‫ﺍﳉﺰﺀ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ‪ :‬ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﺎﺕ ﺍﻷﺭﺽ‬ ‫ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ )‪ECON (390‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻤﺎﺕ ﺍﻷﺭﺽ‬

‫ﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺍﺴﺘﻌﻤﺎﻻﺘﻬﺎ‪:‬‬

‫ـــــــــــــــ‬

‫ﻴﻨﻁﻭﻱ ﻤﺼﻁﻠﺢ ﺍﻷﺭﺽ ‪ Land‬ﻋﻠﻰ ﻤﻌﺎﻥ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻻﺨﺘﻼﻑ ﻤﺩﻯ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺒﻬﺎ‪ ،‬ﻓﺒﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺸﺎﺌﻊ‬
‫ﺍﻷﺭﺽ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻥ ﺍﻟﺠﺯﺀ ﺍﻟﺼﻠﺏ ﻤﻥ ﺴﻁﺢ ﺍﻟﻜﺭﺓ ﺍﻷﺭﻀﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﺒﺭ ﻋﻨﻪ ﺃﺤﻴﺎﻨﹰﺎ ﺒﺎﻟﺘﺭﺒﺔ‪،Soil‬‬
‫ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻁﺢ ﺍﻟﺘﺭﺍﺒﻲ ‪ ،Ground‬ﺃﻭ ﺴﻁﺢ ﺍﻷﺭﺽ ‪ .Earth’s Surface‬ﻭﻴﺘﺤﺩﺙ ﻋﺎﻤﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻥ‬
‫ﻼ ﻟﻤﺯﺍﻭﻟﺔ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﺍﻷﻨﺸﻁﺔ ﻜﺎﻟﻤﺸﻲ ﻭﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﻤﺒﺎﻨﻲ ﻭ‬
‫ﺍﻷﺭﺽ ﺒﺄﻨﻬﺎ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﺤ ﹰ‬
‫ﺇﻨﺸﺎﺀ ﺍﻟﺤﺩﺍﺌﻕ ﻭﺘﺄﺴﻴﺱ ﺍﻟﺤﻘﻭل ﻭﺍﻟﻤﺯﺍﺭﻉ‪ ،‬ﻭﻏﻴﺭ ﺫﻟﻙ‪.‬‬

‫ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻀﺭﻭﺭﻱ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺯ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻸﺭﺽ ﻭﻤﻌﻨﺎﻫﺎ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ‪ ،‬ﺤﻴﺙ ﻴﺫﻫﺏ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ‬
‫ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻷﺭﺽ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭ ‪ Real estate‬ﻫﻲ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻥ "ﺃﻱ ﺠﺯﺀ ﻤﻥ ﺴﻁﺢ ﺍﻟﻜﺭﺓ ﺍﻷﺭﻀﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻟﺫﻱ‬
‫ﻼ ﻟﻠﺤﻴﺎﺯﺓ ﻭﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﻠﺘﻴﻥ ﻻ ﺘﻨﺤﺼﺭﺍﻥ ﻓﻲ ﻤﺴﺎﺤﺔ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﺴﻁﺤﻴﺔ ﻓﻘﻁ‪ ،‬ﺒل‬
‫ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﺤ ﹰ‬
‫ﺘﺘﻌﺩﻴﺎﻨﻬﺎ ﻟﺘﺸﻤﻼ ﻤﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﺃﺸﺠﺎﺭ ﻭﻨﺒﺎﺘﺎﺕ ﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﻭﻤﺒﺎﻥ ﻭﻤﻨﺸﺂﺕ ﻭﺘﺤﺴﻴﻨﺎﺕ ﻋﺎﻤﺔ ﻤﻘﺎﻤﺔ ﻤﻥ ﻗﺒل‬
‫ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ"‪ .‬ﺃﻤﺎ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﻭﻥ ﻓﺈﻨﻬﻡ ﻴﺨﺘﻠﻔﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﺒﺸﺄﻥ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﻭﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻷﺭﺽ‪ ،‬ﻭﺇﻥ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭ‬
‫ﻤﻨﻬﻡ ﻴﺫﻫﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻭل ﺒﺄﻥ ﺍﻷﺭﺽ ﻫﻲ ﻫﺒﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﺔ ‪ ،Gift of Nature‬ﻭﺃﻨﻬﺎ ﺘﺸﻤل ﺠﻤﻠﺔ‬
‫ﺍﻟﻤﻭﺍﺭﺩ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻭﺍﺭﺩ ﺍﻟﻤﺼﻨﻌﺔ ﺍﻟﻘﺎﺌﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺴﻁﺢ ﺍﻷﺭﺽ ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﺴﻴﻁﺭﺓ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻋﻥ‬
‫ﻁﺭﻴﻕ ﺒﺴﻁ ﺤﻕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺯﺓ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺴﻁﺢ‪ .‬ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻲ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻔﻬﻭﻡ ﻴﺠﻤﻊ ﻓﻲ ﺩﻓﺘﻪ ﺃﻨﻭﺍﻋ ﹰﺎ‬
‫ﻤﺘﺒﺎﻴﻨﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﻭﺍﻷﺸﻴﺎﺀ ﺍﻟﻤﺎﺩﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﺌﻤﺔ‪ ،‬ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﻭﻏﻴﺭ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﻜﺎﻟﻐﺎﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻥ ﻭﺍﻟﻤﻴﺎﻩ‬
‫ﻭﺍﻟﺒﺤﺎﺭ ﻭﺍﻟﻁﻘﺱ ﻭﺍﻟﺭﻴﺎﺡ ﻭﺍﻷﺒﻨﻴﺔ ‪ ..‬ﺇﻟﺦ‪ .‬ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻑ ﺭﻏﻡ ﻜﻭﻨﻪ ﻤﻔﻬﻭﻤﹰﺎ ﻤﺘﺭﺍﺒﻁ ﹰﺎ‪ ،‬ﺇﻻ ﺃﻨﻪ ﻻ‬
‫ﻴﺴﺎﻋﺩ ﻜﺜﻴﺭﹰﺍ ﻓﻲ ﺘﺤﻠﻴل ﺨﺼﺎﺌﺹ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺘﺤﺩﻴﺩ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ )ﺭﻴﻊ ﺍﻷﺭﺽ(‪ .‬ﻭﻨﺤﺎﻭل ﻓﻴﻤﺎ ﻴﻠﻲ ﺍﻟﺘﻌﺭﻑ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺨﺼﺎﺌﺹ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺘﺤﺩﻴﺩ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ﻭﻨﻅﺭﻴﺎﺘﻬﺎ‪ .‬ﻭﻨﺴﺘﻁﻴﻊ ﺃﻥ ﻨﺤﺼﺭ ﺃﻫﻡ ﺨﺼﺎﺌﺹ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﺘﻲ‬
‫ﺘﺘﺴﻡ ﺒﻬﺎ ﻭﺘﺘﻤﻴﺯ ﻤﻥ ﺨﻼﻟﻬﺎ ﻋﻥ ﺴﺎﺌﺭ ﻋﻨﺎﺼﺭ ﺍﻹﻨﺘﺎﺝ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﻠﻲ ‪-:‬‬

‫‪ -1‬ﺃﻥ ﺍﻷﺭﺽ ﻫﺒﺔ ﻤﺠﺎﻨﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﺔ‪ -:‬ﻭﻫﺫﺍ ﻴﻌﻨﻲ ﺃﻨﻬﺎ ﻤﻥ ﺼﻨﻊ ﺍﻟﺨﺎﻟﻕ ﻋﺯ ﻭﺠل‪ ،‬ﻭﻟﻴﺱ‬
‫ﻟﻺﻨﺴﺎﻥ ﺩﺨل ﻓﻲ ﺇﻨﺘﺎﺠﻬﺎ‪ ،‬ﺒل ﻭﺃﻥ ﺇﻨﺘﺎﺠﻬﺎ ﻻ ﻴﺘﻁﻠﺏ ﺃﻱ ﺠﻬﺩ ﺇﻨﺴﺎﻨﻲ ﺃﻭ ﻨﻔﻘﺎﺕ‪ .‬ﻭﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﻓﺈﻨﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫ﺤﺩ ﺫﺍﺘﻬﺎ ﻟﻴﺴﺕ ﺫﺍﺕ ﻗﻴﻤﺔ‪ ،‬ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻨﻔﺴﻪ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﻴﻡ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻋﻥ ﺍﺴﺘﺜﻤﺎﺭ‬
‫ﺭﺅﻭﺱ ﺍﻷﻤﻭﺍل ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻭ ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻤﻬﺎ ﻷﻏﺭﺍﺽ ﺇﻨﺘﺎﺠﻴﺔ ﺒﻌﺩ ﺫﻟﻙ‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫ﺍﳉﺰﺀ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ‪ :‬ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﺎﺕ ﺍﻷﺭﺽ‬ ‫ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ )‪ECON (390‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ -2‬ﺍﻷﺭﺽ ﺩﺍﺌﻤﺔ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ‪ -:‬ﻫﻲ ﻋﻨﺼﺭ ﻏﻴﺭ ﻗﺎﺒل ﻟﻠﻔﻨﺎﺀ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﻔﺎﺫ ﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ﺒﺴﺎﺌﺭ ﻋﻨﺎﺼﺭ ﺍﻹﻨﺘﺎﺝ‪ ،‬ﺇﺫ‬
‫ﻼ ﺤﺘﻰ ﺒﺄﻋﻨﻑ ﻭﺴﺎﺌل ﺍﻟﺘﺩﻤﻴﺭ ﺍﻟﺤﺭﺒﻲ‪ ،‬ﻓﻘﺩ ﻴﺩﻤﺭ ﺒﻌﻀﻬﺎ ﺃﻭ ﺘﺘﻐﻴﺭ‬
‫ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺘﺩﻤﻴﺭ ﺍﻷﺭﺽ ﺘﺩﻤﻴﺭﹰﺍ ﻜﺎﻤ ﹰ‬
‫ﺨﻭﺍﺼﻬﺎ ﻭﻟﻜﻥ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﺴﺘﻌﺎﺩﺘﻬﺎ ﺒﺎﻟﺘﻌﻤﻴﺭ ﻭﺍﻹﺼﻼﺡ‪.‬‬

‫‪ -3‬ﺍﻷﺭﺽ ﺫﺍﺕ ﻤﺴﺎﺤﺔ ﺜﺎﺒﺘﺔ‪ -:‬ﻴﺼﻌﺏ ﺯﻴﺎﺩﺓ ﻋﺭﺽ ﺍﻷﺭﺽ‪ ،‬ﺤﻴﺙ ﺃﻥ ﻤﺴﺎﺤﺘﻬﺎ ﻤﺤﺩﻭﺩﺓ ﻭﺜﺎﺒﺘﺔ‬
‫ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻺﻗﻠﻴﻡ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩ ﺃﻭ ﻟﺩﻭﻟﺔ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﺃﻭ ﺤﺘﻰ ﻟﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺩﻭل ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻗﺎﻁﺒﺔ‪ ،‬ﺒﺎﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ ﺘﺂﻜل ﺒﻌﺽ‬
‫ﻤﻥ ﺃﺠﺯﺍﺌﻬﺎ ﺒﺴﺒﺏ ﻋﻭﺍﻤل ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺯﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻁﻔﻴﻔﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺩ ﺘﺤﺼل ﻓﻲ ﻤﺴﺎﺤﺘﻬﺎ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﺠﻔﺎﻑ‬
‫ﻤﺴﺎﺤﺎﺕ ﻜﺎﻨﺕ ﻤﻐﻁﺎﺓ ﺒﺎﻟﻤﻴﺎﻩ ﺃﻭ ﺇﻀﺎﻓﺎﺕ ﺠﺩﻴﺩﺓ ﻟﻸﺭﺍﻀﻲ ﺍﻟﺯﺭﺍﻋﻴﺔ ﺒﺎﻻﺴﺘﺼﻼﺡ ﺍﻟﺯﺭﺍﻋﻲ‪ .‬ﻭﻟﻜﻥ‬
‫ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺘﻐﻴﺭﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﻤﺎ ﻫﻲ ﺇﻻ ﺘﻐﻴﺭﺍﺕ ﻓﻲ ﻤﺴﺎﺤﺔ ﻗﻁﻌﺔ ﺃﺭﺽ ﻋﻠﻰ ﺤﺴﺎﺏ ﻗﻁﻌﺔ ﺃﺨﺭﻯ‪،‬‬
‫ﻭﻟﻴﺴﺕ ﺘﻐﻴﺭﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺤﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻟﻸﺭﺽ‪.‬‬

‫‪ -4‬ﺍﻷﺭﺽ ﻏﻴﺭ ﻗﺎﺒﻠﺔ ﻟﻼﻨﺘﻘﺎل‪ -:‬ﺘﻔﺘﻘﺭ ﺍﻷﺭﺽ ﺇﻟﻰ ﻤﺭﻭﻨﺔ ﺍﻻﻨﺘﻘﺎل ﻋﻠﻰ ﺨﻼﻑ ﻋﻨﺎﺼﺭ ﺍﻹﻨﺘﺎﺝ‬
‫ﺍﻷﺨﺭﻯ ﻜﺎﻟﻌﻤل ﻭﺭﺃﺱ ﺍﻟﻤﺎل‪ ،‬ﻭﺍﻟﻠﺫﺍﻥ ﻴﻤﻜﻥ ﻨﻘﻠﻬﻤﺎ ﻤﻥ ﺇﻗﻠﻴﻡ ﻵﺨﺭ ﻭﻤﻥ ﺩﻭﻟﺔ ﻷﺨﺭﻯ‪.‬‬

‫‪ -5‬ﺍﻷﺭﺽ ﻋﻨﺼﺭ ﻏﻴﺭ ﻤﺘﺠﺎﻨﺱ‪ -:‬ﻴﻨﺩﺭ ﺘﻤﺎﺜل ﻗﻁﻌﺘﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻷﺭﺽ ﺘﻤﺎﺜ ﹰ‬

‫ﻼ ﺘﺎﻤﹰﺎ ﺤﺘﻰ ﻭﺇﻥ ﻜﺎﻨﺘﺎ‬
‫ﻤﺘﺠﺎﻭﺭﺘﻴﻥ‪ ،‬ﻓﻜل ﻗﻁﻌﺔ ﻤﻥ ﺍﻷﺭﺽ ﺘﺨﺘﻠﻑ ﻋﻥ ﺴﻭﺍﻫﺎ ﺴﻭﺍﺀ ﻤﻥ ﻨﺎﺤﻴﺔ ﺍﻟﺨﺼﻭﺒﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻭﻗﻊ ﺃﻭ‬
‫ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺏ ﺍﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺌﻲ ‪ ..‬ﻭﻏﻴﺭ ﺫﻟﻙ‪.‬‬

‫‪ -6‬ﺍﻷﺭﺽ ﺘﺨﻀﻊ ﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺘﻨﺎﻗﺹ ﺍﻟﻐﻠﺔ‪ -:‬ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺨﺎﺼﻴﺔ ﻭﺇﻥ ﻭﺭﺩﺕ ﻤﻨﻔﺼﻠﺔ ﺇﻻ ﺃﻨﻬﺎ ﻤﺎ ﻫﻲ ﺇﻻ‬
‫ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻟﻠﺨﺎﺼﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﺃﻱ ﺜﺒﺎﺕ ﻤﺴﺎﺤﺔ ﺍﻷﺭﺽ‪ .‬ﻓﺎﻟﺜﺒﺎﺕ ﻤﻥ ﺠﺎﻨﺏ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺍﻟﻤﻘﺘﺭﻥ ﺒﺯﻴﺎﺩﺓ ﻤﺘﺘﺎﺒﻌﺔ‬
‫ﻭﻤﺴﺘﻤﺭﺓ ﻓﻲ ﻋﻨﺼﺭ ﺍﻟﻌﻤل)ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻟﺯﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ( ﺘﺠﻌل ﺍﻷﺭﺽ ﺘﺨﻀﻊ ﻟﻤﺎ ﻴﻌﺭﻑ ﺒﻘﺎﻨﻭﻥ ﺘﻨﺎﻗﺹ‬
‫ﺍﻟﻐﻠﺔ ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻴﻤﺜل ﺍﻟﺘﻨﺎﻗﺹ ﻓﻲ ﺇﻨﺘﺎﺠﻴﺔ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﺤﺩﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺘﻭﺴﻁﺔ ﻤﻊ ﺍﺴﺘﻤﺭﺍﺭ ﺯﻴﺎﺩﺓ ﻋﻨﺼﺭ ﺍﻟﻌﻤل‪.‬‬

‫ﺍﺴﺘﻌﻤﺎﻻﺕ ﺍﻷﺭﺽ‬
‫ـــــــــ‬

‫ﺜﻤﺔ ﺍﻟﻌﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻁﺭﻕ ﻭﺍﻟﺘﻘﺴﻴﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﺘﺼﻨﻴﻑ ﺍﻷﺭﺽ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎﻻﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﻴﺩ‬
‫ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ‪ ،‬ﻭﺇﺤﺩﻯ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻁﺭﻕ ﺘﺼﻨﻑ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎﻻﺕ ﺍﻷﺭﺽ ﺇﻟﻰ ‪-:‬‬

‫‪ -3‬ﺃﺭﺽ ﻏﺎﺒﺎﺕ‬ ‫‪ -2‬ﺃﺭﺽ ﻤﺭﺍﻋﻲ‬ ‫‪ -1‬ﺃﺭﺽ ﻤﺤﺎﺼﻴل‬

‫‪ -6‬ﺃﺭﺽ ﺴﻜﻥ‬ ‫‪ -5‬ﺃﺭﺽ ﺍﺴﺘﺠﻤﺎﻡ‬ ‫‪ -4‬ﺃﺭﺽ ﻤﻌﺎﺩﻥ‬

‫‪36‬‬
‫ﺍﳉﺰﺀ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ‪ :‬ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﺎﺕ ﺍﻷﺭﺽ‬ ‫ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ )‪ECON (390‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ -9‬ﺃﺭﺽ ﻨﻘل‬ ‫‪ -8‬ﺃﺭﺽ ﺨﺩﻤﺎﺕ‬ ‫‪ -7‬ﺃﺭﺽ ﺘﺠﺎﺭﺓ ﻭ ﺼﻨﺎﻋﺔ‬

‫‪ -10‬ﺃﺭﺽ ﻤﺘﺭﻭﻜﺔ )ﻗﺎﺤﻠﺔ(‪.‬‬

‫ﻭﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺘﺤﻠﻴل ﺘﻭﻁﻥ ﺃﻱ ﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻤﺎﺕ ﺍﻷﺭﺍﻀﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻕ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﺍﻟﺤﻀﺭﻴﺔ‬
‫ﻤﻨﻬﺎ ﻜﺎﻻﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻜﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺤﺩﺓ‪ ،‬ﺇﻻ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﻓﺤﺹ ﻫﺫﻩ ﺍﻻﺴﺘﺨﺩﺍﻤﺎﺕ‬
‫ﻓﻲ ﻤﺠﻤﻠﻬﺎ‪ ،‬ﻭﺫﻟﻙ ﻷﻥ ﺍﻟﺼﺭﺍﻉ ﻋﻠﻰ ﺃﺸﺩﻩ ﺒﻴﻥ ﺃﻨﻤﺎﻁ ﺍﻻﺴﺘﺨﺩﺍﻤﺎﺕ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺸﻐل ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻓﻲ‬
‫ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﺒﺎﻹﻴﺠﺎﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ‪ .‬ﻭﺴﻭﻑ ﻴﺸﺭﺡ ﻨﻤﻭﺫﺝ ﺍﻹﻴﺠﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺯﺍﺩﻴﺔ ﺍﻟﺫﻱ ﺴﻨﺘﻨﺎﻭﻟﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻌﺩ ﻫﺫﺍ‬
‫ﺍﻟﺼﺭﺍﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ‪.‬‬

‫ﺍﺒﺘﻜﺭ ﺍﻟﻤﺘﺨﺼﺼﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﺤﻀﺭﻴﺔ ﻋﺩﺩﹰﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﻤﺎﺫﺝ ﻭﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﺘﺭﻜﻴﺏ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻕ‬
‫ﺍﻟﺤﻀﺭﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺨﺎﺼﺔ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎﻻﺕ ﺍﻷﺭﺍﻀﻲ ﻭﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻤﺎﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ‪ .‬ﻭﻤﻥ ﺃﻤﺜﻠﺔ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻨﻤﺎﺫﺝ ﻨﺘﻨﺎﻭل ﻜل‬
‫ﻤﻥ‪ :‬ﻨﻤﻭﺫﺝ ﺍﻟﻨﻁﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﻤﺭﻜﺯﻴﺔ ﻟﺒﺭﺠﺱ ‪ ،E.W.Burgess‬ﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﻘﻁﺎﻋﺎﺕ ﻟﻬﻭﻤﺭ‪،Homer Hoyt‬‬
‫ﻨﻤﻭﺫﺝ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﺍﻟﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﺔ ﻤﺘﻭﺴﻁﺔ ﺍﻟﺤﺠﻡ ﻟﻤﺎﻥ ‪ Mann‬ﻭﺃﺨﻴﺭﹰﺍ ﻨﻤﻭﺫﺝ ﺍﻟﻨﻭﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻌﺩﺩﺓ ﻟﻬﺎﺭﻴﺯ‬
‫ﻭﺃﻭﻟﻤﺎﻥ ‪ .Harris& Ullman‬ﻭﺘﻌﺩ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻨﻤﺎﺫﺝ ﻭﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺎﺕ ﺜﻤﺭﺓ ﺘﻁﺒﻴﻕ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻭﺍﻟﺘﻨﻅﻴﺭ‬
‫ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺎ‪ ،‬ﻭﺘﺘﻠﺨﺹ ﻓﻲ ﺍﻵﺘﻲ‪-:‬‬

‫ﺃﻭﻻ – ﻨﻤﻭﺫﺝ ﺍﻟﻨﻁﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﻤﺭﻜﺯﻴﺔ )ﺍﻟﻨﻤﻭ ﺍﻟﺤﻠﻘﻲ( ‪:The Concentric Theory‬‬

‫ﺤﺩﺩ ﺒﺭﺠﺱ )‪ Burgess (1924‬ﻋﺩﺓ ﻨﻁﺎﻗﺎﺕ ﺃﻭ ﺤﻠﻘﺎﺕ ﺘﺘﺄﻟﻑ ﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻕ ﺍﻟﺤﻀﺭﻴﺔ ﺤﻭل‬
‫ﻤﺭﻜﺯﻫﺎ‪ ،‬ﻭﻫﻲ‪-:‬‬

‫‪ -1‬ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ﺍﻟﻤﺭﻜﺯﻴﺔ ﺃﻭ ﻨﻁﺎﻕ ﺍﻷﻋﻤﺎل‬

‫ﺍﻟﻨﻁﺎﻕ ﺍﻟﻨﺎﻤﻲ‬ ‫ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ﺍﻟﺴﻜﻨﻴﺔ‬
‫ﺍﻟﻤﺭﻜﺯﻱ ﻭﺍﻟﻤﺭﻜﺯ ﺍﻟﺭﺌﻴﺴـﻲ ﻟﺘﺠﺎﺭﺓ‬
‫ﻤﻨﻁﻘﺔ ﺍﻟﺘﺩﻫﻭﺭ‬
‫ﺍﻟﺘﺠﺯﺌـﺔ ﻭﺍﻟﺨﺩﻤﺎﺕ‪ ،‬ﻭﺃﻏﻠﺏ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ‬
‫ﻤﻨﻁﻘﺔ ﺍﻨﺘﻘﺎﻟﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ‪ .‬ﻭﺘﺘﻤﻴﺯ‬

‫ﺍﻟﻤﺭﻜﺯ‬ ‫ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ﺒﺄﻨﻬﺎ ﺃﻗﺩﻡ ﻤﻨﺎﻁﻕ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ‪،‬‬

‫ﻭﻗﺩ ﺃﺯﻴﻠﺕ ﺍﻟﻤﺒﺎﻨﻲ ﻭﺤﻠﺕ ﻤﺤﻠﻬﺎ ﻤﺒﺎﻨﻲ‬
‫ﺠﺩﻴﺩﺓ )ﻨﺎﻁﺤﺎﺕ ﺴﺤﺎﺏ(‪ ،‬ﻭﺘﻘﻭﻡ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ‬
‫ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ﺍﻟﻭﻅﺎﺌﻑ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ‬
‫ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫ﺍﳉﺰﺀ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ‪ :‬ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﺎﺕ ﺍﻷﺭﺽ‬ ‫ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ )‪ECON (390‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ -2‬ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ﺍﻻﻨﺘﻘﺎﻟﻴﺔ ﻭﺘﻤﺜل ﺍﻟﻨﻁﺎﻕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ﻭﺍﻟﻤﺤﻴﻁ ﺒﻨﻭﺍﺓ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺫﻱ ﺘﺨﺘﻠﻁ ﻓﻴﻪ ﺍﻷﻋﻤﺎل‬
‫ﺒﺎﻟﺴﻜﻥ‪ ،‬ﻭﻴﺘﺄﻟﻑ ﺍﻟﻨﻁﺎﻕ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻨﺎﺯل ﺍﻟﻤﻘﺴﻤﺔ )ﺃﺤﻴﺎﺀ ﻓﻘﻴﺭﺓ(‪.‬‬

‫‪ -3‬ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ﺍﻟﺴﻜﻨﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﺎﻟﻁﺒﻘﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﻠﺔ ﻭﻫﻲ ﻨﻁﺎﻕ ﺴﻜﻥ ﺍﻟﻌﺎﻤﻠﻴﻥ ﺒﺎﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﻭﻴﻁﻠﻕ ﻋﻠﻴﻪ‬
‫ﻤﻨﻁﻘﺔ ﺍﻟﺘﺩﻫﻭﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ‪.‬‬
‫‪ -4‬ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ﺍﻟﺴﻜﻨﻴﺔ ﺃﻭ ﻨﻁﺎﻕ ﺍﻟﻤﺒﺎﻨﻲ ﺍﻟﺴﻜﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻭﺴﻁﺔ ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻁﺭﺍﺯ‪.‬‬
‫‪ -5‬ﺍﻟﻨﻁﺎﻕ ﺍﻟﻨﺎﻤﻲ ﻭﺭﺍﺀ ﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ‪ ،‬ﻭﻫﻲ ﻤﻨﺎﻁﻕ ﺃﻭ ﻀﻭﺍﺤﻲ ﺸﺒﻪ ﺤﻀﺭﻴﺔ‪.‬‬

‫ﻭﻜﺎﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻤﻭﺫﺝ ﻟﺒﺭﺠﺱ ﻤﺎ ﻫﻭ ﺇﻻ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻟﻤﻼﺤﻅﺎﺕ ﺸﺨﺼﻴﺔ ﻁﺒﻘﺕ ﻋﻠﻰ ﺤﺎﻟﺔ ﻤﺩﻴﻨﺔ ﻭﺍﺤﺩﺓ‬
‫)ﺸﻴﻜﺎﻏﻭ(‪.1‬‬

‫ﺜﺎﻨﻴﺎ‪ -‬ﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﻘﻁﺎﻋﺎﺕ ‪:The Sector Theory‬‬

‫ﻗﺎﻤﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺘﺤﻠﻴل ﺘﺠﺭﻴﺒﻲ ﻭﺍﺴﻊ ﺍﻟﻨﻁﺎﻕ ﻴﺘﻀﻤﻥ ‪ 142‬ﻤﺩﻴﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ‬
‫ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ‪ ،‬ﻗﺎﻡ ﻓﻴﻬﺎ "ﻫﻭﻤﺭ ﻫﻭﺕ" ‪ Homer Hoyt 1939‬ﺒﺭﺴﻡ ﺨﺭﺍﺌﻁ ﻟﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﻤﺘﻐﻴﺭﺍﺕ ﺴﻜﻨﻴﺔ ﻟﺘﻠﻙ‬
‫ﺍﻟﻤﺩﻥ‪ .‬ﻭﺃﻫﻡ ﻤﺎ ﺘﻀﻤﻨﺘﻪ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﺘﻐﻴﺭﺍﺕ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻹﻴﺠﺎﺭﻴﺔ ﻟﻸﺭﺽ ﻭﺍﻟﺫﻱ ﺴﻨﺘﻨﺎﻭﻟﻬﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻌﺩ ﻤﻥ ﺨﻼل‬
‫ﻨﻅﺭﻴﺎﺕ ﺃﺨﺭﻯ‪ .‬ﻭﺘﻘﻭل ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﺒﺄﻨﻪ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻴﺤﺩﺙ ﻭﺘﺘﻐﻴﺭ‬
‫‪2 3‬‬ ‫ﻭﺴﻴﻠﺔ ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﺍﻻﺭﺽ ﺒﺎﻟﻘﺭﺏ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺭﻜﺯ ﻴﺘﻌﻤﻕ ﻭﻴﻤﺘﺩ‬
‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫ﻭﻴﻜﻭﻥ ﻗﻁﺎﻋ ﹰﺎ ﻟﻪ ﺼﻔﺎﺘﻪ ﺍﻟﻤﻤﻴﺯﺓ‪ .‬ﻴﻜﻭﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺩﺍﺌﻤﹰﺎ ﻤﻴل‬
‫‪1‬‬ ‫‪5‬‬ ‫ﻟﻭﺠﻭﺩ ﻗﻁﺎﻋﺎﺕ ﻤﺘﻤﻴـﺯﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺭﻜﺯ ﺤﻭل ﺸــﺭﺍﻴﻴﻥ‬
‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫ﺍﻟﻤﻭﺍﺼﻼﺕ ﺍﻟﺭﺌﻴﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻤﺘﺩ ﻋﺒﺭ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ‪.2‬‬
‫‪4‬‬ ‫ﻴﺤﺘﻭﻱ ﺍﻟﻨﻤﻭﺫﺝ ﺍﻟﻘﻁﺎﻋﻲ ﺍﻟﻘﻁﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺨﻤﺴﺔ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ‪-:3‬‬
‫‪ -1‬ﻤﻨﻁﻘﺔ ﺍﻷﻋﻤﺎل ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ‪ ،‬ﻭﺘﺘﻭﺴﻁ ﻗﻠﺏ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ‪.‬‬
‫‪ -2‬ﻗﻁﺎﻉ ﺘﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﻭﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺨﻔﻴﻔﺔ‪.‬‬
‫‪ -3‬ﻗﻁﺎﻉ ﺍﻟﺴﻜﻥ ﻤﻨﺨﻔﺽ ﺍﻟﻁﺭﺍﺯ‪.‬‬
‫‪ -4‬ﻗﻁﺎﻉ ﺍﻟﺴﻜﻥ ﺍﻟﻤﺘﻭﺴﻁ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻯ‪.‬‬
‫‪ -5‬ﻗﻁﺎﻉ ﺍﻟﺴﻜﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ﺍﻟﻁﺭﺍﺯ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻯ‪..‬‬

‫ﻭﻴﻭﻀﺢ ﺍﻟﺸﻜل ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ﺍﻟﻘﻁﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺨﻤﺴﺔ ﻤﺭﻗﻤﺔ ﺒﻨﻔﺱ ﺍﻟﺘﺭﺘﻴﺏ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪http://www.angelfire.com/ga2/ibgeography/urbanisation.html‬‬
‫‪ 2‬ﺩﻭﻟﺖ ﺃﲪﺪ ﺻﺎﺩﻕ)‪ ،(1983‬ﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﺴﻜﻦ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪http://geographyfieldwork.com/UrbanModels.htm ‬‬

‫‪38‬‬
‫ﺍﳉﺰﺀ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ‪ :‬ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﺎﺕ ﺍﻷﺭﺽ‬ ‫ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ )‪ECON (390‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﺜﺎﻟﺜﺎ‪ -‬ﻨﻤﻭﺫﺝ ﻤﺎﻥ ﻟﻠﻤﺩﻴﻨﺔ ﺍﻟﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﺔ ‪:Mann’s Model of a Typical British city‬‬

‫ﺍﺴﺘﺨﺩﻡ "ﺒﻴﺘﺭ ﻤﺎﻥ" ‪ Mann 1965‬ﻜل ﻤﻥ ﻨﻤﻭﺫﺝ ﻫﻭﺕ ﻭﺒﻴﺭﺠﺱ ﻭﻭﻀﻌﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﻨﻤﻭﺫﺝ ﻴﻘـﻨﻥ ﺒـﻪ‬
‫ﺘﺭﻜﻴﺏ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﺍﻟﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﺔ ﻤﺘﻭﺴﻁﺔ ﺍﻟﺤﺠﻡ )ﻨﻭﺘﻨﺠﻬﺎﻡ ﻭﻫﺩﻴﺭﺯﻓﻴﻠﺩ(‪ .‬ﺍﻓﺘﺭﺽ ﻤﺎﻥ ﻭﺠﻭﺩ ﻤﺭﻜﺯ ﻴﺴـﻤﺢ‬
‫ﺒﺎﻟﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﺘﺒﺎﺩﻟﻴﺔ ﺒﻴﻨﻪ ﻭﺒﻴﻥ ﺍﻟﻘﺭﻯ ﺍﻟﻤﻨﻔﺼﻠﺔ ﺨﺎﺭﺠﻬﺎ‪ ،‬ﻜﻤﺎ ﺍﻓﺘﺭﺽ ﺃﻴﻀﹰﺎ ﻭﺠـﻭﺩ ﺍﻟﺭﻴـﺎﺡ ﺍﻟﻐﺭﺒﻴـﺔ‬
‫ﺍﻟﺴﺎﺌﺩﺓ‪ .‬ﻭﻴﺘﻀﻤﻥ ﺍﻟﻨﻤﻭﺫﺝ ﺨﻤﺴﺔ ﻨﻁﺎﻗﺎﺕ ﻫﻲ ﺒﺎﻟﺘﺭﺘﻴﺏ ﻜﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺭﺴﻡ‪-:‬‬

‫‪ -2‬ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ﺍﻻﻨﺘﻘﺎﻟﻴﺔ‪.‬‬ ‫‪ -1‬ﻤﺭﻜﺯ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ‪.‬‬

‫‪ -3‬ﻨﻁﺎﻕ ﺍﻟﻤﻨﺎﺯل ﺍﻟﺼﻐﻴﺭﺓ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺸﺭﻓﺎﺕ ﻓﻲ ﻗﻁﺎﻋﺎﺕ )ﺝ(‪) ،‬ﺩ(‪ ،‬ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﺯل ﺍﻟﻜﺒﻴﺭﺓ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴـﺔ ﻓـﻲ‬
‫ﻗﻁﺎﻋﺎﺕ )ﺏ( ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﺯل ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭﺓ ﻓﻲ ﻗﻁﺎﻋﺎﺕ)ﺃ(‪.‬‬
‫‪ -4‬ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻕ ﺍﻟﺴﻜﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﻟﻌﺎﻡ ‪ 1918‬ﻡ‪ ،‬ﺒﻴﻨﻤﺎ ﻴﺘﺭﻜﺯ ﺴﻜﻥ ﻤﺎ ﻗﺒل ‪1945‬ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ‪.‬‬
‫‪ -5‬ﻗﺭﻯ ﻨﺎﻤﻴﺔ ﻭﻤﺘﺒﺎﻋﺩﺓ‪.‬‬
‫ﻫﺫﺍ ﻋﻠﻤﺎ ﺒﺄﻥ‪ :‬ﺃ‪ :‬ﻗﻁﺎﻉ ﺍﻟﻁﺭﺍﺯ ﺍﻷﻭﺴﻁ‪.‬‬
‫ﺏ‪ :‬ﻗﻁﺎﻉ ﺍﻟﻁﺭﺍﺯ ﺍﻷﻭﺴﻁ ﺍﻟﻤﻨﺨﻔﺽ‪.‬‬
‫ﺝ‪ :‬ﻤﻨﺎﻁﻕ ﺴﻜﻥ ﺘﺎﺒﻌﺔ ﻟﻠﺒﻠﺩﻴﺔ‪.‬‬
‫ﺩ‪ :‬ﻤﻨﺎﻁﻕ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﻁﺒﻘﺔ ﻭﺍﻟﻁﺒﻘﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﻠﺔ ﺍﻟﻤﺘﺩﻨﻴﺔ‪.‬‬

‫ﻭﻴﻌﺩ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻤﻭﺫﺝ ﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﻭﺍﻋﻴﺔ ﻟﺼﻬﺭ ﻨﻤـﻭﺫﺠﻲ‬

‫ﺃ‬
‫ﺒﺭﺠﺱ ﻭﻫﻭﺕ‪ .‬ﻭﻴﺘﺒﻴﻥ ﻤﻨﻪ ﺃﻥ ﺃﻓﻀـل ﺍﻟﻤﻨـﺎﻁﻕ‬
‫ﺍﻟﺴﻜﻨﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺨﻭﻡ ﺍﻟﻐﺭﺒﻴﺔ ﻟﻠﻤﺩﻴﻨﺔ‪،‬‬
‫ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﻤﻘﺎﺒل ﻟﻠﻘﻁﺎﻉ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻲ ﺍﻟﻭﺍﻗـﻊ ﻓـﻲ‬
‫ﺃ‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫ﺩ ‪4‬‬ ‫ﺍﻟﻘﻁﺎﻉ ﺍﻟﺸﺭﻗﻲ‪ ،‬ﻭﺫﻟﻙ ﻟﻼﺴﺘﻔﺎﺩﺓ ﻤﻥ ﺘﻭﺠﻴﻪ ﺍﻟﺭﻴﺎﺡ‬
‫ﺍﻟﻐﺭﺒﻴﺔ ﻋﻜﺱ ﺍﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﺴـﻜﻥ ﺍﻟﻌـﺎﻟﻲ ﺍﻟﻤﺴـﺘﻭﻯ‪،‬‬
‫ﻭﺼﺭﻑ ﻤﺨﻠﻔﺎﺕ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﺒﻌﻴـﺩﹰﺍ ﻋـﻥ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘـﺔ‬
‫ﺍﻟﺴﻜﻨﻴﺔ ﻭﻨﺤﻭ ﺨﺎﺭﺝ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ‪.‬‬
‫ﺏ‬ ‫ﺝ‬

‫ﺭﺍﺒﻌﺎ‪ -‬ﺍﻟﻨﻤﻭﺫﺝ ﻤﺘﻌﺩﺩ ﺍﻟﻨﻭﻴﺎﺕ ‪:Multiple Nuclei Model‬‬

‫ﻗﺩﻡ ﻫﺎﺭﻴﺯ ﻭﺃﻭﻟﻤﺎﻥ ‪ Ullmann & Harris 1945‬ﻨﻤﻭﺫﺠﺎ ﻤﺨﺎﻟﻔﹰﺎ‪ .‬ﻓﻔﻲ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺍﻟﺫﻱ ﺴﺎﺩ ﺍﻻﺘﻔﺎﻕ ﻓﻴﻪ‬
‫ﻼ ﻤﻥ ﻫﺎﺭﻴﺯ ﻭ ﺃﻭﻟﻤـﺎﻥ ﺃﻥ ﻤﻌﻅـﻡ ﺍﻟﻤـﺩﻥ‬
‫ﻋﻠﻰ ﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﻨﻤﻭ ﺍﻟﺤﻠﻘﻲ ﻭﺍﻟﻘﻁﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻐﻴﺭﺓ‪ ،‬ﺭﺃﻯ ﻜ ﹰ‬
‫ﺍﻟﻜﺒﺭﻯ ﺘﺤﺘﻭﻱ ﻤﺭﺍﻜﺯ ﺜﺎﻨﻭﻴﺔ ﻴﺨﺩ ﻨﻤﻭﻫﺎ ﺍﻟﺫﺍﺘﻲ ﻤﻥ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻨﻭﺍﺓ ﺍﻟﻤﺭﻜﺯﻴﺔ ﻟﻠﻤﺩﻴﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻨﻤـﻭ ﺤﻭﻟﻬـﺎ‬

‫‪39‬‬
‫ﺍﳉﺰﺀ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ‪ :‬ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﺎﺕ ﺍﻷﺭﺽ‬ ‫ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ )‪ECON (390‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﺒﻘﻴﺔ ﺍﻟﻘﻁﺎﻋﺎﺕ‪ .4‬ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻤﻭﺫﺝ ﻻ ﻴﺘﺠﻤﻊ ﻓﻴﻪ ﻨﻤﻁ ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﺍﻷﺭﺍﻀﻲ ﺤﻭل ﻤﺭﻜﺯ ﻭﺍﺤﺩ‪ ،‬ﺒل‬
‫ﺤﻭل ﻨﻭﻴﺎﺕ ﻤﺭﻜﺯﻴﺔ ﻤﻨﻔﺼﻠﺔ‪ ،‬ﻭﺘﻅل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﻭﻴﺎﺕ ﺒﻌﻴﺩﺓ ﻋﻥ ﺒﻌﻀﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﺽ ﻟﻌﺩﺓ ﺴﻨﻭﺍﺕ‪ .‬ﻭﻤﻥ ﺃﻤﺜﻠﺔ‬
‫ﺫﻟﻙ ﺃﻴﻀﺎ ﺍﻟﻨﻭﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻀﻭﺍﺤﻲ ﺍﻟﺴﻜﻨﻴﺔ ﻟﻠﻤﻨﺎﻁﻕ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤـﻭﺍﻨﺊ‪ .‬ﻭﺘﻀـﻤﻥ ﻫـﺫﺍ ﺍﻟﻨﻤـﻭﺫﺝ‬
‫ﺍﻟﻨﻁﺎﻗﺎﺕ ﻭﺍﻟﻘﻁﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ‪-:‬‬
‫‪9‬‬ ‫‪ -1‬ﻤﻨﻁﻘﺔ ﺍﻷﻋﻤﺎل ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ‪.‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪ -2‬ﻤﻨﻁﻘﺔ ﺍﻟﺴﻜﻥ ﺍﻟﻤﻨﺨﻔﺽ ﻭﺍﻟﺒﻴﻊ ﺒﺎﻟﺠﻤﻠﺔ‪.‬‬
‫‪ -3‬ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ﺍﻟﺴﻜﻨﻴﺔ ﻤﻨﺨﻔﻀﺔ ﺍﻟﻁﺭﺍﺯ‪.‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪ -4‬ﻤﻨﻁﻘﺔ ﺍﻟﺴﻜﻥ ﻤﺘﻭﺴﻁ ﺍﻟﻁﺭﺍﺯ‪.‬‬
‫‪7‬‬ ‫‪ -5‬ﻤﻨﻁﻘﺔ ﺍﻟﺴﻜﻥ ﻋﺎﻟﻲ ﺍﻟﻁﺭﺍﺯ‪.‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪ -6‬ﻤﻨﻁﻘﺔ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺜﻘﻴﻠﺔ‪.‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪ -7‬ﻤﻨﻁﻘﺔ ﺃﻋﻤﺎل ﻭﺍﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ‪.‬‬
‫‪ -8‬ﻀﺎﺤﻴﺔ ﺴﻜﻨﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -9‬ﻀﺎﺤﻴﺔ ﺼﻨﺎﻋﻴﺔ‪.‬‬
‫‪8‬‬

‫ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻟﻸﺭﺽ‬

‫ـــــــــــــ‬

‫ﺘﺘﺤﺩﺩ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻟﻸﺭﺽ ﻜﻤﺎ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺃﻱ ﻋﻨﺼﺭ ﺇﻨﺘﺎﺠﻲ ﺃﻭ ﺃﻱ ﺴﻠﻌﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﻠﻊ ﻭﺫﻟﻙ ﺒﻜـل‬
‫ﻤﻥ ﺠﺎﻨﺒﻲ ﺍﻟﻁﻠﺏ ﻭﺍﻟﻌﺭﺽ‪ ،‬ﻭﻨﺘﻨﺎﻭل ﻓﻲ ﺍﻵﺘﻲ ﺠﺎﻨﺏ ﻋﺭﺽ ﺍﻷﺭﺽ ﺜـﻡ ﺠﺎﻨـﺏ ﺍﻟﻁﻠـﺏ ﻋﻠﻴﻬـﺎ‬
‫ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻭﻀﻊ ﺍﻟﺘﻭﺍﺯﻥ ﻭﺘﺤﺩﻴﺩ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻻﺭﺽ‪.‬‬

‫ﺃﻭﻻ‪ -‬ﻋﺭﺽ ﺍﻷﺭﺽ‪-:‬‬

‫ـــــــــــ‬

‫ﻴﺒﺤﺙ ﻋﺭﺽ ﺍﻷﺭﺽ ﺒﺼﻭﺭﺓ ﻋﺎﻤﺔ ﻓﻲ ﻜﻤﻴﺔ ﻭﻨﻭﻋﻴﺔ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﺘﺎﺤﺘﻬﺎ ﻟﻺﻨﺴـﺎﻥ‪ ،‬ﻭﻗـﺩ‬
‫ﺍﻋﺘﺎﺩ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻴﻭ ﺍﻷﺭﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺯ ﺒﻴﻥ ﻨﻭﻋﻴﻥ ﻤﻥ ﻋﺭﺽ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻫﻤـﺎ‪ :‬ﺍﻟﻌـﺭﺽ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌـﻲ‬
‫ﻭﺍﻟﻌﺭﺽ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ‪.‬‬

‫‪ 4‬ﻓﺘﺤﻲ ﳏﻤﺪ ﺃﻭ ﻋﻴﺎﻧﺔ )‪ ،(2003‬ﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤﺮﺍﻥ‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫ﺍﳉﺰﺀ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ‪ :‬ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﺎﺕ ﺍﻷﺭﺽ‬ ‫ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ )‪ECON (390‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﺍﻟﻌﺭﺽ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻲ‪ :‬ﻭﻴﻌﺒﺭ ﻋﻥ ﺴﻁﺢ ﺍﻟﻜﺭﺓ ﺍﻷﺭﻀﻴﺔ ﻭﺠﻭﻓﻬﺎ ﻭﺍﻟﻐﻼﻑ ﺍﻟﺠﻭﻱ ﺍﻟﻤﺤﻴﻁ ﺒﻬـﺎ ﻭﻴﺘﻤﻴـﺯ‬
‫ﺒﺜﺒﺎﺘﻪ ﻭﻤﺤﺩﻭﺩﻴﺘﻪ‪.‬‬

‫ﺍﻟﻌﺭﺽ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ‪ :‬ﻭﻴﻘﺘﺼﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺯﺀ ﺍﻟﻤﺴﺘﻐل ﻓﻌ ﹰ‬

‫ﻼ ﻭﺍﻟﻘﺎﺒل ﻟﻼﺴﺘﻐﻼل ﻤﻥ ﻤﺠﻤـﻭﻉ ﻋﺭﻀـﻬﺎ‬
‫ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻲ‪ .‬ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺒﺩﻭﺭﻩ ﻴﻨﻁﻭﻱ ﻋﻠﻰ ﻤﻌﻨﻴﻴﻥ ﻫﻤﺎ‪ :‬ﺍﻟﻌﺭﺽ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺍﻟﺭﺍﻫﻥ ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻴﺸﻴﺭ ﺇﻟﻰ‬
‫ﻤﺠﻤﻭﻉ ﺍﻟﻤﺴﺎﺤﺔ ﺍﻷﺭﻀﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻐﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺍﻟﺤﺎﻀﺭ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻌﺭﺽ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻲ ﺃﻱ ﺍﻟـﺫﻱ‬
‫ﻴﺘﻭﻗﻊ ﺍﺴﺘﻐﻼﻟﻪ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻭﻗﺕ ﻤﻥ ﺍﻷﻭﻗﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒل‪ .‬ﻭﻴﺘﺤﺩﺩ ﺍﻟﻌﺭﺽ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺃﺴﺎﺴﹰﺎ ﺒﻤﺠﻤـﻭﻉ‬
‫ﻋﺭﻀﻬﺎ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻲ ﺇﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺘﻐﻴﺭﺍﺕ ﻓﻲ ﺃﺴﻌﺎﺭ ﺍﻟﺴﻠﻊ ﺍﻟﻤﻨﺘﺠﺔ ﺒﺎﺴـﺘﻌﻤﺎل ﺍﻷﺭﺽ‪ ،‬ﻭﺘﻜـﺎﻟﻴﻑ‬
‫ﺍﻟﺘﻐﻠﺏ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺒﺎﺕ ﺇﻨﺘﺎﺝ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺴﻠﻊ‪.‬‬

‫ﻭﻴﺅﻜﺩ ﺍﻟﺒﺭﻭﻓﻴﺴﻭﺭ "ﺒﺎﺭﻟﻭﻱ" ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻋﺭﺽ ﻤﻌﻅﻡ ﺃﻨﻭﺍﻉ ﺍﻷﺭﺽ ﻴﺴﺘﺠﻴﺏ ﺒﺼﻔﺔ ﻋﺎﻤﺔ ﻟﻠﺘﻐﻴـﺭﺍﺕ‬
‫ﺍﻟﺴﻌﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺩﻯ ﺍﻟﻘﺼﻴﺭ‪ .‬ﻓﻴﻘﻭل ﺃﻨﻪ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺘﺭﺘﻔﻊ ﺃﺴﻌﺎﺭ ﺒﻨﺴﺒﺔ ﺃﻜﺒﺭ ﻤﻥ ﻨﺴﺒﺔ ﺍﺭﺘﻔـﺎﻉ ﺍﻟﺘﻜـﺎﻟﻴﻑ‬
‫ﻼ ﻟﻠﺭﻋـﻲ ﺘﺤـﺕ‬
‫ﻭﺘﻜﻭﻥ ﺘﻭﻗﻌﺎﺕ ﺍﻟﺴﻭﻕ ﻤﺸﺠﻌﺔ‪ ،‬ﺘﻭﻀﻊ ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴـﺎﺤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺨﺼﺼـﺔ ﺃﺼـ ﹰ‬
‫ﺍﻻﺴﺘﻐﻼل ﻹﻨﺘﺎﺝ ﺍﻟﻘﻤﺢ ﻤﺜﻼﹰ‪ ،‬ﻭﺘﺼﺭﻑ ﻤﺒﺎﻟﻎ ﻁﺎﺌﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﺸﺎﺭﻴﻊ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ‪ .‬ﻭﺍﻟﻌﻜﺱ ﻋﻨـﺩﻤﺎ ﺘـﻨﺨﻔﺽ‬
‫ﺍﻷﺴﻌﺎﺭ ﺤﻴﺙ ﻴﺴﺘﻐﻨﻰ ﺃﺤﻴﺎﻨﺎ ﻋﻥ ﺍﺴﺘﻐﻼل ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﺴﺎﺤﺎﺕ ﺃﻭ ﺘﺤﻭل ﺇﻟﻰ ﺃﺸﻜﺎل ﺃﺨﺭﻯ ﻻ ﺘﺴـﺘﻠﺯﻡ‬
‫ﺘﻜﺎﻟﻴﻑ ﺇﻨﺘﺎﺠﻴﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ‪.‬‬

‫ﻭﻨﺸﻴﺭ ﻫﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻨﻪ ﻴﻤﻜﻥ ﺯﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﺭﺽ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻟﻸﺭﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﻴﺩ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﻁﺭﻱ ﺃﻭ‬
‫ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﺒﻭﺴﺎﺌل ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ‪ ،‬ﻨﻭﺠﺯ ﺃﻫﻤﻬﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﻠﻲ‪-:‬‬

‫‪ -1‬ﺍﻟﺘﻭﺴﻊ ﺍﻷﻓﻘﻲ ‪ Horizontal Expansion‬ﻭﻴﻘﺼﺩ ﺒﻪ ﺇﻀﺎﻓﺔ ﻤﺴﺎﺤﺎﺕ ﺠﺩﻴـﺩﺓ ﻏﻴـﺭ ﻤﺴـﺘﻐﻠﺔ‬

‫ﻼ ﺇﻟﻰ ﺭﻗﻌﺔ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﻤﺴﺘﻐﻠﺔ‪.‬‬
‫ﺃﺼ ﹰ‬

‫‪ -2‬ﺍﻟﺘﻭﺴﻊ ﺍﻟﺭﺃﺴﻲ ‪ Vertical Expansion‬ﻭﻴﻌﻨﻲ ﺍﺴﺘﻐﻼل ﺍﻟﻤﺴﺎﺤﺎﺕ ﺍﻟﻤﻭﺠﻭﺩﺓ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻐﻠﺔ ﻓﻌـ ﹰ‬

‫ﻼ‬
‫ﺒﺼﻭﺭﺓ ﺃﻜﺜﻑ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﻌﻤل ﻋﻠﻰ ﺯﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻜﻔﺎﺀﺓ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻟﻺﻨﺘﺎﺝ‪.‬‬

‫‪ -3‬ﺘﻭﺠﻴﻪ ﺍﻻﺴﺘﻬﻼﻙ ﻭﺯﻴﺎﺩﺓ ﻜﻔﺎﺀﺓ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻹﻨﺘﺎﺠﻴﺔ ﺒﺼﻭﺭﺓ ﺘﺠﻌل ﺍﻷﺭﺽ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺇﻋﺎﻟﺔ ﻋﺩﺩ‬
‫ﺃﻜﺒﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﻭﻴﺘﺂﺘﻲ ﺫﻟﻙ ﺒﺘﻭﺠﻴﻪ ﺃﻭ ﺘﻐﻴﻴﺭ ﺃﻨﻤﺎﻁ ﺍﻻﺴﺘﻬﻼﻙ ﺍﻟﺒﺸـﺭﻱ ﻟﻤﻨﺘﺠـﺎﺕ ﺍﻷﺭﺽ‬
‫ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻭﺘﺭﺸﻴﺩﻫﺎ‪.‬‬

‫‪ -4‬ﺘﻨﻅﻴﻡ ﻭﻀﺒﻁ ﺍﻟﻨﻤﻭ ﺍﻟﺴﻜﺎﻨﻲ‪.‬‬

‫‪ -5‬ﻀﺒﻁ ﺘﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫ﺍﳉﺰﺀ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ‪ :‬ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﺎﺕ ﺍﻷﺭﺽ‬ ‫ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ )‪ECON (390‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﺜﺎﻨﻴﺎ – ﺍﻟﻁﻠﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ‪:‬‬

‫ــــــــــــــ‬

‫ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻴﺘﺤﺩﺙ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﻭﻥ ﻋﻥ ﺍﻟﻁﻠﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﺈﻥ ﺤﺩﻴﺜﻬﻡ ﻴﻨﺤﺼـﺭ ﻓـﻲ ﺍﻟﻁﻠـﺏ ﺍﻟﻤﺸـﺘﻕ‬
‫‪ Derived Demand‬ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺍﻷﺭﺽ ﻗﻠﻤﺎ ﺘﻁﻠﺏ ﻟﺫﺍﺘﻬﺎ ﺇﻨﻤﺎ ﺘﻁﻠﺏ ﻻﺴﺘﺨﺩﺍﻤﻬﺎ ﻓﻲ ﺘﻠﺒﻴﺔ ﻁﻠﺏ ﺁﺨﺭ‬
‫ﻭﻫﻭ ﺍﻟﻁﻠﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻊ ﻭﺍﻟﺨﺩﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﺩﻤﻬﺎ‪ .‬ﻭﺘﻌﺒﺭ ﺩﺍﻟﺔ ﺍﻟﻁﻠﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻋﻥ ﻜﻤﻴﺔ ﺃﻭ ﻤﺴﺎﺤﺔ‬
‫ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺒﺩﻱ ﺍﻟﻤﻨﺘﺠﻭﻥ ﺍﺴﺘﻌﺩﺍﺩﻫﻡ ﻻﻗﺘﻨﺎﺌﻬﺎ ﻋﻨﺩ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﻤﺴـﺘﻭﻴﺎﺕ ﺍﻷﺴـﻌﺎﺭ‪ .‬ﻭﻻ ﻴﺨﻔـﻰ ﺃﻥ‬
‫ﺍﻟﻁﻠﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻴﻌﺒﺭ ﻋﻥ ﻜﻤﻴﺔ ﺃﻭ ﻤﺴﺎﺤﺔ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺒﺩﻱ ﺍﻟﻤﻨﺘﺠﻭﻥ ﺍﺴﺘﻌﺩﺍﺩﻫﻡ ﻻﻗﺘﻨﺎﺌﻬﺎ ﻋﻨﺩ‬
‫ﻤﺨﺘﻠﻑ ﻤﺴﺘﻭﻴﺎﺕ ﺍﻷﺴﻌﺎﺭ‪ .‬ﻜﻤﺎ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻁﻠﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻴﺘﺄﺜﺭ ﺒﺄﺴﻌﺎﺭ ﺍﻟﺴﻠﻊ ﻭﺍﻟﺨـﺩﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﻨﺘﺠـﺔ‪،‬‬
‫ﻭﺘﻐﻴﺭ ﺃﺴﻌﺎﺭ ﻋﻨﺎﺼﺭ ﺍﻹﻨﺘﺎﺝ ﺍﻷﺨﺭﻯ‪ ،‬ﻭﺘﺤﺴﻨﺎﺕ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﻔﻥ ﺍﻹﻨﺘﺎﺠﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻡ‪.‬‬

‫ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺯﻴﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﻋﺩﺩ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﺘﻠﻌﺏ ﺒﺎﻟﺩﺭﺠﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺩﻭﺭﹰﺍ ﻜﺒﻴﺭﹰﺍ ﻓﻲ ﺯﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺤﺎﺠﺎﺕ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘـﻲ‬
‫ﺘﺅﺩﻱ ﺒﺩﻭﺭﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺯﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻁﻠﺏ ﺍﻟﻜﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ‪ ،‬ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻁﻠﺏ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺅﺜﺭ ﻓﻲ ﻤﺠﻤﻭﻉ ﺍﻟﻌـﺭﻭﺽ‬
‫ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻟﻸﺭﺽ ﻭﻴﺘﺄﺜﺭ ﺒﻬﺎ‪ .‬ﻭﻻﺸﻙ ﻓﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺎﺠﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻐﺫﺍﺀ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻠﺯﻤﺎﺕ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﺘﻌﺘﺒﺭ ﺒﻤﺜﺎﺒﺔ‬
‫ﺍﻟﻤﺤﺭﻙ ﺍﻟﺭﺌﻴﺴﻲ ﻟﻠﻁﻠﺏ ﺍﻟﻜﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ‪ ،‬ﻨﻀﻑ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺍﻟﻁﻠﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻤﺠﺘﻤﻊ‬
‫ﻴﺘﺄﺜﺭ ﺒﺩﺭﺠﺔ ﻜﺒﻴﺭﺓ ﺒﻌﺩﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻭﺍﻤل ﻜﺎﻟﺘﻁﻭﺭ ﺍﻟﺘﻜﻨﻭﻟﻭﺠﻲ‪ ،‬ﺍﻷﻋﺭﺍﻑ ﻭﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴـﺩ‪ ،‬ﻤﺴـﺘﻭﻯ ﺍﻟـﺩﺨل‬
‫ﺍﻟﻘﻭﻤﻲ ﻭﻨﺼﻴﺏ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﻤﻨﻪ‪ ،‬ﺍﻟﻘﻭﺓ ﺍﻟﺸﺭﺍﺌﻴﺔ ﻷﻓﺭﺍﺩ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ‪ ،‬ﺍﻷﻫﺩﺍﻑ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭﺍﻷﺫﻭﺍﻕ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻯ‬
‫ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﻟﻸﻓﺭﺍﺩ‪.‬‬

‫ﻭﻴﺘﻭﻗﻑ ﺴﻌﺭ ﺒﻴﻊ ﺍﻷﺭﺽ ﺃﺴﺎﺴﹰﺎ ﻜﺄﻱ ﺴﻌﺭ ﺁﺨﺭ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺭﺽ ﻭﺍﻟﻁﻠﺏ ﻓﻲ ﻭﻗﺕ ﻤﻌﻴﻥ ﺒـﺎﻓﺘﺭﺍﺽ‬
‫ﺘﻭﺍﻓﺭ ﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﺍﻟﺤﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻭﻕ‪ ،‬ﻭﻟﻜﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﻻ ﺘﺘﻭﺍﻓﺭ ﻓﻲ ﺴﻭﻕ ﺒﻴﻊ ﻭﺸﺭﺍﺀ ﺍﻷﺭﺽ‬
‫ﻭﺫﻟﻙ ﺒﺴﺒﺏ ﻀﻴﻕ ﻨﻁﺎﻗﻬﺎ ﻭﻗﻠﺔ ﻋﺩﺩ ﺍﻟﺒﺎﺌﻌﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻴﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻋﺩﻡ ﺍﻨﺘﻅﺎﻤﻬﺎ ﻭﺍﺴﺘﻤﺭﺍﺭﻫﺎ‪ .‬ﻭﻴﺘﺤـﺩﺩ‬
‫ﻜل ﻤﻥ ﺍﻟﺴﻌﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺭﻏﺏ ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻱ ﻓﻲ ﺩﻓﻌﻪ ﻟﻠﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﻗﻁﻌﺔ ﺃﺭﺽ ﻭﺍﻟﺴﻌﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻘﺒل ﻤﺎﻟـﻙ‬
‫ﺍﻷﺭﺽ ﺒﻴﻌﻬﺎ ﺒﻪ ﺒﻤﻘﺩﺍﺭ ﺭﻴﻊ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﺤﺎﻀﺭ ﻭﺭﻴﻌﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒل‪ .‬ﻭﺍﻟﺭﻴـﻊ ﺍﻻﻗﺘﺼـﺎﺩﻱ‬
‫‪ Economic Rent‬ﻴﺨﺘﻠﻑ ﻋﻥ ﺍﻟﺭﻴﻊ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺩﻱ ‪ Contractual Rent‬ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺭﺍﺩ ﺒﻪ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘـﻲ‬
‫ﻼ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻹﻴﺠـﺎﺭ ﺍﻟﺴـﻨﻭﻱ ﻟﻘﻁﻌـﺔ‬
‫ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺩﻓﻌﻪ ﺍﻟﻤﺴﺘﺄﺠﺭ ﻤﻘﺎﺒل ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﻘﻁ‪ .‬ﻓﻤﺜ ﹰ‬
‫ﺃﺭﺽ ‪ 40000‬ﺭﻴﺎل‪ ،‬ﻭﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻉ ﺍﻟﺴﻨﻭﻱ ﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﻔﺎﺌﺩﺓ ﺍﻟﻤﺩﻓﻭﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﻤﺎل ﺍﻟﻤﺴﺘﺜﻤﺭ ﻓﻴﻬﺎ‬
‫‪ 10000‬ﺭﻴﺎل‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺭﻴﻊ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﺴﺎﻭﻴﹰﺎ ‪ 30000‬ﺭﻴﺎل ﺴﻨﻭﻴﹰﺎ‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫ﺍﳉﺰﺀ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ‪ :‬ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﺎﺕ ﺍﻷﺭﺽ‬ ‫ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ )‪ECON (390‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻭﻨﻅﺭﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺏ ﺍﻟﻤﻜﺎﻨﻲ ﺘﻬﺘﻡ ﻋﺎﺩﺓ ﺒﻘﻴﻤﺔ ﺍﻷﺭﺽ ﻭ ﺘﺤﺎﻭل ﺍﻟﺘﻌـﺭﻑ ﻋﻠـﻰ ﺃﺴـﺒﺎﺏ ﺍﺨـﺘﻼﻑ‬
‫ﺃﺴﻌﺎﺭﻫﺎ‪ ،‬ﻓﻜﺎﻥ ﺭﻴﻜﺎﺭﺩﻭ ﻭﺴﺎﺒﻘﻴﻪ ﻴﺅﻜﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺃﺴﻌﺎﺭ ﺍﻷﺭﺍﻀـﻲ ﺘﺘﺤـﺩﺩ ﺒﻤـﺩﻯ ﺨﺼـﻭﺒﺔ ﺍﻷﺭﺽ‬
‫ﻭﺇﻨﺘﺎﺠﻬﺎ ﺍﻟﺯﺭﺍﻋﻲ‪ .‬ﻭﻤﻊ ﺒﺩﺍﻴﺔ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺘﺎﺴﻊ ﻋﺸﺭ ﻭﻅﻬﻭﺭ ﻨﻅﺭﻴﺔ ﺜﻭﻨﻴﻥ ﺜﻡ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ ﺩﺨﻠـﺕ‬
‫ﻋﻭﺍﻤل ﺃﺨﺭﻯ ﺇﻟﻰ ﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﺨﺼﻭﺒﺔ ﻓﻲ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺴﻌﺭ ﺍﻷﺭﺽ ﻤﻥ ﺃﻫﻤﻬﺎ ﻋﺎﻤل ﺍﻟﻤﻭﻗﻊ‪ ،‬ﻭﻨﺘﻨﺎﻭل ﻫـﺫﻩ‬
‫ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺎﺕ ﻭﺒﺎﺨﺘﺼﺎﺭ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﻠﻲ‪.‬‬

‫ﻨﻅﺭﻴﺎﺕ ﺍﻟﺭﻴﻊ‬
‫________‬
‫ﻅﻬﺭﺕ ﺍﻟﻌﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﺎﻭل ﺘﻔﺴﻴﺭ ﻜﻴﻔﻴﺔ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺭﻴﻊ ﺍﻷﺭﺽ‪ ،‬ﻭﻜﺎﻨـﺕ ﺃﻭﻟﻬـﺎ ﻨﻅﺭﻴـﺔ‬
‫ﺭﻴﻜﺎﺭﺩﻭ ‪ ،Recardo‬ﻓﻨﺠﺩﻩ ﻴﻨﻅﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻴﺯ ﺍﻟﻤﻜﺎﻨﻲ ﻤﻥ ﻭﺠﻬﺔ ﻨﻅﺭ ﺍﻹﻨﺘﺎﺝ ﺍﻟﺯﺭﺍﻋﻲ ﺤﻴـﺙ ﻜـﺎﻥ‬
‫ﺍﻹﻨﺘﺎﺝ ﺍﻟﺯﺭﺍﻋﻲ ﻫﻭ ﺍﻟﺴﺎﺌﺩ ﻓﻲ ﻋﻬﺩﻩ ﻭﻫﻭ ﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺍﻟﻤﺤﺩﺩ ﻟﺤﺠﻡ ﺍﻟـﺩﺨل ﺍﻟﻘـﻭﻤﻲ ﺩﺍﺨـل ﺍﻷﻗـﺎﻟﻴﻡ‬
‫ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ‪ .‬ﺠﺎﺀ ﺭﻴﻜﺎﺭﺩﻭ ﻟﻴﻔﺴﺭ ﺍﺨﺘﻼﻑ ﺍﻟﺭﻴﻊ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻕ‪ ،‬ﻭﻟﻜﻲ ﻴﺴﺘﻨﺩ ﺇﻟﻰ ﻤﺒﺭﺭ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻀﺢ‬
‫ﺍﺴﺘﻨﺩ ﻋﻠﻰ ﺇﻨﺘﺎﺠﻴﺔ ﺍﻷﺭﺽ‪ ،‬ﺤﻴﺙ ﻗﺎل ﻭﺒﻜل ﺒﺴﺎﻁﺔ ﺃﻥ ﺍﻷﺭﺍﻀﻲ ﺍﻟﺯﺭﺍﻋﻴـﺔ ﺘﺨﺘﻠـﻑ ﻤـﻥ ﻨﺎﺤﻴـﺔ‬
‫ﺨﺼﻭﺒﺘﻬﺎ ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻤﻥ ﻨﺎﺤﻴﺔ ﻤﻌﺩل ﺇﻨﺘﺎﺠﻬﺎ ﺍﻟﺯﺭﺍﻋﻲ‪ .‬ﻭﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻻﺒﺩ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﺨـﺘﻼﻑ‬
‫ﻓﻲ ﺭﻴﻊ ﺍﻷﺭﺽ ﺘﺒﻌﹰﺎ ﻟﻤﺩﻯ ﻭﺩﺭﺠﺔ ﺨﺼﻭﺒﺘﻬﺎ‪ .‬ﻓﺎﻟﺸﺨﺹ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻴﺭﻴﺩ ﺍﺴﺘﺌﺠﺎﺭ ﺃﺭﺽ ﻤﺎ ﻓﺈﻨﻪ ﻴﺤﺎﻭل‬
‫ﺍﻻﻗﺘﺭﺍﺏ ﺒﻘﺩﺭ ﺍﻹﻤﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﻭﻤﺭﺍﻜﺯ ﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ ﺒـﺎﻓﺘﺭﺍﺽ ﺃﻥ ﺍﻷﺭﺍﻀـﻲ ﺠﻤﻴﻌﻬـﺎ ﻤﺘﺴـﺎﻭﻴﺔ‬
‫ﻤﺭﻜﺯ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ‬ ‫ﺍﻟﺨﺼﻭﺒﺔ ﻭﺍﻹﻨﺘﺎﺠﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺒﺫﻟﻙ ﺴﺘﺴــﺘﻐل ﺠﻤﻴـﻊ ﺍﻷﺭﺍﻀﻲ‬
‫ﺍﻟﻤﺤﻴﻁﺔ ﺒﺎﻟﻤﺩﻴﻨﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻤﻨﺎﻁﻕ ﺍﻟﻤﺤﻴﻁﺔ‬
‫ﺒﺘﻠﻙ ﺍﻷﺭﺍﻀـﻲ‪ ،‬ﺜﻡ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁـﻕ ﺍﻟﺘﻲ‬
‫ﻤﻨﺎﻁﻕ ﺃﺒﻌﺩ‬ ‫ﺘﻠﻴﻬﺎ ﻭﻫﻜﺫﺍ )ﺍﻟﺭﺴﻡ ﺍﻟﻤﻘﺎﺒل(‪.‬‬

‫ﻴﻔﺘﺭﺽ ﺭﻴﻜﺎﺭﺩﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺎﻤل ﺍﻟﻭﺤﻴﺩ‬

‫ﺍﻟﻤﺤﺩﺩ ﻻﺨﺘﻼﻑ ﺍﻟﺭﻴﻊ ﺒﻴﻥ ﺍﻷﻗﺎﻟﻴﻡ‬
‫ﻤﻨﺎﻁﻕ‬ ‫ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺃﻭ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻕ ﻓﻲ ﻨﻔﺱ‬
‫ﻤﻨﺎﻁﻕ ﻤﺤﻴﻁﺔ‬ ‫ﺃﻗﺭﺏ ﻟﻠﻤﺭﻜﺯ‬ ‫ﺍﻹﻗﻠﻴﻡ ﻴﺘﻤﺜـل ﻓﻲ ﺩﺭﺠﺔ ﺨﺼﻭﺒﺔ‬
‫ﺒﺎﻟﻤﻨﺎﻁﻕ ﺍﻟﻘﺭﻴﺒﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺭﻜﺯ‬ ‫ﺍﻷﺭﺽ‪ .‬ﺃﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﺍﻓﺘﺭﻀﻨﺎ ﺘﺴﺎﻭﻱ‬
‫ﺨﺼﻭﺒﺔ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﻨﺠﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻕ‬
‫ﺍﻟﻘﺭﻴﺒﺔ ﻤﻥ ﻤﺭﻜﺯ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﺭﻴﻌﻬﺎ ﻴﻜﻭﻥ ﺃﻜﺒﺭ ﻤﻥ ﺴﻭﺍﻫﺎ ﻟﺘﻤﺘﻌﻬﺎ ﺒﻤﻴﺯﺓ ﻨﺴﺒﻴﺔ ﺃﻜﺜﺭ ﻭﻫﻲ ﻗﺭﺒﻬـﺎ ﻤـﻥ‬
‫ﺍﻟﻤﺭﺍﻜﺯ ﻭﺍﻷﺴﻭﺍﻕ‪.‬‬

‫‪43‬‬
 ‫ﺍﳉﺰﺀ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ‪ :‬ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﺎﺕ ﺍﻷﺭﺽ‬ ‫ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ )‪ECON (390‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﺠﺎﺀ ﺒﻌﺩ ﺫﻟﻙ ﺜﻭﻨﻴﻥ ‪ J.H. Thunen‬ﺁﺨﺫﹰﺍ ﻨﻔﺱ ﻓﻜﺭﺓ ﺭﻴﻜﺎﺭﺩﻭ ﻭﻟﻜﻥ ﺒﺎﻓﺘﺭﺍﺽ ﺃﻥ ﺍﻷﺭﺽ ﻤﻨﺒﺴﻁﺔ‬
‫ﻤﺘﺴﺎﻭﻴﺔ ﺍﻟﺨﺼﻭﺒﺔ ﻓﻲ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻕ‪ ،‬ﻭﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻤﻨﻁﻘﺔ ﻭﺴﻁ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﺃﻭ ﻤﺭﻜﺯ ﺜﻡ ﻫﻨـﺎﻙ ﺍﻟﻤﻨـﺎﻁﻕ‬
‫ﺍﻷﺨﺭﻯ ﺍﻟﻘﺭﻴﺒﺔ ﻤﻨﻬﺎ‪ .‬ﻭﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺯ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻜﻤﺎ ﻴﺭﺍﻩ ﺜﻭﻨﻴﻥ ﻴﺘﺸﻜل ﻋـل ﻫﻴﺌـﺔ ﺃﺤﺯﻤـﺔ ﻭﻅﻴﻔﻴـﺔ‬
‫‪ Functional Belt‬ﺘﺤﻴﻁ ﺒﺎﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﻭﻜل ﺤﺯﺍﻡ ﻴﻤﺜل ﻨﻭﻋﹰﺎ ﻤﺤﺩﺩﹰﺍ ﻤﻥ ﺍﻹﻨﺘﺎﺝ ﺍﻟﺯﺭﺍﻋﻲ‪ ،‬ﺘﻌﺘﺒﺭ ﺘﻜﺎﻟﻴﻑ‬
‫ﻼ ﻤﻬﻤﹰﺎ ﻓﻲ ﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻟﺤﻴﺯ ﺍﻟﻤﻜﺎﻨﻲ‪ .‬ﻗﺎل ﺜﻭﻨﻴﻥ ﺒﺄﻥ ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺭﻴﻊ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﻲ‬
‫ﺍﻟﻨﻘل ﻋﺎﻤ ﹰ‬
‫ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻕ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻴﻌﺘﻤﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺭﻭﻗﺎﺕ ﺍﻟﻤﻭﺠﻭﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻭﺍﻗﻊ‪ ،‬ﺒﻤﻌﻨﻰ ﺃﻥ ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﺍﻟـﻭﺍﻗﻌﻴﻥ ﻓـﻲ‬
‫ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻕ ﺍﻟﺒﻌﻴﺩﺓ ﻋﻥ ﻤﺭﻜﺯ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﻴﺘﺤﻤﻠﻭﻥ ﺘﻜﺎﻟﻴﻑ ﻨﻘل ﺃﻋﻠﻰ‪ ،‬ﺘﺩﺨل ﻀـﻤﻥ ﺘﻜـﺎﻟﻴﻑ ﺍﻟﻤﺸـﺭﻭﻉ‬
‫ﻓﻴﻨﺨﻔﺽ ﺍﻟﺭﻴﻊ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻟﺯﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻜﺎﻟﻴﻑ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﻨﻘل ﺍﻟﻤﻨﺘﺠﺎﺕ ﻤﻥ ﻤﻭﺍﻗﻊ ﺍﻹﻨﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﻤﺭﺍﻜﺯ ﺍﻟﺘﻭﺯﻴـﻊ‬
‫)ﻤﺭﻜﺯ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ(‪.‬‬

‫ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻤﺎﺕ ﺍﻷﺭﺽ‬

‫ﺍﻟﺭﻋﻲ ﻭﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺤﻴﻭﺍﻨﻴﺔ‬

‫ﺃﺭﺽ ﺃﻗل ﺼﻼﺤﻴﺔ ﻟﻠﺯﺭﺍﻋﺔ‬ ‫ﺤﺭﻓﺔ ﺍﻟﺼﻴﺩ ﻭ ﺍﻟﻘﻨﺹ‬
‫ﺃﺭﺽ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﺼﻼﺤﻴﺔ ﻟﻠﺯﺭﺍﻋﺔ‬
‫ﺃﺭﺽ ﺼﺎﻟﺤﺔ ﻟﻠﺯﺭﺍﻋﺔ‬
‫ﻏﺎﺒﺎﺕ‬
‫ﺤﺩﺍﺌﻕ‬

‫ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ‬
‫ﺍﻟﻤﻨﺘﺠﺎﺕ ﺍﻟﺯﺭﺍﻋﻴﺔ‬
‫ﺨﻀﺭﻭﺍﺕ ﻭﻓﻭﺍﻜﻪ‬
‫ﺃﺸﺠﺎﺭ‪ ،‬ﺤﻁﺏ‬
‫ﺍﻟﺤﺒﻭﺏ ﻭﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﺎﺸﻴﺔ‬
‫ﺍﻟﺤﺒﻭﺏ ﻭﺍﻟﺒﺭﺴﻴﻡ‬
‫ﻗﻤﺢ ﻭﻤﻨﺘﺠﺎﺕ ﺍﻟﻠﻔﺕ ﻭﻋﻠﻑ ﺍﻟﻤﺎﺸﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺍﻟﺒﺭﻱ‪:‬‬
‫ﺍﻟﺯﺒﺩ‪ ،‬ﺍﻟﺠﺒﻥ‪ ،‬ﺍﻟﻠﺤﻭﻡ‪،‬ﺍﻟﺼﻭﻑ‪،‬ﺍﻟﻜﺘﺎﻥ‬ ‫ﻟﺤﻭﻡ ﺍﻟﻐﺯﻻﻥ‪ ،‬ﺍﻟﻐﺯل‪ ،‬ﺍﻟﺠﻠﺩ ﻭﺍﻟﻔﺭﺍﺀ‬
‫ﻭﺍﻟﺘﺒﻎ‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫ﺍﳉﺰﺀ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ‪ :‬ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﺎﺕ ﺍﻷﺭﺽ‬ ‫ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ )‪ECON (390‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﺍﻵﻥ‪ ،‬ﻟﻭ ﻜﺎﻨﺕ ﻜل ﺍﻷﺭﺍﻀﻲ ﺘﺴﺘﺨﺩﻡ ﻟﻺﻨﺘﺎﺝ ﺍﻟﺯﺭﺍﻋﻲ ﻓﻨﺠﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺒﻌﺩ ﺍﻟﺒﻌﺩ ﻨﻔﺴﻪ ﻋـﻥ‬
‫ﻤﺭﻜﺯ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ‪ ،‬ﻴﺨﺘﻠﻑ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻹﻴﺠﺎﺭ ﻋﻨﺩ ﺍﺨﺘﻼﻑ ﺨﺼﻭﺒﺔ ﺍﻷﺭﺽ‪ .‬ﺇﺫﹰﺍ ﻨﺴـﺒﺔ ﺃﻭ ﺩﺭﺠـﺔ ﺨﺼـﻭﺒﺔ‬
‫ﺍﻷﺭﺽ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﺩﺩ ﺇﻴﺠﺎﺭ ﺍﻷﺭﺍﻀﻲ‪ ،‬ﻭﺃﻥ ﺍﻷﺭﺍﻀﻲ ﺍﻷﻜﺜﺭ ﺨﺼﻭﺒﺔ ﻻﺒﺩ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺃﻋﻠـﻰ ﺭﻴﻌـﹰﺎ‬
‫ﻟﺯﻴﺎﺩﺓ ﺍﻹﻴﺭﺍﺩﺍﺕ ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺍﻷﺭﺒﺎﺡ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺤﺼل ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﻨﺘﺞ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻟﺒﻴﻊ ﻤﻨﺘﺠﺎﺘﻪ‪ .‬ﻭﺍﻟﺸﻜل ﺍﻟﻤﻭﻀـﺢ‬
‫ﺴﺎﺒﻘﹰﺎ ﻴﺒﻴﻥ ﺃﺸﻜﺎل ﺍﻷﺤﺯﻤﺔ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﻴﺔ ﻻﺴﺘﺨﺩﺍﻤﺎﺕ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺤﺴﺏ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻜﻤﺎ ﻴﺭﺍﻩ‬
‫ﻓﻭﻥ ﺜﻭﻨﻴﻥ‪.‬‬

‫ﻭﻴﺭﻯ ﺜﻭﻨﻴﻥ ﺃﻥ ﻤﻨﺤﻨﻰ ﺍﻹﻴﺠﺎﺭ ﻫﻭ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻤﻨﺤﻨﻰ ﺍﻟﻤﻭﻀﺢ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﻭﻗﻊ ﻭﺒﻴﻥ ﺭﻴﻊ ﺍﻷﺭﺽ‪،‬‬
‫ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻜﻤﺎ ﻴﺘﻀﺢ ﻤﻥ ﺍﻟﺭﺴﻡ ﻴﻅﻬﺭ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﻌﻜﺴﻴﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺒﻌﺩ ﻋﻥ ﻤﺭﻜﺯ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﻭﺒﻴﻥ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﺭﻴـﻊ‪.‬‬
‫ﺤﻴﺙ ﺘﻤﺜل ﻨﻘﻁﺔ ﺍﻷﺼل ﻓﻲ‬
‫اﻟﺮﻳﻊ‬
‫ﺍﻟﺭﺴﻡ ﺍﻟﻤﻭﻀﺢ ﻤﺭﻜﺯ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ‪،‬‬
‫ﻭﺍﻟﻤﺤﻭﺭ ﺍﻷﻓﻘﻲ ﻴﻤﺜل ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺔ‬
‫ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﻭﻗﻊ ﻭﻤﺭﻜﺯ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ‪،‬‬
‫‪R1‬‬ ‫ﻣﻨﺤﻨﻰ‬ ‫ﻓﻲ ﺤﻴﻥ ﻴﺘﻤﺜل ﺍﻟﺭﻴﻊ ﺒﺎﻟﻤﺤﻭﺭ‬
‫اﻟﺮﻳﻊ‬
‫ﺍﻟﺭﺃﺴﻲ‪.‬‬
‫‪R2‬‬
‫ﻫﺫﺍ ﻭﻴﻘﻭل ﺜـﻭﻨﻴﻥ ﺒﺄﻨﻪ ﻜﻠﻤﺎ ﻜﺎﻥ‬
‫ﺍﻟﻤﻨﺤﻨﻰ ﺃﺸـﺩ ﺍﻨﺤﺩﺍﺭﹰﺍ ﻜﻠﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ‬
‫اﻟﻤﺴﺎﻓﺔ‬ ‫ﺍﻷﺭﺍﻀﻲ ﺃﻜﺜﺭ ﺨﺼﻭﺒﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻌﻜﺱ‬
‫‪X1‬‬ ‫‪X2‬‬
‫ﺒﺎﻟﻌﻜﺱ‪.‬‬
‫‪R‬‬ ‫ﻜﻤﺎ ﻴﺘﻀﺢ ﻤﻥ ﺍﻟﺸـﻜل ﺍﻟﻤﻘﺎﺒـل‬
‫ﺍﻟﻤﻨﺤﻨﻰ )‪ (1‬ﻴﻤﺜل ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻷﻜﺜﺭ‬
‫‪a‬‬ ‫ﺨﺼﻭﺒﺔ )ﺃﻋﻠﻰ ﺭﻴﻌـﹰﺎ(‪ ،‬ﻷﻨﻪ ﺃﻜﺜﺭ‬
‫‪b‬‬ ‫ﻼ ﺃﻭ ﺃﺸﺩ ﺍﻨﺤﺩﺍﺭﹰﺍ‪ .‬ﻴﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﻨﺤﻨﻰ‬
‫ﻤﻴ ﹰ‬
‫)‪ (2‬ﺜﻡ )‪ .(3‬ﻭﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﻨﺤﻨﻰ ﺭﻗﻡ‬
‫‪c‬‬ ‫)‪ (4‬ﻫﻭ ﺍﻷﻗل ﺨﺼـﻭﺒﺔ ﺃﻭ ﺍﻷﻗل‬
‫‪d‬‬ ‫ﻼ‪.‬‬
‫ﺭﻴﻌﺎﹰ‪ ،‬ﻟﻜﻭﻨﻪ ﺍﻷﻗل ﻤﻴ ﹰ‬

‫‪e‬‬ ‫‪X‬‬
‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫)‪(3‬‬ ‫)‪(4‬‬

‫‪45‬‬
‫ﺍﳉﺰﺀ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ‪ :‬ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﺎﺕ ﺍﻷﺭﺽ‬ ‫ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ )‪ECON (390‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻠﺕ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺜﻭﻨﻴﻥ ﺘﺒﻴﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﺯﺀ ﺍﻟﻤﻅﻠل ﺒﺎﻟﺭﺴﻡ )ﺍﻟﻤﻨﺤﻨﻰ ‪ (abcde‬ﻫﻭ ﻤﻨﺤﻨﻰ‬
‫ﺍﻹﻴﺠﺎﺭ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺒﺎﻟﻤﻨﺎﻁﻕ ﻤﻭﺠﻭﺩﺓ ﺩﺍﺨل ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ )ﻤﻨﺤﻨﻰ ﺍﻹﻴﺠﺎﺭ ﺍﻟﻤﺯﺍﺩﻱ(‪.‬‬

‫ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺎﺕ ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ ﻟﻠﺭﻴﻊ‬

‫ــــــــــــ‬

‫ﻤﻥ ﺃﻫﻡ ﻤﻥ ﺘﻨﺎﻭل ﻭﻜﺘﺏ ﻓﻲ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﺭﻴﻊ ﺃﻭ ﺍﻹﻴﺠﺎﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺤﺩﺜﻴﻥ ﻫﻴﺭﺩ‪ ،‬ﻫﻴﺞ ﻭﺭﻴﺘﺸﺎﺭﺩ‬
‫ﺃﺘﻜﻠﻴﻑ‪ ،‬ﻭﻨﻠﺨﺹ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﻜل ﻤﻨﻬﻡ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﻠﻲ‪-:‬‬

‫ﺃﻭﻻ – ﻫﻴﺭﺩ ‪ :‬ﺃﺘﻰ "ﻫﻴﺭﺩ" ﺒﻨﻔﺱ ﺍﻟﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﺍﺘﺒﻌﻪ "ﺜﻭﻨﻴﻥ" ﻓﻲ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺭﻴﻊ ﺍﻷﺭﺽ‪ ،‬ﻟﻜﻨﻪ ﺃﻀﺎﻑ‬
‫ﺃﻥ ﺍﻹﻴﺠﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﻴﻌﺘﻤﺩ ﺒﺎﻟﺩﺭﺠﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﻤﻘﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻊ ﺍﻟﻤﺘﺭﺘﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻭﻗﻊ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﺨﺘﻠﻑ‬
‫ﺒﺎﻟﻁﺒﻊ ﻤﻥ ﻤﻭﻗﻊ ﻵﺨﺭ‪ ،‬ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺘﻭﺠﺩ ﺃﺴﻌﺎﺭ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﻠﻤﻭﻗﻊ‪ .‬ﻭﺒﺫﻟﻙ ﺘﻁﻭﺭﺕ ﻓﻜﺭﺓ ﺜﻭﻨﻴﻥ ﻭﺍﻟﻘﺎﺌﻠﺔ ﺒﺄﻥ‬
‫ﺍﻟﺨﺼﻭﺒﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﺩﺩ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻹﻴﺠﺎﺭ‪ ،‬ﺇﻻ ﺃﻥ ﻟﻸﺭﺽ ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻤﺎﺕ ﺃﺨﺭﻯ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﺯﺭﺍﻋﺔ‪ ،‬ﻭﺒﺫﻟﻙ ﻓﺈﻥ‬
‫ﻫﻴﺭﺩ ﻴﺭﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻊ ﺘﺘﺯﺍﻴﺩ ﻜﻠﻤﺎ ﻗﺭﺏ ﺍﻟﻤﻭﻗﻊ ﻤﻥ ﻤﺭﻜﺯ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﻭﺘﻜﻭﻥ ﺍﻷﺭﺍﻀﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺭﻜﺯ ﺃﻋﻠﻰ‬
‫ﻤﻨﻔﻌﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﺒﻌﻴﺩﺓ‪ .‬ﻭﺍﻟﻤﻼﺤﻅ ﺃﻨﻪ ﻜﻠﻤﺎ ﺍﺒﺘﻌﺩ ﺍﻟﻤﻭﻗﻊ ﻋﻥ ﻤﺭﻜﺯ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﻜﻠﻤﺎ ﺍﻨﺨﻔﻀﺕ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻊ‬
‫ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﻭﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻭﻗﻊ‪ ،‬ﻭﻟﻌل ﺃﻫﻡ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻊ ﺇﻨﻌﺩﺍﻡ ﺘﻜﺎﻟﻴﻑ ﺍﻟﻨﻘل ﺃﻭ ﺘﺩﻨﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻭﺴﻁ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ‪ .‬ﻫﺫﺍ‬
‫ﺇﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺘﻭﺍﻓﺭ ﺍﻟﺨﺩﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻭﺴﻬﻭﻟﺔ ﺍﻻﺴﺘﻔﺎﺩﺓ ﻤﻨﻬﺎ ﺒﺘﻜﺎﻟﻴﻑ ﻤﻨﺨﻔﻀﺔ ﻗﺩ ﺘﺼل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﻔﺭ‪.‬‬
‫ﻻ‬
‫ﻭﻴﻀﻴﻑ ﻫﻴﺭﺩ ﺃﻴﻀ ﹰﺎ ﺃﻥ ﻤﺴﺎﺤﺔ ﺃﻭ ﺤﺠﻡ ﺍﻷﺭﺽ ﻟﻴﺱ ﻫﻭ ﺍﻟﻤﺤﺩﺩ ﺍﻟﺭﺌﻴﺴﻲ ﻟﻘﻴﻤﺘﻬﺎ ﺇﻨﻤﺎ ﺍﻟﻤﻭﻗﻊ ﺃﻭ ﹰ‬
‫ﻭﻗﺒل ﺃﻱ ﺸﺊ ﺁﺨﺭ‪.‬‬

‫ﺜﺎﻨﻴﺎ‪ -‬ﻫﻴﺞ‪ :‬ﺘﻨﺎﻭل "ﻫﻴﺞ" ﺍﻟﺘﻜﺎﻤل ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﻭﺍﻗﻊ ﻭ ﺘﻜﺎﻟﻴﻑ ﺍﻟﻨﻘل ﻜﻤﺤﺩﺩ ﻟﻠﺭﻴﻊ‪ ،‬ﻓﻘﺎل ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻨﻭﻉ ﻤﻥ‬
‫ﻼ ﻟﻭ ﻜﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺸﻘﺔ ﺒـ‪ 12‬ﺃﻟﻑ ﺭﻴﺎل ﻓﻲ ﺸﻤﺎل ﺠﺩﺓ‪ ،‬ﻭ‬
‫ﺍﻟﺘﻜﺎﻤل ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺭﻴﻊ ﻭﺘﻜﺎﻟﻴﻑ ﺍﻟﻨﻘل‪ ،‬ﻓﻤﺜ ﹰ‬
‫ﺴﻌﺭﻫﺎ ﻤﻨﺎﺴﺏ ﻟﺸﺨﺹ ﻤﺎ‪ ،‬ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺒﻌﻴﺩﺓ ﻋﻥ ﻤﺭﻜﺯ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﺃﻭ ﻤﺎ ﻴﻌﺭﻑ ﺒﻭﺴﻁ ﺍﻟﺒﻠﺩ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺸﺨﺹ‬
‫ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺭﻏﺏ ﻓﻲ ﺍﺴﺘﺌﺠﺎﺭﻫﺎ ﻻﺒﺩ ﺃﻥ ﻴﻀﻊ ﻓﻲ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﻋﺩﺓ ﻋﻨﺎﺼﺭ‪ ،‬ﺃﻭﻟﻬﺎ ﺘﻜﺎﻟﻴﻑ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺘﻲ‬
‫ﺴﻴﺘﺤﻤﻠﻬﺎ ﻟﻺﻨﺘﻘﺎل ﻤﻥ ﺸﻘﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﻤﻜﺎﻥ ﻋﻤﻠﻪ‪ ،‬ﺃﻭ ﺇﻟﻰ ﻤﺭﻜﺯ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ‪ .‬ﻭﺘﺩﺨل ﻫﻨﺎ ﻋﺩﺓ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﺍﺕ ﻀﻤﻥ‬
‫ﺘﻜﺎﻟﻴﻑ ﺍﻟﻨﻘل ﻜﺘﻜﻠﻔﺔ ﺍﻟﺒﻨﺯﻴﻥ ﻭﺍﺴﺘﻬﻼﻙ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ‪ ،‬ﻜﻤﺎ ﻴﻀﻊ ﻓﻲ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺃﻴﻀ ﹰﺎ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺍﻟﻀﺎﺌﻊ ﺍﻟﺫﻱ‬
‫ﻴﺴﺘﻐﺭﻗﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﻘل ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻟﺒﻌﺩﻩ ﻋﻥ ﺍﻷﺴﻭﺍﻕ ﻭﺍﻟﺨﺩﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ‪ .‬ﻭﻤﻥ ﺃﻫﻡ ﺍﻟﻌﻴﻭﺏ ﺃﻭ ﺍﻻﻨﺘﻘﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ‬
‫ﻭﺠﻬﺕ ﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﻫﻴﺞ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﺘﻜﺎﻤﻠﻴﺔ ﻫﻨﺎ ﻗﺎﺒﻠﺔ ﻟﻠﺘﻐﻴﻴﺭ ﻋﺒﺭ ﺍﻟﺯﻤﻥ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻤﻭﻗﻊ ﻤﻨﺨﻔﺽ ﺍﻟﺭﻴﻊ ﻗﺩ‬
‫ﻴﺘﺯﺍﻴﺩ ﺭﻴﻌﻪ ﺒﻌﺩ ﻓﺘﺭﺓ ﺯﻤﻨﻴﺔ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﻻﻨﺨﻔﺎﺽ ﺘﻜﺎﻟﻴﻑ ﺍﻟﻨﻘل ﺃﻭ ﻟﺘﻭﺍﻓﺭ ﺍﻟﺨﺩﻤﺎﺕ ﺒﺎﻟﻘﺭﺏ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻭﻗﻊ‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫ﺍﳉﺰﺀ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ‪ :‬ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﺎﺕ ﺍﻷﺭﺽ‬ ‫ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ )‪ECON (390‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﺜﺎﻟﺜﺎ‪ -‬ﺭﻴﺘﺸﺎﺭﺩ ﺃﺘﻜﻠﻴﻑ‪ :‬ﺠﺎﺀ ﺃﺘﻜﻠﻴﻑ ﻤﺤﺎﻭ ﹰ‬

‫ﻻ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺭﻴﻊ ﺍﻷﺭﺽ ﺒﺄﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﻭﺍﻤل ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻁﺒﻴﻌﻴﺔ‬
‫ﻭﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻭﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺘﺘﺩﺍﺨل ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺒﺔ ﺍﻟﺴﻜﺎﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﻀﺭﻴﺔ ﻟﻠﻤﻭﺍﻗﻊ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻕ ﻓﻲ ﺩﺍﺨل ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ‪.‬‬
‫ﻟﻭ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﺩﺓ ﻤﻭﺍﻗﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﻨﺠﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺎﻤل ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻴﻌﻤل ﺒﺸﻜل ﻜﺒﻴﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺭﻜﺯ‬
‫ﺍﻟﺴﻜﺎﻨﻲ‪ ،‬ﺤﻴﺙ ﺘﻜﻭﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻤﻨﻁﻘﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﺒﺎﻷﻏﻨﻴﺎﺀ ﻭﻤﻨﻁﻘﺔ ﻟﻤﺘﻭﺴﻁﻲ ﺍﻟﺩﺨل‪ ،‬ﻭﺃﺨﺭﻯ ﻟﺫﻭﻱ ﺍﻟﺩﺨل‬
‫ﺍﻟﻤﻨﺨﻔﺽ‪ .‬ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﻭﺍﻤل ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺘﺘﺤﻜﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ ﺍﻟﺴﻜﺎﻨﻲ‪ ،‬ﻭﻨﺠﺩ ﺫﻟﻙ ﺒﻭﻀﻭﺡ ﻓﻲ‬
‫ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﻓﻬﻨﺎﻙ ﻤﻨﺎﻁﻕ ﻟﻠﺴﻭﺩ ﻭﻤﻨﺎﻁﻕ ﻟﻠﺒﻴﺽ ﺃﻭ ﻤﻨﺎﻁﻕ ﻟﺫﻭﻱ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﻼﺘﻴﻨﻲ ﻭﺃﺨﺭﻯ‬
‫ﻟﺫﻭﻱ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺼﻴﻨﻲ )ﺍﺘﻀﺢ ﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﺠﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻵﻭﻨﺔ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ(‪ ،‬ﻭﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﻴﺤﺩﺙ ﻋﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺩﻥ‬
‫ﺍﻟﻜﺒﻴﺭﺓ‪ .‬ﻭﺒﺩﻭﻥ ﺸﻙ ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻙ ﻴﺅﺜﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﻴﻊ ﻭ ﻤﺴﺘﻭﻴﺎﺘﻪ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻕ‪ ،‬ﻭﻋﺎﺩﺓ ﻴﻜﻭﻥ ﻭﺴﻁ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ‬
‫ﺍﻷﻋﻠﻰ ﺭﻴﻌﹰﺎ‪ ،‬ﺤﻴﺙ ﻴﻤﺜل ﻤﺭﻜﺯﹰﺍ ﺤﻴﻭﻴﹰﺎ ﻟﻠﺸﺭﻜﺎﺕ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭﺓ ﻭﺫﺍﺕ ﺍﻟﻘﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺩﻓﻊ ﺇﻴﺠﺎﺭ ﺃﻋﻠﻰ‪.‬‬

‫‪ÞßàÞßà‬‬

‫‪47‬‬