Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 6

‫بحث تفسير القانون‬

‫خطــة البحـــث‬

‫مقدمــــة‬

‫المبحث األول ‪ :‬ماهيـة التفسيـر‬

‫المطلب األول ‪ :‬مفهوم التفسير‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬أهمية التفسير‪.‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬مجال التفسير‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬أنــواع التفسيـر ‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬التفسير التشريعي ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬التفسير القضائي ‪.‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬التفسير الفقهـي ‪.‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬المذاهب المختلفة في التفسير وموقف المشرع الجزائري منها‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬نظرية اإللتزام بالنص ( مدرسة شرح على المتون ) ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬النظرية التاريخية أو اإلجتماعية ‪.‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬مدرسة البحث العلمي الحر ‪.‬‬

‫المطلب الرابع ‪ :‬موقف المشرع الجزائري من النظريات ‪.‬‬

‫المبحث الرابع ‪ :‬حاالت التفسير وطرقه ‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬حالة النص السليم ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬حالة النص المعيب ‪.‬‬

‫الخاتمة ‪.‬‬

‫قائمة المراجع ‪.‬‬

‫المقدمـــة‬
‫إن القاعدة القانونية توضع عامة ومجردة ‪،‬وتطبيقاتها على الحاالت الخاصة كثيرا ما تعترضها صعوبات مما يستوجب الوقوف على معناها الحقيقي حتى‬
‫يعرف ما إذا كان من الممكن تطبيقها في شأن الحاالت الخاصة ‪،‬ويتم ذلك عن طريق التفسير ‪،‬والتفسير تقوم به المحاكم كما يقوم به الفقه ‪.‬‬

‫ولتفسير القواعد القانونية أهمية كبرى فتبعا للطريقة المتبعة في تفسير النص القانوني يمكن توسيع أو تضييق نطاق تطبيقه ‪،‬فعملية التفسير تتحكم في مدى‬
‫تطبيق القاعدة القانونية ومجال إمتدادها ‪،‬كما أنه يتعذر تطبيق القاعدة القانونية قبل تفسيرها خاصة إذا كانت ذات مدلول غامض ‪،‬لذلك فما هو التفسير ؟‬
‫ولإلجابة على هذه اإلشكالية إعتمدنا المنهج الوصفي منتهجين خطة متكونة من أربع مباحث ‪،‬المبحث األول ماهية التفسير من خالل ثالث مطالب تتناول‬
‫مفهومه وأهميته ومجاله ‪.‬والمبحث الثاني أنواع التفسير من خالل ثالث مطالب تتناول التفسير التشريعي والقضائي والفقهي ‪.‬والمبحث الثالث المذاهب‬
‫المختلفة في التفسير وموقف المشرع الجزائري منها من خالل أربع مطالب تتناول نظرية اإللتزام بالنص (مدرسة شرح على المتون) والنظرية التاريخية‬
‫أو اإلجتماعية ومدرسة البحث العلمي الحر وموقف المشرع الجزائري من النظريات والمبحث الرابع حاالت التفسير وطرقه من خالل مطلبين حالة‬
‫النص السليم وحالبة النص المعيب ‪.‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬ماهية التفسير ‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬مفهوم التفسير ‪.‬‬

‫يقصد بكلمة التفسير تحديد المعنى الذي تتضمنه القاعدة القانونية وتعيين نطاقها وذلك حتى يمكن اإلستدالل على ما تتضمنه القاعدة وحتى يمكن مطابقتها‬
‫على الظروف الواقعية التي يثار بصددها تطبيق هذه القاعدة ‪،‬وإذا كان المقصود بالتفسير هو الوقوف على معنى القاعدة القانونية حتى تطبق على الواقع‬
‫فإن مجال ذلك من الناحية العملية ال يكون إال في القواعد القانونية المكتوبة خاصة بالنسبة للقواعد القانونية التي تستمد مصدرها من التشريع ألن التشريع‬
‫يرد عادة في المواد المختصرة مما يؤدي في كثير من الحاالت إلى صعوبة الوقوف على حكمه ولهذا أغلب الفقه يقتصرون التفسير على التشريع (‪. )1‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬أهمية التفسير ‪.‬‬

‫سبق البيان عند الحديث عن خصائص القاعدة القانونية أنها عامة ومجردة ومن ثم تطبيقها على الحاالت الخاصة أمر تعترضه صعوبات كثيرة ‪،‬إذا ينبغي‬
‫قبل تطبيق النص الوقوف على المعنى الحقيق له ‪،‬أي الكشف عن مضمونه ومقصد المشرع من خالله ‪،‬وتبرز أهمية التفسير خاصة من النواحي التالية ‪:‬‬

‫* أن التفسير عمل يسبق التطبيق وعليه يتعذر تطبيق القاعد القانونية قبل تفسيرها خاصة إذا كانت ذات مدلول غامض من الصعب اإلهتداء إليه ‪.‬‬

‫* تتحكم عملية التفسير في مدى تطبيق القاعدة القانونية ومجال إمتدادها ‪،‬فإذا فسرت بمفهوم واسع مثال فإنها ستحوي بين ثناياها وقائع كثيرة ‪،‬وخالف‬
‫ذلك إذا تم تفسيرها تفسيرا ضيقا محدودا فإنها ستقتصر على وقائع دون أخرى ‪.‬وهذا طبعا يكون حسب األلفاظ التي يستعملها المشرع ‪.‬‬

‫* إن التفسير وإن كان بحسب وجهة نظر كثير من رجال الفقه يقتصر على التشريع إنطالقا من فكرة أن القواعد التشريعية عادة ما تأتي بأسلوب مختصر‬
‫قد يؤثر على المعنى المقصود ‪،‬إال أنه أيضا ينتد لتفسير قواعد العرف بل أحكام القضاء (‪. )2‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬مجال التفسير ‪.‬‬

‫إنطالقا من المفهوم الواسع والضيق للقانون ‪،‬فإن مفهوم التفسير بدوره ينقسم إلى قسمين ‪،‬مفهوم عام واسع ومفهوم خاص ضيق ‪،‬وهذا المفهوم هو الذي‬
‫يتحكم في مجاالت التفسير ونطاقه ‪.‬‬

‫‪ -1‬د‪ /‬عمار بوضياف ‪ :‬المدخل للعلوم القانونية ‪،‬النظرية العامة للقانون وتطبيقاتها في التشريع الجزائري ‪،‬طبعة منقحة‪،2000،‬دار ريحانة للكتاب‬
‫‪،‬الجزائر ‪ ،‬ص ‪. 191، 190‬‬

‫‪ -2‬د‪ /‬محمد الصغير بعلي ‪ :‬المدخل للعلوم القانونية ‪،‬النظرية القانون ونظرية الحق ‪،‬الجزائر ‪ ،‬ص ‪. 180‬‬

‫(‪)02‬‬

‫‪ /1‬المفهوم الواسع للتفسير ‪ :‬هو اإلستبدال على ما تتضمنه القواعد القانونية من حكم وتحديد المعنى الذي تتضمنه هذه القاعدة حتى يمكن مطابقتها على‬
‫الظروف الواقعية فينصرف مفهوم التفسير هنا لكل قاعدة قانونية أيا كان مصدرها سواء التشريع أو الشريعة اإلسالمية أو العرف وتبعا لذلك يتسع مجاله‬
‫فيشمل جميع القواعد القانونية ‪.‬‬

‫‪ /2‬المفهوم الضيق أو المحدود ‪ :‬هو تفسير التشريع ‪،‬وهو إستخالص الحكم القانوني من النصوص التشريعية المعمول بها ‪،‬وعليه يقتصر التفسير وفق هذا‬
‫المفهوم على تفسير التشريع دون غيره إعتبار لمكانته بين المصادر األخرى للقاعدة القانونية ‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬أنواع التفسير ‪.‬‬


‫المطلب األول ‪ :‬التفسير التشريعي ‪.‬‬

‫التفسير التشريعي هو التفسير الذي يقوم به المشرع نفسه أي الجهة التي سنت القاعدة القانونية أو جهة أخرى مفوضة من قبلها للقيام بهذا األمر ‪،‬وعادة‬
‫يصدر التفسير التشريعي لحسم الخالف الذي قد يثور بين المحاكم بخصوص تطبيق نص معين ‪،‬فإزالة لهذا الغموض يتدخل المشرع ليكشف عن مضمون‬
‫القاعدة لذلك إستقر األمر لدى المجتمعات القديمة أن التفسير عمل معقود للمشرع وليس للقاضي ويذكر المؤرخون في هذا المجال " أن اإلمبراطور‬
‫جستنيان عندما وضع تقنياته أعلن أن تشريعاته كاملة ويجب على القضاء تطبيقاتها بطريقة شبه آلية "‪.‬‬

‫والتفسير التشريعي إن كان من جهة يعبر عن مضمون القاعدة ويكشف عن خفاياها ألنه صادر عن نفس الجهة التي أصدرت النص ‪،‬إال أن الظاهرة التي‬
‫تشهدها المجتمعات اليوم ‪،‬أن المشرع قلما يتدخل لتفسير تشريع معين فهو يتنزه أن يخطو هذه الخطوة تاركا المجال في ذلك للقضاء والفقه من أجل رفع‬
‫الغموض الذي يحوم حول بعض القواعد التشريعية (‪. )1‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬التفسير القضائي ‪.‬‬

‫هو التفسير الذي يقوم به القضاء نظرا لدعاوي التي ترفع إليه حتى يتوصل بذلك إلى معرفة حكم القانون ويجسده على الوقائع التي بين أيديه ويعد تفسير‬
‫القضاء للقانون من صميم عمله ويقومون بذلك من تلقاء أنفسهم حتى ولو لم يطلب منهم الخصوم ألن مهمته بيان حكم القانون إذا ما عرض عليه الخصوم‬
‫وقائع الدعوى ونجد أن التفسير القضائي يحصل دائما ألن القاضي ال يمكنه أن يطبق القانون قبل تفسيره ‪.‬‬

‫‪ -1‬د‪ /‬عمار بوضياف ‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪. 192‬‬

‫(‪)03‬‬

‫والتفسير القضائي يمتاز بصيغته العملية ألن القاضي هو الذي يفصل في المنازعات العروضة عليه يواجه وقائع خاصة وحاالت عملية قد تختلف في‬
‫موضوعها وقد تتشابه ويطلب منه الفصل فيما تقره قواعد القانون أما من حيث مدى قوة التفسير القضائي في اإللزام فإنه من الناحية القانونية غير ملزم‬
‫بالنسبة للمحكمة نفسها الذي صدر منها التفسير في مناسبة معينة ‪.‬لذلك نجد المادة ‪ 152‬من دستور ‪ 1996‬تنص على " تمثل المحكمة العليا في جميع‬
‫مجاالت القانون الهيئة المقومة ألعمال المجالس القضائية والمحاكم تضمن المحكمة العليا ومجلس الدولة توحيد اإلجتهاد القضائي في جميع أنحاء البالد‬
‫ويسهران على إحترام القانون "(‪ )1‬ويتضح من هده المادة أن الدستور إعترف صراحة للمحكمة العليا ومجلس الدولة بالدور الريادي في توحيد اإلجتهاد‬
‫القضائي والسهر على إحترام القانون كما يقترح تبني نظام إزدواجية القانون حيث فصل بين القضاء العادي ( مدني ‪،‬تجاري ‪،‬بحري ‪،‬أحوال شخصية‬
‫‪،‬جنائي ) والقضاء اإلداري ‪.‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬التفسير الفقهي‬

‫إن التفسير الفقهي يعبر عن الجهد الذي يبذله شراح القانون والفقهاء في تفسير القواعد التشريعية وأحكام القضاء والتعليق عليها وإنتقادها ويستعين في‬
‫تفسيرهم بقواعد المنطق السليم وإعتماد ما يؤدي إليه دون النظر إلى النتائج العملية التي يؤدي إليها تطبيق التشريع على الحاالت الواقعية ألن مهمة الفقه‬
‫ال تعرض عليه حاالت واقعية يطلب منه الفصل فيها فالتفسير الفقهي يعتبر غاية في ذاته وليس وسيلة ولذلك فهو يغلب عليه الطابع النظري وإن كان‬
‫يالحظ أن الفقه الحديث يراعي بقدر اإلمكان أن يصوغ تفسيره بشكل ال يبتعد عن واقع الحياة اإلجتماعية سواء كان يشهدها بنفسه أو كما يستخلصها من‬
‫أحكام القضاء ‪،‬وذلك بعد أن أدرك حقيقة أال جدوى من صياغة أفكار ال تحتويها نصوص التشريع وال يستجيب لها القضاء (‪. )2‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬المذاهب المختلفة في التفسير وموقف المشرع الجزائري منها ‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬نظرية اإللتزام بالنص ( مدرسة الشرح على المتون ) ‪.‬‬

‫يرى أصحاب هذه النظرية أن دور المفسر يجب أن ال يتجاوز النص إن يلزم فقط بالكشف عن نية المشرع ومقصده ساعة وضع النص ‪،‬وهو ما يستطيع‬
‫الوصول إليه من خالل األلفاظ الواردة في القاعدة القانونية ‪.‬‬

‫ولقد إنطلقت هذه النظرية من فكرة أن المشرع يحسن جيدا إستعمال األلفاظ ويوظفها في مكانها الطبيعي ‪،‬فإذا إعترض سبيل المفسر فقيها كان أم قاضيا‬
‫أي تعارض بين نصين فينبغي البحث بعمق في التشريع لمعرفة حدود وموضوع كل قاعدة لوحدها ألنه من المحتمل أن يكون أحد النصين قاعدة واألخر‬
‫إستثناء منها ‪،‬فال يجب أن ينسب التناقض للمشرع ‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة‪ 152 :‬من دستور ‪. 1996‬‬

‫‪ -2‬د‪ /‬محمد سعيد جعفور ‪ :‬المدخل للعلوم القانونية ‪،‬الوجيز في النظرية القانون ‪،‬دون طبعة ‪،‬دار هومة ‪، 2004،‬الجزائر ‪ ،‬ص ‪.284‬‬

‫(‪)04‬‬

‫وإذا كان النص غامضا وجب البحث في روح التشريع باإلعتماد على وسائل أخرى ولو كانت خارجية كاألعمال التحضيرية والتمعن أيضا في مختلف‬
‫الظروف المحيطة بميالد النص بهدف رفع هذا الغموض ‪.‬وإذا تعذر على المفسر الكشف عن اإلرادة الظاهرة من خالل األلفاظ الواردة في النص تعني‬
‫عليه البحث في اإلدارة المفترضة للمشرع وذلك باللجوء إلى إعتبارات العدالة والمصلحة التي تكون قد وجهت هذه اإلرادة إلى إصدار هذا التشريع كما‬
‫يلجأ أيضا إلى إستخدام قواعد المنطق الشكلي إلستخالص األحكام من النصوص بإعتماد طريق القياس مثال ‪.‬‬

‫النقد ‪ *:‬إن أبرز نقد وجه لهذه النظرية أنها إعتبرت التشريع مصدرا وحيدا فريدا من مصادر القانون وألزمت القاضي بان يبحث عن اإلرادة الظاهرة أوال‬
‫‪،‬ثم المفترضة ثانيا وأنكرت دور بقية المصادر ‪.‬‬

‫* إن فكرة اإلرادة المفترضة للمشرع والتي نادى بها أصحاب هذه النظرية فكرة قد ينجم عن إستخدامها عمليا أن ينسب للمشرع ما لم يقله ‪،‬وبذلك تحمل‬
‫النصوص من الحكام ما لم تحمل (‪. )1‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬النظرية التاريخية أو اإلجتماعية ‪.‬‬

‫يرى القائلون بهذا اإلتجاه أن تفسير التشريع يجب أن يكون حسب الظروف اإلجتماعية واإلقتصادية ساعة تفسير النص وليس ساعة صدوره فال عبرة‬
‫بإرادة المشرع الحقيقة أو المفترضة وإنما العبرة باإلرادة المحتملة ‪،‬إذ لو أحيط المشرع بذات الظروف التي تحيط بالقاضي أو الفقيه ال تبع ذات المسلك‬
‫ولتبنى نفس اإلتجاه وكأن بأصحاب هذه النظرية يريدون القول بأن على المفسر أن يكيف النص ويطوعه بحسب درجة التطور الذي يشهده المجتمع ‪.‬‬

‫النقد ‪ :‬رغم المرونة التي تطبع هذه النظرية ورغم تقديرها للظروف اإلجتماعية وضرورة مواكبة التشريع لها ‪،‬إال أنها فتحت مجاال واسعا للقاضي أو‬
‫الفقيه للخروج عن إرادة المشرع الحقيقة تحت حجة تفسير النص وفقا للمعطيات اإلجتماعية الجديدة وكان مصيرها مثل مصير اإلرادة المفترضة التي‬
‫نادى بها أصحاب مدرسة الشرح على المتون (‪. )2‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬مدرسة البحث العلمي الحر ‪.‬‬

‫إنطلقت هذه المدرسة من فكرة أن التشريع قد يكون مشوبا بالنقص ‪،‬وأن هذا النقص ينبغي أن يجبر بالرجوع إلى مصادر أخرى ‪،‬لذا يتعين على المفسر‬
‫أن يتقيد بإرادة المشرع دون أن يلجأ إلى تحريفها أو تبديلها ‪،‬ألن التفسير عملية يراد من خاللها البحث عن إرادة المشرع الحقيقية التي يهتدي إليها المفسر‬
‫من خالل األلفاظ الواردة في النص أو من خالل مضمونه وفحواه فال يملك المفسر أن ينسب للمشرع ما لم يقله ويفترض في النص مسائل لم ينظمها كما‬
‫ذهب لذلك أصحاب مدرسة الشرح على المتون ‪،‬كما ال يملك المفسر أن يصلح من إرادة المشرع وأن يخضعها للتطور اإلجتماعي كما ذهب لذلك‬
‫أصحاب المدرسة التاريخية ‪،‬بل يفسر النص ويتقيد به لفظا وروحا ‪.‬‬

‫‪ -1‬د‪ /‬حبيب إبراهيم الخليلي ‪ :‬المدخل للعلوم القانونية (النظرية العامة) ‪،‬ديوان المطبوعات الجامعية ‪، 1999،‬الجزائر ‪،‬ص ‪. 141‬‬

‫‪ -2‬د‪ /‬عمار بوضياف ‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪. 200‬‬

‫(‪)05‬‬

‫وإذا لم يهتد القاضي إلى إسقاط الوقائع المعروضة عليه على النص التشريعي بسبب عدم مالءمة الوقائع لموضوع القاعدة القانونية ‪،‬يتعين حينئذ اإلستعانة‬
‫بالمصادر األخرى التي تلي التشريع ‪،‬وفي حالة عدم وجود نص مكتوب أو قاعدة عرفية وجب اإلعتراف للقاضي باإلجتهاد واإلنتقال من مرحلة التفسير‬
‫إلى مرحلة اإلنشاء وهي أجل وأعظم ‪.‬‬

‫المطلب الرابع ‪ :‬موقف المشرع الجزائري من النظريات ‪.‬‬

‫من خالل نص المادة األولى من القانون المدني(‪ ،)1‬يتضح أن المشرع تأثر بمدرسة الشرح على المتون ألن المادة ألزمت القاضي بتفسير النص تفسيرا‬
‫لفظيا ‪،‬وإذا لم يستطع اإلهتداء لمفهوم النص بالنظر أللفاظه تعين عليه البحث عن روح النص أو فحواه ‪،‬إال أن المشرع وإن بدا في المادة متأثرا بمدرسة‬
‫الشرح على المتون خاصة في الفقرة األولى إال أن ذلك إقتصر فقط على اإلرادة الظاهرة للمشرع والتي يستلهمها القاضي سواء من ألفاظ النص أو معناه‬
‫وهو ما عبر عنه المشرع بفحوى النص فليس للقاضي أن يبحث في اإلرادة المفترضة كما ذهبت إلى ذلك مدرسة الشرح على المتون بل يتقيد بالنص لفظا‬
‫وروحا ‪.‬ويبدو تأثر المشرع أيضا بمدرسة البحث العلمي الحر وهذا ما يتضح من الفقرة الثانية والثالثة من المادة حيث سلم المشرع بظاهرة قصور‬
‫التشريع على معالجة كل الوقائع ووضع مصادر أخرى إحتياطية يلجأ إليها القاضي في حالة عدم وجود نص في التشريع معترفا له في الفقرة األخيرة‬
‫باإلجتهاد وفق ما تقتضيه مبادئ القانون الطبيعي وقواعد العدالة (‪. )2‬‬

‫المبحث الرابع ‪ :‬حاالت التفسير وطرقه ‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬حالة النص السليم ‪.‬‬

‫إذا كان النص سليما إقتصر دور المفسر على إستخالص المعنى من األلفاظ الواردة فيه أو في فحواه ‪،‬وال يجوز للقاضي أن يمتنع عن تطبيق النص بحجة‬
‫عدم صالحيته ‪،‬وحتى إن كان سليما فإن طريقة تفسيره تختلف بحسب درجة وضوح النص ‪،‬بل وحتى وإن كان النص غامضا فإنه يختلف من حيث درجة‬
‫الغموض وذلك في ما يلي ‪:‬‬

‫* إستخالص النص من خالل ألفاظه ‪.‬‬

‫* إستخالص معنى النصوص عن طرق اإلشارة ‪.‬‬


‫* إستخالص المعنى عن طريق داللة النص ‪.‬‬

‫وحتى يهتدي القاضي للكشف عن معنى النص ويستنبط روحه ويستنتج الحكم الذي يفصل به في المنازعة التي بين يديه يتعين عليه ؟أن يربط بين‬
‫النصوص خاصة تلك التي تعالج وضعا مماثال ويقابل العلل ببعضها ويتمعن في األحكام وال يكون ذلك إال باإلعتماد على أسلوب القياس وهو على نوعان‬
‫قياس بمفهوم الموافقة وقياس بمفهوم المخالفة ‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة‪ 01 :‬من القانون المدني الجزائري‪.‬‬

‫‪ -2‬د‪ /‬عمار بوضياف ‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪. 201‬‬

‫(‪)06‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬حالة النص المعيب ‪.‬‬

‫عيوب النص هي أن يقع فيه خطأ أو غموض أو نقص أو تعارض أو تزايد وسنستعرضها فيما يلي ‪:‬‬

‫* حالة الخطأ ‪ :‬وقد يكون مادي مرده خطأ مادي نص غير مفهوم ‪،‬وقد يكون قانونيا أو ما أطلق عليه البعض بالخطأ المعنوي ‪.‬‬

‫* حالة الغموض ‪ :‬ويكون حين يستعمل المشرع عبارة غامضة لها أكثر من معنى ‪.‬‬

‫* حالة النقض ‪ :‬ويكون في حالة إغفال لفظي في النص ال يستقيم الحكم إال به ‪.‬‬

‫* حالة التناقض أو التعارض ‪ :‬وفي هذه الحالة يصادف القاضي حكمين مختلفين ينظمان نفس المسألة وذلك إما في تشريع واحد أو بين تشريع وآخر (‪.)1‬‬

‫‪ -1‬د‪ /‬عمار بوضياف ‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪. 205‬‬

‫(‪)07‬‬

‫الخاتمـــة‬

‫كخالصة لهذا الموضوع نستنتج أن التفسير يقصد به التعرف على معنى الحكم الذي تتضمنه القاعدة القانونية وقد ظهرت ثالث مدارس مختصة في‬
‫التفسير ‪،‬كما أن للتفسير أنواع ‪،‬و له حاالت وطرق ‪،‬وهي الحاالت التي يلجأ لها القاضي في حالة تعرضه لنص غامض يحمل دالالت مختلفة ومعاني‬
‫كثيرة ‪،‬كما قد يصطدم القاضي بنصوص متعارضة بين تشريع وآخر لتفسير القواعد القانونية خاصة وأنه ملزم بالفصل بين النزاعات المعروضة عليه‬
‫وعدم اإلحتجاج بأي عذر ‪.‬‬

‫قائمــــة المراجــــع‬

‫المصادر‬

‫‪ -1‬دستور ‪. 1996‬‬

‫القوانين‬

‫‪ -1‬القانون المدني الجزائري ‪.‬‬

‫المؤلفات‬
‫‪ -1‬الدكتور‪ /‬حبيب إبراهيم الخليلي ‪ :‬المدخل للعلوم القانونية (النظرية العامة) ‪،‬ديوان المطبوعات الجامعية ‪، 1999،‬الجزائر ‪.‬‬

‫‪ -2‬الدكتور‪ /‬عمار بوضياف ‪ :‬المدخل إلى العلوم القانونية ‪،‬النظرية العامة للقانون وتطبيقاتها في التشريع الجزائري ‪،‬طبعة منقحة‪،2000،‬دار ريحانة‬
‫للكتاب ‪،‬الجزائر‪.‬‬

‫‪ -3‬الدكتور‪ /‬محمد سعيد جعفور ‪ :‬المدخل للعلوم القانونية ‪،‬الوجيز في النظرية القانون ‪،‬دون طبعة ‪،‬دار هومة ‪، 2004،‬الجزائر ‪.‬‬

‫‪ -4‬الدكتور‪ /‬محمد الصغير بعلي ‪:‬المدخل للعلوم القانونية ‪،‬النظرية القانون ونظرية الحق ‪،‬الجزائر ‪.‬‬

You might also like