Professional Documents
Culture Documents
أحكام تحية المسجد
أحكام تحية المسجد
-0-
ملخص البحث
ول شك بأن العلم بهذه الحكام من الهمية بمكان ،لنها متعلقة بأهم ركن
من أركان السلم بعد الشهادتين ،وهو ركن الصلةا .
فكان هذا البحث ليبين الحكام الشرعية المتعلقة بهذه الصلةا ،وتفصيل
أقوال الفقهاء وأدلتهم فيها ،مع بيان الراجح منها ،ليكون المسلم على بصيرةا
من دينه .
-1-
تمهيــد :
فإن الصلةا أهما ركن من أركان السلما بعد الشهادتين ،ولقد اعتنى بها السلما
عناية فائقة ،ونصوص القرآن والسنة مليئة بالدلة الدالة على أهمية الصلةا فرضا
ونفل ،وفضلها الدنيوي والخأروي ،وأنها الفاصلة بين المسلما والكافر .
وقد اهتما الفقهاء بأحكاما الصلةا حتى أنهما جعلوا كتاب الصلةا أطول كتاب من
كتب الفقه ،مما يدل على عظيما العناية بهذا الركن العظيما .
ومن ذلك ما ذكره الفقهاء من الحكاما المتعلقة بتحية المسجد حيث جاءت الحاديث
بالمر بفعل التحية عند الدخأول إلى المسجد كما سيأتي في ثنايا البحث ،وبناء على
هذا الحديث اخأتلف الفقهاء في دللته في مسائل كثيرةا ،بيانها في مباحث البحث
ومسائله .
ولن الكلما في تحية المسجد قليل جدا في كتب الفقه ومسائله كثيرةا ،فقد عزمت
على تفصيل هذه المسائل وبيانها بالدلة والتعليلت من كتب الفقه المعتمدةا ،وهو عمل
ظاهر السهولة وباطنه المشقة ،حيث كما أسلفت لما يفصل فيه الفقهاء تفصيل وافيا ،
بل هي عبارات متناثرةا ،عملت على جمعها ،والتنسيق والتأليف فيما بينها ،ولذلك
انتظمت مباحث البحث على النحو التالي :
-2-
المبحث السابع :تحية المسجد الحراما .
وال أسال أن يوفقنا للعلما النافع والعمل الصالح ،وأن يعيننا على نشر العلما وبذله
في سبيله إنه سميع مجيب ،وصلى ال وسلما على نبينا محمد وعلى آله وصحبه
أجمعين .
-3-
المبحث الول
: التحية في اللغة
ثما لما كثر، وأصلها في اللغة الدعاء بالحياةا، التحية مصدر حياةا يحييه تحية
وشرع، فتحية ال لعباده السلما في الدار الخأرةا، استعمل فيما يحيا به من سلما ونحوه
(1)
. السلما عليكما ورحمة ال وبركاته: ال تعالى لهما إذا تلقوا أن يقولوا
: التحية في الصطلحا
. (5/191) وتفسير القرطبي، ( مادةا )حيا، (62) والمصباح المنير، (14/216) )( لسان العرب 1
( في كتاب الجنائز – باب ما يقال عند دخأول القبور والدعاء لهلها – من حديث2/671) )( أخأرجه مسلما 3
-4-
) :
( )
. (
] :
" :
()
. [ ()"
) :
( )
. (
) :
– –
( )
. (
وحسنه اللباني في ضعيف موارد، وقد ضعفه المحقق الرناؤوط، (2/76 )( أخأرجه ابن حبان )الحسان 2
. (11) الظمآن
. (3/293) )( معارف السنن 3
. (2/5) وحاشية الخأرشي على خأليل، (1/146) وانظر بلغة السالك، (1/313) )( حاشية الدسوقي 4
-5-
المبحث الثاني
، )(2
القول الول :أنها واجبة .وهو قول أهل الظاهر) ، (1واخأتاره الشوكاني
،وقال صديق خأان ) :وبوجوبها )(4
،ومال إليه صاحب تحفة الحوذي )(3
والصنعاني
)(5
قال الظاهرية ،وذلك غير بعيد( .
دليل أصحاب هذا القول :استدل أصحاب هذا القول بأدلة منها :
حديث أبي قتادةا أن النبي – صلى ال عليه وسلما – قال ) :إذا دخأل أحدكما ] [1
،وفي لفظ ) :إذا دخأل أحدكما )(6
المسجد فليركع ركعتين قبل أن يجلس(
)(7
المسجد فل يجلس حتى يصلي ركعتين ( .
حديث جابر قال :جاء سليك الغطفاني يوما الجمعة ورسول ال – صلى ال ] [2
عليه وسلما – يخأطب فجلس فقال له ) :يا سليك ! قما فاركع ركعتين وتجوز
فيهما( ،ثما قال ) :إذا جاء أحدكما يوما الجمعة والماما يخأطب فليركع ركعتين
)(8
وليتجوز فيهما( .
)( تحفة الحوذي ) ، (2/256وكذا ابن دقيق العيد في إحكاما الحكاما ). (2/49 4
-6-
أن الحديثين جاءا بلفظ المر بالتحية ،وبلفظ النهي عن تركها ،والمر يفيد
)(1
الوجوب ،والنهي يفيد التحريما ،كما هو مقرر في علما الصول .
ومما يؤكد المر بها ما ورد في مناسبة حديث أبي قتادةا حيث يقول :دخألت
المسجد ورسول ال – صلى ال عليه وسلما – جالس بين ظهراني الناس قال :فجلست
.فقال رسول ال – صلى ال عليه وسلما ) : -ما منعك أن تركع ركعتين قبل أن
تجلس؟( ،قال :فقلت :يا رسول ال رأيتك جالسا والناس جلوس .قال ) :فإذا دخأل
)(2
أحدكما المسجد فل يجلس حتى يركع ركعتين( .
قال ابن حجر)) : (3وعند ابن أبي شيبة من وجه آخأر عن أبي قتادةا ) :أعطوا
)(4
المساجد حقها( قيل له :وما حقها ؟ قال ) :ركعتين قبل أن تجلس( .
دليل أصحاب هذا القول :استدل الجمهور على استحباب تحية المسجد بأدلة من
السنة ومن الثار .
حديث أبي قتادةا أن النبي – صلى ال عليه وسلما – قال ) :إذا دخأل ] [1
)(5
أحدكما المسجد فل يجلس حتى يصلي ركعتين( .
)( وهو قول جمهور الصوليين كما في إحكاما الحكاما للمدي ) ، (2/144وشرح تنقيح الفصول للقرافي ) 1
)( أخأرجه ابن أبي شيبة ) ، (1/340وابن خأزيمة ) ، (3/162وضعف إسناده اللباني في الضعيفة )(4/48 4
.
)( تقدما تخأريجه ،ص . 7 5
-7-
الحديث الول :حديث ضماما بن ثعلبة وفيه أنه سأل النبي – صلى ال عليه وسلما
– عما فرض عليه من الصلةا فقال ) :الصلوات الخأمس( ،قال :هل علي غيرها؟
)(1
قال ) :ل إل أن تطوع( الحديث .
)( المنتقى للباجي ) ، (1/287وبداية المجتهد ) ، (1/245ونيل الوطار ). (3/78 2
-8-
ب – قوله )إل أن تطوع( ينفي وجوب الواجبات ابتداءا ل الواجبات بأسباب يخأتار
المكلف فعلها كدخأول المسجد مثل ،لن الداخأل ألزما نفسه الصلةا بالدخأول فكأنه
أوجبها على نفسه ،فل يصح شمول ذلك الصارف لمثلها) . (1ومثل ذلك يقال في
صياما النذر فإن المكلف ألزما نفسه بالوفاء فكان عليه واجبا بسبب اخأتاره هو ولما يكن
الواجب ابتداء .
الحديث الثاني :حديث عبدال بن بسر قال :جاء رجل يتخأطى الرقاب يوما الجمعة
والنبي – صلى ال عليه وسلما – يخأطب فقال له النبي – صلى ال عليه وسلما : -
. )(6
)اجلس فقد آذيت(
قالوا :أمر النبي – صلى ال عليه وسلما – الرجل الذي يتخأطى الرقاب بالجلوس
)(7
ولما يأمره بالصلةا مما يدل على عدما وجوب الركعتين .
)( نقل النووي الجماع على فرضيتها على الكفاية كما المجموع ) ، (5/212وانظر حلية العلماء للشاشي 2
. (4/18
)( ذهب إلى وجوبهما الحنفية كما في بدائع الصنائع ). (275 – 1/274 4
)( أخأرجه أبو داود ) ، (1/668والنسائي ) ، (3/103وصححه الحاكما ) (1/288ووافقه الذهبي . 6
-9-
يجاب عن استدلل الجمهور بحديث عبدال بن بسر بثلثة أجوبة ):(1
الول :أنه ل مانع من أن الرجل الذي تخأطى الرقاب قد فعل التحية في جانب من
المسجد قبل وقوع التخأطي منه .
الثاني :أنه قد يكون ذلك قبل المر بالتحية والنهي عن تركها ثما جاء المر بها
والنهي عن تركها .
الثالث :أنه قد يكون دخأوله وقع في آخأر الخأطبة وقد ضاق الوقت عن التحية
فلذلك لما يفعلها .
أن النبي – صلى ال عليه وسلما كان يدخأل المسجد وقت الخأطبة ول ] [2
)(2
يصلي التحية ثما يجلس بين الخأطبتين مما يدل على عدما وجوبها .
أ – أن يقال :يحتمل أن النبي – صلى ال عليه وسلما – قد صلى التحية قبل أن
يصعد المنبر ثما صعد المنبر وخأطب وجلس بين الخأطبتين .
ب – أن النبي – صلى ال عليه وسلما – قال ) :إذا جاء أحدكما يوما الجمعة والماما
يخأطب فليركع ركعتين( ) .(3والمر هنا وقع مقيدا بحال الخأطبة فلما يتناول الخأطيب .
)(4
)( انظر :المغني ) ، (1/84والمحلى ) ، (71-5/70ونيل الوطار ) ، (3/78وسبل السلما ). (1/329 1
)( أخأرجه البخأاري )الفتح ، (3/49ومسلما ) (2/597من حديث جابر . 3
- 10 -
ج – أن يقال لو سلمنا هذا فإنه من فعله صلى ال عليه وسلما وقد عارض قوله) :إذا
،والقول مقدما على الفعل كما )(1
دخأل أحدكما المسجد فل يجلس حتى يصلي ركعتين(
)(2
هو مقرر في علما الصول .
استدلوا بأثر زيد بن أسلما قال :كان أصحاب رسول ال – صلى ال عليه وسلما -
)(3
يدخألون المسجد ثما يخأرجون ول يصلون .
أ – أن التحية إنما تشرع لمن أراد الجلوس في المسجد ل لمن أراد الدخأول ،كما
سيأتي إن شاء ال في المباحث التية .
ب – أنه ليس في الرواية أن الصحابة كانوا يدخألون المسجد ويخأرجون بغير صلةا
،إذ ليس فيها إل مجرد الدخأول والخأروج ،فل يتما الستدلل إل بعد تبين أنهما كانوا
يجلسون .
ج – أنه لو فرض عدما صلتهما التحية فل حجة في أفعالهما مع وجود النص المر
بفعلها .
)(4
د – أنه يمكن أن يكون هذا الفعل من الصحابة قبل شرعية التحية .
)( انظر :القاعدةا في المعتمد ) ، (1/390إواحكاما الحكاما للمدي ) ، (1/192إوارشاد الفحول للشوكاني ) 2
. (41
)( أخأرجه ابن أبي شيبة في المصنف ) (1/340وذكر آثا ار كثيرةا نحوه . 3
- 11 -
والذي يظهر لي بعد هذا العرض السريع لدلة الجمهور ) ،(1ورد الستدلل بها أن
الراجح – وال أعلما – هو القول بوجوب تحية المسجد .
قال الشوكاني بعد رده لستدللت الجمهور ) :إذا عرفت هذا لح لك أن الظاهر
)(2
ما قاله أهل الظاهر من الوجوب( .
فائدةا :
قال ابن رشد ] :وسبب الخألف في ذلك – أي في حكما تحية المسجد – هل المر
محمول )(3
في قوله صلى ال عليه وسلما ) :إذا جاء أحدكما المسجد فليركع ركعتين(
على الندب أو على الوجوب ،فإن الحديث متفق على صحته ،فمن تمسك في ذلك بما
اتفق عليه الجمهور من أن الصل هو حمل الوامر المطلقة على الوجوب حتى يدل
الدليل على الندب ولما ينقدح عنده دليل ينقل الحكما من الوجوب إلى الندب قال :
الركعتان واجبتان .ومن انقدح عنده دليل على حمل الوامر ههنا على الندب أو كان
الصل عنده في الوامر أن تحمل على الندب حتى يدل الدليل على الوجوب – فإن
)(5
قال :الركعتان غير واجبتين[ . )(4
هذا قال به قوما -
)( للتوسع في معرفة أدلة الجمهور ،انظر :شرح معاني الثار ) ، (371-1/366وأوجز المسالك ) 1
- 12 -
المبحث الثالث
اخأتلف الفقهاء في تحية المسجد ،هل هي لمريد الجلوس ،أي تشرع لمن يريد
الجلوس بعد الدخأول إلى المسجد ؟ أما هي لمجرد الدخأول فكل من يدخأل المسجد يشرع
له أن يصلي التحية ؟ قولن للفقهاء :
القول الول :قول المالكية) (1أن تحية المسجد تشرع لمريد الجلوس ل بمجرد دخأول
المسجد .
حديث قتادةا أن النبي – صلى ال عليه وسلما – قال ) :إذا دخأل أحدكما ] [1
)(2
المسجد فل يجلس حتى يصلي ركعتين ( .
أن مفهوما الحديث أن التحية إنما تشرع لمريد الجلوس ،لن المر إنما توجه لمن
، )(3
أراد الجلوس ،ولذلك جاءت رواية أخأرى بلفظ ) :فليركع ركعتين قبل أن يجلس(
)(4
ول يقال ذلك لمن ل يريد الجلوس ،وأما المار فلما يتوجه إليه المر والصل عدمه .
قال الباجي ) :فإن دخأل المسجد بغير صلةا فل يخألو أن يريد الجلوس أو الجواز ،
فإن أراد الجلوس فل يجلس حتى يركع ركعتين على ما ورد في حديث أبي قتادةا من
قوله عليه السلما )فليركع ركعتين قبل أن يجلس( .إوان أراد الجواز فقد قال مالك :
ليس عليه أن يركع ،وروى عن زيد بن ثابت أنه قال :يركع لدخأوله المسجد .وجه ما
)( الشرح الكبير ) ، (1/313وشرح الزرقاني على الموطأ ) ، (1/328واخأتار هذا القول الصنعاني كما في 1
- 13 -
قاله مالك أن المر إنما توجه لمن أراد الجلوس ،ولذلك قال صلى ال عليه وسلما :
)فليركع ركعتين قبل أن يجلس( ..ول يقال ذلك لمن ل يريد الجلوس ،وأما المار فلما
)(1
يتوجه إليه المر والصل عدمه .
قال ابن دقيق العيد ) :دللة هذا الحديث ل يتناول هذه المسألة ،فإنا إن نظرنا إلى
صيغة النهي ،فالنهي يتناول جلوسا قبل الركوع ،فإذا لما يحصل الجلوس أصل لما
يفعل المنهي ،إوان نظرنا إلى صيغة المر ،فالمر توجه بركوع قبل جلوس ،فإذا
انتفيا معا لما يخأالف المر ( ).(2
ما ورد عن جمع من الصحابة والتابعين في أنهما كانوا يدخألون المسجد ] [2
ويخأرجون دون صلةا ،وبيانه كالتالي :
أ – روى ابن أبي شيبة عن زيد بن أسلما قال ) :كان أصحاب رسول ال – صلى ال
)(3
عليه وسلما – يدخألون المسجد ثما يخأرجون ول يصلون( .
ب – وروي أيضا عن خأالد بن أبي بكر قال ) :رأيت سالما يدخأل من المسجد حتى
يخأرج من الخأوخأة) ، (4فل يصلي فيه ( ).(5
)( الخأوخأة :باب صغير وسط باب كبير نصب حاج از بين دارين ،أو هي مخأترق ما بين كل دارين . 4
- 14 -
د – ذكر مالك عن زيد بن ثابت صاحب النبي – صلى ال عليه وسلما – وسالما ابن
عبدال أنهما كانا يخأرقان المسجد لحاجتهما ول يركعان ،وقال مالك ) :وأرى ذلك واسعا
)(7
أن ل يركع( .قال ابن القاسما ) :ورأيت مالكا يفعل ذلك يخأرقه مجتا از فل يركع( .
أن الصحابة كانوا يدخألون المسجد ول يصلون ،لنهما في تلك اللحظة لما يريدوا
الجلوس فلما تشرع لهما التحية ،فدل على عدما شرعيتها بمجرد الدخأول .
القول الثاني :قول جمهور الفقهاء ،وهو أن تحية المسجد تشرع لمجرد الدخأول ل
)(2
لمريد الجلوس .
-1إن المر في حديث أبي قتادةا ) :إذا دخأل أحدكما المسجد فل يجلس حتى يصلي
،هو أمر معلق على مطلق الدخأول تعظيما للبقعة إواقامة للشعار ، )(3
ركعتين(
فدل ذلك على أن التحية لمجرد الدخأول ل لمريد الجلوس .
-2كما يسن لداخأل مكة الحراما سواء أراد القامة بها أما ل ،فيسن كذلك لمن دخأل
المسجد أن يركع ركعتين سواء أراد الجلوس أما ل ) .(4قال الشربيني الخأطيب :
)فالمر بذلك معلق على مطلق الدخأول تعظيما للبقعة إواقامة للشعار ،كما يسن
لداخأل مكة الحراما ،سواء أراد القامة بها أما ل ( ).(5
)( المدونة ) . (1/97وانظر للمالكية :حاشية الخأرشي على مخأتصر خأليل ) ، (2/5ومواهب الجليل مع 7
). (2/46
)( تقدما تخأريجه ص . 7 3
- 15 -
الترجيح :
الراجح من أقوال الفقهاء هو قول المالكية ،لقوةا وصراحة أدلتهما ،ويجاب عن
استدللت الجمهور بما يلي :
أن المر كما أسلفنا هو أمر لمن يريد الجلوس ل لمن يريد الدخأول بدليل الرواية -1
الخأرى للحديث ) :فليركع ركعتين قبل أن يجلس( ) ،(1أي من أراد الدخأول ولكنه
ل يريد الجلوس فل يجب عليه أن يركع ركعتين فالخأطاب لما يتوجه للمار بل
لمريد الجلوس ،ويؤيده عمل الصحابة كما مر .
الول :أنه في مقابلة النص وهو قوله صلى ال عليه وسلما ) :إذا دخأل أحدكما
،والخأطاب لمريد الجلوس ،والقاعدةا )(2
المسجد فليركع ركعتين قبل أن يجلس(
المقررةا في أصول الفقه أنه ل قياس مع النص .
الثاني :أن المقيس عليه غير متفق عليه ،بل فيه خألف بين الفقهاء ،والذين
قالوا باستحباب الحراما لدخأول مكة مطلقا استدلوا بحديث ) :ليجاوز أحدكما
. )(4
الوقت) (3إل المحرما( ،وفي لفظ ) :لتجوزوا الوقت إل بإحراما(
وهذا الحديث حكما عليه العلماء بالضعف ) ،(5فليس هناك دليل صريح صحيح
يدل على استحباب الحراما لكل داخأل لمكة ،وبالتالي ل يستقيما القياس ،فل
يشرع للداخأل للمسجد أن يركع ركعتين بمجرد دخأوله .
)( أخأرجه الطبراني في الكبير ) ، (436-11/435وابن أبي شيبة في المصنف ) . (4/52قال الهيثمي في 4
مجمع الزوائد )) : (3/216وفيه خأصيف وفيه كلما وقد وثقه جماعة( ،وقال ابن حجر في التقريب )
) : (193صدوق سيء الحفظ خألط بآخأره( .وضعفه اللباني السلسلة الضعيفة ). (4774
)( كالبهوتي في كشاف القناع ) ، (2/403والهيثمي في المجمع ). (3/216 5
- 16 -
ومما يدل على ضعف هذا القياس أن النبي – صلى ال عليه وسلما – وأصحابه
أتوا بد ار مرتين وكانوا يسافرون للجهاد وغيره فيمرون بذي الحليفة فل يحرمون ،
ول يرون بذلك بأسا ،ودخأل النبي – صلى ال عليه وسلما – يوما الفتح مكة
حلل وعلى رأسه المغفر) ، (1وكذلك أصحابه ولما يعلما أن أحدا منهما أحرما يومئذ
)(2
.
)( أخأرجه البخأاري )الفتح ، (4/59ومسلما ) (2/990من حديث أنس بن مالك .ولمسلما ) : (2/990دخأل 1
يوما فتح مكة وعليه عمامة سوداء بغير إحراما .والمغفر زرد ينسج من الدروع إلى قدر الرأس يلبس تحت
القلنسوةا .المعجما الوسيط ) (656مادةا )غفر( .
)( المغني ) ، (117-3/116وكشاف القناع ). (2/403 2
- 17 -
المبحث الرابـع
إذا دخأل النسان ثما جلس ولما يصل التحية فهل تسقط التحية بهذا الجلوس أو يشرع
القياما والصلةا ؟ في ذلك خألف بين الفقهاء على قولين :
القول الول :يرى جمهور الفقهاء أن التحية ل تفوت بالجلوس بمعنى أن النسان
إذا دخأل المسجد ثما جلس قبل فعل التحية فإنه يتدارك ذلك ويقوما فيصلي التحية ،فل
)(1
تفوت التحية بالجلوس .
] [ 1حديث جابر قال :جاء سليك الغطفاني يوما الجمعة ورسول ال – صلى ال عليه
وسلما – يخأطب فجلس فقال ) :يا سليك قما فاركع ركعتين وتجوز فيهما().(5
)( حاشية ابن عابدين ) ، (1/456وحاشية الخأرشي على مخأتصر خأليل ) ، (2/5والمغني )، (1/439 1
)( حاشية الخأرشي على مخأتصر خأليل ) ، (2/5وفي الشرح الكبير ) ) : (1/313وكره الجلوس قبلها ول 3
- 18 -
أن النبي – صلى ال عليه وسلما – أمر سليكا بأن يقوما ويصلي التحية بعد أن كان
)(1
جالسا فدل على عدما سقوط التحية بالجلوس .
. )(2
قال ابن حجر ) :وفيه – أي الحديث – أن التحية ل تفوت بالقعود (
] [ 2حديث أبي قتادةا قال دخألت المسجد ورسول ال – صلى ال عليه وسلما – جالس
بين ظهراني الناس فجلست فقال رسول ال – صلى ال عليه وسلما ) :-ما منعك
أن تركع ركعتين قبل أن تجلس؟( قلت :يا رسول ال رأيتك جالسا والناس جلوس
)(3
.قال ) :فإذا دخأل أحدكما المسجد فل يجلس حتى يركع ركعتين( .
أن النبي – صلى ال عليه وسلما – أنكر على أبي قتادةا جلوسه قبل ن يصلي التحية
)(4
،فدل ذلك على عدما سقوطها بالجلوس .
] [ 3حديث أبي ذر أنه دخأل المسجد فقال له النبي – صلى ال عليه وسلما : -
)(5
)أركعت ركعتين؟( قال :ل .قال ) :قما فاركعهما( .
قال ابن حجر ) :صرح جماعة بأنه إذا خأالف وجلس ل يشرع له التدارك ،وفيه
نظر لما رواه ابن حبان في صحيحه من حديث أبي ذر أنه دخأل المسجد فقال له النبي
– صلى ال عليه وسلما ) :أركعت ركعتين ؟( قال :ل .قال ) :قما فاركعهما( .وترجما
)(6
عليه ابن حبان أن تحية المسجد ل تفوت بالجلوس .
القول الثاني :ذهب الشافعية) ، (7ورواية للحنابلة ،إلى أن التحية تسقط بالجلوس .
)( فتح الباري ) ، (1/537وحاشية ابن عابدين ) ، (1/456والمغني ) ، (1/439وانظر :أوجز المسالك 4
)( المجموع ) ، (4/53ومغني المحتاج ) ، (1/224ونهاية المحتاج ) ، (2/120وقيد بعض الحنابلة 7
- 19 -
قال النووي ) :لو جلس في المسجد قبل التحية وطال الفصل فاتت ،ول يشرع
قضاؤهاباتفاق ،كما سبق بيانه ،فإن لما يطل الفصل فالذي قاله الصحاب أنها تفوت
بالجلوس فل يفعلها بعده( ).(1
وقال الشربيني الخأطيب ) :وتفوت بجلوسه قبل فعلها إوان قصر الفصل إل إن جلس
. )(2
سهوا وقصر الفصل (
– 1أنه لو جلس قبل فعل التحية لما يشرع له قضاؤها وتفوت بجلوسه قياسا على من
دخأل المسجد الحراما بغير إحراما فل يقضيه بل يفوته ذلك بمجرد الدخأول كما
)(3
تفوت التحية بالجلوس .
– 2أن الستدلل بحديث سليك غير صحيح ؛ لن هذا الحديث يدل على أنه إذا ترك
التحية جهل بها أو سهوا شرع له فعلها ما لما يطل الفصل .
قال النووي ) :ثبت عن جابر – رضي ال عنه – قال :جاء سليك الغطفاني يوما
الجمعة ورسول ال – صلى ال عليه وسلما – قاعد على المنبر ،فقعد سليك قبل أن
يصلي ،فقال له النبي – صلى ال عليه وسلما ) : -أركعت ركعتين( قال :ل .قال :
)قما فاركعهما( ،رواه مسلما بهذا اللفظ ،ورواه البخأاري أيضا بمعناه ،فالذي يقتضيه
)(4
هذا الحديث أنه إذا ترك التحية جهل أو سهوا يشرع له فعلها ما لما يطل الفصل( .
الترجيح :
الراجح في هذه المسألة هو قول الجمهور بأن التحية ل تسقط بالجلوس ،وذلك لقوةا
)(5
ما استدلوا به من أدلة وتعليلت .
)( المجموع ). (4/53 1
)( انظر في هذه المسألة :البحر الرائق ) ، (2/5وبلغة السالك ) ، (1/146ومواهب الجليل )، (2/70 5
ومغني المحتاج ) ، (1/224وروضة الطالبين ) ، (1/435وحاشية الجمل على شرح المنهج )،(1/488
- 20 -
ويجاب عن استدللت الشافعية بما يلي :
- 1يجاب عن دليلهما الول بأن يقال إن هذا يعتبر قياسا عارض نصا كما في
الحاديث السابقة ،والقاعدةا المقررةا في أصول الفقه أن ل قياس مع النص.
- 2دليلهما الثاني فيه نظر ،لنه من المعلوما أن الجاهل غير مكلف حال جهله ،كما
،فتقييد الشافعية هذه المسألة بالجهل والسهو ليس )(1
هو مقرر في علما الصول
له وجه في مسألتنا هذه .ثما إن هذا مصادما لحديث أبي قتادةا السابق حيث أمر
النبي – صلى ال عليه وسلما بصلةا التحية أم ار مطلقا لكل من أراد الجلوس .
. (19-2/13
- 21 -
المبحث الخاماس
لو دخأل رجل المسجد ثما صلى التحية ثما خأرج من المسجد ثما عاد إليه فهل يصلي
التحية مرةا أخأرى أو تكفيه التحية في المرةا الولى ؟
القول الول :أن التحية تتكرر بتكرر الدخأول .وهو قول للشافعية ،وظاهر كلما
)(1
الحنابلة .
واستدلوا بظاهر حديث أبي قتادةا السابق المر بالتحية في أن التحية تفعل في كل
دخأول للمسجد ،فالمر جاء مطلقا .
وقال الشربيني الخأطيب ) :وهي – أي تحية المسجد – ركعتان قبل الجلوس ،لكل
دخأول ,لو تقارب ما بين الدخأولت ،أو دخأل من مسجد إلى آخأر وهما متلصقان ،
)(4) (3
لخأبر الصحيحين ) :إذا دخأل أحدكما المسجد فل يجلس حتى يصلي ركعتين(
وهو اخأتيار النووي حيث يقول ) :لو تكرر دخأوله في المسجد الساعة الواحدةا
م اررا ،قال صاحب التتمة :تستحب التحية لكل مرةا ،وقال المحاملي في اللباب :أرجو
أن تجزيه التحية مرةا واحدةا ،والول أقوى وأقرب إلى ظاهر الحديث().(5
)( المجموع ) ، (4/52وانظر :حاشية القليوبي ) ، (1/215وروضة الطالبين ). (1/435 5
- 22 -
وكذا هو اخأتيار ابن دقيق العيد حيث يقول ) :من كثر تردده إلى المسجد وتكرر
هلى يتكرر له الركوع مأمو ار به – إلى أن قال – والحديث يقتضي تكرار الركوع بتكرار
الدخأول ( ).(1
واخأتاره أيضا الشيخ السعدي كما قال في فتاويه ) :تسن تحية المسجد حتى ولو
تكرر دخأوله( ).(2
وهو ظاهر كلما الحنابلة ،كما قال المرداوي ) :إذا تكرر منه دخأول المسجد فهل
يعيد التحية أما ل ؟ وجه المصنف أنها كالسجود – أي تتكرر كما يتكرر سجود التلوةا
بتكرار التلوةا – قلت :وتشبه أيضا إجابة مؤذن ثانيا وثالثا إذا سمعه مرةا بعد أخأرى
وكان مشروعا ..ظاهر كلما أصحابنا يستحب ذلك ،واخأتاره تقي الدين ،فعلى هذا
يعيد التحية إذا دخأل م ار ار من غير قصد الصلةا().(3
القول الثاني :ذهب الحنفية ،والمالكية ،وبعض الحنابلة ،والشافعية ،إلى أن من
تكرر دخأوله للمسجد فل يسن له تكرار التحية بل تكفي التحية الولى ،إل أن يكون
)(4
رجوعه للمسجد بعد فترةا وليس عن قرب ،فإنه يسن له التكرار .
قال ابن عابدين ) :وتكفيه لكل يوما مرةا ،أي إذا تكرر دخأوله لعذر( ) .(5وقال
الدردير ) :فإن تكرر دخأوله كفته الولى إن قرب رجوعه عرفا إوال كررها( ) .(6وقال
الحطاب ) :قال ابن فرحون :في شرحه على ابن الحاجب :ولو ركع عند دخأوله ثما
)( تصحيح الفروع مع الفروع ) ، (2/52والروض المربع ) ، (119والنصاف ) ، (2/195وقيد بعض 3
الحنابلة هذا الحكما لغير قيما المسجد فإن تكرار الدخأول لقيما المسجد فل يسن تكرار التحية لوجود المشقة.
انظر :شرح منتهى الرادات ) ، (1/304وكشاف القناع ). (2/46
)( حاشية ابن عابدين ) ، (1/456ونهاية المراد ) ، (655وحاشية الدسوقي ) ، (1/313وحاشية الخأرشي 4
على مخأتصر خأليل ) ، (2/5ومغني المحتاج ) ، (1/224وتصحيح الفروع مع الفروع ). (2/502
)( حاشية ابن عابدين ) ، (1/456وكذا في نهاية المراد ). (655 5
- 23 -
جلس ثما عرضت له حاجة فقاما إليها خأارجا من المسجد ثما رجع بالقرب لما يلزمه أن
.وقال ابن عقيل ) :ل يصلي المقيما التحية لتكرار دخأوله للمشقة( ).(2 )(1
يركع ثانية(
الترجيح :
الراجح من القولين هو القول الول ،وهو ظاهر حديث أبي قتادةا المر بصلةا
التحية عند دخأول المسجد ،حيث يدل بإطلقه على مشروعيته لكل داخأل .
أما الرد على أصحاب القول الثاني فيقال :إن هذا القول يخأالف ظاهر حديث أبي
قتادةا حيث فيه المر المطلق بالتحية دون تحديد بالقرب أو البعد أو التكرار .
)( تصحيح الفروع مع الفروع ) ، (1/502وانظر :كشاف القناع ). (2/46 2
- 24 -
المبحث السادس
ذهب عامة الفقهاء إلى أن من دخأل المسجد فصلى نافلة أو راتبة أو فريضة فإنها
تجزيء عن التحية ،فمن دخأل المسجد وصلى العصر مثل سقطت التحية بفعل
فريضة العصر ،وهكذا في فعل النافلة والراتبة ،ول فرق في هذا أن تكون الفريضة
مؤداةا أو مقضية أو منذورةا ،أو أن تكون النافلة راتبة أو غير راتبة .
وعللوا ذلك بأن المقصود وجود صلةا قبل الجلوس ،وتعظيما المسجد بأي صلةا
لتكون تحية للرب عز وجل .
قال ابن عابدين ) :الفريضة إذا قامت مقاما التحية وحصل المقصود بها لما تبق
التحية مطلوبة ،لن المقصود تعظيما المسجد بأي صلةا كانت ،ول يؤمر بتحية
مستقلة إل إذا دخأل لغير الصلةا كما مر ،وحينئذ فإذا نواها مع الفريضة يكون قد نوى
ما تضمنته الفريضة وسقط بها( ).(1
وقال أيضا ) :والحاصل أن المطلوب من داخأل المسجد أن يصلي فيه ليكون ذلك
)(2
تحية لربه تعالى( .
وقال الحطاب ) :فإن ركعتي التحية ل تفتقر لنية تخأصها ،فأي صلةا حصلت عند
دخأول المسجد كفت عن التحية فريضة كانت أو نافلة( ).(3
- 25 -
وقال الدسوقي ) :وتأدت التحية بفرض ،أي قامت مقامها في إشغال البقعة إواسقاط
الطلب ،ويحصل ثوابها إن نوى الفرض والتحية أو نيابة عنها حيث طلبت( ).(4
وقال النووي ) :ول يشترط أن ينوي بالركعتين التحية بل إذا صلى ركعتين بنية
الصلةا مطلقا أو نوى ركعتين نافلة راتبة أو غير راتبة أو صلةا فريضة مؤداةا أو
مقضية أو منذورةا :أجزأه ذلك وحصل له ما نوى وحصلت تحية المسجد ضمنا ول
خألف في هذا ..وكذا لو نوى الفريضة وتحية المسجد أو الراتبة وتحية المسجد حصل
جميعا بل خألف( ).(2
وقال المحلي ) :وتحصل بفرض أو نفل آخأر سواء نويت معه أما ل ؛ لن المقصود
وجود صلةا قبل الجلوس وقد وجدت بما ذكر ،ول يضره نية التحية لنها سنة غير
مقصودةا ،بخألف نية فرض وسنة مقصودةا فل تصح( ).(3
وقال البهوتي ) :وتجزيء راتبة وفريضة ولو كانتا فائتتين عنها ،أي عن تحية
المسجد ل عكسه ،إوان نوى التحية والفرض فظاهر كلمهما حصولهما له كنظائرهما(
).(4
هذه هي عبارات الفقهاء ،والظاهر منها أن من نوى الفريضة وتحية المسجد أو
الراتبة وتحية المسجد فإنه يحصل على ثوابهما معا ،وهذا له نظائر كثيرةا منها اجتماع
نية غسل الجنابة مع غسل الجمعة في يوما الجمعة ،ونية غسل الجنابة مع غسل العيد
في يوما العيد ،ونية صوما عرفة مع نية صوما الثنين إذا وافقه ،وغيرها من المسائل
)(5
كثير ول تخألو من خألف .
)( كشاف القناع ) . (2/46وانظر :مطالب أولى النهى ) ، (1/792والفروع ). (2/123 4
)( انظر :الشباه والنظائر لبن نجيما ) ، (51-49والشباه والنظائر للسيوطي ) (22-21والقواعد لبن 5
- 26 -
ما ذكرنا في هذا المبحث من كلما الفقهاء مفاده سقوط التحية بأداء الفرض أو
النافلة هذا إذا كانت ركعتين فأكثر ،أما إذا كانت ركعة واحدةا كالوتر فهل تسقط التحية
بها ؟ يعني لو دخأل المسجد وأراد أن يجلس فصلى الوتر ركعة واحدةا فهل تسقط التحية
بها ؟
قبل الجابة على هذا التساؤل نذكر أول حكما الوتر بواحدةا ،حيث جرى الخألف
بين الفقهاء في ذلك .
والذي ذهب إليه جمهور الفقهاء) (1هو جواز اليتار بواحدةا لدلة كثيرةا منها :
حديث أبي أيوب النصاري أن رسول ال – صلى ال عليه وسلما – قال) :الوتر -1
حق على كل مسلما ،فمن شاء أوتر بسبع ومن شاء أوتر بخأمس ومن شاء أوتر
. )(2
بثلث ومن شاء أوتر بواحدةا(
حديث ابن عمر أن النبي – صلى ال عليه وسلما – قال ) :صلةا الليل مثنى -2
مثنى فإذا خأفت الصبح فأوتر بواحدةا( ).(3
حديث ابن عمر أن النبي – صلى ال عليه وسلما – قال ) :الوتر ركعة من آخأر -3
الليل( ).(4
ورد ذلك عن كثير من الصحابة كعمر وعثمان وسعد بن أبي وقاص وعلي وأبي -4
)(5
الدرداء وابن عمر وزيد بن ثابت وابن عباس ومعاوية وغيرهما كثير.
)( انظر مواهب الجليل ) ، (2/71والمهذب ) ، (1/83وشرح منتهى الرادات ) ، (1/225ونيل الوطار ) 1
. (3/37
)( أخأرجه أبو داود ) ، (2/132والنسائي ) ، (3/238وابن ماجه ) ، (1/376وصححه الحاكما )(1/302 2
ووافقه الذهبي ،وصححه النووي في المجموع ) (4/22وابن حبان كما في الفتح ). (2/482
)( أخأرجه البخأاري )الفتح (2/477ومسلما ) (1/517واللفظ لمسلما . 3
)( انظر فتح الباري ) ،(2/482والمجموع ) ،(4/23والسنن الكبرى للبيهقي ) ،(3/25ونيل الوطار )(3/37 5
.
- 27 -
فيدخأل فيه الواحدةا ، )(1
أن الوتر يطلق في اللغة على الفرد وهو بخألف الزوج -5
)(2
وكل ما يسمى وت ار في اللغة دخأل فيه الواحد .
مما سبق تبين لنا جواز اليتار بواحدةا وهو قول جماهير الفقهاء) ، (3ونرجع إلى
مسألتنا وهي سقوط التحية بأداء الوتر ركعة واحدةا .
الذي عليه عامة الفقهاء أن التحية ل تسقط بفعل ركعة واحدةا لن الحديث جاء
بالركعتين وهو حديث أبي قتادةا ) :إذا دخأل أحدكما المسجد فل يجلس حتى يصلي
،فمفهوما الحديث القتصار على الركعتين وعدما إجزاء الواحدةا ،وبه يقول )(4
ركعتين(
جمهور الفقهاء إواليك بعض عباراتهما :
قال الزرقاني ) :هذا العدد – أي الركعتين – ل مفهوما لكثره باتفاق واخأتلف في أقله
. )(5
والصحيح اعتباره فل يتأدى هذا المستحب بأقل من ركعتين(
وقال النووي ) :ولو صلى على جنازةا أو سجد شك ار أو للتلوةا أو صلى ركعة بنية
التحية لما تحصل التحية على الصحيح من مذهبنا وقال بعض أصحابنا تحصل وهو
. )(6
خألف ظاهر الحديث (
)( مخأتار الصحاح ) ، (295والمصباح المنير ) ، (247والمعجما الوسيط ) (1010مادةا )وتر( . 1
)( انظر للتفصيل :إسعاف أهل العصر بما ورد في أحكاما الوتر للشيخ فيحان المطيري ). (52-50 2
)( خأالف الحنفية في ذلك وقالوا بعدما جواز اليتار بواحدةا ،واستدلوا بحديث ابن مسعود :كان رسول ال – 3
صلى ال عليه وسلما – يوتر بثلث ركعات .وعن الحسن قال :أجمع المسلمون على أن الوتر ثلث ل
سلما إل في آخأرهن .وقالوا :حديث التخأيير بين الواحدةا أو الثلث أو الخأمس محمول على ما قبل استقرار
أمر الوتر .انظر قولهما وأدلتهما في :تبيين الحقائق ) ، (1/170وفتح القدير ) ، (1/426وبدائع الصنائع )
. (1/271
)( تقدما تخأريجه ص . 7 4
)( شرح الزرقاني لموطأ مالك ) ، (1/328وانظر أوجز المسالك ). (195-3/194 5
)( شرح صحيح مسلما ) ، (5/226وانظر روضة الطالبين ) ، (1/435وحاشية القليوبي وعميرةا)،(1/215 6
- 28 -
وقال البهوتي ] :ولتحصل التحية بأقل من ركعتين لمفهوما ما سبق – يعني حديث
)(2
[. )(1
) :قما فاركع ركعتين(
هذه أقوال الفقهاء والتي تدل على أن التحية ل تسقط بفعل ركعة واحدةا بل لبد من
صلةا ركعتين فأكثر لظاهر حديث أبي قتادةا السابق – وال أعلما .
)( كشاف القناع ) ، (47-2/46وانظر :مطالب أولى النهى ). (1/792 2
- 29 -
المبحث السابع
ذكر كثير من الفقهاء) (1أن تحية المسجد الحراما هي الطواف وليست ركعتين كما
هو الحال في بقية المساجد ،واستدلوا على ذلك بأدلة كثيرةا منها :
حديث عائشة – رضي ال عنها – أن النبي – صلى ال عليه وسلما – حين قدما -1
)(2
مكة توضأ ثما طاف بالبيت .
أن النبي – صلى ال عليه وسلما – أول ما بدأ به عند دخأول المسجد الحراما هو
)(3
الطواف ولما يبدأ بتحية المسجد مما يدل على أن تحية المسجد الحراما الطواف .
قال ابن القيما ) :فلما دخأل المسجد عمد إلى البيت ولما يركع تحية المسجد فإن تحية
. )(4
المسجد الحراما الطواف(
أن الطواف مخأتص بهذا المسجد فلذلك ابتدأ به قبل التحية التي ل تخأتص به بل -2
)(5
يشاركه فيها سائر المساجد .
أنه إذا طاف بالبيت فإنه سيصلي ركعتين بعد الطواف ،وهاتان الركعتان -3
)(6
تجزئان عن التحية فيجتمع له المران تحية المسجد وركعتي الطواف .
)( مراقي الفلح ) (215وشرح الزرقاني ) ، (1/352ومغني المحتاج ) ، (1/224وكشاف القناع )(2/477 1
،والمجموع )(4/52
)( أخأرجه البخأاري )الفتح . (3/447 2
)( المنتقى ) ، (1/286وحاشية ابن عابدين ) ، (2/165إواحكاما الحكاما ). (2/51 5
- 30 -
قال ابن دقيق العيد ) :لفظة المسجد تتناول كل مسجد وقد أخأرجوا عنه المسجد
الحراما ،وجعلوا تحيته الطواف ،فإذا كان في ذلك خألف فلمخأالفتهما أن يستدل بهذا
الحديث – يعني حديث أبي قتادةا السابق – إوان لما يكن فالسبب في ذلك النظر إلى
المعنى وهو :أن المقصود افتتاح الدخأول في محل العبادةا بعبادةا ،وعبادةا الطواف
تحصل هذا المقصود ،مع أن غير هذا المسجد ل يشاركه فيها فاجتمع في ذلك
تحصيل المقصود مع الخأتصاص ،وأيضا فقد يؤخأذ ذلك من فعل النبي – صلى ال
عليه وسلما – في حجته حين دخأل المسجد فابتدأ بالطواف على ما يقتضيه ظاهر
الحديث ،واستمر عليه العمل وذلك أخأص من هذا العموما ،وأيضا فإذا اتفق أن طاف
ومشى على السنة في تعقيب الطواف بركعتين وجرينا على ظاهر اللفظ في الحديث فقد
)(1
وفينا بمقتضاه (
وذهب بعض الفقهاء إلى أن تحية المسجد الحراما للقادما لمكة الطواف لحديث عائشة
السابق ،قال ابن حجر ) :وفي الحديث استحباب البتداء بالطواف للقادما لنه تحية
)(2
المسجد الحراما( .
أما إذا كان الداخأل له عذر مانع ،أو لما يرد الطواف فإنه يصلي ركعتي التحية،
وهذا كله في القادما لمكة ،أما المكي الذي لما يؤمر بالطواف ولما يدخأل المسجد من أجله
،بل لقراءةا القرآن أو تعلما العلما أو نحو ذلك فهذا تحية المسجد الحراما في حقه كتحية
)(3
سائر المساجد .
- 31 -
: ()
() ()
(
) :
()
. (
) :
()
. (
) :
. ( ) (
( )
.
:
: ) : -
ونهاية، (4/52) والمجموع، (1/74) وجواهر الكليل، (2/165) حاشية ابن عابدين: )( انظر للتفصيل 7
-107) إواعلما الساجد بأحكاما المساجد، (3/213) والمبدع، (3/297) والمغني، (2/118) المحتاج
. (108
- 32 -
.() (
: -
): , :
()
. ( ): (
) ] : . () ( ) :
(
. ()[ – –
) :
.() (
:
( )
.
- 33 -
المبحث الثامان
اخأتلف الفقهاء فيمن دخأل المسجد يوما الجمعة والماما يخأطب ،هل له أن يصلي
ركعتين أو ل ؟ قولن للفقهاء :
القول الول :يشرع لمن دخأل المسجد يوما الجمعة والماما يخأطب أن يصلي
ركعتين خأفيفتين ،وهو قول الشافعية) ، (1والحنابلة). (2
- 1حديث جابر – رضي ال عنه – أن النبي – صلى ال عليه وسلما – قال ) :إذا
جاء أحدكما يوما الجمعة والماما يخأطب فليركع ركعتين وليتجوز فيهما().(3
أن النبي – صلى ال عليه وسلما – أمر من أتى إلى الجمعة والماما يخأطب بالصلةا
مما يدل على أنه ل يجوز الجلوس قبل فعلها .
– 2حديث جابر – رضي ال عنه – قال :جاء سليك الغطفاني ورسول ال – صلى
ال عليه وسلما – يخأطب فقال ) :يا سليك قما فاركع ركعتين وتجوز فيهما( .وفي
لفظ جاء سليك الغطفاني يوما الجمعة ورسول ال – صلى ال عليه وسلما قاعد
على المنبر فقعد سليك قبل أن يصلي فقال له النبي – صلى ال عليه وسلما : -
)أركعت ركعتين؟( قال :ل .قال )قما فاركعهما( .وفي رواية قال جابر :دخأل
- 34 -
رجل المسجد ورسول ال – صلى ال عليه وسلما – يخأطب يوما الجمعة فقال :
)أصليت ؟( قال :ل .قال ) :قما فصل ركعتين().(1
أن النبي – صلى ال عليه وسلما – أمر الرجل الذي دخأل المسجد وقعد أن يقوما
ويصلي التحية مع أن النبي – صلى ال عليه وسلما – كان في حال الخأطبة مما يدل
على وجوب التحية حال الخأطبة .
قال النووي ) :هذه الحاديث كلها صريحة في الدللة لمذهب الشافعي وأحمد
إواسحاق وفقهاء المحدثين أنه إذا دخأل الجامع يوما الجمعة والماما يخأطب استحب له أن
يصلي ركعتين تحية المسجد ويكره الجلوس قبل أن يصليهما وأنه يستحب أن يتجوز
. )(2
فيهما ليسمع بعدهما الخأطبة(
– 3حديث أبي قتادةا – رضي ال عنه – أن النبي – صلى ال عليه وسلما – قال) :إذا
دخأل أحدكما المسجد فل يجلس حتى يركع ركعتين( ).(4
أن النبي – صلى ال عليه وسلما – أمر من دخأل المسجد أن يركع ركعتين وهذا عاما
في كل وقت ويشمله الجمعة والماما يخأطب .
قال ابن قدامة في تعليل ذلك ) :ولنه دخأل المسجد في غير وقت النهي فسن له
الركوع لقول النبي – صلى ال عليه وسلما ) :إذا دخأل أحدكما المسجد فل يجلس حتى
)(5
يركع ركعتين( متفق عليه( .
)( أخأرج هذه الروايات البخأاري )الفتح 2/407و ، (412ومسلما ). (597-2/596 1
- 35 -
ذهب الحنفية والمالكية إلى أنه ل يجوز لمن دخأل المسجد والماما: القول الثاني
. يخأطب خأطبة الجمعة أن يصلي بل يجب عليه أن يجلس
:
. (96) والقوانين الفقهية، (1/190) والمنتقى، (2/67) وفتح القدير، (1/264) )( بدائع الصنائع 2
والحديث ضعفه جماعة من الئمة، وفيه أيوب بن نهيك وهو منكر الحديث، )( أخأرجه الطبراني في الكبير 3
. (2/409) كما قال ابن حجر في الفتح، (3/156) ( وصححه ابن خأزيمة1/668) )( أخأرجه أبو داود 5
- 36 -
:
:
–
.
–
.
( )
. –
وشرح الكوكب، (2/60) والمستصفى، (3/284) والموافقات، (1/63) )( شرح التلويح على التوضيح 6
. (3/177) المنير
. من سورةا المائدةا38 تفسير آية، (2/40) وفتح القدير للشوكاني، (58-2/57) )( تفسير ابن كثير 7
- 37 -
(2) (1)
– .
) : –
. (3) (
– – :
(4)
.
–
) :
.(5) (
:
– –
. –
–
– –
(6)
.
:
-
.() ( ) :
. من سورةا المجادلة1 ( تفسير آية17/175) وتفسير القرطبي، (4/319) )( تفسير ابن كثير 2
-1/365) شرح معاني الثار: وانظر تفصيل المسألة في، (4/551) والمجموع، (2/84) )( المغني 6
- 38 -
-
( )
.
– -
–
( )
. ()
) : -
.() (
-
()
.
- 39 -
المبحث التاسإع
ذهب جمهور الفقهاء) (1إلى أن أوقات الكراهة التي نهى رسول ال – صلى ال عليه
وسلما – عن الصلةا فيها هي ثلثة :
– 1قوله صلى ال عليه وسلما ) :ثلث ساعات كان رسول ال – صلى ال عليه وسلما
– ينهانا أن نصلي فيهن أو أن نقبر فيهن موتانا :حين تطلع الشمس بازغة حتى
حتى تميل الشمس وحين تضيف الشمس )(3
ترتفع ،وحين يقوما قائما الظهيرةا
)(4
للغروب – أي حين تميل – حتى تغرب( .
)( حاشية ابن عابدين ) ، (1/246والمجموع ) ، (4/164والمغني ) ، (1/428وهناك وقتان نص عليهما 1
النبي – صلى ال عليه وسلما – في قوله " ل صلةا بعد صلةا العصر حتى تغرب الشمس ،ول صلةا بعد
صلةا الصبح حتى تطلع الشمس " متفق عليه .
)( ذهب المالكية إلى أن عدد أوقات الكراهة اثنان :عند الطلوع وعند الصفرار فل تكره الصلةا عند استواء 2
الشمس ،وحجتهما في ذلك عمل أهل المدينة .انظر قولهما وأدلتهما في :بداية المجتهد ) ، (1/129ومواهب
الجليل ) ، (1/415والمعونة للقاضي عبدالوهاب ). (1/242
)( أي حال استواء الشمس ،والمعنى حين ل يبقى للقائما ظل في المشرق ول في المغرب .شرح صحيح مسلما 3
). (6/114
)( أخأرجه مسلما ) (569-1/568من حديث عقبة بن عامر . 4
- 40 -
أن النبي – صلى ال عليه وسلما – حدد الوقات المنهي عن الصلةا فيها بهذه
الوقات الثلثة مما يدل على كراهة الصلةا فيها .
– 2أن هذه الوقات كانت مكروهة لن الشمس تطلع وتستوي وتغرب بين قرني
الشيطان فتكون الصلةا في هذه الوقات فيها تشبه بمن كانوا يعبدون الشمس
لنهما كانوا يعبدونها في هذه الوقات .
ويدل على ذلك حديث أنس – رضي ال عنه – قال :سمعت رسول ال – صلى
ال عليه وسلما – يقول ) :تلك صلةا المنافق يجلس يرقب الشمس حتى إذا كانت بين
.وفي رواية ) :وحينئذ )(1
قرني الشيطان قاما فنقرها أربعا ل يذكر ال فيها إل قليل(
)(2
يسجد لها الكفار( .
قال النووي ] :قوله صلى ال عليه وسلما ) :بين قرني الشيطان( اخأتلفوا فيه فقيل هو
على حقيقته وظاهر لفظه ،والمراد أنه يحاذيها بقرنيه عند غروبها وكذا عند طلوعها ،
لن الكفار يسجدون لها حينئذ ،فيقارنها ليكون الساجدون لها في صورةا الساجدين له ،
)(3
ويخأيل لنفسه ولعوانه أنهما إنما يسجدون له [ .
وذكر الخأطابي أن الصلةا حرمت في هذه الوقات الثلثة لنص الحديث في أن
الشمس تطلع بين قرني الشيطان ،ثما ذكر الخألف في تفسير قرني الشيطان ،وذكر
خأمسة أقوال :
الثاني :معنى قرن الشيطان قوته ،فالشيطان يقوى أمره في هذه الوقات فيسول
لعبدةا الشمس أن يسجدوا لها في هذه الزمان الثلثة .
)( شرح صحيح مسلما ) ، (5/124وانظر :إغاثة اللهفان ) ، (362 ،1/185إواعلما الموقعين )-3/139 3
. (140
- 41 -
الثالث :قرنه أي حزبه وأصحابه الذين يعبدون الشمس ،يقال هؤلء قرن أي نشء
جاءوا بعد قرن مضى .
الرابع :أنه تمثيل ومعناه أن تأخأيرها بتزيين الشيطان ومدافعته لهما عن تعجيلها
كمدافعة ذوات القرون لما تدفعه .
الخأامس :أن الشيطان يقابل الشمس حين طلوعها وينتصب دونها حتى يكون
)(1
طلوعها بين قرنيه وهما جانبا رأسه فينقلب سجود الكفار للشمس عبادةا له .
قال النووي ) :والصحيح الول( ) .(2وقد ذكر جمع من العلماء تفاسير لهذه اللفظة
. )(5
كالباجي) ،(3والسيوطي) (4وغيرهما
ول خألف بين الفقهاء – فيما أعلما – في كراهة التطوع المطلق في الوقات المنهي
عنها ،إل أنهما اخأتلفوا – رحمهما ال تعالى – في حكما فعل السنن في هذه الوقات
ومنها تحية المسجد ،والخألف على قولين :
القول الول :يرى جمهور الفقهاء) (6أن من دخأل المسجد في أوقات الكراهة فإنه ل
يصلي السنن – ومنها تحية المسجد – واستدلوا على ذلك بأدلة منها :
– 1قوله صلى ال عليه وسلما ) :ل صلةا بعد العصر حتى تغرب الشمس ول صلةا
.وقوله صلى ال عليه وسلما ) :ثلث )(7
بعد صلةا الفجر حتى تطلع الشمس(
ساعات كان رسول ال صلى ال عليه وسلما ينهانا أن نصلي فيهن أو نقبر فيهن
)( انظر أوجز المسالك ) ، (4/186وتحفة الحوذي ) ، (1/497وفتح الباري ) ، (6/340ونيل الوطار ) 5
. (3/102
)( بدائع الصنائع ) ، (1/296وحاشية الخأرشي على خأليل ) ، (2/5والمغني ). (1/431 6
)( أخأرجه البخأاري )الفتح ، (2/61ومسلما ) (1/567من حديث أبي سعيد الخأدري ،واللفظ لمسلما . 7
- 42 -
موتانا :حين تطلع الشمس بازغة حتى ترتفع ،وحين يقوما قائما الظهيرةا حتى تميل
الشمس ،وحين تضيف الشمس للغروب حتى تغرب( ).(1
أن النهي في الحديثين عاما في صيغته ومعناه فيشمل جميع السنن فل معنى
)(2
لتخأصيص صلةا بعينها .
– 2ما روي عن ابن عمر – رضي ال عنهما – أنه طاف بعد طلوع الفجر سبعة
أشواط ولما يصل حتى خأرج إلى ذي طوى ثما صلى بعد ما طلعت الشمس وقال :
)(3
ركعتان مكان ركعتين .
أنه لو كان أداء ركعتي الطواف قبل طلوع الشمس جائ از من غير كراهة لما أخأرها
)(4
ابن عمر ،لن أداء الصلةا بمكة أفضل وخأصوصا ركعتي الطواف .
القول الثاني :يجوز أن يصلي التحية من دخأل المسجد في وقت الكراهة ،وهو
قول الشافعية) ، (5ورواية عن الماما أحمد اخأتارها شيخ السلما ابن تيمية) ،(6والدليل ما
يلي :
– 1أن الدلة تدل على أن هناك صلوات ذات سبب تصلى في أي وقت حتى وقت
الكراهة كالعصر الحاضرةا ،وركعتي الفجر ،والفائتة ،وركعتي الطواف ،
والمعادةا في المسجد ،وصلةا الجنازةا ،وتحية المسجد لمن دخأل والماما يخأطب ،
فهذه الصلوات يجوز فعلها في أي وقت ؛ لن لها سببا ،فالمصلي لما يتطوع بها
تطوعا مطلقا فيشمله النهي ،إوانما تطوع بها لسبب فيها ،إذ لو لما يصلها لفاتته
)( أخأرجه عبدالرزاق في المصنف ) ، (5/63والبيهقي ) (2/463عن عمر بن الخأطاب . 3
)( بدائع الصنائع ) ، (1/296وانظر البحر الرائق ) ، (2/38وتبيين الحقائق ) ، (1/85وفتح القدير ) 4
. (1/234
)( المجموع ) ، (4/52ومغني المحتاج ) ، (1/29ونهاية المحتاج ) ، (1/385وحلية العلماء ). (2/180 5
- 43 -
مصلحة الصلةا كما يفوته إذا دخأل المسجد ما في صلةا التحية من الجر .
وكذلك يفوته ما في صلةا الكسوف ،وكذلك يفوته ما في سجود التلوةا وسائر
)(1
ذوات السباب .
– 2أن تحية المسجد قد ثبت المر بها كما في حديث أبي قتادةا السابق ) ،(2ففيه المر
بركعتين قبل أن يجلس ،والنهي عن أن يجلس حتى يركعهما ،وهو عاما في كل
وقت ،عموما محفوظا لما يخأص منه صورةا بنص ول إجماع ،أما حديث النهي
عن الصلةا في وقت الكراهة فهو عاما مخأصوص ،والعاما المحفوظ أقوى من
العاما المخأصوص ،ذلك أن العاما إذا خأص بطلت دللته على العموما نهائيا كما
؛ لن تخأصيصه يدل على عدما إرادةا العموما ،إواذا بطل )(3
ذكر الصوليون
)(4
عمومه لما يكن معارضا للحاديث الدالة على فعل الصلوات التي لها سبب .
- 3أن علة النهي عن الصلةا في أوقات الكراهة هي مشابهة الكفار الذين يعبدون
الشمس التي تطلع بين قرني الشيطان ،فنهى عن الصلةا في هذه الوقات كي ل
يتشبه المسلما بالكفار الذين يسجدون حال طلوعها وغروبها ،فإذا فعل المسلما
الصلةا في وقت الكراهة لسبب معلوما انتفت المشابهة فلما يشمله النهي.
– 4أنه ثبت في بعض ألفاظ الحديث قوله صلى ال عليه وسلما ) :ل يتحرى أحدكما
،ومن يصلي تحية المسجد في )(5
فيصلي عند طلوع الشمس ول عند غروبها(
هذه الوقات لما يوصف بأنه متحر ،بل هو يصلي لسبب وهو تحية المسجد
امتثال لمره العاما صلى ال عليه وسلما ،أما المتحري فهو الذي يتحرى الشمس
حتى تطلع أو تغرب فيصلي في هذا الوقت ،فهو منهي عن الصلةا بسبب تحريه
)(6
.
)( مجموع الفتاوى ) ، (23/194وشرح صحيح مسلما ). (5/226 1
)( انظر :شرح مخأتصر الروضة للطوفي ) ، (2/256وشرح تنقيح الفصول ) ، (226والمستصفى )(2/54 3
)( أخأرجه البخأاري )الفتح ، (2/60ومسلما ) (1/568من حديث ابن عمر . 5
- 44 -
- 5أن النبي – صلى ال عليه وسلما – أمر من أتى المسجد وهو يخأطب الجمعة أن
يقوما فيصلي ركعتي التحية ،مع أن الصلةا وقت الخأطبة منهي عنها نهيا شديدا
أشد من النهي عن الصلةا وقت الكراهة ،ولكن أجازها صلى ال عليه وسلما
لوجود سبب فيها ،فإذا كان النبي – صلى ال عليه وسلما – قد أمر بتحية المسجد
في وقت الخأطبة التي يجب الستماع إليها وعدما النشغال عنها بصلةا أو كلما :
)(1
فهو في سائر الوقات أولى وأحرى بالمر .
- 6أن من دخأل المسجد وقت نهي إن جلس ولما يصل كان مخأالفا لمر النبي –
صلى ال عليه وسلما – حيث أمر بفعل التحية أم ار عاما ،وكان مفوتا لهذه
المصلحة إن لما يكن آثما بالمعصية ،إوان بقي قائما أو امتنع من دخأول المسجد
فهذا خأطأ عظيما .قال ابن تيمية ) :ومازال المسلمون يدخألون المسجد طرفي
النهار ،ولو كانوا منهيين عن تحية المسجد لكان هنا مما يظهر نهي الرسول –
صلى ال عليه وسلما – عنه ،فكيف وهو قد أمرهما إذا دخأل أحدهما المسجد
والخأطيب على المنبر فل يجلس حتى يصلي ركعتين ،أليس في أمرهما بها في
الوقت تنبيها على غيره من الوقات ؟( ).(2
وهذا القول هو الراجح لقوةا أدلته وتعليلته ،وبه تجتمع الخأبار ،أما ما روي عن
ابن عمر في تأخأير ركعتي الطواف إلى ما بعد شروق الشمس فيجاب عنه بأن حاجة
المسلمين العامة إلى تحية المسجد أعظما منها إلى ركعتي الطواف ،فإنه يمكن تأخأير
)(3
الطواف بخألف تحية المسجد فإنها ل تمكن .
فائدةا :
النهي عن الصلةا بعد العصر ليس نهيا مطلقا ،حيث ورد في الحديث جواز
الصلةا بعد العصر مادامت الشمس مرتفعة نقية ،كما جاء في حديث علي – رضي
ال عنه – أن النبي – صلى ال عليه وسلما – )نهى عن الصلةا بعد العصر إل
)( مجموع الفتاوى ) ، (193-23/192وفتح الباري ) ، (2/411وشرح صحيح مسلما ). (5/226 1
)( المصدر نفسه .وانظر للتفصيل في هذه المسألة :بداية المجتهد ) ، (1/129ونيل الوطار )-3/100 3
، (101وتنقيح التحقيق لبن عبدالهادي ) ، (2/1003إواحكاما الحكاما لبن دقيق العيد ). (2/49
- 45 -
،وفي رواية ) :لتصلوا بعد العصر إل أن تصلوا والشمس )(1
والشمس مرتفعة(
،وفي رواية عن أنس – رضي ال عنه – أن النبي – صلى ال عليه وسلما )(2
مرتفعة(
– قال ) :ل تصلوا عند طلوع الشمس ول عند غروبها فإنها تطلع وتغرب على قرن
)(3
شيطان وصلوا ما بين ذلك ما شئتما( .
أن النبي – صلى ال عليه وسلما – قيد النهي بعد صلةا العصر حالة كون الشمس
غير مرتفعة ،فإن ارتفعت وكانت نقية فل نهي عندئذ .
قال ابن حجر ) :فدل على أن المراد بالبعدية ليس على عمومه إوانما المراد وقت
الطلوع ووقت الغروب وما قاربهما وال أعلما ( ).(4
ومما يؤيد ذلك قول ابن عمر ) :أما أنا فل أنهى أحدا أن يصلي ليل أو نهارا ،ل
يتحرى طلوع الشمس ول غروبها ،فإن رسول ال – صلى ال عليه وسلما – نهى عن
ذلك وقال :أنه يطلع قرن الشيطان مع طلوع الشمس فل يتحرى أحد طلوع الشمس ول
. )(5
غروبها (
أن ابن عمر – رضي ال عنهما – فهما أن النهي مخأتص بمن يتحرى طلوع الشمس
أو غروبها ،أما من ل يتحرى فل نهي وال أعلما .
)( أخأرجه أبو داود ) (2/55والنسائي ) ، (1/280وأحمد ) (1/129وغيرهما ،وحسن إسناده ابن حجر في 1
)( أخأرجه أحمد ) ، (5/260وأبو يعلى ) (7/220واللفظ له ،وصححه اللباني في الصحيح ). (1/561 3
- 46 -
المبحث العاشـر
لو دخأل المصلي المسجد والمؤذن يؤذن فهل يصلي التحية حال الذان أو يجيب
المؤذن حتى يفرغ من الذان ثما يصلي التحية ؟
الحال الولى :أن يكون الذان هو الذان الثاني يوما الجمعة .
الحال الثانية :أن يكون الذان غير أذان الجمعة الثاني .
والحكما يخأتلف باخأتلف هذين الحالين ،وقبل أن نشرع في بيان حكما هذين الحالين
نبين أول حكما إجابة المؤذن .
يرى جمهور الفقهاء) (1أن متابعة المؤذن – بأن يقول مثل ما يقول – مستحبة
وليست واجبة .
قال النووي ) :مذهبنا أن المتابعة سنة ليست بواجبة ،وبه قال جمهور العلماء(
).(2
)( حاشية ابن عابدين ) ، (1/267والمجموع ) ، (3/119وفتح الباري ) ، (2/93وشرح منتهى الرادات ) 1
. (1/130
)( المجموع ). (3/119 2
- 47 -
وهو أن المر في قوله صلى ال عليه وسلما ) :إذا سمعتما المؤذن فقولوا مثل ما
،ليس للوجوب ،إوانما هو للستحباب ،والصارف للوجوب حديثان: )(3
يقول(
الول :ما ورد عن أنس – رضي ال عنه – قال :كان النبي – صلى ال عليه
وسلما – يغير إذا طلع الفجر ،وكان يستمع الذان ،فإن سمع أذانا أمسك إوال أغار ،
فسمع رجل يقول :ال أكبر ال أكبر .فقال رسول ال – صلى ال عليه وسلما : -
)على الفطرةا( ثما قال :أشهد أن ل إله إل ال أشهد أن ل إله إل ال .فقال رسول ال –
)(2
صلى ال عليه وسلما ) : -خأرجت من النار( ،فنظروا فإذا هو راعي معزى .
أن النبي – صلى ال عليه وسلما – لما يتابع المؤذن ولما يقل مثل ما يقول بل قال
غير ما قال المؤذن ،فدل على عدما وجوب المتابعة ،وأن المر في الحديث السابق
)(3
للستحباب .
وأجاب بعض العلماء عن ذلك بأنه ليس في الحديث أنه لما يقل مثل ما قال ،فيجوز
أن يكون قاله ولما ينقله الراوي اكتفاء بالعادةا ونقل القول الزائد ،أو أنه يحتمل أن يكون
)(4
ذلك وقع قبل صدور المر .
الثاني :ما ورد في الموطأ عن ثعلبة بن أبي مالك القرظي أنهما كانوا في زمان عمر
بن الخأطاب – رضي ال عنه – يصلون يوما الجمعة حتى يخأرج عمر ،فإذا خأرج عمر
وجلس على المنبر وأذن المؤذن )قال ثعلبة( :جلسنا نتحدث ،فإذا سكت المؤذن وقاما
)(5
عمر يخأطب أنصتنا فلما يتكلما منا أحد .
)( أخأرجه البخأاري )الفتح ، (2/90ومسلما ) (1/288من حديث عبدال بن عمرو بن العاص ،واللفظ 3
لمسلما.
)( أخأرجه مسلما ). (1/288 2
)( فتح الباري ) ، (2/93ونيل الوطار ) ، (2/59وحاشية ابن عابدين ). (1/267 3
)( أخأرجه مالك في الموطأ ) ، (1/103ومن طريقه الشافعي في مسنده ) (63وصححه النووي في المجموع 5
). (4/550
- 48 -
أنه كان متعارفا عند الصحابة أنهما كانوا يتكلمون أثناء الذان بدليل إقرار عمر مما
يدل على عدما وجوب متابعة المؤذن فيما يقول .
قال النووي في ذكر فوائد هذا الثر أن فيه ) :جواز الكلما حال الذان( ).(1
مما سبق يتضح لنا حكما إجابة المؤذن ،وهو الستحباب ،على رأي جمهور
الفقهاء) ، (2وبهذا الحكما يتضح لنا حكما فعل التحية وقت الذان ،وهو كالتالي بحاليه
السابقين :
الحال الولى :أن يكون الذان هو الذان الثاني يوما الجمعة .
فإذا دخأل المصلي عند الذان الثاني يوما الجمعة فإنه ل يتابع المؤذن بل يصلي
التحية ليتفرغ للمر الواجب وهو استماع الخأطبة .
حتى إوان قلنا بوجوب متابعة المؤذن فإنه ل يتابعه حال الذان الثاني يوما الجمعة
لن استماع الخأطبة آكد بدليل وجوب النصات وعدما جواز الكلما حال الخأطبة ،
بخألف الكلما حال الذان فإنه ل يحرما .
قال المرداوي ) :لو دخأل المسجد والمؤذن قد شرع في الذان لما يأت بتحية المسجد
:ولعل )(3
ول بغيرها حتى يفرغ ..وعنه – أي الماما أحمد – ل بأس ،قال في الفروع
. )(4
المراد غير أذان الخأطبة لن سماع الخأطبة أهما (
الحال الثانية :أن يكون الذان غير أذان الجمعة :فإذا دخأل المصلي إلى المسجد
والمؤذن يؤذن لحدى الصلوات غير الجمعة فإنه يستحب له أن يجيب المؤذن ويتابعه
ثما يصلي تحية المسجد ليجمع بين الفضيلتين .
)( يرى الحنفية وجوب متابعة المؤذن ،وهو قول الظاهرية وابن وهب ،وحكاه الطحاوي عن بعض السلف ، 2
وذكر ابن عابدين أن بعض أصحابه صرحوا بالستحباب .انظر :فتح القدير ) ، (249-1/248وبدائع
الصنائع ) ، (1/155وحاشية ابن عابدين ) ، (1/267وشرح معاني الثار ) ، (1/146وفتح الباري )
. (2/93
)( الفروع ). (1/146 3
- 49 -
)وان دخأل المسجد فسمع المؤذن استحب له انتظاره ليفرغ ويقول
قال ابن قدامة :إ
مثل ما يقول جمعا بين الفضيلتين ،إوان لما يقل كقوله وافتتح الصلةا فل بأس – نص
. )(1
عليه أحمد (
وقال ابن مفلح ) :إذا دخأل المسجد لما يركع حتى يفرغ – أي المؤذن – نص عليه
)(2
ليجمع بين الفضيلتين( .
إوان قلنا بأن متابعة المؤذن واجبة فحينئذ ل يجوز له أن يصلي التحية حتى يفرغ
)(3
المؤذن من أذانه .
)( انظر أحكاما حضور المساجد ) ، (100-98ومرفاةا المفاتيح ). (2/363 3
- 50 -
المبحث الحادي عاشـر
إذا دخأل المصلي المسجد وأراد أن يصلي التحية فل يخألو ذلك من حالين :
الحال الولى :أن يبدأ بالتحية وقد أقيمت الصلةا أو بدأ الماما في صلته .
الحال الثانية :أن يصلي التحية ثما تقاما الصلةا في أثنائها .
الحالة الولى :أن يبدأ بالتحية وقد أقيمت الصلةا أو بدأ الماما في صلته :
وهذا المر ل يجوز إذ إن المسلما منهي عن الصلةا وقت إقامة الصلةا المكتوبة
كما ثبت في حديث أب هريرةا – رضي ال عنه – أن النبي – صلى ال عليه وسلما –
. )(1
قال ) :إذا أقيمت الصلةا فل صلةا إل المكتوبة(
أن الحديث فيه نهي صريح منه صلى ال عليه وسلما عن افتتاح النافلة وقت إقامة
،والحكمة من ذلك تظهر في أمرين : )(2
الصلةا
الول :أن يتفرغ للفريضة من أولها فيشرع فيها عقب شروع الماما ،إواذا اشتغل
بنافلة فاته الحراما مع الماما ،وفاته بعض مكملت الفريضة ،فالفريضة أولى
)(3
بالمحافظة على إكمالها .
الثاني :النهي عن الخأتلف على الئمة ،فصلةا التحية وقت صلةا الفريضة فيه
اخأتلف على الماما ،والنبي – صلى ال عليه وسلما – قال ) :إنما جعل الماما ليؤتما
- 51 -
،فل يجوز الخأتلف على الماما ؛ لن الماما إنما كان للئتماما به ومتابعته . )(1
به (
)(2
ومما يدل على عدما جواز البتداء بالتحية – أو النافلة عموما – ما ذكره البخأاري في
صحيحه حيث قال ) :باب إذا أقيمت الصلةا فل صلةا إل المكتوبة( ثما ذكر حديث
مالك بن بحينة أن رسول ال – صلى ال عليه وسلما – رأى رجل وقد أقيمت الصلةا
يصلي ركعتين ،فلما انصرف رسول ال – صلى ال عليه وسلما – لث به الناس)، (3
. )(4
وقال له رسول ال – صلى ال عليه وسلما ) : -آلصبح أربعا ،آلصبح أربعا(
أن النبي – صلى ال عليه وسلما – أنكر على من صلى ركعتين وقد أقيمت الصلةا
بسؤال إنكاري ،مما يدل على عدما جواز البتداء بها وقد أقيمت صلةا الفريضة .ويدل
على ذلك روايات الحديث حيث ورد في بعضها قوله صلى ال عليه وسلما ) :يوشك
أحدكما أن يصلي الصبح أربعا( .وفي رواية قال صلى ال عليه وسلما للرجل ) :أتصلي
الصبح أربعا؟( .وفي رواية قال له ) :يا فلن بأي الصلتين اعتددت أبصلتك وحدك
أما بصلتك معنا؟( ).(5
قال الشوكاني ) :والحديث يدل على كراهة سنة الفجر عند إقامة الصلةا المكتوبة(
).(6
وهذا النهي لبتداء صلةا النافلة أو الراتبة أو غيرها ،قال النووي بعد أن ذكر
الروايات السابقة ) :فيها النهي الصريح عن افتتاح نافلة بعد إقامة الصلةا سواء كانت
راتبة كسنة الصبح والظهر والعصر أو غيرها ،وهذا مذهب الشافعي والجمهور ( ).(7
)( أخأرجه البخأاري )الفتح ، (2/173ومسلما ) (1/308من حديث أنس بن مالك . 1
)( شرح صحيح مسلما ) ، (5/223وانظر :مرقاةا المفاتيح ) ، (3/494والشرح الممتع ). (235-4/234 2
)( أي اخأتلطوا به والتفوا عليه .فتح الباري ) ، (2/150ونيل الوطار ). (2/99 3
- 52 -
وقال الخأطابي ) :وفي هذا بيان أنه ممنوع من ركعتي الفجر ومن غيرها من
الصلوات إل المكتوبة( ).(1
فإن قيل :قد وردت زيادةا في حديث أبي هريرةا وهي ..) :فل صلةا إل المكتوبة
إل ركعتي الصبح( ).(2
فهذا دليل على استثناء ركعتي الفجر من هذا النهي ،وكذلك فإن فضيلة ركعتي
الفجر تساوي إدراك تكبيرةا الحراما ،حيث إنه كلها خأير من الدنيا وما فيها ،كما وردت
بذلك الحاديث) ، (3فينبغي أداء ركعتي الفجر حتى إوان أقيمت الصلةا لكي يحصل
على الفضيلتين إل أن يخأشى فوات المكتوبة كلها فإنه عندئذ ل يصلي ركعتي الفجر .
وهذا القول قال به ابن مسعود ومسروق والحسن البصري ومجاهد وحماد بن أبي
سليمان كما حكاه ابن المنذر عنهما ).(4
وهو قريب من قول أبي حنيفة حيث قال ) :إن خأشي أن تفوته ركعة من الفجر في
جماعة ويدرك ركعة من الفجر صلى الركعتين عند باب المسجد ثما دخأل صلى مع
القوما ،إوان خأاف أن تفوته الركعتان جميعا صلى مع القوما ولما يصل ركعتين ول
)(5
يقضيهما( .
– 1أن النبي – صلى ال عليه وسلما – نص على عدما جواز فعل ركعتي الفجر عند
إقامة الصلةا كما في حديث مالك بن بحينة السابق .
)( قال صلى ال عليه وسلما ) :ركعتا الفجر خأير من الدنيا وما فيها(أخأرجه مسلما ). (1/501 3
)( الصل للشيباني ) ، (1/166وبدائع الصنائع ) ، (1/286وتبيين الحقائق ). (1/182 5
- 53 -
– 2أن زيادةا )فل صلةا إل المكتوبة إل ركعتي الفجر( زيادةا ضعيفة كما ذكر البيهقي
،وبين أن سبب )(1
في السنن الكبرى حيث قال ) :وهذه الزيادةا ل أصل لها(
الضعف هو وجود راويين ضعيفين وهما حجاج بن نصير وعباد بن كثير.
- 3أنه قد ورد في السنة أن من لما يدرك ركعتي الفجر قبل صلةا الفجر فإنه يفعلهما
بعدها أو بعد طلوع الشمس كما ثبت ذلك في عدةا روايات عن النبي – صلى ال
عليه وسلما – ومنها :
أ -قوله لمن صلى ركعتين بعد الصبح ) :ما هاتان الركعتان يا قيس؟( قال:
)(4
إني لما أكن صليت ركعتي الفجر .فسكت رسول ال – صلى ال عليه وسلما .
ب – قوله ) :من لما يصل ركعتي الفجر فليصلهما بعد ما تطلع الشمس( ).(5
ج – قوله لرجل صلى بعد صلةا الصبح ركعتين ) :أصلةا الصبح مرتين؟( قال
:إني لما أكن صليت الركعتين قبلها فصليتهما ،فسكت النبي – صلى ال عليه
)(6
وسلما .
)( السنن الكبرى ) ، (2/483وانظر :الفوائد المجموعة في الحاديث الموضوعة للشوكاني ). (33 1
)( أخأرجه أبو داود ) ، (1/52والترمذي ) (2/285من حديث قيس بن عمرو ،وصححه أحمد شاكر ) 4
. (2/287
)( أخأرجه الترمذي ) ، (2/287ابن ماجه ) (1/365من حديث قيس بن عمرو ،وصححه الحاكما ) 5
- 54 -
هـ -ما روي عن ابن عمر – رضي ال عنهما – أنه كان يصليهما بعد فرض
)(1
الصبح .
إذا ثبت هذا فل حاجة للستعجال بركعتي الفجر عند القامة حيث وردت السنة
بفعلهما بعد صلةا الفجر – وال أعلما بالصواب .
– 4روى البيهقي عن عمر بن الخأطاب – رضي ال عنه – أنه كان إذا رأى رجل
يصلي وهو يسمع القامة ضربه .وعن ابن عمر – رضي ال عنهما – أنه
أبصر رجل يصلي ركعتين والمؤذن يقيما فحصبه وقال ) :أتصلي الصبح أربعا(
).(2
وروى ابن المنذر عن ابن عمر – رضي ال عنهما – أنه كان يكره أن يصلي
ركعتي الفجر والمؤذن يقيما ).(3
وروى عبدالرزاق عن مسلما بن عقيل بن أبي طالب أنه كان يقول للناس وهما
)(4
يصلون وقد أقيمت الصلةا ) :ويلكما ل صلةا إذا أقيمت الصلةا( .
وروى عن إبراهيما وسعيد بن جبير أنهما كانا يكرهان الصلةا عند القامة).(5
وروى عن طاووس أنه قال :إذا أقيمت الصلةا ولما تركع ركعتي الفجر صل مع
)(6
الماما فإذا فرغت اركعهما بعد الصبح .
- 5قال ابن تيمية ) :قد صح عن النبي – صلى ال عليه وسلما – أنه قال ) :إذا
،وفي رواية ) :فل صلةا إل التي )(7
أقيمت الصلةا فل صلةا إل المكتوبة(
،فإذا أقيمت الصلةا فل يشتغل بتحية المسجد ول بسنة الفجر ،وقد )(8
أقيمت(
- 55 -
ولكن تنازعوا في سنة الفجر، اتفق العلماء على أنه ل يشتغل عنها بتحية المسجد
بل يقضيها إن شاء، والصواب أنه إذا سمع القامة فل يصلي السنة ل في بيته:
(1)
. (بعد الفرض
– فمنهما من قال إنه إذا أقيمت الصلةا وهو يصلي التحية فإنه يقطعها مباشرةا في1
)إذا أقيمت: - أي موضع من الصلةا كان لعموما قوله – صلى ال عليه وسلما
(2)
. (الصلةا فل صلةا إل المكتوبة
: ومنهما من قال إنه ل يقطعها بل يتمها لعموما قوله تعالى- 2
. ()
: -
( )
.
:
()( ) : -
( )
.
فتح: وانظر، (95) وأحكاما حضور المساجد، (4/238) والشرح الممتع، (3/501) )( مرعاةا المفاتيح 4
. (2/151) الباري
. ( من حديث أبي هريرةا1/423) ( ومسلما2/57 )( أخأرجه البخأاري )الفتح 5
- 56 -
) :
) :
() (
.()( :
– -
( ) : –
() : ()
)
()
. (
: -
– – ()
– –
()
.
:
: – –
-
() ( ) : -
: ( ) :
:
. وهو في مسلما كما سبق بلفظ مقارب. ( من حديث أبي هريرةا2/331) )( أخأرجه أحمد 1
وصحح إسناده، ( من حديث علي1/101) وابن ماجه، (1/9) والترمذي، (1/49) )( أخأرجه أبو داود 8
- 57 -
( )
.
– – -
) :
. () (
– –
–
( )
.
:
( ) : -
.
: ) :
– – )
– –
( )
( : . () ( ) :
.
( ) : -
:
()
– :
: –
. ( ووافقه الذهبي1/184) وصححه الحاكما، ( من حديث عائشة1/666) )( أخأرجه أبو داود 2
- 58 -
.. () ( )
()
.
: ( ) : -
) : .
( ) ( )
. ( ) :
( ) : -
:
) : – – ( )
() : () (
.
( )
.() -
()
! :
. :
. 59 - 58 )( انظر ص 7
- 59 -
!!
( )
.
- 60 -
المبحث الثاني عاشـر
في كثير من المساجد توجد غرفة في طرف المسجد من الخألف ،وتكون غالبا غرفة
خأاصة للماما أو للمؤذن ،أو تكون مكتبة تحوي بعض المراجع العلمية المتنوعة ،وقد
جرى خألف ونقاش حول فعل التحية في هذه الغرفة ،حيث اعتبر البعض هذه الغرفة
من المسجد فتأخأذ أحكامه ومنها صلةا التحية ،ويرى البعض الخأر أن هذه الغرفة ل
تأخأذ أحكاما المسجد إذ المسجد يطلق على مكان الصلةا وهذه الغرفة غير مخأصصة
للصلةا .
وحتى تتضح لنا صورةا المسألة والحكما فيها لبد أول أن نبين معنى المسجد في اللغة
والصطلح حتى نعرف ما يدخأل فيه وما ل يدخأل فيه ،ومن ثما يتبين لنا حكما الصلةا
في هذه الغرفة .
قال ابن منظور ) :المسججد والمسججد :الذي يسجد فيه .وقال الزجاج :كل موضع
يتعبد فيه فهو مسجد ..وقال ابن العرابي :مسججد بفتح الجيما محراب البيوت ،
)(1
ومصلى الجماعات مسججد بكسر الجيما ،والمساجد جمعها .والمساجد أيضا الراب
التي يسجد عليها ،والراب السبعة مساجد .والمسجد اسما جامع حيث سجد عليه .
والمسجد من الرض موضع السجود نفسه ( ).(2
وقال الزركشي ) :المسجد لغة مفجعل بالكسر اسما لمكان السجود ،وبالفتح اسما
للمصدر ..قال في الصحاح :والمسججد بالفتح جبهة الرجل حيث يصيبه السجود(). (3
)( الراب جمع إرب وهو العضو فالراب هي العضاء ،مخأتار الصحاح ) ، (5والمصباح المنير ) (4مادةا 1
)أرب( .
)( لسان العرب ) ، (3/204والكليات ) ، (871والمصباح المنير ) (101مادةا )سجد( . 2
- 61 -
المسجد شرعا :
وقال الرازي ) :المساجد المواضع التي بنيت للصلةا وذكر ال( ).(5
)(6
وقال الشوكاني ) :المساجد المواضع التي بنيت للصلةا فيها( .
)(7
وقال المباركفوري ) :المسجد شرعا المحل الموقوف للصلةا فيه( .
وقال الزركشي ) :وأما شرعا فكل موضع من الرض لقوله صلى ال عليه وسلما :
..إلى أن قال :ولما كان السجود أشرف أفعال الصلةا )(8
)جعلت لي الرض مسجدا(
لقرب العبد من ربه اشتق اسما المكان منه فقيل :مسجد ولما يقولوا :مركع ،ثما إن
العرف خأصص المسجد بالمكان المهيأ للصلوات الخأمس حتى يخأرج المصلي المجتمع
. )(9
فيه للعياد ونحوها فل يعطى حكمه(
مما سبق يتبين لنا أن العلماء متفقون في تعريف المسجد بأنه المكان المهيأ لداء
الصلوات الخأمس فيه ،فكل مكان حد بحدود معروفة وععد ليكون موضعا للصلةا فإنه
مسجد يأخأذ أحكاما المساجد ،وعلى هذا فإن ما يقع خأارج هذه الحدود ل يعتبر مسجدا ،
)( المصباح المنير ) (101مادةا )سجد( ،وأنيس الفقهاء ) ، (92والمغرب ). (1/384 1
)( أخأرجه البخأاري )الفتح ، (1/435ومسلما ) (1/370من حديث جابر واللفظ للبخأاري . 8
- 62 -
وكذلك لو وجد مكان في حدود المسجد ولكنه غير مهيأ للصلةا فل يأخأذ حكما المسجد
لن المسجد هو ما كان مهيأ للصلةا وهذا المكان كالغرفة الموجودةا في ناحية المسجد :
غير مهيأ للصلةا إوانما لغراض أخأرى مثل أن تكون سكنا للمؤذن أو مكتبة للماما أو
مكانا لكتابة عقود الزواج ونحو ذلك .
ومما يدل على ذلك ما جاء عن الماما النووي – رحمه ال تعالى – حيث يقول) :لو
دخأل المؤذن المعتكف إلى حجرةا مهيأةا للسكنى بجانب المسجد وبابها إلى المسجد بطل
، )(1
اعتكافه بل خألف ،صرح بالتفاق إماما الحرمين قال :إوانما قلنا ما قلنا في المنارةا
. )(2
لنها مبنية لقامة شعائر المسجد(
وهذا يدل على أن الحجرةا التي ذكرها النووي ل تعتبر من المسجد ولذلك بطل
اعتكاف المؤذن بدخأوله إليها حيث أنها ليست من المسجد ،والتعليل لذلك أنها مهيأةا
للسكنى ل لقامة شعائر المسجد .
وبعد أن ذكرنا تعريف العلماء للمسجد يتضح لنا أن الغرفة التي تبنى في طرف
المسجد للماما أو للمؤذن أو للمكتبة ،ل تأخأذ أحكاما المسجد لنها لما تعد ولما تهيأ
للصلةا فيه ،ولذلك ل يشرع لمن دخألها أن يصلي تحية المسجد بل يجلس ول شيء
عليه – وال أعلما بالصواب .
)( يعني النووي – رحمه ال تعالى – ما ذكره من أن خأروج المؤذن لكي يؤذن في المنارةا الخأارجة عن رحبة 1
- 63 -
الخاتمـة
) (1أهمية البحث في مسألة تحية المسجد حيث إنها مسألة تتعلق بركن من أركان
السلما وهو الصلةا .
) (2أن حكما تحية المسجد هو الوجوب لظاهر الدلة الصحيحة الصريحة ،وهو
خألف قول الجمهور .
) (4أن التحية ل تفوت بالجلوس ،فللجالس أن يتدارك ويقوما ليصلي التحية .
) (5أن تحية المسجد تتكرر بتكرر الدخأول إلى المسجد .
) (6أن التحية تسقط بالفرض ،وكذا بالسنة ،إل أن تكون وت ار ركعة واحدةا فل تتأدى
بها .
) (7أن تحية المسجد الحراما كغيره من المساجد هي تحية المسجد .
) (8مشروعية صلةا التحية عند دخأول المسجد والماما يخأطب خأطبة الجمعة .
) (10مشروعية التحية وقت أذان خأطبة الجمعة للتفرغ لسماع الخأطبة ،وفي غير أذان
الجمعة يشرع النتظار والترديد وراء المؤذن ثما صلةا التحية جمعا بين الفضلين
.
) (11أن التحية ل تفعل وقد أقيمت الصلةا ،فإن أقيمت الصلةا أثناء صلةا التحية
فإن كان المصلي في الركعة الولى قطع الصلةا ،إوان كان في الثانية أكملها
خأفيفة ليدرك تكبيرةا الحراما .
) (12أن غرفة المسجد التي تتخأذ للمكتبة أو للمؤذن أو لغيرها من المور التي ل
تتعلق بالصلةا ل تأخأذ حكما المسجد فل تشرع التحية فيها .
- 64 -
فهرس بأهم المصادر والمراجع
الجامع لحكاما القرآن :لبي عبدال محمد بن أحمد النصاري القرطبي – دار ] [1
الكتب العلمية – بيرون – الطبعة الولى 1408 -هـ 1988 -ما .
تفسير القرآن العظيما :لبي الفداء إسماعيل بن كثير القرشي الدمشقي – دار ] [2
الفكر – بيروت 1401 - -هـ 1981 -ما .
التفسير الكبير :للماما الفخأر الرازي – دار إحياء التراث العربي – بيروت . ] [3
فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علما التفسير :لمحمد بن علي ] [4
بن محمد الشوكاني – دار المعرفة – بيروت .
سنن ابن ماجة :للحافظ أبي عبدال محمد بن يزيد القزويني ابن ماجة – ] [5
تحقيق – محمد فؤاد عبدالباقي – المكتبة العلمية – بيروت .
سنن أبي داود :للحافظ سليمان بن الشعث السجستاني ،ومعه معالما السنن : ] [6
للخأطابي – تحقيق :عزت عبيد الدعاس وعادل السيد – دار الحديث –
حمص – سورية .
سنن الترمذي :لبي عيسى محمد بن عيسى بن سورةا الترمذي – تحقيق : ] [7
أحمد شاكر – دار الكتب العلمية – بيروت .
السنن الكبرى :لبي بكر محمد بن الحسين بن علي البيهقي – دار الفكر – ] [8
بيروت .
- 65 -
سنن النسائي بشرح الحافظ جلل الدين السيوطي وحاشية السندي – تحقيق : ] [9
عبدالفتاح أبو غدةا – دار البشائر السلمية – بيروت – الطبعة الثالثة –
1409هـ 1988 -ما .
] [10شرح معاني الثار :لبي جعفر أحمد بن محمد بن سلمة الطحاوي – تحقيق
:محمد زهري النجار – دار الكتب العلمية – بيروت – الطبعة الثانية –
1407هـ 1987 -ما .
] [12صحيح مسلما :لبي الحسين مسلما بن حجاج القشيري النيسابوري – تحقيق :
محمد فؤاد عبدالباقي – دار إحياء الكتب العربية – القاهرةا .
] [13فتح الباري شرح صحيح البخأاري :لبن حجر العسقلني – ترقيما :محمد فؤاد
عبدالباقي – دار المعرفة – بيروت .
] [14مجمع الزوائد ومنبع الفوائد :لنور الدين الهيثمي – دار الكتاب العربي –
بيروت – الطبعة الثالثة – 1402هـ 1982 -ما .
] [16نصب الراية لحاديث الهداية :لجمال الدين محمد بن عبدال الزيلعي – دار
المأمون – القاهرةا – الطبعة الولى – 1357هـ .
] [17نيل الوطار شرح منتقى الخأبار من أحاديث سيد الخأيار :لمحمد بن علي
الشوكاني – مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي – مصر – الطبعة الخأيرةا
.
- 66 -
رابعال :كتب الفقه :
] [18إعلء السنن :لمحمد أشرف علي التهانوي – من منشورات إدارةا القرآن والعلوما
السلمية – كراتشي – باكستان .
] [19بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع :لعلء الدين أبي بكر بن مسعود الكاساني –
دار الكتب العلمية – بيروت – الطبعة الثانية – 1406هـ 1986ما .
] [20تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق :لفخأر الدين عثمان بن علي الزيلعي – دار
الكتاب السلمي – مطابع الفاروق الحديثة – القاهرةا – الطبعة الثانية.
] [21رد المحتار على الدر المخأتار )حاشية ابن عابدين( – دار إحياء التراث
العربي – بيروت .
] [22فتح القدير على الهداية :لكمال الدين محمد بن عبدالواحد – المعروف بابن
الهماما – دار الفكر – بيروت – الطبعة الثانية .
] [23الستذكار الجامع لمذاهب فقهاء المصار وعلماء القطار فيما تضمنه الموطأ
من معاني الرأي والثار وشرح ذلك كله باليجاز والخأتصار :للحافظ أبي
عمر يوسف بن عبدال بن عبدالبر النمري – تحقيق :د.عبدالمعطي قلعجي –
مؤسسة الرسالة – بيروت .
] [24أوجز المسالك إلى موطأ مالك :لمحمد زكريا الكاندهلوي – دار الفكر –
بيروت – 1400هـ 1980 -ما .
] [25بداية المجتهد ونهاية المقتصد :للقاضي أبي الوليد بن رشد القرطبي – تحقيق
:عبدالحليما محمد عبدالحليما – دار الكتب السلمية – مصر – الطبعة الثانية
– 1304هـ 1983 -ما .
- 67 -
] [26بلغة السالك لقرب المسالك إلى مذهب الماما مالك :لحمد بن محمد الصاوي
– على الشرح الصغير :للدردير – مكتبة ومطبعة البابي الحلبي – مصر –
الطبعة الخأيرةا 1372هـ 1952 -ما .
] [27جواهر الكليل شرح مخأتصر خأليل :لصالح عبدالسميع البي الزهري – دار
المعرفة – بيروت .
] [28حاشية الدسوقي على الشرح الكبير :لشمس الدين محمد بن عرفة الدسوقي –
دار الفكر – بيروت .
] [29شرح الخأرشي على مخأتصر خأليل :لمحمد الخأرشي المالكي – دار الفكر –
بيروت .
] [30الفواكه الدواني على رسالة ابن أبي زيد القيرواني :لحمد بن غنيما بن سالما بن
مهنا النفراوي – مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي – الطبعة الثالثة –
1374هـ 1955 -ما .
] [32المعونة على مذهب عالما المدينة :للقاضي عبدالوهاب البغدادي – تحقيق :
د .حميش عبدالحق – مكتبة نزار مصطفى الباز – مكة – الطبعة الولى –
1415هـ 1995ما .
] [33المنتقى شرح موطأ الماما مالك بن أنس :لبي الوليد سليمان بن خألف الباجي
– دار الكتاب العربي – بيروت – الطبعة الولى – 1332هـ -مطبعة
السعادةا – بمصر .
- 68 -
ج – الفقه الشافعي :
] [35حاشية الجمل على شرح المنهج :لسليمان الجمل – مؤسسة التاريخ العربي –
دار إحياء التراث العربي – بيروت .
] [36حاشية شهاب الدين أحمد بن أحمد بن سلمة القليوبي ،وشهاب الدين أحمد،
الملقب بعميرةا ،على شرح جلل الدين محمد بن أحمد المحلي على منهاج
الطالبين للنووي – مطبعة مصطفى البابي الحلبي – مصر – الطبعة الثالثة –
1375هـ 1956 -ما .
] [37الحاوي الكبير شرح مخأتصر المزني :لبي الحسين على بن محمد بن حبيب
الماوردي – تحقيق :علي محمد معوض وعادل أحمد عبدالموجود – مكتب
دار الباز – مكة – دار الكتب العلمية – بيروت – الطبعة الولى – 1414هـ
1994 -ما .
] [38حلية العلماء في معرفة مذاهب الفقهاء :لسيف الدين أبي بكر محمد بن أحمد
الشاشي القفال – تحقيق :د .ياسين أحمد إبراهيما – مكتبة الرسالة الحديثة –
عمان – الطبعة الولى – 1988ما .
] [40المجموع شرح المهذب :لبي زكريا يحيى بن شرف النووي – دار الفكر –
بيروت .
] [41مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج :لمحمد الشربيني الخأطيب –
شركة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي – مصر 1377هـ 1958 -ما .
] [42نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج :لشمس الدين محمد بن أبي العباس الرملي ،
الشهير بالشافعي الصغير – دار الفكر – بيروت – الطبعة الخأيرةا – 1404هـ
1984 -ما .
- 69 -
د – الفقه الحنبلي :
] [43إعلما الموقعين عن رب العالمين :لشمس الدين أبي بكر محمد بن أبي بكر ن
المعروف بابن قيما الجوزية – تعليق :طه عبدالرؤوف سعد – مكتبة الكليات
الزهرية – القاهرةا – 1388هـ 1968 -ما .
] [47المبدع في شرح المقنع :لبي إسماعيل برهان الدين إبراهيما بن محمد بن مفلح
– المكتب السلمي – بيروت – 1980هـ .
] [48مجموع فتاوى ابن تيمية :جمع وترتيب عبدالرحمن بن قاسما النجدي – دار
عالما الكتب – الرياض – 1412هـ 1991 -ما .
] [49المحرر في الفقه على مذهب الماما أحمد بن حنبل :لمجد الدين أبي البركات
– مكتبة المعارف – الرياض – الطبعة الثانية – 1404هـ 1984 -ما .
] [51المغني في فقه الماما أحمد بن حنبل :لبن قدامة المقدسي – دار الفكر –
بيروت – الطبعة الولى – 1405هـ 1985 -ما .
- 70 -
هـ -الفقه الظاهري :
] [52المحلى :لبي محمد بن أحمد بن سعيد بن حزما – تحقيق :أحمد شاكر – دار
التراث – القاهرةا .
] [54إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علما الصول :لمحمد بن علي الشوكاني –
دار المعرفة – بيروت .
] [55التلويح على التوضيح لمتن التنقيح :لسعد الدين مسعود بن التفتازاني – دار
الكتب العلمية – بيروت .
] [56روضة الناظر وجنة المناظر :لبي محمد عبدال بن أحمد بن قدامة المقدسي
– مكتبة المعارف – الرياض – الطبعة الثانية – 1402هـ 1982 -ما .
] [58شرح الكوكب المنير ،المسمى بمخأتصر التحرير في أصول الفقه :لمحمد بن
أحمد الفتوحي ،المعروف بابن النجار – تحقيق :الدكتور محمد الزحيلي ،
والدكتور نزيه حماد – دار الفكر – دمشق – 1400هـ 1980 -ما .
- 71 -
سادسال :كتب القواعد الفقهية :
] [61الشباه والنظائر على مذهب أبي حنيفة النعمان :لبن نجيما – دار الكتب
العلمية – بيروت – 1405هـ 1985 -ما .
] [65أنيس الفقهاء في تعريفات اللفاظ المتداولة بين الفقهاء :للشيخ قاسما القونوي –
تحقيق الدكتور أحمد الكبيسي – دار الوفاء – جدةا – الطبعة الولى –
1206هـ 1986 -ما .
] [68لسان العرب :لبي الفضل جمال الدين محمد بن محرما بن منظور الفريقي
المصري – دار صادر – بيروت .
- 72 -
] [69المصباح المنير :لحمد بن محمد بن علي الفيومي المقري – مكتبة لبنان –
بيروت .
] [70المطلع على أبواب المقنع :لبي عبدال شمس الدين محمد بن أبي الفتح
البعلي الحنبلي – المكتب السلمي – بيروت – 1401هـ 1981 -ما .
- 73 -
فهرس الموضوعات
الصفحة الموضـــــــــوع
2 تمهيــد
69 الخاتمـــة
- 74 -