Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 24

‫جامعة القاضي عياض‬

‫كلية العلوم القانونية واالقتصادية‬


‫واالجتماعية‬
‫مراكش‬
‫ماستر العلوم الجنائية واألمنية‬
‫الفوج ‪ :‬الرابع‬
‫الفصل الثالث‬

‫عرض تحت عنوان‪:‬‬

‫اإلجراءات األمنية المتخذة في مواجهة‬


‫السفن ناقالت البترول‬

‫تحت إشراف الدكتورة‪:‬‬ ‫من إنجاز الطلبة‪:‬‬


‫إلهام العلمي‬ ‫‪ ‬يوسف المدكور‬
‫‪ ‬ياسين أكضيض‬
‫‪ ‬زكرياء أمعاش‬
‫‪ ‬سمير أيت دادا‬
‫‪ ‬سيد أحمد حسيني‬
‫‪ ‬محمد حوامدة‬
‫‪ ‬أحمد النسيك‬
‫السنة الجامعية‪2019-2018 :‬‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫يقول الكاتب هارولد توين‪" :‬في كتابه آفاق التحديات الكونية"‬

‫إن العالم يواجه أربع قنابل موقوتة هي‪:‬‬


‫"االنفجار السكاني‪ -‬نقص الموارد – رؤوس األموال – التلوث البيئي"‬
‫‪1‬‬
‫إن إشكالية التلوث البيئي أصبحت محط اهتمام جل الدول وذلك بفعل ارتفاع نسبته بسبب‬
‫التقدم الهائل الذي عرفته الثورة الصناعية وما نتج عنها من آثار سلبية على البيئة واإلخالل‬
‫بتوازنها‪.‬‬
‫فالتلوث أضحى ظاهرة كونية يحس بها جميع الناس ف‪ ،‬فقد اختل التوازن البيئي في جل‬
‫المناطق وأصبح جو المدن ملوثا بالدخان القادم من عوادم السيارات ومداخن المصانع‬
‫ومحطات الطاقة‪.‬‬
‫والتلوث بصفة عامة يعني ظهور شيء في مكان غير مناسب‪ ،‬بالرغم من أن هذا الشيء قد‬
‫يكون مرغوب فيه إذا وجد في مكان آخر فالنفط مثال شيء نافع كوقود السيارات إال أنه‬
‫عندما ينتشر على سطح مياه البحر أو يختلط برمال الشواطئ‪ ،‬بنسب كبيرة فهو شيء غير‬
‫مرغوب فيه وضار بصحة االنسان‪.‬‬
‫فالنفط يعتبر من اشد وأخطر الملوثات التي تقع على البيئة المائية والقضاء على كائناتها من‬
‫ثروة سمكية ونباتات‪.‬‬

‫‪ ‬تحديد اإلطار المفاهيمي‪:‬‬


‫السفن‪ :‬السفينة هي وسيلة نقل عامة لإلنسان والبضائع فوق الماء‪ ،‬استخدمها اإلنسان منذ‬
‫القدم للتنقل فوق المسطحات المائية وهي أحد أعمدة التجارة والنقل الحديث‪.‬‬
‫البترول‪ :‬النفط مادة طبيعة تستخرج من التكوينات الجيولوجية في جوف األرض‪ .‬والتي قد‬
‫تتجمع فيها عبر عملية تحول بطيئة للمواد العضوية‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫وبعرف أيضا بأنه مزيج معقد من الهيدروكربونات‪ ،‬وهو يختلف في مظهره وتركيبه بشكل‬
‫كبير حسب مكان استخراجه‪ ،‬ويعد من الخامات الطبيعية ‪ ،‬وعندما يستخرج من تحت‬
‫األرض يسمى أيضا نفط خام‪.‬‬
‫أهمية الموضوع‪:‬‬
‫تتجلى أهمية الموضوع الذي نحن بصدد دراسته في أهمية قانونية ‪ ،‬اجتماعية‪.‬‬
‫األهمية القانونية‪:‬‬
‫تتجلى في الترسنة القانونية التي أوالها المشرع المغربي للبيئة المائية بصفة خاصة‪.‬‬
‫األهمية اإلجتماعية‪:‬‬
‫تتمثل في أن البيئة لصيقة بحياة الفرد بصفة خاصة والمجتمع بصفة عامة نظرا لما تحتويه‬
‫من ثروة هائلة تساهم في عيش هذا األخير‪.‬‬
‫األهمية االقتصادية‪:‬‬
‫تتمثل في كون الثروة السمكية التي يحتوي عليها المغرب من أهم الثروات الموجودة بالعالم‬
‫وبالتالي فالثروة السمكية تساهم في النهوض باالقتصاد الوطني األمر الذي يدفعنا لمحاربة‬
‫جل أشكال التلوث المائي بما فيها السفن ناقالت البترول‬
‫المنهج المتبع‪:‬‬
‫ارتأينا اعتماد منهج تحليلي استقرائي وذلك لتحليل واستقراء مختلف القوانين التي اهتمت‬
‫بتلوث البيئة المائية من خالل السفن ناقالت البترول باإلضافة الى منهج مقارن‪.‬‬
‫اإلشكال الذي يطرحه الموضوع‪:‬‬
‫للموضع إشكالية واضحة تتمثل في اإلجراءات الالزمة المتخذة من طرف الدول لمواجهة‬
‫التلوث الناتج عن السفن ناقالت البترول‪.‬‬
‫التصميم المتبع‪:‬‬
‫المبحث االول ‪:‬ناقالت البترول كمصدر من مصادر تهديد البيئة البحرية واآلليات الدولية‬
‫لمواجهة هذا التهديد‬
‫المطلب االول‪ :‬أسباب التلوث النفطي وخطورته‬
‫الفقرة االولى‪ :‬أسباب التلوث النفطي‪:‬‬
‫الفقرة الثانية خطورة التلوث النفطي‪:‬‬
‫‪3‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬االتفاقيات الدولية لحماية البيئة البحرية‬
‫الفقرة االولى‪ :‬االتفاقيات الدولية الخاصة بالبيئة البحرية‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬االتفاقية الخاصة باالستعداد واالستجابة والتعاون في حالة التلوث‬
‫النفطي والبروتوكول التابع لها‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬اإلجراءات األمنية القبلية والبعدية لمواجهة التلوث الناتج عن السفن‬
‫ناقالت البترول‬
‫المطلب األول‪:‬كيفية حماية البيئة من التلوث النفطي وطرق المكافحة‪:‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬المكافحة الميكانيكية والكيميائية‪:‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬اإلحراق بموقع بقعة الزيت وتنظيف الساحل‪:‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬المعالجة والتخلص من المخلفات وطريقة المعالجة الطبيعية‬
‫(البيولوجية)‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الجهات القضائية المختصة بمنازعات البيئة البحرية‪:‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬المحاكم المختص‪:‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬آثار تطبيق المسؤولية عن اإلضرار بالبيئة البحرية‬

‫المبحث االول ‪:‬ناقالت البترول لمصدر من مصادر تهديد البيئة البحرية واآلليات الدولية‬
‫لمواجهة هذا التهديد‬
‫يعد التلوث النفطي من اخطر أنواع التلوث سواء كان على البيئة المائية‪ ،‬أو البيئة الهوائية‪،‬‬
‫أو البيئة األرضية‪.1‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Boesh (D.F.) and others, Oil spills and the marine environment, Ballinger Cambirdge, mass. 1974.‬‬

‫‪4‬‬
‫فبمجرد اختالط النفط بالمياه سواء كان مادة خام أو مشتقا منها‪ ،2‬ينتشر انتشارا سريعا فوق‬
‫سطحه‪ ،‬نظرا الن كثافته اقل من كثافة الماء‪ ،‬مما يؤدي الى تكوين سد مانع بين اكسجين‬
‫الهواء الجوي وسطح الماء‪ ،3‬بما يمنع من التبادل الغازي بين الهواء والماء‪ .‬االمر الذي‬
‫يخل على نحو خطير بالتوازن البيئي والوسط الطبيعي والنظم البيئية البحرية‪ ،‬وبما يؤثر‬
‫على مختلف الكائنات واالحياء المائية والطيور البحرية‪ ،‬فهو يؤثر من ناحية على تنفس‬
‫االحياء بما يعرض حياتها لخطر وهالك محقق‪ ،4‬ويؤثر من ناحية اخرى على التركيب‬
‫النوعي للمياه باالخالل بخصائصها‪ ،‬بما يذوب فيها من مواد هيدروكوبونية‪ ،‬وبنزين‬
‫هيكاكلوريد "‪ ،"PHC‬والكلورايد الثالثي المركب "‪ ،"PCB‬فضال عن "‪ ،5"DDT‬مع اختالط‬
‫جزء من هذا الملوث مكونا مستحلب يمتزج بالمياه التحت سطحية ملوثا طبقات المياه‬
‫العميقة‪ ،‬في طل التأثير السام لبعض مكونات الملوث النفطي وما قد ينتج عن البعض االخر‬
‫من االصابة بالسرطان‪.6‬‬
‫كما يترتب على التلوث النفطي؛ تلوث هواء المنطقة المحيطة بموقع الحادث بأبخرة المواد‬
‫الطيارة من المادة الخام او احد مشتقاتها‪ ،‬وانتقال هذه االبخرة بمساعدة الرياح لتلوث المدن‬
‫والمناطق الزراعية المجاورة‪.7‬‬
‫فضال عن ان اشتعال المواد النفطية يؤدي الى تصاعد كميات هائلة من غازات شديدة‬
‫الضرر كأول وثاني اكسيد الكريون وكذلك الغازات الكبريتية والنيتروجينية ذات االثر‬
‫الحمضي التي ال يخفى ضررها البالغ على كافة االحياء‪ ،‬اضافة الى ما يؤدي اليه ذلك من‬
‫تكوين طبقة عازلة من هذه الغازات بين سطح االرض وطبقات الجو العليا تتسبب في‬
‫حجب اشعة الشمس عن سطح االرض‪ ،‬ومن ثم انخفاض ملموس في درجة حرارة المنطقة‬
‫الملوثة‪ ،‬بما يضر كثيرا بسبل الحياة لمختلف الكائنات‪.‬‬

‫‪ -2‬د‪.‬حسن فنحي‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬هامش ص ‪.11‬‬


‫‪ -3‬د‪.‬توفيق محمد قاسم‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪.77‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Clark (R.B.), Oil pollution and the conservation of seabirds in proceedings of the international conference on‬‬
‫‪oil pollution of the sea 7-9 october 1968, Rome.‬‬
‫‪ -5‬د‪ .‬احمد عبد الكريم سالمة‪ ،‬التلوث النفطي وحماية البيئة البحرية‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪12،11‬؛ د‪.‬توفيق محمد قاسم‪ ،‬ص ‪.78،77‬‬
‫‪ -6‬د‪.‬اشرف عبد الرزاق ويح‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪.83‬‬
‫‪ -7‬د‪ .‬احمد مدحت اسالم‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.166‬‬

‫‪5‬‬
‫كما ينتج عن هذا االحتراق تكون ابخرة من المعادن الثقيلة مثل الرصاص والكادميوم والتي‬
‫يمتد اثرها السام ليصل الى النبات والحيوان ثم الى االنسان عبر التسلسل الغذائي الملوث‬
‫بهذه لمعادن‪.8‬‬
‫ناهيك عن تأثير هذا التلوث على الشواطئ والمنشآت الترفيهية‪ ،‬بما من شأنه التأثير على‬
‫اقتصاديات المدن الساحلية بوجه عام‪9‬االمر الذي دعا كثير من الدول الساحلية الى تحديد‬
‫اطر للحماية بالتدخل التشريعي خاصة بعد ازدياد حركة ناقالت النفط الضخمة وانقضاء‬
‫عهد المراكب الشراعية وكذلك السفن المستخدمة للفحم‪.10‬‬

‫المطلب االول‪ :‬أسباب التلوث النفطي وخطورته‬

‫الفقرة االولى‪ :‬أسباب التلوث النفطي‪:‬‬


‫وتنحصر اسباب التلوث النفطي في ثالث اسباب وهي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬الحوادث التي تحدث للسفن وناقالت النفط والمنشآت البحرية النفطية‪.‬‬
‫وتنجم علدة عن التصادم الحادث بين السفن وناقالت النفط او بسبب جنوح ناقالت النفط‬
‫الضخمة كما تنجم عن تحطم المنشآت البحرية الخاصة باستخراج النفط من مكانه البحرية‬
‫سواء بسبب االعاصير البحرية او اصطدام السفن بتلك المنشآت‪.11‬‬
‫ونذكر من تلك الحوادث‪ ،‬تحطم السفينة الليبيرية "توري كانيون ‪ "Torry Canyon‬في بحر‬
‫الشمال اما الشواطئ االنجليزية والفرنسية في ‪ ،1967/3/17‬وهي تحمل (‪ )880‬الف‬
‫برميل من النفط الخام الكويتي‪ ،‬حيث تسرب منها ستون الف طن من النفط الذي غطى‬
‫مساحة بطول (‪ )35‬ميل وعرض (‪ )18‬ميل بحري‪ ،‬ونتج عنه هالك االف من الطيور‬
‫البحرية وكميات هائلة من االسماك فضال عن تلف الشواطئ االنجليزية التي قدرت تكاليف‬
‫ازالة اثاره انذاك بحوالي ثمانية ماليين دوالر‪.12‬‬

‫‪ -8‬د‪.‬توفيق محمد قاسم‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪.78 ،77‬‬


‫‪9‬‬
‫‪Delavallade B. La pollution des eauxinaritems par les hydrocarbures devant le droit international, these, 1966,‬‬
‫‪p.17 ets.‬‬
‫‪10‬‬
‫‪Delavallade (B), la pollution des eauxinaritmes par les hydrocarbures devant le droit international, Thèse,‬‬
‫‪Paris, 1966, p.17 ets.‬‬
‫‪11‬‬
‫‪Krueger Robert (B), International and national regulations of pollution from off shore oil production, in San‬‬
‫‪Diegol, Rev. 7,1970, p.541.‬‬
‫‪12‬‬
‫‪Brown, The lessons of the Torrey Canyon, in current legal problems, 21, 1968, p.113.‬‬

‫‪6‬‬
‫وكذلك حادثة غرق الناقلة العمالقة "اموكوكايدز" عام ‪ 1978‬اما الشاطئ الفرنسي‪ ،‬وكذلك‬
‫تحمل (‪ )220‬الف طن من زيت النفط‪ ،‬حيث نتج عن ذلك تدفق اغلب هذا الزيت ليغطي‬
‫مساحات كبيرة من مياه البحر والشاطئ‪ ،‬االمر الذي ادى الى قتل االسماك التي تعيش في‬
‫تلك المنطقة وكثير من الكائنات الحية االخرى‪.13‬‬
‫وايضا الحادث التي تعرض له خليج السويس بمصر في صيف عام ‪ ،1983‬عندما تسرب‬
‫النفط من احد خطوط االنابيب البحرية التي تنقل الزيت الخام من حقل شعب علي بخليج‬
‫السويس – وهو حقل نفطي كانت اسرائيل تستنزف انتاجه منذ حرب ‪ -1967/6/5‬حيث‬
‫ترتب على هذا التسرب تكون بقعة نفطية كبيرة على سطح مياه خليج السويس‪ ،‬نقلتها‬
‫االمواج الى الشواطئ المصرية الشرقية المطلة على البحر االحمر التي افسدتها تلك البقعة‪،‬‬
‫مما ادى الى توقف االصطياف والسياحة في هذه المنطقة‪ ،‬حيث غطى النفط رمال الشاطئ‬
‫وكساها سوادا‪.14‬‬
‫ثانيا‪ :‬التسرب النفطي من بعض ابار النفطية القريبة من الشواطئ‪:‬‬
‫كالتسرب الذي ترتب عن انفجار بئر للنفط في بحر الشمال عام ‪ ،1978‬حيث استغرقت‬
‫عملية غلق البئر حوالي ثالثة اسابيع تدفقت خاللها كميات كبيرة من النفط قدرت حوالي‬
‫نصف مليون طن‪.15‬‬
‫ثالثا‪ :‬التفريغ العمدي للمواد النفطية في مياه البحر‪:‬‬
‫‪ -‬ويأخد صورتين‪16‬؛‬
‫‪ -1‬التفريغ المباشر‪:‬‬
‫وهو الذي يحدث في االغراض العسكرية‪ ،‬مثلما حدث في حرب الخليج الثانية‪ ،‬كما قد‬
‫يحدث عند وجود اعطال في ناقالت النفط او تعرضها لهياج االمواج‪ ،‬حيث يتم افراغ‬
‫جزء من الحمولة كي تقوى الناقلة على مواصلة الرحلة‪.‬‬
‫كالحادث الذي تعرضت له السواحل المصرية في مدينة شرم الشيخ في ‪ 1994/2/12‬في‬
‫واقعة انحراف احدى السفن الروسية عن خطوط السير المالحية الدولية‪ ،‬وقيام قائدها‬
‫‪ -13‬د‪ .‬اشرف عبد الرزاق ويح‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪.81 ،80‬‬
‫‪ -14‬د‪ .‬محمد عبد القادر الفقي‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪91‬؛ د‪ .‬عادل ماهر االلفي‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪.145‬‬
‫‪ -15‬د‪ .‬اشرف عبد الرزاق ويح‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪82‬؛ د‪ .‬عادل ماهر االلفي‪ ،‬مصدر سابق‪،‬ص ‪.145‬‬
‫‪ -16‬د‪ .‬احمد عبد الكريم سالمة‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪14‬؛ د‪ .‬عادل ماهر االلفي‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪.145‬‬

‫‪7‬‬
‫وافراد طاقمها بشحطها والجنوح بها نحو البر مرورا بمنطقة للشعاب المرجانية مما ادى‬
‫الى اتالفها‪.‬‬
‫وفي محاولة الخراج السفينة من الشحط قام قبطان السفينة وافراد الطاقم بالقاء كمية كبيرة‬
‫من الزيت والكازوايل بمياه البحر نتج عنها بقعة زيت مساحتها (‪ )2‬كيلو متر مربع‪ ،‬وقد‬
‫قدر جهاز شئون البيئة بمجلس الوزراء المصري قيمة التلفيات ونفقات االصالح بمبلغ‬
‫عشرة ماليين وخمسمائة وواحد وثمانين الف وستمائة دوالر‪.17‬‬
‫‪ -2‬التفريغ الغير مباشر‪ :‬ويحدث في حالتين‪:‬‬
‫حالة تفريغ مياه االتزان "الصابورة"‪ :‬وهي المياه التي تحملها السفن وناقالت النفط‬ ‫‪-‬‬
‫في خزانات النفط بها – بعد تفريغه منه‪ -‬كثقل لحفظ توازنها اثناء عودتها فارغة الى‬
‫ميناء الشحن‪.‬‬
‫حالة تفريغ مياه غسيل خزانات النفط في السفن والناقالت‪ :‬حيث يتم اجراء غسيل‬ ‫‪-‬‬
‫صهاريج النفط قبل اجراء الصيانة الالزمة للسفن والتفتيش عليها‪ ،‬وغالبا ما يتم‬
‫صرف مياه الغسيل وهي مخلوطة بالنفط في مياه البحر‪ ،‬وعنها ينشأ التلوث‪.‬‬
‫الفقرة الثانية خطورة التلوث النفطي‪:‬‬
‫يحتوي زيت النطف على العديد من المواد العضوية و السامة للكائنات الحية ‪ ،‬ومن اخطر‬
‫تلك المركبات مركب البنزوبيرين وهو من الهيدروكربونات المسببة للسرطان ويؤدي إلى‬
‫موت الكائنات الحية المائية‪.‬‬
‫يطفو النفط على سطح الماء مكونا طبقة رقيقة عازلة بين الماء والهواء الجوي وهذه الطبقة‬
‫تنتشر فوق مساحة كبيرة من سطح الماء (اللتر الواحد من النفط المتسرب في البحر يغطي‬
‫بانتشاره مساحة تزيد عن ‪ 4000‬متر مربع من المياه السطحية) حيث تمنع هذه الطبقة‬
‫التبادل الغازي بين الهواء والماء كما تمنع ذوبان األكسجين في مياه البحر مما يؤثر على‬
‫التوازن الغازي وتصبح بمثابة طبقة عازلة تعمل على‪:‬‬

‫‪ 17‬وذلك ثابت بوقائع الدعوى رقم (‪ )176‬لسنة ‪ 1994‬جنح شرم الشيخ والمقيدة برقم (‪ )194‬لسنة ‪ 1994‬جنح مستأنف جنوب سيناء‪ ،‬والتي قضى‬
‫فيها استئنافيا بجلسة ‪ 1994/7/2‬بالغاء الحكم المستأنف فيما قضى به من عقوبة المصادرة وتأييده فيما عذا ذلك ( تغريم المتهم خمسة االف جنيه)‬
‫وتحديد المبلغ المحكوم بتحمل المتهم به في الحكم المستأنف كنفقة ازالة واصالح بمبلغ عشرة ماليين وخمسمائة وواحد وثمانين الف وتسعمائة‬
‫دوالر امريكي والزام المستأنف المصروفات الجنائية‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫تقليل قدرة تبادل االكسجين بين الهواء والماء‪ ،‬مما يقلل من كمية األكسجين المذاب‬ ‫‪-1‬‬
‫في المياه‪.‬‬
‫تحول دون وصول األشعة الشمسية أسفل سطح الماء‪ ،‬بما يعيق البانكتون‪ ،‬العوائق‬ ‫‪-2‬‬
‫البحرية‪ -‬عن القيام بعملية البناء الضوئي ‪ ،‬ويترتب على ذلك هالكه وفي نفس الوقت هالك‬
‫األسماك والعديد من الكائنات البحرية‪.‬‬
‫كذلك فهذه الطبقة النفطية العازلة وتعمل على تقليل معدالت التبخر ‪ ،‬مما يؤثر في‬ ‫‪-3‬‬
‫المناخ ودورة المياه في الطبيعة بوجه عام‪ ،‬ذلك لم يتم اإلسراع بإزالتها‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬اإلتفاقيات الدولية لحماية البيئة البحرية‪:‬‬


‫بفضل المنظمات الدولي تمكنت الدول من الوصل على اتفاقيات دولية لمنع التلوث البحري‪،‬‬
‫أو التعويض عن األضرار التي تحدث من جرائه إذا لم تفلح اإلجراءات الوقائية من منع‬
‫حدوث الضرر‪.‬‬

‫ولقد تضمنت بعض هذه االتفاقيات نصوصا خاصة تتعلق بتحديد المسؤولية وطبيعتها‬
‫وكذلك تحديد الشخص المسؤول عن هذه األضرار‪ ،‬وطرق ووسائل تعويض ضحايا التلوث‬
‫البحري ومنها‪:18‬‬
‫‪ -1‬االتفاقية الدولية لمنع تلوث البحار بالنفط سنة ‪:1954‬‬

‫وكانت أو اتفاقية ظهرت إلى حيز الوجود لمعالجة التلوث النفط الناجم عن السفن هي‬
‫االتفاقية الدولية لمنع تلوث البحر بالنفط المعروفة باتفاقية لندن في ‪ 12‬مايو سنة ‪،1954‬‬
‫و قد عدلت االتفاقية في مؤتمر لندن في ‪ 11‬أبريل سنة ‪ 1962‬كما وافق المؤتمر على‬
‫توصية لجنة األمن البحري التابعة للمنظمة البحرية الدولية بتفويض جمعيتها العامة بإصدار‬
‫تعديالت لالتفاقية تعرض على الدول األعضاء للموافقة عليها‪ .‬هذا وقد عدلت االتفاقية بناء‬
‫على هذا التفويض في ‪ 21‬أكتوبر سنة ‪ ،1969‬وكذلك في ‪ 15‬أكتوبر سنة ‪.1971‬‬
‫وتهدف االتفاقية إلى منع تلوث البحار الناشئ عن التفريغ العمدي للفظ من السفن في‬
‫مناطق معينة بالذات‪ ،‬وقد أكدت هذه االتفاقية الوالية المطلقة لدولة علم السفينة مصدر‬
‫التلوث النفطي‪ ،‬وأساس هذه القاعدة القانوني الفكرة التي كان معموال بها آنذاك من أن‬
‫السفينة تشكل جزء ال يتجزأ من إقليم دولة العلم‪ ،‬ومبدأ حرية المالحة‪.‬‬
‫وتنطبق االتفاقية على كافة السفن البحرية المسجلة في كافة الدول األطراف في االتفاقية‬
‫وأيضا السفن غير المسجلة التي تحمل جنسية أحد األعضاء ويستثني من ذلك ناقالت‬
‫الصهاريج ذات الحمولة األقل من ‪ 150‬طنا والسفن األخرى ذات الحمولة القائمة على األقل‬
‫من ‪ 5100‬طن وكذلك سفن المساعدات البحرية‪ .‬وتقرر االتفاقية شروطا لصالحية السفينة‪.‬‬

‫‪ - 18‬رشدي‪ ،‬أحمد نجيب‪ ،‬قواعد مكافحة التلوث البحري ومسؤولية مالك السفينة‪ ،‬المجلة المصرية للقانون الدولي ‪ ،1977‬ص‪.186‬‬

‫‪9‬‬
‫وتلزم الحكومات بتوفير االستعدادات الالزمة الستقبال النفايات النفطية المفرغة من السفن‬
‫‪19‬‬
‫في موانيها البحرية‪.‬‬
‫لقد حظرت االتفاقية عمليات اإلفراغ إال إذا كانت السفينة تجري في البحر أو كان معدل‬
‫اإلفراغ الفوري ال يتجاوز ‪ 60‬لترا في كل ميل‪ .‬وال ينطبق هذا الحظر في حاالت معينة‬
‫وهي‪:‬‬
‫إذا كانت نسبة الزيت في السائل المفرغ أقل من ‪ 100‬جزء في كل مليون جزء من المزيد‬
‫أو التفريغ بعيدا عن البر بالقدر المقبول عميال‪ ،‬وفي حالة ناقالت الصهاريج إذا كانت الكمية‬
‫الكلية للنفط المفرغ في رحلة الصابورة ال يتجاوز جزاء واحدا من خمسة عشر ألف جزء‬
‫من سعة حمل الشحنة الكلية‪ ،‬أو كانت الناقلة عن اقرب بر بما يزيد على ‪ 50‬ميال‪.‬‬
‫‪ -2‬االتفاقية الدولية المتعلقة بالتدخل في أعلي البحار في حاالت الكوارث الناجمة عن‬
‫التلوث بالنفط بروكسل ‪:1969‬‬

‫عقد هذه االتفاقية في بروكسيل سنة ‪1969‬بعد حادث فرق ناقلة البترول توري كانيون أمام‬
‫شواطئ المملكة المتحدة‪.‬‬
‫وتهدف االتفاقية إلى تمكين الدول من اتخاذ اإلجراءات الالزمة في أعالي البحار في حاالت‬
‫وقوع كارثة بحرية إلى تلوث الشواطئ والبحار بالنفط‪.‬‬
‫وتسمح المادة األولى من االتفاقية للدول المتعاقدة باتخاذ اإلجراءات الالزمة لمنع أو‬
‫تخفيض حدة أو إزالة خطر جسيم ومحدق بساحلها أو مصالحها المتعلقة بالساحل ينجم عن‬
‫تلوث أو خطر تلوث البحار بالنفط‪ .‬ويدخل في عداد هذه اإلجراءات تدمير السفينة إذا تبين‬
‫أن هذا اإلجراء سوف يوقف األضرار أو يقلل منها – ومع ذلك ال يجوز أن تتجاوز هذه‬
‫التدابير ما هو ضروري لتحقيق الهدف المذكور‪ ،‬ويجب أن تتناسب هذه التدابير حجم‬
‫الضرر الواقع أو المحتمل وقوعه‪.‬‬
‫وطبقا للمادة الثالثة ينبغي على الدولة الساحلية – قبل اتخاذ أي إجراء – أن تخطر الدولية‬
‫الساحلية‪ ،‬الدولة التي ترفع السفينة علمها‪ ،‬وأن تتشاور مع خبراء مستقلين‪ ،‬وأن تخطر أي‬
‫شخص بتوقيع بصورة معقولة‪ ،‬أن تتأثر مصالحه‪ ،‬كمثل هذا اإلجراء‪ ،‬ومع ذلك يجوز في‬
‫حاالت الضرورة القصوى اتخاذ هذه التدابير فورا‪.‬‬
‫‪ -3‬االتفاقية الدولية المتعلقة بإنشاء صندوق دولي للتعويض عن الضرر الحادث عن‬
‫التلوث بالنفط سنة ‪:1971‬‬

‫وافق مؤتمر بركسل لعام ‪ 1969‬التي تمخض عن إبرام االتفاقية سالفة الذكر الخاصة‬
‫بالمسؤولية المدنية عن أضرار التلوث بالنفط على قرار يدعو فيه المنظمة البحرية إلى‬
‫الدعوة إلى مؤتمر دولي إلعداد اتفاقية دولية خاصة بإنشاء صندوق دولي لتعويض‬
‫األضرار الناشئة عن تسرب أو صرف النفط من السفن‪.‬‬
‫وقد انعقد هذا المؤتمر في الفترة من ‪ 29‬نونبر إلى ‪ 18‬ديسمبر سنة ‪ 1971‬وأسفر عن‬
‫توقيع االتفاقية الدولية الخاصة بإنشاء صندوق دولي لتعويض عن الضرر الناشئ عن‬
‫التلوث بالنفط‪.20‬‬

‫‪- 19‬الشريف عثمان‪ ،‬االوجه القانونية لمنع التلوث البحري بما فيها االتفاقيات الدولية كاتفاقية ماريل ‪1973‬م ص‪.27‬‬

‫‪10‬‬
‫وتهدف االتفاقية إلى استخدام حصيلة هذا الصندوق إلى تغطية التكاليف الخاصة بتنظيف‬
‫وإزالة التلوث البترولي والتعويض عنه‪.‬‬
‫وعلى الصندوق أن يعوض مالك السفن وال يتحمل الصندوق أي إلتزام إذا ما وقع‬
‫الضرر بسبب عمل من أعمال الحرب أو أعمال عدوانية أو بسبب صرف النفط من‬
‫سفينة الحرب‪.21‬‬
‫‪ -4‬االتفاقية الدولية لمنع التلوث الذي تتسبب فيه السفن لندن سنة ‪:1973‬‬

‫تبين للمنظمة البحرية الدولية ان اتفاقية ‪ 1954‬وما لحقها من تعديالت لم تعد تكفي‬
‫لمواجهة التلوث البحري بسبب زيادة كمية النفط التي يتم نقلها عبر البحار ولتطور‬
‫مفهوم الحماية البحرية سواء من الناحية الفنية والقانونية يضاف إلى ذلك إن االتفاقية‬
‫المذكورة قد ركزت على التلوث الناتج من النفط من إغفال مصادر التلوث األخرى التي‬
‫تتسبب فيها السفن‪.‬‬
‫ولهذا دعت المنظمة إلى مؤتمر عقد في لندن في الفترة من ‪ 8‬أكتوبر ‪ 1973‬إلى ‪2‬‬
‫نونبر من نفس العام‪ .‬ولقد أسفر هذا المؤتمر عن عقد اتفاقية جديدة لمنع التلوث البحري‬
‫الذي تتسبب فيه السفن‪.‬‬
‫‪ -5‬إتفاقية حماية البحر المتوسط من التلوث برشلونة سنة ‪:1976‬‬

‫نظرا الرتفاع معدالت التلوث في المحيط المتوسط دعت األمم المتحدة إلى عقد مؤتمر دول‬
‫ي ببرشلونة بإسبانية في ‪ 2‬فبراير ‪ 1976‬وذلك لمناقشة وسائل حماية ضد التلوث وقد‬
‫انتهى المؤتمر إلى إبرام اتفاقية تهدف إلى تحقيق التعاون الدولي من أجل تحسين البيئة‬
‫البحري ة في منطقة البحر األبيض المتوسط‪.‬‬
‫وطبقا التفاقية تلتزم األطراف المتعاقدة في االتفاقية‪.‬‬
‫‪ -‬اتخاذ التدابير المناسبة لمنع والحد من تلوث البحر األبيض المتوسط‪.‬‬
‫‪ -‬التعاون في اتخاذ التدابير في التصدي لحاالت التلوث الطارئة‪.‬‬
‫‪ -‬التعاون في وضع برامج لرصد التلوث في منطقة البحر األبيض المتوسط‪.‬‬
‫‪ -‬التعاون في البحوث العلمية والتقنية المتعلقة بكافة أنواع التلوث البحري‪.‬‬
‫‪ -‬التعاون لتحديد المسؤولية والتعويض عن الضرر الناشئ المخالفة االتفاقية‬
‫والبرتوكوالت الملحقة بها‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬االتفاقية الخاصة الستعداد واالستجابة والتعاون في حالة التلوث النفطي‬
‫والبرتكول التابع لها‪.‬‬
‫تم التصديق على هذه االتفايقة في ‪30‬نونبر ‪ 1990‬والهدف منها هو تسهيل التعاون‬
‫الدولي والمساعدة المشتركة لالستعداد واالستجابة في حالة التلوث النفطي الكبرى التي‬
‫تهدد البيئة المالحية وحدود السواحل‪.‬‬

‫‪ - 20‬بدأ نفاذ هذه االتفاقية في ‪.1978/10/16‬‬


‫‪ 21‬المادة ‪ 4‬من االتفاقية‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫أوال‪ :‬إتفاقيات البحار اإلقليمية التابعة ل)‪: (UNEP‬‬
‫في عام ‪ 1974‬أسست )‪ (UNEP‬برنامج األمم المتحدة للبيئة‪ ،‬برنامج البحار اإلقليمية‬
‫تلتزم من خاللها الدول الساحلية بتقليل ومنع انحدار المناطق الساحلية والمحيطات وهذا‬
‫البرنامج على أسباب ونتائج االنحدار البيئي ويضم ‪ 14‬دولة ساحلية و أكثر من ‪140‬‬
‫دولة إقليمية وساحلية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬إتفاقية ليما الخاصة بحماية البيئة البحرية والمنطقة الساحلية لجنوب الشرق‬
‫المحيط الهاديء‪.‬‬
‫تم التصديق عليها في ‪ 12‬نونبر ‪ 1981‬وتشمل على خمس من دول األطراف وهي‬
‫الشيلي وكولومبيا واإلكوادور وبناما والبيرو‪ ،‬والهدف منها هو حماية البيئة البحرية‬
‫والحدود الساحلية على طول ‪ 200‬ميل تدخل في اختصاص دول األطراف وفي مناطق‬
‫أبعد من ذلك حيث يؤثر التلوث على تلك المنطقة‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬اإلجراءات األمنية القبلية والبعدية لمواجهة التلوث الناتج عن السفن‬
‫ناقالت البترول‬

‫المطلب األول‪:‬كيفية حماية البيئة من التلوث النفطي وطرق المكافحة‪:‬‬


‫إن األسلوب األمثل لمعالجة التلوث النفطي للبيئة الساحلية والبحرية يختلف من منطقة إلى‬
‫أخرى ومن شهر إلى آخر ويعتمد على عوامل كثيرة ومتشابكة كما أنه يمكن في بعض‬
‫الحاالت االستعانة بأكثر من طريقة أو أسلوب لمكافحة التلوث النفطي في النطاق الساحلي‬
‫أو البحري وهناك طرق كثيرة لمعالجة التسريبات والبقع النفطية والتي تقوم على تركها‬
‫على حالها إذا حصلت في عرض البحر أو احتواؤها أو إزالتها أو تشتيتها أو حرقها‪.22‬‬
‫وفيما يلي نبين أهم الطرق واألساليب المتبعة في مكافحة التلوث النفطي‪:‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬المكافحة الميكانيكية والكيميائية‪:‬‬


‫أوال‪ :‬الحواجز المطاطية (‪)oil Booms‬‬
‫تستخدم الحواجز المطاطية لعدة أغراض وهي‪:‬‬
‫أ‪ -‬الحماية (كحماية مآخد المياه)‬
‫ب‪ -‬منع النفط من االنتشار أكثر (كعمل حاجز حول السفن)‬
‫ج‪ -‬تغيير االتجاه للمفط المنسكب (بعيدا عن المناطق الحساسة كالشواطئ)‬

‫‪ -22‬بو عنقة‪ ،‬أساليب وطرق مكافحة التلوث النفطي‪ ،‬مقال منشور على شبكة االنترنيت والمتاح على الرابط االلكتروني التالي‪:‬‬
‫‪http:// www.bytocom.com/vb/showthread.php?t=35409‬‬

‫‪12‬‬
‫د‪ -‬تجميع للنفط المنسكب (للمساعدة في عملية الكشط)‬
‫‪ -1‬كاشطات الزيت ((‪oil skimers‬‬
‫للقيام بعملية كشط الزيت فوق سطح الماء ومن أنواعها‪:‬‬
‫‪Weir skimmers -‬‬
‫‪Oleophilic Skimmers -‬‬
‫‪Vacuum Skimmers -‬‬
‫‪Belt Skimmers -‬‬
‫ثانيا‪ :‬المكافحة الكيميائية‪:‬‬
‫وهي عملية رش لبقعة الزيت بمواد كيميائية تسمى المشتات (‪ )Dispersants‬أو مواد‬
‫تساعد على توزع جريئات الزيت المنسكب ومن ثم تحيط هذه المشتات بالزيت وتستقر‬
‫تحت الماء‪ ،‬وتستخدم لتقليل األضرار البيئية ويعتمد استخدامها على أماكن معينة وليس‬
‫دائما‪ ،‬لذلك البد من أخذ الموافقة من الجهات المختصة (مصلحة االرصاد وحماية البيئة)‬
‫الستخدامها‪.‬‬
‫كذلك من العمليات الكيميائية الوسيط الحيوي (‪ )Bioremediation‬وتستخدم لتسريع عملية‬
‫التحلل البكتيري بإضافة وزيادة نسبة المغديات (‪ )nutrients‬النيتروجين والفسفور‪،‬‬
‫وخاصة النيتروجين ضروري لزيادة أعداد البكتيريا للقيام بعملية التحلل‪ .‬فهذه الطريقة‬
‫الكيميائية برش أنواع معينة من المذيبات والمنظفات الصناعية والمساحيق عالية الكثافة أو‬
‫بعض الرمال الناعمة على سطح البقع النفطية في البحار الملوثة لاللتصاق بها لتحولها بعد‬
‫تفتيتها إلى ما يشبه المستحلب فينتشر في الماء ويذوب فيه أو يتسرب إلى القاع نتيجة‬
‫ارتفاع كثافته ويعتبر هذا عالجا ظاهريا للمشكلة ألن هذه الطريقة تتطلب كميات كبيرة من‬
‫المنظفات والمذيبات تساوي أحيانا كمية البترول المراد التخلص منه وكذلك فإن استخدام‬
‫القدر الكبير من المنظفات الصناعية يضيف الكثير من التلوث العام لمياه البحر والبيئة وألن‬
‫وصول المواد المستخدمة في التنظيف وجزئيات النفط بعد تفتيتها إلى قاع البحر يسبب إبادة‬
‫األسماك والديدان والقواقع الرمل التي تعيش فيها وبذلك تعتبر هذه الطريقة زيادة في تعقيد‬
‫مشكلة التلوث وليس حال نهائيا لها‪.‬‬
‫‪13‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬اإلحراق بموقع بقعة الزيت وتنظيف الساحل‪:‬‬
‫أوال‪ :‬اإلحراق بموقع بقعة الزيت‬
‫الهدف من احراق الزيت هو إزالة بقعة الزيت من سطح الماء‪ ،‬ويتم ذلك بتجميع بقعة‬
‫الزيت وإحاطتها بحواجز مقاومة للحريق ومن ثم احراق البقعة في مكانها‪ .‬وتخضع عملية‬
‫اإلحراق إلجراءات وقائية لتحديد فاعلية استخدامها‪ ،‬وعادة ماتكون هذه العملية أخر حلول‬
‫المكافحة وبعد موافقة الجهات المختصة متمثلة بمصلحة األرصاد وحماية البيئة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬تنظيف الساحل‪:‬‬
‫تعتبر عملية تنظيف السواحل المتضررة بالزيت من أعقد عمليات المكافحة وأعالها من‬
‫ناحية التكاليف نظرا لخصائص الزيت وصعوبة استخالصه وتنظيف الساحل منه‪ .‬وتستخدم‬
‫في أعمال التنظيف عدة معدات ويعتبر من أعمال المكافحة الميكانيكية ومنها معدات الحفر‬
‫والتجميع اليدوية‪ ،‬وكذلك المعدات الثقيلة كسيارات الشفط ومضخات الماء والبخار‬
‫وحاويات تجميع الزيوت ومخلفاتها وغيرها‪.‬‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬المعالجة والتخلص من المخلفات وطريقة المعالجة الطبيعية (البيولوجية)‬


‫تترك حوادث انسكاب الزيوت كميات هائلة من المخلفات وكذلك كميات كبيرة من الزيوت‬
‫مختلطة بالماء‪ ،‬فيجب مراعاة تجميعها أوال بأول وتوفير المرادم المؤقتة والمعدات الالزمة‬
‫ليتم التخلص منها بصورة سليمة بيئيا‪.‬‬
‫تستخدم هذه الطريقة أنواعا من البكتيريا في مقدورها استخالص الملوثات التي ارتبطت‬
‫بالتربة أو الماء ويتعذر جرفها بعيدا أو فصلها كما أن بإمكانها تحويل مادة كيماوية مؤذية‬
‫إلى مادة غير مؤذية وحتى مفيدة والبكتريا القادرة على تجزئة العديد من الملوثات موجودة‬
‫في التربة والماء وتقوم بهذه التجزئة عبر ما يدعى بالمعالجة البيولوجية وفي مجال مكافحة‬
‫التلوث النفطي تقوم البكتريا بتحليل المواد الهيدروكربونية من مخلفات الزيوت النفطية إلى‬
‫جزئيات أقل وزنا وتركيبا وأدنى خطرا لسهولة ذوبانها في الماء مما يحولها من مواد‬
‫خطرة أكثر ضررا إلى مواد ذائبة أدنى خطرا وأقل تلوثا لكن أعدادها القليلة طبيعيا تجعلها‬
‫أقل كفاءة في معالجة التلوث‪.‬‬
‫‪ -‬عمل الشيء‪:‬‬

‫‪14‬‬
‫من األفضل في بعض حاالت التسرب النفطي عمل الشيء‪ ،‬وترك الزيت يتحلل طبيعيا‬
‫بواسطة حركة األمواج او بواسطة المد والجزر‪ .‬وتتبع هذه الطريقة بعد دراسة اثار الزيت‬
‫المنسكب والمنطقة المتواجد فيها ومدى جدوى عمليات المكافحة ويتم على ضوء ذلك‬
‫التقرير من قبل الجهة المختصة متمثلة بمصلحة األرصاد وحماية البيئة عن كيفية المكافحة‬
‫اوترك الزيت ليتحلل طبيعيا‪.23‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الجهات القضائية المختصة بمنازعات البيئة البحرية‪:‬‬
‫إن التلووووث البحوووري باعتبووواره تلووووث عوووابر للحووودود الوووذي يكوووون مصووودر موجوووود‬
‫كليووووا أو جزئيووووا فووووي منطقووووة تخضووووع لالختصوووواص الوووووطني لدولووووة مووووا‪ ،‬و تحوووودث آثوووواره‬
‫الضوووارة فوووي منطقوووة تخضوووع لالختصووواص الووووطني لدولوووة أخووورى‪ ،‬أي أن األنشوووطة التوووي‬
‫تووتم علووى إقلوويم دولووة مووا ينووتج عنهووا آثووار ضووارة بأقوواليم الدولووة األخوورى‪ ،‬وهووذا مووا يترتووب‬
‫عليوووه قيوووام نوووزاع نووواتج عووون خووورق التوووزام دولوووي متعلوووق بحمايوووة البيئوووة البحريوووة و الحفووواظ‬
‫عليهوووا‪ ،‬مموووا يوووودي ذلوووك إلوووى اللجووووء إلوووى القضووواء مووون أجووول الفصووول فوووي النوووزاع القوووائم و‬
‫إصالح الضرر الناتج‪.‬‬
‫وقوووود منحووووت االتفاقيووووات الدوليووووة المتعلقووووة بحمايووووة البيئووووة البحريووووة االختصوووواص‬
‫بفصووول المنازعوووات التوووي تثوووور بشوووأن تفسووويرها أو تطبيقهوووا إلوووى جهوووات قضوووائية سوووواء‬
‫وطنيوووة أو دوليوووة وهووودا موووا سووونتطرق لوووه فوووي (الفقووورة األولوووى ) مووون هوووذا المطلوووب أموووا‬
‫(الفقرة الثانية) سنخصصها إلجراءات الدعوى القضائية‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬المحاكم المختصة‪:‬‬
‫أوال‪ :‬محكمة الدولة التي حدث في إقليمها أضرار التلوث‪:‬‬
‫طبقووووا التفاقيووووة بروكسوووول لعووووام ‪ 1969‬الخاصووووة بالمسووووؤولية المدنيووووة عوووون أضوووورار‬
‫التلووووث بووووالبترول فوووإن الوووودعاوي بمنازعووووات حمايوووة البيئووووة البحريووووة ترفوووع أمووووام محوووواكم‬
‫الدولوووة التوووي حووودث فوووي إقليمهوووا أضووورار التلووووث‪ ،‬أو التوووي اتخوووذت فيهوووا التووودابير الوقائيوووة‬
‫لمنوووع أو تخفووويض أضووورار التلووووث وهوووذا طبقوووا للموووادة التاسوووعة منهوووا و التوووي نصوووت علوووى‬
‫موووا يلوووي ‪ ":‬عنووودما يسوووبب حوووادث ضووورر تلووووث فوووي إقلووويم يشووومل البحووور اإلقليموووي لدولوووة‬
‫متعاقووودة أو أكثووور أو إذا اتخوووذت اإلجوووراءات الوقائيوووة لمنوووع أو تقليووول ضووورر التلووووث فوووي‬
‫مثووول هوووذا اإلقلووويم للبحووور اإلقليموووي يمكووون رفوووع دعووووى التعوووويض فوووي المحووواكم الخاصوووة‬

‫‪ -23‬رشيد الخولي‪ ،‬التلوث النفطي وطرق مكافحته‪ ،‬والمتاح على الرابط االلكتروني التالي ‪http://knol.google.com/k/‬‬

‫‪15‬‬
‫بهوووذه الدولوووة أو هوووذه الووودول المتعاقووودة ويخطووور المووودعى عليوووه فوووي الوقوووت المناسوووب بهوووده‬
‫الدعوى‪.24‬‬

‫ثانيا‪ :‬محكمة العدل الدولية‪:‬‬


‫محكمووووة العوووودل الدوليووووة تعوووود الجهوووواز القضووووائي الرئيسووووي لمنظمووووة األمووووم المتحوووودة‬
‫وهووووي تتمتووووع بالعديوووود موووون االختصاصووووات‪ ،‬و طبقووووا للمووووادة ‪ 34‬موووون الفقوووورة األولووووى موووون‬
‫نظامهووا األساسووي فووإن الوودول وحوودها فقووط لهووا الحووق فووي أن تكووون أطرافووا فووي الوودعاوى‬
‫التووووي ترفووووع إلووووى المحكمووووة‪ ،‬فواليووووة المحكمووووة فووووي النظوووور للنزاعووووات الدوليووووة هووووي فووووي‬
‫األصووول واليوووة اختياريوووة ‪ ،‬أي قائموووة علوووى رضوووا وموافقوووة الووودول المتنازعوووة‪ ،25‬وقووود يوووتم‬
‫التعبيووور عووون هوووذا الرضوووا مووون خوووالل إبووورام اتفووواق بوووين الووودول المعنيوووة‪ ،‬و يكوووون الهووودف‬
‫منووووه إحالووووة النووووزاع القووووائم بووووين الوووودول و األطووووراف فووووي االتفوووواق إلووووى محكمووووة العوووودل‬
‫‪26‬‬
‫الدولية‪.‬‬
‫وطبقووووا لوووودلك يسووووتطيع أطووووراف األنووووواع موووون األشووووخاص القووووانون الوووودولي عوووورض‬
‫قضاياهم على محكمة العدل الدولية إذا اقبلوا واليتها‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬المحكمة الدولية لقانون البحار‪:‬‬
‫نصوووت الموووادة األولوووى مووون المرفوووق السوووادس الخووواص بالنظوووام األساسوووي للمحكموووة‬
‫الدوليووووة لقووووانون البحووووار ‪ ،‬المنشوووواة طبقووووا التفاقيووووة األمووووم المتحوووودة لقووووانون البحووووار لسوووونة‬
‫‪ ،1982‬علووووى أن تنشووووا المحكمووووة الدوليووووة للبحووووار وتعموووول وفقووووا إلحكووووام هووووده االتفاقيووووة‬
‫وهووووذا النظووووام األساسووووي‪ ،‬ومقوووور المحكمووووة هووووامبورج بألمانيووووا‪ ،‬ولهووووا أن تعقوووود جلسوووواتها‬
‫وتموووارس أعمالهوووا مووون مكوووان أخووور كلموووا رأت أن ذلوووك مناسوووبا‪ ،‬وقووود توووم تشوووكيلها وبووودأت‬
‫‪27‬‬
‫عملها بالفعل في أكتوبر سنة ‪1996‬‬
‫وينعقددددخ ااص لدددداة للدولدددددة الخوليددددة لقددددانات الموددددا دددد الدنا ددددا الد علدددد‬
‫يدد نلدد الدددا ة‬ ‫بودايددة المي ددة الموريددة و لا وددة ولا يددا و ددا ي مدد لدد ددا ددا‬
‫‪ 21‬ددددا الناددددا امحاحدددد للدولدددددة ات اص لدددداة الدولدددددة ي ددددد ديدددد الدنا ددددا‬
‫و ديددد الالمدددا الدوددداف الييدددا و قدددا ليدددال ااوفاايدددة و ديددد الد دددا الدنلددداة لييدددا‬
‫‪28‬‬
‫ووخيخا أي اوفاق أصر يدن ااص لاة للدولدة‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬آثار تطبيق المسؤولية عن اإلضرار بالبيئة البحرية‬
‫‪ 24‬احمد محمود الجميل حماية البيئة البحرية من التلوث في التشريعات الدولية والداخلة‪ ،‬المكتب الجامعي الحدث اإلسكندرية طبعة ‪ 2006‬ص‬
‫‪134‬‬
‫‪ 25‬احمد محمود بميل المرجع السابق ص ‪135‬‬
‫‪ 26‬حساني خالد ‪ ،‬مدخل إلى النزاعات الدولية ‪ ،‬دار بلقيس للنشر ‪ ،‬الجزائر ‪ ، 2011‬ب ط‪ .‬ص ‪79‬‬
‫‪ 27‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪161‬‬
‫‪ 28‬محسن افكيرين ‪ :‬القانون الدولي للبيئة‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬مصر ص ‪ ،1‬السنة ‪ 2006‬ص ‪426‬‬

‫‪16‬‬
‫ينوووتج عووون تطبيوووق المسوووؤولية الدوليوووة علوووى المسوووؤول عووون إحوووداث الضووورر توقيوووع‬
‫الجووزاء بطبيعووة الحوووال‪ ،‬وهنوواك جووزاء مووودني و جووزاء جنووائي‪ ،‬وهوووذا يتوقووف علووى حسوووب‬
‫نووووع المسوووؤولية المترتبوووة‪ ،‬سوووواء كانوووت مسوووؤولية مدنيوووة فيترتوووب عنهوووا جوووزاء موووديني ‪،‬‬
‫أمووووا إذا كانووووت مسووووؤولية جنائيووووة فيترتووووب عنهووووا جووووزاء نووووائبي و المالحووووظ فووووي مجووووال‬
‫القوووانون الووودولي و العالقوووات الدوليوووة هوووو عووودم التميوووز بوووين أنوووواع المسوووؤوليات ‪ ،‬و لعووول‬
‫السووبب فووي ذلووك يمكوون فووي عوودم وجووود سوولطة عامووة عليووا فوووق الوودول توودافع عوون الصووالح‬
‫العوووام‪ ،‬و عليوووه المسوووؤولية الدوليوووة يترتوووب عليهوووا الجوووزاء الموووديني المتمثووول فوووي االلتوووزام‬
‫‪29‬‬
‫بالتعويض عن الضرر الواقع‪ ،‬وهو أسلوب قانوني إلصالح الضرر الحاصل‬
‫و االلتووووزام بووووالتعويض عوووون الضوووورر الواقووووع علووووى البيئووووة البحريووووة أكوووودت عليووووه‬
‫مختلوووووف االتفاقيوووووات الدوليوووووة الخاصوووووة بالمسوووووؤولية المترتبوووووة عووووون أضووووورار التلووووووث‬
‫البحوووري‪ ،‬و التزموووت بوووه الووودول بمقتضوووى الموووادة ‪ 235‬فوووي فقرتهوووا الثانيوووة مووون اتفاقيوووة‬
‫األموووم المتحووودة لقوووانون البحوووار لعوووام ‪ 1982‬والتوووي أكووودت علوووى اللجووووء إلوووى القضووواء مووون‬
‫أجووول الحصوووول السوووريع علوووى تعوووويض كووواف أو علوووى أيوووة ترضوووية أخووورى فيموووا يتعلوووق‬
‫بالضووورر النووواتج عووون تلووووث البيئيوووة البحريوووة‪ .‬وعليوووه سووونتناول فوووي فوووي هوووذه الفقووورة ثالثوووة‬
‫أنووووواع موووون التعووووويض التووووي نصووووت عليهووووا االتفاقيووووات الدوليووووة المتعلقووووة بحمايووووة البيئووووة‬
‫البحرية‬
‫أول‪ :‬االلتزام بالتعويض العيني‪:‬‬
‫التعوووويض بشوووكل عوووام هوووو وسووويلة إلصوووالح الضووورر و يقصووود بوووه اإلصوووالح التوووام‬
‫و الفعلوووي الوووذي وقوووع‪ ،‬أموووا التعوووويض العينوووي فيقصووود بوووه إعوووادة الحوووال إلوووى موووا كوووان عليوووه‬
‫‪30‬‬
‫قبل حدوث الضرر‬
‫فووووالتعويض العينووووي يكووووون بالعموووول علووووى إعووووادة المحوووويط البحووووري المتضوووورر إلووووى‬
‫حالتوووه األصووولية و يوووتم ذلوووك بوقوووف النشووواط المحووودث للضووورر‪ ،‬و إصوووالح الضووورر بإعوووادة‬
‫الحال إلى ما كان عليه‪.‬‬
‫‪ 1‬وقف النشاط المحدث للضرر‪:‬‬
‫إن إجووووووراء وقووووووف النشوووووواط المحوووووودث للضوووووورر قوووووود أثبووووووت فاعليووووووة فووووووي إزالووووووة‬
‫االضوووووطرابات التوووووي أحووووودثت الضووووورر و تفوووووادي تكرارهوووووا مسوووووتقبال فالمسوووووؤول عووووون‬
‫الضووورر يتعوووين عليوووه أن يقووووم باتخووواذ االحتياطوووات الالزموووة و الضووورورية لمنوووع حووودوث‬
‫الضووووورر مووووورة أخووووورى‪،‬أو منوووووع تفاقموووووه و خاصوووووة عنووووودما يكوووووون الضووووورر ذو طبيعوووووة‬
‫مستمرة‪.‬‬

‫‪ 29‬عمر صديق ‪ ،‬محاضرات في القانون الدولي العام دوان المطبوعات الجزائر بدون طبعة ‪ 1995‬ص ‪25‬‬
‫‪ 30‬سعيد السيد قنديل آليات تعويض األضرار ‪،‬دار الجامعة الجديدة للنشر ‪ ،‬مصر‪ ،‬ب ‪.‬ط ‪ 2004‬ص ‪15‬‬

‫‪17‬‬
‫‪ 2‬إعادة الحال إلى حاله ‪:‬‬
‫التعوووويض المناسوووب ال يكوووون إال بإعوووادة‪ ،‬الحوووال إلوووى موووا كوووان عليوووه قبووول أن يلحقوووه‬
‫الضووورر‪ ،‬والحكوووم يوقوووف النشووواط المحووودث للضووور يكوووون دائموووا مصوووحوبا بإعوووادة الحالوووة‬
‫إلوووى طبيعتوووه األصووولية إذا أمكووون وهوووذا التعوووويض عينوووي كعوووالج للوسوووط البحوووري الوووذي‬
‫أصابه الضرر‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬االلتزام بالتعويض النقدي ‪:‬‬
‫يعتبووور التعوووويض النقوووودي التوووزام مووووالي يقوووع علووووى المسوووئول عوووون الضووورر نتيجووووة‬
‫خطئه و إهماله أو رعونته‪ ،‬أو تعمده في إحداث التلوث الذي نتج عنه الضرر‪.‬‬
‫فووووووالمالحظ أن اتفاقيووووووة ‪ 1996‬وبروتكووووووول ‪ 1984‬المعوووووودل لهووووووا حووووووددا قيمووووووة‬
‫التعوووويض علوووى أسووواس كميوووة الووونفط التوووي ثوووم إلقائهوووا فوووي المحووويط البحوووري وموووا لهوووا مووون‬
‫تأثير على صالحية المياه ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬مساهمة اآلليات الجماعية في تعويض المتضررين ‪:‬‬
‫نصوووت اتفاقيوووة األموووم المتحووودة لقوووانون البحوووار سووونة ‪ 1982‬علوووى تعووواون الووودول فوووي‬
‫تنفيووووذ القووووانون الوووودولي القووووائم وفووووي تطوووووير المتصوووول بالمسووووؤولية وااللتزامووووات الناتجووووة‬
‫عنها ‪.‬‬
‫وذلوووك مووون اجوووول تقيووويم الضوووورر والتعوووويض عنوووه ‪ ،‬وتسوووووية المنازعوووات المتصوووولة‬
‫وأكوووودت علووووى تعوووواون الوووودول فووووي وضووووع معووووالم وإجووووراءات تعووووويض كوووواف كالتووووأمين‬
‫اإلجباري أو صناديق التعويض ‪.‬‬

‫الخاتمــــــــــــة ‪:‬‬
‫تناول هذا العرض بصفة عامة القوانين المنظمة للحماية البيئية في المجال البحري‬
‫‪،‬ومردذلكإلىماتتميزبـــــهمنأهميةكبرىفيحياةالبشرية‪،‬بإعتبارهامصدرامهماللغذاءوالموارداالوليةوخاصة‬
‫الطاقة‪،‬باالضافةإلىماتحتويهمنممراتوطرقتستعملللمالحة‪،‬إلىجانبكلهذافهيتؤديدوراكبيرافيتحقيقالتوازنالمن‬
‫اخيفيما يخصالبيئةاالنسانية‪.‬‬
‫‪18‬‬
‫ويعتبرموضوعالدراسةمنالموضوعاتالحديثةفيمجااللدراساتالقانونيةوالسيمــــــــــافياالختصاصالجنائيم‬
‫نها‪،‬جريمةتلويثالبيئةالبحرية‬
‫التيتعدمنأنماطالجرائمالحديثةنسبيا‪،‬وعلىالرغممنذلكفقدأصبحتمنالجرائماالكثرخطراواالشدجسامةفياال‬
‫ضرار‪،‬سواءفيالجوانباالقتصاديةأواالجتماعيةبالمقارنةمعالجرائمالتقليدية‪،‬باالضافةإلىأنهاتمتدلتغطــــيأم‬
‫اكنمتعددةوتصيبأجيالمتعاقبة‪.‬‬
‫وقدخلصالعرضإلىبعضالنتائجوالتوصياتنجملهاكاالتي‪:‬‬
‫أوال‪ -‬النتائج‪:‬‬
‫_‬
‫عدموجودتعريفموحدللبيئةالبحريةويرجعذلكإلىكونهاأحدالمصطلحاتالحديثةنسبيافيفقهالقانونالدولي‪،‬وقدتم‬
‫التوصإلليهفيالدورةالسابعةلمؤتمراالممالمتحدةالثالثللبحارالمنعقدفيجنيفونيويورك‪،‬كمايالحظتطورمفهوم‬
‫هذاالمصطلــــــــحمن "البحر" إلى "الحياةالبحرية" إنتها ًءا "بالبيئةالبحرية‪".‬‬
‫_ لتحديدمعنىالتلوثالبحريفيالفقهالجنائييجبأنيتضمنالعناصرالتالية‪:‬‬
‫أوال‬
‫‪:‬حدوثتغييرفيالبيئةالبحريةوتبدأمؤشراتهبحدوثاختاللفيالتوازنالفطـــــــــريبينعناصرهاأومكوناتهاسواءبا‬
‫ختفاءبعضهاأوقلةنسبها‪.‬ثانيا‪ :‬وجودعمإلنسانيوراءهذاالتغييرسواءبطريقةمباشرةأوغيرمباشرة‪.‬‬
‫ثالثا‪:‬إلحاقأضرارأواحتماإللحاقأضراربالبيئةالبحرية‪.‬‬
‫_‬
‫القانونالجنائيلحمايةالبيئةالبحريةليسقانونامستقلبذاتهبلهوقانونمتغلغلفيأحكامالقوانينالتيتهتمبحمايةالبيئةالبح‬
‫ريةوالتيتتضمنعقوباتجنائيةلتدعيمالقواعدالتنظيميةفيهذهالتشريعات‪.‬‬
‫_ الحمايةالجنائيةالمباشرةللبيئةأيورودالتجريممباشرةفيالقانونالجنائي‬
‫المغربي‪،‬يجوزأنيمثلدوراثانويا‪،‬حيثينبغيعلىقانونالعقوباتأنيجرمفقطاالوضاعالتيتعتمدعلىالثباتواالستقرار‪،‬‬
‫أمااالفعااللتييمكنأنتكوناعتداءاعلىعناصرالبيئةالمختلفةوالمتغيرةبطبيعتهافمحلهايجبأنيكونالقواعدالجنائيةا‬
‫لخاصةالتييمكنتبديلهاوتغييرهابحسبالتطوروبحسبماتقررهاالبحاثالعلميةفيهذاالمجال‪.‬‬
‫_ إتجاهالقانون‬
‫الحديثإلىاالقراربأنالغايةمنوراءتجريمأفعالتلويثالبيئةالبحريةهوالبيئةالبحريةلذاتهاوبجميعمكوناتهاعلىعكس‬
‫النظرةالقديمةالتيكانتترىأنالغايةمنوراءالتجريمهوحمايةاالنسانوالمحافظةعلىوجوده‪.‬‬
‫واستندالفقهاءإلىالحججالتالية‪:‬أوال‪:‬حمايةالبيئةالبحريةواجبشرعيأمرنااللهعزوجلبه‪.‬ثانيا‪:‬إنحمايةالبيئةالبح‬
‫ري يؤديبالضرورةإلىحمايةمصالحاالنسانالحيويةوالمحافظةعلىاستمراريةالحياةالبشرية‪.‬‬
‫ثالثا‪:‬صعوبةتحديدمجنيعليهفيبعضجرائمتلويثالبيئةالبحرية‪،‬لذلكالبدمنتجريمالفعللمجردوقوعخطريهددالب‬
‫يئةالبحريةلالنسانقديتخلفكمجنيعليهفيهذاالنوعمنالجرائملكنهذا اليؤديإلىتخلفأركان‬
‫الجريمة‪،‬وقيامالمسؤوليةالجنائيةواستحقاقالعقاب‪،‬كماأنهيؤيدهذااالتجاهماجاءفيأغلبالنصوصالتشريعيةوا‬
‫التفاقياتالدوليةالتيتعنىبحمايةالبيئةالبحرية‪.‬‬
‫_‬
‫جريمةتلويثالبيئةالبحريةمنالجرائمالمستحدثةالتياكتشفتهاالبحوثالعلميةالحديثة‪،‬كماأنمنخصائصهااستنادها‬
‫إلىالتقدمالتكنولوجيوتحررهامنالخصوصيةالزمانيــــــــــــــــةوالمكانية‪.‬‬
‫كماأنهالمتستقربعدكجريمةفيضميرالمجتمع‪.‬‬
‫نظرالضعفالوعيفيوجداناالفرادوالمؤسساتالعامةوحتىبعضالحكومات‪.‬‬
‫لذلكوجبترسيخمفهومحمايةالبيئــــــةلديهمعنطريقوسائل االعالمودورالتعليموالعبادة‪.‬‬
‫_‬
‫خلوالتشريعاتالعربيةوالكثيرمنالتشريعاتاالجنبيةمنالنصوصالقانونيةالتيتجرمأفعااللتلويثالتيتقعفيأعاليالبح‬
‫ار‪،‬رغمأناتفاقيةاالممالمتحدةلقانونالبحــــــــــــــارتسمحبذلك‪،‬وكاستثناءفإنالمشرعالفرنسيوالبلجيكيقدجر‬
‫ماأفعااللتلويثالتيتقـــــــعفيأعاليالبحار‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫_‬
‫الكثيرمنجرائمتلويثالبيئةالبحريةتعتبرمنجرائمالخطر‪،‬النالمشرعاليتطلبفيهاوقوعنتيجةماديةملموسة‪،‬بليك‬
‫تفيبكونالفعليهددبوقوعالضرروذلكتماشيامعالسياسةالحديثةفيالتجريم‪،‬باعتبارأنهاال‬
‫تهدفإلىحمايةالمصالحالقانونيةمناالضراربهـــــــــافحسبوإنماأيضامنمجردتعريضهاللخطر‪،‬باعتبارالبيئةا‬
‫لبحريةقيمةهامةيستوجبحمايتهاوالمحافظةعليهامنأيتهديدمحتمل‪،‬كماأناقتصارالتجريمعلىانتظاروقــــــوع‬
‫الضررمنشأنهتجريدالتشريعالجنائيالبيئيمنصفتهالوقائيةفيجرائمتلويثالبيئــــــةالبحرية‪.‬‬
‫لذلكتعتبرجرائمتلويثالبيئةالبحريةمنالجرائمالوقتيةوليستمنالجرائـــــمالمستمرة‪،‬النالسلوكاالجراميفيفعالل‬
‫تلويثينتهىبمجردارتكابه‪،‬ومانشأعنهـــــــذاالفعلمنبقاءالتلوثفترةمنالزمنيعدأثرامنآثارالجريمةوليسجزءامنال‬
‫ركنالماديفيها‪.‬‬
‫_‬
‫تعتبرنظريةالسببالمالئمأفضاللنظرياتوأقربهاإلىالواقع‪،‬والتييمكناالخذبهاكضابطللعالقةالسببيةبينالسلوكو‬
‫النتيجةاالجرامية‪،‬فيجرائمتلويثالبيئةالبحريةسواءفيجرائمالضررأوفيجرائمالتعريضللخطرالعامالتييكتفىفي‬
‫هابارتكابالسلوكلقيامالجريمـــــــةومساءلةالجاني‪،‬دونانتظارتحققالنتيجة‪.‬‬
‫_‬
‫تقومجريمةتلويثالبيئةالبحريةسواءارتكبفعاللتلويثعنقصدأوعنالخطــــــــأغيرالعمدي‪،‬فيحالةخلوالنصمنت‬
‫حديدصورالركنالمعنويالالزمتوافرهلقيامالجريمة‪،‬كمايالحظأنأغلبالتشريعاتالجنائيةللبيئةتميإللىتقريرعق‬
‫وبةإزاءجرائماالعتداءعلـــــــىالبيئةالبحريةسواءارتكبالفعلعنعمدأوإهمال‪.‬‬
‫_‬
‫تخضعالمسؤوليةالجنائيةفيجرائمتلويثالبيئةالبحريةلقواعدخاصـــــــــــةتميزهاعنالمسؤوليةالجنائيةفيالج‬
‫رائمالتقليدية‪،‬النهاتشماللمسؤوليةالجنائيةعنفعاللغيـــــــــــــروالمسؤوليةالجنائيةلالشخاصالمعنوية‪،‬وهذ‬
‫افيهخروجعنمبدأشخصيةالمسؤوليةالجنائيةوالذييرتكزعلىمفهوم "أن‬
‫اليسأألحدإالعنفعلهالشخصيالعنفعلغيره‪".‬‬
‫_‬
‫لقدأقرتأغلبالتشريعاتالتيتعنىبحمايةالبيئةبازدواجيةالمسؤوليةالجنائيةعننفساالفعال‪،‬لكلمنالشخصالمعنويوال‬
‫طبيعيبعدالجداللفقهيالذيكانمثارحوإلمكانيةالجمعبينالمسؤوليتين‪،‬والهدفمنذلكتجنبأنتكونمسؤوليةالشخصال‬
‫معنويدرعايحتويبهالشخصالطبيعي‪،‬ليقوممنورائهبارتكابالجرائمأوالعكس‪.‬‬
‫كمــــاأنهناكشرطينلقيامالمسؤوليةالجنائيةللشخصالمعنوي‪،‬االولارتكابالجريمةلحسابهوالثانيارتكابالجر‬
‫يمةمنأحدأجهزتهأوممثليه‪.‬‬
‫_‬
‫أقرالمشرعالمغربيالمسؤوليةالجنائيةللشخصالمعنويكمبدأعام‪،‬يسودالنظـــــــــــــــامالقانونـــــيالمغربيمن‬
‫خاللتبنيهالقوانينالخاصةالتيتعنىبحمايةالبيئة‪،‬ويعدهذاأمراإيجابيايتالءممعالسياسةالجنائيةالحديثة‪،‬التيتهدفل‬
‫حمايةفعالةللبيئةبشكلعام‪،‬خاصةوأنأخطرهذهالجرائمتقومبهاالمؤسساتاالقتصاديةوالمنشآتالصناعية‪.‬‬
‫_‬
‫تعدكلمنالقوةالقاهرةوحالةالضرورةمنالموانعالتقليديةللمسؤوليةالجنائية‪،‬فيجرائمتلويثالبيئةالبحرية‪،‬والمال‬
‫حظأنحالةالضرورةتشملكلمناالرواحواالموالفيجرائمتلويثالبيئةالبحرية‪،‬علىعكسماهومقررفياالحكامالعام‬
‫ةلقانونالعقوباتكمـــــــاأنمفهومحالةالضرورةلهتفسيرخاصيرتبطبالمصالحاالقتصاديةفيهذاالنوعمنالجرائم‬
‫‪،‬أماعنموانعالمسؤوليةفيجرائمتلويثالبيئةالبحريةفهيتعفيمرتكبفعاللتلويثمنالمسؤوليةالجنائية‪،‬وذلك‬
‫اليحولدونمساءلةالمتسببفيالتلوثمدنياعناالثارالناجمةعنه‪.‬‬
‫_‬
‫يعدكلمنالترخيصاالداريأوالجهألوالغلطفيالقانونمنالموانعالمستحدثةللمسؤوليةالجنائيةفيجرائمتلويثالبيئةال‬
‫بحرية‪،‬وخلصناأنالترخيصاالدارييعتبرسببمنأسباباالباحة‪،‬الذيينزععنحاملهصفةالجريمةكماأنهيحولدونقيا‬
‫مالمسؤوليةالجنائيةوالمسؤوليةالمدنيةمعا‪،‬أماعنالجهألوالغلطفيالقانونبالنسبةللتشريعاتالبيئيةاستخلصنا‪،‬أن‬
‫هيمكناالخذبهكمانعمنموانعالمسؤوليةلالشخاصالعاديينمتـــــــــىثبتاستحالةتجنبهمأوتفاديهمللغلطأوالجهل‬
‫‪20‬‬
‫‪،‬أمابالنسبةللمتعاملينبالتشريعاتالبيئيةفإنهاليقبللهماالحتجاجبالجهألوالغلطبالقانون‪،‬وبالتالياليعدمانعمنموان‬
‫عالمسؤوليةبالنسبةلهم‪.‬‬
‫_ تعتبرالجزاءاتالقانونيةفيجرائمتلويثالبيئةالبحريةمزيجمنالجزاءات(االدارية‪،‬المدنية‪،‬الجنائية)‪.‬‬
‫يضعهاالمشرعالبيئيمنأجلتوفيرالحمايةالفعالة‪،‬وفيمجااللجزاءاتالقانونيةفإنالمشرعالمغربيتبنىعقوبةمصاد‬
‫رةالعائداتواالرباحالمتحصلعليهامنالفعلغيرالمشروعفيقانونالصيدوتربيةالمائياتوهيفكرةجدمتطورةوفعالة‬
‫لحمايةالبيئةالبحرية‪،‬النأغلبجرائمالتلويثتقعبسببتحقيقأرباحومنافعماليةغيرمشروعةخاصةمناالشخاصالم‬
‫عنوية‪،‬كماأنالغراماتالماليةالتييفرضهاالمشرعالمغربيعلىهذهالطائفةمنالجرائمتعدمناسبة و كافية لتحقيق‬
‫المراد‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬التوصيات‪:‬‬
‫_‬
‫ضرورةالنصفيالدستورالمغربي‪،‬علىحقاالنسانفيالعيشوالحياةفيبيئةسلميةوصحيةخاليةمنكافةأشكااللتلوث‬
‫‪.‬‬
‫_‬
‫تفعيلدائرةاالخالقإلىجانبدائرةالقانونفيحمايةالبيئة‪،‬ويكونذلكبوضعسياسةشاملةمنأجألنيستقرمفهومحمايةالب‬
‫يئةوالمحافظةعليها‪،‬فيضميرالمجتمعوفيوجــــــداناالفراد‪،‬وتستندهذهالسياسةإلىالقيماالخالقيةواالجتماعي‬
‫ةوتخاطبالنفسالبشريةوتغرسفيهاهذاالمفهوم‪،‬واليتأتىذلك‬
‫االبإدراجالبرامجالمتعلقةبحمايةالبيئـــــــةفيالمقرراتالتعليميةوفيكافةاالطوار‪،‬باالضافةإلىتفعيلدوروسائال‬
‫العالمفيبثثقافةبيئيةفيوسطالمجتمع‪،‬وتفعيلدورالعبادةباعتبارحمايةالبيئةواجبشرعي‪،‬وبدونذلكسوفتعجزأف‬
‫ضاللتشريعاتالبيئيةوأحكامهافيحمايةالبيئة‪.‬‬
‫_ إرصاء سياسة جنائية تعنى بالمجال البيئي البحري بمعطيات علمية حديثة و متخصصة ‪ ،‬و‬
‫خاصة أن المغرب يتوفر على جزء من البحر األبيض المتوسط وعلى جزء من المحيط األطلسي‪.‬‬
‫_‬
‫ضرورةتكوينقضاةمتخصصينفيجرائمتلويثالبيئةبصفةعامة‪،‬والنصعلىالقواعدالجزائيةفيصلبالتشريعاتالبي‬
‫ئية‪،‬النالجرائمالبيئيةتختلفعنالجرائــــــــــمالتقليديةفيطبيعتها‪.‬‬
‫_‬
‫إنشاءمحكمةدوليةيكونلهااالختصاصبالنظرفيالجرائمالبيئية‪،‬السيماوأنجريمةالتلوثالبحريلهاطابعانتشاريي‬
‫مسأكثرمندولة‪.‬‬
‫_‬
‫ضرورةاالخذبنظامخاصبالمسؤوليةالمدنيةفيقوانينحمايةالبيئةالبحريةالنأغلـــــبجرائمالتلويثتقعبسببتحقيق‬
‫أرباحومنافعمالية‪.‬‬
‫_‬
‫ضرورةتفعيلعقوبةنشرالحكمالصادرباالدانةعنطريقوسائالالتصااللمختلفة‪،‬لتصإللىأكبرعددمنالجمهور‪،‬‬
‫والنصعليهافيالتشريعاتالبيئيةالنهاتحققالردعالعــــاموتأثرعلىسمعةاالشخاصالمعنويةوتمسبمصالحهم‪.‬‬
‫_‬
‫ضرورةأنينصالمشرعالمغربيفيقانونحمايةالبيئةعلىالجزاءاتاالداريةبشكلموسعوخاصةالغراماتاالدارية‪.‬‬
‫_‬
‫ضرورةاالخذبنظامالصلحوالنصعليهفيقانونحمايةالبيئة‪،‬كسببتنقضيبهالدعوىالجنائية‪،‬وذلكفيحالةتصحيحا‬
‫لمخالفاتالبيئية‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫الئحة المراجع‪:‬‬
‫أوال‪ :‬المراجع باللغة العربية‬
‫‪ -‬احمد عبد الكريم سالمة‪ ،‬التلوث النفطي وحماية البيئة البحرية‪،‬‬
‫‪ -‬رشدي‪ ،‬أحمد نجيب‪ ،‬قواعد مكافحة التلوث البحري ومسؤولية مالك السفينة‪ ،‬المجلة‬
‫المصرية للقانون الدولي ‪،1977‬‬
‫‪ -‬الشريف عثمان‪ ،‬االوجه القانونية لمنع التلوث البحري بما فيها االتفاقيات الدولية‬
‫كاتفاقية ماريل ‪1973‬م‬
‫‪22‬‬
‫رشيد الخولي‪ ،‬التلوث النفطي وطرق مكافحته‪ ،‬والمتاح على الرابط االلكتروني‬ ‫‪-‬‬
‫التالي‬
‫احمد محمود الجميل حماية البيئة البحرية من التلوث في التشريعات الدولية‬ ‫‪-‬‬
‫والداخلة‪ ،‬المكتب الجامعي الحدث اإلسكندرية طبعة ‪2006‬‬
‫حساني خالد ‪ ،‬مدخل إلى النزاعات الدولية ‪ ،‬دار بلقيس للنشر ‪ ،‬الجزائر ‪ ، 2011‬ب‬ ‫‪-‬‬
‫ط‪.‬‬
‫محسن افكيرين ‪ :‬القانون الدولي للبيئة‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬مصر ‪ ،‬السنة ‪2006‬‬ ‫‪-‬‬
‫عمر صديق ‪ ،‬محاضرات في القانون الدولي العام دوان المطبوعات الجزائر بدون‬ ‫‪-‬‬
‫طبعة ‪1995‬‬
‫سعيد السيد قنديل آليات تعويض األضرار ‪،‬دار الجامعة الجديدة للنشر ‪ ،‬مصر‪ ،‬ب‬ ‫‪-‬‬
‫‪.‬ط ‪2004‬‬

‫ثانيا‪ :‬المراجع باللغة الفرنسية‪:‬‬


‫‪Delavallade B. La pollution des eauxinaritems par les hydrocarbures‬‬
‫‪devant le droit international, these, 1966, p.17 ets.‬‬
‫‪Delavallade (B), la pollution des eauxinaritmes par les hydrocarbures‬‬
‫‪devant le droit international, Thèse, Paris, 1966, p.17 ets.‬‬
‫‪Krueger Robert (B), International and national regulations of‬‬
‫‪pollution from off shore oil production, in San Diegol, Rev. 7,1970,.‬‬
‫‪Brown, The lessons of the Torrey Canyon, in current legal problems,‬‬
‫‪21, 1968,‬‬

‫‪Sommaire‬‬
‫مقدمة‪1 .................................................................................................... :‬‬
‫المبحث االول ‪:‬ناقالت البترول لمصدر من مصادر تهديد البيئة البحرية واآلليات الدولية‬
‫لمواجهة هذا التهديد ‪4 ....................................................................................‬‬
‫المطلب االول‪ :‬أسباب التلوث النفطي وخطورته ‪6 .................................................‬‬
‫الفقرة االولى‪ :‬أسباب التلوث النفطي‪6 ............................................................... :‬‬

‫‪23‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬اإلتفاقيات الدولية لحماية البيئة البحرية‪9 ......................................... :‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬االتفاقية الخاصة الستعداد واالستجابة والتعاون في حالة التلوث النفطي‬
‫والبرتكول التابع لها‪11 ................................................................................. .‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬اإلجراءات األمنية القبلية والبعدية لمواجهة التلوث الناتج عن السفن ناقالت‬
‫البترول ‪12 .................................................................................................‬‬
‫المطلب األول‪:‬كيفية حماية البيئة من التلوث النفطي وطرق المكافحة‪12 .......................:‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬المكافحة الميكانيكية والكيميائية‪12 .................................................. :‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬اإلحراق بموقع بقعة الزيت وتنظيف الساحل‪14 ................................... :‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬المعالجة والتخلص من المخلفات وطريقة المعالجة الطبيعية (البيولوجية) ‪14 ..‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الجهات القضائية المختصة بمنازعات البيئة البحرية‪15 ..................... :‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬المحاكم المختصة‪15 ................................................................. :‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬آثار تطبيق المسؤولية عن اإلضرار بالبيئة البحرية ‪16 ........................‬‬
‫الخاتمــــــــــــة ‪18 ......................................................................................:‬‬
‫الئحة المراجع‪22 ....................................................................................... :‬‬

‫‪24‬‬

You might also like