Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 16

‫أحكام صالة المريض‬

‫إعداد ‪:‬‬
‫بحر الدين يوسف‬
‫وحيودي فراناتا‬
‫أندونو رزقي سترياهادي‬

‫تحت إشراف‪:‬‬
‫د‪ .‬فهد أحمد شمري‬

‫‪ 1441 – 1440‬ه‬

‫الفصل األول‬
‫المقدمة‬
‫الحمد هلل الذي جعل شريعته رحمة للعالمين‪ ،‬وبين رسالته بالنبي‬
‫الرحيم ‪ ،‬وأشهد أن ال إله إال هللا وحده ال شريك له وأشهد أن محمدا‬
‫عبد هللا الذي أشاد به صرح التوحيد ورفع عماده‪ .‬اللهم صل وسلم‬
‫وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ومن اقتدى بهديه واتبع سنته‪.‬‬
‫أما بعد‪،‬‬
‫فقد أتم هللا دينه وبينه تبيينا وما بقي من شيء إال بين ‪،‬فمن شريعة‬
‫دينه الكاملة الصالة‬
‫فجعل هللا تعالى الصالة الركن الثاني من أركان اإلسالم ‪،‬فالصلوات‬
‫الخمس واجبة على كل المسلم البليغ بل قبل بلغوغه أمر اإلسالم‬
‫بإقامتها وإن بلغ عمره عشر سنين وأمر ولم يصل فضربا له غير‬
‫مبرح ‪،‬فوجوب الصالة شاملة لجميع المسلمين إناثا وذكورا صحيحا‬
‫ومريضا بال استثناء بكل حاالت إال حاالت يرفع بها التكليف كجنون‬
‫وغيره‪.‬‬

‫فالصالة ليست واجبة أداءها للمسلم الصحيح فقط بل المريض أمر به‬
‫ولكن فيه رخصة التي جعلت لتيسير المسلم المريض في أداءها ‪.‬‬
‫فبتوفيق هللا وعونه سنبين في هذا البحث البسيط المختصر عن أحكام‬
‫صالة المريض‬

‫مشكلة البحث‬
‫ما هو تعريف الصالة ؟‬
‫ما هي أهمية الصالة في اإلسالم ؟‬
‫وما األدلة تدل على أهميته ؟‬
‫هل يسقط وجوب الصالة في حالة المرض ؟‬
‫ما هي كيفية طهارة المريض ؟‬
‫وما هي كيفية صالة المريض ؟‬

‫‪2‬‬
‫تحديد البحث‬
‫تركز الباحون في هذا البحث بمعرفة أحكام صالة المريض يشتمل فيها تعريف‬
‫الصالة لغة واصطالحا‪،‬‬
‫حكم أداءها للمريض ‪،‬وكيفية طهارته وصالته ‪.‬‬

‫أهداف البحث‬
‫‪ -‬معرفة تعريف الصالة وأهميتها‬
‫‪ -‬معرفة حكم صالة للمريض‬
‫‪ -‬معرفة كيفية طهارته وصالته‬

‫منهج البحث‬
‫أما منهج البحث الذي استخدم الباحثون هو منهج ال يتسع فيه اختالفات بين الفقهاء‬
‫لتيسير فهم هذه المسألة ويشتمل بعض األحكام المتعلقة بصالة المريض التي لها‬
‫أهميتة في معرفتها‬

‫خطة البحث‬
‫سيكون هذا البحث على الخطة التالية ‪:‬‬
‫الفصل األول وهو مقدمة تتمن فيها خلفية البحث وتحديده وأهدافه ومنهجه‬
‫وخطته ‪.‬‬
‫ثم جآء بعده الفصل الثاني وهو على ثالثة مباحث أما المبحث األول يبحث فيه‬
‫عن أهمية الصالة وحكمها للمريض ويبنى عليه مطلبان ‪،‬المطلب األول يتعلق‬
‫بأهمية الصالة والمطلب الثاني يتعلق بحكم أداءها للمريض ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫وأما المبحث الثاني يبحث فيه عن كفية طهارة للمريض ثم جاء بعده المبحث‬
‫الثالث يبحث فيه عن كيفية صالة المريض‬
‫ثم الفصل الثالث وهو اآلخر وهو الخاتمة تشتمل فيها نتائج واالقطراح من هذا‬
‫البحث‬

‫التمهيد‬
‫في هذا التمهيد سيتبين بعض معاني الكلمات نحو ‪:‬معنى الصالة لغةً‬
‫وإصطالحاً‪,‬والمريض لغة‪ ،‬الصالة في أصل اللغة‪ :‬الدعاء ومنه قول تعالى‪:‬‬
‫{و ِّمنَ األَع َْرا ِّ‬
‫ب‬ ‫س َك ٌن لَ ُه ْم} [التوبة‪ ]103:‬وقوله تعالى‪َ :‬‬ ‫ص ِّل َعلَ ْي ِّه ْم أن َ‬
‫صالت َ َك َ‬ ‫{و َ‬ ‫َ‬
‫سو ِّل}‬ ‫الر ُ‬
‫ت ه‬ ‫صلَ َوا ِّ‬
‫َّللاِّ َو َ‬ ‫اآلخ ِّر َو َيت ه ِّخذُ َما يُ ْن ِّف ُق قُ ُر َبا ٍ‬
‫ت ِّع ْندَ ه‬ ‫ْ‬ ‫َم ْن يُؤْ ِّم ُن ِّب ه‬
‫اَّللِّ َواليَ ْو ِّم ِّ‬
‫[التوبة ‪ ,1]99:‬وأما في اإلصطالح عرفها جمهور الفقهاء بقولهم‪" :‬أقوال وأفعال‬
‫مفتتحة بالتكبير مختتمة بالتسليم مع النية بشرائط مخصوصة"‪.2‬وما هو المريض؟‬
‫المريض هو الذي اعتلت صحته‪ ،‬سواء كانت هذه العلة في جزء من بدنه أو في‬
‫صبُ َعه فهو مريض‪ ،‬ومن أخذته الحمى فهو‬ ‫جميع بدنه‪ ،‬فمن اشتكى عينه أو أ ُ ْ‬
‫مريض‪.3‬‬

‫وأصل المرض النقصان‪ ،‬يقال‪ :‬بدن مريض‪ ،‬ناقص القوة‪ ،‬يقال‪ :‬قلب مريض‪:‬‬
‫ناقص الدين‪ ،‬والمرض في القلب‪ :‬فتور عن الحق‪ ،‬وفي األبدان‪ ،‬فتور األعضاء ‪،‬‬
‫‪4‬‬

‫والمرض جمع األمراض‪ ،‬فساد المزاج وسوء الصحة بعد اعتدالها‪ ،‬ومرض‬

‫‪ 1‬شرح العمدة لشيخ اإلسالم ابن تيمية – كتاب الصالة ص‪27‬‬


‫‪ 2‬انظر في ذلك‪ :‬فتح القدير (‪ ،)191 /1‬مواهب الجليل (‪ ،)377 /1‬مغني المحتاج (‪ ،)120 /1‬كشاف‬
‫القناع (‪.)221 /1‬‬
‫سر‪-‬كتاب الصالة ص ‪396‬‬ ‫‪ 3‬ال ِفقهُ الميَ َّ‬
‫‪ 4‬مجموعة من المؤلفين‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬دار صادرـ بيروت‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪1414‬ه‪231،232/7 ،‬‬
‫‪4‬‬
‫الموت‪ :‬العلة التي يقررها األطباء أنها علة ممية‪ ،1‬وعلى هذا فا لمريض‪ :‬هو الذي‬
‫‪2‬‬
‫اعتلت صحته‪ ،‬سواء كانت في جزء من بدنه أو في جميع بدنه‬

‫الفصل الثاني‬

‫المبحث األول‪ :‬أهميّة الصالة و حكمها للمريض ‪.‬‬


‫المطلب األول‪ :‬أه ّمية الصالة‬
‫الصالة هي آكد أركان اإلسالم بعد الشهادتين‪ ,‬بل هي عموده قال ‪ -‬صلى هللا عليه‬
‫اإلسالم وعموده الصالة وذروة سنامه الجهاد"‪ 3‬فهي صلة‬ ‫وسلم ‪" :-‬رأس األمر ِّ‬
‫بين العبد و ربه‪ ,‬و صورة من صور كمال عبادة َّللا‪ .‬و قد تكرر األمر بالصالة‬
‫في اآليات القرآنية بقوله تعالى‪{ :‬وأقيموا الصالة} يدل على أهميتها‪ ,‬و ال شك أن‬
‫كل المسلم في هذه الدنيا فاسقا كان أو صالحا يعلم ويعتقد على أهميتها ووجوبها‪ ,‬و‬
‫لآلسف بقي العمل و هو متروك‪.‬‬
‫أجل العبادات‪ ،‬بها يتحقق دوام ذكر هللا ودوام االتصال به‪ ،‬وتمثل تمام‬
‫الصالة من ِّ‬
‫الطاعة واالستسالم هلل والتجرد له وحده ال شريك له‪ ،‬وتربي النفس وتهذب‬
‫األخالق وتنير القلب بما تغرس فيه من جالل هللا وعظمته‪ ،‬فهي عمل من صميم‬
‫مستشعرا بقلبه عظمة‬
‫ً‬ ‫الدين‪ ،‬بها يقف المرء بين يدي ربه في خشوع وخضوع‬
‫المعبود مع الحب والخوف من جالل وجمال المعبود طامعًا‪ ،‬فيما عند هللا‪ .‬وراغبًا‬
‫‪4‬‬
‫في كشف الضر‪.‬‬
‫دلت األدلة المستفيضة من الكتاب والسنة على فرضية الصلوات الخمس وانعقد‬
‫اإلجماع على ذلك‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬األدلة من القرآن‬


‫‪ 5‬األستاذ الدكتورمحمد الرواس‪،‬معجم لغة الفقهاء‪،‬ص‪391‬‬
‫‪ 6‬ابن عثيمين‪،‬الشرح الممتع على زاد المستقنع‪،‬دار ابن الجوزي‪4،‬الطبعة األولى ‪1428‬ه‪-‬‬
‫‪1428‬ه‪459/4،‬‬
‫الترمذي في كتاب اإليمان‪ ،‬باب ما جاء في حرمة الصالة برقم (‪ ،)2616‬وأحم ُد (‪)22069 /5‬‬
‫ُّ‬ ‫‪ 1‬أخرجه‬
‫من حديث معاذ بن جبل ‪-‬رضي هللا عنه‪.-‬‬
‫‪ 2‬الفقه الميسر‪-‬كتاب الصالة ص ‪215-214‬‬
‫‪5‬‬
‫صلَوة َ} [البقرة‪ ]43:‬وقد كررها هللا تعالى في غير‬ ‫{وأَقِّي ُموا ال ه‬
‫قال هللا تعالى‪َ :‬‬
‫َت َعلَى ْال ُمؤْ ِّمنِّينَ ِّكتَابًا َم ْوقُوتًا}‬ ‫ص َالة َ َكان ْ‬
‫ضا‪{ :‬إِّ هن ال ه‬‫موضع في كتابه‪ ،‬وقال أي ً‬
‫[النساء‪]103:‬‬
‫ص َالةِّ ْال ُو ْس َ‬
‫طى َوقُو ُموا ِّ هَّللِّ قَانِّتِّينَ }‬ ‫ت َوال ه‬‫صلَ َوا ِّ‬
‫ظوا َعلَى ال ه‬ ‫وقال تعالى‪َ { :‬حافِّ ُ‬
‫[البقرة‪ ]238:‬واآليات التي جاءت في األمر بها كثيرة معروفة‪.‬‬

‫ثانيا‪:‬األحاديث النبوية‬
‫اإلسالم على خمس‪ :‬شهادة أال إله إال هللا وأن‬
‫قال ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪" :-‬بني ِّ‬
‫محمدًا رسول هللا‪ ،‬وإقام الصالة‪ ،‬وإيتاء الزكاة‪ ،‬وحج البيت‪ ،‬وصوم‬
‫ضا حديث أبي أسامة ‪-‬رضي هللا عنه‪ -‬بأن النبي ‪ -‬صلى‬ ‫رمضان"‪,1‬ومن ذلك أي ً‬
‫هللا عليه وسلم ‪ -‬قال في حجة الوداع‪" :‬اعبدوا ربكم وصلوا خمسكم وصوموا‬
‫‪2‬‬
‫شهركم وحجوا بيتكم وأدوا زكاة أموالكم طيبة بها نفوسكم‪ ،‬تدخلوا جنة ربكم"‬

‫ثالثا‪ :‬اإلجماع‬
‫انعقد اإلجماع على فرضية الصلوات الخمس وتكفير من أنكرها‪ ،3‬واستُثني من‬
‫ذلك من كان حديث عهد بكفر وجحد وجوبها‪ ،‬فإنه ال يكفر لكن يبين له الحق‪ ،‬فإن‬
‫أعرض عن قبول الحق وأصر على جحودها كفر‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪:‬هل تسقط الصالة للمريض ؟‬


‫ص هالها باإليماء؛ لقدرته‬ ‫ال تسقط الصالة عن المريض ما دام عقله ثابتاً‪ ،‬حتى لو َ‬
‫على ذلك مع النية‪.‬‬
‫ويومئ المريض المصلي جالسا ً في الركوع والسجود برأسه إيما ًء‪ ،‬ويجعل‬
‫السجود أخفض من الركوع‪ ،‬فإذا عجز عن اإليماء برأسه أومأ بعينه‪ .‬فقد خفف‬
‫(و َما َجعَ َل َعلَ ْي ُك ْم فِّي‬
‫الشارع عنهم‪ ،‬فيصلون حسب استطاعتهم‪ .‬قال هللا تعالى‪َ :‬‬
‫سا إِّ هال ُو ْسعَ َها) [البقرة‪:‬‬ ‫َّللاُ نَ ْف ً‬
‫ف ه‬ ‫ِّين ِّم ْن َح َرجٍ) [الحج‪ .]78 :‬وقال تعالى‪َ :‬‬
‫(ال يُ َك ِّل ُ‬ ‫الد ِّ‬
‫ط ْعت ُ ْم) [التغابن‪ .]16 :‬فكلما ُوجدت المشقة‬ ‫َّللاَ َما ا ْست َ َ‬
‫‪ .]286‬وقال تعالى‪( :‬فَاتهقُوا ه‬
‫ُوجد التيسير‪.4‬‬
‫البخاري في كتاب اإليمان‪ ،‬باب اإليمان‪ ،‬برقم (‪ ،)8‬ومسل ٌم في كتاب اإليمان‪ ،‬باب بيان أركان‬
‫ُّ‬ ‫‪ 1‬أخرجه‬
‫اإلسالم ودعائمه العظام‪ ،‬برقم (‪ )16‬من حديث ابن عمر ‪-‬رضي هللا عنهما‪.-‬‬ ‫ِ‬
‫‪ 2‬رواه أحمد (‪ )262 /5‬برقم (‪ )22215‬من حديث أبي أمامة الباهلي ‪-‬رضي هللا عنه‪.-‬‬
‫‪ 3‬المغني (‪.)351 /3‬‬
‫‪ 4‬المغني (‪.)351 /3‬‬
‫‪6‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬كيفية طهارة المريض‬
‫قال الشيخ سعيد بن علي بن وهف القحطاني رحمه هللا‪ 1‬أن طهارة للمريض على‬
‫طريقتين‪:2‬‬
‫أوال‪ -‬البد لمريض أن يتوضأ من الحدث األصغر وهو نواقض الوضوء‪،3‬‬
‫ويغتسل من الحدث األكبر(موجبات الغسل)‪.4‬‬
‫ثانيا‪-‬يجب عليه أن يزيل ما السبييلين من النجاسة بالماء قبل الوضوء‪ ،‬ألن النبي‬
‫صلى هللا عليه وسلم كان يستنجي بالماء‪ ،5‬واالستجمار بالحجارة‪ ،‬أو ما يقوم‬
‫مقامها يقوم مقام االستنجاء بالماء‪.‬‬

‫‪ 1‬صاحب كتاب حصن المسلم ولد في قرية العرين من بالد قحطان عام ‪1347‬ه وهو إمام مسجد سعودي وله مؤلفات‬
‫ومن أشهرها حصن المسلم وتوفي يوم االثنين ‪ 21‬محرم ‪1440‬ه(مشكاة اإلسالمية ‪،‬مؤلفات الدكتور سعيد بن علي وهف‬
‫القحطاني)‬
‫‪ 2‬سلسلة مؤلفات الشيخ الدكتور سعيد بن وهف القحطاني‪،‬صالةالمريض‪،‬‬
‫‪ 3‬نواقد الوضوء عند المذهب الشافعي خمسة‪،‬هي‪:‬‬
‫‪.1.‬كل ما خرج من أحد السبيلين من بول أو دم أو ريح‪ ،‬قال تعالى‪ :‬لو جاء أحد منكم من الغائط[النساء‪،]42‬أي مكان قضاء‬
‫الحاجة‪ ،‬وقد قضى حاجته من تبرز أو تبول‪ .‬والغائط المكان المنخفض‪.‬‬
‫‪ .2‬النوم غير المتمكن‪ ،‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ‪ :‬من نام فليتوضأ[رواه أبو داود‪ 203 :‬وغيره]‬
‫‪ .3‬زوال العقل بسكر أوإغماء أو مرض‬
‫‪.4‬لمس الرجل زوجته أو المرأة األجنبية من غير حائل‪ ،‬قال تعا لى‪ :‬أو المستمن النساء[النساء‪]42:‬‬
‫‪ .5‬مس الفرج نفسه أو من غيره‪ ،‬قبال أو دبرا‪ ،‬بباطن الكف واألصابع من غير حائل‪( .‬مجموعة من المؤلفين‪ ،‬دار القلم‬
‫للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة الرابعة دمشق ‪1413‬ه‪1992‬م‪)63-62/1،‬‬
‫‪ 4‬موجبات الغسل كلها تشتمل على هذه األية القرأنية(ياايها الذين أمنوا إذا قمتم إلى الصالة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى‬
‫المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين‪ ،‬المائدة‪)6:‬‬
‫‪.1‬النية‪ ،‬قال صلى عليه وسلم‪:‬إنما األعمال بالنيات وإنمالكل امرئ مانوى(البخاري‪ ،1:‬ومسلم‪)1902:‬‬
‫‪.2‬غسل الوجه‪.‬‬
‫‪.3‬غسل اليدين مع المرفقين‪.‬‬
‫‪.4‬مسح بعض الرأس‪.‬‬
‫‪.5‬غسل الرجلين مع الكعبين‪.‬‬
‫‪.6‬الترتيب‪.‬‬
‫(مجموعة من المؤلفين‪ ،‬دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع دمشق‪ ،‬الطبعة الرابعة ‪1413‬ه‪1992‬م‪)56-53/1،‬‬
‫‪ 5‬متفق عليه من حديث أنس بن مالك رضي هللا عنه‪،‬البخاري‪،‬كتاب الوضوء‪،‬باب االستنجاء بالماء برقم ‪،150‬ومسلم‬
‫‪،‬كتاب الطهارة‪،‬باب االستنجاء بالماء من التبرز برقم ‪271‬‬
‫‪7‬‬
‫فقد أحسن الشيخ بن الصالح العثيمين رحمه هللا‪ 1‬تعالى في بيان طهارة للمريض‪،2‬‬
‫فقال‪:‬‬
‫‪.1‬يجب على المريض أن يتطهر بالماء فيتوضأ من الحدث األصغر ويغتسل من‬
‫الحدث األكبر‪.‬‬
‫‪.2‬فإن كان ال يستطيع التطهر بالماء لعجزه أو خوفه من زيادة المرض فإنه يتيمم‪.‬‬
‫‪.3‬كيفية التيمم أن يضرب األرض الطاهرة بيديه ضربة واحدة فيمسح بهما وجهه‬
‫ثم يمسح كفيه بعضهما ببعض‪،‬فإن لم يستطع أن يتيمم بنفسه يممه شخص آخر‪.‬‬
‫‪.4‬ويجوز أن يتيمم من الجدار أو من شيء آخر طاهر له غبار‪.‬‬
‫‪ .5‬إذا لم يكن جدار وال شيء غيره له غبار فال بأس أن يوضع تراب في منديل‬
‫ويتيمم منه‪.‬‬
‫‪ .6‬إذا تيمم لصالة وقي على طهارته إلى وقت الصالة األخرى فإنه يصليها بالتيمم‬
‫األول وال يعيد التيمم‪.‬‬
‫‪.7‬يجب على المريض أن يطهر بدنه من النجاسات‪.‬‬
‫‪.8‬يجب على المريض أن يطهر ثيابه من النجاسات أو يخلعها ويلبس ثيابا طاهرة‪.‬‬
‫‪.9‬يجب على المريض أن يصلي على شيء طاهر فإن كان على فراش نجس غسله‬
‫أو بدله‪.‬‬
‫فرأينا أن شرح الشيخ العثيمين رحمه هللا تعالى في هذا الموضوع أوضح وأكمل‬
‫ألنه شرح كل شيء ما يتعلق بطهارة المريض‪ ،‬وهللا أعلم‪.‬‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬كيفية صالة المريض من حيث قدرته على القيام‬
‫وقد عرفنا أن الصالة ال تسقط بسبب المرض الذي أصابه اإلنسان فإنها الزمة‬
‫أداءها بإتفاق العلمآء‬

‫‪ 1‬صاحب الفضيلة الشيخ العالم المحقق الفقيه المفسر الورع الزاهد‪،‬محمد بن صالح بن محمد بن سليمان بن عبد‬
‫الرحمان آل عثيمين من الوهبة من بني تميم‪،‬ولد في ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك عام ‪1347‬ه في‬
‫عنيزة وتوفي في مدينة جدة يوم األربعاء الخامس عشر من شهر شوال ‪1421‬ه(الشيخ محمد بن عثيمين‪،‬القول المفيد‬
‫على كتاب التوحيد‪،‬مؤسسة الشيخ بن صالح العثيمن الخيرية‪،‬المملكة العربية السعودية‪،‬الطبعة التاسعة ‪1440‬ه ‪،‬ص‪-7‬‬
‫‪13‬‬
‫‪ 2‬محمد بن صالح العثيمين‪،‬طهارة المريض وصالته‪،‬مركز شؤون الدعوة لجامعة اإلسالمية بالمدينة‬
‫المنورة‪،‬المملكة العربية السعودية‪،‬الطبعة الثانية ‪1404‬ه‬
‫‪8‬‬
‫وقد أجمع أهل العلم على أن من ال يستطيع القيام‪ ،‬له أن يصلي جالساً‪ ،‬فإن عجز‬
‫عن الصالة جالساً‪ ،‬فإنه يصلي على جنبه مستقبل القبلة بوجهه‪ ،‬والمستحب أن‬
‫يكون على جنبه األيمن‪ ،‬فإن عجز عن الصالة على جنبه صلى مستلقيا ً لقوله‬
‫ص ِّل قائماً‪ ،‬فإن لم تستطع فقاعداً‪ ،‬فإن‬ ‫صلى هللا عليه وسلم لعمران بن حصين‪َ « :‬‬
‫لم تستطع فعلى جنب» ‪ -‬رواه البخاري ‪ -‬وزاد النسائي‪« :‬فإن لم تستطع فمستلقيا ً»‬
‫ومن قدر على القيام وعجز عن الركوع أو السجود لم يسقط عنه القيام‪ ،‬بل يصلي‬
‫{وقُو ُموا ِّ هَّللِّ قَانِّتِّينَ }‬
‫قائما ً فيومئ بالركوع ثم يجلس ويومئ بالسجود‪ ،‬لقوله تعالى‪َ :‬‬
‫ص ِّل قائما ً» ولعموم قوله تعالى‪:‬‬ ‫[البقرة‪ ]238 :‬ولقوله صلى هللا عليه وسلم‪َ « :‬‬
‫‪1‬‬ ‫َّللاَ َما ا ْست َ َ‬
‫ط ْعت ُ ْم} [التغابن‪]16 :‬‬ ‫{فَاتهقُوا ه‬

‫ألن القيام في الصالة ركن من أركن الصالة فال يجوز ترك هذا الركن لمن قدر‬
‫عليه ‪،‬واإلسالم جاء لتيسير حياة الناس ليس لتعسير حياتهم أبدا فال نجد في شريعة‬
‫اإلسالم األمور ال يطيقها المسلمون ‪،‬فأحكام صالة المريض متعددة حسب المرض‬
‫الذي أصابه ‪،‬فكيفية صالة المريض أيضا متعددة أي ليست صالته كيفية واحدة‬
‫كما فعلها المسلم الصحيح ولكن هناك رخصة التي شرعها اإلسالم ‪،‬فسنشرحها في‬
‫هذا المجل بإذن هللا ‪.‬‬

‫واألمور على ثالثة حاالت ولكن فيها تفصيل ونلخص ما ذكر الشيخ عبد العزيز‬
‫بن عبد هللا بن باز في كتابه أحكام صالة المريض وطهارته ‪.‬‬

‫واألمور كما تلي ‪:‬‬


‫‪-‬األولى ‪ :‬عند القيام فيه أربعة األمور ‪:‬‬
‫‪ - 1‬وجوب القيام على المريض الذي ال يخاف من زيادة مرضه أو تأخر شفاءه‬
‫{وقُو ُمواْ هلل قَانِّتِّينَ } [البقرة ‪]238:‬‬
‫لقول هللا تعالى‪َ :‬‬
‫وهذا هو األصل أي أن يكون المسلم الصحيح أو المريض يصلي قائما ولكن هذه‬
‫المسألة خاصة للفريضة‬

‫‪ 1‬عبد العزيز بن عبد هللا بن باز‪ ،‬أحكام صالة المريض وطهارته ص ‪12‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ - 2‬قدرة المريض على القيام ولكن بأن يتكئ على عصا أو يستند إلى حائط أو‬
‫يعتمد على أحد جانبيه لزمه القيام ‪،‬لحديث وابصة ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬عن أم قيس‬
‫رضي هللا عنها‪ :‬أن رسول هللا ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬لما ه‬
‫أسن وحمل اللحم اتخذ‬
‫عمودًا في مصاله يعتمد عليه ‪1‬؛ وألنه قادر على القيام من غير ضرر؛ لحديث‬
‫عمران بن حصين ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬أن النبي ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬قال له‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫((صل قائ ًما ‪) ...‬‬

‫فمازال في هذه الحالة أن يكون المصلي قائما ولكن بمساعدة ما فيه وحوله بغير‬
‫ضرر أما فيه له ضرر فال يشرع قيام في صالته ‪.‬‬

‫‪ - 3‬قدرة المريض على القيام إال أنه يكون منحنيًا على هيئة الراكع؛ كاألحدب‪ ،‬أو‬
‫الكبير الذي انحنى ظهره وهو يستطيع القيام لزمه القيام؛ لحديث عمران ‪ -‬رضي‬
‫هللا عنه ‪ -‬المتقدم‪.‬‬

‫‪.‬‬
‫‪ - 4‬قدرة المريض على القيام في حالة عجز عن الركوع والسجود ال يسقط عنه‬
‫القيام‪ ،‬وعليه أن يصلي قائ ًما ويومئ بالركوع قائ ًما إن عجز عنه‪ ،‬وإن لم يمكنه أن‬
‫يحني ظهره حنى رقبته‪ ،‬وإن تقوس ظهره فصار كأنه راكع زاد في انحنائه قليالً‪،‬‬
‫سا إن عجز عنه ويقرب وجهه إلى األرض في‬ ‫ثم يجلس فيومئ بالسجود جال ً‬
‫{وقُو ُمواْ هلل قَانِّتِّينَ }[البقرة ‪ ]238:‬؛‬
‫السجود أكثر ما يمكنه؛ لقول هللا تعالى‪َ :‬‬
‫ولقول النبي ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬لعمران بن حصين رضي هللا عنهما‪(( :‬صل‬
‫‪4‬‬
‫قائ ًما)) ‪ 3‬؛ وألن القيام ركن قدر عليه فلزمه اإلتيان به‪.‬‬

‫‪ 1‬أبو داود‪ ،‬كتاب الصالة‪ ،‬باب الرجل يعتمد في الصالة على عصا‪ ،‬برقم ‪ ،948‬وصححه األلباني في‬
‫صحيح سنن أبي داود‪ ،264 /1 ،‬وفي األحاديث الصحيحة‪ ،‬برقم ‪.319‬‬

‫‪ 2‬البخاري‪ ،‬برقم ‪ ،1117‬وتقدم تخريجه في صفة الصالة‪.‬‬

‫‪ 1‬البخاري‪ ،‬برقم ‪ ،1117‬وتقدم تخريجه‬


‫‪ 2‬انظر‪ :‬المغني البن قدامة‪ ،576 ،575 ،572 /2 ،‬والشرح الكبير‪ ،‬لعبد الرحمن بن قدامة‪ ،13 /5 ،‬واإلنصاف‬
‫للمرداوي مع الشرح الكبير‪.5 /5 ،‬‬
‫‪ 3‬البخاري‪ ،‬برقم ‪ ،1117‬وتقدم تخريجه‪.‬‬
‫‪ 4‬متفق عليه‪ :‬البخاري‪ ،‬برقم ‪،689‬ومسلم‪ ،‬برقم ‪،411‬وتقدم تخريجه في اإلمامة في االقتداء‪.‬‬
‫‪ 5‬المغني البن قدامة‪ ،570 /2 ،‬والشرح الكبير‪ ،6 /5 ،‬واإلنصاف‪.6 /5 ،‬‬

‫‪10‬‬
‫‪-‬الثانية ‪ :‬عند القعود فيه مسألتان ‪:‬‬
‫‪ - 1‬المريض الذي يزيد المرض في قيامه‪ ،‬أو يشق عليه مشقة شديدة‪ ،‬أو يضره‪،‬‬
‫أو يخاف زيادة مرضه يصلي قاعدًا؛ لقول هللا تعالى‪{ :‬فَاتهقُوا هللا َما ا ْست َ َ‬
‫ط ْعت ُ ْم}‬
‫سا إِّاله ُو ْس َع َها}) [البقرة‪]286 :‬‬ ‫ف هللا نَ ْف ً‬
‫[التغابن ‪]16:‬ولقوله ‪ -‬عز وجل ‪{ :-‬الَ يُ َك ِّل ُ‬
‫؛ ولقوله ‪ -‬سبحانه وتعالى ‪{ :-‬يُ ِّريد ُ هللا ِّب ُك ُم ْاليُ ْس َر َوالَ يُ ِّريدُ ِّب ُك ُم‬
‫ِّين ِّم ْن َح َرجٍ}‬ ‫{و َما َج َع َل َعلَ ْي ُك ْم ِّفي الد ِّ‬ ‫ْالعُ ْس َر}[البقرة‪ ، ]185:‬ولقوله سبحانه‪َ :‬‬
‫[الحج‪ ]78:‬ولحديث عمران بن حصين رضي هللا عنهما وفيه‪(( :‬صل قائ ًما‪ ،‬فإن‬
‫لم تستطع فقاعدًا ‪1 )) ...‬؛ ولحديث أنس ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬قال‪ :‬سقط النبي ‪-‬‬
‫صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬عن فرس ف ُجحش شقه األيمن فدخلنا عليه نعوده فحضرت‬
‫‪2‬‬
‫الصالة فصلى بنا قاعدًا ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫سا ‪.‬‬‫وقد أجمع العلماء على أن من ال يطيق القيام له أن يصلي جال ً‬
‫سا أن يكون متربعًا في موضع القيام‪،‬‬ ‫‪ - 2‬األفضل للمريض إذا صلى جال ً‬
‫والصحيح أنه إذا ركع يركع‬
‫وهومتربع؛ ألن الراكع قائم؛ لحديث عائشة رضي هللا عنها قالت‪(( :‬رأيت النبي ‪-‬‬
‫صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬يصلي متربعًا))‪ ،)1( 4‬والسنة له أن يجعل يديه على ركبتيه‬
‫في حال الركوع‪ ،‬أما في حال السجود فالواجب أن يسجد على األرض‪ ،‬فإن لم‬
‫يستطع وجب عليه أن يجعل يديه على األرض وأومأ بالسجود؛ لما ثبت عن ابن‬
‫عباس رضي هللا عنهما قال‪ :‬قال النبي ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪(( :-‬أمرت أن أسجد‬
‫على سبعة أعظم‪ :‬على الجبهة ‪ -‬وأشار بيده على أنفه ‪ -‬واليدين‪ ،‬والركبتين‪،‬‬
‫وأطراف القدمين))‪)2( 5‬؛ فإن لم يستطع جعل يديه على ركبتيه وأومأ بالسجود‬
‫ط ْعت ُ ْم} [البقرة‪،‬‬ ‫وجعله أخفض من الركوع؛ لقول هللا تعالى‪{ :‬فَاتهقُوا هللا َما ا ْست َ َ‬

‫‪ 1‬النسائي‪ ،‬كتاب قيام الليل‪ ،‬باب كيف صالة القاعد‪ ،‬برقم ‪ ،1662‬وابن خزيمة‪ ،‬برقم ‪ ،1238‬والحاكم‬
‫وصححه ووافقه الذهبي‪ ،258 /1 ،‬وصححه األلباني في صحيح النسائي‪.538 /1 ،‬‬

‫‪ 2‬متفق عليه‪ :‬البخاري‪ ،‬كتاب األذان‪ ،‬باب السجود على األنف في الطين‪ ،‬برقم ‪ ،812‬ومسلم‪ ،‬في كتاب‬
‫الصالة‪ ،‬باب أعضاء السجود برقم ‪.490‬‬

‫‪11‬‬
‫اآلية‪ ]286 :‬ولقوله ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ ... (( :-‬وإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه‬
‫ما استطعتم )) ‪.‬‬
‫‪2 1‬‬

‫‪-‬الثالثة ‪ :‬صالته على جنبه وفيه خمسة مسائل ‪:‬‬

‫‪ - 1‬إن عجز المريض عن الصالة قاعدًا صلى على جنبه مستقبل القبلة بوجهه‪،‬‬
‫واألفضل أن يصلي على جنبه األيمن؛ لحديث عمران ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬وفيه‪:‬‬
‫((صل قائ ًما فإن لم تستطع فقاعدًا‪ ،‬فإن لم تستطع فعلى جنب)) ‪ 3‬ولحديث عائشة‬
‫رضي هللا عنها قالت‪(( :‬كان النبي ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬يعجبه التيمن في تنعُّله‪،‬‬
‫وتر ُّجله‪ ،‬وطهوره‪ ،‬وفي شأنه كله))‪.4‬‬

‫‪ -2‬فإن عجز المريض عن الصالة على جنبه صلى مستلقيًا رجاله إلى القبلة؛‬
‫لحديث عمران بن حصين رضي‬

‫‪ 3‬متفق عليه‪ :‬البخاري‪ ،‬برقم ‪،7288‬ومسلم‪ ،‬برقم ‪،1337‬وتقدم تخريجه في أول المبحث‪.‬‬
‫‪ 4‬انظر‪ :‬المغني البن قدامة‪ ،572 /2 ،‬ومجموع فتاوى العالمة عبد العزيز بن عبد هللا ابن باز‪/12 ،‬‬
‫‪ ،247 - 242‬ومجموع فتاوى العالمة محمد بن صالح العثيمين‪،‬‬
‫‪.329 /11‬‬
‫‪2‬‬

‫‪ 1‬البخاري‪ ،‬برقم ‪ ،1117‬وتقدم تخريجه‬


‫‪ 2‬متفق عليه‪ :‬البخاري‪ ،‬كتاب الوضوء‪ ،‬باب التيمن في الوضوء والغسل‪ ،‬برقم ‪ ،168‬ومسلم‪ ،‬كتاب‬
‫الطهارة‪ ،‬باب التيمن في الطهور وغيره‪ ،‬برقم ‪.168‬‬
‫‪ 3‬البخاري‪ ،‬برقم ‪ ،1117‬وتقدم تخريجه‬
‫‪ 4‬عزاه إليه ابن حجر في التلخيص الحبير‪ 225 /1 ،‬برقم ‪ ،334‬وعزاه إليه أيضًا المجد ابن تيمية في‬
‫‪1507‬وقال شيخنا اإلمام عبد العزيز بن عبد هللا ابن باز‪(( :‬وزاد‬ ‫منتقى األخبار‪ ،‬برقم‬
‫النسائي)) ثم ذكر الزيادة‪ ،‬انظر‪ :‬مجموع الفتاوى‬
‫‪ 5‬سمعته أثناء تقريره على بلوغ المرام‪ ،‬الحديث رقم ‪.347‬‬

‫‪12‬‬
‫((صل قائ ًما‪ ،‬فإن لم‬
‫ِّ‬ ‫هللا عنهما عن النبي ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬أنه قال له‪:‬‬
‫تستطع فقاعدًا‪ ،‬فإن لم تستطع فعلى جنب))‪ ، 1‬زاد النسائي‪(( :‬فإن لم تستطع‬
‫سا إال وسعها))‪ .2‬وسمعت شيخنا اإلمام عبد العزيز بن عبد‬ ‫فمستلقيا ً ال يكلف هللا نف ً‬
‫هللا ابن باز رحمه هللا يقول‪(( :‬وزاد النسائي‪(( :‬فإن لم تستطع فمستلقيًا))‪ ،‬ثم قال‪:‬‬
‫سا‪ ،‬على جنب‪ ،‬مستلقيًا))‪.3‬‬ ‫فكانت الصفات‪(( :‬قائ ًما‪ ،‬جال ً‬
‫‪ - 3‬فإن عجز المريض عن الصالة إلى القبلة ولم يوجد من يوجهه إليها صلى‬
‫سا إِّاله ُو ْسعَ َها}[البقرة‪. ]286:‬‬
‫ف هللا نَ ْف ً‬
‫على حسب حاله؛ لقوله تعالى‪{ :‬الَ يُ َك ِّل ُ‬

‫‪ - 4‬فإن عجز المريض عن الصالة مستلقيًا صلى على حسب حاله على أي حال‬
‫كان؛ لقول هللا تعالى‪{ :‬فَات هقُوا هللا َما ا ْست َ َ‬
‫ط ْعت ُ ْم} [التغابن ‪. ]16:‬‬

‫فيكبر‪ ،‬ويقرأ‪،‬‬
‫‪ - 5‬فإن عجز المريض عن جميع األحوال السابقة صلى بقلبه‪ِّ :‬‬
‫وينوي الركوع والسجود‪ ،‬والقيام والقعود بقلبه‪ ،‬فإن الصالة ال تسقط عنه مادام‬
‫عقله ثابتًا بأي حال من األحوال؛ لألدلة السابقة ‪.4‬‬

‫‪ 1‬انظر‪ :‬المغني البن قدامة‪ ،576 /2 ،‬ومجموع فتاوى ابن باز‪ ،243 /12 ،‬ومجموع فتاوى ابن‬
‫عثيمين‪.232 /11 ،‬‬

‫‪13‬‬
‫الفصل الثالث‬
‫الخاتمة‬
‫نتائج‬
‫الحمد هلل الذي يسر أمور المسلين كلها فالصالة والسالم على نبينا المصطفى‬
‫وعلى آله أجمعين‪.‬‬
‫واسنبطنا وخلصنا نتائج من هذا البحث مما يلي ‪:‬‬

‫‪ . 1‬الصالة هي ركن من أركان اإلسالم بعد الشهادتين‪ ,‬بل هي عموده قال ‪ -‬صلى‬
‫‪1‬‬
‫اإلسالم وعموده الصالة وذروة سنامه الجهاد"‬‫هللا عليه وسلم ‪" :-‬رأس األمر ِّ‬
‫فهي صلة بين العبد و ربه‪ ,‬و صورة من صور كمال عبادة َّللا‪ .‬و قد تكرر األمر‬
‫بالصالة في اآليات القرآنية بقوله تعالى‪{ :‬وأقيموا الصالة} يدل على‬
‫أهميتها‪,‬فالصالة الخمس اليتغير حكمها من أصلها أي تكون واجبة في كل حالة‬
‫سواء كان صحيحا أو مريضا ‪.‬‬

‫‪. 2‬طهارة المريض للحالين ‪:‬األول‪،‬أن يتوضئ للحدث األصغر والغسل للحدث‬
‫األكبر هذه الطريقة هي األصل والثاني‪،‬أن يزيل النجاسات قبل الصالة بالماء أو‬
‫ما يقوم مقام الماء‬

‫الترمذي في كتاب اإليمان‪ ،‬باب ما جاء في حرمة الصالة برقم (‪ ،)2616‬وأحم ُد (‪)22069 /5‬‬
‫ُّ‬ ‫‪ 1‬أخرجه‬
‫من حديث معاذ بن جبل ‪-‬رضي هللا عنه‪.-‬‬
‫‪14‬‬
‫‪. 3‬األصل في الصالة أن يقوم المسلم ولكن إذ كان يعجزمنه فال بأس أن يعقد في‬
‫صالته فإن عجز منه ‪،‬فعلى جنبه ‪.‬‬

‫االقطراح‬
‫ونسأل هللا تعالى أن يفقنا للخيرات كلها وجعل هذا العمل أجرا لنا‬
‫فالكمل هلل والعيوب فينا ولم نستطع القيام بكتابة هذا البحث إال‬
‫بعونه‪.‬‬
‫وصلى هللا على خير خلقه محمد‪ ،‬وعلى آله وصحبه‪ ،‬ومن اتهبع‬
‫سبيله‪ ،‬وسار على نهجه إلى يوم القيامة‪.‬‬

‫‪15‬‬
16

You might also like