Professional Documents
Culture Documents
بحث
بحث
المرحلة ،وكل مربي وأب بحاجة للتعرف على هذه المرحلة وإدارك التأثيرات التي تؤثر على شخصية المراهق ومعرفة
خصائص نموه النفسية والجسمية واإلنفاعلية واالجتماعي ة ،لكي يستطيع التعامل معها بحكمة ويشبعها باألساليب األمثل ،
وكثر الحديث عن هذه المرحلة وأكثر الحديث يصفها بأنها مرحلة سلبية بينما هي مرحلة إيجابية ملئية بالنشاط والحيوية
فمرحله المراهقه من أهم وأخطر المراحل ال تى يمر بها االنسان ضمن أطوار حياته المختلفه التى تتسم بالتجديد المستمر ,
وهى تستحوذ على أهتمام كثير من الناس فهى تهم المراهقين أنفسهم ليفهموا أنفسهم وتهم اآلباء واالمهات والمربيين ليفهموا
طبيعه المرحله وكيفيه التعامل معها .تعتبر مرحلة المراهقة بين مرحلة الطفولة ومرحلة البلوغ .ففترة المراهقة تبدأ
بالتغيرات الحيوية للجسم وتنتهي مع ثقافات المجتمع فهناك مقولة مشهورة تقول” فترة المراهقة مثل ماكينة السيارة
تعريف المراهقة
لغويا يرجع لفظ المراهقة إلى الفعل العربي (راهق) ويعنى االقتراب من كذا .فراهق الغالم فهو (مراهق) أي اقترب من
النضج.
فى علم النفس فأصطالح المراهق يعنى مرحله االبتعاد عن الطفوله واألقتراب من النضج الجسمى والعقلى والنفسى
واألجتماعى ولكن ليس النضج نفسه ألن الفرد اليصل الى اكتمال النضج االبعد سنوات عديده قد تصل الى 9سنوات.
مراحل المراهقة
مجتمع إلى آخر ،فهي في المجتمع الريفي غيرها في المجتمع المدني أو المنفتح ،وفي المجتمع المسلم غيرها في
تخطي المرحلة
المجتمع الكافر ،والمتزوج غيره في األعزب؛ لوجود األسباب المختلفة التي إ َّما أن تساعد على ِّ
بسهولة ويُسر ،أو تتأ َّخر معه أكثر من السنوات العشر المذكورة؛ ولذلك فقد قسَّمها العلماء إلى ثالث مراحل ،هي
1
مرحلة المراهقة األولى " 11 - 11عا ًما" ،وتتميَّز بتغيُّرات بيولوجيَّة سريعة" ،الصف الخامس إلى
الثامن".
الوسطي " 11 - 11عا ًما" ،وهي مرحلة اكتمال التغيُّرات البيولوجيَّة" ،الصف التاسع
مرحلة المراهقة ُ
المتأخرة ""11 - 11؛ حيث يُصبح الشاب أو الفتاة إنسانًا راشدًا بالمظهر
ِّ مرحلة المراهقة
البلوغ والمراهقة
يعتبر البلوغ جزءا ً من المراهقة وليس مرادفا ً لها .كذلك فإن البلوغ بمثل الخطوة االولى من جملة مراحل النضج .وعليه
فإن البلوغ يهتم بالتغييرات الجسمية للشخص كإتساع الحوض للفتيات او ظهور شعر الوجه للفتيان .اما بالنسبة للمراهقة،
فهي الفترة التي تمتد من مرحلة الطف ولة المبكرة الى مرحلة النضج ويتخللها فترة البلوغ .فالمراهقة تشمل طفرة في
بداية البلوغ
كلمة البلوغ تعبر عن السنوات التي يحدث فيها النمو البدني السريع وكذلك النضج الجنسي مما ينتج عنه شخصا ً بحجم
وشكل االنسان البالغ .فم عظم النمو البدني وكذلك النضج الجنسي ينتهي بعد اربع سنوات من ظهور اول عالمة للبلوغ.
ولكن بعض االفراد قد يحصلون على زيادة في الطلول ،الوزن والعضالت عند سن العشرين.
بالنسبة لإلناث ،فإن التغيرات البدنية للبلوغ تبدأ عند نمو حلمة الصدر .ثم بعد ذلك يبدأ ظهور شعر العانة قليالً ويبدأ النمو
بالتدفق سريعا ويشمل اتساع الحوض ،بداية الحيض ،نضوج الثدي ،و ظهور العانة كامالً .وعلى ذلك ،فإن المتوسط
العمري لالناث من خالل الوزن الطبيعي لهم فإن بداية الحيض تكون عند عمر 11سنة و 1اشهر ،والتنوع العمري
العمري بين الفتيات يعتبر طبيعياً .اما بالنسبة للذكور ،فيبدأ البلوغ عند ظهور شعر العانة ،ونمو االعضاء الجنسية،
االحتالم ،ظهور شعر الوجه ،خشونة الصوت ثم تبدأ عملية البلوغ بالتدفق سريعاً .المعدل العمري لالحتالم يكون عند عمر
2
خصائص النمو فى مرحلة المراهقة
تعد فترة المراهقة من أهم مراحل النمو ألنها على درجة كبيرة من األهمية في التكوين الشخصي للفرد وتتميز خصائص
مرحلة المراهقة في االنتقال تدريجيا بالمراهق من مرحلة تتصف باالعتمادية إلى مرحلة تتصف باالستقاللية في جميع
النواحي استعدادا للعب دور رئيسى فى منظومة المجتمع,وبما إننا نعمل في مجال يجعلنا على اتصال مباشر مع المراهقين
وهذا المجال له دور كبير فى مساعدتهم على تخطى هذه المرحله بدرجه كبيره من النجاح والوصول الى مرحله من النضج
سوية.
تتميز مرحلة المراهقة بانها مرحلة نمو سريع في الجسم فنالحظ زيادة مفاجئة في الطول والعرض وحجم الذراعين
والساقين والقدمين وأجزاء الجسم األخرى وعادة ما يبدأ هذا النمو السريع في الجسم قبل البلوغ في سن العاشرة عند اإلناث
والثانية عشر عند البنين ويستمر لمدة ثالث ة أو أربعة أعوام ثم يقل ويقف تماما حوالي الثامنة عشر أو العشرين ،وتتمثل
-1النمو العام للجسم :حيث تزداد أبعاد الجسم طوالً وعرضا ً ويزداد الوزن ،وربما كانت هذه التغيرات الجسمية
غير متوازنة في بداية األمر ،إال أنها تصل إلى االتزان في نهاية المرحلة ،كما أن وتيرة النمو هذه تكون متسارعة في
-1توجد فروق فردية بين مراهق وآخر ،وكذلك بين الجنسين ،حيث تتقدم اإلناث في بعض مظاهر النمو الجسمي،
ثم ما يلبث أن يتقدم الذكور في مظاهر النمو كافة ،من حيث الوزن والطول وغير ذلك من المظاهر ،كما يزداد النسيج
العضلي لدى الذكور في الصدر والكتفين والفخذين ،في حين ينمو النسيج الشحمي لإلناث ،في الصدر واألرداف ،ويتسع
-1ومن حيث النضج الجنسي :فإن الفتى أو الفتاة يصبح قادرا ً على الفعل الجنسي ،ومن مظاهر ذلك ،القدرة على
-1نمو الجهاز العصبي المركزي والمخ حيث يؤدي وظيفتين :الوظيفة التهيجية و الوظيفة القمعية ،حيث أنه
بمقتضى الوظيفة األولى ،ينطلق المرء وراء انفعاالته ،وبمقتضى الوظيفة الثانية ،يقمع المرء تلك االنفعاالت ،ويالحظ أن
المراهق تزداد لديه القدرة على ضبط انفعاالته ،مما يؤكد أن وظيفة المخ القمعية أو الكفية قد ازدادت قوة لديه.
3
ثانياً :خصائص النمو العقلي ومظاهره:
يقوم األطفال والمراهقون في هذه الفئة العمرية بتفكير أكثر تعقيدًا ،يعرف هذا النوع من التفكير أيضًا بالعمليات
المنطقية الرسمية و تتمحور أهم خصائص النمو العقلي في المظاهر النمائية التالية:
-1ينمو الذكاء نموا ً مضطردا ً حتى السنة الثانية عشرة ،ثم يتعثر قليالً في أوائل فترة المراهقة ،وتظهر الفروق الفردية
بصورة واضحة ،و يعود إلى السرعة التي يتمتع بها المخ في النمو والتفتق.
-1كما تتنامى القدرة على االستدالل ،والتفكير السليم ،المبني على الوقائع ،والمقدمات ،لحل المشاكل.
-1تتنوع الميول لدى المراهق ،وذلك حسب الفروق بين الجنسين ،حيث يميل البنون إلى األعمال اليدوية ونشاط
األندية ،ويقل ميلهم نحو اللعب الميكانيكي والطالء والرسم ،أما الفتيات فيظهرن ميالً أكثر نحو الخياطة والتطريز ونشاط
-5يساعد التفتح الذهني خالل فترة المراهقة ،ونمو القدرة على التفكير المعنوي المجرد ،على اهتمام المراهق
بالظواهر ،والقيم االجتماعية في بيئته ،حيث يميل إلى بحث مذاهب الناس في الحياة ،وكذلك سائر القضايا الدينية والسياسية
واالجتماعية ،ويميل إلى تقييم ونقد الظواهر واألشخاص كافة ،وحتى ذاته.
من الممكن أن يقوم المراهق بالعديد من االنفعاالت بسبب تغيرات الجسمية والنفسية التي تحدث له فتظهر عليه
السمات اآلتية:
-1سرعة إنثالم الشعور :حيث يتميز المراهق بحساسية مفرطة ،قد تؤثر فيه الكلمة ،أو النظرة أيما تأثير ،خاصة إذا
ما كان في إطار موقف اجتماعي يشاركه فيه اآلخرون ،ويفسر ذلك بأن المراهق يركز تفكيره في ذاته ،وما عسى أن يظن
به اآلخرون ،لذلك فإنه يقيم وزنا ً كبيرا ً ألي رد فعل من اآلخرين اتجاهه.
-1سرعة االنفعال وشدته :شدة حساسية المراهق قد يترتب عليها أن يتدفق سيل انفعاله بسرعة ،دون أن يتمكن
المراهق من السيطرة عليه أو التحكم فيه ،وهذا األمر تخضع له االنفعاالت المحزنة أو السارة ،حيث قد يحزن بشدة إلى حد
االكتئاب ،ألمر ال يستحق ذلك ،وقد يعبر عن فرحه بصورة مبالغ فيها ،وقد يستجيب بانفعاالت تناقض واقع الحال،
كالضحك وقت الحزن ،وقد يتقلب بين الضحك والبكاء ،مع مرور سنوات المراهقة ،يبدأ المراهق باإلدراك بأن التعبير
الصريح عن االنفعاالت ،وخاصة الغضب ،ينظر إليه اآلخرون على أنه داللة على عدم النضج ،فيتعلم مجاهدة نفسه للتحكم
4
في الذات ،وضبط السلوك ،فيتحول من التعبير اللفظي ،والركل والبكاء ،إلى التبرم ،وصعوبة االنقياد ،أو التعبير عن
-1التمركز حول الذات :فالمراهق شديد االهتمام بنفسه ،وهو كثير الميل إلى استبطان ذاته ،حيث يترجم األحداث
في ضوء مشاعره الشخصية ،ويصبح اتصاله باآلخرين ،من خالل أنفسهم ،وعبر مشاعره الشخصية ،ولذلك فإن أحكامه ال
-1القابلية الشديدة لإليحاء :فالمراهق لديه االستعداد لالقتناع بأي أمر ،ما دام يساق له بطريقة ترضي مشاعره،
وتوافق مزاجه ،وفي المقابل فإنهم ينبذون أي أمر ال يتوافق مع تلك المشاعر ،كذلك فإن المراهقين ال يقبلون التوسط
-5تتقلص درجة المخاوف التي الزمت المراهق في طفولته ،كالخوف من األمور الوهمية ،كما أن مخاوف
المراهق تتحول من الجوانب المادية ،إلى جوانب أكثر اتصاالً بالجوانب االجتماعية ،التي يشعر فيها أن مكانته تتعرض
للخطر ،وكذلك الخوف من المدرسة أو مواد دراسية محددة ،كما تدور تلك المخاوف حول الشعور بالنقص ،فيؤدي به
الخوف حينئذ إلى التهيب واالستحياء ،والشعور بالحرج ،الذي هو رد فعل انفعالي بالخوف الخفيف ،ينشأ عن الشعور بعدم
يكتسب الفرد قدرا كبيرا من النمو االجتماعي خالل مرحلة المراهقة ويعتمد ما يحققه المراهق من نضج وسواء في
التكيف االجتماعي الى حد كبير على ما حققه من اشباعات في مراحل الطفولة السابقة وعلى خبراته االجتماعية االولى وما
كونه من اتجاهات نتيجة هذه الخبرات .ويتصف النمو االجتماعي في المراهقة بمظاهر وخصائص أهمها:
-1الفطام النفسي عن األسرة :فعلى الرغم من عجز المراهقين من الجنسين عن إعالة أنفسهم ،واالستقالل اقتصاديا ً
عن األسرة ،إال أنهم ينزعون إلى االستقالل نفسياً ،وذلك من خالل نقل مجال وجدانهم ،من مجتمع األسرة إلى العالم
الخارجي ،ويمكن اعتبار ذلك مرحلة الفطام الثانية ،حيث ينفطم المراهق وجدانياً ،ويتمتع باستقالل نفسي عن عالم األسرة،
فيوجه المراهق اهتماماته وعواطفه ،توجيها ً جديدا ً على نطاقات وأشخاص متباينين ،وتصبح له اهتمامات كثيرة جديدة
تستحوذ على قلبه ،كما أن عملية االس تقالل والتفرد في مرحلة المراهقة تزداد ،وأن ذلك يستهدف إعادة تنظيم الشخصية من
جديد ،هذه العملية تحدث في نطاق قوتين ،تكادا تكونان متعادلتين داخل األسرة ،قوة تدفع نحو الفردية واالستقالل ،وقد
أطلق عليها اصطالح التمايز ،وقوة أخرى تدفع نحو االئتالف أو التجمع .لذلك البد من تحقيق التوازن بين هاتين القوتين،
ليكون الفرد متحررا ً مستقالً بشكل جيد ،إضافة إلى كونه عضوا ً مؤثرا ً في األسرة والمجتمع ،وبذلك فإن المراهق يبحث
5
لنفسه عن مكان في أسرته ومجتمعه ،ولكن بعد أن يكن قد بلور لنفسه ذاتا ً اجتماعية خاصة به ،ألن تكوينها هدفا ً أساسيا ً
لعملية التنشئة االجتماعية ،حيث إنها المقوم الهام الذي يميز الفرد اإلنساني في المرحلة االجتماعية النفسية ،عنه في
-1الميل إلى الجنس اآلخر :يتضح بصورة جلية ميول كال الجنسين إلى الجنس اآلخر ،حيث يؤثر هذا الميل على
نمط سلو كه ونشاطه ،ومحاوالت جذب االنتباه بالطرق المختلفة ،وهذا الميل يتطور على مراحل ،حيث أنه في البداية
يكون المراهق غير قادر على التعامل مع الجنس اآلخر ،وإن كان راغبا ً في ذلك ،ثم يحاول في أواسط المرحلة أن يلفت
االنتباه بطرق مختلفة ،كاألناقة واللباقة في الحديث والروح المرحة والتفوق في أنواع الرياضات ،ونحو ذلك ،ثم تأخذ هذه
الميول صبغة جنسية ،تتبلور في نهاية المرحلة باالتجاه نحو الزواج واالستقرار العاطفي واألسري.
-1تتطور لديه البصيرة االجتماعية ،بمعنى أن يصبح أكثر قدرة على إدراك العالقات القائمة بينه وبين األفراد،
وعلى اإلحساس بآثار تفاعله مع الناس ،وتقدير آثار سلوكه على اآلخرين ،مما يزيد قدرته على التصرف في المواقف
االجتماعية.
-1في هذه المرحلة ،يصبح المراهق على استعداد للتضحية في سبيل ما يؤمن به ،حيث يكون على استعداد لفداء
الدين أو الوطن ،كما أن المراهق يصبح قادرا ً على التضحية في سبيل الجماعة ،بحكم ما أكتسبه من بصيرة ،بما يعزز
-5توجد فروق في اتجاهات المراهقين االجتماعية ،عن المراهقات ،حيث أن المراهقين يمتازون بالميل إلى
المغامرات الجماعية ،وخاصة مع شلة الرفاق ،كما يميلون إلى الضبط وااللتزام داخل هذه الشلة ،وااللتزام بنسق جماعي
واحد ال خروج عنه ،كما يميلون إلى كتابة الرسائل كوسيلة للتعارف ،أما المراهقات فيبدين الغيرة من المراهقات األكثر
جماالً منهن ،كما تستعين المراهقات بالكبرياء ،وبعض الجفاء ،لتعزيز مكانتهن عند المراهقين ،وإثارة إعجابهم بهن ،كما
-6في مقابل محاوالت المراهق االستقالل عن أسرته يميل المراهق إلى الخضوع ألساليب أصدقائه وأترابه ومعاييرهم
ونظمهم ،وبذلك يتحول والؤه الجماعي من األسرة إلى األصدقاء ،حيث أن المراهق يشعر وسط أصدقائه ،بالتشابه
والتجانس وبوحدة األهداف والمشاعر ،وفي ذات الوقت يشعر بهوة واسعة ،تفصل بينه وبين الكبار ،في كثير من األحيان،
يميل المراهق إلى الصداقات األكثر دواماً ،بدالً من الزماالت الوقتية ،وكذلك فإنه يتحول من االرتباط العام مع أشخاص،
إلى االرتباط بشلة منتقاة ،ويؤكد العلماء أن من أقوى العوامل المؤثرة على حياة المراهق في هذه الفترة هم الرفاق
واألصدقاء ،في حين يتراجع تأثير دور الجماعات األخرى ،كاألسرة والمدرسة.
6
مشكالت مرحلة المراهقة
ينشأ صراع لدى المراهق نتيجة للتغيرات البيولوجية ،الجسدية والنفسية التي تطرأ عليه في هذه المرحلة ،فجسديا ً
يشعر بنمو سريع في أعضاء جسمه قد يسبب له قلقا ً وإرباكاً ،وينتج عنه إحساسه بالخمول والكسل والتراخي ،كذلك تؤدي
سرعة النمو إلى جعل المهارات الحركية عند المراهق غير دقيقة ،وقد يعتري المراهق حاالت من اليأس والحزن واأللم
التي ال يعرف لها سبباً ،ونفسيا يبدأ بالتحرر من سلطة الوالدين ليشعر باالستقاللية واالعتماد على النفس ،وبناء المسؤولية
االجتماعية ،وهو في الوقت نفسه ال يستطيع أن يبتعد عن الوالدين؛ ألنهم مصدر األمن والطمأنينة ومنبع الجانب المادي
لديه ،وهذا التعارض بين الحاجة إلى االستقالل والتحرر والحاجة إلى االعتماد على الوالدين ،وعدم فهم األهل لطبيعة
المرحلة وكيفية التعامل مع سلوكيات المراهق ،وهذه التغيرات تجعل المراهق طريد مجتمع الكبار والصغار ،إذا تصرف
كطفل سخر منه الكبار ،وإذا تصرف كرجل انتقده الرجال ،مما يؤدي إلى خلخلة التوازن النفسي للمراهق ،ويزيد من حدة
المرحلة ومشاكلها.
-1الصراع الداخلي :الصراع حيث يعاني المراهق من جود عدة صراعات داخلية ،ومنها :صراع بين االستقالل
عن األسرة واالعتماد عليها ،وصراع بين مخلفات الطفولة ومتطلبات الرجولة واألنوثة ،وصراع بين طموحات المراهق
الزائدة وبين تقصيره الواضح في التزاماته ،وصراع بين غرائزه الداخلية وبين التقاليد االجتماعية ،والصراع الديني بين ما
تعلمه من شعائر ومبادئ ومسلمات وهو صغير وبين تفكيره الناقد الجديد وفلسفته الخاصة للحياة ،وصراعه الثقافي بين
-1االغتراب و التمرد :فالمراهق يشكو من أن والديه ال يفهمانه ،ولذلك يحاول االنسالخ عن مواقف وثوابت
ورغبات الوالدين كوسيلة لتأكيد وإثبات تفرده وتمايزه ،وهذا يستلزم معارضة سلطة األهل؛ ألنه يعد أي سلطة فوقية أو أي
توجيه إنما هو استخفاف ال يطاق بقدراته العقلية التي أصبحت موازية جوهريا ً لقدرات الراشد ،واستهانة بالروح النقدية
المتيقظة لديه ،والتي تدفعه إلى تمحيص األمور كافة ،وفقا لمقاييس المنطق ،وبالتالي تظهر لديه سلوكيات التمرد والمكابرة
-3الخجل و التمرد :فالتدليل الزائد والقسوة الزائدة يؤديان إلى شعور المراهق باالعتماد على اآلخرين في حل مشكالته،
لكن طبيعة المرحلة تتطلب منه أن يستقل عن األسرة ويعتمد على نفسه ،فتزداد حدة الصراع لديه ،ويلجأ إلى االنسحاب من
7
-4السلوك المزعج :والذي يسببه رغبة المراهق في تحقيق مقاصده الخاصة دون اعتبار للمصلحة العامة ،وبالتالي
قد يصرخ ،يشتم ،يسرق ،يركل الصغار ويتصارع مع الكبار ،يتلف الممتلكات ،يجادل في أمور تافهة ،يتورط في المشاكل،
-5العصبية و حدة الطباع :فالمراهق يتصرف من خالل عصبيته وعناده ،يريد أن يحقق مطالبه بالقوة والعنف الزائد،
قد اتفق خبراء االجتماع وعلماء النفس والتربية على أهمية إشراك المراهق في المناقشات العلمية المنظمة التي تتناول
عالج مشكالته ،وتعويده على طرح مشكالته ،ومناقشتها مع الكبار في ثقة وصراحة ،وكذا إحاطته علما ً باألمور الجنسية عن
طريق التدريس العلمي الموضوعي ،حتى ال يقع فريسة للجهل والضياع أو اإلغراء .كما أوصوا بأهمية " تشجيع النشاط
الترويحي الموجه والقيام بالرحالت واالشتراك في مناشط الساحات الشعبية واألندية ،كما يجب توجيههم نحو العمل
كما أكدت الدراسات العلمية أن أكثر من %18من مشكالت المراهقين في عالمنا العربي نتيجة مباشرة لمحاولة أولياء األمور
تسيير أوالدهم بموجب آرائهم وعاداتهم وتقاليد مجتمعاتهم ،ومن ثم يحجم األبناء ،عن الحوار مع أهلهم؛ ألنهم يعتقدون أن
اآلباء إما أنهم ال يهمهم أن يعرفوا مشكالتهم ،أو أنهم ال يستطيعون فهمها أو حلها.
وقد أجمعت االتجاهات الحديثة في دراسة طب النفس أن األذن المصغية في تلك السن هي الحل لمشكالتها ،كما أن
إيجاد التوازن بين االعتماد على النفس والخروج من زي النصح والتوجيه باألمر ،إلى زي الصداقة والتواصي وتبادل
الخواطر ،و بناء جسر من الصداقة لنقل الخبرات بلغة الصديق واألخ ال بلغة ولي األمر ،هو السبيل األمثال لتكوين عالقة
و قد أثبتت دراسة قامت بها المدرسة المتخصصة للدراسات االجتماعية بالواليات المتحدة على حوالي 188طفل،
بداية من سن رياض األطفال وحتى سن 11على لقاءات مختلفة في سن ،11 ،11 ،15 ،9 ،5أن المراهقين في األسرة
المتماسكة ذات الروابط القوية التي يحظى أفرادها بالترابط واتخاذ القرارات المصيرية في مجالس عائلي محببة يشارك فيها
8
الجميع ،ويهتم جميع أفرادها بشؤون بعضهم البعض ،هم األقل ضغو ً
طا ،واألكثر إيجابية في النظرة للحياة وشؤونها ومشاكلها،
في حين كان اآلخرون أكثر عرضة لالكتئاب والضغوط النفسية .لذللك فدور األبوين و المعلمين هام جدا في تربية المراهقين و
توفير البيئة الصحية المناسبة لهم .فمن الضروري ان يكونوا مرنين ازاء ما يصدر عن المراهقين من أنفعاالت حادة و
يحرصوا علي توجيهم أكثر من معاقب تهم .و يعملوا علي توفير فرص النجاح لديهم حتي ال يتدني فرص الذات لديهم و يتخطوا
9
المراجع:
-2مريم سليم( :)2002علم نفس النمو ,بيروت" لبنان" ,دار النهضة العربية.
العلوم العربية.
-4عباس محمد عوض(:) 1888المدخل ألي علم نفس النمو ,مصر ,دار المعرفة
الجامعية.
-5عبد الكريم بكار( ,) 2010المراهق كيف نفهمه و كيف نوجهه؟ ,مصر ,دار السالم
11