Professional Documents
Culture Documents
التلوت النفطي
التلوت النفطي
مقدمة:
يقول الكاتب هارولد توين" :في كتابه آفاق التحديات الكونية"
2
وبعرف أيضا بأنه مزيج معقد من الهيدروكربونات ،وهو يختلف في مظهره وتركيبه بشكل
كبير حسب مكان استخراجه ،ويعد من الخامات الطبيعية ،وعندما يستخرج من تحت
األرض يسمى أيضا نفط خام.
أهمية الموضوع:
تتجلى أهمية الموضوع الذي نحن بصدد دراسته في أهمية قانونية ،اجتماعية.
األهمية القانونية:
تتجلى في الترسنة القانونية التي أوالها المشرع المغربي للبيئة المائية بصفة خاصة.
األهمية اإلجتماعية:
تتمثل في أن البيئة لصيقة بحياة الفرد بصفة خاصة والمجتمع بصفة عامة نظرا لما تحتويه
من ثروة هائلة تساهم في عيش هذا األخير.
األهمية االقتصادية:
تتمثل في كون الثروة السمكية التي يحتوي عليها المغرب من أهم الثروات الموجودة بالعالم
وبالتالي فالثروة السمكية تساهم في النهوض باالقتصاد الوطني األمر الذي يدفعنا لمحاربة
جل أشكال التلوث المائي بما فيها السفن ناقالت البترول
المنهج المتبع:
ارتأينا اعتماد منهج تحليلي استقرائي وذلك لتحليل واستقراء مختلف القوانين التي اهتمت
بتلوث البيئة المائية من خالل السفن ناقالت البترول باإلضافة الى منهج مقارن.
اإلشكال الذي يطرحه الموضوع:
للموضع إشكالية واضحة تتمثل في اإلجراءات الالزمة المتخذة من طرف الدول لمواجهة
التلوث الناتج عن السفن ناقالت البترول.
التصميم المتبع:
المبحث االول :ناقالت البترول كمصدر من مصادر تهديد البيئة البحرية واآلليات الدولية
لمواجهة هذا التهديد
المطلب االول :أسباب التلوث النفطي وخطورته
الفقرة االولى :أسباب التلوث النفطي:
الفقرة الثانية خطورة التلوث النفطي:
3
المطلب الثاني :االتفاقيات الدولية لحماية البيئة البحرية
الفقرة االولى :االتفاقيات الدولية الخاصة بالبيئة البحرية
الفقرة الثانية :االتفاقية الخاصة باالستعداد واالستجابة والتعاون في حالة التلوث
النفطي والبروتوكول التابع لها
المبحث الثاني :اإلجراءات األمنية القبلية والبعدية لمواجهة التلوث الناتج عن السفن
ناقالت البترول
المطلب األول:كيفية حماية البيئة من التلوث النفطي وطرق المكافحة:
الفقرة األولى :المكافحة الميكانيكية والكيميائية:
الفقرة الثانية :اإلحراق بموقع بقعة الزيت وتنظيف الساحل:
الفقرة الثالثة :المعالجة والتخلص من المخلفات وطريقة المعالجة الطبيعية
(البيولوجية)
المطلب الثاني :الجهات القضائية المختصة بمنازعات البيئة البحرية:
الفقرة األولى :المحاكم المختص:
الفقرة الثانية :آثار تطبيق المسؤولية عن اإلضرار بالبيئة البحرية
المبحث االول :ناقالت البترول لمصدر من مصادر تهديد البيئة البحرية واآلليات الدولية
لمواجهة هذا التهديد
يعد التلوث النفطي من اخطر أنواع التلوث سواء كان على البيئة المائية ،أو البيئة الهوائية،
أو البيئة األرضية.1
1
Boesh (D.F.) and others, Oil spills and the marine environment, Ballinger Cambirdge, mass. 1974.
4
فبمجرد اختالط النفط بالمياه سواء كان مادة خام أو مشتقا منها ،2ينتشر انتشارا سريعا فوق
سطحه ،نظرا الن كثافته اقل من كثافة الماء ،مما يؤدي الى تكوين سد مانع بين اكسجين
الهواء الجوي وسطح الماء ،3بما يمنع من التبادل الغازي بين الهواء والماء .االمر الذي
يخل على نحو خطير بالتوازن البيئي والوسط الطبيعي والنظم البيئية البحرية ،وبما يؤثر
على مختلف الكائنات واالحياء المائية والطيور البحرية ،فهو يؤثر من ناحية على تنفس
االحياء بما يعرض حياتها لخطر وهالك محقق ،4ويؤثر من ناحية اخرى على التركيب
النوعي للمياه باالخالل بخصائصها ،بما يذوب فيها من مواد هيدروكوبونية ،وبنزين
هيكاكلوريد " ،"PHCوالكلورايد الثالثي المركب " ،"PCBفضال عن " ،5"DDTمع اختالط
جزء من هذا الملوث مكونا مستحلب يمتزج بالمياه التحت سطحية ملوثا طبقات المياه
العميقة ،في طل التأثير السام لبعض مكونات الملوث النفطي وما قد ينتج عن البعض االخر
من االصابة بالسرطان.6
كما يترتب على التلوث النفطي؛ تلوث هواء المنطقة المحيطة بموقع الحادث بأبخرة المواد
الطيارة من المادة الخام او احد مشتقاتها ،وانتقال هذه االبخرة بمساعدة الرياح لتلوث المدن
والمناطق الزراعية المجاورة.7
فضال عن ان اشتعال المواد النفطية يؤدي الى تصاعد كميات هائلة من غازات شديدة
الضرر كأول وثاني اكسيد الكريون وكذلك الغازات الكبريتية والنيتروجينية ذات االثر
الحمضي التي ال يخفى ضررها البالغ على كافة االحياء ،اضافة الى ما يؤدي اليه ذلك من
تكوين طبقة عازلة من هذه الغازات بين سطح االرض وطبقات الجو العليا تتسبب في
حجب اشعة الشمس عن سطح االرض ،ومن ثم انخفاض ملموس في درجة حرارة المنطقة
الملوثة ،بما يضر كثيرا بسبل الحياة لمختلف الكائنات.
5
كما ينتج عن هذا االحتراق تكون ابخرة من المعادن الثقيلة مثل الرصاص والكادميوم والتي
يمتد اثرها السام ليصل الى النبات والحيوان ثم الى االنسان عبر التسلسل الغذائي الملوث
بهذه لمعادن.8
ناهيك عن تأثير هذا التلوث على الشواطئ والمنشآت الترفيهية ،بما من شأنه التأثير على
اقتصاديات المدن الساحلية بوجه عام9االمر الذي دعا كثير من الدول الساحلية الى تحديد
اطر للحماية بالتدخل التشريعي خاصة بعد ازدياد حركة ناقالت النفط الضخمة وانقضاء
عهد المراكب الشراعية وكذلك السفن المستخدمة للفحم.10
6
وكذلك حادثة غرق الناقلة العمالقة "اموكوكايدز" عام 1978اما الشاطئ الفرنسي ،وكذلك
تحمل ( )220الف طن من زيت النفط ،حيث نتج عن ذلك تدفق اغلب هذا الزيت ليغطي
مساحات كبيرة من مياه البحر والشاطئ ،االمر الذي ادى الى قتل االسماك التي تعيش في
تلك المنطقة وكثير من الكائنات الحية االخرى.13
وايضا الحادث التي تعرض له خليج السويس بمصر في صيف عام ،1983عندما تسرب
النفط من احد خطوط االنابيب البحرية التي تنقل الزيت الخام من حقل شعب علي بخليج
السويس – وهو حقل نفطي كانت اسرائيل تستنزف انتاجه منذ حرب -1967/6/5حيث
ترتب على هذا التسرب تكون بقعة نفطية كبيرة على سطح مياه خليج السويس ،نقلتها
االمواج الى الشواطئ المصرية الشرقية المطلة على البحر االحمر التي افسدتها تلك البقعة،
مما ادى الى توقف االصطياف والسياحة في هذه المنطقة ،حيث غطى النفط رمال الشاطئ
وكساها سوادا.14
ثانيا :التسرب النفطي من بعض ابار النفطية القريبة من الشواطئ:
كالتسرب الذي ترتب عن انفجار بئر للنفط في بحر الشمال عام ،1978حيث استغرقت
عملية غلق البئر حوالي ثالثة اسابيع تدفقت خاللها كميات كبيرة من النفط قدرت حوالي
نصف مليون طن.15
ثالثا :التفريغ العمدي للمواد النفطية في مياه البحر:
-ويأخد صورتين16؛
-1التفريغ المباشر:
وهو الذي يحدث في االغراض العسكرية ،مثلما حدث في حرب الخليج الثانية ،كما قد
يحدث عند وجود اعطال في ناقالت النفط او تعرضها لهياج االمواج ،حيث يتم افراغ
جزء من الحمولة كي تقوى الناقلة على مواصلة الرحلة.
كالحادث الذي تعرضت له السواحل المصرية في مدينة شرم الشيخ في 1994/2/12في
واقعة انحراف احدى السفن الروسية عن خطوط السير المالحية الدولية ،وقيام قائدها
-13د .اشرف عبد الرزاق ويح ،مصدر سابق ،ص .81 ،80
-14د .محمد عبد القادر الفقي ،مصدر سابق ،ص 91؛ د .عادل ماهر االلفي ،مصدر سابق ،ص .145
-15د .اشرف عبد الرزاق ويح ،مصدر سابق ،ص 82؛ د .عادل ماهر االلفي ،مصدر سابق،ص .145
-16د .احمد عبد الكريم سالمة ،مصدر سابق ،ص 14؛ د .عادل ماهر االلفي ،مصدر سابق ،ص .145
7
وافراد طاقمها بشحطها والجنوح بها نحو البر مرورا بمنطقة للشعاب المرجانية مما ادى
الى اتالفها.
وفي محاولة الخراج السفينة من الشحط قام قبطان السفينة وافراد الطاقم بالقاء كمية كبيرة
من الزيت والكازوايل بمياه البحر نتج عنها بقعة زيت مساحتها ( )2كيلو متر مربع ،وقد
قدر جهاز شئون البيئة بمجلس الوزراء المصري قيمة التلفيات ونفقات االصالح بمبلغ
عشرة ماليين وخمسمائة وواحد وثمانين الف وستمائة دوالر.17
-2التفريغ الغير مباشر :ويحدث في حالتين:
حالة تفريغ مياه االتزان "الصابورة" :وهي المياه التي تحملها السفن وناقالت النفط -
في خزانات النفط بها – بعد تفريغه منه -كثقل لحفظ توازنها اثناء عودتها فارغة الى
ميناء الشحن.
حالة تفريغ مياه غسيل خزانات النفط في السفن والناقالت :حيث يتم اجراء غسيل -
صهاريج النفط قبل اجراء الصيانة الالزمة للسفن والتفتيش عليها ،وغالبا ما يتم
صرف مياه الغسيل وهي مخلوطة بالنفط في مياه البحر ،وعنها ينشأ التلوث.
الفقرة الثانية خطورة التلوث النفطي:
يحتوي زيت النطف على العديد من المواد العضوية و السامة للكائنات الحية ،ومن اخطر
تلك المركبات مركب البنزوبيرين وهو من الهيدروكربونات المسببة للسرطان ويؤدي إلى
موت الكائنات الحية المائية.
يطفو النفط على سطح الماء مكونا طبقة رقيقة عازلة بين الماء والهواء الجوي وهذه الطبقة
تنتشر فوق مساحة كبيرة من سطح الماء (اللتر الواحد من النفط المتسرب في البحر يغطي
بانتشاره مساحة تزيد عن 4000متر مربع من المياه السطحية) حيث تمنع هذه الطبقة
التبادل الغازي بين الهواء والماء كما تمنع ذوبان األكسجين في مياه البحر مما يؤثر على
التوازن الغازي وتصبح بمثابة طبقة عازلة تعمل على:
17وذلك ثابت بوقائع الدعوى رقم ( )176لسنة 1994جنح شرم الشيخ والمقيدة برقم ( )194لسنة 1994جنح مستأنف جنوب سيناء ،والتي قضى
فيها استئنافيا بجلسة 1994/7/2بالغاء الحكم المستأنف فيما قضى به من عقوبة المصادرة وتأييده فيما عذا ذلك ( تغريم المتهم خمسة االف جنيه)
وتحديد المبلغ المحكوم بتحمل المتهم به في الحكم المستأنف كنفقة ازالة واصالح بمبلغ عشرة ماليين وخمسمائة وواحد وثمانين الف وتسعمائة
دوالر امريكي والزام المستأنف المصروفات الجنائية.
8
تقليل قدرة تبادل االكسجين بين الهواء والماء ،مما يقلل من كمية األكسجين المذاب -1
في المياه.
تحول دون وصول األشعة الشمسية أسفل سطح الماء ،بما يعيق البانكتون ،العوائق -2
البحرية -عن القيام بعملية البناء الضوئي ،ويترتب على ذلك هالكه وفي نفس الوقت هالك
األسماك والعديد من الكائنات البحرية.
كذلك فهذه الطبقة النفطية العازلة وتعمل على تقليل معدالت التبخر ،مما يؤثر في -3
المناخ ودورة المياه في الطبيعة بوجه عام ،ذلك لم يتم اإلسراع بإزالتها.
ولقد تضمنت بعض هذه االتفاقيات نصوصا خاصة تتعلق بتحديد المسؤولية وطبيعتها
وكذلك تحديد الشخص المسؤول عن هذه األضرار ،وطرق ووسائل تعويض ضحايا التلوث
البحري ومنها:18
-1االتفاقية الدولية لمنع تلوث البحار بالنفط سنة :1954
وكانت أو اتفاقية ظهرت إلى حيز الوجود لمعالجة التلوث النفط الناجم عن السفن هي
االتفاقية الدولية لمنع تلوث البحر بالنفط المعروفة باتفاقية لندن في 12مايو سنة ،1954
و قد عدلت االتفاقية في مؤتمر لندن في 11أبريل سنة 1962كما وافق المؤتمر على
توصية لجنة األمن البحري التابعة للمنظمة البحرية الدولية بتفويض جمعيتها العامة بإصدار
تعديالت لالتفاقية تعرض على الدول األعضاء للموافقة عليها .هذا وقد عدلت االتفاقية بناء
على هذا التفويض في 21أكتوبر سنة ،1969وكذلك في 15أكتوبر سنة .1971
وتهدف االتفاقية إلى منع تلوث البحار الناشئ عن التفريغ العمدي للفظ من السفن في
مناطق معينة بالذات ،وقد أكدت هذه االتفاقية الوالية المطلقة لدولة علم السفينة مصدر
التلوث النفطي ،وأساس هذه القاعدة القانوني الفكرة التي كان معموال بها آنذاك من أن
السفينة تشكل جزء ال يتجزأ من إقليم دولة العلم ،ومبدأ حرية المالحة.
وتنطبق االتفاقية على كافة السفن البحرية المسجلة في كافة الدول األطراف في االتفاقية
وأيضا السفن غير المسجلة التي تحمل جنسية أحد األعضاء ويستثني من ذلك ناقالت
الصهاريج ذات الحمولة األقل من 150طنا والسفن األخرى ذات الحمولة القائمة على األقل
من 5100طن وكذلك سفن المساعدات البحرية .وتقرر االتفاقية شروطا لصالحية السفينة.
- 18رشدي ،أحمد نجيب ،قواعد مكافحة التلوث البحري ومسؤولية مالك السفينة ،المجلة المصرية للقانون الدولي ،1977ص.186
9
وتلزم الحكومات بتوفير االستعدادات الالزمة الستقبال النفايات النفطية المفرغة من السفن
19
في موانيها البحرية.
لقد حظرت االتفاقية عمليات اإلفراغ إال إذا كانت السفينة تجري في البحر أو كان معدل
اإلفراغ الفوري ال يتجاوز 60لترا في كل ميل .وال ينطبق هذا الحظر في حاالت معينة
وهي:
إذا كانت نسبة الزيت في السائل المفرغ أقل من 100جزء في كل مليون جزء من المزيد
أو التفريغ بعيدا عن البر بالقدر المقبول عميال ،وفي حالة ناقالت الصهاريج إذا كانت الكمية
الكلية للنفط المفرغ في رحلة الصابورة ال يتجاوز جزاء واحدا من خمسة عشر ألف جزء
من سعة حمل الشحنة الكلية ،أو كانت الناقلة عن اقرب بر بما يزيد على 50ميال.
-2االتفاقية الدولية المتعلقة بالتدخل في أعلي البحار في حاالت الكوارث الناجمة عن
التلوث بالنفط بروكسل :1969
عقد هذه االتفاقية في بروكسيل سنة 1969بعد حادث فرق ناقلة البترول توري كانيون أمام
شواطئ المملكة المتحدة.
وتهدف االتفاقية إلى تمكين الدول من اتخاذ اإلجراءات الالزمة في أعالي البحار في حاالت
وقوع كارثة بحرية إلى تلوث الشواطئ والبحار بالنفط.
وتسمح المادة األولى من االتفاقية للدول المتعاقدة باتخاذ اإلجراءات الالزمة لمنع أو
تخفيض حدة أو إزالة خطر جسيم ومحدق بساحلها أو مصالحها المتعلقة بالساحل ينجم عن
تلوث أو خطر تلوث البحار بالنفط .ويدخل في عداد هذه اإلجراءات تدمير السفينة إذا تبين
أن هذا اإلجراء سوف يوقف األضرار أو يقلل منها – ومع ذلك ال يجوز أن تتجاوز هذه
التدابير ما هو ضروري لتحقيق الهدف المذكور ،ويجب أن تتناسب هذه التدابير حجم
الضرر الواقع أو المحتمل وقوعه.
وطبقا للمادة الثالثة ينبغي على الدولة الساحلية – قبل اتخاذ أي إجراء – أن تخطر الدولية
الساحلية ،الدولة التي ترفع السفينة علمها ،وأن تتشاور مع خبراء مستقلين ،وأن تخطر أي
شخص بتوقيع بصورة معقولة ،أن تتأثر مصالحه ،كمثل هذا اإلجراء ،ومع ذلك يجوز في
حاالت الضرورة القصوى اتخاذ هذه التدابير فورا.
-3االتفاقية الدولية المتعلقة بإنشاء صندوق دولي للتعويض عن الضرر الحادث عن
التلوث بالنفط سنة :1971
وافق مؤتمر بركسل لعام 1969التي تمخض عن إبرام االتفاقية سالفة الذكر الخاصة
بالمسؤولية المدنية عن أضرار التلوث بالنفط على قرار يدعو فيه المنظمة البحرية إلى
الدعوة إلى مؤتمر دولي إلعداد اتفاقية دولية خاصة بإنشاء صندوق دولي لتعويض
األضرار الناشئة عن تسرب أو صرف النفط من السفن.
وقد انعقد هذا المؤتمر في الفترة من 29نونبر إلى 18ديسمبر سنة 1971وأسفر عن
توقيع االتفاقية الدولية الخاصة بإنشاء صندوق دولي لتعويض عن الضرر الناشئ عن
التلوث بالنفط.20
- 19الشريف عثمان ،االوجه القانونية لمنع التلوث البحري بما فيها االتفاقيات الدولية كاتفاقية ماريل 1973م ص.27
10
وتهدف االتفاقية إلى استخدام حصيلة هذا الصندوق إلى تغطية التكاليف الخاصة بتنظيف
وإزالة التلوث البترولي والتعويض عنه.
وعلى الصندوق أن يعوض مالك السفن وال يتحمل الصندوق أي إلتزام إذا ما وقع
الضرر بسبب عمل من أعمال الحرب أو أعمال عدوانية أو بسبب صرف النفط من
سفينة الحرب.21
-4االتفاقية الدولية لمنع التلوث الذي تتسبب فيه السفن لندن سنة :1973
تبين للمنظمة البحرية الدولية ان اتفاقية 1954وما لحقها من تعديالت لم تعد تكفي
لمواجهة التلوث البحري بسبب زيادة كمية النفط التي يتم نقلها عبر البحار ولتطور
مفهوم الحماية البحرية سواء من الناحية الفنية والقانونية يضاف إلى ذلك إن االتفاقية
المذكورة قد ركزت على التلوث الناتج من النفط من إغفال مصادر التلوث األخرى التي
تتسبب فيها السفن.
ولهذا دعت المنظمة إلى مؤتمر عقد في لندن في الفترة من 8أكتوبر 1973إلى 2
نونبر من نفس العام .ولقد أسفر هذا المؤتمر عن عقد اتفاقية جديدة لمنع التلوث البحري
الذي تتسبب فيه السفن.
-5إتفاقية حماية البحر المتوسط من التلوث برشلونة سنة :1976
نظرا الرتفاع معدالت التلوث في المحيط المتوسط دعت األمم المتحدة إلى عقد مؤتمر دول
ي ببرشلونة بإسبانية في 2فبراير 1976وذلك لمناقشة وسائل حماية ضد التلوث وقد
انتهى المؤتمر إلى إبرام اتفاقية تهدف إلى تحقيق التعاون الدولي من أجل تحسين البيئة
البحري ة في منطقة البحر األبيض المتوسط.
وطبقا التفاقية تلتزم األطراف المتعاقدة في االتفاقية.
-اتخاذ التدابير المناسبة لمنع والحد من تلوث البحر األبيض المتوسط.
-التعاون في اتخاذ التدابير في التصدي لحاالت التلوث الطارئة.
-التعاون في وضع برامج لرصد التلوث في منطقة البحر األبيض المتوسط.
-التعاون في البحوث العلمية والتقنية المتعلقة بكافة أنواع التلوث البحري.
-التعاون لتحديد المسؤولية والتعويض عن الضرر الناشئ المخالفة االتفاقية
والبرتوكوالت الملحقة بها.
الفقرة الثانية :االتفاقية الخاصة الستعداد واالستجابة والتعاون في حالة التلوث النفطي
والبرتكول التابع لها.
تم التصديق على هذه االتفايقة في 30نونبر 1990والهدف منها هو تسهيل التعاون
الدولي والمساعدة المشتركة لالستعداد واالستجابة في حالة التلوث النفطي الكبرى التي
تهدد البيئة المالحية وحدود السواحل.
11
أوال :إتفاقيات البحار اإلقليمية التابعة ل): (UNEP
في عام 1974أسست ) (UNEPبرنامج األمم المتحدة للبيئة ،برنامج البحار اإلقليمية
تلتزم من خاللها الدول الساحلية بتقليل ومنع انحدار المناطق الساحلية والمحيطات وهذا
البرنامج على أسباب ونتائج االنحدار البيئي ويضم 14دولة ساحلية و أكثر من 140
دولة إقليمية وساحلية.
ثانيا :إتفاقية ليما الخاصة بحماية البيئة البحرية والمنطقة الساحلية لجنوب الشرق
المحيط الهاديء.
تم التصديق عليها في 12نونبر 1981وتشمل على خمس من دول األطراف وهي
الشيلي وكولومبيا واإلكوادور وبناما والبيرو ،والهدف منها هو حماية البيئة البحرية
والحدود الساحلية على طول 200ميل تدخل في اختصاص دول األطراف وفي مناطق
أبعد من ذلك حيث يؤثر التلوث على تلك المنطقة.
المبحث الثاني :اإلجراءات األمنية القبلية والبعدية لمواجهة التلوث الناتج عن السفن
ناقالت البترول
-22بو عنقة ،أساليب وطرق مكافحة التلوث النفطي ،مقال منشور على شبكة االنترنيت والمتاح على الرابط االلكتروني التالي:
http:// www.bytocom.com/vb/showthread.php?t=35409
12
د -تجميع للنفط المنسكب (للمساعدة في عملية الكشط)
-1كاشطات الزيت ((oil skimers
للقيام بعملية كشط الزيت فوق سطح الماء ومن أنواعها:
Weir skimmers -
Oleophilic Skimmers -
Vacuum Skimmers -
Belt Skimmers -
ثانيا :المكافحة الكيميائية:
وهي عملية رش لبقعة الزيت بمواد كيميائية تسمى المشتات ( )Dispersantsأو مواد
تساعد على توزع جريئات الزيت المنسكب ومن ثم تحيط هذه المشتات بالزيت وتستقر
تحت الماء ،وتستخدم لتقليل األضرار البيئية ويعتمد استخدامها على أماكن معينة وليس
دائما ،لذلك البد من أخذ الموافقة من الجهات المختصة (مصلحة االرصاد وحماية البيئة)
الستخدامها.
كذلك من العمليات الكيميائية الوسيط الحيوي ( )Bioremediationوتستخدم لتسريع عملية
التحلل البكتيري بإضافة وزيادة نسبة المغديات ( )nutrientsالنيتروجين والفسفور،
وخاصة النيتروجين ضروري لزيادة أعداد البكتيريا للقيام بعملية التحلل .فهذه الطريقة
الكيميائية برش أنواع معينة من المذيبات والمنظفات الصناعية والمساحيق عالية الكثافة أو
بعض الرمال الناعمة على سطح البقع النفطية في البحار الملوثة لاللتصاق بها لتحولها بعد
تفتيتها إلى ما يشبه المستحلب فينتشر في الماء ويذوب فيه أو يتسرب إلى القاع نتيجة
ارتفاع كثافته ويعتبر هذا عالجا ظاهريا للمشكلة ألن هذه الطريقة تتطلب كميات كبيرة من
المنظفات والمذيبات تساوي أحيانا كمية البترول المراد التخلص منه وكذلك فإن استخدام
القدر الكبير من المنظفات الصناعية يضيف الكثير من التلوث العام لمياه البحر والبيئة وألن
وصول المواد المستخدمة في التنظيف وجزئيات النفط بعد تفتيتها إلى قاع البحر يسبب إبادة
األسماك والديدان والقواقع الرمل التي تعيش فيها وبذلك تعتبر هذه الطريقة زيادة في تعقيد
مشكلة التلوث وليس حال نهائيا لها.
13
الفقرة الثانية :اإلحراق بموقع بقعة الزيت وتنظيف الساحل:
أوال :اإلحراق بموقع بقعة الزيت
الهدف من احراق الزيت هو إزالة بقعة الزيت من سطح الماء ،ويتم ذلك بتجميع بقعة
الزيت وإحاطتها بحواجز مقاومة للحريق ومن ثم احراق البقعة في مكانها .وتخضع عملية
اإلحراق إلجراءات وقائية لتحديد فاعلية استخدامها ،وعادة ماتكون هذه العملية أخر حلول
المكافحة وبعد موافقة الجهات المختصة متمثلة بمصلحة األرصاد وحماية البيئة.
ثانيا :تنظيف الساحل:
تعتبر عملية تنظيف السواحل المتضررة بالزيت من أعقد عمليات المكافحة وأعالها من
ناحية التكاليف نظرا لخصائص الزيت وصعوبة استخالصه وتنظيف الساحل منه .وتستخدم
في أعمال التنظيف عدة معدات ويعتبر من أعمال المكافحة الميكانيكية ومنها معدات الحفر
والتجميع اليدوية ،وكذلك المعدات الثقيلة كسيارات الشفط ومضخات الماء والبخار
وحاويات تجميع الزيوت ومخلفاتها وغيرها.
14
من األفضل في بعض حاالت التسرب النفطي عمل الشيء ،وترك الزيت يتحلل طبيعيا
بواسطة حركة األمواج او بواسطة المد والجزر .وتتبع هذه الطريقة بعد دراسة اثار الزيت
المنسكب والمنطقة المتواجد فيها ومدى جدوى عمليات المكافحة ويتم على ضوء ذلك
التقرير من قبل الجهة المختصة متمثلة بمصلحة األرصاد وحماية البيئة عن كيفية المكافحة
اوترك الزيت ليتحلل طبيعيا.23
المطلب الثاني :الجهات القضائية المختصة بمنازعات البيئة البحرية:
إن التلووووث البحوووري باعتبووواره تلووووث عوووابر للحووودود الوووذي يكوووون مصووودر موجوووود
كليووووا أو جزئيووووا فووووي منطقووووة تخضووووع لالختصوووواص الوووووطني لدولووووة مووووا ،و تحوووودث آثوووواره
الضوووارة فوووي منطقوووة تخضوووع لالختصووواص الووووطني لدولوووة أخووورى ،أي أن األنشوووطة التوووي
تووتم علووى إقلوويم دولووة مووا ينووتج عنهووا آثووار ضووارة بأقوواليم الدولووة األخوورى ،وهووذا مووا يترتووب
عليوووه قيوووام نوووزاع نووواتج عووون خووورق التوووزام دولوووي متعلوووق بحمايوووة البيئوووة البحريوووة و الحفووواظ
عليهوووا ،مموووا يوووودي ذلوووك إلوووى اللجووووء إلوووى القضووواء مووون أجووول الفصووول فوووي النوووزاع القوووائم و
إصالح الضرر الناتج.
وقوووود منحووووت االتفاقيووووات الدوليووووة المتعلقووووة بحمايووووة البيئووووة البحريووووة االختصوووواص
بفصووول المنازعوووات التوووي تثوووور بشوووأن تفسووويرها أو تطبيقهوووا إلوووى جهوووات قضوووائية سوووواء
وطنيوووة أو دوليوووة وهووودا موووا سووونتطرق لوووه فوووي (الفقووورة األولوووى ) مووون هوووذا المطلوووب أموووا
(الفقرة الثانية) سنخصصها إلجراءات الدعوى القضائية.
الفقرة األولى :المحاكم المختصة:
أوال :محكمة الدولة التي حدث في إقليمها أضرار التلوث:
طبقووووا التفاقيووووة بروكسوووول لعووووام 1969الخاصووووة بالمسووووؤولية المدنيووووة عوووون أضوووورار
التلووووث بووووالبترول فوووإن الوووودعاوي بمنازعووووات حمايوووة البيئووووة البحريووووة ترفوووع أمووووام محوووواكم
الدولوووة التوووي حووودث فوووي إقليمهوووا أضووورار التلووووث ،أو التوووي اتخوووذت فيهوووا التووودابير الوقائيوووة
لمنوووع أو تخفووويض أضووورار التلووووث وهوووذا طبقوووا للموووادة التاسوووعة منهوووا و التوووي نصوووت علوووى
موووا يلوووي ":عنووودما يسوووبب حوووادث ضووورر تلووووث فوووي إقلووويم يشووومل البحووور اإلقليموووي لدولوووة
متعاقووودة أو أكثووور أو إذا اتخوووذت اإلجوووراءات الوقائيوووة لمنوووع أو تقليووول ضووورر التلووووث فوووي
مثووول هوووذا اإلقلووويم للبحووور اإلقليموووي يمكووون رفوووع دعووووى التعوووويض فوووي المحووواكم الخاصوووة
-23رشيد الخولي ،التلوث النفطي وطرق مكافحته ،والمتاح على الرابط االلكتروني التالي http://knol.google.com/k/
15
بهوووذه الدولوووة أو هوووذه الووودول المتعاقووودة ويخطووور المووودعى عليوووه فوووي الوقوووت المناسوووب بهوووده
الدعوى.24
16
ينوووتج عووون تطبيوووق المسوووؤولية الدوليوووة علوووى المسوووؤول عووون إحوووداث الضووورر توقيوووع
الجووزاء بطبيعووة الحوووال ،وهنوواك جووزاء مووودني و جووزاء جنووائي ،وهوووذا يتوقووف علووى حسوووب
نووووع المسوووؤولية المترتبوووة ،سوووواء كانوووت مسوووؤولية مدنيوووة فيترتوووب عنهوووا جوووزاء موووديني ،
أمووووا إذا كانووووت مسووووؤولية جنائيووووة فيترتووووب عنهووووا جووووزاء نووووائبي و المالحووووظ فووووي مجووووال
القوووانون الووودولي و العالقوووات الدوليوووة هوووو عووودم التميوووز بوووين أنوووواع المسوووؤوليات ،و لعووول
السووبب فووي ذلووك يمكوون فووي عوودم وجووود سوولطة عامووة عليووا فوووق الوودول توودافع عوون الصووالح
العوووام ،و عليوووه المسوووؤولية الدوليوووة يترتوووب عليهوووا الجوووزاء الموووديني المتمثووول فوووي االلتوووزام
29
بالتعويض عن الضرر الواقع ،وهو أسلوب قانوني إلصالح الضرر الحاصل
و االلتووووزام بووووالتعويض عوووون الضوووورر الواقووووع علووووى البيئووووة البحريووووة أكوووودت عليووووه
مختلوووووف االتفاقيوووووات الدوليوووووة الخاصوووووة بالمسوووووؤولية المترتبوووووة عووووون أضووووورار التلووووووث
البحوووري ،و التزموووت بوووه الووودول بمقتضوووى الموووادة 235فوووي فقرتهوووا الثانيوووة مووون اتفاقيوووة
األموووم المتحووودة لقوووانون البحوووار لعوووام 1982والتوووي أكووودت علوووى اللجووووء إلوووى القضووواء مووون
أجووول الحصوووول السوووريع علوووى تعوووويض كووواف أو علوووى أيوووة ترضوووية أخووورى فيموووا يتعلوووق
بالضووورر النووواتج عووون تلووووث البيئيوووة البحريوووة .وعليوووه سووونتناول فوووي فوووي هوووذه الفقووورة ثالثوووة
أنووووواع موووون التعووووويض التووووي نصووووت عليهووووا االتفاقيووووات الدوليووووة المتعلقووووة بحمايووووة البيئووووة
البحرية
أول :االلتزام بالتعويض العيني:
التعوووويض بشوووكل عوووام هوووو وسووويلة إلصوووالح الضووورر و يقصووود بوووه اإلصوووالح التوووام
و الفعلوووي الوووذي وقوووع ،أموووا التعوووويض العينوووي فيقصووود بوووه إعوووادة الحوووال إلوووى موووا كوووان عليوووه
30
قبل حدوث الضرر
فووووالتعويض العينووووي يكووووون بالعموووول علووووى إعووووادة المحوووويط البحووووري المتضوووورر إلووووى
حالتوووه األصووولية و يوووتم ذلوووك بوقوووف النشووواط المحووودث للضووورر ،و إصوووالح الضووورر بإعوووادة
الحال إلى ما كان عليه.
1وقف النشاط المحدث للضرر:
إن إجووووووراء وقووووووف النشوووووواط المحوووووودث للضوووووورر قوووووود أثبووووووت فاعليووووووة فووووووي إزالووووووة
االضوووووطرابات التوووووي أحووووودثت الضووووورر و تفوووووادي تكرارهوووووا مسوووووتقبال فالمسوووووؤول عووووون
الضووورر يتعوووين عليوووه أن يقووووم باتخووواذ االحتياطوووات الالزموووة و الضووورورية لمنوووع حووودوث
الضووووورر مووووورة أخووووورى،أو منوووووع تفاقموووووه و خاصوووووة عنووووودما يكوووووون الضووووورر ذو طبيعوووووة
مستمرة.
29عمر صديق ،محاضرات في القانون الدولي العام دوان المطبوعات الجزائر بدون طبعة 1995ص 25
30سعيد السيد قنديل آليات تعويض األضرار ،دار الجامعة الجديدة للنشر ،مصر ،ب .ط 2004ص 15
17
2إعادة الحال إلى حاله :
التعوووويض المناسوووب ال يكوووون إال بإعوووادة ،الحوووال إلوووى موووا كوووان عليوووه قبووول أن يلحقوووه
الضووورر ،والحكوووم يوقوووف النشووواط المحووودث للضووور يكوووون دائموووا مصوووحوبا بإعوووادة الحالوووة
إلوووى طبيعتوووه األصووولية إذا أمكووون وهوووذا التعوووويض عينوووي كعوووالج للوسوووط البحوووري الوووذي
أصابه الضرر.
ثانيا :االلتزام بالتعويض النقدي :
يعتبووور التعوووويض النقوووودي التوووزام مووووالي يقوووع علووووى المسوووئول عوووون الضووورر نتيجووووة
خطئه و إهماله أو رعونته ،أو تعمده في إحداث التلوث الذي نتج عنه الضرر.
فووووووالمالحظ أن اتفاقيووووووة 1996وبروتكووووووول 1984المعوووووودل لهووووووا حووووووددا قيمووووووة
التعوووويض علوووى أسووواس كميوووة الووونفط التوووي ثوووم إلقائهوووا فوووي المحووويط البحوووري وموووا لهوووا مووون
تأثير على صالحية المياه .
ثالثا :مساهمة اآلليات الجماعية في تعويض المتضررين :
نصوووت اتفاقيوووة األموووم المتحووودة لقوووانون البحوووار سووونة 1982علوووى تعووواون الووودول فوووي
تنفيووووذ القووووانون الوووودولي القووووائم وفووووي تطوووووير المتصوووول بالمسووووؤولية وااللتزامووووات الناتجووووة
عنها .
وذلوووك مووون اجوووول تقيووويم الضوووورر والتعوووويض عنوووه ،وتسوووووية المنازعوووات المتصوووولة
وأكوووودت علووووى تعوووواون الوووودول فووووي وضووووع معووووالم وإجووووراءات تعووووويض كوووواف كالتووووأمين
اإلجباري أو صناديق التعويض .
الخاتمــــــــــــة :
تناول هذا العرض بصفة عامة القوانين المنظمة للحماية البيئية في المجال البحري
،ومردذلكإلىماتتميزبـــــهمنأهميةكبرىفيحياةالبشرية،بإعتبارهامصدرامهماللغذاءوالموارداالوليةوخاصة
الطاقة،باالضافةإلىماتحتويهمنممراتوطرقتستعملللمالحة،إلىجانبكلهذافهيتؤديدوراكبيرافيتحقيقالتوازنالمن
اخيفيما يخصالبيئةاالنسانية.
18
ويعتبرموضوعالدراسةمنالموضوعاتالحديثةفيمجااللدراساتالقانونيةوالسيمــــــــــافياالختصاصالجنائيم
نها،جريمةتلويثالبيئةالبحرية
التيتعدمنأنماطالجرائمالحديثةنسبيا،وعلىالرغممنذلكفقدأصبحتمنالجرائماالكثرخطراواالشدجسامةفياال
ضرار،سواءفيالجوانباالقتصاديةأواالجتماعيةبالمقارنةمعالجرائمالتقليدية،باالضافةإلىأنهاتمتدلتغطــــيأم
اكنمتعددةوتصيبأجيالمتعاقبة.
وقدخلصالعرضإلىبعضالنتائجوالتوصياتنجملهاكاالتي:
أوال -النتائج:
_
عدموجودتعريفموحدللبيئةالبحريةويرجعذلكإلىكونهاأحدالمصطلحاتالحديثةنسبيافيفقهالقانونالدولي،وقدتم
التوصإلليهفيالدورةالسابعةلمؤتمراالممالمتحدةالثالثللبحارالمنعقدفيجنيفونيويورك،كمايالحظتطورمفهوم
هذاالمصطلــــــــحمن "البحر" إلى "الحياةالبحرية" إنتها ًءا "بالبيئةالبحرية".
_ لتحديدمعنىالتلوثالبحريفيالفقهالجنائييجبأنيتضمنالعناصرالتالية:
أوال
:حدوثتغييرفيالبيئةالبحريةوتبدأمؤشراتهبحدوثاختاللفيالتوازنالفطـــــــــريبينعناصرهاأومكوناتهاسواءبا
ختفاءبعضهاأوقلةنسبها.ثانيا :وجودعمإلنسانيوراءهذاالتغييرسواءبطريقةمباشرةأوغيرمباشرة.
ثالثا:إلحاقأضرارأواحتماإللحاقأضراربالبيئةالبحرية.
_
القانونالجنائيلحمايةالبيئةالبحريةليسقانونامستقلبذاتهبلهوقانونمتغلغلفيأحكامالقوانينالتيتهتمبحمايةالبيئةالبح
ريةوالتيتتضمنعقوباتجنائيةلتدعيمالقواعدالتنظيميةفيهذهالتشريعات.
_ الحمايةالجنائيةالمباشرةللبيئةأيورودالتجريممباشرةفيالقانونالجنائي
المغربي،يجوزأنيمثلدوراثانويا،حيثينبغيعلىقانونالعقوباتأنيجرمفقطاالوضاعالتيتعتمدعلىالثباتواالستقرار،
أمااالفعااللتييمكنأنتكوناعتداءاعلىعناصرالبيئةالمختلفةوالمتغيرةبطبيعتهافمحلهايجبأنيكونالقواعدالجنائيةا
لخاصةالتييمكنتبديلهاوتغييرهابحسبالتطوروبحسبماتقررهاالبحاثالعلميةفيهذاالمجال.
_ إتجاهالقانون
الحديثإلىاالقراربأنالغايةمنوراءتجريمأفعالتلويثالبيئةالبحريةهوالبيئةالبحريةلذاتهاوبجميعمكوناتهاعلىعكس
النظرةالقديمةالتيكانتترىأنالغايةمنوراءالتجريمهوحمايةاالنسانوالمحافظةعلىوجوده.
واستندالفقهاءإلىالحججالتالية:أوال:حمايةالبيئةالبحريةواجبشرعيأمرنااللهعزوجلبه.ثانيا:إنحمايةالبيئةالبح
ري يؤديبالضرورةإلىحمايةمصالحاالنسانالحيويةوالمحافظةعلىاستمراريةالحياةالبشرية.
ثالثا:صعوبةتحديدمجنيعليهفيبعضجرائمتلويثالبيئةالبحرية،لذلكالبدمنتجريمالفعللمجردوقوعخطريهددالب
يئةالبحريةلالنسانقديتخلفكمجنيعليهفيهذاالنوعمنالجرائملكنهذا اليؤديإلىتخلفأركان
الجريمة،وقيامالمسؤوليةالجنائيةواستحقاقالعقاب،كماأنهيؤيدهذااالتجاهماجاءفيأغلبالنصوصالتشريعيةوا
التفاقياتالدوليةالتيتعنىبحمايةالبيئةالبحرية.
_
جريمةتلويثالبيئةالبحريةمنالجرائمالمستحدثةالتياكتشفتهاالبحوثالعلميةالحديثة،كماأنمنخصائصهااستنادها
إلىالتقدمالتكنولوجيوتحررهامنالخصوصيةالزمانيــــــــــــــــةوالمكانية.
كماأنهالمتستقربعدكجريمةفيضميرالمجتمع.
نظرالضعفالوعيفيوجداناالفرادوالمؤسساتالعامةوحتىبعضالحكومات.
لذلكوجبترسيخمفهومحمايةالبيئــــــةلديهمعنطريقوسائل االعالمودورالتعليموالعبادة.
_
خلوالتشريعاتالعربيةوالكثيرمنالتشريعاتاالجنبيةمنالنصوصالقانونيةالتيتجرمأفعااللتلويثالتيتقعفيأعاليالبح
ار،رغمأناتفاقيةاالممالمتحدةلقانونالبحــــــــــــــارتسمحبذلك،وكاستثناءفإنالمشرعالفرنسيوالبلجيكيقدجر
ماأفعااللتلويثالتيتقـــــــعفيأعاليالبحار.
19
_
الكثيرمنجرائمتلويثالبيئةالبحريةتعتبرمنجرائمالخطر،النالمشرعاليتطلبفيهاوقوعنتيجةماديةملموسة،بليك
تفيبكونالفعليهددبوقوعالضرروذلكتماشيامعالسياسةالحديثةفيالتجريم،باعتبارأنهاال
تهدفإلىحمايةالمصالحالقانونيةمناالضراربهـــــــــافحسبوإنماأيضامنمجردتعريضهاللخطر،باعتبارالبيئةا
لبحريةقيمةهامةيستوجبحمايتهاوالمحافظةعليهامنأيتهديدمحتمل،كماأناقتصارالتجريمعلىانتظاروقــــــوع
الضررمنشأنهتجريدالتشريعالجنائيالبيئيمنصفتهالوقائيةفيجرائمتلويثالبيئــــــةالبحرية.
لذلكتعتبرجرائمتلويثالبيئةالبحريةمنالجرائمالوقتيةوليستمنالجرائـــــمالمستمرة،النالسلوكاالجراميفيفعالل
تلويثينتهىبمجردارتكابه،ومانشأعنهـــــــذاالفعلمنبقاءالتلوثفترةمنالزمنيعدأثرامنآثارالجريمةوليسجزءامنال
ركنالماديفيها.
_
تعتبرنظريةالسببالمالئمأفضاللنظرياتوأقربهاإلىالواقع،والتييمكناالخذبهاكضابطللعالقةالسببيةبينالسلوكو
النتيجةاالجرامية،فيجرائمتلويثالبيئةالبحريةسواءفيجرائمالضررأوفيجرائمالتعريضللخطرالعامالتييكتفىفي
هابارتكابالسلوكلقيامالجريمـــــــةومساءلةالجاني،دونانتظارتحققالنتيجة.
_
تقومجريمةتلويثالبيئةالبحريةسواءارتكبفعاللتلويثعنقصدأوعنالخطــــــــأغيرالعمدي،فيحالةخلوالنصمنت
حديدصورالركنالمعنويالالزمتوافرهلقيامالجريمة،كمايالحظأنأغلبالتشريعاتالجنائيةللبيئةتميإللىتقريرعق
وبةإزاءجرائماالعتداءعلـــــــىالبيئةالبحريةسواءارتكبالفعلعنعمدأوإهمال.
_
تخضعالمسؤوليةالجنائيةفيجرائمتلويثالبيئةالبحريةلقواعدخاصـــــــــــةتميزهاعنالمسؤوليةالجنائيةفيالج
رائمالتقليدية،النهاتشماللمسؤوليةالجنائيةعنفعاللغيـــــــــــــروالمسؤوليةالجنائيةلالشخاصالمعنوية،وهذ
افيهخروجعنمبدأشخصيةالمسؤوليةالجنائيةوالذييرتكزعلىمفهوم "أن
اليسأألحدإالعنفعلهالشخصيالعنفعلغيره".
_
لقدأقرتأغلبالتشريعاتالتيتعنىبحمايةالبيئةبازدواجيةالمسؤوليةالجنائيةعننفساالفعال،لكلمنالشخصالمعنويوال
طبيعيبعدالجداللفقهيالذيكانمثارحوإلمكانيةالجمعبينالمسؤوليتين،والهدفمنذلكتجنبأنتكونمسؤوليةالشخصال
معنويدرعايحتويبهالشخصالطبيعي،ليقوممنورائهبارتكابالجرائمأوالعكس.
كمــــاأنهناكشرطينلقيامالمسؤوليةالجنائيةللشخصالمعنوي،االولارتكابالجريمةلحسابهوالثانيارتكابالجر
يمةمنأحدأجهزتهأوممثليه.
_
أقرالمشرعالمغربيالمسؤوليةالجنائيةللشخصالمعنويكمبدأعام،يسودالنظـــــــــــــــامالقانونـــــيالمغربيمن
خاللتبنيهالقوانينالخاصةالتيتعنىبحمايةالبيئة،ويعدهذاأمراإيجابيايتالءممعالسياسةالجنائيةالحديثة،التيتهدفل
حمايةفعالةللبيئةبشكلعام،خاصةوأنأخطرهذهالجرائمتقومبهاالمؤسساتاالقتصاديةوالمنشآتالصناعية.
_
تعدكلمنالقوةالقاهرةوحالةالضرورةمنالموانعالتقليديةللمسؤوليةالجنائية،فيجرائمتلويثالبيئةالبحرية،والمال
حظأنحالةالضرورةتشملكلمناالرواحواالموالفيجرائمتلويثالبيئةالبحرية،علىعكسماهومقررفياالحكامالعام
ةلقانونالعقوباتكمـــــــاأنمفهومحالةالضرورةلهتفسيرخاصيرتبطبالمصالحاالقتصاديةفيهذاالنوعمنالجرائم
،أماعنموانعالمسؤوليةفيجرائمتلويثالبيئةالبحريةفهيتعفيمرتكبفعاللتلويثمنالمسؤوليةالجنائية،وذلك
اليحولدونمساءلةالمتسببفيالتلوثمدنياعناالثارالناجمةعنه.
_
يعدكلمنالترخيصاالداريأوالجهألوالغلطفيالقانونمنالموانعالمستحدثةللمسؤوليةالجنائيةفيجرائمتلويثالبيئةال
بحرية،وخلصناأنالترخيصاالدارييعتبرسببمنأسباباالباحة،الذيينزععنحاملهصفةالجريمةكماأنهيحولدونقيا
مالمسؤوليةالجنائيةوالمسؤوليةالمدنيةمعا،أماعنالجهألوالغلطفيالقانونبالنسبةللتشريعاتالبيئيةاستخلصنا،أن
هيمكناالخذبهكمانعمنموانعالمسؤوليةلالشخاصالعاديينمتـــــــــىثبتاستحالةتجنبهمأوتفاديهمللغلطأوالجهل
20
،أمابالنسبةللمتعاملينبالتشريعاتالبيئيةفإنهاليقبللهماالحتجاجبالجهألوالغلطبالقانون،وبالتالياليعدمانعمنموان
عالمسؤوليةبالنسبةلهم.
_ تعتبرالجزاءاتالقانونيةفيجرائمتلويثالبيئةالبحريةمزيجمنالجزاءات(االدارية،المدنية،الجنائية).
يضعهاالمشرعالبيئيمنأجلتوفيرالحمايةالفعالة،وفيمجااللجزاءاتالقانونيةفإنالمشرعالمغربيتبنىعقوبةمصاد
رةالعائداتواالرباحالمتحصلعليهامنالفعلغيرالمشروعفيقانونالصيدوتربيةالمائياتوهيفكرةجدمتطورةوفعالة
لحمايةالبيئةالبحرية،النأغلبجرائمالتلويثتقعبسببتحقيقأرباحومنافعماليةغيرمشروعةخاصةمناالشخاصالم
عنوية،كماأنالغراماتالماليةالتييفرضهاالمشرعالمغربيعلىهذهالطائفةمنالجرائمتعدمناسبة و كافية لتحقيق
المراد.
ثانيا -التوصيات:
_
ضرورةالنصفيالدستورالمغربي،علىحقاالنسانفيالعيشوالحياةفيبيئةسلميةوصحيةخاليةمنكافةأشكااللتلوث
.
_
تفعيلدائرةاالخالقإلىجانبدائرةالقانونفيحمايةالبيئة،ويكونذلكبوضعسياسةشاملةمنأجألنيستقرمفهومحمايةالب
يئةوالمحافظةعليها،فيضميرالمجتمعوفيوجــــــداناالفراد،وتستندهذهالسياسةإلىالقيماالخالقيةواالجتماعي
ةوتخاطبالنفسالبشريةوتغرسفيهاهذاالمفهوم،واليتأتىذلك
االبإدراجالبرامجالمتعلقةبحمايةالبيئـــــــةفيالمقرراتالتعليميةوفيكافةاالطوار،باالضافةإلىتفعيلدوروسائال
العالمفيبثثقافةبيئيةفيوسطالمجتمع،وتفعيلدورالعبادةباعتبارحمايةالبيئةواجبشرعي،وبدونذلكسوفتعجزأف
ضاللتشريعاتالبيئيةوأحكامهافيحمايةالبيئة.
_ إرصاء سياسة جنائية تعنى بالمجال البيئي البحري بمعطيات علمية حديثة و متخصصة ،و
خاصة أن المغرب يتوفر على جزء من البحر األبيض المتوسط وعلى جزء من المحيط األطلسي.
_
ضرورةتكوينقضاةمتخصصينفيجرائمتلويثالبيئةبصفةعامة،والنصعلىالقواعدالجزائيةفيصلبالتشريعاتالبي
ئية،النالجرائمالبيئيةتختلفعنالجرائــــــــــمالتقليديةفيطبيعتها.
_
إنشاءمحكمةدوليةيكونلهااالختصاصبالنظرفيالجرائمالبيئية،السيماوأنجريمةالتلوثالبحريلهاطابعانتشاريي
مسأكثرمندولة.
_
ضرورةاالخذبنظامخاصبالمسؤوليةالمدنيةفيقوانينحمايةالبيئةالبحريةالنأغلـــــبجرائمالتلويثتقعبسببتحقيق
أرباحومنافعمالية.
_
ضرورةتفعيلعقوبةنشرالحكمالصادرباالدانةعنطريقوسائالالتصااللمختلفة،لتصإللىأكبرعددمنالجمهور،
والنصعليهافيالتشريعاتالبيئيةالنهاتحققالردعالعــــاموتأثرعلىسمعةاالشخاصالمعنويةوتمسبمصالحهم.
_
ضرورةأنينصالمشرعالمغربيفيقانونحمايةالبيئةعلىالجزاءاتاالداريةبشكلموسعوخاصةالغراماتاالدارية.
_
ضرورةاالخذبنظامالصلحوالنصعليهفيقانونحمايةالبيئة،كسببتنقضيبهالدعوىالجنائية،وذلكفيحالةتصحيحا
لمخالفاتالبيئية.
21
الئحة المراجع:
أوال :المراجع باللغة العربية
-احمد عبد الكريم سالمة ،التلوث النفطي وحماية البيئة البحرية،
-رشدي ،أحمد نجيب ،قواعد مكافحة التلوث البحري ومسؤولية مالك السفينة ،المجلة
المصرية للقانون الدولي ،1977
-الشريف عثمان ،االوجه القانونية لمنع التلوث البحري بما فيها االتفاقيات الدولية
كاتفاقية ماريل 1973م
22
رشيد الخولي ،التلوث النفطي وطرق مكافحته ،والمتاح على الرابط االلكتروني -
التالي
احمد محمود الجميل حماية البيئة البحرية من التلوث في التشريعات الدولية -
والداخلة ،المكتب الجامعي الحدث اإلسكندرية طبعة 2006
حساني خالد ،مدخل إلى النزاعات الدولية ،دار بلقيس للنشر ،الجزائر ، 2011ب -
ط.
محسن افكيرين :القانون الدولي للبيئة ،دار النهضة العربية ،مصر ،السنة 2006 -
عمر صديق ،محاضرات في القانون الدولي العام دوان المطبوعات الجزائر بدون -
طبعة 1995
سعيد السيد قنديل آليات تعويض األضرار ،دار الجامعة الجديدة للنشر ،مصر ،ب -
.ط 2004
Sommaire
مقدمة1 .................................................................................................... :
المبحث االول :ناقالت البترول لمصدر من مصادر تهديد البيئة البحرية واآلليات الدولية
لمواجهة هذا التهديد 4 ....................................................................................
المطلب االول :أسباب التلوث النفطي وخطورته 6 .................................................
الفقرة االولى :أسباب التلوث النفطي6 ............................................................... :
23
المطلب الثاني :اإلتفاقيات الدولية لحماية البيئة البحرية9 ......................................... :
الفقرة الثانية :االتفاقية الخاصة الستعداد واالستجابة والتعاون في حالة التلوث النفطي
والبرتكول التابع لها11 ................................................................................. .
المبحث الثاني :اإلجراءات األمنية القبلية والبعدية لمواجهة التلوث الناتج عن السفن ناقالت
البترول 12 .................................................................................................
المطلب األول:كيفية حماية البيئة من التلوث النفطي وطرق المكافحة12 .......................:
الفقرة األولى :المكافحة الميكانيكية والكيميائية12 .................................................. :
الفقرة الثانية :اإلحراق بموقع بقعة الزيت وتنظيف الساحل14 ................................... :
الفقرة الثالثة :المعالجة والتخلص من المخلفات وطريقة المعالجة الطبيعية (البيولوجية) 14 ..
المطلب الثاني :الجهات القضائية المختصة بمنازعات البيئة البحرية15 ..................... :
الفقرة األولى :المحاكم المختصة15 ................................................................. :
الفقرة الثانية :آثار تطبيق المسؤولية عن اإلضرار بالبيئة البحرية 16 ........................
الخاتمــــــــــــة 18 ......................................................................................:
الئحة المراجع22 ....................................................................................... :
24