Professional Documents
Culture Documents
الأمن الدولي ونظريات الأمن
الأمن الدولي ونظريات الأمن
) 1991م – 2008م (
2009
الهإداء
أهإدي ثمرة جهدي العلمي المتواضع إلى :
الجامعة الجزائرية التي لطالما أنجبت العلماء والدأباء
والفطاحل من مختلف ضروب المعرفة النسانية ...
وإلى مركز الهإرام للدراسات السياسية
والستراتيجية ،وبخاصة وحدة المعلومات...وإلى روح
والدي...وإلى من أرضعتني من إملجة الحنان ) أمي
الغالية ( ...وإلى من تعهدني في دأروب الحياة أبي
وأخي عثمان...وإلى العائلة الكريمة...وإلى سعادأة
ن
سفير الجزائر بالقاهإرة...وإلى رجل يعمل بكل نكرا ن
للذات ...السيد المحترم إبراهإيم قماص الملحق
الثقافي لسفارة الجزائر ...وإلى كل أفرادأ البعثة
الدبلوماسية...و الشيخ محمد مهدي جاب الله...وإلى
كل مخلص لمته العربية – السلمية...أقدم هإذا الجهد
المتواضع .
2
شكر و عرفان
3
والبروفيسور أيمن سلمة...وإلى كل من علمنا و أحسن
إلينا.
المقدمة :
تعرض المان الدولي في فترة الحرب الباردة الى أزماات حادة كادت أن تؤدي فى أكثر مان
ماناسبة إلى قيام حرب ساخنة بين الماعسكريين ،وكان الصراع بين القطبين حول ماراكز النفوذ في
اوروبا وأسيا وأفريقيا وأماريكا اللتينية ،وبعد انهيار التحاد السوفيتي وسقوط القطبية الثنائية،
ظهرت ماجماوعة مان التساؤلت حول طبيعة النظام الدولي الجديد ،وأيضا عن نظام المان
مانا واستقراراً ومالئماة لواقع النظام الجديد.
الدولي الذي يكون فيه العالم أكثر أ ً
وعلى صعيد المان القليماي فقد سعت دول الماجماوعة الوروبية إلى توثيق علقات الندمااج
القائماة عبر تأسيس الاتحاد الوروبي ،ثم السعي إلى بناء سياسة خارجية وأمانية ماشتركة ،التي
انعكست على نماط تفاعل العلقات بين التحاد الوروبي ) خاصة فرنسا ( والوليات الماتحدة
الماريكية ،الأمار الذي كان له تداعيات على سياستهماا تجاه الدول العربية .كماا سعى الحلف إلى
تعظيم ماكاسبه المانية ،عبر سياسة الحوار والشراكة والتعاون في إطار ماحيطه الستراتيجي ماع
دول قوس الأزماات الشرقي ،بالاضافة إلى اعتمااده سياسة التوسع والتمادد في وسط وشرق اوروبا
.
أماا دول قوس الأزماات الجنوبي ،فقد سعى الحلف الى إقاماة حوار اطلسي -ماتوسطى ماع دول
ماتوسطة غير أطلسية مانذ سنة 1994م وتدعم هذا التجاه أكثر مانذ هجماات 11سبتمابر 2001
4
م ،حيث أعلن الحلف في قماة اسطمابول عام 2004م ،عن تطوير الحوار القائم إلى شراكة
وتعاون ماع الدول الماتوسطية ،وكذا العلن عن مابادرة إسطمابول للتعاون ماوجهة أساساً إلى دول
ماجلس التعاون الخليجى .
أولل :إشكالية الدراسة :تسعى هذه الدراسة إلى تحليل ماختلف الحوارات والماقاربات الأمانية
الحديثة ،ودراسة طبيعة أثر النظام الدولي الجديد على حلف الأطلسي وإستراتيجيته تجاه الدول
العربية .
مااهو تصور حلف شماال الطلسي الستراتيجي للمان الدولي بعد إنتهاء الحرب الباردة ؟ ومااهي
مابادرته تجاه الدول العربية ؟
-1مااهي الماقاربات الأمانية النظرية التي ظهرت بعد نهاية الحرب الباردة .
-2مااهي أنمااط التفاعل بين الوليات الماتحدة الأماريكية والدول الأوروبية في إطار مانظماة حلف
شماال الطلسي ؟ ومااهي انعكاساتها على ماشاريع الشراكة الوروبية الماريكية تجاه المانطقة .
-4مااهى مابادرات الحلف تجاه دول المانطقة ؟ ومااهو ماستقبل العلقة بين مانظماة حلف شماال
الأطلسي والدول العربية ؟
ثانيا :أهمية الدراسة :تكتسي هذه الدراسة أهماية بالغة وذلك للاعتبارات الآتية :
أ -اعتمااد الدراسة على النظريات الحديثة للأمان الدولي ،والتي تتماثل في النظريات العقلنية
والنظريات التأمالية والنظرية البنائية ،وماعرفة أي مانها أكثر مالئماة للواقع الدولي الراهن .
ب -إن هذه الدراسة تماثل ماساهماة في ماجال التحليل التطبيقي للعلقات العربية وحلف شماال
الأطلسي ،باعتبار أن الدراسات السابقة ل تركز كثيرا على دراسة العلقة بين دول الحلف والدول
العربية ماقارنًة ماع دراستها للبعد العسكري للأمان الوطني والأمان القوماي العربي .
5
العتبارات العلمية :تكتسب الدراسة أهماية علماية بالغة مان خلل ماعالجة ماوضوع حيوي يتعلق
بتصور الحلف للمان الدولي وانعكاسات ذلك على المانطقة العربية ،حيث يعتبر الحلف أن دول
جنوب الماتوسط ل تشكل تهديداً لبقاء دول الحلف كماا كان الاتحاد السوفيتي سابقا ،ولكن تشكل
تهديدا للسلم والأمان الدوليين ،ومان هنا تبرز أهماية مابادرات الحوار والشراكة والتعاون وهو ماا
يضفي قيماة عمالية على الدراسة .
-1رسالة الدكتور عمااد جاد للحصول على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية ،الماوسوماة
بعنوان " أثر النظام الدولى على الأحلف العسكرية :دراسة أثر إنتهاء الحرب الباردة على حلف
شماال الطلنطى " – كلية الاقتصاد والعلوم السياسية جاماعة القاهرة سنة 1998م – حاولت هذه
الدراسة الجابة على عدة تساؤلت مانها لمااذا انهار حلف وارسو واستمار حلف الأطلسي ؟
ومااهي حدود نجاح الطلنطي في التكيف ماع التغيرات المانية في بيئة ماا بعد الحرب الباردة ؟
ومااهي السيناريوهات الماحتمالة لماستقبل حلف شماال الطلنطى ؟.
-2رسالة الدكتور نزار إسمااعيل الحيالي للحصول على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية،
والتي كانت تحت عنوان " دور حلف شماال الطلسي بعد انتهاء الحرب الباردة " – كلية العلوم
السياسية جاماعة بغداد سنة 1999م – وانطلق الباحث مان أن مانظماة حلف شماال الطلسي هي
وسيلة لتحقيق الهيمانة واستند في ذلك الى فرضيتين هماا :
أ -حتماية الدور الريادي لحلف الطلسي كمانظماة أمانية وعسكرية غربية .
ب -إن حلف الطلسي هو أداة عسكرية وسياسية ماتحكماة في السياسة الدولية .
-3رسالة الدكتورة " نوار ماحماد ربيع ماحماد نوري " التي حمالت عنوان " اتجاهات المان
الوروبي بعد انتهاء الحرب الباردة :دراسة فى الأمان الأطلسي والماتوسطي " وتماثلت الماشكلة
البحثية في التساؤل عن الدور الأوروبي لماواجهة التحديات والتهديدات المانية وكذا بناء سياسة
أوروبية ماستقلة .وانطلقت الباحثة مان الفرضيات الآتية :
6
ج -المان الوروبي في ظل الهيمانة الطلسية – الماريكية .
-4رسالة الدكتورة " سعاد ماحماد ماحماود حسن " التي كانت بعنوان " العلقات الوروبية
الماريكية في إطار مانظماة حلف شماال الطلسي :دراسة عن تأثير الدول الوروبية في السياسة
الخارجية الماريكية " جاماعة القاهرة سنة 2005م ،وتماحورت الماشكلة البحثية حول دينامايكيات
التفاعل داخل حلف حلف الطلسي ،وتستعين في تفسيرها لهذا التفاعل باعطاء دور ماحدد لتأثير
هيكل النظام الدولي على العلقة بين الدول الوروبية والوليات الماتحدة الماريكية ،حيث تماثلت
الماشكلة البحثية في التساؤل التي :هل تستطيع الدول الصغر داخل حلف بين أطراف غير
ماتساوية أن تماارس تأثيرا على تفضيلت وسياسات الدولة العظماى داخل الحلف ؟ وتحت أي
ظرف يتم هذه التأثير ومااهي حدوده ؟.
وهنا نحاول دراسة العلقة بين النظام الدولي والأحلف الدولية والأمان الدولي ،وكذلك دراسة
العلقة بين مانظماة حلف شماال الطلسي والدول العربية .
-1المنهج التاريخي :استعانت الدراسة بالمانهج التاريخي في تتبع نشأة الحلف و تطور مافاهيماه
الستراتيجية وتطور سياسة المان الدفاع الأوروبية وأنمااط تفاعل العلقات الأوروبية والأماريكية،
وكذا ماشاريعها للتعاون والندمااج القليماي في الماتوسط والشرق الأوسط بالاضافة الى رصد
مابادرات الحلف للتوسع والشراكة والحوار والتعاون ماع دول ماحيطه الإستراتيجي .
-2المنهج المقارن :طبق هذه المانهج في الماقارنة بين الماستويات القليماية للمان ) الماستوى
الأوروبي ،الماستوى الأطلسي ،الماستوى الماتوسطي ( وكذا الماقارنة بين ماختلف المابادرات التي
أقاماها الحلف في قوسي الأزماات .
-3منهج تحليل النظام السياسي الدولي :استخدمات الدراسة مافهوم النظام الدولي كأداة تحليل
في ماجالت عديدة مانها :
ج -المفهوم الوظيفي :نظام أمان كمانظماة حلف شماال الطلسي ،نظام تعاوني كالاتحاد
الأوروبي ،الجاماعة العربية ،نظام نزاعي كنظام النزاع العربي السرائيلي .
7
خامسا :نطأاق الدراسة :و يتماثل في :
-1النطأاق الزمني :تنطلق الدراسة مان نهاية الحرب الباردة وسقوط نظام القطبية الثنائية وبحث
أثر ذلك على طبيعة حلف الطلسي ونماط العلقات السائدة بين أعضائه ،كماا تتناول بالتماحيص
ماختلف مابادرات التعاون التي أقاماها الحلف ماع دول قوسي الزماات وتأثيرات هجماات 11
سبتمابر 2001م على هذه العلقة .
-2النطأاق المكاني )الجغرافى ( :تركز الدراسة على نوعين مان القضايا :
أ -قضايا مارتبطة بماستوى تحليل كلي يشمال المان والنظام الدولي .
ب -قضايا مارتبطة بماستوى تحليل جزئي يضم نظامااً فرعياً مان النظام الدولى يقع خارج عن
نطاق المانطقة التقليدية لنشاط حلف شماال الطلسي ،وهي مانطقة شماال إفريقيا والشرق الأوسط
الفصل الول
مفهوم ونظريات المن الدولي :
في هذا الفصل سيتم تقديم ماوضوع الدراسة مان خلل ماعالجة المافاهيم الماختلفة للمان
وماقومااته وماستوياته وأبعاده ،كماا يتناول أي ً
ضا الصيغ الماتعددة لتحقيق المان الوطني
والقليماي والدولي.
كماا يتعرض إلى دراسة ماختلف نظريات العلقات الدولية التقليدية ،وكذا الماقاربات المانية
الحديثة التي ظهرت بعد نهاية الحرب الباردة في ماجال الدراسات المانية وهي:
- 1النظريات العقلنية.
- 2النظريات التأمالية.
8
المبحث الول
مفهوم المن ومقوماته
المطلب الوأل :مفهوأم المن :
يعتبر مفهوم المن من أكثر المصطلحات السياسية إثارة للجدل لرتباطه ببقاء الفأراد والشعوب
والدول واستمرارها ،وقد تعددت تعريفات المن من حيث المضمون أو مستوى التحليل أو الوسائل
والطراف المعنية به .
ويعرف الدكتور محمد مصالحة المن بأنه " :حالة من الحساس بالطمأنينة والثقة التي تدعو
بأن هناك ملذذا من الخطر" .أو أنه ":ييخخل من وجود تهديد للقيم الرئيسة )سواء أكانت قيذما تتعلق
بالفرد أو بالمجتمع(.
ويعرفأه شارل سلينشر بأنه " :يشير إلى قيم مثل الحرية والرفأاهية والسلم والعدالة والشرف
وأسلوب الحياة ،وهذه القيم هي أهداف المن ،ومن ثمة يصبح المن مجرد أداة لحمايتها " ).(1
أما بوث Bothو ويلر Wheelerفأيؤكدان على أنه " :ل يمكن للفأراد والمجموعات تحقيق
المن المستقر إل إذا امتنعوا عن حرمان الخرين منه ،ويتحقق ذلك إذا نظر إلى المن على أنه
عملية تحرر " .
أما باري بوزان Barry Buzanفأيرى أنه " :فأي حالة المن يكون النقاش دائ ذار حول السعي
للتحرر من التهديد " ).(2
9
أما هنري كيسنجر فأيعرف المن بأنه " :أي تصرف يسعى المجتمع عن طريقه لتحقيق حقه فأي
البقاء " ).(3
ويضيف بادوين مصطلح المأزق المجتمعي الذي يعرفأه بأنه " :تدني احتمالت الضرر بأي من
القيم المكتسبة " ).(4
فأالمن هو " القدرة على التحرر من تهديد رئيس للقيم العليا الفردية والجماعية ،وذلك من خلل
جميع الوسائل الممكنة للحفاظ على حق البقاء على القل ،أو هو غياب التهديد للقيم الساسية ".
عند مناقشة مقومات المن ،تجدر الشارة إلى ملحظات أولية مهمة ،وهي:
أ -ل يمكن حصر مقومات تحقيق المن فأي مقوم واحد.
ج -صعوبة تقرير الكيفية التي تتم من خللها عملية التفاعل بين جميع هذه المقومات.
-1المقوأم الجيوأبوأليتيكي :يتضمن تعيين مناطق أمن الدولة وكيفية توزيع السكان ،وكذا طريقة
انتشار الصناعات على القاليم ،إوامكانية توفأر وسائل التصال والمواصلت بين أجزاء القليم
الواحد) ،(5ويمكن مناقشة هذا المقوم فأي النقاط التية:
أ -حجم الرقعة الجغرافية :هناك علقة جدلية بين المساحة الجغرافأية التي تعطي الدولة جانذبا من
قوتها ،وقوة الدولة التي تسمح بتوسيع حيزها الجغرافأي ،وهنا نتعرض إلى تأثير حجم الدولة فأي قوتها
من خلل:
-1-1استيعاب يتعداد ضخم من السكان بالضافأة إلى الزيادة السنوية سواء كانت طبيعية أو غير
طبيعية )الهجرة( ،وكذا وفأرة وتنوع الموارد الطبيعية ،وهو ما يحقق معادلة متوازنة بين الضغط
السكاني والموارد المحدودة.
-1-2منح عمق إستراتيجي دفأاعذي يسمح بامتصاص الضربة الولى ويقلل من تأثير المفاجآت
الستراتيجية من خلل إمكانية توزيع المراكز الستراتيجية والقتصادية ،ونشر القواعد العسكرية
)(6
على مساحات متباعدة من أجل تشتيت قوات العدو ،واستدراجها ثم إفأنائها
10
ب -التضاريس أوأ طوأبوأغرافية الرض :تساهم التضاريس من حيث وجود الجبال والنهار
والسهول فأي تحديد طبيعة النقل والتصال داخل الدولة ) ،(7فأكلما كان التصال سهلذ كلما زادت
درجة التجانس و الترابط الثقافأي وهذا مايسهل من عملية الدفأاع عنها مثل جبال البرانس بإسبانيا
والمحيطين الهادي والهندي بالنسبة للوليات المتحدة ،قبل ظهور الصواريخ العابرة للقارات.
-1-2يحدد الموقع الجغرافأي طبيعة قوة الدولة من حيث كونها قارية أم بحرية.
إل أن أهمية هذا العامل قد تقلصت بسبب التطور الهائل فأي السلحة والتقنيات العسكرية
ووسائل الدعم اللوجستي).(8
-2المقوأم القتصادي :يشير إلى قدرات الدولة القتصادية )زراعة ،صناعة ،خدمات( ودرجة
العتماد على الخارج ،وكذا الساس الذي يقوم عليه القتصاد ،من حيث كونه اقتصاداذ إنتاجياذ
أواقتصاداذ ريعيذا ،بالضافأة إلى نسبة اليد العاملة المؤهلة ومدى التوظيف المناسب لعوامل النتاج،
من أجل تحقيق نمو اقتصادي وصولذ إلى تنمية مستدامة والتي تعد اللبنة الساس للستقرار
السياسي والجتماعي.
-3المقوأم الجتماعي :يشير هذا العامل إلى طبيعة التكوين الجتماعي )طوائف ،أقليات،
مذاهب (..ونوعية العلقة السائدة فأي المجتمع )تعاون أو صراع( ،وكذا التوازن بين النمو السكاني
. )(9
والنمو القتصادي فأي ظل موارد محدودة
-4المقوأم السياسي :يتمحور هذا المقوم فأي اتجاهين أساسيين هما :
أ -المحوأر الداخلي :يختص بالتفاعلت السياسية القائمة داخل النسق السياسي الوطني
)المشاركة السياسية ،النتخابات ،التداول السلمي للسلطة ،(...وكذا قابلية النظام على تعبئة
عناصر قوة الدولة لتحقيق أهدافأه التنموية .
ب -المحوأر الخارجي :يشير إلى قدرة الدولة على الندماج فأي النسق الدولي لتحقيق أهدافأها
الوطنية من خلل سياستها الخارجية.
11
المبحث الثاني
مستويات المن
المطلب الوأل :أمن الفراد وأالمن النساني :
أ -أمن الفراد :هناك العديد من التشريعات الدولية التي تختص بالفأراد مثل ما ورد فأي ميثاق
المم المتحدة من تأكيد على الحقوق الساس للنسان ،التي تعززت بالعلن العالمي لحقوق
النسان سنة 1948م ،وكذا ما تنص عليه التشريعات والدساتير الوطنية ،بالضافأة إلى اتفاقيات
منع جريمة إبادة الجنس البشري والمعاقبة عليها ،وكذا اتفاقيات جنيف الربعة لعام 1949م لحماية
الفأراد فأي الصراعات المسلحة سواء كانوا مقاتلين أو مدنيين ...بالضافأة إلى إدانة العنصرية وكل
أشكال التمييز العنصري ،كما أن القانون الجنائي الدولي يعد من أهم ضمانات حقوق النسان
والجماعات ،فأهو يقر أن أي اعتداء على هذه الحقوق يشكل جرائم ضد النظام العام الدولي).(10
ب -المن النساني :أفأرزت البيئة الدولية لما بعد الحرب الباردة مفاهيم مغايرة لمنظومة المفاهيم
التي سادت فأي حقبة الحرب الباردة ،حيث نجد مفهوم العولمة فأي مقابل الخصوصية ،ومفهوم
التدخل الدولي النساني فأي مواجهة مفهوم السيادة الوطنية ،ومفهوم المن النساني فأي مواجهة
المن الوطني ،وقد طرح بلتز W.E. Blatzسنة 1966م ،مفهوم المن الفردي فأي كتابه "
المن النساني :بعض التأملت " ،فأيه انطلق من فأرضية أن الدولة المنة ل تعني بالضرورة أفأ ارذدا
آمنين ،وهو ما مثل تحدد لمفهوم أمن الدولة الذي يحقق أمن كل المؤسسات والفأراد ) ،(11ويرى أن "
مفهوم المن النساني هو مفهوم شامل يضم العلقات الجتماعية كافأة ،والتي تربط الجماعات
ضا أو بديلذ عن الشعور الذاتي بغياب المن من خلل قبول أنماط معينة
والمجتمعات وتمثل تعوي ذ
من السلطة ".
أما وزير الخارجية الكندي السابق لويد أكسورثي Loyd Axworthyفأيرى أن المن
النساني هو " طريقة بديلة لرؤية العالم تجعل الفأراد محور الهتمام ،بدلذ من التركيز فأقط على
)
أمن القاليم والحكومات ،وذلك من خلل العتماد على الجراءات الوقائية بغية تقليل المخاطر "
.(12
وهناك العديد من التعريفات المتعلقة بمفهوم المن النساني حيث نجد منها من ربط بين مفهوم
المن النساني والقدرات المتاحة ،فأهو عند كانتي باجباي Kanti Bajpaiيشير إلى " :مصادر
تهديد حياة وحرية الفأراد والجماعات وذلك مقارنة بالقدرات المتاحة لمواجهة تلك النماط من
12
مصادر التهديد ،إذ تتنوع مصادر التهديد والقدرات فأي الوقت والنطاق ،وعند هذه النقطة ،فأمن غير
الممكن وضع تعريف محدد للمفهوم صالدح لكل الجماعات وفأي الوقات كافأة " ) .(13وهناك
تعريفات لمفهوم المن النساني ربطت من بينه وبين المن القومي ،وهو ما ذهب إليه جورج ماك
" تحويل النتباه من المن لين George Mac Leanحيث يرى أن المن النساني يعني:
القومي إلى أمن الفأراد ،فأالمن النساني يقوم على أن حماية الفأراد لن تتحقق من خلل حماية
الدولة كوحدة سياسية ،ولكن من خلل التركيز على رفأاهية الفأراد ونوعية الحياة ..المن النساني
يعني الحماية من العنف غير الهيكلي ،والذي يترافأق مع اعتبارات عدة غير مرتبطة بالتكامل
القليمي مثل الندرة البيئية أو الهجرة الجماعية ،ومن يثمة كانت المفاهيم التقليدية للمن تركز على
العنف الهيكلي ،ممثلذ فأي الحروب ،فأإن المن النساني يرتبط بقضايا العنف غير الهيكلي ،فأالمن
النساني هو باختصار أمن الفأراد فأي محيطهم الشخصي ،وفأي مجتمعاتهم ،وفأي بيئتهم" ).(14
ويقدددم كوفأي أنان تعريذفا شاملذ للمن النساني فأهو يعني" أبعد من غياب العنف المسلح ،فأهو
يشتمل على حقوق النسان ،والحكم الرشيد ،والحق فأي الحصول على فأرص التعليم والرعاية
الصحية والتأكد من أن كل فأرد لديه الفرصة والقدرة لبلوغ احتياجاته الخاصة .وكل خطوة فأي هذا
ضا خطوة نحو تقليل الفقر ،وتحقيق النمو القتصادي ومنع النزاعات ،فأتحقيق التحرر
التجاه هي أي ذ
وصحية ،هذه هي الركان من الخوف و حرية الجيال القادمة فأي أن ترث بيئة طبيعية
المترابطة لتحقيق المن النساني ومن ثم المن القومي " ).(15
وفأي السبعينيات والثمانينيات أثير هذا المفهوم من عند مناقشة مصادر تهديد أمن الفأراد من
خلل:
وفأي أعقاب انتهاء الحرب الباردة حدثت مجموعة من التحولت الساسية فأي البيئة المنية
الدولية ،أدت إلى التوظيف السياسي لمفهوم المن النساني ،ومن هذه التحولت ما يلي:
-1انتقال الدراسات المنية من التركيز على كيفية تجنب حرب نووية إلى الهتمام بقضايا
ومصادر تهديد أمن الفأراد ،ومشاكل البيئة وقضايا اللجئين ،حيث يرفأض اقتراب الدراسات المنية
النقدية الفرضية القائلة بأن المن يمكن تحقيقه من خلل تراكم القوة ،بل يرون أن المن قد يتحقق
من خلل تحرر الفأراد من القيود ،والتي قد تكون نابعة من طبيعة وهيكل النظام السياسي ،أو من
13
والضطهاد السياسي وندرة النخبة السياسية ،وكذا التركيز على قضايا الركود القتصادي
الموارد والتنافأس العرقي والرهاب والمراض و تلوث البيئة).(16
يرجع أموس جوردن Amos Jordanو وليم تيلور W.J. Taylarظهور المن القومي
كمصطلح علمي منذ الحرب العالمية الثانية) ،(18أما جوزيف ناي Nye Josephو روبرت كيوهان
Rebert Keohaneفأيعتقدان بأنه ناتج عن الحرب الباردة) ،(19والملحظ أنه ليس هناك اجماع
حول المقصود بالمن القومي فأي حماية القيم المركزية ) بقاء الدولة والستقلل الوطني ،الوحدة
الترابية ،الرفأاه القتصادي ،الهوية الثقافأية ،الحريات الساسية (...وموضوع المن )وحدة التحليل
المرجعية هل هي الدولة – المة ؟ أوالفرد ؟ أوالنسانية ؟( ومصادر التهديد )عسكرية وغير
عسكرية( وفأي إدراك التهديد )هل هي ذاتية أو موضوعية ؟( وما هي الوسائل والستراتيجيات التي
نتخذها لتحقيق المن الوطني ؟.
أ -المدرسة الستراتيجية :تركزعلى الجانب العسكري والتهديد الخارجي والدولة كوحدة وحيدة فأي
تحليل العلقات الدولية ،وعلى مفهوم القوة باعتبارها المقدرة على التحكم فأي تصرف الطراف
الخرى ،ويرمز لها بمقدرة سيطرة عقل النسان على عقل الخر.و تشمل كل العلقات الجتماعية،
وهي العنصر الساس فأي تفسير العلقات الدولية).(20
أما جون سباينيز John Spaniesفأيحصر مفهوم القوة فأي القوة العسكرية ،كما نجد أن موسوعة
العلوم الجتماعية ،تعرف المن الوطني بأنه " :قدرة المة على حماية قيمها الداخلية من التهديدات
الخارجية " ،أما بيركو فأيتز Berko Witsو بوك Bockفأيعرفأانه بأنه " قابلية الدولة لحماية قيمها
الداخلية من التهديدات الخارجية " ) .(21أما إدوارد عازار Edward Azarفأيضع سبعة عوامل
لتحقيق الحماية المادية للدولة من التهديدات العسكرية وهي:
14
-2الخطط الستراتيجية والعقيدة العسكرية.
-3مخصصات الدفأاع.
-5القدرات المنية.
ب – المدرسة المعاصرة )التنموأية( :يرى أصحاب هذه المدرسة أن مصادر التهديد ل تقتصر فأقط
ضا على التهديد الداخلي ،ويقدمون نظرة أوسع لمجال المن القومي
على التهديد الخارجي إوانما أي ذ
الذي يشمل أبعاداذ اقتصادية واجتماعية وثقافأية ...وتقوم هذه المدرسة على اتجاهين أساسين هما :
أمن الموارد الحيوية والستراتيجية والتنمية القتصادية.
ويعرف لورانس كرانس Laurence Kranseو جوزيف ناي J.Nayالمن القتصادي بأنه:
" غياب التهديد بالحرمان الشديد من الرفأاهية القتصادية " .كما يمكن إضافأة قدرة الدول على رسم
Holsenو ويلبروك سياساتها القتصادية دون إملءات خارجية ،وهو ما عبر عنه هولسن
Waelbrockبمصطلح السيادة القتصادية التي تعني " القدرة على التحكم فأي أكبر عدد ممكن
من أدوات السياسة فأي المجال القتصادي " ) .(23أما روبرت ماكنما ار Robert Mac Namara
فأيرى أن الفقر والتخلف هما عاملن أساسان للعصيان والتمرد بخاصة فأي الدول النامية ،حيث
عرف المن بأنه " :يعني التنمية ،فأالمن ليس هو تراكم السلح ،بالرغم من أن ذلك قد يكون جزذءا
منه ،والمن ليس هو القوة العسكرية ،بالرغم من أنه قد يشمل ذلك ،والمن ليس هوالنشاط العسكري
التقليدي بالرغم أنه قد يحتوي عليه .إن المن هو التنمية .ومن دون تنمية فأل محل للحديث عن
المن " ) .(24ويلحظ الدكتور وليد عبد الحي أن اللتزامات الناجمة عن فأارق معدلت النمو
القتصادي هي العامل النسب لتفسير حركة الصعود والهبوط فأي سلم القوى الدولية ،ونتيجة
لهمية دور المتغير القتصادي فأي تحديد اتجاه و سرعة الحركة ،اندفأعت الدول إلى استثمار
الطبيعة ،لضمان مكان أفأضل على سلم القوى).(25
أما الدكتور أمين هويدي فأقد قدم تعريذفا للمن القومي قائماذ على أساس الجراءات التي تتخذها
الدولة لحماية أمنها ،فأالمن هو" الجراءات التي تتخذها الدولة فأي حدود طاقتها للحفاظ على كيانها
15
ومصالحها فأي الحاضر والمستقبل مع مراعاة المتغيرات الدولية " ) .(26بهذا المعنى فأإن المن
القومي يشمل المن العسكري.
" أما الدكتورعلي الدين هلل فأيعرفأه انطلقا من القدرات الكفيلة بمواجهة التهديدات فأهو:
تأمين الدولة ضد الخطار التي تهددها داخلذيا وخارجذيا ،وتأمين مصالحها وتهيئة الظروف المناسبة
لتحقيق أهدافأها وغاياتها القومية " ).(27
ويعرف الدكتور مصطفى علوي المن القومي بأنه " :مفهوم كلي يقصد به القدرة على كفالة
الحماية الكلية لذلك المجتمع السياسي الوطني من أية أخطار أوتهديدات أوتحديات تجابهه من
)(28
الداخل أو من الخارج بحيث يعيش ذلك المجتمع فأي حالة اطمئنان من الخوف "
برز مفهوم المن القليمي فأي أعقاب الحرب العالمية الثانية حيث نشأت هيئات ومنظمات أمنية
إقليمية و دون إقليمية ،كما ارتبط ظهورها بعوامل الجغرافأيا السياسية)القارات ،المناطق المحيطة
بالبحار ،المناطق دون القاليم( والتاريخ والثقافأة ،ومجموعة من التصورات الذاتية والموضوعية،
وهو ما يفسر – أحياذنا – لماذا تستبعد المشاركة القليمية بعض الدول المنتمية جغرافأذيا للقليم ؟
ولماذا بوسع العديد من المجموعات ذات الصلة المنية بأعضائها وأهدافأها المختلفة التعايش فأي
منطقة واحدة ،ولماذا تتشكل المجموعات دون القليمية فأي بعض القاليم دون غيرها ؟.
وفأي محاولة لفهم التعاون المني والقليمي ،هناك بعض النماذج ،منها:
-1النظمة المنية :يعرفأها روبرت جيرفأيس Rebert Jervisبأنها " تعاون مجموعة من الدول
وافأتراضاتها على إدارة منازعاتها وتفادي الحرب عبر إخماد معضلة المن من خلل أعمالها
المتعلقة بأعمال غيرها من الدول على السواء " ) .(29وتشمل النظمة المنية قطاعاذ عريضا من
القواعد السلوكية مثل عدم استخدام القوة ،واحترام الحدود الدولية القائمة ،ويمكن أن توضع تشريعات
أو أنشطة كالتحركات والشفافأية أكثر وضوذحا بالنسبة لنواع واستخدامات معينة من السلحة،
العسكرية ،ويمكن النظر إلى العديد من الهياكل القليمية على أنها أنظمة أمنية مثل منظمة المن
ضا اعتبار بعض الجراءات القليمية للحد من التسلح كتحديد المناطق
والتعاون فأي أوروبا ،وأي ذ
الخالية من السلحة النووية أو معاهدة القوات المسلحة فأي أوروبا لعام 1990م .ويتوقف مدى
نجاعة هذه النظمة على مدى احترام معاييرها من خلل درجة ما تفرضه مؤسساتها من حوافأز
وجزاءات.
16
-2الجماعات المنية وأالمجتمع المني :يعرف كارل دويتش Karl Deutschالجماعة المنية
بأنها " :مجموعة بشرية أصبحت مندمجة ،والمقصود بالندماج هو تولد "الشعور بالجماعة"،
ضمن أرض ما ،وانبثاق مؤسسات وممارسات على درجة من القوة والتساع تكفي لتأمين توقعات
يمكن العتماد عليها بشأن " التغيير السلمي" بين سكانها والمقصود من " الشعور بالجماعة "
)
اعتقاد أن المشاكل الجتماعية المشتركة يجب حلها ،ويمكن حلها ،عبر عمليات " التغيير السلمي"
. (30
كما يعرف المجتمع المني بأنه " :مجموعة من الدول يوجد بينها تأكيد حقيقي على أن أعضاء
هذا المجتمع لن يدخلوا فأي قتال مادي مع بعضهم ،وأنهم سيعمدون إلى تسوية خلفأاتهم بطريقة
أخرى " ) .(21وقد وضع كارل دويتش هذا المفهوم فأي الخمسينيات ليعكس أهدافأاذ طويلة المد تجعل
من أوروبا مجتمع أمني واحد ،يبدأ بالقضاء على خطر قيام نزاع بين دول الجماعة الوروبية.
ويضيف باري بوزان Barry Buzzanمصطلح المجمع المني الذي يعرفأه بأنه " مجموعة من
الدول التي ترتبط فأيه اهتماماتها المنية الساسية مع بعضها بدرجة وثيقة كافأية بحيث إن أوضاعها
المنية الساسية مع بعضها البعض بدرجة وثيقة كافأية بحيث إن أوضاعها المنية الوطنية ل يمكن
النظر إليها واقعيا بمعزل عن بعضها البعض ".
-3الحلفا :تعددت التعريفات لمفهوم الحلف حيث نجد بعض التعريفات تركز على البعد
التعاقدي ،فأالحلف من هذا المنظور هو " معاهدة تبرم بين دولتين أو أكثر من أجل صد عدوان يقع
على طرف أو أكثر من أطراف المعاهدة ") .(31كما يعرفأه قاموس العلوم السياسية بأنه "علقة
تعاقدية بين دولتين أو أكثر يتعهد بموجبها الحلفاء بالمساعدة المتبادلة فأي حالة الحرب" .وسياسة
الحلف هي بديل لسياسة العزلة التي ترفأض أية مسؤولية عن أمن الدول الخرى ،وهي تتميز
كذلك عن سياسة المن الجماعي التي تجعل المن عالمذيا بحيث تردع العدوان وتتصدى له عند
. )(32
الضرورة "
وهناك من يسقط البعد التعاقدي للدللة على تفاعلت وعلقات معينة فأي إطار تحالف ضمني،
أو ما أسماه جون سولفيان John Sullivanبالنحياز غير الرسمي ،الذي عرفأه بأنه " :سلوكات
. )(33
متوقعة فأي علقات دولتين أو أكثر "
17
ويوجد تعريف آخر للحلف يؤكد على أنه " علقة رسمية أو غير رسمية للتعاون المني بين
دولتين أو أكثر تشمل توقعات متبادلة بدرجة ما من درجات التنسيق السياسي فأي القضايا المنية
فأي ظل ظروف معينة فأي المستقبل " ).(33
وهو نفس المعنى الذي استخدمه ستيفن والت Stephen Waltوأضاف إليه فأي ما بعد التعهد
بالمساعدة العسكرية ،وهو ما ركز عليه باتريك جيمس Patric Jamesحيث عرف الحلف بأنه "
أو هو معاهدة اتفاق رسمي بين دولتين أو أكثر للتعاون فأي المجالت المنية والعسكرية ".
عسكرية دولية تبرم بين دولتين أو أكثر ليجاد منظمات تنسق التعاون والتعاضد فأي المجال
الدفأاعي أو تنظم الدفأاع والهجوم مذعا فأي حالة العتداء ،فأتكون الهداف المعلنة دفأاعية فأي الغالب،
إذ أن الحلف الهجومية تتخذ طابع السرية).(35
ومن أدق وأشمل التعريفات نجد تعريف ديفيد إدواردز David Edwardsحيث عرفأه على أنه
" التزام تعاقدي بين عدد من الدول ،يوجه عادة ضد دولة – دول – محددة وينشأ عنه منظمة تعمل
على تنفيذ أهداف اللتزام ،وهي عادة تتسم بالطابع الرسمي ،وبوجود معاهدة أو اتفاق " ).(36
-4الكتلة الدوألية :هي اتباع عدد من الدول لخط مشترك فأي مجال السياسة والدفأاع والتجارة،
ويكون فأي أغلب الحيان موجه ضد مجموعة أخرى من الدول تضطر هي الخرى إلى انتهاج خط
مشترك لمواجهة المجموعة الولى .وتختلف عن الحلف من حيث:
أ -درجة الختيار.
ب -الختصاصات والصلحيات.
ج -درجة التكافأؤ فأي القوة والقدرة على التأثير).(37
-5الئاتلفا :هو اتفاق بين مجموعة من الدول على تحقيق هدف أو أهداف محددة وهي فأي
العادة علقة غير رسمية ،عادة ما تكون فأي مجال محدد لمدة قصيرة ،ول وجود للعلقات التعاقدية
فأيه ،أو ل تمثل عنص ذار أساساذ لوجوده .
18
ذ -مرونة النضمام أو النسحاب من الئتلف ).(38
-6التعاوأن الستراتيجي :هو صيغة تعاونية دولية تجمع بين التكتل أوالحلف الدولي ،تشمل
مجالت السياسة والقتصاد والثقافأة ،لكنه يقوم فأي الساس على التعاون العسكري الذي يتمثل فأي
الصيغ التية :
ج -الوجود العسكري ولمدة محددة على أراضي الدول المنخرطة فأي برنامج التعاون الستراتيجي .
د -إنشاء مخازن إستراتيجية للمعدات والسلحة الثقيلة فأي دول التعاون الستراتيجي لفترة محدودة .
كما ظهرت مفاهيم أخرى كالمن المتكامل الذي يتضمن كل أشكال التهديد والشراكة المنية حيث
يتم إشراك الدول بما فأيها دول غير عربية.
والمن المتبادل الذي يقوم على عدم النزوع المنفرد للدول فأي تعظيم أمنها على حساب باقي الدول،
والمن التعاوني الذي يشير إلى تقاسم العباء المنية لحتواء التهديدات المشتركة.
يعتبر المن الدولي أكبر وأوسع وحدة تحليل فأي الدراسات المنية ،كونه مرتبطاذ بأمن كل دولة
عضو فأي النسق الدولي ،الذي هو مجموعة من الوحدات المترابطة نمطذيا من خلل عملية التفاعل،
فأالنسق يتميز بالترابط بين وحداته ،كما أن التفاعل يتسم بالنمطية على نحو يمكن ملحظته وتفسيره
والتنبأ به).(40
وتحقيق المن الدولي يتطلب آليات عمل جماعية ،منها :نظام توازن القوى ونظام المن الجماعي.
أوألل -نظام توأازن القوأى :ظهر نظام توازن القوى بعد اتفاقية وستفاليا لعام 1648م ،وتقوم فأكرته
الساسية على أن الصراع هو الطابع المميز للعلقات الدولية ،حيث تتفاوت الدول فأي القوى
النسبية ،وكذا التباين فأي مصالحها القومية وسعي كل منها إلى تعظيم مكاسبها على حساب
19
صا إذا ما اكتسبت دولة ما تفوق ساحق فأي قواتها وقدراتها ،فأإنها ستهدد باقي الدول
الخرى ،خصو ذ
وهو ما يدفأع بالخيرة إلى التجمع فأي محاور مضادة للدولة مصدر التهديد.
فأنظام توازن القوى هو الحالة التي يتسم بها توزيع القوة بين عدد من الدول بشكل متعادل نسبذيا،
حيث ل تكون لية دولة القدرة على فأرض هيمنتها على ما عداها من الدول).(41
-1حفظ السلم الدولي من خلل التجمع فأي محاور مضادة ضد قوى التهديد لتحقيق الردع،
واستمرار الوضع القائم.
-2إيجاد محاور متعادلة فأي القوة لدول مختلفة الهداف ،لمنع تفادي أي اخلل بتوازن القوى القائم
والمحافأظة على استقلل وحداته المكونة له.
وهناك العديد من الوسائل التي تحقق مبدأ توازن القوى منها:
أ -التدخل.
ب -المناطق العازلة.
ج -الحلف الدولية.
د -التسليح.
ذ -التعويضات القليمية.
ر -سياسة فأددرق تسد.
ثانيال :نظام المن الجماعي :ظهر نظام المن الجماعي كرد فأعل للنظام القديم القائم على نظام
توازن القوى ،وكان أول تطبيق له فأي ظل عصبة المم ،ثم فأي إطار منظمة المم المتحدة لمنع
نشوب الحروب واحتوائها ،وهو ل يعني انتهاء الختلفأات والتناقضات القائمة فأي مصالح الدول،
إوانما انكار العنف المسلح كأداة لحلها ،والتركيز على الوسائل والساليب السلمية ،ويمكن تعريفه
بأنه " :التزام جميع الدول بأن تشارك بقواتها ضد الدولة المعتدية ،فأور تقرير هذا العدوان عن
طريق إجراءات خاصة بذلك" .وهذا التعريف يقتصر فأقط على دور الدول فأي حفظ السلم والمن
ضا على أنه " ذلك النظام الذي تتحمل فأيه الدول العضاء فأي المنظمات
الدوليين " .كما خعرف أي ذ
أو الهيئات الدولية مسؤولية حماية كل عضو من أعضائها " ) .(42فأهذا التعريف أشمل لنه يركز
على دور الدول و المنظمات الدولية التي تكون عضويتها متاحة لكل أعضاء المجتمع الدولي ،وهو
ما يميز المن الجماعي عن التحالف).(43
20
ولتطبيق المن الجماعي يشترط ما يلي:
-1اعتبار السلم غير قابل للتجزئة ،وهذا المبدأ يترتب عليه قبول الدول التضحية بحرية العمل
والتنازل عن حق اتخاذ الق اررات الوطنية ،والتقيد بنمط العمل الذي يفرضه نظام المن الجماعي
أوالدولة المعتدى واستعدادها للحرب من أجل النظام القائم وعدم العتداد بوزن الدولة المعتدية
عليها) .(44وهذا يتطلب التي:
-1-1حظراللجوء إلى استخدام القوة أو التهديد بها فأي العلقات الدولية ،ويستثنى منها التي:
أ -من خلل جهاز دولي هو مجلس المن الدولي ،الذي هو بموجب المادة ) (24من ميثاق المم
المتحدة هو الجهاز المسؤول عن حفظ السلم والمن الدوليين والعمل على تسوية النزاعات بالطرق
السلمية ،وفأذقا للفصل السادس والسابع من الميثاق ،وجاءت المادتان ) ( 41و) (42لتعطيه سلطة
فأرض الجزاءات سواء أكانت جزاءات عسكرية أم غير عسكرية) ،(45وذلك من خلل مجموعة من
الجراءات والترتيبات الجماعية بالطرق السلمية )التفاوض ،التحقيق ،التوفأيق ،الوساطة ،التحكيم،
القضاء( أو باستخدام القوة )الردع أو المنع( .
ب -حالة الدفأاع عن النفس وفأق ما تنص عليه المادة 51من ميثاق المم المتحدة .
-3فأي حالة إقرار مجلس المن استخدام القوة يجب على الدول العضاء فأي نظام المن
الجماعي أن تتفوق فأي حجم القوة العسكرية وغير العسكرية على الدولة المعتدية والمخلة بنظام
المن الجماعي).(46
رغم أن المحافأظة على السلم والمن الدوليين هو ما يهدف إليه كل من نظام توازن القوى
ونظام المن الجماعي ،إل أنهما يختلفان فأي الوسائل ،ويمكن الموازنة بينهما فأي ما يلي:
21
ب -مركزية إستراتيجية الردع.
-2نقاطأ الختلف :ويمكن ابراز نقاط الختلف بين نظام المن الجماعي ونظام توازن القوى فأي
الجدول التي:
الجدوأل رقم ) :(1نقاط الختلفا بين نظام المن الجماعي وأنظام توأازن القوأى:
نظام توازن القوى نظام المن الجماعي
العلقات الدولية ذات طابع صراعي. العلقات الدولية ذات طابع تعاوني
التحالف موجه ضد دول أوالمجتمعات الخارجية الحلف الدولي يكون ضد طرف معتدد داخل
غيرالمنضمة إليه. النظام نفسه.
الستقلل النسبي للدول المكونة للنظام مركزية التشغيل والتوجيه لن مركزه سلطة التنظيم
ومرونة الحلف. الدولي.
22
السلطة /المجتمع/الدول الخرى)المجموعات الدول الخرى مصادر التهديد
الخرى فأي شكل عنف مباشر أو بنيوي(
-استخدام القوة -تنسيق جميع وسائل استخدام القوة العسكرية بشكل وسائل تحقيق المن
بشكل جماعي الضغط للزام أطراف منفرد
-الضوابط النزاع بإيقاف العنف
المؤسسية -العمل على إيقاف العنف
والدمقرطة -العمل على الدروب
-التنمية الثلثة للدبلوماسية
القتصادية -التنمية القتصادية
المتساندة المتساندة لتحقيق سلم
متساند
التدخل لغراض إنسانية التدخل حسب ما تمليه دور الطرف الثالث
)العتبارات الخلقية والنسانية( المصلحة الوطنية
السيادة ومصالح الدول الكبرى)سوء استخدام طبيعة وواقع التحالفات قيود تدخل الطرف الثالث
التدخل النساني( غياب إجماع دولي حول معايير الدولية
إجازة التدخل.
23
المبحث الثاني
التجاهات النظرية في تحليل المن الدولي
المطلب الوأل :النظريات العقلنية :
تنظر النظريات العقلنية )التفسيرية والتأسيسية( إلى العالم بوصفه شييئا يقع خارج نظرياتنا عنه،
وتهتم بكشف النماط المنتظمة للسلوك النساني ،فأهي بذلك تفسر العالم الجتماعي كما يفسرعالم
الطبيعة العالم الفيزيائي .وتجد سندها المعرفأي فأي المذهب الوضعي ،الذي يمكن تعريفه على أنه :
" وجهة نظر تحدد كيفية إنشاء المعرفأة " .
أ -وحدة العلم ،وبالتالي وحدة المناهج التي نطبقها فأي العوالم العلمية والجتماعية .
ج -فأي العلوم الجتماعية ،يمكن اكتشاف النماط المنتظمة بنفس الطريقة التي نتبعها فأي العلوم
الجتماعية.
د -إن تأكيد حقيقة المقولت ،يتم فأقط من خلل العودة إلى هذه الحقائق الحيادية ،أي أن معيار
الحقيقة هو التحقق الوضعي والتجريبي ،وهذا ما يسمى بنظرية المعرفأة التجريبية.
وهنا يعتقد أصحاب النظرية التأسيسية أن كل ادعاء للحقيقة يمكن الحكم عليها بأنها صحيحة أم
خاطئة وبالتالي إمكان وجود تفسير لعالم ثابت يمكن معرفأته ،كما يذهب إليه جون ميرشايمر.
نشأت المدرسة الواقعية كردة فأعل أساسية على تيار المثالية عقب الحرب العالمية الثانية ،فأقد
جاءت لتدرس وتحلل ما هو قائم فأي العلقات الدولية وتحديذدا سياسة القوة والمصلحة والحرب
والنزاعات ،وحاولت تقديم نظرية سياسية لتحليل وفأهم الظواهر الدولية.
24
أ -أهم مسلمات الفكر الوأاقعي :تتمثل فأي :
-1السياسية ل تحددها الخلق ،ويؤكد ميكيافأللي فأي هذا الخصوص أن الخلقية هي نتاج القوة،
وهذا ما يقول به كل من جون بودان وتوماس هوبز.
-2إن النظرية السياسية تنتج عن الممارسة السياسية ،وكذا عن تحليل وفأهم التجارب التاريخية
ودراسة التاريخ.
-3تقوم الواقعية على مفاهيم أساسية هي القوة والمصلحة الوطنية ،وتدرس تأثيرهما فأي تحديد
السياسة الخارجية ،وتركز على مفهوم ميزان القوى لقامة السلم والستقرار الدولي.
-4سياسة القوة هي قابلة للتطبيق فأي كل زمان )التاريخ( ومكان )الجغرافأيا( ،منذ ثوسيديديس
مؤرخ الحروب البولينيزية و فأوتيرايوس والفيلسوف الهندي كوتيليا وميكيافأللي وهوبز و هانس
مورغانتو وصولذ إلى ريمون أرون وكار و ولتز...
-5إن أساس الواقع الجتماعي هو الجماعة ،على أساس أن الفأراد يواجهون بعضهم بعض،
ليس كأشخاص ،بل كأعضاء فأي جماعة منظمة ،قد تكون قبيلة أو عشيرة أو دولة – مدينة أو
إمبراطورية أو دولة قومية فأي ظل ندرة الموارد وزيادة الضغط السكاني عليها .وبالتالي فأإن مرتكز
الحياة السياسية هو جماعات النزاع ،ولذا فأإن تغيرت أشكال هذه الجماعات فأإن طبيعة النزاع
الرئيسة ل تتغير ،وبالتالي فأل وجود لنسجام المصالح.
-6إن النظرية السياسية حسب الواقعين تتأثر بمفهوم الدولة عند هيغل التي هي حقيقة موضوعية
ذات وجود منفصل عن وجود الفأراد ،كما يرتبط معنى الدولة ذات السيادة حتمذيا باستخدام القوة وهي
ذات بعدين):(48
أ -بعد داخلي كما يعرفأه ماكس فأيبر ،عندما عرف الدولة بأنها "احتكار الستخدام المشروع للقوة
الفعلية ضمن منطقة معينة " ،فأهي لديها سلطة عليا لصدار القوانين وتنفيذها ،وهذا هو أساس
العقد غير المكتوب الذي بموجبه يتنازل الفأراد عن حريتهم للدولة مقابل المن ،فأالمهم عند
الواقعيين هو تنظيم السلطة داخلذيا فأي إطار دولة السطوة.
ب -أما الخطوة الثانية هي تعظيم القوة دولذيا واعتبار النظام الدولي غاية بسبب غياب سلطة
مركزية عليا تحتكر القوة ،وتفرضها على جميع الدول كما هو الحال داخل الدولة ،فأهو نظام
فأوضوي ،وفأي هذا الحال تتنافأس الدولة مع الدول الخرى من أجل الحصول على المن والسواق
25
والنفوذ وباقي مصادرالقوة .وطبيعة هذا التنافأس هي حصيلة صفرية ،على اعتبار أن ما تكسبه دولة
ما من حصة زائدة هو بالضرورة اقتطاع من حصة دولة أخرى فأي ظل تنافأس أو صراع على موارد
محدودة).(47
-7يعتبر مبدأ بقاء الدولة واستم ارريتها هو أوجب وأهم مبدأ من مبادئ الواقعية ،فأالهتمام
القصى للدول ينحصر فأي المن ،وهو شرط مسبق لتحقيق باقي الهداف سواء كان بالغزو أو
لمجرد نيل الستقلل ،وكما ذكر كنيث والتز فأإن" بعد دافأع البقاء قد تكون أهداف الدول متنوعة
بأشكال ل نهاية لها" .كما سعى نيكولو ميكافأيللي إلى أن يجعل من فأن البقاء علذما قائذما بحد ذاته،
حيث صاغ مجموعة من القواعد التي تمكن الحاكم من الحتفاظ بالسلطة وذلك بالرتكاز على
مجموعة من المبادئ أهمها:
أ -الحنث بالوعود التي يقطعها الحاكم إذا تبين أنها مخالفة لمصالحه.
وفأي التجاه الحديث للنظرية الواقعية نجد تأثير واضح للفكر الميكافألي وبالذات فأي موضوعين
أساسين هما:
*إن السياسة الدولية تتطلب تطبيق أحكام أخلقية وسياسية تختلف عن تلك الحكام السائدة فأي
السياسة الداخلية ،بحيث إن فأهم طبيعة النسق الدولي ومعرفأة تفاعلته مهمة أساسية للحفاظ على
بقاء الدولة واستم ارريتها ،وهو ما عبر عنه وزير الخارجية المريكي السابق هنري كيسنجر بقوله" :
إن بقاء الدولة هي مسؤوليتها الولى والقصوى ،ول يمكن المساومة عليها أو تعريضها للخطر ".
وكذا تسخير تصرفأات الزعماء الفردية الأخلقية للمصلحة الوطنية.
* ل يقتصر اعتراض الواقعية على مبدأ انتهاج رجال الدولة لمبادئ أخلقية) إل فأي إطار يخدم
المصلحة العامة( .بل يتعداه ليشمل جميع جوانب الفكر الداعي إلى انتهاج الخلق فأي معترك
السياسة الدولية ،حيث يرفأض الواقعيون أن يكون المجتمع الدولي القيمة السياسية العليا ،بل يرون
أن الدولة هي الخير السمى ،على اعتبار أن لكل دولة قيمها ومعتقداتها وثقافأتها الخاصة ،ولغياب
ثقافأة واحدة مشتركة توحد بين مكونات مثل هذا المجتمع الهجين ،بالضافأة إلى غياب مؤسسات
26
مشتركة وسلطة عليا فأوق سلطة الدولة ،ويرى كار أن ترويج مزايا التجارة العالمية الحرة والحكومة
العالمية...ما هو فأي حقيقة المر سوى أصداء ل شعورية للسياسة القومية )النسبية الخلقية(.
-8خلفأا للواقعيين التقليديين يرى كنيث والتز فأي كتابه " نظرية السياسة الدولية " أن السياسة
الدولية ليست فأريدة بسبب انتظام مسار الحرب والصراع والتوازن ما دام ذلك أم ذار مألوذفأا فأي السياسة
ضا ،مع ملحظة أن الفارق الكبر بين النظامين الدولي والداخلي يكمن فأي بنية كل
الداخلية أي ذ
منهما ،ذلك أن أمن المواطنين فأي النظام الداخلي هو مهمة الدولة بالساس ،أما فأي النظام الدولي
فأإن تحقيق المن ل يكون إل بالعون الذاتي أو بالعتماد على النفس بسبب غياب سلطة عليا لمنع
استخدام القوة .لكن سعي الدول لتحقيق أمنها سيزيد من حالت انعدام المن تلقائذيا لدى دول أخرى،
وهذه السلسلة المتصاعدة من حالت الأمن يصطلح عليها " المعضلة المنية " .و يفسر كل من
بوث و ويلر نشأتها حين تحدث الستعدادات العسكرية لدولة ما شعوذار بعدم الطمئنان ل يمكن
انتزاعه من تفكير دولة أخرى إزاء الحيرة فأي ما إذا كانت تلك الستعدادات لغراض دفأاعية ل غير،
أم لغراض هجومية).(51
إوازاء حالة المعضلة المنية انشطر الواقعيون إلى جناحين هما :
-8-1الواقعيون البنيويون الذين يعتقدون أن المعضلة المنية حالة مزمنة فأي السياسة الدولية.
-8-2الواقعيون التاريخيون الذين يرون أنه يمكن التخفيف من آثار المعضلة المنية – حتى فأي
نظام العون الذاتي – من خلل تفعيل آلية ميزان القوى.
ويرى الواقعيون البنيويون أن نظام توازن القوى فأي حالة العتماد الذاتي سيبرز حتى فأي غياب
سياسة تهدف إلى إقامته ،وكذا قيامه بصرف النظر عن نوايا أي دولة بعينها ،ويرى والتز أن التوازن
العرضي يقوم من خلل التفاعلت والمعاملت بين الدول على غرار التوازن الذي يقوم بين
الشركات والمستهلكين فأي سوق اقتصادية حرة )وفأق النظرية القتصادية الليبرالية الكلسيكية(،
ويشدد الواقعيون الليبيراليون على أهمية الدور الذي يؤديه الدبلوماسيون والزعماء فأي الحفاظ على
توازن الدول ،الذي هو ليس وضذعا تلقائذيا ،بل إنه وضع يجب بنائه.
ضا على أن ميزان القوى حالة غير مستقرة ،كما أنه يختل أو
وتتفق أشكال المذهب الواقعي أي ذ
ينهار إما بسبب الحرب أو التغير السلمي ،لتقوم بعده موازين قوى جديدة ،وعند انهيار ميزان القوى
لمد طويل ،فأإن الدولة فأي أحسن الحوال ل تستطيع أن تفعل أكثر من تخفيف الثار السلبية
لوخم العواقب الناتجة عن المعضلة المنية .والسبب هو انعدام الثقة على صعيد العلقات الدولية.
27
ويؤكد والتز فأي -كتابه " النسان والدولة والحرب" -على إقامة سلطة تنفيذية من مؤسسات الدولة،
وكذا فأهم المشكلة المتصلة بتنسيق مصالح الفأراد مقابل مصالح الجماعة ،وتحديد الخطوط الفاصلة
بين المصالح قصيرة المد والمصالح بعيدة المد.
أما على مستوى السياسة الدولية ،فأإن منطق العتماد على الذات يخفف من صرامة الشرط
الخاص بالمصالح الجماعية مثل المن والتجارة الحرة وظروف هذه التجارة ،وكذا مقتضيات الميزة
النسبية فأي التبادل التجاري الدولي ،فأإن الدول جميذعا تستفيد أكثر فأي عالم يتيح حرية انتقال
أو التجمعات البضائع والشخاص والخدمات ورأس المال عبر الحدود ،لكن بعض الدول
القليمية مثل التحاد الوروبي تستطيع أن ترفأع من مكاسبها عبرانتهاج سياسة حمائية لمنتجاتها
المحلية ،بشرط أن ل ترد باقي الدول بالمثل ،ولكن فأي الغالب ترد الدول على هذه السياسة بالمثل،
وتكون النتيجة انهيار فأي التجارة الدولية والتي تقود بدورها إلى ركود فأي القتصاد الدولي ،نتيجة
تراجع حجم الثروة لكل دولة.
ولحل هذه المشكلة فأي إطارأنظمة العون الذاتي يؤكد الواقعيون الليبراليون على أهمية إقامة
أنظمة مثل التفاقية العامة للتعرفأة والتجارة التي تحولت إلى المنظمة العالمية للتجارة ،والتي تضع
نماذج لحكام ومعايير إواجراءات للتبادل الدولي ،وأي دولة تخرج عن ذلك اللتزام تفرض عليها
عقوبات.
وهنا يتفق الواقعيون البنيويون مع الواقعيين الليبيراليين على أن النظمة الفوق قومية تسهل التعاون
بين الدول وفأق ظروف معينة.
وقد صاغ الواقعيون مشكلة العمل الجماعي ضمن نظام العون الذاتي انطلذقا من النظرية
الستدللية ،التي يعرفأها ألكسندر ويندت على أنها " :نظرية بنيوية عن النظام الدولي تطرح
الدعاءات الجوهرية التية :
ب -البنى الرئيسة فأي نظام الدول تكمن فأي ثنايا التبادل الفكري وليست ذات طبيعة مادية.
ج -هويات الدول ومصالحها جزء مهم تشكله هذه البنى الجتماعية " ).(52
28
معضلة المن :تذهب الواقعية الجديدة إلى اعتبار أن الحرب معلم تاريخي دائم من معالم السياسة
العالمية ،ذلك أن الدول تواجه معضلة أمنية ليمكن التخلص منها ،وكان جون هارتز أول من
أوضح هذه الفكرة حيث قال " :إنها مفهوم بنيوي تقود فأيه محاولت الدول للسهر على متطلباتها
المنية بدافأع العتماد على الذات – وبصرف النظر عن مقاصد هذه المحاولت – إلى ازدياد
تعرض دول أخرى للخطر ،حيث إن كل طرف يفسر الجراءات التي يقوم بها على أنها إجراءات
دفأاعية ويفسر الجراءات التي يقوم بها الخرون على أنها تشكل خط ذار محتملذ " ).(53
وبالتالي فأإن التعاون فأي ظل العتماد على الذات أمر صعب لنه يصطدم بشكوك إزاء
الستعدادات العسكرية التي تقوم بها الدول الخرى ،فأهل هي فأقط للدفأاع عن النفس ؟ أو أنها جزء
من خطط عداونية؟ وهذا ما يخلق حالة من الشك المتبادل الذي يؤدي بدوره إلى دوامة من الفعل
والفعل المضاد ،وزيادة مخاوف الطرفأين بشكل كبير ،ويرى كل من ويلر وبوث أن " الشعور بانعدام
المن يؤدي إلى مزيد من الشعور بانعدامه ،مما يجعل احتمال قيام الحرب أم ذار ممكذنا على الدوام ".
وحتى عندما يكون هناك اعتقاد بأن دولة ما تضمر نوايا حسنة يظل هناك شعور بأن هذه النوايا
يمكن أن تتغير ،ويرى باترفأايلد أن "من يبالغ فأي حسن الظن يفتح الباب واسذعا ليكون فأريسة
. )(54
للستغلل ،مما يؤدي إلى عواقب كارثية "
والنظرية الواقعية كمدرسة فأكرية تنقسم إلى عدد من التجاهات النظرية فأي رؤيتها للمن الدولي،
ويمكن رصدها كالتي:
أ -الوأاقعية الجديدة :تقوم الواقعية الجديدة أو الواقعية البنيوية على عدد من الفرضيات الساسية
التي يمكن إيجازها فأي النقاط التية :
-1النظام الدولي هو نظام فأوضوي ،بمعنى غياب سلطة مركزية تضبط سلوكية الدولة ،كما هو
موجود فأي نظامها الداخلي.
-2للحفاظ على سيادة الدولة وبقائها وتوسيع نطاقها لبد من بناء قوة عسكرية هجومية ضاربة.
-3الريبة والشك كمحدد أساسي فأي سلوكية الدولة تجاه نوايا باقي الدول ،وبالتالي ضرورة
الستعداد واليقظة ،فأالريبة هي أمر متأصل فأي النظام الدولي.
-4بقاء الدولة واستم اررية وجودها وسيادتها هو أهم محدد مؤثر على سلوكيته)(55ا.
29
-5عدم اليقين فأي تقدير إمكانات وقدرات ونوايا الخصم ،بسبب التضليل الذي يمارسه ،وكذا
بسبب شح المعلومات أو كثرتها وتضاربها ،وهذا ما يؤدي إلى سوء الدراك والوقوع فأي مشكلة سوء
تقدير القوة الحقيقية أو القوة المفترضة للدولة الخصم)خصوصاذ وقت الزمات( ،وهو ما يدفأع الدول
إلى التصرف بعدوانية.
-6بناء المن القومي أو انعدامه ،متعلق إلى حد كبير ببنية النظام الدولي )لهذا تسمى هذه
ضا بالواقعية البنيوية( وبنيته الفوضوية المتينة ،وهذا ما يؤدي إلى اتسام السياسات
النظرية أي ذ
العالمية فأي المستقبل بالصراع كما كان فأي الماضي ،وهذا ما ذهب إليه جون ميرشايمر فأي مقالة
كتبها عام 1990م ،حين أكد أن نهاية الحرب الباردة سوف ترجع بنا إلى نظام دولي يتسم بميزان
قوى متعدد القطاب ،تسود فأيه النزعة القومية والتنافأس الثني كمقدمة لعدم الستقرار والصراع،
وفأي تقييمه لفترة الحرب الباردة ،فأإنها فأترة سلم واستقرار نتيجة لبنية القوى العالمية وميزان القوى
ثنائي القطبية ،وبانهياره سوف نرجع إلى نوع من صراع القوى الكبرى الذي شكل مأزقاذ فأي العلقات
. الدولية منذ القرن السابع عشر.
-7السياسات الدولية ل تتصف بالحروب المستمرة لكن هناك تنافأس أمني شديد ،يكون فأيه احتمال
قيام الحرب أم اذر ممكناذ ومتوقعاذ باستمرار).(56
ب -الوأاقعية الشاتراطية :يعتبر الواقعيون الشتراطيون أنفسهم واقعيين بنيويين أو واقعيين جدذدا،
لكنهم أكثر تفاؤلذ بإمكان تحقيق التعاون بين الدول مقارنة بالواقعيين الجدد التقليديين ،و يرى شارل
غلسر أنه " :خلذفأا للحكمة التقليدية ،فأإن النزعة العامة القوية للخصوم فأي التنافأس ليست نتيجة
منطقية حتمية للفأتراضات الساسية للواقعية البنيوية " .
كما يؤكد أصحاب هذه النظرية وجود إمكانات كبيرة للخصوم لتحقيق أهدافأهم المنية على وجه
أفأضل عبر السياسات التعاونية بدلذ من السياسات التنافأسية ،والمن هنا مشترط بالظروف السائدة
فأي حينه.
وتقوم الواقعية الشتراطية على ثلث انتقادات أساسية للواقعية البنيوية وهي:
30
-1رفأض النزعة التنافأسية المتأصلة فأي الواقعية البنيوية رغم بقاء العون الذاتي كأحد أبرز سمات
العلقات الدولية ،إل أنه ل يعني بالضرورة التنافأس المؤدي إلى الحرب ،فأفي السبعينيات
والثمانينيات كان هناك تعاون لخفض المخاطر المجهولة المقترنة بسباق التسلح ،بدل الدخول فأي
سباق تسلح على غرار معظم سنوات الحرب الباردة.
-2على عكس الواقعية البنيوية التقليدية ،يرى الواقعيون الشتراطيون أن الدول تلجأ إلى التعاون
لتفادي المعضلة المنية الناجمة عن مخاطر السعي وراء المزايا النسبية ،وقبولها بالتكافأؤ التقريبي
بدل السعي لتحقيق أقصى المكاسب التي هي بالضرورة على حساب الخرين ،وهو ما يفتح الباب
واسذعا أمام سباق التسلح ،الذي يؤدي على المدى البعيد إلى تهديد أمن الجميع.
-3يقر الواقعيون الشتراطيون أن الغش ينطوي على مخاطر ،لكن ما يرفأضونه هوالمبالغة فأي
التأكيد على الغش ،ويرى كل من شيللينغ و هالبرين أن " بالمكان الفأتراض أن اتفاقية ما تترك
احتمال حدوث الغش هي اتفاقية غير مقبولة ،أو أن من شأن الغش أن يؤدي بالضرورة إلى مكاسب
هامة إستراتيجيا " ).(57
كما أنهم يؤكدون على أن الخطار التي مصدرها الحد من سباق التسلح هي أقل من الخطار
التي ينطوي عليها سباق التسلح ،وهي السبب الساسي لتفاقيات INFومعاهدة ستارت ،1
وستارت ) 2معاهدة خفض السلحة الستراتيجية 1و .(2
ج -الفوأضى الناضجة :يذهب أنصار هذه النظرية إلى اعتبار بنية النظام الدولي جد أساسية فأي
تحديد سلوك الدول ،كما يركزون على غياب سلطة عليا داخل هذا النظام ،وخلذفأا للواقعية التقليدية،
فأإن نظرية الفوضى الناضجة تقدم تقييذما أكثر تفاؤلذ بخصوص إقامة تعاون بين الدول .ويرى باري
بوزان أن فأترة الثمانينيات والتسعينيات قد شهدت فأوضى أكثر نضوذجا حيث تزايد الدراك لخطار
المنافأسة فأي عالم نووي.
كما يؤكد بوزان أن الدولة الكثر نضذجا فأي النظام الدولي هي الدولة التي تراعي مصالح جيرانها
عند رسم سياستها الخاصة ،وذلك لسباب أمنية ،وفأي هذا الصدد يقول ":إن الدول تزداد إد ارذكا بأن
أوضاع المن الوطني مترابطة ،وأن السياسات المنية مبالغ فأي انطوائها على الذات ،بصرف
النظر عن مدى إغراءاتها الشوفأينية ،تؤدي إلى عكس الغرض منها فأي خاتمة المطاف " .ويستشهد
بدول الشمال التي تحولت إلى جماعة أمنية بعد أن خاضت حروباذ عسكرية وسباقاذ للتسلح بأوروبا
عبر "عملية نضوج" أنتجت مجتمذعا متسانداذ منذ معاهدة روما التي أرست المن عبر حل الخلفأات
31
وتسويتها من خلل الحلول السلمية ،وهذه التجربة التمدنية يمكن نقلها إلى نظم إقليمية أخرى ،يكون
فأيها مؤشر الترابط فأي المجالت السياسية والقتصادية ينمو بشكل متزايد).(58
فأهي عملية تراكمية وبطيئة وغير متساوية النجازات على الصعيد الدولي ،وفأي المحصلة هي
دعامة أساسية للستقرار والمن الدوليين ،حيث كلما زاد معدل الترابط المني بين الدول ،تزايدت
احتمالت تضاؤل المعضلة المنية.
مصاعب التعاوأن المني الدوألي :يرى ك ديتاب النظرية الواقعية أنه لم يحدث تغير كبير فأي جوهر
المن الدولي فأي أعقاب الحرب الباردة ،ويؤكدون على أننا ل نزال نعيش فأي عالم يسوده الشك
والتنافأس المني ،رغم وجود تعاون قائم بين الدول والدليل هو حرب الخليج الثانية والثالثة ،وكذا
الحروب التي تلت تفكك يوغوسلفأيا والتحاد السوفأياتي ،ويمكن إرجاع سبب هذه الصعوبة فأي
تحقيق التعاون إلى عاملين أساسين هما:
أ -الغش :ل ينكر ستيفن والت و جون ميرشايمر وجود تعاون قائم بين الدول ،كما أنهما يقران
بوجود فأرص أكبر للتعاون مقارنة بالماضي ،وفأي نفس الوقت فأإنهما يقولن أن هذا التعاون محدود،
لن الدول كانت ول تزال خائفة من نقض أي اتفاقية للحد من انتشار السلحة ،بسبب المخاطر
الكبيرة الناجمة عن طبيعة التقنيات العسكرية الحديثة التي من شأنها أن تحدث اختللذ غير مسبوق
فأي ميزان القوى بين الدول ،فأالدولة إذن مدركة لمسؤولية القيام بأعباء أمنها الوطني ،وهذا هو
السبب الذي يدعو القوى النووية إلى الحتفاظ ببعض أسلحتها النووية رغم التفاقيات التي أبرمتها
لخفض السلحة الستراتيجية فأي بداية تسعينيات القرن الماضي أو تمديد اتفاقية عدم انتشار
السلحة النووية المعقودة سنة 1995م ،واستحداث العديد من برامج التسلح غيرالمعلن عنها لدى
غالبية الدول.
ب -مسألة المكاسب النسبية :يعتبر العديد من أتباع الواقعية الجديدة أن اهتمام الدول بتحقيق
مكاسب نسبية على حساب المكاسب المطلقة معيق لعملية التعاون الدولي ،الذي يقوم على الموازنة
بين المكاسب التي تحققها الدول المنظوية فأي منظومة تعاونية واحدة ،فأإن الدول تسعى إلى تحقيق
الحد القصى من المكاسب على حساب باقي الدول الطراف ،ضمن بيئة دولية يسودها الشك
وانعدام الثقة وهو ما يعقد عملية التعاون).(60
أ -الفقر الخلقي للواقعية عندما تدعو إلى فأصل الخلق عن السياسة والمصالح.
32
ب -يمكن اعتبارها إيديولوجية أو خطاب قوة ،لنها تعتقد أن البيئة الدولية بيئة فأوضوية خاضعة
للقوى ،كقانون أوحد.
ج -عدم الدقة فأي تعريف المفاهيم الساسية مثل مفهوم القوة والمصلحة القومية وميزان القوى ،وفأي
هذا الصدد يقول ستانلي هوفأمان " :من غير الممكن استعمال كلمة أو اسم واحد )القوة( لمتغيرات
مختلفة ،وهي :القوة كمحدد للسياسة ،القوة كمقياس للسياسة ،القوة المحتملة ،القوة المستعملة ،القوة
. )(60
كمحصلة موارد عديدة والقوة كمجموعة من العمليات"
د -استعمال مفاهيم تحليلية لم تعد صالحة لتقديم تحليل شامل للسياسة العالمية ،وتركز على الدولة
كفاعل شبه وحيد فأي السياسة العالمية.
ذ -اغفال الجوانب الجتماعية الداخلية والعتبارات الشخصية فأي عملية صنع السياسة الخارجية.
ثانيلا :النظرية الليبرالية وأالمن الدوألي :يختلف الليبيراليون حول ما إذا كان السلم هو هدف
السياسة العالمية ،كما يختلفون أيضأ حول كيفية إقامته ،فأهل يكون من خلل الحكومة العالمية؟ أو
المن الجماعي ؟أو التجارة العالمية؟ كما أنهم منقسمون حول كيفية استجابة الدول الليبرالية للدول
أو الحضارات غير الليبرالية ،فأهل يكون ذلك بالتسامح ؟ أو بالغزو و التحويل؟.
أ -المذهب الدوألي الليبرالي :يقوم هذا المذهب على مبدأ أن النظام الطبيعي قد أفأسدته سياسات
نظام توازن القوى ،بالضافأة إلى رفأض فأكرة همجية العلقات الدولية أو كما وصفها كانط "بحالة
ضا أن بإمكان العقل أن يحقق الحرية والعدالة فأي
الوحشية التي ل تخضع لي قانون" ،ويرى أي ذ
العلقات الدولية ،كما دعى إلى إنشاء عقد فأيدرالي بين الدول للغاء الحرب ،على عكس الواقعيين
الليبرالين مثل هوغو غروتيوس الذي دعى إلى تنظيمها ،وهذه الفيدرالية تماثل معاهدة سلم دائم،
ضا عن طرف فأاعل )دولة عظمى( أو حكومة عالمية .ويمكن تحديد المخطط الفلسفي لمشروع
عو ذ
السلم الدائم حسب كانط فأي النقاط التية:
المادة الحاسمة الوألى :أن يكون الدستور المدني لكل دولة دستوذار جمهورذيا.
المادة الحاسمة الثانية :أن يستند قانون الشعوب على أساس نظام اتحادي بين دودل حرة .
المادة الحاسمة الثالثة :أن يكون الحق العالمي محدوذدا بشروط الضيافأة العالمية ).(61
كما يشترك جيريمي بنثام مع كانط فأي هذه الفكرة ،حيث يرى أن دولذ فأيدرالية مثل ألمانيا والوليات
33
المتحدة المريكية وسويس ار قد تمكنت من تحويل هويتها المستندة إلى مصالح متصارعة إلى فأيدرالية
أكثر سلمية.
وهذه المشاريع هي لتحقيق سلم دائم وتوسعة للعقد الجتماعي الذي يربط بين الفأراد فأي
المجتمع المحلي إلى الدول فأي النظام الدولي ،وكان أصحاب هذا المذهب يعتقدون بقيام مجتمع
دولي يحكمه القانون دون قيام حكومة عالمية على عكس المثاليين.
ب – المثالية :تذهب المثالية فأي رؤيتها للمن الدولي إلى أنه يمكن تحقيقه فأي ظل نظام دولي
يدار بواسطة منظمة دولية )،وهذا عكس ما يذهب إليه أصحاب المذهب الدولي الليبرالي( ،ويرى
جيه .إيه .هوبسون أن المبريالية نتجت عن الستهلك المتدني فأي المجتمعات الرأسمالية ،المر
الذي دفأع بالرأسماليين إلى البحث عن أسواق خارجية لتصريف فأائض النتاج لتحقيق أرباح أكبر
فأي ما وراء البحار ،وهذا ما أدى إلى إخضاع الشعوب ونهب مواردها ،وأصبحت السبب الساسي
للصراع الدولي ،وهو ما ينفي حجة المذهب الدولي الليبيرالي بأن الرأسمالية مسالمة فأي أساسها من
خلل السلم بالترابط ،حيث كانت الحرب العالمية الولى الدليل الذي أكد أن السلم ليس وضذعا
طبيعذيا ،بل هو وضع يجب إقامته ،وقد وجه ليونارد وولف نقذدا شديذدا للفكرة القائلة أن السلم
والزدهار جزء من نظام طبيعي متأصل ،بل أنه بحاجة إلى آليات مبتدعة عن وعي إوادراك.
كما دعى الرئيس المريكي السابق وودرو ويلسون إلى إقامة منظمة دولية تنظم العلقات الدولية،
انطلذقا من فأكرة وجود سلطة وطنية لتنظيم المجتمع المحلي التي حاول اسقاطها على المجتمع
الدولي ،الذي هو بحاجة إلى إجراءات ديمقراطية لحل النزاعات وقوة دولية فأي حال فأشل
المفاوضات ،تستخدم عند الضرورة ،لفرض إرادتها ،وهي أساس نظام المن الجماعي الذي نصت
عليه المادة السادسة عشر) (16من ميثاق عصبة المم ،حيث جاء فأيها " :فأي حالة وقوع حرب
من الحروب فأإنه يتعين على جميع الدول العضاء وقف العلقات الطبيعية مع الدولة المعتدية
وفأرض العقوبات ،وعند الضرورة ،وضع قواتها المسلحة تحت تصرف مجلس العصبة إذا ما دعت
الحاجة إلى استخدام القوة لرجاع المور إلى نصابها " ).(62
لكن هذا الخطاب المثالي سرعان ما تهاوى أمام المصالح الذاتية لكل دولة ،حيث كان احتلل
اليابان لمنشوريا عام 1931م ،إوايطاليا للحبشة عام 1935م ،إواعادة ألمانيا احتلل أراضي الراين
ثم ضم النمسا ،فأالهجوم على بولنده ،الذي كان بداية للحرب العالمية الثانية.
34
ج -المذهب المؤسسي الليبيرالي :يقوم هذا المذهب على التشكيك فأي قدرة الدولة على أن تحقق
الهداف الليبرالية المتمثلة فأي النظام والعدل ،حتى لو توفأرت الرادة ،ويقترح المذهب المؤسسي
الليبيرالي أن تتوزع السلطة على مستويين هما:
وبعد قيام الحرب العالمية الثانية تبين جلذيا فأشل عصبة المم وضرورة استبدالها بمؤسسة دولية
أخرى تكون مسؤولة عن السلم والمن الدوليين ،وهكذا تم إنشاء منظمة المم المتحدة ،حيث توافأقت
الدول العظمى على إقرار إجراء تنفيذي ،من خلل نظام النقض )حق الفيتو( وهو ما شكل أنموذجاذ
جديداذ للمن الجماعي ،لكن مع بداية الحرب الباردة أصبح المن الجماعي معطلذ بسبب الستخدام
. )(63
المتبادل لحق النقض
ومع نهاية الحرب الباردة تم تفعيل هذا النظام فأي حرب الخليج الثانية ،حيث تشكلت قوة دولية
لخراج العراق من الكويت بقيادة الوليات المتحدة رغم أن القرار نص على أن تكون القيادة للمم
المتحدة.
-1المذهب الدوألي الليبرالي – الجديد :تعتبر أطروحة السلم الديمقراطي تطوي ذار لمشروع كانط
حول السلم الدائم ،ونجد من أبرز روادها بروس راست و مايكل دويل الذي يرى أن الدول الليبرالية
أوجدت سلذما منفصلذ عن السلم العالمي ،كونها ل تحارب بعضها البعض ،كما يؤكد أن التمثيل
الديموقراطي واللتزام اليديولوجي بحقوق النسان والترابط العابر للحدود الوطنية يفسر اتجاهات
الميل إلى السلم التي تتميز بها الدول الديمقراطية ،وغيابها يساعد على سيادة منطق القوة.
وهي الحجة التي استند إليها بيل كلينتون فأي خطابه عن حالة التحاد عام 1994م ،لتبرير
سياسة نشر الديمقراطية فأي العالم ،وكذا دعم تحول شرق أوروبا إلى الليبيرالية ،وتهيئتها لعضوية
التحاد الوروبي ،فأحسب أفأكار السلم الديموقراطي ،فأالحرب نادرة أو ل وجود لها بين الدول
الليبرالية ،حتى فأي ظل تعارض المصالح ،كونها تحل هذه المشاكل عن طريق الوسائل السلمية،
كالمفاوضات والتحكيم والوساطة والتوفأيق ...وكذا القيود المؤسسية المشتركة دون التهديد باستخدام
ل.
القوة أو استخدامها فأع ذ
35
ويرى دويل أن " إحدى فأوائد الديموقراطية هي أن الخلفأات تعالج قبل وقت طويل من أن تصبح
منازعات تخرج إلى الساحة العامة ".
أما فأرانسيس فأوكوياما فأهو يجادل أن اليديولوجية الليبرالية قد ألحقت الهزيمة باليديولوجيات
المنافأسة كالملكية الوراثية والفاشية والشيوعية كأفأضل نظام للحكم ،كما أنها تشكل نقطة النهاية فأي
التطور اليديولوجي للنسانية ،وهي "الصورة النهائية لنظام الحكم البشري" ،فأهي بالتالي نهاية
للتاريخ .ويرى فأوكوياما أن قيام الحرب بين الدول الديموقراطية الليبرالية هو احتمال ضئيل ،حيث
يستند فأي تفسيره لهذه الفرضية على تقسيم أفألطون للروح النسانية فأي كتابه "الجمهورية" إلى ثلثة
. قوى هي :الشهوة ،العقل ،القوة ) الهمة والشجاعة أو ما يسميه" الثيموس "(
)(65
فأالشهوة والعقل يدفأعان إلى تحصيل الشياء الموضوعية وتحديد أفأضل السبل للوصول إليها ،أما
"الثيموس" فأهو السعي إلى انتزاع العتراف من الخرين لضفاء قيمة الكرامة على الذات ،وهو
الرأي ذاته الذي ذهب إليه هيجل ،حيث يسعى الفأراد إلى اكتساب تقدير الخرين ،وهذا السعي
يؤدي إلى صراع بين الفأراد ،بين السادة والعبيد الذين لم تكتمل إنسانيتهم بعد ،من جهة ،ومن جهة
ثانية بين السادة أنفسهم للنتزاع العتراف والسيادة .والثورة الليبرالية )مثل الثورة الفرنسية( تلغي
الصراع بين السادة والعبيد باعتبار أنهم سادة أنفسهم .وبهذا سيكون لها تأثي اذر مباش اذر على العلقات
الدولية ،فأالديموقراطيات الليبرالية تبدل الرغبة غير العقلنية فأي العتراف بالدولة أو بالفرد برغبة
عقلنية فأي العتراف على أساس من المساواة .و كلما زاد عدد الدول الليبرالية زاد العتراف
. )(66
بشرعية الدول الخرى و بالتالي التقليل من حافأز الحرب
وفأي كل من كتابيه" نهاية التاريخ وخاتم البشر" و" الشرخ الكبير " ،وعلى عكس كل من
الهنتينغتونيين ومعظم الليبراليين الجدد ممن يؤكدون على أصالة الليبرالية كثقافأة محددة
ويدافأع ومحدودة بجزء من العالم الغربي ،حيث تواجه صد ذما حضاريا حتميا مع باقي الثقافأات،
فأوكوياما عن كونية الليبرالية وعن طموح كل الحضارات لبلوغها ،كما طرح -فأي كتابه " الثقة "
مشروع لعولمة الليبرالية -شرط أن تتبنى ثقافأات العالم %80من الحداثة الليبرالية وتحافأظ على
%20من خصوصيتها الثقافأية).(67
لكن يتفق فأوكوياما مع الهنتينغتونيين والليبراليين الجدد فأي تقسيم دول العالم ،وكذا وسائل نقل الثقافأة
والقيم الليبرالية ،من خلل النقاط التية:
36
-1-2الدوأل الفاشالة وأالمضطربة :يحدد فأوكوياما مجموعة من الوسائل لنشر القيم الليبرالية من
خلل:
أ -استخدام القوة لنزع السيادة عن الدول الضعيفة والفاشلة مثل الصومال وأفأغانستان وصربيا
والعراق ،بالضافأة إلى الدول المضطربة فأي حزام البؤس الممتد من البلقان عبر القوقاز والشرق
الوسط إلى جنوب شرق آسيا.
ب -اعتبار توفأر أسلحة الدمار الشامل بيد هذه الدول أو بيد جماعات داخلها هو تهديد غير مسبوق
للعالم الغربي .
ج -هذا التهديد الرهابي يوفأر التبرير المنطقي لعتماد الغرب على مبدأ الحرب الوقائية
والستباقية ،وهو ما تم تبنيه فأي خطاب الرئيس المريكي جورج بوش البن ،الذي ألقاه فأي كلية
وست بوينت العسكرية فأي يونيو 2002م ،حيث أعلن عن إستراتيجية المن القومي فأي الوليات
المتحدة ،وفأي خطابه الذي ألقاه فأي 26فأبراير 2003م لتحويل العراق إلى دولة ديموقراطية فأاعلة،
وهو مايشكل تحولذ راديكالذيا عن سياسة الحتواء والردع ضد العراق).(68
د -ايجاد نظام دولي جديد ما بعد نظام ويستفاليا لعام 1648م ،يتجاوز مبدأ السيادة الوطنية باسم
حقوق النسان ،يمنح للدول الغربية الحق وواجب الستيلء على الدول الفاشلة لسباب إنسانية
تتعلق بالستبداد والمجازر الجماعية إوابادة العنصر البشري وانتهاكات حقوق النسان ...إواذا كان
ضا الدفأاع
من حق وواجب الغرب التدخل لحماية الخرين لسباب إنسانية فأمن حقه وواجبه أي ذ
وحماية مواطنيه لسباب أمنية.
فأتآكل مبدأ السيادة لم يكن نتيجة التدخلت المنية بسب أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م،
بل كان نتيجة التدخلت النسانية فأي كوسوفأو ورواندا والكونغو والصومال وتيمور الشرقية وهايتي
وكمبوديا..
فأالتدخل لحماية حقوق النسان هو الكثر شرعية لنتهاك مبدأ السيادة من التدخل لمنع تهديد
أمن الدول المعنية ،لكن فأوكوياما يرى إن هذا التمييز هو مثار للجدل ،لنه كثي ذار ما تتداخل هذه
القضايا عملذيا ،حيث أن الدول المنتهكة لحقوق النسان كثي ذار ما تهدد محيطها القليمي ،أو تكون
ضعيفة إلى حد عدم قدرتها على منع هذه التهديدات أو النتهاكات).(69
37
ويقر فأوكوياما انتداب المجتمع الدولي على الدول الفاشلة والضعيفة والمضطربة بشكل غير
مباشر من خلل عمليات بناء الدولة أو بناء المة بمساعدة المنظمات الدولية والمنظمات غير
الحكومية والدول المانحة.
-1-2الدوأل القوأية وأالمتوأسطة :يمكن استخدام المذهب المؤسسي كوسيلة لضم دول غير
ليبرالية سابذقا إلى النظام العالمي الليبرالي ،فأمثلذ كي تقبل عضوية دول شرق أوروبا فأي التحاد
ل ،ولكي تقبل روسيا فأي مجموعة الدول السبع يجب أن
الوروبي ،يجب أن تثبت أهليتها الليبرالية أو ذ
تأهل ليبرالخيا ،والهدف هو التلقي القتصادي الكلي السريع فأي شبكة للدول الليبرالية.
-1-3دوأل العالم الثالث :تعتبر الشتراطية هي أنجع الوسائل لممارسة ضغط مؤسسي إقليمي،
فأهي السياسات التي يجب على الدول النامية اتباعها ،مقابل مزايا اقتصادية )قروض ،مساعدات،
هبات ،استثمارات .(...لكن لم يقتصر المر فأقط على الجانب القتصادي ،بل توسع ليشمل جوانب
الحكم الراشد وتعزيز حقوق النسان.
نقد المذهب الدوألي الليبرالي الجديد :تتمثل مثالب هذا المذهب فأي النقاط التية:
-1إن التدخل المني بسبب وجود تهديدات إرهابية أو لمجرد أن ينوي نظام معين امتلك أسلحة دمار
شامل دون التأكد من صدق هذه النوايا والتدخل لغراض إنسانية كثي ذار ما يؤدي إلى مزيد من الفوضى
والنتائج الهزيلة فأي عملية إعادة بناء الدولة ،وهو ما يذهب إليه هيدلي بول.
-2هناك تناقض كبير بين الدعوة إلى احتلل الخر المختلف والمتخلف اقتصاديا وبين إدعاء
نشر الديموقراطية والليبرالية والحريات والتعددية و حقوق النسان ..فأتعزيز الحكم الصالح يصطدم
بمبدأي السيادة وتقرير المصير ،فأالتحرر القتصادي وتعميق انخراط الغرب فأي بناء وتنظيم البنية
القتصادية والسياسية للدول النامية يحد من قدرتها على تحمل مسؤولياتها أمام مواطنيها ،وبالتالي
قطع العلقة بين الشعب والحكومة وهو منا د
ف لشكال الليبرالية الديموقراطية التمثيلية.
-3سياسة الشتراطية كثي اذر ما أحدثت نتائج عكسية على المستويين القتصادي والسياسي وهي
محل رفأض العديد من الدول ،ومنها دول جنوب شرق آسيا.
-4إلحاق الهزيمة باليديولوجية الشيوعية الستالينية ل يعني أن الليبرالية قد انتصرت على باقي
اليديولوجيات فأهناك الديموقراطية الجتماعية فأي شمال أوروبا وأشكال أخرى فأي المذهب الدستوري
غير الليبرالي فأي آسيا...
38
-2المثالية الجديدة وأالمن الدوألي :ترتكز المثالية الجديدة على المبادئ الساسية التية:
د -الصلح يجب أن يتم على المستوى الدولي ،حيث إن المؤسسات الدولية مثلها مثل الدول
بحاجة إلى أن تكون ديموقراطية.
ذ -ضرورة إدخال الحركات الجتماعية فأي هياكل صنع القرار على الصعيدين الوطني والدولي
إواشاعة الديموقراطية على صعيد القواعد الساسية أو ما يسميه ريتشارد فأالك بالعولمة من السفل.
ويقدم أنصار المثالية الجديدة مجموعة من الوسائل التي من شأنها أن تجعل السياسية العالمية أكثر
ديموقراطية ،تختلف كثي ذار عن ما يقدمه أصحاب المذهب الدولي الليبرالي الجديد.
ويلحظ أنصار المثالية الجديدة أن بعض الدول شهدت انتقالذ إلى الديموقراطية من دون أن
يتحول مجتمع الدول إلى نظام ديمقراطي ،فأحتى مع إقرار وتطبيق اتفاقات حقوق النسان فأإنها
تحتفظ بتركة النظام الويستفالي إلى حد بعيد ،بسبب الهرمية وعدم المساواة السياسية بين الدول
العضاء فأي المم المتحدة بسبب حق النقض ،وكذا تهميش دور الفواعل الدولية من غير الدول فأي
السياسة العالمية ).(70
ويقدم ديفيد هيلد أنموذذجا عالمذيا للديموقراطية يكون بديلذ لنظام ويستفاليا ،يرتكز على:
أ -إقامة برلمانات إقليمية وتوسيع سلطة الهيئات القليمية القائمة حالذيا مثل التحاد الوروبي.
ب -إنشاء محكمة دولية لحقوق النسان تشرف على مراقبة اتفاقيات حقوق النسان فأي البرلمانات
الوطنية.
ويؤكد كل من تشارلز و كليفورد كوبشان على أهمية المن الجماعي ،باعتباره طريقة لتعزيز
المن الدولي ،من خلل إقامة مؤسسات للمن الجماعي توفأر آلية أكثر نجاعة لعملية التوازن إزاء
طرف معتدد من خلل إيجاد قوة ضاربة توفأر الردع أو اتخاذ إجراءات أكثر صرامة فأي حال فأشل
الردع .كما يؤكد أنصار المن الجماعي أنه ليس حلذ أبدذيا لمنع قيام الحرب ،بل يوفأر الحد الدنى
39
لعملية التوازن المنظمة ذات الصبغة المؤسسية ،وهو أفأضل من عملية التوازن غير المنظمة فأي
ظل الفوضى أو نظام العون الذاتي ،فأالهدف هو تحسين المنافأسة المنية بين الدول.
ويضع تشارلز وكليفورد كوبشان ثلثة مبادئ لقيام نظام المن الجماعي ،وهي:
-2توسيع نطاق مفهوم المصلحة الوطنية ليشمل مصالح الجماعة الدولية ،والتدخل تلقائذيا وجماعذيا
فأي حال قيام طرف ما بتهديد نظام المن الجماعي القائم.
. )(71
-3يرى إينيس كلود أنه يتوجب على الدول التغلب على الخوف والتعود على الثقة المتبادلة
نقد أفكار المن الجماعي :تتلخص النتقادات الموجهة إلى هذا المذهب فأي:
-1يفترض المن الجماعي أن كل اعتداء هو أمر خاطئ ،فأي حين قد تكون الدولة التي وقع عليها
الهجوم هي التي كانت تلوح بالضربة الولى ،وهنا صعوبة كبيرة فأي تحديد الطرف الذي تقع عليه
مسؤولية العتداء.
-3صعوبة التصدي السريع للعدوان لعدم الرغبة فأي وجود تخطيط يسبق الزمة ،أو لسباب
إيديولوجية أو تاريخية أو اقتصادية ضد الدولة المعتدية.
-4التخوف من تحول صراع داخلي إلى صراع دولي ،وهو ما يؤثر فأي رغبة الدول على القيام
بعمل جماعي جاد ضد كل تهديد.
المذهب المؤسسي الليبرالي الجديد :ظهر المذهب المؤسسي الليبرالي الجديد على يد أكسلرود و
كيوهان و أوي استجابة لنظرية كنيث والتز المتعلقة بالواقعية الجديدة وذلك فأي كتابه" نظرية السياسة
العالمية "سنة 1979م ،وتقوم على المبادئ التية:
- 1اعتبار الدولة هي الممثل الشرعي للمجتمع ،والتأكيد على أهمية الطراف الفاعلة من غير
الدول ،مع القرار بأنها تخضع للدول ،وهو ما ذهب إليه كيوهان .
-2إن عملية التكامل المؤسسي القليمية والعالمية هي فأي تصاعد مستمر ،والتحاد الوروبي
مثال على ذلك.
40
-3تدخل الدول فأي علقات تعاونية على أساس المكاسب المطلقة ،وليس على أساس المكاسب
النسبية.
-4بنية النظام الدولي بنية فأوضوية ،وهذا ل يعني انعدام إمكان التعاون بين الدول ،حيث توجد
أنظمة ومؤسسات دولية تسهل عملية تنظيم المصالح و ليس تحويل الهويات كما يعتقد المثاليين
الجدد).(73
ويؤكد المذهب المؤسسي الليبرالي الجديد على أهمية المؤسسات الدولية فأي تحقيق المن الدولي
والتقليل من احتمالت اللجوء إلى الحرب.
ويرى دوغلس هيرد) وزير الخارجية البريطاني السابق( أن الغرب قد طور مجموعة من
المؤسسات الدولية التي أثبتت أهميتها فأي ما يتصل بمجموعة من المشاكل ،وأكد على أن التحدي
الكبير لفترة ما بعد الحرب الباردة ،هو تكييف واستمرار هذه المؤسسات مع الظروف المستجدة ،ومن
هذه المؤسسات التحاد الوروبي ،منظمة حلف شمال الطلسي ،اتحاد غرب أوروبا ،منظمة المن
والتعاون الوروبي ،منظمة دول جنوب شرق آسيا ،التحاد الفأريقي ...وهذا ما يسمح بتقلص
المنافأسة المنية التقليدية بين الدول ،من خلل خمسة نقاط أساسية وضعها كل من كيوهان و مارتن
هي:
-1توفأير المعلومات.
-2خفظ تكاليف المعلومات.
-3جعل اللتزامات أكثر موثوقية .
-4إقامة تنسيق أكثر عمذقا وأوسع امتداذدا.
-5تسهيل إجراءات المعاملة بالمثل).(73
وهذا ما يفسر استمرار كل من التحاد الوروبي و حلف الطلسي وتوسيعهما ،كما يحاول هذا
المذهب الجابة على عدة أسئلة منها حدود المنطقة الليبرالية للسلم ؟و لماذا الطابع السلمي
للعلقات فأي ما بين الدول الليبرالية؟و ما هو نمط العلقة بين الدول الليبرالية والدول النامية ؟...
وفأي مركز برنامج أبحاثه محاولة لصياغة كيفية الشروع فأي التعاون وطريقة الحفاظ عليه فأي ظل
الفوضى الدولية .
41
شهد العقد الخير من القرن العشرين انبعاث النظرية المعيارية على حساب النظرية الوضعية
القائمة على أساس التمييز بين الحقائق وهذه النظرية تثير تساؤلت أساسية هي:
صا لدائرة
-1اقتصارعلم السياسة حسب المدرسة الوضعية على المجال التجريبي ،وهو ما يمثل تقلي ذ
علم السياسة ،حيث عكف علماء السياسة على البحث عن أنماط الحكم الكثر ملئمة والبحث عن
حياة أفأضل.
-2يؤكد أصحاب النظرية المعيارية أن جميع النظريات تعكس قيذما ،لكن هل هذه محجوبة أم
واضحة؟ .يجيب المعياريون أن دراسة الظواهر على ما هي عليه فأي حد ذاتها تنطوي على انحياز
لدى الباحث ،ابتداذءا من اختيار الشياء التي بوصفها )حقائق( ،مروذار بالطرق المستخدمة فأي
الدراسة ،وصولذ إلى النتائج والتوصيات السياسية المقترحة.
ويعرف كريس براون النظرية المعيارية للعلقات الدولية بأنها " :ذلك الحجم من العمال التي
تتناول البعد الخلقي للعلقات الدولية ،وكذلك المسائل الوسع المتعلقة بالمعاني والتفسيرات التي
يولدها هذا الفرع من فأروع المعرفأة ،وهي فأي جوهرها تتناول الطبيعة الخلقية للعلقات بين
المجتمعات )الدول( ،سواء فأي سياق البرامج القديمة التي كانت تركز على العنف والحرب أو
البرامج الحديثة -الكثر حداثة التي تخلط بين هذه الهتمامات التقليدية والمطلب العصري للعدالة
التوزيعية على مستوى العالم " .
. )(75
ب -المجتمعية :تتمحور حول المجتمع السياسي )الدولة(
وهذا التمايز يطرح تساؤلذ حول تحديد الفاعل الذي لديه حقوق وعليه التزامات ،فأهل هي الدولة؟
أوالفرد؟ أو على مستوى النسانية ككل؟ فأهل من حق الدول مثلذ امتلك ترسانة نووية هائلة قادرة
على إبادة النسانية بمسوغ الدفأاع عن النفس ؟ أو هل تقبل ثقافأات ومجتمعات سياسية عند معاقبة
المرأة بإلباسها قالباذ من حديد يؤدي إلى كسرأقدامها )وهذا فأي الصين( لنها العادة السائدة ؟ أو أن
هناك حقوقاذ يمتلكها الفأراد أكثر أهمية من حقوق الدولة فأي صناعة ق ارراتها ؟ أو أن أمن الفأراد
باعتبارهم أفأراد؟ أو أمن النسانية أهم من أمن الدول؟ .فأهنا ينشأ نقاش معياري حول سيادة الدولة
42
من جهة ،والحق وواجب التدخل فأي الشؤون الداخلية للدول الخرى لحماية حقوق النسان من جهة
أخرى.
ويستخدم براون التمييز بين الكوسموبوليتانية وبين المجتمعية للدللة على ثلثة مجالت رئيسة
للنظرية الدولية المعيارية وهي:
أ -القيمة الخلقية التي يجب إضفاؤها على إستقلل الدولة ،حيث ترفأض الكوسموبوليتانية
استقلل الدولة إذا كانت تتعارض مع الحقوق الخلقية للنسانية أو للفأراد ككل.
أما المجتمعية فأترفأض أي تقييد على الستقلل طالما ل ينبع من المجتمع نفسه.
ب -من منظور الطر الخلقية لستخدام القوة والعنف الدولي أو الحرب العادلة ،ترى المجتمعية
أن التدخل الدولي فأي شؤون الدول الخرى يكون مناسباذ إذا كان مصدر التهديد المجتمع السياسي
. للخيرة )الدول(.
أما الكوسموبوليتانية فأتأكد أن التوقيت الكثر ملئمة للتدخل الدولي يكون عندما ل يتعارض مع
حقوق وأمن وأخلقيات النسانية أوالفأراد.
ج -قضية العدل الدولي حيث يرى المجتمعيون أن اللتزام باقامة علقة أكثر توازذنا بين الدول
الغنية والدول الفقيرة تقع على مسؤولية الدول.
د -أما الكوسموبوليتانيين فأإنهم يعتقدون بإمكان تحقيق هذه اللتزامات على أساس الفرد والنسانية
ككل.
أوألل :نظرية علم الجتماع التاريخي :تهتم نظرية علم الجتماع التاريخي بالدرجة الولى بالطرق
التي تتطور بها المجتمعات عبر التاريخ ،أي دراسة المؤسسات التي يتم ترتيب المجتمع النساني
ضمنها.
وفأي تفسير مسار تطور المجتمعات ركز أصحاب هذه النظرية -أمثال مايكل مان
إوايمانويل والرشتاين و جون هول وثيدا إسكوكبول -على العلقة بين ما هو داخلي وبين ما هو
خارجي ،وقد أوجز تشارلز تيللي هذا بقوله " :إن الدول صنعت الحرب لكن الحرب صنعت الدول "،
وهي عكس الواقعية الجديدة التي تعتبر الدولة شيذئا مسلذما به ،فأإن علم الجتماع التاريخي ،يبحث
عن كيفية إيجاد أنواع جديدة من الدول عبر قوى داخلية وخارجية ،كما يعكف أصحاب هذه النظرية
على تقويض فأكرة الواقعية الجديدة التي تذهب إلى تبسيط الدولة كتنظيم واعتبار الدول متماثلة
43
وظيفذيا و يحاول تشارلز تيللي الجابة عن درجة تعقيد الدولة والربط بين العوامل الداخلية والخارجية
المساهمة فأي إيجادها ،وذلك فأي كتابه" القسر والمال والدول الوروبية " ،حيث طرح تساؤلذ رئيسياذ
حول التباين الكبير فأي أنواع الدول عبر الزمان والمكان فأي أوروبا ،ولماذا استقرت فأي آخر
المطاف على الدولة القومية ؟.
ويحدد تيللي الجابة عن هذا السؤال فأي دور الدولة الوطنية فأي خوض الحروب ،ويقسم تيللي
النظمة إلى أنظمة كثيفة رأس المال )معتمدة على القوة القتصادية( وأنظمة كثيفة القسر )معتمدة
على القوة العسكرية( التي أنتجت ثلثة أنواع من الدول التي نشأت عن تمركز هذه الشكال من
القوة وهي المبراطوريات )التي تعني الجزية( ودول المدن،و الدول الوطنية).(76
ويرى تيللي أن للنظمة كثيفة القسر مدذنا أقل وطبقات زراعية أكثر من النظمة كثيفة رأس
المال ،وهو ما أدى إلى ظهور طبقات تمثل المصالح التجارية ،ودول المدن التي نشأت عندما كان
تراكم الرأس مال كبيذرا ،وهذا راجع إلى قدرة الدولة على إجبار مواطنيها ،أما المبراطوريات فأنشأت
عبر تحصيل الجزية من خلل الجبار دون تراكم الرأس مال ،وكلهما من أشكال الحكم غير
المباشر ،الذي يقتضي اعتماد الحاكم على تعاون قوى محلية مستقلة نسبذيا ،لكن مع توسع نطاق
الحروب وزيادة تكاليفها كانت الدول الوطنية أكثر قدرة على تحمل تكاليف النفاق الحربي إواعداد
الجيوش الكبيرة ،مع استجابتها لطلبات الطبقات الزراعية والتجارية مذعا ،فأتغير الدول هو نتيجة
للحروب .ويؤكد تيللي أن الدولة لم تأخذ شكلذ واحذدا عبر التاريخ وهي تتضمن تجمعات مختلفة
للبنى الطبقية وأنماط العمل.
والحرب هي العامل الساسي الذي صهر أنواع الدول لتظهر فأي شكل الدولة الوطنية ،والتي
تكسب المزيد من سلطاتها على مواطنيها عبر الستعداد للحرب ،من خلل إقامة نظم للضرائب
. )(77
والمداد والدارة والنخراط فأيها
والملحظ وجود اهتمام مشترك بين الواقعية وعلم الجتماع التاريخي على التفاعل بين الدولة
والطبقات والحرب.
ثانيا :نظرية ما بعد الحداثة :يعرف جون فأرانسوا ليوتارد نظرية ما بعد الحداثة بأنها " عدم
التصديق بما وراء النصوص السردية " .كما يقدم ديفيتاك تحليلذ لموضوعين أساسين لما بعد
الحداثة هما :
44
أ -علقة القوة بالمعرفأة حيث يعارض فأوكو رأي النظريات العقلنية القائل بأن المعرفأة محصنة إزاء
عمليات القوة – وهو افأتراض أساسي للفلسفة الوضعية – ويؤكد أن القوة تحتاج إلى معرفأة ،وكل
معرفأة تعتمد على العلقات القائمة للقوة ،فأل وجود للحقيقة دون قوة.
ب -تستخدم نظرية ما بعد الحداثة إستراتيجية النصوص ،وحسب ديردا فأإن العالم يتم إنشاؤه مثل
نص من النصوص ،كما يرى أنه يستحيل معرفأة الواقع خارج نطاق الخطاب المستخدم واستحالة
التعبير عنه ،بمعنى أن تفسير العالم يعكس مفاهيم اللغة ومبانيها ).(78
ويؤكد أنصار ما بعد الحداثة على أهمية الفأكار وتأثيرها ،والخطاب فأي سياق التفكير بشأن
المن الدولي ،كما يسعون إلى استبدال الخطاب الواقعي بخطاب جماعي ،حيث يرى ريتشارد أشيلي
أن الواقعية هي إحدى المشاكل الساسية لنعدام المن الدولي لنها خطاب قوة يدفأع بالدول إلى
المنافأسة المنية.
وتختلف نظرية ما بعد الحداثة عن الواقعية فأي نظرية المعرفأة )اليبستيمولوجيا( حيث يؤكد جون
ميرشايمر أن الواقعية ترى أنه بإمكان وجود عالم ثابت يمكن معرفأته ،أما أنصار ما بعد الحداثة
فأيرون إمكان وجود تفسيرات ل نهائية للعالم ،حيث ل ثوابت ،ول معاني ثابتة ول أرض آمنة ول
أسرار عميقة ول بنى نهائية أو ل حدود للتاريخ ..ل يوجد إل التفسير ..والتاريخ نفسه يفهم على أنه
سلسلة من التفسيرات المفروضة على تفسيرات ..وهذا تأكيد على أن أساس المعرفأة ذاتية و ليست
موضوعية ،وهو ما يبرر أهمية النظريات المعيارية.
ويرى جون فأاسكاز أن سياسة القوة هي صورة للعالم الذي يدفأع إلى الحرب ،حيث إن سياسات
)
ميزان القوى هي جزء من سلوك دولي عدواني ،والتحالفات ل تنتج السلم ،بل هي استعداد للحرب
. (79
ويحاول أنصار ما بعد الحداثة إعادة تصور المناظرة حول المن الدولي وذلك بالبحث عن أسئلة
جديدة كانت متجاهلة من قبل المناظرة التقليدية ،وفأي هذا السياق يرى جيم جورج أن الخطاب
الستراتيجي الجديد لما بعد الحرب الباردة يركز على الشعور المتنامي بانعدام المن بسبب أخطار
القتصاد العالمي وانغماس الدول فأي الشؤون العسكرية ،ويؤكد أيضاذ على أننا بحاجة إلى خطاب
جماعي بشأن المن الدولي ،وهنا تؤدي الجماعات المعرفأية دوذار رئيساذ فأي تدفأق الفأكار عن
السياسة العالمية ومقاومة القومية المتطرفأة ،ونظرية الردع النووي ومناهضة العرقية والعنصرية
45
والتعصب للجنس ،واستغلل المتخلفين والتأكيد على المشاركة فأي اتخاذ الق اررات المحددة لمصير
النسانية.
المطألب الثالث :النظرية البنائية:
ترجع البدايات الولى للنظرية البنائية إلى أعماال جياماباتيستا ،وكراتو شفيل Kratochwill
و أونوف Onufنهاية عام 1989م ،وألكسندر ويندت Alexander Wendtفي ماقالته سنة
1989م ،التي عنوانها " :الفوضى هي ماا تصنعه الدول :التفسير الجتمااعي لسياسة القوة
،" Anarchy Is What The States Make Of Itالتي كان لها تأثير كبير في بناء النظرية
البنائية ،وقامات على نقد النظرية العقلنية والتأمالية ،وذلك في النقاط التية:
-1حدوث تطور كبير في فلسفة العلوم والعلوم الجتمااعية الخرى ،أو العلوم التي هاجمات
الفلسفة الوضعية ،واقترحت عدًدا مان أساليب التفكير البديلة.
-2ظهور مافاهيم جديدة في السياسة الدولية ،وهو ماا يدفع إلى إيجاد ماقاربات جديدة.
3-عجز النظرية الواقعية عن التعامال ماع العناصر الفاعلة مان غير الدول والحركات الجتمااعية
والعماليات الماتسعة بشكل جذري.
-4فشل الواقعية والليبرالية في التنبأ بنهاية الحرب الباردة ،بسبب إهماال الجوانب غير الماادية
صا بعد تبني سياسة
في النظام الدولي والتغيرات الداخلية في الماجتماع السوفياتي ،خصو ً
البيروسترويكا والغلسنوست ،فسقوط التحاد السوفياتي ليس فقط بسبب قوة الوليات الماتحدة
الماريكية ،كماا يدعي الواقعيون.
-5يرى روبرت كيوهان Rebert Keohaneأن التحدي الساسي للنظريات التأمالية هو عدم
قدرتها على تطوير فرضيات قابلة لختبار ،وهو المار الذي سيؤدي إلى تهمايشها في دراسة
السياسة العالماية).(81
أولل :مبادئ النظرية البنائية :تتماثل مابادئ النظرية البنائية في:
-الدول هي الوحدات الساسية للتحليل.
-ذاتية البنى الساسية للنظام القائم على الدول.
).( 82 -تتشكل هويات وماصالح الدول في إطار نسق ماترابط بفعل البنى الجتمااعية
-1الدولة كوحدة أساسية للتحليل :تنظر البنائية إلى النظام الدولي نظرة اجتمااعية ،باعتبار أن
وحداته الساسية قائماة على أساس التفاعلت الجتمااعية الماتواصلة ،التي غالًبا ماا تؤدي إلى
سلوكات غير ماستقرة عادة ،فهي ماحصلة اجتمااعية داخلية ،وهي نظرة سوسيولوجية ماغايرة
46
للرؤية الماادية للواقعية حول طبيعة الدولة رغم اتفاقهماا على أنها الوحدة الساسية في بنية النظام
الدولي.
فالبنائية ترى أن أنمااط السلوك الدولية هي توزيعات اجتمااعية تضمان الحد الدنى الماشترك بين
التفاعلت الجتمااعية داخل الدولة ،وفهم السياسة الدولية يدرك بشكل ذاتي.
فالتصور الجتمااعي للبنائية قائم على ربط البنى والفاعلين وإدراكهم للواقع في علقة جدلية
ماتعددة التجاهات وتتشكل البنية الجتمااعية مان:
الجدول رقم ) :(3نقاطأ التوافق بين النظرية البنائية والنظرية الواقعية والتأملية :
التأمالية الواقعية البنائية نقاط التشابه
الوحدة الساسية
الدولة الدولة
للتحليل
الغش وانعدام
الغش وانعدام الثقة ماحددات سلوك الدول
الثقة
47
فهذه التوليفة هي الوجه الماقبول للتأمالية لدى العقلنية والوجه الماقبول للعقلنية لدى
التأماليين ،حيث لم تكتف البنائية بنقد النظريتين ،بل بنت تصوراتها على بعض الفتراضات
الساسية الواقعية والتأمالية ،كماا سعت إلى إيجاد أطر جديدة للماعرفة مانها:
أ -تجاوز النفصام بين الفاعل والبنية لدى العقلنيين مان خلل فكرة التكوين الماتبادل التي ينظر
أو بنية مان خللها لسلوكات الفاعلين ،استنادا إلى ترتيبات النظام الدولي ،أماا تشكيل هيكل
النظام الدولي فهي نتيجة لماماارسات الفاعلين.
ب -إن إدراك الفاعل للظاهرة الدولية هو الذي يحدد سلوكه تجاهها.
ج -إعطاء الهماية البالغة للماعايير كماحددات تكوون هوية الفواعل وماصالحهم.
د -التفسير الماوسع للقوة في إطار البنية الجتمااعية بحيث تشمال الدراك ،ول تقتصر على
الجوانب الماادية سواء مان قبل الدولة الماالكة للقوة أو مان باقي الدول الخرى.
ذ -عدم ربط التهديد بالقوة العسكرية الجنبية الماعادية ،بل ربطه بالفكار الماسبقة عنه وبالفهم
الجمااعي لقوة الدولة ماصدر التهديد .
-2البعد الذاتي :يعتماد الواقيون الجدد على تفسير ماطلق للعلقات المانية في السياسة الدولية
مان خلل القول بتهديد واحد في كل الحالت ،أماا النظرية البنائية فتقوم على تصور أساسه البحث
في التكوينات والتفاعلت الجتمااعية للفواعل لدراك الحالة المانية ،كماا تركز على أهماية
الفكار والقيم والماعايير ،حيث استخدم كاتزشتاين ماتغيرات ثقافية لتفسير أسباب عدم اعتمااد
ألماانيا على سياسة عسكرية رغم اماتلكها لتكنولوجيا ماتقدماة ).(84
كماا أن البنائية ترجع سقوط التحاد السوفياتي إلى اعتمااد غوباتشوف لفكار المان الجمااعي
الدولي في سياسته المانية الجديدة ،وليس للمانهج التوزيعي للقوة ،أي التفوق النسبي للوليات
الماتحدة في عناصر القوة على حساب التحاد السوفياتي.
-3تشكيل الهويات والمصالح :تركز البنائية على ماتغير الهوية الذي أهمالته الواقعية الجديدة،
وهذا ماا يفسر فشلها في تفسير الشكال الجديدة مان النزاعات وبالذات الداخلية مانها ،بالضافة إلى
اهماالها عامال الدراك والفكار والماعايير الماحددة لماصالح الفواعل وطبيعة سلوكاتهم الدولية
)(85
الماتأرجحة بين التنافس و التعاون.
ويرى ويندت أن الهويات والماصالح ليست مان الماعطيات -كماا يذهب إليه الواقعيون– وإنماا
هي أشياء قمانا بإيجادها ،وبعد إيجادها يصعب علينا إعادة إيجادها ،لننا عمالنا جمايًعا على إضفاء
صفة الذاتية على الطريقة التي يوجد بها العالم.
48
ولم تهتم النظرية العقلنية بماتغير الهوية في فهم التفاعلت الداخلية لتفسير سلوك الدول،
فالواقعية تفسرها بأنها نتاج البنية الفوضوية للنظام الدولي ،في حين ترجعها الليبرالية الجديدة إلى
العماليات التفاعلية للماؤسسات الدولية ،وفي الحالتين ينظر إلى الدولة كفاعل مانفصل ل يعبر إل
عن ماصالحه القوماية الخاصة ،وهنا تذهب البنائية إلى زيادة الهتماام بهويات الفواعل حتى
نستطيع تشكيل ماصالح ماشتركة تعبرعن هويات جمااعية ،تجعلنا نتجاوز التصور الوطني إلى
تصور جمااعي قائم على ضماان القواعد العاماة الماشتركة بين الدول ،فالهويات الجمااعية
والماصالح تتشكل في عماليات التفاعل بدل أن تكون ماتشكلة قبل التفاعل ،وبالتالي ل وجود
لماعضلة أمانية تلقائية بين الدول.
ويؤكد الواقعيون أن غياب سلطة فوق سلطة الدولة هو سبب الفوضى في النظام الدولي ،أماا
أوتأويل البنائيون فيرون أن البنية الجتمااعية وإدراكها الجمااعي هي فقط القادرة على إدراك
نتائج أو آثار فوضى النظام ،فهي ناتجة عن ماماارسات الفاعلين أنفسهم) ،(86كماا يعارض ويندت
الحجة الواقعية القائلة بالعتمااد الذاتي لحمااية الماصالح والهداف الوطنية ،ويقترح ماستوى فوق
الدولة لتوظيف الماعاني والمابادئ الجمااعية الماحددة للتراكيب المانظماة لعماال الدول ،والتي
تحصل على هويتها وتماثيل ماصالحها مان خلل ماشاركتها في تلك الماعاني الجمااعية وبهذا تصبح
الماؤسسات ماجماوعات ماستمارة نسبًيا مان الهويات والماصالح ،أماا الماساعدة الذاتية فهي إحدى هذه
الماؤسسات.
ويؤكد ويندت أن الدول التي في وضع الماساعدة الذاتية هي الماسؤولة عن هذه الوضعية ،لن
ماماارساتها جعلتها كذلك ،والتغير يكون مان خلل تغير الماعرفة الذاتية بين وحدات النظام الدولي
رغم صعوبة ذلك ،بسبب أن الماساعدة الذاتية أصبحت حقيقة اجتمااعية تعزز أشكا ً
ل ماعينة مان
السلوك وتعاقب أشكا ً
ل أخرى ،وتصبح جزًءا مان هوية الفاعلين ،لذا فإن التفاهماات الذاتية بين
الطراف قد تديم نفسها ،وهذا ل يعني أنها غير قابلة للتغيير.
ويقدم ويندت ثلثة بدائل للماساعدة الذاتية في العلقات الدولية هي :ماماارسة السيادة ،تطوير
التعاون وماماارسة إستراتيجية نقدية ) ،(87وهذا هو الماجال الذي يماكن فيه لليبيراليين الجدد
والتأماليين العمال ماًعا لتقديم طرح جديد للعلقات الدولية.
-1إن تعريف ويندت للماصالح والهويات هو تعريف ضيق بحسب أنصار ماا بعد الحداثة.
49
-2ركز ويندت كثيًرا على دور الدولة في السياسة العالماية باعتبارها أهم الطراف الفاعلة ،وهو
بذلك يمايل إلى الواقعيين.
-3إن تركيبات ويندت هي في الحقيقة نوع ماحدد مان التراكيب القائماة على الفكار فقط،
فتراكيبه الجتمااعية ستكون أشياء خفيفة جًدا حيث تجادل نظريات اجتمااعية أخرى بأن التراكيب
الجتمااعية تعكس ماصالح ماادية قوماية.
-4يرى ويندت أن الهويات هي نتيجة لعمالية التفاعل ،لكن هذا التفاعل يكون بين مان ومان ؟ فل
وجود لتفاعل مان دون هوية ماسبقة.
-5حاول ويندت التوفيق بين الليبيراليين الجدد وبين التأماليين ،لكن هذه الماحاولة ليست للتوفيق
بين ماجماوعتين ماتشابهتين ،بل بين نظريتين ماختلفتين أساسا في نظرية الماعرفة ،حيث إن
)(88
الليبيراليين الجدد هم وضعيون ،بينماا التأماليون هم مان أنصار ماا بعد الوضعية.
فماا هي الرضية اليبستيماولوجية التي يماكن لويندت أن يقف عليها للتوفيق بين العقلنية والتأمالية
؟.
50
هوامش الفصل الول :
د -حسين ماحماد الظاهر ،المان القوماي العربي :مادخل نظري ،ماجلة دراسات يمانية ،العدد )(1
رفعت سيد أحماد ،المان القوماي العربي بعد حرب لبنان :دراسة في تطور المافهوم ،ماجلة )(3
د -علي الدين هلل ،المان القوماي العربي :دراسة في الصول ،ماجلة شؤون عربية ، )(5
د -أماين هويدي ،في السياسة والمان )بيروت :ماعهد النمااء العربي 1982 ،م ( ،ص 15 )(6
.
د -إسمااعيل صبري ماقلد ،العلقات السياسية الدولية :دراسة في الصول و النظريات )(7
د -ماحماد السيد سليم ،تحليل السياسة الخارجية ) القاهرة :ماكتبة النهضة الماصرية ، )(8
د -عبد ال الشعل ،تطور ماركز الفرد في القانون الدولي خلل العقود الربعة الخيرة ، )(9
خديجة عرفة ماحماد أماين ،مافهوم المان النساني و تطبيقاته في جنوب شرق آسيا ،رسالة )(10
خديجة عرفة ماحماد أماين ،مافهوم المان النساني ،ماجلة مافاهيم السس العلماية للماعرفة ، )(11
51
Time and Space , Security Dailogue , vol .35, No.3 , 2004 ,p 360 .
المارجع، مافهوم المان النساني و تطبيقاته في جنوب شرق آسيا، خديجة عرفة ماحماد أماين (13)
. 54 ص، السابق
، ماجلة السياسة الدولية، تطور مافهوم المان في العلقات الدولية، عبد النور بن عنتر-د (15)
. 14 ص، المارجع السابق، مافهوم المان النساني، خديجة عرفة ماحماد أماين (16)
(17)
Amos .A . Jordan and William . J. Taylor . Jr , American National
Security (The Hopkins University Press ,1984 ) , p.3 .
(18)
Robert .o.Keohane And Joseph .S. Nay , Power And Interdependance ,
( Boston : Little and Company , 1977 ) , P . 6 .
56 ص، المارجع السابق، تطور مافهوم المان في العلقات الدولية، عبد النور بن عنتر-د (19)
دار الماوقف: نظرية المان القوماي العربي الماعاصر) القاهرة، عبد المانعم الماشاط-د (23)
52
)(25
Robert Mac Namora ,The Essence Of Security , (NewYork : Haspen
And Row ,1968) , p . 60 .
د -وليد عبد الحي ،تحول الماسلماات في نظريات العلقات الدولية) الجزائر :ماؤسسة )(26
د -أماين هويدي ،أحاديث في المان العربي)بيروت :دار الوحدة 1980 ،م ( ،ص .61 )(27
د -علي الدين هلل ،المان القوماي العربي :دراسة في الصول ،المارجع السابق ،ص12 )(28
د -ماصطفى علوي ،المان القليماي بين المان الوطني والمان الدولي ،ماجلة مافاهيم السس )(29
جون بيليس و آخرون ،عولماة السياسة العالماية )دبي :ماركز الخليج للبحاث 2004 ،م( ، )(30
ص .425
أليسون ج .ك .بيلز و أندرو كوتي ،التعاون الماني القليماي في أوائل القرن الحادي و )(31
العشرين ،في التسلح ونزع السلح والمان الدولي :الكتاب السنوي )2006بيروت :ماركز
دراسات الوحدة العربية2006 ،م ( ،ص . 327
د -بطرس بطرس غالي ،د -ماحماود خيري عيسى ،المادخل في علم السياسة ) القاهرة : )(33
د -ماصطفى ناصف ،الحلف والتكتلت في السياسة العالماية ) الكويت 1978 :م( ،ص )(33
.11
د -عماد جاد ،حلف الطلنطي :مهام جديدة فأي بيئة أمنية مغايرة ،رسالة دكتوراه )(34
منشورة) القاهرة :مركز الدراسات السياسية والستراتيجية 1998 ،م ( ،ص . 18
د -عمااد جاد ،حلف الطلنطي :مهام جديدة فأي بيئة أمنية مغايرة ،المارجع نفسه ،ص.19 )(35
د -عبد الوهاب الكيالي ،ماوسوعة السياسة) بيروت :الماؤسسة العربية للدراسات )(36
د -عمااد جاد ،حلف الطلنطي :مهام جديدة فأي بيئة أمنية مغايرة ،المارجع السابق ،ص )(37
. 19
53
د -مامادوح مانصور ،سياسات التحالف الدولي :دراسة في أصول نظرية التحالف الدولي )(38
ودورالحلف في توازن القوى واستقرار النساق الدولية)القاهرة :ماكتبة مادبولي 1997 ،م(،
ص ص . 257 -256
-عمااد جاد ،حلف الطلنطي :مهام جديدة فأي بيئة أمنية مغايرة ،المارجع السابق ،ص 22 )(39
د -ماحماد نبيل فؤاد ،حلف شماال الطلسي )الناتو( :النظام العالماي الحادي وماشروع )(40
الشرق الوسط الكبير)القاهرة :دار الجماهورية للصحافة 2007 ،م ( ،ص ص . 15 -14
د -ماحماد السيد سليم ،تحليل السياسة الخارجية ،المارجع السابق ،ص . 257 )(41
د -إبراهيم أبوخزام ،الحروب وتوازن القوى )عماان :دار الهلية للنشر والتوزيع1998 ،م )(42
)(43د -نشأت عثماان الهللي :المان الجمااعي ،ماجلة مافاهيم السس الماعرفة العلماية ،العدد
)9القاهرة 2005 :م ( ،ص .9
ماحماد طه بدوي ،مادخل إلى علم العلقات الدولية ) بيروت :الدار الماصرية للطباعة ، )(44
1971م ( ،ص.252
أينيس ل .كلود ،النظام الدولي والسلم العالماي ،ترجماة د -عبد ال العريان )القاهرة :دار )(45
د -إبراهيم العناني ،النظام الماني الدولي )القاهرة :دون ماكان الطباعة 1997 ،م ( ،ص )(46
. 87
د -عصام الدين بسيم ،مانظماة المام الماتحدة )القاهرة :دار الطويجي ،دون سنة النشر(، )(47
ص . 478
د -إبراهيم العناني ،النظام الماني الدولي ،المارجع السابق ،ص . 97 )(48
د -يوسف ناصيف حتيي ،نظرية العلقات الدولية ) بيروت :دار الكتاب العربي ، )(49
1985م( .
د -يوسف ناصيف حتيي ،نظرية العلقات الدولية ،المارجع نفسه ،ص. 24 )(50
نيكولو مايكيافيللي ،ماطارحات مايكيافيللي ،ترجماة خيري حمااد )بيروت :مانشورات دار )(51
54
الفاق الجديدة 1962 ،م( ،ص . 757
جون بيليس و آخرون ،عولماة السياسة العالماية ،المارجع السابق ،ص ص . 245 – 244 )(52
د -سعاد ماحماد ماحماود حسن ،العلقات الوروبية الماريكية في إطار مانظماة حلف شماال )(53
الطلسي :دراسة عن تأثير الدول الوروبية في السياسة الخارجية الماريكية ،أطروحة دكتوراه )
القاهرة :جاماعة القاهرة 2005 ،م ( ،ص . 2
جون بيليس و آخرون ،عولماة السياسة العالماية ،المارجع السابق ،ص . 263 )(54
د -أساماة فاروق ماخيمار ،دور مانظماة المان والتعاون الوروبي في إدارة الصراعات في )(55
أوروبا بعد الحرب الباردة :دراسة حالة البوسنة والهرسك ،أطروحة دكتوراه) جاماعة القاهرة:
2004م ( ،ص . 45
جون بيليس ،عولماة السياسة العالماية ،المارجع السابق ،ص . 246 )(56
د -عمااد جاد ،حلف الطلنطي :مهام جديدة فأي بيئة أمنية مغايرة ،المارجع السابق ،ص )(57
. 52
ستيفن والت ،العلقات الدولية :عالم واحد و نظريات ماتعددة ،ترجماة عادل زقاغ : )(58
جون بيليس و آخرون ،عولماة السياسة العالماية ،المارجع السابق ،ص . 422 )(59
)(60
K.G.Giesen , L'ethique Des Relations Internationales : Les Theories
Anglo _ Americaines (Bruxlles : Brayant , 1992) , p , 27 .
)(61
_ Emmanuelle Kant ,Vers La Paix Perpetuelle ( Paris : Garnier
Flammarion ,1991) , pp 95 – 99 .
د -ماحماد الماجذوب ،التنظيم الدولي ) بيروت :مانشورات الحلبي الحقوقية 2002 ،م (، )(62
ص . 152
)(63
Andrew Moravvesik , Fedration And Peace : A Structural_Leberal
Perspective , www_ user .uni.de /inus /zib / Fachsimo .htm .
جون بيليس و آخرون ،عولماة السياسة العالماية ،المارجع السابق ،ص . 329 )(64
55
فرانسيس فوكوياماا ،نهاية التاريخ والرجل وخاتم البشر ،ترجماة حسين أحماد أماين )(65
فرانسيس فوكوياماا ،نهاية التاريخ والرجل وخاتم البشر ،المارجع السابق ،ص ص – 174 )(66
. 176
فرانسيس فوكوياماا ،الثقة ،ترجماة ماعين الماام و ماجاب الماام )دماشق :رام للطباعة )(67
فرانسيس فوكوياماا ،بناء الدولة :النظام العالماي وماشكلة الحكم والدارة في القرن الحادي )(68
والعشرين ،ترجماة ماجاب الماام ) الرياض :العبيكان 2007 ،م ( ،ص . 169
جون بيليس و آخرون ،عولماة السياسة العالماية ،المارجع السابق ،ص ص 337 – 336 )(70
تاكايوكي يامااماورا ،مافهوم المان في نظرية العلقات الدولية ،ترجماة عادل زقاغ: )(71
جون بيليس و آخرون ،عولماة السياسة العالماية ،المارجع السابق ،ص 339 )(72
جون بيليس و آخرون ،عولماة السياسة العالماية ،المارجع نفسه ،ص . 340 )(73
د -عبد الوهاب الكيالي ،ماوسوعة السياسة ،المارجع السابق ،ص . 575 )(74
جون بيليس و آخرون ،عولماة السياسة العالماية ،المارجع السابق ،ص. 367 )(75
جون بيليس و آخرون ،عولماة السياسة العالماية ،المارجع نفسه ،ص . 382 )(76
جون بيليس و آخرون ،عولماة السياسة العالماية ،المارجع نفسه ،ص . 381 )(77
عبد الوهاب الماسيري ،فتحي التريكي ،الحداثة و ماا بعد الحداثة )دماشق :دار الفكر2003 ،م )(78
( ،ص . 89
)(79
Paul Viotti , Mark V . Kauppi , International Relation Theory :
Realism , Pluralism , Globalism , And Beyoud ( Boston : Allynand Bacon
, 1997 ) , PP .19 – 20 .
جون بيليس و آخرون ،عولماة السياسة العالماية ،المارجع السابق ،ص . 438 )(80
56
)(81
Dariot Battistella , Theories Des Relations Internationales (Paris :
Presses De La Fondation Nationale Des Sciences Politiques , 2006) ,
PP283 – 285 .
د -عبد الناصر الدين جندلي ،انعكاسات تحولت النظام الدولي لماا بعد الحرب الباردة على )(82
التجاهات النظرية الكبرى في العلقات الدولية ،أطروحة دكتوراه ) الجزائر :جاماعة الجزائر ،
2005م ( ،ص . 445
عماار حجار ،السياسة المانية الوروبية تجاه جنوبها الماتوسط ،رسالة مااجستير) باتنة : )(83
د -عبد الناصر الدين جندلي ،انعكاسات تحولت النظام الدولي لماا بعد الحرب الباردة على )(84
عماار حجار ،السياسة المانية الوروبية تجاه جنوبها الماتوسط ،المارجع السابق ،ص 43 )(86
جون بيليس و آخرون ،عولماة السياسة العالماية ،المارجع السابق ،ص397 . )(87
جون بيليس و آخرون ،عولماة السياسة العالماية ،المارجع نفسه ،ص ص .399 – 398 )(88
57
في هذا الفصل ،نتعرض إلى نشأة مانظماة حلف شماال الطلسي وللمابادئ والهداف التي تحكم
هذه المانظماة ،وكذا لدراسة البنية الماؤسساتية للحلف.
كماا يتم تحديد طبيعة النظام الدولي ،ودراسة المان الطلسي جيوبوليتيكيا ،والجابة عن كيفية
بقاء واستمارار الحلف .
المبحث الول
58
منظمة حلف شمال الطألسي
يعد الصحفي الماريكي كلرنس ستريت مان الوائل الذين نادوا بإنشاء مانظماة أطلسية ،وذلك
في كتابه" التحاد في الحال" سنة 1939م ،حيث خلص إلى الحكم بفشل عصبة المام ودعى
إلى:
-1إنشاء هيئة دولية جديدة عماادها الشعوب وليس الحكوماات ،كماا هو الحال بالنسبة إلى
الوليات الماتحدة الماريكية مانذ عام 1787م.
-2بسبب وجود الديكتاتوريات فإن هذا التعديل غير ماماكن ،لذا يجب إقاماة اتحاد بين
الديماقراطيات).(1
ثم قام والتر ليبماان بنشر كتاب " السياسة الخارجية للوليات الماتحدة الماريكية " ،وفيه انتقد
بشدة سياستها الخارجية ،واعتبرها غير واضحة ،ودعى إلى تقوية العلقات الوروبية -
الطلسية مان خلل إقاماة اتحاد يضم دول البحر الطلسي ضد أي تهديد.
وهذا ماا ساعد على إنشاء تكتل يجماع الديماوقراطيات الوروبية والوليات الماتحدة ،وتحولها
عن مابدأ سياسة العزل ،وفي عام 1948م ،عرض الرئيس الماريكي هاري تروماان على
الشعوب الحرة ماساعدتها في الدفاع عن نفسها ضد أي قوة تحاول التسلط عليها ،يكون ماصدرها
أقليات ماسلحة والماقصود بها الحزاب الشيوعية داخل الدول الحرة أو حكوماات أجنبية وهي
الدول الشيوعية).(2
وقد تم إبرام مايثاق بروكسل في 17ماارس 1948م ،وهو حلف دفاعي ضد أي عدوان
ماصدره ألماانيا ،وضم كل مان فرنسا ،بلجيكا ،اللوكسمابورغ ،هولنده و إنجلترا.
ثم جاءت ماوافقة ماجلس الشيوخ الماريكي في 11يونيه 1948م على اقتراح انضماام
الوليات الماتحدة في أي مايثاق للضماان الجمااعي ،هدفه حفض السلم والمان الدوليين ،ومانه
انطلقت مافاوضات بين دول مايثاق بروكسل والوليات الماتحدة ،انتهت بالتفاق على عقد مايثاق
شماال الطلسي ليشمال دول أوروبا الغربية ،وتم التوقيع على مايثاق الحلف ،الذي ضم كل مان :
الوليات الماتحدة ،كندا ،إنجلترا ،فرنسا ،بلجيكا ،اللوكسبورغ ،هولنده ،الدنماارك ،أيسلنده،
إيطاليا ،النرويج والبرتغال.
59
استناًدا إلى نص الماعاهدة المانشأة لمانظماة حلف شماال الطلسي ،فإنه يماكن إيجاز المابادئ
والهداف التي يقوم عليها الحلف ،في التي:
أ -المبادئ :يماكن حصر مابادئ الحلف انطلًقا مان ديباجة الماعاهدة ،والتي حددتها في:
-1العتراف بمابادئ وأهداف المام الماتحدة ،إذ تنص الماواد 1و 5و 7و 12مان مايثاق
و الحلف على ذلك ،وهذا تأكيًدا لعضوية أعضائه في المام الماتحدة ،وعدم تعاوض مابادئه
أهدافه ماعها.
-2حمااية الحريات والتراث والحضارة الماشتركة لشعوبها والقائماة على مابادئ الديماوقراطية
والحرية الفردية وحكم القانون ،فهو تكتل خاص بالدول التي تقوم نظماها على الحرية
والديماقراطية الغربية ،استناًدا إلى الفقرة الثالثة مان الديباجة).(3
-3فض النزاعات بالطرق السلماية ،وهو ماا ورد في نص الماادة الولى مان المايثاق ،إذ تنص
على أن " تتعهد الطراف – كماا جاء في مايثاق المام الماتحدة – بتسوية أية نزاعات دولية تكون
طرًفا فيها بالوسائل السلماية بحيث ل يعرض السلم والمان والعدالة الدولية للخطر ،وكذلك تجنب
اللجوء إلى التهديد باستخدام القوة في علقاتها الدولية بأية صورة لتتفق ماع أهداف المام الماتحدة
".
وهنا يلحظ تمااثل بين ماا ورد في مايثاق المام الماتحدة ومانظماة حلف شماال الطلسي ،حيث لم
يحدد طريًقا أو آلية ماعينة لفض النزاعات بالطرق السلماية )قانونية أو سياسية( ،وكلهماا يترك
للدول العضاء حرية اختيار الطريقة المالئماة لفض هذه النزاعات.
-4عدم استخدام القوة أو التهديد بها ،وهو مابدأ ماكمال لمابدأ فض النزاعات بالطرق السلماية ،وهو
ماا تنص عليه الماادة الولى مان المايثاق.
-5مابدأ المان والدفاع الجمااعي بين الدول العضاء ،التي تعتبر أن أي هجوم ماسلح ضد أي
مانها في أوروبا وأماريكا الشماالية هو هجوم عليها جمايًعا ،وتطبيًقا للحق الفردي والجمااعي في
أو الدفاع عن الذات ،وإعماا ً
ل للماادة 51مان مايثاق المام الماتحدة ،فإنها سوف تساعد الطرف
الطراف التي تتعرض للهجوم.
-6عدم الدخول في اتفاقيات تتعارض ماع الماعاهدة المانشأة للحلف.
-7التشاور والتعاون في ماا يتعلق بقضايا المان.
60
-1حمااية حرية وأمان أعضائه بالوسائل السياسية والعسكرية ،وفًقا لمابادئ المام الماتحدة ،والذي
أدرج في ماعاهدة واشنطن وكرر في بيان لندن ،وذلك مان خلل توحيد جهودها مان أجل الدفاع
الجمااعي والحفاظ على السلم والمان والردع والدفاع ضد أي تهديد بالعدوان على أراضي أي
دولة عضو في الحلف).(4
-2تنماية العلقات الدولية السلماية وذلك بتدعيم ماؤسساتها الحرة ،وهذا ماا تقره الماادة الثانية،
وماقاوماة أي هجوم ماسلح بنص الماادة الثالثة).(5
-3تدعيم القيم الماشتركة بين أعضائه وهي :الديماقراطية واحترام حقوق النسان وسيادة
القانون.
-4العمال على إقاماة سلم دائم وعادل في أوروبا ماع الماؤسسات الوروبية ماثل التحاد الوروبي
وماؤتمار المان والتعاون في أوروبا واتحاد غرب أوروبا لتحقيق المان والستقرار الورو –
أطلسي.
تتوافر مانظماة حلف شماال الطلسي على بنية ماؤسساتية ماركبة تعمال بشكل ماتكامال ،وهي:
الجهاز العام ،الجهاز الداري والجهاز التنفيذي.
-1مجلس شمال الطألسي :هو الهيئة الوحيدة التي نصت على إنشائها ماعاهدة حلف شماال
الطلسي ،بنص الماادة الرابعة وله صلحية تشكيل اللجان الماساعدة له ،ويتكون مان الماماثلين
الدائماين للدول العضاء بدرجة سفير .ويدعم كل ماماثل دائم بهيئة ماوظفين سياسيين وعسكريين
أو بوفد إلى حلف شماال الطلسي ،ويختلف حجم هذا الوفد مان دولة إلى أخرى ،ويجتماع الماماثلون
الدائماون مارة كل أسبوع على القل ،و يرأس إجتمااعاته الماين العام للحلف أو نائبه ،كماا يعقد
اجتمااعاته على ماستوى:
أ -وزراء الخارجية :يجتماع وزراء خارجية الدول العضاء مارتين كل سنة على القل،
ويرأس اجتمااعته الرئيس الفخري ،الذي هو أحد وزراء الخارجية ،وذلك حسب الترتيب البجدي
لسماائهم).(6
61
ب -الرؤساء والملوك :هي اجتمااعات غير دورية ،وتعقد على فترات ماتباعدة وطبًقا
للضرورة ،وتناقش جمايع أوجه نشاطات المانظماة ،استناًدا إلى التقارير والتوصيات التي ترفعها
اللجان الفرعية بناء على طلب الماجلس ،كماا يماكن أن تناقش ماوضوعات أخرى تثار مان قبل
ماماثلي الدول العضاء أو مان قبل الماين العام للحلف.
-1-1قسم الشؤون السياسية :يتبع لماساعد الماين العام للشؤون السياسية الذي هو رئيس
اللجنة السياسية العليا واللجنة السياسية.
أ -تحضير الماناقشات السياسية للماجلس ،وماناقشات اللجنة السياسية وكذا تحضير الجتمااعات
ماع شركاء التعاون.
ج -الرتباط السياسي ماع وفود الدول العضاء و ماماثلي شركاء الحوار والتعاون.
ومادير الماديرية السياسية هو نائب ماساعد الماين العام للشؤون السياسية ،ونائب رئيس الجنة
السياسية العليا ،وماماثل رئيس اللجنة السياسية في الماستوى النظاماي .
ب -المديرية القتصادية :هي تابعة تنظيمايا للجنة القتصادية ،وماديرها هو رئيس اللجنة
القتصادية ،وهي ماسؤولة عن الماهام التية:
أو -1-1تقديم الستشارة في ماا يتعلق بالتطورات القتصادية التي لها تأثيرات سياسية
عسكرية على الحلف.
-1-2دراسة التجاهات القتصادية لمان وتنفيذها .
-1-3تحضير التقييماات القتصادية لدول الحلف ،التي ترفع إلى لجنة التدقيق الدفاعي في إطار
التخطيط الدفاعي للحلف.
-5 -1تحضير التصالت و الماشاورات القتصادية التي يساهم فيها شركاء التعاون في
ماجالت التحويل الدفاعي ،والنفاق الدفاعي...
62
-2قسم التخطأيطأ والسياسة الدفاعية :يتبع هذا القسم إلى ماساعد الماين العام لشؤون التخطيط
والسياسة ،الذي هو أي ً
ضا رئيس لجنة التدقيق الدفاعي ،ونائب رئيس ماجماوعة العمال التنفيذية،
كماا أنه يشرف على عمال ماجماوعة التخطيط النووي وماجماوعة العامالين بها ،ويجتماع هذا القسم
على ماستوى وزراء الدفاع مارتين سنوًيا ،ومارة كل شهر على ماستوى الماندوبين.
أ -مديرية تخطأيطأ القوة :ويديرها نائب رئيس لجنة التدقيق الدفاعي ،وهي ماسؤولة عن:
-1-2تحضير الوراق والعماال الماتعلقة بالماسائل الدفاعية والماسائل الخرى ذات الطابع
السياسي العسكري.
-1-3تحضير دراسة للمالماح العاماة أو الخاصة للتخطيط والسياسة الدفاعيتين للحلف ،نيابة عن
)(9
ماجماوعة العمال التنفيذية.
-5 -1تنظيم وتوجيه الدراسات الحصائية الضرورية لتقييم الجهد الدفاعي للحلف .
ب -مديرية التخطأيطأ النووي :تجتماع مارتين خلل السنة على ماستوى وزراء الدفاع وهي
ماسؤولة عن تنسيق العمال فيماا يتعلق بتطوير سياسة الناتو الدفاعية في الماجال النووي ،وكذا عمال
ماجماوعة التخطيط النووي.
كماا توجد أقسام أخرى هي قسم الدعم والماعاونة القتصادية وقسم البنية الساسية واللوجستية
والدفاع المادني ،و قسم الشؤون العلماية).(8
ول يتخذ الحلف قراراته مان خلل نظام الغلبية أو الكثرية ،بل استنادا إلى قاعدة الجمااع.
63
ثانيا :الجهاز الداري :
-1المانة العامة :و يرأسها الماين العام للحلف وتتكون مان :
-1-1المين العام للحلف :ويعين مان قبل الدول العضاء ،كأماين عام للحلف ورئيًسا لماجلس
شماال الطلسي ولجنة التخطيط الدفاعي و ماجماوعة التخطيط النووي واللجان الرئيسة الخرى،
كماا أنه الناطق الرسماي بإسم الحلف سواء في العلقات الخارجية أو في التصالت بين الدول
العضاء ،وفي غياب الماين العام ،ينوب عنه نائب الماين العام ،الذي يرأس لجنة العمال للحد
مان السلحة التقليدية ولجنة الدفاع). (9
64
د -الناطق الرسماي بإسم الحلف في العلقات ماع الحكوماات و وسائل العلم.
ذ -رئيس قوة الماهام عالية الماستوى العامالة على تحقيق السيطرة في الماجالت التية:
* السلحة التقليدية.
كماا أن مادير ماصلحة الماعلوماات والصحافة هو رئيس لجنة الماعلوماات والعلقات الثقافية ،ويقوم
ماكتب الماعلوماات والصحافة بالماهام التية:
أ -مانح الصحافيين أوراق العتمااد.
ب -إصدار التصريحات الصحفية والبيانات الماشتركة للماين العام.
65
ج -عقد الماؤتمارات الصحيفية وبشكل يوماي.
- 4مكتب أمن حلف شمال الطألسي :يقوم هذا الماكتب بتنفيذ وتنسيق وماراجعة سياسة الحلف
المانية ،ومادير المان هو الماستشار الرئيسي للماين العام في القضايا العاماة ،وهو رئيس اللجنة
المانية بالحلف ،كماا يقوم بتوجيه ماصلحة أمان ماقر قيادة الحلف ،اضافًة إلى كونه ماسؤو ً
ل عن
التنسيق الكامال لمان الحلف.
-1اللجنة العسكرية :هي أعلى سلطة عسكرية في الحلف ،تخضع للسلطة السياسية المادنية
الماتماثلة في ماجلس شماال الطلسي ولجنة التخطيط الدفاعي وماجماوعة التخطيط النووي ،وذلك
في الماورالماتعلقة بكل لجنة ،وتتكون مان رؤساء أركان الدول العضاء عدا أيسلنده التي لم
تشارك بقوات ،وتعقد اجتمااعاتها على ثلثة ماستويات:
أ -ماستوى رؤساء الركان حيث يجتماعون مارتين في السنة على القل.
ج -تضم اللجنة الدائماة رؤساء أركان كل مان الوليات الماتحدة وبريطانيا وفرنسا مان جهة،
وباقي الماندوبين الدائماين عن رؤساء أركان الدول العضاء ،وذلك لتأكيد أهماية استمارار لقاءات
اللجنة العسكرية.
واللجنة الدائماة واللجنة العسكرية ماسؤولتان عن القيادة الثلثية للحلف ،وماقرهماا واشنطن .
ورئاسة اللجنة العسكرية دورية حسب الترتيب البجدي للغة النجليزية ،وهي ماسؤولة عن :
-1-1تقديم التوصيات الماتعلقة بالجراءات التي تعتبر ضرورية للدفاع الماشترك عن مانطقة
حلف شماال الطلسي إلى السلطات السياسية للحلف.
66
-1-2تقديم توجيهات ماتعلقة بالماور العسكرية إلى كبار قادة الحلف).(12
-هيئة الركان العسكرية الدولية :بعد انسحاب فرنسا مان الهيكل الدفاعي للحلف سنة
1966م ،قام ماجلس شماال الطلسي بحل اللجنة الدائماة وهيئة التخطيط الدولية ،ونقلت ماهاماها
وسلطاتها إلى اللجنة العسكرية ،وفي 10فبراير 1967م ،تم تشكيل هيئة الركان العسكرية
الدولية ،وتتألف مان عسكريين رشحوا مان قبل الماؤسسات العسكرية لدولهم العضاء ،وهم
ماسؤولون أماام مادير هيئة الركان العسكرية الدولية ،والوضع العسكري الوطني للفراد
المارشحين مان القوات الماسلحة ل يتأثر بترشيحهم الماؤقت في الحلف.
ويرأس الهيئة قائد برتبة فريق يرشح مان قبل الدول العضاء وتختاره اللجنة العسكرية ،بشرط
أن يكون مان جنسية ماغايرة لجنسية رئيس اللجنة العسكرية ،ويتبعه ستة مادراء ماساعدون مان
الضباط الماراء أوالقادة وأماين سر هيئة العسكريين الدولية).(13
ويماكن إيجاز ماهاماها في كونها:
أ -الداة التنفيذية للجنة العسكرية.
ب -تحضير الخطط والدراسات وتقديم توصيات عن السياسة التي يجب الخذ بها في الماسائل
العسكرية التي تحال إلى ماجلس شماال الطلسي أو إلى اللجنة العسكرية.
ج -ضماان تنفيذ سياسات وقرارات اللجنة العسكرية.
د -القيام بدور فًعال في دعم التعاون ماع دول شرق وسط أوروبا في إطار ماجلس تعاون شماال
الطلسي ،و تضم عدًدا مان القسام ،وهي كالتي:
67
-2-1قسم الستطلع.
-2-3قسم العماليات.
-3بنية القيادة العسكرية الموحدة :قسمات المانطقة الجغرافية التي تغطيها ماعاهدة شماال
الطلسي بين ثلث قيادات رئيسية للحلف )أوروبا ،الطلسي ،القنال( وماجماوعة تخطيط إقليماية
)كندا والوليات الماتحدة الماريكية( وبعد صياغة المافهوم الستراتيجي الجديد للحلف تم التفاق
بين وزراء دفاع الحلف ،بأن يتم تخفيض عدد قيادات الحلف الرئيسة إلى اثنتين هماا القيادة
الوروبية والقيادة الطلسية ،ماع تشكيل ثلث قيادات فرعية ضمان القيادة الحليفة بأوروبا ،فتكون
ماسؤولة عن الماناطق الجنوبية والوسطى والشماالية الغريبة.
المبحث الثاني
المن الطألسي
68
المطألب الول :طأبيعة النظام الدولي :
انبثق النظام الدولي الحالي مان النظام الوروبي الذي ظهر عقب انهيار النظام القطاعي في
أوروبا ،بعد عصر النهضة وحركة الصلح الديني ثم بروز الظاهرة المااركاتيلية وفكرة المافهوم
السياسي للدولة القوماية التي ظهرت بعد ماعاهدة وستفاليا لعام 1648م ،التي أنهت الحروب
الدينية) ، (15وأسست لنظام توازن القوى الذي استمار حتى الحرب العالماية الولى ،التي أسفرت
عن إنشاء عصبة المام القائماة على مابدأ المان الجمااعي ،وماع انتهاء الحرب العالماية الثانية سقط
نظام توازن القوى ،وانتقل ماركز ثقل النظام الدولي مان أوروبا )الماركزية الوروبية( إلى
الوليات الماتحدة الماريكية والتحاد السوفياتي ويؤسس لنظام دولي ثنائي القطبية.
وبانتهاء الحرب الباردة سقط نظام الثنائية القطبية ماا أدى إلى تحولت في أوروبا وجمايع دول
العالم ،وهو ماا يؤكد استمارارية النظام الدولي وترابطه ،وأسس للنظام الدولي الجديد.
وخلًفا للحرب الباردة التي قسمات العالم إلى ماعسكرين ،فإن عالم ماا بعد الحرب الباردة يمار
بمارحلة ماضطربة وغير ماحددة النتائج ،وهي مارحلة تعقب انهيار المابراطوريات العالماية ماثل
انهيار إمابراطورية الهبسبرغ )النماسا والماجر( الذي أوجد فراغ في وسط وشرق أوروبا ،ثم
سقوط التحاد السوفياتي الذي أعقبه اضطرابات في الجماهوريات السوفياتية السابقة.(16) ...
فبالرغم مان سقوط نظام الثنائية القطبية ،إل أنه لم يتبعه تغير في تركيبة المانظماات الدولية
القائماة ،رغم ماحاولت إصلح المام الماتحدة وتوسيع عدد ماقاعد الدول العضاء في ماجلس
المان ،وكذلك احتفاظ الغرب بمانظماة حلف شماال الطلسي رغم انهيار حلف وارسو ،واستمارار
ماحورية دور الدولة في اتخاذ القرارات الوطنية والقليماية والدولية .
وهنا نمايز بين النظام كمافهوم الذي يعني علقات العتمااد الماتبادل والتفاعل بين أجزائه ،وبين
النظام كحالة ،يختص بدراسة طبيعة بنية ووظائف النظام الدولي ،والحجة هنا هي أن كل مارحلة
تاريخية لها نظام دولي ماواكب لتطور الوجود النساني المانظم سياسيا ،فهو كمافهوم يماثل ظاهرة
سياسية ماماتدة وماستمارة .لكن طبيعة هذا النظام تتغير نتيجة الحداث الكبرى التي تحدث فيه،
حيث إن نهاية الحرب الباردة غيرت مان طبيعة ووظيفة النظام الذي ساد خللها ،حيث كان
إجمااع بين القوى الكبرى والعظماى بد ً
ل عن الصراع ،فانهيار نظام القطبية الثنائية سيؤسس لنظام
أحادي القطب أو إلى نظام ماتعدد القطاب .
69
وعلى الماستوى الكاديماي هناك اتفاق بين الباحثين في علم العلقات الدولية على سقوط نظام
الثنائية القطبية ،لكن هناك اختلف حول وصف طبيعة النظام الدولي الحالي ،حيث نجد القائلين
بالحادية القطبية والقائلين بتعدد القطاب .وماعيار التماييز بين الباحثين هو الختلف في رؤية
الماحدد الرئيسي الماوجه للتفاعلت الدولية ،وانقسماوا إلى ثلثة اتجاهات هي :
أ -إعطاء دور أكبر لهيكل النظام الدولي وتوزيع القوى داخله في تحديد القطب الماسيطر على
التفاعلت الدولية ،حيث نشر صماوئيل هنتينغتون ماقالة سنة 1992م ،بعنوان " القوة العظماى
المانعزلة "The Lonely Superpowerحيث وصف النظام الدولي بأنه نظام أحادي القطب،
يتضمان قوة عظماى وحيدة هي الوليات الماتحدة الماريكية وعددا مان القوى الكبرى ،فالوليات
الماتحدة تماتلك أكبر اقتصاد في العالم مان حيث الناتج القوماي الجماالي ،الذي بلغ سنة 2006م
حوالي 12168ماليار دولر ،وهو عشرين ضعف اقتصاد الهند وتسعة أضعاف الصين وثلثة
أضعاف اليابان تقريبا وخماسة أضعاف ألماانيا وستة أضعاف بريطانيا ،وتقدر مايزانيتها العسكرية
لسنة 2006م بأكثر مان 476ماليار دولر) ،(17أي ماجماوع مايزانيات الدفاع للدول التسعة التي
تليها ماباشرًة ،وتساهم بربع مايزانية المام الماتحدة وخماس مايزانية صندوق النقد الدولي .أماا
قابليتها العسكرية فلم تتقلص مان حيث النفوذ والقوة عالمايا سوى أنها اتخذت إجراءات لعادة
هيكلتها) ،(18كماا تماتلك قوة ناعماة تتماثل في الطرازالسياسي والثقافي والعلماي الماعولم
أماريكيا...كل هذا يزيد مان قدرتها على التأثير في سلوك الخرين ،وهنا دعى جوزيف ناي في
كتابيه " مالزماون بالقيادة " و" القوة الناعماة" إلى ضرورة جماع الوليات الماتحدة الماريكية بين
)(19
القوة الصلبة التقليدية وأسلوب الماؤسسة الليبرالية ودعم الديماوقراطية وقيم حقوق النسان
وهذا ماا يؤهلها لحتلل ماوقع الريادة ماقارنة ماع التحاد الوروبي أو روسيا أو الصين ..وهنا
تصطلح ماادلين أولبرايت وزيرة الخارجية الماريكية السابقة ماصطلح الدولة التي ل غنى عنها أو
. )(20
الماة الضرورة Indispensable Nationللدللة على دور الوليات الماتحدة الماريكية
ب -هناك اتجاه فكري آخر ،يرى أن النظام الدولي الحالي أقرب إلى التعددية القطبية ماع فارق
الختلف بين هيكل التعددية الراهن عن ذلك الذي ساد في القرن التاسع عشر ،فإن ماراكز القوى
في النظام الدولي الجديد تماثل الماجتماع الماني الماتعدد كماا أسمااه كارل دويتش ،حيث اعتمادوا
على عدم تماتع الوليات الماتحدة بالقوة الماطلقة ،بماعنى القدرة على التأثير في جمايع التفاعلت
الدولية وكذا تعددية أقطاب القتصاد العالماي ،حيث قدر الناتج القوماي الجماالي لليابان بأكثر مان
4734.5ماليار دولر سنة 2006م ،أماا الصين فيقدر ناتجها القوماي الجماالي بـ 1938ماليار
70
دولرسنة 2006م ،بنسبة نماو سنوية تقدر بـ %9.4سنة 2006م ،كماا أن تداخل الماصالح
القتصادية بينها وبين الوليات الماتحدة الماريكية هو في تزايد ولصالح الصين ،حيث ارتفعت
صادراتها للوليات الماتحدة خلل الستة عشر عاًماا المااضية بأكثر مان ،%1600أماا صادرات
الوليات الماتحدة للصين فقد زادت في نفس الفترة بنسبة % 415وزادت احتياطاتها مان النقد
الجنبي حيث تجاوزت 609ماليار دولر سنة 2004م ). (21
ج -هناك اتجاه ثالث يرى أن النظام الدولي ،هو في طور النشأة ،والمارحلة الحالية هي مارحلة
انتقالية مان نظام القطبية الثنائية إلى نظام توازن القوى .فرغم انتهاء الحرب الباردة إل أن
النظام الدولي ل يزال يحتفظ بماؤسساته ومانظمااته الدولية ،كماا أن تفكك الاتحاد السوفياتي لم يتبعه
زوال حلف الطلسي ،ولاستماراره يجب أن تكون أدواره وفق السياقات أوالماسارات التي يعمال
)
بها النظام الدولي كالهيمانة والقطبية وتوازن القوى وتوازن الماصالح والتنافس والتوافق الدولي
.(22
أوألل :الهيمنة وأالقطبية :بعد نهاية الحرب الباردة حدث الكثير من الخلط بين مفهوم الهيمنة ومفهوم
صا بعد سقوط التحاد السوفأياتي وحرب الخليج الثانية التي ضاعفت من مكاسب
القطبية ،خصو ذ
الوليات المتحدة وقوتها ،وهو ما حمل على العتقاد بأن حالة القطبية ل تزال قائمة وأنها ستكون
أحادية ،ومركزها الوليات المتحدة المريكية.
فالقطبية ماشتقة مان القطب ،وهو الرحى ،أي الحديدة التي يدور عليها القطب العلى مان
الرحيين ،ماثلماا تدور الكواكب حول الشماس ،أماا الهيمانة فهي ماشتقة مان الفعل هيمان ،وهو مان
)(23
أومان غيره مان الخوف ووفر لهم الماان
أ -الهيمانة ظاهرة سياسية سابقة لنشأة النظام الدولي الذي أسس مانذ ماعاهدة وستفاليا سنة
1648م ،حيث ماارست المابراطورية الروماانية الهيمانة على عدد مان الشعوب والحضارات
القديماة ،كماا نجد أن الدولة العثماانية فرضت هيمانتها على كثير مان الدول السلماية وغير
السلماية ،وكذلك بريطانيا التي أدت دور حامال مايزان القوى بأوروبا حتى نهاية الحرب العالماية
الولى) .(24وهو ماا يساعد على فهم السياسة الدولية وتحليلها عبر ماراحل تاريخية ماختلفة.
أماا القطبية فقد ظهرت لتفسير العلقة بين القوتين العظمايين في زمان الحرب الباردة ،وهي تفسر
مارحلة ماعينة.
71
ب -تزامان ظهور مافهوم القطبية ماع تعاظم دور اليديولوجيا في العلقات الدولية في حقبة
الحرب الباردة ،فهي إدراك ماجماوعة كبيرة مان الدول أن أمانها و قيماها و ماصالحها الحيوية
)
مارتبطة بماا يوفره لها القطب مان حمااية سياسة واقتصادية وعسكرية إزاء تهديدات القطب الخر
.(25
أماا الهيمانة فإرتكزت على عوامال قوة الدولة وكيفية توظيفها للتأثير على الخرين ،فالهيمانة
ذات طابع إدراكي قد يماكن دولة ماا مان الخروج عن سياسة القطب ،وهو ماا فعلته الصين ماع
التحاد السوفياتي وفرنسا ماع الوليات الماتحدة الماريكية.
ج -إن الهيمانة قد تتخذ ماستويات وأشكال ماتعددة ،فقد تكون على ماستوى إقليماي أساسه القوة
الماالية والقتصادية ماثل اليابان في علقاتها بدول الباسيفيك وجنوب شرق آسيا وألماانيا بأوروبا،
وقد تكون على ماستوى عالماي ،وذات طابع عسكري وهو حال الوليات الماتحدة الماريكية التي
لها وجود عسكري في أغلب ماناطق العالم.
أماا القطبية سواء كانت أحادية أو تعددية فهي نظام افتراضي في تاريخ العلقات الدولية)،(26
ففي العلوم الطبيعية ل يماكن أن نتحدث عن قطبية أحادية أو تعددية بل تكون دائًماا ثنائية ،وهذا ماا
يجب أخذه في الاعتبار إذا أردنا وصف عالم ماا بعد الحرب الباردة .فهي تحتاج إلى سند
أيديولوجي لماماارسة دور القطب ،والوليات الماتحدة ذات قدرات عسكرية واقتصادية وسياسية
عظماى ،لكن تواجه تحديا مان حلفائها في أوروبا التي تسعى إلى بناء سياسة أمانية ودفاعية
صا بعد تراجع اليديولوجية المااركسية
وخارجية ماشتركة ماستقلة عن الوليات الماتحدة ،خصو ً
عالماًيا.
أماا أوروبا واليابان فهماا يفتقران إلى أيديولوجية عالماية رغم قدراتهماا القتصادية والماالية)،(27
وسلطة ماركزية فأوروبا لتمالك نسيج أو بناء ماوحد مان القيم الفكرية واليديولوجية الماتمايزة ،
تماتلك حق اتخاذ القرار السياسي في الشؤون الدولية ،أماا اليابان فهي دولة " تقنوقراط" أو
ماجتماع شركات ورجال أعماال هدفها الستمارار في نماوها القتصادي ،وتطوير صناعاتها،
واهتماامااتها بالسياسة الخارجية ماقتصر على ماحيطها القليماي ،كماا أنها ل تماتلك إرادة وقيادة
سياسية طاماحة لماماارسة دور القطب العالماي).(28
وبناء على ماا تقدم ،فإن القطبية ستكون حالة افتراضية لفترة ماا بعد الحرب الباردة ،في حين
ستكون للهيمانة حضور ماتمايز في هذه العلقات لعتماادها على عوامال قوة الدولة ،وهذا ماا يدفع
72
إلى العتقاد بسيادة صراع الهيمانة في أهم الماناطق الحساسة في هذه النظام ،ماثل صراع الهيمانة
بين اليابان والصين على مانطقتي الباسيفيك وجنوب شرق آسيا ،أو بين تركيا وإيران على الشرق
الوسط وآسيا الوسطى ..وماحاولة الوليات الماتحدة ماماارسة سياسة هيمانة عالماية ،وهو ماا
يتطلب مانها قدرات عسكرية واقتصادية ضخماة وإرادة سياسية تؤهلها لنشر قواتها في ماختلف
ماناطق العالم مان أجل الدفاع عن ماصالحها ،وعدم القدرة على تحمال أعباء هذه القوة سيحول دون
استمارارها في الهيمانة العالماية).(29
وعليه فالراجح أن تتخذ الهيمانة العالماية صيغة تضامانية بين ماراكز القوة في العالم الغربي
الرأسماالي ،وسوف تكون قيادة الهيمانة بيد حلف شماال الطلسي ،بعد التزاماه بوظائف جديدة
تسماح له بالتدخل في ماناطق العالم الثالث على اعتبار أنه الماؤسسة الغربية الوحيدة التي يماكن أن
تتوافق عليها ماواقف وسياسات الدول الغربية في ماسائل المان والدفاع) ،(30ومان خلله يماكن
تحمال أعباء الهيمانة العالماية مان خلل القدرات العسكرية للوليات الماتحدة الماريكية والقدرات
الاقتصادية لليابان والتحاد الوروبي .
ثانليا :توازن القوى وتوازن المصالح :تعتبر فكرة توازن القوى ظاهرة تاريخية سابقة لنشأة
النظام الدولي ،حيث طبقت ماصر الفرعونية هذه الفكرة في علقتها ماع إماارتي فلسطين
وسوريا ،حيث أثارت الخلفات والنزاعات بينهماا لغرض اضعافهماا والحؤول دون تحالفهماا ماع
بعض ضدها) .(31ثم أصبح توازن القوى اللية الساسية لستقرار النظام الدولي لماا بعد ماعاهدة
وستفاليا مان خلل القوة لمانع تجاوز أي دولة على سيادة وماصالح باقي الدول ،وهو ماا نص عليه
في ماعاهدة أوترخت سنة 1713م .لكن هل انتهاء الحرب الباردة أوجد نظاًماا جديًدا لتوازن
القوى؟.
يرى بعض الباحثين أن بانتهاء الحرب الباردة ظهر اختلل في مايزان القوى نتيجة انهيار التحاد
السوفياتي ،لكنه استقر عند الماستوى القليماي للقوة.
أماا الخرون فيرون انعدام التوازن حتى على الماستوى القليماي بسبب تراجع دور القوة
واليديولوجيا في السياسة الدولية ،وهو ماا دفع بالدول إلى انتهاج سياسة واقعية أساسها إعطاء
الولوية لتوازن الماصالح على حساب توازن القوى) .(32فالهدف مان توازن القوى ليس فقط
الحؤول دون تهديد الدولة القوى في النظام الدولي ،وإنماا هوأي ً
ضا آلية سياسة لستقرار النظام
الدولي) .(33وباعتبار الدول مان أهم وحدات النظام العالماي ،والتي هي قوى ماتنوعة وماترابطة،
73
فإن التوازن في قوتها يصبح حالة ضرورية لتحقيق المان والستقرار بينها ،وبالتالي ل يماكن
تصور وجود توازن في النظام الدولي عند الماستويات القليماية وانعداماه في الماستويات العالماية،
لن النظام هو وحدة ماترابطة بين أجزائه ،وعدم الخذ بهذا الرأي ماعناه أننا نجرد القوى العظماى
والكبرى مان صفة الدولة.
أماا توازن الماصالح فهو ماصطلح ماظلي يأخذ عدة ماعاين مانها:
أ -جانب سياسي :يعني حق الدولة في اختيار نظاماها السياسي وعدم التدخل في شؤونها
الداخلية والماساواة في التماثيل الدبلومااسي.
ج -جانب أمني :هو حق في التسلح اللزم لحمااية المان والسيادة والدفاع عن النفس ضد أي
اعتداء أجنبي.
د -جانب اقتصادي :يعني حق كل دولة في تحقيق التنماية والنماو القتصادي والتساوي ماع
غيرها في المابادلت التجارية والقتصادية).(34
وفي الغالب ارتبط توازن الماصالح بتوازن القوى ،وهنا نمايز بين ثلثة أنواع مان الماصالح حسب
تقسيم روبنسون للماصالح وهي:
أ -المصالح المتوافقة :هي توافق أو التقاء ماصالح ماجماوعة مان الدول في ماجالت ماعينة ،وقد
تتكتل هذه الدول لتعظيم ماكاسبها ماثل الدول العضاء في مانظماة الدول الماصدرة للنفط ،فهي
ماتوافقة في ماجال ماعين ،وهو تصدير النفط وماراقبة السعار ،في حين تختلف في ماجالت أخرى
كالسياسة والمان والتطلع الحضاري ،فهو حالة استثنائية ،باعتبار أنها ليست ماستمارة في النظام
الدولي ،وهي على نطاق ماحدود.
ب -المصالح المتطأابقة :وهي الماصالح الثابتة نسبًيا خلل فترات طويلة ،تجماع بين الماصالح
العاماة والخاصة لدوليتين أو أكثر).(35
ج -المصالح المتناقضة :إن الدفاع عن الماصالح الماتناماية يجب أن يتلزم ماعه زيادة في قوة
الدولة ،حتى تردع أي تهديد لماصالحها ،وهي تشكل القاعدة في العلقات الدولية حسب المانظور
الواقعي .فتوازن الماصالح آلية رخوة ل يماكن أن تكون بدي ً
ل عن آليات توازن القوى التي تبقي
74
على طابعها العالماي) ،(36رغم تحول النظام الدولي مان الثنائية القطبية إلى الهيمانة الجمااعية لقوى
العالم الرأسماالي بقيادة الوليات الماتحدة.
فتوازن القوى آلية أساسية للماحافظة على الهيمانة ،لنها ترتكز على القوة حيث أن التوازن في
قوى هذه الماراكز سيكون خير ضامان لوحدتها ودوام هيمانتها العالماية ،ومان ناحية أخرى ستكون
)
أوروبا ماركز التوازن العالماي ،وأي اختلل للعلقة بين أعضائها سيؤثرعلى الاستقرار العالماي
،(37وهذه الحقيقة هي سبب إبقاء الغرب على حلف الطلسي وتطويره بعد الحرب الباردة ،فقد
يؤدي إلغاء الحلف إلى عودة العلقات الوروبية لماا كان سائدا في القرن التاسع عشر ،وألماانيا
ستندفع إلى وسط وشرق أوروبا بحثا عن ماجالها الحيوي ،وسوف تبعث الماشاعر القوماية والدينية
في المانطقة ،وهو ماا يعني العودة إلى سياسات الحلف والحلف الماضادة .فالحلف الطلسي
هو حامال التوازن في أوروبا ماثلماا كانت بريطانيا في القرن التاسع عشر .
ثاللثا :التنافس والتوافق الاقتصادي :قامات الثنائية القطبية على ثلث ركائز أساسية هي:
اليديولوجية والقدرة التدمايرية والقدرات القتصادية ،وعلى أساسها تم النقسام العالماي إلى
ماعسكرين ماتقابلين ،وبعد سقوط الماعسكر الشرقي تراجع دور اليديولوجيا أماام قوة التنافس
الاقتصادي على صعيد المابادلت التجارية وتأماين ماصادر الطاقة والماواد الولية ،والتحكم في
حركة رأسماال العالماية عبرالسيطرة على البنوك والماؤسسات الماالية العالماية وبورصات العمالات
والتقنية الرائدة ،وماا يرتبط بها مان ماهارات بشرية وعلماية فض ً
ل عن التسابق على إقاماة تكتلت
اقتصادية قائماة على اقتصاد السوق) ،(38فالمانافسة القتصادية هي ظاهرة أصيلة وشرط تقدم
النظام الرأسماالي ،وتجسدت في أشكال ماختلفة ماثل التنافس بين العماال والرأسمااليين حول تمالك
وسائل النتاج ،والتنافس بين الشركات الرأسماالية داخل القتصاد الوطني في فترة ماا بين
الحربين بين شركتي جنرال ماوتورز و فورد على صناعة السيارات في الوليات الماتحدة
الماريكية ،ثم انتقلت إلى ماستوى ماا بين قوى العالم الرأسماالي بعد أن تحولت الدولة إلى أكبر
ماحتكر رأسماالي خاصة في ماجالي الصناعة العسكرية وتقنية الماعلوماات) ،(39ومانذ عقد
السبعينيات بدأت هذه القوى تسعى إلى التكامال الاقتصادي إثر دخولها مارحلة الثورة العلماية
والتقنية لحتواء أزماات المانافسة الشديدة ماثل نادي باريس للدول الصناعية الثماانية وانتشار
ماقارالشركات الماتعددة الجنسيات في أماريكا واليابان وأوروبا ،وإقاماة التحاد الوروبي وهناك
صا في ماناطق
جهود لجعل القتصاد العالماي اقتصادا داخليا على غرار التحاد الوروبي ،خصو ً
75
نفوذ التحاد السوفياتي سابًقا ماثل وسط وشرق أوروبا ودول العالم الثالث ،وهو شرط ضروري
لتكوين سوق دولية تضمان تطور رأسماالية ماا بعد الحرب الباردة).(40
والهيمانة التضامانية تحقق المانافسة الاقتصادية الهادئة ،ذلك لن الهيمانة ل تلغي المانافسة ،بل
تجعلها قائماة على أساس التعاون والتنسيق بين هذه القوى في إطار قيادة جمااعية لقتصاد
العالماي ،تسماح بحل الزماات الناتجة عن المانافسة وعدم تحويلها إلى مانافسة حادة ،ماثل التفاق
على مانع الحرب التجارية ،والتوافق على استمارار التقسيم الحالي للعمال الدولي القائم على
احتكارها للنتاج التقنية والماعرفة العلماية الرائدة وبقاء دول العالم الثالث ماصدرأً للطاقة والماواد
الخام ،والتوصل إلى صيغ جديدة للتجارة العالماية التي تجسدت في المانطقة العالماية للتجارة.
لكن ماع وجود قوى ذات قدرات عسكرية ماناوئة للهيمانة تستطيع تهديد ماصالح القوى الغربية
وقطع طرق ماواصلتها التجارية والبحرية) ،(41فإن ماواجهة واحتواء هذا التهديد لبد أن يكون
عبر حلف شماال الطلسي ،باعتباره الذراع العسكرية لحمااية تلك الماصالح ولتثبيت أركان الهيمانة
الرأسماالية الغربية.
كانت الماواجهة بين الكتلة الشرقية والغربية صيغة صافية ونقية مان صيغ الماواجهة بين
التالسوكراتيا )القوة البحرية( ،والتيلوروكراتيا )القوة البرية( .فالمايزان الجيوبوليتيكي للقوى لم
يكن يعكس الثوابت اليديولوجية فقط ،بل والجيوبوليتيكية أي ً
ضا .وعلى هذا الساس ،يماكن تقسيم
العالم جيوبوليتيكا إلى:
أ -المااد ضمان القارية تصبح قاعدة ثابتة للماحور الجغرافي للتاريخ )أر ً
ضا قلبية( الذي يحتفظ
بثبوتية الخاصية التيلوروكراتية الحضارية.
ب -الهلل الداخلي أو القاري )مانطقة الحافة أو (Rim Landويماثل ماجال التطور الثقافي
الماتسارع.
ج -الهلل الخارجي أو الجزيري )) World Landالذي يماثل الماجاهل الرضية التي ل تفلح
ماعها سوى الماواصلت البحرية.
وهنا نركز دراستنا على مادرسة التالسوكراتيا )أتباع ألفرد مااهان ونيكولس سبيكان(.
76
أول :القوة البحرية :ألفرد مااهان ): (1914 – 1840
يرى مااهان أن مافهوم القدرة البحرية يرتبط ماباشرة بحرية التجارة البحرية ،وأن دور السطول
البحري هو ضماان تحقيق هذه التجارة ،فهي نوع خاص مان الحضارة ،وقرطاج القديماة ماثال
على ذلك.
ويقدم مااهان ستة ماعايير لقياس قوة الدولة ،والتي ضمانها في كتابه القوة البحرية وعلقتها
بالحرب ،وهي كالتي:
والمالحظ أن مااهان عند وصفه لهذه الماعايير كان ماتأثرا بتفوق البحرية البريطانية زمان
المالكة فكتوريا )1901 – 1837م( .فالحضارة البحرية تساوي حضارة تجارية.
وكان مااهان مان ماؤيدي مابدأ ماونرو)1823م( الذي يقوم على مابدأ عدم التدخل الماتبادل بين
أماريكا وأوروبا ،لن هذا سيسماح بالتوسع الترابي على الراضي الماجاورة ،الذي بدوره سيماهد
للسيطرة العالماية عبر بحرية قيادية ضاربة ،وحدد شروط لذلك مانها:
-1التعاون بفعالية ماع البحرية البريطانية العظماى.
-2إقاماة العراقيل في وجه البحرية اللماانية.
-3ماراقبة وماقاوماة التوسع الياباني في الماحيط الهادي.
-4تنسيق العماليات الماشتركة ماع الوروبيين ضد شعوب آسيا).(43
وتوصل إلى أن التهديد الكبر على الحضارة البحرية يتماثل في دول أوراسيا القارية ،وبالذات
روسيا والصين ثم ألماانيا ،وهي نفس النتيجة التي توصل لها مااكندر .ويعتبر المايرال مااهان أول
مان نقل مابدأ الناكوندا الذي استخدماه الجنرال الماريكي مااك كيلن في الحرب الهلية الماريكية
إلى الماستوى العالماي ،وهو قائم على مابدأ حصار الراضي الماعادية مان البحر وعبر الخطوط
الساحلية ،بهدف الستنزاف الستراتيجي التدريجي لقوات وماقدرات العدو ،وقد طبق هذا المابدأ
77
في الحرب العالماية الولى ضد روسيا البلشقية بعد الصلح ماع ألماانيا ،وفي الحرب العالماية الثانية
ضد دول الماحور واليابان ،وأثناء الحرب الباردة ،حيث كانت الستراتيجية الساسية لحلف
الطلسي وغيره مان الحلف ،حيث نجد حلف دول وسط آسيا ""Centoواتفاقية الدفاع الماشترك
بين أستراليا ونيوزيلند والوليات الماتحدة الماريكية ""Anzusوماجماوعة دول جنوب شرق آسيا
" "Aseanضد التحاد السوفياتي في إطار مابدأ الوقف.
ثانليا :نظرية المحور الجغرافي للتاريخ :هيلفورد ماكيندر ): (1974 – 1861
تعتبر ماقالة " الماحور الجغرافي للتاريخ" أول أعماال مااكيندر وأهماها ،والتي نشرت في الماجلة
الجغرافية سنة 1904م ،حيث لحظ أن:
-ماساحة اليابسة تماثل 1/4مان ماساحة العالم ،مانها كتلة ضخماة تقدر ماساحتها بـ 1/6مان
ماساحة العالم ،وأطلق عليها اسم الجزيرة العالماية يسكنها 14/16مان سكان العالم ،بالضافة إلى
ماجماوعة جزر ماثل الماريكيتين وأستراليا تحيط بالجزيرة العالماية ،تقدر ماساحتها بـ 1/12مان
ماساحة العالم يسكنها 1/16مان سكان العالم ،يتخللها ماحيط عالماي).(43
ويؤكد مااكندرعلى أن الوضع الجيوبوليتيكي الفضل لكل دولة هو الوضع الماتوسط الماركزي،
وأن القارة الوراسية ،مان وجهة نظر كوسماوبوليتيكية هي ماركز العالم ،وتضم آسيا وأوروبا
وأفريقيا شماال الصحراء ،وذلك في ماقالة له عام 1904م ،غير أنه وسع مان نطاقه ليشمال إفريقيا
كلها في كتابه" ماثاليات الديماقراطية والواقع " سنة 1912م ،حيث أن ماركز أوراسيا هي مانطقة
الرتكاز التي سمااها " قلب الرض" و تشمال واحد وعشرين ماليون مايل ماربع تماتد مان نهر
الفولغا غرًبا إلى شرق سيبريا ،ومان الماحيط الماتجماد الشماالي إلى هضاب إيران وأفغانستان
وبلوشستان وبحر البلطيق والبحر السود وآسيا الصغرى وأرماينيا والتبت ومانغوليا جنوًبا ،وهذا
المافهوم الجيوبوليتيكي ماتطابق جغرافًيا إلى حد كبير ماع حدود روسيا الدولية ،كماا أكد أن غزو
أوراسيا يكون فقط عبر أوروبا الشرقية ،بعد أن فشلت القوى البحرية في السيطرة على الجزيرة
العالماية.
ويحيط بقلب الرض قوس مان الراضي الساحلية سمااها مااكيندر بالهلل الداخلي ويتكون مان:
-1الماناطق الساحلية الوروبية الواقعة غرب جبال الورال.
78
-3الماناطق الماوسماية في آسيا ،بماا في ذلك الهند وجنوب شرق آسيا وماعظم أراضي الصين).(44
وهو يماثل مانطقة حضارية ذات تطورأكثر كثافة ،وهو ماا يدعم فرضية أن الحضارة ظهرت
على ضفاف النهار والبحار ،وهو ماا حرص على إثباته كارل شمايدت و نيكولس سبيكماان ،أماا
مااكيندر فيرى أن ماسار التاريخ تحكماه حركتان هماا :
أ -من المراكز تجاه الطأراف :و كماا سمااهم غزاة البر لغرض السيطرة على الهلل الخارجي
ماثل حمالت الماغول والتتار وإسبرتا ،وهم عادًة غير ديماوقراطيين وغير تجاريين)الماحور
الجغرافي للتاريخ يماثل الستبداد والتسلط ( .
ب -من الخارج :تنطلق مان الهلل الجزيري ،يقوم به قراصنة البحر أو سكان الجزر للسيطرة
على الجزيرة العالماية أو إيجاد توازن بينها وبين الدفعات البرية المانطلقة مان قلب الرض ،وهي
ذات طابع ديماوقراطي وتجاري ماثل دولة أثينا وقرطاج .وبين هذين التقسيماين الجغرافيين
والحضاريين ،تقع مانطقة الهلل الداخلي التي تكون عرضًة للتأثيرات الثقافية الماختلفة ،وهي
بسبب ماوقعها أصبحت الفضل حضاريا.
وقد أكد مااكيندر الفضلية الستراتيجية للماحور الجغرافي للتاريخ في السياسة العالماية ،حيث
صاغ نظرية قلب العالم في الجمالة التية" :مان يحكم شرق أوروبا يسيطر على قلب الرض،
ومان يحكم قلب الرض يسيطر على الجزيرة العالماية ،ومان يحكم الجزيرة العالماية يسيطر على
العالم" ).(45
كماا يؤكد على أهماية الدور السياسي لروسيا بحكم الماعطى الجيوبوليتيكي حيث يشبهه بأهماية
ماوقع ألماانيا بأوروبا ،وتأسيًسا على هذا يرى مااكيندر أن الماهماة الولى للجيوبوليتيكا
النجلوساكسونية هي مانع تشكيل اتحاد إستراتيجي قاري بين روسيا وألماانيا ،لنه سيدفع فرنسا
إلى بناء تحالف ماع قوى البحر ،بالضافة إلى السيطرة على الهلل الخارجي وإخضاعه
للحضارة الجزيرية) ،(46لمانع استغلل الماوارد غير الماحدودة للقوى القارية .وقد شارك مااكيندر
في تحقيق وجهة نظره مان خلل ماشاركته في ماؤتمار فرساي الذي جعل مان أوروبا الغربية
القاعدة الساحلية للقوى البحرية بالضافة إلى إيجاد نطاق صحي عازل بين الجرماان والسلف،
يحول دون تكوين حلف قاري إستراتيجي نواته ألماانيا وروسيا.
كماا عًدل مااكيندر مان نظريته سنة 1943م ،على ضوء تحولت الحرب العالماية الثانية في
ماقالة بماجلة ،Foreign Affairsحيث رأى أن التهديد الحقيقي هو مان التحاد السوفياتي وليس
79
مان ألماانيا ،واقتطع مان قلب الرض أراضي سيبيريا الشرقية الماماتدة وراء اليينيسي ،وأطلق
عليها اسم لينالند Lina Landنسبة إلى نهر لينا ،Linaوهذا ماعناه هلل داخلي يماكن للدول
الجزيرية استخداماه ضد الماحور الجغرافي للتاريخ ،كماا دعى إلى إقاماة مانطقة الحوض الوسط
الذي يضم شماال الماحيط الطلسي والوليات الماتحدة الماريكية وغرب أوروبا لتوثيق الروابط
الصناعية والعسكرية بين دوله ،كذلك دعى إلى التعاون بين قلب الرض والحوض الوسط
لماواجهة العسكرية اللماانية.
-2يعتبر سبيكماان أن التاريخ الجغرافي للهلل الداخلي قد نشأ مان تلقاء نفسه ،وليس بتأثير مان
قلب الرض الذي هو حسبه ماجرد ماصب لروافد الحضارة مان الماناطق الشاطئية.
-3يقدم سبيكماان ماعادلة ماوازية لفرضية مااكيندر القائلة بأن " :مان يحكم شرق أوروبا يسيطر
على قلب الرض ،ومان يحكم قلب الرض يسيطرعلى الجزيرة العالماية ،ومان يحكم الجزيرة
العالماية يسيطرعلى العالم" .ويقترح صيغة أن " :مان يحكم الراضي الهاماشية يسيطرعلى
أوراسيا ،ومان يحكم أوراسيا يسيطرعلى العالم" ).(47
فسبيكماان لم يفهم المانطقة الشاطئية كتشكيل جيوبوليتيكي ،وإنماا كمايدان للماواجهة بين النماط
البحري والنماط البري.
ففي تناسب القوى على أطراف المانطقة الشرقية يكمان مافتاح ماشكلة السيطرة العالماية ،كماا قدم
و" عشرة ماعايير لحساب قوة الدول في كتابيه " الستراتيجية الماريكية في السياسة العالماية "
جغرافيا السلم " وهي :سطح الرض ،طبيعية الحدود ،عدد السكان ،توافر أو انعدام الثروات
الطبيعية ،التطور التقني والقتصادي ،الروح الوطنية ،الستقرار السياسي ،القوة الماالية،
التجانس الثني ،وماستوى التكامال الجتمااعي .كماا قدم سبيكان مافهوماا في غاية الهماية وهو
الماحيط الماتوسط ،وهنا يوازن بين أهماية البحر الماتوسط بالنسبة لحضارات أوروبا وشماال أفريقيا
و جنوب غرب آسيا ،وبين الماحيط الطلسي بالنسبة للحضارة الغربية الماعاصرة ،التي تشمال
الساحل الشرقي لماريكا الشماالية وأوروبا الغربية ،حيث يصبح الماحيط الطلسي بحيرة داخلية
80
وسط قارة أطلسية قاعدتها نيويورك ،التي هي ماركزها العصبي وآلية قوتها وماجماعها التجاري
والصناعي والعسكري وتكون فيه دول أوروبا الغربية مالحقة بالوليات الماتحدة الماريكية،
وبصورة تدريجية تتقلص استقلليتها السياسية وتنتقل الرئاسة في هذا التجماع للفضل )الوليات
الماتحدة الماريكية(.
وقد أكد سبيكماان أن السيطرة الكامالة على أطراف الحواف مان طرف الدول البحرية ،سيؤدي
إلى النصر النهائي على القوى البرية ،وهذا تطويًرا "لستراتيجية الناكوندا" ،التي أكد عليها ألفرد
مااهان ،والتي استعرضت فاعليتها ماع نهاية الحرب الباردة.
رابلعا :الطألسية المعاصرة :قام الدكتور مااينينغ سنة 1956م ،بنشر ماقالة " قلب الرض
وماناطق الحافة في التاريخ الوراسي" ركز فيها على أن الماقاييس الجيوبوليتيكية يجب أن تضع
في الحسبان التوجه الوظيفي للسكان والدولة ،وليس فقط العلقة الجغرافية الصرفة لليابسة
والبحر").(48
وقام بتقسيم ماناطق الحواف إلى أربعة ماناطق استناًدا إلى توضعها الوظيفي الثقافي وهي :
-1الماناطق الماائلة عضوًيا إلى قلب الرض ،وتضم :الصين ،مانغوليا ،فيتنام الشماالية ،
بنغلديش ،أفغانستان ،أوروبا الشرقية ودول البلطيق وروسيا.
81
-2الماناطق الماحايدة جيوبوليتيكيا وتشمال كوريا الجنوبية ،بورماا ،الهند ،العراق ،سوريا
ويوغوسلفيا.
-3الماناطق الماائلة إلى الحلف التالسوكراتي وتضم :أوروبا الغربية ،اليونان ،تركيا ،إيران،
باكستان ،تايلند.
-4وفي سنة 1965م ،قام كيرك بتطوير نظرية سبيكماان حيث وضع أنماوذًجا تاريخًيا ماتعلق
بأهماية ماناطق الحواف التي كانت ماصدًرا للتدفقات الحضارية إلى دواخل القارة ).(49
كماا اقترح سول كوين في كتابه " الجغرافيا السياسية في عالم ماجزأ " تقسيم الوقائع
الجيوبوليتيكية إلى نوى وأحزماة ،وهي كالتي :
وقد طبق هنري كسينجر تقسيم الحزماة الماتقطعة وربط بين الماناطق الشاطئية في حزام ماحيط
بالتحاد السوفياتي.
وماع التطور التكنولوجي الماتزايد الذي أدى إلى غزو الفضاء ،فقد أسس لجيوبوليتيكا الفضاء
عبر نظم التسلح الجديدة ،الطيران الستراتيجي ،الصواريخ والسلحة الذرية العابرة للقارات
ونقل السلحة إلى المادار الرضي والغزو الستراتيجي للفضاء الخارجي ..وهو ماا قلص مان
نسب البعد الكوني القائم على العوامال الجيوبوليتيكة القديماة على أساس القوة البحرية أو البرية
والقواعد القارية أو البحرية.
وأماام ثنائية البر والبحر أصبح لدينا ثنائية أخرى هي سلطة الجو )اليروكراتيا( والسلح
النووي ،وسلطة الثير )الثيروكراتيا( و برناماج حرب النجوم ،وهماا يماثلن حسب كارل
شمايدت التطور التالي " لنوماوس البحر" ،لن الهدف مان غزو الفضاء هو تماييع الوسط الذي
يتوافق ماع العماليات الثقافية والحضارية ،فهو اماتداد لتقاليد التالسوكراتيا التي تفرض على
الطرف الخر خوض مابارزة إستراتيجية وفق شروطها ،إذ حقق التحاد السوفياتي نوًعا مان
التوازن النسبي في ماجال اليروكراتيا )السلح النووي و سلح الطيران( ) ،(51لكنه انهزم في
82
مايدان التقنيات المارتبطة بحرب النجوم التي أدت إلى الهزيماة الجيوبوليتيكية ونهاية الحرب
الباردة.
الطألسية بعد نهاية الحرب الباردة :بعد سقوط الكتلة الشرقية كان مان الضروري إيجاد نمااذج
جيوبوليتيكية مابتكرة ،تتناسب ماع النظام العالماي الجديد ،وهناك اتجاهان أطلسيان ماتعاكسان
لقراءة الوضع الدولي القائم ،وهماا :
-1الطألسية الجديدة :ترى هذه النظرية أنه رغم نهاية الصراع اليديولوجي بين الشرق
والغرب في إطار الحرب الباردة ،فإنه لم ينه النقسام العالماي حول الحضارات والقيم الخلقية
الراسخة لدى الشعوب ،وهو ماا ينبأ بتشكل أحلف أوراسية جديدة ماع بروز ماناطق جيوبوليتيكية
أخرى غير الوراسية مارشحة للدخول في صراع ماع الغرب ،وأهم مان عبر عن هذه الرؤية
صماوئيل هنتينغتون ،في نظرية صدام الحضارات التي هي تلخيص للماشروع الجيوبوليتيكي
الماريكي الذي كان بعنوان "التحولت في المان الكوني والماصالح القوماية الماريكية "،
ويعتبرهنتينغتون أن النجاح الستراتيجي لحلف الطلسي والماترافق ماع صياغته الجيوبوليتيكية
الرافضة للشيوعية ،لم يبلغ أعمااق الطبقات الحضارية العمايقة التي سرعان ماا ستشكل شخصية
جغرافية بتعبير سافيتسكي ،التي تخلصت مان القوالب اليديولوجية الجامادة ،وهذا ماا يفسرالعودة
القوية لظاهرة التدين حسب جورج ويجل ).(52
-1-3الحضارة الكونفوشوسية.
-1-4الحضارة اليابانية.
-1-5الحضارة السلماية.
-1.8الحضارة الهندوسية.
83
كماا يرى أن الانقساماات الكبرى ستكون ثقافية) ،(53وستحافظ الدولة القوماية على ماكانتها
باعتبار أنها أهم الفواعل الدولية ،غير أن النزاعات الساسية في السياسة العالماية ستكون بين
المام والماجماوعات الحضارية الماختلفة والحدود الفاصلة بين الحضارات ستكون هي خطوط
. )(54
الماواجهة في الماستقبل
وهذه الحضارات ماتباينة في القوة والتأثير وماغايرة للحضارة الغربية ،وبالتالي يجد الغرب نفسه
في ماواجهة الخرين انطلًقا مان ماعادلة " الغرب والخرين " ،" The West And The Rest
)الغرب وبقية العالم( وهذا يستوجب الستعداد والتنسيق بين ضفتي الطلسي.
ويقدم هنتينغتون ماجماوعة مان النصائح التي على الغرب الخذ بها وهي:
-ضماان استمارار التعاون الطلسي الذي يجماع بين أوروبا وأماريكا الشماالية.
-ضماان استمارار التفوق العسكري الغربي ،وبالذات في الشرق القصى وجنوب شرق آسيا.
84
-الحد مان التطور العسكري للدول السلماية والدول الكونفوشوسية.
-استغلل التناقضات القائماة بين الدول الكونفوشوسية والدول السلماية للحؤول دون قيام
تحالف بينهماا.
-دعم الماؤسسات العالماية التي تعكس الماصالح الغربية ،وجذب الدول غير الغربية إليها).(55
ففي تركيز هنتينغتون على الثقافة والفروق الحضارية ،يكون أقرب إلى الفلسفة العضوية،
التي تنظر إلى البنى الجتمااعية والدول ليس كتكوينات آلية أو إيديولوجية ،بل كصيغ للحياة.
ويؤكد أن الصين والدول السلماية مان العداء الماحتمالة ،وهذا يعكس تأثير دراسات مااينينغ
وكيرك على الماناطق الحواف ،خلًفا لرأي بول وولفوفتز الذي رأى أن الخطر الكبر يكمان في
النبعاث الروسي )قلب الرض( وهنا هو أقرب إلى مااكيندر مان سبيكماان.
-2-1نظرية نهاية التاريخ :يرى فرانسيس فوكوياماا أن بانتهاء الماواجهة الجيوبوليتيكية بين
الشرق والغرب ،انتهى التاريخ ،حيث حسم لصالح الغرب وبشكل نهائي ،وأصبح العالم واحًدا،
بعد سقوط اللعقلنية الماتماثلة في قانون القوة والظلم والدارة اللعقلنية للواقع الجتمااعي في
التحاد السوفياتي)*( ،لتتجه النسانية نحو البناء العقلني الماتجسد في الليبرالية والسوق الحرة
التي ستوحد العالم في آلية عقلنية مانسقة).(56
-2-2نظرية الجيوإيكونوميكا :يقترح جاك أتالي تصورا خاصا للماستقبل على أساس ليبرالي
– ديماوقراطي ،وأن تصور وسائل العلم والتصال والماواصلت جعلت العالم واحًدا بعد أن
قسماته الثنائية الجيوبوليتكية ،التي تقوم على العوامال اليديولوجية والثنية والدينية ونوعية
السكان والثقافات.
والجيوإيكونومايكا قائماة على أساس الواقع القتصادي )ماراكز البورصات العالماية ،الخاماات
الطبيعية ،الماراكز العلماية ،الصناعات الكبرى .(..أماا في جانبها السياسي فهي تهدف إلى
تأسيس حكوماة عالماية أو دولة عالماية واحدة.
ويقسم أتالي الجيوإيكونومايكا العالماية إلى ثلثة أقطاب في العالم الواحد ،وهي:
85
ب -المجال الوروبي :يتماثل في توحد أوروبا اقتصادًيا.
-2-3العولمة ما بعد الكارثية :يعتبر كارلو سانتورو أن النظام الدولي في مارحلة انتقالية مان
نظام القطبية الثنائية إلى نظام تعدد القطاب ،وهو ماا عبر عنه جاك أتالي في نظرية
الجيوإيكونومايكا ،ويختلف عن فوكوياماا مان حيث تفاؤله بدور الماؤسسات العالماية ماثل المام
الماتحدة لتكون نواة للحكوماة العالماية ،باعتبار أنها مان ماخلفات نظام القطبية الثنائية ،ويرى أي ً
ضا
أن العالم ل يزال يحتفظ بطابع الجيوبوليتيكا الذي ساد في الحرب الباردة ،وهذا ماا يؤدي إلى
كوارث حضارية.
وفي صيغة توفيقية بين الطلسية الجديدة والعولماة يحدد سانتورو سيناريو يتضمان عدة خطوات
لتحقيق الدولة العالماية ،وهو على الشكل التي:
ب -تزايد النزعة القوماية ضمان دول حلف وارسوا سابًقا وكذا في دول العالم الثالث ،وهو ماا
يؤدي إلى فوضى دولية.
د -قيام حروب مان الماستوى الصغير والماتوسط ،وهو ماا يؤدي إلى تكتلت جيوبوليتكية جديدة.
ذ -خطر الفوضى الدولية وتهديداتها الذي سيؤدي بالحلف إلى ضرورة إقاماة ماؤسسات عالماية
جديدة ذات صلحيات هائلة.
يرى ماعظم أصحاب النظرية الواقعية أن نهاية الحلف الدولية تكون نتيجة النتصار
أوالهزيماة في الحرب ،ويؤكد هانس ماورغانتو أن انتهاء الحلف الدولي يكون نتيجة الخسارة في
الحرب ،أماا النتصار فيها فإنه عادة ماا يؤدي إلى ضماوره نتيجة سقوط الحلف الماضاد له ،بسبب
خسارة الحرب أو لانهيار داخلي وهذا ماا يفقده الحيوية وسبب الوجود ).(58
86
أماا ليسكا Liskaفيرى أن الحلف الدولية تنشأ ضد طرف ماعين ،لكن سرعان ماا تنهار بعد
كسب الحرب أو توصل حليف رئيسي إلى سلم مانفصل ،ويؤكد أنه للماحافظة على استمارار
الحلف يجب تطوير أيديولوجيته أو استمارار وجود القوة الماحورية فيه ،كماا يتطلب أي ً
ضا تقليص
عدد أعضائه لزيادة الماكاسب التي يحصل عليها العضاء الماؤثرين فيه ،كماا أن تزايد أعضائه
يماكن أن يؤدي إلى زيادة الخلفات وتراجع الكفاءة .وهو ماا يؤثر على درجة تمااسكه).(59
ويرجع سولفيان استمارار الحلف إلى غماوض الهداف وتعددها ،كماا أن الحلف تنتهي عندماا
تصبح نفقاتها أكبر مان عوائدها ،بالضافة إلى التخوف مان تآكل سيادة الدولة بسبب الرتباط
الطويل الماد بالحلف.
كماا يرجع تيار آخر استمارار الحلف إلى الليات التي يوجدها الحلف للتعاون أماا ستيفن والت
أو فيرى أن تشكل الحلف هو رد فعل على التهديد ،يكون إماا بماواجهة ماصدر التهديد
اللتحاق والنضماام إليه) ،(60وتتفكك الحلف عند تراجع هذا التهديد أو عدم توافق أعضائه على
ماصادر تهديد جديدة .
وقد وضع والت خماسة ماحددات لبقاء أو انهيار الحلف الدولية وهي:
-2الماصداقية.
-3إدراك التهديد.
-4السياسات الداخلية.
-5أثر الماؤسسة).(61
وإذا حاولنا اسقاط هذه الماحددات على الحلف الطلسي بعد انهيار حلف وارسو ثم التحاد
السوفياتي فإننا نجد :
-1وجود قوة مهيمنة :تتماثل القوة الماهيمانة في التفاعلت الطلسية في الوليات الماتحدة
الماريكية التي تصدت للصوات الداعية إلى انهاء الحلف و تحمالت أكثر مان %60مان مايزانية
الحلف الماشتركة ،وقدمات مازايا أكثر جاذبية عن باقي الحلفاء.
87
-2المصداقية :كان حلف شماال الطلسي طوال الحرب الباردة الضماانة شبه الوحيدة لتحقيق
المان والاستقرار في المانطقة الورو -أطلسية ،وتأكد هذا الدور في حروب البلقان التي هددت
المان والستقرار الوروبي ،بعد أن تأكد عجز الوروبيين عن ماواجهتها ،كماا أن استماراره يدعم
الترابط الوروبي – الماريكي ،خصو ً
صا أن الوليات الماتحدة ماتخوفة مان عزلها عن ترتيبات
المان الوروبي .
-3إدراك التهديد :عند إنشاء الحلف تماثل الهدف الرئيسي مانه في الدفاع عن أمان المانطقة
الورو -أطلسية وكان ماصدر التهديد يتماثل في التحاد السوفياتي والحزاب الشيوعية ،لكن بعد
انهيار التحاد السوفياتي كان هناك إجمااع على وجود ماصادر تهديد جديدة تماثلت في :
أ -النزاعات العرقية والقوماية الناشئة عن تحولت البيئة الستراتيجية في شرق ووسط أوروبا
والبلقان.
ج -التخوف مان حدوث تطورات سياسية سلبية في روسيا وتفجر الصراعات داخل الفيدرالية
الروسية.
ذ -حدوث حروب في قوس الزماات الشرقي )دول القوقاز وآسيا الوسطى(.
ر -قيام صراعات داخلية وحروب دولية في القوس الجنوبي للزماات )الدول العربية(.
فهذه التهديدات وغيرها أعطت الماسوغ لبقاء حلف شماال الطلسي واستماراره.
-4السياسات المحلية :كانت قضية بناء سياسة للمان والدفاع والخارجية للتحاد الوروبي
مان أهم القضايا الخلفية ماع الوليات الماتحدة ،حيث كانت فرنسا تهدف إلى استقللية أوروبية في
ماجال المان والدفاع والسياسة الخارجية الماشتركة بعيدة عن الماظلة المانية الماريكية ،في حين
رأت بريطانيا ضرورة الماحافظة على الروابط الوروبية والماريكية ،وقد تم التوصل إلى حل
وسط تماثل في ماوافقة الوليات الماتحدة على تشكيل عناصر عسكرية أوربية مامايزة داخل الحلف
وإماكان تكليف اتحاد غرب أوروبا بقيادة بعض العماليات العسكرية ماع استخدام ماوجودات
الحلف ،وهذا يتطلب ترخيصا جمااعيا ماسبقا مان دول الحلف ،بماا فيها الوليات الماتحدة.
88
-5أثر المؤسسية :تقوم مانظماة حلف شماال الطلسي على بنية إدارية مارًكبة تحكم نشاط
الحلف وتحدد كيفية اتخاذ القرارات وماراقبة تنفيذها ،كماا تم الت ك ييف ماع تغيرات و تحديات البيئة
المانية الجديدة ،حيث كيفت عقيدة الحلف العسكرية وهيكل القوة و تقاسم العباء داخل الحلف ماع
إقاماة ماهام جديدة.
89
هوامش الفصل الثاني :
د -بطرس بطرس غالي ،حلف الطلنطي ) القاهرة :الماطبعة النجلوماصرية 1961 ،م ( ، )(1
ص.6
) (2د -إسمااعيل صبري ماقلد ،العلقات السياسية الدولية :دراسة في الصول و النظريات
) القاهرة :الماكتبة الكاديماية 1991 ،م( ،ص . 346
توفيق ماحماد عطية ،توسيع حلف شماال الطلسي :الدوافع ،الماواقف ،الماشكلت)القاهرة : )(3
د -ماحماد الماجذوب ،التنظيم الدولي )بيروت :مانشورات الحلبي الحقوقية 2002 ،م ( ،ص )(4
. 472
د -إسمااعيل صبري ماقل ،العلقات السياسية الدولية :دراسة في الصول والنظريات ، )(5
بيار جيربي ،المانظماات الدولية ،ترجماة ماحماد أحماد سليماان ) القاهرة :ماؤسسة سجل العرب )(6
نافع أيوب لبس ،مانظماة ماعاهدة حلف شماال الطلسي )الناتو( :العضوية والتعاون )دماشق : )(7
نافع أيوب لبس ،مانظماة ماعاهدة حلف شماال الطلسي)الناتو( :العضوية والتعاون ،المارجع )(10
د -ماحماد نبيل فؤاد ،حلف شماال الطلسي )الناتو( النظام العالماي الحادي و ماشروع الشرق )(11
الوسط الكبير )القاهرة :ماطابع دار الجماهورية للصحافة 2007 ،م ( ،ص . 38
نافع أيوب لبس ،مانظماة ماعاهدة حلف شماال الطلسي )الناتو( :العضوية والتعاون ،المارجع )(12
نافع أيوب لبس ،مانظماة ماعاهدة حلف شماال الطلسي )الناتو( :العضوية والتعاون ،المارجع )(13
90
د -ماحماد نبيل فؤاد ،حلف شماال الطلسي )الناتو( النظام العالماي الحادي وماشروع الشرق )(17
نافع أيوب لبس ،مانظماة ماعاهدة حلف شماال الطلسي )الناتو( :العضوية والتعاون ،المارجع )(18
د -إسمااعيل صبري ماقلد ،العلقات السياسية الدولية :دراسة في الصول والنظريات، )(19
نزار إسمااعيل الحيالي ،دور حلف شماال الطلسي بعد انتهاء الحرب الباردة ،رسالة دكتوراه )(20
مانشورة ) أبوظبي :ماركز الماارات للدراسات الستراتيجية 2003 ،م ( ،ص . 12
)(22
` Thierry Monthrial Et Philippe Moreau Defares , RAMES 2007 , L
EUROPE ET LE MONDE ( Paris : Edition La Dunod , 2006) , p 322 .
د -بهجت قرني ،مان النظام الدولي إلى النظام العالماي ،ماجلة السياسة الدولية ،العدد 161 )(23
النظام العالماي الجديد) القاهرة :ماركز البحوث والدراسات السياسية ،جاماعة القاهرة 1994 ،م
( ،ص . 31
د -ودودة بدران ،الرؤى الماختلفة للنظام العالماي الجديد ،المارجع نفسه ،ص . 29 )(27
د -حسن أبوطالب ،هل يتجه النظام الدولي نحو التعددية القطبية ؟ المارجع السابق ،ص )(28
. 199
د -نزار إسمااعيل الحيالي ،دور حلف شماال الطلسي بعد نهاية الحرب الباردة ،المارجع )(29
وليد عبد الحي)الكويت :كاظماة للنشر والدراسات والترجماة 1985 ،م( ،ص . 11
91
ماحماد أبو بكر الرازي ،ماختار الصحاح ) القاهرة :الماطبعة المايرية 1925 ،م ( ،ص )(31
. 541
أحماد وهبان ،العلقات الوروبية الماريكية بين التحالف و الماصلحة )القاهرة :ماكتبة نهضة )(32
د -ماحماد طه بدوي ،مادخل إلى علم العلقات الدولية ) بيروت :دار النهضة العربية )(33
د -ماحماد طه بدوي ،مادخل إلى علم العلقات الدولية ،المارجع نفسه ،ص . 236 )(34
د -نزار إسمااعيل الحيالي ،دور حلف شماال الطلسي بعد انتهاء الحرب الباردة ،المارجع )(35
د -نزار إسمااعيل الحيالي ،دور حلف شماال الطلسي بعد انتهاء الحرب الباردة ،المارجع )(36
د -بطرس بطرس غالي ،مادخل إلى علم السياسة ) بيروت :دار الجليل للطباعة ،بيروت )(37
د -نزار إسمااعيل الحيالي ،دور حلف شماال الطلسي بعد انتهاء الحرب الباردة ،المارجع )(38
د -إبراهيم أبو خزام ،الحروب و توازن القوى) عماان :دار الهلية للنشر والتوزيع ، )(39
د -نزار إسمااعيل الحيالي ،دور حلف شماال الطلسي بعد انتهاء الحرب الباردة ،المارجع )(40
د -يوسف ناصيف حتى ،نظرية العلقات الدولية) بيروت :دار الكتاب العربي 1985 ،م( )(41
،ص . 29
د -نزار إسمااعيل الحيالي ،دور حلف شماال الطلسي بعد انتهاء الحرب الباردة ،المارجع )(41
د -نزار إسمااعيل الحيالي ،دور حلف شماال الطلسي بعد انتهاء الحرب الباردة ،المارجع )(42
92
د -نزار إسمااعيل الحيالي ،دور حلف شماال الطلسي بعد انتهاء الحرب الباردة ،المارجع )(43
د -ماحماد ماحماود إبراهيم الديب ،الجغرافيا السياسية :مانظور ماعاصر)القاهرة :الماكتبة )(44
د -ألسكندر دوغين ،أسس الجيوبوليتيكا :ماستقبل روسيا الجيوبوليتيكي ،ترجماة د -عمااد )(45
حاتم )بيروت :دار الكتاب الجديد الماتحدة 2004 ،م ( ،ص . 100
أ -د -فايز ماحماد العيسوي ،الجغرافيا السياسية الماعاصرة ) السكندرية :دار الماعرفة )(46
رسل فيفلد ،إتزل بيرسي ،الجيوبوليتيكا ،ترجماة يوسف ماجلى و لويس إسكندر )(47
د -ماحماد ماحماود إبراهيم الديب ،الجغرافيا السياسية :مانظور ماعاصر ،المارجع السابق ،ص )(48
. 660
أ -د -فايز ماحماد العيسوي ،الجغرافيا السياسية الماعاصرة ،المارجع السابق ،ص .310 )(49
د -ألسكندر دوغين ،أسس الجيوبوليتيكا :ماستقبل روسيا الجيوبوليتيكي ،المارجع السابق ، )(50
ص .89
د -ألسكندر دوغين ،أسس الجيوبوليتيكا :ماستقبل روسيا الجيوبوليتيكي ،المارجع نفسه ،ص )(51
. 149
د -ألسكندر دوغين ،أسس الجيوبوليتيكا :ماستقبل روسيا الجيوبوليتيكي ،المارجع نفسه ،ص )(52
ص .157 -154
) (53صماوئيل هنتينغتون ،صراع الحضارات ،ترجماة نجوى أبوغزالة ،ماجلة شؤون سياسية،
العدد ) 1بغداد 1994 :م( ،ص ص . 125 -119
عباس غالي الحديثي ،نظريات السيطرة الستراتيجية وصراع الحضارات ) عماان :دار )(54
د -ألسكندر دوغين ،أسس الجيوبوليتيكا :ماستقبل روسيا الجيوبوليتيكي ،المارجع السابق ، )(55
ص . 70
93
للمازيد أنظر الصفحة 36وماا بعدها. )*(
د -ألسكندر دوغين ،أسس الجيوبوليتيكا :ماستقبل روسيا الجيوبوليتيكي ،المارجع السابق ، )(56
ص ص 172 -169
د -ألسكندر دوغين ،أسس الجيوبوليتيكا :ماستقبل روسيا الجيوبوليتيكي ،المارجع نفسه ،ص )(57
ص . 173 -172
هانز ماورجانتو ،السياسة بين المام ،ترجماة خيري حمااد ) القاهرة :الدار القوماية للكتاب ، )(58
د -عماد جاد ،حلف الطلنطي :مهام جديدة فأي بيئة أمنية مغايرة ،رسالة دكتوراه منشورة )(59
د -عمااد جاد ،حلف الطلنطي :ماهام جديدة في بيئة أمانية ماغايرة ،المارجع نفسه ،ص . 60 )(60
د -عمااد جاد ،حلف الطلنطي :ماهام جديدة في بيئة أمانية ماغايرة ،المارجع نفسه ،ص ص )(61
. 47 -46
94
الفصل الثالث
يتم فأي هذا الفصل دراسة المن الورو -أطلسي و إستراتيجية الحلف العسكرية ،من خلل
دراسة المن الوروبي عبر تحليل حروب البلقان ،وأثرها على تأسيس وانتهاج سياسة المن والدفأاع
الوروبية ودراسة التفاعل بينها وبين حلف الطلسي.
كما يتناول المفهوم الستراتيجي وأثر تغير النظام الدولي على هيكل القوة داخل الحلف ،وكذلك
وأيضاذ دراسة يتناول تحليل المفهوم الستراتيجي الجديد وقوة التدخل السريع التابعة للحلف،
سياسة توسيع الحلف.
كما يتم التعرض إلى مبادرات التعاون التي يطلقها الحلف فأي إطار محيطه الستراتيجي ،ابتداذء
بمجلس تعاون شمال الطلسي ،ثم مبادرة الشراكة من أجل السلم والوثيقة التأسيسية مع روسيا ،ثم
دراسة مجلس روسيا -الطلسي ،ومجلس الشراكة الوروبية– الطلسية ومجلس أوكرانيا -
الطلسي.
95
المبحث الول
المن الوروبي
أكد الدور الذي قام به حلف شماال الطلسي في أزماة البوسنة والهرسك عجز الوروبيين عن
توفير المان والستقرار الوروبي دون الستعانة بقدرات الحلف ،رغم ماحاولت تبني سياسة
أمان ودفاع أوروبية ماستقلة عنه.
أ -أزمة البوسنة والهرسك :عقب إعلن استقلل جماهورية البوسنة والهرسك وانفصالها عن
التحاد اليوغوسلفي في أواخر سنة 1991م ،سعت حكوماة علي عزت بيغوفيتش للحصول
على اعتراف الجمااعة الوروبية بذلك ،لكن الخيرة اشترطت أن يتم ذلك بعد إجراء استفتاء
شعبي حول استقلل القليم ،وهو ماا حدث في 29فبراير و 1ماارس 1992م ،وكانت نتيجته
الماوافقة على استقلل القليم بنسبة (1)%99بنسبة ماشاركة بلغت %63.4مان ماجماوع الناخبين،
وهذا لماقاطعة صرب البوسنة عمالية الستفتاء .وبدعم مان جماهورية صربيا قاماوا بأعماال
وحشية وسياسة تطهير عرقي خصوصا بعد اعتراف الجمااعة الوروبية والوليات الماتحدة
باستقلل القليم .
وفي إبريل 1992م ،حدثت ماجزرة بحق السكان الماسلماين بمانطقة تجارية وسط سرايفو،
وذلك في 28ماايو 1992م(2) ،وعقبه أصدر ماجلس المان القرار رقم 713القاضي بمانع إيصال
أية أسلحة أو ماعدات عسكرية إلى عماوم يوغوسلفيا ،ثم القرار رقم 757الذي يفرض عقوبات
شامالة على يوغوسلفيا الفيدرالية ،وقد قرر ماجلس الحلف بالشتراك ماع اتحاد غرب أوروبا
ماراقبة تنفيذ القرارين الدوليين ،مان خلل عمالية الماراقب البحري Maritime Monitorالتي
تطورت في ماا بعد إلى عمالية الحارس البحري ، Maritime Guardوذلك وفقا لقرار ماجلس
المان رقم 787الذي يسماح بإيقاف السفن وتفتيشها وتحويل ماجراها مان أجل التأكد مان تطبيق
قرارات ماجلس المان الدولي وفقا للفصل السابع مان المايثاق ،وقد ماثلت هذه العماليات أول عمالية
)(3
للحلف خارج نطاق عماله الجغرافي.
ثم تطور عمال الحلف في البوسنة والهرسك بعد صدور قرار ماجلس المان رقم 816الذي
يوسع في القرار رقم 781بخصوص الطيران العسكري فوق البوسنة والهرسك في ماا عدا
الطيران التابع لقوات المام الماتحدة للحمااية UNPRO FORليشمال الطائرات ذات الجنحة
96
الثابتة والدوارة ،لتحييد التفوق الجوي الحربي ،وفي 28فبراير 1994م ،اعترضت طائرتان
أماريكيتان مان طراز )إف (16 -ست طائرات حربية حاولت خرق مانطقة الحظر الجوي ،وكان
أول اشتباك عسكري للحلف مانذ تأسيسه .ثم تطور الوضع ماع بداية الهجماات الصربية على
المادن المانة مانذ أبريل 1994م ،إلى حد تعريض حياة الماراقبين العسكريين التابعين للمام
الماتحدة للخطر ،وعندها طلب قائد قوات المام الماتحدة للحمااية UNPRO FORمان الحلف
توفير غطاء جوي للحمااية(4) ،وعلى إثره قامات طائرات الحلف بقصف ماواقع صربية في 10و
11أبريل 1994م.
سعت المام الماتحدة إلى حمااية المابادئ التقليدية لحفظ السلم والماتماثلة في الحياد واستخدام
القوة في حالة الدفاع عن النفس فقط ،كماا سعت إيجاد تسوية سلماية للصراع وتجنب تكلفته
الباهظة ،بالضافة إلى حرصها على أفرادها العامالين بالمايدان ،وإيصال الماساعدات النسانية،
ولهذا كانت حريصة على الخيار السلماي ،وبعد إعلن الماناطق المانة قام الدكتور بطرس بطرس
غالي الماين العام السابق للمام الماتحدة بتفويض صلحيات سلطة إعطاء الذن باستخدام
الضربات الجوية إلى السيد ياسوشي أكاشي ماماثله الخاص بالبوسنة).(5
أماا حلف الطلسي فكان بماثابة آلية لنفاذ قرارات ماجلس المان ،وماكلف بعماليات انفاذ السلم،
خاصة مان الجو عن طريق الطيران ،وكان الحلف يمايل أكثر إلى الخيارالعسكري مان خلل
التطبيق الفعال للقوة العسكرية ،حتى لو استخدمات في نطاق ماحدود ،ومان هنا ظهر اختلف في
وجهات النظر ،وازداد المار تعقيدا بسبب أن ماماثل الماين العام بالبوسنة هو الذي يمالك سلطة
إعطاء إذن البدء بالضربات الجوية ،وهو ماا يحد مان حركة ومارونة الحلف في الرد على
العتداءات الصربية.
وقد تم التوصل إلى اتفاق المافتاح المازدوج Dual Kayبعد اقراره في قماة الحلف ببروكسيل
عام 1994م ،حيث جعل سلطة اصدارالذن بتوجيه الضربات الجوية ماشتركة بين قائد قوات
المام الماتحدة بالبوسنة والهرسك وقائد قوات الحلف بالقيادة الجنوبية ،بعد الحصول على تفويض
مان المام الماتحدة.
لكن هذا الحل أبقى على المارالواقع حيث استبعدت المام الماتحدة التحرك ضد الصرب ،ومان
جهة أخرى نجد أن الحلف ل يستطيع القيام بأي عمال دون تفويض مان المام الماتحدة ،أماا
97
الصرب فقد استفادوا كثيرا مان حالة الشلل هذه ،وانعكست في عدم العتراف بقرارات ماجلس
المان.
وبعد سقوط مادينة سريبرينيتشا )وهي مان المادن المانة( في 10يوليو 1995م ،وحدوث أبشع
ماجزرة للبادة الجمااعية ،حيث قتل أكثر مان خماسة عشرألف ماسلم ،كماا أسر الصرب ثلثين
جنديا هولنديا مان قوات المام الماتحدة للحمااية ،UNPRO FORثم اجتياح مادينة زيبا )وهي
أيضا مان المادن المانة ( وقصف سوق سرايفو الذي أوقع سبعة وثلثين مادنيا (6).وأماام تعرض
بعثة المام الماتحدة للحمااية للهجوم الصربي ،قرر الماين العام للمام الماتحدة نقل صلحيات سلطة
اعطاء إذن البدء بالضربات الجوية إلى حلف الطلسي وحده ،وهذا ل يحتاج إلى قرار جديد مان
ماجلس المان ،حيث كانت التوقعات تشير إلى اعتراض روسيا عليه باستخداماها لحق النقض.
وهنا تدخل الحلف ماع قوات المام الماتحدة للحمااية وقوات الرد السريع بشن أكثر مان 3515
غارة جوية وإلقاء أكثر مان 1026قنبلة على صرب البوسنة ،ودامات الحمالة أكثر مان أسبوعين،
تم خللها تدماير خطوط التصالت والماواصلت وماخازن السلحة والقواعد العسكرية الصربية.
وبعد عجز التحاد الوروبي عن تحقيق تسوية سلماية ،نجحت الوليات الماتحدة في إجبار
أطراف الصراع على القبول ببنود اتفاقية دايتون للسلم ،وذلك في 14ديسمابر 1995م ،والتي
نصت على:
أ -يخصص القسم الول للتحاد الفيدرالي بين الماسلماين والكروات ،بنسبة %51مان أراضي
البوسنة والهرسك.
ج -ينضوي القسماان في إطار دولة البوسنة والهرسك داخل حدودها الدولية و يخضعان لدستور
فيدرالي.
-2تبقى سراييفو عاصماة ماوحدة للبوسنة والهرسك ،ويرفع عنها الحصار ،وتلغى العقوبات
المافروضة على ماداخلها.
98
-5تكون للبوسنة والهرسك ماحكماة دستورية ماستقلة.
-6يتألف برلماان البوسنة والهرسك مان ماجلسين ،ويتم انتخاب أعضائهماا مان طرف الناخبين في
ل قبلالبوسنة والهرسك ،الذين يسماح لهم بالتصويت في المااكن التي كانوا يقيماون فيها أص ًً
)(7
التهجير.
-7تشكيل قوات حفظ سلم مان حلف الطلسي ودول أخرى قواماها 60ألف جندي).(8
وقد أكدت أزماة البوسنة والهرسك الدور الرئيس لحلف الطلسي والوليات الماتحدة الماريكية،
و في حفظ )(9
التي شاركت بأكثر مان %66مان إجماالي الغارات الجوية ضد صرب البوسنة
المان والستقرار الوروبي ،وذلك مان خلل النقاط التية:
-7-1ماراقبة تنفيذ قرارماجلس المان الماتعلق بفرض الحصارعلى توريد السلحة ليوغوسلفيا
ب -حرب كوسوفو :أعطى دستور 1974م ،الوحدات الفيدرالية ماسؤولية أكبر في
الماورالسياسية والقتصادية والجتمااعية ،وشمالت هذه الصلحيات عددا مان القاليم الخاضعة
لصربيا على ماستوى الجماهورية ،في إطار حكم ذاتي ماوسع ،كماا أظهر الدستور أن يوغوسلفيا
تقوم على وحدات فيدرالية كامالة الهلية وأقر لها بحق أن يتولى ماماثل عن كل وحدة فيدرالية )بماا
فيها فويفودينا وكوسوفو( رئاسة الدولة التحادية لمادة عام ،إلى أن وصل سلوبودان مايلوزوفيتش
إلى رئاسة جماهورية الصرب سنة 1986م ،وتبنى توجهات قوماية صربية ماتطرفة ،حيث كان
أول صدام بين الصرب واللبان في إقليم كوسوفو سنة 1989م ،وبعدها قامات صربيا بإلغاء
الحكم الذاتي لكوسوفو سنة 1989م ،ثم أصدر مايلوزوفيتش دستورا جديدا لصربيا يعطي لها حق
الوصاية على إقليماي كوسوفو و فويفودينا ،فرد اللبان باعلن الستقلل في 2يوليو 1990م،
بعد إجراء استفتاء وانتخاب إبراهيم روجوفا رئيسا لجماهورية كوسوفو ،وعقب ذلك أرسلت
صربيا وحدات عسكرية إلى المانطقة وألغت ماختلف الحقوق الثقافية والسياسية والقتصادية لقليم
وعقب السياسات القماعية التي اتبعتها صربيا في القليم، )(10
كوسوفو واعتبرته إقليماا ماتماردا.
99
انقسمات التجاهات السياسية إلى قسماين أحدهماا يفضل الخيار السلماي لحل الزماة ،ويتزعماه
إبراهيم روجوفا و فهماي أغاني ،والثاني يتبنى العمال العسكري لتحقيق الستقلل ،حيث تم إنشاء
)(11
جيش تحرير كوسوفو.
وبعد هجوم استهدف عناصر مان البوليس الصربي ،والذي تبناه جيش تحرير كوسوفو قام
الجيش الصربي بهجوم دماوي واسع النطاق ،أسفر عن ماقتل أكثر مان 300مادني ،وتشريد أكثر
مان 20ألف لجئ ألباني ،وذلك في ماارس 1998م ،وأعقب ذلك حمالة استنكار دولية ،وطالبت
الوليات الماتحدة والتحاد الوروبي بانسحاب القوات الصربية وإعطاء القليم ماكانة مامايزة
خصوصا أن %80مان سكانه هم مان اللبان ،و %15فقط هم مان الصرب ،وبعد رفض صربيا
نداءات السلم قامات الوليات الماتحدة والتحاد الوروبي بالجراءات التية :
ج -عدم السمااح بإبرام يوغوسلفيا لتفاقيات ماع الماؤسسات الماالية الدولية )صندوق النقد الدولي
والبنك الدولي(.
ذ -فرض حظر بحري لمانع وصول إمادادات البترول والسلحة الروسية إلى بلغراد.
د -فرض حظر نفطي ).(12
-2تهديد صربيا بشن ضربات جوية بواسطة قوات حلف الطلسي.
وتم تشكيل لجنة اتصال دولية في بداية عام 1998م ،وقد ضمات الوليات الماتحدة الماريكية،
فرنسا ،ألماانيا ،روسيا وإيطاليا ،ليجاد تسوية سلماية للزماة ،وتم إجراء هذه المافاوضات في
ضاحية رامابوييه ، Rambouilletوقد قامات المافاوضات في الطار التي:
-1ضرورة وقف العنف واللتزام بوقف إطلق النار ،والحل السلماي للزماة.
-2الماحافظة على وحدة وسيادة الراضي اليوغوسلفية ،ماع توفير الحمااية لحقوق ماختلف
القومايات والقليات العرقية.
-5العفو عن مان ارتكب أخطاء أثناء القتال ،واستثناء مارتكبي جرائم ضد النسانية.
100
)(13
-5الفراج عن جمايع الماعتقلين السياسيين.
-2بعد مارور ثلث سنوات على الحكم الذاتي ،تعقد ماجماوعة التصال الدولية ماؤتمارا يحدد
آليات ماناسبة لقرار حق تقرير ماصير الشعب اللباني.
-3تسليم جيش تحرير كوسوفو أسلحته ،وقبوله بالحكم الذاتي بدل الستقلل.
-4انسحاب القوات العسكرية والشرطة الصربية مان كوسوفو ،على أن يبقى 1500جندي
تقتصر ماهماتهم على حمااية الحدود والحتفاظ ب 2500شرطي.
-5نشر قوة دولية ماتعددة الجنسيات في كوسوفو يساهم فيها حلف الطلسي بالجزء الكبر.
وقد رفض ألبان كوسوفو إتفاق رامابوييه في البداية ،لنه نص على حكم ذاتي دون الستقلل،
بالضافة إلى رفض جيش تحرير كوسوفو تسليم سلحه .لكن بعد ضغط مان أطراف دولية قبل
اللبان التفاق.
أماا الجانب الصربي فقد رفض التفاق ،لنه يؤكد على انسحاب قوات الجيش والشرطة
الصربية مان القليم ،ونشر قوات دولية تحت قيادة حلف شماال الطلسي ،وتم اعتبار ذلك احتل ً
ل
ل عسكريا ماخ ً
ل بالسيادة .بل واصل الصرب اجتياحهم للقليم وماماارسة سياسة التطهير أو تدخ ً
العرقي والتهجير الجمااعي ضد الماسلماين اللبان ،فحسب تقديرات المافوضية العليا لشؤون
اللجئين فقد بلغ عدد لجئي كوسوفو مانذ تفجر العنف بالقليم في أواخر فبراير 1998م وحتى ماا
قبل بدأ الضربات الجوية نحو 100ألف لجئ ،وماع انتهائها زاد عدد اللجئين عن 900ألف
)(14
لجئ.
وأماام هذا الوضع بدأت اتصالت خافيير سولنا بماقدونيا التي تحتفظ بحوالي 2000جندي مان
قوات التدخل السريع التابعة للحلف ،لستخدام أراضيها كماركز للتصال وإعداد الضربات ،وتم
نشر قوات أماريكية في شرق كوسوفو و قوات فرنسية في الغرب وألماانية في الشماال وإيطالية في
الجنوب و بريطانية في الوسط بماا فيها العاصماة بريشتينا.
وكانت بداية العماليات في 24ماارس 1999م ،ضد القوات الصربية بالقليم ،ودامات 79يوماا،
ويماكن إبراز الهداف الماتدرجة للسياسة الماريكية مان هذه الحرب في النقاط التية:
101
-1فرض اتفاقية رامابوييه Rambouilletبالقوة على الصرب.
-4اسقاط نظام مايلوزوفيتش ،الذي شكل حسب تقرير رفعه الرئيس بيل كلينتون إلى الكونغرس
تهديدا للمان القوماي الماريكي.
-7إثبات عجز الوروبيين في التعامال الفعكعال الماستقل عن الدور الماريكي ماع أزماات القارة
الوروبية.
وكان أماام الستراتيجيين أربعة خيارات للقيام بالعماليات العسكرية ضد يوغوسلفيا وهي:
-1توجيه الحلف ضربات جوية تشل القوات اليوغوسلفية ،ثم دخول قوات الحلف إلى كوسوفو
دون ماوافقة مايلوزوفيتش.
واقتصر التدخل العسكري للحلف على عماليات القصف الجوي الماكثف الذي استهدف:
-1البنى التحتية اليوغوسلفية) الطرق ،والماطارات ،والماوانئ ،والماصانع ،امادادات الطاقة(...
-2الهداف العسكرية وماراكز التصالت.
-3أجهزة الدعاية الصربية.
-4رماوز نظام مايلوزوفيتش ماثل ماقر إقاماته وماقر الحزب الشتراكي اليوغوسلفي.
102
-2شل عناصر القيادة والسيطرة وماراكز الماواصلت والتصالت.
)(16
-3تدماير عناصر القوة الصربية في كوسوفو.
وقد ساهمات الوليات الماتحدة إلى غاية 7يونيه 1999م ،بأكثر مان %60مان تكاليف
العماليات العسكرية ،و %70مان الطلعات الجوية ،و 249طائرة و 16قطعة بحرية و 7150
)(17
جندي.
ونظرا لطول مادة العمالية ،كانت هناك خلفات حول الحدود الزمانية للعماليات الجوية ،حيث
رفضت واشنطن وقف الضربات ،بينماا رأت فرنسا وألماانيا واليونان وإيطاليا ضرورة التوصل
إلى حل وسط .
وقد كان وزراء خارجية فرنسا والوليات الماتحدة وبريطانيا قد توصلوا إلى اتفاق ماع روسيا
ضمان ماجماوعة الثماانية في يونيه 1999م ،تضمان وقف الضربات الجوية ضد صربيا وانسحاب
القوات الصربية مان كوسوفو ،وصياغة شكل انتقالي لدارة القليم إلى حين قيام حكم ذاتي في
إطار السيادة الصربية.
وعلى إثره استصدرت ماجماوعة الثماانية قرارا مان ماجلس المان رقم 1344بشأن تسوية الحرب
على كوسوفو ،ووقف الضربات الجوية في 10يونيه 1999م.
-1تأكيد عجز أوروبا ) الماوحدة اقتصاديا والماقسماة إثنيا وماذهبيا وأمانيا (...عن حمااية أمان
واستقرارها.
-2ضرورة إقاماة بنية ماؤسسية للسياسة المانية والخارجية الوروبية الماشتركة ،وهو ماا نصت
عليه قماة كولون في 3و 4يونيو 1999م.
-3الدور الجديد للماانيا في نطاق السياسات الوروبية ،حيث خرجت عن نص الدستور الماتعلق
بعدم بنشر قواتها العسكرية بالخارج ،وقدمات 4800جندي وقطعة بحرية و ثماان طائرات،
)(18
وماساعدة لللجئين اللبان ،حيث عرضت 20ألف خيماة وتقديم مابلغ 1.8ماليار دولر.
103
-6ظهور مافاهيم جديدة مانها مافهوم الحرب العادلة أو الحرب الخلقية لحمااية النسانية ،التي
يصعب تسويقها وتراجع المافهوم التقليدي للسيادة.
-7ترسيخ فكرة نسبية الماعايير وتحديد عناصر الحرب العادلة مان الحرب غير العادلة ،وهذا
أمار مارتبط بماا يسماى بأنماوذج ماا بعد الحداثة ،الذي يرفض وجود مارجعية واحدة يماكن القياس
عليها لكل الحالت المامااثلة.
-8إن استخدام الحلف للقوة العسكرية ودون ترخيص مان ماجلس المان هو سابقة في العلقات
الدولية ،وهذا على عكس عماليات الحلف السابقة في حرب البوسنة والهرسك ،وذلك بعد أن قام
بطرس بطرس غالي – الماين العام السابق للمام الماتحدة -بنقل صلحية إعطاء الذن ببدأ
الضربات الجوية إلى حلف الطلسي وحده .وماع ذلك فقد حصلت عمالية الحلف العسكرية
بكوسوفوعلى دعم وتفويض لحق مان ماجلس المان حيث صوت 12عضو مان أصل 15عضوا
برفض القتراح الروسي واسقاطه ،والذي يقضي بوقف العماليات العسكرية ضد يوغوسلفيا
لعدم شرعيتها ،وفي 10يونيو 1999م ،صادق ماجلس المان على عماليات الحلف ،وذلك بماوجب
وكانت هذه الحرب قد نقلت العلقات الدولية مان مافهوم عدم التدخل إلى )(19
القرار رقم ،1244
إعماال مافهوم التدخل النساني.
يماكن ارجاع البدايات الولى لنشأة الهوية المانية والدفاعية الوروبية إلى دعوة تشرشل في
19سبتمابر 1946م لنشاء وليات ماتحدة أوربية ،ثم اتفاقية دانكرك عام 1947م ،للتنسيق ضد
ثم اتبعت باتفاقية بروكسل أو كماا سمايت أيضا بماعاهدة التعاون )(20
أي عدوان ألمااني ماحتمال
القتصادي والجتمااعي والثقافي والدفاع الذاتي الجمااعي ،وهي ماعاهدة دفاعية لمادة خماسين سنة
ضمات كل مان بلجيكا واللوكسمابرغ ،ثم انضمات إليها الوليات الماتحدة الماريكية وكندا في ماا
بعد ،وتم تكييف أجهزتها لتكون مانسجماة في ماهاماها ماع الدوار التي تؤديها مانظماة حلف شماال
الطلسي ،التي أسست في 4إبريل 1949م ،وقد اتخذت التفاقية ماسماى اتحاد غرب أوروبا،
)(21
وبماوجب ماعاهدة باريس لعام 1954م انضمات ألماانيا الغربية وإيطاليا لتحاد غرب أوروبا.
وقد استند اتحاد غرب أوروبا إلى القوة النووية والعسكرية الماريكية للماحافظة على المان
الوروبي مان أي تهديد سوفياتي طيلة فترة الحرب الباردة ،ثم جاءت مابادرة رينيه بليفان وزير
خارجية فرنسا سنة 1954م ،لنشاء جمااعة الدفاع الوروبية European Defence
104
،Communityوذلك في إطار جمااعة الفحم والصلب ،لكن هذا القتراح فشل بسبب عدم
ماصادقة الجماعية الوطنية الفرنسية عليه ،وبعد إنشاء الجمااعة القتصادية الوروبية سنة
1958م ،ثم إنشاء مانظماة التعاون السياسي الوروبي European Political Corporation
عام 1970م ،وضم دول الجمااعة الوروبية ،ثم تدعم هذا التجاه أكثر بعد أن أعطى المايثاق
الوروبي الماوحد سنة 1986م ماكانا للتعاون السياسي الوروبي ،حيث قدم للمافوضية الوروبية
دورا أكبر ،وطالب أعضائه بعدم عرقلة تكوين إجمااع أوروبي.
البيئة المنية الوروبية بعد انتهاء الحرب الباردة :بعد انهيار التحاد السوفيتي وجدت الدول
الوروبية نفسها في بيئة أمانية ماغايرة تفرض الهتماام بقضايا وماجالت السياسة الخارجية
والمان ،حيث كان أماام التحاد الوروبي ثلثة خيارات لتحقيق المان الوروبي ،وهي:
الخيار الول :يتم خلله العودة إلى سياسات العون الذاتي وسياسات توازن القوى بالضافة إلى
التخلي عن مانظماة حلف شماال الطلسي ،بسبب زوال التهديد السوفياتي.
الخيار الثاني :يقوم على تبني الدول الوروبية لماؤسسات أمانية جمااعية تعتماد على الدول
)(22
الرئيسة فيها ) ألماانيا وفرنسا( لتحقيق المان والستقرار الوروبي .
الخيار الثالث :استمارار العتمااد على حلف شماال الطلسي كماؤسسة وهو الضامان الوحيد للمان
الورو -أطلسي ،حيث إن النظام الدولي القائم ليس نظاماا تعدديا ،وإنماا هو نظام أحادي ،يوفر
الستقرار بسبب عدم التكافؤ في القوة ويقوم هذا الخيار على مافهوماي:
أ -النظم المنية :تعني" ماجماوعة مان المابادئ والقيم والقواعد وإجراءات صنع القرار التي
يتقارب حولها الفاعلون في مانطقة ماعينة في العلقات الدولية" .وهذا ماا يفسر استمارارالحلف
وتوسيع نطاقه الجغرافي والوظيفي.
ب -المجتمعات المنية :ويقصد بها مانظماة دولية تحتفظ بتوقعات ماتبادلة بالتغيير السلماي،
ويرجع آلدر Alderو بارنت Barneetقيام الماجتماعات المانية إلى:
-التغيرات السريعة في التكنولوجيا والديماوغرافيا والقتصاد.
-التفسير الجديد للعلقات الجتمااعية والتهديدات الخارجية.
. )(23
-الثقة الماتبادلة والسعي إلى تطوير هوية جمااعية باعتبارها دعاماة للستقرار والسلم
فتطور الماجتماع الماني الوروبي قضى على نظام توازن القوى ،وهذا القتراب أيضا يفسر
توسع التحاد الوروبي وحلف الطلسي شرق ووسط أوروبا .ثم جاءت المابادرة الفرنسية –
105
اللماانية لنشاء الفيلق الوروبي في أكتوبر 1991م ،للستجابة ماع تحديات البيئة المانية
الوروبية الجديدة ،وبعد إماضاء اتفاقية مااستريخت Mastricht Agreementفي
11ديسمابر 1991م ،تم إنشاء التحاد الوروبي الذي قام على ثلث ركائز هي :الجمااعة
الوروبية ،الشؤون الداخلية والعدالة والسياسة الخارجية والمانية الماشتركة للتحاد الوروبي.
معاهدة ماستريخت :تضًمان الجزء الخاماس مان الماعاهدة تحديد أهداف السياسة الخارجية
الوروبية الماشتركة ،ونوجزها في النقاط التية:
-1صيانة القيم والماصالح الماشتركة للتحاد الوروبي وحماايتها وكذلك استقلل التحاد.
-2تقوية الدفاع عن أمان التحاد الوروبي ودوله العضاء بكل الوسائل الماماكنة.
-3حفظ السلم والمان الدوليين استنادا إلى مابادئ المام الماتحدة واتفاق هلنسكي ومايثاق باريس.
. )(24
-4تعزيز التعاون الدولي
-5تعزيز الديماقراطية وحكم القانون واحترام حقوق النسان والحريات الساسية.
-6دعم دوله العضاء للسياسة الخارجية والمانية الوربية الماشتركة ).(25
-7إدمااج اتحاد غرب أوروبا في صلب السياسة الخارجية والمانية الماشتركة ،حيث تضمانت
الماادة ) (J-4في الفقرة ) "(J-4-2اشراك اتحاد غرب أوروبا واتخاذ القرار ،ودوره في تطبيق
قرارات الماجلس الوروبي " و" ماطالبة التحاد الوروبي مان اتحاد غرب أوروبا -الذي يشكل
جزءا ل يتجزأ مانه -بالعداد للقرارات التي يتخذها التحاد الوروبي ،والتي لها آثار فيماا يتعلق
بالقضايا الدفاعية ،ويعتماد الماجلس الوزاري بالتفاق ماع ماؤسسات اتحاد غرب أوروبا الخطوات
العمالية الضرورية " .وبهذا تم إدمااج اتحاد غرب أوروبا في ماؤسسات التحاد الوروبي ).(26
وأكد الجتمااع الوزاري لعضاء اتحاد غرب أوروبا في نوفمابر 1992م ،على توسيع عضوية
التحاد ،وتم تحديد ماهاماه الجديدة في النقاط التية:
-1الماهام النسانية وإجلء الرعايا في حالت الزماات والطوارئ.
-2حفظ السلم والمان.
-4الدفاع الماشترك.
106
وهي تأكيد لماهام بيترسبورغ ،التي تم إقرارها بعد اجتمااع وزراء خارجية ودفاع اتحاد غرب
أوروبا ،الذي عقد في 19يونيو 1992م ،تم التفاق على وضع وحدات عسكرية مان ماختلف
قواتها التقليدية – وهذا إشارة إلى إقصاء القوة النووية – تحت تصرف اتحاد غرب أوروبا في
ماهام الدفاع الماشترك وفق الماادة ) (5مان مايثاق مانظماة حلف شماال الطلسي والماادة ) (7مان
ماعاهدة بروكسيل الماعدلة والماؤسسة لتحاد غرب أوروبا ،كماا نص أيضا على القيام بالتي:
أ -تزويد أوروبا بقدرة عسكرية خاصة ،وبالذات اماتلك قوات للنتشار السريع.
)(30
ب -توفير بنية ماتعددة الجنسيات توضع تحت تصرف اتحاد غرب أوروبا.
107
وقد سادت خلفات أوربية عمايقة حول إشكالية العلقة ماع الحلف ،وانقسم الوروبيون إلى ثلثة
اتجاهات:
التجاه الول :يرى ضرورة عدم تجاوز المافهوم الطلسي للمان الجمااعي ،والحتفاظ بعلقات
أمانية وإستراتيجية ماع الوليات الماتحدة الماريكية ،وماًثل هذا التجاه بريطانيا التي عارضت
الربط بين التحاد الوروبي وقضايا المان الوروبي ،فعزل أماريكا عن قضايا المان الوروبي
)(31
قد يؤدي إلى انهيار الحلف.
التجاه الثاني :تزعماته فرنسا ،حيث ترى أن بإماكان الوروبيين القيام بجمايع أعباء المان
والدفاع الوروبي بكل استقللية ،وبماعزل عن الدور الماريكي ،وذلك للعتبارات التية:
أ -الحفاظ على حلف الطلسي ،لكن ماع تقسيم جديد للعمال مان حيث الماسؤولية الدفاعية الجمااعية
والماسؤولية السياسية التي يماكن أن يضطلع بها التحاد الوروبي .
ب -إن تغيير طبيعة النظام الدولي سيؤدي إلى توازن جديد في العلقة بين الوليات الماتحدة
الماريكية وأوروبا.
ج -مالء الفراغ الستراتيجي في وسط وشرق أوروبا عبر ماؤسسات التحاد الوروبي ،وليس
مان خلل حلف الطلسي.
د -السعي للقيام بدور أماني ماتزايد للتحاد الوروبي مان خلل اتحاد غرب أوروبا.
ذ -بناء ماؤسسة أمان ودفاع أوربية قادرة على حفظ أمان القارة واستقرارها ،خصوصا في حال
اماتناع الوليات الماتحدة عن القيام بذلك ،بسبب التكلفة المارتفعة وضعف الماشاركة الوروبية فيها
)الراكب الماجاني( ،حيث إن نهاية الحرب الباردة ل تعني نهاية تهديدات المان الوروبي.
ر -إن ظهور سياسة للمان والدفاع الوروبي وبشكل ماتمااسك سيدعم التحالف عبر الطلسي،
وجعله أكثر تمااسكا.
التجاه الثالث :يسعى للتوفيق بين النزعة الستقللية الراديكالية ،ونزعة الشراكة الماحافظة على
. )(32
التعاون الورو -أطلسي وتتصدر هذا التجاه ألماانيا
وقد كانت لنتائج حرب البوسنة والهرسك ثم حرب كوسوفو دور أساسي في بلورة رؤية قضايا
الدفاع والسياسة الخارجية والمانية الماشتركة ،حيث كان أماام الوروبيين ثلثة خيارات هي:
-1جعل اتحاد غرب أوروبا ماؤسسة سياسة ماحددة للسياسة الدفاعية والمانية الوروبية.
108
-2الدعم السياسي لتحاد غرب أوروبا ،وجعله وسيطا بين التحاد الوروبي وحلف الطلسي.
-3السمااح للتحاد الوروبي باستخدام الصول والقدرات العسكرية التابعة للحلف ،والتي ل
تماتلكها الدول العضاء في التحاد الوروبي ،وذلك في إطار شروط خاصة.
وهذا الخيار هو الذي تم تبنيه بطريقة رسماية في اجتمااع ماجلس حلف شماال الطلسي ببروكسل
في يناير 1994م ،وأسفرعن إنشاء الهوية المانية والدفاعية الوروبية ) ،(ESDكماا أعطى
الاتحاد الوروبي دورا ماتزايدا .وقد أعلنت فرنسا في 5ديسمابر 1995م ،عن نيتها للعودة
التدريجية إلى القيادة الماندماجة لحلف الطلسي ،التي انسحبت مانها سنة 1966م ،وكانت تهدف
إلى:
-1تحقيق تقدم بخصوص تشكيل هوية دفاعية أوربية بعيدة عن الماراقبة الماريكية.
-2مانح التحاد الوروبي ثقل عسكري وسياسي دولي يضاهي ثقله القتصادي.
-3الوصول إلى سياسة خارجية ماشتركة يتطلب ضرورة وجود بعدا عسكريا.
-4سعت الديغولية الجديدة إلى تجنب بقاء حلف الطلسي أداة في يد الوليات الماتحدة وتخوفها
مان بقاء فرنسا خارجه.
-5إعطاء الوروبيين ماسؤوليات جديدة في الدارة السياسة العسكرية في هذه الماؤسسة ).(33
-7بعد تبني سياسة توسيع الحلف نحو الشرق فإن بقاء فرنسا خارجه سيفقدها ماواقعها
الستراتيجية في وسط وشرق أوروبا ،كماا أن خوفها مان إقصائها عن اتخاذ القرارات الماصيرية،
خصوصا أن لها تصورا لتجديد بنى الحلف قبل فتح باب العضوية أماام دول أوروبا الشرقية،
. )(34
وتوجسها مان استقطاب الوليات الماتحدة لعضائه الجدد
-8تجديد الماطالبة بمانح قيادة القوات الطلسية الماتحالفة لجنوب أوروبا ،ماقرها نابولي ،لضابط
أوروبي أو حتى نائب أوروبي للقائد الماريكي.
-9حاجة القوات الفرنسية إلى الحترافية وزيادة فعالية القوات العسكرية في عماليات التدخل
. )(35
السريع ،وهذا يتطلب عماليات تكثيف التشغيل الماتبادل والماتكامال ماع الحلف
وقد أعلن في اجتمااع ماجلس وزراء خارجية حلف الطلسي الذي انعقد في 3 -2يونيه 1996م
ببرلين ،عن القرارات التية:
109
-1ماوافقة الوليات الماتحدة الماريكية على تشكيل عناصرعسكرية أوروبية مامايزة داخل حلف
شماال الطلسي.
-2إماكان تكليف اتحاد غرب أوروبا بقيادة عماليات عسكرية ،حتى لو استخدمات فيها قوات
الحلف ،وهنا حرصت فرنسا على تجنب كلماة ماراقبة حتى ل تسماح للوليات الماتحدة فرض
وصايتها مان خلل حلف الطلسي.
-1إجراء عماليات عسكرية تحت لواء اتحاد غرب أوروبا يتطلب ترخيصا جمااعيا ماسبقا مان
دول الحلف ،وهذا ماا يخول للوليات الماتحدة عرقلة أية عمالية مان خلل استخداماها لحق النقض.
-2يعطي إعلن بيترسبورغ لسنة 1992م للدول العضاء في اتحاد غرب أوروبا حق الماتناع
عن الماشاركة في العماليات العسكرية التي تكون تحت إشرافه ،وهنا يماكن للوليات الماتحدة
عرقلة أية عمالية مان خلل إقناع حلفائها بالماتناع عن الماشاركة.
-3إدراك الوليات الماتحدة حدود القوة العسكرية الوروبية للقيام بعماليات واسعة النطاق دون
. )(36
الماشاركة الماريكية ،وهذا ماا أثبتته حرب البوسنة والهرسك
وقد سجلت القماة غير الرسماية للتحاد الوروبي ببورتس شاش Ports Chachفي أكتوبر
1998م ماوافقة بريطانيا وهولنده على تطوير سياسة دفاعية وأمانية أوروبية.
و في ديسمابر 1998م عقدت قماة سان ماالو Saint Maloبين الرئيسين الفرنسي ورئيس
الوزراء البريطاني ،حيث شهدت تحول بريطانيا عن ماوقفها الماعارض لي سياسة خارجية
وأمانية أوروبية ماشتركة ،بسبب تخوفها مان فك الرتباط بين المان الوروبي والمان الماريكي،
وكذا تراجع دورها بأوروبا ،ويرجع هذا التحول إلى نتائج حرب البوسنة والهرسك وعدم ماساندة
وقد تقرر عن قماة سان ماالو النقاط التية: )(36
واشنطن لخطة فانس -أوين دبلومااسيا وعسكريا.
110
-2تطوير العلقة بين اتحاد غرب أوروبا والتحاد الوروبي ،حتى ل يتسبب تطوير وسائل
)
السياسة الدفاعية الوروبية في الزدواجية ماع ماهام الحلف ،وبهذا تكون جزءا ماكمال واضافيا
.(37
-3تطوير قوة عسكرية أوربية قادرة على الرد السريع ضد أي تهديدات حتى عندماا ل يكون
الحلف ماشاركا في عمالية ماواجهة هذه التهديدات.
-4دعم هذه القوة العسكرية بصناعات عسكرية قوية ذات تكنولوجيا ماتطورة.
-5التأكيد على استمارارية الماتطلبات الجرائية للسياسة الدفاعية والمانية الوروبية ماثل
. )(38
الستخبارات والتحليل والتخطيط والتشغيل الماتبادل والدعم اللوجستي
-6السعي لماتلك التحاد الوروبي قابلية العمال الماستقل ،وهذا يكون مادعوماا بقدرة عسكرية
قوية مان أجل الستجابة للزماات الدولية ،وهذا يعني أيضا القيام بماهام عسكرية وأمانية تعارضها
الوليات الماتحدة سياسيا ،لكنه يماتلك القدرة على تنفيذها دون اللجوء إلى الصول العسكرية
للحلف.
البنية المؤسسية للسياسة الدفاعية والمنية الوروبية المشتركة :تزامان اجتمااع ماجلس
التحاد الوروبي بكولون Cologneفي 3و 4يونيه 1999م ،ماع غارات الحلف على
يوغوسلفيا ،وشكلت نقطة حاسماة في تطور التحاد الوروبي ،حيث ساد إجمااع على ضرورة
زيادة الدور الوروبي في السياسة الدولية وتعزيز السياسة الخارجية والمانية الماشتركة بقوة
عسكرية وهياكل ماؤسسية لصنع القرار ،وقد تقررعن الجتمااع ماا يلي:
-1اتخاذ صيغة الجمااع في صنع القرار لماواجهة الزماات ماع ماراعاة وجهة نظرالدول التي ل
ترغب في الماشاركة).(40
-2بلورة الليات اللزماة لتخاذ القرارات الخاصة بماواجهة الزماات مان خلل:
أ -دورية الجتمااعات ماع عقد اجتمااعات طارئة وتشكيل ماجلس للشؤون العاماة يضم وزراء
الدفاع.
ب -إنشاء لجنة سياسية وأمانية دائماة ببروكسل تتكون مان ماوظفين رسمايين وتماعثل كل دولة
عضو في التحاد الوروبي فيها بماماثل بدرجة سفير ،وتختص بماراقبة تطور ماوقف الزماة
وتنظيم عمالية التقييم والتخطيط ماع الماماثل العلى للسياسة الخارجية والمانية الوروبية ،وتكون
ماركزا للتحكم السياسي في حالة نشر القوات العسكرية للتحاد الوروبي في نطاق الزماة.
111
ج -إنشاء لجنة عسكرية أوربية ) ( EMCوهي أعلى هيئة عسكرية في التحاد الوروبي
ينتخب رئيسها مان قبل رؤساء الماجماوعات العسكرية للدول العضاء ،وتتكون مان رؤساء
الدفاع ،يجتماعون مارتين على القل في السنة ،ويتم تماثيلهم أيضا بوفود عسكرية ،ماهماتهم تقديم
التوجيه العسكري للماجماوعات العسكرية الوروبية وتقديم التوصيات للماجلس الوروبي.
د -تشكيل الماجماوعة العسكرية الوروبية ) (EMSوتكون تحت التوجيه السياسي للجنة السياسية
والمانية التابعة للماجلس الوروبي ،وأيضا تحت التوجيه العسكري للجنة العسكرية الوروبية،
وتقوم بالنذار المابكر وتقييم الماواقف والتخطيط الستراتيجي.
-3تعيين خافير سولنا JAVIER SOLANAفي مانصب الماماثل العلى للسياسة الخارجية
والمانية الوروبية ،تطبيقا لقرارات ماجلس التحاد الوروبي بأماستردام في يوليو 1997م،
. )(41
ويشغل أيضا مانصب الماين العام للماجلس الوروبي والماين العام لتحاد غرب أوروبا
-4ماشاركة دول التحاد الوروبي على قدم الماساواة في جمايع الترتيبات والعماليات.
-5التأكيد على اماتلك الحلف قدرة العمال الماستقل مان خلل قيادات وقوات أوروبية تعمال بشكل
. )(42
ماستقل أو باستخدام أصول وقدرات حلف الطلسي
وفي قماة هلسنكي التي عقدت في 10و 11ديسمابر 1999م ،نص بيانها الختاماي على:
-1ماشاركة التحاد الوروبي في عماليات حفظ السلم والمان الدوليين وفق مايثاق المام الماتحدة.
-2تطوير ماجلس التحاد الوروبي لقدراته الذاتية لتخاذ القرار حين ل يكون الحلف ماستعدا
للتحرك العسكري تجاه الزماة الدولية.
-3إنشاء قوة الرد السريع خاصة بحالت التدخل النساني ،والتي تتكون مان 50إلى 60ألف
جندي لها قدرة النتشار خلل ستين يوماا ،وهذه القوة يماتد نطاق تدخلها ابتداًء مان أربع كيلوماتر
. )(43
خارج بروكسل إلى غاية 10000كيلوماتر مان بروكسل
-4إنشاء هياكل سياسية وعسكرية داخل التحاد الوروبي تماكنه مان تأماين القيادة السياسية
الضرورية والتوجيه الستراتيجي للعماليات ،وقد تم إنشاء لجان داخل ماجلس التحاد الوروبي
وهي:
112
ج -الهيئة العسكرية.
-5إقاماة جلسات مانتظماة لماجلس العلقات الخارجية ماع ماشاركة وزراء الدفاع.
-6دماج وظائف اتحاد غرب أوروبا الساسية في التحاد الوروبي فيماا يتعلق بماهام
. )(42
بيترسبورغ
وفي قماة نيس التي عقدت في 8و 9ديسمابر 2002م ،تم وضع السس العمالية لبناء قوة
عسكرية أوربية ،كماا كشفت أيضاع على عماق الخلفات الوروبية والماريكية حول تصور بناء
القوة العسكرية الوروبية ،حيث لطالماا طالبت الوليات الماتحدة أوروبا بتحمال أكبر لعباء
النفاق العسكري ،حتى يتسنى للحلف أداء ماهاماه وفي ظروف ماناسبة ،لكن ماا حدث هو
ماعارضة الوليات الماتحدة لية قوة عسكرية أوروبية ماستقلة عن الحلف ،وطالبت باخضاع
تخطيط العماليات وماراقبتها ،والتي تقوم بها القوة الوروبية في النهاية لحلف الطلسي .كماا سعت
واشنطن إلى فرض لءات ثلثة على السياسة الدفاعية والمانية الوروبية ،وهو ماا عبرت عنه
وزيرة الخارجية السابقة ماادلين أولبرايت في الثلث نقاط التية :
-1ل للتعارض :بماعنى عدم تجاوز شرط العمال بالستقللية إلى النفصال عن سياسات الحلف
. . Separable But Not Separate
-2ل للتمييز :أي عدم استبعاد الدول غير العضاء في التحاد الوروبي وهم أعضاء في
الحلف )ماثل تركيا(.
-3ل لتضارب الختصاصات :بين حلف الطلسي والتحاد الوروبي في دائرة المان
الوروبي والتخوف مان النفصال الكلي للدول الوروبية في إدارة العماليات.
أماا فرنسا فقد طالبت بإنشاء قوة عسكرية مانفصلة عن قوات حلف الطلسي ،وطالبت أيضا
باستقللية هيئة التخطيط العسكري.
أماا الماوقف البريطاني ،فقد عبرعنه وزير الدفاع السابق جورج روبرتسون عندماا رفض لءات
أولبرايت الثلث ،وعوضها بثلث نقاط ل يماكن الستغناء عنها في العلقات الورو -أطلسية
وهي:
113
. )(45
-3عدم اقصاء أي طرف
وبهذا تم التوصل إلى صيغة توفيقية بين الطرفين الوروبي والماريكي ،حيث تم سحب
القتراح الوروبي الماتعلق بدور التحاد الوروبي في إدارة الزماات الدولية والعلقات
الماستقبلية ماع الحلف ،أي اسقاط القتراح الفرنسي الماتعلق باستقللية هيئة التخطيط العسكري،
بعد تهديدات أماريكية بعدم السمااح للقوة الوروبية باستخدام العتاد الطلسي بسبب عدم إشراكها
في قرارات التحاد الوروبي .
. )(46
ب -اللجنة العسكرية وتضم رؤساء أركان الجيوش الوروبية
-2إنشاء هيئة ماستقلة تدخل في هيكل التحاد الوروبي ماثل ماركز القمار الصناعي بتوريجون
The Sattellite Centre In TORREJONوماعهد الدراسات المانية بباريس ،وهذا ماا تم
إنجازه في يوليو 2001م.
-3الماماثلون الخاصون الذين يوفدون إلى ماناطق ماعينة للقيام بماهام تتطلب إقاماة طويلة نسبيا أو
دائماة ،للماشاركة في إيجاد تسوية سلماية للزماات.
إستراتيجية الدفاع المشترك :تم تقديم مابادرة العقيدة المانية للتحاد الوروبي في اجتمااع غير
رسماي لوزراء خارجية التحاد في 23ماايو 2003م ،برودس اليونانية ،حيث تضًمانت تصوًرا
لمافهوم إستراتيجي جديد للتحاد الوروبي ،وكذا خيارات استخدام التحاد الوروبي للقوة.
-1تعزيز قدرات التحاد الوروبي في ماجال عماليات حفظ السلم الدولي وفقا لمابادئ المام
الماتحدة وقرارات ماجلس المان ،وقرارات ماجلس التحاد في قماة ليكن . LAFKEN
114
-4اللتزام بتطوير وإعادة تشكيل الهياكل والجراءات والماكانات لتحسين القدرات لمانع
الصراعات وإدارة الزماات ).(47
وجاءت وثيقة أوروبا آمانة في عالم أفضل A Secure Europe In Better Worldالتي تم
تبنيها في 12ديسمابر 2003بقماة الماجلس الوروبي ببروكسيل ،حيث حددت :
أ -مصادر التهديد :و تتماثل في :
-1الرهاب.
-2انتشار أسلحة الدماار الشامال.
-3انهيار المان القليماي.
-4ضعف الدول.
-5الجريماة المانظماة.
وهي ماغايرة للماقاربة الماريكية مان حيث التركيز على:
-1صدارة التعددية الفاعلة المارتكزة على القانون الدولي.
-2أهماية النظام الدولي.
-3أهماية المانظماات القليماية.
-4أنظماة نزع السلحة.
-5استخدام أساليب القناع وطماأنة السياسيين كجزء مان ماجماوعة وسائل ماتعددة الوظيفة تجاه
دول تسعى إلى اكتساب أسلحة الدماار الشامال ماثل إيران.
ب – الهداف :و تتلخص في النقاط التية :
-1هدف أمني :يقضي بتوسيع المانطقة المانية حول أوروبا مان خلل إنشاء مانطقة سيطرة
فععالة كدفاع أول ضد التهديدات.
-2هدف سياسي :ويتماثل في العمال على إيجاد نظام دولي أكثر استقرارا وأكثر عد ً
ل مان خلل
نظام فًعال ماتعدد الطراف.
وقد تم إقرار ماسودة سولنا الستراتيجية في قماة التحاد الوروبي ببروكسل ،وفووض سولنا
مان قبل التحاد الوروبي بالتوسيع في الماقترحات لتطبيقها ).(48
115
وقد حددت الوثيقة الستراتيجية ثلثة شروط حتى يحقق التحاد الوروبي تقدماا في بناء
إستراتيجيته ،وهي:
يتم التعرض لشكالية العلقة بين الحلف الطلسي والتحاد الوروبي مان خلل العناصر
التية:
أولل :اتفاق برلين زائد :إن اتفاق برلين زائد هو اماتداد لتفاق وزراء خارجية حلف الطلسي
سنة 1996م ببرلين ،حيث اتفق على جعل أصول حلف الطلسي ماتاحة للعماليات تحت قيادة
اتحاد غرب أوروبا ،والذي تم التوسع فيه في قماة الحلف بواشنطن سنة 1999م ،التي أقرت قيادة
التحاد الوروبي لعماليات إدارة الزماات ،التي ل يكون فيها الحلف ماتورطا .واتفاق برلين زائد،
هو صيغة أمانية لدعم العلقات الماؤسسية الماتبادلة بين التحاد الوروبي وحلف الطلسي.
وفي ماا بين عاماي 1999م و 2002م ،لم يتم التوصل إلى اتفاق بين الحلف والتحاد
الوروبي ،بسبب الماوقف التركي واليوناني ،فتركيا )التي ل تنتماي إلى التحاد الوروبي ( تعتبر
نفسها ماستبعدة مان عمالية صنع القرار في السياسة الدفاعية الوروبية ) .(49ثم اقترحت بريطانيا
وثيقة توفيقية في ديسمابر 2002م جاء فيها:
-1التزام دول التحاد الوروبي بعدم توجيه السياسة الدفاعية والمانية ضد أي حليف ،واحترام
التزامااتها تجاه حلف الطلسي.
-2دعم الماشاورات بين التحاد الوروبي ودول الحلف الستة غير العضاء في التحاد
الوروبي لربطها بقرارات التحاد الوروبي في ماجال الدفاع والمان.
-4تعهد الماجلس الوروبي بالحوار ماع دول الحلف والتي ل تكتسب عضوية التحاد الوروبي
في حالة حدوث أزماات في دول الجوار الجغرافي لتلك الدول.
116
-6جعل لجنة الماساهماين الماركز الساسي لشن وبدء العماليات ،ويتم اتخاذ القرارات بتوافق
الراء ،وذلك في إطار العماليات الخاصة بالتحاد الوروبي ،والتي يتم فيها دعوة الدول
الماشاركة.
وقد تم رفض هذه الوثيقة مان قبل تركيا ،وبالذات مان قبل الماؤسسة العسكرية التي رأت أنها
هزيلة الماكاسب ،لكن ماع قرار كوبنهاجن لتوسيع التحاد شرقا ،وزيادة الضغط الماريكي
وفوز حزب العدالة والتنماية بالنتخابات البرلماانية ،تم قبول هذه الوثيقة ،لتصبح حجر الساس
في العلقة الماؤسسية بين حلف الطلسي والتحاد الوروبي ).(50
وبعدها تم التوصل إلى سلة شامالة مان اتفاقات الشراكة الستراتيجية ماع الحلف والتحاد
الوروبي ،وهي قائماة على استنتاجات قماة الحلف بواشنطن سنة 1999م ،وتتألف مان العناصر
الرئيسة التية:
-2الوصول الماؤكد إلى قدرات الحلف بشأن التخطيط مان أجل عماليات إدارة الزماات بقيادة
التحاد الوروبي .
-3توفير ماوجودات الحلف وإماكاناته مان أجل عماليات يقودها التحاد الوروبي .
-5صلحيات مان أجل القائد العلى للحلفاء في أوروبا وخيارات القيادة الوروبية مان أجل
الحلف.
-6ترتيبات تشاور بين التحاد الوروبي والحلف في سياق عمالية يقودها التحاد الوروبي
ماستخدمااً ماوجودات الحلف وإماكاناته.
-7ترتيبات مان أجل ماتطلبات قدرة ماتمااسكة وماعززة بصورة ماتبادلة ،وهذه الجزاء ماترابطة
. )(51
بفعل اتفاق إطار الذي دخل حيز النفاذ مانذ 17ماارس 2003م
وهذا التفاق أتاح للتحاد الوروبي القيام بعماليات إدارة الزماات والستعانة بماوجودات حلف
الطلسي ،وتجاوز العراقيل التي مانعت سياسة المان والدفاع الوروبية مان تحقيق قدرة عمالياتية
في السابق.
117
ثانيا :العمليات التي قام بها التحاد الوروبي :في تقسيم جديد لماسؤوليات المان والستقرار
الدولي ،أصبح التحاد الوروبي يقوم بماهام إنسانية وحفظ السلم ،أو كماا تسماى بالمان الناعم
،(( Soft Securityأماا حلف الطلسي فيقوم بالعماال العسكرية الواسعة وبماهماة التعامال ماع
ماتطلبات المان الصلب) (Hard Securityماثل العماليات التي يقوم بها بأفغانستان.
وفي سنة 2005م قام التحاد الوروبي بأربعة عشر عمالية وماهماة لدارة الزماات ،وكانت
إحدى عشرة مانها مادنية .وهنا نركز على العماليات والماهماات التي كانت في مانطقة البلقان ،وهي
كالتي :
-1مهمة شرطأة التحاد الوروبي :باشرت ماهاماها في 1يناير 2003م ،وكانت أول عمالية
للدارة أزماات مادنية ،وهي تنفيذ لقرار ماجلس المان رقم 1396الصادر بتاريخ 5ماارس
2002م ،حيث يتولى بماوجبه التحاد الوروبي هذه الماهماة مان قوة المام الماتحدة للبوليس الدولي
) (IPIFلمادة ثلثة سنوات ،وقد تكونت هذه القوة مان 31دولة ضمات 531ضابط شرطة ،مانهم
%80مان دول التحاد الوروبي ،ورصد لها مابلغ 38ماليون يورو ،مانها 20ماليون يورو مان
تماويل التحاد الوروبي ،وكان هدف العمالية هو تأسيس قدرات ماحلية لدعم القانون ،يماكن أن
. )(52
تسهم في استقرار المانطقة
118
-1ماراقبة وتقديم النصيحة في ماكافحة الجريماة المانظماة وتطوير أجهزة الشرطة.
-2تثبيت القانون والنظام بماا في ذلك الحرب ضد الجريماة المانظماة وتطبيق إصلح شامال
لوزارة الداخلية.
وفي نوفمابر 2004م ،أجريت أول ماناورة ماشتركة لدارة الزماات ) (CME/CMX03بين
الحلف و التحاد الوروبي ،وهذا وفقا لترتيبات اتفاق برلين زائد.
وفي 12ديسمابر 2005م ،أنهى الحلف عمالية قوة تحقيق الستقرار ((SKORبعد أن وافق
الحلف على ذلك في قماة إسطنبول 2004م ،والتي دامات تسع سنوات ،وسلمات الماهماة إلى
التحاد الوروبي ،بعد أن تبنى الماجلس الوروبي في 12يوليو 2004م عمالية ماشتركة تقرر
فيها تولي الماهماة عن الحلف بالبوسنة والهرسك التي دامات تسع سنوات وذلك بالعتمااد على
ماوجودات الحلف وفق اتفاق برلين زائد ،وهي تنفيذ لقرار ماجلس المان رقم ،1551وهي ماكونة
مان 7000جندي ،تحت قيادة نائب القائد العلى لقوات الحلفاء بأوروبا ،ويعمال بتوجيه سياسي
وبتعليماات مان اللجنة السياسية والمانية التابعة للتحاد الوروبي .
ويحتفظ الحلف بقيادة في سراييفو بحوالي 250جندي لماساعدة البوسنة والهرسك في تحقيق
الهداف التية:
-1الصلحات الدفاعية.
-7تحقيق الستقرار.
119
وقد صادفت هذه العماليات العديد مان العراقيل التي شكلت عقبة أماام تنفيذ الماهماات ،ويماكن
ايضاحها في:
-1الستعداد والقدرة على اللجوء إلى ماوارد ماالية وإجرائية يتم تحريكها ونشرها بسرعة.
-4إشكالية ماشاركة دول ثالثة ،وماا هي حدود دورها في عماليات القيادة والتحكم اليوماية ؟.
ثالثا :حرب العراق والتماسك الورو -أطألسي :لم يحدث الماوقف مان الحرب على العراق
انقساماا أوربيا -أماريكيا فقط ،وإنماا تجاوزه إلى انقسام أوربي -أوربي ،وبخاصة بعد التوقيع
على العلن الدولي ،الذي هو خطاب مافتوح لدعم الوليات الماتحدة في حربها على العراق،
وذلك في 30يناير 2003م ،والذي اشتركت فيه كل مان جماهورية التشيك ،بولنده ،والماجر،
بريطانيا ،إيطاليا ،إسبانيا ،البرتغال والدنماارك ،ثم انضمات إليه باقي دول وسط أوروبا وشرقها
التي أصبحت تعرف بماجماوعة الفينيلوس العشرة Vinulus Tenوهو ماا دفع وزير الدفاع
الماريكي السبق دونالد راماسفيلد للتماييز بين أوروبا القديماة و أوروبا الجديدة.
لكن هذا التحسن تراجع أماام تطورات الزماة العراقية ،حيث جاء اقتراح بلجيكي عشية بداية
التدخل العسكري على العراق واحتلله ،ودعى إلى إنشاء نواة ائتلف دولي لتعزيز التعاون
الدفاعي الوروبي ،يضم في الواقع الدول الوروبية الماعارضة للحرب على العراق ،وهو نتيجة
للئتلفات التي قادتها الوليات الماتحدة مانذ هجماات الحادي عشر مان سبتمابر 2001مان وبالذات
الئتلف الدولي ضد العراق.
ثم عقدت قماة ماصغرة بالوكسمابورغ في 29إبريل 2003م ضمات فرنسا ،ألماانيا ،بلجيكا
واللوكسمابورغ ،وأعلنت عن إستراتيجية بناء دفاع أوروبي ماحورها ألماانيا وفرنسا ،كماا جاءت
أيضا مابادرة تجديد فكرة بناء ماقر قيادة أوروبي ماستقل للتخطيط العسكري بترفورين
120
TERVURENببلجيكا أكثر جد ً
ل وانتقادا مان قبل الدول غير الماشاركة في المابادرة ،وسعت
دول المابادرة -التي تم وصفها بعصابة الربعة -وبخاصة ألماانيا إلى تهدئة بريطانيا باعتبار
تلك المابادرة تجماع ل يعادي الوليات الماتحدة ،وفي هذا الطار جاءت قماة برلين في 20سبتمابر
2003م ،التي جماعت كل مان فرنسا ،بريطانيا وألماانيا وتم التفاق على " إنشاء قوة ماشتركة
للتخطيط وإدارة عماليات التحاد الوروبي دون الستعانة بماوجودات حلف الطلسي وقدراته،
سواء ماع دول التحاد الوروبي أو في إطار دائرة شركاء ماعنيين ماستقب ً
ل.
وحصلت بريطانيا على تأكيدات وضماانات بأن التعاون المانظم للتحاد الوروبي سيكون شفافا
. )(57
ومارنا في طريقة تأسيسه وماتعاونا ماع حلف الطلسي"
ولذلك تقرر إنشاء خلية تخطيط عسكرية أوربية ماستقلة ضمان هيئة التحاد الوروبي
العسكرية ) ،(EUMSوهو ماا تم ماعارضته مان قبل السفير الماريكي لدى الحلف ،نيكولس
بيرنز ،الذي وصف خطط التحاد الوروبي بأنها " واحدة مان أعظم الماخاطر على العلقات بين
جانبي الطلسي" .وأيضا ماعارضة الدول الماحايدة في التحاد الوروبي ذلك لنه سيكون ناديا
حصريا أو ماجماوعة طليعية داخل التحاد.
وعند العداد لجتمااعات الحلف والتحاد الوروبي في ديسمابر 2003م ،بذلت جهود لعادة
التأكيد للوليات الماتحدة ودول أخرى ،أن أي حل وسط لن يقلل مان أهماية ودور الحلف في تحقيق
المان الوروبي .
وفي هذا السياق اجتماع وزراء خارجية التحاد الوروبي في 29 -28نوفمابر 2003م
بنابولي ،وتم التفاق على:
-2تبني مابدأ الدفاع الماتبادل في إطار التحاد الوروبي )ماع شرط ضماان التزامااتها تجاه
الحلف(.
لكن مابدأ الدفاع الماتبادل تم رفضه بشدة مان قبل دول التحاد الوروبي الماحايدة ،التي أكدت على
إيجاد صيغة عمالية تمانحها حرية الختيار أوعدم الماشاركة.
121
-1إنشاء خلية دائماة صغيرة ) مادنية وعسكرية( تابعة للتحاد الوروبي ،ماع استخدام أصول
الحلف أوعدم استخداماها.
-2إنشاء خلية دائماة لعماليات التحاد الوروبي في ماقر القيادة العليا والدول الماتحالفة في أوروبا
) ،( SHAPEمان أجل عماليات التحاد الوروبي التي تنفذ بماوجودات الحلف ).(58
-3ضماان حضور دائم لضابط الرتباط بين الحلف والهيئة العسكرية التابعة للتحاد الوروبي
لزيادة الشفافية والتعاون ماع الحلف.
يحدد المافهوم الستراتيجي أسلوب اقتراب ذا أبعاد واسعة للمان ماعتمادا على الحوار والتعاون
والماحافظة على القدرة الدفاعية للحلف ،وقد جاء في السياق الستراتيجي الماني التي :
أ -اعتمااد عقيدة هارمايل HARMELلسنة 1967م ،الماعتمادة على السياسات الماتوازية في
الماحافظة على دفاع كايف ،لتخفيف التوتر بين الشرق والغرب ).(59
ب -اتباع ويلي برانت -ماستشار ألماانيا التحادية سنة -1969لمابدأ السياسة الشرقية OST
Politikلقاماة علقات أكثر إيجابية ماع أوروبا الشرقية والوسطى والتحاد السوفياتي.
ج -تبني قرار مانظماة المان والتعاون في أوروبا سنة 1975م ،القاضي بإقاماة ماقاييس جديدة
لماناقشة قضايا الحقوق النسانية وتعزيز إجراءات زيادة الثقة بين الشرق والغرب.
د -توقيع الوليات الماتحدة الماريكية والتحاد السوفياتي على ماعاهدة الحد مان الصواريخ
الباليستية ABMسنة 1972م ،التي أعتبرت أساس التوازن الستراتيجي العالماي.
ذ -التوقيع على ماعاهدة واشنطن سنة 1987م ،والتي تضمانت إزالة صواريخ القوات النووية
)(60
الماتوسطة المادى الماتواجدة بًرا في كل الجانبين الماريكي والسوفياتي وعلى أساس عالماي
ر -قماة لندن لعام 1990م ،التي أعلنت عن خطوات رئيسية لتحويل الحلف بماا يتلئم ماع البيئة
المانية الجديدة ،وإنهاء الصراع بين الشرق والغرب ،وعرض خللها إقاماة ارتباط دبلومااسي
رسماي بين دول أوروبا الشرقية والوسطى والقتصاد السوفياتي ،وتعزيز التعاون ،وهو ماا ترجم
في التصالت الدبلومااسية وتبادل الزيارات التي مان أهماها زيارة أماين عام الحلف لماوسكو
ماباشرة عقب نهاية الماؤتمار.
122
و ز -ماعاهدة خفض القوات التقليدية في أوروبا التي تم توقيعها مان قبل الوليات الماتحدة
أوروبا الغربية والتحاد السوفياتي 19نوفمابر ،1990ومان أهم ماا تنص عليه:
-1تحديد السقف الجماالي للسلحة والماعدات التي يماكن لية دولة الحتفاظ بها ،على أن ل
تتعدى 13300دبابة ،و 20000عربة مادرعة ،و 13700قطعة مادفعية و 5150طائرة
هجوماية ،وكل ماا زاد عن ذلك يتم تدمايره أو تحويله للستخداماات غير العسكرية.
-2اعتبار السلحة الماخزنة بشكل دائم أسلحة غير فاعلة ،أماا باقي السلحة الماوجودة في غير
هذه الماواقع فهي أسلحة ماستخدماة في وحدات فاعلة.
-3التزام كامال الدول الطراف في الماعاهدة بتقديم ماعلوماات كافية عن أسلحتها التقليدية ،كماا
يحق لها إجراء تفتيش على باقي الدول الطراف في الماعاهدة ).(61
ش -تكثيف الزيارات والتصالت الدبلومااسية بين حلف الطلسي ودول أوروبا الوسطى
والشرقية ،التي كللت بإنشاء ماجلس تعاون شماال الطلسي ،حيث عقد اجتمااعه الول في 20
ديسمابر 1991م ،وهو تاريخ انهيار التحاد السوفياتي.
وفي اجتمااع روماا 1991م ،أعلن الحلف عن مافهوماه الستراتيجي الذي تضمان اقتراب واسع
للمان ،والدور الماستقبلي للحلف بالتعاون ماع الماؤسسات الدولية الخرى ،ومان جمالة ماا تحدد ماا
يلي:
-1التحديات والمخاطأر :حسب المافهوم الستراتيجي ،فإن التحديات والماخاطر ،تتحدد في التي:
أ -رغم زوال تهديد الهجوم الماتزامان وعلى نطاق واسع ،وبشكل خاص مان أوروبا الوسطى،
وكذا تراجع الهجوم المافاجئ وبشكل مالماوس ،وهو ماا يزيد مان النذار الدنى للحلف ،إل أن هناك
ماخاطر ماتعددة التجاهات ،وهو ماا يصعب مان إماكانية التنبأ بها وتقييماها.
ب -تزايد احتماال نشوء حالت عدم الستقرار بأوروبا الوسطى والشرقية بسبب صعوبة
التحول الديماوقراطي والنتقال إلى اقتصاد السوق ،وكذا المانافسات الثنية والنزاعات القليماية...
و كلها يماكن أن تهدد الستقرار الوروبي .
ج -بالنسبة للتحاد السوفياتي– الذي كان قائًماا عندماا وضع المافهوم الستراتيجي – فرغم
عماليات التحول ،إل أن قواته التقليدية هي أكبر بكثير مان أي قوات مامااثلة في أية دول أوروبية،
وقواته النووية ل تقارن إل بالترسانة النووية الماريكية ،وبالتالي يجب وضعها في الحسبان
للماحافظة على المان والستقرار الوروبي .
123
د -رغبة الحلف في إقاماة علقات سلماية وغير عدائية)مالئماة(ماع دول جنوب البحر البيض
الماتوسط ،فالسلم والمان في دول الماحيط الجنوبي لوروبا هماا مان الهماية البالغة لمان الحلف،
وهو ماا أكدته حرب الخليج الثانية بالنظر إلى تناماي القوة العسكرية وانتشار تكنولوجيا السلحة
بالمانطقة ،بماا فيها أسلحة الدماار الشامال والصواريخ الباليستية القادرة على الوصول إلى أراضي
بعض دول الحلف ).(62
ذ -أي هجوم ماسلح على أراضي الحلفاء ومان أي اتجاه سوف يواجه بنص الماادتين الخاماسة
والسادسة مان ماعاهدة واشنطن ،ويماكن أن تتأثر الماصالح المانية للحلف بماخاطر أخرى ذات
طابع أوسع بماا في ذلك انتشارأسلحة الدماارالشامال أو انقطاع وصول الماوارد الحيوية وأعماال
الرهاب والتخريب.وثماة ترتيبات ضمان الحلف للتشاور بين الحلفاء بماوجب الماادة الرابعة مان
ماعاهدة واشنطن والتنسيق عند الضرورة لجهودهم ،بماا في ذلك الرد على ماثل هذه الماخاطر
ر -يجب أن ينظر إلى هذه التهديدات الماختلفة مان زوايا ماتعددة ،فحتى في ظل العلقة التعاونية
وغير العدائية ماع التحاد السوفياتي فإن قدرته العسكرية وماقدرته على التعبئة وقوته النووية ..ل
تزال تشكل العامال الهم الذي يجب على الحلف أن يأخذه في الحسبان للحفاظ على التوازن
الستراتيجي في أوروبا ،ورغم انتهاء الماواجهة بين الشرق والغرب التي قللت بشكل كبير مان
خطر وقوع نزاع كبير في أوروبا ،فإن هناك خطرا أكبر يتماثل في نشوء أزماات ماختلفة يماكن أن
تتطور بسرعة ،وهو ماا يتطلب رًدا سريًعا لكن يحتمال أن تكون ذات حجم أقل .
-2مبادئ العقيدة العسكرية الجديدة للحلف :أكدت قماة لندن على صياغة إستراتيجية جديدة
للحلف و في قماة روماا 1991م ،أقرت العقيدة العسكرية للحلف التي تقوم على المابادئ التية:
أ -استمارار الحلف في آداء دور دفاعي ماحض ،وأي كان مان أسلحته لن تستخدم إل في الدفاع
الذاتي عبر الدفاع الجمااعي.
ب -التأكيد على المان الجماعي للحلف ،الذي هو غير قابل للتجزئة واستمارار وجود القوات
النووية الماريكية وقوات أماريكا الشماالية التقليدية بأوروبا ،وكذلك زيادة دور الوروبيين في
ماسؤولية الدفاع عن المان الوروبي .
ج -استمارار البنية العسكرية الماوحدة )هيكل القوات الماوحدة( واستحداث قوات أكثر مارونة،
وأسرع في الحركة مان العتمااد على الدفاع الماتقدم.
124
د -الحتفاظ بخليط مالئم مان القوات النووية والقوات التقليدية بأوروبا ،ماع حفظ حجم القوات
والتقليل مان العتمااد على الماكون النووي).(63
- 3خطأوطأ الدفاع الرئيسة للحلف :حدد المافهوم الستراتيجي الخطوط الدفاعية للحلف ،في
اللتي:
-تحديد ضماان السلماة القليماية والستقرار السياسي لعضاء الحلف أولوية لقواته العسكرية
-التحول عند الضرورة عن مافهوم الدفاع المااماي والنتقال إلى وجود أمااماي ماخفض.
-تعديل مابدأ الرد المارن وتقليص العتمااد على السلحة النووية .
ج – مهام القوات العسكرية :إن الدور الساسي للقوات العسكرية التابعة للحلف هو ضماان
المان والسلماة القليماية للدول العضاء ،ماع ماراعاة التغيرات التي حدثت في البيئة المانية
الدولية ،حيث تحول التهديد العالماي الشامال والمانفرد إلى ماخاطر ماتنوعة ،حيث نجد ماهام ماتعددة
للحلف زمان السلم والحرب والزماات ،وهي كالتي:
125
* أما في الزمات :التي يماكن أن تهدد أمان الدول العضاء عسكريا ،فإن قوات الحلف يماكن أن
تقوم بالدوار التية):(64
-صد أي اعتداء على أي مان دول الحلف والحفاظ على السلماة القليماية للدول العضاء.
-رغم تراجع ماخاوف قيام حرب شامالة بأوروبا ،إل أنها غير ماستبعدة نهائًيا ،وتؤدي قوات
الحلف ماهام حمااية السلم وتوفير مازيج ماختلط مان القوة التقليدية والنووية لمانع الحرب ،واستعادة
السلم في حالة وقوع العدوان.
-لتنفيذ الهداف المانية للحلف يجب تكييف وتنظيم قوات الحلف والبقاء على الوسائل الكفيلة
بضماان الدفاع عن كل أراضي الحلفاء.
-الحفاظ على حجم وجاهزية وانتشار قوات الحلف العسكرية لتحقيق الدور الدفاعي للحلف ماع
ماراعاة البيئة الستراتيجية الجديدة واتفاقية السيطرة على السلحة ،وذلك مان خلل:
-التخلي عن وضع الدفاع الخطي الثابت والشامال في المانطقة الوسطى ،وتوزيع قوات الحلف
على كل أراضي دول الحلف ،بماا في ذلك النشر المااماي للقوات المالئماة عند الضرورة.
-التوفيق بين ماهام قوات الحلف العسكرية وبين تخفيض حجماها ووسائلها مان خلل توفير
حركية ومارونة وقدرة ماضماونة في زيادة حجماها عند الضرورة ،وذلك بماراعاة التي ):(65
* اشتماال القوات القائماة بنسب ماحدودة على عنصر رد الفعل السريع والضروري مان قوات
برية وجوية وبحرية قادرة على الرد ضد ماجماوعة تهديدات ،وتكون هذه القوات ذات نوعية
وكماية واستعداد قتالي لردع أي هجوم أو الدفاع عند الضرورة ضد الهجماات التي تبدأ دون إنذار
ماسبق أو طويل.
126
أو * توافر قوات الحلف العسكرية على بنية تسماح بقابلية زيادة قوتها العسكرية إماا بالتعزيز
بتعبئة الحتياط أو إعادة تشكيل وحدات جديدة وماتناسبة ماع حجم التهديدات الماختلفة بماا فيها
حدوث حرب شامالة.
* تطوير البنى والجراءات المالئماة لقوات الحلف على نحو يسماح بالقيام بردود ماحددة ومارنة
وسريعة ،بهدف خفض حالت التوتر وإنهائه ،وهذه الترتيبات يتم التدرب عليها زمان الحرب.
* في حالة استخدام القوات ،فإن القيادة السياسية للحلف ستسيطر على استخدام هذه القوات ،وفي
جمايع الماراحل.
-1-1اماتلك قوات الحلف العسكرية لقابليات ماوثوقة لتنفيذ ماهاماها ،وتشمال ماستويات القوة
والماعدات والستعداد القتالي للقوات وتعبئتها في الوقت الماناسب وإماكان بناء الثقة بين القوات
التقليدية وقوات رد الفعل السريع ،وقوات الدفاع الرئيسة وقوات التعزيز )العامالة والحتياط(.
-1-2التنسيق والتكامال بين القوات البرية والبحرية والجوية ،وهي على الشكل التي ):(66
-1-2-1القوات البرية :تكون ماحافظة على الحد الدنى مان الستعداد القتالي ،وتعتماد على
التعبئة والحتياط ،وتماتلك فعالية قتالية ماؤكدة وقدرة على النتشار المارن.
-1-2-2القوات البحرية :تماتلك سرعة ومارونة في الحركة ،وقدرة على العمال لمااد طويلة،
وتساهم في خيارات السيطرة البحرية لحمااية خطوط الماواصلت البحرية للحلف ،ودعم العماليات
البرية والبرماائية وحمااية نشر قوات الردع النووي الماوجودة في البحر.
-1-2-3القوات الجوية :تماتلك قدرات ماؤكدة للقيام بماهام العماليات الجوية الماستقلة والماجماعة
والعتراض الجوي ،وعماليات القطع والدعم الهجوماي والماساهماة في عماليات الماراقبة
والستطلع والحرب اللكترونية ،ودعم العماليات في البر والبحر ،مان خلل توفير النقل الجوي
إلى ماسافات بعيدة وإماكانية الماداد بالوقود جًوا ،أماا قواعد الدفاع الجوي ،فإنها تضمان وجود بيئة
دفاع جوي ماأماونة.
-1-3الهتماام بماخاطر انتشار الصواريخ الباليستية وأسلحة الدماار الشامال ،والماساهماة في حل
هذه الماشكلة مان خلل السيطرة على الدفاعات الصاروخية .
127
-5 -1إن التخفيض الشامال لماستويات القوة سيساهم في الستخدام الفعال مان حيث التكلفة
لماوارد الحلف.
-1-6التأكيد على أهماية البنية العسكرية الماوحدة والقوات الماتعددة الجنسيات في ترتيبات المان
الجماعي ).(67
-7 -1إعطاء دور ماتزايد للبنى الوروبية الماوحدة والماتعددة الجنسيات لتحسين قدرات الحلفاء
في الدفاع الماشترك.
-1-8إن الرد المارن على ماجماوعة مان التهديدات الماحتمالة يقتضي مان الحلف ماراقبة
واستطلعا وإماكانيات لوجيستية ماناسبة بماا فيها المارافئ ومارونة القيادة والسيطرة ،وتوافر
ماخزونات لوجستية كافية لماداد كل أنواع القوات لتسهيل ماهماة الدفاع وإعادة الماداد ،كماا يتطلب
بناء قوات ماجهزة ومادربة على نحو كايف و بطريقة فورية ،ستساهم في إدارة الزماات والدفاع،
وتكون قادرة على تعزيز أمان أي دولة مان دول الحلف مان خلل إقاماة وجود ماتعدد الجنسيات،
كماا أن عناصر كل فئة مان فئات القوة الثلث ستكون قادرة على أن تستخدم بمارونة ،كجزء مان
التعزيز ضمان أوروبا عبر الطلسي.
-1-9العتمااد الماتزايد على القوات الماتعددة الجنسيات وقوات رد الفعل السريع في ترتيبات
الدفاع الجماعي.
-1-1إن قوة الحلف النووية هي ذات طابع سياسي الهدف مانها هو الماحافظة على السلم ومانع
الحرب والرد على أي تهديد مان خلل إستراتيجية الرد بالشك ،حيث يسيطر عدم اليقين على
الماعتدي بخصوص قدرات الحلف وطبيعة رده على العدوان ،وإثبات أنه عمال غير عقلني
باعتبار أن الحلف قادر على اماتصاص الضربة الولى وتوجيه ضربة ثانية قاضية للعدو ،وهذا
صا للوليات الماتحدة الماريكية
الردع يرتكز على القدرات النووية الستراتيجية للحلفاء خصو ً
والمامالكة الماتحدة و فرنسا ).(68
-1-2إشراك الحلفاء المانخرطين في التخطيط الدفاعي الجمااعي في أدوار نووية ،ونشر قوات
نووية على أراضيهم زمان السلم ،وكذا في ترتيبات القيادة والسيطرة والتشاور ،كماا أن القوات
النووية التابعة للحلف بأوروبا تؤمان ارتباطا سياسيا وعسكريا بين العضاء الوروبيين
128
والماريكيين الشمااليين ،ويحتفظ الحلف بقوات نووية في أدنى ماستوى للحفاظ على السلم
والستقرار.
-1-3رغم تزايد قدرات حلف الطلسي على حل الزماات بالوسائل الدبلومااسية أو بالقوات
الدفاعية التقليدية ،إل أنه يجب الحتفاظ بقوات إستراتيجية كافية بأوروبا ،تؤمان إرتباطا أساًسيا
بالقوات النووية الستراتيجية وتعزيز التعاون والرتباط عبر الطلسي .
المطألب الثاني :أثر تغيير النظام الدولي على هيكل القوة داخل الحلف :
لقد أثر تغير النظام الدولي على هيكل القوة داخل الحلف مان خلل تغيير طبيعة التهديدات
والتحديات الماتعددة والعصية على التنبأ الستراتيجي ،فحتى ل ينقاد الحلف وراء ماهماات وأهداف
بإستراتيجية ماؤقتة أو مالئماة لحالت عرضية دون أخرى ،فقد استجاب الحلف لهذا التحدي
الستراتيجي بصياغة جديدة تقوم على ثلث نقاط هي:
-1إعادة هيكلة القوات الساسية للحلف :تم تنظيم القوات الساسية للحلف اتساقا ماع العقيدة
العسكرية الجديدة ،وهي كماا يلي:
-1-1قوات الرد السريع :تتكون مان القوات البرية والبحرية والجوية ،لها قابلية العمال الفوري
وإدارة الزماات يبلغ عدد جنودها حوالي 25ألف جندي مانها 12ألف جندي مان قوة للتدخل
السريع .
-1-2قوات الدفاع الساسية :وتماثل القوات النظاماية للحلف ،التي تتكون مان 350ألف
جندي نصفهم مان الماريكيين.
-1-3قوات التعزيز :وهي قوات الحتياط التي يلجأ إليها الحلف عند الضرورة لتعزيز قوات
الدفاع الساسية).(69
-2تكييف نسق القيادة :في يوليو 1994م ،تم إلغاء القيادة الماتحالفة الماتعددة ،وأصبح نسق
القيادات العسكرية الرئيسية كالتي:
129
الشكل رقم ): (1هيكل القيادات العسكرية الرئيسية :
القيادة الرئايسة بأوأروأبا القيادة الرئايسة لمنطقة القنال القيادات الرئايسة لمنطقة
كاستوأر بلجيكا نوأرث وأوأد بريطانيا الطلسي نوأفوأفوألك الوأليات
المتحدة
-3خفض قوات الحلف بأوروبا :إن اتفاقية الحد مان السلحة التقليدية بأوروبا التي وقعها
التحاد السوفياتي السابق ماع حلف الطلسي في 18نوفمابر 1990م بباريس ،حددت ماجالت
خفض عدد الدبابات والعربات المادرعة الماقاتلة وقطع المادفعية والطائرات الماقاتلة والهليوكوبتر
الهجوماية ،ففي الفترة الماماتدة مان 1990إلى 1996م ،تم تخفيض النفاق الدفاعي لدول الحلف
بنسبة %22وتخفيض %52مان إجماالي القوات البرية و %10مان إجماالي الوحدات البحرية
الماقاتلة بماا فيها حامالت الطائرات والفرطاقات والمادمارات ،وتقليص عدد الطائرات الماقاتلة بماا
فيها حامالت الطائرات الماقاتلة والماخزنة بأوروبا بنسبة تتراوح مان %25إلى %54مان إجماالي
القوات الجوية في المانطقتين الشماالية والماركزية ،و %25مانها بأماريكا الشماالية ،بالضافة إلى
إزالة جمايع القواعد البرية لطلق الصواريخ النووية مان أوروبا ،كماا تم تقليص عدد القوات
الماتقدماة بألماانيا بنسبة الثلثين ،والطائرات بنسبة ،%70وتراجع عدد القوات الماريكية الماتواجدة
وتبقى فقط القنابل النووية التي تحمالها )(70
بأوروبا إلى 100ألف بعد ماا كانت 300ألف
الطائرات ،وهي تماثل %20ماماا كان سنة 1990م ،بالضافة إلى ماعاهدة ستارت 1التي
خفضت القوات النووية الستراتيجية للوليات الماتحدة بماعدل الثلث والتي أتبعت بستارت 2
والتي خفضتها إلى الثلثين.
130
أماا روسيا التحادية فقد قامات ،بماوجب ماعاهدة الحد مان السلحة التقليدية ،بسحب جمايع قوات
التحاد السوفياتي السابق مان وسط وشرق أوروبا والماقدرة بحوالي 640ألف عسكري ،وأكثر
مان 30ألف دبابة ومادرعة و 19ألف قطعة مادفعية وراجماة صواريخ و 4آلف طائرة ماقاتلة
وقاذفة ،كماا قامات بتفكيك ماعظم أسلحتها النووية التكتيكية في هذه المانطقة ،وغيرت اتجاهات
أسلحتها النووية الستراتيجية طويلة المادى تجاه البحر بعد أن كانت ماوجهة إلى أهداف مانتقاة في
أوروبا الغربية وأماريكا الشماالية).(71
-3قوات المهمات المتجمعة المشتركة :بعد أن أخذ الحلف بفكرة التوسع في تفسير نص الماادة
الخاماسة فقد أصبح أمااماه حالت مان العمال العسكري غير التقليدية ،كماا أدرك قصور إستراتيجيته
العسكرية السابقة في استجابتها لماواصفات وعماليات ذات أبعاد إنسانية وأخرى في سياق الدفاع
الجمااعي ،وقد حدثت تطورات ماهماة تماثلت في:
-1-1تقارب البعاد المانية العسكرية بين روسيا ودول حلف وارسو سابًقا وحلف الطلسي،
حيث سعت بولنده وجماهورية التشيك والماجر إلى الندمااج بصيغة ماا في الحلف ،والتي انتهت
بانضمااماهم إليه ،كماا فتح باب النضماام لدول أخرى ،أماا الدول الماستبعدة مان العضوية )روسيا(
فقد تم احتوائها في اتفاقية الشراكة مان أجل السلم.
-1-2توجه بعض الدول أوروبية العضاء بالحلف إلى إنشاء هياكل أمانية وسياسية وعسكرية
أوروبية ماستقلة عن الحلف .
-1-3الدور الماحوري الذي قام به الحلف في عمالياته بالبوسنة والهرسك وتنسيقه بين القوات
الدولية الماتعددة الجنسيات والصنوف القتالية) .( 72
وعند إنشائها تم ماراعاة العوامال التية:
-2-1أن ل تصبح هذه القوات ماصدر أعباء ماالية اضافية على المايزانيات الدفاعية للدول
العضاء ،في الوقت الذي يسود فيه اتجاه لتخفيضها.
-2-2أن ل تكون ماحل جدال سياسي وخلفات بين العضاء بصدد توزيع العباء والدوار.
-2-3أن ل تكون عبًئا إضافًيا على نسق القيادة في الحلف ،ويجب أن تندرج في ذلك النسق.
-2-4عدم استقلليتها عن قابليات الحلف ،لنه وماع الدول الوروبية الساعية إلى بلورة هوية
أمان أوروبية أصبحوا ماجندين للقيام بعماليات خارج نطاق الماادة الخاماسة مان ماعاهدة واشنطن،
فقد أريد لقوات الماهماات الماتجماعة الماشتركة أن تكون في خدماة ماؤسسة أمانية أوروبية كاتحاد
غرب أوروبا.
131
-5 -2بماا أن نشاط قوات الماهماات الماجماعة الماشتركة هو لغراض عماليات حفظ السلم ومانع
النزاعات والتدخل في ماناطق خارج أوروبا أو في أقاليم ماجاورة لعمال الحلف ،فهناك حاجة
إستراتيجية وسياسية وعسكرية أطلسية لسناد أدوار ماحدودة لطراف غير أطلسية أوروبية أو
غير أوروبية ،فإذا كان مان الماماكن استبعاد دول مان اكتساب عضوية الحلف فأنه ل مافر مان
اشراكها في إدارة الزماات ،وهو ماا يضفي طابع الشرعية الدولية على هذه العماليات) ،(73كماا أن
استبعادها قد يؤثر سلًبا على سيرها ،مان خلل عرقلتها والحؤول دون بلوغها هدفها النهائي.
أ -تأسيسها :قامات الوليات الماتحدة الماريكية بتقديم ماقترح إنشاء قوات الماهماات الماجماعة
)(74
الماشتركة إلى لجنة تخطيط الدفاع بالحلف عام 1993م ،وفي قماة بروكسل في يناير 1994م
تم إجازته ،وتتكون هذه القوات مان 17فرقة و 27لواء ماوزعة على دول اتحاد غرب أوروبا،
كماا تم وضع فرقتين في كل مان تركيا واليونان ،باعتبارهماا قريبتين مان قوسي الزماات الماهددين
للمان الوروبي ،وهو ماا يؤكد إماكانية استخداماها للرد أو ماواجهة الزماات التي تقع خارج
أوروبا وأماريكا الشماالية ،استثناء مان نص الماادة الخاماسة ).(75
-3-1هي قوات ذات طبيعة عسكرية ،لكنها ذات وظيفة سياسية لنها مافتوحة على دول
الشراكة الوروبية بماا فيها روسيا).(76
-3-2هي قوات ل تحقق الردع لنها ليست مان القوات الرئيسة للدفاع ،فهي ل تعزز مافهوم
التوازن الستراتيجي في أوروبا ،أو في ماناطق خارج مايدان عماليات الحلف ،بل مارشحة للعمال
في ماناطق الزماات والصراعات الماحلية والبينية ،وهذا يستدعي قوات ذات قابليات لداء
عماليات طوارئ ذات خصوصية قتالية ماحددة.
-3-3اضفاء طابع الشرعية الدولية على عماليات إدارة الزماات ومانع الصراعات وحفظ
السلم ،وبالذات العماال التدخلية ،فهي شرط أساسي لتغطية العماال العسكرية ولتذليل
الصعوبات المايدانية.
-3-4إن إفساح الماجال للماكانية الماشاركة في العماليات له انعكاس في تحمال ماواقف سياسة
وعسكرية واقتصادية ماالية ماتكامالة ضرورية لنجاح هذا الماجهود العسكري.
-5 -3ماساهماة الدول غير الطلسية الماشاركة في قوات الماهام الماجماعة الماشتركة للتنبأ والتأكد
مان التطورات التي قد تصيب البيئة المانية الوروبية أو الماناطق الماجاورة لها.
132
-3-6ضماان الستجابة الطلسية لتحقيق هدف سياسي عند فشل الداة الدبلومااسية مان خلل
الستناد إلى قوة عسكرية ذات ماصداقية قادرة على احتواء أو حفظ السلم أو صنعه وتنفيذه).(77
-7 -3احتواء النزعة الوروبية الماتزايدة لقاماة سياسة أوربية ماشتركة للدفاع ،مان خلل جعل
قوات الماهام الماجماعة الماشتركة تحت قيادة عسكرية ومايدانية لتحاد غرب أوروبا لتنفيذ عمالياتها
العسكرية ،لكن السيطرة السياسية تبقى لماجلس شماال الطلسي ،حيث تم إنشاء ماجماوعة للتعاون
السياسي لماعالجة القضايا السياسية الناتجة عن العماليات العسكرية) ،(78وهذا ماا يلغي الحاجة
الوروبية إلى قوات عسكرية مامااثلة ،لكن ماع البقاء تحت غطاء حلف الطلسي.
والتي -8 -3إن قوات الماهماات الماجماعة الماشتركة تماثل فرصة لدول شرق أوروبا وسطها،
بالضافة إلى )(79
كانت تعتزم العضوية في الحلف لهيكلة قواتها ونسق القيادة والتصالت
ماجماوعة إجراءات الشفافية ،التي ل ماناص مانها لعضوية الحلف ).(80
وكانت العماليات على ثلث ماراحل تجريبية ،وانطوت على عماليات تماتد مان ماستوى خوض
الحرب إلى ماستوى حفظ السلم و القيام بعماليات لمادة زمانية طويلة).(81
المطألب الثالث :المفهوم الستراتيجي الجديد :
صادق رؤساء دول وحكوماات دول حلف شماال الطلسي على المافهوم الستراتيجي الجديد،
وذلك في قماة واشنطن المانعقدة في 24أبريل 1999م ،بماناسبة اليوبيل الذهبي لتأسيس الحلف،
وقد حدد المافهوم الستراتيجي الجديد أهداف الحلف وماهاماه ورؤيته الستراتيجية والتحديات
والماخاطر ،كماا حدد أي ً
ضا توجهات الحلف لتحقيق المان في القرن الحادي والعشرين ،وكذا مانهج
قوات الحلف.
-1أهداف الحلف ومهماته :وتتماثل في التي:
-1 -1الهداف :نوجزها في ماايلي :
-2-1حمااية حرية جمايع دوله العضاء وأمانها بالوسائل السياسية والعسكرية وتحقيق السلم
والستقرار بالمانطقة.
-2-2يجسد الحلف صلة الوصل بين أمان أماريكا الشماالية وأمان أوروبا على نحو دائم.
-2-3اللتزام الماشترك والتعاون الماتبادل بين الدول ذات السيادة بهدف الحفاظ على أمان ماوحد
وغير ماجزأ لجمايع دوله العضاء ،وضماان تمااسك وتضامان الحلف ،وهذا ل يعني حرماان
أعضائه مان حق الدفاع عن سيادتهم.
133
-2-4إقاماة المازيد مان الشركات والتعاون والحوار ماع الدول الخرى التي تشترك ماع الحلف
في أهدافه السياسية الواسعة.
-2-1المن :يقوم الحلف بدوره كماؤسسة ل غنى عنها لتحقيق بيئة أمان أوربية -أطلسية
ماستقرة ماستنًدا إلى نماو الماؤسسات الديماوقراطية واللتزام بالحل السلماي للنزاعات.
-2-2الستشارة :استناًدا إلى نص الماادة الرابعة مان ماعاهدة واشنطن يعمال الحلف كمانتدى
رئيسي للستشارة بين الدول العضاء بشأن القضايا التي تأثرعلى ماصالحها أو التي تشكل خطًرا
على أمان العضاء أو الماوضوعات ذات الهتماام الماشترك.
-2-3الردع والدفاع :يؤمان الحلف الردع والدفاع ضد أي تهديد بالعدوان على أي مان دوله
العضاء ،وذلك بحسب ماا نصت عليه الماادة الخاماسة والسادسة مان ماعاهدة واشنطن.(71).
-3-1إدارة الزمات :لقيام الحلف بدور فاعل في إدارة الزماات حيث يتعين عليه الستعداد
والجاهزية الفعلية لمانع النزاعات ،بماا في ذلك عماليات التعامال ماع الزماات ،وذلك حالة بحالة و
بإجمااع الدول العضاء ،استنادا إلى نص الماادة السابعة مان نظاماه الساسي.
-3-2الشراكات :يقوم الحلف بتشجيع الشراكات والتعاون والحوار على نطاق واسع ماع الدول
والقدرة على الخرى في المانطقة الوروبية -الطلسية بهدف زيادة الشفافية والثقة الماتبادلة
العمال الماشترك ماع الحلف ).(82
-1-1البيئة الستراتيجية الناشئة :بعد نهاية الحرب الباردة فإن التحديات ل تزال قائماة رغم
التحولت اليجابية ،والحلف سيؤدي دورا أساسا فى تعزيز المان الوروبي – الطلسي ،مان
خلل دور سياسي ماتزايد ،يتماثل في إقاماة الشراكات السياسية والعسكرية والتعاون والحوار ماع
دول أخرى ماثل روسيا وأوكرانيا ودول الحوار الماتوسطي ،وكذا انفتاحه لقبول عضوية أعضاء
جدد ،وتعاونه ماع المانظماات الدولية ،والتزاماه بمانع النزاعات وإدارتها ،والقيام بعماليات دعم
السلم -كماا هو في البلقان -و القيام بعمالية إصلح داخلي شمالت هيكلة قيادة جديدة تتضمان
134
مافهوم قوة الماهماة الماشتركة ،ووضع ترتيبات للنتشار السريع لقوات الحلف ،وإنشاء سياسة
المان والدفاع الوروبية في إطار الحلف ،كماا تم التأكيد على:
-2-1أهماية ماجلس المان الدولي للحفاظ على المان والستقرار الورو– أطلسي باعتباره
الجهاز الماسؤول عن السلم والمان الدوليين.
-2-2التأكيد على ماساهماات مانظماات المام الماتحدة ومانظماة المان والتعاون في أوروبا
والتحاد الوروبي واتحاد غرب أوروبا في تحقيق المان والستقرار في المانطقة الورو–
أطلسية ).(83
-2-1الصعوبات القتصادية والسياسية والجتمااعية التي تعاني مانها دول فى قلب المانطقة
الورو– أطلسية أو دول ماحيطها الجغرافي.
-2-6إن النتشار العالماي للتقنية اللزماة لنتاج السلح سيؤدي إلى توفر المازيد مان القدرات
العسكرية ،وهو ماايسماح للخصوم باكتساب قدرات هجوماية ودفاعية عالية جدا في العماليات
الجوية أوالبحرية أوالبرية أو في ماجال صناعة صواريخ كروز والسلحة الماتقدماة الخرى،
بالضافة إلى ماهاجماتهم لنظماة الماعلوماات التابعة للحلف بهدف عرقلتها وتعويض تفوق الحلف
في ماجال السلحة التقليدية.
-7 -2التعامال ماع أي هجوم ماسلح يشن ضد أي مان دول الحلف وفق الماادة الخاماسة والسادسة
مان ماعاهدة واشنطن ماهماا كان ماصدره ،كماا أن ماصالح الحلف المانية قد تكون ماعرضة لتهديد
أوسع ماثل نشاط الجمااعات الرهابية وأعماال التخريب والجريماة المانظماة وماحاولت عرقلة
135
تدفق الماوارد الحيوية للحلف )الطاقة( ،والتدفقات البشرية الضخماة الناتجة عن النزاعات
)(84
الماسلحة...
-1-3توجهات الحلف لتحقيق المن في القرن الحادي والعشرين :يسعى الحلف إلى الحفاظ
على السلم وتعزيز المان والستقرار السياسي فى المانطقة الورو– أطلسية مان خلل:
-2-1التزام الحلف بإقاماة شراكة قوية بين أوروبا وأماريكا الشماالية ،حيث ل يماكن الفصل
الماني بينهماا ،بالضافة إلى استمارار الدفاع الجمااعي بين دوله العضاء.
-2-2-1الحفاظ على قدرة عسكرية كافية وجاهزة واضحة للتحرك على نحو عمال جمااعي في
ماجال الدفاع الماشترك.
-2-2-2استناد الحلف على قدراته العسكرية الفعالة فى مانع النزاعات وإدارة الزماات ،مان
خلل القيام بعماليات ماواجهة الزماات مان خارج نص الماادة الخاماسة ،وتحتاج هذه الماهماات إلى
كثير مان الماتطلبات السياسية والعسكرية ،ماثل تمااسك الحلف والتدريب الدولي والتخطيط الشامال
الماسبق.
-2-2-3تطوير سياسة المان والدفاع الوروبي في إطار الحلف ،وذلك بالستناد إلى القرارات
التي اتخذها الحلف ببرلين عام 1996م ،وتستدعي هذه العمالية وجود تعاون وثيق بين كل مان
الحلف واتحاد غرب أوروبا والتحاد الوروبي ،وهذه العمالية ستماكن الوروبيين مان تقديم
ماساهماات أكثر تمااسكا وفعالية لخدماة ماهام ونشاطات الحلف ).(85
-2-1يسعى الحلف إلى مانع نشوب النزاعات والماساهماة الفاعلة في إدارتها بماا ل يتعارض ماع
القانون الدولي والتعاون ماع مانظماات أخرى ،وبماا يتوافق ماع ماهاماه المانية الساسية ،والتذكير
بعرضه ببروكسل سنة 1996م ،القاضي بدعم عماليات حفظ السلم ،أو أي عماليات أخرى تحت
سلطات ماجلس المان الدولي أو على ماسؤولية مانظماة المان والتعاون في أوروبا ،وهذا الدعم
يكون حالة بحالة بماا يتوافق ماع إجراءات الحلف.
136
-2-2الستفادة القصوى مان برناماج الشراكة والحوار والتعاون للماساهماة في مانع نشوب
الزماات واحتوائها ،وهذا يتطلب مان السلطات السياسية للحلف اختيار الردود المالئماة وتنسيقها
مان بين جمالة مان الخيارات السياسية والعسكرية وماماارسة الرقابة العسكرية في كل الماراحل.
استنادا إلى الماادة العاشرة مان اتفاقية واشنطن فإن الحلف سيوجه الدعوة لنضماام دول لديها
الرغبات والقدرة على تحمال ماسؤوليات والتزاماات العضوية ،وذلك لغرض تعزيز المان
الوروبي وزيادة تمااسكه وخدماة سياسته العاماة وماصالحه الستراتيجية.
يهدف الحلف إلى ضماان بقاء توافق بين تأماين الدفاع عن دولة العضاء ،وبين أهداف الحد مان
التسليح ونزع السلح وحظر النتشار النووي مان خلل:
-2-1الماساهماة الفاعلة فى تطوير اتفاقيات الحد مان التسلح ونزع السلح وحظر النتشار
النووي.
-2-3تعزيز الحلف لجهوده السياسية الهادفة إلى مانع حدوث أية عمالية انتشار أو الحد مانها
بالطرق الدبلومااسية ).(86
-2-2تجسيد مابادئ التضامان والوحدة الستراتيجية بين الدول العضاء بالحلف ،واعتبار أمان
جمايع أعضائه كل ل يتجزأ ،فالهجوم على أي عضو هو هجوم على جمايع العضاء.
-2-4القدرة على الماساهماة الفاعلة في مانع نشوب النزاعات والقيام بعماليات ماواجهة الزماات
خارج إطار الماادة الخاماسة مان ماعاهدة واشنطن.
137
-5 -2الدور الماحوري لقوات الحلف في التعاون ماع شركاء الحلف والدول الخرى ،وبخاصة
ماساعدة شركاء الحلف ليكونوا ماستعدين للماشاركة الماحتمالة في عمالية الشراكة مان أجل السلم
التي يقودها الحلف ،فهي تساهم في حفظ السلم وحمااية الماصالح المانية الماشتركة لدول الحلف،
وكذا الماحافظة على المان والستقرار فى المانطقة الورو– أطلسية ،بالضافة إلى دعم جهود
الحلف لمانع انتشار السلحة النووية والبيولوجية والكيمايائية ووسائط إيصالها لهدافها.
-2-6الماشاركة الماتكافئة فى تحمال أدوار الدفاع الماشترك وماسؤولياته وماخاطره بالضافة إلى
مانافعه.
-7 -2الحتفاظ بالقوات النووية والتقليدية الماريكية بأوروبا لهمايتها الحيوية للمان الوروبي
.
-2-9إن الترتيبات العمالية لمابدأ الجهد الجمااعي للدفاع تكون مان خلل إجراءات سياسية أو
عسكرية أو على صعيد الماوارد في إطار الماادة الخاماسة مان ماعاهدة واشنطن أو خارجها،
بالضافة إلى إماكانية إدراج دول شريكة للحلف في هذه الترتيبات ،التي تستند إلى إجراءات
التشاور والبنية العسكرية الماتكامالة واتفاقيات التعاون ،وتتضمان التخطيط للقوة الجمااعية ،التماويل
الماشترك ،التخطيط العمالياتي الماشترك ،الهيئات الدولية و ترتيبات القيادة والماقر الرئيسي ،نظام
الدفاع الجوي الماتكامال التوزيع الماتوازن للدوار والماسؤوليات بين الحلفاء ،وكذا تماركز وانتشار
قوات دول الحلف خارج الوطن الم إذا اقتضت الضرورة القيام بترتيبات ماعينة لدارة الزماات
وتعزيزها والتي تضم التخطيط والماعايير والجراءات الماشتركة للجهزة والماعدات والتدريب
والدعم اللوجستي ،والتزام إرساء عقيدة الحلف وإقاماة تدريبات ماشركة والتعاون في ماجالت
البنية التحتية والتسليح والدعم اللوجستي ).(87
-2-10استمارار التماويل الدولي )المايزانية العسكرية وبرناماج الستثماار الماني التابع للحلف(
في اماتلك الماوارد والماكانات الضرورية والماحافظة عليها.
138
-2-11التزام الحلف بتقديم المازيد مان الدعم لتطوير سياسات المان والدفاع الوروبية ضمان
الحلف ،ووضع إماكاناته و ماوارده في العماليات التي تنفذ تحت قيادة اتحاد غرب أوروبا ،أو كماا
يتفق عليها.
-2-12البقاء على قوات نووية وأخرى تقليدية بأوروبا وتحديثها بحيث تكون في الحد الدنى
الكافي لماهاماها.
-2-1حمااية السلم والستقرار السياسي وحمااية أمان وسيادة ووحدة أراضي الدول العضاء أو
استعادتها .
-2-2الحفاظ على أمان واستقرار المانطقة الورو– أطلسية والتعامال المابكر ماع الزماات
الماحتمالة مان خلل وسائل ماتعددة مانها استدعاء قوات الحلف العسكرية والقيام بعماليات حفظ
السلم والمان العالمايين ،مان خلل ماساعدة المانظماات الدولية الخرى.
-2-3تعامال قوات الحلف ماع ماجماوعة واسعة وماعقدة مان الماخاطر والحالت ،ماثل حالت
الطوارئ النسانية وإدارة الزماات بالوسائل العسكرية وتنفيذ العماليات خارج نطاق الماادة
الخاماسة مان ماعاهدة واشنطن ،والقيام بعماليات تنفذ تحت القيادة السياسية والتوجه الستراتيجي
لتحاد غرب أوروبا أوكماا يتفق عليها ،وكذا قيادة الحلف لية عماليات عسكرية يقوم بها ماع
الدول الشريكة أو أية عماليات ماشتركة ماحتمالة ماع روسيا.
-3-2زيادة الثقة والشفافية وتحسين التصالت وعماليات التحقق مان تطبيق اتفاقيات الحد مان
التسليح ونزع اللغام الماضادة للفراد.
-3-3توسيع ماجالت التعاون والتشاور إلى مايادين التدريبات العسكرية ،تبادل التشغيل،
العلقات المادنية – العسكرية ،تطوير مابادئ وعقيدة الحلف ،التخطيط الدفاعي ،إدارة الزماات،
مانع النتشار النووي ،التعاون في ماجال التسليح ،التخطيط العمالياتي والعماليات.
139
)
-5 -2استمارار قوات الحلف العسكرية في التأقلم ماع ماتغيرات البيئة المانية الدولية الماتغيرة
.(88
-2-1استمارار قوات الحلف فى التأقلم ماع الماتغيرات الماستجدة والستناد إلى قوة بنى الدفاع
الوطنية لعضائه.
-2-2إن حجم قوات التحالف العسكرية واستعدادها وتوفر قابلية نشرها يعكس مادى التزام
الحلف بالدفاع الجمااعي والقيام بعماليات ماواجهة الزماات فى داخل و خارج النطاق الجغرافي
للحلف ،وهذا يعني:
-3-1البقاء على الحجم العام لقوات الحلف في حدودها الدنيا الماتناسبة ماع ماتطلبات الدفاع
الجمااعي.
-3-2يجب ماراعاة العوامال الجيوستراتيجية داخل الحلف ،و ماحيطه الجغرافي ،بحيث يجب أن
يضمان التوزيع الجغرافي للقوات حضورا عسكريا كافيا.
- 3-3قدرة هيكلية قيادة الحلف على تحمال ماسؤولية الدارة والتحكم ،والماقصود هنا هو ماقر
قيادة قوة الماهماة الماشتركة تحديدا ،التي تقوم بقيادة وتوجيه القوات الدولية والقوات الماتعددة
الماهام ،بالضافة إلى تقديم الدعم للعماليات التي تنفذ تحت توجيه القيادة السياسية لتحاد غرب
أوروبا ،أو كماا يتفق عليها ،وهذا ماا يساهم فى تطوير سياسة المان والدفاع الوروبي ضمان
الحلف الطلسي ،وكذا تنفيذها لعماليات ماواجهات الزماات خارج إطار الماادة الخاماسة التي
يقودها الحلف و يشارك فيها شركاء الحلف والدول الخرى.
-3-4ماطالبة الحلف بتوفير إماكانات تشغيل أساسية ماثل :القدرة على التعامال الفعال والنتشار
والحركة واستمارار القوات وسلماتها وبنيتها التحتية ،التي تشمال الدعم اللوجستي ونظام العمال
الدوري للقوات ،وكذا تطوير هذه القدرات وماراعاة جوانب تبادل التشغيل التي تشمال العوامال
البشرية ،واستعماال التقنية الماتقدماة المالئماة والماحافظة على التفوق الماعلومااتي في العماليات
العسكرية ووجود ماوظفين ذوي ماؤهلت عالية .فوجود قدرات كافية في ماجال القيادة والتحكم
والتصالت والستخبارات وماراقبة الستطلع سيضاعف مان حجم القوات.
140
-5 -3وجود قوات برية و بحرية وجوية ماحدودة العدد وذات قدرات عالية قادرة على التدخل
السريع وإبقاء دول الحلف على أهبة الستعداد ،لكن بدرجات ماتفاوتة مان الجاهزية لدعم القوات
الماشاركة في عماليات طويلة الماد ،سواء كانت داخل أو خارج النطاق الجغرافي للحلف.
-2-6القدرة على حشد أكبر عدد ماماكن مان القوات ويكون ذلك بتعزيز القوات أو باستدعاء
الحتياط أو بإعادة هيكلة القوات عند الضرورة بماا يتناسب وحجم التهديدات.
-7 -3تؤمان هيكلية القوات القدرة على تأماين تعزيز ونشر وسحب القوات بسرعة وبطريقة
انتقائية ،وهذا يماكنها مان القيام بالرد المارن والماناسب للحد مان التوترات أو القضاء عليها ،ولهذا
يجب التمارن على هذه الجراءات زمان السلم ).(89
-3-8ضرورة وجود مازيج ماتوازن مان القوات وقدرات الرد وإماكانات الدفاع الماعززة للتعامال
ماع الماخاطر المارتبطة بانتشار السلحة النووية والبيولوجية والكيمايائية ووسائط إيصالها
لهدافها.
-2-1اماتلك الحلف لقوات عسكرية ماوثوقة قادرة على إنجاز جمايع ماهاماها ،وهذا يتطلب
ماستوى عايل لهيكلية القوات والجهزة والماعدات ودرجة الجاهزية والستمارارية والتدريبات
العسكرية و خيارات نشر القوات ووجهات توظيفها وقدرتها على حشد وتعبئة الحتياط لتحقيق
التوازن بين القوات ذات الجاهزية العالية القادرة على الشروع في الدفاع الجمااعي أو بعماليات
ماواجهة الزماات خارج نص الماادة الخاماسة و بسرعة عالية ،وبين قوات ذات ماستويات ماختلفة
مان الجاهزية المانخفضة ،التي تقوم بإعداد القوات الماطلوبة للدفاع الجمااعي أو لستبدال قوات
عامالة بالنظام الدوري بقوات جديدة تساند عماليات ماواجهة الزماات ،أو لتعزيز قوات ماتماركزة
في مانطقة ماعينة.
-2-2تنظيم قوات الحلف بطريقة تعكس الطبيعة الدولية والماشتركة لماهماات الحلف التي تضم:
-3-3السيطرة على الماجال البحري وحمااية نشر قوات الحلف الرادعة الماتماركزة بحرا.
141
-3-4تنفيذ عماليات جوية ماستقلة ومانسقة.
-8 -3تأماين نظام قيادة وتحكم فاعلة ومارنة تشمال ماقرات قيادة ماشتركة قابلة للنشر.
-9 -3ماواصلة تحسين الوضعية الدفاعية للحلف مان خلل تطوير قدرات الدفاع الصاروخية
ضد ماخاطر انتشار السلحة فوق التقليدية.
-3-11القدرة على العمال الجمااعي الماباشر لنجاز ماهام الحلف مان خلل ):(90
-4-3التشاور بين دول الحلف في حال حدوث تغيرات ماهماة في خطط الدفاع الوطنية.
-3-12لتماكين الحلف مان نشر ودعم كل أنواع القوات بفعالية والتعامال بمارونة ماع حالت
الطوارئ فإن الحلف يحتاج إلى وجود قدرات لوجستية كافية تشمال وسائل النقل والدعم الطبي
ووجود ماخزون كايف ،كماا تواجه عماليات الحلف خارج نطاقه الجغرافي تحديدات لوجستية
خاصة ،وهذا يتطلب القدرة على التعزيز ضمان أي مانطقة توجد في دائرة الخطر وتكريس
الحضور الدولي بها.
-3-14تزايد العتمااد على القوات الدولية خصوصا مانها القادرة على النتشار السريع لخدماة
الدفاع الجمااعي أو القيام بعماليات ماواجهة الزماات خارج إطار الماادة الخاماسة ،والتي توفر
تشكيلت أكثر قدرة ماماا هو ماتوافر لدى دول الحلف ،وماساهماتها بماوارد الدفاع النادرة.
142
-1-4مميزات القوات النووية :تتلخص في :
-2-2تحقيق المان الطلسي مان خلل الردع بالشك حول قدرات الحلف النووية.
-2-3الدور الريادي للقوات النووية الستراتيجية التابعة للحلف خصوصا مانها القوات النووية
الماريكية والبريطانية و الفرنسية.
-2-4إبقاء الحلف على قوات نووية كافية في أوروبا ،بحيث تتمايز بالمارونة والقدرة على
الستمارارية ،حتى تكون ماوثوقة وماؤثرة في إستراتيجية الحلف الهادفة إلى مانع نشوب الحرب
-5 -2ضمان الستراتيجية الفرعية للحلف التي ماقرها أوروبا يتم خفض أنواع وأعداد قوات
الحلف النووية ،وتتضمان إزالة كل سلح المادفعية النووية والصواريخ النووية المانطلقة مان
الرض التي لم تعد تستهدف أي دولة ،والتخفيف مان شدة ماعايير جاهزية القوات النووية ،وإنهاء
خطط الطوارئ النووية ) ،(91في حين يبقي الحلف على أعداد كافية مان القوات ضمان
إستراتيجياته بأوروبا ،تضم طائرات بقدرات مازدوجة وعددا ماحدودا مان الصواريخ البريطانية
مان طراز ترايدنت ،TRIDNETتكون حلقة وصل ماع قوات الحلف النووية الستراتيجية
بالوليات الماتحدة الماريكية ،كماا أنه لن يتم نصب السلحة النووية على السفن الحربية
والغواصات الهجوماية في الظروف العادية وضمان الستراتيجيات الماذكورة.
-1اتخاذ الماصالح المانية كأساس لعمال الحلف خارج الحدود التقليدية لنشاطه .
-2التوسع في ماصادر التهديد المان الطلسي ليشمال أمان الطاقة وتدفق الماوارد الحيوية وحقوق
النسان و أسلحة الدماار الشامال ...
-3اعطاء الحلف شرعية التدخل بماجرد وجود تهديد دون العتداد بصلحيات ماجلس المان.
143
عند انهيار التحاد السوفياتى في 20ديسمابر 1991م ،عقد أول إجتمااع لماجلس تعاون شماال
الطلسي والذي ضم دول الحلف الستة عشر ودول وسط و شرق أوروبا ،ليقوم بماهام تقوية
الروابط بين الجانبين دون طرح فكرة انضماام أي مان دول شرق ووسط أوروبا إلى الحلف ،وبعد
إطلق برناماج الشراكة مان أجل السلم ،جاءت الشارة وبشكل رسماي إلى ماوضوع توسيع
الحلف فى قماة بروكسل 1994م ،ثم أجريت ماناقشات حول الطار الزماني لتوسيع الحلف،
وتحديد الدول الماعنية بالعضوية ،وذلك في إجتمااع وزراء خارجية دول الحلف في ديسمابر
1994م ،وتم التفاق أيضا على أن عمالية التوسع ستكون بشكل فردي ،وأن العضاء الجدد
سيكونون كامالي العضوية.
أول :شروطأ العضوية :لقد حدد الكونغرس شروط عضوية الحلف في النقاط التية:
وفى يناير 1994م ،تبنى ماجلس النواب الماريكي قانون إحياء المان القوماي ،حيث أضاف
شروطا جديدة وتتماثل في ):(92
-2احترام المابادئ والتعهدات السياسية الواردة في اتفاق هلسنكي ،وماؤتمار المان والتعاون في
أوروبا.
-5اللتزام بتطوير بنية تحتية تسهل الماشاركة في دعم أنشطة الحلف ).(93
ويجب على الدول الماشاركة المارشحة لعضوية خطة عمال عضوية الحلف التحضير وإثبات
قدراتها على احترام التزاماات مارتبطة بإماكانية عضويتها في الماستقبل ،كذلك يجب أن تكون
144
مادعوة مان قبل الحلف للتباحث ماع الحلف .كماا يجب عليها اللتزام بماعاهدة واشنطن الماؤسسة
للحلف ،واللتزام بتحقيق عدد ماعين مان الصلحات السياسية والقتصادية والعسكرية
المانصوص عليها في دراسة أجريت سنة 1995م حول توسيع الحلف ،وقد حددت شروط
اكتساب عضوية الحلف ،في التي:
-1أن يكون نظاماها السياسي قائم على ديماوقراطية فعلية ويستند على اقتصاد السوق.
-3حل الخلفات ماع دول الجوار واللتزام الشامال بالتسوية السلماية للنزاعات.
-4أن تكون قادرة وراغبة في تحمال الماساهماة العسكرية في الحلف وقابلية التشغيل ماع قوات
الدول العضاء ).(94
وقد أضافت وثيقة الشراكة مان أجل السلم إلى شروط النضماام إلى الحلف النقاط التية:
-2الستعداد للماشاركة في هيئات وماراكز الحلف والقيادة العليا للقوات الماتحالفة في أوروبا.
هو برناماج تابع للحلف ،أعلن عنه في قماة الحلف بواشنطن 1999م ،ويقدم مان خلله الدعم
العمالي مان خلل تحضير الدول الراغبة في عضوية الحلف وضبط الحتياجات الخاصة بها.
ويعقد ماجلس حلف شماال الطلسي اجتمااعا ماع كل الدول المارشحة ،مان أجل ماراقبة التطور
الماسجل عبر الجتمااعات والورشات على مادار السنة ،تشمال ماختلف الماجالت ماع الخبراء
المادنيين والعسكريين التابعيين للحلف ،الذي يقيم اماتحانات ماتكامالة ماتعلقة بالعضوية.
وقد شهدت أول خبرة عمالية في ماسار قبول جماهورية التشيك والماجر و بولنده في عضوية
الحلف سنة 1999م ،وهي أول ماوجة توسع للحلف مانذ نهاية الحرب الباردة.
145
غير أنها ل تقرر عضوية أي دولة في الماستقبل ،وتوجد الن ثلث دول مانخرطة في خطة عمال
العضوية وهي :كرواتيا ،ألبانيا ،جماهورية ماقدونيا اليوغوسلفية سابقا ).(95
ثالثا :آليات النضمام :تبدأ الدول المادعوة لماباحثات العضوية إجراء ماباحثات ماع فريق مان
الحلف الطلسي ،حيث تجتماع جمااعات خبراء الحلف وماماثلين عن كل دولة مادعوة ،وتكون في
ماقر الحلف ببروكسل مان أجل الحصول على تأكيد رسماي مان جانب الدول المادعوة عزماها
وقدرتها على الوفاء باللتزاماات والتعهدات السياسية والقانونية والعسكرية الماترتبة عن اتفاقية
واشنطن والدراسة التي أجريت سنة 1995م حول توسيع الحلف.
أ -الجتماع الول :وتقدم فيه السئلة السياسية والدفاعية ،وهي تهدف إلى التحقق مان تنفيذ
الشروط الماسبقة.
ب -الجتماع الثاني :وهو ذو طبيعة تقنية تتماحور الماحادثات فيه حول الماوارد والمان والنظام
القانوني وماساهماة كل عضو جديد في المايزانية الماشتركة للحلف ،والتي تقسم أعباؤها على قاعدة
نسبية مارتبطة بالحجم القتصادي لكل دولة.
ويتعين على الدول المادعوة أن تبذل جهودا في ماجال حمااية وأمان الماعلوماات ،وتحضير أجهزة
الستخبارات والستعلماات للعمال ماع ماكتب أمان حلف الطلسي ).(96
كماا تبعث الدول المادعوة للعضوية رسالة تعبر فيها عن استكماالها للصلحات الماطلوبة مانها،
وفي خطوة ثانية لسيرورة العضوية ،فإن كل دولة مادعوة لتأكيد قبولها التزاماات وتعهدات
الحلف ،وهذا التأكيد يكون في شكل رسالة ترسل مان قبل رئيس وزراء الدولة المادعوة إلى الماين
العام للحلف ،وتكون مارفقة أيضا بأجندة وطنية للصلحات .كماا يقوم الحلف بالجراءات
التية:
-دعوة الماين العام للحلف الدول العضاء الجديد لكتساب عضوية الحلف.
-استجابة الدول المادعوة إلى ماعاهدة شماال الطلسي وتعزيز إجراءاتها الوطنية.
146
رابعا :عملية التوسع :لماعرفة جدوى عمالية التوسع أجريت دراسة سنة 1995م ،خلصت
إلى -1اعتبار نهاية الحرب الباردة فرصة لتوسيع المان الورو – ماتوسطي وتقويته مان خلل
حلف شماال الطلسي الذي هو الضامان لمان الجمايع.
-2توسيع حلف الطلسي سيسماح بدعم الصلحات الديماوقراطية وتشجيعها مان خلل:
-4تحقيق المازيد مان الشفافية في ماخططات الدفاع والمايزانيات العسكرية والثقافية الماتبادلة بين
الدول العضاء.
-6زيادة قدرات وإماكانات الحلف ،وهو ماا يوفر المان والستقرار للمانطقة الورو– أطلسية.
ثم جاءت قرارات قماة مادريد في يوليو 1997م لتؤكد هذا الماسار ،حيث تقرر:
-1دعوة دولة أو أكثر مان تلك التى عبرت عن نيتها في النضماام للحلف لبدء مافاوضات
الحصول على العضوية).(98
-2استعداد الحلف لضم أي دولة مان دول شرق ووسط أوروبا إلى الحلف.
-3اتباع أسلوب التوسع التدريجي في ضم دول وسط وشرق أوروبا ،لتجنب أعباء التوسع.
خامسا :سياسة التوسع :على الماستوى النظري كان هناك ثلثة اتجاهات نحو عمالية التوسع
وهي كالتي:
أ – رفض التوسع من حيث المبدأ :يستند هذا الماوقف في رفضه لعمالية التوسع للسباب التية:
-3قدرة الحلف على ماواجهة أي تهديد سواء مان داخل أو خارج أوروبا دون الحاجة إلى
التوسع.
147
-4توسيع الحلف إلى حدود غرب روسيا ماا هو إل إعادة إحياء خطوط التقسيم في أوروبا ،وهنا
يجب تجنب أخطاء التعامال ماع ألماانيا عقب الحرب العالماية الثانية.
-5تقديم أولوية القتصاد والديماوقراطية على ماسألة عضوية الحلف ،فالسبقية هي لنضمااماها
للتحاد الوروبي .
-6التوسع رغم رفض بعض العضاء سيعماق الخلفات ،و دخول عناصر جديدة سوف يفقد
الحلف التمااسك والنسجام.
-7التكلفة الباهظة لعمالية التوسع فى ظل سعي دول الحلف خفض ماخصصاتها الدفاعية ،حيث
قدرتها بعض الدراسات أنها تزيد عن 42ماليار دولر حتى 2010م ،أماا ماكتب خزانة
الكونغرس فقد قدر تكلفة انضماام المارشحين الثلثة في وسط أوروبا ماا بين 61إلى 121ماليار
دولر إلى غاية 2015م ،ماقدرا حصة الوليات الماتحدة ماا بين 5إلى 19ماليار دولر ،أماا
ماجماوعة راند RANDفأكدت أن التكلفة لن تكون باهظة جدا ،وحددت سقفه الفتراضي بقيماة
110ماليار كحد أعلى و 10ماليار دولر كحد أدنى للفترة الماماتدة فى 2010م إلى غاية 2015
م ،في حين توقعت أن الحتماال الكثر واقعية هو أن تكون كلفته ماا بين 30إلى 52ماليار
)
دولر .وهذا ماا ل تتحماله اقتصادات في طور النتقال إلى الرأسماالية ،وماثقلة بالعباء الماالية
.(99
ب -رفض التوسع السريع للحلف :استند هذا الرأي إلى حجج مانها:
-1التركيز على قضايا تهدد المان الوروبي ماثل الوضاع بيوغلسلفيا وشماال أفريقيا.
-2بناء هيكل للمان الوروبي مان خلل تطوير ماؤسسات السياسة الخارجية والمانية للتحاد
الوروبي والرتقاء بالعلقات الورو– الطلسية.
-3التخوف مان الصراعات العرقية الماهددة لستقرار في شرق أوروبا ،وكذا تراجع ماسار
التحول والصلح القتصادي وهنا تبرز ضرورة ادمااجها ضمان ماؤسسات التحاد
الوروبي ).(100
ب -مؤيدي توسيع الحلف :استند أصحاب فكرة توسيع الحلف إلى عدد مان الحجج لتبرير
عمالية توسيع الحلف شرقا ،ومان هذه الحجج ):(101
148
-1استغلل تدهور الوضع الروسي مان حيث تراجع ماكانة روسيا الدولية وتذبذب سياستها
الخارجية ووجود قيادة ماتعاونة وأزماات داخلية ماتتالية ...فهي فرصة لدفع عمالية التوسع على
حساب ماجالها الحيوي في وسط وشرق أوروبا.
-2تطويق أي دور روسي عالماي أو إقليماي في السياسة العالماية واحتوائه ،خصوصا إذا ماا
استرجعت روسيا توازنها القتصادي.
-3الحؤول دون إقاماة تحالف روسي – صيني أو أي تكتل اقتصادي أو سياسي أو عسكري
أوراسي ماهدد للنفوذ الطلسي.
-4الستعداد لماكانية انهيار السلطة الماركزية بماوسكو وتراجع سيطرتها على أقاليماها الماتراماية
الطراف وانتشار الفوضى ،بالضافة إلى تزايد الماخاوف مان تصاعد أعماال الماافيا الروسية
وتراجع الجراءات المانية لحراسة و حمااية السلحة النووية الروسية ).(102
-5احتواء دول وسط وشرق أوروبا في مانظماة حلف شماال الطلسي قبل إنشاء أي مانظماة تكون
بديلة عن حلف وارسو قد تهدد المان الطلسي ،واستبعاد هندسة أي نظام أماني بعيد عن النظام
الماني الطلسي.
-6إيجاد ماهام جديدة للحلف بعد سقوط التحاد السوفياتي وزوال الخطر الشيوعي ،وهنا يربط
بريجينسكي بين توسيع الحلف أو نهايته باعتبار أن غياب التخطيط الستراتيجي لوروبا يماكن
أن يقضي على مابررات قيادة الوليات الماتحدة ومان ثماة وجود الحلف.
-7مالء الفراغ الماني وتجنب صراع ألمااني – روسي فى مانطقة تعد ماجا ً
ل حيويا لكل مانهماا
أل وهي دول الفيسجراد ،هذا ماا يساعد في تعظيم المان الوروبي ،مان خلل تسوية النزاعات
بالطرق السلماية ).(103
-8رغبة دول وسط وشرق أوروبا في الندمااج الوروبي عبر التحاد الوروبي والندمااج
الطلسي مان خلل عضوية الحلف ،وهذا يتطلب دعم غربي لعماليات التحول السياسي
)(104
والقتصادي ،وتخوف بعضها مان التطلعات اللماانية و تحسسها مان أي دور روسي مارتقب
سادسا :المواقف الدولية :تباينت الماواقف الدولية بخصوص توسيع الحلف نحو الشرق،
ويماكن إبراز بعض مانها في الشكل التي:
149
-1الموقف المريكي :سعت الوليات الماتحدة مان تأييدها توسيع الحلف إلى تحقيق الهداف
التية:
ب -التخوف الماريكي مان حدوث تنافس ألمااني – روسي قد يؤدى إلى تدهور المان والستقرار
الوروبي ،وتجنب ماا آلت إليه الوضاع الوروبية ماا بين عاماي 1914م و 1945م.
ج -تحقيق وجود عسكري أماريكى فى أوروبا الشرقية باعتبار أن المان والدفاع الجمااعي هو
هدف أساسي للحلف ).(106
-2الموقف اللماني :كانت ألماانيا مان أحرص الدول والماؤيدة لتوسيع الحلف ،وذلك لتحقيق
الهداف التية:
أ -زيادة الرتباط السياسي والعسكري ماع ماجالها الحيوي في وسط وشرق أوروبا وهذا يؤهلها
لن تكون قاطرة التوسع الوروبي ،والحصول على ماكاسب إستراتيجية ،وهو ماا تجسد في
قيادتها لمانطقة وسط وشرق أوروبا التابعة للحلف ،حيث تشكل ألماانيا والوليات الماتحدة أكثر مان
%60مان قوات الحلف ).(107
ب -ارتباط المان اللمااني بأمان دول الجوار ،فاندمااج هذه الدول في حلف الطلسي سيساهم في
تحقيق المان اللمااني.
ج -البحث عن أسواق وعن اليد العامالة الماؤهلة والزهيدة في شرق أوروبا خصوصا بعد الطفرة
القتصادية التي شهدتها ألماانيا.
د -التخوف مان عودة القوة الروسية واستعادتها لماناطق نفوذها بدول الفيسجراد )بولنده ،هنغاريا،
جماهورية التشيك وسلوفاكيا( فانضمااماهم للحلف سيكون الضماان الكثر ماواءماة للواقع الجديد.
ذ -إن اندفاع ألماانيا إلى وسط أوروبا شرقها مان دون أن ترتب العلقات الثنائية ماع هذه الدول
سوف يبعث عند الخرين هواجس التوسع اللمااني الذي اقترن بالمابراطورية اللماانية والنازية،
فالتحرك فى إطار الحلف هو تأكيد على مابدأ التعددية ،التي تقلل مان هذه الماخاوف ).(108
ر -الماحافظة على أن تكون ألماانيا أوروبية وأطلسية ،وهو المابدأ الذي اتبع مانذ عهد الماستشار
اللمااني السابق كونراد أديناور ،فالتعاون ماع فرنسا هو ضرورة أوروبية والتعامال ماع الوليات
الماتحدة هو ضرورة إستراتيجية.
150
ز -نقل خط تقسيم النفوذ الذى ساد مانذ بداية الحرب الباردة بعيدا عن الحدود اللماانية ،التي
كانت تماثل الجبهة المااماية للماعسكر الغربي ،وجعلها ماركز المان الورو– أطلسي ).(109
-3الموقف الفرنسي :أبدت فرنسا تحفظها على توسيع الماجال الماني والدفاعي للحلف إلى
مانطقة وسط وشرق أوروبا ،وعدم قدرة دول هذه الماناطق على الوفاء بالتزامااتها ،وهو ماا يشكل
عبًء اضافيا على الحلف .وبعد الصرار الماريكي واللمااني على توسيع الحلف ،أعلنت فرنسا
عودتها إلى الجناح العسكري للحلف ،ماقابل البقاء على دور اتحاد غرب أوروبا وأهمايته في
حفظ المان والستقرار الوروبي وقد أبدت اهتمااماها بتوسيع الحلف ،فدعمات مارشح روماانيا
وسلوفاكيا ،وهوماا عارضته الوليات الماتحدة ،ماماا دفع فرنسا إلى ماعاودة طلبها الماتعلق بتولي
ضابط أوروبي القيادة الجنوبية للحلف وهو ماا رفضته الوليات الماتحدة ماجددا ).(110
-4موقف دول وسطأ وشرق أوروبا وجمهوريات البلطأيق :أيدت بشدة هذه الدول ماشروع
توسيع الحلف ،باعتباره ل يضمان حماايتها فقط مان أي تهديد روسي ،بل هو أيضا ضماان آخر
لماساعدة اقتصاداتها المانهارة في عمالية الصلح والتحول والحصول على دعم التحاد
الوروبي ).(111
-5الموقف الروسي :بعد تطبيق غورباتشوف فكرة البيت الوروبي الماشترك ،ثم توحيد ألماانيا
وسحب القوات التقليدية الروسية ،وفي الماقابل رحبت روسيا بماراجعة النظام الدفاعي للحلف،
لكن مانذ سنة 1995م ،بدأت روسيا في التحذير مان أن توسيع الحلف قد يؤدي إلى حروب
جديدة بأوروبا ،بالضافة إلى الهيمانة السياسية والقتصادية اللماانية على وسط أوروبا.
وأماام هذا التخوف الروسي تبنى الحلف الطلسي سياسة احتواء جديدة ضد روسيا ،أساسها
عدم استخدام القوة والدخول ماعها في براماج شراكة تعاون ،لكن هذا ل يعني إعطائها حق النقض
على قرارات الحلف أو العضوية فيه ،وذلك للسباب التية:
أ -إن انضماام روسيا للحلف الطلسي سيؤدى إلى تغيير جوهري فى طبيعة الحلف ،مان كونه
حلفا دفاعيا إلى مانظماة للمان الجمااعي ماثل المام الماتحدة ،وهذا ماا طالب به التحاد السوفياتي
سنة 1954م ،وتحويله إلى ماعاهدة للمان الوروبي ككل.
ب -وقوع %75مان أراضي روسيا شرق الورال ،في حين أن الماادة العاشرة مان اتفاقية
واشنطن حددت مان يماكن دعوتهم في أية دولة أوربية أخرى في وضع يدعم مابادئ الماعاهدة
151
وتسهم في أمان مانطقة شماال الطلسي ،لكن هذا الماعيار ل ينطبق على تركيا التي تقع %90مان
أراضيها في قارة آسيا ،والتي تم قبولها في الحلف مانذ سنة 1952م ).(112
ج -إن قبول عضوية روسيا سوف يعطيها حق النقض على قرارات الحلف كماا أنه يعني حدوث
تغيرات كبيرة في نماط توازن القوى القائم داخله ،حيث إنها كانت تماتلك سنة 1995م حوالي
3.8ماليون جندي أي %78مان عدد جيش التحاد السوفياتي السابق وفق تقديرات سنة 1991
م ،وهذا الرقم يشمال قوات الماسلحة الروسية ماع قوات وزارة الداخلية وحرس الحدود وقوات
السكة الحديد .ويبلغ تعداد الجيش الروسي حوالى 1.7و 1.8ماليون جندي ،كماا أنها تمالك
ترسانة ل يماكن ماقارنتها إل بنظيرتها الماريكية ).(113
د -عدم الستقرار السياسي وماشكلة القليات في روسيا وهذا ل ينطبق ماع شروط عضوية
الحلف ).(114
وقد تراوح الماوقف الروسي مان قضية توسيع الحلف بين القبول بالمار الواقع والرفض ،حيث
نجد الرئيس الروسي السابق بوريس يلتسين قد أعلن خلل زيارته لبولنده في أغسطس 1993م،
أن بلده ل تعارض سعي بولنده للعضوية في الحلف.
لكن الماعارضة الروسية تزداد أكثر كلماا اقترب الحلف مان حدود روسيا عبر ترشيح دول مان
جماهوريات التحاد السوفياتي السابق التي تماثل الماجال الحيوي للماصالح الروسية ،ماثل انضماام
دول البلطيق الثلث )ليتوانيا ،لتفيا ،إستونيا( للحلف وسعي أوكرانيا و جورجيا الماستمار استيفاء
شروط العضوية.
ويماكن ارجاع أسباب رفض روسيا لتوسيع الحلف إلى النقاط التية:
أ -إن استمارار توسيع الحلف دون أن يشمال روسيا هو استمارار للعلقات التي سادت خلل
الحرب الباردة باعتبار أن هذا التوسع القائم على نظرية الحتواء التي طبقت على التحاد
السوفياتي ).(115
ب -إن اقتراب البنى التحتية العسكرية للحلف مان الحدود الروسية هو تهديد لماواقعها
الستراتيجية بأوروبا ،فبعد انضماام ليتوانيا ولتفيا وإستونيا للحلف الطلسي انتقلت بنيته
العسكرية إلى الشاطئ الشماالي الستراتيجي لروسيا ،وجعلت مانطقة كالينينغراد الروسية
ماحاصرة تمااماا مان الحلف ،كماا أنه سيعزلها عن عماليات التكامال السياسية والقتصادية والمانية
الوروبية.
152
ج -إن توسيع الحلف في نطاق الماجال الحيوي الروسي ،يقضي على كل ماحاولة روسية ليجاد
تكامال بنيوي اقتصادي وسياسي وأماني ماع جماهوريات التحاد السوفياتي السابقة.
د -تأكيد الخبراء الستراتيجيين الروس على جاهزية قوات الحلف لحل أي نزاع في أوروبا
و حمااية أمانها بشكل كامال ،فهو ليس بحاجة إلى توسع ،بالضافة إلى زوال أي خطر أوتهديد مان
جانب روسيا التي تسعى إلى الندمااج في الماجتماع الوروبي).(116
ذ -تؤكد تقارير روسية أن التدريبات والماناورات التي يجريها الحلف ليست بهدف حفظ السلم والمان،
بل هي تدريبات على عماليات حربية واسعة النطاق ،يحاول قادة الحلف إحاطتها بالسرية التاماة.
ر -نية الحلف نشر قوات و جيوش مان ماختلف الدول العضاء على الحدود الروسية وأن أعداد
القوات البرية الماقرر نشرها يبلغ 145لواء ،إلى جانب وحدة دفاع جوي و %20مان قوات
الحلف البحرية ،ماع زيادة عدد الماطارات الحربية القريبة مان الحدود الروسية إلى أكثر مان
ماطار.
ومان بين النقاط الخلفية بين حلف الطلسي وروسيا ماا يلي :
-هوية الدول المارشحة للنضماام.
-وضع جدول زماني لخطة التوسع.
-المادى الجغرافي و حدود توسع الحلف.
-الفصل بين دول شرق ووسط أوروبا التي كانت ضمان حلف وارسو وبين جماهوريات التحاد
السوفياتي السابق.
-عدم نشر قوات تقليدية ماتقدماة على أراضى دول شرق ووسط أوروبا.
153
غير ماسبوق فى العلقات بين روسيا وأي مان دول الحلف ،وبعد نهاية الحرب الباردة كان توسع
الحلف على الشكل التي:
أ -المرحلة الولى :وفيها تم قبول كل مان جماهورية التشيك والماجر وبولنده مانذ 12ماارس
12/3/1999م.
ب -المرحلة الثانية :في قماة براغ تم العلن عن انضماام كل مان بولغاريا ،إستونيا ،لتفيا،
ليتوانيا ،روماانيا ،سلوفاكيا ،سلوفينيا .وذلك في 29ماارس 2002م.
-3المرحلة الثالثة :وفيها تم الدعوة للنضماام كل مان ألبانيا ،كرواتيا وجماهورية ماقدونيا
اليوغوسلفية سابقا ،وهم ماشاركون في برناماج عمال عضوية الحلف ).(MAP
بعد اعتداءات الحادي عشر مان سبتمابر 2001م على نيويورك وواشنطن ولزيادة قدرة الحلف
في ماحيطه الستراتيجي ،تم إنشاء قوة التدخل السريع تابعة له ،بناًء على اقتراح مان الوليات
الماتحدة الماريكية في قماة الحلف ببراغ 2002م ،وهذا لجسر فجوة قدرات خوض الحرب بكفاءة
عالية ،كماا تبين في حرب كوسوفو بين الوليات الماتحدة وحلفائها الوروبيين بالضافة إلى رفع
ماساهماتهم في تحمال وتقاسم العباء الماالية ،بماا يسماح بإنشاء قوة ماشتركة يستفاد مانها في عماليات
النتشار ،تكون جنبا إلى جنب ماع القوات الماريكية ،وتتماتع بتبادل التشغيل ماعها ،وهو ماا يسماح
.كماا أنها ستكون ماحفزا لتطبيق عهد )(118
بتعزيز القدرات العاماة للحلف على خوض الحرب
براغ الخاص بماستوى القدرات الذي ضم أكثر مان أربع مائة بند مان اللتزاماات ،شمال عماليات
الماراقبة والستطلع مان الجو إلى الرض وعماليات النقل الجوي الستراتيجية والعماليات
البحرية الستراتيجية والتزود جوا بالوقود والسلحة ذات التوجه الدقيق وعماليات السناد ودعم
خدماات الماحاربين وتعطيل دفاعات العدو الجوية ،فهي قدرات وإماكانات ضرورية جدا لتطوير
نقائص الوروبيين في الماهام المارتبطة باللتزاماات الماهماة ماثل حمالة كوسوفو الجوية سنة
1999م ).(119
فهي قوات ماشتركة تتصف بالمارونة و سرعة النتشار تضم وحدات برية وبحرية وجوية
جاهزة للتحرك بسرعة ولمااد بعيدة على النحو الذي يقرره ماجلس شماال الطلسي .وفي قماة
الحلف بإسطمابول سنة 2004م ،تم التفاق على:
-1التعداد العسكري لقوات التدخل السريع الماقدرة بأربع وعشرين ألف جندي.
154
-2التجهيز الكامال بالماكانات والقدرات.
-3أن تكون قادرة على النتشار بعد خماسة أيام فقط مان تبليغها بماهماتها.
-4قدرتها الذاتية على تأماين احتياجاتها خلل العماليات لمادة ثلثين يوماا أو لمادة أطول في حال
أعيد تجهيزها مان جديد ).(120
-5تشكيل لواء مان القوة البرية والقوة البحرية تتألف مان ماجماوعة برماائية وماجماوعة عمال
سطحية ،بالضافة إلى قوة جوية قادرة على شن أكثر مان مائتي ) (200غارة في اليوم ،ووحدة
مان القوات الخاصة ،حيث وصل عدد جنودها سنة 2003حوالي 17000جندي ،وفي 2006
بلغ حوالي 25000جندي ).(121
أولل :المهام المحتملة لقوة التدخل السريع :تتلخص ماهاماها في التي :
-1الدفاع الجمااعي في إطار الماادة الخاماسة مان نظام الحلف مان خلل قوة ماستقلة ماتخصصة.
-2القيام بعماليات خارج نص الماادة الخاماسة ماثل عماليات الخلء والغاثة في حالت الكوارث
وإدارة الكوارث الناجماة عنها ،والعماليات ذات الطابع النساني وعماليات ماكافحة الرهاب.
-3تسهيل وصول قوات الحلف لماتابعة عمالياتها مان خلل قوة تدخل أولية ).(122
-1أثر انخفاض مايزانيات الدفاع لغالبية دول الحلف على ماستوى التقدم الذي حصل فى ماجال
تحقيق أهداف قماة براغ الماتعلقة ببرناماج عهد براغ الخاص بماستوى القدرات في ماجالت
الماراقبة والستطلع مان الجو إلى الرض ،وعماليات النقل الجوي الستراتيجية والتزود بالوقود
وتخطي دفاعات العدو الجوية وعماليات السناد ودعم خدماات الماحاربين.
-2عدم اماتلك المام الماتحدة والتحاد الوروبي أو حتى حلف الطلسي لجيش قائم بذاته ،بل
هناك ماجماوعة واحدة مان القوات ،التي قد تستخدم لكماال النقص الحاصل في إحدى عماليات
قوات الحلف ،أو قد يحتاج التحاد الوروبي إليها كماجماوعة ماقاتلة أو كقوة رد سريع أو ليي مان
قواته العامالة في ماختلف الماهماات ،وهو ماا يشكل عامال ضغط اضافي ،زيادة على التضارب في
عمال كل قوة .ولماعالجة هذه الماشاكل عماد الحلف إلى تطوير القوات العامالة ،حيث تتم ماراجعة
شامالة لحتياجات الدول مان القوات العسكرية خلل الخماس أو الست سنوات القادماة ،إل أن دول
155
الحلف لم تقدم أية آليات ماتعلقة بزيادة التزامااتها وارتباطات قواتها ،بل سعى كثير مانها إلى تحديد
أهداف قوات التدخل السريع ).(123
-3رغم العلن عن جاهزية قوات التدخل السريع لجمايع الماهام التي يكلفها بها الحلف ،إل أنه
توجد خلفات بشأن طبيعة ماهمااتها ،حيث لم يحصل إجمااع حول نشر تلك القوات في أفغانستان
لتعزيز المان أثناء النتخابات الماحلية ،ولم يتم إرسالها إلى جنوب لبنان كجزء مان جهود المام
الماتحدة مان أجل الوصول إلى وقف دائم للحرب بين حزب ال وإسرائيل ،فهناك دول تقصر
ماهاماه في حفظ الدفاع والمان وتعارض استخداماها في عماليات الغاثة والكوارث أو العماليات
ذات الطابع النساني.
-4تعاني قوات التدخل السريع مان نقطة ضعف أساسية ماتعلقة بماجماوعة الدعم اللوجستي
الدولية الماشتركة ،بسبب أن غالبية الدول الحليفة لحلف الطلسي هي مان الدول الصغيرة ول
تماتلك قدرات وإماكانات الدعم اللوجستي الخاصة بها في حالة أزماات تتطلب الوصول إلى هيكلية
ماتكامالة في أنظماة الماعلوماات وعماليات التصالت ).(124
-5تواجه قوات التدخل السريع ماشاكل حادة بسبب الختلف في تحديد الماهماات التي سيقوم
الحلف بتماويلها مان المايزانية العسكرية ،ومان مايزانيات البنية الداخلية لبرناماج الستثماار الماني،
بناًء على حصص ماتفق عليها بين الدول العضاء ،وفي هذا الصدد توجد وجهات نظر ماختلف،
وهي كالتي :
أ – مبدأ التمويل المشترك :تجسيد اللتزام بالبيان الماشترك الماوحد لحتياجات ،حيث يرى
الجنرال جنز القائد العلى لقوات الحلف خارج أوروبا أن على الدول التي تستدعي قواتها
للماشاركة في أي دورة مان دورات قوات التدخل السريع أن تساهم بفعالية في تماويل نفقات عمالية
نشر القوات في حال انتدابها فعليا للقيام بماهماة ماعينة.
ب -مبدأ دفع التكاليف عند الحاجة :يقضي بتماويل ماهام قوات التدخل السريع في ماجال المان
والدفاع فقط.
ج -توصل الماين العام للحلف ياب دي هوب سخيفر إلى حل وسط يتم فيه توسيع التماويل
الماشترك فقط ليشمال تغطية نفقات عماليات النقل الجوي الستراتيجية لمادة سنتين كتجربة،
وسيتأكد لحقا مان:
156
-التزام دول الحلف بالدعم الماشترك لعماليات النقل الجوي الطارئة ،الذي سيحل ماشكلة النقص
الفاضح في قدرات الحلف في ماجال عماليات النقل الجوي الستراتيجية وعلى المادى البعيد.
157
المبحث الثالث
يعتبر هذا الماجلس تتويجا لعدد الخطوات التي عززت التعاون بين الحلف ودول وسط
وشرق أوروبا ،حيث نجد أن قماة لندن قد أقامات ارتباطا دبلومااسيا رسمايا بين الجانبين ،وفي
نوفمابر 1990م ،وقع الحلفاء وشركائهم الجدد بباريس بيانا ماشتركا أنهى نظرة العداء .وفي
يوليو 1990م ،اجتماع وزراء خارجية الحلف بكوبنهاغن وتباحثوا قضايا تطوير العلقات ماع
دول الشرق ،وفي نوفمابر 1991م اجتماع رؤساء دول وحكوماات الحلف بروماا ،ليقروا تطوير
العلقات التعاونية ماع دول الشرق ،حيث تم توجيه الدعوة لوزراء خارجية دول أوروبا الوسطى
والشرقية للجتمااع بنظرائهم مان دول الحلف ،مان أجل تقوية مافهوم الشراكة وتطويرها ) ،(126في
إطار تناماي دور الماؤسسات الديماوقراطية في جمايع أنحاء أوروبا الوسطى والشرقية ،فقد تقرر
تطوير الساس الماؤسسي للتشاور والتعاون في القضايا السياسية والمانية ،كماا تضمان البيان
السياسي الماشترك وضع خطة عن كيفية تطوير عمالية الماشاركة والتفاق على إجراء اجتمااعات
دورية واتصالت ماع ماجلس شماال الطلسي واللجنة العسكرية للحلف ولجانه الفرعية ،اضافة
إلى تشكيل ماجلس تعاون شماال الطلسي ،وهذه الخطوات جاءت لتماكين دول الحلف مان التكيف
ماع الماتغيرات الدولية الجديدة والستجابة الفعالة ماع جهود شركائهم في ماجلس تعاون شماال
الطلسي لنجاز تعهداتهم الماتعلقة بجعل عمالية التغيير الديماوقراطي غير قابلة لللغاء بماوجب
عمالية ماؤتمار المان والتعاون بأوروبا.
وكان اجتمااع ماجلس تعاون شماال الطلسي التأسيسي فى 20ديسمابر 1991م -وهو اليوم
الذي انهار فيه التحاد السوفياتي – قد ضم خماسة وعشرين دولة ،ضمات دول الحلف الستة
عشر ودول وسط وشرق أوروبا والبلطيق ،وبعد تشكيل رابطة الدول الماستقلة ،تم قبولها بماجلس
تعاون شماال الطلسي ،ثم انضمات جورجيا وألبانيا في إبريل و يونيو 1992م على التوالي،
وحضرت فنلنده بصفة ماراقب في اجتمااع أوسلو 1992م ،وفي سنة 1994م ،بلغ عدد الدول
العضاء بالماجلس ثمااني وثلثين دولة ،هي دول الحلف وجمايع دول حلف وارسو السابق
وجماهوريات التحاد السوفياتي بالضافة إلى فنلدا وسلوفينيا والسويد بصفة ماراقب ،ولماا التحقت
158
النماسا ببرناماج الشراكة مان أجل السلم في 10فبراير 1995م ،أصبحت عضوا ماراقبا بالماجلس
) ،(127الذي يعقد اجتمااعا دوريا سنويا و اجتمااعات أخرى كلماا دعت الضرورة ،وتركزت
الماشاروات على القضايا السياسية والمانية ،ودعم عماليات التحول في دول شرق ووسط أوروبا،
حيث تستطيع دول الحلف أن تقدم الخبرة والماعرفة في ماجالت التخطيط الدفاعي والمافاهيم
الديماوقراطية عن العلقات المادنية – العسكرية والشؤون العلماية والبيئة والتنسيق المادني
العسكري لدارة المارور الجوي ،وتحويل النتاج الدفاعي إلى أغراض مادنية ،بالضافة إلى
توزيع ماعلوماات عن الحلف في الدول الماعنية مان خلل السفارات ووسائط أخرى.
-1-1المشاورات السياسية :حيث يلتقي سفراء الدول العضاء بالماجلس مارة على القل كل
شهر ،كماا يجتماعون أيضا ،بلجان الحلف الفرعية بشكل دوري ،وتبحث قضايا النزاعات
القليماية والمافاهيم الديماوقراطية للعلقات المادنية -العسكرية والماحاسبة البرلماانية...
-1-2القضايا القتصادية :يتركز عمال اللجنة القتصادية في بحث مايزانيات الدفاع وأعماال
الماحاسبة والتخطيط الماالي وبرناماج وضع المايزانية والدارة وأعماال البحاث والتطوير
وإجراءات اقتناء الماعدات و إدارة الفراد والجوانب المانية للوضاع القتصادية..
-1-3قضايا التخطأيطأ الدفاعي :تشمال المابادئ الرئيسة لستراتيجية العسكرية ،بنى قوة
القيادة ،التماارين العسكرية ،براماج ومايزانيات الدفاع الوطني ،ماناهج ومافاهيم التدريب والثقافة فى
الحقل الدفاعي ،الجتمااعات الماشتركة ،التصالت والزيارات العسكرية ،الشتراك في الدورات
التدريبية التي تقيماها كلية الدفاع التابعة للحلف بروماا و أوبيرامايرغاو ،سياسة الدفاع وإدارته،
ماناقشة مافاهيم كفاية الدفاع والستقرار والمارونة وإدارة الزماات ،تحقيق النسجام في قضايا
التخطيط الدفاعي والسيطرة على السلحة ،القوات الحتياطية ،الثقافة الدفاعية ،الماناورات
العسكرية ،التفتيش والنقاذ والماساعدة النسانية والطب العسكري و إعادة بناء القوات الماسلحة
بالنسبة لدول وسط وشرق أوروبا.
-1-4القضايا العلمية :يتم ماتابعة تنفيذ النشطة العلماية الماحددة في خطة عمال الماجلس
مان خلل اللجنة العلماية والثقافية.
-1-5القضايا العلمية والبيئية :تشمال قضايا البيئة والتكنولوجيا والعلوم ونزع السلح...
-1-6قضايا دعم الدفاع :تركز على ماوضوعات براماج التصالت و نظم الماعلوماات
وماشتريات الدفاع.
159
-1-7تخطأيطأ الطأوارئ المدنية :يتم خللها وضع براماج خاصة بالماساعدات النسانية
وماواجهة الكوارث ).(128
-1-8التنسيق في المجال الجوي :وتتماحور حول التنسيق المادني – العسكري لدارة النقل
الجوي .
وقد نظر الكثير إلى الشراكة مان أجل السلم على أنها البداية لعضوية الحلف ،خصوصا بعد
تراجع دور ماجلس تعاون شماال الطلسي ،واقتصار ماهاماه على القضايا السياسية والقتصادية
والعلماية والبيئية والماعلومااتية ،وتزايد دور برناماج الشراكة مان أجل السلم ،وبالخص في
الماسائل العسكرية ،وتأكد ذلك بعد تبلور اتجاه لضم بعض دول الشراكة لعضوية الحلف على
ماراحل ،واستبعاد بعض دول الشراكة نهائيا مان عضوية الحلف.
طرحت فكرة الشراكة مان أجل السلم مان طرف الوليات الماتحدة في اجتمااع وزراء خارجية
دول الحلف بترافدون بألماانيا في 20و 21أكتوبر 1993م ،ثم طرحت أيضا في اجتمااع ماجلس
تعاون شماال الطلسي ببروكسل في 10و 11يناير 1994م ،وكانت تهدف إلى زيادة الثقة
ودعم الجهود التعاونية ،والتكيف ماع تغيرات البيئة المانية لماا بعد الحرب الباردة ،كماا أكدت
على ماايلي :
أ -الماحافظة على الماجتماعات الديماوقراطية ومابادئ القانون الدولي ومايثاق المام الماتحدة ومابادئ
العلن العالماي لحقوق النسان.
ذ -تطبيق قرارات اتفاقية هلسنكي وكل ماواثيق مانظماة المان والتعاون في أوروبا.
ر -وقد حصرت العضوية في دول ماجلس تعاون شماال الطلسي ودول مانظماة المان والتعاون
في أوروبا ،وبلغ عدد الدول التي انضمات إلى البرناماج سبعة وعشرون ) (27دولة في نهاية
1995م) ،(129ويبلغ عددها في سنة 2008م ثلث وعشرين) (23دولة ،وهي مابينة في الجدول
التي:
160
الجدول رقم ) : (4دول الشراكة مان أجل السلم :
الدول التي انضمت إلى
تاريخ انضمامها تاريخ انضمامها الدولة
الحلف في ما بعد
14/2/1994م بلغاريا 23/2/1994م ألبانيا
10/3/1994م التشيك 5/10/1994م أرمينا
8/2/1994م المجر 10/2/1995م النمسا
14/2/1994م لتفيا 4/5/1994م أذربيجان
27/1/1994م ليتوانيا 11/1/1995م بلروسيا
2/2/1994م بولنده 14/12/2006م البوسنة و الهرسك
26/1/1994م رومانيا 25/5/2000م كرواتيا
9/2/1994م سلوفاكيا 3/2/1994م إستونيا
30/3/1994م سلوفينيا 9/5/1994م فنلنده
23/3/1994م جورجيا
1/12/1999م إيرلنده
27/5/1994م كازاخستان
1/6/1994م قرغيزيا
** مالطأا
16/3/1994م مولدوفا
14/12/2006م مونتينيغرو
22/6/1994م روسيا
14/12/2006م صربيا
9/5/1994م السويد
15/11/1995م سويسرا
10/5/1994م طأاجيكستان
8/2/1994م أوكرانيا
13/7/1994م أوزبكستان
ج -الماساهماة في العماال التي تقررها المام الماتحدة أو ماؤتمار المان والتعاون في أوروبا.
د -تطوير العلقات التعاونية بين دول الشراكة مان أجل السلم وحلف الطلسي ،وبالخص في
ماهام حفظ السلم والعماليات النسانية التي يتفق عليها.
ذ -تطوير قوات قادرة على العمال ماع قوات الحلف ،وهذا على المادى البعيد.
161
ر -التشاور ماع الحلف والماشاركة الفاعلة لماوجهة أي تهديد للوحدة القليماية أو الستقلل
السياسي أو المان الوطني لي مان هذه الدول ).(130
أ -ارسال ماماثلين إلى القيادة الطلسية مان أجل تشكيل وحدة شراكة تعاونية.
ب -انشاء لجنة التوجيه السياسي والعسكري ،الذي يعقد اجتمااعاته برئاسة نائب الماين العام
للحلف ،أوعلى أساس فردي لتقييم البراماج الفردية للشراكة والجتمااع ماع أعضاء ماجلس تعاون
شماال الطلسي والشراكة مان أجل السلم ،وكذلك تحديد القضايا الماشتركة.
ج -إنشاء لجنة ماشتركة للنتشار ،تختص بماتابعة انتشار السلحة وتقديم التقارير إلى ماجلس
تعاون شماال الطلسي.
د -إنشاء وحدة تنسيق الشراكة ،حيث تخضع لسلطة ماجلس تعاون شماال الطلسي ،وهي ماسؤولة
عن تنسيق النشطة العسكرية وتنفيذ التخطيط العسكري في إطار البرناماج ).(131
عندماا التقى وزير الخارجية الروسي السابق ألكسندر كوزيريف وزراء خارجية الحلف
ببروكسل في 1ديسمابر 1994م لماناقشة برناماج الشراكة مان أجل السلم وبرناماج الشراكة
الفردي ،كانت دول الحلف قد قررت ماستقبل توسيعه كماا أشار وزير الخارجية الماريكي السبق
ورنر كريستوفر ،Warner Christoferأن العضوية سوف لن تكون تلقائية ،وأكد أن الشراكة
مان أجل السلم وتوسيع الحلف إلى وسط وشرق أوروبا سيكونان لصالح المانافع الروسية ،وهو
ماا أثار حفيظة روسيا التي أعربت عن عدم استعدادها للقبول بوثيقة الشراكة مان أجل السلم
أوغيرها مان وثائق التعاون ) ،(132وعلى إثره تقدم وزير الدفاع الماريكي السابق وليام بيري
باقتراح يدعو فيه روسيا إلى إقاماة هيئة للتشاور ،وعقد مايثاق يحدد ماجالت وآليات التعاون في
القضايا التقنية والعسكرية والشفافية في سياسة الدفاع وإدارة الزماات والماشاركة في عماليات
حفظ السلم وماراقبة انتشارأسلحة الدماار الشامال .ثم بدأت المافاوضات بين روسيا وحلف
الطلسي ،دامات ثلثة سنوات للتغلب على سوء إدراك نوايا الحلف والماحافظة على قابليتهماا
للتعاون وتلبية التزامااتهماا.
162
ونتج عن هذه المافاوضات الوثيقة التأسيسية في 27ماايو 1997م ،كانت تهدف أساسا عإلى تجنب
سوء الدراك والتفاهم وتقسيم القارة ،وهو ماا حرص عليه الرئيس الماريكي السابق بيل كلينتون،
حين أكد ":إننا عازماون على خلق ماستقبل يكون فيه أمان أوروبا ليس حصيلة ماعادلة صفرية،
حيث ليكون ربح الطلسي خسارة لروسيا ،وقوة روسيا خسارة للطلسي ".
-1-2التأكيد على الدورالحيوي الذي تؤديه الديماوقراطية والتعددية السياسية وحكم القانون
واحترام حقوق النسان والحريات المادنية واقتصاديات السوق في تحقيق رخاء ماشترك وأمان
شامال.
أ -المجلس المشترك الدائم لروسيا والحلف :يجتماع الماجلس الماشترك الدائم مارة كل شهر على
ماستوى السفراء والماماثلين الدائماين لماجلس شماال الطلسي ،ومارتين في السنة على ماستوى
وزراء الخارجية والدفاع ،كماا يجتماع أيضعا على ماستوى رؤساء الدول والحكوماات ،كلماا كان
ذلك ماناسبعا ،ويرأسه ماماثل روسيا والسكرتير العام للحلف ،وعلى أساس دوري ماماثل مان احدى
الدول العضاء في الحلف .ويتركز عمال الماجلس في النشطة التية:
-2-2الماشاركة الماتساوية في التخطيط والعداد لعماليات ماشتركة بماا في ذلك عماليات حفظ
السلم ،تحت سلطة ماجلس المان أو ماسؤولية مانظماة المان والتعاون في أوروبا.
163
-2-4تشجيع الحوار والتعاون الماوسع بين الجهزة التشريعية )الجماعية الفيدرالية للتحاد
الروسي وجماعية شماال الطلسي(.
-1-4ماشاركة روسيا في ماجلس الشراكة الورو -أطلسي والشراكة مان أجل السلم .
-7 -1مانع النتشارالنووي والسلحة البيولوجية والكيمايائية ووسائل نقلها والحد مان التسلح.
-1-10الشفافية ورفع قدرة التنبأ والثقة الماتبادلة في ماا يتعلق بحجم ودورالقوات التقليدية
لروسيا ودول الحلف.
-2-12رفع ماستوى التعاون في ماجال السلحة مان خلل اشراك روسيا في ماؤتمار الحلف
لماديري التسلح الوطني.
-1-13تنسيق التعاون بين الماؤسسة العسكرية الروسية ونظيرتها الطلسية.
أو -1-14تحسين صورة الحلف لدى الرأي العام الروسي مان خلل إقاماة ماكتب إعلماي
ماركز توثيق للحلف بماوسكو.
-15 -1ماحاربة الرهاب والماخدرات.
-1-16القيام بمابادرات وتدريبات ماشتركة في ماجال الطوارئ المادنية ورفع درجات الستعداد
وعماليات الانقاذ في حالت الكوارث
164
-1-17توسيع ماجالت التعاون إلى ماجال القتصاد والبيئة والعلوم الماتعلقة بالدفاع.
-2-2تأكيد روسيا وحلف الطلسي رغبتهماا الماشتركة في تحقيق المازيد مان الستقرار في
المانطقة الورو -أطلسية.
-2-3التزام دول الحلف بعدم نشر السلحة النووية وعدم تغيير سياسة الحلف النووية ،وعدم
اعتزاماها إقاماة ماواقع لتخزين السلحة النووية سواء مان خلل تشييد مانشئات جديدة أو تطوير
القائماة مانها.
-2-4العمال على تطوير ماعاهدة الحد مان السلحة التقليدية بأوروبا بماا يتفق ماع أهداف
ومابادئ الماعاهدة والزيادة مان فعاليتها للحفاظ على الماصالح المانية لدول مانظماة المان
والتعاون في أوروبا.
-5 -2إن الهدف الساس مان ماعاهدة الحد مان انتشار السلحة التقليدية الماطورة هو تحقيق
التوازن بين الخفض الكبير في الكم الجماالي للماعدات الماسماوح بها في الماعاهدة والماتطلبات
الدفاعية الماشروعة لكل الدول الطراف ).(135
-2-6التزام روسيا ودول الحلف بالتدرب على ضبط النفس خلل فترة المافاوضات حول
الماواقع والقدرات الحالية لقواتها التقليدية ،لسيماا ماستويات القوات وانتشارها وهذا لتفادي أي
تدهور للوضع الماني الوروبي .
-7 -2تعمال روسيا ودول الحلف على تطوير ماعاهدة الحد مان السلحة التقليدية بأوروبا بماا
يتمااشى ماع ضماان أمان كل الدول الطراف في الماعاهدة وعلى قدم الماساواة .كماا تهدف إلى زيادة
الشفافية العسكرية ،مان خلل تبادل الماعلوماات والتحقق والسمااح بماشاركة الطراف الجدد.
-8 -2تقترح روسيا ودول الحلف على الدول الطراف في ماعاهدة الحد مان السلحة التقليدية
إجراء هذا التطوير ،حتى تصل كل الدول الطراف إلى قرار جمااعي بشأن التخفيضات التي
يماكن لكل مانها اتخاذها انطلقاع مان سقف وطني للحد مان حجم الماعدات التي تقر بالجمااع ،كماا
أنها ستراجع في سنة 2010م ،و تراجع دوريا كل خماسة سنوات.
-9 -2تقر روسيا ودول الحلف حق الدول الطراف في ماعاهدة الحد مان السلحة التقليدية
الكتفاء بقدرات عسكرية فردية أو جمااعية كافية ،تتمااشى واحتياجاتها المانية الماشروعة ،بماا
يتوافق ماع التزامااتها الدولية .
165
-2-10تقدم الدول الطراف ماوافقتها على البنود الماعكدلة على أساس كل السقف الوطنية للدول
الطراف ،وعلى التغيرات الساسية في الوضع الماني القائم والماستقبلي بأوروبا ،بالضافة إلى
سعي كل الدول الطراف لتعزيز الستقرار مان خلل مانع أي احتماال للتهديد الناجم عن أي
اماتلك أو وضع أسلحة تقليدية في الماناطق الماتفق عليها بأوروبا ،بماا في ذلك وسط وشرق
أوروبا.
-2-11التزام روسيا ودول الحلف بتكثيف قواتها التقليدية ماع ماعطيات البيئة المانية الوروبية،
)
واستعدادهماا لتطوير هذه الوضعية القائماة مان خلل التشاور في إطار الماجلس الماشترك الدائم
.(136
-2-13تأكيد الحلف ماواصلة الدفاع الجمااعي والندمااج ،الذي ل يعني النتشار الضافي الدائم
لقوات اضافية كبيرة ،لكن في حالة الدفاع ضد التهديد بالعدوان أو القيام بماهام ماساندة السلم
بماقتضى مايثاق المام الماتحدة ومابادئ مانظماة المان والتعاون في أوروبا والتدريبات التي تتمااشى
ماع النص الماعدل لماعاهدة الحد مان انتشار السلحة التقليدية ،وكذا بنود وثيقة فيينا وإجراءات
الشفافية ،وتفرض روسيا على نفسها قيودا ماناسبة في عمالية نشر أسلحتها التقليدية بأوروبا.
-2-14تطوير التعاون بين الماؤسسة الروسية والماؤسسة الطلسية مان خلل الماجلس الماشترك
الدائم ،ليشمال عماليات تبادل الماعلوماات بشكل مانتظم حول المابادئ العسكرية والستراتيجية
لروسيا والحلف ووضع قواتهماا ،وكذا إجراء ماناورات وتدريبات عسكرية ماشتركة ،بالاضافة
إلى إنشائهماا بعثة اتصال عسكرية.
تطأور العلقات الروسية – الطألسية :شهدت العلقات الروسية – الطلسية العديد مان
الماحطات التاريخية الهاماة التي أثرت على العلقة بين الجانبين مانها :
-1ماساهماة روسيا في عماليات حفظ السلم بالبوسنة والهرسك بعد التوصل لتفاقية دايتون
للسلم سنة 1995م ،تحت قيادة حلف الطلسي في إطار عماليات قوة ترسيخ الستقرار )
. (SFOR
-2إنشاء الماجلس الماشترك الدائم الذي يماثل آلية للتشاور بين روسيا والحلف بعد توجيه الدعوة
إلى كل مان بولنده و جماهورية التشيك والماجر للنضماام للحلف سنة 1997م .
166
-3حرب كوسوفو سنة 1999م ،وماحاولة روسيا الماشاركة في قوة كوسوفو ، KFORوتحت
قيادة حلف الطلسي .
-4هجماات الحادي عشر مان سبتمابر 2001م حيث ساهمات روسيا في الحرب على الرهاب
رغم وجود ماخاطر للحرب الماريكية على أفغانستان ،وتأثيرها السلبي على الماصالح الروسية
بالمانطقة ،وتتماثل في :
أ -ماشكلة الجئين الفغان في جماهوريات آسيا الوسطى ،وماا قد يثيره ذلك مان ماشاكل سياسية
واقتصادية واجتمااعية ماؤثرة على استقرار المانطقة .
ب -احتماال استمارار الوجود العسكري الماريكي بالمانطقة ،وهو ماا يؤدي إلى اختلل في توازن
المانطقة .
ج -دخول الوليات الماتحدة كضلع خاماس في الماربع النووي الذي يضم بالضافة إلى روسيا،
الصين ،الهند وباكستان.
د -التنافس على اقتصادات وثروات النفط و خطوط نقله في آسيا الوسطى.
ذ -التخوف مان خطوات أماريكية لعزل النفوذ الروسي باعتبار أنها ل تزال تشكل تهديدا ماحتما ً
ل
للوليات الماتحدة حيث دعى بول وولفوفيتز سنة 1994م ،في تقرير كتبه للبنتاغون إلى ضرورة
العمال على ماحاصرة روسيا بدول تنتماي إلى حلف الطلسي وصولً إلى فرط عقد ماجماوعة
الدول الماستقلة والفيدرالية الروسية حتى تصبح روسيا ماجرد دولة صغيرة عادية ).(137
وهناك عوامال ساهمات بحسم الماوقف الروسي لصالح الماشاركة في التحالف الدولي ضد الرهاب
،وهي :
-1استعداد جماهوريات أسيا الوسطي لتعاون ماع الوليات الماتحدة دون الرجوع إلى روسيا،
خصوصا بعد الغراءات الماريكية لدول آسيا الوسطى بخاصة ماع أوزباكستان وطاجيكستان
وتركماانستان التي لها حدود ماباشرة ماع أفغانستان.
-2استعداد باكستان للتعاون الكامال ماع الوليات الماتحدة الماريكية في حربها لاسقاط نظام
طالبان .
. ) (138
-3التأثير على سياسة حلف الطلسي القاضية بالتوسع نحو الشرق
167
لكن روسيا وضعت ثلثة شروط أساسية للقبول بالماشاركة في الحرب على الرهاب ،وهي
كالتي:
-1ماوافقة ماجلس المان الدولي على أية حرب قادماة ،وضرورة استصدار قرار مانه ،يوفرلها
غطاء الشرعية الدولية .
-2تقديم الوليات الماتحدة الماريكية للضوابط التي تكفل ماعاقبة الماسؤوليين عن هجماات الحادي
عشر مان سبتمابر .
-3عدم استخدام ماعايير مازدوجة في التعامال ماع الرهاب الدولي في إشارة إلى عدم التماييز بين
النشاط الرهابي لتنظيم القاعدة وفق المانظور الماريكي وماا تعتبره روسيا إرهابا شيشانيا كماا
سعت روسيا إلى تحقيق الهداف التية :
-1إعادة جدولة ديون روسيا أو اسقاط جزء مانها ،والبالغة 138ماليار دولر .
-3السعي إلى اكتساب العضوية الكامالة في ماجماوعة السبعة -التي أصبحت ماجماوعة الثماانية -
هو ماا تحقق في قماة كندا في يونيو 2002م .
-4تأجيل قرار قبول عضوية دول البلطيق و أوكرانيا في حلف الطلسي .
-5التأثير في ماشروع الدرع الصاروخي الذي تعتزم الوليات الماتحدة إقاماته .
وقد جاء الدعم الروسي للحرب على الرهاب في النقاط الخماسة اللتية :
-1تقديم روسيا للوليات الماتحدة الماريكية ماعلوماات استخبارية حول الهياكل التنظيماية
للجمااعات الرهابية وماواقع انتشار طالبان والقاعدة وماراكز التدريب .
-4ماشاركة روسيا في هجماات النقاذ والبحث إذا اقتضت الضرورة ،وهذا تنازل عن شرط
استصدار قرار مان ماجلس المان قبل بدء الهجماات العسكرية على أفغانستان ).(139
مجلس الطألسي -روسيا :في قماة روماا التي جماعت قادة رؤساء دول وحكوماات الحلف
والرئيس الروسي تم العلن عن إنشاء الماجلس وذلك في 28ماايو 2002م ،بعد الماضاء على
168
إعلن علقات" الحلف -روسيا نوعية جديدة " بد ً
ل مان الماجلس الماشترك الدائم .وكان أول
اجتمااع له بماوسكو ،وهو قائم على مابادئ وأهداف مايثاق 1997م .ويتكون مان ستة وعشرين
دولة زائد روسيا ،ويرأس مان قبل الماين العام للحلف ،ويجتماع مارة على القل كل شهر على
ماستوى السفراء والماماثلين العسكريين ،ويجتماع مارتين في السنة على ماستوى وزراء الخارجية
والدفاع ورؤساء أركان القوات الماسلحة ،أماا اجتمااعات القماة فتعقد حسب الظروف ،ويجتماع
خبراء الماجلس مارتين في الشهر لتحضير الماحادثات على ماستوى السفراء
وتوجد بعثة روسية في ماقر قيادة الحلف بالضافة إلى ماكتب عسكري في قيادة العماليات التابع
للقيادة العليا لقوات الحلفاء بأوروبا ،وهذا مانذ سنة 2004م .كماا يماثل الحلف بماكتب اتصال
عسكري وماكتب ماعلوماات بماوسكو مانذ 2001م ).(140
169
الجدول رقم ) : (5مجلس روسيا – الطألسي :
مجلس روسيا الطلسي
اللجنة التحضيرية
حفظ السلم
التنظيمـــــــات المــركبـــــــــــة
جمــــاعات العمـــــل
مفهوم
تخطيط التمرينات
اللوجيستيك
الخبراء النوويين
إشــراف مجلس
الحلف -روسيا
خبــــراء تحت
170
مجالت التعاون :بالاضافة إلى التعاون الماني وتبادل الماعلوماات ،نجد أيضا :
-1إجراء الماناورات والتدريبات العسكرية الماشتركة في ماجالت حساسة كالرد الطارئ ،كماا
شاركت سفن روسية تحت قيادة حلف الطلسي في عمالية الماسعى النشط البحرية في إطارماكافحة
الرهاب في البحر الماتوسط ،وكذلك نظمات روسيا لتدريبات ماشتركة ماع الحلف للتعامال ماع
الكوارث في 2002بكالينينغراد .
-2التعاون في ماجال الصلحات الدفاعية والقضايا العسكرية وعماليات البحث والانقاذ البحرية،
حيث تم إماضاء اتفاقية إنقاذ وتجهيز الغواصات بين روسيا والحلف سنة 2003م .
-3إقاماة ماشروع ماشترك لتدريب الماوظفين مان أفغانستان وآسيا الوسطى على ماكافحة
الماخدرات .
-4ماكافحة الرهاب .
-5إدارة الزماات .
-6الحد مان النتشار النووي .
-7إجراءات الثقة .
-8ضبط التسلح .
– 9التعاون بين العسكريين .
-10الدفاع ضد تهديدات الصواريخ ).(141
-11الدعم اللوجستي .
-12الطوارئ المادنية .
يعد ماجلس الشراكة الوروبية -الطلسية مان براماج الشراكة التي أقاماها الحلف بعد نهاية
الحرب الباردة ،حيث أسس ماجلس تعاون شماال الطلسي مانذ سنة 1991م ،ثم برناماج الشراكة مان
أجل السلم عام 1994م ،الذي شمال نشاطه عماليات واسعة مان التعاون الدفاعي بين شركاء الحلف
كتبادل التشغيل والصلحات الدفاعية ثم تأسيس ماجلس الشراكة الطلسية -الوروبية في مادينة
سينيترا بالبرتغال في 30ماايو 1997م ،الذي يتجاوز حدود تبادل التشغيل إلى تطوير إطار سياسي
شامال يغطي شروط عضوية الحلف والهداف الواسعة لشراكة الحلف ماع أغلب دول أوروبا وعلى
أساس القيم الساسية الماشتركة ،حيث اشترط لعضوية الماجلس الماشاركة في برناماج الشراكة مان
171
التفاقي
النوويين
التسلح
الخبراء
التحكم في
اللوجستيك
أجل السلم ،ويضم خماسين دولة مانها ستة وعشرون دولة عضو بالحلف الطلسي وأربعة
وعشرون دولة خارج الحلف وهي :ألبانيا ،أرماينيا ،النماسا ،أذريبيجان ،بيلروسيا ،البوسنة
والهرسك ،فنلنده ،جورجيا ،إيرلنده ،كازاخستان ،قيرغيزيا ،ماالطا ،ماولدوفا ،الماونتينيغرو ،روسيا،
)(142
صربيا ،السويد ،سويسرا ،ماقدونيا ،طاجيكستان ،تركمانستان ،أوكرانيا وأوزبكستان.
أولل :آلية عمل مجلس الشراكة الطألسية -الوروبية :تحتفظ غالبية الدول الماشاركة ببعثات
دبلومااسية بماقر الحلف ببروكسل ،ويجتماع الماجلس كل شهر على ماستوى السفراء ،وكل سنة
على ماستوى وزراء الخارجية والدفاع ورؤساء الركان كماا يجتماع أيضا على ماستوى القماة كلماا
دعت الضرورة إلى ذلك .
-3التدريب والتأهيل الماتبادل لطارات مان الدول العضاء سواء في ماؤسسات الحلف أو في
الماؤسسات الدول الشريكة.
-5تأهيل الدول المارشحة لعضوية الحلف ،حيث أشرف الماجلس على تحضير الدول العشرة
التي انضمات حديثا للحلف .
. )(143
-6ماكافحة أو مانع النتشار النووي
-7فتح ماجال التعاون للدول التي ل تسعي إلى الانضماام للحلف ،والماساهماة في تحقيق المان
الورو -أطلسي ،ماع احتفاظها بسياستها المانية والخارجية الماستقلة .
-8تحضير القوات العسكرية لكل مان الحلفاء والشركاء للعمال بصورة ماشتركة وعلى نحو دائم،
حيث يشارك الماجلس في العماليات التية :
أ -الماساهماة بنحو 780فرد في قوة الماساعدة المانية الدولية ) (ISAFالعامالة بأفغانستان .
ب -الماشاركة في عمالية الماسعى النشط الماوجهة ضد التهديدات الرهابية في البحرالماتوسط .
172
-9توفير الطار السياسي العسكري للشركاء الماساهماين في ماهام الحلف مان خلل إشراكهم في
عمالية اتخاذ القرار وفي وضع الخطط العمالياتية وماراجعة الماهماات الدورية حيث بدأ في عقد
اجتمااعات اللجنة العسكرية للحلف بحضور ماندوبين عن الدول الشركاء .
-10تطبيقا للتفويضات الواردة في الوثيقة الساسية لماجلس الشراكة الوروبية – الطلسية ،
والقاضية بإماكانية تطويرعلقات سياسية ماباشرة ومانفردة ماع الحلف ،تم في قماة إسطمانبول
)(144
وضع خطط عمال الشراكة الفردية والتي كانت تهدف إلى تحقيق الهداف التية :
-تفعيل آلية التخطيط والماراجعة للشراكة مان أجل السلم في ماجال الصلحات الدفاعية
وتوسيعها أيضا .
-توسيع التعاون إلي ماجالت أخرى ماثل التخطيط للطوارئ المادنية ،التعليم ...
-إدارة الهداف بشكل جمااعي مان خلل البدأ بعماليات إصلح تضم ماختلف وكالت ودوائر
الدول الشريكة .
ثالثا :مجالت التعاون :تتماثل في :
-1إصلح الدفاع .
-2ماكافحة الرهاب .
-3الماساهماة في جهود عدم النتشار النووي والسلماة النووية .
-4ماكافحة اللغام والسلحة الماتوسطة والتعاون في ماجال التسلح .
-5الطوارئ المادنية والتعامال ماع الكوارث .
-6البحث العلماي .
-7إدارة الزماات ودعم عماليات السلم .
المطألب الرابع :مجلس الطألسي -أوكرانيا :
يعد مايثاق الشراكة الخاصة بين حلف شماال الطلسي وأوكرانيا ،الماوقع في 9يوليو 1997م،
الساس المارجعي للعلقة بين الجانبين ،وقد حدد مابادئها في النقاط التية:
-1القرار بأن أمان مانطقة مانظماة المان والتعاون في أوروبا غير قابل للتقسيم .
-2الماتناع عن التهديد باللجوء إلى القوة في تسوية الخلفات أو استخداماها فع ً
ل.
-3حق كل دولة في اختيار ترتيباتها المانية الخاصة وتنفيذها.
173
-4احترام سيادة الدول الأخرى ووحدة أراضيها واستقللها السياسي ،وعدم انتهاك الحدود
وتطوير علقات حسن الجوار .
-5ماراعاة حكم القانون وتعزيز الديماوقراطية واقتصاد السوق والتعددية السياسية .
-6اللتزام باحترام حقوق النسان ،وحقوق الشخاص المانتماين للقليات الوطنية .
-7مانع الصراعات وتسوية النزاعات بوسائل سلماية بماقتضى مابادئ المام الماتحدة ومانظماة
المان والتعاون في أوروبا .
-7تأكيد أوكرانيا إصرارها على تنفيذ إصلحات دفاعية وتدعيم السيطرة الديماوقراطية والمادنية
وتأكيد الحلف على القوات الماسلحة وزيادة اندمااجها ماع قوات الحلف ودول الشراكة الخرى
ماساندة جهود أوكرانيا في هذه الماجالت .
-8ترحب أوكرانيا بماحاولت الحلف الماستمارة للتكيف ماع البيئة المانية الطلسية الماتغيرة ،
ودوره في تعزيز المان ماع المانظماات الدولية الخرى).(145
أولل :مجالت التعاون بين الحلف وأوكرانيا :تشمال ماجالت التعاون بين الجانبين الماجالت
التية :
-1عماليات دعم السلم والمان ومانع النزاعات وإدارة الزماات وحل الصراعات والعماليات
النسانية.
-4قضايا نزع السلح والحد مان التسلح ،بماا في ذلك القضايا الماتعلقة بماعاهدة خفض القوات
التقليدية بأوروبا وماعاهدة السماوات المافتوحة وإجراءات بناء الثقة والمان في وثيقة فيينا لعام
1994م .
-5صادرات السلح وماا يتصل بها مان عماليت نقل التكنولوجيا .
174
-9العلوم والبيئة والماان النووي .
. )(146
-10العلم والرأي العام
ثانيا :لجنة الحلف -أوكرانيا :تأسست سنة 1997م ،وتضم جمايع دول الحلف و أوكرانيا،
ويجتماعون دوريا على ماستوى السفراء والماماثلين العسكريين ،وأحيانا على ماستوى وزراء
الخارجية والدفاع ورؤساء الركان .أماا الجتمااعات فتكون على أعلى ماستوى وتحضر مان قبل
لجنة سياسية وهي أيضا ماكلفة بماتابعة تطورات القضايا المانية والسياسية والماصالح الماشتركة
وتحضير وتقييم الماخططات السنوية بين الحلف وأوكرانيا .
ولجنة الحلف – أوكرانيا لديها إطار ماعاينة بين الجانبين فيماا يتعلق بأسئلة المان والماصالح
الماشتركة والوضع بالبلقان والعراق وماكافحة الرهاب والصراعات الكامانة وقضايا أخرى تتعلق
بالمان القليماي.
-2التطبيق العمالي الصحيح لماقررات مايثاق الشراكة الخاصة بين الحلف وأوكرانيا .
-3ضبط الماخططات السنوية الماراد تحقيقها وتطويرها ماع أوكرانيا .
-4تحقيق أهداف خطة عمال الحلف – أوكرانيا التي وضعت سنة 2002م.
-5التحقق الفجائي والمايداني مان نشاطات التعاون المانظماة في إطار ماشاركة أوكرانيا في
برناماج الشراكة مان أجل السلم .
-6التحقيق في ماجالت التعاون العسكري في إطار خطة العمال السنوية للجنة الحلف العسكرية
. ) (148
ماع أوكرانيا
-7تحقيق تقدم في الماجالت العلماية وماعرفة شكل قطاعات الدفاع والمان والتسلح والمان
القتصادي والتعاون العلماي والبيئي مان خلل جمااعات العمال الماشتركة .
ثالثا :خطأة عمل الحلف -أوكرانيا :أكدت قماة حلف الطلسي في 22نوفمابر 2002م ببراغ
على تعجيل تكامال أوكرانيا الوروبي والطلسي ،وقد تم تبني خطة عمال حلف الناتو – أوكرانيا
لتحقيق الهداف التية :
-1تعمايق وتوسيع علقة الحلف بأوكرانيا .
175
-3دعم جهود الصلح الوكرانية للوصول إلى الاندمااج والتكامال في البنى الوروبية
والطلسية .
-4تحديد تحقيق أهداف ماعينة تشمال قضايا سياسية واقتصادية وأمانية ودفاعية وعسكرية
: )(149
وماعلومااتية وقانونية ،ومانها إجابة أوكرانيا على العديد مان السئلة مانها
-4-1-1أسئلة عن السياسات الداخلية :تتماثل في التزام أوكرانيا بتحقيق المابادئ التية :
-إجراء انتخابات وفق ماعايير مانظماة المان والتعاون في أوروبا ). (OSCE
-صياغة القواعد القانونية الكفيلة بتحقيق هذه المابادئ وتطوير تشريعات قائماة على المابادئ
العالماية للديماوقراطية والقانون الدولي.
-إصلح النظام القضائي والماشاركة في اتفاقيات الماجلس الوروبي الذي يحدد الماعايير
الماشتركة للدولة الوروبية .
-تطبيق مابادرات لعادة تشكيل صلحيات الشرطة لتطوير الليات الماتضمانة تقوية جمايع
وهذا البنى العماوماية والمادنية ماع قوانين دولة القانون وتدعيم جهود مانظماات حقوق الماواطنين
يهدف إلى ):(150
176
-دعم التنماية وتقوية الماجتماع المادني وحكم القانون والماحافظة على حقوق النسان والحريات
الساسية للماواطن في :
* تقوية الماراقبة المادنية والديماوقراطية على القوات الماسلحة وفي جمايع قطاعات المان .
* القيام بإصلحات دستورية وإدارية لضماان توازن وتعاون فكعال بين السلطات الثلث.
-4-1-2أسئلة عن السياسات الخارجية والمن :وتقوم على المابادئ الماشتركة التية :
-تفعيل السياسة الخارجية والمانية الوكرانية لخدماة أهداف الندمااج في البنية الورو – أطلسية
.
-إصلح بنى أمان الدولة حتى تعكس السياسة الطلسية للوكرانيا .
-القيام بدور رائد في تحقيق المان والستقرارالقليماي ،وبخاصة تقوية الدورالوكراني في
قضايا تسوية الصراعات وحفظ السلم .
177
غير أن هذه الخطة ل تؤدي ماباشرة إلى عضوية أوكرانيا للحلف ،ولكن تماهد لها طريق
الانضماام ،بعد توجيه الدعوة إليها للنضماام إلى خطة عمال عضوية الحلف .
وبعد الثورة البرتقالية يسعى فيكتور يوشينكو للحصول على خطة عمال عضوية الحلف ،وهو
أول أهداف سياسته الخارجية ،وهو ماا دفع الحلف إلى دعوة أوكرانيا لتكثيف الحوار حول
طماوحاتها لنيل العضوية ،حيث عقد ماؤتمار فيلنيوس Vilniusفي 28 -20إبريل 2005م
بلتوانيا ،لماعرفة ماا يتعين على الوكرانيين فعله ،وللتأكد مان جدية وعماق الصلحات وحجم
القدرات الوكرانية .كماا اتفق على ماجماوعة مان الجراءات قصيرة الماد لدفع عمالية الصلح
بأوكرانيا ،التي شمالت ماجالت تعزيز الماؤسسات الديماوقراطية وتطوير النتائج الجتمااعية
والقتصادية الناجماة عن عمالية الصلح ،وكذا تحسين الماعلوماات العاماة .وفي 27ديسمابر
2005م أصدر يوشينكو مارسوماا رئاسيا يقضي بتسليم ماهماات ماحددة لنواب ماسؤولي السلطات
التنفيذية الماركزية في البلد لتعزيز التناسق الداخلي الماطلوب لتطبيق العماال والنشاطات التي تم
التفاق عليها في إطار تعاون حلف الطلسي ماع أوكرانيا ،وخعكول لرئيس الوزراء ماهماة تعزيز
التعاون بين السلطتين التنفيذية والتشريعية ).(151
رابعا :مجموعة العمل المشترك لصلحا الدفاع :أسست سنة 1998م ،وهي ماؤسسة للتعاون
بين الوزراء والمانظماات التي تعمال مان أجل الصلح في قطاعات الدفاع والمان بأوكرانيا،
وبخاصة ماع الماجلس الوطني للمان والدفاع وحرس الحدود والبرلماان الوكراني Verkhovna
Radaوهيئات أخرى ،وتعمال تحت إشراف لجنة الحلف أوكرانيا .فهي الماحور الساسي
لتعاون الحلف ماع أوكرانيا .
وتماثل كل دول الحلف و أوكرانيا بماماثلين في اجتمااعاتها ،وترأس مان قبل ماساعد الماين العام
للحلف لشؤون الدفاع والعماليات .
وتنعقد اجتمااعاتها كل ثلثة أشهرعلى ماستوى الخبراء ،وتجتماع أيضا على ماستوى عايل بماشاركة
الماسؤولين الساماين في دول الحلف وأوكرانيا .
وتنظم ماجماوعة العمال الماشترك لصلح الدفاع ) (JWGDRكل سنة ماعاينة غير رسماية
للصلحات الماقررة في قطاع الدفاع والمان التي أقرها وزراء دفاع الحلف وأوكرانيا،
) (152
وكبار خبراء الدفاع والمان في قطاعات الدفاع والمان
178
مجالت التعاون :تتماثل مايادين التعاون في النقاط التية :
-2الرقابة الديماوقراطية والتسيير المادني لقوات الجيش ومانظماات أخرى في قطاع المان
والماخططات السياسية والستراتيجية للدفاع ومافهوم المان الوطني .
-1مانذ 1994م إلى 2006م ،قام الحلف ودوله مانفردين بتدريب 8500ضابط أوكراني .
-2إعادة الحلف تدريب 800ماوظف إداري حصل 440مانهم على وظائف جديدة سنة
2006م ،كماا تم إعادة تدريب أكثر مان 3000ضابط أوكراني ماتقاعد لماساعدتهم على النتقال
إلى الحياة المادنية ،وذلك ماا بين سنتي 2001م و 2006م .
-3تنظيم دورات تدريبية احترافية جديدة لفراد الجيش السابقين في كيروفوهراد ومايليتوبول
وتشيرنييف وليفييف .
-4دعم ماشروعات نزع السلح بأوكرانيا مان خلل ماشروعات صندوق ائتماان الشراكة مان
أجل السلم ،ومان هذه الماشروعات ماشروع في مادينة دونيتيسك عام 2002م ،الذي استطاع أن
يتلف 400ألف لغم أرضي ماضاد للفراد وتفجيره تفجيرا أماانا ،وماشروع آخر يهدف إلى
التخلص مان 133ألف طن مان الذخيرة التقليدية و 1.5ماليون قطعة مان السلحة الخفيفة
والرشاشة و 1000مانظوماة دفاع جوي ماحماولة على الكتف ،وذلك على اماتداد 12سنة وبتكلفة
إجماالية تقدر بـ 25ماليون يورو ،وهو أكبر ماشروع لنزع السلح في العالم).(153
و سادسا :نحو خطأة عمل العضوية :تحضى أوكرانيا بدعم كبير مان دول وسط أوروبا
شرقها لكسب عضوية الحلف ،حيث اجتماع وزراء دفاع الماجر وبولنده وسلوفاكيا وجماهورية
التشيك ،في يناير 2006م ،وأعلنوا أنه سيتم تعيين لجنة خاصة لتشجيع الصلحات العسكرية
الوكرانية ،وفي فبراير 2006م ،زار يوشينكو ماقر الحلف ببروكسل ،وأكد أن أوكرانيا كانت
جاهزة للنضماام إلى خطة عمال العضوية ،ثم أصدر مارسوماا في ماارس 2006م ،يقضي بإنشاء
لجنة مان ماختلف الوكالت والدوائر الحكوماية لتحضير أوكرانيا لعضوية الحلف ،ويماكنها تشكيل
لجان عمال يترأسها المانسقون الماحليون الماعنيون .
179
وتم تقسيم العمال على ماستويين هماا :
أ -مجلس الوزراء :وهو الماسؤول عن تطبيق سياسة التعاون الوطنية بين الحلف وأوكرانيا و
بخاصة ماا يتعلق بماعايير العضوية .
ب -مجلس الدفاع والمن القومي :ويقوم على تحديد الهداف الستراتيجية والتصورات
الماتعلقة بالتعاون بين الحلف وأوكرانيا ).(154
سابعا :عقبات العضوية :يواجه ماسار أوكرانيا إلى عضوية الحلف العديد مان العقبات أهماها:
-1تشير استطلعات الرأي إلى أن %20مان سكان أوكرانيا فقط يؤيدون فعليا انضماام أوكرانيا
للحلف ،في حين يعارض %54مانهم فكرة النضماام .
-2القلية الروسية الماعارضة لنضماام أوكرانيا إلى الحلف وهم يماثلون أكثر مان %15مان
سكان أوكرانيا .
-3ماشاكل ترسيم الحدود وبالذات ماشكلة النتفاع مان الجرف القاري لبحر أزوف على البحر
السود.
-4الماوقف الروسي الماعارض ودرجة التشابك بين روسيا وأوكرانيا ،الذي يماكن اظهاره مان
خلل الماؤشرات القتصادية التية :
أ -إن روسيا هي أول شريك تجاري لوكرانيا حيث يماثل حجم التبادل التجاري السلعي )تصدير
واستيراد( ماع روسيا %29مان مابادلت أوكرانيا الخارجية ،حسب النصف الول مان سنة
2008م .
ب -تماثل الصادرات الوكرانية إلى روسية نسبة %44.2مان صادراتها ،أي 13.3ماليار
دولر .
-5التبعية الوكرانية لروسيا في ماجال الطاقة ،إذ بتقلص ماوارد الفحم الوكرانية فإنه مان
الماقرر استيراد أربعة ماليين طن مان الفحم الروسي ،كماا أن الجراءات التي أعلن عنها رئيس
شركة غاز بروم الروسية أليكسي مايللر ،والقاضية برفع تسعيرة الغاز إلى 400دولر لكل
1000ماتر ماكعب سنة 2009م ،ستضاعف مان ماشاكل القتصاد الوكراني ،كماا تضرر ماصنع
النابيب التابع لماؤسسة مايتيفيست الصناعية ،حيث خسر طلبات الماشتري الول مانه وهي شركة
. ) (155
غاز بروم
180
-6تضرر الماركب العسكري الصناعي الوكراني مان عمالية النضماام إلى الحلف ،حيث إن
السوق الروسية تماثل مان %50-40مان إجماالي صادرات أوكرانيا الخارجية ،أي ماا يعادل مابلغ
250-200ماليون دولر عام 2007م ،وتشارك حوالي ألف ماؤسسة صناعية مان الطرفين في
عمالية التكامال العسكري التقني حيث نجد ماث ً
ل شركة ماوتور ريسيتش الوكرانية تصدر ماحركات
الطائرات العماودية الروسية ،والماحركات التوربينية النفاثة للصواريخ الماجنحة الروسية مان
طراز إكس 55وإكس 59م ،أوران و كلوب .
أماا ماصنع أرتيوم بكييف فيصنع صواريخ جو -جو مان طرز "ر "27للماقاتلت الروسية مان
طراز سوخوي ومايغ ،أماا الطائرات الوكرانية مان طراز أنطونوف التي يتم تجمايعها في مادينتي
فاركوف وكييف ،فيدخل في تركيبها أجزاء روسية بنسبة . %70
-7زيادة العجز التجاري الذي بلغ في النصف الول مان سنة 2008قيماة 9.845ماليار دولر،
وارتفاع تكلفة الصلحات.
-8ماعارضة سبع دول أعضاء في الحلف عضوية أوكرانيا ،وذلك في قماة بوخارست 2008م،
وهذه الدول هي فرنسا ،ألماانيا ،بلجيكا ،هولنده ،إيطاليا ،اللوكسمابورغ والماجر.
181
هوامش الفصل الثالث :
د -علي عزت بيغوفيتش ،علي عزة بيغوفيتش :سيرة ذاتية وأسئلة ل مافر مانها ،ترجماة : )(1
د -عبد ال الشناق و د -راماي جردات ) دماشق :دار الفكر 2004 ،م( ،ص . 164
د -عادل ثابت ،حلف شماال الطلسي وتوسعه جهة الشرق :التهديدات الجديدة وتحديات )(2
البيئة الدولية) أبوظبي :ماركز زايد للتنسيق والماتابعة 2004 ،م ( ،ص . 37
د -أساماة فاروق ماخيمار ،دور مانظماة المان والتعاون الوروبي في إدارة الصراعات في )(3
أوروبا بعد الحرب الباردة :دراسة حالة البوسنة والهرسك ،أطروحة دكتوراه )جاماعة القاهرة :
2004م ( ،ص . 307
)(4
Richard Holbrooke , To End A War ( New York : Random House , 1998
) ,P,69 .
د -عادل ثابت ،حلف شماال الطلسي و توسعه جهة الشرق :التهديدات الجديدة و تحديات )(5
د -أساماة فاروق ماخيمار ،دور مانظماة المان والتعاون الوروبي في إدارة الصراعات في )(6
أوروبا بعد الحرب الباردة :دراسة حالة البوسنة و الهرسك ،المارجع السابق ،ص . 308
د -عمااد جاد )ماحررا( ،التحاد الوروبي :مان التعاون القتصادي إلى السياسة الخارجية )(7
والمانية الماشتركة) القاهرة :ماركز الدراسات السياسية والستراتيجية 2001 ،م ( ،ص .166
عزة جلل ،كوسوفا :جذور الصراع ،ماجلة السياسة الدولية ،العدد ) 137القاهرة : )(8
أبوبكر الدسوقي ،ألبان كوسوفا بين التفاوض والقتال ،ماجلة السياسة الدولية ،العدد 137 )(9
توفيق ماحماد عطية ،حلف الناتو :رؤية جديدة لدارة الزماات الدولية ) القاهرة :الهيئة )(10
د -عادل ثابت ،حلف شماال الطلسي وتوسعه جهة الشرق :التهديدات الجديدة وتحديات )(11
182
ماالك عوني ،حلف الطلسي وأزماة كوسوفو :حدود القوة و حدود الشرعية ،ماجلة السياسة )(12
توفيق ماحماد عطية ،حلف الناتو :رؤية جديدة لدارة الزماات الدولية ،المارجع السابق ، )(13
ص . 35
توفيق ماحماد عطية ،حلف الناتو :رؤية جديدة لدارة الزماات الدولية ،المارجع نفسه ،ص )(14
. 36
د -عادل ثابت ،حلف شماال الطلسي وتوسعه جهة الشرق :التهديدات الجديدة وتحديات )(15
د -عادل ثابت ،حلف شماال الطلسي وتوسعه جهة الشرق :التهديدات الجديدة وتحديات )(16
لويس هينيكس وآخرون ،ترجماة الطاهر بوساحية ،تدخل حلف شماال الطلسي في كوسوفا، )(17
سلسلة دراسات عالماية ،العدد ) 40أبو ظبي :ماركز الماارات للدراسات الستراتيجية ،
2001م( ،ص . 17
كارل دويتش ،تحليل السياسة الدولية ،ترجماة ماحماد ماحماود شعبان )القاهرة :الهيئة العاماة )(18
د -عمااد جاد )ماحررا( ،التحاد الوروبي :مان التعاون القتصادي إلى السياسة الخارجية و )(19
ماحماد أحماد ماطاوع ،السياسة المانية والدفاعية الوروبية في ظل عمالية توسيع التحاد )(21
جماانة رعد حاماد القيسي ،ماشروع التحاد الوروبي للدفاع والمان :التحديات الداخلية )(22
والخارجية ،رسالة مااجستير ) بغداد :جاماعة النهرين 2001 ،م ( ،ص . 69
د -عمااد جاد )ماحررا( ،التحاد الوروبي :مان التعاون القتصادي إلى السياسة الخارجية )(23
183
د -عبد النور بن عنتر ،الدفاع الوروبي والمان العربي ،ماجلة شؤون الوسط ،العدد ) 65 )(24
) (25ل -كماال شديد ،السياسة الدفاعية الوروبية الماستقلة وأثرها على الشرق الوسط ،ماجلة
السياسة الدولية ،العدد )157القاهرة 2004 :م ( ،ص . 238
جماانة رعد حاماد القيسي ،ماشروع التحاد الوروبي للدفاع والمان :التحديات الداخلية )(26
حارث ماحماد حسن ،العلقات بين الوليات الماتحدة الماريكية والتحاد الوروبي 1990 :م )(27
1998 -م ،رسالة مااجيستير )بغداد :جاماعة بغداد 1999 ،م ( ،ص . 90
زبيغينيو بيريجينسكي ،رقعة الشطرنج الكبرى )دماشق :ماركز الدراسات العسكرية ، )(28
د -عبد النور بن عنتر ،الدفاع الوروبي والمان العربي ،المارجع السابق ،ص ص -30 )(29
. 35
ماحماد أحماد ماطاوع ،السياسة المانية والدفاعية الوروبية في ظل عمالية توسيع الاتحاد )(30
د -عبد النور بن عنتر ،الدفاع الوروبي والمان العربي ،المارجع السابق ،ص ص -30 )(31
. 31
د -عمااد جاد ،التحاد الوروبي )ماحررا( :مان التعاون القتصادي إلى السياسة الخارجية )(32
د -عمااد جاد )ماحررا( ،التحاد الوروبي :مان التعاون القتصادي إلى السياسة الخارجية )(33
د -عمااد جاد ،التحاد الوروبي :تطور التجربة ،ماجلة السياسة الدولية ،العدد 161 )(34
د -حسن نافعة ،التحاد الوروبي والدروس الماستفادة عربيا) بيروت :ماركز دراسات )(35
-عمااد جاد ،التحاد الوروبي :تطور التجربة ،المارجع السابق ،ص .222 )(36
184
)(37
Frank Petitville , La Politique Internationale De L' Union European
(Paris : Press La Fondation National Des Siences Politiques, 2006 ) , PP
87-88
ماحماد أحماد ماطاوع ،السياسة المانية والدفاعية الوروبية في ظل عمالية توسيع التحاد )(38
د -عمااد جاد ،التحاد الوروبي :تطور التجربة ،المارجع السابق ،ص ص .223 - 222 )(39
إبراهيم غالي،التحاد الوروبي :إستراتيجية للدفاع الماشترك ،ماجلة السياسة الدولية ،العدد )(40
ماحماد أحماد ماطاوع ،السياسة المانية والدفاعية الوروبية في ظل عمالية توسيع التحاد )(41
ماحماد أحماد ماطاوع ،السياسة المانية والدفاعية الوروبية في ظل عمالية توسيع التحاد )(43
بال دانواي ،زودز سلولفيتشوفسكي ،المانظماات والعلقات الورو -أطلسية ،في نزع )(44
السلح والمان الدولي :الكتاب السنوي) بيروت :ماركز دراسات الوحدة العربية2004 ،م ( ،
ص . 132
ماحماد أحماد ماطاوع ،السياسة المانية والدفاعية الوروبية في ظل عمالية توسيع التحاد )(45
بال دانواي ،زودز سلولفيتشوفسكي ،المانظماات والعلقات الورو -أطلسية ،في نزع )(47
185
ماحماد أحماد ماطاوع ،السياسة المانية والدفاعية الوروبية في ظل عمالية توسيع التحاد )(49
بال دانواي ،زودز سلولفيتشوفسكي ،المانظماات والعلقات الورو -أطلسية ،في نزع )(50
السلح والمان الدولي :الكتاب السنوي ،المارجع السابق ،ص ص . 133 – 132
بال دانواي ،زودز سلولفيتشوفسكي ،المانظماات والعلقات الورو -أطلسية ،في نزع )(51
السلح والمان الدولي :الكتاب السنوي ،المارجع نفسه ،ص ص . 134 – 133
د -سعاد ماحماد ماحماود حسن ،العلقات الوروبية الماريكية في إطار مانظماة حلف شماال )(52
الطلسي :دراسة عن تأثير الدول الوروبية في السياسة الخارجية الماريكية ،أطروحة دكتوراه
) القاهرة :جاماعة القاهرة 2005 ،م ( ،ص . 257
د -عمااد جاد )ماحررا( ،التحاد الوروبي :مان التعاون القتصادي إلى السياسة الخارجية و )(53
د -عمااد جاد )ماحررا( ،التحاد الوروبي :مان التعاون القتصادي إلى السياسة الخارجية )(54
د -سعاد ماحماد ماحماود حسن ،العلقات الوروبية الماريكية في إطار مانظماة حلف شماال )(55
الطلسي :دراسة عن تأثير الدول الوروبية في السياسة الخارجية الماريكية ،المارجع السابق ،
ص .257
نافع أيوب لبس ،مانظماة ماعاهدة حلف شماال الطلسي )الناتو( :العضوية والتعاون)دماشق : )(56
د -عمااد جاد ،التحاد الوروبي )ماحررا( :مان التعاون القتصادي إلى السياسة الخارجية )(57
نافع أيوب لبس ،مانظماة ماعاهدة حلف شماال الطلسي )الناتو( :العضوية و التعاون ، )(59
186
نافع أيوب لبس ،مانظماة ماعاهدة حلف شماال الطلسي )الناتو( :العضوية والتعاون ،المارجع )(61
نافع أيوب لبس ،مانظماة ماعاهدة حلف شماال الطلسي )الناتو( :العضوية والتعاون ،المارجع )(62
نافع أيوب لبس ،مانظماة ماعاهدة حلف شماال الطلسي )الناتو( :العضوية و التعاون ،المارجع )(64
نافع أيوب لبس ،مانظماة ماعاهدة حلف شماال الطلسي )الناتو( :العضوية والتعاون ،المارجع )(65
د -عمااد جاد ،الجدل حول المافهوم الستراتيجي لحلف الطلنطي ،ماجلة السياسة الدولية، )(67
د -عمااد جاد ،أثر تغيرالنظام الدولي على حلف شماال الطلسي ،ماجلة السياسة الدولية، )(68
د -ماحماد نبيل فؤاد ،حلف شماال الطلسي )الناتو( :النظام العالماي الحادي و ماشروع )(69
الشرق الوسط الكبير)القاهرة :دار الجماهورية للصحافة 2007 ،م ( ،ص . 81
د -كاظم هاشم نعمة ،حلف الطلسي )طرابلس :منشورات أكاديمية الدراسات العليا2003 ،م )(70
( ،ص . 243
د -كاظم هاشم نعمة ،حلف الطلسي ،المرجع نفسه ،ص . 244 )(71
د -عمااد جاد ،الجدل حول المافهوم الستراتيجي لحلف الطلنطي ،المارجع السابق ،ص )(72
. 210
نزار إسمااعيل الحيالي ،دور حلف شماال الطلسي بعد انتهاء الحرب الباردة ،رسالة دكتوراه )(73
مانشورة )أبوظبي :ماركز الماارات للدراسات الستراتيجية 2003 ،م ( ،ص . 91
187
(74)
A . Cragg , The Combiened Joint Tasks Force Concept : A Kay
Component Of Alliances Adaptation , Nato Review , Vol . 44 .No 4 , July
,1996 , pp .8 – 10 .
(75)
Javier Solana , A Definining Moment For Nato : The Washington
Summit decision and The Kosovo Crisis , Nato Review , Vol , 47 , No ,
2 , summer 1999 , p 7 .
. 249 ص، المرجع السابق، حلف الطلسي، كاظم هاشم نعمة-د (76)
(77)
General George A . Joulian, Nato 's Millitary Contrubution To
Partnershipe For Peace : The Progress and The Challenge , Nato
Review , Vol .43 , No 2 , 1995 , p 5 .
(78)
John Kriendler , PFP Critic Management Activities : Enhancing
Capabilities and Coorperation, Nato Review , Vol ,3 , Autom 1998 , pp .
28 – 30 .
(79)
L .T . General Mario Da Silva , Chief Of Staff Of Nato 's Combiened
Joint Planing Staff , Implementing The Combiened Joint Concept , Nato
Review , Vol .46, No.4 , Winter 1998 , pp. 16 – 19 .
النظام العالماي الحادي و ماشروع الشرق:( حلف شماال الطلسي )الناتو، ماحماد نبيل فؤاد- (80)
، المارجع السابق، رؤية جديدة لدارة الزماات الدولية: حلف الناتو،توفيق ماحماد عطية (82)
. 17 ص
(83)
www . nato . int / issues / enlargement / practice – f . html .
(84)
www . nato . int / issues / enlargement / index –fr –html .
188
)(85
www . nato . int / issues / enlargement / practice – f . html .
)(86
www . nato . int / issues / enlargement / index –fr –html .
)(87
www . nato . int / issues / enlargement / practice – f . html .
د -عماد جاد ،حلف الطلنطي :مهام جديدة فأي بيئة أمنية مغايرة ،رسالة دكتوراه )(88
منشورة) القاهرة :مركز الدراسات السياسية والستراتيجية 1998 ،م ( ،ص ص . 192 –191
د -صلح سالم زرنوقة ،الناتو بين مارحلتين ،ماجلة السياسة الدولية ،العدد 129 )(89
عبد ال صالح ،بعد قماة ماايو :أهداف خطة توسيع الحلف ،ماجلة السياسة الدولية ،العدد )(91
د -نوار محمد ربيع ،اتجاهات المن الوروبي بعد الحرب الباردة :دراسة فأي المن الطلسي )(92
والمتوسطي ،أطروحة دكتوراه ) بغداد :جامعة بغداد 2002 ،م ( . 149 ،
د -نوار محمد ربيع ،اتجاهات المن الوروبي بعد الحرب الباردة :دراسة فأي المن الطلسي )(93
د -عمااد جاد ،الجدل حول المافهوم الستراتيجي لحلف الطلنطي ،المارجع السابق ،ص76 )(94
.
غسان العزي ،توسيع حلف الطلسي وتعزيز الهيمنة المريكية ،مجلة شؤون الوسط ،العدد )(95
ميشيل يمين ،تقدم حلف شمال الطلسي :استم ار اذر للحرب الباردة ،مجلة شؤون الوسط ،العدد )(96
ريتشارد نيكسون ،الفرصة السانحة :التحديات التي تواجه أمريكا فأي عالم ليس به إل قوة )(97
عظمى واحدة ،ترجمة :أحمد صدقي مراد )دون مكان الطبع :دار الهلل 1992 ،م ( ،ص
. 91
189
)(98
N . Malcoin : The Case Against Europe , Forgein Affairs , vol . 74 . No
2 , March – april 1995 , pp 52- 55 .
د -كاظم هاشم نعمة ،حلف الطلسي ،المرجع السابق ،ص . 144 )(99
عمرو عبد الكريم سعداوي ،فأرنسا وتوسيع الناتو ،ماجلة السياسة الدولية ،العدد 129 )(100
ميشيل يمين ،تقدم حلف شمال الطلسي :استم ار اذر للحرب الباردة ،المرجع السابق ،ص )(101
. 157
د -عماد جاد ،حلف الطلنطي :مهام جديدة فأي بيئة أمنية مغايرة ،المرجع السابق ،ص )(102
. 203
د -عماد جاد ،حلف الطلنطي :مهام جديدة فأي بيئة أمنية مغايرة ،المرجع نفسه ،ص 196 )(103
.
محمد دياب :مشروع إصلح الجيش الروسي والعقيدة العسكرية الروسية ،مجلة شؤون )(104
ميشيل يمين ،تقدم حلف شمال الطلسي :استم ار اذر للحرب الباردة ،المارجع السابق ،ص )(106
. 153
ألكسي بوشكوف ،روسيا والطلسي :اللحرب واللسلم فأي العلقات بين الخصمين السابقين )(107
)*( المقصود بنظام الدرع الصاروخي المريكي المضاد للصواريخ هو إقامة شبكات حماية مكونة من
أنظمة صواريخ أرضية مستندة إلى نقاط ارتكاز جغرافأية عدة قادرة على اسقاط أي صاروخ باليستي
عابر للقارات يستهدف الراضي المريكية ،وهذا ما تحظره معاهدة الحد من السلحة الباليستية
. ( ( ABM
190
د -أليسندرو فأيجيس ،مستقبل الناتو و توسعه شرقاذ و فأي البحر المتوسط ،ماجلة السياسة )(109
www . nato . int / docu / pr/ 1999 / p99 - 065e- html .
نص وثيقة المفهوم الستراتيجي الجديد: )(118
www . nato . int / docu / pr/ 1999 / p99 - 065e- html .
نص وثيقة المفهوم الستراتيجي الجديد: )(119
www . nato . int / docu / pr/ 1999 / p99 - 065e- html .
191
(120)
Rebert Bell , Sisyphs and NRF : The Challenges Of Setting Up The
Nato Response Force : www . nato . int / docu / review / 2006 / issue 3 /
english / art 4 .html .
(121)
www . nato . int / issue 3 / nrf / evolution – fr . html .
(122)
Rebert Bell , Sisyphs and NRF : The Challenges Of Setting Up The
Nato Response Force : www . nato . int / docu / review / 2006 / issue 3 /
english / art 4 .html .
(123)
www . nato . int / issue 3 / nrf / evolution – fr . html .
(124)
www . nato . int / issue 3 / nrf / practice – fr . html .
(125)
Rebert Bell , Sisyphs and NRF : The Challenges Of Setting Up The
Nato Response Force : www . nato . int / docu / review / 2006 / issue 3 /
english / art 4 .html .
(126)
Rebert Bell , Sisyphs and NRF : The Challenges Of Setting Up The
Nato Response Force : www . nato . int / docu / review / 2006 / issue 3 /
english / art 4 .html .
(127)
Rebert Bell , Sisyphs and NRF : The Challenges Of Setting Up The
Nato Response Force : www . nato . int / docu / review / 2006 / issue 3 /
english / art 4 .html .
النظام العالماي الحادي وماشروع الشرق:( حلف شماال الطلسي )الناتو، ماحماد نبيل فؤاد (128)
النظام العالماي الحادي وماشروع الشرق:( حلف شماال الطلسي )الناتو، ماحماد نبيل فؤاد (129)
ص، المرجع السابق، مهام جديدة فأي بيئة أمنية مغايرة: حلف الطلنطي، عماد جاد-د (130)
. 156
192
(131)
www . nato . int /doc / basictxt / b 940110 a . html .
(132)
www . nato . int /doc / basictxt / fndact - a . htm .
(133)
www . nato . int /doc / basictxt / fndact - a . htm .
. 168 ص، المرجع السابق، حلف الطلسي، كاظم هاشم نعمة-د (134)
www . nato . int / docu / review / 2007 / issues 2 / franch / art 1 . html .
108 العدد، مجلة شؤون الوسط، العلقات الطلسية – الروسية، غسان العزي (138)
ص، المرجع السابق، 2001 التقرير الستراتيجي العربي، ( حسن أبوطالب )ماحررًأ-د (140)
. 57
193
: وثيقة الشراكة المامايزة بين حلف شماال الطلسي وأوكرانيا (144)
www . nato . int / docu / review / 2007 / issues 2 / franch / art 2 . html .
(149)
www . nato . int /doc / update.
(150)
www . nato . int /doc / pr /2005 / p 050421f . html .
(151)
www . nato . int / issue / Nato _ Ukraine / jwgdr .html .
(152)
www . nato . int / issue / Nato _ Ukraine / evolution – fr .html .
(153)
www . nato . int / issue / Nato _ Ukraine / evolution – fr .html .
(154)
Grigoriy M . Perepelytsia : Nato Ukraine : At The Crossroads :
www . nato . int / docu / review / 2007 / issues 2 / franch / art 2 . html .
(155)
www . Rt arabic .com / news _ all _ analytics / 19283 .
194
الفصل الرابع
يتناول هذا الفصل الماشاريع الغربية للتعاون القليماي ،وهنا يتم التركيز على الشراكة الورو–
ماتوسطية والماشروع الشرق أوسطي وماشروع الشرق الوسط الكبير والدور المافترض للحلف
في إطار هذا الماشروع ،وعمالية برشلونة :اتحاد مان أجل الماتوسط.
كماا تتم دراسة عمالية الحوار الطلسي – الماتوسطي ،ومابادرة إسطمابول للتعاون ،بالضافة إلى
إجراء ماقارنة بين ماختلف مابادرات الحلف للتعاون ماع ماحيطه الستراتيجي ماع نظيرتها التي
يجريها ماع الدول العربية.
195
المبحث الول :المشاريع الغربية للتعاون القليمي
ماع بداية تسعينيات القرن المااضي ،تأثرت الدول العربية بالعديد مان التحولت في البيئة الدولية
والقليماية ،مانها:
-2اعادة الوليات الماتحدة ترتيب أوضاع بعض النظم القليماية التي مان بينها النظام القليماي
العربي.
-4حرب الخليج الثانية وعمالية السلم العربية – السرائيلية مانذ ماؤتمار مادريد للسلم.
)(1
-5أهماية البعد القتصادي في عمالية السلم العربية – السرائيلية.
أولل :التصور المريكي والسرائيلي للتعاون الشرق أوسطأي :ربط شماعون بيريزعمالية إرساء
نظام إقليماي جديد بتطور ماسار التسوية السلماية للصراع العربي السرائيلي) ،(2وبعد تثبيت
الوضاع تقام صناعات إقليماية عبرهيئات دولية لتصل إلى سياسة الجمااعة القليماية ماع تطور
تدريجي للماؤسسات الرسماية الماشتركة ،كماا يقترح تكوين قوة خاصة بالمانطقة قادرة على رد
العدوان و بصورة ماباشرة).(3
أماا الماريكيون والوروبيون فيركزون على أهماية إقاماة مانطقة للتجارة الحرة بين إسرائيل
والدول العربية ،باعتبارها الهدف الرئيسي مان وراء الترتيبات القتصادية الشرق أوسطية
الجديدة ).(4
وقد سادت عدة سيناريوهات لماستقبل المانطقة في إطار الشرق أوسطية ،مانها:
-1ظهور نظام شرق أوسطي تقوم فيه الوليات الماتحدة بدور رئيسي.
-2ظهور نظام شرق أوسطي تكون فيه إسرائيل ماحور التفاعلت بين أعضائه.
-3قيام نظام شرق أوسطي على نماط السوق الوروبية الماشتركة ،يرتكز على تبادل الماصالح
في إطار حرية التجارة ،وعدم هيمانة طرف على باقي الطراف ).(5
-4تشكيل نظام شرق أوسطي تكون فيه للدول العربية إستراتيجية ماوحدة للتكامال القتصادي.
196
ثانيا :أبعاد الشرق أوسطأية :وتتماثل أبعادها في التي:
أ -البعد السياسي :يرجع سبب الختلف على تحديد ماصطلح الشرق الوسط إلى غياب
الماعيار الماوضوعي في تحديد نطاق القليم الشرق أوسطي ،لنه مارتبط باستراتيجيات القوى
العظماى تجاه المانطقة ،حيث جاء مانسجًماا ماع طرح وعد بلفور عام 1921م ،ولم يستقر على
مانطقة فلسطين وشرق الردن والعراق ،وقد اماتد ليشمال إسرائيل ،باكستان ،إيران ،تركيا،
أفغانستان ،وأغفل دول الخليج وماصر والسودان ودول الماغرب العربي ،فهو ماصطلح سياسي في
نشأته واستخدامااته) .(6وهذا ماا ذهب إليه برنارد لويس Bernard Lewisإذ أكد أن التحاد
السوفياتي هو الحد الشماالي للشرق الوسط ،و بانهياره توسع نطاق الشرق الوسط إلى دول آسيا
الوسطى) ،(7وهذه التسماية ل تصدر عن طبيعة المانطقة بل مان حيث علقتها بالخر ،وهنا يتم
إقحام دول غير عربية تارًة ،واقصاء أخرى تارًة ثانية ) ،(8وهذا القليم مازيج مان الثنيات
والقليات ،وهذا ماا يسهل عمالية تفتيت وتجزئة المانطقة والسيطرة عليها ،فهذا الماصطلح يضرب
بعماق في مافهوم الهوية العربية – السلماية وماقوماات استمارارها.
كماا يرى برنارد لويس أن إسلماية العرب تمانعهم مان إقاماة دولة علماانية تجماع بين هذه
الثنيات والقليات ماع العرب في دولة واحدة ،ويقترح وجود سلطة تدير الشرق الوسط مان
خارجه )احتلل( أو سلطة رادعة مان داخله )إسرائيل( ،ويقترح شماعون بيريز تكوين قوة خاصة
)(9
بالمانطقة قادرة على رد العدوان ،وبصورة ماباشرة.
-1تحقيق سلم وفق الشروط السرائيلية ،وإقاماة علقات ماع الدول العربية التي تقدم تنازلت
جوهرية.
-3اشتراط النسحاب السرائيلي التدرجي مان الراضي العربية الذي سيكون على سنوات كنوع
مان ضماان التزام العرب بشروط السلم وإقاماة التطبيع الكامال ماع إسرائيل.
-4انهاء النظام القليماي العربي وكل الجهود الراماية نحو المازيد مان التعاون والتكامال العربي.
-6التحكم في ماصادر الماياه وماشاريع إنتاجه ،فالمااء والسلم ينسابان ماًعا ).(10
197
ب -البعد القتصادي :سعت إسرائيل مان خلل ماشروع الشرق أوسطية إلى تحقيق الهداف
التية:
-1التحكم والسيطرة في الثروات العربية وتوجيهها وفق آليات تقسيم العمال القليماي الماحدد
إسرائيلًيا.
-2انهاء الماقاطعة العربية ،وإدمااج إسرائيل كعضو سياسي فاعل في النظام الشرق أوسطي).(11
-3فتح السواق العربية للمانتوجات الغربية ،واتباع سياسة الغراق وتدماير الصناعات العربية
الناشئة.
-5عدم السمااح بتخصيص ماوارد ماالية وبشرية للعماال والصناعات العسكرية وربطها
بالماؤسسات العسكرية الماريكية والوروبية ).(12
-6ربط القتصادات العربية بالقتصاد السرائيلي والحاقها به ،حيث يتم الترابط مان خلل شبكة
واسعة مان الماشاريع القتصادية )طاقة ،ماياه ،سياحة ،عماالة.(...
-7جعل إسرائيل ماركز الثقل في جمايع العماليات القتصادية ،ونقطة تقاطع لكل ماشروعات
البنية التحتية.
ج -البعد المني :يعتبرالجانب الماني مان أهم هواجس وماحددات السياسة السرائيلية ،وقد سعى
شماعون بيريز إلى تحقيق الهداف التية:
-2اضعاف القوة العربية مان خلل التحول عن الصناعات العسكرية وخفض مايزانية الدفاع ،
وفرض قيود صارماة على التسلح.
-3نزع أسلحة الدماار الشامال بالمانطقة ماع استثناء إسرائيل مان كل هذه الجراءات.
)(13
-4جماع الماعلوماات عن النشاطات العسكرية العربية.
198
-6الماحافظة على التفوق العسكري السرائيلي.
أماا الوليات الماتحدة الماريكية ،فسعت إلى تحقيق الهداف المانية التية:
-2تعزيز التعاون المادني والماني والقتصادي والسياسي والثقافي بين دول الشرق الوسط
والوليات الماتحدة.
-3اضعاف الصناعات العسكرية الوطنية وضرب كل ماحاولت إقاماة صناعة عسكرية عربية
ماشتركة.
إن أزماة الطاقة سنة 1973م ،قد وجهت أكثر الهتماام الوروبي بالبحر الماتوسط والشرق
الوسط ،والتي أسست للحوار العربي الوروبي الذي أكد عليه البيان الختاماي للقماة العربية
بالجزائر في عام 1973م ،حيث جاء فيه" أن أوروبا تتصل بالعالم العربي عبر البحر الماتوسط
بصلت حضارية ماتينة وماصالح حيوية ماتداخلة ل يماكن أن تنماو إل في إطار تسوده الثقة
والماصالح الماتبادلة" ) ، (15كماا أكد البيان الختاماي للقماة العربية بالرباط في 29أكتوبر 1974م
على ضرورة اتخاذ التدابير اللزماة للدخول في مارحلة فعالة مان الحوار للًتوصل إلى تعاون
مالماوس في ماختلف المايادين وخاصة القتصادية مانها .وفي مانتصف السبعينيات أبرمات
الماجماوعة الوروبية عدة اتفاقيات ماع الدول الماتوسطية – باستثناء ليبيا – وتركزت في ماجمالها
على الماساعدات القتصادية أو ماا عرف بالتعاون الماالي ،وكذا فتح السواق الوروبية
)(16
للصادرات الصناعية وبعض التفضيلت للمانتجات الزراعية ،وهذا باستثناء تركيا وإسرائيل
ثم جاء طرح العديد مان المابادرات مانها :المابادرة اليطالية -السبانية بماؤتمار بالماا دي ماايوركا
Palma De Mojorcaفي أكتوبر 1990م ،وقد استندت هذه المابادرة إلى مابادئ مانها:
ب -صعوبة الفصل بين المان الوروبي والمان الماتوسطي ،واستناده على علقات العتمااد
الماتبادل بين دول الضفة الجنوبية والشماالية للماتوسط.
199
ج -إنشاء ماؤتمار للمان والتعاون في الماتوسط ،كرد فعل لغزو العراق للكويت في 2أغسطس
1990م.
ثم جاء طرح المابادرة الفرنسية للتعاون بين دول غرب الماتوسط التي أعلن عنها سنة 1983م،
بماراكش ضمات كل مان إيطاليا ،فرنسا ،إسبانيا ،البرتغال ،الجزائر ،تونس والماغرب .وقد فشلت
هذه المابادرة بعد اقتراح الجزائر -بالضافة إلى الجانب القتصادي -أن تشمال الجانب الماني،
وهو ماا رفضه الماغرب بحجة أن ذلك يعني عرض قضية الصحراء الغربية على الدراسة
والبحث ) ،(18ثم عقد اجتمااع طنجة في ماايو 1989م ،الذي أكد على الطريقة الماتكامالة في ماعالجة
قضايا التعاون الماعقدة ،ثم جاء إجتمااع روماا في أكتوبر 1990م ،الذي جماع وزراء خارجية دول
الماغرب العربي وإيطاليا وفرنسا وإسبانيا والبرتغال وشاركت ماالطا بصفة ماراقب ،وهذا ماا
عرف بماجماوعة ) ،(5 + 4ثم بعد انضماام ماالطا أصبحت تعرف بماجماوعة ) ،(5 + 5وكان
البيان الختاماي للماؤتمار شاما ً
ل لجمايع ماجالت التعاون وأكد أي ً
ضا على هدفين أساسيين هماا الحوار
والتعاون .ثم كان اجتمااع الجزائر في 26و 27أكتوبر 1991م ،وأشار بيانه الختاماي -الذي
لم يخرج كثيًرا عن ماا ورد في إعلن روماا -إلى ماؤتمار السلم في الشرق الوسط ،وأكد أي ً
ضا
على احترام اتفاق الطائف ،وقد توقف هذا الماؤتمار بعد تطورات أزماة لوكربي.
وبعد تدعيم البناء الوروبي مانذ دخول ماعاهدة مااستريخت حيز النفاذ في 1993م ،وإنشاء
السوق الماوحدة ،دعى الماجلس الوزاري الوروبي في اجتمااعه بمادينة كورفورو باليونان في
يوليو 1994م ،إلى إعداد ورقة عمال حول المابادئ الساسية لسياسة أوربية -ماتوسطية ،التي
أقرتها قماة التحاد الوروبي بمادينة أسن اللماانية في 10ديسمابر 1994م ،وتضمانت تصوًرا
أوربًيا لتطويرعلقات التحاد الوروبي بدول المانطقة ،مان خلل إقاماة حوار سياسي يهدف إلى
تحقيق السلم والستقرار بالمانطقة ،وكذا إقاماة مانطقة اقتصادية أوربية – ماتوسطية مان خلل
إنشاء مانظماة للتجارة الحرة ).(19
كماا دعت القماة إلى عقد إجتمااع وزاري ماع الدول الماتوسطية لماناقشة الماجالت السياسية
والجتمااعية ،كماا تضمانت الورقة أهداف شامالة وآليات وماجالت للتعاون الماقترح .
200
ب -التأكيد على أهماية إقاماة دولة القانون.
مؤتمر برشلونة :عقد بمادينة برشلونة السبانية في 27و 28نوفمابر 1995م ،بماشاركة 27
دولة ،وقد سعى الماشاركون في هذا الماؤتمار تحقيق الهداف التية:
-1الهداف السياسية والمنية :يعتبر السلم والستقرار والمان في مانطقة البحر الماتوسط
هدًفا أساسًيا لي عمالية تعاون في المانطقة ،ويماكن تحقيق هذا الهدف مان خلل:
ب -اللتزام بماعاهدات عدم النتشار السلحة النووية وأسلحة الدماار الشامال.
ج -تشجيع إجراءات بناء الثقة والكتقاء بالحد الدنى مان القدرات العسكرية.
ب -تحسين ظروف ماعيشة السكان وتخفيف فوارق النماو في المانطقة الورو -ماتوسطية.
201
ج -تشجيع التعاون والتكامال القليماي.
ولتحقيق هذه الهداف تم التفاق على إقاماة ماشاركة اقتصادية وماالية ترتكز على الليات التية
: )(23
ثم سعت فرنسا إلى تقديم ماسودة مايثاق المان والستقرار في ماؤتمار مارسيليا في يوليو
2000م ،إل أنها تراجعت بسبب فشل مافاوضات كاماب ديفيد الثانية ،وكذا ماقاطعة سوريا ولبنان
لهذا الماؤتمار ثم تدهور الوضع أكثر بسبب تدنيس شارون للحرم القدسي في سبتمابر 2000م ،ثم
عقد ماؤتمار ببروسكل في 5و 6نوفمابر 2001م ،وهو ماا ماثل فرصة للوليات الماتحدة للحصول
202
على إدانة الماؤتمار لهذه الهجماات وتبنيه للقرار ) (2001 / 1373كأساس لماكافحة الرهاب)،(26
ثم تصنيف الوليات الماتحدة للعراق كدولة ضمان دول ماحور الشر ،وفي هذه الجواء عقد ماؤتمار
فالينسيا في 22و 23إبريل 2002م ،بماقاطعة سوريا ولبنان و ليبيا ،وعند اعتلء ماماثل
إسرائيل مانصة الماؤتمار ،انسحبت الوفود العربية مانه ،بسبب الرهاب السرائيلي ضد الشعب
الفلسطيني .وفي قماة نابولي بإيطاليا في 2و 3ديسمابر 2003م ،تم بحث إنشاء ماؤسسة أورو-
ماتوسطية للحوار بين الثقافات وتأسيس الجماعية البرلماانية الورو -ماتوسطية بالضافة إلى
دراسة تحويل خطة الستثماار الورو– ماتوسطية إلى ماؤسسة ماالية ماستقلة ،وسعت القماة على
تفعيل الدور الوروبي في عمالية السلم بالشرق الوسط وفي عمالية إعادة إعماار العراق .وقد
تأثر الحوار الورو -ماتوسطي أي ً
ضا بالحرب على العراق والماواقف الماؤيدة للوليات الماتحدة
مان قبل العديد مان دول التحاد الوروبي .وبعد مارور عشر سنوات على ماسار برشلونة ،عقد
ماؤتمار برشلونة في 27و 28نوفمابر ،بماشاركة 35دولة وخماسة دول بصفة ماراقب ،وقد
تماحور البيان الختاماي للماؤتمار حول تفعيل الديماوقراطية وتشجيع التبادل التجاري ،كماا أكد على
لبد أن تكون مان الداخل).(27 أن الصلحات السياسية
معوقات عملية برشلونة :تعرض ماسار برشلونة للتعاون بين الضفة الجنوبية والشماالية للماتوسط
للعديد مان الصعوبات ،نذكر مانها:
-1التداخل بين هيئات التحاد الوروبي وآليات تنفيذ التعاون )التداخل بين السلة الولى لعلن
برشلونة والمابدأ الول لتفاقية مااستريخت الماتعلق بالجانب القتصادي ،والسلة الثانية للعلن
الماتعلقة بالمان ماع السياسة الوروبية للمان الماشترك(.
-3التركيزعلى توسيع التحاد الوروبي إلى شرق ووسط أوروبا على حساب الهتماام بالتعاون
الورو– ماتوسطي ،بسبب التأثير الماالي للماانيا و بريطانيا في توجيه السياسة الخارجية
الوروبية ،واهتماام فنلندا والسويد بماساعدة دول البلطيق...
-4تعثر ماشاريع التعاون بسبب تباطئ الصلحات في دول جنوب الماتوسط وثقل البيروقراطية
والعجز عن صياغة ماشاريع ذات فعالية وماصداقية تتناسب ماع الحجم الماالي الماخصص ،كماا
203
يرى الوروبيون ،في حين يؤكد الشركاء الجنوبيون أن ماماارسة الشتراطية والوصاية الماالية
الوروبية وضعف الماخصصات الماالية هو الذي يقف وراء تعثر ماشاريع التعاون ).(28
-6التباين بين دول جنوب الماتوسط ،حيث أن %60مان سكانه – البالغ عددهم سنة 2003م،
أكثر مان 244ماليون نسماة – هم مان سكان تركيا وماصر والتباين في العديد مان الماؤشرات
القتصادية ،حيث يبلغ الناتج القوماي الجماالي السوري حوالي 71736ماليون دولر ،في حين
يبلغ بإسرائيل أكثر مان 158350ماليون دولر ،وبلغت نسبة النماو بسوريا سنة 2005م،
حوالي %3.5أماا في إسرائيل فبلغت . %5.2أماا نصيب الفرد مان الناتج القوماي الجماالي فبلغ
في الولى 3847دولر ،أماا في الثانية فبلغ أكثر مان 23416دولر سنة 2007م).(29
-7ضعف التجارة البينية بين الدول العربية التي لتتجاوز %10مان جمالة المابادلت
الخارجية ،وهو ماا يوسع مان حجم الفجوة بين شماال الماتوسط وجنوبه.
-8إقاماة تبادل تجاري بين دول الماتوسط على أساس التنافس وليس التكامال ،وهو ماا يؤدي إلى
تأجيل قيام مانطقة للتبادل التجاري الحر بين دول الماتوسط.
-9اتباع التحاد الوروبي لسياسة حماائية في ماجال المانتجات الزراعية التي تماثل قطاع واسع
مان صادرات الماغرب وتونس وماصر ،حيث تشكل 22و 14و %13على التوالي).(30
-10عدم تسوية العديد مان القضايا السياسية في المانطقة ماثل القضية الفلسطينية والعلقات
اليونانية – التركية والماشكلة القبرصية...
استند الوروبيون في اطلق دعوات الصلح السياسي والقتصادي والجتمااعي إلى تقرير
المام الماتحدة للتنماية النسانية في العالم العربي لسنة 2002م ،الذي يبرز ثلثة نقائص ماطلقة
للدول العربية ،وهي الحرية والماعرفة وتماكين المارأة ،حيث أكدت اللجنة الوروبية التزام التحاد
204
الوروبي بمايثاق الحقوق الساسية الماعلن عنها في نيس 2000م ،في ماا يتعلق بعلقاتها ماع
الدول الماتوسطية ،حيث يتضمان:
-2تشجيع الديماوقراطية.
وحددت اللجنة الوروبية سبب تراجع حقوق النسان في المانطقة إلى :
-4انتعاش الحركات الماتطرفة بسبب الستبداد وفشل السياسات القتصادية والجتمااعية ،وهذه
. )(31
الحركات رافضة للمابادئ العالماية لحقوق النسان باسم السلم
-5فشل تجارب التحول الديماقراطي وتهمايش دورالمارأة الذي أثرعلى ماشاركتها وتماثيلها
السياسيين.
وهنا دعت اللجنة الوروبية دول جنوب الماتوسط إلى اتخاذ بعض الجراءات الضرورية لدعم
حقوق النسان ،مانها:
205
أ -سياسة الجوار الجديد :في ماارس 2003م ،طرحت المافوضية الوروبية وثيقة بعنوان
أوروبا الماوسعة والجوار لتحدد السياسات الوروبية الماستقبلية تجاه الماحيط القليماي
الستراتيجي للتحاد الوروبي مان جهة الشرق والجنوب بعد عمالية التوسع ،الذي يعد الماجال
الحيوي لوروبا ،وهذا ماا عرف بسياسة الجوار الجديد لتشكل الطار الجيوبوليتيكي الوروبي
لماا بعد عمالية التوسع).(33
-1العمال ماع الشركاء لتقليص الفقر وإقاماة مانطقة رخاء ماشتركة قائماة على تكامال اقتصادي
ماكثف ،وتعزيز ماجالت التعاون السياسية والثقافية وأمان الحدود ومانع وإدارة الزماات.
-2مابدأ الشتراطية ،حيث هناك نسبة وتناسب في مانح المازايا والعلقات التفضيلية لدول جنوب
)
الماتوسط ،ماع ماا تحققه مان إصلحات سياسية واجتمااعية واقتصادية استناًدا للماعايير الوروبية
.(34
-1الجانب السياسي والمني :أكدت الوثيقة على أهماية الجانب السياسي والماني باعتباره
ماحور تطور الماجالت القتصادية والجتمااعية والثقافية ،الذي هو تجسيًدا للسياسة الدفاعية
الوروبية الجديدة ،حيث أكدت على:
-1-1دراسة تهديدات المان الماتبادل التي تشمال انتشار السلحة النووية ،أوالهجرة غير
الشرعية ،التهريب ،الرهاب والجريماة المانظماة...
-1-4أهماية دور التحاد الوروبي في مانع الزماات وإدارتها ،ماثل قضية الصحراء الغربية
والقضية الفلسطينية.
206
-2-1تنماية الماجتماع المادني في دول الجوار وتعزيز الحريات العاماة ماثل حرية الرأي والتعبير،
وتصحيح الفكار الماسبقة عن دول الجوار في الماجتماعات الوروبية .
-3-1انشاء وسائل تماويل جديدة ماثل البنك الورو -ماتوسطي مان أجل تنماية القطاع الخاص.
-3-3تشجيع حرية التجارة لتحقيق تكامال السواق ،وهو ماا يسماح ببناء سوق ماتوسطي أكبر،
والستفادة مان اتساع السوق الوروبية.
-3-4توسيع ماجالت اتفاقيات الشراكة ماع دول جنوب الماتوسط إلى قطاع الخدماات والسلع.
-3-5احداث إصلحات تشريعية في النظم القتصادية لدول جنوب الماتوسط حتى تقترب مان
. تلك الماطيبقة في السوق الداخلية الوروبية
)(35
ب -مبادرة التحاد الوروبي لتعزيز الشراكة مع العالم العربي :جاءت المابادرة الوروبية
لتعزيز الشراكة ماع العالم العربي في إطار سلسلة المابادرات الغربية للصلح السياسي
والقتصادي بالعالم العربي ،حيث تقرر في قماة تسالونيك الوروبية باليونان التي عقدت في
يونيو 2003م ،ماايلي:
-التأكيد على أهماية التعاون الورو -ماتوسطي في إطار عمالية برشلونة ،والماحافظة على
الماكاسب التي تم تحقيقها.
-دعوة التحاد الوروبي إلى بلورة إستراتيجية للستقرار القليماي دون استثناء أي دولة بماا
فيها دول ماجلس التعاون الخليجي واليمان وسوريا التي تتهماها الوليات الماتحدة بدعم الرهاب،
وإيران بسبب برناماجها النووي).(36
-1-1تعمايق الحوارالسياسي ماع الدول العربية كل على حدى ،وماع الجاماعة العربية.
-1-2دعم إجراء عماليات تطبيق وسيادة القانون واحترام حقوق النسان والحكم الرشيد.
207
-1-3وضع آليات للتعاون حول مانع الصراعات وإدارة الزماات وماكافحة الرهاب وانتشار
أسلحة الدماار الشامال.
-1-4السعي لدمااج جمايع الحركات والقوى السياسية التي تحترم القواعد الديماوقراطية في
عمالية الحوار السياسي.
-5 -1وضع خطط عمال وطنية ماطورة حول حقوق النسان والديماوقراطية .
-2-1تحرير التجارة في ماا بين دول الشراكة الورو -ماتوسطية ،والتوصل إلى اتفاقية للتجارة
ماع دول ماجلس التعاون الخليجي ،ودعماها لقاماة سوق ماشتركة والوصول إلى عمالة ماشتركة
ماوحدة في ماا بينها.
-2-2مانظماات التكامال القليماية ماثل اتحاد الماغرب العربي وماجلس التعاون الخليجي.
-2-4وضع سبل تعاون أخرى ماع دول الشرق الوسط والستفادة مان التجربة الورو-
ماتوسطية).(37
-3-1دعم الحوار بين الثقافات والديان والحضارات مان خلل إنشاء الماؤسسة الورو-
ماتوسطية للحوار بين الثقافات والحضارات.
-3-3دعم العلم الماستقل وحرية التعبير وبث البراماج الخبارية الوروبية على القنوات
الناطقة بالعربية ،وضماان تغطية إعلماية أوربية ماتوازنة للقضايا العربية.
كماا تمايزالحوار العربي -الوروبي بالتركيزعلى القضايا القتصادية والمانية بالماقارنة ماع
القضايا السياسية ،إل أن حرب العراق وانعكاساتها على العلقات الوروبية – الوروبية
والماريكية – الوروبية جعلت الخيرة تعطي أهماية بالغة للجوانب السياسية ،حيث أصدرت
المافوضية الوروبية تقريرا حول شراكة إستراتيجية للتحاد الوروبي ماع حوض الماتوسط،
ركزت فيه على النقاط التية:
208
-1رغم تباين حقائق الجتمااع والسياسة والقتصاد ،إل أنه عند إقاماة شراكة إستراتيجية ماع
دول شماال أفريقيا والشرق الوسط يجب ماراعاة الماصالح الماتبادلة.
-2تطوير العلقات القائماة على آليات التعاون بشكل ثنائي )إتفاقيات الشراكة الورو–
ماتوسطية( أوالماتعددة الطراف )ماجلس التعاون الخليجي(.
-3النظرة المانية الشامالة لمافهوم الماصلحة التي تشمال ماجالت اللقتصاد والسياسة والثقافة
والمان.
. )(38
-7إعادة صياغة العلقة بين القتصاد والسياسة
اقترنت فكرة التحاد مان أجل الماتوسط بالرئيس الفرنسي الحالي نيكول ساركوزي الذي طرح
الماشروع للول مارة قبل أشهر مان النتخابات الفرنسية ،وكان في البداية يقتصر فقط على دول
حوض الماتوسط ،وهو ماا أثار حفيظة وماعارضة دول أوروبا وبخاصة مانها غير الماطلة على
الماتوسط ،ومانها ألماانيا التي رأت فيه ماشروًعا لتعزيز دور فرنسا في الماتوسط ،وهو ماشروع
مانافس للتحاد الوروبي وبديل عن عمالية برشلونة.
ويختلف ماشروع التحاد مان أجل الماتوسط عن عمالية برشلونة بإطاره الماؤسسي الماتين كماا يقوم
أي ً
ضا على مابدأين هماا:
-الندية والماساواة.
209
ب -إعادة تأهيل الجانب الماقيماين بفرنسا ودماجهم في الماجتماع الفرنسي.
ب -تعزيزالحضورالفرنسي في الماغرب العربي الذي تراجع كثيًرا أماام النفوذ الماريكي
صا بعد ماشروع إيزنتشات Iوإيزنتشتات ،IIفض ً
ل عن الدور الصيني الماتناماي. خصو ً
د -الرغبة في بناء نظام دولي ماتعدد القطاب تكون أوروبا قطًبا أساًسيا في تفاعلته.
ذ -قطع الطريق على انضماام تركيا للتحاد الوروبي واكتفائها بعضوية التحاد مان أجل
الماتوسط.
. )(40
ر -ادمااج إسرائيل في النظام القليماي العربي
وأطلق ماشروع التحاد الماتوسطي خلل ماؤتمار روماا الثلثي الذي جماع كل مان إيطاليا ،فرنسا
وإسبانيا في 20ديسمابر 2007م ،الذي صدرعنه نداء روماا ،الذي دعى الدول الماتوسطية إلى
طرح رؤية شامالة حول التحاد الماتوسطي ،وفي 13يوليو 2008م ،عقدت قماة باريس بماشاركة
43دولة ،أين أعلن عن البيان الماشترك لعمالية برشلونة :التحاد مان أجل الماتوسط ،الذي حدد:
-1التحديات :أكد البيان الختاماي على التحديات الماشتركة التي تواجهها المانطقة الورو-
ماتوسطية في:
210
-2-1الهداف السياسية :ويماكن إيجازها في النقاط التية:
أ -المان القليماي مان خلل النضماام إلى ماجماوعة مان النظماة الدولية والقليماية لعدم النتشار
واتفاقيات الحد مان التسلح ونزع السلحة والتقيد بها.
ب -مانطقة في الشرق الوسط خالية مان أسلحة الدماار الشامال والسلحة الجرثوماية والكيمايائية
والبيولوجية ومانظوماات ووسائل إيصالها.
ج -اماتناع الطراف عن تطوير القدرات العسكرية بماا يتجاوز ماتطلباتها الدفاعية الماشروعة.
د -التطبيق الكامال لمادونة السلوك الماتعلقة بماكافحة الرهاب وتعزيز أمان الماواطنين).(42
ذ -تعزيز ماشاريع تدفق المابادلت )السلع ،الخدماات ،الفراد ،رؤوس الماوال (...بين شعوب
المانطقة.
211
ر -زيادة الشفافية وفرص التجارة والستثماار.
-3الجهزة والمؤسسات :أعلن البيان الختاماي لقماة باريس قيام الجهزة التية:
-3-2إنشاء رئاسة ماشتركة بين التحاد الوروبي والدول الماتوسطية الشريكة ،حيث تتوافق ماع
التماثيل الخارجي للتحاد الوروبي ،مان جهة ،وبالتوافق بين دول الماتوسط الشريكة مان جهة
أخرى.
-3-3إقاماة أماانة ماشتركة ذات شخصية قانونية مانفصلة ،تختص بتنفيذ الماهام التقنية التية:
-3-4اللجنة الماشتركة الدائماة ببروكسل تختص بتحضير اجتمااعات كبار الماوظفين القائماين
على تحضيرالجتمااعات الوزارية الدورية).(43
-5 -3اعتبار ماؤسسة أناليند الورو -ماتوسطية للحوار بين الثقافات الماؤسسة الورو–
ماتوسطية تعمال بالتعاون ماع تحالف المام الماتحدة للحضارات .
-4آلية العمل :اتفق في قماة باريس على تنظيم قماة كل سنتين ،وتكون بصورة ماتناوبة ،مارة في
التحاد الوروبي ،وأخرى في إحدى الدول الماتوسطية ،وتختار الدولة الماضيفة بالتوافق.
ويتم فيها اعتمااد برناماج عمال لمادة عاماين ،واطلق ماشاريع إقليماية ،كماا يجتماع وزراء الخارجية
كل سنة لتنفيذ قرارات القماة ،والعداد للقماة التية والماوافقة على الماشاريع الجديدة.
ماع انتهاء الحرب الباردة ،ساد اتجاهان رئيسان داخل الحزب الجماهوري وهماا :التجاه
الماثالي والتجاه الواقعي ،هذا الخير انقسم إلى:
212
أ -تيار المعتدلين :ضم كل مان جورج بوش الب وجيماس بيكر وماستشار المان القوماي برنت
سكوكروفت.
ولئن كان الماحافظون والماعتدلون ماتفقون على سيادة وريادة الوليات الماتحدة للعالم ،إل أنهماا
اختلفا حول أسلوب وشكل هذه السيادوة ،حيث يرى التيار الماعتدل وجود سيادة نسبية تسماح
صا مانهم الحلفاء الوروبيين.
بوجود شركاء آخرين خصو ً
أماا التيار الماحافظ فيرى ضرورة السيادة الماطلقة والمانفردة للوليات الماتحدة ،بحيث يغيب ماعها
مافهوم الماشاركة.
وبتكليف مان وزيرالدفاع ديك تشيني ،قام بول وولفوفتز باعداد ماشروع لماواجهة تحديات
السياسة الخارجية الماريكية في القرن الحادي والعشرين تحت عنوان دليل التخطيط
الستراتيجي ،ويتضمان:
-سعي الوليات الماتحدة مانع أي قوة مانافسة مارتقبة ،تعادلها في القوة والتقدم.
-القيام بضربة عسكرية ضد العراق لعادة ترتيب الوضاع ومايزان القوى القائم في الشرق
الوسط و لصالح إسرائيل).(44
لكن الرئيس جورج بوش الب رفض الماشروع ،الذي أعيد طرحه وأصبح الماحور الساسي
للستراتيجية الجديدة للمان القوماي الماريكي ،التي وضعت في 20سبتمابر 2002م ،والتي
عرفت في ماا بعد بمابدأ بوش.
ويرى وولفوفتز أن خريطة الشرق الوسط خريطة أوربية تعكس التنافس الفرنسي النجليزي
على المانطقة ،ويرى ضرورة رسم خريطة أماريكية خاصة بها ،مان خلل تفكيك الدول العربية أو
فرض صيغ الفيدرالية أو الكونفيدرالية عليها أو إنشاء كونفيدرالية ماوسعة في الشرق الوسط
تكون إسرائيل فيها جزًءا عضوًيا وماحورًيا .وهو ماا يتوافق ماع طرح هنري كيسنجر الذي يقدم
أورشليم كعاصماة للشرق الوسط).(42
كماا يجد أي ً
ضا تأصيله النظري في أفكار الماستشرق الماريكي برنارد لويس Bernard
Lewisالذي يعد مارجعا لفكر الماحافظين الجدد ،ومان ماروجي فكرة احتلل العراق وتقسيماه،
مان حيث دعى إلى التحول عن مابدأ الحتواء -الذي جماع بين الوروبيين والماريكيين لكثر
213
أربعين سنة – إلى مابدأ الماواجهة الماباشرة ،وتوجيه الضربة الستباقية ضد عدو يحتمال أن يشكل
تهديًدا للوليات الماتحدة ،حتى و لو لم يظهر نية العداء ،أو قام بعمال يماثل خطًرا على الماصالح
الماريكية ،حيث ساد تصور وجود عدو له عقلية انتحارية ،وفي ماتناوله أسلحة دماار شامال ،وفي
حالة عدم توجيه الضربة الولى ضده ،فإنه يماثل قصورا في التفكير السياسي ،ويقدم فكر
الماحافظين الجدد بدي ً
ل يتماثل في القيام بضربات استباقية في كل ماكان ،وفي أي وقت بماجرد
استشعار تجماع عناصر التهديد ،وهو ماا طبق في الحرب على العراق بالضافة إلى إرهاب الدول
العربية والسلماية ،وتغيير مالماح الشرق الوسط وفرض الديماوقراطية بالقوة ،وهو الساس
العمالي للسياسة الماريكية تجاه المانطقة مانذ 11سبتمابر 2001م ) ،(45حيث تم اختيار مانطقة
الشرق الوسط لتنفيذ الستراتيجية الماريكية الجديدة للمان القوماي الماعلنة مانذ 20سبتمابر
2002م .
-1النمطأ الول :استند إلى استخدام القوة العسكرية لسقاط النظم السياسية ،وهو ماا طبق في
أفغانستان والعراق بحجة ماكافحة الرهاب والتورط في هجماات الحادي عشر مان سبتمابر
2001م ،والعلقة بتنظيم القاعدة وأساماة بن لدن ،أو حيازة أسلحة الدماار الشامال أو نشر الحرية
والديماوقراطية ...غير أن هذا النماط أوضح العديد مان جوانب القصور في إستراتيجية الوليات
الماتحدة في فهماها لطبيعة المانطقة والتعامال ماعها ،كماا أظهرت الحرب على العراق النقاسم
العمايق بين الوليات الماتحدة والماجتماع الدولي والرأي العام العالماي ،حتى ماع حلفائها الوروبيين
بخاصة فرنسا وألماانيا و بلجيكا ...مان حيث عدم شرعيتها ،وهو ماا يفسر وبشكل كبير تحيكييد
الحلف في هذه الحرب ،بالضافة إلى الماقاوماة غير الماتوقعة في أفغانستان والعراق وتراجع
شعبية بوش...وكلها عوامال دفعت بالوليات الماتحدة إلى اتباع نماط ماغاير لسلوب التدخل
العسكري الماباشر.
-2النمطأ الثاني :يركز على فرض الصلح السياسي وتغيير الوضاع الداخلية لدول المانطقة
التي أفرزت الرهاب ،وهذا ل يكون مان خلل الجراءات والترتيبات المانية فقط ،بل مان خلل
عمالية إصلح شامال داخل دول المانطقة.
214
ومان خلل النماطين نلحظ تغييرا في السياسة الماريكية تجاه الشرق الوسط ،حيث كانت
تربط بين استقرار المانطقة وماصالحها الحيوية بالقليم .وهذا الستقرار كان يقوم على مابدأيين
هماا:
-إيجاد حل شامال للنزاع العربي السرائيلي مان خلل النسحاب مان الراضي الماحتلة،
وإقاماة دولة فلسطينية.
-2-1تخلي إدارة بوش عن مابدأ أولوية استقرار النظماة العربية وتفضيلها للولوية
الديماوقراطية ،حيث صرح جورج بوش في نوفمابر 2003م بأن ":ستين عاًماا مان تبرير الدول
العربية لنعدام الحرية في الشرق الوسط لم يحقق شيًئا يجعلنا آمانين ،لنه أظهر أنه ل يماكن
على المادى البعيد ماقايضة الستقرار على حساب الحرية ،وطالماا بقي الشرق الوسط ماكاًنا ل
تزدهر فيه الحرية فسيظل ماكاًنا للركود ،والستياء والعنف الجاهز للتصدير" .وفي خطاب آخر
ألقاه في ماعهد أمايركان أنتربرايز قال أنه " :ل بد أن تقوم الوليات الماتحدة بدور قيادي في عمالية
تحول اقتصادي وسياسي واجتمااعي بالمانطقة" ).(47
-2-2فك الرتباط بين حل النزاع العربي -السرائيلي وماصالح الوليات الماتحدة وأمانها.
وهو ماا ترتب عليه تغير في ماواصفات العدو والصديق ،حيث تم تحديد العدو في الرهاب الذي
هو عربي الجنس وماسلم الديانة وهو مادعوم مان نظم الحكم العربية).(48
وهنا تبرز ماعادلة جديدة للمان المانطقة ،وهي أن التهديدات لم تعد ماصادرها مان خارج
المانطقة ،وإنماا هي مان داخلها ،وهذا يتطلب إعادة بناء الداخل سياسًيا واقتصادًيا واجتمااعًيا
وأمانيا...
وقد سبق طرح ماشروع الشرق الوسط الجديد تقرير أهداف اللفية للتنماية في المانطقة العربية
صدر عن المام الماتحدة في 10ديسمابر 2003م ،حيث يثير ماخاطر عدم تبني الدول العربية
لصلحات جذرية في جمايع الماجالت )تعليم ،صحة ،تشغيل…( ،وتوقع استمارار الوضاع
الحالية حتى سنة 2015م ،على القل .ثم صدر تقرير آخرعن المام الماتحدة حول التنماية
النسانية في العالم العربي ،وهول يختلف عن ماضماون التقريرالول.
215
وهنا أعلنت الوليات الماتحدة عن مابادرة الشرق الوسط الكبير في فبراير 2004م ،ويماكن
ارجاع السباب التي دفعت الوليات التحدة إلى التركيز على نماط الصلح السياسي وتغيير
الوضاع الداخلية إلى السباب التية:
-3-1زيادة عماليات الماقاوماة العراقية ضد قوات الحتلل مان حيث النوع والكيف ،بالضافة
إلى فشل سياسة إعادة إعماار العراق ،والتكلفة الباهظة لتماويل العماليات في العراق وأفغانستان،
وهذا ماا دفع بإدارة بوش إلى التراجع عن فكرة التغيير باستخدام القوة العسكرية.
-3-2اقتراب النتخابات الماريكية وتراجع شعبية الرئيس بوش ،كماا أنها كانت ذات أهماية
بالغة مان حيث تجاوز النتهاكات الدستورية الخطيرة التي حدثت في إنتخابات سنة 2000م،
وكذا استكماال تنفيذ برناماج لجنة الخطر الداهم التي وضعها الماحافظون الجدد).(49
-3-3استباق القماة العربية التي عقدت بتونس ،وفرض ماشروع الشرق الوسط الكبير ،وكذا
تسويقه وإقراره في قماة الثماانية بسي أي لند الماريكية وذلك في 8يونيه 2004م ،ثم في
ماؤتمارأماريكا -أوروبا بأيسلنده في 23يونيه 2004م ،وبعده قماة حلف الطلسي بإسطمابول في
28يونيه 2004م.
-3-4كسب تعاطف الرأي العام العربي مان خلل إثارة قضايا ذات أهماية بالغة للماواطن
العربي ماثل الحريات العاماة ،الديماوقراطية ،الماشاركة السياسية ...والتركيز على دبلومااسية
الرأي العام كماا دعى إلى ذلك جوزيف ناي).(50
مضمون مبادرة الشرق الوسطأ الكبير :حددت وثيقة ماشروع الشرق الوسط الكبير العديد مان
التحديات التي تواجهها الدول العربية ،نذكر مانها:
ج -زيادة نسبة البطالة حيث سيبلغ عدد العاطلين عن العمال في الدول العربية 25ماليون فرد في
حدود 2010م.
216
د -ماحدودية نسبة النماو القتصادي الماقدرة بأقل مان .%3
ذ -ضعف الماشاركة والتماثيل السياسي للمارأة ،حيث تبلغ %5.3مان إجماالي ماقاعد الهيئة
التشريعية...
ل أو ح ً
ل لهذه الماشاكل مان خلل: وتطرح وثيقة الصلح بدي ً
-1-1النتخابات الحرة.
217
دورالحلف في مشروع الشرق الوسطأ الكبير :يماكن لحلف الطلسي في إطار ماشروع الشرق
الوسط الكبير القيام بالماهماام التية:
-2قيام الحلف بعماليات عسكرية في عرض البحر الماتوسط لماواجهة التهديدات الرهابية
صا في المامارات والماضايق ،وذلك في إطار عمالية الماسعى النشط.
وخصو ً
-3دفع دول المانطقة للقيام بإصلحات في ماجال الدفاع والمان ،واخضاعهماا لسلطة مادنية
مانتخبة ديماوقراطًيا.
-4تكوين قوة ماساعدة أجنبية حيث تكون الدول العربية ماشاركة فيها وتحت قيادة الحلف.
-5تكثيف الوجود العسكري بالعراق والماساهماة في تدريب قواته وإعادة بناء ماؤسساته المانية
كماا يقترح ريتشارد لوجار في مابادرته الماكمالة لماشروع الشرق الوسط الكبير دورا ماهماا لحلف
الطلسي ،حيث يقترح:
-1وجود الحلف بأفغانستان أين يتولى قيادة قوة الماساعدة المانية الدولية.
-2تحمال دور رسماي في العراق والماساهماة في إنجاح إعادة تأهيل العراق وإعمااره.
-3تطوير العلقات العسكرية ماع دول الشرق الوسط في إطار برناماج التعاون مان أجل السلم
ماشابه لبرناماج الشراكة مان أجل السلم الذي أطلقه الحلف ماع دول وسط وشرق أوروبا).(54
-4قيام الحلف بعماليات حفظ السلم و نشاطات أخرى في إطار المان الناعم...
218
المبحث الثاني
أولل :نشأة وتطأور الحوار الطألسي – المتوسطأي :بعد سقوط التحاد السوفياتي وحتى سنة
1994م ،لم تحض دول الضفة الجنوبية للماتوسط بأي اهتماام مان جانب الحلف ،وكانت دول
وسط وشرق أوروبا ماحور تركيز سياساته.
وقد ساد انقسام أطلسي حول النظرة إلى البحرالماتوسط ،حيث نجد :
أ -الرؤية المريكية :تنظر إلى البحر الماتوسط على أنه الحد الفاصل بين الدول الوروبية
شماا ً
ل ودول جنوب الضفة الماتوسطية ،وتقدم سياسة الحتواء والماجابهة كتفضيلت إستراتيجية
للتعامال ماع هذا القليم ،وهذه هي النظرة البيزنطية التاريخية.
ب -الرؤية الوروبية :تأكد على أن البحر الماتوسط جبهة مافتوحة أو جسر يوصل بين الغرب
وشعوب الماتوسط الخرى ،وتقدم مافهوم ماوسع للمان ،يشمال بالضافة إلى الجانب العسكري،
ماجالت سياسية واقتصادية وثقافية ،وهذه هي النظرة الروماانية التاريخية).(55
وهنا قدمات دول الحلف الماتوسطية العديد مان المابادرات المانية والسياسية والقتصادية لدول
الضفة الجنوبية)*(.
وبعد انتهاء الجدل الطلسي حول توسيع الحلف ،و بضغط مان دوله الماتوسطية ،قدم الحلف
مابادرة الحوار الماتوسطي في أواخر 1994م ،وكان الهدف مانها إنشاء مانتدى لبناء الثقة
وتعزيز الشفافية التي يستطيع الحلفاء مان خللها ماعرفة المازيد حول الماشاكل المانية في بلدان
الحوار وتبديد سوء الفهم حول أهداف وسياسات الحلف).(56
وقد اتسمات ماواقف دول الحلف تجاه مابادرة الحوار بالنقسام حول ماحتوى الحوار والهدف مانه،
حيث نجد :
-خلفات بين الدول الوروبية العضاء بالحلف ،حيث طالبت دوله الماتوسطية بتكثيف الحوار
وتخصيص ماوارد كافية للوصول إلى وضع أكثر أمانيا.
-انقسام بين دول الحلف الماتوسطية والوليات الماتحدة التي آثرت التركيز على عمالية تسوية
الصراع العربي السرائيلي.
219
وأماام هذا الوضع بادرت الدول الوروبية التوسطية إلى إنشاء وحدات عسكرية للتدخل في
الماناطق التي تماثل ماصدر تهديد لمانها ،وتماثلت هذه القوات في:
وقد تم تحديد ماهاماها في إعلن بيترسبورغ)*(و نطاق ماهام هذه القوات قد يماتد ليشمال عماليات
ماحددة على أراضي دول عربية).(57
وبعدها أقام الحلف سلسلة مان الحوارات الثنائية ماع كل مان ماوريتانيا والماغرب وتونس وماصر
والردن و إسرائيل .ثم جاء البيان الختاماي لقماة الحلف بمادريد في 7و 8يوليو 1997م ،الذي
أكد على تعزيز الحوار ماع دول الجنوب ،وأكد أي ً
ضا على البعد الستراتيجي للحوار و تماثل في :
)
-1توسيع نطاق عماليات الحلف ليشمال جنوب الماتوسط و جنوب شرقه وأقاليماا واسعة بأفريقيا
.(58
-2التدخل في الزماات في خلل قوة الرد السريع في إطار عماليات حفظ السلم بالمانطقة.
-3توسيع برناماج عمال سنوي ليتضمان عدًدا ماتزايًدا مان العناصر والنشطة المانبثقة عن برناماج
الشراكة مان أجل السلم ،ومانها التعاون العسكري وتخطيط الطوارئ المادنية والتعاون العلماي
والبيئي ).(59
أماا في قماة براغ 2002م ،تم توسيع البعاد السياسية والعمالية للحوار مان خلل إجراء
ماشاورات شبه دورية وأكثر فعالية ونشاطات أكبر دقة ،بالضافة إلى نهج مالئم للتعاون.
وفي قماة إسطمابول 2004م ،وبعد التشاور ماع بلدان الحوار ودول ماجلس التعاون الخليجي ،تم
اتخاذ قرار بوضع إطار عمال تعاوني أكثر طماوًحا وتوسًعا ،والرتقاء بالحوار إلى ماستوى
الشراكة الفعلية .وعقب قماة إسطمابول تم تعزيز الحوار السياسي عبر تنظيم اجتمااعات استثنائية
على ماستوى الوزراء ،بالضافة إلى الماباحثات الجارية على ماستوى ماجماوعات العمال وعلى
ماستوى السفراء ،ولقد عقد أول لقاء على الماستوى الوزاري في ديسمابر 2004م ،حيث التقى
وزراء خارجية بلدان الحلف ماع نظرائهم مان دول الحوار ببروكسل.
وعلى الصعيد العسكري كان أول لقاء بين رؤساء أركان الحلف ونظرائهم أو ماماثليهم مان دول
الحوارالسبعة في ماقر الحلف ببروكسيل في نوفمابر 2004م ،وتم التأكيد على الرغبة الماشتركة
220
في تحويل علقات الحوار إلى شراكة حقيقية ،وتعضيًدا لهذه الدينامايكية الجديدة داخل الحوار
أجرى ياب دي هوب سخيفر سلسلة مان الزيارة الهاماة إلى دول الحوار في نهاية سنة 2004م
وبداية 2005م.
وتضم عمالية الحوار دول الحلف والدول السبع الماتوسطية غير العضاء بالحلف ،التي دخلت في
عمالية الحوار كماا هو مابين في الجدول التي :
الـــــدولـــــة السنة
بداية عمالية الحوار الطلسي -الماتوسطي الذي ضم بالضافة إلى دول 1994م
الحلف كل مان إسرائيل تونس ،ماصر ،الماغرب و ماوريتانيا.
ثانليا :المعنى الستراتيجي للتحديات الجديدة :أعدت ماؤسسة راند Randدراسة -بتكليف مان
وزارة الدفاع اليطالية -حول إماكانية إقاماة حوار أطلسي – ماتوسطي ،وقدمات نطاقا ماوسعا
للبحر الماتوسط ،يماتد مان البحر الحمار إلى جبل طارق ،ورأت ماصادر تهديد المان الوروبي
تتماثل في قوسين للزماات هماا:
-1القوس الشرقي :يماتد مان شماال أوروبا مانحدًرا جنوًبا ماا بين ألماانيا وروسيا والبلقان.
-2القوس الجنوبي :يشمال شماال أفريقيا البحر الماتوسط فالشرق الوسط وصو ً
ل إلى جنوب
آسيا).(60
لكن المالحظ أن القوس الشرقي قد تم ادمااجه أو "إسكان" ماعظم دوله في ماعماارية المان
الطلسي ،أو في البناء الوروبي ،غير أن الحلف أصبح يدرك أن عليه التعامال ماع تحديات جديدة
في القوس الجنوبي.
وحسب الدوائر الطلسية فقد تم ضبط التحديات التي تفرضها الضفة الجنوبية في:
221
-1صعوبة الفصل بين أولويات التحديات المانية الستراتيجية في الماتوسط )أولوية البعد
العسكري أو أولوية البعاد الخرى :اقتصادية ،سياسية ،ثقافية(.
-2اعتبار السلم تحديا جديدا في الماتوسط ،ويماكن ايضاح ذلك في النقاط التية:
أ -رغم تراجع دور اليديولوجيا في السياسة الدولية ،إل أن الغرب لم يسقطها مان رأيته
الستراتيجية ،ومان ناحية أخرى تعتبر القوماية والسلم سماة مامايزة لدول الضفة الجنوبية
للماتوسط.
ب -إن فكرة الصراع توجد مابرًرا لبقاء وتمااسك الحلف ،وهو ماا حدث أثناء الحرب الباردة ،لكن
ماع سقوط التحاد السوفياتي )العدو الحمار( ،كان هناك تحيكد آخر استمارار الحلف وبقائه،
ولتحقيق هذا الهدف ،لم يكن أفضل مان السلم )العدو الخضر( باعتباره عدًوا جديًدا للغرب.
فقد صرح الماين العام السابق لحلف الطلسي ويلي كلس بأن " :السلم عدو للغرب" ).(61
بالضافة إلى أن هذا التفكير يجد تأصيله النظري في أطروحة صراع الحضارات ،كماا أن
ماستشار المان القوماي الماريكي السابق زبيغينيو بريجنسكي قد أعلن " الجهاد " ضد الهلل
السلماي الذي يماكن أن يشكل كتلة اقتصادية باماتداد غير ماحدد الماعالم مان شماال أفريقيا والشرق
الوسط )باستثناء إسرائيل( وجنوب غرب آسيا وإيران وباكستان ودول آسيا الوسطى وتركيا )إذا
ماا رفضتها أوروبا( ،ويصل إلى حدود الصين حيث القواسم الماشتركة ماثل الحساس الماوحد
بالقتصاص مان الغرب).(62
ج -وقوع العالم السلماي على طول مانطقة الحواف ، (Rim Land) ،وهي ماؤثرة جًدا على
المان الجيوليتيكي للطلسي.
د -العودة القوية للسلم السياسي لدى غالبية الهلل السلماي ،وهو ماا يعتبره الحلف تهديًدا
لمانه وماصالحه بالمانطقة.
ذ -النظر إلى السلم كعامال تغيير في الدول العربية ،حيث يكون بصورة جدل حول فلسفة
الحكم تارًة ،وبصورة صراعات ماسلحة للوصول إلى السلطة في أحيان أخرى ،فهذه الصراعات
الداخلية قد تدفع إلى تدفق ماوجات بشرية مان الضفة الجنوبية إلى الضفة الشماالية ،وانتقال هذه
الصراعات إلى داخل أوروبا و بخاصة دولها الجنوبية ،مان خلل الماهاجرين والماواطنين مان
أصول عربية).(63
222
-3النفجار الديماوغرافي في دول الضفة الجنوبية ،حيث يتوقع في غضون الربع الول مان
القرن الحادي والعشرين أن يتجاوز سكان تركيا وماصر والجزائر والماغرب عدد سكان غرب
أوروبا ،وهذا النماو السكاني ل يوازيه تنماية اقتصادية واجتمااعية ،كماا أنها لم تحقق تحولت
ليبرالية جوهرية في الديماقراطية والحكم والحياة القتصادية.
-4اعتمااد أوروبا الماتزايد على ماوارد الطاقة الماستوردة مان الضفة الجنوبية ،وتخوفها مان
انقطاع إمادادات النفط والغاز بسبب حدوث اضطرابات بها ،أو في حال اندلع حرب عربية –
إسرائيلية ،كماا أن %65مان إمادادات الغاز والنفط تمار عبر الماتوسط).(64
-5هناك تهديدات مان القوس الجنوبي للمان الطلسي مان خلل اماتلك دوله لتقنية عسكرية
ماتطورة وأسلحة دماار شامال وصواريخ ماتوسطة وبعيدة المادى ،قادرة على الوصول إلى جنوب
أوروبا على القل .وينعكس هذا الوضع على المان الطلسي مان ناحيتين هماا:
أ -علقة المن والستقرار بين الطألسي وجنوب المتوسطأ :يرى حلف الطلسي وخاصة
الوليات الماتحدة الماريكية أن إماتلك دول عربية أو إيران لسلحة دماار شامال أو صواريخ
ماتوسطة وبعيدة المادى تشكل تهديًدا عسكرًيا للماصالح الطلسية ،ففي حالة حدوث توتر حاد ،قد
تلجأ تلك الدول إلى هذه السلحة كمالذ أخير ،وعندها قد ل يجد حلف الطلسي الرد الماناسب
صا في حال عدم تمااسك الحلف ،وهو ماا يجعل الوليات الماتحدة أماام
والسريع عليه ،خصو ً
عماليات عسكرية مانفردة أو مادعوماة بعدد قليل مان الدول ،في وقت تتزايد فيه ماعارضة العماليات
العسكرية التي تفتقد إلى الشرعية الدولية .
ب -توازن القوى :هناك قناعة أطلسية بأن اماتلك أية دولية عربيية لسلحة دماار شامال أو
صواريخ ماتوسطة أو بعدية المادى ستؤثر ماباشرة على توازن القوى بين العرب وإسرائيل ،وهو
ماا ينعكس ماباشرة على عمالية التسوية التي انطلقت مانذ ماؤتمار مادريد للسلم ،كماا يتوافق ماع
اللتزام الماريكي بحرماان أي قوة إقليماية مان إماكانية تحقيق سبق عسكري على إسرائيل لنه
سيفضي إلى هيمانة إقليماية تتعارض ماع الماصالح الماريكية ،وهو ماا حدث للعراق).(65
-6تنطوي العلقات العربية – العربية أو العلقة العربية -الماتوسطية والشرق أوسطية على
عوامال صراع ل يستبعد أن تنفجر ،ماثل العلقة بين تركيا وسوريا ،تركيا والعراق ،سوريا
وإسرائيل ...بسبب خلفات ماتعددة مانها الخلفات حول الحدود والماشاكل الديماوغرافية والقليات
والطوائف والصراع على الماوارد وبخاصة النفط والغاز والماياه.
223
-7حاجة الحلف إلى توفير ماتطلبات قوة التدخل السريع ،في ماناطق الزماات التي ستكون
الدول العربية أحد مايادينها ،لذا يرأى الحلف ضرورة إشراك الدول العربية في تحمال نفقات هذه
القوة ،والحصول على التسهيلت الماطلوبة ،وكذا ماراقبة الدول العربية للحؤول دون اماتلكها
لسلحة الدماار الشامال أو الصواريخ قصيرة أو ماتوسطة المادى قادرة على تهديد المان الورو –
أطلسي.
وقد عقد ماؤتمار المان الماتوسطي بحضور حكوماات وأكاديمايين مان دول الحلف ومانظماات
دولية ودول ماتوسطية غير أعضاء بالحلف وهي إسرائيل ،ماصر ،تونس والماغرب ،ماوريتانيا
وماماثلين عن اتحاد غرب أوروبا والتحاد الوروبي ،وذلك في 17 -15أكتوبر 1995م ،وقد
حدد الماؤتمار التحديات في:
-3التماييز بين السلم السياسي والماتشددين السلمايين الذين يشكلون تهديًدا لستقرار
الماتوسط.
-5ضرورة عمال الحلف ماع دول الماتوسط غير العضاء فيه ،وتحديد مافهوم للعدو الجديد).(66
ثاللثا :مبادئ الحوار :يرتكز الحوار الطلسي – الماتوسطي على المابادئ التية:
-1الملكية المشتركة :بماعنى أن الحوار هو عمالية جمااعية وغير قائماة على فرض قوالب
وأفكار ماسبقة ،بل هي عمالية تأخذ في العتبار الخصائص القليماية والثقافية والسياسية لجمايع
الشركاء ،مان أجل بناء علقة تعاون تخدم الماصالح الماشتركة.
-2عدم التمييز والمفاضلة :حيث يتساوى جمايع الشركاء في نفس أسس النقاش وتنفيذ النشطة
الماشتركة ،غيرأن الماشاركة تختلف مان دولة لخرى ،وهذا حسب ماصالح كل مانها.
-3التكامل :حيث تكون عمالية الحوار تتمااشى ماع المابادرات الدولية الخرى ماثل مابادرة التحاد
الوروبي ومانظماة المان والتعاون في أوروبا و ماجماوعة الدول الثماانية الكبرى ،وكذا تنسيق
السياسات والتعاون الماني بين دول الحلف وشركائه.
224
-4التقدم :عمالية الحوار الطلسي -الماتوسطي هي عمالية تراكماية تساهم في توسيع نطاق
التعاون ،وكذا زيادة البلدان الماشاركة فيه).(67
رابلعا :أهداف الحوار الطألسي– المتوسطأي :تسعى عمالية الحوار إلى تحقيق الهداف التية:
-4تعزيز علقات الحلف ماع جمايع الشركاء في الحوار الماتوسطي مان خلل تعزيز الحوار
السياسي القائم ).(69
خاملسا :أهمية الحوار الطألسي -المتوسطأي :تتجلى أهماية الحوارالطلسي -الماتوسطي في
النقاط التية:
-1هذه العمالية تأخذ بعين العتبار طبيعة المانفعة الماتبادلة مان خلل:
أ -الحاجة للماضي قدًماا في العمالية بالتشاور الوثيق ماع بلدان الحوار الماتوسطي.
ج -إماكانية التماايز الذاتي ماع الماحافظة على وحدة الحوار الماتوسطي وخاصيته غير التماييزية.
د -ضرورة التركيزعلى التعاون العمالي في الماجالت التي يماكن أن يقدم فيها الحلف قيماة
ماضافة.
ذ -الحاجة إلى ضماان تكامال هذا الماسعى ماع مابادرة إسطمابول للتعاون ،بالضافة إلى الجهود
و صا جهود التحاد الوروبي ومانظماة المان والتعاون في أوروبا
الدولية الخرى ،خصو ً
ماجماوعة البلدان الثماانية.
225
ر -إماكانية توسيع الحوار الماتوسطي إلى البلدان الماعنية الخرى في مانطقة البحر الماتوسط على
أساس كل حالة على حدى).(68
-2إن مابادرة الحلف رفع الحوار -الماتوسطي إلى شراكة حقيقية هدفها العام الماساهماة في المان
والستقرار القليماين ،وهي تستند على المابادئ سابقة الذكر.
سادلسا :مجالت التعاون :ارتكزت جهود الحلف على توسيع وتعمايق التعاون عبر النشاطات
التي تتم تطويرها ضمان برناماج العمال السنوي الذي يضم ورش العمال والندوات وتطبيقات عمالية
أخرى ،في واحد وعشرين ماجا ً
ل ،مانه:
-2إدارة الزماات.
-3إستراتيجية وسياسة الدفاع.
-4أمان الحدود.
-5ماراقبة السلحة.
-6السلحة الصغيرة والخفيفة.
-7النشاط في ماجال التخلص مان اللغام الماضادة للفراد).(69
-8الصلح الدفاعي والقتصاد الدفاعي.
-9التعاون العلماي والبيئي.
-10النشاطات العلماية .
-11ماكافحة الرهاب.
-12مانع انتشار أسلحة الدماار الشامال).(70
ويشمال البعد العسكري للبرناماج العمال السنوي توجيه دعوات لبلدان الحوار لماراقبة الماناورات
العسكرية أوالماشاركة فيها ،وحضور الندوات وورشات العمال التي تنظماها القيادة الستراتيجية
للحلف ،بالضافة إلى دورات في مادرسة أوبرامايرجاو التابعة للحلف بألماانيا ،وكلية الحلف للدفاع
بروماا ،ويشمال ذلك أي ً
ضا زيارات القوات البحرية التابعة للحلف إلى ماوانئ دول الحوار و إجراء
تدريبات مايدانية للمادربين مان قبل فريق تدريبي ماتجول ،وزيارات للخبراء قصد تقدير الماكانات
الماتوفرة لمازيد مان التعاون العسكري.
226
سابلعا :آلية الحوار :حتى انعقاد ماؤتمار قماة مادريد في يوليو 1997م ،كانت اللجنة السياسية
للحلف الطلسي هي الجهة العليا الماسؤولة عن السياسة العاماة للحوارالطلسي – الماتوسطي ،في
حين تولت الدارة الدولية للحلف عمالية الماناقشات والتصالت وتبادل الماعلوماات بين الحلف
وأعضاء الحوار الماتوسطيين .وفي قماة الحلف بمادريد تم تأسيس ماجماوعة التعاون الماتوسطي
للقيام على عمالية الحوار الطلسي– الماتوسطي ،وهي تحت اشراف ماجلس شماال الطلسي،
وتعقد اجتمااعاتها على ماستوى الماستشارين السياسيين بشكل مانتظم لماناقشة الماور الماتعلقة
بالحوار.
وتعقد الجتمااعات بصيغة ) (1+26بصفة مانتظماة ،وتهدف إلى تبادل وجهات النظر حول
ماختلف القضايا الماتعلقة بالحالة المانية في مانطقة البحر الماتوسط ،وبحث طرق تطورأبعاد
التعاون السياسية والعمالية للحوار .
كماا تعقد الجتمااعات بصيغة ) (NAC + 7التي تجماع ماجلس شماال الطلسي بالدول
الماتوسطية السبع غير العضاء في الحلف ،وتعقد بشكل دوري ،وتكون في العادة بعد اجتمااعات
الحلف الوزارية و قمام رؤساء الدول والحكوماات ...والهدف مانها هو نقل الماعلوماات وإطلع
الماسؤولين مان دول الحوار الماتوسطي على سياسات وماواقف الحلف تجاه بعض القضايا).(71
ثاملنا :أبعادالحوار :ينطوي الحوار الطلسي -الماتوسطي على العديد مان البعاد مانها:
-1البعد السياسي :ينطوي الحوار الطلسي الماتوسطي على أهماية بالغة حيث تحقق عمالية
الحوارالهداف السياسية التية:
أ -تغيير الخريطة الداركية لدى الشعوب والدول الماتوسطية غير الطلسية حول دور وماهام
الحلف ،باعتباره تجماًعا عسكرًيا تقوده الوليات الماتحدة الماريكية لتنفيذ أهدافها التوسعية ،مان
خلل ماشاركتها في إطار ) (1+ 26كدولة أطلسية تشارك اهتمااماات الحلف ،بعيًدا عن ماصالحها
الضيقة ،حيث تولت اللجنة السياسية للحلف ومان بعدها ماجماوعة التعاون الطلسي ماسؤولية
الشراف على عمالية الحوار لماواجهة التهديدات العسكرية بإجراءات سياسية وإدارة الزماات
بشكل جيد ،مان أجل تعزيز المان والستقرار في الماتوسط.
ب -إن الحوار في إطار ماجماوعة التعاون الماتوسطي يمانح فرصة تغليب الجانب السياسي على
الجانب العسكري ،الذي يثير ماخاوف دول الجنوب ،كماا أن دول الحلف الوروبية تركز على
البعاد غيرالعسكرية للمان ،وهذا ماا يضفي على العمالية طابعا شماوليا ،يضم جمايع أبعاد المان
التعاوني ).(72
227
ج -يتيح الحوار السياسي عقد لقاءات بين الحلف والجانب الرسماي )الحكوماي(
وغيرالرسماي)أكاديمايين وصحفيين وماماثلين عن مانظماات الماجتماع المادني (...مان دول جنوب
الماتوسط ،يتم خللها تبادل الماعلوماات والتشاور واطلع الطرف الخر على سياسات الحلف
وإقاماة قنوات اتصال على ماستويات ماختلفة والستعانة بها للسيطرة على الزماات.
د -السعي إلى إنشاء ثقافة ومادركات جديدة في مايدان المان والتعاون في الفضاء الماتوسطي
باعتباره أسيًرا للصراع العربي– السرائيلي إقليماًيا ،وساحة للصراعات الدولية بين الماعسكرين
زمان الحرب الباردة ،كماا أنه اقتصر مافهوم المان على البعد العسكري ،وكذا أولويته في السياسة
الداخلية والخارجية ،وازالة التخوف مان انعكاسات النحياز الطلسي إلى جانب إسرائيل في
الصراع العربي– السرائيلي.
ذ -صعوبة حشد الدول العربية وتجنيدها عسكرًيا في مايدان المان الماتوسطي والشرق أوسطي
دون غطاء سياسي ،رغم النجاح في حرب الخليج الثانية ،وهو ماا يسماح باحتواء عواقب تحمال
أعباء العماليات العسكرية الماحتمالة.
ر -إدراك حلف الطلسي أن حاجته للمان والدفاع تقتضي عدم الفصل بين المان الماتوسطي
والمان الوروبي ،رغم إختلفهماا في أبعاد المان السياسية والجتمااعية والقتصادية...
ز -تخوف الحلف وبالذات الوليات الماتحدة أن يناقش الحوار الوروبي – الماتوسطي قضايا
ذات طبيعة غيرعسكرية ،وهنا سيظهرالحلف على أنه اللة العسكرية لتحقيق المان بعد سقوط
التحاد السوفياتي).(73
ص -التحولت التي حدثت على ماستوى ماهام الحلف بعد صياغة المافهوم الستراتيجي وانشاء
قوات الماهام الماجماعة الماشتركة والمافهوم الستراتيجي الجديد ،وخاصة ماا يتعلق بالستجابة
المارنة وإدارة الزماات بعماليات عسكرية لغرض حفظ السلم وتثبيته ،وهذا ماا أثار ماعارضة
دول الجنوب ،ونجاح ماهام الحلف الجديدة مارتبطة بالوضاع السياسية داخل ماناطق العماليات .
ض -مان أهم أهداف نشاطات الحلف السياسية هو تأهيل بيئة المان الماتوسطي وجعلها أكثر
استعداًدا للتعامال ماع عماليات عسكرية داخل المانطقة ماباشرة أو في ماحيطها القليماي
أو الطلسي.
-2البعد العسكري :يتم عقد اجتمااعين سنوًيا يأخذان طابع ) (7+26للتشاور بشأن البرناماج
العسكري ،حيث يجتماع ماماثلون عسكريون مان كل دول الحلف والدول السبع الماشاركة في
228
الحوارالماتوسطي ،كماا تم عقد اجتمااع للمارة الولى على ماستوى ماسؤولي دفاع دول الحوار،
وذلك في نوفمابر 2004م .ومانذ ذلك الحين ،يتم عقد اجتمااعات على هذا الماستوى وبشكل مانتظم،
وهذا تنفيًذا لماقررات قماة الحلف بإسطمابول التي دعت دول الحوار الطلسي -الماتوسطي
للتركيز أكثر على البعد العمالي.
ويتم وضع ماعايير التعاون العمالي بين الحلف والدول الماشاركة في الحوار الطلسي –
الماتوسطي في إطار برناماج عمال سنوي ،يتضمان عقد مانتديات للبحث وحلقات دراسية ونشاطات
عمالية أخرى في ماجالت الدبلومااسية العاماة والتعاون العلماي والبيئي والتخطيط لحالت
الطوارئ المادنية وإدارة الزماات وأمان الحدود والسلحة الصغيرة والخفيفة والصلحات في
ماجال الدفاع واقتصاديات الدفاع ودراسة التهديدات الرهابية وانتشار أسلحة الدماار الشامال).(75
-1قيام عناصر بحرية تابعة للحلف بزيارات إلى ماوانئ دول الحوار.
-2ارسال الحلف فرق التدريب لتنظيم براماج تدريب ماوقعي لتطوير ماهارات المادربين في دول
الحوارالجنوبية.
-3قيام خبراء مان الحلف بزيارات لدول الحوار الجنوبية لتقييم إماكاناتها في تحقيق المازيد مان
التعاون في الماجال العسكري.
-4الحاق عناصر وضباط مان دول الحوار الجنوبية ببراماج دراسية ونشاطات أكاديماية أخرى
في كل مان كلية الحلف التي تشرف عليها القيادة العليا لقوات الحلف بأوروبا ) (Shapeالتي
توجد بمادينة أوبرامايجاو Oberammergauاللماانية ،وكلية الناتو الدفاعية بروماا).(76
-6توجيه الحلف دعوات لدول الحوار لحضور التمارينات والماناورات العسكرية التي تتم في
إطار برناماج الشراكة مان أجل السلم ،أو حتى الماشاركة فيها.
-1إن إدارة العماليات في الحرب على العراق سنة 1991م ،كشفت عن ماخاطر جسيماة أثرت
على تنفيذها ،وكانت قضية التنسيق بين دول حلف الطلسي والدول الماشاركة غير الطلسية مان
حوض الماتوسط والشرق الوسط مان أعقد القضايا بسبب اختلف العقائد العسكرية وفن القتال
229
ومانظوماة السلحة ...ولهذا أصبح مان الضروري إقاماة الحلف لحوار أماني ذي أبعاد عسكرية ماع
صا في حال وجود
دول الماتوسط غير الطلسية ،مان أجل التدريب على التعاون العسكري خصو ً
)
عماليات يقوم بها الحلف أو ماجماوعة مان أعضائه أو الوليات الماتحدة داخل الفضاء الماتوسطي
.(77
-2مان وجهة النظر الطلسية والماريكية تحديًدا ،فإن الحوار الطلسي – الماتوسطي سيكبح
صا أن
اندفاع أوروبا في تبني سياسة ذات بعد عسكري وأماني في الفضاء الماتوسطي ،خصو ً
الوليات الماتحدة ل يرجح لديها خيار تعدد الماؤسسات وماراكز القرار في قضايا المان الطلسي
– الوروبي .
-3إن مابادرة إيطاليا وفرنسا وإسبانيا والبرتغال سنة 1995م ،لنشاء قوات أوربية،قادرة على
التدخل في ماناطق الزماات لتحقيق المان والستقرار بالماتوسط ،تتوافق ماع المافهوم الستراتيجي
الجديد للحلف ،الذي أصبح المارجعية الستراتيجية للمابادرة الوروبية .
كماا أن هذه المابادرة تتكامال ماع جهود بناء ماعماارية للدفاع والمان الوروبي ،وهي أكثر
ارتباًطا ماع الحلف ،حيث إن إقراره تكوين قوات الماهماات الماجماعة الماشتركة أدى إلى أن تكون
الخطوات الوروبية الماستقلة غير مانفصلة عن أهداف الحلف العاماة ،كماا تطالب الوليات
الماتحدة الماريكية بأن تكون كل مابادرة أمانية أوربية في إطار الحلف ،الذي هو المارجعية
والضماان الول لمان المانطقة الورو – أطلسية).(78
وهنا يكون الحواران الورو – ماتوسطي والطلسي -الماتوسطي ماتكامالين وغير ماتباينان في
الحوار والتعامال ماع المان الماتوسطي ،الذي هو ماكمال للمان الورو -أطلسي .وتجدر الشارة
إلى أن ك عي
ل مان الردن وماصر والمامالكة الماغربية كانت قد تعاونت عسكرًيا في عماليات يقودها
الحلف بالبوسنة والهرسك في إطار القوة الدولية) )IFORو قوة تحقيق الستقرار ((SFOR
وفي إطار قوة كوسوفو ، ((KFORكماا قدمات إسرائيل ماستشفى مايدانيا بكامال طاقماه وتجهيزاته
لماساعدة لجئي كوسوفو ،أماا مان خارج دول الحوار الماتوسطي ،فقد قامات الماارات العربية
الماتحدة بارسال فرقة عسكرية كبيرة إلى كوسوفو ،كماا ساهمات أي ً
ضا في إصلح ماطار كوكس
اللباني وإعادة تشغيله ،الذي كان قد دمارته القوات اليوغوسلفية).(79
تاسلعا :تقييم الحوار الطألسي – المتوسطأي :واجهت عمالية الحوار الطلسي العديد مان
الصعوبات والتحديات ،نذكر مانها:
230
-1إن بقاء العديد مان الدول العربية خارج عمالية الحوار سيجعل مانها هدًفا للدفاع الجمااعي الذي
يسعى الحلف لتعظيماه مان خلل الحوار.
-2غياب آليات فعالة للحوار والتعاون التي لم تظهر إل بعد قماة إسطمابول 2004م.
-3ارتباط الحلف بالقوى الستعماارية التي احتلت ماعظم الدول العربية ،وهذا ماا أًثر على إدراك
الرأي العام وصناع القرار على حد السواء.
-4ماحدودية الهتماام الطلسي بعمالية الحوار مان حيث الوقت والماوارد )العناصر البشرية
والماالية( ماقارنة ماع مابادرة الشراكة مان أجل السلم ماث ً
ل.
-5يتيح نهج الحوار المانفرد ماع حلف الطلسي فرصة نادرة له للتفاوض والماساوماة مان ماوقف
قوة وضغط ،فصورة المان الماتوسطي تأخذ أبعادها الشامالة عند الحلف ،بينماا تكون مادركات
الماتحاورين الماتوسطين غير الطلسيين في المان ماحدودة وجزئية ،وبالتالي فإن ماواقفهم
التساوماية ضعيفة أماام حلف الطلسي صاحب النظرة الواسعة والماصالح الكلية.
-8التخوف العربي مان نوايا الحلف الحقيقية وأهدافه ،ومان سيواجه الحلف في القرن الحادي
والعشرين .
-9إن الدول العربية هي في حد ذاتها ماوضوع توجس أماني لدول الحلف أكثر مان كونها طرفا
ماشاركا في الحوار الماني .
-11قلة الماعلوماات حول التطورات الستراتيجية ونوايا الحلف وأهدافه في مانطقة حوض
الماتوسط .
-12انعدام التشاور عند ضبط الخطط وتطوير البراماج في إطار الحوار الطلسي – الماتوسطي.
-13تجاهل حاجيات بلدان الحوار أوالستجابة لها بصورة جزئية لدى صياغة الماقترحات.
و بعد هجمات11سبتمبر2001م ،وتعاظم التهديدات التي مصدرها القوس الجنوبي للزمات
231
تواضع نتائج الحوار الطلسي -المتوسطي ،والعدد المتزايد من مبادرات الصلح الشامل فأي الدول
العربية ...سعى حلف شمال الطلسي إلى تقوية الحوار الطلسي المتوسطي القائم منذ 1994م،
وتوسعيه ليشمل دول أخرى بالمنطقة من خلل مبادرة إسطمبول للتعاون ،وذلك فأي قمة الحلف
بإسطمبول فأي 28و 29يونيه 2004م.
أوأل :مبادئ المبادرة :حسب وثيقة مبادرة إسطمبول للتعاون ،فأإن المبادرة تقوم على المبادئ
التية:
-2هي مبادرة تعاونية ممثلة للمصالح المشتركة والمتبادلة بين الحلف ودول المنطقة ،مع مراعاة
التباين فأي ما بينها.
-3استقللها وتكاملها مع بعض المبادرات مثل مبادرة الحوار الطلسي -المتوسطي ،ومبادرة
مجموعة الثمانية والاتحاد الوروبي ،كما تأخذ المبادرة -بحسب ما هو ملئم -من أدوات وآليات
المبادرات الخرى التي وضعها الحلف مثل مبادرة الشراكة من أجل السلم.
وفأي مؤتمر" تحولت النيتو و المن فأي الخليج" ،الذي نظمته و ازرة الخارجية القطرية فأي 19و
20إبريل 2004م ،حدد المين العام للحلف ياب دي هوب سخيفر المبادئ الساسية التي تقوم
عليها المبادرة فأي النقاط التية:
1-مبدأ التعاوأن العملي :ويشمل مجال مكافأحة الرهاب وأمن الحدود إوادارة الزمات والتخطيط
لحالت الطوارئ المدنية...
2-مبدأ الملكية المشاتركة :هو إدراك دول مبادرة إسطمبول للتعاون لنفسها على أنها مساهمة
فأي المجهود التعاوني.
-3مبدأ التكامل :ويكون من خلل تشجيع التعاون والانسجام فأي المجالت السياسية والاقتصادية
والثقافأية والمنية ...وكذا إقرار التكامل مع المبادرات السابقة).(81
ثانيال :هدفا المبادرة :حددت وثيقة مبادرة إسطمبول للتعاون أهدافأها فأي النقاط التية:
232
-1المساهمة فأي المن العالمي والقليمي على المدى البعيد بغرض التعاون الثنائي .
-2مساهمة الحلف فأي تعزيز الجهود التي تبذل لخدمة الصلحات فأي مجالت الديموقراطية
والمجتمع المدني إواقامة روابط جديدة مع دول المنطقة.
أ -تشجيع التعاون العملي مع حلف الطلسي من خلل المشاركة فأي العمليات التي يقودها
الحلف.
ب -تعزيز قدرات دول المنطقة فأي مواجهة التحديات والتهديدات المشتركة فأي مجالت مكافأحة
الرهاب وانتشار أسلحة الدمار الشامل وتهريب السلحة من خلل الخبرة والدعم الذي يقدمه
الحلف).(82
4 -تطوير الحوار السياسي بين دول المنطقة والحلف فأي القضايا المشتركة.
6-مشاركة دول جنوب المتوسط فأي عمليات حفظ سلم يقودها الحلف).(83
-7التركيز على المجالت التي يقدم فأيها الحلف قيمة مضافأة لسيما فأي المجال المني .
ثالثال :مجالت التعاوأن :يمكن تلخيص مجالت التعاون فأي النقاط التية:
-1تقديم الاستشارة خاصة فأي مجال التخطيط للدفأاع والعلقات المدنية-العسكرية إواصلحات
الدفأاع ،حيث أطلق الحلف مبادرة الصلح الدفأاعي لبناء أنموذج توازن القدرات العسكرية بين دول
وهنا ربطت إسرائيل بين الصلح )(84
المنطقة ،إل أنه سيعمل بشكل ثنائي مع كل دولة على حدى
فأي قدراتها العسكرية التقليدية وإقامة علقات دبلوماسية كاملة مع جميع الدول العربية المشاركة فأي
الحوار.
-2تشجيع التعاون العسكري -العسكري للوصول إلى تبادل التشغيل ،من خلل المشاركة فأي
مناورات وتمرينات معينة وما يرتبط بها من نشاطات تعليمية وتدريبية معززة لقدرات الدول
المشاركة.
-3دعوة دول المنطقة للحضور أو المشاركة فأي مناورات عسكرية معينة تنفذ فأي إطار مبادرة
الشراكة من أجل السلم.
233
-4مكافأحة الرهاب ،فأقد طرح إنشاء مجلس إقليمي أوسطي لمكافأحة الرهاب ،والذي يضم دول
مجلس التعاون الخليجي وباكستان وأفأغانستان ،وتمثل فأيه الدول بوزير الداخلية والخارجية ،والهدف
منه من جهة هو التنسيق بين هذه الدول عبر العداد للخطط المنية الداخلية ،وبينها وبين الحلف
من جهة أخرى ،والقيام بعمليات عسكرية مشتركة ضد الدول والجماعات الرهابية أو ضد الدول
والجماعات التي تؤوي أو تقوم بمساعدة الرهابيين).(85
-5تبادل المعلومات والتعاون البحري ،حيث تم دعوة الدول المهتمة للمشاركة فأي عملية المسعى
النشط ،وتعزيز إمكانياتها فأي مجال الدفأاع والردع واحباط النشاطات الرهابية عبر البحر.
)(86
-6المساهمة فأي مواجهة تهديدات أسلحة الدمار الشامل ووسائط إيصالها.
-7تشجيع التعاون فأي مجال أمن الحدود ومكافأحة الجريمة المنظمة والمتخطية للحدود وعمليات
تهريب السلحة الخفيفة والتهريب غير المشروع عبرالاستفادة من خبرات الحلف ومن البرامج
المناسبة التي تنفذ فأي إطار مبادرة الشراكة من أجل السلم وفأي مراكز التدريب التابعة للحلف.
-8تشجيع التعاون فأي مجال التخطيط لحالت الطوارئ المدنية ،عبر النقاط التية:
أ -دورات الحلف التدريبية فأي مجالت التخطيط لحالت الطوارئ المدنية والتنسيق المدني
-العسكري ،والتعامل مع الزمات الناجمة عن التهديدات البرية والبحرية والجوية.
ب -دعوة الدول المهتمة للحضور أو المشاركة فأي مناورات أو تدريبات عسكرية ذات علقة
بالطوارئ المدنية تنفذ فأي إطار مبادرة الشراكة من أجل السلم.
رابعال :آلية عمل مبادرة إسطمبوأل للتعاوأن :تم إنشاء مجموعة مبادرة إسطمبول للتعاون ،وتتكون
من وفأود الدول العضاء فأي الحلف ،وتقوم المجموعة بتحديد إجراءات تطوير قائمة من النشطة
العملية مع البلدان المهتمة وضمان تنفيذها بنجاح ،كما ترفأع تقارير إلى اللجنة السياسية العليا
بالحلف ،وتمهد للق اررات التي سيعتمدها مجلس شمال الطلسي بشأن مبادرة إسطمبول للتعاون،
وستكون صيغة المشاركة على أساس ).(1+26
وقد اتخذ الحلف صيغة) (1+26فأي الحوار الطلسي – المتوسطي ،أيضاذ فأي مبادرة إسطمبول،
للتعاون لعدة أسباب منها:
234
-3تباين دول جنوب المتوسط فأي القدرات العسكرية ،وتمايزها فأي أشكال التحديات والتهديدات
التي تواجهها).(87
-4صعوبة وضع خطة عمل تشمل دول الحلف ودولذ عربية إواسرائيل بسبب الصراع بين إسرائيل
والدول العربية.
5 -تفادي بعض المشاكل السياسية مثل اشتراط الحلف عدم الربط بين مبادرة التعاون أو الحوار
المتوسطي والصراع العربي السرائيلي ،وهذا ما تعترض عليه الدول العربية ،ومن هنا كان تصميم
الحلف للعلقة على أساس فأردي أي ) (26+1وذلك لضمان المشاركة العربية.
6-صعوبة تحقيق بعض أهداف التعاون و منها منع الانتشار النووي أو حيازة أسلحة الدمار
الشامل بسبب حيازة إسرائيل الحصرية لهذا السلح فأي المنطقة ،وبالتالي صعوبة وضع قاعدة عامة
تحكم العلقة بين دول الحلف والدول العربية.
7-تقاسم إسرائيل دول الحلف التراث المسيحي اليهودي المؤسس لحلف الطلسي ،وكذا علقاتها
الستراتيجية المميزة مع القوى الساسية فأي الحلف ،وهو ما سمح لها بتوقيع اتفاق تعاون فأردي مع
الحلف فأي 16أكتوبر 2006م ،وهو أول برنامج تعاوني فأردي يوقعه الحلف مع دولة خارج النطاق
الورو -أطلسي ).(88
8-التخوف من توافأق عربي حول صيغة جماعية مشتركة قد تتعارض جزئذيا أو كلذيا مع أجندة
الحلف التفاوضية ،وهو ما يدعم الموقف التفاوضي للدول العربية مع الحلف ،ويصدعب من انفراد
الحلف بأية دولة عربية ،لن العمل بصيغة) (1+26هي عملية محسومة النتائج مسبذقا لصالح
الحلف ،لفارق المكانات والتكنولوجية والحترافأية والهندسة المنية فأي ما بين دول الحلف .
فأهذه المبادرة موجهة لتوسيع نطاق عمل الحلف مع أكبر عدد ممكن من دول المنطقة ،حيث
استهدفأت أساذسا دول مجلس التعاون الخليجي فأقبل إطلق المبادرة ،زار نائب المين العام للحلف
السفير مينوتو ريتزو دول مجلس التعاون الخليجي ،لجراء مباحثات استطلعية على مستوى رفأيع
لمعرفأة مدى الاهتمام بهذه المبادرة .وبعد أشهر من إعلنها قام مينوتو ريتزو بزيارة ثانية أسفرت عن
التحاق كل من البحرين والكويت والمارات العربية المتحدة بالمبادرة فأي يونيه 2005م .
خامسلا :أسباب انضمام دوأل الخليج إلى المبادرة :ترجع أسباب التحاق دول الخليج إلى مبادرة
إسطبول للتعاون إلى السباب التية:
235
-1انهيار نظرية أمن الخليج من خلل توازن القوى الدولية والقليمية ،التي كان مؤداها أنه ل
يمكن لي قوة دولية أو إقليمية أن تهدد أمن دول مجلس التعاون الخليجي بسبب حجم المصالح
العالمية بالمنطقة ،إل أنها بدأت فأي التصدع منذ قيام الثورة السلمية بإيران سنة 1979م ،
وسقطت بعد الاجتياح العراقي للكويت .وهنا بدأت دول مجلس التعاون الخليجي بالبحث عن مظلة
. )(89
عسكرية دولية للحماية من التهديدات القليمية
-2فأشل دول الخليج فأي بناء قوة عسكرية وطنية أو جماعية )قوة درع الجزيرة( ،قادرة على حماية
أمن المنطقة واستقرارها .
أ -التباين الشديد فأي إدراك مصادر التهديدات وفأي كيفية مواجهتها.
ب -تواضع القدرات البشرية لدى معظم دول الخليج )باستثناء السعودية التي بلغ عدد سكانها سنة
2006م أكثر من 23.6مليون نسمة( التي تسمح ببناء قوة عسكرية رادعة للتهديدات الخارجية .
ج -غياب الرادة السياسية الحقيقية لبناء مؤسسة عسكرية تتناسب مع العباء الدفأاعية ،وهذا تخوذفأا
من بروز طموحات سياسية لدى قادتها تتجاوز حدود صلحياتهم العسكرية ،وهذا ما يدفأعهم إلى
. )(90
القيام بانقلبات عسكرية تنهي نظم الحكم القائمة
د -تباين الرؤى بين الدول المشاركة فأي قوة درع الجزيرة حول قيادة القوة والعنصر البشري المكون
لها -الذي يغلب عليه العنصر السعودي -ومقر مركز القيادة والميزانية المقررة للقوة وكيفية تحمل
العباء...
-3انهيار القوة العسكرية العراقية خاصةذ بعد حل الجيش العراقي ،وهو ما سمح بتفوق إستراتيجي
كاسح ليران على دول المنطقة.
4 -إن التعاون مع حلف الطلسي يشمل مجالت المن الناعم ،كما أنه ل يضمن المن لحد،
وهذا عكس ،العلقات العسكرية مع الوليات المتحدة ،وهو ما يسمح بالتنسيق والتكامل.
سادسال :أسس التعاوأن المني بين حلفا الطلسي وأدوأل مجلس التعاوأن الخليجي :يقوم التعاون
المني بين حلف الطلسي ودول مجلس التعاون على أساس النقاط التية:
-1استمرار الدور الساسي للوليات المتحدة فأي ميزان القوى والترتيبات المنية القائمة ،حيث توفأر
مظلة أمنية وعسكرية تقليدية ونووية ضد بعض دول المنطقة.
236
-2تطوير التحالف الجماعي بين دول الخليج ،حيث تم التوصل سنة 1999م ،إلى اتفاقية الدفأاع
المشترك لدول الخليج العربية ،ثم إنشاء مجلس الدفأاع المشترك.
-3تكامل الترتيبات المنية المقترحة من طرف الحلف مع الترتيبات القائمة مع الوليات المتحدة
)(92
المريكية .
سابعال :مجالت التعاوأن بين حلفا الطلسي وأدوأل مجلس التعاوأن الخليجي :يمكن لحلف
الطلسي المساهمة فأي تحقيق أمن الخليج من خلل تقديم خبراته فأي المجالت التية :
صا بعد إقرار المفهوم العسكري الطلسي لمكافأحة الرهاب منذ سنة
4-مكافأحة الرهاب خصو ذ
. )*(
2002م
-6ادخال المفهوم الوروبي للتكامل ثم الوحدة على تجربة الاندماج القليمي الخليجية.
ثامنال :الدوأر المحتمل لحلفا الطلسي في أمن الخليج :يسعى الحلف إلى الحفاظ على أمن
المنطقة واستقرارها من خلل إرساء آليات شراكة وتعاون مع دول مجلس التعاون تستند إلى:
-1إقامة موانئ بحرية قادرة على استيعاب قطع بحرية وبوارج حربية تابعة للحلف ،حيث وذقعت
. )(94
الكويت اتفاقية العبور مع الحلف وتشمل العبور المن للمعدات والفأ ارد
-2إنشاء قواعد عسكرية ومخازن إستراتيجية لاستخدامها فأي المداد والدعم اللوجستي فأي مهامه
المحتملة.
-3إنشاء قوة تدخل سريع قادرة على التدخل ضد تهديدات المصالح الحيوية مثل أبار البترول
وخطوط نقله...
-4زيادة حجم المساهمة الخليجية فأي تحمل العباء والنفقات المالية الضرورية للمن الخليجي.
-5توسيع التعاون الاستخباراتي ورصد الحركات السياسية والعسكرية المناوئة للمصالح الغربية.
6-المساهمة فأي عملية التحول الديموقراطي فأي النظم الخليجية من خلل المشاركة فأي مشروع
237
الشرق الوسط الكبير.
-7حفظ السلم والمن فأي منطقة القرن الإفأريقي وتأمين العبور المن للسفن البحرية ،التي تتهددها
هجمات القراصنة فأي الصومال ،وذلك من خلل تطبيق القرار رقم 1838الصادر عن مجلس
المن فأي 7أكتوبر2008م ،الداعي إلى مشاركة قوات الحلف فأي مكافأحة القرصنة قبالة سواحل
. )(95
الصومال
-8قيام الحلف بعملية حفظ السلم ،بين الفلسطينيين والسرائيليين حيث أشار المين العام للحلف
ياب دي هوب سخيفر فأي لقاء مع قناة الجزيرة فأي برنامج لقاء اليوم ،أن الحلف مستعد للقيام بهذا
الدور ،بشرط توفأر ثلثة شروط أساسية ،هي :
ب -إذا طلبت تلك الطراف من الحلف أن يساعدها على تطبيق ذلك الاتفاق.
ج -إذا كان هناك قرار صادر عن مجلس المن خاص بهذا الشأن ).(96
-9مساهمة الحلف فأي تدريب الجيش العراقي الجديد وتقديم العون التقني له ،بالضافأة إلى توفأير
بعض التجهيزات الضرورية لمساعدته على أداء واجباته وتحضيره لتسلم الملف المني ،حيث
ساهمت النرويج بتدريب عدد من الضباط العراقيين فأي مراكز الحلف المشتركة الموجودة بها وتشمل
هذه التدريبات مجالت إجراءات الحلف للعلم والمخابرات ،عمليات دعم السلم ،التعاون المدني
العسكري ،إجراءات التخطيط العملياتي لحلف الطلسي ،وحماية المدنيين ،العمليات العسكرية
الطبية ودور المنظمات الدولية وغير الحكومية والوصول إلى تبادلية التشغيل).(97
يمكن إرجاع إقامة العلقات الطلسية المتوسطية بصيغة الحوار -التعاون بدلذ من الشراكة -
التوسع مثلما هو قائم مع دول شرق و وسط أوروبا ،إلى بيئة المن فأي الفضاء المتوسطي تصلح
لمعمارية الحوار -الشراكة ،رغم التأكيد المتكرر الصادر من الوساط الستراتيجية الطلسية
والوروبية ،بأن الفصل بين الفضاء الطلسي -الوروبي والفضاء المتوسطي ل يصلح عملذيا ،فأثمة
صلة ربط إستراتيجية متينة بين الفضائين ،لكن البيئة المنية لكل منهما تختلف من حيث:
-1الناحية التاريخية لم يمثل البحر المتوسط مجالذ أمنيا وميداذنا حربذيا شديد الخطورة على ميزان
القوى فأي العلقات بين القوى الوروبية منذ الحروب النابوليونية حتى نهاية الحرب الباردة بالمقارنة
238
مع وسط أوروبا.
-2الهمية المطلقة لجيوبوليتيكا وسط وشرق أوروبا بالنسبة للمن الوروبي ،مقابل الهمية
الجيواستراتيجية فأي دالة المن العسكري
إ النسبية لجيوبوليتيكا المتوسط ،الذي تراجعت أهميته
للحلف بعد أن كانت مياهه الخط الخلفي فأي إستراتيجية احتواء الاتحاد السوفأياتي ،وتنوع مصادر
التهديد غير العسكرية.(98) ..
-3الاختلف فأي حجم تهديدات بيئة وسط و شرق أوروبا والبيئة المتوسطية التي ل تشكل تهديذدا
لبقاء الدول الوروبية لاعتبارات التية :
ب -افأتقارها لعقيدة أمنية مشتركة أو لستراتيجية عسكرية قائمة على إيديولوجيا عالمية .
ج -أنها لتشكل حلفاذ ول تتمحور حول قوة جيوبوليتيكية مركزية كتلك التي كان عليها الاتحاد
السوفأياتي.
وتشديد -4التخوف من إعادة تشكيل تكتل شرقي محوره روسيا القوة النووية والجيوبوليتيكية،
الحلف على أن التوسع هو الغاية النهائية أو الحد العلى للشراكة ،مع استثناء روسيا من ذلك
للحفاظ على جوهر الحلف القائم على الدفأاع الجماعي ،وهنا تكون الشراكة هي الغاية حيث إن بقاء
روسيا والصين خارج عضوية الحلف سيكون حالة من حالت الحرب الباردة ،التي منحت للحلف
معناه الستراتيجي ،فأالشراكة ستنقل تلك العلقات من حالة الصراع الذي ساد فأي أغلب فأترات
الحرب الباردة إلى حالة التعاون ).(99
5-إن اعتماد الحلف صيغة الحوار -الشراكة ستكون مرضية لجميع الطراف الطلسية ،حيث يتم
احتواء دول جنوب أوروبا الطلسية دون انفرادها بالفضاء المتوسطي.
-6استعداد دول شرق ووسط أوروبا لعضوية الحلف هو سبب اتباعه سياسة التوسع شرقذا ،فأي حين
نجد أن الدول العربية غير مستعدة لذلك ،فأكانت صيغة الحوار والشراكة بديلذ عن الشراكة –
التوسع.
7-ارتباط الحلف تاريخذيا بالقوى الاستعمارية ،وهو ما يثير حفيظة الدول العربية ،فأالتركيز الولى
على الجانب العملي أو العسكري سيكون مثار حفيظة هذه الدول وبالتالي فأإن الحوار السياسي هو
الصيغة الكثر قبولذ.
239
-8افأتقار الحوار الطلسي – المتوسطي إلى وثيقة أساسية مماثلة لما هو موجود فأي مبادرة الشراكة
من أجل السلم .
240
هوأامش الفصل الرابع :
خليفة مراد ،التكامل القتصادي العربي فأي ضوء الطروحات النظرية والمرجعية القانونية ،رسالة )(1
شمعون بيريز ،الشرق الوسط الجديد ،ترجمة عبد الحافأظ حيلمي )عمان ،دار الهلية، )(2
شمعون بيريز ،الشرق الوسط الجديد ،المرجع نفسه ،ص. 72 )(3
محمود عبد الفضيل ،مشاريع الترتيبات القتصادية الشرق أوسطية ،مجلة المستقبل العربي ، )(4
نيرمين السعدني ،مؤتمرات التعاون الشرق أوسطي :اليجابيات والسلبيات ،مجلة السياسة )(5
د -ناظم عبد الواحد الجاسور ،تأثير الخلفأات المريكية الوروبية على قضايا المة العربية: )(6
حقبة ما بعد الحرب الباردة ) بيروت :مركز دراسات الوحدة العربية 2007 ،م( ،ص . 158
)(7
Bernard Lewis , Rethininking The Middle East , Forgeign Affairs ,
Vol . 71 . No .4. 1992. PP, 99 – 119 .
جميل مطر وعلي الدين هلل ،النظام القليمي العربي :دراسة فأي العلقات السياسية العربية )(8
شمعون بيريز ،الشرق الوسط الجديد ،المرجع السابق ،ص . 67 )(9
د -ناظم عبد الواحد الجاسور ،تأثير الخلفأات المريكية الوروبية على قضايا المة العربية : )(10
جلل أحمد أمين ،مشروع الشرق أوسطية ومشروع النهضة العربية ،مجلة المستقبل العربي ، )(11
د -ناظم عبد الواحد الجاسور ،تأثير الخلفأات المريكية الوروبية على قضايا المة العربية: )(12
شمعون بيريز ،الشرق الوسط الجديد ،المرجع السابق ،ص ص. 196-193 )(13
241
د -ناظم عبد الواحد الجاسور ،تأثير الخلفأات المريكية الوروبية على قضايا المة العربية : )(14
د -ناظم عبد الواحد الجاسور ،تأثير الخلفأات المريكية الوروبية على قضايا المة العربية : )(15
أسامة فأاروق مخيمر ،التعاون المتوسطي ،رسالة ماجستير منشورة )القاهرة :مركز المحروسة )(16
أسامة فأاروق مخيمر ،التعاون المتوسطي ،المرجع نفسه ،ص. 164 )(17
أسامة فأاروق مخيمر ،التعاون المتوسطي ،المرجع نفسه ،ص. 166 )(18
خليفة مراد ،التكامل القتصادي العربي فأي ضوء الطروحات النظرية و المرجعية القانونية، )(19
خليفة مراد ،التكامل القتصادي العربي فأي ضوء الطروحات النظرية و المرجعية القانونية ، )(20
أسامة فأاروق مخيمر ،التعاون المتوسطي ،المرجع السابق ،ص. 140 )(21
أسامة فأاروق مخيمر ،التعاون المتوسطي ،المرجع نفسه ،ص .143 )(22
د -ناظم عبد الواحد الجاسور ،تأثير الخلفأات المريكية الوروبية على قضايا المة العربية : )(23
د -ناظم عبد الواحد الجاسور ،تأثير الخلفأات المريكية الوروبية على قضايا المة العربية : )(24
د -نوار محمد ربيع ،اتجاهات المن الوروبي بعد الحرب الباردة :دراسة فأي المن الطلسي )(25
و المتوسطي ،أطروحة دكتوراه ) بغداد :جامعة بغداد 2002 ،م ( ،ص. 239
د -ناظم عبد الواحد الجاسور ،تأثير الخلفأات المريكية الوروبية على قضايا المة العربية : )(26
د -ناظم عبد الواحد الجاسور ،تأثير الخلفأات المريكية الوروبية على قضايا المة العربية: )(27
242
د -مصطفى صايج ،التحاد من أجل المتوسط ومصير برشلونة ،مجلة السياسة الدولية ،العدد )(28
)(29
Bertrand Badie Et Beatrice Didiot, L'Etat Du Monde ( Paris : La
Decouverte , 2007 ) , PP . 386-387 .
د -مصطفى صايج ،التحاد من أجل المتوسط ومصير برشلونة ،المرجع السابق ،ص . 141 )(30
د -مصطفى صايج ،التحاد من أجل المتوسط ومصير برشلونة ،المرجع نفسه ،ص . 142 )(31
د -مصطفى صايج ،التحاد من أجل المتوسط ومصير برشلونة ،المرجع نفسه ،ص 143 )(32
إيناس إبراهيم ،دعم الديموقراطية فأي الشرق الوسط :المبادرات الوروبية ،العدد 2 )(33
د -حسن أبوطالب وآخرون ،التقرير الستراتيجي العربي ) ،2004 – 2003القاهرة :مركز )(34
د -حسن أبوطالب وآخرون ،التحاد الوروبي والمتوسط :مبادرات جديدة ،المرجع نفسه ،ص )(35
. 161
د -حسن أبوطالب وآخرون ،التحاد الوروبي و المتوسط :مبادرات جديدة ،المرجع نفسه، )(36
ص . 158
د -حسن أبوطالب وآخرون ،التحاد الوروبي و المتوسط :مبادرات جديدة ،المرجع نفسه ، )(37
ص . 159
د -عمرو حمزاوي ،توسيع التحاد الوروبي :التحديات والفرص ،مجلة السياسة الدولية ،العدد )(38
www.diplomacie.gouv.fr.php3?id_article
سامية بيبرس ،الاتحاد من أجل المتوسط ومستقبل الشراكة الورو -متوسطية ،مجلة السياسة )(40
243
: النص الرسمي لمبادرة التحاد من أجل المتوسط )(41
www.diplomacie.gouv.fr.php3?id_article
النص الرسمي لمبادرة التحاد من أجل المتوسط : )(42
www.diplomacie.gouv.fr.php3?id_article
سامية بيبرس ،الاتحاد من أجل المتوسط ومستقبل الشراكة الورو -متوسطية ،المرجع السابق ، )(43
ص ص136 - 135
للمزيد أنظر :النص الرسمي لمبادرة التحاد من أجل المتوسط : )*(
?www.diplomacie.gouv.fr.php3 =2053
id_article
عاطف الغمري ،الشرق الوسط الكبير)القاهرة :كتاب الحرية 2004 ،م ( ،ص .8 )(44
د -ناظم عبد الواحد الجاسور ،تأثير الخلفأات المريكية الوروبية على قضايا المة العربية: )(45
د -ناظم عبد الواحد الجاسور ،تأثير الخلفأات المريكية الوروبية على قضايا المة العربية: )(46
عاطف الغمري ،الشرق الوسط الكبير ،المرجع السابق ،ص . 128 )(47
عاطف الغمري ،الشرق الوسط الكبير ،المرجع نفسه ،ص . 100 )(48
خليل العناني ،الشرق الوسط الكبير ،مجلة السياسة الدولية ،العدد )156القاهرة2004 ،م(، )(49
ص .100
د -أحمد سليم البرصان ،مبادرة الشرق الوسط الكبير :البعاد السياسية والستراتيجية ،مجلة )(50
علي عبد الصادق ،الناتو الشرق الوسط الكبير ،مجلة السياسة الدولية ،العدد ) 163القاهرة ، )(53
244
عاطف الغمري ،الشرق الوسط الكبير ،المرجع السابق ،ص. 223 )(54
د -كاظم هاشم نعمة ،حلف الطلسي )طرابلس :منشورات أكاديمية الدراسات العليا2003 ،م )(55
)(56
www.nato.int /douc /mediterranean / secopmed-fr-pdf
د -عماد جاد ،حلف الطلسي :مهام جديدة فأي بيئة أمنية مغايرة ،رسالة دكتوراه منشورة )(57
د -ناظم عبد الواحد الجاسور ،تأثير الخلفأات المريكية الوروبية على قضايا المة العربية : )(58
)(59
www.nato.int /douc /pr /1997 /p 97 /-081f . htm
)(60
RD.Asmus.FS.Larrabee , I.O.Lesser ,Mediterranean Security : new
Challenges New Tasks , nato review ,vol .44.No,3, 1996 .pp .25 -31 .
د -ناظم عبد الواحد الجاسور ،تأثير الخلفأات المريكية الوروبية على قضايا المة العربية : )(61
د -ناظم عبد الواحد الجاسور ،تأثير الخلفأات المريكية الوروبية على قضايا المة العربية : )(62
د -ناظم عبد الواحد الجاسور ،تأثير الخلفأات المريكية الوروبية على قضايا المة العربية: )(63
د -كاظم هاشم نعمة ،حلف الطلسي ،المرجع السابق ،ص. 263 )(64
د -كاظم هاشم نعمة ،حلف الطلسي ،المرجع نفسه ،ص ص . 265 – 264 )(65
)(66
F.Setephen Larrabee , Carla Thorson , Mediterranean Security : New
Issues And Challenges in : www.rand.org /pubs / conf / proceedings/cf
122.
245
)(67
www.nato.int / douc / mediterranean /secopmed-fr.pdf
)(68
www.nato.int /med-dial –fr . pdf
)(69
www.nato.int /med-dial / home .htm
)(70
www.nato.int /med-dial / home -fr .htm
)(71
www.nato.int /med-dial –fr . pdf
د -كاظم هاشم نعمة ،حلف الطلسي ،المرجع السابق ،ص . 291 )(72
د -كاظم هاشم نعمة ،حلف الطلسي ،المرجع نفسه ،ص. 284 )(73
)(74
www.nato.int /med-dial –fr . pdf
)(75
www.nato.int / douc / mediterranean /secopmed-fr.pdf
)(76
www.nato.int /med-dial –fr . pdf
د -كاظم هاشم نعمة ،حلف الطلسي ،المرجع السابق ،ص . 299 )(77
د -كاظم هاشم نعمة ،حلف الطلسي ،المرجع نفسه ،ص . 297 )(78
)(77
www.nato.int /med-dial –fr . pdf
للمزيد :أنظر ملحق الوثيقة الرسمية لمبادرة إسطمبول . )(80
: ياب دي هوب سخيفر ،دور الناتو فأي أمن الخليج فأي )(81
عطية عبد العزيز ،قمة إسطمبول :التوسع الجنوبي للناتو ،المرجع نفسه ،ص . 156 )(84
))85
www.nato.int / douc /comm /2004 / 06_ istamboul / douc-meddial -
fr.pdf.
د -كاظم هاشم نعمة ،حلف الطلسي ،المرجع السابق ،ص. 281 )(86
أشرف محمد كشك ،إسرائيل و الناتو :من التعاون إلى الشراكة ،مجلة السياسة الدولية ،العدد )(87
246
) 158القاهرة2007 :م ( ،ص . 250
د -أحمد إبراهيم خليل ،الدفأاع المشترك الخليجي :محدودية التعاون ،مجلة السياسة الدولية ، )(88
. 153
))90
www . nato . int /issues / ici .
)(91
www . nato . int /issues / ici /index / -f-html
)(92
www.nato-qatar .com /security /arabic speach 3 /html.
أقر الحلف سنة 2002م المفهوم الستراتيجي لمحاربة الرهاب ،حيث حدد العمليات التي )*(
د -حسن أبوطالب وآخرون ،التقرير العربي الستراتيجي ) 2005 -2004القاهرة :مركز )(96
د -كاظم هاشم نعمة ،حلف الطلسي ،المرجع السابق ،ص . 240 )(98
د -كاظم هاشم نعمة ،حلف الطلسي ،المرجع السابق ،ص. 243 )(99
الفصل الخامس
247
يتم فأي هذا الفصل دراسة مستقبل العلقة بين منظمة حلف شمال الطلسي ودول الضفة الجنوبية
للمتوسط ،من خلل ثلثة سيناريوهات هي :
أو -1السيناريوأ المحتمل :يطرح هذا السيناريو إمكانية تراجع العلقة بين الحلف وبين دولة
دول المنطقة.
2-السيناريوأ المعياري :ويفترض أنموذجين للعلقة بين منظمة حلف شمال الطلسي ودول
الضفة الجنوبية للمتوسط ، ،وهما:
3-السيناريوأ الممكن :حيث يتم فأيه الارتقاء من مستوى الحوار إلى مستوى التعاون والشراكة،
وهذه العلقة تكون محاكاة لمبادرة الشراكة من أجل السلم.
248
يمكن تصور مسار العلقة بين منظمة حلف شمال الطلسي ودول المنطقة من خلل تقنية
السيناريو ) (Scenarioالذي هو وصف لوضع مستقبلي ممكن أو محتمل أو مرغوب فأيه ،مع
توضيح لملمح المسار أو المسارات التي يمكن أن تؤدي إلى هذا الوضع المستقبلي ،وذلك إنطلذقا
من الوضع الراهن ،أو من الوضع الابتدائي المفترض ).( 1
أوألل :السيناريوأ المحتمل :يطرح هذا السيناريو إمكانية تراجع الحوار والتعاون بين منظمةحلف
شمال الطلسي والدول العربية ،الذي يتأثر بالعديد من العوامل والسباب منها:
-1الخلفأات الورو-أمريكية حول تفضيلت الحلف السلمية أو العسكرية فأي التعامل مع أزمات
المنطقة ،ومشكلة تحمل العباء والنفقات المالية والبشرية للقيام بعمليات خارج نطاق المادة الخامسة
من معاهدة واشنطن.
-2زيادة النفوذ الروسي فأي منطقة المتوسط ،واختلف الحلفاء الطلسيين فأي التعامل مع روسيا و
دول القوقاز ومنظمة المن الجماعي)*(.
249
غير أن هذه السباب تتراجع أمام بعض الحجج منها:
-1منذ مطلع التسعينيات ،فأقد أثبت الحلف أنه الرابطة عبر الطلسية التي ل يسهل الاستغناء
عنها ،رغم التحديات والتحولت التي يواجهها.
-2انحسار الدور الروسي الحالي ومحدوديته ،بالمقارنة مع ما كان يمثله الاتحاد السوفأياتي سابذقا،
رغم تعاظمه.
-3تراجع طرح فأرض الديموقراطية على الدول العربية بالقوة بفضل مقاومة شعوب المنطقة،
وبالذات المقاومة العراقية للاحتلل المريكي ،وتأثير الحليف الوروبي على وجهة النظر المريكية،
وتردي الوضع الاقتصادي المريكي (أزمة الرهون العقارية ،الزمة المالية ،البطالة ،التضخم(...
وانخفاض شعبية بوش والجمهوريين الذين خسروا الغلبية فأي مجلس الشيوخ والكونغرس ورئاسة
الدولة.
-4تطور العلقة القائمة بين الحلف والدول العربية من مستوى الحوار إلى مستوى الشراكة
والتعاون ،وهو ما يمثل نقلة نوعية فأي مجالت الشراكة وتوثيق لليات التعاون ونضمام دول عربية
جديدة للحوار مع الحلف ،مثل السلطة الفلسطينية التي لم تستبعدها قمة إسطمبول من إمكانية إقامة
مشاركة مستقبلية معها ،وذلك بعد مصادقة مجلس شمال الطلسي ،كما كانت اتصالت عديدة بين
الحلف والسلطة الفلسطينية لتقصي المعلومات وذلك منذ مارس2005م.
ثانليا :السيناريوأ المعياري (*) :يتحدد هذا السيناريو من خلل أنموذجين منفصلين لتتبع تطورالعلقة
بين منظمة حلف شمال الطلسي والدول العربية وهما:
-1أنموأذج منظمة المن الجماعي :يقوم على تصور إمكانية اكتساب دول الحوار المتوسطي-
الطلسي أو الدول المشاركة فأي مبادرة إسطمبول للتعاون عضوية الحلف ،وهذا ما يؤدي إلى تغيير
منظمة حلف الطلسي القائمة على مبدأ الدفأاع الجماعي إلى منظمة للمن الجماعي.
فأالهدف من الحلف والحوار يكاد يكون واحذدا باعتبار أن المن هو مطلب لدول حلف الطلسي
أكثر مما هو لدول المتوسط غير الطلسية التي ل ترى فأي حوارها مع الحلف وسيلة للقيام بدور
عالمي ،بقدر ما هو حاجة إلى أمن وطني أو أمن إقليمي كحد أقصى ،أما حلف الطلسي فأهو بأمر
الواقع منظمة للمن والدفأاع ذات رؤية و طموحات عالمية ،التي تأكدت أكثر منذ انهيار الاتحاد
السوفأياتي.
250
ومن هنا يتوجب على الحلف البدأ فأي عملية تعريف الملمح الجغرافأية للتحالف ،وبالتالي فأإن من
شأنه إقرار مبدأ إستراتيجي وأجندة عملية جديدة لتحقيق كفاءة عالية فأي حشد القدرات والموارد
وتعديلها ،بحيث تتوافأق مع أهداف واحتياجات معينة على أساس عالمي بدلذ من الساس الضيق
المرتبط بالنطاق الطلسي ،وعندما تحدث عملية إعادة الترتيب العسكري فأإن فأكرة العضوية
والشراكة سوف تتخذ شكلاذ ومعنى جديدين).( 2
وهنا نميز بين الدول العربية إواسرائيل فأي احتمالت الحصول على عضوية الحلف كالتي :
أ -الدوأل العربية :من هذا المنطلق البراغماتي هناك ضرورة إستراتيجية للمزيد من التعاون
والاندماج مع دول المنطقة التي أصبحت ضمن النطاق العملياتي للحلف ،ومن غير المستبعد ضم
عدد من دول المنطقة الفاعلة وذات قيمة مضافأة لحلف الطلسي مثل مصر والجزائر والمغرب...
ضا دولذ عربية إواسلمية وهو ما
باعتبار أنها تمتلك فأائض فأي القوة البشرية والعسكرية ،وكونها أي ذ
يسهل مهام الحلف بالمنطقة مثل مهام حفظ السلم فأي العراق وأفأغانستان) ،(3كما أنها تساهم فأي
العباء والنفقات المالية المترتبة عن تلك المهام ،كما تتميز بقربها من مناطق الزمات ،وهو ما
يسهل من مشاكل الدعم اللوجستي ،واستخدامها للانطلق فأي العمليات العسكرية ضد مصادر
التهديد.
ب -إسرائايل :بعد العلن عن مبادرة إسطمبول إوانضمام كل من الكويت وقطروالبحرين والمارات،
تم إثارة جدل واسع حول إمكانية انضمام إسرائيل للحلف ،حيث هناك علقة مميزة بينهما ،وتتمثل
فأي:
-مشاركة إسرائيل فأي مناورات الحلف البحرية مثل تلك التي أجراها فأي البحر السود ،وتدريب
مشاة الحلف بأوكرانيا ،كما شاركت فأرقاطة إسرائيلية فأي تدريبات للقيام بمهام انقاذ بحرية فأي إطار
مناورة تعاونية ماكو قبالة سواحل رومانيا.
-وضع وحدة البحث والانقاذ السرائيلية تحت تصرف الحلف فأي حالة الطوارئ المدنية.
-عقد اتفاق بين إسرائيل والحلف يتعلق بأشكال إسهام إسرائيل فأي العمليات البحرية التي يقوم بها
الحلف فأي محاربة الرهاب بعرض البحر).(4
-فأي16أكتوبر2006م ،أبرمت إسرائيل اتفاق تعاون فأردي مع الحلف ،هو أول برنامج يقترحه
الحلف على دولة خارج مجال الورو -أطلسي .
251
كما تشترك إسرائيل مع الحلف فأي تحديات مشتركة ،منها:
-السلم الراديكالي.
-الرهاب العالمي.
كما يحضى مشروع ضم إسرائيل لعضوية الحلف بدعم أمينه العام وكبار مساعديه والعديد من
الشخصيات الوروبية ،ومنها رئيس الوزراء السباني السابق خوسيه ماريا أزنار ،الذي دعى إلى
تشكيل مظلة أطلسية للردع والدفأاع عن أمن إسرائيل.
فأانضمام إسرائيل للحلف يحقق العديد من المكاسب للجانب الوروبي والمريكي والسرائيلي ،يمكن
اختصارها فأي :
-1-1الجانب الوأروأبي :من وجهة النظر السرائيلية فأإن انضمام إسرائيل للحلف يحقق
للوربيين عددا من المكاسب منها:
أ -انتقال الاتحاد الوروبي من الدوار الهامشية إلى الدوار الساسية فأي أي تسوية سلمية.
ج -اكتساب حليف إسترتيجي ذو ثقافأة غربية فأي بيئة شرق أوسطية معادية .
-1-2الجانب المريكي :يحقق انضمام إسرائيل للحلف العديد من المكاسب للوليات المتحدة
المريكية ،ويمكن اختصارها فأي:
ب -تضييق الخلفأات مع حلفائها حول كيفية التعامل مع إسرائيل وخاصة الوروبيون منهم.
ج -التقليل من تأثير الطرف العربي على مواقف الوروبيين تجاه قضية الصراع العربي السرائيلي،
الذي بدوره ينعكس سلذبا على العلقات الورو -أطلسية).(7
-3 -1الجانب السرائايلي :هناك اتجاه قوي داخل إسرائيل داعم لفكرة انضمام إسرائيل إلى حلف
الطلسي ،وذلك لتحقيق الهداف التية:
252
أ -الهدافا السياسية :وتتمثل فأي:
-ترقية العلقات مع الاتحاد الوروبي والوليات المتحدة باعتبارهما يمتلكان إستراتيجية تجاه
المنطقة لعادة تشكيلها ،وهنا يجب التعامل اليجابي معها ،لنها تدمجها فأي القليم (مشاريع
الشرق أوسطية والورو -متوسطية.(. ..
ب -الهدافا العسكرية :فأي حالة انضمام إسرائيل لحلف الطلسي ،فأإنها تحقق المكاسب
العسكرية التية:
-المحافأظة على استم اررية العلقات الستراتيجية مع الحلف وبالذات مع الوليات المتحدة
المريكية.
-توفأير مظلة أطلسية تمثل عنصر ردع إضافأي فأي أي مواجهة محتملة.
-2-1على مستوأى الدوأل العربية :رغم العلقات المتقدمة للكثير من الدول العربية مع الحلف،
إل أن انضمامها للحلف أمر مستبعد على القل فأي اللحظة الراهنة ،وذلك راجع إلى:
ج -تقييد حرية إسرائيل فأي استخدام القوة ،حيث يضع الحلف شروطاذ صارمة لذلك ،بحيث يجب
253
استشارة جميع الحلفاء الذين قد يعارضون ذلك.
د -عدم التوصل إلى حل سلمي للصراع العربي -السرائيلي ،إذ يشترط فأي عضوية الحلف أن ل
تكون الدولة المرشحة فأي حالة حرب أو صراع.
ذ -عدم ترسيم حدود إسرائيل حيث يشترط فأي العضوية أن توضع الحدود بشكل سلمي.
254
مؤهلذ لرساء المن والاستقرار والوصول إلى قواسم مشتركة فأي مجالت:
أ -عدم التحاق جميع دول المنطقة بالحوار المتوسطي-الطلسي أو بمبادرة إسطمبول للتعاون.
ج -الاحتلل المريكي للعراق وسعي بوش إلى فأرض مشروع الشرق الوسط الكبير بالقوة.
ر -فأشل مساعي نزع أسلحة الدمار الشامل بالمنطقة بسبب امتلك إسرائيل الحصري لها ،وهو ما
يمثل تهديد لمن المنطقة.
ز -سياسة المحاور والمحاور المضادة التي ظهرت جلذيا منذ حرب يوليو 2006م.
ثالثال :السيناريوأ الممكن :يقوم هذا السيناريو على أن العلقة القائمة بين منظمة حلف شمال
الطلسي ودول المنطقة تتجه نحو نمط مشابه لبرنامج الشراكة من أجل السلم بين الحلف ودول
صا بعد تطوير الحوار الطلسي-
شرق ووسط أوروبا الذي أطلق منذ عام 1994م ،خصو ذ
المتوسطي إلى مستوى الشراكة -التعاون ،إواعلن مبادرة إسطمبول للتعاون مع دول الشرق الوسط
)(12
الموسع ،وبالذات مع دول مجلس التعاون الخليجي.
وهنا نلحظ تشابه فأي مجالت التعاون -حيث يتم التركيز على التعاون العملي بين الجانبين-
وتتمثل فأي النقاط التية:
1-التعاون العسكري -العسكري للوصول إلى تآلف العمليات من خلل التدريبات والمناورات
المشتركة.
255
-2تقديم الحلف لاستشارة فأي قطاعات التخطيط الدفأاعي والعلقات المدنية -العسكرية إواصلحات
الدفأاع ،حيث أطلق الحلف مبادرة فأي مجال الصلح الدفأاعي.
-3مكافأحة الرهاب.
4-تبادل المعلومات.
7-محاربة الجريمة المنظمة المتخطية للحدود والتهريب وتجارة المخدرات والسلحة غير
المشروعة.
-1إنشاء قوة مشتركة قادرة على القيام بمهام حفظ السلم إوادارة الزمات ومنع الصراعات
والعمليات النسانية.
-3المساهمة المتبادلة فأي مواجهة أي تهديدات المن الوطني لي من دول الحلف ودول
المشاركة ،وهذا يتطلب التي:
غير أن هذا السيناريو هو محل انتقاد بسبب تأثيره السلبي على أمن الدول العربية ،وتتلخص هذه
المخاوف فأي النقاط التية:
-1إن بقاء دول عربية (سوريا ،ليبيا ،السودان ) أو شرق أوسطية )إيران)خارج إطار الحوار-
الشراكة أو مبادرة إسطمبول قد تكون هدف للدفأاع الجماعي الذي يسعى إليه الحلف ،باعتبارها
تهديداذ للمن والاستقرار.
-2رغم توسيع الحلف فأي وسط وشرق أوروبا وسياسة الشراكة مع روسيا وأوكرانيا ،فأإن بيئة المن
المتوسطية والشرق أوسطية هي الكثر احتمالذ لمهام حلف الطلسي بسبب غياب دور مماثل لقوة
روسيا بالمنطقة ،حيث يكون الخيار العسكري هو البديل الول بسبب وجود قوات أمريكية )السطول
256
السادس( وأطلسية وأوربية بالمتوسط جاهزة للتدخل ،بالضافأة إلى التسهيلت التي تقدمها دول
الشراكة الطلسية -المتوسطية أو دول مبادرة إسطمبول ،وهنا تكون الضغوط العسكرية مرجحة
)(13
على البدائل السياسية والاقتصادية.
-3إن تطورعملية الشراكة قد ترجح لدى المشاركة فأيها خيار الشراكة مع الحلف على حساب
خيارات العلقات العربية -العربية فأي قضايا المن.
أ -توفأير أوضاع سياسية إيجابية للتدخل من خلل إقامة حوار مع أطراف غير متوسطية تضمن
حدوث انقسام داخل التجمعات والمنظمات القليمية تجاه عملية التدخل.
ب -تخفيض التكلفة المالية لعمليات التدخل من خلل مساهمة الدول المشاركة فأي تحمل العباء
المالية ،بالاضافأة إلى تقديم الدعم اللوجستي والمداد واستخدام أصولها العسكرية...
د -الوصول إلى أوضاع وعلقات عسكرية مع دول الحوار تجعلها مهيئة لعمليات التدخل من
خلل إعادة التأهيل والصلح الدفأاعي وبرامج التدريب المشتركة للوصول إلى قابلية التشغيل
المتبادلة.
أوالتزود ذ -تأمين إمكانية الاحتواء المبكر للزمات من خلل تقليص فأترة الدخول فأي العمليات
بإمدادات من المخزون المحلي عندما تبدأ عملية التدخل.
ر -توفأير العنصر البشري الكفيل باستمرار العمليات وخفض الكلفة البشرية فأي ظل محدودية
العمليات الجراحية العسكرية والضرابات الجوية التي تقوم على التفوق اللوجستي) ،(14أين يتوجب
نشر قوات برية التي ستواجه مقاومة من طرف القوات المحلية ،وهنا يتم إقحام قوات دول الحوار
لتحمل العباء المباشرة ميدانذيا ،حيث أثبتت حرب كوسوفأو أن الحلف لم يتج أر على بدأ تنفيذ
عمليات برية إل بعد تحييد القوة الصربية العسكرية ،وبالخص منها القوات البرية بعدما امتنعت
القوى القليمية عن تقديم قوات بشرية كبيرة للقيام بالعمليات العسكرية ضد القوات الصربية،
ومستقبلذ سيكون دور الحلف أساسذيا فأي التمويل بالمعدات والاحتياجات اللوجستية والدعم المالي
والمعلومات فأي عملياته بالمنطقة.
5-التخوف من تحول شمال أفأريقيا إلى منصة محورية لعادة إطلق الطروحات الماكيندرية
الجديدة ليصبح الفضاء الفأريقي والعربي مكشوذفأا أمام اللة العسكرية الولى فأي العالم.
257
غيرأن هذا السيناريو هو الكثر ترجيذحا باعتبار أن الحلف يسعى إلى الارتقاء بالحوار الطلسي
إلى صيغة الشراكة ،تكون مشابهة لنسخة الشراكة من أجل السلم ،كما أن مبادرة إسطمبول للتعاون
هي على نفس مستوى الشراكة الطلسية -المتوسطية ،بالضافأة إلى أن هذه الصيغة مقبولة لدى
العديد من الدول العربية ،حيث انضمت كل من الكويت والبحرين وقطر والمارات إلى مبادرة
إسطمبول ،كما تم عقد الكثير من الاتفاقيات بين دول عربية والحلف ،حيث وقعت الكويت والحلف
اتفاقية أمنية ،تتعلق بتبادل المعلومات وذلك فأي 13ديسمبر 2006م ،كما وقعت البحرين مع الحلف
إتفاقية أمن المعلومات ،لتنظيم تبادل المعلومات المتعلقة بالمن والدفأاع ومكافأحة الرهاب ،وذلك
. )(118
فأي 25إبريل 2008م...
258
هوأامش الفصل الخامس :
إبراهيم العيسوي ،بحث فأي مفهوم السيناريوهات و طرق بنائها ،فأي مشروع مصر ،2020الورقة )(1
) 1القاهرة :منتدى العالم الثالث ،مكتب الشرق الوسط 1998 ،م ( ،ص . 7
هي منظمة أمنية إقليمية تضم كل من :أرمينيا ،بيلروسيا ،كازاخستان ،قيرغيزستان، )*(
للمزيد راجع الملحق المتعلق بنص البند السادس من معاهدة واشنطن . )*(
يقوم هذا السيناريو على ما يسمى فأي الدراسات النفسية بالتفكر الرغبوي Wishful )**(
، Thinkingحيث يقوم الباحث بوضع متغيرات يفترض مسبقاذ بأنها ستؤدي إلى تداعيات ونتائج
يريدها هو دون غيرها ،فأهو مرتبط بتوجهات صاحبه ،إل أنه يساعد على التخطيط الستراتيجي
ومعرفأة كيفية الوصول إلى النتائج المرجوة .نقل ذعن :
د -وليد عبد الحي ،مناهج الدراسات المستقبلية وتطبيقاتها فأي العالم العربي ) ،أبوظبي :مركز
المارات للدراسات والبحوث الستراتيجية 2007،م ( ،ص . 21
أشرف محمد كشك ،إسرائيل و الناتو :من التعاون إلى الشراكة ،مجلة السياسة الدولية ،العدد )(2
عطية عبد العزيز ،قمة إسطمبول :التوسع الجنوبي للناتو ،مجلة السياسة الدولية ،العدد 158 )(3
أشرف محمد كشك ،إسرائيل و الناتو :من التعاون إلى الشراكة ،المرجع السابق ،ص . 251 )(4
)(6
أشرف محمد كشك ،إسرائيل والناتو :من التعاون إلى الشراكة ،المرجع نفسه ،ص 249 )(5
شريف بدران ،هل تنتمي إسرائيل إلى الاتحاد الوروبي و الناتو ؟ ،قراءات إستراتيجية ) القاهرة :
مركز الدراسات السياسية والستراتيجية 2005 ،م ( ،عرض لمقال :
Ronald .D. Asmus and Bruce .P.Jackson , Does Israel Belong in EU and
NATO ? Policy Review ,No .129 , February – March 2005 .
)(7
.شريف بدران ،هل تنتمي إسرائيل إلى الاتحاد الوروبي والناتو ؟ ،المرجع السابق ،ص 34
شريف بدران ،هل تنتمي إسرائيل إلى الاتحاد الوروبي والناتو ؟ ،المرجع نفسه ،ص .33 )(8
259
د -محمد السيد سعيد ،الشرق الوسط وعودة سياسات المحاور والحلف ،مجلة السياسة )(9
أشرف محمد كشك ،إسرائيل والناتو :من التعاون إلى الشراكة ،المرجع نفسه ،ص .251
د -محمد السيد سعيد ،الشرق الوسط وعودة سياسات المحاور والحلف ،المرجع السابق ، )(12
ص . 77
د -كاظم هاشم نعمة ،حلف الطلسي )طرابلس :منشورات أكاديمية الدراسات العليا2003 ،م )(13
د -كاظم هاشم نعمة ،حلف الطلسي ،المرجع نفسه ،ص . 333 )(14
الماكندرية الجديدة هي أطروحة إستراتيجية ترى أن دور الوليات المتحدة كقوة عظمى يتمثل فأي )*(
منع قيام قوة مناهضة لها فأي البر الوروبي )روسيا وألمانيا (...ومزاحمتها فأي مناطق نفوذها حول
العالم ،وليكون ذلك عبر الوجود العسكري المباشر ،و إنما بطريقة غير مباشرة عسكرياذ وسياسياذ
واقتصاديذا ،مثل التفاهمات والحماية المباشرة كما هو الوضع مع دول الخليج ،ومنظمة التجارة
العالمية وصندوق النقد الدولي ...
)(15
www . ar . rian . ru /policy / forgeign / 2008 425 / html
الخاتمة:
بعد سقوط الاتحاد السوفأياتي وتغير النظام الدولي ،سعى الحلف إلى إحداث مجموعة من
260
التغيرات على بنيتة وعقيدته العسكرية من خلل صياغة المفهوم الستراتيجي إوانشاء قوة المهام
المجمعة المشتركة وتوسيع عضوية الحلف وصياغة المفهوم الستراتيجي الجديد إوانشاء قوة التدخل
السريع ،بما يتلئم مع تحديات البيئة المنية الجديدة ودور الحلف المستقبلي فأي النظام الدولي،
وروسيا ،وهو ما تجسد حيث تم إقامة سلسلة من برامج الشراكة مع دول وسط أوروبا و شرقها
فأي تشكيل مجلس تعاون شمال الطلسي والشراكة من أجل السلم ،والعلن عن الوثيقة التأسيسية
مع روسيا التي تعززت أكثر بإنشاء مجلس الطلسي -روسيا ثم إقامة مجلس الطلسي –
أوكرانيا...
وبعد تأسيس الاتحاد الوروبي ،سعت دوله المتوسطية إلى الاضطلع بالمسؤولية المنية فأي
الفضاء المتوسطي من خلل مشروع الشراكة الورو -متوسطية واستحداث قوات الوروكور
والوروفأور ،فأضلذ عن اتحاد غرب أوروبا الذي أدمج فأي مؤسسات الاتحاد الوروبي ،وبعد حروب
البلقان ثم التوصل إلى سياسة أمن ودفأاع أوربية مستقلة ،ولكن دون أن تنفصل عن حلف الطلسي
بسبب محدودية القدرات الوروبية مقارنة مع قدرات الوليات المتحدة ،التي اتضحت أكثر،
صا بعد حرب كوسوفأو ،بالضافأة إلى اعتراض الحلف والوليات المتحدة والاتجاه الطلسي
خصو ذ
داخل الاتحاد الوروبي على أي دور أوروبي منفصل ،حيث تم التوصل إلى صيغة توفأيقية تمثلت
فأي اتفاق برلين زائد و ما بعدها ،كما سعت الوليات المتحدة إلى تأكيد السيطرة الطلسية على المن
الوروبي -المتوسطي عبر وجودها العسكري البحري بالبحر المتوسط المتمثل فأي السطول
السادس ،إواصرارها على تولي القيادة الجنوبية للحلف رغم المعارضة الفرنسية المستمرة ،وكذا دمج
شمال أفأريقيا مع الشرق الوسط لتكون ضمن المجال الحيوي الستراتيجي المريكي ،من خلل
مشروع الشرق أوسطية إواقامة حوار أطلسي -متوسطي فأي القوس الجنوبي للزمات يضم حالياذ كل
صا بعد
من الردن ،إسرائيل ،مصر ،تونس ،الجزائر ،المغرب وموريتانيا ،وتدعم هذا المسار خصو ذ
قمة الحلف بإسطمبول سنة 2004م ،حيث تم الانتقال من الحوار -التعاون إلى صيغة الشراكة -
ضا عن مبادرة إسطمبول للتعاون تجاه دول الشرق الوسط ،وبخاصة دول
التعاون ،كما أعلن أي ذ
مجلس التعاون الخليجي ،حيث انضمت إليها كل من الكويت والبحرين وقطر والمارات ،كما
شهدت هذه الفترة العديد من مبادرات الغربية للصلح فأي الدول العربية ،التي تكثفت منذ هجمات
11سبتمبر2001م ،التي من بينها مبادرة الشرق الوسط الكبير ،التي حاولت فأرض هذه الصلح
من الخارج بالقوة ،بالاضافأة إلى سعي الوليات المتحدة إلى إيجاد دور لحلف الطلسي فأي تنفيذ هذه
الصلحات ،وهو ما أثار حفيظة دول المنطقة.
261
وبهذا فأإن المن الطلسي المتحور بأوروبا الغربية قد أوجد إمتدادات له فأي الشرق والجنوب،
فأانتقل من مستوى المن الجزئي -القليمي إلى مستوى المن الكلي -العالمي.
أوأل :النتائاج :تأكد الدراسةعلى أن النظام المني الدولي هو أقرب إلى النظريات العقلنية ،وهذا
للسباب التية:
أ -انشاء الاتحاد الوروبي و حلف الطلسي قوة تدخل سريع فأي مناطق الزمات التي من بينها
الدول العربية.
ب -تطبيق الوليات المتحدة مبدأ الحرب الستباقية على العراق بسبب الشك فأي نوايا النظام
العراقي السابق بامتلكه أسلحة الدمار الشامل ونشر الحرية والديموقراطية والليبرالية وحقوق النسان
بالقوة ،إواعادة بناء هذه الدول الفاشلة...
و وسط ج -إعمال مبادئ المذهب المؤسسي الليبرالي فأي ضم دول غير ليبيرالية مثل دول شرق
أوروبا إلى حلف الطلسي والاتحاد الوروبي ،بعد أن أثبتت أهليتها الليبرالية ،وكذا تطبيق
الاشتراطية على دول جنوب المتوسط مثل سياسة الجوار الجديد ،التي أعلن عنها الاتحاد الوروبي
تجاه الدول العربية.
د -ضعف التعاون العسكري العربي -العربي بسبب الاعتماد المفرط علىالذات ،وفأشل تجارب
التعاون العسكري العربية المشتركة ،مثل قوة درع الجزيرة ،والغموض فأي ما يتعلق بانشاء قوة شمال
إفأريقيا لحفظ السلم والاستق ارر وانعدام تجارب التصنيع العسكري المشترك...
ذ -بقاء الحرب كمعلم أساسي من معالم السياسة فأي الشرق الوسط )حرب الخليج الولى والثانية
واحتلل العراق وحرب يوليو 2006م(....
ج -بقاء حلف شمال الطلسي الذي يعتبر من تراث الحرب الباردة ،الذي حقق استم ارره من خلل
تطويره للعديد من المقاربات المنية والنظرية التقليدية ،وهو ما جعل منه – بالاضافأة إلى بعده
262
المني العسكري – مؤسسة سياسية عالمية.
د -إن اقصاء روسيا سيكون حالة من حالت الحرب الباردة ،وهذا ما يسمح باستم اررية مبدأ الدفأاع
الجماعي ،الذي يقوم عليه الحلف ،لكن إقامة شراكة معها ستنقل تلك العلقات من حال الصراع،
الذي كان سائذدا إلى حالة التعاون.
ذ -استمرار التنافأس المني بين الدول ،وهو ما يزيد من احتمالت قيام الحرب.
ر -رغم وجود تعاون بين الدول ،إل أن هذا ل يلغي التنافأس المني القائم.
صا بعد
ز -العودة القوية للبعد العسكري فأي العلقات الدولية على حساب البعاد الخرى ،خصو ذ
هجمات 11سبتمبر2001م.
-1الهتمام بتطوير الدراسات النظرية المتعلقة بالنظرية البنائية بهدف الوصول إلى نظرية عامة
فأي العلقات الدولية ،وتطوير البعد المني منها .
-2انشاء منتدى إقليمي للمن النساني فأي إطار الجامعة العربية للرتقاء بحقوق النسان
والحؤول دون إعمال التدخل النساني فأي المنطقة العربية.
-3المشاركة العربية الفاعلة فأي أنشطة لجنة المن النساني وصندوق المن النساني التابع للمم
المتحدة .
-4انشاء قوة بحرية عربية يشمل مجالها العملياتي البحر المتوسط والبحر الحمر وبحر العرب،
وتشرف على أمن مضيق هرمز و باب المندب وجبل طارق .
-5تفعيل مبادرة تشكيل قوة شمال أفأريقيا لحفظ السلم التي تم العلن عنها بعد اجتماع وزراء
دفأاع مصر ،ليبيا ،تونس والجزائر منذ يوليو 2006م ،وتوسيع عضويتها ومجال اختصاصها
لتشمل منع النزاعات و إدارة الزمات وحفظ السلم .
-6الحل العادل للصراع العربي السرائيلي والقضية الفلسطينية والحتلل المريكي للعراق،
كشروط ضرورية لتقدم الحوار الطلسي – المتوسطي .
-7الستفادة من مختلف البرامج التي يقدمها الحلف وخاصة منها المتعلقة بتطوير أنظمة
المعلومات .
263
-8تكوين مجموعة عمل قارة مكونة من حلف الطلسي والتحاد الوروبي والجامعة العربية تتولى
مهمة التنسيق والتكامل بين مسار بارشلونة والحوار الطلسي -المتوسطي .
-9يتعين على دول الحلف مستقبلذ أن تعبر عن أهدافأها الستراتيجية والعسكرية فأي منطقة حوض
المتوسط ،وأن تثبتها كتابياذ بالتفاق مع بلدان الحوار فأي شكل وثيقة أساسية ،ذلك أن الحوار
الطلسي -المتوسطي يفتقر إلى وثيقة أساسية مؤطرة مثل تلك التي توجد بالنسبة لمبادرة الشراكة
من أجل السلم .
الملخص :
بعد نهاية الحرب الباردة ظهرت العديد من نظريات العلقات الدولية التي حاولت توصيف واقع
النظام الدولي ،كما ظهرت أيضاذ العديد من الدراسات المنية التي سعت إلى ايجاد عالم أكثر أمناذ
واستق ار ذرا .وواجه حلف الطلسي تحدد يتعلق بقائه واستم ارره ،وبناذءا عليه أحدث مجموعة من
التغييرات للتكيف مع بيئته المنية الجديدة شملت هيكله التنظيمي ومفهومه الستراتيجي وزيادة عدد
264
أعضائه وتوسيع مجال عملياته خارج نطاقه الورو -أطلسي إواقامة علقة تكاملية مع التحاد
الوروبي ،ثم إنشاءه لقوة التدخل السريع وسماحه لمشاركة دول من خارج الحلف فأيها وخاصةذ فأي
مجالت المن الناعم...واطلق جملة من المبادرات فأي محيطه الستراتيجي وفأي مناطق قوسي
الزمات ،تمثلت فأي برنامج الشراكة من أجل السلم ومجلس الشراكة الطلسية – الوروبية ومجلس
انيا...واقامة الحوار الطلسي المتوسطي ،ثم العلن
إ روسيا – الطلسي ومجلس الطلسي -أوكر
عن مبادرة إسطمبول للتعاون مع إسرائيل والدول العربية لمواجهة تهديدات متعلقة بالرهاب وانتشار
أسلحة الدمار الشامل وأمن الطاقة ...ويأمل أن تكونان على شاكلة الشراكة من أجل السلم .
الملحق
265
تؤكد أطراف المعاهدة إيمانها بأهداف ومبادئ ميثاق المم التحدة ،ورغبتها فأي العيش فأي سلم مع
كافأة الشعوب و الحكومات .
وتؤكد الطراف إصرارها على حماية الحريات والتراث والحضارة المشتركة لشعوبها ،والقائمة على
مبادئ الديموقراطية والحرية الفردية وحكم القانون .
وتصر على توحيد جهودها من أجل الدفأاع الجماعي و الحفاظ على السلم والمن .
تتعهد الطراف – كما جاء فأي ميثاق المم المتحدة – بتسوية أية نزاعات دولية تكون طرفأاذ فأيها،
بالوسائل السلمية بحيث ل يتعرض السلم والمن والعدالة الدولية للخطر ،وكذلك تجنب اللجوء للتهديد
باستخدام القوة فأي علقاتها الدولية بأية صورة لتتفق مع أهداف المم المتحدة.
سوف تسهم الطراف فأي المزيد من تنمية العلقات الدولية السلمية ،وذلك بتدعيم مؤسساتها الحرة،
وتحقيق فأهم أفأضل للمبادئ التي تقوم عليها هذه المؤسسات ،وبتشجيع الظروف التي تتيح الستقرار
والرفأاهية وسوف تسعى لنهاء الخلفأات فأي سياستها القتصادية الدولية وتشجيع التعاون القتصادي
فأي ما بينها .
أو عن من أجل تحقيق أهداف هذه المعاهدة بفاعلية ،سوف تبقى الطراف بشكل منفصل أو مشترك
طريق العتماد الذاتي أو التعاون المشترك المستمر والفعال على قدراتها الفردية والجماعية لمقاومة
الهجوم المسلح .
أو سوف تتشاور الطراف فأي ما بينها عندما يكون هناك فأي رأي أي منها – تهديد للسيادة –
الستقلل السياسي أو المن لي منها .
266
البند الخامس :
تفق الطراف على أن أي هجوم مسلح ضد أي منها فأي أوروبا أو أمريكا الشمالية سوف يعتبر هجوماذ
عليها جميعذا ،وبالتالي فأإنها تتفق على أنه فأي حالة حدوث مثل هذا الهجوم ،فأإن كدل منها – تطبيقاذ
للحق الفردي والجماعي فأي الدفأاع عن الذات ،وفأقاذ للبند 51من ميثاق المم المتحدة – سوف تساعد
الطرف أو الطراف التي تتعرض للهجوم ،وذلك باتخاذ إجراء منفرد أو بالتنسيق مع الطراف الخرى،
بالصورة التي تراها ضرورية ،بما فأي ذلك استخدام القوة المسلحة ،من أجل استعادة أمن منطقة شمال
الطلسي والحفاظ عليها .
مثل هذا الهجوم المسلح ،وكل الجراءات التي تتخذ فأي هذا الطار ،سوف يتم تبليغها على الفور
لمجلس المن ،ومثل هذه الجراءات سوف تنتهي باتخاذ مجلس المن الجراءات الضرورية لستعادة
السلم والمن الدوليين والحفاظ عليهما .
البند السادس :
لتحقيق البند الخامس فأإن الهجوم المسلح على طرف أو أكثر يتضمن هجوماذ مسلحاذ على أراضي أي
من الطراف فأي أوروبا أو أمريكا الشمالية ،أوالدارات الجزائرية التابعة لفرنسا أو أراضي تركيا ،أوالجزر
تحت حكم أي من الطراف فأي منطقة شمال الطلسي أو فأي مدار السرطان وعلى القوات أو السفن أو
الطائرات الخاصة بأي من الطراف داخل أراضيها أو فأي أجوائها أوفأي أية منطقة أخرى بأوروبا حيث
تنتشر قوات الحتلل التابعة لي من الطراف فأي التاريخ الذي بدأ فأيه سريان المعاهدة ،أو فأي البحر
البيض المتوسط ،أو منطقة شمال الطلسي شرق مدار السرطان .
البند السابع :
أن المعاهدة ل تؤثر ،ول يمكن أن تفسر بأنها ستؤثر بأي شكل من الشكال على الحقوق واللتزامات ،
فأي ميثاق الطراف العضاء فأي المم المتحدة ،أو على المسؤولية الولية لمجلس المن فأي الحفاظ
على السلم و المن الدوليين .
يعلن كل طرف أن أياذ من الرتباطات الدولية الحالية و أياذ من الطراف الخرى أو أي دولة ثالثة ل
تتعارض مع بنود هذه المعاهدة ،كما يتعهد بأن ل يتورط فأي أي ارتباطات دولية تتعارض مع هذه
المعاهدة .
267
البند التاسع :
تشكل الطراف مجلس يكون كل منها ممثلذ فأيه ،وذلك لدراسة المور المتعلقة بتطبيق هذه المعاهدة،
وسوف يقيم المجلس وسوف يكون المجلس منظماذ بشكل يمكنه من الجتماع الفوري فأي أي وقت،
أجهزة فأرعية كما تقتضي الضرورة و بصفة خاصة ،سوف ينشأ على الفور لجنة دفأاعية تتولى مهمة
التوصية بالجراءات الخاصة بتطبيق البندين ) (3و ). (5
تستطيع الطراف ،بإجماع الراء ،أن تدعو أية دولة أوروبية أخرى تكون فأي وضع يتيح لها تدعيم
مبادئ المعاهدة و المساهمة فأي تحقيق المن لمنطقة شمال الطلسي.
وذلك النضمام إلى هذه المعاهدة وأية دولة يتم دعوتها عاى هذا النحو قد تصبح طرفأاذ فأي المعاهدة
بإيداع مستندات انضمامها لدى حكومة الوليات المتحدة ،وسوف تبلغ الوليات المتحدة كل الطراف
بتلك المستندات .
سوف يتم التصديق على هذه المعاهدة ،ويتم تنفيذ شروطها من جانب الطراف بما يتفق مع أنظمتها
الدستورية ،وسوف يتم إبداع مستندات التصديق فأي أسرع وقت ممكن لدى حكومة الوليات المتحدة،
والتي ستبلغ بدورها كل الطراف الموقعة بما أودع إليها .
وسوف تدخل المعاهدة حيز التنفيذ فأي ما بين الدول التي صدقت عليها بمجرد إيداع تصديق أغلبية
الموقعين ،بما فأي ذلك تصديق بلجيكا وكندا وفأرنسا واللوكسمبورغ وهولندا والمملكة المتحدة والوليات
المتحدة ،وسوف يبدأ سريانها بالنسبة للدول الخرى ابتداءاذ من التاريخ الذي سيتم فأيه إيداع تصديقها .
بعد عشرة سنوات من سريان المعاهدة ،أو أي وقت بعد ذلك سوف تتشاور الطراف إذا طلب أحدها ذلك
،بهدف مراجعة المعاهدة ،مع الوضع فأي عين العتبار العوامل التي تؤثر حينئدذ على السلم والمن
فأي منطقة شمال الطلسي بما فأي ذلك تطور الترتيبات الدولية والقليمية بناءاذ على ميثاق المم
المتحدة ،وذلك من أجل الحفاظ على السلم والمن الدوليين .
268
البند الثالث عشار :
بعد سريان المعاهدة بعشرين عاماذ ،يصبح من حق أي طرف أن يتخلى عن عضويته و ذلك بعد عام
من تسليم هذا القرار لحكومة الولبات المتحدة التي ستنبلغ بدورها الطراف الخرى بكل بلغ من هذا
النوع .
هذه المعاهدة – التي سيعتبر كل من نصيها النجليزي و الفرنسي صحيحاذ – سوف يتم ايداعها فأي
أرشيف الولبات المتحدة ،وسوف يبعث بنسدخ معتمدة من هذه المعاهدة إلى الحكومات الخرى الموقعة
عليها .
269
الملحق رقم ) : (2مبادرة إسطمبوأل للتعاوأن :
فأي الوقت الذي يخضع فأيه حلف الناتو لعملية تحول تزيد من تصميمه على مواجهة التحديات
الجديدة ،وفأي الوقت الذي يعمل فأيه الحلف على استكمال الجهود الدولية الخرى يصبح الحلف جاه اذز
لطلق مبادرة جديدة فأي منطقة الشرق الوسط الموسع تهدف إلى مزبد من المساهمة فأي ترسيخ
المن و الستقرار على الصعيدين العالمي والقليمي .
وفأي هذا السياق ،يجب أن يظل احراز تقدم نحو حدل عاددل و دائم وشامل للصراع السرائيلي –
الفلسطيني ،يجب أن يظل أولوية تسعى إليها دول المنطقة تحديدذا ،والسرة الدولية عموماذ وهو ما من
شأنه انجاح أهداف هذه المبادرة فأي ترسيخ الستقرار والمن .
وعموماذ التطبيق الكامل والسريع لخارطة الطريق الرباعية عنص اذر رئيسياذ فأي الجهود الدولية التي
تشجع التوصل إلى حل للصراع السرائيلي – الفلسطيني تتم على أساسه إقامة دولتين هما إسرائيل
وفألسطين ،تعيشان جنباذ إلى جنب بسلم وأمن ولهذا ،تعد خارطة الطريق عنص اذر حيوياذ فأي الجهود
الدولية التي تشجع السلم الشامل على جميع المسارات ،بما فأيها المساران السوري -السرائيلي
واللبناني -السرائيلي .
ستأخذ مبادرة حلف الناتو ،وبالستناد إلى سلسلة العلقات الثنائية ذات المنفعة المشتركة ،والتي
تهدف إلى ترسيخ المن والستقرار فأي المنطقة ،ستأخذ فأي الحسبان المبادئ التالية:
أ – أهمية أخذ الفأكار والمقترحات الصادرة عن دول المنطقة أوالمنظمات القليمية ،فأي الحسبان.
ب -ضرورة تأكيد أن مبادرة الناتو هذه هي مبادرة تعاونية تستند إلى المنفعة المشتركة والمصالح
المتبادلة لكل من الناتو ودول المنطقة ،آخذة فأي الحسبان تنوعها واحتياجاتها الخاصة .
ج -ضرورة القرار بأن هذه المبادرة هي مبادرة منفصلة ،إل أنها تأخذ فأي الحسبان المبادرات الخرى
مثل تلك التي طرحتها مجموعة الثمانية G8والمنظمات الدولية كالتحاد الوروبي ومنظمة المن
والتعاون ، OSCEفأتكون مكملة لها بحسب ما تدعو إليه الحاجة .كما ستكون هذه المبادرة مكملة
و بحسب ماهو ملتئم ، للحوار الطلسي -المتوسطي ،ويمكن لهذه المبادرة الجديدة أن تطبق،
الدروس المستفادة من التجارب السابقة ،والليات والدوات التي وضعتها مبادرات الحلف الخرى ،
مثل مبادرة الشراكة من أجل السلم .
د -ضرورة التركيز على التعاون العملي فأي المجالت التي يمكن للناتو أن يفيد فأيها وبخاصة فأي
270
مجال المن ،ومشاركة دول المنطقة فأي هذه المبادرة ،بالضافأة إلى مدى تعاونها مع حلف الناتو،
تعتمد إلى حد كبير على تجاوب كدل منها على نحو منفصل إزاء المبادرة ومستوى اهتمامها بها .
ذ -ضرورة تفادي أي سوء فأهم حول مجال هذه المبادرة ،التي ل يقصد ل منها النضمام إلى عضوية
الناتو أو مجلس الشراكة الوروبية – الطلسية EAPCأو مبادرة الشراكة من أجل السلم ،ول أن
تكفل المن لحد ول أن تستغل لفتح باب نقاش سياسي حول قضايا يمكن معالجتها على نحو أفأضل
فأي منتديات أخرى .
-4تساهم مشاركة حلف الناتو فأي الحوار والتعاون مع دول المنطقة فأي تعزيز الجهود الدولية
الخرى التي تبذل لخدمة الصلحات فأي مجالت الديموقراطية والمجتمع المدني فأي تلك الدول،
ويمكن للحلف أن يقدم مساهمة بارزة فأي مجال المن تحديدذا ،بالنظر إلى ما يمتلكه من قوة وتجربة
اكتسابها من خلل مبادرات الشراكة من أجل السلم والحوار المتوسطي .
هدفا المبادرة :تهدف المبادرة إلى تعزيز المن والستقرار فأي المنطقة من خلل إقامة رابط جديد
عبر الطلسي مع المنطقة ،ويمكن تحقيق هذا الهدف عن طريق تشجيع تعاون حلف الناتو مع الدول
المهتمة فأي مجال المن ،وتحديداذ من خلل النشاطات العملية ،حيث يمكن للحلف أن يفيد كثي اذر فأي
تطوير قدرة قوات تلك الدول على مشاركة قواته ،ويشمل ذلك المشاركة فأي العمليات التي يقودها
الحلف ،إلى جانب مكافأحة الرهاب ووقف انتشار أسلحة الدمار الشامل ونقل المواد اللزمة
لتصنيعها ووتهريب السلحة ،بالضافأة إلى تعزيز قدرات إوامكانيات تلك الدول لتتمكن من مواجهة
التحديات والتهديدات المشتركة مع الناتو .
قد ترى دول المنطقة منفعة من التعاون مع حلف الناتو من خلل ما يقدمه الحلف من دعم عملي
فأي مكافأحة التهديدات الرهابية ،والمشاركة فأي التدريب ،و الخبرة فأي الصلحات الدفأاعية وفأرص
التعاون العسكري ،وكذلك من خلل الحوار السياسي بشأن القضايا ذات الهتمام المشترك .
مضموأن المبادرة وأ أوألوأياتها :يمكن تحقيق هدف المبادرة بصورة أساسية من خلل التعاون العملي
والمساعدة العملية فأي المجالت التي تحظى بالولوية ،وفأي القائمة التوضيحية لبعض النشاطات ،و
تشمل هذه المجالت مايلي :
أ – تقديم استشارات خاصة فأي مجالت الصلحات الدفأاعية وميزانية الدفأاع والتخطيط للدفأاع
والعلقات المدنية – العسكرية .
ب – تشجيع التعاون العسكري – العسكري للمساهمة فأي تبادلية التشغيل من خلل المشاركة فأي
مناوات وتمرينات عسكرية معينة وما يرتبط بها من نشاطات تعليمية وتدريبية يمكن لها أن تعزز من
قدرات قوات الدول المشاركة ،وهوما يمكنها من المشاركة مع قوات الحلفاء فأي العمليات التي يقودها
271
الحلف بما ل يتعارض مع ميثاق المم المتحدة .
* دعوة الدول المهتمة للحضور وللمشاركة فأي مناورات عسكرية معينة تنفذ فأي إطار مبادرة الشراكة
من أجل السلم التي أطلقها حلف الناتو ،بما يتلئم مع الوضع ،بشرط أن تكون الترتيبات الضرورية
قد طبقت .
* تشجيع الدول المهتمة على مزيد من المشاركة فأي عمليات دعم السلم التي يقودها حلف الناتو،
وذلك حالة بحالة.
* دعوة الدول المهتمة للمشاركة فأي عملية المسعى النشط QAEبغرض تعزيز قدراتها
إوامكانياتها لتتمكن من الردع والدفأاع واحباط النشاطات الرهابية والحماية منها ،وذلك من خلل
العمليات البحرية التي تنفذ فأي منطقة نشاطات عملية المسعى النشط ،على يكون ذلك بموجب
الجراءات التي وضعها مجلس تعاون شمال الطلسي فأي ما يخص الدعم المقدم من الدول غير
العضاء فأي الحلف .
* اكتشاف أنماط أخرى من التعاون فأي مجال مكافأحة الرهاب تشمل تبادل المعلومات الستخباراتية
وتقييمها ،بما يتلئم مع ذلك التعاون .
د -المساهمة فأي ما يقوم به الحلف من أعمال لمواجهة التهديدات التي تمثلها أسلحة الدمار الشامل
ووسائل إيصالها .
ذ – تشجيع التعاون ،حيث ما يكون تكون هناك فأائدة يضيفها الناتو فأي مجال أمن الحدود ،وبخاصة
فأي ما يتعلق بالرهاب والسلحة الخفيفة ومكافأحة عمليات التهريب غير الشرعية:
* الستفادة من الخبرة المدعومة من حلف الناتو فأي مجال أمن الحدود و تسهيل التدريب على
عمليات المتابعة فأي هذا المجال .
* الستفادة من البرامج المناسبة التي تنفذ فأي إطار مبادرة الشراكة من أجل السلم و من مراكز
التدريب أيضاذ .
ر -تشجيع التعاون فأي مجال التخطيط لحالت الطوارئ المدنية :
والتنسيق * الستفادة من دورات الناتو التدريبية فأي مجالت التخطيط لحالت الطوارئ المدنية
المدني – العسكري ،والتعامل مع الزمات الناجمة عن التهديدات البحرية والجوية والبرية .
272
* الدعوة للحضور وللمشاركة فأي مناورات وتمرينات عسكرية ذات علقة تنفذ فأي إطار مبادرة
الشراكة من أجل السلم وبحسب ماتدعو إليه الحاجة ،وتوفأير معلومات حول المساعدة فأي مواجهة
أي كارثة محتملة .
المجال الجغرافي للمبادرة :ترحب المبادرة و بالستناد إلى مبدأ الشمولية ،بانضمام كل دول المنطقة
المهتمة ،والتي تشترك مع المبادرة فأي أهدافأها ومضمونها ،ويشمل ذلك مكافأحة الرهاب وحظر
انتشار أسلحة الدمار الشامل كما ورد أعله ،وسوف ينظر مجلس شمال الطلسي فأي انضمام أي
دولة إلى هذه المبادرة حالة بحالة وبحسب ظرفأها الخاصة .
وتعد هذه المبادرة مكملة لعلقة الحلف الخاصة مع الدول الشريكة فأي الحوار الطلسي – المتوسطي
.
تطبيق المبادرة الجديدة :ستضيف هذه المبادرة إلى حلف الناتو مجموعة جديدة من العلقات مع
دول ربما تمتلك فأهماذ محدوداذ لطبيعة الحلف ،ل سيما بعد عملية التحول التي خضع لهذا بعد انتهاء
الحرب الباردة ،وما دام الشرط الساسي لنجاح هذه البادرة يكمن فأي تطوير دول المنطقة لمنافأعها
ومصالحها ،فأإنه سيكون من الضروري أن يتم تحديث فأهم الحكومات وصانعي الرأي فأي تلك الدول
حول طبيعة حلف الناتو وحول هذه المبادرة أيضذا ،واعتبارها جهداذ دبلوماسياذ عاماذ ومشتركذأ ،وذلك فأي
ضوء ردود أفأعال الدول المعنية بالمر .بالضافأة إلى ذلك ،يجب أخذ وجهات نظر دول المنطقة
المعنية فأي الحسبان من خلل عملية تشاور منتظمة معها ،وذلك عند تطوير هذه المبادرة و تطبيقها .
سيتم اطلق هذه المبادرة فأي قمة إسطمبول وبعد ذلك ،وبالتشاور مع الدول المهتمة بالمر،
سيعرض حلف الناتو قائمة بالنشاطات العملية ضمن مجالت الولوية المذكورة أعله لعرض أي
تطوير محتمل مع دول المنطقة المهتمة .و سيقوم الحلف بالرتباط مع هذه الدول على قاعدة )+26
،(1لغرض تطوير وتنفيذ خطط العمل المتفق عليها .ومادام المر كذلك ،يمكن للمبادرة الجديدة أن
تطبق الدروس الملقنة من التجارب السابقة ،وكذلك الليات والوسائل التي تم تطويرها من خلل
مبادرات الحلف الخرى .
273
) (1د -أساماة فاروق ماخيمار ،دور مانظماة المان والتعاون الوروبي في إدارة الصراعات في
أوروبا بعد الحرب الباردة :دراسة حالة البوسنة والهرسك ،أطروحة دكتوراه ،جاماعة القاهرة،
2004م ( .
) (2د -سعاد ماحماد ماحماود حسن ،العلقات الوروبية الماريكية في إطار مانظماة حلف شماال
الطلسي :دراسة عن تأثير الدول الوروبية في السياسة الخارجية الماريكية ،أطروحة دكتوراه )
القاهرة :جاماعة القاهرة 2005 ،م ( .
) (3د -عبد الناصر الدين جندلي ،انعكاسات تحولت النظام الدولي لماا بعد الحرب الباردة على
التجاهات النظرية الكبرى في العلقات الدولية ،أطروحة دكتوراه ) الجزائر :جاماعة الجزائر ،
2005م (.
) (4د -عماد جاد ،حلف الطلسي :مهام جديدة فأي بيئة أمنية مغايرة ،رسالة دكتوراه منشورة
) القاهرة :مركز الدراسات السياسية والستراتيجية 1998 ،م ( .
) (5د -نزار إسمااعيل الحيالي ،دور حلف شماال الطلسي بعد إنتهاء الحرب الباردة ،رسالة
دكتوراه مانشورة ) أبوظبي :ماركز الماارات للدراسات الستراتيجية 2003 ،م ( .
) (6د -نوار محمد ربيع ،اتجاهات المن الوروبي بعد الحرب الباردة :دراسة فأي المن الطلسي
والمتوسطي ،أطروحة دكتوراه ) بغداد :جامعة بغداد 2002 ،م ( .
) (1أسامة فأاروق مخيمر ،التعاون المتوسطي ،رسالة ماجستير منشورة )القاهرة :مركز المحروسة
للبحوث والتدريب والنشر1998 ،م ( .
) (2جماانة رعد حاماد القيسي ،ماشروع التحاد الوروبي للدفاع والمان :التحديات الداخلية و
الخارجية ،رسالة مااجستير) بغداد :جاماعة النهرين2001 ،م ( .
) (3حارث ماحماد حسن ،العلقات بين الوليات الماتحدة الماريكية والتحاد الوروبي1990 :م
1998 -م ،رسالة مااجيستير) بغداد :جاماعة بغداد1999،م ( .
) (4خديجة عرفة ماحماد أماين ،مافهوم المان النساني وتطبيقاته في جنوب شرق آسيا ،رسالة
مااجستير ) القاهرة :جاماعة القاهرة 2006،م ( .
) (5خليفة مراد ،التكامل القتصادي العربي فأي ضوء الطروحات النظرية والمرجعية القانونية،
274
رسالة ماجستير) الجزائر :جامعة باتنة 2006 ،م ( .
) (6عماار حجار ،السياسة المانية الوروبية تجاه جنوبها الماتوسط ،رسالة مااجستير) باتنة :
جاماعة باتنة 2002 ،م (.
) (7ماحماد أحماد ماطاوع ،السياسة المانية والدفاعية الوروبية في ظل عمالية توسيع الاتحاد
الوروبي شرقا ،رسالة مااجستير) القاهرة :جاماعة القاهرة 2005 ،م ( .
) (5وثيقة الشراكة المامايزة بين حلف شماال الطلسي وأوكرانيا .
) (8نص قماة التحاد مان أجل الماتوسط :عمالية برشلونة .
) (1د -إبراهيم أبو خزام ،الحروب وتوازن القوى)عماان :دار الهلية للنشر والتوزيع ،
1998م ( .
) (2د -إبراهيم العناني ،النظام الماني الدولي )القاهرة :دون ماكان الطباعة 1997 ،م ( ،ص
. 87
) (3إبراهيم العيسوي ،بحث فأي مفهوم السيناريوهات وطرق بنائها ،فأي مشروع مصر ، 2020
الورقة ) 1القاهرة :منتدى العالم الثالث ،مكتب الشرق الوسط 1998 ،م (
) (4أحماد وهبان ،العلقات الوروبية الماريكية بين التحالف والماصلحة ) القاهرة :ماكتبة نهضة
275
الشرق1995 ،م (.
) (5د -إسمااعيل صبري ماقلد ،العلقات السياسية الدولية :دراسة في الصول و النظريات ،
)القاهرة ،الماكتبة الكاديماية1991 ،م( .
) (6د -ألسكندر دوغين ،أسس الجيوبوليتيكا :ماستقبل روسيا الجيوبوليتيكي ،ترجماة د -عمااد
حاتم )بيروت :دار الكتاب الجديد الماتحدة 2004 ،م ( .
) (7د -أماين هويدي ،أحاديث في المان العربي ) بيروت :دار الوحدة 1980 ،م ( .
) (8د -أماين هويدي ،في السياسة والمان )بيروت :ماعهد النمااء العربي 1982 ،م ( .
) (9أينيس ل .كلود ،النظام الدولي والسلم العالماي ،ترجماة ،د -عبد ال العريان )القاهرة :
دار النهضة العربية 1964 ،م ( .
) (10د -إسمااعيل صبري ماقلد ،العلقات السياسية الدولية :دراسة في الصول والنظريات
)القاهرة :الماكتبة الكاديماية1991 ،م( .
) (11د -بطرس بطرس غالي ،حلف الطلنطي )القاهرة :الماطبعة النجلوماصرية1961 ،م (
) (12د -بطرس بطرس غالي ،د -ماحماود خيري عيسى ،المادخل في علم السياسة ) القاهرة :
ماكتبة النجلوماصرية ،ط1984، 7م ( .
) (13بيار جيربي ،المانظماات الدولية ،ترجماة ماحماد أحماد سليماان )القاهرة :ماؤسسة سجل
العرب 1963 ،م ( .
) (14توفيق ماحماد عطية ،توسيع حلف شماال الطلسي :الدوافع ،الماواقف ،الماشكلت )القاهرة
:الهيئة العاماة للستعلماات 1998 ،م ( .
) (15توفيق ماحماد عطية ،حلف الناتو :رؤية جديدة لدارة الزماات الدولية )القاهرة :الهيئة
العاماة للستعلماات 1999 ،م ( .
) (16جميل مطر وعلي الدين هلل ،النظام القليمي العربي :دراسة فأي العلقات السياسية
العربية) ،بيروت :مركز دراسات الوحدة العربية 1986 ،م ( .
) (17جوزيف ناي ،القوة الناعماة :وسيلة النجاح في السياسة الدولية ،ترجماة د -ماحماد توفيق
البجيرماي ) الرياض :العبيكان للنشر 2007 ،م ( .
276
) (18جون بيليس ،عولماة السياسة العالماية )دبي :ماركز الخليج للبحاث 2004 ،م( 0
) (19جيماس دورتي و روبرت بالتسغراف ،النظريات التضاربة في العلقات الدولية ،ترجماة
د -وليد عبد الحي ) الكويت :كاظماة للنشر و الدراسات و الترجماة 1985 ،م( .
) (20د -حسن نافعة ،التحاد الوروبي والدروس الماستفادة عربيا ) بيروت :ماركز دراسات
الوحدة العربية 2004 ،م( .
) (21رسل فيفلد ،إتزل بيرسي ،الجيوبوليتيكا ،ترجماة يوسف ماجلى و لويس إسكندر)القاهرة :
الكرنك ،دون تاريخ النشر( .
) (22ريتشارد نيكسون ،الفرصة السانحة :التحديات التي تواجه أمريكا فأي عالم ليس به إل قوة
عظمى واحدة ،ترجمة :أحمد صدقي مراد )دون مكان الطبع :دار الهلل 1992 ،م (.
) (23زبيغينيو بيريجينسكي ،رقعة الشطرنج الكبرى )دماشق :ماركز الدراسات العسكرية ،
1999م ( .
) (24د -سماعان بطرس فرج ،ماصر والدائرة الماتوسطية )القاهرة :دار الشروق 2002 ،م(.
) (25شمعون بيريز ،الشرق الوسط الجديد ،ترجمة عبد الحافأظ حيلمي)عمان :دار الهلية ،
1994م( .
) (26د -عادل ثابت ،حلف شماال الطلسي وتوسعه جهة الشرق :التهديدات الجديدة و تحديات
البيئة الدولية ) أبوظبي :ماركز زايد للتنسيق و الماتابعة 2004 ،م ( .
) (27عاطف الغمري ،الشرق الوسط الكبير) القاهرة :كتاب الحرية 2004 ،م ( .
) (28عباس غالي الحديثي ،نظريات السيطرة الستراتيجية وصراع الحضارات) عماان :دار
أساماة للنشر والتوزيع 2004 ،م ( .
) (29د -عبد المانعم الماشاط ،نظرية المان القوماي العربي الماعاصر ) القاهرة :دار الماوقف
العربي 1989 ،م ( .
) (30د -عبد الوهاب الكيالي ،ماوسوعة السياسة )بيروت :الماؤسسة العربية للدراسات والنشر،
ط ،1ج1981 ، 7م (.
277
) (31عبد الوهاب الماسيري ،فتحي التريكي ،الحداثة وماا بعد الحداثة )دماشق :دار الفكر ،
2003م ( .
) (32د -عصام الدين بسيم ،مانظماة المام الماتحدة )القاهرة :دار الطويجي ،دون سنة النشر(،
ص .478
) (33د -علي عزت بيغوفيتش ،علي عزت بيغوفيتش :سيرة ذاتية وأسئلة ل مافر مانها ،ترجماة
:د -عبد ال الشناق و د -راماي جردات ) دماشق :دار الفكر 2004 ،م( .
) (34د -عمااد جاد )ماحررا( :التحاد الوروبي :مان التعاون القتصادي إلى السياسة
الخارجية والمانية الماشتركة ) القاهرة :ماركزالدراسات السياسية والستراتيجية 2001 ،م ( ،
ص . 106
) (35أ -د -فايز ماحماد العيسوي ،الجغرافيا السياسية الماعاصرة ) السكندرية :دار الماعرفة
الجاماعية 2002 ،م ( .
) (36فرانسيس فوكوياماا ،الثقة ،ترجماة ماعين الماام وماجاب الماام )دماشق :رام للطباعة
والنشر 1998 ،م ( .
) (37فرانسيس فوكوياماا ،بناء الدولة :النظام العالماي وماشكلة الحكم والدارة في القرن الحادي
والعشرين ،ترجماة ماجاب الماام ) الرياض :العبيكان 2007 ،م ( .
) (38فرانسيس فوكوياماا ،نهاية التاريخ والرجل وخاتم البشر ،ترجماة حسين أحماد أماين )القاهرة
:ماركز الهرام للترجماة والنشر 1993،م ( .
) (39كارل دويتش ،تحليل السياسة الدولية ،ترجماة ماحماد ماحماود شعبان ) القاهرة :الهيئة
العاماة للكتاب 1983م( .
) (40د -كاظم هاشم نعمة ،حلف الطلسي )طرابلس :منشورات أكاديمية الدراسات العليا،
2003م ( .
) (41ماحماد أبو بكر الرازي ،ماختار الصحاح ) القاهرة :الماطبعة المايرية 1925 ،م ( .
) (42د -ماحماد السيد سليم ،تحليل السياسة الخارجية ) القاهرة :ماكتبة النهضة الماصرية،
1998م ( .
278
) (43د -ماحماد الماجذوب ،التنظيم الدولي )بيروت :مانشورات الحلبي الحقوقية2002 ،م (.
) (44د -ماحماد طه بدوي ،مادخل إلى علم العلقات الدولية ) بيروت :دار النهضة العربية
للطباعة والنشر 1972 ،م( .
) (45د -ماحماد نبيل فؤاد ،حلف شماال الطلسي )الناتو( :النظام العالماي الحادي وماشروع
الشرق الوسط الكبير ) القاهرة :دار الجماهورية للصحافة 2007 ،م ( .
) (46د -ماحماد ماحماود إبراهيم الديب ،الجغرافيا السياسية :مانظور ماعاصر)القاهرة :الماكتبة
النجلوماصرية 1989 ،م(.
) (47د -ماصطفى ناصف ،الحلف والتكتلت في السياسة العالماية ) الكويت :عالم الماعرفة ،
1978م(.
) (48د -مامادوح مانصور ،سياسات التحالف الدولي :دراسة في أصول نظرية التحالف الدولي
و دور الحلف في توازن القوى واستقرار النساق الدولية ) القاهرة :ماكتبة مادبولي 1997 ،م
(.
) (49د -ناظم عبد الواحد الجاسور ،تأثير الخلفأات المريكية الوروبية على قضايا المة العربية
:حقبة ما بعد الحرب الباردة ) بيروت :مركز دراسات الوحدة العربية 2007 ،م( .
) (50نافع أيوب لبس ،مانظماة ماعاهدة حلف شماال الطلسي )الناتو( :العضوية و التعاون
)دماشق :ماركز الدراسات العسكرية 1996 ،م ( .
) (51نيكولو مايكيافيلي ،ماطارحات مايكيافيلي ،ترجماة خيري حمااد )بيروت :مانشورات دار
الفاق الجديدة1962 ،م(.
) (52هانز ماورجانتو ،السياسة بين المام ،ترجماة خيري حمااد) القاهرة :الدار القوماية للكتاب،
1965م ( .
) (53د -ودودة بدران ،الرؤى الماختلفة للنظام العالماي الجديد ،في ماحماد السيد سليم )ماحررا(،
النظام العالماي الجديد ) القاهرة :ماركز البحوث والدراسات السياسية ،جاماعة القاهرة1994 ،م (
.
) (54د -وليد عبد الحي ،تحول الماسلماات في نظريات العلقات الدولية ) ،الجزائر :ماؤسسة
الشروق للعلم و النشر 1994،م ( .
279
) (55د -وليد عبد الحي ،مناهج الدراسات المستقبلية وتطبيقاتها فأي العالم العربي )أبوظبي :
مركز المارات للدراسات والبحوث الستراتيجية 2007 ،م ( .
) (56د -يوسف ناصيف حتيي ،نظرية العلقات الدولية) بيروت :دار الكتاب العربي ،
1985م( .
ث -الدوأريات :
) (1جلل أحمد أمين ،مشروع الشرق أوسطية و مشروع النهضة العربية ،مجلة المستقبل العربي،
العدد ) 178بيروت 1993 :م( .
) (2محمود عبد الفضيل ،مشاريع الترتيبات القتصادية الشرق أوسطية ،مجلة المستقبل العربي،
العدد ) 179بيروت 1994 :م ( .
) (1د -حسين ماحماد الظاهر ،المان القوماي العربي :مادخل نظري ،ماجلة دراسات يمانية ،العدد
)48صنعاء 1992 :م(
) (1رفعت سيد أحماد ،المان القوماي العربي بعد حرب لبنان :دراسة في تطور المافهوم ،ماجلة
شؤون عربية ،العدد ) 35تونس :جاماعة الدول العربية 1984م( .
) (2د -علي الدين هلل ،المان القوماي العربي :دراسة في الصول ،ماجلة شؤون عربية ،العدد
) 35تونس :جاماعة الدول العربية 1984 ،م( .
) (1ألكسي بوشكوف ،روسيا والطلسي :اللحرب و اللسلم فأي العلقات بين الخصمين
السابقين ،مجلة شؤون الوسط ،العدد ) 63بيروت 1997 :م( .
) (2د -عبد النور بن عنتر ،الدفاع الوروبي والمان العربي ،ماجلة شؤون الوسط ،العدد 65
) بيروت 1997 :م ( .
) (3غسان العزي ،توسيع حلف الطلسي و تعزيز الهيمنة المريكية ،مجلة شؤون الوسط ،العدد
280
) 83بيروت 1999 ، :م( .
) (4غسان العزي ،العلقات الطلسية – الروسية ،مجلة شؤون الوسـط ،العــدد 108
) (5محمد دياب :مشروع إصلح الجيش الروسي و العقيدة العسكرية الروسية ،مجلة شؤون
الوسط ،العدد ) 63بيروت 1997 :م( .
) (6ميشيل يمين ،تقدم حلف شمال الطلسي :استم ار اذر للحرب الباردة ،مجلة شؤون الوسط ،
العدد ) 68بيروت 1998 :م(.
) (1إبراهيم غالي ،التحاد الوربي :إستراتيجية للدفاع الماشترك ،ماجلة السياسة الدولية ،العدد
)156القاهرة 2004 :م ( .
) (2أبو بكر الدسوقي ،ألبان كوسوفا بين التفاوض والقتال ،ماجلة السياسة الدولية ،العدد ) 137
القاهرة 1999 :م( .
) (3د -أحمد إبراهيم خليل ،الدفأاع المشترك الخليجي :محدودية التعاون ،مجلة السياسة الدولية ،
العدد )172القاهرة 2008:م( .
) (4د -أحمد سليم البرصان ،مبادرة الشرق الوسط الكبير :البعاد السياسية و الستراتيجية ،
مجلة السياسة الدولية ،العدد ) 158القاهرة 20004،م (.
) (5أشرف محمد كشك ،إسرائيل و الناتو :من التعاون إلى الشراكة ،مجلة السياسة الدولية ،
العدد ) 158القاهرة 2007 :م ( .
) (6د -أليسندرو فأيجيس ،مستقبل الناتو و توسعه شرقاذ و فأي البحر المتوسط ،ماجلة السياسة
الدولية ،العدد )152القاهرة 2003 :م( .
) (7د -بهجت قرني ،مان النظام الدولي إلى النظام العالماي ،ماجلة السياسة الدولية ،العدد
)161القاهرة 2005 :م( .
) (8د -حسن أبوطالب ،هل يتجه النظام الدولي نحو التعددية القطبية ؟ ،ماجلة السياسة الدولية ،
العدد ) 161القاهرة 2005 :م ( .
281
) (9خليل العناني ،الشرق الوسط الكبير ،مجلة السياسة الدولية ،العدد )156القاهرة2004 :م(
) (10د -زكرياء حسين ،السياسة الدفاعية للتحاد الوروبي في القرن الحادي والعشرين ،
ماجلة السياسة الدولية ،العدد )151القاهرة 2003 :م ( .
) (11سامية بيبرس ،الاتحاد من أجل المتوسط ومستقبل الشراكة الورو -متوسطية ،مجلة
السياسة الدولية ،العدد ) 174القاهرة . ( 2008 :
) (12د -صلح سالم زرنوقة ،الناتو بين مارحلتين ،ماجلة السياسة الدولية ،العدد )129القاهرة :
1997م(.
) (13د -عبد ال الشعل ،تطور ماركز الفرد في القانون الدولي خلل العقود الربعة الخيرة،
ماجلة السياسة الدولية ،العدد ) 161القاهرة 2005 :م ( .
) (14عبد ال صالح ،بعد قماة ماايو :أهداف خطة توسيع الحلف ،ماجلة السياسة الدولية ،العدد
)129القاهرة 1997 :م( .
) (15د -عبد النور بن عنتر ،تطور مافهوم المان في العلقات الدولية ،ماجلة السياسة الدولية ،
العدد )160القاهرة 2005 :م ( .
) (16عزة جلل ،كوسوفا :جذور الصراع ،ماجلة السياسة الدولية ،العدد ) 137القاهرة :
1999م( .
) (17عطية عبد العزيز ،قمة إسطمبول :التوسع الجنوبي للناتو ،مجلة السياسة الدولية ،العدد
) 158القاهرة 2004 :م( .
) (18علي عبد الصادق ،الناتو والشرق الوسط الكبير ،مجلة السياسة الدولية ،العدد 163
) القاهرة 2006 ،م (.
) (19د -عمااد جاد ،التحاد الوروبي :تطور التجربة ،ماجلة السياسة الدولية ،العدد
)161القاهرة 2005 :م ( .
) (20د -عمااد جاد ،أثر تغير النظام الدولي على حلف شماال الطلسي ،ماجلة السياسة الدولية،
العدد )134القاهرة 1998 :م ( .
) (21د -عمااد جاد ،الجدل حول المافهوم الستراتيجي لحلف الطلنطي ،ماجلة السياسة الدولية
،العدد ) 129القاهرة 1998 :م ( .
282
) (22د -عمرو حمزاوي ،توسيع التحاد الوروبي :التحديات والفرص ،مجلة السياسة الدولية ،
العدد ) 157القاهرة . ( 2004 :
) (23عمرو عبد الكريم سعداوي ،فأرنسا و توسيع الناتو ،ماجلة السياسة الدولية ،العدد
)129القاهرة 1997 :م( .
) (24ل -كماال شديد ،السياسة الدفاعية الوروبية الماستقلة وأثرها على الشرق الوسط ،ماجلة
السياسة الدولية ،العدد ) 157القاهرة 2004 :م ( .
) (25ماالك عوني ،حلف الطلسي و أزماة كوسوفو :حدود القوة و حدود الشرعية ،ماجلة
السياسة الدولية ،العدد )137القاهرة 1999 :م ( .
) (26د -محمد السيد سعيد ،الشرق الوسط وعودة سياسات المحاور والحلف ،مجلة السياسة
الدولية ،العدد ) 168القاهرة 2007 :م ( .
) (27د -مصطفى صايج ،التحاد من أجل المتوسط ومصير برشلونة ،مجلة السياسة الدولية،
العدد ) 174القاهرة 20008 ،م( .
) (28نيرمين السعدني ،مؤتمرات التعاون الشرق أوسطي :اليجابيات والسلبيات ،مجلة السياسة
الدولية ،العدد )127القاهرة . (1997:
) (1خديجة عرفة ماحماد أماين ،مافهوم المان النساني ،ماجلة مافاهيم السس العلماية للماعرفة ،
العدد ) 13القاهرة 2006 :م ( ،ص . 31
) (2د -ماصطفى علوي ،المان القليماي بين المان الوطني والمان الدولي ،ماجلة مافاهيم السس
العلماية للماعرفة ،العدد ) 4القاهرة 2005 :م ( .
) (3د -نشأت عثماان الهللي :المان الجمااعي ،ماجلة مافاهيم السس الماعرفة العلماية ،العدد 9
)القاهرة 2005 :م ( .
)*( صماوئيل هنتينغتون ،صراع الحضارات ،ترجماة نجوى أبو غزالة ،ماجلة شؤون سياسية،
العدد ) 1بغداد . (1994 :
283
)*( سلسلة دراسات عالمية :
) (1لويس هنكيس وآخرون ،ترجماة الطاهر بوساحية ،تدخل حلف شماال الطلسي في كوسوفا،
سلسلة دراسات عالماية ،العدد ) 40أبو ظبي 2001 :م (.
) (1شريف بدران ،هل تنتمي إسرائيل إلى الاتحاد الوروبي و الناتو ؟ ،قراءات إستراتيجية
) القاهرة :مركز الدراسات السياسية والستراتيجية 2005 ،م ( ،عرض لمقال :
Ronald .D. Asmus and Bruce .P.Jackson , Does Israel Belong in EU and
NATO ? Policy Review ,No .129 , February – March 2005 .
ج – التقارير السنوأية :
) (1د -حسن أبوطالب )ماحررًأ( ،التقرير الستراتيجي العربي ) 2001القاهرة :ماركز الدراسات
السياسية والستراتيجية 2002 ،م ( .
) (2د -حسن أبوطالب وآخرون ،التقرير الستراتيجي العربي ) 2004 – 2003القاهرة :
) (3د -حسن أبوطالب وآخرون ،التقرير الستراتيجي العربي ) 2005 – 2004القاهرة :
) (4تقرير السيبري السنوي :نزع السلح والمان الدولي ) بيروت :ماركز دراسات الوحدة
) (4تقرير السيبري السنوي :نزع السلح والمان الدولي ) بيروت :ماركز دراسات الوحدة العربية،
2005م (.
) (6تقرير السيبري السنوي :نزع السلح والمان الدولي ) بيروت :ماركز دراسات الوحدة العربية،
2006م (
(1) www.diplomacie.gouv.fr.
284
(2) www.usinfo.state.gov
(3) www.nato.int
(4) www.rand.org
(10) www .kuna . net / new agancies public site / article detaile .aspsc ?
id = 1944578 language = ar.
: أ – الكتب
285
(2)Charles Zorgbide , Histoire Des Relations Internationales : 1962 a Nos
Jours , (Paris : Hachette , 1995) .
: أ – الكتب
(3)Edward Azar And .C.I. Moon , National Security In The Third World
(Mary Land : Center For International Development And Conflict
Management, University Of Mary Land , 1988 ) .
286
(6)M.Berowitz And P.G. Bock ,American National Security ( NewYork:
Free Press ,1965).
(*)Nato Review :
287
(5)Grigoriy M . Perepelytsia : Nato Ukraine : At The Crossroads : www .
nato . int / docu / review / 2007 / issues 2 / franch / art 2 . html .
(6)Javier Solana , A Definining Moment For Nato : The Washington
Summit decision and The Kosovo Crisis , Nato Review , Vol , 47 , No , 2,
summer.
(7)John Kriendler , PFP Critic Management Activities : Enhancing
Capabilities and Coorperation, Nato Review , Vol ,3 , Autom 1998 .
(8)RD.Amus.FS.Larrabee , I.O.Lesser ,Mediterranean Security : new
Challenges New Tasks , nato review ,vol .44.No,3, 1996 .
(9)Rebert Bell , Sisyphs and NRF : The Challenges Of Setting Up The
Nato Response Force : www . nato . int / docu / review / 2006 / issue 3 /
english / art 4 .html .
(*) Forgeign Affairs :
288
فهرس الجداوأل و الشكال و الخرائط :
22 الجدول رقم ) : (1نقاط المقارنة بين نظام المن الجماعي ونظام توازن القوى
48 الجدول رقم ) : (3نقاط التوافأق بين النظرية البنائية والواقعية والتأملية
289
160 الجدول رقم ) : (4دول الشراكة من أجل السلم
فهرس المحتويات
4 المقدمة
290
9 الفصل الول :مفهوم ونظريات المن الدولي
58 الفصل الثاني :حلف شمال الطألسي بعد انتهاء الحرب الباردة
291
76 المطألب الثاني :المان الطلسي جيوبوليتيكيا
116 المطألب الثالث :العلقة بين حلف شماال الطلسي وسياسة المان والدفاع
الوروبية
129 المطألب الثاني :أثر تغير النظام الدولي على هيكل الحلف
157 المطألب الول :ماجلس تعاون شماال الطلسي و مابادرة الشراكة مان أجل
السلم
292
194 الفصل الرابع :المن العربي ومبادرات التعاون
204 المطألب الثالث :مابادرات الصلح الوروبية و التحاد مان أجل الماتوسط
الخاتمة
260
264 الملخص
265 الملحق
273
المراجع
293
294