HGPVD

You might also like

Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 7

‫أن هذا المتعريف األخير يواجه‬ ‫آلخرين‪ .

‬إال ّ‬
‫اعتراضات من البعض‪ ،‬كونه يؤ ّدي الى قتالع جذور‬
‫القيم النسانية‪ ،‬وإحالل الفوضى محل النظام‬
‫واالستقرار باسم الحرية‪ ]٣[.‬وفي تعريف الحرية‬
‫تعريفًا ثالثًا‪ ،‬فقد ارتبطت الكلمة بالتجربة االستعمارية‬
‫األوربية لبلدان قارات آسيا وأفريقيا وأمريكا الالتينية‬
‫وشعوبها؛ وبالتالي جاءت كلمة الحرية مرادفة لكلمة‬
‫االستقالل‪ ،‬وتقرير المصير‪ ،‬والسيادة‪ ،‬لتلك البلدان‬
‫والشعوب بعد رفضها االحتالل‪ ،‬ومطالبتها الحصول‬
‫على االستقالل خالل النصف الثاني من القرن‬
‫العشرين‪ .‬وفي العصر الحديث استعملت كلمة الحرية‬
‫مع الحقوق األساسية التي يتضمنها دستور الدولة‬
‫للمواطنين‪ ،‬ويعطي لها الضمانات ضد انتهاكات‬
‫حقوق اإلنسان التي يمكن أن يتعرض لها المواطنون‬
‫من قبل األفراد أو السلطة العامة‪ ،‬وهي الحقوق‬
‫ت‬
‫المعروفة باسم الحريات العامة‪ ]٣[.‬في الوق ِ‬
‫ي‪ ،‬أصبح تعريف الحرية أكثر اقترابًا لمفهوم‬ ‫الحال ّ‬
‫الحقوق؛ لحرية الفكر أي حق التفكير الحر‪ ،‬وحرية‬
‫التعبير أي حق التعبير عن ما في العقل والنفس من‬
‫أفكار ومشاعر‪ .‬وال يخلو أي دستور للدول المعاصرة‬
‫أو أي وثيقة إقليمية أو دولية أو وطنية من معنى‬
‫الحريات العامة‪ ،‬التي دخلت التشريعات القانونية‬
‫والسياسية بما يكفل حرية الشخص في التصرف بكل‬
‫ما يتعلق بشؤونه الخاصة ضمن دائرة القانون‪،‬‬
‫وكذلك ضمان حريته في اعتقاد ما يراه صوابًا‪ ،‬وفي‬
‫إبداء رأيه في كل ما يتعلق بالمجتمع الذي يعيش فيه‪،‬‬
‫وفي كل ما يصدر عن السلطة الحاكمة في المجتمع‬
‫من تصرفات‪ .‬وأمام ذلك يمكن تعريف الحرية‬
‫العامة‪ ،‬بأنها ممكنات يتمتع بها الفرد بسبب طبيعته‬
‫البشرية‪ ،‬أو عضويته في المجتمع التي يحقق بها‬
‫صالحه الخاص‪ ،‬ويسهم بها في تحقيق الصالح العام‬
‫المشترك للبلد‪ ،‬ويمتنع على السلطة أن تحد منها إال‬
‫إذا أساء بمصالح اآلخرين‪ ]٣[.‬الحرية في المفهوم‬
‫اإلسالمي يت ّم تعريف الحرية في المفهوم اإلسالمي‬
‫أن الحرية‬‫في ضوء عدد من المميزات‪ ،‬تتمثل في ّ‬
‫ضرورة من الضرورات اإلنسانية‪ ،‬وفريضة إالهية‬
‫وتكليف شرعي واجب‪ ،‬وليست مجرد "حق" من‬
‫الحقوق‪ ،‬يجوز لصاحبه أن يتنازل عنه إن أراد؛‬
‫فالحرية تقوم مقام الحياة‪ ،‬وهي تعبير عن عالقة‬
‫اإلنسان بوجوده الدنيوي‪ .‬وقد كان الرق والعبودية‬
‫قبل اإلسالم‪ ،‬بمثابة الموت‪ ،‬لذلك جاء اإلسالم بعتق‬
‫الرقبة‪ ،‬وتحرير العبيد‪ ،‬إلخراج اإلنسان من حكم‬
‫الموت إلى حكم الحياة‪ ،‬وهو أيضا ما جعل عتق‬
‫الرقبة وتحريرها كفارة للقتل الخطأ الذي سلب به‬
‫القاتل حياة إنسان‪ ،‬ونقلها إلى عداد الموتى‪]٤[.‬‬
‫وتعريف الحرية في المفهوم اإلسالمي لم يكن مجرد‬
‫موقففكري نظري‪ ،‬بل تجسد على أرض الواقع من‬
‫خالل تجربة إصالحية ثورية شاملة غيرت وجه‬
‫تغييرا جذريًا؛ فلما جاء‬
‫ً‬ ‫المجتمع الذي ظهر فيه‬
‫اإلسالم أوقف قسوة اإلسترقاق الذي به القيصرية‬
‫الرومانية‪ ،‬والكسروية الفارسية‪ ،‬والقوى العظمى‬
‫حولت شعوب المستعمرات إلى رقيق وبرابرة‬ ‫التي ّ‬
‫وأقنان‪ ،‬وبذلك ألغى اإلسالم منابع الرقيق وروافده؛‬
‫عندما حبب إلى الناس عتق األرقاء‪ ،‬وجعلها مصرفًا‬
‫من مصارف األموال اإلسالمية العامة‪ ،‬وصدقات‬
‫المسلمين وزكاتهم‪ ،‬وجعل العديد من الكفارات هي‬
‫تحرير الرقبة‪ ]٤[.‬كما يربط تعريف الحرية في‬
‫المفهوم اإلسالمي الحرية باإلنسان مطلق اإلنسان‪،‬‬
‫وليس باإلنسان المسلم وحده‪ ،‬وإذا كان الدين والتدين‬
‫وأول ما يميز اإلنسان‪ ،‬فإن تقرير اإلسالم‬‫هو أغلى ّ‬
‫لحرية الضمير في االعتقاد الديني دليل على تقديس‬
‫حرية اإلنسان في كل الميادين‪ ،‬فهو حر في إسالمه‬
‫وكفره‪ ،‬كما قال تعالى‪{ :‬ال إكراه في الدين قد تبين‬
‫الرشد من الغي}‪ ]٥[.‬كما أن تعريف الحرية في‬
‫المفهوم اإلسالمي ارتبط بتحرير اإلنسان من كل‬
‫الطواغيت‪ ،‬فشهادة التوحيد " ال إله إال هللا " هي‬
‫جوهر التدين باإلسالم‪ ،‬وهي ثورة لتحرير اإلنسان‬
‫من العبودية لكل الطواغيت‪ ،‬واألغيار‪ ،‬وإفراد هللا‬
‫باأللوهية‪ ]٤[.‬أشكال الحرية تتع ّدد أشكال الحريات‬
‫العامة وأنواعها‪ ،‬فهي حريات حريات أساسية‪،‬‬
‫وحريات فكرية‪ ،‬وحريات اجتماعية‪ ،‬وفيما يأتي‬
‫سط لهذه األشكال من الحريات‪ ،‬التي ترد‬ ‫عرض مب ّ‬
‫عا لتعريف الحرية‪ ]٣[:‬الحريات األساسية أو‬ ‫تبا ً‬
‫الحريات الفردية تع ّد هذه الحريات في تعريف الحرية‬
‫واحدة لإلنسان ال تختلف باختالف دينة أو عرقه أو‬
‫انتمائه‪ ،‬إذ يجب أن يتمتع بها لتعلقها به بوصفه‬
‫صا طبيعيًا‪ ،‬وألنها تشكل حدود الفرد أمام تسلط‬‫شخ ً‬
‫الدولة فال تتعدى هذه الحدود‪ .‬ومن هذه الحريات‪:‬‬
‫حرية الفرد في األمن والسالمة البدنية‪ ،‬وحريته في‬
‫التنقل واختيار مكان االقامة‪ ،‬واحترام الحرية‬
‫الشخصية المتمثلة في عدم انتهاك حرمة المسكن‬
‫وسرية المراسالت الشخصية‪ ،‬وحرية التملك‪.‬‬
‫صت عليها كل‬ ‫وألهمية هذه الحريات فقد ن ّ‬
‫الدساتيرالوطنية واالتفاقيات الدولية وإعالنات حقوق‬
‫اإلنسان ونصوص مفوضية األمم المتحدة السامية‬
‫لحقوق اإلنسان‪ ]٣[.‬الحريات الفكرية أو الثقافية وهي‬
‫من أهم الحريات اإلنسانية في تعريف الحرية‪ ،‬والتي‬
‫يحتاجها الفرد في حياته الرتباطها الشديد بجوانبه‬
‫الروحية في مختلف المجاالت‪ .‬وتشمل الحريات‬
‫الفكرية‪ :‬حرية الرأي والتعبير‪ ،‬وحرية المعتقد‪،‬‬
‫وحرية التعلم‪ ،‬وحرية الصحافة‪ .‬وتع ّد حرية الرأي‬
‫والتعبير ركيزة من أساسية من ركائز الديمقراطية‬
‫وأحد مظاهرها؛ إذا تمثل قدرته في التعبير عن آرائه‬
‫وأفكاره بحرية تامة بغض النظر عن الوسيلة التي‬
‫يستخدمها سواء كان ذلك باالتصال المباشر مع الناس‬
‫أو بالكتابة أو اإلذاعة أو الصحف أو بواسطة‬
‫الرسائل‪ ]٣[.‬وقد تخضع هذه الحرية لبعض القيود‬
‫بنص القانون‪ ،‬ومنها احترام حقوق اآلخرين‬ ‫ّ‬ ‫المحددة‬
‫وسمعتهم‪ ،‬وحماية األمن القومي والمصلحة العامة‪،‬‬
‫وحماية اآلداب العامة‪ ،‬وحماية عقائد الشعب‪ .‬أما ما‬
‫يتعلق بحرية المعتقد الديني فقد أعلن عنها ميثاق‬
‫األمم المتحدة واإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان‬
‫والعهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬وكفلت جميعها حرية ممارسة الشعائر‬
‫والطقوس الدينية‪ ،‬وحرية التعليم الديني والكتابة‬
‫الدينية‪ .‬وأما من جانب حرية التعليم فقد أجمعت عليها‬
‫المواثيق واالتفاقيات واإلعالنات الدولية واألقليمية‬
‫والمحلية جميعها‪ ،‬بأن يكون من حق ك ّل فرد التعليم‪،‬‬
‫وحقه في التمتع بكل مجاالت الثقافة والتقدم العلمي‬
‫وحق المساهمة في البحث والنشاط العلمي‪ ]٣[.‬أما‬
‫حرية الصحافة في تعريف الحرية‪ ،‬فهي امتداد‬
‫جماعي لحرية كل مواطن في التعبير المعترف به‬
‫بوصفه حقًا حق من حقوق اإلنسان‪ .‬فالمجتمعات‬
‫الديمقراطية ال يمكن أن تنهض إال على أساس مفهوم‬
‫سيادة الشعب الذي يحدد إرادته العامة رأي عام‬
‫مطلع؛ ألن حق الرأي العام في أن يعلم يمثل جوهر‬
‫حرية وسائل األعالم وأن الحرمان من هذه الحرية‬
‫سيؤثر على الحريات األخرى‪ ]٣[.‬الحريات‬
‫االجتماعية وتدخل في مجال هذه الحريات في‬
‫تعريف الحرية‪ ،‬كل النشاطات ذات الصفة الجماعية‪،‬‬
‫التي ال تخص الفرد وحده فقط‪ ،‬بل تشمل مجموعة‬
‫من األشخاص‪ ،‬ومنها حرية حق االجتماع‪ ،‬وحرية‬
‫تكوين الجمعيات واألحزاب السياسية والنقابات‪ ،‬وحق‬
‫الضمان االجتماعي والرعاية الصحية‪ ،‬وحق العمل‬
‫وحق الملكية‪ .‬والديمقراطية النيابية الحديثة والبرلمان‬
‫ال يمكن أن يعمال بدون وجود ضمانات اجتماعية‬
‫لحرية اإلنسان في االجتماع لمناقشة الشؤون العامة‪،‬‬
‫مع وجود منظمات المجتمع المدني وغيرها من‬
‫التنظيمات االجتماعية وأن تتمتع بطابعها السلمي‪،‬‬
‫وأن تعمل على تعزيز مصالحها لدى الحكومة‪ .‬وهذه‬
‫الحريات أقرتها الدساتير والمواثيق واالتفاقيات‬
‫]واإلعالنات الدولية ومنظماتها‪٣[.‬‬
‫إقرأ المزيد على‬
‫كوم‬.‫سطور‬: https://sotor.com/%D8%AA
%D8%B9%D8%B1%D9%8A%D9%8
1-
%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%
B1%D9%8A%D8%A9/

You might also like