009 / 3 / 18‬ا مج د ا ثاني ‪ ،‬ص ‪. 136‬‬ ‫ا مؤتمر ا ع مي اأول‬

‫‪17‬‬
‫الفصل الثاني ‪ /‬اآثار النقدية للسياسة المالية في العرا‬

‫أعادة بناء ما دمرته ا حرب‪ ،‬ذا فأن هي ل ا نفقات ا عامة غا ب ا ما يع س ا طبيعة ااستها ية إنفاق‬
‫ا ح ومي خال مدة ا دراسة ‪.‬‬

‫وسيتم تناول تطور ا نفقات ا عامة في ا عراق ع ى مرح تين وع ى ا نحو اآتي ‪:‬‬
‫‪1‬ــــ تطور النفقات العامة للمدة (‪ : )4114 _ 1771‬ا جدول (‪ )3‬يوضح تطور ا نفقات ا عامة ‪ ،‬ففي‬
‫عام ‪ 1990‬ب غت ا نفقات ا عامة باأسعار ا جارية وا ثابتة (‪ )14179‬و(‪ )8795.91‬م يون دينار ونسبة‬
‫ا نفقات إ ى ا ناتج ا مح ي اإجما ي ب غت (‪ ، )%25.35‬وأزدادت ا نفقات ا عامة باأسعار ا جارية في‬
‫عام ‪ 1991‬إ ى (‪ )17497‬م يون دينار بمعدل نمو يب غ (‪ )%23.40‬وا نفقات باأسعار ا ثابتة‬
‫إنخفضت بمعدل نمو سنوي سا ب ب غ (‪ )%-56.93‬أي أن ا زيادة في ا نفقات ا عامة انت زيادة‬
‫ظاهرية و يست حقيقية بسبب إرتفاع معدات ا تضخم ا ناتج عن ا تمويل با عجز وانخفاض اإيرادات‬
‫ا نفطية وتوقف تصدير ا نفط بعد حرب ا خ يج وفرض ا عقوبات ااقتصادية ع ى ا عراق ‪ ،‬ونسبة ا نفقات‬
‫إ ى ا ناتج ا مح ي اإجما ي أزدادت في عام ‪ 1991‬إ ى (‪ .)%41.22‬شهد عام ‪ 1992‬زيادة بيرة في‬
‫ا نفقات ا عامة باأسعار ا جارية إذ ب غت (‪ )32883‬م يون دينار وبمعدل نمو سنوي ب غ (‪)%87.94‬‬
‫ومعدل ا نمو باأسعار ا ثابتة ب غ ( ‪ )%2.27‬وهي ا تي تمثل ا زيادة ا حقيقية في ا نفقات ا عامة أما‬
‫ا نسبة ا متبقية (‪ )%85.67‬فهي زيادة ظاهرية وانخفضت نسبة ا نفقات إ ى ا ناتج ا مح ي إذ ب غت‬
‫(‪ )%28.57‬بعد أن انت (‪ )%41.22‬في ا عام ا سابق ‪ .‬واستمرت ا زيادة في ا نفقات ا عامة باأسعار‬
‫ا جارية في اأعوام ‪ 1993‬ـ ـ ‪ 1995‬بمعدات نمو مرتفعة ب غت (‪)246.36 ، 189.74 ، 109.70‬‬
‫‪ %‬وب غ حجم اإنفاق هذ اأعوام (‪ )199442( ،)68954‬و(‪ )690783‬م يون دينار هذ ا زيادة في‬
‫ا نفقات ا عامة في ا مدة من ‪ 1995 _ 1990‬انت تتر ز في دعم اإنتاج ا زراعي من أجل سد حاجة‬
‫ا ب د من ا محاصيل ا زراعية بعد توقف ااستيراد وهذ ا زيادة انت ممو ة عن طريق اإفراط في‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ ،‬وهذا ما يع سه ا نمو في ا نفقات ا عامة‬ ‫اإصدار ا نقدي ا جديد ا ذي سبب ارتفاع معدات ا تضخم‬
‫باأسعار ا ثابتة إذ سج ت معدات نمو سا بة ب غت (‪ )%-51.15( ،)%-31.83‬و(‪ )%-23.27‬أي‬
‫أن ا زيادة انت ظاهرية و يست حقيقية ‪ ،‬أما نسبة ا نفقات ا عامة إ ى ا ناتج ا مح ي فقد شهدت إنخفاضا‬
‫فب غت (‪ )%12.03( ،)%21.44‬و(‪ )%10.32‬ع ى ا توا ي ‪ .‬وفي عام ‪ 1996‬شهدت ا نفقات ا عامة‬

‫(‪ .)1‬أ ارم عبد ا عزيز ‪ ،‬اإصاح ا ما ي بين نهج صندوق ا نقد ا دو ي وا خيار ا بديل ‪ ،‬ا طبعة اأو ى ‪ ،‬بيت ا ح مة ‪،‬‬
‫بغداد‪ ،2002 ،‬ص ‪.266‬‬

‫‪18‬‬
‫الفصل الثاني ‪ /‬اآثار النقدية للسياسة المالية في العرا‬

‫باأسعار ا جارية انخفاضا ب غ (‪ )542542‬م يون دينار بعد إن انت في ا عام ا سابق (‪)690783‬‬
‫م يون دينار وبمعدل نمو سا ب (‪ )%-21.46‬وا سبب هو اتخاذ ا ح ومة إجراءات تقشفية معا جة‬
‫ا تضخم ا منف ت عن طريق ا ضغط ع ى ا نفقات ا عامة وتحديد أوجه اإنفاق وتخفيض اإنفاق ع ى‬
‫ا صحة وا تع يم وزيادة موارد ا دو ة من ا ضرائب وا رسوم وا غاء ا دعم واإعفاءات فضاا عن توقيع مذ رة‬
‫ا تفاهم‪ ،‬أما معدل نمو ا نفقات باأسعار ا ثابتة انت سا بة أيضا ب غ (‪ )%-7.13‬فضاا عن أن نسبة‬
‫ا نفقات ا عامة إ ى ا ناتج ا مح ي إنخفضت إ ى (‪ . )%8.35‬شهد عام ‪ 1997‬زيادة مرة أخرى في‬
‫ا نفقات ا عامة إذ ب غت (‪ )605802‬م يون دينار وبمعدل نمو ب غ (‪ )%11.66‬في حين إن معدل ا نمو‬
‫ا سنوي نفقات باأسعار ا ثابتة انت سا بة (‪ )%-9.24‬أي إن ا زيادة يست زيادة حقيقية وانما انت‬
‫ظاهرية ‪ ،‬وواص ت نسبة ا نفقات ا عامة إ ى ا ناتج ا مح ي اإنخفاض إذ ب غت (‪. )%4.01‬‬
‫واص ت ا نفقات ا عامة باأسعار ا جارية ا زيادة في عامي ‪ 1998‬و ‪ 1999‬وبمعدات نمو متباينة ب غت‬
‫(‪ )%51.95‬و(‪ )%12.28‬ع ى ا توا ي في حين انت معدات ا نمو باأسعار ا ثابتة مخت فة في عام‬
‫‪ 1998‬إذ ان معدل ا نمو (‪ )%32.39‬وهذ تمثل زيادة حقيقية وا نسبة ا متبقية (‪ )%19.56‬انت‬
‫زيادة ظاهرية بسبب ا تضخم ‪ ،‬و ن عام ‪ 1999‬ان معدل ا نمو في ا نفقات ا عامة باأسعار ا ثابتة‬
‫سا با ب غ (‪ )%-0.26‬يعني إن هذ ا زيادة انت ظاهرية ‪ ،‬أما نسبة ا نفقات ا عامة إ ى ا ناتج ا مح ي‬
‫فزادت في عام ‪ 1998‬إ ى (‪ )%5.37‬و ن في عام ‪ 1999‬عاودت اانخفاض مرة أخرى إ ى (‪. )%3‬‬
‫واستمرت ا زيادة في ا نفقات ا عامة في اأعوام ‪ 2002 _ 2000‬إذ ب غت (‪،)1498700‬‬
‫(‪ )2079727‬و(‪ )2518285‬م يون دينار وبمعدات نمو ب غت (‪ )%38.1( ،)%45.0‬و(‪)%21.68‬‬
‫ع ى ا توا ي ‪ ،‬وقد سج ت ا نفقات باأسعار ا ثابتة معدات نمو سنوية ب غت في عام ‪2000‬‬
‫(‪ )%38.13‬ا تي تمثل زيادة حقيقية (‪ )%6.87‬زيادة ظاهرية ‪ ،‬أما عام ‪ 2001‬ف ان ( ‪)%18.67‬‬
‫وهي زيادة حقيقية وا متبقي (‪ )%19.43‬زيادة ظاهرية ‪ ،‬وعام ‪ 2002‬ان ( ‪ )%1.98‬تمثل زيادة‬
‫حقيقية في ا نفقات ا عامة مقابل (‪ )%19.7‬زيادة ظاهرية ‪ ،‬أما نسبة ا نفقات ا عامة إ ى ا ناتج إنخفضت‬
‫إ ى (‪ )%2.98‬عام ‪ 2000‬و نها ارتفعت في ا عامين ا تا يين تصل إ ى (‪ )%5.03‬و(‪ )%6.13‬ع ى‬
‫ا توا ي ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫الفصل الثاني ‪ /‬اآثار النقدية للسياسة المالية في العرا‬

‫‪ 4‬ــــ تطور النفقات العامة للمدة (‪4111‬ـــ ‪ : )4112‬شهد عام ‪ 2003‬إنخفاضا في ا نفقات ا عامة إذ‬
‫ب غت (‪ )1982548‬م يون دينار بمعدل نمو سا ب ب غ (‪ )%-21.27‬أما ا نفقات باأسعار ا ثابتة فقد‬
‫سج ت أيض ا معدل نمو سا ب ب غ (‪ )%-40.6‬و انت نسبة ا نفقات ا عامة إ ى ا ناتج ا مح ي‬
‫(‪ )%6.70‬وا سبب في هذ اإنخفاض هو احتال ا عراق وتعطيل ا ثير من ا مشاريع ا عامة ‪ .‬ن شهد‬
‫عام ‪ 2004‬عودة ا زيادة في ا نفقات ا عامة وبمعدل نمو مرتفع جدا ب غ (‪ )%1520.01‬و ان ا نمو‬
‫باأسعار ا ثابتة ب غ معداا مرتفع ا أيض ا ب غ (‪ )%1175.98‬أي أن هذ ا نسبة ا بيرة انت زيادة حقيقية‬
‫بير إذ ب غت‬
‫ا‬ ‫وا نسبة (‪ )%344.03‬هي زيادة ظاهرية وشهدت نسبة ا نفقات ا عامة إ ى ا ناتج ارتفاع ا‬
‫(‪ ، )%60.33‬وتعزى هذ ا زيادة في ا نفقات إ ى زيادة اإنفاق من اجل ا سيطرة ع ى ا وضع اأمني‬
‫و ذ ك تعديل اأجور وا رواتب وا مخصصات ‪ .‬تراجعت ا نفقات ا عامة باأسعار ا جارية في عام ‪2005‬‬
‫إذ ب غت (‪ )26375175‬م يون دينار بمعدل نمو سا ب ب غ (‪ )%-17.88‬و ذ ك سجل معدل ا نمو في‬
‫ا نفقات ا عامة باأسعار ا ثابتة قيمة سا بة ب غت (‪ )%-40.04‬وانخفضت نسبة ا نفقات ا عامة إ ى ا ناتج‬
‫ا مح ي إ ى (‪ . )%35.87‬وعاودت ا نفقات ا عامة ا زيادة في عامي ‪ 2006‬و ‪ 2007‬بمعدات‬

‫ان سا ب ا‬ ‫نمو ب غت (‪ )%47.13‬و (‪ )%0.58‬في حين أن معدل ا نمو باأسعار ا ثابتة‬


‫(‪ )%-3.98‬و(‪ )%-23.13‬ع ى ا توا ي ‪ ،‬ومعنى ذ ك أن ا زيادة في ا نفقات ا عامة انت ظاهرية ‪،‬‬
‫وشهدت نسبة ا نفقات ا عامة إ ى ا ناتج زيادة في عام ‪ 2006‬ب غت (‪ )%40.60‬و نها إنخفضت في‬
‫ا عام ا احق ب غت ( ‪ )%36.19‬وص ت ا نفقات ا عامة إ ى أع ى مستوى ها عام ‪ ، 2008‬إذ ارتفعت‬
‫ا نفقات ا عامة باأسعار ا جارية إ ى ( ‪ )59403375‬م يون دينار وبمعدل نمو ب غ ( ‪ ، )%52.19‬أما‬
‫معدل ا نمو باأسعار ا ثابتة ب غ (‪ ، )%48.24‬في حين أن نسبتها من ا ناتج ا مح ي اإجما ي ب غت‬
‫(‪ ، )%38.16‬وأن سبب هذ زيادة في ا نفقات يعود إ ى ا زيادة في ا نفقات ا تشغي ية ا سيما ا رواتب‬
‫فضاا عن زيادة ا نفقات ااستثمارية ‪ .‬تراجعت ا نفقات ا عامة إ ى (‪ )52567025‬م يون دينار عام‬
‫‪ 2009‬باأسعار ا جارية ‪ ،‬إذ حققت معدل نمو سا ب (‪ ، )%-11.50‬أما باأسعار ا ثابتة فقد ان‬
‫معدل ا نمو سا ب أيض ا ( ‪ ، )%-8.95‬ما تراجعت نسبة اإنفاق إ ى ا ناتج ا مح ي اإجما ي إ ى‬
‫(‪ )%37.72‬و ان ذ ك بسبب ا سياسات اإن ماشية ا تي قامت بها ا س طة ا ما ية نتيجة أزمة ا ما ية‬
‫في ت ك ا مدة ‪ .‬عاودت ا نفقات ا عامة باأسعار ا جارية ا زيادة في اأعوام ‪ 2013 _ 2010‬بمعدات‬
‫نمو موجبة ومتباينة ب غت (‪ %)13.30 ، 33.49 ، 12.29 ، 33.41‬وقد سج ت ا نفقات باأسعار‬
‫ا ثابتة معدات نمو موجبة ومتباينة أيض ا ب غت (‪ ، %)11.24 ، 25.88 ، 6.35 ، 30.21‬أما نسبة‬

‫‪70‬‬
‫الفصل الثاني ‪ /‬اآثار النقدية للسياسة المالية في العرا‬

‫ا نفقات ا عامة إ ى ا ناتج ا مح ي اإجما ي ازدادت في عام ‪ 2010‬إذ ب غت (‪ )%39.62‬و نها في عام‬
‫‪ 2011‬إنخفضت هذ ا نسبة إ ى (‪ )%36.23‬و نها ارتفعت في ا عامين ا تا يين تصل إ ى‬
‫(‪ )%43.94( )%41.35‬ع ى ا توا ي ‪.‬‬

‫بير في ا نفقات ا عامة إذ ب غت باأسعار ا جارية (‪ )83556226‬م يون‬


‫ا‬ ‫سجل عام ‪ 2014‬إنخفاضا‬

‫دينار وبمعدل نمو سا ب ب غ (‪ )%-29.85‬أما باأسعار ا ثابتة سج ت معدل نمو سا ب أيض ا‬


‫(‪ )%-31.40‬و ما تراجعت نسبة ا نفقات إ ى ا ناتج فب غت (‪ )%32.06‬وا سبب في هذا اإنخفاض‬
‫جاء إنخفاض ا نفقات بشقيها (ا جارية وااستثمارية) نتيجة عدم إقرار ا موازنة ‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫الفصل الثاني ‪ /‬اآثار النقدية للسياسة المالية في العرا‬

‫جدول ( )‬
‫)‬ ‫ــ‬ ‫تطور الن قا العامة في ااقتصاد العراقي للمدة (‬

‫مليون دينار‬

‫معدل النمو النفقات العامة‬ ‫النفقات العامة‬ ‫نسبة النفقات العامة‬ ‫معدل نمو‬ ‫النفقات العامة باأسعار‬ ‫السنوات‬
‫باأسعار الثابتة ‪%‬‬ ‫باأسعار الثابتة‬ ‫الى الجارية ‪GDP‬‬ ‫النفقات العامة‬ ‫الجارية‬
‫(‪) 3‬‬ ‫‪111=1766‬‬ ‫باأسعار‬ ‫باأسعار‬ ‫(‪)1‬‬
‫( ‪)2‬‬ ‫)‪(3‬‬ ‫الجارية ‪%‬‬
‫( ‪)4‬‬
‫ـــــــــــــــــــ‬ ‫‪6573671‬‬ ‫‪43613‬‬ ‫ـــــــــــــــــ‬ ‫‪12157‬‬ ‫‪1771‬‬
‫‪-34671‬‬ ‫‪1566613‬‬ ‫‪21644‬‬ ‫‪41621‬‬ ‫‪15275‬‬ ‫‪1771‬‬
‫‪4645‬‬ ‫‪1652614‬‬ ‫‪46635‬‬ ‫‪65672‬‬ ‫‪14661‬‬ ‫‪1774‬‬
‫‪-11661‬‬ ‫‪4421661‬‬ ‫‪41622‬‬ ‫‪117651‬‬ ‫‪46732‬‬ ‫‪1771‬‬
‫‪-31613‬‬ ‫‪1467674‬‬ ‫‪14611‬‬ ‫‪167642‬‬ ‫‪177224‬‬ ‫‪1772‬‬
‫‪-14645‬‬ ‫‪767656‬‬ ‫‪11614‬‬ ‫‪424614‬‬ ‫‪471561‬‬ ‫‪1773‬‬
‫‪-5611‬‬ ‫‪717642‬‬ ‫‪6613‬‬ ‫‪-41624‬‬ ‫‪324124‬‬ ‫‪1774‬‬
‫‪-7642‬‬ ‫‪612614‬‬ ‫‪2611‬‬ ‫‪11644‬‬ ‫‪413614‬‬ ‫‪1775‬‬
‫‪14617‬‬ ‫‪1112636‬‬ ‫‪3615‬‬ ‫‪31673‬‬ ‫‪741311‬‬ ‫‪1776‬‬
‫‪-1644‬‬ ‫‪1111646‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪14646‬‬ ‫‪1111334‬‬ ‫‪1777‬‬
‫‪16611‬‬ ‫‪1341651‬‬ ‫‪4676‬‬ ‫‪2361‬‬ ‫‪1276511‬‬ ‫‪4111‬‬
‫‪16646‬‬ ‫‪1613663‬‬ ‫‪3611‬‬ ‫‪1661‬‬ ‫‪4147545‬‬ ‫‪4111‬‬
‫‪1676‬‬ ‫‪1621631‬‬ ‫‪4611‬‬ ‫‪41646‬‬ ‫‪4316436‬‬ ‫‪4114‬‬
‫‪-2164‬‬ ‫‪1171631‬‬ ‫‪4651‬‬ ‫‪-41645‬‬ ‫‪1764326‬‬ ‫‪4111‬‬
‫‪1153676‬‬ ‫‪11734674‬‬ ‫‪41611‬‬ ‫‪1341611‬‬ ‫‪14115271‬‬ ‫‪4112‬‬
‫‪-21612‬‬ ‫‪6144617‬‬ ‫‪13665‬‬ ‫‪-15666‬‬ ‫‪44153153‬‬ ‫‪4113‬‬
‫‪-1676‬‬ ‫‪6111645‬‬ ‫‪21641‬‬ ‫‪25611‬‬ ‫‪16614457‬‬ ‫‪4114‬‬
‫‪-14611‬‬ ‫‪4135632‬‬ ‫‪14617‬‬ ‫‪1636‬‬ ‫‪17111414‬‬ ‫‪4115‬‬
‫‪26642‬‬ ‫‪7132641‬‬ ‫‪16614‬‬ ‫‪34617‬‬ ‫‪37211153‬‬ ‫‪4116‬‬
‫‪-6673‬‬ ‫‪6112632‬‬ ‫‪15654‬‬ ‫‪-11631‬‬ ‫‪34345143‬‬ ‫‪4117‬‬
‫‪11641‬‬ ‫‪11631641‬‬ ‫‪17644‬‬ ‫‪11621‬‬ ‫‪51112411‬‬ ‫‪4111‬‬
‫‪4613‬‬ ‫‪11321664‬‬ ‫‪14641‬‬ ‫‪14647‬‬ ‫‪56535444‬‬ ‫‪4111‬‬
‫‪43666‬‬ ‫‪12346646‬‬ ‫‪21613‬‬ ‫‪11627‬‬ ‫‪113117354‬‬ ‫‪4114‬‬
‫‪11642‬‬ ‫‪14141641‬‬ ‫‪21672‬‬ ‫‪11611‬‬ ‫‪117145334‬‬ ‫‪4111‬‬
‫‪-11621‬‬ ‫‪11164667‬‬ ‫‪14614‬‬ ‫‪-47663‬‬ ‫‪61334444‬‬ ‫‪4112‬‬
‫المصدر ‪ - :‬وزارة المالية ‪ ،‬دائرة الموازنة‬
‫البنك المر زي العراقي ‪ ،‬المديرية العامة لإحصاء واأبحاث النشرات السنوية (‪) 4112_4111 _ 4117 _ 4116 _ 4114‬‬ ‫‪-‬‬
‫اأعمدة (‪ 1 _ 4‬ــــ ‪ )3‬من عمل الباحث‬ ‫‪-‬‬
‫العمود (‪ ) 2‬من عمل الباحث بااعتماد على بيانات الملحق (‪6 )1‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪72‬‬
‫الفصل الثاني ‪ /‬اآثار النقدية للسياسة المالية في العرا‬

‫ثاني ا _ تطور اإيرادات العامة للمدة (‪: ) 4112 _ 1771‬‬

‫في بداية ا تسعينات أخذت اإيرادات ا عامة با تراجع وقد استمرت هذ ا حا ة خاصة باأسعار‬
‫ا ثابتة ‪ ،‬وذ ك بسبب ظروف ا عقوبات ااقتصادي وحرب ا خ يج ا ثانية وما حقت بها من اضطرابات‬
‫أمنية وسياسية وبعد ا عمل بمذ رة ا تفاهم واستئناف تصدير ا نفط أرتفعت اإيرادات ا عامة ‪ ،‬ما شهدت‬
‫اإيرادات ا عامة زيادات بيرة بعد عام ‪ ، 2003‬وغا ب ا ما ان سبب ت ك ا زيادة يعود إ ى ارتفاع حجم‬
‫اإيرادات ا نفطية وهذا يع س ا طبيعة اأحادية اقتصاد ا عراقي ‪.‬‬

‫‪1‬ـــ تطور اإيرادات العامة للمدة ‪: 4114 _ 1771‬‬


‫يم ن توضيح تطور اإيرادات ا عامة خال مدة ا دراسة بااستعانة با جدول (‪ . )4‬ففي عام‬
‫‪ 1990‬ب غت اإيرادات ا عامة باأسعار ا جارية وا ثابتة (‪ )8491‬و(‪ )5267.4‬م يون دينار ونسبة‬
‫اإيرادات إ ى ا ناتج ا مح ي اإجما ي ب غت (‪ ، )%15.2‬وتراجعت اإيرادات ا عامة باأسعار ا جارية‬
‫إ ى (‪ )4228‬م يون دينار عام ‪ ، 1991‬إذ حققت معدل نمو سا ب مقدار (‪ )%-50.2‬أما معدل‬
‫ا نمو باأسعار ا ثابتة ان سا ب ا أيض ا ب غ (‪ ، )%-82.6‬ما تراجعت نسبتها من ا ناتج ا مح ي‬
‫اإجما ي إ ى (‪ ، )% 10‬وأن سبب هذا ا تراجع يعود إ ى إحداث حرب ا خ يج ا ثانية وتراجع اإيرادات‬
‫ا نفطية فضاا عن اأحداث ا سياسية وااضطرابات اأمنية وا تي أدت إ ى صعوبة تحصيل بعض‬
‫اإيرادات ا عامة ‪.‬‬
‫عاودت اإيرادات ا عامة باأسعار ا جارية ا زيادة في اأعوام ‪ 1992‬ـ ـ ‪ 1995‬بمعدات نمو مرتفعة‬
‫اأعوام ب غت(‪،)8997( ،)5047‬‬ ‫هذ‬ ‫ب غت(‪%)317.0،19.4،78.3،185.2‬وحجم اإيرادات‬
‫(‪ )25659‬و (‪ )106986‬م يون دينار وحققت اإيرادات ا عامة باأسعار ا ثابتة معدات نمو سا بة‬
‫ب غت (‪ %)-7.6 ، -52.1 ، -42.1 ، -35.0‬بسبب جوء ا دو ة سياسة ا تمويل با عجز ا تي‬
‫غرض‬ ‫أصبحت ا سبيل ا رئيسي بعد توقف ا صادرات ا نفطية في توفير ا موارد ا ما ية‬
‫تمويل اإنفاق ا ح ومي ا مر زي أي أن ا زيادة في اإيرادات ا عامة انت نقدية غير حقيقية ا ذي‬
‫دفع بمعدات ا تضخم نحو اارتفاع ‪ ،‬أما نسبة اإيرادات إ ى ا ناتج ا مح ي قد شهدت انخفاض ا ب غ‬
‫(‪ %)1.6 ، 1.5 ، 2.8 ، 4.4‬ع ى ا توا ي‪.‬‬

‫وقد ارتفعت اإيرادات ا عامة في عامي ‪ 1996‬و ‪ 1997‬إ ى (‪ )178013‬و(‪ )410537‬م يون دينار‬
‫باأسعار ا جارية محققة نمو سنويا (‪ )%66.4‬و(‪ )%130.76‬ع ى ا توا ي ‪ ،‬أما باأسعار ا ثابتة ب غت‬

‫‪71‬‬
‫الفصل الثاني ‪ /‬اآثار النقدية للسياسة المالية في العرا‬

‫نسبة ا نمو (‪ )%96.8‬و(‪ )% 87.5‬في حين أن نسبة اإيرادات ا عامة إ ى ا ناتج ا مح ي اإجما ي قد‬
‫حققت زيادة متواضعة مقارنة با سنة ا سابقة ‪ ،‬إذ ب غت (‪ )%2.7‬و ان ذ ك بسبب زيادة اإيرادات ا نفطية‬
‫بموجب مذ رة ا تفاهم ‪.‬‬

‫أستمرت ا زيادة في اإيرادات ا عامة في اأعوام ‪ 2000 _ 1998‬ب غت (‪)719065( ،)520430‬‬


‫و(‪ )1133034‬م يون دينار بمعدات نمو متفاوتة ب غت (‪ %)57.6 ، 38.2 ، 26.8‬ع ى‬
‫ا توا ي ‪ ،‬وأما اإيرادات ا عامة باأسعار ا ثابتة سج ت معدات نمو مرتفعة ب غت في عام ‪1998‬‬
‫(‪ )%10.5‬ا تي تمثل زيادة حقيقية وا متبقي (‪ )%16.3‬زيادة نقدية ‪ ،‬أما عام ‪ 1999‬ان معدل ا نمو‬
‫باأسعار ا ثابتة (‪ )%22.7‬وهي زيادة حقيقية وا متبقي (‪ )%15.5‬زيادة نقدية ‪ ،‬عام ‪ 2000‬ان معدل‬
‫ا نمو يب غ (‪ )%50.1‬ا تي تمثل زيادة حقيقية في اإيرادات ا عامة مقابل (‪ )%7.5‬زيادة‬
‫نقدية ‪ ،‬وانخفضت نسبة اإيرادات ا عامة إ ى ا ناتج عام ‪ 2000‬إ ى (‪ )%2.3‬بعد إن انت (‪)%3.0‬‬
‫في عام ‪. 1998‬‬

‫واص ت اإيرادات ا عامة باأسعار ا جارية اأرتفاع في عامي ‪ 2001‬و ‪ 2002‬وبمعدات نمو ب غت‬
‫(‪ )%13.8‬و(‪ )% 52.9‬ع ى ا توا ي ‪ ،‬وبا مقابل انت معدات ا نمو باأسعار ا ثابتة مخت فة ‪ ،‬ان‬
‫معدل ا نمو سا ب (‪ )%-2.2‬عام ‪ 2001‬يعني أن ا زيادة انت نقدية ‪ ،‬و ن عام ‪ 2002‬ان معدل‬
‫ا نمو باأسعار ا ثابتة موجب (‪ )%28.1‬تمثل زيادة حقيقية وا نسبة ا متبقية (‪ )%24.8‬زيادة نقدية ‪ ،‬أما‬
‫تصل إ ى‬ ‫اأعوام‬ ‫نسبة اإيرادات ا عامة إ ى ا ناتج ا مح ي اإجما ي ارتفعت في هذ‬
‫(‪ )%3.1‬و(‪ )%4.8‬ع ى ا توا ي ‪.‬‬

‫‪ _4‬تطور اإيرادات العامة للمدة (‪: )4112 _ 4111‬‬

‫وبعد ا حرب ااخيرة في عام ‪ 2003‬أرتفعت اإيرادات ا عامة باأسعار ا جارية إ ى (‪)2146346‬‬
‫م يون دينار وبمعدل نموي سنوي ب غ (‪ )% 8.9‬يقاب ه معدل نمو سا ب باأسعار ا ثابتة (‪، )%-17.9‬‬
‫أما نسبة اإيرادات ا عامة إ ى ا ناتج ا مح ي اإجما ي فقد أرتفعت إ ى (‪ )%7.3‬بسبب زيادة اإيرادات‬
‫ا نفطية ‪.‬‬

‫ما أرتفعت اإيرادات ا عامة باأسعار ا جارية إ ى (‪ )329882739‬م يون دينار عام ‪ ، 2004‬بمعدل‬
‫نمو سنوي (‪ ، )%1436.7‬أما باأسعار ا ثابتة فقد ب غ معدل ا نمو ا سنوي (‪ ، )%1110.3‬ما أرتفعت‬

‫‪71‬‬
‫الفصل الثاني ‪ /‬اآثار النقدية للسياسة المالية في العرا‬

‫نسبة اإيرادات إ ى ا ناتج ا مح ي فب غت (‪ ، )%62.0‬وذ ك بسبب زيادة أسعار ا نفط وا صادرات‬


‫ا نفطية وبا تا ي زيادة اإيرادات ا عامة ‪ .‬استمرت اإيرادات ا عامة باأسعار ا جارية با زيادة في اأعوام‬
‫‪ 2007 _ 2005‬بمعدات نمو متذبذبة ب غت (‪ %)11.3 ، 21.1 ، 22.8‬أما باأسعار ا ثابتة سج ت‬
‫معدات نمو سا بة (‪ %)-14.9 ، -21.0 ، -10.3‬يعني أن هذ ا زيادة انت نقدية‪ ،‬أما نسبة‬
‫اإيرادات إ ى ا ناتج ا مح ي إنخفضت إ ى (‪ )%50.6‬عام ‪ 2007‬بعد أن انت (‪ )%55.1‬عام‪.2005‬‬
‫حققت اإيرادات ا عامة أع ى مستوى ها عام ‪ 2008‬مقارنة با سنوات ا سابقة إذ ب غت (‪)80252182‬‬
‫م يون دينار باأسعار ا جارية بمعدل نمو سنوي (‪ ، )%47‬و ان معدل ا نمو باأسعار ا ثابتة (‪)%43.2‬‬
‫ما ب غت نسبتها إ ى ا ناتج ا مح ي اإجما ي (‪ ، )%51.6‬وأن هذ ا زيادة في اإيرادات ا عامة انت‬
‫بسبب زيادة ا عوائد ا نفطية ‪.‬‬

‫فيما انخفضت اإيرادات ا عامة باأسعار ا جارية عام ‪ 2009‬إ ى (‪ )55209353‬م يون دينار ‪ ،‬إذ‬
‫حققت معدل نمو سا ب (‪ ، )%-31.2‬أما معدل ا نمو باأسعار ا ثابتة قد ان سا ب ا أيض ا ب غ‬
‫(‪ ، )%-29.2‬أما نسبة اإيرادات ا عامة إ ى ا ناتج ا مح ي اإجما ي فقد تراجعت إ ى (‪، )%39.6‬‬
‫و ان ذ ك بسبب اأزمة ا عا مية عام ‪. 2008‬‬

‫عاودت اإيرادات ا عامة اارتفاع في اأعوام ‪ 2010‬ـ ـ ‪ 2012‬ب غت (‪)108807392( ،)70178232‬‬


‫و(‪ )119817224‬م يون دينار وبمعدات نمو متفاوتة ب غت (‪، %)10.1 ، 55.0 ، 27.1‬أما ا نفقات‬
‫باأسعار ا ثابتة سج ت معدات نمو متفاوتة أيض ا ب غت (‪ ، %)3.8 ، 46.8 ، 24.1‬وأما نسبة‬
‫اإيرادات ا عامة إ ى ا ناتج ا مح ي اإجما ي أرتفعت إ ى (‪ )%50.1‬في عام ‪ 2011‬ثم تراجعت هذ‬
‫ا نسبة إ ى (‪ )%47.1‬عام ‪ ، 2012‬سبب ذ ك عودة أسعار ا نفط ارتفاع مما أدى إ ى ارتفاع‬
‫إى‬ ‫اإيرادات ا عامة ‪ .‬تراجعت اإيرادات ا عامة باأسعار ا جارية عامي ‪ 2013‬و ‪2014‬‬
‫(‪ )113840076‬و(‪ )105386623‬م يون دينار ع ى ا توا ي ‪ ،‬إذ حققت معدل نمو سا ب ب غت‬
‫(‪ )%-5.0‬و (‪ )%-7.4‬ع ى ا توا ي ‪ ،‬أما معدل ا نمو باأسعار ا ثابتة فقد ان سا ب أيضا‬
‫ما تراجعت نسبتها إ ى ا ناتج ا مح ي اإجما ي إ ى‬ ‫(‪ )%-6.7‬و(‪ )%-9.5‬ع ى ا توا ي ‪،‬‬
‫(‪ )%42.0‬و(‪ )%40.4‬وأن سبب هذا ا تراجع يعود إ ى ا هبوط ا سريع في أسعار ا نفط ا عا مية ا تي‬
‫ادت إ ى إنخفاض اإيرادات ا نفطية وبا تا ي انخفاض اإيرادات ا عامة ‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫الفصل الثاني ‪ /‬اآثار النقدية للسياسة المالية في العرا‬

‫جدول ( )‬
‫)‬ ‫ــ‬ ‫تطور اإيرادا العامة في ااقتصاد العراقي للمدة (‬

‫مليون دينار‬
‫معدل نمو اإيرادات‬ ‫اإيرادات العامة‬ ‫نسبة اإيرادات‬ ‫معدل نمو اإيرادات‬ ‫اإيرادات العامة‬ ‫السنوات‬
‫العامة ‪%‬‬ ‫باأسعار الثابتة‬ ‫العامة إلى ‪GDP‬‬ ‫العامة ‪%‬‬ ‫باأسعار الجارية‬
‫( ‪)3‬‬ ‫‪111=1776‬‬ ‫باأسعار الجارية‬ ‫(‪) 4‬‬ ‫(‪) 1‬‬
‫(‪) 2‬‬ ‫(‪) 1‬‬
‫ــــــــــــــ‬ ‫‪344562‬‬ ‫‪1364‬‬ ‫ــــــــــــــ‬ ‫‪6271‬‬ ‫‪1771‬‬
‫‪-6464‬‬ ‫‪71361‬‬ ‫‪1161‬‬ ‫‪-3164‬‬ ‫‪2446‬‬ ‫‪1771‬‬
‫‪-1361‬‬ ‫‪37264‬‬ ‫‪262‬‬ ‫‪1762‬‬ ‫‪3125‬‬ ‫‪1774‬‬
‫‪-2461‬‬ ‫‪12264‬‬ ‫‪466‬‬ ‫‪5661‬‬ ‫‪6775‬‬ ‫‪1771‬‬
‫‪-3166‬‬ ‫‪14461‬‬ ‫‪163‬‬ ‫‪16364‬‬ ‫‪43437‬‬ ‫‪1772‬‬
‫‪-564‬‬ ‫‪13161‬‬ ‫‪164‬‬ ‫‪11561‬‬ ‫‪114764‬‬ ‫‪1773‬‬
‫‪7466‬‬ ‫‪11164‬‬ ‫‪465‬‬ ‫‪4462‬‬ ‫‪156111‬‬ ‫‪1774‬‬
‫‪6563‬‬ ‫‪34362‬‬ ‫‪465‬‬ ‫‪11164‬‬ ‫‪211315‬‬ ‫‪1775‬‬
‫‪1163‬‬ ‫‪44263‬‬ ‫‪161‬‬ ‫‪4466‬‬ ‫‪341211‬‬ ‫‪1776‬‬
‫‪4465‬‬ ‫‪54463‬‬ ‫‪461‬‬ ‫‪1664‬‬ ‫‪517143‬‬ ‫‪1777‬‬
‫‪3161‬‬ ‫‪113162‬‬ ‫‪461‬‬ ‫‪3564‬‬ ‫‪1111112‬‬ ‫‪4111‬‬
‫‪-464‬‬ ‫‪114267‬‬ ‫‪161‬‬ ‫‪1166‬‬ ‫‪1467424‬‬ ‫‪4111‬‬
‫‪4661‬‬ ‫‪122162‬‬ ‫‪266‬‬ ‫‪3467‬‬ ‫‪1751143‬‬ ‫‪4114‬‬
‫‪-1567‬‬ ‫‪116167‬‬ ‫‪561‬‬ ‫‪667‬‬ ‫‪4124124‬‬ ‫‪4111‬‬
‫‪111161‬‬ ‫‪1214667‬‬ ‫‪4461‬‬ ‫‪121465‬‬ ‫‪14764517‬‬ ‫‪4112‬‬
‫‪-1161‬‬ ‫‪1462563‬‬ ‫‪3361‬‬ ‫‪4466‬‬ ‫‪21314671‬‬ ‫‪4113‬‬
‫‪-4161‬‬ ‫‪1113267‬‬ ‫‪3161‬‬ ‫‪4161‬‬ ‫‪27133323‬‬ ‫‪4114‬‬
‫‪-1267‬‬ ‫‪641665‬‬ ‫‪3164‬‬ ‫‪1161‬‬ ‫‪32377231‬‬ ‫‪4115‬‬
‫‪2164‬‬ ‫‪1414564‬‬ ‫‪3164‬‬ ‫‪2561‬‬ ‫‪61434164‬‬ ‫‪4116‬‬
‫‪-4764‬‬ ‫‪653163‬‬ ‫‪1764‬‬ ‫‪-1164‬‬ ‫‪33417131‬‬ ‫‪4117‬‬
‫‪4261‬‬ ‫‪1164161‬‬ ‫‪1764‬‬ ‫‪4561‬‬ ‫‪51156441‬‬ ‫‪4111‬‬
‫‪2466‬‬ ‫‪1372364‬‬ ‫‪3161‬‬ ‫‪3361‬‬ ‫‪116615174‬‬ ‫‪4111‬‬
‫‪166‬‬ ‫‪1433462‬‬ ‫‪2561‬‬ ‫‪1161‬‬ ‫‪117615442‬‬ ‫‪4114‬‬
‫‪-465‬‬ ‫‪1322167‬‬ ‫‪2461‬‬ ‫‪-361‬‬ ‫‪111621154‬‬ ‫‪4111‬‬
‫‪-763‬‬ ‫‪1176163‬‬ ‫‪2162‬‬ ‫‪-562‬‬ ‫‪113164441‬‬ ‫‪4112‬‬
‫المصدر‪ :‬وزارة المالية ‪ ،‬دائرة الموازنة‬

‫ـ‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫ـ‬ ‫البن المركز العراقي ‪ ،‬المديرية العامة لإحصاء واأبحاث النشرا السنوية (‬ ‫‪-‬‬
‫)‬
‫اأعمدة ( ـ ــ ) من عمل الباحث‬ ‫‪-‬‬
‫العمود ( ) من عمل الباحث بااعتماد عل بيانا الملح ( )‬ ‫‪-‬‬

‫‪71‬‬
‫الفصل الثاني ‪ /‬اآثار النقدية للسياسة المالية في العرا‬

‫المطلب الرابع ‪ :‬تطور الموازنة العامة في العراق للمدة (‪ 1771‬ــــ ‪: )4112‬‬

‫تعبر ا موازنة ا عامة عن ا موقف ا ما ي ب د ‪ ،‬إذ إنها توضح نتيجة ا مر ز ا ما ي ب د في ا داخل‬


‫من خال بيان حجم ا فائض أو ا عجز أو ا توازن في بعض ا حاات ا نادرة ‪.‬‬
‫اواا ‪ /‬طبيعة الموازنة العامة في ااقتصاد العراقي‬
‫صدرت أول موازنة عامة في ا عراق في تشرين ا ثاني من عام ‪1921‬م بعد تأسيس ا ح ومة ا وطنية ‪ ،‬إذ‬
‫تم إعداد هذ ا موازنة استنادا إ ى أح ام قانون أصول ا محاسبات ا عثماني ا صادر عام ‪1911‬م‬
‫وا تع يمات ا تي تم إصدارها من قبل س طة اإنتداب ا بريطاني وا تع يمات ا تي أصدرتها ا ح ومة ا عراقية‬
‫ا مؤقتة في ذ ك ا وقت (‪ ،)1‬وعند صدور نظام ا س طة في اأمور ا ما ية ا مرقم ‪ 715‬سنة ‪1924‬‬
‫أصبحت اأمور ا متع قة بتنظيم ا موازنة وتنفيذها مستمدة من هذا ا نظام ومن قانون ا محاسبات ا عثماني‬
‫بسبب عدم وجود برمان دستوري في ذ ك ا وقت حتى صدور ا قانون ا عراقي عام ‪1925‬م ‪ ،‬وا ذي تناول‬
‫بعض اأح ام ا ما ية ا خاصة بقواعد ا موازنة وأسس تشريعها ‪ ،‬وبعد صدور قانون أصول ا محاسبات‬
‫ا عامة رقم ‪ 28‬سنة ‪ 1940‬ا معدل ‪ ،‬قد اعتمد بعد ذ ك ا مرجع ا وحيد ا ذي يتو ى تنظيم شؤون ا موازنة‬
‫فضا عن بعض اأح ام ا متفرقة ا واردة في قوانين خطط ا تنمية ا متعاقبة حتى صدور قانون ا موازنة‬
‫ا موحدة رقم ‪ 107‬سنة ‪6 )2(1985‬‬
‫تضمنت ا فقرة ا ثا ثة من ا مادة ‪ 107‬في ا دستور ا عراقي ا جديد سنة ‪ ، 2005‬ع ى انه من اختصاص‬
‫ا س طات ااتحادية وضع ا موازنة ا عامة دو ة ‪ ،‬في حين نصت ا فقرة ا سابعة من ا مادة أعا صاحية‬
‫ا س طات ااتحادية في وضع مشروع ا موازنة ا عامة ا جارية وااستثمارية ما جاء في ا فقرة ا رابعة من‬
‫ا مادة ‪ ، 77‬أن من صاحية مج س ا وزراء إعداد مشروع ا موازنة ي ون من قبل مج س ا وزراء ويعرض‬
‫ع ى ا س طة ااتحادية ‪ ،‬بناء ع ى ما جاء في ا دستور ا عراقي ا جديد وتشترك ل من و ازرتي ا ما ية‬
‫وا تخطيط وا تعاون اإنمائي فضاا عن ا بنك ا مر زي ا عراقي في أعداد ا موازنة ا عامة بأعداد مؤشرات‬
‫اقتصادية وما ية عن ا سنة ا ما ية ا قادمة وبناءا ع ى ذ ك تعد و ازرة ا ما ية توجيهات إعداد‬

‫(‪) 1‬محمد عوض رضوان ‪ ،‬ااتجاهات ا حديثة في تطور ا موازنة ا عامة دو ة ودورها في إدارة ا برامج واأنشطة‬
‫وا مشروعات ا ح ومية ـــ دراسة مقارنة ا قاهرة ‪ ،‬مصر ‪ ،‬دار ا نهضة ا عربية ‪ ،‬ط‪ ، 2009 ، 2‬ص ‪ 14‬ـ ـ ـ ـ ‪. 15‬‬
‫(‪ ) 2‬خديجة جمعة ا زويني ‪ ،‬ا فساد واثرة في ا موازنة ا عامة دو ة ‪ ،‬ا جامعة ا مستنصرية ‪ ،‬مج ة اادراة وااقتصاد ‪ ،‬ا سنة‬
‫ا حادية وا ثاثون ‪ ،‬ا عدد ‪ ، 2008 ، 73‬ص‪.5‬‬

‫‪77‬‬
‫الفصل الثاني ‪ /‬اآثار النقدية للسياسة المالية في العرا‬

‫ا موازنة ا عامة ‪ ،‬وابتداءا من حزيران من ل سنة تعمل و ازرة ا ما ية ع ى تعميم هذ ا توجيهات إ ى‬


‫ا و ازرات افة عمل بموجبها وبضمنها ا حدود ا ما ية ا قصوى وذ ك إعداد ا مقترحات موازنتها(‪6 )1‬‬
‫يتم تقدير اإيرادات ا عامة استنادا إ ى تحديد حجم ا صادرات ا نفطية ومستويات اأسعار ا متوقعة خال‬
‫ا سنة ا ما ية ‪ ،‬فضاا عن تحديد حصي ة اإيرادات ا ضريبية من خال أسعار ا ضرائب وأسعار ا رسوم‬
‫ا تي تقرضها ا دو ة قاء خدمات معينة و ذ ك تقدير مدى أم انية ا حصول ع ى ا قروض ا عامة ومدى‬
‫ا حاجة ها وتح يل أنواعها وآثارها وشروطها ومدى أم انية تسويق ا دين ا عام جمهور ‪ ،‬وعادة ما يتم‬
‫تجسيد أهداف ا موازنة ا عامة من خال توزيع اإيرادات ا مقدرة ع ى أوجه اإنفاق ا مستهدفة ع ى ش ل‬
‫نسب مئوية وبدرجة انحراف تتراوح بين ‪ % 5‬إ ى ‪ 6 )2( % 7‬أن ااعتماد ع ى ا نفط مصدر رئيس‬
‫تمويل ا موازنة ا عامة أدى إ ى تراجع أهمية ا موارد ا ما ية اأخرى ا ضرائب وا رسوم وبش ل خاص‬
‫ا ضرائب ا مباشرة ضعف اأوعية ا ضريبية بل عدم فاءة اأنظمة ا م فة بتقدير وجباية ا ضرائب (‪6)3‬‬
‫وأن اعتماد ا موازنة ا عامة ع ى عائدات ا نفط وبصورة رئيسية يعد حا ة شاذة وا تي تع س ا طابع ا ريعي‬
‫وا مشو وا متخ ف هي ل ااقتصادي ‪ ،‬ما أنها تثير حا ة من ا ق ق ع ى مستقبل ااقتصاد في حا ة‬
‫تعرض ا ب د إ ى مخاطر خارجية أنخفاض أسعار ا نفط ا عا مية ‪ ،‬فضاا عن ا عامل اأمني وا ذي‬
‫ينع س أثر بش ل مباشر ع ى اإنتاج ا نفطي (‪6 )4‬‬
‫أن عم ية عرض ا موازنة ا عامة دو ة وتشريعها ي ون بعم ة واحدة وهي ا عم ة ا وطنية ‪ ،‬في حين أن‬
‫أغ ب إيرادات ا موازنة (ا نفطية) أصاا تتم بعم ة أجنبية ‪ ،‬أما إنفاق ا موازنة ا عامة يتم بعم تين هما‬
‫ا عم ة ا وطنية وا عم ة اأجنبية ‪ ،‬إذ تستخدم ا عم ة ا وطنية إنفاق ا داخ ي ‪ ،‬أما ا عم ة اأجنبية‬
‫فتستخدم مدفوعات ا خارجية (‪.)5‬‬

‫(‪ )1‬محمد خا د ا مهاني وحسن عبد ا ريم س وم ‪ ،‬ا موازنة ا فيد ار ية عراق ــــ ااتجاهات ومعدات ا نمو إنفاق واإيرادات‬
‫فترة ‪ 2004‬ــــ ‪ ، 2007‬مج ة اإدارة وااقتصاد ‪ ،‬ا جامعة ا مستنصرية ‪ ،‬ا سنة ا ثاثون ‪ ،‬ا عدد ‪ ، 2008 ، 68‬ص ‪.3‬‬
‫(‪ )2‬عبد ا حسين محمد ا عنب ي ‪ ،‬اإصاح ااقتصادي في ا عراق تنظير جدوى اانتقال نحو اقتصاد ا سوق ‪ ،‬بغداد ‪،‬‬
‫مر ز ا عراق دراسات ‪ ، 2006،‬ص ‪. 81‬‬
‫(‪ )3‬إسماعيل عبيد حمادي ‪ ،‬ااختاات ا هي ية في ااقتصاد ا عراقي ا تشخيص وسبل معا جته ــــ رؤية في مستقبل‬
‫ااقتصاد ا عراقي ‪ ،‬مر ز ا عراق دراسات ‪ ،‬ص ‪. 430‬‬
‫(‪)4‬مهدي ا حافظ ‪ ،‬اآن وا غد في ااقتصاد وا سياسة ‪ ،‬منشورات ا جمل بغداد ‪ ،‬ط‪ ، 2009 ، 1‬ص ‪.167‬‬
‫(‪ )5‬أحمد أبريهي ا ع ي ‪ ،‬ااقتصاد ا سياسي عجز ا موازنة ا عامة ومضمونه ا نقدي ‪ ،‬جامعة ا قادسية ‪ ،‬ا مؤتمر ا ع مي‬
‫اأول ‪ 17 ،‬ـ ـ ـ ‪ 18‬آذار ‪ ، 2009‬ص ‪. 8‬‬

‫‪78‬‬
‫الفصل الثاني ‪ /‬اآثار النقدية للسياسة المالية في العرا‬

‫ثاني ا ‪ /‬تطور الموازنة العامة في العراق ‪ :‬يم ن توضيح حا ة ا موازنة ا عامة في ا عراق خال مدة‬
‫ا دراسة بااستعانة با جدول (‪ )6‬ويتم ذ ك من خال مرح تين ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـــ تطور الموازنة العامة للمدة ‪: 4114 _ 1771‬‬
‫عجز مقدار (‪)5688‬‬
‫ا‬ ‫من خال ااستعانة با جدول (‪ )5‬وا ذي يبين أن ا موازنة ا عامة قد حققت‬
‫م يون دينار عام ‪ ،1990‬وأما باأسعار ا ثابتة حققت أيضا عجز مقدار (‪ )3528.5‬م يون دينار ‪،‬‬
‫ونسبته إ ى ا ناتج ا مح ي اإجما ي(‪ ، )%10.2‬و ان ذ ك بسبب تزايد ا نفقات ا عامة بجانبيها ا جارية‬
‫وااستثمارية إعادة بناء ما دمرته حرب ا خ يج اأو ى ‪ .‬وقد أرتفع ا عجز باأسعار ا جارية يب غ‬
‫(‪ )13269‬م يون دينار عام ‪ 1991‬بمعدل نمو (‪ ، )%133.3‬واذا أخذنا ا تضخم بنظر ااعتبار فأن‬
‫ا حا ة تشير إ ى تناقص ا عجز ‪ ،‬إذ أن معدل نمو ا عجز ان سا ب ا (‪ )%-18.6‬ما انت نسبته من‬
‫ا ناتج ا مح ي اإجما ي (‪ .)%31.3‬وارتفعت قيمة ا عجز باأسعار ا جارية عام ‪ 1992‬إ ى (‪)27836‬‬
‫م يون دينار بمعدل نمو ب غ (‪ ، )%109.3‬أما باأسعار ا ثابتة فقد ان معدل ا نمو (‪ )%14.2‬في‬
‫حين انت نسبته (‪ )%24.2‬من ا ناتج ا مح ي اإجما ي ‪ ،‬و ان ذ ك بسبب تزايد حجم ا نفقات ا عامة‬
‫إعادة بناء ما دمرته حرب ا خ يج ا ثانية ‪.‬‬
‫ما ارتفع مقدار ا عجز خال ا سنوات ا تا ية باأسعار ا جارية ‪ ،‬إا أن قيمته ا حقيقية قد‬
‫انت ا زيادة في ا عجز نقد ظاهري بسبب ارتفاع معدات ا تضخم‪.‬‬ ‫استمرت با تراجع‪ ،‬إذ‬
‫وقد انخفض ا عجز باأسعار ا جارية عام ‪ 1997‬مقارنة با سنة ا سابقة ها يصل إ ى (‪)195265‬‬
‫م يون دينار م يون دينار وحقق معدل نمو سا ب ب غ (‪ ، )%-46.4‬أما معدل ا نمو باأسعار ا ثابتة فقد‬
‫ان سا ب ا (‪ ، )%-56.5‬ويعد هذا أدنى مستوى عجز ا حقيقي خال مدة ا دراسة ‪ ،‬ما تراجع نسبة‬
‫من ا ناتج ا مح ي اإجما ي إ ى (‪ )%1.3‬وسبب هذا ا تراجع في قيمة ا عجز هو زيادة اإيرادات ا عامة‬
‫ع ى ا رغم من ارتفاع ا نفقات ا عامة إا أن ا زيادة في نسبة اإيرادات ا عامة ا سيما ا نفطية انت أ بر‬
‫من نسبة ا زيادة في ا نفقات ا عامة وقد استمرت حا ة ا عجز في ا موازنة ا عامة طوال مدة ا عقوبات‬
‫ا دو ية ‪ ،‬إذ أخذت باارتفاع في ا حا تين (ااسمية وا حقيقية ) حتى ب غ حجم ا عجز عام ‪2001‬‬
‫باأسعار ا جارية (‪ )790481‬م يون دينار وبمعدل نمو (‪ )%116.2‬أما باأسعار ا ثابتة فقد ان معدل‬
‫ا نمو ا عجز (‪ ، )%85.8‬ما انت نسبته (‪ )%1.9‬من ا ناتج ا مح ي اإجما ي ‪.‬‬
‫إنخفض مقدار ا عجز مرة أخرى باأسعار ا جارية عام ‪ 2002‬مقارنة با سنة ا سابقة يصل (‪)547160‬‬

‫م يون دينار ‪ ،‬وحقق معدل نمو سا ب (‪ ، )%-30.8‬أما معدل ا نمو باأسعار ا ثابتة قد ان سا ب ا‬

‫‪71‬‬
‫الفصل الثاني ‪ /‬اآثار النقدية للسياسة المالية في العرا‬

‫مقدار (‪ ، )%-42.0‬أما نسبته من ا ناتج ا مح ي اإجما ي تراجعت إ ى (‪ )%1.3‬وا سبب في هذا‬


‫اانخفاض با عجز هو زيادة اإيرادات ا عامة عن ا سنة ا سابقة ‪.‬‬
‫ومن ا جدير با ذ ر أن ا ح ومة جأت إ ى تمويل ا عجز عن طريق اإصدار ا نقدي وعد أحد‬
‫ا مصادر ا رئيسية هذا ا تمويل اأمر ا ذي أدى إ ى ارتفاع معدات ا تضخم في ااقتصاد وما نتج عن‬
‫ذ ك من آثار س بية ع ى ااقتصاد ا وطني(‪6 )1‬‬
‫‪ 4‬ـــ تطور الموازنة العامة للمدة ‪: 4112 _ 4111‬‬

‫وبعد حرب ا خ يج ا ثا ثة عام ‪ 2003‬ورفع ا حظر ااقتصادي ا مفروض ع ى ا عراق إزدادت‬


‫عائدات ا عراق ا نفطية اأمر ا ذي أدى إ ى زيادة اإيرادات ا عامة رغم تراجع اإيرادات اأخرى‬
‫(ا ضريبية وغير ا ضريبية) ‪ ،‬في ا وقت ا ذي ان فيه اإنفاق ا عام قد تر ز ع ى ا نفقات ا جارية بش ل‬
‫رئيس ي وقد انت ا زيادة في اإيرادات ا عامة قد فاقت ا زيادة في ا نفقات ا عامة مما أدى إ ى تحقيق‬
‫فائض في ا موازنة ا عامة ب غت قيمته باأسعار ا جارية (‪ )163798‬م يون دينار ‪ ،‬إذ ان معدل‬

‫نمو ا عجز ا سنوي سا ب ا (‪ ، )%-70.1‬أما باأسعار ا ثابتة فقد ان معدل نمو ا عجز سا ب ا أيض ا‬
‫(‪ ، )%-77.4‬وأن ا فائض في هذ ا مدة ان متأتيا من زيادة إيرادات مصدر واحد فقط وهو ا نفط في‬
‫ظل تراجع حجم نسبة ونسبة اإيرادات اأخرى ‪ ،‬وقد ب غت نسبة ا فائض (‪ )%0.6‬من ا ناتج ا مح ي‬
‫اإجما ي ‪.‬‬

‫استمرت حا ة ا فائض في ا موازنة ا عامة سواء انت باأسعار ا جارية أم ا ثابتة ‪ ،‬إذ ب غت قيمة‬
‫ا فائض باأسعار ا جارية (‪ )14127715‬م يون دينار عام ‪ ، 2005‬بمعدل نمو (‪ ، )%1532.8‬يقاب ه‬
‫أع ى حا ة فائض باأسعار ا ثابتة بمقدار (‪ )%4481.3‬م يون دينار وبمعدل نمو (‪ ، )%1092.2‬أما‬
‫نسبة ا فائض إ ى ا ناتج ا مح ي اإجما ي فقد ب غت (‪ ،)%19.2‬و ان سبب ذ ك هو زيادة اإيرادات‬
‫ا عامة ا سيما ا نفطية وتراجع ا نفقات ا عامة ‪.‬‬

‫ما تحققت أع ى حا ة فائض باأسعار ا جارية عام ‪ 2008‬بقيمة (‪ )20848807‬م يون دينار مقارنة‬
‫با سنوات ا سابقة بمعدل نمو (‪ ، )%33.9‬أما باأسعار ا ثابتة ب غت قيمة ا فائض (‪ )3213‬م يون دينار‬

‫(‪ .)1‬إسماعيل عبيد حمادي ‪ ،‬ااختاات ا هي ية في ااقتصاد ا عراقي ا تشخيص وسبل معا جته ــــ رؤية في مستقبل‬
‫ااقتصاد ا عراقي ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص ‪. 44‬‬

‫‪80‬‬
‫الفصل الثاني ‪ /‬اآثار النقدية للسياسة المالية في العرا‬

‫بمعدل نمو (‪ ، )%30.4‬أما نسبة ا فائض إ ى ا ناتج ا مح ي اإجما ي انت (‪ )%13.4‬و ما ذ رنا‬
‫سابقا فأن سبب ا فائض في هذ ا مدة هو زيادة أسعار ا نفط وبا تا ي زيادة اإيرادات ا نفطية ‪ ،‬إذ أرتفعت‬
‫أسعار ا نفط وبش ل غير مسبوق من قبل ‪ ،‬إذ إزدادت بمعدات أ بر من ا ضعف خال ت ك ا مدة ‪.‬‬
‫تراجع حجم ا فائض عام ‪ 2009‬إ ى (‪ )2642328‬م يون دينار باأسعار ا جارية ‪ ،‬إذ حققت معدل نمو‬
‫سنوي في ت ك ا مدة (‪ ، )%-87.3‬وفي ا مقابل ان معدل ا نمو ا سنوي باأسعار ا ثابتة سا با (‪)%87‬‬
‫ما تراجع ا فائض نسبة من ا ناتج ا مح ي اإجما ي إ ى (‪ ، )%1.9‬وأن سبب تراجع ا فائض ان‬
‫نتيجة إ نهيار أسعار ا نفط نتيجة أزمة ا ما ية في ت ك ا مدة ‪ ،‬إذ هبطت إ ى أدنى مستوى ها ومن ثم‬
‫إنخفاض اإيرادات ا نفطية ‪.‬‬

‫ما تحققت أدنى حا ة فائض باأسعار ا جارية وا ثابتة عام ‪ 2010‬فب غت قيمة ا فائض باأسعار‬
‫ا جارية (‪ )44022‬م يون دينار بمعدل نمو سا ب (‪ ، )%-98.3‬أما باأسعار ا ثابتة ب غت قيمة ا فائض‬
‫(‪ )6.7‬م يون دينار بمعدل نمو سنوي سا ب ا أيض ا (‪ ، )%-98.4‬أما نسبة ا فائض إ ى ا ناتج انت‬
‫(‪ ، )%0.02‬ف ان سبب ا تراجع في قيمة ا فائض هو زيادة ا نفقات ا عامة وا سيما (ا نفقات ا تشغي ية)‬
‫با رغم من ارتفاع اإيرادات ا عامة ‪ .‬وتحققت أع ى حا ة فائض باأسعار ا جارية خال مدة ا دراسة عام‬
‫‪ 2011‬بقيمة (‪ )30049726‬م يون دينار بمعدل نمو (‪ ، )%68160.7‬أما باأسعار ا ثابتة ب غت قيمة‬
‫ا فائض (‪ )4403.7‬م يون دينار بمعدل نمو ب غ (‪ ، )%65626.9‬وأما نسبته من ا ناتج ا مح ي‬
‫اإجما ي ف انت (‪ )%13.8‬و ان سبب ذ ك هو زيادة اإيرادات ا نفطية مما أدى ذ ك إ ى زيادة اإيرادات‬
‫ا عامة وفي ا وقت ا ذي م تزداد فيه بل تراجعت ا نفقات ا عامة ب د ‪.‬‬

‫إنخفض مقدار ا فائض باأسعار ا جارية عام ‪ 2012‬يصل إ ى (‪ )14577648‬م يون دينار ‪ ،‬وبمعدل‬
‫نمو سا ب ب غ (‪ ، )%-51.5‬أما باأسعار ا ثابتة فقد ان معدل ا سنوي سا ب ا أيض ا (‪ ،)-%53.9‬وقد‬
‫جاء هذا اانخفاض نتيجة زيادة ا نفقات ا عامة وذ ك إرتفاع ل من اإنفاق ا جاري وااستثماري وع ى‬
‫ا رغم من ذ ك ارتفاع اإيرادات ا عامة ‪.‬‬

‫عجز في ا موازنة ا عامة باأسعار ا جارية وا ثابتة فب غت قيمة ا عجز باأسعار‬


‫ا‬ ‫شهد عام ‪2013‬‬
‫ا جارية (‪ )5287480‬بمعدل نمو سا ب (‪ ، )%-63.7‬أما باأسعار ا ثابتة ب غت قيمته (‪)717.3‬‬
‫م يون دينار بمعدل نمو سا ب (‪ ، )%-64.6‬أما نسبته من ا ناتج ا مح ي اإجما ي ب غت (‪ ، )%2‬سبب‬
‫هذ ا عجز هو انخفاض اإيرادات ا عامة نتيجة إنخفاض إيرادات ا صادرات ا نفطية ا تي تعزى إ ى‬

‫‪83‬‬
‫الفصل الثاني ‪ /‬اآثار النقدية للسياسة المالية في العرا‬

‫إنخفاض أسعار ا نفط ا عا مية ‪ .‬فقد سج ت ا موازنة ا عامة باأسعار ا جارية وا ثابتة فائض ا ما ي ا عام‬
‫‪ 2014‬ب غ (‪ )21830397‬م يون دينار باأسعار ا جارية وبمعدل نمو موجب مقدار (‪ ، )%312.9‬أما‬
‫باأسعار ا ثابتة ب غت قيمة ا فائض (‪ )%2896.6‬وبمعدل نمو موجب أيض ا (‪ )%303.8‬أما نسبة‬
‫ا فائض من ا ناتج ا مح ي اإجما ي أرتفعت إ ى(‪ )%8.4‬و ان ذ ك بسبب إنخفاض حجم ا نفقات ا عامة‬
‫ا سيما (ا نفقات ا جارية وااستثمارية)‪.‬‬

‫يتضح أن حا ة ا موازنة ا عامة في ااقتصاد ا عراقي انت وما از ت قد ارتبطت وبش ل رئيسي باإيرادات‬
‫ا نفطية ‪ ،‬وا تي تتحدد في ضوء أسعار ا نفط ا عا مية (ا عامل ا خارجي) و مية اإنتاج ا مح ي نفط‬
‫(ا عامل ا داخ ي) ذ ك فأن تغيرات هذ ا عوامل سوف ينع س أثرها وبش ل مباشر ع ى ا موازنة ا عامة‬
‫دو ة ‪ ،‬ما أن حاات ا فائض وا تي تحققت بعد عام ‪ 2003‬قد ا تشير إ ى تحسن اأحوال ‪ ،‬إذ إن‬
‫تنظيم ا موازنة ا تقديرية غا با ما يتم بعجز معين ( وأن ان ا تقدير يعتمد ع ى سعر أدنى من ا سعر‬
‫ا حا ي نفط ا خام ) وعند ا شروع بتنفيذ بنود اإنفاق قد تبرز صعوبات تعيق ا تنفيذ اأمر ا ذي يعطل‬
‫أنجاز أغ ب ا مشاريع ااستثمارية ‪ ،‬و هذا ا تنفق ا مبا غ ا مخصصة ت ك ا مشاريع بش ل امل ‪ ،‬وعند‬
‫انتهاء ا سنة ا ما ية تظهر حا ة ا فائض في ا موازنة وا تي غا با ما ت ون ناجمة عن بطء ا تنفيذ في‬
‫اإنفاق ا عام‪ ،‬ا سيما ااستثماري‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫الفصل الثاني ‪ /‬اآثار النقدية للسياسة المالية في العرا‬

‫جدول (‪)3‬‬
‫الفائض أو العجز في الموازنة العامة في العراق للمدة (‪)4112 _ 1771‬‬
‫مليون دينار‬

‫نسبة العجز أو‬ ‫معدل النمو ‪%‬‬ ‫ال ائض أو العجز‬ ‫معدل النمو ‪%‬‬ ‫ال ائض أو العجز‬ ‫السنوا‬
‫ال ائض إل الناتج‬ ‫باأسعار الثابتة‬ ‫باأسعار الجارية‬
‫المحلي اإجمالي‬ ‫( )‬ ‫=‬ ‫( )‬ ‫( )‬
‫‪) ( %‬‬ ‫( )‬

‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫ـــــــــ‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫ـــــــ‬ ‫‪-‬‬


‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪- 0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪- 0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪- 0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪- 0‬‬ ‫‪- 0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪- 0‬‬ ‫‪- 0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪- 0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪- 0‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪- 0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪- 0‬‬ ‫‪- 0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪- 0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪- 0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪- 0‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬
‫ــ )‬ ‫المصدر ‪ :‬من إعداد الباحث بااعتماد عل بيانا الجدول(‬
‫ـــ اأعمدة ( ــ ـ ) من عمل الباحث‬

‫‪81‬‬
‫الفصل الثاني ‪ /‬اآثار النقدية للسياسة المالية في العرا‬

‫المطلب الخامس ‪ :‬تطور عرض النقد )‪ )M2‬في العراق ‪:‬‬

‫يعد عرض ا نقد من أهم ا متغيرات ا نقدية ا تي تع س صورة ا وضع ااقتصادي في مرح ة زمنية‬
‫معينة ويط ق ع يه (ا ت ة ا نقدية) فا تغيرات فيه تدفع إ ى تغيرات مهمة في ا متغيرات ااقتصادية اأخرى‬
‫مثل ا ناتج واأسعار وأسعار ا صرف وأسعار ا فائدة ‪ .‬يعد ا بنك ا مر زي هو ا س طة ا نقدية ا تي تتح م‬
‫بعرض ا نقد سواء من خال إصدار ا نقود ا قانونية أو من خال ا مضاعف ا نقدي‬
‫(‪ )Money multiplier‬أو ا رقابة ا مصرفية واائتمانية ‪.‬‬

‫وقد ذهب سامي سون إ ى أ ثر من ذ ك إذ يرى إن ا بنوك وا ناس شر اء متعاونون في هذ ا عم ية‬


‫(ا بنوك تخ ق ا نقود عن طريق ا توسع ا مضاعف احتياطيات ويوافق ا ناس ع ى ااحتفاظ بنقودهم في‬
‫مؤسسات اإيداع )(‪. )1‬‬
‫وبوضع هذين اأمرين معا يستطيع ا بنك ا مر زي أن يحدد عرض ا نقد إا أن هذا ا تحديد وهذ ا عاقة‬
‫يست مط قة بل تخضع مجموعة من ا عوامل في مقدمتها استقا ية ا س طة ا نقدية‪ ،‬واستجابة ا جهاز‬
‫ا مصرفي إجراءات وفعا يات ا بنك ا مر زي بأستخدام أدواته ا مية وا نوعية ‪ .‬هذا فضاا عن عوامل‬
‫أخرى هي ا عجز ا مزدوج ميزان ا مدفوعات وا موازنة ا عامة دو ة وا تنسيق بين ا سياستين ا نقدية‬
‫وا ما ية ‪.‬‬
‫من هذ ا منط قات ا ف رية نرى أن ف سفة ا سياسة ا نقدية با نسبة إ ى متغير عرض ا نقد تقوم أساس ا ع ى‬
‫ف رة اتخاذ ا تدابير ا تي تم ن ا س طة ا نقدية من ضبط ا توسع ا نقدي بنسبة ثابتة ومستقرة مع معدل نمو‬
‫ا ناتج ا مح ي اإجما ي ومع حاجة ا متعام ين في ااقتصاد ‪ .‬وهو ا سبيل ا ذي يق ل من ا تق بات‬
‫ااقتصادية ويؤدي إ ى استقرار أ بر ويق ل من عنصر عدم ا تأ د ما ي ار ا نقديون ويدافعون عن هذ‬
‫(‪)2‬‬
‫‪.‬‬ ‫ا عاقة هي ‪M/M = Y/Y‬‬
‫و ن ستقتصر هذ ا دراسة ع ى استعراض تطور عرض ا نقود با معنى ا واسع ‪ M2‬فقط وع ى مرح تين‬
‫و ما ي ي‪-:‬‬

‫(‪ . )1‬بول ‪ .‬أ ‪ .‬سام سون وو يام و د‪ .‬نورد هاوس ‪ ،‬ااقتصاد ‪ ،‬ترجمة د‪ .‬هشام عبد اه ‪ ،‬ط‪ ، 2‬ااردن ‪ ،‬اأه ية نشر‬
‫‪ ، 2006 ،‬ص ‪6 549‬‬
‫(‪ )2‬جيمس جوارتيني وريجارب استروب ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص ‪. 434‬‬

‫‪81‬‬
‫الفصل الثاني ‪ /‬اآثار النقدية للسياسة المالية في العرا‬

‫‪_1‬تطور عرض النقد ‪ M2‬في العراق خال المدة ‪: 4114_ 1771‬‬

‫في بداية عقد ا تسعينات من ا قرن ا ماضي شنت ا وايات ا متحدة اأمري ية حرب ا ع ى ا عراق دمرت‬
‫أغ ب ا بنى ا تحتية وااقتصادية ‪ ،‬أعقبها فرض ا عقوبات ااقتصادية ا تي عزت ا عراق بصورة شبة تامة‬
‫عن ا عا م ا خارجي إذ توقف تقريبا ا تبادل ا تجاري ‪ ،‬وبعد توقف تصدير ا نفط ا ذي يعد ا مورد اأساسي‬
‫حصول ع ى ا عم ة اأجنبية ا ازمة تغطية إستيراداته وحاجاته اأخرى بعد أن ان ا عراق يعتمد ع ى‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ 6‬ذ ك جأت ا دو ة إ ى اإصدار‬ ‫ااستيراد في ت بية ‪ %71‬من احتياجاته ااستها ية عام ‪1989‬‬
‫ا نقدي وتمويل ا موازنة با عجز فتزايد عرض ا نقد بش ل بير مما أدى إ ى تخفيض قيمة ا عم ة ا مح ية‬
‫وارتفاع ا مستوى ا عام أسعار بش ل م يسبق ه مثيل (‪ )2‬من خال ااستعانة با جدول (‪ )6‬نرى أن‬
‫عرض ا نقد في عام ‪ 1990‬ب غ (‪ )26983‬م يون دينار وقد ازداد عام ‪ 1991‬يصل إ ى (‪)31722‬‬
‫م يون دينار بمعدل نمو سنوي ب غ (‪ )%17.5‬واستمر عرض ا نقد في عام ‪ 1992‬با زيادة بمعدات ا بر‬
‫إذ ب غ (‪ )56829‬م يون دينار وبمعدل نمو ا بر من عام ‪ 1991‬ب غ (‪ )%79.1‬و ان ا سبب في هذ‬
‫ا زيادة هو فرض ا عقوبات ااقتصادية ع ى ا عراق وما نجم عنه من انخفاض اإيرادات ا نفطية مقابل‬
‫تزايد اإنفاق ا ح ومي ت بية متط بات ا مواطنين ا معيشية فضاا عن إعادة اأعمار مما دفع ا ح ومة إ ى‬
‫ا جوء إ ى اإصدار ا نقدي ا جديد سد ا عجز ا ما ي ا بير ‪.‬‬

‫استمر عرض ا نقد با زيادة في عام ‪ 1993‬إذ ب غ عرض ا نقد (‪ )113666‬م يون دينار وبمعدل نمو‬
‫(‪ )%100‬أما عامي ‪ 1994‬و ‪ 1995‬فقد شهد زيادة غير مسبوقة عن باقي ا سنوات بمعدات نمو بيرة‬
‫ب غت (‪ )%143.6‬و(‪ )%179.3‬ع ى ا توا ي ‪.‬‬

‫شهد عام ‪ 1996‬وع ى خاف ا سنوات ا سابقة ا تي زاد فيها عرض ا نقد بمعدات وص ت تقريب ا‬
‫إ ى (‪ ، )%200‬إذ ب غ عرض ا نقد (‪ )1084172‬م يون دينار ينخفض معدل نمو عرض ا نقد‬
‫في ذ ك ا عام إ ى (‪ )%40.2‬وهذا اإنخفاض جاء نتيجة توقيع مذ رة ا تفاهم مع اأمم ا متحدة‬
‫(ا نفط مقابل ا غذاء وا دواء) فضاا عن اإجراءات ا تقشفية معا جة ا تضخم ا منف ت عن طريق ا ضغط‬
‫ع ى ا نفقات ا عامة وتحديد أوجه اإنفاق وتخفيض اإنفاق ع ى ا صحة وا تع يم‪ .‬شهد عام ‪ 1997‬زيادة‬

‫(‪ )1‬ا تقرير ااقتصادي ا عربي ا موحد ‪ ،‬اأمانة ا عامة جامعة ا دول ا عربية ‪ ،‬أبو ظبي ‪ ،1991 ،‬ص ‪. 115‬‬
‫(‪ )2‬عبد ا منعم ا سيد ع ي‪ ،‬وهيل عجمي ا جنابي ‪ ،‬ااقتصاد ا سياسي في ا عراق ‪ 1988‬ـ ـ ‪ ، 1992‬مج ة بحوث‬
‫اقتصادية ‪ ،‬ا عدد اأول ‪ ،‬ا قاهرة ‪ ، 1992 ،‬ص‪.102‬‬

‫‪81‬‬
‫الفصل الثاني ‪ /‬اآثار النقدية للسياسة المالية في العرا‬

‫في عرض ا نقد و ن بمعدل نمو أقل من عام ‪ 1996‬إذ إنخفض معدل ا نمو إ ى (‪ . )%14.6‬و ان‬
‫عام ‪ 1998‬شهد زيادة في معدل ا نمو في عرض ا نقد إذ ب غ (‪ )%32.5‬إذ ب غ عرض ا نقد‬
‫(‪ )1646240‬م يون دينار وا سبب يعود إ ى قصف ا طائ ارت اأمري ية بغداد مرة أخرى من أجل ا ضغط‬
‫(‪)1‬‬
‫‪6‬‬ ‫ع ى ا نظام ا حا م فزادت ا ح ومة اإصدار ا نقدي من أجل تغطية نفقاتها‬

‫استمرت ا زيادة في عرض ا نقد عام ‪ 1999‬بمعدل نمو ب غ (‪ . )%12.8‬أما اأعوام ‪2002 _ 2000‬‬
‫فقد استمر عرض ا نقد با زيادة بمعدات متزايدة ب غت (‪ %)35.7 ، 28.2 ، 19.2‬ع ى ا توا ي ‪ ،‬أما‬
‫حجم ا سيو ة ا مح ية هذ اأعوام فقد انت (‪ )2838048( ،)2214072‬و(‪ )3852241‬م يون دينار‬
‫نتيجة ا توقعات ا متشائمة دى أفراد ا مجتمع بسبب عدم استقرار ا ظروف ا سياسية وااقتصادية‬
‫وااجتماعية ا تي مر بها ا عراق ‪.‬‬
‫مما تقدم يتبين خال ا مدة (‪ 1990‬ـ ـ ‪ )2002‬شهد ااقتصاد ا عراقي في عقد ا تسعينات وبداية اأ فية‬
‫غاية ‪ 2002‬زيادة واضحة و بيرة جدا في عرض ا نقد ا ذي انع س بصورة مباشرة ع ى أرتفاع ا مستوى‬
‫ا عام أسعار وا زيادة في معدات ا تضخم وبا تا ي إنخفاض في قيمة ا دينار ا عراقي ‪.‬‬
‫‪ _4‬تطور عرض النقد )‪ )M2‬في العراق للمدة ‪4112 _ 4111‬‬

‫شهد عام ‪ 2003‬استمرار ا زيادة في عرض ا نقد إذ ب غ حجم ا سيو ة ا مح ية (‪ )6953420‬م يون دينار‬
‫بمعدل نمو سنوي مرتفع ا ذي يعد أع ى معدل نمو في هذ ا مدة ب غ (‪ )%80.6‬ويعزى ذ ك إ ى رغبة‬
‫فة إستبدال‬ ‫اإفراد بااحتفاظ بأرصدتهم ا نقدية دى ا مصارف أو زيادة ت ك اأرصدة من اجل تفادي‬
‫ا عم ة أو تفادي ا مخاطر اأمنية ‪ .‬وشهد عامي ‪ 2004‬و ‪ 2005‬استمرار ا زيادة في عرض ا نقد‬
‫وبمعدات نمو متناقصة إذ ب غت (‪ )%65.3‬و(‪ )%27.5‬ع ى ا توا ي وهذا اانخفاض في معدل نمو‬
‫عرض ا نقد ناتج عن سعي ا بنك ا مر زي في مواجهة ا تضخم بعد صدور قانونه ا مرقم ‪ 56‬سنة ‪2004‬‬
‫ا ذي منحه ااستقا ية في إدارة ا سياسةا نقدية(‪6)2‬‬

‫(‪ . )1‬محمد صا ح س مان ‪ ،‬قياس وتح يل ا صدمات ا نقدية في ااقتصاد ا عراقي ‪ 1980‬ـ ـ ‪ ، 2005‬مج ة ا ع وم‬
‫ااقتصادية واإدارية ‪ ،‬جامعة بغداد ‪ ،‬ا مج د ‪ ، 16‬ا عدد ‪ ، 58‬حزيران ‪ ، 2010‬ص ‪. 147‬‬
‫(‪ )2‬مظهر محمد صا ح قاسم ‪ ،‬ا سياسة ا نقدية بنك ا مر زي ا عراقي ومفارقة اازدهار في اقتصاد ريعي ‪ ،‬ا بنك ا مر زي‬
‫ا عراقي ‪ ،‬بغداد ‪ ،‬آذار ‪ ، 2012 ،‬ص ‪. 2‬‬

‫‪81‬‬
‫الفصل الثاني ‪ /‬اآثار النقدية للسياسة المالية في العرا‬

‫شهدت اأعوام ‪ 2008 _ 2006‬استمرار ا زيادة في عرض ا نقد و ن بمعدات نمو متباينة إذ انت‬
‫منخفضة في عام ‪ 2007‬ب غت (‪ )%27.9‬بعد إن انت في عام ‪ )%43.6( 2006‬أما عام ‪2008‬‬
‫شهدت ارتفاع ا في معدل ا نمو إذ ب غ (‪ ، )%29.5‬إذ استمرت ا زيادة في عرض ا نقد خال اأعوام‬
‫‪ 2009‬و ‪ 2010‬وبمعدات نمو وص ت إ ى (‪ )%30.1‬و(‪ )%32.6‬ع ى ا توا ي ‪ ،‬يعود ذ ك إ ى‬
‫زيادة ا وعي ا مصرفي دى اأفراد ‪ .‬قد استمر عرض ا نقد با زيادة خال اأعوام ‪2014 _ 2011‬‬
‫وبمعدات نمو متباينة ب غت (‪ %)3.4، 16.1 ، 4.5 ، 19.5‬ع ى ا توا ي يعود سبب ذ ك تأخير أثر‬
‫ا موازنة ا عامة خال ت ك ا سنين ‪ ،‬أما حجم ا سيو ة ا مح ية هذ اأعوام ب غت (‪،)72067309‬‬
‫(‪ )87526585( )75336128‬و(‪ )90566930‬م يون دينار ‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫الفصل الثاني ‪ /‬اآثار النقدية للسياسة المالية في العرا‬

‫جدول (‪)4‬‬

‫تطور عرض النقد )‪ ( M2‬في العراق للمدة (‪) 4112 _ 1771‬‬

‫مليون دينار‬

‫معدل النمو‬ ‫عرض النقد ‪M2‬‬ ‫السنوا‬


‫السنو ‪%‬‬
‫ــــــ‬
‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪،‬‬ ‫المصدر ‪ :‬البن المركز العراقي ‪ ،‬المديرية العامة لإحصاء واأبحاث ‪ ،‬المجموعة اإحصائية ‪ ،‬عدد خاص ‪،‬‬
‫النشرة السنوية لسنوا مختل ة ‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫الفصل الثاني ‪ /‬اآثار النقدية للسياسة المالية في العرا‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬أثر السياسة المالية عل عرض النقد في العرا‬

‫المطل اأول‪ :‬العاقة بين اإيرادا العامة وعرض النقد‬

‫أواا ‪ /‬تحليل العاقة بين اإيرادات العامة وعرض النقد خال مرحلة اإصدار النقدي وما بعد ‪: 4111‬‬
‫لتوضيح تحليل العاقة بين اإيرادات العامة وعرض النقد يتم ذلك من خال مرحلتين ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـــ تحليل العاقة بين اإيرادات العامة وعرض النقد للمدة (‪ : )4114 _ 1771‬ويتبين من خال‬
‫ا جدول (‪ )5‬ا ذي يضم اإيرادات ا عامة وعرض ا نقد مدة (‪ ،)2002 _ 1990‬ناحظ عام ‪ 1990‬أن‬
‫اإيرادات ا عامة باأسعار ا جارية وا ثابتة ب غت (‪ )8491‬و(‪ )5267.4‬م يون دينار وعرض ا نقد ب غ‬
‫(‪ ) 26983‬م يون دينار نفس ا مدة ‪ ،‬وفي حين تراجعت اإيرادات ا عامة باأسعار ا جارية وا ثابتة عام‬
‫‪ 1991‬فب غت (‪ )4228‬و(‪ )915.3‬م يون دينار بمعدات نمو سا بة ب غت (‪ )%-50.2‬و(‪،)%-82.6‬‬
‫وأما با نسبة مؤشر عرض ا نقد فقد تنامى نفس ا مدة بمقدار (‪ )31722‬م يون دينار بمعدل نمو موجب‬
‫ب غ (‪ )%17.5‬ويم ن رجوع ذ ك ه إ ى أثر جراء حرب ا خ يج ا ثانية مع قوات ا تحا ف ا دو ي في‬
‫‪ 1991 /1/17‬وهذا ما أوقع ا عراق في مشا ل عديدة تضاف إ ى س س ة ا مشا ل وااضطرابات‬
‫جوء‬ ‫ا تي مر بها مما أدى إ ى إنخفاض إيرادات ا صادرات ا نفطية وهذا ما دفع ا ح ومة‬
‫إصدار ا نقدي ا جديد وتمويل ا موازنة با عجز فتزايد عرض ا نقد ‪ .‬وعاودت اإيرادات ا عامة باأسعار‬
‫ا جارية اارتفاع في اأعوام ‪ 1995 _ 1992‬بمعدات نمو موجبة مرتفعة إذ ب غت‬
‫(‪ %)317.0 ، 185.2 ، 78.3 ، 19.4‬رافقه زيادة في عرض ا نقد بمعدات نمو مرتفعة أيض ا ب غت‬
‫(‪ ، %)179.3 ، 143.6 ، 100 ، 79.1‬أما اإيرادات ا عامة باأسعار ا ثابتة سج ت معدات نمو‬
‫سا بة ب غت (‪ %)-7.6 ، -51.8 ، -42.1 ، -35.0‬ويعود سبب ذ ك إ ى ا عقوبات ا تي منعت عن‬
‫ا عراق ل مصادر إيراداته ا خارجية دعت ا ح ومة ا تفاف تمويل ا داخ ي في توفير اإيرادات تغطية‬
‫ا نفقات ا عامة ما أدى إ ى أرتفاع اإيرادات ا عامة وهذ ا زيادة في اإيرادات هي زيادة نقدية و يست زيادة‬
‫حقيقية وهذا ا سبب ا ذي دفع بمعدات ا تضخم نحو ا تصاعد ا ح زوني ‪ ،‬وسبب تنامي عرض ا نقد‬
‫بش ل بير في هذ اأعوام بسبب اإصدار ا نقدي ا واسع وا ناشىء عن عوامل ما ية ومصرفية حيث‬
‫ان ا مسار ا توسعي منح اائتمان ا ح ومي من قبل ا جهاز ا مصرفي تمويل ا عجز ا ما ي ح ومة‬

‫‪81‬‬
‫الفصل الثاني ‪ /‬اآثار النقدية للسياسة المالية في العرا‬

‫دور بير في تنامي عرض ا نقد وفي زيادته في توسيع ا قاعدة ا نقدية نتيجة اإصدار ا نقدي‬
‫ا متواصل(‪6 )1‬‬
‫أما عام ‪ 1996‬هبط معدل ا نمو ا سنوي إيرادات ا عامة باأسعار ا جارية إ ى (‪ ،)%66.4‬وأما‬
‫باأسعار ا ثابتة ان معدل ا نمو ا سنوي مقدار (‪ ، )%96.8‬وأما معدل ا نمو ا سنوي عرض ا نقد هبط‬
‫أيضا إ ى (‪ )% 40.2‬وذ ك بسبب تطبيق مذ رة ا تفاهم وا تي أدت إ ى زيادة في اإيرادات ا نفطية ‪ .‬أما‬
‫في ا عامين ‪ 1997‬و ‪ 1998‬هبطت معدات ا نمو ا سنوية إيرادات ا عامة باأسعار ا جارية من‬
‫(‪ )%130.6‬إ ى (‪ ،)%26.8‬و ذ ك باأسعار ا ثابتة هبطت أيض ا من (‪ )%87.5‬إ ى (‪ ،)%10.5‬وأما‬
‫عرض ا نقد شهد زيادة في معد ه ا سنوي من (‪ )%14.6‬إ ى (‪ )%32.5‬بسبب جوء ا ح ومة إصدار‬
‫ا نقدي مرة أخرى بعد قصف ا وايات ا متحدة ا عراق عام ‪ 1998‬وبا تا ي أن زيادة إصدار ا نقود قد أدى‬
‫إ ى ارتفاع حدة ا تضخم‪ .‬وأص ت اإيرادات ا عامة ا زيادة عامي ‪ 1999‬و ‪ 2000‬بمعدات نمو متزايدة‬
‫ب غت (‪ )%38.2‬و(‪ )%57.6‬وباأسعار ا ثابتة انت (‪ )%22.7‬و(‪ ، )%50.1‬وأما عرض ا نقد‬
‫شهدت‬ ‫استمر با زيادة في نفس ا مدة بمعدات نمو متزايدة ب غت (‪ )%12.8‬و(‪ )%19.2‬ع ى ا توا ي‬
‫اأعوام ‪ 2001‬و‪ 2002‬استمرت اإيرادات ا عامة وعرض ا نقد با زيادة وب غت معدات ا نمو باأسعار‬
‫ا جارية (‪ )%13.8‬و(‪ )%52.9‬ع ى ا توا ي‪ ،‬ومعدات ا نمو باأسعار ا ثابتة انت سا بة (‪)%-2.2‬‬
‫عام ‪ 2001‬وهذ ا زيادة في اإيرادات ا عامة انت زيادة نقدية ا تي دفعت بمعدات ا تضخم نحو‬
‫اارتفاع ‪ ،‬و انت (‪ )%28.1‬عام ‪ 2002‬تمثل زيادة حقيقية وا متبقي (‪ )%24.8‬زيادة نقدية‪ ،‬أما‬
‫اأعوام إذ ب غت (‪ )%28.2‬و(‪.)%35.7‬‬ ‫عرض ا نقد ازدادت في هذ‬ ‫معدات ا نمو‬
‫‪ 4‬ــــ تحليل العاقة بين اإيرادات العامة وعرض النقد للمدة ‪:4112 _ 4111‬‬

‫وبعد حرب ا خ يج ا ثا ثة عام ‪ 2003‬ورفع ا حظر ااقتصادي ا مفروض ع ى ا باد‪ ،‬إذ ازدادت‬
‫اإيرادات ا عامة باأسعار ا جارية وبمعدل نمو سنوي ب غ (‪ ،)%8.9‬في حين ان معدل ا نمو باأسعار‬
‫ا ثابتة سا ب ب غ (‪ )%-17.9‬وهذا يع س ا زيادة ا نقدية إيرادات ا عامة بسبب ا تضخم‪ ،‬وأما با نسبة‬
‫عرض ا نقد ازداد في هذ ا سنة بمعدل نمو سنوي (‪ ،)%80.6‬و ان ذ ك بسبب ا حرب اأخيرة عام‬
‫‪ 2003‬ا تي تعرض ها ا ب د وتدهور ا ظروف اأمنية وا سياسية ومخاطر بقاء ا عم ة في ا تداول مع‬
‫ضرورة ااحتفاظ با عم ة تحت ا ط ب إغراض ا توقعات ا مستقب ية ا تي يشهدها ا ب د‪ ،‬وهذا فضاا عن‬

‫(‪)1‬عبد ا منعم ا سيد ع ي وهيل عجمي‪( ،‬ااقتصاد ا سياسي في ا عراق)‪_ 1988( ،‬ـ ‪ ، )1992‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪.102‬‬

‫‪10‬‬
‫الفصل الثاني ‪ /‬اآثار النقدية للسياسة المالية في العرا‬

‫تزايد ا صادرات ا نفطية ‪ .‬ما ارتفعت اإيرادات ا عامة باأسعار ا جارية وا ثابتة عام ‪ 2004‬وبمعدات‬
‫نمو أع ى خال مدة ا دراسة ب غت (‪ )%1436.7‬باأسعار ا جارية وب غت (‪ )%1110.3‬باأسعار‬
‫ا ثابتة‪ ،‬وأما معدل ا نمو عرض ا نقد ان (‪ )%65.3‬بسبب اإصدار ا نقدي ا بير ا ذي قام به ا بنك‬
‫ا مر زي ا عراقي أسباب عديدة استبدال ا عم ة ا عراقية ا قديمة با عم ة ا جديدة وااحتياطيات ا نقدية‬
‫اأجنبية أحتياطيات فائضة نتيجة ا واردات اأجنبية ا ناجمة من زيادة اإيرادات ا نفطية‪ .‬و ما واص ت‬
‫اإيرادات ا عامة باأسعار ا جارية ا زيادة في اأعوام ‪ 2007 _ 2005‬حققت معدات نمو متذبذبة‬
‫(‪ %)11.3 ، 21.1 ، 22.8‬ع ى ا توا ي وأما معدات ا نمو باأسعار ا ثابتة انت سا بة ب غت‬
‫(‪ %)-14.9 ، -21.0 ، -10.3‬ع ى ا توا ي‪ ،‬وهذا يعني أن سبب ا زيادة في اإيرادات ا عامة انت‬
‫نقدية غير حقيقية ا تي دفعت بمعدات ا تضخم نحو اارتفاع في ت ك ا مدة‪ ،‬وقد ازداد عرض ا نقد خال‬
‫هذ اأعوام بمعدات نمو متباينة (‪ ،%)27.9 ،43.6 ،27.5‬وقد استمرت اإيرادات ا عامة با تذبذب‬
‫ضمن هذ ا مستويات مسج ة تفاوتا بين اأسعار ا جارية وا ثابتة حتى وص ت إ ى أع ى مستوى ها عام‬
‫‪ 2008‬قياسا باأعوام ا سابقة ‪ ،‬إذ ارتفعت اإيرادات ا عامة باأسعار ا جارية بمعدل نمو سنوي‬
‫(‪ ،)%47.0‬أما معدل ا نمو باأسعار ا ثابتة ب غ (‪ ،)%43.2‬في حين عرض ا نقد استمر با زيادة‬
‫بمعدل نمو سنوي ب غ (‪ )% 29.5‬يعود سبب ذ ك إ ى زيادة اإيرادات ا نفطية وا تي أدت إ ى زيادة صافي‬
‫ا موجودات اأجنبية‪ .‬وقد تراجعت اإيرادات ا عامة باأسعار ا جارية عام ‪ 2009‬إذ حققت معدل نمو‬
‫سا ب (‪ ، )%-31.2‬أما باأسعار ا ثابتة ان معدل ا نمو سا ب ا (‪ )%-29.2‬وأن سبب هذا ا تراجع ان‬
‫نتيجة إنهيار أسعار ا نفط بفعل اأزمة ا ما ية ا تي ان قد شهدها ااقتصاد ا عا مي في ت ك ا مدة وا تي‬
‫توضح مدى انع اس ا وضع ا خارجي ع ى ااقتصاد ا مح ي ب د ا نفطي ‪ ،‬أما عرض ا نقد ازداد في‬
‫نفس ا عام بمعدل نمو ب غ (‪ )%30.1‬سبب ذ ك يعود زيادة ودائع اأفراد دى ا مصارف‪ .‬شهدت اأعوام‬
‫‪ 2012 _ 2010‬عودة اإيرادات ا عامة باأسعار ا جارية وا ثابتة باإرتفاع‪ ،‬إذ انت معدات ا نمو‬
‫باأسعار ا جارية متفاوتة ب غت (‪ ،%)10.1 ، 55.0 ، 27.1‬وأما باأسعار ا ثابتة انت معدات ا نمو‬
‫ا سنوية (‪ ، %)3.8 ، 46.8 ، 24.1‬وفي نفس ا فترة استمر عرض ا نقد با زيادة وبمعدات نمو‬
‫متناقصة ب غت (‪ %)4.5 ، 19.5 ، 32.6‬ع ى ا توا ي‪ ،‬وسبب ذ ك يعود ارتفاع ا حاصل في عوائد‬
‫ا نفط وا تي أسفرت عن ا زيادة في اإنفاق ا ح ومي ع ى خطتي ا تنمية في ت ك ا مدة‪.‬‬
‫وقد تراجعت اإيرادات ا عامة باأسعار ا جارية في اأعوام ‪ 2013‬و ‪ 2014‬وبمعدات‬

‫انت معدات ا نمو سا بة أيض ا‬ ‫نمو سا بة (‪ )%-5.0‬و(‪ ،)%-7.4‬أما باأسعار ا ثابتة‬

‫‪13‬‬
‫الفصل الثاني ‪ /‬اآثار النقدية للسياسة المالية في العرا‬

‫(‪ )%-6.7‬و(‪ ،)%-9.5‬أما ا زيادة في عرض ا نقد استمرت في هذ اأعوام بمعدات نمو متناقصة‬
‫ب غت (‪ )%16.1‬و(‪ )%3.4‬بسبب تراجع أسعار ا نفط ا عا مي إ ى مستويات غير مسبوقة وباإضافة‬
‫إ ى ذ ك عدم إقرار ا موازنة ااتحادية عام ‪. 2014‬‬

‫جدول (‪ )5‬اإيرادات العامة وعرض النقد في ااقتصاد العراقي للمدة ( ‪)4112 _ 1771‬‬

‫مليون دينار‬

‫عرض النقد معدل النمو ‪%‬‬ ‫معدل النمو ‪%‬‬ ‫اإيرادات العامة‬ ‫معدل نمو ‪%‬‬ ‫اإيرادات العامة‬ ‫السنوات‬
‫‪M2‬‬ ‫باأسعار الثابتة‬ ‫باأسعار الجارية‬
‫___‬ ‫___‬ ‫‪344562‬‬ ‫___‬ ‫‪6271‬‬ ‫‪1771‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪-6464‬‬ ‫‪71361‬‬ ‫‪-3164‬‬ ‫‪2446‬‬ ‫‪1771‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪-1361‬‬ ‫‪37264‬‬ ‫‪1762‬‬ ‫‪3125‬‬ ‫‪1774‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪-2461‬‬ ‫‪12264‬‬ ‫‪5661‬‬ ‫‪6775‬‬ ‫‪1771‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪-3166‬‬ ‫‪14461‬‬ ‫‪16364‬‬ ‫‪43437‬‬ ‫‪1772‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪-564‬‬ ‫‪13161‬‬ ‫‪11561‬‬ ‫‪114764‬‬ ‫‪1773‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪7466‬‬ ‫‪13164‬‬ ‫‪4462‬‬ ‫‪156111‬‬ ‫‪1774‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪6563‬‬ ‫‪34362‬‬ ‫‪11164‬‬ ‫‪211315‬‬ ‫‪1775‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪1163‬‬ ‫‪44263‬‬ ‫‪4466‬‬ ‫‪341211‬‬ ‫‪1776‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪4465‬‬ ‫‪54463‬‬ ‫‪1664‬‬ ‫‪517143‬‬ ‫‪1777‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪3161‬‬ ‫‪113162‬‬ ‫‪3564‬‬ ‫‪1111112‬‬ ‫‪4111‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪-464‬‬ ‫‪114267‬‬ ‫‪1166‬‬ ‫‪1467424‬‬ ‫‪4111‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪4661‬‬ ‫‪122162‬‬ ‫‪3467‬‬ ‫‪1751143‬‬ ‫‪4114‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪-1567‬‬ ‫‪116167‬‬ ‫‪667‬‬ ‫‪4124124‬‬ ‫‪4111‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪111161‬‬ ‫‪1214667‬‬ ‫‪121465‬‬ ‫‪14764517‬‬ ‫‪4112‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪-1161‬‬ ‫‪1462563‬‬ ‫‪4466‬‬ ‫‪21314671‬‬ ‫‪4113‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪-4161‬‬ ‫‪1113267‬‬ ‫‪4161‬‬ ‫‪27133323‬‬ ‫‪4114‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪-1267‬‬ ‫‪641665‬‬ ‫‪1161‬‬ ‫‪323772331‬‬ ‫‪4115‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪2164‬‬ ‫‪1414564‬‬ ‫‪2561‬‬ ‫‪61434164‬‬ ‫‪4116‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪-4764‬‬ ‫‪653163‬‬ ‫‪-1164‬‬ ‫‪33417131‬‬ ‫‪4117‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪4261‬‬ ‫‪1164161‬‬ ‫‪4561‬‬ ‫‪51156441‬‬ ‫‪4111‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪2466‬‬ ‫‪1372364‬‬ ‫‪3361‬‬ ‫‪116615174‬‬ ‫‪4111‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪166‬‬ ‫‪1433462‬‬ ‫‪1161‬‬ ‫‪117615442‬‬ ‫‪4114‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪-465‬‬ ‫‪1322167‬‬ ‫‪-361‬‬ ‫‪111621154‬‬ ‫‪4111‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪-763‬‬ ‫‪1176163‬‬ ‫‪-562‬‬ ‫‪113164441‬‬ ‫‪4112‬‬

‫المصدر ‪ :‬من أعداد الباحث بااعتماد على بيانات الجدول (‪)5 _ 3‬‬

‫‪12‬‬
‫الفصل الثاني ‪ /‬اآثار النقدية للسياسة المالية في العرا‬

‫ويم ن تقسيم اإيرادات ا عامة إ ى فرعين أساسين هما ‪:‬‬

‫اواا _ الدين العام الداخلي‬


‫نتيجة ظروف ا تي مر بها ااقتصاد ا عراقي خال عقد ا تسعينات ا متمث ة بحرب ا خ يج ا ثانية‬
‫وما تاها من حصار اقتصادي وتوقف صادرات ا عراق ا نفطية سبب ل ذ ك عجز مزمن في ا موازنة‬
‫ا عامة دو ة منذ عام ‪ 1990‬واستمر هذا ا عجز حتى عام ‪ 2003‬ما هو واضح في جدول (‪. )5‬‬
‫ونتيجة هذا ا عجز في ا موازنة جأت ا ح ومة ا عراقية إ ى أس وب ا تمويل ا تضخمي من خال أدوات‬
‫ا دين ا عام ا متمث ة با سندات وحواات ا خزينة‪ ،‬اأمر ا ذي جعل ا سياسة ا نقدية سياسة مسخرة سياسة‬
‫ا ما ية هدفها اأساسي هو تمويل ا عجز ا ما ي ا ح ومي ‪ .‬وتجدر اإشارة هنا بأنه يم ن ا تأ يد ع ى أن‬
‫دور مهم ا في تخفيف هذ ا موجات ا تضخمية ‪ ،‬من خال ا تأثير في عرض ا نقد‬
‫ا دين ا عام ي عب ا‬
‫و يفية إنفاق مبا غ ا دين في مشاريع استثمارية تعمل ع ى زيادة معدات نمو ا ناتج ا مح ي اإجما ي‬
‫ا حقيقي وأتساع مرونة ا جهاز اإنتاجي‪ ،‬ما يعتمد تأثير أدوات ا دين ا عام (ا سندات ا ح ومية وحواات‬
‫ا خزينة) ع ى ا تضخم تبع ا تباين هاتين اأداتين من حيث أجل ااستحقاق ونسبة ا فائدة ا ممنوحة ع يها‬
‫هذا من جهة ‪ ،‬ومن جهة أخرى اأثر ا نقدي ا ذي يتع ق با جهة ا تي سوف تقوم بتمويل ذ ك ا دين عن‬
‫طريق اقتنائها أدوات ا دين ا عام ‪6‬‬
‫وفي ما يتع ق با جهات ا تي تستثمر أموا ها ‪ ،‬فإنها تفضل ت ك اأصول ا تي تتميز بقصر آجال‬
‫استحقاقها وارتفاع فوائدها ‪ ،‬أما ا جهات ا مقترضة (ا مقصود بها ا ح ومة) فأنها تفضل أصول ما ية‬
‫طوي ة اأجل ونسبة فائدة منخفضة بغض ا نظر عن ا هدف منها سواء ان تمويل ا عجز في ا موازنة‬
‫ا عامة دو ة أو معا جة ا تضخم ‪.‬‬
‫وفي ا عراق فأن تا اأداتين (ا سندات ا ح ومية وحواات ا خزينة) م تحقق سياسة ا نقدية غايتها في‬
‫بارز في تفاقم مش ة ا تضخم سواء من حيث أدوات‬
‫دور ا‬‫معا جة ا تضخم ‪ ،‬بل با ع س عب ا دين ا عام ا‬
‫ا دين أو من حيث ا جهة ا تي تقتني هذ اأدوات ‪ ،‬ويم ن ا تميز بين أدوات ا دين ا عام ما ي ي (‪: )1‬‬

‫(‪ )1‬قحطان شمران حسن ا قيسي ‪ ،‬تفعيل ا سياسة ا نقدية في معا جة ا تضخم مع أشارة خاصة عراق ‪ ،‬رسا ة ماجستير‬
‫ا مستنصرية ‪ ،‬ية اإدارة وااقتصاد ‪ ، 2005 ،‬ص ‪. 88‬‬

‫‪11‬‬
‫الفصل الثاني ‪ /‬اآثار النقدية للسياسة المالية في العرا‬

‫أ‪ -‬تتميز حواات ا خزينة ب ونها قصيرة اأجل في استحقاقها ع ى ا رغم من انخفاض نسبة ا فائدة‬
‫ع يها‪ ،‬وبسبب ا ظروف ا تي مر بها ا عراق جعل تمويل ا عجز عن طريق هذ اأداة تمويل تضخمي‬
‫ونها قصيرة اأجل في استحقاقها إضافة ما يترتب ع يها من فوائد ‪.‬‬
‫ب‪ -‬تتميز ا سندات ا ح ومية في طول آصا ها وارتفاع نسبة ا فوائد ع يها ‪ ،‬وان استخدام هذ اأداة في‬
‫تمويل ا دين ا عام يساعد ع ى معا جة ا تضخم خاصة أذا تم طرحها ع ى ا جمهور أو ع ى‬
‫ا مصارف ا تجارية بشرط أن تؤثر ع ى قدرة ا مصارف في منح اائتمان ‪.‬‬
‫وبعد عام ‪ 2003‬سعى ا بنك ا مر زي سعي ا حثيث ا إ ى تطوير عم يات ا سوق ا مفتوحة من خال‬
‫ا عم يات اإقراضية ا متمث ة بمزادات حواات ا خزينة ا تي بدأ ا بنك ا مر زي في تطبيقها في أطار تفعيل‬
‫أدواته غير ا مباشرة في أدارة ا سيو ة ا عامة وا سيطرة ع ى مناسيبها وصواا إ ى تحديد أسعار فائدة توازنية‬
‫في ا سوق ا نقدي ‪ .‬حيث يم ن بنك ا مر زي ا تأثير في ا سيو ة ا مصرفية ا فائضة ومن ثم ا تأثير في‬
‫أسعار ا فائدة قصيرة اأجل في ا سوق ا نقدي وذ ك باإدارة ا س يمة سيو ة من خال ا مزادات (بيع‬
‫(‪)1‬‬
‫‪.‬‬ ‫وشراء) واأوراق ا ما ية ا ح ومية (ا سندات أو ا حواات ا خزينة)‬
‫وقد تضمنت سياسة ا بنك ا مر زي ا جديدة مزادات اأوراق ا ما ية ا ح ومية (حواات ا خزينة) مدة (‪)91‬‬
‫يوم إذ سعى ا بنك ا مر زي إ ى تطبيقها منذ ا شهر ا سابع من عام ‪ 2004‬و ذ ك ا حواات مدة (‪)63‬‬
‫يوم و(‪ )28‬إذ تم تطبيقها في ا شهر اأول من عام ‪ 2006‬و ان ا هدف من هذ ا مزادات ما ي ي(‪: )2‬‬
‫أ‪ -‬تو يد حا ة من ااستقرار في ا سيو ة دى ا مصارف ضمن نفق أسعار تسهيات اإق ارض واإيداع‬
‫بنك ا مر زي ‪.‬‬
‫ب‪ -‬تنشيط حر ة ا سوق قصيرة اأجل ‪.‬‬
‫ت‪ -‬امتصاص ا عرض ا فائض في ا سيو ة ا عامة ‪.‬‬
‫ث‪ -‬أداة تمويل نفقات ا عامة ‪.‬‬
‫إن إقامة مثل هذ ا مزادات سيساعد ع ى أدارة ااحتياطيات ا نقدية ا فائضة دى ا مصارف ‪ ،‬فتقوم و ازرة‬
‫ا ما ية با تهيئة إعان عن بيع ا حواات عن طريق إصدار منشور عرض واإعان ‪ ،‬يدرج فيه‬
‫مواصفات ا عرض افة مثل نوع ا ورقة ا ما ية وزمان انعقاد ا مزاد ووقت إعان نتائج ا مزاد ومضاعفات‬

‫(‪ )1‬افتخار محمد ناجي ا رفيعي ‪ ،‬ا سيو ة ا عامة وفاع ية ا سياسة ا نقدية في ا سيطرة ع يها مع أشارة تطبيقية عراق ‪،‬‬
‫مصدر سابق ‪ ،‬ص ‪.167‬‬
‫(‪ )2‬مصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪.167‬‬

‫‪11‬‬
‫الفصل الثاني ‪ /‬اآثار النقدية للسياسة المالية في العرا‬

‫ا مبا غ ‪ ،‬ومب غ ا عطاء غير ا تنافسي وا حد اأقصى ا ممنوح من ا مبا غ و ذ ك با نسبة عطاء ا تنافسي‬
‫وأي مع ومات أخرى بتط بها ا مزاد ‪ ،‬ويقوم ا بنك ا مر زي بعد ذ ك نيابة عن و ازرة ا ما ية بعد ا و يل‬
‫ا ما ي ‪ ،‬بأدائه ا مهام افة ا ازمة تنفيذ مزادات بيع ا حواات ‪ .‬ومن خال ا جدول (‪ )8‬يم ن استعراض‬
‫ا مجموع ا ي دين ا داخ ي وعاقته مع عرض ا نقد ‪ M2‬ويتم ذ ك من خال مرح تين ‪.‬‬
‫المرحلة اأولى ‪ /‬تحليل العاقة بين الدين العام الداخلي وعرض النقد للمدة (‪:)4114 _1771‬‬

‫إذ يتضح أن ا مجموع ا ي دين ا عام ا داخ ي باأسعار ا جارية وا ثابتة قد ب غ (‪ )5750‬و(‪)3567‬‬
‫م يون دينار عام ‪ 1990‬في حين ب غ حجم ا سيو ة ا مح ية نفس ا مدة (‪ )26983‬م يون دينار ‪ ،‬إذ ازداد‬
‫حجم ا دين ا عام ا داخ ي باأسعار ا جارية إ ى (‪ )46473‬م يون دينار عام ‪ 1991‬بمعدل نمو سنوي‬
‫مقدار (‪ ، )% 708.2‬أما ا دين ا عام باأسعار ا ثابتة ان معد ه ا سنوي يب غ (‪ )%182.1‬تمثل زيادة‬
‫حقيقية وا متبقي (‪ )%526.1‬زيادة نقدية‪ ،‬وعرض ا نقد ان (‪ )31722‬م يون دينار بمعدل نمو قدر‬
‫(‪ ،)%17.5‬وأن سبب هذ ا زيادة يعود إ ى فرض ا عقوبات ااقتصادية وانقطاع ا صادرات ا نفطية‬
‫ا عراقية مما أدى ذ ك ا جوء إستدانة داخ ي ا من ا جهاز ا مصرفي غرض تمويل اإنفاق ا ح ومي ‪ .‬تزايد‬
‫حجم ا دين ا عام ا داخ ي باأسعار ا جارية خال ا مدة (‪ )1995 _ 1992‬بمعدات نمو مرتفعة ب غت‬
‫(‪ %)186.8 ، 134.9 ، 82.7 ، 62.1‬ع ى ا توا ي ‪ ،‬أما با نسبة دين ا عام ا داخ ي باأسعار ا ثابتة‬
‫سج ت معدات نمو سا بة ب غت (‪ %)-36.5 ، -60.30 ، -40.6 ، -11.8‬ع ى ا توا ي ‪ ،‬أي أن‬
‫ا زيادة انت نقدية و يست حقيقية ‪ ،‬أما با نسبة عرض ا نقد ازداد خال هذ ا مدة بمعدات نمو مرتفعة‬

‫ب غت (‪ %)179.3 ، 143.6 ، 100 ، 79.1‬ع ى ا توا ي ‪ .‬وسبب هذ ا زيادة نتيجة اإستدانة داخ ي ا‬
‫من ل من ا بنك ا مر زي وا مصارف ا تجارية وذ ك عدم توفر وسائل تمويل أخرى غير تضخمية ‪ ،‬وقد‬
‫أدى ذ ك إ ى زيادات بيرة في عرض ا نقد وا دين ا عام ا داخ ي ‪ .‬واصل ا دين ا عام ا داخ ي باأسعار‬
‫ا جارية ارتفاعه خال ا مدة (‪_1996‬ـ ‪ )1997‬إ ى (‪ )1270646‬و(‪ )1479306‬م يون دينار و ن‬
‫بنسب اقل من اأعوام ا سابقة إذ ب غت معدات ا نمو ا سنوية (‪ )%37.1‬عام ‪ 1996‬وانخفضت تصل‬
‫إ ى (‪ )%16.4‬عام ‪ 1997‬في حين انت معدات ا نمو باأسعار ا ثابتة مخت فة إذ ب غت عام ‪1996‬‬
‫(‪ )%62.1‬وهذ تمثل زيادة حقيقية وا نسبة ا متبقية (‪ )%25‬زيادة نقدية بسبب ا تضخم ‪ ،‬ن عام ‪1997‬‬
‫ب غ (‪ )%-5.4‬يعني زيادة نقدية ‪ ،‬أما عرض ا نقد شهد تزايدا و ن بنسب اقل إذ ب غت‬
‫(‪ )%40.2‬و(‪ )%14.6‬ع ى ا توا ي بسبب حصول خزانة ا دو ة ع ى ا موارد ا نفطية بعد استئناف‬

‫‪11‬‬
‫الفصل الثاني ‪ /‬اآثار النقدية للسياسة المالية في العرا‬

‫ا تصدير بش ل جزئي يعود إ ى تطبيق مذ رة ا تفاهم ومن ثم ا تق يل من ا تمويل باإصدار ا نقدي ‪.‬‬
‫وواصل ا دين ا عام ا داخ ي باأسعار ا جارية ا زيادة في عامي ‪ 1999 _ 1998‬بمعدات نمو متناقصة‬
‫ب غت (‪ )%32.9‬و(‪ )%12.2‬ع ى ا توا ي ‪ ،‬أما ا دين ا عام ا داخ ي باأسعار ا ثابتة سج ت معدات نمو‬
‫موجبة عام ‪ 1998‬ب غت (‪ )%15.8‬ومعدات نمو سا بة عام ‪ 1999‬ب غت (‪ ، )%-0.4‬و ن عرض‬
‫ا نقد استمر با زيادة في نفس ا مدة بمعدات نمو متدنية ب غت (‪ )%32.5‬و(‪ )%12.8‬ع ى‬
‫ا توا ي‪.‬استمرت ا زيادة في ا دين ا عام ا داخ ي في اأعوام (‪ )2002 _ 2000‬وبمعدات نمو سنوية‬
‫متفاوتة ب غت (‪ % )2.3 ،37.4 ، 17.3‬ع ى ا توا ي ‪ ،‬وسجل ا دين ا عام ا داخ ي باأسعار ا ثابتة‬
‫معدات نمو سنوية ب غت (‪ )%11.7‬عام ‪ 2000‬ا تي تمثل زيادة حقيقية وا متبقي (‪ )%5.6‬نقدي ‪ ،‬أما‬
‫عام ‪ 2001‬ان (‪ )%18.1‬وهي زيادة حقيقية وا متبقي (‪ )%19.3‬نقدي ‪ ،‬وفي عام ‪ 2002‬ان سا ب‬
‫(‪ )%-14.3‬وا تي تعني أن هذ ا زيادة انت نقدية ‪ ،‬أما با نسبة عرض ا نقد واصل زيادتة وبمعدات‬
‫نمو سنوية مرتفعة تدريجيا ب غت (‪ % )35.7 ، 28.2 ، 19.2‬ع ى ا توا ي ‪.‬‬

‫المرحلة الثانية ‪ /‬تحليل العاقة بين الدين العام الداخلي وعرض النقد ‪ M2‬للمدة (‪:)4112_ 4111‬‬

‫شهد عام ‪ 2003‬استمرار ا زيادة في ا دين ا عام ا داخ ي إذ ب غت باأسعار ا جارية (‪)5543684‬‬
‫م يون دينار بمعدل نمو سنوي متزايد ب غ (‪ ، )%52.6‬أما باأسعار ا ثابتة فقد ان معدل ا نمو ا سنوي‬
‫(‪ ، )%15.1‬أما با نسبة عرض ا نقد ازداد بمعدل نمو ب غ (‪ )%80.6‬و ان ذ ك بسبب ا حرب اأخيرة‬
‫وتردي ا وضع اأمني وا تدهور ا سياسي اأمر ا ذي أدى إ ى اإستدانة داخ ي ا غرض تغطية اإنفاق‬
‫ا عام واتجا نحو ا قضايا ا عس رية واأمنية وتسير ا مرافق ا عامة ‪.‬‬

‫وشهد عامي ‪ 2004‬و ‪ 2005‬استمرار ا زيادة في ا دين ا عام ا داخ ي إذ ان باأسعار ا جارية‬
‫(‪ )5925061‬و(‪ )6255578‬م يون دينار وبمعدات نمو متناقصة ب غت (‪ )%6.9‬و(‪ )%5.6‬أما‬
‫باأسعار ا ثابتة انت معداته ا سنوية سا بة (‪ )%-15.8‬و(‪ )%-22.9‬ع ى ا توا ي ‪ ،‬وأما عرض ا نقد‬
‫انت معداته متناقصة ب غت (‪ )%65.3‬و(‪ )%27.5‬ع ى ا توا ي ‪ ،‬وهذا اإنخفاض في معدات ا نمو‬
‫ا سنوية دين ا عام ا داخ ي وعرض ا نقد بسبب تزايد إيرادات ا نفط ا خام وبفعل تغير سياسات ا بنك‬
‫ا مر زي نحو ااستقال عن ا سياسة ا ما ية ‪ .‬شهدت اأعوام ‪ 2006‬ـ ـ ‪ 2008‬إنخفاض با دين ا عام‬
‫ا داخ ي باأسعار ا جارية وبمعدات نمو سا بة ب غت (‪ % )-14.2 ، -2.1 ، -15.2‬وحجم ا دين‬
‫ا عام هذ اأعوام ب غت (‪ )5193705( ، )5307008‬و(‪ )4455569‬م يون دينار‪ ،‬أما ا دين ا عام‬

‫‪11‬‬
‫الفصل الثاني ‪ /‬اآثار النقدية للسياسة المالية في العرا‬

‫باأسعار ا ثابتة سج ت معدات نمو سا بة أيضا ب غت (‪ %)-16.5 ، -25.2 ،-0.44‬ع ى‬


‫اأعوام بمعدات نمو سنوية متفاوتة ب غت‬ ‫ا توا ي ‪ ،‬وقد ازداد عرض ا نقد خال هذ‬
‫(‪ %)29.5 ،27.9 ،43.6‬ع ى ا توا ي ‪ ،‬يعود سبب ذ ك إ ى تحسين اإيرادات ا نفطية وبخاصة‬
‫بعد إنتهاء ا حصار ااقتصادي بعد عام ‪ . 2003‬عاود ا دين ا عام ا داخ ي ا زيادة في عامي‬
‫‪ 2009‬و ‪ 2010‬بمعدات نمو ب غت (‪ )%89.3‬و(‪ )%8.9‬ع ى ا توا ي ‪ ،‬في حين أن معدل ا نمو‬
‫باأسعار ا ثابتة انت (‪ )%94.8‬و(‪ )%6.2‬ع ى ا توا ي ‪ ،‬أما عرض ا نقد استمر با زيادة بمعدات نمو‬
‫سنوية ب غت (‪ )%30.1‬و(‪ )% 32.6‬وسبب ذ ك يعود إزمة ا ما ية ا عا مية ا تي بدأت في ا وايات‬
‫ا متحدة اأمري ية وانتق ت إ ى بقية ا دول ومن ضمنها ا عراق عام ‪ 2008‬مما أدى ذ ك إ ى إنخفاض‬
‫اإيرادات ا نفطية ا عراقية ‪ .‬أما اأعوام ‪ 2013 - 2011‬شهد تراجع با دين ا عام ا داخ ي ب غ‬
‫ب غت‬ ‫سا بة‬ ‫نمو‬ ‫وبمعدات‬ ‫دينار‬ ‫م يون‬ ‫و(‪)4255549‬‬ ‫‪)6547519(،‬‬ ‫(‪)7446859‬‬
‫(‪ % )-35.2 ، -12.1 ، -18.9‬ع ى ا توا ي ‪ ،‬أما ا دين ا عام باأسعار ا ثابتة انت معداته سا بة‬
‫أيض ا ب غت (‪ ، %)-36.2 ، -17.1 ، -23.2‬وأما ا زيادة في عرض ا نقد أخذت بااستمرار في هذ‬
‫اأعوام وبمعدات نمو متباينة (‪ %)16.1 ، 4.5 ، 19.5‬ع ى ا توا ي ‪ ،‬سبب ذ ك يعود إرتفاع‬
‫ا حاصل في عوائد ا نفط ‪ .‬سجل عام ‪ 2014‬ارتفاعا با دين ا عام ا داخ ي إذ ب غت (‪ )9520019‬م يون‬

‫دينار وبمعدل نمو سنوي موجب ب غ (‪ ،)%123.7‬أما باأسعار ا ثابتة سج ت معدل نمو موجب أيض ا‬
‫(‪ ، )%118.8‬و قد سجل عرض ا نقد معدل نمو سنوي ب غ (‪ )%3.4‬وهو أدنى معدل نمو سنوي خال‬
‫مدة ا دراسة ‪ ،‬وا سبب في ذ ك هو اإنخفاض ا بير في اإيرادات ا نفطية مما أدى ذ ك ا جوء إستدانة‬
‫داخ ي ا من ا جهاز ا مصرفي ‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫الفصل الثاني ‪ /‬اآثار النقدية للسياسة المالية في العرا‬

‫جدول (‪)6‬‬
‫الدين العام الداخلي وعرض النقد ‪ M2‬للمدة (‪)4112 _ 1771‬‬
‫مليون دينار‬
‫معدل النمو ‪%‬‬ ‫عرض النقد‬ ‫معدل النمو ‪%‬‬ ‫الدين العام الداخلي باأسعار‬ ‫معدل النمو‬ ‫الدين العام الداخلي‬ ‫السنوات‬
‫(‪)4‬‬ ‫‪M2‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫الثابتة ‪111=1766‬‬ ‫(‪)4‬‬ ‫‪%‬‬ ‫باأسعار الجارية (‪)1‬‬
‫(‪)3‬‬
‫)‪(3‬‬
‫_____‬ ‫‪44761‬‬ ‫_____‬ ‫‪1345‬‬ ‫_____‬ ‫‪3531‬‬ ‫‪1771‬‬
‫‪1563‬‬ ‫‪11544‬‬ ‫‪16461‬‬ ‫‪1114161‬‬ ‫‪51664‬‬ ‫‪24251‬‬ ‫‪1771‬‬
‫‪5761‬‬ ‫‪34647‬‬ ‫‪-1166‬‬ ‫‪665163‬‬ ‫‪4461‬‬ ‫‪53116‬‬ ‫‪1774‬‬
‫‪11161‬‬ ‫‪111444‬‬ ‫‪-2164‬‬ ‫‪344765‬‬ ‫‪6465‬‬ ‫‪115374‬‬ ‫‪1771‬‬
‫‪12164‬‬ ‫‪454644‬‬ ‫‪-4161‬‬ ‫‪417164‬‬ ‫‪11267‬‬ ‫‪141424‬‬ ‫‪1772‬‬
‫‪15761‬‬ ‫‪551115‬‬ ‫‪-1463‬‬ ‫‪114664‬‬ ‫‪16466‬‬ ‫‪744766‬‬ ‫‪1773‬‬
‫‪2164‬‬ ‫‪1162154‬‬ ‫‪4461‬‬ ‫‪413467‬‬ ‫‪1561‬‬ ‫‪1451424‬‬ ‫‪1774‬‬
‫‪1264‬‬ ‫‪1424347‬‬ ‫‪-362‬‬ ‫‪411561‬‬ ‫‪1462‬‬ ‫‪1257114‬‬ ‫‪1775‬‬
‫‪1463‬‬ ‫‪1424421‬‬ ‫‪1366‬‬ ‫‪413667‬‬ ‫‪1467‬‬ ‫‪1743615‬‬ ‫‪1776‬‬
‫‪1466‬‬ ‫‪1635214‬‬ ‫‪-162‬‬ ‫‪413162‬‬ ‫‪1464‬‬ ‫‪4413117‬‬ ‫‪1777‬‬
‫‪1764‬‬ ‫‪4412154‬‬ ‫‪1165‬‬ ‫‪444364‬‬ ‫‪1561‬‬ ‫‪4363665‬‬ ‫‪4111‬‬
‫‪4664‬‬ ‫‪4616126‬‬ ‫‪1661‬‬ ‫‪117767‬‬ ‫‪1562‬‬ ‫‪1334663‬‬ ‫‪4111‬‬
‫‪1365‬‬ ‫‪1634421‬‬ ‫‪-1261‬‬ ‫‪443467‬‬ ‫‪461‬‬ ‫‪1411166‬‬ ‫‪4114‬‬
‫‪6164‬‬ ‫‪4731241‬‬ ‫‪1361‬‬ ‫‪113565‬‬ ‫‪3464‬‬ ‫‪3321462‬‬ ‫‪4111‬‬
‫‪4361‬‬ ‫‪11276126‬‬ ‫‪-1366‬‬ ‫‪435261‬‬ ‫‪467‬‬ ‫‪3743141‬‬ ‫‪4112‬‬
‫‪4563‬‬ ‫‪12437131‬‬ ‫‪-4467‬‬ ‫‪176261‬‬ ‫‪364‬‬ ‫‪4433356‬‬ ‫‪4113‬‬
‫‪2164‬‬ ‫‪41131427‬‬ ‫‪-1622‬‬ ‫‪117664‬‬ ‫‪-1364‬‬ ‫‪3115116‬‬ ‫‪4114‬‬
‫‪4567‬‬ ‫‪44717774‬‬ ‫‪-4364‬‬ ‫‪64166‬‬ ‫‪-461‬‬ ‫‪3171513‬‬ ‫‪4115‬‬
‫‪4763‬‬ ‫‪12641745‬‬ ‫‪-1463‬‬ ‫‪46464‬‬ ‫‪-1264‬‬ ‫‪2233347‬‬ ‫‪4116‬‬
‫‪1161‬‬ ‫‪23133467‬‬ ‫‪7266‬‬ ‫‪111564‬‬ ‫‪6761‬‬ ‫‪6212127‬‬ ‫‪4117‬‬
‫‪1464‬‬ ‫‪41467146‬‬ ‫‪464‬‬ ‫‪124165‬‬ ‫‪667‬‬ ‫‪7161614‬‬ ‫‪4111‬‬
‫‪1763‬‬ ‫‪54145117‬‬ ‫‪-4164‬‬ ‫‪117161‬‬ ‫‪-1667‬‬ ‫‪5224637‬‬ ‫‪4111‬‬
‫‪263‬‬ ‫‪53114146‬‬ ‫‪-1561‬‬ ‫‪71265‬‬ ‫‪-1461‬‬ ‫‪4325317‬‬ ‫‪4114‬‬
‫‪1461‬‬ ‫‪65344363‬‬ ‫‪-1464‬‬ ‫‪35561‬‬ ‫‪-1361‬‬ ‫‪2433327‬‬ ‫‪4111‬‬
‫‪162‬‬ ‫‪71344711‬‬ ‫‪11666‬‬ ‫‪144164‬‬ ‫‪14165‬‬ ‫‪7341117‬‬ ‫‪4112‬‬
‫المصدر‪ :‬العمود (‪) 1‬‬
‫‪ -‬السنة (‪ ) 1771‬ــ وزارة المالية ‪ ،‬الدائرة ااقتصادية ‪ ،‬قسم المعلومات الفنية ‪6‬‬
‫‪ -‬البنك المر زي العراقي ــــ المديرية العامة لإحصاء واأبحاث ‪:‬‬
‫‪ -‬السنوات (‪ ، )4114 _ 1771‬المجموعة اإحصائية عدد خاص ‪ ، 4111‬ص ‪6 15‬‬
‫‪ -‬السنوات (‪ 4111‬ــــ ‪ ، )4114‬النشرة السنوية ‪6 4114 ،‬‬
‫‪-‬السنوات (‪ ، )4111 _ 4115‬النشرة السنوية ‪64111 ،‬‬
‫‪ -‬السنوات (‪ ، )4112 _ 4111‬النشرة السنوية ‪6 4112 ،‬‬
‫‪-‬العمود (‪ )1‬من أعداد الباحث بااعتماد على بيانات الملحق (‪6 )1‬‬
‫‪ -‬ااعمدة (‪ )2 ، 4‬من عمل الباحث ‪6‬‬
‫‪ -‬ااعمدة (‪ )4 ، 3‬بيانات جدول (‪6 )5‬‬

‫‪18‬‬
‫الفصل الثاني ‪ /‬اآثار النقدية للسياسة المالية في العرا‬

‫ثاني ا _ الضرائب العامة‬


‫دور فعااا في موازنة ا دو ة وفي تحقيق ااستقرار ااقتصادي وذ ك من خال دور‬
‫تؤدي ا ضرائب ا‬
‫ا سياسة ا ضريبية في ا تح م في ا ط ب ا ي وا عرض ا ي في ااقتصاد ‪ ،‬ويتصف ا نظام ا ضريبي‬
‫في ا عراق بمجموعة من ا خصائص أهمها(‪: )1‬‬
‫‪ .1‬انه جمع بين ا ضرائب ا مباشرة (ضرائب ا دخل ورأس ا مال) وغير ا مباشرة (ا رسوم ا مر ية‬
‫ورسم ا طابع ورسم ا تسجيل ا عقاري ورسوم اإنتاج)‪.‬‬
‫‪ .2‬ثرة اإعفاءات وا سماحات في ا قانون ا ضريبي بهدف ا تق يل من اأثر ا س بي ضرائب‬
‫اقتصاديا واجتماعيا‪.‬‬
‫‪ .3‬يتميز ا قانون ا ضريبي ب ثرة ا تعديات ا تي طرأت ع يه‪.‬‬
‫‪ .4‬يعتبر قانون ضريبة ا دخل رقم (‪ )113‬سنة ‪ 1982‬ا م ف ا عربي مقيم ا بمجرد دخو ه ا عراق‬
‫بغض ا نظر عن ا مدة ا تي يقضيها‪.‬‬
‫‪ .5‬وتعد ا ضرائب وسي ة تدخل ا دو ة في ا حياة ااقتصادية وااجتماعية و ذ ك تمويل خزينة ا دو ة‬

‫باإيرادات ا ازمة تغطية ا نفقات ا عامة ‪.‬‬

‫وتتج ى أهمية ا ضرائب إي ب د بصورة عامة في دورها ا تموي ي وتختص هذ اأهمية في تنفيذ ا سياسة‬
‫ا ما ية ا تي تتط ب حشد ا موارد ااقتصادية مواجهة اإنفاق ا عام ‪ ،‬وتعد ا ضرائب وسي ة من وسائل‬
‫ا تمويل اإجباري وا تي تتميز بأهمية خاصة في ا دول ا نامية إذ تعد حصي ة ا ضرائب أحدى صور‬
‫اإدخار اإجباري (‪ ، )2‬واذا ان ضرائب أن تحقق أهداف اقتصادية فأن في مقدمة هذ اأهداف في‬
‫ا باد ا نامية هي استخدام حصي تها تمويل ا موازنة ا عامة وسنحاول في هذ ا مط ب تح يل ا عاقة بين‬
‫ا ضرائب وعرض ا نقد من خال مرح تين ‪.‬‬

‫(‪ )1‬طا ب محسن جابر ‪ ،‬ناجحة عباس ‪ ،‬فاطمة عبد جواد ‪ ،‬اآثار ااقتصادية ضرائب في ا عراق مدة (‪_ 1971‬‬
‫‪ ، )2005‬مؤتمر اإصاح ا ضريبي بي ا سادس فترة (‪ 2‬ـ ـ ‪ ، )2006 / 22‬و ازرة ا ما ية ‪ ،‬ا دائرة ااقتصادية ‪ ،‬بغداد ‪،‬‬
‫‪ ، 2006‬ص ‪. 76‬‬
‫(‪ )2‬ابتسام ع ي حسين ا عزاوي ‪ ،‬تح يل أثر ا عوامل ااقتصادية ع ى ا طاقة ا ضريبية وقياسه في ااقتصاد ا عراقي ‪1985‬‬
‫ـ ـ ‪ ، 1995‬رسا ة ماجستير مقدمة إ ى مج س ية اإدارة وااقتصاد في جامعة بغداد ‪ ، 2002 ،‬ص ‪78‬‬

‫‪11‬‬
‫الفصل الثاني ‪ /‬اآثار النقدية للسياسة المالية في العرا‬

‫المرحلة اأولى ‪ /‬تحليل العاقة بين الضرائب وعرض النقد للمدة (‪: )4114 _ 1771‬‬

‫يم ن توضيح ا عاقة بين ا ضرائب وعرض ا نقد ‪ M2‬خال مدة ا دراسة ناحظ أن ت ك ا عاقة غير‬
‫مستقرة ومتذبذبة ما موضح في ا جدول (‪ . )9‬في ا مدة ‪ 1990‬ناحظ أن اإيرادات ا ضريبية باأسعار‬
‫ا جارية وا ثابتة ب غت (‪ )915‬و(‪ )567.6‬م يون دينار ‪ ،‬وأما عرض ا نقد ب غ (‪ )26983‬م يون دينار‬
‫نفس ا مدة ‪ .‬تراجعت حصي ة ا ضرائب باأسعار ا جارية من (‪ )915‬إ ى (‪ )411‬م يون دينار عام‬
‫‪ ، 1991‬إذ حققت معدل نمو سا ب (‪ ، )%-55.1‬أما باأسعار ا ثابتة فقد ان معدل ا نمو سا با أيضا‬
‫(‪ ، )%-84.3‬أما معدل ا نمو عرض ا نقد ان (‪ )%17.5‬ويعزى ذ ك إ ى اإضطرابات ا سياسية‬
‫واأمنية في ت ك ا مدة وا تي أدت إ ى عدم قدرة ا دو ة من تحصيل أغ ب اإيرادات ا ضريبية مما أدى‬
‫ذ ك إ ى جوء ا دو ة إ ى وسائل تمويل غير اعتيادية تمث ت باإصدار ا نقدي ا جديد ‪.‬‬

‫إذ ناحظ أن اإيرادات ا ضريبية باأسعار ا جارية قد أرتفعت حصي تها بش ل بير من (‪ )578‬م يون‬
‫دينار عام ‪ 1992‬إ ى (‪ )13641‬م يون دينار عام ‪ 1995‬ع ى ا توا ي ‪ ،‬وبمعدات نمو سنوية موجبة‬
‫ب غت (‪ %)297، 164.3 ، 124.9 ، 40.6‬ع ى ا توا ي ‪ ،‬ا نمو باأسعار ا ثابتة انت سا بة‬
‫ب غت (‪ %)-12.0 ، -55.4 ، -26.9 ، -23.5‬ع ى ا توا ي وتنامى عرض ا نقد بش ل افت نظر‬
‫خال هذ ا مدة بمعدات نمو متزايدة ب غت (‪ %)179.6 ،143.6 ،100.0 ، 79.1‬ع ى‬
‫ا توا ي ‪ ،‬بسبب جوء ا دو ة إ ى وسائل ا تمويل اأخرى ومن ضمنها اإيرادات ا ضريبية تعويض هذا‬
‫ا نقص في ا تمويل‪ ،‬وربما نسبة ا زيادة هذ هي زيادة نقدية و يست زيادة حقيقية ناتجة عن اارتفاع في‬
‫ا مستوى ا عام أسعار ‪ ،‬وأما سبب تنامي حجم ا سيو ة ا مح ية خال هذ اأعوام نتيجة اإصدار ا نقدي‬
‫ا مفرط‪ .‬ففي عام ‪ 1996‬ارتفعت اإيرادات ا ضريبية باأسعار ا جارية ب غت (‪ )29699‬م يون دينار‬
‫بمعدل نمو سنوي مقدار (‪ ، )%117.7‬أما باأسعار ا ثابتة فقد ب غ معدل ا نمو ا سنوي‬
‫(‪ ، )%157.5‬وبا مقابل سجل عرض ا نقد معدل نمو سنوي ب غ (‪ )%40.2‬بسبب ا رفع ا جزئي‬
‫عقوبات ااقتصادية و ذ ك أدراك ا س طات ا ما ية إنذاك أهمية هذا ا عامل في ا تخفيف من حا ة عدم‬
‫ااستق رار ااقتصادي من خال ا قيام بأمتصاص ا فوائض ا نقدية دى اأفراد خاصة قد جع ها تصدر‬
‫‪.‬وبعد استقرار ا وضع‬ ‫تشريعات ضريبية من شأنها تفعيل دور ا ضرائب وزيادة إيراداتها وتنويعها‬
‫(‪)1‬‬

‫اأمني‪ ،‬وأثناء مدة ا عقوبات ا دو ية ازدادت أهمية ا ضرائب بسبب تراجع اإيرادات ا نفطية ‪ ،‬إذ ارتفعت‬
‫حصي ة ا ضرائب باأسعار ا جارية عام ‪ 2002‬إ ى (‪ )593678‬م يون دينار وبمعدل نمو سنوي ب غ‬

‫(‪ ) 1‬هدى ا عزاوي ‪ ،‬دور ا ضرائب في تمويل ا موازنة ا عامة في ا عراق بحث مقدم مؤتمر ا ع مي ا ضريبي اأول‬
‫‪ ، 2001 / 10/ 18 _ 17‬ص ‪. 17‬‬

‫‪300‬‬
‫الفصل الثاني ‪ /‬اآثار النقدية للسياسة المالية في العرا‬

‫(‪ )%28.8‬وباأسعار ا ثابتة ان معد ه (‪ ، )%8.0‬وأما عرض ا نقد ازداد بمعدل نمو سنوي ب غ‬
‫(‪. )%35.7‬‬

‫المرحلة الثانية ‪ /‬تحليل العاقة بين الضرائب وعرض النقد ‪ M2‬للمدة (‪: )4112 _ 4111‬‬
‫قد تراجعت حصي ة ا ضرائب باأسعار ا جارية عام ‪ 2003‬إ ى (‪ )349‬م يون دينار ‪ ،‬إذ حققت معدل‬
‫نمو سنوي سا ب ب غ (‪ ، )%-99.9‬أما باأسعار ا ثابتة ان معد ه ا سنوي سا ب أيض ا ب غ (‪)%-100‬‬
‫وأن عرض ا نقد ازداد بمعدل نمو سنوي ب غ (‪ )%80.6‬ان ذ ك بسبب ا حرب اأخيرة عام ‪ 2003‬ا تي‬
‫تعرض ها ا عراق وتدهور ا وضع اأمني وتدمير ا بنية ا تحتية وأغ ب ا مؤسسات ا ح ومية اأمر ا ذي‬
‫صعب من مهمة تحصيل ا ضرائب ‪ ،‬هذا فضاا عن تزايد اإيرادات ا نفطية قد ق ل من أهمية اإيرادات‬
‫اأخرى ا سيما ا ضريبية ‪ ،‬وبا تا ي ازدادت رغبة اأفراد احتفاظ باأرصدة ا نقدية دى ا مصارف‬
‫تفادي فة استبدال ا عم ة مما أدى ذ ك إ ى تنامي حجم ا سيو ة ا مح ية ‪ .‬استمرت حصي ة ا ضرائب‬
‫با تذبذب في ا معدات ا نمو ا سنوية ضمن مستويات متواضعة حتى ب غت أع ى حصي ة ها عام ‪2009‬‬
‫بمقدار (‪ )3334809‬م يون دينار باأسعار ا جارية بمعدل نمو سنوي ب غ (‪ )%238.3‬يقاب ه نمو‬
‫باأسعار ا ثابتة (‪ ، )%248‬و ان معدل ا نمو عرض ا نقد يب غ (‪ )%30.1‬بسبب تراجع نسبة مساهمة‬
‫اإيرادات ا نفطية بفعل اأزمة ا ما ية ا عا مية عام ‪. 2008‬‬

‫وقد تراجعت حصي ة ا ضرائب باأسعار ا جارية إ ى (‪ )1532438‬م يون دينار عام ‪ ، 2010‬إذ حققت‬
‫ان معد ه ا سنوي سا ب أيض ا‬ ‫معدل نمو سا ب ب غ (‪ ، )%-54.0‬أما باأسعار ا ثابتة فقد‬
‫(‪ ، )%-55.2‬فأن عرض ا نقد فقد أزداد بمعدل نمو سنوي ب غ (‪ )%32.6‬سبب ذ ك يعود زيادة ا عوائد‬
‫ا نفطية ‪،‬وعاودت حصي ة ا ضرائب باأسعار ا جارية ا زيادة في اأعوام ‪ 2013 _ 2011‬وبمعدات نمو‬
‫متباينة ب غت (‪ %)9.2 ،47.6 ،16.3‬ع ى ا توا ي‪ ،‬ومعدات ا نمو باأسعار ا ثابتة ب غت‬
‫(‪ %)7.3 ،39.2 ،10.2‬ع ى ا توا ي ‪ ،‬فاستمرت ا زيادة في عرض ا نقد بمعدات نمو متباينة أيضا‬
‫ب غت (‪ %)16.1 ،4.5 ،19.5‬ع ى ا توا ي ‪ ،‬سبب ذ ك يعود إ ى انخفاض أسعار ا نفط ا عا مية مما‬
‫أدى ذ ك إنخفاض ا مستمر في اإيرادات ا نفطية ‪ .‬في عام ‪ 2014‬إنخفضت حصي ة ا ضرائب‬
‫باأسعار ا جارية إ ى (‪ )1885127‬م يون دينار بمعدل نمو سنوي سا ب ب غ (‪ )%-34.4‬وأما معدل‬
‫ا نمو باأسعار ا ثابتة انت سا بة (‪ ،)%-35.9‬وحجم ا سيو ة ا مح ية ازداد وبمعدل نمو سنوي ب غ‬
‫(‪ )% 3.4‬وهو أدنى معدل نمو خال مدة ا دراسة ‪ ،‬يعود سبب ذ ك إ ى عدم إقرار ا موازنة ا عامة دو ة‬
‫هذا ا عام ‪.‬‬

‫‪303‬‬
‫الفصل الثاني ‪ /‬اآثار النقدية للسياسة المالية في العرا‬

‫جدول (‪)7‬‬
‫الضرائب وعرض النقد ‪ M2‬للمدة (‪ 1771‬ــــ ‪ )4112‬مليون دينار‬

‫معدل النمو ‪%‬‬ ‫عرض النقد ‪M2‬‬ ‫معدل النمو‬ ‫اإيرادات الضريبية‬ ‫معدل النمو‬ ‫اإيرادات‬ ‫السنوات‬
‫(‪) 4‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫(‪) 2‬‬ ‫‪%‬‬ ‫باأسعار الثابتة (‪)1‬‬ ‫(‪) 4‬‬ ‫‪%‬‬ ‫الضريبية‬
‫‪111=1766‬‬ ‫باأسعار‬
‫الجارية (‪)1‬‬
‫______‬ ‫______‬ ‫‪34564‬‬ ‫______‬ ‫‪713‬‬ ‫‪1771‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪-6261‬‬ ‫‪6761‬‬ ‫‪-3361‬‬ ‫‪211‬‬ ‫‪1771‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪-4163‬‬ ‫‪4661‬‬ ‫‪2164‬‬ ‫‪356‬‬ ‫‪1774‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪-4467‬‬ ‫‪2766‬‬ ‫‪14267‬‬ ‫‪1111‬‬ ‫‪1771‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪-3362‬‬ ‫‪4464‬‬ ‫‪14261‬‬ ‫‪1214‬‬ ‫‪1772‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪-1461‬‬ ‫‪1763‬‬ ‫‪47561‬‬ ‫‪11421‬‬ ‫‪1773‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪13563‬‬ ‫‪3161‬‬ ‫‪11565‬‬ ‫‪47477‬‬ ‫‪1774‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪7566‬‬ ‫‪7763‬‬ ‫‪12161‬‬ ‫‪54442‬‬ ‫‪1775‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪3364‬‬ ‫‪13267‬‬ ‫‪5664‬‬ ‫‪147161‬‬ ‫‪1776‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪3661‬‬ ‫‪42265‬‬ ‫‪5566‬‬ ‫‪447326‬‬ ‫‪1777‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪1464‬‬ ‫‪11164‬‬ ‫‪2467‬‬ ‫‪146111‬‬ ‫‪4111‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪4165‬‬ ‫‪21461‬‬ ‫‪2163‬‬ ‫‪24167363‬‬ ‫‪4111‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪661‬‬ ‫‪21261‬‬ ‫‪4666‬‬ ‫‪371456‬‬ ‫‪4114‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪-11161‬‬ ‫‪164‬‬ ‫‪-7767‬‬ ‫‪127‬‬ ‫‪4111‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪1374761‬‬ ‫‪4762‬‬ ‫‪2342161‬‬ ‫‪137422‬‬ ‫‪4112‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪14463‬‬ ‫‪13561‬‬ ‫‪41164‬‬ ‫‪273464‬‬ ‫‪4113‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪-4461‬‬ ‫‪14462‬‬ ‫‪1762‬‬ ‫‪371447‬‬ ‫‪4114‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪3666‬‬ ‫‪17261‬‬ ‫‪11566‬‬ ‫‪1446114‬‬ ‫‪4115‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪-4166‬‬ ‫‪13167‬‬ ‫‪-1765‬‬ ‫‪763615‬‬ ‫‪4116‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪42661‬‬ ‫‪34665‬‬ ‫‪41661‬‬ ‫‪1112617‬‬ ‫‪4117‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪-3364‬‬ ‫‪41561‬‬ ‫‪-3261‬‬ ‫‪1314216‬‬ ‫‪4111‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪1164‬‬ ‫‪44162‬‬ ‫‪1461‬‬ ‫‪1561371‬‬ ‫‪4111‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪1764‬‬ ‫‪14167‬‬ ‫‪2564‬‬ ‫‪4411135‬‬ ‫‪4114‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪561‬‬ ‫‪17161‬‬ ‫‪764‬‬ ‫‪4654634‬‬ ‫‪4111‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪-1367‬‬ ‫‪43161‬‬ ‫‪-1262‬‬ ‫‪1663145‬‬ ‫‪4112‬‬
‫المصدر ‪ :‬العمود (‪ )1‬البنك المر زي العراقي ‪ ،‬المديرية العامة لإحصاء واأبحاث ـ المجموعة اإحصائية للبنك المر زي ‪ ،‬عدد خاص ‪4111‬‬
‫‪ -‬البنك المر زي العراقي ‪ ،‬المديرية العامة لإحصاء واأبحاث ‪ ،‬النشرة السنوية ‪ ،‬سنوات متفرقة ‪6‬‬

‫‪ -‬العمود (‪ )1‬من إعداد الباحث بااعتماد على بيانات الملحق (‪6 )1‬‬

‫ــــ ااعمدة (‪ )2 ، 4‬من عمل الباحث ‪6‬‬

‫‪ -‬ااعمدة (‪ )4 ، 3‬بيانات جدول (‪6 )5‬‬

‫‪302‬‬
‫الفصل الثاني ‪ /‬اآثار النقدية للسياسة المالية في العرا‬

‫ثاني ا ‪ /‬تحليل العاقة بين النفقات العامة وعرض النقد خال مرحلة اإصدار النقدي وما بعد ‪4111‬‬

‫توضح بيانات ا جدول (‪ )10‬تح يل ا عاقة بين ا نفقات ا عامة باأسعار ا جارية وا ثابتة مدة‬
‫‪ 2014 -1990‬ويتم ذ ك من خال مرح تين ‪:‬‬

‫‪ 1‬ــــ تحليل العاقة بين النفقات العامة وعرض النقد ‪ M2‬للمدة (‪ 1771‬ـــــ ‪: )4114‬‬

‫من خال ا جدول (‪ )10‬نرى أن ا نفقات ا عامة باأسعار ا جارية أزدادت إ ى (‪ )17497‬م يون دينار‬
‫عام ‪ 1991‬بعد أن انت (‪ )14179‬م يون دينار عام ‪ 1990‬وبمعدل نمو سنوي ب غ (‪ ، )%23.40‬في‬
‫حين ان معدل ا نمو باأسعار ا ثابتة سا ب ب غ (‪ ، )%-56.93‬أما عرض ا نقد قد أزداد وبمعدل نمو‬
‫(‪ )%17.5‬و ان ذ ك بسبب ا تضخم وا نخفاض قيمة ا نقود نتيجة ا عقوبات ا دو ية وا تزام ا ح ومة بتوفير‬
‫ا س ع اأساسية أفراد ‪ .‬ما أزدادت ا نفقات ا عامة باأسعار ا جارية من (‪ )17497‬م يون دينار عام‬
‫‪ 1991‬إ ى (‪ )32883‬م يون دينار عام ‪ 1992‬وبمعدل نمو سنوي ب غ (‪ )%87.94‬قد انت ا زيادة‬
‫باأسعار ا ثابتة سج ت معدل نمو سنوي ب غ (‪ ، )%2.27‬وهذا يعني أن (‪ )%85.67‬من معد ه ا سنوي‬
‫باأسعار ا جارية ان بسبب ا تضخم وا ذي يعد أحد اأسباب ا ظاهرية تزايد ا نفقات ا عامة ‪ ،‬في حين‬
‫أن (‪ )% 2.27‬يمثل معدل ا نمو ا حقيقي في ا نفقات ا عامة ‪ ،‬أما عرض ا نقد تنامى وبمعدل نمو سنوي‬
‫مقدار (‪ ، )% 79.1‬وتعزى هذ ا زيادة في ت ك ا مدة إعادة بناء ما دمرته ا حرب وتأهيل ا بنى ا تحتية ‪.‬‬
‫ما ازدادت حجم ا نفقات ا عامة باأسعار ا جارية في اأعوام ‪ 1995 _ 1993‬وقد حققت نموا سنوي ا ب غ‬
‫(‪ %)246.36 ،189.24 ،109.70‬ع ى ا توا ي ‪ ،‬أما معدات ا نمو باأسعار ا ثابتة انت سا بة‬
‫(‪ %)-23.27 ،-51.15 ،-31.83‬ع ى ا توا ي ‪ ،‬با نسبة عرض ا نقد تنامى بش ل بير وبمعدات‬
‫نمو متزايدة ب غت (‪ %)179.3 ،143.6 ،100.0‬ع ى ا توا ي ‪ ،‬وهذا يعني أن سبب ا زيادة في ا نفقات‬
‫ا عامة يعود ظاهرة ا تضخم في ت ك ا مدة ‪ ،‬إذ ا تجأت ا دو ة إ ى اإصدار ا نقدي مصدر رئيسيا تمويل‬
‫ا زيادة في ا نفقات ا عامة بسبب تراجع أو عدم فاية مصادر ا تمويل اأخرى ‪.‬‬

‫ازدادت ا نفقات ا عامة باأسعار ا جارية عام ‪ 1998‬إ ى (‪ )920501‬م يون دينار وبمعدل نمو ب غ‬
‫(‪ ، )%51.95‬أما باأسعار ا ثابتة ان معد ه ا سنوي (‪ )%32.39‬إذ انت (‪ )%19.56‬من ا زيادة‬
‫ناجمة عن ا تضخم و (‪ )%32.39‬تمثل زيادة حقيقية في ت ك ا مدة ‪ ،‬و ان معدل ا نمو عرض ا نقد ب غ‬
‫(‪ ، )% 32.5‬وأن زيادة ا نفقات في ت ك ا مدة ناجم عن زيادة اإيرادات ا عامة واتجا ا ح ومة ت بية‬

‫‪301‬‬
‫الفصل الثاني ‪ /‬اآثار النقدية للسياسة المالية في العرا‬

‫اغ ب ا حاجات اأساسية ‪ .‬استمرت ا زيادة في حجم ا نفقات ا عامة باأسعار ا جارية في اأعوام‬
‫‪ 2002 _ 2000‬وبمعدات نمو منخفضة ب غت (‪ %)21.68 ،38.1 ،45.0‬ع ى ا توا ي ‪ ،‬أما‬
‫معدات ا نمو باأسعار ا ثابتة انت منخفضة ذ ك (‪ %)1.98 ،18.67 ،38.13‬ع ى ا توا ي ‪ ،‬أما‬
‫با نسبة معدات ا نمو عرض ا نقد انت متزايدة تدريجي ا ب غت (‪ %)35.7 ،28.2 ،19.2‬ع ى‬
‫ا توا ي ‪ ،‬بسبب تهديدات ا وايات ا متحدة اأمري ية با حرب ع ى ا عراق فزادت ا س طات ا نقدية اإصدار‬
‫ا نقدي تمويل متط بات اإنفاق ا عس ري وا مدني إثر أحداث ا حرب ‪.‬‬

‫‪ 4‬ـــ تحليل العاقة بين النفقات العامة وعرض النقد ‪ M2‬للمدة (‪: )4112 _ 4111‬‬
‫قد تراجعت ا نفقات ا عامة باأسعار ا جارية عام ‪ 2003‬إ ى (‪ )1982548‬م يون دينار‪ ،‬إذ حققت معدل‬
‫نمو سا ب (‪ )% 21.27‬أما معدل ا نمو باأسعار ا ثابتة ان سا با بمقدار (‪ )%-40.6‬و ان معدل‬
‫ا نمو عرض ا نقد يب غ (‪ )%80.06‬ان ذ ك بسبب توقف أغ ب ا مشاريع وا خطط ا تنموية في ت ك ا مدة‬
‫بسبب حرب ا خ يج ا ثا ثة ا تي تعرض ها ب دنا مما أدى ذ ك إ ى رغبة ا جمهور بااحتفاظ بأرصدتهم‬
‫ا نقدية دى ا مصارف ‪ .‬فيما عاودت ا زيادة في حجم ا نفقات ا عامة باأسعار ا جارية وص ت إ ى‬
‫(‪ )32117491‬م يون دينار عام ‪ 2004‬وبمعدل نمو سنوي ب غ (‪ )%1520.01‬ما أن ا زيادة‬
‫باأسعار ا ثابتة قد شهدت نموا بنسبة (‪ )%1175.98‬أما عرض ا نقد أستمر با زيادة وبمعدل نمو‬
‫متناقص ب غ (‪ )%65.3‬وتعود هذ ا زيادة زيادة ا نفقات ا عس رية نتيجة ا تدهور ا وضع اأمني فضاا‬
‫عن تعديات ا رواتب وا مخصصات ا وظيفية ‪ ،‬و يعزى سبب هذ ا زيادة إ ى زيادة ا نفقات ا جارية بش ل‬
‫خاص ‪ .‬قد استمرت ا نفقات ا عامة با تذبذب ضمن هذ ا مستويات مسج ة تفاوتا بين اأسعار ا جارية‬
‫وا ثابتة حتى وص ت إ ى أع ى مستوى ها عام ‪ 2008‬مقارنة باأعوام ا سابقة ‪ ،‬إذ ارتفعت ا نفقات‬
‫ا عامة باأسعار ا جارية وبمعدل نمو سنوي ب غ (‪ ، )%52.19‬أما معدل ا نمو باأسعار ا ثابتة ب غت‬
‫(‪ )%48.24‬في حين ان معدل ا نمو عرض ا نقد (‪ )%29.5‬يعود سبب ذ ك إ ى زيادة حجم ا نفقات‬
‫بش ل عام وا ناجم عن زيادة اإيرادات ا عامة ‪ .‬في عام ‪ 2009‬تراجعت ا نفقات ا عامة باأسعار ا جارية‬
‫وبمعدل نمو سا ب ب غ (‪ ، )%-11.50‬أما باأسعار ا ثابتة ان معد ه سا ب أيضا (‪ )%-8.95‬أما‬
‫عرض ا نقد ازداد وبمعدل نمو مقدار (‪ )%30.1‬و ان سبب ذ ك ظروف اأزمة ا ما ية وما تبعها‬
‫من بعض ا سياسات اان ماشية في ت ك ا مدة ‪.‬عاودت ا نفقات ا عامة ٍ‬
‫باأسعار ا جارية وا ثابتة‬
‫انت معدات ا نمو باأسعار ا جارية متفاوتة ب غت‬ ‫ا زيادة في اأعوام ‪ 2013 _ 2010‬إذ‬
‫(‪ %)13.30 ، 33.49 ، 12.29 ، 33.41‬ع ى ا توا ي ‪ ،‬و انت معدات ا نمو باأسعار ا ثابتة‬
‫متباينة ب غت (‪ %)11.24 ، 25.88 ، 6.35 ، 30.21‬ع ى ا توا ي ‪ ،‬واستمرت ا زيادة في عرض ا نقد‬
‫وبمعدات نمو متباينة ب غت (‪ %)16.1 ، 4.5 ، 19.5 ، 32.6‬ع ى ا توا ي ‪ ،‬سبب ذ ك يرجع‬

‫‪301‬‬
‫الفصل الثاني ‪ /‬اآثار النقدية للسياسة المالية في العرا‬

‫إ رتفاع ا حاصل في اإيرادات ا نفطية وا تي أدت إ ى زيادة اإنفاق ا عام عل خطتي ا تنمية في ت ك‬
‫ا مدة ‪ .‬وفي عام ‪ 2014‬تناقصت ا نفقات ا عامة باأسعار ا جارية وا ثابتة إذ انت معدات ا نمو‬
‫باأسعار ا جارية وا ثابتة سا بة ب غت (‪ )%-29.85‬و (‪ )%-31.40‬ع ى ا توا ي ‪ ،‬أما عرض ا نقد‬
‫استمر با زيادة وبمعدل نمو متناقص (‪ )%3.4‬سبب ذ ك عدم إقرار ا موازنة ااتحادية اأمر ا ذي أدى‬
‫إ ى إنخفاض ا نفقات ا جارية وااستثمارية في ت ك ا مدة ‪.‬‬

‫جدول (‪ )11‬النفقات العامة وعرض النقد ‪ M2‬في ااقتصاد العراقي للمدة (‪)4112 - 1771‬‬

‫(مليون دينار)‬

‫معدل النمو‬ ‫عرض النقد ‪M2‬‬ ‫معدل النمو‬ ‫النفقات العامة باأسعار‬ ‫معدل النمو‬ ‫النفقات العامة‬ ‫السنوات‬
‫‪%‬‬ ‫(‪) 3‬‬ ‫‪%‬‬ ‫الثابتة ‪111=1766‬‬ ‫(‪)4‬‬ ‫‪%‬‬ ‫باأسعار الجارية‬
‫(‪)4‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫(‪) 1‬‬ ‫(‪) 1‬‬

‫_____‬ ‫_______‬ ‫‪6573671‬‬ ‫_____‬ ‫‪12157‬‬ ‫‪1771‬‬


‫‪0‬‬ ‫‪-34671‬‬ ‫‪1566613‬‬ ‫‪41621‬‬ ‫‪15275‬‬ ‫‪1771‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪4645‬‬ ‫‪1652614‬‬ ‫‪65672‬‬ ‫‪14661‬‬ ‫‪1774‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪-11661‬‬ ‫‪4421661‬‬ ‫‪117651‬‬ ‫‪46732‬‬ ‫‪1771‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪-31613‬‬ ‫‪1467674‬‬ ‫‪167642‬‬ ‫‪177224‬‬ ‫‪1772‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪-14645‬‬ ‫‪767656‬‬ ‫‪424614‬‬ ‫‪471561‬‬ ‫‪1773‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪-5611‬‬ ‫‪717642‬‬ ‫‪-41624‬‬ ‫‪324124‬‬ ‫‪1774‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪-7642‬‬ ‫‪612614‬‬ ‫‪11644‬‬ ‫‪413614‬‬ ‫‪1775‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪14617‬‬ ‫‪1112636‬‬ ‫‪31673‬‬ ‫‪741311‬‬ ‫‪1776‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪-1644‬‬ ‫‪1111646‬‬ ‫‪14646‬‬ ‫‪1111334‬‬ ‫‪1777‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪16611‬‬ ‫‪1341651‬‬ ‫‪2361‬‬ ‫‪1276511‬‬ ‫‪4111‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪16646‬‬ ‫‪1613663‬‬ ‫‪1661‬‬ ‫‪4147545‬‬ ‫‪4111‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪1676‬‬ ‫‪1621631‬‬ ‫‪41646‬‬ ‫‪4316436‬‬ ‫‪4114‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪-2164‬‬ ‫‪1171631‬‬ ‫‪-41645‬‬ ‫‪1764326‬‬ ‫‪4111‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪1153676‬‬ ‫‪11734674‬‬ ‫‪1341611‬‬ ‫‪14115271‬‬ ‫‪4112‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪-21612‬‬ ‫‪6144617‬‬ ‫‪-15666‬‬ ‫‪44153153‬‬ ‫‪4113‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪-1676‬‬ ‫‪6111645‬‬ ‫‪25611‬‬ ‫‪16614457‬‬ ‫‪4114‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪-14611‬‬ ‫‪4135632‬‬ ‫‪1636‬‬ ‫‪17111414‬‬ ‫‪4115‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪26642‬‬ ‫‪7132641‬‬ ‫‪34617‬‬ ‫‪37211153‬‬ ‫‪4116‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪-6673‬‬ ‫‪6112632‬‬ ‫‪-11631‬‬ ‫‪34345143‬‬ ‫‪4117‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪11641‬‬ ‫‪11631641‬‬ ‫‪11621‬‬ ‫‪51112411‬‬ ‫‪4111‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪4613‬‬ ‫‪11321664‬‬ ‫‪14647‬‬ ‫‪56535444‬‬ ‫‪4111‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪43666‬‬ ‫‪12346646‬‬ ‫‪11627‬‬ ‫‪113117354‬‬ ‫‪4114‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪11642‬‬ ‫‪14141641‬‬ ‫‪11611‬‬ ‫‪117145334‬‬ ‫‪4111‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪-11621‬‬ ‫‪11164667‬‬ ‫‪-47663‬‬ ‫‪61334444‬‬ ‫‪4112‬‬
‫المصدر ‪ :‬من أعداد الباحث بااعتماد على بيانات الجداول (‪6 )5، 2‬‬

‫‪301‬‬
‫النقد‬ ‫الفصل الثالث ‪ :‬قياس وتحليل أثر السياسة المالية في عر‬

‫الفصل الثالث‪ :‬قياس وتحليل أثر السياسة المالية في عرض النقود‬


‫في العراق‬

‫تمهيد‬
‫يعد ااقتصاد ا قياسي أداة مهمة بيان ا عاقات بين مخت ف ا متغيرات ااقتصادية ميا ‪ ،‬ومن خا ه يتم‬
‫بناء ا نماذج ا رياضية بهدف تقييم ا ظواهر ااقتصادية ا مستق ة ‪ Independent variables‬اأ ثر‬
‫معنوية في ا تأثير ع ى ا متغيرات ا معتمدة ‪ Dependent variables‬فضاا عن هذا فأن ا تح يل‬
‫ا قياسي يحتل أهمية با غة من حيث إن ا نظرية ااقتصادية م تعد تعتمد ع ى اأس وب ا وصفي فقط‬
‫وانما أحتل اأس وب ا مي أهمية متنامية بإستمرار إذ تم ا تعبير عن ا ظواهر ااقتصادية واثباتها من‬
‫خال اأرقام وهو ما يعبر عنه ااقتصاد ا قياسي ‪ ،‬ويجعل ا نظرية أ ثر قبواا أو أ ثر رفض ا قدرته ع ى‬
‫أثبات صحة فرضيات ا نظرية ااقتصادية ويجع ها أ ثر قبواا ‪.‬‬

‫في هذا ا فصل سيتم توصيف ا نماذج ا مستخدمة في ا دراسة ومن ثم صياغتها بأش ا ها ا مخت فة ‪ ،‬إذ تم‬
‫في هذا ا فصل صياغة ا صيغة ا خطية فقط ‪ .‬تم ااعتماد في تقدير ا نماذج ا مخت فة دراسة من خال‬
‫ا نظام اإحصائي ا جاهز ( ‪ . ( Eviews‬وقد قسم هذا ا فصل إ ى مبحثين هما ‪:‬‬

‫‪301‬‬
‫النقد‬ ‫الفصل الثالث ‪ :‬قياس وتحليل أثر السياسة المالية في عر‬

‫المبحث اأول ‪ /‬توصيف النموذج وصياغته‬

‫من أجل بيان أثر ا سياسة ا ما ية في عرض ا نقود في ا عراق مدة ‪ 1990‬ـ ـ ـ ‪ 2014‬سنقوم ببناء‬
‫ا نموذج هذا ا غرض وسوف يأخذ ا مراحل اآتية ‪:‬‬

‫اواا‪ :‬توصيف ا نموذج ا قياسي ‪:‬‬

‫(‪)1‬‬
‫‪ ،‬وفي ا نموذج ا حا ي فأن‬ ‫ويقصد به تحديد توصيف ا متغيرات ا تابعة وا مستق ة في ا نموذج‬
‫ا متغيرات ا تابعة وا مستق ة ما يأتي ‪:‬‬

‫‪ -١‬ا متغير ا تابع ‪ :‬وهو ا متغير ا ذي يتأثر في ا نموذج ويرمز ه بـ (‪6 )2()y‬‬

‫ويعتبر عرض ا نقد با معنى ا واسع (‪ )M2‬متغير تابع في ا نموذج ‪.‬‬

‫‪ -۲‬ا متغيرات ا مستق ة ‪ :‬وهي ا متغيرات ا تي تؤثر في ا نموذج وا تتأثر به ‪.‬‬


‫ثاني ا ‪ :‬صياغة ا نموذج ا قياسي ‪ :‬يقصد بصياغة ا نموذج ا عم ية ا تي يتم من خا ها ا تعرف ع ى ا دا ة‬
‫ا واحدة مثل معاد ة ا ط ب أو معاد ة ا عرض أو مجموعة معادات نموذج ا سوق مثاا وتسمى‬
‫با معادات اآنية (‪ ،)3‬وتعد مرح ة صياغة ا نموذج أهم وأصعب مراحل بناء ا نموذج أنها تتط ب تحديد‬
‫ا متغيرات ا تي يجب أن يشتمل ع يها ا نموذج أو ا تي يجب استبعادها‪ .‬وا نموذج ا ذي سوف نستخدمه‬
‫هو نموذج معاد ة واحدة يعتمد ع ى بيانات س س ة زمنية مدة (‪6 )2014 - 1990‬‬

‫ومعاد ة ا نموذج جاءت با نحو ا تا ي ‪:‬‬

‫‪MS2 = B0 + B1R + B2 TX + B3 N+ B4 GX + ui ...‬‬

‫‪(1) Stepheng . Schm : Econometrics , Newyork , MC graw (1) Hill Lrmin , 2005 , P15 .‬‬

‫(‪ )2‬عادل عبد ا غني محبوب ‪ ،‬ااقتصاد ا قياسي ‪ ،‬ا موصل ‪ ،‬مديرية دار ا تب طباعة وا نشر ‪ ،‬جامعة ا موصل ‪،‬‬
‫ا طبعة اأو ى ‪ ،1982 ،‬ص ‪. 22‬‬
‫(‪ )3‬حسين ع ي بخيت وسحر فتح اه ‪ ،‬ااقتصاد ا قياسي ‪ ،‬اأردن ‪ ،‬دار ا يازدري ا ع مية طباعة وا نشر ‪، 2009 ،‬‬
‫ص ‪. 22‬‬

‫‪307‬‬
‫النقد‬ ‫الفصل الثالث ‪ :‬قياس وتحليل أثر السياسة المالية في عر‬

‫حيث أن ‪ = MS2‬عرض ا نقد با معنى ا واسع‬

‫‪ = R‬اإيرادات ا عامة‬

‫‪ = TX‬ا ضرائب‬

‫‪ = N‬ا دين ا عام ا داخ ي‬

‫‪ = GX‬ا نفقات ا عامة‬

‫وهنا سوف يتم تناول يفية بناء ا نموذج ا قياسي قياس تأثير ا سياسة ا ما ية ع ى عرض ا نقود في‬
‫ا عراق مدة (‪ 1771‬ــــ ‪ ، )4112‬من خال اختبار مخت ف متغيرات ا سياسة ا ما ية وا متمث ة‬
‫باإيرادات ا عامة وا ضرائب وا دين ا عام ا داخ ي باإضافة إ ى ا نفقات ا عامة بأعتبارها متغيرات مستق ة‬
‫وا تي بإم انها ا تعبير عن حجم اآثار ا تي تتر ها ع ى عرض ا نقود بأعتماد أس وب اإنحدار ا خطي‬
‫ا بسيط‪ .‬وفيما يخص ا متغيرات ا تي سيتم تناو ها وبحثها هي ا متغيرات ا مستق ة وا تابعة و اأتي ‪:‬‬

‫أ ‪ -‬ا متغيرات ا مستق ة ‪ :‬وقد اشتم ت ع ى مجموعة من متغيرات ا سياسة ا ما ية ا تي يتم إدخا ها في‬
‫ا نماذج ا قياسية و اأتي ‪:‬‬

‫‪ .1‬ا نفقات ا عامة ‪ :‬تعد ا نفقات ا عامة أحد أدوات ا سياسة ا ما ية ا مهمة ا تي تستخدم‬
‫معا جة ا عديد من ا مشا ل اإقتصادية ا تضخم وا بطا ة وا ر ود وغيرها في معظم‬
‫ا ب دان وا سيما ا ب دان ا نامية ا تي تعاني من هذ ا مشا ل بصورة بيرة و هذا فأن‬
‫متغير اإنفاق ا عام أهمية ا بد من دراستها في دو ة ا عينة ا مختارة (ا عراق) ‪ ،‬وقد تم‬
‫إدخا ها متغير مستقل ويرمز ها بـ(‪ )EX‬وبمايين ا دنانير باأسعار ا جارية وهذا‬
‫ا متغير حسب منطوق ا نظرية ااقتصادية ه آثار إيجابية في عرض ا نقد ‪.‬‬
‫‪ .2‬اإيرادات ا عامة ‪ :‬تم ااعتماد ع ى إجما ي اإيرادات ا عامة ورمز ها بـ(‪ )R‬وبمايين‬
‫ا دنانير باأسعار ا جارية وحسب منطوق ا نظرية ااقتصادية فأن ها تأثير إيجابي في‬
‫عرض ا نقود من حيث قوة ا عاقة واتجاها وهذا ما سيوضحه تقديرات ا نموذج ‪.‬‬

‫‪308‬‬
‫النقد‬ ‫الفصل الثالث ‪ :‬قياس وتحليل أثر السياسة المالية في عر‬

‫‪ .3‬ا ضرائب ‪ :‬تم ااعتماد ع ى إجما ي ا ضرائب ورمزنا ه بـ( ‪ )TX‬وبمايين ا دنانير‬
‫باأسعار ا جارية وحسب منطوق ا نظرية ااقتصادية فأن ها تأثير س بي في عرض‬
‫ا نقد من خال قوة ا عاقة واتجاها ‪.‬‬
‫‪ .4‬ا دين ا عام ا داخ ي ‪ :‬ويتضمن هذا ا متغير إقتراض ا ح ومة من ا بنك ا مر زي‬
‫وا مصارف ا تجارية ومصادر ا تمويل اأخرى ا مح ية ‪ .‬وهنا ا متغير مهم با نسبة‬
‫سياسة ا ما ية من إجل تحقيق أهداف ا سياسة في تخفيض نسبة ا عجز ونسبة ا دين‬
‫ا عام ‪ .‬وقد تم إدخا ها متغير مستقل ورمزنا ها بـ(‪ )N‬وبمايين ا دنانير باأسعار‬
‫ا جارية وهذا ا متغير حسب منطوق ا نظرية ااقتصادية ه تأثير إيجابي في عرض‬
‫ا نقد‪.‬‬
‫ب ‪ -‬ا متغير ا تابع ‪:‬‬
‫تضمن ا نموذج ا قياسي متغير اقتصادي نقدي واحد هو عرض ا نقد )‪ )M2‬يمثل هذا ا متغير عرض‬
‫ا نقد با معنى ا واسع وا ذي يتضمن عرض ا نقد ا ضيق مضاف ا إ يها ا ودائع ا زمنية ‪:‬‬

‫حيث إن ‪ = M1‬عرض ا نقد با معنى ا ضيق ا ذي يتضمن ا عم ة دى ا جمهور مضافا إ يها ا ودائع‬
‫ا جارية ‪.‬‬
‫‪ = TD‬ا ودائع ا زمنية ‪.‬‬
‫اا من ا اسيك‬ ‫نعتمد في هذ ا نموذج ع ى ‪ M2‬مقياس عرض ا نقد وذ ك باأعتماد ع ى ما أ د‬
‫وا نقوديون بأن ‪ M‬ا مستعم ة في دوال تحديد ا ط ب هي ‪ M2‬ومما يزيد من تأ يد أهمية هذا ا مقياس هو‬
‫أن توظيفات هذا ا مقياس غا ب ا ما ت ون قصيرة اأجل وهو ما يتناسب مع أهداف ا سياسة ا نقدية ا تي‬
‫ت ون قصيرة اأجل ‪ ،‬ويعد هذا ا متغير مهم با نسبة سياسة ا نقدية من أجل تحقيق أهم هدف داخ ي‬
‫سياسة وهو ا توازن ا داخ ي ‪ .‬ع ما أن ا بيانات تم اأعتماد ع يها باأسعار ا جارية ‪.‬‬

‫‪301‬‬
‫النقد‬ ‫الفصل الثالث ‪ :‬قياس وتحليل أثر السياسة المالية في عر‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬قياس وتحليل نتائج النموذج في العراق‬

‫يتناول هذا ا مبحث قياس وتح يل أثر ا سياسة ا ما ية من خال قنواتها ا متمث ة با متغيرات‬
‫(‪ )R,T,N ,G‬في عرض ا نقد ‪ Ms2‬وباأعتماد ع ى ا صيغة ا خطية في هذا ا نموذج ومطابقتها مع‬
‫منطوق ا نظرية ااقتصادية واجتيازها أختبارات اإحصائية وا قياسية ‪.‬‬

‫المطلب اأول‪ :‬أختبار أستقراريه الساسل الزمنية‬

‫يعد اختبار استق ارريه ا ساسل ا زمنية من ااختبارات ا مهمة ا تي يم ن من خا ها معرفة ا مسار ا زمني‬
‫متغير موضوع ا دراسة‪ ،‬وتأتي أهمية هذا اأختبار في معرفة إتجا ا س س ة ا زمنية هل مستقرة‬
‫)‪ (stationary‬أم غير مستقرة )‪(non stationary‬اذ ان عدم استق ارريه ا س س ة ا زمنية يؤدي ا ى نتائج‬
‫تقديرية غير دقيقة ان اانحدار ي ون إنحدار زائف )‪ )spurious regression‬اي أن متوسط وتباين‬
‫فضاا عن‬ ‫ا متغير غير ثابت عبر ا زمن‪ ،‬سيؤدي ا ى عدم دقة ا مقدرات ااحصائية وارتفاع قيمة‬
‫أرتفاع معنوية اا من )‪.(F.T‬‬

‫ل متغير ع ى حدى سيتم أستخدام أختبار جذر ا وحدة‬ ‫ذا ا بد من ا تأ د من س ون هذ ا ساسل‬


‫انحدار ذاتيا ل س س ة مع ا فروق ااو ى‬
‫ا‬ ‫)‪ (unit root‬ا تأ د من استق ارريه ا بواقي حيث يست زم اجراء‬
‫متغير متغير تابع‪ ،‬وادخا ه بتباطئ سنة واحدة متغير مستقل وفق ا معاد ة اآتية‪:‬‬

‫اي بوجود جذر‬ ‫ويتم اختبار فرض ا عدم بان ا مع مة‬ ‫ا ى ا فروق ااو ى س س ة‬ ‫إذ تشير‬
‫فأننا نقبل ا فرض ا بديل بعدم وجود جذر‬ ‫وحدة في ا س س ة معنى انها غير سا نة واذا انت‬
‫ا وحدة‪ ،‬اي ان ا متغير سا ن أو مستقر(‪ ، )1‬ويم ن إضافة ا زمن )‪ (T‬حد ثابت‪ ،‬إذا ان حد ا خطأ‬

‫)‪ (1‬عابد بن عابد ا عبد ي‪ ،‬تقرير اثر ا صادرات ع ى ا نمو ااقتصادي‪ ،‬دراسة تح ي ية قياسية‪ ،‬مج ة مر ز صا ح عبد اه‬

‫امل اقتصاد ااسامي‪ ،‬جامعة اازهر‪ ،‬ا سنة ا تاسعة ‪ ،‬ا عدد ‪ ، 27‬ص ‪18‬‬

‫‪330‬‬
‫النقد‬ ‫الفصل الثالث ‪ :‬قياس وتحليل أثر السياسة المالية في عر‬

‫في ا معاد ة رقم (‪ )1‬يعاني من اأرتباط ا ذاتي‪ ،‬فيم ن ان يصحح بإضافة عدد مناسب من حدود ا فرق‬
‫ا مبطئة فتصبح معاد ة أختبار جذر ا وحدة اآتي‪:‬‬

‫∑‬

‫وهذا ا نموذج يدعى باختبار دي ي فوار ا موسع )‪ (augment dicey – fuller‬إذ تصبح ( ) غير‬
‫اي بوجود جذر ا وحدة من خال مقارنة إحصائية‬ ‫مرتبطة ذاتي ا ويتم اختبار فرضية ا عدم‬
‫) (ا مقدرة مع مة ( ) مع ا قيم ا جدو ية ‪ dicey – fuller‬فإذا انت قيمة ) ( ا مقدرة ا بر من ا قيمة‬
‫ا جدو ية (ا حرجة) في قيمتها ا مط قة فأنها ت ون معنوية إي نفرض فرضية ا عدم ونقبل با فرضية ا بدي ة‬
‫إي أن ا س س ة سا نة ومستقرة‪ ،‬اما إذا انت اقل من ا قيمة ا جدو ية فان ا س س ة غير سا نة ‪non‬‬
‫(‪)1‬‬
‫و ن سنقتصر ع ى أستخدام أختبار‬ ‫‪ stationary‬وبا تا ي نقوم باختبار ا فرق ااول س س ة وه ذا‬
‫واحد وهو أختبار دي ي – فو ر ا موسع )‪(ADF‬ا ذي طور من قبل ديفيد دي ي و يام فو ر وا ذي يعد‬
‫(‪)2‬‬
‫أفضل اأختبارات وا ذي يأخذ ا صيغ ا تا ية‪:‬‬

‫∑‬

‫اي بدون قاطع واتجا عام‬

‫∑‬

‫اي بوجود قاطع‬

‫)‪ (1‬ينضر في ذ ك ‪:‬‬

‫ندوى خزعل رشاد‪ ،‬استخدام اختبار رانجر في تح يل ا ساسل ا زمنية ا مستقرة‪ ،‬ا مج ة ا عراقية ع وم ااحصائية‬ ‫‪-‬‬
‫‪ ،‬ا عدد ‪ ، 2011 ، 19‬ص‪.247‬‬
‫عابد ابن عابد ا عبد ي ‪ ،‬تقدير اثر ا صادرات ع ى ا نمو ااقتصادي في ا دول ااسامية ‪ ،‬مصدر سابق‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ص‪.19‬‬
‫)‪ (2‬عثمان نقار ومنذر ا عواد‪ ،‬منهجية )‪ (BOX – JENKIUS‬في تح يل ا ساسل ا زمنية وا تنبؤ دراسة تطبيقية ع ى‬
‫اعداد تاميذ ا صف ااول من ا تع يم ااساسي في سوريا‪ ،‬مج ة دمشق ع وم ااقتصادية وا قانونية‪ ،‬ا مج د ‪،27 ،‬‬
‫ا عدد ‪ ، 2011 ،3‬ص‪.130‬‬

‫‪333‬‬
‫النقد‬ ‫الفصل الثالث ‪ :‬قياس وتحليل أثر السياسة المالية في عر‬

‫∑‬

‫اي بوجود قاطع واتجا عام‬

‫يمثل ا س س ة ا مراد اختبارها‬ ‫اذ ان‬

‫يمثل ا فروق ااو ى س س ة‬

‫يمثل حد ا خطأ ا عشوائي‬

‫ا خطوة اأو ى يجب أختبار أستق اررية متغيرات اأنموذج ومعرفة هل أن ا متغيرات مستقرة أم ا ويتم ذ ك‬
‫من خال تطبيق أختبار جذر ا وحدة دي ي فو ر ا موسع (‪ )ADF‬بعد إجراء أختبار جذر ا وحدة (‪)ADF‬‬
‫ا موسع حص نا ع ى ا نتائج ا موضحة في ا جدول (‪. )11‬‬

‫جدول (‪)11‬‬

‫اختبار دي ي فولر الموسع (‪ )ADF‬لجذر الوحدة‬

‫ا فروق اأو ى‬ ‫ا مستوى‬ ‫ا متغيرات‬


‫‪C‬‬ ‫‪b‬‬ ‫‪A‬‬ ‫‪C‬‬ ‫‪B‬‬ ‫‪A‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-16113‬‬ ‫**‪-2.227 -2.456‬‬ ‫‪M2‬‬
‫*‪-2676‬‬ ‫*‪- 4.73‬‬ ‫*‪- 2645‬‬ ‫‪-2.099‬‬ ‫‪-0.332‬‬ ‫‪16276‬‬ ‫‪EX‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫*‪-36414‬‬ ‫‪0.029‬‬ ‫‪0.835‬‬ ‫‪N‬‬
‫_‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪3.604** -0.598‬‬ ‫‪0.1744‬‬ ‫‪TX‬‬
‫*‪-4.43‬‬ ‫‪-26341* -4.171* - 16722‬‬ ‫‪16141‬‬ ‫‪1.012‬‬ ‫‪R‬‬
‫‪ a‬تعني اانحدار بدون قاطع‬
‫‪ b‬تعني اانحدار يحتوي على قاطع فقط‬
‫‪ c‬تعني اانحدار يحتوي على قاطع واتجا‬
‫* ‪ ** ،‬تعني معنوي عند مستوى ‪ 1%‬و ‪ 3%‬على التوالي ‪6‬‬
‫المصدر ‪ /‬نتائج اأختبار في برنامج ‪6 Eviews 7‬‬

‫‪332‬‬
‫النقد‬ ‫الفصل الثالث ‪ :‬قياس وتحليل أثر السياسة المالية في عر‬

‫من نتائج ا تقدير ا تي تم ا حصول ع يها من اختبار (‪ )ADF‬باستعمال ا برنامج اإحصائي ‪Eviews 7‬‬
‫و جميع ا متغيرات نستطيع أن نقرر ما ي ي ‪.‬‬

‫‪ -1‬متغير عرض النقد بالمعنى الواسع (‪: )M2‬‬


‫ا قيمة ا محسوبة ا مط قة إختبار (‪ )ADF‬و صيغة (‪ )A‬هي (‪ )2.456‬ا بر من ا قيمة‬
‫ا جدو ية ا مط قة (‪ )1.958‬وبمستوى معنوية ‪ ، %5‬أي نرفض فرضية ا عدم ونقبل با فرضية‬
‫ا بدي ة مما يدل ع ى أستق اررية ا س س ة ا زمنية هذا ا متغير ‪.‬‬

‫ش ل (‪ )2‬عرض النقد بالمعنى الواسع(‪ )M2‬للمدة (‪ 1771‬ـــــ ‪)4112‬‬

‫‪M‬‬
‫‪100,000,000‬‬

‫‪80,000,000‬‬

‫‪60,000,000‬‬

‫‪40,000,000‬‬

‫‪20,000,000‬‬

‫‪0‬‬
‫‪90‬‬ ‫‪92‬‬ ‫‪94‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪98‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪04‬‬ ‫‪06‬‬ ‫‪08‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪14‬‬

‫ا مصدر‪ :‬نتائج برنامج ‪Eviews7‬‬

‫‪331‬‬
‫النقد‬ ‫الفصل الثالث ‪ :‬قياس وتحليل أثر السياسة المالية في عر‬

‫ش ل (‪ )3‬الفروق ااولى لعرض النقد ‪ 1771( MS2‬ـــــ ‪)4112‬‬

‫‪DM‬‬
‫‪16,000,000‬‬

‫‪14,000,000‬‬

‫‪12,000,000‬‬

‫‪10,000,000‬‬

‫‪8,000,000‬‬

‫‪6,000,000‬‬

‫‪4,000,000‬‬

‫‪2,000,000‬‬

‫‪0‬‬
‫‪90‬‬ ‫‪92‬‬ ‫‪94‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪98‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪04‬‬ ‫‪06‬‬ ‫‪08‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪14‬‬

‫ا مصدر ‪ :‬نتائج برنامج ‪Eviews7‬‬

‫‪۲‬ـ متغير النفقات العامة )‪: )Ex‬‬

‫من خال مقارنة ا قيم ا محسوبة إختبار (‪ )ADF‬و جميع ا صيغ (‪ )a,b,c‬مع ا قيم ا جدو ية ا مناظرة‬
‫ها وبمستوى معنوية ‪ %5 ، %1‬نجد أن ا قيم ا محسوبة اقل من ا قيم ا جدو ية وبذ ك نقبل فرضية ا عدم‬
‫ا تي تدل ع ى عدم أستق اررية ا س س ة ا زمنية هذا ا متغير عند ا مستوى وبذ ك نقوم باختبار اأستق اررية‬
‫عند ا فروق اأو ى س س ة ا زمنية نجد أن ا قيم ا مط قة ا محسوبة و جميع ا صيغ ا ثاثة (‪ )a,b,c‬هي‬
‫ا بر من ا قيم ا مط قة ا جدو ية ا مناظرة ها وبمستوى ‪. %1‬‬

‫‪331‬‬
‫النقد‬ ‫الفصل الثالث ‪ :‬قياس وتحليل أثر السياسة المالية في عر‬

‫ش ل (‪)4‬النفقات العامة للمدة (‪ 1771‬ـــــ ‪)4112‬‬


‫‪EX‬‬
‫‪140,000,000‬‬

‫‪120,000,000‬‬

‫‪100,000,000‬‬

‫‪80,000,000‬‬

‫‪60,000,000‬‬

‫‪40,000,000‬‬

‫‪20,000,000‬‬

‫‪0‬‬
‫‪90‬‬ ‫‪92‬‬ ‫‪94‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪98‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪04‬‬ ‫‪06‬‬ ‫‪08‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪14‬‬

‫المصدر ‪ :‬نتائج برنامج ‪. Eviews7‬‬

‫ش ل (‪ )5‬الفروق اأولى للنفقات العامة (‪ 1771‬ــــ ‪)4112‬‬

‫‪DEX‬‬
‫‪40,000,000‬‬

‫‪30,000,000‬‬

‫‪20,000,000‬‬

‫‪10,000,000‬‬

‫‪0‬‬

‫‪-10,000,000‬‬

‫‪-20,000,000‬‬

‫‪-30,000,000‬‬

‫‪-40,000,000‬‬
‫‪90‬‬ ‫‪92‬‬ ‫‪94‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪98‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪04‬‬ ‫‪06‬‬ ‫‪08‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪14‬‬

‫المصدر ‪ :‬نتائج برنامج ‪Eviews7‬‬

‫‪331‬‬
‫النقد‬ ‫الفصل الثالث ‪ :‬قياس وتحليل أثر السياسة المالية في عر‬

‫‪۳‬ـ متغير الدين العام الداخلي )‪:)N‬‬

‫ا قيمة ا محسوبة ا مط قة إختبار (‪ )ADF‬و صيغة (‪ )C‬هي (‪ )5.2127‬ا بر من ا قيمة ا جدو ية‬
‫ا مط قة (‪ )4.4407‬وبمستوى معنوية ‪ ، %1‬أي نرفض فرضية ا عدم ونقبل با فرضية ا بدي ة مما يدل‬
‫ع ى أستق اررية ا س س ة ا زمنية هذا ا متغير ‪.‬‬

‫ش ل (‪)6‬الدين العام الداخلي للمدة (‪ 1771‬ــــ ‪)4112‬‬


‫‪N‬‬
‫‪10,000,000‬‬

‫‪8,000,000‬‬

‫‪6,000,000‬‬

‫‪4,000,000‬‬

‫‪2,000,000‬‬

‫‪0‬‬
‫‪90‬‬ ‫‪92‬‬ ‫‪94‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪98‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪04‬‬ ‫‪06‬‬ ‫‪08‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪14‬‬

‫المصدر ‪ :‬نتائج برنامج ‪Eviews7‬‬

‫‪331‬‬
‫النقد‬ ‫الفصل الثالث ‪ :‬قياس وتحليل أثر السياسة المالية في عر‬

‫ش ل (‪ )7‬الفرق ااول للدين العام للمدة (‪ 1771‬ــــ ‪)4112‬‬

‫‪DN‬‬
‫‪6,000,000‬‬

‫‪5,000,000‬‬

‫‪4,000,000‬‬

‫‪3,000,000‬‬

‫‪2,000,000‬‬

‫‪1,000,000‬‬

‫‪0‬‬

‫‪-1,000,000‬‬

‫‪-2,000,000‬‬

‫‪-3,000,000‬‬
‫‪90‬‬ ‫‪92‬‬ ‫‪94‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪98‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪04‬‬ ‫‪06‬‬ ‫‪08‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪14‬‬

‫ا مصدر ‪ :‬نتائج برنامج ‪Eviews‬‬

‫‪٤‬ـ متغير الضرائب )‪:)Tx‬‬

‫ا قيمة ا محسوبة ا مط قة إختبار (‪ )ADF‬و صيغة (‪ )C‬هي (‪ )3.604‬ا بر من ا قيمة ا جدو ية ا مط قة‬
‫(‪ )3.243‬وبمستوى معنوية ‪ ، %5‬أي نرفض فرضية ا عدم ونقبل با فرضية ا بدي ة مما يدل ع ى‬
‫أستق اررية ا س س ة ا زمنية هذا ا متغير ‪.‬‬

‫‪337‬‬
‫النقد‬ ‫الفصل الثالث ‪ :‬قياس وتحليل أثر السياسة المالية في عر‬

‫ش ل (‪)11‬الضرائب العامة للمدة (‪ 1771‬ــــ ‪)4112‬‬

‫‪TX‬‬
‫‪3,500,000‬‬

‫‪3,000,000‬‬

‫‪2,500,000‬‬

‫‪2,000,000‬‬

‫‪1,500,000‬‬

‫‪1,000,000‬‬

‫‪500,000‬‬

‫‪0‬‬
‫‪90‬‬ ‫‪92‬‬ ‫‪94‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪98‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪04‬‬ ‫‪06‬‬ ‫‪08‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪14‬‬

‫المصدر ‪ :‬نتائج برنامج ‪Eviews7‬‬

‫ش ل (‪ )11‬الفروق ااولى للضرائب للمدة (‪ 1771‬ـــ ‪)4112‬‬

‫‪DTX‬‬
‫‪3,000,000‬‬

‫‪2,000,000‬‬

‫‪1,000,000‬‬

‫‪0‬‬

‫‪-1,000,000‬‬

‫‪-2,000,000‬‬
‫‪90‬‬ ‫‪92‬‬ ‫‪94‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪98‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪04‬‬ ‫‪06‬‬ ‫‪08‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪14‬‬

‫ا مصدر ‪ :‬نتائج برنامج ‪Eviews7‬‬

‫‪338‬‬
‫النقد‬ ‫الفصل الثالث ‪ :‬قياس وتحليل أثر السياسة المالية في عر‬

‫‪ -٥‬متغير اإيرادات العامة )‪:) R‬‬

‫من خال مقارنة ا قيم ا محسوبة إختبار (‪ )ADF‬و جميع ا صيغ (‪ )a,b,c‬مع ا قيم ا جدو ية ا مناظرة ها‬
‫وبمستوى معنوية ‪ %5 ، %1‬نجد أن ا قيم ا محسوبة اقل من ا قيم ا جدو ية وبذ ك نقبل فرضية ا عدم‬
‫ا تي تدل ع ى عدم أستق اررية ا س س ة ا زمنية هذا ا متغير عند ا مستوى وبذ ك نقوم باختبار اأستق اررية‬
‫عند ا فروق اأو ى س سة ا زمنية نجد أن ا قيم ا مط قة ا محسوبة و جميع ا صيغ ا ثاثة (‪ )a,b,c‬هي‬
‫ا بر من من ا قيم ا جدو ية ا مناظرة ها وبمستوى معنوية ‪. %1‬‬

‫ش ل (‪ )12‬اإيرادات العامة للمدة (‪ 1771‬ـــــ ‪)4112‬‬

‫‪R‬‬
‫‪140,000,000‬‬

‫‪120,000,000‬‬

‫‪100,000,000‬‬

‫‪80,000,000‬‬

‫‪60,000,000‬‬

‫‪40,000,000‬‬

‫‪20,000,000‬‬

‫‪0‬‬
‫‪90‬‬ ‫‪92‬‬ ‫‪94‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪98‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪04‬‬ ‫‪06‬‬ ‫‪08‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪14‬‬

‫المصدر ‪ :‬نتائج برنامج ‪Eviews7‬‬

‫‪331‬‬
‫النقد‬ ‫الفصل الثالث ‪ :‬قياس وتحليل أثر السياسة المالية في عر‬

‫ش ل (‪)11‬الفروق اأولى لإيرادات العامة للمدة (‪ 1771‬ــــ ‪)4112‬‬

‫‪DR‬‬
‫‪40,000,000‬‬

‫‪30,000,000‬‬

‫‪20,000,000‬‬

‫‪10,000,000‬‬

‫‪0‬‬

‫‪-10,000,000‬‬

‫‪-20,000,000‬‬

‫‪-30,000,000‬‬
‫‪90‬‬ ‫‪92‬‬ ‫‪94‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪98‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪04‬‬ ‫‪06‬‬ ‫‪08‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪14‬‬

‫المصدر ‪ :‬نتائج برنامج ‪Eviews7‬‬

‫‪320‬‬
‫النقد‬ ‫الفصل الثالث ‪ :‬قياس وتحليل أثر السياسة المالية في عر‬

‫المطلب الثاني‪ //‬نتائج تقدير النموذج القياسي‬

‫تم أستخدام ا بيانات ا تي تمت اإشارة إ يها في مرح ة ا توصيف وتم تقدير ا نموذج باإستناد إ ى‬
‫(‪)1‬‬
‫‪،‬‬ ‫طريقة ا مربعات ا صغرى (‪ )OLS‬ونها تعطي أفضل طريقة تقدير خطي غير متحيز(‪)BLUE‬‬
‫وباإعتماد ع ى برنامج (‪ )Eviews 7‬تم ا توصل إ ى أفضل ا نتائج وبموجب ا صيغة ا خطية و اأتي‪:‬‬
‫‪Ms2 = Bo + B3R + B2 TX + B1 EX+ B1 N+ ui….‬‬

‫‪Ms2 = - 2028318 + 0.27 R – 3.46 TX + 0.37 EX + 2.49N‬‬

‫‪(S.E) 10369624‬‬ ‫‪0.127662 2.552844 0.102979 0.813736‬‬

‫)‪(t) ( - 0.19‬‬ ‫)‪( 2.12) (- 1.35‬‬ ‫)‪(3.65‬‬ ‫)‪(3.06‬‬

‫‪R2 = 0.97‬‬ ‫‪�� = 0.97‬‬


‫‪F= 152.55‬‬ ‫‪D.W = 2.06‬‬

‫قد ان ا سبب في اختيار هذ ا متغيرات ا تي تؤثر في عرض ا نقد ‪ M2‬دون غيرها وذ ك‬


‫بسبب قوة تأثيرها ع ى ا متغير ا تابع وتضم هذ ا معاد ة ا متغيرات ا مستق ة ا تي انت معا مها ا مقدرة‬
‫ذات دا ة إحصائية وهذا يساعد ع ى تق يل مجموع مربع اأخطاء (‪ )SSR‬و ما ان هذا ا مجموع ق يل‬
‫ما زادت ا قدرة ا تنبؤية نموذج ‪.‬‬

‫النتائج ااقتصادية ‪ :‬أظهرت نتائج ا تقدير نموذج أن ا متغيرات ا مستق ة تؤثر ع ى ا متغير‬
‫ا تابع (‪ )Ms2‬وأن ا عاقة بين ‪ Ms2‬واإيرادات ا عامة (‪ )R‬عاقة طردية وهذا ما يتوافق مع منطق‬
‫ا نظرية ااقتصادية ‪ .‬وا معاد ة أعا توضح أنه ما زاد اإيراد ا عام بمقدار وحدة واحدة أزداد عرض‬
‫ا نقد (‪ )Ms2‬بمقدار( ‪ )0.27‬وحدة ‪.‬‬

‫فيما جاءت ا عاقة ع سية بين ا ضرائب (‪ )TX‬وعرض ا نقد (‪ )Ms2‬متوافقة مع ا منطق‬
‫ااقتصادي ‪ .‬ما أرتفعت ا ضرائب بمقدار وحدة واحدة إنخفض عرض ا نقد بمقدار (‪ )-3.46‬وحدة ‪.‬‬

‫(‪ )1‬و يد اسماعيل ا سيفو ‪ ،‬واخرون ‪ ،‬أساسيات ااقتصاد ا قياسي ا تح ي ي ‪ ،‬اأه ية نشر وا توزيع ‪ ،‬عمان ‪ ،‬اأردن ‪،‬‬
‫‪ ، 2006‬ص ‪. 92‬‬

‫‪323‬‬
‫النقد‬ ‫الفصل الثالث ‪ :‬قياس وتحليل أثر السياسة المالية في عر‬

‫في حين انت ا عاقة بين ‪ Ms2‬إنفاق ا عام ‪ EX‬طردية ‪ .‬أي ما زاد اإنفاق ا عام بمقدار‬
‫وحدة واحدة ازداد عرض ا نقد بمقدار (‪ )0.37‬وحدة وهذ ا عاقة متفقة مع ا نظرية ااقتصادية‪ .‬و ذ ك‬
‫ا حال با نسبة عاقة ‪ Ms2‬مع ا دين ا عام ا داخ ي (‪ )N‬قد انت طردية أيض ا و ما أزداد ا دين ا عام‬
‫ا داخ ي بمقدار وحدة واحدة أزداد عرض ا نقد بمقدار (‪ )2.49‬وحدة وهي نتيجة متوافقة مع ا نظرية‬
‫ااقتصادية ‪.‬‬

‫ومن الناحية اإحصائية وبأستخدام أختبار (‪ )t‬أظهرت معنوية ل من اإيرادات (‪ ، )R‬وا نفقات‬
‫(‪ ، )Ex‬وا دين ا عام ا داخ ي (‪ )N‬في حين م تظهر معنوية ا ضرائب حيث قيمة ‪ t‬ا محسوبة اقل من ‪t‬‬
‫ا جدو ية ‪.‬‬

‫أما با نسبة معامل ا تحديد (‪ )Coefficien of Determination( )R2‬فقد أظهر ا نموذج تقدير‬
‫(‪ )0.97‬وهذا يعني أن (‪ )0.97‬من ا تغيرات ا تي تحصل في عرض ا نقد (‪ )Ms2‬يعود إ ى ل من‬
‫(‪ )R,Tx,N ,EX‬في حين أن (‪ )0.03‬تعود متغيرات تفسيرية أخرى غير داخ ة في ا نموذج ‪.‬‬

‫ويتضح أيض ا أن قيمة (‪ )F‬ا محتسبة (‪ )152.55‬انت ا بر من قيمتها ا جدو ية حسب ما‬
‫ت شفه قيمة (‪ )P_ value‬ا مرافقة ها وا تي انت بمستوى دا ة ‪ 1%‬ويعني ذ ك رفض فرضية ا عدم‬
‫ونقبل با فرضية ا بدي ة مما يدل ع ى معنوية ا نموذج ا مقدرة ‪.‬‬

‫أما قيمة (‪ )D.W‬فقد انت (‪ )2.06‬وتقع في منطقة ا قبول وتشير إ ى عدم وجود مش ة أرتباط ذاتي‬
‫بين متغيرات ا نموذج ‪.‬‬

‫و ذ ك يخ و ا نموذج من مش ة اأرتباط ا خطي ا متعدد وذ ك حسب أختبار اين (‪. )Klein‬‬

‫√‬ ‫√‬

‫‪322‬‬
‫ااستنتاجات والتوصيات‬

‫ااستنتاجات والتوصيات‬

‫أواا ‪ :‬ااستنتاجات‬

‫‪ .1‬إن ا سياسة ا ما ية تميل إحداث عدم استقرار في اأوضاع ااقتصادية بسبب ا قدرة ع ى ا زيادة‬
‫ا سريعة في اإنفاق ا عام وعدم ا قدرة ع ى موازنتها في جانب اإيرادات ‪.‬‬

‫‪ .2‬يم ن سياسة ا ما ية وعبر أدواتها ا مخت فة إن تقوم بت م ة عمل ا سياسة ا نقدية وتحقيق أهدافها‬
‫با ش ل اأمثل من خال ااستفادة من تأثير أدواتها ا مخت فة في عرض ا نقد وبا تا ي فأنه يم ن‬
‫ااعتماد ع ى أوقات ثيرة ع ى ا سياسة ا ما ية في تحقيق أهداف تعد من صميم عمل ا سياسة‬
‫ا نقدية ‪.‬‬
‫‪ .3‬تعرض ااقتصاد ا عراقي صدمات في ا سياسة ا ما ية وا نقدية في عقد ا تسعينات و انت نتيجة‬
‫توقف اإيرادات ا نفطية مع زيادة اإنفاق ا ح ومي مع تزايد اإصدار ا نقدي ‪ ،‬فضاا عن‬
‫صدمات في اإنفاق ا ح ومي بعد ‪ 2003‬تحسين ا وضع اأمني وزيادة اأجور وا رواتب‬
‫وا مخصصات ‪.‬‬

‫إن ا نفقات ا عامة انت ا سبب ا رئيسي في تفاقم عجز ا موازنة ا عامة دو ة طي ة مدة ا دراسة‬ ‫‪.4‬‬
‫(‪. )2014 - 1990‬‬
‫‪ .5‬تباطؤ نمو اإيرادات ا عامة موازنة موا بة نمو اإنفاق ا عام ‪ ،‬وذ ك نتيجة ضعف مرونة‬
‫ا جهاز ا ضريبي واتساع دائرة اإعفاءات ا ضريبية وا تهرب ا ضريبي وتأثر اإيرادات ا نفطية‬
‫بتغيرات أسعار ا نفط وا ظروف ا خارجية ‪.‬‬
‫‪ .6‬إن ا ضرائب في ا عراق مرت بتذبذب وتفاوت واضح ‪ ،‬فتارة ترجح ا هدف ااقتصادي في ا نصف‬
‫اأول من ا تسعينات وتارة ترجح ا هدف ا تموي ي بعد عام ‪ ، 1995‬وترجح ا هدف ااجتماعي‬
‫بعد عام ‪ 2003‬من خال اأعفاءات ااجتماعية ‪.‬‬
‫‪ .7‬يؤدي ارتفاع معدات ا دين ا عام ا داخ ي إ ى تحجيم سوق اائتمان ا مح ي نتيجة توسع ا ح ومة‬
‫في إصدار سندات وأذون ا خزانة وهو ما يعني مزاحمة ا ح ومة قطاع ا خاص في ا حصول‬
‫ع ى ا تمويل وع ى رؤوس اأموال ا إزمة إستثمار وهو ما يعرف اقتصاديا بأثر ا مزاحمة ‪.‬‬

‫‪321‬‬
‫ااستنتاجات والتوصيات‬

‫‪ .8‬قد واجهت ا موازنة ا عامة دو ة نوعين من ااختال خال مدة ا دراسة ‪ ،‬إذ تمثل ا نوع اأول‬
‫با عجز وا ثاني با فائض ‪ ،‬وأن ااثنين ان سببهما ا حروب وتق بات أسعار ا نفط وااختاات‬
‫ا هي ية ا تي يعاني منها ااقتصاد ا عراقي في أغ ب اأحيان ‪ ،‬ذا يم ن ااستنتاج بأن هذا‬
‫ااختال ا ذي واجهته ا موازنة ا عامة ان من ا نوعين ا دوري وا هي ي ‪.‬‬
‫‪ .9‬أ رتبط نمو عرض ا نقد إ ى حد بير بعجز ا موازنة ا عامة دو ة مما أسهم في تفاقم مش ة‬
‫ا تضخم ‪.‬‬
‫ما ع سه ا نموذج‬ ‫‪ .10‬عبت أدوات ا سياسة ا ما ية دور مهم في ا ـتأثير ع ى عرض ا نقد‪Ms2‬‬
‫ا قياسي ا مقدر ‪.‬‬
‫‪ .11‬اثبت ا نموذج ا قياسي ا مقدر إن ل من اإنفاق ا عام واإيراد ا عام وا دين ا عام ا داخ ي ت عب‬
‫دور مهم ا في ا تأثير ع ى متغير عرض ا نقد من خال ا عاقة اإيجابية ا تي بينهما و ما‬
‫ا‬
‫ع ستها مع مات ا متغيرات ا مستق ة ‪ ،‬بينما ان تأثير ا ضرائب بااتجا ا معا س ‪.‬‬

‫‪321‬‬
‫ااستنتاجات والتوصيات‬

‫ثاني ا ‪ :‬التوصيات‬

‫‪ .1‬إعادة ا نظر في بعض ا تشريعات ا خاصة با سياسة ا ما ية وا شفافية وا متابعة ا جادة في‬
‫تنفيذها‪.‬‬
‫‪ .2‬ترشيد ا نفقات ا عامة عبر برنامج تقيد اإنفاق ا ترفي وا غير ضروري وا تبذيري ومعا جة ا خ ل‬
‫في ا هي ل اإنفاقي وا عمل ع ى زيادة مساهمة ا نفقات ااستثمارية في ا مجاات اإنتاجية ما‬
‫ذ ك من أثر في تنويع ا قاعدة اإنتاجية ‪.‬‬
‫‪ .3‬تنويع مصادر اإيرادات ا عامة غير ا نفطية ان اإستمرار ااعتماد ع ى إيرادات ا نفط‬
‫سيجعل ا موازنة ا عامة تعاني من اختال مستمر ‪.‬‬
‫‪ .4‬ااستفادة من فوائض ا نفط في أنشاء صندوق سيادي استقرار ااقتصادي إذ يم ن أن يعمل‬
‫هذا ا صندوق ع ى استثمار ا فوائض عند ارتفاع أسعار ا نفط وام انية تعويض ا نقص ا ذي‬
‫يحصل في اإيرادات عند انخفاض أسعار ا نفط ما أن هذا ا صندوق سيق ل من أثر هذ‬
‫ا صدمات فضاا عن تحقيق م اسب من استثمارات هذا ا صندوق ‪.‬‬
‫‪ .5‬إعادة ا نظر في ا نظام ا ضريبي في ا عراق من خال ا تشريعات ا قانونية وزيادة ااهتمام‬
‫وا شمو ية وزيادة حصي ة ا ضريبة ‪ ،‬وا عمل ع ى إصدار تشريعات ا قانونية توسع نطاق‬
‫ا ضريبة وأوعيتها وا م فين بها ‪ ،‬وفي ا وقت نفسه تحد من ا تهرب واإعفاء ا ضريبي ‪.‬‬
‫‪ .6‬اعتماد مبدأ ا شفافية وا رؤية ا مستقب ية ا شام ة عند إعداد ا موازنة ‪ ،‬إذ إن ا شفافية تتمثل في‬
‫اإفصاح عن ا مع ومات ا متع قة با موازنة ا عامة ‪ ،‬و ذ ك يتعرف ا مجتمع ع ى دور سيما‬
‫عندما ي ون هناك عجز في ا موازنة ودين عام ‪ ،‬أما ا رؤية ا مستقب ية فأنها تستند ع ى‬
‫استخدام معايير ا فاءة ااقتصادية من أجل تحقيق أهداف ا موازنة ‪.‬‬
‫‪ .7‬تعزيز استقال ا قرار ا ما ي وا نقدي وأن ي ون مبني ع ى أساس ا وضع ااقتصادي ا قائم‬
‫تل ا سياسية ا مخت فة ا مشار ة في‬ ‫وا متوقع مستقباا بعيدا عن ا تجاذبات ا سياسية وا حزبية‬
‫ا عم ية ا سياسية ‪.‬‬

‫‪321‬‬
‫اوا ‪ /‬المصادر العربية‬

‫القرآن ال ريم‬
‫أ‪ /‬ال تب‬

‫‪ .1‬آ ي ‪ ،‬ااقتصاد ا ي ا نظرية وا سياسات ‪ ،‬ترجمة ‪:‬عطية مهدي س مان ‪ ،‬مطبعة ا تع يم ا عا ي ‪،‬‬

‫ا جامعة ا مستنصرية ‪ ،‬ا جزء اأول ‪. 1984 ،‬‬

‫‪ .2‬بخيت ‪ ،‬حسين ع ي وفتح اه ‪ ،‬سحر ‪ ،‬ااقتصاد ا قياسي ‪ ،‬اأردن ‪ ،‬دار ا يازردي ا ع مية طباعة‬

‫وا نشر ‪. 2009 ،‬‬

‫‪ .3‬ا جنابي ‪ ،‬هيل عجمي جميل وأرسان ‪ ،‬رمزي ياسين يسع ‪ ،‬ا نقود وا مصارف وا نظرية ا نقدية ‪ ،‬دار‬

‫وائل نشر وا توزيع ‪ ،‬عمان ‪. 2009 ،‬‬

‫‪ .4‬جوارتيني ‪ ،‬جيمس وستاروب ‪ ،‬وريتشارد ‪ ،‬اإقتصاد ا ي ااختيار ا عام وا خاص ‪ ،‬ترجمة عبد‬

‫ا فتاح عبد ا رحمن وآخرون ‪ ،‬دار ا مريخ ‪ ،‬ا رياض ‪. 1988 ،‬‬

‫‪ .5‬ا حاج ‪ ،‬طارق ‪ ،‬ا ما ية ا عامة ‪ ،‬دار ا صفاء نشر وا توزيع ‪ ،‬عمان ‪.2009،‬‬

‫‪ . 10‬ا حافظ‪ ،‬مهدي ‪ ،‬اآن وا غد في ااقتصاد وا سياسة ‪ ،‬منشورات ا جمل بغداد ‪ ،‬ط‪.2009 ، 1‬‬

‫‪ . 11‬حشيش ‪ ،‬عادل احمد ‪ ،‬أساسيات ا ما ية ا عامة ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬دار ا نهضة ا عربية ‪. 1992 ،‬‬

‫‪.12‬ا خطيب ‪ ،‬خا د شحادة وشامية ‪ ،‬د‪ .‬أحمد زهير ‪ ،‬أسس ا ما ية ا عامة ‪ ،‬دار وائل نشر‪،‬عمان‪،‬‬

‫‪.2003‬‬

‫‪ . 13‬خ يل ‪ ،‬سامي ‪ ،‬اإقتصاد ا ي ‪ ،‬شر ة اظمة نشر وا طبع وا توزيع ‪ ،‬ا ويت ‪.1982 ،‬‬

‫‪ . 14‬خ يل ‪ ،‬سامي ‪ ،‬اقتصاديات ا نقود وا بنوك ‪ ،‬شر ة اظمة نشر ‪ ،‬ا ويت ‪. 1982 ،‬‬

‫‪I‬‬
‫‪ . 15‬داود ‪ ،‬حسام ع ي ‪ ،‬وآخرون ‪ ،‬مبادئ اإقتصاد ا ي ‪ ،‬ا طبعة ا ثا ثة ‪ ،‬دار ا مسيرة نشر ‪،‬‬

‫عمان ‪. 2005،‬‬

‫‪ . 16‬دراز ‪ ،‬حامد عبد ا مجيد ‪ ،‬ا نظم ا ضريبية ‪ ،‬اإس ندرية ‪ ،‬دار ا جامعية ‪. 1999 ،‬‬

‫‪ . 17‬ا دعمي ‪،‬عباس اظم ‪ ،‬ا سياسات ا ما ية وا نقدية واداء سوق ااوراق ا ما ية ‪ ،‬ط‪ ،1‬دارصفاء‬

‫نشروا توزيع ‪ ،‬عمان ‪.2010،‬‬

‫‪ . 18‬ا د يمي ‪ ،‬عوض فاضل ‪ ،‬ا نقود وا بنوك ‪ ،‬دار ا ح مة طباعة وا نشر ‪.1990 ،‬‬

‫‪ . 19‬ذنيبات ‪ ،‬محمد جمال ‪(،‬ا ما ية ا عامة وا تشريع ا ما ي ) ‪ ،‬ط‪ ، 1‬دار ا ع مية ا دو ية ودار ا ثقافة‬

‫نشر وا توزيع ‪ ،‬عمان ‪.2003،‬‬

‫‪ . 20‬رضوان ‪ ،‬محمد عوض ‪ ،‬ااتجاهات ا حديثة في تطور ا موازنة ا عامة دو ة ودورها في إدارة‬

‫ا برامج واأنشطة وا مشروعات ا ح ومية ـــ دراسة مقارنة ا قاهرة ‪ ،‬مصر ‪ ،‬دار ا نهضة ا عربية ‪،‬‬

‫ط‪. 2009 ،2‬‬

‫‪ . 21‬ز ي ‪ ،‬رمزي ‪ ،‬ف ر اأزمة ‪ :‬دراسة في ع م اإقتصاد ا رأسما ي وا ف ر ا تنموي ا عربي‪ ،‬ا قاهرة ‪،‬‬

‫‪.1987‬‬

‫‪ . 22‬ز ي ‪ ،‬رمزي ‪ ،‬ا تضخم وا ت ييف ا هي ي في ا دول ا نامية ‪ ،‬دار ا مستقبل ا عربي ‪ ،‬ا قاهرة ‪،‬‬

‫‪.1996‬‬

‫‪ . 23‬ز ي ‪ ،‬رمزي ‪ ،‬ا صراع ا ف ري وااجتماعي حول عجز ا موازنة ا عامة في ا عا م ا ثا ث ‪ ،‬سيناء‬

‫نشر‪ ،‬ط‪. 1992، 1‬‬

‫‪ . 24‬سا مو ي سون ‪ ،‬ونورد هاوس ‪ ،‬ع م اإقتصاد ‪ ،‬نشر م تبة بنان ‪. 2006 ،‬‬

‫‪II‬‬
‫‪ . 25‬ا سعدي ‪ ،‬صبري زاير ‪ ،‬ا تجربة اإقتصادية في ا عراق ا نفط وا ديمقراطية وا سوق في ا مشروع‬

‫اإقتصادي ا وطني (‪ 1951‬ـ ـ ـ ‪ ، )2006‬ا طبعة اأو ى ‪ ،‬دار ا مدى ثقافة وا نشر ‪.2009 ،‬‬

‫‪ . 26‬سيجل‪ ،‬باري ‪ ،‬ترجمة عبدا ه منصور وعبد ا فتاح عبد ا رحمن ا مجيد ‪ ،‬تقديم س طان محمد‬

‫س طان ‪ ،‬ا نقود وا بنوك وااقتصاد وجهة نظر ا نقديون ‪ ،‬دار ا مريخ نشر ‪ ،‬ا مم ة ا سعودية ‪،‬‬

‫ا رياض ‪. 1986 ،‬‬

‫‪ . 27‬ش هوب ‪ ،‬ع ي محمد ‪ ،‬شؤؤن ا نقود وأعمال ا بنوك ‪ ،‬ا طبعة اأو ى‪ ،‬شعاع نشر‪ ،‬ح ب‪،‬‬

‫سوريا‪. 2007،‬‬

‫‪ 28‬ا سيد ع ي ‪ ،‬عبد ا منعم ‪ ،‬اقتصاديات ا نقود وا مصارف في ا نظم ا رأسما ية وااشت ار ية واأقطار‬

‫ا نامية مع أشارة خاصة عراق ‪ ،‬ج ‪ ، 1‬ط‪ ، 2‬و ازرة ا تع يم ا عا ي وا بحث ا ع مي ‪ ،‬ا جامعة‬

‫ا مستنصرية ‪1986 ،‬‬

‫‪ . 29‬وو يام ‪ .،‬بول ‪ .‬أ ‪ .‬ساموي سون و د‪ .‬نورد هاوس ‪ ،‬ااقتصاد‪ ،‬ترجمة د‪ .‬هشام عبد اه ‪ ،‬ط‪، 2‬‬

‫ااردن ‪ ،‬اأه ية نشر ‪.2006 ،‬‬

‫‪ . 30‬ا سيد ع ي ‪ ،‬عبد ا منعم وا عيسى ‪ ،‬نزار سعد ا دين ‪ ،‬ا نقود وا مصارف واأسواق ا ما ية‪ ،‬عمان ‪،‬‬

‫دار حامد نشر‪.2003 ،‬‬

‫‪ . 31‬ا سيد ع ي ‪ ،‬عبد ا منعم ‪ ،‬اقتصاديات ا نقود وا مصارف ‪ ،‬ا جامعة ا مستنصرية ‪ ،‬بغداد ‪ ،‬ا جزء‬

‫اأول ‪ ،‬ط‪.1986 ، 2‬‬

‫‪ . 32‬ا سيد ع ي ‪ ،‬عبد ا منعم ‪ ،‬اقتصاديات ا نقود وا مصارف ‪ ،‬مطابع جامعة ا موصل ‪ ،‬ا جزء ااول‬

‫‪ ،‬بغداد ‪.1984،‬‬

‫‪III‬‬
‫‪ . 33‬ا سيد ع ي ‪ ،‬عبد ا منعم ‪ ،‬دراسة في ا نقود وا نظرية ا نقدية ‪ ،‬بغداد ‪ ،‬ط‪ ، 1‬مطبعة ا عاني ‪،‬‬

‫‪. 1976‬‬

‫‪ . 34‬ا سيفو‪ ،‬و يد اسماعيل ‪ ،‬واخرون ‪ ،‬أساسيات ااقتصاد ا قياسي ا تح ي ي ‪ ،‬اأه ية نشر وا توزيع‪،‬‬

‫عمان ‪ ،‬اأردن ‪. 2006 ،‬‬

‫‪ . 35‬شهاب ‪ ،‬مجدي ‪ ،‬أصول ااقتصاد ا عام "ا ما ية ا عامة " ‪ ،‬دار ا جامعية ا جديدة ‪ ،‬جامعة‬

‫اإس ندرية ‪. 2004 ،‬‬

‫‪ . 36‬طاقة ‪ ،‬محمد وا عزاوي ‪ ،‬هدى ‪( ،‬إقتصاديات ا ما ية ا عامة ) ‪ ،‬ط‪ ، 1‬دار ا مسيرة ‪ ،‬عمان ‪،‬‬

‫‪. 2007‬‬

‫‪ . 37‬ا ظا مي ‪ ،‬رشيد باني ‪ ،‬ا زراعة في ا عراق ‪ ،‬مطبعة اانباري ‪ ،‬ا اظمية ‪. 2001 ،‬‬

‫‪. 38‬عبد ا عزيز‪ ،‬أ رم ‪ ،‬اإصاح ا ما ي بين نهج صندوق ا نقد ا دو ي وا خيار ا بديل ‪ ،‬ا طبعة اأو ى‪،‬‬

‫بيت ا ح مة ‪ ،‬بغداد ‪.2002 ،‬‬

‫‪ . 39‬ا عاني ‪ ،‬عماد محمد ع ي ‪ ،‬اندماج اأسواق ا ما ية ا دو ية اسبابه ‪ ،‬انع اساته ع ى ااقتصاد‬

‫ا عا مي ‪ ،‬ط‪ ، 1‬بيت ا ح مة ‪ ،‬بغداد ‪.2002 ،‬‬

‫‪ . 40‬عبد ا رحمن ‪ ،‬أسماعيل وعرفات ‪ ،‬حربي ‪( ،‬مفاهيم ونظم إقتصادية ) ‪ ،‬ط‪ ، 1‬دار وائل نشر‬

‫وا توزيع ‪ ،‬عمان ‪.2004 ،‬‬

‫‪ . 41‬ا عبيدي ‪ ،‬سعيد ع ي محمد ‪( ،‬إقتصاديات ا ما ية ا عامة ) ‪ ،‬ط‪ ، 1‬دار دج ة ‪ ،‬عمان ‪.2011،‬‬

‫‪ . 42‬ا عربي ‪ ،‬ع ي وعساف ‪ ،‬وعبد ا معطي ‪ ،‬أدارة ا ما ية ا عامة ‪ ،‬ا ويت ‪ ،‬بدون تاريخ ‪.‬‬

‫‪ . 43‬ا عصار‪ ،‬رشاد وا ح بي ‪ ،‬رياض ‪ ،‬ا نقود وا بنوك ‪ ،‬دار ا صفاء نشر وا توزيع ‪ ،‬عمان ‪ ،‬اأردن‪،‬‬

‫‪.2000‬‬
‫‪IV‬‬
‫‪ . 44‬عفر‪ ،‬محمد عبد ا منعم ومصطفى ‪ ،‬احمد فريد ‪ ،‬ااقتصاد ا ما ي ا وصفي واإسامي بين‬

‫ا نظرية وا تطبيق ‪ ،‬مؤسسة شباب ا جامعة ‪ ،‬اإس ندرية ‪.1999 ،‬‬

‫‪ . 45‬ا ع ي ‪ ،‬عادل ف يح و داوي ‪ ،‬طال محمود ‪ ،‬اقتصاديات ا ما ية ا عامة ‪ ،‬ا تاب اأول ‪ ،‬دار‬

‫ا تب طباعة وا نشر ‪ ،‬ا موصل ‪. 1988 ،‬‬

‫‪ . 46‬ا ع ي ‪ ،‬عادل ف يح و داوي ‪ ،‬طال محمود ‪ ،‬اقتصاديات ا ما ية ا عامة ‪ ،‬ا تاب ا ثاني ‪ ،‬دار‬

‫ا تب طباعة وا نشر‪ ،‬ا موصل ‪. 1989 ،‬‬

‫‪ . 47‬ا عمري ‪ ،‬هشام محمد صفوت ‪ ،‬ا ما ية ا عامة وا سياسة ا ما ية ‪ ،‬ا جزء ا ثاني ‪ ،‬بغداد ‪.1988،‬‬

‫‪ . 48‬فوزي ‪ ،‬عبد ا منعم ‪ ،‬ا ما ية ا عامة وا سياسة ا ما ية ‪ ،‬دار ا نهضة ا عربية طباعة وا نشر‪ ،‬جامعة‬

‫اإس ندرية ــــ جامعة بيروت ا عربية ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬بنان ‪.1971 ،‬‬

‫‪ . 49‬فوزي ‪ ،‬عبد ا منعم ‪ ،‬وآخرون ‪ ،‬ا ما ية ا عامة ‪ ،‬ا شر ة ا شرقية نشر وا توزيع ‪ ،‬بيروت ‪،‬‬

‫‪.1970‬‬

‫‪ . 50‬ارسون ‪ ،‬ابرت ‪ ،‬ماذا يعرف اإقتصاديون عن ا تسعينات وما بعدها ‪ ،‬ترجمة دانيال رزق ‪ ،‬ا دار‬

‫ا دو ية نشروا توزيع ‪ ،‬ا قاهرة ‪.1994 ،‬‬

‫‪ . 51‬ا تبي ‪ ،‬محمد بشير ‪ ،‬ا ما ية ا عامة ا معاصرة ‪ ،‬بدون مطبعة ‪ ،‬بغداد ‪ ،‬أي ول (‪. ) 2008‬‬

‫‪ . 52‬نعان ‪،‬ع ي ‪ ،‬ااقتصاد ا ما ي ‪ ،‬منشورات جامعة دمشق ‪ ،‬ية ااقتصاد ‪ ،‬دمشق ‪.2009 ،‬‬

‫‪ . 53‬محبوب ‪ ،‬عادل عبد ا غني ‪ ،‬ااقتصاد ا قياسي ‪ ،‬ا موصل ‪ ،‬مديرية دار ا تب طباعة وا نشر‪،‬‬

‫جامعة ا موصل ‪ ،‬ا طبعة اأو ى ‪. 1982 ،‬‬

‫‪ . 54‬ا محجوب ‪ ،‬رفعت ‪ ،‬ا ط ب ا فع ي ‪ ،‬دراسة خاصة با باد ااخذة في ا نمو ‪ ،‬دار ا نهضة‬

‫ا عربية ‪ ،‬ا قاهرة ‪.1980 ،‬‬


‫‪V‬‬
‫‪ . 55‬ا وادي ‪ ،‬محمود حسين وا عساف ‪ ،‬احمد ‪ ،‬اإقتصاد ا ي ‪ ،‬ا طبعة اأو ى ‪ ،‬دار ا مسيرة نشر‪،‬‬

‫عمان ‪. 2009 ،‬‬

‫‪ . 56‬ا وزني ‪ ،‬خا د واصف وا دفاعي ‪ ،‬أحمد حسين ‪ ،‬مبادئ ااقتصاد ا ي ‪ ،‬دار وائل نشر ‪،‬‬

‫عمان‪ ،‬اأردن ‪. 2000 ،‬‬

‫‪ . 57‬يحيى ‪ ،‬وداد يونس ‪ ،‬ا نظرية ا نقدية ‪ ،‬دار ا تب طباعة وا نشر ‪ ،‬ا موصل ‪. 2001 ،‬‬

‫ب ‪ /‬الرسائل وااطاريح العلمية‬

‫‪ .1‬أبو زعتر‪ ،‬أحمد خميس عبد ا عزيز ‪ " ،‬دور اإيرادات ا مح ية في تمويل ا موازنة ا عامة س طة‬

‫ا ف سطينية " مدخل تعزيز اإيرادات ا مح ية تغطية عجز ا موازنة ‪ 2000‬ــــ ‪ ، 2010‬رسا ة‬

‫ماجستير ‪ ،‬قسم ااقتصاد ‪ ،‬ية ااقتصاد وا ع وم اإدارية ‪ ،‬جامعة اأزهر ‪ ،‬غزة ‪. 2012 ،‬‬

‫‪ .2‬أحمد ‪ ،‬داود عبد ا جبار ‪ ،‬دور ا سياسة ا ما ية في تعزيز ا تنمية "ااستثمار في ا تع يم ا جامعي‬

‫وا عا ي نموذجا مختار " حا ة دراسية ا عراق ‪1990‬ـ ـــــــ ‪ ، 2007‬رسا ة ماجستير ‪ ،‬جامعة بغداد ‪،‬‬

‫ا عراق ‪. 2010 ،‬‬

‫‪ .3‬جداح ‪ ،‬ع ي مظ وم ‪ ،‬تأثير ا حروب وا نشاط اإقتصادي ع ى ا بيئة في ا عراق ‪ ،‬رسا ة ماجستير‬

‫مقدمة إ ى ية اإدارة واإقتصاد ‪ ،‬جامعة ا قادسية ‪. 2010 ،‬‬

‫‪ .4‬ا رفيعي ‪ ،‬افتخار محمد ناجي ‪ ،‬ا سيو ة ا عامة وفاع ية ا سياسة ا نقدية في ا سيطرة ع يها مع إشارة‬

‫تطبيقية عراق ‪ ،‬أطروحة د تو ار ‪ ،‬جامعة بغداد ‪ ،‬ية اإدارة وااقتصاد ‪. 2007 ،‬‬

‫‪ .5‬سعيد ‪ ،‬عفراء هادي ‪( ،‬ا بنك ا مر زي وااقتراض ا ح ومي ) ‪ ،‬أطروحة د تو ار مقدمة إ ى جامعة‬

‫بغداد ‪ ،‬ية اإدارة وااقتصاد ‪ ،‬قسم ااقتصاد ‪ ،‬بغداد ‪. 2004 ،‬‬

‫‪VI‬‬
‫‪ .6‬س مان ‪ ،‬هزاع داود ‪ ،‬ا سياسة ا ما ية ودورها في اأصاح اأقتصادي‪( ،‬مصر حا ة دراسة ) ‪،‬‬

‫اطروحة د تو ار ‪ ،‬ية اإدارة وااقتصاد ‪ ،‬جامعة بغداد ‪.2009 ،‬‬

‫‪ .7‬س طان ‪ ،‬حسين ع ي ‪ ،‬دور ا سياسة ا ما ية في ا تق يل من حدة ا تفاوت في توزيع ا دخول " دراسة‬

‫تطبيقية في ااردن مدة ‪ 1990‬ـ ‪ " 1999‬رسا ة ماجستير ‪ ،‬ا جامعة ا مستنصرية ‪ ،‬ا عراق ‪،‬‬

‫‪، 2006‬‬

‫شاني ‪ ،‬سام اظم ‪ ،‬تح يل ا عاقة بين ا موازنة ا عامة وا ناتج ا مح ي ااجما ي في ا عراق مدة‬ ‫‪.8‬‬

‫ية اادارة وااقتصاد ‪ ،‬جامعة رباء ‪،‬‬ ‫من ‪ ، 2009 -1988‬رسا ة ماجستير مقدمة ا ى‬

‫‪. 2011‬‬

‫‪ . 10‬ا عزاوي‪ ،‬ابتسام ع ي حسين ‪ ،‬تح يل أثر ا عوامل ااقتصادية ع ى ا طاقة ا ضريبية وقياسه في‬

‫ااقتصاد ا عراقي ‪ 1985‬ـ ـ ‪ ، 1995‬رسا ة ماجستير مقدمة إ ى مج س ية اإدارة وااقتصاد‬

‫في جامعة بغداد ‪. 2002 ،‬‬

‫‪ .11‬ا ع روب ‪ ،‬هشام محمد عبد اه ‪ ،‬عجز ا موازنة ا عامة دو ة ــــ دراسة تح ي ية في أسبابه وآثار‬

‫ومعا جته ب دان مختارة مع أشارة عراق ‪ 1973‬ـ ـ ـ ـ ‪ ، 1993‬أطروحة د تو ار ‪ ،‬مقدمة إ ى جامعة‬

‫ية اإدارة وااقتصاد ‪ ،‬قسم اقتصاد ‪. 1997 ،‬‬ ‫ا موصل‪،‬‬

‫‪ . 12‬ا قيسي ‪ ،‬قحطان شمران حسن ‪ ،‬تفعيل ا سياسة ا نقدية في معا جة ا تضخم مع أشارة خاصة‬

‫عراق ‪ ،‬رسا ة ماجستير ‪ ،‬ا جامعة ا مستنصرية ‪ ،‬ية اإدارة وااقتصاد ‪. 2005 ،‬‬

‫ج ‪ /‬الدراسات والبحوث‬

‫‪ .1‬أبو ا عيون ‪ ،‬محمود ‪ ،‬ا تشابك ا ما ي وا نقدي وفعا ية ا سياسة ااقتصادية في مصر ‪ ،‬مج ة مصر‬

‫ا معاصرة ‪ ،‬ا عددان ‪ ، 416 ، 415‬يناير ابريل ‪. 1989‬‬


‫‪VII‬‬
‫‪ .2‬جمعة ‪ ،‬عبد ا رحمن عبيد ومع ة ‪ ،‬د‪ .‬حا وب اظم ‪ ،‬مج ة جامعة اأنبار ع وم ااقتصادية‬

‫واإدارية ‪ ،‬ا مج د ‪ ، 4‬ا عدد‪. 2012 ، 9‬‬

‫‪ .3‬ا ح في ‪ ،‬عبد ا جبار ‪ ،‬اإقتصاد ا عراقي ا نفط ـــ ااختال ا هي ي ـــــ ا بطا ة س س ة إصدارات مر ز‬

‫ا عراق دراسات ‪. 2008 ، 30‬‬

‫‪ .4‬حمادي ‪ ،‬اسماعيل عبيد ‪ ،‬ااختاات ا هي ية في اإقتصاد ا عراقي ا تشخيص وسبل ا معا جة ‪،‬‬

‫س س ة تب مر ز ا عراق دراسات ‪ ، 3‬بغداد ‪.‬‬

‫‪ .5‬حمادي ‪ ،‬إسماعيل عبيد ‪ ،‬ااختاات ا هي ية في ااقتصاد ا عراقي ا تشخيص وسبل معا جته ـ ـ‬

‫رؤية في مستقبل ااقتصاد ا عراقي ‪ ،‬مر ز ا عراق دراسات ‪.‬‬

‫ية ا حقوق ‪،‬‬ ‫‪ .6‬ا د يمي ‪ ،‬عوض فاضل ‪( ،‬عجز ا موازنة ا ح ومية وظاهرة ا تزاحم ا ما ي ) مج ة‬

‫جامعة ا نهرين ‪ ،‬ا مج د‪ ، 15‬ا عدد ‪ ، 7‬بغداد ‪. 2001 ،‬‬

‫‪ . 10‬رشاد ‪ ،‬ندوى خزعل ‪ ،‬استخدام اختبار رانجر في تق يل ا ساسل ا زمنية ا مستقرة ‪ ،‬ا مج ة ا عراقية‬

‫ع وم ااحصائية ‪ ،‬ا عدد ‪. 2011 ، 19‬‬

‫‪ . 11‬ا زامل ‪ ،‬يوسف بن عبداه ‪ ،‬وأخرون ‪ ،‬ا نقود وا بنوك واأسواق ا ما ية وجهة نظر شمو ية ‪،‬‬

‫إصدارات ا جمعية ا سعودية محاسبة ـ ـ ـ اإصدار ا ثامن عشر ‪. 2001 ،‬‬

‫‪ . 12‬ز ي ‪ ،‬رمزي ‪ ،‬اإقتصاد ا سياسي بطا ة ‪ ،‬تح يل أخطر مش ات ا رأسما ية ا معاصرة ‪ ،‬مج ة‬

‫عا م ا معرفة ‪ ،‬مطابع ا رسا ة ‪ ،‬ا عدد ‪ ، 226‬تشرين اأول ‪ ،‬ا ويت ‪.1997 ،‬‬

‫‪ . 13‬ا زويني ‪ ،‬خديجة جمعة ‪ ،‬ا فساد واثرة في ا موازنة ا عامة دو ة ‪ ،‬ا جامعة ا مستنصرية ‪ ،‬مج ة‬

‫اادراة وااقتصاد ‪ ،‬ا سنة ا حادية وا ثاثون ‪ ،‬ا عدد ‪. 2008 ، 73‬‬

‫‪VIII‬‬
‫‪ . 14‬سا م ‪ ،‬سا م عبد ا حسين ‪ ،‬عجز ا موازنة ا عامة ورؤى وسياسات معا جته مع أشارة عراق مدة‬

‫(‪2003‬ـ ‪ ، )2012‬مج ة ا ع وم ااقتصادية واإدارية ‪ ،‬جامعة بغداد ‪ ،‬ا مج د ‪ ، 18‬ا عدد ‪68‬‬

‫‪ . 15‬س مان ‪ ،‬محمد صا ح ‪ ،‬قياس وتح يل ا صدمات ا نقدية في ااقتصاد ا عراقي ‪ 1980‬ـ ـ ‪، 2005‬‬

‫مج ة ا ع وم ااقتصادية واإدارية ‪ ،‬جامعة بغداد ‪ ،‬ا مج د ‪ ، 16‬ا عدد ‪ ، 58‬حزيران ‪. 2010‬‬

‫‪ . 16‬س وم ‪ ،‬حسين عبد ا ريم وا مهايني ‪ ،‬محمد خا د ‪ ،‬ا موازنة ا عامة دو ة بين اأعداد وا تنفيذ‬

‫وا رقابة (دراسة ميدانية موازنة ا عراقية ) ‪ ،‬مج ة اإدارة وااقتصاد ‪ ،‬ا جامعة ا مستنصرية ‪ ،‬ا عدد‬

‫‪. 2007 ، 64‬‬

‫‪ . 17‬ا سيد ع ي ‪ ،‬عبد ا منعم وا جنابي ‪ ،‬وهيل عجمي ‪ ،‬ااقتصاد ا سياسي في ا عراق ‪1988‬ــــ ‪1992‬‬

‫‪ ،‬مج ة بحوث اقتصادية ‪ ،‬ا عدد اأول ‪ ،‬ا قاهرة ‪. 1992 ،‬‬

‫‪ . 18‬ا صادق ‪ ،‬ع ي ا توفيق و طيفة ‪ ،‬د‪ .‬نبيل عبد ا وهاب ‪ ،‬سياسة وادارة ا دين ا عام في ا ب دان‬

‫ا عربية ‪ ،‬صندوق ا نقد ا عربي ‪ ،‬أبو ظبي ‪ ،‬ا عدد ا رابع ‪. 1988 ،‬‬

‫‪ . 19‬ا عاني ‪ ،‬محمد س طان ‪ ،‬تزامن ا تضخم وا بطا ة في اإقتصاد ا عراقي بعد ااحتال مدة من‬

‫‪ 2003‬ـ ـ ـ ‪ ، 2006‬مج ة ا وت ع وم اإقتصادية واإدارية ‪ ،‬جامعة واسط ‪ ،‬مج د ‪ ، 1‬ا عدد (‪،)4‬‬

‫‪. 2011‬‬

‫‪ . 20‬ا عبد ي ‪ ،‬عابد بن عابد‪ ،‬تقرير اثر ا صادرات ع ى ا نمو ااقتصادي‪ ،‬دراسة تح ي ية قياسية ‪،‬‬

‫مج ة مر ز صا ح عبد اه امل اقتصاد ااسامي ‪ ،‬جامعة اازهر‪ ،‬ا سنة ا تاسعة ‪ ،‬ا عدد ‪، 27‬‬

‫‪.2005‬‬

‫‪ . 21‬ع ي ‪ ،‬محمد مد ول ‪ ،‬واقع ا سياسة ا ما ية في ا ب دان ا عربية ‪ ،‬مج ة بابل‪ ،‬ا ع وم اانسانية‪ ،‬ية‬

‫اإدارة وااقتصاد ‪ ،‬ا مج د ‪ ، 11‬ا عدد ‪. 2008 ، 1‬‬


‫‪IX‬‬
‫‪ . 22‬ع ي ‪ ،‬وسام حسين ومحمود ‪ ،‬أسام محمد ‪ ،‬سعر ا صرف وآثر ع ى ا تضخم في ا عراق مدة‬

‫من ‪ 2005‬ـ ـ ـ ‪ ، 2009‬مج ة ت ريت ع وم اإدارية وااقتصادية ‪ ،‬ا مج د ‪ ، 7‬عدد خاص ببحوث‬

‫ية اإدارة وااقتصاد مدة ‪. 2011 /5/ 11 – 10‬‬ ‫ا مؤتمر ا ع مي ا ثاني‬

‫‪ . 23‬ا عنب ي ‪ ،‬عبد ا حسين محمد ‪ ،‬اإصاح ااقتصادي في ا عراق تنظير جدوى اانتقال نحو‬

‫اقتصاد ا سوق ‪ ،‬بغداد ‪ ،‬مر ز ا عراق دراسات ‪. 2006 ،‬‬

‫‪ . 24‬عيسى ‪ ،‬محمد عبد ا شفيع ‪ ،‬أزمة ا نظام اإقتصادي واإجتماعي اأمري ي ‪ ،‬مج ة ا ع وم‬

‫اإجتماعية ‪ ،‬ا مج د ‪ ، 17‬ا عدد‪ ، 4‬ا ويت ‪.1989 ،‬‬

‫‪ . 25‬ا غا بي ‪ ،‬عبد ا حسين ج يل ‪ ،‬وآخرون ‪ ،‬دراسة تقويمية سياسة سعر ا صرف اأجنبي في ا عراق‬

‫‪ ،‬ا مج ة ا عراقية ع وم اإدارية ‪ ،‬جامعة رباء ‪ ،‬ا مج د (‪ ، )5‬ا عدد (‪ ، )20‬حزيران ‪.2008 ،‬‬

‫‪ . 26‬قاسم ‪ ،‬مظهر محمد صا ح ‪ ،‬ا سياسة ا نقدية بنك ا مر زي ا عراقي ومفارقة اازدهار في اقتصاد‬

‫ريعي ‪ ،‬ا بنك ا مر زي ا عراقي ‪ ،‬بغداد ‪ ،‬آذار ‪. 2012 ،‬‬

‫‪ . 27‬ا قاضي ‪ ،‬حس ين وا عمار‪ ،‬د‪ .‬رضوان ‪ ،‬تطوير دور مصرف سورية ا مر زي رفع فاءة محاسبة‬

‫ا دين ا عام ‪ ،‬مج ة جامعة تشرين دراسات وا بحوث ا ع مية ‪ ،‬س س ة ا ع وم ااقتصادية ‪ ،‬ا مج د‬

‫‪ ، 25‬ا عدد ‪2003 ، 5‬‬

‫‪ . 28‬ي ي ‪ ،‬مرغريت ‪ ،‬عجز ا موازنة ا ما ية ا عامة وا برامج ا تي يدعمها ا صندوق ‪ ،‬صندوق ا نقد‬

‫ا دو ي ‪ ،‬مج ة ا تمويل وا تنمية ‪ ،‬ا مج د ‪ ، 20‬ا عدد ‪ ، 31‬سبتمبر ‪. 1983‬‬

‫‪ . 29‬ا مهاني ‪ ،‬محمد خا د وس وم ‪ ،‬حسن عبد ا ريم ‪ ،‬ا موازنة ا فيد ار ية عراق ــــ ااتجاهات ومعدات‬

‫ا نمو إنفاق واإيرادات فترة ‪ 2004‬ــــ ‪ ، 2007‬مج ة اإدارة وااقتصاد ‪ ،‬ا جامعة ا مستنصرية ‪،‬‬

‫ا سنة ا ثاثون ‪ ،‬ا عدد ‪. 2008 ، 68‬‬


‫‪X‬‬
‫‪ . 30‬موسى ‪ ،‬خميس خ ف ‪ ،‬ااختاات ا هي ية في اإقتصاد ا عراقي فترة من ‪،1999 – 1970‬‬

‫مج ة ا ع وم اإنتاجية واإقتصادية ‪ ،‬جامعة اأنبار ‪ ،‬ا مج د (‪ ، )1‬ا عدد(‪. 2002 ، )1‬‬

‫‪ . 31‬نقار‪ ،‬عثمان وا عواد ‪ ،‬منذر‪ ،‬منهجية )‪ (BOX – JENKIUS‬في تح يل ا ساسل ا زمنية وا تنبؤ‬

‫دراسة تطبيقية ع ى اعداد تاميذ ا صف ااول من ا تع يم ااساسي في سوريا ‪ ،‬مج ة دمشق ع وم‬

‫ااقتصادية وا قانونية ‪ ،‬ا مج د ‪ ، 27 ،‬ا عدد ‪. 2011 ، 3‬‬

‫‪ . 32‬ا هيتي ‪ ،‬احمد حسين ‪ ،‬واخرون ‪ ،‬ا تضخم في اإقتصاد ا عراقي مدة من ‪ 1990‬ـ ـ ـ ‪2007‬‬

‫اأسباب واآثار ودور ا سياسة ا ما ية في معا جته ‪ ،‬مج ة اأنبار ع وم اإقتصادية واإدارية ‪،‬‬

‫جامعة اأنبار ‪ ،‬مج د (‪ ، )2‬ا عدد(‪.2010 ، )3‬‬

‫د ‪ /‬الندوات والمؤتمرات‬

‫‪ .1‬ثويني ‪ ،‬فاح حسن ‪ ،‬ا عاقة بين ا سياسة ا نقدية وا ما ية مع اإشارة إ ى ا عراق بعد ‪، 2003‬‬

‫ية اإدارة وااقتصاد ‪ 17‬ـ ـ ـ ـ ‪ ، 2009 / 3 / 18‬ا مج د‬ ‫جامعة ا قادسية ‪ ،‬ا مؤتمر ا ع مي اأول‬

‫ا ثاني ‪.‬‬

‫‪ .2‬جابر ‪ ،‬طا ب محسن وعباس ‪ ،‬ناجحة وعبد جواد ‪ ،‬فاطمة ‪ ،‬اآثار ااقتصادية ضرائب في‬

‫ا عراق مدة (‪ ، )2005 _ 1971‬مؤتمر اإصاح ا ضريبي ا سادس فترة (‪ 2‬ـ ـ ‪، )2006 / 22‬‬

‫و ازرة ا ما ية ‪ ،‬ا دائرة ااقتصادية ‪ ،‬بغداد ‪. 2006 ،‬‬

‫‪ .3‬ا عاني ‪ ،‬عماد محمد ع ي ‪ ،‬سياسة سعر صرف ا دينار ا عراقي في ظل ا متغيرات اإقتصادية‬

‫ا راهنة ‪ ،‬ا ندوة ا ثانية م تب ااستشارات في ية اإدارة واإقتصاد ‪ ،‬جامعة بغداد ‪. 2005 ،‬‬

‫‪ .4‬ا عزاوي ‪ ،‬هدى ‪ ،‬دور ا ضرائب في تمويل ا موازنة ا عامة في ا عراق بحث مقدم مؤتمر ا ع مي‬

‫ا ضريبي اأول ‪. 2001 / 10/ 18 _ 17‬‬


‫‪XI‬‬
‫‪ .5‬ا ع ي ‪ ،‬أحمد أبريهي ‪ ،‬ااقتصاد ا سياسي عجز ا موازنة ا عامة ومضمونه ا نقدي ‪ ،‬جامعة ا قادسية‪،‬‬

‫ا مؤتمر ا ع مي اأول ‪ 17 ،‬ـ ـ ـ ‪ 18‬آذار ‪. 2009‬‬

‫ه ‪ /‬النشرات والتقارير‬

‫‪ .1‬ا بنك ا مر زي ا عراقي ـ ـ ـ ا مديرية ا عامة إحصاء واأبحاث ـ ـ ـ ا مجموعة اإحصائية بنك ا مر زي‪،‬‬

‫عدد خاص ‪. 2003‬‬

‫‪ .2‬ا بنك ا مر زي ا عراقي ـ ـ ـ ا مديرية ا عامة إحصاء واأبحاث ‪ ،‬نشرات سنوية متفرقة ‪.‬‬

‫‪ .3‬ا بنك ا مر زي ا عراقي ‪ ،‬ا تقرير ااقتصادي ا سنوي ‪. 2008 ،‬‬

‫‪ .4‬ا بنك ا مر زي ا عراقي ‪ ،‬ا تقرير ا سنوي سنوات متفرقة ‪.‬‬

‫‪ .5‬ا بنك ا مر زي ا عراقي ‪ ،‬ا مديرية ا عامة إحصاء واأبحاث ‪ ،‬ا مجموعة اإحصائية ‪ ،‬عدد خاص‬

‫‪ ، 2003‬ا نشرة ا سنوية نشرات مخت فة ‪.‬‬

‫‪ .6‬مر ز حمورابي بحوث وا دراسات اأستراتيجية ‪ ،‬ا تقرير ااستراتيجي ا عراقي ‪. 2008 ،‬‬

‫‪ .7‬و ازرة ا تخطيط ـ ـ ـ ا جهاز ا مر زي إحصاء ـ ـ ـ مديرية اأرقام ا قياسية ‪ ،‬نشرات مخت فة ‪.‬‬

‫‪ .8‬ا تقرير ااقتصادي ا عربي ا موحد ‪ ،‬اأمانة ا عامة جامعة ا دول ا عربية ‪ ،‬أبو ظبي ‪. 1991 ،‬‬

‫‪ . 10‬و ازرة ا تخطيط ـ ـ ـ ا جهاز ا مر زي إحصاء ـ ـ ـ مديرية ا حسابات ا قومية ‪.‬‬

‫‪ .11‬و ازرة ا تخطيط وا تعاون اإنمائي ‪ ،‬ا جهاز ا مر زي إحصاء وت نو وجيا ا مع ومات ‪ ،‬مديرية‬

‫ا حسابات ا قومية ‪ ،‬ا نشرات ا سنوية (‪ 2007‬ـ ـ ـ ‪. )2014‬‬

‫‪ .12‬و ازرة ا ما ية ‪ ،‬ا دائرة ااقتصادية ‪ ،‬قسم ا مع ومات ا فنية ‪.‬‬

‫‪ .13‬و ازرة ا ما ية ‪ ،‬دائرة ا موازنة‬

‫‪XII‬‬
‫ المصادر اأجنبية‬/ ‫ثانيا‬

1. Bach ,G.L ,MaKing Monetary and fiscal policy Brooking ,Inc ,Washing
too .C.C.1971.
2. Brauninger, Michael : The Budget Deficit, Public Debt And Endogenous
Growth , Hamburg _ Germany , October 2002 .
3. C. colander, David: Economics , published By Mc Grow _ Hill companies ,
Amen can New York , sixth Edition , 2006 .
4. dela& Bernard Laurens , “coordination of monetary and fiscal Policies
“,IMF working Paper No /98/25/, March 1998.
5. Harris, Laurence ,(Monetary Theory ) , MC Graw – Hill book CO , New
York, 1985.
6. Jhihan ,M L . money , Baking , International Trade , and public finance ,
Konark publishers , put LTD , Delhi , 1996 .
7. Kogan, Richard (The Causes and Siguificance of the New Deficit figures ) ,
center on Budget and policy Priorities , Washington , July 15 ,
2003.

9. P . Charles, Kind Leberger, ((economic development )) second edition , 1995


.
10 . principles and &- William J . Baumol and Alan S . Blinder ,
macroeconomics policy , 11th ed , south – western , USA , 2009 .
11 . Rosen, David , (Understanding The federal Debt and Deficit ) , federal
Reserve Bank of New York , public In for mation Depart ment , New York ,
1994 .
12 . RudigerDombush, Macroeconomics, 7th edition, (New York: Irwin
McGraw –Hill,1998) .

XIII
13 . Schm ,Stepheng: Econometrics , Newyork , MC graw (1) Hill Lrmin ,
2005.
14 . Simon, Bernier –Macroeconomic Dunod , paris , 1976.
15 . T. Sethi .T, Monetary Economics , New Delhi chanal and Company LTD ,
1996.
16 . vane&J.L, H. R, Thompson, Monetarism, Theory, Evidence and policy ,
martin Robertson, 1979
17 . Weiss,John,Economic policy in Development Countnies , The Refarm
Agenda , Prentice Hall, I Published , 1995.

)‫ شب ة المعلومات العالمية(اانترنيت‬/ ‫ثالثا‬

1. .http :// www, ajjazeera . net . 2002، ‫ مصط حات ومفاهيم‬، ‫آمين شحاتة‬

XIV
‫الملحق (‪)1‬‬

‫الرقم القياسي أسعار المستهلك في العراق للمدة ‪4112 - 1771‬‬

‫الرقم القياسي أسعار المستهلك ‪111= 1766‬‬ ‫السنوات‬


‫‪14164‬‬ ‫‪1771‬‬
‫‪24167‬‬ ‫‪1771‬‬
‫‪62666‬‬ ‫‪1774‬‬
‫‪441161‬‬ ‫‪1771‬‬
‫‪1324164‬‬ ‫‪1772‬‬
‫‪4757461‬‬ ‫‪1773‬‬
‫‪3714166‬‬ ‫‪1774‬‬
‫‪5441161‬‬ ‫‪1775‬‬
‫‪6111361‬‬ ‫‪1776‬‬
‫‪7161464‬‬ ‫‪1777‬‬
‫‪7626462‬‬ ‫‪4111‬‬
‫‪11241463‬‬ ‫‪4111‬‬
‫‪11453461‬‬ ‫‪4114‬‬
‫‪16111165‬‬ ‫‪4111‬‬
‫‪41116261‬‬ ‫‪4112‬‬
‫‪113437‬‬ ‫‪4113‬‬
‫‪26115262‬‬ ‫‪4114‬‬
‫‪41414766‬‬ ‫‪4115‬‬
‫‪42667164‬‬ ‫‪4116‬‬
‫‪41151161‬‬ ‫‪4117‬‬
‫‪42441563‬‬ ‫‪4111‬‬
‫‪464144‬‬ ‫‪4111‬‬
‫‪54146761‬‬ ‫‪4114‬‬
‫‪51511765‬‬ ‫‪4111‬‬
‫‪53142761‬‬ ‫‪4112‬‬
‫المصدر ‪ /‬وزارة التخطيط ــــ الجهاز المر زي لإحصاء ــــــ مديرية اأرقام القياسية نشرات مختلفة ‪6‬‬
‫ـــــ اأعوام ( ‪ 4114‬ــــ ‪ )4112‬من عمل الباحث‬

‫‪XV‬‬
consequences for the economy as a whole under different conditions experienced

by the Iraqi economy.

In order to verify this hypothesis, the study structure is divided into three chapters,

the first dealt with the theoretical framework for fiscal policy and the budget deficit

and and took the monetary impact of fiscal policy in Iraq and the third dealt with

the measurement and analysis of the impact of fiscal polic in the money supply in

Iraq .

XVI
Abstract
Fiscal policy is characterized as having a significant impact on economic
activity, can be achieved through in thei, which the fiscal policy occupied as a
method for management of national economies. As for the Iraqi economy, he won
attention, many economists and researchers because of the different
circumstances faced by the country, as it suffered the Iraqi economy from many
structural imbalances that led to the economic performance of the decline in
general, and the growing budget deficit and rising inflation and unemployment,
resulting in a trend towards policy more effective you can impact the monetary
variables as well as achieve consistency between and other policies, particularly
fiscal policy to reach a solution optimized for impact on macroeconomic variables,
for this, the fiscal policy and through its tools constitute a system of economic
stability, and this is in support of the march of this policy and enhance the
strength of the Iraqi economy the context of the significant challenges faced by
internally and externally.

This study aims to find out the most important of fiscal policy in the Iraqi
economy, and evaluating the effects and descriptive record and a variable Ms2.
This study starts from the premise that fiscal policy in Iraq, with an impact on the
money supply Ms2 variable, and this effect produces a positive or negative

XVII
The Ministry of higher Education & scientific research
Al-qadisiya university
College Administration and
Economics
Department of Economics

he impact of fiscal policy in money


supply in Iraq for the period
(1990-2014)
By

Hussein Majid Thamer


Athesis submitted to the conncicl of the college of Adminictration and
Economics Al-Qadisiyia university in partial fulfillment for the requirement
of master Degree in Economic sciences .

Supervised
prof.Batool Mutar Ebadi(Dr)
2017 A.D 1438 A.H

You might also like