جدلية الاغتراب والاعتراف- التأصيل الفلسفي لفكرة الاعتراف عند أكسل هونت

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 7

‫جدلية االغتراب واالعتراف‬

‫"التأصيل الفلسفي لفكرة اإلعتراف عند أكسل هونيث"‬

‫أ‪ .‬مونيس أحمد‪ :‬جامعة علي أونيسي ـ البليدة‪2‬‬


‫‪Ahmed3814@hotmail.com‬‬

‫يعد مفهوم اإلعتراف من المفاهيم األساسية في الفلسفة السياسية المعاصرة‪،‬‬


‫فاالعتراف ‪ le reconnaissance‬له عالقة قوية بمفهوم االغتراب الهيغلي‪،‬وعلى‬
‫هذا األساس يعد هيجل بحق من كبار مشارب أكسل هونيث‪axel honneth1‬الذي‬
‫وجد تربة خصبة من خالل الخطاب الهيجلي خاصة تلك الظواهر المالمسة للمجتمع‬
‫والطبيعة االنسانية‪ ،‬لعل أبرزها الحق والجدل وكذا االغتراب ومن خالل هذه البنى‬
‫الفكرية طور نظريته حول اإلعتراف‪ ،‬وكذلك مقولة التشيؤ التي أخذت اليوم أشكاال‬
‫وصورا جديدة في مختلف أشكال الحياة اإلنسانية‪ ،‬وذلك بعد تفشي الطابع األداتي‬
‫الذي طغى على مختلف ميادين الحياة المعاصرة‪ ،‬ولهذا عمل أكسل هونيث على‬
‫تفسير التجاوز األحادي والوصفي الذي قدمه جورج لوكاش من خالل دراسة نقدية‬
‫لمفهوم التشيؤ ببحثه عن أشكال أبعاد أخرى للتشيؤ ضمن رؤى أنطولوجية‬
‫واجتماعية وأخالقية‪ .‬ومنه سنحاول في هذه الورقة البحث تقديم نظرية اإلعتراف‬
‫وكيفية تحقيقها وهذا من خالل الوقوف عند نماذجها المعيارية الثالثة‪ ،‬وكذلك الوقوف‬
‫وتسليط الضوء على موضوع االغتراب عند هيجل باعتباره السباق في هذا الطرح‪.‬‬
‫أوال‪ :‬االغتراب كبنية لالعتراف‬
‫يقول هونيث" وهنا رجعت إلى هيجل الذي ألهمني في صياغة أطروحتي‪،‬‬
‫فهذه طريقة من الطرق لالنخراط في التقليد النقدي ما دام هيجل لعب دورا كبيرا فيه‪،‬‬

‫‪ 1‬ولد الفيلسوف األلماني أكسل هونيث في مدينة إيسن‪ 1949‬درس الفلسفة وعلم االجتماع متأثرا في ذلك بأستاذه‬
‫يورغن هابرماس‪ ،‬ثم عمل على تأسيس فلسفة اجتماعية جديدة تقوم على براديغم جديد يسمى االعتراف وأمسى‬
‫له شهرة واسعة في الدول األوروبية والعالم األنغلوسكسوني وخاصة الواليات المتحدة وكندا وترجمت اهم أعماله‬
‫إلى اللغتين االنجليزية والفرنسية ولهونيث العديد من المؤلفات أهمها‪ :‬نقد مفهوم السلطة‪1985‬ـ الصراع من أجل‬
‫االعتراف‪ 1992‬ـ مجتمع اإلزدراء‪:‬نحو نظرية نقدية جديدة ‪ 2002‬ـ حول راهنية فلسفة هيجل ‪ 2001‬ـ التشيؤ‬
‫‪.2005‬‬
‫رجعت إلى هيجل الشاب حيث وجدت فكرة جيدة لديه مفادها أن المجتمعات تحافظ‬
‫على استقرارها عن طريق صراعات مجموعاتها من أجل االعتراف‪ ،‬وهذه الفكرة‬
‫التي انطلقت منها ألطور أطروحتي حول االعتراف فجميع المجتمعات تتمحور حول‬
‫دوائر االعتراف التي بموجبها تسمح ألفرادها بالدخول في اعتراف متبادل"‪1‬‬
‫فاالغتراب من المفاهيم المركزية في االخالق والسياسة‪ ،‬االنسان المغترب‬
‫بالمفهوم التاريخي لدى هيجل هو ذلك االنسان الذي يعيش في عالم ميت ال انساني‪،‬‬
‫عالم وصفه هيجل بأنه حياة متحركة لألموات" ومن هذه النقطة هيجل جعل من‬
‫االغتراب أداة للقضاء على هذا العالم الميت‪ ،‬فحسبه حضور الفرد يتجلى في مدى‬
‫ارتباطه العضوي والتكميلي للمجتمع الذي يعيش فيه والذي يأخذ فيه أدواره‬
‫االجتماعية والسياسية‪ .‬وبالتالي اكتمال الفرد يتوقف على هذا االرتباط واالنسجام‬
‫والتناغم واالعتراف المتبادل‪.‬‬
‫وقد ضرب هيجل أنواعا متعددة لالغتراب على مستوى الشخصية‪ ،‬فالنظم‬
‫االجتماعية وكذا الثقافية ولعل أخطرها حسب هيجل هو اغتراب الشخصية ويكمن‬
‫في الصدام بين ما هو ذاتي وما هو واقعي ويترتب عليه فقدان للسيطرة الفردية‪.‬‬
‫كما هو الحال بالنسبة الغتراب العبودية( انظر جدلية السيد والعبد)‬
‫وكذلك ينبها هيجل الغتراب فكري أو عقالني نتيجة القهر الناجم عن خضوع‬
‫شخص لشخص آخر يمارس قواه وسلطته الكاملة على تلك الشخصية‪ .‬وعليه التاريخ‬
‫البشري حسب هيجل هو تاريخ صراع من أجل اعتراف اآلخرين بحرية الذات‬
‫واستقاللها هذه الذات ال تعرف حقيقتها إال من خالل عالقتها باآلخرين أو من خالل‬
‫تفاعلها مع الذوات األخرى‪ ،‬وهذه الفكرة تظهر مدى التحول الذي جاء مع هيجل‬
‫الذي هو على نقيض من التقليد السياسي عند ميكيافيلي وهوبز‪ .‬وهو التقليد القائم على‬
‫فكرة الصراع‪ ،‬صراع اإليرادات والرغبات وحرب الجميع ضد الجميع التي تقف‬
‫حائل دون تحقيق االعتراف المتبادل بين األفراد وهناك شكل آخر من الصراع عند‬
‫هوبز "فإن الغزو إذا أردنا تحديده هو اكتساب حق السيادة بالنصر وهذا الحق يكتسب‬
‫بخضوع الشعب حيث يتعاقدون مع المنتصر واعدين بالطاعة مقابل الحياة‬
‫والحرية‪1‬وهنا يتبلور جليا الفرق بين فكر هوبز السياسي حول السيادة القائم على‬
‫االنتزاع واالخذ واالكتساب وفكر هيجل السيادة قائمة على اإلعتراف ومن هنا كان‬
‫الداعي إلى ضرورة اإلشارة إلى أن هيجل استخدم االغتراب من خالل نموذجين أو‬
‫االغتراب عند هيجل ذو طابع مزدوج أي استخدامه يشير إلى سلب المعرفة وسلب‬
‫الحرية يقول هيجل" عندما يكبح الوعي الذاتي مالذه أو ال يبالي بها يكشف عن‬
‫الحرية البسيطة لذاته أي الروح المغتربة هي التي يكون وعيها ذا طبيعة منقسمة‬
‫ومزدوجة ومجرد كائن متضاد" ولما كانت غاية الروح عند هيجل هي الحرية أو‬
‫وعيها بها(الحرية) فإن أول وعي عرفه العقل هو وعي كلي(جماعي) وخير ما يمثله‬
‫هو وعي جماعة بدائية والتي تندمج فيها كفردية داخل المجتمع المشترك ومن هنا‬
‫يشير هيجل إلى أن االنسان يقع في انفصال عن ماهيته ويرجع هذا االنفصال اللتزام‬
‫االنسان بحالتين تبدوان بنظره متالزمتين للعالم االنساني وهما الضرورة‬
‫واالغتراب‪ .‬فالضرورة هي االعتماد على الطبيعة ورضوخ االنسان مما تفرضه‬
‫عليه من حدود‪ ،‬فاإلرادة والضرورة كالهما يقعان داخل الخبرة الفردية كعامل‬
‫عقالني ‪،‬بذلك تكون ضرورته الخاصة بقدر ما تكون اإلرادة إرادته الخاصة‪ .‬وعليه‬
‫الكل يتفق على أن مفهوم االعتراف ترجع بداياته وجذوره للفيلسوف األلماني هيجل‪،‬‬
‫هذا المفهوم باعتباره محور الصراع بين الذوات وهذا من خالل تحليله لجدلية السيد‬
‫والعبد وهي جدلية تأتي نتيجة حتمية لرغبة االنسان في نزع االعتراف من طرف‬
‫آخر صراع إرادتين األولى إرادة السيد المتميزة بالقوة والمغامرة وهي إرادة السيد‬
‫المنتصر في الصراع والثانية تتميز بالخوف والخضوع وهي إرادة العبد المنهزم‪،‬‬
‫من خالل هذه الجدلية يشرع هيجل في تقوية مفهوم االعتراف حتى أصبح من‬
‫المفاهيم الكبرى في الفلسفة السياسية المعاصرة‪.‬‬
‫وفي األخير اإلنسان ال يتطور وال يرتقي إال من خالل عالقته بذلك اآلخر الذي‬
‫يحمله في صميم وجوده‪ ،‬وهذا لما كانت الحرية تتمثل في قدرة المرء على تحقيق‬
‫ذاته واول خطوة نحو معرفة االنسان لذاته وتثقيفها هي اعتراف من االنسان بانتمائه‬
‫لمجتمع متطور تاريخيا‪ ،‬وهذه بمثابة نقطة البداية لفكر هونيث وبداية التأصيل‬
‫الفلسفي لفكرة االعتراف‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬إيتيقا اإلعتراف عند هونيث‬
‫يمثل موضوع اإلعتراف أحد أهم مواضيع الفلسفة السياسية المعاصرة والفكر‬
‫األخالقي‪ ،‬فالمفهوم له عالقات مباشرة أو غير مباشرة بالنقاشات والرهانات‬
‫المرتبطة بالتعددية الثقافية وحقوق األقليات الوطنية والثقافية في المجتمعات‬
‫الليبرالية‪ .‬فتأسيس هونيث لما يمكن أن نطلق عليه قواعد أخالقية تجاه النزاعات‬
‫والصراعات االجتماعية‪ ،‬يتم من خالل مسار جديد لمفهوم الصراع من أجل‬
‫اإلعتراف الذي صاغه هيجل في كتاباته وخاصة كتابات الشباب والمتضمنة بجدلية‬
‫السيد والعبد ولكن االستثناء لقراءة هونيث صوب هذا المفهوم هو أنه ال يقوم بإحالته‬
‫فقط اتجاه مبدأ أنثروبولوجي أو صراع طبقي‪ ،‬بل يتجاوز ذلك من خالل طرحه في‬
‫الجانب األخالقي ألن الصراع من أجل االعتراف ينحو نحو اإلحباط أو ما أطلق‬
‫عليه بالتشيؤ* من خالل عدم تحقيق المطالب‪ ،‬وتلبية الوعود وإلى التطلع والترقب‬
‫واالنتظار لكل ما هو ضروري للهوية الفردية بصفة خاصة والجماعية بصفة عامة‪،‬‬
‫من خالل أفق يوفر ظروف اجتماعية تتناسب وقيام عالقات إيجابية مع الذات‬
‫واآلخرين‪.‬‬
‫لقد بلور هونيث نظريته النقدية أو ما يسمى باالعتراف ضمن كتابه" الصراع‬
‫من أجل اإلعتراف ‪ "1985‬وعلى هذا األساس يعتر بامتياز فيلسوف الجيل الثالث‬
‫لمدرسة فرانكفورت ‪ .‬وهذا بعد أن استفاد من تجربة هابرماس والكشف عن عيوبها‬
‫خاصة حول موضوع اختزاله للحياة االجتماعية وأشكال التواصل في البعد اللغوي‪.‬‬
‫وقبل الولوج مباشرة إلى شرح فكرة االعتراف عند هونيث‪ ،‬كان لزوما من أن نلق‬
‫نظرة أركيولوجية على المفهوم قبل هونيث‪ ،‬وعليه سنجد المفهوم جاء ضمن كتاب‬
‫التعددية الثقافية االختالف والديموقراطية لتشارلزتايلور‪ ،‬إلى كتاب المواطنة المتعددة‬
‫ليورغن‬ ‫الجهوي‬ ‫االندماج‬ ‫بكتاب‬ ‫مرورا‬ ‫كيميلكا‬ ‫لويل‬ ‫للثقافات‬
‫هابرماس‪ JürgenHabermas‬وكتاب سؤال الدولة األوروبية لجون مارك فيري‬
‫وكتاب الصراع من أجل االعتراف وكذا كتاب مسيرة االعتراف لبول ريكور‪ ،‬واذا‬
‫ما حاولنا البحث في المواضيع المتعلقة باالعتراف سنجده مقترن أساسا بمسألة‬
‫الهوية السياسية أو سياسة االعتراف التي تقع في صلب واشكاليات ورهانات التعددية‬
‫الثقافية والديموقراطية وحقوق االنسان‪.‬‬
‫وعليه نظرية االعتراف هذه تتشكل في نماذج معيارية تمثل شروطا ومضامين‬
‫ألخالقيات االعتراف هي‪:‬‬
‫‪ 03‬ـ التضامن‬ ‫‪02‬ـ الحق‬ ‫‪ 01‬ـ الحب‬
‫بحيث من خالل تفاعل النماذج الثالث يتأتى العيش الكريم وامكانية ضمان‬
‫الكرامة االنسانية والمشاركة الفعالة في العالم المعاش يقول هونيث" إنه يمكن فيها‬
‫ضمان األفراد لكرامتهم وتماميتهم وأعني بالتماميه هنا إدراك الذات بتأييد الغير لها‬
‫ضمن شبكة عالقتها العملية مع ذاتها وقدرتها على المشاركة في عالم المعيش‬
‫االجتماعي الذي يمكن أن يتضمن نتائج االعتراف الثالثة بصورة ملموسة‪ ،‬بحيث‬
‫تستطيع أن ترجع إلى نفسها من خالل الكيفيات اإليجابية للثقة بالنفس واحترام الذات‬
‫وتقديرها‪2‬‬
‫ومنه عامل الحب يعني الثقة بالنفس والحق من شأنه توفير الحقوق الفردية و‬
‫الجماعية‪ ،‬والتضامن عند تطبيقه يعني التأطير األخالقي والقيمي للبراكسيس‬
‫االجتماعي ‪ .‬ما يمكن استنتاجه من النماذج المعيارية الثالث هو ان النظرية عند‬
‫هونيث تقصي وبشكل واضح كل األدوات الماركسية وترجع مباشرة إلى‬
‫المصطلحات والمضامين الهيجلية‪ ،‬نظرية من شأنها أن تحرر اإلنسان ال تقيده‬
‫بإيديولوجيات ومشاريع ماركسية‪ ،‬فهونيث اعتمد كذلك في نظريته النقدية الجديدة‬
‫على براكسيس يعتمد على الطابع الصراعي لما هو اجتماعي لهذا نجده يعود إلى‬
‫أستاذه هابرماس الذي وطد العالقة بين النظرية والممارسة للحفاظ على الطابع‬
‫التوافقي التذاوتي مقابل العقل األداتي حيث تو تعويض براديغم االنتاج عند ماركس‬
‫ببراديغم التواصل عند هابرماس‪ ،‬لكن هذا األخير لم يبرز جيدا الطابع الصراعي لما‬
‫هو اجتماعي‪ .‬في حين يؤكد هونيث على حضور مفهوم اإلعتراف على أساس‬
‫اإلعتراف والخطاب بالنسبة له أيه نظرية اجتماعية تشتغل على عكس هذا المفهوم‬
‫فهي في الواقع تنكر معيش المجتمع‪ .‬يقول هونيث "اما في مجتمعاتنا الحديثة فيمكن‬
‫الحديث عن ثالث دوائر أوالها دائرة الحب حديثة ال تجدها في المجتمعات القديمة‬
‫ألنها مرتبطة بعدة إكراهات‪ .‬أما الثانية تتمحور حول السوق حيث تتحرك آلية‬
‫االعتراف المتبادل ‪،‬سأتحدث عن دائرة االحترام القانوني حيث ال يشكل السوق سوى‬
‫جزئه الصغير‪ ،‬فهذه الدائرة تتمحور حول القانون الحديث‪ ....‬لكل أشكال اإلعتراف‬
‫طابعها الرمزي وإن عالقة الجسد باالعتراف تجعل لالعتراف طابعا ماديا ‪3‬‬
‫أما الدائرة الثالثة هي مختلفة عن الدوائر األخرى حيث تتمحور حول‬
‫االعتراف المتبادل بين األفراد بالنظر إلى قدراتهم المحترمة‪ ،‬من هنا فإن أغلب‬
‫النزاعات هي من طبيعة طلب اإلعتراف‪ .3‬كما يذهب هونيث إلى أن أشكال‬
‫االعتراف تحدد من الناحية األخالقية التطلعات األساسية المشروعة في حقل أو نسيج‬
‫العالقات االجتماعية‪ ،‬ويقاس المجتمع في أخالقياته حسب هونيث بمدى امكانية‬
‫ضمان شروط االعتراف المتبادل بين األفراد‪ ،‬لكن تحقيق هذا اإلعتراف ال يمكن إال‬
‫داخل النزاعات أو الصراعات االجتماعية ولهذا يأخذ مفهوم الصراع أو النزاع دورا‬
‫أساسيا في صيرورة التطور االجتماعي‪.‬‬
‫إن لب اإلمكان تحقق اإلعتراف المتبادل من خالل التواصل اللغوي الذي يكون‬
‫مآل االتفاق والتوافق أو التفاهم على الصعيد االجتماعي‪ ،‬كما خص ذلك هابرماس‬
‫محاوال انقاذ الكوني منطلقا من مسلمته التي تستند إلى فكرة الفعل التواصلي األمثل"‬
‫وهو وضع خال من النزاعات والصراعات االجتماعية والسياسية‪ ،‬يضمن تساوي‬
‫المتحاورين قصد الوصول إلى اتفاق متبادل بين األطراف المشاركة في عملية‬
‫التواصل دون قهر أو عنف بل باالستناد على األسس الحجاجية والبرهانية ألن‬
‫النقاش الحر والعقالني يفترض ذلك‪.4‬‬
‫إن المجتمع عبارة عن أفراد يتحركون بدافع مصالحهم الخاصة ومن أجل إثبات‬
‫ذواتهم‪ ،‬ألن تحقيق الذات مرتبط أشد االرتباط باالعتراف المتبادل‪ ،‬لهذا ميز هونيث‬
‫بين ثالث مستويات لالعتراف وهي ‪:‬الحب‪ ،‬الحق‪ ،‬التضامنوإذا ما انتهكت أحد هذه‬
‫المستويات فإن الذات ستعبر هذا انتهاكا ومسارا خطيرا بكامل الذات سواء من‬
‫الجانب األخالقي أو االجتماعي أو السياسي‪ ،‬بيد أن هناك الكثير من األسئلة التي ال‬
‫تزال عالقة من قبيل ما هو النمط الذي ستتخذه الثقافة األخالقية والسياسية في هذا‬
‫العصر‪ ،‬لمحاربة اإلقصاء وإعطاء فرصة سانحة لكل المزدرئين والمقصيين‬
‫والمحتقرين‪.‬‬

‫قائمة المراجع‪:‬‬
‫‪ 01‬ــ كمال بومنير‪ ،‬النظرية النقدية لمدرسة فرانكفورت من ماركس‬
‫هوركهايمر إلى أكسل هونيث‪ ،‬منشورات االختالف الجزائر ط‪.2010 1‬ص‪111‬‬
‫‪ 02‬ــ نور الدين علوش‪ ،‬حوارات في الفلسفة السياسية المعاصرة‪ ،‬دار الروافد‬
‫الثقافية(ابن النديم للنشر والتوزيع) ط‪161‬‬
‫‪ 3‬ــ الزواوي بغوره ـ االعتراف من أجل مفهوم جديد للعدل‪،‬دراسة في الفلسفة‬
‫االجتماعية ـ دار الطليعة ـ بيروت ط‪ 2012 1‬ص ‪169‬‬
‫‪ 4‬ـ هونيث أكسل ‪ ،‬ثالثة أشكال معيارية لإلعتراف ضمن كتاب كمال بومنير‬
‫‪،‬النظرية النقدية لمدرسة فرانكفورت‪ ،‬مدرسة كنوز الحكمة للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‬
‫ط‪ 2010 1‬ص ‪150‬‬

You might also like