Dr Wael Shadid- إدارة مؤسسات المجتمع المدني PDF

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 190

1

‫إدارة مؤسسات المجتمع المدني‬


‫والديبلوماسية الشعبية‬

‫‪2‬‬
3
‫شديد‪ ،‬وائل‬
‫إدارة مؤسسات اجملتمع املدني والديبلوماسية الشعبية ‪ /‬وائل شديد‬
‫‪ 190‬ص‬
‫ببليوغرافية‪ :‬ص ‪186-189‬‬

‫إدارة مؤسسات المجتمع المدني‬


‫والديبلوماسية الشعبية‬
‫حقوق الطبع والنشر حمفوظة للمؤلف‬
‫يسمح بتنزيل الكتاب لالستفادة العلمية وألغراض التعليم جمانا‬
‫وال يسمح بإعادة إصداره أو أي جزء منه إال بإذن من املؤلف‬
‫‪E-mail: shadid@protonmail.com‬‬

‫العنوان باإلجنليزية‬
‫‪Managing civil society organizations‬‬
‫‪& public diplomacy‬‬
‫‪By Wael Shadid‬‬
‫‪All rights reserved for the author‬‬
‫‪It is allowed to download the book for free for academic and‬‬
‫‪educational purposes‬‬
‫‪No part of this book may be reproduced without the prior written‬‬
‫‪permission of the Author.‬‬
‫‪E-mail: shadid@protonmail.com‬‬

‫الطبعة الثانية ‪2019‬‬


‫‪Second Edition 2019‬‬

‫تصميم الغالف واإلخراج‪ :‬طارق مصطفى‬

‫‪4‬‬
‫املحتوى‬

‫املقدمة‪8 ....................................................................................‬‬
‫الباب األول‪ :‬معلومات أساسية عن املؤسسات غير الربحية ‪11 ..................‬‬
‫تعريف املؤسسات غري الرحبية‪ /‬غري احلكومية ‪12 ...................................‬‬
‫خلفية املؤسسات غري الرحبية يف العامل اإلسالمي‪14 ................................‬‬
‫املقصد العام من املؤسسات غري الرحبية‪19 ............................................‬‬
‫تصنيفات املؤسسات غري الرحبية‪21 .....................................................‬‬
‫حجم قطاع املؤسسات غري الرحبي ــة ‪23 .. .............................................‬‬
‫مشاريع املساعدات الدولية ‪28 .........................................................‬‬
‫املناخ الدولي وسياق مشاريع املساعدات الدولية ‪28 .................................‬‬
‫املساعدات الدولية حقائق وارقام ‪29 ...................................................‬‬
‫املساعدات الدولية العربية ‪32 ............................................................‬‬
‫برامج ومشاريع املساعدات الدولية املتعددة األطراف ‪36 ............................‬‬
‫أهم عوامل النجاح للمؤسسات غري الرحبية ‪37 ......................................‬‬

‫الباب الثاني‪ :‬إدارة املؤسسات غير الربحية ‪49 ........................................‬‬


‫التخطيط للمؤسسات غري الرحبية ‪50 ................................................‬‬
‫مستويات التخطيط ‪50 ..................................................................‬‬
‫اإلدارة اإلسرتاتيجية للمؤسسات غري الرحبية ‪51 ....................................‬‬
‫التخطيط اإلسرتاتيجي للمؤسسات غري الرحبية ‪56 ...............................‬‬
‫النموذج األول (املقاربة األوىل)‪ :‬النموذج املبسط للتخطيط اإلسرتاتيج‪58 ......‬‬
‫النموذج الثاني (املقاربة الثانية)‪ :‬التخطيط اإلسرتاتيجي التحليلي ‪61 ........‬‬
‫املستوى الثاني‪ :‬ما دون التخطيط اإلسرتاتيجي ‪64 .................................‬‬
‫أوال‪ :‬خطة العمل (‪64 .................................................. )Business Plan‬‬

‫‪5‬‬
‫اخلطوة األخرية يف خطة العمل‪ :‬جتميع املكونات يف منت خطة واحدة‪90 .......‬‬
‫إرشادات لتطبيق خطة العمل ‪92 .......................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬اخلطة التنفيذية‪ /‬التشغيلية (مرحلة التنفيذ) ‪93 .........................‬‬
‫مكونات وعناصر اخلطة التنفيذية ‪95 ................................................‬‬
‫منوذج خلطة العمل ‪106 ................................................................‬‬

‫الباب الثالث‪ :‬يف عمق املؤسسات غير الربحية ‪113 .................................‬‬


‫مؤشرات الفاعلية للمؤسسات غري الرحبية ‪114 ......................................‬‬
‫الفروقات بني املؤسسات الرحبية واملؤسسات غري الرحبية ‪120 .....................‬‬
‫كيف تتشكل املؤسسات غري الرحبية ‪/‬غري احلكومية ‪126 ........................‬‬
‫مشاكل تواجة املؤسسة غري الرحبية ‪131 ............................................‬‬
‫الرقابة والتقييم للمؤسسة ‪140 ........................................................‬‬
‫الصرف الداخلي على اإلدشارة والتطوير ‪144 ........................................‬‬

‫الباب الرابع‪ :‬مؤسسات املجتمع املدني والديبلوماسية الشعبية ‪147 ..........‬‬


‫مؤسسات اجملتمع املدني واحلكومات احمللية ‪148 ....................................‬‬
‫شبكات الدميقراطية ‪152 ...............................................................‬‬
‫الديبلوماسية الشعبية (‪ )Public Diplomacy‬وعالقتها مبؤسسات اجملتمع املدني‬
‫‪161 ..........................................................................................‬‬
‫أدوات الديبلوماسية الشعبية ‪163 ......................................................‬‬
‫تقاطعات املؤسسات غري احلكومية مع الديبلوماسية الشعبية ‪168 ...............‬‬

‫الباب الخامس‪ :‬مصطلحات ومفاهيم للمؤسسات غير الربحية ‪177 ...............‬‬


‫املراجع العربية ‪186 .......................................................................‬‬
‫املراجع األجنبية ‪188 .....................................................................‬‬

‫‪6‬‬
‫فهرست األشكال‬

‫‪20‬‬ ‫الشكل ‪ :1‬األبعاد الثالثة للمؤسسات غري احلكومي ة‬


‫‪26‬‬ ‫الشكل ‪ :2‬أعداد املؤسسات غري الرحبية يف الدول العربية ‪ 2002‬‬
‫‪27‬‬ ‫الشكل ‪ :3‬مقياس الشفافية للمؤسسات اخلريية يف العامل العربي ‬
‫‪33‬‬ ‫الشكل ‪ :4‬تاريخ اإلنتساب ‬
‫‪34‬‬ ‫الشكل ‪ :5‬حجم املساعدات الدولية حسب الدولة لعام ‪2 011‬‬
‫‪35‬‬ ‫الشكل ‪ :6‬ترتيب الدول املاحنة بالنسبة لدخلها الوطين ‬
‫‪59‬‬ ‫الشكل ‪ :7‬منوذج التخطيط االسرتاتيجي للمؤسسات الصغرية ‬
‫‪63‬‬ ‫الشكل ‪ :8‬النموذج الثاني ‪ :‬التخطيط االسرتاتيجي التحليلي ‬
‫‪65‬‬ ‫الشكل ‪ :9‬التسلسل التخطيطي ‬
‫‪65‬‬ ‫الشكل ‪ :10‬مكونات خطة العمل ‬
‫‪66‬‬ ‫الشكل ‪ :11‬الفرق بني اخلطة اإلسرتاتيجية والتنفيذية وخطة العمل ‬
‫‪67‬‬ ‫الشكل ‪ :12‬دوافع طلب خطة العمل ‬
‫‪68‬‬ ‫الشكل ‪ :13‬فوائد خطة العمل (‪ )Business Plan‬‬
‫‪70‬‬ ‫الشكل ‪ :14‬مكونات خطة العمل (‪ )Business plan‬‬
‫‪74‬‬ ‫الشكل ‪ :15‬منوذج لعرض املعلومات ‬
‫‪82‬‬ ‫الشكل ‪ :16‬منوذج مبسط للتدفق املالي ‬
‫‪83‬‬ ‫الشكل ‪ :17‬منوذج مبسط حلساب التدفق املالي ‬
‫‪85‬‬ ‫الشكل ‪ :18‬مصفوفة تقدير الشدة ‬
‫‪86‬‬ ‫الشكل ‪ :19‬مثال على حتليل املخاطر وكيفية ختفيفها ‬
‫‪95‬‬ ‫الشكل ‪ :20‬عالقة التخطيط بالتنفيذ ‬
‫‪99‬‬ ‫الشكل ‪ :21‬منوذج اجلدول التنفيذي ‬
‫‪103‬‬ ‫الشكل ‪ :22‬منوذج للجدول الزمين ‬
‫‪104‬‬ ‫الشكل ‪ :23‬منوذج لتقدير املوازنة ‬
‫‪127‬‬ ‫الشكل ‪ :24‬كيفية تشكل املؤسسات غري الرحبية ‬

‫‪7‬‬
‫مدخل الكتاب ونطاقه‬

‫يوم�ا بع�د ي�وم ي�زداد أث�ر املؤسس�ات غير الرحبي�ة بش�تى أش�كاهلا‬
‫وختصصاته�ا‪ ،‬وي�زداد ع�دد ه�ذا الن�وع م�ن املؤسس�ات يف اجملتم�ع مبختل�ف‬
‫ش�رائحه ومكونات�ه‪ ،‬وخصوص�ا يف ه�ذا الزم�ن م�ن تاري�خ األم�ة اإلسلامية‬
‫عموم�ا واألم�ة العربي�ة خصوص�ا ال س�يما يف س�نني الربي�ع العرب�ي‪ ،‬حي�ث‬
‫تعم�ل املؤسس�ات غير الرحبي�ة بكام�ل طاقاته�ا وبكاف�ة ختصصاته�ا اإلغاثي�ة‬
‫منه�ا واحلقوقي�ة والقانوني�ة واإلجتماعي�ة والصحي�ة والتعليمي�ة لتغط�ي‬
‫مآس�ي املاليين م�ن احملتاجين م�ن رج�ال ونس�اء وأطف�ال يف خمتل�ف‬
‫بق�اع األم�ة اإلسلامية والعربي�ة عل�ى ح�د س�واء‪ .‬وبات�ت ه�ذه املؤسس�ات‬
‫احمللي�ة منه�ا والدولي�ة ه�ي املنف�ذ الوحي�د للتواص�ل م�ع ماليين احملتاجين‬
‫خلدماته�ا يف العدي�د م�ن مناط�ق الن�زاع واحلص�ار‪ ،‬وأصبح�ت أم�ل مئ�ات‬
‫األل�وف م�ن املنتظري�ن لق�دوم مندوب�ي ه�ذه املؤسس�ات مب�ا حيمل�ون م�ن‬
‫مس�اعدات ع َّله�ا ختف�ف وط�أة املعان�اة‪.‬‬

‫إن ه�ذا ال�دور الكبير ال�ذي تق�وم ب�ه ه�ذه املؤسس�ات يتطل�ب م�ن اجلمي�ع‬
‫وقف�ة دع�م ومس�اندة هل�ا‪ .‬ويأت�ي ه�ذا الكت�اب ضم�ن ه�ذا الس�ياق ليط�رح‬
‫م�ن منظ�ور جدي�د آلي�ات وطرائ�ق وأف�كار متخصص�ة يف إدارة املؤسس�ات غير‬
‫الرحبي�ة م�ن خلال أربع�ة أب�واب‪:‬‬
‫الباب األول‪ :‬معلومات أساسية عن املؤسسات غري الرحبية‪.‬‬
‫الباب الثاني‪ :‬إدارة مؤسسات املجتمع املدني‬
‫الباب الثالث‪ :‬يف عمق مؤسسات املجتمع املدني‬
‫الباب الرابع‪ :‬مؤسسات املجتمع املدني والديبلوماسية الشعبية‬
‫الباب اخلامس‪ :‬مصطلحات خاصة مبؤسسات املجتمع املدني‬

‫‪8‬‬
‫ويأت�ي ه�ذا الكت�اب للتأصي�ل هل�ذ الن�وع م�ن اإلدارة م�ن خلال ط�رح وس�ائل‬
‫ومب�ادئ إداري�ة جدي�دة‪ ،‬أو تكيي�ف جمموع�ة م�ن املب�ادئ اإلداري�ة املس�تخدمة‬
‫يف املؤسس�ات الرحبي�ة جلعله�ا صاحل�ة للتطبي�ق يف بيئ�ات املؤسس�ات غير‬
‫الرحبي�ة‪ .‬إضاف�ة إىل تطوي�ر وتكيي�ف جمموع�ة م�ن املصطلح�ات اإلداري�ة‬
‫اخلاص�ة مبث�ل ه�ذا الن�وع م�ن املؤسس�ات لتك�ون ن�واة قام�وس للمصطلح�ات‬
‫اخلاص�ة ب�إدارة املؤسس�ات غير الرحبي�ة‪.‬‬
‫ولع�ل م�ن القضاي�ا التي يتع�رض هل�ا الكت�اب ب�كل وض�وح وج�رأة قضي�ة‬
‫تداخ�ل الدبلوماس�ية الش�عبية أو العام�ة (‪ )Public Diplomacy‬م�ع‬
‫أعم�ال املؤسس�ات غير الرحبي�ة والتقاطع�ات معه�ا وبالتال�ي االنتب�اه‬
‫للتعام�ل املت�وازن الراش�د م�ع تداخلات الديبلوماس�ية التي ال مف�ر منه�ا يف‬
‫كثير م�ن املواق�ف‪.‬‬

‫ومل�ا كان�ت األم�ور اإلداري�ة هام�ة يف عصرن�ا احلال�ي‪ ،‬فإنن�ا س�نحاول‬


‫ع�رض املضامين بأس�لوب مبس�ط م�ا اس�تطعنا إىل ذل�ك س�بيال مصحوب�ة‬
‫باألش�كال التوضيحي�ة‪ .‬كم�ا ينبغ�ي التنوي�ه عل�ى أن�ه يطل�ق عل�ى‬
‫املؤسس�ات غير الرحبي�ة مصطل�ح مؤسس�ات اجملتم�ع املدن�ي أيض�ا‪ ،‬وس�نراوح‬
‫يف اس�تخدام املصطلحين حس�ب م�ا تقتضي�ه احلاج�ة‪.‬‬

‫ويعتبر الكت�اب الطبع�ة الثاني�ة للكت�اب األول ال�ذي كان بعن�وان "منظ�ور‬
‫جدي�د يف إدارة املؤسس�ات غير الرحبي�ة وتداخله�ا م�ع الديبلوماس�ية الش�عبية"‬
‫م�ع بع�ض اإلضاف�ات والتعديلات‪.‬‬

‫آملا م�ن اهلل س�بحانه وتع�إىل أن جيع�ل في�ه فائ�دة ونفع�ا للعاملين يف‬
‫جم�ال املؤسس�ات غير الرحبي�ة واملؤسس�ات غير احلكومي�ة‪.‬‬

‫‪9‬‬
10
‫الباب األول‪:‬‬

‫معلومات أساسية‬
‫عن املؤسسات‬
‫غير الربحية‬

‫‪11‬‬
‫معلومات أساسية عن املؤسسات غير الربحية‬

‫الباب األول‪:‬‬
‫معلومات أساسية عن املؤسسات غير الربحية‬
‫تعريف مؤسسات املجتمع املدني‬
‫كت�ب الكثير ع�ن املؤسس�ات أو املنظم�ات أو الش�ركات الرحبي�ة ب�ل‬ ‫لق�د ُ‬
‫إن علوم�ا متع�ددة وحبوث�ا متعمق�ة أجري�ت عل�ى ه�ذا الن�وع م�ن املؤسس�ات‬
‫الرحبي�ة‪ .‬إال أن املؤسس�ات أو املنظم�ات غير الرحبي�ة مل حت�ظ به�ذا الزخ�م‬
‫م�ن األحب�اث العميق�ة‪ .‬صحي�ح أن الف�رق يف اجلوه�ر ه�و الرحبي�ة إال أن‬
‫هن�اك أم�ورا ومس�احات مشتركة عدي�دة بين النوعين م�ع وج�ود ف�وارق‬
‫بينهم�ا بس�بب أن القص�د األس�اس لي�س الرحبي�ة يف املنظم�ات أو املؤسس�ات‬
‫غير الرحبي�ة‪ .‬فف�ي مث�ل ه�ذه املؤسس�ات ق�د ال يتوف�ر ه�ذا املفه�وم‬
‫احملس�وس للرب�ح واخلس�ارة‪ ،‬ولك�ن يأخ�ذ الرب�ح بع�دا معنوي�ا وه�و القي�ام‬
‫بالواج�ب الوطني أواالجتماع�ي أواإلنس�اني وتوفير اخلدم�ات اإلجتماعي�ة‬
‫ب�دون مقاب�ل أو بس�عر التكلف�ة أو بس�عر معق�ول كم�ا يف بع�ض املؤسس�ات‬
‫غير الرحبي�ة التي تق�دم خدم�ات صحي�ة أو عالجي�ة‪.‬‬

‫ه�ذه املؤسس�ات غير الرحبي�ة تق�وم عل�ى املب�ادرة الذاتي�ة ألف�راد م�ن‬
‫اجملتم�ع وتعتم�د عل�ى الدع�م امل�ادي م�ن أبن�اء اجملتم�ع ك ٌل حبس�ب قدرت�ه‬
‫املالي�ة أو التخصصي�ة‪ .‬وميك�ن أن تدعمه�ا الدول�ة م�ن خلال التش�جيع‬
‫واحلماي�ة واإلعان�ات أو اإلعف�اء م�ن الضرائ�ب أو الرس�وم إن وج�دت‪ ،‬أو توفير‬
‫امل�كان املناس�ب لقي�ام ه�ذه املؤسس�ات‪ .‬وع�ادة م�ا تك�ون مص�ادر الدخـ�ل هل�ذه‬
‫املؤسس�ات م�ن‪:‬‬
‫> التربعات الفردية الشعبية بشكل منتظم أو غري منتظم‪.‬‬
‫> التربعات اليت يقدمها األعضاء املؤسسني‪.‬‬
‫> التربعات اليت تقدمها املؤسسات اإلقتصادية والشركات‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫> املنح والتربعات اليت تقدمها املؤسسات والوزارات‪.‬‬
‫> تربعات املتطوعني بوقتهم حسب التخصصات أو املهارات املطلوبة‪.‬‬
‫> عائد اخلدمات اليت تقدمها هذه املؤسسات (حسن الزاير‪.)2010 ،‬‬

‫وميك�ن تعري�ف املؤسس�ات غير الرحبي�ة بأنه�ا تل�ك املؤسس�ات (املنظم�ات)‬


‫التي تق�دم خدم�ة للمجتم�ع تلبي احتياج�ات جمتمعي�ة ال تلب�ى م�ن قب�ل‬
‫القط�اع الع�ام (احلكوم�ي) وال القط�اع اخل�اص‪ ،‬وه�ي مؤسس�ات ال تقص�د‬
‫حتقي�ق الرحبي�ة م�ن عمله�ا‪ .‬لذل�ك فه�ي مؤسس�ات جمتمعي�ة ال تتب�ع‬
‫القط�اع احلكوم�ي‪ ،‬وال تتب�ع القط�اع اخل�اص (الرحب�ي بطبع�ه)‪ ،‬ويصفه�ا‬
‫البع�ض بأنه�ا مؤسس�ات القط�اع الثال�ث أو مؤسسـات املجتمـع املدنـي‪.‬‬

‫إن مفه�وم ع�دم الرحبي�ة واالس�تقاللية ع�ن احلكوم�ات أصبح�ت صف�ة‬


‫عاملي�ة‪ ،‬فعل�ى س�بيل املث�ال تف�رض مفوضي�ة األم�م املتح�دة لش�ئون الالجئين‬
‫جمموع�ة م�ن الش�روط إلنش�اء منظم�ة غير حكومي�ة (املعه�د الدميقراط�ي‬
‫للش�ئون الدولي�ة‪ )2006 ،‬منه�ا‪:‬‬
‫> أال تتوخى الربح‬
‫> أال تكون جتارية‬
‫> أن تكون غري حكومية‬
‫> مسجلة قانونيا‬
‫> ملتزمة بالقيم واملمارسات اإلنسانية العاملية‬

‫وبع�ض ال�وكاالت الدولي�ة تتطل�ب ش�روطا إضافي�ة منه�ا الق�درة ونعني‬


‫هن�ا‪ :‬كيفي�ة وض�ع خط�ة عم�ل وتأمين امل�وارد‪ ،‬واالس�تعداد للخض�وع ألي�ة‬
‫مس�اءلة نتيج�ة أعماه�ا‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫معلومات أساسية عن املؤسسات غير الربحية‬

‫وم�ن الالف�ت للنظ�ر أن فك�رة ومصطل�ح املجتمـع املدنـي ال�ذي يش�مل جمم�وع‬
‫املؤسس�ات غير الرحبي�ة ب�دأ يتبل�ور يف الع�امل العرب�ي واإلسلامي كإح�دى‬
‫املكون�ات الرئيس�ية يف الرتكيب�ة اجملتمعي�ة‪ ،‬ب�ل وحت�ى الرتكيب�ة السياس�ية‪.‬‬
‫وأخ�ذت ه�ذه املؤسس�ات تلع�ب دورا مهم�ا يف احلي�اة الش�عبية واإلجتماعي�ة‬
‫وحت�ى عل�ى مس�توى الدبلوماس�ية الش�عبية‪.‬‬

‫ويع�رف اجملتم�ع املدن�ي‪ ،‬بأن�ه‪ :‬جمموع�ة املؤسس�ات غير الرمسي�ة‪،‬‬


‫التطوعي�ة‪ ،‬املكون�ة م�ن األح�زاب السياس�ية واملؤسس�ات العامل�ة يف جم�ال‬
‫حق�وق اإلنس�ان والبن�اء الدميقراط�ي‪ ،‬وتعم�ل عل�ى تعزي�ز ونش�ر جمموع�ة‬
‫م�ن القي�م واملب�ادئ التي ته�دف إىل تطوي�ر وتنمي�ة اجملتتم�ع (املرك�ز‬
‫الفلس�طيين‪.)2011 ،‬‬

‫خلفية املؤسسات غري الرحبية يف العامل اإلسالمي‬


‫يف حقيق�ة األم�ر إن خلفي�ة العم�ل غير الرحب�ي أو التطوع�ي متج�ذرة‬
‫يف الثقاف�ات العاملي�ة عام�ة ويف الثقاف�ة العربي�ة واإلسلامية خاص�ة‪.‬‬
‫فمس�اعدة احملت�اج وس�قاية احل�اج وإك�رام الضي�ف وكل ذل�ك كان‬
‫متأصلا يف الثقاف�ة العربي�ة‪ ،‬وق�د عم�ل الدي�ن اإلسلامي عل�ى تأصيله�ا‬
‫يف النف�وس ابت�داء م�ن أركان اإلسلام كال�زكاة إىل جعله�ا م�ن فضائ�ل‬
‫األخلاق‪ .‬فف�ي بن�د ال�زكاة والتي ه�ي ج�زء م�ن امل�ال يؤخ�ذ مم�ن مع�ه‬
‫لتعط�ى للمحتاجين وملس�اعدة اآلخري�ن منه�م عل�ى س�بيل املث�ال‪ :‬الفق�راء‬
‫واب�ن الس�بيل ويف الرق�اب‪ .‬فمس�اعدة الفق�راء ه�ي أس�اس العم�ل يف اجمل�ال‬
‫اإلجتماع�ي وجوه�ره‪ ،‬ومس�اعدة اب�ن الس�بيل ه�ي ذات اجمل�ال اإلنس�اني‬
‫وجوه�ره‪ ،‬وعت�ق الرق�اب ه�ي م�ن ل�ب اجملالين‪ :‬احلقوق�ي واإلنس�اني‪.‬‬
‫الت ْق� َوى َو َ‬
‫ال َت َعأو ُن�و ْا َع َل�ى‬ ‫ويق�ول س�بحانه وتع�اىل { َو َت َعأو ُن�و ْا َع َل�ى ا ْل ِّ‬
‫بر َو َّ‬
‫اإل ْثِ�م َوا ْل ُع ْ�د َوان}‪ .‬وق�د حث�ت الكثير م�ن أحادي�ث الرس�ول [ عل�ى هذي�ن‬ ‫ِ‬

‫‪14‬‬
‫اجِ�ة‬‫ان ِف َح َ‬ ‫كَ‬ ‫ُسِ�ل ُم ُه ‪َْ ،‬م�ن َ‬ ‫َظ ِل ُمُ�ه َو َل ي ْ‬ ‫اجملالين "الُْ ْسِ�ل ُم أَ ُخ�و الُْ ْسِ�لم‪َ ،‬ل ي ْ‬
‫ِ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫اج ِتِ�ه‪َ ،‬و َْم�ن ف َّ�ر َج َع ْ�ن ُم ْس� ِل ٍم ك ْربَ�ة ف َّ�ر َج اهلل َعن� ُه ِبهَ�ا‬
‫اهلل ِف َح َ‬ ‫ان ُ‬ ‫كَ‬ ‫أَ ِخي� ِه َ‬
‫تر ُه ُ‬
‫اهلل يَ� ْو َم‬ ‫تر َع َل�ى ُم ْس� ِلم َسَ َ‬ ‫ك� َر ِب يَ� ْو ِم ا ْل ِق َي َ‬
‫ام� ِة‪َ ،‬و َم ْ�ن َسَ َ‬ ‫ك ْربَ� ًة ِم ْ�ن ُ‬ ‫ُ‬
‫ٍ‬
‫�ار ُّي ‪ ،‬ويق�ول [ ايض�ا «واهلل يف ع�ون العب�د م�ا كان‬ ‫ام� ِة " َر َوا ُه ا ْل ُب َخ ِ‬
‫ا ْل ِق َي َ‬
‫العب�د يف ع�ون أخي�ه» وأحادي�ث كثيرة يف ه�ذا الص�دد تبين م�دى اهتم�ام‬
‫اإلسلام جبمي�ع فئ�ات اجملتم�ع وخصوص�ا الش�رحية األق�ل حظ�ا ‪ .‬ث�م مت‬
‫تأصي�ل التموي�ل املال�ي‪ ،‬يف الفه�م االسلامي‪ ،‬ملث�ل ه�ذه األعم�ال اخلريي�ة‬
‫ف�كان الوق�ف اإلسلامي وه�و م�ن أه�م مي�زات اجملتم�ع اإلسلامي‪ .‬حي�ث يت�م‬
‫وق�ف عط�اء معين كعق�ار أو غيره للص�رف عل�ى إح�دى جم�االت اخلير‬
‫كالتعلي�م أو الطباب�ة أو األيت�ام أو غير ذل�ك م�ن جم�االت اخلير والنف�ع‬
‫الع�ام والتي تش�مل احلي�اة العام�ة بأكمله�ا‪ .‬ولق�د غط�ى الوق�ف مس�احة‬
‫واس�عة ج�دا م�ن األعم�ال اخلريي�ة والثقافي�ة والصحي�ة والتعليمي�ة‪ .‬إذ غط�ى‬
‫الوق�ف بن�اء املس�اجد وامل�دارس وكذل�ك روات�ب املدرسين وكت�ب ونفق�ات‬
‫الطلاب وإنش�اء املكتب�ات‪ ،‬وغط�ى الوق�ف كذل�ك إنش�اء القن�وات املائي�ة‬
‫والترع والس�قاية‪ ،‬إضاف�ة إىل الص�رف عل�ى املستش�فيات‪ ،‬ووص�ل الوق�ف إىل‬
‫مس�اعدة العرس�ان وتزيين الع�روس ومنحه�ا اهلداي�ا‪ .‬ومل يق�ف الوق�ف عل�ى‬
‫ذل�ك ب�ل تع�داه إىل إطع�ام الغرب�اء واملس�افرين وإنزاهل�م يف من�ازل خمصص�ة‬
‫هل�م‪ ،‬ووص�ل الوق�ف إىل أبن�اء الس�بيل مم�ن فق�د مال�ه أو س�رق متاع�ه‪،‬‬
‫وهن�اك وق�ف إلطلاق س�راح الس�جناء املديونين‪ ،‬ووق�ف لتحري�ر العبي�د‪،‬‬
‫ووص�ل الوق�ف إىل تعلي�م الس�جناء امله�ن واحل�رف اليدوي�ة ب�ل وص�ل الوق�ف‬
‫إىل احليوان�ات وإيوائه�ا‪ ،‬إىل غير ذل�ك م�ن جم�االت خدم�ة اجملتم�ع‪.‬‬

‫والبني�ة الوقفي�ة ه�ي يف احلقيق�ة مؤسس�ة غير رحبي�ة تق�وم عل�ى‬


‫توفير خدم�ات خمتلف�ة ب�دون قص�د رحب�ي ب�ل املقص�ود ه�و األج�ر م�ن‬
‫اهلل س�بحانه وتع�اىل‪ .‬والوق�ف ش�ئ منفص�ل ع�ن احلكوم�ة إذ أن�ه هب�ة م�ن‬

‫‪15‬‬
‫معلومات أساسية عن املؤسسات غير الربحية‬

‫أش�خاص يف اجملتم�ع كم�ا أن�ه مع�روف ل�دى اجلمي�ع «أي أن�ه مس�جل‬
‫هل�ذا الغ�رض النفع�ي» وبالتال�ي تنطب�ق علي�ه الش�روط الكامل�ة ملفه�وم‬
‫العم�ل املؤسس�ي غير الرحب�ي وغير احلكوم�ي‪ .‬والوق�ف اإلسلامي به�ذا‬
‫املفه�وم ه�و م�ن اإلبداع�ات اإلقتصادي�ة التي توف�ر اس�تثمارا طوي�ل األج�ل‬
‫للمجتم�ع يغط�ي جم�االت واس�عة م�ن التعلي�م والصح�ة ومس�اعدة الفق�راء‬
‫إىل غير ذل�ك‪ .‬وه�و بالتال�ي أول تطبي�ق مبك�ر لفك�رة التنمي�ة املس�تدامة‬
‫مبفهومه�ا العص�ري‪.‬‬

‫إضاف�ة إىل الوق�ف االسلامي فق�د تط�ور العم�ل اخليري غير الرحب�ي‬
‫يف اجملتمع�ات اإلسلامية‪ ،‬ولع�ل م�ن أب�رز مؤسس�ات العم�ل غير الرحب�ي‬
‫يف اجملتمع�ات العربي�ة واإلسلامية وأقدمه�ا ه�ي اجلمعي�ات اخلريي�ة‪ ،‬التي‬
‫ب�دأت يف التوس�ع واالنتش�ار لي�س فق�ط عل�ى املس�توى احملل�ي‪ ،‬ب�ل عل�ى‬
‫مس�توى الع�امل اإلسلامي املرتام�ي األط�راف‪ .‬وب�رز ه�ذا التوس�ع يف مطل�ع‬
‫الثمانيني�ات وم�ازال إىل اآلن‪ ،‬واس�تطاعت ه�ذه املؤسس�ات اثب�ات قدرته�ا‬
‫عل�ى املش�اركة يف تقدي�م اخلدم�ات اإلنس�انية واإلغاثي�ة عل�ى مس�توى‬
‫كبير كم�ا ه�و احل�ال يف إغاث�ة ماليين الالجئين‪ ،‬واغاث�ة األل�وف‬
‫م�ن املتضرري�ن م�ن الك�وارث الطبيعي�ة‪ .‬وس�رعان م�ا ب�دأ يتوس�ع مفه�وم‬
‫املؤسس�ات غير االرحبي�ة إىل أط�ر أخ�رى غير األط�ر اإلغاثي�ة كاملؤسس�ات‬
‫الثقافي�ة والتعليمي�ة واحلقوقي�ة‪.‬‬

‫ومم�ا ال ش�ك في�ه ف�إن املؤسس�ات غير الرحبي�ة تنم�و وتزده�ر يف ج�و‬
‫احلري�ة‪ ،‬حي�ث حري�ة التعبير ع�ن ال�رأي والفك�رة وحري�ة املطالب�ة باحلق�وق‪.‬‬
‫والب�د هن�ا م�ن توضي�ح ضواب�ط التعبير ع�ن ال�رأي حت�ى الختتل�ط األم�ور‬
‫ببعضه�ا‪ .‬فق�د ب�ادر جمم�ع الفق�ه اإلسلامي يف منظم�ة املؤمت�ر اإلسلامي‬
‫مبناقش�ة ه�ذا األم�ر وتوص�ل يف ق�راره رق�م ‪ 2/19 176‬ع�ام ‪ 2009‬بش�أن‬

‫‪16‬‬
‫حري�ة التعبير ع�ن ال�رأي وضوابط�ه‪ ،‬وأحكام�ه‪ .‬ف�كان القرارالتال�ي‪:‬‬
‫احلم�د هلل رب العاملين والصلاة والسلام عل�ى س�يدنا‬
‫أمجعين‬ ‫وصحب�ه‬ ‫آل�ه‬ ‫وعل�ى‬ ‫النبيين‬ ‫خ�امت‬ ‫حمم�د‬
‫إن جمل�س جمم�ع الفق�ه اإلسلامي الدول�ي املنبث�ق ع�ن منظم�ة‬
‫املؤمت ـ ـ ـ ـ ـ�ر اإلسـ ـ ـ ـ ــلامي املنعق�د يف دورت ـ ـ ـ ـ ـ�ه التاسع ـ ـ ـ ـ ـ�ة عش ـ ـ ـ ـ ـ�رة يف‬
‫إم ـ ـ ـ ـ ـ�ارة الش ـ ـ ـ ـ ـ�ارقة (دول�ة اإلم ـ ـ ـ ـ ـ�ارات العربي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ�ة املتح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ�دة) م�ن‬
‫‪ 1‬إىل ‪ 5‬مج�ادى األوىل ‪1430‬هــ‪ ،‬املواف ـ ـ ـ ـ ـ�ق ‪ 30-26‬نيس�ان (إبري�ل) ‪2009‬م‪.‬‬
‫بع�د اطالع�ه عل�ى البح�وث ال�واردة إىل اجملم�ع خبص�وص موض�وع حري�ة‬
‫التعبير ع�ن ال�رأي‪:‬‬

‫ضوابطه���ا‪ ،‬وأحكامه���ا‪ ،‬وبع���د اس���تماعه إىل املناقش���ات ال�ت�ي‬


‫دارت حول���ه‪.‬‬
‫قرر ما يأتي‪:‬‬

‫ال‪  :‬املقص���ود حبري���ة التعب�ي�ر ع���ن ال���رأي‪ :‬متت���ع اإلنسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ���ان‬ ‫أو ً‬
‫بكامـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ���ل إرادتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ���ه يف اجلهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ���ر مب���ا يـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ���راه‬
‫صـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ���واباً وحمقق���اً النف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ���ع ل���ه وللمجتم���ع‪ ،‬س���واء‬
‫تعل���ق بالش���ؤون اخلاص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ���ة أو القضاي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ���ا العام���ة‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬حريـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ���ة التعب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي���ر ع���ن ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ���رأي ح���ق‬
‫مصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ���ون يف اإلسـ�ل�ام يف إط���ار الضواب���ط الش���رعية‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬م���ن أهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ���م الضوابـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ���ط الش���رعية ملمارس���ة حري���ة‬
‫التعبيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ���ر ع���ن الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ���رأي‪:‬‬

‫‌أ) عدم اإلساءة للغري مبا ميس حياته أو عرضه أو مسعته أو مكانته األدبية‬
‫مثل االنتقاص واالزدراء والسخرية‪ ،‬ونشر ذلك بأي وسيلة كانت‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫معلومات أساسية عن املؤسسات غير الربحية‬

‫ب) املوضوعية ولزوم الصدق والنزاهة والتجرد عن اهلوى‪.‬‬


‫‌ج) اإللتزام باملسؤولية واحملافظة على مصاحل اجملتمع وقيمه‪.‬‬
‫د) أن تكون وسيلة التعبري عن الرأي مشروعة‪ ،‬فال جيوز التعبري عن الرأي‬
‫ولو كان صواباُ بوسيلة فيها مفسدة‪ ،‬أو تنطوي على خدش احلياء‬
‫أو املساس بالقيم‪ ،‬فالغاية املشروعة ال تربر الوسيلة غري املشروعة‪.‬‬
‫هـ) أن تكون الغاية من التعبري عن الرأي مرضاة اهلل تعاىل‬
‫وخدمة مصلحة من مصاحل املسلمني اخلاصة أو العامة‪.‬‬
‫و) أن تؤخذ باالعتبار املآالت واآلثار اليت قد تنجم عن التعبري عن الرأي‪ ،‬وذلك‬
‫مراعاة لقاعدة التوازن بني املصاحل واملفاسد‪ ،‬وما يغلب منها على اآلخر‪.‬‬
‫املعب عنه مستنداً إىل مصادر موثوقة‬ ‫ّ‬ ‫ز) أن يكون الرأي‬
‫وأن يتجنب ترويج اإلشاعات التزاماً بقوله تعإىل‪( :‬يَا أَ ُّيهَا‬
‫اس ٌق ِب َن َب ٍأ َف َت َب َّي ُنوا أَن ُت ِصي ُبوا َق ْو ًما‬
‫اءك ْم َف ِ‬
‫آم ُنوا إِن َج ُ‬
‫ين َ‬ ‫َّال ِذ َ‬
‫ني) (احلجرات‪.)6 :‬‬ ‫بهَا َل ٍة َف ُت ْص ِب ُحوا َع َلى َما َف َع ْل ُت ْم َنا ِد ِم َ‬
‫َِ‬
‫ح) أن ال تتضمن حرية التعبري عن الرأي أي تهجم‬
‫على الدين أو شعائره أو شرائعه أو مقدساته‪.‬‬
‫ط) أن ال تؤدي حرية التعبري عن الرأي إىل اإلخالل‬
‫بالنظام العام لألمة وإحداث الفرقة بني املسلمني‪.‬‬

‫ويوصي مبا يلي‪:‬‬

‫أ) تأمني الضمانات الكافية حلماية حرية التعبري عن‬


‫ِب َس ّن‬ ‫الرأي املنضبطة بالشريعة واملراعية للمسؤولية‬
‫القوانني احلامية لذلك‪ ،‬والتشريعات‪ ،‬وبالقضاء العادل‪.‬‬
‫ب) اختاذ الوسائل املتاحة ملنع استخدام حرية التعبري عن الرأي أداة‬
‫لإلساءة إىل الثوابت واملقدسات اإلسالمية‪ ،‬أو بث الفتنة بني املسلمني‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫ج) العمل على تطبيق ما اشتملت عليه املواثيق الدولية من‬
‫قيود ملنع اإلساءة إىل األديان ورموزها‪ ،‬مع استبعاد االزدواجية يف‬
‫تعامل اجملتمع الدولي مع القضايا اإلسالمية والقضايا األخرى‪.‬‬
‫د) عمل الدول اإلسالمية إىل إصدار‪  ‬تشريع دولي حيمي املشاعر واملقدسات‬
‫الدينية بوجه عام من التطاول عليها‪ ،‬والسخرية بها‪ ،‬والتشويه هلا‪ ،‬حتت‬
‫ستار الفن أو حرية التعبري عن الرأي أو غريها‪.‬‬

‫املقصد العام من مؤسسات املجتمع املدني‬


‫تع�د املؤسس�ات التي تؤس�س لقص�د غير رحب�ي مؤسس�ات غير رحبي�ة‬
‫وه�ذه املؤسس�ات حس�ب التعري�ف ينبغ�ي أال ت�وزع أرباح�ا وم�ا يزي�د م�ن‬
‫فائ�ض لديه�ا يف نهاي�ة الس�نة املالي�ة يرح�ل إىل الس�نة التالي�ة‪ ،‬دون توزي�ع‬
‫ش�يئ من�ه كأرب�اح‪.‬‬

‫يف الوق�ت ال�ذي تعم�ل في�ه املؤسس�ات الرحبي�ة عل�ى حتقي�ق أكبر ق�در‬
‫ممك�ن م�ن األرب�اح‪ ،‬ف�إن املؤسس�ة غير الرحبي�ة تعم�ل عل�ى حتقي�ق أكبر‬
‫ق�در م�ن األث�ر وامل�ردود االجتماع�ي اإلجياب�ي‪ .‬ويف حقيق�ة األم�ر تتح�رك‬
‫مؤسس�ة اجملتم�ع املدن�ي غير الرحبي�ة لتحص�ل عل�ى التموي�ل أو املس�اعدات‬
‫م�ن اجله�ات املاحن�ة‪ ،‬ث�م تق�وم بتصمي�م آلي�ة توصي�ل هل�ذه األم�وال أو‬
‫املس�اعدات للمحتاجين هل�ا يف اجملتم�ع‪ ،‬فتحق�ق بذل�ك املقص�د اإلنس�اني‬
‫م�ن عمله�ا س�واء كان مقص�دا إجتماعي�ا أو قانوني�ا أو مهني�ا حس�ب اجمل�ال‬
‫ال�ذي تعم�ل في�ه املؤسس�ة‪ .‬وبالتال�ي ف�إن مؤسس�ات العم�ل اخليري تعم�ل‬
‫ضم�ن ثالث�ة أبع�اد (الش�كل ‪ :1‬األبع�اد الثالث�ة للمؤسس�ات غير احلكومي�ة)‪.‬‬
‫البع�د األول ه�و‪ :‬بع�د األمان�ة م�ن خلال الثق�ة به�ا واحملافظ�ة عل�ى‬
‫التموي�ل والتربع�ات واملس�اعدات التي تس�تلمها دون تفري�ط فيه�ا‪ .‬وتتش�كل‬
‫مصداقي�ة املؤسس�ة غير الرحبي�ة م�ن خلال بع�د األمان�ة‪ ،‬وبق�در حمافظته�ا‬

‫‪19‬‬
‫معلومات أساسية عن املؤسسات غير الربحية‬

‫عل�ى التربع�ات وصرفه�ا يف أوج�ه احل�ق وبق�در م�ا تبتع�د ع�ن االس�تفادة‬
‫الش�خصية بق�در م�ا ترتق�ي يف س�لم األمان�ة وت�زداد ثق�ة اجلمه�ور به�ا‬
‫وبالتال�ي ازدي�اد مردوده�ا وحج�م التربع�ات لديه�ا‪ .‬أم�ا البع�د الثان�ي فه�و‪:‬‬
‫البع�د املهني املتعل�ق به�ا وذل�ك م�ن خلال تصمي�م وتنفي�ذ آلي�ات معاجل�ة‬
‫اخلدم�ات املمنوح�ة للمؤسس�ة أو التربع�ات النقدي�ة والعيني�ة التي حصل�ت‬
‫عليه�ا م�ن املاحنين واملتربعين لتصب�ح صاحل�ة للتس�ليم للفئ�ات والش�رائح‬
‫املس�تفيدة منه�ا‪ .‬أم�ا البع�د الثال�ث فه�و‪ :‬البع�د اإلنس�اني متمثلا يف إنه�اء‬
‫املهم�ة بتوصي�ل اخلدم�ة إىل املعنيين م�ن خلال تصمي�م وتنفي�ذ آلي�ات‬
‫العم�ل املن�اط به�ا وتوصي�ل خدماته�ا للفئ�ات والش�رائح املس�تهدفة‪ ،‬وس�رعة‬
‫التوصي�ل‪ ،‬ودق�ة التوصي�ل وحيادي�ة التنفي�ذ والتوزي�ع‪ ،‬وبالتال�ي حتقي�ق‬
‫اهل�دف اإلنس�اني أو اخليري ال�ذي أسس�ت م�ن أجل�ه‪ .‬ناهي�ك ع�ن ش�عور‬
‫مجي�ع العاملين باالرتي�اح النفس�ي س�واء بتوصي�ل اخلدم�ة للمحتاجين‬
‫هل�ا كخدم�ة إنس�انية أو الش�عور باالطمئن�ان رج�اء قب�ول العم�ل م�ن اهلل‬
‫س�بحانه وتع�اىل‪.‬‬

‫الشكل ‪ :1‬األبعاد الثالثة للمؤسسات غري احلكومية‬

‫‪20‬‬
‫وك�ون املؤسس�ات غير الرحبي�ة التقص�د الرب�ح ف�إن ه�ذا اليعني أنه�ا‬
‫تنف�ذ أعماهل�ا م�ن خلال املتطوعين فق�ط‪ ،‬ب�ل ه�ي كأي مؤسس�ة أخ�رى‬
‫ميك�ن أن تعين موظفين وعاملين فيه�ا ب�دوام كام�ل أو جزئ�ي‪ .‬ب�ل إن‬
‫للمؤسس�ات الكبيرة منه�ا هي�اكل تنظيمي�ة إداري�ة م�ن‪ :‬إدارات وأقس�ام‬
‫ووح�دات عم�ل كإدارة للم�وارد البش�رية تق�وم ب�كل الوظائ�ف املتعلق�ة به�ا‬
‫م�ن مقابلات وتعيين وحتدي�د س�لم روات�ب وإنه�اء خدم�ات وترقي�ات إىل م�ا‬
‫هنال�ك م�ن وظائ�ف متخصص�ة يف امل�وارد البش�رية‪ .‬كم�ا أن هل�ا لوائ�ح‬
‫داخلي�ة وقان�ون عم�ل‪ ،‬وأغلبه�ا خيض�ع جله�ات رقابي�ة حكومي�ة لضب�ط‬
‫ص�رف األم�وال ك�وزارات الش�ئون اإلجتماعي�ة‪.‬‬

‫تصنيفات مؤسسات املجتمع املدني‬


‫ختتل�ف مؤسس�ات اجملتم�ع املدن�ي بعضه�ا ع�ن بع�ض باختلاف ختصصه�ا‪،‬‬
‫كم�ا أن مؤسس�ات التخص�ص الواح�د ق�د ختتل�ف يف استراتيجيتها وطرائ�ق‬
‫عمله�ا باختلاف ظروفه�ا وموقعه�ا اجلغ�رايف‪ .‬وبالتال�ي ف�إن املؤسس�ات غير‬
‫الرحبي�ة تغط�ي طيف�ا واس�عا م�ن التخصص�ات واجمل�االت مث�ل‪:‬‬
‫> اجملال اخلريي واإلغاثي بكافة أشكاله‬
‫> اجملال اإلجتماعي‪ :‬كاألسرة والطفل واملرأة والشب ـ ــاب والطالب‬
‫والتعليم ومكافحة املخدرات واألندية‪.‬‬
‫> اجملال القانوني واحلقوقي‪ :‬كحقوق العمال وحقوق املغرتبني‬
‫ومحاية الصحفيني وحرية التعبري عن الرأي‪.‬‬
‫> اجملال اإلنساني‪ :‬كاملعتقلني واألسرى والالجئني وحماربة‬
‫الفقر‪.‬‬
‫> اجملال الصحي والبيئي‪ :‬كمكافحة األمراض والتوعية‪،‬‬
‫واحملافظة على البيئة‪.‬‬
‫> اجملال الثقايف والفكري والفين واألدبي‪ :‬كنشر احلوار وتبادل‬
‫اآلراء‪ ،‬وتقارب األديان‪ ،‬والفنون‪ ،‬واملؤمترات‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫معلومات أساسية عن املؤسسات غير الربحية‬

‫> اجملال املهين‪ :‬كالنقابات واالحتادات مبختلف ختصصاتها‪،‬‬


‫ورجال األعمال‪.‬‬
‫> اجملال الديين‪ :‬كمراكز (حتفيظ القرآن) والدعوة والوقف‪.‬‬
‫> املراكز البحثية‪ :‬كمراكز البحوث والدراسات السياسية‬
‫واإلسرتاتيجية والفكرية ومنتديات الفكر‪.‬‬
‫> جمال املقاييس واملعايري‪ :‬وهي املنظمات املختصة بوضع‬
‫املعايري واملقاييس أي وضع معايري وأسس ومقاييس املهن‬
‫املختلفة مثل منظمة اآليزو ومقاييس البيئة والبناء واإلدارة‬
‫وغري ذلك من املهن‪.‬‬

‫وإىل غير ذل�ك م�ن التخصص�ات التي ق�د تط�رأ ويك�ون هل�ا دور مه�م‬
‫يف تقدي�م خدم�ة م�ا فيتكات�ف جمموع�ة م�ن املتطوعين لبل�ورة ختص�ص‬
‫املؤسس�ة غير الرحبي�ة وجم�ال عمله�ا وختصصه�ا‪ .‬وم�ن ث�م إطالقه�ا ونش�ر‬
‫مقاصده�ا بين اجلمه�ور‪.‬‬

‫وتصن�ف املؤسس�ات غير الرحبي�ة حس�ب عالقته�ا م�ع احلكوم�ات أو حس�ب‬


‫م�ن أسس�ها إىل‪:‬‬
‫‪ -1‬مؤسسات غري رحبية دولية‪.‬‬
‫‪ -2‬مؤسسات غري رحبية حكومية‪.‬‬
‫‪ -3‬مؤسسات غري رحبية وغري حكومية (مؤسسات اجملتمع املدني)‪.‬‬
‫‪ -4‬مؤسسات غري رحبية شبه حكومية وممكن أن نطلق عليها أيضا‬
‫مصطلح مؤسسات جمتمع مدني‪.‬‬

‫فهن�اك مؤسس�ات دولي�ة غير رحبي�ة كالصلي�ب األمح�ر واليونيس�يف‬


‫والعدي�د م�ن مؤسس�ات األم�م املتح�دة‪ .‬كم�ا أن احلكوم�ات نفس�ها ق�د تنش�ئ‬

‫‪22‬‬
‫مؤسس�ات غير رحبي�ة لتتعام�ل م�ع قضاي�ا داخلي�ة يف بلده�ا وخصوص�ا يف‬
‫اجمل�ال االجتماع�ي والثق�ايف‪ .‬وهن�اك مؤسس�ات غير رحبي�ة ليس�ت دولي�ة‬
‫وليس�ت حكومي�ة وه�ي التي س�نركز عليه�ا يف ه�ذا الكت�اب أكث�ر م�ن‬
‫غريه�ا‪ ،‬أي املؤسس�ات غير الرحبي�ة وغير احلكومي�ة مبعن�ى ال تربطه�ا عالق�ة‬
‫تأسيس�ية حبكوم�ة حملي�ة أو حبكوم�ات دولي�ة‪ .‬وتتواج�د ه�ذه املؤسس�ات غير‬
‫الرحبي�ة وغير احلكومي�ة عل�ى ش�كلني‪ :‬األول ه�ي‪ :‬املؤسس�ات غير الرحبي�ة‬
‫وغير احلكومي�ة العاملي�ة مث�ل منظم�ة العف�و الدولي�ة وورل�د فيجين وه�ذه‬
‫هل�ا أفرعه�ا ومكاتبه�ا يف العدي�د م�ن دول الع�امل‪ ،‬أم�ا الثاني�ة فه�ي املؤسس�ات‬
‫غير الرحبي�ة وغير احلكومي�ة احمللي�ة أي التي تنش�ط يف بل�د معين وه�ذه‬
‫نطل�ق عليه�ا مصطل�ح مؤسس�ات اجملتم�ع املدن�ي‪ ،‬كذل�ك ميك�ن إطلاق‬
‫املصطل�ح عل�ى املؤسس�ات غير الرحبي�ة احمللي�ة ولك�ن ش�به احلكومي�ة‪ .‬علم�ا‬
‫ب�أن فن�ون اإلدارة وتفاصي�ل العم�ل اإلداري التي س�تطرح بين جنب�ات ه�ذا‬
‫الكت�اب تصل�ح جلمي�ع املؤسس�ات غير الرحبي�ة بغ�ض النظ�ر ع�ن تصنيفه�ا‬
‫س�واء كان�ت دولي�ة أو حكومي�ة أو غير حكومي�ة‪.‬‬

‫حجم قطاع املؤسسات غري الرحبية‬


‫على املستوى العاملي‬
‫ننظ�ر إىل حج�م قط�اع املؤسس�ات غير الرحبي�ة م�ن زاويتين‪ .‬الزاوي�ة األوىل‬
‫م�ن حي�ث حج�م العاملين وأعداده�م يف ه�ذا القط�اع‪ ،‬والزاوي�ة الثاني�ة م�ن‬
‫حي�ث حج�م األم�وال التي تض�خ يف ه�ذا القط�اع‪.‬‬

‫وم�ن الالف�ت للنظ�ر أن حج�م العم�ل وع�دد العاملين يف املؤسس�ات غير‬


‫الرحبي�ة ينم�و بش�كل مط�رد وواض�ح عل�ى املس�تويني احملل�ي والعامل�ي‪ .‬إذ إن‬
‫كال اجلانبين (ع�دد العاملين‪ ،‬وحج�م امل�ال) يف ازدي�اد مضط�رد س�واء ل�دى‬
‫املؤسس�ات احمللي�ة أو املؤسس�ات الدولي�ة‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫معلومات أساسية عن املؤسسات غير الربحية‬

‫فعل�ى س�بيل املث�ال ف�إن العاملين يف ه�ذا القط�اع يف الوالي�ات املتح�دة‬


‫األمريكي�ة يف ع�ام ‪ 2002‬كان س�بعة ماليين ش�خص‪ ،‬ويف أملاني�ا ملي�ون ش�خص‬
‫ويف فرنس�ا ‪ 800,000‬ش�خص (كورتني‪ .)2002 ،‬وأصب�ح ع�دد العاملين يف‬
‫ه�ذا القط�اع يف الوالي�ات املتح�دة األمريكي�ة ع�ام ‪ 2010‬يق�در ب�ـ ‪ 10.7‬ملي�ون‬
‫ش�خص بن�اء عل�ى تقري�ر مرك�ز دراس�ات اجملتم�ع املدن�ي موزعين بنس�بة‬
‫‪ 57%‬يف اخلدم�ات الصحي�ة‪ 15% ،‬يف التعلي�م‪ 13% ،‬يف املس�اعدة اإلجتماعي�ة‪،‬‬
‫‪ 7%‬يف اجلمعي�ات املدني�ة‪ 3% ،‬يف جم�ال الثقاف�ة والفن�ون‪ 2% ،‬يف اخلدم�ات‬
‫املهني�ة (مرك�ز املؤسس�ة‪ .)2013،‬ويف ع�ام ‪ 2016‬بل�غ ع�دد العاملين يف ه�ذا‬
‫القط�اع أكث�ر م�ن ‪ 12‬ملي�ون حس�ب مرك�ز دراس�ات اجملتم�ع املدن�ي يف‬
‫جامع�ة هوبكين�ز‪ .1‬وحس�ب التقري�ر الس�نوي إلحصائي�ات التربع�ات األمريكي�ة‬
‫ف�إن حج�م التربع�ات يف ه�ذا القط�اع بل�غ يف ع�ام ‪ 2012‬م�ا يق�ارب ‪316‬‬
‫ملي�ار دوالر أمريك�ي (أي أعل�ى م�ن جمم�ل االنت�اج احملل�ي ملص�ر البال�غ ‪257‬‬
‫ملي�ار دوالر تقريب�ا يف ذاك الع�ام)‪ ،‬كان منه�ا ‪ 223‬ملي�ار دوالر تربع�ات م�ن‬
‫أش�خاص و‪ 19‬ملي�ار دوالر تقريب�ا تربع�ات م�ن ش�ركات‪ ،‬وذه�ب ‪ 32%‬م�ن‬
‫ه�ذه التربع�ات ملؤسس�ات ديني�ة بينم�ا ذه�ب ‪ 13%‬منه�ا ملؤسس�ات تعليمي�ة‪.‬‬

‫وحس�ب اإلحص�اءات الرمسي�ة الكندي�ة فإن�ه يف ع�ام ‪ 2008-2007‬كان‬


‫هن�اك ‪ 1.2‬ملي�ون ش�خص يعمل�ون يف ‪ 69,000‬مؤسس�ة غير رحبي�ة ويش�كلون‬
‫‪ 7%‬م�ن الق�وى العامل�ة يف كن�دا‪ ،‬وتش�كل النس�اء م�ا نس�بته ‪ 76%‬م�ن‬
‫إمجال�ي ع�دد العاملين يف ه�ذا القط�اع (جمل�س امل�وارد البش�رية‪،)2013 ،‬‬
‫وكان جمم�ل إي�رادات املؤسس�ات غير الربيحي�ة أكث�ر م�ن ‪ 9‬ملي�ار دوالر‬
‫كن�دي يف ع�ام ‪ ،2015‬بينم�ا بل�غ ع�دد العاملين ‪ 2,4‬ملي�ون يف ع�ام ‪2017‬‬
‫يعمل�ون يف ‪ 170,000‬مؤسس�ة غير رحبي�ة (حبس�ب جامع�ة بريتي�ش كوملبي�ا)‪.2‬‬

‫‪1)https://grantspace.org/resources/knowledge-base/number-of-people-employed-in-the-‬‬
‫‪nonprofit-sector/‬‬
‫‪2) shorturl.at/ep138‬‬

‫‪24‬‬
‫أم�ا يف أستراليا وحس�ب موق�ع جمتمعن�ا ف�كان ع�دد املؤسس�ات غير الرحبي�ة‬
‫املس�جل يف ع�ام ‪ 2010‬ه�و ‪ 600,000‬مؤسس�ة واس�تطاع ه�ذا القط�اع أن يوظ�ف‬
‫‪ 889919‬ش�خصا يف ع�ام ‪ 2007‬كان منه�ا ‪ 24.9%‬يف اخلدم�ات اجملتمعي�ة‪،‬‬
‫‪ 24.5%‬يف املنظم�ات التعليمي�ة والبحثي�ة وكان منه�ا ‪ 41.4%‬وظائ�ف دائم�ة و‬
‫‪ 34.3%‬كان�ت وظائ�ف نص�ف دوام و ‪ 24.3%‬وظائ�ف يف املناس�بات‪ ،‬كم�ا دخ�ل‬
‫عل�ى ه�ذا القط�اع يف ع�ام ‪ 2007 – 2006‬م�ا قيمت�ه ‪ 76.6‬ملي�ار دوالر استرالي‬
‫موزع�ة كالتال�ي‪ 33% :‬هب�ات حكومي�ة‪ 30.5% ،‬دخ�ل م�ن اخلدم�ات‪ 9% ،‬أي‬
‫م�ا يع�ادل ‪ 7.2‬ملي�ار م�ن التربع�ات (‪.)Our Community, 2013‬‬

‫على املستوى العربي‬


‫أم�ا يف الع�امل العرب�ي فإن�ه حس�ب إحصائي�ات الش�بكة العربي�ة للمنظم�ات‬
‫األهلي�ة يف التقري�ر الس�نوي الثان�ي ع�ام ‪ 2002‬ف�إن ع�دد املؤسس�ات العربي�ة‬
‫غير الرحبي�ة يف مخ�س عش�رة دول�ة عربي�ة بل�غ ‪ 120,438‬مؤسس�ة‪ .‬وتقدم�ت‬
‫اجلزائ�ر عل�ى غريه�ا مبجم�وع ‪ 57,959‬مؤسس�ة‪ ،‬تلته�ا املغ�رب ب�ـ ‪30,000‬‬
‫مؤسس�ة ث�م مص�ر ب�ـ ‪ 16,000‬مؤسس�ة (الش�كل ‪ :2‬أع�داد املؤسس�ات غير‬
‫الرحبي�ة يف ال�دول العربي�ة ‪.) 2002‬‬

‫وتذه�ب بع�ض التقدي�رات إىل أن ع�دد املنظم�ات غير احلكومي�ة يف الع�امل‬


‫العرب�ي يبل�غ حن�و ‪ 230,000‬منظم�ة (علاء عب�د احلفي�ظ‪ .)2008 ،‬وال توج�د‬
‫إحصائي�ات تبين احلج�م املال�ي هل�ذه املؤسس�ات‪ ،‬إال أن فورب�س الش�رق‬
‫األوس�ط يف ع�ام ‪ 2012‬رص�دت ‪ 61‬مجعي�ة خريي�ة يف الع�امل العرب�ي ضم�ن‬
‫ش�روط معين�ة (منه�ا أن يك�ون دخله�ا الس�نوي أكث�ر م�ن ‪ 300000‬دوالر‬
‫امريك�ي) وه�ذا الرص�د كان م�ن أج�ل اختب�ار الش�فافية ل�دى ه�ذه املؤسس�ات‪،‬‬
‫وحس�ب ه�ذا املس�ح ( الش�كل ‪ :3‬مقي�اس الش�فافية للمؤسس�ات اخلريي�ة يف‬
‫الع�امل العرب�ي‪ ):‬فق�د بل�غ جمم�وع اإلي�رادات للجمعي�ات اخلريي�ة الواح�د‬
‫والس�تون املش�اركة يف القائم�ة ‪ 564.4‬ملي�ون دوالر (‪ ،)Forbes, 2012‬وكان�ت‬

‫‪25‬‬
‫معلومات أساسية عن املؤسسات غير الربحية‬

‫أول عش�رة مجعي�ات خريي�ة بالنس�بة للش�فافية يف الع�امل العرب�ي ه�ي‬


‫مجعي�ة اإلصلاح االجتماع�ي م�ن الكوي�ت‪ ،‬ث�م مجعي�ة الع�ون املباش�رمن‬
‫الكوي�ت‪ ،‬ث�م مجعي�ة دار البر م�ن اإلم�ارات‪ ،‬تليه�ا اجلمعي�ة اخلريي�ة لرعاي�ة‬
‫األيت�ام م�ن الس�عودية‪ ،‬ث�م مجعي�ة بي�ت اخلير م�ن اإلم�ارات‪ ،‬فجمعي�ة دب�ي‬
‫اخلريي�ة وصن�دوق ال�زكاة وكالهم�ا م�ن اإلم�ارات‪ ،‬ث�م مجعي�ة الش�يخ‬
‫عب�داهلل الن�وري م�ن الكوي�ت‪ ،‬فجمعي�ة زم�زم م�ن الس�عودية‪ ،‬وأخيرا بي�ت‬
‫ال�زكاة واخليرات م�ن لبن�ان كم�ا ه�و يف اجل�دول أدن�اه‪.‬‬

‫أعداد المؤسسات غير الربحية في الدول العربية ‪2002‬‬


‫العدد‬ ‫البلد‬
‫‪321‬‬ ‫البحري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن‬
‫‪103‬‬ ‫الكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــويت‬
‫‪57,959‬‬ ‫اجلزائ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬
‫‪246‬‬ ‫الس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــودان‬
‫‪30,000‬‬ ‫املغ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرب‬
‫‪600‬‬ ‫موريت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــانيا‬
‫‪890‬‬ ‫األردن‬
‫‪40‬‬ ‫عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــان‬
‫‪10‬‬ ‫قط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬
‫‪16,000‬‬ ‫مص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬
‫‪113‬‬ ‫اإلم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارات‬
‫‪7,560‬‬ ‫تون ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــس‬
‫‪230‬‬ ‫الس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــعودية‬
‫‪3,653‬‬ ‫لب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــنان‬
‫‪2,713‬‬ ‫اليمن‬
‫الشكل ‪ :2‬أعداد املؤسسات غري الرحبية يف الدول العربية ‪2002‬‬
‫املص�در‪ :‬الش�بكة العربي�ة للمنظم�ات األهلي�ة‪ ،‬التقري�ر الس�نوي الثان�ي‪،‬‬
‫القاه�رة‪2002 ،‬‬
‫وبالرغ�م م�ن ه�ذا النم�و املط�رد للمؤسس�ات أو اجلمعي�ات اخلريي�ة‬

‫‪26‬‬
‫غير احلكومي�ة يف الوط�ن العرب�ي‪ ،‬إال أنه�ا تواج�ه معوق�ات كثيرة لع�ل‬
‫م�ن أهمه�ا‪ :‬انتش�ار الفق�ر واجله�ل‪ ،‬وتكبي�ل نش�اطاتها بالقوانين املقي�دة‬
‫للحرك�ة واالنطلاق‪ ،‬وضع�ف مص�ادر الدخ�ل والتموي�ل‪ ،‬وم�ا تعرض�ت ل�ه‬
‫بع�ض م�ن ه�ذه اجلمعي�ات م�ن تكبي�ل ب�ل إلغ�اء بع�د أح�داث احل�ادي عش�ر‬
‫م�ن س�بتمرب (علاء عب�د احلفي�ظ‪ ،)2008 ،‬إضاف�ة إىل إلغ�اء العدي�د منه�ا‬
‫يف بع�ض ال�دول العربي�ة ألس�باب سياس�ية داخلي�ة‪.‬‬

‫ومم�ا ال ش�ك في�ه ف�إن العم�ل املؤسس�ي غير احلكوم�ي حيت�اج إىل جه�ات‬
‫ختصصي�ة تعن�ى بإحص�اء أع�داد ه�ذه املؤسس�ات وختصصاته�ا والدخ�ول‬
‫ال�واردة إليه�ا‪ ،‬وأع�داد العاملين لديه�ا إىل كل م�ا يل�زم م�ن معلوم�ات‬
‫بغ�رض التع�اون يف تنفي�ذ براجمه�ا‪ ،‬وم�ن أج�ل التع�اون وتب�ادل املعلوم�ات‬
‫فيم�ا بينه�ا لزي�ادة الكف�اءة والفاعلي�ة‪.‬‬

‫الشكل ‪ :3‬مقياس الشفافية للمؤسسات اخلريية يف العامل العربي‬


‫املصدر‪Forbes Middle East :‬‬

‫‪27‬‬
‫معلومات أساسية عن املؤسسات غير الربحية‬

‫مشاريع املساعدات الدولية‬


‫تع�د مش�اريع املس�اعدات الدولي�ة م�ن أه�م مص�ادر التنمي�ة ل�دول العل�م‬
‫الثال�ث وال�دول النامي�ة حي�ث تتبن�ى اجله�ات املاحن�ة مش�اريع تص�ب يف‬
‫أط�ر التنمي�ة س�واء الثقافي�ة أو اإلجتماعي�ة أو التراث أو رعاي�ة األطف�ال أو‬
‫امل�رأة أو مش�اريع اإلغاث�ة إىل غير ذل�ك م�ن املش�اريع‪ .‬إن قيم�ة ه�ذه املش�اريع‬
‫تق�در مبلي�ارات ال�دوالرات مم�ا جيع�ل التعام�ل معه�ا عل�ى األس�س العلمي�ة‬
‫م�ن األم�ور الضروري�ة وامللح�ة‪ .‬كم�ا أن إدارة مش�اريع املس�اعدات الدولي�ة‬
‫أضح�ت بالغ�ة األهمي�ة عل�ى املس�تويني العامل�ي واحملل�ي وأصبح�ت تتطل�ب‬
‫مزي�دا م�ن احلرفي�ة واملهني�ة والش�فافية‪.‬‬

‫املناخ الدويل وسياق مشاريع املساعدات الدولية‬


‫لق�د أصب�ح الع�امل م�ن حولن�ا كقري�ة صغيرة نتواص�ل م�ع أطراف�ه‬
‫بلحظ�ة ونتناق�ل األخب�ار يف ث�وان مم�ا اس�تدعى انتش�ار مب�دأ ومفه�وم‬
‫العومل�ة‪ .‬فق�د زادت مع�دالت اهلج�رة بين ال�دول وارتف�ع مع�دل النم�و‬
‫الس�كاني وحت�ررت التج�ارة العاملي�ة وأنظمته�ا وازدادت حرك�ة امل�ال بين‬
‫ال�دول والق�ارات وش�جع عل�ى ذل�ك العدي�د م�ن العوام�ل منه�ا عل�ى س�بيل‬
‫ا ملث�ا ل ‪:‬‬
‫> تواصل وانفتاح األسواق‬
‫> تطور الصناعة املالية‬
‫> انتقال رؤوس األموال‬
‫> العوملة يف األسواق‬
‫> التنافس‬

‫ولق�د دخ�ل العب�ون ج�دد عل�ى الس�احة الدولي�ة م�ن غير ال�دول‬
‫واحلكوم�ات كاجلمعي�ات غير احلكومي�ة مبختل�ف ختصصاته�ا‪ ،‬والش�ركات‬

‫‪28‬‬
‫العمالق�ة‪ ،‬واحل�ركات واملنظم�ات الدولي�ة‪ .‬وم�ا برام�ج املس�اعدات الدولي�ة‬
‫إال ص�ورة ع�ن مث�ل ه�ذه العومل�ة حي�ث تق�دم املس�اعدات م�ن دول خمتلف�ة‬
‫إىل دول أخ�رى يف خمتل�ف الق�ارات بغ�ض النظ�ر ع�ن القص�د أو اهل�دف‪.‬‬
‫كم�ا تأت�ي مش�اريع املس�اعدات الدولي�ة يف ظ�ل جمموع�ة م�ن اإلعالن�ات‬
‫واالتفاق�ات الدولي�ة م�ن مث�ل‪:‬‬

‫> اإلعالن العاملي حلقوق االنسان‬


‫> إعالن فينا حلقوق االنسان‬
‫> إعالن مراكش ‪ 2001‬للتغري املناخي‬
‫> إعالن روما ‪ 1991‬للسالم والتعاون‬
‫> إعالن باريس ‪ 1856‬إلحرتام القوانني البحرية‬
‫> ولع�ل م�ن أبرزه�ا إعلان األه�داف اإلمنائي�ة الثماني�ة لأللفي�ة‬
‫حي�ث اجتمع�ت يف ع�ام ‪ ،2000‬مائ�ة وتس�عة ومثان�ون (‪ )189‬دول�ة وقطع�وا‬
‫عه�دا لتحري�ر الن�اس م�ن احلرم�ان والفق�ر املدق�ع‪ ،‬وتوفير التعلي�م‬
‫االبتدائ�ي للجمي�ع‪ ،‬وتعزي�ز املس�اواة بين اجلنسين ومتكين امل�رأة‪،‬‬
‫وتقلي�ل مع�دل وفي�ات األطف�ال‪ ،‬وحتسين صح�ة األم احلام�ل‪ ،‬ومواجه�ة‬
‫م�رض اإلي�دز واملالري�ا واألم�راض األخ�رى‪ ،‬وضم�ان اس�تدامة البيئ�ة‪،‬‬
‫وتطوي�ر ش�راكة عاملي�ة م�ن أج�ل التنمي�ة وحت�ول ه�ذا العه�د إىل‬
‫األه�داف اإلمنائي�ة الثماني�ة لأللفي�ة‪.‬‬

‫املساعدات الدولية حقائق وأرقام‬


‫تصنف برامج املساعدات الدولية إىل ثالثة أقسام رئيسية وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬املساعدات الرمسية‪.‬‬
‫‪ -2‬املساعــدات اخلاصة‪.‬‬
‫‪ -3‬املساعـ ــدات األخرى‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫معلومات أساسية عن املؤسسات غير الربحية‬

‫أوال‪ :‬املساعدات الرمسية‬


‫وهذه املساعدات الرمسية تنقسم بدورها إىل نوعني رئيسيني هما‪:‬‬
‫الن�وع األول وه�ي املس�اعدات الثنائي�ة (‪ )Bilateral Aid‬أي م�ن الدول�ة‬
‫املس�اعدة إىل الدول�ة املعني�ة س�واء مباش�رة أو م�ن خلال جه�ة معين�ة‬
‫حتدده�ا الدول�ة املاحن�ة وم�ن ه�ذه اجله�ات عل�ى س�بيل املث�ال (‪ )CIDA‬و‬
‫(‪ )USAID‬وه�ي مؤسس�ات تابع�ة لل�دول املاحن�ة مباش�رة وتنف�ذ برام�ج‬
‫املس�اعدات ل�دول معين�ة‪ .‬أو عل�ى ش�كل مس�اعدات مباش�رة كإلغ�اء دي�ون‪،‬‬
‫وإلغ�اء تكالي�ف إداري�ة‪ ،‬ومن�ح ملنظم�ات غير حكومي�ة‪ ،‬أو مش�اريع اس�تثمارية‬
‫وم�ا ش�ابه ذل�ك‪.‬‬

‫الن�وع الثان�ي وه�ي املس�اعدات الدولي�ة املتع�ددة األط�راف أي تتع�اون‬


‫أكث�ر م�ن دول�ة يف تقدي�م املس�اعدة (‪ )Multilateral Aid Financing‬وه�ي‬
‫مش�اريع مت�ول م�ن جمموع�ة م�ن ال�دول م�ن خلال هيئ�ة دولي�ة أو جه�ة‬
‫معين�ة متف�ق عليه�ا مث�ل‪:‬‬
‫‪World Bank, Regional Banks (Inter American Development Bank,‬‬
‫‪African Development Bank, Asian Development Bank, European‬‬
‫‪institutes- Development Bank)-United Nations‬‬

‫ثانيا‪ :‬املساعدات الدولية اخلاصة (‪)Private Flows‬‬


‫وه�ي مس�اعدات تذه�ب مباش�رة هل�دف حم�دد خ�اص ولغاي�ة حم�ددة‬
‫خاص�ة مث�ل االستثماراملباش�ر أو دع�م البن�وك املركزي�ة احمللي�ة أو إضاف�ة‬
‫مي�زات تصدي�ر معين�ة لص�احل الدول�ة املطل�وب مس�اعدتها‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫ثالثا‪ :‬مساعدات دولية أخرى‬
‫س�واء كان�ت ثنائي�ة الطاب�ع أو متع�ددة األط�راف وه�ي مس�اعدات يف‬
‫جم�االت خاص�ة بين ال�دول كالدع�م العس�كري عل�ى س�بيل املث�ال‪.‬‬

‫‪OECD‬‬ ‫ومم�ا جي�در ذك�ره يف س�ياق املس�اعدات الدولي�ة ه�و منظم�ة‬


‫حي�ث اجتمع�ت يف ع�ام ‪ 1961‬جمموع�ة م�ن ال�دول األوربي�ة والوالي�ات املتح�دة‬
‫وش�كلت دول منظم�ة التع�اون اإلقتص�ادي واإلمنائ�ي ‪ OECD‬والتي أصبح�ت‬
‫املنظم�ة الرئيس�ية العاملي�ة يف تقدي�م املس�اعدات الدولي�ة من�ذ ذل�ك احلين‪.‬‬
‫وب�دأت تنض�م إىل ه�ذه املنظم�ة دول أخ�رى إال أن بل�غ عدده�ا أكث�ر م�ن‬
‫عش�رين دول�ة‪ ،‬انظ�ر الش�كل ‪ :4‬تاري�خ اإلنتس�اب‪ .‬ويف ع�ام ‪ 1970‬وضع�ت ه�ذه‬
‫ال�دول لنفس�ها هدف�ا وه�و التبرع بنس�بة ‪ 0.7%‬م�ن إمجال�ي الدخ�ل القوم�ي‬
‫ل�كل دول�ة م�ن ه�ذه ال�دول ملس�اعدة ال�دول الفقيرة والنامي�ة‪ .‬ومل تنج�ح‬
‫س�وى أرب�ع دول تقريب�ا م�ن حتقي�ق ه�ذا اهل�دف‪ ،‬إال أن اجلمي�ع يس�اهم يف‬
‫تقدي�م برام�ج املس�عدات الدّولي�ة‪.‬‬

‫ويف ع�ام ‪ 2011‬عل�ى س�بيل املث�ال قدم�ت دول منظم�ة التع�اون االقتص�ادي‬
‫واإلمنائ�ي ‪ OECD‬م�ا يق�ارب م�ن ‪ 133.5‬ملي�ار دوالر كدع�م رمس�ي ومم�ا‬
‫يع�ادل ‪ 0.31%‬م�ن نس�بة امجال�ي الدخ�ل القوم�ي هل�ذه البلاد وباخنف�اض‬
‫‪ 2.7%‬ع�ن ع�ام ‪ 2010‬ال�ذي كان األعل�ى‪ .‬وقدم�ت ه�ذه ال�دول يف ع�ام ‪2012‬‬
‫م�ا يق�ارب م�ن ‪ 127‬ملي�ار دوالر كدع�م رمس�ي ومم�ا يع�ادل ‪ 0.29%‬م�ن نس�بة‬
‫امجال�ي الدخ�ل القوم�ي هل�ذه البلاد وباخنف�اض ‪ 3.6%‬ع�ن ع�ام ‪ .2011‬وبل�غ‬
‫جمم�وع م�ا قدمت�ه اجملموع�ة ع�ام ‪ 146.6 2017‬ملي�ار دوالر‪.3‬‬

‫‪3)https://www.oecd.org/development/development-aid-stable-in-2017-with-more-sent-to-‬‬
‫‪poorest-countries.htm‬‬

‫‪31‬‬
‫معلومات أساسية عن املؤسسات غير الربحية‬

‫وختتل�ف ال�دول م�ن حي�ث مق�دار املس�اعدة انظ�ر الش�كل‪ :5‬حج�م‬


‫املس�اعدات الدولي�ة حس�ب الدول�ة لع�ام ‪ ،2011‬كم�ا ختتل�ف م�ن حي�ث‬
‫التزامه�ا بالنس�بة املق�ررة للمس�اعدة والبالغ�ة ‪ 0.7%‬م�ن إمجال�ي الدخ�ل‬
‫القوم�ي انظ�ر الش�كل ‪ :6‬ترتي�ب ال�دول املاحن�ة بالنس�بة لدخله�ا الوطني‪.‬‬
‫وباملقارن�ة جن�د أن أكث�ر ال�دول صرف�ا عل�ى املس�اعدات الدولي�ة ه�ي‬
‫الوالي�ات املتح�دة األمريكي�ة مببل�غ ‪ 30.74‬ملي�ار دوالر تقريب�ا‪ ،‬تليه�ا أملاني�ا‬
‫مببل�غ ‪ 14.53‬ملي�ار دوالر‪ ،‬ث�م بريطاني�ا مببل�غ ‪ 13.74‬ملي�ار‪ ،‬ث�م فرنس�ا‬
‫مببل�غ ‪ 12.99‬ملي�ار دوالر‪ ،‬ث�م الياب�ان مببل�غ ‪ 10.6‬ملي�ار دوالر‪ ،‬ث�م هولن�دا‬
‫ث�م الس�ويد‪.‬‬

‫أم�ا عن�د مقارن�ة ال�دول بالنس�بة مل�ا تدفع�ه م�ن إمجال�ي دخله�ا الوطني‬
‫حس�ب الش�كل ‪ 6‬ف�إن الس�ويد تأت�ي يف املقدم�ة بنس�بة ‪ 1.02%‬متج�اوزة النس�بة‬
‫املق�ررة دولي�ا‪ ،‬تليه�ا النروي�ج بنس�بة ‪ ،1%‬ث�م لوكس�مبورغ بنس�بة ‪o.99%‬‬
‫ث�م الدامن�ارك بنس�بة ‪ 0.86%‬ث�م هولن�دا بنس�بة ‪ .o.75%‬وتأت�ي الوالي�ات‬
‫املتح�دة يف الرتتي�ب التاس�ع عش�ر بنس�بة ‪ 0.2%‬م�ن دخله�ا القوم�ي بالرغ�م‬
‫م�ن أنه�ا األوىل يف حج�م الص�رف‪.‬‬

‫ومبراجع�ة نس�ب األداء وحتقي�ق النتائ�ج هل�ذه املش�اريع الدولي�ة ف�إن‬


‫اإلحص�اءات تبين أن ‪ 24%‬م�ن ه�ذه املش�اريع مل حتق�ق تقدم�ا‪ ،‬وأن ‪34%‬‬
‫منه�ا ل�ن حتق�ق النتائ�ج حبل�ول ‪ ،2015‬وأن ‪ 3%‬منه�ا ال تتوف�ر معلوم�ات‬
‫كافي�ة عنه�ا‪ ،‬وأن ‪ 6%‬منه�ا فق�ط حقق�ت أو ت�كاد أن حتق�ق األه�داف‪ ،‬وأن‬
‫‪ 32%‬منه�ا متوق�ع هل�ا ان حتق�ق نتائ�ج حبل�ول ‪.2015‬‬

‫املساعدات الدولية العربية‬


‫يف احلقيق�ة ال تتواف�ر معلوم�ات واضح�ة ع�ن املس�اعدات العربي�ة عل�ى‬
‫املس�توى الدول�ي إال أن�ه وم�ن بع�ض املعلوم�ات القدمي�ة يف الس�بعينات يق�ول‬

‫‪32‬‬
‫ه�اري إيلي�س (‪ )Harry B. Ellis‬يف صحيف�ة (‪ )Christian Science Monitor‬أن‬
‫أكث�ر املتربعين عط�اء للمس�اعدات اخلارجي�ة مقارن�ة بالوالي�ات املتح�دة‬
‫والق�وى األوربي�ة ه�م دول اخللي�ج العرب�ي‪ .‬وتتع�دى املس�اعدات العربي�ة‬
‫احل�دود العلي�ا املطلوب�ة للتربع�ات حس�ب منظم�ة التنمي�ة والتع�اون‬
‫االقتص�ادي (‪ )OECD‬فالس�عودية وقط�ر واإلم�ارات منح�ت ‪ 5%‬م�ن دخله�ا‬
‫القوم�ي‪ ،‬والكوي�ت منح�ت ‪ 3%‬م�ن دخله�ا يف ع�ام ‪ ،1977‬بينم�ا أكث�ر دول�ة‬
‫منح�ت ‪ 0.78%‬يف ذاك الوق�ت منه�ا هولن�دا والس�ويد‪.‬‬
‫تاريخ اإلنتساب‬
‫‪Country‬‬ ‫‪Joined year‬‬
‫‪France‬‬ ‫‪1961‬‬

‫‪Germany‬‬ ‫‪1961‬‬

‫‪Italy‬‬ ‫‪1961‬‬

‫‪Japan‬‬ ‫‪1961‬‬

‫‪Netherlands‬‬ ‫‪1961‬‬

‫‪Portugal‬‬ ‫‪1961‬‬

‫‪United Kingdom‬‬ ‫‪1961‬‬

‫‪United States‬‬ ‫‪1961‬‬

‫‪Norway‬‬ ‫‪1962‬‬

‫‪Denmark‬‬ ‫‪1963‬‬

‫‪Sweden‬‬ ‫‪1968‬‬

‫‪Switzerland‬‬ ‫‪1968‬‬

‫‪New Zealand‬‬ ‫‪1973‬‬

‫‪Finland‬‬ ‫‪1975‬‬

‫‪Ireland‬‬ ‫‪1985‬‬

‫‪Spain‬‬ ‫‪1991‬‬

‫‪Luxembourg‬‬ ‫‪1992‬‬

‫‪Greece‬‬ ‫‪1999‬‬

‫‪Korea‬‬ ‫‪2010‬‬

‫‪33‬‬
‫معلومات أساسية عن املؤسسات غير الربحية‬

‫الشكل ‪ :4‬تاريخ اإلنتساب‬

‫الشكل ‪ :5‬حجم املساعدات الدولية حسب الدولة‬


‫لعام ‪ 2011‬وعام ‪2017‬‬

‫‪34‬‬
‫الشكل ‪ :6‬ترتيب الدول املاحنة بالنسبة لدخلها الوطين‬
‫لعام ‪ 2011‬وعام ‪2017‬‬

‫‪35‬‬
‫معلومات أساسية عن املؤسسات غير الربحية‬

‫وأكث�ر م�ن نص�ف ه�ذه املس�اعدات العربي�ة ذهب�ت ل�دول غير عربي�ة‬
‫بنس�بة تع�ادل (‪ )60%‬حس�ب دراس�ة (‪ )Chase Manhattan Bank‬وكان‬
‫توزيعه�ا كاآلت�ي‪:‬‬
‫‪ 34% -‬افريقيا‪.‬‬
‫‪ 16.7% -‬آسيا‪.‬‬
‫‪ 7.1% -‬أمريكا الالتينية‪.‬‬
‫‪ 1.8 % -‬جنوب أوربا‪.‬‬
‫وكان�ت ه�ذه املس�اعدات عل�ى ش�كل ط�وارئ أو ق�روض مس�هلة لعش�ر‬
‫س�نوات ب�دون فوائ�د ومل�دة ‪ 40‬س�نة أخ�رى بفائ�دة ‪ .0.5%‬ويف أح�دث‬
‫اإلحص�اءات ف�إن الكوي�ت ق�د تربع�ت مب�ا يع�ادل ‪ 215‬ملي�ون دوالر يف ع�ام‬
‫‪ ،2010‬وتربع�ت اإلم�ارات مب�ا يع�ادل ‪ 412‬ملي�ون دوالر‪ ،‬وتربع�ت الس�عودية‬
‫بنف�س الع�ام مب�ا يع�ادل ‪ 3.47‬ملي�ار دوالر‪.‬‬

‫برامج ومشاريع املساعدات الدولية املتعددة األطراف‬


‫وه�ي كم�ا ذكرن�ا س�ابقا عب�ارة ع�ن املس�اعدات التي تتبرع فيه�ا‬
‫جمموع�ة م�ن ال�دول لبل�د معين ولك�ن م�ن خلال جه�ة معين�ة وتق�وم‬
‫ه�ذه اجله�ة املعين�ة باإلش�راف عل�ى تنفي�ذ مش�روع املس�اعدة‪ .‬ونرك�ز هن�ا‬
‫الض�وء عليه�ا لنتع�رف عل�ى حج�م ه�ذه املس�اعدات الدولي�ة‪ ،‬فف�ي ع�ام ‪2011‬‬
‫وصل�ت ه�ذه املس�اعدات إىل ‪ 55‬ملي�ار دوالر‪ ،‬أي م�ا يع�ادل ‪ 40%‬م�ن إمجال�ي‬
‫املس�اعدات املقدم�ة م�ن دول ‪ OECD‬يف نف�س الع�ام‪ .‬وتنف�ذ ه�ذه املش�اريع م�ن‬
‫خلال اجله�ات الدولي�ة املعتم�دة‪ ،‬وجت�در اإلش�ارة هن�ا إىل أن ه�ذه اجله�ات‬
‫الدولي�ة تس�تعني ع�ادة مبؤسس�ات غير حكومي�ة يف تنفي�ذ بع�ض م�ن أج�زاء‬
‫ه�ذه املش�اريع‪ .‬وتلج�أ ال�دول إىل ه�ذا النم�ط م�ن املس�اعدات لع�دة أس�باب‬
‫منه�ا ‪:‬‬

‫‪36‬‬
‫> حتقيق الفاعلية والكفاءة حيث أن هذه اجلهات أكثر فاعلية‬
‫من اجلهات احلكومية‪.‬‬
‫> البعد عن التحيز وجتنب االستقطاب السياسي‪.‬‬
‫> وفرة املعرفة واخلربة ورأس املال لدى هذه اجلهات‪.‬‬
‫> تكلفة أقل مما لو نفذته هذه الدول مباشرة‪.‬‬
‫> حتقيق حضور عاملي للدول ونوع من الرتويج هلا عرب جهات‬
‫دولية أخرى‪.‬‬
‫> تعاون أكثر قربا بني املنظمات مما جيعلها أسرع يف التنفيذ‪.‬‬
‫> تعظيم املردود واألثر على أرض الواقع‪.‬‬

‫أهم عوامل النجاح للمؤسسات غري الرحبية‬


‫إن املؤسس�ات غبر احلكومي�ة وغير الرحبي�ة يف الع�امل العرب�ي كباق�ي‬
‫املؤسس�ات الرحبي�ة وغير الرحبي�ة يف ال�دول األخ�رى تنطب�ق عليه�ا نف�س‬
‫ش�روط النج�اح م�ن حي�ث حس�ن اإلدارة واملتابع�ة والقي�ادة والتقيي�م‪ .‬إال أن‬
‫املؤسس�ات غير الرحبي�ة وبس�بب تعامله�ا م�ع القط�اع الش�عيب مبختل�ف‬
‫التخصص�ات والفئ�ات‪ ،‬ف�إن هن�اك جمموع�ة م�ن املب�ادئ والعوام�ل اخلاص�ة‬
‫به�ا التي تس�اعد عل�ى النج�اح واالس�تمرارية إذا م�ا مت اإللت�زام به�ا والتعام�ل‬
‫م�ع اآلخري�ن عل�ى أساس�ها‪ ،‬وخن�ص منه�ا يف ه�ذا املق�ام‪:‬‬

‫‪ -1‬األمـ ـ ـ ـ ـ ـ ــانة‬
‫‪ -2‬الشفـ ـ ــافية‬
‫‪ -3‬السلمية واالستمرارية والثبات‬
‫‪ -4‬املساواة يف التعامل‬
‫‪ -5‬التجديد واإلب ـ ــداع‬
‫‪ -6‬حسن التسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــويق‬

‫‪37‬‬
‫معلومات أساسية عن املؤسسات غير الربحية‬

‫العامل األول‪ :‬األمــــــــــانة‬


‫تع�د األمان�ة أص�ل العم�ل يف املؤسس�ة غير الرحبي�ة وجوه�ره‪ .‬فف�ي‬
‫األمان�ة ي�م توصي�ل الدع�م املال�ي هل�ا‪ ،‬وباألمان�ة يث�ق املتربع�ون بتوزي�ع‬
‫التربع�ات س�واء كان�ت عيني�ة أو نقدي�ة أو خدمي�ة‪ ،‬وباألمان�ة ت�وزع‬
‫املؤسس�ة اخلدم�ات أو املنتج�ات عل�ى احملتاجين احلقيقيين هل�ا‪ .‬إن األمان�ة‬
‫للمؤسس�ة غير الرحبي�ة كالنق�اء والصف�اء للزج�اج إذا م�ا خ�دش فإنه�ا‬
‫س�تبقى نت�وءا ال ي�زول‪.‬‬

‫العامل الثاني‪ :‬الشفافية‬


‫يق�وم مفه�وم الش�فافية عل�ى مب�دأ ع�دم وج�ود أم�ور‪ ،‬يف الش�أن‪ ،‬الع�ام‬
‫ختف�ى عل�ى املواطن‪.‬وه�ي وس�يلة إلخض�اع املوظفين العموميين للمس�اءلة‬
‫وحمارب�ة الفس�اد‪ ،‬وبه�ذا فه�ي تعني‪ :‬الوض�وح يف الوظيف�ة والواجب�ات‬
‫واملص�ادر املالي�ة والعيني�ة‪ ،‬وسير املعاملات‪ ،‬وس�بل أداء املس�ؤول ل�دوره‪ ،‬وأن‬
‫تك�ون املعلوم�ات يف متن�اول اجلمي�ع (املرك�ز الفلس�طيين‪.)2011 ،‬‬

‫متطلبات الشفافية‬
‫وحت�ى تؤت�ي الش�فافية أكله�ا ف�إن هن�اك جمموع�ة م�ن املتطلب�ات‬
‫الضروري�ة لتعط�ي الش�فافية النتائ�ج املرج�وة منه�ا فعل�ى س�بيل املث�ال ال‬
‫ا حلص�ر ‪:‬‬
‫> الرقاب�ة عل�ى العم�ل واألداء وه�ي أس�اس إطلاق عملي�ة الش�فافية‪.‬‬
‫وبدونه�ا ال ميك�ن التأس�يس للش�فافية ولباق�ي متطلباته�ا‪ .‬وللرقاب�ة‬
‫أص�ول تتب�ع وقواع�د يعم�ل به�ا وس�ياتي الحق�ا بعض�ا م�ن التفصي�ل‬
‫يف ه�ذا الش�أن‪.‬‬

‫> املس�اءلة واحملاس�بة الفعال�ة واجل�ادة‪ ،‬وه�ي اخلط�وة الالحق�ة‬


‫لعملي�ة الرقاب�ة واملرتتب�ة عل�ى نتائجه�ا‪ .‬ولي�س ذل�ك فحس�ب‪ ،‬ب�ل‬

‫‪38‬‬
‫إن املس�اءلة ممك�ن أن تأت�ي كنتيج�ة ش�كوى عام�ة تص�ل إىل املعنيين‬
‫م�ن خلال التواص�ل م�ع اجلمه�ور‪.‬‬

‫> التواص�ل بين املواطنين واملس�ؤولني وه�و بواب�ة الش�فافية م�ع‬


‫اجلمه�ور‪ ،‬وبواب�ة زرع الثق�ة ومل�س اجلدي�ة املتبادل�ة بين املواطنين‬
‫اجلادي�ن يف تقدي�م الدع�م وبين املس�ئولني اجلادي�ن يف توصي�ل‬
‫ه�ذا الدع�م إىل مس�تحقيه وبأس�رع وق�ت ممك�ن‪ ،‬وه�ي بواب�ة مس�اع‬
‫الش�كاوى إن وج�دت أو الثن�اء عل�ى األعم�ال احلس�نة للمؤسس�ة‪.‬‬
‫> التأثير أو املش�اركة يف صن�ع الق�رار كنتيج�ة طبيعي�ة للتواص�ل‬
‫والتواص�ي م�ع املواطنين‪ ،‬وكنتيج�ة طبيعي�ة للتواص�ل م�ع العاملين‬
‫أنفس�هم وأخ�ذ مالحظاته�م التحس�ينية عل�ى األداء بعين اجلدي�ة‪.‬‬

‫> حمارب�ة الفس�اد وه�و ه�دف س�امي م�ن أج�ل تقلي�ل امل�ال الذاه�ب‬
‫مل�ن ال يس�تحقه والذي�ن يس�تغلون بع�ض الظ�روف أو مواقعه�م‬
‫إلبت�زاز املؤسس�ات واألف�راد واجله�ات احلكومي�ة فيأخ�ذوا م�ن امل�ال أو‬
‫املس�اعدات م�ا ال يس�تحقونه ب�ل‪.‬‬

‫> احترام كام�ل حق�وق املواط�ن س�واء املواط�ن املان�ح للمس�اعدة‬


‫م�ن خلال احرتام�ه وتقدي�ره والتواص�ل مع�ه ومس�اع رأي�ه وأخ�ذ‬
‫مالحظات�ه مبأخ�ذ اجل�د‪ ،‬وتزوي�ده باملعلوم�ات التي تطمئن�ه عل�ى‬
‫سير العم�ل يف املؤسس�ة وحس�ن التوزي�ع لألم�وال واخلدم�ات‪ .‬أو س�واء‬
‫املواط�ن املتلق�ي للمس�اعدة م�ن خلال اخت�اذ الرتتيب�ات اإلنس�انية‬
‫املناس�بة التي حتف�ظ م�اء الوج�ه عن�د تلق�ي املس�اعدة‪ ،‬وأال تس�تغل‬
‫حال�ة الع�وز عن�د املواط�ن احملت�اج لتحقي�ق أي م�آرب للمؤسس�ة أو‬
‫للعاملين فيه�ا‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫معلومات أساسية عن املؤسسات غير الربحية‬

‫الشفافية وحرية تدفق املعلومات‬


‫كلم�ا زادت املعلوم�ات املتوف�رة ع�ن املؤسس�ة وطرائ�ق عمله�ا ومش�اريعها‬
‫وموازنته�ا كلم�ا زادت الش�فافية لديه�ا‪ ،‬وكلم�ا تواصل�ت م�ع اآلخري�ن‬
‫بوض�وح‪ .‬ولذل�ك ترتب�ط الش�فافية بضم�ان ح�ق تدف�ق املعلوم�ات بش�كل‬
‫أساس�ي‪ .‬فضم�ن املعايير الدولي�ة حلق�وق اإلنس�ان ترتب�ط حري�ة تدف�ق‬
‫املعلوم�ات مبفه�وم احلري�ات األساس�ية لإلنس�ان‪ ،‬وهن�اك العدي�د م�ن‬
‫اإلعالن�ات واالتفاقي�ات الدولي�ة التي ضمن�ت حري�ة تدف�ق املعلوم�ات‪.‬‬
‫(املرك�ز الفلس�طيين‪:)2011 ،‬‬
‫اإلعلان العامل�ي حلق�وق اإلنس�ان ع�ام ‪ :1948‬يول�د مجي�ع الن�اس أح�رارا‬
‫ومتس�اوون يف الكرام�ة واحلق�وق‪.‬‬

‫العه�د الدول�ي للحق�وق املدني�ة والسياس�ية الص�ادر يف ع�ام ‪ ،1966‬ويش�مل‬


‫ه�ذا يف امل�ادة ‪( 19‬ل�كل إنس�ان ح�ق حري�ة التعبير وحريت�ه يف التم�اس‬
‫خمتل�ف ض�روب املعلوم�ات واألف�كار وتلقيه�ا ونقله�ا إىل اآلخري�ن دومن�ا‬
‫اعتب�ار للح�دود س�واء عل�ى ش�كل مكت�وب أو مطب�وع أو يف قال�ب فني وبأي�ة‬
‫وس�يلة أخ�رى خيتاره�ا)‪.‬‬

‫مب�ادئ توجيهي�ة لتنظي�م ملف�ات البيان�ات الش�خصية املع�دة باحلاس�بة‬


‫اإللكرتوني�ة فف�ي ع�ام ‪ ،1990‬بين�ت فيه�ا الضمان�ات الدني�ا الواج�ب إدخاهل�ا‬
‫يف التش�ريعات هل�ذه الغاي�ة ونذك�ر منه�ا مب�دأ املش�روعية والنزاه�ة ( ينبغ�ي‬
‫ع�دم مج�ع املعلوم�ات املتعلق�ة باألش�خاص أو جتهيزه�ا بأس�اليب غير نزيه�ة‬
‫أو غير مش�روعة أو اس�تخدامها ألغ�راض خمالف�ة ملقاص�د ميث�اق األم�م‬
‫املتح�دة ومبادئ�ه)‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫إعلان ح�ول التق�دم واإلمن�اء يف املي�دان االجتماع�ي‪ :‬يقتض�ي التق�دم‬
‫واإلمن�اء يف املي�دان االجتماع�ي االنتف�اع الت�ام بامل�وارد البش�رية‪ ،‬خاص�ة‪،‬‬
‫م�ا يل�ي‪ :‬نش�ر املعلوم�ات القومي�ة والدولي�ة بغي�ة جع�ل األف�راد عل�ى بين�ة‬
‫بالتغييرات التي تط�رأ عل�ى اجملتم�ع بأس�ره‪.‬‬

‫الشفافية واملساءلة املالية واإلدارية‬


‫وهن�ا نتح�دث ع�ن جزئيتين‪ :‬الش�فافية واملس�اءلة‪ .‬أم�ا الش�فافية‬
‫فتنعك�س الش�فافية تلقائي�ا عل�ى متطلباته�ا املذك�ورة آنف�ا وه�ي الرقاب�ة‬
‫واملس�اءلة والتواص�ل والتأثير وحمارب�ة الفس�اد واحترام كام�ل حق�وق‬
‫املواط�ن‪ .‬وتالم�س الش�فافية أكث�ر م�ا تالم�س جان�ب املس�اءلة املالي�ة‬
‫واإلداري�ة‪ ،‬باعتبارهم�ا أه�م جانبين يق�وم عليهم�ا العم�ل‪ .‬وبالتال�ي ميك�ن‬
‫تعري�ف الش�فافية م�ن ه�ذا املنح�ى بأنه�ا عملي�ة توفير املعلوم�ات املوثق�ة‬
‫واآلني�ة املتعلق�ة بالنش�اطات واإلج�راءات والق�رارات والسياس�ات التي تتخذه�ا‬
‫املؤسس�ات األهلي�ة وضم�ان حري�ة الوص�ول إليه�ا وتوصيله�ا للجه�ات‬
‫املعني�ة‪ .‬وميك�ن حص�ر اجله�ات املعني�ة باس�تالم املعلوم�ات أو االطلاع عليه�ا‬
‫كا لتا ل�ي ‪:‬‬

‫> اجلمه�ور الع�ام م�ن خلال التعه�د بتوفير املعلوم�ات الصحيح�ة‬


‫للجمه�ور الع�ام بأعل�ى مس�توى م�ن الدق�ة‪ ،‬وذل�ك بتخصي�ص دائ�رة‬
‫أو وح�دة أو ش�خص عل�ى األق�ل للقي�ام بتنفي�ذ ه�ذه املهم�ة لتوفير‬
‫قن�اة اتص�ال املؤسس�ة باجلمه�ور واخت�اذ اإلج�راءات التي تضم�ن‬
‫حف�ظ الس�جالت واملعلوم�ات التي تتعل�ق بعم�ل املؤسس�ة مب�ا يضم�ن‬
‫دق�ة املعلوم�ات‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫معلومات أساسية عن املؤسسات غير الربحية‬

‫> مؤسس�ات الس�لطة الرمسي�ة املعني�ة التنفيذي�ة والتش�ريعية‬


‫والقضائي�ة‪ ،‬وف�ق القان�ون م�ع احلف�اظ عل�ى مب�دأ االس�تقاللية‪.‬‬

‫> املاحن�ون واملتعاق�دون م�ع املؤسس�ة وف�ق ش�روط التعاق�د ومب�ا ال‬
‫خي�ل مبب�ادئ القان�ون‪.‬‬

‫ويف املقاب�ل ف�إن الش�فافية ليس�ت عملي�ة س�ائبة ب�دون ضواب�ط حتم�ي‬
‫املعلوم�ات الش�خصية اخلاص�ة‪ ،‬مم�ا يتطل�ب التعه�د باحملافظ�ة عل�ى س�رية‬
‫املعلوم�ات الش�خصية املتعلق�ة بش�ؤون املوظفين والعملاء واآلخري�ن‪ ،‬م�ا مل‬
‫يتن�ازل األش�خاص املعني�ون ع�ن ه�ذا احل�ق أو يتطل�ب القان�ون كش�ف‬
‫ه�ذه البيان�ات‪.‬‬

‫والش�فافية هن�ا تس�تدعي تبني إج�راءات مكتوب�ة ومعلن�ة حتم�ي امل�وارد‬


‫البش�رية يف املؤسس�ة م�ن املمارس�ات غير املهني�ة مب�ا فيه�ا أس�س التوظي�ف‪،‬‬
‫التقيي�م‪ ،‬التدري�ب‪ ،‬والرتقي�ات وس�لم الروات�ب‪ ،‬وآلي�ة اختي�ار املس�تفيدين‪،‬‬
‫وش�بكة عالقاته�ا‪ .‬كم�ا تس�تدعي التقي�د باملعايير املهني�ة‪ ،‬ووض�ع إج�راءات‬
‫القواع�د احملاس�بية والضب�ط الداخل�ي وآلياته�ا‪ ،‬والوف�اء باملتطلب�ات املالي�ة‬
‫كاف�ة وخاص�ة التقاري�ر وذل�ك م�ن خلال االلت�زام بدوري�ة وانتظ�ام النش�ر‬
‫للتقاري�ر املالي�ة املدقق�ة مرفق�ة ببي�ان مدق�ق حس�ابات مؤه�ل ومس�تقل‪،‬‬
‫عل�ى أن تتضم�ن ه�ذه التقاري�ر مص�ادر التموي�ل وكيفي�ة إدارته�ا وصرفه�ا‬
‫واس�تخدامها وف�ق القوانين والقواع�د ذات العالق�ة‪.‬‬

‫أمـا املسـاءلة فنعني به�ا وج�ود آلي�ات لتقدي�م التقاري�ر ح�ول اس�تخدام‬
‫م�وارد املؤسس�ة وحتم�ل املس�ؤولية م�ن قب�ل املس�ئولني ع�ن اإلخف�اق يف‬
‫حتقي�ق أه�داف األداء احمل�دد‪ .‬وتعني يف ه�ذا الس�ياق حتم�ل مس�ؤولية‬

‫‪42‬‬
‫االختي�ارات والتصرف�ات‪ .‬إن عملي�ة إق�رار مب�دأ املس�اءلة يتطل�ب ض�رورة‬
‫تبني اإلدارات العلي�ا ملفه�وم الش�فافية واملس�اءلة‪ ،‬وعلي�ه ف�إن عل�ى جمل�س‬
‫اإلدارة (أو اإلدارة التنفيذي�ة) القي�ام مب�ا يل�ي‪:‬‬

‫‪ -1‬أن يب�دو االس�تعداد للمس�اءلة العام�ة املالي�ة واإلداري�ة م�ن قب�ل‬


‫األط�راف ذات العالق�ة وأن يب�دي التزام�ه بتحسين مضم�ون الوثائ�ق التي‬
‫يت�م نش�رها مب�ا يس�مح مبس�اءلة ج�ادة للمؤسس�ة والعاملين فيه�ا ع�ن‬
‫كاف�ة تصرفاته�ا وقراراته�ا‪.‬‬

‫‪ -2‬حتم�ل املس�ؤولية الكامل�ة ع�ن القضاي�ا املتعلق�ة ب�األداء املال�ي واإلداري‬


‫للمؤسس�ة م�ن خلال وض�ع سياس�ة واضح�ة تبين من�اذج ومتطلب�ات تقدي�م‬
‫التقاري�ر ودوريته�ا وأس�س إعداده�ا ومتابع�ة ذل�ك‪.‬‬
‫‪ -3‬االلت�زام بتوثي�ق كاف�ة الق�رارات املؤث�رة يف السياس�ات واملمارس�ات‬
‫وذل�ك م�ن خلال إع�داد حماض�ر اجتماع�ات اهليئ�ات العام�ة وحماض�ر‬
‫جمال�س اإلدارة واالحتف�اظ به�ا بش�كل س�ليم وآم�ن‪ ،‬والتأك�د م�ن توثي�ق‬
‫كاف�ة الق�رارات واألح�داث واملعاملات عل�ى املس�تويات التنفيذي�ة وتل�ك‬
‫املتعلق�ة مبجال�س اإلدارة‪.‬‬
‫‪ -4‬االلت�زام بإجي�اد نظ�ام رقاب�ة وضب�ط داخل�ي فع�ال وتطبيق�ه وف�ق‬
‫املعايرياملهني�ة اخلاص�ة باإلج�راءات واملراجع�ة احملاس�بية‪ ،‬حبي�ث تتضم�ن‬
‫إج�راءات وقائي�ة تش�مل كاف�ة أوج�ه الص�رف املال�ي‪.‬‬

‫‪ -5‬األخ�ذ بعين االعتب�ار الت�زام الش�ركاء مبعايير االس�تقامة واملس�اءلة‬


‫عن�د التدقي�ق والتعام�ل وتكوي�ن االئتالف�ات والتحالف�ات‪.‬‬
‫‪ -6‬االلت�زام بسياس�ة واضح�ة ومعلن�ه جت�اه اس�تقبال ش�كاوى اجلمه�ور‬
‫والتعام�ل معه�ا والتحق�ق فيه�ا جبدي�ة‪ ،‬وإجي�اد اج�راءات واضح�ة ومعلن�ة‬

‫‪43‬‬
‫معلومات أساسية عن املؤسسات غير الربحية‬

‫فيم�ا يتعل�ق بآلي�ات اس�تقبال الش�كاوى وتش�جيع املواطنين عليه�ا وآلي�ات‬


‫التحق�ق واملعاجل�ة وال�رد عل�ى املواطنين مب�ا توصل�ت إلي�ه املؤسس�ة يف‬
‫عملي�ة التحق�ق‪.‬‬

‫‪ -7‬اإلفص�اح ع�ن تض�ارب املص�احل (أي وج�ود وض�ع تتض�ارب في�ه مه�ام‬
‫الوظيف�ة العام�ة واملص�احل اخلاص�ة يف منظم�ات اجملتم�ع املدن�ي) كأن‬
‫يك�ون ل�دى املوظ�ف يف املؤسس�ة األهلي�ة إمكاني�ة للحص�ول عل�ى منفع�ة‬
‫خاص�ة ق�د تؤث�ر بش�كل س�ليب عل�ى أدائ�ه مله�ام منصب�ه الوظيف�ي وعل�ى‬
‫صالحيات�ه‪ ،‬أو وض�ع ميكن�ه م�ن اخت�اذ ق�رار أو املش�اركة يف اخت�اذ ق�رار‬
‫بش�أن ع�ام متأث�راً مبص�احل خاص�ة ل�ه‪ .‬ولتجن�ب ذل�ك يلت�زم جمل�س‬
‫اإلدارة واملوظف�ون بتغلي�ب مصلح�ة املؤسس�ة عل�ى أي�ة مص�احل أو اعتب�ارات‬
‫أخ�رى وذل�ك باخت�اذ إج�راءات صارم�ة لتح�ول دون ح�دوث أي تض�ارب بين‬
‫مصلح�ة املؤسس�ة وأي�ة مص�احل ش�خصية ق�د تنش�أ أثن�اء ش�غلهم موق�ع‬
‫مس�ؤولية مم�ا حي�ول دون اخت�اذ ق�رارات متكنه�م م�ن اس�تغالل ذل�ك املوق�ع‬
‫م�ن أج�ل حتقي�ق مصلح�ة ش�خصية مب�ا يف ذل�ك مص�احل حزبي�ة أو عائلي�ة‬
‫أو لص�احل مؤسس�ات أخ�رى‪ .‬وبن�اء علي�ه ف�إن عل�ى أعض�اء جمل�س اإلدارة‬
‫واملوظفين م�ا يل�ي‪:‬‬

‫> احل�رص عل�ى ع�دم اس�تغالل موقعه�م الوظيف�ي لتحقي�ق‬


‫مص�احل ش�خصية أو عائلي�ة أو حزبي�ة أو مكاس�ب مادي�ة‪.‬‬

‫> االمتن�اع ع�ن قب�ول أي�ة هدي�ة أو مكاف�أة أو منح�ة أو عمول�ة‬


‫مباش�رة أو بالواس�طة م�ن جه�ات أو أش�خاص بغ�رض تقدي�م تس�هيالت‬
‫أو معلوم�ات لتحقي�ق مص�احل ش�خصية أو عائلي�ة أو حزبي�ة أو مكاس�ب‬
‫ماد ي�ة‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫> االلت�زام باإلفص�اح ع�ن وج�ود تض�ارب يف املص�احل املالي�ة أو الش�خصية‬
‫وع�ن طبيع�ة عالق�ة تل�ك املص�احل عن�د نش�وئها‪ ،‬أو الش�ك بوجوده�ا أثن�اء‬
‫أي�ة عملي�ة يف اخت�اذ أي�ة ق�رار وااللت�زام باالنس�حاب م�ن أي�ة عملي�ة نق�اش‬
‫أو اخت�اذ ق�رار تتعل�ق بقضي�ة؛ نش�أ أو ق�د ينش�أ فيه�ا تض�ارب بين مصلح�ة‬
‫املؤسس�ة وأي�ة مص�احل ش�خصية مالي�ة أو إداري�ة (املرك�ز الفلس�طيين‪،‬‬
‫‪.)2011‬‬

‫العامل الثالث‪ :‬السلمية واالستمرارية والثبات‬


‫إن املؤسس�ات غير الرحبي�ة بطبيعته�ا وأص�ل نش�أتها وجوه�ر وجوده�ا ه�ي‬
‫مؤسس�ات خدمي�ة تغط�ي األج�زاء التي ال تس�تطيع الدول�ة تغطيته�ا‪ .‬وه�ي‬
‫بطبيعته�ا تق�دم خدم�ات إنس�انية للمحتاجين هل�ا‪ ،‬ل�ذا فه�ي مؤسس�ات‬
‫س�لمية ذات طاب�ع مدن�ي تش� ّكل فيم�ا ب�ات يع�رف اآلن باجملتم�ع املدن�ي‪.‬‬
‫إذا إن املؤسس�ات غير احلكومي�ة وغير الرحبي�ة ه�ي مؤسس�ات مدني�ة‬
‫املقص�د وس�لمية األداء والتنفيذ‘تبتع�د كل البع�د ع�ن أي من�ط م�ن أمن�اط‬
‫ا لال س�لمية ‪.‬‬

‫ويف املقاب�ل ف�إن مصداقي�ة املؤسس�ة غير الرحبي�ة تقتض�ي االس�تمرارية‬


‫يف العم�ل‪ .‬ومم�ا ال ش�ك في�ه أن االس�تمرارية يف العم�ل تقتض�ي النج�اح‬
‫يف الفك�رة والنج�اح يف التخطي�ط والنج�اح يف التنفي�ذ‪ .‬كم�ا تتطل�ب‬
‫االس�تمرارية حس�ن اإلدارة وحس�ن التص�رف وض�رورة تأهي�ل أجي�ال ش�ابة‬
‫لتؤم�ن االس�تمرارية يف العم�ل عل�ى م� ّر الس�نني‪.‬‬
‫ّ‬

‫وم�ن الطبيع�ي أن تواج�ه املؤسس�ة غير الرحبي�ة جمموع�ة م�ن التقلب�ات‬


‫كأي مؤسس�ة أخ�رى م�ن حي�ث ضع�ف اإلقب�ال حين�ا‪ ،‬أو اختلاف األوض�اع‬

‫‪45‬‬
‫معلومات أساسية عن املؤسسات غير الربحية‬

‫املعيش�ية واإلقتصادي�ة للمجتم�ع‪ ،‬أو التقلب�ات واالضطراب�ات السياس�ية‪ ،‬أو‬


‫تغير القوانين وم�ا إىل غير ذل�ك م�ن التحدي�ات‪ .‬وهن�ا يأت�ي دور العاملين‬
‫يف املؤسس�ة؛ م�ن خلال التحم�ل ومواجه�ة ه�ذه الظ�روف والتغيرات‬
‫والتحدي�ات م�ن أج�ل حتقي�ق الثب�ات‪ ،‬وبالتال�ي حتقي�ق االس�تمرارية يف‬
‫العم�ل وإبق�اء املؤسس�ة عامل�ة بالرغ�م مناألوق�ات العصيب�ة‪ .‬إن أوق�ات‬
‫التقلب�ات حتت�اج إىل من�ط إداري وقي�ادي متمي�ز يس�هل عملي�ة جت�اوز ه�ذه‬
‫األوق�ات ب�دال م�ن إنه�اء املؤسس�ة وتصفي�ة أعماهل�ا‪.‬‬

‫العامل الرابع‪ :‬املساواة يف التعامل‬


‫مل�ا كان�ت املؤسس�ات غير الرحبي�ة م�ن حي�ث املقص�د تتعام�ل م�ع اجلوان�ب‬
‫اإلنس�انية بش�كل ع�ام‪ ،‬ف�إن ه�ذا األم�ر يتطل�ب التعام�ل م�ع اإلنس�ان ككائ�ن‬
‫ح�ي كرم�ه اهلل س�بحانه وتع�اىل تؤث�ر في�ه املش�اعر والعواط�ف‪ ،‬وتؤث�ر في�ه‬
‫املعامل�ة احلس�نة‪ ،‬وتس�يؤه املمارس�ات البعي�دة ع�ن احل�ق والص�واب‪ .‬م�ن‬
‫هن�ا كان التعام�ل م�ع الفئ�ة املس�تهدفة باخلدم�ة‪ ،‬أو حت�ى الفئ�ة املاحن�ة‪،‬‬
‫يس�توجب حس�ن املعامل�ة وعل�ى قمته�ا املس�اواة يف التعام�ل دون متيي�ز ع�رق‬
‫عل�ى آخ�ر أو االحني�از جله�ة أو فئ�ة أو توج�ه م�ا‪.‬‬

‫واملسـاواة تعني املماثلـة؛ أي املماثلـة واملشـابهة يف القـدر والقيمـة‬


‫واحلقـوق والواجبـات بغـرض منـع التميـز بني إنسـان وآخـر للحصول‬
‫علـى حاجـة أو منفعـة أو ميـزة دون وجـه حـق‪ .‬واملس�اواة ال تلغ�ي االعتب�ار‬
‫أوالتقدي�ر آلخري�ن هل�م اعتب�ار خ�اص به�م يف (مواض�ع خاص�ة وحم�ددة)‬
‫ككب�ار الس�ن‪ ،‬والعلم�اء‪ ،‬وأصح�اب اإلعاق�ة‪ ،‬إىل غير ذل�ك‪ .‬وبه�ذا‬
‫فاملس�اواة وس�يلة وطريق�ة م�ن ط�رق حتقي�ق العدال�ة‪ .‬واملس�اواة كذل�ك‬
‫مب�دأ يق�ره الش�رع‪ ،‬وترتضي�ه النف�وس الس�وية‪ ،‬ومتلي�ه طبيع�ة التم�دن‬
‫واحلي�اة اإلجتماعي�ة‪ .‬واملس�اواة تش�مل مجي�ع أوج�ه التعام�ل كاملس�اواة يف‬

‫‪46‬‬
‫االنتف�اع م�ن اخلدم�ات املقدم�ة‪ ،‬واملس�اواة يف التوظي�ف والتعيين‪ ،‬واملس�اواة‬
‫يف االس�تقبال والتعام�ل وغير ذل�ك‪.‬‬

‫العامل اخلامس‪ :‬التجديد واإلبداع‬


‫حت�ى يتحق�ق اإلب�داع والتجدي�د فلا ب�د م�ن تواف�ر ك�وادر وعاملين ذوي‬
‫هم�ة وحرفي�ة يف العم�ل واحلرق�ة علي�ه‪ .‬فأص�ل اإلب�داع ه�و احلرق�ة عل�ى‬
‫إجن�از ش�يئ م�ا يتزام�ن م�ع ش�عور باحلاج�ة والع�وز هل�ذا الش�ئ أو ألث�ر‬
‫م�ن آث�اره احلس�نة‪ .‬فاحلاج�ة أم االختراع كم�ا يقول�ون‪ .‬وأص�ل التجدي�د‬
‫احلرق�ة عل�ى العم�ل واحل�رص عل�ى تطوي�ره وأن تك�ون املؤسس�ة رائ�دة يف‬
‫عملها‪.‬وه�ذا يتطل�ب حس�ن اختي�ار العاملين‪ ،‬ويتطل�ب تطويره�م م�ن خلال‬
‫التأهي�ل والتدري�ب‪ .‬فحس�ب جمل�س امل�وارد البش�رية لقط�اع التط�وع والعم�ل‬
‫غير الرحب�ي الكن�دي ف�إن موظف�ي املؤسس�ات غير الرحبي�ة حباج�ة إىل‬
‫تأهي�ل يف العدي�د م�ن اجمل�االت منه�ا‪ :‬املعرف�ة القانوني�ة‪ ،‬التس�ويق‪ ،‬إدارة‬
‫احلملات‪ ،‬إدارة املش�اريع‪ ،‬تطوي�ر امل�وارد املالي�ة‪ ،‬كتاب�ة املقرتح�ات‪ ،‬التخطي�ط‬
‫اإلستراتيجي‪ ،‬املتابع�ة والتقيي�م‪ ،‬املالي�ة‪ ،‬إدارة العق�ود‪ ،‬إدارة امل�وارد البش�رية‪.‬‬
‫وحس�ب اجملل�س الكن�دي أيض�ا ف�إن ‪ 71%‬م�ن املؤسس�ات متل�ك ميزاني�ة‬
‫لتدري�ب وتطوي�ر موظفيه�ا‪ ،‬وأن ‪ 95%‬م�ن املؤسس�ات غير الرحبي�ة الكبيرة‬
‫(أكث�ر م�ن ‪ 100‬موظ�ف) ختص�ص ميزاني�ة للتدري�ب والتطوي�ر‪ ،‬وأن ‪88%‬‬
‫م�ن املؤسس�ات غير الرحبي�ة املتوس�طة احلج�م (م�ن ‪ 99-11‬موظ�ف) ختص�ص‬
‫ميزاني�ة للتدري�ب والتطوي�ر‪ ،‬بينم�ا ‪ 65%‬م�ن املؤسس�ات الصغيرة (أق�ل م�ن‬
‫‪ 10‬موظفين) ختص�ص ميزاني�ة للتدري�ب والتطوي�ر‪.‬‬

‫العامل السادس‪ :‬حسن التسويق‬


‫ونط�رح هن�ا مفه�وم التس�ويق للمؤسس�ة غير الرحبي�ة كمفه�وم جدي�د‪،‬‬

‫‪47‬‬
‫معلومات أساسية عن املؤسسات غير الربحية‬

‫إىل ح�د م�ا‪ ،‬فهن�اك م�ن يش�عر باخلج�ل أو احلي�اء م�ن ذل�ك ظن�ا من�ه أن‬
‫بعض�ا م�ن جوانب�ه يعك�س ش�يئا م�ن االبت�ذال أو خ�دش احلي�اء‪ .‬ونط�رح‬
‫هن�ا مفه�وم حس�ن التس�ويق والرتوي�ج للمؤسس�ات غير الرحبي�ة مب�دى‬
‫أوس�ع إذنقص�د ب�ه‪ :‬الق�درة عل�ى إقن�اع اآلخ�ر باملؤسس�ة‪ ،‬وبراع�ة ج�ذب‬
‫املتربعين‪ ،‬وحس�ن توزي�ع اخلدم�ات‪ ،‬وحس�ن نق�ل الص�ورة اإلجيابي�ة ع�ن‬
‫املؤسس�ة‪ ،‬وحس�ن االس�تقبال ولط�ف املعامل�ة‪ ،‬والق�درة عل�ى الرتوي�ج‪ ،‬وحس�ن‬
‫الع�رض مبنط�ق عقل�ي وحج�ج عاطفي�ة وحس�ن الطل�ب م�ن أه�ل اخلير‪.‬‬

‫وحس�ن التس�ويق به�ذا الش�مول يتطل�ب وج�ود جمموع�ة م�ن اإلج�راءات‬


‫واملع�ارف واألنش�طة منه�ا كم�ا يذكره�ا حمم�د العدلون�ي (‪:)2002‬‬
‫اخلط�ط التس�ويقية والرتوجيي�ة ألنش�طة املنظم�ة ومش�روعاتها‪ ،‬م�ع وج�ود‬
‫برنام�ج فع�ال لتكري�س العالق�ات اإلنس�انية وتنش�يط العالق�ات اخلارجي�ة‪،‬‬
‫ووج�ود ش�بكة متين�ة م�ن العالق�ات املؤسس�ية‪ ،‬والرتكي�ز عل�ى احتياج�ات‬
‫الفئ�ات املس�تهدفة‪ ،‬وتقدي�م أفض�ل اخلدم�ات للجمه�ور مقارن�ة باآلخري�ن‪،‬‬
‫ووج�ود قاع�دة بيان�ات ش�املة ع�ن العملاء وس�ائر املس�تهدفني‪ ،‬م�ع املعرف�ة‬
‫الش�املة باملنافسين واملؤثري�ن عل�ى أنش�طة املنظم�ة‪ ،‬ومعرف�ة وافي�ة ع�ن‬
‫طبيع�ة ونوعي�ة خدماته�م ومتيزه�م‪ ،‬ومعرف�ة قطاع�ات اجلمه�ور‪ ،‬وترتيبه�ا‬
‫حس�ب األهمي�ة‪ ،‬ومعرف�ة البيئ�ة احلكومي�ة واإلجتماعي�ة املؤث�رة عل�ى أداء‬
‫املنظم�ة‪ ،‬ومعرف�ة م�دى تقب�ل اجلمه�ور للخدم�ات املقدم�ة م�ن املنظم�ة‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫الباب الثاني‪:‬‬
‫إدارة املؤسسات‬
‫غير الربحية‬

‫‪49‬‬
‫إدارة املؤسسات غير الربحية‬

‫الباب الثاني‪:‬‬
‫إدارة املؤسسات غير الربحية‬

‫التخطيط للمؤسسات غري الرحبية‬


‫إن مفه�وم اإلدارة ب�كل بس�اطة يعني تش�غيل األف�راد بكف�اءة ضم�ن‬
‫اإلمكان�ات املادي�ة املتاح�ة‪ ،‬م�ن أج�ل حتقي�ق األه�داف املطلوب�ة‪ ،‬بأق�ل وق�ت‬
‫ممك�ن وأق�ل جه�د وأق�ل تكلف�ة‪ .‬ومل�ا كان�ت املؤسس�ات غير الرحبي�ة تتك�ون‬
‫م�ن جمموع�ة م�ن األف�راد يقوم�ون بأنش�طة حم�ددة‪ ،‬ضم�ن موازن�ة متوقع�ة‪،‬‬
‫ويف واق�ع موج�ود عل�ى األرض واحتي�اج مع�روف‪ .‬إذن الب�د م�ن إدارة هل�ذه‬
‫املكون�ات حت�ى يت�م اإلجن�از ويت�م حتقي�ق األه�داف املرج�وة م�ن املؤسس�ة‬
‫غير الرحبي�ة‪ .‬وحينه�ا الب�د م�ن تطبي�ق مب�ادئ اإلدارة الرئيس�ية ضم�ن‬
‫جم�االت اإلدارة املعروف�ة م�ن ختطي�ط وتنظي�م وتوجي�ه ورقاب�ة وتقيي�م‪.‬‬
‫ويقص�د بالتخطي�ط‪ :‬بأن�ه التفكير املنظ�م الس�ابق لعملي�ة التنفي�ذ‬
‫ويه�دف إىل حتدي�د الوض�ع املس�تقبلي للمؤسس�ة للوص�ول إلي�ه ع�ن طري�ق‬
‫تنفي�ذ األعم�ال التي رمس�ت خطوطه�ا وح�ددت عناصره�ا‪.‬‬

‫مستويات التخطيط‬
‫التخطي�ط اإلستراتيجيي‪ :‬وه�و التخطي�ط اإلستراتيجي الع�ام للمؤسس�ة‪،‬‬
‫ويش�مل التخطي�ط اإلستراتيجي لوح�دات العم�ل اجلزئي�ة يف املؤسس�ات‬
‫الكبيرة‪ .‬ومدت�ه تتراوح م�ن ‪ 15-3‬س�نة‪.‬‬
‫(‪)Strategic levels: corporate level – business unit level‬‬

‫التنفيذي‪/‬التشـغيلي‪ :‬إلس�قاط اإلستراتيجية عل�ى األرض (مل�دة ع�ام)‬


‫‪operation plan, Executive plan‬‬

‫التنفيذي التفصيلي‪( :‬على مستوى الوحدات) (سنة أو اقل)‬


‫‪Action plan / work plan‬‬

‫‪50‬‬
‫اإلدارة اإلسرتاتيجية للمؤسسات غري الرحبية‬
‫ع�ادة م�ا ي�دور يف اخلل�د س�ؤال ع�ن م�ا هي�ة اإلدارة اإلستراتيجية يف‬
‫املؤسس�ات غير الرحبي�ة واملنظم�ات املدني�ة ذات الش�أن الع�ام‪ .‬م�ن املع�روف أن‬
‫اإلستراتيجية يف املؤسس�ات الرحبي�ة ت�دور ح�ول القص�د واهل�دف والتوج�ه‬
‫وإىل أي�ن س�نصل وكيفي�ة الوص�ول إىل املقص�ود وحتدي�د الرؤي�ة واملهم�ة‪،‬‬
‫ث�م تعري�ف السياس�ات احلاكم�ة التي س�تضبط املسير‪ ،‬وتعري�ف الثقاف�ة‬
‫العام�ة للمؤسس�ة واهليكلي�ة وآلي�ات اخت�اذ الق�رار‪.‬‬

‫وبالتال�ي فالتخطي�ط اإلستراتيجي يتأت�ى يف ظ�ل م�ن تبص�ر املس�تقبل‬


‫وحتس�س املس�ار املس�تقبلي حن�و الرؤي�ة املقص�ودة آخ�ذا بعين االعتب�ار‬
‫تفاعلات البيئ�ة الداخلي�ة واخلارجي�ة م�ن ح�ول املؤسس�ة‪ .‬كم�ا أن اإلدارة‬
‫اإلستراتيجية تتطل�ب املراقب�ة الدائم�ة للمحي�ط والواق�ع والتكي�ف اإلجياب�ي‬
‫م�ع املتغيرات يف بيئ�ة املؤسس�ة دون إهم�ال الرؤي�ة املعتم�دة ل�دى املؤسس�ة‪.‬‬
‫ونش�أت العدي�د م�ن النظري�ات والتفسيرات ح�ول مفه�وم اإلستراتيجية‬
‫نذك�ر منه�ا نظري�ة التموض�ع االستراتيجي ملاي�كل بورت�ر (‪ )1990‬والتي‬
‫تقتض�ي م�ن املؤسس�ة فح�ص أوض�اع املؤسسات‪/‬الش�ركات العامل�ة يف نف�س‬
‫جماهل�ا‪ ،‬ومقارن�ة املؤسس�ة باملؤسس�ات األخ�رى وحتدي�د موض�ع املؤسس�ة‬
‫التنافس�ي بالنس�بة للش�ركات األخ�رى املوج�ودة يف الس�وق ويف نف�س اجمل�ال‪.‬‬
‫وم�ن ث�م التع�رف عل�ى املي�زات التنافس�ية ملؤسس�تك وتطويره�ا للمحافظ�ة‬
‫عل�ى موضع�ك اإلستراتيجي بين الش�ركات األخ�رى‪.‬‬

‫وهن�اك نظري�ة الوكال�ة والتي تعتبر أن أصح�اب العم�ل ق�د أوكل�وا‬


‫امل�دراء التنفيذيين يف إدارة املؤسس�ة ويف اخت�اذ الق�رارات الالزم�ة إلدارة العم�ل‪.‬‬
‫وأن العالق�ة س�تبقى طيب�ة م�ادام امل�دراء يتخ�ذون ق�رارات تنس�جم م�ع‬
‫مص�احل أصح�اب العم�ل‪ ،‬ويف اللحظ�ة التي تفترق فيه�ا مصلح�ة أصح�اب‬

‫‪51‬‬
‫إدارة املؤسسات غير الربحية‬

‫العم�ل ع�ن مصلح�ة امل�دراء ف�إن امل�دراء س�يتخذون الق�رارات التي تواف�ق‬
‫مصاحله�م أكث�ر مم�ا تواف�ق مص�احل أصح�اب العم�ل‪ ،‬أي دف�ع استراتيجية‬
‫املؤسس�ة باجت�اه تغلي�ب مصاحله�م عل�ى مص�احل اصح�اب العم�ل‪.‬‬

‫أم�ا نظري�ة اللعب�ة فتفترض أن التناف�س يف الس�وق ه�و عب�ارة ع�ن ن�وع‬
‫م�ن الص�راع بين املؤسس�ة ونظرياته�ا يف الس�وق‪ ،‬وأن املدي�ر يتخ�ذ اإلج�راءات‬
‫التي تؤث�ر عل�ى س�لوك وردة فع�ل املنافسين لتحقي�ق مزي�دا م�ن األرب�اح م�ن‬
‫خلال اختي�ار اللعب�ة التنافس�ية األفض�ل ل�ه‪ ،‬وبالتال�ي ف�إن اإلستراتيجية‬
‫تتأث�ر حس�ب اللعب�ة املتبن�اة‪.‬‬

‫والنظري�ة الس�لوكية تفترض أن املؤسس�ة تش�كل هل�ا جمموع�ة م�ن‬


‫األه�داف نابع�ة م�ن تص�ور أصح�اب الش�أن واملؤثري�ن فيه�ا‪ ،‬وأن اخللاف‬
‫متوق�ع بين أصح�اب املصلح�ة واملؤثري�ن مم�ا يصع�ب األم�ر عل�ى امل�دراء يف‬
‫اخت�اذ الق�رارات التي ترض�ي اجلمي�ع مم�ا يؤث�ر عل�ى بل�ورة اإلستراتيجية‪.‬‬
‫أم�ا املقارب�ة املعتم�دة عل�ى قاع�دة امل�وارد فتفترض أن املؤسس�ة متل�ك‬
‫امل�وارد والق�درات واإلمكان�ات املناس�بة س�واء احملسوس�ة منه�ا أو غير‬
‫احملسوس�ة‪ ،‬إن ه�ذه امل�وارد واإلمكان�ات تعتبر تنافس�ية فق�ط عندم�ا‬
‫تك�ون ذات خصوصي�ة وفري�دة وذات قيم�ة للمؤسس�ة‪ ،‬وبالتال�ي ف�إن تش�كيل‬
‫اإلستراتيجية يعتم�د عل�ى حج�م ون�وع ه�ذه امل�وارد واإلمكان�ات الت�اي‬
‫متلكه�ا املؤسس�ة‪.‬‬

‫أم�ا نظري�ة الق�درات الدينامكي�ة فتعتبر أن املنافسين يف الس�وق س�يقلدون‬


‫املؤسس�ة الناجح�ة وحياول�وا امتلاك م�وارد وق�درات مماثل�ة مم�ا يف�رض‬
‫عل�ى املؤسس�ة ض�رورة تطوي�ر موارده�ا وإمكاناته�ا وقدراته�ا باس�تمرار‬
‫وأن تك�ون س�باقة بالنس�بة لآلخري�ن يف امتلاك اجلدي�د م�ن ه�ذه امل�وارد‬

‫‪52‬‬
‫واإلمكان�ات‪ ،‬وبالتال�ي ف�إن اإلستراتيجية تتأث�ر بتطوي�ر امل�وارد واإلمكان�ات‬
‫وتتغير تبع�ا لذل�ك‪.‬‬
‫وظه�رت كذل�ك نظري�ة التكي�ف مبعن�ى أن املؤسس�ة تتع�رض لظ�روف‬
‫متغيرة باس�تمرار وأن عليه�ا التكي�ف دائم�ا حس�ب األوض�اع اجلدي�دة التي‬
‫يفرضه�ا الس�وق‪ ،‬وأال تبق�ى املؤسس�ة جام�دة عل�ى نف�س طرائقه�ا وأس�لوبها‬
‫وفكره�ا‪ ،‬وبالتال�ي ف�إن استراتيجية التكي�ف تع�د أساس�ا م�ن وجه�ة النظ�ر‬
‫ه�ذه‪ .‬وهن�اك نظري�ات أخ�رى تط�ورت منه�ا نظري�ة التعقي�د والفوض�ى‬
‫(‪ )Complexity Theory‬نتيج�ة االضط�راب والفوض�ى التي تهيم�ن عل�ى‬
‫الس�وق بس�بب املتغيرات الس�ريعة واملفاجئ�ة التي تتع�رض هل�ا املؤسس�ات‬
‫وبيئاته�ا يف الوق�ت الراه�ن فتض�ع املؤسس�ات يف مواق�ف صعب�ة للغاي�ة األم�ر‬
‫ال�ذي يتطل�ب مقارب�ة خمتلف�ة عم�ا ذك�ر فيم�ا س�بق‪ .‬وه�ذا م�ا يتبن�اه‬
‫املؤل�ف عندم�ا تصب�ح البيئ�ات عالي�ة الديناميكي�ة واالضط�راب والتعقي�د‪.‬‬
‫واعتبر أن املقارب�ة األفض�ل ه�ي التي تتناس�ب م�ع ش�دة ديناميكي�ة وس�رعة‬
‫التغيير‪ .‬فف�ي حال�ة الديناميكي�ة العادي�ة ف�إن نظري�ة التموض�ع أو اللعب�ة‬
‫أو الوكال�ة أو الق�درات وامل�وارد تعتبر مقارب�ات جي�دة س�واء كان كل عل�ى‬
‫ح�دة أو مزي�ج منه�ا‪ ،‬أم�ا يف حال�ة الديناميكي�ة متوس�طة الش�دة ف�إن مقارب�ة‬
‫الق�درات الديناميكي�ة والتكي�ف تعتبر مناس�بة ملث�ل ه�ذا الوض�ع‪ ،‬ولك�ن يف‬
‫حال�ة الديناميك�ة الش�ديدة واالضط�راب ف�إن األم�ر يتطل�ب مقارب�ة أخ�رى‬
‫وه�ي نظري�ة التعقي�د (‪.)Complexity Theory‬‬

‫إال أن كل ه�ذه التفسيرات والنظري�ات كان�ت ح�ول املؤسس�ات الرحبي�ة‪.‬‬


‫وبالرغ�م م�ن أن املؤسس�ات غير الرحبي�ة تتعام�ل م�ع أف�راد ومهم�ات وأنش�طة‬
‫وميزاني�ة أي أنه�ا تتقاط�ع كثيرا م�ن حي�ث املفاهي�م اإلداري�ة والتطبيق�ات‬
‫اإلستراتيجية‪ ،‬إال أن�ه م�ازال هن�اك ن�وع م�ن الف�رق بين طبيع�ة املؤسس�تني‬
‫الرحبي�ة وغير الرحبي�ة والتي جي�ب أن تؤخ�ذ يف احلس�بان أثن�اء تش�كيل‬
‫اإلستراجتية‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫إدارة املؤسسات غير الربحية‬

‫ويف حقيق�ة األم�ر فم�ا زال بع�ض القائمين عل�ى املؤسس�ات غير الرحبي�ة‬
‫يبتع�دون ع�ن فن�ون اإلدارة وع�ن التفكير أو التخطي�ط اإلستراتيجي‬
‫ملؤسس�اتهم‪ .‬اعتق�ادا منه�م ب�أن ه�ذه الفن�ون واألس�اليب تصل�ح للمؤسس�ات‬
‫الرحبي�ة ولي�س هل�م‪ ،‬وأن حج�م مؤسس�اتهم ق�د يك�ون صغيرا والينف�ع‬
‫مع�ه مث�ل ه�ذه الرتتيب�ات وامله�ارات اإلداري�ة‪ ،‬أو أن ع�دد العاملين صغير‬
‫وبالتال�ي ميك�ن إدارته�م بس�هولة ويس�ر‪ .‬إضاف�ة إىل أن العدي�د م�ن القائمين‬
‫عل�ى املؤسس�ات غير الرحبي�ة ال يقيم�ون أداءه�م والنتائ�ج التي حيققوه�ا‪،‬‬
‫واملكاس�ب أو املي�زات ذات القيم�ة التي مت�ت إضافته�ا للمؤسس�ة‪ ،‬وخصوص�ا‬
‫أن�ه يف كثير م�ن ال�دول العربي�ة واإلسلامية ال توج�د جه�ة مرجعي�ة‬
‫حتاس�ب القائمين عل�ى املؤسس�ة أوتقي�م أداءه�م‪.‬‬

‫وإذا م�ا نظرن�ا حولن�ا لوجدن�ا أن هن�اك العدي�د م�ن املؤسس�ات التي تعم�ل‬
‫يف البل�د الواح�د ويف نف�س التخص�ص والتناف�س بينه�ا ي�زداد يوم�ا بع�د‬
‫ي�وم‪ .‬ونس�مع م�ن القائمين عل�ى ه�ذه املؤسس�ات ش�كوى ضع�ف اإلمكان�ات‬
‫وقل�ة امل�وارد‪ ،‬والبع�ض يش�كو م�ن قل�ة الكف�اءة وضع�ف توصي�ل خدماته�م‬
‫لآلخري�ن‪ ،‬والبع�ض يش�كو م�ن الرتاب�ة يف العم�ل‪ ،‬وبعضه�م يش�كو م�ن‬
‫ُ‬
‫خفض�وا‬ ‫ع�دم من�و امل�وارد لديه�م وأنه�ا التزي�د ويعتبر أن املتربعين ق�د‬
‫م�ن تربعاته�م وأن اإلش�كال عن�د املتربعين‪ .‬والبع�ض يعتبر أن املؤسس�ات‬
‫غير الرحبي�ة الكبيرة ب�دأت تهيم�ن عل�ى امل�وارد‪ ،‬والبع�ض ي�رى أن املؤسس�ات‬
‫غير الرحبي�ة اإلقليمي�ة ب�دأت تدخ�ل عل�ى قطاعاته�م مباش�رة وتتخطاه�م‬
‫بالرغ�م م�ن وجوده�م يف املنطق�ة‪ ،‬إىل آخ�ر ذل�ك م�ن اهلم�وم والش�كاوى‪ .‬ويف‬
‫حقيق�ة األم�ر م�ا ه�ذه الش�كاوى واهلم�وم إال انعكاس�ا لقل�ة اخلبرة أو ضع�ف‬
‫يف اإلدارة أو أحيان�ا انع�دام التخطي�ط اإلستراتيجي والتخطي�ط التنفي�ذي‪،‬‬
‫وقل�ة اخلبرة أو ضع�ف الدراي�ة يف مه�ارات اإلدارة والتس�ويق وتوصي�ل الفك�رة‬
‫ووض�وح الرؤي�ة‪ ،‬وضع�ف يف وض�ع األه�داف م�ع ع�دم وج�ود املتابع�ة املهني�ة‬

‫‪54‬‬
‫لألعم�ال‪ .‬إضاف�ة إىل قل�ة الدافعي�ة ل�دى العاملين أحيان�ا واخنف�اض‬
‫مس�توى اهلم�ة والطم�وح‪ ،‬وتواض�ع مس�توى األداء للعاملين بس�بب ع�دم‬
‫تطوي�ر ال�كادر العام�ل وتأهيل�ه‪ ،‬فت�ؤول األم�ور إىل حال�ة م�ن الرك�ود والتي‬
‫تول�د املش�اكل واهلم�وم الس�ابقة الذك�ر‪.‬‬

‫ولك�ن تبق�ى اإلستراتيجية كم�ا يراه�ا هدس�ون (‪ )Courtney, 2002‬مهم�ة‬


‫للمؤسس�ات غير الرحبي�ة ألن ه�ذه املؤسس�ات عب�ارة ع�ن إئتلاف بين‬
‫جمموع�ة م�ن الن�اس خمتلفين يف التطلع�ات التي حتت�اج إىل تكام�ل‬
‫بينه�ا‪ ،‬ه�ذا التكام�ل يش�كل اإلستراتيجية املنش�ودة‪ ،‬وبالتال�ي ميك�ن اعتب�ار‬
‫التخطي�ط اإلستراتيجي عل�ى أن�ه‪ :‬عملي�ة مج�ع أصح�اب الش�أن للتفاه�م‬
‫ح�ول مس�تقبل املؤسس�ة‪.‬‬

‫وم�ن املتوق�ع أن يك�ون التخطي�ط اإلستراتيجي إح�دى املعايير التي تقي�م‬


‫عل�ى أساس�ها املؤسس�ات غير الرحبي�ة يف املس�تقبل وخصوص�ا عن�د تنفي�ذ‬
‫املش�اريع الكبيرة عل�ى املس�تويني احملل�ي والدول�ي‪ .‬كم�ا أن امتلاك املؤسس�ة‬
‫لوح�دة ختطي�ط س�يكون إح�دى املعايير املهم�ة يف املس�تقبل عن�د التقيي�م‬
‫والتفضي�ل بين املؤسس�ات غير الرحبي�ة‪ .‬ولك�ن الب�د أن ينتب�ه املخطط�ون‬
‫للمؤسس�ات غير الرحبي�ة أن آلي�ات وطرائ�ق التخطي�ط اإلستراتيجي‬
‫ختتل�ف م�ن مؤسس�ة ألخ�رى حس�ب االختلاف يف حجمه�ا ويف عمره�ا ويف‬
‫مقصده�ا ويف درج�ة تعقي�د الظ�روف احمليط�ة به�ا‪ ،‬ويف امتالكه�ا لك�وادر‬
‫لديه�م الق�درات التخطيطي�ة‪.‬‬

‫إذ إن ه�ذه املؤسس�ات ختتل�ف يف ذل�ك حت�ى يف البل�د الواح�د‪ .‬علم�ا ب�أن‬
‫اخلط�ة اإلستراتيجية املالئم�ة ه�ي التي تنطل�ق م�ن الواق�ع للوص�ول إىل‬
‫املأم�ول ال التي تل�وي الواق�ع لتخ�رج مبجموع�ة م�ن األه�داف غير حقيقي�ة‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫إدارة املؤسسات غير الربحية‬

‫ل�ذا عل�ى املخط�ط اإلستراتيجيي أن يفه�م واق�ع املؤسس�ة وبالتال�ي خيت�ار‬


‫املقارب�ة األنس�ب والنم�وذج األفض�ل للتخطي�ط اإلستراتيجي للمؤسس�ة‬
‫ا ملعني�ة ‪.‬‬

‫التخطيط اإلسرتاتيجي للمؤسسات غري الرحبية‬


‫يتول�د التخطي�ط اإلستراتيجي عبر ع�دة مراح�ل‪ .‬حي�ث يت�م التهيئ�ة‬
‫للتخطي�ط ل�ه م�ن خلال التفكير االستراتيجي ال�ذي حي�اول أن ي�رى‬
‫األح�داث واملتغيرات ويق�رأ ويتنب�أ املس�تقبل وبالتال�ي حي�اول أن حي�دد‬
‫مع�امل املس�ار املس�تقبلي (اإلستراتيجي) للمؤسس�ة‪ .‬ث�م يأت�ي التحلي�ل‬
‫اإلستراتيجي ليسبر غ�ور البيئ�ة الداخلي�ة للمؤسس�ة مبحاول�ة التع�رف‬
‫عل�ى نق�اط الق�وة والضع�ف فيه�ا‪ ،‬والبيئ�ة اخلارجي�ة احمليط�ة به�ا حملاول�ة‬
‫استش�عار الف�رص املتاح�ة والتهدي�دات واملعوق�ات املتوقع�ة‪ ،‬إضاف�ة إىل‬
‫معرف�ة الوض�ع القانون�ي واالجتماع�ي والسياس�ي والدميغ�رايف وكيفي�ة‬
‫تأثير ه�ذه املعطي�ات عل�ى املؤسس�ة ورؤيته�ا واملقص�د م�ن وجوده�ا‪ .‬ث�م‬
‫بع�د ذل�ك تأت�ي مرحل�ة التخطي�ط اإلستراتيجي ال�ذي ه�و التعبير ع�ن‬
‫الفك�ر اإلستراتيجي يف ش�كل خط�ة حت�دد الرؤي�ة واملهم�ة واأله�داف العام�ة‬
‫واملراح�ل والسياس�ات إىل غير ذل�ك م�ن مكون�ات التخطي�ط اإلستراتيجي‬
‫آخ�ذا بعين االعتب�ار نتائ�ج التحلي�ل اإلستراتيجي‪.‬‬

‫وم�ن مي�زات التخطي�ط االستراتيجي أن�ه يش�كل ص�ورة ذهني�ة‬


‫للمس�تقبل‪ ،‬ويوض�ح املراح�ل والغاي�ات املطل�وب الوص�ول إليه�ا واآللي�ات‬
‫والسياس�ات‪ ،‬وبالتال�ي إعط�اء القي�ادة الق�درة عل�ى املن�اورة والتكي�ف يف‬
‫ح�ال ح�دوث متغيرات ج�ادة م�ن ف�رص ق�د تت�اح أو تهدي�دات أو معوق�ات‬
‫ق�د تبرز أثن�اء املسيرة‪ .‬مبعن�ى آخ�ر إن التخطي�ط اإلستراتيجي يس�اعد‬
‫عل�ى إدارة التغيير برباع�ة وحنك�ة‪ .‬كم�ا أن�ه يس�اعد يف معرف�ة وحتدي�د‬

‫‪56‬‬
‫امل�وارد البش�رية واملالي�ة واملعلوماتي�ة املطلوب�ة م�ن أج�ل اكتس�اب الق�درات‬
‫التنافس�ية املطل�وب امتالكه�ا لتحقي�ق النتائ�ج املطلوب�ة وللمحافظ�ة عل�ى‬
‫مكان�ة املؤسس�ة بين املؤسس�ات األخ�رى س�واء احمللي�ة أو االقليمي�ة‪.‬‬

‫وكم�ا املؤسس�ات الرحبي�ة‪ ،‬فإن�ه ال توج�ود مقارب�ة واح�دة أو من�وذج‬


‫حم�دد للتخطي�ط اإلستراتيحي للمؤسس�ات غير الرحبي�ة كذل�ك‪ .‬وعل�ى‬
‫املعني بالتخطي�ط اإلستراتيجي للمؤسس�ات غير الرحبي�ة أن يك�ون عل�ى‬
‫وع�ي كاف بالبيئ�ة والظ�روف احمليط�ة باملؤسس�ة‪ ،‬كم�ا علي�ه أن يك�ون عل�ى‬
‫دراي�ة كافي�ة بظ�روف املؤسس�ة الداخلي�ة نفس�ها م�ن حي�ث احلج�م وع�دد‬
‫العاملين واملقص�د منه�ا وعمره�ا الزمني واجنازاته�ا ك�ي يس�تطيع أن حي�دد‬
‫املقارب�ة املناس�بة لتصمي�م اخلط�ة االستراتيجية للمؤسس�ة غير الرحبي�ة‪.‬‬
‫هن�اك العدي�د م�ن امل�دارس يف التخطي�ط اإلستراتيجي ويف املقارب�ات‬
‫لتش�كيل اإلستراتيجيات‪ ،‬وتت�درج م�ن البس�يط إىل املرك�ب وكل ذل�ك‬
‫يعتم�د عل�ى حج�م املؤسس�ة وم�دى تعقي�د وصعوب�ة البيئ�ة التي تعم�ل‬
‫به�ا‪ .‬ومم�ا ال ش�ك في�ه أن ل�كل مؤسس�ة خصوصي�ة معين�ة ينبغ�ي مراعاته�ا‬
‫حت�ى ول�و مت اعتم�اد من�وذج واح�د‪ .‬فالتخطي�ط اإلستراتيجي ه�و‪ :‬عملي�ة‬
‫فه�م عمي�ق للمؤسس�ة وواقعه�ا وبالتال�ي تش�كيل خط�ة استراتيجية مالئم�ة‪،‬‬
‫كم�ا اخلي�اط متام�ا ال�ذي يفص�ل ثوب�ا لش�خص م�ا‪ ،‬فل�كل ش�خص مقاس�ه‬
‫املختل�ف ع�ن اآلخ�ر‪ .‬وعل�ى املخط�ط االستراتيجي أن يق�دم اخلط�ة املالئم�ة‬
‫للمؤسس�ة لتنقله�ا م�ن حاهل�ا إىل ح�ال أفض�ل‪ .‬وللتس�هيل وجع�ل األم�ور يف‬
‫متن�اول الي�د للمعنيين س�أقرتح منوذجين (مقاربتين) فق�ط يف ه�ذا الكت�اب‬
‫للتخطي�ط اإلستراتيجي للمؤسس�ات غير الرحبي�ة‪ ،‬ولك�ن س�أفصل أكث�ر‬
‫يف الفق�رات القادم�ة يف التخطي�ط للمس�توى ال�ذي يل�ي مس�توى التخطي�ط‬
‫اإلستراتيجيي‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫إدارة املؤسسات غير الربحية‬

‫النموذج األول «املقاربة األوىل»‪ :‬النموذج املبسط للتخطيط‬


‫اإلسرتاتيجي‬
‫وه�ذا النم�وذج يصل�ح للمؤسس�ات الصغيرة أو للمؤسس�ات املبتدئ�ة‪،‬‬
‫وس�نجعله منوذج�ا بس�يطا بعي�دا ع�ن التعقي�د لتش�كيل خط�ة استراتيجية‬
‫للمؤسس�ة غير الرحبي�ة تك�ون س�هلة اخلط�وات وواضح�ة النتائ�ج‪ .‬كم�ا‬
‫يصل�ح ه�ذا النم�وذج للمؤسس�ات الصغيرة التي تش�عر بأنه�ا مش�غولة وال‬
‫جت�د وقت�ا لتطبي�ق مقارب�ات استراتيجية حمرتف�ة وتري�د أن تش�كل هل�ا‬
‫خط�ة استراتيجية معقول�ة تك�ون بداي�ة هل�ا (‪Kriemadis & Theakou،‬‬
‫‪ .)2007‬وبالتال�ي يصل�ح ه�ذا النم�وذج للس�نة األوىل عل�ى أن تت�م مراجعت�ه‬
‫يف الس�نة الثاني�ة‪ .‬وينف�ذ ه�ذا النم�وذج م�ن قب�ل اإلدارة العلي�ا‪ .‬ويش�مل ه�ذا‬
‫النم�وذج اخلط�وات التالي�ة حس�ب الش�كل (الش�كل ‪ :7‬من�وذج التخطي�ط‬
‫االستراتيجي للمؤسس�ات الصغيرة)‪:‬‬

‫‪ -1‬يب�دأ ه�ذا النم�وذج بتحدي�د املقص�د م�ن إنش�اء املؤسس�ة وم�ا‬


‫ه�ي مهمته�ا بالتحدي�د‪ .‬مبعن�ى؛ وص�ف لس�بب وج�ود املؤسس�ة‬
‫ومقصده�ا ال�ذي تري�د حتقيق�ه (علم�ا ب�أن املقص�د م�ن إنش�ائها ق�د‬
‫يتط�ور م�ع م�رور الزم�ن)‪ .‬وال ب�د هن�ا م�ن كتاب�ة املقص�د أو املهم�ة‪،‬‬
‫والتح�اور حوهل�ا بدق�ة ليت�م حتديده�ا ووصفه�ا بش�كل منضب�ط‬
‫وبإمج�اع م�ن املعنيين‪ .‬ث�م يت�م كتابته�ا بش�كل واض�ح حي�ث س�تكون‬
‫أساس�ا لالنطلاق يف وض�ع اخلط�ة اإلستراتيجية‪.‬‬

‫‪ -2‬وتأت�ي اخلط�وة الثاني�ة وه�ي اختي�ار أه�داف املؤسس�ة وحتديده�ا‬


‫والتي جي�ب الوص�ول إليه�ا إذا م�ا ري�د اجن�از املهم�ة (املقص�د) التي‬
‫مت االتف�اق عليه�ا يف اخلط�وة األوىل‪ .‬وهن�ا ننص�ح بوض�ع أه�داف‬
‫عام�ة تص�ف م�ا ال�ذي تري�د املؤسس�ة‪/‬املنظمة حتقيق�ه إلجن�از‬

‫‪58‬‬
‫مهمته�ا‪ ،‬م�ع حتدي�د القضاي�ا األساس�ية التي تواج�ه املؤسس�ة‪ .‬وتك�ون‬
‫صياغ�ة األه�داف بش�كل ع�ام يف ه�ذه اخلط�وة لتك�ون ه�ي األه�داف‬
‫اإلستراتيجية العام�ة للمؤسس�ة‪.‬‬

‫‪ -3‬حتدي�د مقارب�ات أو استراتيجيات حم�ددة ينبغ�ي تنفيذه�ا‬


‫للوص�ول ل�كل ه�دف استراتيجي مت صياغت�ه يف اخلط�وة الس�ابقة‪.‬‬
‫عل�ى أن تك�ون ه�ذه اإلستراتيجيات (املقارب�ات) متناس�قة م�ع فح�ص‬
‫البيئ�ة الداخلي�ة واخلارجي�ة للمؤسس�ة‪ .‬فعل�ى س�بيل املث�ال ق�د‬
‫تتخ�ذ املؤسس�ة استراتيجية (مقارب�ة) تس�ويق وتعري�ف باملؤسس�ة يف‬
‫البل�د‪ ،‬أو استراتيجية التوغ�ل يف وس�ط التج�ار جلل�ب التربع�ات‪ ،‬أو‬
‫استراتيجية ع�دم التص�ادم م�ع املنافسين أو ع�دم التص�ادم م�ع بع�ض‬
‫اجله�ات يف البداي�ة‪ ،‬أو استراتيجية فت�ح التواص�ل م�ع كل حمت�اج‬
‫للخدم�ة دون وض�ع ش�روط‪ ،‬أو استراتيجية ختصي�ص اخلدم�ة لفئ�ة‬
‫معين�ة أو ش�رحية معين�ة م�ن اجملتم�ع‪ ...‬اخل‪.‬‬

‫الشكل ‪ :7‬منوذج التخطيط االسرتاتيجي للمؤسسات الصغرية‬

‫‪59‬‬
‫إدارة املؤسسات غير الربحية‬

‫‪ -4‬وض�ع اخلط�ة التنفيذي�ة وه�ي خط�ة عم�ل تفصيلي�ة لأله�داف‬


‫اإلستراتيجية العام�ة‪ .‬وهن�ا يت�م تفصي�ل أه�داف تنفيذي�ة حم�ددة ل�كل‬
‫ه�دف استراتيجي ع�ام مت وضع�ه باخلط�وة الثاني�ة أو إلستراتيجية معين�ة‪.‬‬
‫وتش�كل ه�ذه األه�داف األنش�طة والفعالي�ات التي ينبغ�ي حتقيقه�ا وتنفيذه�ا‬
‫عل�ى األرض لتحقي�ق املهم�ة املتف�ق عليه�ا يف اخلط�وة األوىل وبالتال�ي‬
‫حتقي�ق املقص�د م�ن إنش�اء املؤسس�ة‪ .‬وهن�ا ينبغ�ي أن تك�ون ه�ذه األه�داف‬
‫حم�ددة ومفهموم�ة ومعقول�ة وضم�ن وق�ت حم�دد وقابل�ة للتطبي�ق ومقيس�ة‬
‫(‪ ،)SMART‬وأن يت�م حتدي�د اجله�ة أو الشخص‪/‬األش�خاص املعنيين بتنفي�ذ‬
‫كل ه�دف تنفي�ذي وكل نش�اط‪ .‬وذل�ك حت�ى تس�هل عملي�ة التقيي�م‬
‫فيم�ا بع�د‪ ،‬وتس�هل عملي�ة احملاس�بة‪ .‬وقب�ل ذل�ك تس�هيل مهم�ة تنفيذه�ا‬
‫للوص�ول لأله�داف اإلستراتيجية للمؤسس�ة‪.‬‬

‫‪ -5‬املتابع�ة والتقيي�م واس�تخدام التغذي�ة الراجع�ة منه�ا يف حتدي�ث‬


‫اخلط�ة‪ .‬وبالتال�ي يراج�ع املخط�ط م�دى حتقي�ق األه�داف وه�ل باإلم�كان‬
‫حتقيقه�ا واملعوق�ات التي تواجهه�ا وكيفي�ة التعام�ل معه�ا‪ ،‬وم�ا ردود أفع�ال‬
‫م�ن تق�دم هل�م اخلدم�ات ورد فع�ل املعنيين باملؤسس�ة‪ .‬وبالتال�ي إمكاني�ة‬
‫التعدي�ل يف خط�ة العم�ل أو التعدي�ل يف بع�ض األه�داف اإلستراتيجية‪.‬‬

‫ه�ذا النم�وذج م�ن التخطي�ط اإلستراتيجي يش�كل بداي�ة معقول�ة‬


‫للمؤسس�ات اجلدي�دة أو املؤسس�ات صغيرة احلج�م‪ ،‬كم�ا يش�كل ن�واة‬
‫اخلط�ة اإلستراتيجية ليت�م التطوي�ر عليه�ا يف املس�تقبل‪ .‬لي�س فق�ط‬
‫التطوي�ر يف احملت�وى ولك�ن التطوي�ر يف املقارب�ة واآللي�ات أيض�ا للوص�ول إىل‬
‫من�وذج أكث�ر احرتاف�ا‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫النموذج الثاني (املقاربة الثانية)‪ :‬التخطيط اإلسرتاتيجي التحليلي‬
‫يش�كل ه�ذا النم�وذج (الش�كل‪ :8‬النم�وذج الثان�ي‪ :‬التخطي�ط االستراتيجي‬
‫التحليل�ي) تط�ورا للنم�وذج الس�ابق ويت�م اس�تخدامه يف الس�نوات التالي�ة‪،‬‬
‫بع�د أن ت�زداد خبرة العاملين وت�زداد معرفته�م يف العم�ل وي�زداد احتكاكه�م‬
‫ودرايته�م بالواق�ع‪ .‬وق�د ختتل�ف املؤسس�ات ع�ن بعضه�ا يف م�دى العم�ق يف‬
‫تنفي�ذ اخلط�وات املقرتح�ة يف ه�ذا النم�وذج باختلاف الق�درات واإلمكان�ات‬
‫واحتراف القائمين عل�ى التخطي�ط االستراتيجي‪ .‬ويتك�ون ه�ذا النم�وذج‬
‫م�ن اخلط�وات التالي�ة‪:‬‬

‫‪ -1‬تنفي�ذ حتلي�ل استراتيجي للبيئ�ة الداخلي�ة واخلارجي�ة‬


‫للمؤسس�ة مب�ا يع�رف بتحلي�ل س�وات (‪ ،)SWOT‬أي حتلي�ل عوام�ل‬
‫الق�وة والضع�ف الداخلي�ة وحتدي�د الف�رص والتحدي�ات (التهدي�دات)‬
‫اخلارجي�ة‪ .‬وجي�ب املالحظ�ة هن�ا أن حتلي�ل س�وات لي�س خط�ة‬
‫استراتيجية حب�د ذات�ه ولكن�ه أداة م�ن أدوات التخطي�ط اإلستراتيجي‬
‫تس�تخدم يف حتلي�ل البيئ�ة الداخلي�ة واخلارجي�ة للمؤسس�ة‪ .‬إذ إن‬
‫البع�ض حيم�ل ه�ذه األداة يف التحلي�ل االستراتيجي م�ا ال تطيق�ه‬
‫فيعتبر نتائ�ج التحلي�ل وكأنه�ا ه�ي اخلط�ة اإلستراتيجية وه�ذا‬
‫خط�أ كبير‪ .‬وق�د يع�د البع�ض أنه�ا غير ضروري�ة وه�ذا أيض�ا‬
‫حرم�ان م�ن نتائ�ج مفي�دة تقدمه�ا ه�ذه األداة‪ .‬واألص�ل أن يوض�ع‬
‫حتلي�ل س�وات مبكان�ه الصحي�ح كأداة حتلي�ل استراتيجي حت�دد‬
‫نق�اط الق�وة والضع�ف الداخلي�ة والف�رص والتهدي�دات اخلارجي�ة‪،‬‬
‫ليت�م معاجلته�ا يف خط�وة الحق�ة‪.‬‬

‫‪ -2‬ث�م تأت�ي اخلط�وة الثاني�ة ويت�م فيه�ا معاجل�ة نتائ�ج حتلي�ل‬


‫س�وات م�ن حي�ث مقابل�ة نق�اط الضع�ف والق�وة بالف�رص والتهدي�دات‬
‫اخلارجي�ة‪ .‬وم�ن ه�ذه اخلط�وة يت�م حتدي�د األه�داف اإلستراتيجية‬

‫‪61‬‬
‫إدارة املؤسسات غير الربحية‬

‫والقضاي�ا األساس�ية التي ينبغ�ي التعام�ل معه�ا يف اخلط�ة‬


‫اإلستراتيجية للمؤسس�ة‪.‬‬

‫‪ -3‬وتأت�ي اخلط�وة الثالث�ة وفيه�ا يت�م عم�ل حتلي�ل استراتيجي‬


‫لتحدي�د أولوي�ات األه�داف اإلستراتيجية وأولوي�ات القضاي�ا‬
‫األساس�ية التي مت حتديديه�ا يف اخلط�وة الس�ابقة‪.‬‬

‫‪ -4‬اجتراح أو حتدي�ث الرؤي�ة واملهم�ة والقي�م (ق�د يفض�ل البع�ض‬


‫وض�ع الرؤي�ة م�ن البداي�ة)‪ .‬والرؤي�ة ه�ي احلال�ة أو الوض�ع املس�تقبلي‬
‫ال�ذي ت�رى املؤسس�ة نفس�ها في�ه يف املس�تقبل‪ ،‬واملهم�ة ه�ي الوظائ�ف‬
‫أو الواجب�ات أو األعم�ال التي إذا قام�ت به�ا املؤسس�ة فإنه�ا س�تصل‬
‫إىل مقصده�ا م�ن إنش�اء املؤسس�ة‪ .‬والقي�م ه�ي جمموع�ة املث�ل‬
‫واملب�ادئ التي تلت�زم به�ا املؤسس�ة داخلي�ا ويف تعامالته�ا اخلارجي�ة‬
‫م�ع اآلخري�ن‪.‬‬

‫‪ -5‬تصمي�م الربام�ج (االستراتيجيات) األساس�ية لتطبي�ق األه�داف‬


‫اإلستراتيجية ولتحقي�ق القضاي�ا األساس�ية الناجت�ة م�ن اخلط�وة‬
‫الس�ابقة‪.‬‬

‫‪ -6‬مرحل�ة اخلط�ة اإلستراتيجية (تقس�يمها عل�ى مراح�ل) مبعن�ى‬


‫وض�ع مراح�ل العم�ل وم�ا املطل�وب تنفي�ذه يف كل مرحل�ة؛ س�واء م�ن‬
‫األه�داف اإلستراتيجية أو األولوي�ات ويت�م حتدي�د الفترة الزمني�ة‬
‫ل�كل مرحل�ة‪.‬‬

‫‪ -7‬وض�ع خط�ة العم�ل أو اخلط�ة التنفيذي�ة أو اخلط�ة التش�غيلية‬


‫(وس�يتم التفصي�ل فيه�ا الحق�ا)‪ .‬وتش�مل اخلط�ة التش�غيلية عل�ى‬
‫حتدي�د األه�داف التش�غيلية واألنش�ط املنبثق�ة عنه�ا وامل�دد الزمني�ة‬
‫املطلوب�ة هل�ا واجله�ة التي س�تنفذها وامل�وارد املطلوب�ة واملس�ئوليات‬

‫‪62‬‬
‫م�ن أج�ل تنفي�ذ اإلستراتيجية‪.‬‬

‫‪ -8‬وضع السياسات والضوابط اليت حتدد أطر العمل وأسسه‪.‬‬

‫‪ -9‬مج�ع كل تل�ك الوثائ�ق مجيع�ا بطريق�ة منظم�ة ومرتب�ة‬


‫وممنهج�ة لتش�كل اخلط�ة اإلستراتيجية للمؤسس�ة‪.‬‬

‫الشكل ‪ :8‬النموذج الثاني ‪ :‬التخطيط االسرتاتيجي التحليلي‬

‫‪63‬‬
‫إدارة املؤسسات غير الربحية‬

‫أم�ا م�دة اخلط�ة اإلستراتيجية فينبغ�ي أن تك�ون م�ن ثلاث س�نوات إىل‬
‫مخس�ة عل�ى أقص�ى تقدي�ر‪ ،‬وم�ن األفض�ل أن تك�ون ثلاث س�نوات نظ�را‬
‫للديناميكي�ة العالي�ة التي تعيش�ها اجملتمع�ات العربي�ة احلالي�ة والعاملي�ة‬
‫بش�كل ع�ام‪ .‬وم�ن املمك�ن أن تك�ون م�دة اخلط�ة اإلستراتيجية أق�ل م�ن‬
‫ذل�ك يف حال�ة الظ�روف املضطرب�ة واملعق�دة‪ .‬ويصل�ح ه�ذا النم�وذج‬
‫للمؤسس�ات املتوس�طة فم�ا ف�وق‪ .‬أم�ا املؤسس�ات الكبيرة فينص�ح باالس�تعانة‬
‫باملتخصصين واالستش�اريني يف تصمي�م اخلط�ط اإلستراتيجية وذل�ك‬
‫لضم�ان احلص�ول عل�ى األفض�ل واألكث�ر مالئم�ة للمؤسس�ة غير الرحبي�ة‪.‬‬

‫املستوى الثاني‪ :‬ما دون التخطيط اإلسرتاتيجي‬


‫حس�ب التسلس�ل‪ ،‬ف�إن التخطي�ط اإلستراتيجي يلي�ه التخطي�ط‬
‫التنفي�ذي ال�ذي ينت�ج عن�ه اخلط�ة التنفيذي�ة‪ .‬ث�م تلي�ه اخلط�ط‬
‫التش�غيلية للوح�دات‪ ،‬وحس�ب حج�م املؤسس�ة ف�إن اخلط�ة التنفيذي�ة‬
‫س�تكون ه�ي اخلط�ة التش�غيلية للمؤسس�ات صغيرة احلج�م‪ ،‬أم�ا املؤسس�ات‬
‫الكبيرة فيك�ون هن�اك خط�ة تش�غيلية عل�ى مس�توى األقس�ام والوح�دات‪.‬‬

‫أوال‪ :‬خطة العمل (‪)Business Plan‬‬


‫يف حقيق�ة األم�ر فإنني أق�دم يف ه�ذا الكت�اب مس�توى آخ�ر ف�وق اخلط�ة‬
‫التنفيذي�ة وأق�ل م�ن اخلط�ة اإلستراتيجية وه�و م�ا سنس�ميه خط�ة العم�ل‬
‫(‪ ،)Business Plan‬حس�ب الش�كل ‪( 9‬الش�كل ‪ :9‬التسلس�ل التخطيط�ي )‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫الشكل ‪ :9‬التسلسل التخطيطي‬

‫تعريفها‬
‫تع�د خط�ة العم�ل (‪ )Business Plan‬مرك�ب م�ن التخطي�ط يبين م�ا‬
‫ه�و عملن�ا‪ ،‬وم�اذا س�يكون‪ ،‬وكي�ف جي�ب أن يك�ون‪ .‬وكل ش�يئ خط�ط ل�ه‬
‫س�يكون ج�زءا مكملا م�ن العم�ل عل�ى األرض لنلت�زم ب�ه‪ .‬وخط�ة العم�ل‬
‫حتت�وي يف مكوناته�ا (الش�كل ‪ :7‬مكون�ات خط�ة العم�ل) عل�ى أج�زاء م�ن‬
‫اخلط�ة اإلستراتيجية كالرؤي�ة واملهم�ة والتحلي�ل اإلستراتيجي‪ ،‬وعل�ى‬
‫اجل�زء الرئيس�ي م�ن اخلط�ة التش�غيلية أو تلخي�ص هل�ا‪ ،‬وحتت�وي عل�ى‬
‫ج�زء م�ن دراس�ة اجل�دوى وحتدي�دا اجل�دوى املالي�ة واجل�دوى التس�ويقية‪.‬‬

‫الشكل ‪ :10‬مكونات خطة العمل‬

‫‪65‬‬
‫إدارة املؤسسات غير الربحية‬

‫وبه�ذه الرتكيب�ة النوعي�ة تعتبر خط�ة العم�ل (‪ )Business Plan‬ذات‬


‫مي�زة فري�دة تق�دم فائ�دة كبيرة للمؤسس�ات غير الرحبي�ة كم�ا س�نرى يف‬
‫الصفح�ات القادم�ة‪ .‬ومتت�از خط�ة العم�ل ع�ن غريه�ا (الش�كل ‪ :11‬الف�رق‬
‫بين اخلط�ة اإلستراتيجية والتنفيذي�ة وخط�ة العم�ل) بأنه�ا موجه�ة يف‬
‫الع�ادة جله�ة حم�ددة أو للقي�ادة التنفيذي�ة أو القي�ادة التش�غيلية‪ ،‬كم�ا‬
‫أنه�ا حت�دد طبيع�ة اخلدم�ة أو املنت�ج ال�ذي تقدم�ه املؤسس�ة م�ع آلي�ات‬
‫تقدي�م اخلدم�ة‪ .‬مصحوب�ة مبلخ�ص تنفي�ذي م�ع تبي�ان كيفي�ة الوص�ول‬
‫إىل األه�داف املذك�ورة يف اخلط�ة اإلستراتيجية أو املش�تقة منه�ا‪ .‬ويف نف�س‬
‫الوق�ت تعط�ي انعكاس�ات مالي�ة‪ ،‬كم�ا أنه�ا تق�دم حتليلا للمخاط�ر وآلي�ات‬
‫التخفي�ف م�ن ش�دة املخاط�ر‪.‬‬

‫الفرق بين الخطة اإلستراتيجية والتنفيذية وخطة العمل‬

‫الخطة اإلستراتيجية‬ ‫خطة العمل‬ ‫الخطة التنفيذية‬

‫حتدد طبيعة اخلدمة‬


‫تنسق بني األنشطة وتربطها‬
‫أو املنتج ‪ -‬التفاصيل‬
‫‪ -‬حتدد أولويات املؤسسة‬ ‫تزامنيا لتحقيق األهداف‬
‫التنفيذية ‪-‬‬
‫‪ -‬حتدد االجتاه واألهداف‬ ‫املطلوبة وفيها تفصيل عن‬
‫االنعكاسات املالية‬
‫الوقت لكل نشاط‬
‫‪ -‬وحتليل املخاطر‬
‫خارطة الطريق العامة لتوجه‬
‫آلية تقديم اخلدمة‬
‫املؤسسة إىل األمام وجتيب عن‬ ‫حتدد من قبل املنفذين ومتى‬
‫‪-‬وكيفية الوصول‬
‫الرؤية واملهمة والقيم واألهداف‬ ‫يكون التنفيذ واملسارات‬
‫إىل األهداف املشتقة‬
‫والسياسات واالجتهات واحملاور‬ ‫احلرجة والبدائل واملراحل‬
‫من اإلسرتاتيجية ‪-‬‬
‫واحلوكمة‪.‬‬
‫موجهة جلهة حمددة‬
‫موجهة للقيادات العليا والوسطى‬
‫أو للقيادة التنفيذية‬ ‫للمدراء التنفيذين وطواقمهم‬
‫وروحها للجميع‬
‫والتشغيلية‬
‫الشكل ‪ :11‬الفرق بني اخلطة اإلسرتاتيجية والتنفيذية وخطة العمل‬

‫‪66‬‬
‫الغرض منها‬
‫تلج�أ املؤسس�ة إىل خط�ة العم�ل لتلبي�ة حاج�ات املؤسس�ة يف موق�ف‬
‫معين أو لغ�رض حم�دد‪ ،‬وبالتال�ي جي�ب أن تك�ون مفصل�ة حس�ب احتي�اج‬
‫ه�ذا املوق�ف‪ .‬وه�ذا االحتي�اج ق�د يك�ون داخلي�ا أو خارجي�ا‪ .‬وتكت�ب خط�ة‬
‫العم�ل يف حلظ�ة معين�ة ومهم�ة م�ن دورة حي�اة املؤسس�ة وخصوص�ا عن�د‬
‫نقط�ة بداي�ة املؤسس�ة أي عن�د تأسيس�ها وذل�ك الس�تخدامها ألغ�راض‬
‫داخلي�ة كش�رح عم�ل املؤسس�ة للقادمين اجل�دد‪ ،‬وللتع�رف عل�ى مع�امل‬
‫اإلستراتيجية املتبن�اه‪ ،‬وملعرف�ة امله�ام واألدوار وغير ذل�ك م�ن املعلوم�ات‬
‫اهلام�ة‪ .‬كم�ا تكت�ب خط�ة العم�ل عن�د نق�اط التح�ول حن�و النم�و ويف‬
‫حلظ�ات االنعط�اف يف حي�اة املؤسس�ة ملعرف�ة احل�ال وإىل أي�ن س�يكون اجت�اه‬
‫النم�و وكي�ف س�يكون االنعط�اف‪ ،‬أو عن�د تقيي�م مش�روع واع�د ق�د حي�دث‬
‫تغييرا يف مس�ار املؤسس�ة‪ .‬إضاف�ة إىل أنه�ا تكت�ب عندم�ا تطل�ب املؤسس�ة‬
‫متويلا خارجي�ا لفك�رة أو ملش�روع فتحت�اج إىل أن تق�دم خط�ة عم�ل تبرر‬
‫في�ه طل�ب ه�ذا التموي�ل (الش�كل ‪ :9‬دواف�ع طل�ب خط�ة العم�ل) ‪ .‬كم�ا أنه�ا‬
‫تك�ون ضروري�ة يف حال�ة التق�ارب م�ع مؤسس�ات أخ�رى مماثل�ة للتحال�ف‬
‫معه�ا أو للمش�اركة يف مش�روع كبير فيت�م تب�ادل خط�ط العم�ل بين‬
‫اجله�ات املعني�ة بالتحال�ف أو الش�راكة للتقيي�م وبالتال�ي تقري�ر آلي�ات‬
‫التحال�ف أو الش�راكة‪.‬‬

‫الشكل ‪ :12‬دوافع طلب خطة العمل‬

‫‪67‬‬
‫إدارة املؤسسات غير الربحية‬

‫(‪Business‬‬ ‫وم�ن فوائ�د خط�ة العم�ل (الش�كل ‪ :13‬فوائ�د خط�ة العم�ل‬


‫‪ ))Plan‬أنه�ا تش�كل خارط�ة طري�ق مكتوب�ة بطريق�ة منطقي�ة موضح�ة‬
‫كاف�ة مكون�ات العم�ل ومبين�ة لـ�عناصره م�ن خلال اإلجاب�ة ع�ن جمموع�ة‬
‫م�ن األس�ئلة م�ن مث�ل‪:‬‬
‫> ما العمل الذي سنقوم به؟‬
‫> كيف ميكن أن تنافس بنجاح يف سوق العمل اخلريي أو غري‬
‫الرحبي (حسب التخصص)؟‬
‫> كيفية التشغيل اليومي ومن سيقوم بذلك ومتى؟‬
‫> ما املعلومات املالية اهلامة‪ :‬الدخل‪ ،‬املصاريف‪ ،‬الوضع املالي‬
‫للمؤسسة‬
‫كم�ا أنه�ا تزي�د م�ن ف�رص النج�اح م�ن خلال إرغام�ك عل�ى التعام�ل‬
‫واكتش�اف جزئي�ات العم�ل الكثيرة ووضعه�ا يف أط�ر مرتابط�ة تس�هل عملي�ة‬
‫التحك�م يف اخلط�ة وبالتال�ي تس�هيل الس�يطرة عل�ى التنفي�ذ مبجم�ل‬
‫تفا صيل�ه ‪.‬‬

‫الشكل ‪ :13‬فوائد خطة العمل (‪)Business Plan‬‬

‫‪68‬‬
‫ميزات خطة العمل ومكوناتها‬
‫وحت�ى تك�ون خط�ة العم�ل فاعل�ة ومفي�دة فلا ب�د أن تتمت�ع مبجموع�ة م�ن‬
‫املزاي�ا جتعله�ا س�هلة االس�تيعاب وس�هلة التنفي�ذ ضم�ن منط�ق ختطيط�ي‬
‫مفه�وم‪ .‬ولع�ل املي�زات اآلتي�ة م�ن أه�م املطل�وب تواف�ره يف خط�ة العم�ل‪:‬‬
‫> أن تكون سهلة القراءة ومفهومة‪.‬‬
‫> أن تكون كاملة وتغطي مكونات خطة العمل‪.‬‬
‫> تتسم باملهنية وتعكس فهما عميقا للعمل ومهنية التخطيط‪.‬‬
‫> أن تكون مركزة ومتناسقة وحسنة الرتتيب واملظهر‪.‬‬
‫> واضحة األهداف ومرتبطة باألهداف اإلسرتاتيجية‪.‬‬
‫> حتدد وتع ّرف الفرص بشكل مميز‪.‬‬
‫> تربط الفرص بإمكانات املؤسسة وقدرتها على استغالهلا‪.‬‬
‫> حتدد املشاريع واخلطوات املطلوبة لتنفيذها‪.‬‬
‫> حتدد املخاطر املتوقعة وكيفية التخفيف منها‪.‬‬
‫> أن تراجع من وقت آلخر‪.‬‬

‫مكونات خطة العمل‬


‫لتس�هيل وض�ع خط�ة العم�ل فس�نضع بين ي�دي الق�ارئ خط�وات ميس�رة‬
‫متسلس�لة تنته�ي إىل تش�كيل خط�ة العم�ل‪ .‬إن خلط�ة العم�ل اثني عش�ر‬
‫مكون�ا أساس�يا (الش�كل ‪ :14‬مكون�ات خط�ة العم�ل (‪ ))Business plan‬ول�كل‬
‫مك�ون تفاصيل�ه اخلاص�ة ب�ه حس�ب م�ا سيرد الحق�ا‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫إدارة املؤسسات غير الربحية‬

‫الشكل ‪ :14‬مكونات خطة العمل (‪)Business plan‬‬

‫‪ -1‬امللخص العام «التنفيذي»‬


‫امللخ�ص الع�ام (‪ )Executive Summary‬وه�و أول مك�ون م�ن مكون�ات خط�ة‬
‫العم�ل‪ ،‬ويت�م العم�ل عل�ى مج�ع املعلوم�ات املتعلق�ة ب�ه مبك�را وتوضي�ح م�ا‬
‫ه�و مطل�وب والبح�ث ع�ن املعلوم�ات الالزم�ة هل�ذا الغ�رض‪ .‬وبالرغ�م م�ن‬
‫أن�ه األول م�ن حي�ث الرتتي�ب إال أن�ه م�ن حي�ث الكتاب�ة والصياغ�ة النهائي�ة‬
‫فيكت�ب بش�كل ع�ام آخ�را حت�ى يتس�نى مج�ع املعلوم�ات اخلاص�ة ب�ه وليت�م‬

‫‪70‬‬
‫صياغته�ا بش�كل متناس�ق‪ .‬وقب�ل الب�دء يف كتاب�ة امللخ�ص الع�ام علي�ك‬
‫اس�تحضار اهل�دف م�ن عم�ل وتقدي�م خط�ة العم�ل‪ .‬وبش�كل ع�ام ف�إن‬
‫امللخ�ص الع�ام حيت�وي عل�ى النق�اط التال�ي‪:‬‬
‫> املختصر‬
‫> من هي املؤسسة (من أنت)؟‬
‫> ماذا تفعل املؤسسة؟‬
‫> نبذة عن خطوط االنتاج أو اخلدمات‪.‬‬
‫> فكرة عن اخلدمة أو املنتج اجلديد‪.‬‬
‫> ما هو النمو املتوقع؟‬
‫> ما مميزات املؤسسة وما امليزات التنافسية هلا؟‬
‫> ما اهلدف من املشروع املقدم؟ (يف حالة كان الغرض طلب‬
‫متويل ملشروع ما)‬
‫> كم التمويل املطلوب؟‬

‫‪ -2‬نبذة عن املؤسسة واسرتاتيجيتها وأعماهلا‬


‫ويه�دف ه�ذا اجل�زء التعري�ف باملؤسس�ة واستراتيجيتها وأهدافه�ا وأعماهل�ا‬
‫وين�درج حت�ت ه�ذا العن�وان جمموع�ة م�ن األم�ور منه�ا‪:‬‬

‫> الرؤي�ة واملهم�ة وه�ذه تؤخ�ذ م�ن اخلط�ة اإلستراتيجية املع�دة‬


‫س�لفا ‪.‬‬
‫> األه�داف وه�ذه عل�ى نوعين‪ ،‬فمنه�ا أه�داف استراتيجية عام�ة‬
‫تس�تخلص م�ن اخلط�ة اإلستراتيجية‪ ،‬أو أه�داف عام�ة تؤخ�ذ م�ن‬
‫اخلط�ة الس�نوية للمؤسس�ة‪ .‬إضاف�ة إىل األولوي�ات يف العم�ل‪ .‬وم�ن‬
‫مث�ال األه�داف واألولوي�ات‪ :‬التدري�ب عل�ى إدارة املش�اريع‪ ،‬و رف�ع‬
‫الكف�اءة واخلبرة‪ ،‬و تش�جيع االب�داع‪ ،‬وتطوي�ر وح�دة اإلعلام‪ ،‬تطوي�ر‬
‫العالق�ات اخلارجي�ة‪ ،‬اس�تقطاب اخلبرات‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫إدارة املؤسسات غير الربحية‬

‫> عوام�ل النج�اح األساس�ية التي يت�م التع�رض هل�ا لتبي�ان وض�وح‬
‫الرؤي�ة ل�دى املؤسس�ة وأن القائمين عليه�ا يدرك�ون عوام�ل النج�اح‬
‫لديه�م وبالتال�ي يعرف�ون كي�ف ينجح�ون املش�روع املطل�وب متويل�ه‬
‫أو التحال�ف املنش�ود أو اس�تيعاب املرحل�ة القادم�ة (حس�ب اهل�دف م�ن‬
‫خط�ة العم�ل)‪.‬‬

‫> الوضع القانوني للمؤسسة من حيث طبيعة التأسيس ونوع‬


‫الرتخيص وصالحية العمل يف اجملاالت احلالية‪.‬‬

‫> ملكية املؤسسة سواء كانت فردية أو جمموعة من األفراد‪.‬‬

‫> تراخيص خاصة أو مميزة لدى املؤسسة من غري الرتاخيص‬


‫العامة‪.‬‬

‫> خمتصر عن تاريخ املؤسسة منذ تأسيسها واألعمال اليت‬


‫قامت بها‪.‬‬

‫> اهليكل التنظيمي لدى املؤسسة حتى ولو كان هيكال بسيطا‪.‬‬

‫> نب�ذة ع�ن أه�م األش�خاص يف املؤسس�ة س�واء العاملين فيه�ا أو‬
‫الذي�ن يتبنونه�ا ويدعمونه�ا‪.‬‬

‫> إضاف�ة إىل جمموع�ة م�ن النق�اط التفصيلي�ة التي تكت�ب عن�د‬
‫احلاج�ة إليه�ا مث�ل طل�ب توس�ع يف العم�ل أو طل�ب ش�راكة م�ع‬
‫جه�ات دولي�ة‪ .‬وم�ن ه�ذه النق�اط اإلضافي�ة‪:‬‬
‫> نبذة عن املوقع ومكاتب املؤسسة الرئيسية والتسهيالت‬
‫املتوفرة لدى املؤسسة‪.‬‬
‫> املوقع بالتفصيل (يف حالة توسع لعمل جديد)‪ ،‬التأمني‬

‫‪72‬‬
‫على املكتب‪ ،‬ونوع اإلجيار‪.‬‬
‫> كيفية التوزيع الداخلي للمكاتب‪.‬‬
‫> توفر اخلدمات (املاء والكهرباء‪ ،‬اخلدمات املطلوبة‪،‬‬
‫التصميم الداخلي‪ ،‬الواجهات واللوحات)‪.‬‬

‫وميك�ن أن حيت�وي ه�ذا املك�ون عل�ى نتائ�ج حتلي�ل س�وات (‪ )SWOT‬بش�كل‬


‫مكث�ف وخمتص�ر هن�ا‪ .‬إضاف�ة إىل اإلستراتيجيات املقرتح�ة واأله�داف‬
‫اإلستراتيجية املقرتح�ة م�ن مث�ل‪:‬‬
‫> تفعي ـ ـ ـ ـ ــل املشاري ـ ـ ـ ـ ــع الدولي ـ ـ ـ ـ ــة‪.‬‬
‫> تعزيز العمل النسائي واملشاريع املتعلقة بها‪.‬‬
‫> زيادة املتربعني وتطوير برنامج خاص به ـ ــم‪.‬‬
‫> تدعيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم آليـ ـ ـ ـ ـ ــات اجلم ـ ـ ـ ـ ــع‪.‬‬
‫> جلب مشاريع دولية‪ :‬عمل وحدة – إدارة‪...‬اخل‪.‬‬
‫> تفعيل دور الشركاء احملليني (يف بلد املساعدات) لتخفيف‬
‫املخاطـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر احمللي ـ ـ ـ ـ ــة وقل ـ ـ ـ ـ ــة اخلبـ ـ ـ ــرة احل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالية‪.‬‬
‫> اسرتاتيجية التحالف (املساعدات الدولية – الشركاء احملليني‬
‫يف ب ـ ـ ـ ـ ــلد املساع ـ ـ ـ ـ ــدات)‬
‫> التحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالف‬

‫‪ -3‬نبذة عن اخلدمات‪/‬املنتجات‬
‫ويف ه�ذه الفق�رة يت�م توضي�ح طبيع�ة اخلدم�ات أو املنتج�ات التي تقدمه�ا‬
‫املؤسس�ة م�ن حي�ث أنواعه�ا وأش�كاهلا‪ ،‬واس�تخداماتها‪ ،‬وكيفي�ة جتهيزه�ا‬
‫وإعداده�ا‪ ،‬وآلي�ات توصيله�ا‪ ،‬إضاف�ة إىل نب�ذة ع�ن املش�اريع واألنش�طة‬
‫والربام�ج التي قدمته�ا وتقدمه�ا املؤسس�ة‪ .‬يض�اف إىل ذل�ك مناط�ق عم�ل‬
‫املؤسس�ة اجلغرافي�ة س�واء داخلي�ة حملي�ة أو خارجي�ة‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫إدارة املؤسسات غير الربحية‬

‫‪ -4‬ملخص حتليل ميدان العمل (السوق)‬


‫وهن�ا يت�م إدراج املعلوم�ات املتعلق�ة بتحلي�ل مي�دان وجم�ال العم�ل وه�و‬
‫م�ا يع�ادل حتلي�ل الس�وق يف املؤسس�ات الرحبي�ة‪ ،‬وهن�ا ميكنن�ا تس�ليط‬
‫الض�وء عل�ى‪:‬‬
‫> حج�م الطل�ب عل�ى اخلدم�ة أو املنت�ج ال�ذي تقدم�ه املؤسس�ة‬
‫يف ميادي�ن عمله�ا (أي س�وق العم�ل اخليري وه�و يكاف�ئ احلدي�ث‬
‫ع�ن حج�م الس�وق للمؤسس�ات الرحبي�ة)‪ .‬س�واء داخلي�ا أو خارجي�ا‪.‬‬
‫ويعم�ل ه�ذا ل�كل خدم�ة أو منت�ج تقدم�ه املؤسس�ة‪.‬‬

‫> مع�دل النم�و الس�نوي للطل�ب عل�ى اخلدم�ة أو املنت�ج ال�ذي‬


‫تقدم�ه املؤسس�ة‪ .‬ويعم�ل ه�ذا ل�كل خدم�ة أو منت�ج تقدم�ه املؤسس�ة‪.‬‬

‫> الش�رائح أو الفئ�ات املعني�ة باخلدم�ة أو املنت�ج يف ميادي�ن العم�ل‪.‬‬


‫م�ع نب�ذة ع�ن ه�ذه الفئ�ات أو الش�رائح التي تس�تهدفها املؤسس�ة‬
‫وم�ا ه�و تفاصيله�ا م�ن حي�ث احلج�م أو الع�دد أو أماك�ن التواج�د‪.‬‬
‫وميك�ن ع�رض ذل�ك يف أش�كال إيضاحي�ة بياني�ة أو إحصائي�ة (الش�كل‬
‫‪ :12‬من�وذج لع�رض املعلوم�ات)‪.‬‬

‫الشكل ‪ :15‬منوذج لعرض املعلومات‬

‫‪74‬‬
‫مل س�يأتي‬‫> احتياج�ات املي�دان (الس�وق) والتوجه�ات في�ه و َ‬
‫املس�تفيدون إىل املؤسس�ة وم�ا نس�بة اإلقب�ال عل�ى مش�اريع املؤسس�ة‪.‬‬

‫> حج�م الدع�م احلال�ي للمش�اريع أو للخدم�ات وم�ا ه�و املتوق�ع‬


‫طلب�ه حس�ب املعطي�ات‪.‬‬

‫> نب�ذة ع�ن املنافسين (املؤسس�ات غير الرحبي�ة األخ�رى) وهن�ا نأت�ي‬
‫باملفه�وم اإلجياب�ي للتناف�س يف قول�ه تع�اىل " َو ِف َذَِل�ك َف ْل َي َت َنا َف ِ‬
‫�س‬
‫�ون"‪ .‬ومعرف�ة اآلخري�ن املتواجدي�ن يف مي�دان العم�ل مه�م‬ ‫الُْ َت َنا ِف ُس َ‬
‫الت ْق� َوى َوال َت َعأو ُن�وا‬ ‫س�واء للتنس�يق والتع�اون { َو َت َعأو ُن�وا َع َل�ى ا ْلِ ِّ‬
‫بر َو َّ‬
‫ان}‪ .‬أو للتحال�ف واملش�اركة‪ ،‬أو لكس�ب اخلبرة‬ ‫اإل ْث ِ�م َوا ْل ُع ْ�د َو ِ‬ ‫َ‬
‫َعل�ى ِ‬
‫واإلرتق�اء بالعم�ل‪ .‬وه�ذا يعني معرف�ة ع�دد الش�خصيات الرئيس�ية‬
‫لديه�م‪ ،‬وم�ا ميزاته�م التنافس�ية‪ ،‬وم�ا مق�دار حصصه�م يف مي�دان‬
‫العم�ل املعني‪.‬‬

‫> تقدي�ر احلص�ة احلالي�ة للمؤسس�ة يف املي�دان (أي حصته�ا يف تقدي�م‬


‫اخلدمات‪/‬املنتج�ات يف مي�دان م�ا)‪ ،‬وم�ا احلص�ة املتوق�ع احلص�ول عليه�ا‬
‫يف املس�تقبل‪ .‬وميك�ن أن يعم�ل ه�ذا ل�كل خدم�ة ومنت�ج أو جملموع�ة‬
‫خدم�ات أو منتج�ات يف املي�دان‪ .‬وتق�در حص�ة املؤسس�ة كذل�ك ل�كل‬
‫مي�دان عل�ى ح�ده‪ .‬فمثلا تق�در حص�ة املؤسس�ة يف العم�ل اإلغاث�ي يف‬
‫املي�دان ‪ ،1‬وحصته�ا يف العم�ل اإلغاث�ي يف املي�دان ‪ 2‬وهك�ذا‪ .‬إن مفه�وم‬
‫احلص�ة الس�وقية ه�و أح�د أس�باب الدافعي�ة ل�كل م�ن اإلدارات التي‬
‫جتل�ب التربع�ات ولتل�ك اإلدارات املعني�ة بتقدي�م اخلدم�ات وتنفي�ذ‬
‫املش�اريع‪ .‬وه�ي إح�دى مؤش�رات اإلجن�از اهلام�ة‪ ،‬كم�ا أنه�ا تش�جع‬
‫الدافعي�ة والتناف�س يف اخلير بين املؤسس�ات نفس�ها‪ .‬وميك�ن حس�اب‬
‫احلص�ة الس�وقية م�ن خلال اإلحص�اءات التقديري�ة املتوف�رة‪ ،‬أو‬
‫بطريق�ة النس�بة والتناس�ب‪ ،‬أو املقارن�ة والتماث�ل‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫إدارة املؤسسات غير الربحية‬

‫> ه�ل هن�اك اعتب�ارات ومقايي�س عاملي�ة ينبغ�ي مراعاته�ا؟ وه�ذه‬


‫قضي�ة مهم�ة ينبغ�ي اإللتف�ات إليه�ا يف أعم�ل املؤسس�ات غير الرحبي�ة‬
‫يف الوق�ت احلال�ي وذل�ك للتواف�ق م�ع املقايي�س العاملي�ة يف العم�ل‬
‫كم�ا س�يأتي يف الفص�ول القادم�ة‪.‬‬

‫> حتدي�د وتعري�ف الش�ركاء يف كل ميدان‪/‬س�احة م�ن ميادي�ن أو‬


‫س�احات العم�ل م�ن حي�ث قدراته�م وكيفي�ة وآلي�ة التعام�ل معه�م‪،‬‬
‫وم�ا طبيع�ة دوره�م معن�ا؛ إن كان�وا منفذي�ن أو ممولين أو ممولين‬
‫ومنفذ ي�ن‪.‬‬

‫> حتدي�د وتعري�ف املتربعين وتصنيفه�م وه�ل ه�م جه�ة واح�دة؟‬


‫أم ع�دة جه�ات‪ ،‬وم�ن ه�م املتربع�ون الرئيس�يون (األف�راد)؟‪ ،‬وم�ن ه�م‬
‫املتربعين م�ن الش�ركات؟ وه�ل هن�اك متربع�ون أو ماحن�ون م�ن‬
‫جه�ات حكومي�ة؟ وم�ا حج�م التبرع م�ن اجلمه�ور؟ وم�ا ه�ي اآللي�ة‬
‫يف ط�رق اجلم�ع منه�م؟ وأخيرا م�ا حج�م التربع�ات أو املن�ح م�ن‬
‫اجله�ات الدولي�ة إن وج�دت؟‬

‫‪ -5‬اسرتاتيجية التسويق‬
‫وه�ي املك�ون اخلام�س م�ن مكون�ات خط�ة العم�ل‪ .‬وكم�ا ذك�ر يف‬
‫البداي�ات ب�أن املؤسس�ة غير الرحبي�ة تق�وم بعملي�ة توصي�ل بين مان�ح أو‬
‫متبرع م�ن جه�ة وبين مس�تفيد م�ن جه�ة أخ�رى ضم�ن إط�ار م�ن األمان�ة‬
‫والثق�ة‪ .‬فاملؤسس�ة غير الرحبي�ة تأخ�ذ م�ن املان�ح ث�م تق�وم بعملي�ة معاجل�ة‬
‫هل�ذه املن�ح أو التبرع حس�ب نوع�ه‪ ،‬ث�م تق�وم بعملي�ة توصي�ل ه�ذه اخلدم�ة‬
‫أو املنت�ج للمس�تفيد (احملت�اج)‪ .‬ل�ذا ف�إن ه�ذا املك�ون وه�و إستراتيجية‬
‫التس�ويق يلخ�ص استراتيجية التعام�ل م�ع املان�ح وم�ع املس�تفيد وم�ع آلي�ة‬
‫املعاجل�ة والتوصي�ل‪ .‬م�ن خلال حتدي�د النق�اط اآلتي�ة‪:‬‬

‫‪76‬‬
‫‪ -1‬تلخي�ص وحتددي�د للفئ�ات املس�تهدفة ومعلوم�ات عنه�ا (م�ن‬
‫مل حيت�اج ه�ؤالء ملنت�ج أو خدم�ة‬‫املك�ون الس�ابق)‪ .‬يض�اف لذل�ك َ‬
‫أو مش�روع املؤسس�ة‪ ،‬وم�ا القيم�ة التي س�يحصل عليه�ا ه�ؤالء؟‬
‫وق�د يس�تغرب البع�ض م�ن ه�ذا الط�رح‪ ،‬أحمت�اج خلدم�ة‪ ،‬ونس�أل‬
‫َ‬
‫مل س�يأتي إلين�ا؟ نع�م ه�ذا م�ن املنظ�ار اجلدي�د يف إدارة املؤسس�ات‬
‫غير الرحبي�ة وه�ي أن ننظ�ر للمس�تفيد م�ن اخلدم�ة وكأن�ه زب�ون‬
‫يف مؤسس�ة رحبي�ة نري�ده أن يأت�ي ملؤسس�تنا دون غريه�ا وذل�ك وقب�ل‬
‫كل ش�ئ كس�با لألج�ر وأيض�ا توس�عا لعم�ل املؤسس�ة‪.‬‬

‫‪ -2‬ملخ�ص ع�ن املتربعين واملاحنين (م�ن املك�ون الس�ابق) يض�اف‬


‫إلي�ه م�ا عن�د املؤسس�ة لتقدم�ه هل�م حت�ى يقدم�وا تربعاته�م هل�ا دون‬
‫غريه�ا‪ ،‬وكي�ف س�نحافظ عل�ى ه�ؤالء وكي�ف سنش�جعهم للع�ودة‬
‫ثاني�ة؟ وم�ا خط�ة املؤسس�ة خلدم�ة املتربعين واملاحنين ليع�ودوا‬
‫ثا ني�ة ؟‬

‫‪ -3‬كيفي�ة تأس�يس قاع�دة م�ن املتربعين ذوي ال�والء‪ ،‬مل لذل�ك‬


‫م�ن أهمي�ة كبرى‪ ،‬لي�س فق�ط ألنه�م يؤمن�وا حص�ة كبيرة م�ن‬
‫دخ�ل املؤسس�ة ب�ل ألنه�م س�يجذبون متربعين آخري�ن‪.‬‬

‫‪ -4‬حتدي�د وتعري�ف املي�زات التنافس�ية للمؤسس�ة‪ .‬واملي�زات‬


‫التافس�ية للمؤسس�ة ه�ي املي�زات أو الق�درات التي متلكه�ا املؤسس�ة‬
‫وتتمي�ز به�ا ع�ن غريه�ا وتؤهله�ا ألخ�ذ موض�ع آخ�ر أو مكتس�ب م�ا‬
‫بس�بب ه�ذه املي�زة التنافس�ية‪ .‬وبالتال�ي كي�ف س�تحافظ املؤسس�ة‬
‫عل�ى ه�ذه املي�زات التنافس�ية وتبق�ي نفس�ها كمق�دم فري�د هل�ذا‬
‫الن�وع م�ن اخلدم�ة يف مي�دان عمله�ا‪ .‬وم�ا القيم�ة اجلدي�دة التي‬
‫تضيفه�ا املؤسس�ة عل�ى خدماته�ا؟ وبالتال�ي متيزه�ا ع�ن غريه�ا‪.‬‬
‫وكي�ف س�تواجه املي�زات التنافس�ية للمنافسين اآلخري�ن؟ وم�ن ث�م‬

‫‪77‬‬
‫إدارة املؤسسات غير الربحية‬

‫كي�ف ستس�تفيد املؤسس�ة م�ن ميزاته�ا التنافس�ية للحص�ول عل�ى‬


‫احلص�ة الس�وقية املتوقع�ة؟ وأيض�ا كي�ف س�تحقق به�ا عوام�ل‬
‫النج�اح األساس�ية؟‬

‫‪ -5‬حتدي�د التوقي�ت املناس�ب لدخ�ول املي�دان س�واء إن كان‬


‫الدخ�ول ألول م�رة أو كان الدخ�ول ملي�دان عم�ل جدي�د س�بق وأن‬
‫عمل�ت املؤسس�ة مبثل�ه‪.‬‬

‫‪ -6‬توضي�ح استراتيجية مج�ع التربع�ات وتوصي�ل اخلدم�ة م�ن‬


‫حي�ث ‪:‬‬
‫> حج�م التربع�ات املتوق�ع لثلاث س�نوات م�ن اآلن بن�اء عل�ى‬
‫اخلط�ة اإلستراتيجية وتوقع�ات حج�م العم�ل املس�تقبلي‪.‬‬

‫> حتدي�د قن�وات التوزي�ع أي قن�وات توصي�ل اخلدم�ة أو املنت�ج‬


‫للمس�تفيد ين ‪.‬‬

‫> مدارس�ة كيفي�ة وآلي�ات وط�رق املعامل�ة‪ .‬ونقص�د به�ا هن�ا‬


‫كيفي�ة وط�رق معامل�ة املتربعين واملاحنين‪ ،‬وأيض�ا كيفي�ة‬
‫معامل�ة املس�تفيدين أيض�ا‪ .‬وه�ذا م�ن املفاهي�م اجلدي�دة التي‬
‫ينبغ�ي أن تؤخ�ذ بعين االعتب�ار يف عم�ل املؤسس�ات غير الرحبي�ة‪.‬‬
‫واملطل�وب هن�ا زي�ادة س�رعة اخلدم�ة بتوفير الع�دد املناس�ب‬
‫لتقدي�م اخلدم�ات للطرفين املان�ح واملس�تفيد‪ .‬فلا ينتظ�ر املان�ح‬
‫طويلا ليق�دم تربع�ه أو م�ا ين�وي تقدمي�ه وال ينتظ�ر املس�تفيد‬
‫طويلا ليحص�ل عل�ى اخلدم�ة‪ .‬كم�ا يقص�د ب�ه حس�ن املعامل�ة‬
‫واللطاف�ة للمان�ح واملتبرع وكذل�ك حس�ن املعامل�ة واللطاف�ة‬
‫وحف�ظ الكرام�ة للمس�تفيد م�ن اخلدم�ة {‪َ  ‬ق� ْو ٌل َم ْع� ُر ٌ‬
‫وف َو َم ْغ ِف� َر ٌة‬
‫ير م ْ�ن َص َد َق�ة َي ْت َب ُعهَ�ا أَ ًذى َو َُّ‬
‫الل َغ ٌّ‬
‫ني َح ِليٌ�م}‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫َخْ ٌ ِ‬

‫‪78‬‬
‫‪ -7‬توضي�ح مرك�ب (مزي�ج) التس�ويق للمؤسس�ات غير الرحبي�ة‪.‬‬
‫ف�إذا كان للمؤسس�ات الرحبي�ة مزي�ج التس�ويق املع�روف ب�ـ (‪)P’s 5‬‬
‫أي الب�اءات اخلمس�ة وه�ي املنت�ج والرتوي�ج والس�عر والن�اس وامل�كان‪،‬‬
‫ف�إن للمؤسس�ات غير الرحبي�ة أيض�ا مزي�ج للتس�ويق وه�و‪ :‬املزي�ج‬
‫املتعل�ق جبوه�ر عم�ل املؤسس�ات غير الرحبي�ة م�ن حي�ث أخ�ذ التبرع‬
‫أو املنح�ة م�ن املتبرع ث�م معاجلته�ا لتصب�ح خدم�ة أو منتج�ا قابلا‬
‫للتوزي�ع‪ ،‬ث�م توصيل�ه وتس�ليمه للمس�تفيدين‪ .‬ونط�رح هن�ا ه�ذا‬
‫املفه�وم كمفه�وم جدي�د يف إدارة املؤسس�ات غير الرحبي�ة ويتك�ون‬
‫مزي�ج التس�ويق للمؤسس�ات غير الرحبي�ة م�ن املركب�ات اخلمس�ة‬
‫التالي�ة‪:‬‬

‫> اآللية‪ :‬أي آلية اجللب من املتربع وآلية التوصيل‬


‫للمستفيد‪.‬‬

‫> اخلدمة أو املنتج‬


‫> التكلفه‪ :‬تكلفة اخلدمة أو املنتج مثل تكلفة احلقيبة‬
‫املدرسية أوتكلفة إفطار صائم‬

‫> املكان‪ :‬أو ميدان العمل‬

‫> الرتويج‪ :‬للجذب باستخدام وسائل الرتويج والدعاية‬


‫الجتذاب متربعني جدد ومستفيدين جدد‪.‬‬

‫‪ -6‬ملخص العمليات التشغيلية‬


‫ويف ه�ذا اجل�زء يت�م تقدي�م فك�رة ع�ن اخلط�ة التنفيذي�ة (التش�غيلية)‬
‫للمؤسس�ة خلال ع�ام واح�د‪ .‬علم�ا ب�أن اخلط�ة التنفيذي�ة س�يكون هل�ا بن�د‬

‫‪79‬‬
‫إدارة املؤسسات غير الربحية‬

‫مس�تقل يف ه�ذا األب�واب القادم�ة‪ .‬لك�ن املقص�ود هن�ا ه�و ملخ�ص اخلط�ة‬
‫التنفيذي�ة ليوض�ع يف خط�ة العم�ل‪ ،‬ويش�مل ه�ذا امللخ�ص عل�ى البن�ود‬
‫التالي�ة‪:‬‬
‫> أهم األهداف التشغيلية‪.‬‬
‫> حتديد املسارات واملراحل احلرجة‪.‬‬
‫> حتديد اإلطار الزمين‪.‬‬
‫> توضيح عن املوردين‪ :‬إن كان هناك تعامل مع موردين من‬
‫حيث املواد اليت سيوفرونها وشروطهم‪ ،‬وطبيعة العقود معهم‪.‬‬
‫> التوظيف وآلياته وخطته وتشمل على العدد املطلوب خالل ‪5‬‬
‫سنوات وخطة التوظيف العامة لدى املؤسسة‪.‬‬
‫> الفريق اإلداري العامل يف املشروع املقرتح وخربته وخلفياته‪،‬‬
‫وكيف سيتم إحضارهم‪.‬‬
‫> حتديد دور املوظفني وواجباتهم ومسئولياتهم والتدريب الالزم‬
‫هلم‬
‫> التأمني (‪ )Insurance‬على األفراد يف األماكن اخلطرة وعلى‬
‫األعمال آخذين اجلوانب الشرعية بعني االعتبار وهذا من‬
‫املفاهيم اجلديدة املقرتحة يف إدارة املؤسسات غري الرحبية‪.‬‬
‫> كيفية توفري أمن العاملني وبالذات يف مناطق النزاعات أو‬
‫الكوارث الطبيعية‪.‬‬
‫> شرح عن اإلستشاري املعتمد لدى املؤسسة وهذا من املفاهيم‬
‫اجلديدة اليت ندعو إليها يف إدارة املؤسسات غري الرحبية‪.‬‬
‫مبعن�ى أن يك�ون ل�كل مؤسس�ة غير رحبي�ة مستش�ار معتم�د‬
‫ألموره�ا اإلداري�ة وملش�اريعها‪ ،‬أو أن تعين مستش�ارا إن كان�ت إمكاناته�ا‬
‫املالي�ة تس�مح بذل�ك‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫كي�ف س�تكون العالق�ة م�ع احللف�اء واملؤسس�ات الدولي�ة إن وج�دت وآلي�ة‬
‫احلوكم�ة التي تضب�ط العالق�ة وحت�دد كيفي�ة التع�اون وكيفي�ة تنفي�ذ‬
‫امله�ام بين املؤسس�ة وحلفائه�ا‪ .‬وبالتال�ي تك�ون األم�ور أس�هل عن�د التع�اون‬
‫م�ع مؤسس�ات صديق�ة أخ�رى وتقل�ل م�ن ظه�ور املش�اكل‪ ،‬وتتجن�ب املؤسس�ة‬
‫اخلالف�ات احل�ادة م�ع احللف�اء م�ن البداي�ة‪.‬‬

‫‪ -7‬التحليــــــل املـــايل‬
‫يق�دم ه�ذا املك�ون ص�ورة ع�ن الوض�ع املال�ي للمؤسس�ة و‪/‬أو للمش�روع‬
‫املطل�وب متويل�ه ويش�مل عل�ى جمموع�ة م�ن النق�اط املتعلق�ة باجلان�ب‬
‫املال�ي منه�ا‪:‬‬
‫> تقدي�م فك�رة ع�ن التموي�ل وكيفي�ة احلص�ول عل�ى التموي�ل‬
‫حا لي�ا ‪.‬‬
‫> تقدير املوازنة املتوقعة لسنة مالية‪.‬‬
‫> تقدير الدخل املتوقع لسنة‪.‬‬
‫> تقدي�ر تكالي�ف ابت�داء العم�ل (يف ح�ال وج�ود مش�روع معين‬
‫وس�يأتي ش�رحه الحق�ا)‬
‫> تقدير حجم التمويل املطلوب‬
‫> التدف�ق املال�ي ل�ـ ‪ 12‬ش�هرا (الش�كل ‪ 16‬من�وذج مبس�ط للتدف�ق‬
‫املال�ي) و (الش�كل ‪ :14‬من�وذج مبس�ط حلس�اب التدف�ق املال�ي)‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫إدارة املؤسسات غير الربحية‬

‫الشكل ‪ :16‬منوذج مبسط للتدفق املالي‬

‫> حتلي�ل التكلف�ة مقاب�ل املنفع�ة (‪)cost – benefit analysis‬‬


‫وه�ذا التحلي�ل م�ن املفاهي�م املطل�وب تبنيه�ا خصوص�ا يف متوي�ل‬
‫املش�اريع عام�ة واملش�اريع التنموي�ة خاص�ة‪.‬‬

‫> حتدي�د املص�ادر املطلوب�ة للتموي�ل (ه�ل ه�ي م�ن االحتي�اط‪ ،‬أم‬
‫م�ن التبرع‪ ،‬أو ش�راكة‪...‬اخل)‬

‫> أم�ا األعم�ال القائم�ة فيمك�ن أن يق�دم تقري�ر املوازن�ة م�ع التدف�ق‬
‫املال�ي لثلاث س�نوات س�ابقة‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫نموذج مبسط لحساب التدفق المالي‬
‫ابريل‬ ‫مارس‬ ‫فبراير‬ ‫يناير‬ ‫التدفق المالي‬

‫‪150000‬‬ ‫‪110000‬‬ ‫‪120000‬‬ ‫‪100000‬‬ ‫التدفق الداخل ‪Cash In‬‬

‫‪---‬‬ ‫‪----‬‬ ‫التدفق اخلارج ‪Cash Out‬‬


‫‪20000‬‬ ‫‪20000‬‬ ‫‪20000‬‬ ‫‪20000‬‬ ‫رواتب‬
‫‪100000‬‬ ‫‪80000‬‬ ‫‪80000‬‬ ‫‪80000‬‬ ‫اخلدمات‬
‫‪120000‬‬ ‫‪100000‬‬ ‫‪100000‬‬ ‫‪100000‬‬ ‫جمموع‬
‫‪30000‬‬ ‫‪10000‬‬ ‫‪20000‬‬ ‫‪0‬‬ ‫صايف التدفق‬
‫الشكل ‪ :17‬منوذج مبسط حلساب التدفق املالي‬

‫أم�ا بن�ود مصاري�ف التأس�يس ملش�روع م�ا‪ ،‬فيمك�ن تلخيصه�ا بالبن�ود‬


‫اآلتي�ة عل�ى س�بيل املث�ال ال احلص�ر ويرج�ع إىل حماس�ب املؤسس�ة ملزي�د م�ن‬
‫ا لتفصي�ل ‪:‬‬
‫> تكاليف البدء‬
‫> املصاريف القانونية للحصول على الرتاخيص – ومصاريف‬
‫احملاسب‬
‫> تكاليف الرتويج لالفتتاح‬
‫> تكاليف االستشاري‬
‫> تكاليف الديكور والتجهيزات‬
‫> القرطاسية – التلفونات – الكهرباء واملاء‬
‫> تكلفة االصول‬
‫> تكلفة التشغيل لثالثة شهور (مبا فيها الرواتب واالجيارات)‬
‫> البضاعة‪ /‬املواد املطلوبة‪ :‬املواد اخلام – املستهلكات – حاجيات‬
‫املكتب‬

‫‪83‬‬
‫إدارة املؤسسات غير الربحية‬

‫> التجهيزات املطلوبة‪ :‬مكائن – أجهزة – جتهيزات تشوين –‬


‫جتهيزات الصالة – احلماية – الكارمات (اللوحات) – التهوية –‬
‫جتهيزات املكاتب (كمبيوترات – طابعات – أثاث‪...‬اخل)‬
‫> مصاريف أخرى متنوعة‬

‫‪ -8‬حتليل املخاطر‬
‫وه�ذا أيض�ا م�ن املفاهي�م اجلدي�دة املطل�وب تبنيه�ا يف إدارة املؤسس�ات غير‬
‫الرحبي�ة (ونقص�د باجلدي�دة أي اس�تخدامها وإدخاهل�ا يف إدارة املؤسس�ات غير‬
‫الرحبي�ة)‪ .‬صحي�ح أن مص�ادر الدخ�ل تأت�ي م�ن تربع�ات‪ ،‬إال أن احملافظ�ة‬
‫عليه�ا وع�دم هدره�ا يف مغام�رات غير حمس�وبة مطل�ب مل�ح وض�روري‬
‫ومس�تحب‪ .‬وهن�ا نق�دم مفه�وم حتلي�ل املخاط�ر يف إدارة املؤسس�ات غير‬
‫الرحبي�ة م�ن أج�ل األخ�ذ باألس�باب‪ ،‬وم�ن أج�ل القي�ام بدراس�ة حقيقي�ة‬
‫للمخاط�ر املتوقع�ة‪ ،‬وبالتال�ي العم�ل عل�ى إلغائه�ا أو ختفيفه�ا أو قبوهل�ا‪،‬‬
‫ث�م التعام�ل معه�ا عل�ى أس�اس أنه�ا واق�ع حمت�وم م�ع أخ�ذ اإلج�راءات‬
‫الالزم�ة للتقلي�ل م�ن ش�دتها وخماطره�ا‪.‬‬

‫وحتلي�ل املخاط�ر يب�دء بتص�ور املخاط�ر املتوقع�ة وع�ادة م�ا يت�م ذل�ك يف‬
‫جول�ة عص�ف ذهني‪ ،‬ث�م كتابته�ا بالتفصي�ل يف ج�دول حتلي�ل املخاط�ر‪.‬‬
‫ث�م تب�دأ عملي�ة تقدي�ر احتمالي�ة ح�دوث اخلط�ر‪ ،‬م�ع تقدي�ر األث�ر املتوق�ع‬
‫هل�ذا اخلط�ر يف ح�ال وقوع�ه‪ .‬ث�م يض�رب األث�ر املتوق�ع باإلحتمالي�ة املتوقع�ة‬
‫لتعطين�ا الش�دة املتوقع�ة هل�ذا اخلط�ر‪ .‬إذ أن الش�دة = اإلحتمالي�ة ‪ X‬األث�ر‬
‫فعلى سبيل املثال‪:‬‬
‫احتمالية عالية ‪ X‬أثر كبري = شدة كبرية‬
‫احتمالية متوسطة ‪ X‬أثر ضعيف = شدة ضعيفة‬

‫‪84‬‬
‫ويقص�د باالحتمالي�ة ه�و إمكاني�ة حص�ول اخلط�ر‪ ،‬وأم�ا األث�ر فيقص�د‬
‫ب�ه م�دى الض�رر ال�ذي س�يحصل ل�و ح�دث اخلط�ر املتوق�ع‪ .‬وبالتال�ي ف�إن‬
‫ش�دة اخلط�ر تعبر ع�ن حمصل�ة ض�رب االحتمالي�ة باألث�ر مع�ا‪ .‬ويت�م‬
‫حتدي�د مصفوف�ة الش�دة واالتف�اق عليه�ا قب�ل الب�دء بتصني�ف األخط�ار‪.‬‬
‫وميك�ن اس�تخدام األرق�ام أو الوص�ف (الش�كل ‪ :15‬مصفوف�ة تقدي�ر الش�دة)‪.‬‬
‫وتق�وم استراتيجية التخفي�ف م�ن ش�د اخلط�ر عل�ى أس�اس التخفي�ف م�ن‬
‫احتمالي�ة الوق�وع أو التخفي�ف م�ن األث�ر أو ختفي�ف اإلثنين مع�ا إن أمك�ن‬
‫ذ ل�ك ‪.‬‬

‫األثـــــــــــــــر‬

‫ضعيف‬ ‫متوسط‬ ‫كبير‬

‫متوسطة‬ ‫متوسطة‬ ‫كبرية‬ ‫عالية‬

‫ضعيفة‬ ‫متوسطة‬ ‫متوسط‬ ‫متوسطة‬ ‫االحتمالية‬


‫ضعيفة‬ ‫متوسطة‬ ‫متوسطة‬ ‫قليلة‬

‫الشكل ‪ :18‬مصفوفة تقدير الشدة‬

‫وكم�ا يف املث�ال (الش�كل ‪ :19‬مث�ال عل�ى حتلي�ل املخاط�ر وكيفي�ة‬


‫ختفيفه�ا) يت�م س�رد املخاط�ر املتوقع�ة وتقدي�ر االحتمالي�ة واألث�ر ل�كل‬
‫منه�ا ث�م حس�اب الش�دة‪ ،‬ث�م يت�م مدارس�ة كيفي�ة التخفي�ف أو التقلي�ل‬
‫ل�كل خط�ر متوق�ع‪ .‬وتعط�ي ه�ذه املنهجي�ة نب�ذة معقول�ة ع�ن املخاط�ر‬
‫املتوقع�ة حت�ى ال يتفاج�أ العامل�ون باملخاط�ر أثن�اء التنفي�ذ‪ .‬وبالتاكي�د‬
‫ف�إن املش�اريع الكبيرة حتت�اج إىل تفصي�ل أكث�ر لتحلي�ل املخاط�ر وميك�ن‬

‫‪85‬‬
‫إدارة املؤسسات غير الربحية‬

‫االس�تعانة مبتخص�ص يف ه�ذا اجمل�ال‪.‬‬

‫مثال على تحليل المخاطر وكيفية تخفيفها‬


‫كيفية التخفيف‬ ‫الشدة‬ ‫االثر‬ ‫االحتمالية‬ ‫الخطر المتوقع‬

‫وجود مربدات‬
‫‪ -‬صالحية األطعمة التقل‬ ‫كبرية‬ ‫كبري‬ ‫عالية‬ ‫فساد األطعمة‬
‫عن ‪ 3‬شهور‬

‫‪ -‬مراجعة املتربعني دوريا‬ ‫عدم استالم‬


‫متوسطة‬ ‫كبري‬ ‫قليلة‬
‫‪ -‬استخدام صندوق االحتياط‬ ‫التربعات‬
‫‪ -‬التقديم املبكر‬ ‫عدم أخذ‬
‫متوسطة‬ ‫متوسط‬ ‫متوسطة‬
‫‪ -‬متابعة يوميية من املندوب‬ ‫التصريح‬
‫‪ -‬التقديم مبكرا‬
‫عدم صدور‬
‫‪ -‬تعيني بديل عنه وعمل فيزا‬ ‫متوسطة‬ ‫خفيف‬ ‫عالية‬
‫فيزا املدير‬
‫احتياطية للبديل‬

‫الشكل ‪ :19‬مثال على حتليل املخاطر وكيفية ختفيفها‬

‫‪ -9‬بناء القدرات الذاتية (‪)Capacity Building‬‬


‫يعتبر مفه�وم بن�اء الق�درات الذاتي�ة (‪ )Capacity Building‬م�ن أه�م‬
‫املفاهي�م التي توصل�ت إليه�ا اهليئ�ات الدولي�ة يف جم�ال املس�اعدات‬
‫واملؤسس�ات غير الرحبي�ة‪ .‬حي�ث يدع�و ه�ذا املفه�وم يف جوه�ره إىل بن�اء‬
‫الق�درات واإلمكان�ات الذاتي�ة ل�دى املس�تفيدين ب�دال م�ن االعتم�اد فق�ط‬
‫عل�ى تقدي�م معون�ات والتي تبق�ى يف النهاي�ة حم�دودة الكمي�ات‪ .‬وعل�ى‬
‫قاع�دة "ال تعطني مسك�ة ب�ل علمني كي�ف اصط�اد"‪ .‬ه�ذا املفه�وم حيم�ل‬
‫يف طيات�ه بع�دا مهني�ا وإنس�انيا مع�ا‪ .‬فه�و مهني ألن�ه يتطل�ب نق�ل مه�ارات‬
‫وخبرات للمس�تفيدين ليتعلموه�ا ويتدرب�وا عليه�ا‪ ،‬وه�ذا حيت�اج إىل خط�ة‬

‫‪86‬‬
‫واضح�ة وبرام�ج وآلي�ات عملي�ة مفي�دة‪ .‬وه�و بع�د إنس�اني أيض�ا ألن�ه يبتع�د‬
‫ع�ن األناني�ة ويرف�ع الن�اس م�ن البق�اء يف بئ�ر احلاج�ة‪ ،‬ويعل�م اآلخري�ن‬
‫م�ا ينفعه�م‪ .‬وه�و صدق�ة جاري�ة م�ن ب�اب أن�ه عل�م ينتف�ع ب�ه‪ .‬ويت�م بن�اء‬
‫الق�درات م�ن خلال‪:‬‬

‫> إش�راك املس�تفيدين يف تنفي�ذ األعم�ال ونق�ل املعرف�ة إليه�م م�ن‬


‫خلال التأهي�ل والتدري�ب عل�ى أرض الواق�ع‪.‬‬

‫> نش�ر وتعزي�ز املعايير وه�ي م�ن األم�ور اهلام�ة والصعب�ة يف‬
‫نف�س الوق�ت‪ .‬وه�ي كذل�ك فرص�ة لتعلي�م اآلخري�ن معن�ى وج�ود‬
‫معايير لألعم�ال وكيفي�ة االلت�زام به�ا وكيفي�ة تطبيقه�ا حبث�ا‬
‫ع�ن اإلحس�ان يف العم�ل‪ ،‬وتأصيلا ملب�دء اجل�ودة يف التنفي�ذ‪ ،‬وإلزام�ا‬
‫للنف�س بتقدي�م عم�ل األفض�ل دائم�ا‪.‬‬

‫> تعزي�ز مفه�وم التدقي�ق املال�ي ل�دى اجلمي�ع‪ :‬العاملين واملس�تفيدين‬


‫وذل�ك تأصيلا ملب�دأ الش�فافية ال�ذي تعرضن�ا ل�ه قب�ل ذل�ك‪ ،‬ويف‬
‫نف�س الوق�ت متهي�دا حملارب�ة الفس�اد‪.‬‬

‫> إنش�اء خدم�ات انتاجي�ة عل�ى األرض كاملصان�ع‪ ،‬وامل�دارس‬


‫واجلامع�ات واملستش�فيات وغير ذل�ك وبأحج�ام صغيرة ومتوس�طة أو‬
‫كبيرة حس�ب الق�درة واالس�تطاعة‪.‬‬

‫ويت�م توضي�ح كيفي�ة وآلي�ات بن�اء الق�درات الذاتي�ة يف خط�ة العم�ل‬


‫حي�ث خيص�ص هل�ا بن�دا خاص�ا به�ا‪ ،‬ويعتبر ذل�ك م�ن اإلتق�ان يف خط�ة‬
‫ا لعم�ل ‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫إدارة املؤسسات غير الربحية‬

‫‪ -9‬الفاعليـة والكفــــاءة‬
‫لطامل�ا ت�رددت هات�ان الكلمت�ان املرتادفت�ان يف عل�وم اإلدارة ومواضيعهم�ا‪.‬‬
‫فالفاعلي�ة تعني‪ ،‬باختص�ار ش�ديد‪ :‬حتقي�ق اهل�دف أوامل�راد أواملقص�ود‪.‬‬
‫والكف�اءة تعني‪ :‬العم�ل عل�ى حتقي�ق اهل�دف وامل�راد بأق�ل وق�ت وتكلف�ة‬
‫وجه�د‪ .‬وكأن مضامين هاتين الكلمتين ق�د ج�اءت يف نصيح�ة الرس�ول‬
‫صل�ى اهلل علي�ه وس�لم ألصحاب�ه ب�أن يقول�وا يف الدع�اء "الله�م اهدن�ي‬
‫وس�ددني" فاهلداي�ة حن�و الطري�ق ب�دون تي�ه توفيرا للوق�ت واجله�د والكلف�ة‬
‫(الكف�اءة)‪ ،‬والس�داد حتقيق�ا لله�دف املنش�ود (الفاعلي�ة)‪ .‬ويتحق�ق مفهوم�ي‬
‫الفاعلي�ة والكف�اءة م�ن خلال جمموع�ة م�ن اإلج�راءات التي ينبغ�ي التنوي�ه‬
‫إليه�ا يف خط�ة العم�ل ومنه�ا‪:‬‬
‫> التأكد من وضوح األهداف‬
‫> التخطيط اجليد‬
‫> وضوح آليات الضبط والتحكم‬
‫> املراقبة واملتابعة‬
‫> التغذية الراجعة‬
‫> تقييم األداء مبهنية‬
‫> سرعة االستجابة للمتغريات‬
‫وسنتعرض للتقيم الحقا‪ ،‬أما باقي اإلجراءات فنكتفي بعرضها هنا‪.‬‬

‫‪ -9‬ضبط اجلــــــودة‬
‫م�ن الض�روري للمؤسس�ات غير الرحبي�ة أن تتأك�د م�ن ج�ودة خدماته�ا‬
‫ومنتجاته�ا عن�د تس�ليمها للمس�تفيدين‪ .‬وإن كان ه�ذا املفه�وم معم�ول ب�ه‬
‫يف العدي�د م�ن الش�ركات واملؤسس�ات الرحبي�ة إال أن�ه جي�در باملؤسس�ات‬
‫غير الرحبي�ة أن تأخ�ذ ب�ه وتعتبره يف مجي�ع أعماهل�ا معي�ارا مهم�ا؛ س�واء‬

‫‪88‬‬
‫يف التعام�ل م�ع املتربعين‪ ،‬أويف معاجل�ة اخلدم�ات واملنتج�ات‪ ،‬وكذل�ك يف‬
‫تس�ليم اخلدم�ات أو املنتج�ات للمس�تفيدين‪ .‬وه�ذا م�ن املفهاهي�م اجلدي�دة‬
‫املطل�وب إدخاهل�ا يف عم�ل املؤسس�ات غير الرحبي�ة‪ .‬ويف احلقيق�ة‪ ،‬ف�إن هن�اك‬
‫العدي�د م�ن املؤسس�ات غير الرحبي�ة التي ب�دأت تأل�وا اهتمام�ا مبفه�وم‬
‫اجل�ودة وب�دأت ختص�ص ل�ه جه�ة إداري�ة معني�ة ب�ه‪ .‬ومم�ا ال ش�ك في�ه‬
‫ف�إن التجهي�ز لتبني مفه�وم اجل�ودة حيت�اج إىل متهي�د وجتهي�ز‪ ،‬كم�ا أن�ه‬
‫حيتاجقب�ل كل ش�يء إىل تبني جمل�س اإلدارة ل�ه والعم�ل عل�ى تطبيق�ه‪.‬‬
‫وتطبي�ق مفه�وم اجل�ودة س�يعمل عل�ى نق�ل مس�تويات العم�ل يف املؤسس�ات‬
‫غير الرحبي�ة إىل مص�اف املؤسس�ات الدولي�ة املتخصص�ة‪ ،‬وس�يجلب هل�ا‬
‫املزي�د م�ن املش�اريع احمللي�ة والدولي�ة عل�ى ح�د س�واء‪.‬‬

‫ويف خط�ة العم�ل يت�م التط�رق ملفه�وم اجل�ودة إلش�عار املتربعين أو‬
‫الش�ركاء ب�أن ه�ذا املفه�وم موج�ود ومتضم�ن يف اخلط�ة‪ ،‬ويت�م احلدي�ث ع�ن‬
‫بع�ض اآللي�ات املتبع�ة ل�دى املؤسس�ة لتحقي�ق اجل�ودة م�ن خلال التع�رض‬
‫إىل كل أو بع�ض النق�اط التالي�ة‪:‬‬
‫> طرق حفظ امللفات واملعلومات‬
‫> تطبيق املعايري‬
‫> رفع التقارير لإلدارة‬
‫> رفع التقارير للمعنيني‬
‫> آليات الرقابة‬
‫> التقييم واختاذ االجراءات التصحيحية‬

‫وم�ن املفض�ل أن تعين املؤسس�ة مستش�ارا خارجي�ا هل�ا يك�ون عل�ى عل�م‬
‫مبتطلب�ات عم�ل املؤسس�ات غير الرحبي�ة‪ ،‬وإع�داد املقرتح�ات وتطوي�ر األداء‪،‬‬
‫أو م�ن املمك�ن أن تعين مستش�ارا دائم�ا عنده�ا إن كان�ت أوضاعه�ا املالي�ة‬
‫تس�مح بذل�ك‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫إدارة املؤسسات غير الربحية‬

‫‪ -9‬امللحقــــــات‬
‫وه�ذا املك�ون ه�و األخير يف خط�ة العم�ل وم�ن الطبيع�ي أن يش�مل ه�ذا‬
‫املك�ون عل�ى مجي�ع املالح�ق التي ي�رى مع�د خط�ة العم�ل ض�رورة ارفاقه�ا‬
‫باخلط�ة وم�ن مث�ال ذل�ك‪:‬‬

‫> السري الذاتية ملدير املشروع أو لبعض الشخصيات املهمة‬


‫املذكورة يف خطة العمل‪.‬‬
‫> صورة عن عقود اإلجيار إذا لزم األمر ذلك‪.‬‬
‫> رسائل تزكية‪.‬‬
‫> عقود سابقة حملية أو دولية أو شراكات سابقة‪.‬‬
‫> وثائق قانونية‪.‬‬
‫> صور للمشاريع (بروفايل) وما يراه القائمون على إعداد خطة‬
‫العمل ضرورية‪.‬‬

‫اخلطـوة األخيرة يف خطـة العمل‪ :‬جتميـع املكونـات يف منت خطة‬


‫واحدة‬
‫وتع�د ه�ذه اخلط�وة األخيرة م�ن اخلط�وات اهلام�ة ج�دا والتي س�يتم‬
‫فيه�ا جتمي�ع املكون�ات اإلثن�ا عش�ر الس�ابقة الذك�ر بش�كل مرت�ب ومنس�ق‬
‫ومتجان�س يف مل�ف واح�د‪ .‬وهن�ا ال ب�د م�ن مالحظ�ة ع�دة أم�ور كحج�م‬
‫اخلط�ة م�ن حي�ث ع�دد الصفح�ات‪ ،‬ومق�دار التفاصي�ل التي توض�ع حت�ت‬
‫كل مك�ون م�ن املكون�ات اإلثن�ا عش�ر‪ .‬ولك�ن م�ا حج�م ومق�دار التفاصي�ل‬
‫يف خط�ة العم�ل؟‬

‫م�ن املفض�ل أال تك�ون خط�ة العم�ل ذات حج�م كبير حت�ى ال تس�بب‬

‫‪90‬‬
‫ضج�را للمعنيين فيبتع�دوا ع�ن قراءته�ا‪ ،‬وال بالقصيرة املخل�ة فينف�روا‬
‫منه�ا‪ .‬ويراع�ى أال تزي�د خط�ة العم�ل بش�كل ع�ام ع�ن ‪ 50‬صفح�ة وال تك�ون‬
‫قليل�ة الصفح�ات بش�كل خي�ل به�ا ويفرغه�ا م�ن مقصوده�ا ومضمونه�ا‬
‫أو يعطيه�ا طاب�ع الركاك�ة‪ .‬وعموم�ا ف�إن ع�دد الصفح�ات يعتم�د عل�ى‬
‫الغ�رض منه�ا وطبيع�ة اجله�ة املق�دم هل�ا خط�ة العم�ل أو التي طلبته�ا‪.‬‬
‫كم�ا يراع�ى أن يعم�ل منه�ا جمموع�ة نس�خ‪ ،‬واح�دة للجه�ة املعني�ة وأخ�رى‬
‫للجه�ة التي أع�دت اخلط�ة ونس�خة للمدي�ر الع�ام‪ .‬أم�ا م�ن حي�ث مق�دار‬
‫التفاصي�ل التي تكت�ب حت�ت كل مضم�ون فه�و أم�ر يف غاي�ة األهمي�ة‪ .‬فم�ن‬
‫املعل�وم أن املقص�ود م�ن خط�ة العم�ل ه�و توصي�ل مضامينه�ا للجه�ة املعني�ة‬
‫أو للجه�ة التي طلبته�ا وم�ن هن�ا يت�م مراجع�ة التفاصي�ل ل�كل بن�د عل�ى‬
‫ح�دة وحتدي�د مال�ذي يع�رض من�ه‪ .‬ولي�س األم�ر هن�ا عل�ى ش�كل موح�د‪،‬‬
‫فف�ي بع�ض احل�االت يت�م ع�رض مجي�ع التفاصي�ل ولك�ن طبع�ا بطريق�ة‬
‫منس�قة ومتجانس�ة ومتسلس�لة منطقي�ا‪ .‬ويف بع�ض احل�االت يت�م اخت�زال‬
‫بع�ض املكون�ات واختصاره�ا‪ .‬ويف أحي�ان أخ�رى يت�م اختص�ار مك�ون م�ا‬
‫ويفص�ل يف آخ�ر‪ ،‬وهك�ذا فألم�ر يعتم�د عل�ى طبيع�ة اجله�ة التي س�يقدم هل�ا‬
‫َ‬
‫خط�ة العم�ل‪ ،‬وعل�ى طبيع�ة اهل�دف‪ ،‬واملقص�د منه�ا‪ .‬وه�ذا األم�ر حيت�اج إىل‬
‫ق�رار ومش�اورة م�ع أكث�ر م�ن ش�خص للوص�ول إىل أفض�ل ش�كل وأحس�ن‬
‫تفصي�ل وع�رض‪.‬‬

‫وهن�ا يط�رح س�ؤال آخ�ر‪ :‬ه�ل مجي�ع املكون�ات اإلثن�ا عش�ر جي�ب أن تك�ون‬
‫موج�ودة ضم�ن خط�ة العم�ل؟‬

‫ابت�داء م�ن املفض�ل أن حتت�وي خط�ة العم�ل عل�ى مجي�ع املكون�ات‬


‫املذك�ورة‪ .‬أم�ا االختص�ار أو التفصي�ل به�ا فيك�ون حبس�ب املقص�د واجله�ة‬
‫الطالب�ة هل�ا‪ .‬وم�ن املمك�ن يف بع�ض احل�االت ع�دم التط�رق ملك�ون م�ا إذا م�ا‬

‫‪91‬‬
‫إدارة املؤسسات غير الربحية‬

‫كان املقص�د م�ن خط�ة العم�ل يتس�ع لذل�ك ويس�مح ب�ه‪ ،‬ولك�ن يف ه�ذه‬
‫احلال�ة ينص�ح بأخ�ذ أكث�ر م�ن رأي لتقري�ر إلغ�اء أح�د املكون�ات أو بع�ض‬
‫منه�ا ‪.‬‬

‫كم�ا ينبغ�ي التنوي�ه إىل أن خط�ة العم�ل جي�ب أن تك�ون مرن�ة‪ .‬فه�ي‬
‫ليس�ت وثيق�ة جام�دة التتغير وال تتب�دل‪ ،‬ب�ل ه�ي مرن�ة قابل�ة للتعدي�ل‪،‬‬
‫ولك�ن بالطب�ع لي�س التعدي�ل ال�ذي ينس�فها م�ن أصله�ا‪ ،‬وإال فف�ي ه�ذه‬
‫احلال�ة يك�ون ق�د ح�دث خط�أ كبير يف التقدي�ر‪ .‬والتعدي�ل الكبير حينئ�ذ‬
‫يس�توجب مراجع�ة مجي�ع املكون�ات واالتف�اق عل�ى خط�ة عم�ل أخ�رى‬
‫م�ن جدي�د م�ع التواف�ق عليه�ا‪ .‬كم�ا أن خط�ة العم�ل مرن�ة م�ن حي�ث‬
‫الش�كل والرتتي�ب فيمك�ن تأخير وتقدي�م مك�ون عل�ى مك�ون دون إخلال‬
‫يف التسلس�ل املنطق�ي‪ .‬فع�ادة م�ا تصم�م خط�ة العم�ل عل�ى حس�ب اجله�ة‬
‫الطالب�ة وطبيع�ة معايريه�ا يف العم�ل (إن كان�ت موج�ودة)‪ .‬كم�ا أن خط�ة‬
‫العم�ل جي�ب أن تتواف�ق م�ع الظ�روف واملتغيرات يف الواق�ع‪ ،‬وأن تتواف�ق م�ع‬
‫التحليلات املعقول�ة واملنطقي�ة‪ ،‬وبالتال�ي ميك�ن التعدي�ل فيه�ا لتحاف�ظ‬
‫عل�ى متاس�كها ومنطقيته�ا وأن تظ�ل خط�ة العم�ل عملي�ة وقابل�ة للتطبي�ق‪.‬‬
‫وم�ن امله�م أن�ه يف حال�ة إضاف�ة تغيرات أن ترق�م كل نس�خة ويكت�ب‬
‫عليه�ا تاري�خ التعدي�ل ون�وع التعدي�ل ال�ذي مت‪ ،‬إىل أن يت�م التوص�ل إىل‬
‫النس�خة النهائي�ة‪ .‬إن ه�ذا الرتقي�م للنس�خ للوص�ول للنس�خة النهائي�ة‬
‫يس�اعد كثيرا يف معرف�ة تط�ور خط�ة العم�ل وكي�ف مت التعدي�ل وأس�بابه‬
‫وتك�ون بذل�ك مرجع�ا لقس�م التخطي�ط وللم�دراء يف املس�تقبل‪.‬‬

‫إرشادات لتطبيق خطة العمل‬


‫بالرغ�م م�ن أن التخطي�ط يأخ�ذ جه�دا وفك�را ويتطل�ب فهم�ا للواق�ع‬
‫مصحوب�ا بالطم�وح‪ ،‬إال أن التنفي�ذ والتطبي�ق عل�ى أرض الواق�ع أصع�ب‬

‫‪92‬‬
‫وفي�ه م�ا في�ه م�ن املفاج�آت الكثيرة‪ .‬وه�و التح�دي احلقيق�ي إلس�قاط‬
‫املخطط�ات م�ن ال�ورق إىل أرض الواق�ع واحلقيق�ة‪ ،‬ليصب�ح م�ا تص ِ�ور وم�ا‬
‫خط�ط ل�ه واقع�ا ي�دب عل�ى األرض ويلم�س أو حي�س وي�رى‪.‬‬
‫ِ‬

‫لذل�ك ف�إن مه�ارات ومب�ادئ التنفي�ذ عل�ى األرض حتت�اج إىل تفصي�ل ق�د‬
‫اليك�ون حمل�ه يف ه�ذا الكت�اب‪ .‬إال أن�ه ويف ه�ذا الس�ياق نتع�رض إىل جمموع�ة‬
‫م�ن املب�ادئ الضروري�ة التي ينبغ�ي االنتب�اه هل�ا أثن�اء التنفي�ذ‪ .‬ابت�داء حتت�اج‬
‫اخلط�ة اجلي�دة إىل م�ن يتابعه�ا ويدق�ق عليه�ا أثن�اء التنفي�ذ وأن التترك‬
‫هك�ذا دون متابع�ة حت�ى ول�و كان�ت جي�دة‪ ،‬وكان القائم�ون عل�ى التنفي�ذ‬
‫م�ن القادري�ن عل�ى ذل�ك وم�ن املميزي�ن‪ .‬ذل�ك ألن�ه م�ن الض�روري التنبي�ه‬
‫إىل أن تنفي�ذ اخلط�ة يعتم�د عل�ى العنص�ر البش�ري املنف�ذ وخصوص�ا فهمه�ا‬
‫واإللت�زام واالنش�غال به�ا‪ ،‬مم�ا يتطل�ب مراجع�ة دوري�ة للخط�ة لتصحي�ح‬
‫املس�ارات أوال ب�أول‪.‬‬

‫وينبغ�ي عن�د اس�تالم اخلط�ة للتنفي�ذ م�ن أن تراج�ع م�ن قب�ل الش�خص‬
‫أو اجله�ة املنف�ذة للتأك�د م�ن ك�ون اخلط�ة مفهوم�ة وأنه�ا واقعي�ة وقابل�ة‬
‫للتطبي�ق‪ .‬وه�ل اخلط�ة حم�ددة؟ وه�ل أهدافه�ا واضح�ة وقابل�ة للقي�اس؟‬
‫وه�ل معه�ا خط�ة تنفيذي�ة أم أن اجله�ة املنف�ذة ه�ي التي س�تضع اخلط�ة‬
‫التنفيذي�ة (التش�غيلية)؟ وه�ل ه�ي معروف�ة املوازن�ة وواقعي�ة التقدي�ر؟ وه�ل‬
‫ه�ي ش�املة جلمي�ع العناص�ر املهم�ة حس�ب الغ�رض منه�ا؟ وتعتبر ه�ذه‬
‫املراجع�ة ه�ي أول خط�وة يف التقيي�م‪ ،‬وأول خط�وة عل�ى طري�ق حتقي�ق مب�دأ‬
‫اجل�ودة‪ .‬وهن�اك جمموع�ة م�ن األم�ور اإلضافي�ة س�يتم التع�رض هل�ا عن�د‬
‫احلدي�ث ع�ن اخلط�ة التنفيذي�ة الحق�ا‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫إدارة املؤسسات غير الربحية‬

‫ثانيا‪ :‬اخلطة التنفيذية‪ /‬التشغيلية (مرحلة التنفيذ)‬


‫تعريفها‬
‫تع�رف مرحل�ة التنفي�ذ بأنه�ا املرحل�ة التي يت�م فيه�ا حتوي�ل اخلط�ط إىل‬
‫إج�راءات تنفيذي�ة ونش�اطات وفعالي�ات عل�ى األرض للوص�ول إىل األه�داف‬
‫املطلوب�ة‪ ،‬وبالتال�ي حتقي�ق املقص�ود‪ .‬م�ا قب�ل مرحل�ة التنفي�ذ كان عب�ارة‬
‫ع�ن تص�ورات وتطلع�ات وإج�راءات وسياس�ات وآم�ال مكتوب�ة عل�ى أوراق‬
‫ضم�ن م�ا يس�مى باخلط�ة اإلستراتيجية أو خط�ة العم�ل أو اخلط�ة الس�نوية‬
‫بغ�ض النظ�ر ع�ن املس�مى‪ .‬أم�ا مرحل�ة التنفي�ذ فه�ي املرحل�ة التي يت�م‬
‫فيه�ا إس�قاط م�ا خط�ط ل�ه عل�ى األرض لتحقيق�ه إىل واق�ع وحقيق�ة‪ ،‬أي‬
‫إخراج�ه م�ن األوراق إىل فض�اء احلقيق�ة والواق�ع‪ .‬وبالتال�ي ف�إن التنفي�ذ‬
‫ه�و ال�ذي يش�كل الفك�رة عملي�ا لتصب�ح حقيق�ة عل�ى األرض بع�د أن كان�ت‬
‫عب�ارة ع�ن كلم�ات مرتب�ة يف أس�طر وجممع�ة يف مل�ف مجي�ل الش�كل‪.‬‬
‫والتنفي�ذ م�ن أه�م املراح�ل يف العم�ل‪ ،‬علم�ا ب�أن التنفي�ذ الصحي�ح الفع�ال‬
‫يع�وض النق�ص يف التخطي�ط أو ضعف�ه وجيع�ل تنفي�ذ اخلط�ة ممكن�ا عل�ى‬
‫ضعفه�ا‪ .‬أم�ا إذا كان التنفي�ذ ضعيف�ا فس�يؤدي إىل ضع�ف يف التنفي�ذ‬
‫وع�دم حتقي�ق النتائ�ج املرج�وة حت�ى ول�و كان�ت اخلط�ة جي�دة‪ ،‬ويك�ون‬
‫الفش�ل الت�ام إذا كان كال م�ن التنفي�ذ واخلط�ة ضعيف�ان‪ .‬انظ�ر الش�كل‪:20‬‬
‫عالق�ة التخطي�ط بالتنفي�ذ‪.‬‬

‫وتنقسم مرحلة التنفيذ إىل مرحلتني متتاليتني هما‪:‬‬


‫‪ -1‬املرحلة النظرية‪ :‬مرحلة تصميم ووضع اخلطة التنفيذية جبميع‬
‫عناصرها (التخطيط للتنفيذ)‪.‬‬
‫‪ -2‬املرحلة العملية‪ :‬مرحلة تتطبيق اخلطة التنفيذية على األرض‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫إن التنفي�ذ‪ ،‬باعتب�اره جمموع�ة النش�اطات والفعالي�ات التي مت�ارس‬
‫لوض�ع اخلط�ط موض�ع التنفي�ذ م�ن خلال الربام�ج واإلج�راءات التنفيذي�ة‬
‫التي صمم�ت يف املرحل�ة النظري�ة‪ ،‬يس�تحق الكثير م�ن العناي�ة والرتكي�ز‬
‫ويتطل�ب اكتس�اب امله�ارات اإلداري�ة والقيادي�ة الالزم�ة لتحقي�ق األه�داف‬
‫املرج�وة‪ .‬وهن�اك ع�دة خط�ط تش�غيلية وذل�ك حس�ب املس�توى التنظيم�ي‬
‫ا هليكل�ي ‪.‬‬

‫التخطيط‬

‫غير مناسب‬ ‫مناسب‬

‫امكانية التنفيذ‬ ‫جناح‬ ‫ممتاز‬


‫التنفيذ‬
‫فشل ت ـ ـ ــام‬ ‫فشل ‪ /‬ضعف‬ ‫ضعيف‬

‫الشكل ‪ :20‬عالقة التخطيط بالتنفيذ‬

‫(‪executive plan/operation‬‬ ‫إن ل�كل مس�توى خط�ة تنفيذي�ة أو تش�غيلية‬


‫‪ )plan/action plan‬خاص�ة ب�ه تبين األه�داف واإلج�راءات التنفيذي�ة وتسلس�ل‬
‫مجي�ع عناص�ر العملي�ة التنفيذي�ة والعالق�ات الداخلي�ة بينه�ا‪ .‬فهن�اك‬
‫اخلط�ة التنفيذي�ة التش�غيلية لإلدارة‪/‬القس�م‪ ،‬وهن�اك اخلط�ة التش�غيلية‬
‫للوح�دة‪ ،‬وهن�اك اخلط�ة التش�غيلية اليومي�ة حت�ى للف�رد‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫إدارة املؤسسات غير الربحية‬

‫مكونات وعناصر اخلطة التنفيذية‬


‫تتك�ون اخلط�ة التنفيذية‪/‬التش�غيلية م�ن ع�دة عناص�ر أساس�ية‪ .‬وهن�اك‬
‫تس�عة عناص�ر أساس�ية تش�كل اخلط�ة التنفيذي�ة‪ /‬التش�غيلية وه�ي‪:‬‬
‫‪ -1‬األه�داف التش�غيلية وه�ي األه�داف املش�تقة م�ن األه�داف‬
‫اإلستراتيجية أو م�ن اخلط�ة الس�نوية والتي إذا حتقق�ت ف�إن اخلط�ة‬
‫املقرتح�ة تك�ون ق�د أجن�زت‪.‬‬

‫‪ -2‬األنش�طة واإلج�راءات التنفيذي�ة التفصيلي�ة وه�ي اإلج�راءات‬


‫واألنش�طة ل�كل ه�دف تش�غيلي والتي إذا حتقق�ت يك�ون اهل�دف‬
‫التش�غيلي ق�د أجن�ز‪.‬‬

‫‪ -3‬امل�دة الزمني�ة ل�كل إج�راء أو نش�اط يبين في�ه بداي�ة ونهاي�ة‬


‫كل إج�راء أو نش�اط‪.‬‬

‫‪ -4‬جهة تنفيذ كل إجراء أو نشاط سواء كان شخصا أو جهة‪.‬‬

‫‪ -5‬ج�دول اإلج�راءات التنفيذي�ة (الش�كل ‪ :18‬من�وذج اجل�دول‬


‫التنفي�ذي) ال�ذي جيم�ع العناص�ر األربع�ة األساس�ية أعلاه (األه�داف‬
‫التش�غيلية‪ ،‬واالج�راءات واألنش�طة‪ ،‬وامل�دة الزمني�ة م�ن حي�ث بداي�ة‬
‫ونهاي�ة اإلج�راء‪ ،‬وجه�ة التنفي�ذ) يف ج�دول واح�د يع�رف باجل�دول‬
‫التنفي�ذي أو يف بع�ض احل�االت اخلط�ة التش�غيلية جم�ازا‪.‬‬
‫‪ -6‬معايري قياس األداء أو مؤشرات اإلجناز أو ‪ KPI’s‬واليت ستكون‬
‫أساس التقييم وقياس األداء‪.‬‬

‫‪ -7‬الثقل أو الوزن النسيب لكل هدف أو إجراء‪.‬‬

‫‪ -8‬اجلدول الزمين أو التحليل الشبكي (‪ )Bar chart or C.P.M‬وهو‬


‫جدول مستقل عن اجلدول التنفيذي‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫‪ -9‬جدول التكلفة املالية املتوقعة (املوازنة التقديرية) وهو جدول‬
‫مستقل أيضا عن اجلدول التنفيذي‪.‬‬

‫ويت�م مج�ع ه�ذه العناص�ر يف وثيق�ة أو مل�ف واح�د ليش�كل اخلط�ة‬


‫التنفيذي�ة (أو اخلط�ة التش�غيلية) للمؤسس�ة ليت�م االسرتش�اد به�ا طيل�ة‬
‫مرحل�ة التنفي�ذ‪.‬‬
‫تغط�ي املكون�ات التس�عة الس�ابقة الذك�ر كاف�ة مكون�ات اخلط�ة‬
‫التنفيذي�ة‪ ،‬ولك�ن ه�ل مجي�ع املكون�ات التس�عة ينبغ�ي أن تك�ون موج�ودة‬
‫يف اخلط�ة التنفيذية‪/‬التش�غيلية؟ ولإلجاب�ة عل�ى ذل�ك‪ ،‬ف�إن ه�ذا األم�ر‬
‫يعتم�د عل�ى الق�درات الذاتي�ة لواض�ع اخلط�ة التنفيذي�ة فم�ن األفض�ل‬
‫وج�ود مجي�ع العناص�ر جمتمع�ة‪ ،‬وم�ن املمك�ن اختص�ار بعضه�ا إذا كان م�ن‬
‫الصع�ب عل�ى واض�ع اخلط�ة أو عل�ى املؤسس�ة إمجاهل�ا‪ .‬ولك�ن هن�اك مكون�ات‬
‫يف اخلط�ة التنفيذي�ة ال ميك�ن إلغائه�ا وه�ي‪:‬‬

‫> األه�داف التش�غيلية وه�ي األه�داف املش�تقة م�ن األه�داف‬


‫اإلستراتيجية أو م�ن اخلط�ة الس�نوية والتي إذا حتقق�ت ف�إن اخلط�ة‬
‫املقرتح�ة تك�ون ق�د أجن�زت‪.‬‬

‫> األنش�طة واإلج�راءات التنفيذي�ة التفصيلي�ة وه�ي اإلج�راءات‬


‫واألنش�طة ل�كل ه�دف تش�غيلي والتي إن حتقق�ت يك�ون اهل�دف‬
‫التش�غيلي ق�د أجن�ز‪.‬‬

‫> امل�دد الزمني�ة ل�كل إج�راء أو نش�اط يبين في�ه بداي�ة ونهاي�ة كل‬
‫إج�راء أو نش�اط‪.‬‬

‫> جهة تنفيذ كل إجراء أو نشاط سواء كان شخصا أو جهة‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫إدارة املؤسسات غير الربحية‬

‫اجلدول التنفيذي للخطة التشغيلية‬


‫إن اجل�دول التنفي�ذي (الش�كل ‪ )21‬ه�و صل�ب اخلط�ة التش�غيلية وه�و‬
‫النظ�ام املتسلس�ل م�ن اخلط�وات واإلج�راءات التي تص�ف كيفي�ة إجن�از‬
‫كل وظيف�ة وصف�ا تفصيلي�ا‪ .‬ولذل�ك ف�إن الوح�دة األساس�ية في�ه بع�د‬
‫اهل�دف التش�غيلي ه�ي إج�راء النش�اط‪ ،‬ث�م جه�ة تنفي�ذه ث�م وق�ت التنفي�ذ‬
‫ونهايت�ه‪.‬‬

‫وكم�ا ذك�ر س�ابقا فيمك�ن أن يك�ون ل�كل مس�توى تنظيم�ي خطت�ه‬


‫التش�غيلية‪ ،‬وبالتال�ي ميك�ن التفصي�ل أكث�ر كلم�ا نزلن�ا يف اهلي�كل‬
‫التنظيم�ي‪ .‬فاخلط�ة التش�غيلية لألقس�ام أكث�ر تفصيلا م�ن اخلط�ة‬
‫التش�غيلية للإدارات األعل�ى‪ ،‬واخلط�ة التش�غيلية للوح�دات أكث�ر تفصيلا‬
‫منه�ا لألقس�ام ليص�ل التفصي�ل إىل ط�رق العم�ل وه�ي الطريق�ة التفصيلي�ة‬
‫لتنفي�ذ كل خط�وة أو إج�راء تنفي�ذي‪ .‬ويش�مل اجل�دول التنفي�ذي‬
‫لإلج�راءات عل�ى ثالث�ة أبع�اد أساس�ية‪:‬‬

‫‪98‬‬
‫إدارة ‪ /‬قسم‪.............................................‬‬

‫املرحلة األوىل‬ ‫ ‬ ‫مدة اخلطة التنفيذية‪ :‬سنة‬

‫‪2019/12/31‬‬ ‫نهايتها‬ ‫ ‬ ‫اخلطة‪2019/1/1 :‬‬ ‫بداية‬


‫مؤشرات‬ ‫الثقل‬ ‫نهاية‬ ‫بداية‬ ‫اجلهة‬ ‫االنشطة‪/‬االجراءات‬ ‫اهلدف‬
‫اإلجناز‬ ‫النسيب‬ ‫التشغيلي‬
‫توظيف‬ ‫‪5%‬‬ ‫‪5/1‬‬ ‫‪4/1‬‬ ‫شئون ادارية‬ ‫‪ -1‬توظيف كادرين‬
‫اثنني‬
‫‪5/20‬‬ ‫‪5/4‬‬ ‫‪HR‬‬ ‫اعالميني‬
‫اجراء‬
‫دورتني‬ ‫‪7%‬‬ ‫‪5/30‬‬ ‫‪5/21‬‬ ‫عدنان‬ ‫‪ -2‬تأهيل املفروزين‬ ‫تطوير‬
‫جتهيز‬ ‫‪ -3‬جتهيز املواد االعالمية‬ ‫إدارة‬
‫ملفني من‬ ‫‪10%‬‬ ‫‪6/6‬‬ ‫‪5/6‬‬ ‫رئيس القسم‬ ‫لألنشطة السابقة‬ ‫االعالم‬
‫االنشطة‬
‫‪6/8‬‬ ‫‪5/8‬‬ ‫سامر‬ ‫‪ -4‬تشكيل قسم الفنيات‬
‫‪ -5‬تكوين قسم أرشيف‬

‫اهلدف‬
‫الثاني‬

‫الشكل ‪ :21‬منوذج اجلدول التنفيذي‬


‫أ‪ .‬العمل الذي سيتم تنفيذه‪.‬‬
‫ب‪ .‬من سيقوم بالتنفيذ‪.‬‬
‫ج ‪ .‬متى سيبدأ العمل ومتى ستنتهي وما مدة التنفيذ‪.‬‬

‫م�ن املمك�ن للمؤسس�ات غير الرحبي�ة ان المتل�ك خط�ة استراتيجية‪،‬‬


‫لك�ن ال يس�عها إال أن يك�ون لديه�ا خط�ة تش�غيلية‪ .‬وكلم�ا زادت دق�ة ومش�ول‬
‫الربام�ج واإلج�راءات التنفيذي�ة كلم�ا حتقق�ت الفاعلي�ة بش�كل أفض�ل وزادت‬

‫‪99‬‬
‫إدارة املؤسسات غير الربحية‬

‫مصداقيته�ا واالعتم�اد عليه�ا‪ .‬لذل�ك تبرز أهمي�ة اجل�دول التنفي�ذي يف‬


‫اخلط�ة التش�غيلية باعتب�اره األس�اس‪ ،‬ووج�ود اجل�دول التنفي�ذي يعتبر‬
‫دالل�ة عل�ى الق�درة اإلداري�ة وعل�ى وض�وح املتطلب�ات واإلج�راءات‪ .‬فاجل�دول‬
‫التنفي�ذي يس�اعد يف‪:‬‬

‫> حتقيق السيطرة على األنشطة وتتابعها حيث جيعل األنشطة‬


‫مرئية أمام اجلميع‪.‬‬
‫> حتقيق التنسيق بني األنشطة وبني املنفذين وبني اجلهات‬
‫املنفذة‪.‬‬
‫> حتقيق حسن املتابعة ويسهل كتابة تقارير اإلجناز‪.‬‬
‫> يساعد يف حتديد املسارات احلرجة‪.‬‬
‫> يساعد يف حتديد منطق العالقة التتابعية بني األنشطة‪.‬‬

‫وبالطب�ع فم�ن املمك�ن اش�تقاق اجل�دول الش�هري والربع�ي واألس�بوعي‬


‫للجمي�ع س�واء كان وح�دات أو أقس�ام أو حت�ى أف�راد‪.‬‬

‫تصميم الربامج التنفيذية‬


‫يف البداي�ة ف�إن م�ن يض�ع اخلط�ة التنفيذي�ة وخصوص�ا اإلج�راءات‬
‫واألنش�طة التفصيلي�ة الب�د أن يك�ون متمرس�ا يف العم�ل وميل�ك اخلبرة‬
‫الكافي�ة‪ ،‬وعن�ده ختي�ل للخط�وات العملي�ة التنفيذي�ة التفصيلي�ة املتسلس�لة‬
‫املوصل�ة إىل اهل�دف‪ .‬وذل�ك حت�ى يق�دم خط�ة تنفيذي�ة قريب�ة للواق�ع‪،‬‬
‫وبالتال�ي تقترب م�ن اهل�دف بفاعلي�ة‪.‬‬
‫وهن�ا جي�در التنوي�ه عل�ى أن اخلط�ة التنفيذي�ة بأهدافه�ا التش�غيلية‬
‫وإجراءاته�ا الب�د أن تتناس�ب م�ع اإلمكان�ات البش�رية واملادي�ة املتوف�رة‬
‫للمؤسس�ة‪ .‬أي جي�ب أن تك�ون متوازن�ة بين الطم�وح وبين الواق�ع‪ .‬فلا تك�ون‬

‫‪100‬‬
‫ش�ديدة الطم�وح حبي�ث تصب�ح غير قابل�ة للتطبي�ق مقارن�ة باإلمكان�ات‬
‫البش�رية واملادي�ة واملالي�ة املتوف�رة للمؤسس�ة‪ ،‬وال تك�ون منزوع�ة م�ن الطم�وح‬
‫حبي�ث تب�دوا وكأنه�ا مفصل�ة متام�ا عل�ى ق�در امل�وارد متام�ا‪ .‬كم�ا أن‬
‫اإلج�راءات واألنش�طة ينبغ�ي وضعه�ا وترتيبه�ا ترتيب�ا ذا تسلس�ل منطق�ي يف‬
‫اجل�دول التنفي�ذي حس�ب منطقي�ة وتتاب�ع التنفي�ذ‪ .‬ويف بع�ض املؤسس�ات‬
‫املتط�ورة ميك�ن حتمي�ل امل�وارد البش�رية عل�ى األنش�طة باس�تخدام برام�ج‬
‫كمبيوت�ر هل�ذا الغ�رض‪.‬‬

‫ويت�م كذل�ك وض�ع معايير قي�اس األداء أو مؤش�رات اإلجن�از أو ‪KPI’s‬‬


‫والتي س�تكون أس�اس التقيي�م وقي�اس األداء‪ .‬وميك�ن وض�ع ه�ذه املؤش�رات يف‬
‫خان�ة خاص�ة يف اجل�دول التنفي�ذي أيض�ا‪.‬‬

‫وم�ن األفض�ل يف حال�ة الق�درة عل�ى ذل�ك إضاف�ة خان�ة لل�وزن أو الثق�ل‬
‫النسبي وه�و دالل�ة عل�ى أهمي�ة اإلج�راء أو اهل�دف التش�غيلي وعل�ى وزن�ه‬
‫مقارن�ة باأله�داف أو اإلج�راءات األخ�رى‪ .‬إن فك�رة ال�وزن النسبي تس�اعد‬
‫يف حتدي�د األولوي�ات فاهل�دف أو اإلج�راء ذو ال�وزن النسبي األعل�ى يعط�ى‬
‫أولوي�ة يف التنفي�ذ‪ .‬ويعتم�د حتدي�د مق�دار الثق�ل النسبي يف املؤسس�ات‬
‫الرحبي�ة عل�ى مق�دار التكلف�ة‪ ،‬ف�كل إج�راء ي�وزن بق�در تكلفت�ه م�ن إمجال�ي‬
‫التكلف�ة العام�ة‪ ،‬يض�اف إىل ذل�ك املس�ارات احلرج�ة التي تعط�ى أولوي�ة‬
‫أيض�ا‪ .‬ولك�ن حتدي�د ال�وزن النسبي يف املؤسس�ات غير الرحبي�ة حيت�اج إىل‬
‫آلي�ة مناس�بة لتقدي�ره‪ .‬ذل�ك أن املؤسس�ة غير الرحبي�ة ال ترك�ز كثيرا‬
‫عل�ى التكلف�ة والرحبي�ة‪ .‬مم�ا يس�تدعي عوام�ل أخ�رى تدخ�ل يف حس�بة‬
‫ال�وزن النسبي إضاف�ة إىل التكلف�ة ومنه�ا األهمي�ة‪ ،‬ومنه�ا املس�ارات احلرج�ة‪،‬‬
‫وض�رورة وس�رعة التنفي�ذ وغير ذل�ك م�ن االعتب�ارات‪ .‬وم�ن املفض�ل حس�اب‬
‫مع�دل ال�وزن النسبي بأخ�ذ ه�ذه العوام�ل يف االعتب�ار ث�م حس�اب املع�دل‬

‫‪101‬‬
‫إدارة املؤسسات غير الربحية‬

‫احلس�ابي هل�ذه العوام�ل‪ .‬وبالتال�ي تض�اف خان�ة أخ�رى لل�وزن النسبي يف‬
‫ج�دول اإلج�راءات‪ .‬وعل�ى أي�ة ح�ال‪ ،‬ف�إن حس�اب ال�وزن النسبي ميك�ن أن‬
‫يت�م يف ح�ال توف�ر آلي�ة مناس�بة وممك�ن تقدي�ره حس�ب األهمي�ة بش�كل‬
‫مبس�ط يف حال�ة املؤسس�ات الصغيرة‪.‬‬

‫اجلدول الزمين‬
‫وه�و ج�دول مس�تقل ع�ن ج�دول اإلج�راءات التنفيذي�ة وإن كان يس�تخدم‬
‫حمتوي�ات اجل�دول التنفي�ذي كمدخلات‪ .‬حي�ث يت�م وض�ع كل اإلج�راءات‬
‫التنفيذي�ة في�ه ث�م يوض�ع بداي�ة ونهاي�ة كل إج�راء وبالتال�ي حس�اب امل�دة‬
‫الزمني�ة لتنفي�ذ كل إج�راء‪ .‬وبع�د ذل�ك يت�م رس�م خ�ط مس�تقيم يبين‬
‫البداي�ة والنهاي�ة ل�كل إج�راء كم�ا ه�و يف الش�كل ‪( :19‬من�وذج للج�دول‬
‫الزمني)‪ .‬وبالتال�ي تظه�ر أم�ام املس�ئول ع�ن التنفي�ذ مجي�ع اإلج�راءات‬
‫بش�كل واض�ح ويس�تطيع أن حي�دد حج�م العم�ل يف كل ش�هر عل�ى ح�دة‪،‬‬
‫كم�ا يس�تطيع تقدي�ر انس�ياب األعم�ال وتداخله�ا‪ .‬ومنه�ا يس�تطيع أن‬
‫يتع�رف عل�ى املس�ارات احلرج�ة‪.‬‬

‫واملس�ار احل�رج ه�و اإلج�راء ال�ذي إذا تأخ�ر يف تنفي�ذه فإن�ه يؤخ�ر املش�روع‬
‫برمت�ه ع�ن االنته�اء يف موع�ده احمل�دد‪ ،‬وع�ادة م�ا يل�ون املس�ار احل�رج بالل�ون‬
‫األمح�ر‪ .‬وهن�اك برام�ج حاس�وبية متوف�رة يف الس�وق تق�وم بعم�ل ذل�ك‬
‫كل�ه‪ .‬كم�ا تق�وم أيض�ا بتحمي�ل امل�وارد البش�رية عل�ى كل إج�راء‪ ،‬ومنه�ا‬
‫ميك�ن معرف�ة حج�م املوظفين املطلوبين يف كل إج�راء ويف كل ش�هر‪،‬‬
‫وننص�ح املؤسس�ات الكبيرة باس�تخدام مث�ل ه�ذه الربجمي�ات‪.‬‬

‫‪102‬‬
‫الشكل ‪ :22‬منوذج للجدول الزمين‬

‫املوازنة التقديرية‬
‫م�ن الض�روري تقدي�ر املوازن�ة التقديري�ة وه�ي عب�ارة ع�ن املوازن�ة املق�درة‬
‫لتنفي�ذ مجي�ع أعم�ال اخلط�ة التش�غيلية‪ .‬مم�ا يش�كل ص�ورة تقريبي�ة‬
‫ع�ن حج�م امل�ال املطل�وب لتنفي�ذ األعم�ال خلال س�نة وه�ي م�دة اخلط�ة‬
‫التنفيذي�ة‪ .‬ونق�دم هن�ا مقارب�ة لتقدي�ر املوازن�ة معتم�دة عل�ى ج�دول‬
‫اإلج�راءات التنفيذي�ة الس�ابق‪ .‬حي�ث يت�م تس�جيل األه�داف التش�غيلية‬
‫واإلج�راءات التنفيذي�ة ل�كل إج�راء ث�م حس�اب تكلف�ة كل إج�راء عل�ى‬
‫ح�دة م�ن خلال تقدي�ر مجي�ع بن�ود الص�رف املعتم�دة ل�كل تفاصي�ل تنفي�ذ‬
‫اإلج�راء‪ .‬وبالتال�ي ميك�ن تقدي�ر املوازن�ة املطلوب�ة ل�كل ه�دف عل�ى ح�ده‬
‫انظ�ر الش�كل ‪ :23‬من�وذج لتقدي�ر املوازن�ة‪ .‬وبإضاف�ة تكالي�ف التش�غيل م�ن‬
‫إجي�ارات وروات�ب إىل تكلف�ة األه�داف فيمك�ن تقدي�ر املوازن�ة اإلمجالي�ة‬
‫للخط�ة التنفيذي�ة‪ .‬وبن�اء علي�ه‪ ،‬ل�و كان يف اخلط�ة عل�ى س�بيل املث�ال س�تة‬

‫‪103‬‬
‫إدارة املؤسسات غير الربحية‬

‫أه�داف وكان جمم�وع تكلف�ة األه�داف الس�تة ‪ . $ 40,000‬وكان جمم�وع‬


‫التكالي�ف التش�غيلية م�ن إجي�ار املكت�ب الرئيس�ي واخلدم�ات واملوظفين‬
‫وغير ذل�ك م�ن مصاري�ف تش�غيلية ‪ 30,000$‬ف�إن املوازن�ة التقديري�ة تك�ون‬
‫‪ 70,000$ =30,000 +40,000‬هل�ذا الع�ام‪.‬‬

‫االمجالي‬ ‫التكلفة ‪$‬‬ ‫املدة‬ ‫االجراءات‬ ‫االجراءات‬ ‫رقم‬


‫‪3000‬‬ ‫‪2200‬‬ ‫‪ 3‬ايام‬ ‫تكاليف املدرب مع االقامة‬ ‫‪ -‬تأهيل ‪8‬‬ ‫اهلدف‬
‫‪500‬‬ ‫من العاملني استئجار قاعة التدريب‬ ‫األول‬
‫‪300‬‬ ‫قرطاسيه‬
‫‪15000‬‬ ‫‪3000‬‬ ‫‪ 20‬يوم‬ ‫فتح مكتب الرتتيب مع اجلهة املعنية‬ ‫اهلدف‬
‫‪3000‬‬ ‫‪ 10‬ايام‬ ‫سفر وتعيني حمامي النهاء‬ ‫جديد يف‬ ‫الثاني‬
‫االجراءات‬ ‫البلد (س)‬
‫‪3000‬‬ ‫‪ 20‬يوم‬ ‫تعيني مسئول عن املكتب‬
‫‪2500‬‬ ‫‪ 10‬يوم‬ ‫استئجار مكتب‬
‫‪3000‬‬ ‫‪ 7‬ايام‬ ‫تاثيث املكتب‬
‫‪500‬‬ ‫‪ 15‬يوم‬ ‫توصيل اخلدمات‬
‫‪18000$‬‬
‫الشكل ‪ :23‬منوذج لتقدير املوازنة‬

‫مدة اخلطة التنفيذية وبدء التنفيذ‬


‫م�ن املفض�ل للمؤسس�ات غير الرحبي�ة أن يك�ون هل�ا خط�ة تش�غيلية‬
‫س�نوية أي مدته�ا ع�ام واح�د حبي�ث يت�م تقييمه�ا دوري�ا‪.‬‬

‫‪104‬‬
‫بدء التنفيذ‬
‫بع�د االنته�اء م�ن جتمي�ع مجي�ع مكون�ات اخلط�ة التنفيذي�ة‪ ،‬يت�م‬
‫مراجعته�ا والتدقي�ق عليه�ا م�ن حي�ث املضم�ون والش�كل‪ ،‬ث�م ترف�ع جملل�س‬
‫اإلدارة لالعتم�اد‪ .‬ويت�م بع�د ذل�ك اعتم�اد اخلط�ة التش�غيلية واملوازن�ة‬
‫التقديري�ة هل�ا‪ .‬وع�ادة م�ا يدق�ق جمل�س اإلدارة عل�ى فاعلي�ة األه�داف‬
‫التش�غيلية وم�دى معقوليته�ا ويدق�ق عل�ى انس�جام اإلج�راءات م�ع األه�داف‬
‫التش�غيلية وأنه�ا بالفع�ل ت�ؤدي إىل حتقي�ق األه�داف‪ ،‬وأنه�ا مقيس�ة‬
‫وقابل�ة للتطبي�ق وميك�ن تنفيذه�ا أي أنه�ا أه�داف (‪ ،)SMART‬ويت�م كذل�ك‬
‫التتدقي�ق عل�ى الفترات الزمني�ة لإلج�راءات‪ .‬ث�م يت�م مواءم�ة املوازن�ة‬
‫التقديري�ة م�ع األه�داف التش�غيلية واإلج�راءات لفح�ص واقعيته�ا وأنه�ا‬
‫غير مبال�غ فيه�ا‪.‬‬

‫وع�ادة بع�د االعتم�اد‪ ،‬يت�م حتدي�د فري�ق التنفي�ذ س�واء كان م�ن جه�ة‬
‫واح�دة أو مك�ون م�ن ع�دة أف�راد م�ن ع�دد م�ن اجله�ات املعني�ة‪ ،‬ويت�م كذل�ك‬
‫تعيين املس�ئول ع�ن الفري�ق التنفي�ذي‪ .‬ث�م يت�م توزي�ع اخلط�ة واجل�دول‬
‫الزمني عل�ى أعض�اء الفري�ق‪ .‬ويعق�د بع�د ذل�ك اجتم�اع حيض�ره املعني�ون‬
‫إلطلاق املش�روع أو إطلاق العم�ل ويب�دء التنفي�ذ والت�وكل عل�ى اهلل‪.‬‬

‫‪105‬‬
‫إدارة املؤسسات غير الربحية‬

‫منوذج خلطة العمل‬

‫نموذج خطة‬
‫العمل للمؤسسات‬
‫غير الربحية‬

‫‪ -1‬امللخص العــــــام‬

‫م�ن ان�ت‪ ،‬م�اذا تفع�ل‪ ،‬نب�ذة ع�ن خط�وط االنت�اج أو اخلدم�ات‪،‬‬


‫مميزات�ك واملي�زات التنافس�ية ل�دى املؤسس�ة‪ ،‬اهل�دف م�ن‬
‫املش�روع املق�دم‪ ،‬اهل�دف م�ن ه�ذه الورق�ة أو اخلط�ة‬

‫‪106‬‬
‫‪ -2‬نبذة عن املؤسسة وأعماهلا‬

‫الرؤي�ة واملهم�ة‪ ،‬األه�داف‪ ،‬عوام�ل النج�اح االساس�ية‪ ،‬الوض�ع القانون�ي‪،‬‬


‫ملكي�ة املؤسس�ة‪ ،‬تراخي�ص خاص�ة أو ممي�زة ل�دى املؤسس�ة‪ ،‬خمتص�ر ع�ن‬
‫تاري�خ املؤسس�ة‪ ،‬اهلي�كل التنظيم�ي‪ ،‬نب�ذة ع�ن أه�م األش�خاص يف املؤسس�ة‪،‬‬
‫نب�ذة ع�ن املوق�ع ومكات�ب والتس�هيالت املتوف�رة ل�دى املؤسس�ة‪.‬‬

‫‪ -3‬نبذة عن اخلدمات‪/‬املنتجات‬

‫وص�ف اخلدم�ات أو املنتج�ات املقدم�ة‪ ،‬خط�وط االنت�اج أو اخلدم�ات‪،‬‬


‫مناط�ق عم�ل املؤسس�ة اجلغرافي�ة‪ ،‬كي�ف جته�ز املنتج�ات أو اخلدم�ات –‬
‫كي�ف تق�دم اخلدم�ة‪.‬‬

‫‪107‬‬
‫إدارة املؤسسات غير الربحية‬

‫‪ -4‬ملخص حتليل السوق (امليدان)‬

‫م�ا حج�م الس�وق الكل�ي هل�ذا املنت�ج‪ ،‬مع�دل النم�و الس�نوي لس�وق عم�ل‬
‫املؤسس�ة‪ ،‬م�ا ه�ي الش�رائح أو الفئ�ات املعني�ة املس�تهدفة‪ ،‬م�ا احتياج�ات‬
‫مي�دان العم�ل والتوجه�ات في�ه‪ ،‬ومل س�ياتي الن�اس إلي�ك‪ ،‬وض�ع املنافسين‪،‬‬
‫حصتك�م احلالي�ة يف الس�وق وم�ا احلص�ة املتوقع�ة‪.‬‬

‫‪ -5‬ملخص اسرتاتيجية التسويق‬

‫خل�ص الفئ�ات املس�تهدفة ‪ :‬املس�تفيدين وم�ن ه�م‪ ،‬مل حيت�اج الزبائ�ن‬


‫ملنتج�ك أو خدمت�ك‪ ،‬مل س�يغريون م�ن توجه�م احلال�ي ويات�ون إىل‬
‫منتج�ك أو خدمت�ك‪ ،‬م�ا القيم�ة التي س�يحصل عليه�ا املتربع�ون‬
‫واملس�تفيدون‪ ،‬كي�ف س�تحافظ علىه�م وكي�ف ستش�جعه للع�ودة ثاني�ة‪،‬‬
‫م�ا ه�ي خطت�ك خلدم�ة الزبائ�ن‪ .‬م�ا ه�ي املي�زات التنافس�ية للمؤسس�ة‪،‬‬
‫التوقي�ت املناس�ب لدخ�ول مي�دان العم�ل‪ ،‬استراتيجية التس�ويق‪.‬‬

‫‪108‬‬
‫‪ -6‬ملخص اخلطة التشغيلية‬
‫ ‬
‫حتدي�د املس�ارات واملراح�ل احلرج�ة‪ ،‬تفصي�ل اخلط�ة التش�غيلية‬
‫(التنفيذي�ة) وخط�ط العم�ل االخ�رى‪ ،‬حتدي�د اإلط�ار الزمني‪ ،‬امل�وردون‪،‬‬
‫العالق�ات العام�ة واإلعلام‪ ،‬التوظي�ف وآليات�ه‪ ،‬التأمين‪ ،‬أم�ن العاملين‪،‬‬
‫الفري�ق اإلداري‪ ،‬االستش�اري املعتم�د‪ ،‬العالق�ة م�ع احللف�اء واملؤسس�ات‬
‫الدولي�ة ان وج�دت آلي�ة احلوكم�ة‪.‬‬

‫‪ -7‬التحليل املــــــايل‬

‫الفرضي�ات‪ ،‬تقدي�ر تكالي�ف ابت�داء العم�ل‪ ،‬تقدي�ر املوازن�ة املتوق�ع لس�نة‪،‬‬


‫تقدي�ر الدخ�ل املتوق�ع لس�نة‪ ،‬حس�اب املصروف�ات والدخ�ل‪ ،‬تدف�ق امل�ال ل ‪12‬‬
‫ش�هر‪ ،‬املص�ادر املطلوب�ة للتموي�ل (م�ن االحتي�اط – التبرع ‪...‬اخل)‪ ،‬ولألعم�ال‬
‫القائم�ة يطل�ب‪ :‬تقري�ر املوازن�ة لثلاث س�نوات س�ابقة و التدف�ق املال�ي لثلاث‬
‫س�نوات س�ابقة‪.‬‬

‫‪109‬‬
‫إدارة املؤسسات غير الربحية‬

‫‪ -8‬حتليل املخـــــــــاطر‬

‫املخاط�ر املتوقع�ة‪ ،‬حتلي�ل أثره�ا‪ ،‬احتماليته�ا‪ ،‬ش�دتها‪ ،‬استراتيجية‬


‫التخفي�ف م�ن ش�دتها‪.‬‬

‫‪ -9‬بناء القدرات الذاتية لدى املستفيدين‬

‫كيفي�ة اش�راك املس�فيدين‪ ،‬وكيفي�ة نق�ل املعرف�ة هل�م‪ ،‬نش�ر وتعزي�ز‬


‫املعايير‪ ،‬تعزي�ز التدقي�ق املال�ي‪ ،‬تعزي�ز التقيي�م للأداء واملخرج�ات‬
‫واملوظفين‪...‬اخل‪.‬‬

‫‪110‬‬
‫‪ -10‬الفاعلية والكفــــــاءة‬

‫التاك�د م�ن وض�وح األه�داف‪ ،‬التخطي�ط اجلي�د‪ ،‬آلي�ات الضب�ط‬


‫والتحك�م‪ ،‬املراقب�ة واملتابع�ة‪ ،‬التغذي�ة الراجع�ة‪ ،‬س�رعة االس�تجابة للمتغيرات‪،‬‬
‫تقيي�م االداء مبهني�ة‪.‬‬

‫‪ -11‬ضبط اجلــــــودة‬

‫ط�رق حف�ظ امللف�ات واملعلوم�ات‪ ،‬تطبي�ق املعايير‪ ،‬رف�ع التقاري�ر للإدارة‪،‬‬


‫رف�ع التقاري�ر للمعنيين‪ ،‬التقيي�م واخت�اذ اإلج�راءات التصحيحي�ة‪ ،‬تعيين‬
‫مستش�ارا م�ن الس�وق‪.‬‬

‫‪ -12‬امللحقــــــات‬

‫سير ذاتي�ة‪ ،‬ص�ورة ع�ن عق�ود االجي�ار‪ ،‬رس�ائل تزكي�ة‪ ،‬عق�ود س�ابقة‪،‬‬
‫وثائ�ق قانوني�ة‪ ،‬اخ�رى‬

‫‪111‬‬
112
‫الباب الثالث‪:‬‬
‫يف عمق املؤسسات‬
‫غير الربحية‬

‫‪113‬‬
‫يف عمق املؤسسات غير الربحية‬

‫الباب الثالث‪:‬‬
‫يف عمق املؤسسات غير الربحية‬

‫مؤشرات الفاعلية للمؤسسات غري الرحبية‬

‫يف احلقيق�ة إن املؤسس�ات غير الرحبي�ة تتعام�ل م�ع قضاي�ا نف�ع ع�ام أو‬
‫قضاي�ا إنس�انية أو إجتماعي�ة الطاب�ع‪ .‬مم�ا يصع�ب وحي�د م�ن عملي�ة قي�اس‬
‫األداء‪.‬‬
‫فمثلا اجلمعي�ات اخلريي�ة تس�تلم أم�وال ال�زكاة وتوزعه�ا عل�ى‬
‫احملتاجين‪ ،‬فكي�ف يك�ون املقي�اس؟‬
‫ه�ل ه�و ع�دد املس�تفيدين‪ ،‬أم مق�دار امل�ال ال�ذي وزع عل�ى كل مس�تفيد‪،‬‬
‫أم إتس�اع املناط�ق اجلغرافي�ة التي مشلته�ا عملي�ة التوزي�ع؟‬

‫وكذل�ك ه�و احل�ال م�ع املنظم�ات احلقوقي�ة التي تداف�ع ع�ن حق�وق‬
‫العم�ال‪ .‬فمثلا ه�ل مقي�اس جناحه�ا ه�و ع�دد القضاي�ا التي تتعام�ل‬
‫معه�ا ؟‬

‫أم عدد املستفيدين من هذه القضايا؟ أم هو نوع القضية ذاتها؟‬

‫وم�ن هن�ا كان الب�د م�ن وض�ع خ�ط أس�اس للقي�اس‪ .‬ولع�ل م�ن أه�م‬
‫مؤش�رات القي�اس التي ميك�ن أن تك�ون مرجع�ا يف قي�اس أعم�ال املؤسس�ات‬
‫غير الرحبي�ة جمموع�ة مؤش�رات مت اختياره�ا م�ن خالص�ة حب�وث‬
‫متخصص�ة يف جم�ال املؤسس�ات غير الرحبي�ة مث�ل (‪)Courtney, 2002‬‬
‫وغيره ‪ ،‬ويف أثن�اء القي�اس أو التقيي�م تؤخ�ذ كل ه�ذه املقايي�س أو جمموع�ة‬

‫‪114‬‬
‫منه�ا حس�ب حج�م املؤسس�ة‪ .‬وتش�مل ه�ذه اجملموع�ة عل�ى تس�عة معايير‪.‬‬

‫إجناز األهداف‬ ‫‪-1‬‬

‫‪ -2‬القيمة مقابل املال‬


‫‪ -3‬اإلقتصاد‬
‫‪ -4‬عدالة التوزيع‪ /‬عدالة التعامل‬
‫‪ -5‬فاعلية العمليات واإلجراءات الداخلية‬
‫‪ -6‬االمتثال للقيم‬
‫‪ -7‬اكتساب املوارد‬
‫‪ -8‬آلية اختاذ القرار‬

‫‪ -9‬التحسني املستمر‬

‫ومجي�ع ه�ذه املعايير حتت�اج إىل مؤش�رات أداء يت�م تصميمه�ا حس�ب كل‬
‫مؤسس�ة‪.‬‬

‫إجناز األهـــــداف‬
‫ال ش�ك ب�أن ه�ذا املقي�اس مه�م ج�دا وخصوص�ا أن�ه يتعام�ل م�ع األه�داف‬
‫التي وضعته�ا املؤسس�ة وتعم�ل عل�ى تنفيذه�ا‪ .‬وبغ�ض النظ�ر ع�ن اعتراض‬
‫البع�ض عل�ى ه�ذا املقي�اس باعتب�ار أن هن�اك جمموع�ة م�ن االعتب�ارات ممك�ن‬
‫أن تالح�ظ منه�ا ج�ودة األه�داف املتبن�اة‪ ،‬وحجمه�ا‪ ،‬وأن األه�داف ممك�ن أن‬

‫‪115‬‬
‫يف عمق املؤسسات غير الربحية‬

‫تك�ون بس�يطة وس�هلة وغير طموح�ة‪ .‬إال أن ه�ذا املقي�اس يعتبر مهم�ا ألن�ه‬
‫يقي�س إجن�از األعم�ال التي تق�وم به�ا املؤسس�ة واأله�داف التي تس�عى‬
‫لتحقيقه�ا بغ�ض النظ�ر ع�ن املالحظ�ات عليه�ا‪ .‬حي�ث أن ه�ذه املالحظ�ات‬
‫كج�ودة األه�داف وحجمه�ا وبس�اطتها ممك�ن أن تق�اس يف بع�ض املعايير‬
‫األخ�رى التي سترد الحق�ا‪.‬‬

‫القيمة مقابل املال‬


‫مل�ا كان�ت املؤسس�ات غير الرحبي�ة ذات مس�رب واح�د‪ ،‬مبعن�ى أنه�ا‬
‫تأخ�ذ التموي�ل لتق�دم خدم�ة جملموع�ة م�ن احملتاجين يف اجملتم�ع دون‬
‫مقاب�ل م�ادي‪ ،‬عل�ى عك�س املؤسس�ات الرحبي�ة ذات املس�ربني (مس�رب تق�دم‬
‫في�ه منتج�ا أو خدم�ة واملس�رب اآلخ�ر تس�تلم في�ه م�ن الزب�ون قيم�ة مادي�ة‬
‫مقاب�ل خدمته�ا أو منتجه�ا)‪.‬‬

‫لذل�ك ف�إن ه�ذا املقي�اس يبرز ليح�اول أن ي�زن القيم�ة املتحقق�ة م�ن‬
‫خلال وزن املخرج�ات والنتائ�ج مقاب�ل حج�م امل�ال ال�ذي مت صرف�ه‪ ،‬وه�ل‬
‫املخرج�ات والنتائ�ج تتناس�ب م�ع امل�ال ال�ذي مت صرف�ه عليه�ا؟ مبعن�ى آخ�ر‬
‫حي�اول أن جيس�د فاعلي�ة التكلف�ة املصروف�ة (‪ .)Cost effectiveness‬كم�ا‬
‫أن ه�ذا املقي�اس يتع�رض جل�ودة اخلدم�ات املقدم�ة م�ن قب�ل املؤسس�ات غير‬
‫الرحبي�ة‪.‬‬

‫اإلقتصاد يف الصرف‬
‫إلقتص�اد يف املصاري�ف والق�درة‬‫حي�ث يتع�رض ه�ذا املقي�اس إلمكاني�ة ا ٌ‬
‫عل�ى التوفير‪ ،‬مبعن�ى ع�دم ه�در امل�وارد وتس�كني امل�وارد يف املوض�ع الصحي�ح‬
‫وباحلج�م املناس�ب هل�ا دون تبذي�ر ودون إف�راط يف اجل�ودة أيض�ا‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫عدالة التوزيع‪ /‬عدالة التعامل‬
‫مبعن�ى حماول�ة قي�اس العدال�ة يف توزي�ع اخلدم�ات‪ ،‬والعدال�ة يف التعام�ل‪،‬‬
‫وأنه�ا تص�ل للمحتاجين دون متيي�ز أو حماب�اة‪ .‬خصوص�ا أن احملتاجين يف‬
‫الع�ادة ال جي�دون م�ن يش�كون ل�ه أو يتظلم�ون إلي�ه‪.‬‬

‫فاعلية العمليات واإلجراءات الداخلية‬


‫ه�ذا املقي�اس يتعام�ل م�ع العملي�ات الداخلي�ة اإلداري�ة ليس�لط الض�وء‬
‫عل�ى جمم�ل العملي�ات املتبع�ة يف املؤسس�ة م�ن إدارة ونوعي�ة وج�ودة ونظ�ام‬
‫للم�وارد البش�رية والسياس�ات اإلداري�ة واألنظم�ة واإلج�راءات اإلداري�ة‬
‫الداخلي�ة وأي أنش�طة أخ�رى متعلق�ة بتنفي�ذ أعم�ال املؤسس�ة‪ .‬وهن�ا ميك�ن‬
‫االس�تفادة م�ن مؤسس�ات أخ�رى ناجح�ة للمس�اعدة يف التقيي�م‪.‬‬

‫اإلمتثال للقيم‬
‫مب�ا أن املؤسس�ات غير الرحبي�ة تعن�ى بالقضاي�ا اإلنس�انية واإلجتماعي�ة‬
‫ف�إن امتثاهل�ا للقي�م أم�ر مه�م ومقي�اس ه�ام هل�ا‪ .‬واملقص�ود بالقي�م‪ :‬ه�ي‬
‫جمم�ل املب�ادئ التي تعتربه�ا املؤسس�ة معتبرة بالنس�بة هل�ا كالش�فافية‬
‫واملس�اءلة والش�ورى والص�دق والعدال�ة والتقدي�ر واملس�اواة والتفان�ي يف‬
‫اخلدم�ة إىل غير ذل�ك م�ن القي�م‪.‬‬

‫اكتساب املوارد‬
‫إن املقص�ود يف امل�وارد ه�ي امل�وارد البش�رية واملالي�ة واملعلوم�ات‪ ،‬إذ إن ثالث�ي‬
‫امل�وارد (البش�ر وامل�ال واملعلوم�ات) أضح�ى م�ن األساس�يات يف عاملن�ا املعاص�ر‬
‫وتعقيدات�ه‪ .‬إن تط�ور عم�ل املؤسس�ات غير الرحبي�ة وتوس�عه يف ه�ذا العص�ر‬
‫حيت�م عليه�ا اس�تقطاب الك�وادر املتخصص�ة لتزي�د م�ن فاعليته�ا وأدائه�ا‬
‫وحس�ن مسعته�ا‪ .‬وبالتال�ي ف�إن ه�ذا املقي�اس يس�لط الض�وء عل�ى ق�درة‬

‫‪117‬‬
‫يف عمق املؤسسات غير الربحية‬

‫املؤسس�ة عل�ى اس�تقطاب الك�وادر املهني�ة هل�ا‪ .‬فق�د كان ينظ�ر يف املاض�ي إىل‬
‫أن املؤسس�ة غير الرحبي�ة تق�وم بأعم�ال بس�يطة ممك�ن أن يتواله�ا أش�خاص‬
‫م�ن ذوي الكف�اءة احمل�دودة وخصوص�ا إذا م�ا ح�اول القائ�م عليه�ا تقلي�ل‬
‫املصاري�ف‪ ،‬مم�ا يدفع�ه لالكتف�اء ب�ذوي اخلبرات املتواضع�ة‪ .‬ولك�ن حج�م‬
‫العم�ل الي�وم‪ ،‬والتناف�س وخصوص�ا يف املؤسس�ات غير الرحبي�ة املعتبرة‬
‫يتطل�ب منه�ا اس�تقطاب جمموع�ة م�ن الك�وادر املهني�ة ذات التخص�ص‬
‫ا ملمي�ز ‪.‬‬

‫كم�ا أن�ه ب�دون توفير امل�وارد املالي�ة‪ ،‬ف�إن مجي�ع املش�اريع واألعم�ال‬
‫تتعط�ل‪ .‬ب�ل إن ضع�ف امل�وارد املالي�ة كثيرا م�ا يفت�ح اجمل�ال واس�عا أم�ام‬
‫الضغ�ط عل�ى املؤسس�ة غير الرحبي�ة لتبني سياس�ات ومب�ادئ التتف�ق م�ع‬
‫قيمه�ا‪ ،‬وق�د يس�قط البع�ض يف ه�ذا الف�خ وخصوص�ا أم�ام إغ�راءات امل�ال‬
‫السياس�ي يف العدي�د م�ن املواق�ف‪ .‬وم�ن الض�روري اعتم�اد برنام�ج واض�ح‬
‫لتوفير الدع�م املال�ي م�ع متي�زه بالش�فافية واملس�ئولية‪ .‬إضاف�ة إىل ع�دم‬
‫اعتم�اد املؤسس�ة عل�ى ش�خص واح�د يف جل�ب امل�وارد املالي�ة كالرئي�س‬
‫مثلا أو أح�د األش�خاص األساس�يني‪ ،‬إذ إن تغي�ب ه�ذا الش�خص ألي س�بب‬
‫(وف�اة أو ت�رك العم�ل) س�يوقع املؤسس�ة يف مش�كلة مالي�ة حقيقي�ة‪ .‬واألص�ل‬
‫أن يك�ون م�ع ه�ذا الش�خص الرئيس�ي جمموع�ة فاعل�ة تت�وىل االس�تمرارية‬
‫حت�ى م�ع تغي�ب الش�خص الرئيس�ي‪.‬‬

‫كم�ا أن توفير املعلوم�ات أم�ر مه�م س�واء للمؤسس�ات الصغيرة أو الكبيرة‬


‫لضم�ان حس�ن التوزي�ع والعدال�ة يف املعامل�ة وحس�ن التفكير والتخطي�ط‬
‫للمؤسس�ة وملش�اريعها الداخلي�ة أو اخلارجي�ة‪ .‬حت�ى عل�ى مس�توى اجلمعي�ة‬
‫اخلريي�ة الصغيرة يف مدين�ة م�ا‪ ،‬إذ إن ع�دم توف�ر معلوم�ات لديه�ا ع�ن‬
‫احملتاجين يف املدين�ة س�يوقعها يف مش�اكل توزي�ع املس�اعدات م�ن حي�ث‬

‫‪118‬‬
‫التك�رار أو إغف�ال حمتاجيين حقيقيين أو أن تس�تلم جه�ة م�ا مس�اعدات م�ن‬
‫أكث�ر م�ن مؤسس�ة خريي�ة وحرم�ان جه�ات أخ�رى حمتاج�ة‪ .‬وبالتال�ي ف�إن‬
‫املعلوم�ات وتوفره�ا وتبادهل�ا م�ع املؤسس�ات األخ�رى أم�ر مه�م حلس�ن األداء‬
‫والكف�اءة يف العم�ل‪.‬‬

‫آلية إختاذ القرار‬


‫وه�ذا املقي�اس يتعام�ل م�ع مكون�ات آلي�ة اخت�اذ الق�رار م�ن حي�ث عملي�ة‬
‫احلص�ول عل�ى املعلوم�ات وختزينه�ا واسترجاعها وتوزيعه�ا وفحصه�ا وبالتال�ي‬
‫الق�درة عل�ى االس�تفادة منه�ا يف اخت�اذ الق�رار الصائ�ب‪ .‬وم�ن حي�ث آلي�ة‬
‫النق�اش للوص�ول للق�رار إن كان�ت مجاعي�ة أم إن اخت�اذ الق�رار يك�ون فردي�ا‪.‬‬

‫التحسني املستمر‬
‫إن املؤسس�ة غير احلكومي�ة‪ ،‬كأي مؤسس�ة أخ�رى رحبي�ة‪ ،‬حتت�اج إىل‬
‫مراقب�ة أدائه�ا والتعل�م م�ن جتاربه�ا الناجح�ة أو التج�ارب التي مل يكت�ب‬
‫هل�ا النج�اح‪ .‬وذل�ك لتحسين املنحن�ى التعليم�ي لديه�ا وم�ن أج�ل االقتراب‬
‫م�ن اإلتق�ان والتمي�ز يوم�ا بع�د ي�وم‪ .‬ل�ذا كان مب�دأ التحسين املس�تمر‬
‫ال�ذي يعبر ع�ن التعل�م واالس�تفادة م�ن مجي�ع التج�ارب الس�ابقة للمؤسس�ة‬
‫م�ن أج�ل حتسين األداء‪ ،‬لي�س مل�دة معين�ة ب�ل ه�و حتسين دائ�م م�ن خلال‬
‫الرتكي�ز عل�ى املس�تفيد م�ن اخلدم�ة حت�ى ول�و كان�ت اخلدم�ة طوعي�ة‬
‫أو كان�ت م�ن ط�رف واح�د كم�ا ه�ي الع�ادة يف اجلمعي�ات اخلريي�ة‪.‬‬
‫والرتكي�ز عل�ى املتربعين والتواص�ل معه�م يفض�ي إىل ضم�ان اس�تمرارية‬
‫دعمه�م للمؤسس�ة‪.‬‬

‫ويتأت�ى التحسين املس�تمر م�ن خلال الرتكي�ز عل�ى العملي�ات التنفيذي�ة‪،‬‬


‫مبعن�ى كيفي�ة تنفي�ذ األعم�ال واألنش�طة واآللي�ات املتبع�ة ل�دى املؤسس�ة‪،‬‬

‫‪119‬‬
‫يف عمق املؤسسات غير الربحية‬

‫وك�ذا الرتكي�ز عل�ى النتائ�ج التي مت حتقيقه�ا‪ ،‬أو اخلدم�ات التي قدم�ت‬
‫أو املنت�ج ال�ذي مت تس�ليمه للمس�تفيدين‪ ،‬وه�ل كان�ت العملي�ات التنفيذي�ة‬
‫فاعل�ة وضم�ن األه�داف املرس�ومة مس�بقا؟ كم�ا يأت�ي التحس�ن املس�تمر‬
‫م�ن خلال حماول�ة جتن�ب الوق�وع يف األخط�اء وذل�ك م�ن خلال مقايي�س‬
‫ومعايير يت�م تعريفه�ا مس�بقا وم�ن خلال اتب�اع كتي�ب (مدون�ة) كيفي�ة‬
‫تنفي�ذ اإلج�راء‪ ،‬وه�ي مدون�ة تش�رح كيفي�ة التنفي�ذ وآليات�ه للوص�ول إىل‬
‫اخلدم�ة أو املنت�ج املطل�وب‪ .‬ويض�اف إىل التحس�ن املس�تمر فك�رة التغذي�ة‬
‫الراجع�ة س�واء كان�ت م�ن األف�راد العاملين يف املؤسس�ة أو املس�ئوليني أو‬
‫م�ن اجلمه�ور وذل�ك لتصوي�ب األداء يف امل�رات القادم�ة‪ .‬يض�اف إىل ذل�ك‬
‫آلي�ة اخت�اذ الق�رار وحتس�ينه لزي�ادة الفاعلي�ة والكف�اءة‪ ،‬وه�ذه تعتبر م�ن‬
‫عوام�ل تطوي�ر فك�رة التحس�ن املس�تمر داخ�ل املؤسس�ات غير الرحبي�ة‪.‬‬
‫وأخيرا ف�إن فك�رة حتدي�د ال�دروس املس�تفادة بع�د كل مش�روع أو فاعلي�ة‬
‫أو نش�اط تع�د م�ن أه�م الوس�ائل يف التحس�ن املس�تمر خصوص�ا إذا م�ا مت‬
‫تدوينه�ا وتوزيعه�ا عل�ى العاملين‪ ،‬وأيض�ا تضمينه�ا يف مدون�ة‪ :‬كيفي�ة‬
‫ا لتنفي�ذ ‪.‬‬

‫الفروقات بني املؤسسات الرحبية واملؤسسات غري الرحبية‬


‫بالتأكي�د هن�اك فروق�ات بين طبيع�ة األعم�ال وبين النمطين الرحب�ي‬
‫وغير الرحب�ي وه�ذا التباي�ن يعك�س نفس�ه إىل ح�د م�ا يف طرائ�ق وفن�ون‬
‫إدارة كل م�ن النمطين‪ .‬ولع�ل م�ن التباين�ات التي ميك�ن رصده�ا بين‬
‫النمطين ه�ي‪:‬‬

‫الثقافة والقيم‬
‫يتواج�د بطبيع�ة املؤسس�ات الرحبي�ة مس�ربني متبادلين وهم�ا توفير‬
‫خدم�ة أو بضاع�ة م�ن قب�ل املؤسس�ة الرحبي�ة واملس�رب اآلخ�ر ه�و الزب�ون ال�ذي‬

‫‪120‬‬
‫س�يدفع مثن�ا مقاب�ل ه�ذه اخلدم�ة أو املنت�ج أوالبضاع�ة إذا اقتن�ع ورض�ي به�ا‪.‬‬
‫وعندم�ا حي�دث التواف�ق بين املس�ربني تت�م العملي�ة الرحبي�ة بين الطرفين‬
‫أي بين املس�ربني‪ .‬ولك�ن يف العم�ل غير الرحب�ي هن�اك بالعم�وم مس�رب واح�د‬
‫فق�ط حي�ث حتص�ل املؤسس�ة غير الرحبي�ة عل�ى التموي�ل أو اخلدم�ة م�ن‬
‫قب�ل املص�در املتبرع (جه�ة أو ف�ردا) وتوصله�ا إىل الش�خص احملت�اج هل�ا دون‬
‫مث�ن يدفع�ه احملت�اج للخدم�ة‪ .‬ومل�ا كان املس�تفيد حمتاج�ا‪ ،‬فإن�ه يب�ادر‬
‫بالش�كر والتعبير ع�ن اإلمتن�ان حت�ى ل�و كان�ت اخلدم�ة متواضع�ة‪ ،‬لذل�ك‬
‫فه�و مس�رب باجت�اه واح�د‪.‬‬

‫م�ن هن�ا تتباي�ن إىل ح�د م�ا طبيع�ة الثقاف�ة والقي�م بين املؤسس�تني‬
‫فتمي�ل املؤسس�ة غير الرحبي�ة إىل الثقاف�ة والقي�م اإلجتماعي�ة القائم�ة عل�ى‬
‫التعاط�ف والتع�اون والرمح�ة والش�فقة وامل�ودة وح�ب املس�اعدة والتس�امح‬
‫أكث�ر م�ن ميله�ا إىل ثقاف�ة املنافس�ة القوي�ة وكس�ب الس�وق واحملاس�بة‬
‫واملتابع�ة الدقيق�ة‪ .‬إال أن�ه م�ن الطبيع�ي أن تك�ون هن�اك تقاطع�ات بين‬
‫مس�احات م�ن القي�م والثقاف�ة بين اجلهتين‪.‬‬

‫حتقيق وتوزيع األرباح‬


‫فاملؤسس�ة الرحبي�ة تق�وم م�ن أج�ل حتقي�ق الرحبي�ة واملنفع�ة اإلقتصادي�ة‬
‫املباش�رة ألصحابه�ا‪ ،‬ب�ل إن م�ن مقايي�س النج�اح يف املؤسس�ات الرحبي�ة ه�و‬
‫مق�دار األرب�اح ال�ذي حتقق�ه‪ ،‬وتتف�اوت األفضلي�ة بين الش�ركات حس�ب‬
‫ه�ذا املعي�ار‪ ،‬وتق�وم املؤسس�ة الرحبي�ة بتوزي�ع األرب�اح عل�ى أصحابه�ا‪ .‬إال‬
‫أن املؤسس�ة غير الرحبي�ة األص�ل فيه�ا ع�دم توزي�ع أي أرب�اح‪ ،‬وم�ا يفي�ض‬
‫م�ن م�ال يرح�ل إىل الس�نة املالي�ة اجلدي�دة لتوزيع�ه عل�ى احملتاجيين يف‬
‫التخص�ص ال�ذي تعم�ل في�ه أو للقضي�ة التي تعم�ل ألجله�ا‪ .‬وبالتال�ي‬
‫ف�إن مفه�وم الرحبي�ة غير موج�ود م�ن أصل�ه فيه�ا‪ ،‬وتنش�د املؤسس�ة غير‬

‫‪121‬‬
‫يف عمق املؤسسات غير الربحية‬

‫الرحبي�ة املنفع�ة اإلقتصادي�ة العام�ة للمجتم�ع كتحسين أح�وال النس�اء أو‬


‫األيت�ام أو الطلب�ة أو تش�غيل عاطلين ع�ن العم�ل بش�كل ع�ام وليس�ت املنفع�ة‬
‫اإلقتصادي�ة ملؤسس�يها‪.‬‬

‫التطوع‬
‫وإن كان�ت املؤسس�ات غير الرحبي�ة تتقاط�ع م�ع املؤسس�ات الرحبي�ة‬
‫م�ن حي�ث وج�ود جمموع�ة أساس�ية يعمل�ون بأج�ر لديه�ا‪ .‬إال أن م�ن أه�م‬
‫مي�زات املؤسس�ات غير الرحبي�ة أنه�ا تعتم�د عل�ى التط�وع س�واء يف التموي�ل‬
‫م�ن قب�ل املتربعين الذي�ن يتطوع�ون لتموي�ل املؤسس�ة أو م�ن قب�ل تش�غيل‬
‫جمموع�ات م�ن املتطوعين يف أعماهل�ا (بإإلضاف�ة إىل املوظفين املفرغين‬
‫لديه�ا)‪ ،‬وبالتال�ي إش�غال املتطوعين أو األنص�ار يف أعماهل�ا اليومي�ة‪ .‬وق�د‬
‫أصب�ح التط�وع مس�ة م�ن مس�ات التق�دم احلض�اري يف اجملتمع�ات ودلي�ل‬
‫عل�ى التعاض�د اإلجتماع�ي يف اجملتم�ع وإح�دى مقاييس�ه املهم�ة‪ .‬بينم�ا ال‬
‫حي�دث ه�ذا يف املؤسس�ات الرحبي�ة التي يعم�ل الن�اس لديه�ا مقاب�ل أج�ر‬
‫معين س�واء كان تفرغ�ا أو وقت�ا إضافي�ا‪.‬‬
‫ونش�اهد يف كثير م�ن ال�دول كي�ف يتعاط�ف الن�اس ويتعاض�دوا لي�س‬
‫فق�ط يف مواجه�ة الك�وارث‪ ،‬ب�ل يف مواجه�ة عملي�ات التغيير السياس�ي يف‬
‫ط�ول البلاد وعرضه�ا‪ ،‬واخن�راط الكثير م�ن الن�اس يف أعم�ال تطوعي�ة م�ع‬
‫مؤسس�ات وبش�كل ف�ردي يف خدم�ة إخوانه�م اآلخري�ن يف امللم�ات واملصاع�ب‬
‫والتغيرات التي تط�رأ عل�ى البلاد‪.‬‬

‫إال أن مفه�وم التط�وع ومش�اركة املتطوعين يف األعم�ال م�ازال حم�دودا يف‬


‫إط�ار اجلمعي�ات واملؤسس�ات غير الرحبي�ة‪ ،‬بالرغ�م م�ن احل�ث الديني عل�ى‬
‫التط�وع وخدم�ة اآلخري�ن والس�عي يف حاج�ات الن�اس‪ ،‬فف�ي الصحيحين ع�ن‬
‫اب�ن عم�ر ] ع�ن النبي [ أن�ه ق�ال‪« :‬م�ن كان يف حاج�ة أخي�ه كان اهلل‬

‫‪122‬‬
‫يف حاجت�ه»‪ .‬ويف الصحي�ح م�ن حدي�ث أب�ي هري�رة ] ع�ن النبي [ أن�ه‬
‫ق�ال‪" :‬واهلل يف ع�ون العب�د م�ا كان العب�د يف ع�ون أخي�ه‪" .‬‬

‫وإن كان�ت هن�اك مش�اركات فه�ي مازال�ت حم�دودة أيض�ا وتقتص�ر عل�ى‬
‫حض�ور اللق�اءات العام�ة دون املش�اركة احلقيقي�ة يف صن�ع وتنفي�ذ السياس�ات‬
‫والربام�ج‪ .‬وهن�اك أزم�ة يف املتطوعين تتعل�ق بامل�رأة والش�باب‪ ،‬إضاف�ة إىل‬
‫ضع�ف احلواف�ز املعنوي�ة للتش�جيع عل�ى التط�وع‪ .‬وحيت�اج موض�وع التط�وع‬
‫إىل صياغ�ة إط�ار واض�ح‪ ،‬ق�ادر عل�ى اس�تيعاب املتطوعين م�ن خلال برام�ج‬
‫ومش�اريع مناس�بة ويف إط�ار إداري س�هل ومفه�وم ق�ادر عل�ى تفعي�ل عملي�ة‬
‫التط�وع بفاعلي�ة‪ .‬وه�ذا يتطل�ب إث�ارة جمموع�ة م�ن النق�اط لإلجاب�ة عنه�ا‬
‫لتش�كل ه�ذه اإلجاب�ات إط�ارا الس�تيعاب عملي�ة التط�وع منه�ا‪ :‬حتدي�د س�بب‬
‫االس�تعانة باملتطوعين يف املؤسس�ة املعني�ة‪ ،‬والتخطي�ط للمتطوعين يف إط�ار‬
‫متكام�ل ضم�ن اخلط�ة اإلستراتيجية واخلط�ة التش�غيلية للمؤسس�ة‪ ،‬م�ع‬
‫وض�ع تصورع�ن اخن�راط املتطوعين للعم�ل باملنظم�ة س�واء عندم�ا يعمل�ون‬
‫م�ع ك�وادر املؤسس�ة غير الرحبي�ة أو عندم�ا يُصم�م هل�م برام�ج يكون�وا ه�م‬
‫املنفذي�ن األساس�يني فيه�ا‪ ،‬وتوفير إداراة خاص�ة مبتابع�ة ش�ؤونهم حبس�ب‬
‫ظروفه�م وإمكانياته�م ومناط�ق س�كنهم‪ ،‬ومراع�اة نفس�ية املتطوعين وحتدي�د‬
‫احل�دود الواضح�ة التي تفص�ل بينه�م وبين املوظفين‪ ،‬واحملافظ�ة عل�ى‬
‫نفس�ياتهم وع�دم إحباطه�م‪ ،‬إضاف�ة إىل وض�ع سياس�ات مناس�بة إلش�راك‬
‫املتطوعين يف العم�ل‪ ،‬وختصي�ص ميزاني�ة مالئم�ة إلدارة عملي�ة التط�وع‪.‬‬

‫املساءلة واحملاسبة‬
‫لع�ل مفه�وم املس�اءلة واحملاس�بة مل يتبل�ور كثيرا يف املؤسس�ات غير‬
‫الرحبي�ة بق�در تبل�وره ووضوح�ه يف املؤسس�ات الرحبي�ة وذل�ك لع�دة أس�باب‬
‫من�ه ‪:‬‬

‫‪123‬‬
‫يف عمق املؤسسات غير الربحية‬

‫> أن�ه يف املؤسس�ات الرحبي�ة يوج�د يف النهاي�ة جه�ة كاجلمعي�ة‬


‫العمومي�ة أو جمل�س اإلدارة أو أصح�اب األس�هم‪ ،‬تق�وم مبحاس�بة‬
‫الفري�ق اإلداري العام�ل معتمدي�ن عل�ى التقاري�ر املالي�ة ونس�بة‬
‫األرب�اح واحلص�ة الس�وقية والعائ�د عل�ى االس�تثمار وم�ا إىل ذل�ك م�ن‬
‫معايير حماس�بة معروف�ة يف ه�ذا اجمل�ال‪ .‬وبالتال�ي تق�وم بالتقوي�م أو‬
‫الع�زل للمدي�ر التنفي�ذي أو غيره‪ .‬إال أن مس�ألة احملاس�بة واملس�اءلة‬
‫ق�د التب�دوا به�ذا الوض�وح يف الكثير م�ن املؤسس�ات غير الرحبي�ة‪،‬‬
‫حي�ث أن الكثير منه�ا ال يوج�د م�ن يتابع�ه أو حياس�به لع�دم وج�ود‬
‫جه�ة تس�ائل أو حتاس�ب م�ن األص�ل‪ .‬ويبق�ى موض�وع املس�اءلة ذاتي�ا‬
‫بين جنب�ات نف�س املدي�ر أو بين القل�ة مم�ن يعمل�ون يف املؤسس�ة‬
‫ولك�ن بش�كل ه�ادئ وفي�ه م�ن املراع�اة الكثير‪.‬‬

‫> ع�ادة م�ا تتأس�س املؤسس�ة غير الرحبي�ة عل�ى أكت�اف ش�خص‬
‫رئيس�ي يك�ون ه�و املؤس�س‪ ،‬وع�ادة م�ا يب�دا التأس�يس وه�و متط�وع‬
‫للعم�ل غير متف�رغ ل�ه‪ ،‬وم�ع م�رور األي�ام يصب�ح ه�ذا الش�خص ه�و‬
‫املايسترو الرئيس�ي للمؤسس�ة وه�و األب الروح�ي هل�ا‪ ،‬وبالتال�ي يتول�د‬
‫ن�وع م�ن احل�رج اإلجتماع�ي يف تطبي�ق مب�دأ احملاس�بة واملس�اءلة‬
‫عين�وا باألص�ل م�ن‬‫م�ن قب�ل املوظفين اآلخري�ن الذي�ن يكون�ون ق�د ِ‬
‫قب�ل ه�ذا الش�خص الرئيس�ي‪ .‬ويظه�ر ذل�ك جلي�ا يف العدي�د م�ن‬
‫املؤسس�ات وخاص�ة اخلريي�ة منه�ا‪.‬‬

‫> ع�ادة م�ا تعان�ي املؤسس�ة غير الرحبي�ة م�ن قل�ة امل�وارد املالي�ة‬
‫لديه�ا م�ع كث�رة احملتاجين للخدم�ات‪ ،‬مم�ا يعط�ي ع�ذرا ألن‬
‫تسير األم�ور برتاب�ة ويس�ر‪ ،‬وأن�ه الداع�ي للمحاس�بة نظ�را حملدودي�ة‬
‫األنش�طة‪ ،‬وأن التفاصي�ل معروف�ة وه�ي حم�دودة‪ ،‬وم�ع م�رور الزم�ن‬
‫يتناس�ى العامل�ون احملاس�بة‪ .‬وق�د يتباط�ؤون أو أحيان�ا يغفل�ون ع�ن‬

‫‪124‬‬
‫تطبي�ق مفاهي�م تطوي�ر العم�ل وكس�ب حص�ة أكبر يف جم�ال‬
‫عمله�م وتطوي�ره وتكبيره والتس�ويق اجلي�د لكس�ب م�وارد إضافي�ة‪.‬‬

‫> قل�ة اخلبر اإلداري�ة ومه�ارات املتابع�ة والتطوي�ر والتأهي�ل والكس�ب‬


‫ل�دى العاملين يف املؤسس�ات غير الرحبي�ة‪ ،‬والتي ع�ادة م�ا تتزام�ن‬
‫م�ع انع�دام روح الطم�وح‪ .‬إضاف�ة إىل مي�ل العاملين يف املؤسس�ات غير‬
‫الرحبي�ة إىل احلرك�ة والنش�اط بين احملتاجيين للخدم�ة وتوزيعه�ا‬
‫وتوصيله�ا إليه�م والش�عور بالراح�ة النفس�ية بذل�ك أكث�ر م�ن‬
‫ميله�م إىل اجلل�وس والتفكير والتخطي�ط‪ ،‬فيت�م اإلكتف�اء باآللي�ات‬
‫البس�يطة املعتم�دة إن كان�ت موج�ودة‪.‬‬

‫> الص�دود ال�ذي ق�د يالقي�ه بع�ض العاملين يف املؤسس�ات غير‬


‫الرحبي�ة إذا أرادوا أن ميارس�وا نوع�ا م�ن املس�اءلة‪ ،‬وع�دم اإلكتراث مب�ا‬
‫يقول�ون‪ ،‬أو ع�دم إب�داء اإلهتم�ام هل�م وأحيان�ا اإلهم�ال آلرائه�م مم�ا‬
‫يس�بب يف ع�دم تك�رار التجرب�ة وبالتال�ي الس�كوت والرض�ى بآلي�ات‬
‫وطريق�ة العم�ل القائم�ة والنتائ�ج احملقق�ة‪ .‬والقب�ول مبب�دأ "ه�ذا‬
‫أحس�ن املوج�ود"‪.‬‬

‫> تع�رض املؤسس�ات غير الرحبي�ة للمضايق�ات احلكومي�ة مم�ا جيع�ل‬


‫اجلمي�ع يتكت�ل ملواجه�ة ه�ذا اخلط�ر اخلارج�ي ب�دال م�ن التقيي�م‬
‫واملس�اءلة واحملاس�بة الداخلي�ة ع�ن األداء والنتائ�ج‪ ،‬إذ إن�ه يف ه�ذه‬
‫احلال�ة تصب�ح احلاج�ة للبق�اء أوىل م�ن عملي�ة املس�اءلة واحملاس�بة‪.‬‬

‫‪125‬‬
‫يف عمق املؤسسات غير الربحية‬

‫كيف تتشكل املؤسسات غري الرحبية ‪/‬غري احلكومية‬


‫متت�از املؤسس�ات غير الرحبي�ة ع�ن غريه�ا ذات الطاب�ع الرحب�ي بوج�ود‬
‫جمموع�ة م�ن األعض�اء املتطوعين والذي�ن يش�كلون ج�زءا م�ن اهليكلي�ة‬
‫بغ�ض النظ�ر ع�ن حجم�ه‪ ،‬كم�ا متت�از ب�أن املؤسس�ات غير الرحبي�ة‬
‫تتعام�ل م�ع جل�ان ش�عبية ومؤسس�ات حكومي�ة هل�ا عالق�ة باهتم�ام املؤسس�ة‬
‫غير الرحبي�ة‪ .‬وهن�اك س�ؤالن يطرح�ان‪:‬‬

‫األول‪ :‬كي�ف تس�تطيع جمموع�ة م�ن املتطوعين األف�راد أن ينظم�وا‬


‫أنفس�هم يف مؤسس�ة ليصب�ح هل�م دور فاع�ل؟‬
‫الثان�ي‪ :‬كي�ف تس�تطيع ه�ذه املؤسس�ة (أو املنظم�ة) أن متث�ل اهتمام�ات‬
‫منتس�بيها بفاعلي�ة يف اجملتم�ع؟‬

‫يف احلقيق�ة‪ ،‬هن�اك نظرت�ان لفه�م العالق�ة بين املؤسس�ات غير احلكومي�ة‬
‫واحلكوم�ة نفس�ها‪ .‬فالنظ�رة األوىل تعتبر أن اجلهتين (احلكوم�ة واملؤسس�ات‬
‫غير احلكومي�ة) مكون�ان يف نس�يح واح�د يكم�ل كل منهم�ا اآلخ�ر‪ .‬والنظ�رة‬
‫الثاني�ة تعتبر أن اهتمام�ات املؤسس�ة غير احلكومي�ة عب�ارة ع�ن منطق�ة‬
‫عازل�ة بين ح�دود اس�تطاعة املواطنين وح�دود ق�درة احلكوم�ات‪ .‬أي أن‬
‫املؤسس�ات غير احلكومي�ة تعم�ل يف منطق�ة الضع�ف التي ال تس�تطيع‬
‫احلكوم�ة أن تغطيه�ا‪ ،‬ومنطق�ة الضع�ف التي ال يس�تطيع املواطن�ون تغطيته�ا‬
‫أيض�ا‪ .‬فاملواطن�ون ق�د يس�تطيعون مس�اعدة بعضه�م إىل ح�د م�ا ث�م تق�ف‬
‫اس�تطاعتهم ه�ذه عن�د ح�د معين ويف نف�س الوق�ت تس�تطيع احلكوم�ة أن‬
‫تس�اعد املواطنين إىل ح�دود معين�ة ث�م تتوق�ف ه�ذه االس�تطاعة م�ا بع�د‬
‫ذل�ك‪ ،‬وبين احلدي�ن يأت�ي دور املؤسس�ات غير احلكومي�ة لتغط�ي ضع�ف‬
‫الطرفين‪ .‬ويف احلقيق�ة ف�إن النظ�رة الثاني�ة القائم�ة عل�ى أن دور املؤسس�ات‬
‫غير الرحبي�ة يك�ون يف تغطي�ة منطق�ة ضع�ف الطرفين نظ�رة صحيح�ة‪.‬‬

‫‪126‬‬
‫وتص�ح النظ�رة األوىل التي تعتبر أن العالق�ة تكاملي�ة إذا كان�ت األج�واء‬
‫إجيابي�ة بين احلكوم�ات واملواطنين وبعي�دة ع�ن املش�احنات ويف اج�واء‬
‫صحي�ة ‪.‬‬

‫إن عملي�ة جتمي�ع اهتمام�ات جمموع�ة م�ن األف�راد لتش�كيل ص�وت‬


‫مجاع�ي واح�د تع�د راب�ط اجتماع�ي يعك�س العالق�ة بين العضوي�ة يف‬
‫املؤسس�ة غير احلكومي�ة وبين مفه�وم التأثير‪ .‬وإن دور اإلدارة يف املؤسس�ة غير‬
‫الرحبي�ة يعك�س العالق�ة بين متثي�ل املؤسس�ة وبين قدرته�ا عل�ى الس�يطرة‬
‫عل�ى أفراده�ا وضب�ط أنصاره�ا‪.‬‬

‫الشكل ‪ :24‬كيفية تشكل املؤسسات غري الرحبية‬

‫ويف احلقيق�ة ف�إن األف�راد يدعم�ون أو ينضم�ون للمؤسس�ات غير الرحبي�ة‬


‫إم�ا بس�بب منفع�ة متبادل�ة أو م�ردود مشترك كالش�عور بالرض�ى لتحقي�ق‬
‫جان�ب أخالق�ي أو ديني أو اجتماع�ي‪ .‬وإم�ا يك�ون االنضم�ام بس�بب التضام�ن‬
‫ملناص�رة فك�رة م�ا أو هوي�ة أو قضي�ة أو رد مظلم�ة أو ختفي�ف ضررم�ا‪.‬‬
‫أم�ا احلكوم�ات فتنظ�ر إىل املؤسس�ات غير احلكومي�ة م�ن زاوي�ة التأثير‪.‬‬
‫مبعن�ى آخ�ر حماول�ة التأثير والضغ�ط عل�ى احلكوم�ة لتغيير تش�ريع م�ا‬
‫أو موق�ف م�ا للوص�ول يف النهاي�ة إىل ح�ل وس�ط بين األط�راف املعني�ة‪ .‬أي‬

‫‪127‬‬
‫يف عمق املؤسسات غير الربحية‬

‫إن املؤسس�ات غير احلكومي�ة تتج�ه يف النهاي�ة بش�كل أو بآخ�ر إىل مواجه�ة‬
‫التوجه�ات أو السياس�ات احلكومي�ة‪ .‬فاجلمعي�ات اخلريي�ة ق�د جتم�ع‬
‫التربع�ات العيني�ة أو النقدي�ة لص�احل جه�ة يتعاط�ف معه�ا الش�عب بش�كل‬
‫ع�ام وق�د تتناق�ض بش�كل أو بآخ�ر م�ع توجه�ات احلكوم�ة مم�ا حي�دث‬
‫تناقض�ا يف املواق�ف‪ .‬وق�د تطال�ب مجعي�ات أخ�رى معني�ة حبق�وق عم�ال م�ن‬
‫قط�اع م�ا بامتي�ازات أو حق�وق ألعضائه�ا تتناق�ض م�ع التوجه�ات الرمسي�ة‬
‫مم�ا يدخ�ل الطرف�إن يف مواجه�ة تنته�ي يف معظ�م األحي�ان بتس�وية م�ا‪.‬‬
‫وكذال�ك احل�ال بالنس�بة للمؤسس�ات احلقوقي�ة يف أي�ام اإلنتخاب�ات وطل�ب‬
‫الش�فافية والنزاه�ة فيه�ا مم�ا ق�د يتع�ارض م�ع بع�ض التوجه�ات وخصوص�ا‬
‫م�ا كان حي�دث قب�ل الربي�ع العرب�ي‪.‬‬

‫وع�ادة م�ا تتوق�ع احلكوم�ات م�ن املؤسس�ات غير احلكومي�ة أن تضغ�ط‬


‫عل�ى مؤيديه�ا ليقدم�وا تن�ازالت أو تضحي�ات مم�ا يرب�ك إدارة املؤسس�ة‬
‫التي تري�د أن تنف�ذ توجه�ات أنصاره�ا ومؤيديه�ا‪ ،‬وبالتال�ي ختش�ى أن تته�م‬
‫بالتواط�ئ م�ع احلكوم�ة إذا م�ا رضخ�ت ملطال�ب احلكوم�ة كامل�ة‪ .‬ويف نف�س‬
‫الوق�ت تري�د أن تضب�ط س�قف املطال�ب حت�ى حتص�ل عل�ى منفع�ة معتبرة‬
‫ألنصاره�ا ومؤيديه�ا‪ .‬وم�ن هن�ا تأت�ي صعوب�ة التح�دي يف إدارة املؤسس�ات‬
‫غير احلكومي�ة (أو غير الرحبي�ة)‪.‬‬

‫وختتل�ف املؤسس�ات غير الرحبي�ة يف م�دى تنظيمه�ا وهيكليته�ا‪ .‬فهن�اك‬


‫منظم�ات دقيق�ة اهليكلي�ة وحم�ددة ومعرف�ة املس�تويات كالعدي�د م�ن‬
‫اجلمعي�ات اخلريي�ة املتط�ورة والكبيرة احلج�م‪ .‬وهن�اك م�ا يعتم�د عل�ى‬
‫وج�ود هيكلي�ة بس�يطة تدف�ع باجت�اه حري�ة أكبر يف تنظي�م النف�س داخلي�ا‪.‬‬
‫وبالتال�ي ف�إن املؤسس�ات غير الرحبي�ة ختتل�ف يف درج�ة ضب�ط أفراده�ا‬
‫وم�دى س�يطرتها عل�ى ردود أفعاهل�م‪ .‬فكلم�ا زاد وض�وح اهليكلي�ة ودقته�ا‬

‫‪128‬‬
‫وتراتيبه�ا كلم�ا زاد مع�دل الضب�ط والتحك�م يف األعض�اء واملؤيدي�ن وكلم�ا‬
‫ق�ل التعقي�د اهليكل�ي وم�ال إىل البس�اطة وع�دم وض�وح الرتاتي�ب كلم�ا قل�ة‬
‫درج�ة الضب�ط والتحك�م يف ردود فع�ل املؤيدي�ن واألعض�اء خصوص�ا إذا كث�ر‬
‫األعض�اء املنتس�بون‪.‬‬

‫إن إدارة املؤسس�ات غير احلكومي�ة حتت�اج إىل حكم�ة ودراي�ة ورش�د‪،‬‬
‫خصوص�ا عن�د التعام�ل م�ع احلكوم�ات‪ ،‬فاملؤسس�ة غير احلكومي�ة تس�عى‬
‫جاه�دة إىل حتقي�ق أهدافه�ا التي أسس�ت م�ن أجله�ا ولكنه�ا ال تعم�ل يف‬
‫ف�راغ وإمن�ا تتعام�ل م�ع أعض�اء ومؤيدي�ن م�ن جه�ة وتتعام�ل م�ع حكوم�ة‬
‫هل�ا سياس�اتها وتوجهاته�ا م�ن جه�ة أخ�رى‪.‬‬

‫مم�ا ال ش�ك في�ه أن املؤسس�ات غير الرحبي�ة تعي�ش أحيان�ا كثيرة يف‬
‫بيئ�ة متناقض�ة ومتضارب�ة‪ .‬فالرتكي�ز عل�ى حتقي�ق األه�داف أم�ر مطل�وب‬
‫لتحقي�ق استراتيجية ورؤي�ة املؤسس�ة غير الرحبي�ة‪ ،‬ولكن�ه يف املقاب�ل كلم�ا‬
‫رك�زت املؤسس�ة عل�ى حتقي�ق أهدافه�ا فق�ط دون النظ�ر إىل أح�وال أعضائه�ا‬
‫ومؤيديه�ا كلم�ا ب�دأت املؤسس�ة يف االضمحلال م�ع الزم�ن‪ .‬ويف املقاب�ل‬
‫كلم�ا رك�زت املؤسس�ة عل�ى أعضائه�ا بش�كل كبير كلم�ا ب�دأت باالبتع�اد‬
‫ع�ن غاياته�ا وق�ل تأثريه�ا يف اجملتم�ع‪ .‬وأيض�ا كلم�ا رك�زت عل�ى ضب�ط‬
‫أعضائه�ا بش�كل كبير كلم�ا قدم�ت تن�ازالت أكربوبالتال�ي تبتع�د ع�ن‬
‫غايته�ا‪ ،‬وكلم�ا أكث�رت م�ن إرض�اء احلكوم�ة كلم�ا ابتع�دت ع�ن أهدافه�ا‪.‬‬
‫وم�ن هن�ا كان االحتي�اج إىل احلكم�ة يف إدارة املؤسس�ات غير احلكومي�ة‬
‫مطلب�ا ملح�ا ألن املؤسس�ة التري�د أن تق�ع يف دوام�ة مفرغ�ة حبي�ث كلم�ا‬
‫حاول�ت أن حت�ل مش�كلة وقع�ت يف مش�كلة أخ�رى‪.‬‬

‫‪129‬‬
‫يف عمق املؤسسات غير الربحية‬

‫ولننظ�ر لل�ذي حي�دث يف مص�ر يف الوق�ت احلال�ي وكي�ف أن املؤسس�ات غير‬


‫احلكومي�ة كلم�ا حاول�ت أن حت�ل مش�كلة وقع�ت يف مش�كلة أخ�رى وك�ذا‬
‫احلكوم�ة مم�ا أوق�ع اجلمي�ع يف دوام�ة م�ن املعضلات ووقع�ت العدي�د م�ن‬
‫املؤسس�ات غير احلكومي�ة يف ف�خ إرض�اء العضوي�ة مقاب�ل خلخل�ة التأثير‬
‫يف اجملتم�ع ويف ف�خ ضع�ف التحك�م يف األعض�اء واملؤيدي�ن مقاب�ل حقيق�ة‬
‫أهلي�ة متثيله�ا أم�ام احلكوم�ات لتحقي�ق م�ا أمك�ن م�ن أهدافه�ا‪.‬‬

‫العضوي�ة والتأثير‪ ،‬والتحك�م والتمثي�ل تعارض�ات ال تف�ارق املؤسس�ات‬


‫غير احلكومي�ة‪ .‬إن ع�دم الق�درة عل�ى إدارة املؤسس�ات غير الرحبي�ة م�ن‬
‫منظ�ور استراتيجي آخذي�ن بعين االعتب�ار تل�ك التعارض�ات يق�ود املؤسس�ة‬
‫إىل مفرتق�ات ت�ؤدي إىل تفت�ت ق�درة املؤسس�ة عل�ى التأثرياملتب�ادل يف‬
‫جمتمعه�ا‪ ،‬وإىل ضع�ف اس�تثمار التوت�ر اخللاق النات�ج م�ن حراكه�ا م�ع‬
‫اجملتم�ع واحلكوم�ة‪ ،‬وبالتال�ي زي�ادة االس�تقطاب ورف�ع وتريت�ه يف اجملتم�ع‬
‫مم�ا يع�ود عل�ى اجملتم�ع بأث�ر س�ليب ال حتم�د عواقب�ه‪ .‬ويعم�ل عل�ى ت�آكل‬
‫االنظم�ة القائم�ة (اإلجتماعي�ة‪ ،‬السياس�ية‪ ،‬القضائي�ة‪...‬اخل) وانس�داد‬
‫الط�رق وبالتال�ي إبق�اء الوض�ع عل�ى م�ا ه�و علي�ه ولك�ن م�ع ت�آكل فيم�ا‬
‫ه�و اجياب�ي يف الس�ابق‪ ،‬ويعط�ل أي تق�دم حن�و حلحل�ة املواق�ف وتبني م�ا‬
‫ه�و مفي�د للمجتم�ع وللحكوم�ة وبالتال�ي للن�اس‪ .‬كم�ا أن املؤسس�ة غير‬
‫احلكومي�ة تفق�د قدرته�ا عل�ى التعل�م م�ن جتاربه�ا والتط�ور حن�و االفض�ل‪.‬‬
‫ان وج�ود املؤسس�ات غير احلكومي�ة يف الوق�ت احلاض�ر هل�و عام�ل م�ن‬
‫عوام�ل إح�داث التغيير يف اجملتم�ع‪ ،‬وعام�ل م�ن عوام�ل تش�كيل النظ�ام‬
‫االجتماع�ي في�ه وال ب�د ان حتاف�ظ عل�ى ه�ذه املي�زة ال أن تق�ع يف ف�خ‬
‫التعارض�ات وبالتال�ي تصب�ح ج�زءا م�ن تعقي�د املوق�ف ال ج�زءا م�ن حل�ه‬
‫وتطوي�ره حن�و االفض�ل وحتقي�ق التغيير اإلجياب�ي وحتقي�ق املنفع�ة‬
‫للغاي�ات التي قام�ت م�ن أجله�ا‪.‬‬

‫‪130‬‬
‫عل�ى املؤسس�ة غير احلكومي�ة التي حتت�ك م�ع احلكوم�ة مباش�رة أن‬
‫تتعام�ل م�ع جمالين حمددي�ن‪ .‬األول ه�و اجمل�ال الع�ام وعل�ى رأس املعنيين‬
‫في�ه احلكوم�ة‪ .‬واجمل�ال الثان�ي ه�و اجمل�ال الداخل�ي ويف مقدمت�ه االعض�اء‬
‫واملؤيدي�ن‪ .‬وهن�ا ال ب�د م�ن تس�ليط الض�وء عل�ى زأوي�ة النظ�ر ل�كل م�ن‬
‫املؤسس�ة غير احلكومي�ة واحلكوم�ة‪ .‬فاحلكوم�ة تنظ�ر إىل املؤسس�ة غير‬
‫احلكومي�ة عل�ى أنه�ا ج�زء م�ن نس�يج اجملتم�ع الكل�ي وأنه�ا تري�د حتقي�ق‬
‫منفع�ة م�ا جل�زء م�ن ه�ذا النس�يج وبالتال�ي ف�إن ه�ذه املنفع�ة هل�ذه املؤسس�ة‬
‫ج�زء م�ن اج�زاء مص�احل اخ�رى ضم�ن نس�يج املصلح�ة العام�ة‪ .‬بينم�ا‬
‫ينظ�ر األعض�اء واملؤي�دون م�ن زأوي�ة أنه�م يري�دوا م�ن احلكوم�ة تقدي�م‬
‫املنفع�ة أو املب�دأ ال�ذي يعمل�ون م�ن أجل�ه (وأحيان�ا عل�ى حس�اب املصلح�ة‬
‫العام�ة)‪ ،‬وم�ن هن�ا تق�ع املؤسس�ة غير احلكومي�ة بين فك�ي كماش�ة‪ .‬ولع�ل‬
‫م�ن أصع�ب املواق�ف عل�ى املؤسس�ة غير الرحبي�ة ان ينظ�ر اجملتم�ع اليه�ا‬
‫عل�ى أنه�ا تعم�ل ع�ل حتقي�ق منفع�ة خاص�ة أو تعم�ل عل�ى جل�ب قيم�ة‬
‫م�ا لفئ�ة م�ن الن�اس وبالتال�ي يتج�ه ال�رأي الع�ام إىل ع�زل املؤسس�ة غير‬
‫الرحبي�ة واالبتع�اد عنه�ا‪ ،‬عل�ى اعتب�ار أنه�ا تض�ر باملصلح�ة العام�ة وال تق�در‬
‫ه�ذه املصلح�ة بش�كل ع�ام وأنه�ا اصبح�ت أناني�ة تعم�ل لتحقي�ق املصلح�ة‬
‫اخلاص�ة ملؤيديه�ا عل�ى حس�اب املصلح�ة العام�ة للمجتم�ع‪.‬‬

‫مشاكل تواجة املؤسسة غري الرحبية‬


‫تعان�ي املؤسس�ات غير الرحبي�ة م�ن العدي�د م�ن املش�اكل اإلداري�ة‬
‫والتنظيمي�ة إضاف�ة إىل املعوق�ات القانوني�ة‪ .‬وبن�اء عل�ى دراس�ة ميداني�ة‬
‫حملم�د ناج�ي ب�ن عطي�ة ع�ن املنظم�ات اخلريي�ة يف العاصم�ة اليمني�ة‪-‬‬
‫صنع�اء‪-‬يف ع�ام ‪ ،2006‬تبين أن هن�اك جمموع�ة م�ن املش�اكل احلقيق�ة التي‬
‫تعان�ي منه�ا املؤسس�ات غير الرحبي�ة لع�ل م�ن أهمه�ا‪:‬‬

‫‪131‬‬
‫يف عمق املؤسسات غير الربحية‬

‫> ضعف دعم القطاع اخلاص واحلكومي للعمل اخلريي‪.‬‬


‫> التضيي�ق عل�ى العم�ل اخليري بس�بب اخلل�ط بين العم�ل‬
‫اخليري‪ ،‬ومس�مى اإلره�اب‪.‬‬

‫> مش�كالت يف التدري�ب والتأهي�ل وتوفير الكف�اءات ينت�ج عنه�ا ع�دم‬


‫توف�ر ال�كادر الوظيف�ي الكف�ؤ املؤه�ل إلدارة وتنفي�ذ أنش�طة العم�ل‬
‫اخليري‪ ،‬وع�دم تدري�ب وتأهي�ل الطاق�ات املتوف�رة وإهماهل�ا مب�ا ي�ؤدي‬
‫إىل إصابته�ا باإلحب�اط‪ ،‬وفق�دان األم�ل يف تط�ور املنظم�ات اخلريي�ة‬
‫التي ينتس�بون إليه�ا‪ .‬وذل�ك يرج�ع إىل ضع�ف ق�درات اهليئ�ات‬
‫اإلداري�ة يف التخطي�ط‪ ،‬للحف�اظ عل�ى كوادره�ا وح�ل مش�اكلهم‬
‫املادي�ة التي تع�د م�ن أب�رز العوام�ل الس�تمرارهم يف العم�ل اخليري‪،‬‬
‫مضاف�ا هل�ا قل�ة أج�ور العاملين يف العم�ل اخليري‪ ،‬مم�ا ي�ؤدي إىل‬
‫تس�رب أصح�اب اخلبرة والكف�اءة للبح�ث ع�ن الكفاي�ة املعيش�ية‪ ،‬م�ع‬
‫ع�دم وج�ود التحفي�ز اللازم للموظفين يف املنظم�ات اخلريي�ة‪  .‬ويف‬
‫املقاب�ل ف�إن الكثير م�ن املنظم�ات اخلريي�ة تض�م ع�دداً م�ن الك�وادر‬
‫النش�طة واملتحمس�ة والتي تنطب�ق عليه�ا املواصف�ات اخلاص�ة‬
‫مبوظ�ف العم�ل اخليري‪ ،‬لكنه�ا حتت�اج إىل صق�ل لكفاءاته�ا بامله�ارات‬
‫الفني�ة الالزم�ة‪ ،‬س�واء كان�ت إداري�ة أو حماس�بية أو مه�ارات تقني�ة أو‬
‫مه�ارات التواص�ل م�ع اآلخري�ن‪ .‬‬

‫> اعتم�اد امل�وارد املالي�ة أساس�اً عل�ى التربع�ات واهلب�ات وضع�ف‬


‫الدع�م امل�ادي وحمدودي�ة امل�وارد املالي�ة وضع�ف التموي�ل م�ن‬
‫املؤسس�ات والش�ركات ورج�ال األعم�ال والصنادي�ق الداعم�ة ملش�اريع‬
‫املنظم�ات اخلريي�ة‪ ،‬م�ع ع�دم وج�ود مناف�ذ لدع�م املؤسس�ات اخلريي�ة‬
‫الكبرى للمؤسس�ات الصغ�رى يف البل�د‪ ،‬إضاف�ة إىل ع�دم وج�ود البن�ى‬
‫التحتي�ة واألوق�اف وامل�وارد املالي�ة الثابت�ة لدع�م واس�تمرار عم�ل‬

‫‪132‬‬
‫املنظم�ات اخلريي�ة‬
‫> مش�كالت ضع�ف التنس�يق بين املنظم�ات اخلريي�ة؛ خصوص�اً‬
‫ذات األه�داف املشتركة‪ ،‬واملنطلق�ات الواح�دة‪ .‬ويتواف�ق ذل�ك م�ع‬
‫مش�كالت اخللاف بين بع�ض املنظم�ات اخلريي�ة‪ ،‬إضاف�ة إىل اخلالف�ات‬
‫الداخلي�ة يف املنظم�ة نفس�ها‪.‬‬

‫> ضع�ف التط�وع وتدن�ي مس�توى االندف�اع لألعم�ال الطوعي�ة‬


‫ورب�ط املس�اهمة باألج�ور‪ .‬وتع�د مؤش�را يعك�س ضع�ف االهتم�ام‬
‫باملتطوعين والعم�ل التطوع�ي م�ن قب�ل املنظم�ات اخلريي�ة‪ ،‬ويع�زى‬
‫ه�ذا إىل ع�دة أس�باب‪ ،‬منه�ا‪ :‬الضع�ف اإلقتص�ادي يف اجملتم�ع ال�ذي‬
‫جيع�ل أكث�ر الن�اس تس�عى وراء ال�رزق‪ ،‬وع�دم توف�ر الوق�ت ال�كايف‬
‫ل�دى الن�اس للعم�ل كمتطوعين‪ ،‬وع�زوف بع�ض املتطوعين ع�ن‬
‫التط�وع يف منظم�ات ليس�ت قريب�ة م�ن مناط�ق س�كنهم‪ ،‬وتع�ارض‬
‫وق�ت املتط�وع م�ع وق�ت العم�ل أو الدراس�ة‪ ،‬مم�ا يف�وت علي�ه فرص�ة‬
‫املش�اركة يف العم�ل اخليري‪ ،‬وع�دم وج�ود اإلعلام ال�كايف ع�ن أه�داف‬
‫املنظم�ات اخلريي�ة وأنش�طتها التي تس�اهم يف اس�تقطاب املتطوعين‪،‬‬
‫وع�دم حتدي�د أدوار واضح�ة للمتطوعين يف اهلي�اكل التنظيمي�ة بين‬
‫املتطوعين واملوظفين‪ ،‬وع�دم وج�ود إدارات مس�تقلة تتاب�ع اس�تقطابهم‬
‫وترت�ب أوضاعه�م‪ .‬‬

‫> ن�درة الكت�ب واملراج�ع التخصصي�ة يف العم�ل املؤسس�ي والعم�ل‬


‫ا خلير ي ‪.‬‬

‫إضاف�ة إىل تل�ك املش�اكل التي أوردته�ا الدراس�ة امليداني�ة‪ ،‬فإنن�ا ن�ود‬
‫الرتكي�ز أيض�ا عل�ى جمموع�ة أخ�رى م�ن املش�اكل الواقعي�ة التي تواج�ه‬
‫املؤسس�ات غير الرحبي�ة‪.‬‬

‫‪133‬‬
‫يف عمق املؤسسات غير الربحية‬

‫عدم وضوح اهليكلية التنظيمية‬


‫وتتمث�ل ه�ذه املش�كلة يف ع�دم وج�ود لوح�ة اهليكلي�ة أو ع�دم دق�ة‬
‫ه�ذه اهليكلي�ة مم�ا يول�د جمموع�ة م�ن التداخلات يف اخت�اذ الق�رارات‬
‫وإطلاق التعليم�ات وعملي�ة احملاس�بة وغير ذل�ك م�ن العملي�ات اإلداري�ة‬
‫والتنظيمي�ة املطلوب�ة‪ .‬وق�د تس�بب ه�ذه املش�كلة تعارض�ات يف التوجي�ه بين‬
‫املس�ئول األول ونائب�ه‪ ،‬وبين النائ�ب وغيره م�ن املس�ئولني يف املؤسس�ة‪ .‬كم�ا‬
‫تس�بب يف ع�دم وض�وح املس�ئولية ع�ن األخط�اء التي ق�د حت�دث‪ ،‬وق�د يتط�ور‬
‫األم�ر إىل تعطي�ل التخطي�ط الفع�ال س�واء اإلستراتيجي أو التنفي�ذي‪.‬‬

‫عدم الوحدة يف تبين القرار املتفق عليه‬


‫عندم�ا جيتم�ع املس�ؤولون املعني�ون الخت�اذ ق�رار م�ا‪ ،‬تتباي�ن اآلراء ويع�رض‬
‫املعني�ون وجه�ات نظره�م التي ق�د تتباي�ن م�ن أقص�ى اليمين إىل أقص�ى‬
‫اليس�ار ث�م يف النهاي�ة يت�م االتف�اق عل�ى ق�رار أو رأي حم�دد يت�م اعتم�اده‬
‫واالتف�اق علي�ه‪ .‬واألص�ل أن خي�رج اجلمي�ع متبنيين هل�ذا الق�رار أو ال�رأي‬
‫ويك�ون ه�ذا الق�رار أو ال�رأي ه�و املعل�ن واملتبن�ى م�ن قب�ل اجلمي�ع حت�ى‬
‫الذي�ن كان�وا خمالفين ل�ه‪ .‬فلي�س م�ن املقب�ول أن خي�رج البع�ض وال�ذي‬
‫كان معارض�ا ليفص�ح ع�ن ع�دم قناعت�ه وأن�ه كان معارض�ا‪ .‬فاألص�ل أن‬
‫يت�م تبني�ه وعرض�ه م�ن قب�ل اجلمي�ع ليك�ون ه�و ال�رأي املتبن�ى‪.‬‬

‫بقاء املؤسس مديرا للمؤسسة‬


‫ع�ادة م�ا تب�دأ املؤسس�ة غير الرحبي�ة بوج�ود ش�خص رئيس�ي يأخ�ذ أم�ور‬
‫التأس�يس وبل�ورة الفك�رة عل�ى عاتق�ه ويك�ون ه�و الن�واة هل�ذه املؤسس�ة‪،‬‬
‫وبالتال�ي يبق�ى يدي�ر ه�ذه املؤسس�ة الس�نة بع�د الس�نة‪ .‬ف�إذا نظرن�ا إىل‬
‫األم�ر م�ن زاوي�ة األحقي�ة‪ ،‬ف�إن الش�خص األول املؤس�س يس�تحق أن يك�ون‬

‫‪134‬‬
‫يف اإلدارة‪ ،‬وإذا نظرن�ا إىل األم�ر م�ن ناحي�ة تطوي�ر املؤسس�ة واإلب�داع فيه�ا‬
‫جيم�د عل�ى من�ط معين‬ ‫ف�إن الش�خص املؤس�س يف كثير م�ن األحي�ان م�ا ُ‬
‫م�ن األداء مم�ا يس�بب يف تقلي�ل اإلب�داع وتطوي�ر العم�ل‪ ،‬وبقائ�ه تقليدي�ا ال‬
‫جتدي�د في�ه‪ .‬والق�ول يف ذل�ك أن�ه طامل�ا أن الش�خص املؤس�س ق�ادر عل�ى‬
‫تطوي�ر األعم�ال واألف�كار واإلب�داع فلا مان�ع م�ن بقائ�ه‪ ،‬أم�ا إذا وص�ل‬
‫مرحل�ة ضم�ور اإلب�داع والتجدي�د فلا ب�د للش�خص األول وم�ن ب�اب احل�ب‬
‫للمؤسسس�ة أن يبح�ث ع�ن خم�رج هل�ذه القضي�ة‪ ،‬ب�أن يتنح�ى أو أن يعين‬
‫طاق�ات مبدع�ة أخ�رى تت�وىل قي�ادة املؤسس�ة‪ .‬ه�ذه مش�كلة حقيقي�ة تواج�ه‬
‫العدي�د م�ن املؤسس�ات غير الرحبي�ة وخصوص�ا غير املدعوم�ة م�ن جه�ات‬
‫حم�ددة والتي ‪-‬أي اجله�ة الداعمة‪-‬ق�د تتدخ�ل يف وق�ت م�ا إلح�داث التغيير‪.‬‬
‫كم�ا يتجل�ى البع�د اإلنس�اني بش�كل كبير يف مث�ل ه�ذا األم�ر م�ن ناحي�ة‬
‫التقدي�ر للش�خص القدي�م املؤس�س وخصوص�ا إذا م�ا تعل�ق مص�در رزق�ه‬
‫(وه�و األغل�ب) به�ذه املؤسس�ة فيصب�ح يف عملي�ة اإلعف�اء ح�رج كبير‪ ،‬وتأخ�ذ‬
‫بع�دا إنس�انيا‪ ،‬ال س�يماإذا مل يس�تجب الرج�ل املؤس�س إىل عملي�ة التجدي�د‬
‫واإلب�داع وتطوي�ر املؤسس�ة‪ .‬وه�ذا ال يعني ع�دم االس�تفادة م�ن ه�ذا الرج�ل‬
‫املؤس�س إذ إن�ه يصب�ح رم�زا للمؤسس�ة غير الرحبي�ة وأيقون�ة هل�ا مته�د ل�ه‬
‫الطري�ق ليلع�ب دورا آخ�ر مهم�ا غير دور املدي�ر املباش�ر‪.‬‬

‫الرتفيع من داخل املؤسسة أم التعيني من خارجها‬


‫يف بداي�ة املؤسس�ة‪/‬املنظمة غير الرحبي�ة‪ ،‬ع�ادة م�ا يق�وم الش�خص املؤس�س‬
‫وم�ن مع�ه بالتعيين�ات م�ن خلال املقابل�ة أو التزكي�ة أو املعرف�ة‪ .‬وهن�ا ق�د‬
‫يق�ف ح�ال املؤسس�ة عل�ى م�ا ه�و علي�ه م�ن حي�ث الع�دد‪ ،‬حبي�ث تتك�ون‬
‫املؤسس�ة م�ن الش�خص األول والفري�ق ال�ذي مت تعيين�ه وق�د ال يزي�دون‬
‫ع�ن ع�دد أصاب�ع الي�د الواح�دة‪ .‬وتس�تمر األم�ور عل�ى م�ا ه�ي علي�ه س�نني‬
‫طويل�ة دون زي�ادة يف ع�دد املوظفين‪ ،‬ويف أحس�ن األح�وال ي�زدادون بأعدل�د‬

‫‪135‬‬
‫يف عمق املؤسسات غير الربحية‬

‫حم�دودة ج�دا‪ .‬وه�ذا ح�ال العدي�د م�ن املؤسس�ات غير الرحبي�ة وخصوص�ا‬
‫اخلريي�ة منه�ا‪ .‬طبع�ا احلدي�ث هن�ا ع�ن املوظفين املفرغين كلي�ا أو جزئي�ا‬
‫ولي�س ع�ن ع�دد األنص�ار واملؤيدي�ن‪.‬‬
‫ف�إذا م�ا اضط�رت املؤسس�ة أن تس�تحدث موقع�ا م�ا‪ ،‬فع�ادة م�ا ي�وكل‬
‫ه�ذا املوق�ع إىل أح�د املوظفيين املوجودي�ن وذل�ك بغي�ة تقلي�ل املصاري�ف‬
‫اإلداري�ة وع�دم حتم�ل رات�ب جدي�د‪.‬‬

‫أم�ا يف املؤسس�ات‪/‬املنظمات التي تكبر ف�إن اس�تحداث موق�ع جدي�د جيعله�ا‬


‫أم�ام خياري�ن‪ :‬إم�ا الرتفي�ع م�ن داخ�ل املؤسس�ة ذاته�ا أو التعيين اخلارج�ي‬
‫لش�خص جدي�د‪ .‬مم�ا ال ش�ك في�ه أن الرتفي�ع م�ن داخ�ل املؤسس�ة ل�ه ع�دة‬
‫فوائ�د‪ :‬أوهل�ا أن الرؤي�ة واخلط�ة اإلستراتيجية تبق�ى واضح�ة ومعروف�ة‪،‬‬
‫الحتت�اج إىل تعل�م م�ن جدي�د‪ ،‬كم�ا أن املوظي�ف الداخل�ي عل�ى عل�م‬
‫بتفاصي�ل املؤسس�ة وال حيت�اج إىل فترة َتعّ�رف وموائم�ة وتدري�ب‪ ،‬إضاف�ة إىل‬
‫التوفير امل�ادي‪ ،‬م�ن حي�ث ع�دم اس�تحداث رات�ب جدي�د وعلاوات جدي�دة‬
‫فق�ط حيت�اج األم�ر إىل زي�ادة حم�دودة يف الرات�ب‪ .‬وم�ن أه�م املش�اكل التي‬
‫ق�د تواج�ه الرتفي�ع الداخل�ي ه�ي ترفي�ع الش�خص غير الكف�ؤ والقف�ز عم�ن‬
‫ه�و أكث�ر كف�اءة‪ .‬ويك�ون ه�ذا القف�ز نتيج�ة الرتي�اح املدي�ر أو املس�ئول‬
‫للش�خص األق�ل كف�اءة مم�ا خيل�ق مش�اكل بين املوظفين‪ .‬إال أن�ه ق�د ال‬
‫تتوف�ر اخلبرة املطلوب�ة يف املوجودي�ن مم�ا يتطل�ب األم�ر تعيين�ا م�ن خ�ارج‬
‫املؤسس�ة‪/‬املنظمة وبالتال�ي إدخ�ال عنص�ر جدي�د إىل املؤسس�ة‪ .‬ه�ذا التعيين‬
‫اخلارج�ي ل�ه فوائ�ده خصوص�ا إذا كان الش�خص املعين صاح�ب خبرة‬
‫وفاعلي�ة‪ ،‬كم�ا أن�ه يضي�ف معرف�ة جدي�دة إىل املؤسس�ة‪ .‬إال أن�ه يف املقاب�ل‬
‫هن�اك جمموع�ة م�ن الس�لبيات أوهل�ا ع�دم ضمان�ة أن العنص�ر اجلدي�د‬
‫س�يكون صاح�ب كف�اءة تنق�ل املؤسس�ة إىل مس�توى أفض�ل يف عمله�ا‪،‬‬
‫كم�ا أن�ه حيت�اج إىل م�دة م�ن الزم�ن للت�واؤم والتدري�ب وفه�م استراتيجية‬

‫‪136‬‬
‫املؤسس�ة وميزاته�ا التنافس�ية‪.‬‬
‫تداخل الصالحيات والسلطات‬
‫وه�ي مش�كلة حت�دث عندم�ا يك�ون ألكث�ر م�ن ش�خص يف نف�س املس�توى‬
‫التنظيم�ي صالحي�ة التدخ�ل والس�يطرة أو التحك�م يف موض�وع م�ا‪ ،‬مم�ا‬
‫يعي�ق ويؤخ�ر اخت�اذ الق�رارت ويرب�ك العاملين‪ .‬ذل�ك أن الق�رار يصب�ح‬
‫حمكوم�ا ألكث�ر م�ن ش�خص يف نف�س املس�توى التنظيم�ي‪ .‬ويفض�ي ذل�ك‬
‫أيض�ا إىل إهم�ال التعام�ل م�ع املس�احات املتداخل�ة واألعم�ال املشتركة‬
‫داخ�ل املؤسس�ة وذل�ك جتنب�ا هل�ذا التداخ�ل يف الصالحي�ات‪ .‬وبالتال�ي‬
‫إضع�اف فاعلي�ة املؤسس�ة وإضع�اف قدرته�ا عل�ى العم�ل أو التناف�س يف‬
‫الس�وق م�ع اآلخري�ن‪ .‬كم�ا يس�بب يف ب�روز ش�خصية البع�ض عل�ى البع�ض‬
‫اآلخ�ر بس�بب جرأته�م أو قدرته�م عل�ى رف�ع الص�وت وبالتال�ي تعزي�ز اهليمن�ة‬
‫وتغليبه�ا عل�ى املهني�ة‪.‬‬

‫جملس اإلدارة واملسئولية‬


‫ونقص�د ب�ه اجله�ة املس�ئولة ع�ن تس�يري أعم�ال املؤسس�ة غير الرحبي�ة‬
‫بغ�ض النظ�ر ع�ن بع�ض االختالف�ات يف املس�ميات م�ن منظم�ة ألخ�رى‪.‬‬
‫وه�ذه اجله�ة ه�ي ع�ادة اهليئ�ة التي تتك�ون م�ن أعض�اء يت�م انتخابه�م‬
‫بطريق�ة دميقراطي�ة م�ن اهليئ�ة العام�ة للمنظم�ة وممك�ن أن يت�م تعينه�م‬
‫م�ن اجله�ة املمول�ة أو املؤس�س للمؤسس�ة اخلريي�ة كم�ا ه�و احل�ال يف بع�ض‬
‫املؤسس�ات اخلريي�ة‪.‬‬

‫وتع�د ه�ذه اهليئ�ة (اجله�ة) الس�لطة التنفيذي�ة لتنفي�ذ سياس�ات وأه�داف‬


‫املنظم�ة‪ .‬وبالرغ�م م�ن اتس�ام كل منظم�ة بس�مات متيزه�ا ع�ن املنظم�ات‬
‫األخ�رى‪ ،‬إال أن مس�ؤوليات اهليئ�ات اإلداري�ة وتش�كيل أعضائه�ا تتش�ابه يف‬
‫خمتل�ف أن�واع املنظم�ات‪ ،‬وال يوج�د من�وذج موح�د مله�ام اهليئ�ة اإلداري�ة أو‬

‫‪137‬‬
‫يف عمق املؤسسات غير الربحية‬

‫تش�كيلها أو مه�ام أعضائه�ا‪ .‬وحت�ى تنج�ح اجله�ة املس�ئولة ع�ن إدارة املؤسس�ة‬
‫فلا ب�د أن تتوف�ر جمموع�ة م�ن العوام�ل كتوف�ر صف�ة القي�ادة ومهاراته�ا‬
‫ل�دى أعضائه�ا‪ ،‬وأن تك�ون خلفي�ات وخبرات أعضائه�ا متكامل�ة‪ ،‬ولديه�ا‬
‫توقع�ات وتص�ورات ممكن�ة التطبي�ق ح�ول حتسين أداء وأعم�ال املنظم�ة‪.‬‬
‫إضاف�ة إىل توف�ر تص�ور واض�ح ومشترك أله�داف املنظم�ة ولديه�م الت�زام‬
‫جت�اه تل�ك األه�داف‪ ،‬وأن يتمت�ع أعضاؤه�ا مبه�ارات متماي�زة وق�درات‬
‫عالي�ة‪ ،‬ولديه�ا قن�وات اتص�ال وعالق�ات عام�ة قوي�ة ومتش�عبة‪ ،‬والتعام�ل‬
‫بانفت�اح م�ع أي إش�كال يعترض عم�ل اهليئ�ة أو املنظم�ة‪ ،‬وتتاب�ع باس�تمرار‬
‫عم�ل املنظم�ة وتقي�م النتائ�ج بش�كل دوري‪ ،‬وأن يك�ون لديه�ا تواص�ل م�ع‬
‫إدارات املنظم�ة والعاملين فيه�ا (ريتش�ارد اجن�رام‪.)1998 ،‬‬
‫ويف املؤسس�ات الرحبي�ة هن�اك م�ن حياس�ب جمل�س اإلدارة‪ ،‬س�واء اجلمعي�ة‬
‫العمومي�ة أو أصح�اب رأس امل�ال‪ ،‬عل�ى األرب�اح أو اخلس�ائر وع�ن تق�دم املؤسس�ة‬
‫ووضعه�ا الس�وقي‪ .‬إال أن املؤسس�ات غير الرحبي�ة ال يوج�د م�ن حياس�ب جمل�س‬
‫االدارة بش�كل فعل�ي عل�ى أدائ�ه وتبق�ى احملاس�بة ذاتي�ة أكث�ر منه�ا مؤسس�ية‪.‬‬
‫لذل�ك عل�ى أعض�اء جمل�س اإلدارة أن يكون�وا مبادري�ن بدافعه�م الذات�ي‬
‫ويس�عوا إىل جل�ب امل�وارد املالي�ة وغريه�ا للمؤسس�ة غير الرحبي�ة‪ ،‬إضاف�ة إىل‬
‫جل�ب املش�اريع واألم�وال وتس�هبل مهماته�ا إىل غير ذل�ك‪ ،‬وكل ذل�ك بداف�ع‬
‫ذات�ي‪ .‬علم�ا ب�أن تن�وع جمل�س اإلدارة م�ن حي�ث التخص�ص أو العم�ر يس�هل‬
‫يف إجي�اد حل�ول للمش�اكل التي تواج�ه املؤسس�ة كم�ا أن�ه يغني اجملل�س‬
‫باألف�كار التطويري�ة‪ .‬ويفض�ل أن يض�م جمل�س اإلدارة عل�ى أش�خاص مؤثري�ن‬
‫يف اجملتم�ع‪ ،‬أو أصح�اب نف�وذ‪ ،‬أو تتوف�ر فيه�م مس�ات القي�ادة‪ ،‬أو تتوف�ر فيه�م‬
‫مس�ات الصلاح وحس�ن السيرة والس�ريرة إذ إن ذل�ك يعط�ي مسع�ة جي�دة‬
‫للمؤسس�ة غير الرحبي�ة ويدع�م موقفه�ا ويس�هل متويله�ا وجل�ب التربع�ات‬
‫هل�ا‪ .‬كم�ا أن�ه م�ن الض�روري أن يك�ون يف جمل�س اإلدارة ش�خص م�ن‬
‫املتخصصين يف جم�ال عم�ل املؤسس�ة ذاته�ا‪.‬‬

‫‪138‬‬
‫سالمة الوضع القانوني‬
‫ع�ادة م�ا يتص�رف القائم�ون عل�ى املؤسس�ات غير الرحبي�ة بن�وع م�ن الثق�ة‬
‫والطيب�ة وأن متتطلباته�م ستسير بيس�ر ويواف�ق عليه�ا م�ن قب�ل اجله�ات‬
‫املعني�ة ال س�يما الرمسي�ة منه�ا‪ ،‬ذل�ك ألن األه�داف التي تتعام�ل معه�ا‬
‫املؤسس�ات غريالرحبي�ة إنس�انية بطبعه�ا‪ ،‬وبالتال�ي يتوقع�ون م�ن اجلمي�ع‬
‫املوافق�ة عل�ى املتطلب�ات دون معارض�ة‪ .‬وهن�ا تب�دأ املش�اكل وخصوص�ا‬
‫احلص�ول عل�ى الرتاخي�ص الرمسي�ة حي�ث مل يع�د األم�ر س�هال كم�ا كان‬
‫يف الس�ابق‪ ،‬ب�ل في�ه الكثير م�ن املعوق�ات‪ ،‬ل�ذا ننص�ح كل م�ن يرغ�ب يف‬
‫تش�كيل مؤسس�ة غير رحبي�ة أن حيص�ل عل�ى الرتخي�ص الرمس�ي أوال قب�ل‬
‫الب�دء ب�أي عم�ل‪ .‬وتق�ع بع�ض املؤسس�ات يف ه�ذه املش�كلة فيب�دؤوا العم�ل‬
‫دون أخ�ذ املوافق�ات النهائي�ة ظن�ا منه�م أن األم�ور ستسير بس�هولة ويس�ر‪.‬‬
‫ولك�ن األم�ر لي�س كذل�ك إذ تعق�دت األم�ور كثيرا بع�د أح�داث س�بتمرب‬
‫خصوص�ا م�ا يتعل�ق باألعم�ال اخلريي�ة مم�ا ترتت�ب علي�ه إج�راءات طويل�ة‬
‫وق�د تك�ون معق�دة إىل ح�د أنه�ا أضح�ت ش�به مس�تحيلة يف بع�ض ال�دول‬
‫العربي�ة واإلسلامية‪.‬‬

‫سالمة العاملني وأمنهم‬


‫تعم�ل العدي�د م�ن مؤسس�ات العم�ل اخليري يف مناط�ق نائي�ة أو‬
‫مناط�ق نزاع�ات وحت�ى مناط�ق اش�تباكات مس�لحة‪ .‬وق�د تع�رض العدي�د‬
‫م�ن العاملين ألخط�ار حقيقي�ة كاالختط�اف أواإلعتق�ال أوالقت�ل وغير‬
‫ذل�ك م�ن مش�اكل معتبرة‪ .‬وه�ذا حيت�م عل�ى املؤسس�ة اخت�اذ التدابير‬
‫الالزم�ة م�ن أج�ل سلامة وأم�ن العاملين لديه�ا‪ .‬وه�ذا يتطل�ب إج�راءات‬
‫وقائي�ة يف التنق�ل ويف أثن�اء تنفي�ذ امله�ام اإلنس�انية‪ .‬وتب�دأ ه�ذه اإلج�راءات‬
‫عل�ى س�بيل املث�ال ال احلص�ر م�ن ارت�داء املالب�س الواقي�ة‪ ،‬وتوفير وس�ائل‬
‫التواص�ل واالتص�ال‪ ،‬وتأمين أماك�ن العم�ل‪ ،‬وتوفير احلماي�ة إن ل�زم األم�ر‪،‬‬

‫‪139‬‬
‫يف عمق املؤسسات غير الربحية‬

‫والتنس�يق املس�بق م�ع اجله�ات املعني�ة‪ .‬كم�ا ينبغ�ي اخت�اذ إج�راءات‬


‫السلامة اجلس�دية والصحي�ة عن�د تفري�غ احلم�والت واإلقام�ة يف األماك�ن‬
‫املوب�وءة واالختلاط باملرض�ى وم�ا ش�ابه ذل�ك‪ .‬وينبغ�ي للمؤسس�ات العامل�ة‬
‫يف مث�ل ه�ذه البيئ�ات م�ن عم�ل كتي�ب واض�ح جلمي�ع إج�راءات السلامة‬
‫والوقاي�ة املطلوب�ة عن�د تنفي�ذ األنش�طة يف مث�ل ه�ذه املناط�ق‪ .‬ويت�م‬
‫التتمي�م والتأك�د م�ن تطبي�ق ه�ذه اإلج�راءات عل�ى كل ش�خص يعم�ل يف‬
‫مث�ل ه�ذه املناط�ق احلرج�ة‪.‬‬

‫الرقابة والتقييم للمؤسسة‬


‫تع�د عملي�ة تقيي�م املؤسس�ة وأعماهل�ا م�ن األعم�ال اهلام�ة واحليوي�ة يف‬
‫املؤسس�ات احليوي�ة التي تنش�د التق�دم والتط�ور والتمي�ز يف أعماهل�ا‪ .‬حي�ث‬
‫إن الوص�ول إىل األه�داف العلي�ا عملي�ة تس�تغرق وقت�ا وجه�دا كبريي�ن‬
‫مم�ا يس�توجب تطبي�ق أحس�ن وأفض�ل األس�اليب اإلداري�ة س�واء يف التنفي�ذ‬
‫أو يف املراقب�ة والتقيي�م‪ .‬ومل�ا كان�ت العملي�ة اإلداري�ة املتكامل�ة تتضم�ن‬
‫التخطي�ط لألعم�ال والتنظي�م اإلداري اجلي�د‪ ،‬فإنه�ا تقتض�ي أيض�ا املراقب�ة‬
‫والتقيي�م م�ن أج�ل التأك�د م�ن أن األم�ور تسير كم�ا خط�ط هل�ا ولدع�م‬
‫اإلدارة العلي�ا واإلدارات العامل�ة يف حتدي�د وضعه�ا التنفي�ذي عل�ى األرض‪.‬‬

‫إن الرقاب�ة ه�ي جمموع�ة م�ن اإلج�راءات واألدوات ووس�ائل التغذي�ة‬


‫الراجع�ة التي يت�م فيه�ا تقيي�م العم�ل ملعرف�ة م�دى تتطابق�ه م�ع م�ا‬
‫خط�ط ل�ه وبالتال�ي م�دى توافق�ه م�ع اخلط�ة اإلستراتيجية للمؤسس�ة‪،‬‬
‫وأيض�ا م�دى الكف�اءة والنوعي�ة يف التنفي�ذ‪ .‬إضاف�ة إىل معرف�ة م�دى درج�ة‬
‫اإلب�داع يف معاجل�ة الواق�ع‪ .‬والرقاب�ة والتقيي�م عملي�ة ال تنج�ح إال بتع�اون‬
‫مجي�ع األط�راف يف املؤسس�ة ابت�داء م�ن‪:‬‬

‫‪140‬‬
‫> اإلدارة العليا من خالل دعمها وتبنيها واالستفادة من نتائج‬
‫التقييم‬
‫> اإلدارات واألقسام املعنية من خالل التجاوب يف رفد املعلومات‬
‫الدقيقة املطلوبة ضمن املدد الزمنية احملددة ومن خالل‬
‫االستفادة من نتائج التقييم للتصحيح وتطوير أعماهلا وأدائها‬
‫> اجلهة القائمة على االرقابة والتقييم من خالل توفري‬
‫االستبيانات الواضحة ومعايري التقييم وعلمية التقييم وتوصيل‬
‫النتائج للجهة املسئولة‪.‬‬

‫الفوائد املرجوة من التقييم‬


‫لعملي�ة الرقاب�ة والتقيي�م إذا م�ا مت�ت بالش�كل الصحي�ح والقائ�م عل�ى‬
‫تع�اون مجي�ع املعنيين فوائ�د كبيرة تع�ود عل�ى مجي�ع املس�تويات‪ .‬فعل�ى‬
‫مس�توى اإلدارة العلي�ا تتحق�ق جمموع�ة م�ن الفوائ�د نذك�ر منه�ا عل�ى‬
‫س�بيل الذك�ر ال احلص�ر‪:‬‬
‫> االطمئنان على سري اخلطة اإلسرتاتيجية‬
‫> معرفة كفاءة العمل على األرض وبالتالي مدى االقرتاب من‬
‫األهداف املنشودة‬
‫> تعديل املسار اإلسرتاتيجي إذا لزم األمر‬
‫> استيعاب فرص جديدة‬
‫> القدرة على تقدير القدرة واإلمكانيات على التعامل مع‬
‫التحديات الكبرية‬
‫> تناسق اإلدارات املختلفة مع بعضها‬
‫> تناغم اإلدارات املختلفة مع األداء اإلسرتاتيجي العام‬
‫> تعزيز استخدام الوسائل املتقدمة واملهنية يف توجيه وقيادة‬
‫األعمال‬

‫‪141‬‬
‫يف عمق املؤسسات غير الربحية‬

‫وتتحق�ق جمموع�ة م�ن الفوائ�د عل�ى مس�توى األقس�ام ومنه�ا عل�ى‬


‫س�بيل الذك�ر ال احلص�ر‪:‬‬

‫> التعرف املبكر على اخللل قبل استفحاله‪.‬‬


‫> االنتباه إىل أمور وقضايا قد تضيع أثناء الزحام التنفيذي‪.‬‬
‫> لفت االنتباه إىل أبعاد أخرى يف العمل مل نكن منتبهني إليها‪.‬‬
‫> التعاون يف معرفة الكفاءة من خالل تطبيق املعايري‪.‬‬
‫> معرفة الفاعلية يف حتقيق األهداف‪.‬‬
‫> املساعدة يف استثمار املوارد البشرية وتشغيلها مبا يضمن‬
‫الكفاءة‬
‫> املساعدة يف التعرف على نقاط الضعف يف اهليكلية والعملية‬
‫اإلدارية‬
‫> املساعدة يف تطوير وحتسني األداء من خالل االستفادة من‬
‫نتائج التقييم‬
‫> قياس مدى التأثر حتت ضغط الواقع ومدى االلتزام أو‬
‫االبتعاد عن اخلط اإلسرتاتيجي‬

‫طرائق العمل‬
‫لتحقي�ق الفائ�دة املرج�وة‪ ،‬ف�إن اجله�ة املعني�ة بالتقيي�م تق�وم بعم�ل‬
‫جمموع�ة م�ن اإلج�راءات إلجن�اح عملي�ة الرقاب�ة والتقيي�م منه�ا‪:‬‬

‫> تصميم االستبانات املطلوبة بطريقة علمية ودقيقة‪.‬‬


‫> وضع املعايري لقياس األداء‪.‬‬
‫> عمل اللقاءات مع املعنيني لشرح االستبانات واملعايري‪.‬‬
‫> دراسة وحتليل وتقييم الوارد إليها من تقارير‪.‬‬

‫‪142‬‬
‫> رفع التوصيات للجهة املعنية أوال ومتابعتها يف تنفيذ اإلجراءات‬
‫التصحيحية ثانيا‬
‫> حذف املالحظات اليت متت معاجلتها ضمن املدد الزمنية‬
‫املتفق عليها‬
‫> رفع تقارير للجهات العليا عن نتائج الرقابة والتقييم بعد‬
‫تنفيذ اإلجراءات التصحيحية‬
‫> مجيع النتائج ال يتم تداوهلا وال نشرها إال مع اجلهة املعنية‬
‫واجلهات العليا املعنية‬

‫دورية التقييم‬
‫بالرغ�م م�ن أهمي�ة التقيي�م إال أن دورة التقيي�م جي�ب أن تك�ون واقعي�ة‬
‫حبي�ث ال تك�ون متباع�دة فتفق�د قيمته�ا وال متقارب�ة حبي�ث تصب�ح مزعج�ة‬
‫وممل�ة‪ .‬ولع�ل م�ن املناس�ب أن تت�م عملي�ة التقيي�م للمؤسس�ات غير الرحبي�ة‬
‫املس�تقرة كل أربع�ة أش�هر مبع�دل ثلاث م�رات يف الس�نة‪ .‬عل�ى أن تق�دم كل‬
‫إدارة أو قس�م املطل�وب من�ه قب�ل موع�د التقيي�م بأس�بوعني‪ .‬وق�د حتت�اج‬
‫بع�ض املؤسس�ات إىل تقيي�م كل ثالث�ة أش�هر‪ ،‬أي مبع�دل أرب�ع م�رات يف‬
‫الع�ام‪ .‬عل�ى أال تزي�د م�رات التقيي�م ع�ن ذل�ك‪.‬‬

‫إذ إن التقيي�م أرب�ع م�رات يف الس�نة كاف لتحقي�ق املقاص�د م�ن التقيي�م‪.‬‬
‫أم�ا إذا كان�ت املؤسس�ة‪ /‬املنظم�ة غير الرحبي�ة يف بداي�ة التأس�يس‪ ،‬فق�د‬
‫حتت�اج إىل تقيي�م دوري أكث�ر كثاف�ة ق�د تص�ل يف البداي�ات إىل مرتين يف‬
‫الش�هر‪ .‬وكلم�ا اس�تقرت املؤسس�ة كلم�ا قل�ت احلاج�ة إىل الدوري�ة املتقارب�ة‬
‫للتقيي�م فتصب�ح احلاج�ة م�رة يف الش�هر‪ ،‬ث�م م�رة يف الش�هرين إىل أن تص�ل‬
‫إىل ثلاث م�رات يف الس�نة يف حال�ة االس�تقرار‪.‬‬

‫‪143‬‬
‫يف عمق املؤسسات غير الربحية‬

‫واملقص�ود هن�ا يف التقيي�م ه�و التقيي�م الع�ام املؤسس�ي‪ ،‬أم�ا جمل�س‬


‫اإلدارة فإن�ه يتاب�ع ويقي�م أعم�ال املؤسس�ة أس�بوعيا أو كل إس�بوعني م�ن‬
‫خلال لقاءات�ه الدوري�ة‪.‬‬

‫توصية‬
‫إن جه�ة الرقاب�ة إذ تق�وم به�ذه املهم�ة احلساس�ة والدقيق�ة فإنه�ا تتوق�ع‬
‫م�ن اجلمي�ع التع�اون وإيص�ال املعلوم�ات املطلوب�ة يف األوق�ات احمل�ددة‪ ،‬ل�ذا‬
‫ف�إن اللجن�ة ال ته�دف إطالق�ا إىل كش�ف العي�وب فق�ط ولك�ن إىل التع�رف‬
‫عل�ى مواط�ن اخلل�ل والتوصي�ة بتصحيحه�ا وذل�ك كل�ه م�ن أج�ل‬
‫املصلح�ة العام�ة يف إجن�اح مسيرة املؤسس�ة غير الرحبي�ة‪ .‬كم�ا يتوج�ب‬
‫عل�ى اجله�ة املعني�ة بالرقاب�ة والتقيي�م أن تعم�ل ب�كل تع�اون م�ع مجي�ع‬
‫اإلدارات واألقس�ام ومجي�ع العاملين املعنيين‪ .‬وعل�ى جه�ة التقيي�م واملتابع�ة‬
‫أن تتحل�ى باملرون�ة للتعام�ل م�ع اجلمي�ع ضم�ن ح�دود املهني�ة واملس�ئولية‬
‫لتحقي�ق األه�داف العلي�ا يف ضب�ط وتصحي�ح مسيرة املؤسس�ة‪.‬‬

‫ويف احلقيق�ة ف�إن تطبي�ق مب�دأ الرقاب�ة والتقيي�م يعك�س مهني�ة عالي�ة‬
‫م�ن قب�ل اجله�ات واألف�راد املعنيين‪ ،‬ويعك�س م�دى حتم�ل املس�ئولية ع�ن‬
‫األعم�ال والتكالي�ف‪ ،‬ويعك�س م�دى احل�رص عل�ى حس�ن سير املؤسس�ة‬
‫لتحقي�ق م�ا يرجت�ى منه�ا م�ن أه�داف نبيل�ة‪.‬‬

‫الصرف الداخلي على اإلدارة والتطوير‬


‫إن ه�دف املؤسس�ة غير الرحبي�ة ه�و تنفي�ذ برام�ج ومش�اريع متعلق�ة‬
‫بتخصصه�ا (خيري – قانون�ي – إنس�اني – اجتماع�ي‪...‬اخل) ودائم�ا م�ا تبرز‬
‫مش�كلة تتعل�ق جبان�ب الص�رف عل�ى أم�ور مت�س التخص�ص بطريق�ة غير‬
‫مباش�رة كالص�رف عل�ى التدري�ب والتطوي�ر‪ ،‬أو الص�رف عل�ى محلات‬

‫‪144‬‬
‫التس�ويق‪ ،‬أو الص�رف عل�ى االستش�ارات وغير ذل�ك م�ن بن�ود الص�رف غير‬
‫املرتبط�ة بالتخص�ص مباش�رة‪ .‬فم�ن ناحي�ة التطوي�ر‪ ،‬تعتبر ه�ذه البن�ود‬
‫مهم�ة ج�دا س�واء لتطوي�ر األداء أو جلل�ب امل�وارد املالي�ة‪ ،‬كم�ا يف حال�ة‬
‫محلات التس�ويق‪.‬‬

‫ولك�ن م�ن ناحي�ة أخ�رى يق�ع املس�ؤلون حت�ت ضغ�ط الش�عور باملس�ئولية‬
‫وض�رورة ص�رف األم�وال عل�ى مس�تحقيها مباش�رة‪ ،‬إضاف�ة إىل الش�عور بتأني�ب‬
‫الضمير إذا م�ا مت الص�رف عل�ى غير املس�تحقني وخصوص�ا يف املؤسس�ات‬
‫اخلريي�ة‪ ،‬مم�ا جيع�ل الص�رف عل�ى اجلوان�ب املس�اندة غير مرغ�وب في�ه‬
‫ويتخ�وف من�ه وحيس�ب ل�ه احلس�اب عن�د التقيي�م واحملاس�بة‪.‬‬

‫كم�ا ق�د تبرز ه�ذه املش�كلة عن�د إجي�اد قس�م جدي�د م�ن األقس�ام‬
‫املس�اندة كقس�م املعلوماتي�ة أو قس�م الصيان�ة أو قس�م التدري�ب والتأهي�ل‬
‫أو قس�م التس�ويق أو قس�م السلامة واألم�ن‪ .‬إذ إن اإلدارة ق�د ترت�اح لتأس�يس‬
‫قس�م متعل�ق بتنفي�ذ األعم�ال املباش�رة ع�ن تأس�يس قس�م مس�اند‪ .‬علم�ا‬
‫ب�أن املؤسس�ة غير الرحبي�ة كأي مؤسس�ة رحبي�ة جي�ب أن يك�ون فيه�ا‬
‫النوعين م�ن األقس�ام‪ :‬األقس�ام املباش�رة للعم�ل‪ ،‬واألقس�ام املس�اندة‪ .‬وكل‬
‫منهم�ا ي�ؤدي دوره‪ ،‬وب�دون ال�دور التكامل�ي والتعاون�ي والتنس�يقي بينهم�ا‬
‫ف�إن املؤسس�ة س�تتعطل ويتباط�ؤ العم�ل فيه�ا وتق�ل فاعليته�ا وكفاءته�ا‪.‬‬

‫‪145‬‬
146
‫الباب الرابع‪:‬‬
‫مؤسسات املجتمع‬
‫املدني والديبلوماسية‬
‫الشعبية‬

‫‪147‬‬
‫مؤسسات املجتمع املدني والديبلوماسية الشعبية‬

‫الباب الرابع‪:‬‬
‫مؤسسات املجتمع املدني والديبلوماسية الشعبية‬

‫مؤسسات املجتمع املدني واحلكومات احمللية‬


‫املؤسس�ات أو املنظم�ات غير الرحبي�ة بطبيعته�ا تتعام�ل م�ع قضاي�ا ذات‬
‫طاب�ع إنس�اني س�واء كان إجتماعي�ا‪ ،‬أو خريي�ا‪ ،‬أو حقوقي�ا أو غير ذل�ك‪.‬‬
‫وبالتال�ي تع�رض خدماته�ا عل�ى احملتاجين هل�ذه اخلدم�ات ب�دون تفرق�ة‬
‫لدي�ن أو فئ�ة أو ع�رق‪ .‬صحي�ح أن املوق�ع اجلغ�رايف للمؤسس�ة غير الرحبي�ة‬
‫ق�د يوج�ه املنفع�ة منه�ا لفئ�ة معين�ة أو طائف�ة معين�ة‪ ،‬لك�ن بعم�وم األم�ر‬
‫األص�ل أن�ه ال متيي�ز يف تقدي�م اخلدم�ات‪.‬‬

‫لك�ن املش�كلة التي ب�دأت تطف�و عل�ى الس�طح يف الس�نوات األخيرة ه�ي‬
‫اته�ام ه�ذه املؤسس�ات غير الرحبي�ة أو غير احلكومي�ة بأنه�ا مسيس�ة‪ .‬وب�دأت‬
‫ه�ذه املش�كلة يف الظه�ور عندم�ا ب�دأت خدم�ات ه�ذه املؤسس�ات تؤث�ر عل�ى‬
‫الس�لطات احلاكم�ة يف مناط�ق عمله�ا‪ ،‬وب�دأت الس�لطات أو احلكوم�ات‬
‫احمللي�ة تتضاي�ق م�ن أدائه�ا‪ .‬لق�د اس�تطاعت ه�ذه املؤسس�ات يف كثير م�ن‬
‫األح�وال أن توص�ل اخلدم�ات بطريق�ة أس�رع وبوق�ت وجي�ز إىل احملتاجين‬
‫بينم�ا كان�ت تتأخ�ر املس�اعدات احلكومي�ة‪ .‬كم�ا اس�تطاعت ه�ذه املؤسس�ات‬
‫أن تق�دم اخلدم�ات بش�كل أوس�ع وتص�ل إىل قطاع�ات عدي�دة م�ن الش�عب‬
‫مم�ا جع�ل هل�ا مسع�ة طيب�ة عن�د اجلمه�ور‪ .‬كم�ا أن بع�ض ه�ذه املؤسس�ات‬
‫غير الرحبي�ة س�اهم يف كش�ف ظل�م أو تعس�ف أوقم�ع م�ن قب�ل الس�لطات‬
‫وخصوص�ا املؤسس�ات القانوني�ة واحلقوقي�ة‪ .‬كل ذل�ك و ّل�د ن�وع م�ن‬
‫التم�اس واالحت�كاك ب�ل أحيان�ا ن�وع م�ن التح�دي للس�لطات أو احلكوم�ات‬
‫احمللي�ة‪ .‬إضاف�ة إىل أن بع�ض اجلمعي�ات أو املؤسس�ات غير الرحبي�ة ق�د تك�ون‬

‫‪148‬‬
‫مدعوم�ة باألص�ل م�ن أح�زاب ديني�ة أو جتمع�ات ش�عبية أو منظم�ات عاملي�ة‬
‫تعم�ل بنف�س التخص�ص‪ ،‬س�واء كان ه�ذا الدع�م فني�ا م�ن حي�ث التأهي�ل‬
‫والتطوي�ر أو معاون�ة جبم�ع امل�ال أو تقدي�م امل�وارد البش�رية هل�ا‪.‬‬

‫وبالتال�ي أصب�ح هن�اك ن�وع م�ن العالق�ة التنافس�ية‪ ،‬وه�ذا ق�د ينت�ج عن�ه‬
‫خالف�ا سياس�يا أواختالف�ا يف الرؤي�ة اجملتمعي�ة واإلقتصادي�ة‪ ،‬وق�د ينت�ج عن�ه‬
‫تناف�س عل�ى مص�ادر التموي�ل (املرك�ز الفلس�طيين‪.)2011 ،‬‬

‫يف حقيق�ة األم�ر إن كثيرا م�ن املؤسس�ات غير الرحبي�ة مت إغالقه�ا م�ن‬
‫قب�ل الس�لطات احمللي�ة هل�ذه األس�باب‪ ،‬مم�ا أدى إىل وق�ف االنتف�اع منه�ا‬
‫وتعطي�ل خدماته�ا وانقطاعه�ا ع�ن ع�دد كبير م�ن احملتاجين واملنتفعين‬
‫م�ن خدماته�ا‪ ،‬مم�ا يعني الدخ�ول يف حال�ة م�ن الص�راع احلقيق�ي بين ه�ذه‬
‫املؤسس�ات وبين احلكوم�ة‪.‬‬

‫إن كثيرا م�ن احلكوم�ات والس�لطات احمللي�ة ال تري�د جملموع�ة م�ا أو تي�ار‬
‫م�ا أن يس�تفيد م�ن النتائ�ج اإلجيابي�ة هل�ذه املؤسس�ات وخصوص�ا التعاط�ف‬
‫الش�عيب م�ع العاملين يف ه�ذه املؤسس�ات أو م�ع التي�ار السياس�ي أو الديني‬
‫ال�ذي يدع�م ه�ذه املؤسس�ات أو كش�ف املخالف�ات القانوني�ة واحلقوقي�ة‬
‫للحكوم�ات أم�ام اجملتم�ع الدول�ي‪.‬‬

‫مم�ا ال ش�ك في�ه‪ ،‬أن�ه يف املقاب�ل هن�اك تقاطع�ات إجيابي�ة بين‬


‫احلكوم�ات احمللي�ة واملؤسس�ات غير احلكومي�ة يف العدي�د م�ن القضاي�ا مث�ل‬
‫حق�وق الطف�ل واجلمعي�ات اخلريي�ة وإعان�ة األس�ر احملتاج�ة وقضاي�ا البيئ�ة‬
‫وحمارب�ة الفق�ر وتقلي�ل ح�وادث امل�رور والعناي�ة بالش�باب إىل كل مث�ل ه�ذه‬
‫اجمل�االت التي تش�ارك فيه�ا املؤسس�ات غير احلكومي�ة اهل�م والقل�ق الع�ام‬

‫‪149‬‬
‫مؤسسات املجتمع املدني والديبلوماسية الشعبية‬

‫م�ع احلكوم�ة احمللي�ة‪ .‬ب�ل إن هن�اك تقاطع�ا حمم�ودا وخصوص�ا يف جم�االت‬


‫العم�ل اخليري إذ أن العدي�د م�ن ال�دول اإلسلامية لديه�ا فائ�ض م�ن‬
‫امل�ال لصرف�ه يف اجمل�االت اإلغاثي�ة واخلريي�ة ويك�ون ص�رف ه�ذه األم�وال‬
‫م�ن خلال اجلمعي�ات اخلريي�ة غير احلكومي�ة لتفعيله�ا م�ن ناحي�ة‪ ،‬وم�ن‬
‫ناحي�ة أخ�رى لس�رعة التوصي�ل للمحتاجين نظ�را ملرون�ة وس�هولة حت�رك‬
‫املؤسس�ات اخلريي�ة مقارن�ة باالج�راءات احلكومي�ة الطويل�ة‪.‬‬

‫ولع�ل الص�ورة اإلجيابي�ة أن تك�ون هن�اك يف الغال�ب عالق�ة تكام�ل‬


‫وش�راكة بين الدول�ة واملؤسس�ات غير احلكومي�ة‪ ،‬وه�ذا ه�و الوض�ع‬
‫الطبيع�ي يف ال�دول الدميقراطي�ة‪ ،‬ذل�ك أن ه�ذه املؤسس�ات تق�وم ب�األدوار‬
‫التي ال تس�تطيع الدول�ة القي�ام به�ا‪ ،‬أو تق�وم بأنش�طة مكمل�ة لنش�اطات‬
‫الدو ل�ة‪.‬‬

‫وم�ن أج�ل تعزي�ز مفاهي�م الدميقراطي�ة‪ ،‬واحلق�وق املدني�ة وحتقي�ق روح‬


‫التع�اون بين املؤسس�ات غير احلكومي�ة واحلكوم�ات فهن�اك العدي�د م�ن‬
‫أط�ر التع�اون منه�ا عل�ى س�بيل املث�ال (املرك�ز الفلس�طيين‪:)2011 ،‬‬

‫> املش�اركة م�ع الس�لطات التنفيذي�ة والتش�ريعية يف مناقش�ة‬


‫وت�داول القضاي�ا اهلام�ة‪ ،‬وخاص�ة يف صياغ�ة القوانين وتعديله�ا‪،‬‬
‫وكذل�ك يف اخت�اذ الق�رارات اإلستراتيجية‪.‬‬

‫> إع�داد الدراس�ات واألحب�اث ح�ول القضاي�ا واملش�اكل اجملتمعي�ة‬


‫كالفق�ر والبطال�ة‪ ،‬وقضاي�ا امل�رأة والطف�ل‪ ،‬واقتراح احلل�ول‬
‫ومناقش�تها م�ع الس�لطات التنفيذي�ة والتش�ريعية‪.‬‬

‫العم�ل م�ع الس�لطات م�ن خلال ضم�ان احلق�وق واحلري�ات‬ ‫>‬

‫‪150‬‬
‫واحل�د م�ن االنته�اكات ومعاقب�ة القائمين عليه�ا‪.‬‬
‫> املس�اهمة الفاعل�ة‪ ،‬م�ع الس�لطات ومؤسس�ات العم�ل املدن�ي‬
‫املختلف�ة واخلاص�ة‪ ،‬م�ن أج�ل تعزي�ز س�يادة القان�ون وممارس�ته حبري�ة‬
‫وش�فافية وخض�وع القائمين علي�ة للمس�اءلة‪.‬‬
‫> املس�اهمة م�ع الس�لطات يف ح�ل املش�اكل والصعوب�ات الداخلي�ة‬
‫م�ن خلال محلات التوعي�ة املس�تمرة‪.‬‬

‫> توفير املعلوم�ات املتاح�ة ل�دى ه�ذه املؤسس�ات ملتخ�ذي الق�رار‬


‫واملش�رعني يف الس�لطة‪ ،‬ذل�ك أن م�ا ميك�ن أن تص�ل ل�ه ه�ذه املؤسس�ات‬
‫م�ن معلوم�ات أكبر بكثير مم�ا ميك�ن أن تص�ل ل�ه املؤسس�ة الرمسي�ة‪.‬‬

‫ولك�ن س�رعان م�ا يب�دأ االحت�كاك الس�ليب عندم�ا يب�دأ اخل�وض يف‬
‫القضاي�ا احلقوقي�ة واإلنس�انية وخصوص�ا إن العدي�د م�ن احلكوم�ات احمللي�ة‬
‫يف الع�امل اإلسلامي تعان�ي م�ن فج�وات كثيرة يف ه�ذه اجمل�االت ألس�باب‬
‫خمتلف�ة ومتع�ددة‪ .‬وس�رعان م�ا يب�دأ االحت�كاك إذا م�ا كان القائم�ون‬
‫عل�ى ه�ذه املؤسس�ة م�ن خلفي�ة سياس�ية أو ديني�ة مناهض�ة إىل ح�د م�ا‬
‫للحكوم�ة احمللي�ة وعنده�ا تنظ�ر احلكوم�ة احمللي�ة إىل املؤسس�ة غير‬
‫الرحبي�ة (وإن كان�ت يف جم�االت العم�ل اخليري البح�ت) وكأنه�ا مناف�س‬
‫هل�ا وتس�تقطب الش�ارع حن�و التي�ار السياس�ي أو الديني للقائمين عل�ى ه�ذه‬
‫املؤسس�ة‪ ،‬فتب�دأ محلات إغلاق ه�ذه املؤسس�ات‪ ،‬وكي�ل الته�م بالعمال�ة‬
‫جله�ات خارجي�ة ويتط�ور األم�ر إىل االحتج�از أو االعتق�ال‪ ،‬وأحيان�ا كثيرة‬
‫تنته�ي باحملاكم�ات والس�جن‪.‬‬

‫وهن�ا يبرز س�ؤال يف غاي�ة األهمي�ة وه�و‪ :‬ه�ل املؤسس�ات غير الرحبي�ة‬
‫مرتبط�ة بأجن�دات خارجي�ة كم�ا تدع�ي بع�ض احلكوم�ات؟‬
‫ولإلجاب�ة ع�ن ه�ذا الس�ؤال احل�رج والصري�ح فالب�د أن تك�ون املقارب�ة‬

‫‪151‬‬
‫مؤسسات املجتمع املدني والديبلوماسية الشعبية‬

‫علمي�ة ودقيق�ة وواقعي�ة‪ ،‬ث�م يتب�ع ذل�ك حتليلا دقيق�ا حيل�ل األم�ور إىل‬
‫عوامله�ا احلقيقي�ة حت�ى نص�ل إىل إجاب�ة واقعي�ة دقيق�ة‪.‬‬

‫يف البداي�ة‪ ،‬وإضاف�ة إىل الس�ؤال الس�ابق س�نطرح جمموع�ة م�ن األس�ئلة‬
‫التي ع�ادة م�ا ت�دور يف الذه�ن أيض�ا وس�تكون اإلجاب�ة عليه�ا إم�ا مباش�رة‬
‫أو م�ن خلال الس�ياق‪:‬‬

‫> هل هناك دول خارجية ممكن أن تؤسس منظمات غري حكومية ليتم‬
‫االستفادة منها خلدمة أجندات هذه الدول؟ وكيف يتم ذلك؟‬
‫> هل هناك دول متول مؤسسات غري رحبية؟ ومل متوهلا؟‬
‫> متى يكون التمويل الدولي منبوذا؟‬
‫> هل كل املنظمات واملؤسسات غري الرحبية مرتبطة بأجندات خارجية؟‬
‫> كيف منيز بني املنظمات اليت تنفذ أجندة خارجية وبني األصيلة‬
‫منها؟‬

‫شبكات الدميقراطية‬
‫تع� ّرف مؤسس�ة ران�د نفس�ها عل�ى أنه�ا مؤسس�ة حبثي�ة تط�ور وتق�دم‬
‫حل�وال للمش�اكل والتحدي�ات السياس�ية لتس�اعد يف جع�ل اجملتمع�ات‬
‫تعي�ش بسلام وأم�ان وعافي�ة وازده�ار‪ ،‬وتعتبر نفس�ها مؤسس�ة غير رحبي�ة‬
‫وغير منح�ازة وملتزم�ة باملصلح�ة العام�ة‪ .‬وتعتبر تقاريره�ا وتقديراته�ا‬
‫وحلوهل�ا معتبرة وذات أهمي�ة كبيرة ل�دى احلكوم�ات األمريكي�ة املتعاقب�ة‪.‬‬
‫وق�د أُسس�ت ه�ذه املؤسس�ة يف األربعين�ات م�ن الق�رن املاض�ي خلدم�ة‬
‫املص�احل العس�كرية األمريكي�ة‪ .‬وق�د قدم�ت مؤسس�ة ران�د تقري�را حتليلي�ا‬
‫ع�ام ‪ 2007‬يه�م الع�امل اإلسلامي بعن�وان بن�اء ش�بكات إسلامية معتدل�ة‬
‫(‪ )Building Moderate Muslim Networks‬ونش�رته عل�ى موقعه�ا‬
‫اإللكرتون�ي وقدم�ت مؤسس�ة طاب�ا ترمج�ة مللخص�ة (طاب�ا‪ .)2007 ،‬ويف‬

‫‪152‬‬
‫ه�ذا التقري�ر قدم�ت مؤسس�ة ران�د جمموع�ة م�ن التوصي�ات بدع�م التي�ارات‬
‫املعتدل�ة يف اجملتمع�ات واجلالي�ات املس�لمة وجن�د أن م�ن أه�م ال�دروس التي‬
‫يذكره�ا التقري�ر يف فترة احل�رب الب�اردة م�ع اإلحت�اد الس�وفييت ه�ي بن�اء‬
‫ش�بكات دميقراطي�ة س�اهمت يف جن�اح سياس�ة االحت�واء كإح�دى أه�داف‬
‫اإلستراتيجية األمريكي�ة يف مناط�ق نف�وذ اإلحت�اد الس�وفييت الس�ابق‪.‬‬
‫وتعتبر الدراس�ة أن الليرباليين واملعتدلين يف الع�امل االسلامي ال ميلك�ون‬
‫الوس�ائل التنظيمي�ة التي متكنه�م م�ن مواجه�ة الراديكليين بأس�لوب‬
‫فع�ال‪ .‬ل�ذا ف�إن مؤسس�ة ران�د تعتق�د أن تش�كيل ش�بكات معتدل�ة س�يمنح‬
‫الليرباليين يف الع�امل اإلسلامي منبرا لتوصي�ل أفكاره�م وحيميه�م لي�س‬
‫فق�ط م�ن اجلماع�ات الراديكالي�ة ب�ل م�ن حكوماته�م أيض�ا‪ .‬إذ تق�وم ه�ذه‬
‫احلكوم�ات بقم�ع املعتدلين أيض�ا مل�ا يقدمون�ه أحيان�ا م�ن مقرتح�ات أكث�ر‬
‫قب�وال كبدي�ل ع�ن األنظم�ة الش�مولية (املس�تبدة) م�ن التي يقدمه�ا‬
‫الراديكاليي�ون‪.‬‬

‫وي�رى التقري�ر أن خبرة الوالي�ات املتح�دة إب�ان احل�رب الب�اردة يف رعاي�ة‬


‫جمموع�ة م�ن الش�بكات مكون�ة م�ن أن�اس يؤمن�ون باحلري�ة واألف�كار‬
‫الدميقراطي�ة كفيل�ة برتجي�ح كف�ة املعتدلين يف ه�ذا املضم�ار‪ .‬ول�ذا ف�إن‬
‫ال�دروس املس�تفادة م�ن ه�ذه التجرب�ة يف احل�رب الب�اردة ميك�ن أن تفي�د يف‬
‫تك�رار التجرب�ة يف الع�امل اإلسلامي عل�ى اعتب�ار أن اإلسلام أيدولوجي�ة‬
‫سيا س�ية ‪.‬‬

‫وي�رى التقري�ر أن م�ن ال�دروس املس�تفادة هوض�رورة عق�د ش�راكات‬


‫م�ع معتدليين أصليين‪ ،‬كم�ا أن�ه م�ن الض�روري تثبي�ط عزمي�ة ه�ؤالء‬
‫املعتدليين احلقيقيين م�ن اجملموع�ات اإلسلامية‪ .‬وي�رى التقري�ر أن م�ن‬
‫أه�م عوام�ل النج�اح كان توفير امل�ال والتنظي�م هل�ذه الش�بكات الثقافي�ة‬

‫‪153‬‬
‫مؤسسات املجتمع املدني والديبلوماسية الشعبية‬

‫والسياس�ية والتي مت دعمه�ا م�ن الوالي�ات املتح�دة ودول أورب�ا خبف�اء‪.‬‬


‫وي�رى التقري�ر أن الوالي�ات املتح�دة كان�ت ت�درس املش�اريع هل�ذه الش�بكات‬
‫وتعتم�د ومت�ول م�ا ه�و مفي�د لإلستراتيجية األمريكي�ة م�ع فت�ح اجمل�ال‬
‫هل�ذه الش�بكات لتبني مش�اريع وأه�داف خاص�ة به�ا لتطبي�ق مب�دأ ع�دم‬
‫التدخ�ل يف ه�ذه املنظم�ات وع�دم وج�ود تدخ�ل خارج�ي به�ا‪ .‬كم�ا بين‬
‫التقري�ر أن املس�ئولني األمريكيين كان�وا يدرك�ون أن�ه بق�در إبق�اء مس�افة‬
‫أكبر بينه�م وبين ه�ذه املنظم�ات بق�در م�ا يت�اح هل�ا فرص�ة النج�اح‪ .‬إال أن‬
‫الوالي�ات املتح�دة (حس�ب التقري�ر) تواج�ه حتدي�ات كبيرة يف تش�كيل ه�ذه‬
‫الش�بكات الدميقراطي�ة يف الع�امل االسلامي مماثل�ة لتل�ك التي واجهته�ا‬
‫إب�ان احل�رب الب�اردة وخيل�ص التقري�ر إال أن أه�م ه�ذه التحدي�ات‪:‬‬

‫> ه�ل تتخ�ذ ه�ذه املنظم�ات (الش�بكات) الدميقراطي�ة أس�لوب‬


‫اهلج�وم لتدمير النظ�ام املقاب�ل بتقدي�م الع�ون س�را أو علن�ا‬
‫للمجموع�ات املعني�ة‪ ،‬أم أس�لوب الدف�اع باحت�واء التهدي�د املقاب�ل‬
‫ع�ن طري�ق تعزي�ز الق�وى الدميقراطي�ة املتواج�دة يف مناط�ق نف�وذ‬
‫ا خلص�م ؟‬

‫> احملافظ�ة عل�ى مصداقي�ة اجملموع�ات املش�كلة التي قام�ت‬


‫الوالي�ات املتح�دة بدعمه�ا وتقلي�ص حج�م املخاط�ر التي ق�د‬
‫تتع�رض هل�ا ه�ذه اجملموع�ات م�ن خلال اإلبق�اء عل�ى مس�افة بينه�ا‬
‫وبين احلكوم�ة األمريكي�ة وباختي�ار أف�راد مهيمنين‪ ،‬يتمتع�ون بق�در‬
‫كبير م�ن املصداقي�ة الش�خصية لتول�ي املناص�ب القيادي�ة يف ه�ذه‬
‫الش�بكات‪ ،‬إضاف�ة إىل تش�جيع املنظم�ات املس�تقلة األمريكي�ة بإنش�اء‬
‫مث�ل ه�ذه الش�بكات إلبع�اد الش�بهة عنه�ا‪.‬‬

‫‪154‬‬
‫> م�دى اتس�اع الدائ�رة‪ ،‬مبعن�ى ه�ل تش�مل اإلشتراكيني الذي�ن‬
‫انقلب�وا عل�ى الش�يوعية‪ ،‬لكنه�م مازال�وا متش�ككني م�ن التوجه�ات‬
‫والسياس�ات األمريكي�ة‪ .‬وكان الق�رار بذل�ك ه�و مش�ول كل م�ن‬
‫املناهضين ش�ريطة أن يتب�ع مب�ادئ أساس�ية وحم�ددة كم�ا أن‬
‫خمالف�ة التوجه�ات األمريكي�ة مس�موح به�ا ب�ل مرح�ب به�ا إذا م�ا‬
‫س�اعدت عل�ى مصداقي�ة ه�ذه املنظم�ات وظهوره�ا وكأنه�ا مس�تقلة‪.‬‬

‫بع�د أح�داث احل�ادي عش�ر م�ن س�بتمري ‪ 2002‬كان ال ب�د م�ن فه�م‬
‫األس�باب العميق�ة التي أدت إىل ذل�ك وكان منه�ا حس�ب تقدي�ر مؤسس�ة‬
‫ران�د األوض�اع الداخلي�ة للبل�دان األخ�رى خصوص�ا االفتق�ار للدميقراطي�ة‬
‫مم�ا توج�ب أخ�ذ ذل�ك بعين االعتب�ار يف مرحل�ة م�ا بع�د ‪ ،2002‬وه�ذا م�ا‬
‫بل�وره ب�وش االب�ن يف احل�رب عل�ى االره�اب وأجن�دة احلري�ة‪ .‬ومت تطوي�ر‬
‫فك�رة الش�بكات اإلسلامية يف الع�امل االسلامي س�واء اإلسلامية الش�كل أو‬
‫الثقافي�ة أو غير ذل�ك لتك�ون ش�ريكة يف "ص�راع األف�كار" وأن يك�ون بناؤه�ا‬
‫هدف�ا واضح�ا لربام�ج عم�ل احلكوم�ة األمريكي�ة م�ن خلال الرتكي�ز عل�ى‬
‫جمموع�ة ش�ركاء يعتم�د عليه�م ويع�رف اجتاهه�م الفك�ري واتب�اع "نه�ج‬
‫املنظم�ات الس�رية" عل�ى ح�د تعبير التقري�ر‪.‬‬

‫ويك�ون ذل�ك م�ن خلال تعزي�ز الش�بكات القائم�ة‪ ،‬واالس�هام يف خل�ق املن�اخ‬
‫األساس�ي للتعددي�ة والتس�امح املالئ�م لتطوي�ر تل�ك الش�بكات‪ ،‬وحتدي�د‬
‫الش�بكات احملتمل�ة والرتوي�ج إلنش�ائها وتطويره�ا‪ .‬وي�رى التقري�ر أن هن�اك‬
‫أس�بابا تعي�ق إىل ح�د م�ا ه�ذا التوج�ه بس�بب القم�ع السياس�ي واالجتماع�ي‪،‬‬
‫ومس�توى الع�داء املرتف�ع واملناه�ض للوالي�ات املتح�دة األمريكي�ة‪ ،‬وقل�ة ع�دد‬
‫الش�بكات اإلسلامية املعتدل�ة التي ميك�ن أن تك�ون ش�ريكا للوالي�ات املتح�دة‪.‬‬

‫‪155‬‬
‫مؤسسات املجتمع املدني والديبلوماسية الشعبية‬

‫وق�د وض�ع التقاري�ر عش�رة معايير الختي�ار اجملموع�ات التي ميك�ن أن‬
‫تك�ون م�ن ضم�ن ه�ذه الش�بكة لتحظ�ى بالدع�م األمريك�ي‪ ،‬إذ ال ميك�ن‬
‫جلماع�ة أن تس�مي نفس�ها دميقراطي�ة جمل�رد تفضيله�ا العملي�ة االنتخابي�ة‬
‫باعتباره�ا وس�يلة لتش�كيل احلكوم�ات ول�ذا مت اس�تبعاد مجاع�ة اإلخ�وان م�ن‬
‫ه�ذه اجملموع�ات بالرغ�م م�ن أنه�ا تتبن�ى العملي�ة الدميقراطي�ة كوس�يلة‬
‫لتش�كيل احلكوم�ات والس�بب يف ذل�ك أن هن�اك معايير عدي�دة ال تنطب�ق‬
‫عليه�ا‪ .‬وم�ن أه�م ه�ذه املعايير حس�ب التقاري�ر‪:‬‬

‫> ه�ل تؤي�د اجلماع�ة (أو األف�راد) العن�ف أو تتغاض�ى عن�ه‪ .‬ويف حال�ة ع�دم‬
‫تأييده�ا للعن�ف يف الوق�ت احلال�ي‪ ،‬ه�ل أيدت�ه أو تغاض�ت عن�ه فيم�ا مض�ى؟‬

‫> هل تدعم حقوق اإلنسان املعرتف بها دوليا؟‬


‫> هل تستثين أحدا (فيما يتعلق حبرية العقيدة مثال)؟‬
‫> هل تعتقد أن تغيري الديانة أو املعتقد حرية شخصية؟‬
‫> هل تعتقد بضرورة فرض احلكومات للنظام الشرعي على‬
‫القانون اجلنائي؟‬
‫> هل تعتقد بضرورة فرض احلكومات للنظام الشرعي على‬
‫القانون املدني؟ أم تعتقد بوجوب اتباع خيارات العالقة هلا‬
‫بالشريعة هلؤالء الذين حيبذون البت بقضايا القانون املدني‬
‫عن طريق تطبيق أنظمة علمانية؟‬
‫> هل تعتقد بوجوب متتع األقليات باحلقوق نفسها اليت يتمتع‬
‫بها املسلمون؟‬
‫> هل تعتقد بإمكانية تولي أعضاء ينتمون إىل األقليات الدينية‬
‫ملناصب سياسية يف البلدان ذات األغلبية املسلمة؟‬
‫> هل تعتقد حبق أعضاء ينتمون إىل األقليات الدينية يف إنشاء‬

‫‪156‬‬
‫وإدارة مؤسسات تنادي بعقيدتهم كالكنائس واملعابد اليهودية يف‬
‫البلدان ذات األغلبية املسلمة؟‬
‫> هل تتقبل األنظمة القانونية اليت تستند إىل مبادئ غري‬
‫طائفية؟‬

‫ولتيسير عملي�ة تش�كيل ه�ذه الش�بكات الدميقراطي�ة‪ ،‬قام�ت الوالي�ات‬


‫املتح�دة (حس�ب التقري�ر) بع�دة خط�وات منه�ا‪:‬‬

‫> صياغ�ة حواف�ز لالنضم�ام إىل "اجملتم�ع الدميقراط�ي" والرتكي�ز‬


‫عل�ى فوائ�د تبني قي�م الدميقراطي�ة املتح�ررة م�ن مث�ل العدال�ة‬
‫والتس�امح وتقب�ل اآلخري�ن والتعددي�ة وس�يادة القان�ون واحترام‬
‫احلق�وق املدني�ة واإلنس�انية‪.‬‬

‫> تكلي�ف وزارة اخلارجي�ة األمريكي�ة والوكال�ة األمريكي�ة للتنمي�ة العاملي�ة‬


‫(‪)USAID‬مبه�ام معين�ة لتني�ة الدميقراطي�ة‪ ،‬حي�ث تق�وم اجلهت�ان بعق�د‬
‫اتفاقي�ات م�ع املؤسس�ات غير احلكومي�ة (‪)NGO‬وعل�ى وج�ه اخلص�وص‬
‫الصن�دوق الوطني للدميقراطي�ة(‪ ،)NED‬واملؤسس�ة العاملي�ة للجمهوري�ة(‪،)IRI‬‬
‫واملؤسس�ة الوطني�ة للدميقراطي�ة‪ ،‬واملؤسس�ة اآلس�يوية‪ ،‬ومرك�ز الدراس�ات‬
‫اإلسلامية والدميقراطي�ة(‪ )CSID‬حي�ث تق�وم الوالي�ات املتح�دة بتموي�ل‬
‫كاف�ة ه�ذه املؤسس�ات غير احلكومي�ة‪.‬‬

‫إطلاق مب�ادرة ش�راكة الش�رق األوس�ط(‪ )MEPI‬وهـي م�ن أه�م اخلط�وات‬


‫والتي تق�وم عل�ى أربع�ة حم�أور‪ :‬إع�ادة التش�كيل السياس�ي‪ ،‬إع�ادة التش�كيل‬
‫االقتص�ادي‪ ،‬إع�ادة التش�كيل التعليم�ي (التثقيف�ي)‪ ،‬ومتكين امل�رأة وتفعي�ل‬
‫دوره�ا‪ .‬وتق�وم بتقدي�م دعمه�ا للمنظم�ات غير احلكومي�ة بأس�لوب مبتك�ر‬

‫‪157‬‬
‫مؤسسات املجتمع املدني والديبلوماسية الشعبية‬

‫وم�رن باعتباره�ا إدارة جدي�دة يف وزارة اخلارجي�ة لش�ئون الش�رق األدن�ى(‪)NEA‬‬


‫وق�د صمم�ت املب�ادرة حبي�ث يت�م الدع�م م�ن خلال منظم�ات أمريكي�ة غير‬
‫حكومي�ة تق�وم ب�دور املق�اول ب�دال م�ن احلكوم�ة األمريكي�ة مباش�رة وت�وزع‬
‫املن�ح عل�ى املؤسس�ات احمللي�ة غير احلكومي�ة التي تق�ع صم�ن إح�دى‬
‫احمل�اور األربع�ة‪.‬‬

‫> إطلاق "مب�ادرة الش�رق األوس�ط األوس�ع ومش�ال افريقي�ا"(‪)BMENA‬‬


‫بالتع�اون م�ع ال�دول اإلقتصادي�ة العظم�ى يف جمموع�ة الثماني�ة يف ع�ام‬
‫‪.2004‬‬

‫> إطلاق من�وذج مع�دل يف الش�رق األوس�ط مش�ابه للمؤسس�ة اآلس�يوية‬


‫األكث�ر جناح�ا كمؤسس�ة غير حكومي�ة يف تطوي�ر برام�ج تنمي�ة اجملتم�ع‬
‫املدن�ي وذل�ك يف ع�ام ‪.2006‬‬

‫> إطلاق رادي�و س�وا وفضائي�ة احل�رة والتي حس�ب التقري�ر تكل�ف‬
‫الوالي�ات املتح�دة األمرميكي�ة ‪ 700‬ملي�ون دوالر س�نويا وه�ي تكالي�ف تزي�د‬
‫عش�رة أضع�اف ع�ن تكالي�ف مب�ادرة الش�راكة يف الش�رق األوس�ط‪ ،‬وحس�ب‬
‫التقري�ر ف�إن رادي�و س�وا اس�تطاع أن يك� ّون ل�ه مجه�ورا خاص�ا ب�ه‪ ،‬بينم�ا‬
‫مل تنج�ح احل�رة يف احلص�ول عل�ى حص�ة يف الس�وق وتكوي�ن مجه�ور خ�اص‬
‫به�ا‪ .‬وعل�ى أي�ة ح�ال فإن�ه حس�ب التقري�ر ال ميك�ن اجل�زم ب�أن رادي�و س�وا‬
‫واحل�رة حقق�ا جناح�ا يف إجي�اد توجه�ات إجيابي�ة إزاء السياس�ات األمريكي�ة‬
‫يف الع�امل اإلسلامي‪.‬‬
‫ويض�ع التقري�ر خارط�ة طري�ق لبن�اء الش�بكات املعتدل�ة م�ن خلال‬
‫اخلط�وات التالي�ة‪:‬‬

‫‪158‬‬
‫‪ -1‬تبني ق�رار واض�ح م�ن الوالي�ات املتح�دة وحلفائه�ا لبن�اء مث�ل ه�ذه‬
‫الش�بكات م�ع إنش�اء بني�ة مؤسس�ية يف إط�ار احلكوم�ة األمريكي�ة لتوجي�ه‬
‫جه�ود ه�ذه الش�بكات ودعمه�ا ومراقبته�ا ومتابعته�ا بش�كل متواص�ل‪.‬‬

‫‪ -2‬تنمي�ة اخلبرات والق�درات الالزم�ة لتنفي�ذ ه�ذه اإلستراتيجية م�ن‬


‫خلا ل ‪:‬‬
‫> جمموع�ة م�ن املعايير واملب�ادئ متي�ز بين املعتدلين احلقيقيين‬
‫وبين االنتهازيين واللذي�ن ي ّدع�ون االعت�دال‪ ،‬ومت ّي�ز بين العلمانيين‬
‫املتحرري�ن واملس�تبدين منه�م‪.‬‬

‫> الق�درة عل�ى اخت�اذ ق�رارات ظرفي�ة ملس�اندة أف�راد تعل�م حبقيقته�م‬
‫وانتمائه�م ألس�باب استراتيجية خ�ارج ه�ذا النط�اق ويف ظ�ل ظ�روف‬
‫معين�ة ‪.‬‬
‫> تش�كيل قاع�دة بيان�ات دولي�ة للش�ركاء (األف�راد واجملموع�ات‬
‫واملؤسس�ات واملنظم�ات واألح�زاب‪...‬اخل)‪.‬‬

‫> آلي�ات ملراقب�ة املش�اريع والربام�ج والق�رارات لتحس�ينها واإلش�راف‬


‫عليه�ا م�ع وج�ود جه�از أو نظ�ام لتلق�ي الإلف�ادات واملالحظ�ات‬
‫واالس�تفادة م�ن املالحظ�ات التصحيحي�ة واآلراء التي يبديه�ا‬
‫الش�ركاء األكث�ر وف�اء ووالء‪.‬‬

‫‪ -3‬الرتكي�ز عل�ى جمموع�ة أساس�ية م�ن ش�ركاء يعتم�د عليه�م ويع�رف‬


‫اجتاهه�م الفك�ري ال�ذي يعمل�ون ب�ه عل�ى غ�رار نه�ج املنظم�ات الس�رية‪.‬‬

‫تغيير إستراتيجية النمطي�ة واالنتقائي�ة التي ترك�ز عل�ى مرك�ز‬ ‫‪-4‬‬

‫‪159‬‬
‫مؤسسات املجتمع املدني والديبلوماسية الشعبية‬

‫اجل�ذب للخص�م إىل إستراتيجية الرتكي�ز عل�ى الش�ركاء والربام�ج وعل�ى‬


‫ص�راع األف�كار وذل�ك ألن منطق�ة الش�رق األوس�ط كبيرة للغاي�ة وفيه�ا‬
‫تباي�ن وتن�وع كبريي�ن‪ ،‬ومبهم�ة‪ ،‬وال ميك�ن الس�يطرة عليه�ا‪.‬‬

‫‪ -5‬حتدي�د القطاع�ات اإلجتماعي�ة التي ستش�ارك يف بن�اء وهيكل�ة تل�ك‬


‫الش�بكات لتش�مل عل�ى التال�ي‪:‬‬
‫> مفكري اإلسالم الليرباليني والعلمانيني‪.‬‬
‫> علماء الدين الشباب‪.‬‬
‫> الناشطني يف اجملتمع‪.‬‬
‫> اجملموعات النسائية املشرتكة يف محالت املساواة بني اجلنسني‪.‬‬
‫> الكتاب والصحفيني املعتدلني‪.‬‬

‫‪ -6‬تس�ليط الض�وء عل�ى ه�ؤالء األف�راد وإش�راكهم يف الن�دوات املؤمت�رات‬


‫ليتع�رف عليه�م صن�اع السياس�ات ملس�اعدتهم يف االحتف�اظ بدع�م الوالي�ات‬
‫املتح�دة يف اجله�ود واملس�اعي اخلاص�ة بالدبلوماس�ية العام�ة‪.‬‬

‫كم�ا ينص�ح التقري�ر أخيرا بتحوي�ل األم�وال التي تنف�ق عل�ى احل�رة‬
‫ورادي�و س�وا إىل مواق�ع االعلام احملل�ي والصحاف�ة التي تتب�ع برناجم�ا‬
‫دميقراطي�ا وتعددي�ا‪ .‬كم�ا يقترح التقري�ر تكوي�ن جمموع�ة صغيرة‬
‫تأسيس�ية م�ن املس�لمني املعتدلين تدع�و إىل مؤمت�ر عامل�ي يف م�كان ذي دالل�ة‬
‫رمزي�ة هام�ة للمس�لمني كقرطب�ة يف إس�بانيا م�ن أج�ل إطلاق منظم�ة‬
‫قوي�ة حملارب�ة التش�دد اإلسلامي‪.‬‬

‫‪160‬‬
‫الديبلوماسية الشعبية (‪ )Public Diplomacy‬وعالقتها مبؤسسات‬
‫املجتمع املدني‬
‫راج�ت بع�د انته�اء احل�رب العاملي�ة الثاني�ة كلم�ة بروبوجن�دا أي الدعاي�ة‬
‫والتي اس�تخدمها هتل�ر وس�تالني وم�او عل�ى ح�د تعبير فيل�ب تايل�ور (تايل�ور‪،‬‬
‫‪ )2010‬بش�كل واض�ح يف احل�رب العاملي�ة الثاني�ة وأصب�ح هل�ذه الكلم�ة معن�ى‬
‫س�ليب يش�مل يف طيات�ه ع�دم املصداقي�ة‪ .‬ومت االس�تعاضة عنه�ا بالدبلوماس�ية‬
‫العام�ة يف مطل�ع الس�تينات‪ .‬وحس�ب فيلي�ب تايل�ور ف�إن الدبلوماس�ية العام�ة‬
‫امللين للسياس�ة اخلارجي�ة م�ن خلال تهيئ�ة القب�ول الع�ام يف البل�دان‬ ‫ه�ي ِ‬
‫األجنبي�ة ألنش�طة دول�ة أخ�رى‪.‬‬

‫إذا كان�ت السياس�ة اخلارجي�ة ه�ي اإلط�ار الفك�ري والتخطيط�ي لأله�داف‬


‫وللغاي�ات السياس�ية لدول�ة م�ا‪ ،‬ف�إن الديبلوماس�ية ه�ي اآللي�ة وكيفي�ة‬
‫التنفي�ذ هل�ذا اإلط�ار ولتل�ك األه�داف والغاي�ات‪ .‬وإذا كان�ت الديبلوماس�ية‬
‫يف املاض�ي تت�م بين اجله�ات الرمسي�ة فق�ط‪ ،‬ف�إن مفه�وم الديبلوماس�ية‬
‫ق�د تط�ور اآلن ليش�مل اجله�ات غير الرمسي�ة وغير احلكومي�ة وخصوص�ا‬
‫اجله�ات الش�عبية كوس�يلة مهم�ة م�ن وس�ائل حش�د ال�رأي الش�عيب يف دول�ة‬
‫م�ا لص�احل فك�رة أو توج�ه م�ا‪ .‬ب�ل إن احلكوم�ات احمللي�ة بات�ت ت�درك أهمي�ة‬
‫الديبلوماس�ية الش�عبية يف متري�ر براجمه�ا ومش�اريعها‪ .‬إذ إن" ق�وة ال�رأي‬
‫الع�ام العامل�ي وش�دة تأثيره عل�ى الق�رارات تكم�ن يف م�دى تواف�ق ال�رأي‬
‫الع�ام غير الرمس�ي م�ع السياس�ات العام�ة‪ ،‬وم�دى نض�ج اجملتم�ع املدن�ي يف‬
‫التعبير ع�ن القضاي�ا احمللي�ة والدولي�ة" (عب�د العزي�ر الواص�ل‪ ،2010 ،‬ص‬
‫‪.)43‬‬

‫ومس�مى الديبلوماس�ية الش�عبية يعني مش�اركة أط�ر غير رمسي�ة وغير‬


‫حكومي�ة‪ ،‬وكان أول م�ن أطل�ق ه�ذا االس�م ه�و ‪ Edmund A. Gullion‬إدمون�د‬

‫‪161‬‬
‫مؤسسات املجتمع املدني والديبلوماسية الشعبية‬

‫جيلي�ون عمي�د كلي�ة "‪ "Fletcher School of Law and Diplomacy‬يف‬


‫جامع�ة تف�ت األمريكي�ة وذل�ك يف حقب�ة الس�تينات وع�رف الديبلوماس�ية‬
‫الش�عبية بأنه�ا تتن�اول تأثير مواق�ف اجلمه�ور يف صياغ�ة وتنفي�ذ السياس�ات‬
‫اخلارجي�ة ‪ ،‬وه�ي تش�مل أبع�اد العالق�ات الدولي�ة فيم�ا وراء الديبلوماس�ية‬
‫الرمسي�ة‪ ،‬والتأثريعل�ى ال�رأي الع�ام يف دول أخ�رى م�ن قب�ل حكوم�ات خارجي�ة‪،‬‬
‫والتفاع�ل بين اجملموع�ات اخلاص�ة وأصح�اب املص�احل يف دول�ة م�ا م�ع‬
‫نظرائه�ا يف دول�ة أخ�رى‪ ،‬ومتابع�ة الش�ئون اخلارجي�ة وأثره�ا عل�ى السياس�ة‪،‬‬
‫والتواص�ل بين أولئ�ك املعنيين بالتواص�ل كم�ا بين الديبلوماس�يني‬
‫واملراس�ليني‪ ،‬إضاف�ة إىل عملي�ات التواص�ل بين الثقاف�ات‪ .‬وننق�ل هن�ا باللغ�ة‬
‫اإلجنليزي�ة تعري�ف ومهم�ة الديبلوماس�ية الش�عبية‪.‬‬

‫‪"Public diplomacy ... deals with the influence of public‬‬


‫‪attitudes on the formation and execution of foreign policies. It‬‬
‫‪encompasses dimensions of international relations beyond‬‬
‫‪traditional diplomacy; the cultivation by governments of public‬‬
‫‪opinion in other countries; the interaction of private groups and‬‬
‫‪interests in one country with those of another; the reporting of‬‬
‫‪foreign affairs and its impact on policy; communication between‬‬
‫‪those whose job is commu nication, as between diplomats and‬‬
‫‪foreign correspondents; and the processes of inter-cultural‬‬
‫)‪communications." (Murrow, 2013‬‬

‫وبن�اء علي�ه تصب�ح الديبلوماس�ية الش�عبية معني�ة بالتواص�ل بين‬


‫حكوم�ات وبين ش�عوب دول أخ�رى وإقام�ة عالق�ات معه�ا ولك�ن بالط�رق غير‬
‫الرمسي�ة مس�تفيدة م�ن ذل�ك مبجموع�ات ومؤسس�ات ومجعي�ات ومنظم�ات‬
‫غير حكومي�ة ومؤسس�ات اجملتم�ع املدن�ي ووس�ائط إعلان متنوع�ة م�ن‬
‫فضائي�ات ورادي�و وإعلام جدي�دة‪ ،‬وم�ن ط�رق التب�ادل الثق�ايف م�ن تعلي�م‬

‫‪162‬‬
‫ورحلات طالبي�ة وفن�ون وآداب ومس�رح وس�ياحة وصحاف�ة ومؤمت�رات وكل‬
‫وس�يلة متاح�ة يك�ون إطاره�ا غير رمس�ي‪ .‬وكل ذل�ك حملاول�ة التأثير عل�ى‬
‫ال�رأي الع�ام غير الرمس�ي يف دول�ة م�ا لص�احل اجتاه�ات معين�ة ل�دى دول�ة‬
‫أخ�رى أوحلماي�ة مص�احل ه�ذه الدول�ة أو التص�دى الفك�ري أليدولوجي�ات‬
‫حملي�ة ال ترغ�ب به�ا ه�ذه الدول�ة اخلارجي�ة أو تعده�ا مناهض�ة ملصاحله�ا‬
‫اإلستراتيجية أو اإلقتصادي�ة‪.‬‬

‫ولق�د س�اهمت األم�م املتح�دة بتطوي�ر موق�ف املؤسس�ات غير احلكومي�ة‬


‫حبي�ث منحته�ا اعرتافه�ا وجعلته�ا ج�زءا ال يتج�زأ م�ن العالق�ات‬
‫والديبلوماس�ية الدولي�ة‪ .‬وب�دا ذل�ك م�ن خلال دع�وة املنظم�ات غير‬
‫احلكومي�ة للمش�اركة بالت�وازي يف مؤمت�رات دولي�ة مث�ل قم�ة األرض التي‬
‫عق�دت ع�ام ‪ 1992‬يف ري�و دي جانيرو يف الربازي�ل‪ ،‬واملؤمت�ر العامل�ي الراب�ع‬
‫للم�رأة ال�ذي نظمت�ه األم�م املتح�دة يف الصين ع�ام ‪ 1995‬وال�ذي عق�د مع�ه‬
‫املؤمت�ر غير الرمس�ي للم�رأة وش�ارك في�ه أكث�ر م�ن ثالثين أل�ف عض�و‬
‫ميثل�ون قراب�ة ألف�ي منظم�ة دولي�ة غير حكومي�ة (علاء عب�د احلفي�ظ‪،‬‬
‫‪.)2002‬‬

‫أدوات الديبلوماسية الشعبية‬


‫الوسيلة األوىل‪ :‬الثقافة‬
‫ولتحقي�ق ذل�ك ابتك�رت ال�دول أش�كاال ووس�ائل خمتلف�ة للديبلوماس�ية‬
‫الش�عبية‪ ،‬وكان طري�ق الثقاف�ة م�ن أوائ�ل ه�ذه الوس�ائل حي�ث أسس�ت‬
‫بريطاني�ا املرك�ز الربيطان�ي‪ ،‬وأملاني�ا معه�د جوت�ه‪ ،‬وإيطالي�ا مجعي�ة‬
‫دانتي الغييري واهل�دف املباش�ر م�ن ه�ذه املؤسس�ات تعلي�م اللغ�ة واطلاع‬
‫اجلمه�ور يف ال�دول األخ�رى عل�ى أفض�ل م�ا ل�دى الدول�ة الناطق�ة به�ذه‬

‫‪163‬‬
‫مؤسسات املجتمع املدني والديبلوماسية الشعبية‬

‫اللغ�ة‪ .‬وبالتال�ي كس�ب حس�ن ظ�ن اجلمه�ور واالنبه�ار به�ذه الدول�ة‪ ،‬وم�ن‬
‫ث�م تس�هيل العالق�ات الطيب�ة بين الش�عب وه�ذه الدول�ة‪ .‬فع�ادة م�ا يول�د‬
‫االنبه�ار بثقاف�ة م�ا أساس�ا دفين�ا يف النف�س ومتهي�دا يف العق�ل الباط�ن‬
‫لقب�ول كل م�ا يص�در ع�ن ه�ذه الثقاف�ة املبه�رة‪ .‬ويتع�رض العدي�د م�ن‬
‫الن�اس مل�ا يس�مى بالصدم�ة الثقافي�ة (‪ )Culture shock‬عن�د تعرضه�م‬
‫لثقاف�ة مبه�رة‪ .‬والوس�يلة الثقافي�ة ترك�ز عل�ى التب�ادل العلم�ي وتب�ادل‬
‫الطلاب وقض�اء م�دة م�ن الوق�ت يف البل�د األجنبي والعي�ش م�ع الن�اس‬
‫وبينه�م وحت�دث لغته�م وبالتال�ي نق�ل ص�ورة إجيابي�ة ع�ن البل�د األجنبي‪.‬‬

‫ولذل�ك ف�إن زي�ارة الطبق�ة املؤث�رة يف اجملتم�ع (الطلاب واملثقف�ون‬


‫واألكادمي�ون واملعلم�ون والسياس�يون والفنان�ون والكت�اب والصحفي�ون‬
‫وغريه�م) وه�م ق�ادة ال�رأي يف بلدانه�م وإعجابه�م بالبل�د األجنبي س�يجعلهم‬
‫ينقل�ون ص�ورة إجيابي�ة ع�ن ه�ذا البل�د األجنبي وس�يكونوا حم�ل مصداقي�ة‬
‫وحم�ل ثق�ة اجلمه�ور يف بلدانه�م‪ .‬وهن�ا تب�دأ الدول�ة األجنبي�ة بتحقي�ق‬
‫النف�وذ والق�درة عل�ى التأثير يف ال�دول األخ�رى م�ن خلال ه�ذه النخب�ة‬
‫املثقف�ة‪ .‬ويأت�ي هن�ا دور الس�ياحة الثقافي�ة والديني�ة والرتفيهي�ة كجس�ر‬
‫للتفاه�م بين الش�عوب‪.‬‬

‫وكذل�ك دور املؤمت�رات النس�ائية ومجعي�ات حق�وق امل�رأة والوف�ود النس�ائية‬


‫والتي تس�عى لتقري�ب وجه�ات النظ�ر ح�ول قضي�ة امل�رأة وخصوص�ا أنه�ا‬
‫قضي�ة حيوي�ة يف دول الع�امل النامي�ة وم�ا خيالطه�ا م�ن تداخلات إجتماعي�ة‬
‫وتقالي�د وأبع�اد ديني�ة دفع�ت مجيع�ا لتك�ون قضي�ة امل�رأة م�ن القضاي�ا‬
‫املركزي�ة يف الديبلوماس�ية الش�عبية‪ .‬إضاف�ة إىل دور املؤسس�ات األكادميي�ة‬
‫والتب�ادل الثق�ايف والعلم�ي وتب�ادل اخلبراء واألكادمييين ولق�اءات التدري�ب‬
‫واحل�وارات مم�ا يعتبر وس�يلة فعال�ة يف الدبلوماس�ية الش�عبية‪.‬‬

‫‪164‬‬
‫الوسيلة الثانية‪ :‬اإلعالم‬
‫أم�ا الوس�يلة الثاني�ة فه�ي اإلعلام ونش�ر األخب�ار واملعلوم�ات يف عص�ر‬
‫الفضائي�ات واإلنرتن�ت ووس�ائل اإلعلام اإلجتماعي�ة مث�ل الفي�س ب�وك‬
‫وتويتر وغريه�ا م�ن وس�ائل التواص�ل اإلجتماع�ي التي تس�اهم بش�كل س�ريع‬
‫يف ب�ث األف�كار والتوجه�ات ويف نش�ر املب�ادئ والقي�م امل�راد نش�رها‪ .‬ل�ذا مت‬
‫تأس�يس إذاع�ة ب�ي ب�ي س�ي من�ذ زم�ن بعي�د وحمط�ة روس�يا الفضائي�ة‬
‫وفضائي�ة احل�رة ورادي�و س�وا إىل غير ذل�ك‪ .‬وتع�د ه�ذه الوس�يلة م�ن‬
‫التعام�ل املباش�ر والس�ريع م�ع الن�اس وتظه�ر نتائج�ه عل�ى امل�دى القصير‬
‫بعك�س الطري�ق الثق�ايف ال�ذي يعم�ل عل�ى امل�دى البعي�د‪.‬‬

‫م�ع مالحظ�ة أن�ه بع�د انهي�ار اإلحت�اد الس�وفييت واحنس�ار امل�د الش�يوعي‬
‫وانهي�ار عه�د ص�دام حسين وعه�د ميلوس�وفيتش‪ ،‬تقدم�ت الدميقراطي�ة‬
‫ونظ�ام الس�وق احل�ر والرأمسالي�ة يف مرحل�ة م�ا بع�د احل�رب الب�اردة عل�ى‬
‫ش�كل النم�وذج األمريك�ي‪ .‬ومل يع�د هن�اك حاج�ة للديبلوماس�ية الش�عبية‬
‫وأغلق�ت الوالي�ات املتح�دة ع�ام ‪ 1999‬وكال�ة اإلعلام األمريكي�ة التي أنش�ئت‬
‫خل�وض الص�راع الفك�ري األيديلوج�ي ض�د الش�يوعية (تايل�ور‪ .)2010،‬إال‬
‫أن�ه ع�اد العم�ل به�ا م�ن جدي�د بع�د أح�داث احل�ادي عش�ر م�ن س�بتمرب‬
‫ولك�ن بأس�اليب جدي�دة أخ�رى‪.‬‬

‫الوسيلة الثالثة‪ :‬املؤسسات غري احلكومية‬


‫وكان�ت الوس�يلة الثالث�ة وه�ي املنظمات‪/‬املؤسس�ات غير احلكومي�ة وغير‬
‫الدولي�ة‪ ،‬مبعن�ى مؤسس�ات م�ا يطل�ق عليه�ا‪ :‬مؤسس�ات اجملتم�ع الدول�ي‪.‬‬
‫ونف�رق هن�ا بين املؤسس�ات غير احلكومي�ة احمللي�ة التي تش�كل ج�زءا م�ن‬
‫اجملتم�ع املدن�ي يف الدول�ة املعني�ة وبين املؤسس�ات غير احلكومي�ة الدولي�ة‪.‬‬
‫فاملؤسس�ات غير احلكومي�ة الدولي�ة ه�ي مؤسس�ات تابع�ة يف األغل�ب‬

‫‪165‬‬
‫مؤسسات املجتمع املدني والديبلوماسية الشعبية‬

‫لألم�م املتح�دة وه�ي تس�اهم يف تكوي�ن ال�رأي الع�ام العامل�ي‪ .‬وتع�د املنظم�ات‬
‫الدولي�ة غير احلكومي�ة إح�دى أه�م املكون�ات التي تس�اهم يف صياغ�ة ال�رأي‬
‫الع�ام العامل�ي جت�اه القضاي�ا املختلف�ة‪ .‬وتش�ارك تل�ك املنظم�ات املختلف�ة‬
‫يف التأثريعل�ى السياس�ات احمللي�ة والدولي�ة بثالث�ة ط�رق خمتلف�ة فه�ي‬
‫متتل�ك أدوات للف�رض والتنفي�ذ‪ ،‬ومتتل�ك أدوات لوض�ع قواع�د ومعايير‬
‫وقي�م وسياس�ات ينبغ�ي تطبيقه�ا بين ال�دول يف خمتل�ف اجمل�االت‪ ،‬ومل�ا لديه�ا‬
‫م�ن آلي�ات تعن�ى مبتابع�ة تطبي�ق تل�ك القواع�د واملعايير‪ .‬وبغ�ض النظ�ر‬
‫ع�ن التف�اوت يف النف�وذ بين أعضائه�ا‪ ،‬فهيئ�ة األم�م املتح�دة ووكالته�ا‬
‫املتخصص�ة املختلف�ة بات�ت مظل�ة دولي�ة لوض�ع االتفاقي�ات واملعاه�دات‬
‫والربوتوك�والت يف جم�االت عدي�دة‪ ،‬وأصب�ح م�ا يف تل�ك الصك�وك الدولي�ة‬
‫م�ن م�واد وسياس�ات عنص�راً جوهري�اً يف توجي�ه ال�رأي الع�ام العامل�ي‪ ،‬عل�ى‬
‫األق�ل يف مس�تواه الرمس�ي (عب�د العزي�ز الواص�ل‪.)2010 ،‬‬

‫أم�ا املؤسس�ات غير احلكومي�ة احمللي�ة (مؤسس�ات اجملتم�ع املدن�ي) فه�ي‬


‫مؤسس�ات يت�م تأسيس�ها وتش�كيلها حملي�ا يف الدول�ة‪ ،‬حي�ث يق�وم بتأسيس�ها‬
‫أف�راد أو مجاع�ات تعم�ل هل�دف م�ا كالعم�ل اخليري أو احلقوق�ي أو‬
‫اإلنس�اني أو اإلجتماع�ي كاملؤسس�ات املعني�ة حبق�وق امل�رأة والطف�ل واأليت�ام‬
‫وحق�وق العم�ال واألس�رى واإلغاث�ة ومكافح�ة االجت�ار بالبش�ر إىل غير ذل�ك‬
‫م�ن امله�ام‪ ،‬وه�ي بي�ت القصي�د يف الوس�يلة الثالث�ة كأداة م�ن أدوات الدعاي�ة‬
‫ا لش�عبية ‪.‬‬

‫وتكم�ن أهمي�ة ه�ذه املؤسس�ات أنه�ا تؤث�ر بش�كل م�ا عل�ى ال�رأي الع�ام‬
‫وتس�اهم يف صياغت�ه‪ ،‬وم�ن ناحي�ة أخ�رى فه�ي باألص�ل مدني�ة املنش�أ مبعن�ى‬
‫أن�ه ال انتم�اء خارج�ي هل�ا وبالتال�ي تش�كل حقيق�ة ش�عبية داخلي�ة تعبر‬
‫ع�ن الوض�ع الداخل�ي لبل�د م�ا يف جم�ال ختصصه�ا‪ .‬وه�ذا يف ح�د ذات�ه‬

‫‪166‬‬
‫يس�هل هل�ا القب�ول والتعاط�ف الش�عيب وبالتال�ي املس�اهمة يف التغيير‪.‬‬
‫وتعم�ل ه�ذه املؤسس�ات غير احلكومي�ة احمللي�ة حبك�م طبيع�ة عمله�ا ودوره�ا‬
‫عل�ى التواص�ل م�ع احلكوم�ات احمللي�ة واهليئ�ات الدولي�ة‪ ،‬ووس�ائل اإلعلام‬
‫املختلف�ة‪ ،‬وتعق�د املؤمت�رات وتنش�ئ وس�ائل اتص�ال اجتماع�ي‪ ،‬والتواص�ل م�ع‬
‫نظرياته�ا يف ال�دول األخ�رى وبالتال�ي امتلاك ق�درات معتبرة عل�ى تروي�ج‬
‫توجهاته�ا وآرائه�ا‪.‬‬

‫وأصبح�ت ه�ذه املؤسس�ات مت�ارس أنش�طتها س�واء عل�ى الصعي�د احملل�ي‬


‫أو عل�ى الصعي�د الدول�ي م�ن قب�ل أف�راد غير رمسيين (أي ليس�وا موظفيين‬
‫حكوميين) ومس�تقلني ع�ن الدول�ة مم�ا جعله�ا متث�ل منط�ا جدي�دا م�ن‬
‫التعام�ل م�ع احلي�اة الش�عبية وحت�ى السياس�ية‪ .‬وأصبح�ت تش�كل ج�زءا هام�ا‬
‫يف مي�دان العالق�ات الدولي�ة والسياس�ية اخلارجي�ة‪ .‬ه�ذا البع�د اجلدي�د‬
‫للمؤسس�ات غير احلكومي�ة تط�ور مؤخ�را لي�س فق�ط يف اجمل�االت التقليدي�ة‬
‫ب�ل أيض�ا يف جم�ال ف�ض النزاع�ات وح�ل املش�اكل وإح�داث التفاه�م بين‬
‫األم�م بأس�اليب الس�لم بعي�دا ع�ن العن�ف (منيرة بودرداي�ن‪.)2008،‬‬

‫إن ه�ذه األهمي�ة هل�ذه املؤسس�ات جعله�ا موض�ع تفكير م�ن قب�ل ال�دول‬
‫األجنبي�ة وب�دأ التفكير يف كيفي�ة االس�تفادة منه�ا (أو اس�تغالهلا) لتك�ون‬
‫م�ن ضم�ن أدوات الديبلوماس�ية الش�عبية لتل�ك ال�دول األجنبي�ة‪ .‬مس�تغلني‬
‫بذل�ك عاملين مهمين وهم�ا احلاج�ة للتموي�ل واحلاج�ة للتأهي�ل‬
‫واخلبرة‪ .‬وخصوص�ا أنه�ا تش�كل طرق�ا بديل�ة وناعم�ة وبعي�دة ع�ن الق�وة‬
‫أو الديبلوماس�ية الرمسي�ة‪ ،‬كم�ا أنه�ا تص�ل إىل الش�عوب مباش�رة دون‬
‫حاج�زي‪ :‬الش�ك والريب�ة‪.‬‬

‫الوسيلة الرابعة‪ :‬النخبة املؤثرة‬


‫وه�ي جمموع�ة مؤث�رة م�ن السياس�يني واألكادميين واملفكريين‬

‫‪167‬‬
‫مؤسسات املجتمع املدني والديبلوماسية الشعبية‬

‫والقانونيين وأصح�اب رؤوس األم�وال وكب�ار الصناعيين وأصح�اب البن�وك‬


‫واألح�زاب السياس�ية التي تش�كل جمموع�ة هل�م الق�درة عل�ى التأثير يف‬
‫صن�ع الق�رار ويف جمري�ات السياس�ة الداخلي�ة للبل�د‪ .‬وبالتال�ي ف�إن تواص�ل‬
‫ال�دول اخلارجي�ة إجيابي�ا معه�م يش�كل أداة فاعل�ة م�ن أدوات الديبلوماس�ية‬
‫الش�عبية لقدرته�م عل�ى التأثير يف السياس�ة الداخلي�ة لي�س فق�ط عل�ى‬
‫الس�لطة احلاكم�ة ب�ل أحيان�ا كثيرة عل�ى ال�رأى الع�ام الش�عيب‪ ،‬ويلعب�ون‬
‫دور الوس�طاء بين اجله�ات اخلارجي�ة والداخلي�ة ودور املق�رب بين األراء‬
‫وخصوص�ا عندم�ا تلتق�ي مصاحله�م م�ع القضي�ة املطروح�ة‪ .‬وبالطب�ع فإن�ه‬
‫لي�س كل م�ن ه�و م�ن النخب�ة سيوس�م به�ذا األم�ر‪ ،‬إمن�ا ه�ي حماول�ة‬
‫م�ن قب�ل اجله�ات اخلارجي�ة للتأثير عل�ى النخب�ة أو اس�تمالتها ملصاحله�ا‬
‫وكثيرا م�ا تب�وء ه�ذه احملاول�ة بالفش�ل‪.‬‬

‫تقاطعات مؤسسات املجتمع املدني مع الديبلوماسية الشعبية‬


‫أضح�ى للمؤسس�ات احمللي�ة غير احلكومي�ة دورا هام�ا تلعب�ه كم�ا ذكرن�ا‬
‫آنف�ا‪ ،‬وأضح�ت ه�ذه املؤسس�ات حم�ل أنظ�ار العدي�د م�ن ال�دول األجنبي�ة‬
‫وحم�ل اهتم�ام املؤسس�ات غير احلكومي�ة الدولي�ة أيض�ا‪ .‬خصوص�ا وأن‬
‫مجعي�ات اجملتم�ع املدن�ي يف جن�وب أفريقي�ا بات�ت من�ذ ع�ام ‪ 1996‬تش�ارك يف‬
‫بعث�ات دبلوماس�ية ح�ول مس�ألة السلام ومناقش�ة ش�ئون السياس�ة اخلارجي�ة‪،‬‬
‫كم�ا متكن�ت إح�دى اجلمعي�ات الكندي�ة غير احلكومي�ة أن تس�تنهض‬
‫الع�امل م�ن أج�ل حظ�ر األلغ�ام األرضي�ة املض�ادة لألف�راد ومت حتري�م ه�ذا‬
‫الن�وع م�ن السلاح بع�د جه�د كبير يف ع�ام ‪ 1997‬ونف�ذ يف م�ارس ‪1999‬‬
‫(منيرة بودرداي�ن‪ .)2008،‬وأصب�ح م�ن الطبيع�ي أن تفت�ح قن�وات اتص�ال‬
‫لتب�ادل اخلبرات والقضاي�ا املشتركة واملعلوم�ات وخصوص�ا يف ظ�ل العومل�ة‬
‫التي جعل�ت م�ن الع�امل قري�ة صغيرة يُتب�ادل فيه�ا املعلوم�ات وتنق�ل فيه�ا‬
‫األح�داث وتت�داول فيه�ا األخباربس�رعة كبيرة‪ .‬م�ن هن�ا ب�دأ االحت�كاك م�ع‬
‫الع�امل اخلارج�ي يف القضاي�ا التخصصي�ة التي تتعام�ل معه�ا املؤسس�ات‬

‫‪168‬‬
‫احمللي�ة غير احلكومي�ة‪.‬‬

‫ومل�ا كان�ت بع�ض املؤسس�ات غير احلكومي�ة الدولي�ة ذات نف�س التخص�ص‬
‫هل�ا ق�درة كبيرة عل�ى التأثير الدول�ي وعل�ى وض�ع املعايير والسياس�ات‬
‫وعل�ى نق�ل الص�ورة بش�كل أكبر إىل الع�امل وأحيان�ا إىل مؤسس�ات األم�م‬
‫املتح�دة‪ ،‬أصب�ح اللج�وء إليه�ا م�ن قب�ل املؤسس�ات احمللي�ة غير احلكومي�ة‬
‫أم�را حمتوم�ا لع�دة دواف�ع منه�ا ش�دة ضغ�ط احلكوم�ات احمللي�ة عليه�ا‬
‫حملاول�ة كتم�ان األح�داث الداخلي�ة وخصوص�ا يف ح�االت التعس�ف والظل�م‪،‬‬
‫أو ع�دم اس�تجابة احلكوم�ات احمللي�ة لطلب�ات ومناش�دات املؤسس�ات احمللي�ة‬
‫غير احلكومي�ة‪ ،‬أو إلهماهل�ا وع�دم االكتراث به�ا‪ ،‬أو نتيج�ة إغالقه�ا‬
‫واتهامه�ا باالحني�از لفئ�ة سياس�ية أو ديني�ة منافس�ة‪.‬‬

‫كل تل�ك الدواف�ع أو بعضه�ا ويف ظ�ل وج�ود العومل�ة ووس�ائل االتص�ال‬
‫احلديث�ة تش�جع للتواص�ل م�ع املؤسس�ات غير احلكومي�ة الدولي�ة وأيض�ا‬
‫املؤسس�ات احمللي�ة غير احلكومي�ة النظيرة يف دول أخ�رى‪ ،‬وكأن�ه طل�ب‬
‫للخبرة أو لتكثي�ف اجله�ود أو للتع�اون أو لتوس�يع مس�احات العم�ل‪ .‬أو‬
‫للنص�رة يف بع�ض األحي�ان إن ص�ح التعبير‪ .‬ومم�ا ال ش�ك في�ه أن معظ�م‬
‫املؤسس�ات غير الرحبي�ة حتت�ك بطريق�ة أو بأخ�رى م�ع مؤسس�ات غير‬
‫رحبي�ة خارجي�ة أو تتقاط�ع معه�ا م�ن خلال تنفي�ذ مش�اريع مشتركة‪ ،‬أو‬
‫تب�ادل خبرات أو تع�اون لتنفي�ذ برام�ج عل�ى األرض يف مناط�ق خمتلف�ة‪ ،‬أو‬
‫طلب�ا للتموي�ل أو غير ذل�ك م�ن ض�رورات االحت�كاك والتع�اون والتكام�ل‬
‫بين املؤسس�ات غير الرحبي�ة‪.‬‬

‫إال أن أكث�ر املؤسس�ات غير الرحبي�ة (مؤسس�ات اجملتم�ع املدن�ي) التي‬


‫حتت�ك باجله�ات اخلارجي�ة وتتقاط�ع يف اجمل�االت السياس�ية للحكوم�ات‬

‫‪169‬‬
‫مؤسسات املجتمع املدني والديبلوماسية الشعبية‬

‫احمللي�ة‪ ،‬ق�د تتع�ارض معه�ا ه�ي واملؤسس�ات التي تعن�ى حبق�وق اإلنس�ان‬
‫واحلري�ات وتطبي�ق الدميقراطي�ة بكاف�ة ختصصاته�ا‪ .‬ذل�ك ألن مهم�ة‬
‫الدف�اع ع�ن حق�وق اإلنس�ان يتطل�ب وج�ود عالق�ة دائم�ة بين ه�ذه املؤسس�ات‬
‫وبين الس�لطات واحلكوم�ات الرمسي�ة‪ ،‬وه�ي عالق�ة بين املب�دأ واملصلح�ة‬
‫وبين رؤي�ة منظم�ات حق�وق اإلنس�ان للقان�ون كجه�از للحماي�ة وبين رؤي�ة‬
‫الدول�ة هل�ذا القان�ون كأداة للس�لطة (منيرة بودرداي�ن‪.)2008،‬‬

‫ويف نف�س الوق�ت ف�إن ال�دول األجنبي�ة تعل�م متام�ا أهمي�ة الديبلوماس�ية‬
‫الش�عبية يف ه�ذا العق�د وضرورته�ا وخصوص�ا بع�د جن�اح جت�ارب مماثل�ة‬
‫إب�ان احل�رب الب�اردة‪ ،‬مم�ا ش�جعها عل�ى خطوتين‪ .‬األوىل تأس�يس مؤسس�ات‬
‫غير حكومي�ة تابع�ة هل�ا توجهه�ا ع�ن بع�د كم�ا ورد يف تقري�ر مؤسس�ة ران�د‪،‬‬
‫والثاني�ة دع�م مؤسس�ات حملي�ة غير حكومي�ة قائم�ة حب�د ذاته�ا لك�ن ميك�ن‬
‫اس�تمالتها لتحقي�ق توجه�ات الدول�ة الألجنبي�ة اخلاص�ة‪.‬‬

‫وم�ن هن�ا تتول�د إش�كالية املؤسس�ات غير احلكومي�ة يف البل�دان املختلف�ة‪.‬‬


‫إذ إن دخ�ول ال�دول األجنبي�ة عليه�ا س�واء م�ن خلال أف�راد يق�ودون ه�ذه‬
‫املؤسس�ات غير احلكومي�ة وه�م عل�ى عل�م باألجن�دة األجنبي�ة أو م�ن خلال‬
‫أف�راد يندفع�ون حت�ت ضغ�ط احلاج�ة للتموي�ل أو اخلبرة أو االنبه�ار‪ ،‬أي‬
‫ينف�ذون األجن�دة األجنبي�ة بطريق�ة غير مباش�رة‪ .‬وبالتال�ي تك�ون املؤسس�ة‬
‫احمللي�ة غير الرحبي�ة عب�ارة ع�ن واجه�ة لألجن�دة األجنبي�ة س�واء بطريق�ة‬
‫مباش�رة أو غير مباش�رة ويف كال احلالتين بالطب�ع يت�م حتقي�ق أه�داف‬
‫دميقراطي�ة أو إنس�انية أو اجتماعي�ة للمجتم�ع املدن�ي احملل�ي لتب�دو املؤسس�ة‬
‫وكأنه�ا مت�ارس دوره�ا الطبيع�ي‪.‬‬

‫وهن�ا يصب�ح حتقي�ق أه�داف املؤسس�ة احمللي�ة غير احلكومي�ة ملصلح�ة‬

‫‪170‬‬
‫قصيرة ولك�ن يت�م معه�ا حتقي�ق املصلح�ة األجنبي�ة عل�ى امل�دى األبع�د‪.‬‬

‫إن ه�ذا األم�ر يلق�ي عل�ى عات�ق القائمين عل�ى مؤسس�ات اجملتم�ع‬
‫املدن�ي ثقلا كبيرا ويتطل�ب منه�م انتباه�ا ش�ديدا للمحافظ�ة عل�ى نق�اء‬
‫الس�ريرة للمؤسس�ة احمللي�ة غير احلكومي�ة وحت�ى ال تنج�ر أله�داف أجنبي�ة‬
‫حت�ى ول�و بطريق�ة غير مباش�رة‪ ،‬ويف نف�س الوق�ت تبق�ى عل�ى تواص�ل م�ع‬
‫اجملتمع�ات اخلارجي�ة ومؤسس�اتها لالس�تفادة م�ن إمكاناته�ا وقدراته�ا أو‬
‫للتع�اون معه�ا‪.‬‬

‫وال يقتص�ر األم�ر عل�ى ال�دول اخلارجي�ة فحس�ب‪ ،‬ب�ل إن احلكوم�ات‬


‫احمللي�ة ق�د أدرك�ت أهمي�ة وخط�ورة ال�دور ال�ذي تق�وم ب�ه مؤسس�ات‬
‫اجملتم�ع املدن�ي‪ ،‬فقام�ت ه�ي بذاته�ا بتأس�يس مث�ل ه�ذه املؤسس�ات يف‬
‫بلدانه�ا‪ .‬وق�د اعتبرت د‪ .‬أمان�ي قندي�ل املدي�ر التنفي�ذي للش�بكة العربي�ة‬
‫للمنظم�ات األهلي�ة يف ورش�ة إطلاق التقري�ر الس�نوي التاس�ع للمنظم�ات‬
‫األهلي�ة العربي�ة "املس�ئولية اإلجتماعي�ة للقط�اع اخل�اص وتفاعالت�ه م�ع‬
‫اجملتم�ع املدن�ي العرب�ي" يف بيروت ‪ 14‬ديس�مرب ‪ 2012‬أن األح�زاب والس�لطة‬
‫احلاكم�ة وحتال�ف النف�وذ السياس�ي واإلقتص�ادي ب�دءوا يش�كلوا بأنفس�هم‬
‫مؤسس�اتهم اخلريي�ة‪ ،‬مم�ا يس�اهم يف بن�اء اجملتم�ع املدن�ي بعي�دا ع�ن‬
‫القاع�دة الش�عبية‪ ،‬يتاج�ر فيه�ا باملفاهي�م واملصطلح�ات املرتبط�ة بالعم�ل‪.‬‬
‫وحس�ب "باق�ر النج�ار" ف�إن‪" :‬حري�ة تش�كيل املنظم�ات غير احلكومي�ة إن‬
‫ه�ي إال انع�كاس حلج�م مس�احات احلري�ة يف اجملتم�ع‪ ،‬كم�ا أنه�ا انع�كاس‬
‫لطبيع�ة النس�ق السياس�ي القائ�م فم�ا زال�ت س�لطة الدول�ة مطلق�ة وغير‬
‫خاضع�ة للمس�اءلة أو الت�داول" (ص ‪.)57‬‬

‫وهن�ا يبرز س�ؤال مه�م‪ :‬ه�ل مهم�ة منظمات‪/‬مؤسس�ات اجملتم�ع املدن�ي‬

‫‪171‬‬
‫مؤسسات املجتمع املدني والديبلوماسية الشعبية‬

‫املراقب�ة الفعال�ة ألداء الدول�ة وس�لوكها ونش�اطها؟ ولإلجاب�ة عل�ى ذل�ك‬


‫فإنن�ا نع�ود إىل املفه�وم البس�يط الواض�ح يف املكون�ات األساس�ية للدول�ة‬
‫والتي تتك�ون م�ن ش�عب وأرض ذات ح�دود جغرافي�ة مع ّرف�ة وحم�ددة‪،‬‬
‫وحكوم�ة ذات س�يادة وقض�اء ع�ادل مس�تقل‪ .‬وبالتال�ي ف�إن ل�كل م�ن الش�عب‬
‫واحلكوم�ة حق�وق وعل�ى كل منهم�ا واجب�ات ينبغ�ي أداؤه�ا وهن�اك راب�ط‬
‫وعق�د حي�دد العالق�ة بينهم�ا يتمث�ل يف الدس�تور املتف�ق علي�ه‪ .‬م�ا حي�دث‬
‫يف جمتمعاتن�ا العربي�ة م�ن وجه�ة نظ�ر ش�عوبها؛ أن األنظم�ة احلاكم�ة يف‬
‫العدي�د م�ن ال�دول ال ت�ؤدي الواجب�ات التي عليه�ا‪ ،‬ويف املقاب�ل تطال�ب الش�عب‬
‫ب�أداء م�ا علي�ه م�ن واجب�ات دون تقدي�م الدول�ة لكثير م�ن حقوق�ه حت�ى‬
‫األساس�ية منه�ا‪ .‬ه�ذا التقصير م�ن بع�ض احلكوم�ات أو األنظم�ة احمللي�ة‬
‫أنش�أ دائ�رة كبيرة م�ن احلق�وق واملتطلب�ات املطل�وب ملؤه�ا والتعام�ل معه�ا‬
‫حت�ى تص�ل إىل احملتاجين هل�ا م�ن الش�عب‪ ،‬وم�ن هن�ا تط�ور دور مؤسس�ات‬
‫اجملتم�ع املدن�ي لتق�وم به�ذا ال�دور (باعتب�ار أن املؤسس�ة غير الرحبي�ة تعم�ل‬
‫يف منطق�ة الضع�ف ل�كل م�ن احلكوم�ة واملواطنين أو املنطق�ة التي ال تصله�ا‬
‫ق�درات احلكوم�ة وال تس�تطيعها ق�درات املواطنين)‪.‬‬

‫فاملؤسس�ات غير احلكومي�ة ذات طاب�ع خيري وخدمات�ي س�واء م�ن‬


‫الناحي�ة اإلنس�انية أو الثقافي�ة أو اإلجتماعي�ة أو املهني�ة‪ ،‬وبالتال�ي ب�دا دور‬
‫املؤسس�ات غير الرحبي�ة م�ن زاوي�ة احلكوم�ات وكأن�ه مس�اندا ومغطي�ا‬
‫لثغ�رات احلكوم�ات يف تقصريه�ا وخيف�ف عنه�ا أعب�اء كثيرة‪ ،‬أي أن�ه دور‬
‫إجياب�ي ومكم�ل بالنس�بة للحكوم�ات‪ .‬وم�ن الطبيع�ي أن يك�ون هن�اك ن�وع‬
‫م�ن التكام�ل بين احلكوم�ات ومؤسس�ات غير الرحبي�ة‪ ،‬إذ إن�ه م�ن املس�تحيل‬
‫عل�ى أي حكوم�ة أن تغط�ي كاف�ة اجلوان�ب‪.‬‬

‫كم�ا أن املؤسس�ات غير احلكومي�ة (مؤسس�ات اجملتم�ع املدن�ي) أكث�ر‬

‫‪172‬‬
‫مرون�ة للوص�ول إىل مس�احات ال تص�ل احلكوم�ات إليه�ا وه�ي كذل�ك‬
‫أس�رع حرك�ة وأكث�ر فاعلي�ة‪.‬‬

‫لك�ن يف حقيق�ة األم�ر ف�إن ازدي�اد ع�دد ه�ذه املؤسس�ات بش�كل كبير‬
‫يعك�س بوض�وح تقصير احلكوم�ات واألنظم�ة احمللي�ة‪ .‬ومل�ا زاد تقصير بع�ض‬
‫احلكوم�ات إىل أن وص�ل ح�د انته�اك احلق�وق اإلنس�انية والتعس�ف وأحيان�ا‬
‫االس�تبداد‪ ،‬ووص�ل األم�ر إىل درج�ة أن املؤسس�ات غير احلكومي�ة تعم�ل عل�ى‬
‫توفير رم�ق احلي�اة للمواطنين نتيج�ة الفش�ل اإلقتص�ادي وزي�ادة البطال�ة‬
‫إىل مع�دالت مرتفع�ة ج�دا‪ ،‬كل ذل�ك وض�ع املؤسس�ات غير احلكومي�ة‬
‫(مؤسس�ات اجملتم�ع املدن�ي) وكأنه�ا يف الص�ف املع�ارض للحكوم�ات‪ ،‬املراق�ب‬
‫هل�ا وألنش�طتها ولس�لوكها وب�دا املوق�ف وكأن�ه عدائ�ي بين التوجهين‪،‬‬
‫وأضح�ت الريب�ة والش�ك بين الطرفين ه�ي أص�ل التعام�ل بينهم�ا‪ .‬بينم�ا‬
‫املطل�وب أن حي�دث التكام�ل اإلجياب�ي بين الطرفين‪ .‬إال أن ه�ذا التكام�ل‬
‫اإلجياب�ي حيت�اج إىل من�اخ إجياب�ي أيض�ا حت�ى يعم�ل في�ه‪ .‬ولع�ل م�ن‬
‫أه�م ذل�ك الش�فافية م�ن قب�ل احلكوم�ات‪ ،‬وإطلاق احلري�ات‪ ،‬واملس�اءلة‬
‫واحملاس�بة‪ ،‬والوق�وف يف وج�ه الفس�اد‪ ،‬ويف دول كثيرة يقتض�ي األم�ر خط�وة‬
‫جريئ�ة وكبيرة أال وه�ي‪ :‬ف�ك الرتاب�ط املصلح�ي بين حتال�ف النف�وذ‬
‫السياس�ي واإلقتص�ادي ال�ذي غ�دا يس�يطر عل�ى معظ�م املص�احل واملؤسس�ات‬
‫حت�ى غير الرحبي�ة منه�ا‪.‬‬

‫لق�د غ�دا مش�هد املؤسس�ات غير الرحبي�ة املكون�ة للمجتم�ع املدن�ي معق�دا‬
‫ومتش�ابكا بين حم�اوالت لتدخلات خارجي�ة‪ ،‬وحم�اوالت خارجي�ة للتموي�ل‪،‬‬
‫وض�رورات تواص�ل مهني�ة بين املؤسس�ات احمللي�ة ونظرياته�ا الدولي�ة‪ ،‬وبين‬
‫تداخلات احلكوم�ات احمللي�ة وحماول�ة ه�ذه الس�لطات احمللي�ة إنش�اء‬
‫مؤسس�ات غير رحبي�ة عدي�دة تتحك�م به�ا‪ ،‬وحم�اوالت اته�ام املؤسس�ات‬

‫‪173‬‬
‫مؤسسات املجتمع املدني والديبلوماسية الشعبية‬

‫احمللي�ة بالتع�اون م�ع جه�ات أجنبي�ة‪ ،‬وتقصير حكوم�ي كبير‪ ،‬ووع�ي‬


‫ش�عيب صاع�د يرف�ض اس�تمرار األح�وال عل�ى م�ا ه�ي علي�ه‪ .‬كل ذل�ك‬
‫يدف�ع باجت�اه تعقي�د موق�ف مؤسس�ات اجملتم�ع املدن�ي‪ .‬إن ه�ذا التداخ�ل‬
‫ال يعني إطالق�ا التوق�ف ع�ن تأس�يس املؤسس�ات غير احلكومي�ة لألغ�راض‬
‫اإلنسانس�ة واإلجتماعي�ة واحلقوقي�ة والقانوني�ة والبيئي�ة وغير ذل�ك‪ ،‬فه�ذه‬
‫املؤسس�ات هل�ا دور معتبر ووازن يف جمتمعاتن�ا العصري�ة‪ ،‬ولك�ن املطل�وب ه�و‬
‫االنتب�اه لع�دم اإلجن�رار حت�ت ضغ�ط احلاج�ة إىل الوق�وع يف براث�ن سياس�ات‬
‫وأجن�دات أجنبي�ة أو أجن�دات خاص�ة داخلي�ة م�ن حي�ث نعل�م أو م�ن حي�ث‬
‫ال نعل�م‪.‬‬

‫وإن ه�ذا التداخ�ل اليعني إطالق�ا أن كل اؤسس�ات اجملتم�ع املدن�ي‬


‫ه�ي موض�ع ريب�ة وش�ك‪ ،‬ب�ل إن هن�اك مؤسس�ات حملي�ة غير رحبي�ة‬
‫وغير حكومي�ة تلع�ب دورا هام�ا يف خدم�ة قضاي�ا جمتمعاته�ا مبختل�ف‬
‫ا لتخصص�ا ت ‪.‬‬

‫وإن ه�ذا التداخ�ل ال يعني إطالق�ا قط�ع التواص�ل م�ع املؤسس�ات غير‬
‫احلكومي�ة يف البل�دان األخ�رى وال قط�ع التواص�ل م�ع املنظم�ات غير‬
‫احلكومي�ة الدولي�ة خش�ية الوق�وع يف احملظ�ور‪ .‬وإمن�ا يعني ض�رورة الوع�ي‬
‫واالنتب�اه واحملافظ�ة دائم�ا عل�ى األجن�دة الداخلي�ة الش�عبية التي خت�دم‬
‫جمتمعاتن�ا احمللي�ة يف عاملن�ا العرب�ي واإلسلامي‪ .‬وتعني االنتب�اه إىل ع�دم‬
‫االجن�رار حت�ت ضغ�ط احلاج�ة أو حت�ى املنفع�ة الش�خصية لالس�تجابة‬
‫لتوجه�ات م�ن أجن�دات خارجي�ة أو داخلي�ة خاص�ة‪.‬‬

‫إن مج�ال الش�ورى ومب�ادئ الدميقراطي�ة العدي�دة املفي�دة ورف�ع الظل�م‬


‫والقه�ر وإرج�اع احلق�وق ألهله�ا وختفي�ف املعان�اة ع�ن املتضرريين ه�ي م�ن‬

‫‪174‬‬
‫ل�ب ثقافتن�ا العربي�ة واإلسلامية األصيل�ة‪ .‬ويتطل�ب من�ا العم�ل ضم�ن أط�ر‬
‫ووس�ائل خمتلف�ة منه�ا املؤسس�ات غير احلكومي�ة إلحق�اق احل�ق ورد الظل�م‬
‫والبغ�ي ومعاون�ة احملت�اج وس�د رم�ق املتضرري�ن حت�ت ش�عار"كنتم خير‬
‫أم�ة أخرج�ت للن�اس تأم�رون باملع�روف وتنه�ون ع�ن املنك�ر"‪ .‬وم�ا حقيق�ة‬
‫أه�داف مجي�ع املؤسس�ات غير احلكومي�ة احمللي�ة س�وى أم�ر مبع�روف‬
‫أو نه�ي ع�ن منك�ر أو مس�اعدة حمت�اج يف مجي�ع اجمل�االت اإلجتماعي�ة‬
‫واإلنسانس�ة واحلقوقي�ة والقانوني�ة واملعيش�ية والصحي�ة‪ .‬إن املطل�وب م�ن‬
‫كل م�ن احلكوم�ات والقائمين عل�ى مؤسس�ات اجملتم�ع املدن�ي ه�و "الت�وازن"‪.‬‬
‫فاحلكوم�ات عليه�ا أن تتع�اون م�ع املؤسس�ات غير احلكومي�ة‪ ،‬ألنه�ا بالفع�ل‬
‫تغط�ي جوان�ب وجم�االت عدي�دة ال تس�تطيعها إمكان�ات احلكوم�ات‪ ،‬ب�دال‬
‫م�ن كي�ل الته�م أو املالحق�ة القانوني�ة أو اإلغلاق حت�ى ول�و كان�ت ه�ذه‬
‫املؤسس�ات تتب�ع أو يديره�ا م�ن تعده�م الس�لطة معارض�ة أو منافس�يني هل�ا‬
‫اآلن‪ .‬كذل�ك االبتع�اد ع�ن الش�ك عل�ى قاع�دة أن جه�ات خارجي�ة ق�د‬
‫حت�اول أن جتير عم�ل ه�ذه املؤسس�ات ملص�احل خارجي�ة‪ ،‬وأن تك�ون هن�اك ثق�ة‬
‫متبادل�ة بين اجلمي�ع ب�دال م�ن الريب�ة وبالتال�ي املالحق�ة والتتب�ع واإلي�ذاء‬
‫وكي�ل الته�م‪.‬‬

‫وكذل�ك عل�ى القائمين عل�ى ه�ذه املؤسس�ات الوع�ي واإلنتب�اه لآلث�ار‬


‫الس�لبية للدبلوماس�ية الش�عبية التي متارس�ها جه�ات خارجي�ة حبي�ث ال‬
‫تقط�ع العالق�ات معه�ا وتنع�زل ع�ن الع�امل ويف نف�س الوق�ت ال تنج�ر إىل‬
‫احل�د ال�ذي تب�دوا وكأنه�ا تنف�ذ أجن�دة خارجي�ة‪ .‬إن مث�ل القائمين عل�ى‬
‫املؤسس�ات غير الرحبي�ة كم�ن يق�ود س�فينة حممل�ة بامل�ؤن وتري�د أن تص�ل‬
‫إىل مرف�أ احملتاجين فيصادفه�ا يف الطري�ق ري�اح عاصف�ة فتتعام�ل معه�ا‬
‫حبكم�ة‪ ،‬وتي�ارات عكس�ية فتتجنبه�ا وتبح�ر بعي�دا عنه�ا‪ ،‬وتي�ارات مس�اعدة‬
‫فتتكي�ف معه�ا وتس�تفيد منه�ا بالق�در املناس�ب‪ ،‬وهك�ذا تبق�ى تن�اور حت�ى‬

‫‪175‬‬
‫مؤسسات املجتمع املدني والديبلوماسية الشعبية‬

‫تص�ل إىل ب�ر األم�ان وتف�رغ محولته�ا للمحتاجين املنتظري�ن بله�ف وش�وق‪.‬‬
‫ولك�ن دون أن تنج�رف م�ع املؤث�رات اخلارجي�ة فتنح�رف ع�ن الطري�ق‬
‫ا لصحي�ح ‪.‬‬

‫وم�ن األمج�ل أن نص�ل ملرحل�ة تك�ون فيه�ا مؤسس�ات اجملتم�ع املدن�ي فاعل�ة‬
‫يف ظ�ل حكوم�ات حملي�ة تس�تمد قوته�ا م�ن الع�دل والش�ورى واحلري�ة‪ ،‬وال‬
‫ختف�ي ضعفه�ا بإظه�ار االس�تبداد والتس�لط وحمارب�ة مؤسس�ات اجملتم�ع‬
‫املدن�ي‪ ،‬ب�ل تظه�ر قوته�ا بالتكام�ل احلقيق�ي م�ع املؤسس�ات احمللي�ة غير‬
‫احلكومي�ة‪.‬‬

‫‪176‬‬
‫الباب الخامس‪:‬‬
‫مصطلحات ومفاهيم‬
‫للمؤسسات غير الربحية‬

‫‪177‬‬
‫مصطلحات ومفاهيم للمؤسسات غير الربحية‬

‫الباب الخامس‪:‬‬
‫مصطلحات ومفاهيم للمؤسسات غير الربحية‬

‫م�ن املتع�ارف علي�ه أن نس�تخدم مصطلح�ات خاص�ة ل�كل ختص�ص‬


‫أو مهن�ة فف�ي ختص�ص إدارة املش�اريع تس�تخدم العدي�د م�ن الكلم�ات ذات‬
‫الدالل�ة التي يفه�م منه�ا املقص�ود يف ه�ذا العل�م فيس�تخدم مثلا مصطل�ح‬
‫دورة حي�اة املش�روع‪ ،‬وحم�ددات الزم�ن والتكلف�ة واجل�ودة‪ ،‬وبداي�ة املش�روع‬
‫ونهاي�ة املش�روع‪ ،‬وإدارة املخاط�ر‪ ،‬وإدارة الوق�ت‪ .‬كم�ا يس�تخدم يف الس�وق‬
‫مصطلح�ات مث�ل دراس�ة اجل�دوى املالي�ة‪ ،‬التس�ويق‪ ،‬املبيع�ات‪ ....‬اخل‪ .‬أم�ا‬
‫بالنس�بة للمؤسس�ات‪/‬املنظمات غير الرحبي�ة فع�ادة م�ا يت�م احلدي�ث‬
‫مبصطلح�ات تعتم�د عل�ى خلفي�ة املتح�دث‪ ،‬وباعتب�ار أن اهل�دف لي�س الرب�ح‬
‫مم�ا ي�ؤدي إىل اإلحج�ام ع�ن اس�تخدام مصطلح�ات متع�ارف عليه�ا ينبغ�ي‬
‫أن تتواج�د يف ع�امل املؤسس�ات غير الرحبي�ة‪.‬‬

‫وهن�ا جي�در التنوي�ه عل�ى أن�ه باإلم�كان اس�تخدام العدي�د م�ن املصطلح�ات‬
‫املس�تخدمة يف املؤسس�ات الرحبي�ة ويف جم�االت ش�بيهة أخ�رى لت�دل عل�ى‬
‫نف�س املعن�ى يف املؤسس�ات غير الرحبي�ة م�ع ش�ئ م�ن التحري�ر يف تعبير‬
‫الدالل�ة‪ .‬باإلضاف�ة إىل مصطلح�ات تس�تخدم يف املؤسس�ات الدولي�ة يف ذات‬
‫الس�ياق‪.‬‬

‫وتع�د ه�ذه الفك�رة بداي�ة لتجمي�ع املصطلح�ات املس�تخدمة يف ع�امل‬


‫املؤسس�ات غير الرحبي�ة لتش�كل ن�واة للغ�ة مشتركة بين مجي�ع العاملين‬
‫يف املؤسس�ات غير الرحبي�ة‪ ،‬ولتش�كل بداي�ة لقام�وس خ�اص ب�إدارة املؤسس�ات‬
‫غير الرحبي�ة آملا أن يتط�ور يف املس�تقبل‪ .‬ونب�دأ باجملموع�ة التالي�ة‪:‬‬

‫‪178‬‬
‫‪ -1‬اس�تخدام مفه�وم "خطـة العمـل (‪ )Business Plan‬مت‬
‫تفصيل�ه يف األب�واب الس�ابقة‪.‬‬

‫‪ -2‬اس�تخدام "الظـروف احمليطـة مبيـدان العمل" لتع�ادل مصطلح‬


‫ظ�روف الس�وق‪ ،‬إذ إن كل مؤسس�ة غير رحبي�ة موج�ودة يف س�وق ش�بيه‬
‫بس�وق املؤسس�ات الرحبي�ة وبالتال�ي تتأث�ر بالظ�روف احمليط�ة به�ا‬
‫كم�ا املؤسس�ات الرحبي�ة‪ .‬وهن�ا نس�تخدم ه�ذا املصطل�ح لي�دل عل�ى‬
‫تغير الظ�روف يف س�وق (إن ص�ح التعبير) املؤسس�ات غير الرحبي�ة‬
‫م�ن حي�ث إقب�ال املتربعين‪ ،‬وكث�رة اإلقب�ال أو قلت�ه‪ ،‬وظ�روف مج�ع‬
‫امل�ال‪ ،‬والسياس�ات املتبع�ة يف الدول�ة ‪...‬اخل‪.‬‬

‫‪ -3‬اس�تخدام مصطل�ح " االحتياجـات احلاليـة واملتوقعـة" لي�دل‬


‫عل�ى االحتياج�ات املطلوب�ة للمؤسس�ة غير الرحبي�ة أو املتوقع�ة يف‬
‫املس�تقبل م�ن حي�ث امل�وارد البش�رية‪ ،‬أو املالي�ة‪ ،‬أو املعلوم�ات‪ ،‬أو‬
‫التقني�ات وم�ا ش�ابه ذل�ك‪.‬‬

‫‪ -4‬اس�تخدام مصطل�ح "خطـوط العمـل أو خطـوط اخلدمـات"‬


‫لت�دل عل�ى أن�واع األعم�ال أو اخلدم�ات التي تق�وم به�ا املؤسس�ة مث�ل‬
‫اإلغاث�ة‪ ،‬التعلي�م‪ ،‬س�داد الدي�ون‪ ،‬بن�اء مالج�ئ‪ .‬مبعن�ى الربام�ج أو‬
‫مناح�ي العم�ل التي تق�وم به�ا املؤسس�ة‪ :‬أيت�ام‪ ،‬إغاث�ة‪ ،‬صدق�ة جاري�ة‪،‬‬
‫خ�ط حقوق�ي‪ ،‬خ�ط صح�ي ‪ ....‬اخل‬

‫‪ -5‬اس�تخدام مصطل�ح "املستفيد‪/‬املسـتفيدين" لتع�ادل مصطل�ح‬


‫الزب�ون يف املؤسس�ات الرحبي�ة‪ .‬ويقص�د ب�ه الش�خص أو اجله�ة التي‬
‫تس�تفيد م�ن خدم�ات املؤسس�ة غير الرحبي�ة‪.‬‬

‫‪179‬‬
‫مصطلحات ومفاهيم للمؤسسات غير الربحية‬

‫‪ -6‬مصطل�ح "املتبرع أو املانـح" لي�دل عل�ى الش�خص أو اجله�ة التي‬


‫تتبرع أو تتكف�ل بالتكلف�ة املالي�ة للخدم�ة املقدم�ة أو جب�زء منه�ا‪.‬‬

‫‪ -7‬اس�تخدام مصطل�ح "املنتـج" حي�ث إن املؤسس�ات غير الرحبي�ة‬


‫مؤسس�ات خدمي�ة تق�دم خدماته�ا عل�ى ش�كل مش�اريع وبرام�ج‬
‫ومنتج�ات‪ .‬ففك�رة مج�ع امل�ال م�ن خلال كوب�ون‪ ،‬ول�كل كوب�ون‬
‫ه�دف مث�ل كوب�ون ب�ر الوالدي�ن – س�قاية امل�اء‪...‬اخل‪ .‬ه�ذا يعتبر‬
‫منتج�ا أي إن�ك قدم�ت منتج�ا جلم�ع امل�ال م�ن املتربعين‪ .‬كذل�ك‬
‫فك�رة تقدي�م خدم�ة للمس�تفيدين عل�ى ش�كل حقيب�ة مدرس�ية‬
‫للطلاب احملتاجين فإن�ك قدم�ت خدم�ة عل�ى ش�كل منت�ج ه�و‬
‫احلقيب�ة املدرس�ية‪ .‬إن فك�رة املنت�ج تش�جع عل�ى اإلب�داع يف تقدي�م‬
‫اخلدم�ات للمس�تفيدين ويف نف�س الوق�ت للمتربعين‪.‬‬

‫‪ -8‬مصطل�ح "حتليـل ميـدان العمـل" ليع�ادل مصطل�ح حتلي�ل‬


‫الس�وق يف املؤسس�ات الرحبي�ة‪ .‬ومصطل�ح حتلي�ل املي�دان يعني حتلي�ل‬
‫مي�دان العم�ل وواقع�ه‪ ،‬عل�ى س�بيل املث�ال ال احلص�ر‪ ،‬م�ن حي�ث‬
‫املنافسين اآلخري�ن م�ن املؤسس�ات غير الرحبي�ة‪ ،‬أو املناظري�ن م�ن‬
‫املؤسس�ات غير الرحبي�ة الذي�ن يقدم�ون خدم�ات ش�بيه أو خمتلف�ة يف‬
‫نف�س مي�دان العم�ل‪ ،‬ويعني حتلي�ل الواق�ع السياس�ي هن�اك خصوص�ا‬
‫يف حال�ة خميم�ات الالجئين‪ ،‬ويعني حتلي�ل الواق�ع اإلقتص�ادي للبل�د‬
‫املس�تفيد أو للن�اس املس�تفيديدن م�ن اخلدم�ة‪ ،‬ويعني أيض�ا حتلي�ل‬
‫الوض�ع القانون�ي لتقدي�م املنتج�ات أو اخلدم�ات‪.‬‬

‫‪ -9‬مصطل�ح "بنـاء القـدرات ‪ "Capacity Building‬وه�و مصطل�ح‬


‫ش�ائع االس�تعمال يف ع�امل املؤسس�ات غير الرحبي�ة ويقص�د ب�ه‬

‫‪180‬‬
‫بن�اء اإلمكان�ات والق�درات الذاتي�ة ل�دى املس�تفيدين حت�ى يتعلم�وا‬
‫االعتم�اد عل�ى النف�س وبالتال�ي تقلي�ل االعتم�اد عل�ى اجله�ات‬
‫اخلارجي�ة‪.‬‬

‫‪ -10‬مصطل�ح "التسـويق والرتويـج" ويقص�د ب�ه تس�ويق خدم�ات‬


‫املؤسس�ة غير الرحبي�ة أو منتجاته�ا والرتوي�ج هل�ا م�ن أج�ل اس�تقطاب‬
‫املاحنين واملتربعين م�ن جه�ة‪ ،‬واس�تقطاب املس�فيديدن م�ن جه�ة‬
‫أخ�رى‪ .‬وه�و ش�بيه إىل ح�د م�ا مبصطل�ح التس�ويق يف املؤسس�ات‬
‫الرحبي�ة إال أن�ه من�زوع الرحبي�ة يف مفهوم�ه يف حال�ة املؤسس�ات غير‬
‫الرحبي�ة وبالتال�ي ف�إن نصي�ب التس�عري والس�عر يك�ون ذي ح�ظ‬
‫ضعي�ف يف املؤسس�ات غير الرحبي�ة‪.‬‬

‫‪ -11‬مصطل�ح "احلصـة السـوقية" ويقص�د ب�ه حص�ة املؤسس�ة غير‬


‫الرحبي�ة يف اخلدم�ات التي تق�دم للمس�تفيدين يف بل�د م�ا أو مي�دان‬
‫م�ا‪ .‬فمثلا حص�ة املؤسس�ة "أ" يف العم�ل اخليري يف م�كان م�ا ه�ي‬
‫‪ 30%‬م�ن جمم�وع اخلدم�ات املقدم�ة بينم�ا حص�ة املؤسس�ة "ب"‬
‫ه�ي ‪ 40%‬م�ن جمم�وع اخلدم�ات املقدم�ة يف نف�س امل�كان‪ .‬إن مفه�وم‬
‫احلص�ة الس�وقية أح�د أس�باب الدافعي�ة والتش�جيع عل�ى العم�ل‬
‫وإجي�اد روح التناف�س بين املؤسس�ات وبين اإلدارات يف داخ�ل املؤسس�ة‬
‫الواح�دة‪ ،‬وه�ي إح�دى مؤش�رات اإلجن�از اهلام�ة‪.‬‬

‫‪ -12‬مصطل�ح "حتليـل املخاطـر" وه�و مصطل�ح مت�داول بش�كل‬


‫كبير يف املؤسس�ات الرحبي�ة‪ ،‬ومناس�ب ج�دا الس�تخدامه وتطبيق�ه‬
‫يف املؤسس�ات غير الرحبي�ة وخصوص�ا يف تصمي�م وتنفي�ذ املش�اريع‪.‬‬

‫‪181‬‬
‫مصطلحات ومفاهيم للمؤسسات غير الربحية‬

‫‪ -13‬مفه�وم "اخلطـة التشـغيلية" مبكوناته�ا م�ن اجل�دول‬


‫التنفي�ذي واملوازن�ة التقديري�ة واجل�دول الزمني‪ ،‬وإن كان هن�اك‬
‫بع�ض املؤسس�ات غير الرحبي�ة تطب�ق ه�ذا املفه�وم يف التخطي�ط إال‬
‫أن�ه م�ازال العدي�د منه�ا يفتق�د هل�ذا املفه�وم‪.‬‬

‫‪ -14‬مفه�وم "األهـداف التشـغيلية" وه�ي األه�داف املش�تقة م�ن‬


‫األه�داف اإلستراتيجية أو م�ن اخلط�ة الس�نوية والتي إذا حتقق�ت‬
‫ف�إن اخلط�ة املقرتح�ة تك�ون ق�د أجن�زت‪.‬‬

‫‪ -15‬مصطل�ح " األنشـطة واإلجـراءات التنفيذيـة" التفصيلي�ة‬


‫وه�ي اإلج�راءات واألنش�طة ل�كل ه�دف تش�غيلي (انظ�ر اخلط�ة‬
‫التش�غيلية) والتي إذا حتقق�ت يك�ون اهل�دف التش�غيلي ق�د أجن�ز‪.‬‬

‫‪ -16‬مفه�وم "امل�دة الزمني�ة" ل�كل إج�راء أو نش�اط يبين في�ه بداي�ة‬


‫ونهاي�ة كل إج�راء أو نش�اط‪.‬‬

‫‪ -17‬مصطل�ح "جهـة التنفيـذ" كل إج�راء أو نش�اط س�واء كان‬


‫ش�خصا أو جه�ة‬

‫‪ -18‬مصطل�ح "جـدول اإلجـراءات التنفيذيـة" ال�ذي جيم�ع‬


‫العناص�ر األربع�ة األساس�ية األه�داف التش�غيلية‪ ،‬واإلج�راءات‬
‫واألنش�طة‪ ،‬وامل�دة الزمني�ة م�ن حي�ث بداي�ة ونهاي�ة اإلج�راء‪ ،‬وجه�ة‬
‫التنفي�ذ يف ج�دول واح�د‪.‬‬

‫‪182‬‬
‫‪ -19‬مصطل�ح "معايير قيـاس األداء أو مؤشـرات اإلجنـاز أو ‪"KPI’s‬‬
‫والتي س�تكون أسـ ـ ـ�اس التقيي�م وقي ـ ـ ـ ـ�اس األداء‪.‬‬

‫‪ -20‬مفهوم "الثقل أو الوزن النسيب" لكل هدف أو إجراء‪.‬‬

‫‪ -21‬مفه�وم "اجلـدول الزمني أو التحليـل الشـبكي" (‪Bar chart‬‬


‫‪ )or C.P.M‬وه�و ج�دول مس�تقل ع�ن اجل�دول التنفي�ذي‪.‬‬

‫‪ -22‬مفه�وم "املوازنـة التقديريـة" وه�ي املصاري�ف التقديري�ة‬


‫املتوقع�ة للع�ام الق�ادم‪.‬‬

‫‪ -23‬مفه�وم "الديبلوماسـية الشـعبية" (‪)Public diplomacy‬‬


‫يف بيئ�ة املؤسس�ات غير الرحبي�ة وكيفي�ة التعام�ل م�ع اجله�ات‬
‫اخلارجي�ة بن�اء عل�ى ذل�ك وحتقي�ق مفه�وم الت�وازن يف التعام�ل م�ع‬
‫احلكوم�ات احمللي�ة واجله�ات اخلارجي�ة‪ ،‬كم�ا س�يأتي الحق�ا‪.‬‬

‫‪ -24‬مفه�وم "املسـاعدات الدوليـة متعـددة األطـراف" وال�ذي‬


‫يقص�د ب�ه اشتراك أكث�ر م�ن دول�ة يف تقدي�م مس�اعدة لدول�ة م�ا‬
‫ع�ن طري�ق إح�دى اجله�ات الدولي�ة املعتم�دة‪.‬‬

‫‪ -25‬مفه�وم "املسـاعدات الدوليـة الثنائيـة" وه�ي املس�اعدة التي‬


‫تقدمه�ا دول�ة م�ا إىل دول�ة أخ�رى مباش�رة أو عبر جه�ة أخ�رى‪.‬‬

‫‪ -26‬مفه�وم "األبعـاد الثالثة للمؤسسـات غير الرحبية" فالبعد‬


‫األول ه�و "بع�د األمان�ة" والبع�د الثان�ي ه�و "البع�د املهني" والبع�د‬

‫‪183‬‬
‫مصطلحات ومفاهيم للمؤسسات غير الربحية‬

‫الثال�ث ه�و "البع�د اإلنس�اني"‪.‬‬

‫‪ -27‬مفه�وم "الشـفافية" ال�ذي يق�وم عل�ى مب�دأ ع�دم وج�ود أم�ور‪،‬‬


‫يف الش�أن‪ ،‬الع�ام ختف�ى عل�ى املواط�ن‪ .‬وه�ي وس�يلة إلخض�اع املوظفين‬
‫العموميين للمس�اءلة‪ ،‬وبه�ذا فه�ي تعني‪ :‬الوض�وح يف الوظيف�ة‬
‫والواجب�ات واملص�ادر املالي�ة والعيني�ة‪ ،‬وسير املعاملات‪ ،‬وس�بل أداء‬
‫املس�ؤول ل�دوره‪.‬‬

‫‪ -28‬مفه�وم "السـلمية واالسـتمرارية والثبـات" فاملؤسس�ات غير‬


‫الرحبي�ة مدني�ة املقص�د وس�لمية األداء والتنفي�ذ تبتع�د كل البع�د‬
‫ع�ن أي من�ط م�ن أمن�اط الالس�لمية‪.‬‬

‫‪ -29‬مفه�وم "املسـاواة يف التعامـل" التعام�ل م�ع الفئ�ة املس�تهدفة‬


‫باخلدم�ة‪ ،‬أو حت�ى الفئ�ة املاحن�ة‪ ،‬يس�توجب حس�ن املعامل�ة وعل�ى‬
‫قمته�ا املس�اواة يف التعام�ل دون متيي�ز لع�رق أو جله�ة أو لفئ�ة أو لتوج�ه‪.‬‬

‫‪ -30‬مفه�وم "التجديـد واإلبـداع" فأص�ل اإلب�داع ه�و احلرق�ة عل�ى‬


‫إجن�از ش�يء م�ا يتزام�ن م�ع ش�عور باحلاج�ة والع�وز ل�ه أو ألث�ره‪.‬‬

‫‪ -31‬طريق�ة "النمـوذج املبسـط للتخطيـط االستراتيجي" وه�ذا‬


‫النم�وذج يصل�ح للمؤسس�ات الصغيرة أو املؤسس�ات املبتدئ�ة‪ ،‬وه�و‬
‫من�وذج مبس�ط بعي�د ع�ن التعقي�د لتش�كيل خط�ة إستراتيجية‪.‬‬

‫‪ -32‬النم�وذج الثان�ي يف التخطي�ط االستراتيجي "التخطيـط‬


‫اإلستراتيجي التحليلـي" وه�و تطوي�ر للنم�وذج الس�ابق ويت�م‬

‫‪184‬‬
‫اس�تخدامه يف الس�نوات التالي�ة بع�د أن ت�زداد خبرة العاملين وت�زداد‬
‫معرفته�م يف العم�ل وي�زداد احتكاكه�م ودرايته�م بالواق�ع‪.‬‬

‫‪ -32‬تطبي�ق مفه�وم "اجلـودة" يف العم�ل حي�ث م�ن الض�روري‬


‫للمؤسس�ات غير الرحبي�ة أن تتأك�د م�ن ج�ودة خدماته�ا ومنتجاته�ا‬
‫عن�د تس�ليمها للمس�تفيدين‪ ،‬أو عن�د اس�تالم التربع�ات م�ن املاحنين‪.‬‬

‫‪ -33‬مفه�وم "التحسين املسـتمر" وذل�ك لتحسين املنحن�ى‬


‫التعليم�ي ل�دى املؤسس�ة وللتق�رب م�ن اإلتق�ان والتمي�ز ويعبر ع�ن‬
‫التعل�م واالس�تفادة م�ن مجي�ع التج�ارب الس�ابقة للمؤسس�ة م�ن‬
‫أج�ل حتسين األداء‪.‬‬

‫�وزن القيم�ة املتحقق�ة م�ن‬


‫‪ -34‬مفه�وم "القيمـة مقابـل املـال" ل ِ‬
‫خلال املخرج�ات والنتائ�ج حبج�م امل�ال ال�ذي مت صرف�ه‪.‬‬

‫‪ -35‬مفه�وم "التطـوع" حي�ث إن م�ن أه�م مي�زات املؤسس�ات غير‬


‫الرحبي�ة أنه�ا تعتم�د عل�ى التط�وع س�واء يف التموي�ل أو يف التش�غيل‪.‬‬

‫‪ -37‬مفه�وم "املسـاءلة واحملاسـبة" ضم�ن األط�ر املعتم�دة يف‬


‫ا ملؤ سس�ة ‪.‬‬

‫مت حبمد اهلل‪ ،‬ونسأل اهلل تعاىل القبول والعفو عن القصور‪.‬‬

‫‪185‬‬
‫مصطلحات ومفاهيم للمؤسسات غير الربحية‬

‫املراجع العربية‬

‫عب�د العزي�ز الواص�ل "مكون�ات ال�رأي الع�ام العامل�ي وتأثيره‪ :‬حمأول�ة أولي�ة‬ ‫>‬

‫للفه�م"‪ ،‬جمل�ة الديبلوماس�ي‪ ،‬معه�د الدراس�ات الديبلوماس�ية ب�وزارة اخلارجي�ة‬


‫الس�عودية‪ ،‬الع�دد ‪ 52‬اكتوب�ر ‪ ،2010‬ص‪.43-42‬‬

‫> فيلي�ب تايل�ور "الديبلوماس�ية العام�ة وأثره�ا يف السياس�ة اخلارجي�ة"‪ ،‬جمل�ة‬


‫الديبلوماس�ي‪ ،‬معه�د الدراس�ات الديبلوماس�ية ب�وزارة اخلارجي�ة الس�عودية‪ ،‬الع�دد‬
‫‪ 52‬اكتوب�ر ‪ ،2010‬ص‪.41-38‬‬

‫>منيرة بودرداب�ن جامع�ة قس�نطينة ‪ -‬دور الدبلوماس�ية غير الرمسي�ة يف تنفي�ذ‬


‫السياس�ة اخلارجي�ة‬
‫‪http://bu.umc.edu.dz/opacar/theses/sc-politiques/ABOD2983.pdf -‬‬

‫>مؤسس�ة طاب�ا " توصي�ات بدع�م التي�ارات املعتدل�ة يف اجملتمع�ات واجلالي�ات‬


‫اإلسلامية" ‪ ،2007 ،‬اب�و ظبي – االم�ارات العربي�ة املتح�دة‪.‬‬

‫> باق�ر النج�ار‪" ،2004 ،‬اجملتم�ع املدن�ي يف الوط�ن العرب�ي واق�ع حيت�اج إىل‬
‫إصلاح" م�ن اجملتم�ع املدن�ي ف�ى البل�دان العربي�ة ودوره يف اإلصلاح‪( ،‬ص ‪،)66-55‬‬
‫حتري�ر مم�دوح س�امل‪ ،‬االس�كندرية‪ ،‬املنظم�ة العربي�ة حلق�وق اإلنس�ان‪.‬‬

‫> أماني قنديل‪ ،‬موقع الشبكة العربية للمنظمات األهلية‪،‬‬


‫‪http://www.shabakaegypt.org/ar_researchdetail.php?id=5‬‬

‫> علاء عب�د احلفي�ظ‪ ،2008 ،‬حب�ث"دور املؤسس�ات املدني�ة يف تنمي�ة العالق�ات‬
‫الدولي�ة وتقوي�ة اجملتم�ع املدن�ي"‪ ،‬يف مؤمت�ر العم�ل اخليري اخلليج�ي الثال�ث‪،‬‬
‫د ب�ي ‪.‬‬

‫‪186‬‬
‫> املرك�ز الفلس�طيين لالتص�ال والسياس�ات التنموي�ة‪ ،‬دور مؤسس�ات اجملتم�ع‬
‫املدن�ي يف تعزي�ز مفاهي�م احلك�م الرش�يد‪2011 ، ،‬‬
‫‪http://www.pccds.com/sites/default/files/issues/Good%20Governance.pdf‬‬

‫> ريتش�ارد اجن�رام‪" ،1998 ،‬املس�ؤوليات العش�ر األساس�ية جملال�س اإلدارة يف‬
‫املنظم�ات غير الرحبي�ة"‪ ،‬اجلمعي�ة املصري�ة لنش�ر املعرف�ة ‪-‬الطبع�ة‪ ‬األوىل‪ .‬‬

‫حس�ن عل�ي الزاي�ر‪" ،2010 ،‬املؤسس�ات اإلقتصادي�ة غير الرحبي�ة‪ :‬نظ�رة‬ ‫>‬

‫مس�تقبلية"‪ ،‬جمل�ة الواح�ة – الع�دد ‪60‬‬


‫> املعه�د الدميقراط�ي للش�ئون الدولي�ة‪" ،2006 ،‬كي�ف تبني منظم�ة غير‬
‫حكومي�ة صغيرة وجي�دة"‪ ،‬واش�نطن‪ ،‬ترمج�ة ن�ور األس�عد‪.‬‬

‫> حمم�د أك�رم العدلون�ي‪" 2002 ،‬العم�ل املؤسس�ي" ‪ ،‬دار اب�ن ح�زم للطباع�ة‬
‫والنش�ر والتوزي�ع‪ ،‬بيروت‪ -‬لبن�ان‪.‬‬

‫> حمم�د ناج�ي ب�ن عطي�ة‪" ،2006 ،‬البن�اء املؤسس�ي يف املنظم�ات اخلريي�ة ‪-‬الواق�ع‬
‫وآف�اق التطوي�ر"‪ ،‬دراس�ة ميداني�ة ع�ن املنظم�ات اخلريي�ة يف العاصم�ة اليمنية‪-‬صنع�اء‪.‬‬
‫‪htm.10640-http://islamtoday.net/bohooth/artshow-86‬‬

‫> عص�ام حمم�د عبي�د‪" ،2009 ،‬التخطي�ط االستراتيجي يف مؤسس�ات املعلوم�ات‪:‬‬


‫دراس�ة ختطيطي�ة يف األس�س واملعايير للرؤي�ة والرس�الة يف جمتم�ع املعرف�ة"‪ ،‬الع�دد‬
‫الراب�ع‪ ،‬جمل�ة دراس�ة املعلوم�ات‪ ،‬جامع�ة االم�ام حمم�د ب�ن س�عود‪.‬‬

‫‪187‬‬
‫مصطلحات ومفاهيم للمؤسسات غير الربحية‬

‫املراجع األجنبية‬

>"Giving USA Statistics." 


Charity navigator. N.p., 2012.
Web. 3 Aug. 2013. <http://www.charitynavigator.org/index.
cfm?bay=content.view&cpid=42#. UfyLnN JHIqA>.

Courtney, R. (2002). Strategic management for Voluntary


>

Nonprofit Organizations. NewYork: Routledge.

> Foundation Center (n.d.). In  Grant Spcae. Retrieved August 2,

2013, from http://www.grantspace.org/Tools/Knowledge-Base/


Funding-Research/Statistics/Number-of-people-employed-in-
the-nonprofit-

> ForbesMiddle east: http://www.forbesmiddleeast.com/read.


php?story=808#sthash.QRImasE9.dpuf

>HR Council - Labour Force Statistics (n.d.). In hrcouncil.


ca. Retrieved August 2, 2013, from http://hrcouncil.ca/labour/
statistics.cfm.

> HR Council for Voluntary & Non profit Sector. (2008). Toward


a Labour Force Strategy for Canada’s Voluntary & Non-profit
Sector.

>In ourcommunity.com.au. Retrieved August 2, 2013, from


http://www.ourcommunity.com.au/general/general_article.
jsp?articleId=103

188
>Murrow Center. (n.d.). In The Fletcher School. Retrieved
July 31, 2013, from http://fletcher.tufts.edu/Murrow/Diplomacy

> Pijl,
K., & Sminia, H. (2004, June). Strategic Management of
Public Interest Organizations. International Journal of Voluntary
and Nonprofit Organizations, 15(2), 137155-.

> Raines,
J. J. (2005). Problems and Strategic Solutions for
None For Profit Agencies Doctoral dissertation.

> Steiss,A. W. (2003). Strategic Management for Public and


Nonprofit Organizations. NEW YORK: MARCEL DEKKER, INC.

> Murrow (n.d.). The Fletcher School. Retrieved July 31, 2013,
from http://fletcher.tufts.edu/Murrow/Diplomacy

>Kriemadis, T., & Theakou, E. (2007). Strategic Planning


Models in Public and Non-Profit Sport Organizations. SMIJ, 3(2),
2737-.

189
190

You might also like