Professional Documents
Culture Documents
العمل التطوعي
العمل التطوعي
الفهرس
رقم الموضـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الصفحة ـــــــــــــــــــــــــــوع
0-11
12 الخاتمــــــــــــــــــــــــــــــــــة
13 قائمة المراجع
مقدمة
بسم الله والحمد لله والصلةا والسلما عألى رسإول الله نور الهدي والرحأمة
المهدأةا ..
وبعد
فان ديننا السإلمي الحنيف يحث عألى القيام بالعأمال
و
ه م خييرا ا م
ف ه ع م منَ ت مطم و
و م التطوعأية والخيرية ،يقول الله تعالي ) :م
ف م
ه( )البقرة ( 184 :وفي هذه دللة واضحة عألى فوائد خي يرر ل و ه
م
التطوع عألى المتطوع نفسه ،فبالضافة إلى الثواب الجزيل
والجر العظيم في الخرة ،فإنه في الدنيا يحصل عألى فوائد
أخري فالعمل التطوعأي وسإيلة مهمة منَ وسإائل الحصول عألى
السعادة ,والراحة النفسية ،وللثقة بالنفس والعأتزاز بالذات
وتعلم أصول التعامل مع الناس .
وعأليه فان العمل التطوعأي منَ أهم المرتكزات الضرورية في
التنمية الجتماعأية ،إذ يساهم في بناء التكافل الجتماعأي
وتنمية وتفعيل القدرات الكامنة في أفراد المجتمع ـ وزيادة
مساحة التعاون والتراحم والتعاطف بينَ الناس .
أدعأو الله أن أوفق في هذا البحث
والله الموفق
2 العأمال التطوعأية في السإلما
إن تعريف العمل التطوعى يمكن أن يقوم على منهجين أحدهما طبيعة العمل التطوعى وأهدافأه والخآر هو مفهوم المنظمات
التطوعى فأي علقاتها بالكيانات المجتمعية المختلفة ،وهي الدولة والقطاع الخاص والعائلة .
وهناك الكثير من الشأكال والممارسات التي ينضوي تحتها العمل التطوعي ،من مشاركات تقليدية ذات منفعة متبادلة ،إلى
مساعدة الخآرين فأي أوقاات الشدة وعند وقاوع الكوارث الطبيعية والجتماعية دون أن يطلب ذلك وإنما يمارس كرد فأعل
طبيعي دون توقاع نظير مادي لذلك العمل ،بل النظير هو سعادة ورضى عند رفأع المعاناة عن كاهل المصابين ولم شأمل
المنكوبين ودرء الجوع والمراض عن الفقراء والمحاجين.
أصبح العمل التطوعي ركيزة أساسية فأي بناء المجتمع ونشر التماسك الجتماعي بين المواطنين لي مجتمع ،والعمل
التطوعي ممارسة إنسانية ارتبطت ارتباط ا وثيق ا بكل معاني الخير والعمل الصالح عند كل المجموعات البشرية منذ الزأل
ولكنه يختلف فأي حجمه وشأكله واتجاهاته ودوافأعه من مجتمع إلى آخآر ،ومن فأترة زأمنية إلى أخآرى ،فأمن حيث الحجم
يقل فأي فأترات الستقرار والهدوء ،ويزيد فأي أوقاات الكوارث والنكبات والحروب ،ومن حيث الشكل فأقد يكون جهدا يدويا
وعضليا أو مهنيا أو تبرعا بالمال أو غير ذلك ،ومن حيث التجاه فأقد يكون تلقائيا أو موجها من قابل الدولة فأي أنشطة
اجتماعية أو تعليمية أو تنموية ،ومن حيث دوافأعه فأقد تكون دوافأع نفسية أو اجتماعية أو سياسية).(2
ويوصف العمل التطوعي بصفتين أساسيتين تجعلن من تأثيره قاوي ا فأي المجتمع وفأي عملية التغيير الجتماعي ،وهما:
-1قايامه على أساس المردود المعنوي أو الجتماعي المتوقاع منه ،مع نفي أي مردود مادي يمكن أن يعود على الفاعل.
1
)( إبراهيم حسين :العمل التطوعي في منظور عالمي ـ المـؤتمر الثاني للتطـوع ،الشارقة )/24-23يناير.(2001/
2
)) د.بللا عرابي :دور العمل التطوعي في تنمية المجتمع ،جامعة دمشق 1999 ،م .
3 العأمال التطوعأية في السإلما
لهذا السبب يلحظ أن وتيرة العمل التطوعي ل تتراجع مع انخفاض المردود المادي له ،إنما بتراجع القيم والحوافأز التي
تكمن وراءه ،وهي القيم والحوافأز الدينية والخآلقاية والجتماعية والنسانية.
صد به الممارسات التطوعية التي يمارسها الفأراد استجابة لظروف طارئة أو لمواقاف أخآلقاية أو إنســانية ...من
وييق ص
قابيل إسعاف جريح فأي حالة خآطرة أثر حادث سير ،أو السقوط من مكان مرتفع ،أو إنقاذ غريق مشرف على الهلك ،أو
مساعدة منكوب فأي زألزال أو حريق ...وما أشأبه ذلك ،حيث يقوم الفأراد بأعمال تطوعية وخآــيرية نتيجة لحوادث طارئة .
ومنطلق هذه الممارسات التطوعية هو الشعور النساني أو الموقاف الخآلقاي أو الدافأع الـديني ...أو كل ذلك مع ا ،من
دون انتظار أي مردود مادي .
ولبد من القول هنا إن أي شأكل من أشأكال العمال التطوعية مطلوب بذاته وراجح فأي نفس ــه ،ومهم وضروري فأي
إنماء المجتمع الهلي ،والمشاركة فأي تقدمه وازأدهاره ونموه ,.من المهم للغاية إشأاعة روح العمل التطوعي بين أفأراد
المجتمع ،وتنمية ) ثقافأة العمل التطوعي ( فأي الفـضاء الجتماعي ،والشأادة بالمتطوعين فأي أي مجال ،وفأي أي شأكل ،
وبأي صورة ...فأالجميع يس ــاهم فأي التنمية الجتماعية المطلوبة .
ويمكن تحديد أهم أنواع المشاركة فأي العمل التطوعي فأي البعاد التالية :
(1المشاركة المعنوية :ونعني بها دعم المشاريع التطوعية معنويا وذلك من خآلل الوقاوف المعنوي مع المشروع الخيري
سواءا بالتشجيع ،أو الدفأاع عن المشروع الخيري ،أو التعريف به فأي المحافأل العامة … إلى غير ذلك من صور المشاركة
المعنوية .
(2المشاركة المالية :ونعني بها دعم المشاريع الخيرية بالمال ،ومما ل شأك فأيه أن المال يمثل أحد مقومات نجاح العمال
الخيرية ،وقاد سمي القرآن الكريم المشاركة المالية فأي سبيل ال بـ ) الجهاد ( حيث يقول تعالى )) :إنما
المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسإوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم
وأنفسهم في سإبيل الله أولئك هم الصادقون (( _ سورة الحجرات آية . _15وهذا يدل
على أهمية الجهاد بالمال كما بالنفس ،فأهو مما له أكبر الثر فأي النهضة والحياء والتقدم والزأدهار فأي مختلف جوانب
الحياة .
4 العأمال التطوعأية في السإلما
(3المشاركة العضوية :ونعني بها أن يكون الشخص عضوا فأععالا فأي العمـال التطوعية وذلك عبر انتسابه لحدى مؤسسات
الخدمة الجتماعية ،وهذا يتطلب بـذل الجهد ،والتضحية بالوقات ،وممارسة التفكير الجاد ،وشأحذ الهمة … من أجل
خآدمـة المجتمع ،وتقوية العمل الخيري ،وإنماء الممارسة التطوعية بما يخدم الشأن الجتماعي العام .
هذه هي أهم ألوان المشاركة فأي العمال التطوعية والخيرية ،وكلها مهمة وضرورية لنجاح أي عمل خآيري .
وحيث أن مفهوم التطوع فأي الدول الغربية – بصفة خآاصة – يفصل ما بين مفهومي الصدقاة من جانب ومساعدة الخآرين من
جانب آخآر ،فأإن الدين السلمي ل يدعو لذلك الفصل ،وهو المؤثر الساس فأي هذه المجتمعات.
مبادرات العمل التطوعي على مستوى التثقيفي والقاتصادي والجتماعي وما إلى ذلك .التطوع مراة نأخآذ عنوان
التطوع مقابل العمل بأجرر دنيوي ،ومراة نأخآذ التطوع بمعنى ما هو فأوق الواجب ،حتى هذا المستعمل مصطلح
شأعبي _هذا مطوع يعني يقوم بنوافأل ومستحبات وما إلى ذلك _ العمل التطوعي الذي هو عمل بل أجر .هذا
قا م
ل مث ل م م ل
ل م من ي معل ميمكن ) بل أجر من ؟ ( طبعا ليس عندنا نحن عمل تطوعي بمعنى بل أجر مطلق " فم م
ره ه )-(7الزلزلة " فأحين نقيس أي عمل إلى وعد ال سبحانه وتعالى من الثواب الكريم لعباده ذ مررةاة م
خي لررا ي م م
المحسنين،ل يكون عندنا عمل تطوعي أصلا ،كله عمل بأجر.
وفأيما يلي بعض اليات الكريمة والحاديث الشريفة التي توضح الحث على العمل التطوعي والذي هو بمثابة صدقاة فأي السلم.
سا ب
كين وابن م ممى وال م قربى واليمتا م حأمبه مذوي ال ه عألى ه ل مما م " وآتى ال م
سببيل") البقرة (177- ال م
وما"") الذاريات (19-
محهر ر سابئل وال م معهلوما لل م حأقر م " وفي أموالبهم م
خي لررا ي ممره ه " )الزلزلة ( 7 -
ل ذ مررةاة مقا ممث ل م
ل مم ل " فم م
من ي معل م
وقاد اتخذت الصدقاة فأي السلم والدولة السلمية صورة مؤسسية فأي شأكل الوقااف فأي صورها المختلفة من خآلل
المساجد والوقاف الستثماري لدعم المساجد ودور العلم ،كما هو الحال فأي دواوين الزكاة فأي العديد من الدول
السلمية ).(1
مالك بن دينار ) إن صدور المسلمين تغلي بأعمال البر وإن صدور الفجار تغلي بأعمال الفجور ،وال
تعالى يرى همومكم فأانظروا ما همومكم رحمكم ال .
ويقول الشيخ عبد الرحمن السعدي ) :رحم ال من أعان على الدين ولو بشطر كلمة وإنما الهلك فأي
ترك ما يقدر عليه العبد من الدعوة إلى هذا الدين(
فأالنسان المسلم يعرف بأنه سيلتقي مع ال ،وأن ل عز وجل وعد وعدا صادقا ا لهذا النسان بأن يعطيه الجر الذي
يحفظه .هذا النسان ل يحتاج إلى إعلن كبير ،يحتاج فأقط أن يلتفت إلى وعد ال عز وجل .وإلى صدق وعد ال
سبحانه وتعالى .فأهذا العمل الذي يسمى فأي المصطلح المدني عمل تطوعي .هذا العمل لبد من الحاجة إليه ،
لكي يصلح المجتمع ،وترتفع كثير من مشكلته وتمسح كثير من دموعه ،وترتفع كثير من آهاته وتوجعاته). (1
وكافأة صور العمل التطوعي فأي المنظور السلمي مرتبطة بعقيدة اليمان بال تعالى ،وأن هذا الرتباط هو الذي يوفأر
لها القوة المعنوية والطاقاة الروحية اللزأمة لدفأع الفرد للقيام بها طائع ا مختاارا ،ول تستبعد الرؤية السلمية أي عمل مهما
صغر حجمه أو قالت قايمته ،ابتداء من "إماطة الذى عن الطريق" التي عدها الرسول صلى ال عليه وسلم أدنى يشأصعب
اليمان ،وصولا إلى التضحية بالنفس فأي سبيل ال تعالى دفأااعا عن الدين والوطن.
وإلى جانب البناء القيمي الخآلقاي للعمل التطوعي فأي الرؤية السلمية ،هناك تراث غني من البنية المؤسسية
والطر التنظيمية التي تم تطويرها عبر الممارسات الجتماعية فأي الحقب التاريخية المتتالية ،وعبر تلك الممارسات انتقلت
فأكرة الخير إلى حيز الوجود الفعلي فأي صورة أعمال نافأعة ،كما أن تلك الممارسات والمؤسسات قاد أسهمت بفاعلية فأي
تقريب المسافأة بين "القول والعمل" ،أو بين النظرية والتطبيق ،وكانت مؤسسات وأبنية الوقاف على تنوعها وتعدد وظائفها فأي
مقدمة تلك المؤسسات والبنية ).(2
1
)) كيف نبني وطنا قويا /لسماحة العلمة الشيخ عيسى أحمد قاسم ،دار الوطن 1420 ،هـ .
))2إبراهيم البيومي غانم ،نظام الوقف ،دار الصحابة 2002 /م .
7 العأمال التطوعأية في السإلما
ومعنى ذلك أن ثعمة إطاارا واساعا لمنظومة "التطوع" و"العطاء" الخآتياري الذي يحض عليه السلم ويزكيه ،ومعنى
ضا أن "التطوع" -بمشتملته ومكوناته -ليس أمارا ثانوييا أو هامشييا فأي الحياة الجتماعية للنسان )فأرادا كان أو
ذلك أي ا
مجتماعا( ،وإنما هو مكوون أصيل من مكوناتها ،وأداة -فأي الوقات نفسه -من أدوات تحقيق غايتها وتلبية احتياجاتها المادية
والمعنوية.
والحقيقة أن من خآصائص "الرؤية السلمية" أنها تقدم مجموعات متكاملة من "الفأكار -القيم -والفضائل" التي
تتعدد فأي صيغها وتختلف فأي وسائل التعبير عنها ،وتتباين فأي مجالت عملها ،غير أن كل مجموعة منها تظل فأي مجملها
منتمية إلى منظومة واحدة ،تحقق هدافأا أو أكثر من أهداف الفرد أو المجتمع أو هما ماعا.
وينطبق هذا الكلم على "منظومة العمل التطوعي" ،حيث نجد عديادا من الفأكار والقيم والمبادئ والخآلقايات
التي نص عليها السلم منها الصدقاة ،والبر ،والحسان ،والتطوع ،والنذر ...،إلخ ،وهي تشمل فأي مجموعها منظومة
متكاملة من الجهود والعمال التي تشترك فأي كونها "تطوعية" ،ونابعة من الرادة الحرة للفرد وبمبادرة ذاتية منه ،ودون
إكراه من أي سلطة اجتماعية أو سياسية).(1
قاامت الخدمات التطوعية بلعب دور كبير فأي نهضة الكثير من الحضارات والمجتمعات عبر العصور .بصفتها عملا
خآاليا من الربح والعائد كما وأنها ل تمثل مهنة .يقوم بها الفأراد لصالح الجيران والهل والمجتمع ككل كما تأخآذ أشأكال
متعددة ابتداء من العراف التقليدية للمساعدة الذاتية ،إلى التجاوب الجتماعي فأي أوقاات الشدة ومجهودات الغاثة ،إلى
حل النزاعات وتخفيف آثار الفقر .تشتمل المفهوم على المجهودات التطوعية المحلية والقومية ،وأيضا البرامج ثنائية أو
متعددة الجوانب )العالمية( التي تعبر إلى خآارج الحدود.
وقاد لعب المتطوعون دورا هام ا كم ا وكيف ا فأي رعاية وتطوير الدول الصناعية منها والنامية من خآلل البرامج القومية،
برامج المم المتحدة فأي مجالت المساعدات النسانية ،التعاون التقني ،تعزيز حقوق النسان ،الديمقراطية والسلم .كما
يشكل التطوع أيضا أساسا لكثير من نشاطات المنظمات غير الحكومية ،والمنظمات المدنية .هذا إضافأة إلى كثير من
المشاريع فأي مجالت محو المية ،التطعيم وحماية البيئة تعتمد بصورة مباشأرة على المجهودات التطوعية.
من الحقائق الثابتة أن المجتمع بكل جوانبه الجتماعية والقاتصادية والسياسية والثقافأية وقايمه الخآلقاية والروحية كل ل
يتجزأ إل فأي التجريد العلمي .وهذه الحقيقة تنبع وتقوم على حقيقة أساسيه هي أن النسان بوصفه الخلية الحية للمجتمع
كل ل يتجزأ .ولذلك فأان العمل الطوعى يجب أن ل ينحصر فأي جوانب محدودة للمجتمع والنسان ،بل يجب أن يتسع
ليشمل كل المجتمع وكل النسان وحقوقاه الساسية فأي الحياة والسلم والحرية وليشمل حقوقاه الجتماعية من مأكل
ومشرب ومسكن وملبس وصحة وتعليم وحقوق اقاتصادية أهمها الحق فأي العمل والجر والراحة والعطلت ،وليشمل
كذلك الحقوق السياسية والمدنية كافأة بما فأيها الحق فأي المساواة أمام القانون وحق التنمية.
* إن للعمل الجتماعي التطوعي فأوائـد جمـة تعـود علـى الفـرد المتطـوع نفسـه وعلـى المجتمـع بـأكمله ،وتـؤدي إلـى استغلل
أمثل لطاقاات الفأراد وخآاصة الشباب فأي مجالت غنية ومثمرة لمصلحة التنمية الجتماعية
9 العأمال التطوعأية في السإلما
* عأثمان بنَ عأفان رضي ال عنه وتجهيزه لجيش العسرة حيث تبرع بثلث ماله لتجهيز الجيش المسلم
المتوجه لغزوة تبوك ..والذي سمي بجيش عثمان .
1 العأمال التطوعأية في السإلما
0
* عأبد الرحمنَ بنَ عأوف رضي ال عنه وبذله لماله فأي خآدمة السلم والمسلمين فأي حياة الرسول الكريم
)صلى ال عليه وسلم ( وبعد وفأاته .وإذا كانت الجارة والثروات ،إنما تحصى بأعداد رصيدها وأرباحها فأان ثروة
عبد الرحمن بن عوف إنما تعرف مقاديرها وأعدادها بما كان ينفق منها فأي سبيل ال رب العالمين!!..لقد سمع
رسول ال يقول له يوما ":يا بن عوف انك من الغنياء..وانك ستدخآل الجنة حبوا..فأأقارض ال يطلق لك قادميك"..
ومن سمع هذا النصح من رسول ال ،وهو يقرض ربه قارضا حسنا ،فأيضاعفه له أضعافأا كثيرة.
باع فأي يوم أرضا بأربعين ألف دينار ،ثم فأعرقاها فأي أهله من بني زأهرة ،وعلى أمهات المؤمنين ،وفأقراء المسلمين.
وقاعدم يوما لجيوش السلم خآمسمائة فأرس ،ويوما آخآر ألفا وخآمسمائة راحلة.
وعند موته ،أوصى بخمسين ألف دينار فأي سبيل ال ،وأوصى لكل من بقي ممن شأهدوا بدرا بأربعمائة دينار ،حتى أن
عثمان بن عفان رضي ال عنه ،أخآذ نصيبه من الوصية برغم ثرائه وقاال ":إن مال عبد الرحمن حلل صفو ،وان
الطعمة منه عافأية وبركة".
*عأبد الله بنَ عأمر :يحدثنا أيوب بن وائل الراسبي عن أحد مكرماته ،فأيخبرنا أن ابن عمر جاءه يوما بأربعة
آلف درهم وقاطيفة..وفأي اليوم التالي ،رآه أيوب بن وائل فأي السوق يشتري لراحلته علفا نسيئة )أي دينا(
..فأذهب ابن وائل إلى أهل بيته وسألهم أليس قاد أتى لبي عبد الرحمن – يعني ابن عمر – بالمس أربعة
آلف،وقاطيفة..؟قاالوا :بلى..قاال :فأاني قاد رأيته اليوم بالسوق يشتر علفا لراحلته ول يجد معه ثمنه..قاالوا :انه لم
يبت بالمس حتى فأرقاها جميعها ،ثم أخآذ القطيفة وألقاها على ظهره ،خآرج ..ثم عاد وليست معه ،فأسألناه عنها.
فأقال :انه وهبها لفقير!!..فأخرج ابن وائل يضرب كفا بكف .حتى أتى السوق فأصاح فأي الناس ":يا معشر
التجار..ما تصنعون بالدنيا ،وهذا بن عمر تأتيه ألف درهم فأيوزأعها ،ثم يصلح فأيستدين علفا لراحلته"..؟؟!!
* صهيب بنَ سإنان :وكــان جـعوادا معطــاء ..ينفــق كــل عطــائه مــن بيــت المــال فأــي ســبيل الــ ،يعيــن محتاجــا..
يغيث مكروبا "..ويطعم الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا".
حتى لقد أثار سخاؤه المفرط انتباه عمر فأقال له :أراك تطعم كثيرا حــتى انـك لتسـرف..؟ فأأجــابه صــهيب لقـد ســمعت
رسول ال يقول ":خآياركم من أطعم الطعام".
* سإلمان الفارسإي :فأقد كان عطاؤه وفأيرا ..كان بين أربعة وستة آلف فأي العـام ،بيـد أنـه كـان يـوزأعه جميعـا،
ويرفأض أن يناله منه درهم واحد ،ويقول:
1 العأمال التطوعأية في السإلما
1
"أشأتري خآوصا بدرهم ،فأأعمله ،ثم أبيعه بثلثة دراهم ،فأأعيد درهما فأيه ،وأنفق درهما على عيالي ،وأتصعدق بالثالث..
ولو أن عمر بن الخطاب نهاني عن ذلك ما انتهيت" ).(1
لم تتخلف نساء المسلمات عن ركب العمل التطوعي فأي سبيل ال تعالي ،وان صدر السلم ليذخآر بنماذج مضيئة
من أمهات المؤمنين ومن المسلمات اللتي ضربن أروع المثلة فأي العمل التطوعي نذكر منهن على سبيل المثال ل
الحصر _:
*خديجة بنت خويلد )أم المؤمنين رضي ال عنها وأرضاها( ،فأقد بذلت جهدها ومالها فأي مؤازأرة الرسول
صلى ال عليه وسلم وقاد قاال عنها صلي ال عليه وسلم ( :وواستني فأي مالها إذ حرمني الناس( .
*ومنهن أم المؤمنين زينب بنت جحش رضي ال عنها ،التي قاال عنه ــا الرسول صلى ال عليه وسلم
) أسرعكن لحاقاا بي أطولكن يدا ( رواه مسلم والمقصود بطول اليد :كثرة مدها بالعطاء للفقراء ،فأقد كانت رضي
ال عنها تعمل بيدها وتتصدق على الفقراء وتقول عنها عائشة ) رضي ال عنها ) :
)ولم أر أمراة قاط خآيرا فأي الدين من زأينب بنت جحش ،وأتقى ل وأصدق حديث ا وأوصل للرحم وأعظم صدقاة وأشأد
ابتذالا لنفسها فأي العمل الذي تتصدق به وتتقرب به ل تعالى ( رواه مسلم ج . 7/136
*وهذه أسإماء بنت أبي بكر رضي ال عنها :تضحي بنطاقاها وتشقه نصفين وهو أغلى وأثمن ما تملك رضي
ال عنها تقول ) صنعت سفره للنبي صلى ال عليه وسلم وأبي بكر حين أراد المدينة ،فأقلت لبي :ما أجد شأيئا
فأسميت ذات النطاقاين ( رواه البخاري .
أربطه إل نطاقاي قاال :فأشقيه فأفعلت ي
* ومنهن الشفاء بنت عأبد الله :التي كانت تقوم بتعليم نساء النبي صلى ال عليه وسلم -خآاصة حفصة
بنت عمر بن الخطاب رضي ال عنهما -القراءة والكتابة.
*وفأي مجال الجهاد والغزو ) :هذه أما عأطيه ( تقول ) غزوت مع رسول ال صلى ال عليه وسلم سبع غزوات
أخآلفهم فأي رحالهم وأصنع لهم الطعام)رواه مسلم( .
*وهذه أما سإليم بنت ملحان رضي ال عنها /بحبها للخير وخآدمة المسلمين فأقد كانت يوم أحد هي
وعائشة رضي ال عنها تنقلن القرب على متونهما ثم تفرغانه فأي أفأواه الصحابة ثم ترجعان فأتملنهما وهكذا ويقول
عنها أنس رضي ال عنه :كان رسول ال عليه وسلم يغزو بأم سليم ونسوة من النصار إذا غزا يداوين الجرحى). (1
الخاتمة
بسم الله والصلةا والسلما عألى رسإول الله نور الهدي للعالمين والرحأمة
المهداةا .
وبعد
فأقد ناقاشت فأي هذا البحث موضوع فأي غاية الهمية وهو :العأمال التطوعأية في السإلم .
وقاد ناقاشت فأيه أبواب فأرعية ومنها :تعريف ومفهوم العمال التطوعية وأنواع العمال التطوعية الشرعية ،كما
ناقاشت" مشروعية ومكانة العمل التطوعي فأي السلم" فأذكرت مكانة العمل التطوعي فأي السلم وقامت بالستدلل
الحافأز على العمل التطوعي "،وفأي آخآر أقاسام البحث تعرضت بالذكر لمثلة وقادوات فأي العمل التطوعي فأي صدر
السلم ومنهم الصحابة الكرام :عبد الرحمن بن عوف ،صهيب بن سنان وعبد ال بن عمر بن الخطاب ،كما
قامت بضرب أمثلة من نساء المسلمين فأي صدر السلم ومنهم أمهات المؤمنين :خآديجة وزأينب بن جحش
وفي النهاية ...أدعأو الله أن أكون قد وفقت في إعأداد هذا البحث وأن
يجعله الله في ميزان حأسناتنا يوما القيامة .
والله المستعان
قائمة المراجع