Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 49

‫‪1‬‬

‫بسم اهلل الرحمن الرحمن‬


‫احلمد هلل الذي بعث رسوله سيدنا حممدا إىل مجيع الكائنات‪ ،‬وأرسله إليهم‬
‫نورا ساطعا ليخرجهم من الظلمات‪ ،‬وأسرى به من املسجد احلرام إىل املإل‬
‫األعلى وفوق السبع السموات‪ ،‬وشرفه بأشرف األمساء والصفات‪.‬‬
‫وأشهد أن ال إله إال اهلل الواحد األحد‪ ،‬الفرد الصمد‪.‬‬
‫والصالة والسالم على سيدنا حممد املخصوص باألمساء احلسان‪ ،‬وعلى آله‬
‫وأصحابه والتابعني هلم باإلحسان‪.‬‬
‫أما بعد فيقول العبد الضعيف عثمان بن عمر بن الشيخ داود‪ :‬هذه‬
‫منظومة يف بعض أمساء رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم نظمتها لرؤيا‬
‫ن بوية رآها أحد الصاحلني من أحبابنا‪ ،‬وللتربك والتوسل ب ها إىل اهلل‬
‫تعاىل يف الوصول إىل الرغائب واملطالب الدينية والدنيوية واألخروية‪،‬‬

‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‪ ،‬احلمد هلل رب العاملني‪ ،‬والصالة والسالم على أشرف املرسلني‪،‬‬
‫سيدنا حممد وعلى آله وصحبه أمجعني‪ .‬وبعد‪ :‬فهذه تقريرات لطيفة وتعليقات قليلة على‬
‫رساليت املسماة " بغية األريب يف التوسل بأمساء احلبيب صلى اهلل عليه وسلم" وضعتها‬
‫لتفسري بعض كلمات ها وللتنبيه على بعض الفوائد املهمة اليت ال يستغين عنها القارئ‬
‫واملطالع‪ ،‬وعلى اهلل الكرمي اعتمادي‪ ،‬وإليه أفوض أموري‪ ،‬وال حول وال قوة إال باهلل العزيز‬
‫احلكيم‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫ويف صرف املخاوف واملصائب يف احلياة وبعد املمات‪.‬‬


‫وهذا مع اعرتايف بقصور باعي عن سلوك مثل هذه املسالك لكين بعد‬
‫التّب ري من حويل وقويت عزمت على اإلقدام لعلمي وثقيت بأن رمحته‬
‫تعاىل واسعة يل وألمثايل بل ولكل شيء‪ ،‬فقد قال جل شأنه‪:‬‬
‫{ورحمتي وسعت كل شيء} ‪.‬‬
‫وراجيا منه تعاىل اإلعانة واإلمداد والتوفيق‪ ،‬فإن رمحته تعاىل أقرب إىل‬
‫الضعيف الراجي منه اللطف واإلحسان‪ ،‬قال اإلمام البوصريي رمحه اهلل‬
‫يف مهزيته‪:‬‬
‫ناس منه بالرمحة الضعفاء‬ ‫إن هلل رمحة وأحق ال‬
‫وقد اعتىن يف ذكر األمساء النبوية وضبطها وشرحها ومجعها أئمة من‬
‫كبار العلماء‪ ،‬بل أفردها بعضهم بالتأليف‪ ،‬وذكرها آخرون يف ضمن‬
‫تآليفهم‪.‬‬
‫وقد ذكر الشيخ أياد أمحد الغوج يف تعليقه على كتاب اإلمام السبكي‬
‫"السيف املسلول على من سب الرسول صلى اهلل عليه وسلم" كثريا من‬
‫الكتب اليت ألفت فيها‪ ،‬منها‪-:‬‬
‫‪3‬‬

‫‪ -1‬املنيب يف أمساء النيب للعالمة اللغوي أيب احلسني بن فارس الرازي‬


‫املتوىف سنة ‪593‬ه ذكره السخاوي يف القول البديع‪.‬‬
‫‪ -2‬واملستوىف يف أمساء املصطفى للحافظ أيب اخلطاب بن دحية‬
‫الكليب املتوىف ‪355‬ه‪.‬‬
‫‪ -5‬وأرجوزة يف األمساء النبوية وشرحها لإلمام أيب عبد اهلل القرطيب‬
‫املفسر املتوىف ‪371‬ه ذكرها السخاوي‪.‬‬
‫‪ -4‬و"ملخص كتاب املستوىف البن دحية" للقاضي ناصر الدين ابن‬
‫امليلق املتوىف سنة ‪ 797‬ه ذكره السخاوي‪.‬‬
‫‪ -3‬والشفاء املختار بأمساء النيب املختار صلى اهلل عليه وسلم لزين‬
‫الدين عبد الرمحن بن علي بن أمحد البسطامي املتوىف سنة ‪838‬ه‪.‬‬
‫‪ -3‬وتذكرة احمل بني يف أمساء سيد املرسلني صلى اهلل عليه وسلم‬
‫لإلمام أيب عبد اهلل حممد بن القاسم األنصاري املالكي املعروف‬
‫بالرصاع املتوىف ‪ 893‬ه ‪.‬‬
‫‪ -7‬والفوائد اجلليه يف األمساء النبويه للحافظ مشس الدين السخاوي‬
‫املتوىف ‪ 902‬ه ‪.‬‬
‫‪4‬‬

‫‪ -8‬واملرقاة العليه يف شرح األمساء النبويه للحافظ جالل الدين‬


‫السيوطي املتوىف ‪ ،911‬قال يف كتابه تنوير احلوالك‪ :‬وتتبعت قدميا‬
‫أمساء النيب صلى اهلل عليه وسلم فبلغت حنو أربعمائة وأفردت ها‬
‫بشرحها يف جملد مسيته املرقاة مث خلصته يف جزء مسيته‪:‬‬
‫‪ -9‬الرياض األنيقه يف شرح أمساء خري اخلليقه‪ ،‬مث خلصته يف خمتصر‬
‫مسيته‪:‬‬
‫‪ -10‬الوسيلة‪.‬‬
‫‪ -11‬والنهجة السنيه يف شرح األمساء النبويه للحافظ السيوطي أيضا‪،‬‬
‫خلصه من الرياض األنيقة كما يف كشف الظنون‪.‬‬
‫‪ -12‬وفتح الرحيم الغفار بشرح أمساء حبيبه املختار صلى اهلل عليه‬
‫وسلم للعالمة شهاب الدين أمحد بن أمحد السجاعي املتوىف‬
‫‪.1197‬‬
‫‪ -15‬والوفا بشرح االصطفا يف ذكر أمساء املصطفى صلى اهلل عليه‬
‫وسلم لعبد الباسط بن حممد البلقيين أحد متأخري أحفاد اإلمام‬
‫سراج الدين البلقيين‪.‬‬
‫‪5‬‬

‫‪ -14‬واألمسى فيما لسيدنا حممد من األمسا للشيخ يوسف بن‬


‫إمساعيل النبهاين املتوىف ‪.1530‬‬
‫‪ -13‬وأحسن الوسائل يف نظم أمساء النيب الكامل للعالمة النبهاين‬
‫أيضا(‪ )1‬انتهى‪.‬‬
‫‪ -13‬والبهجة البهية يف األمساء النبوية للحافظ السيوطي‪ ،‬كما ذكره‬
‫الشيخ مال علي قاري يف شرحه على الشفاء وقال‪ :‬كان شيخ‬
‫مشاخينا السيوطي اختصر كتاب احلافظ ابن دحية يف كراريس‬
‫ومساها بالبهجة البهيه يف األمساء النبويه‪.‬‬
‫‪ -17‬وأرجوزة أمساء النيب صلى اهلل عليه وسلم كما وردت يف دالئل‬
‫اخلريات‪ ،‬نظمها ابن القاضي الدمشقي‪ .‬وقد رأيت هذه األرجوزة‪،‬‬
‫وقال يف أوهلا‪:‬‬
‫احل م د هلل الذي تكرما ببعثة املخ ت ار ط ه أنْعما‬
‫حنمده محْ داً يوايف الن عما أ ْن زاد يف تش ريفه وعظما‬
‫عليه صلى ربُّنا وس لما‬

‫‪ 1‬تعليق الشيخ أياد أمحد الغوج على السيف املسلول على من سب الرسول ص ‪-305‬‬
‫‪.304‬‬
‫‪6‬‬

‫ق ْد خص ه مواله باآلي ات وأكمل األس ماء والص فات‬


‫وضاء ًة مثل النُّجوم يف السما‬‫ّ‬ ‫ذكرها (دالئل اخلي رات)‬
‫عليه صلى ربُّنا وس لما‬
‫وقال يف آخرها‪:‬‬
‫قد ه دانا‬
‫وج اه م ْن إلي ك ْ‬ ‫بأش رف األس ماء يا موالنا‬
‫واغف ْر لقاريها وم ْن ق ْد نظما‬ ‫تجب دع انا‬
‫إنا دعوناك اس ْ‬
‫وقد رأيت كتاب أحسن الوسائل يف نظم أمساء النيب الكامل‬
‫للعالمة النبهاين بعد فراغي من تأليف منظوميت‪ ،‬وقد ذكر فيه‬
‫‪" 824‬مثامنائة وأربعة وعشرين" من أمسائه صلى اهلل عليه وسلم‪،‬‬
‫وقال يف مقدمته‪ :‬مل جيمع هذا العدد أحد قبل هذا‪ ،‬ومل أنظم معها‬
‫األعجميات كالبارقليط وال احلروف مثل "أملر" إال "طه ويس"‬
‫لشهرت هما‪ .‬وقال يف أوهلا‪:‬‬
‫العلي الصمد‬
‫ّ‬ ‫الواحد الفرد‬ ‫الغين األحد‬ ‫ّ‬ ‫احلمد هلل‬
‫ومما قال فيها‪:‬‬
‫نظم أساميه جتد فيها الشفا‬ ‫وبعد فامسع يا حمب املصطفى‬
‫بالنظم والن يف والعشرينا‬ ‫أبلغتها الثمان ي ال مئينا‬
‫‪7‬‬

‫مسيتها بأحسن الوسائل يف نظم أمساء النيب الكامل‬


‫وهي أسام كلها رفيعة ضممتها أرجوزة بديعة‬
‫ق ْلها ت ف ْز بأجنح الوسائل ت ن ْل رضا اهلل خبري شامل‬
‫نظمتها يف سبعة أيام هذبْتها يف حنو نصف عام‬
‫حىت غدت يف غاية اإلحكام نعم املسمى نعمت األسامي‬
‫أهديتها لسيد اخلليقه من حبره هي به خليقه‬
‫فهاكها عقدا ف ريداً زاه يا (‪ ) 1‬بزينة الدين القومي وافيا‬
‫ومما قال يف مقدمته أيضا‪ :‬وتتأكد قراءت ها يف ليايل ال جمعات‬
‫وحتسن يف كل األوقات فرادى ومجاعات‪.‬‬
‫وقال‪ :‬إن بعض األمساء مل يدخل ىف النظم باللفظ الذى ذكروه‬
‫إلخالل ذلك بالفصاحة أو لعدم مساعدة الوزن أو لسبب آخر‪،‬‬
‫وذلك قليل وأكثرها مذكور بلفظه‪ .‬ومل ألتزم لفظ أل ىف بعض ما‬
‫ذكروه من الصفات اقتداء باالمام اجلزوىل رمحه اهلل تعاىل ىف دالئل‬
‫اخلريات اه ‪.‬‬

‫‪1‬أي صافيا مشرقا‪ ،‬ففي املعجم الوسيط‪ :‬زها السراج وغريه أضاءه‪ ،‬واللون صفا وأشرق اه ‪.‬‬
‫‪8‬‬

‫واعلم أن كثريا من العلماء ذكروا أمساءه صلى اهلل عليه وسلم معرفةً‬
‫بأل‪ ،‬وقد ورد كثري منها على التعريف لكنين مل ألتزم ذلك يف كثري‬
‫من األمساء؛ ملا يف ذلك من الصعوبة يف الوزن؛ وألن أداة التعريف‬
‫ليست جزءا من االسم كما ال خيفى‪ ،‬وقد رأيت اإلمام اجلزويل‬
‫معرفة بأل‪ ،‬فلذلك‬
‫ذكر األمساء النبوية يف "دالئل اخلريات" غري ّ‬
‫تركت التعريف يف أكثرها‪.‬‬
‫الكتب التي ذكرت فيها بعض األسماء النبوية‬
‫منها‪-:‬‬
‫‪ -1‬املواهب اللدنية‬
‫‪ -2‬وشرحها للزرقاين‬
‫‪ -5‬والشفا بتعريف حقوق املصطفى صلى اهلل عليه وسلم‬
‫‪ -4‬وشرحاه للشهاب اخلفاجي ومال علي بن سلطان القاري‬
‫‪ -3‬وسعادة الدارين للشيخ يوسف بن إمساعيل النبهاين‬
‫‪ -3‬ومطالع املسرات جبالء دالئل اخلريات‪.‬‬
‫‪9‬‬

‫‪ -7‬والقول البديع يف الصالة على احلبيب الشفيع للحافظ‬


‫السخاوي(‪.)1‬‬
‫‪ -8‬والسيف املسلول على من سب الرسول صلى اهلل عليه وسلم‬
‫لإلمام اجملتهد تقي الدين علي بن عبد الكايف السبكي‪.‬‬

‫واهتمام هؤالء العلماء األجالء ب هذه التآليف املذكورة يدل على علو‬
‫قدر هذه األمساء الشريفة وس مو مقامها ومكانتها‪ ،‬وال شك أن ها‬
‫جديرة بذلك االعتناء ومبا هو أعلى وأرفع منه مما يبني عن رفيع رتبتها‬
‫وسين جمدها‪.‬‬
‫وإمنا تط ّفلت أنا ب هذا النظم تأسيا وتشبُّها ب هؤالء األئمة والعلماء‬
‫األجلة ر ْغبةً فيما رغبوا فيه وطمعاً فيما وصلوا إليه من شرف اخلدمة‬

‫‪ 1‬قلت‪ :‬وكتاب احلافظ السخاوي هذا هو أحسن الكتب املصنفة يف الصالة على سيدنا‬
‫رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم كما قاله ابن حجر اهليتمي يف خطبة الدر املنضود يف‬
‫الصالة على صاحب املقام احملمود‪ ،‬وتبعه على ذلك الزبيدي يف شرح اإلحياء‪ ،‬والنبهاين يف‬
‫سعادة الدارين‪ .‬وذكر السخاوي يف هذا الكتاب ‪ 448‬امسا من أمسائه صلى اهلل عليه وسلم‬
‫اه ‪ .‬من تعليق العالمة حممد عوامه على هذا الكتاب ص‪7‬و‪8‬و‪.173‬‬
‫‪11‬‬

‫لألمساء النبوية راجيا أن تشملين نفحات اخلدمة لألمساء الشريفة‬


‫وبركات ها‪ ،‬وأن أخنرط يف سلك خدامها الكرام؛ فإن طفْيلي الكرام ي ْكرم‪،‬‬
‫ومن تشبه بقوم فهو منهم كما قاله من ال ينطق عن اهلوى صلى اهلل‬
‫عليه وسلم(‪.)1‬‬
‫وقد قال القائل‪:‬‬
‫ف تشب هوا إ ْن ل ْم تك ْونوا مثْ لهم إن التشبُّه بالرجال فالْح‬
‫ومسيته‪ :‬بغية األريب في التوسل بأسماء الحبيب صلى اهلل عليه وسلم‬
‫وأرجو من اهلل الذي ال حتصى مواهبه وال تنتقص باإلنفاق خزائنه أن‬
‫يتقبلها مين ب جزيل إحسانه وعظيم لطفه وكرمه‪ ،‬وأتوسل إليه تعاىل جباه‬
‫صاحب هذه األمساء املباركة أن ينفعين ب ها وب من تلقاها بقلب سليم‪،‬‬
‫إنه جواد وهاب كرمي‪.‬‬

‫‪ 1‬سند هذا احلديث صحيح‪ ،‬فقد قال العجلوين يف كشف اخلفاء‪ :‬حديث من تشبه بقوم‬
‫فهو منهم رواه أمحد وأبو داود والطرباين يف الكبري عن ابن عمر رفعه‪ ،‬ويف سنده ضعيف‬
‫كما يف الآللئ واملقاصد‪ ،‬لكن قال العراقي‪ :‬سنده صحيح‪ ،‬وله شاهد عند البزار‬
‫عن حذيفة وأيب هريرة‪ ،‬وعند أيب نعيم يف تاريخ أصبهان عن أنس‪ ،‬وعند القضاعي عن‬
‫طاووس مرسال‪ ،‬وصححه ابن حبان اه ‪.‬‬
‫‪11‬‬

‫تمهيد‬
‫اعلم أنه مل يرد نص قاطع بتحديد عدد أمساء سيدنا رسول اهلل صلى‬
‫اهلل عليه وسلم‪ ،‬فلذلك اجتهد العلماء يف مجعها من القرآن والسنة ومن‬
‫الكتب القدمية السماوية ومن الصحف اليت أنزلت على األنبياء‬
‫املاضني‪ ،‬ومن األشعار وأقوال الصحابة والتابعني‪ ،‬فلهذا كثر اختالفهم‬
‫فيها‪ ،‬قال الشهاب اخلفاجي يف نسيم الرياض شرح الشفاء‪ :‬وأمساؤه‬
‫صلى اهلل عليه وسلم توقيفية فال جيوز أن يسمى مبا مل يسمه به اهلل أو‬
‫يسم هو نفسه أو جده اه ‪.‬‬
‫وقال الزرقاين يف شرحه على املواهب‪ :‬نقل الغزايل اإلتفاق وأقره يف‬
‫الفتح(‪ )1‬على أنه ال جيوز لنا أن نسميه صلى اهلل عليه وسلم باسم مل‬
‫مسى به نفسه انتهى‪ -‬أي ال جيوز لنا أن خنرتع له علماً‬‫يسمه أبوه وال ّ‬
‫وإن دل على صفة كمال(‪ )2‬اه ‪.‬‬

‫‪ 1‬يعين أقر احلافظ العسقالين ذلك وعبارته يف فتح الباري شرح صحيح البخاري‪ :‬احتج‬
‫الغزايل باالتفاق على أنه ال جيوز لنا أن نسمي رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم باسم مل‬
‫يسمه به أبوه وال مسى به نفسه اه ‪.‬‬
‫‪ 2‬شرح الزرقاين على املواهب اللدنية ج‪4‬ص‪.170‬‬
‫‪12‬‬

‫وقال اخلفاجي أيضا يف موضع آخر‪ :‬وأمساؤه صلى اهلل عليه وسلم وإن‬
‫كانت توقيفية عند بعضهم كأمساء اهلل تعاىل فما اشتهر فيها وت لقى‬
‫بالقبول يف حكم املنقول؛ فإن األمة ال جتتمع على الضاللة‪ ،‬وقد وقع‬
‫هذا يف كثري من أمسائه وصفاته(‪ )1‬اه ‪ .‬وسيأيت أن القاضي عياض ذكر‬
‫أن من أمسائه صلى اهلل عليه وسلم ما أطلقت عليه األمة‪ ،‬ويأيت أيضا‬
‫يف التعليق قول الشهاب اخلفاجي‪ :‬هذا يعين "املصطفى واجملتىب" مما‬
‫أطلقه عليه األمة ومل يرد يف كتاب وال سنة‪ .‬فيبدو أن يف مسئلة التسمية‬
‫اختالفا‪ ،‬وإن نقل الغزايل فيها االتفاق على املنع‪.‬‬
‫وله صلى اهلل عليه وسلم أمساء كثرية‪ ،‬ومعلوم أن كثرة األمساء تدل على‬
‫شرف املسمى غالبا‪ ،‬قال الشهاب اخلفاجي وعلي بن سلطان قارئ‬
‫يف شرحيهما على الشفاء‪ :‬يف حتفة األحوذي يف شرح الرتمذي أن للنيب‬
‫صلى اهلل عليه وسلم ألف اسم كما أن هلل تعاىل ألف اسم‪ ،‬ونقل‬
‫مغلطاي أن ها تبلغ ثالمثائة‪ ،‬وقيل‪ :‬إن ها تسعة وتسعون كأمساء اهلل‪.‬‬

‫‪ 1‬نسيم الرياض ج‪2‬ص‪599‬‬


‫‪13‬‬

‫وقال الشهاب اخلفاجي يف شرح الشفاء‪ :‬إن أمساءه صلى اهلل عليه‬
‫وسلم ألفان وعشرون اه ‪.‬‬
‫وكل اسم من هذه األمساء فيه ثناء ومدح لرسول اهلل صلى اهلل عليه‬
‫وسلم إما ظاهرا وإما ضمنا أو التزاما‪ ،‬فقد ذكر أبو الفضل القاضي‬
‫عياض يف الشفاء‪ :‬أن أمساءه صلى اهلل عليه وسلم متضمنة على‬
‫فضيلته‪ .‬وقال علي قارئ يف شرحه‪ :‬أي مشعرة بتفضيله على سائر‬
‫الكرام اه ‪.‬‬
‫أسماؤه صلى اهلل عليه وسلم وأوصافه التي في القرآن الكريم‬
‫قال أبوالفضل احلافظ القاضي عياض يف الشفاء وعلي قارئ يف شرحه‬
‫على الشفاء‪ :‬قد جاء من ألقابه عليه الصالة والسالم وس ماته يف‬
‫القرآن عدة كثرية‪-:‬‬
‫‪ )1‬كالنور‪ ،‬قال تعاىل‪{ :‬قد جاءكم من اهلل نور}‪.‬‬
‫‪ )2‬والسراج املنري‪ ،‬قال تعاىل‪{ :‬وسراجا منيرا}‪.‬‬
‫‪ )5‬واملنذر‪ ،‬قال تعاىل‪{ :‬وليكون من المنذرين}‪.‬‬
‫‪ )4‬والنذير‬
‫‪14‬‬

‫‪ )3‬واملبشر‪ ،‬قال تعاىل‪{ :‬إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا}‪.‬‬


‫‪ )3‬والبشري‪ ،‬قال تعاىل‪{ :‬فقد جاءكم بشير ونذير}‪.‬‬
‫‪ )7‬والشاهد‪ ،‬قال تعاىل‪{ :‬وشاهد ومشهود}‪.‬‬
‫‪ )8‬والشهيد‪ ،‬قال تعاىل‪{ :‬وجئنا بك على هؤالء شهيدا}‪.‬‬
‫‪ )9‬واحلق قال تعاىل‪{ :‬قد جاء الحق من ربكم}‪.‬‬
‫‪ )10‬املبني‪ ،‬قال تعاىل‪{ :‬لتبين للناس ما نزل إليهم}‪ ،‬وقال تعاىل‪:‬‬
‫{حتى جاءهم الحق ورسول مبين}‪.‬‬
‫‪ )11‬وخات م النبيني بكسر التاء‪ :‬اسم فاعل أي آخرهم‪،‬‬
‫‪ )12‬وبفتحها‪ :‬اسم آلة كطابع كأنه ختمهم بنفسه‪ ،‬قال تعاىل‪:‬‬
‫{ولكن رسول اهلل وخاتم النبيين}‪.‬‬
‫‪ )15‬والرؤف‬
‫‪ )14‬والرحيم‪ ،‬قال تعاىل‪{ :‬بالمؤمنين رؤف رحيم}‪.‬‬
‫‪ )13‬واألمني‪ ،‬قال تعاىل‪{ :‬عند ذي العرش مكين مطاع ثَ َّـم‬
‫أمين}‪ ،‬ويف احلديث‪ :‬إين ألمني يف األرض أمني يف السماء‪.‬‬
‫‪15‬‬

‫‪ )13‬وقدم الصدق‪ ،‬ويف البخاري عن زيد بن أسلم يف قوله تعاىل‪:‬‬


‫{وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربـهم} قال‪ :‬هو حممد‬
‫صلى اهلل عليه وسلم‪.‬‬
‫‪ )17‬ورمحة للعاملني‪ ،‬لقوله تعاىل‪{ :‬وما أرسلناك إال رحمة‬
‫للعالمين}‪.‬‬
‫‪ )18‬ونعمة اهلل‪ ،‬لقوله تعاىل‪{ :‬وبنعمة اهلل هم يكفرون}‪.‬‬
‫‪ )19‬والعروة الوثقى‪ ،‬لقوله تعاىل‪{ :‬فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن‬
‫باهلل فقد استمسك بالعروة الوثقى}‪.‬‬
‫‪ )20‬والصراط املستقيم‪ ،‬مأخوذ من قوله تعاىل‪{ :‬يهدي به اهلل من‬
‫اتبع رضوانه سبل السالم ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه‬
‫ويهديهم إلى صراط مستقيم}‪ ،‬قيل‪ :‬هو رسول اهلل صلى اهلل عليه‬
‫وسلم‪.‬‬
‫‪ )21‬والنجم الثاقب‪ ،‬مأخوذ من قوله تعاىل‪{ :‬وما أدراك ما الطارق‬
‫النجم الثاقب}‪.‬‬
‫‪16‬‬

‫‪ )22‬والكرمي‪ ،‬قال تعاىل‪{ :‬إنه لقول رسول كريم}‪.‬‬


‫‪ )25‬والنيب األمي‪ ،‬قال تعاىل‪{ :‬فآمنوا باهلل ورسوله النبي األمي}‪.‬‬
‫‪ )24‬وداعي اهلل‪ ،‬قال تعاىل‪{ :‬وداعيا إلى اهلل بإذنه}‪ ،‬يف أوصاف‬
‫كثرية وس مات جليلة انتهى بتصرف يسري‪.‬‬

‫وعدد ما ذكره القاضي عياض يف الشفاء وبعض شراحه هنا من أمسائه‬


‫صلى اهلل عليه وسلم وألقابه ونعوته املذكورة يف القرآن أربعة وعشرون‪.‬‬
‫ويف ذلك من تشريفه صلى اهلل عليه سلم وتبجيله وتعظيمه وتوقريه ما‬
‫ال يوصف بالعباره وال يؤمأ إليه باإلشاره‪ ،‬وال تبلغ الفصاحة ببيان ع ْشر‬
‫م ْعشار ما تفضل اهلل به عليه من الكمال وأشرف اخلصال‪ ،‬فما ذا‬
‫يقول القائل يف مدح من ثناؤه ي ْقرأ يف احملاريب واملساجد يف الدنيا‪،‬‬
‫ويف اآلخرة يتلى يف اجلنة دار الكرامة واخللود‪.‬‬
‫وقال القاضي عياض يف الشفاء واخلفاجي يف شرحه‪ :‬جرى من أمسائه‬
‫صلى اهلل عليه وسلم يف كتب اهلل املتقدمة وكتب أنبيائه وأحاديث‬
‫رسوله صلى اهلل عليه وسلم الواقع فيها وصفه أو تسميته لنفسه أو قاهلا‬
‫أصحابه بنقل عنه وبدونه‪ ،‬وهذه كلها تسمى أحاديث أيضا وإطالق‬
‫‪17‬‬

‫األمة أي غري الصحابة‪ ،‬أو املراد األعم أي تسميتهم له صلى اهلل عليه‬
‫وسلم ووصفهم مجلة شافية كتسميته باملصطفى‪ ،‬واجملتىب(‪ ،)1‬وأيب‬
‫القاسم‪ ،‬واحلبيب‪ ،‬ورسول رب العاملني‪ ،‬والشفيع املشفع‪ ،‬واملتقي‪،‬‬
‫واملصلح‪ ،‬والطاهر‪ ،‬واملهيمن‪ ،‬والصادق‪ ،‬واملصدوق‪ ،‬واهلادي‪ ،‬وسيد‬
‫ولد آدم‪ ،‬وسيد املرسلني(‪ )2‬انتهى باختصار‪.‬‬
‫تنبيه في مشروعية إطالق لفظ السيد على النبي صلى اهلل عليه وسلم‬
‫اعلم أن إطالق السيد عليه صلى اهلل عليه وسلم مشروع بل هو‬
‫مستحب؛ ألنه من التوقري الذي أمرنا اهلل تعاىل به بقوله جل شأنه‪:‬‬
‫{وتوقروه}‪ ،‬وكان ابن مسعود رضي اهلل عنه يقول‪ :‬اللهم صل على‬
‫سيد املرسلني‪.‬‬

‫‪ 1‬قال الشهاب اخلفاجي يف نسيم الرياض ما حاصله‪ :‬هذان مما أطلقه عليه األمة ومل يرد يف‬
‫كتاب وال سنة ومها مبعىن‪ ،‬وقال السيوطي‪ :‬املصطفى من أشهر أمسائه صلى اهلل عليه‬
‫وسلم‪ ،‬ومثله املختار‪ ،‬ويف مسند الدارمي أن يف التوراة حممد رسول اهلل عبدي املختار اه‬
‫وأشار الشيخ علي قارئ يف شرح الشفاء أن اجملتىب مأخوذ من قوله تعاىل‪{ :‬اهلل يجتبي إليه‬
‫من يشاء ويهدي إليه من ينيب}‪.‬‬
‫‪ 2‬نسيم الرياض ج‪2‬ص‪.599-593‬‬
‫‪18‬‬

‫وورد قول سهل بن حنيف للنيب صلى اهلل عليه وسلم‪" :‬يا سيدي" يف‬
‫حديث عند النسائي يف عمل اليوم والليلة‪.‬‬
‫وقال الشهاب اخلفاجي يف نسيم الرياض‪ :‬قد ورد إطالقه عليه يف أحاديث‬
‫كثرية صحيحة كما يف حديث الشفاعة‪ :‬انطلقوا إىل سيد ولد آدم‪ ،‬ويف‬
‫الصحيحني‪ :‬أنا سيد ولد آدم يوم القيامة‪ ،‬وهو من أمسائه تعاىل أيضا كما‬
‫أثبته البيهقي يف كتاب الصفات‪ ،‬فيجوز إطالقه على اهلل تعاىل وعلى غريه‬
‫مطقا‪ ،‬وهو أحد أقوال أربعة‪ ،‬فقيل‪ :‬خيتص باهلل مطلقا‪ ،‬وقيل‪ :‬خيتص به‬
‫معرفا‪ ،‬وقيل‪ :‬خيتص بغريه وال جيوز إطالقه عليه تعاىل‪ ،‬واستدل لألول بأنه‬
‫ل ما قال له صلى اهلل عليه وسلم وفد بين عامر‪ :‬أنت سيدنا قال‪ :‬السيد هو‬
‫اهلل‪ ،‬وهو حديث صحيح(‪ )1‬اه‬
‫وروى مسلم يف صحيحه عن أيب هريرة قال‪ :‬قال رسول اهلل صلى اهلل عليه‬
‫وسلم‪ :‬أنا سيد ولد آدم يوم القيامة‪ ،‬وأول من ينشق عنه القرب‪ ،‬وأول شافع‬
‫وأول مشفع‪.‬‬
‫قال اإلمام النووي يف شرح مسلم عند شرح هذا احلديث‪ :‬قوله صلى اهلل‬
‫عليه وسلم‪" :‬أنا سيد ولد آدم يوم القيامة"‪ :‬قال اهلروي‪ :‬السيد هو الذي‬

‫‪ 1‬نسيم الرياض ج‪2‬ص‪.401‬‬


‫‪19‬‬

‫يفوق قومه يف اخلري‪ ،‬وقال غريه‪ :‬هو الذي يفزع إليه يف النوائب والشدائد‬
‫فيقوم بأمرهم ويتحمل عنهم مكارههم ويدفعها عنهم‪ .‬وأما قوله صلى اهلل‬
‫عليه وسلم‪ :‬يوم القيامة مع أنه سيدهم يف الدنيا واآلخرة‪ ،‬فسبب التقييد أن‬
‫يف يوم القيامة يظهر سودده لكل أحد‪ ،‬وال يبقى منازع وال معاند وحنوه‪،‬‬
‫خبالف الدنيا فقد نازعه ذلك فيها ملوك الكفار وزعماء املشركني‪ .‬وهذا‬
‫التقييد قريب من معىن قوله تعاىل‪{ :‬لمن الملك اليوم هلل الواحد القهار}‬
‫مع أن امللك له سبحانه قبل ذلك‪ ،‬لكن كان يف الدنيا من يدعي امللك‪ ،‬أو‬
‫من يضاف إليه جمازا‪ ،‬فانقطع كل ذلك يف اآلخرة قال العلماء‪ :‬وقوله صلى‬
‫اهلل عليه وسلم‪" :‬أنا سيد ولد آدم" مل يقله فخرا‪ ،‬بل صرح بنفي الفخر يف‬
‫غري مسلم يف احلديث املشهور "أنا سيد ولد آدم وال فخر" وإمنا قاله‬
‫لوجهني‪ :‬أحدمها‪ :‬امتثال قوله تعاىل‪{ :‬وأما بنعمة ربك فحدث} والثاين‪:‬‬
‫أنه من البيان الذي جيب عليه تبليغه إىل أمته ليعرفوه ويعتقدوه ويعملوا‬
‫مبقتضاه‪ ،‬ويوقروه صلى اهلل عليه وسلم مبا تقتضي مرتبته كما أمرهم اهلل‬
‫تعاىل‪ .‬وهذا احلديث دليل لتفضيله صلى اهلل عليه وسلم على اخللق كلهم‬
‫ألن مذهب أهل السنة أن اآلدميني أفضل من املالئكة‪ ،‬وهو صلى اهلل عليه‬
‫وسلم أفضل اآلدميني وغريهم‪ .‬وأما احلديث اآلخر‪" :‬ال تفضلوا بني‬
‫األنبياء" فجوابه من مخسة أوجه‪ :‬أحدها‪ :‬أنه صلى اهلل عليه وسلم قاله قبل‬
‫‪21‬‬

‫أن يعلم أنه سيد ولد آدم‪ ،‬فلما علم أخرب به‪ .‬والثاين‪ :‬قاله أدبا وتواضعا‪.‬‬
‫والثالث‪ :‬أن النهي إمنا هو عن تفضيل يؤدي إىل تنقيص املفضول‪ .‬والرابع‪:‬‬
‫إمنا ن هي عن تفضيل يؤدي إىل اخلصومة والفتنة كما هو املشهور يف سبب‬
‫احلديث‪ .‬واخلامس‪ :‬أن النهي خمتص بالتفضيل يف نفس النبوة فال تفاضل‬
‫فيها‪ ،‬وإمنا التفاضل باخلصائص وفضائل أخرى‪ ،‬وال بد من اعتقاد‬
‫التفضيل‪ ،‬فقد قال اهلل تعاىل {تلك الرسل فضلنا بعضهم على‬
‫بعض}اه ‪.‬‬
‫وقال احلافظ السخاوي يف القول البديع‪ :‬عن ابن مسعود رضي اهلل عنه‬
‫على فأحسنوا‬‫قال‪ :‬قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪ :‬إذا صليتم ّ‬
‫الصالة‪ ،‬فإنكم ال تدرون لعل ذلك يعرض على‪ ،‬قولوا‪ :‬اللهم اجعل‬
‫صلواتك ورمحتك وبركاتك على سيد املرسلني وإمام املتقني وخامت النبيني‬
‫عبدك ورسولك إمام اخلري وقائد اخلري ورسول الرمحة‪ ،‬اللهم ابعثه املقام‬
‫احملمود يغبطه به األولون واآلخرون‪ .‬أخرجه الديلمي يف مسند الفردوس له‬
‫هكذا‪ ،‬ورواه ابن أيب عاصم (‪ )1‬اه ‪.‬‬

‫‪ 1‬القول البديع ص‪.123‬‬


‫‪21‬‬

‫وذكر هذا احلديث موقوفا على ابن مسعود ابن ماجه يف سننه والقاضي‬
‫عياض يف الشفاء والطرباين يف املعجم الكبري وأبو يعلى يف مسنده وغريهم‪.‬‬
‫وقال السخاوي‪ :‬إسناد املوقوف حسن‪ ،‬بل قال الشيخ عالء الدين‬
‫مغلطاي‪ :‬إنه صحيح (‪)1‬اه ‪.‬‬
‫وقال السخاوي يف القول البديع‪ :‬وقول املصلني‪" :‬اللهم صل على‬
‫سيدنا حممد" فيه اإلتيان مبا أم ْرنا به وزيادة اإلخبار بالواقع الذي هو‬
‫أدب فهو أفضل من تركه(‪ )2‬اه ‪.‬‬
‫وقال النبهاين يف سعادة الدارين‪ :‬اتفق اإلمامان الشمس الرملي والشهاب‬
‫ابن حجر اهليتمي على استحباب زيادة السيادة يف الصالة على النيب صلى‬

‫‪ 1‬قال العالمة حممد عوامه حفظه اهلل يف تعليقه على القول البديع ص‪127‬بعد كالم يتعلق‬
‫حسن هذا احلديث فقد أصاب‪ ،‬ومن صححه لغريه فقد أصاب‪ ،‬ومن‬ ‫ب هذا احلديث‪ :‬من ّ‬
‫ضعفه مطلقا فقد أخطأ‪ ،‬ونعوذ‬
‫قصر‪ ،‬ومن ّ‬
‫ضعفه وقصر نظره على إسناد ابن ماجه فقد ّ‬ ‫ّ‬
‫باهلل من تقليد األغرار للمتهورين اه ‪.‬‬
‫‪ 2‬القول البديع يف الصالة على احلبيب الشفيع‪ ،‬بتعليق العالمة حممد عوامه ص‪ ،227‬وقد‬
‫أطال الشيخ حممد عوامه شكر اهلل سعيه يف هذا التعليق على الكالم عن هذه املسألة مبا‬
‫ي ْروي الغليل ويشفي العليل‪ ،‬ويقتنع به الباحث النبيل‪ ،‬فارجع إليه إن شئت‪.‬‬
‫‪22‬‬

‫اهلل عليه وسلم يف التشهد وغريه‪ ،‬وقال صاحب مفتاح الفالح‪ :‬وإياك أن‬
‫ترتك لفظ السيادة ففيه سٌّر يظهر ملن الزم هذه العبادة(‪)1‬اه ‪.‬‬
‫والكالم يف اطالق السيادة على رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم يطول‪،‬‬
‫ولسنا يف مبحثه فلنكتف مبا ذكرناه‪.‬‬
‫ويطلق أيضا لفظ السيادة على غريه صلى اهلل عليه وسلم لقوله عليه الصالة‬
‫والسالم للحسن‪ :‬إن ابين هذا سيّد‪ ،‬وقوله عليه الصالة والسالم لسعد‪:‬‬
‫قوموا إىل سي ّدكم‪ .‬واهلل املوفق‪.‬‬
‫تشريف اهلل له صلى اهلل عليه وسلم بتسميته ببعض أسمائه الحسنى‬
‫عقد اإلمام احلافظ أبو الفضل القاضي عياض يف الشفاء فصال يف تشريف‬
‫اهلل تعاىل له صلى اهلل عليه وسلم مبا مساه به من أمسائه احلسىن ووصفه به‬
‫من صفاته العلى‪ ،‬فمما قال فيه‪ :‬اعلم أن اهلل تعاىل خص كثريا من األنبياء‬
‫بكرامة خلعها عليهم من أمسائه كتسمية إسحق وإمسعيل بعليم وحليم‪،‬‬
‫وإبراهيم حبليم‪ ،‬ونوح بشكور‪ ،‬وعيسى وحيىي ب ب ر‪ ،‬وموسى بكرمي وقوي‪،‬‬
‫ويوسف حبفيظ عليم‪ ،‬وأيوب بصابر‪ ،‬وإمسعيل بصادق الوعد كما نطق‬
‫بذلك الكتاب العزيز يف مواضع ذكرهم‪.‬‬

‫‪ 1‬سعادة الدارين للنبهاين ص‪.44-45‬‬


‫‪23‬‬

‫وفضل نبينا حممدا صلى اهلل عليه وسلم بأن حالْه أي زي نه من أمسائه تعاىل‬
‫يف كتابه العزيز وعلى ألسنة أنبيائه بعدة كثرية اجتمع لنا منها مجلة بعد‬
‫إعمال الفكر‪ ،‬وإحضار الذكر‪ ،‬إذ مل جند من مجع منها فوق امسني وال من‬
‫صل ْني‪ ،‬وحرْرنا منها يف هذا الفصل حنو ثالثني امسا‪،‬‬ ‫تفرغ فيها لتأليف ف ْ‬
‫ولعل اهلل تعاىل كما ألْ هم إل ى ما علم منها وحققه يتم النعمة بإبانة ما مل‬
‫يظهره لنا اآلن ويفتح غلقه(‪.)1‬‬
‫فمن أمسائه تعاىل اليت س مىت ب ها النيب صلى اهلل عليه وسلم‪ :‬احلميد(‪،)2‬‬
‫والرؤف الرحيم‪ ،‬واحلق املبني‪ ،‬والنور‪ ،‬والشهيد‪ ،‬والكرمي‪ ،‬والعظيم‪،‬‬
‫واجلبار(‪ ،)5‬واخلبري‪ ،‬والفتاح‪ ،‬والشكور‪ ،‬والعليم والعالم وعامل الغيب‬

‫‪ 1‬قال الشهاب اخلفاجي يف شرحه على الشفاء‪ :‬قوله‪ :‬غلقه بفتح الغني وفتح الالم والقاف‬
‫وهو ما يغلق أي يقفل به اه وذكر وجهني آخرين‪.‬‬
‫‪ 2‬ذكر هذا االسم الزرقاين يف شرحه على املواهب اللدنية نقال عن الشامي‪ ،‬وقال‪ :‬احلميد‬
‫فعيل مبعىن حامد وحممود صيغة مبالغة من احلمد وهو الثناء اه ج‪4‬ص‪.183‬‬
‫‪ 5‬عبارة القاضي عياض يف الشفاء‪ :‬ومن أمسائه تعاىل اجلبار‪ ،‬ومعناه املصلح‪ ،‬وقيل‪:‬‬
‫القاهر‪ ،‬وقيل‪ :‬العلي العظيم الشأن‪ ،‬وقيل‪ :‬املتكرب‪ ،‬ومسى النيب صلى اهلل عليه وسلم‬
‫يف كتاب داود جببار فقال‪ :‬تقلد أيها اجلبار سيفك فإن ناموسك وشرائعك مقرونة ب هيبة‬
‫ميينك‪ ،‬ومعناه يف حق النيب صلى اهلل عليه وسلم إما إلصالحه ألمته باهلداية والتعليم‬
‫‪24‬‬

‫والشهادة(‪ ،)1‬واألول واآلخر‪ ،‬والقوي‪ ،‬والصادق‪ ،‬والويل واملوىل‪ ،‬والعفو‪،‬‬


‫واهلادي‪ ،‬واملؤمن واملهيمن‪ ،‬والقدوس‪ ،‬والعزيز‪ ،‬وقد وصف اهلل تعاىل نفسه‬
‫بالبشارة والنذارة فقال‪{ :‬يبشرهم ربـهم برحمة منه ورضوان} وقال‪{ :‬إن‬
‫اهلل يبشرك بيحيى}‪ .‬ويف موضع آخر‪{ :‬يبشرك بكلمة منه}‪ .‬قال علي‬
‫قارئ‪ :‬لعل اإلنذار يؤخذ من قوله تعاىل‪{ :‬تبارك الذي نزل الفرقان على‬
‫عبده ليكون للعالمين نذيرا}على أن ضمري يكون راجع إىل املوصول‪،‬‬
‫(‪)2‬‬
‫يف قوله تعاىل‪{ :‬إنا أرسلناك شاهدا‬ ‫ومساه اهلل تعاىل‪ :‬مبشرا‪ ،‬ونذيرا‬
‫ومبشرا ونذيرا}‪.‬‬

‫=أو لقهر أعدائه أو لعلو منزلته على البشر وعظيم خطره‪ ،‬ون في عنه يف القرآن جربية التكرب‬
‫اليت ال تليق به فقال‪ :‬وما أنت عليهم جببار اه ‪.‬‬
‫وعبارة القاضي عياض يف الشفاء‪ :‬ومن أمسائه تعاىل العليم والعالم وعامل الغيب‬ ‫‪1‬‬

‫والشهادة‪ ،‬ووصف نبيه صلى اهلل عليه وسلم بالعلم وخصه مبزية منه فقال‪ :‬وعلمك ما مل‬
‫تكن تعلم وكان فضل اهلل عليك عظيما‪ ،‬وقال‪ :‬ويعلمكم الكتاب واحلكمة ويعلمكم ما مل‬
‫تكونوا تعلمون اه ‪.‬‬
‫‪ 2‬قا ل علي بن سلطان القارئ يف شرحه على الشفاء‪ :‬وزيد يف نسخة‪ :‬وبشري‪ ،‬أي ومساه‬
‫بشريا يف قوله سبحانه وتعاىل‪ :‬وما أرسلناك إال كافة للناس بشريا ونذيرا‪ ،‬وهو فعيل مبعىن‬
‫مفعل كالنذير اه لكن تكون األمساء حينئذ واحدا وثالثني امسا‪ ،‬فليحرر‪.‬‬
‫‪25‬‬

‫ومن أمسائه تعاىل فيما ذكره بعض املفسرين‪ :‬طه‪ ،‬ويس(‪ )1‬انتهى ملخصا‬
‫من الشفاء مع زيادات قليلة من شرح العالمة علي بن سلطان القارئ على‬
‫الشفاء‪.‬‬
‫ويف تسميته صلى اهلل عليه وسلم بثالثني امسا من أمسائه تعاىل شرف كبري‬
‫وفخر عظيم ال يساويه وال يدانيه شرف املقربني من املالئكة املعصومني‪،‬‬
‫واألنبياء واملرسلني‪.‬‬
‫فائدة‬
‫قال الشهاب اخلفاجي يف نسيم الرياض‪ :‬يف فتاوي السبكي رمحه اهلل تعاىل‬
‫يف قوله تعاىل يف سورة اإلسراء‪{ :‬إنه هو السميع البصير}‪ :‬إن الضمري يف‬
‫قوله‪ :‬إنه يعود على اهلل تعاىل‪ ،‬وقد ورد يف أربعة مواضع من القرآن‪ ،‬وقال‬
‫بعضهم‪ :‬إن الضمري هنا يعود على النيب صلى اهلل عليه وسلم فيكون هذان‬
‫اإلمسان من أمسائه صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬ومعىن وصفه ب هما أنه الكامل يف‬
‫السمع والبصر اللذين يدرك ب هما اآليات اليت يريْه إياها‪ ،‬وهو نذير واإلنذار‬
‫بالعقل‪ ،‬وأعظم احلواس املوصلة إىل العقل السمع والبصر‪ ،‬فعلى هذا وصفه‬
‫صلى اهلل عليه وسلم بذلك ألنه ال أحد أكمل منه يف اإلنذار واالستدالل‬

‫‪ 1‬نيسم الرياض ج‪2‬ص‪.454 -410‬‬


‫‪26‬‬

‫انتهى‪ .‬أقول‪ :‬يعين أن وصفه صلى اهلل عليه وسلم ب هما هنا على هذا وقع‬
‫بطريق احلصر املستفاد من تعريف الطرفني‪ ،‬وسيق للمدح وهو أمر عام‬
‫ففسره مبا خيصه به ويصريه مدحا‪ ،‬وال حاجة هلذا مع بعده فإنه قد تبني‬
‫توجيه أظهر منه وهو السميع لكالم اهلل تعاىل من غري واسطة وناظر إىل‬
‫(‪)1‬‬
‫نور مجاله وجالله بعني بصره وهذا مما اختص به صلى اهلل عليه وسلم‬
‫اه ‪.‬‬
‫وقد ذكرت يف هذه املنظومة مائىت اسم وعشرًة من أمسائه صلى اهلل عليه‬
‫وسلم وذلك ن ْحو(‪ )2‬ع ْشر أكثر عدد ذكره العلماء من األمساء النبويّة وهو‬
‫ألفان وعشرون امسا كما ذكرناه‪ ،‬والع ْشر وإن كان قليال لكنه امليسور ملثلي‬
‫م من بضاعته يف الفصاحة مزجاة‪ ،‬وليس له الرتقاء املعايل مصعد وم ْرقاة‪،‬‬
‫واهلموم واآلالم على جسده ملقاة‪ ،‬ولو ال رجاء معونة اهلل وإمداده ولطفه‬
‫واالستئناس بالرْؤية النبوية املذكورة ل ما جتاسرت على اخلوض يف جلج هذه‬
‫تعرضت‬ ‫البحار النورانية‪ ،‬وما طم ْعت التقاط هذه الدرر البهية‪ ،‬وما ّ‬

‫‪ 1‬نيسم الرياض ج‪2‬ص‪.454‬‬


‫‪ 2‬وإمنا قلت‪ :‬حنو ع ْشر ‪..‬إخل ألن ما ذكرته هنا من األمساء النبوية يزيد على العشر قليال‪،‬‬
‫فإن عشر العدد الذي ذكره العلماء مائتان واثنان‪ ،‬فالزائد على الع ْشر مثانية اسم من أمسائه‬
‫صلى اهلل عليه وسلم‪.‬‬
‫‪27‬‬

‫ضت األمر إىل اهلل وش ّمرت عن‬ ‫الستنشاق هذه الروائح املسكية‪ ،‬لكين ف و ْ‬
‫ساعد اجلد وعزمت على اإلقدام مستمدا من كرمه تعاىل اإلعانة والتوفيق‬
‫والقبول‪ ،‬وق لْت لنفسي‪ :‬إعلمي أن ما ال ي ْدرك كله ال ي تْ رك كله‪ ،‬وأن‬
‫امليسور ال يسقط باملعسور‪ ،‬وأن مع العسر يسرا(‪ ،)1‬وعلى قدر الطاقة‬
‫يكون التكليف‪ ،‬قال اهلل تعاىل‪{ :‬ال يكلف اهلل نفسا إال وسعها} وقال‬
‫اإلمام البوصريي يف اهلمزية خياطب نفسه‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ر فقد ي ْسقط الثمار اإلتاء‬ ‫وأْت بال مستطاع من عمل الب‬

‫‪ 1‬قال اهلل تعاىل‪{ :‬فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا}‪ ،‬قال ابن حجر اهليتمي يف‬
‫فتح املبني شرح األربعني النووية‪ :‬ورد عن مجع من الصحابة وعنه صلى اهلل عليه وسلم‪ :‬لن‬
‫يغلب عسر يسرين‪ ،‬أي ألن النكرة إذا أعيدت كانت غري األوىل‪ ،‬واملعرفة إذا أعيدت كانت‬
‫األوىل غالبا فيهما اه وري حديث‪ :‬لن يغلب إخل‪ ..‬احلاكم يف املستدرك والبيهقي يف شعب‬
‫اإلميان عن احلسن مرسال‪ ،‬ولفظه‪ :‬عن احلسن يف قول اهلل عز وجل‪{ :‬إن مع العسر‬
‫يسرا} قال‪ :‬خرج النيب صلى اهلل عليه وسلم يوما مسرورا فرحا وهو يضحك وهو يقول‪ :‬لن‬
‫يغلب عسر يسرين‪ ،‬فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا اه‬
‫‪ 2‬اإلتاء النخيل الصغار‪ ،‬قال ابن حجر اهليتمي يف املنح املكية يف شرح اهلمزية ص‪:335‬‬
‫ما حاصله أي قد ينتج القليل ‪-‬من عمل الرب‪ -‬ما ال ينتجه الكثري بواسطة مزيد إخالص‬
‫وانكسار‪ ،‬كما أنه قد ي ْسقط الثمار الكثرية النفيسة اإلتاء أي النخيل الصغار إذا خلصت‬
‫‪28‬‬

‫فسريي على بركة اهلل وتوكلي عليه؛ وكون ي على حد ما قاله ابن رسالن يف‬
‫الزبد‪:‬‬
‫خترج بنور العلم من ظلمات‬ ‫فاعمل ولو بالع ْشر كالزكاة‬
‫وقد روى اإلمام الرتمذي عن أيب هريرة عن النيب صلى اهلل عليه وسلم قال‪:‬‬
‫إنكم يف زمان من ترك منكم ع ْشر ما أمر به هلك‪ ،‬مث يأيت زمان من عمل‬
‫منكم بعشر ما أمر به جنا‪ .‬ورواه أيضا الطرباين يف املعجم الصغري والكبري‪.‬‬
‫وقال املناوي يف فيض القدير شرح اجلامع الصغري‪ :‬قال الغزايل‪ :‬لوال بشارة‬
‫املصطفى صلى اهلل عليه وسلم بأنه سيأيت زمان من ت مسك فيه بع ْشر ذلك‬
‫جنا لكان جديرا بنا أن نقتحم والعياذ باهلل ورطة اليأس والقنوط مع ما حنن‬
‫عليه من سوء أعمالنا‪ ،‬فنسأل اهلل أن يعاملنا مبا هو أهله‪ ،‬وأن يسرت قبائح‬
‫أعمالنا كما يقتضيه فضله وكرمه‪ ،‬وقال بعض احلكماء‪ :‬معروف زمننا منكر‬
‫زمان مضى‪ ،‬ومنكر زمننا معروف زمان مل يأت اه ‪.‬‬
‫وهذا أوان الشروع يف املنظومة بعون امللك املعبود‪ ،‬ونصها‪:‬‬

‫=أرضه وزاد ريُّه وخصبه‪ ،‬وال يسقط ذلك الكبار‪ ،‬فكذلك أنت قد تفوز بسبب ضعفك مبا‬
‫مل يفز به القوي الناظر إىل قوته ونفسه اه ‪.‬‬
‫‪29‬‬

‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬


‫صطفى م ْن عال‬
‫عل ْى السيد ال م ْ‬ ‫ص الْة اإلل ه وت ْسليْ م ه‬ ‫‪1‬‬

‫الفضال‬ ‫قادة‬ ‫وأتْ باعه ْم‬ ‫صحابه الشُّرفا‬ ‫وآل وأ ْ‬ ‫‪2‬‬


‫المقدمة‬
‫الْمال‬ ‫نافعات‬ ‫مباْركة‬ ‫وب ْعد فأ ْمساء خ ْري الور ْى‬ ‫‪5‬‬
‫نفْيس مص ْون ود ٌّر غال‬ ‫وه ْي ع ْسج د (‪ ) 1‬ل ْؤلؤ ج ْوهر‬ ‫‪4‬‬
‫(‪) 2‬‬
‫وف ْي ذ ْوقهاْ فاْقت العسال‬ ‫وم اْء زالْل وإ ْك س ْي رن ا‬ ‫‪3‬‬
‫(‪) 4‬‬
‫ي ع الْ الْمْن دال‬
‫وع ْرف ش ذ ٌّ‬ ‫وري اْ (‪ ) 5‬رب اْها ك ع ْنب رنا‬ ‫‪3‬‬
‫ومشْس أل ْهل الث ر ْى والعال‬ ‫وب ْدر جتل ْى لكل الْمال‬ ‫‪7‬‬
‫ورد ْد لساناً ب ها ت نْبال‬ ‫ف ب ها يا أخ ْي م ْسمعاً‬ ‫فشن ْ‬ ‫‪8‬‬
‫وق ْد قْيل ألْف كذا نقال‬ ‫وع دة أ ْس م ائ ه "ع اق ل (‪") 3‬‬ ‫‪9‬‬

‫الدر والياقوت اه اللسان‪.‬‬


‫الع ْسجد‪ :‬الذهب وقيل‪ :‬هو اسم جامع للجوهر كله من ّ‬
‫‪1‬‬

‫‪ 2‬اإلكسري بالكسر‪ :‬الكيمياء نقله الصاغاين اه تاج العروس من جواهر القاموس‪.‬‬


‫‪ 5‬الريّا‪ :‬الريح الطيبة اه املعجم الوسيط‬
‫‪ 4‬املندل‪ :‬العود الطيب الرائحة اه املعجم الوسيط‪.‬‬
‫‪ 3‬أي مائتان وواحد‪ ،‬فإن العني بسبعني‪ ،‬واأللف بواحدة‪ ،‬والقاف مبائة‪ ،‬والالم بثالثني‬
‫ومجلة ذلك مائتان وواحد‪ ،‬وممن ذكر هذا العدد اإلمام اجلزويل يف دالئل اخلريات‪.‬‬
‫‪31‬‬

‫اسأال‬
‫وع ْشرْون م ْعها فخ ْذ و ْ‬ ‫وألْفان ق ْد عدها ب ْعضه ْم‬ ‫‪10‬‬
‫صراً جال‬
‫سريْعاً ون ْ‬ ‫ن واالً‬ ‫ب ها رب نا م ْع خش ْوع ت ن ْل‬ ‫‪11‬‬
‫لرْؤيا صديْق من الفضال‬ ‫وها أنا ذا ناظم ب ْعضها‬ ‫‪12‬‬
‫سرد عدد من أسمائه صلى اهلل عليه وسلم‬
‫(‪) 1‬‬
‫ُم َح ـ َّمـد ال م ْج ت ب ى م ْن ع ال‬ ‫الور ْى‬ ‫خ ْري‬ ‫أ ْمساْء‬ ‫وأ ْشهر‬ ‫‪15‬‬
‫حرف الهمزة‬
‫أوال‬ ‫ب هما‬ ‫فك ْن بادئاً‬ ‫َح َمد‬
‫أْ‬ ‫ب ْعده‬ ‫وأ ْشهرها‬ ‫‪14‬‬
‫هوال‬ ‫إذاْ‬ ‫فِع ل ْألنام‬ ‫َوأ ََّو ُل َش ـ ـ ـاْ‬
‫)‬ ‫(‪2‬‬
‫وم ْن ه ا أ ُِح ـ ْـي ــد‬ ‫‪13‬‬
‫أ ََّوَال‬ ‫وزْد‬ ‫ـ ـطَ ِح ٌّي أَِم ْين‬ ‫َوأَبْـ ـ‬ ‫َع ٌّز‬
‫أَ‬ ‫أَغَ ٌّر‬ ‫إِ َمام‬ ‫‪13‬‬

‫‪ 1‬نقلت هذه االمساء الشريفة من املواهب اللدنية للحافظ القسطالين وشرحه للزرقاين‪،‬‬
‫والسيف املسلول على من سب الرسول لإلمام السبكي‪ ،‬والقول البديع يف الصالة على‬
‫احلبيب الشفيع للحافظ السخاوي‪.‬‬
‫‪ 2‬األحيد بضم أوله وكسر املهملة مث ياء حتتانية اه املواهب اللدنية للحافظ القسطالين‪.‬‬
‫وقال الشيخ حممد عوامه يف تعليقه على القول البديع يف الصالة على احلبيب الشفيع‬
‫للحافظ السخاوي ما نصه‪ :‬هذا االسم ضبط بالتكبري أ ْحي ْد وزن أمحد‪ ،‬والتصغري أحْيد وزن‬
‫ح مْيد اه ‪ .‬ففيه ثالث لغات‪.‬‬
‫‪31‬‬

‫حرف الباء‬
‫(‪) 1‬‬ ‫ِطــن والب ِ‬
‫ـص ْيـ ُـر ي ر ْى ال عم ال‬ ‫بَلِ ْيغ َوبَا‬ ‫بَ ِش ْيـر‬ ‫بَـيَان‬ ‫‪17‬‬
‫َ َ‬
‫(‪) 2‬‬
‫تك ْن راْسخاً جبال‬ ‫حديْث‬ ‫بالكتاب وبالْ‬ ‫فك ْن عامالً‬ ‫‪18‬‬
‫رِع بَاْ ِهر ن ْوره ال ع ق ال‬ ‫َوبَاْ‬ ‫َوبَ ْدر‬ ‫بَ ِديْع بَـ ِه ٌّي‬ ‫‪19‬‬

‫‪ 1‬روى البزار بسنده عن عبد اهلل يعين ابن مسعود عن النيب صلى اهلل عليه وسلم قال‪:‬‬
‫حيايت خري لكم حتدثون وحيدث لكم‪ ،‬ووفايت خري لكم‪ ،‬تعرض علي أعمالكم فما رأيت‬
‫من خري محدت اهلل عليه‪ ،‬وما رأيت من شر استغفرت لكم‪ ،‬قال احلافظ العراقي يف طرح‬
‫الت ثريب ج‪ 5‬ص‪ :297‬إسناده جيد‪ .‬وقال اهليثمي يف جممع الزوائ دج‪9‬ص‪ :24‬رواه البزار‬
‫ورجاله رجال الصحيح‪ .‬وصححه السيوطي يف اخلصائص الكربى‪ .‬وقال اآللوسي يف روح‬
‫املعاين يف تفسري قوله تعاىل‪{ :‬وجئنا بك شهيدا على هؤالء}‪ :‬إن أعمال أمته عليه‬
‫الصالة والسالم تعرض عليه بعد موته‪ .‬مث ذكر احلديث املذكور‪.‬‬
‫‪ 2‬يعين إذ ا كان عليه الصالة والسالم يرى أعمالك احلسنة منها والسيئة ينبغي أن تكون‬
‫يسر بأعمالك‬
‫عامال بالشريعة‪ ،‬ممتثال بأوامرها‪ ،‬جمتنبا عن النواهي‪ ،‬فإنه صلى اهلل عليه وسلم ُّ‬
‫الصاحلة كما يف هذا احلديث‪ ،‬وجدير باللبيب الفطن أن يتأدب معه صلى اهلل عليه وسلم‬
‫ويعمل األعمال ال صاحلة لنجاة نفسه‪ ،‬وإلدخال السرور يف قلبه صلى اهلل عليه وسلم‪ .‬وفقنا‬
‫اهلل مبا يرضيه ويقربنا إليه زلفى‪.‬‬
‫‪32‬‬

‫حرفا التاء والثاء‬


‫(‪) 5‬‬
‫ثـِـ َم ُ‬
‫ال (‪ ) 2‬ال ي تيْم وم ْن أ ْرم ال‬ ‫َوتَـ ـ ـ ـ ــال (‪ ) 1‬ت ـَ ـ ِـقـ ـ ٌّـي َوتـَـ ـذْكِ ـ ـ َرة‬ ‫‪20‬‬
‫حرف الحاء‬
‫َو َح ٌّي َحلِْيم َو َح ْمد َو َحا تِم َحاكِم بالذ ْي أنْزال‬ ‫‪21‬‬
‫ظ الْم ْؤمن ْني مجْيع البال‬ ‫َح ِسْيب َحبِْيب َح ِف ٌّي َو َحاْ فِ ُ‬ ‫‪22‬‬
‫َحنِْيف َح ِكْيم َح ِفْيظ َو َحاْ مــد م ْن علْيه الْعطاْ أ ْجزال‬ ‫‪25‬‬

‫‪ 1‬التايل أي املتبع ملن تقدم‪ ،‬قال تعاىل‪{ :‬مث أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا} أو من‬
‫التالوة وهي القراءة قال تعاىل‪{ :‬رسوال منكم يتلو عليكم آياتنا} أي القرآن اه ‪ .‬زرقاين‬
‫على املواهب‪.‬‬
‫‪ 2‬الثمال بكسر املثلثة العماد وامللجأ واملغيث واملعني والكايف‪ ،‬قال عمه صلى اهلل عليه‬
‫وسلم‪:‬‬
‫مثال اليتامى عصمة لألرامل‬ ‫وأبيض يستسقى الغمام بوجهه‬
‫اه زرقاين على املواهب‪.‬‬
‫‪ 5‬أي افتقر واحتاج‪ ،‬قال يف املصباح املنري‪ :‬أ ْرمل الرجل باأللف إذا نفد زاده وافتقر فهو‬
‫م ْرمل اه ويف املعجم الوسيط‪ :‬األرمل احملتاج اه ‪.‬‬
‫‪33‬‬

‫ـح َال ِح ْل (‪َ ) 2‬ح ِـمْيد لرب عال‬


‫ـُ‬ ‫الحيِ ُي الْ ـ ـ‬
‫هو َ‬
‫(‪) 1‬‬
‫ـح َّمطَايَا‬
‫هو ال َ‬ ‫‪24‬‬
‫حرف الخاء‬
‫َخلِْيل هو الْ َ‬
‫ـخاتـِ ُم ال ُّرسال‬ ‫اش ُع‬‫ـخ ِ‬ ‫ص الْ َ‬ ‫َخبِيـر هو ال َ ِ‬
‫ـخال ُ‬ ‫ْ‬ ‫‪23‬‬
‫حرف الذال‬
‫ِ‬ ‫ات َو ُذ ْو ال ُق َّوِة‬
‫َوِذ ْكر َوذُ ْو ع َّزة ف ْ‬
‫اعقال‬ ‫وذُو الْم ْع ِجز ِ‬
‫َ ْ ُ َ‬ ‫‪23‬‬
‫حرف الراء‬
‫(‪) 5‬‬
‫َرأ ُْوف َرِحـْي ـم ب م ْن ه ْي لال‬ ‫َر ُس ْول َرفِْيق هو الْ َّراْفِ ُع‬ ‫‪27‬‬
‫َر ِشْيد به ت ْهتد ْي العقال‬ ‫ب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َوَراْض َرقْيب هو الْ َّراغ ُ‬ ‫‪28‬‬
‫وم ْغدق غْيث ل ه ْم واْبال‬ ‫وه ْو َر ْح َمة لْلور ْى كله ْم‬ ‫‪29‬‬

‫‪ 1‬وقوله "محطايا" بفتح احلاء وامليم املشددة‪ ،‬وقيل‪ :‬بكسر احلاء وسكون امليم‪ .‬ومعناه‬
‫حامي احلرم‪.‬‬
‫احلالحل هو السيد العظيم‪ ،‬قال يف القاموس‪ :‬احلالحل بالضم‪ :‬السيد الشجاع‪ ،‬أو‬ ‫‪2‬‬

‫الضخم الكثري املروءة‪ ،‬وما له فعل‪ ،‬ومجعه بالفتح اه ‪ .‬ويف املعجم الوسيط‪ :‬احلالحل‬
‫الشجاع الركني يف جملسه اه ‪.‬‬
‫‪ 5‬قال تعاىل‪{ :‬بالمؤمنين رؤف رحيم} قال يف لسان العرب‪ :‬هيلل الرجل إذا قال ال إله‬
‫إال اهلل اه ‪.‬‬
‫‪34‬‬

‫حرف السين‬
‫ـ ــيـ ـد َسـ ـاْ ِج ـ ـد ل ْإلل ه ْاعت ال‬ ‫َو َس ـ‬ ‫َس ِعْيد َس ِمْيع ِس َراْج‬ ‫‪50‬‬
‫ـس ِديْ ُد َس َالْم غدا م ْوئال‬ ‫َّ‬ ‫َس ِم ٌّي (‪َ ) 1‬س ِخ ٌّي َسنَايَا (‪ ) 2‬هو الْـ‬ ‫‪51‬‬
‫حرف الشين‬
‫) الْمال‬ ‫(‪5‬‬
‫َش ُك ْور و َش ْمس َش ِف ْي ُع‬ ‫شاكِ ُر‬
‫شافِ ُع الْ َّ‬
‫ع الْ َّ‬ ‫هو الْ َّ‬
‫شاْ ِر ُ‬ ‫‪52‬‬

‫العلو اه زرقاين على املواهب‪.‬‬


‫‪ 1‬أي السامي أي العايل من السمو وهو ُّ‬
‫‪ 2‬ويف القاموس وشرحه تاج العروس‪ :‬رجل سنايا أي شريف القدر رفيعه اه ‪ .‬وقال‬
‫الزرقاين يف شرح املواهب اللدنية‪ :‬السنايا بالقصر الضوء الساطع أو النور الالمع‪ ،‬أو‬
‫باملد هو الشرف والعلو؛ ألنه شرف هذه األمة وفخرها اه ‪.‬‬
‫‪ 5‬الشافع والشفيع مها امسان من أمساء رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم كما ذكره اإلمام تقي‬
‫الدين السبكي يف كتابه السيف املسلول على من سب الرسول صلى اهلل عليه وسلم‪.‬‬
‫‪35‬‬

‫) وْه و َش ـ ـاْف من الْع ل ال‬ ‫(‪1‬‬


‫قَ ـ ــم‬ ‫ِش َهاْب َو َش ْذ‬ ‫َش ِريْف ِشـ ـ َف ــاء‬ ‫‪55‬‬
‫حرف الصاد‬
‫ص ْف َوةُ الفضال‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪54‬‬
‫صاْدق َ‬ ‫لح َ‬ ‫صاْ‬‫صف ٌّي َو َ‬‫ص ُف ْوح َ‬
‫صبُـ ْور َ‬‫َ‬
‫صاْبِ ْر وإ ْن ث قال‬ ‫ب‬ ‫ص ْدق هو َّ ِ‬ ‫صبِ ْيح و ِ‬ ‫‪53‬‬
‫وبالضُّر َ‬ ‫الصاْح ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫حرف الضاد‬
‫ضابِط ماْ به أ ْرسال‬
‫ـغَم َ‬ ‫ض ِم ْين َو َ‬
‫ض ْي ـ‬ ‫ضحوك ِ‬
‫ضيَاْء َ‬ ‫‪53‬‬
‫َ ُْ‬

‫‪ 1‬الشذقم بالفتح وسكون املعجمة وفتح القاف البليغ املفوه‪ ،‬وأصله‪ :‬كبري الشذق وهو‬
‫جانب الفم اه زقاين على املواهب‪ .‬وقال بعضهم‪ :‬الشدقم بالدال املهملة‪ ،‬قال يف‬
‫القاموس‪ :‬الشدقم كجعفر األسد والواسع الشدق اه ‪ .‬قال الزبيدي يف تاج العروس‪ :‬قال‬
‫شيخنا‪ :‬ويف حواشى مكى على التوضيح اهلشامى أن ذاله معجمة‪ ،‬وىف حواشيه أيضا لغري‬
‫واحد أن ها مهملة وهو ظاهر املصنف‪ ،‬قال‪ :‬وقد أوضحت يف شروح اخلالصة أن الرتدد يف‬
‫هذه الدال واحلكم عليها باالعجام من أكرب االوهام فال يعرج على من مال إليه وال يعول‬
‫عليه اه ‪ .‬وقال ابن منظور يف اللسان‪ :‬ويف حديث جابر حدثه رجل بشيء فقال‪ :‬ممن‬
‫مسعت هذا؟ فقال‪ :‬من ابن عباس قال‪ :‬من الشدقم‪ ،‬هو الواسع الشدق ويوصف به املنطيق‬
‫البليغ املفوه اه ‪.‬‬
‫‪36‬‬

‫حرف الطاء‬
‫(‪) 1‬‬
‫طَبِ ْيب غداْ طبب الض لال‬ ‫وطَ َه طَ ُه ْور هو الطَّاْ ِه ُر‬ ‫‪57‬‬
‫ب ب اط ْن ع رانا (‪ ) 2‬وإ ْن أ ْع ض ال‬ ‫وم ْن كل داْء بظاهر أ ْو‬ ‫‪58‬‬
‫حرف العين‬
‫َعاْلِـم َعاْبِد َعاِْمال‬ ‫ِرف‬ ‫َو َعاْ‬ ‫َعطُْوف‬ ‫َع ُف ٌّو‬ ‫َع ِزيْـز‬ ‫‪59‬‬
‫حرف الغين‬
‫عجال‬ ‫الْئذه‬ ‫ث‬
‫غَ ْو ُ‬ ‫لِب‬ ‫َوغَاْ‬ ‫َوغَ ْيث‬ ‫غَنِ ٌّي‬ ‫غَ ُف ْور‬ ‫‪40‬‬
‫حرف الفاء‬
‫تِح باْب ج ْود ل م ْن سأال‬ ‫َوفَاْ‬ ‫َوفَـ ْرط‬ ‫فَ ِ‬
‫ص ْيح‬ ‫َوفَ ْجر‬ ‫‪41‬‬

‫‪ 1‬الضلل هو الضاللة‪ ،‬قال يف القاموس‪ :‬األضلولة بالضم والضلة بالكسر والضلل حمركة‬
‫ضد اهلدى اه‬
‫‪ 2‬أي طبب من كل داء عرانا أي أل م بنا‪ ،‬قال يف املعجم الوسيط‪ :‬عراه الداء واألمر عروا أمل به‬
‫اه ‪.‬‬
‫‪37‬‬

‫حرفي القاف والكاف‬


‫(‪) 5‬‬
‫ع ل ْى ديْننا ع ْرقال‬ ‫عن ًادا‬ ‫َّال (‪ ) 2‬م ْن‬
‫قَـثُـ ْوم (‪ ) 1‬قَـتُـ ْول َوقَ ـت ُ‬ ‫‪42‬‬
‫َك ِريْم هو ال َك ِام َال‬ ‫َك ِف ْيل‬ ‫ت ال َقائِ ُم‬ ‫اس ُم ال َقانِ ُ‬ ‫هو ال َق ِ‬ ‫‪45‬‬

‫‪1‬‬
‫قال احلافظ القسطالين يف املواهب اللدنية‪ :‬قوله‪ :‬قثوم‪ ،‬فسره القاضي عياض باجلامع‬
‫للخري‪ ،‬وقال ابن اجلوزي‪ :‬مشتق من القثم وهو اإلعطاء‪ ،‬يقال‪ :‬قثم له من العطاء يقثم إذا‬
‫أعطاه‪ .‬وكان رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم أعظم اخللق ندى وأسخاهم يدا "أي جودا‬
‫وعطاء" اه ومسي صلى اهلل عليه وسلم أيضا ب " قثم" بوزن عمر ومعنامها واحد كما قاله‬
‫القسطالين‪ .‬وروى احلريب مرفوعا‪ :‬أتاين ملك فقال‪ :‬أنت ق ثم وخلقك قيم ونفسك مطمئنة‬
‫اه زقاين على املواهب ج‪4‬ص‪209‬و‪.501‬‬
‫‪2‬‬
‫إمنا مسي به ب هذين االمسني حلرصه على اجلهاد ومسارعته إىل القتال‪ ،‬فإن هما من صيغ‬
‫املبالغة اه زرقاين ج‪4‬ص‪.209‬‬
‫‪3‬‬
‫عرقال أي عوج ديننا‪ ،‬ويف القاموس ويف لسان العرب‪ :‬عرقل الرجل إذا جار عن القصد‬
‫والعرقلة التعويج وعرقل عليه كالمه عوجه‪ ،‬وعلى فالن‪ :‬عوج عليه الفعل والكالم‪ ،‬وأدار‬
‫عليه كالما غري مستقيم‪.‬‬
‫‪38‬‬

‫حرف الميم‬
‫ُـم َؤيَّ ُد َوال َْمانِـ ُح ال ُْم ـ ْر َس َال‬ ‫المنِ ْيـ ُر ال ُْم َه ْي ِم ُن َوالْـ‬
‫ُ‬ ‫ب‬ ‫ِ‬
‫ُمن ْي ُ‬ ‫‪44‬‬
‫ُمطَاْع ُم ِط ْيع لرب عال‬ ‫َوُم ْستَـ ْغ ِفر‬ ‫َمكِ ْين‬ ‫َم ِس ْيح‬ ‫‪43‬‬
‫و َماْء َم ِع ْين (‪ ) 2‬عذ ْوب حال‬ ‫(‪)1‬‬
‫ْم ْرتَ َجى‬
‫ض ْى ال ُ‬
‫ْم ْرتَ َ‬
‫صطََف ْى ال ُ‬
‫ْم ْ‬
‫هو ال ُ‬ ‫‪43‬‬
‫صال‬ ‫صف مكْرم مو ِ‬ ‫ِـسط م ْن ِ‬ ‫َوُم ْقـ‬ ‫اد ْي‬ ‫والْمنَ ِ‬ ‫هو ال ُْمت َِّق ْي‬ ‫‪47‬‬
‫ُ َ ُْ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ‬
‫َوُم ْبتَ ِه َال‬ ‫َوال ُْم ِج ْيـ ُر‬ ‫ـلِح‬ ‫ُم ِش ْيـر َوُم ْ‬
‫صـ‬ ‫َم ِديْـنَةُ ِعلْم‬ ‫‪48‬‬
‫أذية ك ْفر ه م ال ج ه ال‬ ‫(‪ ) 5‬اَل ُْم َهـاْ ِج ـ ـ ُـر م ْن‬ ‫ه و اَل َْم ْن َح َـم ـنَّاْ‬ ‫‪49‬‬

‫‪ 1‬املرجتي بفتح اجليم من الرجاء أي األمل؛ ألنه الذي يرجوه الناس لكشف كروب هم‪ ،‬أو‬
‫بكسر اجليم اسم فاعل أي املؤمل من اهلل قبول شفاعته يف أمته اه زرقاين على املواهب‪.‬‬
‫‪ 2‬يعين "املاء املعني" من أمسائه صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬فهما اسم واحد‪.‬‬
‫‪ 5‬قال الشيخ أياد أمحد الغوج يف تعليقه على السيف املسلول ص‪ :303‬كذا ضبطه‬
‫السبكي بقلمه‪ .‬وقال ابن إسحاق‪ :‬هو امسه صلى اهلل عليه وسلم يف االجنيل اه ‪ .‬وقال‬
‫الزرقاين يف شرحه على املواهب اللدنية ج‪ 4‬ص‪ :221‬املنحمنا بضم فسكون ففتح فكسر‬
‫فشد‪ ،‬وقيل بفتح امليمني‪ ،‬أي حممد بالسرياين اه ‪.‬‬
‫‪39‬‬

‫) إذاْ م ا ت ال‬ ‫هو ال ُـمكْتَ ِف ْي َوال ُـم َ‬


‫ش َّف ُع‬
‫(‪1‬‬
‫ُـمـ ـ ـ ـ َرت ـ ـ ْل ق راْن اً‬ ‫َوالْـ ـ‬ ‫‪30‬‬
‫ـ ِـذر ل ْلور ْى كل ما هوال‬ ‫َوُم ْنـ ـ‬ ‫ُم َوقَّـ ْر‬ ‫َملِ ْيك‬ ‫ُمبَـل ْغ‬ ‫‪31‬‬
‫ش ـر ُد (‪ ) 2‬م ْن ق ْد غو ْى مْبطال‬
‫ـ ُـم َ‬ ‫ُم َك َّرْم ُميَس ْر َوُمغْن هو الْـ ـ‬ ‫‪32‬‬
‫َوُم ْعلِ ُن حق ل م ْن أ ْرسال‬ ‫الم ْقتَ ِف ْى‬
‫ُ‬ ‫لى هو‬ ‫ُم َعل ْم َوَم ْو ً‬ ‫‪35‬‬
‫است ْؤصال‬
‫غوت ك ْفر به ْ‬ ‫اه طاْ ْ‬ ‫ت راْ‬ ‫َوَماح‬ ‫بو ْعظ‬ ‫ُم َذك ْر‬ ‫‪34‬‬
‫من ال خلْق طًّرا وق ْد فضال‬ ‫الم ْجتَبَ ْى‬
‫ُ‬ ‫َوُم ْختَاْ ُر ريب هو‬ ‫‪33‬‬
‫اح خ ْري غدا أ ْمثال‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪33‬‬
‫ن م ْفتَ َ‬ ‫اح هذا الوج ْود وكا‬ ‫صبَ ُ‬‫َوم ْ‬
‫المبِ ْي ُن ب ماْ أ ْشكال‬ ‫ِ‬ ‫‪37‬‬
‫ـ َـمت ْي ُن ُ‬ ‫َوُم ْنج م ن ال م ْهل ك ات ه و الـ‬

‫لقراء‬
‫روي عن اإلمام الشافعي أن القران غري مهموز وبذلك قرأ ابن كثري أحد ا ّ‬
‫‪1‬‬

‫السبعة‪ ،‬قال احلافظ السيوطي يف اإلتقان يف علوم القرآن‪ :‬أما القرآن فاختلف فيه‪،‬‬
‫فقال مجاعة‪ :‬هواسم علم غري مشتق خاص بكالم اهلل فهو غري مهموز‪ ،‬وبه قرأ ابن‬
‫كثري وهومروى عن الشافعي‪ .‬أخرج البيهقي واخلطيب وغريمها عنه أنه كان يهمز قراءة‬
‫وال يهمز القرآن ويقول‪ :‬القرآن اسم وليس مبهموز‪ ،‬ومل يؤخذ من قراءة ولكنه اسم‬

‫لكتاب اهلل مثل التوراة واإلجنيل اه‪.‬‬


‫‪ 2‬املشرد اسم فاعل بالعدو وهو التنكيل اه شرح الزرقاين على املواهب اللدنية‪.‬‬
‫‪41‬‬

‫حرف النون‬
‫اصر نَابِذ م ْن قال‬ ‫نَ ِ‬ ‫صح‬‫ِ‬ ‫َونَا‬ ‫نَِق ْيب‬ ‫نَِق ٌّي‬ ‫نَبِـي‬ ‫‪38‬‬
‫اسخ ديْنه ال ملال‬ ‫نَ ِ‬ ‫ِشر‬ ‫اض ـ ـ ـ ْر َونَاْ ِجـ ـ ـ ْز َونَـ ـا‬
‫ونَـاس (‪ ) 1‬ونَـ ـ ِ‬ ‫‪39‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫وْهو نُـ ْور كف ْجر جال‬ ‫ـ َـمة‬ ‫ص ْيح َونَ ْجم َونِ ْعـ ـ‬ ‫نَ ِس ْيب نَ ِ‬ ‫‪30‬‬
‫حرف الواو‬
‫ظ الو ِ‬
‫اص َال‬ ‫ِ‬ ‫َوفِ ٌّـي‬ ‫الو ِ‬ ‫الواْ ِس ُع‬ ‫َو ِج ْيه هو‬ ‫‪31‬‬
‫الواع ُ َ‬
‫هو َ‬ ‫ط‬‫اس ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وصْبح ضياْه ْاعتال‬ ‫كب ْدر‬ ‫األ َُم ْم‬ ‫َونُـ ْوُر‬ ‫ص ٌّي‬‫ولِ ٌّي و ِ‬ ‫‪32‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫هلال‬ ‫له‬ ‫ف و ْجه‬ ‫َو ِس ْيم‬ ‫اج ُد‬ ‫الو ِ‬ ‫الو ِ‬
‫اض ُع‬ ‫هو الو ِ‬
‫اع ُد‬ ‫‪35‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫حرف الهاء‬
‫صراط القوْمي ون ْهج العال‬ ‫ُه ًدى َه ِ‬
‫اش ِم ٌّي َو َهاد إىل ال‬ ‫‪34‬‬

‫‪ 1‬قال اهلل تعاىل‪{ :‬أم يحسدون الناس على ما أتاهم اهلل من فضله} فالناس يف هذه‬
‫اآلية هو النيب صلى اهلل عليه وسلم كما فسره عكرمة وجماهد‪ ،‬رواه عنهما ابن جرير‪ ،‬مسي‬
‫به صلى اهلل عليه وسلم من تسمية اخلاص بالعام؛ ألنه أعظمهم وأجلهم‪ ،‬أو جلمعه ما‬
‫فيهم من اخلصال احلميدة اه زرقاين على املواهب‪.‬‬
‫‪41‬‬

‫كنيته صلى اهلل عليه وسلم‬


‫اع قال‬
‫فْ‬
‫(‪) 1‬‬
‫ج نان أَبَاْ ال َق ـاْ ِسـ ـ ِم‬ ‫وكن ْوه ح ًّقا لق ْسمته الْ‬ ‫‪33‬‬
‫س م ق ْد ك ن ْوه (‪ ) 2‬ك ذا ن ق ال‬ ‫وق ْد قْيل أيْضاً لن ْجله قاْ‬ ‫‪33‬‬
‫فخ ْذها وكرْر ب هاْ سائال‬ ‫وذ ْي ب ْعض أ ْمسائه الشُّرفا‬ ‫‪37‬‬
‫ت وس ْل والْ ت ْسمع ْن عاذال‬ ‫ك ل ها‬ ‫أ ْس مائ ه‬ ‫بس اْئ ر‬ ‫‪38‬‬

‫قال اإلمام السبكي يف السيف املسلول على من سب الرسول صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫قيل‪ :‬كنيته أبو القاسم؛ ألنه يقسم اجلنة بني اخللق يوم القيامة اه ‪ .‬وقال معلقه أياد أمحد‬
‫الغوج‪ :‬وما ذكره السبكي حكاه احلافظ السيوطي عن بعضهم يف الرياض األنيقة‪ ،‬مث قال‪:‬‬
‫والذي جزم به اجلمهور منهم أهل السري أنه إمنا كين بابنه القاسم اه ص‪.308‬‬
‫وق ال احلافظ القسطالين يف املواهب اللدنية نقال عن كعب األحبار‪ :‬وكنيته صلى اهلل عليه‬
‫وسلم أبو القاسم؛ ألنه يقسم اجلنة بني أهلها اه وقال الزرقاين يف شرحه على املواهب‪ :‬أي‬
‫يقسمها يوم القيامة‪ ،‬وهو أحد األقوال وخالفه اجلمهور اه ‪.‬‬
‫‪ 2‬وهذا أشهر كنية له صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬ومما كين به صلى اهلل عليه وسلم‪ :‬أبو إبراهيم‬
‫وأبو األرامل‪ ،‬وأبو املؤمنني‪ ،‬وقال اخلفاجي يف نسيم الرياض ج‪2‬ص‪ :410‬قرئ يف الشواذ‪:‬‬
‫وأزواجه أمهات هم وهو أب هلم اه ويف شرح الزرقاين على املواهب‪ :‬وقرأ أيب بن كعب‪ :‬وهو‬
‫أب هلم أي كأبيهم يف الشفقة والرأفة واحلن و اه ج‪4‬ص‪.250‬‬
‫‪42‬‬

‫(‪) 1‬‬
‫ب ها ب ْارت ي اح ت ج ْد م ْع ق ال‬ ‫مائ تاْن وع ْشر فخ ْذ‬ ‫وهي‬ ‫‪39‬‬
‫ب ها قانتاً خاْشعاً وجال‬ ‫ياْ إل ه ْي دعا م ْن دعا‬ ‫ب‬‫أج ْ‬ ‫‪70‬‬
‫حساْن وأ ْمساء خ ْري الْمال‬ ‫رب ْي بأ ْمسائه الْ‬ ‫وأ ْسأل‬ ‫‪71‬‬
‫حالوة أنْس ب ه اال ْعتال‬ ‫وت ْنويْرها‬ ‫القل ْوب‬ ‫صفاء‬ ‫‪72‬‬
‫الدعاء لطلبة العلم الشريف‬
‫لْلعلى‬ ‫أم ْوراً ل ه ْم و ْاهده ْم‬ ‫ويس ْر لط ّالب عْلم ا ْهلد ْى‬ ‫‪75‬‬
‫وض ْعفاً وع ْجزاً كذا الكسال‬ ‫وهناً‬ ‫رب نا‬ ‫وجنْب هم ْو‬ ‫‪74‬‬
‫اجعلْن ها ل ه ْم عسال‬ ‫عة و ْ‬ ‫أذقْ ه ْم حالوة عْلم وطا‬ ‫‪73‬‬
‫مأمال‬ ‫وب ل ْغهمو‬ ‫وف ْه ًما‬ ‫ب ياْ إل ه ْي ل ه ْم فطْنةً‬ ‫وه ْ‬ ‫‪73‬‬
‫الدعاء لقادة المسلمين وجيشهم والدعاء على الكفار‬
‫(‪) 2‬‬
‫اج ع ْلهم ْو بس ال‬
‫جي ْوشه م ْ‬ ‫وانْصر ْن‬ ‫ولْلم ْسلم ْني أع ْن‬ ‫‪77‬‬
‫ب كل خ ْري ب ه ْم أ ْش مال‬ ‫وه ْ‬ ‫ل هم ْو‬ ‫وع ْوناً وأ ْمناً فج ْد‬ ‫‪78‬‬
‫زلْ زال‬ ‫وأقْ دام ه ْم‬ ‫إل ه ْي‬ ‫نكس ْن‬ ‫وأ ْعالْم أ ْعدائنا‬ ‫‪79‬‬

‫‪ 1‬أي خذها بارتياح جتدها ملجأ لك من املخاوف واملكاره‪ ،‬قال يف املصباح املنري‪ :‬املعقل‬
‫وزان مسجد امللجأ اه ويف املعجم الوسيط‪ :‬املعقل‪ :‬امللجأ واحلصن‪ ،‬ومجعه‪ :‬معاقل اه ‪.‬‬
‫‪ 2‬ويف القاموس‪ :‬الباسل األسد والشجاع‪ ،‬ومجعه‪ :‬بسالْء وب ْسل اه ‪.‬‬
‫‪43‬‬

‫اجعال‬
‫ْ‬ ‫إل ه ْي‬ ‫اء‬
‫ف تاْتاً غث ً‬ ‫وع ْسكره ْم رب نا دمر ْن‬ ‫‪80‬‬
‫كل ماْ هوال‬ ‫اصرف ْن‬
‫وعنا ْ‬ ‫وخ ْذ جْند جْبت وك ْفر طغ ْوا‬ ‫‪81‬‬
‫الدعاء ألهل السنة والجماعة‬
‫(‪) 1‬‬
‫الس ي ْوف وباألس ال‬
‫فع ْوا ب ُّ‬ ‫رع ْى اهلل ق ْوماً عن ال حق داْ‬ ‫‪82‬‬
‫لسان (‪ ) 2‬وأ ْعداْءه ْم نكال‬ ‫وم ْدفعه ْم والسنان وبال‬ ‫‪85‬‬
‫فأي ْد وجْيش العداْ ف لال‬ ‫مه ْو أ ْهل سنتنا الشُّرفا‬ ‫‪84‬‬
‫لد ْود مريْد ل ه ْم خاْذالْ‬ ‫وص ْن كْيد مْبتدع ماْكر‬ ‫‪83‬‬
‫األدعية العامة‬
‫منا م ْن فساد وكل البال‬ ‫اح‬
‫إهل ْي بأ ْمساء خ ْري الورى ْ‬ ‫‪83‬‬
‫ت فض ْل علْي نا وق اخللال‬ ‫وإ ْخالْص أ ْعماْلنا كلها‬ ‫‪87‬‬
‫وكل الذ ْي ي ْفسد العمال‬ ‫مسعة‬‫كع ْجب رياء كذا ْ‬ ‫‪88‬‬
‫بنا راْمحًا وا ْغفر ْن زلال‬ ‫ين وك ْن‬
‫وب ل ْغ مجْيع األماْ ْ‬ ‫‪89‬‬

‫‪ 1‬األسل‪ :‬النبل‪ ،‬والنبل‪ :‬السهام وهو اسم مجع‪ ،‬قال يف القاموس‪ :‬األسل حمركة النبل‪ ،‬وقال‬
‫أيضا‪ :‬النبل‪ :‬السهام بال واحد اه ‪.‬‬
‫‪ 2‬أي يدفعون عن احلق بالسيوف والنبل واملدافع والسنان وهو نصل الرمح‪ ،‬واللسان يعين‬
‫يدافعون عن احلق بكل ما لديهم من األسلحة وغريها‪.‬‬
‫‪44‬‬

‫اصقال‬
‫هر القْلب ع ْن ريْنه و ْ‬ ‫وساْم ْح إل هي ُّ‬
‫الذن ْوب وط‬ ‫‪90‬‬
‫ْ‬
‫وس ْوء القضاء وق العلال‬ ‫وم ْن شر جن وإنْس أع ْذ‬ ‫‪91‬‬
‫وس ْوء اخلواط ْر كذا ال ملال‬ ‫وصنا وساوس شر الور ْى‬ ‫‪92‬‬
‫فالْ نك ر ْيب من الغفال‬ ‫أيْقظ ْن‬ ‫أنْفسنا‬ ‫وبالذ ْكر‬ ‫‪95‬‬
‫علال‬ ‫ربّ نا‬ ‫وعل ْله م ْو‬ ‫وس ْقياً شراب ال هنا مجْعنا‬ ‫‪94‬‬
‫ب سيول الْ هنا سائال‬ ‫وصي ْ‬ ‫وحس ْن لنا خْلقنا رب نا‬ ‫‪93‬‬
‫مرصع تاج بنا كلال‬ ‫وزي ْن لنا ظاهًرا باطنًا‬ ‫‪93‬‬
‫(‪) 1‬‬
‫وب ْح ر وع ْم راْن ن ا والْ ف ال‬ ‫وأ ْرس ْل س ماءً عل ْى ب رنا‬ ‫‪97‬‬
‫هنْيئاً مريْئاً حالالً حال‬ ‫وسه ْل ووس ْع لنا رْزق نا‬ ‫‪98‬‬
‫هر باطن فا ْشفها ذا العال‬ ‫وأ ْمراض رْوح وج ْسم وظا‬ ‫‪99‬‬
‫هل ْن كل ص ْعب وما أثْقال‬ ‫ويس ْر عس ْرياً علْي نا وس‬ ‫‪100‬‬
‫وة م ْع مشاخينا الفضال‬ ‫وع ْفواً لناْ واألص ْول وإ ْخ‬ ‫‪101‬‬

‫‪ 1‬ويف القاموس‪ :‬الفال مجع فالة وهي القفر أو املفازة ال ماء فيها أو الصحراء الواسعة اه ‪،‬‬
‫ويف املعجم الوسيط‪ :‬الفالة األرض الواسعة ال مقفرة‪ ،‬واجلمع‪ :‬فالْ وف لوات اه ‪.‬‬
‫‪45‬‬

‫(‪) 1‬‬
‫احفظْهم ْو ذا الكال‬
‫معْيناً لنا ْ‬ ‫وجْي ران نا‬ ‫وف ْرعاً وأ ْهالً‬ ‫‪102‬‬
‫وخْي راً ج زيْ الً بناْ أنْ زال‬ ‫وعم ْم عل ْى ح ْزبنا ر ْمحةً‬ ‫‪105‬‬
‫إذاْ الْم ْوت ساْحت نا ن زال‬ ‫وأ ْحس ْن لناْ اخلْتم ياْ رب نا‬ ‫‪104‬‬
‫السبال‬
‫هنا و ْاهدنا أقْ وم ُّ‬ ‫ومن علْي نا الرضا يا إل‬ ‫‪103‬‬
‫ب واقْ بال‬‫استج ْ‬ ‫إل ه ْي إلْيك ْ‬ ‫ن م ُّد أكف الضراعة يا‬ ‫‪103‬‬
‫الخاتمة‬
‫ببابك فافْ ت ْح لك ْي ي ْدخ ال‬ ‫وعثْمان عْبدك ذا واقف‬ ‫‪107‬‬
‫وقاية ف ْي ذ ْي وي ْوم البال‬ ‫ف ت ْرعاْه ع ْني العناية والْ‬ ‫‪108‬‬
‫الُّْزمالْ‬ ‫إ ْخواْنناْ‬ ‫أحبة‬ ‫ب ل ْي وس اْماً (‪ ) 2‬ش ريْف اً ولْل‬
‫وه ْ‬ ‫‪109‬‬
‫الرسال‬‫إمام الورى الْ خاْمت ُّ‬ ‫وصل إل ه ْي وسل ْم عل ْى‬ ‫‪110‬‬
‫م ْىت قانت حاْمد محْدال‬ ‫وعْت رته‬ ‫وص ْحب‬ ‫وآل‬ ‫‪111‬‬
‫بأ ْمساء م ْن ق ْد أت ْى م ْرسال‬ ‫وما ي ْستل ُّذ ْامرؤ عاشق‬ ‫‪112‬‬
‫ب هذ ْي القصْيدة مْبتهال‬ ‫أو ْارتاح ف ْي ذ ْكره مْنشد‬ ‫‪115‬‬

‫الكالء بكسر الكاف احلفظ‪ ،‬قال اهلل تعاىل‪ { :‬قل من يكلؤكم بالليل والنهار من‬ ‫‪1‬‬

‫الرحمن}‪ .‬ويف القاموس‪ :‬كأله وكأل ًة وكالْ ًء بكسرمها‪ :‬حرسه اه ‪.‬‬


‫‪ 2‬الوسام‪ :‬السمة وما يعلق على صدر من أحسن عمال مكافأة له عليه اه املعجم الوسيط‪.‬‬
‫‪46‬‬

‫وع ْشر ف ياْ حبذاْ م ْن تال‬ ‫أ ْربع‬ ‫م اْئ ة‬ ‫وأبْ ي اْت ها‬ ‫‪114‬‬

‫وكان الفراغ من تأليفها وحتريرها وت هذيبها يوم األربعاء اخلامس من شهر‬


‫ذي القعدة سنة ‪ 1454‬ه غري أحرف وتصحيحات قليلة أحلقتها بعد‪.‬‬
‫وصلى اهلل على سيدنا وموالنا حممد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما‬
‫كثريا‪.‬‬
‫سبحانك اللهم وحبمدك أشهد أن ال إله إال أنت أستغفرك وأتوب‬
‫إليك عملت سوء وظلمت نفسي فاغفر يل فإنه ال يغفر الذنوب إال‬
‫أنت‪ .‬وآخر دعوانا أن احلمد هلل رب العاملني‪.‬‬
‫‪47‬‬

‫فهرس الكتاب‬
‫الصفحة‬ ‫الموضوع‪.................................................‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪ )1‬خطبة الكتاب‪................................................‬‬

‫‪11‬‬ ‫‪ )2‬متهيد ‪.......................................................‬‬

‫‪15‬‬ ‫‪ )5‬أمساؤه صلى اهلل عليه وسلم وأوصافه اليت يف القرآن الكرمي‪.........‬‬

‫‪17‬‬ ‫‪ )4‬تنبيه يف مشروعية إطالق لفظ السيد على النيب صلى اهلل عليه وسلم‬

‫‪21‬‬ ‫‪ )3‬تشريف اهلل له صلى اهلل عليه وسلم بتسميته ببعض أمسائه احلسىن‬

‫‪23‬‬ ‫‪ )3‬فائدة‪........................................................‬‬

‫‪29‬‬ ‫‪ )7‬منت القصيدة‪.................................................‬‬

‫‪29‬‬ ‫‪ )8‬املقدمة‪.....................................................‬‬

‫‪50‬‬ ‫‪ )9‬سرد عدد من أمسائه صلى اهلل عليه وسلم ‪.......................‬‬

‫‪50‬‬ ‫‪ )10‬حرف اهلمزة‪..................................................‬‬

‫‪51‬‬ ‫‪ )11‬حرف الباء ‪..................................................‬‬

‫‪52‬‬ ‫‪ )12‬حرفا التاء والثاء ‪.............................................‬‬

‫‪52‬‬ ‫‪ )15‬حرف احلاء‪..................................................‬‬


‫‪48‬‬

‫‪55‬‬ ‫‪ )14‬حرف اخلاء ‪.................................................‬‬

‫‪55‬‬ ‫‪ )13‬حرف الذال‪..................................................‬‬

‫‪55‬‬ ‫‪ )13‬حرف الراء ‪..................................................‬‬

‫‪54‬‬ ‫‪ )17‬حرف السني‪.................................................‬‬

‫‪54‬‬ ‫‪ )18‬حرف الشني‪.................................................‬‬

‫‪53‬‬ ‫‪ )19‬حرف الصاد‪.................................................‬‬

‫‪53‬‬ ‫‪ )20‬حرف الضاد ‪................................................‬‬

‫‪53‬‬ ‫‪ )21‬حرف الطاء ‪.................................................‬‬

‫‪53‬‬ ‫‪ )22‬حرف العني‪..................................................‬‬

‫‪53‬‬ ‫‪ )25‬حرف الغني ‪.................................................‬‬

‫‪53‬‬ ‫‪ )24‬حرف الفاء‪..................................................‬‬

‫‪57‬‬ ‫‪ )23‬حرف القاف والكاف‪.........................................‬‬

‫‪58‬‬ ‫‪ )23‬حرف امليم ‪..................................................‬‬

‫‪40‬‬ ‫‪ )27‬حرف النون‪..................................................‬‬


‫‪49‬‬

‫‪40‬‬ ‫‪ )28‬حرف الواو ‪..................................................‬‬

‫‪40‬‬ ‫‪ )29‬حرف اهلاء ‪..................................................‬‬

‫‪41‬‬ ‫‪ )50‬كنيته صلى اهلل عليه وسلم‪.....................................‬‬

‫‪42‬‬ ‫‪ )51‬الدعاء لطلبة العلم الشريف‪....................................‬‬

‫‪42‬‬ ‫‪ )52‬الدعاء لقادة املسلمني وجيشهم والدعاء على الكفار‪.............‬‬

‫‪45‬‬ ‫‪ )55‬الدعاء ألهل السنة واجلماعة ‪..................................‬‬

‫‪45‬‬ ‫‪ )54‬األدعية العامة‪................................................‬‬

‫‪43‬‬ ‫‪ )53‬اخلامتة‪.......................................................‬‬

‫‪47‬‬ ‫‪ )53‬فهرس الكتاب ‪...............................................‬‬

You might also like