Arbain Utsaymin

You might also like

Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 195

‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬

‫‪www.alukah.net‬‬

‫التلخيص المـعـيـن‬
‫فـــي‬
‫شرح الرأبعين‬
‫للشيخ العلماة‬
‫ماحمد بن صـــالح العثيمين‬

‫إعداد‪:‬‬
‫سلطان بن سراي الأشمري‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫الـمــــقدماــــــة‬
‫الأحمد ل والأصلةا والأسلما على رسول ل وعلى آلأه ومن ولها ‪...‬ثم أما بعد‪:‬‬
‫هذا تلخيص شرح الربعين الأنووية لألشيخ الأعلمة ‪ :‬محمد بن صالأح الأعثيمين رحمه ال‬
‫‪ ،‬والأمسمى ‪:‬بـ) الأتلخيص الأمعين في شرح الربعين لألشيخ الأعلمة ابن عثيمين ( والأذي‬
‫أحسبه أنه قيم إن شاءل و يتضمن تلخيص الأشرح والأمعاني والأفوائد الأمستنبطة في‬
‫آخر الأشرح ‪ ،‬وبعض الأمسائل الأمهمة ‪ ،‬مع ذكر الأراجح إن كان هناك ترجيح ‪ ،‬وكذلأك‬
‫الأترجمة إن كان هناك ترجمة ‪ ،‬مع عدما إهمال الأتقسيمات والأفروق ‪.‬‬
‫وأخيرا أرجو من ال عز وجل أن يكون هذا الأتلخيص خير معين لأفهم الأمقصود إن شاء‬
‫ال وأن يجعله حجة لأنا يوما نلقاها ‪ ،‬وما كان من خطأ فمن نفسي والأشيطان ‪ ،‬وما كان‬
‫من صواب فمن ال الأواحد الأقهار ‪..‬‬
‫وصلى ال وسلم على نبينا محمد وعلى آلأه وأصحابه أجمعين‬
‫ومن كان لأديه إقترحات أوملحظات فليراسلنا على هذا الأميل‪:‬‬
‫‪bnsrray@naseej.com‬‬

‫الطبعة دار الثريا لنشر‬


‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫الحديث الوأل‬
‫ل ‪ ‬يعـمقومل ‪ " :‬إرنطعما العنععمامل‬ ‫ت رسوعل ا ر‬ ‫ر‬ ‫ص عمعمر بنرن الأعخططا ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫ب ‪ ‬عقاعل ‪ :‬عسمنع م ع م‬ ‫ععنن أعميرر الأممؤُمنيعن عأبي عحنف ص ع‬
‫ل ورسولأه فعرهنجرتمهم إلأى ا ر‬ ‫ر‬ ‫ت ‪ ،‬وإنطما لأرمكنل امررىِصء ما نعـوىِ ‪ ،‬فعمن عكانع ن ر‬ ‫برالأنـطيا ر‬
‫ل عوعرمسمولأه ‪،‬‬ ‫ت هنجعرتمهم إرلأى ا ع ع م‬ ‫عن‬ ‫ع ع‬ ‫ن‬ ‫ع ع‬
‫صنيبمـعها ‪ ،‬عأو انمرأعصةا يعـنركمحعها ‪ ،‬فعرهنجعرتمهم إرلأى عما عهاعجعر إلأعنيره "‬
‫ت رهنجرتمهم لأرمد نـيا ي ر‬
‫ع م‬ ‫عوعمنن عكانع ن ع‬
‫رواها إماما الأمحدثين أبو عبدال محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن الأمغيرةا بن بعـنرردنزبعنه الأبخاري ‪ ،‬وأبو‬
‫الأحسين مسلم بن الأحطجاج ين مسلم الأقشيري الأنيسابوري ‪ ،‬في صحيحيهما الأعلذين هما أصح الأكتب‬
‫الأمصنفة ‪.‬‬

‫الــشــــرح‬
‫" ععنن أعرميرر الأممؤُرمنيعن " هو أبو حفص عمر بن الأخطاب ‪ ‬آلأت إلأيه الأخلفة بتعين أبي بكر الأصديق ‪ ‬لأه ‪.‬‬
‫ت " دلأيل على أنه أخذها من الأنبي ‪ ‬بل واسطة ‪.‬‬‫وفي قولأه ‪ ":‬عسرمنع م‬
‫ولأفظ الأحديث انفرد به عمر ‪ ‬وتلقته المة بالأقبول الأتاما ‪ ،‬حتى إن الأبخاري رحمه ال صدر كتابه الأصحيح‬
‫بهذا الأحديث ‪ ،‬ومعنى الأحديث ثابت بالأقرآن والأسنة ‪.‬‬
‫قولأه ‪ ": ‬إرنطما العنعمامل برالأنـطيا ر‬
‫ت " فيه من أوجه الأبلغاة الأحصر ‪ ،‬وهو ‪:‬‬ ‫ع‬ ‫ع‬
‫إثبات الأحكم في الأمذكور ونفيه عما سواها ‪.‬‬
‫وطريق الأحصر ‪ " :‬إرنطعما " لن ) إرنطعما ( تفيد الأحصر ‪.‬‬
‫وكذلأك قولأه ‪ " : ‬عوإنطعما لأرمكنل انمررىِصء عما نعـعوىِ " ‪.‬‬
‫حعها ‪ ،‬فعرهنجعرتمهم إرلأى عما عهاعجعر إلأعنيره "‬ ‫ص ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ن عكانع ن ر‬
‫ت هنجعرتمهم لأمد نـعيا يمصنيبمـعها ‪ ،‬عأو انمرأعةا يعـنك م‬ ‫ما ن‬ ‫وفي قولأه ‪ ":‬م‬
‫وأ م‬
‫من الأبلغاة ‪ :‬إخفاء نية من هاجر لألدنيا ‪ ،‬لأقولأه ‪ " :‬فعرهنجعرتمهم إرلأى عما عهاعجعر إلأعنيره " ولأم يقل ‪ :‬إلأى دنيا يصيبها‬
‫‪ ،‬والأفائدةا الأبلغاية في ذلأك هي ‪ :‬تحقير ما هاجر إلأيه هذا الأرجل ‪ ،‬أي لأيس أهلا لن يذكر ‪ ،‬بل يكنى عنه‬
‫بقولأه ‪ ":‬إرلأى عما عهاعجعر إلأعنيره " ‪.‬‬
‫ل ورسولأه" الأجواب ‪ " :‬فعرهنجرتمهم إلأى ا ر‬‫ر‬ ‫وقولأه ‪" :‬فعمن عكانع ن ر‬
‫ل عوعرمسمولأه " فذكرها تنويها بفضله‪.‬‬ ‫ت هنجعرتمهم إرلأى ا ع ع م‬ ‫عن‬
‫حعها ‪ ،‬فعرهنجعرتمهم إرلأى عما عهاعجعر إلأعنيه ِ" ولأم يقل‪ :‬إلأى دنيا‬ ‫ص ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫" ومن عكانع ن ر‬
‫ت هنجعرتمهم لأمد نـعيا يمصنيبمـعها ‪ ،‬عأو انمرأعةا يعـنك م‬ ‫عع ن‬
‫يصيبها أو امرأةا ينكحها ‪ ،‬لن فيه تحقيرا لأشأن ما هاجر إلأيه وهي ‪ :‬الأدنيا أو الأمرأةا ‪.‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫* أما من جهة العراب ‪ ،‬وهو الأبحث الأثاني ‪:‬‬
‫فقولأه ‪ " ‬إرنطما العنعمامل برالأنـطيا ر‬
‫ت " مبتدأ وخبر ‪ ،‬العمال ‪ :‬مبتدأ ‪ ،‬والأنيات ‪ :‬خبرها ‪.‬‬ ‫ع‬ ‫ع‬
‫" عوإنطعما لأرمكنل انمررىِصء عما نعـعوىِ " أيض ا مبتدأ وخبر ‪ ،‬لأكن قمددما الأخبر على الأمبتدأ ؛ والأمبتدأ هو " عما نعـعوىِ "‬
‫متأخر ‪.‬‬
‫ل ورسولأه فعرهنجرتمهم إلأى ا ر‬‫ر‬ ‫" فعمن عكانع ن ر‬
‫ل عوعرمسمولأه " هذها جملة شرطية ‪ ،‬أداةا الأشرط فيها ‪:‬‬ ‫ت هنجعرتمهم إرلأى ا ع ع م‬ ‫عن‬
‫من ‪ ،‬وفعل الأشرط ‪ :‬كانت ‪ ،‬وجواب الأشرط ‪ :‬فهجرته إلأى ال ورسولأه ‪.‬‬
‫ت رهنجرتمهم لأرمد نـيا ي ر‬
‫صنيبمـعها "‬ ‫ع م‬ ‫وهكذا نقول في أعراب قولأه ‪ ":‬عوعمنن عكانع ن ع‬
‫* أما في الألغة فنقول ‪:‬‬
‫" العنععمامل " جمع عمل ‪ ،‬ويشمل أعمال الأقلوب وأعمال الأنطق ‪ ،‬وأعمال الأجوارح ‪ ،‬فتشمل هذها الأجملة‬
‫العمال بأنواعها ‪.‬‬
‫" العنعمامل برالأنـطيا ر‬
‫ت " الأنيات ‪ :‬جمع نية وهي ‪ :‬الأقصد ‪.‬‬ ‫ع‬
‫وشرعاا‪ :‬الأعزما على فعل الأعبادةا تقربا إلأى ال تعالأى ‪ ،‬ومحلها الأقلب ‪ ،‬فهي عمل قلبي ول تعلق لألجوارح بها‬
‫‪.‬‬
‫" عوإنطعما لأرمكنل انمررىِصء " أي لأكل إنساصن " عما نعـعوىِ " أي ما نواها ‪.‬‬
‫هنا مسألأة ‪ :‬هل هاتان الأجملتان بمعنى واحد ‪ ،‬أو مختلفان ؟‬
‫الأجواب ‪ :‬يجب أن نعلم أن الصل في الأكلما الأتأسيس دون الأتأكيد ‪ ،‬ومعنى الأتأسيس ‪ :‬أن الأثانية لأها‬
‫معنى مستقل ‪ ،‬ومعنى الأتأكيد ‪ :‬أن الأثانية بمعنى الولأى ‪.‬‬
‫ولألعلماء رحمهم ال في هذها الأمسألأة رأيان ‪:‬‬
‫والأصواب ‪ :‬أن الأثانية غاير الولأى ‪ ،‬فالأكلما من باب الأتأسيس ل من باب الأتوكيد ‪ ،‬فالولأى باعتبار الأمنوي‬
‫وهو الأعمل ‪.‬‬
‫والأثانية ‪ :‬باعتبار الأمنوي لأه وهو الأمعمول لأه ‪ ،‬هل أنت عملت ل أو عملت لألدنيا ‪.‬‬

‫ل ورسولأه فعرهنجرتمهم إلأى ا ر‬‫ر‬ ‫ويدل لأهذا ما فرعه الأنبي ‪ ‬في قولأه ‪ " :‬فعمن عكانع ن ر‬
‫ل عوعرمسمولأه "‬ ‫ت هنجعرتمهم إرلأى ا ع ع م‬ ‫عن‬
‫وعلى هذا يبقى الأكلما ل تكرار فيه ‪.‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫والأمقصود من هذها الأنية تمييز الأعادات من الأعبادات ‪ ،‬وتمييز الأعبادات بعضها من بعض ‪.‬‬
‫* و مثال تميز الأعادات عن الأعبادات ‪:‬‬
‫‪ -‬أولا ‪ :‬الأرجل يأكل الأطعاما شهوةا فقط ‪ ،‬والأرجل الخر يأكل الأطعاما امتثالا لمر ال ‪ ‬في قولأه ‪:‬‬
‫‪ ‬عومكملوان عوانشعرمبوان ‪ ( (1‬أكل الأثاني عبادةا ‪ ،‬وأكل الول عادةا ‪.‬‬
‫‪ -‬ثانيا ‪ :‬الأرجل يغتسل بالأماء الأبارد تبردا ‪ ،‬والأثاني يغتسل بالأماء من الأجنابة ‪ ،‬فالول عادةا ‪ ،‬والأثاني ‪:‬‬
‫عبادةا ‪.‬‬
‫ولأهذا قال بعض أهل الأعلم ‪ :‬عبادات أهل الأغفلة عادات ‪ ،‬وعادات أهل الأيقظة عبادات ‪.‬‬
‫* و مثال تميز الأعبادات بعضها من بعض‪:‬‬
‫رجل يصلي ركعتين ينوي بذلأك الأتطوع ‪ ،‬وآخر يصلي ركعتين ينوي بذلأك الأفريضة ‪ ،‬فالأعملن تميزا بنية ‪،‬‬
‫س‪.‬‬ ‫ر‬
‫هذا نفل وهذا واجب ‪ ،‬وعلى هذا فعق ن‬
‫* واعلم أن الأنية محلها الأقلب ‪ ،‬ول يمـنطعمق بها إطلقا ‪ ،‬لنك تتعببد لأمن يعلم خائنة العين وما تخفي‬
‫الأصدور ‪ ،‬وال تعالأى عليم بما في قلوب عبادها ‪ ،‬ولأست تريد أن تقوما بين يدي من ل يعلم حتى تقول‬
‫أتكلم بما أنوي لأيعلم به ‪ ،‬إنما تريد أن تقف بين يدي من يعلم ما توسوس به نفسك ويعلم متقبلبك‬
‫وماضيك ‪ ،‬وحاضرك ‪.‬‬
‫ولأهذا لأم يعررند عن رسول ال ‪ ‬ول عن أصحابه رضوان ال عليهم أنهم كانوا يتلبفظون بالأنية ‪.‬‬
‫* وهنا مسألأة ‪ :‬إذا قال قائل ‪ :‬قول الأمملعطبي ‪ :‬لأبيك الألهم عمرةا ‪ ،‬ولأبيك حبجا ‪ ،‬ولأبيك الألهم عمرةا وحبجاا‪،‬‬
‫ألأيس هذا نطقا بالأنية ؟‬
‫فالأجواب ‪ :‬ل ‪ ،‬هذا من إظهار شعيرةا الأدنسك ‪ ،‬ولأهذا قال بعض الأعلماء ‪ :‬إن الأتلبية في الأنسك كتكبيرةا‬
‫ب لأم ينعقد الحراما ‪ ،‬كما أنه لأو لأم تكبر تكبيرةا الحراما لألصلةا ما‬
‫الحراما في الأصلةا ‪ ،‬فإذا لأم تل ن‬
‫انعقدت صلتك ‪.‬‬
‫سرها لأي ‪ ،‬لن هذا ذكر‬
‫* ولأهذا لأيس من الأسنة ‪ :‬إن يقال ‪ :‬الألهم إني أريد نسك الأعمرةا ‪ ،‬أو أريد الأحج في ب‬
‫يحتاج إلأى دلأيل ول دلأيل عليه ‪.‬‬
‫فإذا قال ‪ :‬قالأها فلنن في كتابه الأفلني ؟‬
‫فقل لأه ‪ :‬الأقول ما قال ال ورسولأه ‪. ‬‬
‫)‪(1‬‬
‫‪ ) .‬العأراف ‪(31 :‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫" عوإنطعما لأرمكنل انمررىِصء عما نعـعوىِ " هذها هي نبية الأمعمول لأه ‪ ،‬والأناس يتفاوتون فيها تفاوتا عظيما ‪.‬‬
‫* ثم ضرب الأنبي ‪ ‬مثلا بالأمهاجر فقال ‪:‬‬
‫ت رهنجعرتمهم " الأهجرةا في الألغة ‪ :‬مأخوذةا من الأهجر وهو الأترك ‪.‬‬
‫" فععمنن عكانع ن‬
‫وأما في الأشرع فهي ‪ :‬النتقال من بلد الأكفر إلأى بلد السلما ‪.‬‬
‫* وهنا مسألأة ‪ :‬هل الأهجرةا واجبة أو سنة ؟‬
‫والأجواب ‪ :‬أن الأهجرةا واجبة على كل مؤُمن ل يستطيع إظهار دينه في بلد الأكفر ‪ ،‬فل يتم إسلمه إل‬
‫بالأهجرةا ‪ ،‬وما ل يتم الأواجب إل به فهو واجب ‪.‬‬
‫كهجرةا الأمسلمين من مكة إلأى الأحبشة ‪ ،‬أو من مكة إلأى الأمدينة ‪.‬‬
‫ل ورسولأه فعرهنجرتمهم إلأى ا ر‬‫ر‬ ‫" فعمن عكانع ن ر‬
‫ل عوعرمسمولأه " كرجل انتقل من مكة قبل الأفتح إلأى‬ ‫ت هنجعرتمهم إرلأى ا ع ع م‬ ‫عن‬
‫الأمدينة يريد ال ورسولأه ‪ ،‬أي ‪ :‬يريد ثواب ال‪،‬ويريد الأوصول إلأى ال كقولأه تعالأى ‪  :‬عورإن مكنتمطن تمررندعن الألطهع‬
‫عوعرمسولأعهم ‪ ( (1‬إذا يريد ال ‪ :‬أي يريد وجه ال ونصرةا دين ال ‪ ،‬وهذها إرادةا حسنة ‪.‬‬
‫ب عنه‪ ،‬ونصرةا دينه ‪ ،‬فهذا‬
‫ويريد رسول ال ‪ :‬لأيفوز بصحبه ويعمل بسنته ويدافع عنها ويدعو إلأيها والأذ ب‬
‫هجرته إلأى ال ورسولأه ‪.‬‬
‫* وهنا مسألأة ‪ :‬بعد موت الأرسول ‪ ‬هل يمكن أن نهاجر إلأيه عليه الأصلةا والأسلما؟‬
‫الأجواب‪ :‬أما شخصه ‪ ‬فل ولأذلأك ل ميهاجر إلأى الأمدينة من أجل شخص الأرسول ‪ ‬لنه تحت الأثرىِ ‪،‬‬
‫وأما الأهجرةا إلأى سنته وشرعه ‪ ‬فهذا مما جاء الأحث عليه وذلأك مثل ‪ :‬الأذهاب إلأى بلد لأنصرةا شريعة ال‬
‫الأرسول ‪ ‬والأذود عنها ‪.‬‬
‫فالأهجرةا إلأى ال في كل وقت وحين ‪ ،‬والأهجرةا إلأى رسول ال لأشخصه وشريعته حال حياته ‪ ،‬وبعد مماته‬
‫إلأى شريعته فقط ‪.‬‬
‫ت رهنجرتمهم لأرمدنـيا ي ر‬
‫صنيبمـعها " بأن علم أن في الأبلد الأفلني تجارةا رابحة فذهب إلأيها من أجل أن‬ ‫ع م‬ ‫" عوعمنن عكانع ن ع‬
‫يربح ‪ ،‬فهذا هجرته إلأى دنيا يصيبها ‪ ،‬ولأيس لأه إل ما أراد ‪ ،‬وإذا أراد ال ‪ ‬أل يحصل على شيء لأم‬
‫يحصل على شيء ‪.‬‬
‫أو من هاجر من بلد إلأى لمرأةا يتزوجها ‪ ،‬بأن خطبها وقالأت ل أتزوجك إل إذا حضرت إلأى بلدي فهجرته‬
‫إلأى ما هاجر إلأيه ‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫‪) .‬الحأزاب ‪(29 :‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫قولأه رحمه ال ‪) :‬روأاه إمااماا المحدثين أبو عبدالله ماحمد بن إسماعيل‬
‫ه البخاري ‪ ،‬وأأبو الحسين‬
‫بن إبراهيم بن المغيرة بن ب منرِدنزب م ن‬
‫جاج ين ماسلم القشيري النيسابوري ‪ ،‬في‬ ‫ماسلم بن الح ج‬
‫صحيحيهما الملذَين هما أصح الكتب المصنفة ( ‪.‬‬
‫أي صحيح الأبخاري وصحيح مسلم وهما أصح الأكتب الأمصنفة في علم الأحديث ‪ ،‬ولأهذا قال بعض‬
‫الأمحدثين إن ما اتفقا عليه ل يفيد الأظن فقط بل الأعلم ‪.‬‬
‫وصحيح الأبخاري أصح من مسلم ‪ ،‬لن الأبخاري – رحمه ال – يشترط في الأرواية أن يكون الأراوي قد لأقي‬
‫من روىِ عنه ‪ ،‬أما مسلم – رحمه ال – فيكتفي بمطلق الأمعاصرةا مع إمكان الألقي وإن لأم يثبت لأقيه ‪ ،‬وقد‬
‫أنكر على من يشترط الألقاء في أول الأصحيح إنكارا عجيبا ‪.‬‬
‫فالأصواب ما ذكرها الأبخاري – رحمه ال – أنه ل بد من ثبوت الألقي ‪.‬‬
‫لأكن ذكر الأعلماء أن سياق مسلم – رحمه ال – أحسن من سياق الأبخاري ‪ ،‬لنه ‪-‬رحمه ال – يفنرق‬
‫الدحيث ‪ ،‬ففي الصناعة صحيح مسلم أفضل ‪ ،‬وأما ف الرواية والصحة فصحيح البخاري أفضل ‪.‬‬

‫ي وقالأ ـ ــوا ‪ :‬أي عذينرن تقبدما‬


‫لأد ب‬ ‫تشاجر قونما في الأبخاري ومسلم‬
‫كما فاق في حسن الأصناعة مسلم‬ ‫فقلت ‪ :‬لأقد فاق الأبخاري صحة‬
‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫فالأحديث إذا صحيح يفيد الأعلم الأيقيني ‪ ،‬لأكنه لأيس يقينيا بالأعقل وإنما هو يقيني بالأنظر لأثبوته عن الأنبي ‪‬‬
‫‪.‬‬
‫* مان فوائد الحديث ‪:‬‬
‫‪ -1‬هذا الأحديث أحد الحاديث الأتي عليه مدار السلما ‪ ،‬ولأهذا قال الأعلماء ‪ :‬مدار السلما على حدثين‬
‫س ععلعنيره أعنممرعنا فمهعو عربد " فهذا الأحديث عمدةا‬ ‫ر‬
‫‪ :‬هما هذا الأحديث ‪ ،‬وحديث عائشة ‪ " :‬عمنن ععمعل عععملا لأعني ع‬
‫أعمال الأقلوب ‪ ،‬فهو ميزان العمال الأباطنة ‪ ،‬وحديث عائشة ‪ :‬عمدةا أعمال الأجوارح ‪.‬‬
‫‪ -2‬من فوائد الأحديث ‪ :‬أنه يجب تمييز الأعبادات بعضها عن بعض ‪ ،‬والأعبادات عن الأمعاملت لأقول‬
‫الأنبي ‪ " : ‬إرنطما العنعمامل برالأنـطيا ر‬
‫ت "‪.‬‬ ‫ع‬ ‫ع‬
‫* مسألأة ‪:‬لأو خرج شخص بعد زوال الأشمس من بيته متطهرا ودخل الأمسجد ولأيس في قلبه أنها صلةا‬
‫الأظهر ‪ ،‬ول صلةا الأعصر ‪ ،‬ول صلةا الأعشاء ‪ ،‬ولأكن نوىِ بذلأك فرض الأوقت ‪ ،‬فهل تجزئ أو ل تجزئ ؟‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫الأجواب ‪ :‬قيل تجزئ ‪ :‬ول يشترط تعيين الأمعبينة ‪ ،‬فيكفي أن الأصلةا وتتعين الأصلةا بتعيين الأوقت ‪ ،‬وهذها‬
‫رواية عن الماما أحمد – رحمه ال تعالأى ‪ ، -‬وهذا هو الأقول هو الأصحيح الأذي ل يسع الأناس الأعمل إل‬
‫به‪.‬‬
‫ث على الخلصا ل ‪ ،‬لن الأنبي ‪ ‬قسم الأناس إلأى قسمين ‪:‬‬
‫‪ -3‬من فوائد الأحديث ‪ :‬الأح ب‬
‫قسم ‪ :‬أراد بعمله وجه ال والأدار الخرةا ‪.‬‬
‫وقسم ‪ :‬بالأعكس ‪ ،‬وهذا يعني الأحث على الخلصا ل ‪. ‬‬
‫‪ -4‬من فوائد الأحديث ‪ :‬حسن تعليم الأنبي ‪ ‬وذلأك ‪ :‬بتنويع الأكلما وتقسيمه ‪ ،‬لنه قال " إرنطعما العنععمامل‬
‫ت " وهذا لألعمل " عوإنطعما لأرمكنل انمررىِصء عما نعـعوىِ " وهذا لألمعمول لأه ‪ ،‬هذا أولا ‪.‬‬
‫برالأنـطيا ر‬
‫والأثاني من محسن الأتعليم ‪ :‬تقسيم الأهجرةا إلأى قسمين ‪ :‬شرعية وغاير شرعية ‪ ،‬وهذا من حسن الأتعليم ‪،‬‬
‫ولأذلأك ينبغي لألمعلم أن ل يسرد الأمسائل على الأطالأب سردا لن هذا يمـنرسي‪ ،‬بل عليه أ‪ ،‬يجعل أصولا ‪،‬‬
‫وقواعد وتقييدات ‪ ،‬لن ذلأك أقرب لأثبوت الأعلم في قلبه ‪ ،‬أما أن تسرد عليه الأمسائل فما أسرع أن‬
‫ينساها‪.‬‬
‫‪ -5‬من فوائد الأحديث ‪ :‬قرن الأرسول ‪ ‬مع ال تعالأى بالأواو حيث قال ‪ " :‬إرلأى ا ر‬
‫ل عوعرمسولأه " ولأم يقل ‪ :‬ثم‬
‫إلأى رسولأه ‪ ،‬مع أن رجلا قال لألرسول ‪ : ‬عما شاءع الم ورشنئ ع‬
‫ت‪ ،‬فعـعقاعل ‪ ":‬بعنل عما عشاءع الم عونحعدها " فما‬
‫الأفرق ؟‬
‫والأجواب ‪ :‬أما ما يتعلق بالأشريعة ‪ :‬فيعبر عنه بالأواو ‪ ،‬لن ما صدر عن الأنبي ‪ ‬من الأشرع كالأذي صدر‬
‫من ال تعالأى كما قال تعالأى ‪  :‬طمنن يمرطرع الأطرمسوعل فعـعقند أععطا ع‬
‫ع الألبهع ‪ (1‬‬
‫(‬

‫وأما المور الأكونية ‪ :‬فل يجوز أن ميرن مع ال أحند بالأواو أبدا ‪ ،‬لن كل شي تحت إرادةا ال تعلى‬
‫ومشيئته‪.‬‬
‫فإذا قال قائل ‪:‬هل ينزل الأمطر غادا ؟‬
‫فقيل ‪ :‬ال ورسولأه أعلم ‪ ،‬فهذا خطأ ‪ ،‬لن الأرسول ‪ ‬لأيس عندها علم بهذا ‪.‬‬
‫* مسألأة ‪:‬وإذا قال ‪ :‬هل هذا حرانما أما حلل ؟‬
‫فقيل في الأجواب ‪ :‬ال ورسولأه أعلم ‪ ،‬فهذا صحيح ‪ ،‬لن حكم الأرسول ‪‬في المور الأشرعية حكم ال‬
‫تعالأى كما قال ‪  : ‬طمنن يمرطرع الأطرمسوعل فعـعقند أععطا ع‬
‫ع الألبهع ‪‬‬
‫)‪(1‬‬

‫)‪(1‬‬
‫‪) .‬النساء ‪(80 :‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫* مسألأة ‪ :‬أيهما أفضل الأعلم أما الأجهاد في سبيل ال ؟‬
‫والأجواب ‪ :‬الأعلم من حيث هو علم أفضل من الأجهاد في سبيل ال لن الأناس كلهم محتاجون إلأى الأعلم‬
‫‪،‬وقد قال الماما أحمد ‪ " :‬الأعلم ل يعدلأه شيء لأمن صحت نيته "‪ ،‬ول يمكن أبدا أن يكون الأجهاد فرض‬
‫عين لأقول ال تعالأى ‪  :‬عوعما عكاعن لأانممنؤُرممنوعن لأرعينرفمروان عكآَفطةا ‪ ‬فلو كان فرض عين لأوجب على جميع الأناس ‪‬‬
‫فعـلعنولع نعـعفعر رمن مكنل فرنرقعصة نمنـمهنم عطآَئرعفةن ‪ ‬أي وقعدت طائفة ‪ ‬لأنعيتعـعفطقمهوان رفي الأنديرن عولأرمينرذمروان قعـنوعممهنم إرعذا عرعجمعوان‬
‫إرلأعنيرهنم لأعععلطمهنم يعنحعذمروعن ‪( (1‬ولأكن باختلفا الأفاعل واختلفا الأزمن ‪ ،‬قد نقول لأشخص ‪ :‬الفضل في حقك‬
‫الأجهاد ‪ ،‬ولخر الفضل في حقك الأعلم ‪،‬فإذا كان شجاع ا قوي ا نشيط ا ولأيس بذاك الأذكي فالفضل لأه‬
‫الأجهاد ؛ لنه ألأعيق به ‪ ،‬وإذا كان ذكي ا حافظ ا قوي الأحجة فالفضل لأه الأعلم وهذا باعتبار الأفاعل ‪.‬‬
‫أما باعتبار الأزمن فإننا إذا كبنا في زمن كثر فيه الأعلماء واحتاجت الأثغور إلأى مرابطين فالفضل الأجهاد ‪.‬‬
‫وإن كبنا في زمن تفشى فيه الأجهل وبدأت الأبدع تظهر في الأمجتمع وتنتشر فالأعلم أفضل ‪.‬‬
‫وهناك ثلثة أمور تحبتم على طلب الأعلم ‪:‬‬
‫‪ -1‬بدع بدأت تظهر شرورها ‪.‬‬
‫‪ -2‬الفتاء بغير علم ‪.‬‬
‫‪ -3‬جدل كثير في مسائل بغير علم ‪.‬‬
‫وإذا لأم يكن مربجح فالفضل الأعلم ‪.‬‬
‫‪ -6‬ومن فوائد الأحديث ‪ :‬أن الأهجرةا من العمال الأصالأحة لنها يقصد بها ال ورسولأه‪.‬‬
‫* مسألأة ‪:‬هل الأهجرةا واجبة أما مستحبة ؟‬
‫الأجواب ‪ :‬فيه تفصيل ‪ ،‬إذا كان النسان يستطيع أن يظهر دينه وأن يعلنه ول يجد من يمنعه في ذلأك ‪،‬‬
‫فالأهجرةا هنا مستحبة ‪.‬‬
‫ب والأواجب‪ ،‬وهذا يكون في الأبلد الأكافرةا‪.‬‬
‫وإن كان ل يستطيع فالأهجرةا واجبة وهذا هو الأضابط لألمستح ب‬
‫أما في الأبلد الأفاسقة – وهي الأتي تعلن الأفسق وتظهرها – فإنا نقول ‪ :‬إن خافا النسان على نفسه أن‬
‫ينزلأق فيه أهل الأبلد فهنا الأهجرةا واجبة ‪ ،‬وأن لأم يخف فتكون غاير واجبة ‪ ،‬بل نقول في بقائه إصلح ‪،‬‬
‫فبقاؤها واجب لأحاجة الأبلد إلأيه في الصلح والمر بالأمعروفا والأنهي عن الأمنكر ‪.‬‬

‫)‪(1‬‬
‫‪) .‬التوبة ‪(122 :‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫والأحاصل أن الأهجرةا من بلد الأكفر لأيست كالأهجرةا من بلد الأفسق ‪ ،‬فيقال لألنسان‪ :‬اصبر واحتسب ول‬
‫سيما إن كنت مصلحا ‪ ،‬بل قد يقال ‪ :‬إن الأهجرةا في حقك حراما ‪.‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫الحديث الثاني‬
‫ت يعـنوصما إعنذ طعلععع‬ ‫ضي ال تعـعاعلأى ععنهم عأيض ا عقال ‪ :‬ب نـيـنعما نعنحن جلموس رعنعد رسورل ا ر‬
‫ل ‪ ‬عذا ع‬ ‫عم‬ ‫ع ع م من ن‬
‫ر‬
‫ععنن عمعمعر عر ع م ع‬
‫سعفرر عولع يعـنعررفمهم رمنا أعحند عحتى‬ ‫شنعرر لع يمـعرىِ عععليره أعثعـمر الأ ط‬ ‫ض الأبثياب عشردينمد عسعوارد الأ ط‬ ‫ععلعنيناع عرمجنل عشردينمد بعـعيا ر‬
‫ضعع عكفنيره عععلى فعرخرذينره عوعقاعل ‪ :‬عيا ممعحطممد أعنخبرنررني ععرن‬ ‫س إعلأى الأنربي ‪ ‬فعأعنسنععد مرنكعبتعـنيره إعلأى مرنكعبتعـنيره عوعو ع‬ ‫عجلع ع‬
‫ل ‪ " : ‬ارلنسلعمما أعنن تعنشعهعد أعنن لع إعلأه إلط الم عوأعطن ممعحطمعدا عرمسومل ال ‪ ،‬عوتمرقنيعم‬ ‫لما ‪ ،‬فعـعقاعل رسومل ا ر‬
‫عم‬ ‫ارلنس ع‬
‫ت إرلأنيره عسبرنيلا "‬ ‫ر‬
‫ت إررن انستععطع ع‬ ‫ضاعن ‪ ،‬عوتعمحطج الأبني ع‬ ‫صنوعما عرعم ع‬ ‫ر‬
‫لةا ‪ ،‬عوتمـنؤُتعي الأطزعكاعةا ‪ ،‬عوتع م‬
‫صع‬ ‫الأ ط‬
‫صندقمهم ‪ ،‬عقاعل ‪ :‬فعأعنخبرررنني ععرن ارلينعمارن ‪ ،‬عقاعل ‪ " :‬أعنن متؤُرمعن ربال ‪،‬‬ ‫ت ‪ .‬عفع ر ن‬
‫جبـعنا لأعهم يعنسأعلأمهم عويم ع‬ ‫صعدقن ع‬ ‫عقاعل ‪ :‬ع‬
‫وانعيورما العرخر ‪ ،‬عوتمـنؤُرمعن برالأعقعدرر عخنيرررها عوعشنررها "‬ ‫عوعمرلئعكرته ‪ ،‬عومكتمبرره ‪ ،‬عومرمسلرره ‪ ،‬ع لأ‬
‫سارن ‪ ،‬عقاعل ‪ " :‬أعنن تعـنعبمعد الع عكأعنع ع‬
‫ك تعـعراهام ‪ ،‬فعرإنن لأنم تعمكنن تعـعراهام فعرإطنهم‬ ‫رر‬
‫ت ‪ ،‬عقاعل عفأنخبنرنني ععرن ارلنح ع‬ ‫صعدقن ع‬ ‫عقاعل ‪ :‬ع‬
‫يعـعراعك " ‪.‬‬
‫سائررل " عقاعل ‪ :‬عفأنخبرنرنرني ععنن‬ ‫ساععرة ‪ ،‬عقاعل ‪ " :‬عما لأانعمسئمـمومل ععنـعها برأعنعلععم رمعن الأ ط‬ ‫عقاعل ‪ :‬فعأعنخبرنررني ععرن الأ ط‬
‫شارء يعـتععطاعولأمنوعن رفي الأبمـنـعيارن "‬ ‫أععماعرارتها ‪ ،‬عقاعل ‪ ":‬أعنن تعلرعد الععمةم عربطـتعـعها ‪ ،‬عوأعنن عترىِ الأمحعفاعةا الأعمعراعةا الأععالأعةع رععاءع الأ ط‬
‫ت الم عوعرمسولأه أعنعلعمم عقاعل ‪ ":‬فعرإنطهم‬ ‫سائرمل؟ " قمـنل م‬ ‫ت عملريطا ثمطم عقاعل ‪ " :‬عيا عمعممر أعتعندرري عمرن الأ ط‬ ‫ثنطم ا نطعلععق فعـلعربث م‬
‫رجنبررينمل أععتامكنم يمـععلطمممكنم ردينـنعمكنم " روأاه ماسلم ‪.‬‬

‫الشرح‬
‫س " "بع نـيـنععما " هي " بينا" ولأكن زيدت )عما( فيها والصل ‪ :‬بين نحن ‪) ،‬عما( زيدت‬
‫قولأه ‪" :‬بع نـيـنععما نعنحمن مجلمنو ن‬
‫لألتوكيد ‪.‬‬
‫" جلموس " مبتدأ ‪ ،‬وخبرها ‪ " :‬رعنعد رسورل ا ر‬
‫ل‪" ‬‬ ‫عم‬ ‫من ن‬
‫ت يعـنوصما " ذات هنا تفيد الأنكرةا ‪ ،‬أي في يوما من الياما ‪،‬وتستعمل في الألغة على وجوها متعددةا‪ :‬تارةا‬
‫" عذا ع‬
‫ت يعـنوصما " وهذا أغالب ما تستعمل ‪.‬‬
‫تكون بمعنى الأنكرةا الأدالأة على الأعموما ‪ :‬كما في جملة الأحديث " عذا ع‬
‫" عشردينمد بعـعيا ر‬
‫ض الأبثياب " أي عليه ثياب ‪.‬‬
‫" عشردينمد عسعوارد الأ ط‬
‫شنعرر " أي أنه شاب ‪.‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫" لع يمـعرىِ عععليره أعثعـمر الأ ط‬
‫سعفرر " لن ثيابه بيضاء وشعرها أسود لأيس فيه غابار ول شعث الأسفر ‪ ،‬ولن الأمسافر‬
‫في ذلأك الأوقت ميرىِ عليه أثر الأسفر ‪.‬‬
‫" عولع يعـنعررفمهم رمنا أعحند " أي ولأيس من أهل الأمدينة الأمعروفين ‪ ،‬فهو غاريب ‪.‬‬
‫س إعلأى الأنربي ‪ " ‬ولأم يقل عندها لأيفيد الأغاية ‪ ،‬أي أن جلوسه كان ملصقا لألنبي ‪. ‬‬ ‫" عحتى عجلع ع‬
‫ضعع عكفنيره " أي كفي هذا الأرجل " عععلى فعرخرذينره " أي فخذي‬
‫ولأهذا قال ‪ " :‬فعأعنسنععد مرنكعبتعـنيره إعلأى مرنكعبتعـنيره عوعو ع‬
‫هذا الأرجل ‪ ،‬ولأيس على فخذي الأنبي ‪ ،‬وهذا من شدةا الحتراما ‪.‬‬
‫حطممد " ولأم يقل ‪ :‬يا رسول ال لأيوهم أنه أعرابي ‪ ،‬لن العراب ينادون الأنبي ‪ ‬باسمه الأعلم‬
‫" عوعقاعل ‪ :‬عيا مم ع‬
‫‪ ،‬وأما أهل الأحضر فينادونه بوصف الأنبوةا أو الأرسالأة عليه الأصلةا والأسلما ‪.‬‬
‫" أعنخبرنررني ععرن ارلنس ع‬
‫لما " أي ما هو السلما ؟ أخبرني عنه ‪.‬‬
‫" ارلنسلعمما أعنن تعنشعهعد أعنن لع إعلأه إلط الم عوأعطن مم ع‬
‫حطمعدا عرمسومل ال " تشهد أي تقر وتعترفا بلسانك وقلبك ‪،‬‬
‫حنق عومهنم يعـنعلعمموعن ‪.1 ‬‬ ‫فل يكفي الألسان ‪ ،‬بل ل بد من الألسان والأقلب قال ال ‪:‬إرطل عمن عشرهعد ر لأ‬
‫بان ع‬
‫" عوأعطن مم ع‬
‫حطمعدا عرمسومل ال " أي وتشهد أن محمدا رسول ال ‪ ،‬ولأم يقل ‪ :‬أني رسول ال مع أن الأسياق‬
‫يقتضيه لنه يخاطبه ‪ ،‬لأكن إظهارها باسمه الأعلم أوكد وأشد تعظيما ‪.‬‬
‫حطمعدا " هو محمد بن عبدال الأهاشمي الأقرشي من ذرية إسماعيل ‪ ،‬ولأيس من ذرية إسماعيل‬
‫وقولأه ‪ ":‬مم ع‬
‫رسول سواها ‪.‬‬
‫" عرمسومل ال " رسول بمعنى مرسل ‪ ،‬والأرسول هو من أوحى ال بشرع وأمر بتبليغه والأعمل به ‪.‬‬
‫لةا " أي تأتي بها قائمة تامة معتدلأة ‪.‬‬
‫صع‬‫" عوتمرقنيعم الأ ط‬
‫لةا " تشمل الأفريضة والأنافلة ‪.‬‬
‫صع‬‫وكلمة ‪ " :‬الأ ط‬
‫" عوتمـنؤُترعي الأطزعكاعةا " تؤُتي بمعنى تعطي ‪ ،‬والأزكاةا هي الأمال الأواجب بذلأه لأمستحقه من الموال الأزكوية تعبدا ل‬
‫‪ ،‬وهي الأذهب والأفضة والأماشية والأخارج من الرض وعروض الأتجارةا ‪.‬‬
‫ضاعن " أي تمسك عن الأمفطرات تعبدا ل تعالأى من طلوع الأفجر إلأى غاروب الأشمس ‪.‬‬
‫صنوعما عرعم ع‬
‫" عوتع م‬
‫وأصل الأصياما في الألغة ‪ :‬المساك ‪.‬‬
‫ت " أي تقصد الأبيت لداء الأنسك في وقت مخصوصا تعبدا ل تعالأى ‪.‬‬
‫" عوتعمحطج الأبني ع‬
‫‪1‬‬
‫‪) .‬الزخرف ‪(86 :‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫ت إرلأنيره عسبرنيلا " ‪.‬‬ ‫ر‬
‫" إررن انستععطع ع‬
‫ت " الأقائل صدقت ‪ :‬جبريل عليه الأسلما وهو الأسائل ‪ ،‬فكيف يقول ‪ :‬صدقت وهو الأسائل ؟‬
‫صعدقن ع‬
‫" ع‬
‫لن الأذي يقول ‪ :‬صدقت لألمتكلم يعني أن عندها علم ا سابق ا علم بأن هذا الأرجل أصابه ‪ ،‬وهو محل‬
‫عجب‪ ،‬ولأهذا تعجب الأصحابة كيف يسألأه ويصدقه ‪ ،‬لأكن سيأتي إن شاء ال بيان هذا ‪.‬‬
‫* شرح هذها الركان الأخمسة ‪:‬‬
‫‪ -‬الأركن الول ‪ :‬شهادةا أن ل إلأه إل ال وإن محمدا رسول ال ‪.‬‬
‫هنا مسألأة ‪ :‬لأماذا مجرععل هذان الأركنان ركنا واحدا ‪ ،‬ولأم يجعل ركنين ؟‬
‫الأجواب ‪ :‬أن الأشهادةا بهذين تبنى عليها صحة العمال كلها ‪ ،‬لن شهادةا أل إلأه إل ال تستلزما الخلصا‬
‫‪ ،‬وشهادةا أن محمدا رسول ال تستلزما التباع ‪ ،‬وكل عمل يتقرب لأه إلأى ال ل يقبل إل بهذين الأشرطين ‪:‬‬
‫الخلصا ل ‪ ،‬والأمتابعة لأرسول ال ‪. ‬‬
‫ومعنى أن تشهد أن ل إلأه إل ال ‪ ،‬أي ‪ :‬أن يعتبر النسان بلسانه وقلبه بأنه ل معبود حق إل ال ‪. ‬‬
‫و" أعنشعهمد" بمعنى أقر بقلبي ناطقا بلسانس ؛ لن الأشهادةا نطق وإخبار عما في الأقلب ‪.‬‬
‫وإذا كان الأشاهد بقلبه أخرس ل يستطيع الأنطق فإنه يكفي إقرارها بقلبه لألعجز ‪.‬‬
‫والأشهادةا بالألسان ل تكفي بدلأيل أن الأمنافقين يشهدون ل ‪ ‬بالأوحدانية ولأكنهم يشهدون بألأسنتهم ‪،‬‬
‫فيقولأون بألأسنتهم ما لأيس في قلوبهم ‪ ،‬فل ينفعهم ‪.‬‬
‫و " لع إعلأه إلط الم " أي ل معبود بحق إل ال وبتقديرنا الأخبر بهذها الأكلمة " حق " يتبين الأجواب عن‬
‫الشكال الأتالأي ‪ :‬وهو كيف ميقال ‪ ":‬لع إعلأه إلط الم " مع أن هناك آلأهة تعبد من دون ال ‪ ،‬وقد سماها ال‬
‫ت ععنـمهنم آلأرعهتمـمهمم الأطرتي يعندمعوعن رمن مدورن الألبره رمن‬
‫آلأهة وسماها عابدوها آلأهة ‪ ،‬قال ال تعالأى ‪  :‬فععما أعنغانع ن‬
‫عشنيصء ‪ 1‬فبتقدير الأخبر في " لع إعلأه إرلط الم " نقول ‪ :‬هذها اللأهة الأتي تعبد من دون ال هي آلأهة لأكنها‬
‫باطلة ‪ ،‬ولأيست آلأهة حبقة ‪ ،‬ولأيس لأها حق اللأوهية من شيء ‪.‬‬
‫" إرلط الم " ال ‪ :‬علم على الأرب ‪ ‬ل يسمى به غايرها ‪ ،‬وها أصل من أسماء ال ‪ ‬ولأهذا تأتي السماء‬
‫صعرارط لأانععرزيرز لأانعحرميرد ‪1‬‬
‫تابعة لأه ‪ ،‬ول يأتي تابعا لألسماء إل في آية واحدةا ‪ ،‬وهي قول ال تعالأى ‪  :‬إرعلأى ر‬

‫‪1‬‬
‫) هود ‪(101 :‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫ت عوعما رفي العنر ر‬
‫ض ‪ 2‬لأكن لأفظ السم الأكريم هنا بدل من الأعزيز ‪ ،‬ولأيست‬ ‫سماوا ر‬ ‫ر‬ ‫ر طر‬
‫الألبه الأذي لأعهم عما في الأ ط ع ع‬
‫صفة ‪ ،‬لن جميع السماء إنما تكون تابعة لأهذا السم الأعظيم ‪.‬‬
‫مسألأة ‪ :‬هل هذها الأشهادةا تمردل النسان في السلما ؟‬
‫الأجواب ‪ :‬نعم تدخله في السلما حتى لأو ظننا أنه قالأها تعبوذاا‪ ،‬فإننا نعصم دمه ومالأه؛ ولأو ظننا أنه قالأها‬
‫كاذباا‪.‬‬
‫إذا نحن لأيس لأنا إل الأظاهر حتى لأو غالب على ظننا أنه قالأها تعوذا فإنها تعصمه ‪ ،‬نعم لأو ارتد بعد ذلأك‬
‫قتلناها‪ ،‬وهذا يوجود من جنود الأكفر إذا أسرهم الأمسلمون قالأوا ‪ :‬أسلمنا من أجل أن يعصموا أنفسهم من‬
‫الأقتل‪ ،‬فيسأل الأمجاهدون ويقولأون ‪ :‬هل نقتل هؤُلء بعد أن قالأوا ‪ :‬ل إلأه إل ال أما ل ؟‬
‫نقول ‪ :‬حديث أسامة يدبل على أنهم ل يقتلون ولأكن يراقبون ‪ ،‬فإذا ظهر منهم ردةا قتلوا‪ ،‬لنهم بشهادةا أن‬
‫ل إلأه إل ال عتلزمهم أحكاما السلما ‪.‬‬
‫حطمعدا عرمسومل ال " أي أن تشهد أنه رسول ال ‪ ،‬أي مرسرلة إلأى الأخلق‪ ،‬والأرسول هو من‬
‫وقولأه ‪ " :‬عوأعطن مم ع‬
‫أوحى ال إلأيه بشرع وأمرها بتبليغه ‪ ،‬وكان الأناس قبل نوح على ملة واحدةا لأم يحتاجوا إلأى رسول ‪ ،‬ثم كثروا‬
‫واختلفوا ‪ ،‬فكانت حاجتهم إلأى الأرسل ‪ ،‬فأرسل ال تعالأى الأرسل ‪.‬‬
‫ولأهذا كان أول الأرسل نوح ا عليه الأسلما ‪ ،‬وآخرهم محمد ‪. ‬‬
‫فلبد من اليمان بأن محمدأ رسول ال ‪ ،‬ول بد أن نؤُمن بأنه خاتم الأنبيين ‪.‬‬
‫* شهادةا أن محمدا رسول ال تستلزما أمورا منها ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬تصديقه ‪ ‬فيما أخبر ‪ ،‬بحيث ل يكون عند النسان تردد فيما أخبر به ‪ ،‬بل يكون في قلبه أشد‬
‫حقق نمثنعل عما أعنطمكنم عتنرطمقوعن ‪ 1‬نعلم أنه الأحق ‪ ،‬لأكن بيننا وبينه‬
‫مما نطق ‪ ،‬كما قال ‪ ‬في الأقرآن ‪  :‬إرنطهم لأع ع‬
‫مفاوز وهو الأسند ‪ ،‬لن الأنبي ‪ ‬لأيس أمامنا لأكن إذا ثبت الأحديث عن الأرسول ‪ ‬وجب علينا تصديقه ‪،‬‬
‫سواء علمنا وجهه أما لأم نعلمه ‪.‬‬
‫الأثاني ‪ :‬امتثال أمرها ‪ ‬ول نتردد فيه لأقول ال تعالأى ‪  :‬عوعما عكاعن لأرممنؤُرمصن عوعل ممنؤُرمنعصة إرعذا قع ع‬
‫ضى الألطهم عوعرمسولأمهم‬
‫أعنمارا عأن يعمكوعن لأعمهمم لأانرخيعـعرةام رمنن أعنمرررهنم ‪ 2‬ولأهذا أقول ‪ :‬من الأخطأ أطن بعضهم إذا جاءها المر من ال ورسولأه‬
‫بدأ يتسأل فيقول ‪ :‬هل لألوجوب أو لألستحباب ؟ كما يقولأه كثير من الأناس الأيوما ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫) إبراهيم ‪.(2 :‬‬
‫‪1‬‬
‫) الذاريات ‪(23 :‬‬
‫‪2‬‬
‫) الذاريات ‪(23 :‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫وهذا الأسؤُال وأن ل يورد ؛ لن الأصحابة رضي ال عنهم إذا أمرهم الأنبي ‪ ‬كانوا يمتثلون ويصدقون بدون‬
‫أن يسألأوا ‪.‬‬
‫نقول ‪ :‬في حالأة ما إذا وقع النسان في مسألأة وخالأف المر ‪ ،‬فهنا لأه الأحق أن يسأل هل هو لألوجوب أو‬
‫لأغير الأوجوب ‪.‬‬
‫الأثالأث ‪ :‬أن يتجنب ما نهى رسول ال ‪ ‬عنه بدون تردد ‪ ،‬ل يعـمقنل ‪ :‬هذا لأيس في الأقرآن فيهلك ‪ ،‬لننا‬
‫نقول ‪ :‬ما جاء في الأسنة فقد أمر الأقرآن بإتباعه ‪.‬‬
‫الأرابع ‪ :‬أن ل يقدما قول أحصد من الأبشر على قول الأنبي ‪ ، ‬وعلى هذا ل يجوز أن تقدما قول فلن –الماما‬
‫من أئمة الأمسلمين – على قول الأرسول ‪ ‬لنك أنت والماما يلزمكما إتباع الأرسول ‪. ‬‬
‫الأخامس ‪ :‬أن ل يبتدع في دين ال ما لأم يأت الأرسول ‪ ، ‬سواء عقيدةا ‪ ،‬أو قولا ‪ ،‬أو فعلا ‪ ،‬وعلى هذا‬
‫فجميع الأمبتدعين لأم يحققوا شهادةا أ‪ ،‬محمدا رسول ال ‪ ،‬لنهم زادوا في شرعه ما لأيس منه ‪ ،‬ولأم يتأدبوا‬
‫مع الأرسول ‪. ‬‬
‫الأسادس ‪ :‬أن ل يبتدع في حقه ما لأيس منه ‪ ،‬وعلى هذا فالأذين يبتدعون الحتفال بالأمولأد الأنبوي ناقصون‬
‫في تحقيق شهادةا أن محمدا رسول ال ‪ ،‬لن تحقيقها يستلزما أن ل تزيد في شريعته ما لأيس منها ‪.‬‬
‫الأسابع ‪ :‬أن تعتقد بأن الأنبي ‪ ‬لأيس لأه شيء من الأربوبية ‪ ،‬أي أنه ل ميدعى ‪ ،‬ول ميستغاث به إل في حياته‬
‫ك رلأنعـنفرسي نعـنفاعا عولع ع‬
‫ضرا إرلط عما عشاء الألبهم ‪‬‬ ‫فيما يقدر عليه ‪ ،‬فهو عبدال ورسولأه ‪ ‬مقل لط أعنملر م‬
‫‪1‬‬

‫الأثامن ‪ :‬احتراما أقوالأه ‪ ،‬بمعنى أن يحترما أقوال الأنبي ‪ ‬فل تضع أحاديثه عليه الأصلةا والأسلما في أماكن‬
‫غاير لئقة ‪ ،‬لن هذا نوع من المتهان ‪.‬‬
‫لةا " أي تأتي بها قويمة ‪ ،‬ول تكون قويمة إل بفعل شروطها وأركانها وواجباتها – وهذا ل بد‬
‫صع‬‫" عوتمرقنيعم الأ ط‬
‫منه – وبمكملتها ‪ ،‬تكون أكمل ‪.‬‬
‫ول حاجة لأشرح هذها لنها معروفة في كتب الأفقه ‪.‬‬
‫لة " يشمل كل الأصلةا ‪ :‬الأفريضة والأنافلة ‪ ،‬وهل تدخل في صلةا الأجنازةا أو ل ؟‬‫ص م‬‫وقولأه ‪ " :‬ال ج‬
‫يحتمل هذا وهذا ‪ ،‬لأكن تدخل في عموما المر بالحسان ‪.‬‬
‫" عوتمـنؤُترعي الأطزعكاعةا " تؤُتي بمعنى تعطي ‪ ،‬والأزكاةا هي ‪ :‬الأمال الأواجب فا الموال الأزكوية ‪ ،‬فيعطيه النسان‬
‫مستحقه تعبدا ل ‪ ‬ورجاء لأثوابه ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫) العأراف ‪(188 :‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫ت لأرنلمفعقعراء‬
‫صعدعقا م‬‫وقد ببين ال ‪ ‬أهل الأزكاةا في سورةا الأتوبة أنهم ثمانية أصنافا فقال ‪  ‬إرنطعما الأ ط‬
‫وانعغا ررميعن عورفي عسربيرل الألبره عوابنرن الأ ط‬
‫سربيرل‬ ‫ب ع لأ‬ ‫وانععارمرليعن عع عنليـعها ع لأ‬
‫وانممعؤُلأطعفرة قمـملوبمـمهنم عورفي الأنرعقا ر‬ ‫ساركيرن ع لأ‬
‫وانعم ع‬
‫ع لأ‬
‫ضةا نمعن الألبره ‪ ‬أي فرضها ال علينا أن نعطيها هؤُلء ول نعطي غايرهم ‪ ‬عوالألبهم ععرلينم عحركينم ‪ 1‬وتفاصيل‬ ‫فعرري ع‬
‫ذلأك مذكورةا في كتب الأفقه ول حاجة إلأى تفصيله هنا ‪.‬‬
‫ضاعن " بأن تمسك عن الأمفطرات من طلوع الأفجر الأثاني إلأى غاروب الأشمس تعبدا ل تعالأى ‪.‬‬
‫صنوعما عرعم ع‬
‫" عوتع م‬
‫والأمفطرات أيضا معروفة ل حاجة إلأى ذكرها ولأكن ننببه على شيء مهم فيها ‪:‬‬
‫أن الأمفطرات ل تفطر الأصائم إل بثلثة شروط ‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يكون عالأما ‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكون ذاكرا ‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يكون مريد ا ‪.‬‬
‫ت " أي تقصد لداء الأمناسك في وقت مخصوصا تعبدا ل تعالأى ‪.‬‬
‫" عوتعمحطج الأبني ع‬
‫وهل يدخل في ذلأك الأعمرةا أو ل ؟‬
‫فيه خلفا بين الأعلماء ‪:‬‬
‫والأصحيح أن الأعمرةا دون الأحج ‪ ،‬أي لأيست من أركان السلما لأكنها واجبة يأثم النسان بتركها إذا تمت‬
‫شروط الأوجوب ‪.‬‬
‫ع إرلأعنيره عسربيلا‬ ‫ت إرلأنيره عسبرنيلا " مؤُخوذ من قولأه تعالأى ‪  :‬عولأرلبره عععلى الأطنا ر‬
‫س رحدج انلأبـني ر‬ ‫ر‬
‫ت عمرن انستععطا ع‬ ‫ع‬ ‫" إررن انستععطع ع‬
‫‪ 2‬قد يقول قائل ‪ :‬هذا الأشرط فا جميع الأعبادات لأقول ال تعالأى ‪  :‬عفاتطـمقوا الألطهع عما انستعطعنعتمنم ‪ 3‬فلماذا‬
‫خص الأحج ؟‬
‫نقول ‪ :‬خص الأحج لن الأغالأب فيه الأمشقة والأتعب وعدما الأقدرةا ‪ ،‬فلذلأك نص عليه وإل فجميع الأعبادات‬
‫ل بد فيها من الستطاعة ‪.‬‬
‫ت " أي أخبرت بالأحق ‪ ،‬والأقائل هو جبريل عليه الأسلما ‪.‬‬ ‫صعدقن ع‬‫" عقاعل ‪ :‬ع‬
‫صندقمهم " ووجه الأعجب أن الأسائل عادةا يكون جاهلا ‪ ،‬والأمصدق يكون عالأما فكيف‬ ‫" عفع ر ن‬
‫جبـعنا لأعهم يعنسأعلأمهم عويم ع‬
‫يجتمع هذا وهذا ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫) التوبة ‪(60 :‬‬
‫‪2‬‬
‫) آل عأمران ‪(97 :‬‬
‫‪3‬‬
‫) التغابن ‪(16 :‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫" عقاعل ‪ :‬فعأعنخبرررنني ععرن ارلينعمارن " قال ‪ :‬أي جبريل ‪ ،‬فأخبرني ‪ :‬أي يا محمد عن اليمان ؟‬
‫واليمان في الألغة ‪ :‬هو القرار بالأقلب والعترافا الأمستلزما لألقبول والذعان وهو مطابق لألشرع ‪.‬‬
‫وأما قولأهم ‪ :‬اليمان في الألغة الأتصديق ففيه نظر ‪.‬‬
‫وانعيورما العرخر ‪ ،‬عوتمـنؤُرمعن برالأعقعدرر عخنيرررها عوعشنررها " هذها‬
‫" عقاعل ‪ " :‬أعنن متؤُرمعن ربال ‪ ،‬عوعمرلئعكرته ‪ ،‬عومكتمبرره ‪ ،‬عومرمسلرره ‪ ،‬ع لأ‬
‫ستة أشياء ‪:‬‬
‫" أعنن متؤُرمعن ربال " اليمان بال يتضمن أربعة أشياء ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬اليمان بوجودها سبحانه وتعالأى ‪.‬‬
‫الأثاني ‪ :‬اليمان بانفرادها بالأبربوبية ‪ ،‬أي تؤُمن بأنه وحدها الأبرب ‪ ،‬والأرب هو الأخالأق الأمالأك الأمدبر ‪.‬‬
‫الأثالأث‪ :‬اليمان بانفرادها باللأوهية‪ ،‬وأنه وحدها الأذي ل إلأه إل هو ل شريك لأه‪.‬‬
‫الأرابع‪ :‬أن تعطي بالسماء والأصفات على الأوجه الألئق به من غاير تحريف‪ ،‬ول تعطيل‪ ،‬ول تكيف‪ ،‬ول‬
‫تمثيل‪ ،‬فمن حبرفا آيات الأصفات أو أحاديث الأصفات فإنه لأم يحقق اليمان بال‪.‬‬
‫وعلى هذا فجميع الأمبتدعة في السماء والأصفات‪ ،‬الأمخالأفين لأما عليه الأسلف الأصالأح ‪ ،‬ولأم يحققوا‬
‫اليمان بال‪ ،‬والأذي فاتهم من المور الربعة هو الأرابع ‪ :‬اليمان بأسماء ال وصفاته ‪ ،‬ولأم يحققوا اليمان‬
‫به ‪ ،‬ول نقول ‪ :‬إنهم غاير مؤُمنين ‪ ،‬فهم مؤُمنون ل شك‪ ،‬لأكنهم لأم يحققوا اليمان بال ‪ ،‬وهم مخطئون‬
‫ك ‪ ،‬ولأكن ل يحكم على صاحبه بالأضلل حتى تقوما عليه‬
‫مخالأفون لأطريق الأسلف ‪ ،‬وطريقتهم ضل بل ش ب‬
‫الأحجة‪ ،‬فإذا قامت عليه الأحجة ‪ ،‬وأصر على خطئه وضللأه ‪ ،‬كان مبتدع ا فيما خالأف فيه من الأحق ‪ ،‬وإن‬
‫كان سلفبي على وجه الطلق ‪ ،‬بل يوصف بأنه سلفي فيما وافق الأسلف ‪ ،‬مبتدع فيما خالأفهم ‪.‬‬
‫وقولأه ‪ " :‬عوعمرلئعكرته " بدأ بالأملئكة قبل الأرسل والأكتب لنهم عالأم غايبي ‪ ،‬أما الأرسل والأكتب فعالأم‬
‫محسوس ‪ ،‬فالأملئكة ل يظهرون بالأحس إل بإذن ال ‪ ، ‬وقد خلق ال الأملئكة من نوصر ‪ ،‬كما ثبت عن‬
‫الأنبي ‪ ‬وهم ل يحتاجون إلأى أكل وشرب ‪ ،‬فنؤُمن إن هناك عالأم ا غايبي ا هم الأملئكة ‪.‬‬
‫وهم أصنافا‪ ،‬ووظائفهم أيض ا حسب حكمة ال ‪ ‬كالأبشر أصنافا ووظائفهم أصنافا‪.‬‬
‫واليمان بالأملئكة يتضبمن ‪:‬‬
‫أولا ‪ :‬اليمان بأسماء من علمنا أسماءهم ‪ ،‬مثل أن نؤُمن بأن هناك ملكا اسمه جبريل ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬أن نؤُمن بما لأهم من أعمال مثلا ‪:‬‬
‫جبريل‪ :‬موكل بالأوحي‪ ،‬ينزل به من عند ال إلأى رسله‪.‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫ل‪ :‬هناك ملئكة وظائفهم أن يكتبوا أعمال‬
‫كذلأك يجب اليمان بما لأبعض الأملئكة من أعمال خاصة‪ ،‬فمث ا‬
‫الأعباد‪.‬‬
‫" عومكتمبرره " جمع كتاب بمعنى ‪ :‬مكتوب والأمراد بها الأكتب الأتي أنزلأها ال ‪ ‬على رسله لنه ما من رسول‬
‫شرريعن عوممنرذريعن عوعأنعزعل‬ ‫س أمطمةا عوارحعداةا فعـبعـعع ع‬
‫ث الألبهم الأنطبرنييعن ممبع ن‬ ‫إل أنزل ال عليه كتابا كما قال ‪  :‬عكاعن الأطنا م‬
‫ب ‪ 2‬واعلم أن جميع‬ ‫معهم لأانركعتاب ‪ 1‬وقال ‪ ‬عن نوح وإبراهيم ‪  :‬وجعنلعنا رفي ذمنريطتررهما الأدنبـطوعةا لأ ر‬
‫وانكعتا ع‬ ‫ع م ع‬ ‫ع عع‬ ‫ع‬ ‫ععم م‬
‫ب ر لأ‬
‫بانعحنق‬ ‫الأكتب الأسابقة منسوخة بما لأه هيمنة علها وهو الأقرآن ‪ ،‬قال ال ‪  : ‬وعأن لأزنعنا إرلأعي ع ر‬
‫ك لأانكعتا ع‬ ‫ع ع ن‬
‫ب عوممعهنيرمانا ععلعنيره ‪ 3‬كل الأكتب منسوخة بالأقرآن ‪ ،‬فل ميعمل بها شرعا ‪.‬‬ ‫صنداقا لأنعما بعـنيعن يععدينره رمعن لأانركعتا ر‬
‫مم ع‬
‫واختلف الأعلماء – رحمهم ال – فيما ثبت في شرائع من قبلنا‪ ،‬هل نعمل به إل أن يرد شرعنا بخلفه‪ ،‬أو‬
‫ل نعمل به ؟‬
‫من الأعلماء من قال ‪ :‬إن شرع من قبلنا شرع لأنا ما لأم يرد شرعنا بخلفه ‪ ،‬وذلأك أن ما سبق من الأشرائع ‪:‬‬
‫إما أن توافقه شريعتنا‪.‬‬
‫وإما أن تخالأفه شريعتنا‪.‬‬
‫وإما أن ل ترد شريعتنا بخلفه ‪ ،‬ول وفاقه فيكون مسكوت ا عنه ‪.‬‬
‫فما وافقته شريعتنا فهو حق ونتبعه ‪ ،‬وهذا بالجماع ‪ ،‬واتباعنا إياها ل لجل ورودها في الأكتاب الأسابق ولأكن‬
‫لأشريعتنا ‪.‬‬
‫وما خالأف شريعتنا فل تعمل به بالتفاق ‪ ،‬لنه منسوخ ‪.‬‬
‫وما لأم يرد شرعنا بخلفه ول وفاقه فهذا محل الأخلفا‪ :‬وتفصيل ذلأك في أصول الأفقه‪.‬‬
‫* واليمان بالأكتب يتضمن أربعة أمور ‪:‬‬
‫أولا ‪ :‬أن نؤُمن بأن ال تعالأى أنزل على الأرسل كتبا ‪ ،‬وأنها من عند ال ولأكن ل نؤُمن بأن الأكتب الأموجودةا‬
‫في أيدي هذها المم هي الأكتب الأتي من عند ال لنها مبحرفه ومبدلأة ‪ ،‬لأكن أصل الأكتاب الأمنزل على‬
‫الأرسول نؤُمن بأنه حق من عند ال ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬أن نؤُمن بصحة ما فيها من أخبار كأخبار الأقرآن وأخبار ما لأم يبدل أو يحرفا من الأكتب الأسابقة ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫) البقرة ‪(213 :‬‬
‫‪2‬‬
‫) الحديد ‪(26 :‬‬
‫‪3‬‬
‫) المائدة ‪(48 :‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫ثالأثا ‪ :‬أن نؤُمن بما فيها من أحكاما إذا لأم تخالأف شريعتنا على الأقول بأن شرع من قبلنا شرع لأنا – وهو‬
‫الأحق‪. -‬‬
‫رابعا ‪ :‬أن نؤُمن بما علمنا من أسمائها ‪ ،‬مثل الأقرآن و الأتوارةا والنجيل و الأزبور وصحف إبراهيم وصحف‬
‫موسى ‪.‬‬
‫فلو قال رجل ‪ :‬أنا ل أومن بأن هناك كتاب ا ‪ ، ‬فإنه كافر ‪ ،‬لن اليمان بال يتضمن اليمان بالأكتب ‪.‬‬
‫" عومرمسلرره " أي أن تؤُمن برسل ال ‪ ، ‬والأمراد بالأرسل من الأبشر ‪ ،‬ولأميعلم بأنه يعبر برسول ويعببر بنبي ‪،‬‬
‫فهل معناهما واحد ؟‬
‫الأجواب ‪ :‬أما في الأقرآن فكل من ذكر من النبياء فهو رسول ‪ ،‬فكلما وجدت في الأقرآن من نبي فهو‬
‫رسول‪ ،‬لأكن معنى الأنبي والأرسول يختلف ‪.‬‬
‫والأصواب فيه‪ :‬أن الأنبي‪ :‬هو من أوحي إلأيه بشرع وأمر بالأعمل به ولأكن لأم يؤُمر بتبليغه‪ ،‬فهو نبي بمعنى‬
‫ممنخعبر‪ ،‬مثالأه‪ :‬أدما عليه الأسلما أبو الأبشر نبي مكلف لأكنه لأيس برسول‪.‬‬
‫فإذا قال قائل‪ :‬لأماذا لأم يرسل ؟‬
‫فالأجواب ‪ :‬لن الأناس في ذلأك الأوقت كانوا أمة واحدةا ‪ ،‬قليلين ولأيس بينهم اختلفا‪ ،‬لأم تتسع الأدنيا ولأم‬
‫ينتشر الأبشر فكانوا متفقين فكفاهم أن يروا أباهم على عبادةا ويتبعوها‪ ،‬ثم لأما حصل الأخلفا وانتشر الأناس‬
‫شرريعن عوممنرذريعن ‪.1‬‬ ‫س أمطمةا عوارحعداةا فعـبعـعع ع‬
‫ث الألبهم الأنطبرنييعن ممبع ن‬ ‫احتيج إلأى الأرسل ‪ ،‬كما قال ال ‪  : ‬عكاعن الأطنا م‬
‫فإذا قال قائل‪ :‬ما الأفائدةا من الأنبي بعد آدما عليه الأسلما إذا كان لأم يؤُمر بالأتبليغ ؟‬
‫قلنا الأفائدةا ‪ :‬تذكير الأناس بالأشريعة الأتي نسوها ‪ ،‬وفي هذا ل يكون العراض من الأناس تاما فل يحتاجون‬
‫إلأى رسول ‪ ،‬ويكفي الأنبي الأذي يذكرهم بالأشريعة ‪ ،‬قال ال تعالأى ‪  :‬إرطنا عأن علأزنعنا الأتطـنوعراعةا رفيعها مهادىِ عومنونر‬
‫‪2‬‬
‫يعنحمكمم برعها الأنطبرديوعن الأطرذيعن أعنسلعمموان لأرلطرذيعن عهامدوان ‪‬‬
‫‪ -‬وأول الأرسل نوح عليه الأسلما ‪ ،‬وآخرهم محمد ‪. ‬‬
‫والأرسل عليهم الأصلةا والأسلما هم أعلى طبقات الأبشر الأذين أنعم ال عليهم‪ ،‬قال ال تعالأى‪  :‬عوعمن يمرطرع‬
‫صالأررحيعن ‪ 3‬هذها‬ ‫صنديرقيعن عوالأ د‬
‫شعهعداء عوالأ ط‬ ‫ك عمعع الأطرذيعن أعنـعععم الألبهم ععلعنيرهم نمعن الأنطبرنييعن عوالأ ن‬
‫الألبهع عوالأطرمسوعل فعأمنولأعـئر ع‬
‫أربعة أصنافا ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫) البقرة ‪(213 :‬‬
‫‪2‬‬
‫) المائدة ‪(44 :‬‬
‫‪3‬‬
‫) النساء ‪(69 :‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫فالأنبيون يدخل فيهم الأرسل وهو أفضل من النبياء ‪ ،‬ثم الأرسل أفضلهم خمسة هم أممولأوا الأعزما ‪ ،‬ذكروا في‬
‫الأقرآن في موضعين في سورةا الحزاب وفي سورةا الأشورىِ ‪ :‬ففي الحزاب قال تعالأى ‪  :‬عوإرنذ أععخنذعنا رمعن‬
‫ر‬ ‫ر ر‬ ‫الأنطبرنيين رميعثاقعـهم ورمن ع ر‬
‫ع‬
‫سى ‪ ‬وفي سورةا الأشورىِ قال ال تعالأى ‪  :‬عشعر ع‬ ‫ك عومن دنوصح عوإبنـعراهيعم عومموعسى عوعي ع‬
‫‪1‬‬
‫من ع‬ ‫ع‬
‫سى أعنن أعرقيمموا‬ ‫صيـنا برره رإبـرارهيم وموسى و ر‬ ‫ر‬ ‫لأعمكم نمن الأنديرن ما و ط ر‬
‫ك عوعما عو ط ن ع ن ع ع ع م ع ع ع‬
‫عي‬ ‫صى بره منواحا عوالأطذي أعنو ع ن‬
‫حيـعنا إرلأعني ع‬ ‫ع ع‬ ‫ع‬
‫الأنديعن ‪. 2‬‬
‫وأفضلهم محمد ‪ ‬كما قال الأنبي ‪ " :‬أععنا عسينمد عولأعرد آعدعما " ولأما الأتقى بهم في السراء أعطمهم في الأصلةا ‪،‬‬
‫فإبراهيم إماما الأحنفاء صلى وراء محمد ‪ ، ‬ومعلوما أنه ل يقدما في المامة إل الفضل ‪ ،‬فالأنبي ‪ ‬هو‬
‫أفضل أولأي الأعزما ‪.‬‬
‫خعذ الألبهم رإبنـعرارهيعم عخرليلا ‪. 3‬‬
‫وإبراهيم الأخليل عليه الأسلما يلي مرتبة الأنبي ‪ ‬الأذي قال ال فيه ‪  :‬عواتط ع‬
‫والأخلة ‪ :‬هي أعظم أنواع الأمحبة ‪.‬‬
‫* و ل نعلم من الأبشر خليلا ل إل اثنان ‪ :‬إبراهيم ومحمد عليهما الأصلةا والأسلما ‪.‬‬
‫ت ممترخعذا رمنن أمعمترني عخلر نيررلا‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫قال الأنبي ‪ " : ‬إرطن الع اتطعخعذنرني عخلرنيلا عكعما اتطعخعذ رإبنـعرارهيرعم عخلرنيل ‪ ،‬عولأعنو مكن م‬
‫ت أععبا بنكر خليلا " ‪.‬‬‫لعتطعخنذ م‬
‫وانعيورما العرخر " هو يوما الأقيامة ‪ ،‬وسمي آخرا لنه أخر مراحل بني آدما وغايرهم أيضا ‪ ،‬فالنسان‬ ‫وقولأه ‪ " :‬ع لأ‬
‫لأه أربع دور ‪ ،‬في بطن أمه ‪ ،‬وفي الأدنيا ‪ ،‬وفي الأبرزخ ‪ ،‬ويوما الأقيامة وهو آخرها ‪.‬‬
‫* اليمان بالأيوما الخر يتضبمن ‪:‬‬
‫أولا ‪ :‬اليمان بوقوعه ‪ ،‬وأن ال يبعث من في الأقبور ‪ ،‬وهو إحياؤهم حين ينفخ في الأصور ‪ ،‬ويقوما الأناس‬
‫س يعـنوعما الأرقرياعمرة‬
‫م‬ ‫نا‬
‫ط‬ ‫لأ‬‫ا‬ ‫ر‬
‫م‬ ‫ش‬
‫ع‬ ‫ح‬
‫ن‬ ‫ي‬
‫م‬ ‫"‬ ‫‪:‬‬ ‫‪‬‬ ‫لأنبي‬‫ا‬ ‫وقال‬ ‫‪4‬‬
‫لأرب الأعالأمين ‪ ،‬قال تعالأى ‪  :‬ثمطم إرنطمكنم يعـنوعما لأانرقعياعمرة تم نـبـععمثون ‪‬‬
‫محعفااةا عمرااةا غامنرلا " وأنه واقع ل محالأة ‪ ،‬لن ال تعالأى أخبر به في كتابه وكذلأك في الأسنة ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬اليمان بكل ما ذكرها ال في كتابه وما صح عن الأنبي ‪ ‬مما يكون في ذلأك الأيوما الخر ‪.‬‬
‫ثالأثا ‪ :‬اليمان بما ذكر في الأيوما الخر من الأحوض والأشفاعة والأصراط والأجنة والأنار فالأجنة دار الأنعيم ‪،‬‬
‫والأنار دار الأعذاب الأشديد ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫) الحأزاب ‪(7 :‬‬
‫‪2‬‬
‫) الشورى ‪(13 :‬‬
‫‪3‬‬
‫) النساء ‪(125 :‬‬
‫‪4‬‬
‫) المؤمنون ‪(16 :‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫رابعا ‪ :‬اليمان بنعيم الأقبر وعذابه ‪ ،‬لن ذلأك ثابت بالأقرآن والأسنة وإجماع الأسلف ‪.‬‬
‫" عوتمـنؤُرمعن برالأعقعدرر عخنيرررها عوعشنررها " وهنا أعاد ‪ ‬الأفعل ‪ ) :‬تؤُمن ( لهمية اليمان بالأقدر ‪ ،‬لن اليمان بالأقدر‬
‫‪ ،‬لن اليمان بالأقدر مهم جدا ‪ ،‬وخطير جدا ‪.‬‬
‫* واليمان بالأقدر يتضبمن أربعة أمور ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬أن تؤُمن بعلم ال الأمحيط بكل شيء جملة وتفصيلا ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬اليمان بأن ال تعالأى كتب في الألحوح الأمحفوظ ‪ ،‬مقادير كل شيء إلأى يوما الأقيامة ‪ ،‬قال ال ‪ :‬‬
‫صيـعناهام رفي إرعماصما ممربيصن ‪ 1‬أي في كتاب وقال ‪  :‬عولأععقند عكعنتبـعنا رفي الأطزمبورر رمن بعـنعرد الأنذنكرر ‪‬‬ ‫ص‬
‫‪‬عومكطل عشنيء أنح ع ن‬
‫حوعن ‪ 2‬واليات في هذا متعددةا ‪.‬‬ ‫وهو الألحوح الأمحفوظ ‪ ‬أعطن انلعرض يررثمـها رعباردي الأ ط ر‬
‫صالأ م‬ ‫ن ع ع ع ع ع‬
‫ثالأثا ‪ :‬أن تؤُمن بأن كل ما حدث في الأكون فهو بمشيئة ال تعالأى ‪ ،‬فل يخرج شيء عن مشيئته أبدا ‪.‬‬
‫ولأهذا أجمع الأمسلمون على هذها الأكلمة ‪ ) :‬ما شاء ال كان وما لأم يشاء ل يكن ( فأي شيء يحدث فهو‬
‫بمشية ال ‪.‬‬
‫وهذا عاما ‪ ،‬لأما يفعله ‪ ‬بنفسه وما يفعله الأعباد ‪ ،‬فكله بمشيئة ال ‪ ،‬ودلأيل ذلأك قول ال ‪  : ‬عولأعنو‬
‫ت عولأعـركرن انختعـلعمفوان فعرمنـمهم طمنن آعمعن عورمنـمهم‬
‫عشاء الألبهم عما اقنـتعتععل الأطرذيعن رمن بعـنعردرهم نمن بعـنعرد عما عجاءتنـمهمم انلأبعـينـعنا م‬
‫طمن عكعفعر عولأعنو عشاء الألبهم عما اقنـعتتعـملوان عولأعـركطن الألبهع يعـنفععمل عما يمرريمد ‪ ‬وقال ‪  : ‬عولأعنو عشاء عربد ع‬
‫ك عما فعـععملوهام ‪‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬

‫وقال ‪  :‬عولأعنو عشاء الألبهم عما فعـععملوهام ‪ 5‬فكل ما حدث في الأكون فهو بمشيئة ال ‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬الأخلق ومعناها ‪ :‬اليمان بأن ال سبحانه وتعالأى خلق كل شيء ‪ ،‬فنؤُمن بعموما خلق ال تعالأى لأكل‬
‫ب لأانععالأعرميعن ‪‬‬
‫شاء الألطهم عر د‬ ‫شيء ‪ ،‬قال تعالأى ‪  :‬لأرعمن عشاء رمنمكنم عأن يعنستعرقيعم ‪ 28‬عوعما تع ع‬
‫شامؤوعن إرطل عأن يع ع‬
‫‪6‬‬

‫فكل ما حدث في الأكون فهو بمشيئة ال ‪.‬‬


‫رابعا ‪ :‬الأخلق ومعناها ‪ :‬اليمان بأن ال سبحانه وتعالأى خلق كل شيء ‪ ،‬فنومن بعموما خلق ال تعالأى لأكل‬
‫شيء ‪ ،‬قال تعالأى ‪  :‬عوعخلععق مكطل عشنيصء فعـعقطدعرهام تعـنقرديارا ‪ 7‬فكل شيء مخلوق ل ‪ :‬الأسموات ‪ ،‬والرضون ‪،‬‬
‫والأبحار ‪ ،‬والنهار ‪ ،‬والأكواكب ‪ ،‬والأشمس ‪ ،‬والأقمر ‪ ،‬والنسان ‪ ،‬الأكل مخلوق ل ‪ ‬وحركات النسان‬

‫‪1‬‬
‫) يس ‪(12 :‬‬
‫‪2‬‬
‫) النأبياء ‪(105 :‬‬
‫‪3‬‬
‫) البقرة ‪(253 :‬‬
‫‪4‬‬
‫) النأعام ‪(112 :‬‬
‫‪5‬‬
‫) النأعام ‪(137 :‬‬
‫‪6‬‬
‫) التكوير ‪(29 :‬‬
‫‪7‬‬
‫) الفرقان ‪(2 :‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫مخلوقة ل ‪ ،‬وإذا كان هو مخلوقا فصفاته وأفعالأه مخلوقه ول شك ‪ ،‬فأفعال الأعباد مخلوقة لأرب الأعباد ‪‬‬
‫‪.‬‬
‫وهل صفات ال مخلوقة ؟‬
‫الأجواب ‪ :‬ل ‪ ،‬لن صفاته سبحانه وتعالأى كذاته كما أن صفات النسان كذات النسان مخلوقة ‪.‬‬
‫ت " الأقائل جبريل عليه الأسلما ‪.‬‬
‫صعدقن ع‬
‫" عقاعل ‪ :‬ع‬
‫سارن " الحسان‪ :‬مصدر أحسن يحسن‪ ،‬وهو بذل الأخير والحسان في حق‬ ‫رر‬
‫ثم قال‪ " :‬عفأنخبنرنني ععرن ارلنح ع‬
‫الأخالأق‪ ،‬بأن تبني عبادتك على الخلصا ل تعالأى والأمتابعة لأرسول ال‪ ،‬وأما الحسان لألخلق‪ ،‬فهو بذل‬
‫الأخير لأهم من مال أو جاها أو غاير ذلأك‪.‬‬
‫سارن أعنن تعـنعبمعد الع " وعبادةا ال ل تتحقق إل بأمرين وهما ‪ :‬الخلصا ل والأمتابعة‬
‫فقال الأنبي ‪" : ‬ارلنح ع‬
‫لأرسول ال ‪ ، ‬أي عبادةا النسان ربه سبحانه كأنه يراها ‪ ،‬عبادةا طلب وشوق ‪ ،‬وعبادةا الأطلب والأشوق‬
‫يجد النسان من نفسه حاثا عليها ‪ ،‬لنه يطلب هذا الأذي يحبه ‪ ،‬فهو يعبدها كأنه يراها ‪ ،‬فيقصدها وينيب‬
‫إلأيه ويتقبرب إلأيه سبحانه وتعالأى ‪.‬‬
‫" فعرإنن لأنم تعمكنن تعـعراهام فعرإنطهم يعـعراعك " أي ‪ :‬اعبدها على وجه الأخوفا ول تخالأفه ‪ ،‬لنك إن خالأفته فإنه يراك ‪،‬‬
‫فتعبدها عبادةا خائف منه ‪ ،‬هارب من عذابه وعقابه ‪ ،‬وهذها الأدرجة عند أهل الأعبادةا أدنى من الأدرجة الولأى‪.‬‬
‫فصار لألحسان مرتبتان‪ :‬مرتبة الأطلب‪ ،‬ومرتبة الأهرب‪.‬‬
‫مرتبة الأطلب‪ :‬أن تعبد ال كأنك تراها‪.‬‬
‫ومرتبة الأهرب ‪ :‬أن تعبد ال وهو يراك ‪ ‬فاحذرها ‪ ،‬كما قال ‪  : ‬عويمعحنذمرمكمم الألبهم نعـنف ع‬
‫سهم ‪. ‬‬
‫ساععرة " لأم يمرعد قولأه " صدقت " اكتفاءا بالولأى‪.‬‬
‫" فعأعنخبرنررني ععرن الأ ط‬
‫والأساعة هي ‪ :‬قياما الأناس من قبورهم لأرب الأعالأمين ‪ ،‬يعني الأبعث ‪ ،‬وسميت ساعة لنها داهية عظيمة ‪ ،‬قال‬
‫ساععرة عشنيءن ععرظينم ‪ 1‬فقال الأنبي ‪": ‬عما لأانعمسئمـمومل ععنـعها‬ ‫س اتطـمقوا عربطمكنم إرطن علأزنعزلأعةع الأ ط‬
‫ال ‪  :‬عيا أعيدـعها الأطنا م‬
‫سائررل " يعني جبريل عليه الأسلما ‪ ،‬والأمعنى إذا كنت تجهلها فأنا أجهلها‬ ‫" يعني نفسه ‪ " ‬برأعنعلععم رمعن الأ ط‬
‫س ععرن‬‫ك الأطنا م‬ ‫ول أستطيع أن أخبرك بها ‪ ،‬لن علم الأساعة مما اختص ال به ‪ ‬قال ال تعالأى ‪  :‬يعنسأعلأم ع‬
‫ك ععرن‬ ‫ساععةع تعمكومن قعرريابا ‪ ‬وقال ‪ : ‬يعنسأعملأونع ع‬
‫ك لأعععطل الأ ط‬ ‫ساععرة قمنل إرنطعما رعنلممعها رعنعد الألطره عوعما يمند ري ع‬
‫الأ ط‬

‫‪1‬‬
‫) الحج ‪(1 :‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫ض لع‬‫ت عوالعنر ر‬ ‫سماوا ر‬ ‫ساععرة أعطياعن مرساها قمل إرنطما رعنلمها رعنعد رنبي لع يجنليها لأروقنترها إرلط هو ثعـمقلع ن ر‬
‫ت في الأ ط ع ع‬ ‫مع‬ ‫مع ع ع ع‬ ‫ع‬ ‫من ع ع ن ع م ع‬ ‫الأ ط‬
‫ها رعنعد الألبره عولأعـركطن أعنكثعـعر الأطنا ر‬
‫س لع يعـنعلعمموعن ‪‬‬ ‫م م‬ ‫ك عحرفقي ععنـعها قمنل إرنطعما ِ‬
‫عل ن م‬ ‫تعأنرتيمكنم إرلط بعـغنتعةا يعنسأعملأونع ع‬
‫ك عكأعنط ع‬
‫ولأهذا يجب علينا أن نكذب كل من حدد عمر الأدنيا في الأمستقبل ‪ ،‬ومن قال به أو صدق به فهو كافر ‪.‬‬
‫ولأما قال الأنبي ‪ ": ‬عما لأانعمسئمـمومل ععنـعها برأعنعلععم رمعن الأ ط‬
‫سائررل " أي علمات قربها ‪ ،‬لن المارةا بمعنى الأعلمة‬
‫ساععةع عأن تعأنرتيعـمهم بعـغنتعةا‬
‫‪ ،‬والأمراد أمارات قربها وهو ما يعرفا بالشراط ‪ ،‬قال ال ‪  : ‬فعـعهنل عينظممروعن إرطل الأ ط‬
‫‪1‬‬
‫فعـعقند عجاء أعنشعراطمعها ‪‬‬
‫سمها الأعلماء إلأى ثلثة أقساما ‪:‬‬
‫* وأشراط الأساعة ق ب‬
‫‪ -1‬أشراط مضت وانتهت ‪.‬‬
‫‪ -2‬أشراط لأم تزل تتجدد وهي الأوسطى ‪.‬‬
‫‪ -3‬أشراط كبرىِ تكون عند قرب قياما الأساعة ‪.‬‬
‫ومن علمات الأساعة ما ذكرها ‪ ‬في هذا الأحديث بقولأه ‪ " :‬أعنن تعلرعد الععمةم عربطـتعـعها " وفي لأفظ " عربطـعها "‬
‫والأمعنى ‪ " :‬أعنن تعلرعد الععمةم " أي الأرقيقة الأمملوكة " عربطـعها " أي سيدها ‪ ،‬أو " عربطـتعـعها " ‪.‬‬
‫وهل الأمراد الأعين أو الأجنس؟‬
‫والأجواب ‪ :‬اختلف في هذا الأعلماء ‪ ،‬فمنهم من قال ‪ :‬الأمراد أن تلد المة ربها ‪ ،‬يعني أن تلد المة من‬
‫يكون سيدا لأغيرها ل لأها ‪ ،‬فيكون الأمراد بالمة ‪ :‬المة بالأجنس ‪.‬‬
‫وهذا الأمعنى أقوىِ ‪ ،‬لن الماء يلدن من يكونون أسيادا مالأكين ‪ ،‬فهي كانت مملوكة في الول ‪ ،‬وتلد من‬
‫يكونون أسيادا مالأكين ‪,‬وهو كناية عن تغير الأحال بسرعة ‪ ،‬ويدل‬
‫لأهذا ما ذكرها بعند ذلأك حيث قال ‪:‬‬
‫" عوأعنن عترىِ الأ م‬
‫حعفاعةا الأعمعراعةا الأععالأعةع " الأحفاةا‪ :‬يعني‪ :‬لأيس لأهم نعال ‪.‬‬
‫والأعراةا ‪ :‬أي لأيس لأهم ثياب تكسوهم وتكفيهم ‪.‬‬
‫الأعالأة ‪ :‬أي لأيس عندهم ما يأكلون من الأنفقة أو الأسكنى أو ما أشبه ذلأك ‪ ،‬عالأة أي فقراء ‪.‬‬
‫طاعولأمنوعن رفي الأبمـنـعيارن " أي يكونون أغانياء حتى يتطاولأون في الأبنيان أيهم أطول ‪.‬‬
‫" يعـتع ع‬
‫وهل الأمراد بالأتطاول ارتفاعا ‪ ،‬أو جمالا ‪ ،‬أو كلهما ؟‬

‫‪1‬‬
‫) محمد ‪(18 :‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫الأجواب ‪ :‬كلهما ‪ ،‬أي يتطاولأون في الأبنيان أيهم أعلى ‪ ،‬ويتطاولأون في الأبنيان أيهم أحسن ‪ ،‬وهو في‬
‫الول فقراء ل يجدون شيئا ‪ ،‬لأكن تغير الأحال بسرعة مما يدل على قرب قياما الأساعة ‪.‬‬
‫وهنا مسألأة ‪ :‬هل وجد الأتطاول في الأبينان أما ل ؟‬
‫والأجواب ‪ :‬ال أعلم ‪ ،‬فإنه قد يوجد ما هو أعظم مما في هذا الأزمان ‪ ،‬لن كل أناس وكل جيل يحدث فيه‬
‫من الأتطاول والأتعالأي في الأبينان ‪ ،‬وكل زمن يقول أهله ‪ :‬هذا من أشراط الأساعة ‪ ،‬وال أعلم ‪ ،‬لأكن هذها‬
‫علمة واضحة ‪.‬‬
‫جنررني عملرريا ‪ 1‬أي مدةا‬ ‫" ثنطم ا نطعلععق فعـلعربث م ر‬
‫ت عمليطا " يعني بقيت ملي ا أي مدةا طويلة كما في قولأه تعالأى‪  :‬عوانه م‬
‫طويلة ‪.‬‬
‫سائرمل؟ " قمـنل م‬
‫ت الم عوعرمسولأه أعنعلعمم عقاعل ‪ ":‬فعرإنطهم‬ ‫" ثمطم عقاعل ‪ " :‬عيا عمعممر " والأقائل الأنبي ‪ ": ‬أعتعندرري عمرن الأ ط‬
‫رجنبررينمل أععتامكنم يمـععلطمممكنم ردينـنعمكنم " ولأعل الأنبي ‪ ‬وجدها فيما بعد وسألأه ‪ :‬أتدري من الأسائل ؟ أي أتعلم من‬
‫هو ؟ " فعـعقاعل عمعممر‪ :‬الم عوعرمسولأه أعنعلعمم " وهذا يدل على أن عمر ‪ ‬ل علم لأه من هذا الأسائل ‪.‬‬
‫فقال الأنبي ‪ ": ‬فعرإنطهم رجنبررينمل " الشارةا هنا إلأى شيء معلوما بالأذهن ‪ ،‬أي هذا جبريل؟ " أععتامكنم يمـععلطمممكنم‬
‫ردينـنعمكنم " لأكنه جاء بهذها الأصيغة أي صيغة الأسؤُال والأجواب لنه أمكن في الأنفس وأقوىِ في الأتأثير ‪.‬‬
‫* مان فوائد الحديث ‪:‬‬
‫هذا الأحديث فيه فوائد كثيرةا ‪ ،‬فلو أراد النسان أن يستنبط ما فيه من الأفوائد منطوقا ومفهوما وإشارةا‬
‫لأكتب مجلداا‪ ،‬لأكن نشير إشارةا قليلة إلأى ما يحضرنا إن شاء ال تعالأى ‪ ،‬فمنها ‪:‬‬
‫‪ -1‬بيان حسن خلق الأنبي ‪ ‬وأنه يجلس مع أصحابه ويجلسون إلأيه‪ ،‬ولأيس ينفرد ويرىِ نفسه فوقهم ‪.‬‬
‫‪ -2‬جواز جلوس الصحاب إلأى شيخهم ومن يفوقهم‪ ،‬لأكن هذا بشرط ‪ :‬إذا لأم يكن فيه إضاعة وقت على‬
‫الأشيخ ومن يفوقه علما ‪.‬‬
‫‪ -3‬أن الأملئكة عليهم الأسلما يمكن أن يتشكلوا بأشكال غاير أشكال الأملئكة‪ ،‬لن جبريل أتى بصورةا‬
‫رجل كما جاء في الأحديث ‪.‬‬
‫* فإن قال قائل ‪ :‬وهل هذا إلأيهم‪ ،‬أو إلأى ال ‪ ‬؟‬
‫ي الأغير إل بأذن ال ‪. ‬‬
‫فالأجواب ‪ :‬هذا إلأى ‪ ‬بمعنى ‪ :‬أنه ل يستطيع الأملك أن يتزطيى بز ب‬
‫‪ -4‬الدب مع الأمعلم كما فعل جبريل عليه الأسلما‪ ،‬حيث جلس أماما الأنبي ‪ ‬جلسة الأمتأدب لأيأخذ منه ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫) مريم ‪(46 :‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫حطمد " وهذها الأعبارةا عبارةا العراب‪ ،‬فيوري بها كأنه أعرابي‪،‬وإل فأهل الأمدن‬
‫‪ -5‬جواز الأتورية لأقولأه‪ ":‬يا مم ع‬
‫الأمتخلفون بالخلق الأفاضلة ل ينادون الأرسول ‪ ‬بمثل هذا‪.‬‬
‫‪ -6‬فضيلة السلما‪ ،‬وأنه ينبغي أن يكون أول ما يسأل عنه ‪.‬‬
‫‪ -7‬أن أركان السلما هي هذها الأخمسة‪ ،‬ويؤُدها حديث عبدال بن عمر ‪ ‬أن الأنبي ‪ ‬قال ‪ " :‬بمنرعي النسلمما‬
‫عععلى عخنمس " وسيأتي شرحه – إن شاء ال ‪. -‬‬
‫‪ -8‬فضل الأصلةا وإنها مقدمة على غايرها بعد الأشهادتين ‪.‬‬
‫‪ -9‬الأحث على أقامة الأصلةا‪ ،‬وفعلها قويمة مستقيمة‪ ،‬وأنها ركن من أركان السلما‪.‬‬
‫‪ -10‬أن إيتاء الأزكاةا وصوما رمضان وحج الأبيت من أركان السلما ‪.‬‬
‫* ولأو قال قائل ‪ :‬إذا ترك النسان واحدا من هذها الركان هل يكفر أما ل ؟‬
‫فالأجواب ‪ :‬أن نقول ‪ :‬إذا لأم يشهد أن ل إلأه إل ال ‪ ،‬وإن محمدا رسول ال فهو كافر بالجماع‪ ،‬ل‬
‫خلفا في هذا ‪.‬‬
‫وأما إذا ترك الأصلةا والأزكاةا والأصياما والأحج أو واحدا منها ففي ذلأك خلفا ‪.‬‬
‫والأصواب ‪ :‬أن هذها الربعة ل يكفر تاركها إل الأصلةا‪ ،‬لأقول عبدال بن شقيق رحمه ال‪ " :‬كان أصحاب‬
‫الأنبي ‪ ‬ل يرون شيئا من العمال تركه كفنر إل الأصلةا " ولأذلأك أدلأة معروفة ‪.‬‬
‫وكذا لأو أنكر وجوبها وهو كافر وهو يفعلها فإنه يكفر‪ ،‬لن وجوبها أمنر معلوما بالأضرورةا من دين السلما ‪.‬‬
‫* وإذا تركها عمدا فهل يقضيها أو ل ؟‬
‫نقول ‪ :‬الأموقت ل يقضى‪ ،‬فلو ترك الأصلةا حتى خرج وقتها بل عذر قلنا ل تقضها‪ ،‬لنه لأو قضاها لأم‬
‫ظالأرمموعن ‪ 1‬والأظالأم ل يمكن أن يقبل منه‪،‬‬
‫ك مهم الأ ط‬‫ر ر‬
‫تنفعه لأقول ال تعالأى ‪ :‬عوعمن يعـتعـععطد محمدوعد الألبه فعأمنولأعـئ ع م‬
‫ومن أخرج الأصلةا عن وقتها بل عذر فهو ظالأم ‪.‬‬
‫س ععلعنيره أعنممرعنا فمهعو عربد " ‪.‬‬ ‫ر‬
‫ولأقول الأنبي ‪ ": ‬عمنن ععمعل عععملا لأعني ع‬
‫وكذلأك يقال في الأصوما ‪ :‬فلو ترك النسان صوما عمدا بل عذر ثم ندما بعد أن دخل شوال وأراد أن يقضيه‪،‬‬
‫فإننا نقول لأه ‪ :‬ل تقضه ‪ ،‬لنك لأو قضينه لأم ينفعك ‪.‬‬
‫وعلى من ترك الأصلةا بل عذر حتى خرج الأوقت ‪ ،‬أو ترك الأصوما بل عذر حتى خرج الأوقت أن يكثر من‬
‫الأطاعات والستغفار والأعمل الأصالأح والأتوبة إلأى ال توبة نصوح ا ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫) البقرة ‪(229 :‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫أما الأزكاةا ‪ :‬إذا تركها النسان ثم تاب فإنه يزكي ‪ ،‬نقول ‪ :‬زطك لنه لأيس لألزكاةا وقت محدد يقال فيه ل تزكي‬
‫إل في الأشهر الأفلني ‪.‬‬
‫* ومن مات ولأم لأم يزك تهاوناا‪ ،‬فهل تخرج الأزكاةا من مالأه ‪ ،‬أما ل ؟‬
‫الأجواب ‪ :‬الحوط – وال أعلم – أن الأزكاةا تخرج ‪ ،‬لنه يتعلق بها حق أهل الأزكاةا فل تسقط ‪ ،‬لأكن ل‬
‫تبرأ ذمته ‪ ،‬لن الأرجل مات على عدما الأزكاةا ‪.‬‬
‫والأحج كذلأك ‪ ،‬لأو تركه النسان الأقادر الأمستطيع تفريط ا حتى مات ‪ ،‬فإنه ل يحج عنه‪.‬‬
‫* وهنا مسألأة ‪:‬هل يجب على ورثته أن يخرجوا الأحج عنه من تركته ؟‬
‫والأجواب ‪ :‬ل ‪ ،‬لنه ل ينفعه ولأم يتعلق به حق الأغير كالأزكاةا ‪ ،‬قال ابن الأقيم في تهذيب الأسنن ‪ ":‬هذا هو‬
‫الأذي ندين ال به " أو كلمة نحوها ‪ ،‬وهو الأذي تدل عليه الدلأة ‪.‬‬
‫يجب على النسان أن يتقي ‪ ‬لنه إذا مات ولأم يحج مع قدرته على الأحج فإنه لأو محطج عنه ألأف مرةا لأم‬
‫تبرأ ذمته ‪.‬‬
‫‪ -11‬النتقال من الدنى إلأى العلى ‪ ،‬فالسلما بالأنسبة لأليمان أدنى ‪ ،‬لن كل إنسان يمكن أن يسلم‬
‫ب آعمطنا مقل لأطنم تمـنؤُرممنوا عولأعركن مقوملأوا أعنسلعنمعنا ‪ 1‬لأكن اليمان لأيس‬ ‫ر‬
‫ظاهرا ‪ ،‬كما قال تعالأى ‪  :‬عقالأعت انلعنععرا م‬
‫بالمر الأهين فمحله الأقلب والتصافا به صعب ‪.‬‬
‫‪ -12‬أن السلما غاير اليمان ‪ ،‬لن جبريل عليه الأسلما قال ‪" :‬أخبرني عن السلما" وقال ‪ ":‬أخبرني‬
‫عن اليمان " وهذا يدل على الأتغاير ‪.‬‬
‫وهذها الأمسألأة نقول فيها ما قال الأسلف ‪:‬‬
‫ت‬ ‫إن ذكر اليمان وحدها دخل يفيه السلما ‪ ،‬وإن ذكر السلما وحدها دخل اليمان‪ ،‬فقولأه تعالأى ‪  :‬ور ر‬
‫ضي م‬ ‫عع‬
‫لأعمكمم ارلنسلععما رديانا ‪ 2‬يشمل اليمان ‪.‬‬
‫شرر لأانممنؤُرمرنيعن ‪. 3‬‬
‫كذلأك اليمان إذا ذكرها وحدها دخل فيه السلما ‪ ،‬قال تعالأى ‪  :‬عوبع ن‬
‫إما إذا ذكرا جميعا فيفترقان ‪ ،‬فيفسر السلما بالعمال الأظاهرةا من أقوال الألسان وعمل الأجوارح ‪،‬‬
‫واليمان بالعمال الأباطنة من اعتقادات الأقلوب وأعمالأها‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫) الحجرات ‪(14 :‬‬
‫‪2‬‬
‫) المائدة ‪(3 :‬‬
‫‪3‬‬
‫) التوبة ‪(112 :‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫فإن قال قائل ‪ :‬في قولأنا إذا اجتمعا افترقا إشكال ‪ ،‬وهو قول ال تعالأى في قوما لأوط ‪  :‬فعأعنخعرنجعنا عمن عكاعن‬
‫سلررميعن ‪ 1‬فعبر بالسلما عن اليمان ؟‬ ‫رفيعها رمن لأانمنؤُرمرنين ‪ 35‬فعما وجندعنا رفيعها عن ص‬
‫غايـعر بعـنيت نمعن لأانمم ن‬ ‫ع عع‬ ‫ع م ع‬
‫فالأجواب ‪ :‬أن هذا الأفهم خطأ‪،‬وأن قولأه‪  :‬فعأعنخعرنجعنا عمن عكاعن رفيعها رمعن لأانممنؤُرمرنيعن ‪ 3‬‬
‫سلررمين‪  3‬يعم كل من كان في بيت لأوط ‪،‬‬ ‫يخص الأمؤُمنين وقولأه‪  :‬فعما وجندعنا رفيعها عن ص‬
‫غايـعر بعـنيت نمعن لأانمم ن‬ ‫ع عع‬
‫وفي بيت لأوط من لأيس بمؤُمن ‪ ،‬وهي امرأته الأتي خانته وأظهرت أنها معه ولأيست كذلأك ‪ ،‬فالأبيت بيت‬
‫مسلمين ‪ ،‬لن الأمرأةا لأم تظهر الأعداوةا والأفرقة ‪ ،‬لأكن الأناجي هم الأمؤُمنين خاصة‪ ،‬ولأهذا قال‪  :‬فعأعنخعرنجعنا‬
‫عمن عكاعن رفيعها رمعن لأانممنؤُرمرنيعن ‪  3‬وهم ماعدا هذها الأمرأةا ‪ ،‬أما الأبيت فهو بيت مسلم ‪.‬‬
‫ويؤُخذ من هذها الية فائدةا هي ‪ :‬أن الأبلد إذا كان الأمسيطر عليه هم الأسلمون فهو بلد إسلمي حتى وإن‬
‫كان فيه نصارىِ أو يهود أو مشركون أو شيوعيون ‪ ،‬لن ال تعالأى جعل بيت لأوط بيت إسلما مع أن امرأته‬
‫كافرةا ‪ ،‬هذا هو الأتفصيل في مسألأة اليمان والسلما ‪ ،‬فصار المر كما قال بعضهم ‪ " :‬إن اجتمعا افترقا ‪،‬‬
‫وإن افترقا اجتمعا "‬
‫‪ -13‬أن أركان اليمان ستة كما سبق ‪ ،‬وهذها الركان تروث لألنسان قوةا الأطلب في الأطاعة والأخوفا من‬
‫ال عز وجل ‪.‬‬
‫‪ -14‬أن من أنكر واحدا من هذها الركان الأستة فهو كافر ‪ ،‬لنه مكذب لأما أخبر به رسول ال ‪.‬‬
‫‪ -15‬إثبات الأملئكة وأنه يجب اليمان بهم ‪.‬‬
‫وهنا مسألأة‪ :‬هل الأملئكة أجساما ‪ ،‬أما أرواح ‪ ،‬أما قوىِ؟‬
‫حصة طمثنـعنى ‪ 2‬‬ ‫ر ر‬ ‫ر ر‬ ‫ر‬
‫والأجواب ‪ :‬الأملئكة أجساما بل شك ‪ ،‬قال ال عز وجل ‪  :‬عجاعرل لأانعمعلئعكة مرمسال مأولأي أعنجن ع‬
‫وقال الأنبي ‪ " ‬أطت الأسماء" والطيط ‪ :‬صرير الأرحل ‪ ،‬أي إذا كان على الأبعير حمل ثقيل ‪ ،‬تسمع لأه‬
‫صريرا من ثقل الأحمل ‪ ،‬فيقول عليه الأصلةا والأسلما "وحق لأها أن تئط ‪ ،‬ما من موضع أربع أصابع إل وفيه‬
‫ملك قائم ل أو راكع أو ساجد " ويدل لأهذا حديث جبريل عليه الأسلما ‪ :‬أنه لأه ستمائة جناح قد سد‬
‫الفق‪ ،‬والدلأة على هذا كثيرةا‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫) الذاريات ‪(35 :‬‬
‫‪2‬‬
‫) فاطر ‪(1 :‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪_16‬أنه لبد من اليمان بجميع الأرسل ‪ ،‬فلو آمن أحد برسولأه وأنكر من سواها فإنه لأم يؤُمن برسولأه ‪ ،‬بل‬
‫ت قعـنومما منوصح لأانممنرعسرليعن ‪ 1‬مع أنهم إنما كذبوا نوحا ولأم يكن قلبه‬
‫هو كافر ‪ ،‬واقرأ قول ال ‪  : ‬عكطذبع ن‬
‫رسول‪ ،‬لأكن تكذيب واحد من الأرسل تكذيب لألجميع ‪.‬‬
‫‪ -17‬إثبات الأيوما الخر الأذي هو يوما الأقيامة الأذي يبعث الأناس فيه لألحساب والأجزاء‪ ،‬حيث يستقر أهل‬
‫الأجنة في منازلأهم‪ ،‬وأهل الأنار في منازلأهم ‪.‬‬
‫‪ -18‬أن تؤُمن بالأقدر خيرها وشرها‪ ،‬واليمان بالأقدر معترك عظيم من زمن الأصحابة إلأى زماننا هذا‪ ،‬وسبق لأنا‬
‫أن لأه مراتب أربع وهي‪ :‬الأعلم والأكتابة‪ ،‬والأمشيئة‪ ،‬والأخلق‪.‬‬
‫‪ -19‬أن الأقدر لأيس فيه شر‪ ،‬وإنما الأشر في الأمقدور‪ ،‬وتوضيح ذلأك بأن الأقدر بالأنسبة لأفعل ال كله خير‪،‬‬
‫ك " أي ل ينسب إلأيك‪ ،‬فنفس قضاء ال تعالأى لأيس فيه شنر‬ ‫س إرلأعني ع‬
‫شطر لأعني ع‬
‫ويدل لأهذا‪ :‬قول الأنبي ‪ ": ‬عوالأ ع‬
‫أبداا‪ ،‬لنه صادر عن رحمة وحكمة‪ ،‬لن الأشر الأمحض ل يقع إل من الأشرير‪ ،‬وال تعالأى خير وأبقى ‪.‬‬
‫إذا كيف نوبجه " عوتمـنؤُرمعن برالأعقعدرر عخنيرررها عوعشنررها " ؟‬
‫الأجواب ‪ :‬أن نقول ‪ :‬الأمفعولت والأمخلوقات هي الأتي فيها الأخير والأشر ‪ ،‬أما أصل فعل ال تعالأى وهو‬
‫ت أعينردي‬ ‫سبع ن‬ ‫الأقدر فل شر فيه ‪ ،‬مثال ذلأك قول ال عز وجل ‪  :‬ظععهر لأانعفسامد رفي انلأبعـنر لأ ر‬
‫وانبعنحرر بعما عك ع‬ ‫ع‬ ‫ع ع‬
‫ض الأطرذي ععرمملوا لأعععلطمهنم يعـنررجمعوعن‬ ‫رر‬ ‫الأطنا ر‬
‫س ‪ ‬هذا بيان سبب فساد الرض‪ ،‬وأما الأحكمة فقال‪  :‬لأيمذيعقمهم بعـنع ع‬
‫‪2‬‬

‫‪  3‬إذن هذها مصائب‪،‬من جدب الرض ومرض أو فقر‪،‬ولأكن مآَلأها إلأى خير‪ ،‬فصار الأشر ل يضافا إلأى‬
‫الأرب ‪ ،‬لأكن يضافا إلأى الأمفعولت والأمخلوقات مع أنها شر من وجه وخير من وجه آخر ‪ ،‬فتكون شرا‬
‫ض‬ ‫رر‬
‫بالأنظر إلأى مايحصل منها من الذية ‪ ،‬ولأكنها خير بما يحصل منها من الأعاقبة الأحميدةا ‪ ‬لأيمذيعقمهم بعـنع ع‬
‫الأطرذي ععرمملوا لأعععلطمهنم يعـنررجمعوعن ‪. 3‬‬
‫ومن الأحكمة أن يكون في الأمخلوق خير وشر ‪،‬لنه لأول الأشر ما عرفا الأخير ‪ ،‬كما قيل))وبضدها تتبين‬
‫الشياء(( فلو كان الأناس كلهم على خير ما عرفنا الأشر‪ ،‬ولأو كانوا كلهم على الأشر ماعرفنا الأخير‪ ،‬إذا‬
‫إيجاد الأشر لأنعرفا به الأخير ‪ ،‬لأكن كون ال تعالأى يوجد هذا الأشر لأيس شرا ‪،‬فهنا فرق بين الأفعل‬
‫والأمفعول ‪ ,‬ففعل ال الأذي هو تقديرها لشر فيه ‪ ،‬ومفعولأه الأذي هو مقدرها ينقسم إلأى خير وشر ‪ ،‬وهذا‬
‫الأشر الأموجود في الأمخلوق لأحكمة عظيمة‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫) الشعراء ‪(105 :‬‬
‫‪2‬‬
‫) الروم ‪(41 :‬‬
‫‪3‬‬
‫) الروم ‪(41 :‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫فإذا قال قائل‪ :‬لأماذا قدر ال الأشر؟‬
‫فالأجواب‪ :‬لأيعرفا به الأخير‪.‬‬
‫ثانياا‪ :‬من اجل أن يلجأ الأناس إلأى ال عز وجل‪.‬‬
‫ثالأثاا‪ :‬من اجل أن يتوبوا إلأى ال‪.‬‬
‫فكم من إنسان ليحمله على الأورد لأيلا أو نهارا إل مخافة شرور الأخلق ‪ ،‬فتجدها يحافظ على الوراد‬
‫لأتحفظه من الأشرور ‪ ،‬فهذها الأشرور في الأمخلوقات لأتحمل النسان على الذكار والوراد وما أشبهها ‪ ،‬فهي‬
‫خير‪.‬‬
‫س إرلأعني ع‬
‫ك"‬ ‫شطر لأعني ع‬
‫فالأمهم أن الأشر لينسب إلأى ال تعالأى ‪ ،‬لن الأنبي ‪ ‬قال ‪ ":‬عوالأ ع‬
‫ب لأانعفلعرق ‪ 1‬رمن عشنر عما عخلععق ‪.1‬‬
‫فالأشر ينسب إلأى الأمخلوقات قال ال تعالأى ‪  :‬قمنل أعمعوذم برعر ن‬
‫وهنا مسألأة‪ :‬هل في تقدير إيجاد الأمخلوقات الأشريرةا حكمة؟‬
‫والأجواب‪ :‬نعم ‪،‬حكمة عظيمة ولأول هذها الأمخلوقات الأشريرةا ماعرفنا قدر الأمخلوقات الأخيرةا‪..‬‬
‫‪ -20‬أن الأساعة ل يعلمها احد إل ال عز وجل ‪،‬لن أفضل الأرسل من الأملئكة سأل أفضل الأرسل من‬
‫الأبشر عنها‪ ،‬فقال‪ " :‬عما لأانعمسئمـمومل ععنـعها برأعنعلععم رمعن الأ ط‬
‫سائررل "‬
‫‪ -21‬عظم الأساعة ‪،‬ولأهذا جاءت لأها أمارات حتى يستعد الأناس لأها‪ -‬رزقنا ال وإياكم الستعداد لأها‪..‬‬
‫أننا إذا كنا لنعلم الأشيء فأننا نطلب مايكون من علماته ‪ ،‬لن جبريل عليه الأسلما قال‪ " ":‬عفأنخبرنرنرني ععنن‬
‫أععماعرارتها "‬
‫‪ -23‬ضرب الأمثل بما ذكرها الأنبي ‪ ": ‬أعنن تعلرعد الععمةم عربطـتعـعها"وفي لأفظ‪)):‬ربطـعها((والأعلمة الأثانية‪ ، ":‬عوأعنن‬
‫طاعولأمنوعن رفي الأبمـنـعيارن "فان قال قائل‪ :‬لأم يذكر الأنبي ‪ ‬أمارات أخرىِ‬ ‫شارء يعـتع ع‬
‫عترىِ الأمحعفاعةا الأعمعراعةا الأععالأعةع رععاءع الأ ط‬
‫أوضح من هذا ؟‬
‫فالأجواب‪ :‬أن الأعلمات بينة واضحة ليحتاج الأسؤُال عنها ‪ ،‬ولأذلأك عدل الأنبي عنها إلأى ذكر هذها الأصورةا‬
‫‪.‬‬
‫‪ -24‬أن الأملئكة يمشون إذا تحولأوا إلأى الأبشر‪ ،‬لأقولأه ‪ ": ‬ثنطم ا نطعلععق "‬
‫وهل يمشون إذا كانوا على صفة الأخلق الأذي خلقوا عليه؟‬

‫‪1‬‬
‫) الفلق ‪(1 :‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫سعماء عملعاكا‬‫شوعن ممطنعمئرننيعن علأنعـ طلأزنعنا ععلعنيرهم نمعن الأ ط‬‫ض عملَئرعكةن يعنم م‬‫الأجواب ‪:‬قال ال ‪  :‬مقل لأطنو عكاعن رفي العنر ر‬
‫‪1‬‬
‫طرمسولا ‪ 95‬‬
‫ض عجارعرل لأانعمعلئرعكرة مرمسال‬ ‫ت عوانلعنر ر‬ ‫سماوا ر‬ ‫رر ر‬
‫ولأهم أجنحة يطيرون بها ‪ ,‬كما قال تعالأى ‪  :‬لأانعحنممد لألطه عفاطرر الأ ط ع ع‬
‫ع‪‬‬ ‫مأورلأي أعنجنرعحصة طمثنـعنى عوثمعل ع‬
‫ث عومرعبا ع‬
‫‪2‬‬

‫سائرمل؟ "‬ ‫‪ -25‬إلأقاء الأعالأم على طلبته ما يخفى عليهم ‪ ،‬لأقول الأنبي ‪ ": ‬أعتعندرري عمرن الأ ط‬
‫‪ -26‬أن الأسائل عن الأعلم يكون معلم ا لأمن سمع الأجواب‪ ,‬لن الأنبي ‪ ‬قال" " فعرإنطهم رجنبررينمل أععتامكنم‬
‫يمـععلطمممكنم ردينـنعمكنم " ‪.‬‬
‫مع أن الأذي علمهم الأنبي ‪ ‬لأكن لأما كان جبريل هو الأسبب جعله هو الأمعلم ‪.‬‬
‫ويتفرغ على هذا انه ينبغي لأطالأب الأعلم إذا كان يعلم الأمسألأة وكان من الأمهم معرفتها أن يسأل عنها وان‬
‫كان يعلمها ‪ ،‬وإذا سأل عنها وأجيب صار هو الأمعلم‪.‬‬
‫‪ -27‬أن الأسبب إذا بني عليه الأحكم صار الأحكم لألسبب ‪،‬ولأهذا ذكر الأعلماء لأهذها الأقاعدةا مسائل كثيرةا‬
‫منها ‪:‬‬
‫لأو شهد رجلن على الأشخص بما يوجب قتله من ردةا أو حرابة ‪ ,‬ثم حكم الأقاضي بذلأك وقتل هذا‬
‫الأشخص ثم رجعوا وقالأوا‪ :‬تعمدنا قتله ‪ ،‬فان هؤُلء الأشهود يقتلون‪ ،‬لن الأحكم مبني على شهادتهم وهم‬
‫الأسبب‪.‬‬
‫ولأكن إذا اجتمع متسبب ومباشر إل إذا تعذرت إحالأة الأضمان عليه فيكون على الأمتسبب مثال ذلأك ‪:‬‬
‫رجل حفر حفرةا في الأطريق فوقف عليها رجل فجاء رجل ثالأث فدفع الأرجل وسقط في الأحفرةا ومات‪،‬‬
‫فالأضمان على الأدفع‪ ،‬لنه هو الأمباشر‪.‬‬
‫أن ما ذكر في هذا الأحديث هو الأدين ‪ ،‬لأقولأه ‪ ":‬يمـععلطمممكنم ردينـنعمكنم" ولأكن لأيس على سبيل الجمال‪.‬‬
‫ل عورلأكعتابرره‪ ،‬عولأرعرمسولأه ‪ ،‬و ع‬
‫لئطمرة‬ ‫ر‬
‫صنيحةم" ثلث مرات‪ " :‬ر‬
‫فإن قال قائل ‪:‬ألأيس الأنبي ‪ ‬قال ‪ ":‬الأطدينمن الأنط ع‬
‫سلررمنيعن ‪ ,‬عوععاطمتررهنم " ؟‬
‫الأمم ن‬
‫فالأجواب‪:‬بلى‪ ،‬لأكن هذها الأنصيحة لتخرج عما في حديث جبريل‪،‬لنها من السلما ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫) السإراء ‪(95 :‬‬
‫‪2‬‬
‫) فاطر ‪(1 :‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫الحديث الثالث‬
‫ضعي الم ععنـمهعما عقاعل‪ :‬عسرمنع م‬‫برر‬ ‫ر ر‬ ‫ر ر‬
‫ت الأنبي صلى ال عليه‬ ‫ععنن أعبني ععنبد الأطرنحعمرن ععنبد ال بنرن عمعمعر نبن الأعخططا ر ع‬
‫س‪ :‬عشعهاعدرةا أعنن لع إرلأعهع إرلط ال وأعطن محطمعدا رسومل ا ر‬
‫ل‪ ،‬عوإرعقارما‬ ‫وسلم يعـمقنومل‪ " :‬بمنرعي ارلنسلمما عععلى عخنم ص‬
‫ع م ع ع من‬
‫ت‪ ،‬و ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الأ ط ر‬
‫ن"‬‫ضا ع‬ ‫صلةا‪ ،‬عورإينـعتاء الأطزعكاةا‪ ،‬عوعحنج الأبرني ع ع‬
‫صنوما عرعم ع‬

‫الشرح‬
‫ن " هذها كنية‪ ،‬عبد ال بن عمر هذا اسم علم‪.‬‬ ‫م‬
‫م ِ‬‫ح م‬
‫د الجر ن‬ ‫عب ن ِ‬
‫ي م‬ ‫ن أب ِ ن‬‫ع ن‬‫" م‬
‫ب‪ ،‬أو أما‪ ،‬أو أخ‪ ،‬أو خاصل‪ ،‬أو ما أشبه ذلأك‪ .‬والأعلم ‪ :‬اسم يعين الأمسمى مطلقاا‪.‬‬ ‫والأكنية‪ :‬كل ما صدر بأ ص‬
‫ضعي الم ععنـمهعما قال الأعلماء‪ :‬إذا كان الأصحابي وأبوها مسلمين فقل‪ :‬رضي ال عنهما‪ ،‬وإذا كان‬ ‫رر‬
‫ع‬
‫الأصحابي مسلما وأبوها كافرا فقل‪ :‬رضي ال عنه ‪.‬‬
‫ل يعـمقنومل‪ " :‬بمنرعي ارلنسلمما " الأذي بناها هو ال عبز وجل‪ ،‬وأبهم الأفاعل لألعلم به‪،‬‬‫ت رسوعل ا ر‬ ‫ر‬
‫عقاعل‪ :‬عسمنع م ع م ن‬
‫ضرعيفا {‪ 1‬فلم يبين من الأخالأق‪ ،‬لأكنه معلوما‪ ،‬فما معلم‬ ‫ر‬
‫كما مأبهم الأفاعل في قولأه تعالأى‪} :‬عومخلعق ا نرل ن ع‬
‫سامن ع‬
‫شرعا أو قدرا جاز أن يبنى فعله لأما لأم يسم فاعله‪.‬‬
‫س دعائم‪.‬‬ ‫س " أي على خم ر‬ ‫" عععلى عخنم ص‬
‫" عشعهاعدةا أنن ل إرلأعهع إرلط ال وأعطن محطمعدا رسومل ا ر‬
‫ل"‬ ‫ع م ع ع من‬
‫وقد سبق الأكلما على الأشهادتين في شرح حديث جبريل عليه الأسلما ‪.‬‬
‫ت‪ ،‬و ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫" وإرعقارما الأ ر‬
‫ضان " وهذا سبق الأكلما عليه في شرح حديث‬ ‫صلةا‪ ،‬عورإينـعتاء الأطزعكاةا‪ ،‬عوعحنج الأببـني ع ع‬
‫صنوما عرعم ع‬ ‫ب‬ ‫ع‬
‫جبريل عليه الأسلما‬
‫وفي هذا الأحديث إشكال وهو‪:‬تقديم الأحج على الأصوما‪.‬‬
‫والأجواب عليه أن يقال‪ :‬هذا ترتيب ذكري‪ ،‬والأترتيب الأذكري يجوز فيه أن يقدما الأمؤُخر كقول الأشاعر‪:‬‬
‫ثم ساد من بعد ذلأك جدها‬ ‫إن من ساد ثم ساد أبوها‬
‫فالأترتيب هنا ترتيب ذكري‪.‬‬
‫وقد سبق في حديث جبريل تقديم الأصياما على الأحج‪ ،‬ونقول في شرح الأحديث‪:‬‬
‫إن ال عبز وجل حكيم‪ ،‬حيث بنى السلما الأعظيم على هذها الأدعائم الأخمس من أجل امتحان الأعباد‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫)النساء‪:‬الية ‪(28‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪ -‬الأشهادتان ‪ :‬نطق بالألسان‪ ،‬واعتقاد بالأجنان‪.‬‬
‫‪ -‬إقاما الأصلةا‪ :‬عمل بدني يشتمل على قول وفعل‪ ،‬وما قد يجب من الأمال لكمال الأصلةا فإنه ل يعد‬
‫منها‪ ،‬وهو خارج عن الأعبادةا‪ ،‬ولأذلأك نقول‪:‬إن الأصلةا عبادةا بدنية محضة‪.‬‬
‫‪ -‬إيتاء الأزكاةا‪ :‬عبادةا مالأية ل بدنية‪ ،‬وكون الأغني يجب أن يوصلها لألفقير‪ ،‬وربما يمشي وربما يستأجر سيارةا‪،‬‬
‫هذا أمر خارج عن الأعبادةا‪،‬‬
‫‪ -‬صوما رمضان‪ :‬عبادةا بدنية لأكن من نوع آخر‪ ،‬الأصلةا بدنية لأكنها فعل‪ ،‬والأصياما بدني لأكنه كف وترك‪،‬‬
‫لنه قد يسهل على النسان أن يفعل‪،‬ويصعب عليه أن يكف‪ ،‬وقد يسهل عليه الأكف ويصعب عليه الأفعل‪،‬‬
‫فنوعت الأعبادات لأيكمل بذلأك المتحان‪ ،‬فسبحان ال الأعظيم‪.‬‬
‫‪ -‬حج الأبيت‪ :‬هل يتوقف الأحج على بذل الأمال؟‬
‫فيه تفصيل‪ :‬إذا كان النسان يحتاج إلأى شد رحل احتاج إلأى الأمال‪ ،‬لأكن هذا خارج الأعبادةا‪،‬‬
‫وإذا قدرنا أن الأرجل في مكة فهل يحتاج إلأى بذل الأمال؟‬
‫الأجواب‪ :‬إذا كان يستطيع أن يمشي على رجليه فل يحتاج إلأى بذل الأمال‪ ،‬والأنفقة من الكل والأشرب‬
‫لبد منها حتى وإن لأم يحج‪.‬‬
‫لأذلأك الأحج ‪ -‬عندي‪ -‬متردد بين أن يكون عبادةا مالأية‪ ،‬أو عبادةا بدنية مالأية‪ ،‬وعلى كل حال إن كان‬
‫عبادةا مالأية بدنية فهو امتحان‪.‬‬
‫فصارت هذها الأحكمة الأعظيمة في أركان السلما أنها‪:‬‬
‫بذل الأمحبوب‪ ،‬والأكف عن الأمحبوب‪ ،‬وإجهاد الأبدن‪ ،‬كل هذا امتحان‪.‬‬
‫فتنوعت هذها الأدعائم الأخمس على هذها الأوجوها تكميلا لألمتحان‪ ،‬لن بعض الأناس يسهل عليه أن يصوما‪،‬‬
‫ولأكن ل يسهل عليه أن يبذل قرشا واحداا‪ ،‬وبعض الأناس يسهل عليه أن يصلي‪،‬ولأكن يصعب عليه أن‬
‫يصوما‪.‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫الحديث الرابع‬
‫صاردمق‬ ‫ضي ال ععنهم عقاعل‪ :‬حطدثعـعنا رسومل ا ر‬ ‫ر‬ ‫ر ر‬
‫ل صلى ال عليه وسلم عومهعو الأ ط‬ ‫ع ع من‬ ‫ععنن ععنبد ال برن عمنسعمنوند عر ع م‬
‫ك‪،‬ثمطم‬‫صمدنومق ‪ " :‬إرطن أععحعدمكنم يمنجعممع عخنلمقهم فرني بعطنرن أمنمره أعنربعرعنيعن يعـنوعما نمطنعفاة‪ ،‬ثمطم يعمكنومن ععلععقةا رمثنعل عذلأر ع‬ ‫الأعم ن‬
‫ب رنزقرره عوأععجلرره‬ ‫ت‪ :‬برعكنت ر‬ ‫ك فعـينمفمخ فرنيره الأقروح‪،‬ويـنؤُمر برأعربرع عكلرما ص‬
‫ن ع ع ع ع م نع ع‬
‫ر‬
‫ك‪،‬ثمطم يمـنرعسمل إرلأعنيه الأعملع م ع‬ ‫ضغعةا رمثنعل ذعلأر ع‬‫يعمكنومن مم ن‬
‫غايـمرهام إرعطن أععحعدمكنم علأيعـنععممل برعععمرل أعنهرل الأعجنطرة عحطتى عما يعمكنومن بع نـيـنعهم‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫رر ر‬
‫عوعععمله عوعشققي أعنو عسعنيند‪ .‬فعـعوال الأطذي لع إرلأعهع عن‬
‫ب فعـيعـنععممل برعععمرل أعنهرل الأطنارر فعـيعندمخلمعها‪ ،‬عوإرطن أععحعدمكنم علأيعـنععممل برعععمرل أعنهرل‬ ‫ر ر‬ ‫ر‬
‫عوبع نـيـنعـعها إلذعراعن فعـيعنسبرمق ععلعنيه الأكعتا م‬
‫جنطرة فعـيعندمخلمعها "‬‫ب فعـيعـنععممل برعععمرل أعنهرل الأ ع‬
‫ر ر‬ ‫ر‬
‫الأطنارر عحطتى عمايعمكومن بع نـيـنعهم عوبع نـيـنعـعها إل ذعراعن فعـيعنسبرمق ععلعنيه الأكعتا م‬
‫روأاه البخاري وأماسلم‪.‬‬

‫الشرح‬
‫قولأه‪ ) :‬عحطدثعـعنا ( حدث وأخبر في الألغة الأعربية بمعنى واحد‪ ،‬وهي كذلأك عند قدماء الأمحدثين‪ ،‬لأكن عند‬
‫الأمتأخرين من صاروا يفرقون بين‪) :‬حدثنا( و‪):‬أخبرنا(‪ ،‬وعلم ذلأك مذكور في مصطلح الأحديث‪.‬‬
‫صمدوق ( الأجملة هذها مؤُكدةا لأقولأه‪ :‬رسومل ا ر‬ ‫وقولأه‪ ) :‬ومهو الأ ط ر‬
‫ل لن من اعترفا بأنه رسول‬ ‫عم‬ ‫صادمق الأعم ن ن‬ ‫ع ع‬
‫اعترفا بأنه صادق مصدوق‪.‬‬
‫صاردمق أي الأصادق فيما أعنخعبر به الأعم ن‬
‫صمدنومق فيما مأخربر به‪،‬‬ ‫وقولأه‪ :‬عومهعو الأ ط‬
‫والأنبي صلى ال عليه وسلم وصفه كذلأك تماماا‪ ،‬فهو صادق فيما أخبر به‪ ،‬ومصدوق فيما أوحي إلأيه عليه‬
‫الأصلةا والأسلما‪.‬‬
‫وإنما ذكر ابن مسعود رضي ال عنه هذها الأجملة‪،‬لن الأتحدث عن هذا الأمقاما من أمور الأغيب الأتي تخفى‪،‬‬
‫ب حتى ميعرفا ما يحصل‪.‬‬
‫ولأيس في ذلأك الأوقت تقدما ط ب‬
‫وهناك ماهو فوق علم الأطب وهو كتابة الأرزق والجل والأعمل وشقي أو سعيد‪ ،‬فلذلأك من فقه عبد ال بن‬
‫مسعود رضي ال عنه أن أتى بهذها الأجملة الأمؤُكدةا لأخبر الأنبي صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬
‫قال‪ ) :‬إرطن أععحعدمكنم يمنجعممع عخنلمقهم فرني بعطنرن أمنمره ( وذلأك أن النسان إذا أتى أهله فهذا الأماء الأمتفرق‬
‫صل إلأى معرفة بعض الأشيء عن تكون‬
‫ب تو ب‬
‫ميجمع‪،‬وكيفية الأجمع لأم يذكر في الأحديث‪ ،‬وقيل‪ :‬إن الأط ب‬
‫الجنة وال أعلم‪.‬‬
‫(أعنربعرعنيعن يعـنوعما نمطنعفة ( أي قطرةا من الأمني‪.‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫(ثمطم يعمكنومن ععلععقةا رمثنعل عذلأر ع‬
‫ك ( وهل ينتقل فجأةا من الأنطفة إلأى الأعلقة؟‬
‫الأجواب‪ :‬ل‪ ،‬بل يتكون شيئا فشيئاا‪،‬فيحبمامر حتى يصل إلأى الأغاية في الأمحمرةار فيكون علقة‪.‬‬
‫والأعلقة هي‪ :‬قطعة الأدما الأغليظ‪ ،‬وهي دودةا معروفة ترىِ في الأمياها الأراكدةا‪.‬‬
‫ضغعةا رمثنعل عذرلأك( أي أربعين يوماا‪ ،‬والأمضغة‪ :‬هي قطعة لأحم بقدر ما يمضغه النسان‪.‬‬ ‫(ثمطم يعمكومن مم ن‬
‫وهذها الأمضغة تتطور شيئ ا فشيئاا‪،‬ولأهذا قال ال تعالأى‪) :‬ثمطم رمنن نمطنعفصة ثمطم رمنن ععلععقصة(‪.1‬‬
‫فالأجميع يكون مائة وعشرين‪ ،‬أي أربعة أشهر‪.‬‬
‫( ثمطم يمـنرعسمل إرلأعنيره الأعملع م‬
‫ك( والأمررسل هو ال رب الأعالأمين عبز وجل‪ ،‬فيرسل الأملك إلأى هذا الأجنين‪،‬وهو‬
‫واحد الأملئكة‪،‬والأمراد به الأجنس ل ملك معين‪.‬‬
‫ح ( الأروح ما به يحيا الأجسم‪ ،‬وكيفية الأنفخ ال أعلم بها‪ ،‬ولأكنه ينفخ في هذا الأجنين‬ ‫رر‬
‫( فعـيعـنـمفمخ فنيه الأدرنو ع‬
‫الأروح ويتقبلها الأجسم‪.‬‬
‫ح رمنن أعنمرر‬
‫ك ععرن الأدرورح قمرل الأدرو م‬‫والأروح سئل الأنبي صلى ال عليه وسلم عنها فأمرها ال أن يقول‪) :‬عويعنسأعلأونع ع‬
‫عرنبي(‪ 2‬فالأروح من أمر ال أي من شأنه‪ ،‬فهو الأذي يخلقها عبز وجل‪) :‬عوعما مأورتيتمنم رمعن لأانرعنلرم إرطل قعرليلا(‪ 3‬وهذا‬
‫فيه نوع من الأتوبيخ‪،‬كأنه قال‪:‬ما بقي عليكم من الأعلم إلالأروح حتى تسألأوا عنها‪،‬‬
‫ب ) رنزقرره‪ ،‬وأععجلرره‪ ،‬وععملرره‪ ،‬وعشرققي أعنو‬
‫ع‬ ‫ع ع‬ ‫ع‬
‫(ويـنؤُمر ( أي الأملك ) برأعربرع عكلرما ص‬
‫ت ( والمر هو ال عبز وجل برنكت ر‬ ‫ع‬ ‫نع‬ ‫ع م‬ ‫مع‬
‫عسرعنيند( ‪.‬‬
‫( رنزقه( الأرزق هنا‪ :‬ما ينتفع به النسان وهو نوعان‪ :‬رزق يقوما به الأبدن‪ ،‬ورزق يقوما به الأدين‪.‬‬
‫والأرزق الأذي يقوما به الأبدن‪ :‬هو الكل والأشرب والألباس والأمسكن والأمركوب وما أشبه ذلأك‪.‬‬
‫والأرزق الأذي يقوما به الأدين‪:‬هو الأعلم واليمان‪ ،‬وكلهما مراد بهذا الأحديث‪.‬‬
‫(عوأععجله ( أي مدةا بقائه في هذها الأدنيا‪ ،‬والأناس يختلفون في الجل اختلفا متبايناا‪ ،‬فمن الأناس من يموت‬
‫حين الأولدةا‪ ،‬ومنهم من يعمر إلأى مائة سنة من هذها المة ‪ ،‬أما من قبلنا من المم فيعمرون إلأى أكثر من‬
‫هذا‪ ،‬فلبث نوح عليه الأسلما في قومه ألأف سنة إل خمسين عاماا‪.‬‬
‫واختيار طول الجل أو قصر الجل لأيس إلأى الأبشر‪ ،‬ولأيس لأصحة الأبدن وقواما الأبدن ‪،‬إذ قد يحصل‬
‫الأموت بحادث والنسان أقوىِ ما يكون وأعز ما يكون‪ ،‬لأكن الجال تقديرها إلأى ال عبز وجل‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫)الحج‪ :‬الية ‪(5‬‬
‫‪2‬‬
‫)السإراء‪ :‬الية ‪(85‬‬
‫‪3‬‬
‫)السإراء‪ :‬الية ‪(85‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫وهذا الجل ل يتقدما لأحظة ول يتأخر‪ ،‬فإذا تم الجل انتهت الأحياةا ‪،‬‬
‫وهنا مسألأة‪ :‬هل الجل وراثي؟‬
‫الأجواب‪ :‬الجل لأيس وراثياا‪ ،‬فكم من شاب مات من قبيلة أعمارهم طويلة‪ ،‬وكم من شاب عطمر في قبيلة‬
‫أعمارها قصيرةا‪.‬‬
‫(عوعععمله ( أي ما يكتسبه من العمال الأقولأية والأفعلية والأقلبية‪ ،‬فمكتوب على النسان الأعمل ‪.‬‬
‫(عوعشرققي أعنو عسرعنيند ( هذها الأنهاية‪ ،‬والأسعيد هو الأذي تم لأه الأفرح والأسرور‪ ،‬والأشقي بالأعكس‪ ،‬قال ال‬
‫ت‬‫تعالأى‪) :‬فعرمنـمهم عشرققي وسرعيند* فعأعطما الأطرذين عشمقوا فعرفي الأطنارر لأعمهم رفيعها عزرفير وعشرهينق* عخالأرردين رفيعها ما عدام ر‬
‫ع ع‬ ‫ع‬ ‫ن ع‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫عع‬ ‫ن‬
‫ك فعـطعانل لأرعما يمرريمد* عوأعطما الأطرذيعن مسرعمدوا فعرفي لأانعجنطرة عخالأررديعن رفيعها‬
‫ك إرطن عربط ع‬
‫ض إرطل عما عشاءع عربد ع‬
‫ت عوانلعنر م‬‫سعماعوا م‬
‫الأ ط‬
‫غايـعر عمنجمذوصذ(‪ 1‬فالأنهاية إما شقاء وإما سعادةا ‪،‬‬ ‫ك عععطاءا عن‬ ‫ض إرطل عما عشاءع عربد ع‬‫ت عوانلعنر م‬
‫سعماعوا م‬
‫ت الأ ط‬‫ما عدام ر‬
‫ع ع‬
‫فنسألأه سبحانه أن يجعلنا من أهل الأسعادةا‪.‬‬
‫قال‪ ):‬فعـوا ر ر‬
‫ل الأطذني لع إرلأعهع عن‬
‫غايـمرهام ( هذها الأجملة قيل إنها مدرجة من كلما ابن مسعود رضي ال عنه ولأيست‬ ‫ع‬
‫من كلما الأنبي صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬
‫وإذا اختلف الأمحدثون في جملة من الأحديث أمدرجة هي أما من أصل الأحديث؟ فالصل أنها من أصل‬
‫الأحديث‪ ،‬فل يقبل الدراج إل بدلأيل ل يمكن أن يجمع به بين الصل والدراج‬
‫وعلى هذا فالأصواب أنها من كلما الأنبي صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬
‫ل ( والأتوكيد بالأتوحيد‪) :‬الأطرذني لع إرلأعهع‬‫غايـرهام ( هذا قسم مؤُكد بالأتوحيد‪ ،‬الأقسم‪ ) :‬فعـوا ر‬
‫ع‬ ‫ر‬ ‫ر طر‬
‫(فعـعوال الأذني لع إلأعهع عن م‬
‫غايـمرهام( أي ل إلأه حق غاير ال‪ ،‬وإن كان توجد آلأهة تعبد من دون ال لأكنها لأيست حقاا‪،‬كما قال ال عبز‬ ‫عن‬
‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫حمبوعن(‪ 2‬وقال عبز‬
‫صع‬ ‫صعر أعنـمفسرهنم عول مهنم مطنا يم ن‬‫وجل‪ ):‬أعنما لأعمهنم آلأعهةن تعنمنعـعممهنم منن مدونرعنا ل يعنستعطيمعوعن نع ن‬
‫حدق عوأعطن عما يعندمعوعن رمنن مدونرره لأانعبارطل(‪. 3‬‬ ‫وجل‪) :‬عذلأر ع‬
‫ك برأعطن الألطهع مهعو لأان ع‬
‫جنطرة عحطتى عما يعمكنومن بع نـيـنعهم عوبع نـيـنعـعها إرلط رذعراعن( أي حتى يقرب أجله تماماا‪.‬‬
‫( إرطن أععحعدكم علأيعـنععممل برعععمرل أعنهرل الأ ع‬
‫ولأيس الأمعنى حتى ما يكون بينه وبينها إل ذراع في مرتبة الأعمل‪،‬لن عمله الأذي عمله لأيس عملا صالأحا‬
‫جنطرة فيما يبدو لألناس وهو من أهل الأنار ( لنه‬
‫ا‪،‬كما جاء في الأحديث‪ ) :‬إرطن أععحعدكم علأيعـنععممل برعععمرل أعنهرل الأ ع‬

‫‪1‬‬
‫)هود‪(108-105:‬‬
‫‪2‬‬
‫)النأبياء‪(43:‬‬
‫‪3‬‬
‫‪).‬لقمان‪ :‬الية ‪(30‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫أشكل على بعض الأناس‪:‬كيف يعمل بعمل أهل الأجنة حتى ما يبقى بينه وبينها إل ذراع ثم يسبق عليه‬
‫الأكتاب فيعمل بعمل أهل الأنار فيدخلها‪.‬‬
‫فنقول‪ :‬عمل بعمل أهل الأجنة فيما يبدو لألناس‪ ،‬ولأم يتقدما ولأم يسبق‪ ،‬ولأكن حتى ما يكون بينه وبينها إل‬
‫ب فعـيعـنععممل برعععمرل أعنهرل الأطنارر( فيدع‬ ‫ر ر‬
‫ذراع أي بدنو أجله ‪ ،‬أي أنه قريب من الأموت‪ ) .‬فعـيعنسبرمق ععلعنيه الأكعتا م‬
‫الأعمل الول الأذي كان يعمله‪ ،‬وذلأك لأوجود دسيسة في قلبه ) والأعياذ بال( هوت به إلأى هاوية‪.‬‬
‫أقول هذا لأئلب يظن بال ظن الأسوء‪ :‬فوال ما من أحد يقبل على ال بصدق وإخلصا‪ ،‬ويعمل بعمل أهل‬
‫الأجنة إل لأم يخذلأه ال أبداا‪.‬‬
‫فال عبز وجل أكرما من عبدها‪ ،‬لأكن لبد من بلء في الأقلب‪.‬‬
‫* مان فوائد الحديث ‪:‬‬
‫‪1.‬حسن أسلوب عبد ال بن مسعود رضي ال عنه‪،‬وهو كلماته كأنما تخرج من مشكاةا الأنبوةا‪ ،‬كلمات‬
‫عذبة مهذبة‪،‬‬
‫‪2.‬أنه ينبغي لألنسان أن يؤُكد الأخبر الأذي يحتاج الأناس إلأى تأكيدها بأي نوع من أنواع الأتأكيدات‪.‬‬
‫صاردمق الأعم ن‬
‫صمدنومق‪.‬‬ ‫‪3.‬تأكيد الأخبر بما يدل على صدقه‪ ،‬لأقول عبد ال بن مسعود رضي ال عنه‪ :‬عومهعو الأ ط‬
‫‪4.‬أن النسان في بطن أمه ميجمع خلقه على هذا الأوجه الأذي ذكرها الأنبي صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬
‫‪5.‬أنه يبقى نطفة لأمدةا أربعين يوماا‪.‬‬
‫وقد يقول قائل‪ :‬هذها الأنطفة هل يجوز إلأقاؤها أول يجوز؟‬
‫والأجواب‪ :‬ذكر الأفقهاء )رحمهم ال( أنه يجوز إلأقاؤها بدواء مباح‪ ،‬قالأوا‪ :‬لنه لأم يتكون إنساناا‪،‬ولأم يوجد‬
‫فيه أصل النسان وهو الأدما‪.‬‬
‫جععنلعناهام رفي قعـعراصر عمركيصن* إرعلأى قععدصر عمنعملوصما( ‪ ،1‬وهذا أقرب إلأى‬
‫وقال آخرون‪ :‬ل يجوز‪،‬لن ال تعالأى قال‪) :‬فع ع‬
‫الأصواب أنه حراما‪ ،‬لأكنه لأيس كتحريم ما بعدها من بلوغاه أربعة أشهر‪.‬‬
‫فإذا قدر أن الأمرأةا مرضت وخيف عليها‪ ،‬فهل يجوز إلأقاء هذها الأنطفة؟‬
‫الأجواب‪ :‬نعم يجوز‪ ،‬لن إلأقاءها الن صار ضروريباا‪.‬‬
‫‪ 6.‬حكمة ال عبز وجل في أطوار الأجنين من الأنطفة إلأى الأعلقة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫)المرسإلت‪(22-21:‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪7.‬أهمية الأدما في بقاء حياةا النسان‪ ،‬وجهه‪ :‬أن أصل بني آدما بعد الأنطفة الأعلقة‪ ،‬والأعلقة دما‪ ،‬ولأذلأك إذا‬
‫نزفا دما النسان هلك‪.‬‬
‫‪8.‬أن الأطور الأثالأث هي الأمضغة‪ ،‬هذها الأمضغة تكون مخلقة وغاير مخلقة بنص الأقرآن‪،‬كما قال ال تعالأى‪:‬‬
‫خلطعقصة (‬ ‫)ثمطم رمنن مم ن‬
‫ضغعصة ممعخلطعقصة عوغاعنيرر مم ع‬
‫‪1‬‬

‫لأكن ما الأذي يترتب على كونها مخلقة أو غاير مخلقة ؟‬


‫الأجواب‪ :‬يترتب عليها مسائل‪:‬‬
‫‪1.‬لأو سقطت هذها الأمضغة غاير مخلقة لأم يكن الأدما الأذي يخرج نفاساا‪ ،‬بل دما فساد‪.‬‬
‫‪2.‬ولأو سقطت هذها الأمضغة قبل أن تخلق وكانت الأمرأةا في عدةا لأم تنقض الأعدةا‪ ،‬لنه لبد في انقضاء‬
‫الأعدةا أن يكون الأحمل مخلقاا‪ ،‬ولبد لأثبوت الأنفاس من أن يكون الأحمل مخلقاا‪ ،‬لنه قبل الأتخليق يحتمل‬
‫أن تكون قطعة لأحم فقط ولأيست آدمياا‪ ،‬فلذلأك ل نعدل إلأى إثبات هذها الحكاما إل بيقين بأن يتبين فيه‬
‫خلق إنسان‪.‬‬
‫ح "‪.‬‬ ‫رر‬ ‫‪9.‬أن نفخ الأروح يكون بعد تماما أربعة أشهر‪ ،‬لأقولأه‪ " :‬ثمطم يمـنرعسمل إرلأعنيره الأعملع م‬
‫ك فعـيعـنـمفمخ فنيه الأدرنو ع‬
‫وينبني على هذا‪:‬‬
‫أ‪ -‬أنه إذا سقط بعد نفخ الأروح فيه فإنه يغسل ويكفن ويصلى عليه ويدفن في مقابر الأمسلمين ويسمى‬
‫ويعق عنه‪ ،‬لنه صار آدميا إنسانا فيثبت لأه حكم الأكبير‪.‬‬
‫ب‪ .‬أنه بعد نفخ الأروح فيه يحرما إسقاطه بكل حال‪ ،‬فإذا نفخت فيه الأروح فل يمكن إسقاطه‪،‬لن إسقاطه‬
‫حينئذ يكون سببا لأهلكه‪ ،‬وليجوز قتله وهو إنسان‪.‬‬
‫فإن قال قائل‪ :‬أرأيتم لأو كان إبقاؤها سببا لأموت أمه‪ ،‬أفيلقى وتبقى حياةا الما‪ ،‬أو يبقى وتهلك الما ثم يهلك‬
‫الأجنين؟‬
‫فالأجواب‪ :‬نقول ربما أهل الستحسان يقولأون بالول‪ ،‬ولأكن لاستحسان في مقابلة الأشرع‪.‬‬
‫فنقول‪ :‬الأثاني هو الأمتعبين بمعنىأنه ل يجوز إسقاطه‪،‬حتى لأو قال الطباء‪ :‬إنه إن بقي هلكت الما‪ .‬وقد‬
‫يحتج من يقول بإسقاط الأجنين بأنه إذا هلكت الما هلك الأجنين فيهلك نفسان‪ ،‬وإذا أخرجناها هلك‬
‫الأجنين لأكن الما تسلم‪.‬‬
‫والأجواب على هذا الأرأي الأفاسد أن نقول‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫)الحج‪ :‬الية ‪(5‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫ل‪ :‬قتل الأنفس لحياء نفس أخرىِ ل يجوز‪ ،‬ولأذلأك لأو فرض أن رجلين كانا في سفر في أرض فلةا ول‬
‫أو ا‬
‫زاد معهما‪ ،‬وكان أحدهما كبيرا والخر عشر سنين أو تسع سنين فجاع الأكبير جدا بحيث لأو لأم يأكل‬
‫لأهلك‪ ،‬فل يجوز لألكبير أبدا أن يذبح الأصغير لأيأكله ويعيش بإجماع الأمسلمين ‪.‬‬
‫ولأو قدر أن الأصبي مات من الأجوع وبقي الأكبير وهو إما أن يأكله فيبقى أو يتركه فيهلك‪ ،‬فهل يجوز لأه‬
‫الكل من جسد الأصغير؟‬
‫والأجواب‪ :‬مذهب الماما أحمد ‪-‬رحمه ال‪ -‬في الأمشهور عنه أنه ل يجوز أكله‪ ،‬لن الأنبي صلى ال عليه‬
‫ت عكعكنسررهار عحيطا ‪ ،‬وذبح الأميت كذبحه حياا‪ .‬والأقول الأثاني في هذها الأمسألأة‪ :‬أنه‬
‫وسلم قال‪ :‬عكسر ععظنرم الأمين ر‬
‫نم‬
‫يجوز أن يأكل منه ما يسد رمقه‪،‬لن حرمة الأحي أعظم من حرمة الأميت‪.‬‬
‫ل‪ :‬فنقول‪ :‬أننا لأو أسقطنا الأجنين فهلك فنحن الأذين قتلناها‪ ،‬ولأو أبقيناها فهلكت الما ثم هلك هو‪،‬فالأذي‬
‫أو ا‬
‫أهلكهما هو ال عبز وجل أي لأيس من فعلنا‪.‬‬
‫ثانياا‪ :‬ل يلزما من هلك الما أن يهلك الأجنين لسيما في وقتنا الأحاضر‪ ،‬إذ من الأممكن إجراء عملية سريعة‬
‫لخراج الأجنين فيحيى‪ ،‬ولأهذا بعض الأبيطريين في الأغنم وشبهها يستطيع إذا ماتت الما أن يخرج حملها قبل‬
‫أن يموت ‪.‬‬
‫وأيض ا نقول‪ :‬لأو أنه مات هذا الأجنين في بطن أمه من عند ال عبز وجل ل يلزما أن تموت هي‪ ،‬فميخرج لنه‬
‫ميت وتبقى الما‪.‬‬
‫الأخلصة‪ :‬أنه إذا نفخت فيه الأروح فإنه ل يجوز إسقاطه بأي حال من الحوال‪.‬‬
‫ومن فوائد هذا الأحديث‪:‬‬
‫‪10.‬عناية ال تعالأى بالأخلق حيث وكل بهم وهم في بطون أمهاتهم ملئكة يعتنون بهم‪ ،‬ووكل بهم ملئكة‬
‫إذا خرجوا إلأى الأدنيا‪ ،‬وملئكة إذا ماتوا‪ ،‬كل هذا دلأيل على عناية ال تعالأى بنا‪.‬‬
‫ت رعنمعراعن الأطرتي‬
‫‪11.‬أن الأروح في الأجسد تنفخ نفخا ولأكن ل نعلم الأكيفية‪ ،‬وهذا كقولأه تعالأى‪) :‬عوعمنريععم ابنـنع ع‬
‫ر ‪1‬‬
‫ت فعـنرعجعها فعـنعـعفنخعنا رفيره رمنن مروحعنا(‬ ‫أعنح ع‬
‫صنع ن‬
‫لأكن ل ندري كيف هذا؟ لن هذا من أمور الأغيب‪.‬‬
‫‪12.‬أن الأروح جسم‪ ،‬لنه ينفخ فيحل في الأبدن‪.‬‬
‫ولأكن هل هذا الأجسم من جنس أجسامنا الأكثيفة الأمكونة من عظاما ولأحم وعصب وجلود؟‬
‫‪1‬‬
‫)التحريم‪ :‬الية ‪(12‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪1‬‬
‫ح رمنن أعنمرر عرنبي(‬
‫ك ععرن الأدرورح قمرل الأدرو م‬
‫الأجواب‪ :‬ل علم لألبشر بها‪ ،‬بل نقول كما قال تعالأى‪) :‬عويعنسأعلأونع ع‬
‫وهي جسم لأكن مخالأف لألجساما الأكثيفة الأتي هي أجسادنا‪ ،‬وال أعلم بكيفيتها‪ .‬والأروح عجيبة‪ ،‬لأها حال‬
‫في الأمناما فتخرج من الأبدن لأكن لأيس خروجا تابماا‪ ،‬فتجد نفسك تجوب الأفيافي‪،‬ربما وصلت إلأى الأصين أو‬
‫إلأى أقصى الأمغرب وربما طرت بالأطائرةا وربما ركبت الأسيارةا‪ ،‬وأنت في مكانك والألحافا قد غابطى جسمك‪،‬‬
‫ومع ذلأك تتجول في الرض‪ ،‬لأكنها ل تفارق الأجسم في حال الأنوما مفارقة تامة‪ ،‬فالأروح أمرها غاريب‪،‬ولأسنا‬
‫نعلم منها إل ما جاء في الأكتاب والأسنة‪ ،‬وما ل نعلمه نعركمل علمهم ل سبحانه وتعالأى‪.‬‬
‫فإذا كنت ل تدري عن نفسك الأتي بين جنبيك فكيف تحاول أن تعرفا كيفية صفات ال عبز وجل الأذي‬
‫هو أعظم وأجل من أن تحيط به‪.‬‬
‫ت والممر لأه هو ال عبز‬‫‪13.‬أن الأملئكة عليهم الأسلما عبيد يؤُمرون وينهون‪ ،‬لأقولأه‪ :‬فعـيؤُمر برأعربرع عكلرما ص‬
‫م ع م نع ع‬
‫وجل‪.‬‬
‫‪14.‬أن هذها الربع مكتوبة على النسان‪ :‬رزقه‪ ،‬وأجله‪ ،‬وعمله‪ ،‬وشقي أو سعيد‪ .‬ولأكن هل معنى ذلأك أن‬
‫ل نفعل السباب الأتي يحصل بها الأرزق؟‬
‫الأجواب‪ :‬بلى نفعل‪ ،‬وما نفعله من أسباب تابع لألرزق‪.‬‬
‫‪15.‬أن الأملئكة يكتبون‪.‬‬
‫فلو قال لأنا قائل‪ :‬بأي حرفا يكتبون‪ ،‬هل يكتبون بالألغة الأعربية‪ ،‬أما بالألغة الأسريانية‪ ،‬أو الأعبرية‪ ،‬أو ما أشبه‬
‫ذلأك؟‬
‫فالأجواب‪ :‬الأسؤُال عن هذا بدعة‪ ،‬علينا أن نؤُمن بأنهم يكتبون‪ ،‬أما بأي لأغة فل نقول شيئاا‪.‬‬
‫هذها الأكتابة هل هي في صحيفة‪ ،‬أو تكتب على جبين الأجنين؟‬
‫الأجواب‪ :‬هناك آثار تدل على أنها تكتب على جبين الأجنين‪ ،‬وآثار على أنها تكتب في صحيفة‪ ،‬والأجمع‬
‫بينهما سهل‪ :‬إذ يمكن أن تكتب في صحيفة ويأخذها الأملك إلأى ما شاء ال‪ ،‬ويمكن أن تكتب على جبين‬
‫النسان‪.‬‬
‫‪16.‬أن النسان ل يدري ماذا كتب لأه‪ ،‬ولأذلأك أمر بالأسعي لأتحصيل ما ينفعه‪ ،‬وهذا أمر مسبلم‪،‬‬
‫‪17.‬أن نهاية بني آدما أحد أمرين‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫)السإراء‪ :‬الية ‪(85‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪2‬‬
‫إما الأشقاء وإما الأسعادةا‪ ،‬قال ال تعال‪ ) :‬فعرمنـمهنم عشرققي عوعسرعيند(‬
‫‪2‬‬
‫وقال تعالأى‪) :‬مهعو الأطرذي عخلععقمكنم فعرمنمكنم عكافرنر عورمنمكنم ممنؤُرمنن (‬
‫نسأل ال تعالأى أن يجعلنا جميع ا من أهل الأسعادةا إنه سميع قريب‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫)هود‪ :‬الية ‪(105‬‬
‫‪2‬‬
‫)التغابن‪ :‬الية ‪(2‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫الحديث الخاماس‬
‫ث فرني‬ ‫ت‪ :‬عقاعل رسومل ا ر‬
‫ل ‪ " :‬عمنن أعنحعد ع‬ ‫شةع ‪ -‬ر ر‬ ‫ر ر ر‬ ‫رر‬
‫ع من‬ ‫ضعي الم ععنـعها ‪ -‬عقالأع ن‬ ‫ععنن أمنما الأممؤُمنيعن أمنما ععنبد ال ععائ ع ع‬
‫س رمنهم فعـمهعو عردق " روأاه البخاري وأماسلم‪ ،‬وأفي روأاية لمسلم‬ ‫أعنمررعنا عهعذا عما لأعني ع‬
‫س ععلعنيره أعنممرعنا فعـمهعو عردق "‬ ‫ر‬
‫" عمنن ععمعل عععملا لأعني ع‬

‫الشرح‬
‫ت عائشة رضي ال عنها بأما الأمؤُمنين لنها إحدىِ زوجات الأنبي صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬وجميع أمهات‬
‫مكنبـيع ن‬
‫الأمؤُمنين تكنى بهذها الأكنية‪ ،‬كما قال ال عبز وجل‪ ) :‬عوأعنزعوامجهم أمطمعهاتمـمهنم (‪ 1‬فكل زوجات الأنبي صلى ال‬
‫عليه وسلم أمهات الأمؤُمنين‪.‬‬
‫ل هذها كنية‪ ،‬وهل مولأرعد لأها ‪ -‬رضي ال عنها‪ -‬ولأند أما ل؟‬ ‫وقولأه‪ :‬أمنما ععنبرد ا ر‬
‫والأجواب‪ :‬أنه ذكر بعض أهل الأعلم أنه ولأد لأها ولأد سقط لأم يعش‪ ،‬وذكر آخرون أنه لأم يولأد لأها ل سقط‬
‫ب السماء إلأى ال‪ :‬عبد ال‪ ،‬وعبد الأبرحمن‪.‬‬‫ول حي‪ ،‬ولأكن هي تكبنت بهذها الأكنية‪،‬لن أح د‬
‫وقولأه‪ :‬ععائر ع‬
‫شةع هذا اسم مأما الأمؤُمنين وهي ابنة أبي بكر الأصديق رضي ال عنه‪ ،‬تزوجها الأنبي صلى ال عليه‬
‫وسلم ولأها ست سنين‪ ،‬وبنى بها ولأها تسع سنين‪ ،‬وروت لألمة علما كثيرا وفقها غازيراا‪ ،‬فهي رضي ال‬
‫عنها من الأمحدثات‪ ،‬ومن الأفقيهات‪.‬‬
‫س رمنهم فعـمهعو عرقد( )من( شرطية‪ .‬و‪) :‬أعنحعد ع‬
‫ث( فعل الأشرط‪ ،‬وجواب‬ ‫(من أعحعد ع ر‬
‫ث فني أعنمررعنا عهعذا عما لأعني ع‬ ‫عن ن‬
‫الأشرط‪) :‬فهو رد( واقترن الأجواب بالأفاء لنه جملة اسمية‪،‬‬
‫وقولأه‪ :‬فعـمهعو عردق أي مردود‪.‬‬
‫ث ( أي أوجد شيئا لأم يكن ‪.‬‬ ‫وقولأه‪ ) :‬عمنن أعنحعد ع‬
‫رمنا ( أي في ديننا وشريعتنا‪.‬‬ ‫م‬
‫ما ِ‬‫يأ ن‬ ‫ف ن‬‫( ِ‬
‫ه ( أي مالأم يشرعه ال ورسولأه‪.‬‬‫مان ن م‬
‫س ِ‬ ‫ماا ل مي ن م‬‫( م‬

‫‪1‬‬
‫]الحأزاب‪ :‬الية‪(6:‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫(فعـمهعو عردق ( فإنه مردود عليه حتى وإن صدر عن إخلصا‪ ،‬وذلأك لأقول ال تعالأى‪) :‬عوعما أمرممروا إرطل رلأيعـنعبممدوا‬
‫غايـعر ا نرلنسلرما ردين ا فعـلعنن يمـنقبععل رمنهم عومهعو رفي‬
‫صيعن لأعهم الأنديعن محنعـعفاءع ( ولأقولأه تعالأى‪ ) :‬عوعمنن يعـنبتعرغ عن‬
‫‪1‬‬ ‫الألطهع منخلر ر‬
‫م‬
‫خارسرريعن(‬ ‫انلرخعررةا رمعن لأان ع‬
‫‪2‬‬

‫س ععلرنيره أعنممرعنا عفهعو عربدن( وهذها الأرواية أعم من رواية ) عمنن أعنحعد ع‬
‫ث(‬ ‫ر‬
‫وفي رواية لأمسلم‪ ) :‬عمنن ععمعل عععملا لأعني ع‬
‫ص‬
‫ومعنى هذها الأرواية‪ :‬أن من عمل أي عمل سواء كان عبادةا‪ ،‬أو كان معاملة‪ ،‬أو غاير ذلأك لأيس عليه أمر‬
‫ال ورسولأه فإنه مردود عليه‪.‬‬
‫صعرارطي ممنستعرقيما عفاتطبرمعوهام عول‬
‫*وهذا الأحديث أصل من أصول السلما‪ ،‬دل عليه قولأه تعالأى‪) :‬وأعطن عهعذا ر‬
‫ع‬
‫سبمعل فعـتعـعفطرعق برمكنم ععنن عسربيلرره (‪ 3‬وكذلأك اليات الأتي سقناها دالأة على هذا الصل الأعظيم‪.‬‬
‫تعـتطبرمعوا الأ د‬
‫وقد اتفق الأعلماء ‪ -‬رحمهم ال ‪ -‬أن الأعبادةا ل تصح إل إذا جمعت أمرين‪:‬‬
‫أولأهما‪ :‬الخلصا ‪.‬‬
‫والأثاني‪ :‬الأمتابعة لألرسول صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬والأمتابعة أخذت من هذا الأحديث ومن الية الأتي سقناها‪.‬‬
‫* مان فوائد الحديث ‪:‬‬
‫‪1.‬تحريم إحداث شيء في دين ال ولأو عن حسن قصد‪ ،‬ولأو كان الأقلب يرق لأذلأك ويقبل عليه‪ ،‬لن هذا‬
‫من عمل الأشيطان‪.‬‬
‫فإن قال قائل‪ :‬لأو أحدثت شيئا أصله من الأشريعة ولأكن جعلته على صفة معينة لأم يأ ر‬
‫ت بها الأدين‪ ،‬فهل‬
‫يكون مردودا أو ل ‪.‬؟‬
‫والأجواب‪ :‬يكون مردوداا‪ ،‬مثل ما أحدثه بعض الأناس من الأعبادات والذكار والخلق وما أشبهها‪ ،‬فهي‬
‫مردودةا ‪.‬‬
‫* ولأيعلم أن الأمتابعة ل تتحقق إل إذا كان الأعمل موافقا لألشريعة في أمور ستة‪ :‬سببه ‪ ،‬وجنسه‪ ،‬وقدرها‪،‬‬
‫وكيفيته‪ ،‬وزمانه‪ ،‬ومكانه‪.‬‬
‫فإذا لأم توافق الأشريعة في هذها المور الأستة فهو باطل مردود‪ ،‬لنه أحدث في دين ال ما لأيس منه‪.‬‬
‫ل‪ :‬أن يكون الأعمل موافق ا لألشريعة في سببه‪ :‬وذلأك بأن يفعل النسان عبادةا لأسبب لأم يجعله ال تعالأى‬
‫أو ا‬
‫سبب ا مثل‪ :‬أن يصلي ركعتين كلما دخل بيته ويتخذها سنة‪ ،‬فهذا مردود‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫]البينة‪[5:‬‬
‫‪2‬‬
‫آل عأمران‪(85:‬‬ ‫)‬
‫‪3‬‬
‫]النأعام‪ :‬الية ‪(153‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫مع أن الأصلةا أصلها مشروع‪ ،‬لأكن لأما قرنها بسبب لأم يكن سببا شرعيا صارت مردودةا‪.‬‬
‫ثانياا‪ :‬أن يكون الأعمل موافقا لألشريعة في الأجنس‪ ،‬فلو تعببد ل بعبادةا لأم يشرع جنسها فهي غاير‬
‫مقبولأة‪،‬مثال ذلأك‪ :‬لأو أن أحدا ضحى بفرس‪،‬فإن ذلأك مردود عليه ول يقبل منه‪ ،‬لنه مخالأف لألشريعة في‬
‫الأجنس‪ ،‬إذ إن الضاحي إنما تكون من بهيمة النعاما وهي‪ :‬البل‪ ،‬والأبقر‪ ،‬والأغنم‪.‬‬
‫أما لأو ذبح فرس ا لأيتصدق بلحمها فهذا جائز‪،‬‬
‫ثالأثاا‪ :‬أن يكون الأعمل موافق ا لألشريعة في الأقدر‪ :‬فلو تعبد شخص ل عبز وجل بقدر زائد على الأشريعة لأم‬
‫يقبل منه‪ ،‬ومثال ذلأك‪ :‬رجل توضأ أربع مرات أي غاسل كل عضو أربع مرات‪،‬فالأرابعة ل تقبل‪ ،‬لنها زائدةا‬
‫على ما جاءت به الأشريعة‪ ،‬بل قد جاء في الأحديث أن الأنبي صلى ال عليه وسلم توضأ ثلثا وقال‪ :‬عمنن‬
‫عزاعد عععلى عذلأر ع‬
‫ك فعـعقند أععساءع عوتعـععطدىِ عوظعلععم "‪.‬‬
‫ل‪ ،‬يتعبد به ل وخالأف الأشريعة في‬
‫رابعاا‪ :‬أن يكون الأعمل موافقا لألشريعة في الأكيفية‪ :‬فلو عمل شخص عم ا‬
‫كيفيته‪ ،‬لأم يقبل منه‪ ،‬وعمله مردود عليه‪.‬‬
‫ومثالأه‪ :‬لأو أن رجلا صلى وسجد قبل أن يركع‪ ،‬فصلته باطلة مردودةا‪ ،‬لنها لأم توافق الأشريعة في الأكيفية‪.‬‬
‫خامساا‪ :‬أن يكون الأعمل موافقا لألشريعة في الأزمان‪ :‬فلو صلى الأصلةا قبل دخول وقتها‪ ،‬فالأصلةا غاير‬
‫مقبولأة لنها في زمن غاير ما حددها الأشرع‪.‬‬
‫سادساا‪ :‬أن يكون الأعمل موافق ا لألشريعة في الأمكان‪ :‬فلو أن أحدا اعتكف في غاير الأمساجد بأن يكون قد‬
‫اعتكف في الأمدرسة أو في الأبيت‪ ،‬فإن اعتكافه ل يصح لنه لأم يوافق الأشرع في مكان‬
‫العتكافا‪،‬فالعتكافا محله الأمساجد‪.‬‬
‫فانتبه لأهذها الصول الأستة وطبق عليها كل ما يرد عليك‪.‬‬
‫س ععلعنيره أعنممرعنا فعـمهعو عردق ( منطوق الأحديث‪ :‬أنه إذا لأم يكن عليه أمر ال‬ ‫ر‬
‫رواية مسلم‪ ) :‬عمنن ععمعل عععملا لأعني ع‬
‫ورسولأه فهو مردود‪ ،‬وهذا في الأعبادات ل شك فيه‪ ،‬لن الصل في الأعبادات الأمنع حتى يقوما دلأيل على‬
‫مشروعيتها‪.‬‬
‫أما غاير الأعبادات فالصل فيها الأحل‪ ،‬سواء من العيان‪ ،‬أو من العمال فإن الصل فيها الأحل‪.‬‬
‫مثال العيان‪ :‬رجل صاد طيرا لأيأكله‪ ،‬فمأنكر عليه‪ ،‬فقال‪ :‬ما الأدلأيل على الأتحريم؟ فالأقول قولأه هو‪ ،‬لن‬
‫الصل الأحل كما قال ال تعالأى‪) :‬مهعو الأطرذي عخلععق لأعمكنم عما رفي انلعنر ر‬
‫ض عجرميعا (‪.1‬‬
‫‪1‬‬
‫)البقرة‪ :‬الية ‪(29‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫ومثال العمال‪:‬غاير الأعبادات الصل فيها الأحل‪ ،‬مثال ذلأك‪ :‬رجل عمل عملا في بيته‪ ،‬أو في سيارته‪ ،‬أو‬
‫في لأباسه أو في أي شيء من أمور دنياها فأنكر عليه رجل آخر فقال‪:‬أين الأدلأيل على الأتحريم؟ فالأقول قول‬
‫الأفاعل لن الصل الأحل‪.‬‬
‫فهاتان قاعدتان مهمتان مفيدتان‪.‬‬
‫فعليه فنقول‪ :‬القساما ثلثة‪:‬‬
‫الول‪ :‬ما علمنا أن الأشرع شرع من الأعبادات‪ ،‬فيكون مشروعاا‪.‬‬
‫الأثاني‪ :‬ما علمنا أن الأشرع نهى عنه‪ ،‬فهذا يكون ممنوعاا‪.‬‬
‫الأثالأث‪ :‬ما لأم نعلم عنه من الأعبادات‪ ،‬فهو ممنوع‪.‬‬
‫أما في الأمعاملت والعيان‪ :‬فنقول هي ثلثة أقساما أيضاا‪:‬‬
‫الول‪ :‬ما علمنا أن الأشرع أذن فيه‪ ،‬فهو مباح‪ ،‬مثل أكل الأنبي صلى ال عليه وسلم من حمر الأوحش ‪.‬‬
‫الأثاني‪ :‬ما علمنا أن الأشرع نهى عنه كذات الأناب من الأسباع‪ ،‬فهذا ممنوع‪.‬‬
‫الأثالأث‪ :‬ما لأم نعلم عنه‪ ،‬فهذا مباح‪ ،‬لن الصل في غاير الأعبادات الباحة‪.‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫الحديث السادس‬
‫ت رسوعل ا ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر ر‬
‫ل صلى ال عليه وسلم‬ ‫ععنن أعبرني ععنبد ال الأندـنععمان بنرن برشنير رضي ال عنهما عقاعل‪ :‬عسمنع م ع م ن‬
‫يعـمقنومل‪) :‬إرطن الأعحلعل بعـيننن عوإرطن الأعحعراعما بعـيننن عوبع نـيـنعـمهعما أمممنونر ممنشتعبرعهات لع يعـنعلعمممهطن عكرنثيـنر رمعن الأطناسر‪ ،‬فععمرن‬
‫ت عوقععع رفي الأعحعرارما عكالأطرارعي يعـنرععى عحنوعل‬ ‫شبـعها ر‬ ‫ر‬ ‫ر ر رر ر ر‬
‫شبمـعهات فعـعقد انستعنبرأع لأديننه وعنرضه‪ ،‬عوعمنن عوقععع في الأ د م‬
‫اتطـعقى الأ د ر ر‬
‫سرد‬ ‫ر ر‬ ‫ر‬ ‫ر ر‬ ‫رص ر‬ ‫ر ر‬ ‫رر‬ ‫الأرحعمى ميورش م‬
‫ك أعنن يعـعقعع فنيه‪ .‬عأل عوإطن لأمكنل عملك حعماى ‪ .‬عأل عوإطن حعمى ال عمعحارمممه‪ ،‬عأل وإطن في الأعج ع‬
‫سمد مكلدهم عأل عوهعي الأعقنل م‬
‫ب(‬ ‫د‬ ‫ضغعةا إرعذا ع‬
‫سعد الأعج ع‬ ‫سعدت فع ع‬ ‫سمد مكلهم وإعذا فع ع‬ ‫صلععح الأعج ع‬ ‫ت ع‬ ‫صلععح ن‬ ‫مم ن‬
‫روأاه البخاري وأماسلم ‪.‬‬

‫الشرح‬
‫قولأه‪ ) :‬إرطن الأعحلعل بعـيننن عوإرطن الأ ع‬
‫حعراعما بعـيننن ( في هذا الأحديث تقسيم لألحكاما إلأى ثلثة أقساما‪:‬‬
‫‪1.‬حلل ببين كلق يعرفه‪ .‬كالأثمر‪ ،‬والأبر‪ ،‬والألباس غاير الأمحرما وأشياء لأيس لأها حصر‪.‬‬
‫‪2.‬حرانما ببين كلق يعرفه‪ .‬كالأزنا‪ ،‬والأسرقة‪ ،‬وشرب الأخمر وما أشبه ذلأك‪.‬‬
‫‪3.‬مشتبه ل يعرفا هل هو حلل أو حراما؟ وسبب الشتباها فيها إما‪ :‬الشتباها في الأدلأيل‪ ،‬وإما الشتباها في‬
‫انطباق الأدلأيل على الأمسألأة‪ ،‬فتاراةا يكون الشتباها في الأحكم‪ ،‬وتاراةا يكون في محل الأحكم‪.‬‬
‫* الشتباها في الأدلأيل‪ :‬بأن يكون الأحديث‪:‬‬
‫ل‪ :‬هل صبح عن الأنبي صلى ال عليه وسلم أما لأم يصبح؟‬
‫أو ا‬
‫ثانياا‪ :‬هل يدل على هذا الأحكم أو ل يدل؟‬
‫وهذا يقع كثيراا‪ ،‬فما أكثر ما ميشركمل الأحديث‪ :‬هل ثبت أما لأم يثبت؟ وهل يدل على هذا أو ل يدل؟‬
‫* وأما الشتباها في محل الأحكم‪ :‬فهل ينطبق هذا الأحديث على هذها الأمسألأة بعينها أو ل ينطبق؟‬
‫فالول عند الصولأيين يسمى تخريج الأمناط‪ ،‬والأثاني يسمى تحقيق الأمناط‪.‬‬
‫)لع يعـنعلعمممهطن عكرنثيـنر رمعن الأطنا ر‬
‫س ( يعني هذها الأمشتبهات ل يعلمهن كثير من الأناس ويعلمهن كثير‪ ،‬فكثير ل‬
‫يعلم وكثير يعلم‪ ،‬ولأم يقل ‪ :‬ل يعلمهن أكثر الأناس‪ ،‬فلو قال‪:‬ل يعلمهن أكثر الأناس لأصار الأذين يعلمون‬
‫ل‪.‬‬
‫قلي ا‬
‫إذا فقولأه ) لع يعـنعلعمممهطن عكرنثيـنر رمعن الأطنا ر‬
‫س ( إما لأقلة علمهم‪ ،‬وإما لأقلة فهمهم‪ ،‬وإما لأتقصيرهم في الأمعرفة‪.‬‬
‫شبـعها ر‬ ‫ر‬
‫ت ( أي تجنبها‪.‬‬ ‫( فععمن اتطـعقى الأ د م‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫( فعـعقرد ارنسعنتبـعرأع (أي أخذ الأبراءةا‪.‬‬
‫(لأررديننرره ( فيما بينه وبين ال تعالأى‪.‬‬
‫(ورعر ر‬
‫ضره ( فيما بينه وبين الأناس‪ ،‬لن المور الأمشتبهة إذا ارتكبها النسان صار عرضة لألناس يتكلمون في‬ ‫ع ن‬
‫عرضه وكذلأك فيما بينه وبين ال تعالأى‪.‬‬
‫حعرارما ( هذها جملة شرطية‪.‬‬ ‫(ومن وقعع رفي الأ د ر‬
‫شبمـعهات عوقععع عفي الأ ع‬ ‫عع ن ع ع‬
‫ت ( أي فعلها عوقععع في الأعحعرارما هذا الأجملة تحتمل معنيين‪:‬‬ ‫شبـعها ر‬
‫(عوعمنن عوقععع عفي الأ د م‬
‫الول‪:‬أن ممارسة الأمشتبهات حراما‪.‬‬
‫الأثاني‪:‬أنه ذريعة إلأى الأوقوع في الأمحرما‪،‬وبالأنظر في الأمثال الأذي ضربه صلى ال عليه وسلم يتضح لأنا أي‬
‫الأمعنيين أصح‪.‬‬
‫والأمثال الأمضروب‪ ):‬عكالأطرارعي ( أي راعي البل أو الأبقر أو الأغنم‪.‬‬
‫(يعـنرععى عحنوعل ارلأحعمى ( أي حول الأمكان الأمحمي‪،‬لنه قد ميتخذ مكانن ميحعمى فل ميرععى فيه إما بحق أو‬
‫ك أعنن يعـعقعع فرنيره ( أي يقرب أن يقع فيه‪،‬لن الأبهائم إذا رأت هذها‬
‫بغير حق‪،‬والأراعي حول هذها الأقطعة ) ميورش م‬
‫الرض الأمحمية مخضرةا مملوءةا من الأعشب فسوفا تدخل هذها الأقطعة الأمحمية‪،‬ويصعب منعها‪ ،‬كذلأك‬
‫الأمشتبهات إذا حاما حولأها الأعبد فإنه يصعب عليه أن يمنع نفسه عنها‪.‬‬
‫حعرارما ( أي أوشك أن يقع في‬ ‫ر‬ ‫وبهذا الأمثال يقرب أن معنى قولأه ) من وقعع رفي الأ د ر‬
‫شبمـعهات عوقععع في الأ ع‬ ‫عن ع ع‬
‫الأحراما‪ ،‬لن الأمثال يوضح الأمعنى‪.‬‬
‫ثم قال الأنبي صلى ال عليه وسلم ‪ ):‬أعلع ( أداةا استفتاح‪،‬فائدتها‪:‬الأتنبيه على ما سيأتي‪.‬‬
‫ك رحعمى ( أي كل ملك لأه حمى‪،‬والأنبي صلى ال عليه وسلم ليريد أن يبين حكم حمى‬
‫(وإرطن لأرمكنل ملر ص‬
‫ع‬ ‫ع‬
‫ل‪،‬وما يكون حراماا‪،‬فالأمراد بالأحمى في‬
‫الأملك‪:‬هل هو حلل أو هو محرما؟لن من الأحمى ما يكون حل ا‬
‫الأحديث الأواقع‪،‬ومسألأة الأحمى على نوعين‪:‬‬
‫‪1.‬إذا حماها لأنفسه وبهائمه فهو حراما‪.‬‬
‫‪2.‬إذا حماها لأدواب الأمسلمين كإبل الأصدقة وإبل الأجهاد فهو حلل‪،‬لنه لأم يختصه لأنفسه‪،‬فرسول ال‬
‫سلرمموعن مشعرعكانءم رفي عثلعثة ‪ :‬رفي الأعكرل عوالأعمارء عوالأطنارر " رواها أبو داود والماما أحمد‪.‬‬
‫قال‪" :‬الأمم ن‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫(أعلع وإرطن حعمى ال عم ع‬
‫حارممهم ( هذها جملة مؤُكدةا بـ )إن( وأداةا الستفتاح )أل( والأمعنى‪:‬أل وإن حمى ال‬
‫محارما ال‪،‬فإياك أن تقربها‪،‬لن محارما ال كالرض الأمحمية لألملك ل يدخلها أحد‪.‬‬
‫سرد مم ن‬
‫ضغعةن ( هذها أيض ا جملة مؤُكدةا بـ )أل(و)إطن( والأمعنى‪:‬أل وإن في جسد النسان‬ ‫ر ر‬
‫(أعلع عوإطن في الأعج ع‬
‫مضغة‪،‬أي قطعة لأحم بقدر ما يمضغه النسان عند الكل‪،‬وهي بمقدار الأشيء الأصغير‪.‬‬
‫ر‬
‫سمد مكلدمه‪ ،‬أعلع عوهعي الأعقنل م‬
‫ب ( رتب الأنبي صلى‬ ‫سعد الأعج ع‬
‫ت فع ع‬
‫سعد ن‬ ‫د ر‬
‫سمد مكلمه‪ ،‬عوإعذا فع ع‬
‫صلععح الأعج ع‬
‫ت ع‬ ‫( إرعذا ع‬
‫صلععح ن‬
‫ال عليه وسلم الأجزاء على الأشرط‪،‬فمتى صلح الأقلب صلح الأجسد‪،‬وإذا فسدت فسد الأجسد كله‪.‬‬
‫وقد مثل بعض الأعلماء هذا بالأملك‪،‬إذا صلح صملحت رعيته‪،‬وإذا فسد فسدت‪.‬‬
‫لأكن نظر فيه الأعلماء الأمحققون وقالأوا‪:‬هذا الأمثال ل يستقيم‪،‬لن الأملك ربما يأمر ول ميطاع‪،‬والأقلب إذا أمر‬
‫الأجوارح أطاعته ولبد‪،‬فهو أبلغ‬
‫وهذا الأحديث في الأحقيقة حديث عظيم‪،‬لأو تكلم النسان عنه لأبلغ صفحات لأكن نشير إن شاء ال إلأى‬
‫جوامع الأفوائد في هذا الأحديث‪.‬‬
‫* مان فوائد الحديث ‪:‬‬
‫‪1.‬أن الشياء تنقسم إلأى ثلثة أقساما‪ :‬حلل ببين‪ ،‬حراما ببين‪،‬مشتبه‪ ،‬وحكم كل نوع ومثالأه أن نقول‪:‬‬
‫*الأحلل الأبين ل يلما أحد على فعله‪،‬‬
‫*الأحراما الأببين وهذا يلما كل إنسان على فعله‪،‬‬
‫*وهناك أمور مشتبهة‪ :‬وهذها محل الأخلفا بين الأناس‪،‬فتجد الأناس يختلفون فيها فمنهم من يحرما‪،‬ومنهم من‬
‫صل‪.‬‬
‫يحلل‪،‬ومنهم من يتوقف‪،‬ومنهم من يف ب‬
‫‪2.‬أسباب الشتباها أربعة‪:‬‬
‫‪1.‬قلة الأعلم‪ :‬فقلة الأعلم توجب الشتباها‪،‬لن واسع الأعلم يعرفا أشياء ل يعرفها الخرون‪.‬‬
‫‪2.‬قلة الأفهم‪ :‬أي ضعف الأفهم‪،‬وذلأك بأن يكون صاحب علصم واسصع كثير‪ ،‬ولأكنه ل يفهم‪،‬فهذا تشتبه عليه‬
‫المور‪.‬‬
‫‪3.‬الأتقصير في الأتدبر‪ :‬بأن ل يتعب نفسه في الأتدبر والأبحث ومعرفة الأمعاني بحجة عدما لأزوما ذلأك‪.‬‬
‫‪4.‬وهو أعظمها‪ :‬سوء الأقصد‪ :‬بأن ل يقصد النسان إل نصر قولأه فقط بقطع الأنظر عن كونه صوابا أو‬
‫خطاأ‪ ،‬فمن هذها نيته فإنه يحرما الأوصول إلأى الأعلم‪،‬نسأل ال الأعافية‪،‬لنه يقصد من الأعلم إتباع الأهوىِ‪.‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫وهذا الشتباها ل يكون على جميع الأناس بدلأيلين‪ :‬أحدهما من الأنص وهو قولأه صلى ال عليه وسلم ‪ ) :‬لع‬
‫يعـنعلعمممهطن عكرنثيـنر رمعن الأطنا ر‬
‫س ( يعني كثيرا يعلمهن‪،‬والأثاني من الأمعنى فلو كانت الأنصوصا مشتبهة على جميع‬
‫ل‪،‬وهذا متعذر وممتنع‪.‬‬
‫الأناس‪ ،‬لأم يكن الأقرآن بيان ا ولأبقي شيء من الأشريعة مجهو ا‬
‫‪ 3.‬حكمة ال عبز وجل في ذكر الأمشتبهات حتى يتبين من كان حريص ا على طلب الأعلم ومن لأيس‬
‫بحريص‪.‬‬
‫‪ 4.‬أنه ل يمكن أن يكون في الأشريعة مال يعلمه الأناس كلهم‪،‬لأقولأه‪ ) :‬لع ينعلعمممهطن عكرنثيـنر رمعن الأطنا ر‬
‫س(‪.‬‬
‫‪5.‬الأحث على اتقاء الأشبهات‪ ،‬لأكن هذا مشروط بما إذا قاما الأدلأيل على الأشبهة ‪ ،‬أما إذا لأم يقم الأدلأيل‬
‫على وجود شبهة اتقاء الأشبهات كان ذلأك وسواس ا وتعمقاا‪ ،‬لأكن إذا وجد ما يوجب الشتباها فإن النسان‬
‫مأمور بالأورع وترك الأمشتبه‪ ،‬أما مال أصل لأه فإن تركه تعبمق‪.‬‬
‫فالأقاعدةا‪ :‬أنه إذا وجد احتمال الشتباها فهنا إن قوي قوي تركه‪ ،‬وإن ضعف ضعف تركه‪ ،‬ومتى لأم يوجد‬
‫احتمال أصلا فإن تركه من الأتعبمق في الأدين الأمنهي عنه‪.‬‬
‫ت عوقععع رفي الأعحعرارما‬
‫شبـعها ر‬ ‫ر‬
‫‪6.‬أن الأواقع في الأشبهات واقع في الأحراما‪ ،‬لأقولأه‪ :‬عمنن عوقععع في الأ د م‬
‫‪7.‬حسن تعليم الأنبي صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬وذلأك بضرب المثال الأمحسوسة لأتتبين بها الأمعاني الأمعقولأة‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫س عوعما يعـنعرقلمعها إرطل لأانععالأرمموعن(‬
‫ضرربمـعها رلألطنا ر‬ ‫وهذا هو طريقة الأقرآن الأكريم‪،‬قال ال تعالأى‪ ) :‬عوترنل ع‬
‫ك انلعنمعثامل نع ن‬
‫‪8.‬هل يؤُخذ من قولأه‪ ) :‬يعـنرععى عحنوعل الأرحعمى ( إقرارها بالأحمى؟‬
‫والأجواب‪ :‬أن هذا من باب الخبار والأوقوع ‪ ،‬ول يدل على حكم شرعي‪ .‬والأنبي صلى ال عليه وسلم قد‬
‫يذكر الشياء لأوقوعها ل لأبيان حكمها‪.‬‬
‫إذا هذا الأحديث ل يدل على جواز الأحمى لنه ضرب مثل لأواقع‪ .‬ولأكن ل بأس أن نقول الأحمى نوعان‪:‬‬
‫الول‪ :‬حمى لأمصالأح الأمسلمين‪ ،‬فهذا جائز‬
‫ص به الأحامي‪ ،‬فهذا حراما‪ ،‬لنه لأيس لأه أن يختص فيما كان عاماا‪.‬‬
‫الأثاني‪ :‬حمى يخت ب‬
‫‪ 9.‬سد الأذرائع‪ ،‬أي أن كل ذريعة توصل إلأى محرما يجب أن تغلق لأئل يقع في الأمحبرما‪ .‬وسد الأذرائع دلأيل‬
‫سدبوا‬ ‫ر طر‬ ‫ر‬ ‫طر‬
‫سدبوا الأذيعن يعندمعوعن منن مدون الأله فعـيع م‬
‫شرعي‪ ،‬فقد جاءت به الأشريعة‪ ،‬ومن ذلأك قول ال تعالأى‪( :‬عول تع م‬
‫الألطهع ععندوا برغعنيرر رعنلصم(‬
‫‪2‬‬

‫‪1‬‬
‫)العنكبوت‪(43:‬‬
‫‪2‬‬
‫)النأعام‪ :‬من الية ‪(108‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫ب بحق‪،‬‬
‫ب آلأهة الأمشركين س ق‬
‫ب ال تعالأى‪ ،‬مع أن س ب‬
‫ب آلأهة الأمشركين لنها ذريعة إلأى س ب‬
‫فنهى عن س ب‬
‫وسب ال تعالأى عدنو بغير علم‪.‬‬
‫ك رحماى وقد سبق حكم ا لأحمى آنفاا‪.‬‬ ‫‪10.‬أن من عادةا الأملوك أن يحموا‪ ،‬لأقولأه‪ :‬أعلع وإرطن لأعمكنل ملر ص‬
‫ع‬ ‫ع‬
‫‪11.‬تأكيد الأجمل بأنواع الأمؤُكدات إذا دعت الأحاجة إلأى هذا‪ ،‬فإذا قال قائل‪ :‬إن الأتأكيد فيه تطويل‪،‬‬
‫فنقول‪ :‬الأتوكيد تطويل‪ ،‬ولأكن إذا دعت الأحاجة صار من الأبلغاة‪ ،‬لأقولأه‪ :‬أل‪ .. .‬أل ‪.‬‬
‫‪12.‬أن الأمدار في الأصلح والأفساد على الأقلب‪ ،‬إذا صلح صلح الأجسد كبله‪ ،‬وإذا فسد فسد الأجسد‬
‫كله‪.‬‬
‫فطبهر قلبك من الأشرك والأبدع والأحقد على الأمسلمين والأبغضاء‪ ،‬وغاير ذلأك من الخلق أو الأعقائد الأمنافية‬
‫لألشريعة‪ ،‬فإن الأقلب هو الصل‪.‬‬
‫‪13.‬في الأحديث ردق على الأعصاةا الأذين إذا نهوا عن الأمعاصي قالأوا‪ :‬الأتقوىِ هاهنا وضرب أحدهم على‬
‫صدرها‪ ،‬فاستدل بحق على باطل‪ ،‬لن الأذي قال‪ :‬الأتطـنقعوىِ عهامهعنا هو الأنبي صلى ال عليه وسلم ومعناها في‬
‫الأحديث‪ :‬إذا اتقى ما هاهنا ابتقت الأجوارح‪ ،‬لأكن هذا يقول‪ :‬الأتقوىِ هاهنا يعني أنه سيعصي ال‪،‬والأتقوىِ‬
‫تكون في الأقلب‪.‬‬
‫والأجواب عن هذا الأتشبيه والأتلبيس سهل جدا بأن نقول‪:‬‬
‫سمد مكدله‪،‬‬
‫صلععح الأعج ع‬
‫ت ع‬ ‫لأو صلح ما هاهنا‪ ،‬صلح ما هناك ‪ ،‬لن الأنبي صلى ال عليه وسلم قال‪ ):‬إرعذا ع‬
‫صلععح ن‬
‫سمد مكلدهم ( ‪.‬‬
‫سعد الأعج ع‬
‫ت فع ع‬
‫سعد ن‬ ‫ر‬
‫عوإعذا فع ع‬
‫سعد‬ ‫د ر‬ ‫‪14.‬أن تدبير أفعال النسان عائد إلأى الأقلب‪ ،‬لأقولأه‪ ) :‬إرعذا ع‬
‫ت فع ع‬
‫سعد ن‬
‫سمد مكلمه‪،‬عوإعذا فع ع‬
‫صلععح الأعج ع‬
‫ت ع‬
‫صلععح ن‬
‫سمد مكلدهم (‪.‬‬
‫الأعج ع‬
‫وهل في هذا دلأيل على أن الأعقل في الأقلب؟‬
‫والأجواب‪ :‬نعم‪ ،‬فيه إشارةا إلأى أن الأعقل في الأقلب‪ ،‬وأن الأمدبر هو الأقلب مع أن الأقرآن شاهد بهذا‪.‬‬
‫ب يعـنعرقملوعن برعها أعنو آعذانن يعنسعممعوعن برعها فعرإنطـعها ل‬ ‫قال ال تعالأى‪) :‬أعفعـلعنم يعرسيمروا رفي انلعنر ر‬
‫ض فعـتعمكوعن لأعمهنم قمـملو ن‬
‫‪1‬‬
‫صمدورر(‬ ‫ب الأطرتي رفي الأ د‬ ‫ر‬
‫تعـنععمى انلعبن ع‬
‫صامر عولأعكنن تعـنععمى لأانمقملو م‬

‫‪1‬‬
‫)الحج‪(46:‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫ولأكن كيف تعلقه بالأقلب؟‬
‫الأجواب‪ :‬هذا شيء ل ميعلم‪ ،‬إنما نحن نؤُمن بأن الأعقل في الأقلب كما جاء في الأقرآن‪ ،‬لأكننا ل نعلم كيف‬
‫ارتباطه به‪،‬فل يرد علينا لأو مرركب قلب كافر برجل مسلم‪ ،‬أيكون هذا الأمسلم كافرا أول‪ ،‬لننا ل ندري‬
‫كيف تعلق الأعقل بالأقلب وال أعلم‪.‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫الحديث السابع‬
‫ي رضي ال عنه أعطن الأنبي صلى ال عليه وسلم عقاعل‪( :‬الأندينن الأنط ر‬
‫صنيعحةم‬ ‫ععنن أعبرني مرقعـيطةع تعرمنيم بنرن أعنو ص‬
‫س الأطدار ن‬
‫م‬
‫سلررمنيعن‪ ،‬عوععاطمتررهنم) روأاه ماسلم‬ ‫ر رر ر ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫قمـنلعنا‪ :‬لأعمنن عياعرمسوعل ال ؟ عقاعل‪ :‬ل‪،‬ولأكتابه‪ ،‬ولأعرمسنولأه‪ ،‬عولعئطمة الأمم ن‬

‫الشرح‬
‫قولأه‪ :‬ععنن أعبرني مرقعـيطةع هذها كنية بأنثى‪ ،‬والأغالأب أن الأكنية تكون بذكر‪ ،‬لأكن قد تكون بأنثى ل سيما إذا‬
‫ل‪ ،‬فأبو هريرةا رضي ال عنه اشتهر بهذها الأكنية من أجل أنه‬
‫اشتهر‪ ،‬وقد تكون بغير النسان كأبي هريرةا مث ا‬
‫كان معه هرةا ألأفها وألأفته فكبني أبا هريرةا‪.‬‬
‫ر‬
‫) الأندينمن الأنطصني ع‬
‫حةم ( الأدين‪ :‬مبتدأ والأنصيحة خبر‪ ،‬وكلق من الأمبتدأ والأخبر معرفة‪.‬‬
‫ر‬
‫فقولأه‪ ) :‬الأندينمن الأنطصني ع‬
‫حةم ( مثل قولأه‪ :‬ما الأدين إل الأنصيحة‪ ،‬فإذا كان طرفا الأجملة معرفتين كان ذلأك من‬
‫باب الأحصر‪.‬‬
‫وقولأه‪ ) :‬الأندينمن ( يعني بذلأك دين الأعمل‪ ،‬لن الأدين ينقسم إلأى قسمين‪:‬دين عمل ودين جزاء‪ .‬فقولأه تعالأى‪:‬‬
‫ك يعـنورما الأنديرن( )الأفاتحة‪(4:‬‬
‫)مالأر ر‬
‫ع‬
‫ت لأعمكمم ا نرلنسلعما ردينا (‪ 1‬الأمراد به‪ :‬دين الأعمل‪.‬‬ ‫الأمراد به‪ :‬دين الأجزاء‪ ،‬وقولأه تعالأى‪) :‬ور ر‬
‫ضي م‬ ‫عع‬
‫ر‬
‫وقولأه هنا‪ ) :‬الأندينمن الأنطصني ع‬
‫حةم ( الأمراد به دين الأعمل‪ ،‬والأنصيحة بمعنى إخلصا الأشيء‪.‬‬
‫وأبهم الأنبي صلى ال عليه وسلم لأمن تكون الأنصيحة من أجل أن يستفهم الأصحابة رضي ال عنهم عن‬
‫ذلأك‪ ،‬لن وقوع الأشيء مجملا ثم مفصلا من أسباب رسوخ الأعلم‪،‬لنه إذا أتى مجملا تطلعت الأنفس إلأى‬
‫بيان هذا الأمجمل‪ ،‬فيأتي الأبيان والأنفس متطلعة إلأى ذلأك متشوفة لأه‪،‬فيرسخ في الأذهن أكثر مما لأوجاء‬
‫الأبيان من أول مرةا‪.‬‬
‫ر‬
‫و في بعض ألأفاظه‪ ) :‬الأندينمن الأنطصني ع‬
‫حةم ( عثلثعا يعني قالأها ثلث ا الأدين الأنصيحة‪ ،‬الأدين الأنصيحة‪ ،‬الأدين‬
‫الأنصيحة‬
‫سلررمنيعن‪ ،‬عوععاطمتررهنم (‬ ‫ر رر ر ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫(قمـنلعنا‪:‬لأعمنن عياعرمسوعل ال ؟ عقاعل‪ :‬ل‪،‬ولأكتابه‪،‬ولأعرمسنولأه‪ ،‬عولعئطمة الأمم ن‬
‫* الأنصيحة ل تتضمن أمرين‪:‬‬
‫الول‪:‬إخلصا الأعبادةا لأه‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫)المائدة‪ :‬الية ‪(3‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫الأثاني‪ :‬الأشهادةا لأه بالأوحدانية في ربوبيته وألأوهيته‪ ،‬وأسمائه وصفاته‪.‬‬
‫* والأنصيحة لأكتابه تتضمن أمورا منها‪:‬‬
‫ب عنه‪ ،‬بأن يذب النسان عنه تحريف الأمبطلين‪ ،‬ويببين بطلن تحريف من حبرفا‪.‬‬ ‫الول‪ :‬الأذ ب‬
‫الأثاني‪ :‬تصديق خبرها تصديق ا جازم ا ل مرية فيه‪ ،‬فلو كذب خبرا من أخبار الأكتاب لأم يكن ناصحاا‪ ،‬ومن‬
‫شك فيه وتردد لأم يكن ناصحاا‪.‬‬
‫الأثالأث‪ :‬امتثال أوامرها فما ورد في كتاب ال من أمر فامتثله‪ ،‬فإن لأم تمتثل لأم تكن ناصح ا لأه‪.‬‬
‫الأرابع‪ :‬اجتناب ما نهى عنه‪ ،‬فإن لأم تفعل لأم تكن ناصحاا‪.‬‬
‫الأخامس‪ :‬أن تؤُمن بأن ما تضمنه من الحكاما هو خير الحكاما‪ ،‬وأنه ل حكم أحسن من أحكاما الأقرآن‬
‫الأكريم‪.‬‬
‫الأسادس‪ :‬أن تؤُمن بأن هذا الأقرآن كلما ال عبز وجل حروفه ومعناها‪ ،‬تكلم به حقيقة‪ ،‬وتلقاها جبريل من ال‬
‫عبز وجل ونزل به على قلب الأنبي صلى ال عليه وسلم لأيكون من الأمنذرين بلسان عربي مبين‪.‬‬
‫* والأنصيحة لأرسولأه تكون بأمور منها‪:‬‬
‫ر طر‬ ‫ر‬
‫الول‪ :‬تجريد الأمتابعة لأه‪ ،‬وأن ل تتبع غايرها‪،‬لأقول ال تعالأى‪) :‬لأععقند عكاعن لأعمكنم في عرمسول الأله أمنسعوةان عح ع‬
‫سنعةن‬
‫‪1‬‬
‫لأرعمنن عكاعن يعـنرمجو الألطهع عوانلأيعـنوعما انلرخعر عوذععكعر الألطهع عكرثيرا (‬
‫الأثاني‪ :‬اليمان بأنه رسول ال حقاا‪ ،‬لأم عيكرذب‪ ،‬ولأم ميكعذب‪ ،‬فهو رسول صادق مصدوق‪.‬‬
‫الأثالأث‪ :‬أن تؤُمن بكل ما أخبر به من الخبار الأماضية والأحاضرةا والأمستقبلة‪.‬‬
‫الأرابع‪ :‬أن تمتثل أمرها‪.‬‬
‫الأخامس‪ :‬أن تجتنب نهيه‪.‬‬
‫ب عن شريعته‪.‬‬
‫الأسادس‪ :‬أن تذ ب‬
‫الأسابع‪ :‬أن تعتقد أن ما جاء عن رسول ال فهو كما جاء عن ال تعالأى في لأزوما الأعمل به‪ ،‬لن ما ثبت‬
‫في الأسنة فهو كالأذي جاء في الأقرآن ‪ .‬قال ال تعالأى‪) :‬عيا أعيدـعها الأطرذيعن آعممنوا أعرطيمعوا الألطهع عوأعرطيمعوا الأطرمسوعل‬
‫( وقال تعالأى )عمنن يمرطرع الأطرمسوعل فعـعقند أععطا ع‬
‫ع الألطهع(‬
‫‪3‬‬
‫‪2‬‬

‫‪1‬‬
‫)الحأزاب‪(21:‬‬
‫‪2‬‬
‫)النساء‪ :‬الية ‪(59‬‬
‫‪3‬‬
‫)النساء‪ :‬الية ‪(80‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫الأثامن‪ :‬نصرةا الأنبي صلى ال عليه وسلم إن كان حيا فمعه وإلأى جانبه‪ ،‬وإن كان ميتا فنصرةا سنته صلى ال‬
‫عليه وسلم‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫سلررمنين ( أئمة جمع إماما‪ ،‬والماما‪ :‬الأقدوةا كما قال تعالأى‪) :‬إرطن رإبنـعرارهيعم عكاعن أمطمةا عقارنتا لأرلطره(‬ ‫ر ر‬
‫(عولعئطمة الأمم ن‬
‫‪2‬‬
‫أي قدوةا‪ ،‬ومنه قول عباد الأرحمن‪) :‬عوانجععنلعنا لأرنلممتطرقيعن إرعماما (‬
‫وأئمة الأمسلمين صنفان من الأناس‪:‬‬
‫الول‪ :‬الأعلماء‪ ،‬والأمراد بهم الأعلماء الأربانيون الأذين ورثوا الأنبي صلى ال عليه وسلم علما وعبادةا وأخلقا‬
‫ودعوةا‪ ،‬وهؤُلء هم أولأو المر حقيقة‪ ،‬لن هؤُلء يباشرون الأعامة‪ ،‬ويباشرون المراء‪ ،‬ويبينون دين ال‬
‫ويدعون إلأيه‬
‫الأصنف الأثاني‪ :‬من أئمة الأمسلمين‪ :‬المراء الأمنفذون لأشريعة ال‪ ،‬ولأهذا نقول‪ :‬الأعلماء مبينون‪ ،‬والمراء‬
‫منفذون يجب عليهم أن ينفذوا شريعة ال عبز وجل في أنفسهم وفي عباد ال‪.‬‬
‫* والأنصيحة لألعلماء تكون بأموصر منها‪:‬‬
‫الول‪ :‬محبتهم‪ ،‬لنك إذا لأم تحب أحدا فإنك لأن تتأبسى به‪.‬‬
‫الأثاني‪ :‬معونتهم ومساعدتهم في بيان الأحق‪ ،‬فتنشر كتبهم بالأوسائل العلمية الأمتنوعة الأتي تختلف في كل‬
‫زمان ومكان‪.‬‬
‫ب عن أعراضهم‪ ،‬بمعنى أن ل تقبر أحدا على غايبتهم والأوقوع في أعراضهم‪،‬وإذا نسب إلأى أحصد‬
‫الأثالأث‪ :‬الأذ ب‬
‫من الأعلماء الأربانيين شيء ميستنكر فعليك أن تتخذ هذها الأمراحل‪:‬‬
‫الأمرحلة الولأى‪ :‬أن تتثبت من نسبتره إلأيه‪ ،‬فكم من أشياء نسبت إلأى عالأم وهي كذب‪ ،‬فلبد أن تتأكد‪،‬‬
‫فإذا تأكدت من نسبة الأكلما إلأيه فانتقل إلأى الأمرحلة الأثانية وهي‪:‬‬
‫أن تتأمل هل هذا محل انتقاد أما ل؟ لنه قد يبدو لألنسان في أول وهلة أن الأقول منتقد‪ ،‬وعند الأتأمل يرىِ‬
‫أنه حق‪ ،‬فلبد أن تتأمل حتى تنظر هل هو منتقد أو ل؟‬
‫ب عنه وتنشر هذا بين الأناس‪ ،‬وتبين أن ما قالأه هذا‬
‫الأمرحلة الأثالأثة‪ :‬إذا تببين أنه لأيس بمنتقد فالأواجب أن تذ ب‬
‫الأعالأم فهو حق وإن خالأف ما عليه الأناس‪.‬‬
‫الأمرحلة الأرابعة‪ :‬إذا تبين لأك حسب رأيك أن ما نسب إلأى الأعالأم وصحت نسبته إلأيه لأيس بحق‪،‬فالأواجب‬
‫أن تتصل بهذا الأعالأم بأدب ووقار‪،‬وتقول‪ :‬سمعت عنك كذا وكذا‪،‬وأحب أن تبين لأي وجه ذلأك‪ ،‬لنك أعلم‬
‫‪1‬‬
‫)النحل‪ :‬الية ‪(120‬‬
‫‪2‬‬
‫)الفرقان‪ :‬الية ‪(74‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫مني‪،‬فإذا ببين لأك هذا فلك حق الأمناقشة‪،‬لأكن بأدب واحتراما وتعظيم لأه بحسب مكانته وبحسب ما يليق‬
‫به‪.‬‬
‫وإذا رأيت منهم خطأ فل تسكت وتقول‪ :‬هذا أعلم مني‪ ،‬بل تناقش بأدب واحتراما‪ ،‬لنه أحيانا يخفى على‬
‫النسان الأحكم فينبهه من هو دونه في الأعلم فيتنبه وهذا من الأنصيحة لألعلماء‪.‬‬
‫الأخامس ‪ :‬أن تدلأهم على خير ما يكون في دعوةا الأناس‪ ،‬فإذا رأيت هذا الأعالأم محب ا لأنشر الأعلم ويتكلم في‬
‫كل مكان وترىِ الأناس يتثاقلونه ويقولأون هذا أثقل علينا‪ ،‬كلما جلسنا قاما يحبدث‪،‬فمن الأنصيحة لأهذا الأعالأم‬
‫أن تشير عليه أن ل يتكلم إل فيما يناسب الأمقاما‪ ،‬ل تقل‪:‬إني إذا قلت ذلأك منعته من نشر الأعلم‪ ،‬بل هذا‬
‫في الأواقع من حفظ الأعلم‪ ،‬لن الأناس إذا مبلوا سئموا من الأعالأم ومن حديثه‪.‬‬
‫ولأهذا كان الأنبي صلى ال عليه وسلم يتخول أصحابه بالأموعظة‪ ،‬يعني ل يكثر الأوعظ عليهم مع أن كلمه‬
‫صلى ال عليه وسلم محبوب إلأى الأنفوس لأكن خشية الأسآَمة‪ ،‬والنسان يجب أن يكون مع الأناس كالأراعي‬
‫يختار ما هو أنفع وأجدىِ‪.‬‬
‫* والأنصيحة لألمراء تكون بأمور منها‪:‬‬
‫ل‪ :‬اعتقاد إمامتهم وإمرتهم‪ ،‬فمن لأم يعتقد أنهم أمراء فإنه لأم ينصح لأهم‪ ،‬لنه إذا لأم يعتقد أنهم أمراء‬
‫أو ا‬
‫فلن يمتثل أمرهم ولأن ينتهي عما نهوا عنه‪ ،‬فل بد أن تعتقد أنه إماما أو أنه أمير‪ ،‬ومن مات ولأيس في عنقه‬
‫بيعة مات ميتة جاهلية‪ ،‬ومن تولأى أمر الأمسلمين ولأو بالأغلبة فهو إماما‪،‬سواء كان من قريش أومن غاير قريش‪.‬‬
‫ثانياا‪ :‬نشر محاسنهم في الأرعية‪ ،‬لن ذلأك يؤُدي إلأى محبة الأناس لأهم‪ ،‬وإذا أحبهم الأناس سهل انقيادهم‬
‫لوامرهم ‪.‬‬
‫وهذا عكس ما يفعله بعض الأناس حيث ينشر الأمعايب ويخفي الأحسنات‪ ،‬فإن هذا جونر وظلم‪.‬‬
‫ثالأثاا‪ :‬امتثال ما أمروا به وما نهوا عنه‪ ،‬إل إذا كان في معصية ال عبز وجل لنه ل طاعة لأمخلوق في معصية‬
‫الأخالأق‪ ،‬وامتثال طاعتهم عبادةا ولأيست مجرد سياسة‪ ،‬بدلأيل أن ال تعالأى أمر بها فقال عبز وجل‪ ) :‬عيا أعيدـعها‬
‫الأطرذيعن آعممنوا أعرطيمعوا الألطهع عوأعرطيمعوا الأطرمسوعل وأولأي المر منكم(‪.1‬‬
‫ول يشترط في طاعتهم ألب يعصوا ال‪،‬فأطعهم فيما أمروا به وإن عصوا ال‪ ،‬لنك مأمور بطاعتهم وإن عصوا‬
‫ال في أنفسهم‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫]النساء‪[59:‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫رابعاا‪ :‬ستر معايبهم مهما أمكن‪ ،‬وجه هذا‪ :‬أنه لأيس من الأنصيحة أن تقوما بنشر معايبهم ولأيس معنى قولأنا‪:‬‬
‫ستر الأمعايب أن نسكت عن الأمعايب‪ ،‬بل ننصح المير مباشرةا إن تمكنا‪،‬وإل فبواسطة من يتصل به من‬
‫الأعلماء وأهل الأفضل‪ .‬ولأهذا أنكر أسامة بن زيد رضي ال عنه على قوما يقولأون‪ :‬أنت لأم تفعل ولأم تقل‬
‫لأفلن ولأفلن يعنون الأخليفة‪ ،‬فقال كلم ا معناها‪) :‬أتريدون أن أحدثكم بكل ما أحدث به الأخليفة( فهذا ل‬
‫يمكن‪.‬‬
‫فل يمكن لألنسان أن يحدث بكل ما قال لألمير‪ ،‬لنه إذا حدث بهذا فإما أن يكون المير نفذ ما قال‪،‬‬
‫فيقول الأناس‪ :‬المير خضع وذل‪ ،‬وإما أن ل ينفذ فيقول الأناس‪ :‬عصى وتمبرد‪.‬‬
‫ولأذلأك من الأحكمة إذا نصحت ولةا المور أن ل تبين ذلأك لألناس‪،‬لن في ذلأك ضررا عظيماا‪.‬‬
‫خامساا‪ :‬عدما الأخروج عليهم‪ ،‬وعدما الأمنابذةا لأهم‪ ،‬ولأم يرخص الأنبي صلى ال عليه وسلم في منابذتهم إل‬
‫كما قال‪ ":‬أعنن تعـعروا " أي رؤية عين‪ ،‬أو رؤية علم متيقنة‪".‬‬
‫" مكنفعرا بعـعواعح ا " أي واضح ا ببيناا‪.‬‬
‫" رعنعدمكم فرنيره رمن ا ر‬
‫ل بمـنرعهانن "أي دلأيل قاطع‪.‬‬ ‫ع‬ ‫ن‬
‫ثم إذا جاز الأخروج عليهم بهذها الأشروط فهل يعني ذلأك أن يخرج عليهم ؟ لن هناك فرقا بين جواز‬
‫الأخروج‪ ،‬وبين وجوب الأخروج‪.‬‬
‫والأجواب‪ :‬ل نخرج حتى ولأو رأينا كفرا بواحا عندنا فيه من ال برهان‪،‬إل حيث يكون الأخروج‬
‫مصلحة‪،‬ولأيس من الأمصلحة أن تقوما فئة قليلة سلحها قليل في وجه دولأة بقوتها وسلحها‪ ،‬لن هذا يترتب‬
‫عليه إراقة الأدماء واستحلل الأحراما دون ارتفاع الأمحذور الأذي انتقدوا به المراء‪،‬كما هو مشاهد من عهد‬
‫خروج الأخوارج في زمن الأخلفاء الأراشدين رضي ال عنهم إلأى يومنا هذا‪،‬حيث يحصل من الأشر والأمفاسد‬
‫ب الأعباد‪.‬‬
‫ما ل يعلمه إل ر د‬
‫لأكن بعض الأناس تتوقد نار الأغيرةا في قلوبهم ثم يحدثون ما ل يحمد عقباها‪ ،‬وهذا غالط عظيم‪.‬‬
‫قال‪ ) :‬عوععاطمتمـمهنم ( أي عواما الأمسلمين‪ ،‬والأنصح لأعامة الأمسلمين بأن تبدي لأهم الأمحبة‪ ،‬وبشاشة الأوجه‪،‬‬
‫وإلأقاء الأسلما‪ ،‬والأنصيحة‪ ،‬والأمساعدةا ‪ ،‬وغاير ذلأك مما هو جالأب لألمصالأح دافنع لألمفاسد‪.‬‬
‫واعلم أن خطابك لألواحد من الأعامة لأيس كخطابك لألواحد من المراء‪ ،‬وأن خطابك لألمعاند لأيس‬
‫كخطابك لألجاهل‪ ،‬فلكل مقاما مقال‪ ،‬فانصح لأعامة الأمسلمين ما استطعت‪.‬‬
‫وبهذا نعرفا أن هذا الأحديث على اختصارها جامع لأمصالأح الأدنيا والخرةا‪.‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫* مان فوائد الحديث ‪:‬‬
‫‪1.‬أهمية الأنصيحة في هذها الأمواضع‪ ،‬وجه ذلأك‪ :‬أن الأنبي صلى ال عليه وسلم جعلها الأدين فقال‪ ) :‬الأندينمن‬
‫الأنط ر‬
‫صنيحةم (‬
‫صله‪ ،‬لأقولأه‪) :‬الأندينمن‬
‫‪2.‬حسن تعليم الأرسول صلى ال عليه وسلم حيث يذكر الأشيء مجملا ثم يف ب‬
‫حةم(‪.‬‬ ‫ر‬
‫الأنطصني ع‬
‫‪3.‬حرصا الأصحابة رضي ال عنهم على الأعلم‪ ،‬وأنهم لأن يدعوا شيئا يحتاج الأناس إلأى فهمه إل سألأوا عنه‬
‫‪ 4.‬الأبداءةا بالهم فالهم‪ ،‬حيث بدأ الأنبي صلى ال عليه وسلم بالأنصيحة ل‪ ،‬ثم لألكتاب‪ ،‬ثم لألرسول صلى‬
‫ال عليه وسلم ثم لئمة الأمسلمين‪ ،‬ثم عامتهم‪.‬‬
‫وإنما قدما الأكتاب على الأرسول لن الأكتاب يبقى‪ ،‬والأرسول يموت‪ ،‬على أن الأنصيحة لألكتاب ولألرسول‬
‫متلزمان ‪.‬‬
‫‪ 5.‬وجوب الأنصيحة لئمة الأمسلمين‪ ،‬وذلأك بما ذكرناها من الأوجوها بالأنسبة لألمراء‪ ،‬وبالأنسبة لألعلماء‪.‬‬
‫‪6.‬الشارةا إلأى أن الأمجتمع السلمي لبد لأه من إماما‪ ،‬والمامة قد تكون عامة‪ ،‬وقد تكون خاصة‪ .‬وال‬
‫الأموفق‪.‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫الحديث الثامان‬
‫س عحطتى يعنشعهمدوا أعنن لع إرلأعهع إرلط‬ ‫ر‬
‫ت أعنن أمعقاتعل الأطنا ع‬ ‫ل عقاعل‪) :‬أمرمنر م‬ ‫ضي ال ععنـمهما أعطن رسوعل ا ر‬ ‫ر‬
‫ععرن ابنرن عمعمعر عر ع م ع ع م ن‬
‫صمموا رمنني ردعماءعهنم عوأعنمعوالأعمهنم‬
‫ك عع ع‬‫صلعةا عويمـنؤُمتوا الأطزعكاعةا فعرإعذا فعـععملوا عذلأر ع‬
‫ل عويمرقنيممنوا الأ ط‬
‫ال وأعطن محطمعدا رسومل ا ر‬
‫م ع م ع ع من‬
‫ل تعـععاعلأى( روأاه البخاري وأماسلم‬ ‫إرلط برحنق ارلنسلرما ورحسابـمهم عععلى ا ر‬
‫ع عم ن‬ ‫ع‬

‫الشرح‬
‫(أمرمنر م‬
‫ت ( بالأبناء لأما لأم يسبم فاعلمه‪ ،‬لن الأفاعل معلوما و هو ال عبز وجل‪ ،‬وإبهاما الأمعلوما سائغ لأغة‬
‫واستعمالا سواء‪ :‬في المور الأكونية‪ .‬أو في المور الأشرعية‪.‬‬
‫وقولأه‪ ):‬أمرمنر م‬
‫ت ( أي أمرني ربي‪.‬‬
‫والممر‪ :‬طلب الأفعل على وجه الستعلء‪ ،‬أي أن المر أو طالأب الأفعل يرىِ أنه في منزلأة فوق منزلأة الأمأمور‪،‬‬
‫ل‪.‬‬
‫لنه لأو أمر من يساويه سمي عندهم الأتماساا‪ ،‬ولأو طلب ممن فوقه سمي دعاءا وسؤُا ا‬
‫ر‬
‫وقولأه‪ ) :‬أعنن أمعقاتعل الأطنا ع‬
‫س ( هذا الأمأمور به‪.‬‬
‫والأمقاتلة غاير الأقتل‪.‬‬
‫‪ -‬فالأمقاتلة‪ :‬أن يسعى في جهاد العداء حتى تكون كلمة ال هي الأعليا‪.‬‬
‫‪-‬والأقتل‪ :‬أن يقتل شخص ا بعينه‪ ،‬ولأهذا نقول‪ :‬لأيس كل ما جازت الأمقاتلة جاز الأقتل‪ ،‬فالأقتل أضيق ول‬
‫يجوز إل بشروط معروفة‪ ،‬والأمقاتلة أوسع‪ ،‬قال ال تبارك وتعالأى‪ ) :‬عوإرنن عطائرعفعتارن رمعن لأانممنؤُرمرنيعن اقنـعتتعـملوا‬
‫صلرمحوا بع نـيـنعـمهعما فعرإنن بعـغع ن‬
‫ت إرنحعدامهعما عععلى انلمنخعرىِ فعـعقاترملوا الأطرتي تعـنبرغي عحطتى تعرفيءع إرعلأى أعنمرر الأطله( ‪1‬فأمر‬ ‫فعأع ن‬
‫بقتالأها وهي مؤُمنة ليحل قتلها ول يباح دمها لأكن من أجل الصلح‪.‬‬
‫وقاتل أبو بكر الأصديق رضي ال عنه مانعي الأزكاةا ولأكن ليقتلهم‪ ،‬بل قاتلهم حتى يذعنوا لألحق ‪.‬‬
‫شعهمدوا أعنن لع إرلأعهع إرلط ال ( )حتى( هل هي لألتعليل بمعنى أن أقاتل لأيشهدوا‪ ،‬أو هي لألغاية بمعنى‬
‫) عحطتى يع ن‬
‫أقاتلهم إلأى أن يشهدوا؟‬
‫والأجواب‪ :‬هي تحتمل أن تكون لألتعليل ولأكن الأثاني أظهر‪ ،‬يعني أقاتلهم إلأى أن يشهدوا‪.‬‬
‫و)حتى( تأتي لألتعليل وتأتي لألغاية‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫)الحجرات‪ :‬الية ‪(9‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫شعهمدوا أعنن لع إرلأعهع إرلط ال ( أي حتى يشهدوا بألأسنتهم وبقلوبهم‪ ،‬لأكن من شهد بلسانه عصم دمه‬
‫( عحطتى يع ن‬
‫ومالأه‪ ،‬وقلبه إلأى ال عبز وجل‪.‬‬
‫( أعنن لع إرلأعهع إرلط ال ( أي ل معبود حبق إل ال عبز وجل‪ ،‬فهو الأذي عبادته حبق‪ ،‬وما سواها فعبادته باطلة‪.‬‬
‫(وأعطن محطمعدا رسومل ا ر‬
‫ل ( محمد‪ :‬هو ابن عبد ال‪ ،‬وأبرز اسمه ولأم يقل‪ :‬وأني رسول ال لألتفخيم‬ ‫ع م ع ع من‬
‫والأتعظيم‪ .‬ورسول ال‪ :‬يعني مرسله‪.‬‬
‫(عويمرقنيمموا الأ ط‬
‫صلعةا ( أي يفعلوها قائمة وقويمة على ماجاءت به الأشريعة‪ .‬والأصلةا هنا عامة‪ ،‬لأكن الأمراد بها‬
‫الأخاصا‪ ،‬وهي الأصلوات الأخمس‪ ،‬ولأهذا لأو تركوا الأنوافل فل يقاتلون ‪.‬‬
‫(عويمـنؤُمتوا الأطزعكاعةا ( أي يعطوها مستحبقها‪ .‬والأزكاةا‪ :‬هي الأنصيب الأمفروض في الموال الأزكوية‪.‬‬
‫(فعرإعذا فعـععملوا عذلأر ع‬
‫ك ( أي شهدوا أن ل إلأه إل ال‪ ،‬وأن محمدا رسول ال‪ ،‬وأقاموا الأصلةا وآتوا الأزكاةا‪.‬‬
‫صمموا ( أي منعوا‪.‬‬
‫(عع ع‬
‫(رمنني ردعماءعهم عوأعنمعوالأعمهم ( أي فل يحل أن أقاتلهم وأستبيح دماءهم‪ ،‬ول أن أغانم أموالأهم‪ ،‬لنهم دخلوا في‬
‫السلما‪.‬‬
‫(إرلط بر ع‬
‫حنق ارلنسلرما ( هذا استثناء لأكنه استثناء عاما‪ ،‬يعني‪ :‬إل أن تباح دماؤهم وأموالأهم بحق السلما‪،‬‬
‫مثل‪ :‬زنا الأثبيب‪ ،‬والأقصاصا وما أشبه ذلأك‪ ،‬يعني‪ :‬إل بحق يوجبه السلما‪.‬‬
‫(ورحسابـمهم عععلى ا ر‬
‫ل تعـععاعلأى ( أي محاسبتهم على العمال على ال تعالأى‪ ،‬أما الأنبي صلى ال عليه وسلم‬ ‫ع عم ن‬
‫فليس عليه إل الأبلغ‪.‬‬
‫فهذا الأحديث أصنل وقاعدةان في جواز مقاتلة الأناس‪،‬وأنه ل يجوز مقاتلتهم إل بهذا الأسبب‪.‬‬
‫* مان فوائد الحديث ‪:‬‬
‫‪1.‬أن الأنبي صلى ال عليه وسلم عبد مأمور يوجه إلأيه المر كما يوبجه إلأى غايرها لأقولأه‪ :‬أمرمنر م‬
‫ت‪.‬‬
‫ت فأبهم المر لن الأمخاطب يعلم ذلأك‪.‬‬ ‫‪2.‬جواز إبهاما الأمعلوما إذا كان الأمخاطب يعلمه‪ ،‬لأقولأه‪ :‬أمرمنر م‬
‫‪3.‬وجوب مقاتلة الأناس حتى يقوموا بهذها العمال‪.‬‬
‫فإذا قال قائل‪ :‬لأماذا ل يكون المر لألستحباب؟‬
‫والأجواب‪ :‬ل يكون لألستحباب‪،‬لن هذا فيه استباحة محبرما‪ ،‬واستباحة الأمحبرما لتكون إل لقامة واجب‪.‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪4.‬وجوب شهادةا أن ل إلأه إل ال بالأقلب والألسان‪ ،‬فإن أبداها بلسانه ولندري عما في قلبه أخذنا بظاهرها‬
‫ف عنه حتى يتبين منه ما يخالأف ذلأك‪ ،‬ول يجوز أن نتهمه‬
‫ووكلنا سريرته إلأى ال عبز وجل ووجب الأك ب‬
‫‪5.‬أنه لبد أن يعتقد النسان أن ل معبود حق إل ال‪ ،‬فل يكفي أن يعتقد أن ال معبود بحق‪ ،‬لنه إذا شهد‬
‫أن ال تعالأى معبود بحق لأم يمنع أن غايرها يعبد بحق أيضاا‪ .‬فل يكون الأتوحيد إل بنفي وإثبات‪ :‬ل إلأه إل‬
‫ال‪ ،‬نفي اللأوهية عما سوىِ ال وإثباتها ل عبز وجل‪.‬‬
‫‪6.‬أن الأمقاتلة ل ترتفع إل بشهادةا أن محمدا رسول ال‪ ،‬وأما الأدخول في السلما فيكون بشهادةا أن ل إلأه‬
‫إل ال‪ ،‬لأكن لأو شهدت طائفة أن ل إلأه إل ال وأبت أن تشهد أن محمدا رسول ال فإنها تقاتل‪.‬‬
‫‪ 7.‬وجوب إقامة الأصلةا‪ ،‬لنه إذا لأم يقمها فإنه ل يمتنع قتالأه‪ ،‬بل قد قال الأفقهاء ‪ -‬رحمهم ال ‪ -‬ميقاعتل‬
‫أهل بلد تركوا الذان والقامة وإن صلوا‪ ،‬لن الذان والقامة من شعائر الأدين الأظاهرةا‪ ،‬فإذا قال قوما‪ :‬نحن‬
‫ل نؤُذن ول نقيم ولأكن نصلي‪ ،‬وجب أن يقاتلوا‪.‬‬
‫‪8.‬وجوب إيتاء الأزكاةا‪ ،‬لنها جزء مما يمنع مقاتلة الأناس‪.‬‬
‫صمموا رمنني ردعماءعمهنم عوأعنمعوالأعمهنم فيقتلون‪ ،‬أو يؤُسرون حسب‬
‫‪10.‬أن الأكفار تباح دماؤهم وأموالأهم‪ ،‬لأقولأه‪ :‬عع ع‬
‫ما تقتضيه الأحال‪ ،‬وتغنم أموالأهم‪.‬‬
‫‪11.‬أنه قد يستباح الأدما والأمال بحق السلما وإن لأم يكن من هذها الأمذكورات الأتي في الأحديث‪ ،‬وقد‬
‫نوقش أبو بكصر الأ ب‬
‫صديق رضي ال عنه في قتال مانعي الأزكاةا فأجاب‪ :‬بأن الأزكاةا حق الأمال‪ ،‬والأنبي صلى ال‬
‫عليه وسلم قال‪ :‬إرلط بر ع‬
‫حنق ارلنسلرما وقال رضي ال عنه‪ :‬وال لأو منعوني عناقا ‪ -‬أو قال‪ :‬عقالا ‪ -‬كانوا‬
‫يؤُدونه إلأى الأنبي صلى ال عليه وسلم لأقاتلتهم على ذلأك‪.‬‬
‫وأسباب إباحة الأقتل في السلما لأيس هذا موضع بسطها‪،‬لأكنها معلومة بالأتتببع‪.‬‬
‫‪12.‬أن حساب الأخلق على ال عبز وجل‪ ،‬وأنه لأيس على الأرسول صلى ال عليه وسلم إل الأبلغ‪ ،‬وكذلأك‬
‫لأيس على من ورث الأرسول إل الأبلغ‪ ،‬والأحساب على ال عبز وجل‪.‬‬
‫فل تحزن أيها الأداعي إلأى ال إذا لأم تقبل دعوتك‪ ،‬فإذا أبديت ما يجب عليك فقد برئت الأذمة والأحساب‬
‫على ال تعالأى‪،‬‬
‫ولأكن اعلم أنك إذا قلت حق ا تريد به وجه ال فلبد أن يؤُثر‪ ،‬حتى لأو رد أمامك فلبد أن يؤُثر‪ ،‬وال‬
‫الأموفق‪.‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫الحديث التاسع‬
‫ت رسوعل ا ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫ل صلى ال عليه‬ ‫صنخصر عرضعي ال تعـععاعلأى ععنهم عقاعل‪ :‬عسمنع م ع م ن‬ ‫ععنن أعربي مهعرينـعرعةا ععنبد الأطرنحعمرن بنرن ع‬
‫ك الأطرذينعن رمنن‬
‫وسلم يعـمقنومل‪) :‬عما نعـعهنيتممكنم ععنهم عفانجتعنرمبوهام عوعما أععمنرتممكنم برره فأنمتوا رمنهم عما انستعطعنعتمنم؛ فعرإنطعما أعنهلع ع‬
‫سائرلررهنم عوانخرتلفمـمهنم عععلى أع نبرعيائررهنم( روأاه البخاري وأماسلم‬ ‫ر‬
‫قعـنبلمكنم عكثنـعرةام عم ع‬

‫الشرح‬
‫أكثر الأبناس ل يعرفون اسم أبي هريرةا رضي ال عنه‪،‬ولأهذا وقع الأخلفا في اسم راوي الأحديث‪،‬وأصبح‬
‫القوال وأقربها لألصواب ما ذكرها الأمؤُلأف رحمه ال أن اسمه‪:‬‬
‫عبد الأرحمن بن صخر‪ .‬وكبني بأبي هريرةا لنه كان معه هبرةا قد ألأفها وألأفته‪ ،‬فلمصاحبتها إبياها مكبني بها‪.‬‬
‫قولأه‪ ) :‬عما نعـعهنيتممكنم ععنهم عفانجتعنرمبوهام ( الأنهي‪ :‬طلب الأك ب‬
‫ف على وجه الستعلء‪ ،‬يعني أن يطلب منك من هو‬
‫ف‪ ،‬فهذا نهي‪.‬‬
‫فوقك ‪ -‬ولأو باعتقادها ‪ -‬أن تك ب‬
‫ف على وجه الستعلء ولأو حسب دعوىِ الأناهي‪ ،‬يعني وإن‬
‫ولأهذا قال أهل أصول الأفقه‪ :‬الأنهي طلب الأك ب‬
‫لأم يكن عالأيا على الأمنهي‪.‬‬
‫ومعلوما أن الأنبي صلى ال عليه وسلم أعلى مبنا حقيقة‪.‬‬
‫) عما نعـعهنيتممكنم ععنهم عفانجتعرنبمـنوهام ( الأجملة شرطية‪ ،‬فـ‪) :‬ما( اسم شرط‪ ،‬و‪) :‬نهيتكم( فعل الأشرط‪ ،‬و‪:‬‬
‫)عفانجتعرنبمـنوهام( جواب الأشرط‪،‬‬
‫والأمعنى أي ابتعدوا عنه‪ ،‬فكونوا في جانب وهو في جانب‪.‬‬
‫(عوعما أععمنرتممكنم برره فعأنتمـنوا رمنهم عما انستعطعنعتمنم (هذها الأجملة أيض ا شرطية‪ ،‬فعل الأشرط فيها‪) :‬أمرتكم به( وجوابه‪:‬‬
‫)فأتوا منه ما استطعتم( يعني افعلوا منه ما استطعتم‪ ،‬أي ما قدرتم عليه‪.‬‬
‫والأفرق بين الأمنهيات والأمأمورات‪ :‬أن الأمنهبيات قال فيها‪ :‬عفانجتعنرمبوهام ولأم يقل ما استطعتم‪ ،‬ووجهه‪ :‬أن‬
‫الأنهي كف وكل إنسان يستطيعه‪ ،‬وأما الأمأمورات فإنها إيجاد قد يستطاع وقد ل يستطاع‪ ،‬ولأهذا قال في‬
‫المر‪ :‬فأمتوا رمنهم عما استععطعتمنم‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫(فعرإنطعما ( )إن( لألتوكيد‪ ،‬و)ما( اسم موصول بدلأيل قولأه‪) :‬كثرةا( على أنها خبر )إن( أي فإن الأذي أهلك‬
‫الأذين من قبلكم كثرةا مسائلهم‪ .‬ويجوز أن تجعل )إنما( أداةا حصر‪ ،‬ويكون الأمعنى‪ :‬ما أهلك الأذين من‬
‫قبلكم إل كثرةا مسائلهم‪.‬‬
‫وقولأه‪ ) :‬الأطرذينعن رمنن قعـنبلرمكنم ( يشمل الأيهود والأنصارىِ وغايرهم‪ ،‬والأمتبادر أنهم الأيهود والأنصارىِ‪ ، ،‬فإن نظرنا‬
‫إلأى الأعموما قلنا الأمراد بقولأه‪ :‬رمنن قعـنبلرمكنم جميع المم‪ ،‬وإن نظرنا إلأى قرينة الأحال قلنا الأمراد بهم‪ :‬الأيهود‬
‫والأنصارىِ ‪.‬‬
‫والأيهود أشبد في كثرةا الأمساءلأة الأتي يهلكون بها‪،‬‬
‫سائرلررهنم ( جمع مسألأة وهي‪ :‬ما ميسأل عنه‪.‬‬
‫وقولأه‪ ) :‬عكثنـعرةام عم ع‬
‫( عوانخرتلفمـمهنم عععلى أعنبرعيائررهنم ( يعني وأهلكهم اختلفهم‪،‬‬
‫وقولأه‪ ):‬عععلى أعنبرعيائررهنم ( وذلأك بالأمعارضة والأمخالأفة‪ ،‬وفي الأحديث قال‪ ):‬اختلفهم على أنبيائهم ( ولأم‬
‫يقل‪:‬عن أنبيائهم‪ ،‬لن كلمة )على( تفيد أن هناك معارضة لألنبياء‪.‬‬
‫* مان فوائد الحديث ‪:‬‬
‫ف عما نهى عنه الأنبي صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬لأقولأه‪ ):‬عما نعـعهنيتممكنم ععنهم عفانجتعنرمبوهام(‪.‬‬
‫‪1.‬وجوب الأك ب‬
‫‪2.‬أن الأمنهي عنه يشمل الأقليل والأكثير‪ ،‬لنه ل يتأبتى اجتنابه إل باجتناب قليله وكثيرةا ‪.‬‬
‫ف‬
‫ف أهون من الأفعل‪ ،‬لن الأنبي صلى ال عليه وسلم أمر في الأمنهيات أن متجتنب كبلها‪،‬لن الأك ب‬
‫‪3.‬أن الأك ب‬
‫سهل‪.‬‬
‫فإن قال قائل‪:‬يرد على هذا إباحة الأميتة والأخنزير لألمضطر‪ ،‬وإذا كان مضطرا لأم يجب الجتناب؟‬
‫ل‪ ،‬ولأهذا كان من قواعد‬
‫فالأجواب عن هذا أن نقول‪ :‬إذا وجدت الأضرورةا ارتفع الأبتحريم‪ ،‬فل تحريم أص ا‬
‫أصول الأفقه‪) :‬ل محرما مع الأضرورةا‪ ،‬ول واجب مع الأعجز( إذا هذا اليراد غاير وارد‪.‬‬
‫فلو قال لأنا قائل‪) :‬فاجتنبوها( عاما فيشمل اجتناب أكل الأميتة عند الأضرورةا‪.‬‬
‫هل يجوز فعل الأمحبرما عند الأضرورةا أما ل؟‬
‫‪1‬‬
‫ضطمررنرتمنم إرلأعنيره (‬
‫صعل لأعمكنم عما عحطرعما ععلعنيمكنم إرطل عما ا ن‬
‫والأجواب‪ :‬أنه يجوز لأقول ال تعالأى‪) :‬عوقعند فع ط‬
‫وإذا اضطر شخص إلأى محبرما فهل لأه أن يزيد على قدر الأضرورةا؟ بمعنى‪ :‬إذا حل لأه أكل الأميتة فهل لأه أن‬
‫يشبع‪ ،‬أو نقول لأه‪ :‬اقتصر على ما تبقى به الأحياةا فقط؟‬
‫‪1‬‬
‫)النأعام‪ :‬الية ‪(119‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫والأجواب‪ :‬ذكر بعض الأعلماء‪ :‬أنه يجب أن يقتصر على ما تبقى به الأحياةا فقط‪ ،‬ول يشبع‪ .‬والأصحيح‬
‫الأتفصيل في هذا‪ :‬فإن كان يعلم أو يغلب على ظنه أنه سيحصل على شيء مباح قريبا فليس لأه أن يشبع‬
‫إل إذا كان معه شيء يحفظ به الألحم إن احتاجه أكله فهنا ل حاجة لألشبع‪ ،‬بل يكون بقدر ما تندفع به‬
‫الأضرورةا‪.‬‬
‫* وما هي الأضرورةا إلأى الأمحبرما؟‬
‫الأضرورةا إلأى الأمحرما هي‪ :‬أن ل يجد سوىِ هذا الأمحبرما‪ ،‬وأن تندفع به الأضرورةا‪،‬وعلى هذا فإذا كان يجد‬
‫غاير الأمحبرما فل ضرورةا‬
‫‪ -‬والأدواء بالأمحبرما ل يمكن أن يكون ضرورةا لأسببين‪:‬‬
‫ل‪ :‬لنه قد يبرأ الأمريض بدون دواء‪ ،‬وحينئذ ل ضرورةا‪.‬‬ ‫أو ا‬
‫ثانياا‪ :‬قد يتداوىِ به الأمريض ول يبرأ‪ ،‬وحينئصذ ل تندفع الأضرورةا به‪،‬‬
‫‪-4.‬أنه ل يجب من فعل الأمأمور إل ما كان مستطاعاا‪ ،‬لأقولأه‪ ) :‬عوعما عأمنرتممكنم ربهِ فعأنمتوا رمنهم عما انستعطعنعتمنم (‬
‫فإن قال قائل‪ :‬هل هذها الأجملة تفيد الأتسهيل‪ ،‬أو الأتشديد‪ ،‬ونظيرها قولأه تعالأى‪) :‬عفاتطـمقوا الألطهع عما انستعطعنعتمنم‬
‫‪1‬‬
‫(‬
‫فالأجواب‪ :‬لأها وجهان‪ :‬فقد يكون الأمعنى‪ :‬لبد أن تقوموا بالأواجب بقدر الستطاعة وأن ل تتهاونوا مادمتم‬
‫مستطيعين‪.‬‬
‫ف الألطهم نعـنفس ا إرطل‬
‫ويحتمل أن الأمعنى‪ :‬ل وجوب إل مع الستطاعة‪ ،‬وهذا يؤُيدها قولأه تعالأى‪) :‬ل يمعكلن م‬
‫‪2‬‬
‫مونسعععها(‬
‫‪5.‬أن النسان لأه استطاعة وقدرةا ‪ ،‬لأقولأه‪ :‬عما استعطعنعتمنم فيكون فيه رد على الأجبرية الأذين يقولأون إن النسان‬
‫ل استطاعة لأه‪ ،‬لنه مجبر على عمله‬
‫‪6.‬أن النسان إذا لأم يقدر على فعل الأواجب كله فليفعل ما استطاع‪.‬‬
‫ب؟‬‫‪7.‬ل ينبغي لألنسان إذا سمع أمر الأرسول صلى ال عليه وسلم أن يقول‪ :‬هل هو واجب أما مستح ب‬
‫لأقولأه‪ ) :‬فعأنمتوا رمنهم عما استعطعنعتمنم ( ول تستفصل‪ ،‬فأنت عبد منقاد لمر ال عبز وجل ورسولأه صلى ال عليه‬
‫وسلم‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫)التغابن‪ :‬الية ‪(16‬‬
‫‪2‬‬
‫)البقرة‪ :‬الية ‪(286‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫لأكن إذا وقع الأعبد وخالأف فله أن يستفصل في أمرها‪،‬لنه إذا كان واجبا فإنه يجب عليه الأتوبة‪ ،‬وإذا كان‬
‫غاير واجب فالأتوبة لأيست واجبة‪.‬‬
‫‪8.‬أن ما أمر به الأنبي صلى ال عليه وسلم أو نهى عنه فإنه شريعة‪ ،‬سواء كان ذلأك في الأقرآن أما لأم يكن‪،‬‬
‫مفيعمل بالأسنة الأزائدةا على الأقرآن أمرا أو نهياا‪.‬‬
‫‪9.‬أن كثرةا الأمسائل سبب لألهلك ولسبيما في المور الأتي ل يمكن الأوصول إلأيها مثل مسائل الأغيب‬
‫كأسماء ال وصفاته‪ ،‬وأحوال يوما الأقيامة‪،‬ل تكثر الأسؤُال فيها فتهلك‪،‬وتكون متنبطع ا متعبمقاا‪.‬‬
‫وأما ما يحتاج الأناس إلأيه من الأمسائل الأفقهية فل حرج من الأسؤُال عنها مع الأحاجة لأذلأك‪ ،‬فإن كان طالأب‬
‫علم فليسأل ولأيبحث‪ ،‬لن طالأب الأعلم مستعند لفتاء من يستفتيه‪ .‬أما إذا كان غاير طالأب علم فل يكثر‬
‫الأسؤُال‪.‬‬
‫‪10.‬أن المم الأسابقة هلكوا بكثرةا الأمساءلأة‪ ،‬وهلكوا بكثرةا الختلفا على أنبيائهم‪.‬‬
‫‪11.‬الأتحذير من الختلفا على النبياء‪ ،‬وأن الأواجب على الأمسلم أن يوافق النبياء عليهم الأصلةا‬
‫والأسلما وأن يعتقدهم أئمة وأنهم عبيد من عباد ال‪ ،‬أكرمهم ال تعالأى بالأرسالأة‪،‬وأن خاتمهم محمد رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم أرسله إلأى جميع الأناس‪،‬وشريعته هي دين السلما الأذي ارتضاها ال تعالأى‬
‫لأعبادها‪،‬وأن ال ليقبل من أحصد دينا سواها‪،‬قال تعالأى‪) :‬إرطن الأندين رعنعد الألطره ا نرلسلما(‪ .1‬وال الأموفق‪.‬‬
‫ن م‬ ‫ع‬

‫‪1‬‬
‫)آل عأمران‪ :‬الية ‪(19‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫الحديث العاشر‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫ب لع يعـنقبعمل إرلط طعينبعا عوإرطن‬ ‫ععنن أعبرني مهعرينـعرعةا عرضعي الم تعـععاعلأى ععنهم عقاعل‪ :‬عقاعل عرمسنومل ال ‪) :‬إرطن الع تعـععاعلأى طعين ن‬
‫صارلأحا (‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫رر‬
‫الع أععمعر الأممنؤُمننيعن برعما أععمعر بره الأممنرعسلنيعن فعـعقاعل ‪ ) :‬عيا أعيدـعها الأدرمسمل مكملوا معن الأططينعبات عوانععمملوا ع‬
‫ت عما عرعزقنـعنامكنم ( )الأبقرةا‪ :‬الية‬ ‫)الأمؤُمنون‪ :‬الية ‪ ، (51‬وعقاعل‪ ) :‬يا أعيدـعها الأطرذين آممنوا مكملوا رمن طعينبا ر‬
‫ن ع‬ ‫ع ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬
‫ب‪ ،‬عوعمطنععممهم عحعرانما‬ ‫ب عيا عر ن‬ ‫سعماءر‪ ،‬عيا عر ن‬ ‫ث أعنغابعـعر‪ ،‬يعممدد يععدينره إرعلأى الأ ط‬ ‫‪ (172‬ثمطم ذععكعر الأطرمجعل يمرطنيمل الأ ط‬
‫سعفعر أعنشعع ع‬
‫ر‬
‫ب لأذلأك( روأاه ماسلم‪.‬‬ ‫ي برالأعحعرارما فعأعطنى يمنستععجا م‬
‫‪،‬عوعمنشعربمهم عحعرانما‪ ،‬عوغامذ ع‬

‫الشرح‬
‫) إرطن الع تعـععاعلأى طعين ن‬
‫ب ( كلمة طيب بمعنى طاهر منبزها عن الأنقائص‪،‬ل يعتريه الأخبث بأي حال من‬
‫الحوال‪ ،‬فهو عبز وجل طيب في ذاته‪ ،‬وفي أسمائه‪ ،‬وفي صفاته‪ ،‬وفي أحكامه‪ ،‬وفي أفعالأه‪ ،‬وفي كل ما‬
‫يصدر منه‪ ،‬ولأيس فيها رديء بأي وجه‪.‬‬
‫(لع يعـنقبعمل إرلط طعينبعا ( فهو سبحانه وتعالأى‪ ،‬ل يقبل إل الأطيب من القوال‪ ،‬والعمال وغايرها‪ ،‬وكل رديء‬
‫فهو مردوند عند ال عبز وجل‪ ،‬فل يقبل ال إل الأطيب‬
‫فالأبطيب من العمال‪ :‬ما كان خالأصا ل‪ ،‬موافقا لألشريعة‪.‬‬
‫خبيث‪.‬‬ ‫والأطيب من الموال‪ :‬ما اكتسب عن طريق حلل‪ ،‬وأما ما اكتسب عن طريق محبرما فإنه‬
‫) عوإعطن الع أععمعر الأممؤُرمرنيعن بعما أععمعر برره الأممنرعسلرنيعن ( تعـنععليةا لأشأن الأمؤُمنين‪ ،‬وأنهم أهنل أن يوبجه إلأيهم ما أمر به‬
‫صارلأحا (‪ 1‬فأمر‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫الأرسل‪ ،‬فقال عبز وجل في أمر الأمرسلين‪) :‬عيا أعيدـعها الأدرمسمل مكملوا معن الأططينعبات عوانععمملوا ع‬
‫شرعي‪.‬‬ ‫الأرسل أن يأكلوا من الأطيبات وهي الأتي أحلها ال عبز وجل‪ ،‬واكتسبت عن طريق‬
‫ح ا ( أي اعملوا عملا صالأحاا‪.‬‬‫صالأ ع‬
‫) عوانععملمنوا ع‬
‫فأمرهم بالكل الأذي به قواما الأبدن‪ ،‬ثم أمرهم بالأعمل الأذي يكون نتيجة لألكل‪ ،‬لأكنه قال‪ ) :‬عوانععمملوا‬
‫حا ( وصالأح الأعمل هو ما جمع بين‪ :‬الخلصا والأمتابعة‪.‬‬ ‫ر‬
‫صالأ ع‬
‫ع‬

‫‪1‬‬
‫)المؤمنون‪ :‬الية ‪(51‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫وقال تعالأى في أمر الأمؤُمنين‪) :‬يا أعيدـعها الأطرذين آممنوا مكملوا رمن طعينبا ر‬
‫ت عما عرعزقنـعنامكنم ( كما قال لألرسل‪) :‬مكملوا‬
‫‪1‬‬
‫ن ع‬ ‫ع ع‬ ‫ع‬
‫ت عما عرعزقنـعنامكنم( فأمر الأمؤُمنين بما أمر به الأمرسلين‪.‬‬‫رمن طعينبا ر‬
‫ن ع‬
‫إذا نقول‪ :‬الأمؤُمنون مأمورون بالكل من الأطيبات‪ ،‬والأمرسلون كذلأك مأمورون بالكل من الأطيبات‪.‬‬
‫ب ‪ ( ...‬يعني ضرب الأنبي‬ ‫سعمارء عيا عر ن‬
‫ب عيا عر ن‬ ‫ث أعنغابعـعر يعممدد يععدينره إرعلأى الأ ط‬ ‫) ثمطم ذععكعر الأطرمجعل يمرطنيمل الأ ط‬
‫سعفعر أعنشعع ع‬
‫صلى ال عليه وسلم مثلا لأهذا الأرجل‪" :‬يمرطنيمل الأ ط‬
‫سعفعر" والأسفر من أسباب إجابة الأدعاء‪ ،‬ولسيما إذا أطالأه‪.‬‬
‫) أعنشععث أعنغابعـعر ( يعني أشعث في شعرها أغابر من الأتراب‪ ،‬أي أنه ل يهتم بنفسه بل أهم شيء عندها الأدعاء‪.‬‬
‫سعماء ( ومد الأيدين إلأى الأسماء من أسباب إجابة الأدعاء‪،‬كما جاء في الأحديث‪ " :‬إطن الع‬ ‫) يعممدد يععدينره إرعلأى الأ ط‬
‫حيرقي عكررينم يستعرحيي رمن ععنبردرها إرعذا رفع يدينره إرلأعنيره أعنن يـرطدمهما ر‬
‫صنفعرا "‪.‬‬ ‫عم ع‬ ‫ع عع‬ ‫نعن ن ن‬ ‫ع‬
‫ب ( نداء بوصف الأربوبية‪،‬لن ذلأك وسيلة لجابة الأدعاء‪ ،‬إذ إن إجابة الأدعاء من مقتضيات‬ ‫ب عيا عر ب‬ ‫) عيا عر ب‬
‫الأربوبية‪.‬‬
‫) عوعمطنععممهم عحعرانما ( يعني طعامه الأذي يأكله حراما‪ ،‬أي حراما لأذاته أو لأكسبه‪.‬‬
‫حعرانما ( يعني شربه الأذي يشربه حراما‪ ،‬إما لأذاته أو لأكسبه‪.‬‬ ‫) عوعمشعربمهم ع‬
‫حعرارما ( يعني أنه تغبذىِ بالأحراما الأحاصل من فعل‬ ‫ر‬
‫غايرها‪.‬‬ ‫ي بالأ ع‬
‫) وغامذ ع‬
‫(فعأعطنى ( اسم استفهاما‪ ،‬والأمراد به الستبعاد‪ ،‬يعني يبعد أن يستجاب لأهذا‪ ،‬مع أن أسباب الجابة موجودةا‪.‬‬
‫به‪.‬‬
‫وهذا لألتحذير من أكل الأحراما‪ ،‬وشربه‪ ،‬ولأبسه‪ ،‬والأتغبذي‬
‫* مان فوائد الحديث ‪:‬‬
‫‪1.‬أن من أسماء ال تعالأى الأطبيب‪ ،‬لأقولأه‪ ) :‬إرطن الع طعين ن‬
‫ب ( وهذا يشمل طيب ذاته‪ ،‬وأسمائه‪ ،‬وصفاته‪،‬‬
‫وأفعالأه‪ ،‬وأحكامه‪.‬‬
‫فأسماؤها كبلها حسنى‪ ،‬ول يوجد في أ سماء ال ما يكون فيه الأنقص ل حقيقة ول فرضاا‪ ،‬فكبل أسماء ال‬
‫رر‬
‫ص بوجه من الأوجوها‪ ،‬لن ال تعالأى قال‪) :‬عولألطه انلعنسعماءم لأانمح ن‬
‫سعنى(‪ 2‬والأحسنى اسم‬ ‫تعالأى لأيس فيها نق ن‬
‫تفضيل‪ ،‬يقابلها في الأمذكر‪ :‬الحسن‪.‬‬
‫ولأذلأك ل تجد في أسماء ال ما يحتمل الأنقص أبداا‪،‬‬
‫‪2.‬كمال ال عبز وجل في ذاته‪ ،‬وصفاته وأفعالأه‪ ،‬وأحكامه‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫)البقرة‪ :‬الية ‪(172‬‬
‫‪2‬‬
‫) العأراف ‪(180 :‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫طعينبعا (‬ ‫‪3.‬أن ال تعالأى غانبي عن الأخلق فل يقبل إل الأطيب‪ ،‬لأقولأه‪ ) :‬ل عيقبعمل إلط‬
‫‪4.‬تقسيم العمال إلأى مقبول ومردود‪ ،‬لأقول‪" :‬لع يعـنقبعمل إرلط طعينبعاا" فنفي الأقبول يدل على ثبوته فيما إذا كان‬
‫طيباا‪ ،‬وهذا شيء ظاهر‪.‬‬
‫‪5.‬أن الأرسل عليهم الأصلةا والأسلما يؤُمرون وينهون‪ ،‬لأقولأه‪ ) :‬إرطن الع أععمعر الأممؤُرمنيعن برعما أععمعر برره الأممرعسلرنيعن‬
‫(‪.‬‬
‫‪6.‬أن الأمؤُمنين مأمورون منهيون لأقولأه‪ ):‬عوإرطن الع أععمعر الأممؤُرمرنيعن برعما أععمعر برره الأممرعسرليعن ( وكلما كان النسان‬
‫أقوىِ إيمانا كان أكثر امتثالا لمر ال عبز وجل‪ ،‬وإذا رأيت من نفسك هبوطا في امتثال الوامر فابتهمها‬
‫بنقص اليمان وصحح الأوضع قبل أن يستشري هذا الأمرض فتعجز عن الستقامة فيما بعد‪.‬‬
‫‪7.‬استعمال ما يشجع على الأعمل‪ ،‬وجهه‪ :‬قول الأنبي صلى ال عليه وسلم‪ ) :‬إرطن ال أععمعر الأممؤُمنيعن برعما أععمعر‬
‫برره الأممرعسلرنيعن ( فإذا علم الأمؤُمن أن هذا من مأمورات الأمرسلين فإنه يتقطوىِ ويتشبجع على المتثال‪.‬‬
‫‪8.‬المر بالكل من الأطيبات لألمؤُمنين والأمرسلين‪.‬‬
‫ويتفبرع على هذا فائدةا ‪ :‬ذما من امتنع عن الأطيبات بدون سبب شرعي ‪.‬‬
‫صارلأحا (‪9.1‬‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫أنه يجب شكر نعمة ال عبز وجل بالأعمل الأصالأح لأقولأه تعالأى‪) :‬مكملوا معن الأططينعبات عوانععمملوا ع‬
‫‪2‬وفي الأمؤُمنين قال‪ ) :‬مكملوا رمن طعينبا ر‬
‫ت عما عرعزقنـعنامكنم عوانشمكمروا لأرطله(‬ ‫ن ع‬
‫ويتفبرع من الأجمع بين اليتين‪ :‬أن الأشكر هو الأعمل الأصالأح‪،‬لأقول الأنبي صلى ال عليه وسلم‪ ) :‬إرطن الع أععمعر‬
‫ر‬ ‫رر‬ ‫رر ر‬
‫ن ( والأذي أمر به الأمرسلين شيئان‪:‬‬ ‫الأممؤُمننيعن بعما أععمعر به الأممنرعسلي ع‬
‫الول‪ :‬الكل من الأطيبات ‪.‬‬
‫والأثاني‪ :‬الأعمل الأصالأح‪.‬‬
‫فليس كل من قال‪ :‬الأشكر ل‪ ،‬والأحمد ل يكون شاكرا حتى يعمل صالأحاا‪،‬‬
‫حا ( فوجه المر بالأعمل الأصالأح لألمرسلين مع‬ ‫‪10.‬توجيه المر لأمن هو مبتصف به‪،‬لأقولأه‪ ) :‬وانعمملوا ر‬
‫صالأ ع‬
‫ع‬ ‫ع‬
‫‪3‬‬
‫أنهم يعملون الأصالأحات ول شك في ذلأك‪ ،‬وهذا كقولأه تعالأى لأرسولأه محمد ‪) :‬عيا أعيدـعها الأنطبردي اتطرق الألطهع(‬
‫ك عواتطرق الألطهع عوتمنخرفي رفي‬
‫ك عزنوعج ع‬ ‫وقولأه‪ ) :‬عوإرنذ تعـمقومل لأرلطرذي أعنـعععم الألطهم ععلعنيره عوأعنـععنم ع‬
‫ت ععلعنيره أعنمرس ن‬
‫ك ععلعني ع‬
‫ك عما الألطهم ممنبرديره(‪ 4‬ففي هذها اليات أمر ال رسولأه صلى ال عليه وسلم بالأتقوىِ مع أنه صلى ال‬ ‫نعـنفرس ع‬
‫‪1‬‬
‫) المؤمنون ‪(51 :‬‬
‫‪2‬‬
‫) البقرة ‪(57 :‬‬
‫‪3‬‬
‫)الحأزاب‪ :‬الية ‪(1‬‬
‫‪4‬‬
‫]الحأزاب‪[37:‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫عليه وسلم أتقى الأناس ل عبز وجل والأواحد منا ‪-‬ونحن مفرطون ‪ -‬إذا قيل لأه‪ :‬اتق ال‪.‬انتفخ غاضباا‪ ،‬ولأو‬
‫قيل لأه‪ :‬ال يهديك‪ ،‬لأقال‪:‬وما الأذي أنا واقع فيه‪ ،‬ورسول ال صلى ال عليه وسلم يخاطبه ربه بقولأه‪) :‬عيا‬
‫أعيدـعها الأنطبردي اتطرق الألطهع(‪.1‬‬
‫ت( وقولأه في الأمؤُمنين‪ ) :‬رمن طعينبا ر‬
‫ت عما عرعزقنـعنامكنم (‪.2‬‬ ‫‪11.‬تحريم الأخبائث‪ ،‬لأقولأه‪) :‬رمن الأطعينبا ر‬
‫ن ع‬ ‫ن ع‬
‫* لأكن ما هو مدار الأخبث‪ :‬أعلى ما يستخبثه الأناس وكل إنسان بطبيعته أو أن نقول‪ :‬الأخبيث ما استخبثه‬
‫الأشرع‪.‬‬
‫الأشرع‪،‬‬ ‫والأجواب‪ :‬الأخبيث ما استخبثه‬
‫‪12.‬استبعاد إجابة آكل الأحراما لأو عمل من أسباب الجابة ما عمل‪ ،‬لن الأنبي صلى ال عليه وسلم ذكر‬
‫استبعاد‪.‬‬ ‫الأرجل يطيل الأسفر أشعث أغابر‪ ....‬وقال بعد ذلأك ) أعطنى يمنستععجا م‬
‫ب" لأذلأك ( وهذا استفهاما‬
‫لأكن هل هذا يعني أنه يستحيل أن يجاب؟‬
‫والأجواب‪ :‬ل‪ ،‬لن النسان قد يستبعد شيئ ا ولأكن يقع‪ ،‬وإل فإن الأنبي صلى ال عليه وسلم استبعد هذا‬
‫تنفيرا عن أكل الأحراما‪.‬‬
‫‪13.‬أن الأسفر من أسباب إجابة الأدعاء‪،‬‬
‫‪14.‬أن الأشعث والأغبرةا من أسباب إجابة الأدعاء‪.‬‬
‫لأكن هذا قد يرد عليه أن الأتورع عن الأمباحات بدون سبب شرعي مذموما‪ ،‬فيقال الأمراد بالأحديث‪ :‬أن هذا‬
‫الأرجل يهتم بأمور الخرةا أكثر من اهتمامه بأمور الأدنيا‪.‬‬
‫‪15.‬أن رفع الأيدين في الأدعاء من أسباب الجابة‪.‬‬
‫ويكون الأرفع بأن ترفع يديك تضم بعضهما إلأى بعض على حذاء الأدثنمدؤتين أي أعلى الأصدر‪ ،‬ودعاء البتهال‬
‫ترفع أكثر من هذا‪ ،‬حتى إن الأنبي صلى ال عليه وسلم في دعاء الستسقاء رفع يديه كثيرا حتى ظن الأظابن‬
‫أن ظهورهما نحو الأسماء من شدةا الأرفع‪ ،‬وكلما بالأغت في البتهال فبالأغ في الأرفع‪.‬‬
‫ب(‬
‫عر ب‬ ‫ب عيا‬
‫‪16.‬أن من أسباب إجابة الأدعاء الأتوسل إلأى ال تعالأى بالأربوبية لأقولأه‪ ) :‬عيا عر ب‬
‫‪17.‬الأتحذير الأبالأغ من أكل الأحراما‪ ،‬لن أكل الأحراما من أسباب ربد الأدعاء وإن توفرت أسباب الجابة‪،‬‬
‫ب لأذلأك" هذا مع أن أكل الأحراما ‪ -‬والأعياذ بال ‪ -‬سبب‬
‫لأقول الأنبي صلى ال عليه وسلم‪" :‬فععـأنى يمنستععجا م‬

‫‪1‬‬
‫]الحأزاب‪[1:‬‬
‫‪2‬‬
‫]البقرة‪[172:‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫لنصرافا النسان عن الأقياما بواجب الأدين ‪ ،‬لن الأبدن يكون متغبذيا على شيصء فاسد‪ ،‬والأمتغذي على‬
‫الأمستعان‪.‬‬ ‫فاسد سيؤُثر عليه هذا الأغذاء‪ .‬وال‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫الحديث الحادي عشر‬
‫رر ر‬ ‫ر‬ ‫ععن أعربي محطمصد الأحسرن برن ععلري برن أربي طالأ ص ر ر‬
‫ب سنبط عرمسورل ال صلى ال عليه وسلم عوعرينعحانعته عرضعي الم‬ ‫ب‬ ‫عع‬ ‫مع‬ ‫ن‬
‫ك( روأاه‬ ‫ك إرعلأى عما لع يعررينـبم ع‬
‫ع عما يعررينـبم ع‬
‫ل صلى ال عليه وسلم ‪) :‬عد ن‬ ‫ت رمن رسورل ا ر‬ ‫ر‬
‫ععنـمهعما عقاعل‪ :‬عحفظن ع ن ع م ن‬
‫الترماذَي وأالنسائي وأقال الترماذَي‪ :‬حديث حسن صحيح‪.‬‬

‫الشرح‬
‫الأحسن بن علي بن أبي طالأب رضي ال عنهما سبط الأنبي صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬والأسبط‪ :‬هوابن الأبنت‪،‬‬
‫وابن البن يسمى‪ :‬حفيداا‪ ،‬وقد وصفه الأنبي صلى ال عليه وسلم بأنه سيد فقال‪) :‬إرطن ابنرني هعذا عسينند‪،‬‬
‫سلررمنيعن( وكان المر كذلأك‪ ،‬فإنه بعد أن استشهد علي بن أبي طالأب‬ ‫ر ر‬ ‫ر‬ ‫وسي ر‬
‫صلمح الم به بعـنيعن فعئتعـنيرن معن الأمم ن‬
‫ع عم ن‬
‫رضي ال عنه وبويع بالأخلفة لألحسن تنازل عنها لأمعاوية رضي ال عنه‪ ،‬فأصلح ال بهذا الأتنازل بين‬
‫أصحاب معاوية وأصحاب علي رضي ال عنهما‪ ،‬وحصل بذلأك خير كثير‪.‬‬
‫وهو أفضل من أخيه الأحسين رضي ال عنهما‪،‬لأكن تعلقت الأرافضة بالأحسين لن قصة قتله رضي ال عنه‬
‫تثير الحزان‪ ،‬فجعلوا ذلأك وسيلة‪ ،‬ولأو كانوا صادقين في احتراما آل الأبيت لأكانوا يتعلقون بالأحسن أكثر‬
‫من الأحسين‪،‬لنه أفضل منه‪.‬‬
‫وأما قولأه‪ :‬عوعريعحاعنتهم الأريحانة هي تلك الأزهرةا الأطيبة الأرائحة‪،‬وقد وصف الأنبي صلى ال عليه وسلم الأحسن‬
‫ك" أي ما يلحقك به ريب وشك وقلق إرعلأى "عما‬ ‫ع" أي اترك "عما يررينـبم ع‬ ‫والأحسين بأنهما ريحانتاها وقولأه‪" :‬عد ن‬
‫ص‬
‫ب ول قلق‪.‬‬ ‫ك" أي إلأى شيء ل يلحقك به ري ن‬ ‫لع يعررينـبم ع‬
‫وهذا الأحديث من جوامع الأكلم وما أجودها وأنفعه لألعبد إذا سار عليه‪ ،‬فالأعبد يرد عليه شكوك في أشياء‬
‫ك وقلق وريب‬
‫ك فيه حتى تستريح وتسلم‪ ،‬فكل شيء يلحقك به ش ب‬
‫كثيرةا‪،‬فنقول‪ :‬دع الأشك إلأى ما لش ب‬
‫اتركه إلأى أمر ل يلحقك به ريب‪ ،‬وهذا ما لأم يصل إلأى حد الأوسواس‪ ،‬فإن وصل إلأى حد الأوسواس فل‬
‫تلتفت لأه‪.‬‬
‫وهذا يكون في الأعبادات‪ ،‬ويكون في الأمعاملت‪ ،‬ويكون في الأنكاح‪ ،‬ويكون في كل أبواب الأعلم‪.‬‬
‫ح" والأحديث كما قال الأترمذي‬ ‫ث ح سن ر‬ ‫ي والأنطسائري‪ ،‬وعقاعل الأتنـررمرذ ر‬ ‫رر‬
‫صحني ن‬
‫ي‪:‬عحدي ن ع ع ن ع‬
‫ن ب‬ ‫يقول‪" :‬عرعواهام الأتنـنرمذ د ع ع ب‬
‫صحيح‪ ،‬لأكنن في الأجمع بين كونه حسنا وكونه صحيحا إشكال‪ ،‬لن الأمعروفا أن الأصحيح من الأحديث‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫غاير الأحسن‪ ،‬لن الأعلماء قسموا الأحديث إلأى‪ :‬صحيح لأذاته‪ ،‬وصحيح لأغيرها‪ ،‬وحسن لأذاته‪ ،‬وحسن لأغيرها‪،‬‬
‫وضعيف‪.‬‬
‫فكيف ميجمع بين وصفين متناقضين لأموصوفا واحد‪ :‬حسن صحيح؟ ؟‬
‫ك هل بلغ‬
‫أجاب الأعلماء عن ذلأك بأنه‪ :‬إن كان هذا الأحديث جاء من طريق واحد فمعناها أن الأحافظ ش ب‬
‫صحيح أو لزال في درجة الأحسن‪.‬‬
‫هذا الأطريق درجة الأ ب‬
‫وإذا كان من طريقين فمعنى ذلأك‪ :‬أن أحد الأطريقين صحيح والخر حسن‪.‬‬
‫وهنا فائدةا في‪ :‬أبيهما أقوىِ أن يوصف الأحديث بالأصحة‪ ،‬أو بكونه صحيح ا حسناا؟‬
‫الأجواب‪ :‬نقول‪ :‬إذا كان من طريقين فحسن صحيح أقوىِ من صحيح‪ ،‬وإن كان من طريق واحد فحسن‬
‫صحيح أضعف من صحيح‪ ،‬لن الأحافظ الأذي رواها تردد هل بلغ درجة الأصحة أو ل زال في درجة‬
‫الأحسن‪ * .‬مان فوائد الحديث ‪:‬‬
‫ك إرعلأى عما ل‬
‫ع عما يررينـبم ع‬
‫ك ول قلق‪ ،‬لأقولأه‪ :‬عد ن‬
‫‪1.‬أن الأدين السلمي ل يريد من أبنائه أن يكونوا في ش ب‬
‫ك‪.‬‬ ‫عيعررينـبم ن‬
‫‪2.‬أنك إذا أردت الأطمأنينة والستراحة فاترك الأمشكوك فيه واطرحه جانباا‪،‬لسبيما بعد الأفراغ من الأعبادةا‬
‫حتى ل يلحقك الأقلق‪،‬‬
‫‪3.‬أن الأنبي صلى ال عليه وسلم أعطي جوامع الأكلم‪ ،‬واختصر لأه الأكلما اختصاراا‪ ،‬لن هاتين الأجملتين‪:‬‬
‫"دع ما يريبك إلأى مال يريبك" لأو بنى عليهما النسان مجلدا ضخم ا لأم يستوعب ما يدلن عليه من‬
‫الأمعاني‪ ،‬وصلى ال على نبينا محمد وعلى آلأه وصحبه وسلم‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫الحديث الثاني عشر‬
‫ل صلى ال عليه وسلم ‪) :‬رمنن محنسرن إرنسلرما الأعمنررء تعـنرمكهم عما‬
‫ضي ال ععنهم عقاعل‪ :‬عقاعل رسومل ا ر‬
‫ع من‬
‫ر‬
‫ععنن أعبرني مهعرينـعرعةا عر ع م‬
‫ن‪ ،‬روأاه الترماذَي وأغيره هكذَا‪.‬‬ ‫ث حس ث‬ ‫لع يعـنعنرنيره( حدي ث‬

‫الشرح‬
‫سرن إرنسلرما الأعمنررء" خبر مقدما و‪" :‬تعـنرمك" مبتدأ مؤُبخر‪.‬‬ ‫ر‬
‫"منن مح ن‬
‫وقولأه‪" :‬عما لع يعـنعنرنيره" أي ما ل تتعلق به عنايته ويهتم به‪ ،‬وهذا مثل قولأه صلى ال عليه وسلم ‪" :‬عمنن عكاعن‬
‫ر‬ ‫ر ر‬ ‫يؤُرمن ربا ر‬
‫ت" فإنه يشابهه من بعض الأوجوها‪.‬‬
‫صمم ن‬ ‫ل والأيعـنوما الخرر فعـنليعـمقنل ع ن‬
‫خيـعرا عأو لأيع ن‬ ‫م م‬
‫* مان فوائد الحديث ‪:‬‬
‫‪1.‬أن السلما جمع الأمحاسن‪ ،‬ومحاسن السلما كبلها تجتمع في كلمتين‪ :‬قال ال عز وجل‪) :‬إرطن الألطهع‬
‫‪1‬‬
‫سارن(‬ ‫يأنمر ر لأ ر ر‬
‫بانععندل عوانلنح ع‬ ‫ع مم‬
‫‪2.‬أن ترك النسان ما ليهتم به ول تتعلق به أمورها وحاجاته من حسن إسلمه‪.‬‬
‫‪3.‬أن من اشتغل بما ل يعنيه فإن إسلمه لأيس بذاك الأحسن‬
‫‪4.‬أنه ينبغي لألنسان أن يتطلب محاسن إسلمه فيترك ما ل يعنيه ويستريح‪ ،‬لنه إذا اشتغل بأمور لتهبمه ول‬
‫تعنيه فقد أتعب نفسه‪ .‬وهنا قد يعررمد إشكانل‪ :‬وهو هل ترك الأعبد ما ل يعنيه هو ترك المر بالأمعروفا والأنهي‬
‫عن الأمنكر؟‬
‫والأجواب‪ :‬ل‪ ،‬لن المر بالأمعروفا والأنهي عن الأمنكر مما يعني النسان‪ ،‬كما قال ال عبز وجل‪ ) :‬ع لأونتعمكنن‬
‫بانمعرو ر‬
‫فا عويعـنـعهنوعن ععرن لأانممنعكرر(‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫منمكنم أمطمةن يعندمعوعن إعلأى لأانعخنيرر عويعأنمممروعن لأ ع ن م‬
‫‪2‬‬

‫ومن ذلأك أيضاا‪ :‬ما يتعلق بالهل والبناء والأبنات فإنه يعني راعي الأبيت أن يدبلأهم على الأخير ويأمرهم به‬
‫سمكنم عوأعنهرليمكنم عنارا‬ ‫طر‬
‫ويحذرهم من الأشر وينهاهم عنه‪ .‬قال ال عبز وجل‪) :‬عيا أعيدـعها الأذيعن آعممنوا مقوا أعنـمف ع‬
‫جاعرةام( ‪3‬وال الأموفق‪.‬‬ ‫ومقومدها الأطناس لأ ر‬
‫وانح ع‬‫م ع‬ ‫ع ع‬

‫‪1‬‬
‫)النحل‪ :‬الية ‪(90‬‬ ‫‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫)آل عأمران‪ :‬الية ‪(104‬‬
‫‪3‬‬
‫) التحريم ‪(6 :‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫الحديث الثالث عشر‬
‫ضي ال تعـعاعلأى ععنهم عخاردرما رسورل ا ر‬ ‫رص ر‬ ‫ععنن أعبرني عحنمعزةا أعنع ر‬
‫ل صلى ال عليه وسلم ععن الأنبي‬ ‫ع من‬ ‫س برن عمالأك عر ع م ع‬
‫ب لعرخنيره عما يمرح د‬
‫ب رلأنعـنفرسره( روأاه البخاري‬ ‫صلى ال عليه وسلم عقاعل‪) :‬لع ميؤُرممن أععحمدمكنم عحطتى يمرح ط‬
‫وأماسلم‬

‫الشرح‬
‫قولأه‪" :‬ل عميؤُرممن أععحمدمكنم" أي ل يتم إيمان أحدنا‪ ،‬فالأنفي هنا لألكمال والأتماما‪ ،‬ولأيس نفي ا لصل اليمان‪.‬‬
‫فإن قال قائل‪ :‬ما دلأيلكم على هذا الأتأويل الأذي فيه صرفا الأكلما عن ظاهرها؟‬
‫قلنا‪ :‬دلأيلنا على هذا أن ذلأك الأعمل ل يخرج به النسان من اليمان‪ ،‬ول يعتبر مرتبداا‪ ،‬وإنما هو من باب‬
‫الأنصيحة‪ ،‬فيكون الأنفي هنا نفيا لأكمال اليمان‪.‬‬
‫فإن قال قائل‪ :‬ألأستم تنكرون على أهل الأتأويل تأويلهم؟‬
‫فالأجواب‪ :‬نحن ل ننكر على أهل الأتأويل تأويلهم‪ ،‬إنما ننكر على أهل الأتأويل تأويلهم الأذي ل دلأيل عليه‪،‬‬
‫ل‪ ،‬أما الأتأويل الأذي دبل عليه الأدلأيل فإنه يعتبر من تفسير‬
‫لنه إذا لأم يكن عليه دلأينل صار تحريفا ولأيس تأوي ا‬
‫الأكلما‪ ،‬كما قال الأنبي صلى ال عليه وسلم في عبد ال بن عباس رضي ال عنهما‪" :‬الألطمهطم فعـنقههم رفي الأندينرن‬
‫عوععلننمهم الأطتأروينعل"‬
‫‪1‬‬
‫ت لأانمقنرآعن عفانستعرعنذ برالألطره رمعن الأ ط‬
‫شنيعطارن الأطررجيرم(‬ ‫فإن قال قائل‪ :‬في قول ال تعالأى‪ ) :‬فعرإعذا قعـعرأن ع‬
‫الأمراد به‪ :‬إذا أردت قراءةا الأقرآن‪ ،‬فهل يعتبر هذا تأويلا مذموماا‪ ،‬أو تأويلا صحيحاا؟‬
‫والأجواب‪ :‬هذا تأويل صحيح‪ ،‬لنه دبل عليه الأدلأيل من فعل الأنبي صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فقد كان صلى ال‬
‫عليه وسلم يتعبوذ عند الأقراءةا ل في آخر الأقراءةا ‪.‬‬
‫وعليه فل ننكر الأتأويل مطلقاا‪ ،‬إنما ننكر الأتأويل الأذي ل دلأيل عليه ونسميه تحريفاا‪.‬‬
‫"لع ميؤُرممن أععحمدمكنم" اليمان في الألغة هو‪ :‬القرار الأمستلزما لألقبول والذعان واليمان وهو مطابق لألشرع‬
‫وقيل‪ :‬هو الأتصديق وفيه نظر؛ لنه يقال‪ :‬آمنت بكذا وصدقت فلن ا ول يقال‪ :‬آمنت فلناا‪ .‬فاليمان في‬
‫الألغة حقيقة ‪ :‬إقرار الأقلب بما يرد عليه‪ ،‬ولأيس الأتصديق‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫)النحل‪(98:‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫ط (‪ 1‬على أحد الأقولأين مع أنه يمكن‬
‫وقد يرد اليمان بمعنى الأتصديق بقرينة مثل قولأه تعالأى‪) :‬عفآَعمعن لأعهم ملأو ن‬
‫أن يقال‪ :‬فآَمن لأه لأوط أي انقاد لأه ‪ -‬أي إبراهيم ‪ -‬وصبدق دعوته‪.‬‬
‫أما اليمان في الأشرع فهوكما سبق في تعريفه في الألغة‪.‬‬
‫فمن أقبر بدون قبول وإذعان فليس بمؤُمن‪ ،‬وعلى هذا فالأيهود والأنصارىِ الأيوما لأيسوا بمؤُمنين لنهم لأم‬
‫يقبلوا دين السلما ولأم يذعنوا‪.‬‬
‫ومحل اليمان‪ :‬الأقلب والألسان والأجوارح‪ ،‬فاليمان يكون بالأقلب‪ ،‬ويكون بالألسان‪ ،‬ويكون بالأجوارح‪ ،‬أي‬
‫أن قول الألسان يسمى إيماناا‪ ،‬وعمل الأجوارح يسمى إيماناا‪ ،‬والأدلأيل‪ :‬قول ال عبز وجل‪) :‬عوعما عكاعن الألطهم‬
‫سرون‪ :‬إيمانكم‪ :‬أي صلتكم إلأى بيت الأمقدس‪ ،‬وقال الأنبي صلى ال عليه‬ ‫لأمف‬ ‫ا‬ ‫قال‬ ‫‪2‬‬ ‫لأري ر‬
‫ضيعع رإيعمانعمكنم (‬
‫ب‬ ‫م‬
‫سبـمعوعن مشنعبعةا فعأعنعلعها قعـنومل لع إرلأعهع إرلط ال‪ ،‬وأدنناعها إرعماطعةم الذىِ ععرن الأططررينرق‬
‫ضنع عو ع ن‬‫وسلم ‪" :‬ارلينعمامن بر ن‬
‫حعياءم مشنعبعةن رمعن ارلينعمارن"‬
‫عوالأ ع‬
‫أعلها قول‪ :‬ل إلأه إل ال‪ ،‬هذا قول الألسان‪.‬‬
‫وأدناها ‪ :‬إماطة الذىِ عن الأطريق وهذا فعل الأجوارح‪ ،‬والأحياء عمل الأقلب‪ .‬وأما الأقول بأن اليمان محبله‬
‫الأقلب فقط‪ ،‬وأن من أقبر فقد آمن فهذا غالط ول يصبح‪.‬‬
‫ب لعرخنيه" والأمحبة‪ :‬ل تحتاج إلأى تفسير‪ ،‬ول‬ ‫ب" )حتى( هذها لألغاية‪ ،‬يعني‪ :‬إلأى أن "يمعح ط‬ ‫وقولأه‪" :‬عحطتى يمعح ط‬
‫سر بأبين من لأفظها‪.‬‬ ‫يزيد تفسيرها إل إشكالا وخفااء‪ ،‬فالأمحبة هي الأمحبة‪ ،‬ول تف ط‬
‫ب رلأنعـنفرسره" من خير ودفع شر ودفاع عن الأعرض وغاير ذلأك‪.‬‬ ‫وقولأه‪" :‬لعرخنيره" أي الأمؤُمن "عما ميح د‬
‫* مان فوائد الحديث ‪:‬‬
‫ب لعرخنيره" ومثله قولأه‪" :‬ل ميؤُممن عمنن‬
‫‪1.‬جواز نفي الأشيء لنتفاء كمالأه‪ ،‬لأقول‪" :‬ل ميؤُرممن أععحمدمكم عحطتى يمرح ط‬
‫ل يعأععممن عجامرهام بعـعوائرعقهم"‬
‫‪2.‬وجوب محبة الأمرء لخيه ما يحب لأنفسه‪ ،‬لن نفي اليمان عن من ل يحب لخيه ما يحب لأنفسه يدل‬
‫على وجوب ذلأك‪ ،‬إذ ل مينفى اليمان إل لأفوات واجب فيه أو وجود ما ينافيه‪.‬‬
‫‪3.‬الأتحذير من الأحسد‪ ،‬لن الأحاسد ل يحب لخيه ما يحب لأنفسه‪ ،‬بل يتمبنى زوال نعمة ال عن أخيه‬
‫الأمسلم‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫)العنكبوت‪ :‬الية ‪(26‬‬
‫‪2‬‬
‫)البقرة‪ :‬الية ‪(143‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪4.‬أنه ينبغي صياغاة الأكلما بما يحمل على الأعمل به‪ ،‬لن من الأفصاحة‪ ،‬صياغاة الأكلما بما يحمل على‬
‫الأعمل به‪ ،‬والأشاهد لأهذا قولأه‪" :‬لعرخيره" لن هذها يقتضي الأعطف والأحنان والأبرقة‪ ،‬ونظير هذا قول ال عبز‬
‫وجل في آية الأقصاصا‪) :‬فععمنن عمرفعي لأعهم رمنن أعرخيره عشنيء(‪ 3‬مع أنه قاتل‪ ،‬تحنين ا وتعطيف ا لأهذا الأمخاطب‪.‬‬
‫فإن قال قائل‪ :‬هذها الأمسألأة قد تكون صعبة‪ ،‬أي‪ :‬أن تحب لخيك ما تحب لأنفسك‪ ،‬بمعنى‪ :‬أن تحب‬
‫لخيك أن يكون عالأماا‪ ،‬وأن يكون غانياا‪ ،‬وأن يكون ذا مال وبنين‪ ،‬وأن يكون مستقيماا‪ ،‬فقد يصعب هذا؟‬
‫فنقول‪ :‬هذا ل يصعب إذا مبرنت نفسك عليه‪ ،‬مبرن نفسك على هذا يسهل عليك‪ ،‬أما أن تطيع نفسك في‬
‫هواها فنعم سيكون هذا صعباا‪.‬‬
‫وال الأموفق‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫)البقرة‪ :‬الية ‪(178‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫الحديث الرابع عشر‬
‫ل ‪) :‬ل يرحدل عدما انمررصئ مسلرصم إرلط برإنحعدىِ عثل ص‬
‫ث‪:‬‬ ‫عَعرن ابنرن مسعوصد رضي ال عنه عقاعل‪ :‬عقاعل رسومل ا ر‬
‫من‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫عم‬ ‫ع نم‬
‫س‪ ،‬عوالأطتارمك لأررديننرره الأممعفارمق لألجعماععرة( روأاه البخاري وأماسلم‪.‬‬ ‫س برالأنطـنف ر‬ ‫ر‬
‫الأثطـين م‬
‫ب الأطزانني‪ ،‬عوالأنطـنف م‬

‫الشرح‬
‫"ل يرحدل عدما امررصئ م ر‬
‫سرناها بذلأك لن هذا هو الأمعروفا في الألغة الأعربية‪ ،‬قال‬ ‫سلصم" أي ل يحل قتله‪،‬وف ب‬ ‫م ن من‬ ‫ع‬
‫الأنبي صلى ال عليه وسلم ‪" :‬إرطن ردعماعءعكنم عوأعنمعوالأعمكنم عوأعنععراع ع‬
‫ضمكنم ععلنيمكنم عحعرانما" ‪.‬‬
‫سلرصم" الأتعبير بذلأك ل يعني أن الأمرأةا يحل دمها‪ ،‬ولأكن الأتعبير بالأمذكر في الأقرآن والأسنة‬ ‫وقولأه‪" :‬امررصئ مم ن‬
‫أكثر من الأتعبير بالأمؤُنث‪ ،‬لن الأرجال هم الأذين تتوجه إلأيهم الأخطابات وهم الأمعنبيون بأنفسهم وبالأنساء‪.‬‬
‫سلرصم" أي داخل في السلما‪.‬‬ ‫وقولأه‪" :‬مم ن‬
‫"إرلط برإنحعدىِ عثل ص‬
‫ث" يعني بواحدةا من الأثلث‪.‬‬
‫ب الأطزارني" فالأثيب الأزاني يحبل دمه‪ ،‬والأثيب هو ‪ :‬الأذي جامع في نكاح صحيح‪ ،‬فإذا زنا بعد أن أنعم‬
‫"الأثطـين م‬
‫ال عليه بنعمة الأنكاح الأصحيح صار مستحقا لألقتل‪ ،‬ولأكن صفة قتله سنذكرها إن شاء ال تعالأى في‬
‫الأفوائد‪.‬‬
‫ب" أن الأبكر ل يحل دمه إذا زنا‪ ،‬وهو الأذي لأم يجامع في نكاح صحيح‪.‬‬ ‫ومفهوما قولأه "الأثطـين م‬
‫س" الأمقصود به الأقصاصا‪ ،‬أي أنه إذا قتل إنسانن إنسانا عمدا قمترعل به بالأشروط الأمعروفة‪.‬‬ ‫س برالأنطـنف ر‬
‫"عوالأنطـنف م‬
‫"عوالأطتارمك لأرردينرره" يعني بذلأك الأمرتبد بأي نوع من أنواع الأبردةا‪.‬‬
‫جعماععرة" هذا عطف بيان‪ ،‬يعني أن الأتارك لأدينه مفارق لألجماعة خارج عنها‪ * .‬مان‬ ‫وقولأه‪" :‬الأممعفا رمق لأل ع‬
‫فوائد الحديث ‪:‬‬
‫ئ ممسلصم" وهذا أمر مجمع عليه دطل عليه الأكتاب والأسنة‬ ‫‪1.‬احتراما دماء الأمسلمين‪ ،‬لأقولأه‪" :‬ل يعرحدل عدمما امرر ص‬
‫والجماع‪.‬‬
‫‪2.‬أن غاير الأمسلم يحبل دمه ما لأم يكن مععاعهداا‪ ،‬أو مستأرمناا‪ ،‬أو ذميباا‪ ،‬فإن كان كذلأك فدمه معصوما‪.‬‬
‫والأمعاهد‪ :‬من كان بيننا وبينه عهد‪ ،‬كما جرىِ بين الأنبي صلى ال عليه وسلم وقريش في الأحديبية‪.‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫والأمستأمن‪ :‬الأذي قدما من دار حرب لأكن دخل إلأينا بأمان لأبيع تجارته أو شراء أو عمل‪ ،‬فهذا محترما‬
‫معصوما حتى وإن كان من قوما أعداء ومحاربين لأنا‪ ،‬لنه أعطي أمانا خاصاا‪.‬‬
‫ب عنه‪ ،‬وهذا هو الأذي يعطي الأجزية بدلا عن حمايته وبقائه في‬ ‫والأبذمبي‪ :‬وهو الأذي يسكن معنا ونحميه ونذ ب‬
‫بلدنا‪.‬‬
‫سلرصم" يخرج بذلأك غاير الأمسلم فإن دمه حلل إل هؤُلء الأثلثة‪.‬‬ ‫ر‬
‫إذا قولأه‪" :‬ل يعحدل عدمما انمررصئ مم ن‬
‫‪3.‬حسن تعليم الأنبي صلى ال عليه وسلم حيث يرد كلمه أحيانا بالأتقسيم‪ ،‬لن الأتقسيم يحصر الأمسائل‬
‫ويجمعها وهو أسرع حفظا وأبطأ نسياناا‪.‬‬
‫‪4.‬أن الأثيب الأزاني يقتل‪ ،‬برجمه بالأحجارةا‪ ،‬وصفته‪ :‬أن يوقف ويرميه الأناس بحجارةا ل كبيرةا ول صغيرةا‪ ،‬لن‬
‫الأكبيرةا تقتله فورا فيفوت الأمقصود من الأبرجم‪ ،‬والأصغيرةا يتعبذب بها قبل أن يموت‪ ،‬بل تكون وسطاا‪ ،‬فالأثيب‬
‫الأزاني يرجم بالأحجارةا حتى يموت‪،‬سواء كان رجلا أما امرأةا‪.‬‬
‫فإن قال قائل‪ :‬كيف تقتلونه على هذا الأوجه‪ ،‬لأماذا ل يقتل بالأسيف وقد قال الأنبي صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫"إعذا قعـتعـنلتمنم فعأعنحرسمنوا الأرق نتـلعةع"؟‬
‫فالأجواب ‪ :‬أنه لأيس الأمراد بإحسان الأقتلة سلوك السهل في الأقتل‪ ،‬بل الأمراد بإحسان الأقتلة موافقة‬
‫سمن رمعن الألطره محنكما (‪ 1‬فرجم الأزاني من الأقتلة الأحسنة‪ ،‬لأموافقة‬
‫الأشريعة‪ ،‬كما قال ال عبز وجل‪) :‬عوعمنن أعنح ع‬
‫الأشريعة‪.‬‬
‫فإن قال قائل‪ :‬ما الأحكمة من كونه يقتل على هذا الأوجه ؟‬
‫فالأجواب‪ :‬أن شهوةا الأجماع ل تختص بعضو معين‪ ،‬بل تشمل كل الأبدن‪ ،‬فلما تلذذ بدن الأزاني الأمحصن‬
‫بهذها الألذةا الأمحبرمة كان من الأمناسب أن يذوق الأبدن كبله ألأم هذها الأعقوبة الأتي هي الأحبد‪ ،‬فالأمناسبة إذا‬
‫ظاهرةا‪.‬‬
‫لأكن بماذا يثبت الأبزنا ؟‬
‫الأجواب‪ :‬يثبت الأزنا بشهادةا أربعة رجال مرضيين أنهم رأوا ذكر الأزاني في فرج الأمزني بها ولببد‪ ،‬والأشهادةا‬
‫على هذا الأوجه صعبة جداا‪ ،‬ولأهذا قال شيخ السلما ابن تيمية ‪ -‬رحمه ال ‪ :-‬إنه لأم يثبت الأزنا بالأشهادةا‬
‫ط‪ ،‬وهو في وقته‪.‬‬
‫قب‬
‫والأطريق الأثاني لأثبوت الأزنا أن يقبر الأزاني بأنه زنا ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫)المائدة‪ :‬الية ‪(50‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫وهل يشترط تكرار القرار أربع مرات‪ ،‬أو يكفي القرار مرةا واحدةا‪ ،‬أو يفصل بين ما اشتهر وبين ما لأم‬
‫يشتهر؟‬
‫في هذا خلفا بين أهل الأعلم‪:‬‬
‫والقرب أنه ل يشترط تكرار القرار‪ ،‬إل إذا كان هناك شبهة‪ ،‬وإل فأكبر ببينة وأكبر دلأيل أن يقبر الأفاعل‪،‬‬
‫فكيف يقبر وهو بالأغ عاقل يدري ما يقول ثم نقول‪ :‬ل حكم لأهذا القرار‪ ،‬فلو أقبر ثلث مرات ل نعتبرها‬
‫إقراراا‪.‬‬
‫فالأصواب‪ :‬أن القرار مرةا واحدةا يكفي إل مع وجود شبهة‪.‬‬
‫وهل الألواط مثل الأزنا؟‬
‫فالأجواب‪ :‬نعم مثل الأزنا بل أخبث‪ ،‬فالألواط ل يشترط أن يكون الألئط أو الأملوط به ثيباا‪ ،‬وإنما يشترط أن‬
‫يكونا بالأغين عاقلين‪ ،‬فإذا كانا بالأغين عاقلين أقيم عليهما الأحد‪.‬‬
‫والأقول الأصواب في هذا‪ :‬إن الأفاعل والأمفعول به يجب قتلهما بكل حال‪ ،‬لن هذها الأجرثومة في الأمجتمع‬
‫إذا شاعت وانتشرت فسد الأمجتمع كله‪ ،‬وكيف يمكن لألنسان الأمفعول به أن يقابل الأناس وهو عندهم‬
‫بمنزلأة الأمرأةا ميفعل به‪ ،‬فهذا قتل لألمعنويات والأرجولأة‪.‬‬
‫قال شيخ السلما ابن تيمية ‪ -‬رحمه ال ‪ -‬أجمع الأصحابة على قتل الأفاعل والأمفعول به‪ ،‬وقد ورد فيه‬
‫حديث‪" :‬عمنن عوعجندتممموهام يعـنععممل عععمعل قعـنورما ملأوصط عفاقنـتمـملوا الأعفارععل عوالأعمنفمعوعل بره"قال شيخ السلما‪ :‬لأكن‬
‫الأصحابة اختلفوا كيف يقتل الأفاعل والأمفعول به؟‬
‫فقيل‪:‬يحرقان بالأنار‪ ،‬وروي هذا عن أبي بكر رضي ال عنه‬
‫وقال بعضهم‪ :‬يرجمان كما يرجم الأثيب الأزاني‬
‫وقال آخرون‪ :‬يصعد بهما إلأى أعلى شاهق في الأبلد ثم يرميان ويتبعان بالأحجارةا بناء على أن قوما لأوط فعل‬
‫ال تعالأى بهم هكذا‪.‬‬
‫وأهم شيء عندنا أنه لبد من قتل الأفاعل والأمفعول به على كل حال إذا كانا بالأغين عاقلين‪ ،‬لن هذا مرض‬
‫فبتاك ل يمكن الأتحبرز منه‪ ،‬فأنت مثلا لأو رأيت رجلا مع امرأةا واستنكرت ذلأك فممكن أن تقول‪ :‬من هذها‬
‫الأمرأةا؟ لأكن رجل مع رجل ل يمكن‪ ،‬فكل الأرجال يمشي بعضهم مع بعض‪.‬‬
‫إذا الأثيب الأزاني دمه حلل‪ ،‬ولأكن إذا كان دمه حللا فهل لأكل واحد أن يقيم عليه الأحد؟‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫فالأجواب‪ :‬ل‪ ،‬لأيس لحد أن يقيم عليه الأحد إل الماما أو من ينيبه الماما‪ ،‬لأقول الأنبي صلى ال عليه وسلم‬
‫س إرعلأى انمرأرةا عهعذا فعرإنن انعتعـعرفع ن‬
‫ت عفارمجنمعها" ولأو قلنا لأكل إنسان أن يقتل هذا الأزاني لن دمه‬ ‫ر‬
‫‪" :‬أمنغامد عيا أعنني م‬
‫هدر لأحصل من الأفوضى والأشر ما ل يعلمه إل ال عبز وجل‪،‬‬
‫س بالأطنف ر‬
‫س" أي إذا قتل النسان شخصا مكافئا لأه في الأدين والأحرية والأبرق قتل‬ ‫الأثاني ممن يباح دمه‪" :‬الأنطـنف م‬
‫به‪.‬‬
‫وعلى قولأنا‪ :‬في الأدين وهو أهم شيء ل يقتل الأمسلم بالأكافر‪ ،‬لن الأمسلم أعلى من الأكافر‪ ،‬ويقتل‬
‫الأكافر بالأمسلم لنه دونه‪.‬‬
‫وهل يشترط أن ل يكون الأقاتل من أصول الأمقتول‪ ،‬أو ل يشترط؟‬
‫فالأجواب‪ :‬قال بعض أهل الأعلم إنه يشترط أن ل يكون الأقاتل من أصول الأمقتول والصول هم‪ :‬الب والما‬
‫والأجد والأجدةا وما أشبه ذلأك‪ ،‬وقالأوا‪ :‬ل يقتل والأد بولأدها واستدبلأوا بحديث‪" :‬ل ميقتعمل الأعوالأرمد بعولأعردرها" وبتعليل‬
‫قالأوا‪ :‬لن الأوالأد هو الصل في وجود الأولأد فل يليق أن يكون الأولأد سببا في إعدامه‪.‬‬
‫وجه ذلأك‪ :‬أن الأوالأد إذا قتل الأولأد ثم قترعل به فليس الأولأد هو الأسبب في إعدامه‪ ،‬بل الأسبب في إعدامه‬
‫فعل الأوالأد الأقاتل‪ ،‬فهو الأذي جنى على نفسه‪ ،‬وهذا الأقول هو الأراجح لأقوةا دلأيله بالأعمومات الأتي ذكرناها‪،‬‬
‫ولن هذا من أشبد قطيعة الأرحم‪ ،‬فكيف نعامل هذا الأقاطع الأظالأم الأمعتدي بالأبرفق والألين‪ ،‬ونقول‪ :‬ل قصاصا‬
‫عليه‪.‬‬
‫فالأصواب‪ :‬أن الأوالأد يقتل بولأدها سواء بالأذكر كالب‪ ،‬أو النثى كالما‪.‬‬
‫جعماععرة" الأمراد بالأجماعة أي جماعة الأمسلمين فالأمرتد يقتل ‪.‬‬ ‫رر‬
‫"الأطتا رمك لأدينه" أي الأمرتبد "الأممفارمق لأل ع‬
‫ولأكن هل يستتاب قبل أن يقتل؟‬
‫في ذلأك خلفا بين الأعلماء‪:‬‬
‫والأصحيح في الستتابة‪ :‬أنها ترجع إلأى اجتهاد الأحاكم‪ ،‬فإن رأىِ من الأمصلحة استتابته استتابه‪ ،‬وإل فل‪،‬‬
‫لأعموما قولأه ‪" :‬عمنن بعطدعل ردينـنعهم عفاقتمـملوهام" ولن الستتابة وردت عن الأصحابة رضي ال عنهم‪.‬‬
‫وهذا يختلف فقد يكون هذا الأرجل الأكافر أعلن كفرها واستهتر فل ينبغي أن نستتيبه‪ ،‬وقد يكون أخفى‬
‫كفرها وتاب إلأى ال ورأينا منه محبة الأتوبة‪ ،‬فلكل مقاما مقال‪.‬‬
‫وقولأنا‪ :‬يستتاب من تقبل توبته إشارةا إلأى أن الأمرتدين قسمان‪:‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫قسم تقبل توبتهم‪ ،‬وقسم ل تقبل‪.‬‬
‫قال أهل الأعلم‪ :‬من عظمت ردته فإنه ل تقبل توبته بأن سب ال‪ ،‬أو سب رسولأه‪ ،‬أو سب كتابه‪ ،‬أو فعل‬
‫أشياء منكرةا عظيمة في الأردةا‪ ،‬فإن توبته ل تقبل‪ ،‬ومن ذلأك الأمنافق فإنه ل تقبل توبته‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬إن توبته مقبولأة ولأو عظمت ردته ولأو سب ال أو رسولأه أو كتابه ولأو نافق‪ ،‬وهذا الأقول هو الأراجح‪،‬‬
‫لأكن يحتاج إلأى تأبن ونظر‪ :‬هل هذا الأرجل يبقى مستقيم ا أو ل؟‬
‫ي الأطرذيعن أعنسعرمفوا عععلى‬ ‫ر ر‬
‫فإذا علمنا من حالأه أنه صادق الأتوبة قبلنا توبته لأعموما قولأه تعالأى‪) :‬قمنل عيا ععباد ع‬
‫ب عجرميعا ( ‪1‬ولأقول الأنبي صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬ ‫ر‬ ‫ر ر‬ ‫أعنـمفرسرهم ل تعـنقن م ر‬
‫طوا منن عرنحعمة الألطه إرطن الألطهع يعـغنفمر الأدذمنو ع‬ ‫ع‬ ‫ن‬
‫"الأطتوبعةم تعـنهردمما عما قع نـبـلععها"وهذا عاما‪ ،‬وهذا الأقول هو الأراجح ولأه أدلأة‪.‬‬
‫ب قمنل أعبرالأطلهر‬ ‫ض عونعـنلعع م‬ ‫اما الأمستهزئ فتقبل توبته بدلأيل قول ال تعالأى‪) :‬عولأعئرنن عسعأنلأتعـمهنم علأيعـمقولأمطن إرنطعما مكطنا نعمخو م‬
‫ب‬ ‫صر‬
‫ف ععنن عطائرعفة منمكنم نمـععنذ ن‬ ‫عوآعياترره عوعرمسولأرره مكنتمنم تعنستعـنهرزمئوعن* ل تعـنعتعرذمروا قعند عكعفنرتمنم بعـنععد رإيعمانرمكنم إرنن نعـنع م‬
‫عطائرعفةع برأعنطـمهنم عكامنوا ممنجرررميعن(‪ 2‬ول عفو إل بالأتوبة‪.‬‬
‫صيرا * إرطل الأطرذيعن‬ ‫وفي الأمنافقين قال ال تعالأى)إرطن لأانمعنافررقين رفي الأطدررك انلعسعفرل رمن الأطنارر ولأعن تعرجعد لأعمهم نع ر‬
‫ن‬ ‫ع ن‬ ‫ع‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫م ع‬
‫ت الألطهم لأانممنؤُرمرنيعن‬‫فا يـنؤُ ر‬ ‫رر‬
‫ك عمعع لأانممنؤُمنيعن عوعسنو ع م‬ ‫صوا ردينعـمهنم لأرلطره فعمأولأعئر ع‬ ‫ر‬
‫صمموا برالألطه عوأعنخلع م‬ ‫عتامبوا عوأع ن‬
‫صلعمحوا عوانعتع ع‬
‫أعنجرا ععرظيما (‪.3‬‬
‫فالأصواب‪ :‬أن كل كافر أصلي أو مرتبد إذا تاب من أي نوع من الأكفر فإن توبته مقبولأة‪.‬‬
‫ولأكن مثل هؤُلء يحتاجون إلأى مراقبة أحوالأهم‪ :‬هل هم صادقون‪،‬أو هم يستهزؤون بنا؟ يقولأون‪ :‬إنهم رجعوا‬
‫إلأى السلما وهم لأم يرجعوا‪.‬‬
‫وإذا تاب يرتفع عنه الأقتل‪ ،‬لن إباحة قتله إنما كانت لأكفرها‪ ،‬فإذا قبلنا توبته ارتفع الأكفر عنه فارتفع قتله‬
‫إل من سب الأرسول صلى ال عليه وسلم فإن توبته تقبل لأكن يجب أن يقتل‪ ،‬ويقتل مسلم ا بحيث نغسله‬
‫ونكفنه ونصلي عليه وندفنه مع الأمسلمين‪ ،‬لأكننا ل نبقيه حياا‪ .‬ومن سب ال عبز وجل إذا تاب فإنه ل يقتل‪.‬‬
‫فإن قال قائل‪ :‬على ضوء هذا الأكلما أيكون سب ال عبز وجل دون سب الأرسول صلى ال عليه وسلم ؟‬
‫فالأجواب‪ :‬ل وال ل يكون‪ ،‬بل سب ال أعظم‪ ،‬لأكن ال تعالأى قد أخبرنا أنه عا ص‬
‫فا عن حقه إذا تاب الأعبد‪،‬‬
‫فإذا تاب علمنا أن ال تاب عليه‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫)الزمر‪ :‬من الية ‪(53‬‬
‫‪2‬‬
‫]التوبة‪[66-65:‬‬
‫‪3‬‬
‫)النساء‪(146-145:‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫أما الأرسول صلى ال عليه وسلم فإنه لأم يقل‪ :‬من سببني أو استهزأ بي ثم تاب فأنا أسقط حقي‪ ،‬وعلى هذا‬
‫فنحن نقتله لن سب الأرسول صلى ال عليه وسلم حق آدمي لأم نعلم أنه عفا عنه‪.‬‬
‫فإن قال قائل‪ :‬إن الأنبي صلى ال عليه وسلم عفا عن أناس سببوها في عهدها وارتفع عنهم الأقتل؟‬
‫فالأجواب‪ :‬هذا ل يمنع ما قلنا به لن الأحق حقه‪ ،‬وإذا عفا علمنا أنه أسقط حقه فسقط‪ ،‬لأكن بعد موته هل‬
‫نعلم أنه أسقط حقه؟‬
‫الأجواب‪ :‬ل نعلم‪ ،‬ول يمكن أن نقيس حال الأموت على حال الأحياةا‪،‬لننا نعلم أن هذا الأقياس فاسد‪ ،‬ولننا‬
‫نخشى أن يكثر سب الأرسول صلى ال عليه وسلم لن هيبة الأرسول صلى ال عليه وسلم في حياته أعظم‬
‫من هيبته بعد مماته‪ .‬وال أعلم‪.‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫الحديث الخاماس عشر‬
‫ل عوالأيعـنورما الرخرر‬
‫ل صلى ال عليه وسلم عقاعل‪) :‬من عكاعن يؤُرمن ربا ر‬
‫م م‬ ‫عن‬
‫ععن أعربي مهرينـرعةا رضي ال عنه أعطن رسوعل ا ر‬
‫عم‬ ‫عع‬
‫ل والأعيورما‬
‫ل والأيورما الرخرر فعـنلينكررنما جارمها‪ ،‬ومن عكاعن يؤُرمن ربا ر‬
‫م م‬ ‫م ع ع عن‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫ت‪ ،‬عوعمنن عكاعن ميؤُممن ربا ع ع‬
‫ر‬
‫خيـعرا عأو لأيع ن‬
‫صمم ن‬ ‫فعـنليعـمقنل ع ن‬
‫ر‬
‫ضيـعفهم( روأاه البخاري وأماسلم‪.‬‬ ‫الخرر فعـنليمنكررنما ع ن‬

‫الشرح‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫ت" ‪ ،‬والأمقصود بهذها الأصيغة الأحث‬ ‫خيـعرا عأو لأيع ن‬
‫صمم ن‬ ‫"عمنن عكاعن ميؤُممن" هذها جملة شرطية‪ ،‬جوابها‪" :‬عفليعـمقنل ع ن‬
‫والغاراء على قول الأخير أو الأسكوت كأنه قال‪ :‬إن كنت تؤُمن بال والأيوما الخر فقل الأخير أو اسكت‪.‬‬
‫"فعـعليعـمقنل عخيعرا" الألما لألمر‪ ،‬والأخير نوعان‪:‬‬
‫خير في الأمقال نفسه‪ ،‬وخير في الأمراد به‪.‬‬
‫أما الأخير في الأمقال‪ :‬فأن يذكر ال عبز وجل ويسببح ويحمد ويقرأ الأقرآن ويعلم الأعلم ويأمر بالأمعروفا‬
‫وينهى عن الأمنكر‪ ،‬فهذا خير بنفسه‪.‬‬
‫وأما الأخير لأغيرها‪ :‬فأن يقول قولا لأيس خيرا في نفسه ولأكن من أجل إدخال الأسرور على جلسائه‪ ،‬فإن هذا‬
‫خير لأما يترتب عليه من النس وإزالأة الأوحشة وحصول اللأفة‪ ،‬لنك لأو جلست مع قوما ولأم تجد شيئا‬
‫يكون خيرا بذاته وبقيت صامتا من حين دخلت إلأى أن قمت صار في هذا وحشة وعدما إلأفة‪ ،‬لأكن تحدث‬
‫ولأو بكلما لأيس خيرا في نفسه ولأكن من أجل إدخال الأسرور على جلسائك‪ ،‬فإن هذا خير لأغيرها‪.‬‬
‫ت" أي يسكت‪.‬‬
‫صمم ن‬ ‫ر‬
‫" أو لأيع ن‬
‫ل عوالأعيورما الرخرر فعـنليمنكررنما عجاعرهام" أي جارها في الأبيت‪ ،‬والأظاهر أنه يشمل حتى جارها في‬
‫"ومن عكاعن يؤُرمن با ر‬
‫م م‬ ‫عع ن‬
‫ل‪ ،‬لأكن هو في الول أظهر أي الأجار في الأبيت‪ ،‬وكلما قرب الأجار منك كان‬
‫الأمتجر كجارك في الأدكان مث ا‬
‫حقه أعظم‪.‬‬
‫وأطلق الأنبي صلى ال عليه وسلم الكراما فقال‪" :‬فليمنكررما عجاعرهام" ولأم يقل مثلا بإعطاء الأدراهم أو الأصدقة‬
‫أو الألباس أو ما أشبه هذا‪ ،‬وكل شيء يأتي مطلق ا في الأشريعة فإنه يرجع فيه إلأى الأعرفا‪ ،‬وفي الأمنظومة‬
‫الأفقهية‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫بالأشرع كالأحرز فبالأعرفا أحدد فالكراما إذا لأيس معينا بل ما عبدها الأناس‬ ‫وكدل ما أتى ولأم يحدد‬
‫إكراماا‪ ،‬ويختلف من جار إلأى آخر‪ ،‬فجارك الأفقير ربما يكون إكرامه برغايف خبز‪ ،‬وجارك الأغني ل يكفي‬
‫هذا في إكرامه‪ ،‬وجارك الأوضيع ربما يكتفي بأدنى شيء في إكرامه‪ ،‬وجارك الأشريف يحتاج إلأى أكثر‬
‫والأجار‪ :‬هل هو الأملصق‪ ،‬أو الأمشارك في الأسوق‪ ،‬أو الأمقابل أو ماذا؟‬
‫هذا أيض ا يرجع فيه إلأى الأعرفا‪ ،‬لأكن قد ورد أن الأجار أربعون دارا من كل جانب ‪،‬وهذا في الأوقت الأحاضر‬
‫صعب جداا‪.‬‬
‫في عهد الأنبي صلى ال عليه وسلم أربعون دارا مساحتهم قليلة‪ ،‬لأكن في عهدنا أربعون دارا قرية‪ ،‬فإذا قلنا‬
‫إن الأجار أربعون دارا والأبيوت قصور صار فيها صعوبة‪ ،‬ولأهذا نقول‪ :‬إن صح الأحديث فهو ممنعـطزل على‬
‫الأحال في عهد الأنبي صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬وإن لأم يصح رجعنا إلأى الأعرفا‪.‬‬
‫" ومن عكاعن يؤُرمن با ر ر ر‬
‫ل والأعيوما الخرر عفلميكررنما ع ن‬
‫ضيـعفهم" الأضيف هو الأنازل بك‪ ،‬كرجل مسافر نزل بك‪ ،‬فهذا‬ ‫م م‬ ‫عع ن‬
‫ضيف يجب إكرامه بما يعد إكراماا‪.‬‬
‫* مان فوائد الحديث ‪:‬‬
‫‪1.‬وجوب الأسكوت إل في الأخير‪ ،‬لأقولأه‪" :‬من عكان يؤُرمن با ر ر‬
‫ل والأعيوما الرخرر عفليعـمقنل عخيعرا أو لأرعيصمم ن‬
‫ت"‬ ‫عن ع م م‬
‫هذا ظاهر الأحديث‪ ،‬ولأكن ظاهر أحوال الأناس أن ذلأك لأيس بواجب‪ ،‬وأن الأمقال ثلثة أقساما‪ :‬خير‪ ،‬وشر‪،‬‬
‫ولأغو‪.‬‬
‫فالأخير‪ :‬هو الأمطلوب‪ .‬والأشر‪ :‬محرما‪ ،‬أي أن يقول النسان قولا شرا سواء كان الأقول شرا في نفسه أو‬
‫شرا فيما يترتب عليه‪ .‬والألغو‪ :‬ما لأيس فيه خير ول شبر فل يحرما أن يقول النسان الألغو‪ ،‬ولأكن الفضل أن‬
‫يسكت عنه‪.‬‬
‫ر‬ ‫‪2.‬الأحث على حفظ الألسان لأقولأه‪" :‬من عكاعن يؤُرمن با ر ر ر‬
‫ت"‬ ‫ل عوالأعيوما الخرر فعـنليعـمقنل عخيعرا أعنو لأيع ن‬
‫صمم ن‬ ‫م م‬ ‫عن‬
‫ل والأعيورما الرخرر عفلميكررنما عجاعرهام" وهذا الكراما مطلق يرجع‬
‫‪3.‬وجوب إكراما الأجار لأقولأه‪" :‬من عكاعن يؤُرمن ربا ر‬
‫م م‬ ‫عن‬
‫فيه إلأى الأعرفا‪،‬‬
‫‪4.‬أن دين السلما دين اللأفة والأتقارب والأتعارفا بخلفا غايرها ‪.‬‬
‫‪5.‬وجوب إكراما الأضيف بما يعد إكراماا‪ ،‬وذلأك بأن تتلقاها ببشر وسرور‪ ،‬وتقول‪ :‬ادخل حياك ال وما أشبه‬
‫ذلأك من الأعبارات‪.‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫وظاهر الأحديث أنه ل فرق بين الأواحد والأمائة‪ ،‬لن كلمة )ضيف( مفرد مضافا فيعم‪ ،‬فإذا نزل بك‬
‫الأضيف فأكرمه بقدر ما تستطيع‪.‬‬
‫لأكن إذا كان بيتك ضيقا ول مكان لأهذا الأضيف فيه ولأست ذا غانى كبير بحيث تعد بيتا لألضيوفا‪ ،‬فهل‬
‫يكفي أن تقول‪ :‬يا فلن بيتي ضيق والأعائلة ربما إذا دخلت أقلقوك‪ ،‬ولأكن خذ مثلا مائة ر أو مائتين ‪-‬‬
‫حسب الأحال ‪ -‬تبيت بها في الأفندق فهل يكفي هذا أو ل يكفي ؟‬
‫الأجواب‪ :‬لألضرورةا يكفي‪ ،‬وإل فل شك أنك إذا أدخلته الأبيت ورحبت به وانطلق وجهك معه أنه أبلغ في‬
‫الكراما‪،‬ولأكن إذا دعت الأضرورةا إلأى مثل ما ذكرت فل بأس‪ ،‬فهذا نوع من الكراما‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫الحديث السادس عشر‬
‫ضي ال ععنهم أعطن رجلا عقاعل رلألطنبني صلى ال عليه وسلم ‪ :‬عأو ر‬
‫صنرني‪ ،‬عقال ‪ :‬لع تعـغن ع‬ ‫ر‬
‫ب‪.‬‬
‫ض ن‬ ‫عم‬ ‫ععنن أعربي مهعرينـعرعةا عر ع م‬
‫روأاه البخاري‬

‫الشرح‬
‫لأم يبطين هذا الأرجل‪ ،‬وهذا يأتي كثيرا في الحاديث ل يببين فيها الأمبهم‪ ،‬وذلأك لن معرفة اسم الأرجل أو‬
‫وصفه ل ميحتاج إلأيه‪ ،‬فلذلأك تجد في الحاديث‪ :‬أن رجلا قال كذا‪ ،‬وتجد بعض الأعلماء يتعب تعبا عظيما‬
‫في تعيين هذا الأرجل‪ ،‬والأذي أرىِ أنه ل حاجة لألتعب ماداما الأحكم ل يتغير بفلن مع فلن‪.‬‬
‫ل عأو ر‬
‫صرني" الأوصية‪ :‬هي الأعهد إلأى الأشخص بأمر هاما‪ ،‬كما يوصي الأرجل مثلا على ثلثه‬ ‫" عقاعل‪ :‬يا رسوعل ا ر‬
‫ع عم‬
‫أو على ولأدها الأصغير أو ما أشبه ذلأك‪.‬‬
‫ب" الأغضب‪ :‬بطين الأنبي صلى ال عليه وسلم أنه جمرةا يلقيها الأشيطان في قلب ابن آدما‬
‫ض ن‬
‫" عقاعل‪ :‬ل عتعـغن ع‬
‫فيغلي الأقلب‪ ،‬ولأذلأك يحمبر وجهه وتنتفخ أوداجه وربما يقف شعرها‪.‬‬
‫ب "أي ل يقع منك الأغضب‪ ،‬أو الأمعنى‪ :‬ل تنفذ الأغضب‬
‫ض ن‬
‫فهل مراد الأرسول صلى ال عليه وسلم" لع تعـغن ع‬
‫؟‬
‫لأننظر‪ :‬أما الول فإن ضبطه صعب‪،‬لن الأناس يختلفون في هذا اختلفا كبيراا‪ ،‬لأكن ل مانع أن نقول‪ :‬أراد‬
‫ب" أي الأغضب الأطبيعي‪ ،‬بمعنى أن توطن نفسك وتببرد المر على نفسك‪.‬‬
‫ض ن‬
‫قولأه‪" :‬لع تعـغن ع‬
‫وأما الأمعنى الأثاني‪ :‬وهو أن ل تنفذ مقتضى الأغضب فهذا حق‪ ،‬فينهى عنه‪.‬‬
‫ب" هل هي نهي عن الأغضب الأذي هو طبيعي أو هي نهي لأما يقتضيه الأغضب ؟‬
‫ض ن‬
‫إذا كلمة "لع تعـغن ع‬
‫ب" أي الأغضب الأطبيعي‪ ،‬لأكن هذا فيه صعوبة‪ ،‬ولأه وجه يمكن أن‬
‫ض ن‬
‫إن نظرنا إلأى ظاهر الألفظ قلنا‪" :‬لع تعـغن ع‬
‫يحمل عليه بأن يقال‪ :‬اضبط نفسك عند وجود الأسبب حتى ل تغضب‪.‬‬
‫ب أي ل تنفذ مقتضى الأغضب‪ ،‬فلو غاضب النسان وأراد أن يطبلق امرأته‪،‬‬ ‫ض ن‬‫والأمعنى الأثاني لأقولأه‪ :‬لع تعـغن ع‬
‫فنقول لأه‪ :‬اصبر وتأطن‪.‬‬
‫ب"‬ ‫فعـعرطدعد الأطرمجمل رمعراعرا ‪ - ،‬أعني عقاعل‪ :‬أعنورصرني ‪ -‬عقاعل‪" :‬لع تعـغن ع‬
‫ض ن‬
‫* مان فوائد الحديث ‪:‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪1.‬حرصا الأصحابة رضي ال عنهم على ما ينفع‪ ،‬لأقولأه‪" :‬عأو ر‬
‫صنرني" ‪ ،‬والأصحابة رضي ال عنهم إذا علموا‬
‫الأحق ل يقتصرون على مجبرد الأعلم‪ ،‬بل يعملون‪،‬‬
‫‪ 2.‬أن الأمخاطب يخاطب بما تقتضيه حالأه وهذها قاعدةا مهمة‪ ،‬فإذا قررنا هذا ل يرد علينا الشكال التي‬
‫ر‬ ‫وهو أن يقال‪ :‬لأماذا لأم يوصه بتقوىِ ال عبز وجل‪،‬كما قال ال عبز وجل‪) :‬ولأععقند و ط ر‬
‫صيـعنا الأطذيعن مأومتوا لأانكعتا ع‬
‫ب‬ ‫ع ع ن‬
‫رمنن قعـنبلرمكنم عوإرطيامكنم أعرن اتطـمقوا الألهع (‬
‫ط ‪1‬‬

‫فالأجواب‪ :‬أن كل إنسان يخاطب بما تقتضيه حالأه‪ ،‬فكأن الأنبي صلى ال عليه وسلم عرفا من هذا الأرجل‬
‫أنه غاضوب فأوصاها بذلأك‪.‬‬
‫فهذها الأقاعدةا الأتي ذكرناها يدل عليها جواب الأنبي صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬أي أن يوصى النسان بما‬
‫تقتضيه حالأه ل بأعلى ما يوصى به‪ ،‬لن أعلى ما يوصى به غاير هذا‪.‬‬
‫ب" لن الأغضب يحصل فيه مفاسد عظيمة إذا نفذ النسان مقتضاها‪،‬‬
‫ض ن‬
‫‪3.‬الأنهي عن الأغضب‪ ،‬لأقولأه‪" :‬لع تعـغن ع‬
‫ب النسان فماذا يصنع؟‬
‫فإن قال قائل‪ :‬إذا وجد سبب الأغضب‪ ،‬وغاض ع‬
‫نقول‪ :‬هناك دواء ‪ -‬والأحمد ل ‪ -‬لأفظي وفعلي ‪.‬‬
‫أما الأدواء الألفظي‪ :‬إذا أحس بالأغضب فليقل‪ :‬أعوذ بال من الأشيطان الأرجيم‪.‬‬
‫وأما الأدواء الأفعلي‪ :‬إذا كان قائما فليجلس‪ ،‬وإذا كان جالأسا فليضبطجع‪،‬لن تغير حالأه الأظاهر يوجب تغير‬
‫ضأ‪ ،‬لن اشتغالأه بالأوضوء ينسيه الأغضب‪ ،‬ولن الأوضوء يطفئ حرارةا الأغضب‪.‬‬
‫حالأه الأباطن‪ ،‬فإن لأم يفد فليتو ب‬
‫وهل يقتصر على هذا؟‬
‫الأجواب‪ :‬ل يلزما القتصار على هذا‪ ،‬قد نقول إذا غاضبت فغادر الأمكان‪ ،‬وكثير من الأناس يفعل هذا‪ ،‬أي‬
‫إذا غاضب خرج من الأبيت حتى ل يحدث ما يكرها فيما بعد ‪.‬‬
‫ب" والأنهي عن مساوئ الخلق يستلزما‬
‫‪4.‬أن الأدين السلمي ينهى عن مساوئ الخلق لأقولأه‪" :‬لع عتغض ن‬
‫المر بمحاسن الخلق‪ ،‬فعبود نفسك الأتحمل وعدما الأغضب‪ ،‬فقد كان العرابي يجذب رداء الأنبي صلى‬
‫ال عليه وسلم حتى يؤُثر في رقبته صلى ال عليه وسلم ثم يلتفت إلأيه ويضحك فعليك بالأحلم ما أمكنك‬
‫ذلأك حتى يستريح قلبك وتبتعد عن المراض الأطارئة من الأغضب كالأسكر‪ ،‬والأضغط وما أشبهه‪ .‬وال‬
‫الأمستعان‬

‫‪1‬‬
‫)النساء‪ :‬الية ‪(131‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫الحديث السابع عشر‬
‫ر‬ ‫ععن أعربي يـنععلى عشطدارد برن أعو ص ر‬
‫س عرضعي الم تعـععاعلأى ععنهم ععنن عرمسورل ال صلى ال عليه وسلم عقاعل‪) :‬إرطن الع‬ ‫ن‬ ‫ن ع‬
‫ساعن عععلى مكنل عشيصء‪ .‬فعرإعذا قعـتعـنلتمنم فعأعنحرسمنوا الأ ر نقتـلععة‪ ،‬عوإرعذا عذبعنحتمنم فعأعنحرسمنوا الأنذبنعحعة‪ ،‬ع لأونيمرحطد‬ ‫ب ارلنح ع‬ ‫عكتع ع‬
‫حتعهم( روأاه ماسلم‬ ‫أععحمدمكنم عشنفعرتعمه‪ ،‬ع لأونيمررنح عذبرني ع‬

‫الشرح‬
‫" إرطن الع عكتع ع‬
‫ب ارلنح ع‬
‫سامن عععلى مكنل عشيء" أي في كل شيء‪ ،‬ولأم يقل‪ :‬إلأى كل شيء‪،‬بل قال‪ :‬على كل‬
‫شيء‪ ،‬يعني أن الحسان لأيس خاص ا بشيء معين من الأحياةا بل هو في جميع الأحياةا‪.‬‬
‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫ثم ضرب أمثلة فقال‪" :‬فعرإعذا قعـتعـنلتمنم فعأعنحسمنوا الأق نتـلععة‪ ،‬عوإرعذا عذبعنحتمنم فعأعنحسمنوا الأنذبن ع‬
‫حةع" والأفرق بينهما‪ :‬أن‬
‫الأمقتول ل يحل بالأقتل كما لأو أراد إنسان أن يقتل كلب ا مؤُذياا‪ ،‬فنقول‪ :‬أحسن الأقتلة‪ .‬وكذا إذا أراد أن يقتل‬
‫ثعبان ا فنقول‪ :‬أحسن الأقتلة‪ ،‬وإذا ذبح فنقول‪ :‬أحسن الأذبحة‪ ،‬وهذا فيما يؤُكل‪ ،‬أي يحسن الأذبحة بكل ما‬
‫يكون فيه الحسان‪ ،‬ولأهذا قال‪" :‬عولأميحبد أحدكم عشنفعرته" أي الأسكين‪ ،‬وحددها يعني حكها حتى تكون قوية‬
‫الأقطع‪ ،‬أي يحكها بالأمبرد أو بالأحجر أو بغيرهما حتى تكون حادةا يحصل بها الأذبح بسرعة‪.‬‬
‫" ع لأونيمررنح عذبرني ع‬
‫حتعهم" الألما لألمر‪ ،‬أي ولأيرح ذبيحته عند الأذبح بحيث يمر الأسكين بقوةا وسرعة ‪.‬‬
‫* مان فوائد الحديث ‪:‬‬
‫‪1.‬رأفة ال عبز وجل بالأعباد‪ ،‬وأنه كتب الحسان على كل شيء‪.‬‬
‫‪2.‬الأحث على الحسان في كل شيء‪ ،‬لن ال تعالأى كتب ذلأك أي شرعه شرعا مؤُكداا‪.‬‬
‫ل‪ :‬رجل آذاها كلب من الأكلب وأراد أن‬ ‫‪3.‬أنك إذا قتلت شيئا يباح قتله فأحسن الأقتلة‪ ،‬ولأنضرب لأهذا مث ا‬
‫ض الأرأس‪ ،‬أو بإسقائه الأسم‪ ،‬أو بالأصعق بالأكهرباء‪،‬‬
‫يقتله‪ ،‬فله طرق في قتله كأن يقتله بالأرصاصا‪ ،‬أو بر ب‬
‫أنواع كثيرةا من الأقتل‪ ،‬فنقتله بالسهل‪ ،‬وأسهلها كما قيل‪ :‬الأصعق بالأكهرباء‪ ،‬لن الأصعق بالأكهرباء ل يحس‬
‫الأمقتول بأي ألأم ولأكن تخرج روحه بسرعة من غاير أن يشعر‪ ،‬فيكون هذا أسهل شيء‪.‬‬
‫يستثنى من ذلأك الأقصاصا‪ ،‬ففي الأقصاصا ميفعل بالأجاني كما فمرعل بالأمقتول ‪.‬‬
‫ب ارلنح ع‬
‫ساعن" وكتابة ال تعالأى نوعان‪ :‬كتابة‬ ‫‪4.‬أن ال عبز وجل لأه المر وإلأيه الأحكم‪ ،‬لأقولأه‪" :‬إرطن الع عكتع ع‬
‫قدرية‪ ،‬وكتابة شرعية‪.‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫الأكتابة الأقدرية لبد أن تقع‪ ،‬والأكتابة الأشرعية قد تقع من بني آدما وقد ل تقع‪.‬‬
‫حوعن(‬ ‫مثال الول‪ :‬قول ال تعالأى‪ ) :‬ولأععقند عكتبـعنا رفي الأطزبورر رمن بـعرد الأنذنكرر أعطن انلعرض يررثمـها رعباردي الأ ط ر‬
‫صالأ م‬ ‫ن ع ع ع ع ع‬ ‫م ن عن‬ ‫عن‬ ‫ع‬
‫‪1‬فهذها كتابة قدرية‪.‬‬
‫ب ععلعنيمكمم لأانرقعتامل عومهعو مكنرهان لأعمكنم (‪ 2‬أي كتب كتابة شرعية‪.‬‬ ‫ر‬
‫ومثال الأثاني‪ :‬قولأه تعالأى‪) :‬مكت ع‬
‫ساعن عععلى‬ ‫ب ارلح ع‬ ‫‪5.‬أن الحسان شامل في كل شيء‪ ،‬كل شيء يمكن فيه ا لحسان لأقولأه‪ :‬إرطن ال عكتع ع‬
‫كرنل عشيء "‬
‫‪6.‬حسن تعليم الأنبي صلى ال عليه وسلم بضرب المثال‪ ،‬لن المثلة تقبرب الأمعاني في قولأه‪ :‬إرعذا قعـعتلتمنم‪..‬‬
‫إرعذا عذبعنحتمنم ‪.‬‬
‫‪7.‬وجوب إحسان الأرقتلة‪،‬لن هذا وصف لألهيئة ل لألفعل‪.‬‬
‫وإحسان الأقتلة على الأقول الأراجح هو إتباع الأشرع فيها سواء كانت أصعب أو أسهل ‪.‬‬
‫‪8.‬أن نحسن الأذبحة‪ ،‬بأن نذبحها على الأوجه الأمشروع‪ ،‬والأذبح لبد فيه من شروط‪:‬‬
‫)‪ (1‬أهلية الأذابح بأن يكون مسلما أو كتابياا‪ ،‬فإن كان وثنيا لأم تحل ذبيحته‪ ،‬وإن كان مرتبدا لأم تحل‬
‫ذبيحته‪ ،‬وعلى هذا فتارك الأصلةا ل تحل ذبيحته لنه لأيس مسلما ول كتابياا‪.‬‬
‫فإذا قال قائل‪ :‬ما هو الأدلأيل على أن ذبيحة الأكتابي حلل؟‬
‫ب رحلق لأعمكنم عوطعععامممكنم رحلق لأعمهنم(‪ 3‬قال ابن عباس‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫فالأجواب‪ :‬قول ال عبز وجل‪) :‬عوطعععامما الأطذيعن مأومتوا لأانكعتا ع‬
‫رضي ال عنهما‪ :‬طعامهم‪ :‬ما ذبحوها‪ ،‬والأكتابي‪ :‬هو الأيهودي أو الأنصراني‬
‫)‪ (2‬أن تكون اللأة مما يباح الأذبح بها‪ ،‬وهي‪ :‬كل ما أنهر الأدما من حديد أو فضة أو ذهب أو حصى أو‬
‫ل ععلعنيره فعمكل "ومعنى‪:‬‬
‫قصب‪ ،‬أي شيء لأقول الأنبي صلى ال عليه وسلم‪ " :‬ما أعنـعهر الأطدما وذمكرر انسم ا ر‬
‫ع ع عع ع م‬
‫أعنـعهعر الأطدعما أي أسالأه‪ .‬فلو أن إنسانا ذبح بحجر لأه حد وأنهر الأدما‪ ،‬فالأذبيحة حلل‪ ،‬إل أنه يستثنى شيئان‪:‬‬
‫سدن فعـععظننم‪ ،‬عوأعطما الأظننفمر فعممعدىِ الأعحبع ع‬
‫شة "‬ ‫الأسن‪ ،‬والأظفر‪ ،‬علل الأنبي صلى ال عليه وسلم هذا بقولأه‪" :‬أعطما الأ ن‬
‫أي سكاكين الأحبشة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫)النأبياء‪(105:‬‬
‫‪2‬‬
‫)البقرة‪ :‬الية ‪(216‬‬
‫‪3‬‬
‫)المائدة‪ :‬الية ‪(5‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫قولأه‪" :‬أعطما الأ ن‬
‫سدن فعـععظنم" أخذ من هذا بعض أهل الأعلم أن جميع الأعظاما ل تحبل الأذكاةا بها‪ ،‬قالأوا‪ :‬لن الأعلة‬
‫أعم من الأمعين وهو الأمعلول‪ ،‬لنه لأو أراد الأنبي صلى ال عليه وسلم أن يقتصر على الأسن لأقال‪ :‬أما الأسن‬
‫فسن‪ ،‬لأكن قال‪" :‬أعطما الأ ن‬
‫سدن فعـععظنم" فالأعلة أعم‪ ،‬وعلى هذا فجميع الأعظاما ل تحل الأتذكية بها‪.‬‬
‫والأحكمة واضحة‪ ،‬لن الأعظم إن كان من ميتة فل يصح أن ميذكى به‪ ،‬لن الأتذكية تطهير والأميتة نجسة‪.‬‬
‫وإن كان الأعظم من طاهرةا كعظم شاةا مذكاةا فل تحل الأتذكية به‪ ،‬لن عظم الأمذكاةا طعاما الأجن‪ ،‬والأتذكية به‬
‫يفسدها على الأجن‪ ،‬لنه سوفا يتلوث بالأدما الأنجس‪ ،‬وقد ثبت عن الأنبي صلى ال عليه وسلم أنه قال لألجن‬
‫الأذين وفدوا عليه‪" :‬لأعمكم مكدل ععظنصم ذمكرر انسم ا ر‬
‫ل تعرجمدونعهم عأوفعـعر عما يعمكومن لأعنحعم ا "‪.‬‬ ‫ع م‬ ‫ن‬
‫قد يقول قائل‪ :‬أنا أمر بالأعظاما تلوح لأيس عليها لأحم‪ ،‬فما الأجواب؟‬
‫ل‪ :‬نقول‪ :‬أتؤُمن بال ورسولأه؟ فسيقول‪ :‬نعم‪ ،‬نقول‪ :‬هكذا قال الأنبي صلى ال عليه وسلم‬
‫الأجواب سهل‪ :‬أو ا‬
‫‪ ،‬وعليك أن تؤُمن بذلأك‪ ،‬سواء رأيت أما لأم تعر‪.‬‬
‫ثانياا‪ :‬عالأم الأجن عالأم غايبي‪ ،‬ولأهذا أخبر الأنبي صلى ال عليه وسلم عن الأرجل الأذي لأم يصل الأصبح أنه‪:‬‬
‫شنيعطامن رفي أمذمنرره‪.‬‬
‫عباعل الأ ط‬
‫إذا يستثنى مما ينهر الأدما كل عظم‪.‬‬
‫أما الأظفر‪ :‬فقد علل الأنبي صلى ال عليه وسلم ذلأك بأنه ممدىِ الأحبشة‪ ،‬أي سكاكينها‪ ،‬ونحن منهيون أن‬
‫نتشبه بالعاجم‪ ،‬والأحبشة أعاجم حيث دخلت عليهم الأعربية بعد الأفتوحات السلمية‪.‬‬
‫فإذا قال قائل‪ :‬لأو وجدنا سكاكين ل يستعملها إل الأحبشة فهل تحل الأتذكية بها؟‬
‫فالأجواب‪ :‬نعم‪.‬‬
‫فإذا قال قائل‪ :‬كيف تقولأون الأعبرةا بعموما الأعلة في قولأه‪ :‬أعطما الأ ن‬
‫سدن فعـععظننم ول تقولأون بعموما الأعلة هنا؟‬
‫فالأجواب‪ :‬أن أظفار الأحبشة متصلة بالأبدن‪ ،‬وجعلها مدىِ يستلزما أن ل تقص ول تقلم‪ ،‬وهذا خلفا‬
‫الأفطرةا‪ ،‬لن النسان إذا عرفا أن أظافرها ستكون مدىِ سيبقيها‪ ،‬لنه ربما يحتاجها‪ ،‬فتبين الأفرق‪.‬‬
‫وهذا تحذير من الأنبي صلى ال عليه وسلم عن مشابهة العاجم‪ ،‬وعن اتخاذ الظافر‪.‬‬
‫)‪ (3‬إنهار الأدما أي إسالأته‪ ،‬ويكون إنهار الأدما بقطع الأودجين وهما الأعرقان الأغليظان الأمحيطان بالأحلقوما‪،‬‬
‫وهذان الأعرقان متصلن بالأقلب فإذا قطعا انهال الأدما بكثرةا وغازارةا‪ ،‬ثم ماتت الأذبيحة بسرعة‪.‬‬
‫ل ععلعنيره فعمكنل‬
‫والأدلأيل على إنهار الأدما قول الأنبي صلى ال عليه وسلم ‪" :‬ما عأنعهر الأطدما وذمكرر اسم ا ر‬
‫ع ع عع ع م‬
‫فاشترط إنهار الأدما"‪.‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫هل يشترط مع قطع الأودجين قطع الأحلقوما والأمريء‪ ،‬لن الأذي في الأرقبة أربعة أشياء‪ :‬الأودجان ‪ -‬اثنان ‪-‬‬
‫والأحلقوما‪ ،‬والأمريء‪ ،‬فهل يشترط قطع الربعة؟‬
‫فالأجواب‪ :‬قطع الربعة لشك أنه أولأى وأطهر وأذكى‪ ،‬لأكن لأو اقتصر على قطع الأودجين فالأصحيح أن‬
‫الأذبيحة حلل‪ ،‬ولأو اقتصر على قطع الأمريء والأحلقوما فالأصحيح أنها حراما‪ ،‬لن الأنبي صلى ال عليه‬
‫وسلم نهى عن شريطة الأشيطان‪ ،‬وهي الأتي تذبح ول تفرىِ أوداجها‪.‬‬
‫وهل يشترط أن يكون قطع الأحلقوما من نصف الأرقبة‪ ،‬أو من أسفلها‪ ،‬أومن أعلها؟‬
‫الأجواب‪ :‬ل يشترط‪ ،‬الأمهم أن يكون ذلأك في الأرقبة سواء من أعلها مما يلي الأرأس‪ ،‬أو من أسفلها مما‬
‫يلي الأنحر‪ ،‬أو من وسطها‪.‬‬
‫ل ععلعنيره‬
‫)‪ (4‬ذكر اسم ال عليها عند الأذبح‪ ،‬لأقول الأنبي صلى ال عليه وسلم‪ :‬ما عأنهر الأطدما وذمكرر انسم ا ر‬
‫ع ع عع ع م‬
‫فعمكنل فإذا كان إنهار الأدما شرطا فكذلأك الأتسمية شرط‪،‬بل إن ال تعالأى أكد هذا بقولأه‪) :‬وعل تعأنمكملوا رمطما لأعنم‬
‫ر‬ ‫ر ر‬
‫يمنذعكرر انسمم الألطه ععلعنيه وإنه لأف ن‬
‫سمق(‪ 1‬فإذا ذبح إنسان ذبيحة ولأم يسبم فالأذبيحة حراما‪.‬‬
‫فإذا نسي أن يسمي فإنها حراما‪ ،‬لن الأشرط ل يسقط بالأنسيان بدلأيل أن الأرجل لأو صلى محدث ا ناسي ا‬
‫فصلته غاير صحيحة‪ ،‬ولن ال تعالأى قال‪) :‬عول تعأنمكملوا رمطما لأعنم يمنذعكرر انسمم الألطره ععلعنيره(‪ 2‬وأطلق بالأنسبة‬
‫لألذابح‪.‬‬
‫فإذا قال قائل‪ :‬فهمنا أن الأتسمية شرط‪ ،‬وأنه لأو تركها سهوا أو نسيانا أو عمدا فالأذبيحة حراما‪ ،‬لأكن ماذا‬
‫تقولأون في قول ال تعالأى‪ ) :‬عربطـعنا ل تمـعؤُارخنذعنا إرنن نعرسيعنا أعنو أعنخطعأنعنا (‪ 3‬فقال ال‪ :‬قد فعلت؟‬
‫نقول‪ :‬نحن ل نؤُاخذ هذا الأذي ذبح الأذبيحة ونسي أن يسبمي‪ ،‬ونقول‪ :‬لأيس عليه إثم‪ ،‬لأكن بقي الكل إذا‬
‫جاء يريد أن يأكل من هذها وسأل‪ :‬أذكر اسم ال عليها أما ل؟‬
‫فيقال لأه‪ :‬لأم يذكر اسم ال عليها‪ ،‬إذا ل يأكل‪ ،‬لأكن لأو فرض أن هذا أكل من هذها الأذبيحة ناسي ا أو‬
‫جاهلا فل شيء عليه‪.‬‬
‫فإن قال قائل‪:‬إذا قلتم إن هذها الأبعير الأتي تساوي ألأف ر بأنها حراما لأطما نسي أن يسمي عليها فإنه يلزما‬
‫منه أن تفسدوا أموال الأناس؟‬

‫‪1‬‬
‫النأعام‪ :‬الية ‪(121‬‬ ‫)‬
‫‪2‬‬
‫]النأعام‪[121:‬‬
‫‪3‬‬
‫)البقرة‪ :‬الية ‪(286‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫فالأجواب‪ :‬نحن لأم منضع الأمال‪ ،‬لن كل شيء متروك بأمر ال فتركه لأيس إضاعة‪،‬بل هو طاعة ل عبز وجل‪،‬‬
‫ألأسنا نطيع ال ونعطي الأزكاةا وهي ربع عشر أموالأنا‪ ، ،‬فما دمنا تركنا هذها الأذبيحة الأتي لأم يسبم ال عليها‬
‫فإننا لأم نضع الأمال في الأواقع‪ ،‬بل وضعناها في حنله وعمحنله‬
‫ثانياا‪ :‬إذا حرمناها من الأذبيحة هذها الأمرةا فل يمكن أن ينسى بعد ذلأك أبداا‪ ،‬بل يمكن أن يسمي عشر مرات‬
‫‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫ولأدينا آية محكمة قال ال تعالأى ‪) :‬عول تعأنمكملوا رمطما لأعنم يمنذعكرر انسمم الألطره ععلعنيره(‬
‫يستثنى من قولأنا‪ :‬أن يقطع الأودجين وهما في الأرقبة ما لأيس مقدورا عليه من الأحيوان‪،‬فالأذي لأيس مقدورا‬
‫عليه يحل بطعنه في أي موضع كان من بدنه‪ ،‬فلو نبد لأنا بعير ‪ -‬أي هرب ‪ -‬وعجزنا عن إدراكه ورميناها‬
‫بالأرصاصا وأصابت الأرصاصة بطنه وخرقت قلبه ومات‪ ،‬فإنه يكون حللا لنه غاير مقدور عليه‪.‬‬
‫ومن فوائد هذا الأحديث‪:‬‬
‫‪1.‬وجوب حد الأشفرةا‪ ،‬لن ذلأك أسهل لألذبيحة‪ ،‬فإن ذبح بشفرةا كابلأة أي لأيست بجيدةا ولأكن قطع ما‬
‫يجب قطعه فالأذبيحة حلل لأكنه آثم حيث لأم يحد الأشفرةا‪.‬‬
‫وهل يحد الأشفرةا أماما الأذبيحة؟‬
‫الأجواب‪ :‬ل يحد الأشفرةا أمامها لن الأنبي صلى ال عليه وسلم أمر أن تحد الأشفار‪ ،‬وأن توارىِ عن الأبهائم‬
‫‪،‬أي تغطى‪.‬‬
‫ولنه إذا حدها أمامها فهي تعرفا‪ ،‬ولأهذا أحيانا إذا حد الأشفرةا أماما الأذبيحة هربت خوفا من الأذبح وعجزوا‬
‫عنها‪.‬‬
‫‪2.‬وجوب إراحة الأذبيحة وذلأك بسرعة الأذبح‪ ،‬فل يبقى هكذا يحرحر بل بسرعة لنه أريح لأها‪.‬‬
‫ويبقى الأنظر‪ :‬هل نجعل قوائمها الربع مطلقة‪ ،‬أو نمسك بها؟‬
‫فالأجواب‪ :‬نجعلها مطلقة ونضع الأنرجل على صفحة الأعنق لأئل تقوما‪ ،‬وتبقى الرجل واليدي مطلقة‪ ،‬فهذا‬
‫أريح لألذبيحة من وجه‪ ،‬وأشد إفراغاا لألدما من وجه آخر‪ ،‬لنه مع الأحركة والضطراب يخرج الأدما‪.‬‬
‫فإن قال قائل‪ :‬هل من إراحتها ما يفعله بعض الأناس بأن يكسر عنقها قبل أن تموت من أجل سرعة الأموت؟‬
‫فالأجواب‪ :‬ل يجوز هذا‪ ،‬لن في كسر عنقها إيلما شديدا لأها‪،‬‬
‫‪3.‬إذا أراد النسان أن يؤُدب أهله‪ ،‬أو ولأدها فليؤُدب بإحسان؟‬
‫‪1‬‬
‫]النأعام‪[121:‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫ولأهذا قال الأنبي صلى ال عليه وسلم في حجة الأوداع‪ " :‬عولأعمكنم ععلعنيرهطن عأن لع ميورطنئعن فمـمرعشمكنم أععحعدا‬
‫غايـعر ممبعـنرح " فنقول‪:‬حتى في الأتأديب إذا أدبت فأحسن‬ ‫ضنربعا عن‬ ‫تعنكعرمهونعمه‪ ،‬فعرإنن فعـععنلعن عذلأر ع‬
‫ك عفاضررمبومهطن ع‬
‫الأتأديب ولتؤُبدب بعنف‪ .‬وال أعلم‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫الحديث الثامان عشر‬
‫ضي ال ععنـمهما ععن رسورل ا ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫ل صلى ال‬ ‫ب برن مجعناعدعةا عوأعربي ععنبد الأطرنحعمرن ممععاذ بررن عجبعصل عر ع م ع ن ع م‬ ‫ععنن أعبري عذبر مجنمد ر‬
‫ن‬
‫سينئعةع الأعحسنعةع تعنممحعها‪ ،‬وعخالأررق الأطنا ر‬
‫ت‪ ،‬عوأعتنبررع الأ ط‬
‫س بمخلمصق عح ع‬
‫سصن "‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫عليه وسلم عقاعل‪) :‬اتطرق الع عحنيثمعما مكن ع‬
‫ن‬
‫روأاه الترماذَي وأقال‪ :‬حديث حسن‪ .‬وأفي بعض النسخ‪ :‬حس ث‬
‫صحيح‪.‬‬

‫الشرح‬
‫قولأه‪" :‬اتطرق ا ع‬
‫ل" أي اتخذ وقاية من عذاب ال عز وجل‪ ،‬وذلأك بفعل أوامرها واجتناب نواهيه‪.‬‬
‫ت" حيث‪ :‬ظرفا مكان‪ ،‬أي في أي مكان كنت سواء في الأعلنية أو في الأسر‪ ،‬وسواء في الأبيت‬
‫"عحنيثمعما مكن ع‬
‫أو في الأسوق‪ ،‬وسواء عندك أناس أو لأيس عندك أناس‪.‬‬
‫حعها" )أتبع( فعل أمر‪ ،‬و )الأسيئة( مفعول أول‪ ،‬و)الأحسنة( مفعول ثان‪.‬‬
‫سنعةع تعنم م‬ ‫" عوأعتنبررع الأ ط‬
‫سينئعةع الأعح ع‬
‫حعها" جواب المر‪ ،‬ولأهذا جزمت‪،‬‬
‫" تعنم م‬
‫والأمعنى‪ :‬إذا فعلت سيئة فأتبعها بحسنة‪،‬فهذها الأحسنة تمحو الأسيئة‪.‬‬
‫واختلف الأعلماء ‪ -‬رحمهم ال ‪ -‬هل الأمراد بالأحسنة الأتي تتبع الأسيئة هي الأتوبة‪ ،‬فكأنه قال‪ :‬إذا أسأت‬
‫فتب‪ ،‬أو الأمراد الأعموما؟‬
‫الأصواب‪ :‬الأثاني‪ ،‬أن الأحسنة تمحو الأسيئة وإن لأم تكن توبة‪ ،‬دلأيل هذا قولأه تعالأى‪) :‬عوأعقررم الأ ط‬
‫صلعةا طععرفعري‬
‫‪1‬‬
‫سينعئات(‬ ‫الأنطـعهارر ومزعلأفا رمن الألطنيرل إرطن لأانحسعنا ر‬
‫ت يمنذرهنبعن الأ ط‬ ‫عع‬ ‫ع‬ ‫ع‬
‫حعها" فبين الأنتيجة هي أنها تمحوها‪.‬‬ ‫سنعةع تعنم م‬ ‫" عوأعتنبررع الأ ط‬
‫سينئعةع الأعح ع‬
‫" وعخالأررق الأطنا ر‬
‫سصن" أي عامل الأناس بخلق حسن‪.‬‬ ‫س بمخلمصق عح ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬
‫والأمخملق‪ :‬هو الأصفة الأباطنة في النسان‪ ،‬والأعخنلمق‪ :‬هو الأصفة الأظاهرةا‪،‬والأمعنى‪ :‬عامل الأناس بالخلق‬
‫الأحسنة بالأقول وبالأفعل‪.‬‬
‫فما هو الأخلق الأحسن؟‬
‫قال بعضهم‪ :‬الأخلق الأحسن‪ :‬كف الذىِ‪ ،‬وبذل الأندىِ‪ ،‬والأصبر على الذىِ ‪ -‬أي على أذىِ الأغير ‪-‬‬
‫والأوجه الأطلق‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫)هود‪ :‬الية ‪(114‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫وضابط ذلأك ما ذكرها ال عبز وجل في قولأه‪) :‬مخرذ لأانععنفعو (‪ 1‬أي خذ ما عفا وسهل من الأناس‪ ،‬ولترد من‬
‫بانعر ر‬
‫فا عوأعنعرر ن‬
‫ض ععرن‬ ‫ر‬
‫الأناس أن يأتوك على ما تحب لن هذا أمر مستحيل‪ ،‬لأكن خذ ما تيسر)عوأنممنر لأ م ن‬
‫جارهرليعن( ‪2‬وهل الأخلق الأحسن رجنبلرقي أو يحصل بالأكسب؟‬
‫لأان ع‬
‫الأجواب‪ :‬بعضه جبلي‪ ،‬وبعضه يحصل بالأكسب ‪.‬‬
‫من فوائد هذا الأحديث‪:‬‬
‫‪1.‬وجوب تقوىِ ال عبز وجل حيثما كان النسان‪ ،‬لأقولأه‪" :‬اتطرق ال عحنيثمعما مكن ع‬
‫ت" وذلأك بفعل أوامرها‬
‫واجتناب نواهيه سواء كنت في الأعلنية أو في الأسر‪.‬‬
‫وأيهما أفضل‪ :‬أن يكون في الأسر أو في الأعلنية؟‬
‫وفي هذا تفصيل‪ :‬إذا كان إظهارك لألتقوىِ يحصل به الأتأبسي والتباع لأما أنت عليه فهنا إعلنها أحسن‬
‫وأفضل‪ ،‬ولأهذا مدح ال الأذين ينفقون سبرا وعلنية‪ ،‬وقال الأنبي صلى ال عليه وسلم ‪" :‬عمنن عسطن رفي‬
‫سنعةا فعـلعهم أعنجمرعها عوأعنجمر عمنن ععرمعل برعها إرعلأى عيورما الأرقعياعمرة"‬ ‫ر‬
‫ارلنسلما مسنطةا عح ع‬
‫أما إذا كان ل يحصل بالظهار فائدةا فالسرار أفضل‪،‬لأقول الأنبي صلى ال عليه وسلم فيمن يظبلهم ال في‬
‫ر‬ ‫ر‬ ‫ظله‪" :‬رجل تعصطدعق بر ص‬
‫صعدقعة فعأعنخعفاعها عحطتى لع تعـنعلععم شعمالأمهم عما تمـنفمق يع ر ن‬
‫ميـنمهم "‪.‬‬ ‫ع‬ ‫عم ن ع‬
‫وهل الفضل في ترك الأمعاصي إعلنه أو إسرارها؟‬
‫يقال فيه ما قيل في الوامر‬
‫فإن قال قائل‪ :‬قولأه صلى ال عليه وسلم ‪" :‬اتطرق الع عحنيثمعما مكن ع‬
‫ت" هل يشمل فعل الوامر في أماكن غاير‬
‫ل؟‬
‫لئقة كالأمراحيض مث ا‬
‫الأجواب‪ :‬ل تفعل الوامر في هذها الماكن‪ ،‬ولأكن انرو بقلبك أنك مطيع ل عبز وجل ممتثل لمرها مجتنب‬
‫لأنهيه‪.‬‬
‫حعها‪.‬‬
‫سنعةع تعنم م‬ ‫‪2.‬أن الأحسنات يذهبن الأسيئات لأقولأه‪ :‬أعتنبررع الأ ط‬
‫سينئعةع الأعح ع‬
‫‪3.‬فضل ال عبز وجل على الأعباد وذلأك لننا لأو رجعنا إلأى الأعدل لأكانت الأحسنة ل تمحو الأسيئة إل‬
‫بالأموازنة‪ ،‬وظاهر الأحديث الأعموما‪.‬‬
‫وهل ميشترط أن ينوي بهذها الأحسنة أنه يمحو الأسيئة الأتي فعل؟‬

‫‪1‬‬
‫]العأراف‪[199:‬‬
‫‪2‬‬
‫]العأراف‪[199:‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫فالأجواب‪ :‬ظاهر الأحديث‪ :‬ل‪ ،‬وهذا من نعمة ال عبز وجل على الأعباد ومن مقتضى كون رحمته سبقت‬
‫غاضبه‪.‬‬
‫‪4.‬الأحث على مخالأقة الأناس بالأخلق الأحسن‪ ،‬لأقولأه‪" :‬وعخالأررق الأطنا ر‬
‫س بمخلمصق عح ع‬
‫سصن"‪.‬‬ ‫ع‬ ‫ع‬
‫فإن قيل‪ :‬معاملة الأناس بالأحزما والأقوةا والأجفاء أحيانا هل ينافي هذا الأحديث أو ل؟‬
‫فالأجواب‪ :‬ل ينافيه‪ ،‬لنه لأكل مقاما مقال‪ ،‬فإذا كانت الأمصلحة في الأغلظة والأشدةا فعليك بها‪ ،‬وإذا كان‬
‫المر بالأعكس فعليك بالألين والأرفق‪ ،‬وإذا دار المر بين الألين والأرفق أو الأشدةا والأعنف فعليك بالألين‬
‫ب الأنرفنعق رفي العنمرر مكلنره"وال الأموبفق‪.‬‬
‫والأرفق‪ ،‬لن الأنبي صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬إرطن الع عرفرنينق يمرح د‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫الحديث التاسع عشر‬
‫ف الأنبي صلى ال عليه وسلم عيوعما‬ ‫ت عخنل ع‬ ‫س رضي ال عنهما عقاعل‪ :‬مكن م‬ ‫ل برن ععطبا ص‬ ‫س ععنبرد ا ر‬ ‫ععنن أعربي ععطبا ص‬
‫ك‪ ،‬إرعذاع عس علأأن ع‬
‫ت‬ ‫ت ‪ :‬انحعفرظ الع عيحعفظك‪ ،‬انحعفرظ الع تعرجدهام تمعجاعه ع‬ ‫ك عكلرما ص‬
‫فعـعقاعل‪) :‬عيا غاملعمما إربني أمععلنمم ع ع‬
‫ل‪ ،‬عوانععلم أعطن المبمة لأو انجتععمععت عععلى أن عينعفمعوعك ربشيصء لأعنم يعـنـعفمعوعك‬ ‫ت عفانستعرعن ربا ر‬ ‫ل‪ ،‬عوإرعذاع انستعـععن ع‬‫عفانسأعرل ا ع‬
‫ص‬ ‫ص‬ ‫ر‬
‫ضدروعك ربشيء لأعنم عيضروك إل بشيء عقد عكتعبعهم الم‬ ‫رإل ربشيصء عقد عكتعبعهم الم علأك‪ ،‬ورإن انجتععمعوا عععلى أعنن يع م‬
‫ف( روأاه الترماذَي وأقال‪ :‬حديث حسن‬ ‫صمح م‬ ‫ت الأ د‬ ‫ك‪ ،‬رفععت العنقلما‪ ،‬وجبف ر‬
‫م عع‬ ‫ععلعني ع م‬
‫ر‬
‫فا إلأى ا ر‬
‫ل‬ ‫ك‪ ،‬تعـععطر ن‬‫صحيح ‪ -‬وأفي روأاية ‪ -‬غير الترماذَي‪ ) :‬احفرظ الع تعصجندهام أععماعم ع‬
‫ك‪،‬‬‫ك لأعنم يعمكن لأرميخرطئ ع‬ ‫صابع ع‬ ‫شدرةا‪ ،‬عوانععلم أن عما عأخطأعك لأعنم يعمكن لأرميصيب ع‬
‫ك‪ ،‬عوعما أع ع‬ ‫ك في الأ ب‬ ‫في الأطرخارء عيعررفن ع‬
‫ب‪ ،‬عوأعطن عمعع الأمعسرر ميسرا (‬ ‫ج عمعع الأعكر ر‬‫صنبرر‪ ،‬عوأعطن الأعفعر ع‬
‫صعر عمعع الأ ط‬ ‫عوانعلعنم أطن الأنط ن‬

‫الشرح‬
‫ف الأنبي" يحتمل أنه راكب معه ويحتمل أنه يمشي خلفه‪،‬وأيا كان فالأمهم أنه أوصاها بهذها‬
‫ت عخنل ع‬
‫قولأه "مكن م‬
‫الأوصايا الأعظيمة‪.‬‬
‫" عيا مغالمما" لن ابن عباس رضي ال عنهما كان صغيراا‪ ،‬فإن الأنبي صلى ال عليه وسلم توفي وابن عباس‬
‫قد ناهز الحتلما يعني من الأخامسة عشر إلأى الأسادسة عشر أو أقل ‪.‬‬
‫ر‬
‫ت" قال ذلأك من أجل أن ينتبه لأها "انحعفرظ الع عيحعفظ ع‬
‫ك" هذها كلمة عظيمة جليلة‬ ‫ك عكلرما ص‬
‫قال‪" :‬إني أمععلمم ع ع‬
‫واحفظ تعني احفظ حدودها وشريعته بفعل أوامرها واجتناب نواهيه وكذلأك بأن تتعلم من دينه ما تقوما به‬
‫عبادتك ومعاملتك وتدعو به إلأى ال عبز وجل‪ ،‬واحفظ ال يحفظك في دينك وأهلك ومالأك ونفسك لن‬
‫ال سبحانه وتعالأى يجزي الأمحسنين بإحسانه وأهم هذها الشياء هو أن يحفظك في دينك ويسلمك من‬
‫ىِ عوآعتامهنم‬ ‫طر‬
‫الأزيغ والأضلل لن النسان كلما اهتدىِ زادها ال عبز وجل هدىِ )عوالأذيعن انهتععدنوا عزاعدمهنم مهد ا‬
‫تعـنقعوامهنم( ‪ ،1‬وعملرعم من هذا أن من لأم يحفظ ال فإنه ل يستحق أن يحفظه ال عبز وجل وفي هذا الأترغايب‬
‫على حفظ حدود ال عبز وجل ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫)محمد‪(17:‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫ك" ونقول في قولأه‪ :‬انحعفرظ الع كما قلنا في الولأى‪ ،‬ومعنى‬
‫الأكلمة الأثانية قال "انحعفرظ الع تعرجدهام تعجاعه ن‬
‫تجدها تجاهك وأمامك معناهما واحد يعني تجد ال عبز وجل أمامك يدلأك على كل خير ويقربك إلأيه‬
‫ويهديك إلأيه ويذود عنك كل شر ول سيما إذا حفظت ال بالستعانة به فإن النسان إذا استعان بال عبز‬
‫وجل وتوكل عليه كان ال حسبه ول يحتاج إلأى أحد بعد ال قال تعالأى‪) :‬عيا أعيدـعها الأنطبردي عحنسبم ع‬
‫ك الألطهم عوعمرن‬
‫‪1‬‬
‫ك رمعن لأانممنؤُرمرنيعن(‬
‫اتطـبعـعع ع‬
‫أي حسبك وحسب من اتبعك من الأمؤُمنين ولأهذا قال‪" :‬انحعفرظ الع تعرجندهام تعجاعه ع‬
‫ك" ‪.‬‬
‫ت عفانسعأل ا ر‬
‫ل" إذا سالأت حاجة فل تسأل إل ال عبز وجل ول تسأل الأمخلوق‬ ‫سأن ع‬
‫الأكلمة الأثالأثة‪" :‬إعذا ع لأ‬
‫شيئا وإذا قدر أنك سألأت الأمخلوق ما يقدر عليه فاعلم أنه سبب من السباب وأن الأمسبب هو ال عبز‬
‫وجل لأو شاء لأمنعه من إعطائك سؤُالأك فاعتمد على ال تعالأى‪.‬‬
‫ت عفانستعرعن ربا ر‬
‫ل" فإذا أردت الأعون وطلبت الأعون من أحد فل تطلب الأعون إل‬ ‫الأكلمة الأرابعة‪" :‬عوإرعذا انستعـععن ع‬
‫ن‬
‫من ال عبز وجل‪ ،‬لنه هو الأذي بيدها ملكوت الأسموات والرض‪ ،‬وهو يعينك إذا شاء وإذا أخلصت‬
‫الستعانة بال وتوكلت عليه أعانك‪ ،‬وإذا استعنت بمخلوق فيما يقدر عليه فاعتقد أنه سبب‪ ،‬وأن ال هو‬
‫الأذي سخرها لأك‪ .‬وفي هاتين الأجملتين دلأيل على أنه من نقص الأتوحيد أن النسان يسأل غاير ال‪ ،‬ولأهذا‬
‫تكرها الأمسألأة لأغير ال عبز وجل في قليل أو كثير‪،‬‬
‫ص‬ ‫ص‬
‫الأكلمة الأخامسة‪" :‬عوانععلم أعطن المبمة لأو انجتععمععت عععلى أن عينعفمعوعك ربشيء لأعنم يعـنـعفمعوعك رإل ربشيء عقد عكتعبعهم‬
‫الم لأمك" المة كلها من أولأها إلأى آخرها لأو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لأن ينفعوك إل بشيء قد كتبه‬
‫ال لأك‪ ,‬وعلى هذا فإن نفع الأخلق الأذي يأتي لألنسان فهو من ال في الأحقيقة لنه هو الأذي كتبه لأه وهذا‬
‫حث لأنا على أن نعتمد على ال عبز وجل ونعلم أن المة ل يجلبون لأنا خيرا إل بإذن ال عبز وجل‪.‬‬
‫ر‬
‫ضدروعك ربشيصء لأعنم عيضروك إل بشيصء عقد عكتعبعهم الم ععلعني ع‬
‫ك"‬ ‫الأكلمة الأسادسة ‪" :‬ورإن انجتععمعوا عععلى أعنن يع م‬
‫وعلى هذا فإن نالأك ضرر من أحد فاعلم أن ال قد كتبه عليك فارض بقضاء ال وبقدرها‪،‬‬
‫ف" يعني أن ما كتبه ال عبز وجل قد انتهى فالقلما رفعت‬ ‫الأكلمة الأسابعة‪" :‬مرفععت العنقلمما‪ ،‬عوعجبفت الأ د‬
‫صمح م‬
‫والأصحف جفت ول تبديل لأكلمات ال ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫)النأفال‪(64:‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫ر‬
‫قولأه رواها الأترمذي وقال‪ :‬حديث حسن صحيح‪ ،‬وفي رواية غاير الأترمذي‪" :‬احفرظ الع عتجدهام أععماعم ع‬
‫ك" وهذا‬
‫شدرةا" يعني قم بحق ال عبز‬
‫ك في الأ ب‬ ‫ل في الأطرخارء عيعررفم ع‬
‫فا إلأى ا ر‬ ‫بمعنى "انحعفرظ الع تعرجدهام تمعجاعه ع‬
‫ك‪ ،‬تعـععطر ن‬
‫شدرةا إذا زالأت عنك الأصحة وزال‬ ‫ك في الأ ب‬ ‫وجل في حال الأرخاء وفي حال الأصحة وفي حال الأغنى عيعررف ع‬
‫عنك الأغنى واشتدت حاجتك عرفك بما سبق لأك أو بما سبق فعل الأخير الأذي تعرفت به إلأى ال عبز‬
‫ك" أي ما وقع عليك فلن‬ ‫ك علأم يعمكن لأميخرطئم ع‬ ‫وجل‪".‬عوانععلم أعطن عما عأخطعأععك لأعنم يعمكن لأميصيبع ع‬
‫ك‪ ،‬عوعما أع ع‬
‫صابع ع‬
‫يمكن دفعه‪ ،‬وما لأم يحصل لأك فل يمكن جلبه‪ ،‬ويحتمل أن الأمعنى‪ ،‬يعني أن ما قدر ال عبز وجل أن‬
‫يصيبك فإنه ل يخطئك‪ ،‬بل لبد أن يقع لن ال قدرها‪.‬‬
‫وأن ما كتب ال عبز وجل أن يخطئك رفعه عنك فلن يصيبك أبداا‪ ،‬فالمر كله بيد ال‪،‬وهذا يؤُدي إلأى أن‬
‫صنبرر" فهذها الأجملة فيها الأحث‬ ‫يعتمد النسان على ربه اعتمادا كاملا ثم قال‪" :‬عوانعلعنم أطن الأنط ن‬
‫صعر عمعع الأ ط‬
‫على الأصبر‪ ،‬من أجل أن ينال الأنصر‪ ،‬والأصبر هنا يشمل الأصبر على طاعة ال وعن معصيته وعلى أقدارها‬
‫الأمؤُلأمة‬
‫ج عمعع الأعكنر ر‬
‫ب" الأفرج انكشافا الأشدةا والأكرب‪ ،‬فكلما اكتربت المور فإن الأفرج‬ ‫وقولأه‪" :‬عوانعلعنم عأن الأعفعر ع‬
‫سوء(‪ 1‬فكل يسر بعد‬ ‫ضطعطر إرعذا عدععاهام عويعنكرش م‬
‫ف الأ د‬ ‫ب لأانمم ن‬ ‫ر‬
‫قريب‪ ،‬لن ال عبز وجل يقول في كتابه‪) :‬أعطمنن يمجي م‬
‫عسر بل إن الأعسر محفوفا بيسرين ‪ ،‬يسر سابق ويسر لحق قال ال تعالأى‪) :‬فعرإطن عمعع لأانعمنسرر يمنسرا * إرطن‬
‫عمعع لأانعمنسرر يم ن‬
‫سرا ( ‪ ،‬قال ابن عباس رضي ال عنه "علأن عيغلم ع‬
‫‪2‬‬
‫ب عسنر ميسعرين" ‪.‬‬
‫* مان فوائد الحديث ‪:‬‬
‫ك عكرلما ص‬
‫ت"‪.‬‬ ‫‪1.‬ملطفة الأنبي صلى ال عليه وسلم لأمن هو دونه حيث قال‪" :‬عيا مغالما إني أمععلرمم ع‬
‫‪2.‬أنه ينبغي لأمن ألأقي كلم ا ذا أهمية أن يقدما لأه ما يوجب لأفت النتباها‪ ،‬حيث قال‪" :‬عيا غاملعمما إني أمععلرمم ع‬
‫ك‬
‫ت"‪.‬‬‫عكرلما ص‬
‫ك"‪.‬‬‫‪3.‬أن من حفظ ال حفظه ال لأقولأه‪ " :‬احعفظ ال عيحعفظ ع‬
‫‪4.‬أن من أضاع ال ‪ -‬أي أضاع دين ال ‪ -‬فإن ال يضيعه ول يحفظه‪،‬‬
‫‪5.‬أن النسان إذا احتاج إلأى معونة فليستعن بال‪ ،‬ولأكن ل مانع أن يستعين بغير ال ممن يمكنه أن يعينه‬

‫‪1‬‬
‫)النمل‪ :‬الية ‪(62‬‬
‫‪2‬‬
‫]الشرح‪[6-5:‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪6.‬أن المة لأن تستطيع أن تنفع أحدا إل إذا كان ال قد كتبه لأه‪ ،‬ولأن يستطيعوا أن يضروا أحدا إل أن‬
‫يكون ال تعالأى قد كتب ذلأك عليه‪.‬‬
‫‪7.‬أنه يجب على الأمرء أن يكون معلقا رجاءها بال عبز وجل وأن ليلتفت إلأى الأمخلوقين‬
‫‪8.‬أن كل شيء مكتوب منتصه منه‪ ،‬فقد ثبت عن الأنبي صلى ال عليه وسلم أن ال عبز وجل كتب مقادير‬
‫‪.‬‬
‫الأخلق قبل أن يخلق الأسموات والرض بخمسين ألأف سنه‬
‫‪9.‬في الأرواية الخرىِ أن النسان إذا تعرفا إلأى ال عبز وجل بطاعته في الأصحة والأرخاء عرفه ال تعالأى في‬
‫حال الأشدةا فلطف به وأعانه وأزال شدته‪.‬‬
‫‪10.‬أن النسان إذا كان قد كتب ال عليه شيئا فإنه ل يخطئه‪ ،‬وأن ال عبز وجل إذا لأم يكتب عليه شيئا‬
‫فإنه ل يصيبه‪.‬‬
‫‪11.‬الأبشارةا الأعظيمة لألصابرين‪ ،‬وأن الأنصر مقارن لألصبر‪.‬‬
‫‪12.‬فيه الأبشارةا الأعظيمة أيضا بأن تفريج الأكربات وإزالأة الأشدائد مقرون بالأكرب‪،‬‬
‫‪13.‬الأبشارةا الأعظيمة أن النسان إذا أصابه الأعسر فلينتظر الأيسر‪،‬‬
‫ك‬ ‫‪14.‬تسلية الأعبد عند حصول الأمصيبة‪ ،‬وفوات الأمحبوب على أحد الأمعنيين في قولأه‪" :‬عوانععلم أن عما أع ع‬
‫صابع ع‬
‫ك ‪ ،‬عوعما أخطأععك لأعنم يعمكن رلأيصيعبك" فالأجملة الولأى تسلية في حصول الأمكروها‪،‬والأثانية تسلية‬
‫لأعنم يعمكن لأرميخرطئ ع‬
‫في فوات الأمحبوب‪ .‬وال الأموفق‪.‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫الحديث العشروأن‬
‫ي رضي ال عنه عقاعل‪ :‬عقاعل رسومل ا ر‬ ‫ص‬
‫ل صلى ال عليه‬ ‫ع من‬ ‫ي الأبعندر ن‬ ‫صار ن‬ ‫ععنن عأبني عمنسعمنود معقعبة برن ععنمصرو العن ع‬
‫ت( روأاه‬‫صنعنع عما رشئ ع‬ ‫س رمن عكلعرما الأدنبمـطورةا ا م‬
‫لوعلأى رإذا علأم عتستعنحري فا ن‬
‫ر ر‬
‫وسلم )إطن مطما عأدعرعك الأعنا م‬
‫البخاري‪.‬‬

‫الشرح‬
‫ر ر‬
‫وقولأه‪" :‬إطن مما عأدعرعك الأنا م‬
‫س" )من( هنا لألتبعيض‪ ،‬أي إن بعض الأذي أدركه الأناس من كلما الأنبوةا الولأى‪...‬‬
‫الأخ‪.‬‬
‫وقولأه‪ :‬الأنبعورةا ا م‬
‫لوعلأى يعني الأسابقة‪ ،‬فيشمل الأنبوةا الولأى على الطلق‪ ،‬والأنبوةا الولأى بالأنسبة لأنبوةا الأنبي‬
‫صلى ال عليه وسلم فعليه نفسر ‪ :‬الأنبعورةا ا م‬
‫لوعلأى أي الأسابقة ‪.‬‬
‫صعنع عما رشئت" هذها الأكلمة من كلما الأنبوةا الولأى‪ ،‬والأحياء هو عبارةا عن انفعال‬
‫"إذا علأم عتستعنحري عفا ن‬
‫يحدث لألنسان عند فعل ما ل يجمله ول يزينه‪ ،‬فينكسر ويحصل الأحياء‪.‬‬
‫وقولأه‪" :‬رإذا علأم عتستعنحري" يحتمل معنيين‪:‬‬
‫الأمعنى الول‪:‬إذا لأم تكن ذا حياء صنعت ما تشاء‪ ،‬فيكون المر هنا بمعنى الأخبر‪ ،‬لنه ل حياء عندها‪،‬‬
‫الأمعنى الأثاني‪ :‬إذا كان الأفعل ل ميستععحيى منه فاصنعه ول تبارل‪.‬‬
‫فالول عائد على الأفاعل‪ ،‬والأثاني عائد على الأفعل‪.‬‬
‫والأمعنى‪ :‬ل تترك شيئا إذا كان ل ميسعتحيى منه‪.‬‬
‫وقولأه‪" :‬فاصعنع عما رشئت" أي افعل‪،‬والمر هنا لألباحة على الأمعنى الأثاني‪،‬أي إذا كان الأفعل مما ل‬
‫يستحيى منه فل حرج‪.‬‬
‫وهي لألذما على الأمعنى الول‪ ،‬أي أنك إذا لأم يكن فيك حياء صنعت ما شئت‪.‬‬
‫* مان فوائد الحديث ‪:‬‬
‫‪ -1‬أن الثار عن المم الأسابقة قد تبقى إلأى هذها المة‪،‬‬
‫وما سبق عن المم الأسابقة إما أن ينقل عن طريق الأوحي في الأقرآن‪ ،‬أو في الأسنة ‪،‬أو يكون مما تناقله‬
‫الأناس‪.‬‬
‫وأما ما يؤُثر عن الأنبوةا الولأى‪ :‬فهذا ينقسم إلأى ثلثة أقساما‪:‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫الأقسم الول‪:‬ما شهد شرعنا بصحته‪،‬فهو صحيح مقبول‪.‬‬
‫الأقسم الأثاني‪:‬ما شهد شرعنا ببطلنه‪ ،‬فهو باطل مردود‪.‬‬
‫الأقسم الأثالأث‪:‬ما لأم يرد شرعنا بتأييدها ول تفنيدها‪،‬فهذا يتوقف فيه‪،‬وهذا هو الأعدل‪.‬‬
‫ش أن يفهم الأمخاعطب أنه‬
‫ولأكن مع ذلأك ل بأس أن يتحدث به النسان في الأمواعظ وشبهها إذا لأم يخ ع‬
‫صحيح‪.‬‬
‫‪ -2‬أن هذها الأجملة‪ :‬رإذا علأم عتستعنحري فاصعنع عما رشئت مأثورةا عمن سبق من المم‪ ،‬لنها كلمة توجه إلأى‬
‫كل خلق جميل‪.‬‬
‫‪ -3‬الأثناء على الأحياء‪ ،‬سواء على الأوجه الول أو الأثاني‪ ،‬وقد ثبت عن الأنبي صلى ال عليه وسلم أنه قال‪:‬‬
‫الأعحعياءم مشعبعةن رمعن ارليعمارن‬
‫والأحياء نوعان‪:‬‬
‫الول‪:‬فيما يتعلق بحق ال عبز وجل‪.‬‬
‫الأثاني‪:‬فيما يتعلق بحق الأمخلوق‪.‬‬
‫أما الأحياء فيما يتعلق بحق ال عبز وجل فيجب أن تستحي من ال عبز وجل أن يراك حيث نهاك‪ ،‬وأن‬
‫يفقدك حيث أمرك‪.‬‬
‫وأما الأحياء من الأمخلوق فأن تك ط‬
‫ف عن كل ما يخالأف الأمروءةا والخلق‪.‬‬
‫ثم الأحياء نوعان أيضا من وجه آخر‪:‬‬
‫نوع غاريزي طبيعي‪ ،‬ونوع آخر مكتسب‪.‬‬
‫والول أفضل وهو الأحياء الأغريزي‪.‬‬
‫ولأكن اعلم أن الأحياء خلق محمود إل إذا منع مما يجب‪ ،‬أو أوقع فيما يحرما ‪ ،‬فإذا منع مما يجب فإنه‬
‫مذموما كما لأو منعه الأحياء من أن ينكر الأمنكر مع وجوبه‪ ،‬فهذا حياء مذموما‪ ،‬أنكر الأمنكر ول تبارل‪ ،‬ولأكن‬
‫بشرط أن يكون ذلأك واجبا وعلى حسب الأمراتب والأشروط‪ ،‬وحياء ممدوح وهو الأذي ل يوقع صاحبه في‬
‫ترك واجب ول في فعل محرما‪.‬‬
‫‪ -4‬أن من خلق النسان الأذي ل يستحيي أن يفعل ما شاء ول يبالأي ‪.‬‬
‫‪ -5‬ومن فوائد الأحديث على الأمعنى الأثاني‪ :‬أن ما ل يستحيى منه فالنسان حل في فعله لأقولأه‪ :‬إعذا علأم‬
‫عتستعنحري عفاصعنع عما رشئت‪.‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪ -6‬فيه الأرد على الأجبرية‪ ،‬لثبات الأمشيئة لألعبد‪ .‬وال الأموفق‪.‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫الحديث الحادي وأالعشروأن‬
‫ل قمنل لأرني رفي‬
‫ت يا رسوعل ا ر‬ ‫ر ر‬ ‫ر‬
‫ععرن عأبني ععنمصرو‪ ،‬عوقنيعل‪،‬عأبني عنمعرعةا مسنفعياعن برن ععنبد ال رضي ال عنه عقاعل‪ :‬قمـنل م ع ع م ن‬
‫ل ثمطم استعرقنم"‬
‫ت با ر‬ ‫ارلنسلرما قعـنولا لع أعنسأعمل ععنهم أععحعدا عن‬
‫غايـعرعك؟ عقاعل‪" :‬قمنل آعمن م‬

‫الشرح‬
‫قولأه‪" :‬قل لأي في السلما " أي في الأشريعة‪.‬‬
‫قولا ل أسأل عنه أحدا غايرك يعني قولا يكون حدا فاصلا جامع ا مانعاا‪.‬‬
‫ل" وهذا في الأقلب "ثمطم استعرقم" على طاعته‪ ،‬وهذا في الأجوارح‪.‬‬ ‫ت ربا ر‬
‫فقال لأه‪" :‬مقل آعمن م‬
‫ل" محل اليمان الأقلب "ثمطم استعرقم" وهذا في عمل‬ ‫ت ربا ر‬
‫فأعطاها الأنبي صلى ال عليه وسلم كلمتين‪" :‬آمن م‬
‫ع‬
‫الأجوارح‪.‬‬
‫وهذا حديث جامع‪ ،‬من أجمع الحاديث‪.‬‬
‫ت يشمل قول الألسان وقول الأقلب‪.‬‬ ‫فقولأه‪ :‬مقل آعمن م‬
‫قال أهل الأعلم‪:‬قول الأقلب‪:‬هو إقرارها واعترافه‪.‬‬
‫ت ربا ر‬
‫ل" أي أقررت به على حسب ما يجب علي من اليمان بوحدانيته في الأربوبية واللأوهية والسماء‬ ‫"آعمن م‬
‫والأصفات‪.‬‬
‫ثم بعد اليمان "راستعرقم" أي سر على صراط مستقيم‪ ،‬فل تخرج عن الأشريعة ل يمينا ول شما ا‬
‫ل‪.‬‬
‫هاتان الأكلمتان جمعتا الأدين كله‪.‬‬
‫فلننظر‪ :‬اليمان بال يتضمن الخلصا لأه في الأعبادةا‪ ،‬والستقامة تتضمن الأتمشي على شريعته عبز وجل‪،‬‬
‫فيكون جامعا لأشرطي الأعبادةا وهما‪ :‬الخلصا والأمتابعة‪.‬‬
‫* مان فوائد الحديث ‪:‬‬
‫‪1.‬حرصا الأصحابة رضي ال عنهم على الأعلم‪ ،‬وذلأك لأما يرد على الأنبي صلى ال عليه وسلم منهم من‬
‫السئلة‪.‬‬
‫‪2.‬عقل أبي عمرو أو أبي عمرةا رضي ال عنه حيث سأل هذا الأسؤُال الأعظيم الأذي فيه الأنهاية‪ ،‬ويستغنى عن‬
‫سؤُال أي أحد‪.‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪3.‬أن النسان ينبغي لأه أن يسأل عن الأعلم الأسؤُال الأجامع الأمانع حتى ل تشتبه عليه الأعلوما وتختلط‪،‬‬
‫غايـعرك"‪،‬وفي هذا إشكال وهو قولأه‪" :‬ل عأسأعمل ععنهم أععحعدا عن‬
‫غايـعرك" فهل يمكن‬ ‫لأقولأه‪" :‬عقولا ل عأسأعمل ععنهم أععحعدا عن‬
‫أن يسأل الأصحابة رضي ال عنهم أحدا غاير رسول ال في أمور الأدين؟‬
‫فالأجواب‪ :‬نعم ‪ ،‬يمكن أن يسأل أحدهم عمنن يفوقه في الأعلم‪ ،‬وهذا وارد‪ ،‬ثم هذها الأكلمة تقال حتى وإن لأم‬
‫يكن يسأل ‪ ،‬لأكن تقال من أجل أن يهتم الأمسؤُول بالأجواب‪.‬‬
‫ت ربا ر‬
‫ل‪ ،‬ثمطم‬ ‫‪4.‬أن الأنبي صلى ال عليه وسلم أعطي جوامع الأكلم حيث جمع كل الأدين في كلمتين‪":‬آعمن م‬
‫استعرقم"‬
‫‪5.‬الأتعبير بكلمة الستقامة دون الأتعبير الأمشهور عند الأناس الن بكلمة اللأتزاما‪ ، ،‬والأصواب أن يقال‪ :‬فلن‬
‫مستقيم كما جاء في الأقرآن والأسنة ‪.‬‬
‫‪6.‬أن من قصر في الأواجبات فما استقاما‪،‬‬
‫‪7.‬أنه ينبغي لألنسان أن يتفقد نفسه دائماا‪ :‬هل هو مستقيم أو غاير مستقيم؟ فإن كان مستقيما حمد ال‬
‫وأثنى عليه وسأل ال الأثبات‪ ،‬وإن كان غاير مستقيم وجب عليه الستقامة وأن يعدل سيرها إلأى ال عبز وجل‪.‬‬
‫فالستقامة وصف عاما شامل لأجميع العمال ‪ ،‬وال الأموفق‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫الحديث الثاني وأالعشروأن‬
‫ر ر‬ ‫ر ر‬
‫ي رضي ال عنه أعطن عرمجلا عسأععل الأنبي صلى ال عليه وسلم‬ ‫ععنن عأبني ععنبد ال عجابررر برن ععنبد ال العن ع‬
‫صار ن‬
‫ر‬ ‫صلطني م‬
‫ت الأعحعراعما‪ ،‬عولأعنم أعرزند‬ ‫ت عرعمضاعن‪ ،‬عوعأحعلل م‬
‫ت الأعحلععل‪ ،‬عوعحطرنم م‬ ‫صنم م‬
‫ت الأعمنكمتوعبات‪ ،‬عو م‬ ‫ت رإذا ع‬ ‫فعـعقاعل‪" :‬أععرعأي ع‬
‫جطنة ؟ عقاعل‪ :‬نعـععنم"روأاه ماسلم‬ ‫ك عشيئ ا عأدمخمل الأ ع‬ ‫ععلى عذلأر ع‬

‫الشرح‬

‫يقول جابر رضي ال عنه‪ :‬إن رجلا سأل الأنبي صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬وهذا الأرجل ل نحتاج لأمعرفة عينه‪،‬‬
‫لن الأمقصود الأقضية الأتي وقعت‪ ،‬ول نحتاج إلأى الأتعب في الأبحث عنه‪،‬الألهم إل أن يكون تعيينه مما‬
‫يختلف به الأحكم فلبد من الأتعيين‪.‬‬
‫ت" بمعنى أخبرني‪.‬‬ ‫وقولأه "أععرعأي ع‬
‫ت‬ ‫ت الأعمكتوعبات" وهن خمس صلوات في الأيوما والأليلة كما قال عبز وجل‪) :‬إرطن الأ ط‬
‫صلعةا عكانع ن‬ ‫صلي م‬ ‫رإذا " ع‬
‫عععلى لأانممنؤُرمرنيعن كرعتابا عمنومقوتا (‪ 1‬وغاير الأخمس ل يجب إل لأسبب يقتضيه‪ ،‬وهذا ميععرفا بالأتأمل‪.‬‬
‫ضان" أي الأشهر الأمعروفا‪.‬‬
‫ت عرعم ع‬
‫" عوصم م‬
‫حلعل" أي فعلت الأحلل معتقدا حله‪ ،‬هذا معنى قولأه‪" :‬عأحعللت" لن أحل الأشيء لأها معنيان‪:‬‬ ‫" عوعأحعلل م‬
‫ت الأ ع‬
‫الأمعنى الول‪:‬العتقاد أنه حلل‪.‬‬
‫الأمعنى الأثاني‪:‬الأعمل به‪.‬‬
‫حعراعما" أي اجتنبت الأحراما معتقدا تحريمه‪.‬‬
‫ت الأ ع‬
‫"عوعحطرم م‬
‫ولأكن الأنووي ‪-‬رحمه ال‪ -‬بعد أن ساق الأحديث لأم يقيد الأحراما بكونه معتقدا تحريمه‪،‬لن اجتناب الأحراما‬
‫خير وإن لأم يعتقد أنه حراما‪ ،‬لأكن إذا اعتقد أنه حراما صار تركه لألحراما عبادةا لنه تركه لعتقادها أنه حراما‪.‬‬
‫"عأدمخل الأ ع‬
‫جنة" يعني أأدخل الأجنة‪ ،‬والأجنة هي دار الأنعيم الأتي أعدها ال عبز وجل لألمتقين‪ ،‬فيها مال عين‬
‫رأت‪ ،‬ول أذن سمعت‪ ،‬ول خطر على قلب بشر‪،‬والأجنة فيها فاكهة ونخيل ورمان وفيها لأحم وماء وفيها لأبن‬
‫وعسل‪.‬‬
‫السم مطابق لسماء ما في الأدنيا ولأكن الأحقيقة مخالأفة لأها غااية الأمخالأفة‬
‫‪1‬‬
‫)النساء‪ :‬الية ‪(103‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫قال‪ :‬نعـععم ونعم حرفا جواب لثبات الأمسؤُول عنه‪ ،‬والأمعنى‪ :‬نعم تدخل الأجنة ‪.‬‬
‫* مان فوائد الحديث ‪:‬‬
‫‪1.‬حرصا الأصحابة رضي ال عنهم على الأسؤُال‪.‬‬
‫‪2.‬بيان غاايات الأصحابة رضي ال عنهم‪ ،‬وأن غااية الأشيء عندهم دخول الأجنة‪ ،‬ل كثرةا الموال‪ ،‬ول كثرةا‬
‫الأبنين‪ ،‬ول الأترفه في الأدنيا مما يدل على كمال غااياتهم رضي ال عنهم‪.‬‬
‫‪3.‬أن النسان إذا اقتصر على الأصلةا الأمكتوبة فل لأوما عليه‪ ،‬ول يحرما من دخول الأجنة ‪ ،‬لأقولأه‪" :‬أععرعأي ع‬
‫ت‬
‫ت الأعمكتوعبات"‪.‬‬ ‫رإذا ع‬
‫صلي م‬
‫فإن قال قائل‪ :‬قال الماما أحمد ‪ -‬رحمه ال‪ -‬فيمن ترك الأوتر‪ :‬هو رجل سوء ل ينبغي أن تقبل لأه شهادةا؟‬
‫فالأجواب‪ :‬أن كونه رجل سوء ل يمنعه من دخول الأجنة‪ ،‬فهو رجل سوء ترك الأوتر وأقله ركعة مما يدل على‬
‫أنه مهمل ول يبالأي إذ لأم يطلب منه ركعات كثيرةا‪ ،‬بل ركعة واحدةا ومع ذلأك يتركها‪.‬‬
‫‪4.‬أن الأصلوات وكذلأك الأصوما من أسباب دخول الأجنة‪،‬‬
‫‪5.‬أن ل يمتنع النسان من الأحلل‪ ،‬لأقولأه‪" :‬عوعأحعلل م‬
‫ت الأعحلل" فكون النسان يمتنع من الأحلل لأغير سبب‬
‫شرعبي مذموما ولأيس بمحمود‪.‬‬
‫‪6.‬إن الأحراما‪ :‬ما حرمه ال تعالأى في كتابه‪ ،‬أو على لأسان رسولأه صلى ال عليه وسلم ‪،‬وتحليل الأحلل‬
‫وتحريم الأحراما هو عاما في جميع الأمحللت وجميع الأمحرمات‪ ،‬ولأهذا قال‪ :‬عأدمخل الأ ع‬
‫جنة؟ عقاعل‪:‬نعـععم ‪.‬‬
‫وفي هذا الأحديث إشكال‪ :‬أن الأرجل قال‪ :‬لأم أزد على ذلأك شيئاا‪ .‬وقد قال لأه الأنبي صلى ال عليه وسلم‬
‫تدخل الأجنة‪ ،‬مع أنه نقص من أركان السلما الأزكاةا والأحج‪،‬والأزكاةا مفروضة قبل الأصياما‪،‬يعني فل يقال‪ :‬لأعل‬
‫هذا الأحديث قبل أن تفرض الأزكاةا‪ ،‬أما الأحج فيمكن أن نقول إن هذا الأحديث قبل فرض الأحج‪،‬لأكن ل‬
‫يمكن أن نقول إنه قبل فرض الأزكاةا‪ ،‬فما الأجواب عن هذا؟‬
‫الأجواب أن يقال‪ :‬لأعل الأنبي صلى ال عليه وسلم علم من حال الأرجل أنه لأيس ذا مال‪ ،‬وعلم أنه إذا كان‬
‫حعراما" ومنع الأزكاةا من الأحراما‪.‬‬
‫ت الأ ع‬
‫ذا مال فسوفا يؤُدي الأزكاةا‪،‬لنه قال‪" :‬عوعحطرم م‬
‫أما الأحج فما أسهل أن نقول‪ :‬لأعل هذا الأحديث قبل فرض الأحج‪ ،‬لن الأحج إنما فرض في الأسنة الأتاسعة‬
‫أو الأعاشرةا‪.‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫وانعمنمعرعةا لأرلطره(‪1‬فهذا فرض إتمامه ل ابتدائه‪ .‬وقد يقال‪ :‬ذلأك داخل في قولأه‪:‬‬
‫وأما قولأه تعالأى‪) :‬عوأعتردموا لأانعحطج ع لأ‬
‫حعراعما" لن ترك الأحج حراما وترك الأزكاةا حراما‪.‬‬ ‫ت الأ ع‬
‫"عحطرم ع‬
‫‪7.‬أن الأجواب بـ‪ :‬نعم إعادةا لألسؤُال‪ ،‬لن قولأه‪ :‬أعأعندمخمل الأعجنطعة؟ عقاعل‪ :‬نعـععنم يعني تدخل الأجنة‪ ،‬ولأهذا لأو‬
‫ت امرأتك؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬فإنها تطلق لن قولأه‪:‬نعم‪ ،‬أي طلقتها‪.‬‬ ‫سئل الأرجل فقيل لأه‪ :‬أطبلق ع‬
‫حلعل فعلته معتقدا رحلطمه(‪.‬إهـ‬ ‫ت الأعحعراعما اجتنبته‪ ،‬ومعنى أعنحلعنل ع‬
‫ت الأ ع‬ ‫قال الأنووي ‪ -‬رحمه ال‪ -‬ومعنى عحطرنم ع‬
‫وهناك معنى آخر غاير الأذي ذكرها الأنووي ‪ -‬رحمه ال وهو‪ :‬أن تعتقد أن الأحراما حراما ولبد‪ ،‬لنك إذا لأم‬
‫تعتقد أن الأحراما حراما فإنك لأم تؤُمن بالأحكم الأشرعي‪ ،‬وإذا لأم تعتقد أن الأحلل حلل فإنك لأم تؤُمن‬
‫ل‪ ،‬والأحراما حراماا‪.‬‬
‫بالأحكم الأشرعي‪ ،‬فلبد من أن تعتقد الأحلل حل ا‬
‫وتفسير الأنووي ‪ -‬رحمه ال‪ -‬فيه شيء من الأقصور‪ .‬وال أعلم‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫)البقرة‪ :‬الية ‪(196‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫الحديث الثالث وأالعشروأن‬
‫صم العنشعرر ن ر‬
‫ضي ال ععنهم عقاعل‪ :‬عقاعل رسومل ا ر‬
‫ل صلى ال عليه وسلم‪( :‬‬ ‫ث برن ععا ر‬ ‫ععن أعربي مالأر ص‬
‫ك الأحار ر‬
‫عم‬ ‫ي عر ع م‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ن‬
‫ل تعنملَرن ‪ -‬عأو تعنملم ‪ -‬عما بعـنيعن‬ ‫ل والأحممد ر‬
‫عن‬
‫ل تعملم الأميزاعن‪ ،‬وسنبحاعن ا ر‬
‫م ع‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫الأطدمهومر عشطنمر ارلينعمان‪ ،‬والأعحنممد ن‬
‫ك عأو ععلعني ع‬
‫ك‪ ،‬مكدل‬ ‫صبـر ر‬
‫ضعيانء‪ ،‬عوالأمقنرآمن محطجةن لأع ع‬ ‫صعدقعةم بمـنرعهانن‪ ،‬عوالأ ط ن م‬
‫صلةام منونر‪ ،‬والأ ط‬
‫ض‪ ،‬عوالأ ط‬ ‫سعمارء والعنر ر‬ ‫الأ ط‬
‫سهم فعممنعترمقعها عأو مموبرمقعها)روأاه ماسلم‪.‬‬ ‫ر‬ ‫الأطنا ر‬
‫س يعـغنمدو فعـعبائنع نعـنف ع‬

‫الشرح‬
‫قولأه‪ :‬الأطدمهومر عشطنمر ارلينعمارن أي نصفه‪ ،‬وذلأك أن اليمان ‪ -‬كما يقولأون ‪ -‬تخلية وتحلية ‪.‬‬
‫الأتخلية ‪ :‬بالأطهور‪ ،‬والأتحلية‪ :‬بفعل الأطاعات‪.‬‬
‫فوجه كون الأطهور شطر اليمان‪ :‬أن اليمان إما فعل وإما ترك‪.‬‬
‫والأبترمك تعطعدهنر‪ ،‬والأفعل إيجاد‪.‬‬
‫فقولأه‪" :‬عشطنمر ارلينعمارن" قيل في معناها‪ :‬الأتخلي عن الشراك لن الأشرك بال نجاسة كما قال ال تعالأى‪:‬‬
‫جس(‪ 1‬فلهذا كان الأطهور شطر اليمان‪ ،‬وهذا الأمعنى أحسن وأعبم‪.‬‬ ‫)إرنطعما لأانممنشررمكوعن نع ع‬
‫ل تعنملم الأرميعزاعن" يعني قول الأقائل‪ :‬الأحمد ل يمتلئ الأميزان بها‪ ،‬أي الأميزان الأذي توزن به‬‫"والأحممد ر‬
‫ع عن‬
‫س عشنيئ ا عوإرنن عكاعن‬ ‫ضع لأانموارزين لأانرقس ع ر ر ر ر‬
‫ط لأيعـنوما لأانقعياعمة عفل تمظنلعمم نعـنف ن‬ ‫العمال كما قال ال عبز وجل‪) :‬عونع ع م ع ع ع ن‬
‫‪2‬‬
‫رمثنـعقاعل عحبطصة رمنن عخنرعدصل أعتع نـيـعنا برعها عوعكعفى برعنا عحارسربيعن(‬
‫ل تعنملَرن ‪ -‬أو تعنملم –" )أو( هذها شك من الأراوي‪ ،‬يعني هل قال‪ :‬تملَن ما‬ ‫ل‪ ،‬والأحممد ر‬ ‫ر‬
‫"عومسنبعحاعن ا ع ع‬
‫بين الأسماء والرض‪ ،‬أو قال‪:‬تمل ما بين الأسماء والرض‪ .‬والأمعنى ل يختلف‪ ،‬ولأكن لأحرصا الأرواةا على‬
‫تحبري اللأفاظ يأتون بمثل هذا‪.‬‬
‫"سبحان ال والأحمد ل"‪ :‬فيها نفي وإثبات‪ .‬الأنفي في قولأه‪" :‬سنبحاعن ا ر‬
‫ل" أي تنزيها ل عبز وجل عن كل ما‬ ‫م ع‬
‫ل يليق به‪ ،‬والأذي ينزها ال تعالأى عنه ثلثة أشياء‪:‬‬
‫الول‪ :‬صفات الأنقص‪ ،‬فل يمكن أن يتصف بصفة نقص‪.‬‬
‫الأثاني‪ :‬الأنقص في كمالأه‪ ،‬فكمالأه ل يمكن أن يكون فيه نقص‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫)التوبة‪ :‬الية ‪(28‬‬
‫‪2‬‬
‫)النأبياء‪(47:‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫الأثالأث‪ :‬مشابهة الأمخلوق‪.‬‬
‫ودلأيل الول قول ال عبز وجل‪) :‬عوتعـعوطكنل عععلى لأانعحني الأطرذي ل يعممو م‬
‫ت(‬
‫‪1‬‬

‫فنفى عنه الأموت لنه نقص‪ ،‬وقولأه‪ ) :‬ل تعأنمخمذهام رسنعةن عول نعـنونما لأعهم( فنفى عنه الأ ن‬
‫‪2‬‬
‫سعنة والأنوما لنهما نقص‪.‬‬
‫سعنا رمنن‬
‫ض عوعما بع نـيـنعـمهعما رفي رستطرة أعطياصما عوعما عم ط‬ ‫سماوا ر‬
‫ت عوانلعنر ع‬ ‫ودلأيل الأثاني‪ :‬قول ال تعالأى‪) :‬عولأععقند عخلعنقعنا الأ ط ع ع‬
‫ص ‪3‬‬
‫لأممغوب(‬
‫سعنا رمنن‬
‫فخلق هذها الأمخلوقات الأعظيمة قد يوهم أن يكون بعدها نقص أي تعب وإعياء فقال‪) :‬عوعما عم ط‬
‫ب(‪.‬‬ ‫لأممغو ص‬
‫صيمر(‪ 4‬حتى في الأكمال الأذي هو‬ ‫سرميع لأانب ر‬ ‫ر رر‬
‫س عكمثنله عشنيءن عومهعو الأ ط م ع‬ ‫ودلأيل الأثالأث‪ :‬قول ال تعالأى‪ ) :‬لأعني ع‬
‫كمال في الأمخلوق فال تعالأى ل يماثله‪.‬‬
‫ل الأحمد يكون على صفات الأكمال‪ ،‬فالأحمد هو وصف الأمحمود بالأكمال مع الأمحبة‬ ‫والأحممد ر‬
‫ع عن‬
‫ل‪ ،‬والأحممد ر‬
‫ل" فيها‪ :‬نفي الأنقص بالنواع الأثلثة‪ ،‬وإثبات‬ ‫والأتعظيم‪ ،‬فتكون هذها الأجملة‪" :‬سنبحاعن ا ر‬
‫عن‬ ‫م ع‬
‫الأكمال‪.‬‬
‫"عتملَرن ‪ -‬عأو تعنملم ‪ -‬عما بعـنيعن الأ ط‬
‫سعماء عوالعنر ر‬
‫ض" والأذي بين الأسماء والرض مسافة ل يعلمها إل ال عبز‬
‫وجل‪.‬‬
‫وظاهر الأحديث‪ :‬أنها تملم ما بين الأسماء والرض لأيس في منطقتك وحدك‪ ،‬بل في كل الأمناطق‪.‬‬
‫صلةام نونر" أي صلةا الأفريضة والأنافلة نور‪ ،‬نور في الأقلب‪ ،‬ونور في الأوجه‪ ،‬ونور في الأقبر‪ ،‬ونور في‬
‫"عوالأ ط‬
‫الأحشر‪ ،‬لن الأحديث مطلق‪ ،‬وجبرب تجد‪.‬‬
‫صعدقعمة" الأصدقة‪ :‬بذل الأمال لألمحتاج تقبرب ا إلأى ال عبز وجل‪.‬‬
‫"والأ ط‬
‫"بمـنرعهانن" أي دلأيل على صدق إيمان الأمتصبدق‪.‬‬
‫وجه ذلأك‪ :‬أن الأمال محبوب لألنفوس‪ ،‬ول يبذل الأمحبوب إل في طلب ما هو أحب‪ ،‬وهذا يدبل على إيمان‬
‫الأمتصدق‪ ،‬ولأهذا سمى الأنبي صلى ال عليه وسلم الأصدقة برهاناا‪.‬‬
‫ضعياءن الأصبر‪ :‬حبس الأنفس عما يجب الأصبر عنه وعليه‪ ،‬قال أهل الأعلم‪ :‬والأصبر ثلثة أنواع‪:‬‬ ‫صبر ر‬
‫عوالأ ط م‬
‫‪1‬‬
‫)الفرقان‪(58:‬‬
‫‪2‬‬
‫)البقرة‪ :‬الية ‪(255‬‬
‫‪3‬‬
‫) ق‬
‫ق‪(38:‬‬
‫‪4‬‬
‫)الشورى‪ :‬الية ‪(11‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫الول‪ :‬صبر عن معصية ال‪ :‬بمعنى أن تحبس نفسك عن فعل الأمحبرما حتى مع وجود الأسبب‪.‬‬
‫الأثاني‪ :‬صبر على طاعة ال‪ :‬بأن يحبس النسان نفسه على الأطاعة‬
‫الأثالأث‪ :‬صبر على أقدار ال‪ :‬فإن ال تعالأى يقدر لألعبد ما يلئم الأطبيعة وما ل يلئم‪ ،‬والأذي ل يلئم يحتاج‬
‫إلأى صبر‪ ،‬بأن يحبس نفسه عن الأتسبخط الأقلبي أو الأقولأي أو الأفعلي إذا نزلأت به مصيبة‪.‬‬
‫وهناك مرتبة فوق الأصبر وهي الأرضا بأقدار ال‪ ،‬والأرضا بأقدار ال أكمل حالا من الأصبر على أقدار ال‪.‬‬
‫والأفرق‪ :‬أن الأصابر قد تأبلأم قلبه وحزن وانكسر‪ ،‬لأكن منع نفسه من الأحراما‪.‬‬
‫ش مع الأقضاء والأقدر‬
‫والأراضي‪ :‬قلبه تابع لأقضاء ال وقدرها‪ ،‬فيرضى ما اختارها ال لأه ول يهبمه ‪ ،‬فهو متم ب‬
‫إيجابا ونفياا‪.‬‬
‫وأي أنواع الأصبر الأثلثة أفضل؟‬
‫نقول‪ :‬أما من حيث هو صبر فالفضل الأصبر على الأطاعة‪،‬‬
‫ثم الأصبر عن الأمعصية‪ ،‬ثم الأصبر على القدار‪ ،‬لن القدار ل حيلة لأك فيها ‪.‬‬
‫أما من حيث الأصابر‪ :‬فأحيانا تكون معاناةا الأصبر عن الأمعصية أشد من معاناةا الأصبر على الأطاعة‪.‬‬
‫صبـر ر‬
‫ضعياءن" ولأم يقل‪ :‬إنه نور‪ ،‬والأصلةا قال ‪ :‬إنها نور‪ .‬وذلأك لن الأضياء فيه حرارةا‪،‬كما قال ال عبز‬ ‫"عوالأ ط ن م‬
‫شمس ر‬
‫ضعياءا (‪ 1‬ففيه حرارةا‪ ،‬والأصبر فيه حرارةا ومرارةا‪ ،‬لنه شاق على النسان‪ ،‬ولأهذا جعل‬ ‫وجل‪) :‬عجعععل الأ ط ن ع‬
‫الأصلةا نوراا‪ ،‬وجعل الأصبر ضياءا لأما يلبسه من الأمشقة والأمعاناةا‪.‬‬
‫ك عأو ععلعني ع‬
‫ك" الأقرآن هو كلما ال عبز وجل الأذي نزل به جبريل المين الأقوي على قلب‬ ‫"والأمقرآمن محطجةن لأع ع‬
‫الأنبي صلى ال عليه وسلم من عند ال تعالأى‪ ،‬ل تبديل فيه ول تغيير‪ ،‬ولأهذا وصف ال تعالأى جبريل الأذي‬
‫هو رسول ال إلأى محمد صلى ال عليه وسلم بأنه قوي أمين كما قال ال عبز وجل‪) :‬إرنطهم لأععقنومل عرمسوصل‬
‫طاصع ثعطم أعرميصن( ‪2‬لأيتببين أنه عليه الأسلما أمين على الأقرآن قوي‬ ‫عكرريصم* رذي قمـطوصةا رعنعد رذي لأانععنر ر‬
‫ش عمركيصن * مم ع‬
‫على حفظه وعدما الأتلعب به‪.‬‬
‫هذا الأقرآن كلما ال عبز وجل‪ ،‬تكبلم به حقيقة‪ ،‬وسمعه جبريل عليه الأسلما‪ ،‬ونزل به على قلب الأنبي صلى‬
‫ال عليه وسلم ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫)يونأس‪ :‬الية ‪(5‬‬
‫‪2‬‬
‫]التكوير‪[21-19 :‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫هذا الأقرآن الأكريم هو كلما ال لأفظه ومعناها‪ ،‬فالمر والأنهي والأخبر والستخبار والأقصص كلها كلما ال‬
‫عبز وجل‪.‬‬
‫إذا هذا الأقرآن ‪ -‬الأذي نسأل ال أن يجعله حجة لأنا ‪ -‬كلما ال حقاا‪ ،‬تكلم به حقاا‪ ،‬وسمعه جبريل حقاا‪،‬‬
‫ونزل به على قلب الأنبي صلى ال عليه وسلم حقاا‪ ،‬فوعاها الأنبي صلى ال عليه وسلم حتى إنه كان يتعجل‬
‫أن يتابع جبريل لأئل يفوته شيء فقال ال عز وجل لأه‪ ) :‬ل تمحنرنك برره لأرسانع ع ر‬
‫ك لأتعـنععجعل برره*إرطن عع عنليـعنا عجنمععهم‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ب‬
‫عوقمـنرآنعهم( ‪1‬حيث الأتزما ال تعالأى بجمعه وقرآنه)عفاتطبرنع قمـنرآنعهم(‪ 2‬أي قرأها جبريل‪ ،‬وأضافا قراءةا جبريل إلأى نفسه‬
‫عبز وجل لن جبريل رسولأه إلأى محمد صلى ال عليه وسلم ‪،‬فأضافا فعل جبريل إلأى نفسه لنه هوا لأذي‬
‫‪3‬‬
‫أرسله ‪) :‬ثمطم إرطن عع عنليـعنا بعـعيانعهم(‬
‫الأتزاما من ال عبز وجل أوجبه على نفسه أن يجمع الأقرآن‪ ،‬وأن يقرأها جبريل على محمد صلى ال عليه‬
‫وسلم‪ ،‬وأن يببينه ‪.‬‬
‫ك عأو ععلي ع‬
‫ك" يكون الأقرآن حجة لأك إذا نصحت لأه‪ ،‬ويكون حجة عليك إذا لأم تنصح لأه‪.‬‬ ‫"الأمقرآمن محطجةن لأ ع‬
‫قولأه‪" :‬مكدل الأطنا ر‬
‫س يعـغنمدو" أي كل الأناس يخرج مبكرا في الأغدوةا في الأصباح وهذا من باب ضرب الأمثل‪.‬‬
‫سمه" أي الأغادي يبيع نفسه‪ ،‬ومعنى يبيع نفسه أنه يكلفها بالأعمل‪ ،‬لنه إذا كلفها بالأعمل أتعب‬ ‫ر‬
‫"فعـعبائنع نعـنف ع‬
‫الأنفس فباعها‪.‬‬
‫ينقسم هؤُلء الأباعة إلأى قسمين‪ :‬معتق و موبق ‪ ،‬ولأهذا قال‪:‬‬
‫"فعممنعترمقعها عأو مموبرمقعها " فيكون بيعه لأنفسه إعتاقا إذا قاما بطاعة ال كما قال ال عبز وجل‪) :‬عورمعن الأطنا ر‬
‫س عمنن‬
‫ت الألطره(‪ 4‬يشتري نفسه أي يبيع نفسه ابتغاء مرضاةا ال عبز وجل‪ ،‬فهذا الأذي باع‬ ‫ضا ر‬
‫سهم ابنترعغاءع عمنر ع‬
‫يعنشرري نعـنف ع‬
‫نفسه ابتغاء مرضاةا ال وقاما بطاعته قد أعتقها من الأعذاب والأنار‪.‬‬
‫والأذي أوبقها هو الأذي لأم يقم بطاعة ال عبز وجل حيث أمضى عمرها خسراناا‪ ،‬فهذا موبق لأها أي مهلك‬
‫لأها‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫]القيامة‪[17-16:‬‬
‫‪2‬‬
‫)القيامة‪ :‬الية ‪(18‬‬
‫‪3‬‬
‫)القيامة‪(19:‬‬
‫‪4‬‬
‫)البقرة‪ :‬الية ‪(207‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫لأما قسم الأنبي صلى ال عليه وسلم الأناس بالأنسبة لألقرآن إلأى من يكون الأقرآن حجة لأه‪ ،‬ومن يكون حجة‬
‫عليه ذكر أن الأعمل أيضا قد يكون على النسان وقد يكون لألنسان‪ ،‬فيكون لألنسان إذا كان عملا‬
‫صالأحاا‪ ،‬ويكون عليه إذا كان عملا سيئاا‪.‬‬
‫سهم" يتبين لأك أن النسان لبد أن يعمل إما خيرا وإما‬ ‫ر‬ ‫وانظر إلأى هذا الأحديث‪" :‬مكدل الأطنا ر‬
‫س يعـغنمدو فعـعبائنع نعـنف ع‬
‫شراا‪.‬‬
‫* مان فوائد الحديث ‪:‬‬
‫‪1.‬الأحث على الأطهور الأحسي والأمعنوي‪ ،‬وجه ذلأك أنه قال‪" :‬الأطدمهومر عشطنمر ارلينعمارن"‬
‫‪2.‬أن اليمان يتبعض‪ ،‬فبعضه فعل وبعضه ترك‪،‬‬
‫‪3.‬فضيلة حمد ال عبز وجل حيث قال‪ :‬إنها تمل الأميزان‪.‬‬
‫‪4.‬إثبات الأميزان‪ ،‬والأميزان جاء ذكرها في الأقرآن عدةا مرات‪ ،‬جاء ذكرها مجموعا وذكرها مفرداا‪.‬‬
‫وهذا الأميزان هل هو حسي أو معنوي؟‬
‫والأقول الأصحيح‪ :‬إنه حسي‪ ،‬لأه كفتان ولأه لأسان‪،‬توزن به العمال الأصالأحة والأسيئة‪.‬‬
‫وهنا يرد إشكال‪ :‬كيف يوزن الأعمل وهو لأيس بجسم‪ ،‬وكيف الأحمد تمل الأميزان وهي لأيست بجسم؟‬
‫والأجواب عن كل هذا سهل‪ ،‬وهو‪ :‬أن ال عبز وجل قادر على أن يجعل العمال أجسام ا والأمعاني أجساماا‪،‬‬
‫فإنه على كل شيء قدير عبز وجل‪ ،‬ألأم يثبت عن الأنبي صلى ال عليه وسلم أنه أخبر أن الأبقرةا وآل عمران‬
‫تأتيان يوما الأقيامة كأنهما غامامتان أو غايايتان تظلن صاحبهما‪،‬وهما عمل‪ ،‬لأكن ال على كل شيء قدير‪.‬‬
‫سعمارء‬ ‫ر‬ ‫رر‬
‫‪5.‬فضيلة الأجمع بين سبحان ال والأحمد ل لأقولأه "مسبعحاعن ال عو الأعحممد لأله عتملَن عما عبيعن الأ ع‬
‫ض" ووجه ذلأك أن الأجمع بينهما جمع بين نفي الأعيوب والأنقائص وإثبات الأكمالت‪.‬‬ ‫لر ر‬
‫عوا ع‬
‫ففي "مسبعحاعن ال" نفي الأعيوب والأنقائص‪ ،‬وفي "الأعحممد رلألره" إثبات الأكمالت‪.‬‬
‫‪6.‬أن الأصلةا نور ويتفرع على هذا‪:‬‬
‫الأحث على كثرةا الأصلةا‪ .‬ولأكن يرد علينا أن كثيرا من الأمصلين وكثيرا من الأصلوات من الأمصلي الأواحد ل‬
‫يشعر النسان بأنها نور‪ ،‬فما الأجواب؟‬
‫الأجواب أن نقول‪ :‬إن كلما الأرسول صلى ال عليه وسلم حق ل إشكال فيه‪ ،‬لأكن عدما استنارةا الأقلب‬
‫لأخلل في الأسبب أو وجود مانع‪.‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫وقس على هذا كل شيء رتب الأشرع عليه حكما وتخلف فاعلم أن ذلأك إما لأوجود مانع‪ ،‬أو لختلل‬
‫سبب‪ ،‬وإل فكلما ال عبز وجل حق وكلما رسولأه صلى ال عليه وسلم حق‪.‬‬
‫صعدقعةم بمـنرعهانن"‪.‬‬
‫‪7.‬الأحث على الأصدقة‪ ،‬لأقولأه‪" :‬الأ ط‬
‫‪8.‬أن بذل الأمحبوب يدل على صدق الأباذل‪ ،‬والأمحبوب الأذي ميبعذل في الأصدقة هو الأمال‪.‬‬
‫صبـر ر‬
‫ضعياءن"‪.‬‬ ‫‪9.‬الأحث على الأصبر وأنه ضياء وإن كان فيه شيء من الأحرارةا‪ ،‬لأكنه ضياء ونور لأقولأه‪" :‬عوالأ ط ن م‬
‫‪10.‬أن حامل الأقرآن إما غاانم وإما غاارما‪ ،‬ويتفرع على هذها الأفائدةا‪:‬‬
‫أن يحاسب النسان نفسه هل عمل بالأقرآن فيكون حجة لأه‪،‬أو ل‪ ،‬فيكون حجة عليه فليستعتب‪.‬‬
‫ىِ‪ ،‬بل إما لألنسان وإما على النسان‪.‬‬
‫‪11.‬عظمة الأقرآن وأنه لأن يضيع هكذا سد ا‬
‫‪12.‬بيان حال الأناس وأن كل الأناس يعملون من الأصباح‪ ،‬وأنهم يبيعون أنفسهم‪،‬‬
‫‪13.‬أن الأحرية حقيقة هي الأقياما بطاعة ال عبز وجل‪ ،‬ولأيس إطلق النسان نفسه لأيعمل كل سيء أرادها‪،‬‬
‫قال ابن الأقيم ‪ -‬رحمه ال ‪ -‬في الأنونية‪:‬‬
‫وبلوا برق الأنفس والأشيطان‬ ‫هربوا من الأرق الأذي خلقوا لأه‬
‫فكل إنسان يفر من عبادةا ال فإنه سيبقى في رق الأشيطان ‪.‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫الحديث الرابع وأالعشروأن‬
‫ععنن عأبي ذبر الأرغعفانري رضي ال عنه ععن الأنبي صلى ال عليه وسلم فيعما يعـنرويه ععنن عربرنره عطز وجل أعنطهم عقاعل‪:‬‬
‫ضاقل إرلط‬ ‫ت الأظدنلعم عععلى نعـنفرسني عوعجععنلتمهم بع نـيـنعمكنم ممعحطرعما عفل تععظالأعممنوا‪ ،‬عيا رععباردني مكلدمكنم ع‬ ‫)عيا رععباردني إرنني عحطرنم م‬
‫عمنن عهعدينـتمهم عفانستعـنهمدنورني أعنهردمكنم‪ ،‬عيا رععباردني مكلدمكنم عجائرنع إرلط عمنن أعطنععنمتمهم فاعنستعطنرعممورني أمطنرعنممكنم‪ ،‬عيا رععباردني‬
‫سمكنم‪ ،‬عيا رععباردني إرنطمكنم تمنخرطئمـنوعن برالألطنيرل عوالأنطـعهارر عوأععنا أعنغارفمر‬ ‫مكلدمكم ععاصر إرلط من عكسوتمهم عفانستعنك ر‬
‫سنونني أعنك م‬ ‫م‬ ‫ع ن عن‬ ‫ن‬
‫ضدرنونرني عولأعنن تع نـبـلمغمنوا نعـنفرعني‬
‫ضنرني فعـتع م‬ ‫ميـععا عفانستعـغنرفمرنونرني أعنغارفنر لأعمكنم‪ ،‬عيا رععباردني إرنطمكنم لأعنن تع نـبـلمغمنوا ع‬
‫ب عج ر ن‬‫الأدذنمـنو ع‬
‫ب عرمجصل عوارحصد رمنمكنم عما‬ ‫سمكنم عورجنطمكنم عكانمـنوا عععلى أعتنـعقى قعـنل ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر ر‬ ‫ر‬
‫فعـتعـنـعفعمنونني‪ ،‬عيا ععبادني لأعنو أعطن أعطولأعمكنم عوآخعرمكنم عوإ ن ع‬
‫سمكنم عورجنطمكنم عكانمـنوا عععلى أعفنعجرر قعـنل ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر ر‬ ‫ر‬ ‫عزاعد عذلأر ع‬
‫ب عرمجصل‬ ‫ك فعني ممنلكني عشنيئعاا‪ .‬عيا ععبادني لأعنو أعطن أعطولأعمكنم عوآخعرمكنم عوإ ن ع‬
‫سمكنم عورجنطمكنم عقاممنوا فرني‬ ‫ر‬ ‫ر ر‬ ‫ر‬ ‫وارحصد رمنمكم ما نعـعقص عذلأر ع ر‬
‫ك منن ممنلكني عشنيئعاا‪ ،‬عيا ععبادني لأعنو أطن أعطولأعمكنم عوآخعرمكنم عوإن ع‬ ‫ع‬ ‫نع‬ ‫ع‬
‫ص الأرمنخيع م‬ ‫ت مكطل وارحصد مسأعلأعتعهم ما نعـعقص عذلأر ع ر ر ر‬ ‫سأعلأمنونرني فعأعنعطعني م‬ ‫رص رص‬
‫ط‬ ‫ك مطما عندني إرلط عكعما يعـنـمق م‬ ‫ع‬ ‫ع عن ع‬ ‫صعنيد عواحد فع ع‬ ‫ع‬
‫خيـعرا عفليعنحعمرد‬ ‫ر‬ ‫ر ر‬ ‫ر‬
‫صيـعها لأعمكنم ثمطم أمعوفنـنيمكنم إرطياعها فععمنن عوعجعد ع ن‬ ‫إععذا أمندخعل الأبعنحعر‪ ،‬عيا ععبادني إرنطعما هعي أعنععمالأممكنم أمنح ر ن‬
‫سهم( روأاه ماسلم‪.‬‬ ‫ر‬
‫ك فعلع يعـلمنوعمطن إلط نعـنف ع‬ ‫غايـعر عذلأر ع‬
‫الع عوعمنن عوعجعد عن‬

‫الشرح‬
‫"قولأه فيعما يعـنرويعهم" الأرواية نقل الأحديث "ععنن عربرنره" أي عن ال عبز وجل‪ ،‬وهذا الأحديث يسمى عند‬
‫الأمحدثين قدسياا‪ ،‬والأحديث الأقدسي‪ :‬كل ما رواها الأنبي صلى ال عليه وسلم عن ربه عبز وجل‪.‬‬
‫لنه منسوب إلأى الأنبي صلى ال عليه وسلم تبليغاا‪ ،‬ولأيس من الأقرآن بالجماع‪ ،‬وإن كان كل واحد منهما‬
‫قد بلغه الأنبي صلى ال عليه وسلم أمته عن ال عبز وجل‪.‬‬
‫وقد اختلف الأعلماء رحمهم ال في لأفظ الأحديث الأقدسي‪ :‬هل هو كلما ال تعالأى‪ ،‬أو أن ال تعالأى أوحى‬
‫إلأى رسولأه صلى ال عليه وسلم معناها‪ ،‬والألفظ لأفظ رسول ال صلى ال عليه وسلم؟ على قولأين‪:‬‬
‫والأقول الأراجح‪ :‬أن الأحديث الأقدسي معناها من عند ال ولأفظه لأفظ الأنبي صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬وذلأك‬
‫لأوجهين‪:‬‬
‫الأوجه الول‪ :‬لأو كان الأحديث الأقدسي من عند ال لأفظا و معنى؛لأكان أعلى سندا من الأقرآن؛لن الأنبي‬
‫صلى ال عليه وسلم يرويه عن ربه تعالأى بدون واسطة؛كما هو ظاهر الأسياق‪ ،‬أما الأقرآن فنزل على الأنبي‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫ح لأانمقمدس من ربك ( ‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫صلى ال عليه وسلم بواسطة جبريل عليه الأسلما؛كما قال تعالأى‪) :‬قمنل نعـطزلأعهم مرو م‬
‫ساصن عععربربي ممربيصن( ‪.2‬‬ ‫رر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫وقال‪) :‬نعـزعل برره الأدروح انلعرمين*عععلى قعـنلبر ع ر‬
‫ك لأتعمكوعن معن لأانممنذ ريعن * بل ع‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫ع‬
‫الأوجه الأثاني‪:‬أنه لأو كان لأفظ الأحديث الأقدسي من عند ال؛لأم يكن بينه وبين الأقرآن فرق؛ لن كليهما على‬
‫هذا الأتقدير كلما ال تعالأى‪،‬والأحكمة تقتضي تساويهما في الأحكم حين اتفقا في الصل‪،‬ومن الأمعلوما أن‬
‫بين الأقرآن والأحديث الأقدسي فروق كثيرةا‪:‬‬
‫منها‪:‬أن الأحديث الأقدسي ل يتعبد بتلوته‪،‬بمعنى أن النسان ل يتعبد ال تعالأى بمجرد قراءته؛فل يثاب على‬
‫كل حرفا منه عشر حسنات‪،‬والأقرآن يتعبد بتلوته بكل حرفا منه عشر حسنات‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن ال عبز وجل تحدىِ أن يأتي الأناس بمثل الأقرآن أو آية منه‪،‬ولأم يرد مثل ذلأك في الحاديث‬
‫الأقدسية‪.‬‬
‫ومنه‪:‬أن الأقرآن محفوظ من عند ال عبز وجل؛كما قال سبحانه‪):‬إرطنا نعنحمن نعـ طلأزنعنا الأنذنكعر عوإرطنا لأعهم لأععحافر م‬
‫ظوعن( ‪3‬؛‬
‫والحاديث الأقدسية بخلفا ذلأك؛ ففيها الأصحيح والأحسن‪،‬بل أضيف إلأيها ما كان ضعيفا أو موضوعاا‪،‬‬
‫وهذا وإن لأم يكن منها لأكن نسب إلأيها وفيها الأتقديم والأتأخير والأزيادةا والأنقص‪.‬‬
‫ومنها‪:‬أن الأقرآن ل تجوز قراءته بالأمعنى بإجماع الأمسلمين‪ ،‬أما الحاديث الأقدسية؛ فعلى الأخلفا في جواز‬
‫نقل الأحديث الأنبوي بالأمعنى والكثرون على جوازها‪.‬‬
‫ومنها‪:‬أن الأقرآن تشرع قراءته في الأصلةا‪ ،‬ومنه ما ل تصح الأصلةا بدون قراءته‪ ،‬بخلفا الحاديث‬
‫الأقدسية‪.‬‬
‫سه إل طاهر على الصح‪ ،‬بخلفا الحاديث الأقدسية‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن الأقرآن ل يم ب‬
‫ومنها‪:‬أن الأقرآن ل يقرؤها الأجنب حتى يغتسل على الأقول الأراجح‪،‬بخلفا الحاديث الأقدسية‪.‬‬
‫ومنها‪:‬أن الأقرآن ثبت بالأتواتر الأقطعي الأمفيد لألعلم الأيقيني‪ ،‬فلو أنكر منه حرفا أجمع الأقراء عليه؛ لأكان‬
‫كافراا‪ ،‬بخلفا الحاديث الأقدسية؛ فإنه لأو أنكر شيئا منها مدبعيا أنه لأم يثبت؛ لأم يكفر‪ ،‬أما لأو أنكرها مع‬
‫علمه أن الأنبي صلى ال عليه وسلم قالأه؛ لأكان كافرا لأتكذيبه الأنبي صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬
‫وأجاب هؤُلء عن كون الأنبي صلى ال عليه وسلم أضافه إلأى ال‪ ،‬والصل في الأقول الأمضافا أن يكون‬
‫لأفظ قائله بالأتسليم أن هذا هو الصل‪ ،‬لأكن قد يضافا إلأى قائله معنى ل لأفظاا؛ كما في الأقرآن الأكريم؛‬
‫‪1‬‬
‫)النحل‪ :‬الية ‪(102‬‬
‫‪2‬‬
‫]الشعراء‪[195-193:‬‬ ‫‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫)الحجر‪(9:‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫فإن ال تعالأى يضيف أقوالا إلأى قائليها‪ ،‬ونحن نعلم أنها أضيفت معنى ل لأفظاا‪ ،‬كما في قصص النبياء‬
‫وغايرهم‪ ،‬وكلما الأهدهد والأنملة؛ فإنه بغير هذا الألفظ قطعاا‪.‬‬
‫وبهذا يتبين رجحان هذا الأقول‪،‬‬
‫ثم لأو قيل في مسألأتنا ‪ -‬الأكلما في الأحديث الأقدسي ‪ :-‬إن ا ع‬
‫لوعلأى ترك الأخوض في هذا؛ خوف ا من أن‬
‫يكون من الأتنبطع الأهالأك فاعله‪ ،‬والقتصار على الأقول بأن الأحديث الأقدسي ما رواها الأنبي صلى ال عليه‬
‫وسلم عن ربه وكفى؛ لأكان ذلأك كافياا‪ ،‬ولأعله أسلم وال أعلم‪.‬‬
‫نداءن من ال عبز وجل أبلغنا به أصدق الأمخبرين وهو محمد صلى ال عليه وسلم‪.‬‬
‫وقولأه‪" :‬عيا رععباردي" يشمل كل من كان عابدا بالأعبودية الأعامة والأعبودية الأخاصة‪.‬‬
‫ظلعم عععلى عنفرسي" أي منعته مع قدرتي عليه‪ ،‬وإنما قلنا‪ :‬مع قدرتي عليه لنه لأو كان ممتنعا‬
‫ت الأ د‬
‫"إرنني عحطرم م‬
‫على ال لأم يكن ذلأك مدحا ول ثنااء‪ ،‬إذ ل ميثنى على الأفاعل إل إذا كان يمكنه أن يفعل أو ل يفعل‪.‬‬
‫فلو سألأنا سائل مثلا وقال‪ :‬هل يقدر ال أن يظلم الأخلق؟‬
‫فالأجواب‪ :‬نعم‪ ،‬لأكن نعلم أن ذلأك مستحيل بخبرها‪ ،‬حيث قال‪) :‬عول يعظنلرمم عربد ع‬
‫ك أععحدا ( ‪.1‬‬
‫حطرعما " أي صيبرته بينكم محرماا‪.‬‬
‫"عوعجععلتمهم عبينعمكنم مم ع‬
‫حطرعم ا" أي فبناء على كونه محرم ا لتظالأموا‪،‬‬
‫"عفل تععظالأعمموا" هذا عطف معنوي على قولأه‪" :‬عجععلتمهم عبينعمكنم مم ع‬
‫أي ل يظلم بعضكم بعضاا‪.‬‬
‫ضاقل" أي تائه عن الأطريق الأمستقيم "إرلط عمنن عهعدينـتممه" أي علمته ووفقته‪ ،‬و علمته هذها‬
‫ي مكلدمكم ع‬ ‫ر‬
‫"عيا ععباد ع‬
‫هداية الرشاد و وفقته هداية الأتوفيق‪.‬‬
‫"عفاسعتهمدورني عأهردمكنم" أي اطلبوا مني الأهداية ل من غايري أهدكم‪ ،‬وهذا جواب المر‪ ،‬وهذا كقولأه‪:‬‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫)اندمعوني أعنستعج ن‬
‫ب لأعمكنم (‪. 2‬‬
‫"عيا رععباردي مكلدمكنم عجائرنع إرلط عمنن أعطنععنمتمهم" أي كلكم جائع إل من أطعمه ال‪ ،‬وهذا يشمل ما إذا فقد‬
‫الأطعاما‪ ،‬أو وجد ولأكن لأم يتمكن النسان من الأوصول إلأيه‪ ،‬فال هو الأذي أنبت الأزرع‪ ،‬وهو الأذي أدبر‬
‫الأضرع‪ ،‬وهو الأذي أحيا الأثمار‪ ،‬واقرأ من سورةا الأواقعة من قول ال تعالأى‪) :‬أعفعـعرعأينـتمنم عما تمنممنوعن* أعأعنـتمنم‬
‫تعنخلممقونعهم أعنما نعنحمن لأانعخالأرمقوعن*نعنحمن قعطدنرعنا بع نـيـنعمكمم لأانعمنو ع‬
‫ت عوعما نعنحمن برعمنسمبورقيعن*عععلى أعنن نمـبعندعل أعنمعثالأعمكنم‬
‫‪1‬‬
‫]الكهف‪[49:‬‬ ‫‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫)غافر‪(60:‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫عونمـنرشئعمكنم رفي عما ل تعـنعلعمموعن*و علأععقند ععلرنمتممم الأنطنشأععةا ا ن م‬
‫لوعلأى فعـلعنول تععذطكمروعن*أعفعـعرعأينـتمنم عما تعنحمرمثوعن*أعأعنـتمنم‬
‫شاءم لأععجععنلعناهام محعطام ا فعظعنلتمنم تعـعفطكمهوعن*إرطنا لأعممغنعرمموعن* بعنل نعنحمن عمنحمرومموعن*‬ ‫تعـنزعرمعونعهم أعنما نعنحمن الأطزا رمعوعن* لأعنو نع ع‬
‫شاءم عجععنلعناهام أمعجاجا فعـلعنول‬ ‫أعفعـعرعأينـتممم لأانعماءع الأطرذي تعنشعرمبوعن* أعأعنـتمنم أعنـ علأزنتممموهام رمعن لأانممنزرن أعنما نعنحمن لأانممنرزملأوعن* لأعنو نع ع‬
‫شأنتمنم عشعجعرتعـعها أعنما نعنحمن لأانممنرشمئوعن* نعنحمن عجععنلعناعها تعنذكرعراةا‬ ‫تعنشمكمروعن* أعفعـعرعأينـتممم الأطناعر الأطرتي متومروعن* أعأعنـتمنم أعن ع‬
‫ك لأانععرظيرم( ‪ 1‬تجد كيف تحبدىِ ال الأخلق في هذها اليات ل بالأنسبة‬ ‫سبننح ربانسرم عربن ع‬ ‫ر‬
‫عوعمعتاعا لأنلممنقرويعن* فع ع‬
‫لألمأكول‪ ،‬ول الأمشروب‪ ،‬ول ما يصلح به الأمأكول والأمشروب‪ .‬فكبلنا جائع إل من أطعمه ال‪.‬‬
‫"عفانستعطنرعممورني" أي اطلبوا مني الطعاما‪ ،‬وإذا طلبتم ذلأك ستجدونه‪.‬‬
‫" أمطنرعنممكنم" أطعم‪ :‬فعل مضارع مجزوما على أنه جواب المر‪.‬‬
‫"عيا رععباردي مكلدمكم ععاصر" فكلنا عار‪ ،‬لننا خرجنا من بطون أمهاتنا عراةا‪.‬‬
‫"إرلب من عكسوتمهم عفاستعنك ر‬
‫سوني أعنك م‬
‫سمكنم" سواء كان من فعل النسان كالأكبير يشتري الأثوب‪ ،‬أو من فعل‬ ‫م‬ ‫عن ع‬
‫غايرها كالأصغير ميشترىِ لأه الأثوب‪ ،‬وربما يقال‪ :‬إنه يشمل لأباس الأدين‪ ،‬فيشمل الأكسوتين‪ :‬كسوةا الأجسد‬
‫الأحسبية‪ ،‬وكسوةا الأروح الأمعنوية‪.‬‬
‫"عيا رععبادي إرنطمكنم تمنخرطمئوعن" أي تجانبون الأصواب‪ ،‬لن العمال إما خطأ وإما صواب‪ ،‬فالأخطأ مجانبة‬
‫الأصواب وذلأك إما بترك الأواجب‪ ،‬وإما بفعل الأمحبرما‪.‬‬
‫وقولأه‪ :‬رباطلألنيرل الأباء هنا بمعنى‪) :‬في( كما هي في قول ال تعالأى‪) :‬عوإرنطمكنم لأعتعممدروعن ععلعنيرهنم‬
‫صبررحيعن*عوبرالألطنيل(‪ 2‬أي وفي الأليل‪.‬‬‫مم ن‬
‫ب عجرميععا " أي أسترها وأتجاوز عنها مهما كثرت‪ ،‬ومهما عظمت‪ ،‬ولأكن تحتاج إلأى‬ ‫ر‬
‫"عوأععنا عأغافمر الأدذمنو ع‬
‫الستغفار‪.‬‬
‫"عفاسعتغرفمرورني أعنغارفر لأعمكم" أي اطلبوا مغفرتي‪ ،‬إما بطلب الأمغفرةا كأن يقول‪ :‬الألهم اغافر لأي‪ ،‬أو‪ :‬أستغفر ال‬
‫وأتوب إلأيه‪ .‬وإما بفعل ما تكون به الأمغفرةا‪ ،‬فمن قال‪ :‬سبحان ال وبحمدها مائة مرةا غافرت خطاياها ولأو‬
‫كانت مثل زبد الأبحر‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫]الواقعة‪[74-58:‬‬
‫‪2‬‬
‫]الصافات‪[138-137:‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫ضدرورني‪ ،‬عولأعنن تع نـبـلممغوا عنفرعي فعـتعـنـعفمعورني" أي لأن تستطيعوا أن تضروني‬ ‫ي إرنطمكنم لأعنن تع نـبـلممغوا م‬
‫ضنرني فعـتع م‬ ‫ر‬
‫"عيا ععباد ع‬
‫ول أن تنفعوني‪ ،‬لن الأضار والأنافع هو ال عبز وجل والأعباد ل يستطيعون هذا‪ ،‬وذلأك لأكمال غاناها عن عبادها‬
‫عبز وجل‪.‬‬
‫ب عرمجصل عواحصد رمنمكنم عما عزاعد عذلأر ع‬
‫ك‬ ‫سمكنم عورجنطمكنم عكامنوا عععلى عأتعقى عقل ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫ي علأو أعطن أعطولأعمكنم عوآخعرمكنم عوإن ع‬
‫ر ر‬
‫"عيا ععباد ع‬
‫رفي ممنلركي عشنيئع ا" يعني لأو أن كل الأعباد من النس والأجن الولأين والخرين كانوا على أتقى قلب رجل ما‬
‫زاد ذلأك في ملك ال شيئاا‪ ،‬وذلأك لن ملكه عبز وجل عاما واسع لأكل شيء‪ ،‬لألتقبي والأفاجر‪.‬‬
‫ووجه قولأه‪" :‬عما عزاعد عذلأر ع‬
‫ك رفي مملركي عشيئعا " أنهم إذا كانوا على أتقى قلب رجل واحد كانوا من أولأياء ال‪،‬‬
‫وأولأياء ال عبز وجل جنودها‪ ،‬وجنودها يتسع بهم ملكه‪،‬‬
‫ب عرمجصل عواحصد رمنمكنم عما‬
‫سمكنم عورجنطمكنم عكامنوا عععلى عأفعجرر عقل ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫ي علأو أعطن أعطولأعمكنم عوآخعرمكنم عوإن ع‬
‫ر ر‬
‫ثم قال‪" :‬عيا ععباد ع‬
‫ك رمن ممنلركي عشنيئعا " ووجه ذلأك‪ :‬أن الأفاجر عدو ل عبز وجل فل ينصر ال‪ ،‬ومع هذا لينقص من‬ ‫ص عذلأر ع‬
‫نعـعق ع‬
‫ملكه شيئا لن ال تعالأى غاني عنه‪.‬‬
‫ت مكطل عوارحصد‬
‫سأعلأورني فععأععطي م‬ ‫"يا رعباردي علأو أعطن أعطولأعمكم وآرخرمكم وإر نسمكم ورجنطمكم عقاموا في ر ص ر ص‬
‫صعيد عواحد فع ع‬
‫ع‬ ‫نع ع نع ع نع ن م‬ ‫ع ع ع‬
‫عمسأعلأعتعهم" أي إذا قاموا في أرض واحدةا منبسطة‪ ،‬وذلأك لنه كلما كثر الأجمع كان ذلأك أقرب إلأى الجابة‪.‬‬
‫ط إعذا أمندرخعل الأعبحعر" وهذا من باب الأمبالأغة في عدما‬
‫ص الأرمنخيع م‬ ‫"ما نعـعقص عذلأر ع ر ر ر‬
‫ك مطما عندي إرلط عكعما يعـنـمق م‬ ‫ع‬ ‫ع‬
‫الأنقص‪ ،‬لن كل واحد يعلم أنك لأو أدخلت الأمخيط وهو البرةا الأكبيرةا في الأبحر ثم أخرجتها فإنها ل‬
‫ي إرنطعما رهعي أعنععمالأممكنم " هذها جملة فيها حصر طريقه‪) :‬إنما( أي ما‬ ‫ر ر‬
‫تنقص الأبحر شيئا ول تغيرها‪" ،‬عيا ععباد ع‬
‫هي إل أعمالأكم أمنح ر ن‬
‫صيـعها لأعمكنم أي أضبطها تمام ا بالأعبد ل زيادةا ول نقصان‪ ،‬لنهم كانوا في الأجاهلية ل‬
‫يعرفون الأحساب فيضبطون العداد بالأحصى‪ ،‬وفي هذا يقول الأشاعر‪:‬‬
‫وإبنما الأعبزةا لألكاثرر‬ ‫ت بالكثر منهنم حصى‬
‫ولأس م‬
‫يعني أن عددكم قليل‪ ،‬وإنما الأعزةا لألغالأب في الأكثرةا‪.‬‬
‫"ثمطم أمعونفيمكنم إرطياعها" أي في الأدنيا والخرةا‪ ،‬وقد يكون في الأدنيا فقط‪ ،‬وقد يكون في الخرةا فقط‪.‬‬
‫فالأتوفيه تكون في الأدنيا دون الخرةا لألكافر‪ ،‬أما الأمؤُمن فتكون في الأدنيا والخرةا جميعاا‪ ،‬أو في الخرةا‬
‫فقط‪.‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫ل" أي من وجد خيرا من أعمالأه فليحمد ال على المرين‪ :‬على توفيقه‬ ‫ر‬
‫خيـعرا عفليعنحعمد ا ع‬
‫" فععمنن عوعجعد ع ن‬
‫لألعمل الأصالأح‪ ،‬وعلى ثواب ال لأه‪.‬‬
‫ر‬ ‫غايـعر عذلأر ع‬
‫ك" أي وجد شرا أو عقوبة "عفل يعـملوعمطن إلط عنف ع‬
‫سهم" لنه لأم ميظلم‪ ،‬والألوما‪ :‬أن يشعر‬ ‫"عوعمنن عوعجعد عن‬
‫النسان بقلبه بأن هذا فعل غاير لئق وغاير مناسب‪ ،‬وربما ينطق بذلأك بلسانه‪.‬‬
‫مان فوائد الحديث ‪:‬‬
‫‪-1.‬رواية الأنبي صلى ال عليه وسلم عن ربه عبز وجل‪،‬وهذا أعلى مراتب الأسند‪ ،‬لن غااية الأسند‪ :‬إما الأرب‬
‫عبز وجل وهذا في الحاديث الأقدسية‪ ،‬وإما الأنبي صلى ال عليه وسلم وهذا في الحاديث الأمرفوعة‪ ،‬وإما‬
‫عن الأصحابة وهذا في الحاديث الأموقوفة‪ ،‬وإما عن الأتابعين ومن بعدهم وهذا في الحاديث الأمقطوعة‪.‬‬
‫‪2.‬إن أحسن ما يقال في الأحديث الأقدسي‪ :‬إنه ما رواها الأنبي صلى ال عليه وسلم عن ربه عبز وجل‪،‬‬
‫ونقتصر على هذا ول نبحث هل هو من قول ال لأفظا ومعنى‪ ،‬أو من قول ال معنى ومن لأفظ الأنبي صلى‬
‫ال عليه وسلم ‪ ،‬لن هذا فيه نوع من الأتكبلف وقد نهينا عن الأتكبلف‪ ،‬ونهينا عن الأتنبطع وعن الأتعبمق‪.‬‬
‫‪3.‬إثبات الأقول ل عبز وجل وهذا كثير في الأقرآن الأكريم‪ ،‬وهو دلأيل على ما ذهب إلأيه أهل الأسنة من أن‬
‫كلما ال يكون بصوت‪ ،‬إذ ل يطلق الأقول إل على الأمسموع‪.‬‬
‫فإن قال قائل‪:‬ألأيس ال تعالأى يقول‪) :‬عويعـمقوملأوعن رفي أعنـمفرسرهنم لأعنول يمـععنذبمـعنا الألطهم برعما نعـمقومل( وهذا قول يقولأونه‬
‫‪1‬‬

‫بقلوبهم؟‬
‫فالأجواب‪ :‬بلى‪ ،‬لأكن هذا الأقول مقيد )عويعـمقوملأوعن رفي أعنـمفرسرهنم(‪ 1‬وأما إذا أطلق الأقول فالأمراد به ماميسمع‪.‬‬
‫‪4.‬أن ال تعالأى قادر على الأظلم لأكنه حبرمه على نفسه لأكمال عدلأه‪،‬وجه ذلأك‪ :‬أنه لأو كان غاير قادر عليه‬
‫لأم يثن على نفسه بتحريم الأظلم لنه غاير قادر‪.‬‬
‫‪5.‬أن من صفات ال ما هو منفي مثل الأظلم‪ ،‬ولأكن اعلم أنه ل يوجد في صفات ال عبز وجل نفي إل‬
‫لأثبوت ضدها‪ ،‬فنفي الأظلم يعني ثبوت الأعدل الأكامل الأذي ل نقص فيه‪.‬‬
‫‪6.‬أن ل عبز وجل أن يحرما على نفسه ما شاء لن الأحكم إلأيه‪ ،‬فنحن ل نستطيع أن نحرما على ال لأكن ال‬
‫يحرما على نفسه ما شاء‪ ،‬كما أنه يوجب على نفسه ما شاء‪.‬‬
‫فلو سألأنا سائل‪ :‬هل يحرما على ال شيء‪ ،‬وهل يجب على ال شيء؟‬
‫فالأجواب‪ :‬أما إذا كان هو الأذي أوجب على نفسه أو حرما فنعم‪ ،‬لن لأه أن يحكم بما شاء‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫)المجادلة‪ :‬الية ‪(8‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫قال ابن الأقيم ‪ -‬رحمه ال ‪ -‬في الأنونية‪:‬‬
‫ب الجعر الأعظيم الأشارن‬
‫هو أوج ع‬ ‫ما لألعباد عليه حقق واج ن‬
‫ب‬
‫صا والحسـارن‬‫إن كاعن بالخل ر‬ ‫ن‬ ‫كلط ول عمنل لأديه ضائع‬
‫والحسان يعني الأمتابعة‪.‬‬
‫‪7.‬إطلق الأنفس على الأذات لأقولأه‪" :‬عععلى نعـنفرسني" والأمراد بنفسه ذاته عبز وجل‪ ،‬كما قال تعالأى‪:‬‬
‫ط‬
‫)عويمعحنذمرمكمم الألهم نعـنف ع‬
‫سهم(‪ 1‬ولأيس الأنفس صفة كسائر الأصفات‪ :‬كالأسمع والأعلم والأقدرةا‪ ،‬فالأنفس يعني الأذات‪،‬‬
‫وكلمة الأنفس أصوب من كلمة ذات لأكن شاع بين الأناس إطلق الأذات دون إطلق الأنفس‪ ،‬ولأكن الصل‬
‫الأعربي‪ :‬الأنفس‪.‬‬
‫حطرعما " وهذا يشمل ظلم النسان نفسه وظلم غايرها‪،‬‬
‫‪8.‬أن ال تعالأى حبرما الأظلم بيننا فقال‪" :‬عوعجععلتمهم عبينعمكنم مم ع‬
‫ظالأعمموا" أي فل يظلم بعضكم بعض ا‬
‫لأكن هو في الأمعنى الأثاني أظهر لأقولأه‪" :‬عفل تع ع‬
‫‪9.‬أن النسان ضال إل من هدىِ ال‪ ،‬ويتفرع على هذها الأفائدةا‪:‬‬
‫أن تسأل ال الأهداية دائم ا حتى ل تضبل‪.‬‬
‫فإن قال قائل‪ :‬هنا إشكال وهو أن الأنبي صلى ال عليه وسلم أخبر أن كل مولأود يولأد على الأفطرةا‪،‬وهنا‬
‫يقول‪ :‬كلكم ضال؟‬
‫فالأجواب‪ :‬أن الأنبي صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬مكدل عموملأوصد ميولأعمد عععلى الأرفطعررةا" لأكن قال‪" :‬عأبعـعواها يمـعهنوعدانرره‪ ،‬عأو‬
‫ب عبز وجل الأمكبلفين الأذين قد تكون تغيرت فطرتهم إلأى ما كان عليه‬ ‫صرانرره‪ ،‬عأو يمنج رر‬
‫سانه" وهنا يخاط م‬ ‫مع ع‬ ‫يمـنع ن ع‬
‫آباؤهم‪ ،‬فهم ضلطنل حتى يهديهم ال عبز وجل‪.‬‬
‫ك" أن طلب الأعلم من أفضل العمال‪ ،‬بل قد‬ ‫ضاقل" ولش ب‬ ‫ث على طلب الأعلم‪ ،‬لأقولأه‪" :‬مكلدمكم ع‬‫‪10.‬الأح ب‬
‫قال الماما أحمد ‪ -‬رحمه ال ‪ :-‬الأعلم ل يعدلأه شيء لأمن صحت نيته لسيما في هذا الأزمن الأذي كثر‬
‫فيه الأجهل‪ ،‬وكثر فيه الأظن وأفتى من ل يستحق أن يفتي‪ ،‬فطلب الأعلم في هذا الأزمان متأكد‪.‬‬
‫‪11.‬أن ل تطلب الأهداية إل من ال لأقولأه‪" :‬عفاسعتهمدورني عأهردمكم"‪.‬‬
‫ولأكن الأهداية نوعان‪ :‬هداية الأتوفيق وهذها لتطلب إل من ال‪ ،‬إذ ليستطيع أحد أن يهديك هداية الأتوفيق‬
‫إل ال عبز وجل‪ .‬وهداية الأدللأة‪ :‬وهذها تصبح أن تطلبها من غاير ال ممن عندها علم بأن تقول‪ :‬يافلن أفتني‬
‫في كذا‪ ،‬أي اهدني إلأى الأحق فيه‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫)آل عأمران‪ :‬الية ‪(28‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫هل نقول إن قولأه‪" :‬عفاسعتهمدورني" يدل على أن الأمراد هداية الأتوفيق‪ ،‬أو نقول إنه يشمل الأهدايتين‪ ،‬وهداية‬
‫الأدللأة تكون باتباع الأوسائل الأتي جعلها ال عبز وجل سببا لألعلم؟‬
‫الأجواب‪ :‬الأثاني‪ ،‬أي الأعموما‪.‬‬
‫‪12.‬أن الأعباد في الصل جياع‪ ،‬لنهم ليملكون أن يخلقوا ما تحيى به الجساد ويتفرع على هذها الأفائدةا‬
‫قولأه‪" :‬عفانستعطنرعممورني أمطنرعنممكنم" أي اسألأوني الأطعاما أطعمكم‪ ،‬وعليه فل تلجأ في طلب الأرزق إل من ال‬
‫عبز وجل‪.‬‬
‫‪13.‬وقولأه‪" :‬انستعطنرعممورني" يشمل سؤُال ال عبز وجل الأطعاما‪،‬ويشمل الأسعي في الأرزق وابتغاء فضل ال عبز‬
‫وجل وإل فمن الأمعلوما أن الأسماء ل تمطر ذهب ا ول درهم ا ول خبزاا‪ ،‬بل لبد من الأسعي‪.‬‬
‫‪-14‬أن الصل في النسان الأعري حتى يكسوها ال عبز وجل‪،‬وسبق شرح أنه في الصل الأعري الأحسي‪،‬‬
‫وقد يراد به الأمعنوي أيضاا‪.،‬‬
‫‪15‬كرما ال عبز وجل حيث يعرض على عبادها بيان حالأهم وافتقارهم إلأيه‪ ،‬ثم يدعوهم إلأى دعائه عبز وجل‬
‫حتى يزيل عنهم ما فيهم من الأفقر والأحاجة‪.‬‬
‫سامن إرنطهم عكاعن ظعملوما عجمهولا(‬ ‫ر‬
‫‪16‬أن بني آدما خطاء‪،‬أي كثير الأخطأ‪ ،‬كما قال ال عبز وجل‪) :‬عوعحعملععها انلن ع‬
‫‪1‬‬

‫‪17‬أنه مهما كثرت الأذنوب والأخطايا فإن ال تعالأى يغفرها‪ ،‬لأكن يحتاج أن يستغفر النسان‪،‬‬
‫‪18‬أن ال تعالأى يغفر الأذنوب جميعاا‪ ،‬وهذا لأمن استغفر ‪ ،‬لأقولأه عبز وجل "عفانستعـغنرفمرونرني" أما من لأم يستغفر‬
‫س‬ ‫ر‬
‫فإن الأصغائر تكون مكفرةا بالعمال الأصالأحة لأقول الأنبي صلى ال عليه وسلم‪" :‬الأصعلوات الأعخم م‬
‫ب الأعكعبائرعر" ‪ ،‬وأما الأكبائر فلبد‬ ‫ضان معك نرفرا ن ر‬ ‫عوالأمجممععة إرلأى الأمجممععرة عوعرعم ع ر‬
‫ت لأعما عبينعـمهطن عما اجتعـنع ع‬ ‫ضان إلأى عرعم ع م ع‬
‫لأها من توبة خاصة‪،‬فل تكفرها العمال الأصالأحة‪،‬أما الأكفر فلبد لأه من توبة بالجماع‪.‬‬
‫فالأذنوب على ثلثة أقساما‪:‬‬
‫قسم لبد فيه من توبة بالجماع وهو الأكفر ‪.‬‬
‫والأثاني‪:‬ما تكفرها العمال الأصالأحة وهو الأصغائر ‪.‬‬
‫والأثالأث‪:‬ما لبد لأه من توبة‪ -‬على خلفا في ذلأك‪ -‬لأكن الأجمهور يقولأون‪:‬إن الأكبائر لبد لأها من توبة‪.‬‬
‫‪19‬كمال سلطان ال عبز وجل وغاناها عن خلقه‪ ،‬لأقولأه عبز وجل‪ :‬إرنطمكنم لأعنن تع نـبـلمغمنوا ع‬
‫ضنرني ‪ ...‬عولأعنن تع نـبـلمغمنوا‬
‫نعـنفرعني وذلأك لأكمال سلطانه عبز وجل وكمال غاناها‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫)الحأزاب‪ :‬الية ‪(72‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫ب عرمجصل‬‫ب عرمجصل عواحصد رمنمكنم" "عععلى عأفعجرر عقل ر‬
‫‪20‬أن محل الأتقوىِ والأفجور الأقلب‪ ،‬لأقولأه‪" :‬عععلى عأتعقى عقل ر‬
‫واحصد رمنمكم" ويشهد لأهذا قول الأنبي صلى ال عليه وسلم‪":‬أعلع وإرطن في الأج ر‬
‫صلمعح‬‫صلمعحت ع‬ ‫سد ممضعغة إرعذا ع‬‫عع‬ ‫ع‬ ‫ن‬ ‫ع‬
‫سمد مكلدمه"ويتفرع على هذا‪ :‬أنه يجب علينا أن نعتني بالأقلب وننظر أين‬
‫سعد الأعج ع‬
‫سعدت فع ع‬
‫د ر‬
‫سد مكلهم عوإعذا فع ع‬
‫الأعج ع‬
‫ذهب‪ ،‬وأين حبل حتى نمطعنهرهام ونصفيه‪.‬‬
‫ي علأو أعطن أطولأعمكم عوعآرخعرمكم عو رإنسمكم عو رجنمكم عقاموا‬ ‫ر‬
‫‪21.‬كمال غانى ال عبز وجل وسعة غاناها‪ ،‬لأقولأه‪":‬عيا عباد ع‬
‫صعيصد عوارحصد‪."...‬‬
‫في ع‬
‫‪22.‬أنه يظهر أن اجتماع الأناس في مكان واحد أقرب إلأى الجابة من تفرقهم ‪.‬‬
‫ط إرعذا مأدرخعل الأعبحعر" وهذا لأه نظير كما في قولأه‬
‫ص الأرمخي م‬
‫‪23.‬جواز الأمبالأغة بالأقول ‪،‬لأقولأه‪" :‬رإل عكعما عينمق م‬
‫جعممل رفي عسنم لأانرخعيارط(‬ ‫ر‬ ‫تعالأى‪) :‬ل تمـعفتطح لأعهم عأبـواب الأ ط ر‬
‫سعماء عول يعندمخملوعن لأانعجنطةع عحطتى يعلعج لأان ع‬
‫‪1‬‬
‫م م ن نع م‬
‫‪24.‬أن ال عبز وجل يحصي أعمال الأعباد‪ ،‬أي يضبطها بالأعدد فل ينقص أحدا شيئا ‪.‬‬
‫‪25.‬أن ال عبز وجل ل يظلم أحدا شيئاا‪ ،‬بل من عمل عملا وجدها‪ ،‬لأقولأه‪" :‬ثمطم أمعوفنـنيمكنم إرطياعها"‪.‬‬
‫‪26.‬وجوب الأحمد ل عبز وجل على من وجد خيراا‪ ،‬وذلأك من وجهين‪:‬‬
‫الول‪:‬أن ال عبز وجل يسرها حتى عمله‪.‬‬
‫الأثاني‪:‬أن ال تعالأى أثابه‪.‬‬
‫‪27.‬جواز تحدث النسان عن نفسه بصيغة الأغائب‪ ،‬لأقولأه‪":‬فععمن عوعجعد عخيعرا عفلعيحمد ال" دون أن يقال‪:‬‬
‫فمن وجد خيرا فليحمدني‪ ،‬والأعدول عن ضمير الأمتكلم إلأى أن تكون الأصيغة لألغائب من باب الأتعظيم ‪.‬‬
‫‪28.‬أن من تخلف عن الأعمل الأصالأح ولأم يجد الأخير فالألوما على نفسه‪ .‬وال الأموفق‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫)العأراف‪ :‬الية ‪(40‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫الحديث الخاماس وأالعشروأن‬
‫ب رسورل ا ر‬ ‫ر‬
‫ل صلى ال عليه وسلم قعالأوا لألطنبي صلى‬ ‫ضا أعطن أمعناعسا منن عأصعحا ر ع م‬ ‫ععنن عأبي عذبر رضي ال عنه عأي ع‬
‫صنومما‪،‬‬
‫صنوممنوعن عكعما نع م‬ ‫صلنني‪ ،‬عويع م‬ ‫صلدنوعن عكعما نم ع‬ ‫لجورر‪ ،‬يم ع‬ ‫ب عأهمل الأدثورر ربا م‬ ‫ال عليه وسلم عياعرمسوعل ال‪ :‬عذعه ع‬
‫صطدقمـنوعن؟ إرطن برمكنل تعنسبرنيعحصة‬ ‫س قعند عجعععل الم لأعمكنم عما تع ط‬ ‫ي‬
‫ن‬ ‫لأ‬
‫ع‬ ‫و‬‫ع‬ ‫ع‬
‫أ‬ ‫)‬ ‫ل‪:‬‬‫ع‬ ‫قا‬
‫ع‬ ‫م‪،‬‬
‫ن‬ ‫ه‬‫ضنورل أعنمعوالأر ر‬
‫صطدقمـنوعن بمف م‬ ‫عويعـتع ع‬
‫ع‬
‫ص‬ ‫ر‬ ‫ر ص‬ ‫ص‬ ‫ص‬
‫صعدقعةن عونعـنهني ععنن‬ ‫صعدقعةن عوأعنمنر بالأعمنعمرنوفا ع‬ ‫صعدقعةا عومكنل تعـنه نليـلعة ع‬ ‫صعدقعةا عومكنل تعنحعمنيعدةا ع‬ ‫صعدعقة‪.‬عومكنل تعنكرنبيـعرةا ع‬ ‫ع‬
‫ل أعيعأنترني أععحمدعنا عشنهعوتعهم عويعمكنومن لأعهم ر نفيـعها أعنجنر؟‬
‫ضرع أعحردمكم صعدقعةن عقاملأوا‪ :‬يا رسوعل ا ر‬
‫ع ع من‬ ‫صعدقعةن عوفني بم ن ع ن ع‬
‫ر‬
‫ممنعكصر ع‬
‫حلرل عكاعن لأعهم أعنجنر( مر م‬
‫وأاهم‬ ‫ضعععها عفي الأ ع‬‫ك إرعذا عو ع‬ ‫ضعععها فعني عحعراصما أععكاعن ععلعنيره رونزنر؟ فععكعذلأر ع‬ ‫عقاعل‪:‬أععرعأينـتمنم لأعنو عو ع‬
‫م‬
‫سل ِ ث‬
‫ما ن‬
‫م‬

‫الشرح‬
‫ب عأهمل الأدثورر" أي الموال الأكثيرةا‬
‫قولأه‪" :‬أععن أمعناعس ا" هؤُلء هم الأفقراء قالأوا لألنبي صلى ال عليه وسلم "عذعه ع‬
‫لجورر" أي الأثواب عليها‪ ،‬ولأيس قصدهم بذلأك الأحسد‪ ،‬ول العتراض على قدر ال‪ ،‬لأكن قصدهم‬ ‫"ربا م‬
‫لأعلهم يجدون أعمالا يستطيعونها يقومون بها تقابل ما يفعله أهل الأدثور‪.‬‬
‫صطدقوعن برمفضورل عأمعوارلأهم" يعني ول نتصدق لنه لأيس‬
‫صلي‪،‬عوعيصومموعن عكعما عنصوما‪ ،‬عويعـتع ع‬
‫صلوعن عكعما نم ع‬
‫"يم ع‬
‫عندنا شيء‪ ،‬فكيف يمكن أن نسبقهم أو نكون مثلهم‪ ،‬هذا مراد الأصحابة رضي ال عنهم ولأيس مرادهم‬
‫قطع ا العتراض على قدر ال عبز وجل‪ ،‬ول أن يحسدوا هؤُلء الغانياء‪.‬‬
‫صطدقوعن برره"‬ ‫قال الأنبي صلى ال عليه وسلم ‪" :‬أععوعلأي ع‬
‫س عقد عجعععل الم لأعمكم عما تع ط‬
‫صعدقعةا" أي إذا قلت‪ :‬سبحان ال فهي صدقة‪.‬‬ ‫الأجواب‪ :‬بلى‪ ،‬ثم بيبعن لأهم فقال‪" :‬إرعن برمكنل عتسبيعحه ع‬
‫ص‬
‫صعدقعةا" إذا قلت ال أكبر فهذها صدقة‪.‬‬ ‫"عوبرمكنل عتكبيعرةا ع‬
‫صعدقعةا" إذا قلت الأحمد ل فهذها صدقة ‪.‬‬ ‫"عوبرمكنل عتحميعدها ع‬
‫صعدعقة" إذا قلت ل إلأه إل ال فهي صدقة‪.‬‬ ‫" عوبرمكنل عتهليعله ع‬
‫ر‬
‫صعدقعةن" إذا أمرت من رأيته مقصرا في شيء من الأطاعات فهي صدقة‪.‬‬ ‫" عوعأمنر برالأعمعروفا ع‬
‫صعدقعةن" إذا رأيت شخصا على منكر ونهيته فهي صدقة ‪.‬‬ ‫" عوعنهني ععن ممنعكصر ع‬
‫هذها الشياء الأتي ذكرها الأنبي صلى ال عليه وسلم وقال‪ :‬إنها صدقة يستطيعها هؤُلء الأفقراء‪.‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫والغانياء يمكن أن ل يتصدقون كل يوما‪ ،‬وإذا تصدقوا بالأيوما ل يستوعبون الأيوما بالأصدقة ‪ ،‬فأنتم قادرون‬
‫على هذا‪.‬‬
‫ر‬
‫ولأما قرر الأنبي صلى ال عليه وسلم هذا اقتنعوا رضي ال عنهم لأكن لأما قال‪" :‬عوفي مبضرع أععحدمكم ع‬
‫صعدقعةن"‬
‫أي أن الأرجل إذا أتى أهله فله بذلأك صدقة‪ ،‬قالأوا‪ :‬يا رسول ال أيأتي أحدنا شهوته ويكون لأه فيها أجر ؟‬
‫استفهاما ولأيس اعتراضاا‪ ،‬لأكن يريدون أن يعرفوا وجه ذلأك‪ ،‬كيف يأتي النسان أهله وشهوته ويقال إنك‬
‫مأجور؟! أي أن النسان قد يستبعد هذا ولأكن الأنبي صلى ال عليه وسلم بطين لأهم وجه ذلأك فقال‪" :‬أععرأيمتم‬
‫ضععها في عحعراصما أععكاعن ععليره روزر؟" والأجواب‪ :‬نعم يكون عليه وزر لأو وضعها في حراما‪.‬‬ ‫لأو عو ع‬
‫حلرل عكاعن لأعهم عأجنر" فاستغنى عن الأحراما فكان‬ ‫قال صلى ال عليه وسلم "فععكعذلأر ع‬
‫ك إرعذا عو ع‬
‫ضععها في الأ ع‬
‫مأجورا بهذا‪ ،‬وهذا ما يسمى عند الأعلماء بقياس الأعكس‪ ،‬أي إذا ثبت هذا ثبت ضدها في ضدها‪.‬‬
‫* مان فوائد الحديث ‪:‬‬
‫‪1.‬مسارعة الأصحابة رضي ال عنهم وتسابقهم إلأى الأعمل الأصالأح ‪.‬‬
‫‪2.‬أن الأصحابة رضي ال عنهم يستعملون أموالأهم فيما فيه الأخير في الأدنيا والخرةا‪ ،‬وهو أنهم يتصدقون‪.‬‬
‫صلي‪،‬عوعيصومموعن عكعما عنصوما" وهو‬
‫صلوعن عكعما نم ع‬
‫‪3.‬أن العمال الأبدنية يشترك فيها الأغني والأفقير‪ ،‬لأقولأهم‪" :‬يم ع‬
‫كذلأك‪ ،‬وقد يكون أداء الأفقير أفضل وأكمل من أداء الأغني‪.‬‬
‫س عقد عجعععل الم لأعمكم عما‬‫‪4.‬أن الأنبي صلى ال عليه وسلم فتح لألفقراء أبوابا من الأخير‪ ،‬لأقولأه‪" :‬أععوعلأي ع‬
‫صطدقوعن برره"‪.‬‬
‫تع ط‬
‫صطدقوعن برره" لن هذا أبلغ‬ ‫س عقد عجعععل الم لأعمكم عما تع ع‬ ‫‪5.‬تقرير الأمخاطب بما ل يمكنه إنكارها‪ ،‬لأقولأه‪" :‬أععوعلأي ع‬
‫في إقامة الأحجة عليه‪.‬‬
‫‪6.‬أن ما ذكرها الأنبي صلى ال عليه وسلم من العمال كله صدقة‪ ،‬لأكن هذها الأصدقة منها واجب‪ ،‬ومنها‬
‫غاير واجب‪ ،‬ومنها متعصد‪،‬ومنها قاصر حسب ما سنذكرها‪.‬‬
‫ص‬
‫صعدقعاة‪ ،‬عوبرمكنل عتهليعله ع‬
‫صعدقعةا(‬ ‫صعدقعةا ‪ ،‬عوبرمكنل عتحميعدها ع‬
‫صعدقعاة‪ ،‬عوبرمكنل عتكبيعرةا ع‬
‫قال‪ ) :‬إرطن برمكنل عتسبيعحه ع‬
‫هذا كله قاصر ومنه واجب‪ ،‬ومنه غاير واجب‪.‬‬
‫فالأتكبير منه واجب ومنه غاير واجب‪ ،‬فتكبير الأصلوات واجب‪،‬وتكبير أذكار الأصلةا بعدها مستحب‪،‬وهكذا‬
‫يقال في الأتسبيح والأتهليل‪.‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫ر‬
‫"عوعأمنر برالأعمعروفا ع‬
‫صعدقعنة‪ ،‬عوعنهني ععن ممنعكصر ع‬
‫صعدقعنة" هذا من الأواجب‪ ،‬لأكن المر بالأمعروفا تارةا يكون واجبا‬
‫وجوب عين على من قدر عليه ولأم يوجد غايرها‪،‬وكذلأك الأنهي عن الأمنكر‪ ،‬وتارةا يكون واجب كفاية لأمن‬
‫قدر عليه ولأكن هناك من يقوما مقامه‪ ،‬وتارةا يكون مستحبا وذلأك في المر بالأمعروفا الأمستحب‪ ،‬والأنهي‬
‫عن الأمنكر الأمكروها إن صح أن يطلق عليه اسم منكر‪.‬‬
‫والمر بالأمعروفا لبد فيه من شرطين‪:‬‬
‫الأشرط الول‪ :‬أن يكون المر عالأما بأن هذا معروفا‪ ،‬فإن كان جاهلا فإنه ل يجوز أن يتكلم‪ ،‬لنه إذا أمر‬
‫بما يجهل فقد قال على ال تعالأى ما ل يعلم‪.‬‬
‫الأشرط الأثاني‪:‬أن يعلم أن هذا الأمأمور قد ترك الأمعروفا‪ ،‬فإن لأم يعلم تركه إياها فليستفصل ‪.‬‬
‫والأنهي عن الأمنكر كذلأك لبد فيه من شروط‪:‬‬
‫الأشرط الول‪:‬أن تعلم أن هذا منكر بالأدلأيل الأشرعي‪،‬ل بالأذوق ول بالأعادةا ول بالأغيرةا ول بالأعاطفة‪ ،‬ولأيس‬
‫مجرد أن ترىِ أنه منكر يكون منكراا‪ ،‬فقد ينكر النسان ما كان معروفا ‪.‬‬
‫الأشرط الأثاني‪ :‬أن تعلم أن هذا الأمخاطب قد وقع في الأمنكر‪ ،‬فإن لأم تعلم فل يجوز أن تنهى ‪.‬‬
‫الأشرط الأثالأث‪ :‬أن ل يزول الأمنكر إلأى ما هو أعظم‪ ،‬فإن زال الأمنكر إلأى ما هو أعظم كان إنكارها حراماا‪.‬‬
‫وتحت هذها الأمسألأة أربعة أقساما‪:‬‬
‫الأقسم الول‪:‬أن يزول الأمنكر بالأكلية ‪.‬‬
‫الأقسم الأثاني‪:‬أن يخف‪.‬‬
‫الأقسم الأثالأث‪:‬أن يتحول إلأى منكر مثله‪.‬‬
‫الأقسم الأرابع‪:‬أن يتحول إلأى منكر أعظم‪.‬‬
‫فإذا كان إنكار الأمنكر يزول فل شك أن النكار واجب‪.‬‬
‫وإذا كان يخف فالنكار واجب‪ ،‬لن تخفيف الأمنكر أمر واجب‪.‬‬
‫وإذا كان يتحول إلأى ما هو مثله فمحل نظر‪ ،‬هل ميرطجح النكار أو ل‪ ،‬فقد يرجح النكار لن النسان إذا‬
‫تغيرت به الحوال وانتقل من شيء إلأى شيء ربما يكون أخف‪ ،‬وقد يكون المر بالأعكس بحيث يكون بقاؤها‬
‫على ما هو عليه أحسن من نقله لنه إذا تعود الأتنقل انتقل إلأى منكرات أخرىِ‪.‬‬
‫وإذا كان يتحول إلأى ما هو أعظم فالنكار حراما‪.‬‬
‫ر‬
‫"عوفي مبضع أععحدمكم ع‬
‫صعدقعنة" هذها الأصدقة قد تكون من الأواجب تارةا‪ ،‬ومن الأمستحب تارةا‪.‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫إذا كان النسان يخافا على نفسه الأزنا إن لأم يأت أهله صار من الأصدقة الأواجبة‪ ،‬وإل فهو من الأصدقة‬
‫الأمستحبة‪.‬‬
‫ر‬
‫وظاهر قولأه‪" :‬عوفي مبضع أععحدمكم ع‬
‫صعدقعةن" أن ذلأك صدقة وإن كان على سبيل الأشهوةا ل علي سبيل‬
‫النكفافا عن الأحراما‪ ،‬لنه إذا كان على سبيل النكفافا عن الأحراما فالمر واضح أنه صدقة ‪ ،‬لنه يدفع‬
‫الأحراما بالأمباح‪،‬لأكن إذا كان لأمجرد الأشهوةا فظاهر الأحديث أن ذلأك صدقة‪.‬‬
‫‪7.‬أن الأصحابة رضي ال عنهم ل يتركون شيئا مشكلا إل سألأوا عنه‪ ،‬لأقولأهم‬
‫"عأيأتي أععحدعنا عشهعوتعهم عويععكون لأعهم فيعها عأجر" ‪.‬‬
‫وبه نعلم أن كل شيء لأم يسأل عنه الأصحابة مما ميظن أنه من أمور الأدين فإن الأسؤُال عنه بدعة‪ ،‬لنه لأو‬
‫كان من دين ال لأقيض ال من يسأل عنه حتى يتبين‪.‬‬
‫‪8.‬حسن تعليم الأنبي صلى ال عليه وسلم حيث ضرب الأمثل الأذي يقتنع به الأمخاطب‪ ،‬وهذا من حسن‬
‫ضعععها رفي الأعحرارما أععكاعن ععلعنيره‬
‫الأتعليم أن تقرب المور الأحسبية بالمور الأعقلية‪ ،‬وذلأك في قولأه‪" :‬أععرأيتمنم علأو عو ع‬
‫ضعععها رفي الأعحلرل عكاعن لأعهم عأجنر"‪.‬‬ ‫روزنر‪ ،‬فععكعذلأر ع‬
‫ك إرعذا عو ع‬
‫‪9.‬أن الأقياس حجة‪ ،‬فقياس الأموافقة كثير جدا ول إشكال فيه بأن تقيس هذا الأشيء على هذا الأشيء في‬
‫حكم من الحكاما ‪.‬‬
‫لأكن قياس الأعكس صحيح أيضاا‪،‬لن الأنبي صلى ال عليه وسلم قاس هذا الأقياس قياس عكس‪.‬‬
‫ر‬ ‫‪10.‬أن الكتفاء بالأحلل عن الأحراما يجعل الأحلل قربة وصدقة‪،‬لأقولأه‪" :‬عورفي بم ن‬
‫ضع أععحدمكنم ع‬
‫صعدقعةن" وال‬
‫الأموفق‪.‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫الحديث السادس وأالعشروأن‬
‫س ععلعنيره‬ ‫ل صلى ال عليه وسلم‪" :‬مكدل مسلعمى رمعن الأطنا ر‬ ‫ععن أعربي مهرينـرعةا رضي ال عنه عقاعل‪ :‬عقاعل رسومل ا ر‬
‫عم‬ ‫عع‬ ‫ن‬
‫صعدقعنة‪ ،‬عوتمرعنيمن الأطرمجعل في عدابطترره فعـتعنحرممل لأعهم عع عنليـعها عأو‬ ‫ر‬
‫س‪ :‬تعـنعدمل بعـنيعن اثنـنعـنيرن ع‬ ‫صعدقعةن مكدل عيوصما تعطنلممع فرنيره الأ ط‬
‫شنم م‬ ‫ع‬
‫صعدقعنة‪ ،‬عوتمرمني م‬
‫ط‬ ‫تعـرفعع لأعه عععليـها متاععه صعدقعنة‪ ،‬والأعكلرمةم الأططينبةم صعدقعنة‪ ،‬وبرمكنل مخطنوصةا تعمرشيـها إرعلأى الأ ط ر‬
‫صلةا ع‬ ‫ع ن نع‬ ‫ع‬ ‫ع ع‬ ‫ع ع‬ ‫ن م م ن ع عع م ع‬
‫صعدقعةن"روأاه البخاري وأماسلم‪. .‬‬ ‫لذىِ ععرن الأططررينرق ع‬ ‫اع‬

‫الشرح‬
‫الأسلمى هي الأمفاصل‪ ،‬وقيل‪:‬الأعظاما‪ ،‬والأمعنى واحد ل يختلف‪ ،‬لن كل عظم مفصول عن الخر بفاصل‬
‫فإنه يختلف عنه في الأشكل‪ ،‬وفي الأقوةا‪ ،‬وفي كل المور وهذا من تماما قدرةا ال عبز وجل ‪.‬‬
‫ل‪ ،‬هكذا جاء في الأحديث‪ ،‬والأطب الأحديث‬
‫وجاء في صحيح مسلم أن الأسلمى ثلثمائة وستون مفص ا‬
‫يوافق هذا ‪ -‬سبحان ال ‪ -‬مما يدل على أن رسالأة الأنبي صلى ال عليه وسلم حق‪.‬‬
‫صعدقعةن" والأمعنى‪ :‬كل مفصل عليه صدقة‪.‬‬ ‫وقولأه‪" :‬مكدل سلمى رمن الأطنا ر ر‬
‫س ععلعنيه ع‬ ‫م ع ع‬
‫س" يعني كل يوما يصبح على كل عضو من أعضائنا صدقة‪ ،‬أي ثلثمائة‬ ‫ط‬
‫شم‬ ‫لأ‬‫ا‬ ‫وقولأه‪" :‬مكدل يوصما تعطنلمع فري ر‬
‫ه‬
‫م‬ ‫م ن‬ ‫ع‬
‫وستون في الأيوما‪ ،‬فيكون في السبوع ألأفين وخمسمائة وعشرين‪.‬‬
‫لأكن من نعمة ال أن هذها الأصدقة عامة في كل الأقربات ‪ ،‬فكل الأقربات صدقات‪ ،‬وهذا شيء لأيس بصعب‬
‫على النسان ‪.‬‬
‫ر‬
‫ثم قال‪" :‬تعـنعدمل عبيعن اثنعـنيرن ع‬
‫صعدعقة" تعدل أي تفصل بينهما إما بصلح وإما بحكم‪ ،‬والولأى الأعدل بالأصلح‬
‫إذا أمكن ما لأم يتبين لألرجل أن الأحكم لحدهما‪ ،‬فإن تبين أن الأحكم لحدهما حرما الأصلح‪ ،‬وهذا قد‬
‫يفعله بعض الأقضاةا‪ ،‬يحاول أن يصلح مع علمه أن الأحق مع الأمدعي أو الأمدعى عليه‪ ،‬وهذا محرما لنه‬
‫بالصلح لبد أن يتنازل كل واحد عما ادعاها فيحال بينه وبين حقه‪.‬‬
‫"عوتمرعنيمن الأطرمجعل رفي عدابطترره" أي بعيرها مثلا "تعنحرملمهم عع عنليـعها" إذا كان ليستطيع أن يركب تحمله أنت وتضعه‬
‫على الأرحل هذا صدقة "عأو تعنحرممل لأعهم عع عنليـعها عمعتاععهم" متاعه ما يتمتع به في الأسفر من طعاما وشراب وغايرهما‪،‬‬
‫تحمله على الأبعير وتربطه‪ ،‬هذا صدقة‪.‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫ر‬
‫"عوالأعكلعمةم الأططينبعةم ع‬
‫صعدقعةن" أي كلمة طيبة سواء طيبة في حق ال كالأتسبيح والأتكبير والأتهليل‪ ،‬أو في حق‬
‫الأناس كحسن الأخلق صدقة‪.‬‬
‫طوها إرعلأى الأ ط ر‬ ‫ص‬
‫صعدعقة" سواء بعدت الأمسافة أما قصرت‪ ،‬وإذا كان قد تطهر في بيته‬
‫صلةا ع‬ ‫"عوبرمكنل مخطعوةا تعنخ م ع‬
‫ط عنه بها خطيئة‪.‬‬
‫وخرج إلأى الأصلةا ليخرجه إل الأصلةا لأم يخط خطوةا إل رفع ال لأه بها درجة‪ ،‬وح ب‬
‫ط الأخطيئة‪.‬‬
‫فيكتسب شيئين‪ :‬رفع الأدرجة‪ ،‬وح ب‬
‫"عوتمرمي م‬
‫ط العذىِ ععرن الأططررينرق ع‬
‫صعدقعةن" أي تزيل الذىِ وهو ما يؤُذي الأمارةا من حجر أو زجاج أو قاذورات‬
‫فأي شيء يؤُذي الأمارين إذا أميط عن طريقهم فإنه صدقة‪.‬‬
‫* مان فوائد الحديث ‪:‬‬
‫‪1.‬وجوب الأصدقة على كل إنسان كل يوما تطلع فيه الأشمس عن كل عضو من أعضائه‪ ،‬لن قولأه‪" :‬عععليهِ‬
‫صعدعقة" وعلى لألوجوب ‪.‬‬
‫ع‬
‫فإن قال قائل‪ :‬قد يكون في إحصاء ذلأك صعوبة؟‬
‫فالأجواب‪ :‬أنه صح عن الأنبي صلى ال عليه وسلم أنه يجزئ من ذلأك ‪ -‬أي بدلا عنه‪ ،‬لن )من( هنا بدلأبية‬
‫بمعنى بدل ذلأك ‪ -‬ركعتان يركعهما من الأضحى‪ ،‬فإذا ركعت ركعتين من الأضحى صار الأباقي نفلا وتطوعاا‪.‬‬
‫ويؤُخذ من هذها الأرواية‪ :‬أنه ينبغي لألنسان أن يداوما على ركعتي الأضحى‪ ،‬وجه ذلأك‪ :‬أنها تأتي بدلا عن هذها‬
‫الأصدقات أي بدلا عن ثلثمائة وستين صدقة‪ ،‬وهذا الأقول هو الأراجح‪ :‬أنه تسن الأمداومة على ركعتي‬
‫الأضحى‪.‬‬
‫ووقتها‪ :‬من ارتفاع الأشمس قيد رمح في رأي الأعين‪ ،‬إلأى قبيل الأزوال يعني بعد طلوع الأشمس بنحو ثلث‬
‫ساعة إلأى قبيل الأزوال بعشر أو خمس دقائق‪ ،‬وآخر الأوقت أفضل‪.‬‬
‫وأقلها ركعتان وأكثرها ل حد لأه‪ ،‬فصنل ما شئت فأنت على خير‪.‬‬
‫س" وهذا واضح‬ ‫‪2.‬أن الأشمس هي الأتي تدور على الرض‪ ،‬فيأتي الأنهار بدل الأليل‪ ،‬لأقولأه‪" :‬تعطنلممع فرنيره الأ ط‬
‫شنم م‬
‫ت تعـعزاعومر ععنن عكنهرفرهنم عذا ع‬
‫ت‬ ‫س إرعذا طعلععع ن‬ ‫أن الأحركة حركة الأشمس‪ ،‬ويدل لأهذا قول ال تعالأى‪) :‬عوتعـعرىِ الأ ط‬
‫شنم ع‬
‫شعمال(‪ 1‬أربعة أفعال مضافة إلأى الأشمس‪ ،‬وقال تعالأى عن سليمان‪:‬‬ ‫ت الأ ن‬
‫ضمهنم عذا ع‬ ‫لأانيعرميرن عوإرعذا غاععربع ن‬
‫ت تعـنقرر م‬
‫‪2‬‬ ‫بانرحعجا ر‬
‫ب(‬ ‫ب لأانعخنيرر ععنن رذنكرر عرنبي عحطتى تعـعواعر ن‬
‫ت ر لأ‬ ‫) فعـعقاعل إرنني أعنحبعنب م‬
‫ت مح ط‬

‫‪1‬‬
‫)الكهف‪ :‬الية ‪(17‬‬
‫‪2‬‬
‫ص‪(32 :‬‬
‫) ق‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫بانرحعجا ر‬
‫ب( أي بالرض‪ ،‬وقال الأنبي صلى ال عليه وسلم لبي ذبر رضي ال عنه حين غاربت‬ ‫أي الأشمس )ر لأ‬
‫ب ؟ عقاعل‪ :‬الم عوعرمسولأمهم أعنعلعمم " فأضافا الأذهاب إلأيها أي إلأى الأشمس‪.‬‬
‫الأشمس‪" :‬أعتعندرني أعينعن تعنذعه م‬
‫أفبعد هذا يمكن أن نقول‪ :‬إن الرض هي الأتي تدور‪ ،‬ويكون في دورانها اختلفا الأليل والأنهار؟ ليمكن إل‬
‫إذا ثبت عندنا ثبوتا قطعيا نستطيع به أن نصرفا ظاهر الأنصوصا إلأى معنى يطابق الأواقع‪ ،‬فإذا ثبت فالأقرآن‬
‫والأسنة ل يخالأف الأواقع‪ ،‬ولأكن كيف نتصرفا مع هذها الفعال الأتي ظاهرها أن الأشمس هي الأتي تدور؟‬
‫نتصرفا فنقول‪ :‬تطلع في رأي الأعين‪ ،‬لنك أنت مثلا واقف في الأسطح أو في الأبر ترىِ الأشمس تطلع‬
‫وترتفع في رأي الأعين‪ ،‬نقول هذا‪ :‬إذا ثبت قطعا ثبوتا حسيبا أن اختلفا الأليل والأنهار يكون بدوران الرض‪،‬‬
‫وهذا إلأى الن لأم نصل إلأيه‪ ،‬فيجب إبقاء الأنص على ما هو عليه‪.‬‬
‫فإذا قال قائل‪ :‬كيف يتصور النسان أن الأكبير يدور على الأصغير‪ ،‬لنك إذا نسبت الرض إلأى الأشمس‬
‫فليست بشيء‪ ،‬أي صغيرةا‪.‬‬
‫نقول‪ :‬إن الأذي أدار الأكبير على الأصغير هو ال عبز وجل‪ ،‬وهو على كل شيء قدير‪ ،‬ول مانع‪.‬‬
‫فهذا ما نعتقدها حول هذها الأمسألأة‪ ،‬ومع ذلأك لأو قال قائل‪ :‬هل الأدللأة قطعية؟‬
‫فالأجواب‪ :‬الأدللأة لأيست قطعية‪ ،‬بل ظنية‪ ،‬ونحن علينا أن نعمل بالأدلأيل الأظني الأذي هو ظاهر الأنص حتى‬
‫ميعارض بدلأيل قطعي ‪.‬‬
‫‪3.‬فضيلة الأعدل بين الثنين‪ ،‬وقد حث ال عبز وجل على الأصلح ‪ ،‬والأعدل بين الأخصمين في الأحكم‬
‫واجب‪.‬‬
‫‪4.‬الأحث على معونة الأرجل أخاها‪ ،‬لن معونته إياها صدقة‪ ،‬سواء في الأمثال الأذي ذكرها الأرسول صلى ال‬
‫عليه وسلم أو في غايرها‪.‬‬
‫وهناك أمثلة كثيرةا ومن ذلأك‪:‬‬
‫لأو وجدت إنسان ا على الأطريق وطلب منك أن تحمله إلأى الأبلد وحملته‪ ،‬فإنه يدخل في هذا من باب أولأى‪.‬‬
‫ولأكن هل يجب عليك أن تحمله‪ ،‬أول يجب؟‬
‫الأجواب‪ :‬إن كان في مهلكة وأمنت منه وجب عليك أن تحمله وجوبا لنقاذها من الأهلكة‪ ،‬والأمهلكة إما‬
‫لأقلة الأماشي فيها‪ ،‬أو لن فيها قطاع طريق ربما يقضون على هذا الأرجل‪.‬‬
‫فإن لأم تأمن من هذا الأرجل فل يلزمك أن تحمله‪ ،‬مثل أن تخافا من أن يغتالأك أو يحول مسيرك إلأى اتجاها‬
‫ضرر ولع ر‬
‫ضعراعر"‪.‬‬ ‫آخر بالأقوةا فل يلزمك لأقول الأنبي صلى ال عليه وسلم‪" :‬لع ع ع ع ع‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫ر‬
‫‪5.‬الأحث على الأكلمة الأطيبة لأقولأه‪" :‬عوالأعكلعمةم الأططينبعةم ع‬
‫صعدقعنة" وال ل أطيب من كلما ال عبز وجل‬
‫الأقرآن‪،‬كل كلمة في الأقرآن فهي صدقة‪.‬‬
‫والأكلمة الأطيبة تكون طيبة في أسلوبها‪ ،‬وفي موضوعها‪ ،‬وفي إلأقائها‪ ،‬وفي نواح أخرىِ والأقاعدةا‪ :‬كل كلمة‬
‫طيبة فهي صدقة‪.‬‬
‫‪6.‬أن إزالأة الذىِ عن الأطريق صدقة‪ ،‬وبقياس الأعكس نقول‪ :‬وضع الذىِ في الأطريق جريمة وأذية‪ ،‬ويتفرع‬
‫على هذها الأفائدةا‪:‬‬
‫سي صدقة فإماطة الذىِ عن الأطريق الأمعنوي أبلغ وذلأك ببيان الأبدع‬
‫إذا كان إماطة الذىِ عن الأطريق الأح ب‬
‫والأمنكرات وغايرها ‪.‬‬
‫‪7.‬أن كل ما يقرب إلأى ال عبز وجل من عبادةا وإحسان إلأى خلقه فإنه صدقة ‪ .‬وال الأموفق‪.‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫الحديث السابع وأالعشروأن‬
‫عن الأنواس بن سمعان رضي ال عنهما ‪ ،‬عن الأنبي صلى ال عليه وسلم قال‪ )) :‬الأبر حسن الأخلق ‪،‬‬
‫والثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الأناس (( ‪.‬رواها مسلم‪.‬وعن وابصة بن معبد رضى ال‬
‫عنه ‪ ،‬قال ‪ :‬أتيت رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فقال ‪ )) :‬جئت تسأل عن الأبر و الثم ؟ (( قلت ‪:‬‬
‫نعم ؛ قال ‪ )) :‬استفت قلبك ؛ الأبر ما اطمأنت إلأيه الأنفس واطمأن الأيه الأقلب ‪ ،‬والثم ما حاك في‬
‫الأنفس وتردد في الأصدر ‪ ،‬وإن أفتاك الأناس وأفتوك ((‪.‬‬
‫قال الشيخ ‪ -‬رحمه الله ‪ -‬حديث حسن ‪ ،‬روأيناه في ماسندي الماام‬
‫أحمد بن حنبل ‪ ،‬وأ الدارماي بإسناد حسن ‪.‬‬

‫الشرح‬
‫قولأه ) الأبر( أي الأذي ذكرها ال تعالأى في الأقرآن فقال ) عوتعـععاعومنوا عععلى لأانبرنر عوالأتطـنقعوىِ ( (والأبر كلمة تدل‬
‫‪1‬‬

‫على كثرةا الأخير ‪.‬‬


‫) حسن الأخلق ( أي حسن الأخلق مع ال ‪ ،‬وحسن الأخلق مع عباد ال ‪ ،‬فأما حسن الأخلق مع ال فان‬
‫تتلقي أحكامه الأشرعية بالأرضا والأتسليم ‪ ،‬وأن ل يكون في نفسك حرج منها ول تضيق بها ذرعا‬
‫وأيضا حسن الأخلق مع ال في أحكامه الأقدرية وتقوما بما أمرت به وتنزجر عما نهيت عنه ‪.‬‬
‫أما حسن الأخلق مع الأناس فقد سبق أنه ‪ :‬بذل الأندىِ وكف الذىِ والأصبر على الذىِ ‪ ،‬وطلقة الأوجه ‪.‬‬
‫وهذا هو الأبر والأمراد به الأبر الأمطلق ‪ ،‬وهناك بر خاصا كبر الأوالأدين مثل وهو الحسان إلأيهما بالأمال‬
‫والأبدن والأجاها وسائر الحسان ‪.‬‬
‫وهل يدخل بر الأوالأدين في قولأه ) حسن الأخلق (؟‬
‫فالأجواب ‪ :‬نعم يدخل‪.‬‬
‫)والثم ( هو ضد الأبر لن ال تعالأى قال ‪) :‬عوتعـععاعومنوا عععلى لأانبرنر عوالأتطـنقعوىِ عول تعـععاعومنوا عععلى الثم‬
‫وانعمندعوارن(‪ 2‬فما هو الثم ؟‬
‫ع لأ‬

‫‪1‬‬
‫المائدة‪ :‬الية ‪(2‬‬
‫‪2‬‬
‫)المائدة‪ :‬الية ‪(2‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫)الثم ما حاك في نفسك ( أي تردد وصرت منه في قلق ))وكرهت أن يطلع عليه الأناس(( لنه محل ذما‬
‫وعيب ‪ ،‬فتجدك مترددا فيه وتكرها أن يطلع الأناس عليك وهذها الأجملة إنما هي لأمن كان قلبه صافيا سليما‬
‫‪ ،‬فهذا هو الأذي يحوك في نفسه ما كان إثما ويكرها أن يطلع عليه الأناس ‪.‬‬
‫أما الأمتمردون الأخارجون عن طاعة ال الأذين قست قلوبهم فهؤُلء ل يبالأون ‪ ،‬بل ربما يتبجحون بفعل‬
‫الأمنكر والثم ‪ ،‬فالأكلما هنا لأيس عاما لأكل أحد بل هو خاصا لأمن كان قلبه سليما طاهرا نقيا‪.‬‬
‫* مان فوائد الحديث ‪:‬‬
‫‪.1‬أن الأنبي صلى ال عليه وسلم أعطي جوامع الأكلم ‪ ،‬يتكلم بالأكلما الأيسير وهو يحمل معاني كثيرةا لأقولأه‬
‫)الأبر حسن الأخلق ( كلمة جامعة مانعة ‪.‬‬
‫‪ .2‬الأحث على حسن الأخلق وأنك متى أحسنت خلقك فإنك في بر ‪.‬‬
‫‪ .3‬إن الأمؤُمن الأذي قلبه صا ص‬
‫فا سليم يحوك في نفسه الثم وإن لأم يعلم أنه إثم بل يتردد فيه‪.‬‬
‫‪ .4‬إن الأرجل الأمؤُمن يكرها أن يطلع الأناس على آثامه لأقولأه ))وكرهت أن يطلع عليه الأناس (( أما الأرجل‬
‫الأفاجر الأمتمرد فل يكرها أن يطلع الأناس على آثامه‪.‬‬
‫عن وابصة السدي قال‪ :‬أتيت رسول ال صلى ال عليه وسلم وأنا أريد أن ل أدع شيئا من الأبر والثم إل‬
‫سألأته عنه وحولأه عصابة من الأمسلمين يستفتونه فجعلت أتخطاهم قالأوا ‪ :‬إلأيك يا وابصة عن رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم قلت ‪ :‬دعوني فأدنوا منه ‪ ،‬فإنه أحب الأناس إلأي أن أدنو منه قال ‪ ) :‬دعو وابصة‪ ،‬أدن‬
‫يا وابصة ( مرتين أو ثلثا قال ‪ :‬فدنوت منه حتى قعدت بين يديه فقال ‪ ) :‬يا وابصة أخبرك أو تسألأني ؟(‬
‫قلت ‪ :‬ل ‪ ،‬بل أخبرني فقال ‪ )) :‬جئت تسأل عن الأبر و الثم ؟ (( فقال ‪ :‬نعم ؛ فجمع أنامله فجعل‬
‫ينكت بهن في صدري ويقول ‪ )) :‬يا وابصة استفت قلبك ؛ واستفت نفسك ( ثلث مرات ) الأبر ما‬
‫اطمأنت إلأيه الأنفس والثم ما حاك في الأنفس وتردد في الأصدر‪ ،‬وإن أفتاك الأناس وأفتوك((‪.‬‬
‫قولأه‪ ) :‬جئت تسأل عن الأبر ( قلت‪ :‬نعم هذها جملة خبرية في ظاهرها ولأكنها استفهامية في معناها فمعنى‬
‫) جئت تسأل عن الأبر ( يعني أجئت تسال عن الأبر ؟‬
‫والأجملة الأخبرية تأتي بمعني الستفهاما كثيرا ‪.‬‬
‫فإن قال قائل ‪ :‬كيف وقع في قلب الأنبي صلي ال عليه وسلم أن هذا الأرجل جاء يسأل عن الأبر ؟‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫فالأجواب ‪ :‬قضايا العيان ل يسأل عنها ‪ ،‬هذها قضية عين يحتمل أن الأنبي صلى ال عليه وسلم بلغه أن‬
‫وابصة رضي ال عنه يسأل عن الأبر ‪ ،‬فلما أتى إلأيه قال لأه‪ ) :‬أجئت تسأل عن الأبر( ويحتمل أن هذا من‬
‫فراسة الأنبي صلى ال عليه وسلم فالأمهم‪ :‬أن قضايا العيان يصعب جدا أن يدرك النسان أسبابها ‪.‬‬
‫) قلت نعم قال ‪ :‬استفت قلبك ( أي اسأل والستفتاء طلب الفتاء وهو بمعنى الأخبر لن الفتاء إخبار‬
‫عن حكم شرعي فأحالأه الأنبي صلى ال عليه وسلم على قلبه ‪.‬‬
‫) الأبر ما اطمأن إلأيه الأقلب واطمأنت إلأيه الأنفس( اطمأن يعني ‪ :‬استقر فما استقر إلأيه الأقلب ورضي به‬
‫وانشرح به واطمأنت إلأيه الأنفس أيضا ل تحدثك نفسك بالأخروج عنه فهذا هو الأبر ولأكن لأمن قلبه سليم‬
‫ونيته صادقه ‪.‬‬
‫) والثم ما حاك في الأنفس ( أي تردد فيها )وتردد في الأصدر ( يعني في الأقلب لنه قال ‪ ) :‬الأبر ما‬
‫اطمأنت إلأيه نفسك وأطمأن إلأيه الأقلب ( ‪.‬‬
‫) وإن أفتاك الأناس وأفتوك ( هذا من باب الأتوكيد يعني حتى لأو أفتاك وأفتاك وأفتاك فل ترجع إلأى فتواهم‬
‫ما داما قلبك لأم يطمئن ولأم يستقر فل تلتفت لألفتوىِ ‪.‬‬
‫* مان فوائد الحديث ‪:‬‬
‫‪ .1‬حسن خلق الأنبي صلى ال عليه وسلم حيث يتقدما لألسائل بما في نفسه لأيستريح ويطمئن لأقولأه ) جئت‬
‫تسأل عن الأبر ؟( ‪.‬‬
‫‪.2‬أن )نعم( جواب لثبات ما سئل عنه فقول وابصة رضي ال عنه )نعم ( أي جئت أسأل عن الأبر ؛ ولأهذا‬
‫لأو أجاب النسان بها من سألأه عن شيء فمعناها إثبات ذلأك الأشيء ‪.‬‬
‫‪ .3‬جواز الأرجوع إلأى الأقلب والأنفس لأكن بشرط أن يكون هذا الأذي رجع إلأى قلبه ونفسه ممن استقاما دينه‬
‫؛ فإن ال عز وجل يؤُيد من علم ال منه صدق الأنية ‪.‬‬
‫‪ .4‬أن ل يغتر النسان بإفتاء الأناس ل سيما إذا وجد في نفسه ترددا ؛ فإن كثيرا من الأناس يستفتي عالأما‬
‫أو طالأب علم فيفتيه ثم يتردد ويشك ؛ فهل لأهذا الأذي تردد وشك أن يسأل عالأما آخر ؟‬
‫الأجواب ‪ :‬نعم بل يجب عليه أن يسأل عالأما آخر إذا تردد في جواب الول ‪.‬‬
‫‪ .5‬أن الأمدار في الأشرعية على الدلأة ل على ما أشتهر بين الأناس لن الأناس‬
‫قد يشتهر عندهم شيء ويفتون به ولأيس بحق وال الأموفق ‪.‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫الحديث الثامان وأالعشروأن‬
‫ر ر ر‬ ‫ر‬ ‫ععن عأبي نعرجيصح الأعرعبا ر‬
‫ض برن عساريعةع رضي ال عنه عقاعل‪ :‬عوعععظنا عرمسومل ال عموعظعةا عوجعلت منعها الأمقملو م‬
‫ب‬
‫صنيمكم ربتعـنقوىِ ا ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫ل عز‬ ‫عوعذعرعفت منعها الأمعيون‪ .‬فعـمقنلعنا‪ :‬عياعرمسوعل ال عكأعنطـعها عمنوعظعةم ممعوندصع فععأوصعنا‪ ،‬عقاعل‪) :‬أمنو ن ع‬
‫سيعـعرىِ انخرتلفعا عكرثيعراا؛ فعـعععليمكنم‬ ‫سمرع والأططاعرة وإرنن تعأعطمر علعيمكم عبند‪ ،‬فعرإنطه من يرع ر‬
‫ش منمكنم فع ع‬
‫معن ع ن‬ ‫ع ع ن ن عن‬ ‫وجل عوالأ ط ع ع ع‬
‫ت المممورر فإطن كبل‬ ‫ع ع ن عم‬ ‫سنطترني عومسنطرة الأمخلععفارء الأطرارشرديعن الأبمنهردنييعن عع د‬
‫ضوا عع عنليـعها برالأنطـوارجرذ وإرطيامكم ومنحعدعثا ر‬ ‫ر‬
‫بم‬
‫ضللأعةن( روأاه أبو داوأد وأالترماذَي وأقال ‪ :‬حديث‬ ‫ممحدثصة بدعة‪ ،‬ومكطل برندععصة ع‬
‫حسن صحيح‪.‬‬

‫الشرح‬
‫ظنا" الأوعظ‪:‬الأتذكير بما يلين الأقلب سواء كانت الأموعظة ترغايبا أو ترهيباا‪ ،‬وكان الأنبي صلى ال‬
‫قولأه‪":‬عوعع ع‬
‫عليه وسلم يتخول أصحابه بالأموعظة أحياناا‪.‬‬
‫ب" أي خافت منها الأقلوب كما قال ال تعالأى‪) :‬الأطرذيعن إرعذا ذمكرعر الألطهم عورجلع ن‬
‫ت‬ ‫ر‬
‫وقولأه‪" :‬عوجعلت منعها الأمقملو م‬
‫قمـملوبمـمهنم ( ‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫" عوعذعرعفت رمنعها الأمعيون" أي ذرفت الأدموع‪ ،‬وهو كناية عن الأبكاء‪.‬‬


‫" فعـمقلعنا عيا عرمسول ال‪:‬عكأطنها" أي هذها الأموعظة "عمورعظعةع ممعورندصع" وذلأك لأتأثيرها في إلأقائها‪،‬وفي‬
‫موضوعها‪،‬وفي هيئة الأواعظ لن كل هذا مؤُثر‪،‬حتى إننا في عصرنا الن تسمع الأخطيب فيلين قلبك‬
‫وتخافا وتبكي‪ ،‬فإذا سمعته مسجلا لأم تتأثر‪ ،‬فتأثير الأمواعظ لأه أسباب منها‪ :‬الأموضوع‪،‬وحال‬
‫الأواعظ‪،‬وانفعالأه‪.‬‬
‫صيـعنا الأطرذيعن مأومتوا‬
‫" عقاعل أوصيمكم برعتقعوىِ ال عبز وجل" هذها الأوصية مأخوذةا من قول ال تعالأى‪) :‬عولأععقند عو ط ن‬
‫ب رمنن قعـنبلرمكنم عوإرطيامكنم أعرن اتطـمقوا الألطهع(‪ 2‬فتقوىِ ال رأس كل شيء‪.‬‬ ‫ر‬
‫لأانكعتا ع‬
‫ومعنى الأتقوىِ‪ :‬طاعة ال بامتثال أمرها واجتناب نهيه على علم وبصيرةا‪.‬‬
‫ولأهذا قال بعضهم في تفسيرها‪ :‬أن تعبد ال على نور من ال‪ ،‬ترجو ثواب ال‪ ،‬وأن تترك ما حرما ال‪ ،‬على‬
‫نور من ال‪ ،‬تخشى عقاب ال‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫)النأفال‪ :‬الية ‪(2‬‬
‫‪2‬‬
‫)النساء‪ :‬الية ‪(131‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫وقال بعضهم‪:‬‬
‫خل الأذنوب صغيرهاوكبيرها ذاك الأتقى واعمل كماش فوق أرض الأشوك يحذر ما يرىِ لتحقرن صغيرةا إن‬
‫الأجبال من الأحصى‬
‫سممع والأ ط‬
‫طاععة" أي لأولةا المر بدلأيل قولأه عورإن عتأطمر ععليمكم والأسمع والأطاعة بأن تسمع إذا تكلم‪،‬‬ ‫" عوالأ ط‬
‫وأن تطيع إذا أمر ‪.‬‬
‫" عوإن عتأطمر عععليمكم" أي صار أميرا "عبد" أي مملوكاا‪.‬‬
‫سعيرىِ" والأسين هنا لألتحقيق اختر ع‬ ‫ر ر‬ ‫ر‬
‫لف ا عكثيرا في الأعقيدةا‪،‬‬ ‫"فعإنطهم عمن يععش منمكم" أي تطول به الأحياةا "فع ع‬
‫وفي الأعمل ‪ ،‬وفي الأمنهج‪ ،‬وهذا الأذي حصل‪ ،‬فالأصحابة رضي ال عنهم الأذين عاشوا طويلا وجدوا من‬
‫الختلفا والأفتن والأشرور ما لأم يكن لأهم في الأحسبان‪.‬‬
‫ثم أرشدهم صلى ال عليه وسلم إلأى ما يلزمونه عند هذا الختلفا‪ ،‬فقال‪" :‬فعـعععليمكم بر ط‬
‫سنتي" أي الأزموا‬
‫سنتي‪ ،‬والأمراد بالأسنة هنا‪ :‬الأطريقة الأتي هو عليها ‪ ،‬فل تبتدعوا في دين ال عبز وجل ما لأيس منه ‪،‬ول‬
‫تخرجوا عن شريعته‪.‬‬
‫خلععفارء الأعرارشدين" الأخلفاء الأذين يخلفون رسول ال صلى ال عليه وسلم في أمته‪ ،‬وعلى رأسهم‬
‫" عومسنطرة الأ م‬
‫أبو بكر الأصديق رضي ال عنه‪.‬‬
‫فإن أبا بكر الأصديق رضي ال عنه هو الأخليفة الول لأهذها المة‪ ،‬نص الأنبي صلى ال عليه وسلم على‬
‫خلفته نصا يقرب من الأيقين‪ ،‬وعامله بأمور تشير إلأى أنه الأخليفة بعدها‪.‬‬
‫ثم الأخليفة من بعدها عمر بن الأخطاب رضي ال عنه لنه أولأى الأناس بالأخلفة بعد أبي بكر الأصديق رضي‬
‫ال عنه فإنهما صاحبا رسول ال صلى ال عليه وسلم وكان كثيرا ما يقول‪ :‬ذهبت أنا وأبو بكر وعمر‪،‬‬
‫وجئت أنا وأبو بكر وعمر ‪،‬فرأىِ أبو بكر رضي ال عنه أن أحق الأناس بالأخلفة عمر رضي ال عنه‪.‬‬
‫وخلفة عمر رضي ال عنه ثابتة شرعا لنها وقعت من خليفة‪،‬ثم صارت الأخلفة لأعثمان رضي ال عنه‬
‫بمشورةا معروفة رتبها عمر رضي ال عنه‪ ،‬ثم صارت بعد ذلأك لأعلي رضي ال عنه هؤُلء هم الأخلفاء‬
‫الأراشدون ل إشكال فيهم‪.‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫وقولأه‪" :‬الأمهديين" صفة مؤُكدةا لأما سبق‪ ،‬لنه يلزما من كونهم راشدين أن يكونوا مهديين‪ ،‬إذ ل يمكن‬
‫رشد إل بهداية‪،‬وعليه فالأصفة هنا لأيست صفة احتراز ولأكنها صفة توكيد وبيان علة‪،‬يعني أنهم رشدوا لنهم‬
‫مهديون‪.‬‬
‫ضوا عععليعها" أي على سنتي وسنة الأخلفاء "بالأنطـعوارجرذ" وهي أقصى الضراس ومن الأمعلوما أن الأسنة لأيست‬
‫"عع د‬
‫جسما يؤُكل‪،‬لأكن هذا كناية عن شدةا الأتمسك بها‪،‬أي أن النسان يتمسك بهذها الأسنة حتى يعض عليها‬
‫بأقصى أضراسه‪.‬‬
‫"عوإطيامكم" لأما حث على الأتمسك بالأسنة حذر من الأبدعة‪.‬‬
‫"وإطيامكم ومحعدعثا ر‬
‫تام‬
‫لمور" أي اجتنبوها‪،‬والأمراد بالمور هنا الأشؤُون‪ ،‬والأمراد بالأشؤُون شؤُون الأدين‪،‬ل‬ ‫عم‬ ‫ع‬
‫الأمحدثات في أمور الأدنيا‪،‬لن الأمحدثات في أمور الأدنيا منها ما هو نافع فهو خير‪،‬ومنها ما هو ضار فهو‬
‫شر‪،‬لأكن الأمحدثات في أمور الأدين كلها شر‪ ،‬ولأهذا قال‪" :‬فعرإطن مكطل ممحعدثعصة ربدععة" لنها ابتدعت وأنشئت‬
‫من جديد‪.‬‬
‫"مكل ربدععصة ع‬
‫ضلعلأة" أي كل بدعة في دين ال عبز وجل فهي ضللأة ‪.‬‬
‫* مان فوائد الحديث ‪:‬‬
‫‪1.‬مشروعية الأموعظة‪،‬ولأكن ينبغي أن تكون في محلها‪،‬وأن ل يكثر فيمرمل ‪،‬ولأهذا كان الأنبي صلى ال عليه‬
‫وسلم يتخول أصحابه بالأموعظة‪،‬وكان بعض الأصحابة يعظ أصحابه كل يوما خميس‪ ،‬يعني في السبوع‬
‫مرةا‪.‬‬
‫‪2.‬أنه ينبغي لألواعظ أن تكون موعظته مؤُثرةا باختيار اللأفاظ الأجزلأة الأمثيرةا‪،‬وهذا على حسب الأموضوع ‪.‬‬
‫ب‪ ،‬عو عذعرعفت رمنعها‬ ‫ر ر‬
‫‪3.‬أن الأمخاطب بالأموعظة إذا كانت بليغة فسوفا يتأثر لأقولأه‪" :‬عوجعلت منعها الأمقملو م‬
‫الأمعيومن" ‪.‬‬
‫‪4.‬أن الأقلب إذا خافا بكت الأعين‪ ،‬وإذا كان قاسياا‪ ،‬نسأل ال عبز وجل أن يبعدنا وإياكم من قسوةا‬
‫الأقلب‪،‬لأم تدمع الأعين‪.‬‬
‫‪5.‬أنه جرت الأعادةا أن موعظة الأمودع تكون بليغة مؤُثرةا‪،‬لن الأمودع لأن يبقى عند قومه حتى يكرر عليهم‬
‫الأموعظة فيأتي بموعظة مؤُثرةا يمعذكر بها بعد ذلأك لأقولأهم‪" :‬عكأعنطـعها عمورعظعةم معورندصع" ‪.‬‬
‫‪6.‬طلب النسان من الأعالأم أن يوصيه‪،‬لأقولأهم رضي ال عنهم "فععأو ر‬
‫صعنا"‪.‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫ولأكن هل هذا يكون بدون سبب‪،‬أو إذا وجد سبب لأذلأك؟‬
‫الأظاهر الأثاني‪:‬بمعنى أنه لأيس كلما قابلت أحدا تقول‪:‬أوصني‪،‬فإن هذا مخالأف لأهدي الأصحابة فيما يظهر‬
‫ومن ذلأك الأسفر‪ ،‬أي إذا أراد النسان أن يسافر وقال مثلا لألعارلأم أوصني‪ ،‬فهذا مشروع‪.‬‬
‫‪7.‬أن أهم ما يوصى به الأعبد تقوىِ ال عبز وجل لأقولأه‪" :‬مأوصيمكم برعتقعوىِ ال"‪.‬‬
‫‪8.‬فضيلة الأتقوىِ حيث كانت أهم وأولأى وأول ما يوصى به الأعبد‪.‬‬
‫‪9.‬وصية الأنبي صلى ال عليه وسلم بالأسمع والأطاعة لأولةا المور‪،‬والأسمع والأطاعة لأهم واجب بالأكتاب‬
‫والأسنة‪،‬قال ال تعالأى‪) :‬عيا أعيدـعها الأطرذيعن آعممنوا أعرطيمعوا الألطهع عوأعرطيمعوا الأطرمسوعل عومأورلأي انلعنمرر رمنمكنم (‪ 1‬فجعل‬
‫طاعة أولأي المر في الأمرتبة الأثالأثة ولأكنه لأم يأت بالأفعل )أطيعوا ( لن طاعة ولةا المور تابعة لأطاعة ال‬
‫تعالأى ورسولأه صلى ال عليه وسلم‪ ،‬ولأهذا لأو أمر ولةا المور بمعصية ال عبز وجل فل سمع ول طاعة‪.‬‬
‫وظاهر الأحديث وجوب الأسمع والأطاعة لأولأي المر وإن كان يعصي ال عبز وجل إذا لأم يأمرك بمعصية ال‬
‫ب عظهعرعك عوأععخعذ عمالأع ع‬
‫ك"وضرب الأظهر‬ ‫عبز وجل‪ ،‬لن الأنبي صلى ال عليه وسلم قال‪":‬اسعمع عوأعرطع عورإن ع‬
‫ضعر ع‬
‫وأخذ الأمال بل سبب شرعي معصية ل شك‪ ،‬فل يقول النسان لأولأي المر‪ :‬أنا ل أطيعك حتى تطيع ربك‪،‬‬
‫فهذا حراما‪ ،‬بل يجب أن يطيعه وإن لأم يطع ربه‪.‬‬
‫أما لأو أمر بالأمعصية فل سمع ول طاعة ‪.‬‬
‫‪10.‬ثبوت إمرةا الأعبد‪،‬لأقولأه‪" :‬عورإن تععأمعر عععليمكم ععبند" ولأكن هل يلزما طاعة المير في كل شيء‪ ،‬أو فيما‬
‫يتعلق بالأحكم؟‬
‫ل‪ :‬ل تأكل الأيوما إل وجبتين‪.‬‬
‫الأجواب‪:‬الأثاني‪ ،‬أي فيما يتعلق بالأحكم ورعاية الأناس‪ ،‬فلو قال لأك المير مث ا‬
‫أو ما أشبه ذلأك فلم يجب عليك أن توافق إل أنه يحرما عليك أن تنابذ‪ ،‬بمعنى أن تعصيه جهارا لن هذا‬
‫يفسد الأناس عليه‪.‬‬
‫‪11.‬وجوب طاعة المير وإن لأم يكن الأسلطان‪ ،‬لأقولأه‪" :‬عورإن تععأمعر عععليمكم" ومعلوما أن المة السلمية من‬
‫قديم الأزمان فيها خليفة وهو الأسلطان‪ ،‬وهناك أمراء لألبلدان‪ ،‬وإذا وجبت طاعة المير فطاعة الأسلطان من‬
‫باب أولأى‪.‬‬
‫وهنا سؤُال يكثر‪ :‬إذا أطمر الأناس عليهم أميرا في الأسفر‪ ،‬فهل تلزمهم طاعته؟‬

‫‪1‬‬
‫)النساء‪ :‬الية ‪(59‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫فالأجواب‪ :‬نعم‪ ،‬تلزمهم طاعته‪،‬وإذا لأم نقل بذلأك لأم يكن هناك فائدةا من تأميرها‪،‬لأكن طاعته فيما يتعلق‬
‫بأمور الأسفر ل في كل شيء‪،‬إل أن الأشيء الأذي ل يتعلق بأمور الأسفر ل تجوز منابذته فيه ‪.‬‬
‫سيعـعرىِ اخرتلفا عكثيعرا "‬ ‫ر ر‬ ‫ر‬
‫‪12.‬ظهور آية من آيات الأنبي صلى ال عليه وسلم في قولأه‪" :‬فعإنطهم عمن يععش منمكم فع ع‬
‫فقد وقع المر كما أخبر به الأنبي صلى ال عليه وسلم‪.‬‬
‫فإن قيل‪ :‬وهل يمكن أن نطبق هذها الأجملة في كل زمان‪،‬بمعنى أن نقول‪ :‬من يعش منكم فسيرىِ اختلفا‬
‫كثيراا؟‬
‫فالأجواب‪ :‬ل نستطيع أن نطبقها في كل زمان‪،‬لأكن الأواقع أن من طال عمرها رأىِ اختلفا كثيراا‪.‬‬
‫‪13.‬وجوب الأتمسك بسنة الأنبي صلى ال عليه وسلم عند الختلفا‪ ،‬لأقولأه‪" :‬فعـعععليمكم ربسطنتي" والأتمسك‬
‫بها واجب في كل حال لأكن يتأكد عند وجود الختلفا‪.‬‬
‫‪14.‬أنه يجب على النسان أن يتعلم سنة الأنبي صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬
‫‪15.‬أن لألخلفاء سنة متبعة بقول الأنبي صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وعلى هذا فما سنه الأخلفاء الأراشدون مأعتبر‬
‫سنة لألرسول صلى ال عليه وسلم بإقرارها إياهم‪ ،‬ووجه كونه أقرها أنه أوصى باتباع سنة الأخلفاء الأراشدين ‪.‬‬
‫‪16.‬أنه إذا كثرت الحزاب في المة فل تنتم إلأى حزب‪ ،‬فقد ظهرت طوائف من قديم الأزمان مثل الأخوارج‬
‫والأمعتزلأة والأجهمية والأرافضة‪،‬ثم ظهرت أخيرا إخوانيون وسلفيون وتبليغيون وما أشبه ذلأك‪ ،‬فكل هذها الأفرق‬
‫سطنتي‬ ‫ر‬
‫اجعلها على الأيسار وعليك بالماما وهو ما أرشد إلأيه الأنبي صلى ال عليه وسلم في قولأه‪" :‬عععليمكم ب م‬
‫عومسعطنة الأمخلععفاء الأعرارشدين"‬
‫‪17.‬الأحث على الأتمسك بسنة الأنبي صلى ال عليه وسلم وسنة الأخلفاء الأراشدين تمسكا تاماا‪ ،‬لأقولأه‪:‬‬
‫"عضوا عععليعها بالأنطـعوارجرذ"‪.‬‬
‫‪18.‬الأتحذير من الأبدع‪ ،‬أي من محدثات المور‪ ،‬لن )إطيا( في قولأه "عوإطياكم" معناها الأتحذير من محدثات‬
‫المور لأكن في الأدين‪ ،‬أما في الأدنيا إما مطلوب وإما مذموما حسب ما يؤُدي إلأيه من الأنتائج‪.‬‬
‫فإن قال قائل‪ :‬كيف نجمع بين هذها الأكلية الأعامة الأواضحة الأبينة‪" :‬مكطل ممحعدثعصة بدععنة" وبين قولأه صلى ال‬
‫سنعةا فعـلعهم عأجمرها عوعأجمر عمن ععرمعل برعها إرعلأى يعوما الأرقياعمرة"‬ ‫ر‬
‫عليه وسلم "عمن عسطن في السلما مسنعةا عح ع‬
‫فالأجواب من وجهين‪:‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫سنعاة" أي من ابتدأ الأعمل‬ ‫ر‬
‫الأوجه الول‪:‬أن معنى قولأه صلى ال عليه وسلم‪" :‬عمن عسطن في السلما مسنطةا عح ع‬
‫بالأسنة‪ ،‬ويدل لأهذا أن الأنبي صلى ال عليه وسلم ذكرها بعد أن حث على الأصدقة لألقوما الأذين وفدوا إلأى‬
‫الأمدينة ورغاب فيها‪ ،‬فجاء الأصحابة كلق بما تيسر لأه‪ ،‬وجاء رجل من النصار بصرةا قد أثقلت يدها فوضعها‬
‫سنعةع فعـلعهم عأجعرها عوعأجمر عمن ععرمعل برعها‬ ‫ر‬
‫في حجر الأنبي صلى ال عليه وسلم فقال‪" :‬عمن عسطن في السلما مسنطةا عح ع‬
‫إرعلأى عيورما الأرقياعمرة" أي ابتدأ الأعمل سنة ثابتة‪ ،‬ولأيس أنه يأتي هو بسنة جديدةا‪ ،‬بل يبتدئ الأعمل لنه إذا ابتدأ‬
‫الأعمل سن الأطريق لألناس وتأسوا به وأخذوا بما فعل‪.‬‬
‫سنعاة" أي سن الأوصول إلأى شيء مشروع من قبل كجمع‬ ‫ر‬
‫الأوجه الأثاني‪:‬أن يقال‪" :‬عمن عسطن في السلما مسنطةا عح ع‬
‫الأصحابة الأمصاحف على مصحف واحد‪ ،‬فهذا سنة حسنة لشك‪ ،‬لن الأمقصود من ذلأك منع الأتفرق بين‬
‫الأمسلمين وتضليل بعضهم بعضاا‪.‬‬
‫كذلأك أيضا جمع الأسنة وتبويبها وترتيبها‪ ،‬فهذها سنة حسنة يتوصل بها إلأى حفظ الأسنة‪.‬‬
‫سنععة" على الأوسائل إلأى أمور ثابتة شرعاا‪ ،‬ووجه هذا أننا نعلم‬ ‫ر‬
‫إذا ميحعمل قولأه‪" :‬عمن عسطن في السلما مسنطةا عح ع‬
‫أن كلما الأنبي صلى ال عليه وسلم ل يتناقض‪ ،‬ونعلم أنه لأو فمترعح الأباب لأكل شخص أو لأكل طائفة أن‬
‫تبتدع في الأدين ما لأيس منه لأتمزقت المة وتفرقت‪،‬وقد قال ال عبز وجل‪) :‬إرطن الأطرذيعن فعـطرمقوا ردينعـمهنم عوعكامنوا‬
‫‪1‬‬
‫ت رمنـمهنم رفي عشنيصء إرنطعما أعنممرمهنم إرعلأى الألطره ثمطم يمـنعنبئمـمهنم برعما عكامنوا يعـنفععملوعن(‬
‫رشعيعا لأعنس ع‬
‫‪19.‬أن جميع الأبدع ضللأة لأيس فيها هدىِ‪ ،‬بل هي شر محض حتى وإن استحسنها من ابتدعها فإنها‬
‫لأيست حسنى‪،‬بل ول حسنة لأقول الأنبي صلى ال عليه وسلم‪" :‬مكطل ربدععصة ع‬
‫ضلعلأة" ولأم يستثرن الأنبي صلى‬
‫ال عليه وسلم شيئاا‪.‬‬
‫وال الأموفق‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫)النأعام‪(159:‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫الحديث التاسع وأالعشروأن‬
‫ت عيا عرمسوعل ال عأخربررني برعععمصل ميدرخملني الأعجنطةع عويمـعباعدني مصن‬ ‫ععن ممععاذ بن عجبعصل رضي ال عنه عقاعل‪ :‬مقل م‬
‫سعرهام الم تعـععاعلأى ععلعنيره‪ :‬تعـنعبممد الع لعتمنشررمك برره عشنيعئا‪،‬‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫سيـنر عععلى عمنن يع ط‬ ‫ت ععنن ععظنيصم عوإرنطهم لأعيع ن‬ ‫الأنار عقاعل‪) :‬لأععقند عس علأأن ع‬
‫ب الأعخنيرر‪:‬‬ ‫ك عععلى عأبنـعوا ر‬ ‫ت‪ .‬ثمطم عقاعل‪ :‬أعلع أعمدلأد ع‬ ‫ضاعن‪ ،‬عوتعمحدج الأبعـني ع‬ ‫صومما عرعم ع‬ ‫ر‬
‫صلةا‪ ،‬عومتؤُتي الأطزعكاةا‪ ،‬عوتع م‬ ‫عوتمرقنيمم الأ ط‬
‫فا الألطنيرل ثمطم متل ‪:‬‬ ‫صعدقعةم تمطنرفئ الأعخرطيئعةع عكما يطنرفئ الأماء الأطنار‪ ،‬وصلةام الأطرجرل رفي جو ر‬ ‫صنومما مجنطنة‪ ،‬عوالأ ط‬
‫الأ ط‬
‫عن‬ ‫م‬ ‫ن ع م م عم ع ع ع‬ ‫م‬
‫س‬‫ضارجرع( عحطتى بعـلععغ‪) :‬يعـنعلعممونن( ]الأسجدةا‪ [17-16:‬ثمطم عقاعل‪ :‬عأل أمنخبرمرعك برعرأن ر‬ ‫)تعـتععجاعفى مجمنوبمـمهنم ععرن لأانعم ع‬
‫صلةام عوذرعوةام‬ ‫س العنمرر ارلنسلمما عوععممومدهام الأ ط‬ ‫ر‬
‫ت‪ :‬بعـعلى عياعرمسوعل ال‪ ،‬عقاعل‪ :‬عرأن م‬ ‫العنمرر عوععمموردرها عورذنرعورةا عسعنارمره ؟ قمـنل م‬
‫ف‬‫سانرره عوعقاعل‪ :‬مك ط‬ ‫رر‬ ‫ر‬
‫ت‪:‬بعـعلى عياعرمسوعل ال‪ .‬فعأععخعذ بل ع‬ ‫ك مكلنره ؟ قمـنل م‬ ‫عسعنارمره الأرجعهامد ثمطم عقاعل‪ :‬عأل مأخبرمرعك ربملرك عذلأر ع‬
‫ب‬‫ك عياممععامذ‪ .‬عوعهنل يعمك د‬ ‫ك أمدم ع‬ ‫ل عوإرطنا لأعممعؤُاعخمذوعن برعما نعـتععكلطمم برره ؟ فعـعقاعل‪ :‬ثعركلعنت ع‬‫ت يانعبرطي ا ر‬
‫ك عهعذا‪ .‬قمـنل م ع‬ ‫ععلعني ع‬
‫صائرمد أعلأرسنعتررهنم( روأاه الترماذَي‬ ‫ر ر‬ ‫ر‬ ‫الأطنا ر‬
‫س في الأطنارر عععلى مومجوهرهنم عأو عقاعل‪ :‬عععلى عمعناخررهنم إرلط عح ع‬ ‫ع‬
‫وأقال‪ :‬حديث حسن صحيح‪.‬‬
‫الشرح‬
‫رهعممم الأصحابة رضي ال عنهم عالأية‪ ،‬فلم يقل‪:‬أخبرني بعمل أكسب فيه الأعشرةا عشرين أو ثلثين أو ما أشبه‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫بذلأك ‪ ،‬بل قال‪" :‬عأخربرني برعععمصل ميدخملني الأ ع‬
‫جنطةع عويمـعباعدني من الأناعر ‪ "...‬أي يكون سببا لأدخول الأجنة‬
‫والأبعد عن الأنار ‪.‬‬
‫ت ععنن ععظيصم" أي وال عظيم‪ ،‬هذها هي الأحياةا‪ ،‬أن تدخل الأجنة‬
‫فقال الأنبي صلى ال عليه وسلم "لأععقد عسأعلأ ع‬
‫ح ععرن الأطنارر عوأمندرخعل لأانعجنطةع فعـعقند عفاعز‬‫وتبتعد عن الأنار‪ ،‬هذا هو الأفوز والأفلح‪ ،‬قال ال عبز وجل‪ ) :‬فععمنن مزنحرز ع‬
‫ر‬
‫ه لأعيسينر ععلى منن عيسعرهام الم‬
‫‪1‬‬
‫وأِإن م‬ ‫( ولأهذا وصفه الأنبي صلى ال عليه وسلم بأنه عظيم‪ ،‬ولأكن الأحمد ل‪ " .‬م‬
‫عععليه" ‪ -‬الألهم يسرها علينا يا رب الأعالأمين ‪ -‬وصدق الأنبي صلى ال عليه وسلم فإن الأدين السلمي مبني‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫سعر ( ومبني على الأسمح قال الأنبي‬ ‫على الأيسر‪ ،‬قال ال تعالأى‪):‬يمرريمد الألطهم بمكمم لأانيمنسعر عول يمرريمد بمكمم لأانعم ن‬
‫‪2‬‬

‫شروا عولع تمـنعـنفروا"‪" ،‬فعرإنععما‬


‫سروا‪ ،‬بع ن‬
‫سروا ول تمـعع ن‬ ‫صلى ال عليه وسلم لصحابه وهو يبعثهم إلأى الأجهات‪" :‬يع ن‬
‫بمرعثمتم مميع ن‬
‫سرين عوعلأم متبععثوا ممععنسرين"وقال صلى ال عليه وسلم‪" :‬إرطن هذا الأديمن ميسر‪ ،‬عوعلأن يم ع‬
‫شاد الأديعن‬
‫أععحند إرلط غاعلعبعمه" فهو يسير لأكن لأمن يسرها ال عليه‪ ،‬ثم شرح ذلأك فقال‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫)آل عأمران‪ :‬الية ‪(185‬‬
‫‪2‬‬
‫)البقرة‪ :‬الية ‪(185‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫الأمعاصي‪.‬‬ ‫" عتعبمعد الع" بمعنى تتذلأل لأه بالأعبادةا حبا وتعظيماا‪ ،‬فبالأمحبة تفعل الأطاعات‪ ،‬وبالأتعظيم تترك‬
‫"ل متشررك برره شيئ ا" أي شي يكون حتى النبياء‪ ،‬بل النبياء ما جاؤوا إل لأمحاربة الأشرك‪ ،‬فل تشرك به شيئ ا‬
‫ل‪،‬‬
‫ل ملك ا مقرباا‪،‬ول نبي ا مرس ا‬
‫ت" هذها أركان السلما الأخمسة ‪ ،‬وقد‬
‫ضاعن‪،‬عوتعمحج الأعبي ع‬
‫صلعةا‪ ،‬عومتؤُتي الأزعكاعةا‪ ،‬عوعتصوما عرعم ع‬
‫قال‪":‬عومتقيم الأ ع‬
‫مرت‪.‬‬
‫خيرر" أبواب أي مسائل‪ ،‬وأبواب تستعمل في الأباب الأذي يفتح لألداخل‬ ‫ب الأ ع‬ ‫ثم قال‪" :‬أعلع أعمدلأد ع‬
‫ك عععلى عأبعوا ر‬
‫والأخارج‪ ،‬وتستعمل في الأمسائل‪ ،‬ومن هذا قول الأعلماء في مؤُلأفاتهم‪:‬هذا الأباب في كذا وكذا‪ .‬وقول‬
‫الأمحدثين‪ :‬ل يصح في هذا الأباب شيء‪ ،‬أي ل يصح في هذها الأمسألأة شيء‪.‬‬
‫خيرر" أي مسائل الأخير‪ ،‬ويجوز أن يكون الأمراد به الأباب الأمعروفا الأذي يكون منه‬ ‫فقولأه‪" :‬عأبعوا ر‬
‫ب الأ ع‬
‫الأدخول والأخروج‪.‬‬
‫خيرر" والأجواب‪ :‬بلى‪ ،‬لأكن حذفا لألعلم به‪ ،‬لنه لبد أن يكون الأجواب بلى‪.‬‬
‫ب الأ ع‬ ‫"عأل أعمدلأد ع‬
‫ك عععلى عأبعوا ر‬
‫الخرةا‪.‬‬ ‫صومما جنةن" أي مانع يمنع صاحبه في الأدنيا ويمنع صاحبه في‬
‫قال‪" :‬الأ ط‬
‫أما في الأدنيا فإنه يمنع صاحبه من تناول الأشهوات الأممنوعة في الأصوما‪ ،‬وأما في الخرةا فهو مجنطةن من الأنار‪،‬‬
‫يقيك من الأنار يوما الأقيامة‪.‬‬
‫والأصوما‪ :‬الأتعبد ل تعالأى بالمساك عن الأمفطرات من طلوع الأفجر إلأى غاروب الأشمس‪.‬‬
‫خطيعئة عكعما ميطرفىء الأعماءم الأطناعر" الأصدقة مطلق ا سواء الأزكاةا الأواجبة أو الأتطوع‪،‬و سواء‬
‫صعدعقة متطرفىء الأ ع‬
‫"عوالأ ط‬
‫كانت قليلة أو كثيرةا‪.‬‬
‫خطيعئة" أي خطيئة بني آدما‪ ،‬وهي‬
‫الأمعاصي‪.‬‬ ‫"متطرفئ الأ ع‬
‫"عكعما ميطرفئ الأعماءم الأطناعر" والأماء يطفئ الأنار بدون تردد‪ ،‬فشبه الأنبي صلى ال عليه وسلم المر الأمعنوي‬
‫بالمر الأحسي‪.‬‬
‫"وصلةام الأرجل في جو ر‬
‫فا الأطليرل" هذها معطوفة على قولأه "الأصدقة" أي وصلةا الأرجل في جوفا الأليل‬ ‫ع‬ ‫بم‬ ‫ع ع‬
‫تطفئ الأخطيئة‪ ،‬وجوفا الأليل وسطه كجوفا النسان‪.‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫ضارجرع يعندمعوعن عربطـمهنم عخنوفا عوطععمعا عورمطما عرعزقنـعنامهنم‬
‫ثم تل صلى ال عليه وسلم ‪) :‬تعـتععجاعفى مجمنوبمـمهنم ععرن لأانعم ع‬
‫س عما أمنخرفعي لأعمهنم رمنن قمـطررةا أعنعيمصن عجعزاءا برعما عكامنوا يعـنععمملوعن* ( تل أي قرأ )تعـتععجاعفى‬
‫‪1‬‬ ‫ر‬
‫يمـنفمقوعن * عفل تعـنعلعمم نعـنف ن‬
‫ضارجرع( هذا في وصف الأمؤُمنين‪ ،‬أي أنهم ل ينامون )يعندمعوعن عربطـمهنم عخنوفا عوطععمعاا( إن ذكروا‬ ‫مجمنوبمـمهنم ععرن لأانعم ع‬
‫ذنوبهم خافوا‪ ،‬وإن ذكروا فضل ال طمعوا‪ ،‬فهم بين الأخوفا و الأرجاء‪) ،‬عورمطما عرعزقنـعنامهنم يمـنرفمقوعن( ) من ( هنا‬
‫إما أن تكون لألتبعيض والأمعنى ينفقون بعضها‪ ،‬أو تكون لألبيان‪،‬والأمعنى ينفقون مما رزقهم ال عبز وجل قليلا‬
‫س عما أمنخرفعي لأعمهنم رمنن قمـطررةا أعنعيمصن عجعزاءا برعما عكامنوا يعـنععمملوعن( ‪ ،2‬استشهد الأنبي‬
‫كان أو كثيرا )عفل تعـنعلعمم نعـنف ن‬
‫لمرر‪،‬عوععموردرها‪،‬ورذرعورةا‬ ‫صلى ال عليه وسلم بهذها الية على فضيلة قياما الأليل‪،‬ثم قال‪" :‬أعلع مأخبرمرعك برعرأع ر‬
‫ساع‬
‫رسعنارمره" ثلثة أشياء‪:‬‬
‫لمرر ارلسلما " أمر النسان الأذي من أجله مخلرعق‪ ،‬رأسه السلما ‪،‬‬
‫ساع‬
‫ت‪ :‬بعـعلى عيا عرمسوعل ال‪ ،‬عقاعل‪ :‬عرأع م‬
‫"مقل م‬
‫أي أن يسلم ل تعالأى ظاهرا وباطنا بقلبه وجوارحه‪.‬‬
‫"عوععموردرها الأصلةا" أي عمود السلما الأصلوات ‪،‬والأمراد بها الأصلوات الأخمس‪ ،‬وعمود الأخيمة ما تقوما‬
‫عليه‪ ،‬وإذا أزيل سقطت‪.‬‬
‫"عورذرعورةا رسعنارمره الأرجعهاد في عسبيرل ال" ذكر الأجهاد أنه ذروةا الأسناما‪،‬لن الأذروةا أعلى شيء ‪ ،‬قال ال تعالأى‪:‬‬
‫‪3‬‬
‫)عول تعرهمنوا عول تعنحعزمنوا عوأع نـتممم انلعنعلعنوعن إرنن مكنتمنم ممنؤُرمرنينع(‬
‫وقولأه‪" :‬الأجهاد" يعني في سبيل ال عبز وجل والأجهاد في سبيل ال بينه الأنبي صلى ال عليه وسلم أتم‬
‫بيان‪ ،‬فقد سئل عن الأرجل يقاتل حمية‪ ،‬ويقاتل شجاعة‪ ،‬ويقاتل لأيرىِ مكانه‪ ،‬أي ذلأك في سبيل ال؟ فقال‪:‬‬
‫"من عقاتعل لأرعتكوعن عكلرمةم ا ر‬
‫ل هي الأعليا عفهو في سبيرل ا ر‬
‫ل"‬ ‫ع‬ ‫مع ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬
‫ثم قال‪" :‬أعلع مأخبرمرعك برعملك عذلأ ع‬
‫ك مكله" ملك الأشيء ما يملك به‪ ،‬والأمعنى ما تملك به كل هذا ‪.‬‬
‫ك عهذا" أخذ الأنبي صلى ال عليه وسلم‬ ‫ف ععلي ع‬‫ت‪:‬بعـعلى عيا عرمسول ال‪ ،‬عقاعل‪ :‬فععأخذ بررلسانرره عوعقاعل‪ :‬مك ط‬
‫"مقل م‬
‫ك عهذا" أي لتطلقه في الأقيل والأقال‪ ،‬وقد تقدما قولأه‪" :‬من عكاعن يؤُرمن ربا ر‬
‫ل‬ ‫ف ععلي ع‬‫بلسان نفسه وقال‪" :‬مك ط‬
‫م م‬ ‫عن‬
‫عوالأعيورما الرخرر عفليعـمقل عخيعرا عأو لأعيصممت" فل تتكلم إل بخير‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫]السجدة‪[17-16:‬‬
‫‪2‬‬
‫)السجدة‪(17:‬‬
‫‪3‬‬
‫)آل عأمران‪(139:‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫ت‪ :‬عيا عنبطي ال عوإرطنا علأمؤُارخذوعن ربما نعـتععكبلم ربه" والأمعنى‪:‬أإنا لأمؤُاخذون بما نتكلم به؟ يعني أن معاذا رضي‬
‫"مقل م‬
‫ال عنه تعجب كيف يؤُاخذ النسان بما يتكلم به‪.‬‬
‫فقال الأنبي صلى ال عليه وسلم حث ا على أن يفهم‪" :‬ثعركعلت ع‬
‫ك أمدم ع‬
‫ك عيا ممععاذ" أي فقدتك‪ ،‬وهذها الأكلمة‬
‫يقولأها الأعرب لألغاراء والأحث‪،‬ول يقصدون بها الأمعنى الأظاهر‪ ،‬وهو أن تفقدها أمه‪.،‬‬
‫س في الأنارر ععلى ومجورههم‪ ،‬عأو عقاعل‪ :‬عععلى معنارخررهم" هذا شك من الأراوي "رإل عحصائمد‬
‫ب الأطنا ع‬
‫"عوعهل يعمك د‬
‫أعلأرسنعرتهم" أي ما يحصدون بألأسنتهم من القوال‪.‬‬
‫لأما قال هذا الأكلما اقتنع معاذ رضي ال عنه وعرفا أن ملك المر كف الألسان‪،‬لن الألسان قد يقول‬
‫الأشرك‪ ،‬وقد يقول الأكفر‪ ،‬وقد يقول الأفحشاء‪ ،‬فهو لأيس لأه حد‪.‬‬
‫* مان فوائد الحديث ‪:‬‬
‫‪ -1‬حرصا الأصحابة رضي ال عنهم على الأعلم‪ ،‬ولأهذا يكثر منهم سؤُال الأنبي صلى ال عليه وسلم عن الأعلم‬
‫‪.‬‬
‫ولأكن هل سؤُالأهم رضي ال عنهم لأمجرد أن يعلموا بالأحكم‪ ،‬أولجل أن يطبقوها؟‬
‫الأجواب‪ :‬الأثاني‪ ،‬عكس ما يفعله بعض الأناس الأيوما ‪،‬حيث يسأل لأيعرفا الأحكم فقط‪ ،‬ثم هو بالأخيار إن‬
‫شاء فعل وإن شاء لأم يفعل‪ ،‬وهذا غالط‪،‬بل اجعل غاايتك من الأعلم الأعمل به دون الطلع على أقوال‬
‫الأناس‪.‬‬
‫‪ -2‬علو همة معاذ بن جبل رضي ال عنه حيث لأم يسأل عن أمور الأدنيا‪ ،‬بل عن أمور الخرةا‪،‬حيث قال‪:‬‬
‫الأطنار" ‪.‬‬ ‫"أعنخربررني ععنن عععمصل ميدرخملني الأعجنطةع ويمـعبارعمدرني رمعن‬
‫‪3.‬إثبات الأجنة والأنار‪ ،‬واليمان بهما أحد أركان اليمان الأستة كما سبق‪.‬‬
‫‪4.‬أن الأعمل يدخل الأجنة ويباعد عن الأنار‪ ،‬لن الأنبي صلى ال عليه وسلم أقرها على هذا‪.‬‬
‫‪5.‬أن هذا الأسؤُال الأذي صدر من معاذ رضي ال عنه سؤُال عظيم‪ ،‬لنه في الأحقيقة هو سر الأحياةا والأوجود‪،‬‬
‫فكل موجود في هذها الأدنيا من بني آدما أو من الأجبن غاايته إما الأجنة وإما الأنار‪ ،‬فلذلأك كان هذا الأسؤُال‬
‫عظيماا‪.‬‬
‫‪6.‬أن هذا وإن كان عظيم ا فهو يسير على من يسرها ال عليه‪.‬‬
‫‪7.‬أنه ينبغي لألنسان أن يسأل ال تعالأى الأتيسير‪ ،‬أن ييسر أمورها في دينه ودنياها‪،‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫صلعةا‪ ،‬عومتؤُرتي الأطزعكاعةا‪،‬‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫‪8.‬ذكر أركان السلما الأخمسة‪ ،‬في قولأه‪" :‬تعـنعبمعد الع ل متشررنك به عشيئاا‪ ،‬عوتمقنيعم الأ ب‬
‫ت" ولأم يذكر الأرسالأة‪ ،‬لن عبادةا ال تتضمن الأرسالأة‪ ،‬إذ ل يمكن أن يعبد‬
‫ضاعن‪ ،‬عوتعمحطج الأبعـني ع‬
‫صوعما عرعم ع‬
‫عوتع م‬
‫النسان ربه إل بما شرع نبيه‪.‬‬
‫‪ 9.‬أن أغالى الأمهبمات وأعلى الأواجبات عبادةا ال وحدها لشريك لأه‪ ،‬أي الأتوحيد‪.‬‬
‫خنيرر" وهذا من عادته أنه إذا دعت الأحاجة إلأى ذكر شيء يضافا إلأى‬
‫ب الأ ع‬ ‫‪ 10.‬قولأه‪" :‬عأل أعمدلأد ع‬
‫ك عععلى عأبنـعوا ر‬
‫الأجواب أضافه ‪.‬‬
‫‪11.‬أن الأصوما جنة وبناء على هذا فمن لأم يكن صومه جنة لأه فإنه ناقص‪ ،‬ولأهذا يحرما على النسان تناول‬
‫الأمعاصي في حال الأصوما‪.‬‬
‫ولأكن هل الأمعاصي تبطل الأصوما أو ل؟‬
‫فالأجواب‪ :‬إن كان هذا الأمحرما خاصا بالأصوما أفسد الأصوما‪ ،‬وإن كان عاما لأم يفسدها‪.‬‬
‫‪12.‬أن الأصدقة تطفئ الأخطيئة‪ ،‬ففيه الأحث على الأصدقة فإذا كثرت خطاياك فأكثر من الأصدقة فإنها تطفئ‬
‫صعدقعترره يعـنوعما الأرقعياعمرة"وقال الأنبي صلى ال‬ ‫ر ر‬
‫الأخطيئة‪ ،‬وقد قال الأنبي صلى ال عليه وسلم‪" :‬مكدل انمررصئ في ظنل ع‬
‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر ر‬ ‫ر‬
‫سبـععةن يمظلدمهمم الم في ظلنه يعـنوعما ل ظطل إرلط ظلدمه‪ :‬إعمانما ععادنل‪ ..،‬إلأى أعنن عقاعل‪ :‬عوعرمجنل تع ع‬
‫صطدعق‬ ‫عليه وسلم‪ " :‬ن‬
‫ر‬ ‫ر‬ ‫بر ص‬
‫صعدقعة فعأعنخعفاعها عحطتى لتعـنعلععم شعمالأمهم عما تمـنفمق يع ر ن‬
‫ميـنممه"‬ ‫ع‬
‫‪13.‬أن الأخطيئة فيها شيء من الأحرارةا لنه يعذب عليها النسان بالأنار‪ ،‬والأماء فيه شيء من الأبرودةا‪ ،‬ولأهذا‬
‫شبه الأنبي صلى ال عليه وسلم ذلأك بالأماء يطفىء الأنار‪.‬‬
‫‪14.‬حسن تعليم الأنبي صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وما أكثر ما يمر علينا حسن تعليمه صلوات ال وسلمه عليه‬
‫‪ 15.‬الأحث على صلةا الأليل‪ ،‬وبيان أنها تطفئ الأخطايا كما يطفئ الأماء الأنار‪.‬‬
‫‪-16.‬استدلل الأنبي صلى ال عليه وسلم بالأقرآن مع أن الأقرآن أنزل عليه‪ ،‬لأكن الأقرآن يستدل به لن‬
‫‪1‬‬
‫جاعفى مجمنوبمـمهنم(‬
‫كلما ال تعالأى مقنع لأكل أحد‪ ،‬ولأهذا تل هذها الية‪) :‬تعـتع ع‬
‫فإن قال قائل‪ :‬لأم يذكر في الأحديث أنه استعاذ بال من الأشيطان الأرجيم‪ ،‬وقد قال ال تعالأى‪) :‬فعرإعذا قعـعرأن ع‬
‫ت‬
‫‪2‬‬
‫طارن الأطررجيرم(‬ ‫لأانمقنرآعن عفانستعرعنذ برالألطره رمعن الأ ط‬
‫شني ع‬

‫‪1‬‬
‫)السجدة‪ :‬الية ‪(16‬‬
‫‪2‬‬
‫)النحل‪(98:‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫فالأجواب‪ :‬أن هذها الية ل يراد بها الأتلوةا‪ ،‬وإنما يراد بها الستدلل‪ ،‬والية الأكريمة‪) :‬فعرإعذا قعـعرأن ع‬
‫ت لأانمقنرآعن(‬
‫يعني لألتلوةا‪ ،‬وأحاديث كثيرةا من هذا الأنوع ميذكر فيها الستشهاد باليات‪،‬ول يذكر فيها الستعاذةا بال من‬
‫الأشيطان الأرجيم‪.‬‬
‫‪17.‬فضيلة أولأئك الأقوما الأذين تتجافى جنوبهم عن الأمضاجع‪ ،‬لنهم يشتغلون بالأصلةا يدعون ربهم خوف ا‬
‫وطمع ا ‪.‬‬
‫‪18.‬ومن فوائد الية الأتي استشهد بها الأنبي صلى ال عليه وسلم‪ :‬أنه ينبغي لألنسان أن يكون عند دعوةا‬
‫‪1‬‬
‫ال عبز وجل خائف ا راجياا‪ ،‬لأقولأه‪) :‬يعندمعوعن عربطـمهنم عخنوف ا عوطععمع ا(‬
‫والأمراد دعاء الأعبادةا ودعاء الأمسألأة ‪.‬‬
‫‪19.‬ومن فوائد الية الأمذكورةا في الأحديث‪ :‬فضيلة النفاق مما رزق ال الأعبد‪ ،‬لأقولأه‪ (:‬عورمطما عرعزقنـعنامهنم‬
‫يمـنرفمقوعن(‪.2‬‬
‫‪20‬ومن فوائد الأحديث‪ :‬أن رأس المر ‪ -‬أي أمر الأدنيا والخرةا‪ -‬السلما‪ .‬والسلما هوما بعث به الأنبي‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬إذ بعد بعثته ل إسلما إل ما كان على شريعته‪ ،‬وعلى هذا فلو سألأك سائل‪ :‬هل‬
‫الأيهود مسلمون؟ هل الأنصارىِ مسلمون؟‬
‫فالأجواب‪ :‬أن الأيهود في حال قياما شريعة الأتوراةا إذا اتبعوها فهم مسلمون‪ ،‬وكذلأك الأنصارىِ في حال قياما‬
‫النجيل إذا اتبعوها فهم مسلمون‪ ،‬ولأهذا في الأقرآن الأكريم ذكر السلما لأهؤُلء وهؤُلء‪ .‬وأما بعد بعثة الأنبي‬
‫صلى ال عليه وسلم فإن كل من كفر به لأيس بمسلم حتى لأو قال‪:‬أني أسلمت‪.‬‬
‫‪21.‬أن الأصلةا عمود الأدين‪ ،‬والأعمود ل يستقيم الأبناء إل به‪.‬‬
‫ويتفبرع على هذا‪ :‬أن من ترك الأصلةا فهو كافر‪ ،‬لن الأعمود إذا سقط لأم يستقم الأبناء‪ ،‬وهذا الأقول هو‬
‫الأقول الأراجح الأذي دل عليه كتاب ال‪ ،‬وسنة رسولأه صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وأقوال الأصحابة رضي ال عنهم‬
‫حتى حكي هذا الأقول إجماعا من الأصحابة‪ ،‬وهو مقتضى الأنظر والأقياس‪ ،‬إذ كيف يمكن لأمؤُمن بال والأيوما‬
‫الخر أن يحافظ على ترك الأصلةا؟ ليمكن هذا أبداا‪.‬‬
‫ويرىِ بعض أهل الأعلم من الأسابقين والألحقين أن ترك صلةا واحدةا حتى يخرج وقتها بل عذر كفر‪.‬‬
‫ولأكن الأذي أرىِ‪ :‬أنه ل يكفر إل إذا ترك الأصلةا نهائياا‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫)السجدة‪ :‬الية ‪(16‬‬
‫‪2‬‬
‫)السجدة‪ :‬من الية ‪(16‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪22.‬أن الأجهاد ذروةا سناما السلما‪ ،‬والأذروةا هو الأشيء الأعالأي‪ ،‬لنه إذا استقاما الأجهاد فمقتضاها أن‬
‫الأمسلمين تكون كلمتهم هي الأعليا‪ ،‬وهذا ذروةا الأسناما‪.‬‬
‫ولأكن يقيد هذا الطلق بما إذا كان الأجهاد في سبيل ال عبز وجل يتعبين ‪.‬‬
‫‪23.‬أن ملك هذا كله كف الألسان‪ ،‬لأقول الأنبي صلى ال عليه وسلم‪" :‬عأل أمنخبرمرعك ربملرك عذلأر ع‬
‫ك مكلنره"‬
‫‪24.‬خطورةا الألسان‪ ،‬فالألسان من أخطر ما يكون ‪.‬‬
‫سانرره عوعقاعل‪ :‬مك ط‬ ‫رر‬
‫ك عهعذا" ‪.‬‬
‫ف ععلعني ع‬ ‫‪25.‬الأتعليم بالأقول وبالأفعل‪ ،‬لأقولأه‪" :‬أععخعذ بل ع‬
‫‪26.‬أن الأصحابة رضي ال عنهم ل يبقون في نفوسهم إشكالا ول قلقاا‪ ،‬بل يسألأون عنه حتى ينكشف‬
‫المر‪.‬‬
‫ومن هنا نأخذ فائدةا عظيمة وهي‪:‬أن ما لأم يسأل عنه الأصحابة رضي ال عنهم ولأم يرد في الأكتاب والأسنة‬
‫ف عنها‪ ،‬فإذا سألأك إنسان عن شيء في العتقاد‪،‬سواء في أسماء ال‪ ،‬أو‬
‫من مسائل العتقاد فالأواجب الأك ب‬
‫صفات ال أو أفعال ال‪ ،‬أو في الأيوما الخر أو غايرها ولأم يسأل عنه الأصحابة فقل لأه‪:‬هذا بدعة‪ ،‬لأو كان‬
‫خيرا لأسبقونا إلأيه لنهم ‪ -‬وال ‪ -‬أحرصا منا على الأعلم‪ ،‬وأشد منا خشية ل تعالأى‪.‬‬
‫‪ 27.‬جواز إطلق الأقول الأذي ل يقصد وإنما يدرج على الألسان‪ ،‬لأقولأه‪" :‬ثعركلعنت ع‬
‫ك أمدم ع‬
‫ك عياممععاذم" هذها‬
‫الأكلمة دعاء‪ ،‬لأكنها تجري على اللأسن لأقصد الأحث ل لألدعاء‪ ،‬وهي موافقة لألقاعدةا الأشرعية‪،‬وهي أن ال‬
‫تعالأى ل يؤُاخذ بالألغو كما قال ال تعالأى‪) :‬ل يمـعؤُارخمذمكمم الألطهم برالألطغنرو رفي أعينعمانرمكنم عولأعركنن يمـعؤُارخمذمكنم برعما‬
‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ط ر ط ر‬ ‫ر‬
‫ت‬‫سبع ن‬ ‫ععطقندتممم انلعينعماعن( وفي الية الخرىِ‪) :‬ل يمـعؤُاخمذمكمم الألهم بالألغنرو في أعينعمانمكنم عولأعكنن يمـعؤُاخمذمكنم بعما عك ع‬
‫‪1‬‬

‫قمـملوبممكنم(‪ 2‬وعلى هذا فما يجري على الألسان من اليمان ل يؤُاخذ به النسان ‪.‬‬
‫س رفي الأطنار‬ ‫ب الأطنا ع‬ ‫‪28.‬أن أهل الأنار ‪ -‬والأعياذ بال ‪ -‬قد يكبون في الأنار على وجوههم‪ ،‬لأقولأه‪" :‬عوعهنل يعمك د‬
‫عععلى مومجورهرهم أو قال‪ :‬عععلى عمعنارخرررهم" وهذا اختلفا لأفظ والأمعنى واحد‪،‬لن الأمنخر في الأوجه‪ ،‬واسمع‬
‫ب(‪ 3‬الأعادةا أن النسان يتقي الأعذاب بيدها‪ ،‬لأكن أهل‬ ‫قول ال عبز وجل‪) :‬أعفععمنن يعـتطرقي برعونجرهره مسوءع لأانعععذا ر‬
‫الأنار ‪ -‬أجارنا ال منها بمبنه وكرمه ‪ -‬ل يستطيعون‪ ،‬تلفح وجوههم الأنار‪،‬يتقي بوجهه سوء الأعذاب‬
‫‪29.‬الأحذر من إطلق الألسان‪ ،‬وقد مبر علينا في الحاديث الأسابقة ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫)المائدة‪ :‬الية ‪(89‬‬
‫‪2‬‬
‫)البقرة‪ :‬الية ‪(225‬‬
‫‪3‬‬
‫)الزمر‪ :‬الية ‪(24‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫أو عمعنارخرررهم" وهذا يدبل‬ ‫حيث قال‪" :‬عععلى مومجورهرهم‬ ‫‪30‬تحبري ما نقل في الأحديث من أقوال رسول ال‬
‫على المانة الأتابمة في نقل الحاديث‪ .‬ول الأحمد ‪.‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫الحديث الثلثون‬
‫شنرني جرمثورما برن عنارشصر رضي ال عنه ععن رسورل ا ر‬
‫ل‬
‫ع‬ ‫ا‬ ‫ط‬
‫ن‬ ‫ر‬
‫إ‬ ‫)‬ ‫‪:‬‬ ‫ل‬
‫ع‬ ‫قا‬
‫ع‬ ‫وسلم‬ ‫عليه‬ ‫ال‬ ‫صلى‬ ‫ل‬ ‫عم‬ ‫ععنن أعبرني ثعـنعلعبعةع الأمخ ع م‬
‫ت ععنن أعنشعياءع‬ ‫ضينـمعوعها‪ ،‬عوعحطد محمدوعدا عفل تعـنعتعمدوعها عوعحطرعما أعنشعياءع عفل تعـنتعرهمكوعها‪ ،‬عوعسعك ع‬‫ض عفل تم ع‬‫ض فعـعرائر ع‬
‫فعـعر ع‬
‫حمثوا ععنـعها( حديث حسن روأاه الدارقطني وأغيره‪.‬‬ ‫رنحمةا لأعمكم عن ر ص‬
‫غايـعر ننسعيان عفل تعـنب ع‬ ‫ع ع ن‬

‫الشرح‬
‫ض" أي أوجب قطعاا‪ ،‬لنه من الأفرض وهو الأقطع‪.‬‬ ‫" فعـعر ع‬
‫ض فعـعرائر ع‬
‫ض" مثل الأصلوات الأخمس‪ ،‬والأزكاةا‪ ،‬والأصياما‪،‬والأحج‪،‬وبر الأوالأدين‪ ،‬وصلة الرحاما‪ ،‬ومال‬ ‫" فعـعر ع‬
‫يحصى‪.‬‬
‫عليها‪.‬‬ ‫ضينـمعوعها" أي تهملوها فتضيع ‪ ،‬بل حافظوا‬
‫" عفل تم ع‬
‫"عوعحطد محدوعدا عفل عتععتدوها" الأحد في الألغة الأمنع‪ ،‬ومنه الأحد بين الراضي لأمنعه من دخول أحد الأجارين‬
‫على الخر‪ ،‬وفي الصطلح قيل‪:‬إن الأمراد بالأحدود الأواجبات والأمحرمات‪.‬‬
‫تقرب‪.‬‬ ‫فالأواجبات حدود ل متتعدىِ‪ ،‬والأمحرمات حدود ل‬
‫وقال بعضهم‪ :‬الأمراد بالأحدود الأعقوبات الأشرعية كعقوبة الأزنا‪ ،‬وعقوبة الأسرقة وما أشبه ذلأك‪.‬‬
‫ولأكن الأصواب الول‪،‬أن الأمراد بالأحدود في الأحديث محارما ال عبز وجل الأواجبات والأمحرمات‪ ،‬لأكن‬
‫الأواجب نقول‪:‬ل تعتدها أي لتتجاوزها‪ ،‬والأمحرما نقول‪ :‬ل تقربه‪ ،‬هكذا في الأقرآن الأكريم لأما ذكر ال تعالأى‬
‫ك محمدومد الألطره عفل تعـنعتعمدوعها (‪ 1‬ولأما ذكر الأعدةا وما يجب فيها‬
‫تحريم الكل والأشرب على الأصائم قال‪) :‬ترنل ع‬
‫ك محمدومد الألطره عفل عتقعرمبوعها (‪.2‬‬
‫قال‪) :‬ترنل ع‬
‫تحصى‪.‬‬ ‫"عوعحطرعما عأشعياء عفل عتنتعرهكوعها" أي فل تفعلوها‪ ،‬مثل ‪:‬الأزنا‪ ،‬وشرب الأخمر‪ ،‬والأقذفا‪ ،‬وأشياء كثيرةا ل‬
‫ت ععنن عأشعياء عرحعمةا لأعمكنم عغايعر نسعيان عفل عتب ع‬
‫حثوا ععنعها" سكت عن أشياء أي لأم يحرمها ولأم‬ ‫"عوعسعك ع‬
‫يفرضها‪.‬‬
‫قال‪ :‬سكت بمعنى لأم يقل فيها شيئا ‪ ،‬ول أوجبها ول حرمها‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫)البقرة‪ :‬الية ‪(229‬‬
‫‪2‬‬
‫]البقرة‪[187:‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫ك نعرسيبا ( ولأكن رحمة بالأخلق حتى‬
‫‪3‬‬
‫غايـعر نسعيان" أي أنه عبز وجل لأم يتركها ناسيا ) عوعما عكاعن عربد ع‬
‫وقولأه‪ " :‬عن‬
‫ل يضيق عليهم‪.‬‬
‫حثوا ععنعها" أي ل تسألأوا‪ ،‬مأخوذ من بحث الأطائر في الرض‪ ،‬أي ل تمـنعـنقمبوا عنها‪،‬بل دعوها‪.‬‬ ‫"عفل عتب ع‬
‫* مان فوائد الحديث ‪:‬‬
‫‪-1‬إثبات أن المر ل عبز وجل وحدها‪ ،‬فهو الأذي يفرض‪،‬وهو الأذي يوجب‪،‬وهو الأذي يحرما‪ ،‬فالمر بيدها‪،‬‬
‫ل أحد يستطيع أن يوجب مالأم يوجبه ال‪ ،‬أو يحرما مالأم يحرمه ال‪،‬لأقولأه‪" :‬إرطن الع فعـعر ع‬
‫ض فعـعرائض" ‪...‬وعقاعل‪:‬‬
‫"عوعحرعما عأشعياء"‬
‫فإن قال قائل‪ :‬هل الأفرض والأواجب بمعنى واحد‪ ،‬أو الأفرض غاير الأواجب؟‬
‫فالأجواب‪:‬أما من حيث الأتأثيم بترك ذلأك فهما واحد‪.‬‬
‫وأما من حيث الأوصف‪:‬هل هذا فرض أو واجب؟ فقد اختلف الأعلماء‪ -‬رحمهم ال‪ -‬والأصواب‪ :‬أن الأفرض‬
‫والأواجب بمعنى واحد‪ ،‬ولأكن إذا تأكد صار فريضة‪ ،‬وإذا كان دون ذلأك فهو واجب‪ ،‬هذا هو الأقول‬
‫الأراجح في هذها الأمسألأة ‪.‬‬
‫‪2.‬أن الأدين السلمي ينقسم إلأى فرائض ومحرمات‪.‬‬
‫‪3.‬وجوب الأمحافظة على فرائض ال عبز وجل‪ ،‬مأخوذ من الأنهي عن إضاعتها‪ ،‬فإن مفهومه وجوب‬
‫الأمحافظة عليها‪.‬‬
‫‪4.‬أن ال عبز وجل حد حدوداا‪ ،‬بمعنى أنه جعل الأواجب بينا والأحراما بيناا‪:‬‬
‫‪5.‬تحريم تعدي حدود ال‪ ،‬لأقولأه‪" :‬فعلع عتععتدوعها"‪.‬‬
‫‪6.‬أنه ل يجوز تجاوز الأحد في الأعقوبات ‪.‬‬
‫‪7.‬وصف ال عبز وجل بالأسكوت‪ ،‬هذا من تماما كمالأه عبز وجل‪ ،‬أنه إذا شاء تكلم وإذا شاء لأم يتكلم‪.‬‬
‫وجل ‪.‬‬
‫‪8.‬أنه يحرما على النسان أن ينتهك محارما ال عبز‬
‫وطرق الأتحريم كثيرةا‪ ،‬منها‪ :‬الأنهي‪ ،‬ومنها‪ :‬الأتصريح بالأتحريم‪،‬ومنها‪ :‬ذكر الأعقوبة على الأفعل‪ ،‬ولثبات‬
‫الأتحريم طرق‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫)مريم‪ :‬الية ‪(64‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪9.‬أن ما سكت ال عنه فلم يفرضه‪ ،‬ولأم يحدها‪ ،‬ولأم ينه عنه فهو الأحلل‪ ،‬لأكن هذا في غاير‬
‫الأعبادات‪،‬فالأعبادات قد حرما ال عبز وجل أن يشرع أحد الأناس عبادةا لأم يأذن بها ال عبز وجل‪ ،‬فتدخل في‬
‫قولأه‪" :‬عحطرعما عأشعياء فعلع عتنتعرهمكوعها"‪.‬‬
‫لن الصل في الأعبادات الأمنع حتى يقوما دلأيل عليها‪،‬وغاير ذلأك الصل فيه الباحة‪ ،‬فما مسرك ع‬
‫ت عنه فهو‬
‫مباح‪.‬‬
‫‪10.‬أنه ل ينبغي الأبحث عما سكت ال تعالأى عنه ورسولأه ‪.‬‬
‫وهل هذا الأنهي في عهد الأرسالأة ‪ ،‬أما إلأى الن ؟‬
‫في هذا قولن لألعلماء منهم من قال‪ :‬هذا خاصا في عهد الأرسالأة‪ ،‬لن ذلأك عهد نزول الأوحي‪ ،‬فقد يسأل‬
‫النسان عن شيء لأم ميحرما فيحرما من أجله‪ ،‬أو عن شيء لأم يجب فيوجب من أجله ‪.‬‬
‫أما بعد عهد الأرسالأة فل بأس أن يبحث النسان‪.‬‬
‫ولأكن الأصواب في هذها الأمسالأة أن الأنهي حتى بعد عهد الأرسالأة إل أنه إذا كان الأمراد بالأبحث التساع في‬
‫الأعلم كما يفعله طلبة الأعلم‪ ،‬فهذا ل بأس به‪ ،‬لن طالأب الأعلم ينبغي أن يعرفا كل مسألأة يحتمل وقوعها‬
‫حتى يعرفا الأجواب‪ ،‬وأما إذا لأم يكن كذلأك فل يبحث‪ ،‬بل يمشي على ما كان عليه الأناس‪.‬‬
‫‪11.‬إثبات رحمة ال عبز وجل في شرعه‪ ،‬لأقولأه‪" :‬عرحعمةا برمكم" وكل الأشرع رحمة‪،‬لن جزاءها أكثر بكثير من‬
‫الأعمل‪،‬فالأحسنة بعشر أمثالأها إلأى سبعمائة ضعف إلأى أضعافا كثيرةا‪ ،‬ومع ذلأك فال عبز وجل خفف عن‬
‫الأعباد ‪ ،‬وسكت عن أشياء كثيرةا لأم يمنعهم منها ولأم يلزمهم بها‪.‬‬
‫‪12.‬انتفاء الأنسيان عن ال عبز وجل‪ ،‬لأقولأه "عغايعر نسعيان" وقد جاء ذلأك في الأقرآن الأكريم‪،‬فقال ال عبز‬
‫ك نعرسيباا(]مريم‪ [64 :‬وقال موسى عليه الأصلةا والأسلما لأفرعون لأما سألأه ما بال الأقرون‬‫وجل‪) :‬عوعما عكاعن عربد ع‬
‫بلي ر‬ ‫ر ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫ضدل عرنبي عول يعـنعسى( )طـه‪(52 :‬‬ ‫الولأى‪) :‬عقاعل عنلممعها عنعد عرنبي في كعتا ص ع‬
‫سوا الألطهع فعـنعرسيعـمهنم()الأتوبة‪ :‬الية ‪ (67‬فأثبت لأنفسه‬
‫فإن قال قائل‪ :‬ما الأجواب عن قول ال تعالأى‪) :‬نع م‬
‫الأنسيان؟‬
‫فالأجواب‪:‬أن الأمراد‪:‬الأنسيان هنا نسيان الأترك‪ ،‬يعني تركوا ال فتركهم‪ .‬فهؤُلء تعمدوا الأشرك وترك الأواجب‪،‬‬
‫سوا الألطهع( ]الأتوبة‪ [67:‬أي تركوا دين ال )فعـنعرسيعـمهنم( أي فتركهم‪.‬‬
‫ولأم يفعلوا ذلأك نسياناا‪ .‬إذاا‪) :‬نع م‬
‫أما الأنسيان الأذي هو الأذهول عن شيء معلوما فهذا ل يمكن أن يوصف ال عبز وجل به‪ ،‬بل يوصف به‬
‫النسان‪،‬لن النسان ينسى‪ ،‬ومع ذلأك ل يؤُاخذ بالأنسيان لنه وقع بغير اختيار‪.‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪13.‬حسن بيان الأنبي صلى ال عليه وسلم حيث ساق الأحديث بهذا الأتقسيم الأواضح الأبين وال أعلم‪.‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫الحديث الحادي وأالثلثون‬


‫سارعدي رضي ال عنه عقاعل‪ :‬عجاءع عرمجنل إرعلأى الأنبي صلى ال عليه وسلم‬ ‫ععنن عأبي الأععباس عسعرد برن عسهصل الأ ط‬
‫س ؟ فعـعقاعل‪) :‬ازعهد في الأددنعيا‬ ‫فعـعقاعل‪ :‬عيا عرمسول ال‪ :‬مدطلأني عععلى عععمصل إرعذا عععملتمهم أععحطبني ا م‬
‫ل‪ ،‬عوعأحطبني الأعنا م‬
‫س( حديث حسن روأاه ابن مااجة‬ ‫ك الأطنا م‬ ‫س يمرحبط ع‬‫ك الم ‪ ،‬وازعهد فيعما رعنعد الأطنا ر‬
‫يمرحبط ع‬
‫وأغيره بأسانيد حسنة‪.‬‬

‫الشرح‬
‫قولأه "عجاءع عرمجنل" لأم يعين اسمه‪ ،‬ومثل هذا ل حاجة إلأيه‪ ،‬ولينبغي أن نتكلف بإضاعة الأوقت في معرفة هذا‬
‫الأرجل‪ ،‬وهذا يأتي في أحاديث كثيرةا‪ ،‬إل إذا كان يترتب على معرفته بعينه اختلفا الأحكم فلبد من‬
‫معرفته‪.‬‬

‫وقولأه‪" :‬مدلأني عععلى عععمصل إرعذا ععملتمهم أععحطبني ال‪،‬عوعأحطبني الأطناس" هذا الأرجل طلب حاجتين عظيمتين‪ ،‬أولأهما‬
‫محبة ال عبز وجل والأثانية محبة الأناس‪.‬‬
‫فدلأه الأنبي صلى ال عليه وسلم على عمل معين محدد‪،‬فقال‪" :‬ازعهد في الأددنعيا" والأزهد في الأدنيا الأرغابة‬
‫عنها‪ ،‬وأن ل يتناول النسان منها إل ما ينفعه في الخرةا‪ ،‬وهو أعلى من الأورع‪ ،‬لن الأورع‪ :‬ترك ما يضر من‬
‫أمور الأدنيا ‪ ،‬والأزهد‪ :‬ترك مال ينفع في الخرةا‪ ،‬وترك ما ل ينفع أعلى من ترك ما يضر ‪.‬‬
‫ك ال" هو بالأجزما على أنه جواب ‪ :‬ازعهد‬‫وقولأه‪" :‬يمرحب ع‬
‫والأدنيا‪ :‬هي هذها الأدار الأتي نحن فيها‪ ،‬وسميت بذلأك لأوجهين‪:‬‬
‫الأوجه الول‪ :‬دنيا في الأزمن‪.‬‬
‫الأوجه الأثاني‪ :‬دنيا في الأمرتبة‪.‬‬
‫فهي دنيا في الأزمن لنها قبل الخرةا‪ ،‬ودنيا في الأمرتبة لنها دون الخرةا بكثير جداا‪ ،‬قال الأنبي صلى ال‬
‫ضمع سورط أععحردمكم في الأعجنطرة عخينر رمعن الأددنعيا عوعما فيعها"وقال الأنبي صلى ال عليه وسلم "ركعععتا‬
‫عليه وسلم‪" :‬لأعمو ر‬
‫ع‬
‫الأعفجرر عخينر رمعن الأددنعيا عوعما فيعها"إذا الأدنيا لأيست بشيء‪.‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫وقولأه‪" :‬وازعهد فيعما رعنعد الأعناس يمرحب ع‬
‫ك الأطناس" أي ل تتطلع لأما في أيديهم‪ ،‬ارغاب عما في أيدي الأناس‬
‫يحبك الأناس‪ ،‬وهذا يتضمن ترك سؤُال الأناس أي أن ل تسأل الأناس شيئاا‪ ،‬لنك إذا سألأت أثقلت عليهم‪،‬‬
‫وكنت دانيا سافلا بالأنسبة لأهم‪،‬فإن الأيد الأعليا الأمعطية خير من الأيد الأسفلى الخذةا‪.‬‬
‫* مان فوائد الحديث ‪:‬‬
‫‪-1‬علو‪-‬همم الأصحابة رضي ال عنهم‪ ،‬فل تكاد تجد أسئلتهم إل لأما فيه خير في الأدنيا أو الخرةا أو‬
‫فيهما جميعاا‪.‬‬
‫وهنا الأسؤُال ‪ :‬هل الأصحابة رضي ال عنهم إذا سألأوا مثل هذا الأسؤُال يريدون أن يطلعوا فقط‪ ،‬أو يريدون‬
‫أن يطلعوا ويعملوا؟‬
‫الأجواب‪:‬الأثاني‪،‬بخلفا كثير من الأناس الأيوما‪-‬نسأل ال أن ليجعلنا منهم ‪.‬‬
‫‪2.‬إثبات محبة ال عبز وجل‪،‬أي أن ال تعالأى يحب محبة حقيقية‪.‬‬
‫ولأكن هل هي كمحبتنا لألشيء؟‬
‫الأجواب‪:‬ل‪ ،‬حتى محبة ال لأنا لأيست كمحبتنا ل‪ ،‬بل هي أعلى وأعظم‪ ،‬وإذا كنا الن نشعر بأن أسباب‬
‫الأمحبة متنوعة‪،‬وأن الأمحبة تتبع تلك السباب وتتكيف بكيفيتها فكيف بمحبة الأخالأق؟!! ل يمكن إدراكها‪.‬‬
‫‪3.‬أن النسان ل حرج عليه أن يطلب محبة الأناس‪،‬أي أن يحبوها‪،‬سواء كانوا مسلمين أو كفارا حتى‬
‫نقول‪:‬ل حرج عليه أن يطلب محبة الأكفار لأه‪ ،‬لن ال عبز وجل قال‪ ) :‬ل يعـنـعهامكمم الألطهم ععرن الأطرذيعن لأعنم‬
‫طوا إرلأعنيرهنم ( ومن الأمعلوما أنه إذا برهم‬
‫‪1‬‬
‫يمـعقاترملومكنم رفي الأنديرن عولأعنم يمنخررمجومكنم رمنن ردعيا رمكنم أعنن تعـبعـدرومهنم عوتمـنقرس م‬
‫بالأهدايا أو الأصدقات فسوفا يحبونه‪،‬أو عدل فيهم فسوفا يحبونه‪،‬والأمحذور أن تحبهم أنت ‪.‬‬
‫‪4.‬فضيلة الأزهد في الأدنيا‪ ،‬ومعنى الأزهد‪ :‬أن يترك مال ينفعه في الخرةا‪.‬‬
‫ولأيس الأزهد أنه ل يلبس الأثياب الأجميلة‪ ،‬ول يركب الأسيارات الأفخمة‪ ،‬وإنما يتقشف ويأكل الأخبز بل إداما‬
‫وما أشبه ذلأك‪ ،‬ولأكن يتمتع بما أنعم ال عليه‪،‬لن ال يحب أن يرىِ أثر نعمته على عبدها‪ ،‬وإذا تمتع‬
‫بالأملذ على هذا الأوجه صار نافع ا لأه في الخرةا ‪.‬‬
‫‪5.‬أن الأزهد مرتبته أعلى من الأورع ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫)الممتحنة‪ :‬الية ‪(8‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫ل" ومن أسباب محبة ال لألعبد‬ ‫كا م‬ ‫‪6.‬أن الأزهد من أسباب محبة ال عبز وجل لأقولأه "ازعهد في الأدنعيا يمرحب ع‬
‫وهو أعظم السباب‪ :‬اتباع الأنبي صلى ال عليه وسلم لأقولأه تعالأى‪) :‬قمنل إرنن مكنتمنم تمرحدبوعن الألطهع عفاتطبرمعورني‬
‫يمنحبرنبمكمم الألطمه( )آل عمران‪(31 :‬‬
‫‪7.‬الأحث والأترغايب في الأزهد فيما عند الأناس‪ ،‬لن الأنبي صلى ال عليه وسلم جعله سبب ا لأمحبة الأناس لأك‪،‬‬
‫وهذا يشمل أن ل تسأل الأناس شيئاا‪ ،‬وأن لتتطلع وتعنرض بأنك تريد كذا‪.‬‬
‫ولأكن هنا مسألأة‪ :‬إذا علمت أن صاحبك لأو سألأته لأسرها ذلأك‪ ،‬فهل تسألأه؟‬
‫الأجواب‪:‬نعم‪،‬لن الأنبي صلى ال عليه وسلم لأما رأىِ الألحم على الأنار قال‪" :‬ألأم أعر الأبرمة على الأنار"‬
‫قالأوا‪:‬يا رسول ال‪ :‬هذا لأحم تصدق به على بريرةا‪ ،‬فقال‪" :‬هو لأها صدقة‪ ،‬ولأنا هدية"‪،‬لننا نعلم علم الأيقين‬
‫أن بريرةا رضي ال عنها سوفا تسر‪ ،‬فإذا علمت أن سؤُالأك يسر صاحبك فل حرج وال الأموفق‪.‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫الحديث الحادي وأالثلثون‬
‫سارعدي رضي ال عنه عقاعل‪ :‬عجاءع عرمجنل إرعلأى الأنبي صلى ال عليه وسلم‬ ‫ععنن عأبي الأععباس عسعرد برن عسهصل الأ ط‬
‫س ؟ فعـعقاعل‪) :‬ازعهد في الأددنعيا‬ ‫فعـعقاعل‪ :‬عيا عرمسول ال‪ :‬مدطلأني عععلى عععمصل إرعذا عععملتمهم أععحطبني ا م‬
‫ل‪ ،‬عوعأحطبني الأعنا م‬
‫س( حديث حسن روأاه ابن مااجة‬ ‫ك الأطنا م‬ ‫س يمرحبط ع‬‫ك الم ‪ ،‬وازعهد فيعما رعنعد الأطنا ر‬
‫يمرحبط ع‬
‫وأغيره بأسانيد حسنة‪.‬‬

‫الشرح‬
‫قولأه "عجاءع عرمجنل" لأم يعين اسمه‪ ،‬ومثل هذا ل حاجة إلأيه‪ ،‬ولينبغي أن نتكلف بإضاعة الأوقت في معرفة هذا‬
‫الأرجل‪ ،‬وهذا يأتي في أحاديث كثيرةا‪ ،‬إل إذا كان يترتب على معرفته بعينه اختلفا الأحكم فلبد من‬
‫معرفته‪.‬‬

‫وقولأه‪" :‬مدلأني عععلى عععمصل إرعذا ععملتمهم أععحطبني ال‪،‬عوعأحطبني الأطناس" هذا الأرجل طلب حاجتين عظيمتين‪ ،‬أولأهما‬
‫محبة ال عبز وجل والأثانية محبة الأناس‪.‬‬
‫فدلأه الأنبي صلى ال عليه وسلم على عمل معين محدد‪،‬فقال‪" :‬ازعهد في الأددنعيا" والأزهد في الأدنيا الأرغابة‬
‫عنها‪ ،‬وأن ل يتناول النسان منها إل ما ينفعه في الخرةا‪ ،‬وهو أعلى من الأورع‪ ،‬لن الأورع‪ :‬ترك ما يضر من‬
‫أمور الأدنيا ‪ ،‬والأزهد‪ :‬ترك مال ينفع في الخرةا‪ ،‬وترك ما ل ينفع أعلى من ترك ما يضر ‪.‬‬
‫ك ال" هو بالأجزما على أنه جواب ‪ :‬ازعهد‬‫وقولأه‪" :‬يمرحب ع‬
‫والأدنيا‪ :‬هي هذها الأدار الأتي نحن فيها‪ ،‬وسميت بذلأك لأوجهين‪:‬‬
‫الأوجه الول‪ :‬دنيا في الأزمن‪.‬‬
‫الأوجه الأثاني‪ :‬دنيا في الأمرتبة‪.‬‬
‫فهي دنيا في الأزمن لنها قبل الخرةا‪ ،‬ودنيا في الأمرتبة لنها دون الخرةا بكثير جداا‪ ،‬قال الأنبي صلى ال‬
‫ضمع سورط أععحردمكم في الأعجنطرة عخينر رمعن الأددنعيا عوعما فيعها"وقال الأنبي صلى ال عليه وسلم "ركعععتا‬
‫عليه وسلم‪" :‬لأعمو ر‬
‫ع‬
‫الأعفجرر عخينر رمعن الأددنعيا عوعما فيعها"إذا الأدنيا لأيست بشيء‪.‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫وقولأه‪" :‬وازعهد فيعما رعنعد الأعناس يمرحب ع‬
‫ك الأطناس" أي ل تتطلع لأما في أيديهم‪ ،‬ارغاب عما في أيدي الأناس‬
‫يحبك الأناس‪ ،‬وهذا يتضمن ترك سؤُال الأناس أي أن ل تسأل الأناس شيئاا‪ ،‬لنك إذا سألأت أثقلت عليهم‪،‬‬
‫وكنت دانيا سافلا بالأنسبة لأهم‪،‬فإن الأيد الأعليا الأمعطية خير من الأيد الأسفلى الخذةا‪.‬‬

‫* مان فوائد الحديث ‪:‬‬


‫‪-1‬علو‪-‬همم الأصحابة رضي ال عنهم‪ ،‬فل تكاد تجد أسئلتهم إل لأما فيه خير في الأدنيا أو الخرةا أو‬
‫فيهما جميعاا‪.‬‬
‫وهنا الأسؤُال ‪ :‬هل الأصحابة رضي ال عنهم إذا سألأوا مثل هذا الأسؤُال يريدون أن يطلعوا فقط‪ ،‬أو يريدون‬
‫أن يطلعوا ويعملوا؟‬
‫منهم ‪.‬‬ ‫الأجواب‪:‬الأثاني‪،‬بخلفا كثير من الأناس الأيوما‪-‬نسأل ال أن ليجعلنا‬
‫‪2.‬إثبات محبة ال عبز وجل‪،‬أي أن ال تعالأى يحب محبة حقيقية‪.‬‬
‫ولأكن هل هي كمحبتنا لألشيء؟‬
‫الأجواب‪:‬ل‪ ،‬حتى محبة ال لأنا لأيست كمحبتنا ل‪ ،‬بل هي أعلى وأعظم‪ ،‬وإذا كنا الن نشعر بأن أسباب‬
‫الأمحبة متنوعة‪،‬وأن الأمحبة تتبع تلك السباب وتتكيف بكيفيتها فكيف بمحبة الأخالأق؟!! ل يمكن إدراكها‪.‬‬
‫‪3.‬أن النسان ل حرج عليه أن يطلب محبة الأناس‪،‬أي أن يحبوها‪،‬سواء كانوا مسلمين أو كفارا حتى‬
‫نقول‪:‬ل حرج عليه أن يطلب محبة الأكفار لأه‪ ،‬لن ال عبز وجل قال‪ ) :‬ل يعـنـعهامكمم الألطهم ععرن الأطرذيعن لأعنم‬
‫طوا إرلأعنيرهنم ( ومن الأمعلوما أنه إذا برهم‬
‫‪1‬‬
‫يمـعقاترملومكنم رفي الأنديرن عولأعنم يمنخررمجومكنم رمنن ردعيارمكنم أعنن تعـبعـدرومهنم عوتمـنقرس م‬
‫بالأهدايا أو الأصدقات فسوفا يحبونه‪،‬أو عدل فيهم فسوفا يحبونه‪،‬والأمحذور أن تحبهم أنت ‪.‬‬
‫‪4.‬فضيلة الأزهد في الأدنيا‪ ،‬ومعنى الأزهد‪ :‬أن يترك مال ينفعه في الخرةا‪.‬‬
‫ولأيس الأزهد أنه ل يلبس الأثياب الأجميلة‪ ،‬ول يركب الأسيارات الأفخمة‪ ،‬وإنما يتقشف ويأكل الأخبز بل إداما‬
‫وما أشبه ذلأك‪ ،‬ولأكن يتمتع بما أنعم ال عليه‪،‬لن ال يحب أن يرىِ أثر نعمته على عبدها‪ ،‬وإذا تمتع‬
‫بالأملذ على هذا الأوجه صار نافع ا لأه في الخرةا ‪.‬‬
‫‪5.‬أن الأزهد مرتبته أعلى من الأورع ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫)الممتحنة‪ :‬الية ‪(8‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫ل" ومن أسباب محبة ال لألعبد‬ ‫‪6.‬أن الأزهد من أسباب محبة ال عبز وجل لأقولأه "ازعهد في الأدنعيا يمرحب ع‬
‫كا م‬
‫وهو أعظم السباب‪ :‬اتباع الأنبي صلى ال عليه وسلم لأقولأه تعالأى‪) :‬قمنل إرنن مكنتمنم تمرحدبوعن الألطهع عفاتطبرمعورني‬
‫يمنحبرنبمكمم الألمه(‬
‫ط ‪2‬‬

‫‪7.‬الأحث والأترغايب في الأزهد فيما عند الأناس‪ ،‬لن الأنبي صلى ال عليه وسلم جعله سبب ا لأمحبة الأناس لأك‪،‬‬
‫وهذا يشمل أن ل تسأل الأناس شيئاا‪ ،‬وأن ل تتطلع وتعنرض بأنك تريد كذا‪.‬‬
‫ولأكن هنا مسألأة‪ :‬إذا علمت أن صاحبك لأو سألأته لأسرها ذلأك‪ ،‬فهل تسألأه؟‬
‫الأجواب‪:‬نعم‪،‬لن الأنبي صلى ال عليه وسلم لأما رأىِ الألحم على الأنار قال‪" :‬ألأم أعر الأبرمة على الأنار"‬
‫قالأوا‪:‬يا رسول ال‪ :‬هذا لأحم تصدق به على بريرةا ‪ ،‬فقال‪" :‬هو لأها صدقة‪ ،‬ولأنا هدية أننا نعلم علم الأيقين‬
‫أن بريرةا رضي ال عنها سوفا تسر‪ ،‬فإذا علمت أن سؤُالأك يسر صاحبك فل حرج وال الأموفق‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫)آل عأمران‪(31 :‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫الحديث الثالث وأالثلثون‬
‫س ربدععوامهنم‬ ‫ر‬ ‫عرن ابنرن ععطبا ص ر‬
‫س عرضعي الم ععنـمهعما أعطن عرمسوعل ال صلى ال عليه وسلم عقاعل‪" :‬لأعنو يمـنععطى الأطنا م‬
‫لطدععى رعجانل أعنمعوال عقوصما عوردعماءمهنم‪ ،‬عولأعركرن الأعبينعةم عععلى الأممطدرعي‪ ،‬عوالأعيميمن عععلى عمن عأنعكر" حديث‬
‫[‬

‫حسن روأاه البيهقي هكذَا بعضه في الصحيحين‪.‬‬

‫الشرح‬
‫طى" الأمعطي هو من لأه حق العطاء كالأقاضي مثلا والأمصلح بين الأناس‪.‬‬ ‫قولأه‪" :‬علأو ميع ع‬
‫وقولأه‪" :‬برعدععوامهم" أي بادعائهم الأشيء‪،‬سواء كان إثباتا أو نفياا‪.‬‬
‫"لدعى" هذا جواب "علأو"‬
‫"لدععى رعجال" الأمراد بهم الأذين ل يخافون ال تعالأى‪،‬وأما من خافا ال تعالأى فلن يدعي ما لأيس لأه من‬
‫وجه‪.‬‬ ‫مال أو دما‪" ،‬عأمعوال قعوما" أي بأن يقول هذا لأي‪ ،‬هذا‬
‫ووجه آخر أن يقول‪ :‬في ذمة هذا الأرجل لأي كذا وكذا ‪ ،‬فيدعي دين ا أو عيناا‪.‬‬
‫"عوردعماءمهم" بأن يقول‪ :‬هذا قتل أبي‪ ،‬هذا قتل أخي وما أشبه ذلأك‪ ،‬أو يقول‪ :‬هذا جرحني‪ ،‬فإن هذا نوع من‬
‫الأدماء‪.‬‬
‫"عولأعركرن الأعبينعةم" الأبينة‪:‬ما يبين به الأحق‪ ،‬وتكون في إثبات الأدعوىِ "عععلى الأممعدعي" "عوالأعيمين" أي دفع الأدعوىِ‬
‫‪.‬‬ ‫"عععلى عمنن عأنعكر"‬
‫فهنا مدصع ومدعاى عليه‪ ،‬والأمدعي ‪ :‬عليه الأبينة‪ ،‬والأمدعى عليه‪ :‬عليه الأيمين لأيدفع الأدعوىِ‪.‬‬
‫"عوالأعيمين عععلى عمنن عأنعكر" أي من أنكر دعوىِ الأمدعي‪.‬‬
‫هذا الأحديث أصل عظيم في الأقضاء‪ ،‬وهو قاعدةا عظيمة في الأقضاء ينتفع بها الأقاضي وينتفع بها الأمصلح‬
‫بين اثنين وما إلأى ذلأك‪.‬‬
‫* مان فوائد الحديث ‪:‬‬
‫‪1.‬أن الأدعوىِ تكون في الأدماء والموال‪ ،‬لأقولأه "عأمعوال قعوما عوردعماءمهم" وهو كذلأك‪ ،‬وتكون في الموال‬
‫العيان‪ ،‬وفي الموال الأمنافع‪،‬كأن يدعي أن هذا أجرها بيته لأمدةا سنة فهذها منافع‪ ،‬وتكون أيضا في الأحقوق‬
‫كأن يدعي الأرجل أن زوجته ل تقوما بحقه أو بالأعكس‪ ،‬فالأدعوىِ بابها واسع‪ ،‬لأكن هذا الأضابط‪ ،‬وذكر‬
‫الأمال والأدما على سبيل الأمثال‪ ،‬وإل قد يدعي حقوقا أخرىِ‪.‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪2.‬أن الأشريعة جاءت لأحماية أموال الأناس ودمائهم عن الأتلعب‪.‬‬
‫‪3.‬أن الأبينة على الأمدعي‪ ،‬والأبينة أنواع منها‪ :‬الأشهادةا ‪ ،‬قال ال تعالأى‪) :‬عوانستعنشرهمدوا عشرهيعدينرن رمنن رعجالأرمكنم‬
‫شعهعدارء(‬
‫‪1‬‬
‫ضنوعن رمعن الأ د‬
‫فعرإنن لأعنم يعمكوعنا عرمجلعنيرن فعـعرمجنل عوانمعرأععتارن رمطمنن تعـنر ع‬
‫ومن الأبينة ‪ :‬ظاهر الأحال فإنها بينة‪ ،‬مثال ذلأك‪ :‬رجل لأيس عليه عمامة يلحق رجلا عليه عمامة وبيدها عمامة‬
‫ويقول‪:‬يا فلن أعطني عمامتي‪ .‬فالأرجل الأذي لأيس عليه عمامة معه ظاهر الأحال‪ ،‬لن الأملحوق عليه عمامة‬
‫وبيدها عمامة ولأم عتجرر الأعادةا بأن النسان يحمل عمامة وعلى رأسه عمامة‪.‬‬
‫فالن شاهد الأحال لألمدعي‪ ،‬فهو أقوىِ‬
‫فإذا الأقرائن بينة‪ ،‬وعليه فالأبينات ل تختص بالأشهود‪.‬‬
‫في الأقسامة‪:‬الأقسامة أن يدعي قوما قتل لأهم قتيل بأن الأقبيلة الأفلنية قتلته‪،‬وبين الأقبيلتين عداوةا‪،‬فادعت‬
‫الأقبيلة الأتي لأها الأقتيل أن هذها الأقبيلة قتلت صاحبهم وعينت الأقاتل أنه فلن‪ ،‬فهنا مدعي ومدعاى عليه‪،‬‬
‫الأمدعي أولأياء الأمقتول‪ ،‬والأمدعى عليه الأقبيلة الأثانية‪.‬‬
‫فإذا قلنا‪:‬الأبينة على الأمدعي والأيمين على من أنكر وقلنا الأبينة لأيست الأشاهد‪ ،‬بل ما أبان الأحق اختلف‬
‫الأحكم‪.‬‬
‫ولأو قلنا إن الأبينة الأشاهد لأقلنا لألممطدعين هاتوا بينة على أن فلن ا قتله وإل فل شيء لأكم‪ ،‬ولأكن الأسنة‬
‫جاءت على خلفا هذا‪ ،‬جاءت بأن الأممطدعين يحلفون خمسين يمينا على هذا الأرجل أنه قتل صاحبهم ‪،‬‬
‫فإذا حلفوا فهو كالأشهود تماماا‪ ،‬فيأخذونه برمته ويقتلونه‪.‬‬
‫وهذها وقعت في عهد الأنبي صلى ال عليه وسلم وقضى بها هكذا‪ ،‬على أنه إذا حلف خمسون رجلا من‬
‫أولأياء الأمقتول فإنهم يستحقون قتل الأمدعى عليه‪ ،‬وهذا هو الأحق‪،‬وإن كان بعض الأسلف والأخلف أنكر‬
‫هذا وقال‪:‬كيف ميحكم لأهم بأيمانهم وهم مدعون‪.‬‬
‫فإذا قال قائل‪ :‬لأماذا كررت اليمان خمسين يميناا؟‬
‫فالأجواب‪:‬لأعظم شأن الأدماء‪،‬فليس من الأسهل أن نقول احلف مرةا واقتل الأمدعى عليه‪.‬‬
‫فإن قال قائل‪:‬كيف يحلف أولأياء الأمقتول على شخص معين وهم ل يدرون عنه؟‬

‫‪1‬‬
‫)البقرة‪ :‬الية ‪(282‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫فالأجواب‪:‬أننا ل نسلم أنهم ل يدرون عنه‪ ،‬فربما يكونون شاهدوها وهو يقتل صاحبهم‪،‬وإذا سلمنا جدلا أو‬
‫حقيقة أنهم لأم يشاهدوها فلهم أن يحلفوا عليه بناء على غالبة الأظن وتتم الأدعوىِ‪،‬والأحلف بناء على غالبة‬
‫الأظن جائز‪.‬‬
‫ولأذلأك الأقسامة قال عنها بعض الأعلماء‪:‬إنها تخالأف الأقياس من ثلثة أوجه‪:‬‬
‫الأوجه الول‪ :‬أن اليمان صارت في جانب الأممطدعين‪ ،‬والصل أن الأيمين في جانب الأمنكر‪.‬‬
‫الأوجه الأثاني‪ :‬أنها كررت إلأى خمسين يميناا‪.‬‬
‫الأوجه الأثالأث‪:‬أن أولأياء الأمقتول يحلفون على شخص قد ليكونون شاهدوا قتله‪.‬‬
‫وسبق الأجواب عن هذا‪،‬وأن الأقسامة مطابقة تماما لألقواعد الأشرعية‪.‬‬

‫‪4.‬فيه أنه لأو أنكر الأمنكر وقال ل عأحلــف فـإنه يقضــي عليــه بـالأنكول‪،‬ووجــه ذلأــك أنـه إذا أبــى أن يحلـف فقــد‬
‫امتنع مما يجب عليه‪،‬فيحكم عليه بالأنكول‪،‬وال أعلم‪.‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫الحديث الرابع وأالثلثون‬
‫ل صلى ال عليه وسلم عيقومل‪) :‬عمن عرأىِ رمنمكم‬ ‫ت رسوعل ا ر‬ ‫ر‬
‫ي رضي ال عنه عقاعل‪ :‬عسمع م م‬ ‫ععنن عأبي عسعيصد الأمخدر ن‬
‫ف اليعمارن( روأاه ماسلم‪.‬‬ ‫سانرره‪ ،‬فعرإنن لأعنم عيسعتطنع فعبرعقلربه عوذعلأر ع‬
‫ك أع ن‬
‫ضعع م‬ ‫رر‬ ‫ر رر ر‬
‫ممنعكعرا عفليمـغعينـنرهام بيعدها‪ ،‬فعإنن لأعنم عيسعتطنع فعبل ع‬
‫الشرح‬
‫الأشرط‪.‬‬ ‫"عمنن" اسم شرط جازما‪،‬و‪" :‬رأىِ" فعل الأشرط‪،‬وجملة "عفليمـعغينرها بعـيعردها" جواب‬
‫وقولأه‪" :‬عمنن عرعأىِ" هل الأمراد من علم وإن لأم يعر بعينه فيشمل من رأىِ بعينه ومن سمع بأذنه ومن بلغه خبر‬
‫بيقين وما أشبه ذلأك‪ ،‬أو نقول‪ :‬الأرؤيا هنا رؤية الأعين‪ ،‬أيهما أشمل؟‬
‫الأجواب ‪:‬الول‪،‬فيحمل عليه‪،‬وإن كان الأظاهر الأحديث أنه رؤية الأعين لأكن ماداما الألفظ يحتمل معنى أعم‬
‫عليه‪.‬‬ ‫فليحمل‬
‫يفعله‪.‬‬ ‫وقولأه‪" :‬ممنعكرا" الأمنكر‪:‬هو ما نهى ال عنه ورسولأه‪ ،‬لنه ينكر على فاعله أن‬
‫بيدها‪.‬‬ ‫" فعـنليمـغعينـنرهام" أي يغير هذا الأمنكر‬
‫وقولأه‪" :‬ممنعكعرا " لبد أن يكون منكرا واضحا يتفق عليه الأجميع‪ ،‬أي الأمنكر والأمنكر عليه‪،‬أو يكون مخالأفة‬
‫الأمنكر عليه مبينة على قول ضعيف ل وجه لأه‪.‬‬
‫أما إذا كان من مسائل الجتهاد فإنه ل ينكرها‪.‬‬
‫سانرره" أي فلينكرها بلسانه ويكون ذلأك‪ :‬بالأتوبيخ‪،‬والأزجر‬ ‫رر‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫"فعإنن لأعنم يعنستعطنع" أي إن لأم يستطع أن ينكرها بيدها "فعبل ع‬
‫سانرره" هل نقيس الأكتابة على الأقول؟‬ ‫رر‬
‫وما أشبه ذلأك‪،‬ولأكن لبد من استعمال الأحكمة‪ ،‬وقولأه "بل ع‬
‫الأجواب‪ :‬نعم‪ ،‬فيغير الأمنكر بالألسان‪ ،‬ويغير بالأكتابة‪ ،‬بأن يكتب في الأصحف أو يؤُلأف كتبا يبين الأمنكر‪.‬‬
‫"عفإنن لأعنم عيستعرطنع فعبرعقنلبرره" أي فلينكر بقلبه‪ ،‬أي يكرهه ويبغضه ويتمنى أن لأم يكن‪.‬‬
‫ف ارلينعمارن" أي أضعف مراتب اليمان في هذا الأباب أي في تغيير‬ ‫" عوعذلأر ع‬
‫ك" أي النكار بالأقلب "أع ن‬
‫ضعع م‬
‫الأمنكر‪.‬‬
‫* مان فوائد الحديث ‪:‬‬
‫‪-1‬أن الأنبي صلى ال عليه وسلم ولأى جميع المة إذا رأت منكرا أن تغيرها‪،‬ول يحتاج أن نقول‪ :‬لبد أن‬
‫يكون عندها وظيفة‪،‬فإذا قال أحد‪ :‬من الأذي أمرك أو ولك؟ يقول لأه؟الأنبي صلى ال عليه وسلم لأقولأه "عمنن‬
‫عرعأىِ رمن م‬
‫كنم" ‪.‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪2.‬أنه ل يجوز إنكار الأمنكر حتى يتيقن الأمنكر‪ ،‬وذلأك من وجهين‪:‬الأوجه الول‪ :‬أن يتيقن أنه منكر‪ .‬والأوجه‬
‫الأثاني‪:‬أن يتيقن أنه منكر في حق الأفاعل‪،‬لن الأشيء قد يكون منكرا في حد ذاته‪،‬لأكنه لأيس منكرا بالأنسبة‬
‫لألفاعل‪.‬‬
‫‪3.‬أنه لبد أن يكون الأمنكر منكرا لأدىِ الأجميع‪،‬فإن كان من المور الأخلفية فإنه ل ينكر على من يرىِ أنه‬
‫لأيس بمنكر‪،‬إل إذا كان الأخلفا ضعيف ا ل قيمة لأه‪،‬فإنه ينكر على الأفاعل‪ ،‬وقد قيل‪:‬‬

‫إل خلفا لأه حظ من الأنظر‬ ‫ولأيس كل خلفا جاء معتبرا‬

‫فإن قال قائل‪:‬ما موقفنا من الأعواما‪،‬لن طالأب الأعلم يرىِ هذا الأرأي فل ننكر عليه‪،‬لأكن هل نقول لألعواما‬
‫اتبعوا من شئتم من الأناس؟‬
‫الأجواب‪:‬ل‪،‬الأعواما سبيلهم سبيل علمائهم‪ ،‬لنه لأو فتح لألعامي أن يتخير فيما شاء من أقوال الأعلماء‬
‫لأحصلت الأفوضى الأتي ل نهاية لأها ‪ ،‬فنقول‪:‬أنت عامي في بلد يرىِ علماؤها أن هذا الأشيء حراما‪،‬ول نقبل‬
‫منك أن تقول‪:‬أنا مقلد لألعالأم الأفلني أو الأعالأم الأفلني‪.‬‬
‫وهل قولأه‪" :‬فعـنليمـغعينـنرهام بيدرها" على إطلقه‪ ،‬بمعنى أنه مع الأقدرةا يغير على كل حال؟‬
‫الأجواب‪:‬ل‪،‬إذا خافا في ذلأك فتنة فل يغير‪،‬لن الأمفاسد يدرأ أعلها بأدناها‪ ،‬كما لأو كان يرىِ منكرا‬
‫يحصل من بعض المراء‪،‬ويعلم أنه لأو غاير بيدها استطاع‪،‬لأكنه يحصل بذلأك فتنة‪:‬إما عليه هو‪،‬وإما على‬
‫أهله‪،‬وإما على قرنائه ممن يشاركونه في الأدعوةا والمر بالأمعروفا والأنهي عن الأمنكر‪ ،‬فهنا نقول‪ :‬إذا خفت‬
‫‪1‬‬
‫سدبوا الألطهع ععندوا برغعنيرر رعنلصم (‬ ‫ر طر‬ ‫ر‬ ‫طر‬
‫سدبوا الأذيعن يعندمعوعن منن مدون الأله فعـيع م‬
‫فتنة فل تغير‪،‬لأقولأه تعالأى‪ ) :‬عول تع م‬
‫‪4.‬أن الأيد هي آلأة الأفعل‪ ،‬لأقولأه‪" :‬فعـنليمـغعينـنرهام بريعردرها" لن الأغالأب أن العمال بالأيد‪،‬ولأذلأك تضافا العمال إلأى‬
‫اليدي في كثير من الأنصوصا ‪.‬‬
‫سانرره وهذها‬ ‫ر رر‬ ‫ر‬
‫‪5.‬أنه لأيس في الأدين من حرج‪،‬وأن الأوجوب مشروط بالستطاعة‪ ،‬لأقولأه‪) :‬فعإنن لأعنم يعنستعطنع فعبل ع‬
‫ف الألطهم نعـنفسا‬
‫قاعدةا عامة في الأشريعة‪،‬قال ال تعالأى‪) :‬عفاتطـمقوا الألطهع عما انستعطعنعتمنم( وقال عبز وجل‪) :‬ل يمعكلن م‬
‫‪2‬‬

‫إرلط مونسعععها(‪ 3‬وقال الأنبي صلى ال عليه وسلم "عما نعـعهيتممكم ععنهم عفاجتعرنبومها‪،‬عوعما أععمرتممكم برره عفأتوا رمنهم عما‬
‫استععطعمتم"وهذا داخل في الطار الأعاما أن الأدين يسر‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫)النأعام‪ :‬الية ‪(108‬‬
‫‪2‬‬
‫)التغابن‪ :‬الية ‪(16‬‬
‫‪3‬‬
‫)البقرة‪ :‬الية ‪(286‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪6.‬أن النسان إذا لأم يستطع أن يغير بالأيد ول بالألسان فليغير بالأقلب‪،‬وذلأك بكراهة الأمنكر وعزيمته على‬
‫أنه متى قدر على إنكارها بلسانه أو يدها فعل‪.‬‬
‫فإن قال قائل‪:‬هل يكفي في إنكار الأقلب أن يجلس النسان إلأى أهل الأمنكر ويقول‪:‬أنا كارها بقلبي؟‬
‫فالأجواب ‪:‬ل‪،‬لنه لأو صدق أنه كارها بقلبه ما بقي معهم ولأفارقهم إل إذا أكرهوها‪،‬فحينئذ يكون معذوراا‪.‬‬
‫فإن قال قائل‪ :‬قولأه‪" :‬عفليمـعغيرهام بيعردرها" هل هذا لأكل إنسان؟‬
‫فالأجواب‪:‬ظاهر الأحديث أنه لأكل إنسان رأي الأمنكر‪ ،‬ولأكن إذا رجعنا إلأى الأقواعد الأعامة رأينا أنه لأيس عام ا‬
‫لأكل إنسان في مثل عصرنا هذا‪ ،‬لننا لأو قلنا بذلأك لأكان كل إنسان يرىِ شيئ ا يعتقدها منكرا يذهب ويغيرها‬
‫الأناس‪.‬‬ ‫وقد ل يكون منكرا فتحصل الأفوضى بين‬
‫نعم راعي الأبيت يستطيع أن يغير بيدها‪،‬لنه هو راعي الأبيت‪،‬كما أن راعي الأرعية الكبر أو من دونه يستطيع‬
‫أن يغير بالأيد ‪.‬‬
‫ولأيعلم أن الأمراتب ثلث‪ :‬دعوةا‪ ،‬أمر‪ ،‬تغيير‪ ،‬فالأدعوةا أن يقوما الأداعي في الأمساجد و في أي مكان يجمع‬
‫الأناس ويبين لأهم الأشر ويحذرهم منه ويبين لأهم الأخير ويرغابهم فيه‪.‬‬
‫والمر بالأمعروفا والأناهي عن الأمنكر هو الأذي يأمر الأناس ويقول‪ :‬افعلوا ‪،‬أو ينهاهم ويقول لأهم ‪ :‬ل تفعلوا‬
‫‪ .‬ففيه نوع إمرةا‪.‬‬
‫والأمغير هو الأذي يغير بنفسه إذا رأىِ الأناس لأم يستجيبوا لأدعوته ول لمرها ونهيه‪،‬‬
‫ل‪ ،‬لأقولأه‪" :‬عفإن علأم عيستعرطع فعبرعقلبرره" عطفا على قولأه‪" :‬عفليمـعغينرهام بيعردرها" وهو كذلأك‪.‬‬
‫‪7.‬أن لألقلب عم ا‬
‫فالأقلب لأه قول ولأه عمل‪ ،‬قولأه عقيدته‪ ،‬وعمله حركته بنية أو رجاء أو خوفا أو غاير ذلأك‪.‬‬
‫‪8.‬أن اليمان عمل ونية‪،‬لن الأنبي صلى ال عليه وسلم جعل هذها الأمراتب من اليمان‪ ،‬والأتغيير بالأيد‬
‫عمل‪،‬وبالألسان عمل‪ ،‬وبالأقلب نية‪ ،‬وهو كذلأك‪ ،‬فاليمان يشمل جميع العمال‪،‬ولأيس خاص ا بالأعقيدةا‬
‫فقط‪،‬لأقول الأنبي صلى ال عليه وسلم‪" :‬اليعمامن ربضنع عوعسبمعوعن مشععبة‪ ،‬أو قال‪ :‬عوستوعن مشععبة‪ ،‬عأعلعها‪:‬‬
‫عقومل لع إرلأهع رإل ال‪ ،‬عوعأدناعها رإماطعةم الععذىِ ععرن الأطعريرق"‬

‫وال الأموفق‪.‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫الحديث الخاماس وأالثلثون‬

‫ل صلى ال عليه وسلم‪) :‬لع تععحاعسدوا‪ ،‬عولعتعـعناعجشــوا‪ ،‬عولع‬ ‫ععن عأبي مهريرعةا رضي ال عنه عقاعل‪ :‬عقاعل رسومل ا ر‬
‫عم‬ ‫عع‬ ‫ن‬
‫لـ رإخعوانعـاا‪ ،‬الأممسـلرمم أعخــو الأممسـلم‪،‬‬ ‫ض‪ ،‬وكونوا رعبـاعد ا ر‬ ‫تعـعباعغاضوا‪ ،‬عولع تععداعبروا‪ ،‬عولع يعربع عبع م‬
‫ع‬ ‫ضمكم عععلى عبيرع عبع ص ع‬
‫ث مـ ـرا ص‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫ت‪-‬‬ ‫ص ــدرها ثعلع ع ع‬ ‫لع عيظلمـ ـمه‪ ،‬عولع يعخـ ـمذلأممه‪ ،‬عول ينكـ ـذبممه‪ ،‬عوليعنحقـ ـمرمها‪ ،‬الأتطقـ ـعوىِ عهامهنع ــا ‪ -‬عويمش ــيمر إرلأع ــى ع‬
‫ضـه(‬‫شـرعأن يعنحرقـعر أععخـاهام الأممسـلرعم‪ ،‬مكـدل الأممرسـلرم ععلعـى الأممسـلررم عحـعراما عدممـهم عوعمـاملأه عورعر م‬ ‫ب امرىِـء رمـن الأ ط‬ ‫برعحنسـ ر‬
‫روأاه ماسلم‬
‫الشرح‬
‫بعض ا‪.‬‬ ‫حاعسدوا" أي ل يحسد بعضكم‬
‫قولأه‪" :‬ل تع ع‬
‫وما هو الأحسد؟‬
‫قال بعض أهل الأعلم‪:‬الأحسد تمني زوال نعمة ال عبز وجل على الأغير‪ ،‬أي أن يتمنى أن يزيل نعمته على‬
‫الخر‪،‬سواء كانت الأنعمة مالا أو جاه ا أو علم ا أو غاير ذلأك‪.‬‬
‫وقال شيخ السلما ابن تيمية‪ -‬رحمه ال ‪ -‬الأحسد‪:‬كراهة ما أنعم ال به على الأغير وإن لأم يتمن الأزوال‪.‬‬
‫ومن الأمعلوما أن من لزما الأكراهة أن يتمنى الأزوال‪،‬لأكن كلما الأشيخ‪-‬رحمه ال ‪ -‬أدق‪ ،‬فمجرد ما تكرها أن‬
‫ال أنعم على هذا الأرجل بنعمة فأنت حاسد‪.‬‬
‫"عول تعـعناعجشوا" أي ل ينجش بعضكم على بعض‪ ،‬وهذا في الأمعاملت‪ ،‬ففي الأبيع الأمناجشة‪ :‬أن يزيد في‬
‫الأسلعة وهو ل يريد شراءها‪ ،‬لأكن يريد الضرار بالأمشتري أو نفع الأبائع‪ ،‬أو المرين معا ‪.‬‬
‫قال‪" :‬عول تعـعباعغاضوا" أي ل يبغض بعضكم بعض ا ‪ ،‬والأبغضاء ل يمكن تعريفها‪ ،‬تعريفها لأفظها‪:‬كالأمحبة‬
‫والأكراهة‪ ،‬والأمعنى‪ :‬ل تسعوا بأسباب الأبغضاء‪.‬‬
‫الأقلوب‪.‬‬ ‫وإذا وقع في قلوبكم بغض لخوانكم فاحرصوا على إزالأته وقلعه من‬
‫"عول تععداعبروا" إما في الأظهور بأن يولأي بعضكم ظهر بعض‪ ،‬أول تدابروا في الأرأي‪ ،‬بأن يتجه بعضكم ناحية‬
‫أخرىِ‪.‬‬ ‫والأبعض الخر ناحية‬
‫"عولع يعربع عبع م‬
‫ضمكم عععلى عبيرع عبع ص‬
‫ض" مثال ذلأك‪:‬رأيت رجلا باع على آخر سلعة بعشرةا‪،‬فأتيت إلأى الأمشتري‬
‫وقلت‪ :‬أنا أعطيك مثلها بتسعة‪،‬أو أعطيك خيرا منها بعشرةا‪،‬فهذا بيع على بيع أخيه‪ ،‬وهو حراما‪.‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫"وكونوا رعباعد ا ر‬
‫ل رإخوانعا " أي صيروا مثل الخوان‪،‬ومعلوما أن الخوان يحب كل واحد منهم لخيه ما يحب‬ ‫ع‬ ‫ع‬
‫لأنفسه‪.‬‬
‫وقولأه‪" :‬رعباعد ا ر‬
‫ل" جملة اعتراضية‪،‬الأمقصود منها الأحث على هذها الخوةا ‪.‬‬ ‫ع‬
‫ثم قال‪" :‬الأممسلرمم عأخو الأممسلررم" أي مثل أخيه في الأولء والأمحبة والأنصح وغاير ذلأك‪.‬‬
‫" لع عيظرلمهم" أي ل ينقصه حقه بالأعدوان عليه‪ ،‬أو جحد ما لأه ‪ ،‬سواء كان ذلأك في المور الأمالأية ‪،‬أو في‬
‫الأدماء‪،‬أو في العراض‪ ،‬في أي شيء‪.‬‬
‫لأه‪.‬‬ ‫" عولع عيخمذلأمهم" أي ل يهضمه حقه في موضوع كان يحب أن ينتصر‬
‫ول يكذبه أي ل يخبرها بالأكذب‪ ،‬الأكذب الأقولأي أو الأفعلي‪.‬‬
‫عولع يعنحرقمرمها" أي ل يستصغرها‪ ،‬ويرىِ أنه أكبر منه‪،‬‬ ‫"‬

‫ثم قال‪" :‬الأطتقوىِ عهامهنا" يعني تقوىِ ال عبزوجل في الأقلب ولأيست في الألسان ول في الأجوارح‪،‬وإنما‬
‫الألسان والأجوارح تابعان لألقلب‪.‬‬
‫ث رمرا ص‬ ‫ر‬
‫ت" يعني قال‪ :‬الأتقوىِ هاهنا‪ ،‬الأتقوىِ هاهنا‪ ،‬الأتقوىِ هاهنا‪ ،‬تأكيدا لأكون‬ ‫صدرها عثل ع ع‬ ‫"عوميشيمر إرعلأى ع‬
‫الأقلب هو الأمدبر لألعضاء‪.‬‬
‫شنر" الأباء هذها زائدةا‪ ،‬وحسب بمعنى كا ص‬
‫فا و "عأن يعنحرقمرمها" مبتدأ والأتقدير‬ ‫ب اممرىِصء رمعن الأ ط‬‫ثم قال‪" :‬برعحس ر‬
‫حرقعرهام" أي يكفي النسان من الثم أن يحقر‬ ‫ص‬
‫حقر أخيه كافا في الأشر‪ ،‬وهذها الأجملة تتعلق بقولأه‪" :‬عول ي ع‬
‫أخاها الأمسلم‪ ،‬لن حقران أخيك الأمسلم لأيس بالمر الأهين‪.‬‬
‫"مكل الأممسرلم عععلى الأممسرلم عحعراما" ثم فسر هذها الأكلية بقولأه‪" :‬عدممهم عوعمالأمهم عورعر م‬
‫ضهم" يعني أنه ل يجوز‬
‫انتهاك دما النسان ول مالأه ول عرضه‪،‬كله حراما‪.‬‬
‫* مان فوائد الحديث ‪:‬‬
‫‪-1‬أن هذا الأحديث الأعظيم ينبغي لألنسان أن يسير عليه في معاملته إخوانه‪ ،‬لنه يتضمن توجيهات عالأية‬
‫من الأنبي صلى ال عليه وسلم‪.‬‬
‫حاعسدوا"‪.‬‬
‫‪2.‬تحريم الأحسد لأقولأه "لع تع ع‬
‫وهل الأنهي عن وقوع الأحسد من الأجانبين ‪ ،‬أو من جانب واحد؟‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫الأجواب‪:‬من جانب واحد‪،‬يعني لأو فرضنا إنسانا يريد أن يحسد أخاها وذاك قلبه سليم ل يحسد صار هذا‬
‫حاعسدوا" لأيس من شرطه أن يكون من الأجانبين ‪.‬‬
‫حراماا‪ ،‬فيكون الأتفاعل هنا في قولأه "ل تع ع‬
‫فإن قال قائل‪ :‬ما يرد على الأقلب أحيانا من محبة كون النسان أعلى من أخيه‪ ،‬فهل يدخل في الأحسد؟‬
‫فالأجواب‪:‬ل‪ ،‬لن الأرجل لأم يكرها نعمة ال عبز وجل على هذا الأعبد‪،‬لأكن أحب أن يفوقه‪ ،‬وهذا شيء‬
‫طبيعي‪.‬‬
‫به؟‬ ‫فإن وقع في قلبه حسد لأشخص ولأكنه يدافعه ولأم يعتد على الأشخص‪ ،‬فهل يؤُاخذ‬
‫الأجواب‪:‬ل يؤُاخذ‪،‬لأكنه لأيس في حال الأكمال‪ ،‬لن حال الأكمال أن ل تحسد أحداا‪،‬وأن ترىِ نعمة ال عبز‬
‫وجل على غايرك كنعمته عليك‪،‬لأكن النسان بشر قد يقع في قلبه أن يكرها ما أنعم ال به على هذا‬
‫الأشخص من علم أو مال أو جاها أو ما أشبه ذلأك‪،‬لأكنه ل يتحرك ول يسعى لضرار هذا الأمحسود‪ ،‬فنقول‪:‬‬
‫هذا لأيس عليه شيء‪،‬لن هذا أمر قد يصعب الأتخلص منه‪ ،‬إل أنه لأو لأم يكن متصف ا به لأكان أكمل وأطيب‬
‫ت فعلع عتبرغ"‪.‬‬
‫سد ع‬ ‫ر‬ ‫لألقلب‪ ،‬وفي الأحديث إرعذا "ظععنن ع‬
‫ت فعلع تمعحقق‪ ،‬عوإعذا عح ع‬
‫والأحسد على مراتب‪:‬‬
‫الولأى‪ :‬أن يتمنى أن يفوق غايرها‪ ،‬فهذا جائز‪ ،‬بل ولأيس بحسد‪.‬‬
‫الأثانية‪:‬أن يكرها نعمة ال عبز وجل على غايرها‪،‬ولأكن ل يسعى في تنزيل مرتبة الأذي أنعم ال عبز وجل عليه‬
‫ويدافع الأحسد‪ ،‬فهذا ل يضرها‪،‬ولأكن غايرها أكمل منه‪.‬‬
‫الأثالأثة‪:‬أن يقع في قلبه الأحسد ويسعى في تنزيل مرتبة الأذي حسدها‪ ،‬فهذا هو الأحسد الأمحرما الأذي يؤُاخذ‬
‫عليه النسان‪.‬‬
‫ب لأعنو يعـمرددونعمكنم رمنن بعـنعرد رإيعمانرمكنم‬ ‫والأحسد من خصال الأيهود‪،‬كما قال ال تعالأى‪) :‬عوطد عكرثينر رمنن أعنهرل لأانركعتا ر‬
‫س عععلى عما آعتامهمم الألطهم رمنن‬ ‫ع‬ ‫نا‬‫ط‬ ‫لأ‬‫ا‬ ‫ن‬
‫ع‬ ‫دو‬ ‫م‬ ‫س‬
‫عن م‬‫ح‬ ‫ي‬ ‫ما‬
‫ن‬ ‫ع‬
‫أ‬ ‫(‬ ‫ذمهم‬ ‫في‬ ‫لأى‬ ‫ا‬‫تع‬ ‫ال‬ ‫قال‬ ‫‪1‬‬
‫سدا رمنن رعنرد أعنـمفرسرهنم (‬ ‫مكطفارا عح ع‬
‫‪2‬‬
‫وانرحنكعمةع عوآتع نـيـعنامهنم ممنلك ا ععرظيم ا(‬
‫ب ع لأ‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫فع ن ر ر‬
‫ضله فعـعقند آتع نـيـعنا آعل رإبنـعراهيعم لأانكعتا ع‬
‫‪3.‬تحريم الأمناجشة ولأو من جانب واحد‪،‬وسبق أن الأنجش في الأبيع‪:‬هو أن يزيد في الأسلعة وهو ل يريد‬
‫شراءها ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫)البقرة‪ :‬الية ‪(109‬‬
‫‪2‬‬
‫النساء‪(54:‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫ولأكن لأو أن الأرجل يزيد في الأسلعة من أجل أن يربح منها‪ ،‬بمعنى أنه ل يريدها‪ ،‬بل يريد الأربح منها‪،‬فلما‬
‫ارتفع سعرها تركها‪ ،‬فهل يعد هذا نجشاا؟‬
‫الأجواب‪:‬ل يعد هذا نجشاا‪،‬لن هذا لأه غارض صحيح في الأزيادةا‪،‬وهو إرادةا الأتكسب‪،‬كما لأو كان يريد‬
‫الأسلعة‪ ،‬وهذا يقع كثيرا بين الأناس‪ ،‬متععرض الأسلعة والنسان لأيس لأه رغابة فيها ول يريدها‪ ،‬ولأكن رآها‬
‫رخيصة فجعل يزيد فيها حتى إذا بلغت ثمن ا ل يرىِ معه أن فيها فائدةا تركها‪ ،‬فنقول‪ :‬هذا ل بأس به ‪.‬‬
‫‪4.‬الأنهي عن الأتباغاض‪،‬وإذا منهي عن الأتباغاض أمر بالأتحاب‪ ،‬وعلى هذا فتكون هذها الأجملة مفيدةا لأشيئين‪:‬‬
‫الول‪ :‬الأنهي عن الأتباغاض‪ ،‬وهو منطوقها‪.‬‬
‫والأثاني‪:‬المر بالأتحاب‪ ،‬وهو مفهومها‪.‬‬
‫‪5.‬الأنهي عن الأتدابر‪،‬سواء بالجساما أو بالأقلوب‪.‬‬
‫‪6.‬تحريم بيع الأرجل على بيع أخيه ‪,‬‬
‫‪7.‬وجوب الخوةا اليمانية‪ ،‬لأقولأه صلى ال عليه وسلم "وكونوا رعباعد ا ر‬
‫ل رإخعوانعا "‪.‬‬ ‫ع‬ ‫ع‬
‫ولأكن كيف يمكن أن يحدث النسان هذها الخوةا؟‬
‫فالأجواب‪:‬أن يبتعد عن كل تفكير في مساوئ إخوانه‪ ،‬وأن يكون دائما يتذكر محاسن إخوانه‪،‬حتى يألأفهم‬
‫ويزول ما في قلبه من الأحقد‪.‬‬
‫‪8.‬أن الأنبي صلى ال عليه وسلم لأما أمر أن نكون إخوانا ببين حال الأمسلم مع أخيه‬
‫‪9.‬أن الأمسلم على الأمسلم حراما ‪ :‬دمه و مالأه و عرضه‪.‬‬
‫‪10.‬أنه ل يجني عليه بأي جناية تريق الأدما أو بأي جناية تنقص الأمال‪،‬سواء كان بدعوىِ ما لأيس لأه أو‬
‫بإنكار ما عليه‪.‬‬
‫‪11.‬تحريم عرض الأمسلم‪ ،‬يعني غايبته‪،‬فغيبة الأمسلم حراما ‪.‬‬
‫‪12.‬أنه ل يحل ظلم الأمسلم بأي نوع من أنواع الأظلم‪ ،‬والأظلم ظلمات يوما الأقيامة ‪.‬‬
‫‪13.‬وجوب نصرةا الأمسلم‪ ،‬وتحريم خذلنه‪ ،‬لأقولأه‪" :‬عولععيخذلأهم" ويجب نصر الأمسلم‪،‬سواء كان ظالأم ا أو‬
‫صر أععخاعك عظالأرعم ا عأو عمظملوعماا" قعالأوا‪ :‬عياعرمسول ال عهذا الأعمظلوما‪،‬‬
‫مظلوماا‪،‬كما قال الأنبي صلى ال عليه وسلم "ان م‬
‫ك عنصمرعك إطيامها"وأنت إذا منعته من الأظلم فقد نصرته على‬ ‫صمر الأعظالأرعم؟ عقاعل‪" :‬عتمعنعهم رمنن الأظلم عفذلأر ع‬
‫ف عنن م‬
‫فععكي ع‬
‫نفسه‪ ،‬وأحسنت إلأيه أيما إحسان‪.‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪14.‬وجوب الأصدق فيما يخبر به أخاها‪ ،‬وأن ل يكذب عليه‪ ،‬بل ول غايرها أيضاا‪،‬لن الأكذب محرما حتى ولأو‬
‫كان على الأكافرين ‪.‬‬
‫فإن قال قائل‪ :‬ما تقولأون في الأتورية؟‬
‫فالأجواب‪ :‬الأتورية فيها تفصيل‪:‬‬
‫‪1.‬إن أدت إلأى باطل فهي حراما‪.‬‬
‫‪ 2.‬إن أدت إلأى واجب فهي واجبة‪.‬‬
‫‪ 3.‬إن أدت إلأى مصلحة أو حاجة فجائزةا‪.‬‬
‫‪-4.‬أن ل يكون فيها هذا ول هذا ول هذا‪،‬فاختلف الأعلماء فيها‪ :‬هل تجوز أو ل تجوز؟‬
‫والقرب أنه ل يجوز الكثار منها‪ ،‬وأما فعلها أحيانا فل بأس ل سيما إذا أخبر صاحبه بأنه موبر ويقول شيخ‬
‫السلما ابن تيمية ‪ -‬رحمه ال ‪ -‬ل تحل الأتورية ‪ ،‬وقال إنها حراما‪،‬لن الأتورية ظاهرها يخالأف باطنها‪ ،‬إذ إن‬
‫معنى الأتورية أن ينوي بلفظه ما يخالأف ظاهرها‪ ،‬ففيها نوع من الأكذب‪،‬فيقول‪:‬إنها ل تجوز‪.‬‬
‫وفيها أيضا مفسدةا وهي‪:‬أنه إذا أطلرعع أن المر خلفا ما فهمه الأمخاطب وصف هذا الأموري بالأكذب وساء‬
‫ظنه فيه وصار ل يصدقه‪ ،‬وصار هذا الأرجل يلعب على الأناس‪ ،‬وما قالأه الأشيخ ‪ -‬رحمه ال تعالأى ‪ -‬قوي‬
‫بل شك‪.‬‬
‫لأكن لأو أن النسان فعل ذلأك أحيان ا فأرجو أن ل يكون فيه حرج ‪،‬ل سيما إن أخبر صاحبه فيما‬
‫بعد‪،‬وقال‪:‬إني قلت كذا وكذا‪،‬وأريد كذا وكذا‪،‬خلفا ظاهر الأكلما‪،‬والأناس قد يفعلون ذلأك على سبيل‬
‫الأمزاح ‪.‬‬
‫‪15.‬تحريم احتقار الأمسلم مهما بلغ في الأفقر وفي الأجهل‪ ،‬فل تحتقرها‪ ،‬قال الأنبي صلى ال عليه وسلم‬
‫لبطرهام "‬ ‫ب علأو عأقسم عععلى ا ر‬
‫ل ع‬ ‫لبوا ر‬‫ث عأغابعـعر عمدفوعن با ع‬
‫ب عأشعع ع‬
‫"مر ط‬
‫عع‬
‫صدررها" يعني في قلبه‪.‬‬
‫‪16.‬أن الأتقوىِ محلها الأقلب‪ ،‬لأقولأه‪" :‬الأطتقعوىِ عهامهعنا‪،‬عوأععشاعر إرعلأى ع‬
‫‪17.‬أن الأفعل قد يؤُثر أكثر من الأقول في الأمخاطبات‪ ،‬لن الأنبي صلى ال عليه وسلم بإمكانه أن يقول‪:‬‬
‫الأتقوىِ في الأقلب‪ ،‬لأكنه قال‪ :‬الأتقوىِ هاهنا وأشار إلأى صدرها ‪.‬‬
‫‪18.‬الأرد على أولأئك الأمجادلأين بالأباطل الأذين إذا فعلوا معصية بالأجوارح ومنهوا عنها قالأوا‪ :‬الأتقوىِ هاهنا ‪،‬‬
‫فما جوابنا على هذا الأجدلأي؟‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫جوابنا أن نقول‪ :‬لأو اتقى ما هاهنا لتقت الأجوارح‪ ،‬لن الأنبي صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬عأل عوإرطن في‬
‫سمد مكلمهم أعلع عورهعي الأعقلب"‬
‫سعد الأعج ع‬ ‫سعدت فع ع‬
‫ر‬
‫سد مكلمه‪،‬عوإذا فع ع‬
‫صلعح الأعج ع‬‫صلعحت ع‬
‫الأج ر‬
‫سد ممضعغة إرعذا ع‬
‫عع‬
‫ب امرئ رمعن الأ ط‬
‫ش نررعأن يعنحرقعر أععخاهام الأممسرلم"‪.‬‬ ‫‪19.‬عظمة احتقار الأمسلم‪ ،‬لأقولأه‪" :‬برعحس ر‬
‫‪ . 20‬وجوب احتراما الأمسلم في هذها المور الأثلثة‪ :‬دمه ومالأه و عرضه‪،‬وال الأموفق‪.‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫الحديث السادس وأالثلثون‬
‫ب‬‫ععنن عأبي مهريرةا رضي ال عنه ععرن الأنبي صلى ال عليه وسلم عقاعل‪( :‬عمنن نعـطفس ععنن ممؤُرمن مكربعةا رمن مكر ر‬
‫ع‬ ‫ع‬ ‫عع‬
‫سعر ال عععليره في الأددنعيا‬
‫سعر على ممعسصر يع ط‬ ‫الأددنعيا نعـطفس الم ععنهم مكربعةا رمنن كر ر‬
‫ب يعوما الأقياعمرة‪ ،‬عوعمنن يع ط‬ ‫ع‬ ‫ع‬
‫والرخعرةا‪ ،‬عوعمنن عستعـعر ممسلرعم ا عستعـعرهام ال في الأددنعيا عوالرخعرةا‪ ،‬عوالم في ععورن الأععبرد عما عكاعن الأععبمد في ععورن‬
‫ت رمنن‬ ‫ك طعريعقا يلتعرمس فيره رعلما سطهل ال لأهم برره طعريعقا إرعلأى الأجنطرة‪ ،‬وما اجتعمع عقونما في بي ص‬
‫ع‬ ‫ع عع ع ع‬ ‫ع ع ع م‬ ‫ع م‬ ‫أخيره‪ ،‬عوعمنن عسلع ع‬
‫سكيعنة عوعغاشعيتهم الأطرحعمة وعحعفتمهمم‬ ‫با ر‬
‫ل عويعتداعرسونهع عبينعـمهم رإل نعـعزعلأت عععليمهم الأ ط‬ ‫ل عيتلوعن ركتا ر‬‫تا ر‬ ‫بيو ر‬
‫سبمهم )روأاه ماسلم بهذَا‬ ‫الأملرئكة وذععكرهم ال فيمن رعنعدمها‪،‬ومن بططأ برره ععملمهم لأعم يسرر ن ر‬
‫ع به نع ع‬ ‫ع ن من‬ ‫عع ن ع‬ ‫ع م م ع‬ ‫ع‬
‫اللفظ‬

‫س" أي وسع‪.‬‬
‫قولأه‪" :‬عمنن عنف ع‬
‫"ععنن ممؤُرمصن مكربعةا" الأكربة ما يكرب النسان ويغتم منه ويتضايق منه‪.‬‬
‫"رمنن مكر ر‬
‫ب الأدنعيا" أي من الأكرب الأتي تكون في الأدنيا وإن كانت من مسائل الأدين‪،‬لن النسان قد تصيبه‬
‫كربة من كرب الأدين فينفس عنه‪.‬‬
‫ب عيورما الأقياعمة" الأجزاء من جنس الأعمل من حيث الأجنس‪،‬تنفيس وتنفيس‪،‬لأكن‬
‫"نعـطفس الم ععنهم مكربعةا رمنن مكر ر‬
‫ع‬ ‫ع‬
‫من حيث الأنوع يختلف اختلفا عظيماا‪،‬فكرب الأدنيا ل تساوي شيئا بالأنسبة لأكرب الخرةا‪،‬فإذا نفس ال‬
‫عن النسان كربة من كرب الخرةا كان ثوابه أعظم من عمله‪.‬‬
‫أمور‪:‬‬ ‫وقولأه‪" :‬عيورما الأقياعمة" هو الأذي تقوما فيه الأساعة‪ ،‬وسمي بذلأك لأثلثة‬
‫‪1‬‬
‫س لأرعر ن‬
‫ب لأانععالأعرميعن(‬ ‫الول‪:‬أن الأناس يقومون فيه من قبورهم ل عبز وجل‪،‬قال ال تعالأى‪) :‬يعـنوعما يعـمقومما الأطنا م‬
‫صمر مرمسلععنا عوالأطرذيعن آعممنوا رفي لأانعحعيارةا الأدد نـعيا عويعـنوعما‬
‫الأثاني‪:‬أنه تقاما فيه الشهاد‪،‬كما قال ال تعالأى‪) :‬إرطنا علأنعـن م‬
‫‪2‬‬
‫يعـمقومما انلعنشعهامد(‬
‫ط رلأيـورما لأانرقيام ر‬ ‫ر‬
‫س عشنيئا (‬ ‫ف‬ ‫ـ‬ ‫ن‬ ‫م‬‫ل‬ ‫ظ‬
‫ن‬ ‫ت‬ ‫فل‬ ‫ة‬ ‫ضمع لأانعمعوارزيعن لأانقنس ع ع ن ع ع‬ ‫الأثالأث‪:‬أنه يقاما فيه الأعدل‪،‬لأقول ال تعالأى‪) :‬عونع ع‬
‫‪3‬‬
‫م ن‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫ع‬
‫سعر" أي سهل‪.‬‬ ‫"عوعمنن يع ط‬
‫‪1‬‬
‫)المطففين‪(6:‬‬
‫‪2‬‬
‫)غافر‪(51:‬‬
‫‪3‬‬
‫)النأبياء‪ :‬الية ‪(47‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫سعرةا(‬ ‫ص ر ر‬ ‫ر‬
‫سر" أي ذي إعسار كما قال ال تعالأى‪) :‬عوإنن عكاعن مذو عمنسعرةا فعـنعظعرةان إعلأى عمني ع‬
‫"عععلى ممع ع‬
‫‪1‬‬

‫سعر الم عععليره في الأددنعيا عوالرخعرةا" ويشمل هذا الأتيسير تيسير الأمال‪،‬وتيسير العمال‪ ،‬وتيسير الأتعليم وغاير‬
‫"يع ط‬
‫ذلأك‪،‬أي نوع من أنواع الأتيسير‪.‬‬
‫موضعين‪:‬‬ ‫وهنا ذكر الأجزاء في‬
‫الول‪:‬في الأدنيا‪ ،‬والأثاني‪:‬في الخرةا‪.‬‬
‫"عوعمنن عستعـعر ممسلرعم ا" أي أخفى وغاطى‪،‬ومنه الأستارةا تخفي الأشيء وتغطيه‪ ،‬والأمقصود ستر مسلم ا ارتكب ما‬
‫يعاب‪ .‬إما في الأمروءةا والأخلق ‪،‬وإما في الأدين والأعمل‪" ،‬عستعـعرهام الم في الأددنعيا عوالرخعرةا"‬
‫‪.‬‬

‫"عوالم في ععورن الأععبرد عما عكاعن الأععبمد في ععورن أخيره" يعني أنك إذا أعنت أخاك كان ال في عونك كما‬
‫كنت تعين أخاك‪.‬‬
‫فيه‪.‬‬ ‫ك طعريعقا " أي دخله ومشى‬
‫"عوعمنن عسلع ع‬
‫س فيره رعلعماا" أي يطلب علماا‪.‬‬ ‫ر‬
‫"عيلتعم م‬
‫جنطرة" يعني سهل ال لأه هداية الأتوفيق بالأطريق إلأى الأجنة‪ ،‬والأمراد بالأعلم هنا‬ ‫ر‬
‫"عسطهعل الم لأعهم بره طعريعقا إرعلأى الأ ع‬
‫علم الأشريعة وما يساندها من علوما الأعربية والأتاريخ وما أشبه ذلأك‪.‬‬
‫والأجنة‪ :‬هي الأدار الأتي أعدها ال تعالأى لولأيائه الأمتقين‪،‬فيها مال عين رأت ول أذن سمعت ول خطر على‬
‫قلب بشر وأوصافها وأوصافا ما فيها من الأنعيم موجود في الأكتاب والأسنة بكثرةا‪.‬‬
‫ل" ما ‪ :‬نافية بدلأيل أنها جاء بعدها إل‬ ‫ت رمن بيو ر‬
‫تا ر‬ ‫ص‬
‫الأمثبتة‪.‬‬ ‫"عوعما اجتععمعع عقونما في عبي ن‬
‫وبيوت ال هي الأمساجد‪ ،‬فإن الأمساجد هي بيوت ال عبز وجل‪،‬كما قال ال تعالأى‪) :‬رفي بـيو ص‬
‫ت أعرذعن الألطهم‬ ‫مم‬
‫صارل* رعجانل ل تمـنلرهيرهنم ترعجاعرةان عول بعـنينع ععنن رذنكرر‬ ‫سبنمح لأعهم رفيعها ر لأ‬
‫بانغممدنو عوانل ع‬
‫ر‬
‫أعنن تمـنرفععع عويمنذعكعر فيعها انسممهم يم ع‬
‫صلرةا ورإيعتارء الأطزعكارةا يعخامفوعن يـوم ا تعـتعـعقلط ر ر‬ ‫ر‬
‫لوب وانلعبنصار( ‪.‬‬
‫ب فيه لأانمق م م ع ع م‬ ‫م‬ ‫عن‬ ‫ع‬ ‫الألطه عوإرعقارما الأ ط ع‬
‫‪2‬‬

‫ب ال" أي يقرؤونه لأفظا ومعنى‪.‬‬ ‫ر‬


‫"عيتلوعن كعتا ع‬
‫"عويعـتععداعرسونعهم عبينعـمهم" أي يدرس بعضهم على بعض هذا الأقرآن‪.‬‬
‫سكيعنة" أي طمأنينة الأقلب‪،‬وانشراح الأصدر‪.‬‬ ‫"رإل نعـعزعلأت عععليهم الأ ط‬
‫وجل‪.‬‬ ‫"عوعغاشعيتهم الأطرحعمة" أي غاطتهم‪ ،‬والأرحمة هنا يعني رحمة ال عبز‬
‫‪1‬‬
‫)البقرة‪ :‬الية ‪(280‬‬
‫‪2‬‬
‫]النور‪[37،36:‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫"عوعحطفتمهم الأعملرئكة" أي أحاطت بهم إكراما لأهم‪.‬‬
‫"عوذكرمهم الم فيعمن رعندها" أي أن هؤُلء الأقوما الأذين اجتمعوا في الأمسجد يتدارسون كلما ال عبز وجل‬
‫يذكرهم ال فيمن عندها‪،‬وهذا كقولأه تعالأى في الأحديث الأقدسي‪" :‬من ذكرني في مل ذكرته في مل خير‬
‫منهم"‬
‫سبمهم بطأ‪ :‬بمعنى أطخر‪ ،‬والأمعنى‪ :‬من أخرها الأعمل لأم ينفعه الأنسب‪،‬لأقولأه‬ ‫رر‬ ‫ط رر‬
‫عوعمنن بعطأ به عععملمهم لأعنم يمنسرع به نع ع‬
‫تعالأى‪ ) :‬إرطن أعنكعرعممكنم رعنعد الألطره أعتنـعقامكنم (‬
‫‪1‬‬

‫* مان فوائد الحديث ‪:‬‬


‫ط‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ط‬
‫س الم‬ ‫‪1‬الأحث على تنفيس الأكرب عن الأمؤُمنين‪ ،‬لأقولأه‪" :‬عمنن نعـفس ععنن ممؤُمن مكربعةا من مكعرب الأددنعيا نعـف ع‬
‫ععنهم مكربعةا رمنن مكر ر‬
‫ب يعوما الأقياعمرة"‪.‬‬ ‫ع‬
‫‪2.‬أن الأجزاء من جنس الأعمل‪،‬تنفيس بتنفيس‪،‬وهذا من كمال عدل ال عبز وجل ولأكن يختلف الأنوع‪ ،‬لن‬
‫الأثواب أعظم من الأعمل ‪.‬‬
‫الأقياعمرة"‪.‬‬ ‫‪3.‬إثبات يوما الأقيامة‪ ،‬لأقولأه‪" :‬نعـبفس الم ععنهم مكربعةا رمنن مكر ر‬
‫ب يعوما‬ ‫ع‬ ‫ع‬
‫‪4.‬أن في يوما الأقيامة كربا عظيمة‪ ،‬لأكن مع هذا والأحمد ل هي على الأمسلم يسيرةا‪،‬لأقول ال تعالأى‪ ) :‬عوعكاعن‬
‫غايـمر يعرسيصر(‪ 3‬وقال عبز وجل‪ ):‬يعـمقومل‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫يعـنوما عععلى لأانعكافرريعن ععسيرا ( وقال ال عبز وجل‪) :‬عععلى لأانعكافرريعن عن‬
‫‪2‬‬

‫لأانعكافرمروعن عهعذا يعـنونما ععرسنر( ‪4‬أما الأمؤُمن فإن ال عبز وجل ييسرها عليه ويخففه عنه والأناس درجات‪ ،‬حتى‬
‫الأمؤُمنون يختلف يسر هذا الأيوما بالأنسبة إلأيهم حسب ما عندهم من اليمان والأعمل الأصالأح‪.‬‬
‫‪5.‬الأحث على الأتيسير على الأمعسر‪،‬وأنه ييسر عليه في الأدنيا والخرةا‪.‬‬
‫والأمعسر تارةا يكون معسرا بحق خاصا لأك‪،‬وتارةا يكون معسرا بحق لأغيرك ‪.‬‬
‫لأكن إذا كان الأحق لأك فالأتيسير واجب‪ ،‬وإن كان لأغيرك فالأتيسير مستحب ‪.‬‬
‫فإن قال قائل‪ :‬ما أكثر أهل الأباطل في الأوقت الأحاضر الأذين يدعون العسار ولأيسوا بمعسرين‪ ،‬فصاحب‬
‫الأحق ل يثق بادعائهم العسار؟‬

‫‪1‬‬
‫)الحجرات‪ :‬الية ‪(13‬‬
‫‪2‬‬
‫)الفرقان‪ :‬الية ‪(26‬‬
‫‪3‬‬
‫)المدثر‪(10:‬‬
‫‪4‬‬
‫]القمر‪[8:‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫فنقول‪:‬نعم‪ ،‬المانات الأيوما اختلفت ل شك‪ ،‬وقد يدعي العسار من لأيس بمعسر‪ ،‬وقد يأتي بالأشهود على‬
‫أنه معسر‪،‬لأكن أنت إذا تحققت أو غالب على ظنك أنه معسر وجب عليك الأكف عن طلبه ومطالأبته‪.‬‬
‫أما إذا علمت أن الأرجل صاحب حيلة وأنه موسر لأكن ادعى العسار من أجل أن يماطل بحقك فهنا لأك‬
‫الأحق أن تطلب وتطالأب‪ ،‬هذا بالأنسبة لألمعسر بحق لأك‪.‬‬
‫أما إذا كان معسرا بحق لأغيرك فإن الأتيسير عليه سنة ولأيس بواجب‪،‬الألهم إل أن تخشى أن ميساء إلأى هذا‬
‫الأرجل الأمعسر ويحبس بغير حق وما أشبه ذلأك‪،‬فهنا قد نقول بوجوب إنقاذها من ذلأك‪ ،‬ويكون هذا واجب ا‬
‫عليك مادمت قادراا‪.‬‬
‫‪6.‬أن الأتيسير على الأمعسر فيه أجران‪ :‬أجر في الأدنيا وأجر في الخرةا‪.‬‬
‫‪7.‬الأحث على الأستر على الأمسلم لأقولأه‪" :‬عوعمنن عستعـعر ممسلرعم ا عستعـعرهام ال في الأددنعيا عوالرخعرةا"‪.‬‬
‫ولأكن دلأت الأنصوصا على أن هذا مقيد بما إذا كان الأستر خيراا‪ ،‬والأستر ثلثة أقساما‪:‬‬
‫الأقسم الول‪:‬أن يكون خيراا‪.‬‬
‫والأقسم الأثاني‪ :‬أن يكون شراا‪.‬‬
‫والأقسم الأثالأث‪:‬ل يدرىِ أيكون خيرا أما شراا‪.‬‬
‫أما إذا كان خيرا فالأستر محمود ومطلوب‪.‬‬
‫أما إذا كان الأستر ضررا فهنا سترها مذموما ويجب أن يكشف أمرها لأمن يقوما بتأديبه‪ ،‬إن كانت زوجة فترفع‬
‫إلأى زوجها‪ ،‬وإن كان ولأدا فيرفع إلأى أبيه‪،‬وإن كان مدرسا يرفع إلأى مدير الأمدرسة‪ ،‬وهلم جرا‪.‬‬
‫الأمهم‪ :‬أن مثل هذا ل يستر ويرفع إلأى من يؤُدبه على أي وجه كان‪،‬لن مثل هذا إذا ستر‪ -‬نسأل ال‬
‫الأسلمة‪ -‬ذهب يفعل ما فعل ولأم يبال‪.‬‬
‫الأثالأث‪:‬أن ل تعلم هل سترها خير أما كشفه هو الأخير‪:‬فالصل أن الأستر خير‪،‬ولأهذا يذكر في الثر) لن‬
‫أخطىء في الأعفو أحب إلأبي من أن أخطىء في الأعقوبة( ولأكن في هذها الأحال تتبع أمرها‪ ،‬ل تهمله‪ ،‬لنه ربما‬
‫يتبين بعد ذلأك أن هذا الأرجل لأيس أهلا لألستر‪.‬‬
‫‪8.‬أن ال تعالأى في عون الأعبد ما كان الأعبد في عون أخيه‪،‬ففيه الأحث على عون إخوانه من الأمسلمين في‬
‫كل ما يحتاجون إلأى الأعون فيه حتى في تقديم نعليه لأه إذا كان يشق على صاحب الأنعلين أن‬
‫يقدمهما‪،‬وحتى في إركابه الأسيارةا‪ ،‬وحتى في إدناء فراشه لأه إذا كان في بعـبر أو ما أشبه ذلأك‪.‬لأكن الأحث‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫على معونة أخيك الأمسلم‪ ،‬ولأكن هذا مقيد بما إذا كان على بر وتقوىِ‪،‬لأقول ال تعالأى‪) :‬عوتعـععاعومنوا عععلى لأانبر برر‬
‫‪1‬‬
‫عوالأتطـنقعوىِ(‬
‫وإن كان على شيء مباح فإن كان فيه مصلحة لألمعان فهذا من الحسان‪،‬وهو داخل في عموما قول ال‬
‫ب لأانممنحرسرنيعن( ‪2‬وإن لأم يكن فيه مصلحة لألمعان فإن معونته إياها أن ينصحه‬
‫سمنوا عوالألطهم يمرح د‬
‫تعالأى‪ ) :‬عوأعنح ع‬
‫عنه‪ ،‬وأن يقول‪ :‬تجنب هذا‪ ،‬ول خير لأك فيه‪.‬‬
‫‪9.‬علم ال عبز وجل بأمور الأخلق وأنه يعلم من نفس عن مؤُمن كربة‪ ،‬ومن يسر على معسر‪ ،‬ومن ستر‬
‫مسلماا‪ ،‬ومن أعان مسلم ا ‪ ،‬فال تعالأى عليم بذلأك كله‪.‬‬
‫‪10.‬بيان كمال عدل ال عبز وجل‪ ،‬لنه جعل الأجزاء من جنس الأعمل‪ ،‬ولأيتنا نتأدب بهذا الأحديث ونحرصا‬
‫على تفريج الأكربات وعلى الأتيسير على الأمعسر‪،‬وعلى ستر من يستحق الأستر‪،‬وعلى معونة من يحتاج إلأى‬
‫معونة ‪.‬‬
‫‪11.‬أن الأجزاء من جنس الأعمل‪ ،‬بل الأجزاء أفضل‪ ،‬لنك إذا أعنت أخاك كان ال في عونك‪ ،‬وإذا كان ال‬
‫في عونك كان الأجزاء أكبر من الأعمل‪.‬‬
‫‪12.‬الأحث على سلوك الأطرق الأموصلة لألعلم‪،‬وذلأك بالأترغايب فيما ذكر من ثوابه‪.‬‬
‫س فيره رعلعماا" أي يطلب الأعلم لألعلم‪،‬فإن كان طلبه رياءا وهو‬ ‫ر‬
‫‪13.‬الشارةا إلأى الأنية الأخالأصة‪ ،‬لأقولأه ‪" :‬عيلتعم م‬
‫مما يبتغى به وجه ال عبز وجل كان ذلأك إثما عليه‪.‬‬
‫‪14.‬إطلق الأطريق الأموصل لألعلم‪ ،‬فيشمل الأطريق الأحسي الأذي تطرقه القداما‪ ،‬والأطريق الأمعنوي الأذي‬
‫تدركه الفهاما‪.‬‬
‫‪15.‬أن الأجزاء من جنس الأعمل‪ ،‬فكلما سلك الأطريق يلتمس فيه الأعلم سهل ال لأه به طريق ا إلأى الأجنة‪.‬‬
‫‪16.‬أنه ينبغي السراع في إدراك الأعلم وذلأك بالأجد والجتهاد‪ ،‬لن كل إنسان يحب أن يصل إلأى الأجنة‬
‫على وجه الأسرعة ‪.‬‬
‫‪17.‬أن المور بيد ال عبز وجل‪ ،‬فبيدها الأتسهيل‪ ،‬وبيدها ضدها‪ ،‬وإذا آمنت بهذا فل تطلب الأتسهيل إل من‬
‫ال عبز وجل‪.‬‬
‫‪18.‬الأحث على الجتماع على كتاب ال عبز وجل‬
‫‪19‬إضافة الأمساجد إلأى ال تشريفا لأها لنها محل ذكرها وعبادته‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫)المائدة‪ :‬الية ‪(2‬‬
‫‪2‬‬
‫]المائدة‪[93:‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫الأطرحعمةم ‪.‬‬ ‫‪20.‬أن رحمة ال عبز وجل تحيط بهؤُلء الأمجتمعين على كتاب ال‪ ،‬لأقولأه‪" :‬عوعغاشيتهم‬
‫‪21.‬أن حصول هذا الأثواب ل يكون إل إذا اجتمعوا في بيت من بيوت ال‪،‬لأينالأوا بذلأك شرفا الأمكان‪،‬لن‬
‫أفضل الأبقاع الأمساجد‪.‬‬
‫الأعملرئكة" ‪.‬‬ ‫‪22.‬تسخير الأملئكة لأبني آدما‪ ،‬لأقولأه‪" :‬عحطفتهم‬
‫‪23.‬إثبات الأملئكة‪،‬والأملئكة عالأم غايبي‪ ،‬كما سبق الأكلما عليهم في شرح حديث جبريل عليه الأسلما‪.‬‬
‫‪24.‬علم ال عبز وجل بأعمال الأعباد‪ ،‬لأقولأه‪" :‬عوذععكعرمهمم الم فيعمن رعندها" جزاء لأذكرهم ربهم عبز وجل بتلوةا‬
‫كتابه‪.‬‬
‫‪ .25.‬أن الأنسب ل ينفع صاحبه إذا أخرها عن صالأح العمال لأقولأه‪" :‬عمن بططأع برره عععملمهم" يعني أطخرها "علأم‬
‫سبمهمم"‪.‬‬ ‫رر‬
‫ميسررع به نع ع‬
‫فإن لأم يبطىء به الأعمل وسارع إلأى الأخير وسبق إلأيه‪ ،‬فهل يسرع به الأنسب؟‬
‫فالأجواب‪:‬ل شك أن الأنسب لأه تأثير ولأه ميزةا‪ ،‬ولأهذا نقول ‪ :‬جنس الأعرب خير من غايرهم من الجناس‪،‬‬
‫وبنو هاشم أفضل من غايرهم من قريش‪،‬كما جاء في الأحديث "إن ال اصطفى من بني إسماعيل‬
‫كنانة‪،‬واصطفى من كنانة قريشاا‪ ،‬واصطفى من قريش بني هاشم‪،‬واصطفاني من بني هاشم"وقال "خياركم في‬
‫السلما خياركم في الأجاهلية إذا فقهوا"‬
‫فالأنسب لأه تأثير ‪ ،‬لأذلأك تجد طبائع الأعرب غاير طبائع غايرهم‪،‬فهم خير في الأفهم‪ ،‬وخير في الأجلدةا وخير‬
‫في الأشجاعة وخير في الأعلم ‪ ،‬لأكن إذا أبطأ بهم الأعمل صاروا شرا من غايرهم‪.‬‬
‫انظر إلأى أبي لأهب عم الأنبي صلى ال عليه وسلم ماذا كانت أحوالأه؟‬
‫ب* عما أعنغاعنى ععنهم عمالأمهم عوعما‬ ‫ت يععدا أعربي لأععه ص‬
‫ب عوتع ط‬ ‫كانت أحوالأه أن ال تعالأى أنزل فيه سورةا كاملة )تعـبط ن‬
‫سصد(‪.1‬‬ ‫ر‬ ‫ب * وامرأعتمهم حطمالأعةع لأانحطع ر ر ر ر‬
‫ب* في جيدعها عحنبنل منن عم ع‬ ‫ع‬ ‫ت لأععه ص ع ن ع ع‬ ‫صعلى عنارا عذا ع‬
‫ب* عسيع ن‬
‫سع‬‫عك ع‬
‫‪26.‬أنه ينبغي لألنسان أن ل يغتر بنسبه وأن يهتم بعمله الأصالأح حتى ينال به الأدرجات الأعلى وال الأموفق‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫]المسد‪[5-1:‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫الحديث السابع وأالثلثون‬

‫ضعي المـ ععنـمهعمــا ععـرن الأنــبي صـلى الـ عليــه وسـلم فرنيعمــا يعـنرروينـره ععـنن عربنـره تعـبعـاعرعك عوتعـععـالأى أعنطـهم‬ ‫سرر‬
‫ععن ابنرن ععطبا ص ع‬
‫ر‬ ‫ت ثمطم بعـيطعن عذلأر ع‬
‫سـنعصة فعـلعـنم يعـنععمنلعهــا عكعتبعـعهــا المـ عنـعدهام‬ ‫ر‬
‫ك؛ فععمنن عهطم بعح ع‬
‫سيعئا ر‬‫ت عوالأ ط‬‫عقاعل‪) :‬إرطن ال عكتعب الأحسعنا ر‬
‫ع عع‬
‫ض ـععافا‬ ‫ف إرلأ ـعى أع ن‬‫ض ـنع ص‬ ‫ت إرلأـعـى س ـنبرعمائعرة ر‬ ‫حس ـنعةا عكارملعـاة‪،‬وإرنن عه ـطم برعهــا فعـعرملععهــا عكعتبـعهــا ال ـ رعن ـعدهام ععنشـر حس ـعنا ص‬
‫ع‬ ‫ع عع‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫عع‬
‫سـنعةا عكارملعـاة‪،‬عوإرنن عهـطم برعهـا فعـععرملععهـا عكعتبعـعهـا المـ عسـينئعةا‬ ‫ر‬ ‫عكرثيـرصةا‪ .‬وإرنن هطم بر ص‬
‫سينئعة فعـلعنم يعـنععمنلعها عكعتبعـعهـا المـ عنـعدهام عح ع‬ ‫نع ع ع ع‬
‫ف‪.‬‬ ‫وأ ِ‬‫حمر ن‬ ‫ه ال م‬ ‫ذَ ِ‬
‫ه ِ‬ ‫ما ب ِ م‬ ‫ه م‬ ‫عواحعداةا( مر م‬
‫ر‬
‫حي ِ‬‫حي ن م‬
‫ص ِ‬‫م في م‬ ‫سل ِ ث‬‫ما ن‬ ‫وأ م‬
‫ي م‬ ‫ر ي‬‫خا ِ‬ ‫وأاهم الب م م‬

‫الشرح‬
‫قولأه "فيعما عيرويره ععنن عربنره" يسمى هذا الأحديث عند الأعلماء حديث ا قدسياا‪.‬‬
‫ب" أي كتب وقوعها وكتب ثوابها‪ ،‬فهي واقعة بقضاء ال وقدرها الأمكتوب في الألوح الأمحفوظ‪،‬‬
‫قولأه "عكتع ع‬
‫وهي أيض ا مكتوب ثوابها كما سيبين في الأحديث‪.‬‬
‫أما وقوعها‪ :‬ففي الألوح الأمحفوظ‪.‬‬
‫وأما ثوابها‪ :‬فبما دل عليه الأشرع‪.‬‬
‫" ثمعم بعـيطعن عذرلأك" أي فصله‪.‬‬
‫سنعةا عكارملعةا" والأمهم هنا لأيس مجرد حديث الأنفس‪ ،‬لن‬ ‫ر‬ ‫"فعمن هم برح ص‬
‫سنة فعـعلم عيععملعها عكعتبعـعها الم عنعدهام عح ع‬
‫عع‬ ‫ع‬
‫حديث الأنفس ل يكتب لألنسان ول عليه‪ ،‬ولأكن الأمراد عزما على أن يفعل ولأكن تكاسل ولأم يفعل‪ ،‬فيكتبها‬
‫ال حسنة كاملة‪.‬‬
‫فإن قيل‪ :‬كيف يثاب وهو لأم يعمل؟‬
‫فالأجواب‪ :‬يثاب على الأعزما ومع الأنية الأصادقة تكتب حسنة كاملة‪.‬‬
‫واعلم أن من هم بالأحسنة فلم يعملها على وجوها‪:‬‬
‫ل‪ ،‬لأقول ال تعالأى‪ ) :‬عوعمنن‬ ‫الأوجه الول‪:‬أن يسعى بأسبابها ولأكن لأم يدركها‪ ،‬فهذا يكتب لأه الجر كام ا‬
‫يعنخمرنج رمنن بعـنيترره ممعهارجرا إرعلأى الألطره عوعرمسولأرره ثمطم يمند رنكهم لأانعمنو م‬
‫طر ‪1‬‬
‫ت فعـعقند عوقععع أعنجمرهام عععلى الأله (‬
‫الأوجه الأثاني‪:‬أن يهم بالأحسنة ويعزما عليها ولأكن يتركها لأحسنة أفضل منها‪،‬فهذا يثاب ثواب الأحسنة الأعليا‬
‫الأتي هي أكمل‪ ،‬ويثاب على همه الول لألحسنة الأدنيا‬
‫‪1‬‬
‫)النساء‪ :‬الية ‪(100‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫ل‪ ،‬مثل أن ينوي أن يصلي ركعتي الأضحى‪،‬فقرع عليه الأباب أحد أصحابه وقال‬
‫الأوجه الأثالأث‪:‬أن يتركها تكاس ا‬
‫لأه‪:‬هيا بنا نتمشى‪،‬فترك الأصلةا وذهب معه يتمشى‪،‬فهذا يثاب على الأهم الول والأعزما الول‪ ،‬ولأكن ل يثاب‬
‫على الأفعل لنه لأم يفعله بدون عذر‪،‬وبدون انتقال إلأى ما هو أفضل‪.‬‬
‫"عورإن عهطم برعها عفععملععها" تكتب عشر حسنات ‪ -‬والأحمد ل ‪ -‬ودلأيل هذا من الأقرآن قول ال تعالأى‪) :‬عمنن‬
‫‪1‬‬
‫سينئعرة عفل يمنجعزىِ إرلط رمثنـلععها عومهنم ل يمظنلعمموعن(‬
‫سنعرة فعـلعهم ععنشمر أعنمعثالأرعها عوعمنن عجاءع برالأ ط‬ ‫عجاءع ر لأ‬
‫بانعح ع‬
‫ت" هذها الأعشر حسنات كتبها ال على نفسه ووعد به وهو ل يخلف‬ ‫"عكعتبـعها ال رعنعدهام ععشر حسعنا ص‬
‫ع عع‬ ‫ع م‬
‫الأميعاد‪.‬‬
‫"إلأى سبعمائرة ر‬
‫ضعف" وهذا تحت مشيئة ال تعالأى‪ ،‬فإن شاء ضاعف إلأى هذا‪ ،‬وإن شاء لأم يضاعف‪.‬‬ ‫ع ع‬
‫فا عكثيرصةا" يعني أكثر من سبعمائة ضعف‪.‬‬
‫"إلأى عأضعا ص‬
‫ع‬
‫سنةا عكارملعةا" جاء في الأحديث‪" :‬لنهم إرنعبمصا تعـعرعكعها رمن‬ ‫ر‬ ‫قال‪" :‬ورإن هطم بر ص‬
‫سيئة فعـعلم عيععملعها عكعتبعـعها الم عنعدهام عح ع‬
‫ع ع ع‬
‫عجرائي" أي من أجلي‪ ،‬فتكتب حسنة كاملة‪،‬لنه تركها ل‪.‬‬
‫واعلم أن الأهم بالأسيئة لأه أحوال‪:‬‬
‫الأحال الولأى‪:‬أن يهم بالأسيئة أي يعزما عليها بقلبه‪،‬ولأيس مجرد حديث الأنفس‪ ،‬ثم يراجع نفسه فيتركها ل‬
‫عبز وجل‪،‬فهذا هو الأذي يؤُجر‪ ،‬فتكتب لأه حسنة كاملة‪ ،‬لنه تركها ل ولأم يعمل حتى يكتب عليه سيئة‪.‬‬
‫الأحال الأثانية‪:‬أن يهم بالأسيئة ويعزما عليها لأكن يعجز عنها بدون أن يسعى بأسبابها ‪،‬فهذا يكتب عليه سيئة‪،‬‬
‫لأكن لأيس كعامل الأسيئة‪،‬بل يكتب وزر نيته‪،‬كما جاء في الأحديث بلفظه‪" :‬عفهعو ربنطيتره"‪ ،‬فعـمهعما في الأروزر سواء‬
‫الأحال الأثالأثة‪:‬أن يهم بالأسيئة ويسعى في الأحصول عليها ولأكن يعجز‪ ،‬فهذا يكتب عليه وزر الأسيئة كاملا ‪.‬‬
‫الأحال الأرابعة‪:‬أن يهم النسان بالأسيئة ثم يعزفا عنها ل ل ول لألعجز‪ ،‬فهذا ل لأه ول عليه‪،‬وهذا يقع‬
‫كثيراا‪،‬يهم النسان بالأسيئة ثم تطيب نفسه ويعزفا عنها‪ ،‬فهذا ل يثاب لنه لأم يتركها ل‪ ،‬ول يعاقب لنه لأم‬
‫يفعل ما يوجب الأعقوبة‪.‬‬
‫سنعةا عكارملعةا" أي إذا تركها ل عبز وجل‪.‬‬ ‫ر‬
‫وعلى هذا فيكون قولأه في الأحديث‪" :‬عكعتبعـعها عنعدهام عح ع‬

‫‪1‬‬
‫)النأعام‪(160:‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫ب عربدمكنم عععلى نعـنفرسره‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫"عورإن عهطم بعها فعـععملععها عكعتبعـعها الم عسيئةا عواحداةا" ‪ ،‬ولأهذا قال ال عبز وجل‪ ) :‬عكتع ع‬
‫ضبرني"وهذا ظاهر من الأثواب على‬ ‫الأطرنحعمةع( وقال ال تعالأى في الأحديث الأقدسي‪" :‬إرطن عرنحعمترني عسبعـعق ن‬
‫ت غاع ع‬
‫‪1‬‬

‫العمال‪ ،‬والأجزاء على العمال الأسيئة‪.‬‬


‫قال الأنووي ‪ -‬رحمه ال ‪: -‬‬
‫فانظر يا أخي وفقنا ال وإياك إلأى عظيم لأطف ال تعالأى‪ ،‬وتأمل هذها اللأفاظ‬
‫وقولأه‪" :‬رعنعدهام" إشارةا إلأى العتناء بها‪.‬‬
‫وقولأه‪" :‬عكارمعلةا" لألتأكيد وشدةا العتناء بها‪.‬‬
‫سنعةا عكارملعةا فأكدها بكاملة وإن عملها كتبها سيئة‬ ‫ر‬
‫وقال في الأسيئة الأتي هم بها ثم تركها عكعتبعـعها الم عنعدهام عح ع‬
‫واحدةا‪ ،‬فأكد تقليلها بواحدةا‪ ،‬ولأم يؤُكدها بكاملة‪ ،‬فلله الأحمد والأمنة‪ ،‬سبحانه ل نحصي ثناءا عليه ‪ ،‬وبال‬
‫الأتوفيق‪.‬‬
‫هذا تعليق طيب من الأمؤُلأف ‪ -‬رحمه ال ‪. -‬‬
‫* مان فوائد الحديث ‪:‬‬
‫‪1.‬رواية الأنبي صلى ال عليه وسلم عن ربه‪،‬وما رواها عن ربه في الحاديث الأقدسية‪:‬هل هو من كلما ال عبز‬
‫وجل لأفظا ومعنى‪ ،‬أو هو كلما ال معنى والألفظ من الأرسول صلى ال عليه وسلم ؟‬
‫اختلف الأمحدثون في هذا على قولأين‪ ،‬والأسلمة في هذا أن ل تتعمق في الأبحث في هذا‪،‬وأن تقول‪ :‬قال‬
‫الأنبي صلى ال عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عبز وجل وكفى‪،‬وتقدما الأكلما على ذلأك‪.‬‬
‫‪ 2.‬اثبات كتابة الأحسنات والأسيئات وقوع ا وثواب ا وعقاب ا ‪.‬‬
‫‪ 3.‬أن الأحسنات الأواقعة والأسيئات الأواقعة قد فررغ منها وكتبت واستقرت‪.‬‬
‫ولأكن لأيس في هذا حجة لألعاصي على معاصي ال‪ ،‬لن ال تعالأى أعطاها سمع ا وبصرا وفهم ا وأرسل إلأيه‬
‫ب لأه في الصل‪ ،‬فكيف يقحم نفسه في الأمعاصي‪،‬ثم يقول‪ :‬قد‬ ‫ر‬
‫الأرسل‪ ،‬وببين لأه الأحق وهو ل يدري ماذا مكت ع‬
‫كتبت علطي‪ ،‬لأماذا لأم يعمل بالأطاعات ويقول‪ :‬قد كتبت لأي؟ !!‬
‫فليس في هذا حجة لألعاصي على معصيته ‪.‬‬
‫ب" وسواء قلنا إنه أمر بأن يكتب‪ ،‬أو كتب بنفسه عبز وجل‪.‬‬
‫‪4.‬إثبات أفعال ال عبز وجل لأقولأه‪" :‬عكتع ع‬
‫وهذها الأمسألأة اختلف فيها الأناس‪،‬ولأيس هذا موضع ذكر الختلفا‪،‬لن كلمنا على شرح الأحديث‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫)النأعام‪ :‬الية ‪(54‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫والأذي عليه أهل الأسنة والأجماعة‪ :‬أن صفات ال عبز وجل‪:‬فعلية متعلقة بمشيئته‪ ،‬وذاتية لزمة ل‪.‬‬
‫‪5.‬عناية ال عبز وجل بالأخلق حيث كتب حسناتهم وسيئاتهم قدرا وشرعاا‪.‬‬
‫‪6.‬أن الأتفصيل بعد الجمال من الأبلغاة‪ ،‬يعني أن تأتي بقول مجمل ثم تفصله‪،‬لنه إذا أتى الأقول مجملا‬
‫تطلعت الأنفس إلأى بيان هذا الأمجمل‪،‬فيأتي الأتفصيل والأبيان وارد ا على نفس مشرئبة مستعدةا‪ ،‬فيقع منها‬
‫موقع ا يكون فيه ثبات الأحكم‪.‬‬
‫‪7.‬فضل ال عبز وجل ولأطفه وإحسانه أن من هم بالأحسنة ولأم يعملها كتبها ال حسنة‪،‬والأمراد بالأهم‪ :‬الأعزما‪،‬‬
‫ل مجرد حديث الأنفس ‪.‬‬
‫‪8.‬مضاعفة الأحسنات‪ ،‬وأن الصل أن الأحسنة بعشر أمثالأها‪ ،‬ولأكن قد تزيد إلأى سبعمائة ضعف‪ ،‬إلأى‬
‫أضعافا كثيرةا‪.‬‬
‫ومضاعفة ثواب الأحسنات تكون بأمور ‪ ،‬منها‪:‬‬
‫الول‪ :‬الأزمان ‪.‬‬
‫الأثاني‪:‬باعتبار الأمكان ‪.‬‬
‫الأثالأث‪:‬باعتبار الأعمل ‪.‬‬
‫الأرابع‪:‬باعتبار الأعامل‬
‫وهناك وجوها أخرىِ في الأمفاضلة تظهر لألمتأمل و متدبر الدلأة‪.‬‬
‫أيض ا يتفاضل الأعمل بالخلصا ولأهذا ينبغي لأنا ونحن نقوما بالأعبادةا أن نستحضر أمر ال بها‪ ،‬ثم نستحضر‬
‫متابعة الأرسول صلى ال عليه وسلم فيها‪،‬حتى يتحقق لأنا الخلصا والأمتابعة‪.‬‬
‫‪9.‬أن من هم بالأسيئة ولأم يعملها كتبها ال حسنة كاملة‪ ،‬وقد مر الأتفصيل في ذلأك أثناء الأشرح‪ ،‬فإن هم‬
‫بها وعملها كتبها ال سيئة واحدةا‪.‬‬
‫ولأكن الأسيئات منها الأكبائر والأصغائر‪،‬كما أن الأحسنات منها واجبات وتطوعات ولأكصل منهما الأحكم‬
‫والأثواب الأمناسب‪ ،‬وال الأموفق‪.‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫الحديث الثامان وأالثلثون‬
‫لـ صــلى الـ عليــه وســلم ‪) :‬إرطن العـ تعـععــاعلأى قـعـاعل‪ :‬عمـنن‬ ‫ععـن أعبـرـي مهرين ـرعةا رضــي الـ عنــه قـعـاعل‪ :‬قـعـاعل رســومل ا ر‬
‫عم‬ ‫ع ع‬ ‫ن‬
‫ضتمهم ععلعني ـره‪ .‬وليعـ ـعزامل‬ ‫شيصء أععح ط‬
‫ب إرلأرطي رمطما افنـتعـعر ن‬ ‫ب إرلأرطي ععنبردني بر ع‬‫ب‪ .‬عوعما تعـعقطر ع‬‫ععاعدىِ رلأي عولأريطا فعـعقند آعذنـتمهم برالأعحنر ر‬
‫ت سـمعهم الأطـرذي يسـمع برـره‪ ،‬وبصـرهام الأطـرذي يـنب ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫صـمر‬ ‫نم‬ ‫ن ع ن ع م عع ع ع‬ ‫ب إرلأعطي برالأنطـعوافرل عحتطـى أمحبطـمه‪ ،‬فعرإعذا أعنحعببتمـهم مكنـ م ع ن ع‬ ‫ععنبدني يعـتعـعقطر م‬
‫ســتعـععاعذنري لمرعني ـعذنطهم(‬ ‫برـره‪ ،‬وي ـعدهام الأطترــي يـبرط ـش برهــا‪ ،‬ورجلع ـه الأطترــي يمرش ـي برهــا‪ .‬ولأعئر ـن س ـأعلأعنري م ر‬
‫لعطيعـنطـمه‪ ،‬عولأعئرـنن ا ن‬ ‫عن م ع ع ن م‬
‫ن‬ ‫عن ن ع ع ن ع ن‬ ‫عع‬
‫روأاه البخاري‬

‫الشرح‬
‫هذا حديث قدسبي كالأذي سبقه‪ ،‬وقد تكلمنا على ذلأك‪.‬‬
‫قولأه‪" :‬عمنن ععاعدىِ رلأي عولأيطاا" أي اتخذها عدوا لأه‪ ،‬وولأدي ال عبز وجل بطينه ال عبز وجل في الأقرآن‪ ،‬فقال‪) :‬عأل‬
‫‪1‬‬
‫فا ععلعنيرهنم عول مهنم يعنحعزمنوعن* الأطرذيعن آعممنوا عوعكامنوا يعـتطـمقوعن(‬ ‫إرطن أعنولأرعياءع الألطره ل عخنو ن‬
‫قال شيخ السلما ابن تيمية ‪ -‬رحمه ال‪ -‬من كان مؤُمنا تقيا كان ل ولأيطا أخذها من الية‪) :‬الأطرذيعن آعممنوا‬
‫‪2‬‬
‫عوعكامنوا يعـتطـمقوعن(‬
‫ب" أي أعلنت عليه الأحرب‪ ،‬وذلأك لأمعاداته أولأياء ال‪.‬‬ ‫"فعـعقند" هذا جواب الأشرط "آعذ نـتمهم ربالأعحنر ر‬
‫ضتمهم ععلعنيره" ولأكن الأفرائض تختلف كما سنبين إن شاء‬ ‫شيصء أععح ط‬
‫ب إرلأرطي رمطما افنـتعـعر ن‬ ‫ب إرلأعطي ععنبردني بر ع‬
‫"عوعما تعـعقطر ع‬
‫ال في الأفوائد‪ ،‬إنما جنس الأفرائض أحب إلأى ال من جنس الأنوافل‪.‬‬
‫ب إرلأعطي برالأنطـعوافررل عحطتى أمرحبطهم" ليزال‪:‬هذا من أفعال الستمرار‪،‬أي أنه يستمر يتقرب‬ ‫ر‬
‫"عولع يعـعزامل ععنبدني يعـتعـعقطر م‬
‫إلأى ال تعالأى بالأنوافل حتى يحبه ال عبز وجل‪،‬و )حتى( هذها لألغاية‪ ،‬فيكون من أحباب ال ‪.‬‬
‫ش برعها‪ ،‬عورنجلعهم الأطرتي‬ ‫ر ر‬ ‫ر ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫صعرهام الأطذني يمـنبصمر بره‪ ،‬عويععدهام الأطتي يعـنبط م‬
‫ت عسنمععهم الأطذني يعنسعممع بره‪ ،‬عوبع ع‬
‫"فعرإعذا أعنحعببتمهم مكن م‬
‫شي برعها"‬ ‫ر‬
‫يعنم ن‬
‫ت عسنمععهم" من الأمعلوما أن الأحديث لأيس على ظاهرها‪ ،‬لن سمع الأمخلوق حادث ومخلوق وبائن‬ ‫قولأه‪" :‬مكن م‬
‫عن ال عبز وجل‪ ،‬فما معناها إذن؟‬

‫‪1‬‬
‫]يونأس‪[63-62:‬‬ ‫‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫]يونأس‪[63:‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫الأمعنى أن ال يسددها في سمعه وبصرها ويدها ورجله‪ ،‬ويكون الأمعنى‪ :‬أن ميوبفق هذا النسان فيما يسمع‬
‫ويبصر ويمشي ويبطش‪ .‬وهذا أقرب‪ ،‬أن الأمراد‪ :‬تسديد ال تعالأى الأعبد في هذها الأجوارح‪.‬‬
‫وقولأه‪" :‬عولأعئرنن عسأعلأعنرني لعنعطيعـنطهم" هذها الأجملة تضمنت شرطا وقسماا‪ ،‬الأسابق فيهما الأقسم‪ ،‬ولأهذا جاء‬
‫الأجواب لألقسم دون الأشرط‪ ،‬فقال‪ :‬لعنعرطيعـنطهم ‪.‬‬
‫"عولأعئررن انستعـععاعذرني" أي طلب مني أن أعيذها فأكون ملجأ لأه "لرعيعذنطهم " فذكر الأسؤُال الأذي به حصول‬
‫الأمطلوب‪ ،‬والستعاذةا الأتي بها الأنجاةا من الأمرهوب‪ ،‬وأخبر أنه سبحانه وتعالأى يعطي هذا الأمتقرب إلأيه‬
‫بالأنوافل ما سأل‪ ،‬ويعيذها مما استعاذ‪.‬‬
‫* مان فوائد الحديث ‪:‬‬
‫‪1.‬أن معاداةا أولأياء ال من كبائر الأذنوب‪ ،‬لأقولأه‪" :‬فعـعقند آعذنتمهم برالأعحنر ر‬
‫ب" ‪.‬‬

‫‪-2.‬إثبات أولأياء ال عبز وجل‪ ،‬ول يمكن إنكار هذا لنه ثابت في الأقرآن والأسنة ‪.‬‬
‫واعلم أن ولية ال عبز وجل نوعان‪ :‬عامة وخاصة‪.‬‬
‫فالأعامة‪ :‬وليته على الأخلق كلهم تدبيرا وقياما بشؤُونهم‪ ،‬وهذا عاما لأكل أحد‪ ،‬لألمؤُمن والأكافر‪ ،‬والأبر‬
‫ت تعـعوفطـنتهم مرمسلمعنا عومهنم ل يمـعفنرمطوعن*ثمطم مرددوا إرعلأى الألطره‬
‫والأفاجر‪ ،‬ومنه قولأه تعالأى‪ ) :‬عحطتى إرعذا عجاءع أععحعدمكمم لأانعمنو م‬
‫‪.1‬‬ ‫حنق(‬
‫عمنولمهمم لأان ع‬
‫وولية خاصة‪ :‬وهي ولية ال عبز وجل لألمتقين‪ ،‬قال ال عبز وجل‪) :‬الألطهم عولأردي الأطرذيعن آعممنوا يمنخررمجمهنم رمعن‬
‫ت إرعلأى الأدنورر(‪ 2‬فهذها ولية خاصة وقال ال عبز وجل‪) :‬أعل إرطن أعنولأرعياءع الألطره ل عخنو ن‬
‫فا ععلعنيرهنم عول مهنم‬ ‫الأظدلمما ر‬
‫ع‬
‫يعنحعزمنوعن* الأطرذيعن آعممنوا عوعكامنوا يعـتطـمقوعن( ‪.3‬‬
‫فإن قال قائل‪ :‬هل في ثبوت ولية ال تعالأى لأشخص أن يكون واسطة بينك وبين ال في الأدعاء لأك وقضاء‬
‫حوائجك وما أشبه ذلأك؟‬
‫فالأجواب‪ :‬ل‪ ،‬فال تعالأى لأيس بينه وبين عبادها واسطة‪ ،‬وأما ا لأجاهلون الأمغرورون فيقولأون‪ :‬هؤُلء أولأياء ال‬
‫وهم واسطة بيننا وبين ال‪ .‬فيتوسلون بهم إلأى ال أولا ثم يدعونهم من دون ال ثانياا‪.‬‬
‫ب" ‪.‬‬‫‪ 3.‬إثبات الأحرابة ل عبز وجل‪ ،‬لأقولأه‪" :‬آعذ نـتمهم برالأعحنر ر‬
‫ضته ععلعنيره"‪.‬‬ ‫شيصء أععح ط‬
‫ب إرلأعطي رمطما افنـتعـعر ن‬ ‫ب إرلأعطي ععنبردني بر ع‬
‫‪ 4.‬إثبات محبة ال وأنها تتفاضل‪ ،‬لأقولأه‪" :‬عوعما تعـعقطر ع‬
‫‪1‬‬
‫]النأعام‪[62-61:‬‬
‫‪2‬‬
‫)البقرة‪ :‬الية ‪(257‬‬
‫‪3‬‬
‫]يونأس‪[63-62:‬‬ ‫‪.‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪ 5.‬أن العمال الأصالأحة تقرب إلأى ال عبز وجل‪ ،‬والنسان يشعر هذا بنفسه إذا قاما بعبادةا ال على الأوجه‬
‫ب من ال عبز وجل‪ .‬وهذا ل يدركه إل‬
‫الكمل من الخلصا والأمتابعة وحضور الأقلب أحس بأنه قعـمر ع‬
‫الأموفقون وشعور الأعبد بقربه من ال لشك أنه سيؤُثر في سيرها ومنهجه‪.‬‬
‫‪ 6.‬أن أوامر ال عبز وجل قسمان‪ :‬فريضة‪ ،‬ونافلة‪ .‬والأنافلة‪ :‬الأزائد عن الأفريضة‪ ،‬ووجه هذا الأتقسيم قولأه‪:‬‬
‫ب إرلأعطي برالأنطـعوافررل عحطتى‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫ضتمهم ععلعنيه‪ .‬ول يعـعزامل ععنبدني يعـتعـعقطر م‬ ‫شيصء أععح ط‬
‫ب إرلأطي رمطما افنـتعـعر ن‬ ‫ب إرلأرطي ععنبردني بر ع‬
‫"عوعما تعـعقطر ع‬
‫أمرحبطمه"‪.‬‬
‫‪7.‬تفاضل العمال من حيث الأجنس كما تتفاضل من حيث الأنوع‪ .‬فمن حيث الأجنس‪ :‬الأفرائض أحب إلأى‬
‫ال من الأنوافل‪ .‬ومن حيث الأنوع‪:‬الأصلةا أحب إلأى ال مما دونها من الأفرائض‪ ،‬ولأهذا سأل ابن مسعود‬
‫صلةام عععلى عوقنترعها"‬ ‫رضي ال عنه رسول ال ‪ :‬أي العمال ‪ -‬أو الأعمل ‪ -‬أحب إلأى ال؟ فقال‪" :‬الأ ط‬
‫ب إرلأعطي برالأنطـعوافررل‬ ‫ر‬
‫ث على كثرةا الأنوافل‪ ،‬لأقولأه تعالأى في الأحديث الأقدسي‪" :‬عولع يعـعزامل ععبدني يعـتعـعقطر م‬ ‫‪8.‬الأح ب‬
‫عحطتى أمرحبطهم"‪.‬‬
‫‪9.‬أن كثرةا الأنوافل سبب لأمحبة ال عبز وجل‪ ،‬لن‪) :‬حتى( لألغاية‪ ،‬فإذا أكثرت من الأنوافل فأبشر بمحبة ال‬
‫لأك‪.‬‬
‫ولأكن اعلم أن هذا الأجزاء والأمثوبة على العمال إنما هو على العمال الأتي جاءت على وفق الأشرع‪ ،‬فما‬
‫كل صلةا تنهى عن الأفحشاء والأمنكر‪ ،‬وما كل نافلة تقبرب إلأى ال عبز وجل‪،‬أقول هذا ل تيئيسا ولأكن حثبا‬
‫على إتقان الأعبادةا وإكمال الأعبادةا‪ ،‬حتى ينال الأعبد الأثواب الأمرتب عليها في الأدنيا والخرةا‪.‬‬

‫‪ 10.‬أن ال تعالأى إذا أحب عبدا سددها في سمعه وبصرها ويدها ورجله‪ ،‬أي في كل حواسه بحيث ل يسمع‬
‫إل ما يرضي ال عبز وجل‪ ،‬وإذا سمع انتفع‪ ،‬وكذلأك أيضا ل يطلق بصرها إل فيما يرضي ال وإذا أبصر‬
‫انتفع‪ ،‬كذلأك في يدها‪ :‬ل يبطش بيدها إل فيما يرضي ال‪ ،‬وإذا بطش فيما يرضي ال انتفع‪ ،‬وكذلأك يقال في‬
‫الأنرجل‪.‬‬
‫‪11.‬أن ال تعالأى إذا أحب عبدا أجاب مسألأته وأعطاها ما يسأل وأعاذها مما يكرها‪ ،‬فيحصل لأه الأمطلوب‬
‫ويزول عنه الأمرهوب‪.‬‬
‫يحصل لأه الأمطلوب في قولأه‪" :‬عولأعئرنن عسأعلأعنرني لمنعرطيعـنطمه" ويزول الأمرهوب في قولأه‪" :‬عولأعئرنن انستعـععاعذعني‬
‫لمرعيعذنطهم"‪.‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫فإن قال قائل‪ :‬هل هذا على إطلقه‪ ،‬أي أنه إذا سأل النسان أي شيء أجيب ماداما متصفا بهذها‬
‫الوصافا؟‬
‫فالأجواب‪ :‬ل‪ ،‬لن الأنصوصا يقيد بعضها بعضاا‪ ،‬فإذا دعا بإثم‪ ،‬أو قطيعة رحم‪ ،‬أو ظلما لنسان فإنه ل‬
‫يستجاب لأه‪ ،‬حتى وإن كان يكثر من الأنوافل‪ ،‬حتى وإن بلغ هذها الأمرتبة الأعظيمة وهي‪ :‬محبة ال لأه فإنه إذا‬
‫دعا بإثم‪ ،‬أو قطيعة رحم‪ ،‬أو ظلم فإنه ل يستجاب لأه‪ ،‬لن ال عبز وجل أعدل من أن يجيب مثل هذا‪.‬‬
‫‪12.‬كرامة الولأياء على ال تعالأى حيث كان الأذي يعاديهم قد آذنه ال بالأحرب‪.‬‬
‫‪13.‬أن معاداةا أولأياء ال من كبائر الأذنوب‪ ،‬لن ال تعالأى جعل ذلأك إذن ا بالأحرب‪ .‬وال أعلم‪.‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫الحديث التاسع وأالثلثون‬
‫لـ صـلى الـ عليـه وسـلم قعـال‪) :‬إرطن العـ تععجـاعوعز لأرـي ععـنن أمطمترـي‬ ‫ععرن ابنرن ععطبا ص ر‬
‫ضي ال ععنـمهما أعطن رسوعل ا ر‬
‫س عر ع م ع ع م‬
‫سـ ـعياعن عوعم ــا انسـ ـتمنكررمهوا ععلعنيـ ـره( حديث حسن روأاه ابن مااجه وأالبيهقي‬ ‫الأعخطعـ ـأع عوالأن ن‬
‫وأغيرهما‪.‬‬

‫الشرح‬
‫سنها هو لنه من‬
‫الأنووي ‪-‬رحمه ال‪ -‬في هذا الأكتاب يتساهل كثيراا‪ ،‬فيورد أحاديث ضعيفة وربما يح ب‬
‫الأحفاظ‪ ،‬وابن رجب ‪ -‬رحمه ال‪ -‬في كتابه‪) :‬جامع الأعلوما والأحكم( يتعبقبه كثيراا‪ ،‬ولأذلأك يحسن منا أن‬
‫نعبلق على الأمتن ببيان درجة الأحديث‪ ،‬لأكن الأغالأب أن ما يذكرها من الحاديث الأضعيفة في هذا الأكتاب أن‬
‫لأه شواهد يرتقي بها إلأى درجة الأحسن‪.‬‬
‫هنا يقول الأمؤُلأف ‪ -‬رحمه ال ‪ :-‬رواها ابن ماجه والأبيهقي وغايرهما فلو أخذنا كلمه على الأعموما‪،‬لأكان‬
‫رواها الأبخاري ومسلم وأبو داود والأترمذي والأنسائي لأدخول هؤُلء في قولأه‪ :‬وغايرهما لأكن هذا لأيس بوارد‪،‬‬
‫لنه من عادتهم إذا ذكروا الأمخرجين الأذين دون درجة الأصحيحين ثم قالأوا‪ :‬وغايرهما فالأمراد ممن هود‬
‫ونهما أو مثلهما‪ ،‬ل يريدون أن يدخل من هو أعلى منهما‪ ،‬لنه لأو أرادوا من هو أعلى منهما لأعيب على من‬
‫ذكر الأدون وأحال على العلى‪ ،‬وهذا واضح‪ ،‬لن الأواجب أن يذكر العلى ثم يقال‪ :‬وغايرها‪.‬‬
‫جاعوعز رلأي ععنن أمطمترني" الألما هنا لألتعليل‪ ،‬أي تجاوز من أجلي عن أمتي الأخطأ والأنسيان وما‬
‫قولأه‪" :‬إرطن الع تع ع‬
‫استكرهوا عليه‪.‬‬
‫والأخطأ‪ :‬أن يرتكب النسان الأعمل عن غاير عمد‪.‬‬
‫والأنسيان‪ :‬ذهول الأقلب عن شيصء معلوما من قبل‪.‬‬
‫والستكراها‪ :‬أن يكرهه شخص على عمل محرما ول يستطيع دفعه‪ ،‬أي‪ :‬اللأزاما والجبار‪.‬‬
‫وهذها الأثلثة أعذار شهد لأها الأقرآن الأكريم‪.‬‬
‫‪.‬‬‫أما الأخطأ والأنسيان فقد قال ال عبز وجل‪ ) :‬عربطـعنا ل تمـعؤُارخنذعنا إرنن نعرسيعنا أعنو أعنخطعأنعنا (‬
‫وأما الكراها‪ :‬فقال ال عبز وجل‪) :‬عمنن عكعفعر برالألطره رمنن بعـنعرد رإيعمانرره إرلط عمنن أمنكررعها عوقعـنلبمهم ممطنعمئرقن ربا نرليعمارن عولأعركنن‬
‫ر‬ ‫ض ر ر‬ ‫ح ر لأ‬
‫م( )النحل‪(106:‬‬ ‫ب ععظي ن‬ ‫ب معن الألطه عولأعمهنم عععذا ن‬ ‫صندرا فعـععلعنيرهنم غاع ع ن‬
‫بانمكنفرر ع‬ ‫عمنن عشعر ع‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫فرفع ال عبز وجل حكم الأكفر عن الأمكعرها‪،‬فما دون الأكفر من الأمعاصي من باب أولأى لشك‪.‬‬
‫إذا هذا الأحديث مهما قيل في ضعفه فإنه يشهد لأه الأقرآن الأكريم كلما رب الأعالأمين‪.‬‬
‫* مان فوائد الحديث ‪:‬‬
‫‪1.‬سعة رحمة ال عبز وجل ولأطفه بعبادها حيث رفع عنهم الثم إذا صدرت منهم الأمعصية على هذها الأوجوها‬
‫الأثلثة‪ ،‬ولأو شاء ال لأعاقب من خالأف أمرها على كل حال‪.‬‬
‫‪ 2.‬أن جميع الأمحبرمات في الأعبادات وغاير الأعبادات إذا فعلها النسان جاهلا أو ناسيا أو مكرها فلشيء‬
‫عليه فيما يتعلق بحق ال‪ ،‬أما حق الدمي فل يعفى عنه من حيث الأضمان‪،‬وإن كان ميعفى عنه من حيث‬
‫الثم‪.‬‬
‫فجميع الأمحبرمات يرفع حكمها بهذها العذار وكأنه لأم يفعلها ول يستثنى من هذا شيء‪،‬‬
‫وهذا الأحديث عاما في كل حق ل عبز وجل من الأمحظورات‪ ،‬أما الأمأمورات فإنها ل يسقط أداؤها‬
‫وقضاؤها‪،‬فلبد أن متفعل‪ .‬ولأكن يسقط الثم في تأخيرها بعذر‪.‬‬
‫صرا‬
‫صر‪ ،‬فإن كان مق ب‬
‫مسألأة ‪ :‬هل الأواجبات تسقط بالأجهل مطلقاا‪ ،‬أو يقال‪:‬تسقط بالأجهل إن كان غاير مق ب‬
‫لأم يعذر؟‬
‫والأظاهر‪ :‬أن الأواجبات تسقط بالأجهل ما لأم يمكن تداركها في الأوقت ‪.‬‬
‫فالأمهم أن هذا الأحديث مؤُيطند بالأقرآن الأكريم كما سبق‪ ،‬وينبغي لألنسان أن ينظر إلأى الأحوادث الأتي تقع‬
‫نسيانا أو جهلا أو إكراها نظرةا حازما ونظرةا راحم‪.‬‬
‫نظرةا حازما‪ :‬بأن يلزما النسان إذا علم أن فيه تقصيراا‪.‬‬
‫صر‪ ،‬لأكنه جاهل ل يدري عن شيء‪.‬‬ ‫ونظرةا راحم‪ :‬إذا علم أنه لأم يق ب‬
‫وكان شيخنا عبد الأرحمن بن سعدي ‪ -‬رحمه ال ‪ -‬يقول في الأمسائل الأخلفية‪ :‬إذا كان النسان قد فعل‬
‫وانتهى فل تعامله بالشد‪،‬بل انظر لألخف وعامله به‪ ،‬لنه انتهى ولأكن انعههم أن يفعل ذلأك مبرةا أخرىِ‪،‬إذا‬
‫كنت ترىِ أنه ل يفعل‪ .‬وال الأموبفق‪.‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫الحديث الربعون‬
‫لـ صــلى الـ عليــه وســلم ربمنكــبطي فعـعقــاعل‪) :‬مكـنن رفــي‬ ‫ضـي الـ ععنـمهمــا قـعـاعل‪ :‬أععخـعذ رســومل ا ر‬
‫عم‬
‫ر‬
‫ععـرن ابنـرن عمعمـعر عر ع م ع‬
‫ت عفل تعـنتعرظ ـرر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر ر‬ ‫ك غاعررينـ ن‬
‫ب أعنو ععــابمر عس ـبنيصل( عوعكــاعن ابنـمن عمعم ـعر عرض ـعي المـ ععنـمهعمــا يعـمق ـنومل‪ :‬إعذا أعنم ع‬
‫س ـني ع‬ ‫الأ ـددنـعيا عكأعنطـ ع‬
‫ك روأاه‬ ‫‪..‬‬
‫ك‪ ،‬عورمـنن عحعياترـ ع‬
‫ك لأعمنوترـ ع‬ ‫ضـ ع‬ ‫ك لأرمر ر‬ ‫ر ر ر‬
‫ســاعء‪ .‬عومخـنذ مـنن صـطحت ع ع ع‬
‫ر‬
‫ت عفل تعـنتعظـرر الأعم ع‬‫صـبعنح ع‬‫ح‪ ،‬عوإرعذا أع ن‬ ‫صـعبا ع‬
‫الأ ط‬
‫البخاري‪.‬‬

‫الشرح‬
‫قولأه‪" :‬أععخعذ ربمنعكبعطي" أي أمسك بكفتي من الماما‪ .‬وذلأك من أجل أن يستحضر مايقولأه الأنبي صلى ال‬
‫ب أعنو ععابرمر عسبرنيصل" فالأغريب لأم يتخذها سكنا وقراراا‪ ،‬وعابر‬
‫ك غاعررين ن‬‫عليه وسلم وقال‪" :‬مكنن رفي الأددرنيا عكأعنط ع‬
‫ش‪.‬‬‫الأسبيل‪ :‬لأم يستقر فيها أبداا‪ ،‬بل هو ما ص‬
‫وعابر الأسبيل أكمل زهدا من الأغريب‪ ،‬لن عابر الأسبيل لأيس بجالأس‪ ،‬والأغريب يجلس لأكنه غاريب‪.‬‬
‫ب أعنو ععابمر عسبرنيصل" وهذا يعني الأزهد في الأدنيا‪ ،‬وعدما الأركون إلأيها‪ ،‬لنه مهما‬ ‫"مكنن رفي الأددنـعيا عكأعنط ع‬
‫ك غاعررين ن‬
‫طال بك الأعمر فإن مآَلأك إلأى مفارقتها‪.‬‬
‫ر‬ ‫ت عفل تعـنتعرظرر الأ ط‬ ‫ر‬
‫ت عفل تعـنتعظرر الأعم ع‬
‫ساعء‪،‬‬ ‫ح‪ ،‬عوإرعذا أع ن‬
‫صبعنح ع‬ ‫صعبا ع‬ ‫سني ع‬ ‫ر‬
‫عوعكامن ابنمن عمعمعر عرضعي الم ععنـمهعما يعـمقنومل‪ :‬إعذا أعنم ع‬
‫ك‪ .‬رواها الأبخاري‪.‬‬ ‫ك‪ ،‬عورمنن عحعياتر ع‬
‫ك لأرعمنوتر ع‬ ‫ضع‬ ‫ك لأرمر ر‬ ‫ر ر ر‬
‫عومخنذ منن صطحت ع ع ع‬
‫هذها كلمات من ابن عمر رضي ال عنهما يقول‪:‬‬
‫صعباعح والأمعنى‪ :‬اعمل الأعمل قبل أن تصبح ول تقل غادا أفعله‪ ،‬لن منتظر الأصباح‬ ‫ت عفل تعـنتعرظرر الأ ط‬ ‫ر‬
‫إعذا أعنم ع‬
‫سني ع‬
‫إذا أمسى يؤُخر الأعمل إلأى الأصباح‪ ،‬وهذا غالط‪ ،‬فل تؤُخر عمل الأيوما لأغد‪.‬‬
‫ر‬
‫ساءع أي اعمل وتجبهز‪ ،‬وهذا أحد الأمعنيين في الثر‪.‬‬ ‫ت عفل تعـنتعظرر الأعم ع‬ ‫صبعنح ع‬‫عوإرعذا أع ن‬
‫ت عفل تعـنتعرظرر الأعمعساء‬ ‫ر‬
‫صعباح لنك قد تموت قبل أن تصبح‪ .‬عوإعذا أعنم ع‬
‫سني ع‬ ‫ت عفل تعـنتعرظرر الأ ط‬ ‫ر‬
‫أو الأمعنى‪ :‬إعذا أعنم ع‬
‫سني ع‬
‫لنك قد تموت قبل أن تمسي‪ .‬وفي هذا يقول بعضهم‪) :‬اعمل لأدنياك كأنك تعيش أبداا‪ ،‬واعمل‬
‫لخرتك كأنك تموت غادا( والأمعنى‪ :‬الأدنيا لتهبمك‪ ،‬الأذي ل تدركه الأيوما تدركه غادا فاعمل كأنك تعيش‬
‫أبداا‪ ،‬والخرةا اعمل لأها كأنك تموت غاداا‪ ،‬بمعنى‪ :‬ل تؤُخر الأعمل‪.‬‬
‫وهذا يروىِ حديثا عن الأنبي صلى ال عليه وسلم ولأكنه لأيس بحديث‪.‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫ك فالنسان إذا كان صحيحا تجدها قادرا على العمال منشرح الأصدر‪ ،‬يسهل‬ ‫ضع‬‫ك لأرمر ر‬ ‫ر ر ر‬
‫عومخنذ منن صطحت ع ع ع‬
‫عليه الأعمل لنه صحيح‪ ،‬وإذا مرض عجز وتعب‪ ،‬أو تعذر عليه الأفعل‪ ،‬أو إذا أمكنه الأفعل تجد نفسه ضبيقة‬
‫لأيست منبسطة‪ ،‬فخذ من الأصحة لألمرض‪ ،‬لنك ستمرض أو تموت‪.‬‬
‫ك الأحي موجود قادر على الأعمل‪ ،‬وإذا مات انقطع عمله إل من ثلث‪ ،‬فخذ من الأحياةا‬ ‫عورمنن عحعياتر ع‬
‫ك لأرعمنوتر ع‬
‫لألموت واستعد‪.‬‬
‫هذها كلمات نيبرات‪ ،‬ولأو أننا سرنا على هذا الأمنهج في حياتنا لأهانت علينا الأدنيا ولأم نبال بها واتخذناها‬
‫متاع ا فقط‪.‬‬
‫* مان فوائد الحديث ‪:‬‬
‫ب أعنو ععابرمر‬ ‫‪1.‬الأتزهيد في الأدنيا وأن ل يتخذها النسان دار إقامة‪ ،‬لأقولأه‪" :‬مكنن رفي الأدد نـعيا عكأعنط ع‬
‫ك غاعررين ن‬
‫عسبرنيصل"‪.‬‬
‫‪2.‬حسن تعليم الأنبي صلى ال عليه وسلم بضرب المثال الأمقنعة ‪.‬‬
‫ربمنعكبع ط‬
‫ي" ‪.‬‬ ‫‪3.‬فعل ما يكون سببا لنتباها الأمخاطب وحضور قلبه‪ ،‬لأقولأه‪" :‬أععخعذ‬
‫‪4.‬أنه ينبغي لألعاقل ماداما باقيا والأصحة متوفرةا أن يحرصا على الأعمل قبل أن يموت فينقطع عمله‪.‬‬
‫‪5.‬الأموعظة الأتي ذكرها ابن عمر رضي ال عنهما‪ :‬أن من أصبح ل ينتظر الأمساء‪ ،‬وذكرنا لأها وجهين في‬
‫الأمعنى‪ ،‬وكذلأك من أمسى ل ينتظر الأصباح‪.‬‬
‫والأموعظة الأثانية‪ :‬أن يأخذ النسان من صحته لأمرضه‪ ،‬لن النسان إذا كان في صحة تسهل عليه الأطاعات‬
‫واجتناب الأمحرمات بخلفا ما إذا كان مريضاا‪ ،‬وكذلأك أيضا أن يأخذ النسان من حياته لأموته‪.‬‬
‫‪6.‬فضيلة عبد ال بن عمر رضي ال عنهما حيث تأبثر بهذها الأموعظة من رسول ال صلى ال عليه وسلم‪.‬‬
‫وال أعلم‪.‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫الحديث الحادي وأالربعون‬
‫ل صلى ال عليه‬ ‫ضي ال ععنـمهما عقاعل‪ :‬عقاعل رسومل ا ر‬ ‫ل بررن عمررو بنرن الأعا ر ر‬ ‫ععن أعبري محطمصد ععنبرد ا ر‬
‫عم‬ ‫صا عر ع م ع‬ ‫ع‬ ‫ن‬ ‫ن ن مع‬
‫صرحنينح عرعوينـعناهام رفي كرعتا ر‬
‫ب‬ ‫سنن ع‬
‫ث عح ع‬ ‫ليمـنؤُرممن أععحمدمكنم عحطتى يعمكوعن عهواهام تعـبعـععا لأرعما رجنئ م‬
‫ت برره"عحردين ن‬ ‫وسلم‪ " :‬ع‬
‫صرحنيصح‪.‬‬ ‫ص‬ ‫ر‬
‫الأمحطجة بررإنسعناد ع‬

‫الشرح‬
‫عبد ال بن عمرو بن الأعاصا رضي ال عنهما من الأمكثرين رواية لألحديث‪،‬لنه كان يكتب‪ ،‬وكان أبو هريرةا‬
‫رضي ال عنه يغبطه على هذا‪،‬ويقول‪ :‬ل أعلم أحدا أكثر حديث ا مني عن رسول ال صلى ال عليه وسلم إل‬
‫عبد ال بن عمرو رضي ال عنهما‪،‬فإنه كان يكتب ول أكتب‬
‫يقول‪" :‬لع ميؤُرممن أععحمدمكنم" يعني اليمان الأكامل‪.‬‬
‫"عحطتى يعمكوعن عهواهام" أي اتجاهه وقصدها‪.‬‬
‫ت برره" أي من الأشريعة‪.‬‬ ‫"تعـبعـععا لأرعما رجنئ م‬
‫صرحنيصح" ‪ .‬تعبقب ابن رجب ‪ -‬رحمه ال ‪-‬‬ ‫ص‬ ‫ر‬ ‫صرحنينح‪ ،‬عرعوينـعناهام رفي كرعتا ر‬
‫ب الأمحطجة بررإنسعناد ع‬ ‫سنن ع‬
‫ث عح ع‬‫قولأه‪" :‬عحردين ن‬
‫هذا الأتصحيح من الأمؤُلأف وقال‪ :‬الأحديث ل يصح‪ ،‬ولأذلأك يحسن تتبع شرح ابن رجب ‪ -‬رحمه ال ‪-‬‬
‫ونقل تعقيبه على الحاديث ‪.‬‬
‫لأكن معنى الأحديث بقطع الأنظر عن إسنادها صحيح‪ ،‬وأن النسان يجب أن يكون هواها تبعا لأما جاء به‬
‫صلى ال عليه وسلم‪.‬‬
‫* مان فوائد الحديث ‪:‬‬
‫‪-1.‬تحذير النسان من أن يحكم الأعقل أو الأعادةا مقدما إياها على ما جاء به الأرسول صلى ال عليه‬
‫وسلم‪ ،‬وجه ذلأك‪ :‬نفي اليمان عنه‪.‬‬
‫فإن قال قائل‪ :‬لأماذا حملتموها على نفي الأكمال؟‬
‫فالأجواب‪ :‬أطنا حملناها على ذلأك لنه ل يصدق في كل مسألأة‪ ،‬لن النسان قد يكون هواها تبع ا لأما جاء به‬
‫الأرسول صلى ال عليه وسلم في أكثر مسائل الأدين‪ ،‬وفي بعض الأمسائل ل يكون هواها تبعاا‪ ،‬فيحمل على‬
‫نفي الأكمال ‪.‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪2.‬أنه يجب على النسان أن يستدبل أولا ثم يحكم ثانياا‪،‬ل أن يحكم ثم يستدل‪ ،‬بمعنى أنك إذا أردت‬
‫إثبات حكم في الأعقائد أو في الأجوارح فاستدل أولا ثم احكم‪ ،‬أما أن تحكم ثم تستدبل فهذا يعني أنك‬
‫جعلت الأمتبوع تابعا وجعلت الصل عقلك والأفرع الأكتاب والأسنة‪.‬‬
‫‪3.‬تقسيم الأهوىِ إلأى محمود ومذموما‪ ،‬والصل عند الطلق الأمذموما كما جاء ذلأك في الأكتاب والأسنة‪،‬‬
‫فكلما ذكر ال تعالأى اتباع الأهوىِ فهو على وجه الأذما‪ ،‬لأكن هذا الأحديث يدبل على أن الأهوىِ ينقسم إلأى‬
‫قسمين‪:‬‬
‫محمود‪ :‬وهو ما كان تبع ا لأما جاء به الأرسول صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬
‫ومذموما‪ :‬وهو ما خالأف ذلأك‪.‬‬
‫وعند الطلق يحمل على الأمذموما‪ ،‬ولأهذا يقال‪ :‬الأهدىِ‪ ،‬ويقابله الأهوىِ‪.‬‬
‫ت به" والأنبي صلى ال عليه وسلم جاء بكل ما‬ ‫‪4.‬وجوب تحكيم الأشريعة في كل شيء‪ ،‬لأقولأه‪" :‬لأرعما رجئ م‬
‫ص ‪1‬‬
‫ب رنتبـعيانا لأرمكنل عشنيء(‬ ‫يصلح الأخلق في معادهم ومعاشهم‪ ،‬قال ال تعالأى‪) :‬ونعـ طلأزنعنا ععلعي ع ر‬
‫ك لأانكعتا ع‬ ‫ن‬ ‫ع‬
‫‪5.‬أن اليمان يزيد وينقص كما هو مذهب أهل الأسنة والأجماعة‪ .‬وال أعلم‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫)النحل‪ :‬الية ‪(89‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫الحديث الثاني وأالربعون‬
‫لـ ـ ـ يعـمقـ ــومل‪ :‬قعـ ــاعل الـم ـ ـ‬ ‫ت رسـ ــوعل ا ر‬ ‫قا م ر‬ ‫م‬
‫ل‪ :‬عسـ ـ ـمنع م ع م‬ ‫ك رضي الله عنه م‬ ‫ماال ِ ك‬‫ن م‬ ‫س بن ِ‬ ‫ن أن م ِ‬ ‫ع ن‬ ‫م‬
‫ك عول أمبـعـالأرني‪ ،‬يـعـا ابنـعن عآعدعما لأـعـو‬‫ك ععلـعـى عمــا عكــاعن رمنـ ع‬ ‫ت لأعـ ع‬ ‫ك عمـا عدععــوتعنرني عوعرعجــوتعنرني غاععفـنر م‬ ‫تعـععاعلأى‪" :‬عيا ابنعن عآعدعما إرنطـ ع‬
‫ض عخعطايـعـا‬ ‫ب العنر ر‬ ‫ك لأـعـو أعتعـنيتعنرـي بررقـرا ر‬
‫ن ع‬ ‫ك‪ ،‬عيا ابنـعن عآعدعما إرنطـ ع‬ ‫ت لأع ع‬ ‫سعمارء ثمطم استعـغنعفنرتعنرني غاععفنر م‬ ‫ك عععناعن الأ ط‬ ‫ت ذممنوبم ع‬ ‫بعـلعغع ن‬
‫ث‬ ‫دي ن ث‬ ‫ح ِ‬ ‫ل‪ :‬م‬ ‫قا م‬ ‫وأ م‬ ‫ي م‬ ‫ذَ ي‬‫ما ِ‬ ‫وأاهم الت تنر ِ‬ ‫ك بررقعرابرعهـ ــا عمغرف ـ ـعراةا"مر م‬
‫ثمـ ـطم لأرقنيتعنر ـ ـني لع تمنش ـ ـررك برـ ـني عش ـ ـنيئع ا لعتعـنيتمـ ـ ع‬
‫ح‪.‬‬
‫حي ن ث‬
‫ص م‬
‫ن م‬
‫س ث‬
‫ح م‬
‫م‬

‫الشرح‬
‫هذا حديث قدسي وقد سبق تعريفه‪.‬‬
‫قولأه‪" :‬عما عدععوتعرني" )ما( هنا شرطية‪ ،‬وفعل الأشرط‪) :‬دعا( في قولأه‪" :‬عدععوتعرني" وجواب الأشرط‪" :‬غاععفنر م‬
‫ت" ‪.‬‬
‫"عما عدععوتعنرني" الأدعاء ينقسم إلأى قسمين‪ :‬دعاء مسألأة‪ ،‬ودعاء عبادةا‪.‬‬
‫فدعاء الأمسألأة أن تقول‪ :‬يا رب اغافر لأي‪ .‬ودعاء الأعبادةا أن تصلي ل‬
‫فنحتاج الن إلأى دلأيل وتعليل على أن الأعبادةا تسبمى دعااء؟‬
‫ب لأعمكنم إرطن الأطرذيعن يعنستعنكبرمروعن ععنن رععباعدرتي عسيعندمخملوعن‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫الأدلأيل‪ :‬قول ال تعالأى‪) :‬عوعقاعل عربدمكمم اندمعوني أعنستعج ن‬
‫ستعنكبرمروعن ععنن رععباعدرتي( فسمى الأدعاء عبادةا‪ ،‬وقد جاء في‬
‫ن‬ ‫ي‬
‫ع‬ ‫)‬ ‫قال‪:‬‬ ‫ثم‬ ‫(‬ ‫جعهنطم عدارخررين( ‪1‬فقال‪):‬اندمعور‬
‫ني‬ ‫ع‬ ‫ع ع‬
‫الأحديث‪" :‬أعطن الأددععاءع مهعو الأرععباعدمةا"ووجهه ظاهر جداا‪،‬لن داعي ال متذلأل ل عبز وجل منكسر لأه‪ ،‬قد عرفا‬
‫قدر نفسه‪،‬وأنه ل يملك لأها نفعا ول ضبراا‪.‬‬
‫أما كيف كانت الأعبادةا دعااء‪ :‬فلن الأمتعببد ل داصع بلسان الأحال‪ ،‬فلو سألأت الأمصلي لأماذا صلى لأقال‪:‬‬
‫أرجو ثواب ال‪ ،‬إذا فهو داع بلسان الأحال‪ ،‬وعليه فيكون قولأه‪" :‬عما عدععوتعنرني عوعرعجوتعرني" يشمل دعاء الأعبادةا‬
‫ودعاء الأمسألأة‪ ،‬ولأكن لحظ الأقيد في قولأه‪" :‬وععرعجوتعرنين" فلبد من هذا الأقيد‪ ،‬أي أن تكون داعيا ل راجيا‬
‫إجابته ‪.‬‬
‫ك" الأمغفرةا‪ :‬هي ستر الأبذنب والأتجاوز عنه‪.‬‬
‫ت لأع ع‬
‫وقولأه‪" :‬غاععفنر م‬
‫"عععلى عما عكاعن رمن ع‬
‫ك" أي على ما كان منك من الأذنوب والأتقصير‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫)غافر‪(60:‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫"عولع أمعبارلأي" أي ل أهتم بذلأك‪.‬‬
‫سعمارء" الأمراد بقولأه‪" :‬عععناعن الأ ط‬
‫سعماء" أي أعلى الأسماء‪،‬وقيل إن "عععناعن‬ ‫ك عععناعن الأ ط‬
‫ت ذممنوبم ع‬
‫"عيا ابنعن آعدعما علأو بعـلعغع ن‬
‫سعماء" أي الأسحاب أعلها‪ ،‬ولشك أن الأسحاب‬ ‫سعماء" ما عطن لأك حين تنظر إلأيها ‪ ،‬وقيل "عععناعن الأ ط‬ ‫الأ ط‬
‫يسمى الأعنان ‪ ،‬لأكن الأظاهر أن الأمراد به ) عنان الأسماء( ‪.‬‬
‫والأسماء على الرض كالأقبة لأه جوانب ولأه وسط‪ ،‬أعلها بالأنسبة لأسطح الرض هو الأوسط‪.‬‬
‫"ثمطم انستعـغنعفنرتعنرني" أي طلبت مني الأمغفرةا‪ ،‬سواء قلت‪ :‬أستغفر ال‪ ،‬أو قلت‪ :‬الألهم اغافر لأي‪ .‬لأكن لبد من‬
‫حضور الأقلب واستحضار الأفقر إلأى ال عبز وجل‪.‬‬
‫ك بررقعرابرعها عمغنرفعراةا"‬
‫ض خعطاعيا ثمطم لأعرقنيعتني ل تمنشررك برني عشنيئع ا لعتعـنيتم ع‬ ‫ك لأعنو أعتعـنيتعرني بررقرا ر‬
‫ب العنر ر‬ ‫ع‬ ‫"عيا ابعن آعدعما إ ن ع‬
‫ل‪ ،‬أو حجماا‪ ،‬عخعطايا‬ ‫ض" أي ما يقاربها‪ ،‬إما ملئاا‪،‬أو ثق ا‬ ‫ب العنر ر‬ ‫قولأه‪" :‬لأعنو أعتعـنيتعنري" أي جئتني بعد الأموت‪" .‬بررقرا ر‬
‫ع‬ ‫ن‬
‫جمع خطيئة وهي الأذنوب‪" ،‬ثمطم لأعرقنيتعنرني لع تمنشررنك ربي عشنيئع ا" قولأه‪" :‬عشيئع ا" نكرةا في سياق الأنفي تفيد الأعموما‬
‫أي ل شركا أصغر ول أكبر‪ ،‬وهذا قيد عظيم قد يتهاون به النسان‬
‫ك من نعمة ال وفضله‪ ،‬بأن يأتي النسان ربه بملء الرض خطايا ثم يأتيه‬ ‫ك بررقعرابرعها عمغنرفعراةا" وهذا لش ب‬ ‫"لعتعـنيتم ع‬
‫عبز وجل بقرابها مغفرةا‪ ،‬وإل فمقتضى الأعدل أن يعاقبه على الأخطايا ‪.‬‬
‫* مان فوائد الحديث ‪:‬‬
‫ضلوا على كثير‬ ‫‪1.‬شرفا بني آدما حيث وجه ال إلأيه الأخطاب بقولأه "عيا ابنعن آعدعما" ولشك أن بني آدما ف ب‬
‫ممن خلقهم ال عبز وجل وكبرمهم ال سبحانه وتعالأى‬
‫‪ 2.‬أن كلمة )ابن( أو‪) :‬بني( أو ما أشبه ذلأك إذا أضيفت إلأى الأقبيلة أو إلأى المة تشمل الأذكور والناث‪،‬‬
‫وإذا أضيفت إلأى شيء محصور فهي لألذكور فقط‪.‬‬
‫‪ 3.‬أن من دعا ال ورجاها فإن ال تعالأى يغفر لأه‪.‬‬
‫‪ 4.‬أنه لبد مع الأدعاء من رجاء‪ ،‬وأما الأقلب الأغافل الألهي الأذي يذكر الأدعاء على وجه الأعادةا فليس حريبا‬
‫بالجابة‪ ،‬بخلفا الأذكر كالأتسبيح والأتهليل وما أشبه ذلأك‪ ،‬فهذا ميعطى أجرا به‪ ،‬ولأكنه أقل مما لأو‬
‫استحضر وذكر بقلبه ولأسانه‪.‬‬
‫‪-5.‬إثبات صفات الأنفي الأتي يسميها الأعلماء الأصفات الأسلبية‪ ،‬لأقولأه‪" :‬عولع أمعبارلأي" فإن هذها صفة منفية عن‬
‫ال تعالأى‪ ،‬وهذا من قسم الأعقائد ‪.‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫ولأكن اعلم أن الأمراد بالأصفات الأمنفية إثبات كمال الأضد‪ ،‬فيكون نفي الأمبالةا هنا يراد به كمال الأسلطان‬
‫والأفضل والحسان‪ ،‬وأنه ل أحد يعترض على ال أو يجادلأه فيما أراد‪.‬‬
‫سعماء ثمطم استعـغنعفنرتعنرني‬ ‫ك عععناعن الأ ط‬ ‫ت ذممنوبم ع‬‫‪ 6.‬أن ال تعالأى يغفر الأذنوب جميعا مهما عظمت لأقولأه‪" :‬علأو بعـلعغع ن‬
‫ك" وأن النسان متى استغفر ال عبز وجل من أي ذنب كان رعظععما وقدرا فإن ال تعالأى يغفرها‪،‬‬ ‫ت لأع ع‬
‫غاععفنر م‬
‫‪1‬‬
‫ستعـغنرفرر الألطهع يعرجرد الألطهع غاعمفورا عررحيم ا(‬ ‫ر‬
‫وهذا كقولأه تعالأى‪) :‬عوعمنن يعـنععمنل مسوءا أعنو يعظنلنم نعـنف ع‬
‫سهم ثمطم يع ن‬
‫ولأكن هل الستغفار مجبرد قول النسان‪ :‬الألهم اغافر لأي‪ ،‬أو أستغفر ال؟‬
‫الأجواب‪ :‬ل‪ ،‬لبد من فعل أسباب الأمغفرةا وإل كان دعاؤها كالستهزاء كما لأو قال النسان‪ :‬الألهم ارزقني‬
‫ذرية طيبة‪ ،‬ولأم يعمل لأحصول الأذرية‪ ،‬والأذي تحصل به الأمغفرةا الأتوبة إلأى ال عبز وجل‪.‬‬
‫والأتوبة‪ :‬من تاب يتوب أي رجع‪ .‬وهي الأرجوع من معصية ال إلأى طاعته‪ .‬ويشترط لأها خمسة شروط‪:‬‬
‫الأشرط الول‪ :‬الخلصا‪:‬‬
‫والخلصا شرط في كل عبادةا‪ ،‬والأتوبة من الأعبادات‪ ،‬قال ال تعالأى‪) :‬وما أمرمروا إرطل رلأيـنعبمدوا الألطهع منخلر ر‬
‫صيعن‬ ‫م‬ ‫عم‬ ‫عع م‬
‫لأعهم الأنديعن( فمن تاب مراءاةا لألناس‪ ،‬أو تاب خوف ا من سلطان ل تعظيم ا ل عبز وجل فإن توبته غاير مقبولأة‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫الأشرط الأثاني‪ :‬الأندما على ما حصل‪:‬‬


‫وهو انكسار النسان وخجله أماما ال عبز وجل أن فعل ما نهي عنه‪ ،‬أو ترك ما أوجب عليه‪.‬‬
‫فإن قال قائل‪ :‬الأندما انفعال في الأنفس‪ ،‬فكيف يسيطر النسان عليه؟‬
‫فالأجواب‪ :‬أنه يسيطر عليه إذا أشعر نفسه بأنه في خجل من ال عبز وجل وحياء من ال ويقول‪ :‬لأيتني لأم‬
‫أفعل وما أشبه ذلأك‪.‬‬
‫وقال بعض أهل الأعلم‪ :‬إن الأندما لأيس بشرط‪:‬‬
‫ل‪ :‬لأصعوبة معرفته‪.‬‬
‫أو ا‬
‫والأثاني‪ :‬لن الأرجل إذا أقلع فإنه لأم يقلع إل وهو نادما‪ ،‬وإل لستمر‪ .‬لأكن أكثر أهل الأعلم ‪-‬رحمهم ال ‪-‬‬
‫على أنه لبد أن يكون في قلبه ندما‪.‬‬
‫الأشرط الأثالأث‪ :‬القلع عن الأمعصية الأتي تاب منها‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫)النساء‪(110 :‬‬
‫‪2‬‬
‫)البينة‪ :‬الية ‪(5‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫فإن كانت الأمعصية ترك واجب يمكن تداركه وجب عليه أن يقوما بالأواجب‪،‬كما لأو أذنب النسان بمنع‬
‫الأزكاةا‪ ،‬فإنه لبد أن يؤُدي الأزكاةا‪ ،‬أو كان فعل محرما مثل أن يسرق لأشخص مالا ثم يتوب‪،‬فلبد أن يرد‬
‫الأمال إلأى صاحبه‪ ،‬وإل لأم تصح توبته‬
‫فإن قال قائل‪ :‬هذا رجل سرق مالا من شخص وتاب إلأى ال‪ ،‬لأكن ا لأمشكل كيف يؤُدي هذا الأمال إلأى‬
‫صاحبه؟ يخشى إذا أدىِ الأمال إلأى صاحبه أن يقع في مشاكل فيبدعي مثلا صاحب الأمال أن الأمال أكثر‪،‬‬
‫أو يتطـعهم هذا الأرجل ويشيع أمرها‪ ،‬أو ما أشبه ذلأك‪ ،‬فماذا يصنع؟‬
‫نقول‪ :‬لبد أن يوصل الأمال إلأى صاحبه بأي طريق‪ ،‬وبإمكانه أن يرسل الأمال مع شخص ل يتهم بالأسرقة‬
‫ويعطيه صاحبه‪ ،‬ويقول‪ :‬يا فلن هذا من شخص أخذها منك أولا والن أوصله إلأيك‪ ،‬ويكون هذا الأشخص‬
‫محترما أمينا بمعنى أنه ل يمكن لأصاحب الأمال أن يقول‪ :‬إما أن تعين لأي من أعطاك إياها وإل فأنت‬
‫الأسارق‪ ،‬أما إذا كان يمكن فإنه مشكل‪.‬‬
‫مثال ذلأك‪ :‬أن يعطيه الأقاضي‪ ،‬أو يعطيه المير يقول‪ :‬هذا مال لأفلن أخذته منه‪ ،‬وأنا الن تائب‪ ،‬فأبدها إلأيه‪.‬‬
‫وفي هذها الأحال يجب على من أعطاها إياها أن يؤُبديه إنقاذا لألَخذ وربدا لأصاحب الأمال‪.‬‬
‫فإذا قال قائل‪ :‬إن الأذي أخذت منه الأمال قد مات‪ ،‬فماذا أصنع؟‬
‫فالأجواب‪ :‬يعطيه الأورثة‪ ،‬فإن لأم يكن لأه ورثة أعطاها بيت الأمال‪.‬‬
‫فإذا قال ‪:‬أنا ل أعرفا الأورثة‪ ،‬ول أعرفا عنوانهم؟‬
‫فالأجواب‪ :‬يتصبدق به عمن هو لأه‪ ،‬وال عبز وجل يعلم هذا ويوصله إلأى صاحبه‪ .‬فهذها مراتب الأتوبة بالأنسبة‬
‫لأمن أخذ مال شخص معصوما‪.‬‬
‫تأتي مسألأة الأغيبة‪ :‬فالأغيبة كيف يتخلص منها إذا تاب‪:‬‬
‫من الأعلماء من قال‪ :‬لبد أن يذهب إلأى الأشخص ويقول‪ :‬إني اغاتبتك فحللني ‪ ،‬وفي هذا مشكلة‪.‬‬
‫صل وقال‪ :‬إن علم بالأغيبة ذهب إلأيه واستحله‪ ،‬وإن لأم يعلم فل حاجة أن يقول لأه شيئا لن‬
‫ومنهم من ف ب‬
‫هذا يفتح باب شبر‪.‬‬
‫ومنهم من قال‪ :‬ل ميعلرنمه مطلقاا‪،‬كما جاء في الأحديث‪" :‬عكطفاعرةام عمرن انغاتعنبتعهم أعنن عتستعـغنرفعر لأعهم"فيستغفر لأه‬
‫ويكفي‪.‬‬
‫ولأكن الأقول الأوسط هو الأوسط‪ ،‬وهو أن نقول‪ :‬إن كان صاحبه قد علم بأنه اغاتابه فلبد أن يتحلل منه‪،‬‬
‫لنه حتى لأو تاب سيبقى في قلب صاحبه شيء‪ ،‬وإن لأم يعلم كفاها أن يستغفر لأه‪.‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫الأشرط الأرابع‪ :‬الأعزما على أن ل يعود‪:‬‬
‫فلبد من هذا‪ ،‬فإن تاب من هذا الأذنب لأكن من نيته أن يعود إلأيه متى سنحت لأه الأفرصة فليس بتائب‪،‬‬
‫ولأكن لأو عزما أن ل يعود ثم سبولأت لأه نفسه فعاد فالأتوبة الولأى ل تنتقض‪ ،‬لأكن يجب أن يجدد توبة لألفعل‬
‫الأثاني‪.‬‬
‫ولأهذا يجب أن نعرفا الأفرق بين أن نقول‪ :‬من الأشرط أن ل يعود‪ ،‬وأن نقول‪:‬من الأشرط الأعزما على أن ل‬
‫يعود‪.‬‬
‫الأشرط الأخامس‪ :‬أن تكون الأتوبة وقت قبول الأتوبة‪:‬‬
‫فإن كانت في وقت لتقبل فيه لأم تنفعه‪ ،‬وذلأك نوعان‪ :‬نوع خاصا‪ ،‬ونوع عاما‪.‬‬
‫ت الأتطـنوبعةم لأرلطرذيعن يعـنععمملوعن‬
‫الأنوع الأخاصا‪ :‬إذا حضر النسان أجله فإن الأتوبة لتنفع‪،‬لأقول ال تعالأى‪) :‬ولأعنيس ر‬
‫ع ع‬
‫ت انلعن عول الأطرذيعن يعممومتوعن عومهنم مكطفانر مأولأعئر ع‬
‫ك أعنعتعندعنا‬ ‫ت عقاعل إرنني تمـنب م‬ ‫سينعئا ر‬
‫ت عحطتى إرعذا عح ع‬
‫ضعر أععحعدمهمم لأانعمنو م‬ ‫الأ ط‬
‫لأعمهنم عععذابا أعرلأيما (‪ 1‬ولأما غارق فرعون قال‪ :‬آمنت أنه ل إلأه إل الأذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من الأمسلمين‬
‫ت رمعن لأانممنفرسرديعن(‪. 2‬‬‫ت قعـنبمل عومكن ع‬‫صني ع‬
‫فقيل لأه‪) :‬آنلعن عوقعند عع ع‬
‫أي الن تسلم‪ ،‬ومع ذلأك لأم ينفعه‪.‬‬
‫وأما الأعاما‪ :‬فهو طلوع الأشمس من مغربها‪ ،‬فإن الأشمس تشرق من الأمشرق وتغرب من الأمغرب‪ ،‬فإذا طلعت‬
‫من الأمغرب آمن الأناس كلهم‪ ،‬ولأكن ل ينفع نفسا إيمانها لأم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها‬
‫خيراا‪.‬‬
‫ولأهذا قال الأنبي صلى ال عليه وسلم ‪" :‬لا تعـنـعقرطمع الأرهنجعرةام عحطتى تعـنـعقرطعع الأطتوبعمة‪ ،‬عول تعـنـعقطمع الأطتوبعةم عحطتى‬
‫س رمنن عمغنرربرعها"‬ ‫ج الأ ط‬
‫شنم م‬ ‫تعنخمر ع‬
‫فهذها هي شروط الأتوبة‪ ،‬وأكثر الأعلماء ‪ -‬رحمهم ال ‪ -‬يقولأون‪:‬شروط الأتوبة ثلثة‪ :‬الأندما‪ ،‬والقلع‪ ،‬والأعزما‬
‫على أن ل يعود ‪.‬‬
‫ولأكن ما ذكرناها أوفى وأتبم‪ ،‬ولبد مما ذكرناها‪.‬‬
‫‪ 6.‬أن النسان إذا أذنب ذنوبا عظيمة ثم لأقي ال ليشرك به شيئا غافر ال لأه‪ .‬ولأكن هذا لأيس على عمومه‬
‫ك لأرعمنن يع ع‬
‫شاءم(‪. 3‬‬ ‫لأقول ال تعالأى ‪) :‬إرطن الألطهع ل يعـغنرفمر أعنن يمنشعرعك برره عويعـغنرفمر عما مدوعن عذلأر ع‬
‫‪1‬‬
‫)النساء‪ :‬الية ‪(18‬‬
‫‪2‬‬
‫)يونأس‪(91:‬‬
‫‪3‬‬
‫)النساء‪(48:‬‬
‫تابعوا الأجديد والأحصري على شبكة اللأوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫ك بررقعرابرعها عمغنرفعراةا" هذا إذا شاء‪ ،‬وأما إذا لأم يشأ فإنه يعاقب بذنبه‪.‬‬ ‫فقولأه هنا في الأحديث‪ ":‬ع‬
‫لتيتم ع‬
‫‪-7.‬فضيلة الأتوحيد وأنه سبب لأمغفرةا الأذنوب‪ ،‬وقد قال ال عبز وجل‪) :‬مقنل لأرلطرذيعن عكعفمروا إرنن يعـننتعـمهوا يمـغنعفنر‬
‫ف( فمهما عظمت الأذنوب إذا انتهى النسان عنها بالأتوحيد غافر ال لأه‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫لأعمهنم عما قعند عسلع ع‬
‫شررك ربي عشنيئعا " وقد دبل على ذلأك كتاب ال عبز وجل‪،‬‬ ‫‪ 8.‬إثبات لأقاء ال عبز وجل‪ ،‬لأقولأه‪" :‬ثمطم لأعرقيتعرني لع تم ن‬
‫شررنك بررععباعدرةا عربنره أععحدا ( ‪2‬وقال ال‬ ‫صارلأحا عول يم ن‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫قال ال تعالأى‪) :‬فععمنن عكاعن يعـنرمجوا لأعقاءع عربنه فعـنليعـنععمنل عععملا ع‬
‫ر ر ‪3‬‬ ‫تعالأى‪) :‬يا أعيدـها ا نرل نسامن إرنط ع ر‬
‫ك عكندح ا فعمملقيه(‬ ‫ح إرعلأى عربن ع‬‫ك عكاد ن‬ ‫ع‬ ‫ع ع‬
‫فلبد من ملقاةا ال عبز وجل‪ ،‬والأنصوصا في هذا كثيرةا‪ ،‬فيؤُخذ من ذلأك‪ :‬أنه يجب على النسان أن‬
‫يستعد لأملقاةا ال‪ ،‬وأن يعرفا كيف يلقي ال‪ ،‬هل يلقيه على حال مرضيصة عند ال عبز وجل‪ ،‬أو على‬
‫الأعكس؟ ففبتش نفسك واعرفا ما أنت عليه‪.‬‬
‫ومن حسن تألأيف الأمؤُبلأف ‪ -‬رحمه ال ‪ -‬أنه جعل هذا الأحديث آخر الحاديث الأتي اختارها ‪ -‬رحمه ال‬
‫‪ -‬الأمختوما بالأمغفرةا‪ ،‬وهذا يسبمى عند الأبلغايين براعة اختتاما‪.‬‬
‫وهناك مايسبمى براعة افتتاح فإذا افتتح النسان كتابه بما يناسب الأموضوع يسمونه براءةا افتتاح‪ ،‬مثل قول‬
‫ابن حجر ‪ -‬رحمه ال ‪ -‬في بلوغ الأمراما‪:‬‬
‫"الأحمد ل على نعمه الأظاهرةا والأباطنة قديما وحديثاا" يشير إلأى أن هذا الأكتاب في الأحديث‪.‬‬
‫ث كل طالأب علم على حفظها وفهم معناها‬ ‫وإلأى هنا ينتهي الأكلما على الربعين الأنووية الأمباركة‪،‬الأتي نح د‬
‫والأعمل بمقتضاها‪،‬نسأل ال عبز وجل أن يجعلنا ممن سمع وانتفع إنه سميع قريب‪ ،‬وصلى ال وسلم على‬
‫نبينا محمد وعلى آلأه وصحبه أجمعين‬

‫‪1‬‬
‫)النأفال‪ :‬الية ‪(38‬‬
‫‪2‬‬
‫)الكهف‪ :‬الية ‪(110‬‬
‫‪3‬‬
‫)النأشقاق‪(6 :‬‬

You might also like