الدعوى الجزائية وإجراءات المحاكمة PDF

‫موقع األلوكة تابع الجديد والحصري على‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫الدعوى الجزائية وإجراءات المحاكمة‬
‫في‬
‫نظام اإلجراءات الجزائية السعودي‬
‫إعداد‬
‫األستاذ الدكتور فؤاد عبدالمنعم أحمد‬

‫المستشار السابق بالمحاكم المصرية‬
‫خبير البحوث اإلسالمية برئاسة المحاكم الشرعية (سابقا)‬
‫األستاذ بقسم العدالة الجنائية بجامعة نايف العربية للعلوم األمنية‬
‫‪9241‬هـ ‪4002 -‬م‬
‫في نظام اإلجراءات الجزائية السعودي‬
‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‬
‫مقدمة‬
‫‪ -‬موضح نظام اإلجراءات اجلزائية‬
‫‪ -‬النظام اجلنائي تعبري له معنيني ححدما موع شمل اجلانبني اموضوعي والمكلي هلذا‬
‫النظام معا‪ ،‬حي حنه شمل نظام اجلزاء ونظام اإلجراءات اجلزائية‪ ،‬حي معناه الضيق فهو‬
‫مقصور على نظام اجلزاء وحده‪.‬‬
‫ونظام اجلزاء هو جملوعة القواعد اليت حتدد اجلرائم من موجبات حدود حو قصاص ودشات حو‬
‫تعازشر والعقوبات امقررة هلا شرعا حو نظاما فهو النظام الين تباشر عن طرشقة الدولة علطتها‬
‫يف عقاب األشخاص طبيعيني كانوا حو معنوشني لقاء ما اقرتفوه من حفعال تعد من قبي‬
‫اجلرائم‪.‬‬
‫وهذا ما عناه نظام اإلجراءات اجلزائية م‪ 93 /‬وتارشخ ‪2288/7/82‬هـ يف مادته األوىل فقرة‬
‫حوىل‪ ،‬وامادة الثالثة يف شطرها األول‪ ،‬إذ تتضلن امادة األوىل على حن احملاكم تطبق على‬
‫القضاشا امعروضة حمامها ححكام المرشعة اإلعالمية‪ ،‬وفقا ما دل عليه الكتاب والسنة‪ ،‬وما‬
‫شصدره ويل األمر من حنظلة ال تتعارض م الكتاب والسنة‪ ،‬وتنص امادة الثالثة يف شبها‬
‫األول على انه ال جيوز توقي عقوبة جنائية على حي شخص إال على حمر حمظور معاقب عليه‬
‫شرعا حو نظاما‪ ،‬شطلق على ذلك مبدح شرعية اجلرائم والعقوبات إذ ال جرمية وال عقوبة إال‬
‫بنص وهي شرعية جزائية موضوعية‪.‬‬
‫حما نظام اإلجراءات اجلنائية فهو جملوعة القواعد اليت تبني الوالعائ واإلجراءات اليت تؤدي‬
‫إىل كمف عن اجلرمية وتعقب مرتكبها والتحقيق معه وحماكلته واحلكم عليه وتنفيذ العقوبة‪،‬‬
‫كلا حهنا تبني قواعد اختصاص حجهزة العدالة من علطة مج االعتدالالت وحتقيق وإدعاء‬
‫وقضاء وتنفيذ‪.‬‬
‫حي حنه شمل اإلجراءات اليت رمسها النظام جلل عناصر اإلثبات واألدلة واحملاكلة واالعرتاض‬
‫على األحكام وصوال إىل عقاب اجملرم طبقا للنظام اجلزائي مث تنفيذ العقوبة عليه‪.‬‬
‫وتنص امادة الثالثة على حنه ال جيوز توقي عقوبة جزائية على حي شخص إال على حمر حمظور‬
‫ومعاقب عليه شرعا حو نظاما (وهذه هي المرعية اجلزائية اموضوعية) وبعد ثبوت إدانته بناء‬
‫على حكم هنائي بعد حماكلة رجر وفقا للوجه المرعي (وهذه هي المرعيه اجلزائية‬
‫اإلجرائية)‪.‬‬
‫ننتهي إىل حن نظام اإلجراءات اجلزائية هو ذلك النظام الذي تنظم الدولة مبوجبه كيفية‬
‫مباشرهتا لسلطتها يف العقاب‪.‬‬
‫مهلة نظام اإلجراءات اجلزائية‪:‬‬
‫مهلة نظام اإلجراءات اجلزائية هي رعم الطرشق اليت تكف الدولة حقها يف عقاب اجملرم من‬
‫غري إخالل بالضلانات اجلوهرشة اليت تكلن البيء من حثبات براءته وم ضلان حصول‬
‫اجملين عليه حقوقه‪.‬‬
‫حمية اإلجراءات اجلزائية‪:‬‬
‫اإلجراءات اجلزائية ال غىن عنها لتطبيق النظام اجلزائي اموضوعي فهي رابطة الضرورشة بني‬
‫اجلرمية واجلزاء‪.‬‬
‫وحتلي هذه اإلجراءات بوصوهلا إىل تطبيق العقوبات مصاحل اجملتل الضرورشة وتعيد إليه‬
‫التوازن اليت اخت عن طرشق اجلرمية وذلك بالعقاب عليها‪.‬‬
‫غاشة نظام اإلجراءات اجلزائية‪:‬‬
‫له غاشة حعاعية مي محاشة اجملتل من خماطر اإلجرام إي حتقيق األمن يف الدولة‪ ،‬وهو يف ذلك‬
‫شتفق يف غاشته م نظام اجلزاء (اموضوعي)‪.‬‬
‫فضال عن ذلك له حخر هي محاشة البيء من إدانة ظامة‪ ،‬ب ومحاشة اجملرم ذاته منن‬
‫إجراءات تعسفية وظامة تتخذها السلطات امختصة متتهن فيها كرامة اإلنسان وكذلك محاشته‬
‫من عقوبة حشد مما شستحق‪ ،‬هلذا فإن حتقيق هذه الغاشة شتطلب اختاذ وم ذلك جيوز‬
‫لللحاكلة اجلزائية الرجوع إىل قواعد نظام اإلجراءات والرافعات المرعية يف حالتني‪:‬‬
‫الحالة األولى‪ :‬يف حالة وجود إحالة صرحية يف نظام اإلجراءات اجلزائيه بالرجوع إىل نظام‬
‫امرافعات المرعية مثال ذلك امادة ‪ 292‬من نظام اإلجراءات اجلزائية لعام ‪2288‬هـ اليت‬
‫تنص على حن شتب يف تبلي ورقة التكليف باحلضور إىل امتهم نفسه حو يف حم إقامته القواعد‬
‫امقررة يف نظام امرافعات المرعية لعام ‪2282‬هـ (راج امواد ‪ 89 -28‬من النظام األخري‬
‫وامادة العاشرة منه اخلاصة بتعرشف حم اإلقامة)‪.‬‬
‫احلالة الثانية‪ :‬وجود نقص يف نظام اإلجراءات اجلزائية مبا ال شتعارض م ححكام هذا النظام‬
‫فكالما شسن إجراءات تتب قواعدما حمام احملاكم‪.‬‬
‫واإلجراءات اجلزائية يف الدعو اجلزائية تثور بصددها مصلحتان متعارضتان العقاب من‬
‫ناحية ابتغاء امصاحل اممرتكة للملاعة ومقاصد المارع بطرشق مباشرا وغري مباشر‪ ،‬ومصلحة‬
‫األفراد يف حن تصان حرشاهتم وحقوقهم األعاعية‪ ،‬من جن ذلك اقتضت محاشة احلرشة الفرد‬
‫اعتب امتهم برشئا حىت تثبت إدانته حما اإلجراءات يف دعو امعامالت فال تثور بصددها ذلك‬
‫إىل كمف احلقيقة وكفاله عري امراكز النظامية اليت تتطلب ذلك دون مساس‬ ‫ألهنا هتد‬
‫باحلرشات‪.‬‬
‫‪ -‬وهناك قواعد ممرتكة شتم تطبيقها وال ختتلف عند نظر دعو جزائية حو عند نظر دعو‬
‫خاصة‪ :‬مثال ذلك مبدح علنية اجللسات ومبدح شفوشة امرافعات والقواعد امتعلقة بإصدار‬
‫األحكام وطرق االعرتاض عليها‪ ...‬فقد تضلن نظام اإلجراءات اجلزائية السعودي نصا شقرر‬
‫تطبيق ححكام امرافعات المرعية على الدعو اجلزائية إذا مل شوجد نص يف نظام اإلجراءات‬
‫اجلزائية فتنص امادة (‪ )882‬منه على حن تطبيق األحكام الواردة يف نظام امرافعات المرعية‬
‫فيلا مل شرد له حكم يف هذا النظام وال شتعارض م طبيعة الدعو اجلزائية‪.‬‬
‫‪ -‬ومن الفروق بينهلا حن الدعو اجلزائية تسبقها مرحله االعتدالل ومرحله التحقيق‬
‫االبتدائي على حني حن الدعو اخلاصة (امعامالت) فال شسبقها اعتدالل ال حتقيق ب تتم‬
‫رفعها مباشرة حمام القضاء‪ ،‬كلا حن دورالقاضي يف الدعو اجلزانية حكثر اتساعا وحكثر إجيابية‬
‫من دور يف الدعو اخلاصة‪.‬‬
‫المبادئ التي تحكم اجراءات الجزائية‪:‬‬
‫تقوم اإلجراءات اجلزائية على عدد من امبادئ اليت تكف حتقيقه ألهدافه وغاشاته‪ ،‬وحهم هذه‬
‫امبادئ‪:‬‬
‫‪ -2‬محاشة امواطنني األبرشاء يف حشخاصهم ومساكنهم‪.‬‬
‫‪ .8‬مبدح حترمي التعذشب‪ ،‬ألنه شؤدي إىل اعرتا غري صحيح وإهدار للكرامة اإلنسانية‪.‬‬
‫‪ .9‬مبدح احليدة القضائية‪.‬‬
‫‪ .2‬مبدح عدم انعقاد والشة القاضي دون صالحيته لتوليها‪ .‬نوعا ومكانا‪.‬‬
‫‪ -5‬مبدح احلرص على إظهار احلقيقة (المهادة – الكتابة ‪ -‬العلنية يف احملاكلة والسرشة يف‬
‫التحقيق‪ -‬حرشة امناقمة ‪ -‬علم قضاء القاضي بعلله المخصي‪ -‬ضرورة توقي متخذ‬
‫اإلجراءات امكتوب‪ -‬التوقي على احلكم‪ -‬ضرورة علم امتهم جبلسة احملاكلة حىت حيفرها حو‬
‫باحلكم كي شطعن فيه إذا شاء)‪.‬‬
‫‪ .6‬مبدح احرتام حقوق امتهم‪ ،‬فيمب حن شكف له حق الدفاع عن نفسه بنفسه حو بواعطة‬
‫وكي حو حمام‪ ،‬وحق الطعن يف األحكام احلضورشة‪ ،‬وحن شكون امدعى عليه آخر من شتكلم‪،‬‬
‫وحن شكون له حن شداف عن نفسه دفاعا شفهيا حو من خالل مذكرات مكتوبة‪ ،‬وحن تتاح‬
‫إليه‪.‬‬ ‫اموجه‬ ‫االهتام‬ ‫على‬ ‫للرد‬ ‫له‬ ‫الفرصة‬
‫خطة الدراعة‪:‬‬
‫يف فصلني‪ :‬الدعو اجلزائية؟ وإجراءات احملاكلة‬
‫الفص األول‪:‬‬
‫الدعو اجلزائية‬
‫وفيه مخسة مباحث‪:‬‬
‫امبحث األول‪ :‬ماهية الدعو اجلزائية‪.‬‬
‫البحث الثاين‪ :‬خصائص الدعو اجلزائية‬
‫امبحث الثالث‪ :‬حطرا الدعو اجلزائية‬
‫امبحث الراب ‪ :‬نظام حترشك الدعو اجلزائية ومباشرهتا‬
‫امبحث اخلامس‪ :‬انقضاء الدعو اجلزائية‬
‫الفصل الثاني‬
‫إجراءات احملاكلة‬
‫وفيه مخسة مباحث ة‬
‫امبحث األول‪ :‬إبالغ اخلصوم وحضورهم‪.‬‬
‫امبحث الثاين‪ :‬حفظ نظام اجللسة وتنحي القضاة وردهم عن احلكم‬
‫امبحث الثالث‪ :‬اإلدعاء باحلق اخلاص‬
‫امبحث الراب ‪ :‬نظام اجللسة وإجراءاهتا ودعو التزوشر الفرعية‬
‫امبحث اخلامس‪ :‬احلكم وحوجه البطالن‬
‫الفصل األول‬
‫الدعوى الجزائية‬
‫امبحث األول‬
‫ماهية الدعو اجلزائية‬
‫شرتتب على وقوع جرمية من جرائم حدوث اضطراب يف اجملتل تنمأ عنه دعو قضائية ضد‬
‫إىل احلصول على حكم من القضاء‬ ‫امتهم بارتكاهبا تسلى الدعو اجلزائية‪ .‬وهي هتد‬
‫امختص فاص يف موضوع اجلرمية وحتدشد امسئول عنها‪ .‬ومن مث فإن هذه الدعو ميلكها‬
‫اجملتل وتباشرها بامسه هيئة يف امللكة العربية السعودشه باعم هيئة التحقيق االدعاء ونعرض‬
‫لتعرشف الدعو اجلزائية ومتيزها عن غريها وحنواعها‪.‬‬
‫تعريف الدعوى الجزائية وتميزها عن غيرها‬
‫مل شتضلن نظام اإلجراءات اجلزائية تعرشفا للدعو اجلزائية؛ ب لقد ترك األمر للفقه‪ ،‬وهنا‬
‫شعد مسلكا حسنا من امنظم السعودي شتفق م ما تسري الغالبية العظلى من القوانني‬
‫امقارنة‪.‬‬
‫الدعو لغة‪:‬‬
‫هي اعم من ادعى ادعاء ومجعها دعاو ‪ ،‬والدعو اعم وامصدر إدعاء حي اهنا اعم ما‬
‫شدعى‪ .‬وشقال ادعى كذا حي زعم له حقا حو باطال‪.‬‬
‫حوال‪ :‬تعرشف الدعو اجلزائية‪:‬‬
‫عنوض فيلا شلي تعرشف الدعو اجلزائية يف الفقه اإلعالمي مث لد شراح القانون الوضعي‪:‬‬
‫‪ -2‬الدعو اجلزائية يف الفقه اإلعالمي‪:‬‬
‫شطلق فقهاء المربعة اإلعالمية على الدعو اجلزائية تسلية دعو التهلة والعدوان‪ .‬إذ حن‬
‫حملها جرمية‪ ،‬واجلرمية لدشهم شقصد هبا‪" :‬حمظورات شرعية زجر اهلل عنها حبد حو تعزشر حو‬
‫قصاص يف الدنيا"‪.‬‬
‫وعلى ذلك الدعو اجلزائية بأهنا‪ :‬قول مقبول عند القاضي شقصد به طلب حق قب غريه حو‬
‫دفعه عن حق نفسه‪ ،‬عواء يف عقوبة آلدمي كقصاصا حو حد السرقة حو تعزشر‪.‬‬
‫وشعر شيخ اإلعالم ابن تيلية دعو التهلة (ت ‪ - )782‬رمحه الله‪ -‬بقوله‪ :‬دعو التهلة‬
‫حن شدعى فع حمرم على امطلوب شوجب عقوبته مث قط الطرشق حو القت عرقة حو غري‬
‫ذلك من حنواع العدوان احملرم‪.‬‬
‫وشعرفها البعض بأهنا‪ :‬طلب إشقاع العقوبة على التهم عن فع حمظور شرعا حو نظاما(‪.)2‬‬
‫‪ -4‬الدعوى الجزائية لدى شراح القوانين واألنظمة الوضعية‪:‬‬
‫شقصد بالدعو اجلزائية كظاهرة قانونية حق اجملتل يف االلتماء إىل القضاء بواعطة اجلهاز‬
‫امختص باالهتام الذي متثله اهليئة اليت ارتضاها اجملتل للقيام هبذه امهلة‪ ،‬إلقرار مد ما‬
‫لللمتل من حق يف معاقبة امتهم بارتكاب اجلرمية وتوقي اجلزاء اجلنائي عليه عواء كان يف‬
‫صورة عقوبة حو تدبري احرتازي(‪.)8‬‬
‫(‪ )2‬د‪ .‬فؤاد عبدامنعم‪" :‬الدعو اجلنائية يف الفقه اإلعالمي م التطبيق يف امللكة العربية السعودشة‪ ،‬امكتب العريب‬
‫احلدشث‪ ،‬اإلعكندرشة‪8002 ،‬م‪ ،‬ص‪.29‬‬
‫(‪ )8‬د‪ .‬حملود جنيب حسين‪ ،‬مرج عابق‪ ،‬ص‪ ،56‬بند ‪26‬؛ د‪ .‬حمحد فتحي عرور‪ ،‬مرج عابق‪ ،‬ص‪.36‬‬
‫وشقصد بالدعو اجلزائية كظاهرة إجرائية "جملوعة من اإلجراءات اليت حيددها النظام اليت تبدح‬
‫بأول عل من حعلال حترشك الدعو اجلزائية إىل حن تنقضي‪ ،‬عواء بصدور حكم بات حم‬
‫بغري ذلك من حعباب االنقضاء‪.‬‬
‫كلا شقصد هبا‪ :‬اإلجراءات النظامية اليت تباشر حمام رجال القضاء اجلنائي عواء كانوا رجال‬
‫قضاء احلكم حو رجال التحقيق‪ ،‬وامتعلقة باالهتام يف جرمية ما وتنتهي إما باإلدانة حو‬
‫الباءة(‪ .)9‬حما اإلجراءات اليت تباشرها المرطة حو رجال الضبط اجلنائي بصفة عامة قب‬
‫وصول األمر إىل هيئة التحقيق واالدعاء العام فليست من الدعو اجلزائية‪ ،‬وإن كانت من‬
‫إجراءات القضية اجلنائية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬تمييز الدعوى الجزائية عن غيرها من الدعاوى‪:‬‬
‫ال شقتصر الضرر الين حتدثه الدعو اجلزائية على ما حيدث من اضطراب حو خل يف األمن‬
‫والنظام العام يف اجملتل ‪ ،‬ب شرتتب عليها يف نفس الوقت ضرر مادي حو معنوي شصيب اجملين‬
‫عليه الذي شكون ضحية مباشرة هلا حو لورثته يف حال وفاته‪ .‬فتنمأ عن اجلرمية إىل جانب‬
‫الدعو اجلزائية الين هتد إىل توقي العقاب‪ ،‬دعو حخر خاصة هتد إىل تعوشض الضرر‬
‫الذي حصاب امضرور من اجلرمية تسلى بالدعو امدنية حو دعو التعوشض حو دعو احلق‬
‫اخلاص‪ ،‬وهي دعو شباشرها امضرور من اجلرمية حمام احملكلة اجلزائية امختصة باحملاكلة‬
‫وتطبيق العقوبات‪.‬‬
‫وإذا كان منب الدعوشني (الدعو اجلزائية ودعو احلق اخلاص) واحدا وهو اجلرمية‪ ،‬إال حن‬
‫هناك اختال بينهلا من حيث األطرا والسبب واموضوع‪:‬‬
‫(‪ )9‬د‪ .‬عبدالرؤو مهدي‪ ،‬مرج عابق‪ ،‬ص‪ ،265‬بند ‪.29‬‬

‫الدعو اجلزائية ما هيئة التحقيق واالدعاء العام‬ ‫الدعو ‪ :‬حطرا‬ ‫ح‪ -‬من حيث حطرا‬
‫وامتهم‪ ،‬حما حطرا دعو احلق للخاص فهلا‪ :‬امتهم وامضرور من اجلرمية حو وارثه‪.‬‬
‫‪ -8‬من حيث عبب الدعو ‪ :‬عبب الدعو اجلزائية هو االضطراب الذي وق يف اجملتل‬
‫نتيمة اخلروج على ححكام المرشعة اإلعالمية واألنظلة امعلول هبا واليت رجرم حفعاال وحتدد هلا‬
‫عقوبات معينة‪ .‬حما عبب دعو احلق اخلاص فهو الضرر الذي نتج عن اخلروج على ححكام‬
‫المرشعة اإلعالمية واألنظلة امعلول هبا‪ .‬وشرتب على ذلك نتيمة هامة وهي حنه ميكن مباشرة‬
‫اجلزائية مبمرد وقوع اجلرمية‪ ،‬ولكن ال ميكن مباشرة دعو احلق اخلاص إال إذا حتقق ضحر من‬
‫وقعت عليه اجلرمية حو ألحد غريه جراء وقوعها‪ .‬لذلك فإن هناك حنواع من اجلرائم ال ميكن‬
‫رف دعو احلق اخلاص بناء عليها مث جرائم مح عالح بدون ترخيص وجرائم التمرد‪.‬‬
‫‪ -9‬من حيث موضوع الدعو ‪ :‬خيتلف موضوع الدعو يف الدعو اجلزائية عن دعو احلق‬
‫اخلاص‪ :‬إذ حن موضوع األوىل هو رد الفع االجتلاعي على االضطراب الذي ححدثه وقوع‬
‫اجلرمية والنىب شتلث يف توقي العقاب على من بثبت ارتكابه إشاها‪ ،‬بينلا موضوع دعو احلق‬
‫اخلاص فهو تعوشض من حلقه ضرر من اجلرمية عواء حكان ضررا مباشر حم غري مباشر‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬حنواع الدعو اجلزائية‪:‬‬
‫لقد ميز نظام اإلجراءات اجلزائية السعودي بني نوعني من الدعاو اجلزائية ما‪ :‬الدعو‬
‫اجلزائية العامة والدعو اجلزائية اخلاصة‪ ،‬لكنه مل شعر ك منها حسلا ما قد شثار من‬
‫اخلال الفقهي يف هذا الصدد‪.‬‬
‫حعاس هذه التفرقة‪ :‬احلقيقة حن حعاس التفرقة بني هاتني الدعوشني هو حنواع احلقوق اليت‬
‫حتليها ك منهلا‪ ،‬فلنها ما هو خالص هلل‪ ،‬ومنها ما شمتل على حق اهلل وحق الفرد (احلق‬
‫اخلاص) ولكن حق اهلل فيه حغلب‪ ،‬ومنها ما شمتل على حق اهلل وحق الفرد ولكن حق‬
‫الفرد فيه حغلب‪.‬‬
‫فيقصد حبق اهلل ك تكليف‪ -‬إجيابيا كان حم علبيا‪ -‬ترج علة إجيابه على امكلف إىل‬
‫امصلحة العامة لللسللني‪ .‬وشدخ فيه النوعان األول والثاين من احلقوق الثالثة عالفة‬
‫الذكر‪ .‬حي هو ما شتعلق به النف من غري اختصاص ححد‪ ،‬فينسب إىل اهلل تبارك وتعاىل لعظم‬
‫خطره ومشول نفعه‪ ،‬كحرمة الزنا‪ ،‬فإن يف من الزنا والعقوبة الزاجرة عليه فيه نف عام‪ ،‬وهو‬
‫عالمة حنساهبم‪ ،‬وإمنا نسب إىل اهلل تعاىل ألنه شتعاىل عن حن شنتف بميء؟ وحقوق اهلل مثانية‬
‫منها عقوبات خالصة كاحلدود‪ :‬كالسرقة والزنا وقط الطرشق‪ .‬وحق اهلل تعاىل شثبت له‬
‫حكلان‪ :‬األول‪ :‬حنه ال جيوز إعقاطه بعفو حو صلح حو غريما؛ كلا ال جيوز تغيريه بإعقاطه‬
‫حو إباحة حمرم ألنه تعدش حلكم اهلل فليس لللسروق منه حن شسقط حد السرقة‪ ،‬وال لللرحة حن‬
‫تسقط حرمة الزنا‪ ،‬ألن هذه احلقوق ليست ملكا لواحد من الناس‪ .‬والثاين‪ :‬حن للناس مجيعا‬
‫والمسيا حولياء حمر امسللني امطالبة به والدفاع عنه‪ .‬وحن لك ححد حن شقدم من حخ بميء‬
‫من احلقوق العامة للقضاء‪ ،‬وحن شمهد عليه وإن مل تطلب منه المهادة صيانة هلذه احلقوق‪.‬‬
‫وشقصد حبق الفرد (احلق اخلاص لإلنسان) ك تكليف‪ -‬إجيابيا كان حم علبيا ‪ -‬ترج علة‬
‫إجيابه حو النهي عنه إىل حتقيق مصلحة شخصية خاصة بأحد األفراد‪ .‬حي هو ما ترتب عليه‬
‫مصلحة خاصة لفرد حو حفراد‪ ،‬كحق ك احد يف داره وعلله وزوجته‪ .‬وحكله حن لصاحبه‬
‫وحده دون غريه التصر فيه وامطالبة به‪ ،‬وإعقاطه إذن احتل اإلعقاط‪ .‬وجزاء االعتداء‬
‫على حق اإلنسان اخلاص هو العقوبة اخلالصة‪ :‬قصاصا حو تعزشرا حو الضلان تعوشضا حو ما‬
‫شدور بينهلا كالدشة واألرش وحكومة العدل‪.‬‬
‫حما احلق اممرتك فهو ما اجتل فيه حق اهلل وحق اإلنسان‪ ،‬مثاله صيانة اإلنسان حلياته‬
‫وعقله وصحته وبدنه عن اإلفساد‪ .‬ولقد اختلف الفقهاء حول طبية بعض احلقوق إذ حن‬
‫بينها‬ ‫هناك من احلقوق اليت لو علم البعض بأهنا خاصة ‪ -‬مث حد القذ ‪ -‬فإن اخلال‬
‫شدور حول بعض شروطها‪ ،‬مث ‪ :‬ه شمرتط اعتلرار الدعو هبا حىت صدور حكم هنائي‬
‫فيها؟‪ ،‬حم حنه شكفي توافر الدعو يف بدء امطالبة باحلق؟‪.‬‬
‫الدعو اجلزائية العامة‪ :‬شقصد هبا‪ :‬الدعو اليت تتعلق جبرائم تق على احلق العام‪ ،‬ولو‬
‫تضلنت حقا خاصا‪ ،‬مثاهلا اجلرائم اليت تنال باالعتداء على الدولة حو اجملتل مباشرة شأن‬
‫جرائم الردة وحماربة نظام الدولة حو إشاعة الفنت واالضطراب واإلرهاب‪ ،‬والزنا وشرب اخللر‬
‫وغريها من األفعال اليت حرمها المرع احلكيم شرتب على ارتكاهبا عقابا ليحلي بذلك حعس‬
‫الدشن الين حنزله والدولة اليت حقامها على حعاعه‪ .‬وعلى ذلك فإن إطالق الدعو اجلزائية‬
‫العامة فيه إشارة إىل نسبتها إىل اجملتل واعتهدافها حتقيق الصاحل العام‪.‬‬
‫الدعو اجلزائية اخلاصة‪ :‬شقصد هبا الدعو اليت تتعلق جبرمية نالت االعتداء احلق اخلالص‬
‫لإلنسان حو حقا ممرتكا وحق اإلنسان فيه غالب‪ .‬هلذا شعلق المارع رف الدعو على طلب‬
‫اعتداء‬ ‫(عند من شر حن القذ‬ ‫امعتدي عليه حو ورثته‪ ،‬كمرائم القصاصا‪ ،‬وجرمية القذ‬
‫على حق فردي‪ ،‬واجلرائم التعزشرشة اليت ترتكب ضد األب‪ .‬فالدعو اجلزائية اخلاصة تتعلق‬
‫حبق خاص وتستهد حتقيق الصاحل اخلاص‪.‬‬
‫النتائج امرتتبة على تقسيم الدعو اجلزائية إىل عامة خاصة‪:‬‬
‫ح‪ -‬من حيث تدخ اجملين عليه يف الدعو ‪ :‬ال جيوز له يف اجلرائم اليت تق اعتداء على حق‬
‫اجللاعة حن شتدخ يف الدعو اجلزائية ال بتحرشكها وال باالدعاء فيها‪ ،‬وإمنا تتوىل ذلك‬
‫السلطة امختصة يف الدولة وحدها دون غريها‪.‬‬
‫وإذا ترتب لللمين عليه يف هذا اجلرائم حق االعرتداد والتعوشض كان له االدعاء به دون حن‬
‫ميس ذلك الدعو اجلزائية العامة‪ ،‬مثال ذلك يف جرمية السرقة‪ ،‬حيق لللسروق منه حن شرف‬
‫دعو امطالبة حو اعرتداد الميء امسروق‪.‬‬
‫‪ -8‬من حيث تدخ السلطة العامة حو امختصة يف اجلرائم اليت تق اعتداء على حق خاص‬
‫بالتحقيق يف وق اجلرائم حو إجراء حماكلة عنها إال بعد حن شطلب اجملين عليه ذلك‪ ،‬حي‬
‫بمكو شقدمها إىل السلطات امختصة‪.‬‬
‫‪ -9‬من حيث إرث حق امخاصلة‪ :‬حن حق حترشك الدعو اجلزائية يف اجلرائم اليت تعتب‬
‫االعتداء فيها واقعا على حق الفرد شرثه عنه ورثته‪ ،‬حما اجلرائم اليت تعتب اعتداء على حق اهلل‬
‫(احلق العام) فال شتصور فيها إرث حق امخاصلة حو احلق يف حترشك الدعو اجلزائية‪ ،‬فإذا‬
‫تويف المخص امعني الذي كان شباشر الدعو فيها (مث ممث االدعاء حو القاضي) فأن احلق‬
‫يف العقاب ال شنقضي ألنه غري مرتبط بصفته كللث للدولة شباشر عنها حقوقها حو شستعل‬
‫بعض علطاهتا‪.‬‬
‫‪ -2‬حيث العفو عن اجلرمية وعن العقوبة‪ :‬جرائم احلق العام (حق اهلل) ال جيوز فيها العفو‬
‫مطلقا‪ ،‬عواء من اجملين عليه حو ويل األمر‪ .‬حما جرائم القصاص حو الدشة فالعفو عنها جائز‬
‫من اجملين عليه وحده عن القصاص مقاب الدشة حو بدون دشة‪ ،‬وليس لويل األمر حن شعفو عنها‬
‫دون موافقة حولياء الدم‪.‬‬
‫حما يف جرائم التعزشر فلويل األمر حق العفو عن اجلرمية وعن العقوبة بمرط حال ميس عفوه‬
‫حقوق اجملين عليه المخصية‪ ،‬كلا حنه ليس لللمين عليه حن شعفو إال عن ما ميس حقوقه‬
‫المخصية اخلالصة‪.‬‬
‫امبحث الثاين‬
‫خصائص الدعو اجلزائية‬
‫الدعو اجلزائية حو دعو احلق العام تتعلق حبقوق اهلل عبحانه وتعاىل جيعلها تتليز خبصائص‬
‫ذاتية متيزها عن دعو احلق اخلاص فهي تتليز خباصيتني هامتني ما العلومية‪ ،‬وحهنا غري‬
‫متعلقة على شرط‪.‬‬
‫‪ -2‬علومية الدعود اجلزائية‪:‬‬
‫تستلد الدعو اجلزائية هذه الناصية من جنبني‪:‬‬
‫اجلانب األول‪ :‬طبيعة غاشتها‪ :‬فهي ترمي إىل حتقيق الصاحل العام الذي شتوقف على حتدشد‬
‫شخصية مرتكب اجلرمية‪ ،‬وإقرار علطة اجملتل قي العقاب وتوقي هذا العقاب على من شثبت‬
‫ارتكابه اجلرمية‪ .‬ويف هذا ختتلف الدعو اجلزائية عن دعو احلق اخلاص حو ما شعر‬
‫بالدعو امدنية اليت شرفعها صاحب احلق للحصول على حقه احلق اخلاص حو إلقرار هذا‬
‫احلق واحلقيقة حن هذا الطاب شالزم الدعو اجلزائية يف كافة مراحلها ويف كافة ححواهلا‪ ،‬حي‬
‫عواء رفعت من هيئة التحقيق واإلدعاء العام مباشرة حو عندما شتوقف حترشكها على تقدمي‬
‫شكو من صاحب المأن طبقا ما شقرره النظام حو يف احلاالت اليت جيوز فيها هلذا األخري‬
‫حترشك الدعو اجلزائية باالدعاء امباشر‪ .‬فالدعو اجلزائية ال ختتلف جوهرها وال تتغري غاشتها‬
‫يف مجي احلاالت‪ ،‬فغاشتها دائلا هي الوصول إىل توقي اجلزاء اجلنائي على مرتكب اجلرمية‪.‬‬
‫اجلانب الثاين‪ :‬من حيث صفة صاحب احلق فيها‪ :‬فالدعو اجلزائية ليست ملكا من شكف‬
‫هلم النظام حترشكها ومباشرهتا‪ ،‬وإمنا هي ملك لللمتل دون عواه‪ .‬واألص حن هيئة التحقيق‬
‫واالدعاء العام هي اليت حتركها وتباشرها باعتبارها ممثله لللمتل الذي هو احلق وامدعي‬
‫احلقيقي يف الدعو اجلزائية‪ ،‬ومن مث ال شكون هلا حن خترج على حدود وكالتها‪ ،‬فإن خرجت‬
‫كان عللها باطال‪.‬‬
‫وملكية اجملتل للدعو اجلزائية مبدح ال اعتثناء عليه حىت يف احلاالت اليت جيوز فيها النظام‬
‫لللمين حمليه حترشكها‪ ،‬ذلك حن الصفة العلومية للدعو اجلزائية تتعلق بصاحب احلق يف‬
‫هذه الدعو ال بصفة القائم بتحرشكها‪ .‬هلذا فقد حطلق على الدعو اجلزائية تسلية الدعو‬
‫العلومية إشارة نسبتها إىل اجملتل واعتهدافها حتقيق الصاحل العام(‪.)2‬‬
‫وشرتتب علة ذلك حنه ال جيوز هليئة التحقيق واالدعاء العام التصاحل حو التنازل عن الدعو‬
‫اجلزائية ال قب رفعها وال بعد صدور حكم اإلدانة‪.‬‬
‫وبناء عليه ال جيوز هليئة التحقيق واالدعاء العام االتفاق امتهم على عدم إقامة الدعو‬
‫اجلزائية إذا ما قام ببعض األعلال كدف تعوشض لللمين عليه حو التصدق جلهة خريشة‪ .‬كلا‬
‫ال جيوز للهيئة حن تسحب الدعو من احملكلة للحيلولة دون احلكم فيها‪ .‬إذ حنه شرتتب على‬
‫اتصال الدعو اجلزائية بوالشة القضاء التزامه بالفص ‪ ،‬وال تكون هلذه اهليئه صفة يف إعفائه‬
‫من هذا االلتزام‪.‬‬
‫وقد حرص نظام ااإلجراءات اجلزائية السعودي على النص على هذا االلتزام‪ ،‬فتنص امادة‬
‫اخلامسة منه على حنه‪" :‬إذا رفعت قضية بصفة رمسية إىل حمكلة فال رجهز إحالتها إىل جهة‬
‫حخر إال بعد احلكم فيها‪ ،‬حو إصدار قرار بعدم اختصاصها بالنظر فيها وإحالتها إىل اجلهة‬
‫امختصة"‪ .‬حي حن القاعدة العامة حنه إذا دخلت القضية يف حوزة احملكلة بصفة رمسية فيمب‬
‫عليها حن حتكم فيها وال حتيلها إىل جهة حخر ولكن جيوز هلا اعتثناء حن تصدر قرارا بعدم‬
‫اختصاصها بالنظر فيها وإحالتها إىل اجلهة امختصة‪ ،‬شستوي يف هذا حن تكون اإلحالة إىل‬
‫جهة قضائية خمتلفة من حيث الوالشة‪ .‬ومن حمثلة ذلك إحالة احملكلة المرعية القضية إىل‬
‫(‪ )2‬انظر د‪ .‬حملد عيد الغرشب‪ ،‬مرج عابق‪ ،‬ص‪ ،83‬بند ‪.80‬‬
‫دشوان امظامل‪ ،‬حم من تكون احملكلتان من ذات الوالشة‪ ،‬كإحالة حمكلة شرعية القضية إىل‬
‫حمكلة شرعية حخر خمتصة من حيت مكان وقوع اجلرمية حو من حيث مكان ضبط التهم حو‬
‫من حيث حم إقامته‪.‬‬
‫‪ -4‬عدم تعليق الدعوى الجزائية على شرط‪:‬‬
‫فتتليز الدعو اجلزائية بأهنا ال تتوقف على شرط معني‪ .‬فاألص حن هيئة التحقيق واالدعاء‬
‫العام تقيم الدعو اجلزائية‪ ،‬عواء ححلقت اجلرمية بمخص ما ضررا حو مل تلحق به ضررا قط‪.‬‬
‫حما إذا ثبت حن اجلرمية عببت ضررا‪ ،‬فإن اهليئة حترك الدعو اجلزائية وتباشرها بغض النظر‬
‫عن مسلك امضرور من اجلرمية‪ ،‬فسواء رضي حو اعرتض فإن ذلك ال شؤثر قي حترشك حو عري‬
‫الدعو اجلزائية‪.‬‬
‫وم ذلك فإن هناك حاالت معينة نص عليها النظام فلم جيز هليئة التحقيق واالدعاء العام حن‬
‫حترك الدعو اجلزائية فيها إال إذا تقدم امضرور بمكو ‪ ،‬حيث ميكن القول بأن الدعو‬
‫اجلزائية تكون يف هذه احلاالت معلقة على شكو ‪.‬‬
‫المبحث الثالث‬
‫أطراف الدعوى الجزائية‬
‫تتكون حشة دعو قضائية من ثالثة عناصر هي‪ :‬اخلصوم حو األطرا ‪ ،‬واموضوع‪ ،‬والسبب‪،‬‬
‫فاخلصوم يف الدعو هم‪ :‬امدعي وامدعى عليه وك من تدخ يف الدعو حو حدخ فيها‬
‫حثناء عريها‪.‬‬
‫وامدعي هو المخص الذي شلمأ إىل القضاء ابتداء طالبا منه احلكم له بادعاء معني‪.‬‬
‫وامدعي عليه هو من توجه إليه الطلبات حو االدعاءات‪.‬‬
‫واحلقيقة حن التلييز بني امدعي وامدعي عليه حمر له حميته اخلاصة يف المرشعة اإلعالمية‪ .‬ألن‬
‫امدعي شق عليه عبء إثبات ما شدعيه بالب ينة‪ ،‬بينلا شق على عاتق امدعي عليه دف‬
‫الدعو باليلني إذا مل شستط امدعي إقامة البينة وطلبها امدعي‪ ،‬ألهنا حق له‪ .‬وتقدمي البينة‬
‫على اإلدعاء حثق كثريا من دفعه باليلني‪.‬‬
‫ومييز فقهاء المرشعة اإلعالمية بني امدعي وامدعي عليه‪ :‬فري المافعية حن امدعي هو من‬
‫الظاهر‪ ،‬حما امدعي عليه فهو من شتلسك بالظاهر‪ ،‬والظاهر قد شكون ظاهرا‬ ‫شدعي خال‬
‫بنفسه‪ ،‬وهو ما شكون مستفادا من األصول‪ ،‬كالظاهر امستفاد من الباءة األصلية للذمة‪،‬‬
‫وبراءة اإلنسان من األفعال واألقوال‪ ،‬وقد شكون ظاهرا بغريه‪ ،‬كالظاهر بالعر ‪ ،‬والظاهر‬
‫بالقرائن‪.‬‬
‫وذهب امالكية إىل تعرشف الدعي بأنه من ال شرجح قوله مبعهود حو حص ‪ ،‬وامدعي عليه بأنه‬
‫من رجح قوله مبعهود حو حص ‪ ،‬وامعهود هو العر والعادة والغالب‪ .‬حما األص فلثاله‬
‫األص براءة الذمة قب حتقق انمغاهلا‪ ،‬واألص علم امضرة والتعدي‪.‬‬
‫وشر احلنفيه وبعض امذاهب األخر حن امدعي هو من إذا ترك اخلصومة ال جيب عليها‪،‬‬
‫وامدعي عليه هو من إذا تركها جيب عليها‪ .‬والدعو اجلزائية كأي دعو حخر هلا طرفان‬
‫ما‪ :‬امدعي وامدعى عليه‪:‬‬
‫فامدعي يف الدعو اجلزائية هو اجملتل صاحب احلق قي توقي العقاب على ك من شرتكب‬
‫حفعاال تعد اعتداء عليه وخت بنظامه العام‪ ،‬ومتث اجملتل يف هذا اخلصوص هيئة عامة تسلى‬
‫هيئة التحقيق واالدعاء العام‪ ،‬وهي تقاب ما شعر يف بعض الدول العربية واألجنبية بالنيابة‬
‫العامة‪ .‬فهذه اهليئة ليست امدعي نفسه ولكنها النائب النظامي عن امدعي‪ ،‬شماركها يف‬
‫ذلك جهات حخر يف حاالت اعتثنائية‪ ،‬وامضرور يف حاالت خاصة‪ ،‬وعلى الرغم من‬
‫مماركة هؤالء للهيئة يف حترشك الدعو يف حاالت اعتثنائية إال حن اهليئة تظ هي املثلة‬
‫الوحيدة لللمتل يف الدعو اجلزائية ولو حقيلت من غريها ابتداء فامضرور عندما حيرك‬
‫الدعو فهو شطلق المرارة األوىل مث شرتك للهيئة مباشرة كافه اإلجراءات بعد ذلك‪.‬‬
‫حما الطر الثاين يف الدعو فهو امدعي عليه حو امتهم وححيانا شوجد مدع عليه آخر وهو‬
‫امسئول عن احلقوق امدنية إذا حدخلته اهليئة للحكم عليه مبصروفات الدعو ‪ .‬وعنقسم هذا‬
‫امبحث لدراعة طريف الدعو اجلزائية إىل‪:‬‬
‫‪ -‬هيئة التحقيق واالدعاء العام‪.‬‬
‫‪ -‬امتهم‪.‬‬
‫هيئة التحقيق واالدعاء العام‬
‫هيئة التحقيق واالدعاء العام هي امختصة حعاعا يف امللكة العربية السعودشة بتحرشك‬
‫الدعو اجلزائية واعتعلاهلا حمام احملاكم امختصة‪ ،‬وم ذلك فقد حعند نظام اإلجراءات‬
‫اجلزائية إىل غري هذه اهليئة حترشك هذه الدعو واعتعلاهلا يف ححوال خاصة‪ .‬وعنوضح يف‬
‫موض الحق من هذه الدراعة كيفية حترشك هذه الدعو عواء عن طرشق اهليئة حو عن طرشق‬
‫آخر‪.‬‬
‫وشنظم عل هذه اهليئة نظامها الصادر عام ‪2203‬هـ الذي تنص امادة األوىل منه على حن‪:‬‬
‫"تنمأ مبوجب هذا النظام هيئة التحقيق واالدعاء العام ترتبط بوزشر الداخلية وشكون هلا ميزانية‬
‫ضلن ميزانية الوزارة "‪.‬‬
‫وهكذا شتضج حن التحقيق واالدعاء العام هي امدعي الرئيس يف اجلرائم طبقا لنظام‬
‫اإلجراءات اجلزائية‪ .‬وحىت ميكن فهم الدور الذي تقوم به الدعو اجلزائية عنتناول فيلا شلي‬
‫بيان تنظيلها وارتباطها واختصاصات حعضائها وخصائصها‪.‬‬
‫حوال‪ :‬تنظيم هيئة التحقيق واالدعاء العام وارتباطها‪ :‬حشرنا آنفا إىل حن امادة األوىل من نظام‬
‫هيئة التحقيق واالدعاء العام تنص على حن "تنمأ مبوجب هذا النظام هيئة التحقيق واالدعاء‬
‫العام ترتبط بوزشر الداخلية وشكون هلا ميزانية ضلن ميزانية الوزارة‪ .‬وتكون مدشنة الرشاض مقرها‬
‫الرئيس‪ .‬وتنمأ الفروع الالزمة داخ امقر الرئيسي حو خارجه"‪ .‬وتمك اهليئة من رئيس‬
‫من رؤعاء الدواوئر ووكالئهم ومن احملققني ومساعدشهم"‬ ‫ونائب حو حكثر ومن عدد كا‬
‫وتكون مسليات وظائف حعضاء اهليئة كلا شلي طبقا لللادة (‪ )3‬من النظام‪ :‬مساعد حمقق‪-‬‬
‫حمقق ثان‪ -‬حمقق حول‪ -‬وكي رئيس دائرة حتقيق وادعاء (ب)‪ -‬وكي رئيس دائرة حتقيق‬
‫وادعاء (ح) ‪ -‬نائب الرئيس‪.‬‬
‫وشعني رئيس اهليئة بامرتبة املتازة بأمر ملكي بناء على ترشيح وزشر الداخلية ممن تتوفر فيه‬
‫المروط امطلوبة لمغ وظيفة نائب رئيس على األق ‪.‬‬
‫وشتم شغ وظائف حعضاء اهليئة األخر ونقلهم إىل جهات حخر بأمر ملكي بناء على قرار‬
‫من جلنة إدارة اهليئة وتوصية وزشر الداخلية (م ‪ 20‬من النظام)‪.‬‬
‫وقد بينت الئحة حعضاء هيئة التحقيق واالدعاء العام والعاملني فيها الصادرة بقرار جملس‬
‫الوزراء رقم (‪ )220‬يف ‪2203/2/29‬هـ شروط تعيني وترقية ونق وتقومي حداء حعضاء هيئة‬
‫التحقيق واالدعاء العام (مواد ‪ 86 – 2‬منها)‪ .‬وال جيوز ألعضاء اهليئة إفماء األعرار اليت‬
‫شطلعون عليها حبكم عللهم وال بعد تركهم اخلدمة (م ‪ 2‬من نظام اهليئة)‪.‬‬
‫وشالحظ حنه لد ك منطقة من مناطق املكة الثالث عمرة فرع هليئة التحقيق واالدعاء‬
‫العام وقد صدر حمر ملكي يف ‪2222/9/90‬هـ حيدد هذه الناطق ومقارها وهي منطقة‬
‫الرشاض ومق رها الرشاض‪ ،‬ومنطقة مكة امكرمة ومقرها مكة امكرمة‪ ،‬ومنطقة امدشنة امنورة‬
‫ومقرها امدشنة امنورة‪ ،‬ومنطقة القصيم ومقرها برشدة‪ ،‬وامنطقة المرقية ومقرها الدمام‪ ،‬ومنطقة‬
‫عسري ومقرها حهبا‪ ،‬ومنطقة تبوك ومقرها تبوك‪ ،‬ومنطقة حائ ومقرها حائ ‪ ،‬ومنطقة احلدود‬
‫الملالية ومقرها عرعر‪ ،‬ومنطفة جازان ومقرها جازان‪ ،‬ومنطقة جنران ومقرها جنران ومنطقة‬
‫الباحة ومقرها الباحة‪ ،‬ومنطقة اجلو ومقرها عكاكا‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬اختصاصات هيئة التحقيق واالدعاء العام‪:‬‬
‫طبقا لللادة الثالثة من نظام هيئة التحقيق واالدعاء العام ختتص اهليئة بالتحقيق يف اجلرائم‬
‫والتصر قي التحقيق برف الدعو حو حفظها طبقا ما حتدده اللوائح واالدعاء حمام اجلهات‬
‫على تنفيذ األحكام اجلزائية‬ ‫القضائية وفقا لالئحة التنظيلية وطلب متييز األحكام واإلشرا‬
‫والرقابة والتفتيش على السمون ودور التوقيف وحي حماكن تنفذ فيها ححكام جزائية والقيام‬
‫باالعتلاع إىل شكاو امسمونني واموقوفني والتحقق من ممروعية عمنهم حو توقيفهم‪،‬‬
‫وممروعية بقائهم يف السمن حو دور التوقيف بعد انتهاء امدة‪ ،‬واختاذ اإلجراءات الالزمة‬
‫إلطالق عراح من عمن حو حوقف بدون عبب ممروع‪ ،‬وتطبيق ما تقضي به األنظلة قي‬
‫حق امتسببني يف ذلك‪ ،‬وجيب إحاطة وزشر الداخلية مبا شبدو من مالحظات يف هذه المأن‪،‬‬
‫ورف تقرشر له ك عتة حشهر عن حالة امسمونني واموقوفني‪.‬‬
‫كلا ختتص بأي اختصاصات حخر تسند إليها مبوجب األنظلة حو اللوائح الصادرة طبقا‬
‫هلذا النظام حو قرارات جملس الوزراء حو األوامر السامية‪.‬‬
‫وحتدد الالئحة التنظيلية اليت تصدر طبقا هلذا النظام كيفية ممارعة اهليئة الختصاصها كإجراء‬
‫التحقيق واالدعاء‪ ،‬وعالقة احملققني بدوائر األمن واإلمارات وترتيب العل بني احملققني وهذه‬
‫اجلهات‪ .‬وحتدد الالئحة التنظيلية األحكام االنتقالية الالزمة ملارعة اهليئة الختصاصها‪.‬‬
‫واعتثناء من حكم امادتني التاععة عمرة والعمرشن من نظام جملس الوزراء‪ -‬جيوز بقرار من‬
‫جملس الوزراء إعناد التحقيق واإلدعاء إىل اهليئة يف اجلرائم اليت تنص األنظلة على إعناد‬
‫التحقيق واالدعاء فيها إىل جهات حكومية‪ ،‬مثال ذلك هيئة الرقابة والتحقيق امسند إليها‬
‫حاليا التحقيق واالدعاء يف الرشوة وغريها من اجلرائم امنصوص عليها يف امادة ‪ 2‬من نظام‬
‫دشوان امظامل لسنة ‪2208‬هـ‪.‬‬
‫وتختص لجنة إدارة الهيئة بما يلي‪:‬‬

‫‪ -2‬تأدشب حعضاء اهليئة بوصفها جملس تأدشب طبقا لللادة ‪ 25‬من نظام اهليئة‪.‬‬
‫‪ -8‬إهناء خدمة عضو اهليئة يف غري ححوال الوفاة وبلوغ السن النظامية وعدم ثبوت صالحية‬
‫العضو خالل فرتة التمربة (عام من التعيني) بأمر ملكي بناء على قرار جلنة إدارة اهليئة وطلب‬
‫وزشر الداخلية (م ‪ 29‬من النظام)‪.‬‬
‫‪ -9‬نق حعضاء اهليئة داخ نطاقها حو ندهبم حو إعارهتم (م‪ 25‬من الئحة األعضاء‬
‫والعاملني)‪.‬‬
‫‪ -2‬ندب األعضاء الذشن تتكون منهم إدارة التفتيش لتقومي حعضاء اهليئة طبقا لللادة ‪17‬‬
‫من الئحة األعضاء والعاملني)‪ .‬وترتبط هذه اإلدارة برئيس اهليئة وترف تقرشرها إليه وإىل جلنة‬
‫إدارة اهليئة‪.‬‬
‫‪ -5‬مراجعة قرارات االهتام يف القضاشا اليت شطلب فيها توقي عقوبة القت حو القط حو‬
‫الرجم‪.‬‬
‫‪ -6‬دارعة األمور اليت تتعلق بالتحقيق واالدعاء بناء على حمر وزشر الداخلية‪.‬‬
‫‪ -7‬إعداد التقرشر السنوي للهيئة متضلنا مالحظاهتا ومقرتحاهتا حول عري عللها‪ ،‬وما تراه‬
‫بالنسبة لألنظلة واإلجراءات اليت تطبقها وترف ذلك إىل وزشر الداخلية لرفعه إىل خادم‬
‫احلرمني المرشفني متضلنا شراه بمأنه‪.‬‬
‫‪ -2‬يف حاالت التلبس باجلرمية جيب عند القبض على عضو اهليئة وحبسه رف األمر إىل جلنة‬
‫إدارة اهليئة يف مدة األرب ‪ ،‬والعمرشن عاعة التالية‪ ،‬وللمنة حن تقرر اعتلرار احلبس حو اإلفراج‬
‫بكفالة‪ ،‬ولعضو اهليئة حن شطلب مساع حقواله حمام اللمنة عند عرض األمر عليها‪ ،‬وحتدد‬
‫اللمنة مدة احلبس يف القرار الذي شصدر باحلبس حو باعتلراره‪ ،‬وتراعي اإلجراءات عالفة‬
‫الذكر كللا رؤ اعتلرار احلبس االحتياطي بعد انقضاء امدة اليت قررهتا اللمنة‪ .‬وفيلا عدا‬
‫ما ذكر ال جيوز القبض على عضو اهليئة حو اختاذ حي إجراء من إجراءات التحقيق معه‪ ،‬حو‬
‫رف الدعو اجلزائية عليه إال بإذن من اللمنة امذكورة‪ ،‬وشتم حبس حعضاء اهليئة‪ ،‬وتنفذ‬
‫العقوبات السالبة للحرشة عليه يف حماكن مستقلة (م ‪ 23‬من النظام)‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬خصائص هيئة التحقيق واالدعاء العام‪:‬‬
‫هيئة التحقيق‪ ،‬واالدعاء العام شعبة حصلية من شعب السلطة التنفيذشة فهي مرتبطة بوزشر‬
‫الداخلية وميزانيتها ضلن ميزانية تلك الوزارة طبقا لللادة األوىل نظامها‪ .‬حعضاؤها قابلون‬
‫للعزل وإهناء خدمتهم طبقا لللادة ‪ 29‬من النظام‪.‬‬
‫موقع األلوكة تابع الجديد والحصري على‬
‫وقد شقال بأن الغالب عليها الصفة القضائية نظرا لطبيعة حعلاهلا‬
‫وحصانة حعضائها طبقا لللدة ‪ 23‬من النظام واعتقالهلا طبقا‬
‫لللادة ‪ 5‬من نظامها اليت تنص على حنه شتلت حعضائها‬
‫باالعتقالل التام وال خيضعون يف عللهم إال ألحكام المرشعة‬
‫اإلعالمية واألنظلة امرعية وليس ألحد التدخ يف جمال عللهم‪.‬‬
‫وال شنكر ححد طبيعة حعلاهلا القضائية امتعلقة بالدعو اجلزائية من‬
‫حتقيق وادعاء وطعن على األحكام‪ ...‬إخل‪ .‬ولكن شغلب صفتها‬
‫التنفيذشة تبعيتها لوزشر الداخلية وقابلية حعضائها للعزل وخضوع‬
‫حعضائها لنظام اخلدمة امدنية وما شنص عليه من واجبات فيلا عدا‬
‫ما شنص عليه نظامها من ححكام وخضوع حعضائها لنظام التقاعد‪.‬‬
‫وهي على ك حال جهاز شبه قضائي‪.‬‬
‫وحتكم اهليئة قواعد حعاعية بعضها منصوص عليه يف النظام‪،‬‬

‫وبعضها مستفاد من طبيعة وظيفتها ومن القواعد هي‪ :‬التبعية‬
‫التدرجيية‪ ،‬وعدم التمزئة‪ ،‬اعتقالل اهليئة عن القضاء والمرطة‬
‫وصاحب االدعاء اخلاص‪ ،‬عدم امسئولية‪ ،‬عدم جواز رد حعضاء‬
‫اهليئة‪ ،‬وحصانة حعضاء هيئة التحتيق واالدعاء العام‪ .‬وعنتكلم عن‬
‫هذه القواعد تباعا‪.‬‬
‫الدعوة الجزائية وإجراءات المحاكمة‬
‫في نظام اإلجراءات الجزائية السعودي ‪28‬‬
‫حوال‪ :‬التبعية التدرجيية‪ :‬شتب حعضاء هيئة التحقيق واالدعاء العام‬

‫رؤعاؤهم من الناحية الفنية واإلدارشة‪ .‬وشتوىل رئيس اهليئة اإلشرا‬
‫فنيا وإدارشا على حعلال حعضاء اهليئة وشساعد رئيس اهليئة يف ممارعة‬
‫اهليئة وحعلاهلا نواب الرئيس (م ‪ 9‬من‬ ‫اختصاصاته وحتقيق حهدا‬
‫ممروع الالئحة التنظيلية لنظام هيئة التحقيق واالدعاء العام) وهم‬
‫مجيعا شتبعون وزشر الداخلية‪ .‬وتنص "امادة الثانية‪ /‬فقرة حوىل "من‬
‫على‬ ‫ممروع الالئحة التنظيلية على حن لوزشر الداخلية اإلشرا‬
‫حعلال اهليئة"‪.‬‬
‫والتبعية التدرجيية ليست مقصورة على حعلال االهتام وحدها وإمنا‬

‫تمل حعلال التحقيق حشضا‪ .‬وإنه وإن كان عضو اهليئة ملزما‬
‫باخلضوع ألوامر رؤعائه يف مرحلة حترشك الدعو ومرحلة التحقيق‬
‫االبتدائي إال حنه غري ملزما باخلضوع هلم بعد إحالة القضية‬
‫لللحكلة وخروجها من حوزة اهليئة فله حن شبدي طلباته كلا‬
‫شماء‪ ،‬وإن خالفت رغبات رؤعائه إذ تطلق احلرشة لعضو اهليئة ألن‬
‫رحشه ليس ملزما لللحكلة ولو طلب الباءة فهي تصدر حكلها‬
‫حسبلا شرتاء هلا وحسب اقتناعها بعكس تصرفه قب اإلحالة ألنه‬
‫شلزم اهليئة بأكللها ولذلك كان مقيدا بالتبعية التدرجيية وهلذا شقول‬
‫فقهاء القانون بأنه إذا كان القلم مقيدا إي مرحلة ما قب اإلحالة‪،‬‬
‫فاللسان طليق حي حثناء جلسات احملاكلة‪ ،‬واحملكلة يف النهاشة هلا‬

‫حال تتقيد بطلبات االدعاء وحتكم باإلدانة حىت لو طالب الباءة‬
‫فامدعي عواء كان عاما حو خاصا ال تكتفي احملكلة بأقواله ألنه‬
‫جيب عليه تقدمي البينة على صحة ما شدعيه وذلك تطبيقا لقول‬
‫النيب صلى اهلل عليه وعلم‪( :‬لو شعطي الناس بدعاواهم ألدعى‬
‫حناس دماء قوم وحمواهلم ولكن البينة على من حدعى)‪.‬‬
‫وال جيوز لالدعاء يف امللكة بناء على تعليم وزارة الداخلية رقم‬
‫‪ 8833/26‬يف ‪ 2935/2/22‬حن شتقلص دور الدفاع عن امتهم‬
‫فيعل على دحض حدلة اإلدانة بأدلة نفي وإمنا عليه حن شلتزم دور‬
‫االهتام دائلا ألنه إن فع ذلك كان هذا من الدعاوي امقلوبة‬
‫وشتعارض م مهلته يف االهتام‪.‬‬
‫والواق هو حن االدعاء العام شنوب عن ويل األمر النائب عن اجملتل‬

‫اإلعالمي‪ .‬واجملتل كلا شهله إدانة امدان شهله وبنفس القدر‬
‫إثبات براءة البيء وعليه فهو خصم عادل إي حنه إذا ظهر له‬
‫دلي براءة كتقرشر صفة تمرحيية شقرر حن اجملين عليه قي القت العلد‬
‫كان متويف قب االعتداء عليه بإطالق النار ألن اجلروح اليت باجلثة‬
‫غري حيوشة‪ ،‬حو إذا ظهرت‬
‫مستندات تدل على احلادث كان نتيمة قوة قاهرة حو حنه نتيمة‬
‫خطأ اجملين عليه وال خطأ من جانب امتهم‪ ،‬وعليه يف هذه األحوال‬
‫حن شظهر التقرشر حو امستندات وال شدعها ألن التهم بريء حىت‬
‫تثبت إدانته دون ما شك معقول ويف تبئ مدانا بناء على المك‬
‫خري من حن تدشن برشئا‪ .‬ويف ذلك شقول النيب صلى اهلل عليه وعلم‪:‬‬
‫(ألن خيطئ اإلمام يف العفو (الباءة) خري من حن خيطئ يف‬
‫العقوبة)‪.‬‬
‫وهنا شسري بالنسبة للحدود والقصاص والتعازشر‪ .‬وشالحظ حن إدانة‬

‫البيء يف حالة المك شرتتب عليها إفالت اجملرم احلقيقي وإدانة‬
‫بريء حما إفالت اجملرم يف حالة المك فيرتتب عليها إفالت اجملرم‬
‫فقط‪ ،‬وهذا حخف الضررشن‪ ،‬إذ العداله تأذشها يف احلالة األوىل حكثر‬
‫من تأذشها يف احلالة الثانية‪.‬‬
‫ولذلك كان االرجاه احلدشث يف العامل حنه ليس هناك ما مين من حن‬
‫شرتاف امدعي بالباءة حو شفوض األمر إىل احملكلة‪ ،‬عللا بأن دلي‬
‫الباءة قد شظهر بعد رف الدعو إىل احملكلة‪ .‬ومن امعلوم حنه إذا‬
‫اتصلت احملكلة بالدعو اجلزائية فال جيوز عحبها منها‪ ،‬وهلا حن‬
‫حتكم بعدم االختصاص‪ ،‬وهلا حن حتكم يف اموضوع باإلدانة حو‬
‫الباءة‪.‬‬
‫وقد حخذ ممروع الالئحة التنظيلية هيئة التحقيق واالدعاء العام‬

‫هبذا االرجاه يف امادة (‪ )60‬منها فبعد حن نص يف البند الثالث على‬
‫حن "على امدعى العام التصدي لك ما شدف به امتهم حو وكيله‬
‫للتنص من التهلة حو الطعن يف التحقيقات حو رجرشح األدلة‪ ،‬نص‬
‫يف البند الراب على حنه "إذا ظهر حثناء نظر الدعو حدلة نفي‬
‫مؤكدة فال جيوز لللدعى العام حن شطلب الباءة لللتهم ب شرتك‬
‫األمر لللحكلة"‪ .‬فاهليئة ال تنهج عيب امطالبة بالعقاب دائلا‬
‫وإمنا تطالب بالتطبيق العادل للنظام‪.‬‬
‫ويف مجي األمحال ليس لللدعى باحلق العام حن شنزل عن دعو‬

‫احلق العام حو إشقافها بعد رفعها ألنه ال ميلك ذلك كلاذ قدمنا‬
‫حشضا تعليم وزارة الداخلية رقم ‪ 20362‬يف‬ ‫(راج‬
‫‪ )2922/2/22‬وللقاضي حن حبكم باإلدانة حو الباءة طبقا‬
‫ألحكام المرشعة اإلعالمية وحسب اقتناعه المخصي واموضوعي‬
‫بناء على حدلة امطروحة‪ .‬ولكن جيوز لصحب االدعاء اخلاص حن‬
‫شنزل عن حقه حمام احملكلة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬عدم التمزئة‪ :‬شقصد خباصية عدم التمزئة حن حعضاء اهليئة‬

‫شكونون وحدة ال تتمزح بالنسبة للدعو اجلزائية مبعىن حن كال منهم‬
‫ميث ويل األمر النائب عن اجملتل فيلا شتخذه من إجراءات وذلك‬
‫يف حدود اختصاصه امكاين والنوعي‪ .‬فإذا قام عضو اهليئة بإجراء‬
‫ما يف الدعو جاز آلخر حن حي حمله يف القيام باإلجراءات‬
‫التالية‪ ،‬وإذا قام ححد حعضاء اهليئة بإجراء فلآلخر حن شتله عواء‬
‫كان ذلك بالنسبة ألعلال التحقيق حو بالنسبة ألعلال االهتام‬
‫فلثال إذا بدح عضو اهليئة بالتحقيق يف جرمية وقام آخر من‬
‫األعضاء بإمتامه وقام ثالث حبضور اجللسة وامرافعة فيها وعادس‬
‫بالطعن يف احلكم الذي شصدر فيها وهكذا كان ذلك عليلا ألن‬
‫اهليئة ك ال شتمزح ولكن ليس لغري حعضاء اهليئة كوزشر الداخلية‬
‫الذي ترتبط به اهليئة ك ال شتمزح ولكن ليس لغري حعضاء اهليئة‬
‫كوزشر الداخلية الذي ترتبط اهليئة حن حي حم حعضائها يف علم من‬
‫حعلاهلم ألن إجراءات الدعو حمله للهيئة طبقا لنظامها (راج‬
‫امادة ‪ 9‬من نظم اهليئة)‪.‬‬
‫ولعضو اهليئة حن حي حم آخر ميثلها خالل اجللسة الواحدة حو‬

‫شنضم إليه‪ .‬وال ضري من تطبيق قاعدة عدم التمزئه على هيئة‬
‫التحقيق واالدعاء العام باعتبارها علطة حتقيق حو إدعاء‪ ،‬ما دام‬
‫األمر كله حمكلة اموضوع يف النهاشة وإن امعول عليه يف احلكم هو‬
‫حتقيقها النهائي وما تقتن به بناء على األدلة امطروحة يف اجللسة‪.‬‬
‫وشالحظ حن هذه والقاعدة ال تنطبق على القضاة يف احملاكم ألن‬
‫األص هو حضور هؤالء مجي جمرشات اجللسات لتكوشن عقيدهتم‬

‫اليت شتبلور بناء عليها حكلهم‪.‬‬
‫وإنه وإن كان من الناحية التنظيلية قد شكون هناك دوائر للتحقيق‬

‫وحخر لإلدعاء‪ ،‬إال حنه جيوز ندب من شقيم باالدعاء للقيام‬
‫بالتحقيق‪ ،‬حو من شقوم بالتحقيق ليقوم باإلدعاء ب جيوز تكليف‬
‫احملقق يف قضية القيام باالدعاء فيها‪ .‬ويف ذلك تنص امادة (‪)2/2‬‬
‫من الالئحة التنظيلية لنظام هيئة التحقيق واالدعاء العام على حنه‬
‫جيوز حلول حي حمقق حو مدع عام حم آخر يف حي مرحلة من‬
‫مراح التحقيق حو االدعاء‪.‬‬
‫وجيوز لرئيس الدائرة امختصة حن شكلف احملقق مبباشرة الدعو‬

‫اجلزائية حمام اجلهة القضائية يف القضية اليت تتوىل التحقيق فيها‪ .‬إال‬
‫حنه جيب حن حيضر ممث االدعاء العام جلسات احملكلة يف احلق‬
‫العام يف اجلرائم الكبرية‪ ،‬وعلى احملكلة مساع حقواله والفص فيها‬
‫وفيلا عدا ذلك شلزم حضوره إذا طلبه القاضي حو ظهر لللدعي‬
‫العام ما شستدعيه حضوره (راج م‪ 257 ،27‬إجراءات)‪ .‬وعلى‬
‫كاتب اجللسة حن شبني يف حمضرها اعم القاضي حو القضاة امكونني‬
‫هليئة احملكلة وامدعي العام (م‪ 256‬إجراءات) واخلطأ يف اعم‬
‫عضو اهليئة املث لإلدعاء العام الذي حضر اجللسة ال شؤثر يف‬
‫احلكم مادام مل شثبت حن شخصا غري حعضاء اهليئة قد قام بتلثي‬

‫اإلدعاء‪.‬‬
‫وشرد على قاعدة عدم التمزئة قيدان‪:‬‬
‫القيد األول‪ :‬حن قاعدة عدم التمزئة ال تسري إال يف حدود‬

‫االختصاص امكاين فاألعضاء يف دائرة معينة من فرع اهليئة مرتبطون‬
‫فيلا بينهم‪ ،‬وشكونون وحده بذاهتا شتبعون رئيسهم ولك منهم حن‬
‫حي حم اآلخر يف اختصاصه‪ ،‬وميكن لرئيس الفرع حن شفوض ححد‬
‫حعضاء دائرة بالفرع للقيام بالتحقيق يف قضية من اختصاص دائرة‬
‫حخر ‪.‬‬
‫القيد الثاين‪ :‬حن االختصاص امسند نظاما لعضو معني من حعضاء‬

‫اهليئة ال جيوز حن ميارعه شخص آخر اعتنادا على قاعدة عدم‬
‫التمزئة فلثال‪:‬‬
‫‪ -1‬ال جيوز لللحقق بعد انتهاء التحقيق يف اجلرائم العادشة إذا‬

‫وجد حن األدلة غري كافية إلقامة الدعو حن حيفظ هذا التحقيق‬
‫وشأمر باإلفراج عن امتهم اموقو وإمنا عليه حن شوصي رئيس الدائرة‬
‫بذلك ألن احلفظ يف هذه احلالة وكذلك اإلفراج إمنا ما من‬
‫اختصاص رئيس الدائرة‪.‬‬
‫‪ -8‬يف اجلرائم الكببة ال شكون األمر باحلفظ واإلفراج نافذا إال‬

‫مبصادقة رئيس هيئة التحقيق واالدعاء حو من شنيبه‪( .‬راج م‪282‬‬
‫من نظام اإلجراءات اجلزائية)‪.‬‬
‫‪ -9‬إذا حراد احملقق متدشد مدة التوقيف بعد انتهاء مدة اخللسة حشام‬
‫اليت له‪ ،‬فيمب علبه حن شلمأ إىل رئيس فرع اهليئة ليصدر حمره‬
‫بالتوقيف مدة حو مدد متعاقبة ال تزشد يف جملوعها على حربعني شوما‬
‫من تارشخ القبض‪ ،‬وإذا تطلب األمر التوقيف مدة حطول شرف األمر‬
‫إىل رئيس اهليئة ليصدر حمره بالتلدشد مدة حو مدد متعاقبة ال تزشد‬
‫ك منها على ثالثني شوما وال شزشد جملوعها على عتة حشهر من‬
‫تارشخ يف القبض (م‪222‬إجراءات)‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬اعتقالل اهليئة‪ :‬هيئة التحقيق واالدعاء العام هي امختصة‬

‫باالدعاء فيلا شتعلق باحلق العام والقضاء هو امختص بنظر الدعو‬
‫وفحص االدعاء‪ ،‬ورجال الضبط اجلنائي هم الذشن شقومون‬
‫بالكمف عن اجلرائم وضبط اجملرمني وتعقبهم وامعاونة يف مج‬
‫األدلة واالعتدالالت لتهيئة الدعو للنظر‪ ،‬وامدعي باحلق اخلاص‬
‫من مصلحته إثبات التهلة للحكم حبقه جنائيا كان حو ماليا‪ .‬فلا‬
‫هي عالقة اهليئة بك من هؤالء؟‬
‫تنص امادة (‪ )5‬من نظام اهليئة لـ ‪ 2203‬على حن "حعضاء اهليئة‬

‫شتلتعون باالعتقالل التام وال خيضعون يف عللهم األحكام المرشعة‬
‫اإلعالمية واألنظلة امرعية وليس ألحد التدخ يف جمال عللهم"‪.‬‬
‫وال جيوز لعضو اهليئة اجلل بني وظيفته ومزاولة التمارة حو حي مهنة‬
‫حو عل ال شتفق م اعتقالل عل اهليئة وكرامته‪ .‬وجيوز للمنة‬
‫إدارة اهليئة حن تقرر من عضو اهليئة من مباشرة حي عل تر حن‬
‫القيام به شتعارض م ‪ ،‬وجبات الوظيفة وحسن حدائها (م ‪ 7‬من‬
‫نظام اهليئة)‪.‬‬
‫وعنتكلم فيلا شلي على عالقة اهليئة بك من القضاء والمرطة‬

‫وامدعي باحلق اخلاص‪.‬‬
‫(ح) عالقة اهليئة بالقضاء‪ :‬حعضاء اهليئة مستقلون متاما عن القضاء‪،‬‬

‫بينلا ختتص اهليئة بتحرشك الدعو اجلزائية واعتعلاهلا‪ ،‬خيتص‬
‫القضاء بنظرها‪ ،‬ولو حن هناك بعض حاالت اعتثئائية حول النظام‬
‫فيها احملاكم حق حترشك الدعو اجلزائية وم ذلك حىت يف هذه‬
‫احلاالت ختتص اهليئة مبباشرة الدعو بعد حترشكها‪ .‬فاهليئة حمول‬
‫فيها حتت‬ ‫إليها رف الدعو اجلزائية وهلا وحدها حق التصر‬
‫وزشر الداخلية‪ ،‬وهي حبكم وظيفتها مستقلة اعتقالال تاما‬ ‫إشرا‬
‫عن السلطة القضائية وغري تابعة هلا حشة تبعية إدارشة يف حداء‬
‫وظيفتها‪.‬‬
‫وشرتتب على اعتقالل اهليئة عن القضاء النتائج التالية‪:‬‬
‫ح‪ -‬حن هلا حرشة بسط آرائها لد احملاكم يف اجلزائية دون حن شكون‬
‫لللحاكم حق احلد من هذه احلرشة إال ما شقضي به النظام وحقوق‬
‫الدفاع وال شنبو عن امنطق الدقيق‪.‬‬
‫شتيح له لومها‬ ‫‪ -8‬ليس القضاء عليها حي علطة رقابة حو إشرا‬

‫حو تعيبها مباشرة بسبب عريها يف حداء وظيفتها فنب هناك شبها يف‬
‫هذا السبي فليس له إال حن شتمه يف ذلك إىل رئيس اهليئة اممر‬
‫مباشرة على حعضاء اهليئة وإىل وزشر الداخلية على حن شكون التوجه‬
‫بصفة عرشة رعاشة للحرمة الواجبة للهيئة‪ .‬كلا حنه ليس لللحكلة‬
‫حن ترمي اهليئة يف حكلها بأهنا حعرفت يف االهتام وحهنا حعرفت‬
‫حشضا يف حمد التهم وكيلها جزافا‪.‬‬
‫‪ -9‬ال شصح من شتوىل علطة االهتام حو التحقيق يف الدعو حن‬

‫شمرتك يف احلكم فيها فإذا كان ححد القضاة الذشن حكلوا يف‬
‫الدعو عبق حن مارس التحقيق فيها كعضو يف هيئة التحقيق‬
‫واالدعاء العام فيها احلكم الذي اشرتك يف إصداره شكون باطال‪.‬‬
‫وذلك على حعاس حن ال جيوز حن شكون المخص خصلا وحكلا‬

‫يف آن واحد وحن شكون رحشا مسبقا يف الدعو إذ جيب حن شكون‬
‫خايل الذهن بالنسبة للمرمية اليت شفص فيها ضلانا للحيدة‬
‫والنزاهة‪ .‬ولذلك نصت امادة (‪ )30‬من نظام امرافعات المرعية‬
‫الصادر برقم م‪ 82/‬يف ‪2282/5/80‬هـ على حن "القاضي ممنوع‬
‫من نظر الدعو ومساعها ولو شطلب يف ذلك ححد اخلصوم يف‬
‫األحوال اآلتية‪:‬‬
‫ح‪ -‬إذا كان زوجا ألحد اخلصوم حو كان قرشبا حو صهرا له إىل‬
‫الدرجة الرابعة‪.‬‬
‫ب‪ -‬كان له زوجة خصومة قائلة م ححد اخلصوم يف الدعو حو‬

‫م زوجته‪.‬‬
‫ج‪ -‬كان وكيال ألحد اخلصوم‪ ،‬حو وصيا‪ ،‬حو قيلا عليه‪ ،‬حو مظنونة‬
‫وراثته حو كان زوجا لوصي ححد اخلصوم حو القيم عليه‪ ،‬حو كانت له‬
‫صلة قرابة حو مصاهرة إىل الدرجة الرابعة هبذا الوصي حو القيم‪.‬‬
‫د‪ -‬إذا كان له حو لزوجته حو ألحد حقاربه حو حصهاره على علود‬

‫النسب حو من شكون هو وكيال عنه حو وصيا عنه حو قينا عليه‪،‬‬
‫مصلحة يف الدعو القائلة‪.‬‬
‫هـ‪ -‬إذا كان قد حفىت حو تراف عن ححد اخلصوم يف الدعو حو‬

‫كتب فيها ولو كان ذلك قب اشتغاله بالقضاء‪ ،‬حو كان قد عبق له‬
‫نظرها قاضيا حو خبريا حو حمكلا‪ ،‬حو كان قد حد شهادة فيها‪ ،‬حو‬
‫باشر إجراء من إجراءات التحقيق فيها"‪.‬‬
‫وعلى العكس مما تقدم إذا ترك القاضي الذي جلس للحكم يف‬
‫الدعو منصب القضاء إىل وظيفة يف هيئة التحقيق واالدعاء العام‬
‫شستطي حن ميث االدعاء يف هذه الدعو ألنه ال ختو من ذلك‬
‫ألن امعول عليه هو اقتناع القاضي بأقوال اخلصوم‪.‬‬
‫‪ -2‬قرارات اهليئة وحوامرها كسلطة ادعاء حو حتقيق يف الدعو‬

‫اجلزائية غري خاضعة لرقابة القضاء اإلداري ال من حيث قضاه‬
‫التعوشض حو قضاء اإللغاء ألهنا تعتب من قبي األعلال القضائية‬
‫وليست من قبي القرارات اإلدارشة‪.‬‬
‫‪ -5‬ليس للقاضي حن شوصي اهليئة بإتباع إجراءات معينة ولذلك‬

‫تكون احملكلة قد جاوزت علطتها إذا هي حمرت الدعاء مبباشرة‬
‫الدعو القضائية ضد شخص مل حترك الدعو ضده كلا حنه ليس‬
‫هلا حن تندب اهليئة حثناء احملاكلة إلجراء حتقيق تكللي‪ .‬وشعد حشضا‬
‫الدعو حىت‬ ‫من قبي جماوزة السلطة حن تأمر احملكلة بإشقا‬
‫شدخ اإلدعاء متهلا آخر على اعتبار حنه فاع اجلرمية‪ ،‬ولكن‬
‫لللحكلة حن تأذن لللدعي العام بناء على طلبه يف حن شدخ‬

‫تعدشال يف الئحة االدعاء يف حي وقت وشبل امتهم بذلك‪ .‬وجيب‬
‫حن شعطي امتهم فرصة كافية إلعداد دفاعه بمأن هذا التعدش‬
‫(راج ‪ 260‬إجراءات)‪.‬‬
‫‪ -6‬ال جيوز لللحكلة إحالة الدعو إىل جهة حخر إال بعد‬
‫احلكم يف موضوعها حو بعدم االختصاص‪ ،‬وليس لالدعاء عحب‬
‫القضية بعد اتصال احملكلة هبا‪.‬‬
‫حضور االدعاء العام اجللسات‪ :‬جيب حن حيضر امدعي العام‬

‫جلسات احملكلة يف احلق العام يف اجلرائم الكبرية‪ ،‬وعلى احملكلة‬
‫مساع حقواله والفص فيها‪ .‬وفيلا عدا ذلك شلزمه احلضور إذا طلبه‬
‫القاضي‪ ،‬حو ظهر لللدعي العام ما شستدعي حضوره (م‪257‬‬
‫إجراءات)‪.‬‬
‫(ب) عالقة اهليئة بالمرطة‪ :‬تنص امادة (‪ )82‬من النظام على حن‬
‫"رجال الضبط اجلنائي هم األشخاص الذشن شقومون بالبحث عن‬
‫مرتكيب اجلرائم وضبطهم ومج امعلومات واألدلة الالزمة للتحقيق‬
‫وتوجيه االهتام"‪.‬‬
‫وتنص امادة (‪ )85‬على حن‪" :‬خيض رجال الضبط اجلنائي فيلا‬

‫شتعلق بوظائفهم يف الضبط اجلنائي امقررة يف هذا النظام إلشرا‬
‫هيئة التحقيق واالدعاء العام‪ .‬وللهيئة حن تطلب من اجلهة امختصة‬
‫النظر يف حمر ك من تق منه خمالفة لواجباته حو تقصري يف علله‪،‬‬
‫وهلا حن تطلب رف الدعو التأدشبية عليه‪ ،‬دون إخالل باحلق يف‬
‫رف الدعو‬
‫اجلزائية"‪.‬‬
‫وعبق القول حن امادة (‪ )86‬تنص على حن من ضلن من شقوم‬

‫بأعلال الضبط اجلنائي‪:‬‬
‫ا‪ -‬مدشرو المرط ومعاونيهم يف امناطق واحملافظات وامراكز‪.‬‬
‫‪ -8‬ضباط األمن العام وضباط امباحث العامة‪ ،‬وضباط اجلوازات‪،‬‬

‫وضباط االعتخبارات‪ ،‬وضباط الدفاع امدين ومدشري السمون‬
‫والضباط فيها وضباط احلرس الوطين وضباط األمن اخلاصة وضباط‬
‫احلرس الوطين وضباط القوات امسللة ك حبسب امهام اموكلة إليه‬
‫يف اجلرائم اليت تق ضلن اختصاص ك منهم ومعظهم من رجال‬
‫قوات األمن الداخلي‪ ...‬إخل‪.‬‬
‫وشتبني من النصوص امتقدمة حن هيئة التحقيق واالدعاء العام رئيسة‬

‫للضبط اجلنائي وبالتايل ألعضائها احلق يف توجيه نماط رجال‬
‫الضبط اجلنائي يف البحث يف اجلرمية والكمف عنها وعن مرتكبيها‬
‫وهنا شقتضي وجود نوع من التعاون بني حعضاء هيئة التحقيق‬
‫واالدعاء العام ورجال الضبط اجلنائي ومن بينهم رجال المرطة‬
‫حىت شكف هذا التعاون االهتداء إىل فاع اجلرمية وإنزال العقوبة‬
‫به‪ .‬وعلى رجال الضبط اجلنائي القيام بتنفيذ حوامر هيئة التحقيق‬
‫واالدعاء العام ولذلك جع نظام اإلجراءات للهيئة حق اإلشرا‬
‫عليهم فيلا شتعلق بأعلال وظائفهم‪.‬‬
‫(ج) عالقة اهليئة بامدعي باحلق اخلاص‪ :‬رحشنا حن لللمين عليه حو‬
‫من شنوب عنه ولوارثه من بعده حق رف الدعو اجلزائية يف مجي‬
‫القضاشا اليت شتعلق شها حق خاص ومباشرة هذه الدعو حمام‬
‫احملكلة امختصة‪ ،‬وعلى احملكلة يف هذه احلالة تبلي امدعي العام‬
‫باحلضور (م‪ 27‬إجراءات)‪.‬‬
‫ومثال ذلك القصاص والقذ ‪ .‬وال جيوز إقامة الدعو اجلزائية حو‬
‫إجراء حتقيق يف اجلرائم الواجب فيها حق خاص لألفراد إال بناء‬
‫على شكو اجملين عليه حو من شنوب عنه حو وارثه من بعده إىل‬
‫اجلهة امختصة إال إنا رحت هيئة التحقيق واالدعاء العام مصلحة‬
‫عامة يف رف الدعو والتحقيق يف هذه اجلرائم (م‪ 22‬إجراءات)‪.‬‬
‫ومن حلقه الضرر من اجلرمية ولوارثه من بعده حن شطالب حبقه‬

‫اخلاص مهلا بل مقداره حمام احملكلة امنظورة حمامها الدعو‬
‫اجلزائية يف حي حالة كانت عليها الدعو حىت لو مل شقب طلبه‬
‫حثناء التحقيق (م‪ 222‬إجراءات)‪.‬‬
‫وتعد المكو امقدمة ممن حصابه ضرر بسبب اجلرمية مطالبة حبقه‬
‫اخلاص إال إذا قرر صراحة حمام احملقق نزوله عن حقه‪ .‬وعلى احملقق‬
‫إثبات ذلك يف احملضر واإلشهاد عليه م تصدشق احملكلة امختصة‬
‫على نزوله عن احلق يف حد القذ والقصاص (م‪ 83‬إجراءات)‪.‬‬
‫وشالحظ حنه إذا كانت امطالبة باحلق اخلاص مقصورة على التعوشض‬
‫عن األضرار النامجة عن الواقعة اإلجرامية امتعلقة هبا احلق العام فإن‬
‫امدعي باحلق اخلاص شعاون االدعاء العام يف مج حدلة اإلثبات قب‬
‫امتهم‪.‬‬
‫وامدعي باحلق اخلاص الذي شنصب طلبة على التعوشض ال ميكنه‬

‫إرغام االدعاء العام على رف الدعو اجلنائية ليتدخ حمام احملكلة‬
‫امرفوعة حمامها لللطالبة بالتعوشض‪ ،‬إال إن هناك قيد على االدعاء‬
‫العام يف رف الدعو اجلنائية يف اجلرائم الواجب فيها حق خاص‬

‫لألفراد وهو وجوب تقدمي شكو من اجملين عليه حو من شنوب عنه‬
‫إىل اجلهة امختصة ما مل تر هيئة التحقيق و االدعاء العام مصلحة‬
‫عامة يف رفعها والتحقيق فيها‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬عدم امسؤولية‪ :‬ما كان حعضاء هيئة التحقيق واالدعاء العام‬
‫مكلفني طبقا لنظام اإلجراءات اجلزائية بإقامة الدعو اجلزائية‬
‫ومباشرهتا حمام احملاكم امختصة (م ‪ )26‬ضد ك من تقوم األدلة‬
‫قبله على ارتكاب اجلرمية فإهنم ال شسألون عن نتيمة تلك الدعو‬
‫ال مدنيا وال جنائيا ولو حكم بباءة امتهم ألهنم شستعللون حقا‬
‫خموال هلم مبقتضى النظام‪ ،‬وترك هلم علطة التقدشر يف ذلك ماداموا‬
‫حسين النية فال مسئولية عليهم حىت لو ظهر حهنم حخطأوح يف‬
‫التقدشر‪.‬‬
‫ولكن انعدام امسؤولية ليس مطلقا إذ جيب حن شكون عضو اهليئة‬

‫حسن النية يف تصرفه‪ ،‬حما إذا كان عيء النية بأن حعاء اعتعلال‬
‫علطة وظيفته حو اختذ ضد امتهم إجراءات غري نظامية كلا لو‬
‫اعتعل القسوة معه حو عرضه للتعذشب‪ ،‬حو اهتله ألغراض‬
‫شخصية حو رشوة‪ ،‬حو حبسه دون حق فإنه ميكن حماكلته جنائيا‬
‫فضال عن التعوشض علا حلقه حضرار فضال عن صحيحة‪.‬‬
‫وقد نص نظام اإلجراءات اجلزائية يف األحكام العامة الواردة يف‬

‫الباب األول منه يف امادة الثانية على حنه "ال جيوز القبض على حي‬
‫إنسان حو تفتيمه حو توقيفه حو عمنه إال يف األحوال امنصوص‬
‫عليها نظاما‪ ،‬وال شكون التوقيف حو السمن إال يف األماكن‬
‫امخصصة لك منها ولللدة احملددة من السلطة امختصة‪ .‬وحيظر‬
‫إشذاء امقبوض عليه جسدشا حو معنوشا‪ ،‬كلا حيظر تعرشضه للتعذشب‬
‫حو امعاملة امهينة للكرامة"‪.‬‬
‫وحىت لو كان عضو اهليئة حسن النية فإنه ال شعفى إال من اخلطأ‬
‫العادي كتفسري نص مثال‪ ،‬حما إذا كان اخلطأ فاحما فامتفق عليه‬
‫حن ذلك ال شعفيه من امسؤولية‪ .‬من حصابه ضرر احلق يف التعوشض‬
‫وتكون امطالبة بالتعوشض يف حالة رف الدعو اجلزائية على العضو‬
‫بالتدخ يف الدعو عن طرشق االدعاء باحلق اخلاص حمام احملكلة‬
‫اجلزائية‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬عدم جواز رد حعضاء التحقيق واالدعاء العام‪ :‬شنص نظام‬
‫امرافعات المرعية (م‪ 82‬يف ‪2282/5/80‬هـ) على جواز رد‬
‫القضاة يف امواد (‪ )38‬وما بعدها وبني األحوال اليت جيوز فيها الرد‬
‫واإلجراءات اليت تتب وذلك يف الباب الثامن امعقود بعنوان"‪ .‬و‬
‫هذا النص مقصورا على القضاة وال شسري على حعضاء تنحي‬
‫القضاة وردهم عن احلكم التحقيق واالدعاء العام إذ ال جيوز ردهم‪.‬‬
‫وشرج عدم جواز رد حعضاء هيئة التحقيق االدعاء العام إىل حن‬
‫اهليئة خصم لللتهم واخلصم ال جيوز رده‪ .‬وهذه القاعدة حم نقد‬
‫إذ امصلحة تقضي بإجازة رد عضو اهليئة ألنه قد شكون ذا غرض‬
‫خاص يف القضية لعالقة قرابة حو صادقة حو مصلحة فيخمى م‬
‫ذلك ضياع احلقيقة‪ ،‬كلا حنه ميكن نقد األعاس الذي تقوم عليه‬
‫وهو حن اهليئة خصم واخلصم ال جيوز رده إذ حن طالب الرد يف‬
‫الواق ال شرشد رد اهليئة ذاهتا وإمنا شرشد رد ممثلها وحن شستبدل به آخر‬
‫من حعضائها‪.‬‬
‫وهنا فع ممروع الالئحة التنظيلية لنظام هيئة التحقيق واالدعاء‬

‫العام يف امادة ‪ 29‬منه على حن‪:‬‬
‫‪ " -2‬ألي من اخلصوم حن شطلب من رئيس اهليئة تنحية احملقق عن‬

‫التحقيق يف القضية قب مباشرة إجراءات التحقيق األعاعية حو‬
‫حثناءه ألعباب شوضحها يف طلبه ولرئيس اهليئة قبول الطلب حو‬
‫رفضه‪.‬‬
‫‪ -8‬لللحقق إذا كانت لدشه حعباب شستمعر معها احلرج يف‬

‫التحقيق بالقضية حن شطلب من رئيسه تنحية مبذكرة مسببه‪،‬‬
‫ولرئيسه قبول الطلب حو رفضه‪.‬‬
‫‪ -9‬ال جيوز لللحقق مباشرة حي قضية (حي االدعاء فيها) حو‬

‫حتقيقها وحتضريها حو إصدار قرار فيها يف احلاالت التالية‪:‬‬
‫ح‪ -‬إذا وقعت اجلرمية عليه شخصيا حو كان زوجا ألحد اخلصوم حو‬
‫تربطه بأحدهم صلة قرابة حو مصاهرة حىت الدرجة الرابعة‪.‬‬
‫ب‪ -‬إذا كان بينه حو بني ححد اخلصوم عداوة حو مودة شرجح معها‬
‫التأثري على مسار التحقيق‪.‬‬
‫ج‪ -‬إذا كان قد عبق حن حد شهادة فيها حو باشر علال بوصفه‬

‫خبريا حو حمكلا‪.‬‬
‫وشرج باتقدم إىل حن علطة التحقيق علطة حيادشة‪ .‬وشالحظ حن‬

‫ما ورد يف البند ‪ 9‬شتعلق بالنظام القيام وهو من حعباب عدم‬
‫الصالحية‪ .‬وشالحظ حن نظام اإلجراءات اجلزائية قد حطه على‬
‫القضاة مساع الدعو إذا وقعت اجلرمية عليهم شخصيا يف غري‬
‫حوقات انعقاد اجللسات كلا ححال على حعباب عدم الصالحية‬
‫لنظر الدعو امنصوص عليها يف امادة ‪ 30‬من نظام امرافعات‬
‫ورتب عليها البطالن بالنسبة لإلجراءات واحلكم‪ .‬وللقاضي حن‬

‫ميتن من تلقاء نفسه عن مساع الدعو ونظرها إذا تبني له حنه علق‬
‫بسبب من األعباب الواردة فيها وميكن للخصوم الدف بالبطالن‬
‫يف حي مرحلة كانت عليها الدعو حىت لو كانت حمام حمكلة‬
‫التلييز‪ .‬وحىت لو حكلت حمكلة التلييز بتأشيد احلكم فيلكن‬
‫للخصوم حن شطلبوا نقض احلكم ونظرة حمام دائرة حخر وذلك‬
‫التصال البطالن يف هذه األحوال بالنظام العام بعكس حعباب الرد‬
‫األخر امتعلقة مبصلحة اخلصوم طبقا لللادة ‪ 38‬مرافعات اليت‬
‫جيوز للخصوم االتفاق على نظر القاضي رغم تعلق عبب من‬
‫حعباب الرد به‪ ،‬كلا حن جيب طلب الرد قب تقدمي الطلبات من‬
‫اخلصوم حو فور العلم بسبب الرد وحىت إقفال باب امرافق حما‬
‫حمكلة حول درجة وبالتايل ال جيوز ذلك حمام التلييز‪.‬‬
‫كلا جاء يف ممروع الالئحة التنفيذشة لنظام اإلجراءات يف فقراته‬

‫اخلامسة والسادعة والسابعة والثامنة على امادة ‪ 68‬إجراءات ما‬
‫شلي‪:‬‬
‫‪ 5/68‬ال جيوز لللحقق حن شقوم بالتحقيق يف حي قضية حو‬

‫التحضري هلا حو إصدار قرار فيها يف األحوال التالية‪:‬‬
‫ح‪ -‬إذا وقعت اجلرمية عليه شخصيا‪ ،‬حو كان زوجا ألحد اخلصوم‪،‬‬
‫حو كانت تربطه بأحدهم صلة قرابة‪ ،‬حو مصاهرة إىل الدرجة الرابعة‪.‬‬
‫ب‪ -‬إذا كان بينه حو بني ححد اخلصوم عداوة حو مودة جيرح تأثريها‬
‫يف مسار التحقيق‪.‬‬
‫ج‪ -‬إذا كان قد عبق حن حد حي عل يف القضية بوصفه خبريا حو‬

‫حمكلا حو وكيال حو بأداء شهادة فيها وحنو ذلك‪.‬‬
‫‪ 6/68‬ألي من اخلصوم حن شطلب من رئيس فرع اهليئة يف امدشنة‬

‫اليت هبا الفرع ورؤعاء الدوائر يف احملافظات رد احملقق عن التحقيق‬
‫يف القضية قب مباشرة إجراءات التحقيق حو حثناءها‪ ،‬وشكون ذلك‬
‫باعتدعاء بني فيه حعباب الرد‪ ،‬ولرئيس الفرع حو الدائرة قبول‬
‫الطلب حو رفضه مسببا‪.‬‬
‫‪ 7/68‬حملقق إذا كانت لدشه حعباب جيد معها حرجا من التحقيق‬

‫يف قضية حن شطلب من رئيسه مبذكرة مسببة تنحيته قب البدء فيه‪،‬‬
‫ولرئيسه قبول هذا الطلب حو رفضه‪.‬‬
‫‪ 2/68‬م مراعاة ما جاء يف الفقرات ‪ 7/68 ،6/68 ،5/68‬من‬

‫هذه الالئحة إذا ححيلت القضية إىل حمقق خمتص فال حتال إىل‬
‫حمقق آخر إال بقرار مسبب شصادق عليه من رئيس اهليئة حو من‬
‫شنيبه يف اجلرائم الكبرية‪ ،‬ومن رئيس فرع اهليئة يف امنطقة فيلا‬

‫عداها‪.‬‬
‫عادعا‪ :‬حصانة حعضاء اهليئة‪ :‬معناها‪ :‬ال جيوز القبض على عضو‬
‫اهليئة حو اختاذ حي إجراء من إجراءات التحقيق معه‪ ،‬حو رف‬
‫الدعو اجلزائية عليه إال بإذن من جلنة خاصة هي جلنة إدارة اهليئة‪،‬‬
‫وشتم حبس حعضاء اهليئة‪ ،‬وتنفيذ العقوبات امقيدة للحرشة عليهم‬
‫يف حماكن مستقلة‪.‬‬
‫وتنص امادة (‪ )23‬من نظام اهليئة وهي مقابلة لللادتني (‪ 22‬من‬

‫نظام القضاء عنة ‪2935‬م) (‪ 22‬من نظام دشوان امظامل لسنة‬
‫‪2208‬هـ) على حن "يف حالة التلبس باجلرمية جيب عند القبض‬
‫على عضو اهليئة وحبسه حن شرف األمر إىل جلنة إدارة اهليئة يف مدة‬
‫األرب والعمرشن عاعة التالية‪ ،‬وللمنة حن تقرر اعتلرار احلبس حو‬
‫اإلفراج بكافلة حو بغري كفالة‪ ،‬ولعضو اهليئة حن شطلب مساع حقواله‬
‫حمام اللمنة عند عرض األمر عليها‪ ،‬وحتدد اللمنة مدة احلبس يف‬
‫القرار الذي شصدر يف احلبس حو باعتلراره‪ ،‬وتراعي اإلجراءات‬
‫السالفة الذكر كللا رؤ اعتلرار احلبس االحتياطي بعد انقضاء‬
‫امدة اليت قررهتا اللمنة"‪.‬‬
‫المدعى عليه (المتهم)‬
‫عنوضح فيلا شلي امقصود بامتهم‪ ،‬والمروط الواجب توافرها فيه‪،‬‬

‫ومىت تبدح صفة امتهم‪ ،‬ومىت تزول هذه الصفة‪ ،‬وحمية ثبوهتا‪،‬‬
‫وإشكالية رف الدعو اجلزائية على المخص امعنوي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬المقصود بالمتهم‪:‬‬
‫امتهم طر يف الدعو اجلزائية وهو شتعني حتدشد امقصود به‪ .‬وقد‬

‫عب امنظم السعودي بلفظ امتهم عن المخص الذي تتخذ ضده‬
‫إجراءات القضية اجلزائية عواء ما تعلق منها بالدعو اجلزائية‬
‫مبرحلتيها التحقيق واحملاكلة حم بفرتة مج االعتدالالت‪ .‬فتنص‬
‫امادة (‪ )99‬من نظام اإلجراءات اجلزائية السعودي على حنه‪:‬‬
‫" لرج الضبط اجلنائي يف حال التلبس باجلرمية القبض على امتهم‬
‫احلاضر الذي توجد دالئ كافية على اهتامه؛ على حن حيرر حمضرا‬
‫بذلك‪ ،‬وحن شبادر بإبالغ هيئة التحقيق واالدعاء العام فورا"‪.‬‬
‫وورد يف ممروع الالئحة التنفيذشة لنظام اإلجراءات اجلزائية يف امادة‬

‫‪ 96‬تعرشف لللتهم حنه‪" :‬ك شخص حعند إليه ارتكاب جرمية‪ ،‬حو‬
‫قامت دالئ كافية على اهتامه هبا‪ ،‬حو حقيلت ضده دعو‬
‫جزائية"‪.‬‬
‫وشدق األمر يف فرتة مج االعتدالالت؛ وذلك نظرا ألن هناك من‬

‫اإلجراءات اليت تتخذ يف هذه امرحلة ما شوجه ضد حشخاص مل‬
‫شنسب إليهم بعد ارتكاب حشة جرمية‪ ،‬مث إجراءات االعتيقا اليت‬
‫ال شكون فيها مثة اهتام بارتكاب جرمية بالنسبة للمخص الذي‬
‫شوجه إليه هذا اإلجراء‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬تمييز المتهم عن المشتبه فيه‪:‬‬
‫هلذا شفرق البعض من شراح قانون اإلجراءات اجلنائية بني امتهم‬

‫واممتبه فيه‪.‬‬
‫فامتهم هو المخص الطبيعي الذي تتمل ضده جملوعة دالئ حو‬

‫قرائن حو حدلة شفرتض معها ألنه قد عاهم يف اجلرمية دون حن شوجه‬
‫إليه اهتام بعد من علطة االهتام‪ ،‬وهذا شكون يف مرحلة التحقيق‬
‫االبتدائي‪ .‬وشسليه البعض المخص القاب لالهتام‪ .‬وتفرق بعض‬
‫القوانني الوضعية بني امتهم واممتبه فيه مثاهلا القانون الفرنسي‪.‬‬
‫حما فقهاء المرشعة اإلعالمية فيطلقون تسلية امدعى عليه على‬

‫المخص إذا عاقه خصله إىل القاضي حو احلاكم‪ ،‬وشسلونه‬
‫متهوما إذا كان حمام الوايل حو صاحب المرطة(‪.)5‬‬
‫حما اممتبه فيه فهو من شقوم ضده اعتقاد شرتكز على عناصر مادشة‬
‫تثري المبهة حو المك يف حن هذا المخص مرتكب جرمية‪ .‬ولذلك‬
‫ال شعد ممتبها فيه من شقصر األمر بالنسبة له على جمرد تقدم بالغ‬
‫ضده‪ .‬وعلى ذلك فإن معيار التفرقة بني امتهم واممتبه فيه هو‬
‫حمية المبهات والقرائن واألدلة القائلة ضد المخص‪.‬‬
‫وعرفت حمكلة النقض امصرشة امتهم بأنه ك من وجه إليه االهتام‬

‫من حشة جهة بارتكاب جرمية معينة ولو كان ذلك حثناء قيام مأموري‬
‫الضبط القضائي مبهلة البحث عن اجلرمية ومرتكبها ومج‬
‫االعتدالالت مادامت قد حامت حوله شبهة حن له ضلعا يف‬
‫ارتكاهبا(‪.)6‬‬
‫(‪ )5‬انظر‪ :‬د‪ .‬عوض حملد عوض‪ ،‬حقوق اممتبه فيه يف مرحلة التحقيق‪ ،‬اجمللة العربية‬
‫للدفاع االجتلاعي‪ ،‬العدد (‪ ،)20‬حكتوبر ‪2373‬م‪ ،‬ص‪.35‬‬
‫(‪ )6‬انظر حكلها الصادر يف (‪ )82‬نوفلب ‪2366‬م‪ ،‬جملوعة ححكام النقض‪،‬‬
‫س‪ ،27‬ص‪ ،2262‬رقم ‪.823‬‬
‫وشنبين على ذلك حن المخص الذي مل شنسب إليه ارتكاب جرمية‬

‫ال شعد متهلا‪ ،‬حىت ولو كان مسئوال مدنيا عن األضرار اليت عببتها‬
‫اجلرمية‪ .‬واحلكلة يف ذلك هي حن احملاكلات اجلزائية تقوم على‬
‫مبادئ جوهرشة مث مبدح شخصية الدعو اجلزائية وشخصية‬
‫امسئولية اجلزائية وشخصية العقوبة اجلنائية‪ .‬فال جيوز مساءلة‬
‫شخص جنائيا وال عقابه إال على ما اقرتفت شداه هو دون غريه‪.‬‬
‫هلذا ال شعد األب متهلا بارتكاب اجلرمية اليت ارتكبها ابنه القاصر‬
‫وال شعد الوارث متهلا بارتكاب اجلرمية اليت ارتكبها ابنه القاصر وال‬
‫شعد الوارث متهلا بارتكاب اجلرمية اليت ارتكبها مورثه‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬الشروط الواجب توافرها في المتهم‪:‬‬
‫ال جيوز رف الدعو اجلزائية على متهم حثري يف حقه مان من موان‬
‫امسئولية حو مان من موان العقاب حو عبب من حعباب اإلباحة‬
‫وقت ارتكاب اجلرمية إذا كان هناك شك حول قيام ححد هذه‬
‫امواق حو األعباب‪.‬‬
‫وال جيوز رف الدعو على امتهم إذا كان وقت ارتكاب اجلرمية‬
‫عاقال مث حصيب جبنون وقت رف الدعو ‪ ،‬وذلك حىت شتلكن من‬
‫الدفاع عن نفسه وشفهم إجراءات احملاكلة‪.‬‬
‫وشمرتط يف امتهم شرط هام وهو حن شكون إنسانا حيا‪ .‬وعلى ذلك‬
‫فإذا كان قد تويف حثناء اإلجراءات السابقة على رف الدعو إىل‬
‫احملكلة تعني على هيئة التحقيق واالدعاء حن تصدر حمرا حبفظ‬
‫الدعو اجلنائية النقضاء هذه الدعو بوفاة امتهم‪ .‬وهلذا تنص‬
‫امادة (‪ )88‬من نظام اإلجراءات اجلزائية السعودي على حن‪:‬‬
‫تنقضي الدعو اجلزائية العامة يف احلاالت اآلتية‪ :‬بوفاة امتهم‪.‬‬
‫وجيب حن توجه اإلجراءات ضد شخص حمدد‪ ،‬ولكن ليس ما مين‬

‫من حن تبدح مباشرة إجراءات القضية ضد جمهول حىت شتم الوصول‬
‫إىل حتدشده قب رف الدعو اجلزائية إىل احملكلة امختصة‪ ،‬فإذا مل‬
‫تتوص اجلهة القائلة على االعتدالالت والتحقيقات إىل حتدشد‬
‫شخص امتهم بارتكاب اجلرمية فال جيوز إحالة القضية إىل احملكلة‪.‬‬
‫ولكن ال مين من حتدشد امتهم بوصفه شرشكا م شخص آخر‬

‫جمهول يف ارتكاب اجلرمية‪.‬‬
‫ومىت مت حتدشد امتهم فال شمرتط حن شكون حاضرا‪ ،‬فتموز حماكلة‬

‫المخص غيابيا‪.‬‬
‫م مالحظة حن اخلطأ يف اعم امتهم ال شعين عدم حتدشد امتهم‪.‬‬

‫فإذا رفعت الدعو على شخص غري امتهم احلقيقي لتمابه يف‬
‫األمساء مثال فيمب حن تتثبت احملكلة من شخصية امتهم فإذا تبني‬

‫هلا حنه ليس امتهم احلقيقي امقصود تعني عليها احلكم بالباءة‪.‬‬
‫وشرتتب على رف الدعو دون التحقيق من شخصية امتهم بطالن‬

‫إجراءات رفعها‪.‬‬
‫وشمرتط يف امتهم حن شكون حهال للدفاع عن نفسه‪ ،‬وهو ما شسلى‬

‫باألهلية اإلجرائية‪ .‬ذلك حن امتهم شمارك يف اإلجراءات اجلزائية‪،‬‬
‫والبد حن شكون عاما جبلي عناصر القضية اليت جر بمأهنا‬
‫اهتامه‪ ،‬فيمب حن شكون متلتعا باإلمكانيات الذهنية اليت تتيح له‬
‫هذا العلم‪ ،‬ومبا شسلح له من إبداء دفاعه بالقضية‪ .‬ولذا تنص‬
‫بعض قوانني اإلجراءات اجلزائية مث قانون اإلجراءات اجلزائية‬
‫امصري على حنه‪ :‬إذا ثبت حن امتهم غري قادر على الدفاع عن‬
‫نفسه بسبب عاهة يف عقله طرحت بعد وقوع اجلرمية‪ ،‬شوقف رف‬
‫الدعو عليه حو حماكلته حىت شعود إىل رشده‪.‬‬
‫المبحث الرابع‬
‫نظام تحريك الدعوى الجزائية ومباشرتها‬
‫حعطى نظام اإلجراءات اجلزائية السعودي هليئة التحقيق واالدعاء‬

‫العام صالحية رف الدعو اجلزائية ومباشرهتا‪ ،‬فتنص امادة (‪)26‬‬
‫منه على حنه‪" :‬ختتص هيئة التحقيق واالدعاء العام وفقا لنظامها‬
‫بإقامة الدعو اجلزائية ومباشرهتا حمام احملاكم امختصة"‪.‬‬
‫وعنوضح يف هذا امبحث القواعد النظامية اليت تسري على حترشك‬

‫الدعو اجلزائية ومباشرهتا‪ ،‬فتقسم دراعتنا على النحو التايل‪:‬‬
‫‪ -‬حترشك الدعو اجلزائية واعتعلاهلا‪.‬‬
‫‪ -‬مباشرة الدعو اجلزائية‪.‬‬
‫تحريك الدعوى الجزائية واستعمالها‬
‫أوال‪ :‬تحريك الدعوى الجزائية‪:‬‬
‫شقصد به‪" :‬العل االفتتاحي للدعو اجلزائية حمام جهات التحقيق‬

‫حو احلكم "اختاذ حول إجراء من إجراءاهتا"‪ ،‬حو "اإلجراء الذي شنق‬
‫الدعو من حال السكون الذي كانت عليه عند نمأهتا إىل حال‬
‫احلركة‪ ،‬بأن شدخلها يف حوزة السلطات امختصة باختاذ إجراءاهتا‬
‫التالية"‪ ،‬فيعد حترشكا للدعو تكليف امتهم مبعرفة هيئة التحقيق‬

‫واالدعاء العام باحلضور حمام احملكلة‪ ،‬واختاذ هذه اهليئة قرار بإجراء‬
‫التحقيق واالدعاء العام باحلضور حمام احملكلة‪ ،‬واختاذ هذه اهليئة‬
‫قرار بإجراء التحقيق يف قضية ما حو قرارها ندب ححد رجال الضبط‬
‫اجلنائي إلجراء عل من حعلال التحقيق(‪.)7‬‬
‫ولكن جيب األخذ يف االعتبار حن إجراءات االعتدالل ال تعتب‬

‫إجراءات تتحرك هبا الدعو اجلزائية‪ ،‬ألن هذه اإلجراءات ليست‬
‫من إجراءات الدعو اجلزائية‪ ،‬وإمنا هي "إجراءات متهيدشة تسبق‬
‫الدعو اجلزائية"(‪.)2‬‬
‫وهذا جيب حن منيز بني مصطلحي‪" :‬حترشك الدعو " و"إقامة‬

‫الدعو اجلزائية"‪ :‬إذ شقصد بإقامة الدعو ‪" :‬نق قرار االهتام إىل‬
‫احملكلة امختصة لللطالبة بتوقي العقوبة على امتهم"‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مباشرة الدعوى الجزائية أو استعمالها‪:‬‬
‫(‪ )7‬د‪ .‬حملود حملود مصطفى‪ ،‬مرج عابق‪ ،‬ص‪ ،59‬بند ‪ ،97‬د‪ .‬حملود جنيب‬
‫حسين‪ ،‬مرج عابق‪ ،‬ص‪ ،202‬بند ‪.200‬‬
‫(‪ )2‬وهذا ما حكدته ححكام القضاء الوطين يف بعض الدول‪ ،‬مثاهلا حكم حمكلة‬
‫النقض امصرشة الصادر يف (‪ )82‬إبرش ‪2328‬م‪ ،‬س‪ ،99‬ص‪.203‬‬
‫‪ -2‬شقصد به‪" :‬اختاذ حي إجراء حو جملوعة من اإلجراءات اليت‬

‫شقتضيها عري الدعو حمام احملكلة حنو احلكم الباب الفاص يف‬
‫موضوعها‪ ،‬وذلك بدء من اإلجراء األول الذي حقيلت به وانتهاء‬
‫باحلكم النهائي فيها"‪.‬‬
‫‪ -8‬من له صالحية مباشرة الدعو اجلزائية؟ الذي له صالحية‬

‫مباشرة الدعو اجلزائية‪:‬‬
‫ح‪ -‬هيئة التحقيق واالدعاء العام حصال‪.‬‬
‫ب‪ -‬مث جيوز لللمين عليه حو من شنوب عنه حو وارثه حن شرف‬

‫الدعو يف القضاشا اليت شتعلق هبا حق خاص‪ :‬فال تستأثر هيئة‬
‫التحقيق واالدعاء العام بصالحية مباشرة الدعو اجلزائية‪ ،‬ب قد‬
‫شماركها اجملين عليه يف هذه الصالحية وفقا لنص امادة (‪ )27‬من‬
‫هذا النظام‪ ،‬اليت تنص على حن‪" :‬لللمين عليه حو من شنوب عنه‪،‬‬
‫ولوارثه من بعده‪ ،‬حق رف الدعو اجلزائية يف مجي القضاشا اليت‬
‫شتعلق هبا حق خاص‪ ،‬ومباشرة هذه الدعو حمام احملكلة امختصة‪.‬‬
‫وعلى احملكلة يف هذه احلالة تبلي امدعي العام باحلضور"‪.‬‬
‫وامادة (‪ )22‬اليت نص على حنه‪" :‬ال جيوز إقامة الدعو اجلزائية حو‬
‫إجراءات التحقيق يف اجلرائم الواجب فيها حق خاص لألفراد إال‬
‫بناء على شكو من اجملين عليه حو من شنوب عنه حو وارثه من‬

‫بعده إىل اجلهة امختصة‪ ،‬إال إذا رحت هيئة التحقيق واالدعاء العام‬
‫مصلحة عامة يف رف الدعو والتحقيق يف هذه اجلرائم"‪.‬‬
‫اإلدعاء امباشر‪ :‬وشطلق على هذا اإلجراء عادة يف األنظلة امقارنة‬

‫تسلية "اإلدعاء امباشر"‪ ،‬ألن الذي شرف الدعو اجلزائية هو اجملين‬
‫عليه "مباشرة دون واعطة هيئة التحقيق واالدعاء العام حو غريها‪.‬‬
‫وختول هذه امادة "لللمين عليه" احلق يف رف هذه الدعو‬
‫مستهدفا من ورائها احلكم له حبقه اخلاص بالتعوشض عن الضرر‬
‫امرتتب على اجلرمية حم االدعاء اجلزائي‪.‬‬
‫احلكلة من االدعاء امباشر‪ :‬واحلقيقة حن ختوش اجملين عليه صالحية‬

‫اإلدعاء امباشر بتحرشك الدعو اجلزائية حيقق نظام "االهتام‬
‫الفردي" الذي حقامته المرشعة اإلعالمية‪ ،‬حيث تركت زمام اإلدعاء‬
‫باحلق اخلاص حمام احملكلة اجلزائية يف شد اجملين عليه‪ ،‬ترضية له‪،‬‬
‫وتقدشرا ما شراه‪ ،‬ومحاشة حلقه يف التعوشض‪ ،‬وشفاء ما شكون قد‬
‫خالط نفسه من آالم عببتها اجلرمية‪ ،‬وقطعا لدابر الثأر مستقبال‪...‬‬
‫وما حكثر ما ال شتس له امقام يف عرد مزاشا هذا النظام اإلعالمي‬
‫وبيان مسوه على غريه من األنظلة‪ .‬كلا حن يف اإلدعاء امباشر من‬
‫جانب اجملين عليه فرصة لتحرشك الدعو اجلزائية إذا تقاعست هيئة‬
‫التحقيق واالدعاء العام عن حترشكها‪.‬‬
‫وحتقيقا للحكلة من ترك زمام االدعاء امباشر يف شد اجملين عليه‪،‬‬

‫فقد منحه النظام احلق يف حن شتنازل عن ادعائه هذا‪ .‬وهذا ارجاه‬
‫إعالمي قومي‪ ،‬ألن به تتحقق مصلحتان‪ :‬مصلحة اجملين عليه يف‬
‫التصاحل م امتهم مبقاب حو باجملان فتهدح نفسه‪ ،‬ومصلحة اجللاعة‬
‫يف حن حي الوئام حم االنتقام‪ ،‬وتسود السكينة بدال من الضغينة‬
‫بني اجللي ‪.‬‬
‫امقصود باجملين عليه ميكن تعرشف "اجملين عليه" بأنه "صاحب احلق‬
‫حو امصلحة حو امال امعتد عليه من جانب مرتكب اجلرمية"‪ .‬فهو‬
‫امعتد عليه باإلشذاء امستوجب للقصاص فيلا دون النفس‪ ،‬وهو‬
‫مالك امال امسروق‪ ،‬وهو امودع لللال الذي اختلسه من ائتلنه‬
‫عليه‪.‬‬
‫والغالب حن شكون اجملين عليه هو "امتضرر" من اجلرمية ضررا‬

‫شخصيا شنمئ له "حقا خاصا" يف التعوشض‪ .‬وم هذا‪ ،‬فقد ال‬
‫شلحق باجملين عليه ضرر ما من اجلرمية‪ ،‬ومن حمثلة ذلك المروع يف‬
‫السرقة إذا مل شرتتب عليه حي ضرر شلحق باجملين عليه‪ ،‬ومن امعلوم‬
‫حن المروع يف هذه اجلرمية – وغريها من عائر اجلرائم – شعتب من‬

‫قبي اجلرائم التعزشرشة‪.‬‬
‫وإزاء التفرقة بني اجملين عليه وامتضرر من اجلرمية‪ ،‬فقد اعتعل‬

‫النظام امصطلح األول‪ ،‬وم هذا فإن الربط بينه وبني شرشط "تعلق‬
‫دعواه حبق خاص" شفيد حبكم اللزوم العقلي حنه قد حصابه ضرر من‬
‫اجلرمية ولد له حقا خاصا يف امطالبة بالتعوشض عنه‪.‬‬
‫وعلى الرغم من حن اجملين عليه امتضرر من اجلرمية هو الذي رف‬

‫الدعو اجلزائية‪ ،‬اعتنادا إىل كون النظام قد خوله صالحية‬
‫مباشرهتا حمام احملكلة امختصة‪ ،‬إال حن النظام قد حلزم هذه احملكلة‬
‫بتبلي امدعي العام باحلضور‪ .‬وإذا كانت األنظلة اإلجرائية يف‬
‫الدول األخر تض على عاتق اجملين عليه امتضرر عبء هذا‬
‫اإلجراء‪ ،‬فقد ححسن النظام السعودي يف التخفيف عن اجملين عليه‬
‫ونق عبء هذا اإلجراء إىل احملكلة ذاهتا‪.‬‬
‫وما كان حضور ممث هيئة التحقيق واالدعاء العام جلسات‬

‫لللحاكلة اجلزائية شرطا النعقادها عند نظر اجلرائم الكبرية‪ ،‬فقد‬
‫اقتضى األمر تبلي هذه اهليئة بادعاء اجملين عليه ليتسىن هلا احلضور‬
‫مراعاة لمك انعقاد اخلصومة اجلزائية يف هذه الفئة من اجلرائم‬
‫الكبرية‪ .‬ويف رحشنا حن عدم حضورها شرتتب عليه بطالن احملاكلة‪،‬‬
‫والبطالن هنا من النظام العام‪ ،‬ال شتوقف احلكم به على مطالبة‬

‫امتهم‪.‬‬
‫الشروط الواجب توافرها في االدعاء المباشر‪:‬‬
‫‪ -2‬حن شتم رف الدعو من اجملين عليه امتضرر من اجلرمية حو‬

‫شرفعها من شنوب عنه حو شرفعها وارثه من بعده‪ .‬وبناء عليه‪ ،‬فال‬
‫شقب الدعو من دائنيه‪ ،‬وال ممن حول له حقه يف التعوشض‪ ،‬وال‬
‫من حقارب من غري ورثته‪ ،‬وال من شركة التأمني مطالبة مبا دفعته‬
‫لللمين عليه تعوشضا له عن الضرر الذي حلق به من اجلرمية‪.‬‬
‫‪ -8‬حن شكون اجملين عليه قد نمأ له حق من اجلرمية مباشرة‪ .‬وال‬

‫حيقق هذا المرط إال إذا كان الضرر قد ارتبط باجلرمية رباط السبب‬
‫امباشر بامتسبب‪.‬‬
‫وشستوي حن تكون اجلرمية اليت ولدت احلق اخلاص حدا‪ ،‬كلن جيين‬
‫عليه يف حد قذ ‪ ،‬حو حن تكون قصاصا فيلا دون النفس‪ ،‬حو حن‬
‫تكون جرمية تعزشرشة مث جرمية السب‪.‬‬
‫ومن رحشنا حنه إذا كان قد حصدر حمر باحلفظ (وفقا لللادة (‪)282‬‬
‫من هذا النظام)‪ ،‬فإنه ال حيول دون إقامة اجملين عليه دعو احلق‬
‫اخلاص تغليبا من النظام حلق اجملين عليه على حق هيئة التحقيق‬
‫واالدعاء العام يف جمال رف الدعو اجلزائية‪ .‬ودليلنا على هذا حن‬

‫من حق اجملين عليه إقامة هذه الدعو حىت ولو كانت هذه اهليئة‬
‫قد رفضت ادعاءه حثناء حتقيقها للدعو (اعتنادا إىل امادة‬
‫(‪ )222‬من النظام)‪.‬‬
‫ولكن ال شمرتط لإلدعاء العام امباشر حن شسبقه حتقيق حو حىت‬

‫مج اعتدالالت من جانب رج الضبط اجلنائي‪ ،‬ألن حق امتضرر‬
‫من اجلرمية حق حصي شنبغي حال شرتك اعتعلاله معلقا على إرادة‬
‫الغري‪ .‬وهلذا‪ ،‬فإن اجملين عليه حن شلمأ مباشرة يف هذه احلالة إىل‬
‫االدعاء امباشر إذا كانت حدلة ثبوت اجلرمية يف حق امتهم متوافرة‬
‫وكافية لدشه وال حتتاج إىل حتقيق‪.‬‬
‫ونالحظ حن امادة (‪ )22‬تعاجل مركزشن إجرائيني خمتلفني شتعلقان‬

‫بإقامة الدعو حو مباشرة التحقيق يف اجلرائم الواجب فيها حق‬
‫خاص لألفراد‪ :‬األول‪ :‬شعلق مباشرة هذشن اإلجراءشن (إقامة‬
‫الدعو اجلزائية حو التحقيق فيها) على شكو من اجملين عليه‪،‬‬
‫والثاين‪ :‬خيول هيئة التحقيق واالدعاء العام صالحية إقامة الدعو‬
‫اجلزائية عن هذه اجلرائم حو التحقيق فيها دون توقف على شكو‬
‫اجملين عليه‪ .‬وعلى ذلك فاجملين عليه شنفرد مبباشرة دعواه بمرط‬
‫تقدمه بمكواه إذا حتققت مصلحته اخلاصة‪ ،‬وتنفرد هيئة التحقيق‬
‫واالدعاء مبركزها اإلجرائي االعتقاليل إذا رحت حن يف ذلك حتقيق‬

‫مصلحة عامة‪.‬‬
‫ويف القوانني واألنظلة امقارنة شسود ارجاهان يف هذا الصدد‪:‬‬
‫االرجاه األول‪ :‬شلزم هلذه السلطة جماال لللالءمة بني توجيه االهتام‬
‫(حي إقامة الدعو )‪ ،‬وبني احلفظ‪ ،‬حبيث شكون هلا حن متتن عن‬
‫توجيه االهتام على الرغم من توافر مجي حركان اجلرمية ونموء‬
‫امسئولية عنها إذا رحت حن امصلحة العامة تقتضي ذلك‪.‬‬
‫وحهم ميزة هلذا االرجاه اإلجرائي الثاين حنه خيفف عن القضاء بعض‬
‫حعبائه‪ ،‬من جهة‪ ،‬وحنه حيقق امصلحة العامة من جهة حخر ‪.‬‬
‫ويف ضوء هذه امقارنة بني هذشن االرجاهني‪ ،‬شبدو حن النظام‬

‫السعودي شرجح االعتداد باالرجاه الثاين الذي خيول هيئة التحقيق‬
‫واالدعاء العام علطة تقدشرشة يف جمال االهتام حو حفظ الدعو‬
‫اجلزائية فهيئة التحقيق واالدعاء العام هي صاحبة االدعاء العام‬
‫وذلك بتحرشك الدعو اجلزائية (إقامتها) ومباشرهتا (اعتعلاهلا)‬
‫وحرشتها يف ذلك شرد عليها نوعان من القيود‪:‬‬
‫النوع األول‪ :‬شمل احلاالت الثالث السابق الكالم عنها اليت‬

‫شكون فيها لغري اهليئة حق حترشك الدعو اجلزائية‪ ،‬فيحق لللمين‬
‫عليه حو لورثته امطالبة باحلق اخلاص مهلا بل مقداره حمام احملكلة‬

‫امنظورة حمامها الدعو اجلزائية يف حي حال كانت عليها الدعو ‪،‬‬
‫حىت ولو شقب طلبه حثناء التحقيق‪.‬‬
‫والنوع الثاين‪ :‬شمل األحوال اليت شعلق فيها حترشك الدعو حو‬
‫إجراء حي حتقيق فيها إال بناء على شكو اجملين عليه حو من شنوب‬
‫عنه حو وارثه من بعده إذا كانت اجلرمية واجب فيها حق خاص‬
‫لألفراد ما مل تر اهليئة مصلحة عامة تقتضي ذلك‪.‬‬
‫وهيئة التحقيق واالدعاء تقوم على إقامة الدعو اجلزائية ومباشرهتا‬

‫نيابة عن ويل األمر صاحب الوالشات يف اجملتل اإلعالمي بناء‬
‫على البيعة ومن بينها والشة اجلرائم فبعد حن بينت امادة (‪ )22‬من‬
‫النظام األعاعي للحكم رقم ح‪ 30/‬يف ‪2228/2/87‬هـ حن‬
‫علطات الدولة هي علطة القضائية والسلطة التنفيذشة والسلطة‬
‫التنظيلية ومرجعها املك نصت امادة (‪ )52‬منه حن "النظام شبني‬
‫ارتباط هيئة التحقيق واالدعاء العام وتنظيلها واختصاصها"‪.‬‬
‫وتستلد اهليئة علطتها يف االدعاء حمام اجلهات القضائية وفقا‬

‫لالئحة التنظيلية من النظام مباشرة إذ تنص نظام هيئة التحقيق‬
‫واالدعاء العام م‪ 56/‬يف ‪2203/20/82‬هـ يف مادته الثالثة على‬
‫حن "اهليئة ختتص وفقا لألنظلة ما حتدده الالئحة التنظيلية‪،"...‬‬
‫واهليئة مفوضة من ويل األمر نيابة عن اجملتل يف إقامة الدعو‬

‫اجلزائية ومباشرهتا وال متلك النزول عن الدعو حو عن جزء من‬
‫إجراءاهتا فذلك من حق السلطة التنظيلية وحدها عن طرشق النظام‬
‫وشرتتب على ذلك‪:‬‬
‫‪ -2‬ال جيوز للهيئة حن تنزل عن الدعو حو ترتكها حو توقفها يف حي‬

‫مرحلة من مراحلها إذ ليس هلا حن تنزل عن الطعن امرفوع منها‬
‫وبالتايل شتعني على احملكلة رغم ذلك حن تفص يف الطعن وذلك‬
‫إال يف األحوال اليت شنص عليها النظام مثال ذلك عفو ويل األمر‬
‫فيلا شدخله العفو فقد نصت امادة (‪ )88‬من نظام اإلجراءات‬
‫اجلزائية على حن الدعو اجلزائية تنقضي يف حالة عفو ويل األمر‬
‫فيلا شدخله العفو‪.‬‬
‫‪ -8‬ال جيوز للهيئة النزول عن حقها يف الطعن على احلكم مادام‬

‫موعد الطعن مل شنقض بعد‪.‬‬
‫‪ -9‬جيوز هلا حن تعدل عن رحشها الذي تقدمت به إىل احملكلة‬

‫وبالتايل إذا قدمت قضية باعتبارها جرمية عادشة إىل احملكلة‬
‫امستعملة وتبينت بعد ذلك حهنا جرمية كبرية من اختصاص احملكلة‬
‫العامة حو قضاء آخر فلها حن تطلب احلكم بعدم االختصاص‬
‫لتقدميها إىل احملكلة امختصة‪ .‬وهلا حشضا حن تطعن يف احلكم‬
‫الصادر ولو كان موافقا لطلباهتا كلا لو تركت الرحي لللحكلة‬

‫وحكم بالباءة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬طبيعة اإلجراءات اليت تتخذها هيئة التحقيق واالدعاء العام‪:‬‬
‫من الواضح حن اإلجراءات اليت تتخذها هيئة التحقيق واالدعاء‬

‫العام تعتب إجراءات "قضائية"‪ ،‬وليست إجراءات "إدارشة"‪.‬‬
‫وإذا كان األص حن تتوىل هيئة التحقيق واالدعاء العام إقامة‬

‫الدعو اجلزائية ضد امتهم‪ ،‬فقد خول النظام هذه الصالحية‬
‫كذلك لك من‪ :‬اجملين عليه‪ ،‬كلا حعلفنا القول‪ ،‬واحملكلة‪ ،‬وذلك‬
‫يف حاالت اعتثنائية وردت على عبي احلصر‪ ،‬منها ما شتعلق‬
‫باجلرائم اليت تق حثناء انعقاد اجللسة‪ ،‬وتسلى عادة جبرائم‬
‫اجللسات‪ ،‬منها الرتخيص لللحكلة بأن تضيف إىل قرار االهتام‬
‫وقائ جدشدة ال حتتاج إىل حتقيق من جانبها‪.‬‬
‫هلذا‪ ،‬فإننا نر حنه من امناعب التلييز بني اختصاص هيئة التحقيق‬

‫واالدعاء العام وبني اختصاص قاضي احلكم (احملكلة) يف هذا‬
‫اجملال وذلك على النحو التايل‪:‬‬
‫‪ -2‬حنه ال جيوز لللحكلة – كقاعدة عامة – حترشك الدعو‬

‫اجلزائية إال يف حاالت حمددة بنصوص صرحية‪ ،‬مث حقها يف‬
‫حترشك هذه الدعو بالنسبة جلرائم اجللسات‪ ،‬كلا حعلفنا القول‪.‬‬
‫‪ -8‬حنه ال جيوز لللحكلة حن تتدخ يف حعلال هيئة التحقيق‬

‫واالدعاء العام فتطلب منها تنفيذ عل من األعلال‪ ،‬كتحرشك‬
‫الدعو ضد متهم مل حتركها قبله ألعباب ارتأهتا اهليئة‪ ،‬حو اختاذ‬
‫إجراءات معينة حو االمتناع عنها‪.‬‬
‫‪ -9‬حن عضو هيئة التحقيق واالدعاء العام الذي توىل التحقيق يف‬
‫قضية ما‪ .‬حو شتخذ فيها حي إجراء من اإلجراءات ال جيوز له حن‬
‫جيلس للقضاء فيها‪ .‬وإال كان حكلة باطال‪.‬‬
‫‪ -2‬حن احملكلة غري مقيدة بطلبات ممث هيئة التحقيق واالدعاء‬

‫العام حمامها‪ ،‬عواء كانت شفوشة حو مكتوبة‪ ،‬وال تتقيد كذلك‬
‫بكيفية وصف التهلة الذي قدمته اهليئة إىل احملكلة‪.‬‬
‫‪ -5‬ال جيوز لللحكلة حن توجه إىل هيئة التحقيق واالدعاء لوما حو‬
‫نقدا‪ .‬وتطبيقا هلذا ليس لللحكلة حن تنعي يف حكلها على هذه‬
‫اهليئة حهنا "حعرفت يف االهتام"‪ ،‬حو حهنا حشضا "حعرفت يف حمد‬
‫التهم وكيلها لللتهلني جزافا"‪ ،‬فإن قضت هبذا وجب حذ‬

‫هاتني العبارتني (وهذا ما شسري عليه القضاء يف بعض الدول)‪.‬‬
‫على حعضاء‬ ‫‪ -6‬لرئيس هيئة التحقيق واالدعاء العام اإلشرا‬

‫اهليئة‪ .‬وله يف هذا امصدر حن شصدر إليهم تعليلاته‪ .‬غري حن‬
‫خمالفتها وإن عرضت عضو اهليئة لللساءلة اإلدارشة‪ ،‬إال حنه ال‬
‫شرتتب عليها بالضرورة بطالن اإلجراءات وما شرتتب عليه من آثار‪.‬‬
‫حما بالنسبة إلجراء امرافعة‪ ،‬فإنه إذا خالف ممث اهليئة تعليلات‬
‫رئيس اهليئة فيلا شبدشه من طلبات باجللسة فال شرتتب على ذلك‬
‫بطالن التلثي وامرافعة‪ ،‬ألن احملكلة يف هذه احلالة شكون هلا الرحي‬
‫األول واألخري‪ .‬وم ذلك جيوز لرئيس اهليئة حن شندب عضوا آخر‬
‫لللرافعة إذا كانت الدعو مازالت منظورة حمام القضاء‪ ،‬كلا جيوز‬
‫له الطعن يف احلكم‪.‬‬
‫‪ -7‬ال تنعقد اخلصومة وال تتحرك الدعو اجلزائية إال بالتحقيق‬

‫الذي رجرشه هيئة التحقيق واالدعاء العام دون غريها‪ ،‬بوصفها علطة‬
‫التحقيق‪ ،‬عواء بنفسها حو مبن تندبه هلذا الغرض من مأموري‬
‫الضبط اجلنائي‪ ،‬حو برف الدعو حمام جهات احلكم‪ ،‬وال تعتب‬
‫الدعو قد بدحت بأي إجراء آخر تقوم به علطات االعتدالل ولو‬
‫يف حالة التلبس باجلرمية‪.‬‬
‫‪ -2‬هليئة التحقيق واالدعاء العام حترشك الدعو اجلنائية حو‬

‫االمتناع عن حترشكها طبقا ما تراه‪ ،‬فهي األمنية عليها دون غريها‪،‬‬
‫وال تتقيد حرشتها يف هذا النطاق باحملكلات اإلدارشة والتأدشية‪ ،‬وال‬
‫تنازل اجملين عليه عن حقوق وصفحه عن اجلاين‪ ،‬وهي ال متلك‬
‫التنازل عن الدعو يف حشة مرحلة كانت‪ .‬وإذا تنازلت عنها حو‬
‫وعدت بذلك شفاهة حو كتابة‪ .‬فهذا التنازل عن حقها يف الطعن‬
‫يف حكم من األحكام‪ .‬ولو وافقت عليه كتابة‪ ،‬مادام حن ميعاد‬
‫الطعن ال شزال ممتدا حمامها‪ .‬ومث هذا التنازل شعد خمالفا للنظام‬
‫العام‪.‬‬
‫‪ -3‬شكون حترشك الدعو نتيمة علم هيئة التحقيق واالدعاء العام‬

‫باجلرمية مباشرة‪ ،‬حو عن طرشق اإلبالغ عنها من اجملين عليه‪ ،‬حو من‬
‫رجال المرطة‪ ،‬حو من حي فرد من األفراد ولو كان جمهوال‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬جرائم اجللسات‪ :‬تنص امادة (‪ )82‬من نظام اإلجراءات‬

‫اجلزائية على حن‪" :‬لللحكلة إذا وقعت حفعال من شأهنا اإلخالل‬
‫بأوامرها حو باالحرتام الواجب هلا‪ ،‬حو التأثري يف ححد حعضائها حو يف‬
‫الدعو حو المهود‪ ،‬وكان ذلك بمأن دعو منظورة‬ ‫ححد حطرا‬
‫حمامها‪ ،‬حن تنظر يف تلك األفعال وحتكم فيها بالوجه المرعي"‪.‬‬
‫وتنص امادة (‪ )229‬على حن‪" :‬ضبط اجللسة وإداراهتا منوطان‬
‫برئيسها‪ ،‬وله يف عبي ذلك حن خيرج من قاعة اجللسة من خي‬

‫بنظامها‪ ،‬فإن مل ميتث وكان لللحكلة حن حتكم على الفور بسمنه‬
‫مدة ال تزشد على حرب وعمرشن عاعة‪ ،‬وشكون حكلها هنائيا‪،‬‬
‫ولللحكلة إىل قب انتهاء اجللسة حن ترج عن ذلك احلكم"‪.‬‬
‫فلقد حناطت امادة (‪ )82‬ضبط اجللسة وإدارهتا برئيسها‪ .‬الذي له‬

‫– بناء على ذلك – حن خيرج من قاعة اجللسة من خي بنظامها‪،‬‬
‫فإن امتث كان هبا‪ ،‬وإذا مل ميتث ألمر احملكلة بإخراجه من اجللسة‬
‫كان لللحكلة حن حتكم – على الفور – حببسه مدة ال تزشد على‬
‫حرب وعمرشن عاعة‪ .‬وشكون حكلها هنائيا ال شقب االعرتاض‬
‫عليه‪ .‬وم هذا‪ ،‬فلللحكلة – إىل ما قب انتهاء اجللسة – حن‬
‫ترج عن حكلها هذا‪ .‬وشالحظ حن هذه اإلجراءات واجلزاءات‬
‫شنفرد هبا رئيس اجللسة دون حخذ رحي حعضائها احملكلة بمأهنا‪،‬‬
‫ألهنا مسائ يف جوهرها إدارشة‪ ،‬حىت لو ترتب عليها احلبس حربعا‬
‫وعمرشن عاعة‪ .‬ولذا ال جيوز حشضا إبعاد امتهم عن اجللسة حثناء‬
‫نظر الدعو إال إذا وق منه تموشش شستدعي ذلك‪ ،‬ويف هذه‬
‫احلالة تستلر اإلجراءات إىل حن ميكن السري فيها حبضوره‪ ،‬وعلى‬
‫احملكلة حن توقفه على ما مت من إجراءات يف غيبته‪ .‬كلا شالحظ‬
‫حن العقاب على التموشش احلاص مبمالس القضاء هو حمر راج‬
‫جملرد اإلخالل بالنظام فيها‪ .‬وال شأن له مطلقا مبا قد حيتوشه‬

‫التموشش من اجلرائم األخر مث السب‪ .‬ب هذه شنظر فيها‬
‫بالطرق النظامية امرعومة‪ .‬فإذا حكلت احملكلة على متهم بسبب‬
‫تموشمه يف اجللسة فإن هذا احلكم ال مين من حماكلته حماكلة‬
‫مستقلة على تضلنه هذا التموشش من السب‪.‬‬
‫كلا تنص امادة (‪ )222‬على حن‪" :‬لللحكلة حن حتاكم من تق‬

‫منه يف حثناء انعقادها جرمية تعد على هيئتها‪ ،‬حو على ححد‬
‫حعضائها‪ ،‬حو ححد موظفيها‪ ،‬وحتكم عليه وفقا للوجه المرعي بعد‬
‫مساع حقواله"‪ .‬فتتناول هذه امادة معاجلة إحد جرائم اجللسات‪،‬‬
‫تتلث يف التعدي على هيبة احملكلة كك ‪ ،‬حو على هيبة ححد‬
‫حعضائها دون غريه‪ ،‬حو على ححد موظفي احملكلة اموجودشن‬
‫باجللسة‪ ،‬ومنهم كاتب اجللسة (حمني السر) وممث هيئة التحقيق‬
‫واالدعاء العام‪ .‬إذ حن هذا التطاول على احملكلة الذي شمك‬
‫تعدشا على هيبتها شعتب جرمية تعزشرشة‪ .‬هلذا فإن لللحكلة حن‬
‫حتاكم من تق منه هذه اجلرمية‪ ،‬وحتكم عليه فورا وفقا للوجه‬
‫المرعي‪ ،‬بعد حن تسل حقواله دفاعا عن نفسه‪ .‬وما كانت هذه‬
‫اجلرمية من جرائم اجللسة‪ ،‬وتق حثناء انعقادها‪ ،‬وحمام احلاضرشن‬
‫الذشن حيقق حضورهم شرط "علنية" احملاكلة‪ ،‬فينبغي‪ ،‬لكي شطبق‬
‫نص هذه امادة‪ ،‬حن شصدر احلكم فورا بذات اجللسة قب حن شنفض‬
‫احلاضرون‪ ،‬حىت تسرتد هيئة احملكلة هيبتها حمامهم‪ .‬وشرج‬
‫هذا إىل نص امادة (‪ )226‬من هذا النظام‪.‬‬
‫حما إذا مل حتاكم احملكلة من ارتكب اجلرمية التعزشرشة امذكورة يف‬

‫ذات اجللسة‪ ،‬فامتهم حياكم علا ارتكبه وفقا لإلجراءات العادشة‪،‬‬
‫النتفاء احلكلة من التعمي مبحاكلته حمام احلاضرشن‪.‬‬
‫وشالحظ حن حماكلة احملكلة لللعتدي على هيبتها مسألة جوازشة‪،‬‬

‫جيوز لللحكلة حن تتغاضى عنها‪ ،‬إذا رحت حن اعتذار امتهم –‬
‫مثال – شنطوي على اعرتدادها هيبتها‪.‬‬
‫وتنص امادة (‪ )225‬على حنه‪" :‬إذا وقعت يف اجللسة جرمية غري‬

‫مملولة حبكم امادتني الثالثة واألربعني بعد امائة والرابعة واألربعني‬
‫بعد امائة‪ ،‬فلللحكلة – إذا مل تر إحالة القضية إىل هيئة التحقيق‬
‫واالدعاء العام – حن حتكم على من ارتكبها وفقا للوجه المرعي‬
‫بعد مساع حقواله‪ ،‬إال إذا كان النظر يف اجلرمية من اختصاص حمكلة‬
‫حخر فتحال القضية إىل تلك احملكلة "كلا تنص امادة (‪)226‬‬
‫على حن‪" :‬اجلرائم اليت تق يف اجللسة ومل تنتظرها احملكلة يف احلال‪،‬‬
‫شكون نظرها وفقا للقواعد العامة"‪.‬‬
‫وعلى ذلك فإنه إذا وقعت حثناء انعقاد اجللسة كان لللحكلة‪:‬‬
‫‪ -2‬إما إحالة القضية إىل هيئة التحقيق واالدعاء لتباشر اإلجراءات‬

‫امالئلة وفقا للنظام‪.‬‬
‫‪ -8‬وإما حن حتكم احملكلة على امتهم وفقا للوجه المرعي بعد‬

‫مساع حقواله‪ ،‬إذا كان النظر يف اجلرمية من اختصاص هذه احملكلة حو‬
‫حمكلة حخر مثلها‪ .‬فإذا كانت القضية من اختصاص حمكلة‬
‫حخر ‪ ،‬ححالت القضية إىل تلك احملكلة‪.‬‬
‫تعاجل هذه امادة حفعاال فيها إخالل بأوامر احملكلة‪ ،‬واحرتامها‪،‬‬

‫فضال عن التأثري يف ححد حعضائها‪ :‬وتطلق على هذا النوع من‬
‫جرائم تعزشرشة – تسلية "جرائم‬ ‫األفعال – وهي تمك‬
‫اجللسات"‪ ،‬ألهنا ترتكب حثناء‪ ،‬وبمأن‪ ،‬دعو منظورة حمام‬
‫احملكلة‪ ،‬على حد تعبري هذه امادة‪ .‬هلذا فإنه شمرتط حن تق‬
‫األفعال حثناء انعقاد اجللسة‪.‬‬
‫ولكن شمرتط حن تؤدي هذه األفعال إما إىل اإلخالل بأوامر‬

‫احملكلة حو باالحرتام الواجب هلا حو إىل التأثري يف ححد حعضاء‬
‫الدعو حو المهود‪ .‬ومن حمثلة ذلك تأثري‬ ‫احملكلة حو ححد حطرا‬
‫امتهم يف ححد المهود لكي شديل بمهادة كاذبة لصاحله‪ .‬فإذا وق‬
‫فع من هذه األفعال حثناء انعقاد اجللسة‪ ،‬كان لللحكلة حن‬

‫تنظره‪ ،‬وحتكم فيه بالوجه المرعي‪ .‬واحلقيقة حن احملكلة رجل يف‬
‫قضائها بالنسبة هلذه األفعال بني صفيت االهتام واحلكم‪ ،‬واجلل‬
‫بينهلا يف هذا اجملال اضطراري‪ ،‬حفاظا على كرامة احملكلة‪،‬‬
‫وهيبتها‪ ،‬واحرتامها‪ .‬وهلذا شتعني حن شصدر احلكم فورا باجللسة حمام‬
‫احلاضرشن الذشن شاهدوا اإلهانة الصادرة من مرتكب الفع‬
‫الدعو‬ ‫لللحكلة حو التأثري على ححد حعضائها حو ححد حطرا‬
‫حو المهود‪ ،‬فيكون رد الفع – هو احلكم على مرتكب حي من‬
‫هذه األفعال وفقا للوجه المرعي – فورشا ومناعبا ما حدث م‬
‫مالحظة حن احملكلة – بصفة عامة – رجل بني علطيت االهتام‬
‫واحلكم يف جرائم اجللسات‪.‬‬
‫واحلكلة من هذا حن اجلرمية تق يف حضرة اجللهور باجللسة‪ ،‬هلذا‬

‫شقتضي األمر إصدار احلكم حثناء حضورهم اعرتدادا العتبار‬
‫احملكلة وحفاظا على كرامتها‪.‬‬
‫‪ -5‬ال وجوب لسلاع حقوال النيابة العامة فيلا جر من احملاكلات‬

‫على ما شق باجللسات امدنية من التموشش وجنح االعتداء على‬
‫هيئة احملكلة حو على ححد حعضائها‪ ،‬حما ما جيري يف تلك‬
‫احملاكلات حمام احملاكم اجلنائية فسلاع حقوال النيابة فيها واجب‪.‬‬
‫وشتضح من هذه النصوص حن رئيس اجللسة خيتص بضبطها وإدارهتا‬

‫فإذا حدث إخالل بنظامها فله علطة القضاء عليه واحلكم على‬
‫من شدخ باجللسة‪ ،‬وشتلث هذا اإلخالل يف ححد ثالثة فروض‪:‬‬
‫الفرض األول‪ :‬حن شثري الضوضاء وال ميتث ما جيب حن شسود اجللسة‬
‫من هدوء فيحق لرئيس اجللسة حن خيرجه من قاعة اجللسة‪ ،‬فإن مل‬
‫ميتث كان لللحكلة حن حتكم على الفور بسمنه مدة ال تزشد على‬
‫(‪ )82‬عاعة‪ ،‬وشكون حكلها هنائيا وهلا قب انتهاء اجللسة حن‬
‫ترج عن ذلك احلكم‪.‬‬
‫الفرض الثاين‪ :‬إذا وقعت جرمية‪ :‬حثناء انعقاد اجللسة ارتكبها‬

‫األشخاص احلاضرشن ومتثلت يف تعد على هيئتها حو على ححد‬
‫حعضائها حو ححد موظفيها‪ ،‬فلللحكلة حن حتكم عليه وفقا للوجه‬
‫المرعي بعد مساع حقواله‪.‬‬
‫الفرض الثالث‪ :‬إذا وقعت جرمية حخر ‪ :‬فلللحكلة السلطة امطلقة‬

‫يف حن تتخذ ححد حمور ثالثة‪:‬‬
‫‪ -2‬حن حتي القضية إىل هيئة التحقيق واالدعاء العام لتتوىل‬

‫التحقيق فيها واختاذ ما تراه بمأهنا نظاما‪.‬‬
‫‪ -8‬حن حتكم على من ارتكبها وفقا للوجه المرعي بعد مساع‬

‫حقواله‪ ،‬إذا كانت تدخ يف اختصاصها‪.‬‬
‫‪ -9‬حن حتي القضية إىل حمكلة حخر ‪ :‬مىت كانت هذه احملكلة‬
‫األخر هي امختصة بنظرها‪ ،‬وشتم نظرها وفقا للقواعد العامة‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬تصدي المحكمة لنظر وقائع معينة‪:‬‬
‫تنص امادة (‪ )6‬من نظام اإلجراءات اجلزائية على حن‪" :‬تتوىل‬

‫احملاكم حماكلة امتهلني فيلا شسند إليهم من هتم وفقا للوجه‬
‫المرعي وطبقا لإلجراءات امنصوص عليها يف هذا النظام‪.‬‬
‫ولللحكلة حن تنظر يف وقائ غري مدعى هبا من امدعي العام مما ال‬
‫حيتاج إىل حتقيق"‪ .‬وتنص امادة (‪ )80‬على حنه‪" :‬إذا تبني‬
‫لللحكلة يف دعو مقامه حمامها حن هناك متهلني غري من‬
‫حقيلت الدعو عليهم‪ ،‬حو وقائ حخر مرتبطة بالتهلة امعروضة‪،‬‬
‫فعليها حن حتيط من رف الدعو عللا بذلك‪ ،‬العتكلال ما شلزم‬
‫لنظرها واحلكم فيها بالوجه المرعي‪ ،‬وشسري هذا اإلجراء على‬
‫حمكلة التلييز إذا ظهر هلا ذلك"‪.‬‬
‫وشتضح من هذشن النصني حن النظام مل شتقيد مببدح شخصية‬

‫الدعو (حي األشخاص الذشن حقيلت الدعو عليهم) وعينيتها‬
‫(حي بالوقائ اليت حقيلت هبا الدعو عليهم)‪ ،‬وذلك على النحو‬
‫التايل‪:‬‬
‫‪ -‬حجاز النظام لللحكلة يف امادة السادعة منه حن تنظر يف وقائ‬

‫غري مدعى هبا من امدعي العام مما ال حيتاج إىل حتقيق‪ .‬حما امادة‬
‫العمرون‪ ،‬فقد حلزمت احملكلة – إذا تبني هلا حن هناك متهلني غري‬
‫من حقيلت عليهم الدعو ‪ ،‬حو وقائ حخر مرتبطة بالتهلة‬
‫امعروضة – بأن حتيط من رفعت عليه الدعو عللا بذلك‬
‫العتكلال ما شلزم لنظرها‪ ،‬واحلكم فيها بالوجه المرعي‪.‬‬
‫حما عن منح هذه الصالحية حملكلة التلييز‪ ،‬فإن مؤد هذا حن‬
‫امتهم عتفوته – إذا ما صدر احلكم ضده – درجة من درجيت‬
‫القاضي‪ .‬هلذا‪ ،‬شنبغي البحث عن وعيلة متكنه من إعادة الدعو‬
‫إىل احملكلة اليت حصدرت احلكم حم االعرتاض لتفص فيها‪ ،‬حىت‬
‫ال تفوته إحد هاتني الدرجتني‪.‬‬
‫المبحث الخامس‬
‫أسباب انقضاء الدعوى الجزائية‬
‫تناول الفص الثاين من الباب الثاين من نظام اإلجراءات اجلزائية‬

‫السعودي حعباب انقضاء الدعو اجلزائية (امادتني ‪ 88‬و‪.)89‬‬
‫حيث تناولت امادة (‪ )88‬حاالت انقضاء الدعو اجلزائية العامة‪.‬‬

‫وتناولت امادة (‪ )89‬حاالت انقضاء الدعو اجلزائية اخلاصة‪.‬‬
‫وعنوضح ذلك يف مطلبني على النحو التايل‪:‬‬
‫امطلب األول‪ :‬انقضاء الدعو اجلزائية العامة‪.‬‬
‫امطلب الثاين‪ :‬انقضاء الدعو اجلزائية اخلاصة‪.‬‬
‫المطلب األول‬
‫انقضاء الدعوى الجزائية العامة‬
‫تنص امادة (‪ )88‬على حنه‪" :‬تنقضي الدعو اجلزائية العامة يف‬

‫احلاالت اآلتية‪:‬‬
‫‪ -2‬صدور حكم هنائي‪.‬‬
‫‪ -8‬عفو ويل األمر فيلا شدخله العفو‪.‬‬
‫‪ -9‬ما تكون التوبة فيه بضوابطها المرعية مسقطة للعقوبة‪.‬‬
‫‪ -2‬وفاة امتهم‪ .‬وال مين ذلك من االعتلرار يف دعو احلق‬

‫اخلاص‪.‬‬
‫فيتضح من هذا النص حن النظام قد قصر النص على احلاالت‬

‫األرب السالفة الذكر‪ .‬ومل شدخ فيها غريها‪ .‬مث التقادم (حي مرور‬
‫الزمن) فهو عبب النقضاء اجلرائم التعزشرشة‪ .‬ومن حق ويل األمر حن‬
‫شأخذ به يف هذه اجلرائم‪ ،‬ألن األخذ به من شأنه حن شؤدي إىل‬
‫االعتقرار االجتلاعي من جهة‪ .‬واالعتقرار الفردي من جهة‬
‫حخر ‪ ،‬فضال عن مزاشاه األخر اليت ال شتس امقام لسردها‬
‫وعنوضح هذه احلاالت فيلا شلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬صدور حكم نهائي‪:‬‬
‫األحكام النهائية بأهنا‪ :‬تلك امكتسبة للقطيعة بقناعة احملكوم عليه‬

‫حو تصدشق احلكم من حمكلة التلييز حو جملس القضاء األعلى‬
‫حسب االختصاص (م‪ 829‬إجراءات) فإذا صدر حكم يف‬
‫موضوع الدعو اجلزائية باإلدانة حو عدم اإلدانة واكتسب صفة‬
‫القطعية بأن اعتنفد نظره من حمكلة التلييز ومصادقتها عليه وتأشد‬
‫من اجلهة امختصة إن كان حيتاج إىل تأشيد فإنه شصبح هنائيا تنتهي‬
‫به الدعو ‪.‬‬
‫األحكام اجلزائية ال جيوز تنفيذها إال إذا حصبحت هنائية ألهنا تنتهي‬
‫هبا الدعو وبالتايل تكون قابلة للتنفيذ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬عفو ولي األمر فيما يدخله العفو‪:‬‬
‫تناول نص امادة (‪" )88‬عفو ويل األمر" باعتباره عببا تنقضي به‬
‫الدعو اجلزائية العامة‪.‬‬
‫امراد بالعفو هنا العفو المام حي العفو عن اجلرمية والعقوبة فليس‬

‫امراد به العفو بإعقاط العقوبة ألن العفو يف هذه احلالة األخرية‬
‫تايل النقضاء الدعو باحلكم النهائي وبالتايل شتعلق بالتنفيذ‪.‬‬
‫حعاعه امادة ‪ 22‬من النظام األعاعي للحكم بأن السلطات يف‬

‫الدولة مرجعها ويل األمر نيابة عن اجملتل مبا يف ذلك السلطة‬
‫التنظيلية اليت من وظيفتها عن األنظلة اليت تنمئ اجلرائم‬
‫والعقوبات‪.‬‬
‫وال حثر للعفو على موجبات احلدود والقصاص ألهنا مقدرة من اهلل‬
‫جنسا وقدرا وليس لإلمام العفو عنها حو عن عقوباهتا إذا ثبت‬
‫بالطرق امقررة شرعا ومل تندرئ بالمبهة يف عناصر التمرمي حو يف‬
‫احلكم المرعي حو يف البينات‪.‬‬
‫وشسقط القصاص يف النفس وفيلا دون النفس بعفو اجملين عليه حو‬
‫ويل الدم مطلقا حو على دشة حو بالتصاحل ولكنه ال شدخله عفو ويل‬
‫األمر‪.‬‬
‫وتدخ موجبات التعازشر يف الوالشات امفوضة لويل األمر من ناحية‬

‫التمرمي والعقاب‪.‬‬
‫ولذلك شدخلها العفو الذي شنصب على اجلرمية يف حي وقت عواء‬

‫قب رف الدعو حو بعد رف الدعو وقب صدور حكم فيها‪ ،‬وقد‬
‫شصدر قب صريورة احلكم هنائيا كلا شصدر بعد احلكم النهائي ولو‬
‫ضلن القت تعزشرا فالعفو غري مقتصر على العقوبات السالبة للحرشة‬
‫حو البدنية كاجللد حو امالية‪ .‬وقد شصدر عفو ويل األمر حثناء تنفيذ‬
‫العقوبة‪.‬‬
‫وإذا صدر العفو يف حي حالة كانت الدعو اجلزائية قب حن شصري‬

‫احلكم هنائيا فإنه فتنقضي الدعو اجلزائية‪.‬‬
‫وإذا صدر بعد احلكم النهائي حو حثناء تنفيذ فإنه ميحو اجلرمية‬
‫واحلكم وترد لللحكوم عليه الغرامات اليت شكون دفعها تنفيذا‬
‫للحكم – وال جيوز الدعو اجلزائية عنها ولو متت لكان وصف‬
‫آخر وهو الدف بعدم قبول الدعو ‪.‬‬
‫وطبيعة انقضاء الدعو اجلزائية بعفو ويل األمر من النظام العام –‬

‫حتكم به احملكلة من تلقاء نفسها وال شستطي امتهم النزول عنه حو‬
‫امطالبة باالعتلرار يف الدعو لكي شثبت براءته ألن الفع عنه‬

‫صفة اجلرمية‪.‬‬
‫وحثر العفو عن اجلرمية والعقوبة ال شؤثر على حق امضرور يف‬

‫التعوشض ألنه حق خاص من حلق به الضرر من وراء الفع ال ميلك‬
‫ويل األمر النزول عنه‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬التوبة‪:‬‬
‫التوبة بضوابطها المرعية مسقطة للعقوبة من امتفق عليه يف المرشعة‬

‫اإلعالمية حن التوبة تسقط عقوبة جرمية احلرابة امقررة جزاء على‬
‫األفعال اليت متس حقا هلل وذلك لقوله تعاىل‪﴿ :‬إال الذشن تابوا من‬
‫قب حن تقدروا عليهم فاعللوا حن اهلل غفور رحيم﴾ [امائدة‪،]92 :‬‬
‫فاحملارب إذا تاب قب القدرة عليه عقطت عنه العقوبات امقررة‬
‫على األفعال اماعة حبقوق اهلل حما العقوبات امقررة على األفعال‬
‫اماعة حبقوق األفراد فال تسقطها التوبة‪ ،‬وإن اتفق العللاء على حن‬
‫التوبة تسقط العقوبة امقررة يف جرمية احلرابة غذا حدثت التوبة قب‬
‫القدرة على احملارب‪ ،‬فإهنم اختلفوا يف حثر التوبة على ما عدا هذه‬
‫اجلرمية وهلم يف ذلك ثالث نظرشات‪.‬‬
‫النظرية األولى‪ :‬نظرية القائلين بسقوط العقوبة بالتوبة‪:‬‬
‫شر هذا بعض فقهاء مبذهب المافعي‪ ،‬ومذهب حمحد‪ ،‬وجمل‬

‫رحشهم حن التوبة تسقط العقوبة‪ ،‬وحمتهم يف ذلك حن القرآن الكرمي‬
‫نص على عقوط عقوبة احملارب بالتوبة وجرمية احلرابة هي حشد‬
‫اجلرائم فإذا دفعت التوبة عن احملارب عقوبته كان من األوىل حن‬
‫تدف التوبة عقوبة ما دون احلرابة من اجلرائم وإن القرآن ما جاء‬
‫بعقوبة الزنا األوىل رتب على التوبة من العقوبة وذلك يف قوله‬
‫تعاىل‪﴿ :‬والذان شأتياهنا منكم فئاذوما فإن تابا وحصلحا فأعرضوا‬
‫عنهلا إن اهلل كان توابا رحيلا﴾ [النساء‪.]26 :‬‬
‫وذكر القرآن الكرمي حد السارق وحتبعه بذكر التوبة يف قوله تعاىل‪:‬‬

‫﴿فلن تاب من بعد ظلله وحصلح فإن اهلل شتوب عليه﴾ [امائدة‪:‬‬
‫‪ ]93‬وإن الرعول – صلى اهلل عليه وعلم – قال‪" :‬التائب من‬
‫الذنب كلن ال ذنب له"‪ ،‬ومن ال ذنب له ال حد عليه‪ ،‬وقال‬
‫الرعول – صلى اهلل عليه وعلم – يف ماعز ما حخب هبربه‪( :‬فال‬
‫تركتلوه شتوب فيتوب اهلل عليه)‪ .‬وشمرتط هؤالء الفقهاء لتسقط‬
‫التوبة العقوبة حن تكون اجلرمية مما شتعلق حبق اهلل حي حن تكون من‬
‫اجلرائم اماعة حبقوق اجللاعة كالزنا وشرب اخللر‪ ،‬وحن ال تكون مما‬
‫مي س حقوق األفراد كالقت والضرب وشرط بعض هؤالء الفقهاء‬
‫شرطا آخ وهو حن تكون التوبة مصحوبة بإصالح العل وهذا‬
‫المرط شقتضي مدة شعلم هبا صدق التوبة ولكن البعض اآلخر‬
‫شكتفي بالتوبة وال شمرتط إصالح العل ‪.‬‬
‫وشرتتب على اآلخذ هبذه النظرشة حن تسقط العقوبة علن ارتكب‬

‫جرميته مث جاء تائبا كللا كانت اجلرمية مما ميس حقا هلل‪ ،‬حما اجلرائم‬
‫اليت متس حقوق األفراد فال تؤدي التوبة لسقوط العقوبة‪.‬‬
‫النظرية الثانية‪ :‬نظرية القائلين بأن التوبة ال تسقط العقوبة‪:‬‬
‫وهي نظرشة اإلمام مالك وحيب حنيفة وبعض الفقهاء يف مذهيب‬

‫المافعي وحمحد‪ ،‬وجمل رحشهم حن التوبة ال تسقط العقوبة إال يف‬
‫جرمية احلرابة للنص الصرشح الذي ورد فيها ألن األص حن التوبة ال‬
‫تسقط العقوبة فاهلل حمر جبلد الزاين والزانية فقال تعاىل‪﴿ :‬الزانية‬
‫والزاين فاجلدوا ك واحد منهلا مائة جلدة﴾ [النور‪ ،]8 :‬فمع‬
‫اجللد عاما للتائبني وغري التائبني‪ ،‬وقال تعاىل‪﴿ :‬والسارق والسارقة‬
‫فاقطعوا حشدشهلا﴾ [امائدة‪ ،]92 :‬فمع القط للتائب‪ ،‬وغري‬
‫التائب‪ ،‬وقد حمر رعول اهلل – صلى اهلل عليه وعلم – برجم ماعز‬
‫والغامدشة‪ ،‬وقط الذي حقر بالسرقة‪ ،‬وكلهم جاءوا تائبني معرتفني‬
‫على حنفسهم شطلبون حن شتطهروا من ذنوهبم بإقامة احلد عليهم وقد‬
‫مسى الرعول – صلى اهلل عليه وعلم – فعلهم توبة وقال يف وصف‬
‫امرحة‪" :‬لقد تابت توبة لو قسلت على عبعني من حه امدشنة‬
‫لوععتهم"‪ .‬وشر هؤالء الفقهاء حن العقوبة ال تسقط بالتوبة ألهنا‬

‫كفارة عن امعصية وال شرون شبها بني احملارب وغريه من اجملرمني‬
‫حىت شقاس ححدما على اآلخر‪ ،‬فاحملارب شخص ال شقدر عليه‬
‫فمعلت التوبة مسقطة لعقوبته إذا تاب قب القدرة عليه لتمميعه‬
‫على التوبة واالمتناع عن اإلفساد يف األرض‪ ،‬حما اجملرم الغاوي فهو‬
‫شخص مقدور عليه دائلا فليس مثة ما شدعو إلعقاط العقوبة عنه‬
‫بالتوبة ب إن العقوبة هي اليت تردعه عن اجلرمية وفضال عن ذلك‬
‫فإن القول بأن التوبة تسقط العقوبة شؤدي إىل تعطي العقوبات‬
‫ألن ك جمرم ال شعمز عن ادعاء التوبة‪.‬‬
‫وشرتتب على هذه النظرشة حن ال تسقط العقوبة علن ارتكب جرميته‬

‫مث جاء تائبا راجعا إىل اهلل عواء كانت حقا هلل حو حقا لألفراد‪.‬‬
‫النظرية الثالثة‪:‬‬
‫وهي نظرشة ابن تيلية وتلليذه ابن القيم وما من احلنابلة وعندما‬
‫حن العقوبة تطهر من امعصية وحن التوبة تطهر من امعصية وتسقط‬
‫العقوبة يف اجلرائم اليت متس حقا هلل‪ ،‬فلن تاب من جرمية من هذه‬
‫اجلرائم عقطت عقوبته إال غذا رح اجلاين نفسه حن شتطهر بالعقوبة‬
‫فإنه إذا اختار حن شعاقب عوقب بالرغم من توبته‪.‬‬
‫وشرتتب على هذه النظرشة حن من ارتكب جرميته مث جاء تائبا تسقط‬

‫عنه العقوبة إذا كانت اجلرمية مما ميس حق اهلل حي حقا من حقوق‬
‫اجللاعة ما مل شطلب اجلاين نفسه حن شعاقب‪ ،‬حما إذا كانت اجلرمية‬
‫متس حقا لألفراد فال تسقط العقوبة‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬وفاة المتهم‪:‬‬
‫‪ -2‬شتضح مما عبق حنه ال شوجد من حاالت انقضاء الدعو‬

‫حول تفسريه عو وفاة‬ ‫اجلزائية يف هذه امادة ما شثري اخلال‬
‫امتهم‪ ،‬حيث حن وفاة امتم شرتتب عليها انقضاء الدعو اجلزائية‬
‫العامة‪ ،‬ألن احلق العام حق هلل تعاىل‪ ،‬واهلل حكرم وحرحم وحعدل من‬
‫حن حياكم اموتى يف الدنيا بعد موهتم‪ ،‬ونكفي هؤالء حماكلتهم يف‬
‫اآلخرة بني شدي حعدل احلاكلني‪.‬‬
‫وحما انقضاء الدعو اجلزائية اخلاصة بالوفاة فلعناه حن هذه الدعو‬

‫اليت رفعها اجملين عليه حو امتضرر من اجلرمية مطالبا بتوقي اجلزاء‬
‫اجلزائي (العقوبة) من جهة‪ ،‬وباحلكم له بالتعوشض عن الضرر الذي‬
‫حلقه من اجلرمية من جهة حخر ‪ ،‬تكون قد انقضت بالنسبة لمقها‬
‫اجلزائي وحده‪ ،‬وال تنقضي بالنسبة لمقها اخلاص الذي شتلث يف‬
‫امطالبة بالتعوشض عن الضرر‪ ،‬فهذا المق شلتزم به الورثة يف حدود‬
‫تركه امورث (امتهم)‪ ،‬ك بقدر نصيبه من الرتكة‪.‬‬
‫كلا حن احلق يف معاقبة امتهم عن اجلرمية اليت ارتكبها حق عام‪ ،‬هلل‬

‫ج جالله‪ ،‬ومصلحة اجللاعة تبعا لذلك‪ .‬هذا احلق طرفاه‪:‬‬
‫اجللاعة ممثلة حلق اهلل‪ ،‬وامتهم‪.‬‬
‫وهو "حق شخصي" ال "حق عيين"‪ ،‬شرتتب على وفاة املتزم به‬
‫انقضاؤه‪ ،‬وال شنتق إىل ورثته‪ ،‬تطبيقا مبدح شخصية اجلزاء اجلنائي‪،‬‬
‫الذي حفحصت عنه اآلشة الكرمية ﴿حال تزر وازرة وزر حخر * وحن‬
‫ليس لإلنسان إال ما ععى﴾ [النمم‪ .]93 -92 :‬هلذا فقد‬
‫اعتبت امادة (‪ )88‬الوفاة عببا من حعباب انقضاء دعو احلق‬
‫العام‪ ،‬تكرشسا مبدح قدمته المرشعة اإلعالمية الغراء للبمرشة يف وقت‬
‫كان فيه غريها حياكم اموتى‪ ،‬وقد حياكم األحياء من الورثة عن‬
‫جرمية ارتكبها مورثهم‪.‬‬
‫‪ -8‬حن وفاة امتهم ال حتول دون احلكم مبصادرة حداة اجلرمية‪ ،‬حو‬
‫حصيلتها‪ ،‬إذا كانت حيازهتلا تعتب جرمية‪ ،‬وهذه هي "امصادر‬
‫العينية"‪ .‬هلذا‪ ،‬فإن القاضي حيكم هبا‪ ،‬حىت لو حكم بباءة امتهم‬
‫من التهلة األصلية‪ .‬مثال ذلك اعتعلال القات عالحا غري‬
‫مرخص له حبلله‪ ،‬فالقاضي حيكم مبصادرة السالح‪ ،‬وال شرد إىل‬
‫الورثة‪ ،‬ألن حيازته تمك جرمية‪.‬‬
‫‪ -9‬إذا صدر احلكم بإدانة امتهم الغائب – يف احلاالت اليت جيز‬

‫فيها إجرائيا ذلك يف األنظلة الوضعية – مث تبني لللحكلة بعد‬
‫ذلك حنه كان قد تويف قب صدور احلكم‪ ،‬فاحلكم يف هذا الفرض‬
‫شعد باط مطلقا‪ ،‬النقضاء الدعو اجلزائية بوفاة امتهم‪.‬‬
‫‪ -2‬حما إذا حدثت الوفاة حثناء التحقيق‪ ،‬وجب على احملقق حن‬
‫شصدر حمرا حبفظه‪ ،‬اعتنادا إىل هذا السبب النظامي‪.‬‬
‫‪ -5‬وإذا حدثت الوفاة بعد صدور حكم وحثناء نظر االعرتاض‬

‫عليه‪ ،‬وجب على احملكلة اليت تنظر االعرتاض حن تقضي بعدم‬
‫قبول االعرتاض شكال‪ ،‬لوفاة امعرتض‪.‬‬
‫‪ -6‬وإذا حتققت الوفاة بعد صدور حكم هنائي‪ ،‬فال تأثري للوفاة‬
‫على احلكم ذاته‪ ،‬وال على التعوشض الذي شكون قد تضلنه‬
‫احلكم‪ ،‬ولكن شقتصر حثر ذلك على العقوبة ذاهتا‪ ،‬فهي تنقضي‬
‫بوفاة امتهم‪ ،‬كلا حعلفنا القول اعتنادا على امبدح المرعي‬
‫"شخصية العقوبة" وعدم جواز حتليلها للورثة‪.‬‬
‫‪ -7‬ال تأثري لوفاة امتهم على دعو احلق اخلاص‪ ،‬وهلذا فهو شنتق‬
‫إىل الورثة يف حدود الرتكة‪.‬‬
‫‪ -2‬من امسلم حن وفاة امباشر (الفاع ) للمرمية حم امساءلة‬

‫اجلنائية ال شؤثر يف متابعة دعو احلق العام واخلاص (العقاب‬
‫والتعوشض) يف مواجهة امتسبب (المرشك) يف ذات اجلرمية‪.‬‬
‫‪ -3‬تكون العبة بالوفاة الفعلية لللتهم احلقيقي‪ ،‬فإذا اتضح بعد‬

‫احلكم بانقضاء الدعو اجلزائية لوفاته حنه مازال حيا‪ ،‬فإن هذا ال‬
‫حيول دون إعادة النظر الدعو ‪ ،‬حىت ولو كان احلكم بوفاته قد‬
‫حصبح هنائيا‪ ،‬ألن ما صدر عن احملكلة حينلا قضت بوفاة امتهم‬
‫ال شعدو حن شكون خطأ مادشا من صالحية احملكلة اليت حصدرت‬
‫احلكم تصحيحه‪ .‬وشرتتب على هذا حن تستأنف هيئة التحقيق‬
‫واالدعاء العام مباشرة الدعو اجلزائية العامة حمام ذات احملكلة‪،‬‬
‫وتطالب مبعاقبة امتهم الذي مازال حيا‪.‬‬
‫‪ -20‬إذا انقضت الدعو اجلنائية لسبب من األعباب اخلاصة‬

‫هبا‪ ،‬كلوت امتهم‪ ،‬فإن انقضاءها ال شكون له تأثري يف دعو احلق‬
‫اخلاص‪ ،‬وتستلر احملكلة اجلنائية يف نظر هذه الدعو إذا كانت‬
‫مرفوعة حمامها‪.‬‬
‫‪ -22‬إذا صدر احلكم يف الدعو اجلنائية بانقضائها لوفاة امتهم‪،‬‬

‫مث تبني حنه الزال على قيد احلياة‪ ،‬فإن ما وقعت فيه احملكلة إمنا هو‬
‫جمرد خطأ مادي من علطة حمكلة اموضوع إصالحه‪ .‬وعبي ذلك‬
‫الرجوع إىل احملكلة اليت صدرت احلكم لتستدرك هي خطأها‪ ،‬إذ‬

‫ال جيوز اللموء إىل حمكلة النقض لتصحيح مث هذا اخلطأ‪ ،‬ألن‬
‫هذه احملكلة ليست علطة عليا فيلا شتعلق بالوقائ وتصحيحها‪.‬‬
‫المطلب الثاني‬
‫انقضاء الدعوى الجزائية الخاصة‬
‫تنص امادة (‪ )89‬من نظام اإلجراءات اجلزائية السعودي على‬

‫األعباب اليت تنقضي هبا الدعو اجلزائية اخلاصة بقوهلا‪" :‬تنقضي‬
‫الدعو اجلزائية اخلاصة يف احلالتني اآلتيني‪:‬‬
‫‪ -9‬صدور حكم نهائي‪:‬‬
‫وقد عبق بيانه يف انقضاء الدعو اجلزائية العامة‪.‬‬
‫‪ -4‬عفو المجني عليه أو وارثه‪:‬‬
‫من احلدود ما هو حق خاص هلل لغلبة حق اهلل فيها كحد احلرابة‬

‫وال جمال لعفو ويل األمر فيها وال لللمين عليه حو وارثه فلىت ثبت‬
‫موجب احلد بالطرق امقررة شرعا وجب تطبيقه ما مل شندرئ بمبهة‬
‫فلن قت حرابة ليس لويل دمه العفو مطلقا وال على دشة وال صلحا‬
‫وإمنا إذا ثبت موجب احلد‪ ،‬وجب قت اجلاين حدا وليس لويل األمر‬
‫العفو يف هذه احلالة‪.‬‬
‫حكم القذ ‪ :‬القذ هو رمي احملصنة بصرشح الزىن حو نسبته كذبا‬

‫حو ثيبا زوجة كانت امقذوفة حو حجنبية شعد من‬ ‫بكرا كان امقذ‬
‫احلدود ألن المارع األعلى قد عن له عقوبته قدرا وجنسا وهي‬

‫يف‬ ‫حصول الزىن من امقذو‬ ‫مثانني جلدة ما مل شثبت القاذ‬
‫حقه بالطرق امقررة شرعا إذ حيد امقذو يف هذه احلالة للزىن وال‬
‫إثبات الزىن حد للقذ‬ ‫حيد القاذ ‪ .‬حما إذا مل شستط القاذ‬
‫علال بقوله تعاىل‪﴿ :‬لوال جاءوا عليه بأربعة شهداء فإذا مل شأتوا‬
‫بالمهداء فأولئك عند اهلل هم الكافرون﴾ [النور‪.]29 :‬‬
‫وإن كان حقا هلل إال حن فيه حقا‬ ‫طبيعة حد القذف‪ :‬حد القذ‬
‫للعبد‪ ،‬ومن اجملل عليه من امذاهب حن حق الفرد فيه ظاهر‬
‫ولذلك ال تقام فيه الدعو اجلزائية إال بناء على خصومة امقذو‬
‫ولكن الفقهاء اختلفوا حول غلبة ححد احلقني على اآلخر‪.‬‬
‫حبو حنيفة – رمحه اهلل – شر حن حق اهلل غالب وبالتايل شثبت‬

‫بالطرق امقررة إلثبات احلدود‪ ،‬واعتيفاؤه لإلمام‪ ،‬وال شنقلب ماال‬
‫عند السقوط‪ ،‬وال شصح العفو فيه إذا بل لإلمام وذلك التصاله‬
‫بالنس والعرض ولكن شغلب المافعية واحلنابلة حق الفرد وهو دف‬
‫المني وامعرة‪ .‬وبالتايل جيوز فيه العفو وجيوز فيه اإلرث‪.‬‬
‫تطبق امللكة العربية السعودشة يف حماكلها على القضاشا امعروضة‬

‫حمامها المرشعة اإلعالمية وفقا للراجح يف مذهب اإلمام حمحد بن‬
‫حنب وميكن الرجوع إىل امذاهب األخر إذا رحت احملكلة حن‬
‫تطبيق امفيت به من مذهب اإلمام حمحد شؤدي إىل ممقة حو خمالفة‬

‫واضحة للصاحل العام وذلك بناء على قرار اهليئة القضائية لعام‬
‫‪2382( 2927‬م) وامصدق عليه من جاللة املك عبدالعزشز آل‬
‫ععود‪ .‬لذا كانت دعو القذ اجلزائية اخلاصة تنقضي بعفو اجملين‬
‫عليه حو وارثه طبقا لللادة (‪ )89‬من نظام اإلجراءات دون حن شؤثر‬
‫ذلك على االعتلرار يف دعو احلق العام‪.‬‬
‫والقصاص يف النفس وفيلا دون النفس حق خاص لآلدميني لغلبة‬

‫حق الفرد فيه على حق اجملتل وإن كان مقدرا من قب المارع‬
‫األعلى‪ ،‬ولذلك شورث وجيوز النزول عنه بالعفو فيلن له حق فيه‪،‬‬
‫وهو ويل الدم يف القصاص يف النفس واجملين عليه يف القصاص فيلا‬
‫دون النفس‪.‬‬
‫والبد من امطالبة بالقصاص بإقامة الدعو حو حترشكها من ويل‬

‫الدم حو وارثه حو من اجملين عليه حو وارثه على حسب األحوال‪.‬‬
‫وبناء على ما تقدم تنقضي الدعو اجلزائية اخلاصة بالقصاص بعفو‬

‫اجملين عليه حو وارثه دون حن شؤثر ذلك على االعتلرار يف دعو‬
‫احلق العام‪.‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫إجراءات المحاكمة‬
‫المبحث األول‬
‫إبالغ الخصوم وحضورهم‬
‫إبالغ الخصوم‪:‬‬
‫إذا رفعت الدعو إىل احملكلة فيكلف امتهم باحلضور حمامها‪،‬‬

‫وشستغين عن تكليفه باحلضور إذا حضر اجللسة ووجهت إليه‬
‫التهلة (م‪.)296‬‬
‫وإذا كانت األدلة كافية ضد امتهم فريف احملقق الدعو إىل احملكلة‬
‫امختصة نوعيا ومكانيا‪ ،‬وشتم ذلك بتكليف امتهم باحلضور حمامها‪.‬‬
‫وهذا هو األص ‪ ،‬ولكن شستغين عن التكليف باحلضور إذا حضر‬
‫امتهم اجللسة ووجهت إليه التهلة‪.‬‬
‫وشبل اخلصوم باحلضور حمام احملكلة امختصة قب انعقاد اجللسة‬

‫بوقت كا ‪ .‬وجيوز احضار امتهم امقبوض عليه متلبسا باجلرمية إىل‬
‫احملكلة فورا وبغري معاد‪.‬‬
‫فإذا حضر امتهم وطلب إعطاءه مهلة إلعداد دفاعه فعلى احملكلة‬
‫حن متنحه مهلة كافية (م‪.)297‬‬
‫متكني امتهم من إعداد دفاعه‪،‬‬ ‫وعلة تقدشر اميعاد بوقت كا‬

‫وشسلح باخلصوم حو وكالئهم بالوجود يف موعد اجللسة‪ ،‬حما إذا‬
‫كان امتهم امقبوض عليه متلبسا باجلرمية فإنه جيوز إحضاره إىل‬
‫احملكلة بغري ميعاد فإذا طلب امتهم موعدا لتحضري دفاعه فعلى‬
‫احملكلة حن متنحه مهلة كافية‪.‬‬
‫وشرج يف تقدشر الوقت الكايف للحضور حمام احملكلة وكذلك امهلة‬

‫اليت تعطي لللتهم إلعداد دفاعه إىل ناظر القضية‪ .‬وشتم تبلي ورقة‬
‫التكليف باحلضور إىل امتهم نفسه (اإلعالن لمخصه) حو يف حم‬
‫إقامته‪ ،‬وفقا للقواعد امقررة يف نظام امرافعات المرشعة‪.‬‬
‫فإذا تعذرت معرفة حم إقامة امتهم فيكون التبلي يف آخر حم كان‬

‫شقيم فيه يف امللكة‪ ،‬وشسلم للمهة التاب هلا هذا احمل من إمارة حو‬
‫حمافظة حو مركز وشعد امكان الذي وقعت فيه اجلرمية آخر حم‬
‫ذلك (م‪ )292‬وإذا تعذرت معرفة حم‬ ‫لللتهم ما مل شثبت خال‬
‫إقامة امتهم بعد البحث الكايف واالعتعانة بالدوائر األخر ذات‬
‫العالقة‪ ،‬فعلى احملضر إعداد حمضر مفص بذلك شودعه م حص‬
‫التبلي لد مكتب احملضرشن باحملكلة‪ .‬وعلى امكتب ‪ -‬بوعاطة‬
‫رئيس احملكلة – تسليم حص التبلي رفق احملضر للمهة التاب هلا‬

‫احمل امعتب للتبلي من إمارة حو حمافظة حو مركز‪ ،‬م مراعاة ما جاء‬
‫يف امادة (‪ )82‬من نظام امرافعات‪.‬‬
‫وشكون تبلي امتهم بوعاطة احملضرشن‪ ،‬بناء على حمر القاضي‪ ،‬وفقا‬
‫لللادة (‪ )28‬من نظام امرافعات‪ ،‬وشبل حمر القاضي احملضرشن من‬
‫قب إدارة احملكلة وذلك يف الدعو اجلزائية العامة‪ ،‬والدعو‬
‫اجلزائية اخلاصة يف قضاشا القصاص‪.‬‬
‫وإذا مل شؤد البحث إىل معرفة حم إقامة امتهم شسلم التبلي إىل‬
‫اإلمارة حو احملافظة حو امركز التاب هلا آخر حم كان شقيم فيه يف‬
‫امللكة‪ ،‬وشعتب امكان الذي وقعت فيه اجلرمية آخر حم إقامة‬
‫لللتهم ما مل شثبت خال ذلك‪.‬‬
‫وشكون إبالغ اموقفني حو امسمونني بواعطة مأمور التوقيف حو‬

‫السمن حو من شقوم مقامهلا (م‪.)293‬‬
‫وعلى مأمور التوقيف حو السمن حو من شقوم مقامهلا تسليم‬

‫صورة طلب احملكلة‪ ،‬وشوق على األص بالتسليم‪ ،‬ويف‬ ‫اموقو‬
‫حال امتناعه عن التسليم شثبت ذلك يف األص والصورة‪ ،‬وشعاد إىل‬
‫احملكلة‪.‬‬
‫حضور الخصوم‪:‬‬
‫جيب على امتهم يف اجلرائم الكبرية حن حيضر بنفسه حمام احملكلة‬

‫م عدم اإلخالل حبقه يف االعتعانة مبن شداف عنه‪ .‬حما يف اجلرائم‬
‫األخر فيموز له حن شنيب عنه وكيال حو حماميا لتقدمي دفاعه‪،‬‬
‫ولللحكلة يف ك األحوال حن تأمر حبضوره شخصيا حمامها‬
‫(م‪.)220‬‬
‫وإذا رحت احملكلة حضور امتهم شخصيا يف غري اجلرائم الكبرية‬

‫فيدون ذلك وعببه يف الضبط القضية قب طلب حضوره‪.‬‬
‫وإذا مل حيضر امتهم امكلف باحلضور حسب النظام يف اليوم امعني‬

‫يف ورقة التكليف باحلضور‪ ،‬ومل شرع وكيال عنه يف األحوال اليت‬
‫شسوغ فيها التوكي فيسل القاضي دعو امدعي وبيناته وشرصدها‬
‫يف ضبط القضية‪ ،‬وال حيكم إال بعد حضور امتهم‪ .‬وللقاضي حن‬
‫شصدر حمرا بإشقافه إذا مل شكن ختلفه لعذر مقبول‪.‬‬
‫وإذا مل حيضر امتهم وتعذر إشقافه‪ ،‬وكانت الدعو يف حق مايل‬

‫خاص جيوز شرعا احلكم فيه على الغائب فتفص احملكلة يف‬
‫القضية‪ ،‬وشراعى يف هذه احلال ما جاء يف امواد (‪،57 ،56 ،55‬‬
‫‪ )273 ،52‬من نظام امرافعات‪.‬‬
‫وشقصد باألحوال اليت شسوغ فيها التوكي هي ما شسوغ فيها‬

‫االكتفاء حبضور الوكي دون امتهم‪ ،‬وهي ما عو قضاشا اجلرائم‬
‫الكبرية‪.‬‬
‫وللقاضي إصدار حمر توقيف امتهم يف هذه احلال‪ ،‬ولو مل تكن‬

‫التهلة امسندة إليه من اجلرائم الكبرية‪ ،‬وإذا رح ذلك فتسري عليه‬
‫ححكام التوقيف امقررة يف هذا النظام والئحته‪.‬‬
‫وشرج يف تقدشر ما شقب من حعذار امتهلني يف التخلف إىل من‬

‫شنظر القضية‪.‬‬
‫وإذا رفعت الدعو على عدة حشخاص يف واقعة واحدة وحضر‬

‫بع ضهم وختلف بعضهم رغم تكليفهم باحلضور‪ ،‬فيسل القاضي‬
‫دعو امدعي وبيناته على اجللي ‪ ،‬وشرصدها يف ضبط القضية‪ ،‬وال‬
‫حيكم على الغائبني إال بعد حضورهم (م‪.)228‬‬
‫وشراعى ما جاء يف الفقرة (م‪ )222‬من هذه الالئحة خبصوص‬

‫احلكم على الغائب يف احلقوق اخلاصة‪.‬‬
‫وشكون نظر الدعو على الغائب – إذا حضر – يف ضبط القضية‬

‫نفسها‪.‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫حفظ نظام الجلسة وتنحي القضاة وردهم عن الحكم‬
‫حفظ النظام الجلسة‪:‬‬
‫ضبط اجللسة وإدارهتا منوطان برئيسها‪ ،‬وله يف عبي ذلك حن خيرج‬

‫من قاعة اجللسة من خي بنظامها‪ ،‬فإن مل ميث كان لللحكلة حن‬
‫حتكم على الفور بسمنه مدة ال تزشد على حرب وعمرشن عاعة‪،‬‬
‫وشكون حكلها هنائيا‪ ،‬ولللحكلة إىل ما قب انتهاء اجللسة حن‬
‫ترج عن ذلك احلكم (م‪.)229‬‬
‫ولرئيس اجللسة – قب احلكم بسمن من حخ بنظامها – إنذاره‪،‬‬

‫حو إخراجه من القاعة‪ ،‬حبسب ما تقتضيه امصلحة‪.‬‬
‫وشدون احلكم حبسب من خي بنظام اجللسة هذه امدة يف ضبط‬

‫القضية وشنظم به قرار‪ ،‬وشبعث للمهة امختصة لتنفيذه‪.‬‬
‫وإذا رجعت احملكلة عن ذلك احلكم فيدون يف الضبط م بيان‬

‫عبب الرجوع‪.‬‬
‫وإذا صدر هذا اإلخالل من امدعي العام فتكتب احملكلة إىل‬

‫مرجعه‪.‬‬
‫ولللحكلة حن حتاكم من تق منه يف حثناء انعقادها جرمية تعد على‬

‫هيئتها‪ ،‬حو على ححد حعضائها‪ ،‬حو ححد موظفيها‪ ،‬وحتكم عليه‬
‫وفقا للوجه المرعي بعد مساع حقواله (م‪.)222‬‬
‫وتعد اجللسة منعقدة إذا فتح فيها ضبط القضية ولو بغري موعد‪ ،‬حو‬
‫كانت اجلرمية يف وقت مقيد يف دفرت مواعيد القضاشا ولو مل شفتح‬
‫فيها ضبط‪.‬‬
‫وتنظر احملكلة جرمية التعدي يف الضبط اجلنائي‪ ،‬وشصدر به قرار‬

‫خيض لتعليلات التلييز‪ ،‬وهلا إحالة امتعدي إىل احملكلة امختصة؛‬
‫ما مل توجب اجلرمية حكلا إتالفيا فتنظر لد احملكلة امختصة‪.‬‬
‫واحلكم مبمازاة امتعدي ال مين من حلقه ضرر بسبب هذا التعدي‬

‫من امطالبة حبقه اخلاص لد احملكلة امختصة‪.‬‬
‫وإذا وقعت يف اجللسة جرمية غري مملولة حبكم امادتني (‪،229‬‬

‫‪ )222‬فلللحكلة – غذا مل تر إحالة القضية إىل هيئة التحقيق‬
‫واالدعاء العام – حن حتكم على من ارتكبها وفقا للوجه المرعي‬
‫بعد مساع حقواله‪ ،‬إذا كان النظر يف اجلرمية من اختصاص حمكلة‬
‫حخر فتحال القضية إىل تلك احملكلة‪.‬‬
‫وتنظر احملكلة هذه اجلرمية يف الضبط اجلنائي‪ ،‬وشصدر به قرار‬

‫التلييز‪.‬‬ ‫لتعليلات‬ ‫خيض‬
‫وإذا رحت احملكلة إحالة القضية إىل هيئة التحقيق واالدعاء العام‪،‬‬
‫حو احملكلة امختصة‪ ،‬فتدون حمضرا مفصال مبا حص لدشها‪ ،‬وشرفق‬
‫بامعاملة‪.‬‬
‫واجلرائم اليت تق يف اجللسة ومل تنظرها احملكلة يف احلال‪ ،‬شكون‬

‫نظرها وفقا للقواعد العامة (م‪.)226‬‬
‫وإذا حرر القاضي حمضرا باجلرمية يف الضبط حو خارجه حثناء انعقاد‬

‫اجللسة فله إمتام نظرها ولو بعد وقت اجللسة اليت وقعت فيها‬
‫اجلرمية‪ ،‬وله إحالتها إىل احملكلة امختصة‪.‬‬
‫وتنحي القضاة وردهم عن الحكم‪:‬‬
‫مراعاة ححكام الفص الثالث اخلاص حبفظ النظام يف اجللسة تطبق‬

‫يف شأن تنحي القضاة وردهم األحكام الواردة يف نظام امرافعات‬
‫المرعية‪ ،‬كلا شكون القاضي ممنوعا من نظر الدعو إذا كانت‬
‫اجلرمية قد وقعت عليه يف غري حوقات انعقاد اجللسات (م‪.)227‬‬
‫اموان الواردة يف نظام امرافعات المرعية وهي على قسلني‪:‬‬
‫حاالت عدم الصالحية‪:‬‬
‫القسم األول‪ :‬ميتن على القاضي نظر الدعو حو مساعها ولو مل‬
‫شطلب ححد اخلصوم‪ ،‬ولو نظرها القاضي حىت لو كان ذلك باتفاق‬
‫اخلصوم شكون علال باطال‪ ،‬وهي ما حوردته امادة التسعون من نظام‬
‫امرافعات المرعية وهي ما شلي‪:‬‬
‫ح‪ -‬إذا كان زوجا ألحد اخلصوم حو كان قرشبا حو صهر له إىل‬
‫الدرجة الرابعة‪.‬‬
‫وهذه الدراجات حوضحتها الفقرة األول من الئحة امادة الثامنة‬

‫لنظام امرافعات المرعية وهم‪:‬‬
‫الدرجة األوىل‪ :‬اآلباء واألمهات‪ ،‬واألجداد واجلدات وإن علوا‪.‬‬
‫الدرجة الثانية‪ :‬األوالد وحوالده وإن نزلوا‪.‬‬
‫الدرجة الثالثة‪ :‬األخوة واألخوات األشقاء حو ألب حو ألم‬

‫وحوالدهم‪.‬‬
‫الدرجة الرابعة‪ :‬األعلام والعلات وحوالدهم‪ ،‬واألخوال واخلالت‬

‫وحوالدهم‪.‬‬
‫وتطبق هذه الدرجات األرب على حقارب الزوجة واألصهار وتطبق‬

‫حشضا على حعوان القضاة وهم‪ :‬الكتبة واحملضرون وامرتمجون واخلباء‪،‬‬
‫ومأمور وبيوت امال‪ ،‬وحنوهم‪.‬‬
‫ب‪ -‬إذا كان له حو لزوجته خصومة قائلة م ححد اخلصوم يف‬

‫الدعاو حو م زوجته‪.‬‬
‫جـ‪ -‬إذا كان وكيال ألحد اخلصوم حو وصي حو قامي عليه حو مظنونة‬
‫وراثته له‪ ،‬حو كان زوجا لوصي ححد اخلصوم حو القيم عليه حو كانت‬
‫له صلة قرابة حو مصاهرة إىل الدرجة الرابعة هبذا الوصي حو القيم‪.‬‬
‫د‪ -‬إذا كان له حو لزوجته حو ألحد حقاربه حو حصهاره على علود‬

‫النسب حو من شكون وكيال عنه حو وصيا حو قيلا عليه مصلحة يف‬
‫الدعو القائلة‪.‬‬
‫هـ‪ -‬إذا كان قد حفىت حو تراف عن ححد اخلصوم يف الدعو حو كتب‬

‫فيها ولو كان ذلك قب اشتغاله بالقضاء حو كان قد عبق له نظرها‬
‫قاضيا حو خبريا حو حمكلا حو كان قد حد شهادة فيها حو باشر‬
‫إجراء من إجراءات التحقيق فيها‪.‬‬
‫إن القضاء شقوم على العدل واحليدة فإذا وجدت عالقة قرابة حو‬
‫مصاهرة حو وكالة حو قوامة حو صلة بني القاضي وححد اخلصوم حو‬
‫شك ون قد حبد يف القضية رحشا حو حد فيها شهادة حو عل فيها‬

‫خريا حو باشر فيها حتقيقا فإنه ال شؤمن قضاؤه فيها دون مي‬
‫وبذلك تسقط احليدة عنه ومين من نظر الدعو ومساعها لعدم‬
‫صالحية ذلك‪.‬‬
‫وحعباب عدم الصالحية تستوجب بطالن قضاء القاضي ألنه ال‬

‫جيوز اجلل بني عبب حو صفة مما ورد فيها وبني القضاء‪.‬‬
‫إذ شمرتط يف القاضي عند نظر الدعو خلو ذهنه عن موضوع‬

‫الدعو حبيث ميكن حن شزشن حدلة اخلصوم وزنا جمردا‪.‬‬
‫وحعباب عدم الصالحية الواردة يف (م‪ 30‬إجراءات) واردة على‬

‫عبي احلصر فال جيوز القياس عليها‪ ،‬وهي كلها خاصة بعدم‬
‫صالحية القاضي لنظر الدعو ‪ .‬ولكن إذا تنحي القاضي عن نظر‬
‫الدعو مث عني يف هيئة التحقيق واالدعاء العام وحضر يف نفس‬
‫الدعو وتراف فيها كإدعاء فال بطالن ألنه ممث لالهتام وال شأن‬
‫له باحلكم‪.‬‬
‫حاالت الرد‪:‬‬
‫القسم الثاين‪ :‬وهو ما شكون رد القاضي فيه على عبي اجلواز‬

‫وشكون ذلك ألحد األعباب اليت حوردهتا (م‪ )38‬من نظام‬
‫امرافعات المرعية وهي كلا شلي‪:‬‬
‫ح‪ -‬إذا كان له حو لزوجته دعو مماثلة للدعو اليت شنظرها‪.‬‬
‫ب‪ -‬إذا حدث له حو لزوجته خصومة م ححد اخلصوم حو م‬

‫زوجته بعد قيام الدعو امنظورة حمام القاضي ما مل تكن هذه‬
‫الدعو قد حقيلت بقصد رده عن نظر الدعو امنظورة حمامه‪.‬‬
‫ج‪ -‬إذا كان مطلقته اليت له منها ولد‪ ،‬حو ألحد حقاربه حو حصهاره‬
‫إىل الدرجة الرابعة خصومة قائلة حمام القضاء م ححد اخلصوم يف‬
‫الدعو حو م زوجته ما مل تكن هذه اخلصومة قد حقيلت حماما‬
‫القاضي بقصد رده‪.‬‬
‫د‪ -‬إذا كان ححد اخلصوم خادما له حو كان القاضي قد اعتاد‬

‫مؤاكلة ححد اخلصوم حو مساكنته حو كان قد تلقى منه هدشة قبي‬
‫رف الدعو حو بعدهز‬
‫هـ‪ -‬إذا كان بينه وبني ححد اخلصوم عداوة حو مودة شرجح معها‬
‫عدم اعتطاعة احلكم بدون حتيز‪.‬‬
‫ورد القاضي هو‪ :‬تنحيه من تلقاء نفسه‪ ،‬حو تنحيته بناء على طلب‬
‫اخلصم عن نظر الدعو واحلكم فيها لسبب من حعباب الرد‬
‫امذكورة يف هذه امادة‪.‬‬
‫واتفاق اخلصوم على نظر الدعو حو اعتلرار نظرها م وجود‬

‫عبب من حعباب الرد امذكورة يف هذه امادة شسقط حقهم يف‬
‫طلب الرد‪.‬‬
‫وشقب طلب الرد امنصوص عليه يف هذه امادة يف مجي مراح‬

‫الدعو حال العلم به وإال عقط احلق فيه وال شؤثر شطب الدعو‬
‫حو ترك اخلصومة حو إشقافها على طلب الرد مىت ما حعيد نظرها‪.‬‬
‫وشقصد بالتلاث يف الدعو احتادما يف اموضوع والسبب مما شرتتب‬

‫عليه معرفة احلكم إحداها‪ ،‬من معرفة احلكم يف األخر ‪.‬‬
‫واخلادم هو‪ :‬األجري اخلاص لد القاضي‪.‬‬
‫وامؤاكلة‪ :‬تتحقق باجللوس على مائدة اخلصم مرات متتالية‪.‬‬
‫وامساكنة‪ :‬عكن القاضي م ححد اخلصوم حو العكس يف بيت‬

‫واحد غالب الوقت حو بصفة دائلة‪ ،‬بأجر حو بدونه‪.‬‬
‫العداوة هي‪ :‬ما نمأ عن حمر دنيوي مما فيه تعرض النفس‪ ،‬حو‬
‫إىل‬ ‫العرض حو الولد‪ ،‬حو امال‪ ،‬وشرج يف تقدشرها عند االختال‬
‫ناظر الرد وهو رئيس احملكلة حو رئيس احملاكم‪.‬‬
‫وشرتتب على طلب الرد وقف الدعو امنظورة حىت شفص يف‬
‫طلب الرد‪.‬‬
‫وال جيوز للقاضي االمتناع من القضاء يف قضية معروضة عليه إال‬

‫إذا كان ممنوعا من نظر الدعو حو قام به عبب الرد‪ ،‬وعليه حن‬
‫خيب مرجعه امباشر لإلذن له بالتنحي وشثبت هذا كله يف حمضر‬
‫خاص حيفظ يف احملكلة (م‪ 39‬من نظام امرافعات المرعية)‪.‬‬
‫وإذا وافق امرج امباشر على تنحية القاضي فيحرر امرج حمضرا‬
‫بذلك وحيفظه يف ملف خاص لدشه وحيي امعاملة إىل قاض آخر‪.‬‬
‫وإذا مل شوافق على التنحية فيوجه القاضي شنظر القضية وعلى‬
‫القاضي االلتزام بذلك‪.‬‬
‫واحملكلة اليت ليس هبا رئيس‪ ،‬وليس مربوطة مبحكلة فيها رئاعة‬
‫حماكم فيفص يف طلب الرد رئيس حقرب حمكلة إليها يف امنطقة‬
‫نفسها‪.‬‬
‫وإذا كانت القضية مضبوطة فيدون القاضي ملخص حمضر التنحي‬

‫يف ضبط القضية دون إصدار قرار بذلك‪.‬‬
‫وحماضر قبول التنحي والرد حتفظ يف ملف خاص باحملكلة – لد‬

‫امرج الذي قرر التنحي – وال ترفق بامعاملة‪.‬‬
‫وم مراعاة ما ورد من الئحة (م‪ )858‬إذا مل شكن يف احملكلة‬

‫عو قاض واحد‪ ،‬وكان ممنوعا من نظر الدعو ومساعها‪ ،‬حو رد‬
‫عن نظرها‪ ،‬فتحال إىل حقرب حمكلة يف امنطقة‪.‬‬
‫وإذا قام بالقاضي عبب للرد ومل شتنح جاز للخصم طلب رده‪ ،‬فإن‬
‫مل شكن عبب الرد من حعباب امنصوص عليها يف (م‪ )38‬وجب‬
‫تقدمي طلب الرد قب تقدمي حي دف حو دفاع يف القضية وإال عقط‬
‫احلق فيه‪ ،‬وم ذلك جيوز طلب الرد إذا حدثت حعبابه بعد ذلك‪،‬‬
‫حو إذا ثبت طالب الرد حنه ال شعلم هبا (م‪ 32‬من نظام امرافعات‬
‫المرعية)‪.‬‬
‫وال شقب طلب الرد بعد قف باب امرافعة‪ ،‬ومن باب حوىل بعد‬
‫صدور احلكم‪.‬‬
‫وإذا تبل امدعي عليه لمخصه مبوعد اجللسة ومل حيضر وحكم‬
‫عليه فال حق له يف طلب الرد وشبقى له حقه يف االعرتاض على‬
‫احلكم‪.‬‬
‫وحيص الرد بتقدشر يف إدارة احملكلة شوقعه طالب الرد نفسه‪ ،‬حو‬
‫وكيله امفوض فيه بتوكي خاص وشرفق التوكي بالتقرشر‪ ،‬وجيب حن‬
‫شمتل تقرشر الرد على حعبابه وحن شرفق به ما شوجد من األوراق‬
‫امؤشدة له‪ ،‬وعلى طالب الرد حن شودع عند التقرشر حلف لاير تؤول‬
‫للخزشنة العامة إذا رفض طلب الرد (م‪ 35‬من نظام امرافعات‬
‫المرشعة)‪.‬‬
‫وشقوم طالب الرد بإشداع حلف لاير يف صندوق احملكلة وعلى إدارة‬
‫احملكلة حال تفيد حي طلب بالرد إال بعد إرفاق إشعار باإلشداع‪.‬‬
‫وال شعاد امبل امودع لطالب الرد إال بعد ثبوته‪ ،‬حو تنازله عن طلب‬
‫الرد قب النظر فيه‪.‬‬
‫وإذا رفض رئيس احملكلة حو رئيس احملاكم طلب الرد إصدر حمرا‬
‫بذلك ومبصادرة امبل امودع لصاحل اخلزشنة العامة‪.‬‬
‫وجيب على إدارة احملكلة وحن تطل القاضي فورا على تقرشر طلب‬
‫الرد‪ ،‬وعلى القاضي خالل األشام األربعة التالية إلطالعه حن شكتب‬
‫لرئيس احملكلة حو رئيس حماكم امنطقة حسب األحوال عن وقائ‬

‫الرد وحعبابه‪ ،‬فإذا مل شكتب عن ذلك يف اموعد احملدد‪ ،‬حو كتب‬
‫مؤشدا حعباب الرد وكانت هذه األعباب تصلح له مبوجب النظام‪،‬‬
‫حو كتب نافيا هلا وثبتت يف حقه فعلى رئيس احملكلة حو رئيس‬
‫حماكم امنطقة حن شصدر حمرا بتنحيته عن نظر الدعو (م‪ 36‬من‬
‫نظام امرافعات المرعية)‪.‬‬
‫وتبدح مدة األشام األربعة من تارشخ ورود طلب الرد إىل القاضي‪.‬‬
‫وال شسل رئيس احملكلة حقوال طالب الرد حىت ورود جواب‬
‫القاضي‪.‬‬
‫وإذا نفى القاضي عبب الرد كتابة حو مل شكتب يف هذه امدة‬

‫احملددة فلرئيس احملكلة حو رئيس احملاكم النظر يف إثبات طلب الرد‬
‫ويف حال ثبوته شصدر الرئيس حمرا بالتنحية‪ ،‬وشكون حمر الرئيس‬
‫منهيا لطلب الرد ليس للقاضي االعرتاض عليه‪.‬‬
‫وإذا مل شظهر لرئيس احملكلة حو رئيس احملاكم ما شوجب تنحية‬

‫القاضي عن نظر الدعو فيكتب له بنظرها وعليه االلتزام بذلك‪.‬‬
‫وإذا كان امطلوب رده هو رئيس احملكلة فأمر إثبات طلب الرد إىل‬
‫رئيس احملاكم إن وجد‪ ،‬وإن مل شوجد حو كان امطلوب رده هو‬
‫رئيس احملاكم حو قام به عبب مين نظر الطلب من قبله فأمر إثباته‬
‫إىل حمكلة التلييز‪.‬‬
‫وشقوم مساعد رئيس احملكلة حو احملاكم حو امكلف بعللهلا مقام‬

‫الرئيس‪ ،‬بالفص يف طلب الرد عند غيابه حو شغور مكانه‪.‬‬
‫وإذا صاد آخر امهلة امذكورة يف هذه امادة عطلة رمسية امتد إىل‬
‫حول شوم عل بعدها‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬شكون ممنوعا على القاضي نظر الدعو إذا كانت اجلرمية قد‬
‫وقعت عليه يف غري حوقات انعقاد اجللسات (م‪ 227‬إجراءات‬
‫جزائية يف شطرها اآلخر)‪.‬‬
‫نظام الجلسة وإجراءاتها‬
‫تمهيد‪:‬‬
‫إن إجراءات االعتدالل والتحقيق االبتدائي إجراءات حتضريشة‬

‫مرحلة نظر الدعو اجلنائية حمام احملاكم اجلنائية وهي تسلى مرحلة‬
‫احملاكلة‪ .‬فهذه امرحلة رجري احملكلة حتقيقا بنفسها بوقائ الدعو‬
‫وهو ما شسلى بالتحقيق النهائي‪.‬‬
‫وشتليز هذا التحقيق النهائي بقواعد حتكله‪ :‬قاعدة العالنية بالنسبة‬

‫للخصوم واجللهور‪ ،‬وقاعدة شفوشة امرافعة‪ ،‬كلا شتليز بتدوشن‬
‫إجراءات احملاكلة‪ ،‬كلا حيكم التحقيق النهائي قيود عامة رجل يف‬
‫حن احملكلة تتقيد والشتها يف نظر الدعو حبسب ما رف إليها من‬
‫جهة االهتام عواء من جهة الوقائ امرفوعة هبا الدعو حو اخلصوم‬
‫امقام ضدهم الدعو ‪.‬‬
‫ونعرض لألصول العامة للمحاكمات الجنائية فيما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬عالنية المحاكمة‪:‬‬
‫شتليز التحقيق النهائي اليت رجرشه احملكلة عن التحقيق اليت رجرشه‬

‫هيئة التحقيق واالدعاء العام بالعالنية كأص من حصول احملاكلة‬
‫اجلنائية‪.‬‬
‫وقد نصت امادة (‪ )255‬من نظام اإلجراءات اجلزائية السعودي‪:‬‬

‫(جلسات احملاكلة عالنية‪ ،‬وجيوز لللحكلة – اعتثناء – حن تنظر‬
‫الدعو كلها حو بعضها يف جلسات عرشة‪ ،‬متن فئات معينة من‬
‫احلضور فيها‪ ،‬مراعاة لألمن‪ ،‬حو حمافظة لآلداب العامة‪ ،‬حو إذا كان‬
‫ذلك ضرورشا لظهور احلقيقة)‪.‬‬
‫وشقصد بالعالنية متكني اجللهور بغري متييز من الدخول إىل القاعة‬

‫اليت رجري فيها احملاكلة واالعتلاع إىل ما شدور فيها من إجراءات‬
‫احملاكلة من عؤال امتهم عن التهلة امنسوبة إليه ومساع قرار االهتام‬
‫والمهود واخلباء ومرافعة االدعاء والدفاع وامدعى امدين‪ ،‬وتتحقق‬
‫العالنية مبمرد متكني اجللهور من احلضور حىت لو ثبت حن ححدا مل‬
‫حيضر من اجللهور‪.‬‬
‫والغاشة اليت شتغاشاها هذا األص اهلام من حصول احملاكلات اجلنائية‬

‫هي متكني الرحي العام من مراقبة إجراءات احملاكلة بنفسه‪ ،‬فيبعث‬
‫هذا على الثقة يف احملاكلة ويف عدالتها وجدشتها‪ ،‬ومن باب حوىل‬
‫متكني اخلصم حنفسهم من ذلك فالعالنية ضلانة من ضلانات‬
‫حقوق اإلنسان وححد امبادئ العامة للقانون‪.‬‬
‫تصوير المحاكمة وإجراء التسجيالت بالجلسة ونقل الصحافة‬

‫لها‪:‬‬
‫حترص وعائ اإلعالم على نق ححداث ما شدور يف جلسات‬

‫احملاكلة وكذلك إجراء تسميالت والتقاط صور لللتهلني والمهود‬
‫والقضاة بدعو علنية احملاكلة‪ .‬وما كانت هذه األحداث قد تؤثر‬
‫على حسن عري إجراءات احملاكلة من جهة‪ ،‬وعلى مصاحل‬

‫امتهلني وغريهم من جهة حخر ‪.‬‬
‫فإن التقاط صور لللتهلني حو المهود حو القضاة ال صلة له مببدح‬

‫عالنية اجللسات‪ ،‬ذلك حن امقصود هو عالنية إجراءات احملاكلة‬
‫من مساع شهادة المهود ومناقمتهم وكذلك اخلباء‪ ،‬ومساع‬
‫مرافعات االدعاء والدفاع‪ .‬حما التقاط الصور فهي مسألة إدارة‬
‫اجللسة وهي منوطة برئيس اجللسة‪.‬‬
‫ومن جهة حخر ‪ ،‬فإن حص الباءة اليت شتلت به ك متهم حىت‬

‫شصدر ضده حكم بات‪ ،‬جيع له احلق يف حال تلتقط له حي صورة‬
‫يف وض جيعله حم ازدراء اآلخرشن حو حىت شكوكهم‪ ،‬وحص الباءة‬
‫من األصول العليا اليت وردت يف الكتاب والسنة‪.‬‬
‫تقرير سرية الجلسة‪:‬‬
‫إذا رحت احملكلة نظر الدعو يف جلسة عرشة‪ ،‬حو من فئات معينة‬
‫للحضور فيها‪ ،‬فيدون ذلك يف الضبط م ذلك عببه‪ ،‬وإذا تعدد‬
‫القضاة فيكون قرارهم يف ذلك باإلمجاع حو األغلبية‪.‬‬
‫وتراعى اإلجراءات الواردة يف الفقرة ‪ 9‬من امادة (‪ )20‬من اتفاقية‬

‫حقوق اموافق عليها بامرعوم املكي م‪ 7/‬وتارشخ ‪2226/2/26‬هـ‪.‬‬
‫والقرار جبع اجللسة عرشة من علطة حمكلة اموضوع التقدشرشة وال‬

‫ختض لرقابة احملكلة العليا‪.‬‬
‫وحيدث ححيانا حن تمغ قضية معينة الرحي العام فيقب حضور‬

‫جلساهتا عدد كبري من اجللهور شفوق ععة قاعة اجللسة‪ ،‬هنا ميكن‬
‫لرئيس احملكلة الدخول إىل القاعة بتصارشح مثال وال شعد هذا‬
‫إخالال بالعالنية‪ ،‬طاما حن منح تصرشح احلضور شكون ألي شخص‬
‫شطلبه دون متييز بني الناس حىت شص العدد إىل الطاقة القصو‬
‫للقاعة على حنه إذا رحت احملكلة إعادة العالنية للملسة‪ ،‬فإن ذلك‬
‫شكفي فيه قرار من رئيس اجللسة وال حاجة لصدور حكم بذلك‬
‫ألنه رجوع إىل األص ‪.‬‬
‫ويف احلاالت اليت جييز فيها النظام جع اجللسة عرشة‪ ،‬فإن هذه‬
‫السرشة ال تسري على اخلصوم وحماميهم‪ .‬كلا ال جيوز حن تمل‬
‫السرشة اإلجراءات املهدة لنظر الدعو مث تالوة قرار االهتام‬
‫وعؤال امتهم عن بياناته وعلا إذا كان مذنبا حو غري مذنب‪ ،‬فليس‬
‫فيها ما ميس النظام العام يف شيء على حنه إذا جرت احملاكلة يف‬
‫عرشة يف احلدود امتقدمة امسلوح هبا‪ ،‬فإن جلسة إصدار احلكم‬
‫شتعني حن تكون علنية علال بامادة ‪ 228‬من نظام إجراءات جزائية‬
‫ععودي فإذا صدر احلكم يف جلسة عرشة وق باطال بطالنا مطلقا‬
‫شتعلق بالنظام العام‪ .‬ولذلك جيب حن شنص يف حمضر اجللسة ويف‬

‫احلكم على حن احلكم تلي يف جلسة علنية‪.‬‬
‫إن عرشة احملاكلة ال حيول دون وجوب تدوشن ما شديل به اخلصوم‬

‫من حقوال يف حمضر اجللسة‪ ،‬وذلك النتفاء مبرات السرشة يف هذه‬
‫احلالة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬شفوية المحاكمة‪:‬‬
‫شقصد بمفوشة إجراءات احملاكلة – وشقال هلا اصطالحا شفوشة‬

‫امرافعة – حن جيري شفوشا وبصوت مسلوع للكافة ك ما شتم من‬
‫إجراءات يف اجللسة‪ .‬فيمب حن شتلى يف اجللسة وبصوت مسلوع‬
‫االهتامات اليت حياكم امتهم من حجلها‪ ،‬ورده عليها ومرافعة االدعاء‬
‫وامدعي امدين والدفاع‪ ،‬وحعئلة وإجابات المهود عليها‪ .‬وجيب حن‬
‫تطرح ك األدلة يف اجللسة حىت تلك امدونة يف حوراق التحقيق‬
‫االبتدائي وحماضر مج االعتدالالت‪ .‬فيمب على احملكلة حن‬
‫تسل بنفسها كافة المهود الذشن عبق مساعهم يف التحقيقات‬
‫االبتدائية وحمام المرطة ألن تفرس احملكلة يف حالة الماهد النفسية‬
‫وهو شديل بمهادته ومراوغاته حو اضطرابه وغري ذلك مما شظهر على‬
‫الماهد شعني القاضي على تقدشر حقواله حق قدرها فيحص‬
‫القاضي عقيدته من الثقة اليت توحي هبا حقوال الماهد حو ال توحي‪،‬‬

‫ومن التأثري الذي حتدثه هذه األقوال يف نفسه وهو شنصت إليها‪.‬‬
‫يف التحقيق االبتدائي‪ ،‬فيمب‬ ‫وإذا كان امتهم عبق له االعرتا‬

‫على احملكلة حن تعيد مساعه حمامها لتسل تفاصي اعرتافه بنفسها‬
‫حو تسل عدوله عن االعرتا إذا حراد‪.‬‬
‫مبدح شفوشة امرافعة كذلك بسط رقابة حمكلة اموضوع‬ ‫وشستهد‬

‫على ما مت من إجراءات جنائية حمام علطة مج االعتدالالت‬
‫وعلطة التحقيق االبتدائي فتسل احملكلة امالحظات حطرا‬
‫الدعو عليها ومناقماهتم بمأهنا وتعييبهم هلا‪ ،‬وبذلك تستطي‬
‫احملكلة تقييم هذه اإلجراءات والفص فيلا شوجه إليها من‬
‫مالحظات‪.‬‬
‫وتنص امادة (‪ )272‬من نظام إجراءات جزائية ععودي (تسل‬

‫احملكلة دعو امدعي العام مث جواب امتهم‪ ،‬حو وكيله‪ ،‬حو حماميه‬
‫عنها‪ ،‬مث دعو امدعي باحلق اخلاص‪ ،‬مث جواب امتهم‪ ،‬حو وكيله‪،‬‬
‫التعقيب على حقوال‬ ‫حو حماميه عنها‪ .‬ولك طر من األطرا‬
‫الطر اآلخر‪ ،‬وشكون امتهم هو آخر من شتكلم‪ .‬ولللحكلة حن‬
‫متن حي طر من االعرتعال يف امرافعة إذا خرج عن موضوع‬
‫الدعو ‪ ،‬حو كرر حقواله‪.‬‬
‫وبعد ذلك تصدر احملكلة حكلا بعدم إدانة امتهم‪ ،‬حو بإدانته‬
‫وتوقي العقوبة عليه‪.‬‬
‫ويف كلتا احلالتني تفص احملكلة يف الطلب امقدمة من امدعي‬

‫باحلق اخلاص)‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬تدوين إجراءات المحاكمة‪:‬‬
‫شمرتك التحقيق النهائي يف ضرورة تدوشن إجراءات فك إجراء‬

‫شفوي شتم حمام احملاكلة يف اجللسة جيب حن شدون كتابة يف حمضر‬
‫خاص شسلى حمضر اجللسة‪.‬‬
‫ونصت امادة (‪ )256‬من نظام إجراءات اجلزائية السعودي (جيب‬

‫حن حيضر جلسات احملكلة كاتب شتوىل حترشر حمضر اجللسة حتت‬
‫رئيس اجللسة‪ ،‬وشبني يف احملضر اعم القاضي حو القضاة‬ ‫إشرا‬
‫امكونني هليئة احملكلة وامدعي العام‪ ،‬ومكان انعقاد اجللسة‪ ،‬ووقت‬
‫انعقادها‪ ،‬وحمساء اخلصوم احلاضرشن‪ ،‬وامدافعني عنهم‪ ،‬وحقواهلم‬
‫وطلباهتم‪ ،‬وملخص مرافعاهتم‪ ،‬واألدلة من شهادة وغريها‪ ،‬ومجي‬
‫اإلجراءات اليت تتم يف اجللسة‪ ،‬ومنطوق احلكم ومستنده‪ ،‬وشوق‬
‫رئيس اجللسة والقضاة امماركون معه والكاتب على ك صفحة)‪.‬‬
‫وإذا تعذر حضور الكاتب فللقاضي تويل اإلجراء وحترشر احملضر‪،‬‬

‫وشرج يف تقدشر هذا التعذر إىل القاضي‪.‬‬
‫وك إجراء نص عليه يف هذا النظام والئحته فلحله الضبط‪ ،‬ما مل‬
‫شنص على خال ذلك‪.‬‬
‫ونصت امادة (‪ )257‬من نظام إجراءات اجلزائية السعودي (جيب‬

‫حن حيضر امدعي العام جلسات احملكلة يف احلق العام يف اجلرائم‬
‫الكبرية‪ ،‬وعلى احملكلة مساع حقواله والفص فيها‪ .‬وفيلا عدا ذلك‬
‫شلزمه احلضور إذا طلبه القاضي‪ ،‬حو ظهر لللدعي العام ما شستدعى‬
‫حضوره)‪.‬‬
‫وتبل احملكلة دائرة اإلدعاء العام مبواعيد اجللسات امقررة يف قضاشا‬

‫اجلرائم الكبرية‪ ،‬وما تر حاجة حلضور امدعي العام فيها‪ ،‬وشكون‬
‫ذلك مبوجب خطاب مقيد‪ ،‬ويف مدة ال تق عن ثالثة حشام من‬
‫موعد اجللسة‪.‬‬
‫وختصص احملكلة جللوس امدعي العام – حثناء امرافعة – مكانا‬

‫وظيفته‪ ،‬وال شكون يف مواض جلوس امتهلني‬ ‫شليق بمر‬
‫واخلصوم‪.‬‬
‫وإذا مل حيضر امدعي العام يف موعد اجللسة يف اجلرائم الكبرية بعد‬

‫تبليغه فتدون احملكلة حمضرا بذلك يف الضبط‪ ،‬فإن كان يف القضية‬
‫عمني فتكتب مرجعه بذلك م حتدشد موعد آخر‪ ،‬فإن مل حيضر‬
‫يف اجللسة الثانية؛ فيدون حمضر بذلك شبل لرئيس فرع اهليئة‪،‬‬
‫ومتضي احملكلة يف نظر القضية‪ ،‬م تبلي دائرة االدعاء العام بك‬
‫موعد الحق‪.‬‬
‫وإن مل شكن فيها عمني فتعاد امعاملة إىل مصدرها بعد مضي‬
‫مخسة عمر شوما من تارشخ ورودها‪.‬‬
‫وجيوز إحالل حي مدع عام مكان آخر يف حي مرحلة من مراح‬

‫الدعو ‪.‬‬
‫ونصت امادة (‪ )252‬من نظام إجراءات اجلزائية السعودي (حيضر‬

‫امتهم جلسات احملكلة بغري قيود وال إغالل‪ ،‬ورجري احملافظة‬
‫الالزمة عليه‪ ،‬وال جيوز إبعاده عن اجللسة يف حثناء نظر الدعو إال‬
‫إذا وق منه ما شستدعي ذلك‪ .‬ويف هذه احلالة تستلر اإلجراءات‪،‬‬
‫فإذا زال السبب امقتضي إلبعاده مكن من حضور اجللسة‪ .‬وعلى‬
‫احملكلة حن حتيطه عللا مبا اختذ يف غيبته من إجراءات)‪.‬‬
‫وإذا رحت احملكلة إبعاد امتهم فتدون حمضرا يف ضبط القضية‪ ،‬تذكر‬
‫فيه حعباب اإلبعاد‪.‬‬
‫وإذا مكن امتهم من حضور اجللسة بعد إبعاده فيدون ذلك يف‬
‫ضبط القضية وحياط عللا مبا مت يف فرتة إبعاده‪.‬‬
‫حدود الدعوى أمام المحكمة الجزائية‬
‫االلتزام حبدود الدعو‬
‫تلتزم احملكلة حبدود الدعو من وجهني‪:‬‬
‫حوهللا‪ ،‬شخصي‪ .‬وثانيهلا‪ ،‬عيين‪.‬‬
‫فلن الناحية المخصية‪ ،‬ال تنظر احملكلة إال يف الدعو اموجهة‬

‫ضد امتهم احملال إليها‪ ،‬وال تستطي حن حتكم باإلدانة حو بالباءة‬
‫على حي شخص آخر مل شملله قرار اإلدعاء حمامها‪ ،‬حىت لو كان‬
‫من امسامني يف اجلرمية م امتهم الذي مشله ذلك القرار‪ ،‬وحىت لو‬
‫كان ذلك اآلخر من اخلصوم احلاضرشن يف الدعو ذاهتا‪ ،‬كالماهد‬
‫حو امطالب بالتعوشض حو اجملين عليه نفسه‪.‬‬
‫والقاعدة حنه إذا حك م على شخص آخر غري من اختذت إجراءات‬

‫التحقيق وحقيلت الدعو ضده‪ ،‬فإن ذلك شبط إجراءات احملاكلة‬
‫اليت متت‪ ،‬وشبط معها احلكم الذي بىن عليها‪.‬‬
‫ومن الناحية العينية‪ ،‬تلتزم احملكلة بالفص يف الدعو خبصوص‬

‫الواقعة احملددة اليت رفعت الدعو بمأهنا‪ ،‬وال جيوز هلا حن تفص‬
‫يف واقعة مستقلة عنها‪ ،‬مهلا بدا وجه الصلة وثيقا بني الواقعتني‪،‬‬
‫فإذا كانت الواقعة اليت رفعت هبا الدعو هي ضرب (ح) لـ(ب)‬
‫وثبت لللحكلة حن (ح) قام كذلك بضرب (ج) فإنه ال جيوز هلا حن‬
‫تفص يف واقعة الضرب األخرية ماذا؟ فهذه مل ترف هبا الدعو ‪،‬‬
‫ومل شكن اتصال احملكلة على حعاعها‪.‬‬
‫والقاعدة حنه شرتتب على خروج احملكلة على هذشن احلدشن‬

‫المخصي والعيين بطالن احلكم الصادر وتعلي ذلك‪ :‬حن حماكلة‬
‫شخص خال من رفعت عليه الدعو حو خبصوص واقعة مل ترف‬
‫هبا حيرم امتهم اجلدشد من ضلانات التحقيق االبتدائي وشفوت عليه‬
‫فرصة للدفاع عن نفسه‪ ،‬وقد شكون يف مرحلة احملاكلة قد افتقد‬
‫األدلة اليت كانت عتفيده لو حتقق معه قب احملاكلة فاخلروج على‬
‫هذه القاعدة شعد إذن حماكلة بدون حتقيق ابتدائي وابتسارا‬
‫لإلجراءات اجلزائية خمال بضلانات امتهم ومساعا خطريا حبقوق‬

‫الدفاع‪.‬‬
‫سلطات المحكمة في إطار الحدود السابقة‪:‬‬
‫نصت امادة (‪ )253‬من نظام اإلجراءات اجلزائية السعودي (ال‬

‫تتقيد احملكلة بالوصف الوارد يف الئحة الدعو ‪ ،‬وعليها حن تعطي‬
‫الفع الوصف الذي شستحقه لو كان خمالفا للوصف الوارد يف‬
‫الئحة الدعو ‪ ،‬وإذا جر التعدش وجب على احملكلة حن تبل‬
‫امتهم بذلك)‪.‬‬
‫وإذا رحت احملكلة اليت تعدش الوصف الوارد يف الدعو فيبل‬

‫امدعي العام وامتهم بذلك‪ ،‬وبدون ذلك كله يف الضبط‪ ،‬وهللا‬
‫إبداء معارضتهلا على التعدش م االعرتاض على احلكم‪.‬‬
‫ونصت امادة (‪ )260‬من نظام اإلجراءات اجلزائية السعودي‬

‫(لللحكلة حن تأذن لللدعي العام يف حن شدخ تعدشال يف الئحة‬
‫الدعو يف حي وقت‪ ،‬وشبل امتهم بذلك‪.‬‬
‫وجيب حن شعطي امتهم فرصة كافية إلعداد دفاعه بمأن هذا‬

‫التعدش وفقا للنظام)‪.‬‬
‫وشكون طلب امدعي العام تعدش دعواه خبطاب إحلاقي‪ ،‬حو‬

‫ممافهة حثناء اجللسة‪.‬‬
‫وبدون طلب امدعي العام بتعدش الدعو يف الضبط‪ ،‬فإن مل تأذن‬

‫له احملكلة فله االعرتاض على ذلك م االعرتاض على احلكم‪.‬‬
‫أوال‪ :‬تعديل التهمة‪:‬‬
‫قد خيطئ قرار االهتام يف وصف حو تكييف التهلة اليت رفعت هبا‬
‫الدعو ‪ .‬وقد حيدث ذلك عن جه بالوصف الصحيح حو عن‬
‫جه بالوقائ اليت شقوم عليها الوصف الصحيح‪ .‬والقاعدة حن‬
‫احملكلة وهي تفص يف الدعو غري مقيدة بالواقعة يف نطاقها‬
‫الضيق امرعوم يف حمر اإلحالة باالهتام‪ ،‬ب حهنا مطالبة بالنظر يف‬
‫الواقعة اجلزائية على حقيقتها كلا تبينتها هي من التحقيق الذي‬
‫رجرشه يف اجللسة يف حدود الدائرة الواععة اليت حتيط بالواقعة‬
‫األصلية‪ ،‬ألن ما شرد يف حمر اإلحالة ليس إال موجز لتلك الواقعة‬
‫شتضلن رحي هيئة التحقيق واالدعاء فيلا متخض عنه التحقيق‪،‬‬
‫وتطبيقا لذلك‪ ،‬جيوز لللحكلة حن تضيف إىل التهلة امرفوعة هبا‬
‫الدعو ظرفا ممددا شرتتب عليه تعدش يف التهلة األصلية‪ .‬ومن‬
‫ذلك تعدش التهلة من إصابة خطأ إىل قت خطأ إذا تبني هلا وفاة‬
‫اجملين عليه‪ .‬وشلزم لصحة تعدش التهلة حن تكون الواقعة امضافة مما‬
‫تناوله التحقيق االبتدائي‪ ،‬حو مما ظهر من التحقيق الذي باشرته‬

‫احملكلة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬تعديل الوصف النظامي للتهمة‪:‬‬
‫القاعدة حن احملكلة متلك وحدها علطة الفص يف الواقعة اليت‬

‫رفعت هبا الدعو حتت مجي األوصا اليت تثريها حشا كان الوصف‬
‫الذي خلعته علطة االهتام عليها حو امادة النظامية اليت طالبت‬
‫علطة االهتام بتطبيقها‪.‬‬
‫فاحملكلة تقلب األمر على مجي وجوهه وختتار الوصف اإلجرامي‬

‫الصحيح للواقعة وتطبق عليه احلكم المرعي حو النظامي الذي‬
‫شرتتب على ذلك الوصف‪ .‬وتطبيقا لذلك جيوز لللحكلة حن تعدل‬
‫التهلة من عرقة حدشة مل تتوافر شروطها إىل وصف تعزشري كخيانة‬
‫تعزشري إذا ثبت هلا حن‬ ‫حدي إىل قذ‬ ‫األمانة مثال‪ ،‬حو من قذ‬
‫الرمي كان بغري الزنا‪.‬‬
‫ولللحكلة حن تغري وصف التهلة من األخف إىل األشد وحتكم‬

‫تبعا للوصف اجلدشد إذا كان ال شزال داخال يف اختصاصها‪.‬‬
‫وهكذا‪ ،‬ليس مثة ما مين احملكلة من إعباغ الوصف المرعي حو‬

‫النظامي الصحيح على الواقعة‪ ،‬طاما مل شرتتب على تدخلها على‬
‫هذا النحو اخلروج عن مبدح عينية الدعو ‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬سلطة المحكمة في إصالح الخطأ المادي‪:‬‬
‫من امستقر حن لللحكلة علطة يف إصالح اخلطأ امادي وتدارك‬

‫السهو يف عبارات االدعاء وإضفاء الوضوح على بيان الواقعة كلا‬
‫لو تعلق األمر خبطأ بمأن مكان ارتكاب اجلرمية‪ ،‬حو زمان وقوعها‬
‫حو موض اإلصابة من جسد اجملين عليه‪ ،‬حو اعم السالح‬
‫امستخدم يف اجلرمية حو قيلة امسروقات ونوعها‪.‬‬
‫دعوى التزوير الفرعية‬
‫ولللدعى العام ولسائر اخلصوم يف حي حالة كانت عليها الدعو‬

‫حن شطعنوا بالتزوشر يف حي دلي من حدلة القضية (م‪.)275‬‬
‫وشراعى يف نظر دعو التزوشر ما جاء يف نظام امرافعات من امادة‬

‫(‪ 223‬إىل ‪.)252‬‬
‫وجيوز تقدمي الطعن بالتزوشر يف مجي مراح احملاكلة‪ ،‬ما مل‬

‫شكتسب احلكم الصفة النهائية‪ ،‬فيكون الطعن به مبقتضى امادة‬
‫‪ 806‬من هذا النظام (إعادة النظر)‪.‬‬
‫‪ -‬وشقدم الطعن بالتزوشر باعتدعاء‪ ،‬حو ممافهة حثناء اجللسة‪،‬‬

‫وشدون يف ضبط القضية‪.‬‬
‫الطريق األول‪ :‬رفع دعوى التزوير الفرعية باستدعاء‪:‬‬
‫تبني هذه امادة حن االدعاء بالتزوشر شتم كطلب عارض باعتدعاء‬

‫شقدم إىل إدارة احملكلة‪ ،‬وحيدد مدعي التزوشر يف هذا االعتدعاء ما‬
‫شلي‪:‬‬
‫‪ -2‬ك موض من مواض التزوشر امدعي هبا‪.‬‬
‫‪ -8‬إجراءات التحقيق اليت شطلب إثباته هبا‪ ،‬وهي‪ :‬امضاهاة عن‬

‫طرشق امقارنة‪ ،‬حو االعتكتاب‪ ،‬حو حي إجراء آخر شراه كاشفا‬
‫للتزوشر‪ ،‬والتحدشد مواض التزوشر حو إلجراءات التحقيق فيه ال مين‬
‫اخلبري من تقرشر موض حو إجراء شظهر له حثناء التحقيق‪.‬‬
‫الطريق الثانية‪ :‬رفع دعوى التزوير الفرعية مشافهة‪:‬‬
‫كلا جيوز رف دعو التزوشر الفرعية بصحيفة فكذا جيوز تقدميها‬

‫شفاها يف جلسة الدعو نفسها بعد تقدمي الدلي الكتايب‪ ،‬ويف‬
‫ه ذه احلال شدون القاضي ذلك يف ضبط القضية وشسري يف دعو‬
‫التزوشر‪.‬‬
‫وقف سير التحقيق في دعوى تزوير المحرر‪:‬‬
‫جيوز لللدعي عليه بتزوشر احملرر وقف عري إجراءات االدعاء‬

‫بالتزوشر يف حي حال كانت عليها وذلك بنزوله عن التلسك باحملرر‬
‫امطعون فيه‪ ،‬وإذا كان االدعاء بالتزوشر منصبا فقط على بعض‬
‫بيانات احملرر فإنه شكفي لوقف عري إجراءات االدعاء بالتزوشر‬
‫النزول عن التلسك بك مواض التزوشر يف الورقة إذا كانت التمزئة‬
‫لالعتدالل هبا ممكنة‪ ،‬وشعد النزول عن التلسك باحملرر كال حو جزءا‬
‫تنازال عن االعتدالل به يف احلال وامستقب ‪ ،‬فال ميلك تقدميه يف‬
‫حي نزاع يف القضية نفسها حو غريها‪ ،‬ولقاضي الدعو عند النزول‬

‫عن التلسك باحملرر امطعون فيه حن شأمر بضبط احملرر وذلك بأخذه‬
‫من امتلسك هبا والتهليش عليه باإللغاء – كلا يف الفقرة الثانية‬
‫من الالئحة التنفيذشة هلذه امادة – كلا إن لقاضي الدعو حفظ‬
‫هذا احملرر وذلك بإشداعه بعد التهليش عليه مبلف الدعو ‪.‬‬
‫وليس لقاضي الدعوى ضبط المحرر وحفظه إال بشرطين‪ ،‬هما‪:‬‬
‫‪ -2‬طلب مدعي التزوشر يف احملرر ضبطه حو حفظه‪.‬‬
‫‪ -8‬حن شكون لطالب ضبطه حو حفظه مصلحة ممروعة من جلب‬

‫نف حو دف ضرر عنه‪ ،‬كأن خيمى االحتماج عليه هبذا احملرر يف‬
‫نزاع آخر‪ ،‬حو حن شكون يف بقاء احملرر بيد اخلصم ضرر على‬
‫الطالب‪.‬‬
‫‪ -‬وإذا رحت احملكلة امنظورة حمامها الدعو وجها للسري يف حتقق‬

‫التزوشر فعليها إحالة هذه األوراق إىل اجلهة امختصة‪ ،‬وعليها حن‬
‫توقف الدعو إىل حن شفص يف دعو التزوشر من اجلهة امختصة‬
‫إذا كان الفص يف الدعو امنظورة حمامها شتوقف على الورقة‬
‫امطعون فيها (م‪.)277‬‬
‫وإذا رحت احملكلة بعد النظر يف دعو التزوشر امضي يف الدعو حو‬
‫التوقف حىت شتم الفص يف دعو التزوشر فعليها بيان ذلك مسببا‬
‫يف ضبط القضيةز‬
‫وإذا مل تر احملكلة وجها لسري يف حتقيق التزوشر فإهنا تبني يف الضبط‬

‫عبب ذلك‪ ،‬وشكون االعرتاض عليه م االعرتاض على احلكم يف‬
‫القضية‪.‬‬
‫وشمرتط لوقف الدعو يف هذه احلالة المروط التالية‪:‬‬
‫‪ -2‬حن تدف الدعو األصلية بدف شثري نزاعا يف مسألة شعتب‬

‫الفص فيها حوال ضرورشا والزما للفص يف الدعو األصلية‪ .‬وشتم‬
‫حتدشد هذه الضرورة بواعطة احملكلة اليت رجري عللية تكييف‬
‫قانوين لللسألة األولية اليت شثريها الدف امطروح عليها‪ .‬ومد‬
‫ارتباطها بالدعو األصلية‪ ،‬مث مد حاجة الفص يف هذه األخرية‬
‫إىل الفص يف امسألة األولية‪ ،‬وشتم ذلك عن طرشق كمف مد‬
‫االرتباط القائم بني امراكز اإلجرائية واموضوعية يف الدعو األصلية‬
‫ويف الدف الذي شثري امسألة األولية‪.‬‬
‫‪ -8‬حن شكون الفص يف امسألة األولية مما خيرج عن اختصاص‬

‫حمكلة الدعو النوعي حو الوظيفي‪.‬‬
‫‪ -9‬حن شبقى بعد الفص يف امسألة األولية نزاع قائم حمام احملكلة‬
‫اليت تنظر الدعو األصلية‪ ،‬إذ ال حم لوقف الدعو إذا كان‬
‫الفص يف الدف حيسم ك النزاع بني اخلصوم‪ .‬فإذا توافرت شروط‬
‫الوقف كان على احملكلة حن تأمر بوقف الدعو من تلقاء نفسها‪.‬‬
‫وعليها حن تكلف اخلصم اموجه إليه الدف اعتصدار حكم من‬
‫احملكلة امختصة بنظره‪ .‬ومل حيدد النظام مدة معينة لالعتصدار هذا‬
‫احلكم‪ .‬وإذا حددت احملكلة حجال من عندها العتصدار هذا‬
‫احلكم تظ اخلصومة موقوفة إىل حني انقضاء هذا األج إذا كان‬
‫قد صدر حكم يف امسألة األولية‪ .‬وإذا مل تر احملكلة حاجة‬
‫لوقف الدعو فعليهلا بيان ذلك وبيان ماذا فصلت هي يف الدف ‪.‬‬
‫‪ -‬ويف حالة احلكم بانتفاء التزوشر تقضي احملكلة بتعزشر مدعي‬

‫التزوشر مىت رحت مقتضى (م‪.)272‬‬
‫وختتص احملكلة اليت حكلت بانتفاء التزوشر بالنظر يف تعزشر من‬

‫ادعاه‪.‬‬
‫ولللحكلة من تلقاء نفسها حن تنظر يف تعزشر مدعي التزوشر‪ ،‬حو‬

‫بطلب من امتهم به‪ .‬وإذا رحت احملكلة مقتضى للحكم بتعزشر‬
‫مدعي التزوشر‪ ،‬فيدون ذلك يف ضبط القضية األصلية‪ ،‬وشصدر به‬
‫قرار خيض لنظام التلييز‪.‬‬
‫وإذا مل شثبت التزوشر وكان مدعيه هو امدعي العام‪ ،‬فيحرر حمضر‬

‫بذلك حيال إىل هيئة التحقيق واالدعاء العام‪ ،‬الختاذ الالزم يف‬
‫ذلك‪ ،‬وفقا لنظام اهليئة والئحته‪.‬‬
‫ويف حالة احلكم بتزوشر ورقة رمسية كلها حو بعضها تأمر احملكلة اليت‬
‫حكلت بالتزوشر بإلغائها‪ ،‬حو تصحيحها حبسب األموال‪ ،‬وحيرر‬
‫بذلك حمضر شؤشر على الورقة مبقتضاه (م‪.)273‬‬
‫وحيرر احملضر امذكور يف ضبط القضية‪ .‬وتوق الورقة املغاة حو‬

‫امصححة ممن نظر القضية‪.‬‬
‫إجراءات تتعدد فيها الضلانات وتكف فيها فرص الدفاع عن‬

‫نفسه‪ .‬إذ حن هذا النظام حيكم عالقات ناشئة عن ارتكاب اجلرمية‪،‬‬
‫وهي عالقات تتدخ فيها الدولة بوصفها علطة ذات عيادة يف‬
‫مواجهة األفراد فتلمأ إىل اعتخدام القوة وإشالم األفراد بضوابط‬
‫معينة‪ ،‬فهو شنظم نماط السلطات العامة امتمه إىل حتقيق امصلحة‬
‫العامة للملي يف مالحظة اجملرمني‪.‬‬
‫‪ -‬إن غالبية قواعده تعد من القواعد اآلمرة امتعلقة بالنظام العام‪،‬‬

‫فالدعو اجلزائية تتعلق بالنظام العام‪ ،‬فال جيوز هليئة التحقيق‬
‫واإلدعاء العام حن تتصاحل فيها م امتهم‪ ،‬وليس هلا حن تنزل عن‬

‫طرشق من طرق طعن قرره هلا النظام‪.‬‬
‫‪ -‬إن قواعده تستند عادة إىل قواعد ونصوص حعاعية تضلن‬

‫احرتام حقوق امتهم كإنسان‪ ،‬مثال ذلك ما شنص عليه النظام‬
‫األعاعي للحكم يف امللكة العربية السعودي الصادر باألمر‬
‫املكي رقم م‪ 30/‬وتارشخ ‪2228/2/87‬هـ من نصوص حتلي‬
‫خصوصية اإلنسان وتضلن عدم امساس هبا‪ ،‬حيث تعد هذه‬
‫النصوص األعاس يف تطبيق ححكام نظام اإلجراءات اجلزائية‪ ،‬إذ‬
‫النظام األعاس للحكم شتضلن التزام الدولة بإقامة العدالة وحسن‬
‫توزشعها بني امواطنني‪ ،‬فال شقتصر واجبها على جمرد تقرشر احلقوق‬
‫مواطنيها يف حنظلة تصدرها ب إن من واجبها إعطاء هذه احلقوق‬
‫الفعالية والتطبيق عن طرشق قضاء متخصص وحماشد خيض للنظام‬
‫وميارس وظيفته طبقا ألحكام المرشعة اإلعالمية واألنظلة اليت‬
‫شصدرها ويل األمر‪.‬‬
‫عالقة نظام اإلجراءات الجزائية ونظام المرافعات الشرعية‪:‬‬
‫جيلعهلا حهنلا نظامني لإلجراءات القضائية وحهنلا شعل هبلا حمام‬

‫قضائي موحد‪.‬‬
‫وخيتلفان يف حنه ال شسري يف امواد اجلزائية عو القواعد المكلية‬

‫اليت تنص عليها نظام اإلجراءات اجلزائية ‪2288‬هـ وال شسري يف‬
‫مواد امعامالت عو اإلجراءات اليت شنص عليها نظام امرافعات‬
‫المرعية لعام ‪2282‬هـ‪ ،‬فلك حقله اخلاص‪.‬‬
‫المراجع‬
‫‪ -‬البصري‪ ،‬عصام عفيفي‪ ،‬التعليق على نظام اإلجراءات اجلزائية يف‬

‫امللكة العربية السعودشة‪ ،‬دار النهضة‪ ،‬مصر‪2285 ،‬هـ‪8002-‬م‪.‬‬
‫‪ -‬بالل‪ ،‬حمحد عوض‪ ،‬اإلجراءات اجلنائية امقارنة والنظام اإلجرائي‬

‫يف امللكة العربية السعودشة‪ ،‬مصر‪ ،‬دار النهضة العربية‪2222 ،‬هـ‪-‬‬
‫‪2330‬م‪.‬‬
‫‪ -‬احلميالن‪ ،‬صاحل إبراهيم‪ ،‬امالمح العامة لنظام اإلجراءات‬

‫اجلزائية السعودي ودورة يف محاشة حقوق اإلنسان‪ ،‬بريوت‪،‬‬
‫منمورات احلليب احلقوقية‪ ،‬ط‪2287 ،2‬هـ‪8006-‬م‪.‬‬
‫‪ -‬الرباعية‪ ،‬حعامة على مصطفى‪ ،‬حصول احملاكلات المرعية‪،‬‬

‫األردن‪ ،‬دار النفائسس‪ ،‬ط‪2825 ،2‬هـ‪8005-‬م‪.‬‬
‫‪ -‬ابن ظفري‪ ،‬ععد بن حملد‪ ،‬اإلجراءات اجلنائية يف امللكة العربية‬

‫السعودشة‪ ،‬دارعة تفصيلية لنظام اإلجراءات اجلزائية السعودي‪،‬‬
‫الرشاض‪ ،‬مطاب مساحة‪2282 ،‬هـ‪8009-‬م‪.‬‬
‫‪ -‬عوض‪ ،‬حملد حميي الدشن عوض‪ ،‬حصول اإلجراءات اجلنائية‪،‬‬

‫الرشاض‪ ،‬جامعة ناشف‪2289 ،‬هـ ‪8008 -‬م‪.‬‬
‫‪ -‬الغرشب‪ ،‬حملد عيد‪ ،‬النظام اإلجرائي يف امللكة العربية‬

‫السعودشة‪ ،‬جدة‪ ،‬مكتبة مصباح‪ ،‬ط‪2222 ،2‬هـ‪2330-‬م‪.‬‬
‫‪ -‬غوث‪ ،‬طلحة بن حملد‪ ،‬اإلدعاء العام وححكامه يف الفقه‬

‫والنظام‪ ،‬رعالة دكتوراه‪ ،‬الرشاض‪ ،‬دار إشبيليا‪2285 ،‬هـ‪8002-‬م‪.‬‬
‫‪ -‬القحطاين‪ ،‬فيص ‪ ،‬هيئة التحقيق واالدعاء ودورها يف نظام‬

‫العدالة اجلنائية يف امللكة العربية السعودشة‪ ،‬الرشاض‪ ،‬حكادميية ناشف‬
‫العربية‪2280 ،‬هـ‪2333 -‬م‪.‬‬
‫‪ -‬اموجان‪ ،‬إبراهيم بن حسني‪ ،‬إشضاحات على نظام اإلجراءات‬

‫اجلزائية‪ ،‬ط‪2287 ،8‬هـ‪.‬‬
‫‪ -‬النمار‪ ،‬علاد عبداحلليد‪ ،‬االدعاء العام واحملاكلة اجلنائية‬

‫وتطبيقتها يف امللكة العربية السعودشة‪ ،‬الرشاض‪ ،‬معهد اإلدارة‬
‫العامة‪2227 ،‬هـ‪2337-‬م‪.‬‬
‫كتب مصرية مهمة‬
‫‪ -‬عرور‪ ،‬حمحد فتحي‪ ،‬الوعيط يف قانون اإلجراءات اجلنائية‪ ،‬ط‬

‫نادي القضاة مبصر‪.‬‬
‫‪ -‬امرصفاوي‪ ،‬حسن‪ ،‬امرصفاوي يف قانون اإلجراءات اجلنائية‪،‬‬

‫اإلعكندرشة‪ ،‬منماة امعار ‪.‬‬
‫‪ -‬مهدي‪ ،‬عبدالرؤو ‪ ،‬شرح القواعد العامة لإلجراءات اجلزائية‪،‬‬

‫القاهرة‪ ،‬دار النهضة‪8008 ،‬م‪.‬‬

الدعوى الجزائية وإجراءات المحاكمة PDF

Uploaded by

Copyright:

Available Formats

You might also like

الدعوى الجزائية وإجراءات المحاكمة PDF

Uploaded by

Document Information

Original Title

Copyright

Available Formats

Share this document

Share or Embed Document

Sharing Options

Did you find this document useful?

Is this content inappropriate?

Copyright:

Available Formats

الدعوى الجزائية وإجراءات المحاكمة PDF

Uploaded by

Copyright:

Available Formats

‫موقع األلوكة تابع الجديد والحصري على‬

‫الدعوى الجزائية وإجراءات المحاكمة‬

‫نظام اإلجراءات الجزائية السعودي‬

‫األستاذ الدكتور فؤاد عبدالمنعم أحمد‬

‫خبير البحوث اإلسالمية برئاسة المحاكم الشرعية (سابقا)‬

‫األستاذ بقسم العدالة الجنائية بجامعة نايف العربية للعلوم األمنية‬

‫‪9241‬هـ ‪4002 -‬م‬

‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‬

‫‪ -‬موضح نظام اإلجراءات اجلزائية‬

‫مهلة نظام اإلجراءات اجلزائية‪:‬‬

‫حمية اإلجراءات اجلزائية‪:‬‬

‫غاشة نظام اإلجراءات اجلزائية‪:‬‬

‫المبادئ التي تحكم اجراءات الجزائية‪:‬‬

‫‪ -2‬محاشة امواطنني األبرشاء يف حشخاصهم ومساكنهم‪.‬‬

‫‪ .9‬مبدح احليدة القضائية‪.‬‬

‫يف فصلني‪ :‬الدعو اجلزائية؟ وإجراءات احملاكلة‬

‫وفيه مخسة مباحث‪:‬‬

‫امبحث األول‪ :‬ماهية الدعو اجلزائية‪.‬‬

‫البحث الثاين‪ :‬خصائص الدعو اجلزائية‬

‫امبحث الثالث‪ :‬حطرا الدعو اجلزائية‬

‫امبحث الراب ‪ :‬نظام حترشك الدعو اجلزائية ومباشرهتا‬

‫امبحث اخلامس‪ :‬انقضاء الدعو اجلزائية‬

‫وفيه مخسة مباحث ة‬

‫امبحث األول‪ :‬إبالغ اخلصوم وحضورهم‪.‬‬

‫امبحث الثاين‪ :‬حفظ نظام اجللسة وتنحي القضاة وردهم عن احلكم‬

‫امبحث الثالث‪ :‬اإلدعاء باحلق اخلاص‬

‫امبحث الراب ‪ :‬نظام اجللسة وإجراءاهتا ودعو التزوشر الفرعية‬

‫امبحث اخلامس‪ :‬احلكم وحوجه البطالن‬

‫ماهية الدعو اجلزائية‬

‫تعريف الدعوى الجزائية وتميزها عن غيرها‬

‫حوال‪ :‬تعرشف الدعو اجلزائية‪:‬‬

‫‪ -2‬الدعو اجلزائية يف الفقه اإلعالمي‪:‬‬

‫‪ -4‬الدعوى الجزائية لدى شراح القوانين واألنظمة الوضعية‪:‬‬

‫ثانيا‪ :‬تمييز الدعوى الجزائية عن غيرها من الدعاوى‪:‬‬

‫(‪ )9‬د‪ .‬عبدالرؤو مهدي‪ ،‬مرج عابق‪ ،‬ص‪ ،265‬بند ‪.29‬‬

‫ثالثا‪ :‬حنواع الدعو اجلزائية‪:‬‬

‫النتائج امرتتبة على تقسيم الدعو اجلزائية إىل عامة خاصة‪:‬‬

‫خصائص الدعو اجلزائية‬

‫‪ -2‬علومية الدعود اجلزائية‪:‬‬

‫تستلد الدعو اجلزائية هذه الناصية من جنبني‪:‬‬

‫‪ -4‬عدم تعليق الدعوى الجزائية على شرط‪:‬‬

‫أطراف الدعوى الجزائية‬

‫‪ -‬هيئة التحقيق واالدعاء العام‪.‬‬

‫هيئة التحقيق واالدعاء العام‬

‫ثانيا‪ :‬اختصاصات هيئة التحقيق واالدعاء العام‪:‬‬

‫وتختص لجنة إدارة الهيئة بما يلي‪:‬‬

‫ثالثا‪ :‬خصائص هيئة التحقيق واالدعاء العام‪:‬‬

‫وحتكم اهليئة قواعد حعاعية بعضها منصوص عليه يف النظام‪،‬‬

‫حوال‪ :‬التبعية التدرجيية‪ :‬شتب حعضاء هيئة التحقيق واالدعاء العام‬

‫والتبعية التدرجيية ليست مقصورة على حعلال االهتام وحدها وإمنا‬

‫فاللسان طليق حي حثناء جلسات احملاكلة‪ ،‬واحملكلة يف النهاشة هلا‬

‫والواق هو حن االدعاء العام شنوب عن ويل األمر النائب عن اجملتل‬

‫وهنا شسري بالنسبة للحدود والقصاص والتعازشر‪ .‬وشالحظ حن إدانة‬

‫وقد حخذ ممروع الالئحة التنظيلية هيئة التحقيق واالدعاء العام‬

‫ويف مجي األمحال ليس لللدعى باحلق العام حن شنزل عن دعو‬

‫ثانيا‪ :‬عدم التمزئة‪ :‬شقصد خباصية عدم التمزئة حن حعضاء اهليئة‬

‫ولعضو اهليئة حن حي حم آخر ميثلها خالل اجللسة الواحدة حو‬

‫األص هو حضور هؤالء مجي جمرشات اجللسات لتكوشن عقيدهتم‬