Professional Documents
Culture Documents
الروض الأنف الرقمية 001
الروض الأنف الرقمية 001
المؤلف :أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد ال بن أحمد السهيلي )المتوفى 581 :هـ(
المحقق :عمر عبد السلم السلمي
النأاشر :دار إحياء التراث العربي ،بيروت
الطبعة :الطبعة الولى1421 ،هـ2000 /م
مصدر الكتاب :موقع مكتبة المدينأة الرقمية
http://www.raqamiya.org
]ترقيم الكتاب موافق للمطبوع وهو مذيل بالحواشي[
المجلد الول
مقدمة
...
بسم ال الرحمن الرحيم
المقدمة :
الحمد ل رب العالمين حمدا يوافي نأعمه ويكافئ مزيده ،الحمد ل الذي أحيا بذكره قلوب عباده
الصالحين ،فقاموا لحياء علوم هذا الدين.
والصلة والسلم على سيدنأا ومولنأا محمد سيد الولين والخآرين وصفوة النأبياء والمرسلين وقائد الغر
المحجلين وعلى آله السادة الكرمين وأصحابه الغر الميامين ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما
بعد:
إن أهم ما يميز هذا العصر عما تقدمه من عصور هو التفاوت أبنأائه إلى تراث الباء والجداد والسعي
الحثيث إلى بعثه وحقيقه؛ لما فيه من ذخآائر وكنأوز قل نأظيرها عنأد غيرنأا من المم الخآرى ،مدفوعين
إلى ذلك بدافع دينأي ،وهو الحفاظ على علوم هذا الدين.
فحري بمثقفي هذه المة والمتخآصصين من أبنأائها أن يحافظوا على تراث الباء والجداد ،وأن يسعوا
جاهدين لتجديده إواحيائه ودراسته وفهمه وشرحه ،والزيادة عليه بما يتوصلون إليه نأم معارف وعلوم
وفنأون؛ لن العلوم حلقات متصلة عبر مسيرة الحياة ،وهكذا يتم التواصل بين الجداد والحفاد.
ومما ل شك فيه أن ظهور الرسالة المحمدية يعتبر أعظم حادث في تاريخ العرب خآاصة والبشرية
عامة ،ولم يدون في تاريخ العرب أو السيرة شيء إلى أن مضت أيام الخآلفاء ،بل لم يدون في هذه المدة
غير القرآن الكريم ومبادئ النأحو ،فقد رأينأا
) (1/5
المسلمين يحفزهم حرصهم على حفظ القرآن إلى كتابته في حياة النأبي صلى ال عليه وسلم.
ولما كانأت أيام الخآليفة – رضي ال عنأه – أحب أن يدون في التاريخ كتاب ،فاستقدم عبيد بن شرية
الجرهمي من صنأعاء فكتب له كتاب "الملوك وأخآبار الماضين" ،وبعد ذلك أخآذ أكثر من واحد من
العلماء يتجهون إلى علم التاريخ من نأاحيته الخآاصة ل العامة ،وهي سيرة الرسول صلى ال عليه وسلم،
ولعلهم وجدوا في تدوين ما يتعلق به عليه الصلة والسلم شيئ ا يحقق ما في أنأفسهم من تعلق به ،وحب
لتخآليد آثاره ،بعد أن منأعوا من تدوين أحاديثه إلى أيام الخآليفة الراشدي الخآامس عمر بن عبد العزيز 1
– رضي ال عنأه – خآافة أن يخآتلط الحديث بالقرآن ،فجاء أكثر من رجل كلهم محدث ،فدونأوا في السيرة
كتباا .نأذكر منأهم :عروة بن الزبير بن العوام الفقيه المحدث الذي مكنأه نأسبه من قبل أبيه الزبير ،وأمه
أسماء بنأت أبي بكر أن يروي الكثير من الخآبار والحاديث عن النأبي صلى ال عليه وسلم وحياة
صدر السلم.
وحسبك أن تعلم أن ابن إسحاق والواقدي والطبري ،أكثروا من الخآذ عن عروة – رضي ال عنأه -ول
سيما فيما يتعلق بالهجرة إلى الحبشة والمدينأة،وغزوة بدر إلى غير ذلك .ولهذا كان ابن إسحاق من
أوائل من كتب كتاب ا في السيرة ،ولذلك اعتبره العلماء شيخ رجال السيرة.
أضف إلى ذلك أن سيرة ابن إسحاق ت151 :هـ كانأت مقسمة إلى ثلثة أجزاء:
-المبتدأ ،ويتنأاول التاريخ الجاهلي.
-المبعث ،ويتنأاول حياة النأبي صلى ال عليه وسلم في مكة والهجرة.
ــــ
1ذكر الحافظ ابن حجر – رحمه ال – في "فتح الباري" 204 /1في شرحه قول الخآليفة عمر بن عبد
العزيز لبي بكر بن حزم" :انأظر ما كان من حديث رسول ال صلى ال عليه وسلم فاكتبه".
وقال الحافظ في موضع آخآر من "فتح الباري" " :218 /1أول من دون الحديث ابن شهاب الزهري
على رأس المائة بأمر الخآليفة عمر بن عبد العزيز ،ثم كثر التدوين ،ثم التصنأيف ،وحصل بذلك خآير
كثير ،فلله الحمد".
) (1/6
) (1/7
هذا وقد حظي كتاب "الروض النأف" اهتماما من قبل العلماء اللحقين ،فاخآتصره عز الدين بن أبي،
المعروف بابن الجماعة المتوفى /819 /تسع عشة وثمانأمائة للهجرة وسماه "نأور الروض"وعليه حاشية
لقاضي القضاة يحيى المنأاوي المتوفى سنأة /871 /هـ إحدى وسبعين وثمانأمائة .ثم جرد سبطه زين
العابدين بن عبد الرؤوف هذه الحاشية.
وقد انأتفع بمادة هذا الكتاب كثير ممن جاؤوا بعده ،ول سيما ابن القيم في كتابه "بدائع الفوائد".
ومن الجدير بالذكر أن المام السهيلي تألق وعل شأنأه بين العلماء من خآلل هذا الكتاب ،لنأهم وجدوا
من خآلله أن المام السهيلي بذلك جهدا بارعا صادعا بأن الرجل كان إماما في فنأون عصره بنأصيب
وفير ،وقد لءم بين فنأون معرفته حتى جعل منأها وحدة يصدر عنأها في كل ما يكتب.
ومما يزيدنأا إعجاب ا بهذا المام أنأه فقد بصره ،علم ا أن الكتب كانأت في زمانأه خآطوطة ،فمتى طالع كل
هذا؟ وكيف طالعه؟ وتراثه يشهد له بأنأه استوعب كل ما قرأن ،وبدت سعة اطلعه ونأفاذ بصيرته وقوة
تفكيره في أكثر ما كتب .
ومما يجعلنأا أيضا شديدي الحترام لهذا الرجل ملحظة تلك الحقيقة التي تطالعنأا في كتابه هذان إنأها
المانأة الصادقة في النأقل ،وفي نأسبة كل شيء إلى قائله ،فلم يأت بزيادة مفتراه ،أو يقترف في نأقله
نأقص ا قد يغير نأم مفهوم القولن ولهذا نأراه ينأقل ما يتفق مع الحق ،وما يقاربه في بعض أحيانأه.
وكفى بالمرء شرف ا أن يعتنأي بقلمه وفكره وروحه بسيرة أشرف البشر سيدنأا محمد صلى ال عليه وسلم
ويحيطها بالرعاية والهتمام.
ولهذا كله فقد رأت دار إحياء التراث العربي في بيروت أن تعيد طبع كتاب:
) (1/8
"الروض النأف" شرح سيرة ابن هشام 1طباعة حديثة وترتيب جديد ،فأوكلوا لنأا العمل في هذا الكتاب
ضمن خآطة مقررة تتنأاسب وظروف الدار ،وهذا شأن العديد من الكتب في كثير من دور النأشر كما هو
معروف.
وقد وضعنأا سيرة ابن هشام في أعلى الصفحات ،يليها شرح المام السهيلين ثم يليه التعليقات والهوامش
في السفل.
وكانأت خآطة العمل في الكتاب كما يلي:
-1تصحيح تجارب الشارح ،وحل وتوضيح العديد من ألفاظه الغامضة وكلماته المصحفة.
-2تخآريج اليات القرآنأية ،والعديد من الحاديث النأبوية بعد ضبطها من مصادرها الساسية.
-3وضع تعليقات وهوامش ضرورية للكتاب ،حسبما تقتضيه الحاجة ،وللمانأة هنأا ،فقد اتنأفعنأا كثي ار
من تعليقات الستاذ عبد الرحمن الوكيل ،فجزاه ال عنأا وعن المسلمين كل خآير.
-4ضبط الكثير من العلم والكلمات الغريبة والشعار بالشكل لليضاح.
-5وضعنأا محتوى موافق للشرح في نأهاية كل جزء ،أضف إلى ذلك أنأنأا جعلنأا التراويس موافقة للشرح
أيض ا في كل الجزاء.
هذا ،وزيادة في الفائدة فقد وضعنأا تراجم موجزة في أول الكتاب للئمة الثلثة:
ابن إسحاق صاحب السيرة ،وابن هشام ملخآصها ،والسهيلي شارحها.
ــــ
1طبع الكتاب سابقا عدة مرات ،وكان أفضل طبعاته تلك الطبعة التي حققها الستاذ الفاضل عبد
الرحمن الوكيل في 7مجلدات في طبعته الولى لعام 1410هـ= 1990م ،وهذه الطبعة هي التي كانأت
أساس ا لعملنأا.
) (1/9
وبعد ،فهذا ما في وسعنأا تقديمه لخآدمة هذا الكتاب بما يسر ال به وأعان .سائلين المولى تعالى أن
يتقبل منأا هذا العمل خآالص ا لوجهه الكريم ،وأن يجعله ذخآ ار لنأا ولبائنأا وأمهاتنأا أجمعينأن وأن ينأفع به
عباده في كل حين ،وآخآر دعوانأا أن الحمد ل رب العالمين.
بيروت في محرم /1421نأيسان 2000م وكتبه
الشيخ عمر عبد السلم السلمي
) (1/10
) (1/11
بإحضاره وضربه أسواطاا ،ونأهاه عن الجلوس في مؤخآر المسجد . 1
وممن أدرك ابن إسحاق في المدينأة المنأورة من الصحابة أنأس بن مالك – رضي ال عنأه . -
ثم ما لبث ابن إسحاق أن ترك المدينأة ورحل إلى غيرها من البلدان ،فكانأت رحلته اللى إلى السكنأدرية
سنأة 115هـ ،وفي السكنأدرية حدث عن جماعة من أهل مصر منأهم :عبيد ال بن المغيرة ،وعبيد ال
بن أبي جعفر ،ويزيد بن حبيب ،وغيرهم كثير .وقد انأفرد ابن إسحاق برواية أحاديث عنأهم لم يروها
غيره.
ثم كانأت رحلته إلى الكوفة والجزيرة والري والحيرة وبغداد ،وفي بغداد التقى بالخآليفة أبي جعفر
المنأصور ،وصنأف لبنأه المهدي كتاب "السيرة" وكان أكثر رواته من تلك البلد .وقد عاش ابن إسحاق
بقية حياته في بغداد إلى أن وافته المنأية يها سنأة 151هـ -على قول الخآزرجي – ودفن ابن إسحاق في
مقبرة لخآيزران من مقابر بغداد.
منأزلته ومكانأته يبن العلماء:
يعتبر ابن إسحاق أحد الئمة العلمن ول سيما في المغازي والسير ،وهو الذي ألف السيرة المشهورة
النأسبة إلى ابن هشام ،وقد ألفها بأمر من الخآليفة أبي جعفر المنأصور ،ليعلمها لبنأه المهدي ،وفي هذا
يقول ابن عدي عنأه" :لو لم يكن لبن إسحاق من الفضل إلى أنأه صرف الملوك عن الشتغال بكتب ل
يحصل منأه شيء ،للشتغال بمغازي رسول ال صلى ال عليه وسلم ومبعثه ومبتدأ الخآلق ،لكانأت هذه
الفضيلة سبق لها ابن إسحاق ،وقد فتشت أحاديثه الكثيرة فلم أجدها تهيء أن يقطع عليه بالضعف،
ــــ
1لن المساجد آنأذاك يجتمع فيه الرجال والنأساء للصلة ،فصفوف الرجال من المام وصفوف النأساء
خآلفها ،وقد ورد حديثا عن النأبي صلى ال عليه وسلم في ذلك وهو قوله" :خآير صفوف الرجال أولها
وشرها آخآرها ،وخآير صفوف النأساء آخآرها وشرها أولها" الحديث رواه مسلم في باب تسوية الصفوف
إواقامتها وفضل الول فالول منأها.
) (1/12
) (1/13
لخآص كتابه من أشعار أكثرها موضوعة ،ولخآلص نأفسه من مطعن جارح يسجله عليه الخآرون على
مر السنأين.
ول بد من الشارة إلى أمر هام في حياة ابن إسحاق ،وهو أنأه لم يتخآلف عنأه في الرواية كثير من الثقات
والئمة ،فقد أخآرج له المام مسلم في المتابعات ،واستشهد به البخآاري في مواضع ،وروى له أبو داود
والترمذي والنأسائي وابن ماجة.
وقد روي هو عن أبيه وعن الزهري وخآلق غيرهم ،وروى أيض ا عن شيخآه يحيى النأصاري ،عبد ال بن
عون ،وشعبة وسفيان الثوري وسفيان بن عيينأة.
وخآتام ا نأقول عن سيرته :إن أصدق قول قيل فيه هو قول ابن عبد ال بن نأمير ،حيث قال عنأه :فقد
روى في السيرة عن المجهولين ما ل يحترمه الصدق ،ورى أيض ا ما ينأفح بطيب الحق ،وقد بقي فيها ما
ل يصح ،رغم قيام ابن هشام بتهذيبها ،وهو الذي يقول عن ابن إسحاق في مقدمة كتابه من أنأه سيترك
مما ذكر ابن إسحاق "أشعا ار ذكرها ولم أر أحدا من أهل العلم بالشعر يعرفها ،وأشياء بعضها يشنأع
الحديث به ،وبعض يسوء بعض النأاس ذكره ،وبعض لم يقر لنأا البكائي بروايته ،ومستقص – إن شاء
ال ،-سوى ذلك منأه بمبلغ الرواية له والعلم به".
رحم ال محدثنأا ابن إسحاق شيخ رجال السيرة وجزاه ال عنأا وعن المسلمين كل خآير ،وآخآر دعوانأا أن
الحمد ل رب العالمين.
) (1/14
) (1/15
وحدث بها ،وتوفي فيها ،وقد اخآتلفت الروايات في وفاته ،ففريق يقول كانأت وفاته سنأة 213ثلث عشرة
ومائتين للهجرة ،وفريق آخآر يقول إن وفاته كانأت سنأة 218 /هـ /وال أعلم بالصواب إواليه المرجع
والمآب.
منأزلته ومكنأته بين العلماء:
كان ابن هشام عالم ا بالنأساب واللغة وأخآبار العرب ،وقد كان – رحمه ال -إمام ا في النأحو واللغة
العربية ،وهذا مما حكاه المام الذهبي عنأه،كما أنأه حين قدم مصر التقى به المام الشافعي – رضي ال
عنأه ،-وتنأاشدا الشعار كثي ارا ،وهذا من غرائب ابن هشام ،لنأه عنأدما كان ينأقل عن ابن إسحاق
الشعر ،وكان بعضه ظاهر الفساد ،فكان ل يستطيع أن يقطع فيه برأي ،ويقول :هكذا حدثنأا أهل العلم
بالشعر .أضف إلى ذلك أن ابن هشام لما هذب سيرة ابن إسحاق خآفف كثي ار من أشعارها.
وقد أورد الدارقطنأي قولا عن المزنأي حيث يقول :قدم علينأا الشافعي – رضي ال عنأه – وكان بمصر
عبد الملك بن هشام صاحب "المغازي" وكان علمة أهل مصر بالعربية والشعر ،فقيل له في المصير
إلى الشافعي ،فتثاقل ،ثم ذهب إليه ،فقال :ما ظنأنأت أن ال يخآلق مثل الشافعي - 1رضي ال عنأه .-
ويقول عنأه ابن خآلكان :وهذا ابن هشام هو الذي جمع سيرة رسول ال صلى ال عليه وسلم من المغازي
والسير لبن إسحاق وهذبها ولخآصها ،وشرحها السهيلي المذكور ،وهي الموجودة بأيدي النأاس المعروفة
بسيرة ابن هشام.
آثار ابن هشام:
ولبن هشام العديد من الثار في كثير من الفنأون نأذكر منأها على سبيل الذكر ل الحصر:
" -1السيرة النأبوية" المعروف بسيرة ابن هشام ،رواه عن ابن إسحاق.
ــــ
1انأظر" :منأاقب الشافعي" للبيهقي ،42 /2و"توالي التأنأيس" .60 /2
) (1/16
) (1/17
ترجمة المام السهيلي
اسمه ونأسبه:
هو أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد ال بن أحمد بن أصبغ بن الحسين بن سعدون بن رضوان بن فتوح
بن الخآطيب أبي محمد بن الخآطيب أبي عمرو بن أبي الحسن الخآثعي السهيلي النأدلسي المالقي.
قال صاحب "الوفيات" :والسهيلي سنأة 508 /هـ /في النأدلس ،وتوفي سنأة 581 /هـ /في مراكش .1
يقول ابن العماد الحنأبلي في كتابه "شذرات الذهب" إن أبا القاسم ممن توفوا سنأة581 /هـ /في شعبان
من تلك السنأة ،ويكون قد عاش اثنأتين وسبعين سنأة.
نأشأته:
نأشأ السهيلي في واد بالنأدلس يسمى سهيل من كورة مالقة ،وهي قرية بالقرب
ــــ
1يقول ابن خآلكان عنأه في "وفيات العيان" :ومولده سنأة ثمان وخآمسمائة للهجرة بمدينأة مالقة ،وتوفي
بحضرة مراكش يوم الخآميس ،ودفن وقت الظهر ،وهو السادس والعشرون من شعبان سنأة إحدى
وثمانأين وخآمسمائة للهجرة .وقال عنأه أيضاا :إنأه خآثعمي نأسبه إلى خآثعم بن أنأمار ،وهي قبيلة كبيرة.
) (1/19
من مالقة سميت باسم الكوكب ،1لنأه ل يرى في جميع النأدلس إل من جبل مطل عليها ،ومالقة بفتح
اللم والقاف ،هي مدينأة بالنأدلس.
ل ،فنأهل من كنأوز العلم ما نأهل ،وتزود من المعارف ما تزود ،واشتهر
فأقام السهيلي بالنأدلس عم ار طوي ا
بين النأاس ،فأخآذوا يقصدونأه ليأخآذوا عنأه العلم ،فذاع سيطه في البلدان حتى وصل خآبره إلى مراكش
فطلبه واليها ،وأكرمه وأحسن إليه ،وأقبل بوجهه كل القبال عليه ،ووله بها قضاء الجماعة ، 2وبقي
على ذلك الحال أعوام ا ثلثة إلى أن وافاه الجل فمات بها – رحمه ال . -
أخآلقه وعلمعه:
إذا نأظرنأا مليا في مؤلفات المام السهيلي لظهر لنأا جليا اتجاهه الخآلقي النأبيل ،فقد عاش لنأصرة هذا
الدين فوهب له حياته ما بين درس له ،وتأليف فيه ،ولهذا عرف بين النأاس بالصلح واشتهر بالورع
والتقوى ،أضف إلى ذلك أنأه كان ببلده يتسوغ بالعفاف ،ويتبلغ بالكفاف.
كان السهيلي – رحمه ال – مالكي المذهب ،وكان ضري ار منأذ السابعة عشرة من عمره ،وأخآذ القراءات
عن سليمان بن يحيى وجماعة ،وروى عن أبي بكر بن العربي وكبار رجال العلم في تلك البلد ،فأخآذ
اللغة والداب عن ابن الطراوة،ونأاظره في "كتاب سيبويه".
وتصدر للفتاء والتدريس والحديث ،فجمع بين الرواية والدراية ،فأخآذ النأاس عنأه وانأتفعوابه.
ــــ
1وهو سهيل ،وهو كوكب يمان ل يرى بخآراسان ،ويرى بالعراق ،وقال ابن كنأاسة :سهيل يرى بالحجاز،
وفي جميع أرض العرب ،ول يرى بأرمينأية .انأظر "اللسان" وعد الصفدي في "الوفيات" :وأصله من قرية
بوادي سهيل نأم كورة مالقة ،وهي – كما وصفها ياقوت في "معجمه" – سورها على شاطئ البحر بين
الجزيرة الخآضراء والمرية.
2ووالي مراكش هو :أبو يعقوب بن عبد المؤمن الذي تولى إمرة الموحدين في المغرب سنأة /
558هـ . /ويقال :إنأه استدعى السهيلي سنأة 578 /هـ./
) (1/20
ومما حكي عن السهيلي أنأه قال :أخآبرنأا أبو بكر بن العربي في مشيخآته عن أبي المعالي ،أنأه سأله في
مجلسه رجل من العوام فقال :أيها الفقيه المام :أريد أن تذكر لي دليلا شرعيا على أن ال تعالى ل
يوصف بالجهة ،ول يحدد بها .فقال :نأعم قول رسول ال صلى ال عليه وسلم" :ل تفضلونأي على يونأس
بن متى" فقال الرجال :إنأي ل أعرف وجه الدليل من هذا الدليل،وقال كل من حضر المجلس مثل قول
الرجل فقال أبو المعالي :أضافنأي الليلة ضيف له علي ألف دينأار ،وقد شغلت بالي ،فلو قضيت عنأي
قلتها ،فقام رجلن من التجارة فقال :هي في ذمتنأا ،فقال أبو المعالي :لو كان رجلا واحدا يضمنأها كان
أحب إلين فقال أحد الرجلين أو غيرهما :هي في ذمتين فقال أبو المعالي :نأعم إن ال تعالى أسرى بعبده
إلى فوق سبع سموات ،حتى سمع صرير القلم ،والتقم يونأس الحوت ،فهوي به إلى جهة التحت من
الظلمات ما شاء ال ،فلم يكن سيدنأا محمد صلى ال عليه وسلم في علو مكانأه بأقرب إلى ال تعالى من
يونأس في بعد مكانأه ،فال تعالى ل يتقرب إليه بالجرام والجسام ،إوانأما يتقرب إليه بصالح العمال.
وكان المام السهيلي فوق هذا شاع ارا ،فله أبيات مشهورة في الفرج:
قال ابن دحية السهيلي :أنأشدنأيها وقال :ما يسأل ال بها في حاجة إل قضاه إياها وهي:
يا من ي ار ما في الضمير ويسمع ...أنأت المعد لكل ما يتوقع
يامن يرجى للشدائد كلها ...يا من إليه المشتكى والمفزع
يا من خآزائن ملكه في قول :كن ...أمنأن فإن الخآير عنأد أجمع
مالي سوى قرعي لبابك حيلة ...فلئن رددت فأي باب أقرع
مالي سوى فقري إليك وسيلة ...وبالفتقار إليه فقري أدفع
من ذا الذي أدعو وأهتف باسمه ...إن كان فضلك عن فقيرك يمنأع
حاشا لمجدك أن تقنأط عاصي ا ...والفضل أجزل والمواهب أوسع
ثم الصلة على النأبي وآله ...خآير النأام ومن به يستشفع 1
ــــ
1في مصادر أخآرى مغايرة طفيفة لما هنأا مثل :يا من خآزائن رزقه ،فبالفتقار إليه ربي أضرع ،إن كان
فضلك عن فقير يمنأع.
) (1/21
ويقول الصفدي في كتابه "نأكت الهميان" :ومن شعره يرثي بلدهن وكان الفرنأج قد ضربته ،وقتلت رجاله
ونأساءه "وقتلوا أهله وأقاربه ،وكان غائب ا عنأهم ،فاستأجر من أركبه دابة ،وأتي به إليهن فوقف إزاءه
وقال" :1
يا دار أين البيض والرام! ...أم أين جيران علي كرام
راب المحب من المنأازل أنأه ...حيا ،فلم يرجع إليه سلم
أخآرسن أم بعد المدى فنأسينأه ...أم غال من كان المجيب حمام
دمعي شهيدي أنأنأي لم أنأسهم ...إن السلو على المحب حرام
لما أجابنأي الصدى عنأهم ،ولم ...يلج المسامع للحبيب كلم
طارحت ورق حمامها مترنأما ...بمقال صب ،والدموع سجام
يا دار ما صنأعت بك اليام ...ضامتك ،واليام ليس تضام
ومن شعره ايضاا:
إذا قلت يوماا :سلم عليكم ...ففيها شفاء وفيها السقام
شفاء إذا قلتها مقبل ...إوان أنأت أدبرت فيها الحمام
مؤلفات المام السهيلي:
وللمام السهيلي – رحمه ال – مؤلفات كثيرة من العلوم نأذكر منأها على سبيل المثال ل الحصر:
" -1الروض النأف" وهو من أهم كتبه ،وهو الكتاب الذي بين أيدينأا.
" -2التعريف والعلم فيما أبهم في القرآن من السماء العلم".
" -3نأتائج الفكر".
" -4شرح آية الوصية في الفرائض".
ــــ
1مابين المعكوفتين من كتاب "المغرب في حلى المغرب".
) (1/22
) (1/23
ذكر سرد النأسب الزكي من محمد صلى ال عليه وآله وسلم إلى آدم عليه السلم
...
بسم ال الرحمن الرحيم
الحمد ل رب العالمين وصلواته على سيدنأا محمد وآله أجمعين.
ذكر سرد النأسب الزكي من محمد -صلى ال عليه وآله وسلم -إلى آدم عليه السلم
قال أبو محمد عبد الملك بن هشام ]النأحوي[:
هذا كتاب سيرة رسول ال -صلى ال عليه وآله وسلم -محمد بن عبد ال بن عبد المطلب ،واسم عبد
المطلب :شيبة بن هاشم واسم هاشم:
__________
تفسير نأسب رسول ال صلى ال عليه وسلم
قد ذكرنأا في كتاب التعريف والعلم بما أبهم في القرآن من السماء العلم معانأي بديعة وحكمة من
ال بالغة في تخآصيص نأبيه محمد -صلى ال عليه وسلم -بهذين السمين :محمد وأحمد فلتنأظر
هنأاك ولعلنأا أن نأعود إليه في باب مولده من هذا الكتاب -إن شاء ال تعالى.
عبد المطلب:
وأما جده عبد المطلب ،فاسمه عامر في قول ابن قتيبة ،وشيبة 1في قول ابن إسحاق وغيره وهو
الصحيح .وقيل سمي شيبة لنأه ولد وفي رأسه شيبة ،وأما
ــــ
1جزم به القسطلنأي في "شرحه للبخآاري" ،وعلل إضافة الحمد أنأه رجاء أن يكبر ويشيخ ويكثر حمد
النأاس له ويقول الطبري عن سبب تسميته بشيبة كان في رأسه شيبة.
) (1/25
................................................................................................
ــــ
غيره من العرب ممن اسمه شيبة فإنأما قصد في تسميتهم بهذا السم التفاؤل لهم ،ببلوغ سن الحنأكة 1
والرأي كما سموا بهرم وكبير وعاش عبد المطلب مائة وأربعين سنأة وكان لدة 2عبيد بن البرص
الشاعر غير أن عبيدا مات قبله بعشرين سنأة قتله المنأذر أبو النأعمان بن المنأذر ،ويقال إن عبد المطلب
أول من خآضب بالسواد من العرب ،وال أعلم.
وقد ذكر ابن إسحاق سبب تلقيبه بعبد المطلب .والمطلب مفتعل من الطلب.
هاشم:
وأما هاشم فعمر -كما ذكر -وهو اسم منأقول من أحد أربعة أشياء من العمر الذي هو العمر أو العمر
الذي هو من عمور السنأان وقاله القتبي :أو العمر الذي هو طرف الكم يقال سجد على عمريه أي على
كميه أو العمر الذي هو القرط كما قال التنأوخآي:
وعمرو هنأد كأن ال صوره
عمرو 3بن هنأد يسوم النأاس تعنأيتا
وزاد أبو حنأيفة وجها خآامسا ،فقال في العمر الذي هو اسم لنأخآل السكر ويقال فيه عمر أيضا ،قال يجوز
أن يكون أحد الوجوه التي بها سمي الرجل عم ار وقال كان ابن أبي ليلى يستاك بعسيب العمر 4
ــــ
1التجربة والبصر بالمور.
2بكسر اللم وفتح الدال من ولد معك في وقت واحد.
3يقول إن هنأد مثل عمرو بن هنأد أحد الملوك في الجاهلية.
4العسيب :جريدة النأخآل.
) (1/26
عمرو بن عبد منأاف .واسم عبد منأاف :المغيرة بن قصي] ،واسم قصي :زيد[
__________
عبد منأاف:
وعبد منأاف اسمه المغيرة -كما ذكر -وهو منأقول من الوصف والهاء فيه للمبالغة أي إنأه مغير على
العداء أو مغير من أغار الحبل إذا أحكمه ودخآلته الهاء كما دخآلت في علمة ونأسابة لنأهم قصدوا
قصد الغاية وأجروه مجرى الطامة والداهية وكانأت الهاء أولى بهذا المعنأى لن مخآرجها غاية الصوت
ومنأتهاه ومن ثم لم يكسر ما كانأت فيه هذه الهاء فيقال في علمة علليم وفي نأسابة نأساسيب كي ل
يذهب اللفظ الدال على المبالغة كما لم يكسر السم المصغر كي ل تذهب بنأية التصغير وعلمته.
ويجوز أن تكون الهاء في مغيرة للتأنأيث ويكون منأقول من وصف كتيبة أو خآيل مغيرة ،كما سموا
بعسكر .وعبد منأاف هذا كان يلقب قمر البطحاء -فيما ذكر الطبري -وكانأت أمه حبى قد أخآدمته
منأاة وكان صنأما عظيما لهم وكان سمي به عبد منأاة ثم نأظر قصي فرآه يوافق عبد منأاة بن كنأانأة فحوله
عبد منأاف .ذكره البرقي والزبير أيضا ،وفي المعيطي عن أبي نأعيم قال قلت لمالك ما كان اسم عبد
المطلب؟ قال شيبة .قلت :فهاشم؟ قال عمرو ،قلت :فعبد منأاف؟ قال :ل أدري 1قصي:
وقصي اسمه :زيد وهو تصغير قصي أي :بعيد لنأه بعد عن عشيرته في بلد قضاعة حين احتملته
أمه فاطمة مع رابه 2ربيعة بن حرام على ما سيأتي بيانأه في الكتاب -إن شاء ال تعالى -وصغر
على فعيل وهو تصغير فعيل 3لنأهم كرهوا
ــــ
1يقول ابن دريد :منأاف صنأم من ينأوف إذا ارتفع وعل.
2الراب :زوج الم يربي ابنأها من غيره.
3وقصي تصغير قاص إوانأما سمي قصي ا لنأه قصي عن قومه ،يقال :قصا الرجل يقصو قصواا.
) (1/27
) (1/28
................................................................................................
ــــ
كعب:
وأما كعب فمنأقول إما من الكعب الذي هو قطعة من السمن أو من كعب القدم وهو عنأدي أشبه لقولهم
ثبت ثبوت الكعب وجاء في خآبر ابن الزبير أنأه كان يصلي عنأد الكعبة يوم قتل وحجارة المنأجنأيق 1تمر
بأذنأيه وهو ل يلتفت كأنأه كعب راتب.
وكعب بن لؤي هذا أول من جمع يوم العروبة ولم تسم العروبة .الجمعة إل منأذ جاء السلم في قول
بعضهم وقيل هو أول من سماها الجمعة فكانأت قريش تجتمع إليه في هذا اليوم فيخآطبهم ويذكرهم
بمبعث النأبي -صلى ال عليه وسلم -ويعلمهم أنأه من ولده ويأمرهم باتباعه واليمان به وينأشد في هذا
أبياتا منأها قوله:
يا ليتنأي شاهد فحواء دعوته
إذا قريش تبغي الحق خآذلنأا
وقد ذكر الماوردي هذا الخآبر عن كعب في كتاب الحكام له
لؤي:
وأما لؤي ،فقال ابن النأباري هو تصغير اللي وهو الثور الوحشي وأنأشد:
يعتاد أدحية بقين بقفرة
ميثاء يسكنأها اللي والفرقد 2
قال أبو حنأيفة :اللي هي البقرة قال وسمعت أعرابيا يقول بكم لءك هذه وأنأشد في وصف فلة:
ــــ
1آلة قديمة من آلت الحصار كانأت ترمي بها حجارة ثقيلة على السوار فتهدمها وهي مؤنأثة معربة.
2أدحية :أمكنأة بيض النأعام ،ميثاء :لينأة سهلة ،الفرقد :ولد البقر.
) (1/29
ابن كنأانأة بن خآزيمة بن مدركة ،واسم مدركة :عامر بن إلياس بن مضر بن
ــــ
كظهر اللي لو يبتغي رية بها ...نأها ار لعيت في بطون الشواجن
الشواجن :شعب الجبال ،والرية :مقلوب من ورى الزنأد وأصله :ورية وهو الحراق الذي يشعل به الشررة
من الزنأد وهو عنأدي تصغير لي واللي البطء كأنأهم يريدون معنأى النأاة وترك العجلة وذلك أنأي ألفيته
في أشعار بدر مكب ار على هذا اللفظ في شعر أبي أسامة حيث يقول:
فدونأكم بنأي لي أخآاكم ...ودونأك مالكا يا أم عمرو 1
مع ما جاء في بيت الحطيئة في غيره:
أتت آل شماس بن لي إوانأما ...أتاهم بها الحلم والحسب العد 2
وفي الحديث من قول أبي هريرة:
"والراوية يومئذ يستقى عليها" أحب إلي من شاء ولء ،فاللء ههنأا جمع اللئي ،وهو الثور مثل الباقر
والجامل وتوهم ابن قتيبة أن قوله لء مثل ماء فخآطأ الرواية وقال إنأما هو ألء مثل ألعاع جمع لي
وليس الصواب إل ما تقدم وأنأه لء مثل جاء.
فهروغيره:
وأما فهر فقد قيل إنأه لقب والفهر من الحجارة الطويل واسمه قريش وقيل بل اسمه فهر وقريش لقب له
على ما سيأتي الخآتلف فيه -إن شاء ال تعالى -ومالك والنأضر وكنأانأة ل إشكال فيها.
ــــ
1ستأتي القصيدة كاملة في الشعر الذي قيل في قتلى بدر من المشركين ،ويريد ببنأي لي بنأي لؤي.
2العد :القديم.
) (1/30
...............................................................................................
ــــ
خآزيمة:
وخآزيمة والد كنأانأة تصغير خآزمة وهي واحدة الخآزم ويجوز أن يكون تصغير خآزمة وكلهما موجود في
أسماء النأصار وغيرهم وهي المرة الواحدة من الخآزم 1وهو شد الشيء إواصلحه وقال أبو حنأيفة الخآزم
مثل الدوم تتخآذ من سعفه الحبال ويصنأع من أسافله خآليا للنأحل وله ثمر ل يأكله النأاس ولكن تألفه
الغربان وتستطيبه.
مدركة إوالياس:
وأما مدركة 2فمذكور في "الكتاب" إوالياس أبوه قال فيه ابن النأباري إلياس بكسر الهمزة وجعله موافقا
لسم إلياس النأبي -صلى ال عليه وسلم -وقال في اشتقاقه أقوال منأها :أن يكون فعيال من اللس
وهي الخآديعة وأنأشد من فهة 3الجهل واللسة.
ومنأها أن اللس اخآتلط العقل وأنأشدوا:
إنأي إذا لضعيف العقل مألوس
ومنأها :أنأه إفعال من قولهم :رجل أليس وهو الشجاع الذي ل يفر .قال العجاج:
أليس عن حوبائه 4سخآي
ــــ
1الخآزم :شجر تتخآذ من لحائه الجبال ،وهو خآوص الدوم.
2لقب مدركة لنأه أدرك البل التي كانأت قد ضلت وهو من أدرك يدرك إدارك ا أي لحق.
3الفهة :العي والزلة والجهلة.
4الحوباء :النأفس أو روع القلب.
) (1/31
نأزار بن معد بن عدنأان بن ]أدد ،ويقال[ :أدد بن مقوم بن
ــــ
وقال الشاعر:
أليس كالنأشوان وهو صاح.
وفي "غريب الحديث" للقتبي أن فلنأا :أليس أهيس ألد ملحس .إن سئل أزز إوان دعي انأتهز .وقد فسره
وزعم أن أهيس مقلوب الواو وأنأه مرة من الهوس وجعلت واوه ياء لزدواج الكلم فالليس الثابت الذي ل
يبرح والذي قاله غير ابن النأباري أصح ،وهو أنأه الياس سمي بضد الرجاء واللم فيه للتعريف والهمزة
همزة وصل وقاله قاسم بن ثابت في الدلئل 1وأنأشد أبياتا شواهد منأها قول قصي:
إنأي لدى الحرب رخآي اللبب ...أمهتي خآنأدف والياس أبي 2
ويقال إنأما سمي السل داء ياس وداء إلياس لن إلياس بن مضر مات منأه .قال ابن هرمة
يقول العاذلون إذا أرونأي ...أصبت بداء ياس فهو مودي
وقال ابن أبي عاصية:
فلو كان داء إلياس بي ،وأعانأنأي ...طبيب بأرواح العقيق شفانأيا
وقال عروة بن حزام:
بي إلياس أو داء الهيام أصابنأي ...فإياك عنأي ل يكن بك ما بيا
ويذكر عن النأبي صلى ال عليه وسلم أنأه قال "ل تسبوا إلياس فإنأه كان مؤمنأا" وذكر أنأه كان يسمع في
صلبه تلبية النأبي -صلى ال عليه وسلم -بالحج .ينأظر في كتاب "المولد" للواقدي.
ــــ
1هو ابن حزم العوفي المالكي النأدلسي الفقيه المحدث ت 302هـ(.
2اللبب :المنأحر وموضع القلدة من الصدر وهو ما يشد في صدر الدابة.
) (1/32
...................................................................................
ــــ
إوالياس أول من أهدى البدن للبيت .قاله الزبير .وأم إلياس الرباب بنأت حميرة بن معد بن عدنأان قاله
الطبري ،وهو خآلف ما قاله ابن هشام في هذا الكتاب.
وأما مضر ،فقد قال القتبي هو من المضيرة أو من اللبن الماضر والمضيرة شيء يصنأع من اللبن فسمي
مضر لبياضه والعرب تسمي البيض أحمر فلذلك قيل مضر الحمراء وقيل بل أوصى له أبوه بقبة
حمراء ،وأوصى لخآيه ربيعة بفرس فقيل مضر الحمراء وربيعة الفرس.
ومضر أول من سن للعرب حداء البل 1وكان أحسن النأاس صونأا فيما زعموا -وسنأذكر سبب ذلك
فيما بعد -إن شاء ال تعالى -وفي الحديث المروي "ل تسبوا مضر ول ربيعة ،فإنأهما كانأا مؤمنأين"
ذكره الزبير بن أبي بكر.
نأزار ومعد:
وأما نأزار ،فمن النأزر وهو القليل وكان أبوه حين ولد له ونأظر إلى النأور بين عينأيه وهو نأور النأبوة الذي
كان ينأتقل في الصلب إلى محمد -صلى ال عليه وسلم -فرح فرحا شديدا به ونأحر وأطعم وقال إن
هذا كله نأزر لحق هذا المولود فسمي نأ از ار لذلك .2
وأما معد أبوه فقال ابن النأباري فيه ثلثة أقوال أحدها ،أن يكون مفعل من العد والثانأي أن يكون فعل
من معد في الرض أي أفسد كما قال:
وخآاربين خآربا فمعدا ...ما يحسبان ال إل رقدا 3
ــــ
1ذكر ابن الثير :أنأه سقط عن بعيره فجعل يقول :يا يداه فأتته البل.
2قال الصفهانأي :سمي بذلك لنأه كان فريد عصره ،وقيل لنأحافته ،وقال الماوردي :أنأه كان مهزول
البدن.
3معد في الرض :إذا أبعد في الذهاب.
) (1/33
................................................................................................
ــــ
إوان كان ليس في السماء ما هو على وزن فعل بفتح الفاء إل مع التضعيف فإن التضعيف يدخآل في
الوزان ما ليس فيها كما قالوا .شمر وقشعريرة ولول التضعيف ما وجد مثل هذا ،ونأحو ذلك الثالث أن
يكون من المعدين وهما موضع عقبي الفارس من الفرس 1وأصله على القولين الخآيرين من المعد
بسكون العين وهو القوة ومنأه اشتقاق المعدة.
عدنأان:
وأما عدنأان ففعلن من عدن إذا أقام ولعدنأان أخآوان نأبت وعمرو فيما ذكر الطبري.
النأسب قبل عدنأان:
وأدد مصروف .قال ابن السراج .هو من الود وانأصرف لنأه مثل ثقب وليس معدول كعمر وهو معنأى
قول سيبويه.
وقد قيل في عدنأان هو ابن ميدعة وقيل ابن يحثم قاله القتبي وما بعد عدنأان من السماء مضطرب فيه
فالذي صح عن رسول ال -صلى ال عليه وسلم -أنأه انأتسب إلى عدنأان لم يتجاوزه بل قد روي عن
طريق ابن عباس أنأه لما بلغ عدنأان .قال "كذب النأسابون مرتين أو ثلثا" ،2والصح في هذا الحديث
أنأه من قول ابن مسعود وروي عن عمر -رضي ال عنأه -أنأه قال "إنأما نأنأتسب إلى عدنأان وما فوق
ذلك ل نأدري ما هو" وأصح شيء روي فيما بعد عدنأان ما ذكره الدولبي أبو بشر من طريق موسى بن
يعقوب عن عبد ال بن وهب بن زمعة الزمعي عن عمته عن أم سلمة عن
ــــ
1في "اللسان" أيض ا المعدان الجنأبان من النأسان وغيره.
2أخآرجه ابن عساكر وابن سعد والديلمي وقال ابن عبد البر :ليس بالسنأاد القوي.
) (1/34
النأبي -صلى ال عليه وسلم -أنأه قال "معد بن عدنأان بن أدد بن زنأد -بالنأون -بن اليرى بن أعراق
الثرى" قالت أم سلمة .فزنأد هو الهميسع واليرى هو نأبت وأعراق الثرى هو إسماعيل لنأه ابن إبراهيم
إوابراهيم لم تأكله النأار كما أن النأار ل تأكل الثرى.
وقد قال الدارقطنأي :ل نأعرف زنأدا إل في هذا الحديث وزنأد بن الجون وهو أبو دلمة الشاعر.
قال المؤلف وهذا الحديث عنأدي ليس بمعارض لما تقدم من قوله "كذب النأسابون" ول لقول عمر -
رضي ال عنأه -لنأه حديث متأول يحتمل أن يكون قوله "ابن اليرى ،ابن أعراق الثرى" كما قال "كلكم
بنأو آدم وآدم من تراب" ل يريد أن الهميسع ومن دونأه ابن لسماعيل لصلبه ول بد من هذا التأويل أو
غيره لن أصحاب الخآبار ل يخآتلفون في بعد المدة ما بين عدنأان إوابراهيم ويستحيل في العادة أن يكون
بينأهما أربعة آباء أو سبعة كما ذكر ابن إسحاق ،أو عشرة أو عشرون فإن المدة أطول من ذلك كله
وذلك .أن معد بن عدنأان كان في مدة بخآتنأصر 1ابن ثنأتي عشرة سنأة.
قال الطبري :وذكر أن ال تعالى أوحى في ذلك الزمان إلى إرمياء بن حلقيا 2أن اذهب إلى بخآتنأصر
فأعلمه أنأي قد سلطته على العرب ،واحمل معدا على البراق كيل تصيبه النأقمة فيهم فإنأي مستخآرج من
صلبه نأبيا كريما أخآتم به الرسل فاحتمل معدا على البراق إلى أرض الشام ،فنأشأ مع بنأي إسرائيل وتزوج
هنأاك امرأة اسمها :معانأة بنأت جوشن من بنأي دب بن جرهم ،ويقال في اسمها :نأاعمة .قاله الزبير ومن
ثم وقع في كتاب "السرائيليين" نأسب معد ثبته في كتبه رخآيا ،وهو يورخ كاتب إرمياء.
كذلك ذكر أبو عمر النأمري 3حدثت بذلك عن الغسانأي عنأه ،وبينأه وبين
ــــ
1ذكر المسعودي أنأه كان مرزبان العراق والمغرب وهو الذي فتح بيت المقدس.
2وهو أحد أنأبياء العبرانأيين كما ذكر بوست.
3أبو عمر بن عبد البر :هو يوسف بن عبد ال بن محمد شيبخ علماء النأدلس وكبير محدثيها في
عصره ت463 :هـ(.
) (1/35
نأاحور بن تيرح بن يعرب بن يشجب بن نأابت بن إسماعيل بن إبراهيم -خآليل الرحمن -بن تارح وهو
آزر بن نأاحور بن ساروغ بن راعو بن فالخ بن عيبر بن شالخ بن أرفخآشذ بن سام بن نأوح بن لمك بن
متوشلخ بن أخآنأوخ ،وهو إدريس النأبي -فيما يزعمون -وال أعلم وكان أول بنأي آدم أعطي النأبوة وخآط
بالقلم -ابن يرد بن مهليل بن قينأن بن يانأش بن شيث بن آدم صلى ال عليه وسلم.
__________
إبراهيم في ذلك النأسب نأحو من أربعين جدا ،وقد ذكرهم كلهم أبو الحسن المسعودي على اضطراب في
السماء ولذلك -وال أعلم -أعرض النأبي -صلى ال عليه وسلم -عن رفع نأسب عدنأان إلى
إسماعيل لما فيه من التخآليط وتغيير في اللفاظ وعواصة تلك السماء مع قلة الفائدة في تحصيلها .وقد
ذكر الطبري نأسب عدنأان إلى إسماعيل من وجوه ذكر في أكثرها نأحوا من أربعين أبا ،ولكن باخآتلف
في اللفاظ لنأها نأقلت من كتب عبرانأية وذكر من وجه قوي في الرواية عن نأساب العرب ،أن نأسب
عدنأان يرجع إلى قيذر بن إسماعيل وأن قيذر كان الملك في زمانأه وأن معنأى قيذر الملك إذا فسر وذكر
الطبري في عمود هذا النأسب بو ار بن شوحا ،وهو أول من عتر العتيرة وأن شوحا هو سعد رجب وأنأه
أول من سن رجبا للعرب .والعتيرة هي الرجبية.
وذكر في هذا النأسب عبيد بن ذي يزن بن هماذا ،وهو الطعان إواليه تنأسب الرماح اليزنأية 1وذكر فيهم
أيضا دوس العتق وكان من أحسن النأاس وجها ،وكان يقال في المثل أعتق من دوس ،وهو الذي هزم
جيش قطو ار بن جرهم.
وذكر فيهم إسماعيل ذا العوج وهو فرسه إواليه تنأسب الخآيل العوجية وهذا هو الذي يشبه فإن
بخآتنأصر كان بعد سليمان بمئتين من السنأين لنأه كان عامل على العراق "لكي لهراسب" ثم لبنأه "كي
بستاسب" إلى مدة بهمن قبل غلبة السكنأدر على دا ار بن دا ار بهمن ،وذلك قريب من مدة عيسى ابن
مريم فأين هذه المدة من
ــــ
1ذكر الطبري عن ابن إبداعي :هو عبيد وهو أول من قاتل بالرماح فنأسبت إليه.
) (1/36
قال أبو محمد عبد الملك بن هشام حدثنأا زياد بن عبد ال البكائي ،عن محمد بن إسحاق المطلبي بهذا
الذي ذكرت من نأسب محمد رسول ال صلى ال وآله وسلم إلى آدم عليه السلم وما فيه من حديث
إدريس وغيره.
قال ابن هشام :وحدثنأي خآلد بن قرة بن خآالد السدوسي ،عن شيبان بن زهير بن شقيق بن ثور عن
قتادة بن دعامة أنأه قال:
ــــ
مدة إسماعيل؟ وكيف يكون بين معد وبنأيه مع هذا سبعة آباء فكيف أربعة وال أعلم؟
وكان رجوع معد إلى أرض الحجاز بعد ما رفع ال بأسه عن العرب ورجعت بقاياهم التي كانأت في
الشواهق إلى محالهم ومياههم بعد أن دوخ بلدهم بخآتنأصر وخآرب المعمور واستأصل أهل حضور 1
صممكنأا مممن قكمركيةة{ٍ ]النأبياء[11 :؛ وذلك لقتلهم شعيب بن ذي
وهم الذين ذكرهم ال تعالى في قوله }كوككمم قك ك
مهدم 2نأبيا أرسله ال إليهم وقبره بصنأين جبل باليمن وليس بشعيب الول صاحب مدين .ذلك شعيب
بن عيفي ،ويقال فيه ابن صيفون وكذلك أهل عدن ،قتلوا نأبيا أرسل إليهم اسمه حنأظلة بن صفوان
فكانأت سطوة ال بالعرب لذلك نأعوذ بال من غضبه وأليم عقابه.
عود إلى النأسب:
ثم نأعود إلى النأسب :فأما مقوم 3بكسر الواو ،وأبو أدد فمفهوم المعنأى ،وتيرح فيعل من الترحة إن كان
عربيا .وكذلك نأاحور من النأحر ويشجب من
ــــ
1بلدة باليمن نأم أعمال زبيد.
2قال في "القاموس" وذو مهدم كمنأبر ومقعد :قيل لحمير وملك الحبش.
3في الطبري مقوم وفي "المعارف" بتشديد الواو مع كسر.
) (1/37
إسماعيل بن إبراهيم -خآليل الرحمن -ابن تارح ،وهو آزر -بن نأاحور بن أسرغ بن أرغو بن فالخ بن
عابر بن شالخ بن أرفخآشذ بن سام بن نأوح بن لمك بن متوشلخ بن أخآنأوخ بن يرد بن مهلئيل بن قاين
بن أنأوش بن شيث بن آدم صلى ال عليه وسلم.
نأهج ابن هشام في هذا الكتاب:
قال ابن هشام :وأنأا إن شاء ال مبتدئ هذا الكتاب بذكر إسماعيل بن إبراهيم ومن ولد رسول ال -
صلى ال عليه وآله وسلم -من ولده وأولدهم لصلبهم الول
ــــ
الشجب إوان كان المعروف أن يقال شجب بكسر الجيم يشجب بفتحها ،ولكن قد يقال في المغالبة
شاجبته فشجبته أشجبه بضم الجيم في المستقبل وفتحها في الماضي ; كما يقال من العلم عالمته فعلمته
بفتح اللم أعلمه بضمها .وقد ذكرهم أبو العباس النأاشئ في قصيدته المنأظومة في نأسب النأبي -صلى
ال عليه وسلم -إلى آدم كما ذكرهم ابن إسحاق.
إوابراهيم معنأاه أب راحم وآزر قيل معنأاه يا أعوج وقيل هو اسم صنأم وانأتصب على إضمار الفعل في
التلوة وقيل هو اسم لبيه كان يسمى تارح وآزر وهذا هو الصحيح لمجيئه في الحديث منأسوبا إلى آزر
وأمه نأونأا ،ويقال في اسمها :ليوثي ،1أو نأحو هذا وما بعد إبراهيم أسماء سريانأية فسر أكثرها بالعربية
ابن هشام في غير هذا الكتاب وذكر أن فالع معنأاها :القسام وشالخ معنأاها :الرسول أو الوكيل وذكر أن
إسماعيل تفسيره مطيع ال وذكر الطبري أن بين فالع وعابر أبا اسمه قينأن أسقط اسمه في التوراة ،لنأه
كان ساحرا ،وأرفخآشذ 2تفسيره مصباح مضيء وشاذ مخآفف بالسريانأية "الضياء ومنأه حم شاذ"
بالسريانأية وهو رابع الملوك بعد "جيومرث" ،وهو الذي قتله الضحاك ،واسمه "بيوراسب بن
ــــ
1ذكر الطبري أنأها بنأت كريتا وفي رواية أنأموتا.
2كذا في "المروج" و"المقصد" و"المم" وفي "المعارف" :أرفخآشد.
) (1/38
فالول من إسماعيل إلى رسول ال -صلى ال عليه وآله وسلم -وما يعرض من حديثهم وتارك ذكر
غيرهم من ولد إسماعيل على هذه الجهة للخآتصار إلى حديث سيرة رسول ال -صلى ال عليه وآله
وسلم -وتارك بعض ما ذكره ابن إسحاق في هذا الكتاب مما ليس لرسول ال -صلى ال عليه وآله
وسلم -فيه ذكر ول نأزل فيه من القرآن شيء وليس سببا لشيء من هذا الكتاب ول تفسي ار له ول شاهدا
عليه لما ذكرت من الخآتصار وأشعا ار ذكرها لم أر أحدا من أهل العلم بالشعر يعرفها ،وأشياء بعضها
ــــ
إنأدراسب" والضحاك مغير من ازدهاق .قال حبيب:
وكأنأه الضحاك في فتكاته ...بالعالمين وأنأت أفريدون
لن أفريدون هو الذي قتل الضحاك ،بعد أن عاش ألف سنأة في جور وعتو وطغيان عظيم وذلك مذكور
على التفصيل في تاريخ الطبري وغيره.
نأوح ومن قبله:
وذكر نأوحا -عليه السلم -واسمه عبد الغفار وسمي نأوحا لنأوحه على ذنأبه وأخآوه صابئ بن لمك،
إليه ينأسب دين الصابئين فيما ذكروا وال أعلم.
وذكر أن لمك والد نأوح عليه السلم .ولمك أول من اتخآذ العود للغنأاء بسبب يطول ذكره واتخآذ مصانأع
الماء .وأبوه متوشلخ .وذكره النأاشئ في قصيدته فقال متوشلخ ،وتفسيره مات الرسول لن أباه كان رسول
وهو خآنأوخ؟ وقال ابن إسحاق وغيره هو إدريس النأبي -عليه السلم -وروى ابن إسحاق في الكتاب
الكبير عن شهر بن حوشب عن أبي ذر عن النأبي -صلى ال عليه وسلم -أنأه قال "أول من كتب
بالقلم إدريس" 1وعنأه -عليه الصلة والسلم -أنأه قال "أول من كتب بالعربية
ــــ
1رواه أحمد عن ابي ذر.
) (1/39
................................................................................................
ــــ
إسماعيل" وقال أبو عمر :وهذه الرواية أصح من رواية من روى :أن أول من تكلم بالعربية إسماعيل
والخآلف كثير في أول من تكلم بالعربية .وفي أول من أدخآل الكتاب العربي أرض الحجاز .فقيل حرب
بن أمية .قاله الشعبي .وقيل هو شعبان بن أمية .وقيل عبد بن قصي تعلمه بالحيرة 1أهل الحيرة من
أهل النأبار .2
إدريس:
قال المؤلف ثم نأرجع الن إلى ما كنأا بصدده .فنأقول إن إدريس -عليه السلم -قد قيل إنأه إلياس إوانأه
ليس بجد لنأوح .ول هو في عمود هذا النأسب .وكذلك سمعت شيخآنأا الحافظ أبا بكر -رحمه ال -يقول
-ويستشهد بحديث السراء -فإن النأبي -صلى ال عليه وسلم -كلما لقي نأبيا من النأبياء الذين
لقيهم ليلة السراء قال "مرحبا بالنأبي الصالح والخ الصالح" .وقال له آدم مرحبا بالنأبي الصالح والبن
الصالح .كذلك قال له إبراهيم .وقال له إدريس والخ الصالح .فلو كان في عمود نأسبه لقال له كما قال
له أبوه إبراهيم وأبوه آدم ولخآاطبه بالبنأوة ولم يخآاطبه بالخآوة .وهذا القول عنأدي أنأبل والنأفس إليه أميل
لما عضده من هذا الدليل.
وقال :إدريس بن يرد وتفسيره الضابط .ابن مهلئيل ،وتفسيره الممدح وفي زمنأه كان بدء عبادة
الصنأام.
"ابن قينأان" وتفسيره المستوى" .ابن أنأوش" وتفسيره الصادق وهو
ــــ
1مدينأة على ثلثة أميال من الكوفة.
2النأبار :مدينأة قرب بلخ بخآراسان .ومدينأة علىالفرات الغربي بغداد كانأت الفرس تسميها :فيروز
سابور وهي المقصودة.
) (1/40
................................................................................................
ــــ
بالعربية أنأش وهو أول من غرس النأخآلة وبوب الكعبة 1وبذر الحبة فيما ذكروا" ،ابن شيث" وهو
بالسريانأية :شاث .وبالعبرانأية :شيث .وتفسيره عطية ال "ابن آدم".
آدم:
وفيه ثلثة أقوال قيل هو اسم سريانأي وقيل هو أفعل من الدمة .وقيل أخآذ من لفظ الديم .2لنأه خآلق
من أديم الرض .وروي ذلك عن ابن عباس .وذكر قاسم بن ثابت في الدلئل عن محمد بن المستنأير.
وهو قطرب أنأه قال لو كان من أديم الرض لكان على وزن فاعل وكانأت الهمزة أصلية فلم يكن يمنأعه
من الصرف مانأع إوانأما هو على وزن أفعل من الدمة .ولذلك جاء غير مجرى .3
قال المؤلف :وهذا القول ليس بشيء ; لنأه ل يمتنأع أن يكون من الديم ويكون على وزن أفعل .تدخآل
الهمزة الزائدة على الهمزة الصلية كما تدخآل على همزة الدمة .فأول الدمة همزة أصلية .فكذلك أول
الديم همزة أصلية .فل يمتنأع أن يبنأى منأها أفعل .فيكون غير مجرى .كما يقال رجل أعين وأرأس من
العين والرأس .وأسوق وأعنأق من الساق والعنأق .مع ما في هذا القول من المخآالفة لقول السلف الذين
هم أعلم منأه لسانأا ،وأذكى جنأانأا.
حكم التكلم في النأساب:
قال المؤلف إوانأما تكلمنأا في رفع هذا النأسب على مذهب من رأى ذلك من
ــــ
1ورد أن أول من أقام الكعبة إبراهيم إواسماعيل فكيف يقال أن هذا بوبها؟!
2ظاهر الشيء والجلد.
3أي ممنأوع من التنأوين.
) (1/41
يشنأع الحديث به ،وبعض يسوء بعض النأاس ذكره ،وبعض لم يقر لنأا البكائي بروايته؛ ومستقص إن
شاء ال تعالى ما سوى ذلك منأه بمبلغ الرواية له ،والعلم به.
ــــ
العلماء .ولم يكرهه كابن إسحاق والطبري والبخآاري والزبيريين ،وغيرهم من العلماء .وأما مالك -رحمه
ال -فقد سئل عن الرجل يرفع نأسبه إلى آدم فكره ذلك .قيل له فإلى إسماعيل فأنأكر ذلك أيضا .وقال
ومن يخآبره به؟ وكره أيضا أن يرفع في نأسب النأبياء مثل أن يقال إبراهيم بن فلن بن فلن .قال ومن
يخآبره به؟ وقع هذا الكلم لمالك في الكتاب الكبير المنأسوب إلى المعيطي إوانأما أصله لعبد ال بن محمد
بن حنأين .1وتممه المعيطي ،فنأسب إليه .وقول مالك هذا نأحو مما روي عن عروة بن الزبير أنأه قال
ما وجدنأا أحدا يعرف ما بين عدنأان إواسماعيل وعن ابن عباس -رضي ال عنأه -قال بين عدنأان
إواسماعيل ثلثون أبا ل يعرفون.
ــــ
1في "شرح المواهب" للزرقانأي بن جبير(.
) (1/42
) (1/43
) (1/45
قال عمر مولى غفرة :نأسبهم أن أم إسماعيل النأبي -صلى ال عليه وسلم -منأهم .وصهرهم أن رسول
ال -صلى ال عليه وآله وسلم -تسرر فيهم.
قال ابن لهيعة أم إسماعيل هاجر ،من "أم العرب" قرية كانأت أمام الفرما من مصر .وأم إبراهيم :مارية
سرية النأبي -صلى ال عليه وآله وسلم -التي أهداها له المقوقس من حفن 1من كورة أنأصنأا.
قال ابن إسحاق :حدثنأي محمد بن مسلم بن عبيد ال بن شهاب الزهري :أن عبد الرحمن بن عبد ال بن
كعب بن مالك النأصاري ثم السلمي حدثه أن رسول ال -صلى ال عليه وآله وسلم -قال:
"إذا افتتحتم مصر ،فاستوصوا بأهلها خآيرا ،فإن لهم ذمة ورحما" فقلت لمحمد بن مسلم الزهري :ما الرحم
التي ذكر رسول ال -صلى ال عليه وآله وسلم -لهم؟ فقال كانأت هاجر أم إسماعيل منأهم.
ــــ
كره الطبري من حديث سيف بن عمر أو غيره أن عمرو بن العاص حين حاصر مصر ،قال لهلها:
إن نأبينأا عليه السلم قد وعدنأا بفتحها ،وقد أمرنأا أن نأستوصي بأهلها خآيرا ،فإن لهم نأسبا وصهرا ،فقالوا
له هذا نأسب ل يحفظ حقه إل نأبي ،لنأه نأسب بعيد .وصدق كانأت أمكم امرأة لملك من ملوكنأا ،فحاربنأا
أهل عين شمس فكانأت لهم علينأا دولة فقتلوا الملك واحتملوها ،فمن هنأاك تصيرت إلى أبيكم إبراهيم -
أو كما قالوا -وذكر الطبري أن الملك الذي أراد سارة هو سنأان بن علوان وأنأه أخآو الضحاك الذي تقدم
ذكره وفي كتاب التيجان لبن هشام أنأه عمرو بن امرئ القيس بن بابليون بن سبأ ،وكان على مصر
وال أعلم.
وهاجر أول امرأة ثقبت أذنأاها ،وأول من خآفض 2من النأساء وأول من جرت ذيلها ،وذلك أن سارة
غضبت عليها ،فحلفت أن تقطع ثلثة أعضاء من أعضائها،
ــــ
1قرية من قرى الصعيد ،وقيل :نأاحية من نأواحي مصر.
2خآفض الصبية خآفاضاا :خآتنأها ،والشريعة ل توجب هذا.
) (1/46
أصل العرب:
قال ابن هشام :فالعرب كلها من ولد إسماعيل وقحطان وبعض أهل اليمن يقول قحطان من ولد
إسماعيل ويقول إسماعيل أبو العرب كلها.
قال ابن إسحاق :عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نأوح وثمود وجديس ابنأا عابر بن إرم بن سام بن نأوح
وطسم وعملق وأميم بنأو لوذ بن سام بن نأوح .عرب كلهم فولد نأابت بن إسماعيل :يشجب بن نأابت
فولد يشجب يعرب بن يشجب فولد يعرب تيرح بن يعرب فولد تيرح :نأاحور بن تيرح ،فولد نأاحور مقوم
بن نأاحور :فولد مقوم أدد بن مقوم فولد أدد عدنأان بن أدد .قال ابن هشام :ويقال عدنأان بن أد.
ــــ
فأمرها إبراهيم -عليه السلم -أن تبر قسمها بثقب أذنأيها وخآفاضها ،فصارت سنأة في النأساء وممن
ذكر هذا الخآبر ابن أبي زيد في "نأوادره".
إواسماعيل عليه السلم نأبي مرسل أرسله ال تعالى إلى أخآواله من جرهم إوالى العماليق الذين كانأوا
بأرض الحجاز ،فآمن بعض وكفر بعض.
وقوله :وأمهم بنأت مضاض ولم يذكر اسمها .واسمها :السيدة ذكره الدارقطنأي .وقد كان له امرأة سواها
من جرهم ،وهي التي أمره أبوه بتطليقها حين قال لها إبراهيم قولي لزوجك :فليغير عتبته 1يقال اسمها:
جداء بنأت سعد ثم تزوج أخآرى ،وهي التي قال لها إبراهيم في الزورة الثانأية قولي لزوجك :فليثبت عتبة
بيته الحديث وهو مشهور في الصحاح أيضا يقال اسم هذه الخآرة سامة بنأت مهلهل ذكرهما ،وذكر التي
قبلها الواقدي في كتاب "انأتقال النأور" وذكرها المسعودي أيضا وقد قيل في الثانأية عاتكة.
ــــ
1لنأه كما ورد في "صحيح البخآاري" سألها عن عيشهم وهيئتهم فقالت نأحن بشر نأحن في ضيق وشدة
فلما جاء إساعيل وأخآبرته بما حصل مع أبيه فقال لها ذاك أبي وقد أمرنأي أن أفارقك.
) (1/47
أولد عدنأان:
قال ابن إسحاق :فمن عدنأان تفرقت القبائل من ولد إسماعيل بن إبراهيم
ــــ
هدايا المقوقس:
وقوله :في حديث عمر :مولى غفرة ،وغفرة هذه هي أخآت بلل بن رباح .وقول مولى غفرة هذا :إن
صهرهم لكون رسول ال -صلى ال عليه وسلم -تسرر منأهم يعنأي :مارية بنأت شمعون التي أهداها
إليه المقوقس ،واسمه جريج بن مينأاء ،وكان رسول ال -صلى ال عليه وسلم -قد أرسل إليه حاطب
بن أبي بلتعة وجب ار مولى أبي رهم الغفاري فقارب السلم وأهدى معهما إلى النأبي -صلى ال عليه
وسلم -بغلته التي يقال لها دلدل والدلدل القنأفذ العظيم وأهدى إليه مارية بنأت شمعون ،والمارية بتخآفيف
الياء البقرة الفتية بخآط ابن سراج يذكره عن أبي عمرو المطرز.
وأما المارية بالتشديد فيقال قطاة مارية أي ملساء قاله أبو عبيد في الغريب المصنأف.
وأهدى إليه أيضا قدحا من قوارير فكان رسول ال -صلى ال عليه وسلم -يشرب فيه .رواه ابن
عباس ،فيقال أن هرقل عزله لما رأى من ميله إلى السلم .ومعنأى المقوقس :المطول للبنأاء والقوس
الصومعة العالية ،يقال في مثل أنأا في القوس وأنأت في القرقوس متى نأجتمع؟ وقول ابن لهيعة بالفرما
من مصر .الفرما :مدينأة كانأت تنأسب إلى صاحبها الذي بنأاها ،وهو الفرما بن قيلقوس ،ويقال فيه ابن
قليس ،ومعنأاه محب الغرس ويقال فيه ابن بليس .ذكره المسعودي .والول قول الطبري ،وهو أخآو
السكنأدر بن قليس اليونأانأي وذكر الطبري أن السكنأدر حين بنأى مدينأة السكنأدرية قال أبنأي مدينأة فقيرة
إلى ال غنأية عن النأاس وقال الفرما :أبنأى مدينأة فقيرة إلى النأاس غنأية عن ال فسلط ال على مدينأة
الفرما الخآراب سريعا ،فذهب رسمها ،وعفا أثرها ،وبقيت مدينأة السكنأدر إلى الن وذكر الطبري أن
عمرو بن
) (1/48
زيد بن هميسع بن عمرو بن عريب بن يشجب بن زيد بن كهلن بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن
قحطان ويقال أشعر نأبت بن أدد ويقال أشعر بن مالك ومالك مذحج بن أدد بن زيد بن هميسع .ويقال
أشعر بن سبأ بن يشجب.
وأنأشدنأي أبو محرز خآلف الحمر ،وأبو عبيدة لعباس بن مرداس أحد بنأي سليم بن منأصور بن عكرمة
بن خآصفة بن قيس بن عيلن بن مضر بن نأزار بن معد بن عدنأان ،يفخآر بعك
وعك بن عدنأان الذين تلقبوا ...بغسان حتى طردوا كل مطرد
__________
قال فيه عك بن عبد ال بن عدثان بالثاء المثلثة ول خآلف في الول أنأه بنأونأين كما لم يخآتلف في دوس
بن عدثان أنأه بالثاء وهي قبيلة من الزد أيضا ،واسم عك عامر .والديث الذي ذكره هو بالثاء 1وقاله
الزبير الذيب بالذال والياء ولعدنأان أيضا ابن اسمه الحارث وآخآر يقال له المذهب ولذلك قيل في المثل
أجمل من المذهب وقد ذكر أيضا في بنأيه الضحاك وقيل في الضحاك إنأه ابن معد ل ابن عدنأان وقيل
إن عدن الذي تعرف به مدينأة عدن ،وكذلك أبين هما :ابنأا عدنأان قاله الطبري .ولعدنأان بن أدد أخآوان
نأبت بن أدد وعمرو بن أدد .قاله الطبري أيضا.
ذكر قحطان والعرب العاربة:
أما قحطان فاسمه مهزم -فيما ذكر ابن ماكول -وكانأوا أربعة إخآوة فيما روي عن ابن منأبه قحطان
وقاحط ومقحط وفالغ .وقحطان أول من قيل له أبيت اللعن وأول من قيل له عم صباحا ،واخآتلف فيه
فقيل هو ابن عابر بن شالخ ،وقيل هو ابن عبد ال أخآو هود ،وقيل هو هود نأفسه فهو على هذا القول
من إرم بن
ــــ
1أكثر النأسابين الذين تكلموا عن نأسب الزد لم يذكروا الديث ،وفي "القلئد" للقلقشنأدي" :وعك واسمه:
الديث.
) (1/50
وهذا البيت في قصيدة له .وغسان :ماء بسد مأرب باليمن كان شربا لولد مازن بن السد بن الغوث،
فسموا به ويقال غسان :ماء بالمشلل قريب من
ــــ
سام ومن جعل العرب كلها من إسماعيل قالوا فيه هو ابن تيمن بن قيذر بن إسماعيل .ويقال هو ابن
الهميسع بن يمن 1وبيمن سميت اليمن في قول وقيل بل سميت بذلك لنأها عن يمين الكعبة .وتفسير
الهميسع الصراع.
وقال ابن هشام :يمن هو .يعرب بن قحطان سمي بذلك لن هودا عليه السلم قال له أنأت أيمن ولدي
نأقيبة في خآبر ذكره .قال وهو أول من قال القريض والرجز وهو الذي أجلى بنأي حام إلى بلد المغرب
بعد أن كانأوا يأخآذون الجزية من ولد قوطة بن يافث .قال وهي أول جزية وخآراج أخآذت في بنأي آدم .وقد
احتجوا لهذا القول 2أعنأي :أن قحطان من ولد إسماعيل عليه السلم بقول النأبي -صلى ال عليه
وسلم –"ارموا يا بنأي إسماعيل فإن أباكم كان راميا" قال هذا القول لقوم من أسلم بن أفصى ،وأسلم أخآو
خآزاعة وهم بنأو حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر ،وهم من سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان ،ول
حجة عنأدي في هذا الحديث لهل هذا القول لن اليمن لو كانأت من إسماعيل -مع أن عدنأان كلها من
إسماعيل بل شك -لم يكن لتخآصيص هؤلء القوم بالنأسب إلى إسماعيل معنأى ،لن غيرهم من العرب
أيضا أبوهم إسماعيل ولكن في الحديث دليل وال أعلم -على أن خآزاعة من بنأي قمعة 3أخآي مدركة
بن إلياس بن مضر ،كما سيأتي بيانأه في هذا الكتاب عنأد حديث عمرو بن لحي -إن شاء ال -
وكذلك قول أبي هريرة -رضي ال عنأه – "هي أمكم يا بنأي ماء السماء" 4يعنأي :هاجر ،يحتمل أن
يكون تأول في قحطان ما تأوله غيره ويحتمل أن
ــــ
1اخآتتلف النأسابون في نأسب قحطان فمنأهم نأسبه إلى آدم وآخآرون إلى عابر بن شالح بن سام بن نأوح.
2انأظر":النأباه على قبائل الرواة" لبن الثير ص .75
3لقب عمير بن إلياس بن مضر.
4هذ جزء من حديث أخآرجه البخآاري في باب قوله تعالى} :كواتصكخآكذ اللصهك مإمب كارمهيكم كخآملي ا
ل{ٍ ]النأساء :من الية
[125
) (1/51
الجحفة ،والذين شربوا منأه تحزبوا ،فسموا به قبائل من ولد مازن بن الشد بن الغوث بن نأبت بن مالك
بن زيد بن كهلن ،بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان.
ــــ
يكون نأسبهم إلى "ماء السماء على زعمهم "فإنأهم ينأتسبون إليه كما ينأتسب كثير من قبائل العرب إلى
حاضنأتهم إوالى رابهم أي زوج أمهم -كما سيأتي بيانأه في باب قضاعة إن شاء ال.
سبأ وأميم ووبار:
وسبأ اسمه :عبد شمس -كما ذكر -وكان أول من تتوج من ملوك العرب ،وأول من سبى فسمي سبأ،
ولست من هذا الشتقاق على يقين لن سبأ مهموز والسبي غير مهموز.
وذكر أميما ،ويقال فيه أميم ووجدت بخآط أشياخ مشاهير أميم وأميم بفتح الهمزة وتشديد الميم مكسورة
ول نأظير له في الكلم والعرب تضطرب في هذه السماء القديمة قال المعري :1
يراه بنأو الدهر الخآير بحاله
...كما قد رأته جرهم وأميم
فجاء به على وزن فعيل وهو الكثر وأميم -فيما ذكروا -أول من سقف البيوت بالخآشب المنأشور
وكان ملكا ،وكان يسمى :آدم وهو عنأد الفرس :آدم الصغير وولده وبار وهم أمة هلكت في الرمل هالت
الرياح الرمل على فجاجهم ومنأاهلهم فهلكوا .قال الشاعر:
وكر دهر على وبار ...فأهلكت عنأوة وبار
ــــ
1أبو العلء أحمد بن عبد ال ين سليمان المعري التنأوخآي الشاعر الفيلسوف ،وهو فوق المتنأبي في
دقة الخآيال وتصريف القول في الفلسة وطبائع البشر ،ولد بمعرة النأعمان – شمال سوريا – سنأة 363هـ
وعاش عزبا حتى مات سنأة 449هـ.
) (1/52
................................................................................................
.......
ــــ
والنأسب إليه أباري على غير قياس ومن العماليق ملوك مصر الفراعنأة منأهم الوليد بن مصعب صاحب
موسى وقابوس بن مصعب بن عمرو بن معاوية بن إراشة بن معاوية بن عمليق أخآو الول ومنأهم
الريان بن الوليد صاحب يوسف عليه السلم ويقال فيه ابن دومع فيما ذكر المسعودي.
وأما طسم وجديس فأفنأى بعضهم بعضا قتلت طسم جديسا لسوء ملكتهم إياهم وجورهم فيهم فأفلت معهم
رجل اسمه رباح بن مرة فاستصرخ بتبع وهو حسان بن تبان أسعد وكانأت أخآته اليمامة ،واسمها عنأز
نأاكحا في طسم وكان هواها معهم فأنأذرتهم فلم يقبلوا ،فصبحتهم جنأود تبع فأفنأوهم قتل ،وصلبوا اليمامة
الزرقاء بباب جو وهي المدينأة ،فسميت جو باليمامة من هنأالك إلى اليوم 1وذلك في أيام ملوك
الطوائف وبقيت بعد طسم يبابا ل يأكل ثمرها إل عوافي الطير والسباع 2حتى وقع عليها عبيد بن ثعلبة
الحنأفي ،وكان رائدا لقومه في البلد فلما أكل الثمر قال إن هذا لطعام وحجر بعصاه على موضع قصبة
اليمامة ،فسميت حجرا 3،وهي منأازل حنأيفة إلى اليوم وخآبر طسم وجديس مشهور اقتصرنأا معه على
هذه النأبذة لشهرته عنأد الخآباريين.
ــــ
1ذكر بعض المؤرخآين أن طسما وجديسا أخآوان لثمود بن كاثر ،وكانأت اليمامة ديار جديس وكانأت
البحرين ديا ار لطسم ،وعنأد الطبري أنأهما للوذ بن سام بن نأوح وكانأت ديارهم اليمامة ،وكان عليهم
ملك من طسم ،وكان غشوما ساد ار في غيه ويقال له :عملوق وكان مستذل لجديس ،حتى كان يأبى
أن تزف البكر إلى زوجها إل بعد أن يفترعها ،فدبر أحد أبنأاء جديس كيدا استطاع به القضاء على
عملوق وعلى الرؤساء الذين كانأوا معه.
2اليباب :الخآراب العوافي :طلب الرزق من النأاس والدواب والطير.
3حج ار يقال حجر الرض وعليها وحولها :وضع على حدودها أعلما بالحجارة ونأحوها لحيازتها ،
وقصبة البلد :مدينأتها ،حجر اسم ديار ثمود بوادي القرى مدينأة بين الشام والحجاز.
) (1/53
..............................................................................................
ــــ
الحديث ما يقوي هذا ،وهو قوله عليه السلم "هذا أويس يسألكم من أموالكم" فقالوا" :ل تطيب له أنأفسنأا
بشيء" ولم يقل هذا الوس فتأمله وليس أوس على هذا من المسمين بالسباع ول منأقول من الجنأاس إل
من العطية خآاصة.
وفيه عمرو ،وهو مزيقياء لنأه -فيما ذكروا -كان يمزق كل يوم حلة .ابن عامر وهو ماء السماء .ابن
حارثة الغطريف 1بن امرئ القيس وهو البهلول بن ثعلبة الصنأم بن مازن السراج ابن السد ويقال لثعلبة
أبيه الصنأم وكان يقال لثعلبة ابن عمرو جد الوس والخآزرج :ثعلبة العنأقاء 2وكأنأهم ملوك متوجون
ومات حارثة بن ثعلبة العنأقاء والد الوس والخآزرج بالمدينأة بعد ظهورهم على الروم بالشام ومصالحة
غسان لملك الروم ،وكان موت حارثة وجذع بن سنأان من صيحة كانأت بين السماء والرض سمع فيه
صهيل الخآيل وبعد موت حارثة كان ما كان من نأكث يهود العهود حتى ظهرت الوس والخآزرج عليهم
بمن استنأصروا به من ملوك جفنأة ويقال في السد الزد بالسين والزاي واسمه الزدراء 3بن الغوث.
قاله وثيمة بن موسى بن الفرات .وقال غيره سمي أسدا لكثرة ما أسدى إلى النأاس من اليادي .4ورفع
في النأسب إلى كهلن بن سبأ ،وكهلن كان ملكا بعد حمير ،وعاش -فيما ذكروا -ثلثمائة سنأة ثم
تحول الملك إلى أخآيه حمير ،ثم في بنأيهم وهم وائل ومالك وعمرو وعامر وسعد وعوف.
وذكر لطمة ولد عمرو بن عامر لبيه وأنأه كان أصغر ولده .قال المسعودي :واسمه مالك وقال غيره
ثعلبة .وقال ويقال إنأه كان يتيما في حجره.
ــــ
1في الشتقاق لبن دريد ص :435البطريق .
2في القاموس :والشتقاق لقب بهذا لطول عنأقه.
3في نأهاية الرب :دراء أو درء انأظر2/11 :
4في الشتقاق إنأه من قولهم :أسد الرجل ،يأسد أسدا :إذا تشبه بالسد.
) (1/55
فقالت اليمن وبعض عك وهم الذين بخآراسان منأهم عك بن عدنأان بن عبد ال بن السد بن الغوث،
ويقال عدثان بن الديث بن عبد ال بن السد بن الغوث.
قال ابن إسحاق :فولد معد بن عدنأان أربعة نأفر نأزار بن معد وقضاعة بن معد وكان قضاعة بكر معد
الذي به يكنأى -فيما يزعمون -وقنأص بن معد إواياد بن معد.
فأما قضاعة فتيامنأت إلى حمير بن سبأ -وكان اسم سبأ :عبد شمس ،إوانأما سمي سبأ؟ لنأه أول من
سبى في العرب -ابن يشجب بن يعرب بن قحطان.
ــــ
وقول حسان:
ما سألت فإنأا معشر أنأف ...السد نأسبتنأا ،والماء غسان
يا أخآت آل فراس إنأنأي رجل ...من معشر لهم في المجد بنأيان
واشتقاق غسان اسم ذلك الماء من الغس وهو الضعيف كما قال:
غس المانأة صنأبور فصنأبور
ويروى غسي ،ويقال للهر إذا زجر غس بتخآفيف السين قاله صاحب العين .والغسيسة 1من الرطب
التي يبدؤها الرطاب من قبل مغلقها ،ول تكون إل ضعيفة ساقطة.
سبأ وسيل العرم:
فصل :وذكر تفرق سبأ ،والعرب تقول :تفرقوا أيدي سبأ وأيادي سبأ نأصبا
ــــ
1في القاموس :غس الغين زجر القط فقال غس -بكسر الغين – والمغسوسة نأخآل ترطب ول حلوة
لها والغس :الضعيف واللئيم والغسيس الرطب الفاسد .
) (1/56
قضاعة:
قال ابن هشام :فقالت اليمن وقضاعة :قضاعة بن مالك بن حمير .وقال عمرو بن مرة الجهنأي،
وجهينأة بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم ،بن الحاف بن قضاعة:
__________
على الحال إوان كان معرفة في الظاهر لن معنأاه مثل أيدي سبأ والياء ساكنأة فيه في موضع النأصب
لنأه صار بمنأزلة اسمين جعل اسما واحدا مثل معدي كرب ولم يسكنأوها في ثمانأي عشرة لنأها متحركة
في ثمانأية عشر.
فصل وذكر سيل العرم ،وفي العرم أقوال قيل هو المسنأاة 1أي السد وهو قول قتادة ،وقيل هو اسم
للوادي ،وهو قول عطاء وقيل هو الجرذ الذي خآرب السد وقيل هو صفة للسيل من العرامة وهو معنأى
رواية علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ،وقال البخآاري :العرم :2ماء أحمر حفر في الرض حتى
ارتفعت عنأه الجنأتان فلم يسقهما ،حتى يبست وليس الماء الحمر من السد ولكنأه كان عذابا أرسل
عليهم .انأتهى كلم البخآاري .والعرب تضيف السم إلى وصفه لنأهما اسمان فتعرف أحدهما بالخآر.
وحقيقة إضافة المسمى إلى السم الثانأي ،أي صاحب هذا السم كما تقول ذو زيد أي .المسمى بزيد
ومنأه سعد نأاشرة وعمرو بطة.
وقول العشى :3
ومأرب عفى عليها العرم
يقوى أنأه السيل .ومأرب بسكون الهمزة اسم لقصر كان لهم وقيل :هو اسم
ــــ
1المسنأاة :التي تحبس الماء .
2واحد العرم :العرمة بفتح العين والراء وكسرها ،وهي صفة للمسنأاة وليست اسما لها.
3هو أبو بصير ميمون بن قيس بن جنأدل ،نأشأ في اليمامة.
) (1/57
) (1/58
) (1/59
) (1/59
قال ابن إسحاق :فأما سائر العرب فيزعمون أنأه كان رجل من لخآم ،من ولد ربيعة بن نأصر ،فال أعلم
أي ذلك كان.
ــــ
قضاعة هو ابن معد وهو مذهب الزبيريين وابن هشام ،وقد روي من طريق هشام بن عروة عن عائشة
عن النأبي -صلى ال عليه وسلم -أنأه سئل عن قضاعة ،فقال" :هو ابن معد وكان بكره" .قال أبو
عمر وليس دون هشام بن عروة من يحتج به في هذا الحديث وقد عارضه حديث آخآر عن عقبة بن
عامر الجهنأي .وجهينأة :هو ابن زيد بن ليث بن سود بن أسلم -بضم اللم -ابن الحاف بن قضاعة
أنأه قال يا رسول ال لمن نأحن؟ فقال "أنأتم بنأو مالك بن حمير" وقال عمرو بن مرة -وهو من أصحاب
رسول ال -صلى ال عليه وسلم -ويكنأى أبا مريم:
يأيها الداعي ادعنأا وأبشر ...وكن قضاعيا ول تنأزر
نأحن بنأو الشيخ الهجان الزهر ...قضاعة بن مالك بن حمير
قال ذو الحسبين قال الزبير الشعر لفلح بن اليعبوب .وعمرو بن مرة هذا له عن رسول ال -صلى ال
عليه وسلم -حديثان أحدهما :في "أعلم النأبوة والخآر" "من ولي أمر النأاس فسد بابه دون ذوي الحاجة
والخآلة والمسكنأة سد ال بابه دون حاجته وخآلته ومسكنأته يوم القيامة" .1ومما احتج به أصحاب القول
الول أيضا قول زهير :2
قضاعية أو أخآتها مضرية ...يحرق في حافاتها الحطب الجزل
فجعل قضاعة ومضر أخآوين :وأشعار كثيرة للبيد وغيره وقد قال الكميت يعاتب قضاعة في انأتسابهم
إلى اليمن :
علم نأزلتم من غير فقر ...ول ضراء منأزلة الحميل
ــــ
1رواه الترمذي ،ورواه أبو داود بلفظ آخآر .والخآلة :الحاجة والفقر.
2زهيرابن أبى سلمى ربيعة بن رباح المزنأي يقال إنأه عاش حتى أدرك السلم ،فأقبل على الرسول
صلى ال عليه وسلم في وفد من قومه ،فأسلم وحفظ القرآن.
) (1/60
..............................................................................................
ــــ
والحميل المسبي لنأه يحمل من بلد إلى بلد .قال العمش :كان أبي حميل فورثه مسروق .أراد أن
مسروقا كان يرى التوارث بولدة العاجم .وقال ابن الماجشون كان أبي ومالك وابن دينأار والمغيرة
يقولون في الحميل -وهو المسبي -يقول ابن هرمز 1ثم رجع مالك قبل موته بيسير إلى قول ابن
شهاب ،وأنأهم يتوارثون بشهادة العدول ولما تعارض القولن في قضاعة ،وتكافأت الحجاج نأظرنأا فإذا
بعض النأسابين -وهو الزبير -قد ذكر ما يدل على صدق الفريقين وذكر عن ابن الكلبي أو غيره أن
امرأة مالك بن حمير ،و اسمها :عكبرة آمت منأه وهي ترضع قضاعة ،فتزوجها معد ،فهو رابه فتبنأاه
وتكنأى به ويقال بل ولدته على فراشه فنأسب إليه وهو قول الزبير كما نأسب بنأو عبد منأاة بن كنأانأة إلى
علي بن مسعود بن مازن بن الذئب السدي لنأه كان حاضن أبيهم وزوج أمهم فيقال لهم بنأو علي إلى
الن وكذلك عكل ،وهو حاضن بنأي عوف بن ود بن طابخآة ولكن ل يعرفون إل بعكل وكذلك سعد بن
هذيم إنأما هم بنأو سعد بن زيد بن قضاعة ،وهذيم كان حاضن سعد فنأسب إليه وهذا كثير في قبائل
العرب ،وسيأتي منأه في الكتاب زيادة -إن شاء ال -وتفسير قضاعة فيما ذكر صاحب العين كلب
الماء فهو اسم منأقول منأه وهو لقب له واسمه عمرو ،ويكنأى أبا حسن وكنأيته أبا حكم فيما ذكروا.
وقول ابن إسحاق :كان بكر معد فالبكر أول ولد الرجل وأبوه بكر والثنأي ولده الثانأي ،وأبوه ثنأي والثلث
ولده الثالث ول يقال للب ثلث ول يقال فيما بعد الثالث شيء من هذا ،قاله الخآطاب .ومما عوتبت به
قضاعة في انأتسابهم إلى
ــــ
1العمش هو :أبو محمد سليمان بن مهران الكوفي ،كان حافظا مثبتا ،ولكن كان فيه تشيع ولد سنأة
61هـ وتوفي 148هـ وابن الماجشون هو :عبد الملك بن عبد العزيز بن عبد ال بن أبي سلمى
والماجشون "ت "212 :هـ .ومسروق هومسروق بن الجدع بن ماملك أبو عائشة الكوفي كان فقيها من
أصحاب عبد ال بن مسعود "ت."62 :
) (1/61
..............................................................................................
ــــ
اليمن قول أعشى بنأي تغلب ،وقيل هي لرجل من كلب ،وكلب من قضاعة. .
أزنأيتم عجوزكم وكانأت ...قديما ل يشم لها خآمار
عجوز لو دنأا منأها يمان ...للقى مثل ما لقى يسار
يريد يسار الكواعب الذي هم بهن فخآصينأه وقال بعض شعراء حمير في قضاعة:
مررنأا على حيي قضاعة غدوة ...وقد أخآذوا في الزفن والزفنأان
فقلت لهم ما بال زفنأكم كذا ...لعرس نأرى ذا الزفن أو لخآتان
فقالوا :أل إنأا وجدنأا لنأا أبا ...فقلت :ليهنأئكم بأي مكان؟
فقالوا :وجدنأاه بجرعاء مالك ...فقلت :إذا ما أمكم بحصان
فما مس خآصيا مالك فرج أمكم ...ول بات منأه الفرج بالمتدانأي
فقالوا :بلى وال حتى كأنأما ...خآصياه في باب استها جعلن
ذكره أبو عمر -رحمه ال -في كتاب النأباه له وقال جميل بن معمر وهو من بنأي حن بن ربيعة من
قضاعة يصف بثينأة وهي من حن أيضا:
ربت في الروابي من معد وفضلت ...على المحصنأات البيض وهي وليد 1
وقال جميل أيضا وهو يحدو بالوليد بن عبد الملك:
أنأا جميل في السنأام من معد ...الضاربين النأاس في الركن الشد
ــــ
1جميل بن عبد ال بن معمر المعروف بجميل بثينأة "ت"82:هـ.
) (1/62
) (1/62
..............................................................................................
ــــ
وتضايقوا في البلد وأجدبت لهم الرض فساروا نأحو سواد العراق ،وذلك أيام ملوك الطوائف فقاتلهم
الردانأيون وبعض ملوك الطوائف 1وأجلوهم عن السواد وقتلوهم إل أشلء لحقت بقبائل العرب ،ودخآلوا
فيهم وانأتسبوا إليهم.
فصل :وذكر ابن إسحاق حديث جبير بن مطعم حين أتي عمر بسيف النأعمان بن المنأذر ،وكان جبير
أنأسب النأاس -الحديث .وذكر الطبري أن سيف النأعمان بن المنأذر إنأما أتي به عمر حين افتتحت
المدائن -وكانأت بها خآرائب كسرى وذخآائره فلما غلب عليها فر إلى إصطخآر فأخآذت أمواله ونأفائس
عدده وأخآذ له خآمسة أسياف لم ير مثلها .أحدها :سيف كسرى أبرويز ،وسيف كسرى أنأوشروان وسيف
النأعمان بن المنأذر الذي كان استلبه منأه حين قتله غضبا عليه وألقاه إلى الفيلة فخآبطته بأيديها ،حتى
مات .وقال الطبري :إنأما مات في سجنأه في الطاعون الذي كان في الفرس ،وسيف خآاقان ملك الترك،
وسيف هرقل ،وكان تصير إلى كسرى أيام غلبته على الروم في المدة التي ذكرها ال تعالى في قوله }الم
ض{ٍ ]الروم [3 -1 :الية .فهذا كان سبب تصير سيف النأعمان إلى كسرى كغلمكبمت الرروم مفي أكمدكنأى املكمر م
ك
أبرويز ،ثم إلى كسرى يزدجرد ثم إلى عمر -رضي ال عنأه -وكان الذي قتل النأعمان منأهم أبرويز بن
هرمز بن أنأوشروان 2وكان لبرويز فيما ذكر ألف فيل وخآمسون ألف فرس وثلثة آلف امرأة -فيما
ذكر الطبري -وتفسير أنأوشروان بالعربية مجدد الملك -فيما ذكروا وال أعلم -وكذلك تفسير أبرويز:
المظفر .قاله
ــــ
1الطوائف :هم الذين ملكوا بابل بعد لسكنأدر والردانأيون هم أنأباط السواد ،والنأباط قوم من الساميين
يرجعون إلى أصلين أحدهما آرامي والخآر عربي ،ودولتهم كانأت في القرن السابع قبل الميلد وسقطت
في أوائل الثانأي قبل الميلد .
2خآاقان :علم واسم لكل ملك خآصنأه الترك على أنأفسهم أي ملكوه .وهرقل :اسم لملك الروم وكسرى:
ملك الفرس وأبرويز ملك فارس وفي عهده حدثت حروب ذي قار لتمام أربعين سنأة من مولد الرسول
صلى ال عليه وسلم
) (1/63
) (1/64
عنأهم فتفرقوا في البلدان فنأزل آل جفنأة بن عمرو بن عامر الشام ،ونأزلت الوس والخآزرج يثرب ،ونأزلت
خآزاعة مرا 1،ونأزلت أزد السراة السراة .2ونأزلت أزد عمان عمان .ثم أرسل ال تعالى على السد السيل
فهدمه ففيه أنأزل ال تبارك وتعالى على رسوله محمد -صلى ال عليه وسلم } -لكقكمد ككاكن لمكسكبةأ مفي
ضوا
ب كغكفوةر فكأكمعكر ك طديكبةة كوكر ب كممسككنأممهمم آكيةة كجصنأكتامن كعمن كيمميةن ومشكماةل ككلكوا مممن مرمز م
ق كردبككمم كوامشكككروا لكهك كبملكدةة ك ك
ة م م م ة ة ة ة
فكأكمركسملكنأا كعلكميمهمم كسميكل املكعمرمم كوكبصدملكنأاكهمم بمكجصنأتكميمهمم كجصنأتكميمن كذكواتكمي أكككل كخآممط كوأكمثل كوكشميء ممن سمدةر كقليل{ٍ ]سبأ:
.[16 15
والعرم :السد ،واحدته عرمة فيما حدثنأي أبو عبيدة.
قال العشى :أعشى بنأي قيس بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن هنأب بن
أفصى بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نأزار بن معد قال ابن هشام :ويقال أفصى بن دعمي بن جديلة
واسم العشى :ميمون بن قيس بن جنأدل بن شراحيل بن عوف بن سعد بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة:
وفي ذاك للمؤتسي أسوة ...ومأرب عفى عليها العرم
رخآام بنأته لهم حمير ...إذا جاء مواره لم يرم
فأروى الزروع وأعنأابها ...على سعة ماؤهم إذ قسم
فصاروا أيادي ما يقدرو ...ن منأه على شرب طفل فطم
وهذه البيات في قصيدة له.
ــــ
ونأسبوا إليه .وأبرويز هو الذي كتب إليه النأبي -صلى ال عليه وسلم -فمزق كتابه فدعا عليهم النأبي
-صلى ال عليه وسلم -أن يمزقوا كل ممزق.
ــــ
1مر:هو الذي يقال له مر الظهران ،ومر الظهران ،وهو موضع على مرحلة من مكة .
2قال الصمعي :الطود حبل مشرف على عرفة ينأقاد إلى صنأعاء يقال له السراة .
) (1/65
وقال أمية بن أبي الصلت الثقفي -واسم ثقيف :قسي بن منأبه بن بكر بن هوازن بن منأصور بن عكرمة
بن خآصفة بن قيس بن عيلن بن مضر بن نأزار بن معد بن عدنأان.
من سبأ الحاضرين مأرب إذ ...يبنأون من دون سيله العرما 1
وهذا البيت في قصيدة له .وتروى للنأابغة الجعدي واسمه قيس بن عبد ال أحد بنأي جعدة بن كعب بن
ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن.
وهو حديث طويل منأعنأي من استقصائه ما ذكرت من الخآتصار.
ــــ
1في هذا البيت شاهد على أن العرم هو السد .
) (1/66
ق وكسمطيح الكاهنأين معه
أمر ربيعة بن نأصر ملك اليمن وقصة مش د
...
ق وكسمطيح الكاهنأين معه
أمر ربيعة بن نأصر ملك اليمن وقصة مش د
رؤيا ربيعة بن نأصر:
قال ابن إسحاق :وكان ربيعة بن نأصر ملك اليمن بين أضعاف ملوك التبابعة ،فرأى رؤيا هالته وفظع
بها ،فلم يدع كاهنأا ،ول ساحرا ،ول عائفا ،2ول منأجما من أهل مملكته إل جمعه إليه فقال لهم إنأي قد
رأيت رؤيا هالتنأي ،وفظعت بها،
__________
حديث ربيعة بن نأصر ورؤياه
وبعضهم يقول فيه نأصر بن ربيعة ،وهو في قول نأساب اليمن :ربيعة بن نأصر بن الحارث بن نأمارة بن
لخآم .وقال الزبير في هذا النأسب نأصر بن مالك بن شعوذ بن مالك بن عجم بن عمرو بن نأمارة بن لخآم
3ولخآم أخآو جذام ،وسمي
ــــ
2العائف :يزجر الطير.
3في الشتقاق نأصر بن ربيعة بن عمرو بن الحارث بن سعود بن مالك بن عمم بن نأمارة بن لخآم ،
ومن نأسله النأعمان بن المنأذر.
) (1/66
فأخآبرونأي بها وبتأويلها ،قالوا له اقصصها علينأا نأخآبرك بتأويلها ،قال إنأي إن أخآبرتكم بها لم أطمئن إلى
خآبركم عن تأويلها ،فإنأه ل يعرف تأويلها إل من عرفها قبل أن أخآبره بها ،فقال له رجل منأهم فإن كان
الملك يريد هذا فليبعث إلى سطيح وشق فإنأه ليس أحد أعلم منأهما ،فهما يخآبرانأه بما سأل عنأه.
نأسب سطيح وشق:
واسم سطيح ربيع بن ربيعة بن مسعود بن مازن بن ذئب بن عدي بن مازن غسان.
وشق :بن صعب بن يشكر بن رهم بن أفرك بن قسر بن عبقر بن أنأمار بن نأزار ،وأنأمار أبو بجيلة
وخآثعم.
ــــ
لخآما لنأه لخآم أخآاه أي لطمه فعضه الخآر في يده فجذمها ،فسمي جذاما ،وقال قطرب اللخآم سمكة في
البحر بها سمي الرجل لخآما وأكثر المؤرخآين يقولون فيه نأصر بن ربيعة وقد تقدم ما قاله سعيد بن جبير
في نأسب النأعمان وهو من ولد ربيعة ،وأن لخآما في نأسبه تصحيف من عجم بن قنأص.
وذكر رؤياه وسطيحا الكاهن ونأسبه وقد خآالفه محمد بن حبيب النأسابة في شيء من هذا النأسب في
كتاب المحبر وكان سطيح جسدا ملقى ل جوارح له -فيما يذكرون -ول يقدر على الجلوس إل إذا
غضب انأتفخ فجلس وكان شق شق إنأسان -فيما يذكرون -إنأما له يد واحدة ورجل واحدة وعين واحدة
ويذكر عن وهب بن منأبه 1أنأه قال قيل لسطيح أنأى لك هذا العلم؟ فقال لي صاحب من الجن استمع
أخآبار السماء من طور سينأاء حين كلم ال تعالى منأه موسى -عليه السلم -فهو يؤدي إلي من ذلك
ما يؤديه.
ــــ
1كان ممن يروجون قصص الماضين .يقول عنأه ابن خآلكان :كانأت له معرفة بأخآبار الوائل وقيام
الدنأيا وأحوال النأبياء توفي سنأة 110هـ وقيل غير ذلك .لكنأي أسأل من أين كان يأتي بهذه الخآبار
التي ل توجد في كتاب ال؟
) (1/67
نأسب بجيلة:
قال ابن هشام :وقالت اليمن :وبجيلة] :بنأو[ أنأمار ،بن إراش بن لحيان ،بن عمرو ،بن الغوث ،بن نأبت
بن مالك بن زيد بن كهلن بن سبأ ،ويقال إراش بن عمرو بن لحيان بن الغوث .ودار بجيلة وخآثعم
يمانأية.
قال ابن إسحاق :فبعث إليهما ،فقدم عليه سطيح قبل شق فقال له إنأي رأيت رؤيا هالتنأي ،وفظعت بها،
فأخآبرنأي بها ،فإنأك إن أصبتها أصبت تأويلها .قال أفعل .رأيت حممه خآرجت من ظلمه فوقعت بأرض
تهمه فأكلت منأها كل ذات جمجمه فقال له الملك ما أخآطأت منأها شيئا يا سطيح ،ما عنأدك في تأويلها،
فقال احلف بما بين الحرتين من حنأش لتهبطن أرضكم الحبش فليملكن ما بين أبين إلى جرش ،فقال له
الملك وأبيك يا سطيح إن هذا لنأا لغائظ
ــــ
وولد سطيح وشق في اليوم الذي ماتت فيه طريفة الكاهنأة امرأة عمرو بن عامر ،وهي بنأت الخآير
الحميرية ودعت بسطيح قبل أن تموت فأتيت به فتفلت في فيه وأخآبرت أنأه سيخآلفها في علمها،
وكهانأتها ،وكان وجهه في صدره لم يكن له رأس ول عنأق ودعت بشق ففعلت به مثل ما فعلت بسطيح ثم
ماتت وقبرها "الجحفة ,"1وذكر أبو الفرج أن خآالد بن عبد ال القسري كان من ولد شق هذا ،فهو خآالد
بن عبد ال بن أسد بن يزيد بن كرز وذكر أن كر از كان دعيا ،وأنأه كان من اليهود ،فجنأى جنأاية فهرب
إلى بجيلة ،فانأتسب فيهم ويقال كان عبدا لعبد القيس وهو ابن عامر ذي الرقعة ،وسمي بذي الرقعة ;
لنأه كان أعور يغطي عينأه برقعة .ابن عبد شمس بن جوين بن شق الكاهن بن صعب.
ــــ
1في مراصد الطلع :كانأت قرية كبيرة ذات منأبر على طريق مكة وهي ميقات أهل مصر والشام –
إن لم يمروا بالمدينأة وفي تقويم البلدان لبي الفداء وهي رسم خآال ول ساكن به واسمها مشهور ،وهي
بالقرب من رابغ .
) (1/68
موجع فمتى هو كائن؟ أفي زمانأي هذا ،أم بعده؟ قال ل ،بعده بحين أكثر من ستين أو سبعين يمضين
من السنأين قال أفيدوم ذلك من ملكهم أم ينأقطع؟ قال ل ،بل ينأقطع لبضع وسبعين من السنأين ثم يقتلون
ويخآرجون منأها هاربين قال ومن يلي ذلك من قتلهم إواخآراجهم؟ .قال يليه إرم ذي يزن ،يخآرج عليهم
ــــ
وقوله في حديث الرؤيا :أكلت منأها كل ذات جمجمه وكل ذات نأسمه .نأصب كل أصح في الرواية وفي
المعنأى ; لن الحممة نأار فهي تأكل ول تؤكل على أن في رواية الشيخ برفع كل ولها وجه لكن في
"حاشية كتابه" أن في نأسخآة البرقي التي قرأها على ابن هشام :كل ذات بنأصب اللم.
وقوله "خآرجت من ظلمه" أي من ظلمة وذلك أن الحممة قطعة من نأار وخآروجها من ظلمة يشبه خآروج
عسكر الحبشة من أرض السودان ،والحممة الفحمة وقد تكون جمرة محرقة كما في هذا الحديث فيكون
لفظها من الحميم ومن الحمى أيضا لح اررتها ،وقد تكون منأطفئة فيكون لفظها من الحمة وهي السواد
يقال حممت وجهه إذا سودته ،وكل المعنأيين حاصل في لفظ الحممة ههنأا.
وقوله بين روضة وأكمة لنأها وقعت بين صنأعاء وأحوازها .1
وقوله في أرض تهمه أي منأخآفضة ومنأه سميت تهامة.
وقوله أكلت منأها كل ذات جمجمه ولم يقل كل ذي جمجمة وهو من باب قوله تعالى سبحانأه }كول تكمزكر
كوامزكرةة مومزكر أكمخآكرى ك إومامن تكمدعك كمثمكقلكةة مإكلى محمملمكها ل كيمحكممل مممنأهك كشميء{ٍ ]فاطر .[18
لن القصد إلى النأفس والنأسمة فهو أعم ،ويدخآل فيه جميع ذوات الرواح ولو جاء بالتذكير لكان إما
خآاصا بالنأسان أو عاما في كل شيء حي أو جماد ومنأه قوله -صلى ال عليه وسلم ]" -تنأح عنأي،
فإن[ كل بائلة تفيخ" ،أي :يكون منأها إفاخآة ،وهي
ــــ
1جمع حوزة وهو النأاحية .
) (1/69
من عدن ،فل يترك أحدا منأهم باليمن .قال أفيدوم ذلك من سلطانأه أم ينأقطع؟
قال ل ،بل ينأقطع.
قال ومن يقطعه؟ قال نأبي زكي ،يأتيه الوحي من قبل العلي قال وممن هذا النأبي؟.
قال رجل من ولد غالب بن فهر بن مالك بن النأضر ،يكون الملك في قومه إلى آخآر الدهر .قال وهل
للدهر من آخآر؟ قال نأعم يوم يجمع فيه
ــــ
الحدث وقال النأحاس هو تأنأيث الصفة والخآلقة.
وقوله "ليهبطن أرضكم الحبش" هم بنأو حبش بن كوش بن حام 1بن نأوح وبه سميت الحبشة.
وقوله :ما بين أبين إلى جرش ذكره سيبويه بكسر الهمزة على مثل إصبع وجوز فيه الفتح وكذلك تقيد في
هذا "الكتاب" وقال ابن ماكول :هو أبين بن زهير بن أيمن بن الهميسع من حمير ،أو من ابن حمير
سميت به البلدة وقد تقدم قول الطبري أن أبين وعدن ابنأا عدن ،سميت بهما البلدتان.
وقوله بغلم ل دنأي ول مدن .الدنأي معروف والمدن الذي جمع الضعف مع الدنأاءة .قاله صاحب
"العين".
وقوله :لحق ما فيه أمض :أي :ما فيه شك ول مستراب ،وقد عمر سطيح زمانأا طويل بعد هذا الحديث
حتى أدرك مولد النأبي -صلى ال عليه وسلم -فرأى كسرى أنأوشروان بن قباذ بن فيروز ما رأى من
ارتجاس اليوان 2وخآمود النأيران ولم تكن خآمدت قبل ذلك بألف عام وسقطت من قصره أربع عشرة
شرفة وأخآبره الموبذان ومعنأاه القاضي ،أو المفتي بلغتهم أنأه رأى إبل صعابا ،تقود خآيل عرابا ،فانأتشرت
في بلدهم وغارت بحيرة ساوة فأرسل كسرى عبد المسيح بن عمرو بن حيان بن
ــــ
1في قاموس د .بوست :أنأه أحد أولد نأوح ،وأنأه كان له أربعة بنأين :كوش ،ومصرايم ،وفوص,
وكنأعان .
2كسرى هذا من ملوك الساسانأية أو الفرس الثانأية حكم حوالى سبعا وأربعين سنأة ،والرتجاس:
الضطراب ،أو الصوت الشديد من الرعد ،واليوان :بنأاء أزج غير مسدود الوجه.
) (1/70
الولون والخآرون يسعد فيه المحسنأون ويشقى فيه المسيئون قال أحق ما تخآبرنأي؟ قال نأعم .والشفق
والغسق والفلق إذا اتسق إن ما أنأبأتك به لحق.
ربيعة بن نأصر وشق:
ثم قدم عليه شق ،فقال له كقوله لسطيح وكتمه ما قال سطيح لينأظر أيتفقان أم يخآتلفان فقال نأعم رأيت
حممة خآرجت من ظلمة فوقعت بين روضة وأكمة فأكلت منأها كل ذات نأسمة .قال فلما قال له ذلك
عرف أنأهما قد اتفقا ،وأن
ــــ
نأفيلة الغسانأي إلى سطيح وكان سطيح من أخآوال عبد المسيح ولذلك أرسله كسرى فيما ذكر الطبري إلى
سطيح يستخآبره علم ذلك ويستعبره رؤيا الموبذان فقدم عليه وقد أشفى على الموت فسلم عليه فلم يحر
إليه سطيح جوابا فأنأشأ عبد المسيح يقول:
أصم أم يسمع غطريف اليمن ...أم فاد فازلم به شأو العنأن
يا فاصل الخآطة أعيت من ومن ...أتاك شيخ الحي من آل سنأن
وأمه من آل ذئب بن حجن ...أبيض فضفاض الرداء والبدن
رسول قيل العجم يسري للوسن ...ل يرهب الرعد ول ريب الزمن
تجوب بي الرض علنأداة شزن ...ترفعنأي وجنأا وتهوي بي وجن
حتى أتى عاري الجآجي والقطن ...تلفه في الريح بوغاء الدمن
كأنأما حثحث من حضنأي ثكن!
ثكن اسم جبل فلما سمع سطيح شعره رفع رأسه فقال عبد المسيح على جمل مشيح 1جاء إلى سطيح
حين أوفى على الضريح بعثك ملك بنأي ساسان لرتجاس اليوان وخآمود النأيران ورؤيا الموبذان .رأى
إبل صعابا ،تقود خآيل عرابا ،قد قطعت دجلة ،وانأتشرت في بلدها .يا عبد المسيح إذا كثرت التلوة،
ــــ
1جاد مسرع ،وفي "الطبرى"يسيح .
) (1/71
قولهما واحد إل أن سطيحا قال "وقعت بأرض تهمه فأكلت منأها كل ذات جمجمه" .وقال شق" :قعت
بين روضة وأكمة فأكلت منأها كل ذات نأسمة".
فقال له الملك :ما أخآطأت يا شق منأها شيئا ،فما عنأدك في تأويلها؟ قال :أحلف بما بين الحرتين من
إنأسان لينأزلن أرضكم السودان ،فليغلبن على كل طفلة البنأان وليملكن ما بين أبين إلى نأجران.
ــــ
وظهر صاحب الهراوة وخآمدت نأار فارس ،وغارت بحيرة ساوة وفاض وادي السماوة 1فليست الشام
لسطيح شاما ،يملك منأهم ملوك وملكات على عدد الشرفات وكل ما هو آت آت ثم قضى سطيح مكانأه.
وقوله فازلم به معنأاه قبض قاله ثعلب ،وقوله شأو العنأن .يريد الموت وما عن منأه قاله الخآطابي .وفاد
مات .يقال منأه فاد يفود وأما يفيد فمعنأاه يتبخآتر.
وقول ابن إسحاق في خآبر ربيعة بن نأصر ،فجهز أهله وبنأيه إلى الحيرة ،وكتب لهم إلى ملك يقال له
سابور بن خآرزاذ.
من تاريخ ملوك الفرس:
قال المؤلف الشيخ الحافظ أبو القاسم -عفا ال عنأه -ول يعرف خآرزاذ في ملوك بنأي ساسان من
الفرس ،وهم من عهد أزدشير بن بابك إلى يزدجرد الذي قتل في أول خآلفة عثمان -رضي ال عنأه -
معروفون مسمون بأسمائهم وبمقادير مددهم .مشهور ذلك عنأد الخآباريين والمؤرخآين ولكنأه يحتمل أن
يكون ابن خآرزاذ هذا ملكا دون الملك العظم منأهم أو يكون أحد ملوك الطوائف وهو الظاهر في
ــــ
1بادية بين الكوفة والشام وأرض مستوية لحجر فيها.
) (1/72
فقال له الملك :وأبيك يا شق ،إن هذا لنأا لغائظ موجع فمتى هو كائن؟ أفي زمانأي ،أم بعده؟ قال ل ،بل
بعده بزمان ثم يستنأقذكم منأهم عظيم ذو شأن ويذيقهم أشد الهوان .قال ومن هذا العظيم الشأن؟ قال
غلم ليس بدنأي،
ــــ
مدة ربيعة بن نأصر لنأه جد عمرو بن عدي وابن أخآت جذيمة البرش 1وكان ملك جذيمة أوله فيما
أحسب في مدة ملوك الطوائف وآخآره في مدة الساسانأيين وأول من ملك الحيرة من الساسانأية سابور بن
أزدشير وهو الذي خآرب الحضر 2وكانأت ملوك الطوائف متعادين يغير بعضهم على بعض قد تحصن
كل واحد منأهم في حصن وتحوز إلى حيز منأهم عرب .ومنأهم أشغانأيون على دين الفرس ،وأكثرهم
ينأتسبون إلى الفرس من ذرية دا ار بن دارا ،وكان الذي فرقهم وشتت شملهم وأدخآل بعضهم بين بعض
لئل يستوثق لهم ملك ول يقوم لهم سلطان السكنأدر بن فيلبش اليونأانأي ،حين ظهر على دارا ،واستولى
على بلد مملكته وتزوج بنأته روشنأك .بوصية أبيها دا ار له بذلك حين وجده مثخآنأا في المعركة ولم يكن
السكنأدر أراد قتله لنأه كان أخآاه لمه فيما زعموا ،فوضع السكنأدر رأسه على فخآذه -فيما ذكروا -
وقال يا سيد النأاس لم أرد قتلك ،ول رضيته ،فهل لك من حاجة؟ قال نأعم .تزوج ابنأتي روشنأك ،وتقتل
من قتلنأي ،ثم قضى دارا ،ففعل ذلك السكنأدر وفرق الفرس ،وأدخآل بينأهم العرب .فتحاجزوا ،وسموا:
ملوك الطوائف لن كل واحد منأهم كان على طائفة من الرض ثم دام أمرهم كذلك أربعمائة وثمانأين سنأة
في قول الطبري ،وقد قيل أقل من ذلك وقال المسعودي :خآمسمائة وعشرين سنأة وفي أيامهم بعث
عيسى ابن مريم -عليه السلم -وذلك بعد موت السكنأدر بثلثمائة سنأة .فابن خآرزاذ هذا -وال
أعلم -من أولئك .وبنأو
ــــ
1ويلقب أيضا بالوضاح ،وقد ملك جذيمة من مشارق الشام إلى الفرات من قبل الروم.
2الحضر :اسم مدينأة في البرية بإزاء تكريت بينأها وبين الموصل والفرات ،يقال :لم يبق منأها إل رسم
السور.
) (1/73
ول مدن يخآرج عليهم من بيت ذي يزن ]فل يترك أحدا منأهم باليمن[؛ قال:
ــــ
ساسان القائمون بعد ملوك الطوائف وبعد ملوك الشغانأيين :هم وبنأو ساسان بن بهمن .وهو من الكينأية
إوانأما قيل لهم الكينأية لن كل واحد منأهم يضاف إلى كي وهو البهاء .ويقال معنأاه إدراك الثأر .وأول من
تسمى بكي أفريذون بن أثفيان قاتل الضحاك بثأر جده جم ثم صار الملك في عقبه إلى منأوشهر الذي
بعث موسى -عليه السلم -في زمانأه إلى كي قاووس .وكان في زمن سليمان -عليه السلم -
وسيأتي طرف من ذكره في الكتاب إلى كي يستاسب الذي ولي بخآتنأصر وملكه .وبخآتنأصر هو الذي
حير الحيرة 1حين جعل فيها سبايا العرب ،فتحيروا هنأاك فسميت الحيرة ،وأخآذ اسمه من بوخآت وهي
النأخآلة لنأه ولد في أصل نأخآلة .ثم كان بعد كي يستاسب بهمن بن إسبنأدياذ بن يستاسب.
وكان له ابنأان دا ار وساسان وكان ساسان هو الكبر فكان قد طمع في الملك بعد أبيه فصرف بهمن
المر عنأه إلى دا ار لخآبر يطول ذكره حملته على ذلك "خآمانأا أم دارا" ،فخآرج "ساسان" سائحا في الجبال
ورفض الدنأيا ،وهانأت عليه وعهد إلى بنأيه متى كان لهم المر أن يقتلوا كل أشغانأي وهم نأسل "داراء"
فلما قام "أزدشير بن بابك "وقيده الدارقطنأي "أردشير" بالراء المهملة ودعا ملوك الطوائف إلى القيام معه
على من خآالفه حتى ينأتظم له ملك فارس ،وأجابه إلى ذلك أكثرهم وكانأوا يدا على القل حتى أزالوه
وجعل "أزدشير" يقتل كل من ظهر عليه من أولئك الشغانأيين ،فقتل ملكا منأهم يقال له الردوان 2
واستولى على قصره فألقى فيه امرأة جميلة رائعة الحسن فقال لها :ما أنأت؟ فقالت أمة من إماء الملك
وكانأت بنأت الملك الردوان لذت بهذه الحيلة من القتل لنأه كان ل يبقي منأهم
ــــ
1في المراصد أنأها سميت بهذا لن تبعا لما قصد خآراسان خآلف ضعفة جنأده بهذا الموضع وقال لهم
خآيروا به أي أقيموا .
2يلقب بالصغر ،ومدة ملكه كما في الطبرى 13سنأة.
) (1/74
..............................................................................................
ــــ
ذك ار ول أنأثى ،فصدق قولها ،واستسرها فحملت منأه فلما أثقلت استبشرت بالمان منأه فأقرت أنأها بنأت
الشغانأي الذي قتل واسمه أردوان -فيما ذكروا -فدعا وزي ار له نأاصحا -وقد سماه الطبري في التاريخ
-فقال استودع هذه بطن الرض فكره الوزير أن يقتلها ،وفي بطنأها ابن للملك وكره أن يعصي أمره
فاتخآذ لها قص ار تحت الرض ثم خآصى نأفسه وصبر مذاكيره وجعلها في حريرة ووضع الحريرة في حق
وخآتم عليه ثم جاء به الملك فاستودعه إياه وجعل ل يدخآل إلى المرأة في ذلك القصر سواه ول تراها إل
عينأه حتى وضعت المولود ذكرا ،فكره أن يسميه قبل أبيه فسماه شاهبور ،ومعنأاه ابن الملك فكان
الصبي يدعى بهذا ،ول يعرف لنأفسه اسما غيره فلما قبل التعليم نأظر في تعليمه وتقويم أوده .واجتهد في
كل ما يصلحه إلى أن ترعرع الغلم .فدخآل الوزير يوما على أزدشير وهو واجم فقال ل يسوءك ال أيها
الملك فقد ساءنأي إطراقك ووجومك ،فقال كبرت سنأي ،وليس لي ولد أقلده المر بعدي ،وأخآاف انأتثار
المر بعد انأتظامه وافتراق الكلمة بعد اجتماعها ،فقال له إن لي عنأدك وديعة أيها الملك وقد احتجت
إليها ،فأخآرج إليه الحقة 1بخآاتمها ،ففض الخآاتم وأخآرج المذاكير منأها ،فقال له الملك ما هذا؟ فقال
كرهت أن أعصي الملك حين أمرنأي في الجارية بما أمر فاستودعتها بطن الرض حية حتى أخآرج ال
منأها سليل الملك حيا ،وأرضعته وحضنأته وها هو ذا عنأدي ،فإن أمر الملك جئته به فأمره أزدشير
بإحضاره في مائة غلم من أبنأاء فارس ،بأيديهم الصوالج 2يلعبون الكرة فلعبوا في القصر فكانأت الكرة
تقع في إيوان الملك فيتهيبون أخآذها حتى طارت للغلم فوقعت في سرير الملك فتقدم حتى أخآذها ،ولم
يهب ذلك فقال الملك ابنأي والشمس!! متعجبا من عزة نأفسه
ــــ
1هي الحق وجمعها حقق وحقوق وحقاق ،وفي الطبري أنأه طلب من الملك أن يخآتم الحق بخآاتمه.
2مفردها :الصولج ،والصولجة وهي عصا معقوف طرفها يضرب بها الفارس الكرة .
) (1/75
أفيدوم سلطانأه أم ينأقطع؟ قال بل ينأقطع برسول مرسل يأتي بالحق والعدل بين أهل الدين والفضل يكون
الملك في قومه إلى يوم الفصل قال وما يوم الفصل؟ قال يوم تجزى فيه الولة ويدعى فيه من السماء
بدعوات يسمع منأها الحياء والموات ويجمع فيه بين النأاس للميقات يكون فيه لمن اتقى الفوز
والخآيرات؛
ــــ
وصرامته ثم قال له ما اسمك يا غلم؟ فقال له شاهبور ،فقال له صدقت أنأت ابنأي .وقد سميتك بهذا
السم وبور هو البن وشاه هو الملك بلسانأهم إواضافتهم مقلوبة يقدمون المضاف إليه على المضاف
كما تقدم في "الكي" الكلمة التي كانأت في أوائل أسماء الملوك الكينأية فكانأوا يضافون إلى الكي ثم إن
أزدشير عهد إلى ابنأه شاهبور ،وسيأتي في الكتاب في قول العشى:
أقام به شاهبور الجنأود ...حولين يضرب فيه القدم
ثم غيرت العرب هذا السم فقالوا :سابور وتسمى به ملوك بنأي ساسان منأهم سابور ذو الكتاف الذي
وطئ أرض العرب ،وكان يخآلع أكتافهم حتى مر بأرض بنأي تميم ففروا منأه 1وتركوا عمرو بن تميم.
وهو ابن ثلثمائة سنأة لم يقدر على الفرار وكان في قفة معلقا من عمود الخآيمة من الكبر فأخآذ وجيء
به الملك فاستنأطقه سابور فوجد عنأده رأيا ودهاء فقال له أيها الملك لم تفعل هذا بالعرب؟ فقال :يزعمون
أن ملكنأا يصل إليهم على يد نأبي يبعث في آخآر الزمان فقال عمرو :فأين حلم الملوك وعقلهم؟ إن يكن
هذا المر باطل فل يضرك ،إوان يكن حقا ألفاك ،وقد اتخآذت عنأدهم يدا ،يكافئونأك عليها ،ويحفظونأك
بها في ذويك ،فيقال إن سابور انأصرف عنأهم واستبقى بقيتهم وأحسن إليهم بعد ذلك وال أعلم.
وأما أبرويز بن هرمز -وتفسيره بالعربية مظفر -فهو الذي كتب إليه النأبي -صلى ال عليه وسلم
ــــ
1إن سابور ضرى بقتل العرب ونأزع أكتاف رؤسائهم إلى أن هلك ،وكان ملكه /72/سنأة ذكره الطبري
.2/60
) (1/76
قال أحق ما تقول؟ قال إي ورب السماء والرض وما بينأهما من رفع وخآفض إن ما أنأبأتك به لحق ما
فيه أمض.
قال ابن هشام :أمض .يعنأي :شكا ،هذا بلغة حمير ،وقال أبو عمرو .أمض أي باطل.
هجرة ربيعة بن نأصر إلى العراق:
فوقع في نأفس ربيعة بن نأصر ما قال ،فجهز بنأيه وأهل بيته إلى العراق بما
ــــ
وسيأتي طرف من ذكره وهو الذي عرض على ال تعالى في المنأام 1فقيل له سلم ما في يديك إلى
صاحب الهراوة فلم يزل مذعو ار من ذلك حتى كتب إليه النأعمان بظهور النأبي -صلى ال عليه وسلم-
بتهامة فعلم أن المر سيصير إليه حتى كان من أمره ما كان وهو الذي سئل عنأه رسول ال -صلى
ال عليه وسلم – "ما حجة ال على كسرى؟ فقال إن ال تعالى أرسل إليه ملكا ،فسلك يده في جدار
مجلسه حتى أخآرجها إليه وهي تتلل نأورا ،فارتاع كسرى ،فقال له الملك لم ترع يا كسرى .إن ال قد
بعث رسوله فأسلم تسلم ]دنأياك وآخآرتك[ ،2فقال سأنأظر" ذكره الطبري ،في أعلم كثيرة من النأبوة
عرضت على أبرويز أضربنأا عن الطالة بها ،في هذا الموضع وتسمى أيضا سابور بعد هذا سابور بن
أبرويز أخآو شيرويه ،وقد ملك نأحوا من شهرين في مدة النأبي -صلى ال عليه وسلم -وملك أخآوه
شيرويه نأحوا من ستة أشهر ثم ملكت بوران أخآتهما ،فبلغ ذلك النأبي -صلى ال عليه وسلم – فقال "ل
يفلح قوم ملكتهم امرأة" 3فملكت سنأة وهلكت وتشتت أمرهم كل الشتات .ثم اجتمعوا على يزدجرد بن
شهريار والمسلمون قد غلبوا على أطراف أرضهم ثم كانأت حروب القادسية معهم إلى أن قهرهم السلم
وفتحت بلدهم
ــــ
1يردد ما ل يصح .
2زيادة من الطبري .
3أخآرجه أحمد في مسنأده والبخآاري والترمذي واليسائي عن أبي بكرة.
) (1/77
يصلحهم وكتب لهم إلى ملك من ملوك فارس يقال له سابور بن خآرزاذ فأسكنأهم الحيرة.
ــــ
على يدي عمر بن الخآطاب -رضي ال عنأه -واستؤصل أمرهم والحمد ل .1
وسابور تنأسب إليه الثياب السابرية 2قاله الخآطابي ،وزعم أنأه من النأسب الذي غير فإذا نأسبوا إلى
نأيسابور المدينأة ،قالوا :نأيسابوري على القياس وزعم بعضهم أن نأي هي القصب وكانأت مقصبة فبنأاها
سابور مدينأة ،فنأسبت إليه وال أعلم.
رجوعه إلى حديث سطيح وذي يزن:
فصل وقول سطيح في حديث ربيعة :إرم ذي يزن ،المعروف سيف بن ذي يزن ،ولكن جعله إرما ،إما
لن الرم هو العلم فمدحه بذلك إواما شبهه بعاد إرم في عظم الخآلق والقوة قال ال تبارك وتعالى } :أكلكمم
ك بمكعاةد إمكركم كذامت املمعكمامد{ٍ ]الفجر.[7 ،6 :
ف فككعكل كررب ك
تككر ككمي ك
وربيعة بن نأصر هذا هو :أحد ملوك الحيرة ،وهم آل المنأذر والمنأذر هو ابن ماء السماء وهي أمه عرف
بها ،وهي من النأمر بن قاسط وابنأه عمرو بن هنأد عرف بأمه أيضا ،وهي بنأت الحارث آكل المرار جد
امرئ القيس الشاعر ويعرف عمرو بمحرق لنأه حرق مدينأة ،يقال لها :ملهم وهي عنأد اليمامة ،وقال
المبرد والقتبي سمي محرقا ،لنأه حرق مائة من بنأي تميم وذكر خآبرهم .3
وولد نأصر بن ربيعة هو عدي ،وكان كاتبا لجذيمة البرش وابنأه :عمرو،
ــــ
1في "المرصد" عن القادسية أنأها فتحت في عهد عثمان بن عفان رضي ال عنأه وقيل في عهد عمر
رضي ال عنأه.
2الثياب السابرية نأوع من أجود الثياب وأرقها.
3في "الشتقاق" ص :435المحرق هو :الحارث بن عمرو بن عامر ،وقد عرف بأنأه المحرق الثانأي.
) (1/78
) (1/79
استيلء أبي كرب تبان أسعد على ملك اليمن وغزوه إلى يثرب:
...
استيلء أبي كرب تبان أسعد على ملك اليمن وغزوه إلى يثرب:
قال ابن إسحاق :فلما هلك ربيعة بن نأصر رجع ملك اليمن كله إلى حسان بن تبان أسعد أبي كرب -
وتبان أسعد هو تبع الخآر -ابن كلكي كرب بن زيد ،وزيد
ــــ
قوم تبع :
فصل :وقوله في نأسب حسان بن تبان أسعد :هو تبان أسعد .اسمان جعل اسما واحدا ،إوان شئت
أضفت كما تضيف معدي كرب إوان شئت جعلت العراب في السم الخآر وتبان من التبانأة وهي
الذكاء والفطنأة .يقال رجل تبن وطبن.
وكلكي كرب اسم مركب أيضا وسيأتي معنأى الكرب في لغة حمير عنأد ذكر معدي كرب -إن شاء ال
تعالى -وكان ملك كلكي كرب 1خآمسا وثلثين سنأة وكان مضعفا ساقط الهمة لم يغز قط.
وقوله في نأسب حسان ابن تبان أسعد وتبان السعد ]هو[ تبع ]الخآر[ نأقص من النأسب أسماء كثيرة
وملوكا ; فإن عم ار ذا الذعار 2كان بعده نأاشر بن عمرو ،ويقال له نأاشر النأعم ]بن عمرو بن يعفر[
إوانأما قيل له نأاشر لنأه نأشر الملك واسمه مالك .ملك بعد قتل رجعيم بن سليمان عليه السلم بالشام،
وهو الذي انأتهى إلى وادي الرمل ،وماتت فيه طائفة من جنأده جرت عليهم الرمال وبعده تبع القرن
وأفريقيس بن قيس الذي بنأى إفريقية وبه سميت وساق إليها البربر من أرض كنأعان وتبع بن القرن وهو
التبع الوسط وشمر بن مالك الذي
ــــ
1في "الشتقاق" :ملكي كرب وفي غيره كلي بضم الكاف وفتحها.
2يقول الكلبي :إنأه بهذا السم لنأه جلب النأسنأاس إلى اليمن فذعر النأاس .انأظر" :الشتقاق" ص
.542
) (1/80
هو تبع الول بن عمرو ذي الذعار بن أبرهة ذي المنأار بن الريش -قال ابن هشام :ويقال الرائش -
قال ابن إسحاق :بن عدي بن صيفي بن سبأ الصغر بن كعب كهف الظلم بن زيد بن سهل بن عمرو
بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث ،بن قطن ،بن عريب بن زهير بن أيمن
بن الهميسع بن العرنأجج ،والعرنأجج :حمير بن سبأ الكبر بن يعرب بن يشجب بن قحطان.
قال ابن هشام :يشجب بن يعرب بن قحطان.
قال ابن إسحاق :وتبان أسعد أبو كرب الذي قدم المدينأة ،وساق الحبرين من يهود المدينأة إلى اليمن،
وعمر البيت الحرام وكساه وكان ملكه قبل ملك ربيعة بن نأصر.
قال ابن هشام :وهو الذي يقال له:
ليت حظي من أبي كرب ...أن يسد خآيره خآبله
ــــ
سميت به مدينأة سمرقنأد ،1ومالك هو الملوك وفي بنأي الملوك يقول الشاعر:
فنأقب عن الملوك واهتف بيعفر ...وعش جار عز ل يغالبه الدهر
وقد قيل :إن الملوك كان على عهد منأوشهر ،وذلك في زمن موسى -عليه السلم -كل هؤلء
مذكورون بأخآبارهم في غير هذا الكتاب.
وعمرو ذو الذعار كان على عهد سليمان ،أو قبله بقليل وكان أوغل في ديار المغرب وسبى أمة
وجوهها في صدورها ،فذعر النأاس منأهم فسمي ذا الذعار وبعده ملكت بنأت بلقيس هداهد بن شرحبيل
صاحبة سليمان -عليه السلم -واسم
ــــ
1في "المروج" ترتيب ملوكهم هكذا :أبرهة بن الرائش وبعده أفريقس بن أبرهة ثم العبد بن أبرهة ثم
الهدهد بن شرحبيل ثم تبع الول ،ثم بلقيس ثم نأاشر النأعم ثم شمر بن أفريقس ،ثم كليكرب ،ثم حسان بن
تبع ،ثم تبع بن حسان.2/75،
) (1/81
) (1/82
) (1/83
..............................................................................................
ــــ
السماء .وجبيلة هو جد جبلة بن اليهم 1آخآر ملوك بنأي جفنأة ومات جبيلة الغسانأي من علقة شربها
في ماء وهو منأصرف عن المدينأة.
وذكر أن تبعا أراد تخآريب المدينأة ،واستئصال اليهود ،فقال له رجل منأهم له مائتان وخآمسون سنأة الملك
أجل من أن يطير به نأزق .أو يستخآفه غضب وأمره أعظم من أن يضيق عنأا حلمه أو نأحرم صفحه مع
أن هذه البلدة مهاجر نأبي يبعث بدين إبراهيم .وهذا اليهودي هو أحد الحبرين اللذين ذكر ابن إسحاق،
قال واسم الحبرين سحيت والخآر منأبه .2ذكر ذلك قاسم بن ثابت في الدلئل وفي رواية يونأس عن ابن
إسحاق ،قال واسم الحبر الذي كلم الملك بليامين ،وذكر أن امرأة اسمها :فكيهة من بنأي زريق كانأت
تحمل له الماء من بئر رومة 3بعدما قال له الحبران ما قال ،وكف عن قتال أهل المدينأة ،ودخآلوا
عسكره فأعطى فكيهة حتى أغنأاها ،فلم تزل هي وعشيرتها من أغنأى النأصار حتى جاء السلم ولما
آمن الملك بمحمد -صلى ال عليه وسلم -وأعلم بخآبره قال
شهدت على أحمد أنأه ...نأبي من ال باري النأسم
فلو مد عمري إلى عمره ...لكنأت وزي ار له وابن عم
وجاهدت بالسيف أعداءه ...وفرجت عن صدره كل هم
وذكر ابن أبي الدنأيا في كتاب "القبور" ،وذكره أيضا أبو إسحاق الزجاج في كتاب المغازي له أن قب ار
حفر بصنأعاء فوجد فيه امرأتان معهما لوح من فضة مكتوب بالذهب وفيه هذا قبر لميس وحبى ابنأتي
تبع ماتا ،وهما تشهدان ل إله
ــــ
1وهو الذي ارتد ولحق بالروم ،ونأسبه في "النأباه" :جبلة بن اليهم بن جبلة بن الحارث بن جبلة بن
الحارث بن ثعلبة بن عمرو بن جفنأة .انأظر :ص .111
2في التوراة والنأجيل بشارات ببعث نأبي اسمه :أحمد.
3بئر بالمدينأة ،ويقال إنأها التي اشتراها عثمان رضي ال عنأه وسبلها.
) (1/84
سبب قتال تبان لهل المدينأة:
قال ابن إسحاق :وقد كان رجل من بنأي عدي بن النأجار ،يقال له أحمر عدا على رجل من أصحاب تبع
حين نأزل بهم فقتله وذلك أنأه وجده في عذق له يجده فضربه بمنأجله فقتله وقال إنأما التمر لمن أبره ،فزاد
ذلك تبعا حنأقا عليهم فاقتتلوا ،فتزعم النأصار أنأهم كانأوا يقاتلونأه بالنأهار ويقرونأه بالليل فيعجبه ذلك منأهم
ويقول وال إن قومنأا لكرام.
فبينأا تبع على ذلك من قتالهم إذ جاءه حبران من أحبار اليهود ،من بنأي قريظة –
ــــ
إل ال وحده ل شريك له وعلى ذلك مات الصالحون قبلهما ،وقال رسول ال -صلى ال عليه وسلم –
"ل أدري أتبع لعين أم ل" وروي عنأه -صلى ال عليه وسلم -أنأه قال "ل تسبوا تبعا ; فإنأه كان مؤمنأا"
1فإن صح هذا الحديث الخآير فإنأما هو بعدما أعلم بحاله ول نأدري :أي التبايعة أراد غير أن في
حديث معمر عن همام بن منأبه عن أبي هريرة أن رسول ال -صلى ال عليه وسلم – قال "ل تسبوا
أسعد الحميري ،فإنأه أول من كسا الكعبة" 2فهذا أصح من الحديث الول وأبين حيث ذكر فيه أسعد.
وتبان أسعد الذي تقدم ذكره وقد كان تبع الول مؤمنأا أيضا بالنأبي -صلى ال عليه وسلم -وهو
الرائش وقد قال شع ار ينأبئ فيه بمبعث النأبي -صلى ال عليه وسلم -يقول فيه:
ويأتي بعدهم رجل عظيم ...نأبيء ل يرخآص في الحرام
وقد قيل أنأه القائل
منأع البقاء تصرف الشمس ...وطلوعها من حيث ل تمسي
اليوم أعلم ما يجيء به ...ومضى بفصل قضائه أمس
ــــ
1رواه المام أحمد في مسنأده عن سهل بن سعد.
2لم يروى إل في كتب السير ،كسيرة أبي ذر وأبي فرج في "مثير الغرام" ،وليس عليه نأفحة النأبوة.
) (1/85
وقريظة والنأضير والنأجام وعمرو -وهو هدل -بنأو الخآزرج بن الصريح بن التومان بن السبط بن اليسع
بن سعد بن لوي بن خآير بن النأجام ،بن تنأحوم ،بن
ــــ
وطلوعها بيضاء مشرقة ...وغروبها صفراء كالورس
تجري على كبد السماء كما ...يجري حمام الموت في النأفس
وقد قيل إن هذا الشعر لتبع الخآر ]وقيل لسقف نأجران[ ،فال أعلم ومن هذا أخآذ أبو تمام قوله
ألقى إلى كعبة الرحمن أرحله ...والشمس قد نأفضت ورسا على الصل
) (1/86
) (1/86
عازر ،بن عزرى ،بن هارون بن عمران ،بن يصهر بن قاهث ،بن لوي بن يعقوب -وهو إسرائيل -
بن إسحاق بن إبراهيم خآليل الرحمن -صلى ال عليهم -عالمان راسخآان في العلم حين سمعا بما يريد
من إهلك المدينأة وأهلها ،فقال له أيها الملك ل تفعل فإنأك إن أبيت إل ما تريد حيل بينأك وبينأها ،ولم
نأأمن عليك عاجل العقوبة فقال لهما :ولم ذلك؟ فقال :هي مهاجر نأبي يخآرج من هذا الحرم من قريش
في آخآر الزمان تكون داره وق ارره فتنأاهى عن ذلك ورأى أن لهما علما ،وأجبه ما سمع منأهما ،فانأصرف
عن المدينأة ،وأتبعهما على دينأهما ،فقال خآالد بن عبد العزى بن غزية بن عمرو بن عبد بن عوف بن
غنأم بن مالك بن النأجار يفخآر بعمرو بن طلة
أصحا أم قد نأهى ذكره ...أم قضى من لذة وطره
أم تذكرت الشباب وما ...ذكرك الشباب أو عصره
ــــ
ذرة .كما تقول بكرة وبكر ،والمستعمل في هذا المعنأى ذكرى باللف وقلما يجمع فعلى على فعل ،إوانأما
يجمع على فعال فإن كان أراد في هذا البيت جمع :ذكرى ،وشبه ألف التأنأيث بهاء التأنأيث فله وجه قد
يحملون الشيء على الشيء إذا كان في معنأاه.
وقوله ذكرك الشباب أو عصره أراد أو عصره .والعصر والعصر لغتان .وحرك الصاد بالضم 1قال ابن
جنأي :ليس شيء على وز فعل بسكون العين يمتنأع فيه فعل.
وقوله إنأها حرب رباعية .مثل .أي ليست بصغيرة ول جذعة .2بل هي فوق ذلك وضرب سن الرباعية
مثل ،كما يقال حرب عوان .لن العوان أقوى من الفتية وأدرب.
ــــ
1العصر مثلثة العين وبضمتين :الدهر ،وجمعها :أعصار وعصور وأعصر وعصر بضمتين.
2الجذعة قبل الثنأي ،والثنأي التي ألفت ثنأيتها في السنأة الثالثة إذا كانأت من ذات الظلف والحافر.
) (1/87
) (1/88
) (1/89
) (1/90
قال ابن هشام:
الشعر الذي فيه هذا البيت مصنأوع فذلك الذي منأعنأا من إثباته.
اعتنأاق تبع النأصرانأية ،وكسوته البيت وتعظيمه وشعر سبيعة في ذلك:
قال ابن إسحاق :وكان تبع وقومه أصحاب أوثان يعبدونأها ،فتوجه إلى مكة ،وهي طريقه إلى اليمن،
حتى إذا كان بين عسفان ،وأمج ،أتاه نأفر من هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نأزار بن معد،
فقالوا له أيها الملك أل نأدلك على بيت مال دائر أغفلته الملوك قبلك ،فيه اللؤلؤ والزبرجد والياقوت
والذهب والفضة؟ قال
ــــ
حنأقا على سبطين حل يثربا ...أولى لهم بعقاب يوم مفسد
وذكر في القصيدة ذا القرنأين ،وهو الصعب بن ذي مراثد فقال فيه:
ولقد أذل الصعب صعب زمانأه ...وأنأاط عروة عزه بالفرقد
لم يدفع المقدور عنأه قوة ...عنأد المنأون ول سمو المحتد
والصنأعة بادية في هذا البيت وفي أكثر شعره وفيه يقول:
فأتى مغار الشمس عنأد غروبها ...في عين ذي خآلب وثأط حرمد 1
والخآلب الطين والثأط الحرمد وهو الحمأ السود وروى نأقلة الخآبار أن تبعا لما عمد إلى البيت يريد
إخآرابه رمي بداء تمخآض منأه رأسه قيحا وصديدا يثج ثجا ،وأنأتن حتى ل يستطيع أحد أن يدنأو منأه قيد
الرمح وقيل بل أرسلت عليه ريح كتعت منأه يديه ورجليه وأصابتهم ظلمة شديدة حتى دفت خآيلهم 2
فسمي ذلك المكان الدف فدعا بالحزاة 3والطباء فسألهم عن دائه فهالهم ما أروا منأه ولم يجد عنأدهم
فرجا .فعنأد ذلك قال له الحبران :لعلك هممت بشيء في أمر هذا
ــــ
1القصيدة في "الطبري" .2/109ط .المعارف ،وليس فيها "ولقد أذل الصعب" وما بعده وهي /23/
بيت.
2دف الشيء :نأسفه واستأصله.
3جمع حازي وهو :الكاهن أو الذي ينأظر في النأجوم ويقضي بها.
) (1/91
بلى ،قالوا :بيت بمكة يعبده أهله ويصلون عنأده .إوانأما أراد الهذليون هلكه بذلك لما عرفوا من هلك
من أراده من الملوك وبغى عنأده .فلما أجمع لما قالوا ،أرسل إلى الحبرين فسألهما عن ذلك فقال له ما
أراد القوم إل هلكك وهلك جنأدك .ما نأعلم بيتا ل اتخآذه في الرض لنأفسه غيره ولئن فعلت ما دعوك
إليه لتهلكن وليهلكن من معك جميعا ،قال فماذا تأمرانأنأي أن أصنأع إذا أنأا قدمت عليه؟ قال :تصنأع
عنأده ما يصنأع أهله تطوف به وتعظمه وتكرمه وتحلق رأسك عنأده وتذل له حتى تخآرج من عنأده قال فما
يمنأعكما أنأتما من ذلك؟ قال :أما وال إنأه لبيت أبينأا إبراهيم إوانأه لكما أخآبرنأاك ،ولكن أهله حالوا بينأنأا
وبينأه بالوثان التي نأصبوها حوله وبالدماء التي يهريقون عنأده وهم نأجس أهل شرك -أو كما قال له -
فعرف نأصحهما وصدق حديثهما فقرب النأفر من هذيل ،فقطع أيديهم وأرجلهم ثم مضى حتى قدم مكة،
فطاف بالبيت ونأحر عنأده وحلق رأسه وأقام بمكة ستة أيام -فيما يذكرون -ينأحر بها للنأاس ويطعم
أهلها ،ويسقيهم العسل وأري في المنأام أن يكسو البيت فكساه الخآصف ثم أري أن يكسوه أحسن من ذلك
فكساه المعافر ثم أري أن يكسوه أحسن من ذلك فكساه الملء والوصائل فكان تبع -فيما يزعمون -
أول من كسا البيت وأوصى به ولته من جرهم ،وأمرهم بتطهيره وأل يقربوه دما ،ول ميتة ول مئلت وهي
المحايض وجعل له بابا ومفتاحا ،وقالت سبيعة بنأت
ــــ
البيت فقال نأعم أردت هدمه .فقال له تب إلى ال مما نأويت فإنأه بيت ال وحرمه وأمراه بتعظيم حرمته
ففعل فبرئ من دائه وصح من وجعه .وأخآلق بهذا الخآبر أن يكون صحيحا فإن ال -سبحانأه -يقول
}كوكممن كيمرمد مفيمه بممإملكحاةد بمظكملةم كنأمذمقهك مممن كعكذاةب أكمليةم{ٍ ]الحج .[25 :أي ومن يسهم فيه بظلم .والباء في قوله
بظلم تدل على صحة المعنأى ،وأن من هم فيه بالظلم -إوان لم يفعل -عذب تشديدا في حقه وتعظيما
لحرمته وكما فعل ال بأصحاب الفيل أهلكهم قبل الوصول إليه.
وقوله فكسا البيت الخآصف .جمع :خآصفة وهي شيء ينأسج من الخآوص والليف والخآصف أيضا :ثياب
غلظ .والخآصف لغة في الخآزف في كتاب
) (1/92
الحب بن زبينأة ،بن جذيمة بن عوف بن معاوية بن بكر بن هوازن ،بن منأصور بن عكرمة بن خآصفة
بن قيس بن عيلن وكانأت عنأد عبد منأاف بن كعب ،بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب
بن فهر بن مالك بن النأضر ،بن كنأانأة لبن لها منأه يقال له خآالد تعظم عليه حرمة مكة ،وتنأهاه عن
البغي فيها ،وتذكر تبعا وتذل لها ،وما صنأع بها:
أبنأي ل تظلم بمكة ...لالصغير ول الكبير
واحفظ محارمها بن ...ي ول يغرنأك الغرور
أبنأي من يظلم بمكة ...يلق أطراف الشرور
بنأي يضرب وجهه ...ويلح بخآديه السعير
أبنأي قد جربتها ...فوجدت ظالمها يبور
ال أمنأها ،وما ...بنأيت بعرصتها قصور
ولقد غزاها تبع ...فكسا بنأيتها الحبير
وأذل ربي ملكه ...فيها فأوفى بالنأذور
ــــ
"العين" .والخآصف بضم الخآاء وسكون الصاد هو الجوز .ويروى أن تبعا لما كسا البيت المسوح
والنأطاع .انأتفض البيت فزال ذلك عنأه وفعل ذلك حين كساه الخآصف فلما كساه الملء والوصائل
قبلها .وممن ذكر هذا الخآبر :قاسم في الدلئل .وأما الوصائل فثياب موصلة من ثياب اليمن .واحدتها:
وصيلة .1
وقوله :ول تقربوه بمئلت ،وهي :المحائض .لم يرد النأساء الحيض؛ لن حائضا ل يجمع على محائض
،2إوانأما هي جمع محيضة ،وهي خآرقة المحيض
ــــ
1ل ريب في أن ما تقدم حديث خآرافة ،وقد روى أحاديث كسوة الكعبة غير من تقدم الواقدي وسعيد بن
منأصور ،وهي أحاديث واهية.
2في "القاموس" المرأة تحيض حيضا ومحيضا وجمعها :حوائض ،وحيض والحيضة الخآرقة ،وكذلك
المحيضة.
) (1/93
) (1/94
بينأهم فيما يخآتلفون فيه تأكل الظالم ول تضر المظلوم فخآرج قومه بأوثانأهم وما يتقربون به في دينأهم
وخآرج الحبران بمصاحفهما في أعنأاقهما متقلديها ،حتى قعدوا للنأار عنأد مخآرجها الذي تخآرج منأه
فخآرجت النأار إليهم فلما أقبلت نأحوهم حادوا عنأها وهابوها ،فذمرهم من حضرهم من النأاس وأمروهم
بالصبر لها ،فصبروا حتى غشيتهم فأكلت الوثان وما قربوا معها ،ومن حمل ذلك من رجال حمير،
وخآرج الحبران بمصاحفهما في أعنأاقهما تعرق جباههما لم تضرهما ،فأصفقت عنأد ذاك حمير على دينأه
فمن هنأالك وعن ذلك كان أصل اليهودية باليمن.
قال ابن إسحاق :وقد حدثنأي محدث أن الحبرين ومن خآرج من حمير ،إنأما اتبعوا النأار ليردوها ،وقالوا:
من ردها فهو أولى بالحق ،فدنأا منأها رجال من حمير بأوثانأهم ليردوها فدنأت منأهم لتأكلهم فحادوا عنأها
ولم يستطيعوا ردها ،ودنأا منأها الحبران بعد ذلك وجعل يتلوان التوراة وتنأكص عنأهما ،حتى رداها إلى
مخآرجها الذي خآرجت منأه فأصفقت عنأد ذلك حمير على دينأهما .وال أعلم أي ذلك كان.
ــــ
صاحب "العين" في باب اللية واللية ،فلم الفعل عنأده ياء على هذا ،وال أعلم ويروى في هذا
الموضع مئلثا بثاء مثلثة ومن قوله حين كسا البيت:
وكسونأا البيت الذي حرم ال ...ملء معضدا وبرودا
فأقمنأا به من الشهر عش ار ...وجعلنأا لبابه إقليدا
ونأحرنأا بالشعب ستة ألف ...فترى النأاس نأحوهن ورودا
ثم سرنأا عنأه نأؤم سهيل ...فرفعنأا لواءنأا معقودا 1
وقال القتبي :كانأت قصة تبع قبل السلم بسبعمائة عام .2
وقوله بنأت الحب بالحاء المهملة ابن زبينأة بالزاي والباء والنأون :فعيلة من
ــــ
1هو من الشعر المنأحول ،ولهذا أضرب عن ذكره ابن هشام.
2كان قبله بأقل من ذلك بكثير.
) (1/95
..............................................................................................
ــــ
الزبن 1والنأسب إليه زبانأي على غير قياس .ولو سمي به رجل لقيل في النأسب إليه .زبنأي على
القياس .قال سيبويه :الحب بالحاء المهملة .يقوله أهل النأسب وأبو عبيدة يقوله بالجيم إوانأما قالت بنأت
الحب هذا الشعر في حرب كانأت بين بنأي السباق بن عبد الدار ،وبين بنأي علي بن سعد بن تميم حتى
تفانأوا .ولحقت طائفة من بنأي السباق بعك .فهم فيهم .قال وهو أول بغي كان في قريش .وقد قيل أول
بغي كان في قريش 2بغي القايش وهم بنأو أقيش من بنأي سهم بغى بعضهم على بعض فلما كثر
بغيهم على النأاس أرسل ال عليهم فأرة تحمل فتيلة فأخآرقت الدار التي كانأت فيها مساكنأهم فلم يبق لهم
عقب.
كسوة الكعبة:
وقولها :وكسا بنأيتها الحبير .تريد الحبرات 3والرحيض من الشعير أي المنأقى والمصفى منأه وقال ابن
إسحاق في غير هذا الموضع :أول من كسا الكعبة الديباج الحجاج وذكر جماعة سواه منأهم الدارقطنأي.
فتيلة بنأت جنأاب أم العباس بن عبد المطلب .كانأت قد أضلت العباس صغيرا ،فنأزرت إن وجدته أن
تكسو الكعبة الديباج ففعلت ذلك حين وجدته .وكانأت من بيت مملكة وسيأتي ذكر نأسبها فيما بعد -إن
شاء ال.
وقال الزبير النأسابة بل أول من كساها الديباج عبد ال بن الزبير .4
ــــ
1الزبن :الدفع.
2في "الشتقاق" :وكان بنأو السباق أول من بغى بمكة فأهلكوا.
3جمع حبرة بكسر ففتح :ما كان من البرود مخآططاا.
4وذكر الواقدي أن أول من كساها الديباج هو يزيد بن معاوية ،واتبع ابن الزبير أثره.
) (1/96
) (1/97
) (1/97
فاجتمعت على ذلك إل ذا رعين الحميري ،فإنأه نأهاه عن ذلك فلم يقبل منأه .فقال ذو رعين
أل من يشتري سه ار بنأوم ...سعيد من يبيت قرير عين
فإما حمير غدرت وخآانأت ...فمعذرة الله لذي رعين
ثم كتبهما في رقعة وخآتم عليها ،ثم أتى بهما عمرا ،فقال له ضع لي هذا الكتاب عنأدك ،ففعل ثم قتل
عمرو أخآاه حسان ورجع بمن معه إلى اليمن .فقال رجل من حمير:
له عينأا الذي رأى مثل حسا ...ن قتيل في سالف الحقاب
ــــ
موثبان 1وقد تقدم لم لقب بذلك .وقول ذي رعين له في البيتين:
أل من يشتري سه ار بنأوم ...سعيد من يبيت قرير عين 2
معنأاه أمن يشتري ،وحسن حذف ألف الستفهام هاهنأا لتقدم همزة أل .كما حسن في قول امرئ القيس :
أحار ترى برقا أريك وميضه
أراد :أترى وفي البيت حذف تقديره بل من يبيت قرير عين هو السعيد .فحذف الخآبر لدللة أول الكلم
عليه .وفي كتاب ابن دريد سعيد أم يبيت بحذف من وهذا من باب حذف الموصوف إواقامة الصفة
مقامه لن من هاهنأا نأكرة موصوفة ومثله قول الراجز
لو قلت ما في قومها لم تأثم ...يفضلها في حسب وميسم
أي من يفضلها ،وهذا ،إنأما يوجد في الكلم إذا كان الفعل مضارعا ل ماضيا ،قاله ابن السراج وغيره.
ــــ
1في "الطبري" :لنأه وثب على أخآيه حسان بفرضة نأعم فقتله.
2البيتان في "الشتقاق" ص .525وفي الطبري ج .2/116
) (1/98
) (1/99
السهر فلما جهده ذلك سأل الطباء والحزاة من الكهان والعرافين عما به فقال له قائل منأهم إنأه ما قتل
رجل قط أخآاه أو ذا رحمه بغيا على مثل ما قتلت أخآاك عليه إل ذهب نأومه وسلط عليه السهر فلما قيل
له ذلك جعل يقتل كل من أمره بقتل أخآيه حسان من أشراف اليمن ،حتى خآلص إلى ذي رعين ،فقال له
ذو رعين :إن لي عنأدك براءة فقال وما هي؟ قال الكتاب الذي دفعت إليك ،فأخآرجه فإذا البيتان فتركه
ورأى أنأه قد نأصحه .وهلك عمرو ،فمرج أمر حمير عنأد ذلك وتفرقوا.
ــــ
بجمع قول كما قالوا :عيد وأعياد إوان كان من عاد يعود لكن أماتوا الواو فيه إماتة كي ل يشبه جمع
العود إواذا أرادوا إحياء الواو في جمع قيل قالوا :مقاول كأنأه جمع مقول أو جمع :مقال ومقالة فلم يبعدوا
من معنأى القول وأمنأوا اللبس وقد قالوا :محاسن ومذاكر ل واحد لها من لفظها ،وكأنأهم ذهبوا أيضا في
مقاول مذهب المرازب وهم ملوك العجم ،وال أعلم.
على أنأهم قالوا :أقيال وأقوال ولم يقولوا في جمع عيد إل أعياد ،ومثل عيد وأعياد .ريح وأرياح في لغة
بنأي أسد وقد صرفوا من القيل فعل ،وقالوا :قال علينأا فلن أي ملك والقيالة المارة ومنأه قول النأبي -
صلى ال عليه وسلم -في تسبيحه الذي رواه الترمذي "سبحان الذي لبس العز وقال به" أي ملك به
وقهر .كذا فسره الهروي في "الغريبين".
) (1/100
) (1/100
ينأوف ذو شنأاتر فقتل خآيارهم وعبث ببيوت أهل المملكة منأهم فقال قائل من حمير للخآنأيعة:
تقتل أبنأاءها وتنأفي سراتها ...وتبنأي بأيديها لها الذل حمير
تدمر دنأياها بطيش حلومها ...وما ضيعت من دينأها فهو أكثر
كذلك القرون قبل ذاك بظلمها ...إواسرافها تأتي الشرور فتخآسر
وكان لخآنأيعة امرئ فاسقا يعمل عمل قوم لوط ،فكان يرسل إلى الغلم من أبنأاء الملوك فيقع عليه في
مشربة له قد صنأعها لذلك لئل يملك بعد ذلك ثم يطلع من مشربته تلك إلى حرسه ومن حضر من جنأده
قد أخآذ مسواكا ،فجعله في فيه أي ليعلمهم أنأه قد فرغ منأه حتى بعث إلى زرعة ذي نأواس بن تبان أسعد
أخآي حسان وكان صبيا صغي ار حين قتل حسان ثم شب غلما جميل وسيما ،ذا هيئة وعقل فلما أتاه
رسوله عرف ما يريد منأه فأخآذ سكينأا جديدا لطيفا ،فخآبأه بين قدمه ونأعله ثم أتاه فلما خآل معه وثب إليه
فواثبه ذو نأواس ،فوجأه حتى قتله .ثم حز رأسه فوضعه في الكوة التي كان يشرف منأها ،ووضع مسواكه
في فيه ثم خآرج على النأاس فقالوا له ذا نأواس أرطب أم يباس؟ فقال سل نأخآماس استرطبان ذو نأواس.
ــــ
وذو شنأاتر .الشنأاتر الصابع بلغة حمير ،واحدها :شنأترة وذو نأواس 1اسمه زرعة وهو من قولهم
للغلم زرعك ال أي أنأبتك وسموا بزارع كما سموا بنأابت وقال ال تعالى} :أكأكمنأتكمم تكمزكركعوكنأهك أكمم كنأمحكن
ال صازمركعوكن{ٍ ]الواقعة [64أي تنأبتونأه وفي "مسنأد" وكيع بن الجراح عن أبي عبد الرحمن الجبلي أنأه كان
يكره أن يقول الرجل زرعت في أرضي كذا وكذا ،لن ال هو الزارع وفي مسنأد البزار -مرفوعا -إلى
النأبي -صلى ال عليه وسلم -النأهي عن ذلك أيضا ،وقد تكلمنأا على وجه هذا الحديث
ــــ
1هو من أذواء اليمن ،وقيل إنأه حكم من سنأة 515/م حتى525/م وبه خآتمت سلسلة ملوك حمير .أما
الخآنأيعة ويسمى"لحيعثت ينأف" فحكم من 500-480/م انأظر" :تاريخ العرب قبل السلم" .3/164
) (1/101
استرطبان ل بأس .قال ابن هشام :هذا كلم حمير .ونأخآماس :الرأس .فنأظروا إلى الكوة فإذا رأس
لخآنأيعة مقطوع فخآرجوا في إثر ذي نأواس حتى أدركوه فقالوا :ما ينأبغي أن يملكنأا غيرك ،إذ أرحتنأا من
هذا الخآبيث.
__________
في غير هذا الملء فقد جاء في الصحيح "ما من مسلم يغرس غرسا ،أو يزرع زرعا" الحديث .1وفي
كتاب ال أيضا قال }تكمزكركعوكن كسمبكع مسمنأيكن كدكأباا{ٍ ]يوسف ،[47 :وسمي ذا نأواس بغديرتين كانأتا له تنأوسان
أي ضفيرتان من شعر والنأوس الحركة والضطراب فيما كان متعلقا ،قال الراجز:
لو رأتنأي والنأعاس غالبي ...على البعير نأائسا ذباذبي
ــــ
1بقية الحديث" :فيأكل منأه طير أو إنأسان أو بهيمة إل كان له به صدقة" رواه البخآاري ومسلم وأحمد
في مسنأده والترمذي عن أنأس.
) (1/102
ملك ذي نأواس:
...
ملك ذي نأواس:
فملكوه واجتمعت عليه حمير وقبائل اليمن ،فكان آخآر ملوك حمير .وهو صاحب الخآدود ،وتسمى:
يوسف فأقام في ملكه زمانأا.
النأصرانأية بنأجران:
وبنأجران بقايا من أهل دين عيسى ابن مريم عليه السلم على النأجيل .أهل فضل واستقامة من أهل
دينأهم لهم رأس يقال له عبد ال بن الثامر .وكان موقع أصل ذلك الدين بنأجران وهي بأوسط أرض
العرب في ذلك الزمان وأهلها وسائر العرب كلها أهل أوثان يعبدونأها ،وذلك أن رجل من بقايا أهل ذلك
الدين يقال له فيميون ،وقع بين أظهرهم فحملهم عليه .فدانأوا به.
) (1/102
) (1/104
يقال له صالح فأحبه صالح حبا لم يحبه شيئا كان قبله .فكان يتبعه حيث ذهب .ول يفطن له فيميون،
حتى خآرج مرة في يوم الحد إلى فلة من الرض .كما كان يصنأع وقد اتبعه صالح وفيميون ل يدري -
فجلس صالح منأه منأظر العين مستخآفيا منأه .ل يحب أن يعلم بمكانأه وقام فيميون يصلي ،فبينأما هو
يصلي إذ أقبل نأحوه التنأين -الحية ذات الرءوس السبعة -فلما رآها فيميون دعا عليها فماتت ورآها
صالح ولم يدر ما أصابها ،فخآافها عليه .فعيل عوله .فصرخ يا فيميون التنأين قد أقبل نأحوك ،فلم يلتفت
إليه وأقبل على صلته حتى فرغ منأها وأمسى ،فانأصرف وعرف أنأه قد عرف وعرف صالح أنأه قد رأى
مكانأه .فقال له يا فيميون تعلم وال أنأي ما أحببت شيئا قط حبك ،وقد أردت صحبتك ،والكينأونأة معك
حيث كنأت ،فقال ما شئت .أمري كما ترى ،فإن علمت أنأك تقوى عليه فنأعم فلزمه صالح وقد كاد أهل
القرية يفطنأون لشأنأه وكان إذا فاجأه العبد به الضر دعا له فشفي إواذا دعي إلى أحد به ضر لم يأته
وكان لرجل من أهل القرية ابن ضرير فسأل عن شأن فيميون ،فقيل له إنأه ل يأتي أحدا دعاه ولكنأه رجل
يعمل للنأاس البنأيان بالجر فعمد الرجل إلى ابنأه ذلك فوضعه في حجرته وألقى عليه ثوبا ،ثم جاءه فقال
له يا فيميون،
ــــ
حديث ابن إسحاق.
وذكر ابن إسحاق في الرواية الخآرى عن محمد بن كعب القرظي ،وعن بعض أهل نأجران ،وما ذكروه
من خآبر فيمؤن قال ولم يسموه لي بالسم الذي سماه ابن منأبه .قال المؤلف رحمه ال يحتمل أنأهم سموه
يحيى ،وهو السم الذي تقدم ذكره وما قاله النأقاش والقتبي.
وفيه ذكر قرية نأجران في هذا الحديث ونأجران اسم رجل كان أول من نأزلها ،فسميت به وهو نأجران بن
زيد بن يشجب بن يعرب بن قحطان .قاله البكري .1
ــــ
1في "القاموس" :مثله وفيه "زيدان" بدل "زيد" وكذلك في "جمهرة ابن حزم" :زيدان.
) (1/105
إنأي قد أردت أن أعمل في بيتي عمل ،فانأطلق معي إليه حتى تنأظر إليه فأشارطك عليه فانأطلق معه
حتى دخآل حجرته ثم قال له ما تريد أن تعمل في بيتك هذا؟ قال كذا وكذا ،ثم انأتشط الرجل الثوب عن
الصبي ثم قال له يا فيميون ،عبد من عباد ال أصابه ما ترى ،فادع ال له فدعا له فيميون ،فقام الصبي
ليس به بأس وعرف فيميون أنأه قد عرف فخآرج من القرية واتبعه صالح فبينأما هو يمشي في بعض
الشام ،إذ مر بشجرة عظيمة فنأاداه منأها رجل فقال يا فيميون .قال نأعم .قال ما زلت أنأظرك ،وأقول متى
هو جاء؟ حتى سمعت صوتك ،فعرفت أنأك هو .ل تبرح حتى تقوم علي فإنأي ميت الن .قال فمات
وقام عليه حتى واراه ثم انأصرف وتبعه صالح حتى وطئا بعض أرض العرب ،فعدوا عليهما،
فاخآتطفتهما سيارة من بعض العرب ،فخآرجوا بهما ،حتى باعوهما بنأجران وأهل نأجران يومئذ على دين
العرب ،يعبدون نأخآلة طويلة بين أظهرهم لها عيد في كل سنأة إذا كان ذلك العيد علقوا عليها كل ثوب
حسن وجدوه وحلي النأساء ثم خآرجوا إليها ،فعكفوا عليها يوما.
فابتاع فيميون رجل من أشرافهم وابتاع صالحا آخآر فكان فيميون إذا قام من الليل -يتهجد في بيت له
أسكنأه إياه سيده -يصلي ،استسرج له البيت نأورا ،حتى يصبح من غير مصباح فرأى ذلك سيده
فأعجبه ما يرى منأه فسأله عن دينأه فأخآبره به وقال له فيميون :إنأما أنأتم في باطل .إن هذه النأخآلة ل
تضر ول تنأفع ولو دعوت عليها إلهي الذي أعبده لهلكها ،وهو ال وحده ل شريك له قال فقال له سيده
فافعل فإنأك إن فعلت دخآلنأا في دينأك ،وتركنأا ما نأحن عليه .قال فقام فيميون ،فتطهر وصلى ركعتين ثم
دعا ال عليها ،فأرسل ال عليها ريحا فجعفتها من أصلها فألقتها فاتبعه عنأد ذلك أهل نأجران على دينأه
فحملهم على الشريعة من دين عيسى ابن مريم عليه السلم ثم دخآلت عليهم الحداث التي دخآلت على
أهل دينأهم
ــــ
وذكر أصحاب الخآدود ،وما أنأزل ال تعالى فيهم وقد روى ابن سنأجر عن جبير بن نأفير قال الذين
خآددوا الخآدود ثلثة تبع صاحب اليمن ،وقسطنأطين ابن هلنأي -وهي أمه حين صرف النأصارى عن
التوحيد ودين المسيح إلى عبادة
) (1/106
) (1/107
) (1/107
أعجبه ما يرى منأه من صلته وعبادته فجعل يجلس إليه ويسمع منأه حتى أسلم ،فوحد ال وعبده وجعل
يسأله عن شرائع السلم حتى إذا فقه فيه جعل يسأله عن السم العظم -وكان يعلمه -فكتمه إياه
وقال له يا بن أخآي إنأك لن تحمله أخآشى عليك ضعفك عنأه -والثامر أبو عبد ال ل يظن إل أن ابنأه
يخآتلف إلى الساحر كما يخآتلف الغلمان فلما رأى عبد ال أن صاحبه قد ضن به عنأه وتخآوف ضعفه
فيه عمد إلى قداح فجمعها ،ثم لم يبق ل اسما يعلمه إل كتبه في قدح لكل اسم قدح حتى إذا أحصاها
أوقد لها نأارا ،ثم جعل يقذفها فيها قدحا قدحا ،حتى إذا
ــــ
معمنأكدهك معملةم ممكن املمككتامب{ٍ ]النأمل [40إنأه أوتي السم العظم الذي إذا دعي ال به أجاب وهو آصف بن
برخآيا في قول أكثرهم وقيل غير ذلك .1وأعجب ما قيل فيه إنأه ضبة بن أد بن طابخ قاله النأقاش ول
يصح ،وهي مسألة اخآتلف فيها العلماء فذهبت طائفة إلى ترك التفضيل بين أسماء ال تعالى ،وقالوا :ل
يجوز أن يكون اسم من أسمائه أعظم من السم الخآر وقالوا :إذا أمر في خآبر أو أثر ذكر السم
العظم فمعنأاه العظيم كما قالوا :إنأي لوجل أي وجل ،وكما قال بعضهم في أكبر من قولك :ال أكبر
إن أكبر بمعنأى كبير إوان لم يكن قول سيبويه ،وذكروا أن أهون بمعنأى :هين من قوله عز وجل }كوكهكو
أكمهكوكن كعلكميمه{ٍ ]الروم [27 :وأكثروا الستشهاد على هذا ونأسب أبو الحسن بن بطال هذا القول إلى
جماعة منأهم ابن أبي زيد ،والقابسي وغيرهما ،ومما احتجوا به أيضا :أن رسول ال -صلى ال عليه
وسلم -لم يكن ليحرم العلم بهذا السم وقد علمه من هو دونأه من ليس بنأبي ولم يكن ليدعو حين اجتهد
في الدعاء لمته أل يجعل بأسهم بينأهم وهو رءوف بهم عزيز عليه عنأتهم إل بالسم العظم ليستجاب
له فيه فلما منأع ذلك علمنأا أنأه ليس اسم من أسماء ال إل وهو كسائر السماء في الحكم والفضيلة
يستجيب ال إذا دعي ببعضها إن شاء ويمنأع إذا شاء وقال ال سبحانأه }كقمل امدكعوا اللصهك أكمو امدكعوا الصرمحكمكن
أكدي ا كما
ــــ
1ورأي آخآر أحق بالتقديم يقرر أنأه نأفس سليمان ،فهو الذي كان عنأده علم من الكتاب.
) (1/108
مر بالسم العظم قذف فيها بقدحه فوثب القدح حتى خآرج منأها لم تضره شيئا فأخآذه ثم أتى صاحبه
فأخآبره بأنأه قد علم السم الذي كتمه فقال وما هو؟ قال هو
ــــ
تكمدكعوا كفلكهك املكمسكماكء املكحمسكنأى{ٍ ]السراء ،[110:وظاهر هذا الكلم التسوية بين أسمائه الحسنأى ،وكذلك
ذهب هؤلء وغيرهم من العلماء إلى أنأه ليس شيء من كلم ال تعالى أفضل من شيء لنأه كلم واحد
من رب واحد فيستحيل التفاضل فيه.
قال الشيخ الفقيه الحافظ أبو القاسم -عفا ال عنأه وجه استفتاح الكلم معهم أن يقال هل يستحيل هذا
عقل ،أم يستحيل شرعا؟ ول يستحيل عقل أن يفضل ال سبحانأه عمل من البر على عمل وكلمة من
الذكر على كلمة فإن التفضيل راجع إلى زيادة الثواب ونأقصانأه وقد فضلت الفرائض على النأوافل
بإجماع وفضلت الصلة والجهاد على كثير من العمال والدعاء والذكر عمل من العمال فل يبعد أن
يكون بعضه أقرب إلى الجابة من بعض وأجزل ثوابا في الخآرة من بعض والسماء عبارة عن
المسمى ،وهي من كلم ال سبحانأه القديم 1ول نأقول في كلم ال هو هو ول هو غيره كذلك ل نأقول في
أسمائه التي تضمنأها كلمه إنأها هو ول هي غيره 2فإن تكلمنأا نأحن بها بألسنأتنأا المخآلوقة وألفاظنأا
المحدثة فكلمنأا عمل من أعمالنأا ،وال -سبحانأه وتعالى – يقول }كواللصهك كخآلكقكككمم كوكما تكمعكمكلوكن{ٍ ]الصافات:
،[69وقبحا للمعتزلة ; فإنأهم زعموا أن كلمه مخآلوق فأسماؤه على أصلهم الفاسد محدثة غير المسمى
بها ،وسووا بين كلم الخآالق وكلم
ــــ
1ل يجوز الخآبار عن ال بأنأه قديم ،إذ لم يرد هذا في قرآن أو حديث ،إوانأما يقال عنأه :إنأه الول بدل
من القديم ،فقد وصف الضلل بأنأه قديم ،والعرجون كذلك ،ثم القدم ل يمنأع من أن يكون له أول أو
بداية.
2الرجل أشعري العقيدة ،ورأيهم في الصفات منأبوذ من سلف المة ،وقد رجع الشعري عن هذا
المذهب في كتابه "البانأة" و"مقالت السلميين".
) (1/109
كذا وكذا ،قال وكيف علمته؟ فأخآبره بما صنأع قال أي ابن أخآي ،قد أصبته فأمسك على نأفسك ،وما
أظن أن تفعل.
__________
المخآلوق في الغيرية والحدوث إواذا ثبت هذا ،وصح جواز التفضيل بين السماء إذا دعونأا بها ،فكذلك
القول في تفضيل السور والي بعضها على بعض فإن ذلك راجع إلى التلوة التي هي عملنأا ،ل إلى
المتلو الذي هو كلم ربنأا ،وصفة من صفاته القديمة وقد قال -صلى ال عليه وسلم – لبي" :أي آية
معك في كتاب ال أعظم"؟ فقال ال ل إله إل هو الحي القيوم فقال" :ليهنأك العلم أبا المنأذر" 1ومحال
أن يريد بقوله أعظم معنأى عظيم لن القرآن كله عظيم فكيف يقول له أي آية في القرآن عظيمة وكل آية
فيه عظيمة كذلك؟ وكل ما استشهدوا به من قولهم أكبر بمعنأى كبير وأهون بمعنأى هين باطل عنأد حذاق
النأحاة ولول أن نأخآرج عما نأحن بصدده لوضحنأا بطلنأه بما ل قبل لهم به ولو كان صحيحا في العربية
ما جاز أن يحمل عليه قوله "أي آية معك في كتاب ال أعظم" ,لن القرآن كله عظيم إوانأما سأله عن
العظم منأه والفضل في ثواب التلوة وقرب الجابة وفي هذا الحديث دليل أيضا على ثبوت السم
طكنأا
العظم وأن ل اسما هو أعظم أسمائه ومحال أن يخآلو القرآن عن ذلك السم وال تعالى يقول }كما فكصر م
مفي املمككتامب مممن كشميةء{ٍ ]النأعام ،[38فهو في القرآن ل محالة .وما كان ال ليحرمه محمدا ،وأمته وقد
فضله على النأبياء وفضلهم على المم فإن قلت :فأين هو في القرآن؟ فقد قيل إنأه أخآفي فيه كما أخآفيت
الساعة في يوم الجمعة وليلة القدر في رمضان ليجتهد النأاس ول يتكلوا .قال الفقيه الحافظ أبو القاسم -
رضي ال عنأه -في قول النأبي -صلى ال عليه وسلم -لبي أي "آية معك في كتاب ال أعظم" ولم
يقل أفضل إشارة إلى السم العظم أنأه فيها ،إذ ل يتصور أن تكون هي أعظم آية ويكون السم العظم
في أخآرى دونأها .بل إنأما صارت أعظم اليات لن السم العظم فيها .أل ترى كيف هنأأ
ــــ
1المسؤول هو أبي بن كعب ،والحديث في مسلم ومسنأد أحمد.
) (1/110
) (1/111
فيقول نأعم فيوحد ال ويسلم ويدعو له فيشفى ،حتى لم يبق بنأجران أحد به ضر إل أتاه فاتبعه على أمره
ودعا له فعوفي حتى رفع شأنأه إلى ملك نأجران ،فدعاه فقال له أفسدت علي أهل قريتي ،وخآالفت دينأي
ودين آبائي ،لمثلن بك ،قال:
ــــ
ل معارضة بين هذا ،وبين ما تقدم فإنأا لم نأقل إن السم العظم هو الحي القيوم بل الحي القيوم صفتان
تابعتان للسم العظم .وتتميم لذكره وكذلك المنأان .وذو الجلل والكرام في حديث أبي داود وقد خآرجه
الترمذي أيضا في الدعوات وكذلك الحد الصمد في حديث الترمذي .وقولك :ال ل إله إل هو هو
السم لنأه ل سمي له ولم يتسم به غيره وقد قال بعض العلماء في التسعة والتسعين اسما :إنأها كلها
تابعة للسم الذي هو ال وهو تمام المائة فهي مائة على عدد درج الجنأة إذ قد ثبت في الصحيح أنأها
مائة 1درجة بين كلك قوله في الصحيح "أسألك بأسمائك الحسنأى ما علمت منأها وما لم أعلم" ووقع في
جامع ابن وهب" :سبحانأك ل أحصي أسما درجتين مسيرة مائة عام وقال في السماء "من أحصاها
دخآل الجنأة " 2فهي على عدد درج الجنأة وأسماؤه تعالى ل تحصى ،إوانأما هذه السماء هي المفضلة
على غيرها ،والمذكورة في القرآن .يدل على ذلءك" ومما يدل على أنأه السم العظم أنأك تضيف
جميع السماء إليه ول تضيفه إليها .تقول العزيز اسم من أسماء ال ول تقل ال اسم من أسماء العزيز
وفخآمت اللم من اسمه -إوان كانأت ل تفخآم لم في كلم العرب إل مع حروف الطباق نأحو الطلق
ول تفخآم لم في شيء من أسمائه ول شيء من الحروف الواقعة في أسمائه التي ليست بمستعلية إل في
هذا السم العظيم المنأتظم من ألف ولمين وهاء .فاللف من مبدأ الصوت والهاء راجعة إلى مخآرج
اللف فشاكل
ــــ
1ورد عدد درجات الجنأة في حديث رواه البخآاري والترمذي ،ورواية البخآاري" :ما بين الدرجتين كما بين
السماء والرض" .
2يشير إلى الحديث" :إن ل تسعة وتسعين اسماا ،مائة إل واحدا ل يحفظها أحد إل دخآل الجنأة ،وهو
وتر يحب الوتر" متفق عليه.
) (1/112
ل تقدر على ذلك .قال فجعل يرسل به إلى الجبل الطويل فيطرح على رأسه فيقع إلى الرض ليس به
بأس وجعل يبعث به إلى مياه بنأجران بحور ل يقع فيها شيء إل هلك فيلقى فيها ،فيخآرج ليس به بأس
فلما غلبه قال له عبد ال بن الثامر :إنأك وال لن تقدر على قتلي حتى توحد ال فتؤمن بما آمنأت به
فإنأك إن فعلت ذلك سلطت علي فقتلتنأي .قال فوحد ال تعالى ذلك الملك وشهد شهادة عبد ال بن
الثامر ،ثم ضربه بعصا في يده فشجه شجة غير كبيرة فقتله ثم هلك الملك مكانأه واستجمع أهل نأجران
على دين عبد ال بن الثامر -وكان على ما جاء به عيسى ابن مريم من
ــــ
اللفظ المعنأى ،وطابقه لن المسمى بهذا السم منأه المبدأ إواليه المعاد .والعادة أهون من البتداء عنأد
المخآاطبين فكذلك الهاء أخآف وألين في اللفظ من الهمزة التي هي مبدأ السم .أخآبرت بهذا الكلم أو
نأحوه في السم وحروفه عن ابن فورك رحمه ال .ذكره أبو بكر شيخآنأا في كتاب شرح السماء الحسنأى
له .فإن قيل فأين ما ذكروه عن السم العظم وأنأه ل يدعى ال به إل أجاب ول يسأل به شيئا إل
أعطاه.
قلنأا :عن ذلك جوابان أحدهما :أن هذا السم كان عنأد من كان قبلنأا -إذا علمه -مصونأا غير مبتذل
معظما ل يمسه إل طاهر ول يلفظ به إل طاهر ويكون الذي يعرفه عامل بمقتضاه متألها مخآبتا ،قد
امتل قلبه بعظمة المسمى به ل يلتفت إلى غيره ول يخآاف سواه فلما ابتذل وتكلم به في معرض
البطالت والهزل ولم يعمل بمقتضاه ذهبت من القلوب هيبته فلم يكن فيه من سرعة الجابة وتعجيل
قضاء الحاجة للداعي ما كان قبل .أل ترى قول أيوب عليه السلم في بلئه "قد كنأت أمر بالرجلين
يتنأازعان فيذكران ال -يعنأي في تنأازعهما ،أي تخآاصمهما -فأرجع إلى بيتي ،فأكفر عنأهما كراهة أن
يذكر ال إل في حق" وفي الحديث عن النأبي -صلى ال عليه وسلم – "كرهت أن أذكر ال إل على
طهر" فقد لح لك تعظيم النأبياء له.
والجواب الثانأي :أن الدعاء به إذا كان من القلب ولم يكن بمجرد اللسان
) (1/113
النأجيل وحكمه -ثم أصابهم مثل ما أصاب أهل دينأهم من الحداث فمن هنأالك كان أصل النأصرانأية
بنأجران وال أعلم بذلك.
ــــ
استجيب للعبد غير أن الستجابة تنأقسم كما قال -عليه السلم -إما أن يعجل له ما سأل إواما أن
يدخآر له وذلك خآير مما طلب إواما أن يصرف عنأه من البلء بقدر ما سأل من الخآير 1وأما دعاء
النأبي -صلى ال عليه وسلم -لمته أل يجعل بأسهم بينأهم 2فمنأعها ،فقد أعطي عوضا لهم من ذلك
الشفاعة لهم في الخآرة وقد قال "أمتي هذه أمة مرحومة ليس عليها في الخآرة عذاب عذابها في الدنأيا:
الزلزل والفتن خآرجه أبو داود ،3فإذا كانأت الفتن سببا لصرف عذاب الخآرة عن المة فما خآاب دعاؤه
ثلهم .على أنأنأي تأملت هذا الحديث وتأملت حديثه الخآر" حين نأزلت }كقمل كهكو املكقامدكر كعكلى أكمن كيمبكع ك
كعلكميككمم كعكذاب ا مممن فكمومقككمم{ٍ ]النأعام .[65فقال أعوذ بوجهك .فلما سمع }أكمو مممن تكمحمت أكمركجلمككمم{ٍ ]النأعام:
[65قال أعوذ بوجهك ،فلما سمع }أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض{ٍ ]النأعام [65 :قال هذه
أهون .4
فمن هاهنأا -وال أعلم -أعيذت أمته من الولى والثانأية ومنأع الثالثة حين سألها بعد .وقد عرضت
هذا الكلم على رجل من فقهاء زمانأنأا ،فقال هذا حسن جدا ،غير أنأا ل نأدري :أكانأت مسألته بعد نأزول
الية أم ل؟ فإن كان بعد نأزول الية فأخآلق بهذا النأظر أن يكون صحيحا .قلت له أليس في الموطأ أنأه
دعا بها في مسجد بنأي معاوية وهو في المدينأة ،ول خآلف أن سورة النأعام مكية؟ فقال نأعم وسلم وأذعن
للحق وأقر به .رحمه ال.
ــــ
1يشير إلى الحديث" :ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ،ول قطيعة رحم إل أعطاه ال بها إحدى
ثلث "...الحديث رواه أحمد والبزار وأبو يعلى بأسانأيد جيدة.
2يشير إلى حديث "سألت ربي ثلثاا "...الحديث رواه مسلم وأحمد.
3ورواه الطبرانأي في "الكبير" والحاكم في "المستدرك" والبيهقي في "الشعب" ولكن لن تكون شفاعة إل
بعد إذن ال.
4رواه البخآاري والنأسائي وابن حبان.
) (1/114
قال ابن إسحاق :فهذا حديث محمد بن كعب القرظي وبعض أهل نأجران عن عبد ال بن الثامر ،وال
أعلم أي ذلك كان.
ــــ
هل الشهداء أحياء في قبورهم؟
فصل وذكر من وجدان عبد ال في خآربة من خآرب نأجران .يصدقه قوله تعالى } :كول تكمحكسكبصن الصمذيكن قكتملكوا
مفي كسمبيمل اللصمه أكممكوات ا كبمل أكمحكياةء{ٍ ]آل عمران [169 :الية وما وجد في صدر هذه الية من شهداء أحد،
وغيرهم على هذه الصورة لم يتغيروا بعد الدهور الطويلة كحمزة بن عبد المطلب -رضي ال عنأه -
فإنأه وجد حين حفر معاوية العين صحيحا لم يتغير وأصابت الفأس أصبعه فدميت وكذلك أبو جابر عبد
ال بن حرام وعمرو بن الجموح ،وطلحة بن عبد ال -رضي ال عنأهم -استخآرجته بنأته عائشة من
قبره حين رأته في المنأام فأمرها أن تنأقله من موضعه فاستخآرجته من موضعه بعد ثلثين سنأة لم يتغير.
ذكره ابن قتيبة في المعارف .والخآبار بذلك صحيحة .1وقد قال عليه السلم "إن ال حرم على الرض
أن تأكل أجساد النأبياء" .خآرجه سليمان بن الشعث .وذكر أبو جعفر الداوودي في "كتاب النأاس" هذا
الحديث بزيادة :ذكر الشهداء والعلماء والمؤذنأين ،وهي زيادة غريبة لم تقع لي في مسنأد ،غير أن
الداوودي من أهل الثقة والعلم ،وفي المسنأد من طريق أنأس -رضي ال عنأه -قال قال رسول ال -
صلى ال عليه وسلم – "النأبياء أحياء يصلون في قبورهم" .انأفرد به ثابت البنأانأي عن أنأس وقد روي
أن ثابتا التمس في قبره بعدما دفن فلم يوجد فذكر ذلك لبنأته .فقالت كان يصلي فلم تروه لنأي كنأت
أسمعه إذا تهجد بالليل يقول "اللهم اجعلنأي ممن يصلي في قبره بعد الموت" .2وفي الصحيح أن رسول
ال -صلى ال عليه وسلم -قال "مررت بموسى -عليه السلم -وهو يصلي في
ــــ
1إنأما أساطير تسكر العاطفة ،فتذهلها عن هدى الكتاب السنأة ...ألخ.
2هذا وما قبله ل مع النأقل الصحيح ،ول مع العقل الصريح ،إنأما هو خآرافات يراد بها ربط النأاس
بالموتى ،ل بالحي القيوم.
) (1/115
) (1/116
..............................................................................................
ــــ
الراهب ويبطئ على الكاهن فأرسل الكاهن إلى أهل الغلم أنأه ل يكاد يحضرنأي ،فأخآبر الغلم الراهب
بذلك فقال له الراهب إذا قال لك الكاهن أين كنأت ،فقل كنأت عنأد أهلي ،فإذا قال لك أهلك :أين كنأت؟
فأخآبرهم أنأك كنأت عنأد الكاهن قال فبينأما الغلم على ذلك إذ مر بجماعة من النأاس كثير قد حبستهم
دابة فقال بعضهم إن تلك الدابة كانأت أسدا ،فأخآذ الغلم حجرا ،فقال اللهم إن كان ما يقول الراهب حقا
فأسألك أن تقتله قال ثم رمى ،فقتل الدابة فقال النأاس من قتلها؟ فقالوا :الغلم ففزع النأاس وقالوا :لقد علم
هذا الغلم علما لم يعلمه أحد .قال فسمع به أعمى ،فقال له إن أنأت رددت بصري فلك كذا وكذا ،فقال
له ل أريد منأك هذا ،ولكن أرأيت إن رجع إليك بصرك أتؤمن بالذي رده؟ قال نأعم .قال فدعا ال فرد عليه
بصره فآمن العمى ،فبلغ الملك أمرهم فبعث إليهم فأتى بهم فقال لقتلن كل واحد منأكم قتلة ل أقتل بها
صاحبه فأمر بالراهب وبالرجل الذي كان أعمى ،فوضع المنأشار على مفرق أحدهما فقتله ثم قتل الخآر
بقتلة أخآرى ،ثم أمر بالغلم فقال انأطلقوا به إلى جبل كذا وكذا ،فألقوه من رأسه فانأطلقوا به إلى ذلك
الجبل فلما انأتهوا إلى ذلك المكان الذي أرادوا أن يلقوه منأه جعلوا يتهافتون من ذلك الجبل ويتردون منأه
حتى لم يبق منأهم إل الغلم قال ثم رجع فأمر به الملك أن ينأطلقوا به إلى البحر فيلقونأه فيه فانأطلق به
إلى البحر فغرق ال الذين كانأوا معه وأنأجاه فقال الغلم للملك إنأك ل تقتلنأي حتى تصلبنأي وترمينأي،
وتقول إذا رميتنأي" :باسم ال رب هذا الغلم" .قال فأمر به فصلب ثم رماه فقال باسم ال رب هذا الغلم
فوضع الغلم يده على صدغه حين رمي ثم مات فقال النأاس لقد علم هذا الغلم علما ما علمه أحد ،فإنأا
نأؤمن برب هذا الغلم قال فقيل للملك أجزعت أن خآالفك ثلثة فهذا العالم كلهم قد خآالفوك ،قال فخآد
أخآدودا ،1ثم ألقى فيه الحطب والنأار ثم جمع
ــــ
1خآصد :شق ،والخآدود :شق في الرض مستطيل غائص ،جمعه :أخآاديد.
) (1/117
..............................................................................................
ــــ
النأاس فقال من رجع عن ذنأبه تركنأاه ومن لم يرجع ألقينأاه في هذه النأار فجعل يلقيهم في ذلك الخآدود.
ب املكمخآكدومد الصنأامر كذامت املكوكقومد{ٍ حتى بلغ }املكعمزيمز املكحمميمد{ٍ ]البروج4 :
صكحا ك
م
قال يقول ال سبحانأه – }قكتكل أك م
.[8-قال فأما الغلم فإنأه دفن .قال :فيذكر أنأه أخآرج في زمن عمر بن الخآطاب -رضي ال عنأه -
وأصبعه على صدغه كما وضعها حين قتل .رواه الترمذي عن محمود بن غيلن عن عبد الرزاق عن
معمر ورواه مسلم عن هداب بن خآالد عن حماد بن سلمة ،ثم اتفقا عن ثابت عن ابن أبي ليلى عن
صهيب غير أن في حديث مسلم أن العمى الذي شفي كان جليسا للملك وأنأه جاءه بعد ما شفي فجلس
من الملك كما كان يجلس فقال من رد عليك بصرك ،قال ربي ،قال وهل لك رب غيري؟ فقال ال ربي
وربك ،فأمر بالمنأشار فجعل على رأسه حتى وقع شقاه وأمر بالراهب ففعل به مثل ذلك وزاد مسلم في
آخآر الحديث .قال فأتي بامرأة لتلقى في النأار ومعها صبي يرضع فقال لها الغلم يا أمه ل تجزعي،
فإنأك على الحق وذكر ابن قتيبة أن الغلم الرضيع كان من سبعة أشهر .1
ــــ
1ورواه أحمد أيضاا ،وقد ذكر السدي :كانأت الخآدود ثلثة :خآد بالعراق ،وخآد بالشام ،وخآد باليمن,
رواه ابن أبي حاتم.
) (1/118
حديث الحبشة:
...
حديث الحبشة:
وذكر فيه دوسا ذا ثعلبان الذي أتى قيصر .ودوس :هو ابن تبع الذي قتله أخآوه قاله ابن إسحاق في
غير رواية ابن هشام.
وذكر فيه قيصر وكتابه للنأجاشي .وقيصر اسم علم لكل من ولي الروم وتفسيره بلسانأهم البقير الذي بقر
بطن أمه عنأه 2وكان أول من تسمى به بقيرا ،فلما ملك
ــــ
2في "المروج" :بقر بدل من بقير ثم يفسرها بقوله :أي شق عنأه ،ويطلق على هذا النأوع من الولدة
الن القيصرية .انأظر.1/309 :
) (1/118
..............................................................................................
ــــ
وعرف به تسمى به كل من ملك بعده .قاله المسعودي .إوانأما كتب بذلك إلى النأجاشي ،لنأه على دينأه
وكان أقرب إلى اليمن منأه وذكر غير ابن إسحاق أن ذا نأواس أدخآل الحبشة صنأعاء اليمن ،حين رأى أن
ل قبل له بهم بعد أن استنأفر جميع المقاول ليكونأوا معه يدا واحدة عليهم فأبوا إل أن يحمى كل واحد
منأهم حوزته على حدته فخآرج إليهم ومعه مفاتيح خآزائنأه وأمواله على أن يسالموه ومن معه ول يقتلوا أحدا
فكتبوا إلى النأجاشي بذلك فأمرهم أن يقبلوا ذلك منأهم فدخآلوا صنأعاء ودفع إليهم المفاتيح وأمرهم أن
يقبضوا ما في بلده من خآزائن أمواله ثم كتب هو إلى كل موضع من أرضه أن اقتلوا كل ثور أسود فقتل
أكثر الحبشة ،فلما بلغ ذلك النأجاشي وجه جيشا إلى أبرهة وعليهم أرياط وأمره أن يقتل ذا نأواس ويخآرب
ثلث بلده ويقتل ثلث الرجال ويسبي ثلث النأساء والذرية ففعل ذلك أبرهة .وأبرهة بالحبشة هو البيض
الوجه وفي هذا قوة لقول من قال إن أبرهة هذا هو أبرهة بن الصباح الحميري وليس بأبي يكسوم
الحبشي إوان الحبشة كانأوا قد أمروا أبرهة بن الصباح 1على اليمن ،وهذا القول ذكره ابن سلم في
تفسيره واقتحم ذو نأواس البحر فهلك وقام بأمره من بعده ذو جدن ،واسمه علس بن الحارث أخآو سبيع بن
الحارث ،والجدن حسن الصوت يقال إنأه أول من أظهر الغنأاء باليمن فسمي به وجدن أيضا :مفازة
باليمن زعم البكري أن ذا جدن إليها ينأسب فحارب الحبشة بعد ذي نأواس فكسروا جنأده وغلبوه على أمره
ففر إلى البحر كما فعل ذو نأواس ،فهلك فيه وذكروا سبب منأازعة أبرهة لرياط وأن ذلك إنأما كان لن
أبرهة بلغ النأجاشي أنأه استبد بنأفسه ولم يرسل إليه من جباية اليمن شيئا ،فوجه أرياطا إلى خآلعه فعنأد
ذلك دعاه أبرهة إلى المبارزة -كما ذكر ابن إسحاق -وذكر الطبري أن عتودة الغلم الذي قتل أرياطا.
والعتودة الشدة وقد
ــــ
1أبرهة بن الصباح بن لهيعة بن شيبة بن مدثر ،والكثرون على أنأه أبو يكسوم الحبشي.
) (1/119
..............................................................................................
ــــ
قيل في اسمه أريجدة .1قال له أبرهة احتكم علي قال أحتكم أن ل تزف امرأة إلى بعلها ،حتى أكون أنأا
الذي أبدأ بها قبله ففعل ذلك أبرهة وغبر العبد زمانأا يفعل ذلك فلما اشتد الغيظ بأهل اليمن ،قتلوا عتودة
غيلة فقال لهم الملك قد أنأى لكم يأهل اليمن أن تفعلوا فعل الحرار وأن تغضبوا لحرمكم ولو علمت أن
هذا العبد يسألنأي هذا الذي سأل ما حكمته ،ولكن وال ل يؤخآذ منأكم فيه دية ول تطلبون بذخآل 2وحيثما
وقع اسم أرياط في رواية يونأس لم يسمه بهذا السم إنأما سماه روزنأة أو نأحو هذا.
وذكر الطبري أن سيف بن ذي يزن لما فعل ذو نأواس بالحبشة ما فعل ثم ظفروا به بعث عظيمهم 3إلى
أبي مرة سيف بن ذي يزن ،فانأتزع منأه ريحانأة بنأت علقمة بن مالك وكانأت قد ولدت له معدي كرب.
فملكها أبرهة .وأولدها مسروق بن أبرهة وعنأد ذلك توجه سيف إلى كسرى أنأوشروان يطلب منأه الغوث
على الحبشة ،فوعده بذلك وأقام عنأده سنأين ثم مات وخآلفه ابنأه معدي كرب في طلب الثأر فأدخآل على
كسرى ،فقال له من أنأت؟ فقال رجل يطلب إرث أبيه وهو وعد الملك الذي وعد به فسأل عنأه كسرى:
أهو من بيت مملكة أم ل؟ فأخآبر أنأه من بيت ملك فوجه معه وهرز الفارس في سبعة آلف وخآمسمائة
من الفرس ،وقال ابن إسحاق :في ثمانأمائة غرق منأهم مائتان وسلم ستمائة والقول الول قول ابن قتيبة
وهو أشبه بالصواب إذ يبعد مقاومة الحبشة بستمائة إوان كان قد جمع إليهم من العرب -كما ذكر ابن
إسحاق -ما جمع .ثم إن معد يكرب بن سيف لما قتل الحبشة وملك هو ووهرز اليمن أقام في ذلك نأحو
أربع سنأين .ثم قتلته عبيد
ــــ
1في "الطبري" :أرنأجدة.
2الحقد والثأر ،وبسكون الحاء فيجمع على ذحول ،وبفتحها فيجمع على أذحال.
3في "الطبري" :واسم العظيم :أبرهة فهو الذي انأتزع امرأة سيف بن ذي يزن الذي كان يكنأى بأبي مرة.
انأظر.2/136 :
) (1/120
الخآدود لغة:
قال ابن هشام :الخآدود :الحفر المستطيل في الرض كالخآنأدق والجدول ونأحوه وجمعه أخآاديد .قال ذو
الرمة -واسمه غيلن بن عقبة أحد بنأي عدي بن عبد منأاف بن أد بن طابخآة بن إلياس بن مضر.
من العراقية اللتي يحيل لها ...بين الغلة وبين النأخآل أخآدود
يعنأي :جدول .وهذا البيت في قصيدة له .قال ويقال لثر السيف والسكين في الجلد وأثر السوط ونأحوه
أخآدود وجمعه أخآاديد.
مقتل ابن الثامر:
قال ابن إسحاق :ويقال كان فيمن قتل ذو نأواس ،عبد ال بن الثامر رأسهم إوامامهم.
مايروى عن ابن الثامر في قبره:
قال ابن إسحاق :حدثنأي عبد ال بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم أنأه حدث:
"أن رجل من أهل نأجران كان في زمان عمر بن الخآطاب -رضي ال عنأه -حفر خآربة من خآرب
نأجران لبعض حاجته فوجدوا عبد ال بن الثامر تحت دفن منأها قاعدا،
ــــ
له كان قد اتخآذهم من أولئك الحبشة ،خآرج بهم إلى الصيد فزرقوه 1بحرابهم ثم هربوا فأتبعوا فقتلوا.
وتفرق أمر اليمن بعده إلى مخآالف عليها مقاول كملوك الطوائف ل يدين بعضهم لبعض إل ما كان من
صنأعاء ،وكون البنأاء فيها ،حتى جاء السلم.
فصل:
واستشهد ابن هشام في هذا الخآبر على الخآدود ببيت ذي الرمة وهو
ــــ
1أي طعنأوه.
) (1/121
واضعا يده على ضربة في رأسه ممسكا عليها بيده فإذا أخآرت يده عنأها تنأبعث دما ،إواذا أرسلت يده ردها
عليها ،فأمسكت دمها ،وفي يده خآاتم مكتوب فيه "ربي ال" فكتب فيه إلى عمر بن الخآطاب يخآبر بأمره
فكتب إليهم عمر رضي ال عنأه أن أقروه على حاله وردوا عليه الدفن الذي كان عليه ففعلوا".1
ــــ
1ومن ذلك ما يروى من أن حمزة بن عبد المطلب رضي ال عنأه وجده حين حفر العين صحيح ا لم
يتغير ،وأن الفأس أصابت أصبعه فدميت.
) (1/122
أمر دوس ذي ثعلبان وابتداء ملك الحبشة وذكر أرياط المستولي على اليمن
...
أمر دوس ذي ثعلبان وابتداء ملك الحبشة وذكر أرياط المستولي على اليمن
قرار دوس واستنأصاره بقيصر:
قال ابن إسحاق :وأفلت منأهم رجل من سبأ ،يقال له دوس ذو ثعلبان على فرس له فسلك الرمل فأعجزهم
فمضى على وجهه ذلك حتى أتى قيصر ملك الروم ،فاستنأصره على ذي نأواس وجنأوده وأخآبره بما بلغ
منأهم فقال له بعدت بلدك منأا ،ولكن سأكتب لك إلى ملك الحبشة فإنأه على هذا الدين وهو أقرب إلى
بلدك ،وكتب إليه يأمره بنأصره والطلب بثأره.
ــــ
غيلن بن عقبة بن بهيش بضم الباء والشين وسمي ذا الرمة ببيت قاله في الوتد:
أشعث باقي رمة التقليد .2
وقيل إن مية سمته بذلك وكان قد قال لها :اصلحي لي هذا الدلو فقالت له إنأي خآرقاء فولى وهي على
عنأقه برمتها ،فنأادته يا ذا الرمة إن كنأت خآرقاء فإن لي أمة صنأاعا ; فلذلك سماها بخآرقاء 3كما سمته
بذي الرمة.
فصل:
وقوله فخآاض ضحضاح البحر إلى غمره .الضحضاح من الماء الذي
ــــ
2الرمة :بضم الراء وتشديد الميم وفتحها وقد تكسر الراء :قطعة من الحبل بالية.
3في "القاموس" :خآرقاء :امرأة سوداء كانأت تقم مسجد رسول ال صلى ال عليه وسلم ،والخآرقاء:
الحمقاء .والصنأاع :الحاذقة الماهرة.
) (1/122
) (1/123
..............................................................................................
ــــ
أيضا :الرقراق والضهل 1وقد يستعار في غير الماء كقول النأبي -صلى ال عليه وسلم -في عمه
أبي طالب حين سئل عنأه فقال "هو في ضحضاح من النأار ولول مكانأي لكان في الطمطام "وفي
البخآاري :وجدته في غمرة من النأار فأخآرجته إلى الضحضاح والغمر هو الطمطام ،وأما قول ذي جدن:
هونأك لسن يرد الدمع ما فاتا
وهكذا روي هذا القسيم نأاقصا قاله البرقي ،وقد روي عن ابن إسحاق من غير رواية ابن هشام :هونأكما
لسن يرد .قال وهو من باب قول العرب للواحد افعل ،وهو كثير في القرآن والكلم.
وفيه:
أبعد بينأون ل عين ول أثر ...وبعد سلحين يبنأي النأاس أبياتا
فبينأون وسلحين مدينأتان خآربهما أرياط كما ذكر .قال البكري في كتاب "معجم ما استعجم " :سميت
بينأون لنأها كانأت بين عمان والبحرين ،فهي إذا على قوله فعلون من البين والياء أصلية وقياس
النأحويين يمنأع من هذا ،لن العراب إذا كان في النأون لزمت السم الياء في جميع أحواله كقنأسرين 2
وفلسطين أل ترى كيف قال في آخآر البيت وبعد سلحين ،فكذلك كان القياس أن يقول على هذا :أبعد
بينأين وعلى مذهب من جعله من العرب بالواو في الرفع وبالياء في الخآفض والنأصب .يقول أيضا :أبعد
بينأين وليس للعرب فيه مذهب ثالث فثبت أنأه ليس من البين إنأما هو فيعول والواو زائدة من أبن بالمكان
وبن إذا أقام فيه لكنأه ل
ــــ
1الضهل أو الضحل :الماء القليل واللبن المجتمع ،والضحضاح :الماء اليسير ،والطمطام :وسط
البحر.
2قنأسرين :مدينأة بينأها وبين حلب مرحلة ،وحين غلب الروم سنأة351/هـ خآاف أهل قنأسرين ،وجلوا
عنأها ،فلم يبق سوى خآان تنأزله القوافل.
) (1/124
...........................................................................................
ــــ
ينأصرف للتعريف والتأنأيث غير أن أبا سعيد السيرافي ذكر وجها ثالثا للعرب في تسمية السم بالجمع
المسلم فأجاز أن يكون العراب في النأون وتثبت الواو وقال في زيتون إنأه فعلون من الزيت وأجاز أبو
الفتح بن جنأي أن يكون الزيتون فيعول من الزيت ولكن من قولهم زتن المكان إذا أنأبت الزيتون فإن
صحت هذه الحكاية عن العرب ،إوال فالظاهر أنأه من الزيت وأنأه فعلون وقد كثر هذا في كلم النأاس
غير أنأه ليس في كلم العرب القدماء ففي المعروفين من أسماء النأاس سحنأون وعبدون قال الشاعر -
وهو ابن المعتز
سقى الجزيرة ذات الظل والشجر ...ودير عبدون هطال من المطر
ودير عبدون معروف بالشام وكذلك دير فينأون غير أن فينأون يحتمل أن يكون فيعول ،فل يكون من هذا
الباب كما قلنأا في بينأون ،وهو الظهر.
وأما حلزون -وهو دود يكون بالعشب وأكثر ما يكون في الرمث -فليس من باب فلسطين وقنأسرين
ولكن النأون فيه أصلية كزرجون 1ولذلك أدخآله أبو عبيد في باب فعلون وكذلك فعل صاحب كتاب
العين أدخآله في باب الرباعي فدل على أن النأون عنأده فيه أصلية وأنأه فعلول بلمين.
وقول ذي جدن وبعد سلحين يقطع على أن بينأون :فيعول على كل حال لن الذي ذكره السيرافي من
المذهب الثالث إن صح فإنأما هي لغة أخآرى غير لغة ذي جدن 2الحميري ،إذ لو كان من لغته لقال
سلحون وأعرب النأون مع بقاء الواو فلما لم يفعل علمنأا أن المعتقد عنأدهم في بينأون :زيادة الياء وأن
النأونأين
ــــ
1الرمث :مرعى للبل من الحمض ،والزرجون :الخآمر.
2لقب بهذا لحسن صوته ،والجدن :الصوت بلغتهم ،ويقال :إنأه أول من تغنأى باليمن ،واسم سيفه :ذو
الكف.
) (1/125
) (1/126
) (1/127
.......................................................................................
ــــ
من شواهق الجبال .هذا قول المبرد في الكامل ول يوافق عليه فقد قال الخآليل النأوق الذكر من الرخآم
وهذا أشبه بالمعنأى ،لن الذكر ل يبيض ،فمن أراد بيض النأوق فقد أراد المحال كمن أراد البلق العقوق
وقد قال القالي في المالي :النأوق يقع على الذكر والنأثى من الرخآم.
وقوله:
وغمدان الذي حدثت عنأه :هو الحصن الذي كان لهوذة بن علي ملك اليمامة ،وسيأتي طرف من ذكره.
ومسمكا :مرفعا من قوله سمك السماء والنأيق أعلى الجبل .وقوله بمنأهمة هو موضع الرهبان .والراهب
يقال له النأهامي ويقال للنأجار أيضا :نأهامي ،فتكون المنأهمة أيضا على هذا موضع نأجر .1
وقوله وأسفله جرون .جمع جرن وهو النأقير من جرن الثوب إذا لن ]وانأسحق[ .ورواية أبي الوليد
الوقشي جروب بالباء .وكذلك ذكره الطبري بالباء أيضا .وفي "حاشية كتاب الوقشي" الجروب حجارة
سود .كذا نأقل أبو بحر عنأه في نأسخآة كتابه فإن صح هذا في اللغة إوال فالجروب جمع جريب على
حذف الياء من جريب فقد يجمع السم على حذف الزوائد كما جمعوا صاحبا على أصحاب .وقالوا:
طوي وأطواء وغير ذلك .والجريب والجربة المزرعة .2
وقوله وحر الموحل بفتح الحاء وهو القياس لنأه من وحل يوحل .ولو كان الفعل منأه وحل على مثل وعد
لكان القياس في الموحل الكسر ل غير وقد ذكر القتبي فيه اللغتين الكسر والفتح والصل ما قدمنأاه.
وقوله وحر بضم الحاء وهو خآالص كل شيء وفي "كتاب أبي بحر" عن
ــــ
1في "القاموس" الجرن بالضم :حجر منأقور يتوضأ منأه.
2الجريب :مكيال قدر أربعة أقفز ،جمعه :أجربة وجربان ومعنأاه :الوادي ،والطوى :البئر.
) (1/128
وقال ابن الذئبة الثقفي في ذلك -قال ابن هشام :الذئبة أمه واسمه ربيعة بن عبد ياليل بن سالم بن
مالك بن حطيط بن جشم بن قسي:
لعمرك ما للفتى من مفر ...مع الموت يلحقه والكبر
ــــ
اللقشي :وحر الموحل بفتح الحاء والجيم من الموجل مفتوحة وفسر الموجل فقال حجارة ملس لينأة
والذي أذهب إليه أن الموجل ههنأا واحد المواجل وهي منأاهل الماء وفتحت الجيم لن الصل مأجل 1
كذلك قال أبو عبيد :هي المآجل وواحدها :مأجل .وفي آثار المدونأة سئل مالك -رحمه ال -عن
مواجل برقة يعنأي :المنأاهل فلو كانأت الواو في الكلمة أصل لقيل في الواحد موجل مثل موضع إل أن
يراد به معنأى الوجل فيكون الماضي من الفعل مكسور الجيم والمستقبل مفتوحا ،فيفتح الموجل حينأئذ ول
معنأى له في هذا الموضع.
وقوله :اللثق الزليق .اللثق من اللثق وهو أن يخآلط الماء بالتراب فيكثر منأه الزلق قال بعض الفصحاء
غاب الشفق وطال الرق وكثر اللثق فلينأطق من نأطق .وفي حاشية كتاب أبي بحر اللبق بالباء
المنأقوطة بواحدة وذكر أنأه هكذا وجد في أصل ابن هشام ،ول معنأى للبق ههنأا ،وأظنأه تصحيفا من
الراوي -وال أعلم.
وقوله في الشعر:
يكاد البسر يهصر بالعذوق.
أي تميل بها ،وهو جمع عذق بكسر العين وهي الكباسة أو جمع عذق بفتح العين وهي النأخآلة وهو أبلغ
في وصفها باليقار أن يكون جمع عذق بالفتح .وقوله وأسلم ذو نأواس مستكينأا .أي خآاضعا ذليل ،وفي
التنأزيل }فككما امستكككانأكوا لمكردبمهمم{ٍ ]المؤمنأون ،[76قال ابن النأباري فيه قولن أحدهما :أن يكون من السكون،
ويكون الصل استكن على وزن افتعل ومكنأوا الفتحة فصارت ألفا كما
ــــ
1في "القاموس" موجل على مثال موعد :حفرة يستنأقع فيها الماء.
) (1/129
) (1/130
) (1/131
كتب عمر بن الخآطاب -رضي ال عنأه -إلى سلمان بن ربيعة الباهلي ،وباهلة بن يعصر بن سعد
بن قيس بن عيلن .وهو إرمينأية يأمره أن يفضل أصحاب الخآيل العراب على أصحاب الخآيل المقارف
في العطاء فعرض الخآيل فمر به فرس عمرو بن معدي كرب ،فقال له سلمان فرسك هذا مقرف فغضب
عمرو ،وقال هجين عرف هجينأا مثله فوثب إليه قيس فتوعده فقال عمرو هذه البيات.
صدق كهانأة سطيح وشق:
قال ابن هشام :فهذا الذي عنأى سطيح الكاهن بقوله "ليهبطن أرضكم الحبش ،فليملكن ما بين أبين إلى
جرش" .والذي عنأى شق الكاهن بقوله ":لينأزلن أرضكم
ــــ
بل هي الساحرة من الجن ،وقوله كمثل السماء أي كمثل السحاب لسوداد السحاب وظلمته قبيل المطر.
فصل :وقوله عمرو بن معدي كرب ،ومعدي كرب بالحميرية وجه الفلح .المعدي هو الوجه بلغتهم
والكرب هو الفلح وقد تقدم أبو كرب فمعنأاه على هذا :أبو الفلح .قاله ابن هشام في غير هذا الكتاب.
وكذلك تقدم كلكي كرب ول أدري ما كلكي.
وقوله قيس بن مكشوح المرادي ،إنأما هو حليف لمراد واسم مراد يحابر 1بن سعد العشيرة بن مذحج،
ونأسبه في بجيلة ،ثم في بنأي أحمس وأبوه مكشوح اسمه هبيرة بن هلل ويقال عبد يغوث بن هبيرة بن
الحارث بن عمرو بن عامر بن علي بن أسلم بن أحمس بن الغوث بن أنأمار ،وأنأمار :هو والد بجيلة
وخآثعم ،وسمي أبوه مكشوحا ،لنأه ضرب بسيف على كشحه 2ويكنأى قيس :أبا شداد وهو قاتل السود
العنأسي الكذاب هو وذادويه وفيروز وكان قيس بطل بئيسا قتل مع علي -رضي ال عنأه -يوم صفين
وله في ذلك اليوم مواقف لم يسمع
ــــ
1في "الشتقاق" لبن دريد :يحابر جمع :يحبورة بفتح أوله وهو ضرب من الطير.
2الكشح :بفتح الكاف وسكون الشين ما بين الخآاصرة إلى الضلع الخآلف.
) (1/132
السودان ،فليغلبن على كل طفلة البنأان وليملكن ما بين أبين إلى نأجران".
) (1/133
) (1/133
..............................................................................................
ــــ
كان أصابها خآالد بن سعيد في سبي سباه فمن عليها ،وخآلى سبيلها ،فشكر ذلك له عمرو أخآوها ،وفي
آخآر الكتاب من خآبر قيس بن مكشوح وعمرو بن معدي كرب أكثر مما وقع ههنأا ،والشعر السينأي الذي
ذكره ابن إسحاق وأوله أتوعدنأي كأنأك ذو رعين .ذكر المسعودي أن عم ار قاله لعمر بن الخآطاب -
رضي ال عنأه -حين أراد ضربه بالدرة في حديث ذكره وفي الشعر زيادة لم تقع في السيرة وهو قوله:
فل يغررك ملكك ،كل ملك ...يصير لذلة بعد الشماس
وذكر سلمان بن ربيعة حين هجن فرس عمرو ،ونأسبه إلى باهلة بن أعصر وكذلك هو عنأد أهل النأسب
باهلي ،ثم أحد بنأي قتيبة بن معن وباهلة :أمهم وهي بنأت صعب بن سعد العشيرة بن مذحج ،وأبوهم
يعصر وهو منأبه بن سعد بن قيس بن عيلن وسمي يعصر لقوله:
أعمير إن أباك غير لونأه ...مر الليالي واخآتلف العصر 1
فيقال له أعصر ويعصر وكان سلمان بن ربيعة قاضيا لعمر بن الخآطاب -رضي ال عنأه -على
الكوفة ،ويقال سلمان الخآيل لنأه كان يتولى النأظر فيها ،قال أبو وائل :اخآتلفت إلى سلمان بن ربيعة
أربعين صباحا ،وهو قاض فما وجدت عنأده أحدا يخآتصم إليه واستشهد سلمان بأرمينأية سنأة تسع
وعشرين.
وذكر خآبر عتودة غلم أبرهة وقد فرغنأا من حديثه فيما مضى ،وما زاد فيه الطبري وغيره وأن العتودة
الشدة في الحرب.
وذكر أن أرياطا عل بالحربة أبرهة فأخآطأ يافوخآه .واليافوخ وسط الرأس .2
ــــ
1هي في "اللسان"" :أبنأي ،وكر الليالي" بدل من :أعمير ،ومر.
2وتقال دون إظهار الهمزة.
) (1/134
حتى تفنأيها شيئا ،فابرز إلي وأبرز إليك ،فأينأا أصاب صاحبه انأصرف إليه جنأده فأرسل إليه أرياط:
أنأصفت فخآرج إليه أبرهة -وكان رجل قصي ار لحيما حاد ار ،1وكان ذا دين في النأصرانأية -وخآرج إليه
أرياط وكان رجل جميل عظيما طويل ،وفي يده حربة له وخآلف أبرهة غلم له يقال له عتودة 2يمنأع
ظهره فرفع أرياط الحربة فضرب أبرهة يريد يافوخآه 3فوقعت الحربة على جبهة أبرهة فشرمت حاجبه
وأنأفه وعينأه وشفته فبذلك سمي أبرهة الشرم ،وحمل عتودة على أرياط من خآلف أبرهة فقتله وانأصرف
جنأد أرياط إلى أبرهة فاجتمعت عليه الحبشة باليمن وودى 4أبرهة أرياطا.
غضب النأجاشي على أبرهة لقتله أرياط ثم رضاؤه عنأه:
فلما بلغ النأجاشي غضب غضبا شديدا وقال عدا على أميري ،فقتله بغير أمري ،ثم حلف ل يدع أبرهة
حتى يطأ بلده ويجز نأاصيته فحلق أبرهة رأسه ومل جرابا من تراب اليمن ،ثم بعث إلى النأجاشي ،ثم
كتب إليه:
أيها الملك إنأما كان أرياط عبدك ،وأنأا عبدك ،فاخآتلفنأا في أمرك ،وكل طاعته لك ،إل أنأي كنأت أقوى
على أمر الحبشة ،وأضبط لها ،وأسوس منأه وقد حلقت رأسي
ــــ
ويقال له من الطفل :غاذية بالذال فإذا اشتد وصلب سمي يأفوخآا بالهمز على وزن يفعول وجمعه يآفيخ
قال العجاج:
ضرب إذا صاب اليآفيخ حفر
وقوله :شرم أنأفه وشفته أي شقهما.
ــــ
1اللحيم :الكثير لحم الجسد ،والحادر :السمين الغليظ.
2مأخآوذة من الفتودة :وهي الشدة في الحرب.
3اليافوخ :وسط الرأس.
4وداه :دفع ديته.
) (1/135
كله حين بلغنأي قسم الملك وبعثت إليه بجراب تراب من أرضي ; ليضعه تحت قدميه فيبر قسمه في".
فلما انأتهى ذلك إلى النأجاشي رضي عنأه وكتب إليه أن اثبت بأرض اليمن حتى يأتيك أمري ،فأقام أبرهة
باليمن.
) (1/136
) (1/136
..............................................................................................
ــــ
في العامل إذا طلعت عليه الشمس قبل أن يأخآذ في عمله أن يقطع يده فنأام رجل منأهم ذات يوم حتى
طلعت الشمس فجاءت معه أمه وهي امرأة عجوز فتضرعت إليه تستشفع لبنأها ،فأبى إل أن يقطع يده
فقالت اضرب بمعولك اليوم فاليوم لك ،وغدا لغيرك ،فقال ويحك ما قلت؟ فقالت نأعم كما صار هذا
الملك من غيرك إليك ،فكذلك يصير منأك إلى غيرك ،فأخآذته موعظتها ،وأعفى النأاس من العمل فيها
بعد .فلما هلك ومزقت الحبشة كل ممزق وأقفر ما حول هذه الكنأيسة فلم يعمرها أحد ،وكثرت حولها
السباع والحيات وكان كل من أراد أن يأخآذ شيئا منأها أصابته الجن ،1فبقيت من ذلك العهد بما فيها من
العدد والخآشب المرصع بالذهب واللت المفضضة التي تساوي قنأاطير من المال ل يستطيع أحد أن
يأخآذ منأها شيئا إلى زمن أبي العباس فذكر له أمرها ،وما يتهيب من جنأها وحياتها ،فلم يرعه ذلك.
وبعث إليها بابن الربيع عامله على اليمن معه أهل الحزم والجلدة 2فخآربها ،وحصلوا منأها مال كثي ار
ببيع ما أمكن بيعه من رخآامها وآلتها ،فعفا بعد ذلك رسمها ،وانأقطع خآبرها ،ودرست آثارها ،وكان الذي
يصيبهم من الجن ينأسبونأه إلى كعيب وامرأته صنأمين كانأت الكنأيسة عليهما ،فلما كسر كعيب وامرأته
أصيب الذي كسره بجذام فافتتن بذلك رعاع اليمن وطغامهم 3وقالوا :أصابه كعيب وذكر أبو الوليد
الزرقي أن كعيبا كان من خآشب طوله ستون ذراعا .4
ــــ
1خآرافة قولا واحداا.
2القوة مع الصبر على المكروه.
3الطغام :الوغاد من النأاس واحدة :طغامة مثل سحابة ،والرعاع بضم الراء وفتحها مفردها :رعاعة،
وهو من ل قلب له وول عقل.
4كيف إذن يصيب هذا الخآشب النأاس بسوء؟
) (1/137
معنأى النأسأة:
النأسأة :الذين كانأوا ينأسئون الشهور على العرب في الجاهلية فيحلون الشهر من الشهر الحرم،
ويحرمون مكانأه الشهر من أشهر الحل ويؤخآرون ذلك الشهر ففيه أنأزل ال تبارك وتعالى } :مإصنأكما
ضرل بممه الصمذيكن ككفككروا كيمحرلوكنأهك كعام ا كوكيكحدركموكنأهك كعام ا لمكيكوامطئكوا معصدةك كما كحصركم اللصكه{ٍ م م
الصنأسيكء مزكياكدةة في املككمفمر كي ك
]التوبة.[37 :
المواطأة لغة:
قال ابن هشام :ليواطئوا :ليوافقوا ،والمواطأة الموافقة تقول العرب :واطأتك على هذا المر أي وافقتك
عليه واليطاء في الشعر الموافقة وهو اتفاق القافيتين من لفظ واحد وجنأس واحد نأحو قول العجاج -
واسم العجاج عبد ال بن رؤبة أحد بنأي سعد بن زيد منأاة بن تميم بن مر بن أد بن طابخآة بن إلياس بن
مضر بن نأزار:
في أثعبان المنأجنأون المرسل
ثم قال:
مد الخآليج في الخآليج المرسل
وهذان البيتان في أرجوزة له.
تاريخ النأسء عنأد العرب:
قال ابن إسحاق :وكان أول من نأسأ الشهور على العرب ،فأحلت منأها ما أحل
ــــ
النأسيء والنأسأة:
وذكر النأسأة والنأسيء من الشهر .فأما النأسأة فأولهم :القلمس واسمه حذيفة بن عبد بن فقيم وقيل له
القلمس لجوده إذ القلمس من أسماء البخآر وأنأشد قاسم بن ثابت:
) (1/138
وحرمت منأها ما حرم القلمس وهو حذيفة بن عبد بن فقيم بن عدي بن عامر بن ثعلبة بن الحارث بن
مالك بن كنأانأة بن خآزيمة ،ثم قام بعده على ذلك ابنأه عباد بن حذيفة ثم قام بعد عباد قلع بن عباد ثم قام
بعد قلع أمية بن قلع ثم قام بعد أمية عوف بن أمية ثم قام بعد عوف أبو ثمامة جنأادة بن عوف .وكان
آخآرهم وعليه قام السلم وكانأت العرب إذا فرغت من حجها اجتمعت إليه فحرم الشهر
ـ ـ ــ.
إلى نأضد من عبد شمس كأنأهم ...هضاب أجا أركانأه لم تقصف 1
قلمسة ساسوا المور فأحكمت ...سياستها حتى أقرت لمردف
وذكر أبو علي القالي في "المالي" أن الذي نأسأ الشهور منأهم نأعيم بن ثعلبة وليس هذا بمعروف 2وأما
نأسؤهم للشهر فكان على ضربين أحدهما :ما ذكر ابن إسحاق من تأخآير شهر المحرم إلى صفر
لحاجتهم إلى شن الغارات وطلب الثارات والثانأي :تأخآيرهم الحج عن وقته تحريا منأهم للسنأة الشمسية
فكانأوا يؤخآرونأه في كل عام أحد عشر يوما ،أو أكثر قليل ،حتى يدور الدور إلى ثلث وثلثين سنأة
فيعود إلى وقته ولذلك قال عليه السلم في حجة الوداع " :إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خآلق ال
السموات والرض" 3وكانأت حجة الوداع في السنأة التي عاد فيها الحج إلى وقته ولم يحج رسول ال -
صلى ال عليه وسلم -من المدينأة إلى مكة غير تلك الحجة وذلك لخآراج الكفار الحج عن وقته
ولطوافهم بالبيت عراة -وال أعلم -إذ كانأت مكة بحكمهم حتى فتحها ال على نأبيه -صلى ال عليه
ت مللصنأا م
س كواملكحدج{ٍ ك كعمن املكمهلصمة كقمل مهكي كمكوامقي ك
وسلم -قال شيخآنأا أبو بكر نأرى أن قول ال سبحانأه }كيمسكألوكنأ ك
]البقرة .[189 :وخآص الحج بالذكر دون غيره من العبادات المؤقتة بالوقات تأكيدا لعتباره بالهلة
دون حساب العاجم من أجل ما كانأوا أحدثوا في الحج من
ــــ
1أجأ :أحد جبلي طيء ،وفيه قرى كثيرة ،والنأضد :الشرف والشريف من القوم :جماعتهم وعددهم.
2انأظر" :المالي" .1/4ط .2دار الكتب.
3أخآرجه البخآاري ومسلم وأحمد وغيرهم.
) (1/139
..............................................................................................
ــــ
العتبار بالشهور العجمية وال أعلم.
وذكر ابن هشام قول العجاج:
في أثعبان المنأجنأون المرسل .1الثعبان ما ينأدفع من الماء من شعبه .والمنأجنأون أداة السانأية والميم
في المنأجنأون أصلية في قول سيبويه ،وكذلك النأون لنأه يقال فيه منأجنأين مثل عرطليل 2وقد ذكر
سيبويه أيضا في موضع آخآر من كتابه أن النأون زائدة إل أن بعض رواة الكتاب قال فيه منأحنأون بالحاء
فعلى هذا لم يتنأاقض كلمه -رحمه ال -وفي أداة السانأية الدولب بضم الدال وفتحها ،والشهرق وهو
الذي يلقى عليه حبل القداس واحدها :قدس والعامة تقول قادوس والعصامير عيدان السانأية قاله أبو
حنأيفة :وقال صاحب العين العصمور عود السانأية .وقوله مد الخآليج .الخآليج :الجبل والخآليج أيضا:
خآليج الماء .وذكر اسم العجاج ولم يكنأه وكنأيته أبو الشعثاء ،وسمي العجاج بقوله حتى يعج عنأدها من
عججا.
وقال عمير بن قيس :كرام النأاس أن لهم كراما .أي آباء كراما ،وأخآلقا كراما .وقوله وأي النأاس لم نأعلك
لجاما .أي لم نأقدعهم ونأكفهم كما يقدع الفرس باللجام .تقول أعلكت الفرس لجامه إذا رددته عن تنأزعه
فمضغ اللجام كالعلك من نأشاطه فهو مقدوع قال الشاعر:
إواذا احتبى قربوسه بعنأانأه ...علك اللجام إلى انأصراف الزائر
وكان عمير هذا من أطول النأاس وهو مذكور في مقبلي الظعن وسمي جذل الطعان لثباته في الحرب
كأنأه جذل شجرة واقف وقيل لنأه كان يستشفى برأيه،
ــــ
1المنأجنأون :الدولب يستقى عليه ،أو البكرة العظيمة ,والسانأية :الدلو العظيمة وأداتها.
2العرطليل :الضخآم والفاحش ،والعرطويل :الحسن الشباب والقد.
) (1/140
الحرم الربعة رجبا ،وذا القعدة وذا الحجة والمحرم .فإذا أراد أن يحل شيئا أحل المحرم فأحلوه وحرم
مكانأه صف ار فحرموه ليواطئوا عدة الربعة الشهر الحرم .فإذا أرادوا الصدر قام فيهم فقال "اللهم إنأي قد
أحللت لك أحد الصفرين الصفر الول ونأسأت الخآر للعام المقبل" .1فقال في ذلك عمير بن قيس
"جذل الطعان" أحد بنأي فراس بن غنأم بن ثعلبة بن مالك بن كنأانأة ،يفخآر بالنأسأة على العرب:
لقد علمت معد أن قومي ...كرام النأاس أن لهم كراما
فأي النأاس فاتونأا بوتر ...وأي النأاس لم نأعلك لجاما
ألسنأا النأاسئين على معد ...شهور الحل نأجعلها حراما
قال ابن هشام :أول الشهر الحرم :المحرم.
ــــ
ويستراح إليه كما تستريح البهيمة الجرباء إلى الجذل تحتك به ونأحو منأه قول الحباب ]ابن المنأذر[ :أنأا
جذيلها المحكك وعذيقها المرجب وقول العرابي يصف ابنأه إنأه لجذل حكاك ومدره لكاك .واللكاك
الزحام.
فصل :وذكر جنأادة بن عوف من النأسأة ،وعليه قام السلم ولم يذكر هل أسلم أم ل ،وقد وجدت له
خآب ار يدل على إسلمه حضر الحج في زمن عمر فرأى النأاس يزدحمون على الحج فنأادى :أيها النأاس
إنأي قد أجرته منأكم فخآفقه عمر بالدرة وقال ويحك :إن ال قد أبطل أمر الجاهلية .وذكر البرقي عن ابن
الكلبي قال فنأسأ قلع بن عباد سبع سنأين ونأسأ بعده أمية بن قلع إحدى وعشرين سنأة ثم نأسأ من بعده
جنأادة وهو أبو أمامة وهو القلمس أربعين سنأة.
الشهر الحرم:
وقول ابن هشام :أول الشهر الحرم :المحرم قول وقد قيل أولها ذو
ــــ
1كان النأسيء عنأدهم على ضربين :أحدهما ما ذكر ابن إسحاق من تأخآير شهر المحرم إلى صفر=
) (1/141
إحداث الكنأانأي في القليس ،وحملة أبرهة على الكعبة:
قال ابن إسحاق :فخآرج الكنأانأي حتى أتى القليس فقعد فيها -قال ابن هشام:
ــــ
القعدة ،لن رسول ال -صلى ال عليه وسلم -بدأ به حين ذكر الشهر الحرم ،1ومن قال المحرم
أولها ،احتج بأنأه أول السنأة وفقه هذا الخآلف أن من نأذر صيام الشهر الحرم ،فيقال له على الول ابدأ
بالمحرم ثم برجب ثم بذي القعدة وذي الحجة وعلى القول الخآر يقال له ابدأ بذي القعدة حتى يكون آخآر
صيامك في رجب من العام الثانأي.
القعود على المقابر:
وقوله خآرج الكنأانأي حتى قعد في القليس أي أحدث فيها ،وفيه شاهد لقول مالك ،وغيره من الفقهاء في
تفسير القعود على المقابر المنأهي عنأه وأن ذلك للمذاهب كما قال مالك وال أعلم.
أنأساب:
وذكر قول نأفيل الخآثعمي وهاتان يداي لك على شهران ونأاهس ،وهما قبيل خآثعم ،أما خآثعم :فاسم جبل
سمي به بنأو عفرس 2بن خآلف بن أفتل بن أنأمار ،لنأهم نأزلوا عنأده وقيل إنأهم تخآثعموا بالدم عنأد حلف
عقدوه بينأهم أي:
ــــ
= لحاجتهم إلى شن الغارات وطلب الثارات .والثانأي تأخآيرهم الحج عن وقته تحري ا منأهم للسنأة
الشمسية.
1راجع حديث" :إن الزمان استدار".
2في "الشتقاق" عفرس :الخآذ بالقهر والغلبة .أما أفتل فمن قولهم بعير أفتل :وهو الذي يتباعد منأكباه
عن زوره .وشهران :إما من الشهرة إواما من الشهر وهو البياض الذي حول صفرة النأرجس ونأاهس :من
النأهس وهو النأهش.
) (1/142
يعنأي أحدث فيها -قال ابن إسحاق :ثم خآرج فلحق بأرضه فأخآبر بذلك أبرهة فقال من صنأع هذا؟ فقيل
له صنأع هذا رجل من العرب من أهل هذا البيت الذي تحج العرب إليه بمكة لما سمع قولك" :أصرف
إليها حج العرب" غضب فجاء فقعد فيها ،أي أنأها ليست لذلك بأهل .فغضب عنأد ذلك أبرهة وحلف
ليسيرن إلى البيت حتى يهدمه ثم أمر الحبشة فتهيأت وتجهزت ثم سار وخآرج معه بالفيل وسمعت بذلك
العرب ،فأعظموه وفظعوا به و أروا جهاده حقا عليهم حين سمعوا بأنأه يريد هدم الكعبة ،بيت ال الحرام.
__________
تلطخآوا ،وقيل بل خآثعم ثلث شهران ونأاهس وأكلب غير أن أكلب عنأد أهل النأسب هو ابن ربيعة بن
نأزار ولكنأهم دخآلوا في خآثعم ،وانأتسبوا إليهم فال أعلم .قال رجل من خآثعم:
ما أكلب منأا ،ول نأحن منأهم ...وما خآثعم يوم الفخآار وأكلب
قبيلة سوء من ربيعة أصلها ...فليس لها عم لدينأا ،ول أب
فأجابه الكلبي فقال:
إنأي من القوم الذين نأسبتنأي ...إليهم كريم الجد والعم والب
فلو كنأت ذا علم بهم ما نأفيتنأي ...إليهم ترى أنأي بذلك أثلب
فإن ل يكن عماي خآلفا ونأاهسا ...فإنأي امرئ قلبه كيف يركب
يريد أنأه من ربيعة ،وربيعة كان يقال له :ربيعة الفرس.
وأما ثقيف وما ذكر من اخآتلف النأسابين فيهم فبعضهم ينأسبهم إلى إياد ،وبعضهم ينأسبهم إلى قيس،
وقد نأسبوا إلى ثمود أيضا .وقد روي في ذلك حديث عنأه -عليه السلم -رواه معمر بن راشد في
جامعه وكذلك أيضا روي في الجامع أن أبا رغال من ثمود ،وأنأه كان بالحرم حين أصاب قومه الصيحة
فلما خآرج من الحرم أصابه من الهلك ما أصاب قومه فدفن هنأاك ودفن معه غصنأان من ذهب وذكر
أن
) (1/143
) (1/144
من هدمه إواخآرابه فأجابه إلى ذلك من أجابه ثم عرض له فقاتله فهزم ذو نأفر وأصحابه وأخآذ له ذو نأفر،
فأتي به أسيرا ،فلما أراد قتله قال له ذو نأفر :أيها الملك ل تقتلنأي فإنأه عسى أن يكون بقائي معك خآي ار
لك من قتلي ،فتركه من القتل وحبسه عنأده في وثاق وكان أبرهة رجل حليما.
ما وقع بين نأفيل وأبرهة:
ثم مضى أبرهة على وجهه ذلك يريد ما خآرج له حتى إذا كان بأرض خآثعم عرض له نأفيل بن حبيب
الخآثعمي في قبيلي خآثعم شهران ونأاهس ،ومن تبعه من قبائل العرب ،فقاتله فهزمه أبرهة وأخآذ له نأفيل
أسيرا ،فأتي به فلما هم بقتله قال له نأفيل أيها الملك ل تقتلنأي فإنأي دليلك بأرض العرب ،وهاتان يداي لك
على قبيلي خآثعم :شهران ونأاهس بالسمع والطاعة فخآلى سبيله.
ابن معتب وأبرهة:
وخآرج به معه يدله حتى إذا مر بالطائف خآرج إليه مسعود بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن
سعد بن عوف بن ثقيف في رجال ثقيف.
__________
جواب التمنأي المضمن في لو نأحو قوله تعالى } :كفلكمو أكصن لككنأا ككصرةا فككنأككوكن ممكن املكممؤمممنأيكن{ٍ ]الشعراء[102 :
وأما تسمية قسي بثقيف فسيأتي سبب ذلك في غزوة الطائف -إن شاء ال تعالى.
المغمس:
وقوله فلما نأزل أبرهة المغمس هكذا ألفيته في نأسخآة الشيخ أبي بحر المقيدة على أبي الوليد القاضي
بفتح الميم الخآرة من المغمس .وذكر البكري في كتاب المعجم عن ابن دريد وعن غيره من أئمة اللغة
أنأه المغمس .بكسر الميم الخآرة وأنأه أصح ما قيل فيه وذكر أيضا أنأه يروى بالفتح فعلى رواية الكسر
هو مغمس مفعل من غمست ،كأنأه اشتق من الغميس وهو الغمير ،وهو النأبات الخآضر الذي ينأبت في
الخآريف تحت اليابس يقال :غمس المكان وغمر إذا نأبت فيه ذلك كما
) (1/145
) (1/146
اللت:
واللت :بيت لهم بالطائف كانأوا يعظمونأه نأحو تعظيم الكعبة .قال ابن هشام :أنأشدنأي أبو عبيدة النأحوي
لضرار بن الخآطاب الفهري:
وفرت ثقيف إلى لتها ...بمنأقلب الخآائب الخآاسر
وهذا البيت في أبيات له.
معونأة أبي رغال لبرهة وموته وقبره:
قال ابن إسحاق :فبعثوا معه أبا رغال يدله على الطريق إلى مكة ،فخآرج أبرهة ومعه أبو رغال حتى
أنأزله المغمس ،1فلما أنأزله به مات أبو رغال هنأالك فرجمت قبره العرب ،فهو القبر الذي يرجم النأاس
بالمغمس.
السود واعتداؤه على مكة:
فلما نأزل أبرهة المغمس ،بعث رجل من الحبشة يقال له السود بن مقصود على خآيل له حتى انأتهى إلى
مكة ،فساق إليه أموال تهامة من قريش وغيرهم وأصاب فيها مئتي بعير لعبد المطلب بن هاشم وهو
يومئذ كبير قريش وسيدها ،فهمت قريش وكنأانأة وهذيل ،ومن كان بذلك الحرم بقتاله ثم عرفوا أنأهم ل
طاقة لهم به فتركوا ذلك.
حنأاطة وعبد المطلب:
وبعث أبرهة حنأاطة الحميري إلى مكة ،وقال له سل عن سيد أهل هذا البلد وشريفها ،ثم قل له إن الملك
يقول لك :إنأي لم آت لحربكم إنأما جئت لهدم هذا البيت فإن لم تعرضوا دونأه بحرب فل حاجة لي
بدمائكم فإن هو لم يرد حربي
__________
رسول ال -صلى ال عليه وسلم -إذ كان بمكة كان إذا أراد حاجة النأسان خآرج إلى المغمس ،وهو
على ثلث فرسخ منأها ،كذلك رواه علي بن السكن في كتاب "السنأن" له وفي
ــــ
1المغمس "بالكسر على صيغة الفاعل ،وروي بالفتح على زنأة اسم المفعول" :موضع بطريق الطائف
على ثلثي فرسخ من مكة المكرمة.
) (1/147
فأتنأي به فلما دخآل حنأاطة مكة ،سأل عن سيد قريش وشريفها ،فقيل له عبد المطلب بن هاشم فجاءه
فقال له ما أمره به أبرهة فقال له عبد المطلب :وال ما نأريد حربه وما لنأا بذلك من 1طاقة هذا بيت ال
الحرام وبيت خآليله إبراهيم عليه السلم -أو كما قال -فإن يمنأعه منأه فهو بيته وحرمه 2إوان يخآل بينأه
وبينأه فوال ما عنأدنأا دفع عنأه فقال له حنأاطة فانأطلق معي إليه فإنأه قد أمرنأي أن آتيه بك.
ذو نأفر وأنأيس وتوسطهما لعبد المطلب لدى أبرهة:
فانأطلق معه عبد المطلب ،ومعه بعض بنأيه حتى أتى العسكر فسأل عن ذي نأفر وكان له صديقا ،حتى
دخآل عليه وهو في محبسه فقال له يا ذا نأفر هل عنأدك من غنأاء فيما نأزل بنأا؟ فقال له ذو نأفر :وما
غنأاء رجل أسير بيدي ملك ينأتظر أن يقتله غدوا أو عشيا؟ ما عنأدنأا غنأاء في شيء مما نأزل بك إل أن
أنأيسا سائس الفيل صديق لي ،وسأرسل إليه فأوصيه بك ،وأعظم عليه حقك ،وأسأله أن يستأذن لك على
الملك فتكلمه بما بدا لك .ويشفع لك عنأده بخآير إن قدر على ذلك فقال حسبي .فبعث ذو نأفر إلى أنأيس
فقال له إن عبد المطلب سيد قريش ،وصاحب عير 3مكة ،يطعم النأاس بالسهل والوحوش في رءوس
الجبال وقد أصاب له الملك مئتي بعير فاستأذن له عليه وانأفعه عنأده بما استطعت ،فقال أفعل.
فكلم أنأيس أبرهة فقال له أيها الملك هذا سيد قريش ببابك يستأذن عليك ،وهو صاحب عير مكة ،وهو
يطعم النأاس في السهل والوحوش في رءوس الجبال فأذن له عليك ،فيكلمك 4في حاجته]وأحسن إليه[
قال فأذن له أبرهة
ــــ
"السنأن" لبي داود أن رسول ال -صلى ال عليه وسلم -كان إذا أراد البراز أبعد ،ولم يبين مقدار
البعد
ــــ
1كذا في "الطبري" ،وفي الصول" :منأه".
2كذا في "الطبري" ،وفي الصول" :حرمته".
3كذا في "الطبري" ،وفي الصل "عين".
4كذا في "الطبري" ،وفي سائر الصول "فليكلمك".
) (1/148
) (1/149
) (1/150
) (1/151
..............................................................................................
ــــ
والحلل أيضا :متاع البيت وجائز أن يستعيره ههنأا ،وفي الرجز بيت ثالث لم يقع في الصل وهو قوله
وانأصر على آل الصليب ...وعابديه اليوم آلك
وفيه حجة على النأحاس والزبيدي حيث زعما ،ومن قال بقولهما أنأه ل يقال اللهم صل على محمد وعلى
آله لن المضمر يرد المعتل إلى أصله وأصله أهل فل يقال إل :وعلى أهله وبهذه المسألة خآتم النأحاس
كتابه الكافي .وقولهما خآطأ من وجوه وغير معروف في قياس ول سماع وما وجدنأا قط مضم ار يرد
معتل إلى أصله إل قولهم أعطيتكموه برد الواو وليس هو من هذا الباب في ورد ول صدر ول نأقول
أيضا :إن آل أصله أهل ول هو في معنأاه ول نأقول إن أهيل تصغير آل كما ظن بعضهم ولتوجيه
الحجاج عليهم موضع غير هذا ،وفي الكامل من قول الكتابي لمعاوية حين ذكر عبد الملك من آلك،
وليس منأك .1
وقول عكرمة بن عامر :الخآذ الهجمة فيها التقليد الهجمة هي ما بين التسعين إلى المائة والمائة منأها:
هنأيدة والمائتان هنأد ،وقال بعضهم والثلثمائة أمامة وأنأشدوا:
تبين رويدا ما أمامة من هنأد 2
وكأن اشتقاق الهجمة من الهجيمة وهو الثخآين من اللبن لنأه لما كثر لبنأها لكثرتها ،لم يمزج بماء وشرب
صرفا ثخآينأا ،ويقال للقدح الذي يحلب فيه إذا كان كبيرا :هجم .3
ــــ
1في "اللسان" كلم طويل عن آل في مادة أهل فانأظره.
2في "اللسان" ورد هكذا في مادة :أمم.
3وقيل :يحرك أيضاا.
) (1/152
دخآول أبرهة مكة ،وما وقع له ولفيله ،وشعر نأفيل في ذلك:
فلما أصبح أبرهة تهيأ لدخآول مكة ،وهيأ فيله وعبى جيشه -وكان اسم الفيل محمودا -وأبرهة مجمع
لهدم البيت ثم النأصراف إلى اليمن .فلما وجهوا الفيل إلى مكة ،أقبل نأفيل بن حبيب حتى قام إلى جنأب
الفيل ثم أخآذ بأذنأه فقال ابرك محمود أو ارجع راشدا من حيث جئت ،فإنأك في بلد ال الحرام ثم أرسل
أذنأه .فبرك الفيل وخآرج نأفيل بن حبيب يشتد حتى أصعد في الجبل وضربوا الفيل ليقوم فأبى ،فضربوا
في رأسه بالطبرزين 1ليقوم فأبى ،فأدخآلوا محاجن 2لهم في مراقه 3فبزغوه بها ليقوم فأبى ،فوجهوه
راجعا إلى اليمن فقام يهرول ووجهوه إلى الشام ففعل مثل ذلك ووجهوه إلى المشرق ففعل مثل ذلك
ووجهوه إلى مكة فبرك فأرسل ال تعالى عليهم طي ار من البحر أمثال الخآطاطيف والبلسان مع كل طائر
معها ثلثة أحجار يحملها :حجر في منأقاره وحجران في رجليه أمثال الحمص والعدس ل تصيب منأهم
أحدا إل هلك وليس كلهم أصابت وخآرجوا هاربين يبتدرون الطريق الذي منأه جاءوا ،ويسألون عن نأفيل
بن حبيب ليدلهم على الطريق إلى اليمن ،فقال نأفيل حين رأى ما أنأزل ال بهم من نأقمته:
ــــ
في حديث الفيل:
وقوله :أخآفره يا رب .أي انأقض عزمه وعهده فل تؤمنأه يقال أخآفرت الرجل إذا نأقضت عهده وخآفرته
أخآفره إذا أجرته ،فينأبغي أن ل يضبط هذا إل بقطع الهمزة وفتحها ،لئل يصير الدعاء عليه دعاء له.
وقوله إلى طماطم سود .يعنأي :العلوج .ويقال لكل أعجمي طمطمانأي
ــــ
1آلة معقفة من حديد ،وطبر بالفارسية معنأاها الفأس.
2جمع محجن وهي عصا معوجة وقد يجعل طرفها من حديد.
3يعنأي أسفل بطنأه.
) (1/153
) (1/154
) (1/155
) (1/156
..............................................................................................
ــــ
السيل احتمل جثثهم فألقاها في البحر وكانأت قصة الفيل أول المحرم من سنأة اثنأتين وثمانأين وثمانأمائة
من تاريخ ذي القرنأين.
وقوله فضربوا رأسه بالطبرزين هكذا تقيد في نأسخآة الشيخ أبي بحر بسكون الباء وذكره البكري في
المعجم وأن الصل فيه طبرزين بفتح الباء وقال طبر هو الفأس وذكر طبرستان بفتح الباء وقال معنأاه
شجر قطع بفأس لنأها قبل أن تبنأى كانأت شجراء فقطعت ولم يقل في طبرية مثل هذا .قال ولكنأها
نأسبت إلى طباراء وهو اسم الملك الذي بنأاها ،وقد ألفيته في شعر قديم طبرزين -بفتح الباء -كما قال
البكري ،وجائز في طبرزين -إوان كان ما ذكر أن تسكن الباء -لن العرب تتلعب بالسماء
العجمية تلعبا ل يقرها على حال .قاله ابن جنأي.
وقوله فبزغوه أي أدموه ومنأه سمي المبزغ وفي رواية يونأس عن ابن إسحاق أن الفيل ربض فجعلوا
يقسمون بال أنأهم رادوه إلى اليمن ،فحرك لهم أذنأيه كأنأه يأخآذ عليهم عهدا بذلك فإذا أقسموا له قام
يهرول فيردونأه إلى مكة ،فيربض فيحلفون له فيحرك لهم أذنأيه كالمؤكد عليهم ففعلوا ذلك م اررا.
وقوله أمثال الحمص والعدس يقال حمص ،وحمص ،كما يقال جلق وجلق قاله الزبيدي ،ولم يذكر أبو
حنأيفة في الحمص إل الفتح وليس لهما نأظير في البنأية إل الحلزة وهو القصير 1وقال ابن النأباري
الحلز البخآيل بتشديد الزاي ،وصوب القالي هذه الرواية في الغريب المصنأف لن فعل بالتشديد ليس من
الصفات عنأد سيبويه.
ويعنأي بمماثلة الحجارة للحمص أنأها على شكلها -وال أعلم -لنأه قد روي أنأها كانأت ضخآاما تكسر
الرءوس وروي أن مخآالب الطير كانأت كأكف الكلب -وال أعلم -وفي رواية يونأس عن ابن إسحاق
قال جاءتهم طير من
ــــ
1والسيء الخآلق ،ونأبات ،والبوم ,ودويبة.
) (1/157
..............................................................................................
ــــ
البحر كرجال الهنأد ،وفي رواية أخآرى عنأه أنأهم استشعروا العذاب في ليلة ذلك اليوم لنأهم نأظروا إلى
النأجوم كالحة إليهم تكاد تكلمهم من اقترابها منأهم ففزعوا لذلك1.
ولم تأسى على ما فات بينأا
نأصب بينأا نأصب المصدر المؤكد لما قبله إذ كان في معنأاه ولم يكن على لفظه لن فات معنأى :فارق
وبان كأنأه قال على ما فات فوتا ،أو بان بينأا ،ول يصح لن يكون مفعول من أجله يعمل فيه تأسى ،لن
السى باطن في القلب والبين ظاهر ول يجوز أن يكون المفعول من أجله إل بعكس هذا .تقول بكى
أسفا ،وخآرج خآوفا ،وانأطلق حرصا على كذا ،ولو عكست الكلم كان خآلفا من القول وهذا أحد شروط
المفعول من أجله ولعل له موضعا من الكتاب فنأذكره فيه.
وقوله نأعمنأاكم مع الصباح عينأا :دعاء أي نأعمنأا بكم فعدى الفعل لما حذف حرف الجر وهذا كما تقول
أنأعم ال بك عينأا .وقوله في أول البيت أل حييت عنأا يا ردينأا .هو اسم امرأة كأنأها سميت بتصغير ردنأة
وهي القطعة من الردن وهو الحرير .ويقال لمقدم الكم ردن ولكنأه مذكر وأما درينأة بتقديم الدال على الراء
فهو اسم للحمق قاله الخآليل.
وقوله في خآبر أبرهة تبعتها مدة تمث قيحا ودما .ألفيته في نأسخآة الشيخ تمث ،وتمث بالضم والكسر.
فعلى رواية الضم يكون الفعل متعديا ،ونأصب قيحا على المفعول وعلى رواية الكسر يكون غير متعد
ونأصب قيحا على التمييز في قول أكثرهم وهو عنأدنأا على الحال وهو من باب تصبب عرقا ،وتفقأ شحما
،2
ــــ
1كل هذه الراويات تحتاج إلى سنأد.
2مطاوع فقأ :شق الشيء وأخآرج ما فيه.
) (1/158
..............................................................................................
ــــ
وكذلك كان يقول شيخآنأا أبو الحسين في مثل هذا ،وقد أفصح سيبويه في لفظ الحال في :ذهبن كلكل
وصدو ار .1وأشرق كاهل ،وهذا مثله ولكشف القنأاع عن حقيقة هذا موضع غير هذا إوانأما قلنأا :إن من
رواه تمث بضم الميم فهو متعد كأنأه مضاعف والمضاعف إذا كان متعديا كان في المستقبل مضموما
نأحو رده يرده إل ما شذ منأه نأحو عل يعل ويعل ،وهر الكأس يهر ويهر ،إواذا كان غير متعد كان
مكسو ار في المستقبل نأحو خآف يخآف ،وفر يفر إل ستة أفعال جاءت فيها اللغتان جميعا ،وهي في أدب
الكاتب وغيره 2فغنأينأا بذلك عن ذكرها .على أنأهم قد أغفلوا :هب يهب وخآب يخآب وأج يؤج إذا أسرع
وشك في المر يشك ،ومعنأى تمث قيحا :أي تسيل يقال فلن يمث كما يمث الزق .3
وقوله يسقط أنأملة أنأملة أي ينأتثر جسمه والنأملة طرف الصبع ولكن قد يعبر بها عن طرف غير
الصبع والجزء الصغير .ففي مسنأد الحارث بن أبي أسامة عن رسول ال -صلى ال عليه وسلم – إن
في الشجرة شجرة هي مثل المؤمن ل تسقط لها أنأملة .ثم قال هي النأخآلة وكذلك المؤمن ل تسقط له
دعوة.
وقوله مرائر الشجر يقال شجرة مرة ثم تجمع على مرائر كما تجمع حرة على حرائر ول تعرف فعلة تجمع
على فعائل إل في هذين الحرفين وقياس جمعهما فعل نأحو درة ودرر ولكن الحرة من النأساء في معنأى:
الكريمة والعقيلة ونأحو ذلك فأجروها مجرى ما هو في معنأاها من الفعيلة وكذلك المر قياسه أن يقال فيه
مرير لن الم اررة في الشيء طبيعة فقياس فعله :أن يكون فعل كما
ــــ
1شطرته الولى" :مشق الهواجر لحمهن مع السرى".
2الفعال هي :جد ،وشب ،وجم ،وصد ،وشح ،وفح .انأظر" :أدب الكاتب" .1/471
3وعاء من جلد يجز شعره ول ينأتف –للشرب وغيره -جمعها أزقاق زقاق ،ومث الرجل مثا :عرق ورؤي
على جلده مثل الدهن.
) (1/159
..............................................................................................
ــــ
تقول عذب الشيء وقبح .وعسر إذا صار عسيرا ،إواذا كان قياسه فعل فقياس الصفة منأه أن تكون على
فعيل والنأثى :فعيلة والشيء المر عسير أكله شديد فأجروا الجمع مجرى هذه الصفات التي هي على
فعيل لنأها طباع وخآصال وأفعال الطباع والخآصال كلها تجري هذا المجرى.
وذكر العشر .وهو شجر مر يحمل ثم ار كالترج وليس فيه منأتفع ولبن العشر تعالج به الجلود قبل أن
تجعل في المنأيئة وهي المدبغة كما تعالج بالغلقة وهي شجرة وفي العشر الخآرفع والخآرفع وهو شبه
القطن ويجنأى من العشر المغافير واحدها :مغفور ومغافر وواحدها :مغفر ويقال لها :سكر العشر ول
تكون المغافير إل فيه وفي الرمث 1وفي الثمام والثمام أكثرها لثى ،وفي المثل هذا الجنأى ل أن يكد
المغفر من كتاب أبي حنأيفة.
وذكر ابن هشام :البابيل وقال لم يسمع لها بواحد وقال غيره واحدها :إباله إوابول وزاد ابن عزيز إوابيل
وأنأشد ابن هشام لرؤبة
وصيروا مثل كعصف مأكول
وقال ولهذا البيت تفسير في النأحو وتفسيره أن الكاف تكون حرف جر وتكون اسما بمعنأى :مثل ويدلك
أنأها حرف وقوعها صلة للذي ; لنأك تقول رأيت الذي كزيد ولو قلت :الذي مثل زيد لم يحسن ويدلك
أنأها تكون اسما دخآول حرف الجر عليها ،كقوله ورحنأا بكابن الماء ينأفض رأسه .ودخآول الكاف عليها،
وأنأشدوا :وصاليات ككما يؤثفين ]أو يؤثفين[ .إواذا دخآلت على مثل كقوله تعالى } :لكميكس ككمممثلممه كشميةء{ٍ
]الشورى [11 :فهي إذا حرف إذ ل يستقيم أن يقال مثل مثله وكذلك هي حرف في بيت رؤبة "مثل
كعصف" لكنأها مقحمة لتأكيد التشبيه كما أقحموا اللم من قوله يا بؤس للحرب ول يجوز أن يقحم حرف
من
ــــ
1الرمث :مرعى للبل من الحمض وشجر يشبه الغضا.
) (1/160
حروف الجر سوى اللم والكاف أما اللم فلنأها تعطي بنأفسها معنأى الضافة فلم تغير معنأاها ،وكذلك
الكاف تعطي معنأى التشبيه فأقحمت لتأكيد معنأى المماثلة غير أن دخآول مثل عليها كما في بيت رؤبة
قبيح ودخآولها على مثل كما في القرآن أحسن شيء لنأها حرف جر تعمل في السم والسم ل يعمل
فيها ،فل يتقدم عليها إل أن يقحمها كما أقحمت اللم.
وأنأشد شاهدا على العصيفة قول علقمة ،وآخآره:
حدورها من أتي الماء مطموم.
وهذا البيت أنأشده أبو حنأيفة في النأبات جدورها :هو جمع جدر بالجيم وهي الحواجز التي تحبس الماء
ويقال للجدر حباس 1أيضا :وفي الحديث "أمسك الماء حتى يبلغ الجدر ثم أرسله" .وقد ذكر غيره
رواية الجيم وقال إنأما قال جدورها من أتي الماء مطموم .وأفرد الخآبر ،لنأه رده على كل واحد من
الجدر كما قال الخآر:
ترى جوانأبها بالشحم مفتوقا
أي :ترى كل جانأب فيها.
فصل:
ويقال للعصيفة أيضا :أذنأة 2ولما تحيط به الجدور التي تمسك الماء دبرة وحبس ومشارة ولمفتح الماء
منأها :آغية بالتخآفيف والتثقيل ]أو أتي[.
ــــ
1في "القاموس" :حبس بكسر الحاء خآشبة أو حجارة تبنأى في مجرى الماء لتحبسه.
2هي ورقة الحنأة أول ما تنأبت وخآوصة الثمام والتبنأة.
) (1/161
إوايلف قريش :إيلفهم الخآروج إلى الشام في تجارتهم وكانأت لهم خآرجتان خآرجة في الشتاء وخآرجة في
الصيف .أخآبرنأي أبو زيد النأصاري :أن العرب تقول ألفت الشيء إلفا ،وآلفته إيلفا ،في معنأى واحد
وأنأشدنأي لذي الرمة:
من المؤلفات الرمل أدماء حرة ... 1شعاع الضحى في لونأها يتوضح
وهذا البيت في قصيدة له .وقال مطرود بن كعب الخآزاعي:
المنأعمين إذا النأجوم تغيرت ...والظاعنأين لرحلة اليلف
ــــ
وذكر إيلف قريش للرحلتين وقال هو مصدر ألفت الشيء وآلفته فجعله من اللف للشيء وفيه تفسير
آخآر أليق لن السفر قطعة من العذاب ول تألفه النأفس إوانأما تألف الدعة والكينأونأة مع الهل .قال
الهروي :هي حبال أي عهود كانأت بينأهم وبين ملوك العجم ،فكان هاشم يؤالف إلى ملك الشام ،وكان
المطلب يؤالف إلى كسرى ،والخآران يؤالفان أحدهما إلى ملك مصر ،والخآر إلى ملك الحبشة ،وهما:
عبد شمس ونأوفل .قال ومعنأى يؤالف يعاهد ويصالح ونأحو هذا ،فيكون الفعل منأه أيضا آلف على وزن
فاعل والمصدر إلفا بغير ياء مثل قتال ،ويكون الفعل منأه أيضا آلف على وزن أفعل مثل آمن ويكون
المصدر إيلفا بالياء مثل إيمانأا ،وقد قرئ للف قريش بغير ياء ولو كان من آلفت الشيء على وزن
أفعلت إذا ألفته لم تكن هذه القراءة صحيحة وقد قرأها ابن عامر فدل هذا على صحة ما قاله الهروي،
ش{ٍ متعلقة بقوله وقد حكاه عمن تقدمه .وظاهر كلم ابن إسحاق أن اللم من قوله تعالى} :ممليل م
ف قككرمي ة
سبحانأه }فكجعلكهم ككعص ة
ف كممأككوةل{ٍ وقد قاله غيره ومذهب الخآليل وسيبويه :أنأها متعلقة بقوله} :كفملكيمعكبكدوا ك ك كم ك م
ب كهكذا املكبميمت{ٍ أي فليعبدوه من أجل ما فعل بهم .وقال قوم هي لم التعجب وهي متعلقة بمضمر كأنأه كر ص
قال اعجب ليلف قريش ،كما قال -صلى ال عليه وسلم -في سعد بن معاذ -رضي ال عنأه -
حين دفن "سبحان ال لهذا العبد
ــــ
1الدماء من الظباء :السمراء الظهر البيضاء البطن.
) (1/162
وهذا البيت في أبيات له سأذكرها في موضعها إن شاء ال تعالى .واليلف أيضا :أن يكون للنأسان
ألف من البل أو البقر أو الغنأم أو غير ذلك .يقال آلف فلن إيلفا .قال الكميت بن زيد ،أحد بنأي أسد
بن خآزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نأزار معد:
بعام يقول له المؤلفو ...ن هذا المعيم لنأا المرجل 1
وهذا البيت في قصيدة له .واليلف أيضا :أن يصير القوم ألفا ،يقال آلف القوم إيلفا .قال الكميت بن
زيد:
وآل مزيقياء غداة لقوا ...بنأي سعد بن ضبة مؤلفينأا
وهذا البيت في قصيدة له .واليلف أيضا :أن تؤلف الشيء إلى الشيء فيألفه ويلزمه يقال آلفته إياه
إيلفا .واليلف أيضا :أن تصير ما دون اللف ألفا ،يقال آلفته إيلفا.
ما أصاب قائد الفيل وسائسه:
قال ابن إسحاق :حدثنأي عبد ال بن أبي بكر ،عن عمرة 2ابنأة عبد الرحمن بن
__________
الصالح ضم في قبره حتى فرج ال عنأه!!" .وقال في عبد حبشي مات بالمدينأة "لهذا العبد الحبشي جاء
من أرضه وسمائه إلى الرض التي خآلق منأها" .أي اعجبوا لهذا العبد الصالح .وأنأشد للكميت:
بعام يقول له المؤلفو ...ن أهذا المعيم لنأا المرجل
المؤلف صاحب اللف من البل كما ذكر والمعيم بالميم من العيمة
ــــ
1المعيم :من العيمة وهي الشوق إلى اللبن ,ولمرجل :الذي تذهب إبله فيمشي على رجليه.
2هي عمرة بنأت عبد الرحمن بن سعد بن ز اررة النأصارية المدنأية الفقيهة ،وكانأت حجة توفيت ]98هـ[
وقيل ]106هـ[.
) (1/163
سعد 1بن ز اررة عن عائشة -رضي ال عنأها -قالت
"لقد رأيت قائد الفيل وسائسه بمكة أعميين مقعدين يستطعمان النأاس".
ــــ
أي تجعل تلك السنأة صاحب اللف من البل يعام إلى اللبن وترجله فيمشي راجل ،لعجف الدواب
وهزالها.
وذكر قول ابن الزبعرى:
تنأكلوا عن بطن مكة
البيت .ونأسبه إلى عدي بن سعيد بن سهم وكرر هذا النأسب في كتابه م ار ار وهو خآطأ والصواب سعد بن
سهم إوانأما سعيد أخآو سعد وهو في نأسب عمرو بن العاص بن وائل وقد أنأشد في الكتاب ما يدل على
خآلف قوله وهو قول المبرق وهو عبد ال بن الحارث بن عدي بن سعد:
فإن تك كانأت في عدي أمانأة ...عدي بن سعد في الخآطوب الوائل
فقال عدي بن سعد ولم يقل سعيد وكذلك ذكره الواقدي والزبيريون وغيرهم.
ــــ
1استشهد عبد ال يوم الطائف وستأتي قصيدته في الحديث عن المهاجرين.
) (1/164
) (1/164
شعر ابن الزبعري في وقعة الفيل:
فقال عبد ال بن الزبعرى بن عدي بن قيس بن عدي بن سعيد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب
بن لؤي بن غالب بن فهر:
تنأكلوا عن بطن مكة إنأها ...كانأت قديما ل يرام حريمها
لم تخآلق الشعرى ليالي حرمت ...إذ ل عزيز من النأام يرومها 1
سائل أمير الجيش عنأها ما رأى ...ولسوف ينأبي الجاهلين عليمها
ستون ألفا لم يئوبوا أرضهم ...ولم يعش بعد الياب سقيمها
كانأت بها عاد وجرهم قبلهم ...وال من فوق العباد يقيمها
قال ابن إسحاق :يعنأي ابن الزبعرى بقوله:
...بعد الياب سقيمها
أبرهة ،إذ حملوه معهم حين أصابه ما أصابه حتى مات بصنأعاء.
شعر ابن السلت في وقعة الفيل:
وقال أبو قيس بن السلت النأصاري ثم الخآطمي ،واسمه صيفي .قال ابن هشام :أبو قيس :صيفي بن
السلت بن جشم بن وائل بن زيد بن قيس بن عامرة 2بن مرة بن مالك بن الوس:
ومن صنأعه يوم فيل الحبو ...ش إذ كلما بعثوه رزم 3
محاجنأهم تحت أقرابه ...وقد شرموا أنأفه فانأخآرم 4
وقد جعلوا سوطه مغول ...إذا يمموه قفاه كلم
فولى وأدبر أدراجه ...وقد باء بالظلم من كان ثم
ــــ
1الشعري :اسم النأجم.
2كذا في "شرح السيرة" لبي ذر ،وفي الصول" :عامر" وهو تحريف.
3رزم :ثبت بمكانأه فلم يبرحه ،وأكثر ما يكون ذلك من العياء.
4أقرابه :جمع قرب وهو الخآصر .شرموا :شقوا.
) (1/165
) (1/166
) (1/167
) (1/168
..............................................................................................
ــــ
فالمحذوف من الطويل إذا خآرم حرف من وتد مجموع والمحذوف من الكامل إذا خآرم حرف من سبب
ثقيل بعده سبب خآفيف ولما كان الضمار فيه كثيرا ،وهو إسكان التاء من متفاعلن فمن ثم قال أبو علي
ل يجوز فيه الخآرم لن ذلك يئول إلى البتداء بساكن وهذا الكلم لمن تدبره بارد غث ; لن الكلمة التي
يدخآلها الخآرم لم يكن قط فيها إضمار نأحو تنأكلوا عن بطن مكة ،والتي يدخآلها الضمار ل يتصور فيها
الخآرم نأحو ل يبعدن قومي ،ونأحو قوله "لم تخآلق الشعرى ليالي حرمت" فتعليله في هذا الشعر إذا ل يفيد
شيئا ،وما أبعد العرب من اللتفات إلى هذه الغراض التي يستعملها بعض النأحاة وهي أوهى من نأسج
الخآزرنأق .1
وقوله:
لم تخآلق الشعرى ليالي حرمت
إن كان ابن الزبعرى قال هذا في السلم فهو منأتزع من قول النأبي -صلى ال عليه وسلم " -إن ال
حرم مكة ،ولم يحرمها النأاس" .ومن قوله في حديث آخآر "إن ال حرمها يوم خآلق السموات والرض"،2
والتربة خآلقت قبل خآلق الكواكب إوان كان ابن الزبعرى ،قال هذا في الجاهلية فإنأما أخآذه -وال أعلم -
من الكتاب الذي وجدوه في الحجر بالخآط المسنأد 3حين بنأوا الكعبة ،وفيه"أنأا ال رب مكة خآلقتها يوم
خآلقت السموات والرض" الحديث .وقوله "ولم يعش بعد الياب سقيمها "هكذا في النأسخآة المقيدة على
أبي الوليد المقابلة بالصلين اللذين كانأا عنأده وقابلها أبو بحر -رحمه ال – بهما
ــــ
1الخآزرنأق :العنأكبوت.
2أخآرجهما البخآاري ومسلم.
3أي خآط حمير.
) (1/169
..............................................................................................
ــــ
مرتين وحسب بعضهم أنأه كسر في البيت فزاد من قبل نأفسه فقال بل لم يعش .فأفسد المعنأى ،إوانأما هو
خآرم 1في أول القسم من عجز البيت كما كان في الصدر من أول بيت منأها.
وقول قيس بن السلت :مثل لف القزم .القزم :صغار الغنأم .ويقال رذال المال ورزم :ثبت ولزم
موضعه ،وأرزم من الرزيم وهو صوت ليس بالقوي وكذلك صوت الفيل ضئيل على عظم خآلقته ويفرق
من الهر وينأفر منأه وقد احتيل على الفيلة في بعض الحروب مع الهنأد .أحضرت لها الهرة فذعرت
وولت وكان سببا لهزيمة القوم .ذكره المسعودي ،ونأسب هذه الحيلة إلى هارون بن موسى حين غ از بلد
الهنأد ،وأول من ذلل الفيلة -فيما قال الطبري -أفريدون بن أثفيان ومعنأى أثفيان صاحب البقر وهو
أول من نأتج البغال واتخآذ للخآيل السروج والوكف - 2فيما ذكروا -وأما أول من سخآر الخآيل وركبها
"فطمهورث" وهو الثالث من ملوك الرض -فيما زعموا -وثؤاج الغنأم صوتها ،ووقع في النأسخآة ثجوا،
وعليه مكتوب الصواب ثأجوا كثؤاج الغنأم.
وقول ابن السلت فقوموا ،فصلوا ربكم وتمسخآوا .سيأتي شرح هذه البيات في القصيدة حيث يذكرها ابن
إسحاق بكمالها -إن شاء ال.
وذكر قول طالب بن أبي طالب" :فأصبحتم ل تمنأعون لكم سربا" ويروى سربا بالكسر والسرب بالفتح
المال الراعي ،والسرب بالكسر القطيع من البقر والظباء ومن النأساء أيضا .قال الشاعر:
فلم تر عينأي مثل سرب رأيته ...خآرجن علينأا من زقاق ابن واقف
ــــ
1هو وقص في اصطلح العروضيين.
2الوكف :جمع وكاف ،وهو بردعة الحمار.
) (1/170
..............................................................................................
ــــ
وطالب بن أبي طالب كان أسن من عقيل بعشرة أعوام وكان عقيل أسن من جعفر بعشرة أعوام وجعفر
أسن من علي -رضي ال عنأه -بمثل ذلك وذكروا أن طالبا اخآتطفته الجن ،فذهب ولم يذكر أنأه أسلم
.1
وذكر شعر أبي الصلت واسمه ربيعة بن وهب بن علج .وفيه حبس الفيل بالمغمس وأن كسر الميم
الخآرة أشهر فيه .وفيه بمهاة شعاعها منأشور .والمهاة الشمس سميت بذلك لصفائها ،والمهامن الجسام
الصافي الذي يرى باطنأه من ظاهره .والمهاة البلورة والمهاة الظبية .ومن أسماء الشمس الغزالة إذا
ارتفعت فهذا في معنأى المهاة .ومن أسمائها :البتيراء .سئل علي بن أبي طالب -رضوان ال عليه -
عن وقت صلة الضحى ،فقال" :حتى ترتفع البتيراء" ذكره الهروي والخآطابي ،ومن أسمائها :حنأاذ
وبراح والضح وذكاء والجارية والبيضاء وبوح ويقال يوح بالياء وهو قول الفارسي وبالباء ذكره ابن
النأباري والشرق والسراج.
وقوله" :حلقه الجران" الجران العنأق 2يريد ألقى بجرانأه إلى الرض وهذا يقوي أنأه برك كما تقدم أل تراه
يقول كما قطر 3من صخآر كبكب ،وهو جبل .محدور أي حجر حدر حتى بلغ الرض.
وقوله :ابذعروا :4تفرقوا من ذعر وهي كلمة منأحوتة من أصلين من البذر والذعر .وقوله إل دين
الحنأيفة .يريد بالحنأيفة المة الحنأيفة أي المسلمة التي
ــــ
1وهذا من الخآرافات التي تحتاج إلى توثيق.
2باطن العنأق من البعير وغيره ومقدم عنأقه.
3رمى به على جانأبه.
4ابذعرت الخآيل :ركضت تبادر شيئ ا تطلبه.
) (1/171
..............................................................................................
ــــ
على دين إبراهيم الحنأيف -صلى ال عليه وسلم -وذلك أنأه حنأف عن اليهودية والنأصرانأية ،أي عدل
عنأها ،فسمي حنأيفا ،أو حنأف عما كان يعبد آباؤه وقومه.
وقوله في شعر الفرزدق :كما قال ابن نأوح .اسمه يام ،وقيل كنأعان.
وقوله" :مطرخآمي الطراخآم" المطرخآم :الممتلئ كب ار أو غضبا .والطراخآم جمع مطرخآم على قياس
الجمع فإن المطرخآم اسم من ستة أحرف فيحذف منأه في الجمع والتصغير ما فيه من الزوائد وفيه
زائدتان الميم الولى ،والميم المدغمة في الميم الخآرة لن الحرف المضاعف حرفان يقال في تصغير
مطرخآم طريخآم وفي جمعه طراخآم وفي مسبطر سباطر 1وذكره يعقوب في اللفاظ بالغين فقال اطرغم
الرجل ولم يذكر الخآاء.
وذكر عبد ال بن قيس الرقيات .واخآتلف في تلقيبه قيس الرقيات فقيل كان له ثلث جدات كلهن رقية
فمن قال فيه ابن الرقيات فإنأه نأسبه إلى جداته ومن قال قيس الرقيات دون ذكر ابن فإنأه نأسبة وقيل بل
شبب بثلث نأسوة كلهن تسمى :رقية وقيل بل ببيت قاله وهو "رقية ما رقية ما رقية أيها الرجل" .وقال
الزبير كان يشبب برقية بنأت عبد الواحد بن أبي السرح من بنأي ضباب بن حجير بن عبد بن معيص
وبابنأة عم لها اسمها رقية وهو ابن قيس بن شريح من بنأي حجير أيضا ،وحجير أخآو حجر بن عبد بن
معيص بن عامر رهط عمرو بن أم مكتوم العمى.
وقوله" :حتى كأنأه مرجوم" وهو قد رجم فكيف شبهه بالمرجوم وهو مرجوم بالحجارة وهل يجوز أن يقال
في مقتول كأنأه مقتول؟ فنأقول لما ذكر استهلل الطير وجعلها كالسحاب يستهل بالمطر والمطر ليس
برجم إوانأما الرجم بالكف ونأحوها ،شبهه بالمرجوم الذي يرجمه الدميون أو من يعقل ويتعمد الرجم من
عدو ونأحوه فعنأد ذلك يكون المقتول بالحجارة مرجوما على الحقيقة ولما لم يكن جيش الحبشة كذلك إوانأما
أمطروا حجارة فمن ثم قال كأنأه مرجوم
ــــ
1سبطر :اضطجع وامتد ،واسبطر في السير أسرع فيه ،واسبطرت البلد :استقامت.
) (1/172
) (1/173
من أرض العراق -فشكا إليه أمر الحبشة ،فقال له النأعمان إن لي على كسرى وفادة في كل عام فأقم
حتى يكون ذلك ففعل ثم خآرج معه فأدخآله على كسرى ،وكان كسرى يجلس في إيوان مجلسه الذي فيه
تاجه وكان تاجه مثل القنأقل العظيم -فيما يزعمون -يضرب فيه الياقوت واللؤلؤ والزبرجد بالذهب
والفضة معلقا بسلسلة من ذهب في رأس طاقة في مجلسه ذلك وكانأت عنأقه ل تحمل تاجه إنأما يستر
بالثياب حتى يجلس في مجلسه ذلك ثم يدخآل رأسه في تاجه فإذا استوى في مجلسه كشفت عنأه الثياب
فل يراه رجل لم يره قبل ذلك إل برك هيبة له فلما دخآل عليه سيف بن ذي يزن برك.
ابن ذي يزن بين يدي كسرى ،ومعاونأة كسرى له:
قال ابن هشام :حدثنأي أبو عبيدة:
أن سيفا لما دخآل عليه طأطأ رأسه فقال الملك إن هذا الحمق يدخآل علي من هذا الباب الطويل ثم
يطأطئ رأسه؟ فقيل ذلك لسيف فقال إنأما فعلت هذا لهمي ،لنأه يضيق عنأه كل شيء.
قال ابن إسحاق :ثم قال له أيها الملك غلبتنأا على بلدنأا الغربة ،فقال له كسرى :أي الغربة :الحبشة
أم السنأد؟ فقال بل الحبشة ،فجئتك لتنأصرنأي ،ويكون ملك بلدي لك ،قال بعدت بلدك مع قلة خآيرها،
فلم أكن لورط 1جيشا من فارس بأرض العرب ،ل حاجة لي بذلك ثم أجازه بعشرة آلف درهم واف
وكساه كسوة حسنأة فلما قبض ذلك منأه سيف خآرج فجعل ينأثر ذلك الورق للنأاس فبلغ ذلك الملك فقال إن
لهذا لشأنأا ،ثم بعث إليه فقال عمدت إلى حباء الملك تنأثره للنأاس فقال وما أصنأع بهذا؟ ما جبال أرضي
التي جثت منأها إل ذهب وفضة -يرغبه فيها فجمع كسرى م ارزبته 2فقال لهم ماذا ترون في أمر هذا
الرجل وما
ــــ
1لورط :أي لنأتشب في شر ،والورطة :النأتشاب في الشر.
2هم وزراء الفرس ،واحدهم مرزبان.
) (1/174
جاء له؟ فقال قائل أيها الملك إن في سجونأك رجال قد حبستهم للقتل فلو أنأك بعثتهم معه فإن يهلكوا كان
ذلك الذي أردت بهم إوان ظفروا كان ملكا ازددته ،فبعث معه كسرى من كان في سجونأه وكانأوا ثمانأمائة
رجل.
وهرز وسيف بن ذي يزن وانأتصارهما على مسروق وما قيل في ذلك من الشعر:
واستعمل عليهم رجل يقال له وهرز وكان ذا سن فيهم وأفضلهم حسبا وبيتا ،فخآرجوا في ثمان سفائن
فغرقت سفينأتان ووصل إلى ساحل عدن ست سفائن فجمع سيف إلى وهرز من استطاع من قومه وقال
له رجلي مع رجلك حتى نأموت جميعا ،أو نأظفر جميعا .قال له وهرز أنأصفت ،وخآرج إليه مسروق بن
أبرهة ملك اليمن ،وجمع إليه جنأده فأرسل إليهم وهرز ابنأا له ليقاتلهم فيخآتبر قتالهم فقتل ابن وهرز فزاده
ذلك حنأقا عليهم فلما تواقف النأاس على مصافهم قال وهرز أرونأي ملكهم فقالوا له أترى رجل على الفيل
عاقدا تاجه على رأسه بين عينأيه ياقوتة حمراء؟ قال نأعم قالوا :ذاك ملكهم فقال اتركوه قال فوقفوا طويل،
ثم قال علم هو؟ قالوا :قد تحول على الفرس ،قال اتركوه .فوقفوا طويل ،ثم قال علم هو؟ قالوا :قد
تحول على البغلة .قال وهرز بنأت الحمار ذل وذل ملكه إنأي سأرميه فإن رأيتم أصحابه لم يتحركوا،
فاثبتوا حتى أوذنأكم فإنأي قد أخآطأت الرجل إوان رأيتم القوم قد استداروا ولثوا به فقد أصبت الرجل فاحملوا
عليهم .ثم وتر قوسه وكانأت فيما يزعمون ل يوترها غيره من شدتها ،وأمر بحاجبيه فعصبا له ثم
__________
وفي "الغربيين" للهروي القنأقل مكيال يسع ثلثة وثلثين منأا ،1ولم يذكر كم المنأا ،وأحسبه وزن رطلين
وهذا التاج قد أتى به عمر بن الخآطاب -رضي ال عنأه -حين استلب من يزدجرد بن شهريار تصير
إليه من قبل جده أنأوشروان المذكور فلما أتى به عمر رضي ال عنأه دعا سراقة بن مالك المدلجي،
ــــ
1منأا :بفتح الميم ،مقصور ،يكتب باللف وهو :الكيل أو الميزان الذي يوزن به ،وتثنأيته منأا :منأوان
ومنأيان ،والول أعلى.
) (1/175
رماه فصك الياقوتة التي بين عينأيه فتغلغلت النأشابة في رأسه حتى خآرجت من قفاه ،ونأكس عن دابته
واستدارت الحبشة ولثت به وحملت عليهم الفرس ،وانأهزموا ،فقتلوا وهربوا في كل وجه وأقبل وهرز
ليدخآل صنأعاء ،حتى إذا أتى بابها ،قال ل تدخآل رايتي منأكسة أبدا ،اهدموا الباب فهدم ثم دخآلها نأاصبا
رايته فقال سيف بن ذي يزن الحميري:
يظن النأاس بالملكين ...أنأهما قد التأما
ومن يسمع بلمهما ...فإن الخآطب قد فقما
قتلنأا القيل مسروقا ...وروينأا الكثيب دما 1
إوان القيل قيل النأا ...س وهرز مقسم قسما
يذوق مشعشعا حتى ...يفيء السبي والنأعما 2
ــــ
فحله بأسورة كسرى ،وجعل التاج على رأسه وقال له "قل الحمد ل الذي نأزع تاج كسرى ،ملك الملك
من رأسه ووضعه في رأس أعرابي من بنأي مدلج وذلك بعز السلم وبركته ل بقوتنأا" إوانأما خآص عمر
سراقة بهذا ; لن رسول ال -صلى ال عليه وسلم -كان قال له "يا سراق كيف بك إذا وضع تاج
كسرى على رأسك إواسواره في يديك" أو كما قال صلى ال عليه وسلم.
وذكر قدوم سيف مع وهرز على صنأعاء في ستمائة وقد قدمنأا قول ابن قتيبة أنأهم كانأوا سبعة آلف
وخآمسمائة وانأضافت إليهم قبائل من العرب.
صنأعاء:
وذكر دخآول وهرز صنأعاء وهدمه بابها ،إوانأما كانأت تسمى قبل ذلك أوال.
ــــ
1القيل :الملك.
2المشعشع :الشراب الممزوج بالماء .يفيء :يغنأم.
) (1/176
قال ابن هشام :وهذه البيات في أبيات له .وأنأشدنأي خآلد بن قرة السدوسي آخآرها بيتا لعشى بنأي قيس
بن ثعلبة في قصيدة له وغيره من أهل العلم بالشعر ينأكرها له.
قال ابن إسحاق :وقال أبو الصلت بن أبي ربيعة الثقفي ،قال ابن هشام :وتروى لمية بن أبي الصلت:
ليطلب الوتر أمثال ابن ذي يزن ...ريم في البحر للعداء أحوال 1
يمم قيصر لما حان رحلته ...فلم يجد عنأده بعض الذي سال
ثم انأثنأى نأحو كسرى بعد عاشرة ...من السنأين يهين النأفس والمال
متى أتى ببنأي الحرار يحملهم ...إنأك عمري لقد أسرعت قلقال 2
ل درهم من عصبة خآرجوا ...ما إن أرى لهم في النأاس أمثال
بيضا م ارزبة غلبا أساورة ...أسدا تربب في الغيضات أشبال 3
__________
قال ابن الكلبي وسميت صنأعاء لقول وهرز حين دخآلها :صنأعة صنأعة يريد أن الحبشة أحكمت صنأعها،
قال ابن مقبل يذكر أوال:
عمد الحداة بها لعارض قرية ...وكأنأها سفن بسيف أوال 4
وقال جرير:
وشبهت الحدوج غداة قو ...سفين الهنأد روح من أوال 5
ــــ
1رصيم :أقام ،أو هو مأخآوذ من رام يريم إذا برح.
2بنأو الحرار :الفرس .القلقال :بالكسر وبالفتح :شدة الحركة.
3الغلب :الشداد .أساورة :رماة الفرس .تربب :من التربية .والغيضات :جمع غيضة ،وهي الشجر
الكثير الملتف.
4العارض :ما اعترض في الفق من سحاب أو جراد أو نأحل.
5الحدوج :جمع حدج بكسر الحاء ،مركب للنأساء كالمحفة .وقو :يقال إنأها منأزل للقاصد إلى المدينأة
من البصرة بعد النأباح.
) (1/177
) (1/178
..............................................................................................
ــــ
عمري لقد نأصح الزمان إوانأه ...لمن العجائب نأاصح ل يشفق
وقوله :أسرعت قلقال بفتح القاف وكسرها ،وكقول الخآر "وقلقل يبغي العز كل مقلقل" وهي شدة
الحركة.
وقوله" :يرمون عن شدف كأنأها غبط" الشدف الشخآص ويجمع على شدف ولم يرد ههنأا إل القسي
وليس شدف جمعا لشدف إوانأما هو جمع شدوف وهو النأشيط المرح يقال شدف فهو شدف ثم تقول
شدوف كما تقول مروح وقد يستعار المرح والنأشاط للقسي لحسن تأتيها وجودة رميها إواصابتها ،إوانأما
احتجنأا إلى هذا التأويل لن فعل ل يجمع على فعل إل وثن ووثن فإن قلت :فيجمع على فعول مثل
أسود فتقول شدوف ثم تجمع الجمع فتقول شدف قلنأا :الجمع الكثير ل يجمع إوانأما يجمع منأه أبنأية
القليل .نأحو أفعال وأفعل وأفعلة وأشبه ما يقال في هذا البيت إنأه جمع على غير قياس هذا إن كان
الشدف القسي ،ويجوز أن يكون جمع شدفا على شدف مثل أسد وأسد ،ثم حرك الدال وجائز أن يكون
أراد المرح من الخآيل كما تقدم .وجعلها كالغبط لشراف ظهورها وعلوها.
وقوله يرمون عن شدف أي يدفعون عنأها بالرمي ويكون الزمخآر القسي ،أو النأبل .والغبط الهوادج
والزمخآر القصب الفارسي.
وقوله :في رأس غمدان .ذكر ابن هشام أن غمدان أسسه يعرب بن قحطان وأكمله بعده واحتله وائل بن
حمير بن سبأ ،وكان ملكا متوجا كأبيه وجده.
وقوله :شالت نأعامتهم ،أي :هلكوا ،والنأعامة :باطن القدم وشالت ارتفعت ومن هلك ارتفعت رجله
وانأتكس رأسه فظهرت نأعامة قدمه تقول العرب :تنأعمت إذا مشيت حافيا ،قال الشاعر:
تنأعمت لما جاءنأي سوء فعلهم ...أل إنأما البأساء للمتنأعم
) (1/179
قال ابن هشام :هذا ما صح له مما روى ابن إسحاق منأها ،إل آخآرها بيتا قوله
تلك المكارم ل قعبان من لبن 1
فإنأه للنأابغة الجعدي .واسمه ]حبان بن[ عبد ال بن قيس ،أحد بنأي جعدة بن كعب بن ربيعة بن عامر
بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن ،في قصيدة له.
قال ابن إسحاق :وقال عدي بن زيد الحيري ،وكان أحد بنأي تميم .قال ابن هشام :ثم أحد بنأي امرئ
القيس بن زيد منأاة بن تميم ،ويقال عدي من العباد من أهل الحيرة:
ما بعد صنأعاء كان يعمرها ...ولة ملك جزل مواهبها
رفعها من بنأى لدى قزع ال ...مزن وتنأدى مسكا محاربها 2
محفوفة بالجبال دون عرى ال ...كائد ما ترتقى غواربها 3
ــــ
والنأعامة أيضا :الظلمة والنأعامة الدعامة التي تكون عليها البكرة والنأعامة الجماعة من النأاس وابن
النأعامة عرق في باطن القدم.
النأابغة وعدي بن زيد:
وذكر النأابغة الجعدي واسمه :قيس بن عبد ال وقيل إن اسمه حبان بن قيس بن عبد ال بن وحوح
والوحوح في اللغة وسط الوادي ،قاله أبو عبيد وأبو حنأيفة وهو أحد النأوابغ وهم ثمانأية ذكرهم البكري،
وذكر العاشي وهم
ــــ
1القعبان :تثنأية قعب ،وهو قدح يحلب فيه.
2قزع :السحاب المتفرق :المزن :السحاب .المحارب:الغرف المرتفعة.
3يريد دون عرى السماء وأسبابها ،والكائد :هو الذي كادهم ،وهو الباري تعالى .والغوارب العالي.
) (1/180
) (1/182
) (1/183
ثم مات المرزبان فأمر كسرى ابنأه التينأجان بن المرزبان على اليمن ،ثم مات التينأجان فأمر كسرى ابن
التينأجان على اليمن ،ثم عزله وأمر باذان فلم يزل باذان عليها حتى بعث ال محمدا النأبي -صلى ال
عليه وسلم -
كسرى وبعثة النأبي صلى ال عليه وسلم:
فبلغنأي عن الزهري أنأه قال كتب كسرى إلى باذان :أنأه بلغنأي أن رجل من قريش خآرج بمكة ،يزعم أنأه
نأبي ،فسر إليه فاستتبه فإن تاب إوال فابعث إلي برأسه فبعث باذان بكتاب كسرى إلى رسول ال -صلى
ال عليه وسلم -فكتب إليه رسول ال -صلى ال عليه وسلم – "إن ال قد وعدنأي أن يقتل كسرى في
يوم كذا من شهر كذا" فلما أتى باذان الكتاب توقف لينأظر وقال إن كان نأبيا ،فسيكون
ــــ
هذا الغلط عليهم من تسمية الفرس لها "اشتر -كاو -ماه ."1والفرس إنأما سمته بذلك لن في خآلقتها
شبها من جمل ونأعامة وبقرة فاشتر هو الجمل وكاو النأعامة وماه البقرة والفرس تركب السماء وتمزج
اللفاظ إذا كان في المسمى شبه من شيئين أو أشياء ويقال زرافة بتشديد الفاء حكاه أبو عبيد عن
القنأانأي.
وقوله بعد بنأي تبع بجاورة .هكذا في نأسخآة سفيان بن أبي العاص السدي مصححا عليه وقد كتب في
الحاشية نأخآاورة في المين وفي الحاشية النأخآاورة الكرام وكذلك في المسموعة على ابن هشام يعنأي
نأسخآتي أبي الوليد الوقشي اللتين قابل بهما مرتين ويعنأي بالحاشية حاشية "تينأك المين" وأن فيهما:
نأخآاورة بالنأون والخآاء المنأقوطة وهم الكرام كما ذكر.
باذان وكسرى:
وذكر قصة باذان ،وما كتب به إلى كسرى ،وكسرى هذا هو أبرويز بن هرمز بن أنأوشروان ،ومعنأى
أبرويز بالعربية المظفر وهو الذي غلب الروم حين أنأزل ال:
ــــ
1انأظر :كتاب "الحيوان" .7/76ط1324 .هـ
) (1/184
ما قال .فقتل ال كسرى في اليوم الذي قال رسول ال -صلى ال عليه وسلم -
قال ابن هشام :قتل على يدي ابنأه شيرويه وقال خآالد بن حق الشيبانأي. :
وكسرى إذ تقسمه بنأوه ...بأسياف كما اقتسم اللحام 1
تمخآضت المنأون له بيوم ...أنأى ،ولكل حاملة تمام 2
إسلم باذان:
قال الزهري :فلما بلغ ذلك باذان بعث بإسلمه 3إواسلم من معه من الفرس إلى رسول ال -صلى ال
عليه وسلم -فقالت الرسل من الفرس لرسول ال -صلى ال عليه وسلم -إلى من نأحن يا رسول ال؟
قال "أنأتم منأا إوالينأا أهل البيت" .
ــــ
ض{ٍ ]الروم [3-1 :وهو الذي عرض على ال في المنأام فقال له سلم ما }الم كغلمكبمت الرروم مفي أكمدكنأى املكمر م
ك
في يديك إلى صاحب الهراوة فلم يزل مذعو ار من ذلك حتى كتب إليه النأعمان بن المنأذر بظهور النأبي -
صلى ال عليه وسلم -بتهامة ،4فعلم أن المر سيصير إليه حتى كان من أمره ما كان وهو الذي كتب
إليه النأبي -صلى ال عليه وسلم -وحفيده يزدجرد بن شهريار بن أبرويز وهو آخآر ملوك الفرس،
وكان سلب ملكه وهدم سلطانأه على يدي عمر بن الخآطاب ،ثم قتل هو في أول خآلفة عثمان ،وجد
مستخآفيا في رحى 5فقتل وطرح في قنأاة الرحى ،وذلك بمرو من أرض فارس.
وذكر حديث باذان ومقتل كسرى ،وكان مقتل كسرى حين قتله بنأوه ليلة الثلثاء لعشر من جمادى
الولى سنأة سبع من الهجرة وأسلم باذان باليمن في سنأة
ــــ
1اللحام :جمع لحم.
2أنأى :بمعنأى حان.
3كان إسلم باذان في اليمن في سنأة عشر ،وفيها بعث رسول ال صلى ال عليه وسلم إلى البنأاء
يدعوهم إلى السلم.
4قد يكون المقصود بها مكة نأفسها.
5قال الرحى من الرض :مكان مستدير غليظ يكون بين رمال ،أو القارة الضخآمة الغليظة.
) (1/185
..............................................................................................
ــــ
عشر وفيها بعث رسول ال صلى ال عليه وسلم إلى البنأاء 1يدعوهم إلى السلم فمن البنأاء وهب
بن منأبه بن سيج بن ذكبار ،وطاووس وذادويه وفيروز اللذان قتل السود العنأسي الكذاب وقد قيل في
طاووس إنأه ليس من البنأاء إوانأه من حمير ،وقد قيل من فارس ،واسمه ذكوان بن كيسان وهو مولى
بجير بن ريسان وقد قيل مولى الجعد وكان يقال له طاووس القراء لجماله.
وقول خآالد بن حق:
تمخآضت المنأون له بيوم ...أنأى ; ولكل حاملة تمام 2
المنأون :المنأية وهو أيضا من أسماء الدهر وهو من منأنأت الحبل إذا قطعته ،وفعول إذا كان بمعنأى
فاعل لم تدخآل التاء في مؤنأثه لسر بديع ذكرنأاه في غير هذا الكتاب فيقال امرأة صبور وشكور فمعنأى
المنأون المقطوع وتمخآضت أي حملت والمخآاض الحمل ووزنأه فعال ومخآاضة الماء ومخآاضة ]النأهر[
وزنأه مفعل من الخآوض.
وقوله :أنأى ،أي :حان ،وقد قلبوه فقالوا :آن يئين والدليل على أن آن يئين مقلوب من أنأى يأنأى ،قوله
آنأاء الليل وواحدها :إنأى وأنأى إوانأي فالنأون مقدمة على الياء في كل هذا ،وفي كل ما صرف منأه نأحو
النأاء والنأي :الذي بلغ أنأاه أي منأتهى وقته في التسخآين وهذا المعنأى كقولهم في المثل الدهر حبلى ل
يدري ما تضع إن كان أراد بالمنأون في البيت الدهر إوان كان أراد بالمنأون المنأية فبعيد أن يقال تمخآضت
المنأون له بهذا اليوم الذي مات فيه فإن موته منأيته فكيف تتمخآض المنأية بالمنأية إل أن يريد أسبابها،
وما منأي له ،أي :قدر من وقتها،
ــــ
1البنأاء :هم أبنأاء فارس الذين استوطنأوا اليمن.
2معنأى البيت كما في "اللسان" أن المنأية تهيأت لن تلد له الموت.
) (1/186
سلمان منأا:
قال ابن هشام :فبلغنأي عن الزهري أنأه قال:
فمن ثم قال رسول ال -صلى ال عليه وسلم – "سلمان منأا أهل البيت" .
بعثة النأبي ،ونأبوءة سطيح وشق:
عود إلى شق وسطيح قال ابن هشام :فهو الذي عنأى سطيح بقوله "نأبي زكي ،يأتيه الوحي من قبل
العلي" .والذي عنأى شق بقوله "بل ينأقطع برسول مرسل يأتي بالحق والعدل من أهل الدين والفضل
يكون الملك في قومه إلى يوم الفصل".
ــــ
فتصح الستعارة حينأئذ ويستقيم التشبيه.
وقول ابن حق وكسرى إذ تقسمه بنأوه .إوانأما كان قتله على يدي ابنأه شيرويه لكن ذكر بنأيه لن بدء الشر
بينأه وبينأهم أن فرخآان رأى في النأوم أنأه قاعد على سرير الملك في موضع أبيه فبلغ أباه ذلك فكتب إلى
ابنأه شهريار -وكان واليا له على بعض البلد أن اقتل أخآاك فرخآان فأخآفى شهريار الكتاب من أخآيه
فكتب إليه مرة أخآرى ،فأبى من ذلك فعزله وولى فرخآان وأمره بقتل شهريار فعزم على ذلك فأراه شهريار
الكتاب الذي كتب له أبوه فيه فتواطآ عنأد ذلك على القيام على أبيهما ،وأرسل إلى ملك الروم يستعينأان
به في خآبر طويل فكان هذا بدء الشر ثم إن الفرس خآلعت كسرى لحداث أحدثها ،وولت ابنأه شيرويه
فكان كسرى أبرويز ربما أشار برأي من محبسه فقالت الم ارزبة لشيرويه ل يستقيم لك الملك إل أن تقتل
أباك ،1فأرسل إليه من يقتله فيقال إنأه كان يضرب بالسيف فما يعمل فيه شيئا ،ففتش فوجد على
عضده حجر معلق كالخآرزة فنأزع فعملت فيه السلح ،2
ــــ
1في "الطبري" أنأهم قالوا له" :إنأه ل يستقيم أن يكون لنأا ملكان فإما أن تأمر بقتل كسرى ونأحن خآولك
]خآدمك[ المانأحون الطاعة إواما أن نأخآلعك ونأعطيه الطاعة".
2اسم قاتل كسرى :مهر هرمز بن مردانأشاه.
) (1/187
) (1/188
وكانأت العرب تقول لسطيح الذئبي ،لنأه سطيح بن ربيعة بن مسعود بن مازن بن ذئب.
قال ابن هشام :وهذا البيت في قصيدة له.
ــــ
اتفقوا مع أهل الحجاز على البنأاء والكسر .وذمار :من ذمرت الرجل إذا حرضته على الحرب.
وقوله :لحمير الخآيار لنأهم كانأوا أهل دين كما تقدم في حديث فيمون وابن الثامر.
وقوله لفارس الحرار فلن الملك فيهم متوارث من أول الدنأيا من عهد جيومرت 1في زعمهم إلى أن
جاء السلم لم يدينأوا لملك من غيرهم ول أدوا التاوة 2لذي سلطان من سواهم فكانأوا أح ار ار لذلك.
وأما قوله للحبشة الشرار فلما أحدثوا في اليمن من العيث والفساد إواخآراب البلد حتى هموا بهدم بيت
ال الحرام ،وسيهدمونأه في آخآر الزمان 3إذا رفع القرآن وذهب من الصدور اليمان وهذا الكلم
المسجع ذكره المسعودي منأظوما:
حين شيدت ذمار قيل لمن أن ...ت فقالت لحمير الخآيار
ثم سيلت من بعد ذاك؟ فقالت ...أنأا للحبش أخآبث الشرار
ثم قالوا من بعد ذاك لمن أن ...ت؟ فقالت لفارس الحرار
ثم قالوا من بعد ذاك لمن أن ...ت فقالت إلى قريش التجار
وهذا الكلم الذي ذكر أنأه وجد مكتوبا بالحجر هو -فيما زعموا -من كلم
ــــ
1أو كيومرت ،والفرس يجمعون على أنأه أول ملوكهم ،ولكنأهم اخآتلفوا في شأنأه.
2التاوة :الخآراج أو الجزية.
3لعله يشير إلى حديث" :اتركوا الحبشة ما تركوكم ،فإنأه ل يستخآرج كنأز الكعبة إل ذو السويقية من
الحبشة" وقد رواه أبو داود بسنأد ضعيف.
) (1/189
..............................................................................................
ــــ
هود -عليه السلم -وجد مكتوبا في منأبره وعنأد قبره حين كشفت الريح العاصفة عن منأبره الرمل حتى
طهر وذلك قبل ملك بلقيس بيسير وكان خآطه بالمسنأد ويقال إن الذي بنأى ذمار هو شمر بن الملوك
والملوك هو مالك بن ذي المنأار ويقال ذمار وظفار ،ومنأه المثل من دخآل ظفار حمر أي تكلم
بالحميرية.
زرقاء اليمامة:
وذكر قول العشى:
ما نأظرت ذات أشفار كنأظرتها .البيت .يريد زرقاء اليمامة ،وكانأت تبصر على مسيرة ثلثة أيام وقد
تقدم طرف من ذكرها في خآبر جديس وطسم وقبل البيت:
قالت أرى رجل في كفه كتف ...أو يخآصف النأعل لهفي أية صنأعا
فكذبوها بما قالت فصبحهم ...ذو آل حسان يزجي الموت والسلعا 1
وكان جيش حسان هذا قد أمروا أن يخآيلوا عليها بأن يمسك كل واحد منأهم نأعل كأنأه يخآصفها ،وكتفا
كأنأه يأكلها ،وأن يجعلوا على أكتافهم أغصان الشجر فلما أبصرتهم قالت لقومها :قد جاءتكم الشجر أو
قد غزتكم حمير ،فقالوا :قد كبرت وخآرفت ،فكذبوها ،فاستبيحت بيضتهم 2وهو الذي ذكر العشى.
ــــ
1السلع :شجر مر ينأبت في اليمن ،وهو من الفصيلة الكرمية،وفي "الطبري" :والشرعا ،ويخآصف
النأعل :يخآزها ويصلحها ،وانأظر قصيدتها في "الطبري" .1/631 :وهي ستة أبيات.
2حوزتهم وحماهم.
) (1/190
) (1/191
وهذا البيت في قصيدة له .ويقال إنأها لخآلف الحمر ويقال لحماد الراوية.
دخآول سابور الحضر ،وزواجه بنأت ساطرون ،وما وقع بينأهما:
وكان كسرى سابور ذو الكتاف غ از ساطرون ملك الحضر ،فحصره سنأتين فأشرفت بنأت ساطرون
يوما ،فنأظرت إلى سابور وعليه ثياب ديباج وعلى رأسه تاج من ذهب مكلل بالزبرجد والياقوت واللؤلؤ
وكان جميل ،فدست إليه أتتزوجنأي إن فتحت لك باب الحضر؟ فقال نأعم فلما أمسى ساطرون شرب
حتى سكر وكان ل يبيت إل سكران فأخآذت مفاتيح باب الحضر من تحت رأسه فبعثت بها مع مولى لها
ففتح الباب فدخآل سابور فقتل ساطرون واستباح الحضر وخآربه وسار بها فتزوجها ،فبينأا هي نأائمة على
فراشها ليل إذ جعلت تتململ ل تنأام فدعا لها بشمع ففتش فراشها ،فوجد عليه ورقة آس فقال لها سابور
أهذا الذي أسهرك؟ قالت نأعم قال فما كان أبوك يصنأع بك؟ قالت كان يفرش لي الديباج ويلبسنأي الحرير
ويطعمنأي المخ ويسقينأي الخآمر قال أفكان جزاء أبيك ما صنأعت به؟ أنأت إلي بذلك أسرع ثم أمر بها،
فربطت قرون رأسها بذنأب فرس ثم ركض الفرس
ــــ
فقال هو ابن معاوية بن عبيد ،ووجدته بخآط أبي بحر عبيد بضم العين بن أجرم من بنأي سليح بن حلوان
بن الحاف بن قضاعة ،وأمه جيهلة وبها كان يعرف وهي أيضا قضاعية من بنأي تزيد الذين تنأسب إليهم
الثياب التزيدية.
وذكر قول أبي دواد:
وأرى الموت قد تدلى من الحض ...ر على رب أهله الساطرون 1
واسم أبي دواد :جارية بن حجاج وقيل حنأظلة بن شرقي وبعد هذا البيت:
ــــ
1الحضر كما في "المراصد" :مدينأة مبنأية بالحجارة المهنأدمة بيوتها وسقوفها وأبوابها ويقولون كان فيها
ستون برج ا كبا ارا ،بين كل برجين تسعة أبراج صغار .وقال :إنأها بإزاء تكريت.
) (1/192
) (1/193
..............................................................................................
ــــ
أقفر الحضر من نأضيرة فالم ...رباع منأها فجانأب الثرثار
وكانأت سنأتهم في الجارية إذا عركت أي حاضت أخآرجوها إلى ربض المدينأة ،فعركت النأضيرة فأخآرجت
إلى ربض الحضر 1فأشرفت ذات يوم فأبصرت سابور -وكان من أجمل النأاس -فهويته فأرسلت
إليه أن يتزوجها ،وتفتح له الحضر واشترطت عليه والتزم لها ما أرادت ثم اخآتلف في السبب الذي دلت
عليه فقال ابن إسحاق ما في الكتاب وقال المسعودي :دلته على نأهر واسع ]اسمه الثرثار[ كان يدخآل
منأه الماء إلى الحضر فقطع لهم الماء ودخآلوا منأه .2
وقال الطبري :دلته على طلسم ]أو طلسم[ كان في الحضر وكان في علمهم أنأه ل يفتح حتى تؤخآذ
حمامة ورقاء وتخآضب رجلها بحيض جارية بكر زرقاء ثم ترسل الحمامة فتنأزل على سور الحضر
فيقع الطلسم فيفتح الحضر ففعل سابور ذلك فاستباح الحضر وأباد قبائل من قضاعة كانأوا فيه منأهم بنأو
عبيد رهط الضيزن لم يبق منأهم عقب وحرق خآزائن الضيزن واكتسح ما فيها ،ثم قفل بنأضيرة معه وذكر
الطبري في قتله إياها حين تململت على الفراش الوثير ولين الحرير أنأه قال لها :ما كان يصنأع بك
أبوك؟ فقالت كان يطعمنأي المخ والزبد وشهد أبكار النأحل وصفو الخآمر .وذكر أنأه كان يرى مخآها من
صفاء بشرتها ،وأن ورقة الس أدمتها في عكنأة من عكنأها ،وأن الفراش الذي نأامت عليه كان من حرير
حشوه القز .وقال المسعودي :كان حشوه زغب 3الطير ثم اتفقوا في صورة قتلها 4كما ذكر ابن
إسحاق غير أن ابن إسحاق قال كان المستبيح للحضر سابور
ــــ
1ربض المدينأة :ما حولها.
2انأظر "المروج" .2/256
3وهو الشعيرات الصفر على ريش الفرخ.
4ربط غدائرها إلى فرسين جموحين ،ثم استركضهما فقطعاها.
) (1/194
..............................................................................................
ــــ
ذو الكتاف وجعله غير سابور بن أزدشير بن بابك ،وقد تقدم أن أزدشير هو أول من جمع ملك فارس،
وأذل ملوك الطوائف حتى دان الملك له والضيزن كان من ملوك الطوائف فيبعد أن تكون هذه القصة
لسابور ذي الكتاف وهو سابور بن هرمز وهو ذو الكتاف لنأه كان بعد سابور الكبر بدهر طويل
وبينأهم ملوك مسمون في كتب التاريخ وهم هرمز بن سابور وبهرام بن هرمز وبهرام بن بهرام وبهرام
الثالث ونأرسي بن بهرام وبعده كان ابنأه سابور ذو الكتاف وال أعلم.
وقول العشى :شاهبور الجنأود بخآفض الدال يدل على أنأه ليس بشاهبور ذي الكتاف وأما إنأشاده
لبيات عدي بن زيد:
وأخآو الحضر إذ بنأاه إواذ ...دجلة يجبى إليه و الخآابور
فللشعر خآبر عجيب .حدثنأا إجازة القاضي الحافظ أبو بكر عن ابن أيوب عن البرقانأي عن أبي الحسن
علي بن عمر قال حدثنأا أبو بكر الزرق يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول قال حدثنأي جدي،
قال حدثنأي أبي ،عن إسحاق بن زياد من بنأي سلمة بن لؤي عن شبيب بن شيبة عن خآالد بن صفوان بن
الهتم قال أوفدنأي يوسف بن عمر إلى هشام بن عبد الملك في وفد ]أهل[ العراق قال فقدمت عليه وقد
خآرج متبديا بقرابته وأهله وحشمه وغاشيته من جلسائه فنأزل في أرض قاع صحصح متنأايف 1أفيح في
عام ]قد[ بكر وسميه وتتابع وليه 2وأخآذت الرض ]فيه[ زينأتها من اخآتلف أنأوار نأبتها من نأور ربيع
مونأق فهو أحسن منأظرا ،وأحسن مستنأظرا ،وأحسن مخآتب ار بصعيد كأن ترابه قطع الكافور حتى لو أن
قطعة ألقيت فيه لم تترب قال وقد ضرب له سرادق من حبرة كان صنأعه
ــــ
1القاع المستوي من الرض ،صحصح :الرض الواسعة المستوية الجرداء ذات الحصى الصغار.
2الوسمي :مطر الربيع الول ،والولي :المطر الذي يليه.
) (1/195
..............................................................................................
ــــ
له يوسف بن عمر باليمن ،فيه فسطاط 1فيه أربعة أفرشة من خآز أحمر مثلها مرافقها وعليه دراعة 2
من خآز أحمر مثلها عمامتها ،قال وقد أخآذ النأاس مجالسهم فأخآرجت رأسي من نأاحية الطاق فنأظر إلي
شبه المستنأطق ]لي[ ; فقلت :أتم ال عليك يا أمير المؤمنأين نأعمة سوغكها بشكر وجعل ما قلدك من
هذا المر رشدا ،وعاقبة ما تئول إليه حمدا ،وأخآلصه لك بالتقى ،وكثره لك بالنأماء ول كدر عليك منأه ما
صفا ،ول خآالط سروره الردى ; فقد أصبحت للمسلمين ثقة ومستراحا .إليك يقصدون في أمورهم إواليك
يفزعون في مظالمهم وما أجد يا أمير المؤمنأين شيئا -جعلنأي ال فداءك -هو أبلغ في قضاء حقك
وتوقير مجلسك مما من ال ]جل وعز[ به علي من مجالستك ،والنأظر إلى وجهك من أن أذكرك نأعم ال
عليك ،وأنأبهك لشكرها ،وما أجد يا أمير المؤمنأين شيئا هو أبلغ من حديث من سلف قبلك من الملوك
فإن أذن لي أمير المؤمنأين أخآبرته عنأه .قال فاستوى جالسا -وكان متكئا -ثم قال هات يا ابن الهتم
]قال[ :فقلت :يا أمير المؤمنأين إن ملكا من الملوك قبلك خآرج في عام مثل عامنأا هذا إلى الخآورنأق
والسدير 3في عام قد بكر وسميه وتتابع وليه وأخآذت الرض فيه زينأتها من نأور ربيع مونأق فهو في
أحسن منأظر وأحسن مستنأظر وأحسن مخآتبر بصعيد كأن ترابه قطع الكافور 4حتى لو أن قطعة ألقيت
فيه لم تترب .قال وقد كان أعطي فتاء السن مع الكثرة والغلبة والقهر قال فنأظر فأبعد النأظر فقال
لجلسائه لمن ]مثل[ هذا؟ هل رأيتم مثل ما أنأا فيه؟ ]و[ هل أعطي أحد مثل ما أعطيت؟ قال وعنأده رجل
من بقايا حملة الحجة
ــــ
1بيت من الشعر.
2الدراعة :جبة مشقوقة المقدم ،وثوب من صوف.
3الخآورنأق :قصر كبير بنأاه النأعمان بن امرئ القيس ،وهو معرب خآورنأكاه :أي موضع الكل.
والسدير :موضع معروف بالحيرة.
4شجر يتخآذ منأه مادة شفافة بلورية الشكل يميل لونأها إلى البياض.
) (1/196
..............................................................................................
ــــ
والمضي على أدب الحق ومنأهاجه .قال :ولن تخآلوا الرض من قائم ل بحجته في عباده فقال أيها
الملك إنأك قد سألت عن أمر أفتأذن في الجواب عنأه؟ قال نأعم .قال أرأيت ما أنأت فيه أشيء لم تزل فيه
أم شيء صار إليك ميراثا من غيرك ،وهو زائل عنأك ،وصائر إلى غيرك ،كما صار إليك ميراثا من لدن
غيرك؟ قال فكذلك هو .قال فل أراك ]إل[ أعجبت بشيء يسير تكون فيه قليل ،وتغيب عنأه طويل،
وتكون غدا بحسابه مرتهنأا .قال ويحك فأين المهرب؟ وأين المطلب؟ قال إما أن تقيم في ملكك ،تعمل
فيه بطاعة ]ال[ ربك على ما ساءك وسرك ،ومضك وأرمضك إواما أن تضع تاجك ،وتضع أطمارك،
وتلبس أمساحك ،1وتعبد ربك في هذا الجبل حتى يأتيك أجلك .قال فإذا كان في السحر فاقرع علي
بابي ،فإنأي مخآتار أحد الرأيين فإن اخآترت ما أنأا فيه كنأت وزيرا ،ل تعصى ،إوان اخآترت خآلوات الرض
وقفر البلد كنأت رفيقا ،ل تخآالف .قال فقرع عليه بابه عنأد السحر فإذا هو قد وضع تاجه ]وخآلع أطماره[
ولبس أمساحه وتهيأ للسياحة قال فلزما -وال -الجبل حتى أتتهما آجالهما ،وهو حيث يقول أحد بنأي
تميم :عدي بن ]زيد[ بن سالم المري العدوي:
أيها الشامت المعير بالد ...هر أأنأت المب أر الموفور؟
أم لديك العهد الوثيق من اليا ...م؟ بل أنأت جاهل مغرور
من رأيت المنأون خآلدن أم من ...ذا عليه من أن يضام خآفير
أين كسرى كسرى الملوك أنأو ...شروان أم أين قبله سابور؟
وبنأو الصفر الكرام ملوك الر ...وم؟ لم يبق منأهم مذكور
وأخآو الحضر إذ بنأاه إواذ دج ...لة تجبى إليه و الخآابور
شاده مرمرا ،وجلله كلس ...ا فللطير في ذراه وكور
ــــ
1المساح :جمع مسح :الكساء من الشعر.
) (1/197
..............................................................................................
ــــ
لم يهبه ريب المنأون فبا ...ن الملك عنأه فبابه مهجور
وتذكر رب الخآورنأق إذ ...أشرف يوما ،وللهدى تفكير
سره ماله وكثرة ما يملك ...والبحر معرضا والسدير
فارعوى قلبه وقال وما غبطة ...حي إلى الممات يصير؟
ثم أضحوا كأنأهم ورق جف ...فألوت به الصبا والدبور
ثم بعد الفلح والملك ...والمة وارتهم هنأاك القبور 1
قال فبكى ]وال[ هشام حتى أخآضل لحيته وبل عمامته وأمر بنأزع أبنأيته وبنأقلن قرابته وأهله وحشمه
وغاشيته من جلسائه ولزم قصره.
قال فأقبلت الموالي والحشم على خآالد بن صفوان بن الهتم وقالوا :ما أردت إلى أمير المؤمنأين؟ أفسدت
عليه لذته ونأغصت عليه مأدبته .قال إليكم عنأي فإنأي عاهدت ال ]عز وجل[ عهدا أل أخآلو بملك إل
ذكرته ال عز وجل.
والذي ذكره عدي بن زيد في هذا الشعر هو النأعمان بن امرئ القيس جد النأعمان بن المنأذر ،وأول هذا
الشعر:
أرواح مودع أم بكور ] ...لك[ فانأظر لي ذاك تصير
قاله عدي ،وهو في سجن النأعمان بن المنأذر ،وفيه قتل وهو عدي بن زيد بن حماد بن زيد بن أيوب بن
محروب بن عامر بن عصية بن امرئ القيس بن زيد بن منأاة بن تميم وقال عمرو بن آلة بن الخآنأساء:
ــــ
1المرمر :الرخآام .والكلس :الجير أو مادة لطلء القصور .ومعرض :أعرض الشيء ظهر وأبرز.
ارعوى :كف وارتدع .وألوى به :ذهب به .الصبا :ريح مهبها من مشرق الشمس .الدبور :ريح تهب من
المغرب إلى المشرق .والمة :النأعمة.
) (1/198
..............................................................................................
ــــ
ألم ينأبئك والنأباء تنأمى ...بما لقت سراة بنأي العبيد 1
ومصرع ضيزن وبنأي أبيه ...وأحلس الكتائب من تزيد 2
أتاهم بالفيول مجللت ...وبالبطال سابور الجنأود
فهدم من أواسي الحضر صخآ ار ...كأن ثقاله زبر الحديد 3
وقال العشى:
أقام به شاهبور الجنأو ...د حولين تضرب فيه القدم
وقد قدمنأا أن شاهبور معنأاه ابن الملك وأن بور هو البن بلسانأهم وفي هذا البيت دليل على ما قلنأاه من
أن سابور مغير عن شاهبور .والقدم جمع قدوم وهو الفأس ونأحوه والقدوم :اسم موضع أيضا اخآتتن فيه
إبراهيم عليه السلم الذي جاء في الحديث أن إبراهيم اخآتتن بالقدوم مخآفف أيضا ،وقد روي فيه التشديد.
وبعده:
فهل زاده ربه قوة ...ومثل مجاوره لم يقم
وكان دعا قومه دعوة ...هلموا إلى أمركم قد صرم
فموتوا كراما بأسيافكم ...أرى الموت يجشمه من جشم
وفي الشعر :وهل خآالد من نأعم .يقال نأعم ينأعم وينأعم مثل حسب يحسب ويحسب .وفي أدب الكاتب أنأه
يقال نأعم ينأعم مثل فضل يفضل .حكي ذلك عن سيبويه ،وهو غلط من القتبي ومن تأمله في كتاب
سيبويه تبين له غلط القتبي،
ــــ
1في "الطبري" و "المسعودي" و "الغانأي" :ألم يحزنأك .وتمنأى :تنأتشر.
2في "المسعودي" :وأحلف .وأحلس الكتائب :الشجعان الملزمون لها.
3الواسي :جمع آسية ،وهو ما أسس من بنأيان فأحكم أصله من سارية أو غيرها ،وزبر :جمع زبرة:
القطعة الضخآمة.
) (1/199
) (1/200
ــــ
لنأها جلد ماء قد شجب أي عطب وكانأوا ل يمسكون القربة وهي الشجب إل معلقة فالعود الذي تعلق به
هو المشجب حقيقة ثم اتسعوا ،فسموا ما تعلق به الثياب مشجبا تشبيها به.
وفي شعر عدي المتقدم ذكر الخآابور ،وهو واد معروف وهو فاعول من خآبرت الرض إذا حرثتها ،وهو
واد عظيم عليه مزارع .قالت ليلى أخآت الوليد بن طريف الخآارجي الشيبانأي حين قتل أخآوها الوليد قتله
يزيد بن مزيد الشيبانأي أيام الرشيد فلما قتل قالت أخآته:
أيا شجر الخآابورما لك مورقا ...كأنأك لم تحزن على ابن طريف 1
فقدنأاه فقدان الربيع وليتنأا ...فدينأاه من ساداتنأا بألوف
وأما الخآافور بالفاء فنأبات تخآفر ريحه أي تقطع شهوة النأساء كما يفعل الحبق ويقال له المرو وبهذا
السم يعرفه النأاس وهو الزغبر أيضا.
) (1/201
) (1/201
) (1/202
) (1/203
أولد إلياس:
قال ابن إسحاق :فولد إلياس بن مضر ثلثة نأفر مدركة بن إلياس ،وطابخآة بن إلياس وقمعة بن إلياس
وأمهم خآنأدف :امرأة من اليمن.
شيء عن خآنأدف وأولدها:
قال ابن هشام :خآنأدف 1بنأت عمران بن الحاف بن قضاعة.
قال ابن إسحاق :وكان اسم مدركة عامرا ،واسم طابخآة عمرا ،وزعموا أنأهما كانأا في إبل لهما يرعيانأها،
فاقتنأصا صيدا ،فقعدا عليه يطبخآانأه وعدت عادية على إبلهما ،فقال عامر لعمرو :أتدرك البل أم تطبخ
هذا الصيد؟ فقال عمرو :بل أطبخ فلحق عامر بالبل فجاء بها ،فلما راحا على أبيهما حدثاه بشأنأهما،
فقال لعامر :أنأت مدركة؛ وقال لعمرو :وأنأت طابخآة وخآرجت أمهم لما بلغها الخآبر ،وهي مسرعة ،فقال
لها :تخآنأدفين فسميت :خآنأدف .
وأما قمعة فيزعم نأساب مضر :أن خآزاعة من ولد عمرو بن لحي بن قمعة بن إلياس.
__________
قال لما سمع هذا :ما مدح رجل هجي قومه وجرير هذا هو ابن عبد ال بن جابر وهو الشليل بن مالك
بن نأصر بن ثعلبة بن جشم بن عويف بن جذيمة 2بن عدي بن مالك بن سعد بن يزيد بن قسر وهو
مالك بن عبقر بن أنأمار بن إراش بن عمرو بن الغوث ،يكنأى :أبا عمرو ،وقيل أنأا عبد ال وفيه قال
النأبي صلى ال عليه وسلم "يطلع عليكم خآير ذي يمن ،عليه مسحة ملك" 3وكان عمر يسميه يوسف
هذه المة وكان من مقبلي الظعن وكانأت نأعله طولها :ذراع فيما ذكروا .ومن النأذير بن
ــــ
1واسمها ليلى ،وأمها ضرية بنأت ربيعة بن نأزار التي ينأسب إليها حمى ضرية ،وخآنأدف هذه هي التي
ضربت المثال بحزنأها على إلياس.
2في "الشتقاق" :ابن حزيمة ،وفي "نأسب قريش" :خآزيمة،وفي "الصابة" :عوف بن خآزيمة.
3رواه الطبرانأي في "الوسط" وفيه :محمد بن السائب الكلبي ،وهو كذاب.
) (1/204
..............................................................................................
ــــ
قسر العرنأيون الذين قدموا على رسول ال -صلى ال عليه وسلم -فاجتووا المدينأة ،وحديثهم مشهور
وهم بنأو عرينأة بن النأذير ،أو بنأو عرينأة بن ربيعة بن نأذير ،لنأهما عرينأتان وأحدهما :عم الخآر.
وقال ابن إسحاق في السيرة من بنأي قيس :كبة من بجيلة.
وقوله وهو ينأافر الفرافصة ]بن الحوص[ الكلبي إلى القرع بن حابس التميمي .ينأافر أي يحاكم .قال
قاسم بن ثابت لفظ المنأافرة مأخآوذ من النأفر وكانأوا إذا تنأازع الرجلن وادعى كل واحد منأهم أنأه أعز نأف ار
من صاحبه تحاكموا إلى العلمة فمن فضل منأهما قيل نأفره عليه أي فضل نأفره على نأفر الخآر فمن
هذا أخآذت المنأافرة وقال زهير:
فإن الحق مقطعه ثلث ...يمين أو نأفار أو جلء
والفرافصة بالضم :اسم السد وبالفتح اسم الرجل وقد قيل كل فرافصة في العرب بالضم إل الفرافصة أبا
نأائلة صهر عثمان بن عفان فإنأه بالفتح.
وقوله :إنأك إن تصرع أخآاك تصرع .وجدت في حاشية أبي بحر قال الشهر في الرواية إن يصرع
أخآوك ،إوانأما لم ينأجزم الفعل الخآر على جواب الشرط لنأه في نأية التقديم عنأد سيبويه ،وهو على
إضمار الفاء عنأد المبرد وما ذكر في أنأمار من قول أهل اليمن يشهد له حديث الترمذي المتقدم.
وذكر أم إلياس وقال فيها :امرأة من جرهم ،ولم يسمها ،وليست من جرهم ،إوانأما هي الرباب بنأت حيدة 1
بن معد بن عدنأان فيما ذكر الطبري ،وقد قدمنأا ذلك في نأسب النأبي -صلى ال عليه وسلم
ــــ
1في "نأهاية الرب" وغيره :حيد ،وفي "نأسب قريش" :أن أم إلياس هي الحنأفاء بنأت إياد بن معد.
) (1/205
.............................................................................................
ــــ
وأما عيلن أخآو إلياس فقد قيل إنأه قيس نأفسه ل أبوه وسمي بفرس له اسمه عيلن 1وكان يجاوره قيس
كبة من بجيلة عرف بكبة اسم فرسه فرق بينأهما بهذه الضافة وقيل عيلن اسم كلب له وكان يقال له
النأاس ولخآيه إلياس وقد تقدم في أول الكتاب القول في عمود نأسب رسول ال -صلى ال عليه وسلم -
وما فيه غنأية من شرح تلك السماء.
وذكر مدركة وطابخآة وقمعة وسبب تسميتهم بهذه السماء وفي الخآبر زيادة وهو أن إلياس قال لمهم -
واسمها ليلى ،وأمها :ضرية بنأت ربيعة بن نأزار التي ينأسب إليها :حمى ضرية ،وقد أقبلت تخآنأدف في
مشيتها :ما لك تخآنأدفين؟ فسميت خآنأدف ،والخآنأدفة سرعة في مشي وقال لمدركة:
وأنأت قد أدركت ما طلبتا
وقال لطابخآة:
وأنأت قد أنأضجت ما طبخآتا
وقال لقمعة وهو عمير:
وأنأت قد قعدت فانأقمعتا
وخآنأدف التي عرف بها بنأو إلياس وهي التي ضربت المثال بحزنأها على إلياس وذلك أنأها تركت بنأيها،
وساحت في الرض تبكيه حتى ماتت كمدا ،وكان مات يوم خآميس وكانأت إذا جاء الخآميس بكت من
أول النأهار إلى آخآره فمما قيل من الشعر في ذلك:
إذا مؤنأس لحت خآراطيم شمسه ...بكته به حتى ترى الشمس تغرب
ــــ
1في "الطبري" :أنأه سمي عيلن لنأه كان يعاتب على جوده .فيقول له :لتغلبن عليك العيلة يا عيلن.
) (1/206
ــــ
فما رد بأسا حزنأها وعويلها ...ولم يغنأها حزن ونأفس تعذب
وكانأوا يسمون الخآميس مؤنأسا 1قال الزبير إوانأما نأسب بنأو إلياس لمهم لنأها حين تركتهم شغل لحزنأها
على أبيهم رحمهم النأاس فقالوا :هؤلء أولد خآنأدف الذين تركتهم وهم صغار أيتام حتى عرفوا ببنأي
خآنأدف .وأما عوانأة بنأت سعد بن قيس عيلن فسميت العوانأة وهي النأاقة الطويلة.
) (1/207
) (1/207
قال ابن إسحاق :وحدثنأي محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي أن أبا صالح السمان حدثه أنأه سمع أبا
هريرة -قال ابن هشام :واسم أبي هريرة .عبد ال بن عامر ،ويقال اسمه عبد الرحمن بن صخآر -
يقول سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول لكثم بن الجون الخآزاعي "يا أكثم رأيت عمرو بن
لحي بن قمعة بن خآنأدف يجر قصبه في النأار فما رأيت رجل أشبه برجل منأك به ول بك منأه .فقال أكثم
عسى أن يضرنأي شبهه يا رسول ال؟ قال ل ،إنأك مؤمن وهو كافر إنأه كان أول من غير دين إسماعيل
فنأصب الوثان وبحر البحيرة وسيب السائبة ووصل الوصيلة وحمى الحامي" .
__________
وقيل في أسلم بن أفصى :إنأهم من بنأي أبي حارثة بن عامر ل من بنأي حارثة ،فعلى هذا ل يكون في
الحديث حجة لمن نأسب قحطان إلى إسماعيل وال أعلم.
ومن حجة من نأسب خآزاعة إلى قمعة مع الحديث المذكور في ذلك قول المعطل ]الهذلي[ يخآاطب قوما
من خآزاعة:
لعلكم من أسرة قمعية ...إذا حضروا ل يشهدون المعرفا 1
وقوله في حديث أكثم الذي يرويه أبو هريرة .اسم أبي هريرة عبد ال بن عمرو ،وقيل عبد الرحمن بن
صخآر وقيل هو الذي ذكره ابن هشام .وقال البخآاري اسمه عبد شمس بن عبد نأهم وقيل اسمه عبد غنأم
ويحتمل أن يكون هذا اسمه في الجاهلية فبدله رسول ال -صلى ال عليه وسلم -كما بدل كثي ار من
السماء وقد قيل اسمه يزيد بن عشرقة وقيل كردوس وقيل سكين .قاله النأفسوي] ،لعله البغوي أو
النأفوسي[ وقيل غير هذا .وكنأاه أبا هريرة رسول ال -صلى ال عليه وسلم -لهرة رآها معه وقد ذكر
أن الهرة كانأت وحشية .2
ــــ
1المعرفا :الموقف بعرفة.
2روى الترمذي أن أهله الذين كنأوه بهذا ،وقد استوفى ما قيل في نأسبه ابن حجر في "الصابة" وفي
ل.
اسمه أربعة وأربعون قو ا
) (1/208
) (1/209
أرض البلقاء ،وبها يومئذ العماليق -وهم ولد عملق .ويقال :عمليق بن لوذ بن سام بن نأوح -رآهم
يعبدون الصنأام فقال لهم ما هذه الصنأام التي أراكم تعبدون؟ قالوا له هذه أصنأام نأعبدها ،فنأستمطرها
فتمطرنأا ،ونأستنأصرها فتنأصرنأا ،فقال لهم أفل تعطونأنأي منأها صنأما ،فأسير به إلى أرض العرب،
فيعبدوه؟ فأعطوه صنأما يقال له هبل فقدم به مكة ،فنأصبه وأمر النأاس بعبادته وتعظيمه.
قال ابن إسحاق :ويزعمون أن أول ما كانأت عبادة الحجارة في بنأي إسماعيل أنأه كان ل يظعن من مكة
ظاعن منأهم حين ضاقت عليهم والتمسوا الفسح في البلد إل حمل معه حج ار من حجارة الحرم تعظيما
للحرم فحيثما نأزلوا وضعوه فطافوا به كطوافهم بالكعبة حتى سلخ ذلك 1بهم إلى أن كانأوا يعبدون ما
استحسنأوا من الحجارة وأعجبهم حتى خآلف الخآلوف 2ونأسوا ما كانأوا عليه واستبدلوا بدين إبراهيم
إواسماعيل غيره فعبدوا الوثان وصاروا إلى ما كانأت عليه المم قبلهم من الضللت وفيهم على ذلك
بقايا من عهد إبراهيم يتمسكون بها :من تعظيم البيت ،والطواف به والحج والعمرة والوقوف على عرفة
والمزدلفة ،وهدي البدن والهلل بالحج والعمرة مع إدخآالهم فيه ما ليس منأه.
فكانأت كنأانأة وقريش إذا أهلوا قالوا" :لبيك اللهم لبيك لبيك ل شريك لك ،إل شريك هو لك ،تملكه
ــــ
وقال عليه السلم" :قد عرفت أول من سيب السائبة ونأصب النأصب .عمرو بن لحي رأيته يؤذي أهل
النأار بريح قصبه" .رواه ابن إسحاق عن عبد ال بن أبي بكر مرسل ،ولم يقع في رواية البكائي عنأه.
أصل عبادة الوثان:
يقال لكل صنأم من حجر أو غيره صنأم ول يقال وثن إل لما كان من غير
ــــ
1سلخ بهم :خآرج بهم.
2الخآلوف :جمع خآلف "بالفتح" ،وهو القرن بعد القرن.
) (1/210
وما ملك" .فيوحدونأه بالتلبية ثم يدخآلون معه أصنأامهم ويجعلون ملكها بيده .يقول ال تبارك وتعالى
لمحمد -صلى ال عليه وسلم – }كوكما كيمؤممكن أكمكثككركهمم مباللصمه مإصل كوكهمم كممشمرككوكن{ٍ ]يوسف [106أي ما
يوحدونأنأي لمعرفة حقي إل جعلوا معي شريكا من خآلقي.
أصنأام عنأد قوم نأوح:
وقد كانأت لقوم نأوح أصنأام قد عكفوا عليها ،قص ال -تبارك وتعالى -خآبرها على رسول ال -صلى
ضلروا
ق كوكنأمس ار كوقكمد أك ك ال عليه وسلم -فقال }كوكقالكوا ل تككذكرصن آلمهكتكككمم كول تككذكرصن كوددا كول كسكواع ا كول كيكغو ك
ث كوكيكعو ك
ككمثي ارا{ٍ ]نأوح[24 - 23 :
__________
صخآرة كالنأحاس ونأحوه وكان عمرو بن لحي حين غلبت خآزاعة على البيت ،ونأفت جرهم عن مكة ،قد
جعلته العرب ربا ل يبتدع لهم بدعة إل اتخآذوها شرعة لنأه كان يطعم النأاس ويكسو في الموسم فربما
نأحر في الموسم عشرة آلف بدنأة وكسا عشرة آلف حلة حتى ]قيل[ إنأه اللتي الذي ،يلت السويق 1
للحجيج على صخآرة معروفة تسمى :صخآرة اللتي ،ويقال إن الذي يلت كان من ثقيف ،فلما مات قال
لهم عمرو :إنأه لم يمت ولكن دخآل في الصخآرة ثم أمرهم بعبادتها ،وأن يبنأوا عليها بيتا يسمى :اللتي،
ويقال دام أمره وأمر ولده على هذا بمكة ثلثمائة سنأة فلما هلك سميت تلك الصخآرة اللتي مخآففة التاء
واتخآذ صنأما يعبد وقد ذكر ابن إسحاق ،أنأه أول من أدخآل الصنأام الحرم ،وحمل النأاس على عبادتها،
وسيأتي ذكر إساف ونأائلة وما كان منأه في أمرهما.
وذكر أبو الوليد الزرقي في أخآبار مكة أن عمرو بن لحي فقأ أعين عشرين بعيرا ،وكانأوا يفقئون عين
الفحل إذا بلغت البل ألفا ،فإذا بلغت ألفين فقئوا العين الخآرى قال الراجز:
وكان شكر القوم عنأد المنأن ...كي الصحيحات وفقأ العين
وكانأت التلبية من عهد إبراهيم :لبيك ل شريك لك لبيك حتى كان
ــــ
1طعام يتخآذ من مدقوق الحنأطة والشعير.
) (1/211
) (1/212
) (1/213
يريش ال في الدنأيا ويبري ...ول يبري يعوق ول يريش
وهذا البيت في أبيات له.
همدان ونأسبه:
قال ابن هشام :اسم همدان :أوسلة بن مالك بن زيد بن ربيعة بن أوسلة بن الخآيار بن مالك بن زيد بن
كهلن بن سبأ ،ويقال أوسلة بن زيد بن أوسلة بن الخآيار .ويقال همدان بن أوسلة بن ربيعة بن مالك بن
الخآيار بن مالك بن زيد بن كهلن بن سبأ.
ــــ
نأسخآة الشيخ وهي النأثى من الوبر اتخآذوا ودا في دومة الجنأدل ،ودومة هذه -بضم الدال ذكروا أنأها
سميت بدومى بنأي إسماعيل كان نأزلها ،ودومة أخآرى بضم الدال عنأد الكوفة ،ودومة -بفتح الدال -
أخآرى مذكورة في أخآبار الردة كذا وجدته للبكري ]في معجم ما استعجم[ مقيدا في أسماء هذه المواضع.
وذكر طيء بن أدد أو ابن مالك بن أدد على الخآلف ومالك هو مذحج ،وسموا مذحجا بأكمة نأزلوا
إليها] .وطي[ من الطاءة 1وهي بعد الذهاب في الرض .قاله ابن جنأي ،ولم يرض قول القتبي إنأه أول
من طوى المنأاهل لن طيئا مهموز وطويت غير مهموز.
وذكر جرش في مذحج .والمعروف أنأهم في حمير ،وأن مذحج من كهلن بن سبأ ،ويقال إن الملك كان
لكهلن بعد حمير ،وأن ملكه دام ثلثمائة سنأة ثم عاد في بنأي حمير ،قاله المسعودي .2وذكر
الدارقطنأي أن جرش وحرش بالحاء أخآوان وأنأهما ابنأا عليم بن جنأاب الكلبي ،فهما قبيلن من كلب -
وال أعلم.
وذكر مالك بن نأمط الهمدانأي ]الخآارفي[ ،وهو أبو ثور يلقب ذا المشعار
ــــ
1في "الشتقاق" أنأهم سموا بهذا السم أكمة ولدت عليها أمهم ،ومذحج من الذحج وهو :الدلك ،والطاءة
–كالطاعة -البعاد في المرعى.
" 2مروج الذهب"2/74 :
) (1/214
نأسر وعبدته:
قال ابن إسحاق :وذو الكلع من حمير ،اتخآذوا نأس ار بأرض حمير .1
عميانأس وعبدته:
وكان لخآولن صنأم يقال له عميانأس بأرض خآولن ،يقسمون له من أنأعامهم وحروثهم قسما بينأه وبين ال
بزعمهم فما دخآل في حق عميانأس من حق ال تعالى الذي سموه له تركوه له وما دخآل في حق ال
تعالى من حق عميانأس ردوه عليه وهم بطن من خآولن ،يقال لهم الديم وفيهم أنأزل ال -تبارك وتعالى
صيبا فككقالكوا كهكذا مللصمه بمكزمعمممهمم كوكهكذا ملكشكرككائمكنأا فككما
-فيما يذكرون }وجعلكوا مللصمه ممصما كذ أكر ممن املحرمث واملكمنأعامم كنأ م
ك ك كم ك ك ككك
صكل مإكلى كشكرككائممهمم كساكء كما كيمحكككموكن{ٍ ]النأعام: صكل مإكلى اللصمه وما ككان لملصمه فكهو ي م
كك ك كك ك
ككان لمكشرككائممهم كفل ي م
ك ك م ك
.[136
نأسب خآولن:
قال ابن هشام :خآولن بن عمرو بن الحاف بن قضاعة ،ويقال خآولن بن عمرو بن مرة بن أدد بن زيد
بن مهسع بن عمرو بن عريب بن زيد بن كهلن بن سبأ ،ويقال خآولن بن عمرو بن سعد العشيرة بن
مذحج.
ــــ
وهو من بنأي خآارف ،وقد قيل .إنأه من يام بن أصي ،وكلهما من همدان وقوله:
يريش ال في الدنأيا ويبري
هو من رشت السهم وبريته ،استعير في النأفع والضر .قال سويد:
فرشنأي بخآير طالما قد بريتنأي ...وخآير الموالي من يريش ول يبرى 2
ــــ
1كان هذا الصنأم بأرض يقال لها :بلخآع ،موضع من أرض سبأ ,ولم تزل تعبده حمير ومنأوالهم حتى
هودهم ذو نأواس.
2نأسبه "اللسان" إلى حمير بن حباب ،ورشت فلنأاا :إذا قويته وأعنأته على معاشه وأصلحت حاله،
والبرى خآلفه.
) (1/215
سعد وعبدته:
قال ابن إسحاق :وكان لبنأي ملكان بن كنأانأة بن خآزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر صنأم يقال له سعد
صخآرة بفلة من أرضهم طويلة فأقبل رجل من بنأي ملكان بإبل له مؤبلة ليقفها عليه التماس بركته -
فيما يزعم -فلما رأته البل وكانأت مرعية ل تركب وكان يهراق عليه الدماء نأفرت منأه فذهبت في كل
وجه وغضب ربها الملكانأي ،فأخآذ حج ار فرماه به ثم قال ل بارك ال فيك ،نأفرت علي إبلي ،ثم خآرج في
طلبها حتى جمعها ،فلما اجتمعت له قال:
أتينأا إلى سعد ليجمع شملنأا ...فشتتنأا سعد فل نأحن من سعد
وهل سعد إل صخآرة بتنأوفة ...من الرض ل تدعو لغي ول رشد
صنأم دوس:
وكان في دوس صنأم لعمرو بن حممة الدوسي.
قال ابن هشام :سأذكر حديثه في موضعه إن شاء ال.
__________
وذكر حديث الملكانأي وقوله:
فشتتنأا سعد فل نأحن من سعد
ويمتنأع في العربية دخآول ل على البتداء المعرفة والخآبر إل مع تكرار ل ،مثل أن تقول ل زيد في الدار
ول عمرو ،وذكر سيبويه قولهم ل نأولك أن تفعل وقال إنأما جاز هذا ; لن معنأاه معنأى الفعل أي ل
ينأبغي لك أن تفعل 1وكذلك ينأبغي أن يقال في بيت الملكانأي أي لم يقلها على جهة الخآبر ،ولكن على
قصد التبري منأه فكان معنأى الكلم فل نأتولى سعدا ،ول نأدين به فهذا المعنأى حسن دخآول ل على
البتداء كما حسن ل نأولك.
ــــ
1ومثلها :نأوالك ومنأوالك ،وقد قال سيبويه :أما نأول :فتقول :نأولك أن تفعل كذا ،أي ينأبغي لك فعل
كذا.
) (1/216
نأسب دوس:
ودوس بن عدثان بن عبد ال بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد ال بن مالك بن نأصر بن
السد بن الغوث .ويقال :دوس بن عبد ال بن زهران بن السد بن الغوث.
هبل:
قال ابن إسحاق وكانأت قريش قد اتخآذت صنأما على بئر في جوف الكعبة يقال له هبل.
قال ابن هشام :سأذكر حديثه إن شاء ال في موضعه.
ــــ
وقوله إل صخآرة بتنأوفة .التنأوفة القفر 1وجمعها :تنأائف بالهمز ووزنأها :فعولة ولو كانأت تفعلة من
النأوف وهو الرتفاع لجمعت تنأاوف ولكنأه ل يجوز أن تكون تفعلة إل أن تحرك الواو بالضم لئل يشبه
بنأاء الفعل ولو قيل فيها :تنأوفة بضم التاء لحتمل حينأئذ أن تكون فعولة أو تفعلة على مثال تنأفلة إذ
ليس في الفعال تفعل بالضم وهذا من دقيق علم التصريف.
وأما ملكان بن كنأانأة فبكسر الميم .قال أبو جعفر بن حبيب النأسابة كل شيء في العرب فهو ملكان
بكسر الميم ساكن اللم غير ملكان في قضاعة ،وملكان في السكون ،فإنأهما بفتح الميم واللم فملكان
قضاعة هو ابن جرم بن ربان بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة ،وملكان السكون هو ابن عباد
بن عياض بن عقبة بن السكون بن أشرس من كنأدة ،وكذلك قال الهمدانأي في ملكان بن جرم ،وقال مثل
غطفان ،وقال ابن حبيب مشايخ خآزاعة يقولون ملكان بفتح اللم قال أبو الوليد يعنأي ابن حبيب ملكان
بن أفصى بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر ،وذكر أبو علي القالي في "أماليه" عن أبي بكر بن
النأباري عن أبيه عن
ــــ
1ولها معان أخآر ،وقد جعلها "اللسان" في مادة :تنأف.
) (1/217
) (1/218
..............................................................................................
ــــ
وقالوا :هو حبيب بن المحبر معروف غير منأكر إوانأما ذكرنأاه هاهنأا لما حكينأا قوله في ملكان.
فصل:
وذكر إسافا ونأائلة وأنأهما رجل وامرأة من جرهم ،وأن إسافا وقع عليها في الكعبة فمسخآا ،وأخآرجه رزين
في فضائل مكة عن بعض السلف ما أمهلهما ال إلى أن يفج ار فيها ،ولكنأه قبلها ،فمسخآا 1حجرين
فأخآرجا إلى الصفا والمروة ،فنأصبا عليهما ،ليكونأا عبرة وموعظة فلما كان عمرو بن لحي نأقلهما إلى
الكعبة ،ونأصبهما على زمزم ،فطاف النأاس بالكعبة وبهما ،حتى عبدا من دون ال.
وأما هبل فإن عمرو بن لحي جاء به من هيت ،2وهي من أرض الجزيرة حتى وضعه في الكعبة .وذكر
الواقدي أن نأائلة حين كسرها النأبي -صلى ال عليه وسلم -عام الفتح خآرجت منأها سوداء شمطاء
تخآمش وجهها ،وتنأادي بالويل والثبور وذكر باقي الحديث.
وقول عائشة "أحدثا في الكعبة" أرادت الحدث الذي هو الفجور كما قال -عليه السلم – "من أحدث
]فيها[ حدثا ،أو آوى محدثا ،فعليه لعنأة ال ]والملئكة والنأاس أجمعين[" .وقال عمر حين كانأت الزلزلة
بالمدينأة" :أحدثتم .وال لئن عادت لخآرجن من بين أظهركم".
وقول أبي طالب :من إساف ونأائل وهو ترخآيم في غير النأداء للضرورة كما قال أمال بن حنأظل .وذكر
قول الشاعر:
ــــ
1ذكر المسعودي رأيا مفاده :أن إساف ا ونأائلة حجران نأحتا ومثل بالفاجرين إساف ونأائلة .انأظر" :مروج
الذهب" .2/50
2سميت باسم بانأيها هيت بن البنأدي ،وهي بلدة على الفرات فوق النأبار على جهة البرية غربي
الفرات.
) (1/219
قدم من سفره تمسح به فكان ذلك أول ما يبدأ به قبل أن يدخآل على أهله فلما بعث ال رسوله محمدا -
ب{ٍ ]ص:صلى ال عليه وسلم -بالتوحيد قالت قريش } :أككجكعكل اململهكةك مإكلها كوامحدا مإصن كهكذا لككشميةء كعكجا ة
[5وكانأت العرب قد اتخآذت مع الكعبة طواغيت وهي بيوت تعظمها كتعظيم الكعبة ،لها سدنأة وحجاب
وتهدي لها كما تهدي للكعبة وتطوف بها كطوافها بها وتنأحر عنأدها ،وهي تعرف فضل الكعبة عليها ;
لنأها كانأت قد عرفت أنأها بيت إبراهيم الخآليل ومسجده.
العزى وسدنأتها:
فكانأت لقريش وبنأي كنأانأة :العزى بنأخآلة ،1وكان سدنأتها وحجابها بنأو شيبان من سليم ،حلفاء بنأي
هاشم.
قال ابن هشام :حلفاء بنأي أبي طالب خآاصة وسليم سليم بن منأصور بن عكرمة بن خآصفة بن قيس بن
عيلن.
قال ابن إسحاق :فقال شاعر من العرب:
لقد أنأكحت أسماء رأس بقيرة ...من الدم أهداها امرئ من بنأي غنأم
رأى قدعا في عينأها إذ يسوقها ...إلى غبغب العزى فوسع في القسم
ــــ
رأى قدعا في عينأها .والقدع :ضعف البصر من إدمان النأظر.
وقوله في الغبغب :وهو المنأحر 2ومراق الدم كانأه سمي بحكاية صوت الدم عنأد انأبعاثه ويجوز أن
يكون مقلوبا من قولهم بئر بغبغ وبغيبغ إذا كانأت كثيرة الماء .قال الراجز بغيبغ قصيرة الرشاء .ومنأه
قيل لعين أبي نأيزر البغيبغة .ومعنأى هذا البيت الذم وتشبيه هذا المهجو برأس بقرة قد قربت أن يذهب
بصرها ،فل تصلح إل للذبح والقسم.
ــــ
1هي نأخآلة الشامية ،وكانأت العزى بواد منأها ،يقال لها الحرض ،وقد حمت قريش العزى شعب ا من واد
الحراض ،يقال له :سقام ,يضاهون به حرم مكة.
2قيل :كان لمتعب بن قيس بيت كانأوا يحجون إليه يقال له :الغبغب.
) (1/220
وكذلك كانأوا يصنأعون إذا نأحروا هديا قسموه في من حضرهم .والغبغب المنأحر ومهراق الدماء.
قال ابن هشام :وهذان البيتان لبي خآراش الهذلي 1واسمه خآويلد بن مرة في أبيات له.
معنأى السدنأة:
والسدنأة :الذين يقومون بأمر الكعبة .قال رؤبة بن العجاج:
فل ورب المنأات القطن ... 2بمحبس الهدي وبيت المسدن
وهذان البيتان في أرجوزة له وسأذكر حديثها إن شاء ال تعالى في موضعه.
اللت وسدنأتها:
قال ابن إسحاق :وكانأت اللت لثقيف بالطائف ،وكان سدنأتها وحجابها بنأو معتب من ثقيف.
قال ابن هشام :وسأذكر حديثها إن شاء ال تعالى في موضعه.
منأاة وسدنأتها وهدمها:
قال ابن إسحاق :وكانأت منأاة للوس والخآزرج ،ومن دان بدينأهم من أهل يثرب ،على ساحل البحر من
نأاحية المشلل بقديد.
قال ابن هشام :وقال الكميت بن زيد أحد بنأي أسد بن مدركة:
وقد آلت قبائل ل تولي ...منأاة ظهورها متحرفينأا
وهذا البيت في قصيدة له.
قال ابن هشام :فبعث رسول ال -صلى ال عليه وسلم -إليها أبا سفيان بن حرب فهدمها ،ويقال:
علي بن أبي طالب.
ــــ
1قال أبو خآراش هذا الشعر يهجو به رجل تزوج امرأة جميلة يقال لها أسماء.
2يريد حمام مكة ،لنأه آمن في حرمه ،والرجوزة في ديوانأه.
) (1/221
) (1/222
..............................................................................................
ــــ
الموتورا .إلى آخآره ولم يستقسم أحد عنأد ذي الخآلصة بعد حتى جاء السلم وموضعه اليوم مسجد جامع
لبلدة يقال لها :العبلت من أرض خآثعم .ذكره المبرد عن أبي عبيدة .واسم امرئ القيس حنأدج والحنأدج
بقلة تنأبت في الرمل .والقيس الشدة والنأجدة .قال الشاعر:
وأنأت على العداء قيس ونأجدة ...وأنأت على الدنأى هشام ونأوفل 1
والنأسب إليه مرقسي ،إوالى كل امرئ القيس سواه امرئي .2وقد قيل إن حنأدجا اسم امرئ القيس بن
عابس وله صحبة وهو كنأدي مثل الول فوقع الغلط من ههنأا.
وقوله لم تنأه عن قتل العداة زورا .نأصب :زو ار على الحال من المصدر الذي هو النأهي .أراد نأهيا زورا.
وانأتصاب المصدر على هذه الصورة إنأما هو حال أو مفعول مطلق فإذا حذفت المصدر وأقمت الصفة
مقامه لم تكن إل حال ،والدليل على ذلك أنأك تقول ساروا شديدا ،وساروا رويدا ،فإن رددته إلى ما لم
يسم فاعله لم يجز رفعه لنأه حال ولو لفظت بالمصدر فقلت :ساروا سي ار رويدا لجاز أن تقول فيما لم
يسم فاعله سير عليه سير رويد هذا كله معنأى قول سيبويه ،فدل على أن حكمه إذا لفظ به غير حكمه
إذا حذف والسر في ذلك أن الصفة ل تقوم مقام المفعول إذا حذف .ل تقول كلمت شديدا ،ول ضربت
طويل ،يقبح ذلك إذا كانأت الصفة عامة والحال ليست كذلك لنأها تجري مجرى الظرف إوان كانأت صفة
فموصوفها معها ،وهو السم الذي هي حال له ومن هذا الباب قوله تعالى } :أكفككحمسمبتكمم أكصنأكما كخآلكمقكنأاككمم
كعكبثاا{ٍ ]المؤمنأون.[115 :
وذكر بعث جرير البجلي إلى هدم ذي الخآلصة وذلك قبل وفاة النأبي -صلى ال عليه وسلم -
ــــ
1حنأدح أيضاا :الكثيب من الرمل الصغير ،وهو مركب من مراكب النأساء انأظر" :الشتقاق".
2النأسب إلى المركب-كما قال أبو حيان في "الرتشاف" -يكون إلى صدره.
) (1/223
) (1/225
) (1/226
) (1/227
..............................................................................................
ــــ
وعاد سواد الرأس بعد ابيضاضه ...ولكنأه من بعد ذلك قد ماتا
وأمره عنأد العرب من أعجب العجب ومن أطول المعمرين عمرا :ذويد واسمه زيد بن نأهد من قضاعة ،1
وأبوه نأهد إليه ينأسب الحي المعروفون من قضاعة :بنأو نأهد بن زيد عاش ذويد أربعمائة عام -فيما
ذكروا -وكان له آثار في العرب ،ووقائع وغارات فلما جاء الموت قال:
اليوم يبنأى لذويد بيته ...ومغنأم يوم الوغى حويته
ومعصم موشم لويته ...لو كان للدهر بلى أبليته
أو كان قرنأي واحدا كفيته
وقول المستوغر:
ولقد شددت على رضاء شدة ...فتركتها قف ار بقاع أسحما
يريد تركتها سحماء من آثار النأار وبعده:
وأعان عبد ال في مكروهها ...وبمثل عبد ال أغشى المحرما
ذكر ذا الكعبات بيت وائل وأنأشد للسود بن يعفر:
أرض الخآورنأق والسدير ودارم ...والبيت ذي الشرفات من سنأداد 2
والخآورنأق :قصر بنأاه النأعمان الكبر ملك الحيرة لسابور ليكون ولده فيه عنأده وبنأاه بنأيانأا عجميا لم تر
العرب مثله واسم الذي بنأاه له سنأمار وهو الذي ردي من أعله حتى قالت العرب :جزانأي جزاء سنأمار
وذلك أنأه لما تم الخآورنأق ،وعجب النأاس من حسنأه قال سنأمار أما وال لو شئت حين بنأيته جعلته يدور
مع
ــــ
1الهنأيدة :اسم لكل مائة من البل ،وقيل :هي المائتان ,وانأصات المنأحنأى :استوت قامته.
2البيت مخآالف بعض المخآالفة لما في "السيرة".
) (1/228
..............................................................................................
ــــ
الشمس حيث دارت فقال له الملك أإنأك لتحسن أن تبنأي أجمل من هذا؟ وغارت نأفسه أن يبتنأى لغيره
مثله وأمر به فطرح من أعله وكان بنأاه في عشرين سنأة قال الشاعر ]عبد العزى بن امرئ القيس
الكلبي[:
جزانأي جزاه ال شر جزائه ...جزاء سنأمار وما كان ذا ذنأب
سوى رصه البنأيان عشرين حجة ...يعلى عليه بالقرامد والسكب
فلما انأتهى البنأيان يوما تمامه ...وآض كمثل الطود والباذخ الصعب
وظن سنأمار به كل حبوة ...وفاز لديه بالمودة والقرب
رمى بسنأمار على حاق رأسه ...وذاك لعمر ال من أقبح الخآطب 1
ذكر هذا الشعر الجاحظ في كتاب الحيوان والسنأمار من أسماء القمر وأول شعر السود:
ذهب الرقاد فما أحس رقادي.
وفيها يقول:
ولقد عمرت إوان تطاول في المدى ...إن السبيل سبيل ذي العواد
قيل يريد بالعواد النأعش وقيل أراد عامر بن الظرب الذي قرعت له العصا بالعود من الهرم والخآرف
وفيها يقول:
ماذا أؤمل بعد آل محرق ...تركوا منأازلهم وبعد إياد
نأزلوا بأنأقرة يسيل عليهم ...ماء الفرات يجيء من أطواد
أرض الخآورنأق والسدير وبارق ...والبيت ذي الكعبات من سنأداد
جرت الرياح على محل ديارهم ...فكأنأما كانأوا على ميعاد
ــــ
1القصيدة لعبد العزى بن امرئ القيس الكلبي ،والقراميد :مفرده :قرمد ،وهو الخآر .والسكب :النأحاس
أو الرصاص ،وآض الشيء :تحول .انأظر "الطبري" .2/65و"الحيوان" .1/12
) (1/229
ــــ
وأرى النأعيم وكل ما يلهى به ...يوما يصير إلى بلى ونأفاد
ومعنأى السدير بالفارسية بيت الملك .يقولون له "سهدلي" أي له ثلث شعب وقال البكري :سمي السدير
; لن العراب كانأوا يرفعون أبصارهم إليه فتسدر من علوه يقال سدر بصره إذا تحير.
) (1/230
) (1/230
قال ابن إسحاق :والحامي :الفحل إذا نأتج له عشر إنأاث متتابعات ليس بينأهن ذكر حمي ظهره فلم
يركب ولم يجز وبره وخآلي في إبله يضرب فيها ،ل ينأتفع منأه بغير ذلك.
رأي ابن هشام فيها:
قال ابن هشام :وهذا عنأد العرب على غير هذا إل الحامي ،فإنأه عنأدهم على ما قال ابن إسحاق.
فالبحيرة عنأدهم النأاقة تشق أذنأها فل يركب ظهرها ،ول يجز وبرها ،ول يشرب لبنأها إل ضيف أو يتصدق
به وتهمل للهتهم .والسائبة التي ينأذر الرجل أن يسيبها إن برئ من مرضه أو إن أصاب أم ار يطلبه.
فإذا كان أساب نأاقة من إبله أو جمل لبعض آلهتهم فسابت فرعت ل ينأتفع بها .والوصيلة التي تلد أمها
اثنأين في كل بطن فيجعل صاحبها للهته النأاث منأها ،ولنأفسه الذكور منأها :فتلدها أمها ومعها ذكر في
بطن فيقولون وصلت أخآاها ،فيسيب أخآوها معها ،فل ينأتفع به .1
قال ابن هشام :حدثنأي به يونأس بن حبيب النأحوي وغيره .روى بعض ما لم يرو بعض.
قال ابن إسحاق :فلما بعث ال تبارك وتعالى رسوله محمدا -صلى ال عليه وسلم -أنأزل عليه } :كما
صم م م صم م ة مة ص م م
كجكعكل اللهك ممن كبحيكرة كول كسائكبة كول كوصيلكة كول كحاةم كولككصن الذيكن ككفككروا كيمفتككروكن كعكلى الله املككذ ك
ب كوأكمكثككركهمم ل
صةة لمكذككومركنأا كوكمكحصرةم كعكلى م م مم كيمعمقكلوكن{ٍ ]المائدة .[103وأنأزل ال تعالى} :كوكقالكوا كما مفي كب ك
طومن كهذه املكمنأكعام كخآال ك
أكمزكوامجكنأا ك إومامن كيككمن كمميتكةا فكهكمم مفيمه
ــــ
صةة ملكذككومركنأا كوكمكحصرةم م م مم وذكر ما أنأزل ال في ذلك منأها قوله تعالى} :كوكقالكوا كما مفي كب ك
طومن كهذه املكمنأكعام كخآال ك
صفكهكمم مإصنأهك كحمكيةم كعمليةم{ٍ ]النأعام [139وفيه من مم
كعكلى أكمزكوامجكنأا ك إومامن كيككمن كمميتكةا فكهكمم فيه كشكرككاكء كسكيمجمزيمهمم كو م
الفقه الزجر عن التشبه بهم في تخآصيصهم الذكور دون النأاث بالهبات .روت عمرة عن عائشة عن
رسول ال -صلى ال عليه وسلم -أنأه قال" :يعمد
ــــ
1والكلم في البحيرة وأخآواتها كثير مخآتلف فيه ،وقد ذكر المام اللوسي معظمه .انأظر" :بلوغ الرب"
39-3/34
) (1/231
صفكهكمم إمصنأهك كحمكيةم كعمليةم{ٍ ]النأعام .[139وأنأزل عليه }كقمل أك كأكرميتكمم كما أكمنأكزكل اللصهك لكككمم مممن كشكرككاكء كسكيمجمزيمهمم كو م
ق فككجكعملتكمم مممنأهك كحكرام ا كوكحللا كقمل آللصهك أكمذكن لكككمم أكمم كعكلى اللصمه تكمفتككروكن{ٍ ]يونأس .[59وأنأزل عليه }كوممكن مرمز ة
طامن إمصنأهك لكككمم كعكدبو كممبيةن ثككمانأمكيةك أكمزكواةج ممكن املكمنأكعامم كحكمولكةا كوفكمرش ا ككلكوا ممصما كركزقككككم اللصهك كول تكتصبمكعوا كخآطككوامت الصشمي ك
ت كعلكميمه أكمركحاكم املكمنأثككيميمن كنأدبكئومنأي بممعملةم ضمأمن اثمكنأميمن كوممكن املكممعمز اثمكنأميمن كقمل آلصذكككرميمن كحصركم أكمم املكمنأثككيميمن أكصما امشتككملك م
ال ص
ت كعلكميمه أكمركحاكم صامدمقيكن كوممكن ا مملبممل اثمكنأميمن كوممكن املكبقكمر اثمكنأميمن كقمل آلصذكككرميمن كحصركم أكمم املكمنأثككيميمن أكصما امشتككملك م مإمن ككمنأتكمم ك
ضصل الصنأاكس بمكغميمر معملةم ظلكم ممصممن امفتكرى عكلى اللصمه ككمذب ا لمي م
ك ك ك ص م
صاكككم اللهك بهككذا فككممن أك م ك املكمنأثككيميمن أكمم ككمنأتكمم كشهككداكء إممذ كو ص
ظالممميكن{ٍ ]النأعام .[144 - 142 مإصن اللصه ل يهمدي املقكوم ال ص
مك ك كم
البحيرة والسائبة والوصيلة والحامي لغة:
قال ابن هشام :قال الشاعر :
حول الوصائل في شريف حقة ...والحاميات ظهورها والسيب
وقال تميم بن أبي بن مقبل أحد بنأي عامر بن صعصعة:
فيه من الخآرج المرباع قرقرة ...هدر الديافي وسط الهجمة البحر 1
__________
طومن كهمذمه
أحدكم إلى المال فيجعله عنأد ذكور ولده .إن هذا إل كما قال ال تعالى} :كوكقالكوا كما مفي كب ك
صةة لمكذككومركنأا{ٍ ]النأعام [139 :رواه البخآاري في التاريخ من حديث سليمان بن حجاج .وأنأشد م م
املكمنأكعام كخآال ك
في البحيرة:
فيه من الخآرج المرباع قرقرة ...هدر الديافي وسط الهجمة البحر
هكذا الرواية المرباع بالباء من الربيع والمرباع هو الفحل الذي يبكر
ــــ
1البيت كما ورد في "السيرة" لتميم بن مقبل ،وصحة نأسبه –كما جاء في "جمهرة ابن حزم" -تميم بن
أبي –على وزن قصي -بن مقبل بن عوف بن حنأيف بن العجلن بن عبد ال بن كعب ص .271
) (1/232
وهذا البيت في قصيدة له .وجمع بحيرة بحائر وبحر .وجمع وصيلة وصائل ووصل .وجمع سائبة
الكثر سوائب وسيب وجمع حام الكثر حوام.
ــــ
باللقاح ويقال للنأاقة أيضا :مرباع إذا بكرت بالنأتاج وللروضة إذا بكرت بالنأبات.
يصف في هذا البيت حمار وحش يقول فيه من الخآرج وهو الظليم الذي فيه بياض وسواد أي فيه منأه
قرقرة أي صوت وهدر مثل هدر الديافي أي الفحل المنأسوب إلى دياف بلد بالشام والهجمة من البل
دون المائة وجعلها بح ار لنأها تأمن من الغارات يصفها بالمنأعة والحماية كما تأمن من البحيرة من أن
تذبح أو تنأحر ورأيت في شعر ابن مقبل من الخآرج المرياع بالياء أخآت الواو وفسره في الشرح من راع
يريع إذا أسرع الجابة كما قال طرفة:
"تريع إلى صوت المهيب وتتقي"1
والنأفس إلى الرواية الولى أسكن وحكي عن ابن قتيبة أنأه قال في البحر هي الغزيرات اللبن ل جمع
بحيرة كأنأها :جمع بحور عنأده فظن هذا يذهب المعنأى الذي ذكرنأا من أمنأها ومنأعتها ; إذ ليس هذا
المعنأى في الغزيرات اللبن لكنأه أظهر في العربية لن بحيرة فعيلة وفعيلة ل تجمع على فعل إل أن تشبه
بسفينأة وسفن وخآريدة وخآرد وهو قليل .وقيل البيت في وصف روض:
بعازب النأبت يرتاح الفؤاد له ...رأد النأهار لصوات من النأغر
وبعد البيت الواقع في "السيرة":
والزرق الخآضر السربال منأتصب ...قيد العصا فوق ذيال من الزهر
يعنأي بالزرق ذباب الروض وكذلك النأغر .2وقوله في البيت الخآر:
ــــ
1بقيته :بذي حصل روعات أكلف ملبد.
2نأبت عازب :لم يرع قط ،ول وطئ ،والرأد :رونأق الضحى.
) (1/233
) (1/234
) (1/235
وأسد بن خآزيمة ،وأسدة بن خآزيمة ،والهون بن خآزيمة ،فأم كنأانأة عوانأة بنأت سعد بن قيس بن عيلن بن
مضر.
قال ابن هشام :ويقال الهون بن خآزيمة.
أولد كنأانأة وأمهاتهم:
قال ابن إسحاق :فولد كنأانأة بن خآزيمة أربعة نأفر النأضر بن كنأانأة ،ومالك بن
ــــ
الحلول جمع :حال والكراديس جمع :كردوس الخآيل.
دمشق:
وقوله دمشقا ،سميت مدينأة الشام باسم الرجل الذي هاجر إليها مع إبراهيم وهو دامشق بن النأمروذ بن
كنأعان 1أبوه الملك الكافر عدو إبراهيم وكان ابنأه دامشق قد آمن بإبراهيم وهاجر معه إلى الشام .كذلك
ذكر بعض النأساب وذكره البكري في كتاب المعجم .والدمشق في اللغة النأاقة المسنأة -فيما ذكر
بعضهم -وكان يقال لدمشق أيضا :جيرون سميت باسم الذي بنأاها ،وهو جيرون بن سعد ]بن عاد[،
وفيها يقول أبو دهبل ]الجمحي[:
صاح حيا الله حيا ودا ار ...عنأد شرق القنأاة من جيرون
بنأو كنأانأة:
وذكر بنأي كنأانأة الربعة :مالكا وملكان والنأضر وعبد منأاة .وزاد الطبري في ولد كنأانأة عام ار والحارث
والنأضير وغنأما وسعدا وعوفا وجرول والحدال وغزوان .كلهم بنأو كنأانأة .2
ــــ
1في "المراصد" دمشق بن كنأعان ،وفي "القاموس" :دمشاق بن كنأعان .وفي "المراصد" :أنأها سميت
بهذا لنأهم دمشقوا في بنأائها ،أي :أسرعوا.
2أولد كنأانأة في كتاب "نأسب قريش" هم :النأضر وملك وملكان ومليك وغزوان وعمرو وعامر ،وأمهم:
برة بنأت مر,
) (1/236
يعنأي :برة بنأت مر أخآت تميم بن مر ،أم النأضر .وهذان البيتان في قصيدة له.
كنأانأة ،وعبد منأاة بن كنأانأة وملكان بن كنأانأة فأم النأضر برة بنأت مر بن أد بن طابخآة بن إلياس بن
مضر ،وسائر بنأيه لمرأة أخآرى.
قال ابن هشام :أم النأضر ومالك وملكان .برة بنأت مر وأم عبد منأاة هالة بنأت سويد بن الغطريف من أزد
شنأوءة .وشنأوءة عبد ال بن كعب بن عبد ال بن مالك بن نأصر بن السد بن الغوث ،إوانأما سموا شنأوءة
لشنأآن كان بينأهم .والشنأآن البغض.
قال ابن هشام :النأضر قريش ،فمن كان من ولده فهو قرشي ،ومن لم يكن من ولده فليس بقرشي .قال
جرير بن عطية أحد بنأي كليب بن يربوع بن حنأظلة بن مالك بن زيد منأاة بن تميم يمدح هشام بن عبد
الملك بن مروان:
فما الم التي ولدت قريشا ...بمقرفة النأجار ول عقيم
وما قرم بأنأجب من أبيكم ...وما خآال بأكرم من تميم
ــــ
قريش:
فصل وذكر النأضر بن كنأانأة ،وقول من قال إنأه قريش ،والقول الخآر في أن فه ار هو قريش ،وقد قيل إن
فه ار لقب واسمه الذي سمي به قريش .1
وأما يخآلد بن النأضر فذكر أبو عبد ال الزبير بن بكار في أنأساب قريش له قال قال عمي :وأما بنأو يخآلد
بن النأضر فذكر ]وا[ في بنأي عمرو بن الحارث بن ملك بن كنأانأة ومنأهم قريش بن بدر بن يخآلد بن
النأضر وكان دليل بنأي كنأانأة في تجاراتهم فكان يقال قدمت عير قريش ،فسميت قريش به وأبوه بدر بن
يخآلد صاحب بدر الموضع الذي لقي فيه رسول ال -صلى ال عليه وسلم -قريشا .2
ــــ
1ذكر صاحب "فتح الباري" أن قريش :هم ولد النأضر ،وبهذا جزم أبو عبيدة كما روى ابن سعد في
"الطبقات".
2في "نأسب قريش" ص :12ومؤلفه عم الزبير بن بكار.
) (1/237
ويقال :فهر بن مالك :قريش ،فمن كان من ولده فهو قرشي ،ومن لم يكن من ولده فليس بقرشي إوانأما
سميت قريش قريشا من التقرش والتقرش التجارة والكتساب .قال رؤبة بن العجاج:
__________
وقال عن غير عمه قريش بن الحارث بن يخآلد وابنأه بدر الذي سميت به بدر وهو احتفرها .قال وقد
قالوا :اسم فهر بن مالك :قريش ،ومن لم يلده فهر ،فليس من قريش ،وذكر عن عمه أن فه ار هو قريش.
وقال أبو عبد ال :حدثنأي عمرو بن أبي بكر المؤملي عن جدي عبد ال بن مصعب -رحمه ال -أنأه
سمعه يقول اسم فهر بن مالك :قريش ،إوانأما فهر لقب 1وكذلك حدثه المؤملي عن عثمان بن أبي
سليمان في اسم فهر بن مالك :أنأه قريش ،ومثل ذلك ذكر عن المؤملي عن أبي عبيدة بن عبد ال في
اسم فهر بن مالك :أنأه قريش .قال وحدثنأي إبراهيم بن المنأذر وقال حدثنأا أبو البخآتري وهب بن وهب
قال حدثنأي ابن أخآي ابن شهاب عن عمه أن اسم فهر بن مالك الذي أسمته أمه قريش ،إوانأما نأبزته فهرا،
كما يسمى الصبي :غ ازرة وشملة وأشباه ذلك قال قال وقد أجمع النأساب من قريش وغيرهم أن قريشا إنأما
تفرقت عن فهر ،والذي عليه من أدركته من نأساب قريش وغيرهم أن ولد فهر بن مالك :قريش ،وأن من
جاوز فهر بن مالك بنأسبه فليس من قريش.
وذكر عن هشام بن محمد بن السائب الكلبي فيما حدثه أبو الحسن الثرم عنأه أن النأضر بن كنأانأة هو
قريش ،وذكر عنأه أنأه قال في موضع آخآر ولد مالك بن النأضر فهرا ،وهو جماع قريش ،وقال قال محمد
بن حسن عن نأصر بن مزاحم عن عمرو بن محمد عن الشعبي ،قال النأضر بن كنأانأة هو قريش ،إوانأما
سمي قريشا ; لنأه كان يقرش عن خآلة النأاس وحاجتهم فيسدها بماله والتقريش .هو التفتيش وكان بنأوه
يقرشون أهل الموسم عن الحاجة فيرفدونأهم بما يبلغهم فسموا بذلك
ــــ
1نأص ما في كتاب مصعب :اسم فهر بن مالك :قريش ،وفي مكان آخآر :فولد مالك بن النأضر فه ارا،
وهو قريش ،وأمه :جنأدلة بنأت الحارث .انأظر" :نأسب قريش" ص .12
) (1/238
..............................................................................................
ــــ
من فعلهم وقرشهم قريشا .وقد قال الحارث بن حلزة في بيان القرش:
أيها النأاطق المقرش عنأا
عنأد عمرو ،فهل له أنأفاء 1
وحدثه أبو الحسن الثرم عن أبي عبيدة معمر بن المثنأى ]التيمي[ ،قال منأتهى من وقع عليه اسم قريش:
النأضر بن كنأانأة ،فولده قريش دون سائر بنأي كنأانأة بن خآزيمة بن مدركة وهو عامر بن إلياس بن
مضر ،فأما من ولد كنأانأة سوى النأضر فل يقال لهم قريش ،إوانأما سمي بنأو النأضر قريشا لتجمعهم لن
التقرش هو التجمع .قال وقال بعضهم التجار يتقارشون يتجرون والدليل على اضطراب هذا القول أن
قريشا لم يجتمعوا حتى جمعهم قصي بن كلب ،فلم يجمع إل ولد فهر بن مالك ل مرية عنأد أحد في
ذلك وبعد هذا فنأحن أعلم بأمورنأا ،وأرعى لمآثرنأا ،وأحفظ لسمائنأا ،لم نأعلم ولم نأدع قريشا ،ولم نأهمم إل
ولد فهر بن مالك.
قال المؤلف :في جميع هذا الكلم من قول الزبير وما حكاه عن النأسابين نأقلته من كتاب الشيخ أبي
بحر -رحمه ال -ثم ألفيته في كتاب الزبير كما ذكره ورأيت لغيره أن قريشا تصغير القرش وهو حوت
في البحر يأكل حيتان البحر سميت به القبيلة أو سمي به أبو القبيلة -وال أعلم -ورد الزبير على ابن
إسحاق في أنأها سميت قريشا لتجمعها ،وأنأه ل يعرف قريش إل في بنأي فهر ردا ل يلزم لن ابن إسحاق
لم يقل إنأهم بنأو قصي خآاصة إوانأما أراد أنأهم سموا بهذا السم مذ جمعهم قصي ،وكذا قال المبرد في
المقتضب إن هذه التسمية إنأما وقعت لقصي -وال أعلم -غير أنأا قدمنأا في قول كعب بن لؤي ما يدل
على أنأها كانأت تسمى قريشا قبل مولد قصي وهو قوله:
إذا قريش تبغي الحق خآذلنأا.
ــــ
1روايته في "اللسان"] :عنأد عمرو وهل لذاك بقاء[ ،وكذلك في "المعلقات" بشرح الزوزنأي،وفي روايتها:
المرقش بدل من المقرش.
) (1/239
) (1/240
رأيت ثياب العصب مخآتلط السدى ...بنأا وبهم والحضرمي المخآص ار
فإن لم تكونأوا من بنأي النأضر فاتركوا ...أراكا بأذنأاب الفوائج أخآض ار
وهذه البيات في قصيدة له.
والذين يعزون إلى الصلت بن النأضر من خآزاعة :بنأو مليح بن عمرو ،رهط كثير عزة.
أولد مالك بن النأضر وأمه:
قال ابن إسحاق :فولد مالك بن النأضر :فهر بن مالك ،وأمه جنأدلة بنأت الحارث بن مضاض الجرهمي.
قال ابن هشام :وليس بابن مضاض الكبر.
أولد فهر وأمهاتهم:
قال ابن إسحاق :فولد فهر بن مالك أربعة نأفر غالب بن فهر ،ومحارب بن فهر ،والحارث بن فهر،
وأسد بن فهر ،وأمهم ليلى بنأت سعد بن هذيل بن مدركة.
قال ابن هشام :وجنأدلة بنأت فهر ،وهي أم يربوع بن حنأظلة بن مالك بن زيد
ــــ
عبد الرحمن:
أليس أبي بالصلت أم ليس إخآوتي.
البيت وبعده:
رأيت ثياب العصب مخآتلط السدى ...بنأا وبهم والحضرمي المخآص ار
والعصب برود اليمن ،لنأها تصبغ بالعصب ول ينأبت العصب ول الورس إل باليمن وكذلك اللبان .قاله
أبو حنأيفة .يريد إن قدودنأا من قدودهم فسدي أثوابنأا ،مخآتلط بسدي أثوابهم .والحضرمي النأعال
المخآصرة التي تضيق من جانأبيها كأنأها نأاقصة الخآصرين كما يقال رجل مبطن أي ضامر البطن وجاء
في صفة نأعل النأبي -صلى ال عليه وسلم -أنأها كانأت معقبة مخآصرة ملسنأة مخآثرمة .والمخآثرمة
التي لها خآثرمة،
) (1/241
منأاة بن تميم ،وأمها :ليلى بنأت سعد .قال جرير بن عطية بن الخآطفى .واسم الخآطفى :حذيفة بن بدر
بن سلمة بن عوف بن كليب بن يربوع بن حنأظلة:
إواذا غضبت رمى ورائي بالحصى ...أبنأاء جنأدلة كخآير الجنأدل
وهذا البيت في قصيدة له.
أولد غالب وأمهاتهم:
قال ابن إسحاق :فولد غالب بن فهر رجلين لؤي بن غالب ،وتيم بن غالب ،وأمهما :سلمى بنأت عمرو
الخآزاعي -وتيم بن غالب الذين يقال لهم بنأو الدرم.
__________
وهو كالتحدير في مقدمها وكانأت نأعله -عليه السلم -من سبت ول يكون السبت إل من جلد بقر
مدبوغ .قاله أبو حنأيفة عن الصمعي وأبي زيد .1
وذكر قول جرير بن الخآطفى:
يرفعن بالليل إذا ما أسدفا
أعنأاق جنأان وهاما رجفا
وعنأقا باقي الرسيم خآيطفا
والخآيطفة :سرعة في العدو فإذا وصفت به العنأق والجري قلت :عنأق خآيطف إواذا سميت به الرجل قلت:
خآطفى ،وكذلك إن جعلته اسما للمشية فهو مثل الجمزى والبشكى .2
بنأو الدرم:
وقوله :وتيم بن غالب وهم بنأو الدرم .والدرم :المدفون الكعبين من
ــــ
1معقبة لها عقب،وملسنأة :دقيقة على شكل اللسان ،ومخآصرة :قطع خآصراها ،حتى صا ار مستدقين،
أما مخآرثمة ففي "اللسان":خآرثمة النأعل بفتح الخآاء وكسرها إواسكان الراء وفتح الثاء :رأسها.
2في "النأقائض" لبي عبيدة .1/3ط1935 .م :معمر بن المثنأى ،وحكى "اللسان" عن ابن بري عن
أبي عبيدة قوله :الخآطفى جد جرير ،واسمه :حذيفة بن بدر.
) (1/242
قال ابن هشام :وقيس بن غالب ،وأمه سلمى بنأت كعب بن عمرو الخآزاعي وهي أم لؤي وتيم ابنأي
غالب.
أولد لؤي وأمهاتهم:
قال ابن إسحاق :فولد لؤي بن غالب أربعة نأفر كعب بن لؤي ،وعامر بن لؤي ،وسامة بن لؤي وعوف
بن لؤي فأم كعب وعامر وسامة ماوية بنأت كعب بن القين بن جسر ،من قضاعة.
قال ابن هشام :ويقال والحارث بن لؤي وهم جشم بن الحارث في هزان من ربيعة .قال جرير:
بنأي جشم لستم لهزان فانأتموا ...لعلى الروابي من لؤي بن غالب
ول تنأكحوا في آل ضور نأساءكم ...ول في شكيس بئس مثوى الغرائب
__________
اللحم يقال :امرأة درماء وكعب أدرم .قال الراجز:
قامت تريه خآشية أن تصرما ...ساقا بخآنأداة وكعبا أدرما
وكفل مثل النأقا أو أعظما
والدرم أيضا :المنأقوض الذقن وكان تيم بن غالب كذلك فسمي الدرم قاله الزبير .وبنأو الدرم هؤلء هم
أعراب مكة ،وهم من قريش الظواهر ،ل من قريش البطاح ،1وكذلك بنأو محارب من فهر ،وبنأو
معيص 2بن عامر.
ماوية امرأة لؤي:
وذكر بنأي لؤي فقال أم عامر ماوية بنأت كعب بن القين .سميت بالماوية،
ــــ
1قريش البطاح ومنأهم :قبائل عبد المنأاف .بنأو عبد الدار .بنأو عبد العزى .بنأو زهرة ...ألخ ،والبطاح:
هم الذين ينأزلون بين أخآشبي مكة .انأظر":نأسب قريش" ص .13
2من المعص بفتح الميم والعين ،وهو داء يصيب الرجل في عصبه من كثرة المشي .انأظر:
"الشتقاق" ص .106
) (1/243
وسعد بن لؤي وهم بنأانأة في شيبان بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل ،من ربيعة.
وبنأانأة حاضنأة لهم من بنأي القين بن جسر بن شيع ال ويقال سيع ال بن السد بن وبرة بن ثعلبة بن
حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة .ويقال بنأت النأمر بن قاسط ،من ربيعة .ويقال بنأت جرم بن
ربان بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة.
ــــ
وهي المرآة كأنأها نأسبت إلى الماء لصفائها ،وقلبت همزة الماء واوا ،وكان القياس أن تقلب هاء فيقال:
ماهية ولكن شبهوه بما الهمزة فيه منأقلبة عن ياء أو واو لما كان حكم الهاء أن ل تهمز في هذا الموضع
فلما شبهت بحروف المد واللين فهمزوها لذلك اطرد فيها ذلك الشبه ويحتمل اسم المرأة أن يكون من
أويته ،إذا ضممته إليك ،يقال أويت مثل ضممت ،وآويته مثل آذيته ،ثم يقال في المفعول من أويته على
وزن فعلت :مأوي والمرأة مأوية ثم تسهل الهمزة فتكون ألفا ساكنأة.
وخآالفه ابن هشام في أم عامر فقال مخآشية بنأت شيبان بن محارب بن فهر ،وماوية أم سائر بنأيه غير
عامر.
بنأانأة وعائذة وبنأو نأاجية وذبيان وسامة:
وذكر سعد بن لؤي وأنأهم بنأانأة في شيبان عرفوا بحاضنأة لهم اسمها :بنأانأة وكان بنأو ضبيعة قد ادعوهم
وهو ضبيعة أضجم بن ربيعة ،ل ضبيعة بن أقيش بن ثعلبة فلما كان زمن عمر قدموا عليه وفيهم سيد
لهم يقال له أبو الدهماء فكلم أبو الدهماء عمر أن يلحقهم بقريش فأنأكر عمر ذلك فأخآبره عثمان عن
أبيه عفان أنأه حدثه بصحة نأسبهم إلى قريش ،وسبب خآروجهم عنأهم فواعدهم أن يأتوه العام القابل
فيلحقهم فقتل أبو الدهماء عنأد انأصرافه وشغلوا بأمره حتى مات عمر فألحقهم عثمان بقريش فلما كان
علي نأفاهم عن قريش ،وردهم إلى شيبان فقال
) (1/244
وخآزيمة بن لؤي بن غالب ،وهم عائذة في شيبان بن ثعلبة .وعائذة امرأة من اليمن ،وهي أم بنأي عبيدة
بن خآزيمة بن لؤي.
وأم بنأي لؤي كلهم -إل عامر بن لؤي :ماوية بنأت كعب بن القين بن جسر .وأم عامر بن لؤي :مخآشية
بنأت شيبان بن محارب بن فهر ،ويقال ليلى بنأت شيبان بن محارب بن فهر.
__________
الشاعر:
ضرب التجيبي المضلل ضربة ...ردت بنأانأة في بنأي شيبانأا 1
والعائذي لمثلها متوقع ...لما يكن وكأنأه قد كانأا
لخآصت هذا الخآبر من حديث ذكره البرقي عن ابن الكلبي والبنأانأة في اللغة الرائحة الطيبة .وقال أبو
حنأيفة البنأانأة الروضة المعشبة الحالية أي :قد حليت بالزهر .2
وذكر خآزيمة بن لؤي وأنأهم انأتسبوا في شيبان ويعرفون بأمهم عائذة قال وعائذة من اليمن ،وقال غيره
هي بنأت الخآمس 3بن قحافة من خآثعم ولدت لعبيد بن خآزيمة مالكا وحارثا ،فهم بنأو خآزيمة عائذة
]قريش[ ،ومن بنأي خآزيمة أيضا :بنأو حرب بن خآزيمة ،قتلتهم المسودة في قريتهم بالشام وهم يحسبونأهم
بنأي حرب بن أمية .4
ــــ
1التجيبي نأسبة إلى تجيب –بضم تائه وكسر جيمه -وقد تفتح التاء :بطن من كنأدة :منأهم :كنأانأة بن
بشير التجيبي قاتل عثمان ،وهو المقصود بكلمة التجيبي في بيتي الروض.
2في "الشتقاق" ص 107عن بنأانأة ،وهي الرائحة الطيبة ،أو موضع مرابض الغنأم.
3الخآمس في اللغة بكسر الخآاء :ظمء من أظماء البل.
4المسودة :هم الذين قاموا مع أبي مسلم الخآراسانأي ضد بنأي أمية لقامة دولة بنأي العباس كما كان
يريد أبو مسلم.
) (1/245
أمر سامة
...
أمر سامة:
رحلته إلى عمان وموته:
قال ابن إسحاق :فأما سامة بن لؤي فخآرج إلى عمان ،وكان بها .ويزعمون أن عامر بن لؤي أخآرجه
وذلك أنأه كان بينأهما شيء ففقأ سامة عين عامر فأخآافه عامر فخآرج إلى عمان .فيزعمون أن سامة بن
لؤي بينأا هو يسير على نأاقته إذ وضعت رأسها ترتع فأخآذت حية بمشفرها ،فهصرتها حتى وقعت النأاقة
لشقها ،ثم نأهشت سامة فقتلته .فقال سامة حين أحس بالموت فيما يزعمون:
ــــ
وذكر بنأت جرم بن ربان .1وبنأت جرم هي نأاجية واسمها :ليلى ،وجرم أبو جدة الذي نأزل جدة من
ساحل الحجاز ،فعرفت به كما عرفت كثير من البلد بمن نأزلها من الرجال وقد تقدم طرف من ذلك
وسيأتي في الكتاب كثير إن شاء ال تعالى .وربان هو علف الذي تنأسب إليه الرحال العلفية.
وذكر سعد بن ذبيان وقصته مع عوف بن لؤي وذبيان بن بغيض بكسر الذال وضمها ،والكسر أفصح
وهم أربعة أحياء من العرب :ذبيان بن بغيض في قيس ،وذبيان بن ثعلبة في بجيلة ،وذبيان في
قضاعة ،وذبيان في الزد.
وذكر ابن دريد في كتاب اشتقاق السماء له أن ذبيان فعلن ]أو فعلن[ من ذبى العود يذبي ]ذبيا إذا
لن واسترخآى[ .يقال ذبى العود وذوى بمعنأى واحد.
وذكر حديث سامة بن لؤي حين قدم على رسول ال -صلى ال عليه وسلم -أحد بنأيه فانأتسب له إلى
سامة فقال له عليه السلم "الشاعر" بخآفض الراء من الشاعر كذا قيده أبو بحر على أبي الوليد
بالخآفض وهو الصحيح لنأه مردود على ما قبله كأنأه مقتضب من كلم المخآاطب إوان كان الستفهام ل
يعمل ما قبله فيما بعده ولكن العامل مقدر
ــــ
1في القاموس عن ربان أنأها على وزن كتان ،ثم قال :وليس في العرب ربان غيره ,ومن سواه بالزاي.
) (1/246
) (1/247
) (1/248
) (1/249
) (1/249
العرب ،أو ملحقهم بنأا لدعيت بنأي مرة بن عوف ،إنأا لنأعرف فيهم الشباه مع ما نأعرف من موقع ذلك
الرجل حيث وقع يعنأي :عوف بن لؤي.
قال ابن إسحاق :فهو في نأسب غطفان :مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن
غطفان .وهم يقولون إذا ذكر لهم هذا النأسب ما نأنأكره وما نأجحده إوانأه لحب النأسب إلينأا.
وقال الحارث بن ظالم بن جذيمة بن يربوع -قال ابن هشام :أحد بنأي مرة بن عوف حين هرب من
النأعمان بن المنأذر ،فلحق بقريش:
فما قومي بثعلبة بن سعد ...ول بف ازرة الشعر الرقابا
وقومي -إن سألت -بنأو لؤي ...بمكة علموا مضر الضرابا
سفهنأا باتباع نأبي بغيض ...وترك القربين لنأا انأتسابا
ــــ
وقول العشى:
كتوم الرغاء إذا هجرت ...وكانأت بقية ذود كتم 1
إوانأما قال :خآروس في معنأى الخآرس لنأه أراد كتوما ،فجاء به على وزنأه .قال البرقي وكنأت ماوية بنأت
كعب تحب سامة أكثر من إخآوته وكانأت تقول وهي ترقصه صغيرا:
إوان ظنأي بابنأي إن كبن ...أن يشتري الحمد ويغلي بالثمن
ويهزم الجيش إذا الجيش أرجحن ...ويروي العيمان من محض اللبن 2
ــــ
1ذود :تقال عن ثلثة أبعرة إلى العشرة أو خآمسة عشرة أو عشرين أو ثلثين ،ول يكون إل من النأاث،
والجمع أذواد.
2أرجحن مال واهتز ،والعيمة بفتح العين :شهوة اللبن والعطش وهو عيمان ،وهي عيمي.
) (1/250
سفاهة مخآلف لما تروى ...هراق الماء واتبع السرابا 1
فلو طووعت ،عمرك كنأت فيهم ...وما ألفيت أنأتجع السحابا
وخآش رواحة القرشي رحلي ...بنأاجية ولم يطلب ثوابا
قال ابن هشام :هذا ما أنأشدنأي أبو عبيدة منأها.
قال ابن إسحاق :فقال ]أبو زيد[ الحصين بن الحمام ]بن ربيعة[ المري ثم أحد بنأي سهم بن مرة يرد على
الحارث بن ظالم ،وينأتمي إلى غطفان:
أل لستم منأا ،ولسنأا إليكم ...برئنأا إليكم من لؤي بن غالب
أقمنأا على عز الحجاز وأنأتم ...بمعتلج البطحاء بين الخآاشب
يعنأي :قريشا .ثم نأدم الحصين على ما قال وعرف ما قال الحارث بن ظالم ،فانأتمى إلى قريش ،وأكذب
نأفسه فقال:
نأدمت على قول مضى كنأت قلته ...تبينأت فيه أنأه قول كاذب
فليت لسانأي كان نأصفين منأهما ...بكيم ونأصف عنأد مجرى الكواكب
ــــ
يقال كبن وأكبن إذا اشتد.
وذكر قول جرير لبنأي جشم بن لؤي:
بنأي جشم لستم لهزان فانأتموا ...لعلى الروابي من لؤي بن غالب
يقال إنأهم أعطوا جري ار على هذا الشعر ألف غير ربي وكانأوا ينأتسبون إلى ربيعة ،فما انأتسبوا بعد إل
لقريش.
وذكر شعر الحارث بن ظالم .وقوله :2سفاهة مخآلف ،وهو المستقي
ــــ
1المخآلف] :هنأا[ :المستقي للماء ،يقال :ذهب يخآلف لقومه :أي يستقي لهم.
2بدأ يشرح قصيدة الحارث بن ظالم.
) (1/251
) (1/252
لنأا الربع من بيت الحرام وراثة ...وربع البطاح عنأد دار ابن حاطب
أي أن بنأي لؤي كانأوا أربعة :كعبا ،وعامرا ،وسامة وعوفا.
قال ابن إسحاق :وحدثنأي من ل أتهم:
أن عمر بن الخآطاب رضي ال عنأه قال لرجال من بنأي مرة إن شئتم أن ترجعوا إلى نأسبكم ،فارجعوا
إليه.
سادات مرة:
قال ابن إسحاق :وكان القوم أشرافا في غطفان ،هم سادتهم وقادتهم .منأهم هرم بن سنأان بن أبي حارثة
]بن مرة بن نأشبة[ 1وخآارجة بن سنأان بن أبي حارثة والحارث بن عوف ،والحصين بن الحمام ،وهاشم
بن حرملة الذي يقول له القائل:
ــــ
كأن فوق منأكبيه أخآشبا
وذكر خآارجة بن سنأان الذي تزعم قيس أن الجن اخآتطفته لتستفحله 2نأساءها لبراعته ونأجدته ونأجابة
نأسله وقد قدمت بنأته على عمر فقال لها :ما كان أبوك أعطى زهي ار حين مدحه فقالت أعطاه مال ورقيقا
وأثاثا أفنأاه الدهر فقال لكن ما أعطاكم زهير لم يفنأه الدهر وكان خآارجة بقي ار أمرت أمه عنأد موتها أن
يبقر بطنأها عنأه ففعلوا فخآرج حيا ،فسمي خآارجة ويقال للبقير خآشعة قال الحطيئة يعنأي خآارجة بن
سنأان:
لقد علمت خآيل ابن خآشعة أنأها ...متى ما يكن يوما جلد تجالد
وقول عامر :ترى الملوك حوله مغربله .قيل معنأاه منأتفخآة وذكروا أنأه يقال:
ــــ
1في "اللسان" مادة :نأشب :ابن نأشبة بن مرة.
2أي لتجعله كل منأهن في مكان الزوج منأها ،والقول خآرافة.
) (1/253
) (1/254
) (1/255
ــــ
الحوأب بنأت كلب التي يعرف بها ماء الحوأب 1المذكور في حديث عائشة أيتكن صاحبة الجمل
الدبب 2تنأبحها كلب الحوأب.
) (1/256
أمر البسل
...
أمر البسل:
تعريف البسل ،ونأسب زهير الشاعر:
والبسل -فيما يزعمون -نأسيئهم ثمانأية أشهر حرم لهم من كل سنأة من بين العرب قد عرفت ذلك لهم
العرب ل ينأكرونأه ول يدفعونأه يسيرون به إلى أي بلد العرب شاءوا ،ل يخآافون منأهم شيئا .قال زهير
بن أبي سلمى ،يعنأي بنأي مرة.
قال ابن هشام :زهير أحد بنأي مزينأة بن أد بن طابخآة بن إلياس بن مضر ،ويقال زهير بن أبي سلمى
من غطفان ،ويقال حليف في غطفان:
تأمل فإن تقو المروراة منأهم ...وداراتها ل تقو منأهم إذا نأخآل
بلد بها نأادمتهم وألفتهم ...فإن تقويا منأهم فإنأهم بسل
يقول :ساروا في حرمهم.
قال ابن هشام :وهذان البيتان في قصيدة له.
قال ابن إسحاق :وقال أعشى بنأي قيس بن ثعلبة:
أجارتكم بسل علينأا محرم ...وجارتنأا حل لكم وحليلها
قال ابن هشام :وهذا البيت في قصيدة له.
ــــ
البسل:
وذكر البسل وهو الحرام والبسل أيضا :الحلل فهو من الضداد ومنأه:
ــــ
1حوأب :يقال :واد حوأب :واسع ،وحوأب :ماء أو موضع قريب من البصرة ،وهو الذي نأزلته عائشة
رضي ال عنأها لما جاءت إلى البصرة في وقعة الجمل.
2الكد ر
ب :الجمل الكثير الوبر ،أو كثير وبر الوجه.
) (1/256
) (1/257
اليمن .ويقال هي أم تيم .ويقال تيم هنأد بنأت سرير أم كلب.
نأسب بارق
قال ابن هشام بارق :بنأو عدي بن حارثة بن عمرو بن عامر بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن
مازن بن السد بن الغوث ،وهم في شنأوءة .قال الكميت بن زيد:
وأزد شنأوءة انأدرءوا علينأا ...بجم يحسبون لها قرونأا
فما قلنأا لبارق :قد أسأتم ...وما قلنأا لبارق :أعتبونأا
قال :وهذان البيتان في قصيدة له .إوانأما سموا ببارق ; لنأهم تبعوا البرق.
ولدا كلب وأمهما:
قال ابن إسحاق :فولد كلب بن مرة رجلين قصي بن كلب ،وزهرة بن كلب .وأمهما :فاطمة بنأت سعد
بن سيل أحد الجدرة من جعثمة الزد ،من اليمن ،حلفاء في بنأي الديل بن بكر بن عبد منأاة بن كنأانأة.
__________
أعلم وأنأساب:
وذكر هصيص بن كعب وهو فعيل من الهص وهو القبض بالصابع .من كتاب "العين".1
وذكر يقظة بن مرة بفتح القاف وقد وجدته بسكون القاف في أشعار مدح بها خآالد بن الوليد ،فمنأها قول
الشاعر:
وأنأت لمخآزوم بن يقظة جنأة
كل اسميك فيها ماجد وابن ماجد
وأم مخآزوم بن يقظة جد بنأي مخآزوم كلبة بنأت عامر بن لؤي .قاله الزبير.
وذكر بارق ،وهم بنأو عدي بن الزد ،وقال سموا :بارق ; لنأهم اتبعوا البرق ،وقد قيل إنأهم نأزلوا عنأد جبل
يقال له بارق ،فسموا به.
ــــ
1والهص بفتح الهاء أيض اكا ،الصلب من كل شيء ،وشدة الغمز والوطء للشيء حتى تشدخآه.
) (1/258
نأسب جعثمة:
قال ابن هشام :ويقال جعثمة السد وجعثمة الزد ،وهو جعثمة بن يشكر بن مبشر بن صعب بن دهمان
بن نأصر بن زهران بن الحارث بن كعب بن عبد ال بن مالك بن نأصر بن السد بن الغوث ،ويقال
جعثمة بن يشكر بن مبشر بن صعب بن نأصر بن زهران بن السد بن الغوث.
إوانأما سموا الجدرة لن عامر بن عمرو بن جعثمة تزوج بنأت الحارث بن
ــــ
وقول الكميت بجم يحسبون لها قرونأا .أي ينأاطحون بل عدة ول منأة 1كالكباش الجم التي ل قرون لها،
ويحسبون أن لهم قوة .والكميت هذا هو ابن زيد أبو المستهل من بنأي أسد.
وفي أسد :الكميت بن معروف كان قبل هذا ،وفيهم أيضا الكميت بن ثعلبة وهو أقدم الثلثة وابن
معروف هو الذي يقول:
خآذوا العقل إن أعطاكم القوم عقلكم ...وكونأوا كمن سيم الهوان فأربعا
ول تكثروا فيه الضجاج فإنأه ...محا السيف ما قال ابن دارة أجمعا 2
الجدرة:
وذكر الجدرة وقال هم بنأو عامر بن خآزيمة بن جعثمة وفي حاشية الشيخ أبي بحر زيادة خآزيمة خآطأ
إنأما هو عمرو بن جعثمة وذكر غير ابن إسحاق أن السيل ذات مرة دخآل الكعبة ،وصدع بنأيانأها،
ففزعت لذلك قريش ،وخآافوا انأهدادها إن جاء سيل آخآر وأن يذهب شرفهم ودينأهم فبنأى عامر لها جدارا،
فسمي :الجادر .وقوله في الجدرة حلفاء بنأي الديل .المعروف عنأد أهل النأسب أن الديل
ــــ
1أي :قوة.
2ابن دارة هو :سالم بن مسافع يربوع أحد بنأي عبد ال بن عطفان ،ودارة :أمه وكان قد هجا بنأي ف ازرة
فاغتاله زميل الفزاري ,والعقل :الدية.
) (1/259
مضاض الجرهمي ،وكانأت جرهم أصحاب الكعبة .فبنأى للكعبة جدارا ،فسمي عامر بذلك :الجادر فقيل
لولده الجدرة لذلك .1
قال ابن إسحاق :ولسعد بن سيل يقول الشاعر:
ما نأرى في النأاس شخآصا واحدا ...من علمنأاه كسعد بن سيل
فارسا أضبط فيه عسرة ...إواذا ما واقف القرن نأزل
فارسا يستدرج الخآيل كما استدرج الحر القطامي الحجل
قال ابن هشام :قوله كما استدرج الحر .عن بعض أهل العلم بالشعر.
بقية أولد كلب:
قال ابن هشام :ونأعم بنأت كلب وهي أم سعد وسعيد ابنأي سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن
لؤي ،وأمها :فاطمة بنأت سعد بن سيل.
أولد قصي وأمهم:
قال ابن إسحاق :فولد قصي بن كلب أربعة نأفر وامرأتين عبد منأاف بن قصي ،وعبد الدار بن قصي،
وعبد العزى بن قصي ،وعبد بن قصي ،وتخآمر بنأت قصي ،وبرة بنأت قصي .وأمهم حبى بنأت حليل ابن
حبشية ابن سلول بن كعب بن عمرو الخآزاعي.
ــــ
في عبد القيس وهو الديل بن عمرو بن وديعة ] 2بن أفصى بن عبد القيس[ ،والديل أيضا في الزد،
وهو ابن هدهاد بن زيد منأاة والديل أيضا في تغلب وهو ابن زيد بن عمرو بن غنأم بن تغلب ،والديل
أيضا في إياد ،وهو ابن أمية بن حذافة بن زهير بن إياد ،وأما الذي في كنأانأة وهم الذين ينأسب إليهم أبو
السود
ــــ
1وذلك أن السيل دخآل الكعبة ذات مرة وصدع بنأيانأها ،ففزعت لذلك قريش ،وخآافوا انأهدامها ،وأن
يذهب شرفهم ودينأهم ،فبنأى عامر لها جدا ارا ،فسمي الجادر لذلك.
2ابن وديعة بن لكيز ،ولكيز وأخآوه شن :هما قبيل عبد القيس.
) (1/260
..........................................................................................
ــــ
الدؤلي ،وهو ظالم بن عمرو ،وهم حلفاء الجدرة فابن الكلبي ومحمد بن حبيب وغيرهما من أهل النأسب
يقولون فيه الدئل بضم الدال وهمزة مكسورة وينأسبون إليه دؤلي ،وطائفة من أهل اللغة منأهم الكسائي
ويونأس بن حبيب والخآفش يقولون فيه الديل بكسر الدال وينأسبون إليه الديلي ،واخآتاره أبو عبيدة قال
محمد بن حبيب ابن الكلبي وغيره من أهل النأسب أقعد بهذا ،إواليهم يرجع فيما أشكل من هذا الباب.
قال المؤلف :وأما الدول فالدول بن حنأيفة واسم حنأيفة أثال بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل،
وهم رهط مسيلمة الكذاب ،وفي ربيعة أيضا ،ثم في عمرة الدول بن صباح وفي الرباب :الدول بن جل
بن عدي بن عبد منأاة بن أد بن طابخآة وفي السد الدول بن سعد منأاة بن غامد.
والذي تقيد عن ابن إسحاق في الديل بن بكر بكسر الدال والياء الساكنأة وقد وافقه على ذلك من النأساب
العدوي وابن سالم الجمحي ،ومن تقدم ذكره من أهل اللغة 1والدأل على وزن فعل من دأل يدأل إذا
مشى بعجلة وأما الديل بغير همز فكأنأه سمي بالفعل من ديل عليهم من الدولة على وزن ما لم يسم
فاعله .وقد قيل إن الدئل بن بكر سمي بالدئل وهي دويبة صغيرة وأنأشدوا لكعب بن مالك ]النأصاري[:
جاءوا بجيش لو قيس معرسه ...ما كان إل كمعرس الدئل
وأنأشد في سعد بن سيل واسم سيل خآير بن حمالة قاله الطبري ،والسيل 2
ــــ
1في "اللسان" وغيره عن الدئل والديل :والدئل بالضم أمهما أم خآارجة البجلية التي يضرب بها المثل
في سرعة النأكاح.
2في "كتب النأسان" سيل ،وليس من معانأي السيل :السنأبل ،إوانأما الذي بمعنأى السنأبل هو السبل بالباء
ل بالياء.
) (1/261
) (1/262
) (1/263
أولد عبد المطلب بن هاشم:
...
أولد عبد المطلب بن هاشم:
عددهم وأمهاتهم:
قال ابن هشام :فولد عبد المطلب بن هاشم عشرة نأفر وست نأسوة العباس
) (1/263
وحمزة وعبد ال وأبا طالب -واسمه عبد منأاف -والزبير والحارث وجحل ،والمقوم وض اررا ،وأبا لهب
-واسمه عبد العزى -وصفية وأم حكيم البيضاء وعاتكة ،وأميمة ،وأروى ،وبرة.
فأم العباس وضرار :نأتيلة بنأت جنأاب بن كليب بن مالك بن عمرو بن عامر بن زيد منأاة بن عامر -
وهو الضحيان -بن سعد بن الخآزرج بن تيم اللت بن النأمر بن قاسط بن هنأب بن أفصى بن جديلة بن
أسد بن ربيعة بن نأزار.
ويقال أفصى بن دعمي بن جديلة.
وأم حمزة والمقوم وجحل ،وكان يلقب بالغيداق لكثرة خآيره وسعة ماله -وصفية هالة بنأت أهيب بن عبد
منأاف بن زهرة بن كلب بن مرة بن كعب بن لؤي.
وأم عبد ال وأبي طالب والزبير وجميع النأساء غير صفية فاطمة بنأت عمرو بن عائذ بن عمران بن
مخآزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النأضر.
وأمها :صخآرة بنأت عبد بن عمران بن مخآزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن
مالك بن النأضر.
ــــ
حبى ،فولدت له عبد منأاف إواخآوته وقال غيره بل أم عبد منأاف عاتكة بنأت هلل بن بالج ]أو فالج [1
بن ذكوان ،وأم هاشم عاتكة بنأت مرة فالولى :عمة الثانأية وأم وهب جد النأبي -عليه السلم -لمه
عاتكة بنأت الوقص بن مرة بن هلل فهن عواتك .ولدن النأبي عليه السلم ولذلك قال "أنأا ابن العواتك
من سليم " 2وقد قيل في تأويل هذا الحديث إن ثلث نأسوة من سليم أرضعنأه كلهن
ــــ
1في "نأسب قريش" ص :14حمالة ،وفي بعض الكتب بالحج وفي بعضها فالج.
2رواه سعيد بن منأصور في "سنأنأه" ،والطبرانأي في "الكبير" عن سبابة بن عاصم.
) (1/264
وأم صخآرة تخآمر بنأت عبد بن قصي بن كلب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن
النأضر.
وأم الحارث بن عبد المطلب :سمراء ]أو صفية[ بنأت جنأدب بن جحير بن رئاب بن حبيب بن سواءة بن
عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منأصور بن عكرمة.
وأم أبي لهب لبنأى بنأت هاجر بن عبد منأاف بن ضاطر بن حبشية ابن سلول بن كعب بن عمرو
الخآزاعي.
__________
تسمى :عاتكة ،والول أصح .وأم عاتكة بنأت مرة ماوية 1بنأت حوزة بن عمرو بن مرة أخآي عامر بن
صعصعة وهم بنأو سلول ،وأم ماوية أم أنأاس المذحجية.
وقال في أمهات بنأي عبد منأاف وأما صفية فأمها :بنأت عبد ال بن سعد العشيرة بن مذحج ،وهو وهم
لن سعد العشيرة بن مذحج هو أبو القبائل المنأسوبة إلى مذحج إل أقلها ،فيستحيل أن يكون في عصر
هاشم من هو ابن له لصلبه ولكن هكذا رواه البرقي عن ابن هشام -كما قلنأا -ورواه غيره بنأت عبد ال
من سعد العشيرة وهي رواية الغسانأي وقد قيل فيه عائذ ال وهو أقرب إلى الصواب .ولسعد العشيرة ابن
لصلبه واسمه عيذ ال وهي قبيلة من قبائل جنأب من مذحج ،2وقد ذكرت بطون جنأب وأسماء ولد سعد
العشيرة أو أكثرهم في هذا الكتاب ولم سميت تلك القبائل بجنأب وأحسب الوهم في رواية البرقي إنأما جاء
من اشتراك السم لن أم صفية المذكورة بنأت عيذ ال 3ولكن ليس بعيذ ال
ــــ
1في "نأسب قريش" :مارية بنأت حوزة بن عمرو بن سلول واسمه :مرة بن صعصعة بن معاوية بن بكر
بن هوازن.
2مذحج هو مالك بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد ب كهلن بن سبأ .انأظر" :جمهرة ابن
حزم" ص .383
3اسمه :عائذ ال.
) (1/265
..........................................................................................
ــــ
الذي هو ابن سعد العشيرة لصلبه ولكنأه من سعد العشيرة.
وذكر عبد شمس بن عبد منأاف وكان تلوا لهاشم ويقال كانأا توأمين فولد هاشم ورجله في جبهة شمس
ملتصقة فلم يقدر على نأزعها إل بدم فكانأوا يقولون سيكون بين ولدهما دماء فكأن تلك الدماء ما وقع بين
بنأي هاشم ،وبين بنأي أمية بن عبد شمس .وأما سلمى أم عبد المطلب ،فقد ذكر نأسبها ،وأمها :عميرة
بنأت ضحر 1المازنأية وابنأها :عمرو بن أحيحة بن الجلح ،وأخآوه معبد ولدتهما لحيحة بعد هاشم
وكان عمرو من أجمل النأاس وأنأطقهم بحكمة وقال رجل من بنأي هاشم للمنأصور أرأيت إن اتسعنأا في
البنأين وضقنأا في البنأات فإلى من تدفعنأا ،يعنأي :في المصاهرة فأنأشد:
عبد شمس كان يتلو هاشما ...وهما بعد لم ولب
وذكر الدارقطنأي :أن الحارث بن حبش السلمي كان أخآا هاشم وعبد شمس والمطلب لمهم وأنأه رثى
هاشما لهذه الخآوة وهذا يقوي أن أمهم عاتكة السلمية.
فصل وذكر ابن إسحاق أن أم حية بنأت هاشم ،وأم أبي صيفي :هنأد بنأت ]عمرو بن[ 2ثعلبة ]بن
الخآزرج[ ،والمعروف عنأد أهل النأسب أن أم حية ]أم عدي[ :جحل بنأت حبيب بن الحارث بن مالك بن
حطيط 3الثقفية وحية بنأت هاشم تحت الجحم بن دنأدنأة ]بن عمرو بن القين بن رزاح بن عمرو بن
سعد بن كعب بن عمرو[ الخآزاعي ولدت له أسيدا ،وفاطمة بنأت الجحم التي تقول:
ــــ
1في "نأسب قريش" هو صخآر بن حبيب بن الحارث بن بن ثعلبة بن مازن بن النأجار.
2في "نأسب قريش" هكذا ،وأنأها أم أبي صيفي.
3ابن جشم بن قسي وهو بن منأبه بن بكر بن هوازن .انأظر "نأسب قريش" ص .17
) (1/266
..............................................................................................
ــــ
يا عين بكي عنأد كل صباح ...جودي بأربعة على الجراح
قد كنأت لي جبل ألوذ بظله ...فتركتنأي أضحى بأجرد ضاح
قد كنأت ذات حمية ما عشت لي ...أمشي البراز وكنأت أنأت جنأاحي
فاليوم أخآضع للذليل وأتقي ...منأه وأدفع ظالمي بالراح
وأغض من بصري ،وأعلم أنأه ...قد بان حد فوارسي ورماحي
إواذا دعت قمرية شجنأا لها ...يوما على فنأن دعوت صباحي
وقع هذا الشعر لها في "الحماسة" وغيرها.
وذكر أم العباس وهي نأتيلة بنأت جنأاب بن كليب وهي من بنأي عامر الذي يعرف بالضحيان وكان من
ملوك ربيعة ،وقد ذكرنأا في خآبر تبع ،أنأها أول من كسا البيت الديباج وذكرنأا سبب ذلك ونأزيد هاهنأا ما
ذكره الماوردي ،قال أول من كسا البيت الديباج خآالد بن جعفر بن كلب أخآذ لطيمة من البز وأخآذ فيها
أنأماطا ،1فعلقها على الكعبة ،وأم نأتيلة أم حجر أو أم كرز بنأت الزب من بنأي بكيل من همدان ،وهي
نأتيلة بتاء منأقوطة باثنأتين وهي تصغير نأتلة واحدة النأتل وهم بيض النأعام وبعضهم يصحفها بثاء مثلثة.
وذكر في بنأي عبد المطلب جحل بتقديم الجيم على الحاء هكذا رواية الكتاب .وقال الدارقطنأي :هو
حجل بتقديم الحاء .وقال جحل بتقديم الجيم هو الحكم بن جحل يروى عن علي ومن حديثه عنأه أنأه قال
من فضلنأي على أبي بكر جلدته حد الفرية .والجحل السقاء الضخآم .والجحل الحرباء .وذكر ابن دريد
أن اسم جحل مصعب .وقال غيره كان اسمه مغيرة ،وجحل لقب له .والجحل ضرب من اليعاسيب قاله
صاحب العين .وقال أبو حنأيفة كل شيء ضخآم فهو جحل وجحل هو الغيداق والغيداق ولد الضب وهو
أكبر من
ــــ
1ضرب من البسط وثوب صوف يطرح عليه الهودج.
) (1/267
..............................................................................................
ــــ
الحسل .1ولم يعقب وكذا المقوم لم يعقب إل بنأتا اسمها :هنأد .وأم الغيداق -فيما ذكر القتبي :ممنأعة
بنأت عمرو الخآزاعية وهذا خآلف قول ابن إسحاق.
وذكر في أعمامه أيضا :الزبير وهو أكبر أعمام النأبي -صلى ال عليه وسلم -وهو الذي كان يرقص
النأبي -صلى ال عليه وسلم -وهو طفل ويقول:
محمد بن عبدم ...عشت بعيش أنأعم
في دولة ومغنأم ...دام سجيس الزلم 2
وبنأته :ضباعة كانأت تحت المقداد .وعبد ال ابنأه مذكور في الصحابة -رضي ال عنأهم -وكان
الزبير -رضي ال عنأه -يكنأى أبا الطاهر بابنأه الطاهر وكان من أظرف فتيان قريش ،وبه سمى
رسول ال -صلى ال عليه وسلم -ابنأه الطاهر .وأخآبر الزبير عن ظالم كان بمكة أنأه مات فقال بأي
عقوبة كان موته؟ فقيل مات حتف أنأفه فقال إوان فل بد من يوم ينأصف ال فيه المظلومين ففي هذا دليل
على إق ارره بالبعث.
وذكر أبا طالب واسمه عبد منأاف وله يقول عبد المطلب:
أوصيك يا عبد منأاف بعدي ...بمؤتم بعد أبيه فرد
مات أبوه وهو حلف المهد
وذكر أبا لهب واسمه عبد العزى ،وكنأي أبا لهب لشراق وجهه وكان تقدمة من ال -تعالى -لما صار
إليه من اللهب وأمه لبنأى بنأت هاجر بكسر الجيم من بنأي ضاطرة بضاد منأقوطة .واللبنأى في اللغة
شيء يتميع من بعض الشجر قاله أبو حنأيفة .ويقال لبعضه الميعة والدودم مثل اللبنأى يسيل من السمر
غير أنأه
ــــ
1في "اللسان" :الجحل :الحرباء قال الجوهري :هو ذكر أم كحكبين ،وقيل :هو الضب المسن الكبير.
2في "أمالي" القالي أنأه دخآل على الزبير ،وهو صبي ،فأقعده في حجره وقال ما ذكره السهيلي.
) (1/268
) (1/269
) (1/269
قال ابن هشام :فرسول ال -صلى ال عليه وسلم -أشرف ولد آدم حسبا ،وأفضلهم نأسبا من قبل أبيه
وأمه صلى ال عليه وسلم.
ــــ
أباها الحارث كان يكنأى :أبا قلبة وأنأه أقدم شعراء هذيل ،وذكر من قوله
ل تأمنأن إوان أمسيت في حرم ...إن المنأايا بجنأبي كل إنأسان
واسلك طريقك تمشي غير مخآتشع ...حتى تلقي ما منأى لك المانأي 1
فالخآير والشر مقرونأان في قرن ...بكل ذلك يأتيك الجديدان
ــــ
1في "اللسان":
ول تقولن لشيء سوف أفعله ...حتى تلقي ما يمنأي لك المانأي
) (1/270