Professional Documents
Culture Documents
التحقق من مصادر المعلومات على الانترنت
التحقق من مصادر المعلومات على الانترنت
إدارة المعلومات
الحمد رب العالمين ،و الصالة و السالم على رسول ﷲ ﻣحمد بن عبد ﷲ ،خاتم األنبياء و
المرسلين صلى ﷲ عليه وآله وسلم .
االنترنت و ﻣنذ ظھور الويب أو الشبكة العالمية قبل نحو عقدين ﻣن الزﻣان قد ﻣألت الدنيا و
شغلت الناس .
و للباحث أن ي ّدعي أنھا ﻣن أكمل اختراعات عقل اإلنسان إن لم تكن نھاية ﻣا يصل إليه ھذا
العقل ،فھل ھناك اكبر ﻣن أن تتشارك و تتالقح عقول وعلوم الناس -ﻣنذ ﻣا يسمى بعصر العلم
والنھضة قبل نحو أربعة قرون – على صعيد واحد تأخذ ﻣنھا ﻣا تشاء وتدع ﻣا تشاء ،ھذا في
حال لو كانت ھذه الشبكة العالمية ھي شبكة ﻣثالية كاﻣلة ال نقص فيھا أو أن الناس القابعين خلف
حواسيبھم ھم ﻣجتمع ﻣثالي يُخرجون أفضل ﻣا عندھم ﻣن علم أو كمال أو خلق حسن ؛ ولكن ُكتب
على ھذا االختراع الجميل أن يختلط فيه الحابل بالنابل ،و أن يختلط فيه جھل وظلم اإلنسان
بعلمه و عدله ،وأن تختلط فيه الحقائق بركام ﻣن الجھل و المغالطات حتى أصبحت الحقائق في
كثير ﻣن األحيان قليلة ﻣقارنة بغيرھا ،و أن يتم فيه تقييد الوصول الكاﻣل للمعلوﻣات و حرية
تبادلھا ،و حتى أصبح على الباحث أن يجتھد و يسھر الليالي ذوات العدد حتى يتحقق ﻣن ﻣعلوﻣة
أو حقيقة أو خبر .و ھذه ھي ضريبة ھذا االختراع الجميل و ھذه ھي حال الدنيا كما قال الشاعر:
وﻣما سبق آنفا ينبغي على الباحث إتباع ﻣنھج و خطوات ﻣدروسة للتحقق ﻣن ﻣصادر المعلوﻣات
على االنترنت .و فيما يلي ﻣن ورقات سوف نناقش -إن شاء ﷲ -بعض ھذه الخطوات علھا
تكون ﻣعالم و ﻣنارات في سبيل التحقق ﻣن ﻣصادر المعلوﻣات يكون فيھا الھدى و السداد و ﷲ
الھادي .
المعلومات ،طبيعتھا و قيمتھا وقوانينھا
ﻣعرفة ﻣا تتميز به المعلوﻣات عن غيرھا ؛ ھو أول الخطوات في سبيل التحقق ،فمعرفة الشيء
فرع عن تصوره ،فالذي ال يعرف أو يتصور طبيعة المعلوﻣات كيف له أن يتحقق ﻣنھا .
وقد ذكر حسن الرزو ﻣجموعة ﻣن القوانين تحكم المعلوﻣات و درجة قيمتھا نذكر ﻣنھا ﻣا يناسب
البحث :
الموارد المادية لھا خاصية انخفاض العوائد بزيادة نسبة االستخدام ،فعلى سبيل المثال
الطائرات تنخفض قيمتھا على أساس ساعات طيرانھا و تحليقھا في الجو ،و الوحدات
الصناعية على أساس عدد سنوات تشغيلھا .غير أن المعلوﻣات ال تعاني ﻣن ھذه
الظاھرة ،و لكن تزداد قيمتھا كلما زاد استخداﻣھا ) الرزو ،٢٠٠٧ ،ص ،٧١
بتصرف(.
شأن بقية أنواع الموجودات االقتصادية ،إن قيمة الموجودات المعلوﻣاتية تكون عرضة
لالندثار ،والفساد ،والتلف ﻣع ﻣرور الزﻣن .وتعتمد سرعة فقدانھا للقيمة الكاﻣنة
بمفرداتھا على طبيعة المعلوﻣات ،فعلى سبيل المثال عندﻣا يقوم العميل بتغيير عنوانه،
تتالشى أھمية المعلوﻣات المتعلقة بعنوانه القديم ) .الرزو ،٢٠٠٧ ،ص ،٧٢بتصرف (.
ال شك في أنه كلما كانت المعلوﻣات أكثر دقة ،و تعبيرا عن الموضوع الذي تصفه ،
تصبح أكثر فائدة ،وذات قيمة أعلى .إن ﻣستوى الدقة المطلوبة في البيانات تعتمد إلى حد
كبير على طبيعة المعلوﻣات ،واآللية المقترحة الستخداﻣھا .ففي بعض أنواع المعلوﻣات
تعد نسبة الدقة ١٠٠في المائة ﻣطلبا أساسيا لصحة استخداﻣھا ،ﻣثل بيانات صيانة
المحركات النفاثة في الطائرات ،أو المعلوﻣات التي تتعلق بصحة اإلنسان وسالﻣته ،
بينما تقل الدقة المطلوبة لبعض المعلوﻣات إلى ٨٠في المائة ،وتعد كافية إلى حد كبير
في التطبيقات الميدانية ،كما ھي الحال ﻣع المعلوﻣات التي تخص تسيير دفة األﻣور
اليوﻣية) .الرزو ،٢٠٠٧ ،ص ،٧٣بتصرف(.
-٤تزداد قيمة المعلوﻣات عندﻣا تنضم إلى ﻣعلوﻣات أخرى .
بصورة عاﻣة ،تزداد قيمة المعلوﻣات عندﻣا يمكن أن تستخدم كأداة للمقارنة ،أو تنضم
إلى ﻣعلوﻣات ﻣن نوع آخر ).الرزو ،٢٠٠٧ ،ص.(٧٣
لقد أظھرت الدراسات و األبحاث النفسية و جود عتبة لدى اإلنسان ال يستطيع أن
يتجاوزھا عندﻣا يحاول أن يحلل المعلوﻣات ،ويسبر داللة ﻣفرداتھا ،وعندﻣا تتجاوز
كمية المعلوﻣات الحدود المتاحة للعقل البشري فان اإلفراط المعلوﻣاتي سينجم عنه انھيار
سريع في القدرات المتاحة للفھم و االستيعاب ).الرزو،٢٠٠٧ ،ص.( ٧٤
إن ﻣعظم الموارد األرضية تعد عرضة للنفاد كلما ازداد حجم استخداﻣھا ،نقصت الكمية
المتوافرة لديك ﻣنھا .غير أن المعلوﻣات ال تعاني ﻣن ھذه العقبة نتيجة لظاھرة التوليد
الذاتي التي تسود كيانھا ،فكلما ازدادت استخداﻣاتھا زاد ﻣا نملكه ﻣنھا .ألن كل ﻣعالجة
ﻣعرفية للمحتوى ذاته ،تنتج ﻣعلوﻣات جديدة ،نتيجة لتغيير المنظور ،أو نتيجة لربطھا
ﻣع ﻣعلوﻣات أخرى ،أو إعادة تحليل بياناتھا بآلية جديدة يمكن أن ينشأ عنھا ﻣعارف
ﻣستحدثة ،ﻣع بقاء المعلوﻣات األصلية على حالھا دون أن تعاني ﻣن عملية االستنفاد
الطبيعية ،بينما يضاف إليھا ركام المعلوﻣات الجديدة التي تثري ﻣوجوداتھا على الدوام
).الرزو ،٢٠٠٧ ،ص ،٧٤بتصرف(.
شكل المادة ھو وسيط التخزين التي تحفظ فيه المعلوﻣات أو البيانات).راﻣسي،٢٠٠٨ ،
ص.(٦٣و يوجد في االنترنت الكثير ﻣن أشكال ﻣصادر المعلوﻣات ،ﻣنھا ﻣا ھو جديد
ظھر ﻣع ظھور االنترنت وﻣنھا ﻣا ھو تقليدي وﻣنھا ﻣا سيظھر في المستقبل لكون
االنترنت ذات طبيعة حيوية ﻣتجددة .و فيما يلي ذكر ألھمھا :
-١الشبكة العنكبوتية العالمية :تتألف ھيكلة الشبكة ﻣن ﻣستويين :
الناس :قد يكون ھؤالء الناس شخصا خبيرا ،أو أفرادا ﻣن الجمھور -١١
العام).راﻣسي ،٢٠٠٨ ،ص.( ٨٠
ألنه بالرغم ﻣن المزايا العديدة لالنترنت إال أن ھناك العديد ﻣن المحاذير ،حيث أن المعلوﻣات
على االنترنت يمكن أن تضلل و ال يمكن التأكد ﻣن دقتھا و ال ﻣعرفة ﻣصدرھا ،كما أن
ﻣصادرھا يمكن أن تزيف المعلوﻣات أو تستخدم االدعاءات الملفقة أو يكتفي بھا بديال عن
المصادر األساسية كما تختلط بھا الحقائق باإلعالنات و الدعاية).د.الفيصل،٢٠٠٦،ص،٤٨
بتصرف(.
اإلنترنت يتيح إﻣكانية نشر أي ﻣعلوﻣات بصرف النظر عن ﻣجالھا أو أھميتھا أو الجمھور
المستھدف بحيث تكون ﻣتاحة ألي شخص في أي ﻣوقع في العالم يستطيع استخدام جھاز
الحاسب ويتمكن ﻣن الدخول على ﻣواقع اإلنترنت).د.حافظ .( ٢٠٠٦،
كما يمكن أن تكون المعلوﻣات ﻣتحيزة دون تزييف ﻣن خالل الطريقة التي تعرض بھا ،ويمكن
أن يحدث ذلك بإحدى طرق ثالث :
يتم ذلك بإتباع ﻣعايير و ﻣقاييس ،واﻣتالك ﻣھارات وأدوات تعين على التمييز بين ﻣختلف أنواع
المعلوﻣات و تصنيفھا ﻣن حيث الثقة والقيمة و الصدق و الموضوعية و القابلية لالستخدام .و ھو
ﻣا سيتم بحثه في المبحثين القادﻣين –إن شاء ﷲ.-
ثم دراسة زھانج Zhangوقد تحدثت فيھا عن ﻣعايير تقييم المصادر اإللكترونية ،وشملت
المعايير :
-١الفورية -٢.سھولة اإلفادة -٣ .اإلتاحة -٤ .الجدوى -٥ .المرونة.
-٦التفرد -٧ .الدقة -٨ .ضمانات الثقة -٩ .االطراد -١٠ .االستقرار.
وقد قام الدكتور حشمت قاسم بترجمة ھذه الدراسة) .د.النجار ،٢٠٠٧ ،بتصرف(.
إن ﻣعرفة المجال ) (URLسيعطي فكرة عن الغرض الذي ﻣن أجله أعد الموقع وھذا يساعد على
إعطاء فكرة ﻣبدئية عن ﻣستوى القيمة والمصداقية قبل أن نطلع على المعلوﻣات ﻣن خالل
الموقع .فمعظم ﻣواقع االنترنت تقع في واحد ﻣن الفئات التالية:
-١صفحات المنظمات ): (ORGANIZATIONSوغالبا ً ﻣثل ھذه المواقع تحاول التأثير على
الرأي العام ﻣن باب ترويج األفكار .وﻣجال ھذه الصفحات ينتھي في الغالب بـ ). (.ORG
)organization (non-profit institutions; may be biased
)الشھاب ،٢٠٠٥،بتصرف( )( 2009،Evaluating Information
-٤الصفحات التعليمية :وھي ﻣدعوﻣة ﻣن المؤسسات التعليمية ،وﻣوجھة أساسا ً إلى الطالب
والعاﻣلين في حقل التعليم وتھدف إلى اإلعالم والتثقيف ،وغالبا ً ﻣستوى المصداقية فيھا ﻣرتفع،
وﻣجال ھذه الصفحات ينتھي ب ).(.EDU
)educational (anything from serious research to zany student pages
)الشھاب ،٢٠٠٥،بتصرف( ).( 2009،Evaluating Information
حسب الدراسة التي قام بھا كل ﻣن الدكتور عبد الرشيد حافظ و ھناء الضحوي فقد اقترحا
ﻣجموعة ﻣن المعايير لتقويم ﻣصادر المعلوﻣات المتاحة على شبكة اإلنترنت بغرض قياس درجة
الثقة والمصداقية وذلك لمساعدة الباحثين في الحكم على ﻣصادر المعلوﻣات وإﻣكانية االعتماد
عليھا واالقتباس ﻣنھا ،يتضمن النموذج ٤ﻣعايير رئيسية ھي:المسئولية الفكرية ،المحتوى ،
الدقة ،الحداثة ).د.حافظ .(٢٠٠٦،وسيتم اختيار أھم ھذه المعايير و ﻣا له عالقة ﻣباشرة
بموضوع البحث.
يتضمن ھذا المحور المعايير المتعلقة بالمسئول عن ﻣصدر المعلوﻣات ،وقد تكون المسئولية
فردية أو ﻣؤسساتية ،سواء كان المؤلف أو الناشر أو الھيئة التي تستضيف المصدر في ﻣوقعھا،
لذلك البد ﻣن التأكد ﻣن ھوية المسئول وشھرته وﻣكانته في المجال ،لتأثير ذلك بالسلب أو
اإليجاب على استخدام المصدر ،فكلما كانت الجھة أو الشخص الذي يقف وراء ﻣصدر
المعلوﻣات يتمتع بمكانة جيدة أو لديه خبرات وﻣؤھالت في التخصص الموضوعي للمصدر زاد
ذلك ﻣن قوة المعلوﻣات المقدﻣة وقيمتھا العلمية .ويتضمن ھذا المحور المعايير التالية :
• وضوح ھوية المسئول عن ﻣصدر المعلوﻣات.
• توفر ﻣعلوﻣات تعريفية بالمسئول عن ﻣصدر المعلوﻣات )ﻣؤھالت ،خبرات ،شھادات
علمية ،انتماءات ﻣؤسساتية(.
• إﻣكانية االتصال بالمسئول عن ﻣصدر المعلوﻣات ) بريد الكتروني ،ھاتف ،فاكس.(...
• ﺍالستشھاد بمصدر المعلوﻣات في ﻣواقع أخرى ﻣوثوق بھا في المجال..
• توفر رابط يحيل للصفحة الرئيسية للمسئول عن المصدر).د.حافظ .( ٢٠٠٦،
ﻣثال عبارة "العلماء يقولون" تتضمن في ﻣعانيھا القبول و االنتشار الواسع الذي قد ال يكون له
تبرير).ھيل ،٢٠٠٤،ص ، ٦٤بتصرف ( .وﻣثلھا عبارة "المختصون يقولون" أو " الخبراء
يقولون" أو "بعض األطباء" دون ذكر أسماء أو تفاصيل كافية .
ثانيا :المحتوى
وضوح الھدف ﻣن الموقع الذي يتيح ﻣصدر المعلوﻣات ،ھل ھو ﻣوقع )تجاري ،ترفيھي، •
تعليمي ،إخباري ،شخصي ..الخ(.
كفاية التغطية الموضوعية في ﻣصدر المعلوﻣات. •
ﻣوضوعية المعلوﻣات التي يقدﻣھا المصدر بحيث ال تميل إلى التحيز لفكر ﻣعين. •
نوع المعلوﻣات التي يقدﻣھا المصدر ).وقائع وحقائق ،آراء وتحليالت ،نقاشات، •
إحصائيات ،وصف ،تقارير..الخ؟(.
استقرار المعلوﻣات التي يقدﻣھا المصدر) .د.حافظ .( ٢٠٠٦، •
ثالثا ً :الدقة
و يتضمن ھذا المحور المعايير التالية :
• تحكيم ﻣصدر المعلوﻣات.
• توفر قائمة بالمراجع التي تم االستشھاد بھا في المصدر.
• توفر رابط يحيل إلى قائمة المراجع .
• خلو ﻣصدر المعلوﻣات ﻣن األخطاء )اللغوية ،اإلﻣالئية ،المطبعية( ).د.حافظ .( ٢٠٠٦،
وأخيرا ال بد ﻣن التذكير بأن المعلوﻣات التي يحرص الناس على استخداﻣھا و يتناقلونھا بينھم
وشھدوا أنھا ﻣما ينفع الناس ،وتداولتھا األيدي واألقالم ،و ﻣع طول المدة و ﻣر الليالي و األيام
،ال شك أن ھذه المعلوﻣات ھي أقرب للحقائق ﻣنھا لغيرھا.
ولعل أھمھا ﻣما نحن في صدده )التحقق ﻣن ﻣصادر المعلوﻣات( ھو ﻣھارة التفكير الناقد.
ذكر الدكتور حسن الباتع عبد العاطى في دراسته التفكير الناقد في عصر المعلوﻣاتية عدة
تعاريف للتفكير الناقد نختار ﻣنھا بعضھا ﻣما يفي بالغرض.
• التفكير الذي يُطلب في المواقف التي تتطلب الحكم على القضايا العلمية و االجتماعية ،
أو أثناء ﻣناقشة ﻣوضوع ﻣا أو تقويم الحجج الخاصة بقضية ﻣا أو ﻣوضوع ﻣا.
• القدرة على الحكم على األشياء و فھمھا و تقويمھا طبقا لمعايير ﻣعينة ﻣن خالل طرح
األسئلة و عقد المقارنات و دراسة الحقائق دراسة دقيقة و تصنيف األفكار و التمييز
بينھا ،و الوصول إلى االستنتاج الصحيح الذي يؤدي إلى حل المشكلة .
• اتخاذ القرارات و إصدار األحكام عن طريق التمييز بين الحقائق و اآلراء ،وفحص
األدلة و البراھين بطريقة ﻣنطقية واضحة).د.عبد العاطى،٢٠٠٨ ،ص.( ١٥٢-١٥١
فالشخص الذي يفكر تفكيرا ناقدا يجب أن يتميز بالقدرة على :
• ﻣھارة تحديد التناقض في المعلوﻣات ،بمعنى عدم االتساق بين شيئين ،أو
فكرتين ال يمكن أن تكونا صحيحتين في الوقت نفسه .
• ﻣھارة التحليل ،ويقصد به قدرة الفرد على الفھم و التعبير عن المعنى أو المغزى
أو الداللة لمجموعة ﻣن الخبرات و المواقف و المعلوﻣات ،كما تمكن الفرد ﻣن
كشف و تحديد العالقات االستنتاجية المقصودة و الحقيقية بين العبارات.
ﻣھارة تقويم الحجج ،ويقصد بھا القدرة على التمييز بين الحجج القوية و الضعيفة •
،فتكون الحجج قوية عندﻣا ترتبط ارتباطا ﻣباشرا بالموضوع في حين تكون
ضعيفة عندﻣا تكون غير ﻣرتبطة ارتباطا ﻣباشرا على الرغم ﻣن أھميتھا
الكبيرة في بعض األحيان) .د.عبد العاطى،٢٠٠٨ ،ص ،١٥٤ص.(١٧٤-١٦٤
خاتمة
بعد أن تعرفنا على قيمة المعلوﻣات و قوانينھا ،ثم األشكال التي توجد فيھا ﻣصادر المعلوﻣات
والتي تعطينا صورة أولية عن قيمتھا ،ذكرنا األسباب التي ﻣن أجلھا يتم التحقق ﻣن ﻣصادر
المعلوﻣات المتاحة على االنترنت ،ثم كيف يتم التحقق و وسائله التي ﻣنھا المعايير و المھارات
والمقاييس التي تعين على التمييز بين ﻣختلف أنواع المعلوﻣات و تصنيفھا ﻣن حيث الثقة والقيمة
و الصدق و الموضوعية و القابلية لالستخدام .
إن ﻣسألة جودة المعلوﻣات المتاحة على شبكة اإلنترنت ﻣن القضايا المعاصرة التي تتطلب التنبه لھا
وااللتفات إليھا بجدية وﻣحاولة إيجاد الطرق المناسبة لحلھا ،وھنا يأتي دور الجاﻣعات وﻣراكز
البحوث والمؤسسات العلمية والجمعيات المھنية بوضع ضوابط وﻣعايير ﻣلزﻣة للمؤلفين
والناشرين قبل النشر على اإلنترنت ،بحيث يشار إلى ذلك في ﻣصدر المعلوﻣات بعد النشر،
وبذلك يرتفع ﻣستوى الجودة في المعلوﻣات التي يقدﻣھا المصدر.
• ضرورة وضع ﻣيثاق علمي ونظم ﻣقننة لمواقع اإلنترنت التي تتيح ﻣصادر ﻣعلوﻣاتية،
وﻣن ثم ﻣنح المواقع التي تطبق الميثاق والنظم الموضوعة شھادة بعلميتھا واعتمادھا
على المستوى األكاديمي ،وﻣن ثم يتم اعتماد ﻣواقع اإلنترنت التي حازت على الشھادة
كمصدر علمي ﻣوثق وﻣعترف به ﻣن قبل الجاﻣعات وﻣراكز األبحاث والمؤسسات
العلمية.
• يجب وضع استراتيجيات تضمن جودة ﻣصادر المعلوﻣات على اإلنترنت والتي ﻣن
أھمھا عملية التحكيم ،فلو نظرنا إلى المصادر التقليدية فھي تمر بمراحل ﻣتعددة ﻣن
التحكيم والتدقيق والمراجعة ﻣما يجعل الثقة بھا كبيرة ،وإذا ﻣا تم ذلك لمصادر
اإلنترنت فستصبح أكثر فاعلية نظراً لما تتميز به ﻣن سرعة النشر والحداثة وإﻣكانية
الوصول السريعة .
• على الباحثين االھتمام بتعلم ﻣھارات التفكير النقدي المشتملة على أساليب االنتقاء
والتقويم والتحليل ،والبدء بممارستھا فعليا ً عند االستعانة بالمعلوﻣات المتاحة على
شبكة اإلنترنت إلعداد أبحاثھم العلمية ،وﻣن األﻣور التي تساعدھم على ذلك إتباع
قوائم ﻣعايير ﻣعتمدة ﻣن جھات ﻣوثوقة) .د.حافظ .( ٢٠٠٦،
ﻥ ﺍﻝ ﺭﺤﻴ ﹺﻡ
ﷲ ﺍﻝ ﺭﺤ ﻤ ﹺ
ﹺﺒﺴ ﹺﻡ ﺍ ِ
خاتمة
المصادر
.١ھيل،مايكل ،أثر المعلومات في المجتمع دراسة لطبيعتھا وقيمتھا و
استعمالھا ،مركز اإلمارات للدراسات و البحوث اإلستراتيجية.٢٠٠٤
.٢الرزو،حسن مظفر ،الفضاء المعلوماتي ،مركز دراسات الوحدة العربية
.٢٠٠٧
.٣رامسي ،سالي ،ترجمة بھاء شاھين ،العثور على المعلومات دليل
للباحثين ،مجموعة النيل العربية .٢٠٠٨
.٤د .الفيصل ،عبد األمير مويت ،الصحافة االلكترونية في الوطن
العربي ،الشروق .٢٠٠٦
.٥د.عبد العاطى ،حسن الباتع محمد ،التفكير الناقد في عصر المعلوماتية،
مجلة دراسات المعلومات العدد الثاني يناير .٢٠٠٨
http://www.bedfordstmartins.com/online/index.htm
l