Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 15

‫‪0‬‬ ‫العأمال التطوعأية في السإلما‬

‫الفهرس‬

‫رقم‬ ‫الموضـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫الصفحة‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــوع‬

‫‪1‬‬ ‫‪ ‬المقدمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة ‪‬‬


‫‪2-3‬‬ ‫‪ ‬مفهوم العأمال التطوعأية ‪‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪-1‬تعريف العمل التطوعأي‬
‫‪2‬‬ ‫‪ -2‬صفات العمل التطوعأي‬
‫‪3‬‬ ‫‪ -3‬أشكال العمل التطوعأي‬
‫‪3‬‬ ‫‪ -4‬أنواع المشاركة في العمل التطوعأي‬
‫‪ ‬مشروعأية ومكانة العأمال التطوعأية في‬
‫‪4-5‬‬
‫السإلم ‪‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪ -1‬أهمية العمل التطوعأي في السإلما‬
‫‪4‬‬ ‫‪ -2‬أمثلة من القرآن الكريم‬
‫‪4-5‬‬ ‫‪ -3‬أمثلة من الحأاديث النبوية‬
‫‪5‬‬ ‫‪ -4‬أمثلة من أقوال التابعين‬
‫‪6-8‬‬ ‫‪ ‬الحافز عألى العمل التطوعأي ‪‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪-1‬الحافز عألى العمل التطوعأي‬
‫‪7-8‬‬ ‫‪-2‬مقترحأات لتطوير العمل التطوعأي‬
‫‪ ‬أمثلة وقدوات في العمل التطوعأي في صدر‬
‫‪9-11‬‬
‫السإلم ‪‬‬
‫‪9‬‬ ‫‪-1‬أهمية العمل التطوعأي في السإلما‬
‫‪9-10‬‬ ‫‪-2‬نماذج إسإلمية مضيئة في عأمل الخير‬
‫‪1‬‬ ‫العأمال التطوعأية في السإلما‬

‫‪1‬‬ ‫‪-3‬نماذج نسائية إسإلمية مضيئة في عأمل الخير‬

‫‪0-11‬‬
‫‪12‬‬ ‫‪ ‬الخاتمــــــــــــــــــــــــــــــــــة ‪‬‬
‫‪13‬‬ ‫‪ ‬قائمة المراجع ‪‬‬

‫مقدمة‬

‫بسم الله والحمد لله والصلةا والسلما عألى رسإول الله نور الهدي والرحأمة‬
‫المهدأةا ‪..‬‬

‫وبعد‬
‫فان ديننا السإلمي الحنيف يحث عألى القيام بالعأمال‬
‫و‬
‫ه م‬ ‫خييرا ا م‬
‫ف ه‬ ‫ع م‬ ‫منَ ت مطم و‬
‫و م‬ ‫التطوعأية والخيرية ‪ ،‬يقول الله تعالي ‪ ) :‬م‬
‫ف م‬
‫ه( )البقرة ‪ ( 184 :‬وفي هذه دللة واضحة عألى فوائد‬ ‫خي يرر ل و ه‬
‫م‬
‫التطوع عألى المتطوع نفسه ‪ ،‬فبالضافة إلى الثواب الجزيل‬
‫والجر العظيم في الخرة ‪،‬فإنه في الدنيا يحصل عألى فوائد‬
‫أخري فالعمل التطوعأي وسإيلة مهمة منَ وسإائل الحصول عألى‬
‫السعادة ‪,‬والراحة النفسية ‪ ،‬وللثقة بالنفس والعأتزاز بالذات‬
‫وتعلم أصول التعامل مع الناس ‪.‬‬
‫وعأليه فان العمل التطوعأي منَ أهم المرتكزات الضرورية في‬
‫التنمية الجتماعأية ‪ ،‬إذ يساهم في بناء التكافل الجتماعأي‬
‫وتنمية وتفعيل القدرات الكامنة في أفراد المجتمع ـ وزيادة‬
‫مساحة التعاون والتراحم والتعاطف بينَ الناس ‪.‬‬
‫أدعأو الله أن أوفق في هذا البحث‬
‫والله الموفق‬
‫‪2‬‬ ‫العأمال التطوعأية في السإلما‬

‫مفهوم العأمال التطوعأية‬


‫التطوعأي‪ :‬هو عمل غير ربحي‪ ،‬ل يقدم نظير أجر معلوم‪ ،‬وهو عمل غير وظيفي‪/‬مهني‪ ،‬يقوم به‬ ‫العمل‬
‫الفأراد من أجل مساعدة وتنمية مستوى معيشة الخآرين‪ ،‬من جيرانهم أو المجتمعات البشرية بصفة مطلقة)‪.(1‬‬

‫إن تعريف العمل التطوعى يمكن أن يقوم على منهجين أحدهما طبيعة العمل التطوعى وأهدافأه والخآر هو مفهوم المنظمات‬
‫التطوعى فأي علقاتها بالكيانات المجتمعية المختلفة‪ ،‬وهي الدولة والقطاع الخاص والعائلة ‪.‬‬

‫وهناك الكثير من الشأكال والممارسات التي ينضوي تحتها العمل التطوعي‪ ،‬من مشاركات تقليدية ذات منفعة متبادلة‪ ،‬إلى‬
‫مساعدة الخآرين فأي أوقاات الشدة وعند وقاوع الكوارث الطبيعية والجتماعية دون أن يطلب ذلك وإنما يمارس كرد فأعل‬
‫طبيعي دون توقاع نظير مادي لذلك العمل‪ ،‬بل النظير هو سعادة ورضى عند رفأع المعاناة عن كاهل المصابين ولم شأمل‬
‫المنكوبين ودرء الجوع والمراض عن الفقراء والمحاجين‪.‬‬

‫أصبح العمل التطوعي ركيزة أساسية فأي بناء المجتمع ونشر التماسك الجتماعي بين المواطنين لي مجتمع‪ ،‬والعمل‬
‫التطوعي ممارسة إنسانية ارتبطت ارتباط ا وثيق ا بكل معاني الخير والعمل الصالح عند كل المجموعات البشرية منذ الزأل‬
‫ولكنه يختلف فأي حجمه وشأكله واتجاهاته ودوافأعه من مجتمع إلى آخآر‪ ،‬ومن فأترة زأمنية إلى أخآرى‪ ،‬فأمن حيث الحجم‬
‫يقل فأي فأترات الستقرار والهدوء‪ ،‬ويزيد فأي أوقاات الكوارث والنكبات والحروب‪ ،‬ومن حيث الشكل فأقد يكون جهدا يدويا‬
‫وعضليا أو مهنيا أو تبرعا بالمال أو غير ذلك‪ ،‬ومن حيث التجاه فأقد يكون تلقائيا أو موجها من قابل الدولة فأي أنشطة‬
‫اجتماعية أو تعليمية أو تنموية‪ ،‬ومن حيث دوافأعه فأقد تكون دوافأع نفسية أو اجتماعية أو سياسية)‪.(2‬‬

‫ويوصف العمل التطوعي بصفتين أساسيتين تجعلن من تأثيره قاوي ا فأي المجتمع وفأي عملية التغيير الجتماعي‪ ،‬وهما‪:‬‬
‫‪ -1‬قايامه على أساس المردود المعنوي أو الجتماعي المتوقاع منه‪ ،‬مع نفي أي مردود مادي يمكن أن يعود على الفاعل‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫)( إبراهيم حسين ‪ :‬العمل التطوعي في منظور عالمي ـ المـؤتمر الثاني للتطـوع ‪ ،‬الشارقة )‪/24-23‬يناير‪.(2001/‬‬

‫‪2‬‬
‫)) د‪.‬بللا عرابي‪ :‬دور العمل التطوعي في تنمية المجتمع ‪ ،‬جامعة دمشق ‪1999 ،‬م ‪.‬‬
‫‪3‬‬ ‫العأمال التطوعأية في السإلما‬

‫‪ -2‬ارتباط قايمة العمل بغاياته المعنوية والنسانية‪.‬‬

‫لهذا السبب يلحظ أن وتيرة العمل التطوعي ل تتراجع مع انخفاض المردود المادي له‪ ،‬إنما بتراجع القيم والحوافأز التي‬
‫تكمن وراءه‪ ،‬وهي القيم والحوافأز الدينية والخآلقاية والجتماعية والنسانية‪.‬‬

‫ويميز علماء الجتماع بين شأكلين من أشأكال العمل التطوعي ‪:‬‬


‫الشكل الول ‪ :‬السلوك التطوعي ‪:‬‬

‫صد به الممارسات التطوعية التي يمارسها الفأراد استجابة لظروف طارئة أو لمواقاف أخآلقاية أو إنســانية ‪...‬من‬
‫وييق ص‬
‫قابيل إسعاف جريح فأي حالة خآطرة أثر حادث سير‪ ،‬أو السقوط من مكان مرتفع ‪ ،‬أو إنقاذ غريق مشرف على الهلك ‪ ،‬أو‬
‫مساعدة منكوب فأي زألزال أو حريق ‪ ...‬وما أشأبه ذلك ‪ ،‬حيث يقوم الفأراد بأعمال تطوعية وخآــيرية نتيجة لحوادث طارئة ‪.‬‬
‫ومنطلق هذه الممارسات التطوعية هو الشعور النساني أو الموقاف الخآلقاي أو الدافأع الـديني ‪...‬أو كل ذلك مع ا ‪ ،‬من‬
‫دون انتظار أي مردود مادي ‪.‬‬

‫صد به الممارسات التطوعية الناتجة من اليمان بأهمية العمل التطوعي وضرورته‬


‫الشكل الثاني ‪ :‬الفعل التطوعي ‪ :‬وييق ص‬
‫‪ ،‬ول يأتي نتيجة لـحوادث طارئة وإنما هو عمل قاائم بذاته ‪ ،‬ويرتكز على العمل التطوعي ‪ ،‬ومنطقات الفعل التطوعي هي‬
‫نفس منطلق ــات السلوك التطوعي‬

‫ولبد من القول هنا إن أي شأكل من أشأكال العمال التطوعية مطلوب بذاته وراجح فأي نفس ــه ‪ ،‬ومهم وضروري فأي‬
‫إنماء المجتمع الهلي ‪ ،‬والمشاركة فأي تقدمه وازأدهاره ونموه ‪,.‬من المهم للغاية إشأاعة روح العمل التطوعي بين أفأراد‬
‫المجتمع ‪ ،‬وتنمية ) ثقافأة العمل التطوعي ( فأي الفـضاء الجتماعي ‪ ،‬والشأادة بالمتطوعين فأي أي مجال ‪ ،‬وفأي أي شأكل ‪،‬‬
‫وبأي صورة ‪ ...‬فأالجميع يس ــاهم فأي التنمية الجتماعية المطلوبة ‪.‬‬

‫ويمكن تحديد أهم أنواع المشاركة فأي العمل التطوعي فأي البعاد التالية ‪:‬‬

‫‪ (1‬المشاركة المعنوية ‪ :‬ونعني بها دعم المشاريع التطوعية معنويا وذلك من خآلل الوقاوف المعنوي مع المشروع الخيري‬
‫سواءا بالتشجيع ‪ ،‬أو الدفأاع عن المشروع الخيري ‪ ،‬أو التعريف به فأي المحافأل العامة … إلى غير ذلك من صور المشاركة‬
‫المعنوية ‪.‬‬

‫‪(2‬المشاركة المالية ‪ :‬ونعني بها دعم المشاريع الخيرية بالمال ‪ ،‬ومما ل شأك فأيه أن المال يمثل أحد مقومات نجاح العمال‬
‫الخيرية ‪ ،‬وقاد سمي القرآن الكريم المشاركة المالية فأي سبيل ال بـ ) الجهاد ( حيث يقول تعالى ‪ )) :‬إنما‬
‫المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسإوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم‬
‫وأنفسهم في سإبيل الله أولئك هم الصادقون (( _ سورة الحجرات آية ‪ . _15‬وهذا يدل‬
‫على أهمية الجهاد بالمال كما بالنفس ‪ ،‬فأهو مما له أكبر الثر فأي النهضة والحياء والتقدم والزأدهار فأي مختلف جوانب‬
‫الحياة ‪.‬‬
‫‪4‬‬ ‫العأمال التطوعأية في السإلما‬

‫‪(3‬المشاركة العضوية ‪ :‬ونعني بها أن يكون الشخص عضوا فأععالا فأي العمـال التطوعية وذلك عبر انتسابه لحدى مؤسسات‬
‫الخدمة الجتماعية ‪ ،‬وهذا يتطلب بـذل الجهد ‪ ،‬والتضحية بالوقات ‪ ،‬وممارسة التفكير الجاد ‪ ،‬وشأحذ الهمة … من أجل‬
‫خآدمـة المجتمع‪ ،‬وتقوية العمل الخيري ‪ ،‬وإنماء الممارسة التطوعية بما يخدم الشأن الجتماعي العام ‪.‬‬

‫هذه هي أهم ألوان المشاركة فأي العمال التطوعية والخيرية ‪ ،‬وكلها مهمة وضرورية لنجاح أي عمل خآيري ‪.‬‬

‫مشروعأية ومكانة العمل التطوعأي في السإلم‬


‫إن القيم الجتماعية وخآاصة الدينية المتعمقة فأي المجتمع العربي والسلمي ساعدت فأي تعميق روح العمل التطوعي فأيه‬
‫بالضافأة إلى التراث الشعبي المنقول من خآلل الدب القصصي و الشعر والغناء والمثال‪ ،‬والذي يشيد بهذه الروح فأتظل‬
‫متقدة فأي المجتمع حتى بعد زأوال الظروف المادية التي قاام عليها ذلك التراث الشعبي‪.‬‬

‫وحيث أن مفهوم التطوع فأي الدول الغربية – بصفة خآاصة – يفصل ما بين مفهومي الصدقاة من جانب ومساعدة الخآرين من‬
‫جانب آخآر‪ ،‬فأإن الدين السلمي ل يدعو لذلك الفصل‪ ،‬وهو المؤثر الساس فأي هذه المجتمعات‪.‬‬

‫مبادرات العمل التطوعي على مستوى التثقيفي والقاتصادي والجتماعي وما إلى ذلك ‪ .‬التطوع مراة نأخآذ عنوان‬
‫التطوع مقابل العمل بأجرر دنيوي ‪ ،‬ومراة نأخآذ التطوع بمعنى ما هو فأوق الواجب ‪،‬حتى هذا المستعمل مصطلح‬
‫شأعبي _هذا مطوع يعني يقوم بنوافأل ومستحبات وما إلى ذلك _ العمل التطوعي الذي هو عمل بل أجر ‪ .‬هذا‬
‫قا م‬
‫ل‬ ‫مث ل م‬ ‫م ل‬
‫ل م‬ ‫من ي معل م‬‫يمكن ) بل أجر من ؟ ( طبعا ليس عندنا نحن عمل تطوعي بمعنى بل أجر مطلق " فم م‬
‫ره ه )‪-(7‬الزلزلة " فأحين نقيس أي عمل إلى وعد ال سبحانه وتعالى من الثواب الكريم لعباده‬ ‫ذ مررةاة م‬
‫خي لررا ي م م‬
‫المحسنين‪،‬ل يكون عندنا عمل تطوعي أصلا ‪،‬كله عمل بأجر‪.‬‬

‫وفأيما يلي بعض اليات الكريمة والحاديث الشريفة التي توضح الحث على العمل التطوعي والذي هو بمثابة صدقاة فأي السلم‪.‬‬

‫من القرآن الكريم‬


‫وىَ " ) المائدة – ‪(2‬‬ ‫" وت ممعاوهنوا م‬
‫عألى الب برم والمتق م‬ ‫‪‬‬
‫خي لرر ل و ه‬
‫ه ") البقرة ‪(184-‬‬ ‫خليرا ر فمههوم م‬
‫من ت مط مووع م م‬
‫" فم م‬ ‫‪‬‬
‫‪5‬‬ ‫العأمال التطوعأية في السإلما‬

‫سا ب‬
‫كين وابن‬ ‫م م‬‫مى وال م‬ ‫قربى واليمتا م‬ ‫حأمبه مذوي ال ه‬ ‫عألى ه‬ ‫ل م‬‫ما م‬‫‪ " ‬وآتى ال م‬
‫سببيل") البقرة ‪(177-‬‬ ‫ال م‬
‫وما"") الذاريات ‪(19-‬‬
‫محهر ر‬ ‫سابئل وال م‬ ‫معهلوما لل م‬ ‫حأقر م‬ ‫‪ " ‬وفي أموالبهم م‬
‫خي لررا ي ممره ه " )الزلزلة ‪( 7 -‬‬
‫ل ذ مررةاة م‬‫قا م‬‫مث ل م‬
‫ل م‬‫م ل‬ ‫‪ " ‬فم م‬
‫من ي معل م‬

‫ومن الحأاديث الشريفة‬


‫‪ ‬يقول صلى ال عليه وسلم ) كل سلمي من الناس عليه صدقاة كل يوم تطلع فأيه الشمس تعدل بين أثنين صدقاة ‪،‬‬
‫تعين الرجل على دابته فأتحمله عليها أو ترفأع عليها متاعه صدقاة ‪ ،‬والكلمة الطيبة صدقاة وبكل خآطوة تمشيها إلى‬
‫الصلة صدقاة ‪ ،‬وتميط الذى عن الطريق صدقاة ( متفق عليه ‪.‬‬
‫‪ ‬وقاال عليه الصلة والسلم ) اليمان بضع وسبعون أو بضع وستون شأعبة فأأفأضلها قاول ل اله إل ال وأدناها إماطة‬
‫الذى عن الطريق والحياء شأعبة من اليمان ( متفق عليه ‪.‬‬
‫‪ ‬وقاال صلى ال عليه وسلم ) لقد رأيت رجلا يتقلب فأي الجنة فأي شأجرة قاطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي‬
‫المسلمين ( رواه مسلم‬
‫‪ ‬ويقول صلى ال عليه وسلم ) الساعي على الرملة والمسكين كالمجاهد فأي سبيل ال أو القائم الليل الصائم‬
‫النهار) رواه مسلم (‬
‫‪ ‬قاول صلى ال عليه وسلم فأي حديث أبن عمر رضي ال عنهما ) المسلم أخآو المسلم ل يظلمه ول يسلمه ‪،‬من‬
‫كان فأي حاجة أخآيه كان ال فأي حاجته ‪ ،‬ومن فأرج عن مسلم كربه من كرب الدنيا فأرج ال عنه كر به من كرب‬
‫يوم القيامة ومن ستر مسلما سترة ال يوم القيامة ( متفق عليه ‪.‬‬
‫‪ ‬ويقول صلى ال عليه وسلم ) من مشى فأي حاجة أخآيه كان خآيرا له من اعتكاف عشر سنوات ( متفق عليه‬
‫‪ ‬ويقول صلى ال عليه وسلم ) مثل المؤمنين فأي توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشأتكى منه‬
‫عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ( رواه احمد ومسلم ·‬

‫وقاد اتخذت الصدقاة فأي السلم والدولة السلمية صورة مؤسسية فأي شأكل الوقااف فأي صورها المختلفة من خآلل‬
‫المساجد والوقاف الستثماري لدعم المساجد ودور العلم‪ ،‬كما هو الحال فأي دواوين الزكاة فأي العديد من الدول‬
‫السلمية )‪.(1‬‬

‫ومن أقوال التابعين‬


‫‪ ‬يقول الحسن رحمه ال ‪ ) :‬إذا رأيت الرجل ينافأسك فأي الدنيا فأنافأسه فأي الخآرة ( ويقول )من نافأسك فأي‬
‫دينك فأنافأسه ومن نافأسك فأي الدنيا فأألقها فأي نحره (‬

‫‪ ()1‬إبراهيم حسين ـ مرجع سابق ‪.‬‬


‫‪6‬‬ ‫العأمال التطوعأية في السإلما‬

‫‪ ‬مالك بن دينار ) إن صدور المسلمين تغلي بأعمال البر وإن صدور الفجار تغلي بأعمال الفجور ‪ ،‬وال‬
‫تعالى يرى همومكم فأانظروا ما همومكم رحمكم ال ‪.‬‬
‫‪ ‬ويقول الشيخ عبد الرحمن السعدي ‪ ) :‬رحم ال من أعان على الدين ولو بشطر كلمة وإنما الهلك فأي‬
‫ترك ما يقدر عليه العبد من الدعوة إلى هذا الدين(‬
‫فأالنسان المسلم يعرف بأنه سيلتقي مع ال ‪ ،‬وأن ل عز وجل وعد وعدا صادقا ا لهذا النسان بأن يعطيه الجر الذي‬
‫يحفظه‪ .‬هذا النسان ل يحتاج إلى إعلن كبير ‪ ،‬يحتاج فأقط أن يلتفت إلى وعد ال عز وجل ‪ .‬وإلى صدق وعد ال‬
‫سبحانه وتعالى ‪ .‬فأهذا العمل الذي يسمى فأي المصطلح المدني عمل تطوعي ‪ .‬هذا العمل لبد من الحاجة إليه ‪،‬‬
‫لكي يصلح المجتمع ‪ ،‬وترتفع كثير من مشكلته وتمسح كثير من دموعه ‪ ،‬وترتفع كثير من آهاته وتوجعاته)‪. (1‬‬

‫الحافز عألى العمل التطوعأي‬


‫تستند فأكرة "التطوع" بعمل شأيء ما إلى رؤية معرفأية‪ ،‬أساسها حرية الرادة والقدرة على التصرف دون إكراه؛‬
‫لتحقيق مصلحة أو منفعة ذات صفة جماعية وليست فأردية فأقط‪ ،‬وعلى أساس هذه الرؤية فأإن صيغ العمل التطوعي تتعدد‬
‫بتعدد الرادات الفردية‪ ،‬وتنضبط بضوابط الشرائع والقوانين‪ ،‬وكذلك بالمصالح الجتماعية والمنافأع العمومية التي يراها أهل‬
‫كل مجتمع فأي زأمن معين يعيشون فأيه‪.‬‬

‫وكافأة صور العمل التطوعي فأي المنظور السلمي مرتبطة بعقيدة اليمان بال تعالى‪ ،‬وأن هذا الرتباط هو الذي يوفأر‬
‫لها القوة المعنوية والطاقاة الروحية اللزأمة لدفأع الفرد للقيام بها طائع ا مختاارا‪ ،‬ول تستبعد الرؤية السلمية أي عمل مهما‬
‫صغر حجمه أو قالت قايمته‪ ،‬ابتداء من "إماطة الذى عن الطريق" التي عدها الرسول صلى ال عليه وسلم أدنى يشأصعب‬
‫اليمان‪ ،‬وصولا إلى التضحية بالنفس فأي سبيل ال تعالى دفأااعا عن الدين والوطن‪.‬‬

‫وإلى جانب البناء القيمي الخآلقاي للعمل التطوعي فأي الرؤية السلمية‪ ،‬هناك تراث غني من البنية المؤسسية‬
‫والطر التنظيمية التي تم تطويرها عبر الممارسات الجتماعية فأي الحقب التاريخية المتتالية‪ ،‬وعبر تلك الممارسات انتقلت‬
‫فأكرة الخير إلى حيز الوجود الفعلي فأي صورة أعمال نافأعة‪ ،‬كما أن تلك الممارسات والمؤسسات قاد أسهمت بفاعلية فأي‬
‫تقريب المسافأة بين "القول والعمل"‪ ،‬أو بين النظرية والتطبيق‪ ،‬وكانت مؤسسات وأبنية الوقاف على تنوعها وتعدد وظائفها فأي‬
‫مقدمة تلك المؤسسات والبنية )‪.(2‬‬

‫‪1‬‬
‫)) كيف نبني وطنا قويا ‪ /‬لسماحة العلمة الشيخ عيسى أحمد قاسم ‪ ،‬دار الوطن ‪1420 ،‬هـ ‪.‬‬

‫‪ ))2‬إبراهيم البيومي غانم ‪ ،‬نظام الوقف ‪ ،‬دار الصحابة ‪ 2002 /‬م ‪.‬‬
‫‪7‬‬ ‫العأمال التطوعأية في السإلما‬

‫ومعنى ذلك أن ثعمة إطاارا واساعا لمنظومة "التطوع" و"العطاء" الخآتياري الذي يحض عليه السلم ويزكيه‪ ،‬ومعنى‬
‫ضا أن "التطوع" ‪-‬بمشتملته ومكوناته‪ -‬ليس أمارا ثانوييا أو هامشييا فأي الحياة الجتماعية للنسان )فأرادا كان أو‬
‫ذلك أي ا‬
‫مجتماعا(‪ ،‬وإنما هو مكوون أصيل من مكوناتها‪ ،‬وأداة ‪-‬فأي الوقات نفسه‪ -‬من أدوات تحقيق غايتها وتلبية احتياجاتها المادية‬
‫والمعنوية‪.‬‬

‫والحقيقة أن من خآصائص "الرؤية السلمية" أنها تقدم مجموعات متكاملة من "الفأكار ‪ -‬القيم ‪ -‬والفضائل" التي‬
‫تتعدد فأي صيغها وتختلف فأي وسائل التعبير عنها‪ ،‬وتتباين فأي مجالت عملها‪ ،‬غير أن كل مجموعة منها تظل فأي مجملها‬
‫منتمية إلى منظومة واحدة‪ ،‬تحقق هدافأا أو أكثر من أهداف الفرد أو المجتمع أو هما ماعا‪.‬‬

‫وينطبق هذا الكلم على "منظومة العمل التطوعي"‪ ،‬حيث نجد عديادا من الفأكار والقيم والمبادئ والخآلقايات‬
‫التي نص عليها السلم منها الصدقاة‪ ،‬والبر‪ ،‬والحسان‪ ،‬والتطوع‪ ،‬والنذر‪ ...،‬إلخ‪ ،‬وهي تشمل فأي مجموعها منظومة‬
‫متكاملة من الجهود والعمال التي تشترك فأي كونها "تطوعية"‪ ،‬ونابعة من الرادة الحرة للفرد وبمبادرة ذاتية منه‪ ،‬ودون‬
‫إكراه من أي سلطة اجتماعية أو سياسية)‪.(1‬‬

‫قاامت الخدمات التطوعية بلعب دور كبير فأي نهضة الكثير من الحضارات والمجتمعات عبر العصور‪ .‬بصفتها عملا‬
‫خآاليا من الربح والعائد كما وأنها ل تمثل مهنة‪ .‬يقوم بها الفأراد لصالح الجيران والهل والمجتمع ككل كما تأخآذ أشأكال‬
‫متعددة ابتداء من العراف التقليدية للمساعدة الذاتية‪ ،‬إلى التجاوب الجتماعي فأي أوقاات الشدة ومجهودات الغاثة‪ ،‬إلى‬
‫حل النزاعات وتخفيف آثار الفقر‪ .‬تشتمل المفهوم على المجهودات التطوعية المحلية والقومية‪ ،‬وأيضا البرامج ثنائية أو‬
‫متعددة الجوانب )العالمية( التي تعبر إلى خآارج الحدود‪.‬‬

‫وقاد لعب المتطوعون دورا هام ا كم ا وكيف ا فأي رعاية وتطوير الدول الصناعية منها والنامية من خآلل البرامج القومية‪،‬‬
‫برامج المم المتحدة فأي مجالت المساعدات النسانية‪ ،‬التعاون التقني‪ ،‬تعزيز حقوق النسان‪ ،‬الديمقراطية والسلم‪ .‬كما‬
‫يشكل التطوع أيضا أساسا لكثير من نشاطات المنظمات غير الحكومية‪ ،‬والمنظمات المدنية‪ .‬هذا إضافأة إلى كثير من‬
‫المشاريع فأي مجالت محو المية‪ ،‬التطعيم وحماية البيئة تعتمد بصورة مباشأرة على المجهودات التطوعية‪.‬‬

‫من الحقائق الثابتة أن المجتمع بكل جوانبه الجتماعية والقاتصادية والسياسية والثقافأية وقايمه الخآلقاية والروحية كل ل‬
‫يتجزأ إل فأي التجريد العلمي‪ .‬وهذه الحقيقة تنبع وتقوم على حقيقة أساسيه هي أن النسان بوصفه الخلية الحية للمجتمع‬
‫كل ل يتجزأ‪ .‬ولذلك فأان العمل الطوعى يجب أن ل ينحصر فأي جوانب محدودة للمجتمع والنسان‪ ،‬بل يجب أن يتسع‬
‫ليشمل كل المجتمع وكل النسان وحقوقاه الساسية فأي الحياة والسلم والحرية وليشمل حقوقاه الجتماعية من مأكل‬
‫ومشرب ومسكن وملبس وصحة وتعليم وحقوق اقاتصادية أهمها الحق فأي العمل والجر والراحة والعطلت‪ ،‬وليشمل‬
‫كذلك الحقوق السياسية والمدنية كافأة بما فأيها الحق فأي المساواة أمام القانون وحق التنمية‪.‬‬

‫‪ ))1‬إبراهيم حسين ـ مرجع سابق ‪.‬‬


‫‪8‬‬ ‫العأمال التطوعأية في السإلما‬

‫مقترحأات لتطوير العمل التطوعأي‪:‬‬


‫‪ -1‬أهمية تنشئة البناء تنشئة اجتماعية سليمة وذلك من خآلل قايام وســائط التنشـئة المختلفـة كالســرة والمدرسـة والعلم‬
‫بدور منسق ومتكامل الجوانب فأي غرس قايم التضحية واليثار وروح العمل الجماعي فأي نفــوس الناشأــئة منــذ مراحــل الطفولــة‬
‫المبكرة‪.‬‬
‫‪ -2‬أن تضــم البرامــج الدراســية للمؤسســات التعليميــة المختلفــة بعــض المقــررات الدراســية الــتي تركــز علــى مفــاهيم العمــل‬
‫الجتماعي التطوعي وأهميته ودوره التنموي ويقترن ذلك ببعض البرامج التطبيقية؛ مما يثبت هــذه القيمــة فأــي نفــوس الشــباب‬
‫مثل حملت تنظيف محيط المدرسة أو العناية بأشأجار المدرسة أو خآدمة البيئة‪.‬‬
‫‪ -3‬دعــم المؤسســات والهيئــات الــتي تعمــل فأــي مجــال العمــل التطــوعي ماديـ ا ومعنويـ ا بمــا يمكنهــا مــن تأديــة رســالتها وزأيــادة‬
‫خآدماتها‪.‬‬
‫‪ -4‬إقاامــة دورات تدريبيــة للعــاملين فأــي هــذه الهيئــات والمؤسســات التطوعيــة ممــا يــؤدي إلــى إكســابهم الخــبرات والمهــارات‬
‫المناسبة‪ ،‬ويساعد على زأيادة كفاءتهم فأي هذا النوع من العمل‪ ،‬وكذلك الستفادة من تجارب الخآرين فأي هذا المجال‪.‬‬
‫‪ -5‬الــتركيز فأــي النشــطة التطوعيــة علــى البرامــج والمشــروعات الــتي ترتبــط بإشأــباع الحتياجــات الساســية للمــواطنين؛ المــر‬
‫الذي يساهم فأي زأيادة القابال على المشاركة فأي هذه البرامج‪.‬‬
‫‪ -6‬مطالبــة وســائل العلم المختلفــة بــدور أكــثر تــأثيرا فأــي تعريــف أفأ ـراد المجتمــع بماهيــة العمــل التطــوعي ومــدى حاجــة‬
‫المجتمــع إليــه وتبصــيرهم بــأهميته ودوره فأــي عمليــة التنميــة‪ ،‬وكــذلك إب ـرازأ دور العــاملين فأــي هــذا المجــال بطريقــة تكســبهم‬
‫الحترام الذاتي واحترام الخآرين‪.‬‬
‫‪ -7‬تدعيم جهود الباحثين لجراء المزيد من الدراسات والبحوث العلمية حول العمــل الجتمــاعي التطــوعي؛ ممــا يســهم فأــي‬
‫تحسين واقاع العمل الجتماعي بشكل عام‪ ،‬والعمل التطوعي بشكل خآاص‪.‬‬
‫‪ -8‬استخدام العمل التطوعي فأي المعالجة النفسية والصحية والسلوكية لبعض المتعاطين للمخدرات والمدمنين أو العــاطلين‬
‫أو المنحرفأين اجتماعياا‪.‬‬
‫‪ -9‬اســتخدام التكنولوجيــا الحديثــة لتنســيق العمــل التطــوعي بيــن الجهــات الحكوميــة والهليــة لتقــديم الخــدمات الجتماعيــة‬
‫وإعطاء بيانات دقايقة عن حجم واتجاهات وحاجات العمل التطوعي الهم للمجتمع‪.‬‬

‫* إن للعمل الجتماعي التطوعي فأوائـد جمـة تعـود علـى الفـرد المتطـوع نفسـه وعلـى المجتمـع بـأكمله‪ ،‬وتـؤدي إلـى استغلل‬
‫أمثل لطاقاات الفأراد وخآاصة الشباب فأي مجالت غنية ومثمرة لمصلحة التنمية الجتماعية‬
‫‪9‬‬ ‫العأمال التطوعأية في السإلما‬

‫أمثلة وقدوات في العمل التطوعأي في صدر‬


‫السإلم‬
‫لشأك أن العمل الجتماعي التطوعي قاديم قادم النسان نفسه ولكنه أخآذ العديد من الصور والكثير من الشأكال‬
‫والطرق التي يؤديها وكان للعرب باع طويل فأي هذا المجال فأرغم الصراعات والحروب الطاحنة ‪ ،‬التي كانت سائدة بين‬
‫القبائل إل أن الشهامة والشجاعة فأي إنقاذ المصاب وإغاثة الملهوف والخآذ بيد الضعيف كانت من الصفات النبيلة التي‬
‫يتمتع بها العرب فأي ذاك الزمان حتى جاء السلم ليؤكد على هذه المعاني ويعلي من شأأنها وغدا التعاون والتكافأل سمة‬
‫تتمتع بها الشعوب العربية والسلمية فأي كل مكان‪.‬‬
‫و"الوقاف" من أبرزأ صيغ العمل التطوعي الذي حض عليه السلم ومارسه المسلمون على مر العصور وتعايقاب الدهور‪،‬‬
‫وجوهر الوقاف هو فأكرة الصدقاة الجارية‪ ،‬كما جاء فأي الحديث النبوي‪" :‬إذا مات ابن آدم انقطع عمله إل من ثلث‪ :‬صدقاة‬
‫جارية‪ ،‬أو علم ينتفع به‪ ،‬أو ولد صالح يدعو له"‪ .‬وفأكرة الوقاف بهذا المعنى تنتمي إلى منظومة العمل التطوعي وفأاقا لتعاليم‬
‫السلم الحنيف‪ ،‬وقاد جاء المر بالوقاف على سبيل الترغيب والندب إلى فأضائل الخآلق والعمال‪ ،‬وليس على سبيل‬
‫اللزام أو المر الجبري الذي ل يملك المخاطب به إل النصياع له‪.‬‬

‫نماذج إسإلمية مضيئة في عأمل الخير ‪:‬‬

‫* عأثمان بنَ عأفان رضي ال عنه وتجهيزه لجيش العسرة حيث تبرع بثلث ماله لتجهيز الجيش المسلم‬
‫المتوجه لغزوة تبوك ‪ ..‬والذي سمي بجيش عثمان ‪.‬‬
‫‪1‬‬ ‫العأمال التطوعأية في السإلما‬
‫‪0‬‬

‫* عأبد الرحمنَ بنَ عأوف رضي ال عنه وبذله لماله فأي خآدمة السلم والمسلمين فأي حياة الرسول الكريم‬
‫)صلى ال عليه وسلم ( وبعد وفأاته ‪ .‬وإذا كانت الجارة والثروات‪ ،‬إنما تحصى بأعداد رصيدها وأرباحها فأان ثروة‬
‫عبد الرحمن بن عوف إنما تعرف مقاديرها وأعدادها بما كان ينفق منها فأي سبيل ال رب العالمين‪!!..‬لقد سمع‬
‫رسول ال يقول له يوما‪ ":‬يا بن عوف انك من الغنياء‪..‬وانك ستدخآل الجنة حبوا‪..‬فأأقارض ال يطلق لك قادميك"‪..‬‬
‫ومن سمع هذا النصح من رسول ال‪ ،‬وهو يقرض ربه قارضا حسنا‪ ،‬فأيضاعفه له أضعافأا كثيرة‪.‬‬
‫باع فأي يوم أرضا بأربعين ألف دينار‪ ،‬ثم فأعرقاها فأي أهله من بني زأهرة‪ ،‬وعلى أمهات المؤمنين‪ ،‬وفأقراء المسلمين‪.‬‬
‫وقاعدم يوما لجيوش السلم خآمسمائة فأرس‪ ،‬ويوما آخآر ألفا وخآمسمائة راحلة‪.‬‬
‫وعند موته‪ ،‬أوصى بخمسين ألف دينار فأي سبيل ال‪ ،‬وأوصى لكل من بقي ممن شأهدوا بدرا بأربعمائة دينار‪ ،‬حتى أن‬
‫عثمان بن عفان رضي ال عنه‪ ،‬أخآذ نصيبه من الوصية برغم ثرائه وقاال‪ ":‬إن مال عبد الرحمن حلل صفو‪ ،‬وان‬
‫الطعمة منه عافأية وبركة"‪.‬‬

‫*عأبد الله بنَ عأمر ‪ :‬يحدثنا أيوب بن وائل الراسبي عن أحد مكرماته‪ ،‬فأيخبرنا أن ابن عمر جاءه يوما بأربعة‬
‫آلف درهم وقاطيفة‪..‬وفأي اليوم التالي‪ ،‬رآه أيوب بن وائل فأي السوق يشتري لراحلته علفا نسيئة )أي دينا(‬
‫‪..‬فأذهب ابن وائل إلى أهل بيته وسألهم أليس قاد أتى لبي عبد الرحمن – يعني ابن عمر – بالمس أربعة‬
‫آلف‪،‬وقاطيفة‪..‬؟قاالوا‪ :‬بلى‪..‬قاال‪ :‬فأاني قاد رأيته اليوم بالسوق يشتر علفا لراحلته ول يجد معه ثمنه‪..‬قاالوا‪ :‬انه لم‬
‫يبت بالمس حتى فأرقاها جميعها‪ ،‬ثم أخآذ القطيفة وألقاها على ظهره‪ ،‬خآرج‪ ..‬ثم عاد وليست معه‪ ،‬فأسألناه عنها‪.‬‬
‫فأقال‪ :‬انه وهبها لفقير‪!!..‬فأخرج ابن وائل يضرب كفا بكف‪ .‬حتى أتى السوق فأصاح فأي الناس‪ ":‬يا معشر‬
‫التجار‪..‬ما تصنعون بالدنيا‪ ،‬وهذا بن عمر تأتيه ألف درهم فأيوزأعها‪ ،‬ثم يصلح فأيستدين علفا لراحلته"‪..‬؟؟!!‬

‫* صهيب بنَ سإنان ‪ :‬وكــان جـعوادا معطــاء‪ ..‬ينفــق كــل عطــائه مــن بيــت المــال فأــي ســبيل الــ‪ ،‬يعيــن محتاجــا‪..‬‬
‫يغيث مكروبا‪ "..‬ويطعم الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا"‪.‬‬
‫حتى لقد أثار سخاؤه المفرط انتباه عمر فأقال له‪ :‬أراك تطعم كثيرا حــتى انـك لتسـرف‪..‬؟ فأأجــابه صــهيب لقـد ســمعت‬
‫رسول ال يقول‪ ":‬خآياركم من أطعم الطعام"‪.‬‬

‫* سإلمان الفارسإي ‪ :‬فأقد كان عطاؤه وفأيرا‪ ..‬كان بين أربعة وستة آلف فأي العـام‪ ،‬بيـد أنـه كـان يـوزأعه جميعـا‪،‬‬
‫ويرفأض أن يناله منه درهم واحد‪ ،‬ويقول‪:‬‬
‫‪1‬‬ ‫العأمال التطوعأية في السإلما‬
‫‪1‬‬
‫"أشأتري خآوصا بدرهم‪ ،‬فأأعمله‪ ،‬ثم أبيعه بثلثة دراهم‪ ،‬فأأعيد درهما فأيه‪ ،‬وأنفق درهما على عيالي‪ ،‬وأتصعدق بالثالث‪..‬‬
‫ولو أن عمر بن الخطاب نهاني عن ذلك ما انتهيت" )‪.(1‬‬

‫نماذج إسإلمية نسائية مضيئة في عأمل الخير‪:‬‬

‫لم تتخلف نساء المسلمات عن ركب العمل التطوعي فأي سبيل ال تعالي ‪ ،‬وان صدر السلم ليذخآر بنماذج مضيئة‬
‫من أمهات المؤمنين ومن المسلمات اللتي ضربن أروع المثلة فأي العمل التطوعي نذكر منهن على سبيل المثال ل‬
‫الحصر ‪_:‬‬

‫*خديجة بنت خويلد )أم المؤمنين رضي ال عنها وأرضاها( ‪ ،‬فأقد بذلت جهدها ومالها فأي مؤازأرة الرسول‬
‫صلى ال عليه وسلم وقاد قاال عنها صلي ال عليه وسلم ‪( :‬وواستني فأي مالها إذ حرمني الناس( ‪.‬‬

‫*ومنهن أم المؤمنين زينب بنت جحش رضي ال عنها ‪ ،‬التي قاال عنه ــا الرسول صلى ال عليه وسلم‬
‫) أسرعكن لحاقاا بي أطولكن يدا ( رواه مسلم والمقصود بطول اليد ‪ :‬كثرة مدها بالعطاء للفقراء ‪ ،‬فأقد كانت رضي‬
‫ال عنها تعمل بيدها وتتصدق على الفقراء وتقول عنها عائشة ) رضي ال عنها ‪) :‬‬
‫)ولم أر أمراة قاط خآيرا فأي الدين من زأينب بنت جحش ‪ ،‬وأتقى ل وأصدق حديث ا وأوصل للرحم وأعظم صدقاة وأشأد‬
‫ابتذالا لنفسها فأي العمل الذي تتصدق به وتتقرب به ل تعالى ( رواه مسلم ج ‪. 7/136‬‬

‫*وهذه أسإماء بنت أبي بكر رضي ال عنها ‪ :‬تضحي بنطاقاها وتشقه نصفين وهو أغلى وأثمن ما تملك رضي‬
‫ال عنها تقول ) صنعت سفره للنبي صلى ال عليه وسلم وأبي بكر حين أراد المدينة‪ ،‬فأقلت لبي ‪ :‬ما أجد شأيئا‬
‫فأسميت ذات النطاقاين ( رواه البخاري ‪.‬‬
‫أربطه إل نطاقاي قاال ‪ :‬فأشقيه فأفعلت ي‬

‫* ومنهن الشفاء بنت عأبد الله ‪ :‬التي كانت تقوم بتعليم نساء النبي صلى ال عليه وسلم ‪ -‬خآاصة حفصة‬
‫بنت عمر بن الخطاب رضي ال عنهما ‪-‬القراءة والكتابة‪.‬‬

‫*وفأي مجال الجهاد والغزو ‪ ) :‬هذه أما عأطيه ( تقول ) غزوت مع رسول ال صلى ال عليه وسلم سبع غزوات‬
‫أخآلفهم فأي رحالهم وأصنع لهم الطعام)رواه مسلم( ‪.‬‬

‫‪ ( )1‬رجالا حولا الرسولا ‪ ،‬خالد محمد خالد ‪ /‬ج ‪. 2‬‬


‫‪1‬‬ ‫العأمال التطوعأية في السإلما‬
‫‪2‬‬

‫*وهذه أما سإليم بنت ملحان رضي ال عنها ‪ /‬بحبها للخير وخآدمة المسلمين فأقد كانت يوم أحد هي‬
‫وعائشة رضي ال عنها تنقلن القرب على متونهما ثم تفرغانه فأي أفأواه الصحابة ثم ترجعان فأتملنهما وهكذا ويقول‬
‫عنها أنس رضي ال عنه ‪ :‬كان رسول ال عليه وسلم يغزو بأم سليم ونسوة من النصار إذا غزا يداوين الجرحى)‪. (1‬‬

‫الخاتمة‬

‫بسم الله والصلةا والسلما عألى رسإول الله نور الهدي للعالمين والرحأمة‬
‫المهداةا ‪.‬‬

‫وبعد‬

‫فأقد ناقاشت فأي هذا البحث موضوع فأي غاية الهمية وهو ‪ :‬العأمال التطوعأية في السإلم ‪.‬‬

‫وقاد ناقاشت فأيه أبواب فأرعية ومنها ‪ :‬تعريف ومفهوم العمال التطوعية وأنواع العمال التطوعية الشرعية ‪ ،‬كما‬

‫ناقاشت" مشروعية ومكانة العمل التطوعي فأي السلم" فأذكرت مكانة العمل التطوعي فأي السلم وقامت بالستدلل‬

‫‪ ))1‬إبراهيم حسين ـ مرجع سابق ‪.‬‬


‫‪1‬‬ ‫العأمال التطوعأية في السإلما‬
‫‪3‬‬
‫على ذلك باليات القرآنية الحكيمة وبأقاوال الرسول الكريم صلى ال عليه وسلم ‪،‬ثم تعرضت بالعرض لموضوع "‬

‫الحافأز على العمل التطوعي "‪،‬وفأي آخآر أقاسام البحث تعرضت بالذكر لمثلة وقادوات فأي العمل التطوعي فأي صدر‬

‫السلم ومنهم الصحابة الكرام ‪ :‬عبد الرحمن بن عوف ‪ ،‬صهيب بن سنان وعبد ال بن عمر بن الخطاب ‪ ،‬كما‬

‫قامت بضرب أمثلة من نساء المسلمين فأي صدر السلم ومنهم أمهات المؤمنين ‪ :‬خآديجة وزأينب بن جحش‬

‫والشفاء بنت عبد ال رضوان ال عليهن ‪.‬‬

‫وفي النهاية ‪ ...‬أدعأو الله أن أكون قد وفقت في إعأداد هذا البحث وأن‬
‫يجعله الله في ميزان حأسناتنا يوما القيامة ‪.‬‬

‫والله المستعان‬

‫قائمة المراجع‬

‫‪ -1‬إبراهيم حأسين ‪ :‬العمل التطوعأي في منظور عأالمي ـ المـؤتمر‬


‫الثاني للتطـوع ‪ ،‬المارات العربية‬
‫‪/‬يناير‪.(2001/‬‬ ‫المتحدةا ‪ -‬الشارقة )‪24-23‬‬
‫‪ -2‬بلل عأرابي‪ :‬دور العمل التطوعأي في تنمية المجتمع ‪ ،‬جامعة‬
‫دمشق ‪1999 ،‬ما ‪.‬‬
‫‪1‬‬ ‫العأمال التطوعأية في السإلما‬
‫‪4‬‬
‫‪ -3‬أما الفاتح ‪ :‬دور المرأةا المسلمة في العمل التطوعأي‪ ،‬دار الصحابة‬
‫‪ :‬القاهرةا ـ ‪2001‬ما ‪.‬‬
‫‪ -4‬عأيسى أحأمد قاسإم ‪ :‬كيف نبني وطنا قويا ؟؟‪ ،‬دار الوطن ‪ :‬قطر ‪،‬‬
‫‪1420‬هـ‪.‬‬
‫‪ -5‬خالد محمد خالد ‪ :‬رجال حأول الرسإول ‪ ،‬الريان ‪ :‬القاهرةا ‪1987 ،‬ما‬
‫‪.‬‬

You might also like