‫المقاربة النظرية ‪:‬‬

‫أوال‪:‬البنائية الوظيفية ‪:‬‬

‫تعتبر البنائية الوظيفية من النظريات التي تهتم لدراسة العالقات القائمة بين العناصر داخل أجزاء البناء‬
‫االجتماعي الكلي ‪،‬ويتزعمها "تالكوت بارسونز"الذي أكد أن الوظيفية هي الدور الذي يلعبه النظام في البناء‬
‫االجتماعي بحيث يعتبر المكانة والدور وحدات النسق االجتماعي ‪.‬‬

‫ويقول أن أي نسق وعلى أي مستوى يحبب أن ينتهي بأربعة متطلبات إذا كان يريد البقاء‪ ،‬وهذه المستلزمات‬
‫الوظيفية هي كما يلي‪:‬التكيف _تحقيق الهدف_ التكامل_ المحافظة على النمط‬
‫(‪)......................................................................................................‬‬

‫وتستخدم هذه النظرية في دراسة األسرة من خالل فهم موضوعاتها التي تواجه متطلبات عديدة نظرا لتعدد‬
‫االهتمامات والموضوعات المتاحة داخل األسرة مثل العالقة بين الزوج والزوجة ‪،‬واألبناء واألنساق األخرى في‬
‫المجتمع ‪ ،‬وترى النظرية أن األسرة تسعى من خالل تأديتها للوظائف إلى تحقيق التوازن الداخلي لبنائها ‪.‬‬

‫ولقد حدد بارسونز في نظريته أهمية تقسيم العمل بين الجنسين إذ يقتصر دور المرأة على الوظيفة العائلية أما‬
‫الزوج فيختص بالعمل واإلنتاج ‪.‬‬

‫ولكن نظرا للتغيرات التي شهدها مختلف المجتمعات أدت إلى تغير مختلف األدوار داخل األسرة والسيما تلك‬
‫المتعلقة بالمرأة ‪،‬وذلك من بخروجها للعمل وتغيرت وظيفتها التقليدية أال وهي اإلشراف على رعاية األطفال‬
‫وتدبير شؤون المنزل ‪ ،‬واكتسبت وظيفة إضافية جديدة وهذا ما قد يؤثر على باقي الوظائف األسرية مما يؤدي‬
‫إلى تغير في بناء األسرة‪.‬‬

‫وقد عالج من خالل تجاهه الوظيفي الواضح عدة موضوعات في مجال االجتماع األسري كتحليله لألسرة‬
‫الحديثة وعملية التنشئة االجتماعية وتداوله للعالقات بين لزوجين (سامية مصطفى الخشاب ‪،‬النظرية الجتماعية‬
‫ودراسة األسرة ‪،‬دار المعرفة ‪،‬الطبعة األولى القاهرة ‪،1982،‬ص ‪) 13‬‬

‫وبما أن المجتمع مكون من أجزاء وأبنية مترابطة تعمل على تحقيق االستقرار األسري إال أن مشكلة التغيرات‬
‫التي تطرأ على النسق االجتماعي تؤدي الى ظهور اضطرابات ومشاكل يخل باتزان واستقرار النسق األسري‬
‫ككل ‪.‬‬

‫فاألم مثال كانت مسؤولة عن استقرار أسرتها وذلك بقيامها مختلف المهام األسرية ولكن بازدواجية أدوارها ما‬
‫بين أداء مهامها األسرية والوظيفية قد يحدث خلل في أهم وظيفة تقوم بها وهي الوظيفة األسرية مما يؤدي إلى‬
‫ظهور مشاكل داخل األسرة قد تنعكس على أداء مهامها الجديدة وبالتالي فان النظرية البنائية الوظيفية ال تؤمن‬
‫بالتغيير ألنها تؤكد على وجود مجموعة من العناصر تحقق التوازن داخل النسق االجتماعي بفعل التغيرات التي‬
‫تطرأ عليه‪ ،‬وأرجعت هذه المهمة إلى الزوج والزوجة باعتبارهما الشخصين الوحيدين الذين بإمكانهما جعل‬
‫األسرة مستقرة والعكس صحيح ‪.‬‬