صحاح

You might also like

Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 12

‫‪401‬‬ ‫قطاف ثمار الملخين في شرح كتاب صحاح‬

‫الشيخين‬

‫باب جامع المناقب‬


‫الفصل األول‬
‫ير‬‫س َرقَةً ِم ْن َح ِر ٍ‬ ‫ع َم َر قَا َل َرأَيْتُ فِي ْال َمن َِام َكأ َ َّن فِي يَدِي َ‬ ‫ع ْب ِد هللاِ ب ِْن ُ‬‫عن َ‬ ‫‪َ -2600‬‬
‫صةَ‬ ‫علَى َح ْف َ‬ ‫صت ُ َها َ‬ ‫ص ْ‬ ‫ت ِبي إِلَ ْي ِه فَقَ َ‬ ‫ار ْ‬‫ط َ‬ ‫ان فِي ْال َجنَّ ِة إِالَّ َ‬ ‫الَ أ َ ْه ِوي ِب َها إِلَى َم َك ٍ‬
‫ع ْبدَ هللاِ َر ُج ٌل‬ ‫صا ِل ٌح أ َ ْو ِإ َّن َ‬ ‫َاك َر ُج ٌل َ‬ ‫علَى النَّ ِبي ِ ‪ ‬فَقَا َل ِإ َّن أَخ ِ‬ ‫صة ُ َ‬ ‫صتْ َها َح ْف َ‬ ‫فَقَ َّ‬
‫صا ِل ٌح ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫َ‬
‫سى األ َ ْش َع ِري ِ قال قَد ِْمتُ أَنَا َوأ َ ِخي ِمنَ ْال َي َم ِن فَ َم َكثْنَا ِحينًا َما‬ ‫ع ْن أ َ ِبي ُمو َ‬ ‫‪َ -2601‬و َ‬
‫ت النَّبِي ِ ‪ِ ‬ل َما ن ََرى ِم ْن د ُ ُخو ِل ِه‬ ‫ن ََرى إِالَّ أ َ َّن َع ْبدَ هللاِ بْنَ َم ْسعُو ٍد َر ُج ٌل ِم ْن أ َ ْه ِل بَ ْي ِ‬
‫‪‬‬
‫َودُ ُخو ِل أ ُ ِم ِه َعلَى النَّ ِبي ِ ‪‬‬
‫سو َل هللاِ ‪ ‬قَا َل ا ْست َ ْق َرئُوا ْالقُ ْرآنَ ِم ْن أ َ ْربَعَ ٍة‬ ‫ع ْمر ٍو أن َر ُ‬ ‫ع ْب ِد هللا بْن َ‬ ‫ع ْن َ‬ ‫‪َ -2602‬و َ‬
‫ب َو ُم َعا ِذ ب ِْن َج َب ٍل ‪.‬‬
‫‪3‬‬ ‫ُ‬
‫سا ِل ٍم َم ْولَى أ َ ِبي ُحذَ ْيفَةَ َوأ َبي ِ ب ِْن َك ْع ٍ‬ ‫ِم ْن َع ْب ِد هللاِ ب ِْن َم ْسعُو ٍد َو َ‬
‫ارا ِم ْن‬ ‫يت ِم ْز َم ً‬ ‫ْط َ‬ ‫سى لَقَ ْد أُع ِ‬ ‫ي ‪ ‬قَا َل لَهُ يَا أَبَا ُمو َ‬ ‫سى أ َ َّن النَّ ِب َّ‬ ‫ع ْن أ َ ِبي ُمو َ‬ ‫‪ -2603‬و َ‬
‫ير آ ِل دَ ُاودَ ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫َمزَ ِام ِ‬
‫ى ب ُْن َك ْع ٍ‬
‫ب‬ ‫سو ِل ‪ ‬أ َ ْر َب َعةٌ أُبَ ُّ‬ ‫علَى َع ْه ِد َر ُ‬ ‫ع ْن أَن ٍَس قَا َل َج َم َع ْالقُ ْرآنَ َ‬ ‫‪َ -2604‬و َ‬
‫ت َوأَبُو زَ ْي ٍد قِي َل ِألَن ٍَس َم ْن أَبُو زَ ْي ٍد قَا َل أ َ َحدُ‬ ‫َو ُمعَاذ ُ ب ُْن َجبَ ٍل َوزَ ْيد ُ ب ُْن ثَابِ ٍ‬
‫ع ُمو َم ِتي‪.5‬‬ ‫ُ‬
‫سو ِل هللاِ ‪ ‬نَ ْبت َ ِغي َو ْجهَ هللاِ فَ َوقَ َع‬ ‫األرت قَا َل هَا َج ْرنَا َم َع َر ُ‬ ‫ِ‬ ‫ب بن‬ ‫ع ْن َخبَّا ِ‬ ‫‪ -2605‬و َ‬
‫ع َمي ٍْر قُ ِت َل‬ ‫ب ب ُْن ُ‬ ‫ص َع ُ‬ ‫ش ْيئًا ِم ْن ُه ْم ُم ْ‬ ‫ْ‬
‫ضى لَ ْم َيأ ُك ْل ِم ْن أ َ ْج ِر ِه َ‬ ‫علَى ِ‬
‫هللا فَ ِمنَّا َم ْن َم َ‬ ‫أ َ ْج ُرنَا َ‬
‫ت ِر ْجالَه ُ‬ ‫سهُ خ ََر َج ْ‬ ‫َط ْينَا َرأْ َ‬
‫يَ ْو َم أ ُ ُح ٍد فَلَ ْم يوجد له ماي َكفَّ ُن فِي ِه ِإالَّ ن َِم َرة ٌ فَ ُكنَّا ِإذَا غ َّ‬
‫علَى ِر ْجلَ ْي ِه‬ ‫اجعَ ُلوا َ‬ ‫سهُ َو ْ‬ ‫طوا بِ َها َرأْ َ‬ ‫غ ُّ‬‫ي‪ُ ‬‬ ‫سهُ فَقا َل النَّبِ ُّ‬ ‫َط ْينَا ِر ْجلَ ْي ِه خ ََر َج َرأْ ُ‬ ‫فَإِذَا غ َّ‬

‫(‪ )1‬سرقة‪ :‬بفتحتين أي قطعة‬


‫(‪ )2‬لما نرى‪ :‬بفتح النون أي لما نبصر‬
‫(‪ )3‬استقرئوا القرآن من أربعة‪ :‬أي اطلبوا القرآن من هؤالء األربعة فإنهم حفظة الصحابة‬
‫(‪ )4‬لقد أعطيت مزمارا‪ :‬بصيغة المجهول أي صوتا حسنا ولحنا طيبا‬
‫(‪ )5‬أحد عمومتي‪ :‬بضم العين والميم أي أحد أعمامي‬
‫‪402‬‬ ‫قطاف ثمار الملخين في شرح كتاب صحاح‬
‫الشيخين‬
‫ت لَهُ ثَ َم َرتُهُ فَ ُه َو َي ْه ِدبُ َها‪.1‬‬ ‫ال ْذ ِخ ٍر َو ِمنَّا َم ْن أ َ ْينَ َع ْ‬ ‫ِم ْن ِ‬
‫س ْع ِد ْب ِن ُمعَاذ‬ ‫ت َ‬ ‫ش ِل َم ْو ِ‬ ‫ي ‪ ‬يَقُو ُل ا ْهتَ َّز ْالعَ ْر ُ‬ ‫س ِم ْعتُ النَّبِ َّ‬ ‫ع ْن َجا ِب ٍر قَا َل َ‬ ‫‪ -2606‬و َ‬
‫س ْع ِد ب ِْن ُم َعا ٍذ‪.‬‬ ‫ت َ‬ ‫الر ْح َم ِن ِل َم ْو ِ‬ ‫ش َّ‬ ‫ع ْر ُ‬ ‫وفي رواية ا ْهت َ َّز َ‬
‫ص َحابُهُ‬ ‫ير فَ َج َع َل أَ ْ‬ ‫َّللاِ ‪ُ ‬حلَّةُ َح ِر ٍ‬ ‫سو ِل َّ‬ ‫ت ِل َر ُ‬ ‫اء قَا َل أ ُ ْه ِديَ ْ‬ ‫‪ -2607‬وعن ْالبَ َر ِ‬
‫س ْع ِد ب ِْن ُم َعا ٍذ فِي‬ ‫ين َه ِذ ِه لَ َمنَادِي ُل َ‬ ‫سو َن َها َو َيتَ َع َّجبُونَ ِم ْن ِلينِ َها فَقَا َل أَتَ ْع َجبُونَ ِم ْن ِل ِ‬ ‫َي َم ُّ‬
‫ْال َجنَّ ِة َخي ٌْر ِم ْن َها وأ َ ْليَ ُن‪.2‬‬
‫َّللاَ لَهُ قَا َل اللَّ ُه َّم‬
‫َس خَا ِد ُم َك ا ْدعُ َّ‬ ‫سو َل هللاِ أَن ٌ‬ ‫ت يَا َر ُ‬ ‫سلَي ٍْم أَنَّ َها قَالَ ْ‬ ‫ع ْن أ ُ ِم ُ‬ ‫‪ -2608‬و َ‬
‫ير َو ِإ َّن َولَدِى‬ ‫َّللا ِإ َّن َما ِلى لَ َكثِ ٌ‬ ‫َس فَ َو َّ ِ‬ ‫َ‬
‫ط ْيتَهُ قَا َل أن ٌ‬ ‫َ‬
‫ار ْك َلهُ فِي َما أ ْع َ‬ ‫أ َ ْكثِ ْر َمالَهُ َو َولَدَهُ َوبَ ِ‬
‫علَى ن َْح ِو ْال ِمائ َ ِة ْال َي ْوم‪.3‬‬ ‫َو َولَدَ َولَدِى لَ َيتَعَادُّونَ َ‬
‫علَى‬ ‫ي ‪َ ‬يقُو ُل أل َ َح ٍد َي ْمشِي َ‬ ‫س ِم ْعتُ النَّ ِب َّ‬ ‫اص قَا َل َما َ‬ ‫س ْع ِد ب ِْن أ َ ِبي َوقَّ ٍ‬ ‫ع ْن َ‬ ‫‪ -2609‬و َ‬
‫سالَ ٍم‪.‬‬ ‫ض ِإنَّهُ ِم ْن أ َ ْه ِل ْال َجنَّ ِة ِإالَّ ِلعَ ْب ِد هللاِ ب ِْن َ‬ ‫َو ْج ِه األ َ ْر ِ‬
‫علَى‬ ‫سا ِفي َمس ِْج ِد ْال َمدِينَ ِة فَدَ َخ َل َر ُج ٌل َ‬ ‫ع َبا ٍد قَا َل ُك ْنتُ َجا ِل ً‬ ‫ع ْن قَي ِْس ب ِْن ُ‬ ‫‪ -2610‬و َ‬
‫صلَّى َر ْك َعتَي ِْن ت َ َج َّوزَ فِي ِه َما ث ُ َّم‬ ‫شوعِ فَقَالُوا َهذَا َر ُج ٌل ِم ْن أ َ ْه ِل ْال َجنَّ ِة فَ َ‬ ‫َو ْج ِه ِه أَث َ ُر ْال ُخ ُ‬
‫ت ْال َمس ِْجدَ قَالُوا َهذَا َر ُج ٌل ِم ْن أ َ ْه ِل ْال َجنَّ ِة قَا َل‬ ‫خ ََر َج َوتَبِ ْعتُهُ فَقُ ْلتُ إِنَّ َك ِحينَ دَخ َْل َ‬
‫ع ْه ِد‬ ‫علَى َ‬ ‫اك َرأَيْتُ ُرؤْ َيا َ‬ ‫سأ ُ َح ِدث ُ َك ِل َم ذَ َ‬ ‫َّللا َما َي ْن َب ِغي أل َ َح ٍد أ َ ْن َيقُو َل َما الَ َي ْعلَ ُم ف َ‬ ‫َو َّ ِ‬
‫سعَ ِت َها َو ُخض َْرتِ َها‬ ‫ض ٍة ذَ َك َر ِم ْن َ‬ ‫علَ ْي ِه َو َرأَيْتُ َكأ َ ِني فِي َر ْو َ‬ ‫صت ُ َها َ‬ ‫ص ْ‬ ‫َّللا ‪ ‬فَقَ َ‬ ‫سو ِل َّ ِ‬ ‫َر ُ‬
‫ع ْر َوة ٌ‬ ‫اء ِفي أ َ ْعالَهُ ُ‬ ‫س َم ِ‬ ‫ض َوأ َ ْعالَهُ ِفي ال َّ‬ ‫ط َها َع ُمود ٌ ِم ْن َحدِي ٍد أ َ ْسفَلُهُ ِفي األ َ ْر ِ‬ ‫َو ْس َ‬
‫ف فَ َرفَ َع ثِيَا ِبي ِم ْن خ َْل ِفي فَ َرقِيتُ َحتَّى‬ ‫ص ٌ‬ ‫ارقَ ْه فَقُ ْلتُ الَ أ َ ْست َ ِطي ُع فَأَتَانِي ِم ْن َ‬ ‫فَ ِقي َل لي ْ‬
‫ظتُ َوإِنَّ َها لَ ِفي يَدِي‬ ‫ِك فَا ْست َ ْيقَ ْ‬ ‫ُك ْنتُ فِي أ َ ْعالَهَا فَأ َ َخ ْذتُ بِ ْالعُ ْر َوةِ فَ ِقي َل ا ْستَ ْمس ْ‬
‫ال ْسالَ ِم‬ ‫ال ْسالَ ُم َوذَ ِل َك ْال َع ُمود ُ َع ُمود ُ ِ‬ ‫ضة ُ ِ‬ ‫الر ْو َ‬‫علَى النَّ ِبي ِ ‪ ‬فَقَا َل تِ ْل َك َّ‬ ‫صت ُ َها َ‬ ‫ص ْ‬ ‫فَقَ َ‬
‫ع ْبد ُ هللاِ‬ ‫الر ُج ُل َ‬‫وت َوذَ ِل َك َّ‬ ‫ال ْسالَ ِم َحتَّى تَ ُم َ‬ ‫علَى ِ‬ ‫ت َ‬ ‫َوتِ ْل َك ْالعُ ْر َوة ُ العُ ْر َوة ُ ْال ُوثْقَى فَأ َ ْن َ‬

‫(‪ )1‬فوقع أجرنا على هللا‪ :‬أي ثبت أجرنا الدنيوي واألخروي عنده سبحانه ‪ ،‬فمنا من مضى‪ :‬أي مات ‪ ،‬لم‬
‫يأكل من أجره‪ :‬أي الدنيوي ‪ ،‬إال نمرة‪ :‬بفتح نون فكسر ميم أي كساء غليظ فيه خطوط بيض وسود ‪ ،‬من‬
‫اإلذخر‪ :‬بكسر الهمز والخاء وهو نبت معروف ‪ ،‬يهدبها‪ :‬أي يجتنيها‬
‫(‪ )2‬لمناديل سعد بن معاذ في الجنة خير منها وألين ‪ :‬أي المناديل التي يمسح بها سعد يده خير من هذه قال‬
‫النووي المناديل جمع منديل وهو هذا الذي يحمل في اليد قال ابن األعرابي وغيره هو مشتق من الندل‬
‫وهو النقل ألنه ينقل من واحد إلى واحد وقيل هو من الندل وهو الوسخ ألنه يندل به‬
‫(‪ )3‬ليتعادون‪ :‬بضم الدال المشددة أي يزيدون في العدد‬
‫‪403‬‬ ‫قطاف ثمار الملخين في شرح كتاب صحاح‬
‫الشيخين‬
‫سالَم‪.1‬‬ ‫ب ُْن َ‬
‫ورة ُ ْال ُج ُم َع ِة فلما‬ ‫س َ‬ ‫سا ِع ْندَ النَّبِي ِ ‪ ‬إذ نزلت ُ‬ ‫ع ْن أَبِي ُه َري َْرة َ قَا َل ُكنَّا ُجلُو ً‬ ‫‪َ -2611‬و َ‬
‫سو َل هللاِ قا َل َو ِفينَا‬ ‫ؤالء َيا َر ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ت { َوآخ َِرينَ ِم ْن ُه ْم َل َّما َيل َحقُوا ِب ِه ْم} قَالوا َم ْن ه ِ‬ ‫نَزَ لَ ْ‬
‫س ْل َمانَ ث ُ َّم قَا َل لَ ْو َكانَ ا ِلي َما ُن ِع ْندَ‬ ‫علَى َ‬ ‫ي ‪ ‬يَدَهُ َ‬ ‫ض َع النَّبِ ُّ‬ ‫ي قال فَ َو َ‬ ‫ار ِس ُّ‬ ‫ان ْالفَ ِ‬‫س ْل َم ُ‬ ‫َ‬
‫الث ُّ َريَّا لَنَالَهُ ِر َجا ٌل ِم ْن هَؤُ َال ِء‪.‬‬
‫ض‬ ‫ق بُ ْغ ُ‬ ‫ار َوآيَةُ النِفَا ِ‬ ‫ص ِ‬ ‫ان حُبُّ األ َ ْن َ‬ ‫الي َم ِ‬ ‫ع ِن النَّبِي ِ ‪ ‬قَا َل آيَةُ ِ‬ ‫ع ْن أَن ٍَس َ‬ ‫‪َ -2612‬و َ‬
‫ار‬ ‫ص ِ‬ ‫األ َ ْن َ‬
‫ار الَ ي ُِحبُّ ُه ْم ِإالَّ ُمؤْ ِم ٌن‬ ‫ص ُ‬‫س ِم ْعتُ رسول هللا ‪ ‬يقو ُل األ َ ْن َ‬ ‫عن ْالبَ َراء قَا َل َ‬ ‫‪َ -2613‬و َ‬
‫ضهُ َّ‬
‫َّللاُ‪.‬‬ ‫ض ُه ْم أ َ ْبغَ َ‬‫َّللاُ َو َم ْن أ َ ْبغَ َ‬ ‫ض ُه ْم إِالَّ ُمنَافِ ٌق فَ َم ْن أ َ َحبَّ ُه ْم أ َ َحبَّهُ َّ‬ ‫َوالَ يُ ْب ِغ ُ‬
‫سو ِل ِه ِم ْن‬ ‫علَى َر ُ‬ ‫ار قَالُوا ِحينَ أَفَا َء َّ‬
‫َّللاُ َ‬ ‫ص ِ‬ ‫سا ِمنَ األ َ ْن َ‬ ‫ع ْن أَن ٍَس قا َل ِإ َّن نَا ً‬ ‫‪َ -2614‬و َ‬
‫ال ِب ِل فَقَالُوا يَ ْغ ِف ُر‬ ‫ط ِفقَ يُ ْع ِطي ِر َجاالً ِم ْن قُ َري ٍْش ا ْل ِمائَةَ ِمنَ ِ‬ ‫أ َ ْم َوا ِل ه ََو ِازنَ َما أَفَا َء فَ َ‬
‫سو ِل‬ ‫ِث ِل َر ُ‬ ‫ط ُر ِم ْن ِد َما ِئ ِه ْم فَ ُحد َ‬ ‫سيُوفُنَا ت َ ْق ُ‬ ‫عنَا َو ُ‬ ‫شا َو َيدَ ُ‬ ‫سو ِل هللاِ ‪ ‬يُ ْع ِطي قُ َر ْي ً‬ ‫َّ‬
‫َّللاُ ِل َر ُ‬
‫ار فَ َج َمعَ ُه ْم فِي قُبَّ ٍة ِم ْن أَدَ ٍم َولَ ْم يَ ْدعُ َم َع ُه ْم أ َ َحدًا‬ ‫ص ِ‬ ‫س َل إِلَى األ َ ْن َ‬ ‫هللاِ ‪ ‬بِ َمقَالَ ِت ِه ْم فَأ َ ْر َ‬
‫ع ْن ُك ْم فَقَا َل‬ ‫ِيث َبلَ َغنِي َ‬ ‫سو ُل هللاِ ‪ ‬فَقَا َل َما َحد ٌ‬ ‫اجت َ َمعُوا َجا َء ُه ْم َر ُ‬ ‫غي َْر ُه ْم فَلَ َّما ْ‬ ‫َ‬
‫ش ْيئًا َوأَ َّما أُنَاسا ِمنَّا َحدِيثَةُ أ َ ْسنَانِ ِه ْم‬ ‫سو َل هللاِ فَلَ ْم يَقُولُوا َ‬ ‫آرا ِئنَا يَا َر ُ‬ ‫فُقَ َها ُء ُه ْم أ َ َّما ذَ ُوو َ‬
‫ط ُر ِم ْن‬ ‫سيُوفُنَا ت َ ْق ُ‬ ‫ار َو ُ‬ ‫ص َ‬‫شا َو َيتْ ُركُ األ َ ْن َ‬ ‫سو ِل هللاِ ‪ ‬يُ ْع ِطي قُ َر ْي ً‬ ‫َّللاُ ِل َر ُ‬‫قَالُوا َي ْغ ِف ُر َّ‬
‫ض ْونَ أ َ ْن‬ ‫ع ْهد ُ ُه ْم ِب ُك ْف ٍر أ َ َما ت َ ْر َ‬ ‫ِيث َ‬ ‫ْطي ِر َجاالً َحد ٌ‬ ‫سو ُل هللاِ ‪ِ ‬إنِي أُع ِ‬ ‫ِد َمائِ ِه ْم فَقَا َل َر ُ‬
‫َّللا َما ت َ ْنقَ ِلبُونَ ِب ِه‬ ‫سو ِل هللاِ ‪َ ‬ف َو َّ ِ‬ ‫اس ِباأل َ ْم َوا ِل َوتَ ْر ِجعُونَ ِإلَى ِر َحا ِل ُك ْم ِب َر ُ‬ ‫َب النَّ ُ‬ ‫َي ْذه َ‬
‫‪2‬‬
‫ضينَا‪.‬‬ ‫سو َل هللاِ قَ ْد َر ِ‬ ‫َخي ٌْر ِم َّما َي ْنقَ ِلبُونَ ِب ِه قَالُوا بَلَى يَا َر ُ‬
‫(‪ )1‬تجوز‪ :‬بتشديد الواو أي اختصر ‪ ،‬عروة ‪ :‬بضم العين أي حلقة ففي القاموس العروة من الدلو والكوز‬
‫المقبض فاستعيرت لما يوثق ويعول عليه ‪ ،‬ارقه‪ :‬بفتح القاف وسكون الهاء للسكت وفي نسخة بضم الهاء‬
‫على أنه ضمير ففي القاموس رقي كرضي وصعد ‪ ،‬فأتاني منصف‪ :‬بكسر الميم وفتح الصاد ذكره النووي‬
‫وعليه النسخ المعتمدة وقال القاضي عياض ويقال بفتح الميم وهو الخادم من نصف نصافة إذا خدم‬

‫(‪ )2‬أفاء هللا على رسوله‪ :‬أي أعطاه ‪ ،‬من أموال هوازن‪ :‬وهي قبيلة شهيرة ‪ ،‬من دمائهم‪ :‬أي من دماء‬
‫كفار قريش بمحاربتنا إياهم ‪ ،‬في قبة‪ :‬أي خيمة ‪ ،‬أما ذوو رأينا‪ :‬أي أصحاب عقولنا وفهومنا ‪ ،‬حديثة‪ :‬أي‬
‫جديدة‪ ،‬أسنانهم‪ :‬جمع السن بمعنى العمر والمراد منهم الشبان ‪ ،‬رجاال حديثي عهد بكفر أتألفهم‪ :‬أي أطلب‬
‫ألفتهم بالسالم بإعطاء المال ال لكونهم من قريش أو لغرض آخر من األحوال ‪ ،‬وترجعون إلى رحالكم‪:‬‬
‫بكسر الراء أي منازلكم في المدينة‬
‫‪404‬‬ ‫قطاف ثمار الملخين في شرح كتاب صحاح‬
‫الشيخين‬
‫َّللا ‪‬‬
‫ى َّ ِ‬ ‫سا ًء ُم ْق ِبلِينَ ِم ْن ُ‬
‫ع ْر ٍس فَقَ َ‬
‫ام َن ِب ُّ‬ ‫ى ‪َ ‬رأَى ِ‬
‫ص ْبيَانًا َونِ َ‬ ‫ع ْنه أ َ َّن النَّ ِب َّ‬
‫‪َ -2615‬و َ‬
‫ار‪.1‬‬ ‫ص َ‬ ‫ى يَ ْعنِى األ َ ْن َ‬ ‫اس إِلَ َّ‬
‫ب النَّ ِ‬‫ى اللَّ ُه َّم أ َ ْنت ُ ْم ِم ْن أَ َح ِ‬‫اس إِلَ َّ‬‫ب النَّ ِ‬ ‫فَقَا َل اللَّ ُه َّم أ َ ْنت ُ ْم ِم ْن أ َ َح ِ‬
‫ار ث ُ َّم‬ ‫ار َبنُو النَّ َّج ِ‬ ‫ص ِ‬ ‫ُور األ َ ْن َ‬‫س ْي ٍد قَا َل قَا َل رسول هللا ‪َ ‬خي ُْر د ِ‬ ‫ع ْن أ َ ِبي أ ُ َ‬ ‫‪َ -2516‬و َ‬
‫ار‬ ‫ص ِ‬ ‫ُور األ َ ْن َ‬ ‫سا ِعدَة َ َوفِي ُك ِل د ِ‬ ‫ث ب ِْن خ َْز َرجٍ ث ُ َّم بَنُو َ‬ ‫ع ْب ِد األ َ ْش َه ِل ث ُ َّم بَنُو ْال َح ِ‬
‫ار ِ‬ ‫بَنُو َ‬
‫َخي ٌْر‪.2‬‬
‫الزبَي َْر َو ْال ِم ْقدَادَ وفي رواية أبا‬ ‫سو ُل هللاِ ‪ ‬أَنَا َو ُّ‬ ‫ع ِلي ٍ قَا َل َبعَثَنِي َر ُ‬ ‫ع ْن َ‬ ‫‪َ -2617‬و َ‬
‫اب‬ ‫ظ ِعينَةً َم َع َها ِكت َ ٌ‬ ‫ضةَ خَاخٍ فَإ ِ َّن ِب َها َ‬ ‫ْ‬
‫ط ِلقُوا َحتَّى تَأتُوا َر ْو َ‬ ‫َم ْرث َ ٍد بدل المقداد فَقَا َل ا ْن َ‬
‫الظ ِعينَ ِة‬ ‫ض ِة فَإِذَا ن َْح ُن ِب َّ‬ ‫طلَ ْقنَا يَتَ َعادَى ِبنَا َخ ْيلُنَا َحتَّى أتينا ِإ َلى َّ‬
‫الر ْو َ‬ ‫فَ ُخذُوهُ ِم ْن َها فَا ْن َ‬
‫اب أ َ ْو لَت ُ ْل ِقيَ َّن‬ ‫ب فَقُ ْلنَا لَت ُ ْخ ِر ِج َّن ْال ِكت َ َ‬ ‫ت َما َم ِعي ِم ْن ِكتَا ٍ‬ ‫اب فَقَالَ ْ‬ ‫فَقُ ْلنَا أ َ ْخ ِر ِجي ْال ِكت َ َ‬
‫ب ب ِْن أ َ ِبي بَ ْلتَ َعةَ‬ ‫اط ِ‬ ‫اص َها فَأَت َ ْينَا ِب ِه النبي ‪ ‬فَإِذَا فِي ِه ِم ْن َح ِ‬ ‫اب فَأ َ ْخ َر َجتْهُ ِم ْن ِعقَ ِ‬ ‫الثِيَ َ‬
‫سو ِل هللاِ ‪ ‬فَقَا َل‬ ‫ض أ َ ْم ِر َر ُ‬ ‫َاس ِمنَ ْال ُم ْش ِركِينَ ِم ْن أ َ ْه ِل َم َّكةَ ي ُْخ ِب ُر ُه ْم بِ َب ْع ِ‬ ‫إِلَى ن ٍ‬
‫ي ِإنِي ُك ْنتُ ْام َر ًءا‬ ‫علَ َّ‬ ‫سو َل هللاِ الَ تَ ْع َج ْل َ‬ ‫ب َما َهذَا فَقَا َل َيا َر ُ‬ ‫اط ُ‬‫سو ُل هللاِ ‪َ ‬يا َح ِ‬ ‫َر ُ‬
‫اج ِرينَ لَ ُه ْم قَ َرابَةٌ‬ ‫صقًا فِي قُ َري ٍْش َولَ ْم أ َ ُك ْن ِم ْن أ َ ْنفُ ِس ِه ْم َو َكانَ َم ْن َمعَ َك ِمنَ ْال ُم َه ِ‬ ‫ُم ْل َ‬
‫ب ِفي ِه ْم أ َ ْن أَت َّ ِخذَ‬ ‫س ِ‬ ‫َي ْح ُمونَ ِب َها أ َ ْم َوالَ ُه ْم َوأ َ ْه ِلي ِه ْم ِب َم َّكةَ فَأ َ ْح َببْتُ ِإ ْذ فَاتَ ِني ذَ ِل َك ِمنَ النَّ َ‬
‫ضا‬ ‫ارتِدَادًا عن ديني َوالَ ِر ً‬ ‫فِي ِه ْم يَدًا َي ْح ُمونَ ِب َها قَ َرابَ ِتي َو َما فَ َع ْلتُ ُك ْف ًرا َوالَ ْ‬
‫سو َل‬ ‫ع َم ُر دَ ْع ِني َيا َر ُ‬ ‫سو ُل هللاِ ‪ ‬إنه قَ ْد َ‬
‫صدَقَ ُك ْم فَقَا َل ُ‬ ‫ال ْسالَ ِم فَقَا َل َر ُ‬ ‫ِب ْال ُك ْف ِر َب ْعدَ ِ‬
‫يك لَ َع َّل‬ ‫ش ِهدَ بَد ًْرا َو َما يُد ِْر َ‬ ‫سو ُل هللاِ ‪ِ ‬إنَّهُ قَ ْد َ‬ ‫ق فَقَا َل َر ُ‬ ‫عنُقَ َهذَا ْال ُمنَافِ ِ‬ ‫هللاِ أَض ِْربْ ُ‬
‫ت لَ ُك ْم ال َجنَة وفي رواية‬ ‫علَى أ َ ْه ِل بَد ٍْر فَقَا َل ا ْع َملُوا َما ِشئْت ُ ْم فَقَ ْد َو َجبَ ْ‬ ‫اطلَ َع َ‬ ‫َّللاَ قَ ِد َّ‬‫َّ‬
‫عد ُِوي َو َعد َُّو ُك ْم‬ ‫َّللاُ تعالى { َيا أَيُّ َها الَّذِينَ آ َمنُوا الَ تَت َّ ِخذُوا َ‬ ‫غفَ ْرتُ لَ ُك ْم فَأ َ ْنزَ َل َّ‬ ‫فَقَ ْد َ‬
‫أ َ ْو ِليَا َء} ‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫(‪ )1‬مقبلين من عرس‪ :‬أي راجعين من طعام الوليمة‬


‫(‪ )2‬خير دور األنصار‪ :‬أي أفضل قبائلهم ‪ ،‬وفي كل دور األنصار خير‪ :‬أي فضل بالنسبة إلى غيرهم من‬
‫أهل المدينة‬
‫(‪ )3‬روضة خاخ‪ :‬وهي موضع بين مكة والمدينة بقرب المدينة ‪ ،‬فإن بها ظعينة ‪ :‬أي امرأة اسمها سارة ‪،‬‬
‫فانطلقنا تتعادى‪ :‬أي تتسابق ‪ ،‬أو لتلقين‪ :‬بفتح فضم فسكون فكسر ففتح فتشديد وفي نسخة صحيحة بكسر‬
‫التحتية وفي نسخة بحذفها وهو ظاهر أي لترمين ‪ ،‬الثياب‪ :‬وتتجردن عنها ليتبين لنا األمر ‪ ،‬فأخرجته من‬
‫عقاصها‪ :‬وهو بكسر العين جمع عقيصة وهي الشعر المضفور ‪ ،‬إني كنت امرأ ملصقا‪ :‬بصيغة المجهول‬
‫أي حليفا ‪ ،‬لعل هللا اطلع‪ :‬بتشديد الطاء أي أقبل ‪ ،‬على أهل بدر‪ :‬ونظر إليهم نظر الرحمة والمغفرة‬
‫‪405‬‬ ‫قطاف ثمار الملخين في شرح كتاب صحاح‬
‫الشيخين‬
‫ى ‪ ‬أ َ ْنت ُ ُم‬ ‫ع ْن َجا ِب ٍر قَا َل ُكنَّا َي ْو َم ْال ُحدَ ْي ِبيَ ِة أ َ ْلفًا َوأ َ ْربَ َع ِمائ َ ٍة فَقَا َل لَنَا النَّ ِب ُّ‬ ‫‪َ -2618‬و َ‬
‫ض‪.‬‬ ‫ْاليَ ْو َم َخي ُْر أ َ ْه ِل األ َ ْر ِ‬
‫َّللاِ ‪ ‬قَا َل ِإنِى َم ْج ُهودٌ‬ ‫سو ِل َّ‬ ‫ع ْن أ َ ِبى ُه َري َْرة َ قَا َل َجا َء َر ُج ٌل ِإلَى َر ُ‬ ‫‪َ -2619‬و َ‬
‫س َل إِلَى‬ ‫ق َما ِع ْندِى إِالَّ َما ٌء ث ُ َّم أ َ ْر َ‬ ‫ت َوالَّذِى بَعَث َ َك بِ ْال َح ِ‬ ‫سائِ ِه فَقَالَ ْ‬ ‫ض نِ َ‬ ‫س َل إِلَى بَ ْع ِ‬ ‫فَأ َ ْر َ‬
‫ض ِيفُهُ َي ْر َح ُمهُ‬ ‫َّللا ‪َ ‬م ْن يُ َ‬ ‫سو ُل َّ ِ‬ ‫ت ِمثْ َل ذَ ِل َك َوقُ ْلنَ ُكلُّ ُه َّن ِمثْ َل ذَ ِل َك فَقَا َل َر ُ‬ ‫أ ُ ْخ َرى فَقَالَ ْ‬
‫طلَقَ بِ ِه إِلَى‬ ‫َّللاِ فَا ْن َ‬
‫سو َل َّ‬ ‫ط ْل َحةَ فَقَا َل أَنَا يَا َر ُ‬ ‫ار يُقَا ُل لَهُ أبو َ‬ ‫ص ِ‬ ‫ام َر ُج ٌل ِمنَ األ َ ْن َ‬ ‫َّللاُ فَقَ َ‬
‫َّ‬
‫ش ْىءٍ‬ ‫ص ْب َيا ِنى قَا َل َف َع ِل ِلي ِه ْم ِب َ‬ ‫ت الَ ِإالَّ قُوتُ ِ‬ ‫ش ْى ٌء قَالَ ْ‬ ‫َر ْح ِل ِه فَقَا َل ِال ْم َرأ َ ِت ِه ه َْل ِع ْندَ ِك َ‬
‫ومى ِإلَى الس َِراجِ‬ ‫ض ْيفُنَا فَأ َ ِري ِه ِإنَّا نَأ ْ ُك ُل فَإِذَا أ َ ْه َوى ِبيَ ِد ِه ِليَأ ْ ُك َل فَقُ ِ‬ ‫َون َِو ِمي ِه ْم فَإِذَا دَ َخ َل َ‬
‫غدَا‬ ‫ص َب َح َ‬ ‫طا ِويَي ِْن فَلَ َّما أ َ ْ‬ ‫ْف فَبَاتَا َ‬ ‫ضي ُ‬ ‫ت فَقَعَد ُوا َوأ َ َك َل ال َّ‬ ‫ص ِل ِحي ِه فَأ َ ْ‬
‫ط ِفئِي ِه فَفَ َعلَ ْ‬ ‫كي ت ُ ْ‬
‫َّللاُ ِم ْن فُ َال ٍن وفُالَنَ ٍة‬ ‫ض ِح َك َّ‬ ‫َّللاُ أَو َ‬ ‫ب َّ‬ ‫َّللا ‪ ‬لَقَ ْد َع ِج َ‬ ‫سو ِل َّ ِ‬ ‫َّللا ‪ ‬فَقَا َل َر ُ‬ ‫سو ِل َّ ِ‬ ‫علَى َر ُ‬ ‫َ‬
‫على‬ ‫َ‬ ‫َّللاُ تعالى { َويُؤْ ثِ ُرونَ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫آخ ِرهَا فأنزَ َل َّ‬ ‫س ِم أبا طلحة َوفِي ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫وفي رواية ِمثلهُ َول ْم يُ َ‬
‫ٌ ‪1‬‬
‫صة} ‪.‬‬ ‫صا َ‬ ‫أ َ ْنفُ ِس ِه ْم َولَ ْو َكانَ ِب ِه ْم َخ َ‬
‫الفصل الثاني‬
‫سو ِل هللاِ ‪ ‬الَب ُْن أ ُ ِم‬ ‫س ْمتًا َو َه ْديًا ِب َر ُ‬‫اس دَالًّ َو َ‬ ‫‪ -2620‬عن ُحذَ ْيفَةَ قا َ َل ِإ َّن أ َ ْشبَهَ النَّ ِ‬
‫صنَ ُع فِي أَ ْه ِل ِه إِذَا‬ ‫ع ْب ٍد ِم ْن ِحينَ َي ْخ ُر ُج ِم ْن بَ ْيتِ ِه إِلَى أ َ ْن يَ ْر ِج َع إِلَ ْي ِه الَ نَد ِْري َما يَ ْ‬ ‫َ‬
‫َ‪2‬‬
‫َخال ‪.‬‬
‫صلَّيْتُ َر ْك َعتَي ِْن ث ُ َّم قُ ْلتُ اللَّ ُه َّم َيس ِْر ِلي‬ ‫ام فَ َ‬ ‫ع ْلقَ َمةَ قَا َل قَد ِْمتُ الش َ‬ ‫ع ْن َ‬ ‫‪ -2621‬و َ‬
‫س ِإلَى َج ْن ِبي‬ ‫ش ْي ٌخ قَ ْد َجا َء َحتَّى َجلَ َ‬ ‫صا ِل ًحا فَأَتَيْتُ قَ ْو ًما فَ َجلَ ْستُ ِإلَ ْي ِه ْم فَإِذَا َ‬ ‫سا َ‬ ‫َج ِلي ً‬
‫صا ِل ًحا‬ ‫سا َ‬ ‫َّللاَ أ َ ْن يُيَس َِر ِلي َج ِلي ً‬ ‫ع ْوتُ َّ‬ ‫اء فَقُ ْلتُ ِإنِي دَ َ‬ ‫قُ ْلتُ َم ْن َهذَا قَالُوا أَبُو الد َّْردَ ِ‬
‫ْس ِع ْندَ ُك ُم اب ُْن أ ُ ِم َ‬
‫ع ْب ٍد‬ ‫ت قُ ْلتُ ِم ْن أ َ ْه ِل ْال ُكوفَ ِة قَا َل أ َ َولَي َ‬ ‫س َر َك ِلي فَقا َل َم ْن أَ ْن َ‬ ‫فَيَ َّ‬
‫علَى‬ ‫ان َ‬ ‫ط ِ‬ ‫ش ْي َ‬
‫َّللاُ ِمنَ ال َّ‬
‫ارهُ َّ‬ ‫ط َه َر ِة َوفِي ُك ُم الَّذِي أ َ َج َ‬ ‫سادةِ َو ْال ِم ْ‬ ‫ب النَّ ْعلَي ِْن َو ْال ِو َ‬‫اح ُ‬ ‫ص ِ‬ ‫َ‬
‫َ َ ‪3‬‬
‫غي ُْرهُ يَ ْعنِي ُحذ ْيف ِة ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫ب ِس ِر الذِي الَ يَ ْعل ُم َ‬ ‫اح ُ‬
‫ص ِ‬ ‫ُ‬
‫ْس فِيك ْم َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ارا أ َولي َ‬ ‫ان نَبِيِ ِه َي ْع ِني َع َّم ً‬‫س ِ‬ ‫ِل َ‬

‫(‪ )1‬إني مجهود‪ :‬أي فقير أصابه الجهد وهو المشقة والحاجة أو الجوع ‪ ،‬فانطلق به إلى رحله‪ :‬أي منزله ‪،‬‬
‫فعلليهم‪ :‬أي سكنيهم من علله بشيء أي ألهاه ‪ ،‬وباتا طاويين‪ :‬أي جائعين ‪ ،‬خصاصة ‪ :‬أي حاجة ومجاعة‬
‫(‪ )2‬إن أشبه الناس دال‪ :‬بفتح الدال المهملة وتشديد الالم أي طريقة ‪ ،‬وسمتا‪ :‬أي سيرة ‪ ،‬وهديا‪ :‬أي هداية‬
‫وداللة ‪ ،‬البن أم عبد‪ :‬بفتح الم التأكيد الداخلة على خبر إن والمراد به عبد هللا بن مسعود وكانت أمه تكنى‬
‫أم عبد‬
‫(‪ )3‬والمطهرة‪ :‬بفتح الميم ويكسر ففي القاموس المطهرة بالكسر والفتح إناء يتطهر به‬
‫‪406‬‬ ‫قطاف ثمار الملخين في شرح كتاب صحاح‬
‫الشيخين‬
‫سو ُل هللاِ ‪ ‬لَ ْوالَ ْال ِه ْج َرة ُ لَ ُك ْنتُ ْام َر ًءا ِمنَ‬ ‫ع ْن أ َ ِبي ُه َري َْرة َ قَا َل قَا َل َر ُ‬ ‫‪ -2622‬و َ‬
‫ِي‬‫سلَ ْكتُ َواد َ‬ ‫ار َوا ِديًا أ َ ْو ِش ْعبًا لَ َ‬ ‫ص ُ‬ ‫ت األ َ ْن َ‬ ‫سلَ َك ِ‬‫اس َوا ِديًا َو َ‬ ‫سلَ َك النَّ ُ‬ ‫ار َولَ ْو َ‬ ‫ص ِ‬ ‫األ َ ْن َ‬
‫ص ِب ُروا‬ ‫ست َ َر ْونَ َب ْعدِي أَث َ َرة ً فَا ْ‬ ‫ار ِإنَّ ُك ْم َ‬ ‫اس ِدث َ ٌ‬ ‫ار َوالنَّ ُ‬ ‫ار ِش َع ٌ‬‫ص ُ‬ ‫ار َو ِش ْع َبها األ َ ْن َ‬ ‫ص ِ‬ ‫األ َ ْن َ‬
‫ض‪. 1‬‬ ‫علَى ْال َح ْو ِ‬ ‫َحتَّى ت َ ْلقو ِني َ‬
‫ار َو ُه ْم‬ ‫َّاس ِب َم ْج ِل ٍس ِم ْن َم َجا ِل ِس األ َ ْن َ‬
‫ص ِ‬ ‫أنس قا َ َل َم َّر أَبُو َب ْك ٍر َو ْال َعب ُ‬ ‫‪ -2623‬وعن ٍ‬
‫علَى النَّ ِبي ِ ‪ ‬فَأ َ ْخبَ َرهُ‬ ‫س النَّ ِبي ِ ‪ِ ‬منَّا فَدَ َخ َل َ‬ ‫يَ ْب ُكونَ فَقَاالَ َما يُ ْب ِكي ُك ْم فَقَالُوا ذَ َك ْرنَا َم ْج ِل َ‬
‫علَى َرأْ ِس ِه َحا ِش َيةَ ب ُْر ٍد قَا َل فَ َ‬
‫ص ِعدَ ْال ِم ْن َب َر‬ ‫ب َ‬ ‫ص َ‬ ‫ع َّ‬ ‫ي ‪َ ‬وقَ ْد َ‬ ‫ِبذَ ِل َك قَا َل فَخ ََر َج النَّ ِب ُّ‬
‫ار‬ ‫ص ِ‬‫وصي ُك ْم ِباأل َ ْن َ‬ ‫علَ ْي ِه ث ُ َّم قَا َل أ ُ ِ‬ ‫َّللاَ تعالى َوأَثْنَى َ‬ ‫ص َع ْدهُ بَ ْعدَ ذَ ِل َك ْاليَ ْو ِم فَ َح ِمدَ َّ‬ ‫َولَ ْم يَ ْ‬
‫ي الَّذِي لَ ُه ْم فَا ْقبَلُوا ِم ْن ُم ْح ِس ِن ِه ْم‬ ‫علَ ْي ِه ْم َوبَ ِق َ‬ ‫ض ُوا الَّذِي َ‬ ‫فَإِنَّ ُه ْم َك ِر ِشي َو َع ْي َب ِتي َو َق ْد قَ َ‬
‫ع ْن ُمسِيئِ ِه ْم‪.2‬‬ ‫َوتَ َج َاو ُزوا َ‬
‫ض ِه الَّذِي‬ ‫سلَّ َم فِي َم َر ِ‬ ‫علَ ْي ِه َو َ‬‫َّللاُ َ‬ ‫صلَّى َّ‬ ‫ي َ‬ ‫َّاس قَا َل خ ََر َج النَّبِ ُّ‬ ‫عب ٍ‬ ‫ع ِن اب ِْن َ‬ ‫‪َ -2624‬و َ‬
‫اس‬ ‫علَ ْي ِه ث ُ َّم قَا َل أ َ َّما َب ْعد ُ فَإ ِ َّن النَّ َ‬
‫َّللا َوأَثْنَى َ‬ ‫ع َلى ْال ِم ْن َب َر َف َح ِمدَ َّ َ‬ ‫س َ‬ ‫ات ِفي ِه َحتَّى َجلَ َ‬ ‫َم َ‬
‫الط َع ِام فَ َم ْن َولَّى‬ ‫اس ِب َم ْن ِزلَ ِة ْال ِم ْلحِ فِي َّ‬ ‫ار َحتَّى َي ُكونُوا فِي النَّ ِ‬ ‫ص ُ‬ ‫يَ ْكث ُ ْرنَ َويَ ِق ُّل ْاأل َ ْن َ‬
‫ع ْن‬ ‫ض ُّر فِي ِه قَ ْو ًما َو َي ْنفَ ُع ِفي ِه آخ َِرينَ فَ ْليَ ْق َب ْل ِم ْن ُم ْح ِسنِ ِه ْم َو ْل َيتَ َج َاو ْز َ‬ ‫ش ْيئًا يَ ُ‬ ‫ِم ْن ُك ْم َ‬
‫ُمسِي ِئ ِه ْم‪.‬‬
‫بن َرافِعِ قَا َل َجا َء ِجب ِْري ُل إِلَى النَّ ِبي ِ ‪ ‬قَا َل َفقَا َل ما‬ ‫ع ْن بن ِرفَا َعةَ ِ‬ ‫‪ -2625‬و َ‬
‫ض ُل ال ُم ْس ِل ُمونَ أ َ ْو َك ِل َمةً ن َْح َوهَا قَا َل َو َكذَ ِل َك َم ْن‬ ‫تَعُدُّونَ أ َ ْه َل َبد ٍْر ِفي ُك ْم قَا َل َم ْن أَفَ َ‬
‫ش ِهدَ بَد ًْرا ِمنَ ْال َمالئِ َك ِة‪.‬‬ ‫َ‬
‫سيِدَنا َ َي ْع ِني بِالَالً‪.‬‬ ‫سيُّد ُنَا َوأ َ ْعتَقَ َ‬ ‫ع َم ُر يَقُو ُل أَبُو بَ ْك ٍر َ‬ ‫ع ْن َجا ِب ٍر قَا َل َكانَ ُ‬ ‫‪َ -2626‬و َ‬
‫ت ِإنَّ َما ا ْشتَ َر ْيتَنِي‬ ‫َ‬
‫از ٍم أ َّن ِب َال ًال قَا َل ِأل ِبي َب ْك ٍر ِإ ْن ُك ْن َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ع ْن قَيْس بْن أ ِبي َح ِ‬ ‫‪ -2627‬و َ‬
‫ع َم َل هللاِ‪.‬‬‫ت إِنَّ َما ا ْشت َ َر ْيتَنِي للِ فَدَ ْع ِني َو َ‬ ‫ِلنَ ْف ِس َك فَأ َ ْم ِس ْك ِني َوإِ ْن ُك ْن َ‬

‫(‪ )1‬األنصار شعار‪ :‬بكسر أوله ويفتح وهو الثوب الذي يلي شعر البدن ‪ ،‬والناس دثار‪ :‬بكسر الدال وهو‬
‫الثوب الذي فوق الشعار شبه األنصار بالشعار لرسوخ صداقتهم وخلوص مودتهم‪ ،‬والمعنى أنهم أقرب‬
‫الناس إلي مرتبة وأوالهم مني منزلة ‪ ،‬سترون بعدي أثرة‪ :‬بفتحتين وبضم فسكون أي استئثارا يستأثر‬
‫عليكم أمراؤكم بأمور الدنيا من المغانم والفيء ونحوهما ويفضل عليكم غيره نفسه أو من هو أدناكم‬
‫(‪ )2‬وقد عصب‪ :‬بتشديد الصاد أي ربط وشد ‪ ،‬على رأسه حاشية برد‪ :‬أي على هيئة عصابة لدفع وجع‬
‫رأسه من الشدة ‪ ،‬فإنهم كرشي‪ :‬بفتح فكسر وفي نسخة بكسر فسكون أي بطانتي ‪ ،‬وعيبتي‪ :‬بفتح المهملة‬
‫وسكون المثناة بعدها موحدة أي وخاصتي‬
‫‪407‬‬ ‫قطاف ثمار الملخين في شرح كتاب صحاح‬
‫الشيخين‬
‫ي هللاِ ِل ُك ِل َن ِبي ٍ أَتْبَاعٌ َو ِإنَّا َق ِد‬ ‫ار يَا نَ ِب َّ‬ ‫ص ُ‬ ‫ت األ َ ْن َ‬ ‫عن زَ ْي ِد ب ِْن أَ ْرقَ َم قَالَ ِ‬ ‫‪َ -2628‬و َ‬
‫عا بِ ِه‪.‬‬‫عنَا ِمنَّا فَدَ َ‬ ‫َّللاَ أ َ ْن يَ ْج َع َل أَتْبَا َ‬
‫َاك فَا ْدعُ َّ‬ ‫اتَّبَ ْعن َ‬
‫ع َّز َي ْو َم ْال ِق َيا َم ِة‬
‫ش ِهيدًا أ َ َ‬ ‫اء ْال َع َر ِ‬
‫ب أ َ ْكث َ َر َ‬ ‫ع ْن قَتَادَة َ قَا َل َما ت َ ْعلَ ُم َحيًّا ِم ْن أ َ ْح َي ِ‬ ‫‪َ -2629‬و َ‬
‫س ْبعُونَ‬ ‫س ْبعُونَ َويَ ْو َم ِبئْ ِر َمعُونَةَ َ‬ ‫َس قُ ِت َل ِم ْن ُه ْم يَ ْو َم أ ُ ُح ٍد َ‬‫ار قَا َل َوقَا َل أَن ٌ‬ ‫ص ِ‬ ‫ِمنَ األ َ ْن َ‬
‫س ْبعُونَ ‪.‬‬ ‫علَي َ‬
‫ع ْه ِد اَ ِبي َب َك ٍر َ‬ ‫َو َي ْو َم ْال َي َما َم ِة َ‬
‫سةَ آالَفٍ‬ ‫سةَ آالَفٍ َخ ْم َ‬ ‫طا ُء ْالبَد ِْر ِيينَ خ َْم َ‬ ‫ع َ‬ ‫از ٍم َكانَ َ‬ ‫ع ْن قَي ِْس ب ِْن أ َ ِب ْي َح ِ‬ ‫‪َ -2630‬‬
‫ع َلى َم ْن َب ْعدَ ُه ْم‪.‬‬ ‫ضلَنَّ ُه ْم َ‬ ‫ع َم ُر ألُفَ ِ‬ ‫َوقَا َل ُ‬

‫ام ِع البخاري‬ ‫س ِميةُ َم ْن ُ‬


‫س ِم َي ِم ْن أَ ْه ِل َبد ٍْر ِفي ا ْل َج ِ‬ ‫تَ ْ‬
‫ي‬ ‫ِيق ْالقُ َر ِش ُّ‬ ‫الصد ُ‬ ‫عثْ َمانَ أَبُو بَ ْك ٍر ِ‬ ‫ي ‪َ ‬ع ْبد ُ هللاِ ب ُْن ُ‬ ‫ع ْب ِد هللاِ ْال َها ِش ِم ُّ‬ ‫ي ُم َح َّمدُ ب ُْن َ‬ ‫النَّ ِب ُّ‬
‫علَى ا ْبنَ ِت ِه ُر ِقيَّةَ‬ ‫ي‪َ ‬‬ ‫ي خَلَّفَهُ النَّ ِب ُّ‬ ‫ان ب ُْن َعفَّانَ ْالقُ َر ِش ُّ‬ ‫عثْ َم ُ‬ ‫ي ُ‬ ‫ب ْال َعدَ ِو ُّ‬ ‫َطا ِ‬ ‫ع َم ُر ب ُْن ْالخ َّ‬ ‫ُ‬
‫اس ب ُْن البُ َكي ِْر ِبالَ ُل ب ُْن َربَاحٍ‬ ‫ْ‬ ‫ي ِإيَ ُ‬ ‫ب ال َها ِش ِم ُّ‬ ‫ْ‬ ‫طا ِل ٍ‬ ‫ي ب ُْن أ ِبي َ‬ ‫َ‬ ‫ع ِل ُّ‬ ‫س ْه ِم ِه َ‬ ‫ب لَهُ ِب َ‬ ‫ض َر َ‬ ‫َو َ‬
‫ب ب ُْن أ َ ِبي بَ ْلتَعَةَ‬ ‫اط ُ‬ ‫ي َح ِ‬ ‫ب ْال َها ِش ِم ُّ‬ ‫ط ِل ِ‬ ‫ق َح ْمزَ ة ُ ب ُْن َع ْب ِد ْال ُم َّ‬ ‫الصدِي ِ‬ ‫َم ْولَى أَبِي بَ ْك ٍر ِ‬
‫ي‬
‫ار ُّ‬ ‫ص ِ‬ ‫الر َب ِيعِ األ َ ْن َ‬ ‫ارثَةُ ب ُْن ُّ‬ ‫ي َح ِ‬ ‫ع ْق َبةَ ب ِْن َر ِب ْي َعةَ القُ َر ِش ُّ‬ ‫يف ِلقُ َري ٍْش أَبُو ُحذَ ْيفَةَ ب ُْن ُ‬ ‫َح ِل ٌ‬
‫ي‬ ‫ار ُّ‬ ‫ص ِ‬ ‫عدِي ٍ األ َ ْن َ‬ ‫ْب ب ُْن َ‬ ‫ارةِ ُخ َبي ُ‬ ‫ظ َ‬ ‫س َراقَةَ َكانَ فِي النَّ َّ‬ ‫ارثَةُ ب ُْن ُ‬ ‫قُتِ َل يَ ْو َم بَد ٍْر َو ْه َو َح ِ‬
‫ع ْب ِد ْال ُم ْنذ ِِر أَبُو‬ ‫عةُ ب ُْن َ‬ ‫ي ِرفَا َ‬ ‫ار ُّ‬ ‫ص ِ‬ ‫عةُ ب ُْن َرا ِفعٍ األ َ ْن َ‬ ‫ي ِرفَا َ‬ ‫س ْه ِم ُّ‬ ‫ْس ب ُْن ُحذَافَةَ ال َّ‬ ‫ُخ َني ُ‬
‫ي أَبُو‬ ‫ار ُّ‬ ‫ص ِ‬ ‫ط ْل َحةَ األ َ ْن َ‬ ‫س ْه ٍل أَبُو َ‬ ‫ي زَ ْيد ُ ب ُْن َ‬ ‫الز َبي ُْر ب ُْن ْال َع َّو ِام ْالقُ َر ِش ُّ‬ ‫ي ُّ‬ ‫ار ُّ‬ ‫ص ِ‬ ‫لُبَابَةَ األ َ ْن َ‬
‫س ِعيد ُ ب ُْن زَ ْي ِد ب ِْن‬ ‫ي َ‬ ‫س ْعد ُ ب ُْن خ َْولَةَ ْالقُ َر ِش ُّ‬ ‫ي َ‬ ‫الز ْه ِر ُّ‬ ‫س ْعد ُ ب ُْن َمالِكٍ ُّ‬ ‫ي َ‬ ‫ار ُّ‬ ‫ص ِ‬ ‫زَ ْي ٍد األ َ ْن َ‬
‫ي‬ ‫ار ُّ‬ ‫ص ِ‬ ‫ظ َهي ُْر ب ُْن نَافِعٍ األ َ ْن َ‬ ‫ي ُ‬ ‫ار ُّ‬ ‫ص ِ‬ ‫س ْه ُل ب ُْن ُحنَيْفٍ األ َ ْن َ‬ ‫ي َ‬ ‫ع ْم ِرو ب ِْن نُفَ ْي ٍل ْالقُ َر ِش ُّ‬ ‫َ‬
‫عبَ ْيدَة ُ ب ُْن‬ ‫ي ُ‬ ‫الز ْه ِر ُّ‬ ‫الر ْح َم ِن ب ُْن َع ْوفٍ ُّ‬ ‫ع ْبدُ َّ‬ ‫ي َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫َوأ ُخوهُ َع ْبد ُ هللاِ ب ُْن َم ْسعُو ٍد ال ُهذ ِل ُّ‬ ‫َ‬
‫يف َب ِني‬ ‫ع ْم ُرو ب ُْن َع ْوفٍ َح ِل ُ‬ ‫ي َ‬ ‫ار ُّ‬ ‫ص ِ‬ ‫ت األ َ ْن َ‬ ‫ام ِ‬ ‫ص ِ‬ ‫ع َبادَة ُ ب ُْن ال َّ‬ ‫ي ُ‬ ‫ث ْالقُ َر ِش ُّ‬ ‫ار ِ‬ ‫ْال َح ِ‬
‫اص ُم ب ُْن‬ ‫ع ِ‬ ‫ي َ‬ ‫ام ُر ب ُْن َر ِبي َعةَ ْال َعن َِز ُّ‬ ‫ع ِ‬ ‫ي َ‬ ‫ار ُّ‬ ‫ص ِ‬ ‫ع ْم ٍرو األ َ ْن َ‬ ‫ع ْقبَةُ ب ُْن َ‬ ‫ام ِر ب ِْن لُ َؤي ٍ ُ‬ ‫ع ِ‬ ‫َ‬
‫ي قدَا َمة ب ُْن‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ار ُّ‬ ‫ص ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ان ب ُْن َمالِكٍ األن َ‬ ‫ي ِعتبَ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ار ُّ‬ ‫ص ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫سا ِعدَة َ األن َ‬ ‫ع َو ْي ُم ب ُْن َ‬ ‫ي ُ‬ ‫ار ُّ‬ ‫ص ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ت األن َ‬ ‫ثَابِ ٍ‬
‫ع ْم ِرو ب ِْن ْال َج ُموحِ ُم َع ِوذ ُ اب ُْن‬ ‫ي ُم َعاذ ُ ب ُْن َ‬ ‫ار ُّ‬ ‫ص ِ‬ ‫ان األ َ ْن َ‬ ‫ون قَتَادَة ُ ب ُْن النُّ ْع َم ِ‬ ‫ظعُ ٍ‬ ‫َم ْ‬
‫ط ُح ب ُْن أُثَاثَةَ ب ِْن َعبَّا ِد ب ِْن‬ ‫ي ِم ْس َ‬ ‫ار ُّ‬ ‫ص ِ‬ ‫س ْي ٍد األ َ ْن َ‬ ‫ع ْف َرا َء َوأ َ ُخوهُ َما ِلكُ ب ُْن َر ِبي َعةَ أَبُو أ ُ َ‬ ‫َ‬
‫ي‬ ‫ار ُّ‬ ‫ص ِ‬ ‫عدِي ٍ األ َ ْن َ‬ ‫ي َم ْع ُن ب ُْن َ‬ ‫ار ُّ‬ ‫ص ِ‬ ‫الر ِبيعِ األ َ ْن َ‬ ‫ارة ُ ب ُْن َّ‬ ‫ب ب ِْن َع ْب ِد َمنَافٍ ُم َر َ‬ ‫ط ِل ِ‬ ‫ْال ُم َّ‬
‫ي هللاُ‬ ‫ض َ‬ ‫ي َر ِ‬ ‫ار ُّ‬ ‫ص ِ‬ ‫يف َبنِي ُز ْه َرةَ ِهالَ ُل ب ُْن أ ُ َميَّةَ األ َ ْن َ‬ ‫ي َح ِل ُ‬ ‫ع ْم ٍرو ْال ِك ْن ِد ُّ‬ ‫ِم ْقدَاد ُ ب ُْن َ‬
‫‪408‬‬ ‫قطاف ثمار الملخين في شرح كتاب صحاح‬
‫الشيخين‬
‫ع ْن ُه ْم أ َ ْج َم ِعين‪.‬‬
‫َ‬
‫الفصل الثالث‬
‫َّللا ‪ ‬قَا َل أ ُ ِريتُ ْال َجنَّةَ فَ َرأَيْتُ ْام َرأَة َ أَبِى َ‬
‫ط ْل َحةَ ث ُ َّم‬ ‫ع ْن َجابِ ٍر أ َ َّن َر ُ‬
‫سو َل َّ ِ‬ ‫‪َ -2631‬‬
‫امى فَإِذَا ِبالَ ٌل‪.1‬‬ ‫شةً أَ َم ِ‬ ‫س ِم ْعتُ َخ ْش َخ َ‬ ‫َ‬
‫اط ُر ْد‬ ‫س ْع ٍد قَا َل ُكنَّا َم َع النَّبِ ِى ‪ِ ‬ستَّةَ نَفَ ٍر فَقَا َل ْال ُم ْش ِر ُكونَ ِللنَّ ِب ِى ‪ْ ‬‬ ‫ع ْن َ‬ ‫‪َ -2632‬و َ‬
‫ع َل ْينَا َقا َل َو ُك ْنتُ أَنَا َواب ُْن َم ْسعُو ٍد َو َر ُج ٌل ِم ْن ُهذَ ْي ٍل َوبِالَ ٌل‬ ‫َه ُؤالَ ِء َي ْجتَ ِرئُونَ َ‬
‫َّث‬ ‫َّللاُ أ َ ْن يَقَ َع فَ َحد َ‬ ‫َّللاِ ‪َ ‬ما شَا َء َّ‬ ‫سو ِل َّ‬ ‫س ِمي ِه َما فَ َوقَ َع فِى نَ ْف ِس َر ُ‬ ‫َو َر ُجالَ ِن لَ ْستُ أ ُ َ‬
‫ِى ي ُِريد ُونَ‬ ‫ط ُر ِد الَّذِينَ يَ ْدعُونَ َربَّ ُه ْم بِ ْالغَدَاةِ َو ْالعَش ِ‬ ‫َّللاُ َع َّز َو َج َّل { َوالَ ت َ ْ‬ ‫سهُ فَأ َ ْنزَ َل َّ‬ ‫نَ ْف َ‬
‫َو ْج َههُ}‪.2‬‬
‫اري فَلَ َّما‬ ‫ص ِ‬ ‫ْب األ َ ْن َ‬ ‫َطي َ‬ ‫اس خ ِ‬ ‫ش َّم ٍ‬‫ع ْن أَن ٍَس قَا َل َكانَ ثَابِتُ ب ُْن َقي ِْس ب ِْن َ‬ ‫‪َ -2633‬و َ‬
‫آخ ِر اآل َي ِة‬ ‫ت النَّ ِب ِى} ِإلَى ِ‬ ‫ص ْو ِ‬ ‫ص َواتَ ُك ْم َف ْوقَ َ‬ ‫ت { َيا أَيُّ َها الَّذِينَ آ َمنُوا الَ ت َ ْر َفعُوا أ َ ْ‬ ‫نَزَ لَ ْ‬
‫س ْعدَ بْنَ ُم َعا ٍذ فَ َقا َل َما‬ ‫ى‪َ ‬‬ ‫سأ َ َل النَّ ِب ُّ‬‫ع ِن النَّ ِب ِى ‪ ‬فَ َ‬ ‫س َ‬ ‫س ثَا ِبتٌ فِى بَ ْيتِ ِه َو ْ‬
‫احت َ َب َ‬ ‫َجلَ َ‬
‫ت َه ِذ ِه‬ ‫َّللاِ ‪ ‬فَقَا َل ثَا ِبتٌ أ ُ ْن ِزلَ ْ‬ ‫سو ِل َّ‬ ‫س ْعد ٌ فَذَ َك َر لَهُ َق ْو َل َر ُ‬ ‫ت أ َ َي ْشتَ ِكى فَأَتَاهُ َ‬ ‫شَأ ْ ُن ثَا ِب ٍ‬
‫ار‬ ‫َّللا ‪ ‬فَأَنَا ِم ْن أ َ ْه ِل النَّ ِ‬ ‫سو ِل َّ ِ‬ ‫علَى َر ُ‬ ‫ص ْوتًا َ‬ ‫ع ِل ْمت ُ ْم أ َ ِنى ِم ْن أ َ ْرفَ ِع ُك ْم َ‬ ‫اآليَةُ َولَقَ ْد َ‬
‫َّللاِ ‪َ ‬ب ْل ُه َو ِم ْن أ َ ْه ِل ْال َجنَّ ِة‪.3‬‬ ‫سو ُل َّ‬ ‫س ْعد ٌ ِللنَّ ِب ِى ‪ ‬فَقَا َل َر ُ‬ ‫فَذَ َك َر ذَ ِل َك َ‬
‫عبَ ْيدَ َك َهذَا َي ْعنِى أَبَا‬ ‫َّللاِ ‪ ‬اللَّ ُه َّم َح ِببْ ُ‬ ‫سو ُل َّ‬ ‫عن أَبي هريرة قَا َل قَا َل َر ُ‬ ‫‪َ -2634‬و َ‬
‫ِك ْال ُمؤْ ِمنِينَ َو َحبِبْ إِلَ ْي ِه ُم ا ْل ُمؤْ ِمنِينَ ‪.‬‬ ‫ُه َري َْرة َ َوأ ُ َّمهُ إِلَى ِعبَاد َ‬
‫ب َو ِبالَ ٍل فِى‬ ‫س ْل َمانَ َو ُ‬
‫ص َه ْي ٍ‬ ‫س ْف َيانَ أَتَى َعلَى َ‬ ‫عائِ ِذ ب ِْن َع ْم ٍرو أ َ َّن أ َ َبا ُ‬ ‫ع ْن َ‬ ‫‪َ -2635‬و َ‬
‫َّللا َمأ ْ َخذَهَا فَقَا َل أَبُو َب ْك ٍر أَتَقُولُونَ‬ ‫عد ُِو َّ ِ‬ ‫ق َ‬ ‫عنُ ِ‬‫َّللاِ ِم ْن ُ‬ ‫ُوف َّ‬
‫سي ُ‬ ‫ت ُ‬ ‫نَفَ ٍر فَقَالُوا َما أ َ َخذَ ْ‬
‫ض ْبتَ ُه ْم لَئِ ْن‬‫ى ‪ ‬فَأ َ ْخ َب َرهُ فَقَا َل َيا أ َ َبا َب ْك ٍر لَ َعلَّ َك أ َ ْغ َ‬ ‫س ِي ِد ِه ْم فَأَتَى النَّ ِب َّ‬‫شيْخِ قُ َري ٍْش َو َ‬ ‫َهذَا ِل َ‬
‫ض ْبت ُ ُك ْم قَالُوا الَ يَ ْغ ِف ُر‬ ‫ْت َرب ََّك فَأَتَا ُه ْم فَقَا َل يَا ِإ ْخ َوتَا ْه أ َ ْغ َ‬ ‫ضب َ‬ ‫ض ْبتَ ُه ْم لَقَ ْد أ َ ْغ َ‬ ‫ت أ َ ْغ َ‬ ‫ُك ْن َ‬

‫(‪ )1‬وسمعت خشخشة‪ :‬بالخاءين والشينين المعجمات أي صوتا يحدث من تحرك األشياء اليابسة‬
‫واصطكاكها كالسالح والنعل والثوب‬
‫(‪ )2‬فوقع في نفس رسول هللا ما شاء هللا أن يقع‪ :‬أي من الميل إلى طردهم طمعا في إسالم األكابر‬
‫المتفرع عليه إسالم الكل بعدهم‬
‫(‪ )3‬أما الرجل‪ :‬أي النبي صلى هللا عليه وسلم ‪ ،‬فقد أخذته رأفة‪ :‬أي شدة رحمة ‪ ،‬إال ضنا‪ :‬بكسر الضاد‬
‫المعجمة وتشديد النون أي شحا وبخال ‪ ،‬فإن هللا ورسوله يصدقانكم ‪ :‬أي في إخباركم عن أخباركم ‪،‬‬
‫ويعذرانكم‪ :‬بفتح أوله ويضم أي يقبالن ما ذكرتم من اعتذاركم فيما قلتم من دعوى الضنة‬
‫‪409‬‬ ‫قطاف ثمار الملخين في شرح كتاب صحاح‬
‫الشيخين‬
‫َّللاُ لَ َك يَا أ ُ َخ َّ‬
‫ي‪.‬‬ ‫َّ‬
‫َّللا ‪‬‬ ‫سو ُل َّ ِ‬ ‫وم الفَتْحِ فَقَا َل َر ُ‬ ‫َّللاِ ‪ ‬ي َ‬ ‫سو ِل َّ‬ ‫‪ -2636‬وعن أبي هريرة قَا َل كنا مع َر ُ‬
‫ار أ َ َّما‬ ‫ص ُ‬‫ت األ َ ْن َ‬ ‫لسالَ َح فَ ُه َو ِآم ٌن فَقَالَ ِ‬ ‫س ْف َيانَ فَ ُه َو ِآم ٌن َو َم ْن أ َ ْلقَى ا ِ‬ ‫ار أ َ ِبى ُ‬ ‫َم ْن دَ َخ َل دَ َ‬
‫َّللا ‪‬‬ ‫سو ِل َّ ِ‬ ‫علَى َر ُ‬ ‫ى َ‬ ‫ِيرتِ ِه َو َر ْغبَةٌ فِى قَ ْريَتِ ِه َونَزَ َل ْال َو ْح ُ‬ ‫الر ُج ُل فَقَ ْد أَ َخذَتْهُ َرأْفَةٌ ِب َعش َ‬ ‫َّ‬
‫َّللاِ‬‫ع ْبد ُ َّ‬ ‫ِيرتِ ِه َو َر ْغ َبةٌ ِفى قَ ْر َيتِ ِه َكالَّ ِإ ِني َ‬ ‫ْ‬
‫الر ُج ُل فَقَ ْد أَ َخذَتْهُ َرأفَةٌ ِب َعش َ‬ ‫ْ‬
‫قَا َل قُلت ُ ْم أ َ َّما َّ‬
‫َّللاِ َما قُ ْلنَا‬‫َّللا َو ِإلَ ْي ُك ْم ْال َم ْحيَا َم ْحيَا ُك ْم َو ْال َم َماتُ َم َمات ُ ُك ْم قَالُوا َو َّ‬ ‫سولُهُ هَا َج ْرتُ ِإلَى َّ ِ‬ ‫َو َر ُ‬
‫ص ِدقَا ِن ُك ْم َويُ ْعذ َِرا ِن ُك ْم‪.‬‬ ‫سولَهُ يُ َ‬ ‫سو ِل ِه قَا َل فَإ ِ َّن َّ‬
‫َّللاَ َو َر ُ‬ ‫اَّللِ َو َر ُ‬ ‫ضنًّا بِ َّ‬ ‫إِالَّ َ‬
‫ار َوأل َ ْبن ِ‬
‫َاء‬ ‫ص ِ‬ ‫َّللاِ ‪ ‬اللَّ ُه َّم ا ْغ ِف ْر ِلأل َ ْن َ‬ ‫سو ُل َّ‬ ‫ع ْن زَ ْي ِد ب ِْن أَ ْرقَ َم قَا َل قَا َل َر ُ‬ ‫‪َ -2637‬و َ‬
‫ار‪.‬‬ ‫ص ِ‬ ‫َاء األ َ ْن َ‬ ‫َاء أ َ ْبن ِ‬
‫ار َوأ َ ْبن ِ‬ ‫ص ِ‬ ‫األ َ ْن َ‬
‫ار ِإ ْن‬ ‫َّللا ‪ِ ‬إ ِني أل َ ْر ُجو أ َ ْن ال يَ ْد ُخ َل النَّ َ‬ ‫سو ُل َّ ِ‬ ‫ت قَا َل َر ُ‬ ‫صةَ قَالَ ْ‬ ‫ع ْن َح ْف َ‬ ‫‪َ -2638‬و َ‬
‫ْس قَ ْد قَا َل هللا تعالى { َوإِ ْن‬ ‫َّللاِ أَلَي َ‬
‫سو َل َّ‬ ‫ش ِهدَ بَد ًْرا‪َ ،‬و ْال ُحدَ ْي ِبيَةَ قُ ْلتُ يَا َر ُ‬ ‫َّللاُ أ َ َحدٌ َ‬ ‫شَا َء َّ‬
‫ِم ْن ُك ْم ِإال َو ِاردُهَا} قَا َل فَ َل ْم ت َ ْس َم ِعي ِه َيقُو ُل {ث ُ َّم نُ َن ِجي الَّذِينَ ات َّ َق ْوا} وفي رواية الَ‬
‫ش َج َرةِ أ َ َحد ٌ الَّذِينَ بَا َيعُوا تَ ْحتَ َها‪.‬‬ ‫ب ال َّ‬‫ص َحا ِ‬ ‫َّللاُ ِم ْن أ َ ْ‬ ‫ار ِإ ْن شَا َء َّ‬ ‫يَ ْد ُخ ُل النَّ َ‬
‫ص َعد ُ الث َّ ِنيَّةَ ثَ ِنيَّةَ ْال ُم َر ِار‬ ‫َّللا ‪َ ‬م ْن َي ْ‬ ‫سو ُل َّ ِ‬ ‫َّللاِ قَا َل قَا َل َر ُ‬ ‫ع ْن َجا ِب ِر ب ِْن َع ْب ِد َّ‬ ‫‪َ -2639‬و َ‬
‫ص ِعدَهَا َخ ْيلُنَا َخ ْي ُل َبنِى‬ ‫ط َع ْن بَ ِنى ِإس َْرائِي َل فَ َكانَ أَ َّو َل َم ْن َ‬ ‫ط َع ْنهُ َما ُح َّ‬ ‫فَإِنَّهُ يُ َح ُّ‬
‫ب ْال َج َم ِل‬ ‫اح َ‬ ‫ص ِ‬‫ور لَهُ إِالَّ َ‬ ‫َّللا ‪ُ ‬كلُّ ُك ْم َم ْغفُ ٌ‬ ‫سو ُل َّ ِ‬ ‫اس فَقَا َل َر ُ‬ ‫ْالخ َْز َرجِ ث ُ َّم تَتَا َّم النَّ ُ‬
‫ضالَّ ِتى أ َ َحبُّ‬ ‫َّللاِ ‪ ‬قَا َل أل َ ْن أَ ِجدَ َ‬ ‫سو ُل َّ‬ ‫األ َ ْح َم ِر فَأَت َ ْينَاهُ فَقُ ْلنَا لَهُ ت َ َعا َل يَ ْستَ ْغ ِف ْر لَ َك َر ُ‬
‫احبُ ُك ْم‪.1‬‬ ‫ص ِ‬ ‫ى ِم ْن أ َ ْن يَ ْست َ ْغ ِف َر ِلى َ‬ ‫إِلَ َّ‬

‫(‪ )1‬من يصعد الثنية‪ :‬الطريق العالي في الجبل ‪ ،‬ثنية المرار‪ :‬بالنصب بدل أو عطف بيان والمرار بضم‬
‫الميم وهو موضع بين مكة والحديبية من طريق المدينة ‪ ،‬ثم تتام‪ :‬بتشديد الميم تفاعل من التمام أي تتابع‬
‫الناس وجاءوا كلهم وتموا والمعنى صعد الثنية كلهم ‪ ،‬إال صاحب الجمل األحمر‪ :‬وهو عبد هللا بن أبي‬
‫رئيس المنافقين‬
‫‪410‬‬ ‫قطاف ثمار الملخين في شرح كتاب صحاح‬
‫الشيخين‬
‫باب ذكر اليمن والشام وذكر أويس القرني‬
‫الفصل األول‬
‫ع ِن النَّ ِبي ِ ‪ ‬قَا َل أ َتَا ُك ْم أ َ ْه ُل ْاليَ َم ِن ُه ْم أ َ َر ُّق أ َ ْفئِدَة ً َوأ َ ْليَ ُن‬
‫ع ْن أ َ ِبي ُه َري َْرة َ َ‬
‫‪َ -2640‬‬
‫س ِكينَةُ‬ ‫البِ ِل َوال َّ‬
‫ب ِ‬ ‫ص َحا ِ‬ ‫ان َو ْال ِح ْك َمةُ َي َمانِيَةٌ َو ْالفَ ْخ ُر َو ْال ُخ َيالَ ُء فِي أ َ ْ‬ ‫ان يَ َم ٍ‬ ‫قُلُوبًا ِ‬
‫الي َم ُ‬
‫ار فِي أ َ ْه ِل ْال َغن َِم‪.‬‬ ‫َو ْال َوقَ ُ‬
‫ق َو ْالفَ ْخ ُر َو ْال ُخيَالَ ُء‬ ‫س ْال ُك ْف ِر ن َْح َو ْال َم ْش ِر ِ‬ ‫َّللا ‪َ ‬رأْ ُ‬
‫سو ُل َّ ِ‬ ‫ع ْنهُ قَا َل قَا َل َر ُ‬ ‫‪َ -2641‬و َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫س ِكي َنة فِي أ ْه ِل ال َغن َِم ‪.‬‬
‫‪1‬‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ال ِب ِل َوالفَدَّادِينَ أ ْه ِل ال َو َب ِر َوال َّ‬ ‫فِي أ َ ْه ِل ْال َخ ْي ِل َو ِ‬
‫ت ْال ِفت َ ُن‬ ‫ي ‪ ‬قَا َل ِم ْن هَا ُهنَا َجا َء ِ‬ ‫ع ِن النَّ ِب َّ‬‫ع ْن أَبِي َم ْسعُو ٍد األنصاري ِ َ‬ ‫‪َ -2642‬و َ‬
‫ب‬‫صو ِل أ َ ْذنَا ِ‬ ‫ُ‬
‫ب ِفي ْالفَدَّادِينَ أ َ ْه ِل ْال َو َب ِر ِع ْندَ أ ُ‬ ‫ظ ْالقُلُو ِ‬ ‫ق َو ْال َجفَا ُء َو ِغلَ ُ‬ ‫ن َْح َو ْال َم ْش ِر ِ‬
‫ض َر‪.2‬‬‫ال ِب ِل َو ْالبَقَ ِر ِفي َر ِبي َعةَ َو ُم َ‬ ‫ِ‬
‫الفصل الثاني‬
‫ار ْك لَنَا فِي‬ ‫ار ْك لَنَا فِي شَأ ْ ِمنَا اللَّ ُه َّم بَ ِ‬
‫ي ‪ ‬اللَّ ُه َّم بَ ِ‬ ‫ع َم َر قَا َل قَا َل النَّ ِب ُّ‬
‫ع ِن اب ِْن ُ‬
‫‪َ -2643‬‬
‫شا ِمنَا اللَّ ُه َّم بَ ِ‬
‫ار ْك لَنَا‬ ‫ار ْك لَنَا فِي َ‬ ‫َّللاِ ‪َ ‬وفِي ن َْج ِدنَا قَا َل اللَّ ُه َّم بَ ِ‬ ‫سو َل َّ‬ ‫يَ َمنِنَا قَالُوا يَا َر ُ‬
‫الزالَ ِز ُل َو ْال ِفت َ ُن‬ ‫سو َل هللاِ َوفِي ن َْج ِدنَا فَأ َ ُ‬
‫ظنُّهُ قَا َل فِي الثَّا ِلثَةَ ُهن َ‬
‫َاك َّ‬ ‫فِي َي َمنِنَا قَالُوا يَا َر ُ‬
‫ان‪.3‬‬
‫ط ِ‬ ‫ش ْي َ‬ ‫َو ِب َها َي ْ‬
‫طلُ ُع قَ ْر ُن ال َّ‬
‫الفصل الثالث‬
‫َّللا ‪ ‬قَا َل ِإ َّن َر ُجالً‬
‫سو ُل َّ ِ‬ ‫ع ْنهُ أ َّن َر ُ‬ ‫ي هللاُ َ‬ ‫ض َ‬ ‫ب َر ِ‬ ‫َطا ِ‬ ‫بن ْالخ َّ‬ ‫ع َم َر ِ‬ ‫ع ْن ُ‬ ‫‪َ -2644‬‬
‫عا َّ‬
‫َّللاَ‬ ‫غي َْر أ ُ ٍم لَهُ قَ ْد َكانَ بِ ِه َبيَ ٌ‬
‫اض فَدَ َ‬ ‫ْس الَ يَدَعُ بِا ْل َي َم ِن َ‬ ‫يَأْتِي ُك ْم ِمنَ ْاليَ َم ِن يُقَا ُل لَهُ أ ُ َوي ٌ‬
‫َار أ َ ِو الد ِْره َِم فَ َم ْن لَ ِق َيهُ ِم ْن ُك ْم فَ ْل َي ْست َ ْغ ِف ْر لَ ُك ْم وفي رواية‬ ‫ض َع الدِين ِ‬ ‫فَأ َ ْذ َه َبهُ َ‬
‫ع ْنهُ ِإالَّ َم ْو ِ‬
‫َّللاِ ‪ ‬يَقُو ُل إِ َّن َخي َْر التَّابِ ِعينَ َر ُج ٌل يُقَا ُل لَهُ أ ُ َوي ٌ‬
‫ْس َولَهُ َوا ِلدَة ٌ‬ ‫سو َل َّ‬ ‫س ِم ْعتُ َر ُ‬ ‫قَا َل َ‬
‫اض فَ ُم ُروهُ فَ ْل َي ْست َ ْغ ِف ْر َل ُك ْم‪.‬‬ ‫َو َكانَ ِب ِه َب َي ٌ‬

‫(‪ )1‬رأس الكفر نحو المشرق ‪ :‬أي ظهور الكفر من قبل المشرق ‪ ،‬والفدادين‪ :‬بالتشديد ويخفف أي وفي‬
‫الفالحين عطف على أهل الخيل ‪ ،‬أهل الوبر‪ :‬بفتح الواو والموحدة شعر البل وهو بالجر بدل أو بيان‬
‫والمراد بهم سكان الصحاري ألن بيوتهم غالبا خيام من الشعر‬
‫(‪ )2‬عند أصول أذناب اإلبل والبقر‪ :‬أي هم تبع ألصولها ويمشون خلفها للرعي فيهما أو لثارة األرض‬
‫خلف البقر ولسقي الماء خلفهما‬
‫(‪ )3‬قرن الشيطان‪ :‬أي حزبه وأهل وقته وزمانه وأعوانه‬
‫‪411‬‬ ‫قطاف ثمار الملخين في شرح كتاب صحاح‬
‫الشيخين‬
‫ب َو ْال َجفَا ُء فِى ْال َم ْش ِر ِ‬
‫ق‬ ‫َّللاِ ‪ِ ‬غلَ ُ‬
‫ظ ْالقُلُو ِ‬ ‫ع ْن َجا ِب ٍر قَا َل قَا َل َر ُ‬
‫سو ُل َّ‬ ‫‪َ -2645‬و َ‬
‫از‪.‬‬‫ان فِى أ َ ْه ِل ْال ِح َج ِ‬
‫الي َم ُ‬
‫َو ِ‬

‫باب ثواب هذه األمة‬


‫الفصل األول‬
‫ي ‪ ‬يَقُو ُل الَ يَزَ ا ُل ِم ْن أ ُ َّمتِي أ ُ َّمةٌ قَا ِئ َمةٌ ِبأ َ ْم ِر‬ ‫‪ -2646‬عن ُم َعا ِويَةَ قال َ‬
‫س ِم ْعتُ النَّ ِب َّ‬
‫ض ُّر ُه ْم َم ْن َخذَلَ ُه ْم َوالَ َم ْن خَالَفَ ُه ْم َحتَّى يَأ ْ ِت َي ُه ْم أ َ ْم ُر هللاِ َو ُه ْم َ‬
‫علَى ذَ ِل َك‪.‬‬ ‫هللاِ الَ يَ ُ‬
‫الفصل الثاني‬
‫هللا ‪ ‬قَا َل ِإنَّ َما أ َ َجلُ ُك ْم فِي أ َ َج ِل َم ْن َخالَ ِمنَ‬ ‫ع ْن َر ُ‬
‫سو ِل ِ‬ ‫ع َم َر َ‬
‫ع ِن اب ِْن ُ‬
‫‪َ -2647‬‬
‫ش ْم ِس َو ِإنَّ َما َمثَلُ ُك ْم َو َمثَ ُل ْاليَ ُهو ِد‬ ‫ب ال َّ‬ ‫ص ِر ِإلَى َم ْغ ِر ِ‬ ‫صالَةِ ْال َع ْ‬ ‫األ ُ َم ِم َما َبيْنَ َ‬
‫علَى‬ ‫ار َ‬ ‫ف النَّ َه ِ‬‫ص ِ‬ ‫ع َّماالً فَقَا َل َم ْن يَ ْع َم ُل ِلي إِلَى نِ ْ‬ ‫ارى َك َر ُج ٍل ا ْستَ ْع َم َل ُ‬ ‫ص َ‬ ‫َوالنَّ َ‬
‫يراطٍ ث ُ َّم قَا َل َم ْن َي ْع َم ُل‬ ‫يراطٍ قِ َ‬‫ع َلى قِ َ‬ ‫ار َ‬ ‫ف النَّ َه ِ‬ ‫ص ِ‬ ‫ت ْاليَ ُهود ُ ِإلَى نِ ْ‬ ‫يراطٍ فَ َع ِملَ ِ‬ ‫يراطٍ قِ َ‬ ‫قِ َ‬
‫ارى ِم ْن‬ ‫ص َ‬ ‫ت النَّ َ‬ ‫يراطٍ فَ َع ِملَ ِ‬ ‫يراطٍ قِ َ‬ ‫علَى قِ َ‬ ‫ص ِر َ‬ ‫صالَةِ ْالعَ ْ‬ ‫ار إِلَى َ‬ ‫ف النَّ َه ِ‬ ‫ص ِ‬ ‫ِلي ِم ْن نِ ْ‬
‫يراطٍ ث َّم قَا َل َم ْن َي ْع َم ُل ِلي ِم ْن‬ ‫يراطٍ ِق َ‬ ‫علَى ِق َ‬ ‫ص ِر َ‬ ‫صالَ ِة ْال َع ْ‬ ‫ار ِإلَى َ‬ ‫ف النَّ َه ِ‬ ‫ص ِ‬‫ِن ْ‬
‫طي ِْن أَالَ فَأ َ ْنت ُ ُم الَّذِينَ يَ ْع َملُونَ‬
‫يرا َ‬ ‫طي ِْن قِ َ‬ ‫يرا َ‬ ‫علَى قِ َ‬ ‫ش ْم ِس َ‬ ‫ب ال َّ‬ ‫ص ِر ِإلَى َم ْغ ِر ِ‬ ‫صالَةِ ْال َع ْ‬ ‫َ‬
‫ت اليَ ُهودُ‬‫ْ‬ ‫َضبَ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ب الش ْم ِس أال لك ُم األ ْج ُر َم َّرتي ِْن فغ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬
‫ص ِر إِلى َمغ ِر ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫صالةِ العَ ْ‬ ‫َ‬ ‫ِم ْن َ‬
‫ظ َل ْمت ُ ُك ْم ِم ْن َح ِق ُك ْم َ‬
‫ش ْيئًا‬ ‫َّللاُ ه َْل َ‬
‫طا ًء قَا َل َّ‬ ‫ع َ‬ ‫ع َمالً َوأَقَ ُّل َ‬ ‫ارى فَقَالُوا ن َْح ُن أ َ ْكث َ ُر َ‬ ‫ص َ‬ ‫َوالنَّ َ‬
‫ْتُ ‪1‬‬
‫ْطي ِه َم ْن ِشئ ‪.‬‬ ‫ض ِلي أُع ِ‬ ‫قَالُوا الَ قَا َل فَإِنَّهُ فَ ْ‬
‫الفصل الثالث‬
‫َّللاِ ‪ ‬قَا َل ِم ْن أَش َِد أ ُ َّم ِتى ِلى ُحبًّا نَا ٌ‬
‫س َي ُكونُونَ‬ ‫ع ْن أ َ ِبى ُه َري َْرة َ أ َ َّن َر ُ‬
‫سو َل َّ‬ ‫‪َ -2648‬‬
‫بَ ْعدِى َي َودُّ أ َ َحد ُ ُه ْم لَ ْو َرآنِي ِبأ َ ْه ِل ِه َو َما ِل ِه‪.‬‬

‫(‪ )1‬على قيراط قيراط ‪ :‬أي نصف دانق على ما في الصحاح وقيل القيراط جزء من أجزاء الدينار وهو‬
‫نصف عشرة في أكثر البالد وكرر قيراط للداللة على أن األجر لكل واحد منهم قيراط ال أن مجموع‬
‫الطائفة قيراط‬
‫‪412‬‬ ‫قطاف ثمار الملخين في شرح كتاب صحاح‬
‫الشيخين‬

‫يقول جامع هذا الكتاب أفقر فقراء الورى إلى رحمة ربه الحق الحميد الباري‬
‫أبو الحق محمد عبد الباري ابن العالم الفاضل الصالح العادل الشيخ أحمد‬
‫المولوي الشافعي القادري الرفاعي‬
‫الملباري كان لهما الباري بحق عبده الساري فرغت من تبييضه بكرة يوم‬
‫الخميس‬
‫السابع عشر من شهر الجمادي األولى سنة أربعة وثمانين وثالثمائة بعد األلف‬
‫من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصالة وأزكى التحيات‬
‫جزى هللا الجامع والكاتب والقارئ والسامع والناقل‬
‫والمعين والمحب والمحسن والناظر خير الجزاء آمين‬
‫برحمتك يا أرحم الراحمين‬
‫والحمد لل رب العالمين‪.‬‬

You might also like