نظرية الرفاهية الاقتصادية في الاقتصاد الإسلامي ودور الزكاة في الرفاه الاجتماعي

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 24

‫د‪ .

‬محمد أحمد عمر بابيكر‬ ‫نظرية الرفاهية االقتصادية في االقتصاد االسالمي ودور الزكاة في الرفاه االقتصادي‬

‫نظرية الرفاهية االقتصادية يف االقتصاد اإلسالمي‬


‫ودور الزكاة يف الرفاه االجتماعي‬

‫د‪ .‬محمد أحمد عمر بابيكر‬


‫جامعة الخرطوم‬
‫الملخص‪:‬‬
‫يعالج البحث قضية الرفاهية االقتصادية ويحاول تطبيقها على المجتمع المسلم‪ ،‬وذلك عن طريق السياسات‬
‫الشرعية ومؤسسة الزكاة‪ .‬وتبرز أهميته فى إبراز مقدرة االقتصاد اإلسالمي على تحقيق ذلك‪ ،‬ويهدف إلى تأسيس‬
‫نظرية إسالمية فى الرفاهية االقتصادية‪ .‬ويفترض مقدرة االقتصاد اإلسالمى على تأسيس نظرية فى الرفاهية‬
‫االجتماعية‪ .‬المنهج المختار هو التحليلى واالستنباطى‪.‬‬
‫وقد توصل البحث إلى نتائج متعددة أهمها‪:‬‬
‫‪ -‬قدرة االقتصاد اإلسالمى على إيجاد أسس نظرية وتطبيقية تحقق رفاهية اجتماعية لكل أفراد المجتمع‪.‬‬

‫‪Abstract‬‬
‫‪The research deals with the issue of economic welfare and tries to implement it on‬‬
‫‪Muslim’s society. This will be done through Sharia’a’s policies and Zakat’s‬‬
‫‪institution. Significance of the research is to extract the ability of Islamic economic to‬‬
‫‪achieve this task. It aims to construct an Islamic theory in economic welfare. It‬‬
‫‪postulates the ability of Islamic economy to construct a theory in social welfare.‬‬
‫‪Methodology chosen is the analytical and induction. Various outcomes have been‬‬
‫‪reached.‬‬
‫‪Important of which is:‬‬
‫‪- ability of Islamic economic to find theoretical and applicable bases which achieve‬‬
‫‪social welfare for all society’s individuals.‬‬

‫العدد ‪ ،80‬سبتمبر ‪ .4802‬ص ص(‪31 )13 -01‬‬ ‫– جامعة الوادي‬ ‫مجلة الدراسات والبحوث االجتماعية‬
‫د‪ .‬محمد أحمد عمر بابيكر‬ ‫نظرية الرفاهية االقتصادية في االقتصاد االسالمي ودور الزكاة في الرفاه االقتصادي‬

‫مقـدمــة‪:‬‬
‫نظريات الرفاهية المقدمة تركز على جلب النفع ودفع الضرر‪ .‬بينما تقوم النظرية اإلسالمية سوى جلب النفع‬
‫ودفع الضرر على معايير وقيم أخالقية تتحدد بموجبها حقوق المستحقين ووسائل إيصال المنافع إلى أهلها‪ .‬ومع‬
‫فشل النظريات الغربية فى تحقيق رفاهية المجتمع فإن االقتصاد اإلسالمي بواقعيته يحقق رفاهية العيش عن‬
‫طريق السياسات الشرعية والزكاة‪.‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬مفهوم الرفاهية‬

‫‪ 1/1‬صياغة اقتصادية لمفهوم الرفاهية في االقتصاد اإلسالمي‬


‫نتناول فى هذا الفرع من هذا المبحث مفهوم الرفاهية فى اللغة والقرآن والفقه والحديث والسيرة‪.‬‬
‫‪ 1/1/1‬معنى الرفاهية في اللغة‪:‬‬
‫صب ولين العيش‪ .‬رفُه عيشه‪ ،‬فهو َرفيهُ ورافهُ و ْأرفَهَهُ ُم اهلل‬
‫الرفَهنية‪َ :‬رَغ ُد الخ ْ‬
‫رفه‪ :‬الرفاهة والرفاهية و ُّ‬
‫ورفُوهاً‪ .‬واإل ْرفاه ‪ :‬التنعم والد َعة‪ ..‬وهي في رفاهة من العيش أي سعة‪ .‬وأصل‬ ‫ورفهَهُ ْم‪ .‬ورفَ ْهنا ْنرفه َرْفهاً ورْفهاً ُ‬
‫‪1‬‬
‫الرفاهية‪ :‬الخصب والسعة في المعاش‪.‬‬
‫‪ 2/1/1‬مفهوم الرفاهية في القرآن‪ :‬طريقتنا أن نأخذ باللفظ أو مرادفه وهو الرغد الذى ورد ثالث مرات‪ ،2‬وهو‬
‫بمعنى الرفاهية أو العيشة الطيبة‪ ،‬كما سيأتي‪ .‬كما نعتبر األحوال السلبية التي تتعلق بالمخمصة‪.‬‬
‫ورَغد بوزن فَرس‪ ،‬أي واسعة طيبة‪.‬‬
‫فلنبدأ بالمفهوم باألول وهو لفظ رغد‪ :‬وتعنى عيشة رْغد بوزن َفْلس َ‬
‫‪4‬‬
‫ورغيد‪ :‬طيب واسع‪3.‬وفُسر الرغد في اآليات بالعيش الواسع الهنيء‪.‬‬
‫عيش َرَغد َ‬
‫قد فصل الخطاب القرآني مقومات الحياة آلدم وفسر معنى الرغد‪ ،‬كما في سورة طه ‪(:‬إِنَّ لَ َك أَ ََّّل َتج َ‬
‫ُوع فِي َها‬
‫ك ََّل َت ْظ َمأ ُ فِي َها َو ََّل َتضْ َحى) {طه ‪ . } 111-111‬وهي المطعم والمشرب والملبس والمسكن‪ .‬والمخالفة‬
‫َو ََّل َتعْ َرى * َوأَ َّن َ‬
‫‪5‬‬
‫تنقل آدم إلى حال الشقاء الذي هو العيش من ِّ‬
‫كد اليد الذي سيكون من نصيب آدم ألنه من الرجال‪.‬‬
‫إن انعدام هذه المقومات الضرورية يعني الشقاء الذي هو التعب‪ .‬وهذا ينتج عن المخالفة ويكون البديل‬
‫المعيشة الضيقة‪.‬‬
‫على ما تقدم يمكننا صياغة مفهوم للرفاهية االقتصادية من القرآن الكريم‪ ،‬فنقول هي‪" :‬حالة من العيش الواسع‬
‫الطيب يتصف فيها الفرد أو الجماعة بالخلو من الهم (أو التعب) في طلب المعاش"‪ .‬فيعتبر وجود رفاهية إذا‬
‫توفرت له ضروريات الحياة من غير مشقة‪.‬‬
‫العدد ‪ ،80‬سبتمبر ‪ .4802‬ص ص(‪31 )13 -01‬‬ ‫– جامعة الوادي‬ ‫مجلة الدراسات والبحوث االجتماعية‬
‫د‪ .‬محمد أحمد عمر بابيكر‬ ‫نظرية الرفاهية االقتصادية في االقتصاد االسالمي ودور الزكاة في الرفاه االقتصادي‬

‫وبمفهوم آخر مستنبط من َمثَل القرية‪ ،‬نقول أن الرفاهية‪" :‬حالة يوجد أو يتوفر فيها األمن والطمأنينة ورغد‬
‫العيش من غير مشقة"‪ .‬وضد هذه الحالة‪ ،‬حالة يوجد فيها (أو يسود) الجوع والخوف‪.‬‬
‫أما المفهوم القرآني اآلخر للرفاهية فنستنبطه من آيات الضرورة والمخمصة (المجاعة)‪ ،‬نعتمد في ذلك أول‬
‫آية وردت وهي من سورة البقرة‪ ،‬وما ذكر فيها المفسرون‪ 6.‬وعلى أصل ذلك ُننشئ هذا التعريف‪" :‬حصول الوفرة‬
‫في العيش في حال األمن واالختيار على وجه فيه تيسير للحياة بالمعروف‪ ،‬من غير بغي على أحد وال ِّ‬
‫تعد‬
‫لحد"‪ 7.‬فالتعريف األول إيجابي والثاني سلبي‪.‬‬
‫‪ 3/1/1‬مفهوم الرفاهية في استخدام الفقهاء وأهل الحديث‪:‬‬
‫وردت لفظة "الرفاهية" كثي اًر في استخدام الفقهاء‪ ،‬مع قلة في اآلثار التي وردت فيها‪ 8.‬أكثر ما ذكر الفقهاء‬
‫كلمة رفاهية في باب العبادات كما استخدموها فيما يتعلق باألحوال المعيشية‪ .‬في القبس في الكالم على الخفين‪:‬‬
‫ويعتبر في لبسهما الحاجة دون الرفاهية‪ ،‬فإذا لبسهما في الرفاهية‪ ،‬لم يجز المسح‪ 9.‬وفي الذخيرة‪ :‬ويفتدي في‬
‫‪10‬‬
‫المعنى‪ :‬أن "الرفاهية حالة استرخاء معيشي وخلو بال مما‬ ‫مداواته بالطيب مطلقاً لكثرة الرفاهية في الطيب‪.‬‬
‫يشغل اإلنسان فيما يتعلق بأمر معاشه"‪ .‬وهي بهذا المعنى طلب راحة النفس بما يالئمها‪ .‬فإذا تعرض في بعض‬
‫أحواله لمشقة انتفت حال الرفاهية وانعكست‪ ،‬وهو معنى ما جاء في سورة النحل في مثل القرية اآلمنة‪ .‬استخدم‬
‫الغزالي الرفاهية على معنى ضد المشقة‪ ،‬فقال‪ :‬ساعة مضت ال تعب فيها على العبد كيفما انقضت في مشقة أو‬
‫رفاهية‪،11‬فهي بذلك تعني الراحة أو الرغد‪ .‬وعلى معنى يتعلق بالمستوى المعيشي قال ‪ :‬فعليك بالتقليل والحد من‬
‫‪13‬‬
‫المعنى هنا‪ :‬أن‬ ‫اإلفراط والرفاهية‪ .12‬ويقول في درجات الملبس ‪ :‬وأعاله جمع الثياب وطلب الترفه بها‪.‬‬
‫الرفاهية ما كان فوق الضروريات مما هو من ُرتَب الحاجات‪.‬‬
‫أما ذكر الرفاهية في الحديث فقد جاءت في معرض النهي عن كثيرها‪ ،‬وعلى معنى تغير الحال إلى أحسن‪،‬‬
‫والكل بمعنى رغد العيش‪ .‬وفى الحديث‪ :‬نهى رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم عن كثير من اإلرفاه‪ .‬قال‬
‫الخطابي‪ :‬الرفاهية هي الخفض والرغد‪ .‬كره رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم اإلفراط في التنعم والتدلك والدهن‬
‫‪14‬‬
‫والترجيل‪ ...‬فأمر بالقصد في ذلك‪.‬‬
‫على هذا المعنى تأتي صياغة مفهوم الرفاهية‪ ،‬على أنها‪" :‬حالة وسط من العيش المريح أو الرغد تغيب عنه‬
‫‪15‬‬
‫وهو بذلك قريب من المفهوم القرآني األول‪.‬‬ ‫أو يخلو من المشقة"‪ .‬ويؤيده ما في اللسان‪.‬‬

‫العدد ‪ ،80‬سبتمبر ‪ .4802‬ص ص(‪31 )13 -01‬‬ ‫– جامعة الوادي‬ ‫مجلة الدراسات والبحوث االجتماعية‬
‫د‪ .‬محمد أحمد عمر بابيكر‬ ‫نظرية الرفاهية االقتصادية في االقتصاد االسالمي ودور الزكاة في الرفاه االقتصادي‬

‫وفي الصحيحين ‪ :‬أصاب قريشاً القحط والجهد حتى أكلوا العظام والجلود والميتة من الجوع‪ .‬فمطروا‪ ،‬فلما‬
‫‪17‬‬ ‫‪16‬‬
‫على ذلك فالرفاهية‪" :‬وضع‬ ‫التي هى رغد العيش‪.‬‬ ‫أصابتهم الرفاهية عادوا إلى حالهم حين أصابتهم الرفاهية‬
‫يتحسن فيه حال الفرد أو المجتمع من سيء إلى حسن أو أحسن‪ ،‬أو من حال فقد الضروري من القوت‬
‫والحاجات أو قلة ذلك‪ ،‬إلى حال يتوفر فيه هذه الحاجات بكفاية‪ ،‬وعلى المعتاد"‪.‬‬
‫‪ 4/1/1‬مفهوم الرفاهية في السيرة‪:‬‬
‫فيه ما تقدم من األثر الصحيح‪ ،‬إضافة إلى حوادث ثماني عشرة التي وقع فيها عام الرمادة الذي أجدبت فيه‬
‫المعنى‪ :‬أن الناس عادوا‬ ‫‪18‬‬
‫أماكنهم‪.‬‬ ‫أرض الحجاز ثم تحول الحال إلى الخصب وانشمر الناس عن المدينة إلى‬
‫إلى الحال األول من الرفاهية‪ .‬تأسيساً على ما سبق من أحوال واجراءات‪ ،‬نقول‪ :‬الرفاهية هي‪" :‬سياسة أو إجراء‬
‫حكومي ُيتخذ في أحوال ضائقة أو (أزمة) اقتصادية (نقص السلع)‪ ،‬ألجل إعادة التوازن في توزيع الدخل‬
‫(السلع)"‪.‬‬
‫تبين من التعريفات السابقة أن مفهوم الرفاهية االقتصادية ال يختلف عن معناها اللغوي‪ ،‬بل وتزيد عليها في‬
‫االصطالح القرآني والحديثي والفقهي والسيري في كونها تدخل عناصر األمن والسعة والسياسات وتوفير السلع‪.‬‬
‫‪19‬‬
‫فهي مادية‬ ‫وهي بذلك تتفوق عليه‪ ،‬من حيث اإلشباع الذي يحصل عليه الفرد من استهالكه للسلع والخدمات‪.‬‬
‫وتلك مادية روحية‪.‬‬

‫‪ 2/1‬مكونات الرفاهية‪:‬‬
‫مما تقدم من تعريفات نستخرج مكونات الرفاهية‪ ،‬والتي نعني بها العناصر المهمة الداخلة في تكوين الرفاهية‪.‬‬
‫وهي مكونات مالية وروحية‪ .‬أشار القرآن وبصورة واضحة لمكونات الرفاهية المادية والروحية‪ ،‬كما في سورة‬
‫ت ِبأ َ ْنع ُِم ه ِ‬ ‫ْ‬ ‫ت آ ِم َن ًة م ْ‬ ‫ب ه‬ ‫تعالى‪َ ( :‬و َ‬ ‫النحل قال‬
‫ّللا‬ ‫ُّط َم ِئ َّن ًة َيأتِي َها ِر ْزقُ َها َر َغ ًدا مِّن ُك ِّل َم َك ٍ‬
‫ان َف َك َف َر ْ‬ ‫ّللاُ َم َثالً َقرْ َي ًة َكا َن ْ‬ ‫ض َر َ‬
‫ُوع َو ْال َخ ْوفِ ِب َما َكا ُنو ْا َيصْ َنعُون) {النحل‪ .}111/‬باعتبار الحال فإن الرفاهية نوعان‪ :‬مادية‬ ‫لِ َب َ ْ‬
‫اس الج ِ‬
‫َفأ َ َذا َق َها ه‬
‫ّللاُ‬
‫‪20‬‬
‫وروحية‪ .‬ماديـة‪ :‬تتمثل في القوت أو الضروريات‪ .‬روحية‪ :‬تتمثل في األمن والطمأنينة المتضمنة للعافية‪.‬‬
‫وباعتبار العموم والخصوص فهي نوعان كذلك‪ :‬مكونات عامة ومكونات خاصة‪ .‬مكونات عامـة تشمل‪:‬‬
‫الضروريات من المطعم والملبس والمسكن‪ .‬مكونات خاصـة تشمل‪ :‬األمن والطمأنينة المتضمنة لالستقرار النفسي‬
‫والعافية‪.‬‬

‫العدد ‪ ،80‬سبتمبر ‪ .4802‬ص ص(‪31 )13 -01‬‬ ‫– جامعة الوادي‬ ‫مجلة الدراسات والبحوث االجتماعية‬
‫د‪ .‬محمد أحمد عمر بابيكر‬ ‫نظرية الرفاهية االقتصادية في االقتصاد االسالمي ودور الزكاة في الرفاه االقتصادي‬

‫‪ 3/1‬أصول الرفاهية‪:‬‬
‫‪21‬‬
‫تقوم الرفاهية في االقتصاد اإلسالمي على جلب المنفعة ودفع الضرر‪ ،‬وتتمثل مفردات أصولها في‪:‬‬
‫ضرورة حفظ النفس من حيث الوجود ومن حيث الهالك‪ ،‬وجوب حفظ المال‪ ،‬وجوب إنفاق المال قيام الرفاهية‬
‫على قاعدة المقاصد والمصالح‪ ،‬وجوب التعاون‪ ،‬تتحدد مصادر تمويل الرفاهية بصورة واضحة يتحدد أهل‬
‫االستحقاق بصورة جازمة‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬وسائل تحقيق الرفاهية‪:‬‬


‫تتعدد وسائل تحقيق الرفاهية االجتماعية من مادية وروحية( كالصالة واألخالق)‪ .‬يتوسطها دور الدين والدولة‬
‫والفرد‪.‬‬

‫‪ 1/1‬المال والرفاهية االجتماعية‪:‬‬


‫للمال رتبة عظيمة في الشريعة وهو أحد مقاصد الشريعة الخمسة‪ .‬فهو الحافظ للمقاصد األربعة والدين مع‬
‫المال وسيلة يتحقق بها حفظ الوسائط الثالثة‪ :‬النفس والنسل والعقل‪.‬‬
‫هذه الوسائط الثالث تتصل باإلنسان نفسه‪ ،‬الذي ُيعد رفاهه الهدف األول للشريعة‪ .‬وهي تغطي الحاجات‬
‫‪22‬‬
‫المادية واألخالقية والنفسية والفكرية لجيل الحاضر وجيل المستقبل‪.‬‬
‫‪23‬‬
‫الخ ُمس والصدقة‪.‬‬
‫إذا ثبت هذا‪ ،‬فإن أموال الدولة اإلسالمية التي يتوالها الحكام‪ ،‬ثالثة ‪ :‬الفيء و ُ‬
‫أما الزكاة فستأتي‪ ،‬أما الخمس‪ :‬فخمس غنائم أهل الحرب والركاز العادي وما يكون من غوص أو معدن‪.‬‬
‫‪24‬‬
‫فهو لألصناف الخمسة المسمين في القرآن‪ ،‬وقيل‪ :‬سبيل الخمس سبيل الفيء‪ ،‬ويكون حكمه لإلمام يجتهد فيه‪.‬‬
‫‪25‬‬
‫والفيء ما أخذ من الكفار بغير قتال‪ .‬ويعم الغني والفقير‬ ‫أما الفيء فيشمل أموال الجزية والخراج و العشور‪.‬‬
‫‪26‬‬
‫على هذا فالفيء هو عين الدخل القومي في‬ ‫ويخصص منه للجيش والصغار‪ ،‬والنوائب‪ ،‬بحسب االجتهاد‪.‬‬
‫ُ‬
‫‪27‬‬
‫وعلى الفيء (أو الدخل القومي) كإيراد مالي‬ ‫زماننا هذا‪ ،‬والذي يكون في بيت المال ويكون لجميع المسلمين‬
‫للدولة اإلسالمية ‪،‬سيكون اعتمادنا في بناء أسس لتحقيق الرفاهية االجتماعية‪ .‬كما يقع على الدولة مسؤولية منع‬
‫االعتداء على المال العام واإلساءة إلى الملكية أو سوء استخدام الموارد‪.‬‬

‫العدد ‪ ،80‬سبتمبر ‪ .4802‬ص ص(‪31 )13 -01‬‬ ‫– جامعة الوادي‬ ‫مجلة الدراسات والبحوث االجتماعية‬
‫د‪ .‬محمد أحمد عمر بابيكر‬ ‫نظرية الرفاهية االقتصادية في االقتصاد االسالمي ودور الزكاة في الرفاه االقتصادي‬

‫‪ 2/2‬الصالة والرفاهية‪:‬‬
‫‪28‬‬
‫ألنها روح العبادات ومنشأ األخالق‪ .‬فهي‬ ‫المقصود من فعلها استيفاء حقوقها وشرائطها‪ ،‬ال أفعالها الظاهرة‪.‬‬
‫تعمل على تغذية وجدان المسلم وتهذيب سلوكه‪ ،‬من أجل هذه المكانة ُوكل إلى اإلمام حراسة الشعائر الظاهرة‬
‫‪29‬‬
‫كالجمع واألعياد وحمل الناس على إقامتها في حال تعطيلها‪.‬‬
‫ُ‬
‫إن عالقة الصالة بالرفاهية تكمن في كونها‪ :‬واجبة على كل فرد مع جماعية أدائها‪ ،‬ومنعها الخروج عن القيم‬
‫األخالقية وحفزها لتزكية النفس واقترانها بالمال خاصة الزكاة‪ .‬هذه األخيرة تمكن من القياس المادي النقدي‬
‫لرفاهية المجتمع‪.‬‬

‫‪ 3/2‬دور الدين والدولة والفرد في الرفاهية‪:‬‬


‫‪ 1/3/2‬دور الدين‪:‬‬
‫غذ لألَخالق‪ .‬فالدين يهدف إلى‬ ‫عد الدين الرفاهية ضرورية للبشر كما المال‪ ،‬حيث يعمل كمثبت للقيم وم ِّ‬
‫ُ‬
‫خلق جو مالئم يؤدي إلى تقوية التضامن العائلي واالجتماعي‪ ،‬وتحسين مستوى الرعاية المتبادلة والتعاون بين‬
‫‪30‬‬
‫األفراد‪.‬‬
‫‪31‬‬
‫وفي‬ ‫ص َد اهلل نفع الخلق بتكليفهم ُمتعبداته‪ ،‬تفضالً منه عليهم‪ .‬واشتمل نفع المتعبدات نفع الدنيا واآلخرة‪.‬‬
‫قَ َ‬
‫‪32‬‬
‫الحديث ‪( :‬نعم العون على تقوى اهلل المال)‪.‬‬
‫‪33‬‬
‫من أجل ذلك ترتبت واجبات الحاكم على الدين والدنيا‪ .‬أما واجباته‬ ‫‪ 2/3/2‬دور الدولة‪ :‬الدين والسلطان توأمان‬
‫الدنيوية المتعلقة باالقتصاد‪ 34‬فهى‪:‬‬
‫‪-1‬حفظ وصيانة المشرفين على الضياع‪ ،‬وذلك بأمرين ‪ :‬أحدهما‪ :‬بالوالية على من ال ولي له‪ .‬والثاني‪:‬‬
‫سد حاجات الفقراء والمساكين‪.‬‬
‫‪35‬‬
‫كما يأتي دور الدولة في أوقات‬ ‫‪ -1‬حفظ البالد من االضطراب والفساد‪ ،‬وتحقيق األمن والعافية‪.‬‬
‫‪37‬‬ ‫‪36‬‬
‫بتوفير السلع والخدمات ‪ .‬كما هي سياسة الخلفاء الراشدين‪.‬‬ ‫األزمات‪،‬‬
‫‪ 3/3/2‬دور الفرد‪ :‬ينبني دور الفرد _ سوى الدين _ ينبني على دور الدولة‪ .‬ويعينها على تحقيق أهداف‬
‫‪38‬‬
‫لمالَك األموال‬
‫المجتمع التي منها الرفاهية االجتماعية‪ .‬إن دور الفرد يظهر بقوة من خالل الخطاب القرآني ُ‬
‫قلت أو كثرت‪ ،‬لمنح فوائض أموالهم للفقراء والمحتاجين‪ .‬لذلك تنتقل مهمة إعانة الفقراء وقت األزمات من الدولة‬
‫‪40‬‬
‫إلى ذوي اليسار‪ ،‬إذا لم تف الزكوات بحاجاتهم‪ 39.‬كما قاله بعض الفقهاء‪.‬‬

‫العدد ‪ ،80‬سبتمبر ‪ .4802‬ص ص(‪31 )13 -01‬‬ ‫– جامعة الوادي‬ ‫مجلة الدراسات والبحوث االجتماعية‬
‫د‪ .‬محمد أحمد عمر بابيكر‬ ‫نظرية الرفاهية االقتصادية في االقتصاد االسالمي ودور الزكاة في الرفاه االقتصادي‬

‫كما يشترك الفرد في إصدار األحكام القيمية المتعلقة باالستحقاقات المالية كالزكاة‪ .‬على ذلك تصلح الدنيا وتنتظم‬
‫‪41‬‬
‫أحوالها في ست قواعد هي‪ :‬دين متبع وسلطان قاهر وعدل شامل وأمن وخصب دار وأمل فسيح‪.‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬التطبيق العملي للرفاهية االجتماعية‬


‫ينتظم هذا المبحث في ثالثة أفرع‪:‬‬

‫‪ 1/3‬السياسات الشرعية (المالية) ورفاهية المجتمع‪:‬‬


‫‪42‬‬
‫وقد اتبع الخلفاء‬ ‫السياسة الشرعية ما كان فعالً يكون معه الناس أقرب إلى الصالح وأبعد عن الفساد‪.‬‬
‫الراشدون سياسات تحروا بها صالح الناس في دنياهم ودينهم‪ ،‬تركزت في تحقيق رفاهية المجتمع عن طريق‬
‫توفير السلع‪ .،‬وهو ما نناقشه في‪:‬‬
‫‪ 1/1/3‬تطبيق الرفاهية االجتماعية في عهد الخلفاء الراشدين‪ :‬ال بد أن نستحضر هنا تعريف الرفاهية‪ .‬فهي‬
‫بالمفهوم الجزئي تعني‪ :‬حالة من العيش الواسع الطيب يتصف بها الفرد أو الجماعة بالخلو من الهم (أو التعب)‬
‫في طلب المعاش‪ .‬وعلى المفهوم الكلي هي‪ :‬سياسة أو إجراء حكومي ُيتخذ في أحوال أزمة اقتصادية ألجل‬
‫إعادة التوازن في توزيع السلع‪ .‬وبالنظر إلى ما اتخذه الخلفاء من سياسات تحقيقاً للرفاهية‪ ،‬في األوقات العادية‬
‫نستنبط مفهوماً آخر للرفاهية‪.‬‬
‫‪ 1/1/1/3‬مصادر التمويل‪:‬‬
‫وهي األموال التي ينفق منها تحقيقاً لرفاهية المجتمع‪ .‬وهي نوعان‪ :‬ما تتعين مصارفه كالزكوات والفيء‬
‫‪43‬‬
‫والغنيمة‪ .‬وما ال يتخصص بمصارف معينة‪ ،‬بل يضاف إلى عامة المصالح‪ ،‬وهو المسمى المرصد للمصالح‪.‬‬
‫والذي يتعلق به الغرض هنا هو الفيء‪ ،‬الذي يتضمن أنواعاً من المال كالجزية والعشور والخراج‪ ،‬وكذلك المال‬
‫‪44‬‬
‫ويطلقون على‬ ‫المرصد للمصالح‪ .‬كانت سياسة الخلفاء استعمال الفيء في مصالح المسلمين وتوفيره ألجلهم‪.‬‬
‫ما يعطون كنفقات للغير "األعطيات" وهي الرواتب التي تعطى كل عام أو شهر وعلى ما يمنحونه للجند‬
‫‪45‬‬
‫فكانت هذه األموال بمثابة الوسيلة إلى تحقيق‬ ‫"األرزاق" وقد يدخل معهم في هذا اإلطالق‪ ،‬النساء والصغار‪.‬‬
‫الرفاهية االجتماعية‪.‬‬
‫‪46‬‬
‫وأهل السبق‬ ‫‪ 2/1/1/3‬الفئات والمقادير‪ :‬يشمل هؤالء‪ :‬المرتزقة (أو الجند‪/‬الجيش)‪ ،‬الدفاع واألمن القومي‬
‫‪47‬‬
‫أما المقادير فيجب توفير الكفاية من المال‬ ‫والغناء والفضل‪ .‬والنساء والصغار (الفطيم وغير الفطيم) والمملوك‪.‬‬
‫‪48‬‬
‫وهي سياسة سنها النبي صلى اهلل عليه وسلم والخلفاء‬ ‫أو الطعام بحسب الحال إلى كل مستحق بقدر حاجته‪.‬‬
‫العدد ‪ ،80‬سبتمبر ‪ .4802‬ص ص(‪31 )13 -01‬‬ ‫– جامعة الوادي‬ ‫مجلة الدراسات والبحوث االجتماعية‬
‫د‪ .‬محمد أحمد عمر بابيكر‬ ‫نظرية الرفاهية االقتصادية في االقتصاد االسالمي ودور الزكاة في الرفاه االقتصادي‬

‫من بعده‪ .‬فقد تراوح ما أعطاه عمر لنساء النبي صلى اهلل عليه وسلم والمهاجرين واألنصار بين أربعة آالف إلى‬
‫‪49‬‬
‫اثني عشر ألف درهم (‪11444-0444‬درهم) لكل شخص‪.‬‬
‫أما الفئات النقدية الدنيا‪ ،‬فقد تعلقت بالرجال والنساء والصغار (الفطيم وغير الفطيم)‪ ،‬وكانت مقاديرها‪ :‬عشرة‬
‫‪50‬‬
‫دراهم‪ ،‬وخمسين درهم‪ ،‬ومائة درهم (‪ ،)144 ،04 ،14‬وهو ما يعرف بـ"الفرض"‪.‬‬
‫هذا من جهة العطاء النقدي‪ ،‬أما من جهة العطاء العيني‪ ،‬تمثل في السلع الضرورية (الثياب‪ ،‬الطعام) من‬
‫‪51‬‬
‫فالسياسة األولى تتعلق‬ ‫الزيت والخل والبر والحنطة‪ ،‬وهو ما كان عمر رضي اهلل عنه يفرض منه الكفاية‪.‬‬
‫بالتوزيع النوعي (النقدي) أما السياسة الثانية فتتعلق بالتوزيع المباشر (سلع ضرورية)‪.‬‬
‫إن سياس ة الرفاهية االقتصادية واالجتماعية في االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬ال تتوقف على هذه المقادير في كل‬
‫األحوال‪ ،‬وانما ُيراجع ذلك بحسب الحال والحاجة‪ .‬فقد فرض عمر مائة درهم لكل جندي‪ .‬وزاد عثمان الناس مائة‬
‫‪52‬‬
‫كما فرض عمر لكل واحد من المسلمين في كل ليلة من رمضان درهماً‬ ‫مائة‪ ،‬أي لكل واحد‪ ،‬من بيت المال‪.‬‬

‫من بيت المال يفطر عليه‪ ،‬وألمهات المؤمنين درهمين درهمين‪ .‬وزادهم عثمان واتخذ سماطاً في المسجد أيضاً‬
‫‪53‬‬
‫وأما الحاجات التي يغطيها الفيء والعطاء والفرض‬ ‫للمتعبدين والمعتكفين وأبناء السبيل والفقراء والمساكين‪.‬‬
‫فانحصرت في الضروري والحاجي وشملت‪ :‬الزواج _ المسكن _ المركب (وسائل التنقل) _ الخادم‪ ،54‬وهو ما‬
‫كان يقدم للعاملين في الدولة‪.‬‬
‫‪ 3/1/1/3‬سياسات وقواعد التوزيع‪:‬‬
‫‪55‬‬
‫كما أنه مسؤول‬ ‫(‪)00‬‬ ‫من القواعد الضابطة لتصرف الحاكم‪ :‬أن تصرف الحاكم منوط بالمصلحة للرعية‪.‬‬
‫‪57‬‬ ‫‪56‬‬
‫وأن‬ ‫وأنه يجب عليه العدل في العطاء من غير ميل أو هوى‪.‬‬ ‫عن مال المسلمين يصرفه في حوائجهم‪.‬‬
‫‪58‬‬
‫يصرف إلى كل مستحق قدر حاجته‪.‬‬
‫إن سياسة توزيع الدخل القومي (الفيء) ألجل رفاهية المجتمع‪ ،‬تتصف بالثبات في عهد النبي صلى اهلل عليه‬
‫وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان وعلي ومعاوية وعمر بن عبد العزيز‪ ،‬وكذلك فيما يتعلق بالفرض (اإلنفاق) للفطيم‬
‫‪59‬‬
‫كان أبوبكر يرى التسوية بين الناس في التوزيع‪ ،‬وكان رأي عمر‬ ‫وغير الفطيم والنساء‪ ،‬وعطاء المسلمين‪.‬‬
‫‪61‬‬
‫على القول برأي عمر ‪ ،‬فإن التفضيل وأولوية التوزيع نوعاً وكماً‪،‬‬ ‫التفضيل‪،60‬على قدر الحاجة والفقه والفضل‪.‬‬
‫‪62‬‬
‫تكون على حسب القواعد التالية‪:‬‬

‫العدد ‪ ،80‬سبتمبر ‪ .4802‬ص ص(‪02 )13 -01‬‬ ‫– جامعة الوادي‬ ‫مجلة الدراسات والبحوث االجتماعية‬
‫د‪ .‬محمد أحمد عمر بابيكر‬ ‫نظرية الرفاهية االقتصادية في االقتصاد االسالمي ودور الزكاة في الرفاه االقتصادي‬

‫‪ -‬السابقة والغناء عن اإلسالم‪ ،‬من جهاد ونحوه كهجرة ونصرة ‪ -‬الفقة والفضل‪ -‬الحاجة‪ ،‬كالضعفاء من‬
‫النساء واألطفال ‪ -‬أهل الحاضرة‪ ،‬ثم أهل البادية‪ ،‬ولهم حقوقهم عند النوازل ‪ -‬اآلهل (المتزوج)‪ ،‬ثم‬
‫العزب‪.‬‬
‫وفي هذا العصر نجد التفضيل في الرواتب واألجور بالدفاع عن اإلسالم والوطن‪ ،‬والعلم والفقه‪ ،‬ومن له‬
‫زوجة وعيال‪ ،‬وغير ذلك‪ .‬إال أن فى العصر اإلسالمي األول لكل إنسان حقاً في أموال الدولة وان لم يعمل‪،63‬‬
‫بخالف هذا العصر‪.‬‬
‫مما ِّ‬
‫يغذي كذلك رفاهية المجتمع ويزيدها‪ ،‬سياسة استخدام فائض بيت المال في قضاء الحاجات الخاصة‪،‬‬
‫‪64‬‬
‫يبدأ اإلمام في اإلنفاق والصرف‬ ‫مثل ‪ :‬قضاء الديون والتزويج‪ ،‬والتسليف‪ .‬والحاجات العامة كالبنيات التحتية‪.‬‬
‫‪65‬‬
‫مما تقدم من قواعد‬ ‫ويقدم األنفع عند االختيار بين مسلكين من غير ضرر‪.‬‬
‫باألهم ويوازن بين رتب المصالح ُ‬
‫وسياسات شرعية اقتصادية‪ ،‬تتحقق بها رفاهية المجتمع بصورة عملية وواقعية‪ ،‬يمكن صياغة هذا المفهوم‬
‫للرفاهية‪" :‬سياسة شرعية أو إجراء حكومي يهدف إلى تحسين المستوى المعيشي ألفراد المجتمع عن طريق إتاحة‬
‫السلع والخدمات سواء كان بالرواتب النقدية أو األموال العينية"‪.‬‬
‫هذا التعريف ينطبق على أحوال الرخاء‪ ،‬بخالف التعريف المار في السيرة والذي ُيتخذ فيه السياسات في‬
‫‪66‬‬
‫أحوال األزمات‪ ،‬والذي يكون إلعادة التوازن‪.‬‬

‫‪ 2/3‬الزكاة وتحقيق الرفاهية االجتماعية‪:‬‬


‫الزكاة وسيلة رئيسية لتحقيق الرفاهية سوى السياسات الشرعية المتقدم الحديث عنها‪ ،‬بل إن السياسات‬
‫الشرعية تتيح للحاكم تكميل ما نقص من مال الزكاة إن لم يكف الفقراء‪ ،‬من المصادر المالية األخرى غير‬
‫المخصوصة بمصرف معين‪ ،‬كمال المصالح‪ 67.‬وهو ما يعزز تحقيق الرفاهية ويجعله من األمور الحتمية الواجبة‬
‫التنفيذ‪.‬‬
‫نتناول في هذا الجزء من المبحث‪:‬‬
‫‪ 1/2/3‬خصائص ومعالم الزكاة‪ :‬تتمتع الزكاة بخصائص ال تُناظر‪ ،‬ومعالم ال تُقارن‪ ،‬وذلك لعالمية فارضها‬
‫وعالَمية صالحها وتوافقها مع اإلنسان والدنيا والدين‪.‬‬
‫‪ 1/1/2/3‬خصائص الزكاة ‪ :‬الزكاة اسم ألخذ شيء مخصوص من مال مخصوص على أوصاف مخصوصة‬
‫‪69‬‬
‫وحكمتها شكر للنعمة على األغنياء‬ ‫لطائفة مخصوصة‪ ،68‬وهي من فروض الدين وأركانه‪ ،‬ومن حقوق األموال‪.‬‬

‫العدد ‪ ،80‬سبتمبر ‪ .4802‬ص ص(‪03 )13 -01‬‬ ‫– جامعة الوادي‬ ‫مجلة الدراسات والبحوث االجتماعية‬
‫د‪ .‬محمد أحمد عمر بابيكر‬ ‫نظرية الرفاهية االقتصادية في االقتصاد االسالمي ودور الزكاة في الرفاه االقتصادي‬

‫وسد لخلة الفقراء‪ .‬قال القرافي‪ :‬كمل هذه الحكمة بتشريكه ين األغنياء والفقراء في أعيان األموال بحسب اإلمكان‬
‫‪70‬‬
‫ويرجع تفسير الزكاة إلى وصفين مرغوبين هما‬ ‫حتى ال تنكسر قلوب الفقراء باختصاص األغنياء بتلك األموال‪.‬‬
‫‪71‬‬
‫الطهارة والنماء‪.‬‬
‫‪72‬‬
‫إمكان‬ ‫أما خصائص الزكاة فتتمثل فى‪ :‬اتفاق المجتمع على أدائها‪ ،‬كفر من يجحدها وزجر من يمنعها‪.‬‬
‫‪74‬‬ ‫‪73‬‬
‫الحول وهو مشترط فيها سوى الزرع‬ ‫التنوع في فرضها على األموال‪.‬‬ ‫تأخيرها للعوارض العامة كالمجاعة‪.‬‬
‫‪76‬‬
‫والمعدن والركاز‪ 75‬النصاب‪.‬‬
‫‪ 1/1/1/2/3‬الخصائص العامة للزكاة‪ :77‬وتنتظم في الواقعية والمرونة‪ .‬أما الواقعية فتتمثل في‪ :‬قيام الحاكم‬
‫على أمرها وتفريقه لها‪ ،‬األخذ من الفائض‪ ،‬مقابلة حاجة الفقراء‪ ،‬إجبار من امتنع منها وأخذها بالقوة‪.‬‬
‫والمرونة تتمثل في‪ :‬إمكانية التوزيع الشخصي‪ ،‬أخذ القيمة‪ ،‬أخذها من المال النامي ‪،‬التبعيض بقسمتها على‬
‫العدد الكبير‪ ،‬جواز منحها لواحد ألجل إغنائه‪ ،‬جواز التعجيل والتأجيل‪ ،‬إذا لم تكف الزكاة أُخذ من مال المصالح‬
‫الرجوع إلى مال األغنياء في حالة عدم كفاية الزكاة‪.‬‬
‫‪ 2/1/2/3‬معالم الزكاة‪ :‬ونقسمها إلى‪ :‬معالم الباذل ومعالم القابل ومعالم العطاء أو المال‪.‬‬
‫‪ 1/2/1/2/3‬معالم الباذل‪ :‬ونعني بالباذل الغني الذي تجب عليه الزكاة‪ .‬أما معالم الزكاة المختصة بالباذل أو‬
‫‪78‬‬
‫العقل‬ ‫المعطي فهي‪ :‬الغني وهو في معنى النصاب وقيده األحناف بأن يكون فائضاً عن الحوائج األصلية‬
‫‪81‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪79‬‬
‫سقوطها بالرق‬ ‫ال تؤخذ الزكاة من الحلى المباح‪.‬‬ ‫الملك التام الخالي من الدين‪.‬‬ ‫البلوغ‪ ،‬اإلسالم‪ ،‬الحرية‪.‬‬
‫‪83‬‬
‫وتوقع طريان المستحق‪ 82.‬عدم تكرار الصدقة (ال ثني)‪.‬‬
‫‪ 2/2/1/2/3‬معالم القابل‪ :‬وهو الفقير المستحق لمال الزكاة‪ .‬والمعالم التي تنتظمه هي‪ :‬التعيين والتحديد القاطع‬
‫‪86‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪84‬‬
‫تضعيف الصدقة في حال تأخيرها في عام‪ ،‬للعام الذي يليه‪.‬‬ ‫جدارة االستحقاق‪.‬‬ ‫لمن يستحق الزكاة‪.‬‬
‫‪ 3/2/1/2/3‬معالم العطاء (المال)‪ :‬وتتمثل في‪ :‬وجوب الزكاة في المال النامي‪ ،‬ويدخل فيها المستغالت الحديثة‬
‫تعيين الحد األدنى واألعلى للعطاء‪ ،‬تحديد المقادير‪ ،‬قلة المأخوذ وتنوعه‪ .‬تعدد متعلقات الزكاة وهي‪ :‬النقدان‬
‫الماشية‪ ،‬الحرث‪ ،‬التجارة‪ ،‬المعادن‪ ،‬والفطر‪ ،‬وجواز إعطاء الواحد والجميع بحسب االجتهاد‪.‬‬
‫‪ 2/2/3‬الزكاة ودورها في تحقيق الرفاهية‬

‫العدد ‪ ،80‬سبتمبر ‪ .4802‬ص ص(‪00 )13 -01‬‬ ‫– جامعة الوادي‬ ‫مجلة الدراسات والبحوث االجتماعية‬
‫د‪ .‬محمد أحمد عمر بابيكر‬ ‫نظرية الرفاهية االقتصادية في االقتصاد االسالمي ودور الزكاة في الرفاه االقتصادي‬

‫تعمل الزكاة بما تحمله من خصائص ومعالم تتسم بالواقعية والمرونة‪ ،‬على تحقيق الرفاهية االقتصادية‬
‫واالجتماعية بسهوله وعفوية‪ .‬وقد اقترنت الزكاة بالعنصر األخالقي من التزكية والتطهير‪ ،‬وبالصالة في ست‬
‫وعشرين موضعاً من القرآن‪ 87.‬مما يعظم دورها في تحقيق رفاهية المجتمع والذي يظهر في‪:‬‬
‫كونها نوعاً من أنواع التكافل االجتماعي‪ ،‬إشاعتها المحبة بين أفراد المجتمع _ الغني والفقير‪ ،‬مما يحفِّز على‬
‫التعاون وفعل الخير‪ ،‬تسد حاجة الفقراء لضرورات الحياة وتزيد من الطلب اإلنفاقي على السلع والخدمات تعمل‬
‫على زيادة حجم العمالة وتقليل البطالة‪ ،‬تعمل على توزيع واعادة توزيع الدخل والثروة على نحو سلس‪ ،‬كما أنها‬
‫تعمل على تخصيص الموارد من خالل وقوعها على إنتاج متعدد‪ ،‬ومن ثم تؤدي إلى تخصيص التوزيع األمثل‬
‫للسلع والخدمات بين المستحقين من مستهلكين وأصحاب حاجات وغيرهم‪ ،‬تحريض ودفع أصحاب المال إلى‬
‫استثماره‪ ،‬مما يعني حفظ رؤوس األموال واحداث فائض وزيادة التنمية‪.‬‬
‫‪ 1/2/2/3‬الوظيفة العملية للزكاة‪:‬‬
‫إن الرفاهية االقتصادية تشير إلى مستوى االزدهار والمستويات المعيشية إما لفرد أو جماعة من األفراد‪.‬‬
‫وبالتحديد تشير إلى الم نفعة المكتسبة‪ ،‬عن طريق استيفاء السلع والخدمات المادية‪ .‬بمعنى آخر‪ ،‬أنها تشير إلى‬
‫‪88‬‬
‫ذلك الجزء من الرفاهية االجتماعية التي يمكن تحقيقها عن طريق النشاط االقتصادي‪.‬‬
‫وهذا ماتقوم به الزكاة على وجه التحديد‪ .‬حيث يتمثل ما يصل إلى المصارف المستحقة‪ ،‬في سلع تلبى‬
‫احتياجاتهم من المواشي والتي تتعدد منافعها من لبن وصوف وركوب وغيرها (سلع وخدمات) و الزروع والثمار‬
‫أواألموال النقدية وهي الغالب في الوقت المعاصر‪ ،‬والتي يمكن عن طريقها تحقيق الحاجات مباشرة‪ ،‬وذلك‬
‫باالستهالك أو االستثمار‪ .‬بل يتعدى كل ذلك إلى إعطاء الفقير آلة حرفته وصناعته على اختالفها من تجارة‬
‫وحدادة وصياغة وصرافة وضياع بحيث تحصل به الكفاية وقدر من الربح‪ .‬أما من لم يكن محترفاً وال يحسن‬
‫صنعة أصالً وال تجارة وال شيئاً من أنواع المكاسب فيعطى كفاية العمر الغالب ألمثاله في بالده‪ .‬وقد استب ْقت‬
‫الزكاة رأس المال ألصحابه من كتب العلم وآلة الحرفة‪ ،‬ومن له مسكن وخادم فال يباع عليه ذلك‪ ،‬ويجوز لهم‬
‫األخذ من الزكاة‪ .‬ولقد اعتبر بعض العلماء كالشافعية العجز عن الكسب الالئق بحال الشخص ومروءته دون‬

‫العجز عن أصل الكسب‪ .‬بل أجاز بعض الفقهاء شراء الضروريات للفقير من الزكاة كالمسكن والثياب‪ ،‬تحقيقاً‬
‫للكفاية ‪ .‬كما ُيعطى من يملك الدابة والدار والخادم وغيرها‪ ،‬من الزكاة ألن هذه األشياء من الحوائج الالزمة التي‬
‫‪89‬‬
‫وبذلك تحقق الزكاة الكفاية التامة للفرد وتنقله من حال الفقر إلى حال الغنى الذي يتيسر‬ ‫ال بد لإلنسان منها‪.‬‬

‫العدد ‪ ،80‬سبتمبر ‪ .4802‬ص ص(‪01 )13 -01‬‬ ‫– جامعة الوادي‬ ‫مجلة الدراسات والبحوث االجتماعية‬
‫د‪ .‬محمد أحمد عمر بابيكر‬ ‫نظرية الرفاهية االقتصادية في االقتصاد االسالمي ودور الزكاة في الرفاه االقتصادي‬

‫له فيه ضرورات الحياة‪ .‬كما تجعله منتجاً بتوفير آالت صنعته ومن ثم فهي تزيل البطالة وتوفر الكسب المنتج‬
‫للدخل‪ ،‬وهذا تمام الرفاهية‪.‬‬
‫‪ 2/2/2/3‬تحديد الفقير وأصحاب الحاجات ‪ :‬ضبط االستحقاق‬
‫‪90‬‬
‫والفقير والعامل من األصناف‬ ‫قال القرافي ‪ :‬أخذ الزكاة إما لحاجته إليها كالفقير‪ ،‬أو لحاجتنا إليه كالعامل‬
‫الثمانية المستحقة للزكاة مع غيرها من األصناف‪ .‬عند تحديد الفقير اعتبر الفقهاء النصاب كحد للغنى‪ ،‬ومنهم‬
‫من اعتبر أقل ما ينطلق عليه االسم ومنهم من أرجع ذلك إلى االجتهاد‪ .‬وهذا األخير يتفق مع أحوال عصرنا‬
‫خاصة وأن بعض أئمة المذاهب من الفقهاء عبر عن الفقير بأنه الذي يملك اليسير الذي ال يكفيه لعيشه‪ ،‬أو‬
‫‪91‬‬
‫صدق من‬
‫وما خفي من هذه الصفات كالفقر والمسكنة‪ُ ،‬ي َ‬ ‫يملك مايستغرق في حاجته كالدار والخادم والفرس‪.‬‬
‫ادعاه ما لم يشهد ظاهره بخالفه‪ ،‬أو يكون من أهل الموضع يتبين حاله‪ ،‬والغازي (في سبيل اهلل) معلوم بفعله‪،‬‬
‫‪92‬‬
‫فال بد من التثبت واالستيثاق من‬ ‫والغارم يطالب بالبينة على الدين والعسر‪ ،‬وابن السبيل يكتفى فيه بهيئة الفقر‪.‬‬
‫‪93‬‬
‫استحقاق الشخص للزكاة عن طريق من يعرفه من عدول أهل محلته ممن لهم إدراك ومعرفة بمثل حاله‪.‬‬
‫لما كانت الزكاة أمواالً لها اعتبار وخطر عظيم من حيث اكتسابها وانفاقها وتوزيعها شدد الشرع في أخذها‬
‫من صاحب المال واحتاط إلعطائها لصاحب الحاجة من فقير ومسكين وغارم وغيره‪ .‬ولذلك احتاط العلماء فى‬
‫‪94‬‬
‫وهى شروط تلتزم األخالقية وتؤكد على ضرورة‬ ‫وضع الشروط التى يعتبر بها الفقير الصحيح وكذلك الغارم‪.‬‬
‫تحسين الحال من العطاء بنقله من العسر إلى اليسر‪ ،‬ومن الضيق إلى والسعة‪ .‬فالزكاة بذلك تراعي نفي الضرر‬
‫وتراعي مبدأ التخصيص األمثل للموارد ‪ ،‬فال ُيعطى من ال يستحق‪ ،‬وهو ما يحقق رفاهية المجتمع‪.‬‬
‫أما ترتيب أهل االستحقاق فتقع البداية بالعاملين ثم الفقراء والمساكين‪ ،‬وتقدم المؤلفة قلوبهم إذا وجدوا‪ ،‬كما‬
‫ُيبد أ الغزو إن ضيق على الناس‪ ،‬وابن السبيل يقدم على الفقير إن كان يلحقه ضرر‪ ،‬ومن العلماء من يقدم‬
‫‪95‬‬
‫المديون على الفقير‪ .‬يرجع ذلك إلى الحال والزمان والمكان‪.‬‬
‫‪ 3/2/2/3‬الزكاة‪ :‬نماذج عملية للرفاهية‪:‬‬
‫وهو ما حدث في زمان عمر بن الخطاب رضي اهلل عنه عندما أرسل معاذ بن جبل إلى اليمن لجمع‬
‫الزكاة وتوزيعها على أهلها‪ ،‬فبعث إليه معاذ بثلث الصدقة‪ ،‬ثم الشطر ثم جميع الزكاة فى العام الثالث فأنكر ذلك‬
‫‪96‬‬
‫وفيه من الفوائد االقتصادية‪:‬‬ ‫عمر و رد معاذ بأنه لم يجد من يأخذها‪.‬‬
‫‪ -‬أداء الحقوق المالية إلى أهلها وصدق مؤديها‪ ،‬ممثلة في الزكاة‪.‬‬

‫العدد ‪ ،80‬سبتمبر ‪ .4802‬ص ص(‪01 )13 -01‬‬ ‫– جامعة الوادي‬ ‫مجلة الدراسات والبحوث االجتماعية‬
‫د‪ .‬محمد أحمد عمر بابيكر‬ ‫نظرية الرفاهية االقتصادية في االقتصاد االسالمي ودور الزكاة في الرفاه االقتصادي‬

‫‪ -‬تحسين األحوال المعيشة للفقراء وصدقهم في األخذ‪.‬‬


‫‪ -‬ازدهار النشاط االقتصادي بفعل الزكاة‪.‬‬
‫‪ -‬زيادة الرفاهية االقتصادية واالجتماعية بسبب الزكاة تحسين األحوال االقتصادية ألفراد المجتمع وقوة‬
‫الحاكم في تبليغ الحقوق إلى أهلها‪ .‬مما يدل على التطبيق العملي لإلسالم وانتشار القيم األخالقية في‬
‫المجتمع اليمني ويتضح ذلك من خالل‪:‬‬
‫‪97‬‬
‫‪ -‬اكتفاء أهل البلد من أموال الزكاة وعدم حاجتهم إليها‪ ،‬انتفاء الفقر بالضرورة أو قلته‪،‬‬
‫‪ -‬شيوع روح اإلخاء والتعاون‪ ،‬من أجل ذلك ُنقلت الزكاة إلى مكان آخر‪ .‬والفائدة المتحصلة من ذلك‪ ،‬هو‬
‫استغالل المجتمع لهذا الفائض‪ .‬وهذا يوضح االرتباط واالنسجام الجزئي مع الكلي‪ .‬من الممكن تمثيل هذا‬
‫التحسين واالنتقال في المستوى المعيشي بيانياً عن طريق منحنيات السواء‪.‬‬
‫الشكل التالي يبين انتقال الممنوحين للزكاة من نقطة دنيا ال يتوفر فيها كفاية العيش إلى نقطة أخرى في‬
‫مستوى أعلى من منحنيات السواء‪ ،‬يتحسن فيها عيشهم‪.‬‬

‫ب‬ ‫نقطة تحسين المستوى‬


‫المعيشي بعد الزكاة‬
‫أ‬
‫نقطة ما قبل الزكاة‬ ‫م س‪2‬‬

‫م س‪1‬‬

‫‪ 4/2/2/3‬الزكاة‪ :‬نماذج معاصرة‪:‬‬


‫ال يمتنع تكرار التجربة التي كانت في عهد عمر‪ ،‬في وقتنا المعاصر متى توفرت شروطها أو فروضها‪ .‬إذ‬
‫أن قابلية الزكاة للتطبيق واسهامها في تحقيق الرفاهية‪ ،‬ال تقتصر على زمان دون زمان‪ .‬فقد تنبه العالم‬
‫اإلسالمي المعاصر إلى أهمية الزكاة ودورها االقتصادي واالجتماعي فاستظهر بتطبيقها ولو على نحو جزئي‪.‬‬
‫إال أن التجربة السودانية كانت هي الرائدة في هذا المجال وعلى نطاقها الكلي‪.‬‬
‫إذ أبرز ديوان الزكاة في السودان وألكثر من ربع قرن الدور المتعاظم لهذه الشعيرة في سد حاجات الكثيرين‬
‫من الفقراء وأهل الحاجة‪ .‬اشتملت أوعية الزكاة في السودان على ستة أنواع من األموال هي ‪ :‬الزروع _ األنعام‬

‫العدد ‪ ،80‬سبتمبر ‪ .4802‬ص ص(‪01 )13 -01‬‬ ‫– جامعة الوادي‬ ‫مجلة الدراسات والبحوث االجتماعية‬
‫د‪ .‬محمد أحمد عمر بابيكر‬ ‫نظرية الرفاهية االقتصادية في االقتصاد االسالمي ودور الزكاة في الرفاه االقتصادي‬

‫عروض التجارة _ المال المستفاد _ المهن الحرة _ المستغالت‪ .‬وتتوزع على سبعة مصارف هي‪ :‬الفقراء‬
‫والمساكين _ الغارمين _ ابن السبيل _ في سبيل اهلل _ المصارف الدعوية _ العاملين عليها _ الصرف‬
‫اإلداري‪ .‬وبأخذ نماذج من الجباية والصرف لألعوام ‪1411-1442‬م‪ ،‬تتضح اإلمكانية التطبيقية الكبيرة للزكاة‬
‫في الوقت المعاصر‪.‬‬

‫جملة جباية األوعية الزكوية وصرفها لألعوام ‪2012-2002‬م‬ ‫جدول }‪{1‬‬

‫نسبة النمو‬ ‫السنة‬ ‫جملة الصرف‬ ‫نسبة النمو‬ ‫السنة‬ ‫جمالة جباية األوعية‬
‫‪-‬‬ ‫‪1442‬‬ ‫‪018.200.523‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1442‬‬ ‫‪002.101.154‬‬
‫‪11.1‬‬ ‫‪1445‬‬ ‫‪033.383.500‬‬ ‫‪8.5‬‬ ‫‪1445‬‬ ‫‪081.430.125‬‬
‫‪13.5‬‬ ‫‪1448‬‬ ‫‪015.030.405‬‬ ‫‪10.3‬‬ ‫‪1448‬‬ ‫‪000.150.244‬‬
‫‪8.8‬‬ ‫‪1414‬‬ ‫‪024.210.208‬‬ ‫‪11.2‬‬ ‫‪1414‬‬ ‫‪082.004.112‬‬
‫‪12.4‬‬ ‫‪1411‬‬ ‫‪082.208.482‬‬ ‫‪18.1‬‬ ‫‪1411‬‬ ‫‪081.303.053‬‬
‫‪14.1‬‬ ‫‪1411‬‬ ‫‪215.005.018‬‬ ‫‪03.0‬‬ ‫‪1411‬‬ ‫‪542.544.305‬‬
‫مستخلص من جداول‪.‬‬ ‫المصدر ‪ :‬إدارة اإلحصاء _ ديوان الزكاة‪.‬‬

‫َدلت التجربة المبينة في الجدول}‪ {1‬على إمكانية التطبيق العملي لفريضة الزكاة عن طريق جمعها من‬
‫معوق‪ ،‬في الوقت المعاصر‪ ،‬وان تفاوت‬
‫األغنياء ومنحها للفقراء‪ ،‬مع االستم اررية والتلقائية من غير توقف أو ِّ‬
‫حجم المأخوذ‪ ،‬ألن ذلك ُيعزى ألحوال النشاط االقتصادي والتغيرات االقتصادية‪.‬‬
‫مما يدل على صدق النظرية اإلسالمية في الرفاهية االجتماعية كذلك‪ ،‬المرونة والواقعية التي تتمتع بها‪ .‬فهي‬
‫تعمل على توجيه األموال مباشرة إلى حاجات الفقراء والمساكين والمحتاجين‪ .‬مع إمكانية زيادة حظ الفقراء بحسب‬
‫تغير األحداث واألحوال‪ .‬وان نقصت الزكوات عن سد حاجة الفقراء‪ ،‬فإن ذلك يكمل من الصدقات التطوعية‬
‫‪98‬‬
‫كل من علم بحاجة أخيه أن يسدها واال أثم‪.‬‬ ‫بالفرض على األغنياء المقتدرين‪ ،‬كما يجب على‬
‫في أواخر عام ‪1410‬م أجيزت ميزانية ‪1410‬م للزكاة بمقترح كلي للجباية يصل إلى مليار و‪ 044‬مليون‬
‫جنيه سوداني‪ ،‬بنسبة زيادة تبلغ ‪ %04‬عن عام ‪1410‬م‪ .‬كما أجيز رفع نسبة الفقراء والمساكين من‪%35‬‬
‫إلى‪ ،%21‬وزيادة عدد األسر المدعومة شهرياً من ‪ 11‬ألف إلى ‪ 04‬ألف أسرة‪ ،‬بزيادة المبلغ من ‪ 144‬جنيه إلى‬
‫‪ 104‬جنيهاً مع توسيع مظلة العالج االتحادي ليشمل جميع العمليات الجراحية لألسر الفقيرة ورفع كفالة األيتام‬
‫‪99‬‬
‫إلى‪ 03‬ألف يتيم بواقع ‪ 104‬جنيهاً‪.‬‬

‫العدد ‪ ،80‬سبتمبر ‪ .4802‬ص ص(‪01 )13 -01‬‬ ‫– جامعة الوادي‬ ‫مجلة الدراسات والبحوث االجتماعية‬
‫د‪ .‬محمد أحمد عمر بابيكر‬ ‫نظرية الرفاهية االقتصادية في االقتصاد االسالمي ودور الزكاة في الرفاه االقتصادي‬

‫‪ 5/2/2/3‬الزكاة ونظريات الرفاهية‪ :‬عرض ومناظرة‬


‫نعرض في هذا الجزء نظريات الرفاهية االقتصادية ونناظرها بنظرية الزكاة في الرفاهية االقتصادية‬
‫واالجتماعية‪ .‬إذ أن النظرية اإلسالمية لتحقيق الرفاهية عن طريق الزكاة تتجاوز سلبيات أو مساوئ النظرية‬
‫الغربية للرفاهية االجتماعية‪ .‬فنظرية سميث والتي ترتكز على نمو الثروة في المجتمع‪ ،‬وأن النمو االقتصادي يزيد‬
‫من الرفاهية االجتماعية‪ ،‬نجد أن الزكاة تعمل على زيادة الدخل والثروة ومن ثم النمو االقتصادي من خالل‬
‫تحفيزها ألرباب األموال الستثمار أموالهم‪.‬‬
‫أما بنتهام فقد ذهب إلى أن تحسين الرفاهية يحدث عند ضمان قدر كبير من الصالح ألكبر عدد‪ ،‬وأن‬
‫الرفاهية الكلية ‪:‬هي مجموع المنافع التي يمتلكها أفراد المجتمع‪ .‬من جهة النظرية والتطبيق فإن الزكاة لها القدرة‬
‫على تحقيق ذلك‪ .‬فقد زادت رفاهية أهل اليمن زمان عمر حتى فاضت وُنقلت مما يعني تحسين الرفاهية وكثرة‬
‫المنافع لمجموع أفراد المجتمع‪ .‬وفي الوقت المعاصر تعمل الزكاة في السودان على تغطية حاجات متعددة للعدد‬
‫الكبير من أفراد المجتمع‪ ،‬كما تقدم ‪.‬‬
‫يقوم ديوان الزكاة بتمليك مشاريع إعاشية عن طريق توفير وسائل إنتاجية كماكينات الخياطة وماكينات‬
‫ويختار لهذه المشاريع الضعفاء من النساء الفقيرات من األرامل والمطلقات‬
‫صناعة الحلوى واألحذية وغيرها‪ُ .‬‬
‫وغيرهن‪ .‬كما أنشأ الديوان مزارع جماعية لأللبان والدواجن وورش الحدادة ومصانع المالبس الجاهزة ‪ ،‬وتمليك‬
‫قوارب صيد األسماك الثنتي عشرة ألف أسرة ‪ ،‬والتي أدت إلى زيادة اإلنتاج إلى ستة أضعاف‪.‬‬
‫لقد تطور الصرف الزكوي على وسائل اإلنتاج فارتفع عدد األسر المستفيدة من ‪ 1010‬عام ‪1011‬هـ إلى‬
‫‪ 10400‬أسرة في عام ‪1011‬هـ ثم قفز إلى ‪ 10.118‬أسرة في عام ‪1013‬هـ‪ ،‬بمبلغ صرف مليار وسبعمائة‬
‫‪100‬‬
‫وأربعة وتسعين وستمائة ألف جنيه سوداني (‪)1.280.3‬جنيه‪.‬‬
‫إن أي تغيير يجعل على األقل فرداً واحداً في حالة أفضل وال يجعل واحداً في حال أسوأ‪ ،‬يعتبر تحسيناً في‬
‫الرفاهية االجتماعية ‪ .‬والعكس‪ ،‬يعتبر انخفاضاً في الرفاهية‪ ،‬هو ما يعرف بأمثلية باريتو التي فشلت في تقييم‬
‫هذا التغيير بسبب أن السياسات الحكومية تتضمن تغييرات تفيد البعض وتضر البعض اآلخر‪ .‬بمناظرة هذا‬
‫المعيار مع مقاصد الزكاة‪ ،‬فإنها تأخذ من البعض المقتدر من غير أن تضرهم لينتفع بذلك المأخوذ البعض‬
‫اآلخر وهي سياسة اقتصادية كلية متفق عليها بين أفراد المجتمع من ناحية والحكومة من ناحية أخرى‪ ،‬ألنها‬
‫ركن من أركان الدين ال يسع فرد وال حكومة االمتناع عن أدائها واعطائها لمستحقيها‪ .‬فهي تعمل على تحصيل‬

‫العدد ‪ ،80‬سبتمبر ‪ .4802‬ص ص(‪01 )13 -01‬‬ ‫– جامعة الوادي‬ ‫مجلة الدراسات والبحوث االجتماعية‬
‫د‪ .‬محمد أحمد عمر بابيكر‬ ‫نظرية الرفاهية االقتصادية في االقتصاد االسالمي ودور الزكاة في الرفاه االقتصادي‬

‫المنافع ودفع المضار‪ ،‬وال ُي ُّ‬


‫عد ما يدفعه األغنياء للفقراء تعويضاً لهم بسبب حدوث تغيير في االقتصاد كما في‬
‫معيار كالدور‪-‬هكس‪ ،‬بل هو فريضة واجبة األداء ال يعقبها ضرر على الباذل وتشتمل على منافع للقابل وهو ما‬
‫بمعيار كالدور‪ -‬هكس الذي يشترط عدم تأثير مكاسب المنتفعين‬ ‫يعتبر تحسيناً في الرفاهية االجتماعية‬
‫(األغنياء) عند تنازلهم عن جزء مما يملكون للمتضررين (الفقراء)‪ .‬وما نقص مال من صدقة‪.‬‬
‫على أن الزكاة‪ ،‬كما تقدم ذكره‪ ،‬تمتلك خاصية تحديد أهل االستحقاق وترتيبهم حسب حاجاتهم‪ ،‬وهو ما عاق‬
‫تطبيق مقترح بيرجسون الذي يذهب إلى استخدام مجموعة من األحكام القيمية تترتب فيها منافع األفراد حسب‬
‫وبينا‬
‫مستويات مختلفة‪ ،‬حيث يرى استخدام منحنيات السواء ألجل ذلك‪ .‬وقد ذكرنا أن الزكاة تقوم بهذه المهمة َ‬
‫ذلك عن طريق منحنيات السواء‪.‬‬
‫في التجربة العملية للزكاة في السودان يصدر ديوان الزكاة منشو اًر سنوياً يبين فيه أسس وضع التقدير‬
‫واالستحقاق‪ ،‬على أن تكون األولوية في تقدير العطاء بالنسبة لألشخاص حسب الترتيب التالي‪:‬‬
‫‪ .1‬اليتامى ‪ .1‬األرامل ‪ .0‬المطلقات (من ليس لهن عائل) ‪ .0‬المهجورات (المعلقات)‬
‫‪ .5‬أي أشخاص‬ ‫‪ . 2‬الطالب الذين ال يجدون نفقات الدراسة‬ ‫‪ . 3‬العالج‬ ‫‪ .0‬المسنون والمرضى‬
‫آخرين تضيفهم لجنة التقدير واالستحقاق‪.‬‬
‫ويعرف الفقراء والمساكين إما عن طريق كشوفات لجان الزكاة المحلية واما عن طريق تزكية األفراد الموثوق‬
‫‪101‬‬
‫بهم‪.‬‬
‫على ما تقدم تظهر مالمح النظرية االقتصادية اإلسالمية للرفاهية االجتماعية ممثلة في الزكاة‪ ،‬بوضوح‪ ،‬إذ‬
‫تستوعب هذه النظرية جميع نظريات الرفاهية االجتماعية الغربية وتزيد عليها بتجاوزها لسلبياتها ومساوئها‪ ،‬في‬
‫ظل منظومة متكاملة ينهض بها الفرد والمجتمع والدولة‪ ،‬بتوافق تام على تطبيقها شرعاً وطبعاً وعرفاً‪.‬‬

‫‪ 3/3‬معايير وقياس الرفاهية االقتصادية‪:‬‬


‫نقصد بالمعايير‪ ،‬الضوابط المقيدة لتحقيق الرفاهية وهي معايير تنطلق من مقاصد شرعية‪:‬‬
‫‪ -1‬تحصيل النفع وان قل‪ ،‬أو تكثيره (تغير الحال إلى حسن أو أحسن)‬
‫‪ -1‬ما يعتبر منفعة أو ضرر‪ ،‬مصلحة أو مفسدة‪ ،‬ضابطه الشرع ومقاصده‬
‫‪ -0‬يشترط التخاذ الحاكم لسياسة أو إحداث منفعة‪ ،‬أن تكون لصالح الفقراء والضعفاء‪ ،‬كما هي سياسة عمر‬
‫وسيرته‪.‬‬

‫العدد ‪ ،80‬سبتمبر ‪ .4802‬ص ص(‪01 )13 -01‬‬ ‫– جامعة الوادي‬ ‫مجلة الدراسات والبحوث االجتماعية‬
‫د‪ .‬محمد أحمد عمر بابيكر‬ ‫نظرية الرفاهية االقتصادية في االقتصاد االسالمي ودور الزكاة في الرفاه االقتصادي‬

‫أما قياس الرفاهية االقتصادية أو االجتماعية‪ ،‬فيتحقق ذلك عن طريق معيار أخالقي أو مقارنات شخصية‬
‫في وجود محددات وأحكام تتعلق بأهل االستحقاق والجدارة‪ .‬كما هو الشأن في الزكاة‪.‬‬
‫أما السياسات الشرعية التي ينشؤها الحاكم فضابطها المصلحة للفقير والضعيف‪ .‬فإذا أدت سياسة الدولة‬
‫المتخذة إلى توفير األمن أو زيادته ورفع المستوى المعيشي أو تخفيف األزمة االقتصادية فإن ذلك يعتبر سياسة‬
‫صحيحة محققة لمقاصد الشريعة الكلية وأهداف المجتمع‪ .‬كذلك كل ما يتعلق بزيادة القوت والسلع والخدمات‬
‫وتوفير الرعاية الصحية ألفراد المجتمع‪ .‬جميع ذلك من مكونات الرفاهية‪.‬‬
‫‪ 1/3/3‬فروض نظرية الرفاهية االجتماعية ‪:‬‬
‫أخي اًر نصل إلى فروض نظرية الرفاهية االجتماعية في االقتصاد اإلسالمي‪ .‬والسبب الجالب لتأخيرها والختم‬
‫بها أننا استخلصناها من مجموع آيات القرآن المرتبطة بالرفاهية‪ ،‬حسب ما تقدم‪ ،‬والسيرة بوجه عام وسيرة عمر‬
‫بن الخطاب رضي اهلل عنه بوجه خاص‪ .‬كما أن تحقيق الرفاهية في تلك العصور اإلسالمية األولى كان يجري‬
‫في ظل مجتمع تتوفر فيه مقومات النجاح من كل جوانبه‪ ،‬الدينية‪ ،‬واألخالقية‪ ،‬واالجتماعية‪ .‬هذا بخالف‬
‫العصور اإلسالمية الحالية التي اختلت فيها موازين العدل بكل جوانبه‪.‬‬
‫يتأسس على ذلك أن نضع فروضاً هي شروط لكي تنجح أو تتحقق الرفاهية االجتماعية واالقتصادية في‬
‫مجتمع مسلم محاط بعالم ملئ بالتغيرات و ُّ‬
‫التكدرات‪ ،‬اقتصادية‪ ،‬أو اجتماعية أو أخالقية‪ .‬وهو ما نبني عليه هذه‬
‫الفروض من غير أن نستدل لكل فرض منها لعدم الحاجة إلى ذلك‪.‬‬
‫‪ -‬توفُّر الحكم الرشيد وتحقيق العدالة‪ ،‬امتثال المجتمع لتعاليم اإلسالم ولو في أدنى درجاته‪ ،‬وتوفُّر فضيلة‬
‫الصدق والعفة واألمانة‪ ،‬وغياب االختالالت األخالقية أو قلتها‪ ،‬وتحقيق االستقرار األمني‪ ،‬وتوفر‬
‫عناصر اإلنتاج البشرية والمادية‪ ،‬والبنيات التحتية‪ ،‬واالستخدام األمثل للموارد‪ ،‬وعدالة التوزيع‪.‬‬

‫أوالً ‪ :‬نتائج البحث‪:‬‬


‫من خالل المعلومات النظرية والتطبيقية المتعلقة بالرفاهية االقتصادية واالجتماعية ‪ ،‬توصل البحث إلى‬
‫عدد من النتائج هى‪:‬‬
‫‪ -‬ثبت من الوقائع التاريخية العملية للعصر اإلسالمي األول إمكانية تحقيق الرفاهية االقتصادية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬ويتأيد ذلك بالنظرية التي أثبت االقتصاد اإلسالمي مقدرته على تطبيقها في الوقت‬
‫المعاصر‪.‬‬

‫العدد ‪ ،80‬سبتمبر ‪ .4802‬ص ص(‪01 )13 -01‬‬ ‫– جامعة الوادي‬ ‫مجلة الدراسات والبحوث االجتماعية‬
‫د‪ .‬محمد أحمد عمر بابيكر‬ ‫نظرية الرفاهية االقتصادية في االقتصاد االسالمي ودور الزكاة في الرفاه االقتصادي‬

‫‪ -‬ظهرت الزكاة كآلية قوية لتحقيق الرفاهية االجتماعية عبر العصور والى اآلن‪ ،‬منذ عهد اإلسالم األول‬
‫إلى عصر الدولة الحديثة (السودان كنموذج)‪ .‬بل وتفوق نظرية الزكاة على النظريات الغربية الحديثة‪.‬‬
‫‪ -‬يتضح تفوق نظرية الزكاة على نظريات الرفاهية الغربية في تجاوزها لجميع سلبياتها‪ ،‬مع تميز الزكاة‬
‫بتوجيه المنافع االقتصادية للمستحقين مباشرة والتحديد القاطع لهم‪.‬‬
‫‪ -‬برز بوضوح أن السياسة الشرعية لها القدرة على تحصيل الرفاهية االجتماعية‪ ،‬خاصة في ظل حكم‬
‫رشيد وحاكم سديد يسعى إلى إقامة العدل‪ .‬اتضح ذلك من خالل فعل الخلفاء الراشدين وسياستهم‬
‫االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬
‫‪ُّ -‬‬
‫تمي ز الرفاهية االجتماعية في االقتصاد اإلسالمي على النماذج الغربية في كونها تنبني على العدالة في‬
‫توزيع الدخل والثروة‪ ،‬مع تع ُّدد مكوناتها التي تشمل الروحية والمادية‪ .‬إضافة إلى كونها واجبة التطبيق‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬التوصيات‪:‬‬

‫ونبنيها على أساس النتائج المتقدمة‪.‬‬


‫‪ -‬تهيئة الشروط واألحوال التي تعين على تطبيق نظرية الرفاهية االجتماعية‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة إبراز النظريات االقتصادية اإلسالمية وبذل الجهود العلمية والعملية والبحثية ألجل تحقيق ذلك‪.‬‬
‫‪ -‬وجوب تعظيم شعيرة الزكاة واظهار دورها الفاعل في المجتمع على النطاق االقتصادي واالجتماعي‪.‬‬
‫‪ -‬العمل على إنزال القيم األخالقية لإلسالم موضع التطبيق واشاعة فضيلة الصدق واألمانة والعفة‪.‬‬
‫‪ -‬االهتمام بالمعاني الروحية جنباً إلى جنب مع المادية على وجه التوازن من غير طغيان‪ ،‬مع التأكيد على‬
‫إقامة فريضة الصالة واظهار مكانتها الروحية‪ ،‬خاصة في تقويم المجتمع واصالح الفرد‪.‬‬

‫العدد ‪ ،80‬سبتمبر ‪ .4802‬ص ص(‪12 )13 -01‬‬ ‫– جامعة الوادي‬ ‫مجلة الدراسات والبحوث االجتماعية‬
‫د‪ .‬محمد أحمد عمر بابيكر‬ ‫نظرية الرفاهية االقتصادية في االقتصاد االسالمي ودور الزكاة في الرفاه االقتصادي‬

‫حواشي ومراجع البحث‪:‬‬

‫‪ 1‬ابن منظور‪(:‬ت‪ 211:‬هـ) لسان العرب‪ ،‬تصحيح‪ :‬أمين محمد عبد الوهاب _ محمد الصادق العبيدي_ دار إحياء التراث العربي‪،‬‬
‫بيروت_ لبنان‪ ،‬ط‪1018، 0/‬هـ_‪1888‬م ـ‪.5_122/0 ،‬‬
‫وذلك في سورة البقرة_ آيتان‪ ،05 ،00،‬وآية في النحل_ ‪ .111‬انظر‪ :‬محمد فؤاد عبد الباقي‪ ،‬المعجم المفهرس أللفاظ القرآن‬ ‫‪2‬‬

‫الكريم بحاشية المصحف الشريف‪ ،‬دار الحديث_ القاهرة‪1011 ،‬هـ _‪1441‬م‪ ،‬ص ‪.083‬‬
‫انظر‪ :‬محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرازي (ت‪333:‬هـ)‪ :‬مختار الصحاح‪ ،‬دار الجيل بيروت_‬ ‫‪3‬‬

‫لبنان‪1042،‬هـ_‪1852‬م‪ ،‬ص‪ ،105‬أبو القاسم الحسين بن محمد الراغب األصفهاني (ت‪ 041 :‬ه)‬
‫الم فردات في غريب القرآن‪ ،‬مراجعة وتقديم‪ :‬وائل أحمد عبد الرحمن‪ ،‬المكتبة التوفيقية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬د‪.‬ت‪،‬‬
‫ص‪.140‬‬
‫محمد بن جرير الطبري‪(،‬ت‪014 :‬ه)‪ :‬جامع البيان عن تأويل آي القرآن‪ ،‬ضبط وتوثيق وتخريج‪ :‬صدقي جميل العطار‪،‬دار‬ ‫‪4‬‬

‫الفكر‪ ،‬بيروت_ لبنان‪ ،‬ط‪1011 ،1/‬هـ_‪1441‬م‪.058 ،041/1 ،‬‬


‫‪ 5‬انظر‪ :‬المصدر السابق‪ ،100/8 ،‬أبو محمد عبد الحق بن عطية(ت‪003:‬هـ)‪ :‬المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز‪ ،‬تحقيق‬
‫وتعليق‪ :‬عبد اهلل إبراهيم األنصاري_ السيد عبد العال السيد‪ ،‬و ازرة األوقاف والشئون الدينية_ قطر‪ ،‬ط‪1048 ،1/‬هـ_‪1855‬م‪،‬‬
‫‪141/14‬‬
‫اآليات التي جاء فيها اقتحام الحرام عند االضطرار واباحة اإلطعام من غير تعد وال بغي ‪ ،‬أربع هي‪ :‬البقرة ‪ ،120‬المائدة ‪،0‬‬ ‫‪6‬‬

‫األنعام ‪ ،100‬النحل‪ .110‬انظر ‪ :‬الطبري‪ ،‬مصدر سابق‪ ،8_143/1 ،‬بتصرف‪ ،‬وأبوبكر محمد بن عبد اهلل العربي‪( ،‬ت‪:‬‬
‫‪000‬هـ)‪ :‬أحكام القرآن‪ ،‬تحقيق‪ :‬علي محمد البجاوي‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬د‪.‬ت‪ 2 -00/1 ،‬بتصرف‪.‬‬
‫أبوبكر بن العربي (ت‪000 :‬ه ) القبس شرح موطأ مالك بن أنس ‪ ،‬تحقيق‪ :‬أيمن نصر – عالء إبراهيم ‪ ،‬دار الكتب العلمية‬ ‫‪7‬‬

‫بيروت – لبنان ‪ ،‬ط‪1018 ،1/‬ه‪1885 -‬م ‪133/0 ،‬‬


‫انظر األمثلة من نصوص الفقهاء المتعلقة بالرفاهية‪ :‬ابن العربي ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،133/0 ،102/1 ،‬شهاب الدين أحمد بن‬ ‫‪8‬‬

‫إدريس (ت‪350:‬هـ) ‪ :‬الذخيرة‪ ،‬تحقيق ‪ :‬محمد بوخبزة‪ ،‬دار الغرب اإلسالمى ‪ ،‬بيروت – لبنان ‪ ،‬ط‪18801/‬م ‪042 ،043/0‬‬
‫‪ 002 ، 000، 048‬محمد بن محمد بن محمد الغزالي (ت‪040:‬هـ)‪ :‬إحياء علوم الدين‪ ،‬دار الهادي‪ ،‬بيروت _ لبنان‪،‬ط‪1/‬‬
‫‪1011‬ه‪1881-‬م ‪،050/0 ،‬وميزان العمل للغزالي أيضاً‪ :‬تقديم وتعليق وشرح ‪ :‬على بوملحم‪،‬دار ومكتبة الهالل ‪ ،‬بيروت –‬
‫لبنان ‪،‬ط‪1880 ، 1/‬م ‪ ،‬ص‪ ،180‬واألربعين فى أصول الدين له أيضا‪ :‬بيروت – لبنان ‪1045 ،‬ه‪1885 -‬م ‪،‬ص‪.141‬‬
‫وللحديث انظر‪ :‬حمد بن محمد الخطابي (ت‪055:‬هـ)‪ :‬معالم السنن ‪ ،‬تخريج وترقيم‪ :‬عبد السالم عبد الشافى محمد‪ ،‬دار الكتب‬
‫العلمية‪ ،‬بيروت – لبنان ‪1013 ،‬ه‪1883 -‬م ‪ ،180/0،‬أبو الفضل عياض بن موسى اليحصبي (ت‪000:‬هـ)‪ :‬مشارق األنوار‬
‫على صحيح اآلثار‪،‬قدم له وخرج أحاديثه‪ :‬إبراهيم شمس الدين_ دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت_لبنان‪،‬ط‪1010 ،1/‬هـ_‪1441‬م‪،‬‬
‫‪ .020/1‬سنجتزئ بذكر بعض النصوص بغرض استنباط الرفاهية منها‪ ،‬وكذلك األحاديث‪.‬‬
‫‪ 9‬ابن العربي‪ :‬القبس‪ ،‬مرجع سابق‪.102/1،‬‬

‫العدد ‪ ،80‬سبتمبر ‪ .4802‬ص ص(‪13 )13 -01‬‬ ‫– جامعة الوادي‬ ‫مجلة الدراسات والبحوث االجتماعية‬
‫د‪ .‬محمد أحمد عمر بابيكر‬ ‫نظرية الرفاهية االقتصادية في االقتصاد االسالمي ودور الزكاة في الرفاه االقتصادي‬

‫‪ 10‬القرافي‪ :‬مرجع سابق‪048،042،043،000/0 ،‬‬


‫‪ 11‬الغزالي‪ ،‬اإلحياء‪ ،‬مرجع سابق‪.050/0 ،‬‬
‫‪ 12‬الغزالي‪ ،‬األربعين ‪،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.141،‬‬
‫‪ 13‬الغزالي‪ ،‬ميزان العمل‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.180‬‬
‫‪ 14‬الخطابي‪ :‬مصدر سابق‪.،180/0 ،‬‬
‫‪ 15‬وفي اللسان‪ :‬وقيل ‪ :‬التوسع في المطعم والمشرب‪ ،‬فكأنه نهى عن التنعم والدعة ولين العيش‪ ،‬وأمر بالتقشف وابتذال النفس اهـ‪،‬‬
‫مصدر سابق‪122/0 ،‬‬
‫انظر‪ :‬محمد بن إسماعيل البخاري‪( :‬ت‪103:‬هـ)‪ ،‬الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‬ ‫‪16‬‬

‫وسننه وأيامه‪ ،‬تخريج وضبط وتنسيق الحواشي‪ :‬صدقي جميل العطار‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بيروت_ لبنان د ‪ .‬ت‪ :‬كتاب تفسير القرآن‪،‬‬
‫‪ 00‬سورة حم الدخان‪ ،‬حديث ‪ ،0510،0511،0511‬ص ص‪ ،10_1110‬أبو الحسن مسلم بن الحجاج القشيري (ت‪131:‬هـ)‬
‫المسند الصحيح المختصر من السنن بنقل العدل عن العدل عن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪،‬تخريج وترقيم وفهرس‪ :‬صدقي‬
‫جميل العطار‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بيروت_ لبنان‪ ،‬ط‪1010 ،1/‬هـ_‪1440‬م‪ ،‬كتاب صفة القيامة والجنة والنار‪ ،‬باب الدخان‪ ،‬حديث‬
‫‪ ،3831 ،3834‬ص ‪.25_1022‬‬
‫‪ 17‬القاضي عياض‪،‬مرجع سابق ‪.020/1‬‬
‫‪ 18‬إسماعيل بن كثير‪( :‬ت‪220:‬هـ) ‪ :‬البداية والنهاية ‪ ،‬تحقيق‪ :‬أحمد عبد الوهاب فتيح‪ ،‬دار الحديث‪ ،‬القاهرة‪1010 ،‬هـ _‪1880‬م‪،‬‬
‫‪.50/2‬‬
‫انظر لتعريف الرفاهية بالمفهوم الغربي‪ :‬محمد أحمد السريتي‪ :‬النظرية االقتصادية المتقدمة(الجزئية والكلية بين النظرية‬ ‫‪19‬‬

‫والتطبيق) _ دار الجامعة _ اإلسكندرية‪1411 ،‬م‪ ،‬ص ‪ ،003‬عبد القادر محمد عبد القادر‪ ،‬التحليل االقتصادي الجزئي بين‬
‫النظرية والتطبيق‪ ،‬الدار الجامعية ‪ :‬القاهرة‪1440/1441 ،‬م‪Wikipedia, The Free Encyclopedia ،‬‬
‫تمام ذلك موضح في آية النحل‪ ،‬وكذلك في قوله تعالى‪( :‬أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف) إيالف ‪ ،0‬وفي الحديث كذلك ‪:‬‬ ‫‪20‬‬

‫من أصبح معافى في بدنه آمناً في سربه‪ ،‬عنده قوت يومه‪ ،‬فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها) رواه الترمذي ‪ 1002‬وهو حسن‬
‫لغيره‪ .‬وانظر إمام الحرمين عبد الملك بن عبد اهلل الجويني (ت‪025 :‬هـ)‪ :‬الغياثى‪ :‬غياث األمم فى التياث الظلم ‪ ،‬وضع‬
‫حواشيه‪ :‬خليل المنصور_ دار الكتب العلمية_ ‪ ،‬بيروت _ لبنان ‪ ،‬ط‪1012/‬هـ_‪1882‬م‪ ،‬ص ‪ ،82‬وانظر الغزالي‪ :‬اإلحياء‪،‬‬
‫مصدر سابق ‪101/0 ،‬‬
‫‪ 21‬هذه األصول مبنية على قواعد الشريعة وشعائرها‪ ،‬ولها أصل محكم في الكتاب والسنة‪.‬‬
‫‪ 22‬محمد عمر شاب ار ‪ :‬مستقبل علم االقتصاد من منظور إسالمي‪ ،‬ترجمة‪ :‬رفيق يونس المصري‪ ،‬المعهد العالمي للفكر اإلسالمي ‪،‬‬
‫دار الفكر‪ ،‬دمشق‪ ،‬ط‪1013 ، 1/‬هـ_ ‪1440‬م ‪ ،‬ص ‪.133‬‬
‫انظر أبو عبيد القاسم بن سالم (ت‪110 :‬هـ) ‪ :‬كتاب األموال‪ ،‬تحقيق وتعليق‪ :‬محمد خليل هراس ‪ ،‬دار الكتب العلمية‪،‬‬ ‫‪23‬‬

‫بيروت_لبنان‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،‬ص ‪.10‬‬


‫‪ 24‬المصدر السابق ‪ ،‬نفس الصفحة ‪ ،‬بتصرف‪.‬‬
‫‪ 25‬نفسه‪ ،‬ص‪ ، 10‬بتصرف‪ ،‬وامام الحرمين ‪ :‬مرجع سابق ص ‪.114‬‬

‫العدد ‪ ،80‬سبتمبر ‪ .4802‬ص ص(‪10 )13 -01‬‬ ‫– جامعة الوادي‬ ‫مجلة الدراسات والبحوث االجتماعية‬
‫د‪ .‬محمد أحمد عمر بابيكر‬ ‫نظرية الرفاهية االقتصادية في االقتصاد االسالمي ودور الزكاة في الرفاه االقتصادي‬

‫محمد أحمد عمر‪ :‬الوحيز في علم االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬مطبعة جي تاون‪ ،‬الخرطوم‪1013 ،‬هـ_‪1440‬م‪ ،‬ص‪ 00‬وانظر امام‬ ‫‪26‬‬

‫الحرمين‪ :‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.114‬‬


‫‪ 27‬أبو عبيد القاسم ‪ ،‬مصدر سابق ص ‪ ،10‬بتصرف‪.‬القول بأن الفيء لجميع المسلمين هو رأي عمر ومن وافقه وترجيح أبي عبيد‬
‫القاسم‪ .‬والقول الثاني أنه ال حق لمن ليس له نفع للمسلمين من جهاد أو قيام بحكم أو غير ذلك‪ ،‬ولم يكن مع ذلك من الفقراء‪،‬‬
‫انظر أبو عبيد القاسم‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.100،118،113‬‬
‫‪ 28‬انظر‪ :‬الراغب األصفهاني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ ،155‬بتصرف‪.‬‬
‫‪ 29‬انظر‪ :‬امام الحرمين ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ ،50 ،81 ،81‬بتصرف‪.‬‬
‫‪ 30‬انظر شاب ار ‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪.103‬‬
‫انظر‪ :‬أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب البصري الماوردي(ت‪004:‬هـ)‪ ،‬أدب الدنيا والدين‪ ،‬شرح وتعليق‪ :‬محمد كريم‬ ‫‪31‬‬

‫راجح‪،‬دار اقرأ‪ ،‬بيروت_لبنان‪ ،‬ط ‪1010،3 /‬هـ_‪1880‬م‪،‬ص ‪ ،85‬بتصرف‪.‬‬


‫‪ 32‬رواه أبو منصور الديلمي وأبو القاسم البغوي‪ .‬انظر‪ :‬هامش اإلحياء‪ ،‬مصدر سابق‪.101/0 ،‬‬
‫‪ 33‬المصدر السابق‪.100/0 ،‬‬
‫‪ 34‬إمام الحرمين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،80،80‬بتصرف‪.‬‬
‫‪ 35‬نفسه‪ ،85،82،‬بتصرف‪.‬‬
‫‪ 36‬انظر‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪ ،143‬بتصرف‪.‬‬
‫‪ 37‬انظر أبو عبيد القاسم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ .103‬وأبو الوليد سليمان بن خلف الباجى (ت ‪080 :‬ه)‪ :‬المنتقى ‪ ،‬مطبعة السعادة‪،‬‬
‫مصر‪ ،‬ط‪1001 ، 1 /‬ه ‪ ، 102 ، 103 ، 111/1 ،‬بتصرف ‪.‬‬
‫‪ 38‬انظر ‪ :‬التوبة‪ ،140‬الذاريات ‪ ،18‬المعارج ‪ ،10‬الحديد‪ 2‬على سبيل المثال ‪.‬‬
‫‪ 39‬الجويني‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،143‬بتصرف‪.‬‬
‫‪ 40‬انظر‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪ ،145،142‬بتصرف‪.‬‬
‫‪ 41‬الماوردي‪ :‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪.105‬‬
‫أبو عبد اهلل محمد بن أبي بكر بن القيم الجوزية‪( ،‬ت‪201:‬هـ)‪ :‬الطرق الحكمية في السياسة الشرعية‪ ،‬خرج آياته وأحاديثه‪:‬‬ ‫‪42‬‬

‫الشيخ زكريا عميرات‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت_لبنان‪ ،‬ط‪1010،1/‬ه _ ‪ ،1880‬ص ‪.11‬‬
‫‪ 43‬انظر‪ :‬إمام الحرمين‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪.80‬‬
‫‪ 44‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.110‬‬
‫وهي سياسة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي ومعاوية وعمر بن عبد العزيز‪ .‬انظر أبوعبيد القاسم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‬ ‫‪45‬‬

‫‪.150،150،151،151،130،131،123‬‬
‫المصدر السابق‪ ،‬ص ‪ ،131،10‬قال عمر‪ :‬إنا أجرينا عليكم أعطياتكم وأرزاقكم في كل شهر‪.‬إمام الحرمين‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬ ‫‪46‬‬

‫ص‪ ،111‬محمد أحمد عمر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪01‬‬


‫‪ 47‬نفس المصدرين السابقين‪ ،‬ص ‪ ،111‬وص ‪ 01‬على التوالي‪.‬‬
‫‪ 48‬نفسه ‪ ،‬ص ‪131 ، 134‬‬
‫‪ 49‬نفس المصدر ‪ ،‬ص ‪102‬‬

‫العدد ‪ ،80‬سبتمبر ‪ .4802‬ص ص(‪11 )13 -01‬‬ ‫– جامعة الوادي‬ ‫مجلة الدراسات والبحوث االجتماعية‬
‫د‪ .‬محمد أحمد عمر بابيكر‬ ‫نظرية الرفاهية االقتصادية في االقتصاد االسالمي ودور الزكاة في الرفاه االقتصادي‬

‫‪ 50‬نفسه ‪ ،‬ص ‪105‬‬


‫‪ 51‬نفسه ‪ ،‬ص ‪131 ، 134‬‬
‫‪ 52‬ابن كثير ‪ ،‬مرجع سابق ‪104/2 ،‬‬
‫‪ 53‬نفس المصدر والصفحة‬
‫‪ 54‬أبو عبيد القاسم ‪ ،‬مرجع سابق ‪.128 ،‬‬
‫انظر‪ :‬إمام الحرمين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،111‬زين العابدين بن إبراهيم بن نجيم (ت‪824:‬هـ)‪ :‬األشباه والنظائر‪ ،‬تحقيق وتقديم‪:‬‬ ‫‪55‬‬

‫محمد مطيع الحافظ‪ ،‬دار الفكر_ دمشق‪ ،‬ط‪1014،1/‬هـ_‪1888‬م‪ ،‬ص ‪.105 ،102‬‬
‫انظر‪ :‬أبو عبيد القاسم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ .105،102 ،103‬فقد أعطى عمر‪ :‬عائشة ‪11‬ألف ‪ ،‬وسائر أزواج النبي صلى اهلل‬ ‫‪56‬‬

‫عليه وسلم ‪14‬ألف وفي رواية ‪11‬ألف‪ ،‬وجويرية وصفية ‪ 3‬آالف لكل واحدة‪ ،‬المهاجرين الذين شهدوا بد اًر ‪ 0‬آالف‪ ،‬وفي رواية ‪:‬‬
‫المهاجرين واألنصار ‪ 3‬آالف‪ ،‬لكل واحدة‪ .‬وهو مقدار كاف واف بمقاييس ذلك الزمان‪.‬‬
‫‪ 57‬انظر المصدر السابق‪ ،‬ص‪.100،104،108‬‬
‫‪ 58‬انظر المصدر السابق‪ ،‬ص‪.100،104،108‬‬
‫‪ 59‬ابن كثير‪ ،‬مصدر سابق‪.104/2 ،‬‬
‫‪ 60‬نفس المصدر والصفحة‪.‬‬
‫‪ 61‬أبو عبيدة القاسم‪ ،‬مصدر سابق‪.128،‬‬
‫‪ 62‬ابن نجيم‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪.102‬‬
‫‪ 63‬أبو عبيد القاسم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.103‬‬
‫‪ 64‬ابن نجيم‪ ،‬مرجع سابق‪.102 ،‬‬
‫‪ 65‬نفسه‪.105،‬‬
‫‪ 66‬انظر‪ :‬أبوعبيد القاسم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.150،150،151،151،130،100‬‬
‫‪ 67‬نفس المصدر‪.125،122،123 ،‬‬
‫ابن نجيم‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪ ، 105‬والمشهور عن عمر التفضيل وله قول مثل قول أبي بكر وكذلك يروى عن علي التسوية‪.‬‬ ‫‪68‬‬

‫قال أبو عبيد‪ :‬وكال الوجهين مذهب ‪ .‬ص ‪ ، 125‬وقال بن نجيم‪ :‬واألخذ بما فعل عمر في زماننا أحسن فتعتبر األمور الثالثة ‪،‬‬
‫ص ‪.105‬‬
‫انظر‪ :‬أبو عبيد القاسم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،125،100،100‬كان النبي صلى اهلل عليه وسلم يعطي في قسمة الفيء اآلهل‬ ‫‪69‬‬

‫حظين والعزب حظاً واحداَ‪ .‬وقسم عمر فأعطى الرجل وامرأته دينا اًر وان لم يكن له امرأة أعطاه نصف دينار‪ .‬انظر‪:‬ص ‪.100‬‬
‫وهو مذهب عمر وسياسته‪ ،‬كما تقدم‪ .‬انظر‪ :‬أثر عمر في ذلك عند أبو عبيد القاسم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.113‬‬ ‫‪70‬‬

‫وهي سياسة عمر بن الخطاب ومعاوية وعمر بن عبد العزيز وقول بعض العلماء‪ .‬انظر‪ :‬أبوعبيد القاسم‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬ ‫‪71‬‬

‫‪ ،058،130‬إمام الحرمين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ ،110‬ابن نجيم ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص ‪.102‬‬
‫‪ 72‬إمام الحرمين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪110،25،03،00‬بتصرف‪.‬‬
‫‪ 73‬انظر‪ :‬المبحث األول‪ ،‬فرع ‪.0/1/1‬‬
‫‪ 74‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪ 110‬وقد تقدم تعريف مال المصالح‪.‬‬

‫العدد ‪ ،80‬سبتمبر ‪ .4802‬ص ص(‪11 )13 -01‬‬ ‫– جامعة الوادي‬ ‫مجلة الدراسات والبحوث االجتماعية‬
‫د‪ .‬محمد أحمد عمر بابيكر‬ ‫نظرية الرفاهية االقتصادية في االقتصاد االسالمي ودور الزكاة في الرفاه االقتصادي‬

‫محي الدين بن شرف النووي (ت‪323:‬ه)‪ :‬المجموع شرح المهذب‪ ،‬تحقيق ‪ :‬د‪ .‬محمود مطرجى ‪ ،‬دار الفكر ‪ ،‬بيروت _ لبنان‬ ‫‪75‬‬

‫‪،‬ط‪1012،1 /‬ه _ ‪1883‬م ‪.155/0 ،‬‬


‫عبد الوهاب محمد بن نصر(ت‪011:‬ه) ‪ :‬التلقين‪،‬تحقيق ودراسة ‪ :‬محمد ثالث سعيد ‪ ،‬دار الفكر ‪ ،‬بيروت _ لبنان ‪،‬‬ ‫‪76‬‬

‫‪1014‬ه_‪1444‬م ‪ ،‬ص‪.105‬‬
‫‪ 77‬القرافي‪ ،‬مرجع سابق‪2/0،‬‬
‫أبو عبد اهلل محمد بن عبد الرحمن البخاري(ت‪003:‬هـ)‪ :‬محاسن اإلسالم وشرائع اإلسالم‪ ،‬دار الكتب‬ ‫‪78‬‬

‫العلمية‪،‬بيروت_لبنان‪،‬د‪.‬ت‪ ،‬ص ‪.10‬‬


‫‪ 79‬القرافي‪ ،‬مرجع سابق‪.5/0 ،‬‬
‫‪ 80‬أبو عبيد القاسم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.000‬‬
‫‪ -‬فتجب في ستة أشياء‪ :‬النقدان‪ ،‬الماشية‪ ،‬الحرث‪ ،‬التجارة‪،‬المعادن‪،‬والفطر‪ ،‬الذخيرة‪،‬مصدر سابق ‪.2/0 ،‬‬
‫‪ -‬القرافي‪ ،‬مرجع سابق‪.01/0 ،‬‬
‫‪ -‬وهو أصل الوجوب وعلم عليه‪ .‬المصدر السابق‪.8/0 ،‬‬
‫‪ -‬هذه الخصائص مأخوذة من المراجع الفقهية السابقة_ فلتراجع‪.‬‬
‫‪ -‬محمد أمين بن عابدين‪ ،‬حاشية رد المختار في الدر المختار شرح تنوير األبصار‪ ،‬دار الفكر‪1881 ،‬م‪.131/1 ،‬‬
‫‪ 81‬نفسه‪.8-105/1 ،‬‬
‫‪ 82‬القرافي مرجع سابق‪ ،01/0 ،‬ابن العربي‪،‬القبس‪ ،‬مرجع سابق‪.20/1،‬‬
‫فال تعطى لقريب أو ذي رحم يتفق عليه صاحب المال (المزكى)‪.‬‬ ‫‪83‬‬

‫‪ 84‬وقد فعل ذلك عمر لتلك المرأة التي لم تعط الزكاة عاماً حتى جاء العام الذي يليه‪ .‬انظر أبو عبيد القاسم‪ ،‬مرجع سابق‪.081 ،‬‬
‫انظر‪ :‬ما تقدم من المراجع الفقهية وانظر كذلك‪ :‬يوسف القرضاوي‪ :‬لكي تنجح مؤسسة الزكاة في التطبيق المعاصر‪ ،‬المعهد‬ ‫‪85‬‬

‫اإلسالمي للبحوث والتدريب_ البنك اإلسالمي للتنمية_ جدة‪ ،‬ط‪10101،1/‬هـ_‪1880‬م‪ ،‬ص ‪ 04‬وما بعدها‪ .‬يتنوع حجم المأخوذ من‬
‫‪ %1‬إلى ‪ %1.0‬على اختالف نوع المال‪ .‬انظر‪ :‬الذخيرة‪ ،‬مرجع سابق‪.51،00،2/0 ،‬‬
‫ذكرت الزكاة اثنتين وثالثين مرة‪ .‬واقترنت بالصالة في أربع عشرة سورة‪ ،‬البقرة في خمسة مواضع‪ ،‬والتوبة في أربعة مواضع‪،‬‬ ‫‪86‬‬

‫ومرتان في كل من النساء‪ ،‬المائدة‪ ،‬مريم‪ ،‬الحج‪ ،‬النور‪ ،‬ومرة واحدة في كل من األنبياء‪ ،‬النحل‪ ،‬لقمان‪ ،‬األحزاب‪ ،‬المجادلة‪ ،‬المزمل‪،‬‬
‫البينة‪ .‬ووردت من غير اقتران في ست سور‪ ،‬مرة واحدة لكل‪ ،‬هي‪ :‬األعراف‪ ،‬الكهف‪ ،‬مريم‪ ،‬المؤمنون‪،‬الروم‪ ،‬فصلت‪ .‬انظر‪ :‬محمد‬
‫فؤاد عبد الباقي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.042‬‬
‫‪Wikipedia, The Free Encyclopedia ,op.cit 87‬‬
‫‪ 88‬انظر المراجع التالية‪ :‬النووي‪ ،‬المجموع‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،151،154،128،125،122/3 ،‬ابن عابدين‪ ،‬الحاشية‪ ،‬مصدر سابق‪،‬‬
‫‪ ،005/1‬القرافي‪ ،‬مصدر سابق‪ ،100،100/0 ،‬أبو عبيد القاسم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.031‬‬
‫القرافي ‪ ،‬مصدر سابق‪ ،105/0 ،‬ابن رشد‪ :‬بداية المجتهد ونهاية المقتصد ‪ ،‬تنقيح وتصحيح ‪ :‬خالد العطار‪ ،‬دار الفكر ‪،‬‬ ‫‪89‬‬

‫بيروت _ لبنان ‪1010 ،‬ه _ ‪1880‬م ‪ ،‬مرجع سابق‪.114/1 ،‬‬


‫انظر‪ :‬ابن رشد‪ ،‬بداية المجتهد‪ ،‬مصدر سابق‪،111،114/1 ،‬القرافي‪،‬مصدر سابق‪،100/0 ،‬ابن عابدين‪ ،‬مصدر سابق‪،‬‬ ‫‪90‬‬

‫‪.008/1‬‬

‫العدد ‪ ،80‬سبتمبر ‪ .4802‬ص ص(‪11 )13 -01‬‬ ‫– جامعة الوادي‬ ‫مجلة الدراسات والبحوث االجتماعية‬
‫د‪ .‬محمد أحمد عمر بابيكر‬ ‫نظرية الرفاهية االقتصادية في االقتصاد االسالمي ودور الزكاة في الرفاه االقتصادي‬

‫‪ 91‬القرافي‪ ،‬مصدر سابق‪ 104/0 ،‬بتصرف‪.‬‬


‫‪ 92‬القرضاوي‪ :‬لكي تنجح مؤسسة الزكاة‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪.00‬‬
‫‪ 93‬الق ارفي‪ ،‬مرجع سابق‪.100/0 ،‬‬
‫‪ 94‬المصدر السابق‪.105/0 ،‬‬
‫‪ 95‬المصدر السابق‪.104/0 ،‬‬
‫‪ 96‬أبو عبيد القاسم‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.058‬‬
‫‪ 97‬انظر‪ :‬ابن تيمية‪ ،‬الحسبة‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪.00‬‬
‫‪ 98‬انظر لهذا الرأي‪ :‬ابن العربي‪ ،‬أحكام القرآن‪ ،‬مرجع سابق‪.1-034/1 ،‬‬
‫‪ 99‬أخبار اليوم_ الثالثاء‪12 ،‬صفر‪1000‬هـ_ ‪01‬ديسمبر‪1410‬م‪ ،‬العدد ‪،3804‬ص ‪.3‬‬
‫انظر‪ :‬عبد المنعم محمود القوصي‪ ،‬التطبيقات االقتصادية اإلسالمية المعاصرة‪ ،‬البنك اإلسالمي للتنمية‪ ،‬المعهد اإلسالمي‬ ‫‪100‬‬

‫للبحوث والتدريب‪ ،‬وقائع ندوة رقم ‪ ،00‬ط‪10141/‬هـ_‪1444‬م‪،54-028/1،‬بتصرف واختصار‪.‬‬


‫‪ 101‬المصدر السابق‪ ،2-023/1 ،‬بتصرف واختصار‪.‬‬

‫العدد ‪ ،80‬سبتمبر ‪ .4802‬ص ص(‪11 )13 -01‬‬ ‫– جامعة الوادي‬ ‫مجلة الدراسات والبحوث االجتماعية‬

You might also like