Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 294

‫جامعـة الدول العـربـيـة‬

‫المنظمة العربية للتربية و الثقافة والعلوم‬


‫معهد البحوث و الدراسات العربية‬
‫قسم الدراسات السياسية‬
‫القـاهـرة‬

‫المن الـدولي والـعـلقـة بـيـن منـظمة حـلف شـمـال الطأـلـسـي‬

‫والـدول العـربـيـة‪ -‬فـــتـرة مـا بــعـد الـحـرب الــبـاردة ‪-‬‬

‫) ‪1991‬م – ‪2008‬م (‬

‫رســالـة مــقـدمـة لـنــيـل درجــة المـاجــســتـيـــر‬

‫فــي الـعـلوم السـياسـية و الـعـلقـات الـدولـية‬

‫اشــراف السـتــاذ الـدكـتـور‬ ‫اعــداد البــاحــث‬


‫عمـــــاد جــــاد‬ ‫لخميـسي شـيبــي‬

‫‪2009‬‬
‫الهإداء‬
‫أهإدي ثمرة جهدي العلمي المتواضع إلى ‪:‬‬
‫الجامعة الجزائرية التي لطالما أنجبت العلماء والدأباء‬
‫والفطاحل من مختلف ضروب المعرفة النسانية ‪...‬‬
‫وإلى مركز الهإرام للدراسات السياسية‬
‫والستراتيجية‪ ،‬وبخاصة وحدة المعلومات‪...‬وإلى روح‬
‫والدي‪...‬وإلى من أرضعتني من إملجة الحنان ) أمي‬
‫الغالية ( ‪...‬وإلى من تعهدني في دأروب الحياة أبي‬
‫وأخي عثمان‪...‬وإلى العائلة الكريمة‪...‬وإلى سعادأة‬
‫ن‬
‫سفير الجزائر بالقاهإرة‪...‬وإلى رجل يعمل بكل نكرا ن‬
‫للذات ‪...‬السيد المحترم إبراهإيم قماص الملحق‬
‫الثقافي لسفارة الجزائر ‪ ...‬وإلى كل أفرادأ البعثة‬
‫الدبلوماسية‪...‬و الشيخ محمد مهدي جاب الله‪...‬وإلى‬
‫كل مخلص لمته العربية – السلمية‪...‬أقدم هإذا الجهد‬
‫المتواضع ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫شكر و عرفان‬

‫إن الفضل ل يعرفه إل ذووه‪...‬وإن النعم لتدوم إل بشكر‬


‫بارئها ‪...‬وبعد أن أنهيت – بفضل الله تعالى – إنجاز هإذا‬
‫ي تقديم باقات‬
‫الجهد المتواضع‪ ،‬فإن الواجب يحتم عل ي‬
‫ي بارقة معروف‪ ،‬أو شذرة من‬
‫الشكر والثناء لمن أسدى إل ي‬
‫إحسان أو مساعدة‪ ،‬وأن أردأ وأنسب الفضل لهإله ممن‬
‫ل منهم أسجي باقات‬ ‫شاركوني هإذا النتاج الفكري ‪...‬فإلى ك ن‬
‫شكري وعظيم إمتناني‪ ،‬وإلى العللم الذي ترك أثره و بصماته‬
‫في رسالتي الستاذ الدكتور عمادأ جادأ الذي وجدت فيه‬
‫العالم الجليل لما يملكه من دأماثة الخلق وتواضع العلماء‬
‫أشكره أول ل لتفضله بالشراف عل يل‬
‫ي في بحث الدبلوم‪،‬‬
‫وأشكره ثانيا ل على أفكاره القيمة عند صياغتي لخطة‬
‫الدراسة‪ ،‬وأشكره ثالثا ل على قبوله الشراف على رسالتي‬
‫ف استثنائية‪ ،‬كما ل يفوتني أن أتقدم بباقات‬
‫في ظرو ن‬
‫الشكر والثناء إلى النخبة الفاضلة من أساتذتي أعضاء لجنة‬
‫المناقشة الفاضل الستاذ الدكتور سعيد لوندي والستاذ‬
‫د في قراءة‬
‫الدكتور محمد عبد السلم لما بذلوه من جه ن‬
‫الطأروحة‪ ،‬وإبداء ملحظاتهم القيمة‪ ،‬و تجشمهم عناء‬
‫الحضور لوضعها في متناول يدي آخذا ل منها قبسا ل منيرا ي‬
‫للحفاظ على علمية الرسالة‪ ،‬التي هإي في أمس الحاجة‬
‫إليها ‪.‬‬

‫كما يطيب لي أقدم أزكى آيات الشكر و العرفان مدير‬


‫معهد البحوث والدراسات العربية الستاذ الدكتور أحمد‬
‫يوسف أحمد والستاذة الدكتورة نيفين عبد المنعم مسعد‬

‫‪3‬‬
‫والبروفيسور أيمن سلمة‪...‬وإلى كل من علمنا و أحسن‬
‫إلينا‪.‬‬

‫ومن الله التوفيق‬

‫المقدمة ‪:‬‬

‫تعرض المان الدولي في فترة الحرب الباردة الى أزماات حادة كادت أن تؤدي فى أكثر مان‬
‫ماناسبة إلى قيام حرب ساخنة بين الماعسكريين‪ ،‬وكان الصراع بين القطبين حول ماراكز النفوذ في‬
‫اوروبا وأسيا وأفريقيا وأماريكا اللتينية‪ ،‬وبعد انهيار التحاد السوفيتي وسقوط القطبية الثنائية‪،‬‬
‫ظهرت ماجماوعة مان التساؤلت حول طبيعة النظام الدولي الجديد‪ ،‬وأيضا عن نظام المان‬
‫مانا واستقراراً ومالئماة لواقع النظام الجديد‪.‬‬
‫الدولي الذي يكون فيه العالم أكثر أ ً‬

‫وعلى صعيد المان القليماي فقد سعت دول الماجماوعة الوروبية إلى توثيق علقات الندمااج‬
‫القائماة عبر تأسيس الاتحاد الوروبي‪ ،‬ثم السعي إلى بناء سياسة خارجية وأمانية ماشتركة‪ ،‬التي‬
‫انعكست على نماط تفاعل العلقات بين التحاد الوروبي ) خاصة فرنسا ( والوليات الماتحدة‬
‫الماريكية‪ ،‬الأمار الذي كان له تداعيات على سياستهماا تجاه الدول العربية ‪ .‬كماا سعى الحلف إلى‬
‫تعظيم ماكاسبه المانية‪ ،‬عبر سياسة الحوار والشراكة والتعاون في إطار ماحيطه الستراتيجي ماع‬
‫دول قوس الأزماات الشرقي‪ ،‬بالاضافة إلى اعتمااده سياسة التوسع والتمادد في وسط وشرق اوروبا‬
‫‪.‬‬

‫أماا دول قوس الأزماات الجنوبي‪ ،‬فقد سعى الحلف الى إقاماة حوار اطلسي ‪ -‬ماتوسطى ماع دول‬
‫ماتوسطة غير أطلسية مانذ سنة ‪ 1994‬م وتدعم هذا التجاه أكثر مانذ هجماات ‪ 11‬سبتمابر ‪2001‬‬

‫‪4‬‬
‫م‪ ،‬حيث أعلن الحلف في قماة اسطمابول عام ‪ 2004‬م‪ ،‬عن تطوير الحوار القائم إلى شراكة‬
‫وتعاون ماع الدول الماتوسطية‪ ،‬وكذا العلن عن مابادرة إسطمابول للتعاون ماوجهة أساساً إلى دول‬
‫ماجلس التعاون الخليجى ‪.‬‬

‫أولل ‪ :‬إشكالية الدراسة ‪ :‬تسعى هذه الدراسة إلى تحليل ماختلف الحوارات والماقاربات الأمانية‬
‫الحديثة‪ ،‬ودراسة طبيعة أثر النظام الدولي الجديد على حلف الأطلسي وإستراتيجيته تجاه الدول‬
‫العربية ‪.‬‬

‫وتتماثل الماشكلة البحثية فى الإجابة عن التساؤل الآتي ‪:‬‬

‫مااهو تصور حلف شماال الطلسي الستراتيجي للمان الدولي بعد إنتهاء الحرب الباردة ؟ ومااهي‬
‫مابادرته تجاه الدول العربية ؟‬

‫ويتفرع عن هذه الدراسة السئلة البحثية الآتية ‪:‬‬

‫‪ -1‬مااهي الماقاربات الأمانية النظرية التي ظهرت بعد نهاية الحرب الباردة ‪.‬‬

‫‪ -2‬مااهي أنمااط التفاعل بين الوليات الماتحدة الأماريكية والدول الأوروبية في إطار مانظماة حلف‬
‫شماال الطلسي ؟ ومااهي انعكاساتها على ماشاريع الشراكة الوروبية الماريكية تجاه المانطقة ‪.‬‬

‫‪ -3‬مااهو تصور الحلف لماحيطه الإستراتيجي ) الشراكة التعاون ‪ -‬التوسع ( ‪.‬‬

‫‪ -4‬مااهى مابادرات الحلف تجاه دول المانطقة ؟ ومااهو ماستقبل العلقة بين مانظماة حلف شماال‬
‫الأطلسي والدول العربية ؟‬

‫ثانيا ‪ :‬أهمية الدراسة ‪ :‬تكتسي هذه الدراسة أهماية بالغة وذلك للاعتبارات الآتية ‪:‬‬

‫العتبارات العلمية ‪ :‬وتتماثل في ‪:‬‬

‫أ ‪ -‬اعتمااد الدراسة على النظريات الحديثة للأمان الدولي‪ ،‬والتي تتماثل في النظريات العقلنية‬
‫والنظريات التأمالية والنظرية البنائية‪ ،‬وماعرفة أي مانها أكثر مالئماة للواقع الدولي الراهن ‪.‬‬

‫ب‪ -‬إن هذه الدراسة تماثل ماساهماة في ماجال التحليل التطبيقي للعلقات العربية وحلف شماال‬
‫الأطلسي‪ ،‬باعتبار أن الدراسات السابقة ل تركز كثيرا على دراسة العلقة بين دول الحلف والدول‬
‫العربية ماقارنًة ماع دراستها للبعد العسكري للأمان الوطني والأمان القوماي العربي ‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫العتبارات العلمية ‪ :‬تكتسب الدراسة أهماية علماية بالغة مان خلل ماعالجة ماوضوع حيوي يتعلق‬
‫بتصور الحلف للمان الدولي وانعكاسات ذلك على المانطقة العربية‪ ،‬حيث يعتبر الحلف أن دول‬
‫جنوب الماتوسط ل تشكل تهديداً لبقاء دول الحلف كماا كان الاتحاد السوفيتي سابقا‪ ،‬ولكن تشكل‬
‫تهديدا للسلم والأمان الدوليين‪ ،‬ومان هنا تبرز أهماية مابادرات الحوار والشراكة والتعاون وهو ماا‬
‫يضفي قيماة عمالية على الدراسة ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬الدراسات السابقة ‪:‬‬

‫رسائل الدكتوراه ‪:‬‬

‫‪ -1‬رسالة الدكتور عمااد جاد للحصول على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية‪ ،‬الماوسوماة‬
‫بعنوان " أثر النظام الدولى على الأحلف العسكرية‪ :‬دراسة أثر إنتهاء الحرب الباردة على حلف‬
‫شماال الطلنطى " – كلية الاقتصاد والعلوم السياسية جاماعة القاهرة سنة ‪ 1998‬م – حاولت هذه‬
‫الدراسة الجابة على عدة تساؤلت مانها لمااذا انهار حلف وارسو واستمار حلف الأطلسي ؟‬
‫ومااهي حدود نجاح الطلنطي في التكيف ماع التغيرات المانية في بيئة ماا بعد الحرب الباردة ؟‬
‫ومااهي السيناريوهات الماحتمالة لماستقبل حلف شماال الطلنطى ؟‪.‬‬

‫‪ -2‬رسالة الدكتور نزار إسمااعيل الحيالي للحصول على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية‪،‬‬
‫والتي كانت تحت عنوان " دور حلف شماال الطلسي بعد انتهاء الحرب الباردة " – كلية العلوم‬
‫السياسية جاماعة بغداد سنة ‪1999‬م – وانطلق الباحث مان أن مانظماة حلف شماال الطلسي هي‬
‫وسيلة لتحقيق الهيمانة واستند في ذلك الى فرضيتين هماا ‪:‬‬

‫أ‪ -‬حتماية الدور الريادي لحلف الطلسي كمانظماة أمانية وعسكرية غربية ‪.‬‬

‫ب‪ -‬إن حلف الطلسي هو أداة عسكرية وسياسية ماتحكماة في السياسة الدولية ‪.‬‬

‫‪ -3‬رسالة الدكتورة " نوار ماحماد ربيع ماحماد نوري " التي حمالت عنوان " اتجاهات المان‬
‫الوروبي بعد انتهاء الحرب الباردة ‪ :‬دراسة فى الأمان الأطلسي والماتوسطي " وتماثلت الماشكلة‬
‫البحثية في التساؤل عن الدور الأوروبي لماواجهة التحديات والتهديدات المانية وكذا بناء سياسة‬
‫أوروبية ماستقلة‪ .‬وانطلقت الباحثة مان الفرضيات الآتية ‪:‬‬

‫أ‪ -‬الدور الماني الوروبي الماتوسطي ‪.‬‬

‫ب‪ -‬السيطرة الطلسية على الأمان الماتوسطي ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫ج‪ -‬المان الوروبي في ظل الهيمانة الطلسية – الماريكية ‪.‬‬

‫‪ -4‬رسالة الدكتورة " سعاد ماحماد ماحماود حسن " التي كانت بعنوان " العلقات الوروبية‬
‫الماريكية في إطار مانظماة حلف شماال الطلسي ‪ :‬دراسة عن تأثير الدول الوروبية في السياسة‬
‫الخارجية الماريكية " جاماعة القاهرة سنة ‪ 2005‬م ‪ ،‬وتماحورت الماشكلة البحثية حول دينامايكيات‬
‫التفاعل داخل حلف حلف الطلسي‪ ،‬وتستعين في تفسيرها لهذا التفاعل باعطاء دور ماحدد لتأثير‬
‫هيكل النظام الدولي على العلقة بين الدول الوروبية والوليات الماتحدة الماريكية‪ ،‬حيث تماثلت‬
‫الماشكلة البحثية في التساؤل التي ‪ :‬هل تستطيع الدول الصغر داخل حلف بين أطراف غير‬
‫ماتساوية أن تماارس تأثيرا على تفضيلت وسياسات الدولة العظماى داخل الحلف ؟ وتحت أي‬
‫ظرف يتم هذه التأثير ومااهي حدوده ؟‪.‬‬

‫وهنا نحاول دراسة العلقة بين النظام الدولي والأحلف الدولية والأمان الدولي‪ ،‬وكذلك دراسة‬
‫العلقة بين مانظماة حلف شماال الطلسي والدول العربية ‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬مناهج الدراسة ‪ :‬استخدم في الدراسة الماناهج الآتية ‪:‬‬

‫‪ -1‬المنهج التاريخي ‪ :‬استعانت الدراسة بالمانهج التاريخي في تتبع نشأة الحلف و تطور مافاهيماه‬
‫الستراتيجية وتطور سياسة المان الدفاع الأوروبية وأنمااط تفاعل العلقات الأوروبية والأماريكية‪،‬‬
‫وكذا ماشاريعها للتعاون والندمااج القليماي في الماتوسط والشرق الأوسط بالاضافة الى رصد‬
‫مابادرات الحلف للتوسع والشراكة والحوار والتعاون ماع دول ماحيطه الإستراتيجي ‪.‬‬

‫‪ -2‬المنهج المقارن ‪ :‬طبق هذه المانهج في الماقارنة بين الماستويات القليماية للمان ) الماستوى‬
‫الأوروبي‪ ،‬الماستوى الأطلسي‪ ،‬الماستوى الماتوسطي ( وكذا الماقارنة بين ماختلف المابادرات التي‬
‫أقاماها الحلف في قوسي الأزماات ‪.‬‬

‫‪ -3‬منهج تحليل النظام السياسي الدولي‪ :‬استخدمات الدراسة مافهوم النظام الدولي كأداة تحليل‬
‫في ماجالت عديدة مانها ‪:‬‬

‫أ‪ -‬المفهوم الجغرافي ‪ :‬نظام دولي‪ ،‬نظام فرعي ‪.‬‬

‫ب‪ -‬المفهوم النوعي ‪ :‬نظام سياسي‪ ،‬نظام اقتصادي‪ ،‬نظام اجتمااعي‪...‬‬

‫ج‪ -‬المفهوم الوظيفي‪ :‬نظام أمان كمانظماة حلف شماال الطلسي‪ ،‬نظام تعاوني كالاتحاد‬
‫الأوروبي‪ ،‬الجاماعة العربية‪ ،‬نظام نزاعي كنظام النزاع العربي السرائيلي ‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫خامسا ‪ :‬نطأاق الدراسة ‪ :‬و يتماثل في ‪:‬‬

‫‪ -1‬النطأاق الزمني‪ :‬تنطلق الدراسة مان نهاية الحرب الباردة وسقوط نظام القطبية الثنائية وبحث‬
‫أثر ذلك على طبيعة حلف الطلسي ونماط العلقات السائدة بين أعضائه‪ ،‬كماا تتناول بالتماحيص‬
‫ماختلف مابادرات التعاون التي أقاماها الحلف ماع دول قوسي الزماات وتأثيرات هجماات ‪11‬‬
‫سبتمابر ‪ 2001‬م على هذه العلقة ‪.‬‬

‫‪ -2‬النطأاق المكاني )الجغرافى ( ‪ :‬تركز الدراسة على نوعين مان القضايا ‪:‬‬

‫أ‪ -‬قضايا مارتبطة بماستوى تحليل كلي يشمال المان والنظام الدولي ‪.‬‬

‫ب‪ -‬قضايا مارتبطة بماستوى تحليل جزئي يضم نظامااً فرعياً مان النظام الدولى يقع خارج عن‬
‫نطاق المانطقة التقليدية لنشاط حلف شماال الطلسي‪ ،‬وهي مانطقة شماال إفريقيا والشرق الأوسط‬

‫الفصل الول‬
‫مفهوم ونظريات المن الدولي ‪:‬‬
‫في هذا الفصل سيتم تقديم ماوضوع الدراسة مان خلل ماعالجة المافاهيم الماختلفة للمان‬
‫وماقومااته وماستوياته وأبعاده‪ ،‬كماا يتناول أي ً‬
‫ضا الصيغ الماتعددة لتحقيق المان الوطني‬
‫والقليماي والدولي‪.‬‬

‫كماا يتعرض إلى دراسة ماختلف نظريات العلقات الدولية التقليدية‪ ،‬وكذا الماقاربات المانية‬
‫الحديثة التي ظهرت بعد نهاية الحرب الباردة في ماجال الدراسات المانية وهي‪:‬‬

‫‪ - 1‬النظريات العقلنية‪.‬‬

‫‪ - 2‬النظريات التأمالية‪.‬‬

‫‪ -3‬النظرية البنائية الجتمااعية‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫المبحث الول‬
‫مفهوم المن ومقوماته‬
‫المطلب الوأل ‪ :‬مفهوأم المن ‪:‬‬

‫يعتبر مفهوم المن من أكثر المصطلحات السياسية إثارة للجدل لرتباطه ببقاء الفأراد والشعوب‬
‫والدول واستمرارها‪ ،‬وقد تعددت تعريفات المن من حيث المضمون أو مستوى التحليل أو الوسائل‬
‫والطراف المعنية به ‪.‬‬

‫ويعرف الدكتور محمد مصالحة المن بأنه ‪ " :‬حالة من الحساس بالطمأنينة والثقة التي تدعو‬
‫بأن هناك ملذذا من الخطر" ‪ .‬أو أنه ‪ ":‬ييخخل من وجود تهديد للقيم الرئيسة )سواء أكانت قيذما تتعلق‬
‫بالفرد أو بالمجتمع(‪.‬‬

‫ويعرفأه شارل سلينشر بأنه ‪ " :‬يشير إلى قيم مثل الحرية والرفأاهية والسلم والعدالة والشرف‬
‫وأسلوب الحياة‪ ،‬وهذه القيم هي أهداف المن‪ ،‬ومن ثمة يصبح المن مجرد أداة لحمايتها " )‪.(1‬‬

‫أما بوث ‪ Both‬و ويلر ‪ Wheeler‬فأيؤكدان على أنه ‪ " :‬ل يمكن للفأراد والمجموعات تحقيق‬
‫المن المستقر إل إذا امتنعوا عن حرمان الخرين منه‪ ،‬ويتحقق ذلك إذا نظر إلى المن على أنه‬
‫عملية تحرر " ‪.‬‬

‫أما باري بوزان ‪ Barry Buzan‬فأيرى أنه ‪ " :‬فأي حالة المن يكون النقاش دائ ذار حول السعي‬
‫للتحرر من التهديد " )‪.(2‬‬

‫‪9‬‬
‫أما هنري كيسنجر فأيعرف المن بأنه ‪ " :‬أي تصرف يسعى المجتمع عن طريقه لتحقيق حقه فأي‬
‫البقاء " )‪.(3‬‬

‫ويضيف بادوين مصطلح المأزق المجتمعي الذي يعرفأه بأنه ‪ " :‬تدني احتمالت الضرر بأي من‬
‫القيم المكتسبة " )‪.(4‬‬

‫فأالمن هو " القدرة على التحرر من تهديد رئيس للقيم العليا الفردية والجماعية‪ ،‬وذلك من خلل‬
‫جميع الوسائل الممكنة للحفاظ على حق البقاء على القل‪ ،‬أو هو غياب التهديد للقيم الساسية "‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مقوأمات المن‪:‬‬

‫عند مناقشة مقومات المن‪ ،‬تجدر الشارة إلى ملحظات أولية مهمة‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫أ‪ -‬ل يمكن حصر مقومات تحقيق المن فأي مقوم واحد‪.‬‬

‫ب‪ -‬صعوبة تحليل وتقييم العناصر غير المادية للمن‪.‬‬

‫ج‪ -‬صعوبة تقرير الكيفية التي تتم من خللها عملية التفاعل بين جميع هذه المقومات‪.‬‬

‫‪ -1‬المقوأم الجيوأبوأليتيكي ‪ :‬يتضمن تعيين مناطق أمن الدولة وكيفية توزيع السكان‪ ،‬وكذا طريقة‬
‫انتشار الصناعات على القاليم‪ ،‬إوامكانية توفأر وسائل التصال والمواصلت بين أجزاء القليم‬
‫الواحد)‪ ،(5‬ويمكن مناقشة هذا المقوم فأي النقاط التية‪:‬‬

‫أ‪ -‬حجم الرقعة الجغرافية ‪ :‬هناك علقة جدلية بين المساحة الجغرافأية التي تعطي الدولة جانذبا من‬
‫قوتها‪ ،‬وقوة الدولة التي تسمح بتوسيع حيزها الجغرافأي‪ ،‬وهنا نتعرض إلى تأثير حجم الدولة فأي قوتها‬
‫من خلل‪:‬‬

‫‪ -1-1‬استيعاب يتعداد ضخم من السكان بالضافأة إلى الزيادة السنوية سواء كانت طبيعية أو غير‬
‫طبيعية )الهجرة(‪ ،‬وكذا وفأرة وتنوع الموارد الطبيعية‪ ،‬وهو ما يحقق معادلة متوازنة بين الضغط‬
‫السكاني والموارد المحدودة‪.‬‬

‫‪ -1-2‬منح عمق إستراتيجي دفأاعذي يسمح بامتصاص الضربة الولى ويقلل من تأثير المفاجآت‬
‫الستراتيجية من خلل إمكانية توزيع المراكز الستراتيجية والقتصادية‪ ،‬ونشر القواعد العسكرية‬
‫)‪(6‬‬
‫على مساحات متباعدة من أجل تشتيت قوات العدو‪ ،‬واستدراجها ثم إفأنائها‬

‫‪10‬‬
‫ب‪ -‬التضاريس أوأ طوأبوأغرافية الرض ‪ :‬تساهم التضاريس من حيث وجود الجبال والنهار‬
‫والسهول فأي تحديد طبيعة النقل والتصال داخل الدولة )‪ ،(7‬فأكلما كان التصال سهلذ كلما زادت‬
‫درجة التجانس و الترابط الثقافأي وهذا مايسهل من عملية الدفأاع عنها مثل جبال البرانس بإسبانيا‬
‫والمحيطين الهادي والهندي بالنسبة للوليات المتحدة ‪ ،‬قبل ظهور الصواريخ العابرة للقارات‪.‬‬

‫ج‪ -‬الموأقع الجغرافي ‪ :‬تبرز أهمية هذا العامل من خلل ‪:‬‬

‫‪ -1-1‬مدى اندماجها ومشاركتها فأي المجتمع الدولي)عكس الدول الحبيسة(‪.‬‬

‫‪ -1-2‬يحدد الموقع الجغرافأي طبيعة قوة الدولة من حيث كونها قارية أم بحرية‪.‬‬

‫‪ -1-3‬اشرافأها على المضايق والذرع المائية العالمية‪.‬‬

‫إل أن أهمية هذا العامل قد تقلصت بسبب التطور الهائل فأي السلحة والتقنيات العسكرية‬
‫ووسائل الدعم اللوجستي)‪.(8‬‬

‫‪ -2‬المقوأم القتصادي ‪ :‬يشير إلى قدرات الدولة القتصادية )زراعة‪ ،‬صناعة‪ ،‬خدمات( ودرجة‬
‫العتماد على الخارج‪ ،‬وكذا الساس الذي يقوم عليه القتصاد‪ ،‬من حيث كونه اقتصاداذ إنتاجياذ‬
‫أواقتصاداذ ريعيذا‪ ،‬بالضافأة إلى نسبة اليد العاملة المؤهلة ومدى التوظيف المناسب لعوامل النتاج‪،‬‬
‫من أجل تحقيق نمو اقتصادي وصولذ إلى تنمية مستدامة والتي تعد اللبنة الساس للستقرار‬
‫السياسي والجتماعي‪.‬‬

‫‪ -3‬المقوأم الجتماعي ‪ :‬يشير هذا العامل إلى طبيعة التكوين الجتماعي )طوائف‪ ،‬أقليات‪،‬‬
‫مذاهب‪ (..‬ونوعية العلقة السائدة فأي المجتمع )تعاون أو صراع(‪ ،‬وكذا التوازن بين النمو السكاني‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(9‬‬
‫والنمو القتصادي فأي ظل موارد محدودة‬

‫‪ -4‬المقوأم السياسي ‪ :‬يتمحور هذا المقوم فأي اتجاهين أساسيين هما ‪:‬‬

‫أ‪ -‬المحوأر الداخلي ‪ :‬يختص بالتفاعلت السياسية القائمة داخل النسق السياسي الوطني‬
‫)المشاركة السياسية‪ ،‬النتخابات‪ ،‬التداول السلمي للسلطة‪ ،(...‬وكذا قابلية النظام على تعبئة‬
‫عناصر قوة الدولة لتحقيق أهدافأه التنموية ‪.‬‬

‫ب‪ -‬المحوأر الخارجي ‪ :‬يشير إلى قدرة الدولة على الندماج فأي النسق الدولي لتحقيق أهدافأها‬
‫الوطنية من خلل سياستها الخارجية‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫مستويات المن‬
‫المطلب الوأل ‪ :‬أمن الفراد وأالمن النساني ‪:‬‬

‫أ‪ -‬أمن الفراد ‪ :‬هناك العديد من التشريعات الدولية التي تختص بالفأراد مثل ما ورد فأي ميثاق‬
‫المم المتحدة من تأكيد على الحقوق الساس للنسان‪ ،‬التي تعززت بالعلن العالمي لحقوق‬
‫النسان سنة ‪1948‬م‪ ،‬وكذا ما تنص عليه التشريعات والدساتير الوطنية‪ ،‬بالضافأة إلى اتفاقيات‬
‫منع جريمة إبادة الجنس البشري والمعاقبة عليها‪ ،‬وكذا اتفاقيات جنيف الربعة لعام ‪ 1949‬م لحماية‬
‫الفأراد فأي الصراعات المسلحة سواء كانوا مقاتلين أو مدنيين‪ ...‬بالضافأة إلى إدانة العنصرية وكل‬
‫أشكال التمييز العنصري‪ ،‬كما أن القانون الجنائي الدولي يعد من أهم ضمانات حقوق النسان‬
‫والجماعات‪ ،‬فأهو يقر أن أي اعتداء على هذه الحقوق يشكل جرائم ضد النظام العام الدولي)‪.(10‬‬

‫ب ‪ -‬المن النساني ‪ :‬أفأرزت البيئة الدولية لما بعد الحرب الباردة مفاهيم مغايرة لمنظومة المفاهيم‬
‫التي سادت فأي حقبة الحرب الباردة‪ ،‬حيث نجد مفهوم العولمة فأي مقابل الخصوصية‪ ،‬ومفهوم‬
‫التدخل الدولي النساني فأي مواجهة مفهوم السيادة الوطنية‪ ،‬ومفهوم المن النساني فأي مواجهة‬
‫المن الوطني‪ ،‬وقد طرح بلتز ‪ W.E. Blatz‬سنة ‪1966‬م‪ ،‬مفهوم المن الفردي فأي كتابه "‬
‫المن النساني ‪ :‬بعض التأملت "‪ ،‬فأيه انطلق من فأرضية أن الدولة المنة ل تعني بالضرورة أفأ ارذدا‬
‫آمنين‪ ،‬وهو ما مثل تحدد لمفهوم أمن الدولة الذي يحقق أمن كل المؤسسات والفأراد )‪ ،(11‬ويرى أن "‬
‫مفهوم المن النساني هو مفهوم شامل يضم العلقات الجتماعية كافأة‪ ،‬والتي تربط الجماعات‬
‫ضا أو بديلذ عن الشعور الذاتي بغياب المن من خلل قبول أنماط معينة‬
‫والمجتمعات وتمثل تعوي ذ‬
‫من السلطة "‪.‬‬

‫أما وزير الخارجية الكندي السابق لويد أكسورثي ‪ Loyd Axworthy‬فأيرى أن المن‬
‫النساني هو " طريقة بديلة لرؤية العالم تجعل الفأراد محور الهتمام‪ ،‬بدلذ من التركيز فأقط على‬
‫)‬
‫أمن القاليم والحكومات‪ ،‬وذلك من خلل العتماد على الجراءات الوقائية بغية تقليل المخاطر "‬
‫‪.(12‬‬

‫وهناك العديد من التعريفات المتعلقة بمفهوم المن النساني حيث نجد منها من ربط بين مفهوم‬
‫المن النساني والقدرات المتاحة‪ ،‬فأهو عند كانتي باجباي ‪ Kanti Bajpai‬يشير إلى ‪ " :‬مصادر‬
‫تهديد حياة وحرية الفأراد والجماعات وذلك مقارنة بالقدرات المتاحة لمواجهة تلك النماط من‬

‫‪12‬‬
‫مصادر التهديد‪ ،‬إذ تتنوع مصادر التهديد والقدرات فأي الوقت والنطاق‪ ،‬وعند هذه النقطة‪ ،‬فأمن غير‬
‫الممكن وضع تعريف محدد للمفهوم صالدح لكل الجماعات وفأي الوقات كافأة " )‪ .(13‬وهناك‬
‫تعريفات لمفهوم المن النساني ربطت من بينه وبين المن القومي‪ ،‬وهو ما ذهب إليه جورج ماك‬
‫" تحويل النتباه من المن‬ ‫لين ‪ George Mac Lean‬حيث يرى أن المن النساني يعني‪:‬‬
‫القومي إلى أمن الفأراد‪ ،‬فأالمن النساني يقوم على أن حماية الفأراد لن تتحقق من خلل حماية‬
‫الدولة كوحدة سياسية‪ ،‬ولكن من خلل التركيز على رفأاهية الفأراد ونوعية الحياة‪ ..‬المن النساني‬
‫يعني الحماية من العنف غير الهيكلي‪ ،‬والذي يترافأق مع اعتبارات عدة غير مرتبطة بالتكامل‬
‫القليمي مثل الندرة البيئية أو الهجرة الجماعية‪ ،‬ومن يثمة كانت المفاهيم التقليدية للمن تركز على‬
‫العنف الهيكلي‪ ،‬ممثلذ فأي الحروب‪ ،‬فأإن المن النساني يرتبط بقضايا العنف غير الهيكلي‪ ،‬فأالمن‬
‫النساني هو باختصار أمن الفأراد فأي محيطهم الشخصي‪ ،‬وفأي مجتمعاتهم‪ ،‬وفأي بيئتهم" )‪.(14‬‬

‫ويقدددم كوفأي أنان تعريذفا شاملذ للمن النساني فأهو يعني" أبعد من غياب العنف المسلح‪ ،‬فأهو‬
‫يشتمل على حقوق النسان‪ ،‬والحكم الرشيد‪ ،‬والحق فأي الحصول على فأرص التعليم والرعاية‬
‫الصحية والتأكد من أن كل فأرد لديه الفرصة والقدرة لبلوغ احتياجاته الخاصة ‪ .‬وكل خطوة فأي هذا‬
‫ضا خطوة نحو تقليل الفقر‪ ،‬وتحقيق النمو القتصادي ومنع النزاعات‪ ،‬فأتحقيق التحرر‬
‫التجاه هي أي ذ‬
‫وصحية‪ ،‬هذه هي الركان‬ ‫من الخوف و حرية الجيال القادمة فأي أن ترث بيئة طبيعية‬
‫المترابطة لتحقيق المن النساني ومن ثم المن القومي " )‪.(15‬‬

‫وفأي السبعينيات والثمانينيات أثير هذا المفهوم من عند مناقشة مصادر تهديد أمن الفأراد من‬
‫خلل‪:‬‬

‫‪ -1‬الربط بين إشكالية تحقيق أمن الفأراد والنفاق على التسلح‪.‬‬

‫‪ -2‬الربط بين مفهوم المن النساني وتحديات التنمية الشاملة‪.‬‬

‫وفأي أعقاب انتهاء الحرب الباردة حدثت مجموعة من التحولت الساسية فأي البيئة المنية‬
‫الدولية‪ ،‬أدت إلى التوظيف السياسي لمفهوم المن النساني‪ ،‬ومن هذه التحولت ما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬انتقال الدراسات المنية من التركيز على كيفية تجنب حرب نووية إلى الهتمام بقضايا‬
‫ومصادر تهديد أمن الفأراد‪ ،‬ومشاكل البيئة وقضايا اللجئين‪ ،‬حيث يرفأض اقتراب الدراسات المنية‬
‫النقدية الفرضية القائلة بأن المن يمكن تحقيقه من خلل تراكم القوة ‪ ،‬بل يرون أن المن قد يتحقق‬
‫من خلل تحرر الفأراد من القيود‪ ،‬والتي قد تكون نابعة من طبيعة وهيكل النظام السياسي‪ ،‬أو من‬

‫‪13‬‬
‫والضطهاد السياسي وندرة‬ ‫النخبة السياسية‪ ،‬وكذا التركيز على قضايا الركود القتصادي‬
‫الموارد والتنافأس العرقي والرهاب والمراض و تلوث البيئة)‪.(16‬‬

‫ل‪ ،‬لكن بعد انتهاء الحرب‬


‫‪ -2‬التغير فأي طبيعة الصراعات‪ ،‬إذ كانت ذات صبغة دولية إجما ذ‬
‫صا عندما‬
‫الباردة‪ ،‬فأقد انتقلت إلى داخل الدولة الوطنية‪ ،‬وغالبية ضحاياها من المدنيين‪ ،‬خصو ذ‬
‫يصبحون هدذفأا لسيطرة الجماعات المتطرفأة‪ ،‬حيث شهدت الفترة من ‪1990‬م إلى ‪2001‬م حوالي‬
‫سبعة وخمسين )‪ (57‬صراعا رئيسذا‪ ،‬منه خمسة وأربعون)‪ (45‬صراعاذ داخل الدولة الوطنية)‪.(17‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬المن القوأمي ) الوأطني( ‪:‬‬

‫يرجع أموس جوردن ‪ Amos Jordan‬و وليم تيلور ‪ W.J. Taylar‬ظهور المن القومي‬
‫كمصطلح علمي منذ الحرب العالمية الثانية)‪ ،(18‬أما جوزيف ناي ‪ Nye Joseph‬و روبرت كيوهان‬
‫‪ Rebert Keohane‬فأيعتقدان بأنه ناتج عن الحرب الباردة)‪ ،(19‬والملحظ أنه ليس هناك اجماع‬
‫حول المقصود بالمن القومي فأي حماية القيم المركزية ) بقاء الدولة والستقلل الوطني‪ ،‬الوحدة‬
‫الترابية‪ ،‬الرفأاه القتصادي‪ ،‬الهوية الثقافأية‪ ،‬الحريات الساسية‪ (...‬وموضوع المن )وحدة التحليل‬
‫المرجعية هل هي الدولة – المة ؟ أوالفرد ؟ أوالنسانية ؟( ومصادر التهديد )عسكرية وغير‬
‫عسكرية( وفأي إدراك التهديد )هل هي ذاتية أو موضوعية ؟( وما هي الوسائل والستراتيجيات التي‬
‫نتخذها لتحقيق المن الوطني ؟‪.‬‬

‫وهناك مدرستان مختلفتان لدراسة موضوع المن الوطني هما‪:‬‬

‫أ‪ -‬المدرسة الستراتيجية ‪ :‬تركزعلى الجانب العسكري والتهديد الخارجي والدولة كوحدة وحيدة فأي‬
‫تحليل العلقات الدولية‪ ،‬وعلى مفهوم القوة باعتبارها المقدرة على التحكم فأي تصرف الطراف‬
‫الخرى‪ ،‬ويرمز لها بمقدرة سيطرة عقل النسان على عقل الخر‪.‬و تشمل كل العلقات الجتماعية‪،‬‬
‫وهي العنصر الساس فأي تفسير العلقات الدولية)‪.(20‬‬

‫أما جون سباينيز ‪ John Spanies‬فأيحصر مفهوم القوة فأي القوة العسكرية‪ ،‬كما نجد أن موسوعة‬
‫العلوم الجتماعية‪ ،‬تعرف المن الوطني بأنه‪ " :‬قدرة المة على حماية قيمها الداخلية من التهديدات‬
‫الخارجية "‪ ،‬أما بيركو فأيتز ‪ Berko Wits‬و بوك ‪ Bock‬فأيعرفأانه بأنه " قابلية الدولة لحماية قيمها‬
‫الداخلية من التهديدات الخارجية " )‪ .(21‬أما إدوارد عازار ‪ Edward Azar‬فأيضع سبعة عوامل‬
‫لتحقيق الحماية المادية للدولة من التهديدات العسكرية وهي‪:‬‬

‫‪ -1‬التفاعل والوحدة بين السياسة الخارجية و سياسة المن والدفأاع‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫‪ -2‬الخطط الستراتيجية والعقيدة العسكرية‪.‬‬

‫‪ -3‬مخصصات الدفأاع‪.‬‬

‫‪ -4‬إدراك مصادر التهديد وتحليلها‪.‬‬

‫‪ -5‬القدرات المنية‪.‬‬

‫‪ -6‬أنظمة التسليح وتقييم الختيارات‪.‬‬

‫‪ -7‬التحالف والتعاون الستراتيجي)‪.(22‬‬

‫ب – المدرسة المعاصرة )التنموأية( ‪ :‬يرى أصحاب هذه المدرسة أن مصادر التهديد ل تقتصر فأقط‬
‫ضا على التهديد الداخلي‪ ،‬ويقدمون نظرة أوسع لمجال المن القومي‬
‫على التهديد الخارجي إوانما أي ذ‬
‫الذي يشمل أبعاداذ اقتصادية واجتماعية وثقافأية‪ ...‬وتقوم هذه المدرسة على اتجاهين أساسين هما ‪:‬‬
‫أمن الموارد الحيوية والستراتيجية والتنمية القتصادية‪.‬‬

‫ويعرف لورانس كرانس ‪Laurence Kranse‬و جوزيف ناي ‪ J.Nay‬المن القتصادي بأنه‪:‬‬
‫" غياب التهديد بالحرمان الشديد من الرفأاهية القتصادية "‪ .‬كما يمكن إضافأة قدرة الدول على رسم‬
‫‪ Holsen‬و ويلبروك‬ ‫سياساتها القتصادية دون إملءات خارجية‪ ،‬وهو ما عبر عنه هولسن‬
‫‪ Waelbrock‬بمصطلح السيادة القتصادية التي تعني " القدرة على التحكم فأي أكبر عدد ممكن‬
‫من أدوات السياسة فأي المجال القتصادي " )‪ .(23‬أما روبرت ماكنما ار ‪Robert Mac Namara‬‬
‫فأيرى أن الفقر والتخلف هما عاملن أساسان للعصيان والتمرد بخاصة فأي الدول النامية‪ ،‬حيث‬
‫عرف المن بأنه ‪ " :‬يعني التنمية‪ ،‬فأالمن ليس هو تراكم السلح‪ ،‬بالرغم من أن ذلك قد يكون جزذءا‬
‫منه‪ ،‬والمن ليس هو القوة العسكرية‪ ،‬بالرغم من أنه قد يشمل ذلك‪ ،‬والمن ليس هوالنشاط العسكري‬
‫التقليدي بالرغم أنه قد يحتوي عليه‪ .‬إن المن هو التنمية‪ .‬ومن دون تنمية فأل محل للحديث عن‬
‫المن " )‪ .(24‬ويلحظ الدكتور وليد عبد الحي أن اللتزامات الناجمة عن فأارق معدلت النمو‬
‫القتصادي هي العامل النسب لتفسير حركة الصعود والهبوط فأي سلم القوى الدولية‪ ،‬ونتيجة‬
‫لهمية دور المتغير القتصادي فأي تحديد اتجاه و سرعة الحركة‪ ،‬اندفأعت الدول إلى استثمار‬
‫الطبيعة‪ ،‬لضمان مكان أفأضل على سلم القوى)‪.(25‬‬

‫أما الدكتور أمين هويدي فأقد قدم تعريذفا للمن القومي قائماذ على أساس الجراءات التي تتخذها‬
‫الدولة لحماية أمنها‪ ،‬فأالمن هو" الجراءات التي تتخذها الدولة فأي حدود طاقتها للحفاظ على كيانها‬

‫‪15‬‬
‫ومصالحها فأي الحاضر والمستقبل مع مراعاة المتغيرات الدولية " )‪ .(26‬بهذا المعنى فأإن المن‬
‫القومي يشمل المن العسكري‪.‬‬

‫"‬ ‫أما الدكتورعلي الدين هلل فأيعرفأه انطلقا من القدرات الكفيلة بمواجهة التهديدات فأهو‪:‬‬
‫تأمين الدولة ضد الخطار التي تهددها داخلذيا وخارجذيا‪ ،‬وتأمين مصالحها وتهيئة الظروف المناسبة‬
‫لتحقيق أهدافأها وغاياتها القومية " )‪.(27‬‬

‫ويعرف الدكتور مصطفى علوي المن القومي بأنه‪ " :‬مفهوم كلي يقصد به القدرة على كفالة‬
‫الحماية الكلية لذلك المجتمع السياسي الوطني من أية أخطار أوتهديدات أوتحديات تجابهه من‬
‫)‪(28‬‬
‫الداخل أو من الخارج بحيث يعيش ذلك المجتمع فأي حالة اطمئنان من الخوف "‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬المن القليمي ‪:‬‬

‫برز مفهوم المن القليمي فأي أعقاب الحرب العالمية الثانية حيث نشأت هيئات ومنظمات أمنية‬
‫إقليمية و دون إقليمية‪ ،‬كما ارتبط ظهورها بعوامل الجغرافأيا السياسية)القارات‪ ،‬المناطق المحيطة‬
‫بالبحار‪ ،‬المناطق دون القاليم( والتاريخ والثقافأة‪ ،‬ومجموعة من التصورات الذاتية والموضوعية‪،‬‬
‫وهو ما يفسر – أحياذنا – لماذا تستبعد المشاركة القليمية بعض الدول المنتمية جغرافأذيا للقليم ؟‬
‫ولماذا بوسع العديد من المجموعات ذات الصلة المنية بأعضائها وأهدافأها المختلفة التعايش فأي‬
‫منطقة واحدة‪ ،‬ولماذا تتشكل المجموعات دون القليمية فأي بعض القاليم دون غيرها ؟‪.‬‬

‫وفأي محاولة لفهم التعاون المني والقليمي‪ ،‬هناك بعض النماذج‪ ،‬منها‪:‬‬

‫‪ -1‬النظمة المنية‪ :‬يعرفأها روبرت جيرفأيس ‪ Rebert Jervis‬بأنها " تعاون مجموعة من الدول‬
‫وافأتراضاتها‬ ‫على إدارة منازعاتها وتفادي الحرب عبر إخماد معضلة المن من خلل أعمالها‬
‫المتعلقة بأعمال غيرها من الدول على السواء " )‪ .(29‬وتشمل النظمة المنية قطاعاذ عريضا من‬
‫القواعد السلوكية مثل عدم استخدام القوة‪ ،‬واحترام الحدود الدولية القائمة‪ ،‬ويمكن أن توضع تشريعات‬
‫أو أنشطة كالتحركات والشفافأية‬ ‫أكثر وضوذحا بالنسبة لنواع واستخدامات معينة من السلحة‪،‬‬
‫العسكرية‪ ،‬ويمكن النظر إلى العديد من الهياكل القليمية على أنها أنظمة أمنية مثل منظمة المن‬
‫ضا اعتبار بعض الجراءات القليمية للحد من التسلح كتحديد المناطق‬
‫والتعاون فأي أوروبا‪ ،‬وأي ذ‬
‫الخالية من السلحة النووية أو معاهدة القوات المسلحة فأي أوروبا لعام ‪1990‬م‪ .‬ويتوقف مدى‬
‫نجاعة هذه النظمة على مدى احترام معاييرها من خلل درجة ما تفرضه مؤسساتها من حوافأز‬
‫وجزاءات‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫‪ -2‬الجماعات المنية وأالمجتمع المني ‪ :‬يعرف كارل دويتش ‪ Karl Deutsch‬الجماعة المنية‬
‫بأنها ‪ " :‬مجموعة بشرية أصبحت مندمجة‪ ،‬والمقصود بالندماج هو تولد "الشعور بالجماعة"‪،‬‬
‫ضمن أرض ما‪ ،‬وانبثاق مؤسسات وممارسات على درجة من القوة والتساع تكفي لتأمين توقعات‬
‫يمكن العتماد عليها بشأن " التغيير السلمي" بين سكانها والمقصود من " الشعور بالجماعة "‬
‫)‬
‫اعتقاد أن المشاكل الجتماعية المشتركة يجب حلها‪ ،‬ويمكن حلها‪ ،‬عبر عمليات " التغيير السلمي"‬
‫‪.‬‬ ‫‪(30‬‬

‫كما يعرف المجتمع المني بأنه ‪ " :‬مجموعة من الدول يوجد بينها تأكيد حقيقي على أن أعضاء‬
‫هذا المجتمع لن يدخلوا فأي قتال مادي مع بعضهم‪ ،‬وأنهم سيعمدون إلى تسوية خلفأاتهم بطريقة‬
‫أخرى " )‪ .(21‬وقد وضع كارل دويتش هذا المفهوم فأي الخمسينيات ليعكس أهدافأاذ طويلة المد تجعل‬
‫من أوروبا مجتمع أمني واحد‪ ،‬يبدأ بالقضاء على خطر قيام نزاع بين دول الجماعة الوروبية‪.‬‬

‫ويضيف باري بوزان ‪ Barry Buzzan‬مصطلح المجمع المني الذي يعرفأه بأنه " مجموعة من‬
‫الدول التي ترتبط فأيه اهتماماتها المنية الساسية مع بعضها بدرجة وثيقة كافأية بحيث إن أوضاعها‬
‫المنية الساسية مع بعضها البعض بدرجة وثيقة كافأية بحيث إن أوضاعها المنية الوطنية ل يمكن‬
‫النظر إليها واقعيا بمعزل عن بعضها البعض "‪.‬‬

‫‪ -3‬الحلفا ‪ :‬تعددت التعريفات لمفهوم الحلف حيث نجد بعض التعريفات تركز على البعد‬
‫التعاقدي‪ ،‬فأالحلف من هذا المنظور هو " معاهدة تبرم بين دولتين أو أكثر من أجل صد عدوان يقع‬
‫على طرف أو أكثر من أطراف المعاهدة ")‪ .(31‬كما يعرفأه قاموس العلوم السياسية بأنه "علقة‬
‫تعاقدية بين دولتين أو أكثر يتعهد بموجبها الحلفاء بالمساعدة المتبادلة فأي حالة الحرب"‪ .‬وسياسة‬
‫الحلف هي بديل لسياسة العزلة التي ترفأض أية مسؤولية عن أمن الدول الخرى‪ ،‬وهي تتميز‬
‫كذلك عن سياسة المن الجماعي التي تجعل المن عالمذيا بحيث تردع العدوان وتتصدى له عند‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(32‬‬
‫الضرورة "‬

‫وهناك من يسقط البعد التعاقدي للدللة على تفاعلت وعلقات معينة فأي إطار تحالف ضمني‪،‬‬
‫أو ما أسماه جون سولفيان ‪ John Sullivan‬بالنحياز غير الرسمي‪ ،‬الذي عرفأه بأنه‪ " :‬سلوكات‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(33‬‬
‫متوقعة فأي علقات دولتين أو أكثر "‬

‫‪17‬‬
‫ويوجد تعريف آخر للحلف يؤكد على أنه " علقة رسمية أو غير رسمية للتعاون المني بين‬
‫دولتين أو أكثر تشمل توقعات متبادلة بدرجة ما من درجات التنسيق السياسي فأي القضايا المنية‬
‫فأي ظل ظروف معينة فأي المستقبل " )‪.(33‬‬

‫وهو نفس المعنى الذي استخدمه ستيفن والت ‪ Stephen Walt‬وأضاف إليه فأي ما بعد التعهد‬
‫بالمساعدة العسكرية‪ ،‬وهو ما ركز عليه باتريك جيمس ‪ Patric James‬حيث عرف الحلف بأنه "‬
‫أو هو معاهدة‬ ‫اتفاق رسمي بين دولتين أو أكثر للتعاون فأي المجالت المنية والعسكرية "‪.‬‬
‫عسكرية دولية تبرم بين دولتين أو أكثر ليجاد منظمات تنسق التعاون والتعاضد فأي المجال‬
‫الدفأاعي أو تنظم الدفأاع والهجوم مذعا فأي حالة العتداء‪ ،‬فأتكون الهداف المعلنة دفأاعية فأي الغالب‪،‬‬
‫إذ أن الحلف الهجومية تتخذ طابع السرية)‪.(35‬‬

‫ومن أدق وأشمل التعريفات نجد تعريف ديفيد إدواردز ‪ David Edwards‬حيث عرفأه على أنه‬
‫" التزام تعاقدي بين عدد من الدول‪ ،‬يوجه عادة ضد دولة – دول – محددة وينشأ عنه منظمة تعمل‬
‫على تنفيذ أهداف اللتزام‪ ،‬وهي عادة تتسم بالطابع الرسمي‪ ،‬وبوجود معاهدة أو اتفاق " )‪.(36‬‬

‫‪ -4‬الكتلة الدوألية ‪ :‬هي اتباع عدد من الدول لخط مشترك فأي مجال السياسة والدفأاع والتجارة‪،‬‬
‫ويكون فأي أغلب الحيان موجه ضد مجموعة أخرى من الدول تضطر هي الخرى إلى انتهاج خط‬
‫مشترك لمواجهة المجموعة الولى‪ .‬وتختلف عن الحلف من حيث‪:‬‬
‫أ‪ -‬درجة الختيار‪.‬‬
‫ب‪ -‬الختصاصات والصلحيات‪.‬‬
‫ج‪ -‬درجة التكافأؤ فأي القوة والقدرة على التأثير)‪.(37‬‬

‫‪ -5‬الئاتلفا ‪ :‬هو اتفاق بين مجموعة من الدول على تحقيق هدف أو أهداف محددة وهي فأي‬
‫العادة علقة غير رسمية‪ ،‬عادة ما تكون فأي مجال محدد لمدة قصيرة‪ ،‬ول وجود للعلقات التعاقدية‬
‫فأيه‪ ،‬أو ل تمثل عنص ذار أساساذ لوجوده ‪.‬‬

‫ويختلف الئتلف عن الحلف فأي النقاط التية ‪:‬‬

‫أ ‪ -‬غياب الطابع التعاقدي ‪.‬‬

‫ب ‪ -‬محدودية مجالت التعاون ‪.‬‬

‫د ‪ -‬نشأة الئتلف وانتهائه مرتبط بعامل الحرب ‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫ذ ‪ -‬مرونة النضمام أو النسحاب من الئتلف )‪.(38‬‬

‫‪ -6‬التعاوأن الستراتيجي‪ :‬هو صيغة تعاونية دولية تجمع بين التكتل أوالحلف الدولي‪ ،‬تشمل‬
‫مجالت السياسة والقتصاد والثقافأة‪ ،‬لكنه يقوم فأي الساس على التعاون العسكري الذي يتمثل فأي‬
‫الصيغ التية ‪:‬‬

‫أ‪ -‬التسهيلت العسكرية ‪.‬‬

‫ب‪ -‬تبادل المعلومات الستراتيجية والستخبارية ‪.‬‬

‫ت‪ -‬إقامة تدريبات ومناورات مشتركة ‪.‬‬

‫ث‪ -‬الدعم العسكري والمداد بالمعلومات والبيانات الستراتيجية ‪.‬‬

‫ج‪ -‬الوجود العسكري ولمدة محددة على أراضي الدول المنخرطة فأي برنامج التعاون الستراتيجي ‪.‬‬

‫د‪ -‬إنشاء مخازن إستراتيجية للمعدات والسلحة الثقيلة فأي دول التعاون الستراتيجي لفترة محدودة ‪.‬‬

‫ذ‪ -‬الحرب بالوكالة لتحقيق مصالح دولة أو دول التعاون الستراتيجي)‪.(39‬‬

‫كما ظهرت مفاهيم أخرى كالمن المتكامل الذي يتضمن كل أشكال التهديد والشراكة المنية حيث‬
‫يتم إشراك الدول بما فأيها دول غير عربية‪.‬‬

‫والمن المتبادل الذي يقوم على عدم النزوع المنفرد للدول فأي تعظيم أمنها على حساب باقي الدول‪،‬‬
‫والمن التعاوني الذي يشير إلى تقاسم العباء المنية لحتواء التهديدات المشتركة‪.‬‬

‫المطلب الرابع ‪ :‬المن الدوألي ‪:‬‬

‫يعتبر المن الدولي أكبر وأوسع وحدة تحليل فأي الدراسات المنية‪ ،‬كونه مرتبطاذ بأمن كل دولة‬
‫عضو فأي النسق الدولي‪ ،‬الذي هو مجموعة من الوحدات المترابطة نمطذيا من خلل عملية التفاعل‪،‬‬
‫فأالنسق يتميز بالترابط بين وحداته‪ ،‬كما أن التفاعل يتسم بالنمطية على نحو يمكن ملحظته وتفسيره‬
‫والتنبأ به)‪.(40‬‬

‫وتحقيق المن الدولي يتطلب آليات عمل جماعية‪ ،‬منها‪ :‬نظام توازن القوى ونظام المن الجماعي‪.‬‬

‫أوألل ‪ -‬نظام توأازن القوأى ‪ :‬ظهر نظام توازن القوى بعد اتفاقية وستفاليا لعام ‪1648‬م‪ ،‬وتقوم فأكرته‬
‫الساسية على أن الصراع هو الطابع المميز للعلقات الدولية‪ ،‬حيث تتفاوت الدول فأي القوى‬
‫النسبية‪ ،‬وكذا التباين فأي مصالحها القومية وسعي كل منها إلى تعظيم مكاسبها على حساب‬

‫‪19‬‬
‫صا إذا ما اكتسبت دولة ما تفوق ساحق فأي قواتها وقدراتها‪ ،‬فأإنها ستهدد باقي الدول‬
‫الخرى‪ ،‬خصو ذ‬
‫وهو ما يدفأع بالخيرة إلى التجمع فأي محاور مضادة للدولة مصدر التهديد‪.‬‬

‫فأنظام توازن القوى هو الحالة التي يتسم بها توزيع القوة بين عدد من الدول بشكل متعادل نسبذيا‪،‬‬
‫حيث ل تكون لية دولة القدرة على فأرض هيمنتها على ما عداها من الدول)‪.(41‬‬

‫ويتحقق توازن القوى فأي حالتين هما ‪:‬‬

‫‪ -1‬حفظ السلم الدولي من خلل التجمع فأي محاور مضادة ضد قوى التهديد لتحقيق الردع‪،‬‬
‫واستمرار الوضع القائم‪.‬‬

‫‪ -2‬إيجاد محاور متعادلة فأي القوة لدول مختلفة الهداف‪ ،‬لمنع تفادي أي اخلل بتوازن القوى القائم‬
‫والمحافأظة على استقلل وحداته المكونة له‪.‬‬
‫وهناك العديد من الوسائل التي تحقق مبدأ توازن القوى منها‪:‬‬
‫أ‪ -‬التدخل‪.‬‬
‫ب‪ -‬المناطق العازلة‪.‬‬
‫ج‪ -‬الحلف الدولية‪.‬‬
‫د‪ -‬التسليح‪.‬‬
‫ذ‪ -‬التعويضات القليمية‪.‬‬
‫ر‪ -‬سياسة فأددرق تسد‪.‬‬

‫ثانيال ‪ :‬نظام المن الجماعي ‪ :‬ظهر نظام المن الجماعي كرد فأعل للنظام القديم القائم على نظام‬
‫توازن القوى‪ ،‬وكان أول تطبيق له فأي ظل عصبة المم‪ ،‬ثم فأي إطار منظمة المم المتحدة لمنع‬
‫نشوب الحروب واحتوائها‪ ،‬وهو ل يعني انتهاء الختلفأات والتناقضات القائمة فأي مصالح الدول‪،‬‬
‫إوانما انكار العنف المسلح كأداة لحلها‪ ،‬والتركيز على الوسائل والساليب السلمية‪ ،‬ويمكن تعريفه‬
‫بأنه ‪ " :‬التزام جميع الدول بأن تشارك بقواتها ضد الدولة المعتدية‪ ،‬فأور تقرير هذا العدوان عن‬
‫طريق إجراءات خاصة بذلك"‪ .‬وهذا التعريف يقتصر فأقط على دور الدول فأي حفظ السلم والمن‬
‫ضا على أنه " ذلك النظام الذي تتحمل فأيه الدول العضاء فأي المنظمات‬
‫الدوليين "‪ .‬كما خعرف أي ذ‬
‫أو الهيئات الدولية مسؤولية حماية كل عضو من أعضائها " )‪ .(42‬فأهذا التعريف أشمل لنه يركز‬
‫على دور الدول و المنظمات الدولية التي تكون عضويتها متاحة لكل أعضاء المجتمع الدولي‪ ،‬وهو‬
‫ما يميز المن الجماعي عن التحالف)‪.(43‬‬

‫‪20‬‬
‫ولتطبيق المن الجماعي يشترط ما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬اعتبار السلم غير قابل للتجزئة‪ ،‬وهذا المبدأ يترتب عليه قبول الدول التضحية بحرية العمل‬
‫والتنازل عن حق اتخاذ الق اررات الوطنية‪ ،‬والتقيد بنمط العمل الذي يفرضه نظام المن الجماعي‬
‫أوالدولة المعتدى‬ ‫واستعدادها للحرب من أجل النظام القائم وعدم العتداد بوزن الدولة المعتدية‬
‫عليها)‪ .(44‬وهذا يتطلب التي‪:‬‬

‫‪ -1-1‬حظراللجوء إلى استخدام القوة أو التهديد بها فأي العلقات الدولية‪ ،‬ويستثنى منها التي‪:‬‬

‫أ‪ -‬من خلل جهاز دولي هو مجلس المن الدولي‪ ،‬الذي هو بموجب المادة )‪ (24‬من ميثاق المم‬
‫المتحدة هو الجهاز المسؤول عن حفظ السلم والمن الدوليين والعمل على تسوية النزاعات بالطرق‬
‫السلمية‪ ،‬وفأذقا للفصل السادس والسابع من الميثاق‪ ،‬وجاءت المادتان )‪ ( 41‬و)‪ (42‬لتعطيه سلطة‬
‫فأرض الجزاءات سواء أكانت جزاءات عسكرية أم غير عسكرية)‪ ،(45‬وذلك من خلل مجموعة من‬
‫الجراءات والترتيبات الجماعية بالطرق السلمية )التفاوض ‪ ،‬التحقيق‪ ،‬التوفأيق‪ ،‬الوساطة‪ ،‬التحكيم‪،‬‬
‫القضاء( أو باستخدام القوة )الردع أو المنع( ‪.‬‬

‫ب‪ -‬حالة الدفأاع عن النفس وفأق ما تنص عليه المادة ‪ 51‬من ميثاق المم المتحدة ‪.‬‬

‫‪ -1-2‬احترام اللتزامات الدولية المتعلقة بحفظ السلم والمن الدوليين‪.‬‬

‫‪ -1-3‬عدم التدخل فأي الشؤون الداخلية للدول‪.‬‬

‫‪ -1-4‬تسوية النزاعات بالطرق السلمية‪.‬‬

‫‪ -2‬اتساع نطاق عضوية المن الجماعي لجميع الدول‪.‬‬

‫‪ -3‬فأي حالة إقرار مجلس المن استخدام القوة يجب على الدول العضاء فأي نظام المن‬
‫الجماعي أن تتفوق فأي حجم القوة العسكرية وغير العسكرية على الدولة المعتدية والمخلة بنظام‬
‫المن الجماعي)‪.(46‬‬

‫رغم أن المحافأظة على السلم والمن الدوليين هو ما يهدف إليه كل من نظام توازن القوى‬

‫ونظام المن الجماعي‪ ،‬إل أنهما يختلفان فأي الوسائل‪ ،‬ويمكن الموازنة بينهما فأي ما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬نقاطأ التشابه ‪ :‬وتتمثل فأي ‪:‬‬

‫أ‪ -‬المحافأظة على الوضع القائم من خلل الستعداد للحرب‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫ب‪ -‬مركزية إستراتيجية الردع‪.‬‬

‫ج‪ -‬تحقيق السلم والمن الدوليين مرتبط بالجهود الجماعية المشتركة‪.‬‬

‫‪ -2‬نقاطأ الختلف ‪ :‬ويمكن ابراز نقاط الختلف بين نظام المن الجماعي ونظام توازن القوى فأي‬
‫الجدول التي‪:‬‬

‫الجدوأل رقم )‪ :(1‬نقاط الختلفا بين نظام المن الجماعي وأنظام توأازن القوأى‪:‬‬
‫نظام توازن القوى‬ ‫نظام المن الجماعي‬

‫العلقات الدولية ذات طابع صراعي‪.‬‬ ‫العلقات الدولية ذات طابع تعاوني‬

‫التركيز على الحلف التنافأسية‪.‬‬ ‫التركيز على عالمية الحلف‪.‬‬

‫التحالف موجه ضد دول أوالمجتمعات الخارجية‬ ‫الحلف الدولي يكون ضد طرف معتدد داخل‬
‫غيرالمنضمة إليه‪.‬‬ ‫النظام نفسه‪.‬‬

‫صراع المصالح‪.‬‬ ‫التركيز على انسجام المصالح‬

‫الستقلل النسبي للدول المكونة للنظام‬ ‫مركزية التشغيل والتوجيه لن مركزه سلطة التنظيم‬
‫ومرونة الحلف‪.‬‬ ‫الدولي‪.‬‬

‫ويمكن اختصار مستويات المن فأي الجدول التي‪:‬‬

‫الجدوأل رقم )‪ : (2‬مستوأيات المن ‪:‬‬


‫المن النساني‬ ‫المن المجتمعي‬ ‫المن الدولى الواقعية‬
‫مؤشرات المقارنة‬
‫)‪(UNDP‬‬ ‫)مدرسة كوبنهاجن(‬ ‫‪ /‬الوقعية الجديدة‬
‫الفأراد‬ ‫المجموعات‪ /‬القليات‬ ‫الدول‬ ‫المن لمن؟‬
‫السلمة‪ /‬الرفأاهية‬ ‫الهوية المجموعاتية‬ ‫الوحدة الترابية ‪ /‬الستقلل‬ ‫القيم المهددة‬
‫‪ /‬الحرية‬
‫عدم تلبية‬ ‫المأزق المجتمعي‬ ‫المأزق المني روبرت جيرفأيس‬ ‫المن فأي مواجهة أية‬
‫الحاجات‬ ‫باري بوزان‬ ‫‪Rebert Jervis‬‬ ‫مخاطر‬
‫الساسية‬ ‫‪Barry Buzan‬‬
‫للفرد‬
‫‪John Burton‬‬

‫‪22‬‬
‫السلطة‪ /‬المجتمع‪/‬الدول الخرى)المجموعات‬ ‫الدول الخرى‬ ‫مصادر التهديد‬
‫الخرى فأي شكل عنف مباشر أو بنيوي(‬
‫‪ -‬استخدام القوة‬ ‫‪ -‬تنسيق جميع وسائل‬ ‫استخدام القوة العسكرية بشكل‬ ‫وسائل تحقيق المن‬
‫بشكل جماعي‬ ‫الضغط للزام أطراف‬ ‫منفرد‬
‫‪ -‬الضوابط‬ ‫النزاع بإيقاف العنف‬
‫المؤسسية‬ ‫‪ -‬العمل على إيقاف العنف‬
‫والدمقرطة‬ ‫‪ -‬العمل على الدروب‬
‫‪ -‬التنمية‬ ‫الثلثة للدبلوماسية‬
‫القتصادية‬ ‫‪ -‬التنمية القتصادية‬
‫المتساندة‬ ‫المتساندة لتحقيق سلم‬
‫متساند‬
‫التدخل لغراض إنسانية‬ ‫التدخل حسب ما تمليه‬ ‫دور الطرف الثالث‬
‫)العتبارات الخلقية والنسانية(‬ ‫المصلحة الوطنية‬
‫السيادة ومصالح الدول الكبرى)سوء استخدام‬ ‫طبيعة وواقع التحالفات‬ ‫قيود تدخل الطرف الثالث‬
‫التدخل النساني( غياب إجماع دولي حول معايير‬ ‫الدولية‬
‫إجازة التدخل‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫التجاهات النظرية في تحليل المن الدولي‬
‫المطلب الوأل ‪ :‬النظريات العقلنية ‪:‬‬

‫تنظر النظريات العقلنية )التفسيرية والتأسيسية( إلى العالم بوصفه شييئا يقع خارج نظرياتنا عنه‪،‬‬
‫وتهتم بكشف النماط المنتظمة للسلوك النساني‪ ،‬فأهي بذلك تفسر العالم الجتماعي كما يفسرعالم‬
‫الطبيعة العالم الفيزيائي‪ .‬وتجد سندها المعرفأي فأي المذهب الوضعي‪ ،‬الذي يمكن تعريفه على أنه ‪:‬‬
‫" وجهة نظر تحدد كيفية إنشاء المعرفأة " ‪.‬‬

‫ويقوم المذهب الوضعي على أربعة فأرضيات هي ‪:‬‬

‫أ‪ -‬وحدة العلم‪ ،‬وبالتالي وحدة المناهج التي نطبقها فأي العوالم العلمية والجتماعية ‪.‬‬

‫ب‪ -‬التمييز بين القيم والحقائق‪ ،‬وضرورة التخلي عن كل مفهوم مسبق‪.‬‬

‫ج‪ -‬فأي العلوم الجتماعية‪ ،‬يمكن اكتشاف النماط المنتظمة بنفس الطريقة التي نتبعها فأي العلوم‬
‫الجتماعية‪.‬‬

‫د‪ -‬إن تأكيد حقيقة المقولت‪ ،‬يتم فأقط من خلل العودة إلى هذه الحقائق الحيادية‪ ،‬أي أن معيار‬
‫الحقيقة هو التحقق الوضعي والتجريبي‪ ،‬وهذا ما يسمى بنظرية المعرفأة التجريبية‪.‬‬

‫ذ‪ -‬المعرفأة محصنة إزاء عمليات القوة )‪.(47‬‬

‫وهنا يعتقد أصحاب النظرية التأسيسية أن كل ادعاء للحقيقة يمكن الحكم عليها بأنها صحيحة أم‬
‫خاطئة وبالتالي إمكان وجود تفسير لعالم ثابت يمكن معرفأته‪ ،‬كما يذهب إليه جون ميرشايمر‪.‬‬

‫ويندرج ضمن إطار النظرية العقلنية كل من النظرية الواقعية والنظرية الليبرالية‪.‬‬

‫أوأل ‪ :‬النظرية الوأاقعية ‪:‬‬

‫نشأت المدرسة الواقعية كردة فأعل أساسية على تيار المثالية عقب الحرب العالمية الثانية ‪ ،‬فأقد‬
‫جاءت لتدرس وتحلل ما هو قائم فأي العلقات الدولية وتحديذدا سياسة القوة والمصلحة والحرب‬
‫والنزاعات‪ ،‬وحاولت تقديم نظرية سياسية لتحليل وفأهم الظواهر الدولية‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫أ‪ -‬أهم مسلمات الفكر الوأاقعي ‪ :‬تتمثل فأي ‪:‬‬

‫‪ -1‬السياسية ل تحددها الخلق‪ ،‬ويؤكد ميكيافأللي فأي هذا الخصوص أن الخلقية هي نتاج القوة‪،‬‬
‫وهذا ما يقول به كل من جون بودان وتوماس هوبز‪.‬‬

‫‪ -2‬إن النظرية السياسية تنتج عن الممارسة السياسية‪ ،‬وكذا عن تحليل وفأهم التجارب التاريخية‬
‫ودراسة التاريخ‪.‬‬

‫‪ -3‬تقوم الواقعية على مفاهيم أساسية هي القوة والمصلحة الوطنية‪ ،‬وتدرس تأثيرهما فأي تحديد‬
‫السياسة الخارجية‪ ،‬وتركز على مفهوم ميزان القوى لقامة السلم والستقرار الدولي‪.‬‬

‫‪ -4‬سياسة القوة هي قابلة للتطبيق فأي كل زمان )التاريخ( ومكان )الجغرافأيا(‪ ،‬منذ ثوسيديديس‬
‫مؤرخ الحروب البولينيزية و فأوتيرايوس والفيلسوف الهندي كوتيليا وميكيافأللي وهوبز و هانس‬
‫مورغانتو وصولذ إلى ريمون أرون وكار و ولتز‪...‬‬

‫‪ -5‬إن أساس الواقع الجتماعي هو الجماعة‪ ،‬على أساس أن الفأراد يواجهون بعضهم بعض‪،‬‬
‫ليس كأشخاص‪ ،‬بل كأعضاء فأي جماعة منظمة‪ ،‬قد تكون قبيلة أو عشيرة أو دولة – مدينة أو‬
‫إمبراطورية أو دولة قومية فأي ظل ندرة الموارد وزيادة الضغط السكاني عليها‪ .‬وبالتالي فأإن مرتكز‬
‫الحياة السياسية هو جماعات النزاع‪ ،‬ولذا فأإن تغيرت أشكال هذه الجماعات فأإن طبيعة النزاع‬
‫الرئيسة ل تتغير‪ ،‬وبالتالي فأل وجود لنسجام المصالح‪.‬‬

‫‪ -6‬إن النظرية السياسية حسب الواقعين تتأثر بمفهوم الدولة عند هيغل التي هي حقيقة موضوعية‬
‫ذات وجود منفصل عن وجود الفأراد‪ ،‬كما يرتبط معنى الدولة ذات السيادة حتمذيا باستخدام القوة وهي‬
‫ذات بعدين)‪:(48‬‬

‫أ‪ -‬بعد داخلي كما يعرفأه ماكس فأيبر‪ ،‬عندما عرف الدولة بأنها "احتكار الستخدام المشروع للقوة‬
‫الفعلية ضمن منطقة معينة "‪ ،‬فأهي لديها سلطة عليا لصدار القوانين وتنفيذها‪ ،‬وهذا هو أساس‬
‫العقد غير المكتوب الذي بموجبه يتنازل الفأراد عن حريتهم للدولة مقابل المن‪ ،‬فأالمهم عند‬
‫الواقعيين هو تنظيم السلطة داخلذيا فأي إطار دولة السطوة‪.‬‬

‫ب‪ -‬أما الخطوة الثانية هي تعظيم القوة دولذيا واعتبار النظام الدولي غاية بسبب غياب سلطة‬
‫مركزية عليا تحتكر القوة‪ ،‬وتفرضها على جميع الدول كما هو الحال داخل الدولة‪ ،‬فأهو نظام‬
‫فأوضوي‪ ،‬وفأي هذا الحال تتنافأس الدولة مع الدول الخرى من أجل الحصول على المن والسواق‬

‫‪25‬‬
‫والنفوذ وباقي مصادرالقوة‪ .‬وطبيعة هذا التنافأس هي حصيلة صفرية‪ ،‬على اعتبار أن ما تكسبه دولة‬
‫ما من حصة زائدة هو بالضرورة اقتطاع من حصة دولة أخرى فأي ظل تنافأس أو صراع على موارد‬
‫محدودة)‪.(47‬‬

‫‪ -7‬يعتبر مبدأ بقاء الدولة واستم ارريتها هو أوجب وأهم مبدأ من مبادئ الواقعية‪ ،‬فأالهتمام‬
‫القصى للدول ينحصر فأي المن‪ ،‬وهو شرط مسبق لتحقيق باقي الهداف سواء كان بالغزو أو‬
‫لمجرد نيل الستقلل‪ ،‬وكما ذكر كنيث والتز فأإن" بعد دافأع البقاء قد تكون أهداف الدول متنوعة‬
‫بأشكال ل نهاية لها"‪ .‬كما سعى نيكولو ميكافأيللي إلى أن يجعل من فأن البقاء علذما قائذما بحد ذاته‪،‬‬
‫حيث صاغ مجموعة من القواعد التي تمكن الحاكم من الحتفاظ بالسلطة وذلك بالرتكاز على‬
‫مجموعة من المبادئ أهمها‪:‬‬

‫أ‪ -‬الحنث بالوعود التي يقطعها الحاكم إذا تبين أنها مخالفة لمصالحه‪.‬‬

‫ب‪ -‬الستعداد لغزو الدول المجاورة قبل أن تقوم بمهاجمتهم‪.‬‬


‫)‬
‫ج‪ -‬التنصل من الخلقيات التقليدية التي تؤكد على اتباع التروي والتقوى وابتغاء الخير العظم‬
‫‪.(50‬‬

‫وفأي التجاه الحديث للنظرية الواقعية نجد تأثير واضح للفكر الميكافألي وبالذات فأي موضوعين‬
‫أساسين هما‪:‬‬

‫*إن السياسة الدولية تتطلب تطبيق أحكام أخلقية وسياسية تختلف عن تلك الحكام السائدة فأي‬
‫السياسة الداخلية‪ ،‬بحيث إن فأهم طبيعة النسق الدولي ومعرفأة تفاعلته مهمة أساسية للحفاظ على‬
‫بقاء الدولة واستم ارريتها‪ ،‬وهو ما عبر عنه وزير الخارجية المريكي السابق هنري كيسنجر بقوله‪" :‬‬
‫إن بقاء الدولة هي مسؤوليتها الولى والقصوى‪ ،‬ول يمكن المساومة عليها أو تعريضها للخطر "‪.‬‬
‫وكذا تسخير تصرفأات الزعماء الفردية الأخلقية للمصلحة الوطنية‪.‬‬

‫* ل يقتصر اعتراض الواقعية على مبدأ انتهاج رجال الدولة لمبادئ أخلقية) إل فأي إطار يخدم‬
‫المصلحة العامة(‪ .‬بل يتعداه ليشمل جميع جوانب الفكر الداعي إلى انتهاج الخلق فأي معترك‬
‫السياسة الدولية‪ ،‬حيث يرفأض الواقعيون أن يكون المجتمع الدولي القيمة السياسية العليا‪ ،‬بل يرون‬
‫أن الدولة هي الخير السمى‪ ،‬على اعتبار أن لكل دولة قيمها ومعتقداتها وثقافأتها الخاصة‪ ،‬ولغياب‬
‫ثقافأة واحدة مشتركة توحد بين مكونات مثل هذا المجتمع الهجين‪ ،‬بالضافأة إلى غياب مؤسسات‬

‫‪26‬‬
‫مشتركة وسلطة عليا فأوق سلطة الدولة‪ ،‬ويرى كار أن ترويج مزايا التجارة العالمية الحرة والحكومة‬
‫العالمية‪...‬ما هو فأي حقيقة المر سوى أصداء ل شعورية للسياسة القومية )النسبية الخلقية(‪.‬‬

‫‪ -8‬خلفأا للواقعيين التقليديين يرى كنيث والتز فأي كتابه " نظرية السياسة الدولية " أن السياسة‬
‫الدولية ليست فأريدة بسبب انتظام مسار الحرب والصراع والتوازن ما دام ذلك أم ذار مألوذفأا فأي السياسة‬
‫ضا‪ ،‬مع ملحظة أن الفارق الكبر بين النظامين الدولي والداخلي يكمن فأي بنية كل‬
‫الداخلية أي ذ‬
‫منهما‪ ،‬ذلك أن أمن المواطنين فأي النظام الداخلي هو مهمة الدولة بالساس‪ ،‬أما فأي النظام الدولي‬
‫فأإن تحقيق المن ل يكون إل بالعون الذاتي أو بالعتماد على النفس بسبب غياب سلطة عليا لمنع‬
‫استخدام القوة‪ .‬لكن سعي الدول لتحقيق أمنها سيزيد من حالت انعدام المن تلقائذيا لدى دول أخرى‪،‬‬
‫وهذه السلسلة المتصاعدة من حالت الأمن يصطلح عليها " المعضلة المنية "‪ .‬و يفسر كل من‬
‫بوث و ويلر نشأتها حين تحدث الستعدادات العسكرية لدولة ما شعوذار بعدم الطمئنان ل يمكن‬
‫انتزاعه من تفكير دولة أخرى إزاء الحيرة فأي ما إذا كانت تلك الستعدادات لغراض دفأاعية ل غير‪،‬‬
‫أم لغراض هجومية)‪.(51‬‬

‫إوازاء حالة المعضلة المنية انشطر الواقعيون إلى جناحين هما ‪:‬‬

‫‪ -8-1‬الواقعيون البنيويون الذين يعتقدون أن المعضلة المنية حالة مزمنة فأي السياسة الدولية‪.‬‬

‫‪ -8-2‬الواقعيون التاريخيون الذين يرون أنه يمكن التخفيف من آثار المعضلة المنية – حتى فأي‬
‫نظام العون الذاتي – من خلل تفعيل آلية ميزان القوى‪.‬‬

‫ويرى الواقعيون البنيويون أن نظام توازن القوى فأي حالة العتماد الذاتي سيبرز حتى فأي غياب‬
‫سياسة تهدف إلى إقامته‪ ،‬وكذا قيامه بصرف النظر عن نوايا أي دولة بعينها‪ ،‬ويرى والتز أن التوازن‬
‫العرضي يقوم من خلل التفاعلت والمعاملت بين الدول على غرار التوازن الذي يقوم بين‬
‫الشركات والمستهلكين فأي سوق اقتصادية حرة )وفأق النظرية القتصادية الليبرالية الكلسيكية(‪،‬‬
‫ويشدد الواقعيون الليبيراليون على أهمية الدور الذي يؤديه الدبلوماسيون والزعماء فأي الحفاظ على‬
‫توازن الدول‪ ،‬الذي هو ليس وضذعا تلقائذيا‪ ،‬بل إنه وضع يجب بنائه‪.‬‬

‫ضا على أن ميزان القوى حالة غير مستقرة‪ ،‬كما أنه يختل أو‬
‫وتتفق أشكال المذهب الواقعي أي ذ‬
‫ينهار إما بسبب الحرب أو التغير السلمي‪ ،‬لتقوم بعده موازين قوى جديدة‪ ،‬وعند انهيار ميزان القوى‬
‫لمد طويل‪ ،‬فأإن الدولة فأي أحسن الحوال ل تستطيع أن تفعل أكثر من تخفيف الثار السلبية‬
‫لوخم العواقب الناتجة عن المعضلة المنية‪ .‬والسبب هو انعدام الثقة على صعيد العلقات الدولية‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫ويؤكد والتز فأي ‪ -‬كتابه " النسان والدولة والحرب"‪ -‬على إقامة سلطة تنفيذية من مؤسسات الدولة‪،‬‬
‫وكذا فأهم المشكلة المتصلة بتنسيق مصالح الفأراد مقابل مصالح الجماعة‪ ،‬وتحديد الخطوط الفاصلة‬
‫بين المصالح قصيرة المد والمصالح بعيدة المد‪.‬‬

‫أما على مستوى السياسة الدولية‪ ،‬فأإن منطق العتماد على الذات يخفف من صرامة الشرط‬
‫الخاص بالمصالح الجماعية مثل المن والتجارة الحرة وظروف هذه التجارة‪ ،‬وكذا مقتضيات الميزة‬
‫النسبية فأي التبادل التجاري الدولي‪ ،‬فأإن الدول جميذعا تستفيد أكثر فأي عالم يتيح حرية انتقال‬
‫أو التجمعات‬ ‫البضائع والشخاص والخدمات ورأس المال عبر الحدود‪ ،‬لكن بعض الدول‬
‫القليمية مثل التحاد الوروبي تستطيع أن ترفأع من مكاسبها عبرانتهاج سياسة حمائية لمنتجاتها‬
‫المحلية‪ ،‬بشرط أن ل ترد باقي الدول بالمثل‪ ،‬ولكن فأي الغالب ترد الدول على هذه السياسة بالمثل‪،‬‬
‫وتكون النتيجة انهيار فأي التجارة الدولية والتي تقود بدورها إلى ركود فأي القتصاد الدولي‪ ،‬نتيجة‬
‫تراجع حجم الثروة لكل دولة‪.‬‬

‫ولحل هذه المشكلة فأي إطارأنظمة العون الذاتي يؤكد الواقعيون الليبراليون على أهمية إقامة‬
‫أنظمة مثل التفاقية العامة للتعرفأة والتجارة التي تحولت إلى المنظمة العالمية للتجارة‪ ،‬والتي تضع‬
‫نماذج لحكام ومعايير إواجراءات للتبادل الدولي‪ ،‬وأي دولة تخرج عن ذلك اللتزام تفرض عليها‬
‫عقوبات‪.‬‬

‫وهنا يتفق الواقعيون البنيويون مع الواقعيين الليبيراليين على أن النظمة الفوق قومية تسهل التعاون‬
‫بين الدول وفأق ظروف معينة‪.‬‬

‫وقد صاغ الواقعيون مشكلة العمل الجماعي ضمن نظام العون الذاتي انطلذقا من النظرية‬
‫الستدللية‪ ،‬التي يعرفأها ألكسندر ويندت على أنها ‪ " :‬نظرية بنيوية عن النظام الدولي تطرح‬
‫الدعاءات الجوهرية التية ‪:‬‬

‫أ‪ -‬الدول هي الوحدات الساسية لتحليل النظرية السياسية الدولية‪.‬‬

‫ب‪ -‬البنى الرئيسة فأي نظام الدول تكمن فأي ثنايا التبادل الفكري وليست ذات طبيعة مادية‪.‬‬

‫ج‪ -‬هويات الدول ومصالحها جزء مهم تشكله هذه البنى الجتماعية " )‪.(52‬‬

‫النظريات الوأاقعية وأالمن الدوألي‪:‬‬

‫‪28‬‬
‫معضلة المن ‪ :‬تذهب الواقعية الجديدة إلى اعتبار أن الحرب معلم تاريخي دائم من معالم السياسة‬
‫العالمية‪ ،‬ذلك أن الدول تواجه معضلة أمنية ليمكن التخلص منها‪ ،‬وكان جون هارتز أول من‬
‫أوضح هذه الفكرة حيث قال‪ " :‬إنها مفهوم بنيوي تقود فأيه محاولت الدول للسهر على متطلباتها‬
‫المنية بدافأع العتماد على الذات – وبصرف النظر عن مقاصد هذه المحاولت – إلى ازدياد‬
‫تعرض دول أخرى للخطر‪ ،‬حيث إن كل طرف يفسر الجراءات التي يقوم بها على أنها إجراءات‬
‫دفأاعية ويفسر الجراءات التي يقوم بها الخرون على أنها تشكل خط ذار محتملذ " )‪.(53‬‬

‫وبالتالي فأإن التعاون فأي ظل العتماد على الذات أمر صعب لنه يصطدم بشكوك إزاء‬
‫الستعدادات العسكرية التي تقوم بها الدول الخرى‪ ،‬فأهل هي فأقط للدفأاع عن النفس ؟ أو أنها جزء‬
‫من خطط عداونية؟ وهذا ما يخلق حالة من الشك المتبادل الذي يؤدي بدوره إلى دوامة من الفعل‬
‫والفعل المضاد‪ ،‬وزيادة مخاوف الطرفأين بشكل كبير‪ ،‬ويرى كل من ويلر وبوث أن " الشعور بانعدام‬
‫المن يؤدي إلى مزيد من الشعور بانعدامه‪ ،‬مما يجعل احتمال قيام الحرب أم ذار ممكذنا على الدوام "‪.‬‬
‫وحتى عندما يكون هناك اعتقاد بأن دولة ما تضمر نوايا حسنة يظل هناك شعور بأن هذه النوايا‬
‫يمكن أن تتغير‪ ،‬ويرى باترفأايلد أن "من يبالغ فأي حسن الظن يفتح الباب واسذعا ليكون فأريسة‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(54‬‬
‫للستغلل‪ ،‬مما يؤدي إلى عواقب كارثية "‬

‫والنظرية الواقعية كمدرسة فأكرية تنقسم إلى عدد من التجاهات النظرية فأي رؤيتها للمن الدولي‪،‬‬
‫ويمكن رصدها كالتي‪:‬‬

‫أ‪ -‬الوأاقعية الجديدة ‪ :‬تقوم الواقعية الجديدة أو الواقعية البنيوية على عدد من الفرضيات الساسية‬
‫التي يمكن إيجازها فأي النقاط التية ‪:‬‬

‫‪ -1‬النظام الدولي هو نظام فأوضوي‪ ،‬بمعنى غياب سلطة مركزية تضبط سلوكية الدولة‪ ،‬كما هو‬
‫موجود فأي نظامها الداخلي‪.‬‬

‫‪ -2‬للحفاظ على سيادة الدولة وبقائها وتوسيع نطاقها لبد من بناء قوة عسكرية هجومية ضاربة‪.‬‬

‫‪ -3‬الريبة والشك كمحدد أساسي فأي سلوكية الدولة تجاه نوايا باقي الدول‪ ،‬وبالتالي ضرورة‬
‫الستعداد واليقظة‪ ،‬فأالريبة هي أمر متأصل فأي النظام الدولي‪.‬‬

‫‪ -4‬بقاء الدولة واستم اررية وجودها وسيادتها هو أهم محدد مؤثر على سلوكيته)‪(55‬ا‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫‪ -5‬عدم اليقين فأي تقدير إمكانات وقدرات ونوايا الخصم‪ ،‬بسبب التضليل الذي يمارسه‪ ،‬وكذا‬
‫بسبب شح المعلومات أو كثرتها وتضاربها‪ ،‬وهذا ما يؤدي إلى سوء الدراك والوقوع فأي مشكلة سوء‬
‫تقدير القوة الحقيقية أو القوة المفترضة للدولة الخصم)خصوصاذ وقت الزمات(‪ ،‬وهو ما يدفأع الدول‬
‫إلى التصرف بعدوانية‪.‬‬

‫‪ -6‬بناء المن القومي أو انعدامه‪ ،‬متعلق إلى حد كبير ببنية النظام الدولي )لهذا تسمى هذه‬
‫ضا بالواقعية البنيوية( وبنيته الفوضوية المتينة‪ ،‬وهذا ما يؤدي إلى اتسام السياسات‬
‫النظرية أي ذ‬
‫العالمية فأي المستقبل بالصراع كما كان فأي الماضي‪ ،‬وهذا ما ذهب إليه جون ميرشايمر فأي مقالة‬
‫كتبها عام ‪1990‬م‪ ،‬حين أكد أن نهاية الحرب الباردة سوف ترجع بنا إلى نظام دولي يتسم بميزان‬
‫قوى متعدد القطاب‪ ،‬تسود فأيه النزعة القومية والتنافأس الثني كمقدمة لعدم الستقرار والصراع‪،‬‬
‫وفأي تقييمه لفترة الحرب الباردة‪ ،‬فأإنها فأترة سلم واستقرار نتيجة لبنية القوى العالمية وميزان القوى‬
‫ثنائي القطبية‪ ،‬وبانهياره سوف نرجع إلى نوع من صراع القوى الكبرى الذي شكل مأزقاذ فأي العلقات‬
‫‪.‬‬ ‫الدولية منذ القرن السابع عشر‪.‬‬
‫‪ -7‬السياسات الدولية ل تتصف بالحروب المستمرة لكن هناك تنافأس أمني شديد‪ ،‬يكون فأيه احتمال‬
‫قيام الحرب أم اذر ممكناذ ومتوقعاذ باستمرار)‪.(56‬‬

‫ل‪ ،‬لكنه مقيد بمنطق التنافأس المني المسيطر‪ ،‬الذي ل‬


‫‪ -8‬التعاون بين الدول أمر ممكن وقائم فأع ذ‬
‫يلغيه التعاون مهما كان حجمه‪ ،‬فأالسلم الدائم الذي ل تتنازع فأيه الدول من أجل السيطرة‪ ،‬أمر ل‬
‫يحتمل أن يتحقق‪.‬‬

‫ب‪ -‬الوأاقعية الشاتراطية ‪ :‬يعتبر الواقعيون الشتراطيون أنفسهم واقعيين بنيويين أو واقعيين جدذدا‪،‬‬
‫لكنهم أكثر تفاؤلذ بإمكان تحقيق التعاون بين الدول مقارنة بالواقعيين الجدد التقليديين‪ ،‬و يرى شارل‬
‫غلسر أنه‪ " :‬خلذفأا للحكمة التقليدية‪ ،‬فأإن النزعة العامة القوية للخصوم فأي التنافأس ليست نتيجة‬
‫منطقية حتمية للفأتراضات الساسية للواقعية البنيوية " ‪.‬‬

‫كما يؤكد أصحاب هذه النظرية وجود إمكانات كبيرة للخصوم لتحقيق أهدافأهم المنية على وجه‬
‫أفأضل عبر السياسات التعاونية بدلذ من السياسات التنافأسية‪ ،‬والمن هنا مشترط بالظروف السائدة‬
‫فأي حينه‪.‬‬

‫وتقوم الواقعية الشتراطية على ثلث انتقادات أساسية للواقعية البنيوية وهي‪:‬‬

‫‪30‬‬
‫‪ -1‬رفأض النزعة التنافأسية المتأصلة فأي الواقعية البنيوية رغم بقاء العون الذاتي كأحد أبرز سمات‬
‫العلقات الدولية‪ ،‬إل أنه ل يعني بالضرورة التنافأس المؤدي إلى الحرب‪ ،‬فأفي السبعينيات‬
‫والثمانينيات كان هناك تعاون لخفض المخاطر المجهولة المقترنة بسباق التسلح‪ ،‬بدل الدخول فأي‬
‫سباق تسلح على غرار معظم سنوات الحرب الباردة‪.‬‬

‫‪ -2‬على عكس الواقعية البنيوية التقليدية‪ ،‬يرى الواقعيون الشتراطيون أن الدول تلجأ إلى التعاون‬
‫لتفادي المعضلة المنية الناجمة عن مخاطر السعي وراء المزايا النسبية‪ ،‬وقبولها بالتكافأؤ التقريبي‬
‫بدل السعي لتحقيق أقصى المكاسب التي هي بالضرورة على حساب الخرين‪ ،‬وهو ما يفتح الباب‬
‫واسذعا أمام سباق التسلح‪ ،‬الذي يؤدي على المدى البعيد إلى تهديد أمن الجميع‪.‬‬

‫‪ -3‬يقر الواقعيون الشتراطيون أن الغش ينطوي على مخاطر‪ ،‬لكن ما يرفأضونه هوالمبالغة فأي‬
‫التأكيد على الغش‪ ،‬ويرى كل من شيللينغ و هالبرين أن " بالمكان الفأتراض أن اتفاقية ما تترك‬
‫احتمال حدوث الغش هي اتفاقية غير مقبولة‪ ،‬أو أن من شأن الغش أن يؤدي بالضرورة إلى مكاسب‬
‫هامة إستراتيجيا " )‪.(57‬‬

‫كما أنهم يؤكدون على أن الخطار التي مصدرها الحد من سباق التسلح هي أقل من الخطار‬
‫التي ينطوي عليها سباق التسلح‪ ،‬وهي السبب الساسي لتفاقيات ‪ INF‬ومعاهدة ستارت ‪،1‬‬
‫وستارت ‪) 2‬معاهدة خفض السلحة الستراتيجية ‪ 1‬و ‪.(2‬‬

‫ج‪ -‬الفوأضى الناضجة ‪ :‬يذهب أنصار هذه النظرية إلى اعتبار بنية النظام الدولي جد أساسية فأي‬
‫تحديد سلوك الدول‪ ،‬كما يركزون على غياب سلطة عليا داخل هذا النظام‪ ،‬وخلذفأا للواقعية التقليدية‪،‬‬
‫فأإن نظرية الفوضى الناضجة تقدم تقييذما أكثر تفاؤلذ بخصوص إقامة تعاون بين الدول‪ .‬ويرى باري‬
‫بوزان أن فأترة الثمانينيات والتسعينيات قد شهدت فأوضى أكثر نضوذجا حيث تزايد الدراك لخطار‬
‫المنافأسة فأي عالم نووي‪.‬‬

‫كما يؤكد بوزان أن الدولة الكثر نضذجا فأي النظام الدولي هي الدولة التي تراعي مصالح جيرانها‬
‫عند رسم سياستها الخاصة‪ ،‬وذلك لسباب أمنية‪ ،‬وفأي هذا الصدد يقول‪ ":‬إن الدول تزداد إد ارذكا بأن‬
‫أوضاع المن الوطني مترابطة‪ ،‬وأن السياسات المنية مبالغ فأي انطوائها على الذات‪ ،‬بصرف‬
‫النظر عن مدى إغراءاتها الشوفأينية‪ ،‬تؤدي إلى عكس الغرض منها فأي خاتمة المطاف "‪ .‬ويستشهد‬
‫بدول الشمال التي تحولت إلى جماعة أمنية بعد أن خاضت حروباذ عسكرية وسباقاذ للتسلح بأوروبا‬
‫عبر "عملية نضوج" أنتجت مجتمذعا متسانداذ منذ معاهدة روما التي أرست المن عبر حل الخلفأات‬

‫‪31‬‬
‫وتسويتها من خلل الحلول السلمية‪ ،‬وهذه التجربة التمدنية يمكن نقلها إلى نظم إقليمية أخرى‪ ،‬يكون‬
‫فأيها مؤشر الترابط فأي المجالت السياسية والقتصادية ينمو بشكل متزايد)‪.(58‬‬

‫فأهي عملية تراكمية وبطيئة وغير متساوية النجازات على الصعيد الدولي‪ ،‬وفأي المحصلة هي‬
‫دعامة أساسية للستقرار والمن الدوليين‪ ،‬حيث كلما زاد معدل الترابط المني بين الدول‪ ،‬تزايدت‬
‫احتمالت تضاؤل المعضلة المنية‪.‬‬

‫مصاعب التعاوأن المني الدوألي ‪ :‬يرى ك ديتاب النظرية الواقعية أنه لم يحدث تغير كبير فأي جوهر‬
‫المن الدولي فأي أعقاب الحرب الباردة‪ ،‬ويؤكدون على أننا ل نزال نعيش فأي عالم يسوده الشك‬
‫والتنافأس المني‪ ،‬رغم وجود تعاون قائم بين الدول والدليل هو حرب الخليج الثانية والثالثة‪ ،‬وكذا‬
‫الحروب التي تلت تفكك يوغوسلفأيا والتحاد السوفأياتي‪ ،‬ويمكن إرجاع سبب هذه الصعوبة فأي‬
‫تحقيق التعاون إلى عاملين أساسين هما‪:‬‬
‫أ‪ -‬الغش ‪ :‬ل ينكر ستيفن والت و جون ميرشايمر وجود تعاون قائم بين الدول‪ ،‬كما أنهما يقران‬
‫بوجود فأرص أكبر للتعاون مقارنة بالماضي‪ ،‬وفأي نفس الوقت فأإنهما يقولن أن هذا التعاون محدود‪،‬‬
‫لن الدول كانت ول تزال خائفة من نقض أي اتفاقية للحد من انتشار السلحة‪ ،‬بسبب المخاطر‬
‫الكبيرة الناجمة عن طبيعة التقنيات العسكرية الحديثة التي من شأنها أن تحدث اختللذ غير مسبوق‬
‫فأي ميزان القوى بين الدول‪ ،‬فأالدولة إذن مدركة لمسؤولية القيام بأعباء أمنها الوطني‪ ،‬وهذا هو‬
‫السبب الذي يدعو القوى النووية إلى الحتفاظ ببعض أسلحتها النووية رغم التفاقيات التي أبرمتها‬
‫لخفض السلحة الستراتيجية فأي بداية تسعينيات القرن الماضي أو تمديد اتفاقية عدم انتشار‬
‫السلحة النووية المعقودة سنة ‪1995‬م‪ ،‬واستحداث العديد من برامج التسلح غيرالمعلن عنها لدى‬
‫غالبية الدول‪.‬‬
‫ب‪ -‬مسألة المكاسب النسبية ‪ :‬يعتبر العديد من أتباع الواقعية الجديدة أن اهتمام الدول بتحقيق‬
‫مكاسب نسبية على حساب المكاسب المطلقة معيق لعملية التعاون الدولي‪ ،‬الذي يقوم على الموازنة‬
‫بين المكاسب التي تحققها الدول المنظوية فأي منظومة تعاونية واحدة‪ ،‬فأإن الدول تسعى إلى تحقيق‬
‫الحد القصى من المكاسب على حساب باقي الدول الطراف‪ ،‬ضمن بيئة دولية يسودها الشك‬
‫وانعدام الثقة وهو ما يعقد عملية التعاون)‪.(60‬‬

‫نقد النظرية الوأاقعية ‪ :‬يمكن ايجازها فأي النقاط التية‪:‬‬

‫أ‪ -‬الفقر الخلقي للواقعية عندما تدعو إلى فأصل الخلق عن السياسة والمصالح‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫ب‪ -‬يمكن اعتبارها إيديولوجية أو خطاب قوة‪ ،‬لنها تعتقد أن البيئة الدولية بيئة فأوضوية خاضعة‬
‫للقوى‪ ،‬كقانون أوحد‪.‬‬

‫ج‪ -‬عدم الدقة فأي تعريف المفاهيم الساسية مثل مفهوم القوة والمصلحة القومية وميزان القوى‪ ،‬وفأي‬
‫هذا الصدد يقول ستانلي هوفأمان‪ " :‬من غير الممكن استعمال كلمة أو اسم واحد )القوة( لمتغيرات‬
‫مختلفة‪ ،‬وهي‪ :‬القوة كمحدد للسياسة‪ ،‬القوة كمقياس للسياسة ‪،‬القوة المحتملة‪ ،‬القوة المستعملة‪ ،‬القوة‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(60‬‬
‫كمحصلة موارد عديدة والقوة كمجموعة من العمليات"‬

‫د‪ -‬استعمال مفاهيم تحليلية لم تعد صالحة لتقديم تحليل شامل للسياسة العالمية‪ ،‬وتركز على الدولة‬
‫كفاعل شبه وحيد فأي السياسة العالمية‪.‬‬

‫ذ‪ -‬اغفال الجوانب الجتماعية الداخلية والعتبارات الشخصية فأي عملية صنع السياسة الخارجية‪.‬‬

‫ثانيلا‪ :‬النظرية الليبرالية وأالمن الدوألي ‪ :‬يختلف الليبيراليون حول ما إذا كان السلم هو هدف‬
‫السياسة العالمية‪ ،‬كما يختلفون أيضأ حول كيفية إقامته‪ ،‬فأهل يكون من خلل الحكومة العالمية؟ أو‬
‫المن الجماعي ؟أو التجارة العالمية؟ كما أنهم منقسمون حول كيفية استجابة الدول الليبرالية للدول‬
‫أو الحضارات غير الليبرالية‪ ،‬فأهل يكون ذلك بالتسامح ؟ أو بالغزو و التحويل؟‪.‬‬

‫أنوأاع الليبرالية ‪ :‬وتتلخص فأي ‪:‬‬

‫أ ‪ -‬المذهب الدوألي الليبرالي ‪ :‬يقوم هذا المذهب على مبدأ أن النظام الطبيعي قد أفأسدته سياسات‬
‫نظام توازن القوى‪ ،‬بالضافأة إلى رفأض فأكرة همجية العلقات الدولية أو كما وصفها كانط "بحالة‬
‫ضا أن بإمكان العقل أن يحقق الحرية والعدالة فأي‬
‫الوحشية التي ل تخضع لي قانون"‪ ،‬ويرى أي ذ‬
‫العلقات الدولية‪ ،‬كما دعى إلى إنشاء عقد فأيدرالي بين الدول للغاء الحرب‪ ،‬على عكس الواقعيين‬
‫الليبرالين مثل هوغو غروتيوس الذي دعى إلى تنظيمها‪ ،‬وهذه الفيدرالية تماثل معاهدة سلم دائم‪،‬‬
‫ضا عن طرف فأاعل )دولة عظمى( أو حكومة عالمية‪ .‬ويمكن تحديد المخطط الفلسفي لمشروع‬
‫عو ذ‬
‫السلم الدائم حسب كانط فأي النقاط التية‪:‬‬

‫المادة الحاسمة الوألى ‪ :‬أن يكون الدستور المدني لكل دولة دستوذار جمهورذيا‪.‬‬

‫المادة الحاسمة الثانية ‪ :‬أن يستند قانون الشعوب على أساس نظام اتحادي بين دودل حرة ‪.‬‬

‫المادة الحاسمة الثالثة ‪ :‬أن يكون الحق العالمي محدوذدا بشروط الضيافأة العالمية )‪.(61‬‬
‫كما يشترك جيريمي بنثام مع كانط فأي هذه الفكرة‪ ،‬حيث يرى أن دولذ فأيدرالية مثل ألمانيا والوليات‬

‫‪33‬‬
‫المتحدة المريكية وسويس ار قد تمكنت من تحويل هويتها المستندة إلى مصالح متصارعة إلى فأيدرالية‬
‫أكثر سلمية‪.‬‬

‫وهذه المشاريع هي لتحقيق سلم دائم وتوسعة للعقد الجتماعي الذي يربط بين الفأراد فأي‬
‫المجتمع المحلي إلى الدول فأي النظام الدولي‪ ،‬وكان أصحاب هذا المذهب يعتقدون بقيام مجتمع‬
‫دولي يحكمه القانون دون قيام حكومة عالمية على عكس المثاليين‪.‬‬

‫ب – المثالية ‪ :‬تذهب المثالية فأي رؤيتها للمن الدولي إلى أنه يمكن تحقيقه فأي ظل نظام دولي‬
‫يدار بواسطة منظمة دولية‪ )،‬وهذا عكس ما يذهب إليه أصحاب المذهب الدولي الليبرالي(‪ ،‬ويرى‬
‫جيه‪ .‬إيه‪ .‬هوبسون أن المبريالية نتجت عن الستهلك المتدني فأي المجتمعات الرأسمالية‪ ،‬المر‬
‫الذي دفأع بالرأسماليين إلى البحث عن أسواق خارجية لتصريف فأائض النتاج لتحقيق أرباح أكبر‬
‫فأي ما وراء البحار‪ ،‬وهذا ما أدى إلى إخضاع الشعوب ونهب مواردها‪ ،‬وأصبحت السبب الساسي‬
‫للصراع الدولي‪ ،‬وهو ما ينفي حجة المذهب الدولي الليبيرالي بأن الرأسمالية مسالمة فأي أساسها من‬
‫خلل السلم بالترابط‪ ،‬حيث كانت الحرب العالمية الولى الدليل الذي أكد أن السلم ليس وضذعا‬
‫طبيعذيا‪ ،‬بل هو وضع يجب إقامته‪ ،‬وقد وجه ليونارد وولف نقذدا شديذدا للفكرة القائلة أن السلم‬
‫والزدهار جزء من نظام طبيعي متأصل‪ ،‬بل أنه بحاجة إلى آليات مبتدعة عن وعي إوادراك‪.‬‬

‫كما دعى الرئيس المريكي السابق وودرو ويلسون إلى إقامة منظمة دولية تنظم العلقات الدولية‪،‬‬
‫انطلذقا من فأكرة وجود سلطة وطنية لتنظيم المجتمع المحلي التي حاول اسقاطها على المجتمع‬
‫الدولي‪ ،‬الذي هو بحاجة إلى إجراءات ديمقراطية لحل النزاعات وقوة دولية فأي حال فأشل‬
‫المفاوضات‪ ،‬تستخدم عند الضرورة ‪ ،‬لفرض إرادتها‪ ،‬وهي أساس نظام المن الجماعي الذي نصت‬
‫عليه المادة السادسة عشر)‪ (16‬من ميثاق عصبة المم‪ ،‬حيث جاء فأيها ‪ " :‬فأي حالة وقوع حرب‬
‫من الحروب فأإنه يتعين على جميع الدول العضاء وقف العلقات الطبيعية مع الدولة المعتدية‬
‫وفأرض العقوبات‪ ،‬وعند الضرورة‪ ،‬وضع قواتها المسلحة تحت تصرف مجلس العصبة إذا ما دعت‬
‫الحاجة إلى استخدام القوة لرجاع المور إلى نصابها " )‪.(62‬‬

‫لكن هذا الخطاب المثالي سرعان ما تهاوى أمام المصالح الذاتية لكل دولة‪ ،‬حيث كان احتلل‬
‫اليابان لمنشوريا عام ‪1931‬م‪ ،‬إوايطاليا للحبشة عام ‪1935‬م‪ ،‬إواعادة ألمانيا احتلل أراضي الراين‬
‫ثم ضم النمسا‪ ،‬فأالهجوم على بولنده‪ ،‬الذي كان بداية للحرب العالمية الثانية‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫ج‪ -‬المذهب المؤسسي الليبيرالي ‪ :‬يقوم هذا المذهب على التشكيك فأي قدرة الدولة على أن تحقق‬
‫الهداف الليبرالية المتمثلة فأي النظام والعدل‪ ،‬حتى لو توفأرت الرادة‪ ،‬ويقترح المذهب المؤسسي‬
‫الليبيرالي أن تتوزع السلطة على مستويين هما‪:‬‬

‫‪ -1‬حكومة وبرلمان وطني ‪.‬‬

‫‪ -2‬منظمات فأوق الدولة أو حكومة عالمية‪.‬‬

‫وبعد قيام الحرب العالمية الثانية تبين جلذيا فأشل عصبة المم وضرورة استبدالها بمؤسسة دولية‬
‫أخرى تكون مسؤولة عن السلم والمن الدوليين‪ ،‬وهكذا تم إنشاء منظمة المم المتحدة‪ ،‬حيث توافأقت‬
‫الدول العظمى على إقرار إجراء تنفيذي‪ ،‬من خلل نظام النقض )حق الفيتو( وهو ما شكل أنموذجاذ‬
‫جديداذ للمن الجماعي‪ ،‬لكن مع بداية الحرب الباردة أصبح المن الجماعي معطلذ بسبب الستخدام‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(63‬‬
‫المتبادل لحق النقض‬

‫ومع نهاية الحرب الباردة تم تفعيل هذا النظام فأي حرب الخليج الثانية‪ ،‬حيث تشكلت قوة دولية‬
‫لخراج العراق من الكويت بقيادة الوليات المتحدة رغم أن القرار نص على أن تكون القيادة للمم‬
‫المتحدة‪.‬‬

‫الليبرالية وأالمن الدوألي لفترة ما بعد الحرب الباردة ‪:‬‬

‫‪ -1‬المذهب الدوألي الليبرالي – الجديد ‪ :‬تعتبر أطروحة السلم الديمقراطي تطوي ذار لمشروع كانط‬
‫حول السلم الدائم‪ ،‬ونجد من أبرز روادها بروس راست و مايكل دويل الذي يرى أن الدول الليبرالية‬
‫أوجدت سلذما منفصلذ عن السلم العالمي‪ ،‬كونها ل تحارب بعضها البعض‪ ،‬كما يؤكد أن التمثيل‬
‫الديموقراطي واللتزام اليديولوجي بحقوق النسان والترابط العابر للحدود الوطنية يفسر اتجاهات‬
‫الميل إلى السلم التي تتميز بها الدول الديمقراطية‪ ،‬وغيابها يساعد على سيادة منطق القوة‪.‬‬

‫وهي الحجة التي استند إليها بيل كلينتون فأي خطابه عن حالة التحاد عام ‪1994‬م‪ ،‬لتبرير‬
‫سياسة نشر الديمقراطية فأي العالم‪ ،‬وكذا دعم تحول شرق أوروبا إلى الليبيرالية‪ ،‬وتهيئتها لعضوية‬
‫التحاد الوروبي‪ ،‬فأحسب أفأكار السلم الديموقراطي‪ ،‬فأالحرب نادرة أو ل وجود لها بين الدول‬
‫الليبرالية‪ ،‬حتى فأي ظل تعارض المصالح‪ ،‬كونها تحل هذه المشاكل عن طريق الوسائل السلمية‪،‬‬
‫كالمفاوضات والتحكيم والوساطة والتوفأيق‪ ...‬وكذا القيود المؤسسية المشتركة دون التهديد باستخدام‬
‫ل‪.‬‬
‫القوة أو استخدامها فأع ذ‬

‫‪35‬‬
‫ويرى دويل أن " إحدى فأوائد الديموقراطية هي أن الخلفأات تعالج قبل وقت طويل من أن تصبح‬
‫منازعات تخرج إلى الساحة العامة "‪.‬‬

‫أما فأرانسيس فأوكوياما فأهو يجادل أن اليديولوجية الليبرالية قد ألحقت الهزيمة باليديولوجيات‬
‫المنافأسة كالملكية الوراثية والفاشية والشيوعية كأفأضل نظام للحكم‪ ،‬كما أنها تشكل نقطة النهاية فأي‬
‫التطور اليديولوجي للنسانية‪ ،‬وهي "الصورة النهائية لنظام الحكم البشري"‪ ،‬فأهي بالتالي نهاية‬
‫للتاريخ‪ .‬ويرى فأوكوياما أن قيام الحرب بين الدول الديموقراطية الليبرالية هو احتمال ضئيل‪ ،‬حيث‬
‫يستند فأي تفسيره لهذه الفرضية على تقسيم أفألطون للروح النسانية فأي كتابه "الجمهورية" إلى ثلثة‬
‫‪.‬‬ ‫قوى هي ‪ :‬الشهوة ‪ ،‬العقل ‪ ،‬القوة ) الهمة والشجاعة أو ما يسميه" الثيموس "(‬
‫)‪(65‬‬

‫فأالشهوة والعقل يدفأعان إلى تحصيل الشياء الموضوعية وتحديد أفأضل السبل للوصول إليها‪ ،‬أما‬
‫"الثيموس" فأهو السعي إلى انتزاع العتراف من الخرين لضفاء قيمة الكرامة على الذات‪ ،‬وهو‬
‫الرأي ذاته الذي ذهب إليه هيجل‪ ،‬حيث يسعى الفأراد إلى اكتساب تقدير الخرين‪ ،‬وهذا السعي‬
‫يؤدي إلى صراع بين الفأراد‪ ،‬بين السادة والعبيد الذين لم تكتمل إنسانيتهم بعد‪ ،‬من جهة‪ ،‬ومن جهة‬
‫ثانية بين السادة أنفسهم للنتزاع العتراف والسيادة ‪ .‬والثورة الليبرالية )مثل الثورة الفرنسية( تلغي‬
‫الصراع بين السادة والعبيد باعتبار أنهم سادة أنفسهم‪ .‬وبهذا سيكون لها تأثي اذر مباش اذر على العلقات‬
‫الدولية‪ ،‬فأالديموقراطيات الليبرالية تبدل الرغبة غير العقلنية فأي العتراف بالدولة أو بالفرد برغبة‬
‫عقلنية فأي العتراف على أساس من المساواة‪ .‬و كلما زاد عدد الدول الليبرالية زاد العتراف‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(66‬‬
‫بشرعية الدول الخرى و بالتالي التقليل من حافأز الحرب‬

‫وفأي كل من كتابيه" نهاية التاريخ وخاتم البشر" و" الشرخ الكبير "‪ ،‬وعلى عكس كل من‬
‫الهنتينغتونيين ومعظم الليبراليين الجدد ممن يؤكدون على أصالة الليبرالية كثقافأة محددة‬
‫ويدافأع‬ ‫ومحدودة بجزء من العالم الغربي‪ ،‬حيث تواجه صد ذما حضاريا حتميا مع باقي الثقافأات‪،‬‬
‫فأوكوياما عن كونية الليبرالية وعن طموح كل الحضارات لبلوغها‪ ،‬كما طرح‪ -‬فأي كتابه " الثقة "‬
‫مشروع لعولمة الليبرالية ‪ -‬شرط أن تتبنى ثقافأات العالم ‪ %80‬من الحداثة الليبرالية وتحافأظ على‬
‫‪ %20‬من خصوصيتها الثقافأية)‪.(67‬‬

‫لكن يتفق فأوكوياما مع الهنتينغتونيين والليبراليين الجدد فأي تقسيم دول العالم‪ ،‬وكذا وسائل نقل الثقافأة‬
‫والقيم الليبرالية‪ ،‬من خلل النقاط التية‪:‬‬

‫‪36‬‬
‫‪ -1-2‬الدوأل الفاشالة وأالمضطربة ‪ :‬يحدد فأوكوياما مجموعة من الوسائل لنشر القيم الليبرالية من‬
‫خلل‪:‬‬

‫أ‪ -‬استخدام القوة لنزع السيادة عن الدول الضعيفة والفاشلة مثل الصومال وأفأغانستان وصربيا‬
‫والعراق‪ ،‬بالضافأة إلى الدول المضطربة فأي حزام البؤس الممتد من البلقان عبر القوقاز والشرق‬
‫الوسط إلى جنوب شرق آسيا‪.‬‬

‫ب‪ -‬اعتبار توفأر أسلحة الدمار الشامل بيد هذه الدول أو بيد جماعات داخلها هو تهديد غير مسبوق‬
‫للعالم الغربي ‪.‬‬

‫ج‪ -‬هذا التهديد الرهابي يوفأر التبرير المنطقي لعتماد الغرب على مبدأ الحرب الوقائية‬
‫والستباقية‪ ،‬وهو ما تم تبنيه فأي خطاب الرئيس المريكي جورج بوش البن‪ ،‬الذي ألقاه فأي كلية‬
‫وست بوينت العسكرية فأي يونيو ‪ 2002‬م‪ ،‬حيث أعلن عن إستراتيجية المن القومي فأي الوليات‬
‫المتحدة‪ ،‬وفأي خطابه الذي ألقاه فأي ‪ 26‬فأبراير ‪ 2003‬م لتحويل العراق إلى دولة ديموقراطية فأاعلة‪،‬‬
‫وهو مايشكل تحولذ راديكالذيا عن سياسة الحتواء والردع ضد العراق)‪.(68‬‬

‫د‪ -‬ايجاد نظام دولي جديد ما بعد نظام ويستفاليا لعام ‪1648‬م‪ ،‬يتجاوز مبدأ السيادة الوطنية باسم‬
‫حقوق النسان‪ ،‬يمنح للدول الغربية الحق وواجب الستيلء على الدول الفاشلة لسباب إنسانية‬
‫تتعلق بالستبداد والمجازر الجماعية إوابادة العنصر البشري وانتهاكات حقوق النسان‪ ...‬إواذا كان‬
‫ضا الدفأاع‬
‫من حق وواجب الغرب التدخل لحماية الخرين لسباب إنسانية فأمن حقه وواجبه أي ذ‬
‫وحماية مواطنيه لسباب أمنية‪.‬‬

‫فأتآكل مبدأ السيادة لم يكن نتيجة التدخلت المنية بسب أحداث الحادي عشر من سبتمبر ‪2001‬م‪،‬‬
‫بل كان نتيجة التدخلت النسانية فأي كوسوفأو ورواندا والكونغو والصومال وتيمور الشرقية وهايتي‬
‫وكمبوديا‪..‬‬

‫فأالتدخل لحماية حقوق النسان هو الكثر شرعية لنتهاك مبدأ السيادة من التدخل لمنع تهديد‬
‫أمن الدول المعنية‪ ،‬لكن فأوكوياما يرى إن هذا التمييز هو مثار للجدل‪ ،‬لنه كثي ذار ما تتداخل هذه‬
‫القضايا عملذيا‪ ،‬حيث أن الدول المنتهكة لحقوق النسان كثي ذار ما تهدد محيطها القليمي‪ ،‬أو تكون‬
‫ضعيفة إلى حد عدم قدرتها على منع هذه التهديدات أو النتهاكات)‪.(69‬‬

‫‪37‬‬
‫ويقر فأوكوياما انتداب المجتمع الدولي على الدول الفاشلة والضعيفة والمضطربة بشكل غير‬
‫مباشر من خلل عمليات بناء الدولة أو بناء المة بمساعدة المنظمات الدولية والمنظمات غير‬
‫الحكومية والدول المانحة‪.‬‬

‫‪ -1-2‬الدوأل القوأية وأالمتوأسطة ‪ :‬يمكن استخدام المذهب المؤسسي كوسيلة لضم دول غير‬
‫ليبرالية سابذقا إلى النظام العالمي الليبرالي‪ ،‬فأمثلذ كي تقبل عضوية دول شرق أوروبا فأي التحاد‬
‫ل‪ ،‬ولكي تقبل روسيا فأي مجموعة الدول السبع يجب أن‬
‫الوروبي‪ ،‬يجب أن تثبت أهليتها الليبرالية أو ذ‬
‫تأهل ليبرالخيا‪ ،‬والهدف هو التلقي القتصادي الكلي السريع فأي شبكة للدول الليبرالية‪.‬‬

‫‪ -1-3‬دوأل العالم الثالث ‪ :‬تعتبر الشتراطية هي أنجع الوسائل لممارسة ضغط مؤسسي إقليمي‪،‬‬
‫فأهي السياسات التي يجب على الدول النامية اتباعها‪ ،‬مقابل مزايا اقتصادية )قروض‪ ،‬مساعدات‪،‬‬
‫هبات‪ ،‬استثمارات‪ .(...‬لكن لم يقتصر المر فأقط على الجانب القتصادي‪ ،‬بل توسع ليشمل جوانب‬
‫الحكم الراشد وتعزيز حقوق النسان‪.‬‬

‫نقد المذهب الدوألي الليبرالي الجديد ‪ :‬تتمثل مثالب هذا المذهب فأي النقاط التية‪:‬‬

‫‪ -1‬إن التدخل المني بسبب وجود تهديدات إرهابية أو لمجرد أن ينوي نظام معين امتلك أسلحة دمار‬
‫شامل دون التأكد من صدق هذه النوايا والتدخل لغراض إنسانية كثي ذار ما يؤدي إلى مزيد من الفوضى‬
‫والنتائج الهزيلة فأي عملية إعادة بناء الدولة‪ ،‬وهو ما يذهب إليه هيدلي بول‪.‬‬

‫‪ -2‬هناك تناقض كبير بين الدعوة إلى احتلل الخر المختلف والمتخلف اقتصاديا وبين إدعاء‬
‫نشر الديموقراطية والليبرالية والحريات والتعددية و حقوق النسان‪ ..‬فأتعزيز الحكم الصالح يصطدم‬
‫بمبدأي السيادة وتقرير المصير‪ ،‬فأالتحرر القتصادي وتعميق انخراط الغرب فأي بناء وتنظيم البنية‬
‫القتصادية والسياسية للدول النامية يحد من قدرتها على تحمل مسؤولياتها أمام مواطنيها‪ ،‬وبالتالي‬
‫قطع العلقة بين الشعب والحكومة وهو منا د‬
‫ف لشكال الليبرالية الديموقراطية التمثيلية‪.‬‬

‫‪ -3‬سياسة الشتراطية كثي اذر ما أحدثت نتائج عكسية على المستويين القتصادي والسياسي وهي‬
‫محل رفأض العديد من الدول‪ ،‬ومنها دول جنوب شرق آسيا‪.‬‬

‫‪ -4‬إلحاق الهزيمة باليديولوجية الشيوعية الستالينية ل يعني أن الليبرالية قد انتصرت على باقي‬
‫اليديولوجيات فأهناك الديموقراطية الجتماعية فأي شمال أوروبا وأشكال أخرى فأي المذهب الدستوري‬
‫غير الليبرالي فأي آسيا‪...‬‬

‫‪38‬‬
‫‪ -2‬المثالية الجديدة وأالمن الدوألي‪ :‬ترتكز المثالية الجديدة على المبادئ الساسية التية‪:‬‬

‫أ‪ -‬اللتزام بالشكال الديموقراطية للحكومات‪.‬‬

‫ب‪ -‬التأكيد على أن الترابط يولد السلم‪.‬‬

‫ج‪ -‬حالة السلم والعدالة هما نتاج تصميم مقصود‪.‬‬

‫د‪ -‬الصلح يجب أن يتم على المستوى الدولي‪ ،‬حيث إن المؤسسات الدولية مثلها مثل الدول‬
‫بحاجة إلى أن تكون ديموقراطية‪.‬‬

‫ذ‪ -‬ضرورة إدخال الحركات الجتماعية فأي هياكل صنع القرار على الصعيدين الوطني والدولي‬
‫إواشاعة الديموقراطية على صعيد القواعد الساسية أو ما يسميه ريتشارد فأالك بالعولمة من السفل‪.‬‬

‫ويقدم أنصار المثالية الجديدة مجموعة من الوسائل التي من شأنها أن تجعل السياسية العالمية أكثر‬
‫ديموقراطية‪ ،‬تختلف كثي ذار عن ما يقدمه أصحاب المذهب الدولي الليبرالي الجديد‪.‬‬

‫ويلحظ أنصار المثالية الجديدة أن بعض الدول شهدت انتقالذ إلى الديموقراطية من دون أن‬
‫يتحول مجتمع الدول إلى نظام ديمقراطي‪ ،‬فأحتى مع إقرار وتطبيق اتفاقات حقوق النسان فأإنها‬
‫تحتفظ بتركة النظام الويستفالي إلى حد بعيد‪ ،‬بسبب الهرمية وعدم المساواة السياسية بين الدول‬
‫العضاء فأي المم المتحدة بسبب حق النقض‪ ،‬وكذا تهميش دور الفواعل الدولية من غير الدول فأي‬
‫السياسة العالمية )‪.(70‬‬

‫ويقدم ديفيد هيلد أنموذذجا عالمذيا للديموقراطية يكون بديلذ لنظام ويستفاليا‪ ،‬يرتكز على‪:‬‬

‫أ‪ -‬إقامة برلمانات إقليمية وتوسيع سلطة الهيئات القليمية القائمة حالذيا مثل التحاد الوروبي‪.‬‬

‫ب‪ -‬إنشاء محكمة دولية لحقوق النسان تشرف على مراقبة اتفاقيات حقوق النسان فأي البرلمانات‬
‫الوطنية‪.‬‬

‫ج ‪ -‬إصلح المم المتحدة أو استبدالها ببرلمان ديموقراطي يخضع للمسائلة‪.‬‬

‫ويؤكد كل من تشارلز و كليفورد كوبشان على أهمية المن الجماعي‪ ،‬باعتباره طريقة لتعزيز‬
‫المن الدولي‪ ،‬من خلل إقامة مؤسسات للمن الجماعي توفأر آلية أكثر نجاعة لعملية التوازن إزاء‬
‫طرف معتدد من خلل إيجاد قوة ضاربة توفأر الردع أو اتخاذ إجراءات أكثر صرامة فأي حال فأشل‬
‫الردع‪ .‬كما يؤكد أنصار المن الجماعي أنه ليس حلذ أبدذيا لمنع قيام الحرب‪ ،‬بل يوفأر الحد الدنى‬

‫‪39‬‬
‫لعملية التوازن المنظمة ذات الصبغة المؤسسية‪ ،‬وهو أفأضل من عملية التوازن غير المنظمة فأي‬
‫ظل الفوضى أو نظام العون الذاتي‪ ،‬فأالهدف هو تحسين المنافأسة المنية بين الدول‪.‬‬

‫ويضع تشارلز وكليفورد كوبشان ثلثة مبادئ لقيام نظام المن الجماعي‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫‪ -1‬عدم اللجوء إلى القوة العسكرية فأي تسوية النزاعات الدولية‪.‬‬

‫‪ -2‬توسيع نطاق مفهوم المصلحة الوطنية ليشمل مصالح الجماعة الدولية‪ ،‬والتدخل تلقائذيا وجماعذيا‬
‫فأي حال قيام طرف ما بتهديد نظام المن الجماعي القائم‪.‬‬

‫‪.‬‬ ‫)‪(71‬‬
‫‪ -3‬يرى إينيس كلود أنه يتوجب على الدول التغلب على الخوف والتعود على الثقة المتبادلة‬

‫نقد أفكار المن الجماعي ‪ :‬تتلخص النتقادات الموجهة إلى هذا المذهب فأي‪:‬‬

‫‪ -1‬يفترض المن الجماعي أن كل اعتداء هو أمر خاطئ‪ ،‬فأي حين قد تكون الدولة التي وقع عليها‬
‫الهجوم هي التي كانت تلوح بالضربة الولى‪ ،‬وهنا صعوبة كبيرة فأي تحديد الطرف الذي تقع عليه‬
‫مسؤولية العتداء‪.‬‬

‫‪ -2‬مشكلة توزيع العباء بشكل منصف بين الدول العضاء‪.‬‬

‫‪ -3‬صعوبة التصدي السريع للعدوان لعدم الرغبة فأي وجود تخطيط يسبق الزمة‪ ،‬أو لسباب‬
‫إيديولوجية أو تاريخية أو اقتصادية ضد الدولة المعتدية‪.‬‬

‫‪ -4‬التخوف من تحول صراع داخلي إلى صراع دولي‪ ،‬وهو ما يؤثر فأي رغبة الدول على القيام‬
‫بعمل جماعي جاد ضد كل تهديد‪.‬‬

‫المذهب المؤسسي الليبرالي الجديد ‪ :‬ظهر المذهب المؤسسي الليبرالي الجديد على يد أكسلرود و‬
‫كيوهان و أوي استجابة لنظرية كنيث والتز المتعلقة بالواقعية الجديدة وذلك فأي كتابه" نظرية السياسة‬
‫العالمية "سنة ‪1979‬م‪ ،‬وتقوم على المبادئ التية‪:‬‬

‫‪ - 1‬اعتبار الدولة هي الممثل الشرعي للمجتمع‪ ،‬والتأكيد على أهمية الطراف الفاعلة من غير‬
‫الدول‪ ،‬مع القرار بأنها تخضع للدول‪ ،‬وهو ما ذهب إليه كيوهان ‪.‬‬

‫‪ -2‬إن عملية التكامل المؤسسي القليمية والعالمية هي فأي تصاعد مستمر‪ ،‬والتحاد الوروبي‬
‫مثال على ذلك‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫‪ -3‬تدخل الدول فأي علقات تعاونية على أساس المكاسب المطلقة‪ ،‬وليس على أساس المكاسب‬
‫النسبية‪.‬‬

‫‪ -4‬بنية النظام الدولي بنية فأوضوية‪ ،‬وهذا ل يعني انعدام إمكان التعاون بين الدول‪ ،‬حيث توجد‬
‫أنظمة ومؤسسات دولية تسهل عملية تنظيم المصالح و ليس تحويل الهويات كما يعتقد المثاليين‬
‫الجدد)‪.(73‬‬

‫ويؤكد المذهب المؤسسي الليبرالي الجديد على أهمية المؤسسات الدولية فأي تحقيق المن الدولي‬
‫والتقليل من احتمالت اللجوء إلى الحرب‪.‬‬

‫ويرى دوغلس هيرد) وزير الخارجية البريطاني السابق( أن الغرب قد طور مجموعة من‬
‫المؤسسات الدولية التي أثبتت أهميتها فأي ما يتصل بمجموعة من المشاكل‪ ،‬وأكد على أن التحدي‬
‫الكبير لفترة ما بعد الحرب الباردة‪ ،‬هو تكييف واستمرار هذه المؤسسات مع الظروف المستجدة‪ ،‬ومن‬
‫هذه المؤسسات التحاد الوروبي ‪ ،‬منظمة حلف شمال الطلسي‪ ،‬اتحاد غرب أوروبا‪ ،‬منظمة المن‬
‫والتعاون الوروبي‪ ،‬منظمة دول جنوب شرق آسيا‪ ،‬التحاد الفأريقي‪ ...‬وهذا ما يسمح بتقلص‬
‫المنافأسة المنية التقليدية بين الدول‪ ،‬من خلل خمسة نقاط أساسية وضعها كل من كيوهان و مارتن‬
‫هي‪:‬‬
‫‪ -1‬توفأير المعلومات‪.‬‬
‫‪ -2‬خفظ تكاليف المعلومات‪.‬‬
‫‪ -3‬جعل اللتزامات أكثر موثوقية ‪.‬‬
‫‪ -4‬إقامة تنسيق أكثر عمذقا وأوسع امتداذدا‪.‬‬
‫‪ -5‬تسهيل إجراءات المعاملة بالمثل)‪.(73‬‬

‫وهذا ما يفسر استمرار كل من التحاد الوروبي و حلف الطلسي وتوسيعهما‪ ،‬كما يحاول هذا‬
‫المذهب الجابة على عدة أسئلة منها حدود المنطقة الليبرالية للسلم ؟و لماذا الطابع السلمي‬
‫للعلقات فأي ما بين الدول الليبرالية؟و ما هو نمط العلقة بين الدول الليبرالية والدول النامية ؟‪...‬‬
‫وفأي مركز برنامج أبحاثه محاولة لصياغة كيفية الشروع فأي التعاون وطريقة الحفاظ عليه فأي ظل‬
‫الفوضى الدولية ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬النظريات التأملية ‪:‬‬

‫‪41‬‬
‫شهد العقد الخير من القرن العشرين انبعاث النظرية المعيارية على حساب النظرية الوضعية‬
‫القائمة على أساس التمييز بين الحقائق وهذه النظرية تثير تساؤلت أساسية هي‪:‬‬

‫صا لدائرة‬
‫‪ -1‬اقتصارعلم السياسة حسب المدرسة الوضعية على المجال التجريبي‪ ،‬وهو ما يمثل تقلي ذ‬
‫علم السياسة‪ ،‬حيث عكف علماء السياسة على البحث عن أنماط الحكم الكثر ملئمة والبحث عن‬
‫حياة أفأضل‪.‬‬

‫‪ -2‬يؤكد أصحاب النظرية المعيارية أن جميع النظريات تعكس قيذما‪ ،‬لكن هل هذه محجوبة أم‬
‫واضحة؟‪ .‬يجيب المعياريون أن دراسة الظواهر على ما هي عليه فأي حد ذاتها تنطوي على انحياز‬
‫لدى الباحث‪ ،‬ابتداذءا من اختيار الشياء التي بوصفها )حقائق(‪ ،‬مروذار بالطرق المستخدمة فأي‬
‫الدراسة‪ ،‬وصولذ إلى النتائج والتوصيات السياسية المقترحة‪.‬‬

‫‪ -2‬مشكلة تكميم الظواهر الدولية)‪.(74‬‬

‫ويعرف كريس براون النظرية المعيارية للعلقات الدولية بأنها‪ " :‬ذلك الحجم من العمال التي‬
‫تتناول البعد الخلقي للعلقات الدولية‪ ،‬وكذلك المسائل الوسع المتعلقة بالمعاني والتفسيرات التي‬
‫يولدها هذا الفرع من فأروع المعرفأة‪ ،‬وهي فأي جوهرها تتناول الطبيعة الخلقية للعلقات بين‬
‫المجتمعات )الدول(‪ ،‬سواء فأي سياق البرامج القديمة التي كانت تركز على العنف والحرب أو‬
‫البرامج الحديثة ‪ -‬الكثر حداثة التي تخلط بين هذه الهتمامات التقليدية والمطلب العصري للعدالة‬
‫التوزيعية على مستوى العالم " ‪.‬‬

‫كما يتعرض إلى وضعين معياريين عن السياسة الدولية وهما ‪:‬‬

‫أ – الكوأسموأبوأليتانية ‪ :‬تركز على النسانية ككل أوعلى الفرد‪.‬‬

‫‪.‬‬ ‫)‪(75‬‬
‫ب‪ -‬المجتمعية ‪ :‬تتمحور حول المجتمع السياسي )الدولة(‬

‫وهذا التمايز يطرح تساؤلذ حول تحديد الفاعل الذي لديه حقوق وعليه التزامات‪ ،‬فأهل هي الدولة؟‬
‫أوالفرد؟ أو على مستوى النسانية ككل؟ فأهل من حق الدول مثلذ امتلك ترسانة نووية هائلة قادرة‬
‫على إبادة النسانية بمسوغ الدفأاع عن النفس ؟ أو هل تقبل ثقافأات ومجتمعات سياسية عند معاقبة‬
‫المرأة بإلباسها قالباذ من حديد يؤدي إلى كسرأقدامها )وهذا فأي الصين( لنها العادة السائدة ؟ أو أن‬
‫هناك حقوقاذ يمتلكها الفأراد أكثر أهمية من حقوق الدولة فأي صناعة ق ارراتها ؟ أو أن أمن الفأراد‬
‫باعتبارهم أفأراد؟ أو أمن النسانية أهم من أمن الدول؟‪ .‬فأهنا ينشأ نقاش معياري حول سيادة الدولة‬

‫‪42‬‬
‫من جهة‪ ،‬والحق وواجب التدخل فأي الشؤون الداخلية للدول الخرى لحماية حقوق النسان من جهة‬
‫أخرى‪.‬‬

‫ويستخدم براون التمييز بين الكوسموبوليتانية وبين المجتمعية للدللة على ثلثة مجالت رئيسة‬
‫للنظرية الدولية المعيارية وهي‪:‬‬

‫أ‪ -‬القيمة الخلقية التي يجب إضفاؤها على إستقلل الدولة‪ ،‬حيث ترفأض الكوسموبوليتانية‬
‫استقلل الدولة إذا كانت تتعارض مع الحقوق الخلقية للنسانية أو للفأراد ككل‪.‬‬

‫أما المجتمعية فأترفأض أي تقييد على الستقلل طالما ل ينبع من المجتمع نفسه‪.‬‬

‫ب‪ -‬من منظور الطر الخلقية لستخدام القوة والعنف الدولي أو الحرب العادلة‪ ،‬ترى المجتمعية‬
‫أن التدخل الدولي فأي شؤون الدول الخرى يكون مناسباذ إذا كان مصدر التهديد المجتمع السياسي‬
‫‪.‬‬ ‫للخيرة )الدول(‪.‬‬
‫أما الكوسموبوليتانية فأتأكد أن التوقيت الكثر ملئمة للتدخل الدولي يكون عندما ل يتعارض مع‬
‫حقوق وأمن وأخلقيات النسانية أوالفأراد‪.‬‬

‫ج‪ -‬قضية العدل الدولي حيث يرى المجتمعيون أن اللتزام باقامة علقة أكثر توازذنا بين الدول‬
‫الغنية والدول الفقيرة تقع على مسؤولية الدول‪.‬‬

‫د‪ -‬أما الكوسموبوليتانيين فأإنهم يعتقدون بإمكان تحقيق هذه اللتزامات على أساس الفرد والنسانية‬
‫ككل‪.‬‬

‫أوألل ‪ :‬نظرية علم الجتماع التاريخي ‪ :‬تهتم نظرية علم الجتماع التاريخي بالدرجة الولى بالطرق‬
‫التي تتطور بها المجتمعات عبر التاريخ‪ ،‬أي دراسة المؤسسات التي يتم ترتيب المجتمع النساني‬
‫ضمنها‪.‬‬

‫وفأي تفسير مسار تطور المجتمعات ركز أصحاب هذه النظرية ‪ -‬أمثال مايكل مان‬
‫إوايمانويل والرشتاين و جون هول وثيدا إسكوكبول ‪ -‬على العلقة بين ما هو داخلي وبين ما هو‬
‫خارجي‪ ،‬وقد أوجز تشارلز تيللي هذا بقوله‪ " :‬إن الدول صنعت الحرب لكن الحرب صنعت الدول "‪،‬‬
‫وهي عكس الواقعية الجديدة التي تعتبر الدولة شيذئا مسلذما به‪ ،‬فأإن علم الجتماع التاريخي‪ ،‬يبحث‬
‫عن كيفية إيجاد أنواع جديدة من الدول عبر قوى داخلية وخارجية‪ ،‬كما يعكف أصحاب هذه النظرية‬
‫على تقويض فأكرة الواقعية الجديدة التي تذهب إلى تبسيط الدولة كتنظيم واعتبار الدول متماثلة‬

‫‪43‬‬
‫وظيفذيا و يحاول تشارلز تيللي الجابة عن درجة تعقيد الدولة والربط بين العوامل الداخلية والخارجية‬
‫المساهمة فأي إيجادها‪ ،‬وذلك فأي كتابه" القسر والمال والدول الوروبية "‪ ،‬حيث طرح تساؤلذ رئيسياذ‬
‫حول التباين الكبير فأي أنواع الدول عبر الزمان والمكان فأي أوروبا‪ ،‬ولماذا استقرت فأي آخر‬
‫المطاف على الدولة القومية ؟‪.‬‬

‫ويحدد تيللي الجابة عن هذا السؤال فأي دور الدولة الوطنية فأي خوض الحروب‪ ،‬ويقسم تيللي‬
‫النظمة إلى أنظمة كثيفة رأس المال )معتمدة على القوة القتصادية( وأنظمة كثيفة القسر )معتمدة‬
‫على القوة العسكرية( التي أنتجت ثلثة أنواع من الدول التي نشأت عن تمركز هذه الشكال من‬
‫القوة وهي المبراطوريات )التي تعني الجزية( ودول المدن‪،‬و الدول الوطنية)‪.(76‬‬

‫ويرى تيللي أن للنظمة كثيفة القسر مدذنا أقل وطبقات زراعية أكثر من النظمة كثيفة رأس‬
‫المال‪ ،‬وهو ما أدى إلى ظهور طبقات تمثل المصالح التجارية‪ ،‬ودول المدن التي نشأت عندما كان‬
‫تراكم الرأس مال كبيذرا‪ ،‬وهذا راجع إلى قدرة الدولة على إجبار مواطنيها‪ ،‬أما المبراطوريات فأنشأت‬
‫عبر تحصيل الجزية من خلل الجبار دون تراكم الرأس مال‪ ،‬وكلهما من أشكال الحكم غير‬
‫المباشر‪ ،‬الذي يقتضي اعتماد الحاكم على تعاون قوى محلية مستقلة نسبذيا‪ ،‬لكن مع توسع نطاق‬
‫الحروب وزيادة تكاليفها كانت الدول الوطنية أكثر قدرة على تحمل تكاليف النفاق الحربي إواعداد‬
‫الجيوش الكبيرة‪ ،‬مع استجابتها لطلبات الطبقات الزراعية والتجارية مذعا‪ ،‬فأتغير الدول هو نتيجة‬
‫للحروب‪ .‬ويؤكد تيللي أن الدولة لم تأخذ شكلذ واحذدا عبر التاريخ وهي تتضمن تجمعات مختلفة‬
‫للبنى الطبقية وأنماط العمل‪.‬‬

‫والحرب هي العامل الساسي الذي صهر أنواع الدول لتظهر فأي شكل الدولة الوطنية‪ ،‬والتي‬
‫تكسب المزيد من سلطاتها على مواطنيها عبر الستعداد للحرب‪ ،‬من خلل إقامة نظم للضرائب‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(77‬‬
‫والمداد والدارة والنخراط فأيها‬

‫والملحظ وجود اهتمام مشترك بين الواقعية وعلم الجتماع التاريخي على التفاعل بين الدولة‬
‫والطبقات والحرب‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬نظرية ما بعد الحداثة ‪ :‬يعرف جون فأرانسوا ليوتارد نظرية ما بعد الحداثة بأنها " عدم‬
‫التصديق بما وراء النصوص السردية "‪ .‬كما يقدم ديفيتاك تحليلذ لموضوعين أساسين لما بعد‬
‫الحداثة هما ‪:‬‬

‫‪44‬‬
‫أ‪ -‬علقة القوة بالمعرفأة حيث يعارض فأوكو رأي النظريات العقلنية القائل بأن المعرفأة محصنة إزاء‬
‫عمليات القوة – وهو افأتراض أساسي للفلسفة الوضعية – ويؤكد أن القوة تحتاج إلى معرفأة‪ ،‬وكل‬
‫معرفأة تعتمد على العلقات القائمة للقوة‪ ،‬فأل وجود للحقيقة دون قوة‪.‬‬

‫ب‪ -‬تستخدم نظرية ما بعد الحداثة إستراتيجية النصوص‪ ،‬وحسب ديردا فأإن العالم يتم إنشاؤه مثل‬
‫نص من النصوص‪ ،‬كما يرى أنه يستحيل معرفأة الواقع خارج نطاق الخطاب المستخدم واستحالة‬
‫التعبير عنه‪ ،‬بمعنى أن تفسير العالم يعكس مفاهيم اللغة ومبانيها )‪.(78‬‬

‫ويؤكد أنصار ما بعد الحداثة على أهمية الفأكار وتأثيرها‪ ،‬والخطاب فأي سياق التفكير بشأن‬
‫المن الدولي‪ ،‬كما يسعون إلى استبدال الخطاب الواقعي بخطاب جماعي‪ ،‬حيث يرى ريتشارد أشيلي‬
‫أن الواقعية هي إحدى المشاكل الساسية لنعدام المن الدولي لنها خطاب قوة يدفأع بالدول إلى‬
‫المنافأسة المنية‪.‬‬

‫وتختلف نظرية ما بعد الحداثة عن الواقعية فأي نظرية المعرفأة )اليبستيمولوجيا( حيث يؤكد جون‬
‫ميرشايمر أن الواقعية ترى أنه بإمكان وجود عالم ثابت يمكن معرفأته‪ ،‬أما أنصار ما بعد الحداثة‬
‫فأيرون إمكان وجود تفسيرات ل نهائية للعالم‪ ،‬حيث ل ثوابت‪ ،‬ول معاني ثابتة ول أرض آمنة ول‬
‫أسرار عميقة ول بنى نهائية أو ل حدود للتاريخ‪ ..‬ل يوجد إل التفسير‪ ..‬والتاريخ نفسه يفهم على أنه‬
‫سلسلة من التفسيرات المفروضة على تفسيرات‪ ..‬وهذا تأكيد على أن أساس المعرفأة ذاتية و ليست‬
‫موضوعية‪ ،‬وهو ما يبرر أهمية النظريات المعيارية‪.‬‬

‫ويرى جون فأاسكاز أن سياسة القوة هي صورة للعالم الذي يدفأع إلى الحرب‪ ،‬حيث إن سياسات‬
‫)‬
‫ميزان القوى هي جزء من سلوك دولي عدواني‪ ،‬والتحالفات ل تنتج السلم‪ ،‬بل هي استعداد للحرب‬
‫‪.‬‬ ‫‪(79‬‬

‫ويحاول أنصار ما بعد الحداثة إعادة تصور المناظرة حول المن الدولي وذلك بالبحث عن أسئلة‬
‫جديدة كانت متجاهلة من قبل المناظرة التقليدية‪ ،‬وفأي هذا السياق يرى جيم جورج أن الخطاب‬
‫الستراتيجي الجديد لما بعد الحرب الباردة يركز على الشعور المتنامي بانعدام المن بسبب أخطار‬
‫القتصاد العالمي وانغماس الدول فأي الشؤون العسكرية‪ ،‬ويؤكد أيضاذ على أننا بحاجة إلى خطاب‬
‫جماعي بشأن المن الدولي‪ ،‬وهنا تؤدي الجماعات المعرفأية دوذار رئيساذ فأي تدفأق الفأكار عن‬
‫السياسة العالمية ومقاومة القومية المتطرفأة‪ ،‬ونظرية الردع النووي ومناهضة العرقية والعنصرية‬

‫‪45‬‬
‫والتعصب للجنس‪ ،‬واستغلل المتخلفين والتأكيد على المشاركة فأي اتخاذ الق اررات المحددة لمصير‬
‫النسانية‪.‬‬
‫المطألب الثالث ‪ :‬النظرية البنائية‪:‬‬
‫ترجع البدايات الولى للنظرية البنائية إلى أعماال جياماباتيستا‪ ،‬وكراتو شفيل ‪Kratochwill‬‬
‫و أونوف ‪ Onuf‬نهاية عام ‪1989‬م‪ ،‬وألكسندر ويندت ‪Alexander Wendt‬في ماقالته سنة‬
‫‪1989‬م‪ ،‬التي عنوانها‪ " :‬الفوضى هي ماا تصنعه الدول‪ :‬التفسير الجتمااعي لسياسة القوة‬
‫‪ ،" Anarchy Is What The States Make Of It‬التي كان لها تأثير كبير في بناء النظرية‬
‫البنائية‪ ،‬وقامات على نقد النظرية العقلنية والتأمالية‪ ،‬وذلك في النقاط التية‪:‬‬
‫‪ -1‬حدوث تطور كبير في فلسفة العلوم والعلوم الجتمااعية الخرى‪ ،‬أو العلوم التي هاجمات‬
‫الفلسفة الوضعية‪ ،‬واقترحت عدًدا مان أساليب التفكير البديلة‪.‬‬
‫‪ -2‬ظهور مافاهيم جديدة في السياسة الدولية‪ ،‬وهو ماا يدفع إلى إيجاد ماقاربات جديدة‪.‬‬
‫‪ 3-‬عجز النظرية الواقعية عن التعامال ماع العناصر الفاعلة مان غير الدول والحركات الجتمااعية‬
‫والعماليات الماتسعة بشكل جذري‪.‬‬
‫‪ -4‬فشل الواقعية والليبرالية في التنبأ بنهاية الحرب الباردة‪ ،‬بسبب إهماال الجوانب غير الماادية‬
‫صا بعد تبني سياسة‬
‫في النظام الدولي والتغيرات الداخلية في الماجتماع السوفياتي‪ ،‬خصو ً‬
‫البيروسترويكا والغلسنوست‪ ،‬فسقوط التحاد السوفياتي ليس فقط بسبب قوة الوليات الماتحدة‬
‫الماريكية‪ ،‬كماا يدعي الواقعيون‪.‬‬
‫‪ -5‬يرى روبرت كيوهان ‪ Rebert Keohane‬أن التحدي الساسي للنظريات التأمالية هو عدم‬
‫قدرتها على تطوير فرضيات قابلة لختبار‪ ،‬وهو المار الذي سيؤدي إلى تهمايشها في دراسة‬
‫السياسة العالماية)‪.(81‬‬
‫أولل ‪ :‬مبادئ النظرية البنائية ‪ :‬تتماثل مابادئ النظرية البنائية في‪:‬‬
‫‪ -‬الدول هي الوحدات الساسية للتحليل‪.‬‬
‫‪ -‬ذاتية البنى الساسية للنظام القائم على الدول‪.‬‬
‫)‪.( 82‬‬ ‫‪ -‬تتشكل هويات وماصالح الدول في إطار نسق ماترابط بفعل البنى الجتمااعية‬

‫ويماكن شرحها كالتي‪:‬‬

‫‪ -1‬الدولة كوحدة أساسية للتحليل ‪ :‬تنظر البنائية إلى النظام الدولي نظرة اجتمااعية‪ ،‬باعتبار أن‬
‫وحداته الساسية قائماة على أساس التفاعلت الجتمااعية الماتواصلة‪ ،‬التي غالًبا ماا تؤدي إلى‬
‫سلوكات غير ماستقرة عادة‪ ،‬فهي ماحصلة اجتمااعية داخلية‪ ،‬وهي نظرة سوسيولوجية ماغايرة‬

‫‪46‬‬
‫للرؤية الماادية للواقعية حول طبيعة الدولة رغم اتفاقهماا على أنها الوحدة الساسية في بنية النظام‬
‫الدولي‪.‬‬

‫فالبنائية ترى أن أنمااط السلوك الدولية هي توزيعات اجتمااعية تضمان الحد الدنى الماشترك بين‬
‫التفاعلت الجتمااعية داخل الدولة‪ ،‬وفهم السياسة الدولية يدرك بشكل ذاتي‪.‬‬

‫فالتصور الجتمااعي للبنائية قائم على ربط البنى والفاعلين وإدراكهم للواقع في علقة جدلية‬
‫ماتعددة التجاهات وتتشكل البنية الجتمااعية مان‪:‬‬

‫أ‪ -‬الماصادر الماادية التي ل تتخذ شك ً‬


‫ل إل مان خلل تأويلت الفاعلين التي تنعكس على‬
‫ماماارساتهم‪.‬‬

‫ب‪ -‬ماماارسات الفواعل‪.‬‬

‫ج‪ -‬الماعارف الماشتركة )‪.(83‬‬

‫الجدول رقم )‪ :(3‬نقاطأ التوافق بين النظرية البنائية والنظرية الواقعية والتأملية ‪:‬‬
‫التأمالية‬ ‫الواقعية‬ ‫البنائية‬ ‫نقاط التشابه‬

‫الفوضى‬ ‫الفوضى‬ ‫سماة السياسة الدولية‬

‫البقاء‬ ‫البقاء‬ ‫الهدف السماى للدولة‬

‫الوحدة الساسية‬
‫الدولة‬ ‫الدولة‬
‫للتحليل‬
‫الغش وانعدام‬
‫الغش وانعدام الثقة‬ ‫ماحددات سلوك الدول‬
‫الثقة‬

‫التأكيد على دورالفكار‬ ‫التركيز على دور الفكار والبنى‬


‫رؤية الواقع الدولي‬
‫والبنى الجتمااعية‬ ‫الجتمااعية‬

‫طبيعة الدولة الجتمااعية‬ ‫الطابع الجتمااعي لطبيعة الدولة‬ ‫طبيعة الدولة‬

‫‪47‬‬
‫فهذه التوليفة هي الوجه الماقبول للتأمالية لدى العقلنية والوجه الماقبول للعقلنية لدى‬
‫التأماليين‪ ،‬حيث لم تكتف البنائية بنقد النظريتين‪ ،‬بل بنت تصوراتها على بعض الفتراضات‬
‫الساسية الواقعية والتأمالية‪ ،‬كماا سعت إلى إيجاد أطر جديدة للماعرفة مانها‪:‬‬

‫أ‪ -‬تجاوز النفصام بين الفاعل والبنية لدى العقلنيين مان خلل فكرة التكوين الماتبادل التي ينظر‬
‫أو بنية‬ ‫مان خللها لسلوكات الفاعلين‪ ،‬استنادا إلى ترتيبات النظام الدولي‪ ،‬أماا تشكيل هيكل‬
‫النظام الدولي فهي نتيجة لماماارسات الفاعلين‪.‬‬

‫ب‪ -‬إن إدراك الفاعل للظاهرة الدولية هو الذي يحدد سلوكه تجاهها‪.‬‬
‫ج ‪ -‬إعطاء الهماية البالغة للماعايير كماحددات تكوون هوية الفواعل وماصالحهم‪.‬‬
‫د‪ -‬التفسير الماوسع للقوة في إطار البنية الجتمااعية بحيث تشمال الدراك‪ ،‬ول تقتصر على‬
‫الجوانب الماادية سواء مان قبل الدولة الماالكة للقوة أو مان باقي الدول الخرى‪.‬‬
‫ذ‪ -‬عدم ربط التهديد بالقوة العسكرية الجنبية الماعادية‪ ،‬بل ربطه بالفكار الماسبقة عنه وبالفهم‬
‫الجمااعي لقوة الدولة ماصدر التهديد ‪.‬‬
‫‪ -2‬البعد الذاتي ‪ :‬يعتماد الواقيون الجدد على تفسير ماطلق للعلقات المانية في السياسة الدولية‬
‫مان خلل القول بتهديد واحد في كل الحالت‪ ،‬أماا النظرية البنائية فتقوم على تصور أساسه البحث‬
‫في التكوينات والتفاعلت الجتمااعية للفواعل لدراك الحالة المانية‪ ،‬كماا تركز على أهماية‬
‫الفكار والقيم والماعايير‪ ،‬حيث استخدم كاتزشتاين ماتغيرات ثقافية لتفسير أسباب عدم اعتمااد‬
‫ألماانيا على سياسة عسكرية رغم اماتلكها لتكنولوجيا ماتقدماة )‪.(84‬‬

‫كماا أن البنائية ترجع سقوط التحاد السوفياتي إلى اعتمااد غوباتشوف لفكار المان الجمااعي‬
‫الدولي في سياسته المانية الجديدة‪ ،‬وليس للمانهج التوزيعي للقوة‪ ،‬أي التفوق النسبي للوليات‬
‫الماتحدة في عناصر القوة على حساب التحاد السوفياتي‪.‬‬

‫‪ -3‬تشكيل الهويات والمصالح ‪ :‬تركز البنائية على ماتغير الهوية الذي أهمالته الواقعية الجديدة‪،‬‬
‫وهذا ماا يفسر فشلها في تفسير الشكال الجديدة مان النزاعات وبالذات الداخلية مانها‪ ،‬بالضافة إلى‬
‫اهماالها عامال الدراك والفكار والماعايير الماحددة لماصالح الفواعل وطبيعة سلوكاتهم الدولية‬
‫)‪(85‬‬
‫الماتأرجحة بين التنافس و التعاون‪.‬‬

‫ويرى ويندت أن الهويات والماصالح ليست مان الماعطيات ‪ -‬كماا يذهب إليه الواقعيون– وإنماا‬
‫هي أشياء قمانا بإيجادها‪ ،‬وبعد إيجادها يصعب علينا إعادة إيجادها‪ ،‬لننا عمالنا جمايًعا على إضفاء‬
‫صفة الذاتية على الطريقة التي يوجد بها العالم‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫ولم تهتم النظرية العقلنية بماتغير الهوية في فهم التفاعلت الداخلية لتفسير سلوك الدول‪،‬‬
‫فالواقعية تفسرها بأنها نتاج البنية الفوضوية للنظام الدولي‪ ،‬في حين ترجعها الليبرالية الجديدة إلى‬
‫العماليات التفاعلية للماؤسسات الدولية‪ ،‬وفي الحالتين ينظر إلى الدولة كفاعل مانفصل ل يعبر إل‬
‫عن ماصالحه القوماية الخاصة‪ ،‬وهنا تذهب البنائية إلى زيادة الهتماام بهويات الفواعل حتى‬
‫نستطيع تشكيل ماصالح ماشتركة تعبرعن هويات جمااعية‪ ،‬تجعلنا نتجاوز التصور الوطني إلى‬
‫تصور جمااعي قائم على ضماان القواعد العاماة الماشتركة بين الدول‪ ،‬فالهويات الجمااعية‬
‫والماصالح تتشكل في عماليات التفاعل بدل أن تكون ماتشكلة قبل التفاعل‪ ،‬وبالتالي ل وجود‬
‫لماعضلة أمانية تلقائية بين الدول‪.‬‬

‫ويؤكد الواقعيون أن غياب سلطة فوق سلطة الدولة هو سبب الفوضى في النظام الدولي‪ ،‬أماا‬
‫أوتأويل‬ ‫البنائيون فيرون أن البنية الجتمااعية وإدراكها الجمااعي هي فقط القادرة على إدراك‬
‫نتائج أو آثار فوضى النظام‪ ،‬فهي ناتجة عن ماماارسات الفاعلين أنفسهم)‪ ،(86‬كماا يعارض ويندت‬
‫الحجة الواقعية القائلة بالعتمااد الذاتي لحمااية الماصالح والهداف الوطنية‪ ،‬ويقترح ماستوى فوق‬
‫الدولة لتوظيف الماعاني والمابادئ الجمااعية الماحددة للتراكيب المانظماة لعماال الدول‪ ،‬والتي‬
‫تحصل على هويتها وتماثيل ماصالحها مان خلل ماشاركتها في تلك الماعاني الجمااعية وبهذا تصبح‬
‫الماؤسسات ماجماوعات ماستمارة نسبًيا مان الهويات والماصالح‪ ،‬أماا الماساعدة الذاتية فهي إحدى هذه‬
‫الماؤسسات‪.‬‬

‫ويؤكد ويندت أن الدول التي في وضع الماساعدة الذاتية هي الماسؤولة عن هذه الوضعية‪ ،‬لن‬
‫ماماارساتها جعلتها كذلك‪ ،‬والتغير يكون مان خلل تغير الماعرفة الذاتية بين وحدات النظام الدولي‬
‫رغم صعوبة ذلك‪ ،‬بسبب أن الماساعدة الذاتية أصبحت حقيقة اجتمااعية تعزز أشكا ً‬
‫ل ماعينة مان‬
‫السلوك وتعاقب أشكا ً‬
‫ل أخرى‪ ،‬وتصبح جزًءا مان هوية الفاعلين‪ ،‬لذا فإن التفاهماات الذاتية بين‬
‫الطراف قد تديم نفسها‪ ،‬وهذا ل يعني أنها غير قابلة للتغيير‪.‬‬

‫ويقدم ويندت ثلثة بدائل للماساعدة الذاتية في العلقات الدولية هي ‪ :‬ماماارسة السيادة ‪ ،‬تطوير‬
‫التعاون وماماارسة إستراتيجية نقدية )‪ ،(87‬وهذا هو الماجال الذي يماكن فيه لليبيراليين الجدد‬
‫والتأماليين العمال ماًعا لتقديم طرح جديد للعلقات الدولية‪.‬‬

‫نقد النظرية البنيوية‪ :‬تتماثل النتقادات في النقاط التية ‪:‬‬

‫‪ -1‬إن تعريف ويندت للماصالح والهويات هو تعريف ضيق بحسب أنصار ماا بعد الحداثة‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫‪ -2‬ركز ويندت كثيًرا على دور الدولة في السياسة العالماية باعتبارها أهم الطراف الفاعلة‪ ،‬وهو‬
‫بذلك يمايل إلى الواقعيين‪.‬‬

‫‪ -3‬إن تركيبات ويندت هي في الحقيقة نوع ماحدد مان التراكيب القائماة على الفكار فقط‪،‬‬
‫فتراكيبه الجتمااعية ستكون أشياء خفيفة جًدا حيث تجادل نظريات اجتمااعية أخرى بأن التراكيب‬
‫الجتمااعية تعكس ماصالح ماادية قوماية‪.‬‬

‫‪ -4‬يرى ويندت أن الهويات هي نتيجة لعمالية التفاعل‪ ،‬لكن هذا التفاعل يكون بين مان ومان ؟ فل‬
‫وجود لتفاعل مان دون هوية ماسبقة‪.‬‬

‫‪ -5‬حاول ويندت التوفيق بين الليبيراليين الجدد وبين التأماليين‪ ،‬لكن هذه الماحاولة ليست للتوفيق‬
‫بين ماجماوعتين ماتشابهتين‪ ،‬بل بين نظريتين ماختلفتين أساسا في نظرية الماعرفة‪ ،‬حيث إن‬
‫)‪(88‬‬
‫الليبيراليين الجدد هم وضعيون‪ ،‬بينماا التأماليون هم مان أنصار ماا بعد الوضعية‪.‬‬

‫فماا هي الرضية اليبستيماولوجية التي يماكن لويندت أن يقف عليها للتوفيق بين العقلنية والتأمالية‬
‫؟‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫هوامش الفصل الول ‪:‬‬

‫د‪ -‬حسين ماحماد الظاهر‪ ،‬المان القوماي العربي ‪ :‬مادخل نظري ‪ ،‬ماجلة دراسات يمانية ‪ ،‬العدد‬ ‫)‪(1‬‬

‫‪ ) 48‬صنعاء ‪1992 :‬م( ‪ ،‬ص ‪.158‬‬


‫)‪(2‬‬
‫‪Barry Buzan , People State And Fear : An Aganda For International‬‬
‫‪Security Stadies In The Post Cold War (Bonlder : Lynne Rienner‬‬
‫‪Publishers ,1991) , PP,18-19. .‬‬

‫رفعت سيد أحماد ‪ ،‬المان القوماي العربي بعد حرب لبنان ‪ :‬دراسة في تطور المافهوم‪ ،‬ماجلة‬ ‫)‪(3‬‬

‫شؤون عربية‪ ،‬العدد ‪ )35‬تونس ‪1984 :‬م( ‪ ،‬ص ‪.80‬‬


‫)‪(4‬‬
‫‪www.geocities .com / adelzeggagh / recon / 1 / html‬‬

‫د‪ -‬علي الدين هلل ‪ ،‬المان القوماي العربي ‪ :‬دراسة في الصول ‪ ،‬ماجلة شؤون عربية ‪،‬‬ ‫)‪(5‬‬

‫العدد‪ ) 35‬تونس ‪1984 :‬م( ‪ ،‬ص ‪.15‬‬

‫د‪ -‬أماين هويدي ‪ ،‬في السياسة والمان )بيروت ‪ :‬ماعهد النمااء العربي ‪1982 ،‬م ( ‪ ،‬ص ‪15‬‬ ‫)‪(6‬‬

‫‪.‬‬

‫د‪ -‬إسمااعيل صبري ماقلد ‪ ،‬العلقات السياسية الدولية ‪ :‬دراسة في الصول و النظريات‬ ‫)‪(7‬‬

‫)القاهرة ‪ :‬الماكتبة الكاديماية‪1991 ،‬م( ‪ ،‬ص ‪. 176‬‬

‫د‪ -‬ماحماد السيد سليم ‪ ،‬تحليل السياسة الخارجية ) القاهرة ‪ :‬ماكتبة النهضة الماصرية ‪،‬‬ ‫)‪(8‬‬

‫‪1998‬م (‪ ،‬ص ‪.151‬‬

‫د‪ -‬عبد ال الشعل ‪ ،‬تطور ماركز الفرد في القانون الدولي خلل العقود الربعة الخيرة ‪،‬‬ ‫)‪(9‬‬

‫ماجلة السياسة الدولية ‪ ،‬العدد ‪ ) 161‬القاهرة ‪2005 :‬م ( ‪ ،‬ص ‪. 62‬‬

‫خديجة عرفة ماحماد أماين ‪ ،‬مافهوم المان النساني و تطبيقاته في جنوب شرق آسيا‪ ،‬رسالة‬ ‫)‪(10‬‬

‫مااجستير ) القاهرة ‪ :‬جاماعة القاهرة ‪ 2006 :‬م ( ‪ ،‬ص ‪. 47‬‬

‫خديجة عرفة ماحماد أماين ‪ ،‬مافهوم المان النساني ‪ ،‬ماجلة مافاهيم السس العلماية للماعرفة ‪،‬‬ ‫)‪(11‬‬

‫العدد ‪ ) 13‬القاهرة ‪2006 :‬م (‪ ،‬ص ‪. 31‬‬


‫‪(12‬‬
‫‪Kanti Bajpai , An Expression Of Threats Versus Capabilities ACROSS‬‬

‫‪51‬‬
Time and Space , Security Dailogue , vol .35, No.3 , 2004 ,p 360 .

‫ المارجع‬، ‫ مافهوم المان النساني و تطبيقاته في جنوب شرق آسيا‬، ‫خديجة عرفة ماحماد أماين‬ (13)

. 54 ‫ ص‬، ‫السابق‬

. 57 ‫ ص‬، ‫ المارجع نفسه‬، ‫خديجة عرفة ماحماد أماين‬ (14)

،‫ ماجلة السياسة الدولية‬،‫ تطور مافهوم المان في العلقات الدولية‬،‫ عبد النور بن عنتر‬-‫د‬ (15)

. 58 ‫ ص‬، ( ‫م‬2005 : ‫) القاهرة‬160 ‫العدد‬

. 14 ‫ ص‬، ‫ المارجع السابق‬، ‫ مافهوم المان النساني‬، ‫خديجة عرفة ماحماد أماين‬ (16)

(17)
Amos .A . Jordan and William . J. Taylor . Jr , American National
Security (The Hopkins University Press ,1984 ) , p.3 .
(18)
Robert .o.Keohane And Joseph .S. Nay , Power And Interdependance ,
( Boston : Little and Company , 1977 ) , P . 6 .

56‫ ص‬،‫ المارجع السابق‬،‫ تطور مافهوم المان في العلقات الدولية‬،‫ عبد النور بن عنتر‬-‫د‬ (19)

Hans . J . Morgantau , Politiks Among Nations :The Setrugle For (20)

. Power And Peace ( Alfred .A. Konop .inc , Sixth Ed , 1985) , P 11


(21)
M.Berowitz And P.G. Bock , American National Security ( NewYork :
Free Press , 1965) , P 15.
(22)
Edward Azar And .C.I. Moon , National Security In The Third World
(Mary Land : Center For International Development And Conflict
Management , University Of Mary Land , 1988 ) , PP. 4-5 .

‫ دار الماوقف‬: ‫ نظرية المان القوماي العربي الماعاصر) القاهرة‬،‫ عبد المانعم الماشاط‬-‫د‬ (23)

.17 ‫ ص‬، ( ‫م‬1989 ،‫العربي‬


(24)
J. Holsen And J . Waelboeck , The Less Developed Contries And The
International Mechanicanism , Proceedings Of The American
Association,vol 1 ,1972,PP.139 -140.

52
‫)‪(25‬‬
‫‪Robert Mac Namora ,The Essence Of Security , (NewYork : Haspen‬‬
‫‪And Row ,1968) , p . 60 .‬‬

‫د‪ -‬وليد عبد الحي‪ ،‬تحول الماسلماات في نظريات العلقات الدولية) الجزائر‪ :‬ماؤسسة‬ ‫)‪(26‬‬

‫الشروق للعلم والنشر‪1994 ،‬م ( ‪ ،‬ص ص ‪. 118 -117‬‬

‫د‪ -‬أماين هويدي‪ ،‬أحاديث في المان العربي)بيروت ‪ :‬دار الوحدة ‪1980 ،‬م (‪ ،‬ص ‪.61‬‬ ‫)‪(27‬‬

‫د‪ -‬علي الدين هلل‪ ،‬المان القوماي العربي‪ :‬دراسة في الصول‪ ،‬المارجع السابق‪ ،‬ص‪12‬‬ ‫)‪(28‬‬

‫د‪ -‬ماصطفى علوي‪ ،‬المان القليماي بين المان الوطني والمان الدولي‪ ،‬ماجلة مافاهيم السس‬ ‫)‪(29‬‬

‫العلماية للماعرفة العدد ‪) 4‬القاهرة ‪2005 :‬م ( ‪ ،‬ص ‪. 15‬‬

‫جون بيليس و آخرون‪ ،‬عولماة السياسة العالماية )دبي‪ :‬ماركز الخليج للبحاث ‪2004 ،‬م( ‪،‬‬ ‫)‪(30‬‬

‫ص ‪.425‬‬

‫أليسون ج ‪ .‬ك‪ .‬بيلز و أندرو كوتي ‪ ،‬التعاون الماني القليماي في أوائل القرن الحادي و‬ ‫)‪(31‬‬

‫العشرين‪ ،‬في التسلح ونزع السلح والمان الدولي‪ :‬الكتاب السنوي ‪ )2006‬بيروت ‪ :‬ماركز‬
‫دراسات الوحدة العربية‪2006 ،‬م ( ‪ ،‬ص ‪. 327‬‬

‫د‪ -‬بطرس بطرس غالي‪ ،‬د‪ -‬ماحماود خيري عيسى‪ ،‬المادخل في علم السياسة ) القاهرة ‪:‬‬ ‫)‪(33‬‬

‫ماكتبة النجلوماصرية‪ ،‬ط‪1984 ، 7‬م (‪ ،‬ص‪. 413‬‬

‫د‪ -‬ماصطفى ناصف‪ ،‬الحلف والتكتلت في السياسة العالماية ) الكويت ‪1978 :‬م( ‪ ،‬ص‬ ‫)‪(33‬‬

‫‪.11‬‬

‫د‪ -‬عماد جاد‪ ،‬حلف الطلنطي ‪ :‬مهام جديدة فأي بيئة أمنية مغايرة ‪ ،‬رسالة دكتوراه‬ ‫)‪(34‬‬

‫منشورة) القاهرة ‪ :‬مركز الدراسات السياسية والستراتيجية ‪1998 ،‬م (‪ ،‬ص ‪. 18‬‬

‫د‪ -‬عمااد جاد‪ ،‬حلف الطلنطي ‪ :‬مهام جديدة فأي بيئة أمنية مغايرة‪ ،‬المارجع نفسه‪ ،‬ص‪.19‬‬ ‫)‪(35‬‬

‫د‪ -‬عبد الوهاب الكيالي‪ ،‬ماوسوعة السياسة) بيروت ‪ :‬الماؤسسة العربية للدراسات‬ ‫)‪(36‬‬

‫والنشر‪ ،‬ط‪ ،1‬ج‪1981 ، 7‬م ( ‪ ،‬ص‪. 224‬‬

‫د‪ -‬عمااد جاد ‪ ،‬حلف الطلنطي ‪ :‬مهام جديدة فأي بيئة أمنية مغايرة ‪ ،‬المارجع السابق ‪ ،‬ص‬ ‫)‪(37‬‬

‫‪. 19‬‬

‫‪53‬‬
‫د‪ -‬مامادوح مانصور‪ ،‬سياسات التحالف الدولي‪ :‬دراسة في أصول نظرية التحالف الدولي‬ ‫)‪(38‬‬

‫ودورالحلف في توازن القوى واستقرار النساق الدولية)القاهرة ‪ :‬ماكتبة مادبولي ‪1997 ،‬م(‪،‬‬
‫ص ص ‪. 257 -256‬‬

‫‪ -‬عمااد جاد‪ ،‬حلف الطلنطي‪ :‬مهام جديدة فأي بيئة أمنية مغايرة‪ ،‬المارجع السابق‪ ،‬ص ‪22‬‬ ‫)‪(39‬‬

‫د‪ -‬ماحماد نبيل فؤاد‪ ،‬حلف شماال الطلسي )الناتو( ‪ :‬النظام العالماي الحادي وماشروع‬ ‫)‪(40‬‬

‫الشرق الوسط الكبير)القاهرة ‪ :‬دار الجماهورية للصحافة ‪ 2007 ،‬م ( ‪ ،‬ص ص ‪. 15 -14‬‬

‫د‪ -‬ماحماد السيد سليم ‪ ،‬تحليل السياسة الخارجية‪ ،‬المارجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 257‬‬ ‫)‪(41‬‬

‫د‪ -‬إبراهيم أبوخزام‪ ،‬الحروب وتوازن القوى )عماان ‪ :‬دار الهلية للنشر والتوزيع‪1998 ،‬م‬ ‫)‪(42‬‬

‫(‪ ،‬ص ص ‪.61 -60‬‬

‫)‪(43‬د‪ -‬نشأت عثماان الهللي‪ :‬المان الجمااعي ‪ ،‬ماجلة مافاهيم السس الماعرفة العلماية ‪ ،‬العدد‬
‫‪)9‬القاهرة ‪2005 :‬م (‪ ،‬ص ‪.9‬‬

‫ماحماد طه بدوي ‪ ،‬مادخل إلى علم العلقات الدولية ) بيروت ‪ :‬الدار الماصرية للطباعة ‪،‬‬ ‫)‪(44‬‬

‫‪1971‬م (‪ ،‬ص‪.252‬‬

‫أينيس ل‪ .‬كلود‪ ،‬النظام الدولي والسلم العالماي ‪ ،‬ترجماة د‪ -‬عبد ال العريان )القاهرة ‪ :‬دار‬ ‫)‪(45‬‬

‫النهضة العربية‪1964 ،‬م ( ‪ ،‬ص ‪. 350‬‬

‫د‪ -‬إبراهيم العناني‪ ،‬النظام الماني الدولي )القاهرة ‪ :‬دون ماكان الطباعة ‪1997 ،‬م (‪ ،‬ص‬ ‫)‪(46‬‬

‫‪. 87‬‬

‫د‪ -‬عصام الدين بسيم ‪ ،‬مانظماة المام الماتحدة )القاهرة ‪ :‬دار الطويجي ‪ ،‬دون سنة النشر(‪،‬‬ ‫)‪(47‬‬

‫ص ‪. 478‬‬

‫د‪ -‬إبراهيم العناني‪ ،‬النظام الماني الدولي ‪ ،‬المارجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 97‬‬ ‫)‪(48‬‬

‫د‪ -‬يوسف ناصيف حتيي‪ ،‬نظرية العلقات الدولية ) بيروت ‪ :‬دار الكتاب العربي ‪،‬‬ ‫)‪(49‬‬

‫‪1985‬م( ‪.‬‬

‫د‪ -‬يوسف ناصيف حتيي ‪ ،‬نظرية العلقات الدولية‪ ،‬المارجع نفسه ‪ ،‬ص‪. 24‬‬ ‫)‪(50‬‬

‫نيكولو مايكيافيللي‪ ،‬ماطارحات مايكيافيللي‪ ،‬ترجماة خيري حمااد )بيروت ‪ :‬مانشورات دار‬ ‫)‪(51‬‬

‫‪54‬‬
‫الفاق الجديدة ‪1962 ،‬م( ‪ ،‬ص ‪. 757‬‬

‫جون بيليس و آخرون ‪ ،‬عولماة السياسة العالماية ‪ ،‬المارجع السابق ‪ ،‬ص ص ‪. 245 – 244‬‬ ‫)‪(52‬‬

‫د‪ -‬سعاد ماحماد ماحماود حسن‪ ،‬العلقات الوروبية الماريكية في إطار مانظماة حلف شماال‬ ‫)‪(53‬‬

‫الطلسي‪ :‬دراسة عن تأثير الدول الوروبية في السياسة الخارجية الماريكية‪ ،‬أطروحة دكتوراه )‬
‫القاهرة ‪ :‬جاماعة القاهرة ‪ 2005 ،‬م ( ‪ ،‬ص ‪. 2‬‬

‫جون بيليس و آخرون ‪ ،‬عولماة السياسة العالماية ‪ ،‬المارجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 263‬‬ ‫)‪(54‬‬

‫د‪ -‬أساماة فاروق ماخيمار‪ ،‬دور مانظماة المان والتعاون الوروبي في إدارة الصراعات في‬ ‫)‪(55‬‬

‫أوروبا بعد الحرب الباردة ‪ :‬دراسة حالة البوسنة والهرسك ‪ ،‬أطروحة دكتوراه) جاماعة القاهرة‪:‬‬
‫‪2004‬م ( ‪ ،‬ص ‪. 45‬‬

‫جون بيليس ‪ ،‬عولماة السياسة العالماية ‪ ،‬المارجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 246‬‬ ‫)‪(56‬‬

‫د‪ -‬عمااد جاد‪ ،‬حلف الطلنطي‪ :‬مهام جديدة فأي بيئة أمنية مغايرة‪ ،‬المارجع السابق ‪ ،‬ص‬ ‫)‪(57‬‬

‫‪. 52‬‬

‫ستيفن والت ‪ ،‬العلقات الدولية ‪ :‬عالم واحد و نظريات ماتعددة ‪ ،‬ترجماة عادل زقاغ ‪:‬‬ ‫)‪(58‬‬

‫‪.www.geicities.com /adelzeggagh/ ir.html‬‬

‫جون بيليس و آخرون ‪ ،‬عولماة السياسة العالماية ‪ ،‬المارجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 422‬‬ ‫)‪(59‬‬

‫)‪(60‬‬
‫‪K.G.Giesen , L'ethique Des Relations Internationales : Les Theories‬‬
‫‪Anglo _ Americaines (Bruxlles : Brayant , 1992) , p , 27 .‬‬
‫)‪(61‬‬
‫_ ‪Emmanuelle Kant ,Vers La Paix Perpetuelle ( Paris : Garnier‬‬
‫‪Flammarion ,1991) , pp 95 – 99 .‬‬

‫د‪ -‬ماحماد الماجذوب ‪ ،‬التنظيم الدولي ) بيروت ‪ :‬مانشورات الحلبي الحقوقية ‪2002 ،‬م (‪،‬‬ ‫)‪(62‬‬

‫ص ‪. 152‬‬
‫)‪(63‬‬
‫‪Andrew Moravvesik , Fedration And Peace : A Structural_Leberal‬‬
‫‪Perspective , www_ user .uni.de /inus /zib / Fachsimo .htm .‬‬

‫جون بيليس و آخرون ‪ ،‬عولماة السياسة العالماية ‪ ،‬المارجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 329‬‬ ‫)‪(64‬‬

‫‪55‬‬
‫فرانسيس فوكوياماا‪ ،‬نهاية التاريخ والرجل وخاتم البشر ‪ ،‬ترجماة حسين أحماد أماين‬ ‫)‪(65‬‬

‫) القاهرة ‪ :‬ماركز الهرام للترجماة والنشر ‪1993،‬م (‪ ،‬ص ص ‪. 13 – 12‬‬

‫فرانسيس فوكوياماا ‪ ،‬نهاية التاريخ والرجل وخاتم البشر ‪ ،‬المارجع السابق ‪ ،‬ص ص ‪– 174‬‬ ‫)‪(66‬‬

‫‪. 176‬‬

‫فرانسيس فوكوياماا‪ ،‬الثقة‪ ،‬ترجماة ماعين الماام و ماجاب الماام )دماشق ‪ :‬رام للطباعة‬ ‫)‪(67‬‬

‫والنشر ‪ 1998 ،‬م ( ‪ ،‬ص ص ‪. 21 – 15‬‬

‫فرانسيس فوكوياماا‪ ،‬بناء الدولة‪ :‬النظام العالماي وماشكلة الحكم والدارة في القرن الحادي‬ ‫)‪(68‬‬

‫والعشرين‪ ،‬ترجماة ماجاب الماام ) الرياض ‪ :‬العبيكان ‪2007 ،‬م ( ‪ ،‬ص ‪. 169‬‬

‫فرانسيس فوكوياماا‪ ،‬الثقة ‪ ،‬المارجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 173‬‬ ‫)‪(69‬‬

‫جون بيليس و آخرون‪ ،‬عولماة السياسة العالماية ‪ ،‬المارجع السابق ‪ ،‬ص ص ‪337 – 336‬‬ ‫)‪(70‬‬

‫تاكايوكي يامااماورا ‪ ،‬مافهوم المان في نظرية العلقات الدولية ‪ ،‬ترجماة عادل زقاغ‪:‬‬ ‫)‪(71‬‬

‫‪etudiant d-z.com /vp /showwthhread.php? .‬‬ ‫‪.www‬‬

‫جون بيليس و آخرون‪ ،‬عولماة السياسة العالماية‪ ،‬المارجع السابق ‪ ،‬ص ‪339‬‬ ‫)‪(72‬‬

‫جون بيليس و آخرون‪ ،‬عولماة السياسة العالماية‪ ،‬المارجع نفسه ‪ ،‬ص ‪. 340‬‬ ‫)‪(73‬‬

‫د‪ -‬عبد الوهاب الكيالي‪ ،‬ماوسوعة السياسة‪ ،‬المارجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 575‬‬ ‫)‪(74‬‬

‫جون بيليس و آخرون‪ ،‬عولماة السياسة العالماية‪ ،‬المارجع السابق ‪ ،‬ص‪. 367‬‬ ‫)‪(75‬‬

‫جون بيليس و آخرون‪ ،‬عولماة السياسة العالماية‪ ،‬المارجع نفسه ‪ ،‬ص ‪. 382‬‬ ‫)‪(76‬‬

‫جون بيليس و آخرون‪ ،‬عولماة السياسة العالماية‪ ،‬المارجع نفسه ‪ ،‬ص ‪. 381‬‬ ‫)‪(77‬‬

‫عبد الوهاب الماسيري‪ ،‬فتحي التريكي‪ ،‬الحداثة و ماا بعد الحداثة )دماشق ‪ :‬دار الفكر‪2003 ،‬م‬ ‫)‪(78‬‬

‫( ‪ ،‬ص ‪. 89‬‬
‫)‪(79‬‬
‫‪Paul Viotti , Mark V . Kauppi , International Relation Theory :‬‬
‫‪Realism , Pluralism , Globalism , And Beyoud ( Boston : Allynand Bacon‬‬
‫‪, 1997 ) , PP .19 – 20 .‬‬

‫جون بيليس و آخرون‪ ،‬عولماة السياسة العالماية‪ ،‬المارجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 438‬‬ ‫)‪(80‬‬

‫‪56‬‬
‫)‪(81‬‬
‫‪Dariot Battistella , Theories Des Relations Internationales (Paris :‬‬
‫‪Presses De La Fondation Nationale Des Sciences Politiques , 2006) ,‬‬
‫‪PP283 – 285 .‬‬

‫د‪ -‬عبد الناصر الدين جندلي‪ ،‬انعكاسات تحولت النظام الدولي لماا بعد الحرب الباردة على‬ ‫)‪(82‬‬

‫التجاهات النظرية الكبرى في العلقات الدولية‪ ،‬أطروحة دكتوراه ) الجزائر ‪ :‬جاماعة الجزائر ‪،‬‬
‫‪2005‬م ( ‪ ،‬ص ‪. 445‬‬

‫عماار حجار‪ ،‬السياسة المانية الوروبية تجاه جنوبها الماتوسط ‪ ،‬رسالة مااجستير) باتنة ‪:‬‬ ‫)‪(83‬‬

‫جاماعة باتنة ‪2002 ،‬م (‪ ،‬ص‪41‬‬

‫د‪ -‬عبد الناصر الدين جندلي‪ ،‬انعكاسات تحولت النظام الدولي لماا بعد الحرب الباردة على‬ ‫)‪(84‬‬

‫التجاهات النظرية الكبرى في العلقات الدولية‪ ،‬المارجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 447‬‬

‫)‪(85‬‬ ‫‪Dariot Battistella , Theories Des Relations Internationales , op.cit , p‬‬


‫‪p.300 – 301 .‬‬

‫عماار حجار‪ ،‬السياسة المانية الوروبية تجاه جنوبها الماتوسط‪ ،‬المارجع السابق ‪ ،‬ص ‪43‬‬ ‫)‪(86‬‬

‫جون بيليس و آخرون‪ ،‬عولماة السياسة العالماية‪ ،‬المارجع السابق ‪ ،‬ص‪397 .‬‬ ‫)‪(87‬‬

‫جون بيليس و آخرون‪ ،‬عولماة السياسة العالماية‪ ،‬المارجع نفسه ‪ ،‬ص ص ‪.399 – 398‬‬ ‫)‪(88‬‬

‫الفصل الثاني ‪ :‬حلف شمال الطألسي بعد إنتهاء الحرب الباردة‬

‫‪57‬‬
‫في هذا الفصل‪ ،‬نتعرض إلى نشأة مانظماة حلف شماال الطلسي وللمابادئ والهداف التي تحكم‬
‫هذه المانظماة‪ ،‬وكذا لدراسة البنية الماؤسساتية للحلف‪.‬‬

‫كماا يتم تحديد طبيعة النظام الدولي‪ ،‬ودراسة المان الطلسي جيوبوليتيكيا‪ ،‬والجابة عن كيفية‬
‫بقاء واستمارار الحلف ‪.‬‬

‫المبحث الول‬

‫‪58‬‬
‫منظمة حلف شمال الطألسي‬

‫المطألب الول ‪ :‬نشأة الحلف‪:‬‬

‫يعد الصحفي الماريكي كلرنس ستريت مان الوائل الذين نادوا بإنشاء مانظماة أطلسية‪ ،‬وذلك‬
‫في كتابه" التحاد في الحال" سنة ‪1939‬م‪ ،‬حيث خلص إلى الحكم بفشل عصبة المام ودعى‬
‫إلى‪:‬‬

‫‪ -1‬إنشاء هيئة دولية جديدة عماادها الشعوب وليس الحكوماات‪ ،‬كماا هو الحال بالنسبة إلى‬
‫الوليات الماتحدة الماريكية مانذ عام ‪ 1787‬م‪.‬‬
‫‪ -2‬بسبب وجود الديكتاتوريات فإن هذا التعديل غير ماماكن‪ ،‬لذا يجب إقاماة اتحاد بين‬
‫الديماقراطيات)‪.(1‬‬
‫ثم قام والتر ليبماان بنشر كتاب " السياسة الخارجية للوليات الماتحدة الماريكية "‪ ،‬وفيه انتقد‬
‫بشدة سياستها الخارجية‪ ،‬واعتبرها غير واضحة‪ ،‬ودعى إلى تقوية العلقات الوروبية ‪-‬‬
‫الطلسية مان خلل إقاماة اتحاد يضم دول البحر الطلسي ضد أي تهديد‪.‬‬
‫وهذا ماا ساعد على إنشاء تكتل يجماع الديماوقراطيات الوروبية والوليات الماتحدة‪ ،‬وتحولها‬
‫عن مابدأ سياسة العزل‪ ،‬وفي عام ‪1948‬م ‪ ،‬عرض الرئيس الماريكي هاري تروماان على‬
‫الشعوب الحرة ماساعدتها في الدفاع عن نفسها ضد أي قوة تحاول التسلط عليها‪ ،‬يكون ماصدرها‬
‫أقليات ماسلحة والماقصود بها الحزاب الشيوعية داخل الدول الحرة أو حكوماات أجنبية وهي‬
‫الدول الشيوعية)‪.(2‬‬

‫وقد تم إبرام مايثاق بروكسل في ‪ 17‬ماارس ‪ 1948‬م‪ ،‬وهو حلف دفاعي ضد أي عدوان‬
‫ماصدره ألماانيا‪ ،‬وضم كل مان فرنسا‪ ،‬بلجيكا‪ ،‬اللوكسمابورغ‪ ،‬هولنده و إنجلترا‪.‬‬
‫ثم جاءت ماوافقة ماجلس الشيوخ الماريكي في ‪ 11‬يونيه ‪ 1948‬م على اقتراح انضماام‬
‫الوليات الماتحدة في أي مايثاق للضماان الجمااعي‪ ،‬هدفه حفض السلم والمان الدوليين‪ ،‬ومانه‬
‫انطلقت مافاوضات بين دول مايثاق بروكسل والوليات الماتحدة‪ ،‬انتهت بالتفاق على عقد مايثاق‬
‫شماال الطلسي ليشمال دول أوروبا الغربية‪ ،‬وتم التوقيع على مايثاق الحلف‪ ،‬الذي ضم كل مان ‪:‬‬
‫الوليات الماتحدة ‪ ،‬كندا‪ ،‬إنجلترا ‪ ،‬فرنسا‪ ،‬بلجيكا‪ ،‬اللوكسبورغ‪ ،‬هولنده‪ ،‬الدنماارك‪ ،‬أيسلنده‪،‬‬
‫إيطاليا‪ ،‬النرويج والبرتغال‪.‬‬

‫المطألب الثاني ‪ :‬المبادئ و الهداف ‪:‬‬

‫‪59‬‬
‫استناًدا إلى نص الماعاهدة المانشأة لمانظماة حلف شماال الطلسي‪ ،‬فإنه يماكن إيجاز المابادئ‬
‫والهداف التي يقوم عليها الحلف‪ ،‬في التي‪:‬‬

‫أ‪ -‬المبادئ ‪ :‬يماكن حصر مابادئ الحلف انطلًقا مان ديباجة الماعاهدة ‪ ،‬والتي حددتها في‪:‬‬

‫‪ -1‬العتراف بمابادئ وأهداف المام الماتحدة ‪ ،‬إذ تنص الماواد ‪ 1‬و ‪ 5‬و ‪ 7‬و ‪ 12‬مان مايثاق‬
‫و‬ ‫الحلف على ذلك‪ ،‬وهذا تأكيًدا لعضوية أعضائه في المام الماتحدة‪ ،‬وعدم تعاوض مابادئه‬
‫أهدافه ماعها‪.‬‬

‫‪ -2‬حمااية الحريات والتراث والحضارة الماشتركة لشعوبها والقائماة على مابادئ الديماوقراطية‬
‫والحرية الفردية وحكم القانون‪ ،‬فهو تكتل خاص بالدول التي تقوم نظماها على الحرية‬
‫والديماقراطية الغربية‪ ،‬استناًدا إلى الفقرة الثالثة مان الديباجة)‪.(3‬‬

‫‪ -3‬فض النزاعات بالطرق السلماية‪ ،‬وهو ماا ورد في نص الماادة الولى مان المايثاق‪ ،‬إذ تنص‬
‫على أن " تتعهد الطراف – كماا جاء في مايثاق المام الماتحدة – بتسوية أية نزاعات دولية تكون‬
‫طرًفا فيها بالوسائل السلماية بحيث ل يعرض السلم والمان والعدالة الدولية للخطر‪ ،‬وكذلك تجنب‬
‫اللجوء إلى التهديد باستخدام القوة في علقاتها الدولية بأية صورة لتتفق ماع أهداف المام الماتحدة‬
‫"‪.‬‬

‫وهنا يلحظ تمااثل بين ماا ورد في مايثاق المام الماتحدة ومانظماة حلف شماال الطلسي‪ ،‬حيث لم‬
‫يحدد طريًقا أو آلية ماعينة لفض النزاعات بالطرق السلماية )قانونية أو سياسية(‪ ،‬وكلهماا يترك‬
‫للدول العضاء حرية اختيار الطريقة المالئماة لفض هذه النزاعات‪.‬‬
‫‪ -4‬عدم استخدام القوة أو التهديد بها‪ ،‬وهو مابدأ ماكمال لمابدأ فض النزاعات بالطرق السلماية‪ ،‬وهو‬
‫ماا تنص عليه الماادة الولى مان المايثاق‪.‬‬
‫‪ -5‬مابدأ المان والدفاع الجمااعي بين الدول العضاء‪ ،‬التي تعتبر أن أي هجوم ماسلح ضد أي‬
‫مانها في أوروبا وأماريكا الشماالية هو هجوم عليها جمايًعا‪ ،‬وتطبيًقا للحق الفردي والجمااعي في‬
‫أو‬ ‫الدفاع عن الذات‪ ،‬وإعماا ً‬
‫ل للماادة ‪ 51‬مان مايثاق المام الماتحدة‪ ،‬فإنها سوف تساعد الطرف‬
‫الطراف التي تتعرض للهجوم‪.‬‬
‫‪ -6‬عدم الدخول في اتفاقيات تتعارض ماع الماعاهدة المانشأة للحلف‪.‬‬
‫‪ -7‬التشاور والتعاون في ماا يتعلق بقضايا المان‪.‬‬

‫ب‪ -‬الهداف‪ :‬يماكن اختصارها في ماايلي‪:‬‬

‫‪60‬‬
‫‪ -1‬حمااية حرية وأمان أعضائه بالوسائل السياسية والعسكرية‪ ،‬وفًقا لمابادئ المام الماتحدة‪ ،‬والذي‬
‫أدرج في ماعاهدة واشنطن وكرر في بيان لندن‪ ،‬وذلك مان خلل توحيد جهودها مان أجل الدفاع‬
‫الجمااعي والحفاظ على السلم والمان والردع والدفاع ضد أي تهديد بالعدوان على أراضي أي‬
‫دولة عضو في الحلف)‪.(4‬‬

‫‪ -2‬تنماية العلقات الدولية السلماية وذلك بتدعيم ماؤسساتها الحرة‪ ،‬وهذا ماا تقره الماادة الثانية‪،‬‬
‫وماقاوماة أي هجوم ماسلح بنص الماادة الثالثة)‪.(5‬‬

‫‪ -3‬تدعيم القيم الماشتركة بين أعضائه وهي‪ :‬الديماقراطية واحترام حقوق النسان وسيادة‬
‫القانون‪.‬‬

‫‪ -4‬العمال على إقاماة سلم دائم وعادل في أوروبا ماع الماؤسسات الوروبية ماثل التحاد الوروبي‬
‫وماؤتمار المان والتعاون في أوروبا واتحاد غرب أوروبا لتحقيق المان والستقرار الورو –‬
‫أطلسي‪.‬‬

‫‪ -5‬العمال على استقرار الوضاع ونشر الرفاهية في مانظماة شماال الطلسي‪.‬‬

‫المطألب الثالث ‪ :‬أجهزة الحلف ‪:‬‬

‫تتوافر مانظماة حلف شماال الطلسي على بنية ماؤسساتية ماركبة تعمال بشكل ماتكامال‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫الجهاز العام‪ ،‬الجهاز الداري والجهاز التنفيذي‪.‬‬

‫أولل ‪ :‬الجهاز العام ‪ :‬ويتماثل في التي‪:‬‬

‫‪ -1‬مجلس شمال الطألسي ‪ :‬هو الهيئة الوحيدة التي نصت على إنشائها ماعاهدة حلف شماال‬
‫الطلسي‪ ،‬بنص الماادة الرابعة وله صلحية تشكيل اللجان الماساعدة له‪ ،‬ويتكون مان الماماثلين‬
‫الدائماين للدول العضاء بدرجة سفير‪ .‬ويدعم كل ماماثل دائم بهيئة ماوظفين سياسيين وعسكريين‬
‫أو بوفد إلى حلف شماال الطلسي‪ ،‬ويختلف حجم هذا الوفد مان دولة إلى أخرى‪ ،‬ويجتماع الماماثلون‬
‫الدائماون مارة كل أسبوع على القل‪ ،‬و يرأس إجتمااعاته الماين العام للحلف أو نائبه‪ ،‬كماا يعقد‬
‫اجتمااعاته على ماستوى‪:‬‬

‫أ‪ -‬وزراء الخارجية ‪ :‬يجتماع وزراء خارجية الدول العضاء مارتين كل سنة على القل‪،‬‬
‫ويرأس اجتمااعته الرئيس الفخري‪ ،‬الذي هو أحد وزراء الخارجية‪ ،‬وذلك حسب الترتيب البجدي‬
‫لسماائهم)‪.(6‬‬

‫‪61‬‬
‫ب‪ -‬الرؤساء والملوك ‪ :‬هي اجتمااعات غير دورية‪ ،‬وتعقد على فترات ماتباعدة وطبًقا‬
‫للضرورة‪ ،‬وتناقش جمايع أوجه نشاطات المانظماة‪ ،‬استناًدا إلى التقارير والتوصيات التي ترفعها‬
‫اللجان الفرعية بناء على طلب الماجلس‪ ،‬كماا يماكن أن تناقش ماوضوعات أخرى تثار مان قبل‬
‫ماماثلي الدول العضاء أو مان قبل الماين العام للحلف‪.‬‬

‫ومان أهم اللجان التابعة للماجلس ‪:‬‬

‫‪ -1-1‬قسم الشؤون السياسية ‪ :‬يتبع لماساعد الماين العام للشؤون السياسية الذي هو رئيس‬
‫اللجنة السياسية العليا واللجنة السياسية‪.‬‬

‫ويتكون مان ماديريتين هماا‪:‬‬

‫‪ -2-1‬المديرية السياسية ‪ :‬تتخلص ماسؤولية الماديرية السياسية في‪:‬‬

‫أ‪ -‬تحضير الماناقشات السياسية للماجلس‪ ،‬وماناقشات اللجنة السياسية وكذا تحضير الجتمااعات‬
‫ماع شركاء التعاون‪.‬‬

‫ب‪ -‬تحضير المالحظات والتقارير عن الماوضوعات السياسية للماين العام والماجلس‪.‬‬

‫ج‪ -‬الرتباط السياسي ماع وفود الدول العضاء و ماماثلي شركاء الحوار والتعاون‪.‬‬

‫ومادير الماديرية السياسية هو نائب ماساعد الماين العام للشؤون السياسية‪ ،‬ونائب رئيس الجنة‬
‫السياسية العليا‪ ،‬وماماثل رئيس اللجنة السياسية في الماستوى النظاماي ‪.‬‬
‫ب‪ -‬المديرية القتصادية ‪ :‬هي تابعة تنظيمايا للجنة القتصادية‪ ،‬وماديرها هو رئيس اللجنة‬
‫القتصادية‪ ،‬وهي ماسؤولة عن الماهام التية‪:‬‬
‫أو‬ ‫‪ -1-1‬تقديم الستشارة في ماا يتعلق بالتطورات القتصادية التي لها تأثيرات سياسية‬
‫عسكرية على الحلف‪.‬‬
‫‪ -1-2‬دراسة التجاهات القتصادية لمان وتنفيذها ‪.‬‬
‫‪ -1-3‬تحضير التقييماات القتصادية لدول الحلف‪ ،‬التي ترفع إلى لجنة التدقيق الدفاعي في إطار‬
‫التخطيط الدفاعي للحلف‪.‬‬

‫‪ -1-4‬تقييم التصالت ماع المانظماات القتصادية الدولية)‪.(7‬‬

‫‪ -5 -1‬تحضير التصالت و الماشاورات القتصادية التي يساهم فيها شركاء التعاون في‬
‫ماجالت التحويل الدفاعي‪ ،‬والنفاق الدفاعي‪...‬‬

‫‪62‬‬
‫‪ -2‬قسم التخطأيطأ والسياسة الدفاعية ‪ :‬يتبع هذا القسم إلى ماساعد الماين العام لشؤون التخطيط‬
‫والسياسة‪ ،‬الذي هو أي ً‬
‫ضا رئيس لجنة التدقيق الدفاعي‪ ،‬ونائب رئيس ماجماوعة العمال التنفيذية‪،‬‬
‫كماا أنه يشرف على عمال ماجماوعة التخطيط النووي وماجماوعة العامالين بها‪ ،‬ويجتماع هذا القسم‬
‫على ماستوى وزراء الدفاع مارتين سنوًيا‪ ،‬ومارة كل شهر على ماستوى الماندوبين‪.‬‬

‫أ ‪ -‬مديرية تخطأيطأ القوة‪ :‬ويديرها نائب رئيس لجنة التدقيق الدفاعي‪ ،‬وهي ماسؤولة عن‪:‬‬

‫‪ –1-1‬قضايا السياسة الدفاعية‪.‬‬

‫‪ -1-2‬تحضير الوراق والعماال الماتعلقة بالماسائل الدفاعية والماسائل الخرى ذات الطابع‬
‫السياسي العسكري‪.‬‬

‫‪ -1-3‬تحضير دراسة للمالماح العاماة أو الخاصة للتخطيط والسياسة الدفاعيتين للحلف‪ ،‬نيابة عن‬
‫)‪(9‬‬
‫ماجماوعة العمال التنفيذية‪.‬‬

‫‪ -1-4‬صيانة قاعدة الماعطيات العامالة بالحواسب الماتعلقة بالماعلوماات عن قوات الحلف‪.‬‬

‫‪ -5 -1‬تنظيم وتوجيه الدراسات الحصائية الضرورية لتقييم الجهد الدفاعي للحلف ‪.‬‬

‫ب‪ -‬مديرية التخطأيطأ النووي‪ :‬تجتماع مارتين خلل السنة على ماستوى وزراء الدفاع وهي‬
‫ماسؤولة عن تنسيق العمال فيماا يتعلق بتطوير سياسة الناتو الدفاعية في الماجال النووي‪ ،‬وكذا عمال‬
‫ماجماوعة التخطيط النووي‪.‬‬

‫كماا توجد أقسام أخرى هي قسم الدعم والماعاونة القتصادية وقسم البنية الساسية واللوجستية‬
‫والدفاع المادني‪ ،‬و قسم الشؤون العلماية)‪.(8‬‬

‫ول يتخذ الحلف قراراته مان خلل نظام الغلبية أو الكثرية‪ ،‬بل استنادا إلى قاعدة الجمااع‪.‬‬

‫ويماكن ايضاح لجان الماجلس كماا هو مابين في الشكل التي‪:‬‬

‫الشكل رقم )‪ : (1‬اللجان الرئيسة في مجلس شمال الطألسي ‪:‬‬

‫‪63‬‬
‫ثانيا ‪ :‬الجهاز الداري ‪:‬‬

‫‪ -1‬المانة العامة ‪ :‬و يرأسها الماين العام للحلف وتتكون مان ‪:‬‬

‫‪ -1-1‬المين العام للحلف ‪ :‬ويعين مان قبل الدول العضاء‪ ،‬كأماين عام للحلف ورئيًسا لماجلس‬
‫شماال الطلسي ولجنة التخطيط الدفاعي و ماجماوعة التخطيط النووي واللجان الرئيسة الخرى‪،‬‬
‫كماا أنه الناطق الرسماي بإسم الحلف سواء في العلقات الخارجية أو في التصالت بين الدول‬
‫العضاء‪ ،‬وفي غياب الماين العام‪ ،‬ينوب عنه نائب الماين العام‪ ،‬الذي يرأس لجنة العمال للحد‬
‫مان السلحة التقليدية ولجنة الدفاع)‪. (9‬‬

‫ويماكن اختصار صلحياته في ماايلي‪:‬‬

‫أ‪ -‬اقتراح ماواد للماناقشة‪ ،‬والتي يجب اتخاذ قرارات بشأنها‪.‬‬

‫ب‪ -‬استخدام الماساعي الحمايدة في حالت الخلف بين الدول العضاء‪.‬‬

‫ج ‪ -‬توجيه الماوظفين الدوليين )هيئة العمال الدولية(‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫د‪ -‬الناطق الرسماي بإسم الحلف في العلقات ماع الحكوماات و وسائل العلم‪.‬‬

‫ذ ‪ -‬رئيس قوة الماهام عالية الماستوى العامالة على تحقيق السيطرة في الماجالت التية‪:‬‬

‫* السلحة التقليدية‪.‬‬

‫* ماجماوعة العمال التنفيذية‪.‬‬

‫* لجنة الدفاع الجوي‪.‬‬

‫* الهيئة الستشارية الماشتركة‪.‬‬


‫و يشرف الماين العام أيضا على ‪:‬‬
‫صا لشؤون‬
‫‪ -2-1‬المكتب الخاص ‪ :‬وتشمال هيئة العامالين فيه ماستشاًرا قانونًيا‪ ،‬وماستشاًرا خا ً‬
‫أوروبا الوسطى والشرقية‪.‬‬
‫‪ -2-2‬مكتب المين العام ‪ :‬يتكون مان أماانة السر التنفيذية وماكتب الماعلوماات والصحافة وماكتب‬
‫)‪(10‬‬
‫أمان حلف شماال الطلسي‪.‬‬
‫‪ -2‬أمانة السر التنفيذية ‪ :‬وهي ماسؤولة عن ضماان عمال ماجلس شماال الطلسي ولجنة التخطيط‬
‫الدفاعي وماجماوعة التخطيط النووي‪ ،‬وأعضاء أماانة السر التنفيذية هم أماناء سر اللجان‪ ،‬ويقدماون‬
‫دعًماا إدارًيا مان خلل تحضير مافكرات العمال والتسجيلت الماختصرة والتقارير وأوراق العمال‬
‫التي تصدر عن أماانات سر اللجان ‪.‬‬
‫وأماين السر التنفيذي‪ ،‬هو أماين سر الماجلس ولجنة التخطيط الدفاعي و ماجماوعة التخطيط‬
‫النووي‪ ،‬وهو ماسؤول عن ضماان تنفيذ عمال ماختلف أقسام الماين العام‪ ،‬وكذا تطوير وقيادة ماركز‬
‫الماواقف في الحلف نيابة عن الماين العام‪.‬‬
‫‪ -3‬مكتب المعلومات والصحافة ‪ :‬ويتكون مان‪:‬‬
‫أ‪ -‬ماصلحة الماعلوماات‪ ،‬وتضم بدورها قسم التخطيط والنتاج‪.‬‬
‫ب‪ -‬ماصلحة الصحافة والعلم‪.‬‬
‫ج ‪ -‬قسم العلقات الخارجية‪.‬‬

‫كماا أن مادير ماصلحة الماعلوماات والصحافة هو رئيس لجنة الماعلوماات والعلقات الثقافية‪ ،‬ويقوم‬
‫ماكتب الماعلوماات والصحافة بالماهام التية‪:‬‬
‫أ ‪ -‬مانح الصحافيين أوراق العتمااد‪.‬‬
‫ب ‪ -‬إصدار التصريحات الصحفية والبيانات الماشتركة للماين العام‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫ج ‪ -‬عقد الماؤتمارات الصحيفية وبشكل يوماي‪.‬‬

‫د ‪ -‬تقديم توجيهات صحفية إلى العامالين في ماقر قيادة الحلف ببروكسل‪.‬‬

‫ذ ‪ -‬تنظيم الماقابلت الصحفية ماع الماين العام وسائر الماسؤولين بالحلف‪.‬‬

‫ر ‪ -‬تقديم الماساعدات التقنية الزماة للبث الذاعي والتليفزيوني‪.‬‬

‫ز ‪ -‬توسيع حجم تفهم الرأي العام العالماي لدوار الحلف وسياساته‪.‬‬

‫ر ‪ -‬إقاماة اتصالت وثيقة بسلطات العلم القوماية والمانظماات غير الحكوماية)‪.(11‬‬

‫‪ - 4‬مكتب أمن حلف شمال الطألسي‪ :‬يقوم هذا الماكتب بتنفيذ وتنسيق وماراجعة سياسة الحلف‬
‫المانية‪ ،‬ومادير المان هو الماستشار الرئيسي للماين العام في القضايا العاماة‪ ،‬وهو رئيس اللجنة‬
‫المانية بالحلف‪ ،‬كماا يقوم بتوجيه ماصلحة أمان ماقر قيادة الحلف‪ ،‬اضافًة إلى كونه ماسؤو ً‬
‫ل عن‬
‫التنسيق الكامال لمان الحلف‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬الجهاز التنفيذي ‪ :‬و يتكون مان ‪:‬‬

‫‪ -1‬اللجنة العسكرية ‪ :‬هي أعلى سلطة عسكرية في الحلف‪ ،‬تخضع للسلطة السياسية المادنية‬
‫الماتماثلة في ماجلس شماال الطلسي ولجنة التخطيط الدفاعي وماجماوعة التخطيط النووي‪ ،‬وذلك‬
‫في الماورالماتعلقة بكل لجنة‪ ،‬وتتكون مان رؤساء أركان الدول العضاء عدا أيسلنده التي لم‬
‫تشارك بقوات‪ ،‬وتعقد اجتمااعاتها على ثلثة ماستويات‪:‬‬

‫أ‪ -‬ماستوى رؤساء الركان حيث يجتماعون مارتين في السنة على القل‪.‬‬

‫ب ‪ -‬ماستوى الماندوبين الدائماين عن رؤساء الركان‪ ،‬ويعقد اجتمااعاتهم كل أسبوع‪.‬‬

‫ج‪ -‬تضم اللجنة الدائماة رؤساء أركان كل مان الوليات الماتحدة وبريطانيا وفرنسا مان جهة‪،‬‬
‫وباقي الماندوبين الدائماين عن رؤساء أركان الدول العضاء‪ ،‬وذلك لتأكيد أهماية استمارار لقاءات‬
‫اللجنة العسكرية‪.‬‬

‫واللجنة الدائماة واللجنة العسكرية ماسؤولتان عن القيادة الثلثية للحلف‪ ،‬وماقرهماا واشنطن ‪.‬‬

‫ورئاسة اللجنة العسكرية دورية حسب الترتيب البجدي للغة النجليزية‪ ،‬وهي ماسؤولة عن ‪:‬‬

‫‪ -1-1‬تقديم التوصيات الماتعلقة بالجراءات التي تعتبر ضرورية للدفاع الماشترك عن مانطقة‬
‫حلف شماال الطلسي إلى السلطات السياسية للحلف‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫‪ -1-2‬تقديم توجيهات ماتعلقة بالماور العسكرية إلى كبار قادة الحلف)‪.(12‬‬

‫ويماكن ايضاح بنية اللجنة العسكرية في الماخطط التي‪:‬‬

‫الشكل رقم )‪ : (2‬بنية اللجنة العسكرية ‪:‬‬

‫‪ -‬هيئة الركان العسكرية الدولية ‪ :‬بعد انسحاب فرنسا مان الهيكل الدفاعي للحلف سنة‬
‫‪1966‬م‪ ،‬قام ماجلس شماال الطلسي بحل اللجنة الدائماة وهيئة التخطيط الدولية‪ ،‬ونقلت ماهاماها‬
‫وسلطاتها إلى اللجنة العسكرية‪ ،‬وفي ‪10‬فبراير ‪ 1967‬م‪ ،‬تم تشكيل هيئة الركان العسكرية‬
‫الدولية‪ ،‬وتتألف مان عسكريين رشحوا مان قبل الماؤسسات العسكرية لدولهم العضاء‪ ،‬وهم‬
‫ماسؤولون أماام مادير هيئة الركان العسكرية الدولية‪ ،‬والوضع العسكري الوطني للفراد‬
‫المارشحين مان القوات الماسلحة ل يتأثر بترشيحهم الماؤقت في الحلف‪.‬‬

‫ويرأس الهيئة قائد برتبة فريق يرشح مان قبل الدول العضاء وتختاره اللجنة العسكرية‪ ،‬بشرط‬
‫أن يكون مان جنسية ماغايرة لجنسية رئيس اللجنة العسكرية‪ ،‬ويتبعه ستة مادراء ماساعدون مان‬
‫الضباط الماراء أوالقادة وأماين سر هيئة العسكريين الدولية)‪.(13‬‬
‫ويماكن إيجاز ماهاماها في كونها‪:‬‬
‫أ ‪ -‬الداة التنفيذية للجنة العسكرية‪.‬‬
‫ب‪ -‬تحضير الخطط والدراسات وتقديم توصيات عن السياسة التي يجب الخذ بها في الماسائل‬
‫العسكرية التي تحال إلى ماجلس شماال الطلسي أو إلى اللجنة العسكرية‪.‬‬
‫ج‪ -‬ضماان تنفيذ سياسات وقرارات اللجنة العسكرية‪.‬‬
‫د‪ -‬القيام بدور فًعال في دعم التعاون ماع دول شرق وسط أوروبا في إطار ماجلس تعاون شماال‬
‫الطلسي‪ ،‬و تضم عدًدا مان القسام‪ ،‬وهي كالتي‪:‬‬

‫‪67‬‬
‫‪ -2-1‬قسم الستطلع‪.‬‬

‫‪ -2-2‬قسم التخطيط والسياسة‪.‬‬

‫‪ -2-3‬قسم العماليات‪.‬‬

‫‪ -2-3‬قسم الشؤون الدارية والماوارد‪.‬‬

‫‪ -2-4‬قسم مانظوماات التصال والماعلوماات‪.‬‬


‫)‪(14‬‬
‫‪ -5 -2‬قسم التسليح والتوحيد القياسي‪.‬‬

‫ويماكن إيضاح هيكل هيئة العسكريين الدولية في الشكل التي‪:‬‬

‫الشكل رقم )‪ : (2‬هيئة العسكريين الدولية ‪:‬‬

‫‪ -3‬بنية القيادة العسكرية الموحدة‪ :‬قسمات المانطقة الجغرافية التي تغطيها ماعاهدة شماال‬
‫الطلسي بين ثلث قيادات رئيسية للحلف )أوروبا‪ ،‬الطلسي‪ ،‬القنال( وماجماوعة تخطيط إقليماية‬
‫)كندا والوليات الماتحدة الماريكية( وبعد صياغة المافهوم الستراتيجي الجديد للحلف تم التفاق‬
‫بين وزراء دفاع الحلف‪ ،‬بأن يتم تخفيض عدد قيادات الحلف الرئيسة إلى اثنتين هماا القيادة‬
‫الوروبية والقيادة الطلسية‪ ،‬ماع تشكيل ثلث قيادات فرعية ضمان القيادة الحليفة بأوروبا‪ ،‬فتكون‬
‫ماسؤولة عن الماناطق الجنوبية والوسطى والشماالية الغريبة‪.‬‬

‫المبحث الثاني‬

‫المن الطألسي‬

‫‪68‬‬
‫المطألب الول ‪ :‬طأبيعة النظام الدولي ‪:‬‬

‫انبثق النظام الدولي الحالي مان النظام الوروبي الذي ظهر عقب انهيار النظام القطاعي في‬
‫أوروبا‪ ،‬بعد عصر النهضة وحركة الصلح الديني ثم بروز الظاهرة المااركاتيلية وفكرة المافهوم‬
‫السياسي للدولة القوماية التي ظهرت بعد ماعاهدة وستفاليا لعام ‪1648‬م‪ ،‬التي أنهت الحروب‬
‫الدينية)‪ ، (15‬وأسست لنظام توازن القوى الذي استمار حتى الحرب العالماية الولى‪ ،‬التي أسفرت‬
‫عن إنشاء عصبة المام القائماة على مابدأ المان الجمااعي‪ ،‬وماع انتهاء الحرب العالماية الثانية سقط‬
‫نظام توازن القوى‪ ،‬وانتقل ماركز ثقل النظام الدولي مان أوروبا )الماركزية الوروبية( إلى‬
‫الوليات الماتحدة الماريكية والتحاد السوفياتي ويؤسس لنظام دولي ثنائي القطبية‪.‬‬

‫وبانتهاء الحرب الباردة سقط نظام الثنائية القطبية ماا أدى إلى تحولت في أوروبا وجمايع دول‬
‫العالم‪ ،‬وهو ماا يؤكد استمارارية النظام الدولي وترابطه‪ ،‬وأسس للنظام الدولي الجديد‪.‬‬

‫وخلًفا للحرب الباردة التي قسمات العالم إلى ماعسكرين‪ ،‬فإن عالم ماا بعد الحرب الباردة يمار‬
‫بمارحلة ماضطربة وغير ماحددة النتائج‪ ،‬وهي مارحلة تعقب انهيار المابراطوريات العالماية ماثل‬
‫انهيار إمابراطورية الهبسبرغ )النماسا والماجر( الذي أوجد فراغ في وسط وشرق أوروبا‪ ،‬ثم‬
‫سقوط التحاد السوفياتي الذي أعقبه اضطرابات في الجماهوريات السوفياتية السابقة‪.(16) ...‬‬

‫فبالرغم مان سقوط نظام الثنائية القطبية‪ ،‬إل أنه لم يتبعه تغير في تركيبة المانظماات الدولية‬
‫القائماة‪ ،‬رغم ماحاولت إصلح المام الماتحدة وتوسيع عدد ماقاعد الدول العضاء في ماجلس‬
‫المان‪ ،‬وكذلك احتفاظ الغرب بمانظماة حلف شماال الطلسي رغم انهيار حلف وارسو‪ ،‬واستمارار‬
‫ماحورية دور الدولة في اتخاذ القرارات الوطنية والقليماية والدولية ‪.‬‬

‫وهنا نمايز بين النظام كمافهوم الذي يعني علقات العتمااد الماتبادل والتفاعل بين أجزائه ‪ ،‬وبين‬
‫النظام كحالة‪ ،‬يختص بدراسة طبيعة بنية ووظائف النظام الدولي‪ ،‬والحجة هنا هي أن كل مارحلة‬
‫تاريخية لها نظام دولي ماواكب لتطور الوجود النساني المانظم سياسيا‪ ،‬فهو كمافهوم يماثل ظاهرة‬
‫سياسية ماماتدة وماستمارة‪ .‬لكن طبيعة هذا النظام تتغير نتيجة الحداث الكبرى التي تحدث فيه‪،‬‬
‫حيث إن نهاية الحرب الباردة غيرت مان طبيعة ووظيفة النظام الذي ساد خللها‪ ،‬حيث كان‬
‫إجمااع بين القوى الكبرى والعظماى بد ً‬
‫ل عن الصراع‪ ،‬فانهيار نظام القطبية الثنائية سيؤسس لنظام‬
‫أحادي القطب أو إلى نظام ماتعدد القطاب ‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫وعلى الماستوى الكاديماي هناك اتفاق بين الباحثين في علم العلقات الدولية على سقوط نظام‬
‫الثنائية القطبية‪ ،‬لكن هناك اختلف حول وصف طبيعة النظام الدولي الحالي‪ ،‬حيث نجد القائلين‬
‫بالحادية القطبية والقائلين بتعدد القطاب‪ .‬وماعيار التماييز بين الباحثين هو الختلف في رؤية‬
‫الماحدد الرئيسي الماوجه للتفاعلت الدولية‪ ،‬وانقسماوا إلى ثلثة اتجاهات هي ‪:‬‬

‫أ‪ -‬إعطاء دور أكبر لهيكل النظام الدولي وتوزيع القوى داخله في تحديد القطب الماسيطر على‬
‫التفاعلت الدولية‪ ،‬حيث نشر صماوئيل هنتينغتون ماقالة سنة ‪1992‬م‪ ،‬بعنوان " القوة العظماى‬
‫المانعزلة ‪ "The Lonely Superpower‬حيث وصف النظام الدولي بأنه نظام أحادي القطب‪،‬‬
‫يتضمان قوة عظماى وحيدة هي الوليات الماتحدة الماريكية وعددا مان القوى الكبرى ‪ ،‬فالوليات‬
‫الماتحدة تماتلك أكبر اقتصاد في العالم مان حيث الناتج القوماي الجماالي‪ ،‬الذي بلغ سنة ‪ 2006‬م‬
‫حوالي ‪ 12168‬ماليار دولر‪ ،‬وهو عشرين ضعف اقتصاد الهند وتسعة أضعاف الصين وثلثة‬
‫أضعاف اليابان تقريبا وخماسة أضعاف ألماانيا وستة أضعاف بريطانيا‪ ،‬وتقدر مايزانيتها العسكرية‬
‫لسنة ‪ 2006‬م بأكثر مان ‪ 476‬ماليار دولر)‪ ،(17‬أي ماجماوع مايزانيات الدفاع للدول التسعة التي‬
‫تليها ماباشرًة‪ ،‬وتساهم بربع مايزانية المام الماتحدة وخماس مايزانية صندوق النقد الدولي‪ .‬أماا‬
‫قابليتها العسكرية فلم تتقلص مان حيث النفوذ والقوة عالمايا سوى أنها اتخذت إجراءات لعادة‬
‫هيكلتها)‪ ،(18‬كماا تماتلك قوة ناعماة تتماثل في الطرازالسياسي والثقافي والعلماي الماعولم‬
‫أماريكيا‪...‬كل هذا يزيد مان قدرتها على التأثير في سلوك الخرين‪ ،‬وهنا دعى جوزيف ناي في‬
‫كتابيه " مالزماون بالقيادة " و" القوة الناعماة" إلى ضرورة جماع الوليات الماتحدة الماريكية بين‬
‫)‪(19‬‬
‫القوة الصلبة التقليدية وأسلوب الماؤسسة الليبرالية ودعم الديماوقراطية وقيم حقوق النسان‬
‫وهذا ماا يؤهلها لحتلل ماوقع الريادة ماقارنة ماع التحاد الوروبي أو روسيا أو الصين‪ ..‬وهنا‬
‫تصطلح ماادلين أولبرايت وزيرة الخارجية الماريكية السابقة ماصطلح الدولة التي ل غنى عنها أو‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(20‬‬
‫الماة الضرورة ‪ Indispensable Nation‬للدللة على دور الوليات الماتحدة الماريكية‬

‫ب‪ -‬هناك اتجاه فكري آخر‪ ،‬يرى أن النظام الدولي الحالي أقرب إلى التعددية القطبية ماع فارق‬
‫الختلف بين هيكل التعددية الراهن عن ذلك الذي ساد في القرن التاسع عشر‪ ،‬فإن ماراكز القوى‬
‫في النظام الدولي الجديد تماثل الماجتماع الماني الماتعدد كماا أسمااه كارل دويتش‪ ،‬حيث اعتمادوا‬
‫على عدم تماتع الوليات الماتحدة بالقوة الماطلقة‪ ،‬بماعنى القدرة على التأثير في جمايع التفاعلت‬
‫الدولية وكذا تعددية أقطاب القتصاد العالماي‪ ،‬حيث قدر الناتج القوماي الجماالي لليابان بأكثر مان‬
‫‪ 4734.5‬ماليار دولر سنة ‪ 2006‬م‪ ،‬أماا الصين فيقدر ناتجها القوماي الجماالي بـ ‪ 1938‬ماليار‬

‫‪70‬‬
‫دولرسنة ‪ 2006‬م‪ ،‬بنسبة نماو سنوية تقدر بـ ‪ %9.4‬سنة ‪ 2006‬م‪ ،‬كماا أن تداخل الماصالح‬
‫القتصادية بينها وبين الوليات الماتحدة الماريكية هو في تزايد ولصالح الصين‪ ،‬حيث ارتفعت‬
‫صادراتها للوليات الماتحدة خلل الستة عشر عاًماا المااضية بأكثر مان ‪ ،%1600‬أماا صادرات‬
‫الوليات الماتحدة للصين فقد زادت في نفس الفترة بنسبة ‪ % 415‬وزادت احتياطاتها مان النقد‬
‫الجنبي حيث تجاوزت ‪ 609‬ماليار دولر سنة ‪ 2004‬م )‪. (21‬‬

‫ج‪ -‬هناك اتجاه ثالث يرى أن النظام الدولي‪ ،‬هو في طور النشأة‪ ،‬والمارحلة الحالية هي مارحلة‬
‫انتقالية مان نظام القطبية الثنائية إلى نظام توازن القوى ‪ .‬فرغم انتهاء الحرب الباردة إل أن‬
‫النظام الدولي ل يزال يحتفظ بماؤسساته ومانظمااته الدولية‪ ،‬كماا أن تفكك الاتحاد السوفياتي لم يتبعه‬
‫زوال حلف الطلسي‪ ،‬ولاستماراره يجب أن تكون أدواره وفق السياقات أوالماسارات التي يعمال‬
‫)‬
‫بها النظام الدولي كالهيمانة والقطبية وتوازن القوى وتوازن الماصالح والتنافس والتوافق الدولي‬
‫‪.(22‬‬

‫أوألل‪ :‬الهيمنة وأالقطبية ‪ :‬بعد نهاية الحرب الباردة حدث الكثير من الخلط بين مفهوم الهيمنة ومفهوم‬
‫صا بعد سقوط التحاد السوفأياتي وحرب الخليج الثانية التي ضاعفت من مكاسب‬
‫القطبية‪ ،‬خصو ذ‬
‫الوليات المتحدة وقوتها‪ ،‬وهو ما حمل على العتقاد بأن حالة القطبية ل تزال قائمة وأنها ستكون‬
‫أحادية‪ ،‬ومركزها الوليات المتحدة المريكية‪.‬‬

‫فالقطبية ماشتقة مان القطب‪ ،‬وهو الرحى‪ ،‬أي الحديدة التي يدور عليها القطب العلى مان‬
‫الرحيين‪ ،‬ماثلماا تدور الكواكب حول الشماس ‪ ،‬أماا الهيمانة فهي ماشتقة مان الفعل هيمان‪ ،‬وهو مان‬
‫)‪(23‬‬
‫أومان غيره مان الخوف ووفر لهم الماان‬

‫أماا إصطلحا فيماكن حصر الفوارق بين المافهوماين في النقاط التية‪:‬‬

‫أ‪ -‬الهيمانة ظاهرة سياسية سابقة لنشأة النظام الدولي الذي أسس مانذ ماعاهدة وستفاليا سنة‬
‫‪1648‬م‪ ،‬حيث ماارست المابراطورية الروماانية الهيمانة على عدد مان الشعوب والحضارات‬
‫القديماة‪ ،‬كماا نجد أن الدولة العثماانية فرضت هيمانتها على كثير مان الدول السلماية وغير‬
‫السلماية‪ ،‬وكذلك بريطانيا التي أدت دور حامال مايزان القوى بأوروبا حتى نهاية الحرب العالماية‬
‫الولى)‪ .(24‬وهو ماا يساعد على فهم السياسة الدولية وتحليلها عبر ماراحل تاريخية ماختلفة‪.‬‬

‫أماا القطبية فقد ظهرت لتفسير العلقة بين القوتين العظمايين في زمان الحرب الباردة ‪ ،‬وهي تفسر‬
‫مارحلة ماعينة‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫ب ‪ -‬تزامان ظهور مافهوم القطبية ماع تعاظم دور اليديولوجيا في العلقات الدولية في حقبة‬
‫الحرب الباردة‪ ،‬فهي إدراك ماجماوعة كبيرة مان الدول أن أمانها و قيماها و ماصالحها الحيوية‬
‫)‬
‫مارتبطة بماا يوفره لها القطب مان حمااية سياسة واقتصادية وعسكرية إزاء تهديدات القطب الخر‬
‫‪.(25‬‬

‫أماا الهيمانة فإرتكزت على عوامال قوة الدولة وكيفية توظيفها للتأثير على الخرين‪ ،‬فالهيمانة‬
‫ذات طابع إدراكي قد يماكن دولة ماا مان الخروج عن سياسة القطب‪ ،‬وهو ماا فعلته الصين ماع‬
‫التحاد السوفياتي وفرنسا ماع الوليات الماتحدة الماريكية‪.‬‬

‫ج‪ -‬إن الهيمانة قد تتخذ ماستويات وأشكال ماتعددة‪ ،‬فقد تكون على ماستوى إقليماي أساسه القوة‬
‫الماالية والقتصادية ماثل اليابان في علقاتها بدول الباسيفيك وجنوب شرق آسيا وألماانيا بأوروبا‪،‬‬
‫وقد تكون على ماستوى عالماي‪ ،‬وذات طابع عسكري وهو حال الوليات الماتحدة الماريكية التي‬
‫لها وجود عسكري في أغلب ماناطق العالم‪.‬‬

‫أماا القطبية سواء كانت أحادية أو تعددية فهي نظام افتراضي في تاريخ العلقات الدولية)‪،(26‬‬
‫ففي العلوم الطبيعية ل يماكن أن نتحدث عن قطبية أحادية أو تعددية بل تكون دائًماا ثنائية‪ ،‬وهذا ماا‬
‫يجب أخذه في الاعتبار إذا أردنا وصف عالم ماا بعد الحرب الباردة‪ .‬فهي تحتاج إلى سند‬
‫أيديولوجي لماماارسة دور القطب‪ ،‬والوليات الماتحدة ذات قدرات عسكرية واقتصادية وسياسية‬
‫عظماى‪ ،‬لكن تواجه تحديا مان حلفائها في أوروبا التي تسعى إلى بناء سياسة أمانية ودفاعية‬
‫صا بعد تراجع اليديولوجية المااركسية‬
‫وخارجية ماشتركة ماستقلة عن الوليات الماتحدة‪ ،‬خصو ً‬
‫عالماًيا‪.‬‬

‫أماا أوروبا واليابان فهماا يفتقران إلى أيديولوجية عالماية رغم قدراتهماا القتصادية والماالية)‪،(27‬‬
‫وسلطة ماركزية‬ ‫فأوروبا لتمالك نسيج أو بناء ماوحد مان القيم الفكرية واليديولوجية الماتمايزة ‪،‬‬
‫تماتلك حق اتخاذ القرار السياسي في الشؤون الدولية‪ ،‬أماا اليابان فهي دولة " تقنوقراط" أو‬
‫ماجتماع شركات ورجال أعماال هدفها الستمارار في نماوها القتصادي‪ ،‬وتطوير صناعاتها‪،‬‬
‫واهتماامااتها بالسياسة الخارجية ماقتصر على ماحيطها القليماي‪ ،‬كماا أنها ل تماتلك إرادة وقيادة‬
‫سياسية طاماحة لماماارسة دور القطب العالماي)‪.(28‬‬

‫وبناء على ماا تقدم‪ ،‬فإن القطبية ستكون حالة افتراضية لفترة ماا بعد الحرب الباردة‪ ،‬في حين‬
‫ستكون للهيمانة حضور ماتمايز في هذه العلقات لعتماادها على عوامال قوة الدولة‪ ،‬وهذا ماا يدفع‬

‫‪72‬‬
‫إلى العتقاد بسيادة صراع الهيمانة في أهم الماناطق الحساسة في هذه النظام‪ ،‬ماثل صراع الهيمانة‬
‫بين اليابان والصين على مانطقتي الباسيفيك وجنوب شرق آسيا‪ ،‬أو بين تركيا وإيران على الشرق‬
‫الوسط وآسيا الوسطى‪ ..‬وماحاولة الوليات الماتحدة ماماارسة سياسة هيمانة عالماية‪ ،‬وهو ماا‬
‫يتطلب مانها قدرات عسكرية واقتصادية ضخماة وإرادة سياسية تؤهلها لنشر قواتها في ماختلف‬
‫ماناطق العالم مان أجل الدفاع عن ماصالحها‪ ،‬وعدم القدرة على تحمال أعباء هذه القوة سيحول دون‬
‫استمارارها في الهيمانة العالماية)‪.(29‬‬

‫وعليه فالراجح أن تتخذ الهيمانة العالماية صيغة تضامانية بين ماراكز القوة في العالم الغربي‬
‫الرأسماالي‪ ،‬وسوف تكون قيادة الهيمانة بيد حلف شماال الطلسي‪ ،‬بعد التزاماه بوظائف جديدة‬
‫تسماح له بالتدخل في ماناطق العالم الثالث على اعتبار أنه الماؤسسة الغربية الوحيدة التي يماكن أن‬
‫تتوافق عليها ماواقف وسياسات الدول الغربية في ماسائل المان والدفاع)‪ ،(30‬ومان خلله يماكن‬
‫تحمال أعباء الهيمانة العالماية مان خلل القدرات العسكرية للوليات الماتحدة الماريكية والقدرات‬
‫الاقتصادية لليابان والتحاد الوروبي ‪.‬‬

‫ثانليا‪ :‬توازن القوى وتوازن المصالح ‪ :‬تعتبر فكرة توازن القوى ظاهرة تاريخية سابقة لنشأة‬
‫النظام الدولي‪ ،‬حيث طبقت ماصر الفرعونية هذه الفكرة في علقتها ماع إماارتي فلسطين‬
‫وسوريا‪ ،‬حيث أثارت الخلفات والنزاعات بينهماا لغرض اضعافهماا والحؤول دون تحالفهماا ماع‬
‫بعض ضدها)‪ .(31‬ثم أصبح توازن القوى اللية الساسية لستقرار النظام الدولي لماا بعد ماعاهدة‬
‫وستفاليا مان خلل القوة لمانع تجاوز أي دولة على سيادة وماصالح باقي الدول‪ ،‬وهو ماا نص عليه‬
‫في ماعاهدة أوترخت سنة ‪1713‬م‪ .‬لكن هل انتهاء الحرب الباردة أوجد نظاًماا جديًدا لتوازن‬
‫القوى؟‪.‬‬

‫يرى بعض الباحثين أن بانتهاء الحرب الباردة ظهر اختلل في مايزان القوى نتيجة انهيار التحاد‬
‫السوفياتي‪ ،‬لكنه استقر عند الماستوى القليماي للقوة‪.‬‬

‫أماا الخرون فيرون انعدام التوازن حتى على الماستوى القليماي بسبب تراجع دور القوة‬
‫واليديولوجيا في السياسة الدولية‪ ،‬وهو ماا دفع بالدول إلى انتهاج سياسة واقعية أساسها إعطاء‬
‫الولوية لتوازن الماصالح على حساب توازن القوى)‪ .(32‬فالهدف مان توازن القوى ليس فقط‬
‫الحؤول دون تهديد الدولة القوى في النظام الدولي‪ ،‬وإنماا هوأي ً‬
‫ضا آلية سياسة لستقرار النظام‬
‫الدولي)‪ .(33‬وباعتبار الدول مان أهم وحدات النظام العالماي‪ ،‬والتي هي قوى ماتنوعة وماترابطة‪،‬‬

‫‪73‬‬
‫فإن التوازن في قوتها يصبح حالة ضرورية لتحقيق المان والستقرار بينها‪ ،‬وبالتالي ل يماكن‬
‫تصور وجود توازن في النظام الدولي عند الماستويات القليماية وانعداماه في الماستويات العالماية‪،‬‬
‫لن النظام هو وحدة ماترابطة بين أجزائه‪ ،‬وعدم الخذ بهذا الرأي ماعناه أننا نجرد القوى العظماى‬
‫والكبرى مان صفة الدولة‪.‬‬

‫أماا توازن الماصالح فهو ماصطلح ماظلي يأخذ عدة ماعاين مانها‪:‬‬

‫أ‪ -‬جانب سياسي ‪ :‬يعني حق الدولة في اختيار نظاماها السياسي وعدم التدخل في شؤونها‬
‫الداخلية والماساواة في التماثيل الدبلومااسي‪.‬‬

‫ب ‪ -‬جانب إيديولوجي ‪ :‬يتماثل في حق الماحافظة على القيم والتقاليد والثقافة السائدة‪.‬‬

‫ج‪ -‬جانب أمني ‪ :‬هو حق في التسلح اللزم لحمااية المان والسيادة والدفاع عن النفس ضد أي‬
‫اعتداء أجنبي‪.‬‬

‫د‪ -‬جانب اقتصادي‪ :‬يعني حق كل دولة في تحقيق التنماية والنماو القتصادي والتساوي ماع‬
‫غيرها في المابادلت التجارية والقتصادية)‪.(34‬‬

‫وفي الغالب ارتبط توازن الماصالح بتوازن القوى‪ ،‬وهنا نمايز بين ثلثة أنواع مان الماصالح حسب‬
‫تقسيم روبنسون للماصالح وهي‪:‬‬

‫أ‪ -‬المصالح المتوافقة ‪ :‬هي توافق أو التقاء ماصالح ماجماوعة مان الدول في ماجالت ماعينة‪ ،‬وقد‬
‫تتكتل هذه الدول لتعظيم ماكاسبها ماثل الدول العضاء في مانظماة الدول الماصدرة للنفط‪ ،‬فهي‬
‫ماتوافقة في ماجال ماعين‪ ،‬وهو تصدير النفط وماراقبة السعار‪ ،‬في حين تختلف في ماجالت أخرى‬
‫كالسياسة والمان والتطلع الحضاري‪ ،‬فهو حالة استثنائية‪ ،‬باعتبار أنها ليست ماستمارة في النظام‬
‫الدولي‪ ،‬وهي على نطاق ماحدود‪.‬‬

‫ب ‪ -‬المصالح المتطأابقة ‪ :‬وهي الماصالح الثابتة نسبًيا خلل فترات طويلة‪ ،‬تجماع بين الماصالح‬
‫العاماة والخاصة لدوليتين أو أكثر)‪.(35‬‬

‫ج‪ -‬المصالح المتناقضة ‪ :‬إن الدفاع عن الماصالح الماتناماية يجب أن يتلزم ماعه زيادة في قوة‬
‫الدولة‪ ،‬حتى تردع أي تهديد لماصالحها‪ ،‬وهي تشكل القاعدة في العلقات الدولية حسب المانظور‬
‫الواقعي‪ .‬فتوازن الماصالح آلية رخوة ل يماكن أن تكون بدي ً‬
‫ل عن آليات توازن القوى التي تبقي‬

‫‪74‬‬
‫على طابعها العالماي)‪ ،(36‬رغم تحول النظام الدولي مان الثنائية القطبية إلى الهيمانة الجمااعية لقوى‬
‫العالم الرأسماالي بقيادة الوليات الماتحدة‪.‬‬

‫فتوازن القوى آلية أساسية للماحافظة على الهيمانة‪ ،‬لنها ترتكز على القوة حيث أن التوازن في‬
‫قوى هذه الماراكز سيكون خير ضامان لوحدتها ودوام هيمانتها العالماية‪ ،‬ومان ناحية أخرى ستكون‬
‫)‬
‫أوروبا ماركز التوازن العالماي‪ ،‬وأي اختلل للعلقة بين أعضائها سيؤثرعلى الاستقرار العالماي‬
‫‪ ،(37‬وهذه الحقيقة هي سبب إبقاء الغرب على حلف الطلسي وتطويره بعد الحرب الباردة‪ ،‬فقد‬
‫يؤدي إلغاء الحلف إلى عودة العلقات الوروبية لماا كان سائدا في القرن التاسع عشر‪ ،‬وألماانيا‬
‫ستندفع إلى وسط وشرق أوروبا بحثا عن ماجالها الحيوي‪ ،‬وسوف تبعث الماشاعر القوماية والدينية‬
‫في المانطقة‪ ،‬وهو ماا يعني العودة إلى سياسات الحلف والحلف الماضادة‪ .‬فالحلف الطلسي‬
‫هو حامال التوازن في أوروبا ماثلماا كانت بريطانيا في القرن التاسع عشر ‪.‬‬

‫ثاللثا‪ :‬التنافس والتوافق الاقتصادي‪ :‬قامات الثنائية القطبية على ثلث ركائز أساسية هي‪:‬‬
‫اليديولوجية والقدرة التدمايرية والقدرات القتصادية‪ ،‬وعلى أساسها تم النقسام العالماي إلى‬
‫ماعسكرين ماتقابلين‪ ،‬وبعد سقوط الماعسكر الشرقي تراجع دور اليديولوجيا أماام قوة التنافس‬
‫الاقتصادي على صعيد المابادلت التجارية وتأماين ماصادر الطاقة والماواد الولية‪ ،‬والتحكم في‬
‫حركة رأسماال العالماية عبرالسيطرة على البنوك والماؤسسات الماالية العالماية وبورصات العمالات‬
‫والتقنية الرائدة‪ ،‬وماا يرتبط بها مان ماهارات بشرية وعلماية فض ً‬
‫ل عن التسابق على إقاماة تكتلت‬
‫اقتصادية قائماة على اقتصاد السوق)‪ ،(38‬فالمانافسة القتصادية هي ظاهرة أصيلة وشرط تقدم‬
‫النظام الرأسماالي‪ ،‬وتجسدت في أشكال ماختلفة ماثل التنافس بين العماال والرأسمااليين حول تمالك‬
‫وسائل النتاج‪ ،‬والتنافس بين الشركات الرأسماالية داخل القتصاد الوطني في فترة ماا بين‬
‫الحربين بين شركتي جنرال ماوتورز و فورد على صناعة السيارات في الوليات الماتحدة‬
‫الماريكية‪ ،‬ثم انتقلت إلى ماستوى ماا بين قوى العالم الرأسماالي بعد أن تحولت الدولة إلى أكبر‬
‫ماحتكر رأسماالي خاصة في ماجالي الصناعة العسكرية وتقنية الماعلوماات)‪ ،(39‬ومانذ عقد‬
‫السبعينيات بدأت هذه القوى تسعى إلى التكامال الاقتصادي إثر دخولها مارحلة الثورة العلماية‬
‫والتقنية لحتواء أزماات المانافسة الشديدة ماثل نادي باريس للدول الصناعية الثماانية وانتشار‬
‫ماقارالشركات الماتعددة الجنسيات في أماريكا واليابان وأوروبا‪ ،‬وإقاماة التحاد الوروبي وهناك‬
‫صا في ماناطق‬
‫جهود لجعل القتصاد العالماي اقتصادا داخليا على غرار التحاد الوروبي‪ ،‬خصو ً‬

‫‪75‬‬
‫نفوذ التحاد السوفياتي سابًقا ماثل وسط وشرق أوروبا ودول العالم الثالث‪ ،‬وهو شرط ضروري‬
‫لتكوين سوق دولية تضمان تطور رأسماالية ماا بعد الحرب الباردة)‪.(40‬‬

‫والهيمانة التضامانية تحقق المانافسة الاقتصادية الهادئة‪ ،‬ذلك لن الهيمانة ل تلغي المانافسة‪ ،‬بل‬
‫تجعلها قائماة على أساس التعاون والتنسيق بين هذه القوى في إطار قيادة جمااعية لقتصاد‬
‫العالماي‪ ،‬تسماح بحل الزماات الناتجة عن المانافسة وعدم تحويلها إلى مانافسة حادة‪ ،‬ماثل التفاق‬
‫على مانع الحرب التجارية‪ ،‬والتوافق على استمارار التقسيم الحالي للعمال الدولي القائم على‬
‫احتكارها للنتاج التقنية والماعرفة العلماية الرائدة وبقاء دول العالم الثالث ماصدرأً للطاقة والماواد‬
‫الخام‪ ،‬والتوصل إلى صيغ جديدة للتجارة العالماية التي تجسدت في المانطقة العالماية للتجارة‪.‬‬

‫لكن ماع وجود قوى ذات قدرات عسكرية ماناوئة للهيمانة تستطيع تهديد ماصالح القوى الغربية‬
‫وقطع طرق ماواصلتها التجارية والبحرية)‪ ،(41‬فإن ماواجهة واحتواء هذا التهديد لبد أن يكون‬
‫عبر حلف شماال الطلسي‪ ،‬باعتباره الذراع العسكرية لحمااية تلك الماصالح ولتثبيت أركان الهيمانة‬
‫الرأسماالية الغربية‪.‬‬

‫المطألب الثاني‪ :‬المن الطألسي جيوبوليتيكيا ‪:‬‬

‫كانت الماواجهة بين الكتلة الشرقية والغربية صيغة صافية ونقية مان صيغ الماواجهة بين‬
‫التالسوكراتيا )القوة البحرية(‪ ،‬والتيلوروكراتيا )القوة البرية(‪ .‬فالمايزان الجيوبوليتيكي للقوى لم‬
‫يكن يعكس الثوابت اليديولوجية فقط‪ ،‬بل والجيوبوليتيكية أي ً‬
‫ضا‪ .‬وعلى هذا الساس‪ ،‬يماكن تقسيم‬
‫العالم جيوبوليتيكا إلى‪:‬‬

‫أ‪ -‬المااد ضمان القارية تصبح قاعدة ثابتة للماحور الجغرافي للتاريخ )أر ً‬
‫ضا قلبية( الذي يحتفظ‬
‫بثبوتية الخاصية التيلوروكراتية الحضارية‪.‬‬

‫ب ‪ -‬الهلل الداخلي أو القاري )مانطقة الحافة أو ‪ (Rim Land‬ويماثل ماجال التطور الثقافي‬
‫الماتسارع‪.‬‬

‫ج‪ -‬الهلل الخارجي أو الجزيري ))‪ World Land‬الذي يماثل الماجاهل الرضية التي ل تفلح‬
‫ماعها سوى الماواصلت البحرية‪.‬‬

‫وهنا نركز دراستنا على مادرسة التالسوكراتيا )أتباع ألفرد مااهان ونيكولس سبيكان(‪.‬‬

‫الطألسية التقليدية ‪ :‬و تتماثل في ‪:‬‬

‫‪76‬‬
‫أول ‪ :‬القوة البحرية ‪ :‬ألفرد مااهان )‪: (1914 – 1840‬‬

‫يرى مااهان أن مافهوم القدرة البحرية يرتبط ماباشرة بحرية التجارة البحرية‪ ،‬وأن دور السطول‬
‫البحري هو ضماان تحقيق هذه التجارة‪ ،‬فهي نوع خاص مان الحضارة‪ ،‬وقرطاج القديماة ماثال‬
‫على ذلك‪.‬‬

‫ويقدم مااهان ستة ماعايير لقياس قوة الدولة‪ ،‬والتي ضمانها في كتابه القوة البحرية وعلقتها‬
‫بالحرب ‪ ،‬وهي كالتي‪:‬‬

‫‪ -1‬الماوقع الجغرافي للدولة‪.‬‬

‫‪ -2‬الهيئة الفيزيائية للساحل‪.‬‬

‫‪ -3‬اماتداد الخط الساحلي وماساحة الراضي وإماكان الدفاع عنها‪.‬‬


‫‪ -4‬الظهير القاري وعدد السكان الذين يساهماون في صناعة السفن‪.‬‬
‫‪ -5‬الصفات القوماية لسكان الدولة البحرية‪.‬‬
‫)‪(42‬‬
‫‪ -6‬التوجه السياسي للدولة في تسخير الثروات الطبيعية لنشاء قوة بحرية‬

‫والمالحظ أن مااهان عند وصفه لهذه الماعايير كان ماتأثرا بتفوق البحرية البريطانية زمان‬
‫المالكة فكتوريا )‪1901 – 1837‬م(‪ .‬فالحضارة البحرية تساوي حضارة تجارية‪.‬‬
‫وكان مااهان مان ماؤيدي مابدأ ماونرو)‪1823‬م( الذي يقوم على مابدأ عدم التدخل الماتبادل بين‬
‫أماريكا وأوروبا‪ ،‬لن هذا سيسماح بالتوسع الترابي على الراضي الماجاورة‪ ،‬الذي بدوره سيماهد‬
‫للسيطرة العالماية عبر بحرية قيادية ضاربة‪ ،‬وحدد شروط لذلك مانها‪:‬‬
‫‪ -1‬التعاون بفعالية ماع البحرية البريطانية العظماى‪.‬‬
‫‪ -2‬إقاماة العراقيل في وجه البحرية اللماانية‪.‬‬
‫‪ -3‬ماراقبة وماقاوماة التوسع الياباني في الماحيط الهادي‪.‬‬
‫‪ -4‬تنسيق العماليات الماشتركة ماع الوروبيين ضد شعوب آسيا)‪.(43‬‬

‫وتوصل إلى أن التهديد الكبر على الحضارة البحرية يتماثل في دول أوراسيا القارية‪ ،‬وبالذات‬
‫روسيا والصين ثم ألماانيا‪ ،‬وهي نفس النتيجة التي توصل لها مااكندر‪ .‬ويعتبر المايرال مااهان أول‬
‫مان نقل مابدأ الناكوندا الذي استخدماه الجنرال الماريكي مااك كيلن في الحرب الهلية الماريكية‬
‫إلى الماستوى العالماي‪ ،‬وهو قائم على مابدأ حصار الراضي الماعادية مان البحر وعبر الخطوط‬
‫الساحلية‪ ،‬بهدف الستنزاف الستراتيجي التدريجي لقوات وماقدرات العدو‪ ،‬وقد طبق هذا المابدأ‬

‫‪77‬‬
‫في الحرب العالماية الولى ضد روسيا البلشقية بعد الصلح ماع ألماانيا‪ ،‬وفي الحرب العالماية الثانية‬
‫ضد دول الماحور واليابان‪ ،‬وأثناء الحرب الباردة‪ ،‬حيث كانت الستراتيجية الساسية لحلف‬
‫الطلسي وغيره مان الحلف‪ ،‬حيث نجد حلف دول وسط آسيا ""‪Cento‬واتفاقية الدفاع الماشترك‬
‫بين أستراليا ونيوزيلند والوليات الماتحدة الماريكية ‪ ""Anzus‬وماجماوعة دول جنوب شرق آسيا‬
‫"‪ "Asean‬ضد التحاد السوفياتي في إطار مابدأ الوقف‪.‬‬

‫ثانليا‪ :‬نظرية المحور الجغرافي للتاريخ ‪ :‬هيلفورد ماكيندر )‪: (1974 – 1861‬‬

‫تعتبر ماقالة " الماحور الجغرافي للتاريخ" أول أعماال مااكيندر وأهماها‪ ،‬والتي نشرت في الماجلة‬
‫الجغرافية سنة ‪ 1904‬م‪ ،‬حيث لحظ أن‪:‬‬

‫‪ % 75 -‬مان ماساحة الكرة الرضية تشغلها ماسطحات ماائية‪.‬‬

‫‪ -‬ماساحة اليابسة تماثل ‪ 1/4‬مان ماساحة العالم‪ ،‬مانها كتلة ضخماة تقدر ماساحتها بـ ‪ 1/6‬مان‬
‫ماساحة العالم‪ ،‬وأطلق عليها اسم الجزيرة العالماية يسكنها ‪ 14/16‬مان سكان العالم‪ ،‬بالضافة إلى‬
‫ماجماوعة جزر ماثل الماريكيتين وأستراليا تحيط بالجزيرة العالماية‪ ،‬تقدر ماساحتها بـ ‪ 1/12‬مان‬
‫ماساحة العالم يسكنها ‪ 1/16‬مان سكان العالم‪ ،‬يتخللها ماحيط عالماي)‪.(43‬‬

‫ويؤكد مااكندرعلى أن الوضع الجيوبوليتيكي الفضل لكل دولة هو الوضع الماتوسط الماركزي‪،‬‬
‫وأن القارة الوراسية‪ ،‬مان وجهة نظر كوسماوبوليتيكية هي ماركز العالم‪ ،‬وتضم آسيا وأوروبا‬
‫وأفريقيا شماال الصحراء‪ ،‬وذلك في ماقالة له عام ‪1904‬م‪ ،‬غير أنه وسع مان نطاقه ليشمال إفريقيا‬
‫كلها في كتابه" ماثاليات الديماقراطية والواقع " سنة ‪1912‬م ‪ ،‬حيث أن ماركز أوراسيا هي مانطقة‬
‫الرتكاز التي سمااها " قلب الرض" و تشمال واحد وعشرين ماليون مايل ماربع تماتد مان نهر‬
‫الفولغا غرًبا إلى شرق سيبريا‪ ،‬ومان الماحيط الماتجماد الشماالي إلى هضاب إيران وأفغانستان‬
‫وبلوشستان وبحر البلطيق والبحر السود وآسيا الصغرى وأرماينيا والتبت ومانغوليا جنوًبا‪ ،‬وهذا‬
‫المافهوم الجيوبوليتيكي ماتطابق جغرافًيا إلى حد كبير ماع حدود روسيا الدولية‪ ،‬كماا أكد أن غزو‬
‫أوراسيا يكون فقط عبر أوروبا الشرقية‪ ،‬بعد أن فشلت القوى البحرية في السيطرة على الجزيرة‬
‫العالماية‪.‬‬

‫ويحيط بقلب الرض قوس مان الراضي الساحلية سمااها مااكيندر بالهلل الداخلي ويتكون مان‪:‬‬
‫‪ -1‬الماناطق الساحلية الوروبية الواقعة غرب جبال الورال‪.‬‬

‫‪ -2‬الراضي العربية الصحراوية في الشرق الوسط و جنوب غرب آسيا‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫‪ -3‬الماناطق الماوسماية في آسيا‪ ،‬بماا في ذلك الهند وجنوب شرق آسيا وماعظم أراضي الصين)‪.(44‬‬

‫وهو يماثل مانطقة حضارية ذات تطورأكثر كثافة‪ ،‬وهو ماا يدعم فرضية أن الحضارة ظهرت‬
‫على ضفاف النهار والبحار‪ ،‬وهو ماا حرص على إثباته كارل شمايدت و نيكولس سبيكماان ‪ ،‬أماا‬
‫مااكيندر فيرى أن ماسار التاريخ تحكماه حركتان هماا ‪:‬‬

‫أ‪ -‬من المراكز تجاه الطأراف ‪ :‬و كماا سمااهم غزاة البر لغرض السيطرة على الهلل الخارجي‬
‫ماثل حمالت الماغول والتتار وإسبرتا‪ ،‬وهم عادًة غير ديماوقراطيين وغير تجاريين)الماحور‬
‫الجغرافي للتاريخ يماثل الستبداد والتسلط ( ‪.‬‬

‫ب‪ -‬من الخارج ‪ :‬تنطلق مان الهلل الجزيري‪ ،‬يقوم به قراصنة البحر أو سكان الجزر للسيطرة‬
‫على الجزيرة العالماية أو إيجاد توازن بينها وبين الدفعات البرية المانطلقة مان قلب الرض‪ ،‬وهي‬
‫ذات طابع ديماوقراطي وتجاري ماثل دولة أثينا وقرطاج‪ .‬وبين هذين التقسيماين الجغرافيين‬
‫والحضاريين‪ ،‬تقع مانطقة الهلل الداخلي التي تكون عرضًة للتأثيرات الثقافية الماختلفة‪ ،‬وهي‬
‫بسبب ماوقعها أصبحت الفضل حضاريا‪.‬‬

‫وقد أكد مااكيندر الفضلية الستراتيجية للماحور الجغرافي للتاريخ في السياسة العالماية‪ ،‬حيث‬
‫صاغ نظرية قلب العالم في الجمالة التية‪" :‬مان يحكم شرق أوروبا يسيطر على قلب الرض‪،‬‬
‫ومان يحكم قلب الرض يسيطر على الجزيرة العالماية ‪ ،‬ومان يحكم الجزيرة العالماية يسيطر على‬
‫العالم" )‪.(45‬‬

‫كماا يؤكد على أهماية الدور السياسي لروسيا بحكم الماعطى الجيوبوليتيكي حيث يشبهه بأهماية‬
‫ماوقع ألماانيا بأوروبا‪ ،‬وتأسيًسا على هذا يرى مااكيندر أن الماهماة الولى للجيوبوليتيكا‬
‫النجلوساكسونية هي مانع تشكيل اتحاد إستراتيجي قاري بين روسيا وألماانيا‪ ،‬لنه سيدفع فرنسا‬
‫إلى بناء تحالف ماع قوى البحر‪ ،‬بالضافة إلى السيطرة على الهلل الخارجي وإخضاعه‬
‫للحضارة الجزيرية)‪ ،(46‬لمانع استغلل الماوارد غير الماحدودة للقوى القارية‪ .‬وقد شارك مااكيندر‬
‫في تحقيق وجهة نظره مان خلل ماشاركته في ماؤتمار فرساي الذي جعل مان أوروبا الغربية‬
‫القاعدة الساحلية للقوى البحرية بالضافة إلى إيجاد نطاق صحي عازل بين الجرماان والسلف‪،‬‬
‫يحول دون تكوين حلف قاري إستراتيجي نواته ألماانيا وروسيا‪.‬‬

‫كماا عًدل مااكيندر مان نظريته سنة ‪ 1943‬م‪ ،‬على ضوء تحولت الحرب العالماية الثانية في‬
‫ماقالة بماجلة ‪ ،Foreign Affairs‬حيث رأى أن التهديد الحقيقي هو مان التحاد السوفياتي وليس‬

‫‪79‬‬
‫مان ألماانيا‪ ،‬واقتطع مان قلب الرض أراضي سيبيريا الشرقية الماماتدة وراء اليينيسي‪ ،‬وأطلق‬
‫عليها اسم لينالند ‪ Lina Land‬نسبة إلى نهر لينا ‪ ،Lina‬وهذا ماعناه هلل داخلي يماكن للدول‬
‫الجزيرية استخداماه ضد الماحور الجغرافي للتاريخ‪ ،‬كماا دعى إلى إقاماة مانطقة الحوض الوسط‬
‫الذي يضم شماال الماحيط الطلسي والوليات الماتحدة الماريكية وغرب أوروبا لتوثيق الروابط‬
‫الصناعية والعسكرية بين دوله ‪ ،‬كذلك دعى إلى التعاون بين قلب الرض والحوض الوسط‬
‫لماواجهة العسكرية اللماانية‪.‬‬

‫ثاللثا ‪ :‬مركزية مناطأق الحواف ‪ :‬نيكولس سبيكمان )‪: (1893 – 1943‬‬

‫قام سبيكماان بنقد أنماوذج مااكيندر‪ ،‬وصاغ أنماوذًجا يختلف قلي ً‬


‫ل عن أنماوذج الماحور الجغرافي‬
‫للتاريخ‪ ،‬حيث يقوم على‪:‬‬

‫‪ -1‬عدم المابالغة في تقييم للهماية الجيوبوليتيكية لقلب الرض‪.‬‬

‫‪ -2‬يعتبر سبيكماان أن التاريخ الجغرافي للهلل الداخلي قد نشأ مان تلقاء نفسه‪ ،‬وليس بتأثير مان‬
‫قلب الرض الذي هو حسبه ماجرد ماصب لروافد الحضارة مان الماناطق الشاطئية‪.‬‬

‫‪ -3‬يقدم سبيكماان ماعادلة ماوازية لفرضية مااكيندر القائلة بأن ‪" :‬مان يحكم شرق أوروبا يسيطر‬
‫على قلب الرض‪ ،‬ومان يحكم قلب الرض يسيطرعلى الجزيرة العالماية‪ ،‬ومان يحكم الجزيرة‬
‫العالماية يسيطرعلى العالم"‪ .‬ويقترح صيغة أن ‪" :‬مان يحكم الراضي الهاماشية يسيطرعلى‬
‫أوراسيا‪ ،‬ومان يحكم أوراسيا يسيطرعلى العالم" )‪.(47‬‬

‫فسبيكماان لم يفهم المانطقة الشاطئية كتشكيل جيوبوليتيكي‪ ،‬وإنماا كمايدان للماواجهة بين النماط‬
‫البحري والنماط البري‪.‬‬

‫ففي تناسب القوى على أطراف المانطقة الشرقية يكمان مافتاح ماشكلة السيطرة العالماية‪ ،‬كماا قدم‬
‫و"‬ ‫عشرة ماعايير لحساب قوة الدول في كتابيه " الستراتيجية الماريكية في السياسة العالماية "‬
‫جغرافيا السلم " وهي ‪ :‬سطح الرض ‪ ،‬طبيعية الحدود‪ ،‬عدد السكان‪ ،‬توافر أو انعدام الثروات‬
‫الطبيعية‪ ،‬التطور التقني والقتصادي‪ ،‬الروح الوطنية‪ ،‬الستقرار السياسي‪ ،‬القوة الماالية‪،‬‬
‫التجانس الثني‪ ،‬وماستوى التكامال الجتمااعي‪ .‬كماا قدم سبيكان مافهوماا في غاية الهماية وهو‬
‫الماحيط الماتوسط‪ ،‬وهنا يوازن بين أهماية البحر الماتوسط بالنسبة لحضارات أوروبا وشماال أفريقيا‬
‫و جنوب غرب آسيا‪ ،‬وبين الماحيط الطلسي بالنسبة للحضارة الغربية الماعاصرة‪ ،‬التي تشمال‬
‫الساحل الشرقي لماريكا الشماالية وأوروبا الغربية‪ ،‬حيث يصبح الماحيط الطلسي بحيرة داخلية‬

‫‪80‬‬
‫وسط قارة أطلسية قاعدتها نيويورك‪ ،‬التي هي ماركزها العصبي وآلية قوتها وماجماعها التجاري‬
‫والصناعي والعسكري وتكون فيه دول أوروبا الغربية مالحقة بالوليات الماتحدة الماريكية‪،‬‬
‫وبصورة تدريجية تتقلص استقلليتها السياسية وتنتقل الرئاسة في هذا التجماع للفضل )الوليات‬
‫الماتحدة الماريكية(‪.‬‬

‫الخريطأة رقم )‪ : (1‬المن الطألسي حسب سبيكمان ‪:‬‬

‫وقد أكد سبيكماان أن السيطرة الكامالة على أطراف الحواف مان طرف الدول البحرية‪ ،‬سيؤدي‬
‫إلى النصر النهائي على القوى البرية‪ ،‬وهذا تطويًرا "لستراتيجية الناكوندا"‪ ،‬التي أكد عليها ألفرد‬
‫مااهان‪ ،‬والتي استعرضت فاعليتها ماع نهاية الحرب الباردة‪.‬‬

‫رابلعا ‪ :‬الطألسية المعاصرة ‪ :‬قام الدكتور مااينينغ سنة ‪1956‬م‪ ،‬بنشر ماقالة " قلب الرض‬
‫وماناطق الحافة في التاريخ الوراسي" ركز فيها على أن الماقاييس الجيوبوليتيكية يجب أن تضع‬
‫في الحسبان التوجه الوظيفي للسكان والدولة‪ ،‬وليس فقط العلقة الجغرافية الصرفة لليابسة‬
‫والبحر")‪.(48‬‬

‫وقام بتقسيم ماناطق الحواف إلى أربعة ماناطق استناًدا إلى توضعها الوظيفي الثقافي وهي ‪:‬‬

‫‪ -1‬الماناطق الماائلة عضوًيا إلى قلب الرض‪ ،‬وتضم ‪ :‬الصين‪ ،‬مانغوليا‪ ،‬فيتنام الشماالية ‪،‬‬
‫بنغلديش ‪ ،‬أفغانستان‪ ،‬أوروبا الشرقية ودول البلطيق وروسيا‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫‪ -2‬الماناطق الماحايدة جيوبوليتيكيا وتشمال كوريا الجنوبية‪ ،‬بورماا ‪،‬الهند‪ ،‬العراق‪ ،‬سوريا‬
‫ويوغوسلفيا‪.‬‬

‫‪ -3‬الماناطق الماائلة إلى الحلف التالسوكراتي وتضم‪ :‬أوروبا الغربية‪ ،‬اليونان‪ ،‬تركيا‪ ،‬إيران‪،‬‬
‫باكستان‪ ،‬تايلند‪.‬‬

‫‪ -4‬وفي سنة ‪ 1965‬م‪ ،‬قام كيرك بتطوير نظرية سبيكماان حيث وضع أنماوذًجا تاريخًيا ماتعلق‬
‫بأهماية ماناطق الحواف التي كانت ماصدًرا للتدفقات الحضارية إلى دواخل القارة )‪.(49‬‬

‫كماا اقترح سول كوين في كتابه " الجغرافيا السياسية في عالم ماجزأ " تقسيم الوقائع‬
‫الجيوبوليتيكية إلى نوى وأحزماة‪ ،‬وهي كالتي ‪:‬‬

‫‪ - 1‬الوسط الخارجي البحري المارتبط بالماوانئ و بالسطول البحري‪.‬‬

‫‪ - 2‬النواة القارية التي تعني الماناطق الداخلية البعيدة عن الشاطئ‪.‬‬

‫‪ - 3‬الحزام الماتقطع الذي يشمال القطاعات الشاطئية‪.‬‬

‫‪ - 4‬الماناطق غير المارتبطة جيوبوليتيكا بهذه الماجماوعة)‪.(50‬‬

‫وقد طبق هنري كسينجر تقسيم الحزماة الماتقطعة وربط بين الماناطق الشاطئية في حزام ماحيط‬
‫بالتحاد السوفياتي‪.‬‬

‫وماع التطور التكنولوجي الماتزايد الذي أدى إلى غزو الفضاء‪ ،‬فقد أسس لجيوبوليتيكا الفضاء‬
‫عبر نظم التسلح الجديدة‪ ،‬الطيران الستراتيجي‪ ،‬الصواريخ والسلحة الذرية العابرة للقارات‬
‫ونقل السلحة إلى المادار الرضي والغزو الستراتيجي للفضاء الخارجي‪ ..‬وهو ماا قلص مان‬
‫نسب البعد الكوني القائم على العوامال الجيوبوليتيكة القديماة على أساس القوة البحرية أو البرية‬
‫والقواعد القارية أو البحرية‪.‬‬

‫وأماام ثنائية البر والبحر أصبح لدينا ثنائية أخرى هي سلطة الجو )اليروكراتيا( والسلح‬
‫النووي‪ ،‬وسلطة الثير )الثيروكراتيا( و برناماج حرب النجوم‪ ،‬وهماا يماثلن حسب كارل‬
‫شمايدت التطور التالي " لنوماوس البحر"‪ ،‬لن الهدف مان غزو الفضاء هو تماييع الوسط الذي‬
‫يتوافق ماع العماليات الثقافية والحضارية‪ ،‬فهو اماتداد لتقاليد التالسوكراتيا التي تفرض على‬
‫الطرف الخر خوض مابارزة إستراتيجية وفق شروطها‪ ،‬إذ حقق التحاد السوفياتي نوًعا مان‬
‫التوازن النسبي في ماجال اليروكراتيا )السلح النووي و سلح الطيران( )‪ ،(51‬لكنه انهزم في‬

‫‪82‬‬
‫مايدان التقنيات المارتبطة بحرب النجوم التي أدت إلى الهزيماة الجيوبوليتيكية ونهاية الحرب‬
‫الباردة‪.‬‬

‫الطألسية بعد نهاية الحرب الباردة ‪ :‬بعد سقوط الكتلة الشرقية كان مان الضروري إيجاد نمااذج‬
‫جيوبوليتيكية مابتكرة‪ ،‬تتناسب ماع النظام العالماي الجديد‪ ،‬وهناك اتجاهان أطلسيان ماتعاكسان‬
‫لقراءة الوضع الدولي القائم‪ ،‬وهماا ‪:‬‬

‫‪ -1‬الطألسية الجديدة ‪ :‬ترى هذه النظرية أنه رغم نهاية الصراع اليديولوجي بين الشرق‬
‫والغرب في إطار الحرب الباردة‪ ،‬فإنه لم ينه النقسام العالماي حول الحضارات والقيم الخلقية‬
‫الراسخة لدى الشعوب‪ ،‬وهو ماا ينبأ بتشكل أحلف أوراسية جديدة ماع بروز ماناطق جيوبوليتيكية‬
‫أخرى غير الوراسية مارشحة للدخول في صراع ماع الغرب‪ ،‬وأهم مان عبر عن هذه الرؤية‬
‫صماوئيل هنتينغتون‪ ،‬في نظرية صدام الحضارات التي هي تلخيص للماشروع الجيوبوليتيكي‬
‫الماريكي الذي كان بعنوان "التحولت في المان الكوني والماصالح القوماية الماريكية "‪،‬‬
‫ويعتبرهنتينغتون أن النجاح الستراتيجي لحلف الطلسي والماترافق ماع صياغته الجيوبوليتيكية‬
‫الرافضة للشيوعية‪ ،‬لم يبلغ أعمااق الطبقات الحضارية العمايقة التي سرعان ماا ستشكل شخصية‬
‫جغرافية بتعبير سافيتسكي‪ ،‬التي تخلصت مان القوالب اليديولوجية الجامادة‪ ،‬وهذا ماا يفسرالعودة‬
‫القوية لظاهرة التدين حسب جورج ويجل )‪.(52‬‬

‫ويقسم هنتينغتون العالم إلى ثمااني حضارات‪ ،‬وهي ‪:‬‬

‫‪ -1-1‬الحضارة الغربية )أماريكا الشماالية و أوروبا الغربية(‪.‬‬

‫‪ -1.2‬الحضارة السلفية – الرثوذكسية‪.‬‬

‫‪ -1-3‬الحضارة الكونفوشوسية‪.‬‬

‫‪ -1-4‬الحضارة اليابانية‪.‬‬

‫‪ -1-5‬الحضارة السلماية‪.‬‬

‫‪ -1-6‬حضارة أماريكا اللتينية‪.‬‬

‫‪ -1-7‬الحضارة الفريقية )ماحتمالة(‪.‬‬

‫‪ -1.8‬الحضارة الهندوسية‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫كماا يرى أن الانقساماات الكبرى ستكون ثقافية)‪ ،(53‬وستحافظ الدولة القوماية على ماكانتها‬
‫باعتبار أنها أهم الفواعل الدولية‪ ،‬غير أن النزاعات الساسية في السياسة العالماية ستكون بين‬
‫المام والماجماوعات الحضارية الماختلفة والحدود الفاصلة بين الحضارات ستكون هي خطوط‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(54‬‬
‫الماواجهة في الماستقبل‬

‫الخريطأة رقم )‪ : (2‬صدام الحضارات ‪:‬‬

‫وهذه الحضارات ماتباينة في القوة والتأثير وماغايرة للحضارة الغربية‪ ،‬وبالتالي يجد الغرب نفسه‬
‫في ماواجهة الخرين انطلًقا مان ماعادلة " الغرب والخرين " ‪،" The West And The Rest‬‬
‫)الغرب وبقية العالم( وهذا يستوجب الستعداد والتنسيق بين ضفتي الطلسي‪.‬‬

‫ويقدم هنتينغتون ماجماوعة مان النصائح التي على الغرب الخذ بها وهي‪:‬‬

‫‪ -‬ضماان استمارار التعاون الطلسي الذي يجماع بين أوروبا وأماريكا الشماالية‪.‬‬

‫‪ -‬دماج أوروبا الشرقية وأماريكا الشماالية في إطار الحضارة الغربية‪.‬‬

‫‪ -‬توثيق العلقات ماع روسيا واليابان‪.‬‬

‫‪ -‬ضماان استمارار التفوق العسكري الغربي‪ ،‬وبالذات في الشرق القصى وجنوب شرق آسيا‪.‬‬

‫‪ -‬دعم الماجماوعات ذات التوجه الغربي داخل الحضارات الخرى‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫‪ -‬الحد مان التطور العسكري للدول السلماية والدول الكونفوشوسية‪.‬‬

‫‪ -‬استغلل التناقضات القائماة بين الدول الكونفوشوسية والدول السلماية للحؤول دون قيام‬
‫تحالف بينهماا‪.‬‬

‫‪ -‬عدم السمااح بتحول النزاعات الماحلية إلى حروب كونية‪.‬‬

‫‪ -‬دعم الماؤسسات العالماية التي تعكس الماصالح الغربية‪ ،‬وجذب الدول غير الغربية إليها)‪.(55‬‬

‫ففي تركيز هنتينغتون على الثقافة والفروق الحضارية‪ ،‬يكون أقرب إلى الفلسفة العضوية‪،‬‬
‫التي تنظر إلى البنى الجتمااعية والدول ليس كتكوينات آلية أو إيديولوجية‪ ،‬بل كصيغ للحياة‪.‬‬

‫ويؤكد أن الصين والدول السلماية مان العداء الماحتمالة‪ ،‬وهذا يعكس تأثير دراسات مااينينغ‬
‫وكيرك على الماناطق الحواف‪ ،‬خلًفا لرأي بول وولفوفتز الذي رأى أن الخطر الكبر يكمان في‬
‫النبعاث الروسي )قلب الرض( وهنا هو أقرب إلى مااكيندر مان سبيكماان‪.‬‬

‫‪ -2‬نظريات العولمة‪ :‬وهنا نجد ‪:‬‬

‫‪ -2-1‬نظرية نهاية التاريخ ‪ :‬يرى فرانسيس فوكوياماا أن بانتهاء الماواجهة الجيوبوليتيكية بين‬
‫الشرق والغرب‪ ،‬انتهى التاريخ‪ ،‬حيث حسم لصالح الغرب وبشكل نهائي‪ ،‬وأصبح العالم واحًدا‪،‬‬
‫بعد سقوط اللعقلنية الماتماثلة في قانون القوة والظلم والدارة اللعقلنية للواقع الجتمااعي في‬
‫التحاد السوفياتي)*(‪ ،‬لتتجه النسانية نحو البناء العقلني الماتجسد في الليبرالية والسوق الحرة‬
‫التي ستوحد العالم في آلية عقلنية مانسقة)‪.(56‬‬

‫‪ -2-2‬نظرية الجيوإيكونوميكا‪ :‬يقترح جاك أتالي تصورا خاصا للماستقبل على أساس ليبرالي‬
‫– ديماوقراطي‪ ،‬وأن تصور وسائل العلم والتصال والماواصلت جعلت العالم واحًدا بعد أن‬
‫قسماته الثنائية الجيوبوليتكية‪ ،‬التي تقوم على العوامال اليديولوجية والثنية والدينية ونوعية‬
‫السكان والثقافات‪.‬‬

‫والجيوإيكونومايكا قائماة على أساس الواقع القتصادي )ماراكز البورصات العالماية‪ ،‬الخاماات‬
‫الطبيعية‪ ،‬الماراكز العلماية‪ ،‬الصناعات الكبرى‪ .(..‬أماا في جانبها السياسي فهي تهدف إلى‬
‫تأسيس حكوماة عالماية أو دولة عالماية واحدة‪.‬‬

‫ويقسم أتالي الجيوإيكونومايكا العالماية إلى ثلثة أقطاب في العالم الواحد‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫أ‪ -‬المجال المريكي ‪ :‬يضم الماريكيتين في نظام ماالي وصناعي واحد‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫ب‪ -‬المجال الوروبي ‪ :‬يتماثل في توحد أوروبا اقتصادًيا‪.‬‬

‫ج‪ -‬منطأقة المحيطأ الهادي‪ :‬أو كماا تسماى أي ً‬


‫ضا بمانطقة الزدهارالجديد‪ ،‬ولها عدة ماراكز‬
‫ماتنافسة مانها طوكيو‪ ،‬تايوان‪ ،‬سنغفورة‪...‬‬

‫‪ -2-3‬العولمة ما بعد الكارثية ‪ :‬يعتبر كارلو سانتورو أن النظام الدولي في مارحلة انتقالية مان‬
‫نظام القطبية الثنائية إلى نظام تعدد القطاب‪ ،‬وهو ماا عبر عنه جاك أتالي في نظرية‬
‫الجيوإيكونومايكا‪ ،‬ويختلف عن فوكوياماا مان حيث تفاؤله بدور الماؤسسات العالماية ماثل المام‬
‫الماتحدة لتكون نواة للحكوماة العالماية‪ ،‬باعتبار أنها مان ماخلفات نظام القطبية الثنائية‪ ،‬ويرى أي ً‬
‫ضا‬
‫أن العالم ل يزال يحتفظ بطابع الجيوبوليتيكا الذي ساد في الحرب الباردة‪ ،‬وهذا ماا يؤدي إلى‬
‫كوارث حضارية‪.‬‬

‫وفي صيغة توفيقية بين الطلسية الجديدة والعولماة يحدد سانتورو سيناريو يتضمان عدة خطوات‬
‫لتحقيق الدولة العالماية‪ ،‬وهو على الشكل التي‪:‬‬

‫أ‪ -‬تراجع دور المانظماات العالماية‪.‬‬

‫ب‪ -‬تزايد النزعة القوماية ضمان دول حلف وارسوا سابًقا وكذا في دول العالم الثالث‪ ،‬وهو ماا‬
‫يؤدي إلى فوضى دولية‪.‬‬

‫ج‪ -‬تصادم الحلف التقليدية وانهيار الدول القائماة‪.‬‬

‫د‪ -‬قيام حروب مان الماستوى الصغير والماتوسط‪ ،‬وهو ماا يؤدي إلى تكتلت جيوبوليتكية جديدة‪.‬‬

‫ذ‪ -‬خطر الفوضى الدولية وتهديداتها الذي سيؤدي بالحلف إلى ضرورة إقاماة ماؤسسات عالماية‬
‫جديدة ذات صلحيات هائلة‪.‬‬

‫ر‪ -‬إقاماة دولة عالماية ذات مارجعيات دولية جديدة)‪.(57‬‬

‫المطألب الثالث‪ :‬استمرار الحلف ‪:‬‬

‫يرى ماعظم أصحاب النظرية الواقعية أن نهاية الحلف الدولية تكون نتيجة النتصار‬
‫أوالهزيماة في الحرب‪ ،‬ويؤكد هانس ماورغانتو أن انتهاء الحلف الدولي يكون نتيجة الخسارة في‬
‫الحرب‪ ،‬أماا النتصار فيها فإنه عادة ماا يؤدي إلى ضماوره نتيجة سقوط الحلف الماضاد له‪ ،‬بسبب‬
‫خسارة الحرب أو لانهيار داخلي وهذا ماا يفقده الحيوية وسبب الوجود )‪.(58‬‬

‫‪86‬‬
‫أماا ليسكا ‪ Liska‬فيرى أن الحلف الدولية تنشأ ضد طرف ماعين‪ ،‬لكن سرعان ماا تنهار بعد‬
‫كسب الحرب أو توصل حليف رئيسي إلى سلم مانفصل‪ ،‬ويؤكد أنه للماحافظة على استمارار‬
‫الحلف يجب تطوير أيديولوجيته أو استمارار وجود القوة الماحورية فيه‪ ،‬كماا يتطلب أي ً‬
‫ضا تقليص‬
‫عدد أعضائه لزيادة الماكاسب التي يحصل عليها العضاء الماؤثرين فيه‪ ،‬كماا أن تزايد أعضائه‬
‫يماكن أن يؤدي إلى زيادة الخلفات وتراجع الكفاءة‪ .‬وهو ماا يؤثر على درجة تمااسكه)‪.(59‬‬

‫ويرجع سولفيان استمارار الحلف إلى غماوض الهداف وتعددها‪ ،‬كماا أن الحلف تنتهي عندماا‬
‫تصبح نفقاتها أكبر مان عوائدها‪ ،‬بالضافة إلى التخوف مان تآكل سيادة الدولة بسبب الرتباط‬
‫الطويل الماد بالحلف‪.‬‬

‫كماا يرجع تيار آخر استمارار الحلف إلى الليات التي يوجدها الحلف للتعاون أماا ستيفن والت‬
‫أو‬ ‫فيرى أن تشكل الحلف هو رد فعل على التهديد‪ ،‬يكون إماا بماواجهة ماصدر التهديد‬
‫اللتحاق والنضماام إليه)‪ ،(60‬وتتفكك الحلف عند تراجع هذا التهديد أو عدم توافق أعضائه على‬
‫ماصادر تهديد جديدة ‪.‬‬

‫وقد وضع والت خماسة ماحددات لبقاء أو انهيار الحلف الدولية وهي‪:‬‬

‫‪ -1‬وجود قوة ماهيمانة‪.‬‬

‫‪ -2‬الماصداقية‪.‬‬

‫‪ -3‬إدراك التهديد‪.‬‬

‫‪ -4‬السياسات الداخلية‪.‬‬

‫‪ -5‬أثر الماؤسسة)‪.(61‬‬

‫وإذا حاولنا اسقاط هذه الماحددات على الحلف الطلسي بعد انهيار حلف وارسو ثم التحاد‬
‫السوفياتي فإننا نجد ‪:‬‬

‫‪ -1‬وجود قوة مهيمنة ‪ :‬تتماثل القوة الماهيمانة في التفاعلت الطلسية في الوليات الماتحدة‬
‫الماريكية التي تصدت للصوات الداعية إلى انهاء الحلف و تحمالت أكثر مان ‪ %60‬مان مايزانية‬
‫الحلف الماشتركة‪ ،‬وقدمات مازايا أكثر جاذبية عن باقي الحلفاء‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫‪ -2‬المصداقية ‪ :‬كان حلف شماال الطلسي طوال الحرب الباردة الضماانة شبه الوحيدة لتحقيق‬
‫المان والاستقرار في المانطقة الورو‪ -‬أطلسية‪ ،‬وتأكد هذا الدور في حروب البلقان التي هددت‬
‫المان والستقرار الوروبي‪ ،‬بعد أن تأكد عجز الوروبيين عن ماواجهتها‪ ،‬كماا أن استماراره يدعم‬
‫الترابط الوروبي – الماريكي‪ ،‬خصو ً‬
‫صا أن الوليات الماتحدة ماتخوفة مان عزلها عن ترتيبات‬
‫المان الوروبي ‪.‬‬

‫‪ -3‬إدراك التهديد ‪ :‬عند إنشاء الحلف تماثل الهدف الرئيسي مانه في الدفاع عن أمان المانطقة‬
‫الورو‪ -‬أطلسية وكان ماصدر التهديد يتماثل في التحاد السوفياتي والحزاب الشيوعية‪ ،‬لكن بعد‬
‫انهيار التحاد السوفياتي كان هناك إجمااع على وجود ماصادر تهديد جديدة تماثلت في ‪:‬‬

‫أ‪ -‬النزاعات العرقية والقوماية الناشئة عن تحولت البيئة الستراتيجية في شرق ووسط أوروبا‬
‫والبلقان‪.‬‬

‫ب‪ -‬صعوبة التحول والصلح الديماوقراطي في شرق أوروبا‪.‬‬

‫ج‪ -‬التخوف مان حدوث تطورات سياسية سلبية في روسيا وتفجر الصراعات داخل الفيدرالية‬
‫الروسية‪.‬‬

‫د‪ -‬التخوف مان تكوين كومانولث للدول الماستقلة ذي توجه أوراسي‪.‬‬

‫ذ‪ -‬حدوث حروب في قوس الزماات الشرقي )دول القوقاز وآسيا الوسطى(‪.‬‬

‫ر‪ -‬قيام صراعات داخلية وحروب دولية في القوس الجنوبي للزماات )الدول العربية(‪.‬‬

‫فهذه التهديدات وغيرها أعطت الماسوغ لبقاء حلف شماال الطلسي واستماراره‪.‬‬

‫‪ -4‬السياسات المحلية ‪ :‬كانت قضية بناء سياسة للمان والدفاع والخارجية للتحاد الوروبي‬
‫مان أهم القضايا الخلفية ماع الوليات الماتحدة‪ ،‬حيث كانت فرنسا تهدف إلى استقللية أوروبية في‬
‫ماجال المان والدفاع والسياسة الخارجية الماشتركة بعيدة عن الماظلة المانية الماريكية‪ ،‬في حين‬
‫رأت بريطانيا ضرورة الماحافظة على الروابط الوروبية والماريكية‪ ،‬وقد تم التوصل إلى حل‬
‫وسط تماثل في ماوافقة الوليات الماتحدة على تشكيل عناصر عسكرية أوربية مامايزة داخل الحلف‬
‫وإماكان تكليف اتحاد غرب أوروبا بقيادة بعض العماليات العسكرية ماع استخدام ماوجودات‬
‫الحلف‪ ،‬وهذا يتطلب ترخيصا جمااعيا ماسبقا مان دول الحلف‪ ،‬بماا فيها الوليات الماتحدة‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫‪ -5‬أثر المؤسسية ‪ :‬تقوم مانظماة حلف شماال الطلسي على بنية إدارية مارًكبة تحكم نشاط‬
‫الحلف وتحدد كيفية اتخاذ القرارات وماراقبة تنفيذها‪ ،‬كماا تم الت ك ييف ماع تغيرات و تحديات البيئة‬
‫المانية الجديدة‪ ،‬حيث كيفت عقيدة الحلف العسكرية وهيكل القوة و تقاسم العباء داخل الحلف ماع‬
‫إقاماة ماهام جديدة‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫هوامش الفصل الثاني ‪:‬‬

‫د‪ -‬بطرس بطرس غالي‪ ،‬حلف الطلنطي ) القاهرة‪ :‬الماطبعة النجلوماصرية ‪1961 ،‬م ( ‪،‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫ص‪.6‬‬

‫)‪ (2‬د‪ -‬إسمااعيل صبري ماقلد‪ ،‬العلقات السياسية الدولية ‪ :‬دراسة في الصول و النظريات‬
‫) القاهرة ‪ :‬الماكتبة الكاديماية ‪1991 ،‬م( ‪ ،‬ص ‪. 346‬‬

‫توفيق ماحماد عطية‪ ،‬توسيع حلف شماال الطلسي ‪ :‬الدوافع ‪ ،‬الماواقف‪ ،‬الماشكلت)القاهرة ‪:‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫الهيئة العاماة للاستعلماات ‪1998 ،‬م ( ‪ ،‬ص ‪. 1‬‬

‫د‪ -‬ماحماد الماجذوب‪ ،‬التنظيم الدولي )بيروت ‪ :‬مانشورات الحلبي الحقوقية ‪2002 ،‬م ( ‪ ،‬ص‬ ‫)‪(4‬‬

‫‪. 472‬‬

‫د‪ -‬إسمااعيل صبري ماقل ‪ ،‬العلقات السياسية الدولية ‪ :‬دراسة في الصول والنظريات ‪،‬‬ ‫)‪(5‬‬

‫المارجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 347‬‬

‫بيار جيربي‪ ،‬المانظماات الدولية‪ ،‬ترجماة ماحماد أحماد سليماان ) القاهرة ‪ :‬ماؤسسة سجل العرب‬ ‫)‪(6‬‬

‫‪1963 ،‬م ( ‪ ،‬ص ‪. 176‬‬

‫نافع أيوب لبس‪ ،‬مانظماة ماعاهدة حلف شماال الطلسي )الناتو(‪ :‬العضوية والتعاون )دماشق ‪:‬‬ ‫)‪(7‬‬

‫ماركز الدراسات العسكرية ‪1996 ،‬م (‪ ،‬ص ‪. 88‬‬

‫نافع أيوب لبس‪ ،‬مانظماة ماعاهدة حلف شماال الطلسي)الناتو( ‪ :‬العضوية والتعاون ‪ ،‬المارجع‬ ‫)‪(10‬‬

‫نفسه ‪ ،‬ص ‪. 90‬‬

‫د‪ -‬ماحماد نبيل فؤاد ‪ ،‬حلف شماال الطلسي )الناتو( النظام العالماي الحادي و ماشروع الشرق‬ ‫)‪(11‬‬

‫الوسط الكبير )القاهرة ‪ :‬ماطابع دار الجماهورية للصحافة ‪2007 ،‬م ( ‪ ،‬ص ‪. 38‬‬

‫نافع أيوب لبس‪ ،‬مانظماة ماعاهدة حلف شماال الطلسي )الناتو( ‪ :‬العضوية والتعاون ‪ ،‬المارجع‬ ‫)‪(12‬‬

‫السابق‪ ،‬ص ‪. 82‬‬

‫نافع أيوب لبس‪ ،‬مانظماة ماعاهدة حلف شماال الطلسي )الناتو( ‪ :‬العضوية والتعاون ‪ ،‬المارجع‬ ‫)‪(13‬‬

‫نفسه ‪ ،‬ص ‪. 85‬‬

‫‪90‬‬
‫د‪ -‬ماحماد نبيل فؤاد‪ ،‬حلف شماال الطلسي )الناتو( النظام العالماي الحادي وماشروع الشرق‬ ‫)‪(17‬‬

‫الوسط الكبير‪ ،‬المارجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 44‬‬

‫نافع أيوب لبس‪ ،‬مانظماة ماعاهدة حلف شماال الطلسي )الناتو( ‪ :‬العضوية والتعاون ‪ ،‬المارجع‬ ‫)‪(18‬‬

‫السابق ‪ ،‬ص ‪.101‬‬

‫د‪ -‬إسمااعيل صبري ماقلد‪ ،‬العلقات السياسية الدولية‪ :‬دراسة في الصول والنظريات‪،‬‬ ‫)‪(19‬‬

‫المارجع السابق ‪ ،‬ص ‪.45‬‬

‫نزار إسمااعيل الحيالي‪ ،‬دور حلف شماال الطلسي بعد انتهاء الحرب الباردة ‪ ،‬رسالة دكتوراه‬ ‫)‪(20‬‬

‫مانشورة ) أبوظبي‪ :‬ماركز الماارات للدراسات الستراتيجية ‪2003 ،‬م ( ‪ ،‬ص ‪. 12‬‬
‫)‪(22‬‬
‫` ‪Thierry Monthrial Et Philippe Moreau Defares , RAMES 2007 , L‬‬
‫‪EUROPE ET LE MONDE ( Paris : Edition La Dunod , 2006) , p 322 .‬‬
‫د‪ -‬بهجت قرني ‪ ،‬مان النظام الدولي إلى النظام العالماي‪ ،‬ماجلة السياسة الدولية ‪ ،‬العدد ‪161‬‬ ‫)‪(23‬‬

‫) القاهرة ‪2005 :‬م (‪ ،‬ص ‪. 43‬‬


‫جوزيف ناي ‪ ،‬القوة الناعماة ‪ :‬وسيلة النجاح في السياسة الدولية ‪ ،‬ترجماة د‪ -‬ماحماد توفيق‬ ‫)‪(24‬‬

‫البجيرماي ) الرياض ‪ :‬العبيكان للنشر‪2007 ،‬م ( ‪ ،‬ص ‪. 14‬‬


‫د‪ -‬حسن أبوطالب ‪ ،‬هل يتجه النظام الدولي نحو التعددية القطبية ؟‪ ،‬ماجلة السياسة الدولية‪،‬‬ ‫)‪(25‬‬

‫العدد ‪ )161‬القاهرة ‪2005 :‬م (‪ ،‬ص ‪. 198‬‬


‫د‪ -‬ودودة بدران‪ ،‬الرؤى الماختلفة للنظام العالماي الجديد ‪ ،‬في ماحماد السيد سليم )ماحررا(‪،‬‬ ‫)‪(26‬‬

‫النظام العالماي الجديد) القاهرة ‪ :‬ماركز البحوث والدراسات السياسية ‪ ،‬جاماعة القاهرة ‪1994 ،‬م‬
‫( ‪ ،‬ص ‪. 31‬‬
‫د‪ -‬ودودة بدران ‪ ،‬الرؤى الماختلفة للنظام العالماي الجديد ‪ ،‬المارجع نفسه ‪ ،‬ص ‪. 29‬‬ ‫)‪(27‬‬

‫د‪ -‬حسن أبوطالب ‪ ،‬هل يتجه النظام الدولي نحو التعددية القطبية ؟ المارجع السابق ‪ ،‬ص‬ ‫)‪(28‬‬

‫‪. 199‬‬
‫د‪ -‬نزار إسمااعيل الحيالي‪ ،‬دور حلف شماال الطلسي بعد نهاية الحرب الباردة ‪ ،‬المارجع‬ ‫)‪(29‬‬

‫السابق ‪ ،‬ص ‪.15‬‬


‫جيماس دورتي و روبرت بالتسغراف‪ ،‬النظريات الماتضاربة في العلقات الدولية‪ ،‬ترجماة د‪-‬‬ ‫)‪(30‬‬

‫وليد عبد الحي)الكويت ‪ :‬كاظماة للنشر والدراسات والترجماة ‪1985 ،‬م(‪ ،‬ص ‪. 11‬‬

‫‪91‬‬
‫ماحماد أبو بكر الرازي ‪ ،‬ماختار الصحاح ) القاهرة ‪ :‬الماطبعة المايرية ‪1925 ،‬م ( ‪ ،‬ص‬ ‫)‪(31‬‬

‫‪. 541‬‬

‫أحماد وهبان ‪ ،‬العلقات الوروبية الماريكية بين التحالف و الماصلحة )القاهرة ‪ :‬ماكتبة نهضة‬ ‫)‪(32‬‬

‫الشرق ‪1995 ،‬م ( ‪ ،‬ص ‪. 11‬‬

‫د‪ -‬ماحماد طه بدوي ‪ ،‬مادخل إلى علم العلقات الدولية ) بيروت ‪ :‬دار النهضة العربية‬ ‫)‪(33‬‬

‫للطباعة والنشر ‪1972 ،‬م( ‪ ،‬ص ‪. 236‬‬

‫د‪ -‬ماحماد طه بدوي ‪ ،‬مادخل إلى علم العلقات الدولية ‪ ،‬المارجع نفسه ‪ ،‬ص ‪. 236‬‬ ‫)‪(34‬‬

‫د‪ -‬نزار إسمااعيل الحيالي ‪ ،‬دور حلف شماال الطلسي بعد انتهاء الحرب الباردة ‪ ،‬المارجع‬ ‫)‪(35‬‬

‫السابق ‪ ،‬ص ‪. 17‬‬

‫د‪ -‬نزار إسمااعيل الحيالي ‪ ،‬دور حلف شماال الطلسي بعد انتهاء الحرب الباردة ‪ ،‬المارجع‬ ‫)‪(36‬‬

‫نفسه ‪ ،‬ص ‪. 18‬‬

‫د‪ -‬بطرس بطرس غالي ‪ ،‬مادخل إلى علم السياسة ) بيروت ‪ :‬دار الجليل للطباعة ‪ ،‬بيروت‬ ‫)‪(37‬‬

‫‪1967 ،‬م ( ‪ ،‬ص ‪. 465‬‬

‫د‪ -‬نزار إسمااعيل الحيالي ‪ ،‬دور حلف شماال الطلسي بعد انتهاء الحرب الباردة ‪ ،‬المارجع‬ ‫)‪(38‬‬

‫السابق ‪ ،‬ص ‪.21‬‬

‫د‪ -‬إبراهيم أبو خزام ‪ ،‬الحروب و توازن القوى) عماان ‪ :‬دار الهلية للنشر والتوزيع ‪،‬‬ ‫)‪(39‬‬

‫‪1998‬م ( ‪ ،‬ص ص ‪.61-60‬‬

‫د‪ -‬نزار إسمااعيل الحيالي ‪ ،‬دور حلف شماال الطلسي بعد انتهاء الحرب الباردة ‪ ،‬المارجع‬ ‫)‪(40‬‬

‫السابق ‪ ،‬ص ‪. 22‬‬

‫د‪ -‬يوسف ناصيف حتى‪ ،‬نظرية العلقات الدولية) بيروت ‪ :‬دار الكتاب العربي ‪1985 ،‬م(‬ ‫)‪(41‬‬

‫‪ ،‬ص ‪. 29‬‬

‫د‪ -‬نزار إسمااعيل الحيالي ‪ ،‬دور حلف شماال الطلسي بعد انتهاء الحرب الباردة ‪ ،‬المارجع‬ ‫)‪(41‬‬

‫السابق ‪ ،‬ص ‪. 23‬‬

‫د‪ -‬نزار إسمااعيل الحيالي ‪ ،‬دور حلف شماال الطلسي بعد انتهاء الحرب الباردة ‪ ،‬المارجع‬ ‫)‪(42‬‬

‫نفسه ‪ ،‬ص ‪. 24‬‬

‫‪92‬‬
‫د‪ -‬نزار إسمااعيل الحيالي‪ ،‬دور حلف شماال الطلسي بعد انتهاء الحرب الباردة‪ ،‬المارجع‬ ‫)‪(43‬‬

‫نفسه ‪ ،‬ص ص ‪. 27 -25‬‬

‫د‪ -‬ماحماد ماحماود إبراهيم الديب‪ ،‬الجغرافيا السياسية ‪ :‬مانظور ماعاصر)القاهرة ‪ :‬الماكتبة‬ ‫)‪(44‬‬

‫النجلوماصرية ‪1989 ،‬م( ‪ ،‬ص ‪. 643‬‬

‫د‪ -‬ألسكندر دوغين‪ ،‬أسس الجيوبوليتيكا ‪ :‬ماستقبل روسيا الجيوبوليتيكي ‪ ،‬ترجماة د‪ -‬عمااد‬ ‫)‪(45‬‬

‫حاتم )بيروت ‪ :‬دار الكتاب الجديد الماتحدة ‪2004 ،‬م ( ‪ ،‬ص ‪. 100‬‬

‫أ‪ -‬د‪ -‬فايز ماحماد العيسوي‪ ،‬الجغرافيا السياسية الماعاصرة ) السكندرية ‪ :‬دار الماعرفة‬ ‫)‪(46‬‬

‫الجاماعية ‪2002 ،‬م ( ‪ ،‬ص ‪306‬‬

‫رسل فيفلد‪ ،‬إتزل بيرسي‪ ،‬الجيوبوليتيكا ‪ ،‬ترجماة يوسف ماجلى و لويس إسكندر‬ ‫)‪(47‬‬

‫)القاهرة ‪ :‬الكرنك ‪ ،‬دون تاريخ النشر( ‪ ،‬ص ص ‪. 30-29‬‬

‫د‪ -‬ماحماد ماحماود إبراهيم الديب‪ ،‬الجغرافيا السياسية‪ :‬مانظور ماعاصر ‪ ،‬المارجع السابق ‪ ،‬ص‬ ‫)‪(48‬‬

‫‪. 660‬‬

‫أ‪ -‬د‪ -‬فايز ماحماد العيسوي‪ ،‬الجغرافيا السياسية الماعاصرة‪ ،‬المارجع السابق ‪ ،‬ص ‪.310‬‬ ‫)‪(49‬‬

‫د‪ -‬ألسكندر دوغين‪ ،‬أسس الجيوبوليتيكا‪ :‬ماستقبل روسيا الجيوبوليتيكي‪ ،‬المارجع السابق ‪،‬‬ ‫)‪(50‬‬

‫ص ‪.89‬‬

‫د‪ -‬ألسكندر دوغين‪ ،‬أسس الجيوبوليتيكا‪ :‬ماستقبل روسيا الجيوبوليتيكي‪ ،‬المارجع نفسه ‪ ،‬ص‬ ‫)‪(51‬‬

‫‪. 149‬‬

‫د‪ -‬ألسكندر دوغين‪ ،‬أسس الجيوبوليتيكا‪ :‬ماستقبل روسيا الجيوبوليتيكي‪ ،‬المارجع نفسه ‪ ،‬ص‬ ‫)‪(52‬‬

‫ص ‪.157 -154‬‬

‫)‪ (53‬صماوئيل هنتينغتون‪ ،‬صراع الحضارات ‪ ،‬ترجماة نجوى أبوغزالة‪ ،‬ماجلة شؤون سياسية‪،‬‬
‫العدد ‪ ) 1‬بغداد ‪ 1994 :‬م( ‪ ،‬ص ص ‪. 125 -119‬‬

‫عباس غالي الحديثي‪ ،‬نظريات السيطرة الستراتيجية وصراع الحضارات ) عماان ‪ :‬دار‬ ‫)‪(54‬‬

‫أساماة للنشر والتوزيع ‪2004 ،‬م ( ‪ ،‬ص ‪. 70‬‬

‫د‪ -‬ألسكندر دوغين‪ ،‬أسس الجيوبوليتيكا‪ :‬ماستقبل روسيا الجيوبوليتيكي‪ ،‬المارجع السابق ‪،‬‬ ‫)‪(55‬‬

‫ص ‪. 70‬‬

‫‪93‬‬
‫للمازيد أنظر الصفحة ‪ 36‬وماا بعدها‪.‬‬ ‫)*(‬

‫د‪ -‬ألسكندر دوغين‪ ،‬أسس الجيوبوليتيكا‪ :‬ماستقبل روسيا الجيوبوليتيكي‪ ،‬المارجع السابق ‪،‬‬ ‫)‪(56‬‬

‫ص ص ‪172 -169‬‬

‫د‪ -‬ألسكندر دوغين‪ ،‬أسس الجيوبوليتيكا‪ :‬ماستقبل روسيا الجيوبوليتيكي‪ ،‬المارجع نفسه ‪ ،‬ص‬ ‫)‪(57‬‬

‫ص ‪. 173 -172‬‬

‫هانز ماورجانتو‪ ،‬السياسة بين المام‪ ،‬ترجماة خيري حمااد ) القاهرة ‪ :‬الدار القوماية للكتاب ‪،‬‬ ‫)‪(58‬‬

‫‪1965‬م ( ‪ ،‬ص ص ‪. 266-260‬‬

‫د‪ -‬عماد جاد ‪ ،‬حلف الطلنطي‪ :‬مهام جديدة فأي بيئة أمنية مغايرة‪ ،‬رسالة دكتوراه منشورة‬ ‫)‪(59‬‬

‫) القاهرة ‪ :‬مركز الدراسات السياسية والستراتيجية ‪1998 ،‬م ( ‪. 45 ،‬‬

‫د‪ -‬عمااد جاد‪ ،‬حلف الطلنطي‪ :‬ماهام جديدة في بيئة أمانية ماغايرة ‪ ،‬المارجع نفسه ‪ ،‬ص ‪. 60‬‬ ‫)‪(60‬‬

‫د‪ -‬عمااد جاد ‪ ،‬حلف الطلنطي‪ :‬ماهام جديدة في بيئة أمانية ماغايرة ‪ ،‬المارجع نفسه ‪ ،‬ص ص‬ ‫)‪(61‬‬

‫‪. 47 -46‬‬

‫‪94‬‬
‫الفصل الثالث‬

‫المن الوأروأ ‪ -‬أطلسي إوأاستراتيجية الحلفا‬

‫يتم فأي هذا الفصل دراسة المن الورو ‪ -‬أطلسي و إستراتيجية الحلف العسكرية‪ ،‬من خلل‬
‫دراسة المن الوروبي عبر تحليل حروب البلقان‪ ،‬وأثرها على تأسيس وانتهاج سياسة المن والدفأاع‬
‫الوروبية ودراسة التفاعل بينها وبين حلف الطلسي‪.‬‬

‫كما يتناول المفهوم الستراتيجي وأثر تغير النظام الدولي على هيكل القوة داخل الحلف ‪ ،‬وكذلك‬
‫وأيضاذ دراسة‬ ‫يتناول تحليل المفهوم الستراتيجي الجديد وقوة التدخل السريع التابعة للحلف‪،‬‬
‫سياسة توسيع الحلف‪.‬‬

‫كما يتم التعرض إلى مبادرات التعاون التي يطلقها الحلف فأي إطار محيطه الستراتيجي‪ ،‬ابتداذء‬
‫بمجلس تعاون شمال الطلسي‪ ،‬ثم مبادرة الشراكة من أجل السلم والوثيقة التأسيسية مع روسيا‪ ،‬ثم‬
‫دراسة مجلس روسيا‪ -‬الطلسي‪ ،‬ومجلس الشراكة الوروبية– الطلسية ومجلس أوكرانيا ‪-‬‬
‫الطلسي‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫المبحث الول‬

‫المن الوروبي‬

‫المطألب الول‪ :‬حروب البلقان والمن الورو‪ -‬أطألسي‪:‬‬

‫أكد الدور الذي قام به حلف شماال الطلسي في أزماة البوسنة والهرسك عجز الوروبيين عن‬
‫توفير المان والستقرار الوروبي دون الستعانة بقدرات الحلف‪ ،‬رغم ماحاولت تبني سياسة‬
‫أمان ودفاع أوروبية ماستقلة عنه‪.‬‬

‫أ ‪ -‬أزمة البوسنة والهرسك ‪ :‬عقب إعلن استقلل جماهورية البوسنة والهرسك وانفصالها عن‬
‫التحاد اليوغوسلفي في أواخر سنة ‪ 1991‬م‪ ،‬سعت حكوماة علي عزت بيغوفيتش للحصول‬
‫على اعتراف الجمااعة الوروبية بذلك‪ ،‬لكن الخيرة اشترطت أن يتم ذلك بعد إجراء استفتاء‬
‫شعبي حول استقلل القليم‪ ،‬وهو ماا حدث في ‪ 29‬فبراير و ‪ 1‬ماارس ‪ 1992‬م‪ ،‬وكانت نتيجته‬
‫الماوافقة على استقلل القليم بنسبة ‪ (1)%99‬بنسبة ماشاركة بلغت ‪ %63.4‬مان ماجماوع الناخبين‪،‬‬
‫وهذا لماقاطعة صرب البوسنة عمالية الستفتاء ‪ .‬وبدعم مان جماهورية صربيا قاماوا بأعماال‬
‫وحشية وسياسة تطهير عرقي خصوصا بعد اعتراف الجمااعة الوروبية والوليات الماتحدة‬
‫باستقلل القليم ‪.‬‬

‫وفي إبريل ‪1992‬م‪ ،‬حدثت ماجزرة بحق السكان الماسلماين بمانطقة تجارية وسط سرايفو‪،‬‬
‫وذلك في ‪ 28‬ماايو ‪1992‬م‪(2) ،‬وعقبه أصدر ماجلس المان القرار رقم ‪ 713‬القاضي بمانع إيصال‬
‫أية أسلحة أو ماعدات عسكرية إلى عماوم يوغوسلفيا‪ ،‬ثم القرار رقم ‪ 757‬الذي يفرض عقوبات‬
‫شامالة على يوغوسلفيا الفيدرالية‪ ،‬وقد قرر ماجلس الحلف بالشتراك ماع اتحاد غرب أوروبا‬
‫ماراقبة تنفيذ القرارين الدوليين‪ ،‬مان خلل عمالية الماراقب البحري ‪ Maritime Monitor‬التي‬
‫تطورت في ماا بعد إلى عمالية الحارس البحري ‪ ، Maritime Guard‬وذلك وفقا لقرار ماجلس‬
‫المان رقم ‪ 787‬الذي يسماح بإيقاف السفن وتفتيشها وتحويل ماجراها مان أجل التأكد مان تطبيق‬
‫قرارات ماجلس المان الدولي وفقا للفصل السابع مان المايثاق‪ ،‬وقد ماثلت هذه العماليات أول عمالية‬
‫)‪(3‬‬
‫للحلف خارج نطاق عماله الجغرافي‪.‬‬

‫ثم تطور عمال الحلف في البوسنة والهرسك بعد صدور قرار ماجلس المان رقم ‪ 816‬الذي‬
‫يوسع في القرار رقم ‪ 781‬بخصوص الطيران العسكري فوق البوسنة والهرسك في ماا عدا‬
‫الطيران التابع لقوات المام الماتحدة للحمااية ‪ UNPRO FOR‬ليشمال الطائرات ذات الجنحة‬

‫‪96‬‬
‫الثابتة والدوارة‪ ،‬لتحييد التفوق الجوي الحربي‪ ،‬وفي ‪ 28‬فبراير ‪1994‬م‪ ،‬اعترضت طائرتان‬
‫أماريكيتان مان طراز )إف‪ (16 -‬ست طائرات حربية حاولت خرق مانطقة الحظر الجوي‪ ،‬وكان‬
‫أول اشتباك عسكري للحلف مانذ تأسيسه‪ .‬ثم تطور الوضع ماع بداية الهجماات الصربية على‬
‫المادن المانة مانذ أبريل ‪ 1994‬م‪ ،‬إلى حد تعريض حياة الماراقبين العسكريين التابعين للمام‬
‫الماتحدة للخطر‪ ،‬وعندها طلب قائد قوات المام الماتحدة للحمااية ‪ UNPRO FOR‬مان الحلف‬
‫توفير غطاء جوي للحمااية‪(4) ،‬وعلى إثره قامات طائرات الحلف بقصف ماواقع صربية في ‪10‬و‬
‫‪ 11‬أبريل ‪ 1994‬م‪.‬‬

‫العلقة بين حلف الطألسي والمم المتحدة في إدارة الصراع‪:‬‬

‫سعت المام الماتحدة إلى حمااية المابادئ التقليدية لحفظ السلم والماتماثلة في الحياد واستخدام‬
‫القوة في حالة الدفاع عن النفس فقط‪ ،‬كماا سعت إيجاد تسوية سلماية للصراع وتجنب تكلفته‬
‫الباهظة‪ ،‬بالضافة إلى حرصها على أفرادها العامالين بالمايدان‪ ،‬وإيصال الماساعدات النسانية‪،‬‬
‫ولهذا كانت حريصة على الخيار السلماي‪ ،‬وبعد إعلن الماناطق المانة قام الدكتور بطرس بطرس‬
‫غالي الماين العام السابق للمام الماتحدة بتفويض صلحيات سلطة إعطاء الذن باستخدام‬
‫الضربات الجوية إلى السيد ياسوشي أكاشي ماماثله الخاص بالبوسنة)‪.(5‬‬

‫أماا حلف الطلسي فكان بماثابة آلية لنفاذ قرارات ماجلس المان‪ ،‬وماكلف بعماليات انفاذ السلم‪،‬‬
‫خاصة مان الجو عن طريق الطيران‪ ،‬وكان الحلف يمايل أكثر إلى الخيارالعسكري مان خلل‬
‫التطبيق الفعال للقوة العسكرية‪ ،‬حتى لو استخدمات في نطاق ماحدود‪ ،‬ومان هنا ظهر اختلف في‬
‫وجهات النظر‪ ،‬وازداد المار تعقيدا بسبب أن ماماثل الماين العام بالبوسنة هو الذي يمالك سلطة‬
‫إعطاء إذن البدء بالضربات الجوية‪ ،‬وهو ماا يحد مان حركة ومارونة الحلف في الرد على‬
‫العتداءات الصربية‪.‬‬

‫وقد تم التوصل إلى اتفاق المافتاح المازدوج ‪ Dual Kay‬بعد اقراره في قماة الحلف ببروكسيل‬
‫عام ‪1994‬م‪ ،‬حيث جعل سلطة اصدارالذن بتوجيه الضربات الجوية ماشتركة بين قائد قوات‬
‫المام الماتحدة بالبوسنة والهرسك وقائد قوات الحلف بالقيادة الجنوبية‪ ،‬بعد الحصول على تفويض‬
‫مان المام الماتحدة‪.‬‬

‫لكن هذا الحل أبقى على المارالواقع حيث استبعدت المام الماتحدة التحرك ضد الصرب‪ ،‬ومان‬
‫جهة أخرى نجد أن الحلف ل يستطيع القيام بأي عمال دون تفويض مان المام الماتحدة‪ ،‬أماا‬

‫‪97‬‬
‫الصرب فقد استفادوا كثيرا مان حالة الشلل هذه‪ ،‬وانعكست في عدم العتراف بقرارات ماجلس‬
‫المان‪.‬‬

‫وبعد سقوط مادينة سريبرينيتشا )وهي مان المادن المانة( في ‪ 10‬يوليو ‪1995‬م‪ ،‬وحدوث أبشع‬
‫ماجزرة للبادة الجمااعية‪ ،‬حيث قتل أكثر مان خماسة عشرألف ماسلم‪ ،‬كماا أسر الصرب ثلثين‬
‫جنديا هولنديا مان قوات المام الماتحدة للحمااية ‪ ،UNPRO FOR‬ثم اجتياح مادينة زيبا )وهي‬
‫أيضا مان المادن المانة ( وقصف سوق سرايفو الذي أوقع سبعة وثلثين مادنيا‪ (6).‬وأماام تعرض‬
‫بعثة المام الماتحدة للحمااية للهجوم الصربي‪ ،‬قرر الماين العام للمام الماتحدة نقل صلحيات سلطة‬
‫اعطاء إذن البدء بالضربات الجوية إلى حلف الطلسي وحده‪ ،‬وهذا ل يحتاج إلى قرار جديد مان‬
‫ماجلس المان‪ ،‬حيث كانت التوقعات تشير إلى اعتراض روسيا عليه باستخداماها لحق النقض‪.‬‬

‫وهنا تدخل الحلف ماع قوات المام الماتحدة للحمااية وقوات الرد السريع بشن أكثر مان ‪3515‬‬
‫غارة جوية وإلقاء أكثر مان ‪ 1026‬قنبلة على صرب البوسنة‪ ،‬ودامات الحمالة أكثر مان أسبوعين‪،‬‬
‫تم خللها تدماير خطوط التصالت والماواصلت وماخازن السلحة والقواعد العسكرية الصربية‪.‬‬

‫وبعد عجز التحاد الوروبي عن تحقيق تسوية سلماية‪ ،‬نجحت الوليات الماتحدة في إجبار‬
‫أطراف الصراع على القبول ببنود اتفاقية دايتون للسلم‪ ،‬وذلك في ‪ 14‬ديسمابر ‪1995‬م‪ ،‬والتي‬
‫نصت على‪:‬‬

‫‪ -1‬تقسيم البوسنة إلى قسماين رئيسين على النحو التي‪:‬‬

‫أ ‪ -‬يخصص القسم الول للتحاد الفيدرالي بين الماسلماين والكروات‪ ،‬بنسبة ‪ %51‬مان أراضي‬
‫البوسنة والهرسك‪.‬‬

‫ب ‪ -‬يخصص للصرب نسبة ‪ %41‬مان أراضي البوسنة والهرسك‪.‬‬

‫ج ‪ -‬ينضوي القسماان في إطار دولة البوسنة والهرسك داخل حدودها الدولية و يخضعان لدستور‬
‫فيدرالي‪.‬‬

‫‪ -2‬تبقى سراييفو عاصماة ماوحدة للبوسنة والهرسك‪ ،‬ويرفع عنها الحصار‪ ،‬وتلغى العقوبات‬
‫المافروضة على ماداخلها‪.‬‬

‫‪ -3‬يفتح بنك البوسنة والهرسك الماركزي‪ ،‬وتصك عمالتها الماوحدة‪.‬‬

‫‪ -4‬يكون للبوسنة والهرسك رئاستها الخاصة بها‪.‬‬

‫‪98‬‬
‫‪ -5‬تكون للبوسنة والهرسك ماحكماة دستورية ماستقلة‪.‬‬

‫‪ -6‬يتألف برلماان البوسنة والهرسك مان ماجلسين‪ ،‬ويتم انتخاب أعضائهماا مان طرف الناخبين في‬
‫ل قبل‬‫البوسنة والهرسك‪ ،‬الذين يسماح لهم بالتصويت في المااكن التي كانوا يقيماون فيها أص ًً‬
‫)‪(7‬‬
‫التهجير‪.‬‬

‫‪ -7‬تشكيل قوات حفظ سلم مان حلف الطلسي ودول أخرى قواماها ‪ 60‬ألف جندي)‪.(8‬‬

‫وقد أكدت أزماة البوسنة والهرسك الدور الرئيس لحلف الطلسي والوليات الماتحدة الماريكية‪،‬‬
‫و في حفظ‬ ‫)‪(9‬‬
‫التي شاركت بأكثر مان ‪ %66‬مان إجماالي الغارات الجوية ضد صرب البوسنة‬
‫المان والستقرار الوروبي‪ ،‬وذلك مان خلل النقاط التية‪:‬‬

‫‪ -7-1‬ماراقبة تنفيذ قرارماجلس المان الماتعلق بفرض الحصارعلى توريد السلحة ليوغوسلفيا‬

‫‪ -7-2‬فرض حصار اقتصادي على صربيا والجبل السود‪.‬‬

‫‪ -7-3‬إقاماة مانطقة الحظر الجوي فوق البوسنة والهرسك‪.‬‬

‫‪ -7-4‬توجيه الضربات الجوية ضد صرب البوسنة‪.‬‬

‫‪ -5 -7‬العمال العسكري وفق ماا تقرره المانظماة الدولية‪.‬‬

‫ب‪ -‬حرب كوسوفو‪ :‬أعطى دستور ‪1974‬م‪ ،‬الوحدات الفيدرالية ماسؤولية أكبر في‬
‫الماورالسياسية والقتصادية والجتمااعية‪ ،‬وشمالت هذه الصلحيات عددا مان القاليم الخاضعة‬
‫لصربيا على ماستوى الجماهورية‪ ،‬في إطار حكم ذاتي ماوسع‪ ،‬كماا أظهر الدستور أن يوغوسلفيا‬
‫تقوم على وحدات فيدرالية كامالة الهلية وأقر لها بحق أن يتولى ماماثل عن كل وحدة فيدرالية )بماا‬
‫فيها فويفودينا وكوسوفو( رئاسة الدولة التحادية لمادة عام‪ ،‬إلى أن وصل سلوبودان مايلوزوفيتش‬
‫إلى رئاسة جماهورية الصرب سنة ‪1986‬م‪ ،‬وتبنى توجهات قوماية صربية ماتطرفة‪ ،‬حيث كان‬
‫أول صدام بين الصرب واللبان في إقليم كوسوفو سنة ‪1989‬م‪ ،‬وبعدها قامات صربيا بإلغاء‬
‫الحكم الذاتي لكوسوفو سنة ‪1989‬م‪ ،‬ثم أصدر مايلوزوفيتش دستورا جديدا لصربيا يعطي لها حق‬
‫الوصاية على إقليماي كوسوفو و فويفودينا‪ ،‬فرد اللبان باعلن الستقلل في ‪ 2‬يوليو ‪1990‬م‪،‬‬
‫بعد إجراء استفتاء وانتخاب إبراهيم روجوفا رئيسا لجماهورية كوسوفو‪ ،‬وعقب ذلك أرسلت‬
‫صربيا وحدات عسكرية إلى المانطقة وألغت ماختلف الحقوق الثقافية والسياسية والقتصادية لقليم‬
‫وعقب السياسات القماعية التي اتبعتها صربيا في القليم‪،‬‬ ‫)‪(10‬‬
‫كوسوفو واعتبرته إقليماا ماتماردا‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫انقسمات التجاهات السياسية إلى قسماين أحدهماا يفضل الخيار السلماي لحل الزماة‪ ،‬ويتزعماه‬
‫إبراهيم روجوفا و فهماي أغاني‪ ،‬والثاني يتبنى العمال العسكري لتحقيق الستقلل‪ ،‬حيث تم إنشاء‬
‫)‪(11‬‬
‫جيش تحرير كوسوفو‪.‬‬

‫وبعد هجوم استهدف عناصر مان البوليس الصربي‪ ،‬والذي تبناه جيش تحرير كوسوفو قام‬
‫الجيش الصربي بهجوم دماوي واسع النطاق‪ ،‬أسفر عن ماقتل أكثر مان ‪ 300‬مادني‪ ،‬وتشريد أكثر‬
‫مان ‪ 20‬ألف لجئ ألباني‪ ،‬وذلك في ماارس ‪1998‬م‪ ،‬وأعقب ذلك حمالة استنكار دولية‪ ،‬وطالبت‬
‫الوليات الماتحدة والتحاد الوروبي بانسحاب القوات الصربية وإعطاء القليم ماكانة مامايزة‬
‫خصوصا أن ‪ %80‬مان سكانه هم مان اللبان‪ ،‬و ‪ %15‬فقط هم مان الصرب‪ ،‬وبعد رفض صربيا‬
‫نداءات السلم قامات الوليات الماتحدة والتحاد الوروبي بالجراءات التية ‪:‬‬

‫‪ -1‬فرض العقوبات القتصادية على صربيا مان خلل‪:‬‬

‫أ‪ -‬تجمايد أماوال يوغوسلفيا بالخارج‪.‬‬

‫ب‪ -‬وقف اعتماادات البنوك الغربية‪.‬‬

‫ج‪ -‬عدم السمااح بإبرام يوغوسلفيا لتفاقيات ماع الماؤسسات الماالية الدولية )صندوق النقد الدولي‬
‫والبنك الدولي(‪.‬‬

‫د‪ -‬وقف أي استثماارات غربية في القتصاد اليوغوسلفي‪.‬‬

‫ذ‪ -‬فرض حظر بحري لمانع وصول إمادادات البترول والسلحة الروسية إلى بلغراد‪.‬‬
‫د‪ -‬فرض حظر نفطي )‪.(12‬‬
‫‪ -2‬تهديد صربيا بشن ضربات جوية بواسطة قوات حلف الطلسي‪.‬‬
‫وتم تشكيل لجنة اتصال دولية في بداية عام ‪1998‬م‪ ،‬وقد ضمات الوليات الماتحدة الماريكية‪،‬‬
‫فرنسا‪ ،‬ألماانيا‪ ،‬روسيا وإيطاليا‪ ،‬ليجاد تسوية سلماية للزماة‪ ،‬وتم إجراء هذه المافاوضات في‬
‫ضاحية رامابوييه ‪ ، Rambouillet‬وقد قامات المافاوضات في الطار التي‪:‬‬
‫‪ -1‬ضرورة وقف العنف واللتزام بوقف إطلق النار‪ ،‬والحل السلماي للزماة‪.‬‬
‫‪ -2‬الماحافظة على وحدة وسيادة الراضي اليوغوسلفية‪ ،‬ماع توفير الحمااية لحقوق ماختلف‬
‫القومايات والقليات العرقية‪.‬‬

‫‪ -5‬العفو عن مان ارتكب أخطاء أثناء القتال‪ ،‬واستثناء مارتكبي جرائم ضد النسانية‪.‬‬

‫‪100‬‬
‫)‪(13‬‬
‫‪ -5‬الفراج عن جمايع الماعتقلين السياسيين‪.‬‬

‫وتم التوصل إلى اتفاق رامابوييه ‪ Rambouillet‬ونص على‪:‬‬

‫‪ -1‬قيام حكم ذاتي ماوسع في كوسوفو‪.‬‬

‫‪ -2‬بعد مارور ثلث سنوات على الحكم الذاتي‪ ،‬تعقد ماجماوعة التصال الدولية ماؤتمارا يحدد‬
‫آليات ماناسبة لقرار حق تقرير ماصير الشعب اللباني‪.‬‬

‫‪ -3‬تسليم جيش تحرير كوسوفو أسلحته‪ ،‬وقبوله بالحكم الذاتي بدل الستقلل‪.‬‬

‫‪ -4‬انسحاب القوات العسكرية والشرطة الصربية مان كوسوفو‪ ،‬على أن يبقى ‪ 1500‬جندي‬
‫تقتصر ماهماتهم على حمااية الحدود والحتفاظ ب ‪ 2500‬شرطي‪.‬‬

‫‪ -5‬نشر قوة دولية ماتعددة الجنسيات في كوسوفو يساهم فيها حلف الطلسي بالجزء الكبر‪.‬‬

‫وقد رفض ألبان كوسوفو إتفاق رامابوييه في البداية‪ ،‬لنه نص على حكم ذاتي دون الستقلل‪،‬‬
‫بالضافة إلى رفض جيش تحرير كوسوفو تسليم سلحه‪ .‬لكن بعد ضغط مان أطراف دولية قبل‬
‫اللبان التفاق‪.‬‬

‫أماا الجانب الصربي فقد رفض التفاق‪ ،‬لنه يؤكد على انسحاب قوات الجيش والشرطة‬
‫الصربية مان القليم‪ ،‬ونشر قوات دولية تحت قيادة حلف شماال الطلسي‪ ،‬وتم اعتبار ذلك احتل ً‬
‫ل‬
‫ل عسكريا ماخ ً‬
‫ل بالسيادة‪ .‬بل واصل الصرب اجتياحهم للقليم وماماارسة سياسة التطهير‬ ‫أو تدخ ً‬
‫العرقي والتهجير الجمااعي ضد الماسلماين اللبان‪ ،‬فحسب تقديرات المافوضية العليا لشؤون‬
‫اللجئين فقد بلغ عدد لجئي كوسوفو مانذ تفجر العنف بالقليم في أواخر فبراير ‪1998‬م وحتى ماا‬
‫قبل بدأ الضربات الجوية نحو ‪ 100‬ألف لجئ‪ ،‬وماع انتهائها زاد عدد اللجئين عن ‪ 900‬ألف‬
‫)‪(14‬‬
‫لجئ‪.‬‬

‫وأماام هذا الوضع بدأت اتصالت خافيير سولنا بماقدونيا التي تحتفظ بحوالي ‪ 2000‬جندي مان‬
‫قوات التدخل السريع التابعة للحلف‪ ،‬لستخدام أراضيها كماركز للتصال وإعداد الضربات‪ ،‬وتم‬
‫نشر قوات أماريكية في شرق كوسوفو و قوات فرنسية في الغرب وألماانية في الشماال وإيطالية في‬
‫الجنوب و بريطانية في الوسط بماا فيها العاصماة بريشتينا‪.‬‬

‫وكانت بداية العماليات في ‪ 24‬ماارس ‪1999‬م‪ ،‬ضد القوات الصربية بالقليم‪ ،‬ودامات ‪ 79‬يوماا‪،‬‬
‫ويماكن إبراز الهداف الماتدرجة للسياسة الماريكية مان هذه الحرب في النقاط التية‪:‬‬

‫‪101‬‬
‫‪ -1‬فرض اتفاقية رامابوييه ‪ Rambouillet‬بالقوة على الصرب‪.‬‬

‫‪ -2‬وقف عماليات التطهير العرقي‪.‬‬

‫‪ -3‬عودة اللجئين اللبان‪.‬‬

‫‪ -4‬اسقاط نظام مايلوزوفيتش‪ ،‬الذي شكل حسب تقرير رفعه الرئيس بيل كلينتون إلى الكونغرس‬
‫تهديدا للمان القوماي الماريكي‪.‬‬

‫‪ -5‬سيطرة حلف الطلسي على البلقان و توسيع وجوده العسكري‪.‬‬

‫‪ -6‬تنفيذ سياسة احتواء جديدة ضد روسيا عبر تقليص نفوذها بالبلقان‪.‬‬

‫‪ -7‬إثبات عجز الوروبيين في التعامال الفعكعال الماستقل عن الدور الماريكي ماع أزماات القارة‬
‫الوروبية‪.‬‬

‫وكان أماام الستراتيجيين أربعة خيارات للقيام بالعماليات العسكرية ضد يوغوسلفيا وهي‪:‬‬

‫‪ -1‬توجيه الحلف ضربات جوية تشل القوات اليوغوسلفية‪ ،‬ثم دخول قوات الحلف إلى كوسوفو‬
‫دون ماوافقة مايلوزوفيتش‪.‬‬

‫‪ -2‬شن عمالية غزو في حدود إقليم كوسوفو‪.‬‬


‫‪ -3‬اللجوء إلى خيار الحرب الشامالة على يوغوسلفيا‪ ،‬وهذا يتطلب أكثر مان ‪ 200‬ألف جندي‬
‫وإماكانات ماادية ضخماة‪.‬‬
‫‪ -4‬استعماال القوات البرية في ماهماة حفظ السلم وتأماينه‪ ،‬وذلك في إطار اتفاق سلم بعد وقف‬
‫)‪(15‬‬
‫القتال‪ ،‬وهذا مااتم تبنيه‪.‬‬

‫واقتصر التدخل العسكري للحلف على عماليات القصف الجوي الماكثف الذي استهدف‪:‬‬
‫‪ -1‬البنى التحتية اليوغوسلفية) الطرق‪ ،‬والماطارات‪ ،‬والماوانئ‪ ،‬والماصانع‪ ،‬امادادات الطاقة‪(...‬‬
‫‪ -2‬الهداف العسكرية وماراكز التصالت‪.‬‬
‫‪ -3‬أجهزة الدعاية الصربية‪.‬‬
‫‪ -4‬رماوز نظام مايلوزوفيتش ماثل ماقر إقاماته وماقر الحزب الشتراكي اليوغوسلفي‪.‬‬

‫أماا أهدافها العسكرية فتركزت على‪:‬‬

‫‪ -1‬تحييد أسلحة الدفاع الجوي الصربية‪.‬‬

‫‪102‬‬
‫‪ -2‬شل عناصر القيادة والسيطرة وماراكز الماواصلت والتصالت‪.‬‬
‫)‪(16‬‬
‫‪ -3‬تدماير عناصر القوة الصربية في كوسوفو‪.‬‬

‫وقد ساهمات الوليات الماتحدة إلى غاية ‪ 7‬يونيه ‪1999‬م‪ ،‬بأكثر مان ‪ %60‬مان تكاليف‬
‫العماليات العسكرية‪ ،‬و ‪ %70‬مان الطلعات الجوية‪ ،‬و ‪ 249‬طائرة و ‪ 16‬قطعة بحرية و ‪7150‬‬
‫)‪(17‬‬
‫جندي‪.‬‬

‫ونظرا لطول مادة العمالية‪ ،‬كانت هناك خلفات حول الحدود الزمانية للعماليات الجوية‪ ،‬حيث‬
‫رفضت واشنطن وقف الضربات‪ ،‬بينماا رأت فرنسا وألماانيا واليونان وإيطاليا ضرورة التوصل‬
‫إلى حل وسط ‪.‬‬

‫وقد كان وزراء خارجية فرنسا والوليات الماتحدة وبريطانيا قد توصلوا إلى اتفاق ماع روسيا‬
‫ضمان ماجماوعة الثماانية في يونيه ‪1999‬م‪ ،‬تضمان وقف الضربات الجوية ضد صربيا وانسحاب‬
‫القوات الصربية مان كوسوفو‪ ،‬وصياغة شكل انتقالي لدارة القليم إلى حين قيام حكم ذاتي في‬
‫إطار السيادة الصربية‪.‬‬

‫وعلى إثره استصدرت ماجماوعة الثماانية قرارا مان ماجلس المان رقم ‪ 1344‬بشأن تسوية الحرب‬
‫على كوسوفو‪ ،‬ووقف الضربات الجوية في ‪ 10‬يونيه ‪1999‬م‪.‬‬

‫نتائج حرب كوسوفا ‪ :‬تتلخص نتائج حرب كوسوفو في‪:‬‬

‫‪ -1‬تأكيد عجز أوروبا ) الماوحدة اقتصاديا والماقسماة إثنيا وماذهبيا وأمانيا‪ (...‬عن حمااية أمان‬
‫واستقرارها‪.‬‬

‫‪ -2‬ضرورة إقاماة بنية ماؤسسية للسياسة المانية والخارجية الوروبية الماشتركة‪ ،‬وهو ماا نصت‬
‫عليه قماة كولون في ‪ 3‬و ‪ 4‬يونيو ‪1999‬م‪.‬‬

‫‪ -3‬الدور الجديد للماانيا في نطاق السياسات الوروبية‪ ،‬حيث خرجت عن نص الدستور الماتعلق‬
‫بعدم بنشر قواتها العسكرية بالخارج‪ ،‬وقدمات ‪ 4800‬جندي وقطعة بحرية و ثماان طائرات‪،‬‬
‫)‪(18‬‬
‫وماساعدة لللجئين اللبان‪ ،‬حيث عرضت ‪ 20‬ألف خيماة وتقديم مابلغ ‪1.8‬ماليار دولر‪.‬‬

‫‪ -4‬تأكيد الدور القيادي للوليات الماتحدة الماريكية في القضايا العسكرية والمانية‪.‬‬

‫‪ -5‬ضعف الدور الروسي في التأثير على السياسات الوروبية‪.‬‬

‫‪103‬‬
‫‪ -6‬ظهور مافاهيم جديدة مانها مافهوم الحرب العادلة أو الحرب الخلقية لحمااية النسانية‪ ،‬التي‬
‫يصعب تسويقها وتراجع المافهوم التقليدي للسيادة‪.‬‬

‫‪ -7‬ترسيخ فكرة نسبية الماعايير وتحديد عناصر الحرب العادلة مان الحرب غير العادلة‪ ،‬وهذا‬
‫أمار مارتبط بماا يسماى بأنماوذج ماا بعد الحداثة‪ ،‬الذي يرفض وجود مارجعية واحدة يماكن القياس‬
‫عليها لكل الحالت المامااثلة‪.‬‬

‫‪ -8‬إن استخدام الحلف للقوة العسكرية ودون ترخيص مان ماجلس المان هو سابقة في العلقات‬
‫الدولية‪ ،‬وهذا على عكس عماليات الحلف السابقة في حرب البوسنة والهرسك‪ ،‬وذلك بعد أن قام‬
‫بطرس بطرس غالي – الماين العام السابق للمام الماتحدة‪ -‬بنقل صلحية إعطاء الذن ببدأ‬
‫الضربات الجوية إلى حلف الطلسي وحده‪ .‬وماع ذلك فقد حصلت عمالية الحلف العسكرية‬
‫بكوسوفوعلى دعم وتفويض لحق مان ماجلس المان حيث صوت ‪ 12‬عضو مان أصل ‪ 15‬عضوا‬
‫برفض القتراح الروسي واسقاطه ‪ ،‬والذي يقضي بوقف العماليات العسكرية ضد يوغوسلفيا‬
‫لعدم شرعيتها‪ ،‬وفي ‪ 10‬يونيو ‪1999‬م‪ ،‬صادق ماجلس المان على عماليات الحلف‪ ،‬وذلك بماوجب‬
‫وكانت هذه الحرب قد نقلت العلقات الدولية مان مافهوم عدم التدخل إلى‬ ‫)‪(19‬‬
‫القرار رقم ‪،1244‬‬
‫إعماال مافهوم التدخل النساني‪.‬‬

‫المطألب الثاني ‪ :‬سياسة أوروبا الدفاعية ‪:‬‬

‫يماكن ارجاع البدايات الولى لنشأة الهوية المانية والدفاعية الوروبية إلى دعوة تشرشل في‬
‫‪ 19‬سبتمابر ‪1946‬م لنشاء وليات ماتحدة أوربية‪ ،‬ثم اتفاقية دانكرك عام ‪1947‬م‪ ،‬للتنسيق ضد‬
‫ثم اتبعت باتفاقية بروكسل أو كماا سمايت أيضا بماعاهدة التعاون‬ ‫)‪(20‬‬
‫أي عدوان ألمااني ماحتمال‬
‫القتصادي والجتمااعي والثقافي والدفاع الذاتي الجمااعي‪ ،‬وهي ماعاهدة دفاعية لمادة خماسين سنة‬
‫ضمات كل مان بلجيكا واللوكسمابرغ‪ ،‬ثم انضمات إليها الوليات الماتحدة الماريكية وكندا في ماا‬
‫بعد‪ ،‬وتم تكييف أجهزتها لتكون مانسجماة في ماهاماها ماع الدوار التي تؤديها مانظماة حلف شماال‬
‫الطلسي‪ ،‬التي أسست في ‪ 4‬إبريل ‪1949‬م‪ ،‬وقد اتخذت التفاقية ماسماى اتحاد غرب أوروبا‪،‬‬
‫)‪(21‬‬
‫وبماوجب ماعاهدة باريس لعام ‪1954‬م انضمات ألماانيا الغربية وإيطاليا لتحاد غرب أوروبا‪.‬‬

‫وقد استند اتحاد غرب أوروبا إلى القوة النووية والعسكرية الماريكية للماحافظة على المان‬
‫الوروبي مان أي تهديد سوفياتي طيلة فترة الحرب الباردة‪ ،‬ثم جاءت مابادرة رينيه بليفان وزير‬
‫خارجية فرنسا سنة ‪1954‬م‪ ،‬لنشاء جمااعة الدفاع الوروبية ‪European Defence‬‬

‫‪104‬‬
‫‪ ،Community‬وذلك في إطار جمااعة الفحم والصلب‪ ،‬لكن هذا القتراح فشل بسبب عدم‬
‫ماصادقة الجماعية الوطنية الفرنسية عليه‪ ،‬وبعد إنشاء الجمااعة القتصادية الوروبية سنة‬
‫‪1958‬م‪ ،‬ثم إنشاء مانظماة التعاون السياسي الوروبي ‪European Political Corporation‬‬
‫عام ‪1970‬م‪ ،‬وضم دول الجمااعة الوروبية‪ ،‬ثم تدعم هذا التجاه أكثر بعد أن أعطى المايثاق‬
‫الوروبي الماوحد سنة ‪1986‬م ماكانا للتعاون السياسي الوروبي‪ ،‬حيث قدم للمافوضية الوروبية‬
‫دورا أكبر‪ ،‬وطالب أعضائه بعدم عرقلة تكوين إجمااع أوروبي‪.‬‬

‫البيئة المنية الوروبية بعد انتهاء الحرب الباردة ‪ :‬بعد انهيار التحاد السوفيتي وجدت الدول‬
‫الوروبية نفسها في بيئة أمانية ماغايرة تفرض الهتماام بقضايا وماجالت السياسة الخارجية‬
‫والمان‪ ،‬حيث كان أماام التحاد الوروبي ثلثة خيارات لتحقيق المان الوروبي‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫الخيار الول ‪ :‬يتم خلله العودة إلى سياسات العون الذاتي وسياسات توازن القوى بالضافة إلى‬
‫التخلي عن مانظماة حلف شماال الطلسي‪ ،‬بسبب زوال التهديد السوفياتي‪.‬‬

‫الخيار الثاني ‪ :‬يقوم على تبني الدول الوروبية لماؤسسات أمانية جمااعية تعتماد على الدول‬
‫)‪(22‬‬
‫الرئيسة فيها ) ألماانيا وفرنسا( لتحقيق المان والستقرار الوروبي ‪.‬‬

‫الخيار الثالث ‪ :‬استمارار العتمااد على حلف شماال الطلسي كماؤسسة وهو الضامان الوحيد للمان‬
‫الورو‪ -‬أطلسي‪ ،‬حيث إن النظام الدولي القائم ليس نظاماا تعدديا‪ ،‬وإنماا هو نظام أحادي‪ ،‬يوفر‬
‫الستقرار بسبب عدم التكافؤ في القوة ويقوم هذا الخيار على مافهوماي‪:‬‬

‫أ‪ -‬النظم المنية ‪ :‬تعني" ماجماوعة مان المابادئ والقيم والقواعد وإجراءات صنع القرار التي‬
‫يتقارب حولها الفاعلون في مانطقة ماعينة في العلقات الدولية"‪ .‬وهذا ماا يفسر استمارارالحلف‬
‫وتوسيع نطاقه الجغرافي والوظيفي‪.‬‬
‫ب‪ -‬المجتمعات المنية‪ :‬ويقصد بها مانظماة دولية تحتفظ بتوقعات ماتبادلة بالتغيير السلماي‪،‬‬
‫ويرجع آلدر ‪Alder‬و بارنت ‪ Barneet‬قيام الماجتماعات المانية إلى‪:‬‬
‫‪ -‬التغيرات السريعة في التكنولوجيا والديماوغرافيا والقتصاد‪.‬‬
‫‪ -‬التفسير الجديد للعلقات الجتمااعية والتهديدات الخارجية‪.‬‬

‫‪.‬‬ ‫)‪(23‬‬
‫‪ -‬الثقة الماتبادلة والسعي إلى تطوير هوية جمااعية باعتبارها دعاماة للستقرار والسلم‬

‫فتطور الماجتماع الماني الوروبي قضى على نظام توازن القوى‪ ،‬وهذا القتراب أيضا يفسر‬
‫توسع التحاد الوروبي وحلف الطلسي شرق ووسط أوروبا‪ .‬ثم جاءت المابادرة الفرنسية –‬

‫‪105‬‬
‫اللماانية لنشاء الفيلق الوروبي في أكتوبر ‪1991‬م‪ ،‬للستجابة ماع تحديات البيئة المانية‬
‫الوروبية الجديدة‪ ،‬وبعد إماضاء اتفاقية مااستريخت ‪ Mastricht Agreement‬في‬
‫‪11‬ديسمابر ‪1991‬م‪ ،‬تم إنشاء التحاد الوروبي الذي قام على ثلث ركائز هي‪ :‬الجمااعة‬
‫الوروبية‪ ،‬الشؤون الداخلية والعدالة والسياسة الخارجية والمانية الماشتركة للتحاد الوروبي‪.‬‬

‫معاهدة ماستريخت ‪ :‬تضًمان الجزء الخاماس مان الماعاهدة تحديد أهداف السياسة الخارجية‬
‫الوروبية الماشتركة‪ ،‬ونوجزها في النقاط التية‪:‬‬
‫‪ -1‬صيانة القيم والماصالح الماشتركة للتحاد الوروبي وحماايتها وكذلك استقلل التحاد‪.‬‬
‫‪ -2‬تقوية الدفاع عن أمان التحاد الوروبي ودوله العضاء بكل الوسائل الماماكنة‪.‬‬
‫‪ -3‬حفظ السلم والمان الدوليين استنادا إلى مابادئ المام الماتحدة واتفاق هلنسكي ومايثاق باريس‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(24‬‬
‫‪ -4‬تعزيز التعاون الدولي‬
‫‪ -5‬تعزيز الديماقراطية وحكم القانون واحترام حقوق النسان والحريات الساسية‪.‬‬
‫‪ -6‬دعم دوله العضاء للسياسة الخارجية والمانية الوربية الماشتركة )‪.(25‬‬
‫‪ -7‬إدمااج اتحاد غرب أوروبا في صلب السياسة الخارجية والمانية الماشتركة‪ ،‬حيث تضمانت‬
‫الماادة )‪ (J-4‬في الفقرة )‪ "(J-4-2‬اشراك اتحاد غرب أوروبا واتخاذ القرار‪ ،‬ودوره في تطبيق‬
‫قرارات الماجلس الوروبي " و" ماطالبة التحاد الوروبي مان اتحاد غرب أوروبا ‪-‬الذي يشكل‬
‫جزءا ل يتجزأ مانه‪ -‬بالعداد للقرارات التي يتخذها التحاد الوروبي‪ ،‬والتي لها آثار فيماا يتعلق‬
‫بالقضايا الدفاعية‪ ،‬ويعتماد الماجلس الوزاري بالتفاق ماع ماؤسسات اتحاد غرب أوروبا الخطوات‬
‫العمالية الضرورية "‪ .‬وبهذا تم إدمااج اتحاد غرب أوروبا في ماؤسسات التحاد الوروبي )‪.(26‬‬
‫وأكد الجتمااع الوزاري لعضاء اتحاد غرب أوروبا في نوفمابر ‪1992‬م‪ ،‬على توسيع عضوية‬
‫التحاد‪ ،‬وتم تحديد ماهاماه الجديدة في النقاط التية‪:‬‬
‫‪ -1‬الماهام النسانية وإجلء الرعايا في حالت الزماات والطوارئ‪.‬‬
‫‪ -2‬حفظ السلم والمان‪.‬‬

‫‪ -3‬الماهام الخاصة بإدارة النزاعات‪.‬‬

‫‪ -4‬الدفاع الماشترك‪.‬‬

‫‪ -5‬الماساعدة في حالت الكوارث الطبيعية وتقديم العون الطبي الماناسب‪.‬‬


‫)‪(27‬‬
‫‪ -6‬مالحقة النشاطات غير الشرعية ماثل تهريب الماخدرات والهجرة غير الشرعية‪.‬‬

‫‪106‬‬
‫وهي تأكيد لماهام بيترسبورغ‪ ،‬التي تم إقرارها بعد اجتمااع وزراء خارجية ودفاع اتحاد غرب‬
‫أوروبا‪ ،‬الذي عقد في ‪19‬يونيو ‪1992‬م‪ ،‬تم التفاق على وضع وحدات عسكرية مان ماختلف‬
‫قواتها التقليدية – وهذا إشارة إلى إقصاء القوة النووية – تحت تصرف اتحاد غرب أوروبا في‬
‫ماهام الدفاع الماشترك وفق الماادة )‪ (5‬مان مايثاق مانظماة حلف شماال الطلسي والماادة )‪ (7‬مان‬
‫ماعاهدة بروكسيل الماعدلة والماؤسسة لتحاد غرب أوروبا‪ ،‬كماا نص أيضا على القيام بالتي‪:‬‬

‫‪ -1‬الماهماات النسانية وإجلء الرعايا‪.‬‬

‫‪ -2‬ماهماات حفظ السلم‪.‬‬


‫‪ -3‬ماهماات قوات قتالية لدارة الزماات‪ ،‬بماا فيها عماليات إعادة السلم )أو فرض السلم(‪ .‬وقد‬
‫نتج عن ماهماات بيترسبورغ إنشاء قوات عسكرية أوربية‪ ،‬وهي كالتي‪:‬‬
‫‪ -1‬قوات اليوروكو ‪ : EUROCORPS‬تتكون مان قوات فرنسية وألماانية ثم إنضمات إليها‬
‫بلجيكا وإسبانيا ولوكسمابورغ‪ ،‬ويتراوح عدد جنودها بين ‪ 70-60‬ألف جندي )‪.(28‬‬
‫‪ -2‬فرقة ماتعددة الجنسيات ماكونة مان وحدات ألماانية وبلجيكية وبريطانية وهولندية‪.‬‬
‫‪ -3‬قوات برماائية بريطانية ‪ -‬هولندية‪.‬‬
‫‪ -4‬قوات اليوروفو ‪EUROFOR‬التي شكلت في ‪15‬ماايو ‪1995‬م بلشبونة‪ ،‬حيث أبرمات‬
‫الوثائق الماؤسسة لليوروفور واليوروماارفورعلى هاماش الجتمااع الوزاري لدول غرب أوروبا‪،‬‬
‫وأعلن عنها رسمايا في ‪ 9‬نوفمابر ‪1996‬م‪ ،‬وتتكون مان قوات إسبانية وإيطالية وفرنسية‬
‫وبرتغالية‪ ،‬وهي وحدات برية دائماة وماتعددة الجنسيات‪ ،‬تتمايز بسرعة الحركة‪ ،‬وسهولة تطويرها‬
‫للستجابة والتحرك وحدها أو ماع اليوروماارفور )‪.(29‬‬
‫‪ -5‬قوات اليوروماارفور ‪ : EUROMARFOR‬أنشئت بماقتضى اتفاق لشبونة الماوقع في‬
‫‪15‬ماايو ‪1995‬م‪ ،‬وهي قوة بحرية ماتعددة الجنسيات‪ ،‬وغير دائماة ومازودة بقوات بحرية جوية‬
‫وبرماائية‪ ،‬قادرة على التحرك بمافردها أو بالتعاون ماع اليوروفور‪ ،‬وتحدد طبيعة الماهماة الماوكلة‬
‫إلى اليوروماارفور نوعية وطبيعة الماشكلة التي ستواجهها‪.‬‬

‫والهدف مان اليوروفور واليوروماارفور هو‪:‬‬

‫أ‪ -‬تزويد أوروبا بقدرة عسكرية خاصة‪ ،‬وبالذات اماتلك قوات للنتشار السريع‪.‬‬
‫)‪(30‬‬
‫ب‪ -‬توفير بنية ماتعددة الجنسيات توضع تحت تصرف اتحاد غرب أوروبا‪.‬‬

‫‪107‬‬
‫وقد سادت خلفات أوربية عمايقة حول إشكالية العلقة ماع الحلف‪ ،‬وانقسم الوروبيون إلى ثلثة‬
‫اتجاهات‪:‬‬

‫التجاه الول ‪ :‬يرى ضرورة عدم تجاوز المافهوم الطلسي للمان الجمااعي‪ ،‬والحتفاظ بعلقات‬
‫أمانية وإستراتيجية ماع الوليات الماتحدة الماريكية‪ ،‬وماًثل هذا التجاه بريطانيا التي عارضت‬
‫الربط بين التحاد الوروبي وقضايا المان الوروبي‪ ،‬فعزل أماريكا عن قضايا المان الوروبي‬
‫)‪(31‬‬
‫قد يؤدي إلى انهيار الحلف‪.‬‬

‫التجاه الثاني ‪ :‬تزعماته فرنسا‪ ،‬حيث ترى أن بإماكان الوروبيين القيام بجمايع أعباء المان‬
‫والدفاع الوروبي بكل استقللية‪ ،‬وبماعزل عن الدور الماريكي‪ ،‬وذلك للعتبارات التية‪:‬‬

‫أ‪ -‬الحفاظ على حلف الطلسي‪ ،‬لكن ماع تقسيم جديد للعمال مان حيث الماسؤولية الدفاعية الجمااعية‬
‫والماسؤولية السياسية التي يماكن أن يضطلع بها التحاد الوروبي ‪.‬‬

‫ب‪ -‬إن تغيير طبيعة النظام الدولي سيؤدي إلى توازن جديد في العلقة بين الوليات الماتحدة‬
‫الماريكية وأوروبا‪.‬‬

‫ج‪ -‬مالء الفراغ الستراتيجي في وسط وشرق أوروبا عبر ماؤسسات التحاد الوروبي ‪ ،‬وليس‬
‫مان خلل حلف الطلسي‪.‬‬

‫د‪ -‬السعي للقيام بدور أماني ماتزايد للتحاد الوروبي مان خلل اتحاد غرب أوروبا‪.‬‬

‫ذ‪ -‬بناء ماؤسسة أمان ودفاع أوربية قادرة على حفظ أمان القارة واستقرارها‪ ،‬خصوصا في حال‬
‫اماتناع الوليات الماتحدة عن القيام بذلك‪ ،‬بسبب التكلفة المارتفعة وضعف الماشاركة الوروبية فيها‬
‫)الراكب الماجاني(‪ ،‬حيث إن نهاية الحرب الباردة ل تعني نهاية تهديدات المان الوروبي‪.‬‬

‫ر‪ -‬إن ظهور سياسة للمان والدفاع الوروبي وبشكل ماتمااسك سيدعم التحالف عبر الطلسي‪،‬‬
‫وجعله أكثر تمااسكا‪.‬‬

‫التجاه الثالث ‪ :‬يسعى للتوفيق بين النزعة الستقللية الراديكالية‪ ،‬ونزعة الشراكة الماحافظة على‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(32‬‬
‫التعاون الورو‪ -‬أطلسي وتتصدر هذا التجاه ألماانيا‬

‫وقد كانت لنتائج حرب البوسنة والهرسك ثم حرب كوسوفو دور أساسي في بلورة رؤية قضايا‬
‫الدفاع والسياسة الخارجية والمانية الماشتركة‪ ،‬حيث كان أماام الوروبيين ثلثة خيارات هي‪:‬‬

‫‪ -1‬جعل اتحاد غرب أوروبا ماؤسسة سياسة ماحددة للسياسة الدفاعية والمانية الوروبية‪.‬‬

‫‪108‬‬
‫‪ -2‬الدعم السياسي لتحاد غرب أوروبا‪ ،‬وجعله وسيطا بين التحاد الوروبي وحلف الطلسي‪.‬‬

‫‪ -3‬السمااح للتحاد الوروبي باستخدام الصول والقدرات العسكرية التابعة للحلف‪ ،‬والتي ل‬
‫تماتلكها الدول العضاء في التحاد الوروبي‪ ،‬وذلك في إطار شروط خاصة‪.‬‬

‫وهذا الخيار هو الذي تم تبنيه بطريقة رسماية في اجتمااع ماجلس حلف شماال الطلسي ببروكسل‬
‫في يناير ‪1994‬م‪ ،‬وأسفرعن إنشاء الهوية المانية والدفاعية الوروبية )‪ ،(ESD‬كماا أعطى‬
‫الاتحاد الوروبي دورا ماتزايدا‪ .‬وقد أعلنت فرنسا في ‪ 5‬ديسمابر ‪1995‬م‪ ،‬عن نيتها للعودة‬
‫التدريجية إلى القيادة الماندماجة لحلف الطلسي‪ ،‬التي انسحبت مانها سنة ‪1966‬م‪ ،‬وكانت تهدف‬
‫إلى‪:‬‬

‫‪ -1‬تحقيق تقدم بخصوص تشكيل هوية دفاعية أوربية بعيدة عن الماراقبة الماريكية‪.‬‬

‫‪ -2‬مانح التحاد الوروبي ثقل عسكري وسياسي دولي يضاهي ثقله القتصادي‪.‬‬

‫‪ -3‬الوصول إلى سياسة خارجية ماشتركة يتطلب ضرورة وجود بعدا عسكريا‪.‬‬

‫‪ -4‬سعت الديغولية الجديدة إلى تجنب بقاء حلف الطلسي أداة في يد الوليات الماتحدة وتخوفها‬
‫مان بقاء فرنسا خارجه‪.‬‬

‫‪ -5‬إعطاء الوروبيين ماسؤوليات جديدة في الدارة السياسة العسكرية في هذه الماؤسسة )‪.(33‬‬

‫‪ -6‬تسهيل عمالية إقناع واستماالة الوروبيين لماشروعها الوروبي ‪.‬‬

‫‪ -7‬بعد تبني سياسة توسيع الحلف نحو الشرق فإن بقاء فرنسا خارجه سيفقدها ماواقعها‬
‫الستراتيجية في وسط وشرق أوروبا‪ ،‬كماا أن خوفها مان إقصائها عن اتخاذ القرارات الماصيرية‪،‬‬
‫خصوصا أن لها تصورا لتجديد بنى الحلف قبل فتح باب العضوية أماام دول أوروبا الشرقية‪،‬‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(34‬‬
‫وتوجسها مان استقطاب الوليات الماتحدة لعضائه الجدد‬

‫‪ -8‬تجديد الماطالبة بمانح قيادة القوات الطلسية الماتحالفة لجنوب أوروبا‪ ،‬ماقرها نابولي‪ ،‬لضابط‬
‫أوروبي أو حتى نائب أوروبي للقائد الماريكي‪.‬‬

‫‪ -9‬حاجة القوات الفرنسية إلى الحترافية وزيادة فعالية القوات العسكرية في عماليات التدخل‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(35‬‬
‫السريع‪ ،‬وهذا يتطلب عماليات تكثيف التشغيل الماتبادل والماتكامال ماع الحلف‬

‫وقد أعلن في اجتمااع ماجلس وزراء خارجية حلف الطلسي الذي انعقد في ‪ 3 -2‬يونيه ‪1996‬م‬
‫ببرلين‪ ،‬عن القرارات التية‪:‬‬

‫‪109‬‬
‫‪ -1‬ماوافقة الوليات الماتحدة الماريكية على تشكيل عناصرعسكرية أوروبية مامايزة داخل حلف‬
‫شماال الطلسي‪.‬‬

‫‪ -2‬إماكان تكليف اتحاد غرب أوروبا بقيادة عماليات عسكرية‪ ،‬حتى لو استخدمات فيها قوات‬
‫الحلف‪ ،‬وهنا حرصت فرنسا على تجنب كلماة ماراقبة حتى ل تسماح للوليات الماتحدة فرض‬
‫وصايتها مان خلل حلف الطلسي‪.‬‬

‫‪ -3‬هذه العماليات العسكرية ستكون مادعماة بالماكانات الضخماة لحلف الطلسي‪.‬‬

‫وهذا يكرس و لول مارة وجود هوية دفاعية أوروبية‪.‬‬

‫لكن هذا النجاز الفرنسي نسبي‪ ،‬وذلك للعتبارات التية‪:‬‬

‫‪ -1‬إجراء عماليات عسكرية تحت لواء اتحاد غرب أوروبا يتطلب ترخيصا جمااعيا ماسبقا مان‬
‫دول الحلف‪ ،‬وهذا ماا يخول للوليات الماتحدة عرقلة أية عمالية مان خلل استخداماها لحق النقض‪.‬‬

‫‪ -2‬يعطي إعلن بيترسبورغ لسنة ‪1992‬م للدول العضاء في اتحاد غرب أوروبا حق الماتناع‬
‫عن الماشاركة في العماليات العسكرية التي تكون تحت إشرافه‪ ،‬وهنا يماكن للوليات الماتحدة‬
‫عرقلة أية عمالية مان خلل إقناع حلفائها بالماتناع عن الماشاركة‪.‬‬

‫‪ -3‬إدراك الوليات الماتحدة حدود القوة العسكرية الوروبية للقيام بعماليات واسعة النطاق دون‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(36‬‬
‫الماشاركة الماريكية‪ ،‬وهذا ماا أثبتته حرب البوسنة والهرسك‬

‫وقد سجلت القماة غير الرسماية للتحاد الوروبي ببورتس شاش ‪ Ports Chach‬في أكتوبر‬
‫‪1998‬م ماوافقة بريطانيا وهولنده على تطوير سياسة دفاعية وأمانية أوروبية‪.‬‬

‫و في ديسمابر ‪1998‬م عقدت قماة سان ماالو ‪ Saint Malo‬بين الرئيسين الفرنسي ورئيس‬
‫الوزراء البريطاني‪ ،‬حيث شهدت تحول بريطانيا عن ماوقفها الماعارض لي سياسة خارجية‬
‫وأمانية أوروبية ماشتركة‪ ،‬بسبب تخوفها مان فك الرتباط بين المان الوروبي والمان الماريكي‪،‬‬
‫وكذا تراجع دورها بأوروبا‪ ،‬ويرجع هذا التحول إلى نتائج حرب البوسنة والهرسك وعدم ماساندة‬
‫وقد تقرر عن قماة سان ماالو النقاط التية‪:‬‬ ‫)‪(36‬‬
‫واشنطن لخطة فانس‪ -‬أوين دبلومااسيا وعسكريا‪.‬‬

‫‪ -1‬ضرورة اماتلك التحاد الوروبي للهياكل والقدرات اللزماة للتخطيط الستراتيجي‪.‬‬

‫‪110‬‬
‫‪ -2‬تطوير العلقة بين اتحاد غرب أوروبا والتحاد الوروبي‪ ،‬حتى ل يتسبب تطوير وسائل‬
‫)‬
‫السياسة الدفاعية الوروبية في الزدواجية ماع ماهام الحلف‪ ،‬وبهذا تكون جزءا ماكمال واضافيا‬
‫‪.(37‬‬

‫‪ -3‬تطوير قوة عسكرية أوربية قادرة على الرد السريع ضد أي تهديدات حتى عندماا ل يكون‬
‫الحلف ماشاركا في عمالية ماواجهة هذه التهديدات‪.‬‬

‫‪ -4‬دعم هذه القوة العسكرية بصناعات عسكرية قوية ذات تكنولوجيا ماتطورة‪.‬‬

‫‪ -5‬التأكيد على استمارارية الماتطلبات الجرائية للسياسة الدفاعية والمانية الوروبية ماثل‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(38‬‬
‫الستخبارات والتحليل والتخطيط والتشغيل الماتبادل والدعم اللوجستي‬

‫‪ -6‬السعي لماتلك التحاد الوروبي قابلية العمال الماستقل‪ ،‬وهذا يكون مادعوماا بقدرة عسكرية‬
‫قوية مان أجل الستجابة للزماات الدولية‪ ،‬وهذا يعني أيضا القيام بماهام عسكرية وأمانية تعارضها‬
‫الوليات الماتحدة سياسيا‪ ،‬لكنه يماتلك القدرة على تنفيذها دون اللجوء إلى الصول العسكرية‬
‫للحلف‪.‬‬
‫البنية المؤسسية للسياسة الدفاعية والمنية الوروبية المشتركة ‪ :‬تزامان اجتمااع ماجلس‬
‫التحاد الوروبي بكولون ‪ Cologne‬في ‪3‬و ‪ 4‬يونيه ‪1999‬م‪ ،‬ماع غارات الحلف على‬
‫يوغوسلفيا‪ ،‬وشكلت نقطة حاسماة في تطور التحاد الوروبي‪ ،‬حيث ساد إجمااع على ضرورة‬
‫زيادة الدور الوروبي في السياسة الدولية وتعزيز السياسة الخارجية والمانية الماشتركة بقوة‬
‫عسكرية وهياكل ماؤسسية لصنع القرار‪ ،‬وقد تقررعن الجتمااع ماا يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬اتخاذ صيغة الجمااع في صنع القرار لماواجهة الزماات ماع ماراعاة وجهة نظرالدول التي ل‬
‫ترغب في الماشاركة)‪.(40‬‬
‫‪ -2‬بلورة الليات اللزماة لتخاذ القرارات الخاصة بماواجهة الزماات مان خلل‪:‬‬
‫أ‪ -‬دورية الجتمااعات ماع عقد اجتمااعات طارئة وتشكيل ماجلس للشؤون العاماة يضم وزراء‬
‫الدفاع‪.‬‬

‫ب‪ -‬إنشاء لجنة سياسية وأمانية دائماة ببروكسل تتكون مان ماوظفين رسمايين وتماعثل كل دولة‬
‫عضو في التحاد الوروبي فيها بماماثل بدرجة سفير‪ ،‬وتختص بماراقبة تطور ماوقف الزماة‬
‫وتنظيم عمالية التقييم والتخطيط ماع الماماثل العلى للسياسة الخارجية والمانية الوروبية‪ ،‬وتكون‬
‫ماركزا للتحكم السياسي في حالة نشر القوات العسكرية للتحاد الوروبي في نطاق الزماة‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫ج‪ -‬إنشاء لجنة عسكرية أوربية )‪ ( EMC‬وهي أعلى هيئة عسكرية في التحاد الوروبي‬
‫ينتخب رئيسها مان قبل رؤساء الماجماوعات العسكرية للدول العضاء‪ ،‬وتتكون مان رؤساء‬
‫الدفاع‪ ،‬يجتماعون مارتين على القل في السنة‪ ،‬ويتم تماثيلهم أيضا بوفود عسكرية‪ ،‬ماهماتهم تقديم‬
‫التوجيه العسكري للماجماوعات العسكرية الوروبية وتقديم التوصيات للماجلس الوروبي‪.‬‬

‫د‪ -‬تشكيل الماجماوعة العسكرية الوروبية )‪ (EMS‬وتكون تحت التوجيه السياسي للجنة السياسية‬
‫والمانية التابعة للماجلس الوروبي‪ ،‬وأيضا تحت التوجيه العسكري للجنة العسكرية الوروبية‪،‬‬
‫وتقوم بالنذار المابكر وتقييم الماواقف والتخطيط الستراتيجي‪.‬‬

‫‪ -3‬تعيين خافير سولنا ‪ JAVIER SOLANA‬في مانصب الماماثل العلى للسياسة الخارجية‬
‫والمانية الوروبية‪ ،‬تطبيقا لقرارات ماجلس التحاد الوروبي بأماستردام في يوليو ‪1997‬م‪،‬‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(41‬‬
‫ويشغل أيضا مانصب الماين العام للماجلس الوروبي والماين العام لتحاد غرب أوروبا‬

‫‪ -4‬ماشاركة دول التحاد الوروبي على قدم الماساواة في جمايع الترتيبات والعماليات‪.‬‬

‫‪ -5‬التأكيد على اماتلك الحلف قدرة العمال الماستقل مان خلل قيادات وقوات أوروبية تعمال بشكل‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(42‬‬
‫ماستقل أو باستخدام أصول وقدرات حلف الطلسي‬

‫وفي قماة هلسنكي التي عقدت في ‪ 10‬و ‪ 11‬ديسمابر ‪1999‬م‪ ،‬نص بيانها الختاماي على‪:‬‬
‫‪ -1‬ماشاركة التحاد الوروبي في عماليات حفظ السلم والمان الدوليين وفق مايثاق المام الماتحدة‪.‬‬
‫‪ -2‬تطوير ماجلس التحاد الوروبي لقدراته الذاتية لتخاذ القرار حين ل يكون الحلف ماستعدا‬
‫للتحرك العسكري تجاه الزماة الدولية‪.‬‬
‫‪ -3‬إنشاء قوة الرد السريع خاصة بحالت التدخل النساني‪ ،‬والتي تتكون مان ‪ 50‬إلى ‪ 60‬ألف‬
‫جندي لها قدرة النتشار خلل ستين يوماا‪ ،‬وهذه القوة يماتد نطاق تدخلها ابتداًء مان أربع كيلوماتر‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(43‬‬
‫خارج بروكسل إلى غاية ‪ 10000‬كيلوماتر مان بروكسل‬

‫‪ -4‬إنشاء هياكل سياسية وعسكرية داخل التحاد الوروبي تماكنه مان تأماين القيادة السياسية‬
‫الضرورية والتوجيه الستراتيجي للعماليات‪ ،‬وقد تم إنشاء لجان داخل ماجلس التحاد الوروبي‬
‫وهي‪:‬‬

‫أ‪ -‬اللجنة السياسية والمانية الدائماة‪.‬‬

‫ب‪ -‬اللجنة العسكرية‪.‬‬

‫‪112‬‬
‫ج‪ -‬الهيئة العسكرية‪.‬‬

‫‪ -5‬إقاماة جلسات مانتظماة لماجلس العلقات الخارجية ماع ماشاركة وزراء الدفاع‪.‬‬

‫‪ -6‬دماج وظائف اتحاد غرب أوروبا الساسية في التحاد الوروبي فيماا يتعلق بماهام‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(42‬‬
‫بيترسبورغ‬

‫وفي قماة نيس التي عقدت في ‪ 8‬و ‪ 9‬ديسمابر ‪2002‬م‪ ،‬تم وضع السس العمالية لبناء قوة‬
‫عسكرية أوربية‪ ،‬كماا كشفت أيضاع على عماق الخلفات الوروبية والماريكية حول تصور بناء‬
‫القوة العسكرية الوروبية‪ ،‬حيث لطالماا طالبت الوليات الماتحدة أوروبا بتحمال أكبر لعباء‬
‫النفاق العسكري‪ ،‬حتى يتسنى للحلف أداء ماهاماه وفي ظروف ماناسبة‪ ،‬لكن ماا حدث هو‬
‫ماعارضة الوليات الماتحدة لية قوة عسكرية أوروبية ماستقلة عن الحلف‪ ،‬وطالبت باخضاع‬
‫تخطيط العماليات وماراقبتها‪ ،‬والتي تقوم بها القوة الوروبية في النهاية لحلف الطلسي‪ .‬كماا سعت‬
‫واشنطن إلى فرض لءات ثلثة على السياسة الدفاعية والمانية الوروبية‪ ،‬وهو ماا عبرت عنه‬
‫وزيرة الخارجية السابقة ماادلين أولبرايت في الثلث نقاط التية ‪:‬‬

‫‪ -1‬ل للتعارض‪ :‬بماعنى عدم تجاوز شرط العمال بالستقللية إلى النفصال عن سياسات الحلف‬
‫‪. . Separable But Not Separate‬‬

‫‪ -2‬ل للتمييز ‪ :‬أي عدم استبعاد الدول غير العضاء في التحاد الوروبي وهم أعضاء في‬
‫الحلف )ماثل تركيا(‪.‬‬

‫‪ -3‬ل لتضارب الختصاصات ‪ :‬بين حلف الطلسي والتحاد الوروبي في دائرة المان‬
‫الوروبي والتخوف مان النفصال الكلي للدول الوروبية في إدارة العماليات‪.‬‬

‫أماا فرنسا فقد طالبت بإنشاء قوة عسكرية مانفصلة عن قوات حلف الطلسي‪ ،‬وطالبت أيضا‬
‫باستقللية هيئة التخطيط العسكري‪.‬‬

‫أماا الماوقف البريطاني‪ ،‬فقد عبرعنه وزير الدفاع السابق جورج روبرتسون عندماا رفض لءات‬
‫أولبرايت الثلث‪ ،‬وعوضها بثلث نقاط ل يماكن الستغناء عنها في العلقات الورو‪ -‬أطلسية‬
‫وهي‪:‬‬

‫‪ -1‬عدم الستغناء عن قدرات حلف الطلسي‪.‬‬

‫‪ -2‬ماواصلة تحسين القدرات الوروبية‪.‬‬

‫‪113‬‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(45‬‬
‫‪ -3‬عدم اقصاء أي طرف‬

‫وبهذا تم التوصل إلى صيغة توفيقية بين الطرفين الوروبي والماريكي‪ ،‬حيث تم سحب‬
‫القتراح الوروبي الماتعلق بدور التحاد الوروبي في إدارة الزماات الدولية والعلقات‬
‫الماستقبلية ماع الحلف‪ ،‬أي اسقاط القتراح الفرنسي الماتعلق باستقللية هيئة التخطيط العسكري‪،‬‬
‫بعد تهديدات أماريكية بعدم السمااح للقوة الوروبية باستخدام العتاد الطلسي بسبب عدم إشراكها‬
‫في قرارات التحاد الوروبي ‪.‬‬

‫وتقرر عن قماة نيس النقاط التية‪:‬‬

‫‪ -1‬إنشاء لجنة تسيير القوة الوروبية‪ ،‬وتتكون مان‪:‬‬

‫أ‪ -‬اللجنة السياسية والمانية وتضم الماندوبين الدائماين‪.‬‬

‫‪.‬‬ ‫)‪(46‬‬
‫ب‪ -‬اللجنة العسكرية وتضم رؤساء أركان الجيوش الوروبية‬

‫‪ -2‬إنشاء هيئة ماستقلة تدخل في هيكل التحاد الوروبي ماثل ماركز القمار الصناعي بتوريجون‬
‫‪ The Sattellite Centre In TORREJON‬وماعهد الدراسات المانية بباريس‪ ،‬وهذا ماا تم‬
‫إنجازه في يوليو ‪2001‬م‪.‬‬

‫‪ -3‬الماماثلون الخاصون الذين يوفدون إلى ماناطق ماعينة للقيام بماهام تتطلب إقاماة طويلة نسبيا أو‬
‫دائماة‪ ،‬للماشاركة في إيجاد تسوية سلماية للزماات‪.‬‬

‫إستراتيجية الدفاع المشترك ‪ :‬تم تقديم مابادرة العقيدة المانية للتحاد الوروبي في اجتمااع غير‬
‫رسماي لوزراء خارجية التحاد في ‪ 23‬ماايو ‪ 2003‬م‪ ،‬برودس اليونانية‪ ،‬حيث تضًمانت تصوًرا‬
‫لمافهوم إستراتيجي جديد للتحاد الوروبي‪ ،‬وكذا خيارات استخدام التحاد الوروبي للقوة‪.‬‬

‫وتقوم هذه الستراتيجية على المابادئ التية‪:‬‬

‫‪ -1‬تعزيز قدرات التحاد الوروبي في ماجال عماليات حفظ السلم الدولي وفقا لمابادئ المام‬
‫الماتحدة وقرارات ماجلس المان‪ ،‬وقرارات ماجلس التحاد في قماة ليكن ‪. LAFKEN‬‬

‫‪ -3‬الماحافظة على العلقة ماع الحلف الطلسي‪.‬‬

‫‪114‬‬
‫‪ -4‬اللتزام بتطوير وإعادة تشكيل الهياكل والجراءات والماكانات لتحسين القدرات لمانع‬
‫الصراعات وإدارة الزماات )‪.(47‬‬

‫وجاءت وثيقة أوروبا آمانة في عالم أفضل ‪ A Secure Europe In Better World‬التي تم‬
‫تبنيها في ‪ 12‬ديسمابر ‪ 2003‬بقماة الماجلس الوروبي ببروكسيل ‪ ،‬حيث حددت ‪:‬‬
‫أ ‪ -‬مصادر التهديد ‪ :‬و تتماثل في ‪:‬‬
‫‪ -1‬الرهاب‪.‬‬
‫‪ -2‬انتشار أسلحة الدماار الشامال‪.‬‬
‫‪ -3‬انهيار المان القليماي‪.‬‬
‫‪ -4‬ضعف الدول‪.‬‬
‫‪ -5‬الجريماة المانظماة‪.‬‬
‫وهي ماغايرة للماقاربة الماريكية مان حيث التركيز على‪:‬‬
‫‪ -1‬صدارة التعددية الفاعلة المارتكزة على القانون الدولي‪.‬‬
‫‪ -2‬أهماية النظام الدولي‪.‬‬
‫‪ -3‬أهماية المانظماات القليماية‪.‬‬
‫‪ -4‬أنظماة نزع السلحة‪.‬‬
‫‪ -5‬استخدام أساليب القناع وطماأنة السياسيين كجزء مان ماجماوعة وسائل ماتعددة الوظيفة تجاه‬
‫دول تسعى إلى اكتساب أسلحة الدماار الشامال ماثل إيران‪.‬‬
‫ب – الهداف ‪ :‬و تتلخص في النقاط التية ‪:‬‬
‫‪ -1‬هدف أمني ‪ :‬يقضي بتوسيع المانطقة المانية حول أوروبا مان خلل إنشاء مانطقة سيطرة‬
‫فععالة كدفاع أول ضد التهديدات‪.‬‬

‫‪ -2‬هدف سياسي‪ :‬ويتماثل في العمال على إيجاد نظام دولي أكثر استقرارا وأكثر عد ً‬
‫ل مان خلل‬
‫نظام فًعال ماتعدد الطراف‪.‬‬

‫‪ -3‬هدف عسكري‪ :‬ويستدعي توفير دفاعات ماجدية ضد الخطار الماحتمالة ‪.‬‬

‫وقد تم إقرار ماسودة سولنا الستراتيجية في قماة التحاد الوروبي ببروكسل‪ ،‬وفووض سولنا‬
‫مان قبل التحاد الوروبي بالتوسيع في الماقترحات لتطبيقها )‪.(48‬‬

‫‪115‬‬
‫وقد حددت الوثيقة الستراتيجية ثلثة شروط حتى يحقق التحاد الوروبي تقدماا في بناء‬
‫إستراتيجيته‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫‪ - 1‬المازيد مان النشاط‪.‬‬

‫‪ - 2‬العمال ماع الشركاء و المازيد مان بناء القدرات والتمااسك‪.‬‬

‫المطألب الثالث ‪ :‬العلقة بين الحلف الطألسي والتحاد الوروبي ‪:‬‬

‫يتم التعرض لشكالية العلقة بين الحلف الطلسي والتحاد الوروبي مان خلل العناصر‬
‫التية‪:‬‬

‫أولل ‪ :‬اتفاق برلين زائد‪ :‬إن اتفاق برلين زائد هو اماتداد لتفاق وزراء خارجية حلف الطلسي‬
‫سنة ‪1996‬م ببرلين‪ ،‬حيث اتفق على جعل أصول حلف الطلسي ماتاحة للعماليات تحت قيادة‬
‫اتحاد غرب أوروبا‪ ،‬والذي تم التوسع فيه في قماة الحلف بواشنطن سنة ‪1999‬م‪ ،‬التي أقرت قيادة‬
‫التحاد الوروبي لعماليات إدارة الزماات‪ ،‬التي ل يكون فيها الحلف ماتورطا‪ .‬واتفاق برلين زائد‪،‬‬
‫هو صيغة أمانية لدعم العلقات الماؤسسية الماتبادلة بين التحاد الوروبي وحلف الطلسي‪.‬‬

‫وفي ماا بين عاماي ‪ 1999‬م و ‪ 2002‬م‪ ،‬لم يتم التوصل إلى اتفاق بين الحلف والتحاد‬
‫الوروبي‪ ،‬بسبب الماوقف التركي واليوناني‪ ،‬فتركيا )التي ل تنتماي إلى التحاد الوروبي ( تعتبر‬
‫نفسها ماستبعدة مان عمالية صنع القرار في السياسة الدفاعية الوروبية )‪ .(49‬ثم اقترحت بريطانيا‬
‫وثيقة توفيقية في ديسمابر ‪ 2002‬م جاء فيها‪:‬‬

‫‪ -1‬التزام دول التحاد الوروبي بعدم توجيه السياسة الدفاعية والمانية ضد أي حليف‪ ،‬واحترام‬
‫التزامااتها تجاه حلف الطلسي‪.‬‬

‫‪ -2‬دعم الماشاورات بين التحاد الوروبي ودول الحلف الستة غير العضاء في التحاد‬
‫الوروبي لربطها بقرارات التحاد الوروبي في ماجال الدفاع والمان‪.‬‬

‫‪ -3‬تعيين ماماثلين لها في اللجنة العسكرية التابعة للتحاد الوروبي ‪.‬‬

‫‪ -4‬تعهد الماجلس الوروبي بالحوار ماع دول الحلف والتي ل تكتسب عضوية التحاد الوروبي‬
‫في حالة حدوث أزماات في دول الجوار الجغرافي لتلك الدول‪.‬‬

‫‪ -5‬اكسابها صفة الماحاور الدائم في اللجنة السياسية والمانية‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫‪ -6‬جعل لجنة الماساهماين الماركز الساسي لشن وبدء العماليات‪ ،‬ويتم اتخاذ القرارات بتوافق‬
‫الراء‪ ،‬وذلك في إطار العماليات الخاصة بالتحاد الوروبي‪ ،‬والتي يتم فيها دعوة الدول‬
‫الماشاركة‪.‬‬

‫وقد تم رفض هذه الوثيقة مان قبل تركيا‪ ،‬وبالذات مان قبل الماؤسسة العسكرية التي رأت أنها‬
‫هزيلة الماكاسب‪ ،‬لكن ماع قرار كوبنهاجن لتوسيع التحاد شرقا‪ ،‬وزيادة الضغط الماريكي‬
‫وفوز حزب العدالة والتنماية بالنتخابات البرلماانية‪ ،‬تم قبول هذه الوثيقة‪ ،‬لتصبح حجر الساس‬
‫في العلقة الماؤسسية بين حلف الطلسي والتحاد الوروبي )‪.(50‬‬

‫وبعدها تم التوصل إلى سلة شامالة مان اتفاقات الشراكة الستراتيجية ماع الحلف والتحاد‬
‫الوروبي‪ ،‬وهي قائماة على استنتاجات قماة الحلف بواشنطن سنة ‪1999‬م‪ ،‬وتتألف مان العناصر‬
‫الرئيسة التية‪:‬‬

‫‪ - 1‬اتفاق أماني بين حلف الطلسي والتحاد الوروبي ‪.‬‬

‫‪ -2‬الوصول الماؤكد إلى قدرات الحلف بشأن التخطيط مان أجل عماليات إدارة الزماات بقيادة‬
‫التحاد الوروبي ‪.‬‬

‫‪ -3‬توفير ماوجودات الحلف وإماكاناته مان أجل عماليات يقودها التحاد الوروبي ‪.‬‬

‫‪ -4‬إجراءات لجعل ماوجودات الحلف وإماكاناته ماتاحة‪.‬‬

‫‪ -5‬صلحيات مان أجل القائد العلى للحلفاء في أوروبا وخيارات القيادة الوروبية مان أجل‬
‫الحلف‪.‬‬

‫‪ -6‬ترتيبات تشاور بين التحاد الوروبي والحلف في سياق عمالية يقودها التحاد الوروبي‬
‫ماستخدمااً ماوجودات الحلف وإماكاناته‪.‬‬

‫‪ -7‬ترتيبات مان أجل ماتطلبات قدرة ماتمااسكة وماعززة بصورة ماتبادلة‪ ،‬وهذه الجزاء ماترابطة‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(51‬‬
‫بفعل اتفاق إطار الذي دخل حيز النفاذ مانذ ‪ 17‬ماارس ‪2003‬م‬

‫وهذا التفاق أتاح للتحاد الوروبي القيام بعماليات إدارة الزماات والستعانة بماوجودات حلف‬
‫الطلسي‪ ،‬وتجاوز العراقيل التي مانعت سياسة المان والدفاع الوروبية مان تحقيق قدرة عمالياتية‬
‫في السابق‪.‬‬

‫‪117‬‬
‫ثانيا‪ :‬العمليات التي قام بها التحاد الوروبي ‪ :‬في تقسيم جديد لماسؤوليات المان والستقرار‬
‫الدولي‪ ،‬أصبح التحاد الوروبي يقوم بماهام إنسانية وحفظ السلم‪ ،‬أو كماا تسماى بالمان الناعم‬
‫‪ ،(( Soft Security‬أماا حلف الطلسي فيقوم بالعماال العسكرية الواسعة وبماهماة التعامال ماع‬
‫ماتطلبات المان الصلب)‪ (Hard Security‬ماثل العماليات التي يقوم بها بأفغانستان‪.‬‬

‫وفي سنة ‪ 2005‬م قام التحاد الوروبي بأربعة عشر عمالية وماهماة لدارة الزماات‪ ،‬وكانت‬
‫إحدى عشرة مانها مادنية‪ .‬وهنا نركز على العماليات والماهماات التي كانت في مانطقة البلقان‪ ،‬وهي‬
‫كالتي ‪:‬‬

‫‪ -1‬مهمة شرطأة التحاد الوروبي ‪ :‬باشرت ماهاماها في ‪ 1‬يناير ‪2003‬م‪ ،‬وكانت أول عمالية‬
‫للدارة أزماات مادنية‪ ،‬وهي تنفيذ لقرار ماجلس المان رقم ‪ 1396‬الصادر بتاريخ ‪ 5‬ماارس‬
‫‪2002‬م‪ ،‬حيث يتولى بماوجبه التحاد الوروبي هذه الماهماة مان قوة المام الماتحدة للبوليس الدولي‬
‫)‪ (IPIF‬لمادة ثلثة سنوات‪ ،‬وقد تكونت هذه القوة مان ‪ 31‬دولة ضمات ‪ 531‬ضابط شرطة‪ ،‬مانهم‬
‫‪ %80‬مان دول التحاد الوروبي‪ ،‬ورصد لها مابلغ ‪ 38‬ماليون يورو‪ ،‬مانها ‪ 20‬ماليون يورو مان‬
‫تماويل التحاد الوروبي‪ ،‬وكان هدف العمالية هو تأسيس قدرات ماحلية لدعم القانون‪ ،‬يماكن أن‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(52‬‬
‫تسهم في استقرار المانطقة‬

‫‪ -2‬عملية كونكورديا ‪ :CONCORDIA‬في أغسطس ‪ 2001‬م‪ ،‬تم التوصل إلى اتفاق‬


‫أوهرد ‪ OHIRD‬لمانع نشوب الحرب بماقدونيا بين القوات الماقدونية )السلف( والماسلحين‬
‫اللبان‪ ،‬وفي أغسطس ‪ 2001‬م أطلق حلف الطلسي عمالية الحصاد الساسي التي استغرقت ‪30‬‬
‫يوماا‪ ،‬لنزع سلح الماجماوعة اللبانية وتدماير ماا يجماع مانها‪ ،‬ثم اتبعت بعمالية أومابر فوكس‬
‫‪ ، OMBER FOX‬التي دامات ثلثة شهور واستمارت إلى غاية تسلم التحاد الوروبي الماهماة‬
‫في ‪ 31‬ماارس ‪ 2003‬م‪ ،‬وهي تنفيذ لقرار ماجلس المان رقم ‪ ،1371‬الصادر بتاريخ ‪ 26‬سبتمابر‬
‫‪ 2001‬م )‪ ،(53‬وتكونت مان ‪ 27‬دولة‪ ،‬وضمات ‪ 350‬جنديا‪ ،‬وهي أول تطبيق لتفاق برلين زائد‪.‬‬
‫فهي أول شراكة بين التحاد الوروبي والحلف في ماجال إدارة الزماات‪ ،‬حيث أطلق التحاد‬
‫الوروبي أول ماهماة حفظ سلم له باسم كونكورديا‪ ،‬وأبقى الحلف على قيادة صغيرة له في‬
‫سكوبيا لماساعدة سلطات البلد على تطوير الصلحات في القطاع الماني‪ ،‬والتكيف ماع ماعايير‬
‫الحلف‪ ،‬واستمارت الماهماة إلى غاية ديسمابر ‪2003‬م حيث تم استخلف عمالية كونكورديا بعمالية‬
‫بروكسيماا ‪ ، PROXIMA‬التي باشرت أعماالها مانذ ‪ 15‬ديسمابر ‪ 2003‬م‪ ،‬فهي ماهماة شرطة‬
‫تستغرق عاماا واحدا‪ ،‬وتتكون مان ‪ 300‬خبير شرطة أوروبي‪ ،‬ماهماتهم )‪:(54‬‬

‫‪118‬‬
‫‪ -1‬ماراقبة وتقديم النصيحة في ماكافحة الجريماة المانظماة وتطوير أجهزة الشرطة‪.‬‬

‫‪ -2‬تثبيت القانون والنظام بماا في ذلك الحرب ضد الجريماة المانظماة وتطبيق إصلح شامال‬
‫لوزارة الداخلية‪.‬‬

‫‪ -3‬تقديم ماساعدات لنشاء إدارة حدود ماتكامالة‪.‬‬

‫‪ -4‬تنسيق دوائر الشرطة في التحاد الوروبي والدوائر المانية في ماقدونيا‪.‬‬

‫وفي نوفمابر ‪ 2004‬م‪ ،‬أجريت أول ماناورة ماشتركة لدارة الزماات )‪ (CME/CMX03‬بين‬
‫الحلف و التحاد الوروبي‪ ،‬وهذا وفقا لترتيبات اتفاق برلين زائد‪.‬‬

‫وفي ‪ 12‬ديسمابر ‪ 2005‬م‪ ،‬أنهى الحلف عمالية قوة تحقيق الستقرار ‪ ((SKOR‬بعد أن وافق‬
‫الحلف على ذلك في قماة إسطنبول ‪ 2004‬م‪ ،‬والتي دامات تسع سنوات‪ ،‬وسلمات الماهماة إلى‬
‫التحاد الوروبي‪ ،‬بعد أن تبنى الماجلس الوروبي في ‪ 12‬يوليو ‪ 2004‬م عمالية ماشتركة تقرر‬
‫فيها تولي الماهماة عن الحلف بالبوسنة والهرسك التي دامات تسع سنوات وذلك بالعتمااد على‬
‫ماوجودات الحلف وفق اتفاق برلين زائد‪ ،‬وهي تنفيذ لقرار ماجلس المان رقم ‪ ،1551‬وهي ماكونة‬
‫مان ‪7000‬جندي‪ ،‬تحت قيادة نائب القائد العلى لقوات الحلفاء بأوروبا‪ ،‬ويعمال بتوجيه سياسي‬
‫وبتعليماات مان اللجنة السياسية والمانية التابعة للتحاد الوروبي ‪.‬‬

‫ويحتفظ الحلف بقيادة في سراييفو بحوالي ‪ 250‬جندي لماساعدة البوسنة والهرسك في تحقيق‬
‫الهداف التية‪:‬‬

‫‪ -1‬الصلحات الدفاعية‪.‬‬

‫‪ -2‬ماكافحة الرهاب ومانع انتقال الشخاص الماتهماين بجرائم حرب‪.‬‬

‫‪ -3‬التنسيق الستخباراتي ماع قوة التحاد الوروبي ‪.‬‬

‫‪ -4‬تأماين البيئة المانية المالئماة )‪.(55‬‬

‫‪ -5‬دعم عمال الماماثل الخاص للتحاد الوروبي اللورد أشدون ‪. ASHDOWN‬‬

‫‪ -6‬تأماين تطبيق اتفاق دايتن للسلم‪.‬‬

‫‪ -7‬تحقيق الستقرار‪.‬‬

‫‪119‬‬
‫وقد صادفت هذه العماليات العديد مان العراقيل التي شكلت عقبة أماام تنفيذ الماهماات‪ ،‬ويماكن‬
‫ايضاحها في‪:‬‬

‫‪ -1‬الستعداد والقدرة على اللجوء إلى ماوارد ماالية وإجرائية يتم تحريكها ونشرها بسرعة‪.‬‬

‫‪ -2‬النقل الستراتيجي والقاماة والشراف والتصالت والماراقبة‪...‬‬

‫‪ -3‬صعوبة الدخول في عماليات طويلة المادى‪.‬‬

‫‪ -4‬إشكالية ماشاركة دول ثالثة‪ ،‬وماا هي حدود دورها في عماليات القيادة والتحكم اليوماية ؟‪.‬‬

‫‪ -5‬مادى الستعداد للقيام بماهام ماختلطة )مادنية ‪-‬عسكرية( )‪.(56‬‬

‫ثالثا‪ :‬حرب العراق والتماسك الورو‪ -‬أطألسي‪ :‬لم يحدث الماوقف مان الحرب على العراق‬
‫انقساماا أوربيا ‪ -‬أماريكيا فقط‪ ،‬وإنماا تجاوزه إلى انقسام أوربي‪ -‬أوربي‪ ،‬وبخاصة بعد التوقيع‬
‫على العلن الدولي‪ ،‬الذي هو خطاب مافتوح لدعم الوليات الماتحدة في حربها على العراق‪،‬‬
‫وذلك في ‪ 30‬يناير ‪ 2003‬م‪ ،‬والذي اشتركت فيه كل مان جماهورية التشيك‪ ،‬بولنده‪ ،‬والماجر‪،‬‬
‫بريطانيا‪ ،‬إيطاليا‪ ،‬إسبانيا‪ ،‬البرتغال والدنماارك‪ ،‬ثم انضمات إليه باقي دول وسط أوروبا وشرقها‬
‫التي أصبحت تعرف بماجماوعة الفينيلوس العشرة ‪ Vinulus Ten‬وهو ماا دفع وزير الدفاع‬
‫الماريكي السبق دونالد راماسفيلد للتماييز بين أوروبا القديماة و أوروبا الجديدة‪.‬‬

‫وأماام هذا النقسام جاءت قماة لوتوكي ‪ Le TOUQUET‬بفرنسا في ‪ 4‬فبراير ‪ 2003‬م‪،‬‬


‫لتقديم مابادرة جديدة للعمال على إنجاح مابدأ التضامان والتعاضد الماتبادل في وجه التهديدات‬
‫الرهابية‪.‬‬

‫لكن هذا التحسن تراجع أماام تطورات الزماة العراقية‪ ،‬حيث جاء اقتراح بلجيكي عشية بداية‬
‫التدخل العسكري على العراق واحتلله‪ ،‬ودعى إلى إنشاء نواة ائتلف دولي لتعزيز التعاون‬
‫الدفاعي الوروبي‪ ،‬يضم في الواقع الدول الوروبية الماعارضة للحرب على العراق‪ ،‬وهو نتيجة‬
‫للئتلفات التي قادتها الوليات الماتحدة مانذ هجماات الحادي عشر مان سبتمابر ‪2001‬مان وبالذات‬
‫الئتلف الدولي ضد العراق‪.‬‬

‫ثم عقدت قماة ماصغرة بالوكسمابورغ في ‪ 29‬إبريل ‪ 2003‬م ضمات فرنسا‪ ،‬ألماانيا‪ ،‬بلجيكا‬
‫واللوكسمابورغ‪ ،‬وأعلنت عن إستراتيجية بناء دفاع أوروبي ماحورها ألماانيا وفرنسا‪ ،‬كماا جاءت‬
‫أيضا مابادرة تجديد فكرة بناء ماقر قيادة أوروبي ماستقل للتخطيط العسكري بترفورين‬

‫‪120‬‬
‫‪ TERVUREN‬ببلجيكا أكثر جد ً‬
‫ل وانتقادا مان قبل الدول غير الماشاركة في المابادرة‪ ،‬وسعت‬
‫دول المابادرة ‪ -‬التي تم وصفها بعصابة الربعة ‪ -‬وبخاصة ألماانيا إلى تهدئة بريطانيا باعتبار‬
‫تلك المابادرة تجماع ل يعادي الوليات الماتحدة‪ ،‬وفي هذا الطار جاءت قماة برلين في ‪20‬سبتمابر‬
‫‪ 2003‬م‪ ،‬التي جماعت كل مان فرنسا‪ ،‬بريطانيا وألماانيا وتم التفاق على " إنشاء قوة ماشتركة‬
‫للتخطيط وإدارة عماليات التحاد الوروبي دون الستعانة بماوجودات حلف الطلسي وقدراته‪،‬‬
‫سواء ماع دول التحاد الوروبي أو في إطار دائرة شركاء ماعنيين ماستقب ً‬
‫ل‪.‬‬

‫وحصلت بريطانيا على تأكيدات وضماانات بأن التعاون المانظم للتحاد الوروبي سيكون شفافا‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(57‬‬
‫ومارنا في طريقة تأسيسه وماتعاونا ماع حلف الطلسي"‬

‫ولذلك تقرر إنشاء خلية تخطيط عسكرية أوربية ماستقلة ضمان هيئة التحاد الوروبي‬
‫العسكرية )‪ ،(EUMS‬وهو ماا تم ماعارضته مان قبل السفير الماريكي لدى الحلف‪ ،‬نيكولس‬
‫بيرنز‪ ،‬الذي وصف خطط التحاد الوروبي بأنها " واحدة مان أعظم الماخاطر على العلقات بين‬
‫جانبي الطلسي"‪ .‬وأيضا ماعارضة الدول الماحايدة في التحاد الوروبي ذلك لنه سيكون ناديا‬
‫حصريا أو ماجماوعة طليعية داخل التحاد‪.‬‬

‫وعند العداد لجتمااعات الحلف والتحاد الوروبي في ديسمابر ‪ 2003‬م‪ ،‬بذلت جهود لعادة‬
‫التأكيد للوليات الماتحدة ودول أخرى‪ ،‬أن أي حل وسط لن يقلل مان أهماية ودور الحلف في تحقيق‬
‫المان الوروبي ‪.‬‬

‫وفي هذا السياق اجتماع وزراء خارجية التحاد الوروبي في ‪ 29 -28‬نوفمابر ‪ 2003‬م‬
‫بنابولي‪ ،‬وتم التفاق على‪:‬‬

‫‪ -1‬إنشاء خلية ماصغرة للتخطيط العمالياتي‪.‬‬

‫‪ -2‬تبني مابدأ الدفاع الماتبادل في إطار التحاد الوروبي )ماع شرط ضماان التزامااتها تجاه‬
‫الحلف(‪.‬‬

‫لكن مابدأ الدفاع الماتبادل تم رفضه بشدة مان قبل دول التحاد الوروبي الماحايدة‪ ،‬التي أكدت على‬
‫إيجاد صيغة عمالية تمانحها حرية الختيار أوعدم الماشاركة‪.‬‬

‫ثم جاءت قماة التحاد الوروبي في ‪ 12‬ديسمابر ‪ 2003‬م‪ ،‬ببروكسل لتقرر‪:‬‬

‫‪121‬‬
‫‪ -1‬إنشاء خلية دائماة صغيرة ) مادنية وعسكرية( تابعة للتحاد الوروبي‪ ،‬ماع استخدام أصول‬
‫الحلف أوعدم استخداماها‪.‬‬

‫‪ -2‬إنشاء خلية دائماة لعماليات التحاد الوروبي في ماقر القيادة العليا والدول الماتحالفة في أوروبا‬
‫)‪ ،( SHAPE‬مان أجل عماليات التحاد الوروبي التي تنفذ بماوجودات الحلف )‪.(58‬‬

‫‪ -3‬ضماان حضور دائم لضابط الرتباط بين الحلف والهيئة العسكرية التابعة للتحاد الوروبي‬
‫لزيادة الشفافية والتعاون ماع الحلف‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬إستراتيجية الحلف العسكرية‬

‫المطألب الول‪ :‬المفهوم الستراتيجي‪:‬‬

‫يحدد المافهوم الستراتيجي أسلوب اقتراب ذا أبعاد واسعة للمان ماعتمادا على الحوار والتعاون‬
‫والماحافظة على القدرة الدفاعية للحلف‪ ،‬وقد جاء في السياق الستراتيجي الماني التي ‪:‬‬
‫أ‪ -‬اعتمااد عقيدة هارمايل ‪ HARMEL‬لسنة ‪1967‬م‪ ،‬الماعتمادة على السياسات الماتوازية في‬
‫الماحافظة على دفاع كايف‪ ،‬لتخفيف التوتر بين الشرق والغرب )‪.(59‬‬
‫ب‪ -‬اتباع ويلي برانت ‪ -‬ماستشار ألماانيا التحادية سنة ‪ -1969‬لمابدأ السياسة الشرقية ‪OST‬‬
‫‪ Politik‬لقاماة علقات أكثر إيجابية ماع أوروبا الشرقية والوسطى والتحاد السوفياتي‪.‬‬
‫ج‪ -‬تبني قرار مانظماة المان والتعاون في أوروبا سنة ‪1975‬م‪ ،‬القاضي بإقاماة ماقاييس جديدة‬
‫لماناقشة قضايا الحقوق النسانية وتعزيز إجراءات زيادة الثقة بين الشرق والغرب‪.‬‬
‫د‪ -‬توقيع الوليات الماتحدة الماريكية والتحاد السوفياتي على ماعاهدة الحد مان الصواريخ‬
‫الباليستية ‪ ABM‬سنة ‪1972‬م‪ ،‬التي أعتبرت أساس التوازن الستراتيجي العالماي‪.‬‬
‫ذ‪ -‬التوقيع على ماعاهدة واشنطن سنة ‪1987‬م‪ ،‬والتي تضمانت إزالة صواريخ القوات النووية‬
‫)‪(60‬‬
‫الماتوسطة المادى الماتواجدة بًرا في كل الجانبين الماريكي والسوفياتي وعلى أساس عالماي‬
‫ر‪ -‬قماة لندن لعام ‪1990‬م‪ ،‬التي أعلنت عن خطوات رئيسية لتحويل الحلف بماا يتلئم ماع البيئة‬
‫المانية الجديدة‪ ،‬وإنهاء الصراع بين الشرق والغرب‪ ،‬وعرض خللها إقاماة ارتباط دبلومااسي‬
‫رسماي بين دول أوروبا الشرقية والوسطى والقتصاد السوفياتي‪ ،‬وتعزيز التعاون‪ ،‬وهو ماا ترجم‬
‫في التصالت الدبلومااسية وتبادل الزيارات التي مان أهماها زيارة أماين عام الحلف لماوسكو‬
‫ماباشرة عقب نهاية الماؤتمار‪.‬‬

‫‪122‬‬
‫و‬ ‫ز‪ -‬ماعاهدة خفض القوات التقليدية في أوروبا التي تم توقيعها مان قبل الوليات الماتحدة‬
‫أوروبا الغربية والتحاد السوفياتي ‪ 19‬نوفمابر ‪ ،1990‬ومان أهم ماا تنص عليه‪:‬‬

‫‪ -1‬تحديد السقف الجماالي للسلحة والماعدات التي يماكن لية دولة الحتفاظ بها‪ ،‬على أن ل‬
‫تتعدى ‪ 13300‬دبابة‪ ،‬و ‪ 20000‬عربة مادرعة ‪ ،‬و ‪ 13700‬قطعة مادفعية و ‪ 5150‬طائرة‬
‫هجوماية‪ ،‬وكل ماا زاد عن ذلك يتم تدمايره أو تحويله للستخداماات غير العسكرية‪.‬‬

‫‪ -2‬اعتبار السلحة الماخزنة بشكل دائم أسلحة غير فاعلة‪ ،‬أماا باقي السلحة الماوجودة في غير‬
‫هذه الماواقع فهي أسلحة ماستخدماة في وحدات فاعلة‪.‬‬

‫‪ -3‬التزام كامال الدول الطراف في الماعاهدة بتقديم ماعلوماات كافية عن أسلحتها التقليدية‪ ،‬كماا‬
‫يحق لها إجراء تفتيش على باقي الدول الطراف في الماعاهدة )‪.(61‬‬
‫ش‪ -‬تكثيف الزيارات والتصالت الدبلومااسية بين حلف الطلسي ودول أوروبا الوسطى‬
‫والشرقية‪ ،‬التي كللت بإنشاء ماجلس تعاون شماال الطلسي‪ ،‬حيث عقد اجتمااعه الول في ‪20‬‬
‫ديسمابر ‪1991‬م‪ ،‬وهو تاريخ انهيار التحاد السوفياتي‪.‬‬
‫وفي اجتمااع روماا ‪1991‬م‪ ،‬أعلن الحلف عن مافهوماه الستراتيجي الذي تضمان اقتراب واسع‬
‫للمان‪ ،‬والدور الماستقبلي للحلف بالتعاون ماع الماؤسسات الدولية الخرى‪ ،‬ومان جمالة ماا تحدد ماا‬
‫يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬التحديات والمخاطأر‪ :‬حسب المافهوم الستراتيجي‪ ،‬فإن التحديات والماخاطر‪ ،‬تتحدد في التي‪:‬‬
‫أ‪ -‬رغم زوال تهديد الهجوم الماتزامان وعلى نطاق واسع‪ ،‬وبشكل خاص مان أوروبا الوسطى‪،‬‬
‫وكذا تراجع الهجوم المافاجئ وبشكل مالماوس‪ ،‬وهو ماا يزيد مان النذار الدنى للحلف‪ ،‬إل أن هناك‬
‫ماخاطر ماتعددة التجاهات‪ ،‬وهو ماا يصعب مان إماكانية التنبأ بها وتقييماها‪.‬‬
‫ب ‪ -‬تزايد احتماال نشوء حالت عدم الستقرار بأوروبا الوسطى والشرقية بسبب صعوبة‬
‫التحول الديماوقراطي والنتقال إلى اقتصاد السوق‪ ،‬وكذا المانافسات الثنية والنزاعات القليماية‪...‬‬
‫و كلها يماكن أن تهدد الستقرار الوروبي ‪.‬‬
‫ج‪ -‬بالنسبة للتحاد السوفياتي– الذي كان قائًماا عندماا وضع المافهوم الستراتيجي – فرغم‬
‫عماليات التحول‪ ،‬إل أن قواته التقليدية هي أكبر بكثير مان أي قوات مامااثلة في أية دول أوروبية‪،‬‬
‫وقواته النووية ل تقارن إل بالترسانة النووية الماريكية‪ ،‬وبالتالي يجب وضعها في الحسبان‬
‫للماحافظة على المان والستقرار الوروبي ‪.‬‬

‫‪123‬‬
‫د‪ -‬رغبة الحلف في إقاماة علقات سلماية وغير عدائية)مالئماة(ماع دول جنوب البحر البيض‬
‫الماتوسط‪ ،‬فالسلم والمان في دول الماحيط الجنوبي لوروبا هماا مان الهماية البالغة لمان الحلف‪،‬‬
‫وهو ماا أكدته حرب الخليج الثانية بالنظر إلى تناماي القوة العسكرية وانتشار تكنولوجيا السلحة‬
‫بالمانطقة‪ ،‬بماا فيها أسلحة الدماار الشامال والصواريخ الباليستية القادرة على الوصول إلى أراضي‬
‫بعض دول الحلف )‪.(62‬‬

‫ذ‪ -‬أي هجوم ماسلح على أراضي الحلفاء ومان أي اتجاه سوف يواجه بنص الماادتين الخاماسة‬
‫والسادسة مان ماعاهدة واشنطن‪ ،‬ويماكن أن تتأثر الماصالح المانية للحلف بماخاطر أخرى ذات‬
‫طابع أوسع بماا في ذلك انتشارأسلحة الدماارالشامال أو انقطاع وصول الماوارد الحيوية وأعماال‬
‫الرهاب والتخريب‪.‬وثماة ترتيبات ضمان الحلف للتشاور بين الحلفاء بماوجب الماادة الرابعة مان‬
‫ماعاهدة واشنطن والتنسيق عند الضرورة لجهودهم‪ ،‬بماا في ذلك الرد على ماثل هذه الماخاطر‬

‫ر‪ -‬يجب أن ينظر إلى هذه التهديدات الماختلفة مان زوايا ماتعددة‪ ،‬فحتى في ظل العلقة التعاونية‬
‫وغير العدائية ماع التحاد السوفياتي فإن قدرته العسكرية وماقدرته على التعبئة وقوته النووية‪ ..‬ل‬
‫تزال تشكل العامال الهم الذي يجب على الحلف أن يأخذه في الحسبان للحفاظ على التوازن‬
‫الستراتيجي في أوروبا‪ ،‬ورغم انتهاء الماواجهة بين الشرق والغرب التي قللت بشكل كبير مان‬
‫خطر وقوع نزاع كبير في أوروبا‪ ،‬فإن هناك خطرا أكبر يتماثل في نشوء أزماات ماختلفة يماكن أن‬
‫تتطور بسرعة‪ ،‬وهو ماا يتطلب رًدا سريًعا لكن يحتمال أن تكون ذات حجم أقل ‪.‬‬

‫‪ -2‬مبادئ العقيدة العسكرية الجديدة للحلف ‪ :‬أكدت قماة لندن على صياغة إستراتيجية جديدة‬
‫للحلف و في قماة روماا ‪1991‬م‪ ،‬أقرت العقيدة العسكرية للحلف التي تقوم على المابادئ التية‪:‬‬

‫أ ‪ -‬استمارار الحلف في آداء دور دفاعي ماحض‪ ،‬وأي كان مان أسلحته لن تستخدم إل في الدفاع‬
‫الذاتي عبر الدفاع الجمااعي‪.‬‬

‫ب ‪ -‬التأكيد على المان الجماعي للحلف‪ ،‬الذي هو غير قابل للتجزئة واستمارار وجود القوات‬
‫النووية الماريكية وقوات أماريكا الشماالية التقليدية بأوروبا‪ ،‬وكذلك زيادة دور الوروبيين في‬
‫ماسؤولية الدفاع عن المان الوروبي ‪.‬‬

‫ج‪ -‬استمارار البنية العسكرية الماوحدة )هيكل القوات الماوحدة( واستحداث قوات أكثر مارونة‪،‬‬
‫وأسرع في الحركة مان العتمااد على الدفاع الماتقدم‪.‬‬

‫‪124‬‬
‫د‪ -‬الحتفاظ بخليط مالئم مان القوات النووية والقوات التقليدية بأوروبا‪ ،‬ماع حفظ حجم القوات‬
‫والتقليل مان العتمااد على الماكون النووي)‪.(63‬‬

‫‪ - 3‬خطأوطأ الدفاع الرئيسة للحلف ‪ :‬حدد المافهوم الستراتيجي الخطوط الدفاعية للحلف‪ ،‬في‬
‫اللتي‪:‬‬

‫أ‪ -‬المبادئ الستراتيجية للحلف‪ :‬و تتلخص في ماا يلي‪:‬‬

‫‪ -‬اعتبار حلف شماال الطلسي حلفا دفاعيا ماحضا‪.‬‬

‫‪ -‬الحتفاظ بقوة عسكرية كافية لردع أي عدوان على دول الحلف‪.‬‬

‫‪ -‬التأكيد على المان الجماعي لدول الحلف‪.‬‬

‫‪ -‬تحديد ضماان السلماة القليماية والستقرار السياسي لعضاء الحلف أولوية لقواته العسكرية‬

‫‪ -‬الحتفاظ بمازيج ماختلط مان القوات التقليدية والقوات النووية‪.‬‬

‫ب‪ -‬وضع القوة الجديدة ‪ :‬تماثل في‪:‬‬

‫‪ -‬التحول عند الضرورة عن مافهوم الدفاع المااماي والنتقال إلى وجود أمااماي ماخفض‪.‬‬

‫‪ -‬تعديل مابدأ الرد المارن وتقليص العتمااد على السلحة النووية ‪.‬‬

‫ج – مهام القوات العسكرية ‪ :‬إن الدور الساسي للقوات العسكرية التابعة للحلف هو ضماان‬
‫المان والسلماة القليماية للدول العضاء‪ ،‬ماع ماراعاة التغيرات التي حدثت في البيئة المانية‬
‫الدولية‪ ،‬حيث تحول التهديد العالماي الشامال والمانفرد إلى ماخاطر ماتنوعة‪ ،‬حيث نجد ماهام ماتعددة‬
‫للحلف زمان السلم والحرب والزماات‪ ،‬وهي كالتي‪:‬‬

‫في زمن السلم ‪ :‬يتماثل دور قوات الحلف العسكرية في ‪:‬‬


‫‪ -‬تحقيق أمان العضاء والماحافظة على استقرار التوازن الوروبي ‪.‬‬
‫‪ -‬ضماان استمارار السلم‪.‬‬
‫‪ -‬الماساهماة في الحوار والتعاون بأوروبا مان خلل تعزيز الشفافية وبناء الثقة وتحسين التصال‪.‬‬
‫‪ -‬التحقق مان تنفيذ اتفاقيات السيطرة على السلحة‪.‬‬
‫‪ -‬الماساهماة في تحقيق السلم والمان الدوليين مان خلل توفير قوات للماهام المانفذة في إطار المام‬
‫الماتحدة‪.‬‬

‫‪125‬‬
‫* أما في الزمات‪ :‬التي يماكن أن تهدد أمان الدول العضاء عسكريا‪ ،‬فإن قوات الحلف يماكن أن‬
‫تقوم بالدوار التية)‪:(64‬‬

‫‪ -‬استكماال الماساعي السياسية في إطار اقتراب واسع للمان‪.‬‬

‫‪ -‬الماشاركة في إدارة هذه الزماات وإيجاد حل سلماي لها‪.‬‬

‫‪ -‬الرد على أي إجراء يماكن أن يتخذ ضد أي حليف‪.‬‬

‫‪ -‬صد أي اعتداء على أي مان دول الحلف والحفاظ على السلماة القليماية للدول العضاء‪.‬‬

‫‪ -‬رغم تراجع ماخاوف قيام حرب شامالة بأوروبا‪ ،‬إل أنها غير ماستبعدة نهائًيا‪ ،‬وتؤدي قوات‬
‫الحلف ماهام حمااية السلم وتوفير مازيج ماختلط مان القوة التقليدية والنووية لمانع الحرب‪ ،‬واستعادة‬
‫السلم في حالة وقوع العدوان‪.‬‬

‫د‪ -‬الخطأوطأ الرئيسة لوضع قوات الحلف ‪ :‬وتتماثل في ‪:‬‬

‫‪ -‬لتنفيذ الهداف المانية للحلف يجب تكييف وتنظيم قوات الحلف والبقاء على الوسائل الكفيلة‬
‫بضماان الدفاع عن كل أراضي الحلفاء‪.‬‬

‫‪ -‬الحفاظ على حجم وجاهزية وانتشار قوات الحلف العسكرية لتحقيق الدور الدفاعي للحلف ماع‬
‫ماراعاة البيئة الستراتيجية الجديدة واتفاقية السيطرة على السلحة‪ ،‬وذلك مان خلل‪:‬‬

‫‪ -‬تخفيض الحجم الشامال والستعداد القتالي لقوات الحلف‪.‬‬

‫‪ -‬التخلي عن وضع الدفاع الخطي الثابت والشامال في المانطقة الوسطى ‪ ،‬وتوزيع قوات الحلف‬
‫على كل أراضي دول الحلف‪ ،‬بماا في ذلك النشر المااماي للقوات المالئماة عند الضرورة‪.‬‬

‫‪ -‬التوفيق بين ماهام قوات الحلف العسكرية وبين تخفيض حجماها ووسائلها مان خلل توفير‬
‫حركية ومارونة وقدرة ماضماونة في زيادة حجماها عند الضرورة‪ ،‬وذلك بماراعاة التي )‪:(65‬‬

‫* اشتماال القوات القائماة بنسب ماحدودة على عنصر رد الفعل السريع والضروري مان قوات‬
‫برية وجوية وبحرية قادرة على الرد ضد ماجماوعة تهديدات‪ ،‬وتكون هذه القوات ذات نوعية‬
‫وكماية واستعداد قتالي لردع أي هجوم أو الدفاع عند الضرورة ضد الهجماات التي تبدأ دون إنذار‬
‫ماسبق أو طويل‪.‬‬

‫‪126‬‬
‫أو‬ ‫* توافر قوات الحلف العسكرية على بنية تسماح بقابلية زيادة قوتها العسكرية إماا بالتعزيز‬
‫بتعبئة الحتياط أو إعادة تشكيل وحدات جديدة وماتناسبة ماع حجم التهديدات الماختلفة بماا فيها‬
‫حدوث حرب شامالة‪.‬‬

‫* تطوير البنى والجراءات المالئماة لقوات الحلف على نحو يسماح بالقيام بردود ماحددة ومارنة‬
‫وسريعة‪ ،‬بهدف خفض حالت التوتر وإنهائه‪ ،‬وهذه الترتيبات يتم التدرب عليها زمان الحرب‪.‬‬

‫* في حالة استخدام القوات‪ ،‬فإن القيادة السياسية للحلف ستسيطر على استخدام هذه القوات‪ ،‬وفي‬
‫جمايع الماراحل‪.‬‬

‫ذ‪ -‬خواص القوات التقليدية ‪ :‬يهدف الحلف إلى ‪:‬‬

‫‪ -1-1‬اماتلك قوات الحلف العسكرية لقابليات ماوثوقة لتنفيذ ماهاماها‪ ،‬وتشمال ماستويات القوة‬
‫والماعدات والستعداد القتالي للقوات وتعبئتها في الوقت الماناسب وإماكان بناء الثقة بين القوات‬
‫التقليدية وقوات رد الفعل السريع‪ ،‬وقوات الدفاع الرئيسة وقوات التعزيز )العامالة والحتياط(‪.‬‬

‫‪ -1-2‬التنسيق والتكامال بين القوات البرية والبحرية والجوية‪ ،‬وهي على الشكل التي )‪:(66‬‬

‫‪ -1-2-1‬القوات البرية ‪ :‬تكون ماحافظة على الحد الدنى مان الستعداد القتالي‪ ،‬وتعتماد على‬
‫التعبئة والحتياط‪ ،‬وتماتلك فعالية قتالية ماؤكدة وقدرة على النتشار المارن‪.‬‬

‫‪ -1-2-2‬القوات البحرية ‪ :‬تماتلك سرعة ومارونة في الحركة‪ ،‬وقدرة على العمال لمااد طويلة‪،‬‬
‫وتساهم في خيارات السيطرة البحرية لحمااية خطوط الماواصلت البحرية للحلف‪ ،‬ودعم العماليات‬
‫البرية والبرماائية وحمااية نشر قوات الردع النووي الماوجودة في البحر‪.‬‬

‫‪ -1-2-3‬القوات الجوية ‪ :‬تماتلك قدرات ماؤكدة للقيام بماهام العماليات الجوية الماستقلة والماجماعة‬
‫والعتراض الجوي‪ ،‬وعماليات القطع والدعم الهجوماي والماساهماة في عماليات الماراقبة‬
‫والستطلع والحرب اللكترونية‪ ،‬ودعم العماليات في البر والبحر‪ ،‬مان خلل توفير النقل الجوي‬
‫إلى ماسافات بعيدة وإماكانية الماداد بالوقود جًوا‪ ،‬أماا قواعد الدفاع الجوي‪ ،‬فإنها تضمان وجود بيئة‬
‫دفاع جوي ماأماونة‪.‬‬

‫‪ -1-3‬الهتماام بماخاطر انتشار الصواريخ الباليستية وأسلحة الدماار الشامال‪ ،‬والماساهماة في حل‬
‫هذه الماشكلة مان خلل السيطرة على الدفاعات الصاروخية ‪.‬‬

‫‪ -1-4‬التزام دول الحلف بحظر شامال وعالماي للسلحة الكيمايائية‪.‬‬

‫‪127‬‬
‫‪ -5 -1‬إن التخفيض الشامال لماستويات القوة سيساهم في الستخدام الفعال مان حيث التكلفة‬
‫لماوارد الحلف‪.‬‬

‫‪ -1-6‬التأكيد على أهماية البنية العسكرية الماوحدة والقوات الماتعددة الجنسيات في ترتيبات المان‬
‫الجماعي )‪.(67‬‬

‫‪ -7 -1‬إعطاء دور ماتزايد للبنى الوروبية الماوحدة والماتعددة الجنسيات لتحسين قدرات الحلفاء‬
‫في الدفاع الماشترك‪.‬‬

‫‪ -1-8‬إن الرد المارن على ماجماوعة مان التهديدات الماحتمالة يقتضي مان الحلف ماراقبة‬
‫واستطلعا وإماكانيات لوجيستية ماناسبة بماا فيها المارافئ ومارونة القيادة والسيطرة‪ ،‬وتوافر‬
‫ماخزونات لوجستية كافية لماداد كل أنواع القوات لتسهيل ماهماة الدفاع وإعادة الماداد‪ ،‬كماا يتطلب‬
‫بناء قوات ماجهزة ومادربة على نحو كايف و بطريقة فورية‪ ،‬ستساهم في إدارة الزماات والدفاع‪،‬‬
‫وتكون قادرة على تعزيز أمان أي دولة مان دول الحلف مان خلل إقاماة وجود ماتعدد الجنسيات‪،‬‬
‫كماا أن عناصر كل فئة مان فئات القوة الثلث ستكون قادرة على أن تستخدم بمارونة‪ ،‬كجزء مان‬
‫التعزيز ضمان أوروبا عبر الطلسي‪.‬‬

‫‪ -1-9‬العتمااد الماتزايد على القوات الماتعددة الجنسيات وقوات رد الفعل السريع في ترتيبات‬
‫الدفاع الجماعي‪.‬‬

‫ر – خواص القوات النووية ‪ :‬تتماثل خواص قوات الحلف النووية في التي‪:‬‬

‫‪ -1-1‬إن قوة الحلف النووية هي ذات طابع سياسي الهدف مانها هو الماحافظة على السلم ومانع‬
‫الحرب والرد على أي تهديد مان خلل إستراتيجية الرد بالشك‪ ،‬حيث يسيطر عدم اليقين على‬
‫الماعتدي بخصوص قدرات الحلف وطبيعة رده على العدوان‪ ،‬وإثبات أنه عمال غير عقلني‬
‫باعتبار أن الحلف قادر على اماتصاص الضربة الولى وتوجيه ضربة ثانية قاضية للعدو‪ ،‬وهذا‬
‫صا للوليات الماتحدة الماريكية‬
‫الردع يرتكز على القدرات النووية الستراتيجية للحلفاء خصو ً‬
‫والمامالكة الماتحدة و فرنسا )‪.(68‬‬

‫‪ -1-2‬إشراك الحلفاء المانخرطين في التخطيط الدفاعي الجمااعي في أدوار نووية‪ ،‬ونشر قوات‬
‫نووية على أراضيهم زمان السلم‪ ،‬وكذا في ترتيبات القيادة والسيطرة والتشاور‪ ،‬كماا أن القوات‬
‫النووية التابعة للحلف بأوروبا تؤمان ارتباطا سياسيا وعسكريا بين العضاء الوروبيين‬

‫‪128‬‬
‫والماريكيين الشمااليين‪ ،‬ويحتفظ الحلف بقوات نووية في أدنى ماستوى للحفاظ على السلم‬
‫والستقرار‪.‬‬

‫‪ -1-3‬رغم تزايد قدرات حلف الطلسي على حل الزماات بالوسائل الدبلومااسية أو بالقوات‬
‫الدفاعية التقليدية‪ ،‬إل أنه يجب الحتفاظ بقوات إستراتيجية كافية بأوروبا‪ ،‬تؤمان إرتباطا أساًسيا‬
‫بالقوات النووية الستراتيجية وتعزيز التعاون والرتباط عبر الطلسي ‪.‬‬

‫المطألب الثاني‪ :‬أثر تغيير النظام الدولي على هيكل القوة داخل الحلف ‪:‬‬

‫لقد أثر تغير النظام الدولي على هيكل القوة داخل الحلف مان خلل تغيير طبيعة التهديدات‬
‫والتحديات الماتعددة والعصية على التنبأ الستراتيجي‪ ،‬فحتى ل ينقاد الحلف وراء ماهماات وأهداف‬
‫بإستراتيجية ماؤقتة أو مالئماة لحالت عرضية دون أخرى‪ ،‬فقد استجاب الحلف لهذا التحدي‬
‫الستراتيجي بصياغة جديدة تقوم على ثلث نقاط هي‪:‬‬

‫‪-1‬إعادة هيكلة القوات الساسية للحلف ‪ :‬تم تنظيم القوات الساسية للحلف اتساقا ماع العقيدة‬
‫العسكرية الجديدة‪ ،‬وهي كماا يلي‪:‬‬

‫‪ -1-1‬قوات الرد السريع‪ :‬تتكون مان القوات البرية والبحرية والجوية‪ ،‬لها قابلية العمال الفوري‬
‫وإدارة الزماات يبلغ عدد جنودها حوالي ‪ 25‬ألف جندي مانها ‪ 12‬ألف جندي مان قوة للتدخل‬
‫السريع ‪.‬‬

‫‪ -1-2‬قوات الدفاع الساسية ‪ :‬وتماثل القوات النظاماية للحلف‪ ،‬التي تتكون مان ‪ 350‬ألف‬
‫جندي نصفهم مان الماريكيين‪.‬‬

‫‪ -1-3‬قوات التعزيز ‪ :‬وهي قوات الحتياط التي يلجأ إليها الحلف عند الضرورة لتعزيز قوات‬
‫الدفاع الساسية)‪.(69‬‬

‫‪ -2‬تكييف نسق القيادة ‪ :‬في يوليو ‪ 1994‬م‪ ،‬تم إلغاء القيادة الماتحالفة الماتعددة‪ ،‬وأصبح نسق‬
‫القيادات العسكرية الرئيسية كالتي‪:‬‬

‫‪129‬‬
‫الشكل رقم )‪: (1‬هيكل القيادات العسكرية الرئيسية ‪:‬‬

‫القيادات العسكرية الرئيسة‬

‫القيادة الرئايسة بأوأروأبا‬ ‫القيادة الرئايسة لمنطقة القنال‬ ‫القيادات الرئايسة لمنطقة‬
‫كاستوأر بلجيكا‬ ‫نوأرث وأوأد بريطانيا‬ ‫الطلسي نوأفوأفوألك الوأليات‬
‫المتحدة‬

‫قيادة‬ ‫قيادة‬ ‫قيادة‬ ‫قيادة‬ ‫قيادة‬ ‫قيادة‬


‫تحالفا‬ ‫تحالفا‬ ‫تحالفا‬ ‫منطقة‬ ‫منطقة‬ ‫منطقة‬
‫جنوأب‬ ‫وأسط‬ ‫شامال غرب‬ ‫وأسط‬ ‫شارق‬ ‫غرب‬
‫أوأروأبا‬ ‫أوأروأبا‬ ‫أوأروأبا‬ ‫الطلسي‬ ‫الطلسي‬ ‫الطلسي‬

‫‪ -3‬خفض قوات الحلف بأوروبا ‪ :‬إن اتفاقية الحد مان السلحة التقليدية بأوروبا التي وقعها‬
‫التحاد السوفياتي السابق ماع حلف الطلسي في ‪ 18‬نوفمابر ‪1990‬م بباريس‪ ،‬حددت ماجالت‬
‫خفض عدد الدبابات والعربات المادرعة الماقاتلة وقطع المادفعية والطائرات الماقاتلة والهليوكوبتر‬
‫الهجوماية‪ ،‬ففي الفترة الماماتدة مان ‪ 1990‬إلى ‪1996‬م‪ ،‬تم تخفيض النفاق الدفاعي لدول الحلف‬
‫بنسبة ‪ %22‬وتخفيض ‪ %52‬مان إجماالي القوات البرية و ‪ %10‬مان إجماالي الوحدات البحرية‬
‫الماقاتلة بماا فيها حامالت الطائرات والفرطاقات والمادمارات‪ ،‬وتقليص عدد الطائرات الماقاتلة بماا‬
‫فيها حامالت الطائرات الماقاتلة والماخزنة بأوروبا بنسبة تتراوح مان ‪ %25‬إلى ‪%54‬مان إجماالي‬
‫القوات الجوية في المانطقتين الشماالية والماركزية‪ ،‬و ‪ %25‬مانها بأماريكا الشماالية‪ ،‬بالضافة إلى‬
‫إزالة جمايع القواعد البرية لطلق الصواريخ النووية مان أوروبا‪ ،‬كماا تم تقليص عدد القوات‬
‫الماتقدماة بألماانيا بنسبة الثلثين‪ ،‬والطائرات بنسبة ‪ ،%70‬وتراجع عدد القوات الماريكية الماتواجدة‬
‫وتبقى فقط القنابل النووية التي تحمالها‬ ‫)‪(70‬‬
‫بأوروبا إلى ‪ 100‬ألف بعد ماا كانت ‪ 300‬ألف‬
‫الطائرات‪ ،‬وهي تماثل ‪ %20‬ماماا كان سنة ‪ 1990‬م‪ ،‬بالضافة إلى ماعاهدة ستارت ‪ 1‬التي‬
‫خفضت القوات النووية الستراتيجية للوليات الماتحدة بماعدل الثلث والتي أتبعت بستارت ‪2‬‬
‫والتي خفضتها إلى الثلثين‪.‬‬

‫‪130‬‬
‫أماا روسيا التحادية فقد قامات‪ ،‬بماوجب ماعاهدة الحد مان السلحة التقليدية‪ ،‬بسحب جمايع قوات‬
‫التحاد السوفياتي السابق مان وسط وشرق أوروبا والماقدرة بحوالي ‪ 640‬ألف عسكري‪ ،‬وأكثر‬
‫مان ‪ 30‬ألف دبابة ومادرعة و ‪ 19‬ألف قطعة مادفعية وراجماة صواريخ و ‪ 4‬آلف طائرة ماقاتلة‬
‫وقاذفة‪ ،‬كماا قامات بتفكيك ماعظم أسلحتها النووية التكتيكية في هذه المانطقة‪ ،‬وغيرت اتجاهات‬
‫أسلحتها النووية الستراتيجية طويلة المادى تجاه البحر بعد أن كانت ماوجهة إلى أهداف مانتقاة في‬
‫أوروبا الغربية وأماريكا الشماالية)‪.(71‬‬

‫‪ -3‬قوات المهمات المتجمعة المشتركة ‪ :‬بعد أن أخذ الحلف بفكرة التوسع في تفسير نص الماادة‬
‫الخاماسة فقد أصبح أمااماه حالت مان العمال العسكري غير التقليدية‪ ،‬كماا أدرك قصور إستراتيجيته‬
‫العسكرية السابقة في استجابتها لماواصفات وعماليات ذات أبعاد إنسانية وأخرى في سياق الدفاع‬
‫الجمااعي‪ ،‬وقد حدثت تطورات ماهماة تماثلت في‪:‬‬

‫‪ -1-1‬تقارب البعاد المانية العسكرية بين روسيا ودول حلف وارسو سابًقا وحلف الطلسي‪،‬‬
‫حيث سعت بولنده وجماهورية التشيك والماجر إلى الندمااج بصيغة ماا في الحلف‪ ،‬والتي انتهت‬
‫بانضمااماهم إليه‪ ،‬كماا فتح باب النضماام لدول أخرى‪ ،‬أماا الدول الماستبعدة مان العضوية )روسيا(‬
‫فقد تم احتوائها في اتفاقية الشراكة مان أجل السلم‪.‬‬
‫‪ -1-2‬توجه بعض الدول أوروبية العضاء بالحلف إلى إنشاء هياكل أمانية وسياسية وعسكرية‬
‫أوروبية ماستقلة عن الحلف ‪.‬‬
‫‪ -1-3‬الدور الماحوري الذي قام به الحلف في عمالياته بالبوسنة والهرسك وتنسيقه بين القوات‬
‫الدولية الماتعددة الجنسيات والصنوف القتالية) ‪.( 72‬‬
‫وعند إنشائها تم ماراعاة العوامال التية‪:‬‬
‫‪ -2-1‬أن ل تصبح هذه القوات ماصدر أعباء ماالية اضافية على المايزانيات الدفاعية للدول‬
‫العضاء‪ ،‬في الوقت الذي يسود فيه اتجاه لتخفيضها‪.‬‬
‫‪ -2-2‬أن ل تكون ماحل جدال سياسي وخلفات بين العضاء بصدد توزيع العباء والدوار‪.‬‬
‫‪ -2-3‬أن ل تكون عبًئا إضافًيا على نسق القيادة في الحلف‪ ،‬ويجب أن تندرج في ذلك النسق‪.‬‬
‫‪ -2-4‬عدم استقلليتها عن قابليات الحلف‪ ،‬لنه وماع الدول الوروبية الساعية إلى بلورة هوية‬
‫أمان أوروبية أصبحوا ماجندين للقيام بعماليات خارج نطاق الماادة الخاماسة مان ماعاهدة واشنطن‪،‬‬
‫فقد أريد لقوات الماهماات الماتجماعة الماشتركة أن تكون في خدماة ماؤسسة أمانية أوروبية كاتحاد‬
‫غرب أوروبا‪.‬‬

‫‪131‬‬
‫‪ -5 -2‬بماا أن نشاط قوات الماهماات الماجماعة الماشتركة هو لغراض عماليات حفظ السلم ومانع‬
‫النزاعات والتدخل في ماناطق خارج أوروبا أو في أقاليم ماجاورة لعمال الحلف‪ ،‬فهناك حاجة‬
‫إستراتيجية وسياسية وعسكرية أطلسية لسناد أدوار ماحدودة لطراف غير أطلسية أوروبية أو‬
‫غير أوروبية‪ ،‬فإذا كان مان الماماكن استبعاد دول مان اكتساب عضوية الحلف فأنه ل مافر مان‬
‫اشراكها في إدارة الزماات‪ ،‬وهو ماا يضفي طابع الشرعية الدولية على هذه العماليات)‪ ،(73‬كماا أن‬
‫استبعادها قد يؤثر سلًبا على سيرها‪ ،‬مان خلل عرقلتها والحؤول دون بلوغها هدفها النهائي‪.‬‬

‫أ‪ -‬تأسيسها‪ :‬قامات الوليات الماتحدة الماريكية بتقديم ماقترح إنشاء قوات الماهماات الماجماعة‬
‫)‪(74‬‬
‫الماشتركة إلى لجنة تخطيط الدفاع بالحلف عام ‪ 1993‬م‪ ،‬وفي قماة بروكسل في يناير ‪1994‬م‬
‫تم إجازته‪ ،‬وتتكون هذه القوات مان ‪ 17‬فرقة و ‪ 27‬لواء ماوزعة على دول اتحاد غرب أوروبا‪،‬‬
‫كماا تم وضع فرقتين في كل مان تركيا واليونان‪ ،‬باعتبارهماا قريبتين مان قوسي الزماات الماهددين‬
‫للمان الوروبي‪ ،‬وهو ماا يؤكد إماكانية استخداماها للرد أو ماواجهة الزماات التي تقع خارج‬
‫أوروبا وأماريكا الشماالية‪ ،‬استثناء مان نص الماادة الخاماسة )‪.(75‬‬

‫ب‪ -‬أهميتها ‪ :‬نوجزها في النقاط التية‪:‬‬

‫‪ -3-1‬هي قوات ذات طبيعة عسكرية‪ ،‬لكنها ذات وظيفة سياسية لنها مافتوحة على دول‬
‫الشراكة الوروبية بماا فيها روسيا)‪.(76‬‬

‫‪ -3-2‬هي قوات ل تحقق الردع لنها ليست مان القوات الرئيسة للدفاع‪ ،‬فهي ل تعزز مافهوم‬
‫التوازن الستراتيجي في أوروبا‪ ،‬أو في ماناطق خارج مايدان عماليات الحلف‪ ،‬بل مارشحة للعمال‬
‫في ماناطق الزماات والصراعات الماحلية والبينية‪ ،‬وهذا يستدعي قوات ذات قابليات لداء‬
‫عماليات طوارئ ذات خصوصية قتالية ماحددة‪.‬‬

‫‪ -3-3‬اضفاء طابع الشرعية الدولية على عماليات إدارة الزماات ومانع الصراعات وحفظ‬
‫السلم‪ ،‬وبالذات العماال التدخلية‪ ،‬فهي شرط أساسي لتغطية العماال العسكرية ولتذليل‬
‫الصعوبات المايدانية‪.‬‬

‫‪ -3-4‬إن إفساح الماجال للماكانية الماشاركة في العماليات له انعكاس في تحمال ماواقف سياسة‬
‫وعسكرية واقتصادية ماالية ماتكامالة ضرورية لنجاح هذا الماجهود العسكري‪.‬‬

‫‪ -5 -3‬ماساهماة الدول غير الطلسية الماشاركة في قوات الماهام الماجماعة الماشتركة للتنبأ والتأكد‬
‫مان التطورات التي قد تصيب البيئة المانية الوروبية أو الماناطق الماجاورة لها‪.‬‬

‫‪132‬‬
‫‪ -3-6‬ضماان الستجابة الطلسية لتحقيق هدف سياسي عند فشل الداة الدبلومااسية مان خلل‬
‫الستناد إلى قوة عسكرية ذات ماصداقية قادرة على احتواء أو حفظ السلم أو صنعه وتنفيذه)‪.(77‬‬

‫‪ -7 -3‬احتواء النزعة الوروبية الماتزايدة لقاماة سياسة أوربية ماشتركة للدفاع‪ ،‬مان خلل جعل‬
‫قوات الماهام الماجماعة الماشتركة تحت قيادة عسكرية ومايدانية لتحاد غرب أوروبا لتنفيذ عمالياتها‬
‫العسكرية‪ ،‬لكن السيطرة السياسية تبقى لماجلس شماال الطلسي‪ ،‬حيث تم إنشاء ماجماوعة للتعاون‬
‫السياسي لماعالجة القضايا السياسية الناتجة عن العماليات العسكرية)‪ ،(78‬وهذا ماا يلغي الحاجة‬
‫الوروبية إلى قوات عسكرية مامااثلة‪ ،‬لكن ماع البقاء تحت غطاء حلف الطلسي‪.‬‬

‫والتي‬ ‫‪ -8 -3‬إن قوات الماهماات الماجماعة الماشتركة تماثل فرصة لدول شرق أوروبا وسطها‪،‬‬
‫بالضافة إلى‬ ‫)‪(79‬‬
‫كانت تعتزم العضوية في الحلف لهيكلة قواتها ونسق القيادة والتصالت‬
‫ماجماوعة إجراءات الشفافية‪ ،‬التي ل ماناص مانها لعضوية الحلف )‪.(80‬‬

‫وكانت العماليات على ثلث ماراحل تجريبية‪ ،‬وانطوت على عماليات تماتد مان ماستوى خوض‬
‫الحرب إلى ماستوى حفظ السلم و القيام بعماليات لمادة زمانية طويلة)‪.(81‬‬
‫المطألب الثالث‪ :‬المفهوم الستراتيجي الجديد ‪:‬‬
‫صادق رؤساء دول وحكوماات دول حلف شماال الطلسي على المافهوم الستراتيجي الجديد‪،‬‬
‫وذلك في قماة واشنطن المانعقدة في ‪ 24‬أبريل ‪ 1999‬م‪ ،‬بماناسبة اليوبيل الذهبي لتأسيس الحلف‪،‬‬
‫وقد حدد المافهوم الستراتيجي الجديد أهداف الحلف وماهاماه ورؤيته الستراتيجية والتحديات‬
‫والماخاطر‪ ،‬كماا حدد أي ً‬
‫ضا توجهات الحلف لتحقيق المان في القرن الحادي والعشرين‪ ،‬وكذا مانهج‬
‫قوات الحلف‪.‬‬
‫‪ -1‬أهداف الحلف ومهماته ‪ :‬وتتماثل في التي‪:‬‬
‫‪ -1 -1‬الهداف‪ :‬نوجزها في ماايلي ‪:‬‬
‫‪ -2-1‬حمااية حرية جمايع دوله العضاء وأمانها بالوسائل السياسية والعسكرية وتحقيق السلم‬
‫والستقرار بالمانطقة‪.‬‬

‫‪ -2-2‬يجسد الحلف صلة الوصل بين أمان أماريكا الشماالية وأمان أوروبا على نحو دائم‪.‬‬

‫‪ -2-3‬اللتزام الماشترك والتعاون الماتبادل بين الدول ذات السيادة بهدف الحفاظ على أمان ماوحد‬
‫وغير ماجزأ لجمايع دوله العضاء‪ ،‬وضماان تمااسك وتضامان الحلف‪ ،‬وهذا ل يعني حرماان‬
‫أعضائه مان حق الدفاع عن سيادتهم‪.‬‬

‫‪133‬‬
‫‪ -2-4‬إقاماة المازيد مان الشركات والتعاون والحوار ماع الدول الخرى التي تشترك ماع الحلف‬
‫في أهدافه السياسية الواسعة‪.‬‬

‫‪ -1-2‬المهام ‪ :‬يناط بالحلف القيام بالماهام التية‪:‬‬

‫‪ -2-1‬المن ‪ :‬يقوم الحلف بدوره كماؤسسة ل غنى عنها لتحقيق بيئة أمان أوربية‪ -‬أطلسية‬
‫ماستقرة ماستنًدا إلى نماو الماؤسسات الديماوقراطية واللتزام بالحل السلماي للنزاعات‪.‬‬

‫‪ -2-2‬الستشارة ‪ :‬استناًدا إلى نص الماادة الرابعة مان ماعاهدة واشنطن يعمال الحلف كمانتدى‬
‫رئيسي للستشارة بين الدول العضاء بشأن القضايا التي تأثرعلى ماصالحها أو التي تشكل خطًرا‬
‫على أمان العضاء أو الماوضوعات ذات الهتماام الماشترك‪.‬‬

‫‪ -2-3‬الردع والدفاع ‪ :‬يؤمان الحلف الردع والدفاع ضد أي تهديد بالعدوان على أي مان دوله‬
‫العضاء‪ ،‬وذلك بحسب ماا نصت عليه الماادة الخاماسة والسادسة مان ماعاهدة واشنطن‪.(71).‬‬

‫‪ -2-4‬تعزيز المان والستقرار في المانطقة الوروبية والطلسية مان خللها‪.‬‬

‫‪ -3-1‬إدارة الزمات ‪ :‬لقيام الحلف بدور فاعل في إدارة الزماات حيث يتعين عليه الستعداد‬
‫والجاهزية الفعلية لمانع النزاعات‪ ،‬بماا في ذلك عماليات التعامال ماع الزماات‪ ،‬وذلك حالة بحالة و‬
‫بإجمااع الدول العضاء‪ ،‬استنادا إلى نص الماادة السابعة مان نظاماه الساسي‪.‬‬

‫‪ -3-2‬الشراكات ‪ :‬يقوم الحلف بتشجيع الشراكات والتعاون والحوار على نطاق واسع ماع الدول‬
‫والقدرة على‬ ‫الخرى في المانطقة الوروبية ‪ -‬الطلسية بهدف زيادة الشفافية والثقة الماتبادلة‬
‫العمال الماشترك ماع الحلف )‪.(82‬‬

‫‪ -2‬الرؤية الستراتيجية للحلف‪:‬‬

‫‪ -1-1‬البيئة الستراتيجية الناشئة ‪ :‬بعد نهاية الحرب الباردة فإن التحديات ل تزال قائماة رغم‬
‫التحولت اليجابية‪ ،‬والحلف سيؤدي دورا أساسا فى تعزيز المان الوروبي – الطلسي‪ ،‬مان‬
‫خلل دور سياسي ماتزايد‪ ،‬يتماثل في إقاماة الشراكات السياسية والعسكرية والتعاون والحوار ماع‬
‫دول أخرى ماثل روسيا وأوكرانيا ودول الحوار الماتوسطي‪ ،‬وكذا انفتاحه لقبول عضوية أعضاء‬
‫جدد‪ ،‬وتعاونه ماع المانظماات الدولية‪ ،‬والتزاماه بمانع النزاعات وإدارتها‪ ،‬والقيام بعماليات دعم‬
‫السلم‪ -‬كماا هو في البلقان‪ -‬و القيام بعمالية إصلح داخلي شمالت هيكلة قيادة جديدة تتضمان‬

‫‪134‬‬
‫مافهوم قوة الماهماة الماشتركة‪ ،‬ووضع ترتيبات للنتشار السريع لقوات الحلف‪ ،‬وإنشاء سياسة‬
‫المان والدفاع الوروبية في إطار الحلف‪ ،‬كماا تم التأكيد على‪:‬‬

‫‪ -2-1‬أهماية ماجلس المان الدولي للحفاظ على المان والستقرار الورو– أطلسي باعتباره‬
‫الجهاز الماسؤول عن السلم والمان الدوليين‪.‬‬

‫‪ -2-2‬التأكيد على ماساهماات مانظماات المام الماتحدة ومانظماة المان والتعاون في أوروبا‬
‫والتحاد الوروبي واتحاد غرب أوروبا في تحقيق المان والستقرار في المانطقة الورو–‬
‫أطلسية )‪.(83‬‬

‫‪ -1-2‬التحديات والمخاطأرالمنية ‪ :‬حدد المافهوم الستراتيجي الجديد العديد مان الماخاطر‬


‫والتهديدات على البيئة المانية ونوجزها في‪:‬‬

‫‪ -2-1‬الصعوبات القتصادية والسياسية والجتمااعية التي تعاني مانها دول فى قلب المانطقة‬
‫الورو– أطلسية أو دول ماحيطها الجغرافي‪.‬‬

‫‪ -2-2‬التنافس العرقي أو الديني أو النزاعات القليماية‪.‬‬

‫‪ -2-3‬انتهاك حقوق النسان ونتائج انهيار نظم الحكم الدكتاتورية‪.‬‬

‫‪ -2-4‬التحسب مان الدول النووية قوية خارج الحلف‪.‬‬

‫‪ - 5 -2‬انتشار السلحة النووية والبيولوجية والكيمايائية‪ ،‬ووسائل إيصالها إلى أهدافها‪،‬‬


‫خصوصا بعد أن أظهر بعض الماتعامالين غير الحكومايين القدرة على تصنيع بعض مان هذه‬
‫السلحة واستخداماها‪.‬‬

‫‪ -2-6‬إن النتشار العالماي للتقنية اللزماة لنتاج السلح سيؤدي إلى توفر المازيد مان القدرات‬
‫العسكرية‪ ،‬وهو ماايسماح للخصوم باكتساب قدرات هجوماية ودفاعية عالية جدا في العماليات‬
‫الجوية أوالبحرية أوالبرية أو في ماجال صناعة صواريخ كروز والسلحة الماتقدماة الخرى‪،‬‬
‫بالضافة إلى ماهاجماتهم لنظماة الماعلوماات التابعة للحلف بهدف عرقلتها وتعويض تفوق الحلف‬
‫في ماجال السلحة التقليدية‪.‬‬

‫‪ -7 -2‬التعامال ماع أي هجوم ماسلح يشن ضد أي مان دول الحلف وفق الماادة الخاماسة والسادسة‬
‫مان ماعاهدة واشنطن ماهماا كان ماصدره‪ ،‬كماا أن ماصالح الحلف المانية قد تكون ماعرضة لتهديد‬
‫أوسع ماثل نشاط الجمااعات الرهابية وأعماال التخريب والجريماة المانظماة وماحاولت عرقلة‬

‫‪135‬‬
‫تدفق الماوارد الحيوية للحلف )الطاقة(‪ ،‬والتدفقات البشرية الضخماة الناتجة عن النزاعات‬
‫)‪(84‬‬
‫الماسلحة‪...‬‬

‫‪ -1-3‬توجهات الحلف لتحقيق المن في القرن الحادي والعشرين‪ :‬يسعى الحلف إلى الحفاظ‬
‫على السلم وتعزيز المان والستقرار السياسي فى المانطقة الورو– أطلسية مان خلل‪:‬‬

‫‪ -2-1‬التزام الحلف بإقاماة شراكة قوية بين أوروبا وأماريكا الشماالية‪ ،‬حيث ل يماكن الفصل‬
‫الماني بينهماا‪ ،‬بالضافة إلى استمارار الدفاع الجمااعي بين دوله العضاء‪.‬‬

‫‪ -2 -2‬الحفاظ على قدرات الحلف العسكرية عبر‪:‬‬

‫‪ -2-2-1‬الحفاظ على قدرة عسكرية كافية وجاهزة واضحة للتحرك على نحو عمال جمااعي في‬
‫ماجال الدفاع الماشترك‪.‬‬

‫‪ -2-2-2‬استناد الحلف على قدراته العسكرية الفعالة فى مانع النزاعات وإدارة الزماات‪ ،‬مان‬
‫خلل القيام بعماليات ماواجهة الزماات مان خارج نص الماادة الخاماسة‪ ،‬وتحتاج هذه الماهماات إلى‬
‫كثير مان الماتطلبات السياسية والعسكرية‪ ،‬ماثل تمااسك الحلف والتدريب الدولي والتخطيط الشامال‬
‫الماسبق‪.‬‬

‫‪ -2-2-3‬تطوير سياسة المان والدفاع الوروبي في إطار الحلف‪ ،‬وذلك بالستناد إلى القرارات‬
‫التي اتخذها الحلف ببرلين عام ‪ 1996‬م‪ ،‬وتستدعي هذه العمالية وجود تعاون وثيق بين كل مان‬
‫الحلف واتحاد غرب أوروبا والتحاد الوروبي ‪ ،‬وهذه العمالية ستماكن الوروبيين مان تقديم‬
‫ماساهماات أكثر تمااسكا وفعالية لخدماة ماهام ونشاطات الحلف )‪.(85‬‬

‫‪ -1-4‬منع نشوب النزاعات وإدارة الزمات‪:‬‬

‫‪ -2-1‬يسعى الحلف إلى مانع نشوب النزاعات والماساهماة الفاعلة في إدارتها بماا ل يتعارض ماع‬
‫القانون الدولي والتعاون ماع مانظماات أخرى‪ ،‬وبماا يتوافق ماع ماهاماه المانية الساسية‪ ،‬والتذكير‬
‫بعرضه ببروكسل سنة ‪ 1996‬م‪ ،‬القاضي بدعم عماليات حفظ السلم‪ ،‬أو أي عماليات أخرى تحت‬
‫سلطات ماجلس المان الدولي أو على ماسؤولية مانظماة المان والتعاون في أوروبا‪ ،‬وهذا الدعم‬
‫يكون حالة بحالة بماا يتوافق ماع إجراءات الحلف‪.‬‬

‫‪136‬‬
‫‪ -2-2‬الستفادة القصوى مان برناماج الشراكة والحوار والتعاون للماساهماة في مانع نشوب‬
‫الزماات واحتوائها‪ ،‬وهذا يتطلب مان السلطات السياسية للحلف اختيار الردود المالئماة وتنسيقها‬
‫مان بين جمالة مان الخيارات السياسية والعسكرية وماماارسة الرقابة العسكرية في كل الماراحل‪.‬‬

‫‪ -1-5‬توسيع عضوية الحلف ‪:‬‬

‫استنادا إلى الماادة العاشرة مان اتفاقية واشنطن فإن الحلف سيوجه الدعوة لنضماام دول لديها‬
‫الرغبات والقدرة على تحمال ماسؤوليات والتزاماات العضوية‪ ،‬وذلك لغرض تعزيز المان‬
‫الوروبي وزيادة تمااسكه وخدماة سياسته العاماة وماصالحه الستراتيجية‪.‬‬

‫‪ -1-6‬الحد من التسلح ونزع السلحا وحظر النتشار النووي‪:‬‬

‫يهدف الحلف إلى ضماان بقاء توافق بين تأماين الدفاع عن دولة العضاء‪ ،‬وبين أهداف الحد مان‬
‫التسليح ونزع السلح وحظر النتشار النووي مان خلل‪:‬‬

‫‪ -2-1‬الماساهماة الفاعلة فى تطوير اتفاقيات الحد مان التسلح ونزع السلح وحظر النتشار‬
‫النووي‪.‬‬

‫‪ -2-2‬تشجيع إجراءات تعزيز الشفافية والثقة واستتباب المان‪.‬‬

‫‪ -2-3‬تعزيز الحلف لجهوده السياسية الهادفة إلى مانع حدوث أية عمالية انتشار أو الحد مانها‬
‫بالطرق الدبلومااسية )‪.(86‬‬

‫‪ -3‬منهج قوات الحلف‪:‬‬

‫‪ -1-1‬مبادئ إستراتيجية الحلف‪ :‬وتتماثل في ‪:‬‬

‫‪ -2-1‬ماحافظة الحلف على قدراته وفاعليته العسكرية‪.‬‬

‫‪ -2-2‬تجسيد مابادئ التضامان والوحدة الستراتيجية بين الدول العضاء بالحلف‪ ،‬واعتبار أمان‬
‫جمايع أعضائه كل ل يتجزأ‪ ،‬فالهجوم على أي عضو هو هجوم على جمايع العضاء‪.‬‬

‫‪ -2-3‬ضماان القدرة على رد أي هجوم أو ردع أي عدوان ماحتمال ضد أي مان أعضائه‪.‬‬

‫‪ -2-4‬القدرة على الماساهماة الفاعلة في مانع نشوب النزاعات والقيام بعماليات ماواجهة الزماات‬
‫خارج إطار الماادة الخاماسة مان ماعاهدة واشنطن‪.‬‬

‫‪137‬‬
‫‪ -5 -2‬الدور الماحوري لقوات الحلف في التعاون ماع شركاء الحلف والدول الخرى‪ ،‬وبخاصة‬
‫ماساعدة شركاء الحلف ليكونوا ماستعدين للماشاركة الماحتمالة في عمالية الشراكة مان أجل السلم‬
‫التي يقودها الحلف‪ ،‬فهي تساهم في حفظ السلم وحمااية الماصالح المانية الماشتركة لدول الحلف‪،‬‬
‫وكذا الماحافظة على المان والستقرار فى المانطقة الورو– أطلسية‪ ،‬بالضافة إلى دعم جهود‬
‫الحلف لمانع انتشار السلحة النووية والبيولوجية والكيمايائية ووسائط إيصالها لهدافها‪.‬‬

‫‪ -2-6‬الماشاركة الماتكافئة فى تحمال أدوار الدفاع الماشترك وماسؤولياته وماخاطره بالضافة إلى‬
‫مانافعه‪.‬‬

‫‪ -7 -2‬الحتفاظ بالقوات النووية والتقليدية الماريكية بأوروبا لهمايتها الحيوية للمان الوروبي‬
‫‪.‬‬

‫‪ -2-8‬الزيادة التدريجية لحجم الماساهماات الوروبية في تحقيق المان بالمانطقة الورو–‬


‫أطلسية‪ ،‬مان خلل تقديم عمالية تطوير سياسة المان والدفاع الوروبية‪ ،‬كماا تلتزم الوليات‬
‫الماتحدة الماريكية وكندا بالماساهماة في التحالف مان خلل قواتهم الماستعدة لتنفيذ مانشأت تدريب‬
‫عالية الماستوى بأماريكا الشماالية‪.‬‬

‫‪ -2-9‬إن الترتيبات العمالية لمابدأ الجهد الجمااعي للدفاع تكون مان خلل إجراءات سياسية أو‬
‫عسكرية أو على صعيد الماوارد في إطار الماادة الخاماسة مان ماعاهدة واشنطن أو خارجها‪،‬‬
‫بالضافة إلى إماكانية إدراج دول شريكة للحلف في هذه الترتيبات‪ ،‬التي تستند إلى إجراءات‬
‫التشاور والبنية العسكرية الماتكامالة واتفاقيات التعاون‪ ،‬وتتضمان التخطيط للقوة الجمااعية‪ ،‬التماويل‬
‫الماشترك‪ ،‬التخطيط العمالياتي الماشترك‪ ،‬الهيئات الدولية و ترتيبات القيادة والماقر الرئيسي‪ ،‬نظام‬
‫الدفاع الجوي الماتكامال التوزيع الماتوازن للدوار والماسؤوليات بين الحلفاء‪ ،‬وكذا تماركز وانتشار‬
‫قوات دول الحلف خارج الوطن الم إذا اقتضت الضرورة القيام بترتيبات ماعينة لدارة الزماات‬
‫وتعزيزها والتي تضم التخطيط والماعايير والجراءات الماشتركة للجهزة والماعدات والتدريب‬
‫والدعم اللوجستي‪ ،‬والتزام إرساء عقيدة الحلف وإقاماة تدريبات ماشركة والتعاون في ماجالت‬
‫البنية التحتية والتسليح والدعم اللوجستي )‪.(87‬‬

‫‪ -2-10‬استمارار التماويل الدولي )المايزانية العسكرية وبرناماج الستثماار الماني التابع للحلف(‬
‫في اماتلك الماوارد والماكانات الضرورية والماحافظة عليها‪.‬‬

‫‪138‬‬
‫‪ -2-11‬التزام الحلف بتقديم المازيد مان الدعم لتطوير سياسات المان والدفاع الوروبية ضمان‬
‫الحلف‪ ،‬ووضع إماكاناته و ماوارده في العماليات التي تنفذ تحت قيادة اتحاد غرب أوروبا‪ ،‬أو كماا‬
‫يتفق عليها‪.‬‬

‫‪ -2-12‬البقاء على قوات نووية وأخرى تقليدية بأوروبا وتحديثها بحيث تكون في الحد الدنى‬
‫الكافي لماهاماها‪.‬‬

‫‪ -4‬وضعية قوات الحلف‪:‬‬

‫‪ -1-1‬مهام قوات الحلف العسكرية‪:‬‬

‫‪ -2-1‬حمااية السلم والستقرار السياسي وحمااية أمان وسيادة ووحدة أراضي الدول العضاء أو‬
‫استعادتها ‪.‬‬

‫‪ -2-2‬الحفاظ على أمان واستقرار المانطقة الورو– أطلسية والتعامال المابكر ماع الزماات‬
‫الماحتمالة مان خلل وسائل ماتعددة مانها استدعاء قوات الحلف العسكرية والقيام بعماليات حفظ‬
‫السلم والمان العالمايين‪ ،‬مان خلل ماساعدة المانظماات الدولية الخرى‪.‬‬

‫‪ -2-3‬تعامال قوات الحلف ماع ماجماوعة واسعة وماعقدة مان الماخاطر والحالت‪ ،‬ماثل حالت‬
‫الطوارئ النسانية وإدارة الزماات بالوسائل العسكرية وتنفيذ العماليات خارج نطاق الماادة‬
‫الخاماسة مان ماعاهدة واشنطن‪ ،‬والقيام بعماليات تنفذ تحت القيادة السياسية والتوجه الستراتيجي‬
‫لتحاد غرب أوروبا أوكماا يتفق عليها‪ ،‬وكذا قيادة الحلف لية عماليات عسكرية يقوم بها ماع‬
‫الدول الشريكة أو أية عماليات ماشتركة ماحتمالة ماع روسيا‪.‬‬

‫‪ -2-4‬الماساهماة في تحقيق المان في المانطقة الورو– أطلسية مان خلل‪:‬‬

‫‪ -3-1‬الماشاركة في التصالت العسكرية – العسكرية والنشاطات والتدريبات التعاونية ماع دول‬


‫الشراكة مان أجل السلم والحوار الماعماق ماع روسيا و أوكرانيا ودول الحوار الماتوسطي‪.‬‬

‫‪ -3-2‬زيادة الثقة والشفافية وتحسين التصالت وعماليات التحقق مان تطبيق اتفاقيات الحد مان‬
‫التسليح ونزع اللغام الماضادة للفراد‪.‬‬

‫‪ -3-3‬توسيع ماجالت التعاون والتشاور إلى مايادين التدريبات العسكرية‪ ،‬تبادل التشغيل‪،‬‬
‫العلقات المادنية – العسكرية‪ ،‬تطوير مابادئ وعقيدة الحلف‪ ،‬التخطيط الدفاعي‪ ،‬إدارة الزماات‪،‬‬
‫مانع النتشار النووي‪ ،‬التعاون في ماجال التسليح‪ ،‬التخطيط العمالياتي والعماليات‪.‬‬

‫‪139‬‬
‫)‬
‫‪ -5 -2‬استمارار قوات الحلف العسكرية في التأقلم ماع ماتغيرات البيئة المانية الدولية الماتغيرة‬
‫‪.(88‬‬

‫‪ -1-2‬مؤشرات حول وضعية قوات الحلف ‪ :‬تتلخص في ‪:‬‬

‫‪ -2-1‬استمارار قوات الحلف فى التأقلم ماع الماتغيرات الماستجدة والستناد إلى قوة بنى الدفاع‬
‫الوطنية لعضائه‪.‬‬

‫‪ -2-2‬إن حجم قوات التحالف العسكرية واستعدادها وتوفر قابلية نشرها يعكس مادى التزام‬
‫الحلف بالدفاع الجمااعي والقيام بعماليات ماواجهة الزماات فى داخل و خارج النطاق الجغرافي‬
‫للحلف‪ ،‬وهذا يعني‪:‬‬

‫‪ -3-1‬البقاء على الحجم العام لقوات الحلف في حدودها الدنيا الماتناسبة ماع ماتطلبات الدفاع‬
‫الجمااعي‪.‬‬

‫‪ -3-2‬يجب ماراعاة العوامال الجيوستراتيجية داخل الحلف‪ ،‬و ماحيطه الجغرافي‪ ،‬بحيث يجب أن‬
‫يضمان التوزيع الجغرافي للقوات حضورا عسكريا كافيا‪.‬‬

‫‪ - 3-3‬قدرة هيكلية قيادة الحلف على تحمال ماسؤولية الدارة والتحكم‪ ،‬والماقصود هنا هو ماقر‬
‫قيادة قوة الماهماة الماشتركة تحديدا‪ ،‬التي تقوم بقيادة وتوجيه القوات الدولية والقوات الماتعددة‬
‫الماهام‪ ،‬بالضافة إلى تقديم الدعم للعماليات التي تنفذ تحت توجيه القيادة السياسية لتحاد غرب‬
‫أوروبا‪ ،‬أو كماا يتفق عليها‪ ،‬وهذا ماا يساهم فى تطوير سياسة المان والدفاع الوروبي ضمان‬
‫الحلف الطلسي‪ ،‬وكذا تنفيذها لعماليات ماواجهات الزماات خارج إطار الماادة الخاماسة التي‬
‫يقودها الحلف و يشارك فيها شركاء الحلف والدول الخرى‪.‬‬

‫‪ -3-4‬ماطالبة الحلف بتوفير إماكانات تشغيل أساسية ماثل‪ :‬القدرة على التعامال الفعال والنتشار‬
‫والحركة واستمارار القوات وسلماتها وبنيتها التحتية‪ ،‬التي تشمال الدعم اللوجستي ونظام العمال‬
‫الدوري للقوات‪ ،‬وكذا تطوير هذه القدرات وماراعاة جوانب تبادل التشغيل التي تشمال العوامال‬
‫البشرية‪ ،‬واستعماال التقنية الماتقدماة المالئماة والماحافظة على التفوق الماعلومااتي في العماليات‬
‫العسكرية ووجود ماوظفين ذوي ماؤهلت عالية‪ .‬فوجود قدرات كافية في ماجال القيادة والتحكم‬
‫والتصالت والستخبارات وماراقبة الستطلع سيضاعف مان حجم القوات‪.‬‬

‫‪140‬‬
‫‪ -5 -3‬وجود قوات برية و بحرية وجوية ماحدودة العدد وذات قدرات عالية قادرة على التدخل‬
‫السريع وإبقاء دول الحلف على أهبة الستعداد‪ ،‬لكن بدرجات ماتفاوتة مان الجاهزية لدعم القوات‬
‫الماشاركة في عماليات طويلة الماد‪ ،‬سواء كانت داخل أو خارج النطاق الجغرافي للحلف‪.‬‬

‫‪ -2-6‬القدرة على حشد أكبر عدد ماماكن مان القوات ويكون ذلك بتعزيز القوات أو باستدعاء‬
‫الحتياط أو بإعادة هيكلة القوات عند الضرورة بماا يتناسب وحجم التهديدات‪.‬‬

‫‪ -7 -3‬تؤمان هيكلية القوات القدرة على تأماين تعزيز ونشر وسحب القوات بسرعة وبطريقة‬
‫انتقائية‪ ،‬وهذا يماكنها مان القيام بالرد المارن والماناسب للحد مان التوترات أو القضاء عليها‪ ،‬ولهذا‬
‫يجب التمارن على هذه الجراءات زمان السلم )‪.(89‬‬

‫‪ -3-8‬ضرورة وجود مازيج ماتوازن مان القوات وقدرات الرد وإماكانات الدفاع الماعززة للتعامال‬
‫ماع الماخاطر المارتبطة بانتشار السلحة النووية والبيولوجية والكيمايائية ووسائط إيصالها‬
‫لهدافها‪.‬‬

‫‪ -3-9‬يقوم الحلف بتأماين الحمااية لقواته ولبنيته التحتية ضد أي هجماات إرهابية‪.‬‬

‫‪ -1-3‬مميزات القوات التقليدية‪:‬‬

‫‪ -2-1‬اماتلك الحلف لقوات عسكرية ماوثوقة قادرة على إنجاز جمايع ماهاماها‪ ،‬وهذا يتطلب‬
‫ماستوى عايل لهيكلية القوات والجهزة والماعدات ودرجة الجاهزية والستمارارية والتدريبات‬
‫العسكرية و خيارات نشر القوات ووجهات توظيفها وقدرتها على حشد وتعبئة الحتياط لتحقيق‬
‫التوازن بين القوات ذات الجاهزية العالية القادرة على الشروع في الدفاع الجمااعي أو بعماليات‬
‫ماواجهة الزماات خارج نص الماادة الخاماسة و بسرعة عالية‪ ،‬وبين قوات ذات ماستويات ماختلفة‬
‫مان الجاهزية المانخفضة‪ ،‬التي تقوم بإعداد القوات الماطلوبة للدفاع الجمااعي أو لستبدال قوات‬
‫عامالة بالنظام الدوري بقوات جديدة تساند عماليات ماواجهة الزماات‪ ،‬أو لتعزيز قوات ماتماركزة‬
‫في مانطقة ماعينة‪.‬‬

‫‪ -2-2‬تنظيم قوات الحلف بطريقة تعكس الطبيعة الدولية والماشتركة لماهماات الحلف التي تضم‪:‬‬

‫‪ -3-1‬السيطرة الكامالة على أراضي دول الحلف والدفاع عنها‪.‬‬

‫‪ -3-2‬إزالة عراقيل استعماال شبكة التصالت البحرية والبرية والجوية‪.‬‬

‫‪ -3-3‬السيطرة على الماجال البحري وحمااية نشر قوات الحلف الرادعة الماتماركزة بحرا‪.‬‬

‫‪141‬‬
‫‪ -3-4‬تنفيذ عماليات جوية ماستقلة ومانسقة‪.‬‬

‫‪ -5 -3‬ضماان وجود دفاعات جوية فيعالة و ماجال جوي آمان‪.‬‬

‫‪ -3-6‬الماراقبة والستطلع والستخبارات والحرب اللكترونية‪.‬‬

‫‪ -7 -3‬عماليات النقل الجوي الستراتيجية‪.‬‬

‫‪ -8 -3‬تأماين نظام قيادة وتحكم فاعلة ومارنة تشمال ماقرات قيادة ماشتركة قابلة للنشر‪.‬‬

‫‪ -9 -3‬ماواصلة تحسين الوضعية الدفاعية للحلف مان خلل تطوير قدرات الدفاع الصاروخية‬
‫ضد ماخاطر انتشار السلحة فوق التقليدية‪.‬‬

‫‪ -3-10‬اللتزام بوجود إجراءات وقائية دفاعية ضد أخطار السلحة الكيمايائية والبيولوجية‪،‬‬


‫ودعم التزام دول العالم باتفاقيات نزع السلح ذات الصلة‪ ،‬باعتبار أن إستراتيجية الحلف ل‬
‫تتضمان وجود قدرات حرب كيمايائية وبيولوجية‪.‬‬

‫‪ -3-11‬القدرة على العمال الجمااعي الماباشر لنجاز ماهام الحلف مان خلل )‪:(90‬‬

‫‪ -4-1‬التنسيق بين جمايع عناصر التخطيط للدفاع‪.‬‬

‫‪ -4-2‬تبادل الماعلوماات بين الحلفاء حول خطط قواتهم‪.‬‬

‫‪ -4-3‬التشاور بين دول الحلف في حال حدوث تغيرات ماهماة في خطط الدفاع الوطنية‪.‬‬

‫‪ -4-4‬التعاون في ماجال تطوير المافاهيم العمالياتية الجديدة‪.‬‬

‫‪ -3-12‬لتماكين الحلف مان نشر ودعم كل أنواع القوات بفعالية والتعامال بمارونة ماع حالت‬
‫الطوارئ فإن الحلف يحتاج إلى وجود قدرات لوجستية كافية تشمال وسائل النقل والدعم الطبي‬
‫ووجود ماخزون كايف‪ ،‬كماا تواجه عماليات الحلف خارج نطاقه الجغرافي تحديدات لوجستية‬
‫خاصة‪ ،‬وهذا يتطلب القدرة على التعزيز ضمان أي مانطقة توجد في دائرة الخطر وتكريس‬
‫الحضور الدولي بها‪.‬‬

‫‪ -3-13‬التعاون بين السلطات المادنية والعسكرية داخل الحلف‪.‬‬

‫‪ -3-14‬تزايد العتمااد على القوات الدولية خصوصا مانها القادرة على النتشار السريع لخدماة‬
‫الدفاع الجمااعي أو القيام بعماليات ماواجهة الزماات خارج إطار الماادة الخاماسة‪ ،‬والتي توفر‬
‫تشكيلت أكثر قدرة ماماا هو ماتوافر لدى دول الحلف‪ ،‬وماساهماتها بماوارد الدفاع النادرة‪.‬‬

‫‪142‬‬
‫‪ -1-4‬مميزات القوات النووية ‪ :‬تتلخص في ‪:‬‬

‫‪ -2-1‬إن الهدف الساسي للقوات النووية هو الحفاظ على السلم والمان‪.‬‬

‫‪ -2-2‬تحقيق المان الطلسي مان خلل الردع بالشك حول قدرات الحلف النووية‪.‬‬

‫‪ -2-3‬الدور الريادي للقوات النووية الستراتيجية التابعة للحلف خصوصا مانها القوات النووية‬
‫الماريكية والبريطانية و الفرنسية‪.‬‬

‫‪ -2-4‬إبقاء الحلف على قوات نووية كافية في أوروبا‪ ،‬بحيث تتمايز بالمارونة والقدرة على‬
‫الستمارارية‪ ،‬حتى تكون ماوثوقة وماؤثرة في إستراتيجية الحلف الهادفة إلى مانع نشوب الحرب‬

‫‪ -5 -2‬ضمان الستراتيجية الفرعية للحلف التي ماقرها أوروبا يتم خفض أنواع وأعداد قوات‬
‫الحلف النووية‪ ،‬وتتضمان إزالة كل سلح المادفعية النووية والصواريخ النووية المانطلقة مان‬
‫الرض التي لم تعد تستهدف أي دولة‪ ،‬والتخفيف مان شدة ماعايير جاهزية القوات النووية‪ ،‬وإنهاء‬
‫خطط الطوارئ النووية )‪ ،(91‬في حين يبقي الحلف على أعداد كافية مان القوات ضمان‬
‫إستراتيجياته بأوروبا‪ ،‬تضم طائرات بقدرات مازدوجة وعددا ماحدودا مان الصواريخ البريطانية‬
‫مان طراز ترايدنت ‪ ،TRIDNET‬تكون حلقة وصل ماع قوات الحلف النووية الستراتيجية‬
‫بالوليات الماتحدة الماريكية‪ ،‬كماا أنه لن يتم نصب السلحة النووية على السفن الحربية‬
‫والغواصات الهجوماية في الظروف العادية وضمان الستراتيجيات الماذكورة‪.‬‬

‫وقد كرس المافهوم الستراتيجي المابادئ و المافاهيم التية ‪:‬‬

‫‪ -1‬اتخاذ الماصالح المانية كأساس لعمال الحلف خارج الحدود التقليدية لنشاطه ‪.‬‬

‫‪ -2‬التوسع في ماصادر التهديد المان الطلسي ليشمال أمان الطاقة وتدفق الماوارد الحيوية وحقوق‬
‫النسان و أسلحة الدماار الشامال ‪...‬‬

‫‪ -3‬اعطاء الحلف شرعية التدخل بماجرد وجود تهديد دون العتداد بصلحيات ماجلس المان‪.‬‬

‫المطألب الرابع ‪ :‬توسيع الحلف ‪:‬‬

‫‪143‬‬
‫عند انهيار التحاد السوفياتى في ‪ 20‬ديسمابر ‪ 1991‬م‪ ،‬عقد أول إجتمااع لماجلس تعاون شماال‬
‫الطلسي والذي ضم دول الحلف الستة عشر ودول وسط و شرق أوروبا‪ ،‬ليقوم بماهام تقوية‬
‫الروابط بين الجانبين دون طرح فكرة انضماام أي مان دول شرق ووسط أوروبا إلى الحلف‪ ،‬وبعد‬
‫إطلق برناماج الشراكة مان أجل السلم‪ ،‬جاءت الشارة وبشكل رسماي إلى ماوضوع توسيع‬
‫الحلف فى قماة بروكسل ‪1994‬م‪ ،‬ثم أجريت ماناقشات حول الطار الزماني لتوسيع الحلف‪،‬‬
‫وتحديد الدول الماعنية بالعضوية‪ ،‬وذلك في إجتمااع وزراء خارجية دول الحلف في ديسمابر‬
‫‪1994‬م‪ ،‬وتم التفاق أيضا على أن عمالية التوسع ستكون بشكل فردي‪ ،‬وأن العضاء الجدد‬
‫سيكونون كامالي العضوية‪.‬‬

‫أول ‪ :‬شروطأ العضوية ‪ :‬لقد حدد الكونغرس شروط عضوية الحلف في النقاط التية‪:‬‬

‫‪ -1‬وجود ماؤسسات ديماوقراطية و الحتكام للقانون‪.‬‬

‫‪ -2‬السيطرة المادنية على الماؤسسة العسكرية‪.‬‬

‫‪ -3‬تبني اقتصاديات السوق الحرة‪.‬‬

‫‪ -4‬احترام حقوق الماواطنين وحماايتها‪.‬‬

‫‪ -5‬احترام الوحدة القليماية للدول الماجاورة‪.‬‬

‫وفى يناير ‪1994‬م ‪ ،‬تبنى ماجلس النواب الماريكي قانون إحياء المان القوماي‪ ،‬حيث أضاف‬
‫شروطا جديدة وتتماثل في )‪:(92‬‬

‫‪ -1‬السيطرة المادنية على القوات الماسلحة والبوليس وأجهزة الستخبارات‪.‬‬

‫‪ -2‬احترام المابادئ والتعهدات السياسية الواردة في اتفاق هلسنكي‪ ،‬وماؤتمار المان والتعاون في‬
‫أوروبا‪.‬‬

‫‪ -3‬التعهد بدعم مابادئ الحلف‪ ،‬والماساهماة في أمان مانطقة شماال الطلسي‪.‬‬

‫‪ -4‬الوفاء باللتزاماات والماسؤوليات والتكاليف الماترتبة على عضوية الحلف‪.‬‬

‫‪ -5‬اللتزام بتطوير بنية تحتية تسهل الماشاركة في دعم أنشطة الحلف )‪.(93‬‬

‫ويجب على الدول الماشاركة المارشحة لعضوية خطة عمال عضوية الحلف التحضير وإثبات‬
‫قدراتها على احترام التزاماات مارتبطة بإماكانية عضويتها في الماستقبل‪ ،‬كذلك يجب أن تكون‬

‫‪144‬‬
‫مادعوة مان قبل الحلف للتباحث ماع الحلف‪ .‬كماا يجب عليها اللتزام بماعاهدة واشنطن الماؤسسة‬
‫للحلف‪ ،‬واللتزام بتحقيق عدد ماعين مان الصلحات السياسية والقتصادية والعسكرية‬
‫المانصوص عليها في دراسة أجريت سنة ‪ 1995‬م حول توسيع الحلف‪ ،‬وقد حددت شروط‬
‫اكتساب عضوية الحلف‪ ،‬في التي‪:‬‬

‫‪ -1‬أن يكون نظاماها السياسي قائم على ديماوقراطية فعلية ويستند على اقتصاد السوق‪.‬‬

‫‪ -2‬ماعالجة ماشكلة القليات طبق توجيهات مانظماة المان والتعاون في أوروبا‪.‬‬

‫‪ -3‬حل الخلفات ماع دول الجوار واللتزام الشامال بالتسوية السلماية للنزاعات‪.‬‬

‫‪ -4‬أن تكون قادرة وراغبة في تحمال الماساهماة العسكرية في الحلف وقابلية التشغيل ماع قوات‬
‫الدول العضاء )‪.(94‬‬

‫وقد أضافت وثيقة الشراكة مان أجل السلم إلى شروط النضماام إلى الحلف النقاط التية‪:‬‬

‫‪ -1‬عضوية ماجلس تعاون شماال الطلسي ومانظماة المان والتعاون في أوروبا‪.‬‬

‫‪ -2‬الستعداد للماشاركة في هيئات وماراكز الحلف والقيادة العليا للقوات الماتحالفة في أوروبا‪.‬‬

‫‪ -3‬الشفافية والستعداد لتبادل الماعلوماات الماتعلقة بالشؤون العسكرية ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬خطأة عمل العضوية ‪:‬‬

‫هو برناماج تابع للحلف‪ ،‬أعلن عنه في قماة الحلف بواشنطن ‪ 1999‬م‪ ،‬ويقدم مان خلله الدعم‬
‫العمالي مان خلل تحضير الدول الراغبة في عضوية الحلف وضبط الحتياجات الخاصة بها‪.‬‬
‫ويعقد ماجلس حلف شماال الطلسي اجتمااعا ماع كل الدول المارشحة‪ ،‬مان أجل ماراقبة التطور‬
‫الماسجل عبر الجتمااعات والورشات على مادار السنة ‪ ،‬تشمال ماختلف الماجالت ماع الخبراء‬
‫المادنيين والعسكريين التابعيين للحلف‪ ،‬الذي يقيم اماتحانات ماتكامالة ماتعلقة بالعضوية‪.‬‬

‫ويقدم تقريرا سنويا شاما ً‬


‫ل حول النشاطات التي كانت في إطار خطة عمال العضوية‪ ،‬وترفع إلى‬
‫وزراء خارجية ودفاع دول الحلف‪ ،‬وذلك في الجتمااع السنوي للحلف‪.‬‬

‫وقد شهدت أول خبرة عمالية في ماسار قبول جماهورية التشيك والماجر و بولنده في عضوية‬
‫الحلف سنة ‪ 1999‬م‪ ،‬وهي أول ماوجة توسع للحلف مانذ نهاية الحرب الباردة‪.‬‬

‫‪145‬‬
‫غير أنها ل تقرر عضوية أي دولة في الماستقبل‪ ،‬وتوجد الن ثلث دول مانخرطة في خطة عمال‬
‫العضوية وهي‪ :‬كرواتيا‪ ،‬ألبانيا‪ ،‬جماهورية ماقدونيا اليوغوسلفية سابقا )‪.(95‬‬

‫ثالثا ‪ :‬آليات النضمام ‪ :‬تبدأ الدول المادعوة لماباحثات العضوية إجراء ماباحثات ماع فريق مان‬
‫الحلف الطلسي‪ ،‬حيث تجتماع جمااعات خبراء الحلف وماماثلين عن كل دولة مادعوة‪ ،‬وتكون في‬
‫ماقر الحلف ببروكسل مان أجل الحصول على تأكيد رسماي مان جانب الدول المادعوة عزماها‬
‫وقدرتها على الوفاء باللتزاماات والتعهدات السياسية والقانونية والعسكرية الماترتبة عن اتفاقية‬
‫واشنطن والدراسة التي أجريت سنة ‪ 1995‬م حول توسيع الحلف‪.‬‬

‫وتجرى الماباحثات في اجتمااعين لكل دولة مادعوة هماا‪:‬‬

‫أ‪ -‬الجتماع الول ‪ :‬وتقدم فيه السئلة السياسية والدفاعية‪ ،‬وهي تهدف إلى التحقق مان تنفيذ‬
‫الشروط الماسبقة‪.‬‬

‫ب ‪ -‬الجتماع الثاني ‪ :‬وهو ذو طبيعة تقنية تتماحور الماحادثات فيه حول الماوارد والمان والنظام‬
‫القانوني وماساهماة كل عضو جديد في المايزانية الماشتركة للحلف‪ ،‬والتي تقسم أعباؤها على قاعدة‬
‫نسبية مارتبطة بالحجم القتصادي لكل دولة‪.‬‬

‫ويتعين على الدول المادعوة أن تبذل جهودا في ماجال حمااية وأمان الماعلوماات‪ ،‬وتحضير أجهزة‬
‫الستخبارات والستعلماات للعمال ماع ماكتب أمان حلف الطلسي )‪.(96‬‬

‫كماا تبعث الدول المادعوة للعضوية رسالة تعبر فيها عن استكماالها للصلحات الماطلوبة مانها‪،‬‬
‫وفي خطوة ثانية لسيرورة العضوية‪ ،‬فإن كل دولة مادعوة لتأكيد قبولها التزاماات وتعهدات‬
‫الحلف‪ ،‬وهذا التأكيد يكون في شكل رسالة ترسل مان قبل رئيس وزراء الدولة المادعوة إلى الماين‬
‫العام للحلف ‪ ،‬وتكون مارفقة أيضا بأجندة وطنية للصلحات‪ .‬كماا يقوم الحلف بالجراءات‬
‫التية‪:‬‬

‫‪ -‬إماضاء بروتوكولت قبول العضوية مان قبل دول الحلف‪.‬‬

‫‪ -‬الماصادقة على بروتوكولت قبول العضوية مان قبل دول الحلف‪.‬‬

‫‪ -‬دعوة الماين العام للحلف الدول العضاء الجديد لكتساب عضوية الحلف‪.‬‬

‫‪ -‬استجابة الدول المادعوة إلى ماعاهدة شماال الطلسي وتعزيز إجراءاتها الوطنية‪.‬‬

‫‪ -‬تودع وثيقة القبول لدى الوليات الماتحدة الماريكية )‪.(97‬‬

‫‪146‬‬
‫رابعا ‪ :‬عملية التوسع ‪ :‬لماعرفة جدوى عمالية التوسع أجريت دراسة سنة ‪ 1995‬م‪ ،‬خلصت‬
‫إلى ‪ -1‬اعتبار نهاية الحرب الباردة فرصة لتوسيع المان الورو – ماتوسطي وتقويته مان خلل‬
‫حلف شماال الطلسي الذي هو الضامان لمان الجمايع‪.‬‬

‫‪ -2‬توسيع حلف الطلسي سيسماح بدعم الصلحات الديماوقراطية وتشجيعها مان خلل‪:‬‬

‫أ‪ -‬الرقابة المادنية والديماقراطية على القوات الماسلحة‪.‬‬

‫ب‪ -‬بلورة روح ماخططات التعاون‪.‬‬

‫‪ -3‬تشجيع علقات حسن الجوار‪.‬‬

‫‪ -4‬تحقيق المازيد مان الشفافية في ماخططات الدفاع والمايزانيات العسكرية والثقافية الماتبادلة بين‬
‫الدول العضاء‪.‬‬

‫‪ -5‬تشجيع نزعة الندمااج الوروبية‪.‬‬

‫‪ -6‬زيادة قدرات وإماكانات الحلف‪ ،‬وهو ماا يوفر المان والستقرار للمانطقة الورو– أطلسية‪.‬‬

‫ثم جاءت قرارات قماة مادريد في يوليو ‪ 1997‬م لتؤكد هذا الماسار ‪ ،‬حيث تقرر‪:‬‬

‫‪ -1‬دعوة دولة أو أكثر مان تلك التى عبرت عن نيتها في النضماام للحلف لبدء مافاوضات‬
‫الحصول على العضوية)‪.(98‬‬

‫‪ -2‬استعداد الحلف لضم أي دولة مان دول شرق ووسط أوروبا إلى الحلف‪.‬‬

‫‪ -3‬اتباع أسلوب التوسع التدريجي في ضم دول وسط وشرق أوروبا‪ ،‬لتجنب أعباء التوسع‪.‬‬

‫خامسا ‪ :‬سياسة التوسع ‪ :‬على الماستوى النظري كان هناك ثلثة اتجاهات نحو عمالية التوسع‬
‫وهي كالتي‪:‬‬

‫أ – رفض التوسع من حيث المبدأ ‪ :‬يستند هذا الماوقف في رفضه لعمالية التوسع للسباب التية‪:‬‬

‫‪ -1‬غياب تهديد حقيقي مان دول شرق ووسط أوروبا‪.‬‬

‫‪ -2‬التشكيك في وجود فراغ أماني بوسط وشرق أوروبا‪.‬‬

‫‪ -3‬قدرة الحلف على ماواجهة أي تهديد سواء مان داخل أو خارج أوروبا دون الحاجة إلى‬
‫التوسع‪.‬‬

‫‪147‬‬
‫‪ -4‬توسيع الحلف إلى حدود غرب روسيا ماا هو إل إعادة إحياء خطوط التقسيم في أوروبا‪ ،‬وهنا‬
‫يجب تجنب أخطاء التعامال ماع ألماانيا عقب الحرب العالماية الثانية‪.‬‬

‫‪ -5‬تقديم أولوية القتصاد والديماوقراطية على ماسألة عضوية الحلف‪ ،‬فالسبقية هي لنضمااماها‬
‫للتحاد الوروبي ‪.‬‬

‫‪ -6‬التوسع رغم رفض بعض العضاء سيعماق الخلفات‪ ،‬و دخول عناصر جديدة سوف يفقد‬
‫الحلف التمااسك والنسجام‪.‬‬

‫‪ -7‬التكلفة الباهظة لعمالية التوسع فى ظل سعي دول الحلف خفض ماخصصاتها الدفاعية‪ ،‬حيث‬
‫قدرتها بعض الدراسات أنها تزيد عن ‪ 42‬ماليار دولر حتى ‪ 2010‬م‪ ،‬أماا ماكتب خزانة‬
‫الكونغرس فقد قدر تكلفة انضماام المارشحين الثلثة في وسط أوروبا ماا بين ‪ 61‬إلى ‪ 121‬ماليار‬
‫دولر إلى غاية ‪ 2015‬م‪ ،‬ماقدرا حصة الوليات الماتحدة ماا بين ‪ 5‬إلى ‪ 19‬ماليار دولر‪ ،‬أماا‬
‫ماجماوعة راند ‪ RAND‬فأكدت أن التكلفة لن تكون باهظة جدا‪ ،‬وحددت سقفه الفتراضي بقيماة‬
‫‪ 110‬ماليار كحد أعلى و ‪ 10‬ماليار دولر كحد أدنى للفترة الماماتدة فى ‪ 2010‬م إلى غاية ‪2015‬‬
‫م‪ ،‬في حين توقعت أن الحتماال الكثر واقعية هو أن تكون كلفته ماا بين ‪ 30‬إلى ‪ 52‬ماليار‬
‫)‬
‫دولر‪ .‬وهذا ماا ل تتحماله اقتصادات في طور النتقال إلى الرأسماالية‪ ،‬وماثقلة بالعباء الماالية‬
‫‪.(99‬‬

‫ب‪ -‬رفض التوسع السريع للحلف ‪ :‬استند هذا الرأي إلى حجج مانها‪:‬‬

‫‪ -1‬التركيز على قضايا تهدد المان الوروبي ماثل الوضاع بيوغلسلفيا وشماال أفريقيا‪.‬‬

‫‪ -2‬بناء هيكل للمان الوروبي مان خلل تطوير ماؤسسات السياسة الخارجية والمانية للتحاد‬
‫الوروبي والرتقاء بالعلقات الورو– الطلسية‪.‬‬

‫‪ -3‬التخوف مان الصراعات العرقية الماهددة لستقرار في شرق أوروبا‪ ،‬وكذا تراجع ماسار‬
‫التحول والصلح القتصادي وهنا تبرز ضرورة ادمااجها ضمان ماؤسسات التحاد‬
‫الوروبي )‪.(100‬‬

‫ب ‪ -‬مؤيدي توسيع الحلف ‪ :‬استند أصحاب فكرة توسيع الحلف إلى عدد مان الحجج لتبرير‬
‫عمالية توسيع الحلف شرقا‪ ،‬ومان هذه الحجج )‪:(101‬‬

‫‪148‬‬
‫‪ -1‬استغلل تدهور الوضع الروسي مان حيث تراجع ماكانة روسيا الدولية وتذبذب سياستها‬
‫الخارجية ووجود قيادة ماتعاونة وأزماات داخلية ماتتالية ‪ ...‬فهي فرصة لدفع عمالية التوسع على‬
‫حساب ماجالها الحيوي في وسط وشرق أوروبا‪.‬‬

‫‪ -2‬تطويق أي دور روسي عالماي أو إقليماي في السياسة العالماية واحتوائه‪ ،‬خصوصا إذا ماا‬
‫استرجعت روسيا توازنها القتصادي‪.‬‬

‫‪ -3‬الحؤول دون إقاماة تحالف روسي – صيني أو أي تكتل اقتصادي أو سياسي أو عسكري‬
‫أوراسي ماهدد للنفوذ الطلسي‪.‬‬

‫‪ -4‬الستعداد لماكانية انهيار السلطة الماركزية بماوسكو وتراجع سيطرتها على أقاليماها الماتراماية‬
‫الطراف وانتشار الفوضى‪ ،‬بالضافة إلى تزايد الماخاوف مان تصاعد أعماال الماافيا الروسية‬
‫وتراجع الجراءات المانية لحراسة و حمااية السلحة النووية الروسية )‪.(102‬‬

‫‪ -5‬احتواء دول وسط وشرق أوروبا في مانظماة حلف شماال الطلسي قبل إنشاء أي مانظماة تكون‬
‫بديلة عن حلف وارسو قد تهدد المان الطلسي‪ ،‬واستبعاد هندسة أي نظام أماني بعيد عن النظام‬
‫الماني الطلسي‪.‬‬

‫‪ -6‬إيجاد ماهام جديدة للحلف بعد سقوط التحاد السوفياتي وزوال الخطر الشيوعي‪ ،‬وهنا يربط‬
‫بريجينسكي بين توسيع الحلف أو نهايته باعتبار أن غياب التخطيط الستراتيجي لوروبا يماكن‬
‫أن يقضي على مابررات قيادة الوليات الماتحدة ومان ثماة وجود الحلف‪.‬‬

‫‪ -7‬مالء الفراغ الماني وتجنب صراع ألمااني – روسي فى مانطقة تعد ماجا ً‬
‫ل حيويا لكل مانهماا‬
‫أل وهي دول الفيسجراد‪ ،‬هذا ماا يساعد في تعظيم المان الوروبي‪ ،‬مان خلل تسوية النزاعات‬
‫بالطرق السلماية )‪.(103‬‬

‫‪ -8‬رغبة دول وسط وشرق أوروبا في الندمااج الوروبي عبر التحاد الوروبي والندمااج‬
‫الطلسي مان خلل عضوية الحلف‪ ،‬وهذا يتطلب دعم غربي لعماليات التحول السياسي‬
‫)‪(104‬‬
‫والقتصادي‪ ،‬وتخوف بعضها مان التطلعات اللماانية و تحسسها مان أي دور روسي مارتقب‬

‫سادسا ‪ :‬المواقف الدولية ‪ :‬تباينت الماواقف الدولية بخصوص توسيع الحلف نحو الشرق‪،‬‬
‫ويماكن إبراز بعض مانها في الشكل التي‪:‬‬

‫‪149‬‬
‫‪ -1‬الموقف المريكي ‪ :‬سعت الوليات الماتحدة مان تأييدها توسيع الحلف إلى تحقيق الهداف‬
‫التية‪:‬‬

‫أ‪ -‬توسيع نطاق النفوذ الماريكي إلى شرق أوروبا )‪.(105‬‬

‫ب‪ -‬التخوف الماريكي مان حدوث تنافس ألمااني – روسي قد يؤدى إلى تدهور المان والستقرار‬
‫الوروبي‪ ،‬وتجنب ماا آلت إليه الوضاع الوروبية ماا بين عاماي ‪ 1914‬م و ‪ 1945‬م‪.‬‬

‫ج‪ -‬تحقيق وجود عسكري أماريكى فى أوروبا الشرقية باعتبار أن المان والدفاع الجمااعي هو‬
‫هدف أساسي للحلف )‪.(106‬‬

‫‪ -2‬الموقف اللماني ‪ :‬كانت ألماانيا مان أحرص الدول والماؤيدة لتوسيع الحلف‪ ،‬وذلك لتحقيق‬
‫الهداف التية‪:‬‬

‫أ‪ -‬زيادة الرتباط السياسي والعسكري ماع ماجالها الحيوي في وسط وشرق أوروبا وهذا يؤهلها‬
‫لن تكون قاطرة التوسع الوروبي‪ ،‬والحصول على ماكاسب إستراتيجية‪ ،‬وهو ماا تجسد في‬
‫قيادتها لمانطقة وسط وشرق أوروبا التابعة للحلف‪ ،‬حيث تشكل ألماانيا والوليات الماتحدة أكثر مان‬
‫‪ %60‬مان قوات الحلف )‪.(107‬‬

‫ب‪ -‬ارتباط المان اللمااني بأمان دول الجوار‪ ،‬فاندمااج هذه الدول في حلف الطلسي سيساهم في‬
‫تحقيق المان اللمااني‪.‬‬

‫ج‪ -‬البحث عن أسواق وعن اليد العامالة الماؤهلة والزهيدة في شرق أوروبا خصوصا بعد الطفرة‬
‫القتصادية التي شهدتها ألماانيا‪.‬‬
‫د‪ -‬التخوف مان عودة القوة الروسية واستعادتها لماناطق نفوذها بدول الفيسجراد )بولنده‪ ،‬هنغاريا‪،‬‬
‫جماهورية التشيك وسلوفاكيا( فانضمااماهم للحلف سيكون الضماان الكثر ماواءماة للواقع الجديد‪.‬‬
‫ذ‪ -‬إن اندفاع ألماانيا إلى وسط أوروبا شرقها مان دون أن ترتب العلقات الثنائية ماع هذه الدول‬
‫سوف يبعث عند الخرين هواجس التوسع اللمااني الذي اقترن بالمابراطورية اللماانية والنازية‪،‬‬
‫فالتحرك فى إطار الحلف هو تأكيد على مابدأ التعددية‪ ،‬التي تقلل مان هذه الماخاوف )‪.(108‬‬
‫ر‪ -‬الماحافظة على أن تكون ألماانيا أوروبية وأطلسية‪ ،‬وهو المابدأ الذي اتبع مانذ عهد الماستشار‬
‫اللمااني السابق كونراد أديناور ‪ ،‬فالتعاون ماع فرنسا هو ضرورة أوروبية والتعامال ماع الوليات‬
‫الماتحدة هو ضرورة إستراتيجية‪.‬‬

‫‪150‬‬
‫ز‪ -‬نقل خط تقسيم النفوذ الذى ساد مانذ بداية الحرب الباردة بعيدا عن الحدود اللماانية‪ ،‬التي‬
‫كانت تماثل الجبهة المااماية للماعسكر الغربي‪ ،‬وجعلها ماركز المان الورو– أطلسي )‪.(109‬‬
‫‪ -3‬الموقف الفرنسي ‪ :‬أبدت فرنسا تحفظها على توسيع الماجال الماني والدفاعي للحلف إلى‬
‫مانطقة وسط وشرق أوروبا‪ ،‬وعدم قدرة دول هذه الماناطق على الوفاء بالتزامااتها‪ ،‬وهو ماا يشكل‬
‫عبًء اضافيا على الحلف‪ .‬وبعد الصرار الماريكي واللمااني على توسيع الحلف‪ ،‬أعلنت فرنسا‬
‫عودتها إلى الجناح العسكري للحلف‪ ،‬ماقابل البقاء على دور اتحاد غرب أوروبا وأهمايته في‬
‫حفظ المان والستقرار الوروبي وقد أبدت اهتمااماها بتوسيع الحلف‪ ،‬فدعمات مارشح روماانيا‬
‫وسلوفاكيا‪ ،‬وهوماا عارضته الوليات الماتحدة‪ ،‬ماماا دفع فرنسا إلى ماعاودة طلبها الماتعلق بتولي‬
‫ضابط أوروبي القيادة الجنوبية للحلف وهو ماا رفضته الوليات الماتحدة ماجددا )‪.(110‬‬

‫‪ -4‬موقف دول وسطأ وشرق أوروبا وجمهوريات البلطأيق ‪ :‬أيدت بشدة هذه الدول ماشروع‬
‫توسيع الحلف‪ ،‬باعتباره ل يضمان حماايتها فقط مان أي تهديد روسي‪ ،‬بل هو أيضا ضماان آخر‬
‫لماساعدة اقتصاداتها المانهارة في عمالية الصلح والتحول والحصول على دعم التحاد‬
‫الوروبي )‪.(111‬‬

‫‪ -5‬الموقف الروسي ‪ :‬بعد تطبيق غورباتشوف فكرة البيت الوروبي الماشترك‪ ،‬ثم توحيد ألماانيا‬
‫وسحب القوات التقليدية الروسية‪ ،‬وفي الماقابل رحبت روسيا بماراجعة النظام الدفاعي للحلف‪،‬‬
‫لكن مانذ سنة ‪ 1995‬م‪ ،‬بدأت روسيا في التحذير مان أن توسيع الحلف قد يؤدي إلى حروب‬
‫جديدة بأوروبا‪ ،‬بالضافة إلى الهيمانة السياسية والقتصادية اللماانية على وسط أوروبا‪.‬‬

‫وأماام هذا التخوف الروسي تبنى الحلف الطلسي سياسة احتواء جديدة ضد روسيا‪ ،‬أساسها‬
‫عدم استخدام القوة والدخول ماعها في براماج شراكة تعاون‪ ،‬لكن هذا ل يعني إعطائها حق النقض‬
‫على قرارات الحلف أو العضوية فيه‪ ،‬وذلك للسباب التية‪:‬‬

‫أ‪ -‬إن انضماام روسيا للحلف الطلسي سيؤدى إلى تغيير جوهري فى طبيعة الحلف‪ ،‬مان كونه‬
‫حلفا دفاعيا إلى مانظماة للمان الجمااعي ماثل المام الماتحدة‪ ،‬وهذا ماا طالب به التحاد السوفياتي‬
‫سنة ‪1954‬م‪ ،‬وتحويله إلى ماعاهدة للمان الوروبي ككل‪.‬‬

‫ب‪ -‬وقوع ‪ %75‬مان أراضي روسيا شرق الورال‪ ،‬في حين أن الماادة العاشرة مان اتفاقية‬
‫واشنطن حددت مان يماكن دعوتهم في أية دولة أوربية أخرى في وضع يدعم مابادئ الماعاهدة‬

‫‪151‬‬
‫وتسهم في أمان مانطقة شماال الطلسي‪ ،‬لكن هذا الماعيار ل ينطبق على تركيا التي تقع ‪ %90‬مان‬
‫أراضيها في قارة آسيا‪ ،‬والتي تم قبولها في الحلف مانذ سنة ‪ 1952‬م )‪.(112‬‬

‫ج‪ -‬إن قبول عضوية روسيا سوف يعطيها حق النقض على قرارات الحلف كماا أنه يعني حدوث‬
‫تغيرات كبيرة في نماط توازن القوى القائم داخله‪ ،‬حيث إنها كانت تماتلك سنة ‪ 1995‬م حوالي‬
‫‪ 3.8‬ماليون جندي أي ‪ %78‬مان عدد جيش التحاد السوفياتي السابق وفق تقديرات سنة ‪1991‬‬
‫م‪ ،‬وهذا الرقم يشمال قوات الماسلحة الروسية ماع قوات وزارة الداخلية وحرس الحدود وقوات‬
‫السكة الحديد‪ .‬ويبلغ تعداد الجيش الروسي حوالى ‪ 1.7‬و ‪ 1.8‬ماليون جندي‪ ،‬كماا أنها تمالك‬
‫ترسانة ل يماكن ماقارنتها إل بنظيرتها الماريكية )‪.(113‬‬

‫د‪ -‬عدم الستقرار السياسي وماشكلة القليات في روسيا وهذا ل ينطبق ماع شروط عضوية‬
‫الحلف )‪.(114‬‬

‫وقد تراوح الماوقف الروسي مان قضية توسيع الحلف بين القبول بالمار الواقع والرفض‪ ،‬حيث‬
‫نجد الرئيس الروسي السابق بوريس يلتسين قد أعلن خلل زيارته لبولنده في أغسطس ‪ 1993‬م‪،‬‬
‫أن بلده ل تعارض سعي بولنده للعضوية في الحلف‪.‬‬

‫لكن الماعارضة الروسية تزداد أكثر كلماا اقترب الحلف مان حدود روسيا عبر ترشيح دول مان‬
‫جماهوريات التحاد السوفياتي السابق التي تماثل الماجال الحيوي للماصالح الروسية‪ ،‬ماثل انضماام‬
‫دول البلطيق الثلث )ليتوانيا‪ ،‬لتفيا‪ ،‬إستونيا( للحلف وسعي أوكرانيا و جورجيا الماستمار استيفاء‬
‫شروط العضوية‪.‬‬
‫ويماكن ارجاع أسباب رفض روسيا لتوسيع الحلف إلى النقاط التية‪:‬‬
‫أ‪ -‬إن استمارار توسيع الحلف دون أن يشمال روسيا هو استمارار للعلقات التي سادت خلل‬
‫الحرب الباردة باعتبار أن هذا التوسع القائم على نظرية الحتواء التي طبقت على التحاد‬
‫السوفياتي )‪.(115‬‬
‫ب‪ -‬إن اقتراب البنى التحتية العسكرية للحلف مان الحدود الروسية هو تهديد لماواقعها‬
‫الستراتيجية بأوروبا‪ ،‬فبعد انضماام ليتوانيا ولتفيا وإستونيا للحلف الطلسي انتقلت بنيته‬
‫العسكرية إلى الشاطئ الشماالي الستراتيجي لروسيا‪ ،‬وجعلت مانطقة كالينينغراد الروسية‬
‫ماحاصرة تمااماا مان الحلف‪ ،‬كماا أنه سيعزلها عن عماليات التكامال السياسية والقتصادية والمانية‬
‫الوروبية‪.‬‬

‫‪152‬‬
‫ج‪ -‬إن توسيع الحلف في نطاق الماجال الحيوي الروسي‪ ،‬يقضي على كل ماحاولة روسية ليجاد‬
‫تكامال بنيوي اقتصادي وسياسي وأماني ماع جماهوريات التحاد السوفياتي السابقة‪.‬‬
‫د‪ -‬تأكيد الخبراء الستراتيجيين الروس على جاهزية قوات الحلف لحل أي نزاع في أوروبا‬
‫و حمااية أمانها بشكل كامال‪ ،‬فهو ليس بحاجة إلى توسع‪ ،‬بالضافة إلى زوال أي خطر أوتهديد مان‬
‫جانب روسيا التي تسعى إلى الندمااج في الماجتماع الوروبي)‪.(116‬‬
‫ذ‪ -‬تؤكد تقارير روسية أن التدريبات والماناورات التي يجريها الحلف ليست بهدف حفظ السلم والمان‪،‬‬
‫بل هي تدريبات على عماليات حربية واسعة النطاق‪ ،‬يحاول قادة الحلف إحاطتها بالسرية التاماة‪.‬‬
‫ر‪ -‬نية الحلف نشر قوات و جيوش مان ماختلف الدول العضاء على الحدود الروسية وأن أعداد‬
‫القوات البرية الماقرر نشرها يبلغ ‪ 145‬لواء‪ ،‬إلى جانب وحدة دفاع جوي و ‪%20‬مان قوات‬
‫الحلف البحرية‪ ،‬ماع زيادة عدد الماطارات الحربية القريبة مان الحدود الروسية إلى أكثر مان‬
‫ماطار‪.‬‬
‫ومان بين النقاط الخلفية بين حلف الطلسي وروسيا ماا يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬هوية الدول المارشحة للنضماام‪.‬‬
‫‪ -‬وضع جدول زماني لخطة التوسع‪.‬‬
‫‪ -‬المادى الجغرافي و حدود توسع الحلف‪.‬‬

‫‪ -‬الفصل بين دول شرق ووسط أوروبا التي كانت ضمان حلف وارسو وبين جماهوريات التحاد‬
‫السوفياتي السابق‪.‬‬

‫‪ -‬عدم نشر أو تخزين أسلحة نووية في شرق ووسط أوروبا‪.‬‬

‫‪ -‬عدم نشر قوات تقليدية ماتقدماة على أراضى دول شرق ووسط أوروبا‪.‬‬

‫حيث توصلت الوليات الماتحدة الماريكية إلى اتفاق في هذا‬ ‫)*(‬


‫‪ -‬إقاماة نظام الدرع الصاروخي‬
‫الشأن ماع بولنده في ‪ 15‬أغسطس ‪2008‬م‪ ،‬ينص على نشر العشرات مان الصواريخ العتراضية‬
‫توفر شبكات مان الصواريخ الباليسنية اللزماة للحمااية مان صواريخ قد تطلقها دو ً‬
‫ل ماارقة ماثل‬
‫إيران أو كوريا الشماالية فى حدود سنة ‪2012‬م‪ ،‬كماا جاء فى التبرير الماريكي وهذا ماا تحضره‬
‫اتفاقية الحد مان السلحة الباليستية ‪ . ABM‬أماا الجانب الروسي فيعتبرها تهديدا ماباشرا لمانه‬
‫القوماي فقد هدد وزير الدفاع الروسي بضرب هذه الشبكات بماجرد ماحاولة إقاماتها وهذا تصعيد‬

‫‪153‬‬
‫غير ماسبوق فى العلقات بين روسيا وأي مان دول الحلف‪ ،‬وبعد نهاية الحرب الباردة كان توسع‬
‫الحلف على الشكل التي‪:‬‬

‫أ‪ -‬المرحلة الولى ‪ :‬وفيها تم قبول كل مان جماهورية التشيك والماجر وبولنده مانذ ‪ 12‬ماارس‬
‫‪12/3/1999‬م‪.‬‬

‫ب‪ -‬المرحلة الثانية ‪ :‬في قماة براغ تم العلن عن انضماام كل مان بولغاريا‪ ،‬إستونيا‪ ،‬لتفيا‪،‬‬
‫ليتوانيا‪ ،‬روماانيا‪ ،‬سلوفاكيا‪ ،‬سلوفينيا‪ .‬وذلك في ‪ 29‬ماارس ‪2002‬م‪.‬‬

‫‪ -3‬المرحلة الثالثة ‪ :‬وفيها تم الدعوة للنضماام كل مان ألبانيا ‪،‬كرواتيا وجماهورية ماقدونيا‬
‫اليوغوسلفية سابقا‪ ،‬وهم ماشاركون في برناماج عمال عضوية الحلف )‪.(MAP‬‬

‫المطألب الخامس ‪ :‬قوة التدخل السريع ‪:‬‬

‫بعد اعتداءات الحادي عشر مان سبتمابر ‪2001‬م على نيويورك وواشنطن ولزيادة قدرة الحلف‬
‫في ماحيطه الستراتيجي‪ ،‬تم إنشاء قوة التدخل السريع تابعة له‪ ،‬بناًء على اقتراح مان الوليات‬
‫الماتحدة الماريكية في قماة الحلف ببراغ ‪2002‬م‪ ،‬وهذا لجسر فجوة قدرات خوض الحرب بكفاءة‬
‫عالية‪ ،‬كماا تبين في حرب كوسوفو بين الوليات الماتحدة وحلفائها الوروبيين بالضافة إلى رفع‬
‫ماساهماتهم في تحمال وتقاسم العباء الماالية‪ ،‬بماا يسماح بإنشاء قوة ماشتركة يستفاد مانها في عماليات‬
‫النتشار‪ ،‬تكون جنبا إلى جنب ماع القوات الماريكية‪ ،‬وتتماتع بتبادل التشغيل ماعها‪ ،‬وهو ماا يسماح‬
‫‪ .‬كماا أنها ستكون ماحفزا لتطبيق عهد‬ ‫)‪(118‬‬
‫بتعزيز القدرات العاماة للحلف على خوض الحرب‬
‫براغ الخاص بماستوى القدرات الذي ضم أكثر مان أربع مائة بند مان اللتزاماات‪ ،‬شمال عماليات‬
‫الماراقبة والستطلع مان الجو إلى الرض وعماليات النقل الجوي الستراتيجية والعماليات‬
‫البحرية الستراتيجية والتزود جوا بالوقود والسلحة ذات التوجه الدقيق وعماليات السناد ودعم‬
‫خدماات الماحاربين وتعطيل دفاعات العدو الجوية‪ ،‬فهي قدرات وإماكانات ضرورية جدا لتطوير‬
‫نقائص الوروبيين في الماهام المارتبطة باللتزاماات الماهماة ماثل حمالة كوسوفو الجوية سنة‬
‫‪1999‬م )‪.(119‬‬

‫فهي قوات ماشتركة تتصف بالمارونة و سرعة النتشار تضم وحدات برية وبحرية وجوية‬
‫جاهزة للتحرك بسرعة ولمااد بعيدة على النحو الذي يقرره ماجلس شماال الطلسي‪ .‬وفي قماة‬
‫الحلف بإسطمابول سنة ‪2004‬م‪ ،‬تم التفاق على‪:‬‬

‫‪ -1‬التعداد العسكري لقوات التدخل السريع الماقدرة بأربع وعشرين ألف جندي‪.‬‬

‫‪154‬‬
‫‪ -2‬التجهيز الكامال بالماكانات والقدرات‪.‬‬

‫‪ -3‬أن تكون قادرة على النتشار بعد خماسة أيام فقط مان تبليغها بماهماتها‪.‬‬

‫‪ -4‬قدرتها الذاتية على تأماين احتياجاتها خلل العماليات لمادة ثلثين يوماا أو لمادة أطول في حال‬
‫أعيد تجهيزها مان جديد )‪.(120‬‬

‫‪ -5‬تشكيل لواء مان القوة البرية والقوة البحرية تتألف مان ماجماوعة برماائية وماجماوعة عمال‬
‫سطحية‪ ،‬بالضافة إلى قوة جوية قادرة على شن أكثر مان مائتي )‪ (200‬غارة في اليوم‪ ،‬ووحدة‬
‫مان القوات الخاصة ‪ ،‬حيث وصل عدد جنودها سنة ‪ 2003‬حوالي ‪ 17000‬جندي‪ ،‬وفي ‪2006‬‬
‫بلغ حوالي ‪ 25000‬جندي )‪.(121‬‬

‫أولل ‪ :‬المهام المحتملة لقوة التدخل السريع ‪ :‬تتلخص ماهاماها في التي ‪:‬‬

‫‪ -1‬الدفاع الجمااعي في إطار الماادة الخاماسة مان نظام الحلف مان خلل قوة ماستقلة ماتخصصة‪.‬‬

‫‪ -2‬القيام بعماليات خارج نص الماادة الخاماسة ماثل عماليات الخلء والغاثة في حالت الكوارث‬
‫وإدارة الكوارث الناجماة عنها‪ ،‬والعماليات ذات الطابع النساني وعماليات ماكافحة الرهاب‪.‬‬

‫‪ -3‬تسهيل وصول قوات الحلف لماتابعة عمالياتها مان خلل قوة تدخل أولية )‪.(122‬‬

‫ثانيا ‪ :‬عوائق عمل قوة التدخل السريع ‪ :‬تتماثل في ‪:‬‬

‫‪ -1‬أثر انخفاض مايزانيات الدفاع لغالبية دول الحلف على ماستوى التقدم الذي حصل فى ماجال‬
‫تحقيق أهداف قماة براغ الماتعلقة ببرناماج عهد براغ الخاص بماستوى القدرات في ماجالت‬
‫الماراقبة والستطلع مان الجو إلى الرض‪ ،‬وعماليات النقل الجوي الستراتيجية والتزود بالوقود‬
‫وتخطي دفاعات العدو الجوية وعماليات السناد ودعم خدماات الماحاربين‪.‬‬

‫‪ -2‬عدم اماتلك المام الماتحدة والتحاد الوروبي أو حتى حلف الطلسي لجيش قائم بذاته‪ ،‬بل‬
‫هناك ماجماوعة واحدة مان القوات‪ ،‬التي قد تستخدم لكماال النقص الحاصل في إحدى عماليات‬
‫قوات الحلف‪ ،‬أو قد يحتاج التحاد الوروبي إليها كماجماوعة ماقاتلة أو كقوة رد سريع أو ليي مان‬
‫قواته العامالة في ماختلف الماهماات‪ ،‬وهو ماا يشكل عامال ضغط اضافي‪ ،‬زيادة على التضارب في‬
‫عمال كل قوة‪ .‬ولماعالجة هذه الماشاكل عماد الحلف إلى تطوير القوات العامالة‪ ،‬حيث تتم ماراجعة‬
‫شامالة لحتياجات الدول مان القوات العسكرية خلل الخماس أو الست سنوات القادماة‪ ،‬إل أن دول‬

‫‪155‬‬
‫الحلف لم تقدم أية آليات ماتعلقة بزيادة التزامااتها وارتباطات قواتها‪ ،‬بل سعى كثير مانها إلى تحديد‬
‫أهداف قوات التدخل السريع )‪.(123‬‬
‫‪ -3‬رغم العلن عن جاهزية قوات التدخل السريع لجمايع الماهام التي يكلفها بها الحلف‪ ،‬إل أنه‬
‫توجد خلفات بشأن طبيعة ماهمااتها‪ ،‬حيث لم يحصل إجمااع حول نشر تلك القوات في أفغانستان‬
‫لتعزيز المان أثناء النتخابات الماحلية‪ ،‬ولم يتم إرسالها إلى جنوب لبنان كجزء مان جهود المام‬
‫الماتحدة مان أجل الوصول إلى وقف دائم للحرب بين حزب ال وإسرائيل‪ ،‬فهناك دول تقصر‬
‫ماهاماه في حفظ الدفاع والمان وتعارض استخداماها في عماليات الغاثة والكوارث أو العماليات‬
‫ذات الطابع النساني‪.‬‬
‫‪ -4‬تعاني قوات التدخل السريع مان نقطة ضعف أساسية ماتعلقة بماجماوعة الدعم اللوجستي‬
‫الدولية الماشتركة‪ ،‬بسبب أن غالبية الدول الحليفة لحلف الطلسي هي مان الدول الصغيرة ول‬
‫تماتلك قدرات وإماكانات الدعم اللوجستي الخاصة بها في حالة أزماات تتطلب الوصول إلى هيكلية‬
‫ماتكامالة في أنظماة الماعلوماات وعماليات التصالت )‪.(124‬‬
‫‪ -5‬تواجه قوات التدخل السريع ماشاكل حادة بسبب الختلف في تحديد الماهماات التي سيقوم‬
‫الحلف بتماويلها مان المايزانية العسكرية‪ ،‬ومان مايزانيات البنية الداخلية لبرناماج الستثماار الماني‪،‬‬
‫بناًء على حصص ماتفق عليها بين الدول العضاء‪ ،‬وفي هذا الصدد توجد وجهات نظر ماختلف‪،‬‬
‫وهي كالتي ‪:‬‬

‫أ – مبدأ التمويل المشترك ‪ :‬تجسيد اللتزام بالبيان الماشترك الماوحد لحتياجات‪ ،‬حيث يرى‬
‫الجنرال جنز القائد العلى لقوات الحلف خارج أوروبا أن على الدول التي تستدعي قواتها‬
‫للماشاركة في أي دورة مان دورات قوات التدخل السريع أن تساهم بفعالية في تماويل نفقات عمالية‬
‫نشر القوات في حال انتدابها فعليا للقيام بماهماة ماعينة‪.‬‬

‫ب‪ -‬مبدأ دفع التكاليف عند الحاجة ‪ :‬يقضي بتماويل ماهام قوات التدخل السريع في ماجال المان‬
‫والدفاع فقط‪.‬‬

‫ج‪ -‬توصل الماين العام للحلف ياب دي هوب سخيفر إلى حل وسط يتم فيه توسيع التماويل‬
‫الماشترك فقط ليشمال تغطية نفقات عماليات النقل الجوي الستراتيجية لمادة سنتين كتجربة‪،‬‬
‫وسيتأكد لحقا مان‪:‬‬

‫‪ -‬سعي الدول العضاء لللتزام بدعم قوات التدخل السريع )‪.(125‬‬

‫‪156‬‬
‫‪ -‬التزام دول الحلف بالدعم الماشترك لعماليات النقل الجوي الطارئة‪ ،‬الذي سيحل ماشكلة النقص‬
‫الفاضح في قدرات الحلف في ماجال عماليات النقل الجوي الستراتيجية وعلى المادى البعيد‪.‬‬

‫‪157‬‬
‫المبحث الثالث‬

‫مبادرات الحلف للتعاون‬

‫المطألب الول ‪ :‬مجلس تعاون شمال الطألسي و الشراكة من أجل السلم‪:‬‬

‫أول ‪ :‬مجلس تعاون شمال الطألسي‪:‬‬

‫يعتبر هذا الماجلس تتويجا لعدد الخطوات التي عززت التعاون بين الحلف ودول وسط‬
‫وشرق أوروبا‪ ،‬حيث نجد أن قماة لندن قد أقامات ارتباطا دبلومااسيا رسمايا بين الجانبين‪ ،‬وفي‬
‫نوفمابر ‪1990‬م‪ ،‬وقع الحلفاء وشركائهم الجدد بباريس بيانا ماشتركا أنهى نظرة العداء‪ .‬وفي‬
‫يوليو ‪1990‬م‪ ،‬اجتماع وزراء خارجية الحلف بكوبنهاغن وتباحثوا قضايا تطوير العلقات ماع‬
‫دول الشرق ‪ ،‬وفي نوفمابر ‪1991‬م اجتماع رؤساء دول وحكوماات الحلف بروماا‪ ،‬ليقروا تطوير‬
‫العلقات التعاونية ماع دول الشرق‪ ،‬حيث تم توجيه الدعوة لوزراء خارجية دول أوروبا الوسطى‬
‫والشرقية للجتمااع بنظرائهم مان دول الحلف‪ ،‬مان أجل تقوية مافهوم الشراكة وتطويرها )‪ ،(126‬في‬
‫إطار تناماي دور الماؤسسات الديماوقراطية في جمايع أنحاء أوروبا الوسطى والشرقية‪ ،‬فقد تقرر‬
‫تطوير الساس الماؤسسي للتشاور والتعاون في القضايا السياسية والمانية‪ ،‬كماا تضمان البيان‬
‫السياسي الماشترك وضع خطة عن كيفية تطوير عمالية الماشاركة والتفاق على إجراء اجتمااعات‬
‫دورية واتصالت ماع ماجلس شماال الطلسي واللجنة العسكرية للحلف ولجانه الفرعية‪ ،‬اضافة‬
‫إلى تشكيل ماجلس تعاون شماال الطلسي‪ ،‬وهذه الخطوات جاءت لتماكين دول الحلف مان التكيف‬
‫ماع الماتغيرات الدولية الجديدة والستجابة الفعالة ماع جهود شركائهم في ماجلس تعاون شماال‬
‫الطلسي لنجاز تعهداتهم الماتعلقة بجعل عمالية التغيير الديماوقراطي غير قابلة لللغاء بماوجب‬
‫عمالية ماؤتمار المان والتعاون بأوروبا‪.‬‬

‫وكان اجتمااع ماجلس تعاون شماال الطلسي التأسيسي فى ‪ 20‬ديسمابر ‪1991‬م‪ -‬وهو اليوم‬
‫الذي انهار فيه التحاد السوفياتي – قد ضم خماسة وعشرين دولة‪ ،‬ضمات دول الحلف الستة‬
‫عشر ودول وسط وشرق أوروبا والبلطيق‪ ،‬وبعد تشكيل رابطة الدول الماستقلة‪ ،‬تم قبولها بماجلس‬
‫تعاون شماال الطلسي‪ ،‬ثم انضمات جورجيا وألبانيا في إبريل و يونيو ‪1992‬م على التوالي‪،‬‬
‫وحضرت فنلنده بصفة ماراقب في اجتمااع أوسلو ‪1992‬م‪ ،‬وفي سنة ‪1994‬م‪ ،‬بلغ عدد الدول‬
‫العضاء بالماجلس ثمااني وثلثين دولة‪ ،‬هي دول الحلف وجمايع دول حلف وارسو السابق‬
‫وجماهوريات التحاد السوفياتي بالضافة إلى فنلدا وسلوفينيا والسويد بصفة ماراقب‪ ،‬ولماا التحقت‬

‫‪158‬‬
‫النماسا ببرناماج الشراكة مان أجل السلم في ‪ 10‬فبراير ‪1995‬م‪ ،‬أصبحت عضوا ماراقبا بالماجلس‬
‫)‪ ،(127‬الذي يعقد اجتمااعا دوريا سنويا و اجتمااعات أخرى كلماا دعت الضرورة‪ ،‬وتركزت‬
‫الماشاروات على القضايا السياسية والمانية‪ ،‬ودعم عماليات التحول في دول شرق ووسط أوروبا‪،‬‬
‫حيث تستطيع دول الحلف أن تقدم الخبرة والماعرفة في ماجالت التخطيط الدفاعي والمافاهيم‬
‫الديماوقراطية عن العلقات المادنية – العسكرية والشؤون العلماية والبيئة والتنسيق المادني‬
‫العسكري لدارة المارور الجوي‪ ،‬وتحويل النتاج الدفاعي إلى أغراض مادنية‪ ،‬بالضافة إلى‬
‫توزيع ماعلوماات عن الحلف في الدول الماعنية مان خلل السفارات ووسائط أخرى‪.‬‬

‫وحددت أنشطة الماجلس في ماا يلي‪:‬‬

‫‪ -1-1‬المشاورات السياسية ‪ :‬حيث يلتقي سفراء الدول العضاء بالماجلس مارة على القل كل‬
‫شهر‪ ،‬كماا يجتماعون أيضا‪ ،‬بلجان الحلف الفرعية بشكل دوري‪ ،‬وتبحث قضايا النزاعات‬
‫القليماية والمافاهيم الديماوقراطية للعلقات المادنية ‪ -‬العسكرية والماحاسبة البرلماانية‪...‬‬
‫‪ -1-2‬القضايا القتصادية ‪ :‬يتركز عمال اللجنة القتصادية في بحث مايزانيات الدفاع وأعماال‬
‫الماحاسبة والتخطيط الماالي وبرناماج وضع المايزانية والدارة وأعماال البحاث والتطوير‬
‫وإجراءات اقتناء الماعدات و إدارة الفراد والجوانب المانية للوضاع القتصادية‪..‬‬
‫‪ -1-3‬قضايا التخطأيطأ الدفاعي ‪ :‬تشمال المابادئ الرئيسة لستراتيجية العسكرية‪ ،‬بنى قوة‬
‫القيادة‪ ،‬التماارين العسكرية‪ ،‬براماج ومايزانيات الدفاع الوطني‪ ،‬ماناهج ومافاهيم التدريب والثقافة فى‬
‫الحقل الدفاعي‪ ،‬الجتمااعات الماشتركة‪ ،‬التصالت والزيارات العسكرية‪ ،‬الشتراك في الدورات‬
‫التدريبية التي تقيماها كلية الدفاع التابعة للحلف بروماا و أوبيرامايرغاو‪ ،‬سياسة الدفاع وإدارته‪،‬‬
‫ماناقشة مافاهيم كفاية الدفاع والستقرار والمارونة وإدارة الزماات‪ ،‬تحقيق النسجام في قضايا‬
‫التخطيط الدفاعي والسيطرة على السلحة‪ ،‬القوات الحتياطية‪ ،‬الثقافة الدفاعية‪ ،‬الماناورات‬
‫العسكرية‪ ،‬التفتيش والنقاذ والماساعدة النسانية والطب العسكري و إعادة بناء القوات الماسلحة‬
‫بالنسبة لدول وسط وشرق أوروبا‪.‬‬
‫‪ -1-4‬القضايا العلمية ‪ :‬يتم ماتابعة تنفيذ النشطة العلماية الماحددة في خطة عمال الماجلس‬
‫مان خلل اللجنة العلماية والثقافية‪.‬‬
‫‪ -1-5‬القضايا العلمية والبيئية ‪ :‬تشمال قضايا البيئة والتكنولوجيا والعلوم ونزع السلح‪...‬‬
‫‪ -1-6‬قضايا دعم الدفاع ‪ :‬تركز على ماوضوعات براماج التصالت و نظم الماعلوماات‬
‫وماشتريات الدفاع‪.‬‬

‫‪159‬‬
‫‪ -1-7‬تخطأيطأ الطأوارئ المدنية ‪ :‬يتم خللها وضع براماج خاصة بالماساعدات النسانية‬
‫وماواجهة الكوارث )‪.(128‬‬

‫‪ -1-8‬التنسيق في المجال الجوي ‪ :‬وتتماحور حول التنسيق المادني – العسكري لدارة النقل‬
‫الجوي ‪.‬‬

‫وقد نظر الكثير إلى الشراكة مان أجل السلم على أنها البداية لعضوية الحلف‪ ،‬خصوصا بعد‬
‫تراجع دور ماجلس تعاون شماال الطلسي‪ ،‬واقتصار ماهاماه على القضايا السياسية والقتصادية‬
‫والعلماية والبيئية والماعلومااتية‪ ،‬وتزايد دور برناماج الشراكة مان أجل السلم‪ ،‬وبالخص في‬
‫الماسائل العسكرية‪ ،‬وتأكد ذلك بعد تبلور اتجاه لضم بعض دول الشراكة لعضوية الحلف على‬
‫ماراحل‪ ،‬واستبعاد بعض دول الشراكة نهائيا مان عضوية الحلف‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬الشراكة من أجل السلم ‪:‬‬

‫طرحت فكرة الشراكة مان أجل السلم مان طرف الوليات الماتحدة في اجتمااع وزراء خارجية‬
‫دول الحلف بترافدون بألماانيا في ‪ 20‬و ‪ 21‬أكتوبر ‪1993‬م‪ ،‬ثم طرحت أيضا في اجتمااع ماجلس‬
‫تعاون شماال الطلسي ببروكسل في ‪ 10‬و ‪ 11‬يناير ‪1994‬م‪ ،‬وكانت تهدف إلى زيادة الثقة‬
‫ودعم الجهود التعاونية‪ ،‬والتكيف ماع تغيرات البيئة المانية لماا بعد الحرب الباردة‪ ،‬كماا أكدت‬
‫على ماايلي ‪:‬‬

‫أ‪ -‬الماحافظة على الماجتماعات الديماوقراطية ومابادئ القانون الدولي ومايثاق المام الماتحدة ومابادئ‬
‫العلن العالماي لحقوق النسان‪.‬‬

‫ب‪ -‬الماتناع عن استخدام القوة أو التهديد باستخداماها‪.‬‬

‫ج‪ -‬احترام الحدود القائماة وحل النزاعات بالطرق السلماية‪.‬‬

‫د‪ -‬اللتزام بماعاهدات ضبط التسلح‪.‬‬

‫ذ‪ -‬تطبيق قرارات اتفاقية هلسنكي وكل ماواثيق مانظماة المان والتعاون في أوروبا‪.‬‬

‫ر‪ -‬وقد حصرت العضوية في دول ماجلس تعاون شماال الطلسي ودول مانظماة المان والتعاون‬
‫في أوروبا‪ ،‬وبلغ عدد الدول التي انضمات إلى البرناماج سبعة وعشرون )‪ (27‬دولة في نهاية‬
‫‪ 1995‬م)‪ ،(129‬ويبلغ عددها في سنة ‪2008‬م ثلث وعشرين)‪ (23‬دولة‪ ،‬وهي مابينة في الجدول‬
‫التي‪:‬‬

‫‪160‬‬
‫الجدول رقم )‪ : (4‬دول الشراكة مان أجل السلم ‪:‬‬
‫الدول التي انضمت إلى‬
‫تاريخ انضمامها‬ ‫تاريخ انضمامها‬ ‫الدولة‬
‫الحلف في ما بعد‬
‫‪14/2/1994‬م‬ ‫بلغاريا‬ ‫‪23/2/1994‬م‬ ‫ألبانيا‬
‫‪10/3/1994‬م‬ ‫التشيك‬ ‫‪5/10/1994‬م‬ ‫أرمينا‬
‫‪8/2/1994‬م‬ ‫المجر‬ ‫‪10/2/1995‬م‬ ‫النمسا‬
‫‪14/2/1994‬م‬ ‫لتفيا‬ ‫‪4/5/1994‬م‬ ‫أذربيجان‬
‫‪27/1/1994‬م‬ ‫ليتوانيا‬ ‫‪11/1/1995‬م‬ ‫بلروسيا‬
‫‪2/2/1994‬م‬ ‫بولنده‬ ‫‪14/12/2006‬م‬ ‫البوسنة و الهرسك‬
‫‪26/1/1994‬م‬ ‫رومانيا‬ ‫‪25/5/2000‬م‬ ‫كرواتيا‬
‫‪9/2/1994‬م‬ ‫سلوفاكيا‬ ‫‪3/2/1994‬م‬ ‫إستونيا‬
‫‪30/3/1994‬م‬ ‫سلوفينيا‬ ‫‪9/5/1994‬م‬ ‫فنلنده‬
‫‪23/3/1994‬م‬ ‫جورجيا‬
‫‪1/12/1999‬م‬ ‫إيرلنده‬
‫‪27/5/1994‬م‬ ‫كازاخستان‬
‫‪1/6/1994‬م‬ ‫قرغيزيا‬
‫**‬ ‫مالطأا‬
‫‪16/3/1994‬م‬ ‫مولدوفا‬
‫‪14/12/2006‬م‬ ‫مونتينيغرو‬
‫‪22/6/1994‬م‬ ‫روسيا‬
‫‪14/12/2006‬م‬ ‫صربيا‬
‫‪9/5/1994‬م‬ ‫السويد‬
‫‪15/11/1995‬م‬ ‫سويسرا‬
‫‪10/5/1994‬م‬ ‫طأاجيكستان‬
‫‪8/2/1994‬م‬ ‫أوكرانيا‬
‫‪13/7/1994‬م‬ ‫أوزبكستان‬

‫‪ -1‬أهداف الشراكة من أجل السلم ‪ :‬وتتماثل في‪:‬‬

‫أ‪ -‬تحقيق الشفافية في تخطيط الدفاع الوطني والمايزانيات العسكرية‪.‬‬

‫ب‪ -‬تأكيد السيطرة المادنية على القوات الماسلحة‪.‬‬

‫ج‪ -‬الماساهماة في العماال التي تقررها المام الماتحدة أو ماؤتمار المان والتعاون في أوروبا‪.‬‬

‫د‪ -‬تطوير العلقات التعاونية بين دول الشراكة مان أجل السلم وحلف الطلسي‪ ،‬وبالخص في‬
‫ماهام حفظ السلم والعماليات النسانية التي يتفق عليها‪.‬‬

‫ذ‪ -‬تطوير قوات قادرة على العمال ماع قوات الحلف‪ ،‬وهذا على المادى البعيد‪.‬‬

‫‪161‬‬
‫ر‪ -‬التشاور ماع الحلف والماشاركة الفاعلة لماوجهة أي تهديد للوحدة القليماية أو الستقلل‬
‫السياسي أو المان الوطني لي مان هذه الدول )‪.(130‬‬

‫ولتنفيذ هذه الهداف تم التفاق على التي‪:‬‬

‫أ‪ -‬ارسال ماماثلين إلى القيادة الطلسية مان أجل تشكيل وحدة شراكة تعاونية‪.‬‬

‫ب‪ -‬انشاء لجنة التوجيه السياسي والعسكري‪ ،‬الذي يعقد اجتمااعاته برئاسة نائب الماين العام‬
‫للحلف‪ ،‬أوعلى أساس فردي لتقييم البراماج الفردية للشراكة والجتمااع ماع أعضاء ماجلس تعاون‬
‫شماال الطلسي والشراكة مان أجل السلم‪ ،‬وكذلك تحديد القضايا الماشتركة‪.‬‬

‫ج‪ -‬إنشاء لجنة ماشتركة للنتشار‪ ،‬تختص بماتابعة انتشار السلحة وتقديم التقارير إلى ماجلس‬
‫تعاون شماال الطلسي‪.‬‬

‫د‪ -‬إنشاء وحدة تنسيق الشراكة‪ ،‬حيث تخضع لسلطة ماجلس تعاون شماال الطلسي‪ ،‬وهي ماسؤولة‬
‫عن تنسيق النشطة العسكرية وتنفيذ التخطيط العسكري في إطار البرناماج )‪.(131‬‬

‫المطألب الثاني ‪ :‬الوثيقة التأسيسية و مجلس الطألسي – روسيا ‪:‬‬

‫أولل‪ :‬الوثيقة التأسيسية ‪:‬‬

‫عندماا التقى وزير الخارجية الروسي السابق ألكسندر كوزيريف وزراء خارجية الحلف‬
‫ببروكسل في ‪1‬ديسمابر ‪1994‬م لماناقشة برناماج الشراكة مان أجل السلم وبرناماج الشراكة‬
‫الفردي‪ ،‬كانت دول الحلف قد قررت ماستقبل توسيعه كماا أشار وزير الخارجية الماريكي السبق‬
‫ورنر كريستوفر ‪ ،Warner Christofer‬أن العضوية سوف لن تكون تلقائية‪ ،‬وأكد أن الشراكة‬
‫مان أجل السلم وتوسيع الحلف إلى وسط وشرق أوروبا سيكونان لصالح المانافع الروسية‪ ،‬وهو‬
‫ماا أثار حفيظة روسيا التي أعربت عن عدم استعدادها للقبول بوثيقة الشراكة مان أجل السلم‬
‫أوغيرها مان وثائق التعاون )‪ ،(132‬وعلى إثره تقدم وزير الدفاع الماريكي السابق وليام بيري‬
‫باقتراح يدعو فيه روسيا إلى إقاماة هيئة للتشاور‪ ،‬وعقد مايثاق يحدد ماجالت وآليات التعاون في‬
‫القضايا التقنية والعسكرية والشفافية في سياسة الدفاع وإدارة الزماات والماشاركة في عماليات‬
‫حفظ السلم وماراقبة انتشارأسلحة الدماار الشامال ‪ .‬ثم بدأت المافاوضات بين روسيا وحلف‬
‫الطلسي‪ ،‬دامات ثلثة سنوات للتغلب على سوء إدراك نوايا الحلف والماحافظة على قابليتهماا‬
‫للتعاون وتلبية التزامااتهماا‪.‬‬

‫‪162‬‬
‫ونتج عن هذه المافاوضات الوثيقة التأسيسية في ‪27‬ماايو ‪1997‬م‪ ،‬كانت تهدف أساسا عإلى تجنب‬
‫سوء الدراك والتفاهم وتقسيم القارة‪ ،‬وهو ماا حرص عليه الرئيس الماريكي السابق بيل كلينتون‪،‬‬
‫حين أكد‪ ":‬إننا عازماون على خلق ماستقبل يكون فيه أمان أوروبا ليس حصيلة ماعادلة صفرية‪،‬‬
‫حيث ليكون ربح الطلسي خسارة لروسيا‪ ،‬وقوة روسيا خسارة للطلسي "‪.‬‬

‫وتقوم الوثيقة على العناصر التية ‪:‬‬

‫‪ -1‬المبادئ ‪ :‬تتماثل في‪:‬‬

‫‪ -1-1‬تنماية شراكة قوية ماستقرة دائماة على أساس مان الشفافية‪.‬‬

‫‪ -1-2‬التأكيد على الدورالحيوي الذي تؤديه الديماوقراطية والتعددية السياسية وحكم القانون‬
‫واحترام حقوق النسان والحريات المادنية واقتصاديات السوق في تحقيق رخاء ماشترك وأمان‬
‫شامال‪.‬‬

‫‪ -1-3‬الماتناع عن التهديد باستخدام القوة أواستخداماها فع ع‬


‫ل‪.‬‬

‫‪ -1-4‬احترام سيادة واستقلل وحدة أراضي الدول العضاء‪.‬‬

‫‪ -5 -1‬الشفافية الماتبادلة في وضع سياسة دفاعية وتطبيقها‪.‬‬

‫‪ -1-6‬مانع الصراعات وتسوية النزاعات بالطرق السلماية )‪.(133‬‬

‫‪ -2‬آلية الحوار‪ :‬تتماثل في ‪:‬‬

‫أ‪ -‬المجلس المشترك الدائم لروسيا والحلف ‪ :‬يجتماع الماجلس الماشترك الدائم مارة كل شهر على‬
‫ماستوى السفراء والماماثلين الدائماين لماجلس شماال الطلسي‪ ،‬ومارتين في السنة على ماستوى‬
‫وزراء الخارجية والدفاع‪ ،‬كماا يجتماع أيضعا على ماستوى رؤساء الدول والحكوماات‪ ،‬كلماا كان‬
‫ذلك ماناسبعا‪ ،‬ويرأسه ماماثل روسيا والسكرتير العام للحلف‪ ،‬وعلى أساس دوري ماماثل مان احدى‬
‫الدول العضاء في الحلف ‪ .‬ويتركز عمال الماجلس في النشطة التية‪:‬‬

‫‪ -2-1‬التشاور في القضايا العسكرية والسياسية وعرضها في إطار مابادرات ماشتركة‪.‬‬

‫‪ -2-2‬الماشاركة الماتساوية في التخطيط والعداد لعماليات ماشتركة بماا في ذلك عماليات حفظ‬
‫السلم‪ ،‬تحت سلطة ماجلس المان أو ماسؤولية مانظماة المان والتعاون في أوروبا‪.‬‬

‫‪ -2-3‬اللتزام بمابادئ المام التحدة ومانظماة المان والتعاون في أوروبا ‪.‬‬

‫‪163‬‬
‫‪ -2-4‬تشجيع الحوار والتعاون الماوسع بين الجهزة التشريعية )الجماعية الفيدرالية للتحاد‬
‫الروسي وجماعية شماال الطلسي(‪.‬‬

‫ب‪ -‬مجالت التعاون والتشاور ‪ :‬تتماثل في ‪:‬‬

‫‪ -1-1‬قضايا المان والستقرار في المانطقة الورو‪ -‬أطلسية وكيفية الماساهماة في تحقيقها‪.‬‬

‫‪ -1-2‬مانع الصراعات وحل النزاعات مان خلل الدبلومااسية وإدارة الزماات‪.‬‬

‫‪ -1-3‬القيام بعماليات ماشتركة‪ ،‬بماا في ذلك عماليات حفظ السلم‪.‬‬

‫‪ -1-4‬ماشاركة روسيا في ماجلس الشراكة الورو‪ -‬أطلسي والشراكة مان أجل السلم ‪.‬‬

‫‪ -5 -1‬تبادل الماعلوماات حول السياسات الستراتيجية والدفاعية والسلحة النووية ومايزانيات‬


‫وبراماج تنماية البنية التحتية وقضايا الحد مان التسلح‪.‬‬

‫‪ -1-6‬قضايا المان النووي بكل أشكاله ‪.‬‬

‫‪ -7 -1‬مانع النتشارالنووي والسلحة البيولوجية والكيمايائية ووسائل نقلها والحد مان التسلح‪.‬‬

‫‪ -8 -1‬زيادة أماان النقل الجوي القليماي )‪.(134‬‬

‫‪ -1-9‬السعي إلى إقاماة تعاون في ماجال الدفاعات الصاروخية ‪.‬‬

‫‪ -1-10‬الشفافية ورفع قدرة التنبأ والثقة الماتبادلة في ماا يتعلق بحجم ودورالقوات التقليدية‬
‫لروسيا ودول الحلف‪.‬‬

‫‪ -1-11‬تماويل الصناعات العسكرية ‪.‬‬

‫‪ -2-12‬رفع ماستوى التعاون في ماجال السلحة مان خلل اشراك روسيا في ماؤتمار الحلف‬
‫لماديري التسلح الوطني‪.‬‬
‫‪ -1-13‬تنسيق التعاون بين الماؤسسة العسكرية الروسية ونظيرتها الطلسية‪.‬‬
‫أو‬ ‫‪ -1-14‬تحسين صورة الحلف لدى الرأي العام الروسي مان خلل إقاماة ماكتب إعلماي‬
‫ماركز توثيق للحلف بماوسكو‪.‬‬
‫‪ -15 -1‬ماحاربة الرهاب والماخدرات‪.‬‬
‫‪ -1-16‬القيام بمابادرات وتدريبات ماشتركة في ماجال الطوارئ المادنية ورفع درجات الستعداد‬
‫وعماليات الانقاذ في حالت الكوارث‬

‫‪164‬‬
‫‪ -1-17‬توسيع ماجالت التعاون إلى ماجال القتصاد والبيئة والعلوم الماتعلقة بالدفاع‪.‬‬

‫‪ -2-1‬القضايا السياسية والعسكرية ‪ :‬تتلخص في النقاط التية‪:‬‬

‫‪ -2-2‬تأكيد روسيا وحلف الطلسي رغبتهماا الماشتركة في تحقيق المازيد مان الستقرار في‬
‫المانطقة الورو‪ -‬أطلسية‪.‬‬

‫‪ -2-3‬التزام دول الحلف بعدم نشر السلحة النووية وعدم تغيير سياسة الحلف النووية‪ ،‬وعدم‬
‫اعتزاماها إقاماة ماواقع لتخزين السلحة النووية سواء مان خلل تشييد مانشئات جديدة أو تطوير‬
‫القائماة مانها‪.‬‬

‫‪ -2-4‬العمال على تطوير ماعاهدة الحد مان السلحة التقليدية بأوروبا بماا يتفق ماع أهداف‬
‫ومابادئ الماعاهدة والزيادة مان فعاليتها للحفاظ على الماصالح المانية لدول مانظماة المان‬
‫والتعاون في أوروبا‪.‬‬
‫‪ -5 -2‬إن الهدف الساس مان ماعاهدة الحد مان انتشار السلحة التقليدية الماطورة هو تحقيق‬
‫التوازن بين الخفض الكبير في الكم الجماالي للماعدات الماسماوح بها في الماعاهدة والماتطلبات‬
‫الدفاعية الماشروعة لكل الدول الطراف )‪.(135‬‬
‫‪ -2-6‬التزام روسيا ودول الحلف بالتدرب على ضبط النفس خلل فترة المافاوضات حول‬
‫الماواقع والقدرات الحالية لقواتها التقليدية‪ ،‬لسيماا ماستويات القوات وانتشارها وهذا لتفادي أي‬
‫تدهور للوضع الماني الوروبي ‪.‬‬
‫‪ -7 -2‬تعمال روسيا ودول الحلف على تطوير ماعاهدة الحد مان السلحة التقليدية بأوروبا بماا‬
‫يتمااشى ماع ضماان أمان كل الدول الطراف في الماعاهدة وعلى قدم الماساواة‪ .‬كماا تهدف إلى زيادة‬
‫الشفافية العسكرية‪ ،‬مان خلل تبادل الماعلوماات والتحقق والسمااح بماشاركة الطراف الجدد‪.‬‬
‫‪ -8 -2‬تقترح روسيا ودول الحلف على الدول الطراف في ماعاهدة الحد مان السلحة التقليدية‬
‫إجراء هذا التطوير‪ ،‬حتى تصل كل الدول الطراف إلى قرار جمااعي بشأن التخفيضات التي‬
‫يماكن لكل مانها اتخاذها انطلقاع مان سقف وطني للحد مان حجم الماعدات التي تقر بالجمااع‪ ،‬كماا‬
‫أنها ستراجع في سنة ‪2010‬م‪ ،‬و تراجع دوريا كل خماسة سنوات‪.‬‬
‫‪ -9 -2‬تقر روسيا ودول الحلف حق الدول الطراف في ماعاهدة الحد مان السلحة التقليدية‬
‫الكتفاء بقدرات عسكرية فردية أو جمااعية كافية‪ ،‬تتمااشى واحتياجاتها المانية الماشروعة‪ ،‬بماا‬
‫يتوافق ماع التزامااتها الدولية ‪.‬‬

‫‪165‬‬
‫‪ -2-10‬تقدم الدول الطراف ماوافقتها على البنود الماعكدلة على أساس كل السقف الوطنية للدول‬
‫الطراف‪ ،‬وعلى التغيرات الساسية في الوضع الماني القائم والماستقبلي بأوروبا‪ ،‬بالضافة إلى‬
‫سعي كل الدول الطراف لتعزيز الستقرار مان خلل مانع أي احتماال للتهديد الناجم عن أي‬
‫اماتلك أو وضع أسلحة تقليدية في الماناطق الماتفق عليها بأوروبا‪ ،‬بماا في ذلك وسط وشرق‬
‫أوروبا‪.‬‬

‫‪ -2-11‬التزام روسيا ودول الحلف بتكثيف قواتها التقليدية ماع ماعطيات البيئة المانية الوروبية‪،‬‬
‫)‬
‫واستعدادهماا لتطوير هذه الوضعية القائماة مان خلل التشاور في إطار الماجلس الماشترك الدائم‬
‫‪.(136‬‬

‫‪ -2-13‬تأكيد الحلف ماواصلة الدفاع الجمااعي والندمااج‪ ،‬الذي ل يعني النتشار الضافي الدائم‬
‫لقوات اضافية كبيرة‪ ،‬لكن في حالة الدفاع ضد التهديد بالعدوان أو القيام بماهام ماساندة السلم‬
‫بماقتضى مايثاق المام الماتحدة ومابادئ مانظماة المان والتعاون في أوروبا والتدريبات التي تتمااشى‬
‫ماع النص الماعدل لماعاهدة الحد مان انتشار السلحة التقليدية‪ ،‬وكذا بنود وثيقة فيينا وإجراءات‬
‫الشفافية‪ ،‬وتفرض روسيا على نفسها قيودا ماناسبة في عمالية نشر أسلحتها التقليدية بأوروبا‪.‬‬

‫‪ -2-14‬تطوير التعاون بين الماؤسسة الروسية والماؤسسة الطلسية مان خلل الماجلس الماشترك‬
‫الدائم‪ ،‬ليشمال عماليات تبادل الماعلوماات بشكل مانتظم حول المابادئ العسكرية والستراتيجية‬
‫لروسيا والحلف ووضع قواتهماا‪ ،‬وكذا إجراء ماناورات وتدريبات عسكرية ماشتركة‪ ،‬بالاضافة‬
‫إلى إنشائهماا بعثة اتصال عسكرية‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬مجلس الطألسي ‪ -‬روسيا ‪:‬‬

‫تطأور العلقات الروسية – الطألسية ‪ :‬شهدت العلقات الروسية – الطلسية العديد مان‬
‫الماحطات التاريخية الهاماة التي أثرت على العلقة بين الجانبين مانها ‪:‬‬

‫‪ -1‬ماساهماة روسيا في عماليات حفظ السلم بالبوسنة والهرسك بعد التوصل لتفاقية دايتون‬
‫للسلم سنة ‪1995‬م ‪ ،‬تحت قيادة حلف الطلسي في إطار عماليات قوة ترسيخ الستقرار )‬
‫‪. (SFOR‬‬

‫‪ -2‬إنشاء الماجلس الماشترك الدائم الذي يماثل آلية للتشاور بين روسيا والحلف بعد توجيه الدعوة‬
‫إلى كل مان بولنده و جماهورية التشيك والماجر للنضماام للحلف سنة ‪1997‬م ‪.‬‬

‫‪166‬‬
‫‪ -3‬حرب كوسوفو سنة ‪1999‬م ‪ ،‬وماحاولة روسيا الماشاركة في قوة كوسوفو ‪ ، KFOR‬وتحت‬
‫قيادة حلف الطلسي ‪.‬‬

‫‪ -4‬هجماات الحادي عشر مان سبتمابر ‪2001‬م حيث ساهمات روسيا في الحرب على الرهاب‬
‫رغم وجود ماخاطر للحرب الماريكية على أفغانستان‪ ،‬وتأثيرها السلبي على الماصالح الروسية‬
‫بالمانطقة ‪ ،‬وتتماثل في ‪:‬‬

‫أ‪ -‬ماشكلة الجئين الفغان في جماهوريات آسيا الوسطى‪ ،‬وماا قد يثيره ذلك مان ماشاكل سياسية‬
‫واقتصادية واجتمااعية ماؤثرة على استقرار المانطقة ‪.‬‬

‫ب‪ -‬احتماال استمارار الوجود العسكري الماريكي بالمانطقة‪ ،‬وهو ماا يؤدي إلى اختلل في توازن‬
‫المانطقة ‪.‬‬

‫ج‪ -‬دخول الوليات الماتحدة كضلع خاماس في الماربع النووي الذي يضم بالضافة إلى روسيا‪،‬‬
‫الصين ‪،‬الهند وباكستان‪.‬‬

‫د‪ -‬التنافس على اقتصادات وثروات النفط و خطوط نقله في آسيا الوسطى‪.‬‬

‫ذ‪ -‬التخوف مان خطوات أماريكية لعزل النفوذ الروسي باعتبار أنها ل تزال تشكل تهديدا ماحتما ً‬
‫ل‬
‫للوليات الماتحدة حيث دعى بول وولفوفيتز سنة ‪1994‬م ‪ ،‬في تقرير كتبه للبنتاغون إلى ضرورة‬
‫العمال على ماحاصرة روسيا بدول تنتماي إلى حلف الطلسي وصولً إلى فرط عقد ماجماوعة‬
‫الدول الماستقلة والفيدرالية الروسية حتى تصبح روسيا ماجرد دولة صغيرة عادية )‪.(137‬‬

‫وهناك عوامال ساهمات بحسم الماوقف الروسي لصالح الماشاركة في التحالف الدولي ضد الرهاب‬
‫‪ ،‬وهي ‪:‬‬

‫‪ -1‬استعداد جماهوريات أسيا الوسطي لتعاون ماع الوليات الماتحدة دون الرجوع إلى روسيا‪،‬‬
‫خصوصا بعد الغراءات الماريكية لدول آسيا الوسطى بخاصة ماع أوزباكستان وطاجيكستان‬
‫وتركماانستان التي لها حدود ماباشرة ماع أفغانستان‪.‬‬

‫‪ -2‬استعداد باكستان للتعاون الكامال ماع الوليات الماتحدة الماريكية في حربها لاسقاط نظام‬
‫طالبان ‪.‬‬

‫‪.‬‬ ‫) ‪(138‬‬
‫‪ -3‬التأثير على سياسة حلف الطلسي القاضية بالتوسع نحو الشرق‬

‫‪167‬‬
‫لكن روسيا وضعت ثلثة شروط أساسية للقبول بالماشاركة في الحرب على الرهاب‪ ،‬وهي‬
‫كالتي‪:‬‬

‫‪ -1‬ماوافقة ماجلس المان الدولي على أية حرب قادماة‪ ،‬وضرورة استصدار قرار مانه‪ ،‬يوفرلها‬
‫غطاء الشرعية الدولية ‪.‬‬

‫‪ -2‬تقديم الوليات الماتحدة الماريكية للضوابط التي تكفل ماعاقبة الماسؤوليين عن هجماات الحادي‬
‫عشر مان سبتمابر ‪.‬‬

‫‪ -3‬عدم استخدام ماعايير مازدوجة في التعامال ماع الرهاب الدولي في إشارة إلى عدم التماييز بين‬
‫النشاط الرهابي لتنظيم القاعدة وفق المانظور الماريكي وماا تعتبره روسيا إرهابا شيشانيا كماا‬
‫سعت روسيا إلى تحقيق الهداف التية ‪:‬‬

‫‪ -1‬إعادة جدولة ديون روسيا أو اسقاط جزء مانها‪ ،‬والبالغة ‪ 138‬ماليار دولر ‪.‬‬

‫‪ -2‬كسب التأييد الماريكي للنضماام إلى المانظماة العالماية للتجارة ‪.‬‬

‫‪ -3‬السعي إلى اكتساب العضوية الكامالة في ماجماوعة السبعة‪ -‬التي أصبحت ماجماوعة الثماانية ‪-‬‬
‫هو ماا تحقق في قماة كندا في يونيو ‪2002‬م ‪.‬‬

‫‪ -4‬تأجيل قرار قبول عضوية دول البلطيق و أوكرانيا في حلف الطلسي ‪.‬‬

‫‪ -5‬التأثير في ماشروع الدرع الصاروخي الذي تعتزم الوليات الماتحدة إقاماته ‪.‬‬

‫وقد جاء الدعم الروسي للحرب على الرهاب في النقاط الخماسة اللتية ‪:‬‬

‫‪ -1‬تقديم روسيا للوليات الماتحدة الماريكية ماعلوماات استخبارية حول الهياكل التنظيماية‬
‫للجمااعات الرهابية وماواقع انتشار طالبان والقاعدة وماراكز التدريب ‪.‬‬

‫‪ -2‬تقديم مامار جوي لعبور طائرات الغاثة في ماناطق الهجماات ‪.‬‬

‫‪ -3‬زيادة الدعم والتعاون ماع تحالف الشماال الفغاني ‪.‬‬

‫‪ -4‬ماشاركة روسيا في هجماات النقاذ والبحث إذا اقتضت الضرورة‪ ،‬وهذا تنازل عن شرط‬
‫استصدار قرار مان ماجلس المان قبل بدء الهجماات العسكرية على أفغانستان )‪.(139‬‬

‫مجلس الطألسي ‪ -‬روسيا ‪ :‬في قماة روماا التي جماعت قادة رؤساء دول وحكوماات الحلف‬
‫والرئيس الروسي تم العلن عن إنشاء الماجلس وذلك في ‪ 28‬ماايو ‪2002‬م ‪ ،‬بعد الماضاء على‬

‫‪168‬‬
‫إعلن علقات" الحلف ‪ -‬روسيا نوعية جديدة " بد ً‬
‫ل مان الماجلس الماشترك الدائم ‪ .‬وكان أول‬
‫اجتمااع له بماوسكو‪ ،‬وهو قائم على مابادئ وأهداف مايثاق ‪1997‬م‪ .‬ويتكون مان ستة وعشرين‬
‫دولة زائد روسيا‪ ،‬ويرأس مان قبل الماين العام للحلف‪ ،‬ويجتماع مارة على القل كل شهر على‬
‫ماستوى السفراء والماماثلين العسكريين‪ ،‬ويجتماع مارتين في السنة على ماستوى وزراء الخارجية‬
‫والدفاع ورؤساء أركان القوات الماسلحة ‪ ،‬أماا اجتمااعات القماة فتعقد حسب الظروف‪ ،‬ويجتماع‬
‫خبراء الماجلس مارتين في الشهر لتحضير الماحادثات على ماستوى السفراء‬

‫وتوجد بعثة روسية في ماقر قيادة الحلف بالضافة إلى ماكتب عسكري في قيادة العماليات التابع‬
‫للقيادة العليا لقوات الحلفاء بأوروبا ‪ ،‬وهذا مانذ سنة ‪2004‬م‪ .‬كماا يماثل الحلف بماكتب اتصال‬
‫عسكري وماكتب ماعلوماات بماوسكو مانذ ‪2001‬م )‪.(140‬‬

‫ويماكن ايضاح بنية الماجلس في الشكل التي ‪:‬‬

‫‪169‬‬
‫الجدول رقم )‪ : (5‬مجلس روسيا – الطألسي ‪:‬‬
‫مجلس روسيا الطلسي‬

‫اللجنة التحضيرية‬

‫لجنة المدير لتنفيذي حول المشروع الريادي للتدريب‬


‫على مكافأحة المخذرات)أفأغانستان‪,‬أسيا(‬ ‫الممثلين العسكريين‬
‫اللجنة‬

‫العلم لجل السلم والمن‬


‫اللجنة العسكرية التحضيرية‬

‫حفظ السلم‬

‫مبادرة تعاون الفضاء‬

‫التنظيمـــــــات المــركبـــــــــــة‬
‫جمــــاعات العمـــــل‬

‫برنامج التدريب والتمرين‬

‫مبادرة تعاون الفضاء الجوي‬


‫الدفأاع ضد تهديد الصواريخ‬
‫لجنة المدير التنفيذي لجماعة‬
‫عمل مبادرة التعاون الفضاء الجوي‬
‫للستخبارات‬
‫الجنة العسكرية التحضيرية‬
‫الصلح والتعاون حول قضايا الدفأاع‬

‫قضايا النتشار النووي‬

‫التهديد الرهابي للمنطقة الورو‪ -‬أطلسية‬

‫الدفأاع ضد تهديد الصواريخ‬


‫جمــــاعات العمـــــل‬

‫مفهوم‬

‫تخطيط التمرينات‬

‫حالت الطوارىء فأي المجال‬

‫اللوجيستيك‬

‫الخبراء النوويين‬
‫إشــراف مجلس‬
‫الحلف ‪ -‬روسيا‬
‫خبــــراء تحت‬

‫التحكم فأي التسلح‬

‫‪170‬‬
‫مجالت التعاون‪ :‬بالاضافة إلى التعاون الماني وتبادل الماعلوماات‪ ،‬نجد أيضا ‪:‬‬

‫‪ -1‬إجراء الماناورات والتدريبات العسكرية الماشتركة في ماجالت حساسة كالرد الطارئ‪ ،‬كماا‬
‫شاركت سفن روسية تحت قيادة حلف الطلسي في عمالية الماسعى النشط البحرية في إطارماكافحة‬
‫الرهاب في البحر الماتوسط ‪ ،‬وكذلك نظمات روسيا لتدريبات ماشتركة ماع الحلف للتعامال ماع‬
‫الكوارث في ‪ 2002‬بكالينينغراد ‪.‬‬

‫‪ -2‬التعاون في ماجال الصلحات الدفاعية والقضايا العسكرية وعماليات البحث والانقاذ البحرية‪،‬‬
‫حيث تم إماضاء اتفاقية إنقاذ وتجهيز الغواصات بين روسيا والحلف سنة ‪2003‬م ‪.‬‬
‫‪ -3‬إقاماة ماشروع ماشترك لتدريب الماوظفين مان أفغانستان وآسيا الوسطى على ماكافحة‬
‫الماخدرات ‪.‬‬
‫‪ -4‬ماكافحة الرهاب ‪.‬‬
‫‪ -5‬إدارة الزماات ‪.‬‬
‫‪ -6‬الحد مان النتشار النووي ‪.‬‬
‫‪ -7‬إجراءات الثقة ‪.‬‬
‫‪ -8‬ضبط التسلح ‪.‬‬
‫‪ – 9‬التعاون بين العسكريين ‪.‬‬
‫‪ -10‬الدفاع ضد تهديدات الصواريخ )‪.(141‬‬
‫‪ -11‬الدعم اللوجستي ‪.‬‬
‫‪ -12‬الطوارئ المادنية ‪.‬‬

‫المطألب الثالث ‪ :‬مجلس الشراكة الطألسية ‪ -‬الوروبية ‪:‬‬

‫يعد ماجلس الشراكة الوروبية ‪ -‬الطلسية مان براماج الشراكة التي أقاماها الحلف بعد نهاية‬
‫الحرب الباردة‪ ،‬حيث أسس ماجلس تعاون شماال الطلسي مانذ سنة ‪1991‬م ‪ ،‬ثم برناماج الشراكة مان‬
‫أجل السلم عام ‪1994‬م‪ ،‬الذي شمال نشاطه عماليات واسعة مان التعاون الدفاعي بين شركاء الحلف‬
‫كتبادل التشغيل والصلحات الدفاعية ثم تأسيس ماجلس الشراكة الطلسية ‪ -‬الوروبية في مادينة‬
‫سينيترا بالبرتغال في ‪ 30‬ماايو ‪1997‬م‪ ،‬الذي يتجاوز حدود تبادل التشغيل إلى تطوير إطار سياسي‬
‫شامال يغطي شروط عضوية الحلف والهداف الواسعة لشراكة الحلف ماع أغلب دول أوروبا وعلى‬
‫أساس القيم الساسية الماشتركة‪ ،‬حيث اشترط لعضوية الماجلس الماشاركة في برناماج الشراكة مان‬

‫‪171‬‬
‫التفاقي‬
‫النوويين‬
‫التسلح‬
‫الخبراء‬
‫التحكم في‬
‫اللوجستيك‬
‫أجل السلم‪ ،‬ويضم خماسين دولة مانها ستة وعشرون دولة عضو بالحلف الطلسي وأربعة‬
‫وعشرون دولة خارج الحلف وهي‪ :‬ألبانيا‪ ،‬أرماينيا‪ ،‬النماسا‪ ،‬أذريبيجان‪ ،‬بيلروسيا‪ ،‬البوسنة‬
‫والهرسك‪ ،‬فنلنده‪ ،‬جورجيا‪ ،‬إيرلنده‪ ،‬كازاخستان‪ ،‬قيرغيزيا‪ ،‬ماالطا‪ ،‬ماولدوفا‪ ،‬الماونتينيغرو‪ ،‬روسيا‪،‬‬
‫)‪(142‬‬
‫صربيا‪ ،‬السويد‪ ،‬سويسرا‪ ،‬ماقدونيا‪ ،‬طاجيكستان‪ ،‬تركمانستان ‪ ،‬أوكرانيا وأوزبكستان‪.‬‬

‫أولل ‪ :‬آلية عمل مجلس الشراكة الطألسية ‪ -‬الوروبية‪ :‬تحتفظ غالبية الدول الماشاركة ببعثات‬
‫دبلومااسية بماقر الحلف ببروكسل‪ ،‬ويجتماع الماجلس كل شهر على ماستوى السفراء‪ ،‬وكل سنة‬
‫على ماستوى وزراء الخارجية والدفاع ورؤساء الركان كماا يجتماع أيضا على ماستوى القماة كلماا‬
‫دعت الضرورة إلى ذلك ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬أهداف المجلس ومهامه ‪ :‬وتتماثل في ‪:‬‬

‫‪ -1‬تسهيل عمالية الصلحات في الماؤسسات العسكرية والدفاعية ‪.‬‬

‫‪ -2‬تعزيز التعاون بين الدول العضاء ‪.‬‬

‫‪ -3‬التدريب والتأهيل الماتبادل لطارات مان الدول العضاء سواء في ماؤسسات الحلف أو في‬
‫الماؤسسات الدول الشريكة‪.‬‬

‫‪ -4‬ماكافحة الرهاب ‪.‬‬

‫‪ -5‬تأهيل الدول المارشحة لعضوية الحلف‪ ،‬حيث أشرف الماجلس على تحضير الدول العشرة‬
‫التي انضمات حديثا للحلف ‪.‬‬

‫‪.‬‬ ‫)‪(143‬‬
‫‪ -6‬ماكافحة أو مانع النتشار النووي‬

‫‪ -7‬فتح ماجال التعاون للدول التي ل تسعي إلى الانضماام للحلف‪ ،‬والماساهماة في تحقيق المان‬
‫الورو‪ -‬أطلسي‪ ،‬ماع احتفاظها بسياستها المانية والخارجية الماستقلة ‪.‬‬

‫‪ -8‬تحضير القوات العسكرية لكل مان الحلفاء والشركاء للعمال بصورة ماشتركة وعلى نحو دائم‪،‬‬
‫حيث يشارك الماجلس في العماليات التية ‪:‬‬

‫أ‪ -‬الماساهماة بنحو ‪ 780‬فرد في قوة الماساعدة المانية الدولية )‪ (ISAF‬العامالة بأفغانستان ‪.‬‬

‫ب‪ -‬الماشاركة في عمالية الماسعى النشط الماوجهة ضد التهديدات الرهابية في البحرالماتوسط ‪.‬‬

‫ج ‪ -‬توفير ‪ 2300‬فرد للعماليات التي يقوم بها الحلف في دول البلقان‪.‬‬

‫‪172‬‬
‫‪ -9‬توفير الطار السياسي العسكري للشركاء الماساهماين في ماهام الحلف مان خلل إشراكهم في‬
‫عمالية اتخاذ القرار وفي وضع الخطط العمالياتية وماراجعة الماهماات الدورية حيث بدأ في عقد‬
‫اجتمااعات اللجنة العسكرية للحلف بحضور ماندوبين عن الدول الشركاء ‪.‬‬

‫‪ -10‬تطبيقا للتفويضات الواردة في الوثيقة الساسية لماجلس الشراكة الوروبية – الطلسية ‪،‬‬
‫والقاضية بإماكانية تطويرعلقات سياسية ماباشرة ومانفردة ماع الحلف‪ ،‬تم في قماة إسطمانبول‬
‫)‪(144‬‬
‫وضع خطط عمال الشراكة الفردية والتي كانت تهدف إلى تحقيق الهداف التية ‪:‬‬

‫‪ -‬الصلحات السياسية والاقتصادية ‪.‬‬

‫‪ -‬تفعيل آلية التخطيط والماراجعة للشراكة مان أجل السلم في ماجال الصلحات الدفاعية‬
‫وتوسيعها أيضا ‪.‬‬

‫‪ -‬توسيع التعاون إلي ماجالت أخرى ماثل التخطيط للطوارئ المادنية‪ ،‬التعليم ‪...‬‬

‫‪ -‬إدارة الهداف بشكل جمااعي مان خلل البدأ بعماليات إصلح تضم ماختلف وكالت ودوائر‬
‫الدول الشريكة ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬مجالت التعاون ‪ :‬تتماثل في ‪:‬‬
‫‪ -1‬إصلح الدفاع ‪.‬‬
‫‪ -2‬ماكافحة الرهاب ‪.‬‬
‫‪ -3‬الماساهماة في جهود عدم النتشار النووي والسلماة النووية ‪.‬‬
‫‪ -4‬ماكافحة اللغام والسلحة الماتوسطة والتعاون في ماجال التسلح ‪.‬‬
‫‪ -5‬الطوارئ المادنية والتعامال ماع الكوارث ‪.‬‬
‫‪ -6‬البحث العلماي ‪.‬‬
‫‪ -7‬إدارة الزماات ودعم عماليات السلم ‪.‬‬
‫المطألب الرابع ‪ :‬مجلس الطألسي ‪ -‬أوكرانيا ‪:‬‬
‫يعد مايثاق الشراكة الخاصة بين حلف شماال الطلسي وأوكرانيا‪ ،‬الماوقع في ‪ 9‬يوليو ‪1997‬م‪،‬‬
‫الساس المارجعي للعلقة بين الجانبين‪ ،‬وقد حدد مابادئها في النقاط التية‪:‬‬
‫‪ -1‬القرار بأن أمان مانطقة مانظماة المان والتعاون في أوروبا غير قابل للتقسيم ‪.‬‬
‫‪ -2‬الماتناع عن التهديد باللجوء إلى القوة في تسوية الخلفات أو استخداماها فع ً‬
‫ل‪.‬‬
‫‪ -3‬حق كل دولة في اختيار ترتيباتها المانية الخاصة وتنفيذها‪.‬‬

‫‪173‬‬
‫‪ -4‬احترام سيادة الدول الأخرى ووحدة أراضيها واستقللها السياسي‪ ،‬وعدم انتهاك الحدود‬
‫وتطوير علقات حسن الجوار ‪.‬‬

‫‪ -5‬ماراعاة حكم القانون وتعزيز الديماوقراطية واقتصاد السوق والتعددية السياسية ‪.‬‬

‫‪ -6‬اللتزام باحترام حقوق النسان‪ ،‬وحقوق الشخاص المانتماين للقليات الوطنية ‪.‬‬

‫‪ -7‬مانع الصراعات وتسوية النزاعات بوسائل سلماية بماقتضى مابادئ المام الماتحدة ومانظماة‬
‫المان والتعاون في أوروبا ‪.‬‬

‫‪ -7‬تأكيد أوكرانيا إصرارها على تنفيذ إصلحات دفاعية وتدعيم السيطرة الديماوقراطية والمادنية‬
‫وتأكيد الحلف‬ ‫على القوات الماسلحة وزيادة اندمااجها ماع قوات الحلف ودول الشراكة الخرى‬
‫ماساندة جهود أوكرانيا في هذه الماجالت ‪.‬‬

‫‪ -8‬ترحب أوكرانيا بماحاولت الحلف الماستمارة للتكيف ماع البيئة المانية الطلسية الماتغيرة ‪،‬‬
‫ودوره في تعزيز المان ماع المانظماات الدولية الخرى)‪.(145‬‬

‫أولل ‪ :‬مجالت التعاون بين الحلف وأوكرانيا ‪ :‬تشمال ماجالت التعاون بين الجانبين الماجالت‬
‫التية ‪:‬‬

‫‪ -1‬عماليات دعم السلم والمان ومانع النزاعات وإدارة الزماات وحل الصراعات والعماليات‬
‫النسانية‪.‬‬

‫‪ -2‬إصلح القطاع الدفاعي ‪.‬‬

‫‪ -3‬الوجه السياسية والدفاعية لمانع النتشار النووي والبيولوجي والكيمايائي ‪.‬‬

‫‪ -4‬قضايا نزع السلح والحد مان التسلح ‪ ،‬بماا في ذلك القضايا الماتعلقة بماعاهدة خفض القوات‬
‫التقليدية بأوروبا وماعاهدة السماوات المافتوحة وإجراءات بناء الثقة والمان في وثيقة فيينا لعام‬
‫‪1994‬م ‪.‬‬

‫‪ -5‬صادرات السلح وماا يتصل بها مان عماليت نقل التكنولوجيا ‪.‬‬

‫‪ -6‬ماحاربة تجارة الماخدرات والرهاب ‪.‬‬

‫‪ -7‬التعاون بين العسكريين ‪.‬‬

‫‪ -8‬ماخطط الطوارئ المادنية والتعاون ‪.‬‬

‫‪174‬‬
‫‪ -9‬العلوم والبيئة والماان النووي ‪.‬‬

‫‪.‬‬ ‫)‪(146‬‬
‫‪ -10‬العلم والرأي العام‬

‫ثانيا ‪ :‬لجنة الحلف ‪ -‬أوكرانيا ‪ :‬تأسست سنة ‪1997‬م ‪ ،‬وتضم جمايع دول الحلف و أوكرانيا‪،‬‬
‫ويجتماعون دوريا على ماستوى السفراء والماماثلين العسكريين‪ ،‬وأحيانا على ماستوى وزراء‬
‫الخارجية والدفاع ورؤساء الركان‪ .‬أماا الجتمااعات فتكون على أعلى ماستوى وتحضر مان قبل‬
‫لجنة سياسية وهي أيضا ماكلفة بماتابعة تطورات القضايا المانية والسياسية والماصالح الماشتركة‬
‫وتحضير وتقييم الماخططات السنوية بين الحلف وأوكرانيا ‪.‬‬

‫ولجنة الحلف – أوكرانيا لديها إطار ماعاينة بين الجانبين فيماا يتعلق بأسئلة المان والماصالح‬
‫الماشتركة والوضع بالبلقان والعراق وماكافحة الرهاب والصراعات الكامانة وقضايا أخرى تتعلق‬
‫بالمان القليماي‪.‬‬

‫مهامها ‪ :‬تتماثل ماهام لجنة الحلف – أوكرانيا في النقاط التية ‪:‬‬

‫‪ -1‬تنماية العلقات الطلسية – الوكرانية وتوجيه النشاطات نحو التعاون ‪.‬‬

‫‪ -2‬التطبيق العمالي الصحيح لماقررات مايثاق الشراكة الخاصة بين الحلف وأوكرانيا ‪.‬‬
‫‪ -3‬ضبط الماخططات السنوية الماراد تحقيقها وتطويرها ماع أوكرانيا ‪.‬‬
‫‪ -4‬تحقيق أهداف خطة عمال الحلف – أوكرانيا التي وضعت سنة ‪2002‬م‪.‬‬
‫‪ -5‬التحقق الفجائي والمايداني مان نشاطات التعاون المانظماة في إطار ماشاركة أوكرانيا في‬
‫برناماج الشراكة مان أجل السلم ‪.‬‬
‫‪ -6‬التحقيق في ماجالت التعاون العسكري في إطار خطة العمال السنوية للجنة الحلف العسكرية‬
‫‪.‬‬ ‫) ‪(148‬‬
‫ماع أوكرانيا‬
‫‪ -7‬تحقيق تقدم في الماجالت العلماية وماعرفة شكل قطاعات الدفاع والمان والتسلح والمان‬
‫القتصادي والتعاون العلماي والبيئي مان خلل جمااعات العمال الماشتركة ‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬خطأة عمل الحلف ‪ -‬أوكرانيا‪ :‬أكدت قماة حلف الطلسي في ‪ 22‬نوفمابر ‪2002‬م ببراغ‬
‫على تعجيل تكامال أوكرانيا الوروبي والطلسي‪ ،‬وقد تم تبني خطة عمال حلف الناتو – أوكرانيا‬
‫لتحقيق الهداف التية ‪:‬‬
‫‪ -1‬تعمايق وتوسيع علقة الحلف بأوكرانيا ‪.‬‬

‫‪ -2‬ايجاد إطار إستراتيجي للتعاون بين الجانبين في الحاضر والماستقبل ‪.‬‬

‫‪175‬‬
‫‪ -3‬دعم جهود الصلح الوكرانية للوصول إلى الاندمااج والتكامال في البنى الوروبية‬
‫والطلسية ‪.‬‬

‫‪ -4‬تحديد تحقيق أهداف ماعينة تشمال قضايا سياسية واقتصادية وأمانية ودفاعية وعسكرية‬
‫‪:‬‬ ‫)‪(149‬‬
‫وماعلومااتية وقانونية‪ ،‬ومانها إجابة أوكرانيا على العديد مان السئلة مانها‬

‫‪ -4-1‬السئلة السياسية والمنية ‪ :‬وتنقسم إلى ‪:‬‬

‫‪ -4-1-1‬أسئلة عن السياسات الداخلية‪ :‬تتماثل في التزام أوكرانيا بتحقيق المابادئ التية ‪:‬‬

‫‪ -‬دعم الديماوقراطية ودولة القانون ‪.‬‬

‫‪ -‬احترام حقوق النسان ‪.‬‬

‫‪ -‬الفصل بين السلطات واستقللية القضاء ‪.‬‬

‫‪ -‬إجراء انتخابات وفق ماعايير مانظماة المان والتعاون في أوروبا )‪. (OSCE‬‬

‫‪ -‬التعددية الحزبية ‪.‬‬

‫‪ -‬حرية التعبير والصحافة ‪.‬‬

‫‪ -‬احترام حقوق القليات والثنيات الوطنية ‪.‬‬

‫‪ -‬عدم التماييز بسبب عوامال سياسية أودينية أوإثنية ‪.‬‬

‫‪ -‬صياغة القواعد القانونية الكفيلة بتحقيق هذه المابادئ وتطوير تشريعات قائماة على المابادئ‬
‫العالماية للديماوقراطية والقانون الدولي‪.‬‬

‫‪ -‬إصلح النظام القضائي والماشاركة في اتفاقيات الماجلس الوروبي الذي يحدد الماعايير‬
‫الماشتركة للدولة الوروبية ‪.‬‬

‫‪ -‬تطبيق مابادرات لعادة تشكيل صلحيات الشرطة لتطوير الليات الماتضمانة تقوية جمايع‬
‫وهذا‬ ‫البنى العماوماية والمادنية ماع قوانين دولة القانون وتدعيم جهود مانظماات حقوق الماواطنين‬
‫يهدف إلى )‪:(150‬‬

‫‪ -‬تدعيم الماؤسسات الديماوقراطية والنتخابية ‪.‬‬

‫‪ -‬تقوية الإصلحات القضائية واستقللية القضاء ‪.‬‬

‫‪176‬‬
‫‪ -‬دعم التنماية وتقوية الماجتماع المادني وحكم القانون والماحافظة على حقوق النسان والحريات‬
‫الساسية للماواطن في ‪:‬‬

‫* ضماان حرية العبادة ‪.‬‬

‫* ضماان حرية التجماع ‪.‬‬

‫* تحسين وإصلح الدارة ‪.‬‬

‫* تقوية الماراقبة المادنية والديماوقراطية على القوات الماسلحة وفي جمايع قطاعات المان ‪.‬‬

‫* ماحاربة التهريب وتبييض الماوال والعماال القتصادية غيرالقانونية ‪.‬‬

‫* القيام بإصلحات دستورية وإدارية لضماان توازن وتعاون فكعال بين السلطات الثلث‪.‬‬

‫‪ -4-1-2‬أسئلة عن السياسات الخارجية والمن ‪ :‬وتقوم على المابادئ الماشتركة التية ‪:‬‬

‫‪ -‬ماكافحة الرهاب ‪.‬‬

‫‪ -‬مانع انتشار أسلحة الدماار الشامال ‪.‬‬

‫‪ -‬الستقرار القليماي ‪.‬‬

‫وهذه المابادئ تهدف إلى ‪:‬‬

‫‪ -‬تفعيل السياسة الخارجية والمانية الوكرانية لخدماة أهداف الندمااج في البنية الورو – أطلسية‬
‫‪.‬‬

‫‪ -‬إصلح بنى أمان الدولة حتى تعكس السياسة الطلسية للوكرانيا ‪.‬‬

‫‪ -‬القيام بدور رائد في تحقيق المان والستقرارالقليماي‪ ،‬وبخاصة تقوية الدورالوكراني في‬
‫قضايا تسوية الصراعات وحفظ السلم ‪.‬‬

‫‪ -‬الماشاركة الماتزايدة في عماليات حفظ السلم ‪.‬‬

‫‪ -‬التطبيق الكامال لللتزاماات الدولية الماتعلقة بضبط التسلح ‪.‬‬

‫‪ -‬تدعيم العلقات المادنية – العسكرية ‪.‬‬

‫‪ -‬القيام بدور فعال في الحمالة الدولية على الرهاب ‪.‬‬

‫‪177‬‬
‫غير أن هذه الخطة ل تؤدي ماباشرة إلى عضوية أوكرانيا للحلف ‪ ،‬ولكن تماهد لها طريق‬
‫الانضماام‪ ،‬بعد توجيه الدعوة إليها للنضماام إلى خطة عمال عضوية الحلف ‪.‬‬

‫وبعد الثورة البرتقالية يسعى فيكتور يوشينكو للحصول على خطة عمال عضوية الحلف‪ ،‬وهو‬
‫أول أهداف سياسته الخارجية‪ ،‬وهو ماا دفع الحلف إلى دعوة أوكرانيا لتكثيف الحوار حول‬
‫طماوحاتها لنيل العضوية‪ ،‬حيث عقد ماؤتمار فيلنيوس ‪ Vilnius‬في ‪ 28 -20‬إبريل ‪2005‬م‬
‫بلتوانيا‪ ،‬لماعرفة ماا يتعين على الوكرانيين فعله‪ ،‬وللتأكد مان جدية وعماق الصلحات وحجم‬
‫القدرات الوكرانية‪ .‬كماا اتفق على ماجماوعة مان الجراءات قصيرة الماد لدفع عمالية الصلح‬
‫بأوكرانيا‪ ،‬التي شمالت ماجالت تعزيز الماؤسسات الديماوقراطية وتطوير النتائج الجتمااعية‬
‫والقتصادية الناجماة عن عمالية الصلح‪ ،‬وكذا تحسين الماعلوماات العاماة‪ .‬وفي ‪ 27‬ديسمابر‬
‫‪2005‬م أصدر يوشينكو مارسوماا رئاسيا يقضي بتسليم ماهماات ماحددة لنواب ماسؤولي السلطات‬
‫التنفيذية الماركزية في البلد لتعزيز التناسق الداخلي الماطلوب لتطبيق العماال والنشاطات التي تم‬
‫التفاق عليها في إطار تعاون حلف الطلسي ماع أوكرانيا‪ ،‬وخعكول لرئيس الوزراء ماهماة تعزيز‬
‫التعاون بين السلطتين التنفيذية والتشريعية )‪.(151‬‬

‫رابعا ‪ :‬مجموعة العمل المشترك لصلحا الدفاع ‪ :‬أسست سنة ‪1998‬م ‪ ،‬وهي ماؤسسة للتعاون‬
‫بين الوزراء والمانظماات التي تعمال مان أجل الصلح في قطاعات الدفاع والمان بأوكرانيا‪،‬‬
‫وبخاصة ماع الماجلس الوطني للمان والدفاع وحرس الحدود والبرلماان الوكراني ‪Verkhovna‬‬
‫‪ Rada‬وهيئات أخرى ‪ ،‬وتعمال تحت إشراف لجنة الحلف أوكرانيا ‪ .‬فهي الماحور الساسي‬
‫لتعاون الحلف ماع أوكرانيا ‪.‬‬

‫وتماثل كل دول الحلف و أوكرانيا بماماثلين في اجتمااعاتها‪ ،‬وترأس مان قبل ماساعد الماين العام‬
‫للحلف لشؤون الدفاع والعماليات ‪.‬‬

‫وتنعقد اجتمااعاتها كل ثلثة أشهرعلى ماستوى الخبراء‪ ،‬وتجتماع أيضا على ماستوى عايل بماشاركة‬
‫الماسؤولين الساماين في دول الحلف وأوكرانيا ‪.‬‬

‫وتنظم ماجماوعة العمال الماشترك لصلح الدفاع )‪ (JWGDR‬كل سنة ماعاينة غير رسماية‬
‫للصلحات الماقررة في قطاع الدفاع والمان التي أقرها وزراء دفاع الحلف وأوكرانيا‪،‬‬
‫) ‪(152‬‬
‫وكبار خبراء الدفاع والمان في قطاعات الدفاع والمان‬

‫‪178‬‬
‫مجالت التعاون ‪ :‬تتماثل مايادين التعاون في النقاط التية ‪:‬‬

‫‪ -1‬العلقة بين المادنيين والعسكريين ‪.‬‬

‫‪ -2‬الرقابة الديماوقراطية والتسيير المادني لقوات الجيش ومانظماات أخرى في قطاع المان‬
‫والماخططات السياسية والستراتيجية للدفاع ومافهوم المان الوطني ‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬مساعدات حلف الطألسي العسكرية لوكرانيا ‪ :‬تتماثل في ‪:‬‬

‫‪ -1‬مانذ ‪1994‬م إلى ‪2006‬م ‪ ،‬قام الحلف ودوله مانفردين بتدريب ‪ 8500‬ضابط أوكراني ‪.‬‬

‫‪ -2‬إعادة الحلف تدريب ‪ 800‬ماوظف إداري حصل ‪ 440‬مانهم على وظائف جديدة سنة‬
‫‪2006‬م‪ ،‬كماا تم إعادة تدريب أكثر مان ‪ 3000‬ضابط أوكراني ماتقاعد لماساعدتهم على النتقال‬
‫إلى الحياة المادنية‪ ،‬وذلك ماا بين سنتي ‪2001‬م و ‪2006‬م ‪.‬‬

‫‪ -3‬تنظيم دورات تدريبية احترافية جديدة لفراد الجيش السابقين في كيروفوهراد ومايليتوبول‬
‫وتشيرنييف وليفييف ‪.‬‬

‫‪ -4‬دعم ماشروعات نزع السلح بأوكرانيا مان خلل ماشروعات صندوق ائتماان الشراكة مان‬
‫أجل السلم‪ ،‬ومان هذه الماشروعات ماشروع في مادينة دونيتيسك عام ‪2002‬م‪ ،‬الذي استطاع أن‬
‫يتلف ‪400‬ألف لغم أرضي ماضاد للفراد وتفجيره تفجيرا أماانا ‪ ،‬وماشروع آخر يهدف إلى‬
‫التخلص مان ‪133‬ألف طن مان الذخيرة التقليدية و ‪ 1.5‬ماليون قطعة مان السلحة الخفيفة‬
‫والرشاشة و ‪1000‬مانظوماة دفاع جوي ماحماولة على الكتف‪ ،‬وذلك على اماتداد ‪ 12‬سنة وبتكلفة‬
‫إجماالية تقدر بـ ‪ 25‬ماليون يورو‪ ،‬وهو أكبر ماشروع لنزع السلح في العالم)‪.(153‬‬

‫و‬ ‫سادسا ‪ :‬نحو خطأة عمل العضوية ‪ :‬تحضى أوكرانيا بدعم كبير مان دول وسط أوروبا‬
‫شرقها لكسب عضوية الحلف‪ ،‬حيث اجتماع وزراء دفاع الماجر وبولنده وسلوفاكيا وجماهورية‬
‫التشيك‪ ،‬في يناير ‪2006‬م ‪ ،‬وأعلنوا أنه سيتم تعيين لجنة خاصة لتشجيع الصلحات العسكرية‬
‫الوكرانية‪ ،‬وفي فبراير ‪2006‬م‪ ،‬زار يوشينكو ماقر الحلف ببروكسل‪ ،‬وأكد أن أوكرانيا كانت‬
‫جاهزة للنضماام إلى خطة عمال العضوية‪ ،‬ثم أصدر مارسوماا في ماارس ‪2006‬م‪ ،‬يقضي بإنشاء‬
‫لجنة مان ماختلف الوكالت والدوائر الحكوماية لتحضير أوكرانيا لعضوية الحلف‪ ،‬ويماكنها تشكيل‬
‫لجان عمال يترأسها المانسقون الماحليون الماعنيون ‪.‬‬

‫‪179‬‬
‫وتم تقسيم العمال على ماستويين هماا ‪:‬‬

‫أ‪ -‬مجلس الوزراء ‪ :‬وهو الماسؤول عن تطبيق سياسة التعاون الوطنية بين الحلف وأوكرانيا و‬
‫بخاصة ماا يتعلق بماعايير العضوية ‪.‬‬

‫ب‪ -‬مجلس الدفاع والمن القومي ‪ :‬ويقوم على تحديد الهداف الستراتيجية والتصورات‬
‫الماتعلقة بالتعاون بين الحلف وأوكرانيا )‪.(154‬‬

‫سابعا ‪ :‬عقبات العضوية ‪ :‬يواجه ماسار أوكرانيا إلى عضوية الحلف العديد مان العقبات أهماها‪:‬‬

‫‪ -1‬تشير استطلعات الرأي إلى أن ‪ %20‬مان سكان أوكرانيا فقط يؤيدون فعليا انضماام أوكرانيا‬
‫للحلف‪ ،‬في حين يعارض ‪ %54‬مانهم فكرة النضماام ‪.‬‬

‫‪ -2‬القلية الروسية الماعارضة لنضماام أوكرانيا إلى الحلف وهم يماثلون أكثر مان ‪ %15‬مان‬
‫سكان أوكرانيا ‪.‬‬

‫‪ -3‬ماشاكل ترسيم الحدود وبالذات ماشكلة النتفاع مان الجرف القاري لبحر أزوف على البحر‬
‫السود‪.‬‬

‫‪ -4‬الماوقف الروسي الماعارض ودرجة التشابك بين روسيا وأوكرانيا‪ ،‬الذي يماكن اظهاره مان‬
‫خلل الماؤشرات القتصادية التية ‪:‬‬

‫أ‪ -‬إن روسيا هي أول شريك تجاري لوكرانيا حيث يماثل حجم التبادل التجاري السلعي )تصدير‬
‫واستيراد( ماع روسيا ‪ %29‬مان مابادلت أوكرانيا الخارجية‪ ،‬حسب النصف الول مان سنة‬
‫‪2008‬م ‪.‬‬

‫ب ‪ -‬تماثل الصادرات الوكرانية إلى روسية نسبة ‪ %44.2‬مان صادراتها‪ ،‬أي ‪ 13.3‬ماليار‬
‫دولر ‪.‬‬

‫‪ -5‬التبعية الوكرانية لروسيا في ماجال الطاقة‪ ،‬إذ بتقلص ماوارد الفحم الوكرانية فإنه مان‬
‫الماقرر استيراد أربعة ماليين طن مان الفحم الروسي‪ ،‬كماا أن الجراءات التي أعلن عنها رئيس‬
‫شركة غاز بروم الروسية أليكسي مايللر‪ ،‬والقاضية برفع تسعيرة الغاز إلى ‪ 400‬دولر لكل‬
‫‪1000‬ماتر ماكعب سنة ‪2009‬م ‪ ،‬ستضاعف مان ماشاكل القتصاد الوكراني‪ ،‬كماا تضرر ماصنع‬
‫النابيب التابع لماؤسسة مايتيفيست الصناعية‪ ،‬حيث خسر طلبات الماشتري الول مانه وهي شركة‬
‫‪.‬‬ ‫) ‪(155‬‬
‫غاز بروم‬

‫‪180‬‬
‫‪ -6‬تضرر الماركب العسكري الصناعي الوكراني مان عمالية النضماام إلى الحلف‪ ،‬حيث إن‬
‫السوق الروسية تماثل مان ‪ %50-40‬مان إجماالي صادرات أوكرانيا الخارجية‪ ،‬أي ماا يعادل مابلغ‬
‫‪ 250-200‬ماليون دولر عام ‪2007‬م ‪ ،‬وتشارك حوالي ألف ماؤسسة صناعية مان الطرفين في‬
‫عمالية التكامال العسكري التقني حيث نجد ماث ً‬
‫ل شركة ماوتور ريسيتش الوكرانية تصدر ماحركات‬
‫الطائرات العماودية الروسية‪ ،‬والماحركات التوربينية النفاثة للصواريخ الماجنحة الروسية مان‬
‫طراز إكس ‪ 55‬وإكس ‪59‬م ‪ ،‬أوران و كلوب ‪.‬‬

‫أماا ماصنع أرتيوم بكييف فيصنع صواريخ جو‪ -‬جو مان طرز "ر ‪ "27‬للماقاتلت الروسية مان‬
‫طراز سوخوي ومايغ‪ ،‬أماا الطائرات الوكرانية مان طراز أنطونوف التي يتم تجمايعها في مادينتي‬
‫فاركوف وكييف‪ ،‬فيدخل في تركيبها أجزاء روسية بنسبة ‪. %70‬‬

‫‪ -7‬زيادة العجز التجاري الذي بلغ في النصف الول مان سنة ‪ 2008‬قيماة ‪ 9.845‬ماليار دولر‪،‬‬
‫وارتفاع تكلفة الصلحات‪.‬‬

‫‪ -8‬ماعارضة سبع دول أعضاء في الحلف عضوية أوكرانيا‪ ،‬وذلك في قماة بوخارست ‪2008‬م‪،‬‬
‫وهذه الدول هي فرنسا‪ ،‬ألماانيا‪ ،‬بلجيكا‪ ،‬هولنده‪ ،‬إيطاليا‪ ،‬اللوكسمابورغ والماجر‪.‬‬

‫‪181‬‬
‫هوامش الفصل الثالث ‪:‬‬

‫د‪ -‬علي عزت بيغوفيتش‪ ،‬علي عزة بيغوفيتش ‪ :‬سيرة ذاتية وأسئلة ل مافر مانها ‪ ،‬ترجماة ‪:‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫د‪ -‬عبد ال الشناق و د‪ -‬راماي جردات ) دماشق ‪ :‬دار الفكر ‪2004 ،‬م(‪ ،‬ص ‪. 164‬‬

‫د‪ -‬عادل ثابت‪ ،‬حلف شماال الطلسي وتوسعه جهة الشرق ‪ :‬التهديدات الجديدة وتحديات‬ ‫)‪(2‬‬

‫البيئة الدولية) أبوظبي ‪ :‬ماركز زايد للتنسيق والماتابعة ‪2004 ،‬م ( ‪ ،‬ص ‪. 37‬‬

‫د‪ -‬أساماة فاروق ماخيمار‪ ،‬دور مانظماة المان والتعاون الوروبي في إدارة الصراعات في‬ ‫)‪(3‬‬

‫أوروبا بعد الحرب الباردة‪ :‬دراسة حالة البوسنة والهرسك‪ ،‬أطروحة دكتوراه )جاماعة القاهرة ‪:‬‬
‫‪2004‬م ( ‪ ،‬ص ‪. 307‬‬
‫)‪(4‬‬
‫‪Richard Holbrooke , To End A War ( New York : Random House , 1998‬‬
‫‪) ,P,69 .‬‬

‫د‪ -‬عادل ثابت‪ ،‬حلف شماال الطلسي و توسعه جهة الشرق ‪ :‬التهديدات الجديدة و تحديات‬ ‫)‪(5‬‬

‫البيئة الدولية‪ ،‬المارجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 38‬‬

‫د‪ -‬أساماة فاروق ماخيمار‪ ،‬دور مانظماة المان والتعاون الوروبي في إدارة الصراعات في‬ ‫)‪(6‬‬

‫أوروبا بعد الحرب الباردة ‪ :‬دراسة حالة البوسنة و الهرسك ‪ ،‬المارجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 308‬‬

‫د‪ -‬عمااد جاد )ماحررا( ‪ ،‬التحاد الوروبي‪ :‬مان التعاون القتصادي إلى السياسة الخارجية‬ ‫)‪(7‬‬

‫والمانية الماشتركة) القاهرة ‪ :‬ماركز الدراسات السياسية والستراتيجية ‪2001 ،‬م ( ‪ ،‬ص ‪.166‬‬

‫عزة جلل ‪ ،‬كوسوفا ‪ :‬جذور الصراع ‪ ،‬ماجلة السياسة الدولية ‪ ،‬العدد ‪) 137‬القاهرة ‪:‬‬ ‫)‪(8‬‬

‫‪1999‬م( ‪ ،‬ص ‪. 89‬‬

‫أبوبكر الدسوقي‪ ،‬ألبان كوسوفا بين التفاوض والقتال ‪ ،‬ماجلة السياسة الدولية ‪ ،‬العدد ‪137‬‬ ‫)‪(9‬‬

‫) القاهرة ‪1999 :‬م ( ‪ ،‬ص ‪. 90‬‬

‫توفيق ماحماد عطية‪ ،‬حلف الناتو‪ :‬رؤية جديدة لدارة الزماات الدولية ) القاهرة ‪ :‬الهيئة‬ ‫)‪(10‬‬

‫العاماة للستعلماات ‪1999 ،‬م (‪ ،‬ص ‪. 34‬‬

‫د‪ -‬عادل ثابت ‪ ،‬حلف شماال الطلسي وتوسعه جهة الشرق‪ :‬التهديدات الجديدة وتحديات‬ ‫)‪(11‬‬

‫البيئة الدولية‪ ،‬المارجع السابق ‪ ،‬ص ص ‪. 45 -44‬‬

‫‪182‬‬
‫ماالك عوني‪ ،‬حلف الطلسي وأزماة كوسوفو‪ :‬حدود القوة و حدود الشرعية‪ ،‬ماجلة السياسة‬ ‫)‪(12‬‬

‫الدولية ‪ ،‬العدد ‪)137‬القاهرة ‪1999 :‬م ( ‪ ،‬ص ‪. 90‬‬

‫توفيق ماحماد عطية‪ ،‬حلف الناتو ‪ :‬رؤية جديدة لدارة الزماات الدولية ‪ ،‬المارجع السابق ‪،‬‬ ‫)‪(13‬‬

‫ص ‪. 35‬‬

‫توفيق ماحماد عطية ‪ ،‬حلف الناتو ‪ :‬رؤية جديدة لدارة الزماات الدولية ‪ ،‬المارجع نفسه ‪ ،‬ص‬ ‫)‪(14‬‬

‫‪. 36‬‬

‫د‪ -‬عادل ثابت‪ ،‬حلف شماال الطلسي وتوسعه جهة الشرق ‪ :‬التهديدات الجديدة وتحديات‬ ‫)‪(15‬‬

‫البيئة الدولية‪ ،‬المارجع السابق ‪ ،‬ص ص ‪. 47‬‬

‫د‪ -‬عادل ثابت‪ ،‬حلف شماال الطلسي وتوسعه جهة الشرق‪ :‬التهديدات الجديدة وتحديات‬ ‫)‪(16‬‬

‫البيئة الدولية‪ ،‬المارجع نفسه ‪ ،‬ص ‪. 49‬‬

‫لويس هينيكس وآخرون‪ ،‬ترجماة الطاهر بوساحية‪ ،‬تدخل حلف شماال الطلسي في كوسوفا‪،‬‬ ‫)‪(17‬‬

‫سلسلة دراسات عالماية‪ ،‬العدد ‪ ) 40‬أبو ظبي‪ :‬ماركز الماارات للدراسات الستراتيجية ‪،‬‬
‫‪2001‬م( ‪ ،‬ص ‪. 17‬‬

‫كارل دويتش‪ ،‬تحليل السياسة الدولية‪ ،‬ترجماة ماحماد ماحماود شعبان )القاهرة‪ :‬الهيئة العاماة‬ ‫)‪(18‬‬

‫للكتاب‪ 1983 ،‬م( ‪ ،‬ص ص ‪. 83-81 ،‬‬

‫د‪ -‬عمااد جاد )ماحررا(‪ ،‬التحاد الوروبي‪ :‬مان التعاون القتصادي إلى السياسة الخارجية و‬ ‫)‪(19‬‬

‫المانية الماشتركة‪ ،‬المارجع السابق‪ ،‬ص ‪. 100‬‬


‫)‪(20‬‬
‫‪Charles Zorgbide , Histoire Des Relations Internationales : 1962 a Nos‬‬
‫‪Jours , (Paris : Hachette , 1995) .p 400 .‬‬

‫ماحماد أحماد ماطاوع‪ ،‬السياسة المانية والدفاعية الوروبية في ظل عمالية توسيع التحاد‬ ‫)‪(21‬‬

‫الوروبي شرقا‪ ،‬المارجع السابق‪ ،‬ص ‪. 41‬‬

‫جماانة رعد حاماد القيسي‪ ،‬ماشروع التحاد الوروبي للدفاع والمان ‪ :‬التحديات الداخلية‬ ‫)‪(22‬‬

‫والخارجية ‪ ،‬رسالة مااجستير ) بغداد ‪ :‬جاماعة النهرين ‪2001 ،‬م ( ‪ ،‬ص ‪. 69‬‬

‫د‪ -‬عمااد جاد )ماحررا(‪ ،‬التحاد الوروبي‪ :‬مان التعاون القتصادي إلى السياسة الخارجية‬ ‫)‪(23‬‬

‫والمانية الماشتركة ‪ ،‬المارجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 100‬‬

‫‪183‬‬
‫د‪ -‬عبد النور بن عنتر‪ ،‬الدفاع الوروبي والمان العربي‪ ،‬ماجلة شؤون الوسط ‪ ،‬العدد ‪) 65‬‬ ‫)‪(24‬‬

‫بيروت ‪1997 :‬م( ‪ ،‬ص ‪. 35‬‬

‫)‪ (25‬ل‪ -‬كماال شديد‪ ،‬السياسة الدفاعية الوروبية الماستقلة وأثرها على الشرق الوسط ‪ ،‬ماجلة‬
‫السياسة الدولية‪ ،‬العدد ‪ )157‬القاهرة ‪2004 :‬م ( ‪ ،‬ص ‪. 238‬‬

‫جماانة رعد حاماد القيسي‪ ،‬ماشروع التحاد الوروبي للدفاع والمان‪ :‬التحديات الداخلية‬ ‫)‪(26‬‬

‫والخارجية‪ ،‬المارجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 45‬‬

‫حارث ماحماد حسن‪ ،‬العلقات بين الوليات الماتحدة الماريكية والتحاد الوروبي ‪1990 :‬م‬ ‫)‪(27‬‬

‫‪ 1998 -‬م‪ ،‬رسالة مااجيستير )بغداد ‪ :‬جاماعة بغداد ‪1999 ،‬م ( ‪ ،‬ص ‪. 90‬‬

‫زبيغينيو بيريجينسكي‪ ،‬رقعة الشطرنج الكبرى )دماشق ‪ :‬ماركز الدراسات العسكرية ‪،‬‬ ‫)‪(28‬‬

‫‪1999‬م ( ‪ ،‬ص ‪. 82‬‬

‫د‪ -‬عبد النور بن عنتر‪ ،‬الدفاع الوروبي والمان العربي‪ ،‬المارجع السابق‪ ،‬ص ص ‪-30‬‬ ‫)‪(29‬‬

‫‪. 35‬‬

‫ماحماد أحماد ماطاوع ‪ ،‬السياسة المانية والدفاعية الوروبية في ظل عمالية توسيع الاتحاد‬ ‫)‪(30‬‬

‫الوروبي شرقا ‪ ،‬المارجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 98‬‬

‫د‪ -‬عبد النور بن عنتر ‪ ،‬الدفاع الوروبي والمان العربي ‪ ،‬المارجع السابق ‪ ،‬ص ص ‪-30‬‬ ‫)‪(31‬‬

‫‪. 31‬‬

‫د‪ -‬عمااد جاد‪ ،‬التحاد الوروبي )ماحررا(‪ :‬مان التعاون القتصادي إلى السياسة الخارجية‬ ‫)‪(32‬‬

‫والمانية الماشتركة‪ ،‬المارجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 211‬‬

‫د‪ -‬عمااد جاد )ماحررا(‪ ،‬التحاد الوروبي‪ :‬مان التعاون القتصادي إلى السياسة الخارجية‬ ‫)‪(33‬‬

‫والمانية الماشتركة ‪ ،‬المارجع نفسه ‪ ،‬ص ‪. 213‬‬

‫د‪ -‬عمااد جاد‪ ،‬التحاد الوروبي‪ :‬تطور التجربة‪ ،‬ماجلة السياسة الدولية ‪ ،‬العدد ‪161‬‬ ‫)‪(34‬‬

‫) القاهرة ‪2005 :‬م ( ‪ ،‬ص ‪.222‬‬

‫د‪ -‬حسن نافعة‪ ،‬التحاد الوروبي والدروس الماستفادة عربيا) بيروت ‪ :‬ماركز دراسات‬ ‫)‪(35‬‬

‫الوحدة العربية ‪2004 ،‬م( ‪ ،‬ص ص ‪. 454 -452‬‬

‫‪ -‬عمااد جاد‪ ،‬التحاد الوروبي ‪ :‬تطور التجربة ‪ ،‬المارجع السابق ‪ ،‬ص ‪.222‬‬ ‫)‪(36‬‬

‫‪184‬‬
‫)‪(37‬‬
‫‪Frank Petitville , La Politique Internationale De L' Union European‬‬
‫‪(Paris : Press La Fondation National Des Siences Politiques, 2006 ) , PP‬‬
‫‪87-88‬‬

‫ماحماد أحماد ماطاوع ‪ ،‬السياسة المانية والدفاعية الوروبية في ظل عمالية توسيع التحاد‬ ‫)‪(38‬‬

‫الوروبي شرقا ‪ ،‬المارجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 108‬‬

‫د‪ -‬عمااد جاد‪ ،‬التحاد الوروبي‪ :‬تطور التجربة‪ ،‬المارجع السابق ‪ ،‬ص ص ‪.223 - 222‬‬ ‫)‪(39‬‬

‫إبراهيم غالي‪،‬التحاد الوروبي‪ :‬إستراتيجية للدفاع الماشترك ‪ ،‬ماجلة السياسة الدولية‪ ،‬العدد‬ ‫)‪(40‬‬

‫‪ )156‬القاهرة ‪2004 :‬م ( ‪ ،‬ص ص ‪. 139 – 138‬‬

‫ماحماد أحماد ماطاوع‪ ،‬السياسة المانية والدفاعية الوروبية في ظل عمالية توسيع التحاد‬ ‫)‪(41‬‬

‫الوروبي شرقا ‪ ،‬المارجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 133‬‬


‫)‪(42‬‬
‫‪Quille Gerrard, ESDP : The State Of Play ,europarl . eu . int /Meetdocs‬‬
‫‪/ 2004/ organes /Sete04c _ev .pdf .20 -09 – 2004 , pp : 17 – 18‬‬

‫ماحماد أحماد ماطاوع‪ ،‬السياسة المانية والدفاعية الوروبية في ظل عمالية توسيع التحاد‬ ‫)‪(43‬‬

‫الوروبي شرقا‪ ،‬المارجع السابق ‪ ،‬ص ص ‪. 124 – 123‬‬

‫بال دانواي‪ ،‬زودز سلولفيتشوفسكي ‪ ،‬المانظماات والعلقات الورو‪ -‬أطلسية ‪ ،‬في نزع‬ ‫)‪(44‬‬

‫السلح والمان الدولي ‪ :‬الكتاب السنوي) بيروت‪ :‬ماركز دراسات الوحدة العربية‪2004 ،‬م ( ‪،‬‬
‫ص ‪. 132‬‬

‫ماحماد أحماد ماطاوع ‪ ،‬السياسة المانية والدفاعية الوروبية في ظل عمالية توسيع التحاد‬ ‫)‪(45‬‬

‫الوروبي شرقا ‪ ،‬المارجع السابق ‪ ،‬ص ص ‪. 124 -123‬‬


‫)‪(46‬‬
‫‪www .kuna . net / new agancies public site / article detaile .aspsc ? id‬‬
‫‪= 1944578 language = ar .‬‬

‫بال دانواي ‪ ،‬زودز سلولفيتشوفسكي ‪ ،‬المانظماات والعلقات الورو‪ -‬أطلسية ‪ ،‬في نزع‬ ‫)‪(47‬‬

‫السلح والمان الدولي ‪ :‬الكتاب السنوي ‪ ،‬المارجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 128‬‬


‫)‪(48‬‬
‫‪www . nato . int / document / review / 2007 /issue .‬‬

‫‪185‬‬
‫ماحماد أحماد ماطاوع‪ ،‬السياسة المانية والدفاعية الوروبية في ظل عمالية توسيع التحاد‬ ‫)‪(49‬‬

‫الوروبي شرقا ‪ ،‬المارجع السابق ‪ ،‬ص ص ‪. 130 – 129‬‬

‫بال دانواي‪ ،‬زودز سلولفيتشوفسكي‪ ،‬المانظماات والعلقات الورو‪ -‬أطلسية ‪ ،‬في نزع‬ ‫)‪(50‬‬

‫السلح والمان الدولي ‪ :‬الكتاب السنوي ‪ ،‬المارجع السابق ‪ ،‬ص ص ‪. 133 – 132‬‬

‫بال دانواي‪ ،‬زودز سلولفيتشوفسكي‪ ،‬المانظماات والعلقات الورو‪ -‬أطلسية ‪ ،‬في نزع‬ ‫)‪(51‬‬

‫السلح والمان الدولي ‪ :‬الكتاب السنوي ‪ ،‬المارجع نفسه ‪ ،‬ص ص ‪. 134 – 133‬‬

‫د‪ -‬سعاد ماحماد ماحماود حسن‪ ،‬العلقات الوروبية الماريكية في إطار مانظماة حلف شماال‬ ‫)‪(52‬‬

‫الطلسي ‪ :‬دراسة عن تأثير الدول الوروبية في السياسة الخارجية الماريكية‪ ،‬أطروحة دكتوراه‬
‫) القاهرة ‪ :‬جاماعة القاهرة ‪ 2005 ،‬م ( ‪ ،‬ص ‪. 257‬‬

‫د‪ -‬عمااد جاد )ماحررا(‪ ،‬التحاد الوروبي‪ :‬مان التعاون القتصادي إلى السياسة الخارجية و‬ ‫)‪(53‬‬

‫المانية الماشتركة ‪ ،‬المارجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 68‬‬

‫د‪ -‬عمااد جاد )ماحررا(‪ ،‬التحاد الوروبي‪ :‬مان التعاون القتصادي إلى السياسة الخارجية‬ ‫)‪(54‬‬

‫والمانية الماشتركة ‪ ،‬المارجع نفسه ‪ ،‬ص ‪. 27‬‬

‫د‪ -‬سعاد ماحماد ماحماود حسن‪ ،‬العلقات الوروبية الماريكية في إطار مانظماة حلف شماال‬ ‫)‪(55‬‬

‫الطلسي‪ :‬دراسة عن تأثير الدول الوروبية في السياسة الخارجية الماريكية‪ ،‬المارجع السابق ‪،‬‬
‫ص ‪.257‬‬

‫نافع أيوب لبس‪ ،‬مانظماة ماعاهدة حلف شماال الطلسي )الناتو(‪ :‬العضوية والتعاون)دماشق ‪:‬‬ ‫)‪(56‬‬

‫ماركز الدراسات العسكرية ‪1996 ،‬م (‪ ،‬ص ‪. 150‬‬

‫د‪ -‬عمااد جاد ‪ ،‬التحاد الوروبي )ماحررا( ‪ :‬مان التعاون القتصادي إلى السياسة الخارجية‬ ‫)‪(57‬‬

‫والمانية الماشتركة‪ ،‬المارجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 72‬‬


‫)‪(58‬‬
‫‪www . nato . int / doc / comm / 49- 95 / c 911107 a – htm # 1.‬‬

‫نافع أيوب لبس‪ ،‬مانظماة ماعاهدة حلف شماال الطلسي )الناتو( ‪ :‬العضوية و التعاون ‪،‬‬ ‫)‪(59‬‬

‫المارجع السابق ‪ ،‬ص ‪153‬‬


‫)‪(60‬‬
‫‪www . nato . int / doc / comm / 49- 95 / c 911107 a – htm # 1.‬‬

‫‪186‬‬
‫نافع أيوب لبس‪ ،‬مانظماة ماعاهدة حلف شماال الطلسي )الناتو( ‪ :‬العضوية والتعاون‪ ،‬المارجع‬ ‫)‪(61‬‬

‫السابق ‪ ،‬ص ‪154‬‬

‫نافع أيوب لبس‪ ،‬مانظماة ماعاهدة حلف شماال الطلسي )الناتو( ‪ :‬العضوية والتعاون‪ ،‬المارجع‬ ‫)‪(62‬‬

‫نفسه‪ ،‬ص ص ‪.156 – 155‬‬


‫)‪(63‬‬
‫‪www . nato . int / doc / comm / 49- 95 / c 911107 a – htm # 1.‬‬

‫نافع أيوب لبس‪ ،‬مانظماة ماعاهدة حلف شماال الطلسي )الناتو( ‪ :‬العضوية و التعاون‪ ،‬المارجع‬ ‫)‪(64‬‬

‫السابق ‪ ،‬ص ‪.166‬‬

‫نافع أيوب لبس‪ ،‬مانظماة ماعاهدة حلف شماال الطلسي )الناتو( ‪ :‬العضوية والتعاون‪ ،‬المارجع‬ ‫)‪(65‬‬

‫نفسه ‪ ،‬ص ص ‪.168 – 167‬‬


‫)‪(66‬‬
‫‪www . nato . int / doc / comm / 49- 95 / c 911107 a – htm # 1.‬‬

‫د‪ -‬عمااد جاد ‪ ،‬الجدل حول المافهوم الستراتيجي لحلف الطلنطي‪ ،‬ماجلة السياسة الدولية‪،‬‬ ‫)‪(67‬‬

‫العدد ‪)129‬القاهرة ‪ 1998 :‬م ( ‪ ،‬ص ‪. 209‬‬

‫د‪ -‬عمااد جاد‪ ،‬أثر تغيرالنظام الدولي على حلف شماال الطلسي ‪ ،‬ماجلة السياسة الدولية‪،‬‬ ‫)‪(68‬‬

‫العدد ‪ )134‬القاهرة ‪ 1998 :‬م ( ‪ ،‬ص ‪. 19‬‬

‫د‪ -‬ماحماد نبيل فؤاد‪ ،‬حلف شماال الطلسي )الناتو( ‪ :‬النظام العالماي الحادي و ماشروع‬ ‫)‪(69‬‬

‫الشرق الوسط الكبير)القاهرة ‪ :‬دار الجماهورية للصحافة ‪ 2007 ،‬م ( ‪ ،‬ص ‪. 81‬‬

‫د‪ -‬كاظم هاشم نعمة‪ ،‬حلف الطلسي )طرابلس ‪ :‬منشورات أكاديمية الدراسات العليا‪2003 ،‬م‬ ‫)‪(70‬‬

‫( ‪ ،‬ص ‪. 243‬‬

‫د‪ -‬كاظم هاشم نعمة‪ ،‬حلف الطلسي ‪ ،‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪. 244‬‬ ‫)‪(71‬‬

‫د‪ -‬عمااد جاد ‪ ،‬الجدل حول المافهوم الستراتيجي لحلف الطلنطي ‪ ،‬المارجع السابق ‪ ،‬ص‬ ‫)‪(72‬‬

‫‪. 210‬‬

‫نزار إسمااعيل الحيالي‪ ،‬دور حلف شماال الطلسي بعد انتهاء الحرب الباردة‪ ،‬رسالة دكتوراه‬ ‫)‪(73‬‬

‫مانشورة )أبوظبي ‪ :‬ماركز الماارات للدراسات الستراتيجية ‪2003 ،‬م ( ‪ ،‬ص ‪. 91‬‬

‫‪187‬‬
(74)
A . Cragg , The Combiened Joint Tasks Force Concept : A Kay
Component Of Alliances Adaptation , Nato Review , Vol . 44 .No 4 , July
,1996 , pp .8 – 10 .
(75)
Javier Solana , A Definining Moment For Nato : The Washington
Summit decision and The Kosovo Crisis , Nato Review , Vol , 47 , No ,
2 , summer 1999 , p 7 .
. 249 ‫ ص‬، ‫ المرجع السابق‬، ‫ حلف الطلسي‬، ‫ كاظم هاشم نعمة‬-‫د‬ (76)

(77)
General George A . Joulian, Nato 's Millitary Contrubution To
Partnershipe For Peace : The Progress and The Challenge , Nato
Review , Vol .43 , No 2 , 1995 , p 5 .
(78)
John Kriendler , PFP Critic Management Activities : Enhancing
Capabilities and Coorperation, Nato Review , Vol ,3 , Autom 1998 , pp .
28 – 30 .
(79)
L .T . General Mario Da Silva , Chief Of Staff Of Nato 's Combiened
Joint Planing Staff , Implementing The Combiened Joint Concept , Nato
Review , Vol .46, No.4 , Winter 1998 , pp. 16 – 19 .

‫ النظام العالماي الحادي و ماشروع الشرق‬:(‫ حلف شماال الطلسي )الناتو‬،‫ ماحماد نبيل فؤاد‬- (80)

. 127 – 126 ‫ ص ص‬، ‫ المارجع السابق‬،‫الوسط الكبير‬


(81)
James Morrison : Nato Expansion and alternative Future Security
Alignments (Washington DC ; Institute For National Stratigic Stadies ,
1995 ) ,PP 48.

، ‫ المارجع السابق‬، ‫ رؤية جديدة لدارة الزماات الدولية‬: ‫ حلف الناتو‬،‫توفيق ماحماد عطية‬ (82)

. 17 ‫ص‬
(83)
www . nato . int / issues / enlargement / practice – f . html .
(84)
www . nato . int / issues / enlargement / index –fr –html .

188
‫)‪(85‬‬
‫‪www . nato . int / issues / enlargement / practice – f . html .‬‬
‫)‪(86‬‬
‫‪www . nato . int / issues / enlargement / index –fr –html .‬‬
‫)‪(87‬‬
‫‪www . nato . int / issues / enlargement / practice – f . html .‬‬
‫د‪ -‬عماد جاد‪ ،‬حلف الطلنطي‪ :‬مهام جديدة فأي بيئة أمنية مغايرة ‪ ،‬رسالة دكتوراه‬ ‫)‪(88‬‬

‫منشورة) القاهرة ‪ :‬مركز الدراسات السياسية والستراتيجية ‪1998 ،‬م ( ‪ ،‬ص ص ‪. 192 –191‬‬

‫د‪ -‬صلح سالم زرنوقة ‪ ،‬الناتو بين مارحلتين ‪ ،‬ماجلة السياسة الدولية ‪ ،‬العدد ‪129‬‬ ‫)‪(89‬‬

‫) القاهرة ‪ 1997 :‬م( ‪ ،‬ص ‪76‬‬


‫)‪(90‬‬
‫‪James Morrison : Nato Expansion and alternative Future Security‬‬
‫‪Alignments , op.cit, pp 41 – 42 .‬‬

‫عبد ال صالح ‪ ،‬بعد قماة ماايو‪ :‬أهداف خطة توسيع الحلف ‪ ،‬ماجلة السياسة الدولية‪ ،‬العدد‬ ‫)‪(91‬‬

‫‪)129‬القاهرة ‪ 1997 :‬م( ‪ ،‬ص ص ‪. 86 -85‬‬

‫د‪ -‬نوار محمد ربيع‪ ،‬اتجاهات المن الوروبي بعد الحرب الباردة ‪ :‬دراسة فأي المن الطلسي‬ ‫)‪(92‬‬

‫والمتوسطي‪ ،‬أطروحة دكتوراه ) بغداد ‪ :‬جامعة بغداد ‪2002 ،‬م ( ‪. 149 ،‬‬

‫د‪ -‬نوار محمد ربيع‪ ،‬اتجاهات المن الوروبي بعد الحرب الباردة ‪ :‬دراسة فأي المن الطلسي‬ ‫)‪(93‬‬

‫و المتوسطي ‪ ،‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ص ‪. 150 – 149‬‬

‫د‪ -‬عمااد جاد‪ ،‬الجدل حول المافهوم الستراتيجي لحلف الطلنطي ‪ ،‬المارجع السابق ‪ ،‬ص‪76‬‬ ‫)‪(94‬‬

‫‪.‬‬

‫غسان العزي‪ ،‬توسيع حلف الطلسي وتعزيز الهيمنة المريكية ‪ ،‬مجلة شؤون الوسط ‪ ،‬العدد‬ ‫)‪(95‬‬

‫‪ ) 83‬بيروت ‪ 1999 ، :‬م( ‪ ،‬ص ‪. 99‬‬

‫ميشيل يمين‪ ،‬تقدم حلف شمال الطلسي‪ :‬استم ار اذر للحرب الباردة‪ ،‬مجلة شؤون الوسط ‪ ،‬العدد‬ ‫)‪(96‬‬

‫‪ ) 68‬بيروت ‪ :‬مركز الدراسات الستراتيجية والتوثيق‪1998 ،‬م(‪ ،‬ص ‪. 157‬‬

‫ريتشارد نيكسون‪ ،‬الفرصة السانحة ‪ :‬التحديات التي تواجه أمريكا فأي عالم ليس به إل قوة‬ ‫)‪(97‬‬

‫عظمى واحدة ‪ ،‬ترجمة‪ :‬أحمد صدقي مراد )دون مكان الطبع ‪ :‬دار الهلل ‪1992 ،‬م ( ‪ ،‬ص‬
‫‪. 91‬‬

‫‪189‬‬
‫)‪(98‬‬
‫‪N . Malcoin : The Case Against Europe , Forgein Affairs , vol . 74 . No‬‬
‫‪2 , March – april 1995 , pp 52- 55 .‬‬
‫د‪ -‬كاظم هاشم نعمة ‪ ،‬حلف الطلسي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 144‬‬ ‫)‪(99‬‬

‫عمرو عبد الكريم سعداوي‪ ،‬فأرنسا وتوسيع الناتو ‪ ،‬ماجلة السياسة الدولية‪ ،‬العدد ‪129‬‬ ‫)‪(100‬‬

‫) القاهرة ‪ 1997 :‬م(‪ ،‬ص ‪. 108‬‬

‫ميشيل يمين ‪ ،‬تقدم حلف شمال الطلسي ‪ :‬استم ار اذر للحرب الباردة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‬ ‫)‪(101‬‬

‫‪. 157‬‬

‫د‪ -‬عماد جاد ‪ ،‬حلف الطلنطي ‪ :‬مهام جديدة فأي بيئة أمنية مغايرة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‬ ‫)‪(102‬‬

‫‪. 203‬‬

‫د‪ -‬عماد جاد ‪ ،‬حلف الطلنطي ‪ :‬مهام جديدة فأي بيئة أمنية مغايرة‪ ،‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪196‬‬ ‫)‪(103‬‬

‫‪.‬‬

‫محمد دياب ‪ :‬مشروع إصلح الجيش الروسي والعقيدة العسكرية الروسية ‪ ،‬مجلة شؤون‬ ‫)‪(104‬‬

‫الوسط ‪ ،‬العدد ‪ ) 63‬بيروت ‪ 1997 :‬م( ‪ ،‬ص ‪. 46‬‬


‫)‪(105‬‬
‫د‪ -‬عمااد جاد ‪ ،‬أثر تغير النظام الدولي على حلف شماال الطلسي ‪ ،‬المارجع السابق ‪ ،‬ص‬
‫‪. 82‬‬

‫ميشيل يمين ‪ ،‬تقدم حلف شمال الطلسي ‪ :‬استم ار اذر للحرب الباردة ‪ ،‬المارجع السابق ‪ ،‬ص‬ ‫)‪(106‬‬

‫‪. 153‬‬

‫ألكسي بوشكوف‪ ،‬روسيا والطلسي ‪ :‬اللحرب واللسلم فأي العلقات بين الخصمين السابقين‬ ‫)‪(107‬‬

‫‪ ،‬مجلة شؤون الوسط ‪ ،‬العدد‪ )63‬بيروت ‪1997 :‬م( ‪ ،‬ص ص ‪. 35 – 34‬‬


‫)‪(108‬‬
‫توفيق ماحماد عطية ‪ ،‬حلف الناتو ‪ :‬رؤية جديدة لدارة الزماات الدولية ‪ ،‬المارجع السابق ‪،‬‬
‫ص‪. 21‬‬

‫)*( المقصود بنظام الدرع الصاروخي المريكي المضاد للصواريخ هو إقامة شبكات حماية مكونة من‬
‫أنظمة صواريخ أرضية مستندة إلى نقاط ارتكاز جغرافأية عدة قادرة على اسقاط أي صاروخ باليستي‬
‫عابر للقارات يستهدف الراضي المريكية‪ ،‬وهذا ما تحظره معاهدة الحد من السلحة الباليستية‬
‫‪. ( ( ABM‬‬

‫‪190‬‬
‫د‪ -‬أليسندرو فأيجيس ‪ ،‬مستقبل الناتو و توسعه شرقاذ و فأي البحر المتوسط ‪ ،‬ماجلة السياسة‬ ‫)‪(109‬‬

‫الدولية‪ ،‬العدد ‪ )152‬القاهرة ‪ 2003 :‬م( ‪ ،‬ص ‪. 221‬‬

‫نص وثيقة المفهوم الستراتيجي الجديد‪:‬‬ ‫)‪(110‬‬

‫‪www . nato . int / docu / pr/ 1999 / p99 - 065e- html‬‬


‫)‪(111‬‬
‫د‪ -‬سعاد ماحماد ماحماود حسن ‪ ،‬العلقات الوروبية الماريكية في إطار مانظماة حلف شماال‬
‫الطلسي ‪ :‬دراسة عن تأثير الدول الوروبية في السياسة الخارجية الماريكية ‪ ،‬المارجع السابق ‪،‬‬
‫ص ‪. 265‬‬

‫نص وثيقة المفهوم الستراتيجي الجديد‪:‬‬ ‫)‪(112‬‬

‫‪www . nato . int / docu / pr/ 1999 / p99 - 065e- html‬‬


‫نص وثيقة المفهوم الستراتيجي الجديد‪:‬‬ ‫)‪(113‬‬

‫‪ww . nato . int / docu / pr/ 1999 / p99 - 065e- html‬‬


‫نص وثيقة المفهوم الستراتيجي الجديد‪:‬‬ ‫)‪(114‬‬

‫‪www . nato . int / docu / pr/ 1999 / p99 - 065e- html‬‬


‫نص وثيقة المفهوم الستراتيجي الجديد‪:‬‬ ‫)‪(115‬‬

‫‪www . nato . int / docu / pr/ 1999 / p99 - 065e- html‬‬


‫نص وثيقة المفهوم الستراتيجي الجديد‪:‬‬ ‫)‪(116‬‬

‫‪www . nato . int / docu / pr/ 1999 / p99 - 065e- html.‬‬


‫نص وثيقة المفهوم الستراتيجي الجديد‪:‬‬ ‫)‪(117‬‬

‫‪www . nato . int / docu / pr/ 1999 / p99 - 065e- html .‬‬
‫نص وثيقة المفهوم الستراتيجي الجديد‪:‬‬ ‫)‪(118‬‬

‫‪www . nato . int / docu / pr/ 1999 / p99 - 065e- html .‬‬
‫نص وثيقة المفهوم الستراتيجي الجديد‪:‬‬ ‫)‪(119‬‬

‫‪www . nato . int / docu / pr/ 1999 / p99 - 065e- html .‬‬

‫‪191‬‬
(120)
Rebert Bell , Sisyphs and NRF : The Challenges Of Setting Up The
Nato Response Force : www . nato . int / docu / review / 2006 / issue 3 /
english / art 4 .html .
(121)
www . nato . int / issue 3 / nrf / evolution – fr . html .
(122)
Rebert Bell , Sisyphs and NRF : The Challenges Of Setting Up The
Nato Response Force : www . nato . int / docu / review / 2006 / issue 3 /
english / art 4 .html .
(123)
www . nato . int / issue 3 / nrf / evolution – fr . html .
(124)
www . nato . int / issue 3 / nrf / practice – fr . html .
(125)
Rebert Bell , Sisyphs and NRF : The Challenges Of Setting Up The
Nato Response Force : www . nato . int / docu / review / 2006 / issue 3 /
english / art 4 .html .
(126)
Rebert Bell , Sisyphs and NRF : The Challenges Of Setting Up The
Nato Response Force : www . nato . int / docu / review / 2006 / issue 3 /
english / art 4 .html .
(127)
Rebert Bell , Sisyphs and NRF : The Challenges Of Setting Up The
Nato Response Force : www . nato . int / docu / review / 2006 / issue 3 /
english / art 4 .html .

‫ النظام العالماي الحادي وماشروع الشرق‬:(‫ حلف شماال الطلسي )الناتو‬، ‫ماحماد نبيل فؤاد‬ (128)

. 133 ‫ ص‬، ‫ المارجع السابق‬، ‫الوسط الكبير‬

. www nato .int /pfp / sig / cntr / html (*)

‫ النظام العالماي الحادي وماشروع الشرق‬:(‫ حلف شماال الطلسي )الناتو‬، ‫ماحماد نبيل فؤاد‬ (129)

. 135 ‫ ص‬، ‫ المارجع نفسه‬،‫الوسط الكبير‬

‫ ص‬، ‫ المرجع السابق‬، ‫ مهام جديدة فأي بيئة أمنية مغايرة‬: ‫ حلف الطلنطي‬، ‫ عماد جاد‬-‫د‬ (130)

. 156

192
(131)
www . nato . int /doc / basictxt / b 940110 a . html .
(132)
www . nato . int /doc / basictxt / fndact - a . htm .
(133)
www . nato . int /doc / basictxt / fndact - a . htm .
. 168 ‫ ص‬، ‫ المرجع السابق‬، ‫ حلف الطلسي‬، ‫ كاظم هاشم نعمة‬-‫د‬ (134)

: ‫نص الوثيقة التأسيسية بين الحلف وروسيا‬ (135)

www . nato . int /doc / basictxt / fndact - a . htm.

: ‫نص الوثيقة التأسيسية بين الحلف و روسيا‬ (136)

www . nato . int /doc / basictxt / fndact - a . htm


(137)
Dimitri Trenin , Nato and Russia : Soberig Thoghts and Practical
Suggestions :

www . nato . int / docu / review / 2007 / issues 2 / franch / art 1 . html .
108 ‫ العدد‬، ‫ مجلة شؤون الوسط‬، ‫ العلقات الطلسية – الروسية‬، ‫غسان العزي‬ (138)

.173 ‫ ص‬،(‫ م‬2002 ، : ‫) بيروت‬

‫ ماركز‬: ‫)القاهرة‬2001 ‫ التقرير الستراتيجي العربي‬،(‫ حسن أبوطالب )ماحررًأ‬-‫د‬ (139)

. 58 -57 ‫ ص ص‬، ( ‫م‬2002 ، ‫الدراسات السياسية و الستراتيجية‬

‫ ص‬، ‫ المرجع السابق‬، 2001 ‫ التقرير الستراتيجي العربي‬، (‫ حسن أبوطالب )ماحررًأ‬-‫د‬ (140)

. 57

(*) www . nato – russia – council . info /htm / fr / structures / .shtml .


(141)
www . nato . int / issues / nrc / index . html .
(142)
www . nato . int / issues / nrc / tasks _ f . html .
(143)
www . nato – russia – council . info / html / fr / index . shtml .

193
: ‫وثيقة الشراكة المامايزة بين حلف شماال الطلسي وأوكرانيا‬ (144)

www . nato . int /doc / update

: ‫وثيقة الشراكة المامايزة بين حلف شماال الطلسي وأوكرانيا‬ (145)

www . nato . int /doc/ update


(146)
www . nato . int / issues / nuc / index – fr – html .
(147)
www . nato . int / issues / nuc / index – fr – html .
(148)
Grigoriy M . Perepelytsia : Nato Ukraine : At The Crossroads :

www . nato . int / docu / review / 2007 / issues 2 / franch / art 2 . html .
(149)
www . nato . int /doc / update.
(150)
www . nato . int /doc / pr /2005 / p 050421f . html .
(151)
www . nato . int / issue / Nato _ Ukraine / jwgdr .html .
(152)
www . nato . int / issue / Nato _ Ukraine / evolution – fr .html .
(153)
www . nato . int / issue / Nato _ Ukraine / evolution – fr .html .
(154)
Grigoriy M . Perepelytsia : Nato Ukraine : At The Crossroads :

www . nato . int / docu / review / 2007 / issues 2 / franch / art 2 . html .
(155)
www . Rt arabic .com / news _ all _ analytics / 19283 .

194
‫الفصل الرابع‬

‫المن العربي ومبادرات التعاون‬

‫يتناول هذا الفصل الماشاريع الغربية للتعاون القليماي‪ ،‬وهنا يتم التركيز على الشراكة الورو–‬
‫ماتوسطية والماشروع الشرق أوسطي وماشروع الشرق الوسط الكبير والدور المافترض للحلف‬
‫في إطار هذا الماشروع‪ ،‬وعمالية برشلونة ‪ :‬اتحاد مان أجل الماتوسط‪.‬‬

‫كماا تتم دراسة عمالية الحوار الطلسي – الماتوسطي‪ ،‬ومابادرة إسطمابول للتعاون‪ ،‬بالضافة إلى‬
‫إجراء ماقارنة بين ماختلف مابادرات الحلف للتعاون ماع ماحيطه الستراتيجي ماع نظيرتها التي‬
‫يجريها ماع الدول العربية‪.‬‬

‫‪195‬‬
‫المبحث الول ‪ :‬المشاريع الغربية للتعاون القليمي‬

‫المطألب الول ‪ :‬مشروع الشرق أوسطأية ‪:‬‬

‫ماع بداية تسعينيات القرن المااضي‪ ،‬تأثرت الدول العربية بالعديد مان التحولت في البيئة الدولية‬
‫والقليماية‪ ،‬مانها‪:‬‬

‫‪ -1‬سقوط التحاد السوفياتي ونهاية القطبية الثنائية‪.‬‬

‫‪ -2‬اعادة الوليات الماتحدة ترتيب أوضاع بعض النظم القليماية التي مان بينها النظام القليماي‬
‫العربي‪.‬‬

‫‪ -3‬زيادة الهتماام بالجيوإيكونومايكا على حساب الجيوستراتيجيا‪.‬‬

‫‪ -4‬حرب الخليج الثانية وعمالية السلم العربية – السرائيلية مانذ ماؤتمار مادريد للسلم‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫‪ -5‬أهماية البعد القتصادي في عمالية السلم العربية – السرائيلية‪.‬‬

‫أولل ‪ :‬التصور المريكي والسرائيلي للتعاون الشرق أوسطأي‪ :‬ربط شماعون بيريزعمالية إرساء‬
‫نظام إقليماي جديد بتطور ماسار التسوية السلماية للصراع العربي السرائيلي)‪ ،(2‬وبعد تثبيت‬
‫الوضاع تقام صناعات إقليماية عبرهيئات دولية لتصل إلى سياسة الجمااعة القليماية ماع تطور‬
‫تدريجي للماؤسسات الرسماية الماشتركة‪ ،‬كماا يقترح تكوين قوة خاصة بالمانطقة قادرة على رد‬
‫العدوان و بصورة ماباشرة)‪.(3‬‬

‫أماا الماريكيون والوروبيون فيركزون على أهماية إقاماة مانطقة للتجارة الحرة بين إسرائيل‬
‫والدول العربية‪ ،‬باعتبارها الهدف الرئيسي مان وراء الترتيبات القتصادية الشرق أوسطية‬
‫الجديدة )‪.(4‬‬

‫وقد سادت عدة سيناريوهات لماستقبل المانطقة في إطار الشرق أوسطية‪ ،‬مانها‪:‬‬

‫‪ -1‬ظهور نظام شرق أوسطي تقوم فيه الوليات الماتحدة بدور رئيسي‪.‬‬

‫‪ -2‬ظهور نظام شرق أوسطي تكون فيه إسرائيل ماحور التفاعلت بين أعضائه‪.‬‬

‫‪ -3‬قيام نظام شرق أوسطي على نماط السوق الوروبية الماشتركة‪ ،‬يرتكز على تبادل الماصالح‬
‫في إطار حرية التجارة‪ ،‬وعدم هيمانة طرف على باقي الطراف )‪.(5‬‬

‫‪ -4‬تشكيل نظام شرق أوسطي تكون فيه للدول العربية إستراتيجية ماوحدة للتكامال القتصادي‪.‬‬

‫‪196‬‬
‫ثانيا ‪ :‬أبعاد الشرق أوسطأية ‪ :‬وتتماثل أبعادها في التي‪:‬‬

‫أ‪ -‬البعد السياسي ‪ :‬يرجع سبب الختلف على تحديد ماصطلح الشرق الوسط إلى غياب‬
‫الماعيار الماوضوعي في تحديد نطاق القليم الشرق أوسطي‪ ،‬لنه مارتبط باستراتيجيات القوى‬
‫العظماى تجاه المانطقة‪ ،‬حيث جاء مانسجًماا ماع طرح وعد بلفور عام ‪1921‬م‪ ،‬ولم يستقر على‬
‫مانطقة فلسطين وشرق الردن والعراق‪ ،‬وقد اماتد ليشمال إسرائيل‪ ،‬باكستان‪ ،‬إيران ‪ ،‬تركيا‪،‬‬
‫أفغانستان‪ ،‬وأغفل دول الخليج وماصر والسودان ودول الماغرب العربي‪ ،‬فهو ماصطلح سياسي في‬
‫نشأته واستخدامااته)‪ .(6‬وهذا ماا ذهب إليه برنارد لويس ‪ Bernard Lewis‬إذ أكد أن التحاد‬
‫السوفياتي هو الحد الشماالي للشرق الوسط‪ ،‬و بانهياره توسع نطاق الشرق الوسط إلى دول آسيا‬
‫الوسطى)‪ ،(7‬وهذه التسماية ل تصدر عن طبيعة المانطقة بل مان حيث علقتها بالخر‪ ،‬وهنا يتم‬
‫إقحام دول غير عربية تارًة‪ ،‬واقصاء أخرى تارًة ثانية )‪ ،(8‬وهذا القليم مازيج مان الثنيات‬
‫والقليات‪ ،‬وهذا ماا يسهل عمالية تفتيت وتجزئة المانطقة والسيطرة عليها‪ ،‬فهذا الماصطلح يضرب‬
‫بعماق في مافهوم الهوية العربية – السلماية وماقوماات استمارارها‪.‬‬

‫كماا يرى برنارد لويس أن إسلماية العرب تمانعهم مان إقاماة دولة علماانية تجماع بين هذه‬
‫الثنيات والقليات ماع العرب في دولة واحدة‪ ،‬ويقترح وجود سلطة تدير الشرق الوسط مان‬
‫خارجه )احتلل( أو سلطة رادعة مان داخله )إسرائيل(‪ ،‬ويقترح شماعون بيريز تكوين قوة خاصة‬
‫)‪(9‬‬
‫بالمانطقة قادرة على رد العدوان‪ ،‬وبصورة ماباشرة‪.‬‬

‫كماا سعت إسرائيل إلى تحقيق الهداف التية‪:‬‬

‫‪ -1‬تحقيق سلم وفق الشروط السرائيلية‪ ،‬وإقاماة علقات ماع الدول العربية التي تقدم تنازلت‬
‫جوهرية‪.‬‬

‫‪ -2‬العتراف بشرعية إسرائيل وحقها في البقاء‪.‬‬

‫‪ -3‬اشتراط النسحاب السرائيلي التدرجي مان الراضي العربية الذي سيكون على سنوات كنوع‬
‫مان ضماان التزام العرب بشروط السلم وإقاماة التطبيع الكامال ماع إسرائيل‪.‬‬

‫‪ -4‬انهاء النظام القليماي العربي وكل الجهود الراماية نحو المازيد مان التعاون والتكامال العربي‪.‬‬

‫‪ -5‬تقسيم المانطقة على أسس إثنية وطائفية‪.‬‬

‫‪ -6‬التحكم في ماصادر الماياه وماشاريع إنتاجه‪ ،‬فالمااء والسلم ينسابان ماًعا )‪.(10‬‬

‫‪197‬‬
‫ب‪ -‬البعد القتصادي‪ :‬سعت إسرائيل مان خلل ماشروع الشرق أوسطية إلى تحقيق الهداف‬
‫التية‪:‬‬

‫‪ -1‬التحكم والسيطرة في الثروات العربية وتوجيهها وفق آليات تقسيم العمال القليماي الماحدد‬
‫إسرائيلًيا‪.‬‬

‫‪ -2‬انهاء الماقاطعة العربية‪ ،‬وإدمااج إسرائيل كعضو سياسي فاعل في النظام الشرق أوسطي)‪.(11‬‬

‫‪ -3‬فتح السواق العربية للمانتوجات الغربية‪ ،‬واتباع سياسة الغراق وتدماير الصناعات العربية‬
‫الناشئة‪.‬‬

‫‪ -4‬استثماارالماوال العربية في ماجالت اقتصادية غير ماؤثرة في القتصاد العالماي‪ ،‬وكذا‬


‫توظيفها لتماويل الستثماارات السرائيلية‪.‬‬

‫‪ -5‬عدم السمااح بتخصيص ماوارد ماالية وبشرية للعماال والصناعات العسكرية وربطها‬
‫بالماؤسسات العسكرية الماريكية والوروبية )‪.(12‬‬

‫‪ -6‬ربط القتصادات العربية بالقتصاد السرائيلي والحاقها به‪ ،‬حيث يتم الترابط مان خلل شبكة‬
‫واسعة مان الماشاريع القتصادية )طاقة‪ ،‬ماياه‪ ،‬سياحة‪ ،‬عماالة‪.(...‬‬

‫‪ -7‬جعل إسرائيل ماركز الثقل في جمايع العماليات القتصادية‪ ،‬ونقطة تقاطع لكل ماشروعات‬
‫البنية التحتية‪.‬‬

‫ج‪ -‬البعد المني‪ :‬يعتبرالجانب الماني مان أهم هواجس وماحددات السياسة السرائيلية‪ ،‬وقد سعى‬
‫شماعون بيريز إلى تحقيق الهداف التية‪:‬‬

‫‪ -1‬فرض الرقابة وضبط التسلح مان خلل قرارات ماجلس المان‪.‬‬

‫‪ -2‬اضعاف القوة العربية مان خلل التحول عن الصناعات العسكرية وخفض مايزانية الدفاع ‪،‬‬
‫وفرض قيود صارماة على التسلح‪.‬‬

‫‪ -3‬نزع أسلحة الدماار الشامال بالمانطقة ماع استثناء إسرائيل مان كل هذه الجراءات‪.‬‬
‫)‪(13‬‬
‫‪ -4‬جماع الماعلوماات عن النشاطات العسكرية العربية‪.‬‬

‫صا بعد إعلن‬


‫‪ -5‬اجهاض أي ماحاولة لنشاء قوة عسكرية عربية للفصل في النزاعات خصو ً‬
‫دماشق في ماارس ‪1991‬م‪.‬‬

‫‪198‬‬
‫‪ -6‬الماحافظة على التفوق العسكري السرائيلي‪.‬‬

‫أماا الوليات الماتحدة الماريكية‪ ،‬فسعت إلى تحقيق الهداف المانية التية‪:‬‬

‫‪ -1‬تكثيف الوجود الماريكي في مانطقة الخليج العربي‪.‬‬

‫‪ -2‬تعزيز التعاون المادني والماني والقتصادي والسياسي والثقافي بين دول الشرق الوسط‬
‫والوليات الماتحدة‪.‬‬

‫‪ -3‬اضعاف الصناعات العسكرية الوطنية وضرب كل ماحاولت إقاماة صناعة عسكرية عربية‬
‫ماشتركة‪.‬‬

‫‪ -4‬ربط براماج التسلح العربية بمانظوماة النتاج الحربي الماريكي)‪.(14‬‬

‫المطألب الثاني ‪ :‬الشراكة الور‪ -‬متوسطأية ‪:‬‬

‫إن أزماة الطاقة سنة ‪1973‬م‪ ،‬قد وجهت أكثر الهتماام الوروبي بالبحر الماتوسط والشرق‬
‫الوسط‪ ،‬والتي أسست للحوار العربي الوروبي الذي أكد عليه البيان الختاماي للقماة العربية‬
‫بالجزائر في عام ‪1973‬م‪ ،‬حيث جاء فيه" أن أوروبا تتصل بالعالم العربي عبر البحر الماتوسط‬
‫بصلت حضارية ماتينة وماصالح حيوية ماتداخلة ل يماكن أن تنماو إل في إطار تسوده الثقة‬
‫والماصالح الماتبادلة" )‪ ، (15‬كماا أكد البيان الختاماي للقماة العربية بالرباط في ‪ 29‬أكتوبر ‪1974‬م‬
‫على ضرورة اتخاذ التدابير اللزماة للدخول في مارحلة فعالة مان الحوار للًتوصل إلى تعاون‬
‫مالماوس في ماختلف المايادين وخاصة القتصادية مانها‪ .‬وفي مانتصف السبعينيات أبرمات‬
‫الماجماوعة الوروبية عدة اتفاقيات ماع الدول الماتوسطية – باستثناء ليبيا – وتركزت في ماجمالها‬
‫على الماساعدات القتصادية أو ماا عرف بالتعاون الماالي‪ ،‬وكذا فتح السواق الوروبية‬
‫)‪(16‬‬
‫للصادرات الصناعية وبعض التفضيلت للمانتجات الزراعية‪ ،‬وهذا باستثناء تركيا وإسرائيل‬
‫ثم جاء طرح العديد مان المابادرات مانها ‪ :‬المابادرة اليطالية ‪ -‬السبانية بماؤتمار بالماا دي ماايوركا‬
‫‪ Palma De Mojorca‬في أكتوبر ‪1990‬م‪ ،‬وقد استندت هذه المابادرة إلى مابادئ مانها‪:‬‬

‫أ‪ -‬ارتباط أوروبا التاريخي والحضارة والقتصادي بمانطقة حوض الماتوسط‪.‬‬

‫ب‪ -‬صعوبة الفصل بين المان الوروبي والمان الماتوسطي‪ ،‬واستناده على علقات العتمااد‬
‫الماتبادل بين دول الضفة الجنوبية والشماالية للماتوسط‪.‬‬

‫‪199‬‬
‫ج‪ -‬إنشاء ماؤتمار للمان والتعاون في الماتوسط‪ ،‬كرد فعل لغزو العراق للكويت في ‪ 2‬أغسطس‬
‫‪1990‬م‪.‬‬

‫ثم جاء طرح المابادرة الفرنسية للتعاون بين دول غرب الماتوسط التي أعلن عنها سنة ‪1983‬م‪،‬‬
‫بماراكش ضمات كل مان إيطاليا‪ ،‬فرنسا‪ ،‬إسبانيا‪ ،‬البرتغال‪ ،‬الجزائر‪ ،‬تونس والماغرب‪ .‬وقد فشلت‬
‫هذه المابادرة بعد اقتراح الجزائر‪ -‬بالضافة إلى الجانب القتصادي‪ -‬أن تشمال الجانب الماني‪،‬‬
‫وهو ماا رفضه الماغرب بحجة أن ذلك يعني عرض قضية الصحراء الغربية على الدراسة‬
‫والبحث )‪ ،(18‬ثم عقد اجتمااع طنجة في ماايو ‪1989‬م‪ ،‬الذي أكد على الطريقة الماتكامالة في ماعالجة‬
‫قضايا التعاون الماعقدة‪ ،‬ثم جاء إجتمااع روماا في أكتوبر ‪1990‬م‪ ،‬الذي جماع وزراء خارجية دول‬
‫الماغرب العربي وإيطاليا وفرنسا وإسبانيا والبرتغال وشاركت ماالطا بصفة ماراقب‪ ،‬وهذا ماا‬
‫عرف بماجماوعة )‪ ،(5 + 4‬ثم بعد انضماام ماالطا أصبحت تعرف بماجماوعة )‪ ،(5 + 5‬وكان‬
‫البيان الختاماي للماؤتمار شاما ً‬
‫ل لجمايع ماجالت التعاون وأكد أي ً‬
‫ضا على هدفين أساسيين هماا الحوار‬
‫والتعاون‪ .‬ثم كان اجتمااع الجزائر في ‪ 26‬و ‪ 27‬أكتوبر ‪1991‬م‪ ،‬وأشار بيانه الختاماي ‪ -‬الذي‬
‫لم يخرج كثيًرا عن ماا ورد في إعلن روماا ‪ -‬إلى ماؤتمار السلم في الشرق الوسط‪ ،‬وأكد أي ً‬
‫ضا‬
‫على احترام اتفاق الطائف‪ ،‬وقد توقف هذا الماؤتمار بعد تطورات أزماة لوكربي‪.‬‬

‫وبعد تدعيم البناء الوروبي مانذ دخول ماعاهدة مااستريخت حيز النفاذ في ‪1993‬م‪ ،‬وإنشاء‬
‫السوق الماوحدة‪ ،‬دعى الماجلس الوزاري الوروبي في اجتمااعه بمادينة كورفورو باليونان في‬
‫يوليو ‪1994‬م‪ ،‬إلى إعداد ورقة عمال حول المابادئ الساسية لسياسة أوربية‪ -‬ماتوسطية‪ ،‬التي‬
‫أقرتها قماة التحاد الوروبي بمادينة أسن اللماانية في ‪ 10‬ديسمابر ‪1994‬م‪ ،‬وتضمانت تصوًرا‬
‫أوربًيا لتطويرعلقات التحاد الوروبي بدول المانطقة‪ ،‬مان خلل إقاماة حوار سياسي يهدف إلى‬
‫تحقيق السلم والستقرار بالمانطقة‪ ،‬وكذا إقاماة مانطقة اقتصادية أوربية – ماتوسطية مان خلل‬
‫إنشاء مانظماة للتجارة الحرة )‪.(19‬‬

‫كماا دعت القماة إلى عقد إجتمااع وزاري ماع الدول الماتوسطية لماناقشة الماجالت السياسية‬
‫والجتمااعية‪ ،‬كماا تضمانت الورقة أهداف شامالة وآليات وماجالت للتعاون الماقترح ‪.‬‬

‫وقد حددت ورقة العمال أهداف التعاون في الجوانب التية‪:‬‬

‫‪ -1‬الهداف السياسية والمنية ‪ :‬وتماثلت في‪:‬‬

‫أ‪ -‬تحديد المابادئ والماصالح الماشتركة‪.‬‬

‫‪200‬‬
‫ب‪ -‬التأكيد على أهماية إقاماة دولة القانون‪.‬‬

‫ج‪ -‬التزام الدول بإرساء علقات حسن الجوار‪.‬‬

‫د‪ -‬ماساندة جهود التكامال القليماي لهمايتها في استقرار المانطقة)‪.(20‬‬

‫‪ -2‬الهداف القتصادية‪ :‬وشمالت تحقيق الهداف التية‪:‬‬

‫أ‪ -‬السراع في عمالية التنماية القتصادية والجتمااعية‪.‬‬

‫ب‪ -‬تحسين الظروف الماعيشية للسكان‪.‬‬

‫ج‪ -‬زيادة فرص العمال‪.‬‬

‫د‪ -‬تقليل فجوة الرخاء‪.‬‬

‫ذ‪ -‬دعم التعاون القليماي)‪.(21‬‬

‫مؤتمر برشلونة‪ :‬عقد بمادينة برشلونة السبانية في ‪ 27‬و ‪ 28‬نوفمابر ‪1995‬م‪ ،‬بماشاركة ‪27‬‬
‫دولة‪ ،‬وقد سعى الماشاركون في هذا الماؤتمار تحقيق الهداف التية‪:‬‬

‫‪ -1‬الهداف السياسية والمنية‪ :‬يعتبر السلم والستقرار والمان في مانطقة البحر الماتوسط‬
‫هدًفا أساسًيا لي عمالية تعاون في المانطقة‪ ،‬ويماكن تحقيق هذا الهدف مان خلل‪:‬‬

‫أ‪ -‬تشجيع ضماان المان القليماي بين دول المانطقة‪.‬‬

‫ب‪ -‬اللتزام بماعاهدات عدم النتشار السلحة النووية وأسلحة الدماار الشامال‪.‬‬

‫ج‪ -‬تشجيع إجراءات بناء الثقة والكتقاء بالحد الدنى مان القدرات العسكرية‪.‬‬

‫د‪ -‬ماكافحة ظاهرة الرهاب والتعاون القليماي في هذا الماجال‪.‬‬

‫ذ‪ -‬حل النزاعات بالطرق السلماية‪.‬‬


‫)‪(22‬‬
‫ر‪ -‬احترام حقوق النسان والحريات الساسية‪.‬‬

‫‪ -2‬الهداف القتصادية ‪ :‬شدد الماشاركون في ماؤتمار برشلونة على تحقيق النماوالقتصادي‬


‫والتنماية الجتمااعية‪ ،‬وذلك مان خلل‪:‬‬

‫أ‪ -‬تسريع النماو القتصادي والجتمااعي الماستدام‪.‬‬

‫ب‪ -‬تحسين ظروف ماعيشة السكان وتخفيف فوارق النماو في المانطقة الورو‪ -‬ماتوسطية‪.‬‬

‫‪201‬‬
‫ج‪ -‬تشجيع التعاون والتكامال القليماي‪.‬‬
‫ولتحقيق هذه الهداف تم التفاق على إقاماة ماشاركة اقتصادية وماالية ترتكز على الليات التية‬
‫‪:‬‬ ‫)‪(23‬‬

‫أ‪ -‬التأسيس التدريجي لمانطقة التبادل الحر في آفاق ‪2010‬م‪.‬‬


‫ب‪ -‬تنفيذ التعاون والتداول القتصادي‪.‬‬
‫ج‪ -‬زيادة ماعونات التحاد الوروبي إلى دول الشراكة حيث تم تخصيص ستة ماليار دولر‬
‫لتماويل الماشاريع النماائية في الفترة ماا بين ‪1995‬م و ‪1999‬م‪.‬‬
‫د‪ -‬التأكيد على أهماية حل ماشكلة الماديونية ‪.‬‬
‫ثم عقد ماؤتمار بالعاصماة الماالطية فاليتا في ‪ 15‬و ‪ 16‬إبريل ‪1997‬م‪ ،‬الذي أكد على قرارات‬
‫ماؤتمار برشلونة و بالذات على البعد الماني‪ .‬وقد ساد الماؤتمار اختلف جوهري بين الدول‬
‫العربية التي شددت على ضرورة توسيع ماجالت التعاون وعدم القبول باستمارار الختلل‬
‫الستراتيجي القائم الذي هو لصالح إسرائيل‪ .‬ومان جهة أخرى دعى التحاد الوروبي إلى‬
‫ضرورة تكثيف إجراءات بناء الثقة‪ ،‬التي اعترضت عليها سوريا ولبنان واعتبرتها تؤدي إلى‬
‫التطبيع ماع إسرائيل‪ ،‬ولم يصدر الطرف الوروبي البيان الختاماي بسبب هذه الخلفات ‪،‬‬
‫بالضافة إلى الخلط بين مافهوماي الرهاب والماقاوماة)‪ ،(24‬وهذا الوضع انعكس في ماؤتمار باليرماو‬
‫الثاني بإيطاليا الذي عقد في ‪ 3‬و ‪ 4‬يونيه ‪1998‬م‪ ،‬وتمايز بانخفاض ماستوى التماثيل الدبلومااسي‪،‬‬
‫كماا لم يصدر عن الماؤتمار أي بيان ختاماي‪ ،‬إل أنه وضع أسس ماناقشة ماشروع مايثاق الستقرار‬
‫في الماتوسط‪ .‬وقد تم وضع الخطوط العاماة لمايثاق الستقرار في الماتوسط في ماؤتمار شتوتغارت‬
‫بألماانيا في ‪ 15‬و ‪ 16‬إبريل ‪1999‬م‪ ،‬الذي وقعت عليه سبع وعشرون دولة ماشاركة‪ ،‬وقد نص‬
‫المايثاق على‪:‬‬
‫‪ -2-1‬الحل السلماي للنزاعات و تعمايق الحوار السياسي بين أطرافها‪.‬‬
‫‪ -2-2‬احترام حقوق النسان والديماوقراطية‪.‬‬
‫‪ -2-3‬ماكافحة جذور الرهاب)‪.(25‬‬

‫ثم سعت فرنسا إلى تقديم ماسودة مايثاق المان والستقرار في ماؤتمار مارسيليا في يوليو‬
‫‪2000‬م‪ ،‬إل أنها تراجعت بسبب فشل مافاوضات كاماب ديفيد الثانية‪ ،‬وكذا ماقاطعة سوريا ولبنان‬
‫لهذا الماؤتمار ثم تدهور الوضع أكثر بسبب تدنيس شارون للحرم القدسي في سبتمابر ‪2000‬م‪ ،‬ثم‬
‫عقد ماؤتمار ببروسكل في ‪ 5‬و ‪ 6‬نوفمابر ‪2001‬م‪ ،‬وهو ماا ماثل فرصة للوليات الماتحدة للحصول‬

‫‪202‬‬
‫على إدانة الماؤتمار لهذه الهجماات وتبنيه للقرار )‪ (2001 / 1373‬كأساس لماكافحة الرهاب)‪،(26‬‬
‫ثم تصنيف الوليات الماتحدة للعراق كدولة ضمان دول ماحور الشر‪ ،‬وفي هذه الجواء عقد ماؤتمار‬
‫فالينسيا في ‪ 22‬و ‪ 23‬إبريل ‪2002‬م ‪ ،‬بماقاطعة سوريا ولبنان و ليبيا‪ ،‬وعند اعتلء ماماثل‬
‫إسرائيل مانصة الماؤتمار‪ ،‬انسحبت الوفود العربية مانه‪ ،‬بسبب الرهاب السرائيلي ضد الشعب‬
‫الفلسطيني‪ .‬وفي قماة نابولي بإيطاليا في ‪ 2‬و ‪ 3‬ديسمابر ‪2003‬م‪ ،‬تم بحث إنشاء ماؤسسة أورو‪-‬‬
‫ماتوسطية للحوار بين الثقافات وتأسيس الجماعية البرلماانية الورو‪ -‬ماتوسطية بالضافة إلى‬
‫دراسة تحويل خطة الستثماار الورو– ماتوسطية إلى ماؤسسة ماالية ماستقلة‪ ،‬وسعت القماة على‬
‫تفعيل الدور الوروبي في عمالية السلم بالشرق الوسط وفي عمالية إعادة إعماار العراق ‪ .‬وقد‬
‫تأثر الحوار الورو‪ -‬ماتوسطي أي ً‬
‫ضا بالحرب على العراق والماواقف الماؤيدة للوليات الماتحدة‬
‫مان قبل العديد مان دول التحاد الوروبي‪ .‬وبعد مارور عشر سنوات على ماسار برشلونة‪ ،‬عقد‬
‫ماؤتمار برشلونة في ‪ 27‬و ‪ 28‬نوفمابر‪ ،‬بماشاركة ‪ 35‬دولة وخماسة دول بصفة ماراقب‪ ،‬وقد‬
‫تماحور البيان الختاماي للماؤتمار حول تفعيل الديماوقراطية وتشجيع التبادل التجاري‪ ،‬كماا أكد على‬
‫لبد أن تكون مان الداخل)‪.(27‬‬ ‫أن الصلحات السياسية‬

‫معوقات عملية برشلونة‪ :‬تعرض ماسار برشلونة للتعاون بين الضفة الجنوبية والشماالية للماتوسط‬
‫للعديد مان الصعوبات‪ ،‬نذكر مانها‪:‬‬

‫‪ -1‬التداخل بين هيئات التحاد الوروبي وآليات تنفيذ التعاون )التداخل بين السلة الولى لعلن‬
‫برشلونة والمابدأ الول لتفاقية مااستريخت الماتعلق بالجانب القتصادي‪ ،‬والسلة الثانية للعلن‬
‫الماتعلقة بالمان ماع السياسة الوروبية للمان الماشترك(‪.‬‬

‫‪ -2‬ماحدودية التعاون الماالي الماتماثل في براماج مايدا ‪ I MIDA‬و مايدا ‪ II MIDA‬بسبب‬


‫عراقيل تقنية‪ ،‬ماقارنة بماا كان قائم مان اتفاقيات ماالية بين دول الماتوسط ‪.‬‬

‫‪ -3‬التركيزعلى توسيع التحاد الوروبي إلى شرق ووسط أوروبا على حساب الهتماام بالتعاون‬
‫الورو– ماتوسطي‪ ،‬بسبب التأثير الماالي للماانيا و بريطانيا في توجيه السياسة الخارجية‬
‫الوروبية‪ ،‬واهتماام فنلندا والسويد بماساعدة دول البلطيق‪...‬‬

‫‪ -4‬تعثر ماشاريع التعاون بسبب تباطئ الصلحات في دول جنوب الماتوسط وثقل البيروقراطية‬
‫والعجز عن صياغة ماشاريع ذات فعالية وماصداقية تتناسب ماع الحجم الماالي الماخصص‪ ،‬كماا‬

‫‪203‬‬
‫يرى الوروبيون‪ ،‬في حين يؤكد الشركاء الجنوبيون أن ماماارسة الشتراطية والوصاية الماالية‬
‫الوروبية وضعف الماخصصات الماالية هو الذي يقف وراء تعثر ماشاريع التعاون )‪.(28‬‬

‫‪ -5‬ضعف وماحدودية براماج الصلح السياسي والقتصادي في الدول العربية‪.‬‬

‫‪ -6‬التباين بين دول جنوب الماتوسط‪ ،‬حيث أن ‪ %60‬مان سكانه – البالغ عددهم سنة ‪2003‬م‪،‬‬
‫أكثر مان ‪ 244‬ماليون نسماة – هم مان سكان تركيا وماصر والتباين في العديد مان الماؤشرات‬
‫القتصادية‪ ،‬حيث يبلغ الناتج القوماي الجماالي السوري حوالي ‪ 71736‬ماليون دولر‪ ،‬في حين‬
‫يبلغ بإسرائيل أكثر مان ‪ 158350‬ماليون دولر‪ ،‬وبلغت نسبة النماو بسوريا سنة ‪ 2005‬م‪،‬‬
‫حوالي ‪ %3.5‬أماا في إسرائيل فبلغت ‪. %5.2‬أماا نصيب الفرد مان الناتج القوماي الجماالي فبلغ‬
‫في الولى ‪ 3847‬دولر‪ ،‬أماا في الثانية فبلغ أكثر مان ‪ 23416‬دولر سنة ‪2007‬م)‪.(29‬‬

‫‪ -7‬ضعف التجارة البينية بين الدول العربية التي لتتجاوز ‪ %10‬مان جمالة المابادلت‬
‫الخارجية‪ ،‬وهو ماا يوسع مان حجم الفجوة بين شماال الماتوسط وجنوبه‪.‬‬

‫‪ -8‬إقاماة تبادل تجاري بين دول الماتوسط على أساس التنافس وليس التكامال‪ ،‬وهو ماا يؤدي إلى‬
‫تأجيل قيام مانطقة للتبادل التجاري الحر بين دول الماتوسط‪.‬‬

‫‪ -9‬اتباع التحاد الوروبي لسياسة حماائية في ماجال المانتجات الزراعية التي تماثل قطاع واسع‬
‫مان صادرات الماغرب وتونس وماصر‪ ،‬حيث تشكل ‪ 22‬و ‪ 14‬و ‪ %13‬على التوالي)‪.(30‬‬

‫‪ -10‬عدم تسوية العديد مان القضايا السياسية في المانطقة ماثل القضية الفلسطينية والعلقات‬
‫اليونانية – التركية والماشكلة القبرصية‪...‬‬

‫المطألب الثالث ‪ :‬مبادرات الصلحا الوروبية والتحاد من أجل المتوسطأ ‪:‬‬

‫أولل ‪ :‬مبادرات الصلحا الوروبية ‪:‬‬

‫استند الوروبيون في اطلق دعوات الصلح السياسي والقتصادي والجتمااعي إلى تقرير‬
‫المام الماتحدة للتنماية النسانية في العالم العربي لسنة ‪2002‬م‪ ،‬الذي يبرز ثلثة نقائص ماطلقة‬
‫للدول العربية‪ ،‬وهي الحرية والماعرفة وتماكين المارأة‪ ،‬حيث أكدت اللجنة الوروبية التزام التحاد‬

‫‪204‬‬
‫الوروبي بمايثاق الحقوق الساسية الماعلن عنها في نيس ‪2000‬م‪ ،‬في ماا يتعلق بعلقاتها ماع‬
‫الدول الماتوسطية‪ ،‬حيث يتضمان‪:‬‬

‫‪ -1‬دعم مابادئ الحرية واحترام الحريات الساسية‪.‬‬

‫‪ -2‬تشجيع الديماوقراطية‪.‬‬

‫‪ -3‬احترام حقوق النسان ودولة القانون‪.‬‬

‫وحددت اللجنة الوروبية سبب تراجع حقوق النسان في المانطقة إلى ‪:‬‬

‫‪ -1‬ماحدودية تطبيق التفاقيات الدولية لحقوق النسان‪.‬‬

‫‪ -2‬ضعف دور المانظماات غير الحكوماية‪.‬‬

‫‪ -3‬فشل المانظوماات التربوية وعدم إستجابتها لماتطلبات سوق العمال‪.‬‬

‫‪ -4‬انتعاش الحركات الماتطرفة بسبب الستبداد وفشل السياسات القتصادية والجتمااعية‪ ،‬وهذه‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(31‬‬
‫الحركات رافضة للمابادئ العالماية لحقوق النسان باسم السلم‬

‫‪ -5‬فشل تجارب التحول الديماقراطي وتهمايش دورالمارأة الذي أثرعلى ماشاركتها وتماثيلها‬
‫السياسيين‪.‬‬

‫‪ -6‬اتساع الهوة بين التنماية السياسية والتنماية القتصادية والجتمااعية ‪.‬‬

‫وهنا دعت اللجنة الوروبية دول جنوب الماتوسط إلى اتخاذ بعض الجراءات الضرورية لدعم‬
‫حقوق النسان‪ ،‬مانها‪:‬‬

‫‪ -1‬تشجيع دور الماجتماع المادني في ترقية الديماقراطية وحقوق النسان‪.‬‬

‫‪ -2‬ماكافحة العنصرية والتماييز وكراهية الجانب‪.‬‬

‫‪ -3‬الغاء عقوبة العدام‪.‬‬

‫‪ -4‬احترام حقوق القليات‪.‬‬

‫‪ -5‬الدفاع عن حقوق المارأة والطفل‪.‬‬

‫‪ -6‬الغاء التعذيب أثناء التحقيق و إصلح السجون )‪.(32‬‬

‫كماا قدم التحاد الوروبي مابادرتين رئيسيتين هماا‪:‬‬

‫‪205‬‬
‫أ‪ -‬سياسة الجوار الجديد ‪ :‬في ماارس ‪2003‬م‪ ،‬طرحت المافوضية الوروبية وثيقة بعنوان‬
‫أوروبا الماوسعة والجوار لتحدد السياسات الوروبية الماستقبلية تجاه الماحيط القليماي‬
‫الستراتيجي للتحاد الوروبي مان جهة الشرق والجنوب بعد عمالية التوسع‪ ،‬الذي يعد الماجال‬
‫الحيوي لوروبا‪ ،‬وهذا ماا عرف بسياسة الجوار الجديد لتشكل الطار الجيوبوليتيكي الوروبي‬
‫لماا بعد عمالية التوسع)‪.(33‬‬

‫وانطلًقا مان فكرة أن الجوار الجغرافي يتيح فر ًع‬


‫صا أكبر للتعاون‪ ،‬ترى الوثيقة ضرورة تركيز‬
‫السياسات الوروبية تجاه الدول الماتوسطية في الماديين الماتوسط والبعيد على المابادئ التية‪:‬‬

‫‪ -1‬العمال ماع الشركاء لتقليص الفقر وإقاماة مانطقة رخاء ماشتركة قائماة على تكامال اقتصادي‬
‫ماكثف‪ ،‬وتعزيز ماجالت التعاون السياسية والثقافية وأمان الحدود ومانع وإدارة الزماات‪.‬‬

‫‪ -2‬مابدأ الشتراطية‪ ،‬حيث هناك نسبة وتناسب في مانح المازايا والعلقات التفضيلية لدول جنوب‬
‫)‬
‫الماتوسط‪ ،‬ماع ماا تحققه مان إصلحات سياسية واجتمااعية واقتصادية استناًدا للماعايير الوروبية‬
‫‪.(34‬‬

‫وقد تعرضت الوثيقة إلى ثلث ماجالت للتعاون هي‪:‬‬

‫‪ -1‬الجانب السياسي والمني‪ :‬أكدت الوثيقة على أهماية الجانب السياسي والماني باعتباره‬
‫ماحور تطور الماجالت القتصادية والجتمااعية والثقافية‪ ،‬الذي هو تجسيًدا للسياسة الدفاعية‬
‫الوروبية الجديدة‪ ،‬حيث أكدت على‪:‬‬

‫‪ -1-1‬دراسة تهديدات المان الماتبادل التي تشمال انتشار السلحة النووية‪ ،‬أوالهجرة غير‬
‫الشرعية‪ ،‬التهريب‪ ،‬الرهاب والجريماة المانظماة‪...‬‬

‫صا أن دول الجوار‬


‫‪ -1-2‬دعم عماليات التحول الديماوقراطي واحترام حقوق النسان‪ ...‬خصو ً‬
‫الجديد ليس لها خبرة في الحكم الديماوقراطي وسجل ضعيف في ماجال حمااية حقوق النسان‪،‬‬
‫وليس فرضها مان الخارج و بالقوة‪.‬‬

‫‪ -1-3‬التأكيد على الثر السلبي للصراعات في عمالية التنماية السياسية والقتصادية‪.‬‬

‫‪ -1-4‬أهماية دور التحاد الوروبي في مانع الزماات وإدارتها‪ ،‬ماثل قضية الصحراء الغربية‬
‫والقضية الفلسطينية‪.‬‬

‫‪ -2‬الجانب الثقافي والجتماعي‪ :‬نصت الوثيقة على‪:‬‬

‫‪206‬‬
‫‪ -2-1‬تنماية الماجتماع المادني في دول الجوار وتعزيز الحريات العاماة ماثل حرية الرأي والتعبير‪،‬‬
‫وتصحيح الفكار الماسبقة عن دول الجوار في الماجتماعات الوروبية ‪.‬‬

‫‪ -2-2‬زيادة الهتماام بماجالت الصحة والتعليم والتدريب‪.‬‬

‫‪ -3‬الجانب القتصادي ‪ :‬نصت الوثيقة على الجراءات التية‪:‬‬

‫‪ -3-1‬انشاء وسائل تماويل جديدة ماثل البنك الورو‪ -‬ماتوسطي مان أجل تنماية القطاع الخاص‪.‬‬

‫‪ -3-2‬زيادة الستثماارات في مانطقة الماتوسط‪.‬‬

‫‪ -3-3‬تشجيع حرية التجارة لتحقيق تكامال السواق‪ ،‬وهو ماا يسماح ببناء سوق ماتوسطي أكبر‪،‬‬
‫والستفادة مان اتساع السوق الوروبية‪.‬‬

‫‪ -3-4‬توسيع ماجالت اتفاقيات الشراكة ماع دول جنوب الماتوسط إلى قطاع الخدماات والسلع‪.‬‬

‫‪ -3-5‬احداث إصلحات تشريعية في النظم القتصادية لدول جنوب الماتوسط حتى تقترب مان‬
‫‪.‬‬ ‫تلك الماطيبقة في السوق الداخلية الوروبية‬
‫)‪(35‬‬

‫ب‪ -‬مبادرة التحاد الوروبي لتعزيز الشراكة مع العالم العربي ‪ :‬جاءت المابادرة الوروبية‬
‫لتعزيز الشراكة ماع العالم العربي في إطار سلسلة المابادرات الغربية للصلح السياسي‬
‫والقتصادي بالعالم العربي‪ ،‬حيث تقرر في قماة تسالونيك الوروبية باليونان التي عقدت في‬
‫يونيو ‪2003‬م ‪ ،‬ماايلي‪:‬‬

‫‪ -‬التأكيد على أهماية التعاون الورو‪ -‬ماتوسطي في إطار عمالية برشلونة‪ ،‬والماحافظة على‬
‫الماكاسب التي تم تحقيقها‪.‬‬

‫‪ -‬دعوة التحاد الوروبي إلى بلورة إستراتيجية للستقرار القليماي دون استثناء أي دولة بماا‬
‫فيها دول ماجلس التعاون الخليجي واليمان وسوريا التي تتهماها الوليات الماتحدة بدعم الرهاب‪،‬‬
‫وإيران بسبب برناماجها النووي)‪.(36‬‬

‫أهداف المبادرة ‪ :‬سعت المابادرة إلى تحقيق ‪:‬‬

‫‪ -1‬الهداف السياسية والمنية ‪ :‬و تماثلت في‪:‬‬

‫‪ -1-1‬تعمايق الحوارالسياسي ماع الدول العربية كل على حدى‪ ،‬وماع الجاماعة العربية‪.‬‬

‫‪ -1-2‬دعم إجراء عماليات تطبيق وسيادة القانون واحترام حقوق النسان والحكم الرشيد‪.‬‬

‫‪207‬‬
‫‪ -1-3‬وضع آليات للتعاون حول مانع الصراعات وإدارة الزماات وماكافحة الرهاب وانتشار‬
‫أسلحة الدماار الشامال‪.‬‬

‫‪ -1-4‬السعي لدمااج جمايع الحركات والقوى السياسية التي تحترم القواعد الديماوقراطية في‬
‫عمالية الحوار السياسي‪.‬‬

‫‪ -5 -1‬وضع خطط عمال وطنية ماطورة حول حقوق النسان والديماوقراطية ‪.‬‬

‫‪ -2‬الهداف القتصادية ‪ :‬تماثلت الهداف القتصادية للمابادرة في‪:‬‬

‫‪ -2-1‬تحرير التجارة في ماا بين دول الشراكة الورو‪ -‬ماتوسطية‪ ،‬والتوصل إلى اتفاقية للتجارة‬
‫ماع دول ماجلس التعاون الخليجي‪ ،‬ودعماها لقاماة سوق ماشتركة والوصول إلى عمالة ماشتركة‬
‫ماوحدة في ماا بينها‪.‬‬

‫‪ -2-2‬مانظماات التكامال القليماية ماثل اتحاد الماغرب العربي وماجلس التعاون الخليجي‪.‬‬

‫‪ -2-3‬أطر التعاون ماع التحاد الوروبي ‪.‬‬

‫‪ -2-4‬وضع سبل تعاون أخرى ماع دول الشرق الوسط والستفادة مان التجربة الورو‪-‬‬
‫ماتوسطية)‪.(37‬‬

‫‪ -3‬الهداف الجتماعية والثقافية ‪ :‬وتتلخص في‪:‬‬

‫‪ -3-1‬دعم الحوار بين الثقافات والديان والحضارات مان خلل إنشاء الماؤسسة الورو‪-‬‬
‫ماتوسطية للحوار بين الثقافات والحضارات‪.‬‬

‫‪ -3-2‬تبادل الخبرات في ماا يتعلق بحقوق القليات وكراهية الجانب‪.‬‬

‫‪ -3-3‬دعم العلم الماستقل وحرية التعبير وبث البراماج الخبارية الوروبية على القنوات‬
‫الناطقة بالعربية‪ ،‬وضماان تغطية إعلماية أوربية ماتوازنة للقضايا العربية‪.‬‬

‫كماا تمايزالحوار العربي‪ -‬الوروبي بالتركيزعلى القضايا القتصادية والمانية بالماقارنة ماع‬
‫القضايا السياسية‪ ،‬إل أن حرب العراق وانعكاساتها على العلقات الوروبية – الوروبية‬
‫والماريكية – الوروبية جعلت الخيرة تعطي أهماية بالغة للجوانب السياسية‪ ،‬حيث أصدرت‬
‫المافوضية الوروبية تقريرا حول شراكة إستراتيجية للتحاد الوروبي ماع حوض الماتوسط‪،‬‬
‫ركزت فيه على النقاط التية‪:‬‬

‫‪208‬‬
‫‪ -1‬رغم تباين حقائق الجتمااع والسياسة والقتصاد‪ ،‬إل أنه عند إقاماة شراكة إستراتيجية ماع‬
‫دول شماال أفريقيا والشرق الوسط يجب ماراعاة الماصالح الماتبادلة‪.‬‬

‫‪ -2‬تطوير العلقات القائماة على آليات التعاون بشكل ثنائي )إتفاقيات الشراكة الورو–‬
‫ماتوسطية( أوالماتعددة الطراف )ماجلس التعاون الخليجي(‪.‬‬

‫‪ -3‬النظرة المانية الشامالة لمافهوم الماصلحة التي تشمال ماجالت اللقتصاد والسياسة والثقافة‬
‫والمان‪.‬‬

‫‪ -4‬أهماية التحول الديماوقراطي واحترام حقوق النسان‪.‬‬

‫‪ -5‬دور الجاليات العربية والسلماية في تطوير العلقات العربية – الوروبية‪.‬‬

‫‪ -6‬تحسين الوضاع في العراق و حل القضية في الفلسطينية كشرط أساسي لترقية العلقات‬


‫العربية – الوروبية‪.‬‬

‫‪.‬‬ ‫)‪(38‬‬
‫‪ -7‬إعادة صياغة العلقة بين القتصاد والسياسة‬

‫ثانليا ‪ :‬التحاد من أجل المتوسطأ ‪:‬‬

‫اقترنت فكرة التحاد مان أجل الماتوسط بالرئيس الفرنسي الحالي نيكول ساركوزي الذي طرح‬
‫الماشروع للول مارة قبل أشهر مان النتخابات الفرنسية‪ ،‬وكان في البداية يقتصر فقط على دول‬
‫حوض الماتوسط‪ ،‬وهو ماا أثار حفيظة وماعارضة دول أوروبا وبخاصة مانها غير الماطلة على‬
‫الماتوسط‪ ،‬ومانها ألماانيا التي رأت فيه ماشروًعا لتعزيز دور فرنسا في الماتوسط‪ ،‬وهو ماشروع‬
‫مانافس للتحاد الوروبي وبديل عن عمالية برشلونة‪.‬‬

‫ويختلف ماشروع التحاد مان أجل الماتوسط عن عمالية برشلونة بإطاره الماؤسسي الماتين كماا يقوم‬
‫أي ً‬
‫ضا على مابدأين هماا‪:‬‬

‫‪ -‬الندية والماساواة‪.‬‬

‫‪ -‬الهندسة الماخييرة‪ ،‬بماعنى أن تنفيذه ماشروط بتطوع أي دولة ترغب في تنفيذه)‪.(39‬‬

‫وسعت فرنسا مان هذا الماشروع إلى تحقيق الهداف التية‪:‬‬

‫‪ -1‬الهداف الداخلية ‪ :‬نذكر مانها‪:‬‬

‫أ‪ -‬تقليص الهجرة غير الشرعية‪.‬‬

‫‪209‬‬
‫ب‪ -‬إعادة تأهيل الجانب الماقيماين بفرنسا ودماجهم في الماجتماع الفرنسي‪.‬‬

‫‪ -2‬الهداف الخارجية ‪ :‬وتتماثل في‪:‬‬

‫أ‪ -‬القيام بدور ماهيمان في الماتوسط‪.‬‬

‫ب‪ -‬تعزيزالحضورالفرنسي في الماغرب العربي الذي تراجع كثيًرا أماام النفوذ الماريكي‬
‫صا بعد ماشروع إيزنتشات ‪ I‬وإيزنتشتات ‪ ،II‬فض ً‬
‫ل عن الدور الصيني الماتناماي‪.‬‬ ‫خصو ً‬

‫ج‪ -‬ماوازنة النفوذ اللمااني الماتزايد في وسط و شرق أوروبا‪.‬‬

‫د‪ -‬الرغبة في بناء نظام دولي ماتعدد القطاب تكون أوروبا قطًبا أساًسيا في تفاعلته‪.‬‬

‫ذ‪ -‬قطع الطريق على انضماام تركيا للتحاد الوروبي واكتفائها بعضوية التحاد مان أجل‬
‫الماتوسط‪.‬‬

‫‪.‬‬ ‫)‪(40‬‬
‫ر‪ -‬ادمااج إسرائيل في النظام القليماي العربي‬

‫وأطلق ماشروع التحاد الماتوسطي خلل ماؤتمار روماا الثلثي الذي جماع كل مان إيطاليا‪ ،‬فرنسا‬
‫وإسبانيا في ‪ 20‬ديسمابر ‪2007‬م‪ ،‬الذي صدرعنه نداء روماا‪ ،‬الذي دعى الدول الماتوسطية إلى‬
‫طرح رؤية شامالة حول التحاد الماتوسطي‪ ،‬وفي ‪ 13‬يوليو ‪2008‬م‪ ،‬عقدت قماة باريس بماشاركة‬
‫‪ 43‬دولة‪ ،‬أين أعلن عن البيان الماشترك لعمالية برشلونة‪ :‬التحاد مان أجل الماتوسط‪ ،‬الذي حدد‪:‬‬

‫‪ -1‬التحديات‪ :‬أكد البيان الختاماي على التحديات الماشتركة التي تواجهها المانطقة الورو‪-‬‬
‫ماتوسطية في‪:‬‬

‫‪ -1-1‬التنماية القتصادية والجتمااعية‪.‬‬

‫‪ -1-2‬تدهور الوضع البيئي والمان الغذائي‪.‬‬

‫‪ -1-3‬ماكافحة الرهاب والتطرف‪.‬‬

‫‪ -1-3‬أمان الطاقة والهجرة غير الماشروعة‪.‬‬

‫‪ -1-4‬تعزيز العلقات الماتعددة الطراف‪.‬‬

‫‪ -1-5‬تقاسم ماسؤولية إنجاح عمالية برشلونة )‪.(41‬‬

‫‪ - 2‬الهداف‪ :‬وتتماثل في‪:‬‬

‫‪210‬‬
‫‪ -2-1‬الهداف السياسية ‪ :‬ويماكن إيجازها في النقاط التية‪:‬‬

‫أ‪ -‬تعزيزالديماوقراطية والماشاركة السياسية‪.‬‬

‫ب‪ -‬اللتزام الكامال بحقوق النسان وبالحريات الساسية‪.‬‬

‫ج‪ -‬تعزيز دور المارأة في الماجتماع‪.‬‬

‫د‪ -‬احترام حقوق القليات‪.‬‬

‫ذ‪ -‬ماكافحة العنصرية وكراهية الجانب‪.‬‬

‫ر‪ -‬الحوار الثقافي والتفاهم الماتبادل‪.‬‬

‫ز‪ -‬تحسين علقات التحاد الوروبي بشركائه الماتوسطين‪.‬‬

‫ص‪ -‬زيادة تقاسم الماسؤولية في إطار العلقات الماتعددة الطراف‪.‬‬

‫‪ -2-2‬الهداف المنية ‪ :‬تماثلت في‪:‬‬

‫أ‪ -‬المان القليماي مان خلل النضماام إلى ماجماوعة مان النظماة الدولية والقليماية لعدم النتشار‬
‫واتفاقيات الحد مان التسلح ونزع السلحة والتقيد بها‪.‬‬

‫ب‪ -‬مانطقة في الشرق الوسط خالية مان أسلحة الدماار الشامال والسلحة الجرثوماية والكيمايائية‬
‫والبيولوجية ومانظوماات ووسائل إيصالها‪.‬‬

‫ج‪ -‬اماتناع الطراف عن تطوير القدرات العسكرية بماا يتجاوز ماتطلباتها الدفاعية الماشروعة‪.‬‬

‫د‪ -‬التطبيق الكامال لمادونة السلوك الماتعلقة بماكافحة الرهاب وتعزيز أمان الماواطنين)‪.(42‬‬

‫‪ -2-3‬الهداف القتصادية ‪ :‬و تتلخص في النقاط التية‪:‬‬

‫أ‪ -‬انشاء مانطقة تبادل حر بعيدة المادى بالمانطقة في حدود ‪2010‬م‪.‬‬

‫ب‪ -‬تعزيز التكامال القتصادي القليماي‪.‬‬

‫ج‪ -‬تعزيز الهجرة الشرعية وماحاربة الهجرة غير الشرعية‪.‬‬

‫د‪ -‬تشجيع الصلة بين الهجرة والتنماية‪.‬‬

‫ذ‪ -‬تعزيز ماشاريع تدفق المابادلت )السلع‪ ،‬الخدماات ‪ ،‬الفراد ‪ ،‬رؤوس الماوال‪ (...‬بين شعوب‬
‫المانطقة‪.‬‬

‫‪211‬‬
‫ر‪ -‬زيادة الشفافية وفرص التجارة والستثماار‪.‬‬

‫‪ -3‬الجهزة والمؤسسات‪ :‬أعلن البيان الختاماي لقماة باريس قيام الجهزة التية‪:‬‬

‫‪ -3-1‬إقاماة الجماعية البرلماانية الورو– ماتوسطية‪.‬‬

‫‪ -3-2‬إنشاء رئاسة ماشتركة بين التحاد الوروبي والدول الماتوسطية الشريكة‪ ،‬حيث تتوافق ماع‬
‫التماثيل الخارجي للتحاد الوروبي‪ ،‬مان جهة‪ ،‬وبالتوافق بين دول الماتوسط الشريكة مان جهة‬
‫أخرى‪.‬‬

‫‪ -3-3‬إقاماة أماانة ماشتركة ذات شخصية قانونية مانفصلة‪ ،‬تختص بتنفيذ الماهام التقنية التية‪:‬‬

‫أ‪ -‬تحديد الماشاريع وماتابعة تنفيذها‪.‬‬

‫ب‪ -‬البحث عن شركاء لتماويل هذه الماشاريع‪.‬‬

‫ج‪ -‬تأماين التشاورالمايداني واعداد وثائق العمال لهيئات صنع القرار‪.‬‬

‫‪ -3-4‬اللجنة الماشتركة الدائماة ببروكسل تختص بتحضير اجتمااعات كبار الماوظفين القائماين‬
‫على تحضيرالجتمااعات الوزارية الدورية)‪.(43‬‬

‫‪ -5 -3‬اعتبار ماؤسسة أناليند الورو‪ -‬ماتوسطية للحوار بين الثقافات الماؤسسة الورو–‬
‫ماتوسطية تعمال بالتعاون ماع تحالف المام الماتحدة للحضارات ‪.‬‬

‫‪ -4‬آلية العمل ‪ :‬اتفق في قماة باريس على تنظيم قماة كل سنتين‪ ،‬وتكون بصورة ماتناوبة‪ ،‬مارة في‬
‫التحاد الوروبي‪ ،‬وأخرى في إحدى الدول الماتوسطية‪ ،‬وتختار الدولة الماضيفة بالتوافق‪.‬‬

‫ويتم فيها اعتمااد برناماج عمال لمادة عاماين‪ ،‬واطلق ماشاريع إقليماية‪ ،‬كماا يجتماع وزراء الخارجية‬
‫كل سنة لتنفيذ قرارات القماة‪ ،‬والعداد للقماة التية والماوافقة على الماشاريع الجديدة‪.‬‬

‫المطألب الرابع ‪ :‬مشروع الشرق الوسطأ الكبير ‪:‬‬

‫ماع انتهاء الحرب الباردة‪ ،‬ساد اتجاهان رئيسان داخل الحزب الجماهوري وهماا‪ :‬التجاه‬
‫الماثالي والتجاه الواقعي‪ ،‬هذا الخير انقسم إلى‪:‬‬

‫‪212‬‬
‫أ‪ -‬تيار المعتدلين ‪ :‬ضم كل مان جورج بوش الب وجيماس بيكر وماستشار المان القوماي برنت‬
‫سكوكروفت‪.‬‬

‫ب‪ -‬تيار المحافظين‪ :‬ويضم كل ديك تشيني وماساعده بول وولفوفتز‪...‬‬

‫ولئن كان الماحافظون والماعتدلون ماتفقون على سيادة وريادة الوليات الماتحدة للعالم‪ ،‬إل أنهماا‬
‫اختلفا حول أسلوب وشكل هذه السيادوة‪ ،‬حيث يرى التيار الماعتدل وجود سيادة نسبية تسماح‬
‫صا مانهم الحلفاء الوروبيين‪.‬‬
‫بوجود شركاء آخرين خصو ً‬

‫أماا التيار الماحافظ فيرى ضرورة السيادة الماطلقة والمانفردة للوليات الماتحدة‪ ،‬بحيث يغيب ماعها‬
‫مافهوم الماشاركة‪.‬‬

‫وبتكليف مان وزيرالدفاع ديك تشيني‪ ،‬قام بول وولفوفتز باعداد ماشروع لماواجهة تحديات‬
‫السياسة الخارجية الماريكية في القرن الحادي والعشرين تحت عنوان دليل التخطيط‬
‫الستراتيجي‪ ،‬ويتضمان‪:‬‬

‫‪ -‬سعي الوليات الماتحدة مانع أي قوة مانافسة مارتقبة‪ ،‬تعادلها في القوة والتقدم‪.‬‬

‫‪ -‬القيام بضربة عسكرية ضد العراق لعادة ترتيب الوضاع ومايزان القوى القائم في الشرق‬
‫الوسط و لصالح إسرائيل)‪.(44‬‬

‫لكن الرئيس جورج بوش الب رفض الماشروع‪ ،‬الذي أعيد طرحه وأصبح الماحور الساسي‬
‫للستراتيجية الجديدة للمان القوماي الماريكي‪ ،‬التي وضعت في ‪ 20‬سبتمابر ‪2002‬م‪ ،‬والتي‬
‫عرفت في ماا بعد بمابدأ بوش‪.‬‬

‫ويرى وولفوفتز أن خريطة الشرق الوسط خريطة أوربية تعكس التنافس الفرنسي النجليزي‬
‫على المانطقة‪ ،‬ويرى ضرورة رسم خريطة أماريكية خاصة بها‪ ،‬مان خلل تفكيك الدول العربية أو‬
‫فرض صيغ الفيدرالية أو الكونفيدرالية عليها أو إنشاء كونفيدرالية ماوسعة في الشرق الوسط‬
‫تكون إسرائيل فيها جزًءا عضوًيا وماحورًيا‪ .‬وهو ماا يتوافق ماع طرح هنري كيسنجر الذي يقدم‬
‫أورشليم كعاصماة للشرق الوسط)‪.(42‬‬

‫كماا يجد أي ً‬
‫ضا تأصيله النظري في أفكار الماستشرق الماريكي برنارد لويس ‪Bernard‬‬
‫‪ Lewis‬الذي يعد مارجعا لفكر الماحافظين الجدد‪ ،‬ومان ماروجي فكرة احتلل العراق وتقسيماه‪،‬‬
‫مان‬ ‫حيث دعى إلى التحول عن مابدأ الحتواء‪ -‬الذي جماع بين الوروبيين والماريكيين لكثر‬

‫‪213‬‬
‫أربعين سنة – إلى مابدأ الماواجهة الماباشرة‪ ،‬وتوجيه الضربة الستباقية ضد عدو يحتمال أن يشكل‬
‫تهديًدا للوليات الماتحدة‪ ،‬حتى و لو لم يظهر نية العداء‪ ،‬أو قام بعمال يماثل خطًرا على الماصالح‬
‫الماريكية‪ ،‬حيث ساد تصور وجود عدو له عقلية انتحارية‪ ،‬وفي ماتناوله أسلحة دماار شامال‪ ،‬وفي‬
‫حالة عدم توجيه الضربة الولى ضده‪ ،‬فإنه يماثل قصورا في التفكير السياسي‪ ،‬ويقدم فكر‬
‫الماحافظين الجدد بدي ً‬
‫ل يتماثل في القيام بضربات استباقية في كل ماكان‪ ،‬وفي أي وقت بماجرد‬
‫استشعار تجماع عناصر التهديد‪ ،‬وهو ماا طبق في الحرب على العراق بالضافة إلى إرهاب الدول‬
‫العربية والسلماية‪ ،‬وتغيير مالماح الشرق الوسط وفرض الديماوقراطية بالقوة‪ ،‬وهو الساس‬
‫العمالي للسياسة الماريكية تجاه المانطقة مانذ ‪ 11‬سبتمابر ‪2001‬م )‪ ،(45‬حيث تم اختيار مانطقة‬
‫الشرق الوسط لتنفيذ الستراتيجية الماريكية الجديدة للمان القوماي الماعلنة مانذ ‪ 20‬سبتمابر‬
‫‪2002‬م ‪.‬‬

‫وهنا استخدمات الوليات الماتحدة نماطيين للتدخل في المانطقة هماا‪:‬‬

‫‪ -1‬النمطأ الول ‪ :‬استند إلى استخدام القوة العسكرية لسقاط النظم السياسية‪ ،‬وهو ماا طبق في‬
‫أفغانستان والعراق بحجة ماكافحة الرهاب والتورط في هجماات الحادي عشر مان سبتمابر‬
‫‪2001‬م‪ ،‬والعلقة بتنظيم القاعدة وأساماة بن لدن‪ ،‬أو حيازة أسلحة الدماار الشامال أو نشر الحرية‬
‫والديماوقراطية‪ ...‬غير أن هذا النماط أوضح العديد مان جوانب القصور في إستراتيجية الوليات‬
‫الماتحدة في فهماها لطبيعة المانطقة والتعامال ماعها‪ ،‬كماا أظهرت الحرب على العراق النقاسم‬
‫العمايق بين الوليات الماتحدة والماجتماع الدولي والرأي العام العالماي‪ ،‬حتى ماع حلفائها الوروبيين‬
‫بخاصة فرنسا وألماانيا و بلجيكا‪ ...‬مان حيث عدم شرعيتها‪ ،‬وهو ماا يفسر وبشكل كبير تحيكييد‬
‫الحلف في هذه الحرب‪ ،‬بالضافة إلى الماقاوماة غير الماتوقعة في أفغانستان والعراق وتراجع‬
‫شعبية بوش‪...‬وكلها عوامال دفعت بالوليات الماتحدة إلى اتباع نماط ماغاير لسلوب التدخل‬
‫العسكري الماباشر‪.‬‬

‫‪ -2‬النمطأ الثاني‪ :‬يركز على فرض الصلح السياسي وتغيير الوضاع الداخلية لدول المانطقة‬
‫التي أفرزت الرهاب‪ ،‬وهذا ل يكون مان خلل الجراءات والترتيبات المانية فقط‪ ،‬بل مان خلل‬
‫عمالية إصلح شامال داخل دول المانطقة‪.‬‬

‫‪214‬‬
‫ومان خلل النماطين نلحظ تغييرا في السياسة الماريكية تجاه الشرق الوسط‪ ،‬حيث كانت‬
‫تربط بين استقرار المانطقة وماصالحها الحيوية بالقليم‪ .‬وهذا الستقرار كان يقوم على مابدأيين‬
‫هماا‪:‬‬

‫‪ -‬دعم النظم السياسية الصديقة للوليات الماتحدة خلل الحرب الباردة‪.‬‬

‫‪ -‬إيجاد حل شامال للنزاع العربي السرائيلي مان خلل النسحاب مان الراضي الماحتلة‪،‬‬
‫وإقاماة دولة فلسطينية‪.‬‬

‫أماا التغير فقد ظهر مان خلل ‪:‬‬

‫‪ -2-1‬تخلي إدارة بوش عن مابدأ أولوية استقرار النظماة العربية وتفضيلها للولوية‬
‫الديماوقراطية‪ ،‬حيث صرح جورج بوش في نوفمابر ‪2003‬م بأن ‪ ":‬ستين عاًماا مان تبرير الدول‬
‫العربية لنعدام الحرية في الشرق الوسط لم يحقق شيًئا يجعلنا آمانين‪ ،‬لنه أظهر أنه ل يماكن‬
‫على المادى البعيد ماقايضة الستقرار على حساب الحرية‪ ،‬وطالماا بقي الشرق الوسط ماكاًنا ل‬
‫تزدهر فيه الحرية فسيظل ماكاًنا للركود‪ ،‬والستياء والعنف الجاهز للتصدير" ‪ .‬وفي خطاب آخر‬
‫ألقاه في ماعهد أمايركان أنتربرايز قال أنه ‪ " :‬ل بد أن تقوم الوليات الماتحدة بدور قيادي في عمالية‬
‫تحول اقتصادي وسياسي واجتمااعي بالمانطقة" )‪.(47‬‬

‫‪ -2-2‬فك الرتباط بين حل النزاع العربي‪ -‬السرائيلي وماصالح الوليات الماتحدة وأمانها‪.‬‬

‫وهو ماا ترتب عليه تغير في ماواصفات العدو والصديق‪ ،‬حيث تم تحديد العدو في الرهاب الذي‬
‫هو عربي الجنس وماسلم الديانة وهو مادعوم مان نظم الحكم العربية)‪.(48‬‬

‫وهنا تبرز ماعادلة جديدة للمان المانطقة‪ ،‬وهي أن التهديدات لم تعد ماصادرها مان خارج‬
‫المانطقة‪ ،‬وإنماا هي مان داخلها‪ ،‬وهذا يتطلب إعادة بناء الداخل سياسًيا واقتصادًيا واجتمااعًيا‬
‫وأمانيا‪...‬‬

‫وقد سبق طرح ماشروع الشرق الوسط الجديد تقرير أهداف اللفية للتنماية في المانطقة العربية‬
‫صدر عن المام الماتحدة في ‪ 10‬ديسمابر ‪2003‬م‪ ،‬حيث يثير ماخاطر عدم تبني الدول العربية‬
‫لصلحات جذرية في جمايع الماجالت )تعليم‪ ،‬صحة‪ ،‬تشغيل…(‪ ،‬وتوقع استمارار الوضاع‬
‫الحالية حتى سنة ‪2015‬م‪ ،‬على القل ‪ .‬ثم صدر تقرير آخرعن المام الماتحدة حول التنماية‬
‫النسانية في العالم العربي‪ ،‬وهول يختلف عن ماضماون التقريرالول‪.‬‬

‫‪215‬‬
‫وهنا أعلنت الوليات الماتحدة عن مابادرة الشرق الوسط الكبير في فبراير ‪2004‬م‪ ،‬ويماكن‬
‫ارجاع السباب التي دفعت الوليات التحدة إلى التركيز على نماط الصلح السياسي وتغيير‬
‫الوضاع الداخلية إلى السباب التية‪:‬‬

‫‪ -3-1‬زيادة عماليات الماقاوماة العراقية ضد قوات الحتلل مان حيث النوع والكيف‪ ،‬بالضافة‬
‫إلى فشل سياسة إعادة إعماار العراق‪ ،‬والتكلفة الباهظة لتماويل العماليات في العراق وأفغانستان‪،‬‬
‫وهذا ماا دفع بإدارة بوش إلى التراجع عن فكرة التغيير باستخدام القوة العسكرية‪.‬‬

‫‪ -3-2‬اقتراب النتخابات الماريكية وتراجع شعبية الرئيس بوش‪ ،‬كماا أنها كانت ذات أهماية‬
‫بالغة مان حيث تجاوز النتهاكات الدستورية الخطيرة التي حدثت في إنتخابات سنة ‪2000‬م‪،‬‬
‫وكذا استكماال تنفيذ برناماج لجنة الخطر الداهم التي وضعها الماحافظون الجدد)‪.(49‬‬

‫‪ -3-3‬استباق القماة العربية التي عقدت بتونس‪ ،‬وفرض ماشروع الشرق الوسط الكبير‪ ،‬وكذا‬
‫تسويقه وإقراره في قماة الثماانية بسي أي لند الماريكية وذلك في ‪ 8‬يونيه ‪2004‬م‪ ،‬ثم في‬
‫ماؤتمارأماريكا‪ -‬أوروبا بأيسلنده في ‪ 23‬يونيه ‪2004‬م‪ ،‬وبعده قماة حلف الطلسي بإسطمابول في‬
‫‪ 28‬يونيه ‪2004‬م‪.‬‬

‫‪ -3-4‬كسب تعاطف الرأي العام العربي مان خلل إثارة قضايا ذات أهماية بالغة للماواطن‬
‫العربي ماثل الحريات العاماة‪ ،‬الديماوقراطية‪ ،‬الماشاركة السياسية‪ ...‬والتركيز على دبلومااسية‬
‫الرأي العام كماا دعى إلى ذلك جوزيف ناي)‪.(50‬‬

‫صا بعد إعادة إحياء‬


‫‪ -5 -3‬التأثر بدعوات الصلح السياسي الصادرة عن أوروبا خصو ً‬
‫الشراكة عبرالطلسي والعمال بمابدأ التنسيق والتوفيق بين أولويات السياسة الماريكية‬
‫وأولويات السياسة الوروبية ‪.‬‬

‫مضمون مبادرة الشرق الوسطأ الكبير ‪ :‬حددت وثيقة ماشروع الشرق الوسط الكبير العديد مان‬
‫التحديات التي تواجهها الدول العربية‪ ،‬نذكر مانها‪:‬‬

‫أ‪ -‬ضعف الدخل الماحلي لماعظم الدول العربية‪.‬‬

‫ب‪ -‬ارتفاع نسبة الماية التي تماثل ‪ %40‬مان إجماالي السكان‪.‬‬

‫ج‪ -‬زيادة نسبة البطالة حيث سيبلغ عدد العاطلين عن العمال في الدول العربية ‪ 25‬ماليون فرد في‬
‫حدود ‪2010‬م‪.‬‬

‫‪216‬‬
‫د‪ -‬ماحدودية نسبة النماو القتصادي الماقدرة بأقل مان ‪.%3‬‬

‫ذ‪ -‬ضعف الماشاركة والتماثيل السياسي للمارأة‪ ،‬حيث تبلغ ‪ %5.3‬مان إجماالي ماقاعد الهيئة‬
‫التشريعية‪...‬‬

‫ل أو ح ً‬
‫ل لهذه الماشاكل مان خلل‪:‬‬ ‫وتطرح وثيقة الصلح بدي ً‬

‫‪ -1‬تشجيع الديموقراطأية ‪ :‬و يكون ذلك مان خلل النقاط التية‪:‬‬

‫‪ -1-1‬النتخابات الحرة‪.‬‬

‫‪ -1-2‬الزيارات الماتبادلة والتدريب على الصعيد البرلمااني‪.‬‬

‫‪ -1-3‬انشاء ماعاهد للتدريب على القيادة و الخاصة بالمارأة‪.‬‬

‫‪ -1-4‬الماساعدة القانونية للناس العاديين‪.‬‬

‫‪ -1-5‬مابادرة وسائل العلم الماستقلة ‪.‬‬

‫‪ -1-6‬الجهود الماتعلقة بالشفافية وماكافحة الفساد‪.‬‬

‫‪ -1-7‬تشجيع مانظماات الماجتماع المادني)‪.(51‬‬


‫‪ -2‬بناء مجتمع معرفي ‪ :‬وذلك مان خلل التدابير التية‪:‬‬
‫‪ -2-2‬مابادرة التعليم الساسي‪.‬‬
‫‪ -2-3‬مابادرة التعليم عبرالنترنت‪.‬‬
‫‪ -2-4‬مابادرة تدريس إدارة العماال‪.‬‬
‫‪ -3‬توسيع الفرص القتصادية‪ :‬وذلك عبر الجراءات التية‪:‬‬
‫‪ -3-1‬مابادرة تماويل النماو‪.‬‬
‫‪ -3-2‬مابادرة التجارة‪.‬‬
‫‪ -3-3‬النضماام إلى المانظماة العالماية للتجارة‪.‬‬

‫‪ -3-4‬إقاماة ماناطق تجارية‪.‬‬

‫‪ -5 -3‬إنشاء ماناطق رعاية العماال‪.‬‬

‫‪ -3-6‬إقاماة مانبر الفرص القتصادية للشرق الوسط الكبير)‪.(52‬‬

‫‪217‬‬
‫دورالحلف في مشروع الشرق الوسطأ الكبير‪ :‬يماكن لحلف الطلسي في إطار ماشروع الشرق‬
‫الوسط الكبير القيام بالماهماام التية‪:‬‬

‫‪ -1‬تدعيم التعاون العسكري في ماجال المان الناعم ‪.‬‬

‫‪ -2‬قيام الحلف بعماليات عسكرية في عرض البحر الماتوسط لماواجهة التهديدات الرهابية‬
‫صا في المامارات والماضايق‪ ،‬وذلك في إطار عمالية الماسعى النشط‪.‬‬
‫وخصو ً‬

‫‪ -3‬دفع دول المانطقة للقيام بإصلحات في ماجال الدفاع والمان‪ ،‬واخضاعهماا لسلطة مادنية‬
‫مانتخبة ديماوقراطًيا‪.‬‬

‫‪ -4‬تكوين قوة ماساعدة أجنبية حيث تكون الدول العربية ماشاركة فيها وتحت قيادة الحلف‪.‬‬

‫‪ -5‬تكثيف الوجود العسكري بالعراق والماساهماة في تدريب قواته وإعادة بناء ماؤسساته المانية‬

‫‪ -6‬الماشاركة في عماليات الصلح والتغيير الداخلي )‪.(53‬‬

‫كماا يقترح ريتشارد لوجار في مابادرته الماكمالة لماشروع الشرق الوسط الكبير دورا ماهماا لحلف‬
‫الطلسي‪ ،‬حيث يقترح‪:‬‬

‫‪ -1‬وجود الحلف بأفغانستان أين يتولى قيادة قوة الماساعدة المانية الدولية‪.‬‬

‫‪ -2‬تحمال دور رسماي في العراق والماساهماة في إنجاح إعادة تأهيل العراق وإعمااره‪.‬‬

‫‪ -3‬تطوير العلقات العسكرية ماع دول الشرق الوسط في إطار برناماج التعاون مان أجل السلم‬
‫ماشابه لبرناماج الشراكة مان أجل السلم الذي أطلقه الحلف ماع دول وسط وشرق أوروبا)‪.(54‬‬

‫‪ -4‬قيام الحلف بعماليات حفظ السلم و نشاطات أخرى في إطار المان الناعم‪...‬‬

‫‪218‬‬
‫المبحث الثاني‬

‫مبادرات الحلف للحوار والتعاون‬

‫المطألب الول ‪ :‬مبادرة الحوار الطألسي – المتوسطأي ‪:‬‬

‫أولل ‪ :‬نشأة وتطأور الحوار الطألسي – المتوسطأي ‪ :‬بعد سقوط التحاد السوفياتي وحتى سنة‬
‫‪1994‬م‪ ،‬لم تحض دول الضفة الجنوبية للماتوسط بأي اهتماام مان جانب الحلف ‪ ،‬وكانت دول‬
‫وسط وشرق أوروبا ماحور تركيز سياساته‪.‬‬

‫وقد ساد انقسام أطلسي حول النظرة إلى البحرالماتوسط‪ ،‬حيث نجد ‪:‬‬

‫أ‪ -‬الرؤية المريكية ‪ :‬تنظر إلى البحر الماتوسط على أنه الحد الفاصل بين الدول الوروبية‬
‫شماا ً‬
‫ل ودول جنوب الضفة الماتوسطية‪ ،‬وتقدم سياسة الحتواء والماجابهة كتفضيلت إستراتيجية‬
‫للتعامال ماع هذا القليم‪ ،‬وهذه هي النظرة البيزنطية التاريخية‪.‬‬

‫ب‪ -‬الرؤية الوروبية ‪ :‬تأكد على أن البحر الماتوسط جبهة مافتوحة أو جسر يوصل بين الغرب‬
‫وشعوب الماتوسط الخرى‪ ،‬وتقدم مافهوم ماوسع للمان‪ ،‬يشمال بالضافة إلى الجانب العسكري‪،‬‬
‫ماجالت سياسية واقتصادية وثقافية‪ ،‬وهذه هي النظرة الروماانية التاريخية)‪.(55‬‬

‫وهنا قدمات دول الحلف الماتوسطية العديد مان المابادرات المانية والسياسية والقتصادية لدول‬
‫الضفة الجنوبية)*(‪.‬‬

‫وبعد انتهاء الجدل الطلسي حول توسيع الحلف‪ ،‬و بضغط مان دوله الماتوسطية‪ ،‬قدم الحلف‬
‫مابادرة الحوار الماتوسطي في أواخر ‪1994‬م‪ ،‬وكان الهدف مانها إنشاء مانتدى لبناء الثقة‬
‫وتعزيز الشفافية التي يستطيع الحلفاء مان خللها ماعرفة المازيد حول الماشاكل المانية في بلدان‬
‫الحوار وتبديد سوء الفهم حول أهداف وسياسات الحلف)‪.(56‬‬

‫وقد اتسمات ماواقف دول الحلف تجاه مابادرة الحوار بالنقسام حول ماحتوى الحوار والهدف مانه‪،‬‬
‫حيث نجد ‪:‬‬

‫‪ -‬خلفات بين الدول الوروبية العضاء بالحلف‪ ،‬حيث طالبت دوله الماتوسطية بتكثيف الحوار‬
‫وتخصيص ماوارد كافية للوصول إلى وضع أكثر أمانيا‪.‬‬

‫‪ -‬انقسام بين دول الحلف الماتوسطية والوليات الماتحدة التي آثرت التركيز على عمالية تسوية‬
‫الصراع العربي السرائيلي‪.‬‬

‫‪219‬‬
‫وأماام هذا الوضع بادرت الدول الوروبية التوسطية إلى إنشاء وحدات عسكرية للتدخل في‬
‫الماناطق التي تماثل ماصدر تهديد لمانها‪ ،‬وتماثلت هذه القوات في‪:‬‬

‫‪ -1‬قوة النتشار السريع الوروبية ‪.Force Operation European Rapid‬‬

‫‪ -2‬القوة البحرية الوروبية ‪. European Maritime Force‬‬

‫وقد تم تحديد ماهاماها في إعلن بيترسبورغ)*(و نطاق ماهام هذه القوات قد يماتد ليشمال عماليات‬
‫ماحددة على أراضي دول عربية)‪.(57‬‬

‫وبعدها أقام الحلف سلسلة مان الحوارات الثنائية ماع كل مان ماوريتانيا والماغرب وتونس وماصر‬
‫والردن و إسرائيل‪ .‬ثم جاء البيان الختاماي لقماة الحلف بمادريد في ‪ 7‬و ‪ 8‬يوليو ‪1997‬م‪ ،‬الذي‬
‫أكد على تعزيز الحوار ماع دول الجنوب‪ ،‬وأكد أي ً‬
‫ضا على البعد الستراتيجي للحوار و تماثل في ‪:‬‬
‫)‬
‫‪ -1‬توسيع نطاق عماليات الحلف ليشمال جنوب الماتوسط و جنوب شرقه وأقاليماا واسعة بأفريقيا‬
‫‪.(58‬‬

‫‪ -2‬التدخل في الزماات في خلل قوة الرد السريع في إطار عماليات حفظ السلم بالمانطقة‪.‬‬

‫‪ -3‬توسيع برناماج عمال سنوي ليتضمان عدًدا ماتزايًدا مان العناصر والنشطة المانبثقة عن برناماج‬
‫الشراكة مان أجل السلم‪ ،‬ومانها التعاون العسكري وتخطيط الطوارئ المادنية والتعاون العلماي‬
‫والبيئي )‪.(59‬‬

‫أماا في قماة براغ ‪2002‬م‪ ،‬تم توسيع البعاد السياسية والعمالية للحوار مان خلل إجراء‬
‫ماشاورات شبه دورية وأكثر فعالية ونشاطات أكبر دقة‪ ،‬بالضافة إلى نهج مالئم للتعاون‪.‬‬

‫وفي قماة إسطمابول ‪2004‬م‪ ،‬وبعد التشاور ماع بلدان الحوار ودول ماجلس التعاون الخليجي‪ ،‬تم‬
‫اتخاذ قرار بوضع إطار عمال تعاوني أكثر طماوًحا وتوسًعا‪ ،‬والرتقاء بالحوار إلى ماستوى‬
‫الشراكة الفعلية‪ .‬وعقب قماة إسطمابول تم تعزيز الحوار السياسي عبر تنظيم اجتمااعات استثنائية‬
‫على ماستوى الوزراء‪ ،‬بالضافة إلى الماباحثات الجارية على ماستوى ماجماوعات العمال وعلى‬
‫ماستوى السفراء‪ ،‬ولقد عقد أول لقاء على الماستوى الوزاري في ديسمابر ‪2004‬م‪ ،‬حيث التقى‬
‫وزراء خارجية بلدان الحلف ماع نظرائهم مان دول الحوار ببروكسل‪.‬‬

‫وعلى الصعيد العسكري كان أول لقاء بين رؤساء أركان الحلف ونظرائهم أو ماماثليهم مان دول‬
‫الحوارالسبعة في ماقر الحلف ببروكسيل في نوفمابر ‪2004‬م‪ ،‬وتم التأكيد على الرغبة الماشتركة‬

‫‪220‬‬
‫في تحويل علقات الحوار إلى شراكة حقيقية‪ ،‬وتعضيًدا لهذه الدينامايكية الجديدة داخل الحوار‬
‫أجرى ياب دي هوب سخيفر سلسلة مان الزيارة الهاماة إلى دول الحوار في نهاية سنة ‪2004‬م‬
‫وبداية ‪2005‬م‪.‬‬

‫وتضم عمالية الحوار دول الحلف والدول السبع الماتوسطية غير العضاء بالحلف‪ ،‬التي دخلت في‬
‫عمالية الحوار كماا هو مابين في الجدول التي ‪:‬‬

‫الشكل رقم )‪ : (6‬دول الحوار الطألسي ‪ -‬المتوسطأي الجنوبية ‪:‬‬

‫الـــــدولـــــة‬ ‫السنة‬

‫بداية عمالية الحوار الطلسي ‪ -‬الماتوسطي الذي ضم بالضافة إلى دول‬ ‫‪ 1994‬م‬
‫الحلف كل مان إسرائيل تونس‪ ،‬ماصر ‪ ،‬الماغرب و ماوريتانيا‪.‬‬

‫التحاق الردن بعمالية الحوار‪.‬‬ ‫‪ 1995‬م‬

‫التحاق الجزائر بعمالية الحوار‪.‬‬ ‫‪ 2000‬م‬

‫ثانليا‪ :‬المعنى الستراتيجي للتحديات الجديدة ‪ :‬أعدت ماؤسسة راند ‪ Rand‬دراسة‪ -‬بتكليف مان‬
‫وزارة الدفاع اليطالية‪ -‬حول إماكانية إقاماة حوار أطلسي – ماتوسطي‪ ،‬وقدمات نطاقا ماوسعا‬
‫للبحر الماتوسط‪ ،‬يماتد مان البحر الحمار إلى جبل طارق‪ ،‬ورأت ماصادر تهديد المان الوروبي‬
‫تتماثل في قوسين للزماات هماا‪:‬‬

‫‪ -1‬القوس الشرقي ‪ :‬يماتد مان شماال أوروبا مانحدًرا جنوًبا ماا بين ألماانيا وروسيا والبلقان‪.‬‬

‫‪-2‬القوس الجنوبي ‪ :‬يشمال شماال أفريقيا البحر الماتوسط فالشرق الوسط وصو ً‬
‫ل إلى جنوب‬
‫آسيا)‪.(60‬‬

‫لكن المالحظ أن القوس الشرقي قد تم ادمااجه أو "إسكان" ماعظم دوله في ماعماارية المان‬
‫الطلسي‪ ،‬أو في البناء الوروبي‪ ،‬غير أن الحلف أصبح يدرك أن عليه التعامال ماع تحديات جديدة‬
‫في القوس الجنوبي‪.‬‬

‫وحسب الدوائر الطلسية فقد تم ضبط التحديات التي تفرضها الضفة الجنوبية في‪:‬‬

‫‪221‬‬
‫‪ -1‬صعوبة الفصل بين أولويات التحديات المانية الستراتيجية في الماتوسط )أولوية البعد‬
‫العسكري أو أولوية البعاد الخرى ‪ :‬اقتصادية‪ ،‬سياسية‪ ،‬ثقافية(‪.‬‬

‫‪ -2‬اعتبار السلم تحديا جديدا في الماتوسط‪ ،‬ويماكن ايضاح ذلك في النقاط التية‪:‬‬

‫أ‪ -‬رغم تراجع دور اليديولوجيا في السياسة الدولية‪ ،‬إل أن الغرب لم يسقطها مان رأيته‬
‫الستراتيجية‪ ،‬ومان ناحية أخرى تعتبر القوماية والسلم سماة مامايزة لدول الضفة الجنوبية‬
‫للماتوسط‪.‬‬

‫ب‪ -‬إن فكرة الصراع توجد مابرًرا لبقاء وتمااسك الحلف‪ ،‬وهو ماا حدث أثناء الحرب الباردة‪ ،‬لكن‬
‫ماع سقوط التحاد السوفياتي )العدو الحمار(‪ ،‬كان هناك تحيكد آخر استمارار الحلف وبقائه‪،‬‬
‫ولتحقيق هذا الهدف‪ ،‬لم يكن أفضل مان السلم )العدو الخضر( باعتباره عدًوا جديًدا للغرب‪.‬‬
‫فقد صرح الماين العام السابق لحلف الطلسي ويلي كلس بأن‪ " :‬السلم عدو للغرب" )‪.(61‬‬

‫بالضافة إلى أن هذا التفكير يجد تأصيله النظري في أطروحة صراع الحضارات‪ ،‬كماا أن‬
‫ماستشار المان القوماي الماريكي السابق زبيغينيو بريجنسكي قد أعلن " الجهاد " ضد الهلل‬
‫السلماي الذي يماكن أن يشكل كتلة اقتصادية باماتداد غير ماحدد الماعالم مان شماال أفريقيا والشرق‬
‫الوسط )باستثناء إسرائيل( وجنوب غرب آسيا وإيران وباكستان ودول آسيا الوسطى وتركيا )إذا‬
‫ماا رفضتها أوروبا(‪ ،‬ويصل إلى حدود الصين حيث القواسم الماشتركة ماثل الحساس الماوحد‬
‫بالقتصاص مان الغرب)‪.(62‬‬
‫ج‪ -‬وقوع العالم السلماي على طول مانطقة الحواف‪ ، (Rim Land) ،‬وهي ماؤثرة جًدا على‬
‫المان الجيوليتيكي للطلسي‪.‬‬
‫د‪ -‬العودة القوية للسلم السياسي لدى غالبية الهلل السلماي‪ ،‬وهو ماا يعتبره الحلف تهديًدا‬
‫لمانه وماصالحه بالمانطقة‪.‬‬
‫ذ‪ -‬النظر إلى السلم كعامال تغيير في الدول العربية‪ ،‬حيث يكون بصورة جدل حول فلسفة‬
‫الحكم تارًة‪ ،‬وبصورة صراعات ماسلحة للوصول إلى السلطة في أحيان أخرى‪ ،‬فهذه الصراعات‬
‫الداخلية قد تدفع إلى تدفق ماوجات بشرية مان الضفة الجنوبية إلى الضفة الشماالية‪ ،‬وانتقال هذه‬
‫الصراعات إلى داخل أوروبا و بخاصة دولها الجنوبية ‪ ،‬مان خلل الماهاجرين والماواطنين مان‬
‫أصول عربية)‪.(63‬‬

‫‪222‬‬
‫‪ -3‬النفجار الديماوغرافي في دول الضفة الجنوبية‪ ،‬حيث يتوقع في غضون الربع الول مان‬
‫القرن الحادي والعشرين أن يتجاوز سكان تركيا وماصر والجزائر والماغرب عدد سكان غرب‬
‫أوروبا‪ ،‬وهذا النماو السكاني ل يوازيه تنماية اقتصادية واجتمااعية‪ ،‬كماا أنها لم تحقق تحولت‬
‫ليبرالية جوهرية في الديماقراطية والحكم والحياة القتصادية‪.‬‬

‫‪ -4‬اعتمااد أوروبا الماتزايد على ماوارد الطاقة الماستوردة مان الضفة الجنوبية‪ ،‬وتخوفها مان‬
‫انقطاع إمادادات النفط والغاز بسبب حدوث اضطرابات بها‪ ،‬أو في حال اندلع حرب عربية –‬
‫إسرائيلية‪ ،‬كماا أن ‪ %65‬مان إمادادات الغاز والنفط تمار عبر الماتوسط)‪.(64‬‬

‫‪ -5‬هناك تهديدات مان القوس الجنوبي للمان الطلسي مان خلل اماتلك دوله لتقنية عسكرية‬
‫ماتطورة وأسلحة دماار شامال وصواريخ ماتوسطة وبعيدة المادى‪ ،‬قادرة على الوصول إلى جنوب‬
‫أوروبا على القل‪ .‬وينعكس هذا الوضع على المان الطلسي مان ناحيتين هماا‪:‬‬

‫أ‪ -‬علقة المن والستقرار بين الطألسي وجنوب المتوسطأ ‪ :‬يرى حلف الطلسي وخاصة‬
‫الوليات الماتحدة الماريكية أن إماتلك دول عربية أو إيران لسلحة دماار شامال أو صواريخ‬
‫ماتوسطة وبعيدة المادى تشكل تهديًدا عسكرًيا للماصالح الطلسية‪ ،‬ففي حالة حدوث توتر حاد‪ ،‬قد‬
‫تلجأ تلك الدول إلى هذه السلحة كمالذ أخير‪ ،‬وعندها قد ل يجد حلف الطلسي الرد الماناسب‬
‫صا في حال عدم تمااسك الحلف‪ ،‬وهو ماا يجعل الوليات الماتحدة أماام‬
‫والسريع عليه‪ ،‬خصو ً‬
‫عماليات عسكرية مانفردة أو مادعوماة بعدد قليل مان الدول‪ ،‬في وقت تتزايد فيه ماعارضة العماليات‬
‫العسكرية التي تفتقد إلى الشرعية الدولية ‪.‬‬

‫ب‪ -‬توازن القوى ‪ :‬هناك قناعة أطلسية بأن اماتلك أية دولية عربيية لسلحة دماار شامال أو‬
‫صواريخ ماتوسطة أو بعدية المادى ستؤثر ماباشرة على توازن القوى بين العرب وإسرائيل‪ ،‬وهو‬
‫ماا ينعكس ماباشرة على عمالية التسوية التي انطلقت مانذ ماؤتمار مادريد للسلم‪ ،‬كماا يتوافق ماع‬
‫اللتزام الماريكي بحرماان أي قوة إقليماية مان إماكانية تحقيق سبق عسكري على إسرائيل لنه‬
‫سيفضي إلى هيمانة إقليماية تتعارض ماع الماصالح الماريكية‪ ،‬وهو ماا حدث للعراق)‪.(65‬‬

‫‪ -6‬تنطوي العلقات العربية – العربية أو العلقة العربية ‪ -‬الماتوسطية والشرق أوسطية على‬
‫عوامال صراع ل يستبعد أن تنفجر‪ ،‬ماثل العلقة بين تركيا وسوريا‪ ،‬تركيا والعراق‪ ،‬سوريا‬
‫وإسرائيل‪ ...‬بسبب خلفات ماتعددة مانها الخلفات حول الحدود والماشاكل الديماوغرافية والقليات‬
‫والطوائف والصراع على الماوارد وبخاصة النفط والغاز والماياه‪.‬‬

‫‪223‬‬
‫‪ -7‬حاجة الحلف إلى توفير ماتطلبات قوة التدخل السريع‪ ،‬في ماناطق الزماات التي ستكون‬
‫الدول العربية أحد مايادينها‪ ،‬لذا يرأى الحلف ضرورة إشراك الدول العربية في تحمال نفقات هذه‬
‫القوة‪ ،‬والحصول على التسهيلت الماطلوبة‪ ،‬وكذا ماراقبة الدول العربية للحؤول دون اماتلكها‬
‫لسلحة الدماار الشامال أو الصواريخ قصيرة أو ماتوسطة المادى قادرة على تهديد المان الورو –‬
‫أطلسي‪.‬‬

‫وقد عقد ماؤتمار المان الماتوسطي بحضور حكوماات وأكاديمايين مان دول الحلف ومانظماات‬
‫دولية ودول ماتوسطية غير أعضاء بالحلف وهي إسرائيل‪ ،‬ماصر‪ ،‬تونس والماغرب‪ ،‬ماوريتانيا‬
‫وماماثلين عن اتحاد غرب أوروبا والتحاد الوروبي‪ ،‬وذلك في ‪ 17 -15‬أكتوبر ‪1995‬م‪ ،‬وقد‬
‫حدد الماؤتمار التحديات في‪:‬‬

‫‪ -1‬الماجالت السياسية والقتصادية‪.‬‬

‫‪ -2‬التحول القتصادي هو ضرورة أساسية لثبات الرادة السياسية والقتصادية‪.‬‬

‫‪ -3‬التماييز بين السلم السياسي والماتشددين السلمايين الذين يشكلون تهديًدا لستقرار‬
‫الماتوسط‪.‬‬

‫‪ -4‬استكماال جهود الحلف التي يبذلها في شرق أوروبا بنظيرتها في الجنوب‪.‬‬

‫‪ -5‬ضرورة عمال الحلف ماع دول الماتوسط غير العضاء فيه‪ ،‬وتحديد مافهوم للعدو الجديد)‪.(66‬‬

‫ثاللثا‪ :‬مبادئ الحوار ‪ :‬يرتكز الحوار الطلسي – الماتوسطي على المابادئ التية‪:‬‬

‫‪ -1‬الملكية المشتركة ‪ :‬بماعنى أن الحوار هو عمالية جمااعية وغير قائماة على فرض قوالب‬
‫وأفكار ماسبقة‪ ،‬بل هي عمالية تأخذ في العتبار الخصائص القليماية والثقافية والسياسية لجمايع‬
‫الشركاء‪ ،‬مان أجل بناء علقة تعاون تخدم الماصالح الماشتركة‪.‬‬

‫‪ -2‬عدم التمييز والمفاضلة ‪:‬حيث يتساوى جمايع الشركاء في نفس أسس النقاش وتنفيذ النشطة‬
‫الماشتركة‪ ،‬غيرأن الماشاركة تختلف مان دولة لخرى‪ ،‬وهذا حسب ماصالح كل مانها‪.‬‬

‫‪ -3‬التكامل‪ :‬حيث تكون عمالية الحوار تتمااشى ماع المابادرات الدولية الخرى ماثل مابادرة التحاد‬
‫الوروبي ومانظماة المان والتعاون في أوروبا و ماجماوعة الدول الثماانية الكبرى‪ ،‬وكذا تنسيق‬
‫السياسات والتعاون الماني بين دول الحلف وشركائه‪.‬‬

‫‪224‬‬
‫‪ -4‬التقدم‪ :‬عمالية الحوار الطلسي ‪ -‬الماتوسطي هي عمالية تراكماية تساهم في توسيع نطاق‬
‫التعاون‪ ،‬وكذا زيادة البلدان الماشاركة فيه)‪.(67‬‬

‫رابلعا‪ :‬أهداف الحوار الطألسي– المتوسطأي ‪ :‬تسعى عمالية الحوار إلى تحقيق الهداف التية‪:‬‬

‫‪ -1‬الماساهماة في المان والستقرار الدوليين‪.‬‬

‫‪ -2‬تحقيق ماتسويات أفضل مان الفهم الماتبادل‪.‬‬

‫‪ -3‬تبديد أي تصورات خاطئة لدى دول الضفة الجنوبية للماتوسط‪.‬‬

‫‪ -4‬تعزيز علقات الحلف ماع جمايع الشركاء في الحوار الماتوسطي مان خلل تعزيز الحوار‬
‫السياسي القائم )‪.(69‬‬

‫‪ -5‬تحقيق قابلية تبادل التشغيل‪.‬‬

‫‪ -6‬التعاون في ماجال أمان الحدود‪.‬‬

‫‪ -7‬تطوير الصلح الدفاعي‪.‬‬

‫‪ -8‬الماساهماة في ماكافحة الرهاب ‪.‬‬

‫خاملسا‪ :‬أهمية الحوار الطألسي ‪ -‬المتوسطأي ‪ :‬تتجلى أهماية الحوارالطلسي‪ -‬الماتوسطي في‬
‫النقاط التية‪:‬‬

‫‪ -1‬هذه العمالية تأخذ بعين العتبار طبيعة المانفعة الماتبادلة مان خلل‪:‬‬

‫أ‪ -‬الحاجة للماضي قدًماا في العمالية بالتشاور الوثيق ماع بلدان الحوار الماتوسطي‪.‬‬

‫ب‪ -‬الستجابة لماصالح بلدان الحوار الماتوسطي واحتياجاته‪.‬‬

‫ج‪ -‬إماكانية التماايز الذاتي ماع الماحافظة على وحدة الحوار الماتوسطي وخاصيته غير التماييزية‪.‬‬

‫د‪ -‬ضرورة التركيزعلى التعاون العمالي في الماجالت التي يماكن أن يقدم فيها الحلف قيماة‬
‫ماضافة‪.‬‬

‫ذ‪ -‬الحاجة إلى ضماان تكامال هذا الماسعى ماع مابادرة إسطمابول للتعاون‪ ،‬بالضافة إلى الجهود‬
‫و‬ ‫صا جهود التحاد الوروبي ومانظماة المان والتعاون في أوروبا‬
‫الدولية الخرى‪ ،‬خصو ً‬
‫ماجماوعة البلدان الثماانية‪.‬‬

‫‪225‬‬
‫ر‪ -‬إماكانية توسيع الحوار الماتوسطي إلى البلدان الماعنية الخرى في مانطقة البحر الماتوسط على‬
‫أساس كل حالة على حدى)‪.(68‬‬

‫‪ -2‬إن مابادرة الحلف رفع الحوار‪ -‬الماتوسطي إلى شراكة حقيقية هدفها العام الماساهماة في المان‬
‫والستقرار القليماين‪ ،‬وهي تستند على المابادئ سابقة الذكر‪.‬‬

‫سادلسا‪ :‬مجالت التعاون‪ :‬ارتكزت جهود الحلف على توسيع وتعمايق التعاون عبر النشاطات‬
‫التي تتم تطويرها ضمان برناماج العمال السنوي الذي يضم ورش العمال والندوات وتطبيقات عمالية‬
‫أخرى‪ ،‬في واحد وعشرين ماجا ً‬
‫ل‪ ،‬مانه‪:‬‬

‫‪ -1‬تخطيط الطوارئ المادنية‪.‬‬

‫‪ -2‬إدارة الزماات‪.‬‬
‫‪ -3‬إستراتيجية وسياسة الدفاع‪.‬‬
‫‪ -4‬أمان الحدود‪.‬‬
‫‪ -5‬ماراقبة السلحة‪.‬‬
‫‪ -6‬السلحة الصغيرة والخفيفة‪.‬‬
‫‪ -7‬النشاط في ماجال التخلص مان اللغام الماضادة للفراد)‪.(69‬‬
‫‪ -8‬الصلح الدفاعي والقتصاد الدفاعي‪.‬‬
‫‪ -9‬التعاون العلماي والبيئي‪.‬‬
‫‪ -10‬النشاطات العلماية ‪.‬‬
‫‪ -11‬ماكافحة الرهاب‪.‬‬
‫‪ -12‬مانع انتشار أسلحة الدماار الشامال)‪.(70‬‬

‫ويشمال البعد العسكري للبرناماج العمال السنوي توجيه دعوات لبلدان الحوار لماراقبة الماناورات‬
‫العسكرية أوالماشاركة فيها‪ ،‬وحضور الندوات وورشات العمال التي تنظماها القيادة الستراتيجية‬
‫للحلف‪ ،‬بالضافة إلى دورات في مادرسة أوبرامايرجاو التابعة للحلف بألماانيا‪ ،‬وكلية الحلف للدفاع‬
‫بروماا‪ ،‬ويشمال ذلك أي ً‬
‫ضا زيارات القوات البحرية التابعة للحلف إلى ماوانئ دول الحوار و إجراء‬
‫تدريبات مايدانية للمادربين مان قبل فريق تدريبي ماتجول‪ ،‬وزيارات للخبراء قصد تقدير الماكانات‬
‫الماتوفرة لمازيد مان التعاون العسكري‪.‬‬

‫‪226‬‬
‫سابلعا‪ :‬آلية الحوار‪ :‬حتى انعقاد ماؤتمار قماة مادريد في يوليو ‪1997‬م‪ ،‬كانت اللجنة السياسية‬
‫للحلف الطلسي هي الجهة العليا الماسؤولة عن السياسة العاماة للحوارالطلسي – الماتوسطي‪ ،‬في‬
‫حين تولت الدارة الدولية للحلف عمالية الماناقشات والتصالت وتبادل الماعلوماات بين الحلف‬
‫وأعضاء الحوار الماتوسطيين‪ .‬وفي قماة الحلف بمادريد تم تأسيس ماجماوعة التعاون الماتوسطي‬
‫للقيام على عمالية الحوار الطلسي– الماتوسطي‪ ،‬وهي تحت اشراف ماجلس شماال الطلسي‪،‬‬
‫وتعقد اجتمااعاتها على ماستوى الماستشارين السياسيين بشكل مانتظم لماناقشة الماور الماتعلقة‬
‫بالحوار‪.‬‬
‫وتعقد الجتمااعات بصيغة )‪ (1+26‬بصفة مانتظماة‪ ،‬وتهدف إلى تبادل وجهات النظر حول‬
‫ماختلف القضايا الماتعلقة بالحالة المانية في مانطقة البحر الماتوسط‪ ،‬وبحث طرق تطورأبعاد‬
‫التعاون السياسية والعمالية للحوار ‪.‬‬
‫كماا تعقد الجتمااعات بصيغة )‪ (NAC + 7‬التي تجماع ماجلس شماال الطلسي بالدول‬
‫الماتوسطية السبع غير العضاء في الحلف‪ ،‬وتعقد بشكل دوري‪ ،‬وتكون في العادة بعد اجتمااعات‬
‫الحلف الوزارية و قمام رؤساء الدول والحكوماات‪ ...‬والهدف مانها هو نقل الماعلوماات وإطلع‬
‫الماسؤولين مان دول الحوار الماتوسطي على سياسات وماواقف الحلف تجاه بعض القضايا)‪.(71‬‬
‫ثاملنا‪ :‬أبعادالحوار ‪ :‬ينطوي الحوار الطلسي‪ -‬الماتوسطي على العديد مان البعاد مانها‪:‬‬
‫‪ -1‬البعد السياسي ‪ :‬ينطوي الحوار الطلسي الماتوسطي على أهماية بالغة حيث تحقق عمالية‬
‫الحوارالهداف السياسية التية‪:‬‬
‫أ‪ -‬تغيير الخريطة الداركية لدى الشعوب والدول الماتوسطية غير الطلسية حول دور وماهام‬
‫الحلف‪ ،‬باعتباره تجماًعا عسكرًيا تقوده الوليات الماتحدة الماريكية لتنفيذ أهدافها التوسعية‪ ،‬مان‬
‫خلل ماشاركتها في إطار )‪ (1+ 26‬كدولة أطلسية تشارك اهتمااماات الحلف‪ ،‬بعيًدا عن ماصالحها‬
‫الضيقة ‪ ،‬حيث تولت اللجنة السياسية للحلف ومان بعدها ماجماوعة التعاون الطلسي ماسؤولية‬
‫الشراف على عمالية الحوار لماواجهة التهديدات العسكرية بإجراءات سياسية وإدارة الزماات‬
‫بشكل جيد‪ ،‬مان أجل تعزيز المان والستقرار في الماتوسط‪.‬‬
‫ب‪ -‬إن الحوار في إطار ماجماوعة التعاون الماتوسطي يمانح فرصة تغليب الجانب السياسي على‬
‫الجانب العسكري‪ ،‬الذي يثير ماخاوف دول الجنوب‪ ،‬كماا أن دول الحلف الوروبية تركز على‬
‫البعاد غيرالعسكرية للمان‪ ،‬وهذا ماا يضفي على العمالية طابعا شماوليا‪ ،‬يضم جمايع أبعاد المان‬
‫التعاوني )‪.(72‬‬

‫‪227‬‬
‫ج‪ -‬يتيح الحوار السياسي عقد لقاءات بين الحلف والجانب الرسماي )الحكوماي(‬
‫وغيرالرسماي)أكاديمايين وصحفيين وماماثلين عن مانظماات الماجتماع المادني‪ (...‬مان دول جنوب‬
‫الماتوسط‪ ،‬يتم خللها تبادل الماعلوماات والتشاور واطلع الطرف الخر على سياسات الحلف‬
‫وإقاماة قنوات اتصال على ماستويات ماختلفة والستعانة بها للسيطرة على الزماات‪.‬‬

‫د‪ -‬السعي إلى إنشاء ثقافة ومادركات جديدة في مايدان المان والتعاون في الفضاء الماتوسطي‬
‫باعتباره أسيًرا للصراع العربي– السرائيلي إقليماًيا‪ ،‬وساحة للصراعات الدولية بين الماعسكرين‬
‫زمان الحرب الباردة‪ ،‬كماا أنه اقتصر مافهوم المان على البعد العسكري ‪ ،‬وكذا أولويته في السياسة‬
‫الداخلية والخارجية‪ ،‬وازالة التخوف مان انعكاسات النحياز الطلسي إلى جانب إسرائيل في‬
‫الصراع العربي– السرائيلي‪.‬‬

‫ذ‪ -‬صعوبة حشد الدول العربية وتجنيدها عسكرًيا في مايدان المان الماتوسطي والشرق أوسطي‬
‫دون غطاء سياسي‪ ،‬رغم النجاح في حرب الخليج الثانية‪ ،‬وهو ماا يسماح باحتواء عواقب تحمال‬
‫أعباء العماليات العسكرية الماحتمالة‪.‬‬

‫ر‪ -‬إدراك حلف الطلسي أن حاجته للمان والدفاع تقتضي عدم الفصل بين المان الماتوسطي‬
‫والمان الوروبي‪ ،‬رغم إختلفهماا في أبعاد المان السياسية والجتمااعية والقتصادية‪...‬‬

‫ز‪ -‬تخوف الحلف وبالذات الوليات الماتحدة أن يناقش الحوار الوروبي – الماتوسطي قضايا‬
‫ذات طبيعة غيرعسكرية‪ ،‬وهنا سيظهرالحلف على أنه اللة العسكرية لتحقيق المان بعد سقوط‬
‫التحاد السوفياتي)‪.(73‬‬

‫ص‪ -‬التحولت التي حدثت على ماستوى ماهام الحلف بعد صياغة المافهوم الستراتيجي وانشاء‬
‫قوات الماهام الماجماعة الماشتركة والمافهوم الستراتيجي الجديد‪ ،‬وخاصة ماا يتعلق بالستجابة‬
‫المارنة وإدارة الزماات بعماليات عسكرية لغرض حفظ السلم وتثبيته‪ ،‬وهذا ماا أثار ماعارضة‬
‫دول الجنوب‪ ،‬ونجاح ماهام الحلف الجديدة مارتبطة بالوضاع السياسية داخل ماناطق العماليات ‪.‬‬

‫ض‪ -‬مان أهم أهداف نشاطات الحلف السياسية هو تأهيل بيئة المان الماتوسطي وجعلها أكثر‬
‫استعداًدا للتعامال ماع عماليات عسكرية داخل المانطقة ماباشرة أو في ماحيطها القليماي‬
‫أو الطلسي‪.‬‬

‫‪-2‬البعد العسكري‪ :‬يتم عقد اجتمااعين سنوًيا يأخذان طابع )‪ (7+26‬للتشاور بشأن البرناماج‬
‫العسكري‪ ،‬حيث يجتماع ماماثلون عسكريون مان كل دول الحلف والدول السبع الماشاركة في‬

‫‪228‬‬
‫الحوارالماتوسطي‪ ،‬كماا تم عقد اجتمااع للمارة الولى على ماستوى ماسؤولي دفاع دول الحوار‪،‬‬
‫وذلك في نوفمابر ‪2004‬م‪ .‬ومانذ ذلك الحين‪ ،‬يتم عقد اجتمااعات على هذا الماستوى وبشكل مانتظم‪،‬‬
‫وهذا تنفيًذا لماقررات قماة الحلف بإسطمابول التي دعت دول الحوار الطلسي‪ -‬الماتوسطي‬
‫للتركيز أكثر على البعد العمالي‪.‬‬

‫ويتم وضع ماعايير التعاون العمالي بين الحلف والدول الماشاركة في الحوار الطلسي –‬
‫الماتوسطي في إطار برناماج عمال سنوي‪ ،‬يتضمان عقد مانتديات للبحث وحلقات دراسية ونشاطات‬
‫عمالية أخرى في ماجالت الدبلومااسية العاماة والتعاون العلماي والبيئي والتخطيط لحالت‬
‫الطوارئ المادنية وإدارة الزماات وأمان الحدود والسلحة الصغيرة والخفيفة والصلحات في‬
‫ماجال الدفاع واقتصاديات الدفاع ودراسة التهديدات الرهابية وانتشار أسلحة الدماار الشامال)‪.(75‬‬

‫كماا يتضمان برناماج العمال السنوي‪ ،‬البعاد العسكرية التية‪:‬‬

‫‪ -1‬قيام عناصر بحرية تابعة للحلف بزيارات إلى ماوانئ دول الحوار‪.‬‬

‫‪ -2‬ارسال الحلف فرق التدريب لتنظيم براماج تدريب ماوقعي لتطوير ماهارات المادربين في دول‬
‫الحوارالجنوبية‪.‬‬

‫‪ -3‬قيام خبراء مان الحلف بزيارات لدول الحوار الجنوبية لتقييم إماكاناتها في تحقيق المازيد مان‬
‫التعاون في الماجال العسكري‪.‬‬

‫‪ -4‬الحاق عناصر وضباط مان دول الحوار الجنوبية ببراماج دراسية ونشاطات أكاديماية أخرى‬
‫في كل مان كلية الحلف التي تشرف عليها القيادة العليا لقوات الحلف بأوروبا )‪ (Shape‬التي‬
‫توجد بمادينة أوبرامايجاو ‪ Oberammergau‬اللماانية‪ ،‬وكلية الناتو الدفاعية بروماا)‪.(76‬‬

‫‪ -5‬قيام دول الحوار الجنوبية بزيارات لمانشأت الحلف العسكرية‪.‬‬

‫‪ -6‬توجيه الحلف دعوات لدول الحوار لحضور التمارينات والماناورات العسكرية التي تتم في‬
‫إطار برناماج الشراكة مان أجل السلم‪ ،‬أو حتى الماشاركة فيها‪.‬‬

‫كماا أن الحوار الطلسي ‪ -‬الماتوسطي‪ ،‬يضمان للحلف تحقيق الهداف التية‪:‬‬

‫‪ -1‬إن إدارة العماليات في الحرب على العراق سنة ‪1991‬م‪ ،‬كشفت عن ماخاطر جسيماة أثرت‬
‫على تنفيذها‪ ،‬وكانت قضية التنسيق بين دول حلف الطلسي والدول الماشاركة غير الطلسية مان‬
‫حوض الماتوسط والشرق الوسط مان أعقد القضايا بسبب اختلف العقائد العسكرية وفن القتال‬

‫‪229‬‬
‫ومانظوماة السلحة‪ ...‬ولهذا أصبح مان الضروري إقاماة الحلف لحوار أماني ذي أبعاد عسكرية ماع‬
‫صا في حال وجود‬
‫دول الماتوسط غير الطلسية‪ ،‬مان أجل التدريب على التعاون العسكري خصو ً‬
‫)‬
‫عماليات يقوم بها الحلف أو ماجماوعة مان أعضائه أو الوليات الماتحدة داخل الفضاء الماتوسطي‬
‫‪.(77‬‬

‫‪ -2‬مان وجهة النظر الطلسية والماريكية تحديًدا‪ ،‬فإن الحوار الطلسي – الماتوسطي سيكبح‬
‫صا أن‬
‫اندفاع أوروبا في تبني سياسة ذات بعد عسكري وأماني في الفضاء الماتوسطي‪ ،‬خصو ً‬
‫الوليات الماتحدة ل يرجح لديها خيار تعدد الماؤسسات وماراكز القرار في قضايا المان الطلسي‬
‫– الوروبي ‪.‬‬

‫‪ -3‬إن مابادرة إيطاليا وفرنسا وإسبانيا والبرتغال سنة ‪1995‬م‪ ،‬لنشاء قوات أوربية‪،‬قادرة على‬
‫التدخل في ماناطق الزماات لتحقيق المان والستقرار بالماتوسط‪ ،‬تتوافق ماع المافهوم الستراتيجي‬
‫الجديد للحلف‪ ،‬الذي أصبح المارجعية الستراتيجية للمابادرة الوروبية ‪.‬‬

‫كماا أن هذه المابادرة تتكامال ماع جهود بناء ماعماارية للدفاع والمان الوروبي‪ ،‬وهي أكثر‬
‫ارتباًطا ماع الحلف‪ ،‬حيث إن إقراره تكوين قوات الماهماات الماجماعة الماشتركة أدى إلى أن تكون‬
‫الخطوات الوروبية الماستقلة غير مانفصلة عن أهداف الحلف العاماة‪ ،‬كماا تطالب الوليات‬
‫الماتحدة الماريكية بأن تكون كل مابادرة أمانية أوربية في إطار الحلف‪ ،‬الذي هو المارجعية‬
‫والضماان الول لمان المانطقة الورو – أطلسية)‪.(78‬‬

‫وهنا يكون الحواران الورو – ماتوسطي والطلسي‪ -‬الماتوسطي ماتكامالين وغير ماتباينان في‬
‫الحوار والتعامال ماع المان الماتوسطي‪ ،‬الذي هو ماكمال للمان الورو‪ -‬أطلسي‪ .‬وتجدر الشارة‬
‫إلى أن ك عي‬
‫ل مان الردن وماصر والمامالكة الماغربية كانت قد تعاونت عسكرًيا في عماليات يقودها‬
‫الحلف بالبوسنة والهرسك في إطار القوة الدولية) )‪IFOR‬و قوة تحقيق الستقرار ‪((SFOR‬‬
‫وفي إطار قوة كوسوفو ‪ ، ((KFOR‬كماا قدمات إسرائيل ماستشفى مايدانيا بكامال طاقماه وتجهيزاته‬
‫لماساعدة لجئي كوسوفو‪ ،‬أماا مان خارج دول الحوار الماتوسطي‪ ،‬فقد قامات الماارات العربية‬
‫الماتحدة بارسال فرقة عسكرية كبيرة إلى كوسوفو‪ ،‬كماا ساهمات أي ً‬
‫ضا في إصلح ماطار كوكس‬
‫اللباني وإعادة تشغيله‪ ،‬الذي كان قد دمارته القوات اليوغوسلفية)‪.(79‬‬

‫تاسلعا‪ :‬تقييم الحوار الطألسي – المتوسطأي ‪ :‬واجهت عمالية الحوار الطلسي العديد مان‬
‫الصعوبات والتحديات‪ ،‬نذكر مانها‪:‬‬

‫‪230‬‬
‫‪ -1‬إن بقاء العديد مان الدول العربية خارج عمالية الحوار سيجعل مانها هدًفا للدفاع الجمااعي الذي‬
‫يسعى الحلف لتعظيماه مان خلل الحوار‪.‬‬

‫‪ -2‬غياب آليات فعالة للحوار والتعاون التي لم تظهر إل بعد قماة إسطمابول ‪2004‬م‪.‬‬

‫‪ -3‬ارتباط الحلف بالقوى الستعماارية التي احتلت ماعظم الدول العربية‪ ،‬وهذا ماا أًثر على إدراك‬
‫الرأي العام وصناع القرار على حد السواء‪.‬‬

‫‪ -4‬ماحدودية الهتماام الطلسي بعمالية الحوار مان حيث الوقت والماوارد )العناصر البشرية‬
‫والماالية( ماقارنة ماع مابادرة الشراكة مان أجل السلم ماث ً‬
‫ل‪.‬‬

‫‪ -5‬يتيح نهج الحوار المانفرد ماع حلف الطلسي فرصة نادرة له للتفاوض والماساوماة مان ماوقف‬
‫قوة وضغط‪ ،‬فصورة المان الماتوسطي تأخذ أبعادها الشامالة عند الحلف‪ ،‬بينماا تكون مادركات‬
‫الماتحاورين الماتوسطين غير الطلسيين في المان ماحدودة وجزئية‪ ،‬وبالتالي فإن ماواقفهم‬
‫التساوماية ضعيفة أماام حلف الطلسي صاحب النظرة الواسعة والماصالح الكلية‪.‬‬

‫‪ -7‬التوجس مان السياسة الخارجية الماريكية وبخاصة بعد احتلل العراق‪.‬‬

‫‪ -8‬التخوف العربي مان نوايا الحلف الحقيقية وأهدافه‪ ،‬ومان سيواجه الحلف في القرن الحادي‬
‫والعشرين ‪.‬‬

‫‪ -9‬إن الدول العربية هي في حد ذاتها ماوضوع توجس أماني لدول الحلف أكثر مان كونها طرفا‬
‫ماشاركا في الحوار الماني ‪.‬‬

‫‪ -10‬الفهم الماختلف للماسائل المانية الماطروحة في الحوار‪ ،‬وبالتالي الختلف في طريقة‬


‫ماعالجتها‪ ،‬ماثل قضية الرهاب والماقاوماة‪.‬‬

‫‪ -11‬قلة الماعلوماات حول التطورات الستراتيجية ونوايا الحلف وأهدافه في مانطقة حوض‬
‫الماتوسط ‪.‬‬

‫‪ -12‬انعدام التشاور عند ضبط الخطط وتطوير البراماج في إطار الحوار الطلسي – الماتوسطي‪.‬‬

‫‪ -13‬تجاهل حاجيات بلدان الحوار أوالستجابة لها بصورة جزئية لدى صياغة الماقترحات‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬مبادرة إسطمبوأل للتعاوأن ‪:‬‬

‫و‬ ‫بعد هجمات‪11‬سبتمبر‪2001‬م‪ ،‬وتعاظم التهديدات التي مصدرها القوس الجنوبي للزمات‬

‫‪231‬‬
‫تواضع نتائج الحوار الطلسي‪ -‬المتوسطي‪ ،‬والعدد المتزايد من مبادرات الصلح الشامل فأي الدول‬
‫العربية‪ ...‬سعى حلف شمال الطلسي إلى تقوية الحوار الطلسي المتوسطي القائم منذ ‪1994‬م‪،‬‬
‫وتوسعيه ليشمل دول أخرى بالمنطقة من خلل مبادرة إسطمبول للتعاون‪ ،‬وذلك فأي قمة الحلف‬
‫بإسطمبول فأي ‪ 28‬و‪ 29‬يونيه ‪2004‬م‪.‬‬

‫أوأل ‪ :‬مبادئ المبادرة ‪ :‬حسب وثيقة مبادرة إسطمبول للتعاون‪ ،‬فأإن المبادرة تقوم على المبادئ‬
‫التية‪:‬‬

‫‪ -1‬مراعاة أفأكار دول المنطقة ومنظماتها القليمية‪.‬‬

‫‪ -2‬هي مبادرة تعاونية ممثلة للمصالح المشتركة والمتبادلة بين الحلف ودول المنطقة‪ ،‬مع مراعاة‬
‫التباين فأي ما بينها‪.‬‬

‫‪ -3‬استقللها وتكاملها مع بعض المبادرات مثل مبادرة الحوار الطلسي‪ -‬المتوسطي‪ ،‬ومبادرة‬
‫مجموعة الثمانية والاتحاد الوروبي‪ ،‬كما تأخذ المبادرة ‪ -‬بحسب ما هو ملئم‪ -‬من أدوات وآليات‬
‫المبادرات الخرى التي وضعها الحلف مثل مبادرة الشراكة من أجل السلم‪.‬‬

‫صا فأي قضايا الدفأاع والمن)‪.(80‬‬


‫‪ -4‬التركيز على المجال العملي والعسكري خصو ذ‬
‫‪ -5‬إن هذه المبادرة ل تفتح المجال لعضوية حلف الطلسي أو مجلس الشراكة الوروبية ‪-‬‬
‫الطلسية أو مبادرة الشراكة من أجل السلم‪ ،‬كما أنها ل تكفل المن لحد‪.‬‬

‫وفأي مؤتمر" تحولت النيتو و المن فأي الخليج"‪ ،‬الذي نظمته و ازرة الخارجية القطرية فأي ‪19‬و‬
‫‪ 20‬إبريل ‪2004‬م‪ ،‬حدد المين العام للحلف ياب دي هوب سخيفر المبادئ الساسية التي تقوم‬
‫عليها المبادرة فأي النقاط التية‪:‬‬

‫‪1-‬مبدأ التعاوأن العملي ‪ :‬ويشمل مجال مكافأحة الرهاب وأمن الحدود إوادارة الزمات والتخطيط‬
‫لحالت الطوارئ المدنية‪...‬‬

‫‪ 2-‬مبدأ الملكية المشاتركة‪ :‬هو إدراك دول مبادرة إسطمبول للتعاون لنفسها على أنها مساهمة‬
‫فأي المجهود التعاوني‪.‬‬

‫‪ -3‬مبدأ التكامل ‪ :‬ويكون من خلل تشجيع التعاون والانسجام فأي المجالت السياسية والاقتصادية‬
‫والثقافأية والمنية‪ ...‬وكذا إقرار التكامل مع المبادرات السابقة)‪.(81‬‬

‫ثانيال ‪ :‬هدفا المبادرة ‪ :‬حددت وثيقة مبادرة إسطمبول للتعاون أهدافأها فأي النقاط التية‪:‬‬

‫‪232‬‬
‫‪ -1‬المساهمة فأي المن العالمي والقليمي على المدى البعيد بغرض التعاون الثنائي ‪.‬‬

‫‪ -2‬مساهمة الحلف فأي تعزيز الجهود التي تبذل لخدمة الصلحات فأي مجالت الديموقراطية‬
‫والمجتمع المدني إواقامة روابط جديدة مع دول المنطقة‪.‬‬

‫‪ 3-‬تعزيز المن والاستقرار فأي المنطقة عبر الجراءات التية‪:‬‬

‫أ‪ -‬تشجيع التعاون العملي مع حلف الطلسي من خلل المشاركة فأي العمليات التي يقودها‬
‫الحلف‪.‬‬

‫ب‪ -‬تعزيز قدرات دول المنطقة فأي مواجهة التحديات والتهديدات المشتركة فأي مجالت مكافأحة‬
‫الرهاب وانتشار أسلحة الدمار الشامل وتهريب السلحة من خلل الخبرة والدعم الذي يقدمه‬
‫الحلف)‪.(82‬‬

‫‪4 -‬تطوير الحوار السياسي بين دول المنطقة والحلف فأي القضايا المشتركة‪.‬‬

‫‪5-‬مشاركة قوات من دول جنوب المتوسط فأي عمليات يقودها الحلف‪.‬‬

‫‪ 6-‬مشاركة دول جنوب المتوسط فأي عمليات حفظ سلم يقودها الحلف)‪.(83‬‬

‫‪ -7‬التركيز على المجالت التي يقدم فأيها الحلف قيمة مضافأة لسيما فأي المجال المني ‪.‬‬

‫ثالثال ‪ :‬مجالت التعاوأن ‪ :‬يمكن تلخيص مجالت التعاون فأي النقاط التية‪:‬‬

‫‪ -1‬تقديم الاستشارة خاصة فأي مجال التخطيط للدفأاع والعلقات المدنية‪-‬العسكرية إواصلحات‬
‫الدفأاع‪ ،‬حيث أطلق الحلف مبادرة الصلح الدفأاعي لبناء أنموذج توازن القدرات العسكرية بين دول‬
‫وهنا ربطت إسرائيل بين الصلح‬ ‫)‪(84‬‬
‫المنطقة‪ ،‬إل أنه سيعمل بشكل ثنائي مع كل دولة على حدى‬
‫فأي قدراتها العسكرية التقليدية وإقامة علقات دبلوماسية كاملة مع جميع الدول العربية المشاركة فأي‬
‫الحوار‪.‬‬

‫‪ -2‬تشجيع التعاون العسكري ‪ -‬العسكري للوصول إلى تبادل التشغيل‪ ،‬من خلل المشاركة فأي‬
‫مناورات وتمرينات معينة وما يرتبط بها من نشاطات تعليمية وتدريبية معززة لقدرات الدول‬
‫المشاركة‪.‬‬

‫‪ -3‬دعوة دول المنطقة للحضور أو المشاركة فأي مناورات عسكرية معينة تنفذ فأي إطار مبادرة‬
‫الشراكة من أجل السلم‪.‬‬

‫‪233‬‬
‫‪ -4‬مكافأحة الرهاب‪ ،‬فأقد طرح إنشاء مجلس إقليمي أوسطي لمكافأحة الرهاب‪ ،‬والذي يضم دول‬
‫مجلس التعاون الخليجي وباكستان وأفأغانستان‪ ،‬وتمثل فأيه الدول بوزير الداخلية والخارجية‪ ،‬والهدف‬
‫منه من جهة هو التنسيق بين هذه الدول عبر العداد للخطط المنية الداخلية‪ ،‬وبينها وبين الحلف‬
‫من جهة أخرى‪ ،‬والقيام بعمليات عسكرية مشتركة ضد الدول والجماعات الرهابية أو ضد الدول‬
‫والجماعات التي تؤوي أو تقوم بمساعدة الرهابيين)‪.(85‬‬

‫‪ -5‬تبادل المعلومات والتعاون البحري‪ ،‬حيث تم دعوة الدول المهتمة للمشاركة فأي عملية المسعى‬
‫النشط‪ ،‬وتعزيز إمكانياتها فأي مجال الدفأاع والردع واحباط النشاطات الرهابية عبر البحر‪.‬‬
‫)‪(86‬‬
‫‪ -6‬المساهمة فأي مواجهة تهديدات أسلحة الدمار الشامل ووسائط إيصالها‪.‬‬

‫‪ -7‬تشجيع التعاون فأي مجال أمن الحدود ومكافأحة الجريمة المنظمة والمتخطية للحدود وعمليات‬
‫تهريب السلحة الخفيفة والتهريب غير المشروع عبرالاستفادة من خبرات الحلف ومن البرامج‬
‫المناسبة التي تنفذ فأي إطار مبادرة الشراكة من أجل السلم وفأي مراكز التدريب التابعة للحلف‪.‬‬

‫‪ -8‬تشجيع التعاون فأي مجال التخطيط لحالت الطوارئ المدنية‪ ،‬عبر النقاط التية‪:‬‬

‫أ‪ -‬دورات الحلف التدريبية فأي مجالت التخطيط لحالت الطوارئ المدنية والتنسيق المدني‬
‫‪-‬العسكري‪ ،‬والتعامل مع الزمات الناجمة عن التهديدات البرية والبحرية والجوية‪.‬‬

‫ب‪ -‬دعوة الدول المهتمة للحضور أو المشاركة فأي مناورات أو تدريبات عسكرية ذات علقة‬
‫بالطوارئ المدنية تنفذ فأي إطار مبادرة الشراكة من أجل السلم‪.‬‬

‫رابعال ‪ :‬آلية عمل مبادرة إسطمبوأل للتعاوأن ‪ :‬تم إنشاء مجموعة مبادرة إسطمبول للتعاون‪ ،‬وتتكون‬
‫من وفأود الدول العضاء فأي الحلف‪ ،‬وتقوم المجموعة بتحديد إجراءات تطوير قائمة من النشطة‬
‫العملية مع البلدان المهتمة وضمان تنفيذها بنجاح‪ ،‬كما ترفأع تقارير إلى اللجنة السياسية العليا‬
‫بالحلف‪ ،‬وتمهد للق اررات التي سيعتمدها مجلس شمال الطلسي بشأن مبادرة إسطمبول للتعاون‪،‬‬
‫وستكون صيغة المشاركة على أساس )‪.(1+26‬‬

‫وقد اتخذ الحلف صيغة)‪ (1+26‬فأي الحوار الطلسي – المتوسطي ‪ ،‬أيضاذ فأي مبادرة إسطمبول‪،‬‬
‫للتعاون لعدة أسباب منها‪:‬‬

‫‪1-‬وضع خطط فأردية و متابعة تنفيذها‪.‬‬

‫‪2-‬تناسب خطط الصلح مع أوضاع كل دولة مشاركة‪.‬‬

‫‪234‬‬
‫‪ -3‬تباين دول جنوب المتوسط فأي القدرات العسكرية‪ ،‬وتمايزها فأي أشكال التحديات والتهديدات‬
‫التي تواجهها)‪.(87‬‬

‫‪ -4‬صعوبة وضع خطة عمل تشمل دول الحلف ودولذ عربية إواسرائيل بسبب الصراع بين إسرائيل‬
‫والدول العربية‪.‬‬

‫‪ 5 -‬تفادي بعض المشاكل السياسية مثل اشتراط الحلف عدم الربط بين مبادرة التعاون أو الحوار‬
‫المتوسطي والصراع العربي السرائيلي‪ ،‬وهذا ما تعترض عليه الدول العربية‪ ،‬ومن هنا كان تصميم‬
‫الحلف للعلقة على أساس فأردي أي )‪ (26+1‬وذلك لضمان المشاركة العربية‪.‬‬

‫‪6-‬صعوبة تحقيق بعض أهداف التعاون و منها منع الانتشار النووي أو حيازة أسلحة الدمار‬
‫الشامل بسبب حيازة إسرائيل الحصرية لهذا السلح فأي المنطقة‪ ،‬وبالتالي صعوبة وضع قاعدة عامة‬
‫تحكم العلقة بين دول الحلف والدول العربية‪.‬‬

‫‪7-‬تقاسم إسرائيل دول الحلف التراث المسيحي اليهودي المؤسس لحلف الطلسي‪ ،‬وكذا علقاتها‬
‫الستراتيجية المميزة مع القوى الساسية فأي الحلف‪ ،‬وهو ما سمح لها بتوقيع اتفاق تعاون فأردي مع‬
‫الحلف فأي ‪16‬أكتوبر ‪2006‬م‪ ،‬وهو أول برنامج تعاوني فأردي يوقعه الحلف مع دولة خارج النطاق‬
‫الورو‪ -‬أطلسي )‪.(88‬‬

‫‪8-‬التخوف من توافأق عربي حول صيغة جماعية مشتركة قد تتعارض جزئذيا أو كلذيا مع أجندة‬
‫الحلف التفاوضية‪ ،‬وهو ما يدعم الموقف التفاوضي للدول العربية مع الحلف‪ ،‬ويصدعب من انفراد‬
‫الحلف بأية دولة عربية‪ ،‬لن العمل بصيغة)‪ (1+26‬هي عملية محسومة النتائج مسبذقا لصالح‬
‫الحلف‪ ،‬لفارق المكانات والتكنولوجية والحترافأية والهندسة المنية فأي ما بين دول الحلف ‪.‬‬

‫فأهذه المبادرة موجهة لتوسيع نطاق عمل الحلف مع أكبر عدد ممكن من دول المنطقة‪ ،‬حيث‬
‫استهدفأت أساذسا دول مجلس التعاون الخليجي فأقبل إطلق المبادرة‪ ،‬زار نائب المين العام للحلف‬
‫السفير مينوتو ريتزو دول مجلس التعاون الخليجي‪ ،‬لجراء مباحثات استطلعية على مستوى رفأيع‬
‫لمعرفأة مدى الاهتمام بهذه المبادرة‪ .‬وبعد أشهر من إعلنها قام مينوتو ريتزو بزيارة ثانية أسفرت عن‬
‫التحاق كل من البحرين والكويت والمارات العربية المتحدة بالمبادرة فأي يونيه ‪2005‬م ‪.‬‬

‫خامسلا‪ :‬أسباب انضمام دوأل الخليج إلى المبادرة ‪ :‬ترجع أسباب التحاق دول الخليج إلى مبادرة‬
‫إسطبول للتعاون إلى السباب التية‪:‬‬

‫‪235‬‬
‫‪ -1‬انهيار نظرية أمن الخليج من خلل توازن القوى الدولية والقليمية‪ ،‬التي كان مؤداها أنه ل‬
‫يمكن لي قوة دولية أو إقليمية أن تهدد أمن دول مجلس التعاون الخليجي بسبب حجم المصالح‬
‫العالمية بالمنطقة‪ ،‬إل أنها بدأت فأي التصدع منذ قيام الثورة السلمية بإيران سنة ‪1979‬م ‪،‬‬
‫وسقطت بعد الاجتياح العراقي للكويت‪ .‬وهنا بدأت دول مجلس التعاون الخليجي بالبحث عن مظلة‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(89‬‬
‫عسكرية دولية للحماية من التهديدات القليمية‬

‫‪ -2‬فأشل دول الخليج فأي بناء قوة عسكرية وطنية أو جماعية )قوة درع الجزيرة(‪ ،‬قادرة على حماية‬
‫أمن المنطقة واستقرارها ‪.‬‬

‫ويرجع هذا الفشل إلى‪:‬‬

‫أ‪ -‬التباين الشديد فأي إدراك مصادر التهديدات وفأي كيفية مواجهتها‪.‬‬

‫ب‪ -‬تواضع القدرات البشرية لدى معظم دول الخليج )باستثناء السعودية التي بلغ عدد سكانها سنة‬
‫‪2006‬م أكثر من ‪23.6‬مليون نسمة( التي تسمح ببناء قوة عسكرية رادعة للتهديدات الخارجية ‪.‬‬

‫ج‪ -‬غياب الرادة السياسية الحقيقية لبناء مؤسسة عسكرية تتناسب مع العباء الدفأاعية‪ ،‬وهذا تخوذفأا‬
‫من بروز طموحات سياسية لدى قادتها تتجاوز حدود صلحياتهم العسكرية‪ ،‬وهذا ما يدفأعهم إلى‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(90‬‬
‫القيام بانقلبات عسكرية تنهي نظم الحكم القائمة‬

‫د‪ -‬تباين الرؤى بين الدول المشاركة فأي قوة درع الجزيرة حول قيادة القوة والعنصر البشري المكون‬
‫لها ‪-‬الذي يغلب عليه العنصر السعودي‪ -‬ومقر مركز القيادة والميزانية المقررة للقوة وكيفية تحمل‬
‫العباء‪...‬‬

‫‪ -3‬انهيار القوة العسكرية العراقية خاصةذ بعد حل الجيش العراقي‪ ،‬وهو ما سمح بتفوق إستراتيجي‬
‫كاسح ليران على دول المنطقة‪.‬‬

‫‪ 4 -‬إن التعاون مع حلف الطلسي يشمل مجالت المن الناعم‪ ،‬كما أنه ل يضمن المن لحد‪،‬‬
‫وهذا عكس‪ ،‬العلقات العسكرية مع الوليات المتحدة ‪ ،‬وهو ما يسمح بالتنسيق والتكامل‪.‬‬

‫سادسال ‪ :‬أسس التعاوأن المني بين حلفا الطلسي وأدوأل مجلس التعاوأن الخليجي ‪ :‬يقوم التعاون‬
‫المني بين حلف الطلسي ودول مجلس التعاون على أساس النقاط التية‪:‬‬

‫‪ -1‬استمرار الدور الساسي للوليات المتحدة فأي ميزان القوى والترتيبات المنية القائمة‪ ،‬حيث توفأر‬
‫مظلة أمنية وعسكرية تقليدية ونووية ضد بعض دول المنطقة‪.‬‬

‫‪236‬‬
‫‪ -2‬تطوير التحالف الجماعي بين دول الخليج‪ ،‬حيث تم التوصل سنة ‪1999‬م‪ ،‬إلى اتفاقية الدفأاع‬
‫المشترك لدول الخليج العربية‪ ،‬ثم إنشاء مجلس الدفأاع المشترك‪.‬‬

‫‪ -3‬تكامل الترتيبات المنية المقترحة من طرف الحلف مع الترتيبات القائمة مع الوليات المتحدة‬
‫)‪(92‬‬
‫المريكية ‪.‬‬

‫سابعال ‪ :‬مجالت التعاوأن بين حلفا الطلسي وأدوأل مجلس التعاوأن الخليجي ‪ :‬يمكن لحلف‬
‫الطلسي المساهمة فأي تحقيق أمن الخليج من خلل تقديم خبراته فأي المجالت التية ‪:‬‬

‫‪1-‬قيادة عمليات موحدة‪.‬‬

‫‪2-‬تدفأق المعلومات وتبادلها‪.‬‬

‫‪3-‬أمن الطاقة والامدادات )‪.(93‬‬

‫صا بعد إقرار المفهوم العسكري الطلسي لمكافأحة الرهاب منذ سنة‬
‫‪ 4-‬مكافأحة الرهاب خصو ذ‬
‫‪.‬‬ ‫)*(‬
‫‪2002‬م‬

‫‪5-‬إجراء التدريبات والمناورات المشتركة للوصول إلى قابلية التشغيل المتبادل‪.‬‬

‫‪ -6‬ادخال المفهوم الوروبي للتكامل ثم الوحدة على تجربة الاندماج القليمي الخليجية‪.‬‬

‫ثامنال ‪ :‬الدوأر المحتمل لحلفا الطلسي في أمن الخليج ‪ :‬يسعى الحلف إلى الحفاظ على أمن‬
‫المنطقة واستقرارها من خلل إرساء آليات شراكة وتعاون مع دول مجلس التعاون تستند إلى‪:‬‬

‫‪ -1‬إقامة موانئ بحرية قادرة على استيعاب قطع بحرية وبوارج حربية تابعة للحلف‪ ،‬حيث وذقعت‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(94‬‬
‫الكويت اتفاقية العبور مع الحلف وتشمل العبور المن للمعدات والفأ ارد‬

‫‪ -2‬إنشاء قواعد عسكرية ومخازن إستراتيجية لاستخدامها فأي المداد والدعم اللوجستي فأي مهامه‬
‫المحتملة‪.‬‬

‫‪ -3‬إنشاء قوة تدخل سريع قادرة على التدخل ضد تهديدات المصالح الحيوية مثل أبار البترول‬
‫وخطوط نقله‪...‬‬

‫‪ -4‬زيادة حجم المساهمة الخليجية فأي تحمل العباء والنفقات المالية الضرورية للمن الخليجي‪.‬‬

‫‪ -5‬توسيع التعاون الاستخباراتي ورصد الحركات السياسية والعسكرية المناوئة للمصالح الغربية‪.‬‬

‫‪6-‬المساهمة فأي عملية التحول الديموقراطي فأي النظم الخليجية من خلل المشاركة فأي مشروع‬

‫‪237‬‬
‫الشرق الوسط الكبير‪.‬‬

‫‪ -7‬حفظ السلم والمن فأي منطقة القرن الإفأريقي وتأمين العبور المن للسفن البحرية‪ ،‬التي تتهددها‬
‫هجمات القراصنة فأي الصومال‪ ،‬وذلك من خلل تطبيق القرار رقم ‪ 1838‬الصادر عن مجلس‬
‫المن فأي ‪ 7‬أكتوبر‪2008‬م‪ ،‬الداعي إلى مشاركة قوات الحلف فأي مكافأحة القرصنة قبالة سواحل‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(95‬‬
‫الصومال‬

‫‪ -8‬قيام الحلف بعملية حفظ السلم‪ ،‬بين الفلسطينيين والسرائيليين حيث أشار المين العام للحلف‬
‫ياب دي هوب سخيفر فأي لقاء مع قناة الجزيرة فأي برنامج لقاء اليوم‪ ،‬أن الحلف مستعد للقيام بهذا‬
‫الدور‪ ،‬بشرط توفأر ثلثة شروط أساسية‪ ،‬هي ‪:‬‬

‫أ ‪ -‬توصل الطراف المعنية إلى اتفاق بشأن النزاع القائم بينهما‪.‬‬

‫ب‪ -‬إذا طلبت تلك الطراف من الحلف أن يساعدها على تطبيق ذلك الاتفاق‪.‬‬

‫ج‪ -‬إذا كان هناك قرار صادر عن مجلس المن خاص بهذا الشأن )‪.(96‬‬

‫‪ -9‬مساهمة الحلف فأي تدريب الجيش العراقي الجديد وتقديم العون التقني له‪ ،‬بالضافأة إلى توفأير‬
‫بعض التجهيزات الضرورية لمساعدته على أداء واجباته وتحضيره لتسلم الملف المني‪ ،‬حيث‬
‫ساهمت النرويج بتدريب عدد من الضباط العراقيين فأي مراكز الحلف المشتركة الموجودة بها وتشمل‬
‫هذه التدريبات مجالت إجراءات الحلف للعلم والمخابرات‪ ،‬عمليات دعم السلم‪ ،‬التعاون المدني‬
‫العسكري‪ ،‬إجراءات التخطيط العملياتي لحلف الطلسي‪ ،‬وحماية المدنيين‪ ،‬العمليات العسكرية‬
‫الطبية ودور المنظمات الدولية وغير الحكومية والوصول إلى تبادلية التشغيل)‪.(97‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬مقارنة بين مختلفا مبادرات الحلفا للتعاوأن ‪:‬‬

‫يمكن إرجاع إقامة العلقات الطلسية المتوسطية بصيغة الحوار ‪ -‬التعاون بدلذ من الشراكة ‪-‬‬
‫التوسع مثلما هو قائم مع دول شرق و وسط أوروبا‪ ،‬إلى بيئة المن فأي الفضاء المتوسطي تصلح‬
‫لمعمارية الحوار‪ -‬الشراكة‪ ،‬رغم التأكيد المتكرر الصادر من الوساط الستراتيجية الطلسية‬
‫والوروبية‪ ،‬بأن الفصل بين الفضاء الطلسي‪ -‬الوروبي والفضاء المتوسطي ل يصلح عملذيا‪ ،‬فأثمة‬
‫صلة ربط إستراتيجية متينة بين الفضائين‪ ،‬لكن البيئة المنية لكل منهما تختلف من حيث‪:‬‬

‫‪ -1‬الناحية التاريخية لم يمثل البحر المتوسط مجالذ أمنيا وميداذنا حربذيا شديد الخطورة على ميزان‬
‫القوى فأي العلقات بين القوى الوروبية منذ الحروب النابوليونية حتى نهاية الحرب الباردة بالمقارنة‬

‫‪238‬‬
‫مع وسط أوروبا‪.‬‬

‫‪ -2‬الهمية المطلقة لجيوبوليتيكا وسط وشرق أوروبا بالنسبة للمن الوروبي ‪ ،‬مقابل الهمية‬
‫الجيواستراتيجية فأي دالة المن العسكري‬
‫إ‬ ‫النسبية لجيوبوليتيكا المتوسط ‪ ،‬الذي تراجعت أهميته‬
‫للحلف بعد أن كانت مياهه الخط الخلفي فأي إستراتيجية احتواء الاتحاد السوفأياتي‪ ،‬وتنوع مصادر‬
‫التهديد غير العسكرية‪.(98) ..‬‬

‫‪ -3‬الاختلف فأي حجم تهديدات بيئة وسط و شرق أوروبا والبيئة المتوسطية التي ل تشكل تهديذدا‬
‫لبقاء الدول الوروبية لاعتبارات التية ‪:‬‬

‫أ‪ -‬عدم حيازتها للسلحة النووية مثل الاتحاد السوفأياتي‪.‬‬

‫ب‪ -‬افأتقارها لعقيدة أمنية مشتركة أو لستراتيجية عسكرية قائمة على إيديولوجيا عالمية ‪.‬‬

‫ج‪ -‬أنها لتشكل حلفاذ ول تتمحور حول قوة جيوبوليتيكية مركزية كتلك التي كان عليها الاتحاد‬
‫السوفأياتي‪.‬‬

‫وتشديد‬ ‫‪ -4‬التخوف من إعادة تشكيل تكتل شرقي محوره روسيا القوة النووية والجيوبوليتيكية‪،‬‬
‫الحلف على أن التوسع هو الغاية النهائية أو الحد العلى للشراكة‪ ،‬مع استثناء روسيا من ذلك‬
‫للحفاظ على جوهر الحلف القائم على الدفأاع الجماعي‪ ،‬وهنا تكون الشراكة هي الغاية حيث إن بقاء‬
‫روسيا والصين خارج عضوية الحلف سيكون حالة من حالت الحرب الباردة‪ ،‬التي منحت للحلف‬
‫معناه الستراتيجي‪ ،‬فأالشراكة ستنقل تلك العلقات من حالة الصراع الذي ساد فأي أغلب فأترات‬
‫الحرب الباردة إلى حالة التعاون )‪.(99‬‬

‫‪5-‬إن اعتماد الحلف صيغة الحوار ‪ -‬الشراكة ستكون مرضية لجميع الطراف الطلسية‪ ،‬حيث يتم‬
‫احتواء دول جنوب أوروبا الطلسية دون انفرادها بالفضاء المتوسطي‪.‬‬

‫‪ -6‬استعداد دول شرق ووسط أوروبا لعضوية الحلف هو سبب اتباعه سياسة التوسع شرقذا‪ ،‬فأي حين‬
‫نجد أن الدول العربية غير مستعدة لذلك ‪ ،‬فأكانت صيغة الحوار والشراكة بديلذ عن الشراكة –‬
‫التوسع‪.‬‬

‫‪ 7-‬ارتباط الحلف تاريخذيا بالقوى الاستعمارية‪ ،‬وهو ما يثير حفيظة الدول العربية‪ ،‬فأالتركيز الولى‬
‫على الجانب العملي أو العسكري سيكون مثار حفيظة هذه الدول وبالتالي فأإن الحوار السياسي هو‬
‫الصيغة الكثر قبولذ‪.‬‬

‫‪239‬‬
‫‪ -8‬افأتقار الحوار الطلسي – المتوسطي إلى وثيقة أساسية مماثلة لما هو موجود فأي مبادرة الشراكة‬
‫من أجل السلم ‪.‬‬

‫‪240‬‬
‫هوأامش الفصل الرابع ‪:‬‬

‫خليفة مراد‪ ،‬التكامل القتصادي العربي فأي ضوء الطروحات النظرية والمرجعية القانونية‪ ،‬رسالة‬ ‫)‪(1‬‬

‫ماجستير) الجزائر ‪ :‬جامعة باتنة ‪2006 ،‬م ( ‪ ،‬ص‪. 210‬‬

‫شمعون بيريز‪ ،‬الشرق الوسط الجديد‪ ،‬ترجمة عبد الحافأظ حيلمي )عمان‪ ،‬دار الهلية‪،‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫‪1994‬م( ‪ ،‬ص ‪. 67‬‬

‫شمعون بيريز‪ ،‬الشرق الوسط الجديد ‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪. 72‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫محمود عبد الفضيل‪ ،‬مشاريع الترتيبات القتصادية الشرق أوسطية ‪ ،‬مجلة المستقبل العربي ‪،‬‬ ‫)‪(4‬‬

‫العدد‪) 179‬بيروت ‪1994 :‬م ( ‪ ،‬ص‪. 93‬‬

‫نيرمين السعدني‪ ،‬مؤتمرات التعاون الشرق أوسطي‪ :‬اليجابيات والسلبيات ‪ ،‬مجلة السياسة‬ ‫)‪(5‬‬

‫الدولية ‪ ،‬العدد ‪ )127‬القاهرة ‪1997 :‬م( ‪ ،‬ص‪. 250‬‬

‫د‪ -‬ناظم عبد الواحد الجاسور‪ ،‬تأثير الخلفأات المريكية الوروبية على قضايا المة العربية‪:‬‬ ‫)‪(6‬‬

‫حقبة ما بعد الحرب الباردة ) بيروت ‪ :‬مركز دراسات الوحدة العربية ‪2007 ،‬م(‪ ،‬ص ‪. 158‬‬

‫)‪(7‬‬
‫‪Bernard Lewis , Rethininking The Middle East , Forgeign Affairs ,‬‬
‫‪Vol . 71 . No .4. 1992. PP, 99 – 119 .‬‬
‫جميل مطر وعلي الدين هلل ‪ ،‬النظام القليمي العربي ‪ :‬دراسة فأي العلقات السياسية العربية‬ ‫)‪(8‬‬

‫)بيروت ‪ :‬مركز دراسات الوحدة العربية ‪1986 ،‬م‪ ، ( ،‬ص ‪. 29‬‬

‫شمعون بيريز‪ ،‬الشرق الوسط الجديد‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 67‬‬ ‫)‪(9‬‬

‫د‪ -‬ناظم عبد الواحد الجاسور‪ ،‬تأثير الخلفأات المريكية الوروبية على قضايا المة العربية ‪:‬‬ ‫)‪(10‬‬

‫حقبة ما بعد الحرب الباردة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪. 165‬‬

‫جلل أحمد أمين‪ ،‬مشروع الشرق أوسطية ومشروع النهضة العربية‪ ،‬مجلة المستقبل العربي ‪،‬‬ ‫)‪(11‬‬

‫العدد‪ ) 178‬بيروت ‪1993 :‬م( ‪ ،‬ص‪. 42‬‬

‫د‪ -‬ناظم عبد الواحد الجاسور‪ ،‬تأثير الخلفأات المريكية الوروبية على قضايا المة العربية‪:‬‬ ‫)‪(12‬‬

‫حقبة ما بعد الحرب الباردة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪. 161‬‬

‫شمعون بيريز‪ ،‬الشرق الوسط الجديد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ص‪. 196-193‬‬ ‫)‪(13‬‬

‫‪241‬‬
‫د‪ -‬ناظم عبد الواحد الجاسور‪ ،‬تأثير الخلفأات المريكية الوروبية على قضايا المة العربية ‪:‬‬ ‫)‪(14‬‬

‫حقبة ما بعد الحرب الباردة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪. 166‬‬

‫د‪ -‬ناظم عبد الواحد الجاسور‪ ،‬تأثير الخلفأات المريكية الوروبية على قضايا المة العربية ‪:‬‬ ‫)‪(15‬‬

‫حقبة ما بعد الحرب الباردة ‪ ،‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪. 168‬‬

‫أسامة فأاروق مخيمر‪ ،‬التعاون المتوسطي ‪ ،‬رسالة ماجستير منشورة )القاهرة ‪ :‬مركز المحروسة‬ ‫)‪(16‬‬

‫للبحوث و التدريب و النشر ‪1998 ،‬م ( ‪ ،‬ص‪. 94‬‬

‫أسامة فأاروق مخيمر‪ ،‬التعاون المتوسطي ‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪. 164‬‬ ‫)‪(17‬‬

‫أسامة فأاروق مخيمر‪ ،‬التعاون المتوسطي ‪ ،‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص‪. 166‬‬ ‫)‪(18‬‬

‫خليفة مراد‪ ،‬التكامل القتصادي العربي فأي ضوء الطروحات النظرية و المرجعية القانونية‪،‬‬ ‫)‪(19‬‬

‫المرجع السابق ‪ ،‬ص‪231‬‬

‫خليفة مراد‪ ،‬التكامل القتصادي العربي فأي ضوء الطروحات النظرية و المرجعية القانونية ‪،‬‬ ‫)‪(20‬‬

‫المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪. 232‬‬

‫أسامة فأاروق مخيمر‪ ،‬التعاون المتوسطي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪. 140‬‬ ‫)‪(21‬‬

‫أسامة فأاروق مخيمر‪ ،‬التعاون المتوسطي ‪ ،‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪.143‬‬ ‫)‪(22‬‬

‫د‪ -‬ناظم عبد الواحد الجاسور‪ ،‬تأثير الخلفأات المريكية الوروبية على قضايا المة العربية ‪:‬‬ ‫)‪(23‬‬

‫حقبة ما بعد الحرب الباردة ‪ ،‬المرجع السابق ‪. 177 ،‬‬

‫د‪ -‬ناظم عبد الواحد الجاسور‪ ،‬تأثير الخلفأات المريكية الوروبية على قضايا المة العربية ‪:‬‬ ‫)‪(24‬‬

‫حقبة ما بعد الحرب الباردة ‪ ،‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪. 181‬‬

‫د‪ -‬نوار محمد ربيع‪ ،‬اتجاهات المن الوروبي بعد الحرب الباردة ‪ :‬دراسة فأي المن الطلسي‬ ‫)‪(25‬‬

‫و المتوسطي‪ ،‬أطروحة دكتوراه ) بغداد ‪ :‬جامعة بغداد ‪2002 ،‬م ( ‪ ،‬ص‪. 239‬‬

‫د‪ -‬ناظم عبد الواحد الجاسور‪ ،‬تأثير الخلفأات المريكية الوروبية على قضايا المة العربية ‪:‬‬ ‫)‪(26‬‬

‫حقبة ما بعد الحرب الباردة ‪ ،‬المرجع السابق ‪. 183،‬‬

‫د‪ -‬ناظم عبد الواحد الجاسور‪ ،‬تأثير الخلفأات المريكية الوروبية على قضايا المة العربية‪:‬‬ ‫)‪(27‬‬

‫حقبة ما بعد الحرب الباردة‪ ،‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪. 183‬‬

‫‪242‬‬
‫د‪ -‬مصطفى صايج‪ ،‬التحاد من أجل المتوسط ومصير برشلونة‪ ،‬مجلة السياسة الدولية‪ ،‬العدد‬ ‫)‪(28‬‬

‫‪) 174‬القاهرة ‪ 20008 ،‬م( ‪ ،‬ص‪.139‬‬

‫)‪(29‬‬
‫‪Bertrand Badie Et Beatrice Didiot, L'Etat Du Monde ( Paris : La‬‬
‫‪Decouverte , 2007 ) , PP . 386-387 .‬‬
‫د‪ -‬مصطفى صايج‪ ،‬التحاد من أجل المتوسط ومصير برشلونة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 141‬‬ ‫)‪(30‬‬

‫د‪ -‬مصطفى صايج‪ ،‬التحاد من أجل المتوسط ومصير برشلونة‪ ،‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪. 142‬‬ ‫)‪(31‬‬

‫د‪ -‬مصطفى صايج‪ ،‬التحاد من أجل المتوسط ومصير برشلونة‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪143‬‬ ‫)‪(32‬‬

‫إيناس إبراهيم‪ ،‬دعم الديموقراطية فأي الشرق الوسط ‪ :‬المبادرات الوروبية ‪ ،‬العدد ‪2‬‬ ‫)‪(33‬‬

‫) القاهرة ‪ :‬مركز لهرام للدراسات السياسية والستراتيجية‪2005 ،‬م (‪ ،‬ص ‪. 9‬‬

‫د‪ -‬حسن أبوطالب وآخرون‪ ،‬التقرير الستراتيجي العربي ‪) ،2004 – 2003‬القاهرة ‪ :‬مركز‬ ‫)‪(34‬‬

‫الهرام للدرايات السياسية والستراتيجية‪2004 ،‬م ( ‪.‬‬

‫د‪ -‬حسن أبوطالب وآخرون‪ ،‬التحاد الوروبي والمتوسط‪ :‬مبادرات جديدة‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‬ ‫)‪(35‬‬

‫‪. 161‬‬

‫د‪ -‬حسن أبوطالب وآخرون‪ ،‬التحاد الوروبي و المتوسط ‪ :‬مبادرات جديدة‪ ،‬المرجع نفسه‪،‬‬ ‫)‪(36‬‬

‫ص ‪. 158‬‬

‫د‪ -‬حسن أبوطالب وآخرون‪ ،‬التحاد الوروبي و المتوسط ‪ :‬مبادرات جديدة‪ ،‬المرجع نفسه ‪،‬‬ ‫)‪(37‬‬

‫ص ‪. 159‬‬

‫د‪ -‬عمرو حمزاوي‪ ،‬توسيع التحاد الوروبي‪ :‬التحديات والفرص‪ ،‬مجلة السياسة الدولية‪ ،‬العدد‬ ‫)‪(38‬‬

‫‪) 157‬القاهرة ‪ ، ( 2004 :‬ص ‪. 88‬‬

‫النص الرسمي لمبادرة التحاد من أجل المتوسط ‪:‬‬ ‫)‪(39‬‬

‫‪www.diplomacie.gouv.fr.php3?id_article‬‬
‫سامية بيبرس‪ ،‬الاتحاد من أجل المتوسط ومستقبل الشراكة الورو‪ -‬متوسطية‪ ،‬مجلة السياسة‬ ‫)‪(40‬‬

‫الدولية‪ ،‬العدد ‪) 174‬القاهرة ‪ ، ( 2008 :‬ص ‪.133‬‬

‫‪243‬‬
‫‪:‬‬ ‫النص الرسمي لمبادرة التحاد من أجل المتوسط‬ ‫)‪(41‬‬

‫‪www.diplomacie.gouv.fr.php3?id_article‬‬
‫النص الرسمي لمبادرة التحاد من أجل المتوسط ‪:‬‬ ‫)‪(42‬‬

‫‪www.diplomacie.gouv.fr.php3?id_article‬‬
‫سامية بيبرس‪ ،‬الاتحاد من أجل المتوسط ومستقبل الشراكة الورو‪ -‬متوسطية‪ ،‬المرجع السابق ‪،‬‬ ‫)‪(43‬‬

‫ص ص‪136 - 135‬‬

‫للمزيد أنظر‪ :‬النص الرسمي لمبادرة التحاد من أجل المتوسط ‪:‬‬ ‫)*(‬

‫?‪www.diplomacie.gouv.fr.php3‬‬ ‫=‪2053‬‬

‫‪id_article‬‬
‫عاطف الغمري‪ ،‬الشرق الوسط الكبير)القاهرة ‪ :‬كتاب الحرية ‪2004 ،‬م ( ‪ ،‬ص ‪.8‬‬ ‫)‪(44‬‬

‫د‪ -‬ناظم عبد الواحد الجاسور‪ ،‬تأثير الخلفأات المريكية الوروبية على قضايا المة العربية‪:‬‬ ‫)‪(45‬‬

‫حقبة ما بعد الحرب الباردة ‪ ،‬المرجع السابق ‪. 403 ،‬‬

‫د‪ -‬ناظم عبد الواحد الجاسور‪ ،‬تأثير الخلفأات المريكية الوروبية على قضايا المة العربية‪:‬‬ ‫)‪(46‬‬

‫حقبة ما بعد الحرب الباردة ‪ ،‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪.408‬‬

‫عاطف الغمري‪ ،‬الشرق الوسط الكبير‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 128‬‬ ‫)‪(47‬‬

‫عاطف الغمري‪ ،‬الشرق الوسط الكبير‪ ،‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪. 100‬‬ ‫)‪(48‬‬

‫خليل العناني‪ ،‬الشرق الوسط الكبير‪ ،‬مجلة السياسة الدولية‪ ،‬العدد ‪)156‬القاهرة‪2004 ،‬م(‪،‬‬ ‫)‪(49‬‬

‫ص ‪.100‬‬

‫د‪ -‬أحمد سليم البرصان‪ ،‬مبادرة الشرق الوسط الكبير‪ :‬البعاد السياسية والستراتيجية‪ ،‬مجلة‬ ‫)‪(50‬‬

‫السياسة الدولية‪ ،‬العدد ‪) 158‬القاهرة ‪20004،‬م ( ‪ ،‬ص‪.45‬‬

‫النص الرسمي لمبادرة الشرق الوسط الكبير ‪www.usinfo.state.gov :‬‬ ‫)‪(51‬‬

‫‪www.usinfo.state.gov‬‬ ‫النص الرسمي لمبادرة الشرق الوسط الكبير ‪:‬‬ ‫)‪(52‬‬

‫علي عبد الصادق‪ ،‬الناتو الشرق الوسط الكبير‪ ،‬مجلة السياسة الدولية‪ ،‬العدد ‪) 163‬القاهرة ‪،‬‬ ‫)‪(53‬‬

‫‪2006‬م (‪ ،‬ص ص ‪. 161 - 160‬‬

‫‪244‬‬
‫عاطف الغمري‪ ،‬الشرق الوسط الكبير‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪. 223‬‬ ‫)‪(54‬‬

‫د‪ -‬كاظم هاشم نعمة‪ ،‬حلف الطلسي )طرابلس ‪ :‬منشورات أكاديمية الدراسات العليا‪2003 ،‬م‬ ‫)‪(55‬‬

‫( ‪ ،‬ص ص‪.257 -254‬‬

‫للمزيد أنظر الصفحة ‪ 200‬ومابعدها ‪.‬‬ ‫)*(‬

‫)‪(56‬‬
‫‪www.nato.int /douc /mediterranean / secopmed-fr-pdf‬‬
‫د‪ -‬عماد جاد‪ ،‬حلف الطلسي ‪ :‬مهام جديدة فأي بيئة أمنية مغايرة ‪ ،‬رسالة دكتوراه منشورة‬ ‫)‪(57‬‬

‫) القاهرة ‪ :‬مركز الدراسات السياسية و الستراتيجية ‪1998 ،‬م ( ‪ ،‬ص ‪. 166‬‬

‫د‪ -‬ناظم عبد الواحد الجاسور ‪ ،‬تأثير الخلفأات المريكية الوروبية على قضايا المة العربية ‪:‬‬ ‫)‪(58‬‬

‫حقبة ما بعد الحرب الباردة ‪ ،‬المرجع السابق ‪. 202 ،‬‬

‫)‪(59‬‬
‫‪www.nato.int /douc /pr /1997 /p 97 /-081f . htm‬‬
‫)‪(60‬‬
‫‪RD.Asmus.FS.Larrabee , I.O.Lesser ,Mediterranean Security : new‬‬
‫‪Challenges New Tasks , nato review ,vol .44.No,3, 1996 .pp .25 -31 .‬‬
‫د‪ -‬ناظم عبد الواحد الجاسور‪ ،‬تأثير الخلفأات المريكية الوروبية على قضايا المة العربية ‪:‬‬ ‫)‪(61‬‬

‫حقبة ما بعد الحرب الباردة ‪ ،‬المرجع السابق ‪. 195 ،‬‬

‫د‪ -‬ناظم عبد الواحد الجاسور‪ ،‬تأثير الخلفأات المريكية الوروبية على قضايا المة العربية ‪:‬‬ ‫)‪(62‬‬

‫حقبة ما بعد الحرب الباردة ‪ ،‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪.196‬‬

‫د‪ -‬ناظم عبد الواحد الجاسور‪ ،‬تأثير الخلفأات المريكية الوروبية على قضايا المة العربية‪:‬‬ ‫)‪(63‬‬

‫حقبة ما بعد الحرب الباردة ‪ ،‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪. 261‬‬

‫د‪ -‬كاظم هاشم نعمة‪ ،‬حلف الطلسي‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪. 263‬‬ ‫)‪(64‬‬

‫د‪ -‬كاظم هاشم نعمة‪ ،‬حلف الطلسي‪ ،‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ص ‪. 265 – 264‬‬ ‫)‪(65‬‬

‫)‪(66‬‬
‫‪F.Setephen Larrabee , Carla Thorson , Mediterranean Security : New‬‬
‫‪Issues And Challenges in : www.rand.org /pubs / conf / proceedings/cf‬‬
‫‪122.‬‬

‫‪245‬‬
‫)‪(67‬‬
‫‪www.nato.int / douc / mediterranean /secopmed-fr.pdf‬‬
‫)‪(68‬‬
‫‪www.nato.int /med-dial –fr . pdf‬‬
‫)‪(69‬‬
‫‪www.nato.int /med-dial / home .htm‬‬
‫)‪(70‬‬
‫‪www.nato.int /med-dial / home -fr .htm‬‬
‫)‪(71‬‬
‫‪www.nato.int /med-dial –fr . pdf‬‬
‫د‪ -‬كاظم هاشم نعمة‪ ،‬حلف الطلسي‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 291‬‬ ‫)‪(72‬‬

‫د‪ -‬كاظم هاشم نعمة‪ ،‬حلف الطلسي‪ ،‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص‪. 284‬‬ ‫)‪(73‬‬

‫)‪(74‬‬
‫‪www.nato.int /med-dial –fr . pdf‬‬
‫)‪(75‬‬
‫‪www.nato.int / douc / mediterranean /secopmed-fr.pdf‬‬
‫)‪(76‬‬
‫‪www.nato.int /med-dial –fr . pdf‬‬
‫د‪ -‬كاظم هاشم نعمة‪ ،‬حلف الطلسي‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 299‬‬ ‫)‪(77‬‬

‫د‪ -‬كاظم هاشم نعمة‪ ،‬حلف الطلسي‪ ،‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪. 297‬‬ ‫)‪(78‬‬

‫)‪(77‬‬
‫‪www.nato.int /med-dial –fr . pdf‬‬
‫للمزيد‪ :‬أنظر ملحق الوثيقة الرسمية لمبادرة إسطمبول ‪.‬‬ ‫)‪(80‬‬

‫‪:‬‬ ‫ياب دي هوب سخيفر‪ ،‬دور الناتو فأي أمن الخليج فأي‬ ‫)‪(81‬‬

‫‪www.nato-qatar.com /security /arabic speach 2 /html.‬‬


‫)‪(82‬‬
‫‪www . nato . int /issues / ici .‬‬
‫عطية عبد العزيز‪ ،‬قمة إسطمبول ‪ :‬التوسع الجنوبي للناتو ‪ ،‬مجلة السياسة الدولية ‪ ،‬العدد‬ ‫)‪(83‬‬

‫‪) 158‬القاهرة ‪2004 :‬م( ‪ ،‬ص ‪. 155‬‬

‫عطية عبد العزيز‪ ،‬قمة إسطمبول ‪ :‬التوسع الجنوبي للناتو‪ ،‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪. 156‬‬ ‫)‪(84‬‬

‫)‪)85‬‬
‫‪www.nato.int / douc /comm /2004 / 06_ istamboul / douc-meddial -‬‬
‫‪fr.pdf.‬‬
‫د‪ -‬كاظم هاشم نعمة‪ ،‬حلف الطلسي‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪. 281‬‬ ‫)‪(86‬‬

‫أشرف محمد كشك‪ ،‬إسرائيل و الناتو ‪ :‬من التعاون إلى الشراكة ‪ ،‬مجلة السياسة الدولية ‪ ،‬العدد‬ ‫)‪(87‬‬

‫‪246‬‬
‫‪) 158‬القاهرة‪2007 :‬م ( ‪ ،‬ص ‪. 250‬‬

‫د‪ -‬أحمد إبراهيم خليل‪ ،‬الدفأاع المشترك الخليجي ‪ :‬محدودية التعاون ‪ ،‬مجلة السياسة الدولية ‪،‬‬ ‫)‪(88‬‬

‫العدد ‪)172‬القاهرة ‪2008:‬م( ‪ ،‬ص ‪. 154‬‬


‫د‪ -‬أحمد إبراهيم خليل‪ ،‬الدفأاع المشترك الخليجي ‪ :‬محدودية التعاون ‪ ،‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص‬ ‫)‪(89‬‬

‫‪. 153‬‬
‫)‪)90‬‬
‫‪www . nato . int /issues / ici .‬‬
‫)‪(91‬‬
‫‪www . nato . int /issues / ici /index / -f-html‬‬
‫)‪(92‬‬
‫‪www.nato-qatar .com /security /arabic speach 3 /html.‬‬
‫أقر الحلف سنة ‪2002‬م المفهوم الستراتيجي لمحاربة الرهاب ‪ ،‬حيث حدد العمليات التي‬ ‫)*(‬

‫يحتمل أن يقوم بها ‪ ،‬التي صنفها إلى أربع فأئات و هي ‪:‬‬

‫أ – الجراءات الدفأاعية لمكافأحة الرهاب ‪.‬‬

‫ب‪ -‬إدارة نتائج العمليات الرهابية ‪.‬‬

‫ج‪ -‬العمليات الهجومية لمكافأحة الرهاب ‪.‬‬


‫د‪ -‬التعاون العسكري ضد الهجمات غير العسكرية ‪.‬‬
‫)‪(93‬‬
‫‪www. Globalresearch .ca .‬‬
‫)‪(94‬‬
‫= ‪www . kuna / net /new agencies puplic site / article details .aspx ? id‬‬
‫‪1944578.‬‬
‫برنامج لقاء اليوم ‪ ،‬قناة الجزيرة ‪ 15 ،‬آب ‪2008‬م ‪.‬‬ ‫)‪(95‬‬

‫د‪ -‬حسن أبوطالب وآخرون‪ ،‬التقرير العربي الستراتيجي ‪) 2005 -2004‬القاهرة ‪ :‬مركز‬ ‫)‪(96‬‬

‫الدراسات السياسية والستراتيجية‪2005 ،‬م ( ‪ ،‬ص ‪. 135‬‬


‫د‪ -‬كاظم هاشم نعمة‪ ،‬حلف الطلسي‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 275‬‬ ‫)‪(97‬‬

‫د‪ -‬كاظم هاشم نعمة‪ ،‬حلف الطلسي‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 240‬‬ ‫)‪(98‬‬

‫د‪ -‬كاظم هاشم نعمة ‪ ،‬حلف الطلسي‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪. 243‬‬ ‫)‪(99‬‬

‫الفصل الخامس‬

‫مستقبل العلقة بين الحلفا وأدوأل المنطقة‬

‫‪247‬‬
‫يتم فأي هذا الفصل دراسة مستقبل العلقة بين منظمة حلف شمال الطلسي ودول الضفة الجنوبية‬
‫للمتوسط‪ ،‬من خلل ثلثة سيناريوهات هي ‪:‬‬

‫أو‬ ‫‪ -1‬السيناريوأ المحتمل ‪ :‬يطرح هذا السيناريو إمكانية تراجع العلقة بين الحلف وبين دولة‬
‫دول المنطقة‪.‬‬

‫‪ 2-‬السيناريوأ المعياري ‪ :‬ويفترض أنموذجين للعلقة بين منظمة حلف شمال الطلسي ودول‬
‫الضفة الجنوبية للمتوسط‪ ، ،‬وهما‪:‬‬

‫أ‪ -‬أنموذج تحول الحلف إلى منظمة للمن الجماعي‪.‬‬

‫ب‪ -‬أنموذج المن التعاوني‪.‬‬

‫‪ 3-‬السيناريوأ الممكن ‪ :‬حيث يتم فأيه الارتقاء من مستوى الحوار إلى مستوى التعاون والشراكة‪،‬‬
‫وهذه العلقة تكون محاكاة لمبادرة الشراكة من أجل السلم‪.‬‬

‫‪248‬‬
‫يمكن تصور مسار العلقة بين منظمة حلف شمال الطلسي ودول المنطقة من خلل تقنية‬
‫السيناريو ) ‪ (Scenario‬الذي هو وصف لوضع مستقبلي ممكن أو محتمل أو مرغوب فأيه‪ ،‬مع‬
‫توضيح لملمح المسار أو المسارات التي يمكن أن تؤدي إلى هذا الوضع المستقبلي‪ ،‬وذلك إنطلذقا‬
‫من الوضع الراهن‪ ،‬أو من الوضع الابتدائي المفترض )‪.( 1‬‬

‫ويمكن إبراز هذه التقنية من خلل الأنماط الثلثة التية‪:‬‬

‫أوألل ‪ :‬السيناريوأ المحتمل ‪ :‬يطرح هذا السيناريو إمكانية تراجع الحوار والتعاون بين منظمةحلف‬
‫شمال الطلسي والدول العربية‪ ،‬الذي يتأثر بالعديد من العوامل والسباب منها‪:‬‬

‫‪ -1‬الخلفأات الورو‪-‬أمريكية حول تفضيلت الحلف السلمية أو العسكرية فأي التعامل مع أزمات‬
‫المنطقة‪ ،‬ومشكلة تحمل العباء والنفقات المالية والبشرية للقيام بعمليات خارج نطاق المادة الخامسة‬
‫من معاهدة واشنطن‪.‬‬

‫‪ -2‬زيادة النفوذ الروسي فأي منطقة المتوسط‪ ،‬واختلف الحلفاء الطلسيين فأي التعامل مع روسيا و‬
‫دول القوقاز ومنظمة المن الجماعي)*(‪.‬‬

‫‪ -3‬الدور المحتمل للحلف فأي عملية فأرض الديموقراطية‪.‬‬


‫‪ -4‬قيام الحلف بعمليات فأي دول عربية دون الحصول على موافأقة مسبقة من مجلس المن‪.‬‬
‫‪ -5‬الوصول إلى توافأق أمني عربي يؤدي إلى مراجعة مسار التعاون مع الحلف‪.‬‬
‫‪ 6-‬دخول الحلف كطرف أساسي فأي الحرب مع إسرائيل ضد دول أو دولة عربية أو حركات‬
‫سياسية أو عسكرية مثل حزب ال ‪ ،‬حماس‪. ..‬‬
‫‪7-‬تركيز الحلف على المجال العملي الذي يثير حفيظة الدول العربية والرأي العام العربي‪،‬‬
‫لسباب مختلفة منها تجنب الدخول فأي أحلف عسكرية‪ ،‬وارتباط الحلف وأعضائه بالاستعمار‪،‬‬
‫حيث نجد أن الحلف قد شارك ضد حرب التحرير الوطني بالجزائر مع قوات الاحتلل الفرنسي‬
‫استناذدا إلى المادة السادسة من معاهدة واشنطن‪ ،‬التي تم التخلي عنها فأقط يوم‪ 3‬يوليو ‪1962‬م‪ ،‬أي‬
‫قبل يومين عن الاستقلل)*(‪.‬‬
‫‪ 8-‬الاختلف حول العمليات التي ينوي الحلف القيام بها من حيث نطاقها وكيفية توزيع العباء‬
‫والدوار فأيها و حدودها وأهدافأها السياسية‪.‬‬
‫‪ 9-‬ظهور تحول داخلي بالدول العربية ( انتخاب أو انقلب ) يرى ضرورة مراجعة العلقات‬
‫القائمة مع الحلف أو التخلي عنها‪.‬‬

‫‪249‬‬
‫غير أن هذه السباب تتراجع أمام بعض الحجج منها‪:‬‬

‫‪ -1‬منذ مطلع التسعينيات‪ ،‬فأقد أثبت الحلف أنه الرابطة عبر الطلسية التي ل يسهل الاستغناء‬
‫عنها‪ ،‬رغم التحديات والتحولت التي يواجهها‪.‬‬

‫‪ -2‬انحسار الدور الروسي الحالي ومحدوديته‪ ،‬بالمقارنة مع ما كان يمثله الاتحاد السوفأياتي سابذقا‪،‬‬
‫رغم تعاظمه‪.‬‬

‫‪ -3‬تراجع طرح فأرض الديموقراطية على الدول العربية بالقوة بفضل مقاومة شعوب المنطقة‪،‬‬
‫وبالذات المقاومة العراقية للاحتلل المريكي‪ ،‬وتأثير الحليف الوروبي على وجهة النظر المريكية‪،‬‬
‫وتردي الوضع الاقتصادي المريكي (أزمة الرهون العقارية‪ ،‬الزمة المالية‪ ،‬البطالة‪ ،‬التضخم‪(...‬‬
‫وانخفاض شعبية بوش والجمهوريين الذين خسروا الغلبية فأي مجلس الشيوخ والكونغرس ورئاسة‬
‫الدولة‪.‬‬

‫‪ -4‬تطور العلقة القائمة بين الحلف والدول العربية من مستوى الحوار إلى مستوى الشراكة‬
‫والتعاون‪ ،‬وهو ما يمثل نقلة نوعية فأي مجالت الشراكة وتوثيق لليات التعاون ونضمام دول عربية‬
‫جديدة للحوار مع الحلف‪ ،‬مثل السلطة الفلسطينية التي لم تستبعدها قمة إسطمبول من إمكانية إقامة‬
‫مشاركة مستقبلية معها‪ ،‬وذلك بعد مصادقة مجلس شمال الطلسي‪ ،‬كما كانت اتصالت عديدة بين‬
‫الحلف والسلطة الفلسطينية لتقصي المعلومات وذلك منذ مارس‪2005‬م‪.‬‬

‫ثانليا ‪ :‬السيناريوأ المعياري ‪(*) :‬يتحدد هذا السيناريو من خلل أنموذجين منفصلين لتتبع تطورالعلقة‬
‫بين منظمة حلف شمال الطلسي والدول العربية وهما‪:‬‬

‫‪ -1‬أنموأذج منظمة المن الجماعي ‪ :‬يقوم على تصور إمكانية اكتساب دول الحوار المتوسطي‪-‬‬
‫الطلسي أو الدول المشاركة فأي مبادرة إسطمبول للتعاون عضوية الحلف‪ ،‬وهذا ما يؤدي إلى تغيير‬
‫منظمة حلف الطلسي القائمة على مبدأ الدفأاع الجماعي إلى منظمة للمن الجماعي‪.‬‬

‫فأالهدف من الحلف والحوار يكاد يكون واحذدا باعتبار أن المن هو مطلب لدول حلف الطلسي‬
‫أكثر مما هو لدول المتوسط غير الطلسية التي ل ترى فأي حوارها مع الحلف وسيلة للقيام بدور‬
‫عالمي‪ ،‬بقدر ما هو حاجة إلى أمن وطني أو أمن إقليمي كحد أقصى‪ ،‬أما حلف الطلسي فأهو بأمر‬
‫الواقع منظمة للمن والدفأاع ذات رؤية و طموحات عالمية‪ ،‬التي تأكدت أكثر منذ انهيار الاتحاد‬
‫السوفأياتي‪.‬‬

‫‪250‬‬
‫ومن هنا يتوجب على الحلف البدأ فأي عملية تعريف الملمح الجغرافأية للتحالف‪ ،‬وبالتالي فأإن من‬
‫شأنه إقرار مبدأ إستراتيجي وأجندة عملية جديدة لتحقيق كفاءة عالية فأي حشد القدرات والموارد‬
‫وتعديلها‪ ،‬بحيث تتوافأق مع أهداف واحتياجات معينة على أساس عالمي بدلذ من الساس الضيق‬
‫المرتبط بالنطاق الطلسي‪ ،‬وعندما تحدث عملية إعادة الترتيب العسكري فأإن فأكرة العضوية‬
‫والشراكة سوف تتخذ شكلاذ ومعنى جديدين)‪.( 2‬‬

‫وهنا نميز بين الدول العربية إواسرائيل فأي احتمالت الحصول على عضوية الحلف كالتي ‪:‬‬

‫أ‪ -‬الدوأل العربية ‪ :‬من هذا المنطلق البراغماتي هناك ضرورة إستراتيجية للمزيد من التعاون‬
‫والاندماج مع دول المنطقة التي أصبحت ضمن النطاق العملياتي للحلف‪ ،‬ومن غير المستبعد ضم‬
‫عدد من دول المنطقة الفاعلة وذات قيمة مضافأة لحلف الطلسي مثل مصر والجزائر والمغرب‪...‬‬
‫ضا دولذ عربية إواسلمية وهو ما‬
‫باعتبار أنها تمتلك فأائض فأي القوة البشرية والعسكرية‪ ،‬وكونها أي ذ‬
‫يسهل مهام الحلف بالمنطقة مثل مهام حفظ السلم فأي العراق وأفأغانستان)‪ ،(3‬كما أنها تساهم فأي‬
‫العباء والنفقات المالية المترتبة عن تلك المهام‪ ،‬كما تتميز بقربها من مناطق الزمات‪ ،‬وهو ما‬
‫يسهل من مشاكل الدعم اللوجستي‪ ،‬واستخدامها للانطلق فأي العمليات العسكرية ضد مصادر‬
‫التهديد‪.‬‬

‫ب‪ -‬إسرائايل‪ :‬بعد العلن عن مبادرة إسطمبول إوانضمام كل من الكويت وقطروالبحرين والمارات‪،‬‬
‫تم إثارة جدل واسع حول إمكانية انضمام إسرائيل للحلف‪ ،‬حيث هناك علقة مميزة بينهما‪ ،‬وتتمثل‬
‫فأي‪:‬‬

‫‪ -‬مشاركة إسرائيل فأي مناورات الحلف البحرية مثل تلك التي أجراها فأي البحر السود‪ ،‬وتدريب‬
‫مشاة الحلف بأوكرانيا‪ ،‬كما شاركت فأرقاطة إسرائيلية فأي تدريبات للقيام بمهام انقاذ بحرية فأي إطار‬
‫مناورة تعاونية ماكو قبالة سواحل رومانيا‪.‬‬

‫‪ -‬وضع وحدة البحث والانقاذ السرائيلية تحت تصرف الحلف فأي حالة الطوارئ المدنية‪.‬‬

‫‪ -‬عقد اتفاق بين إسرائيل والحلف يتعلق بأشكال إسهام إسرائيل فأي العمليات البحرية التي يقوم بها‬
‫الحلف فأي محاربة الرهاب بعرض البحر)‪.(4‬‬

‫‪ -‬فأي‪16‬أكتوبر‪2006‬م‪ ،‬أبرمت إسرائيل اتفاق تعاون فأردي مع الحلف ‪ ،‬هو أول برنامج يقترحه‬
‫الحلف على دولة خارج مجال الورو‪ -‬أطلسي ‪.‬‬

‫‪251‬‬
‫كما تشترك إسرائيل مع الحلف فأي تحديات مشتركة ‪ ،‬منها‪:‬‬

‫‪ -‬السلم الراديكالي‪.‬‬

‫‪ -‬الرهاب العالمي‪.‬‬

‫‪ -‬انتشار أسلحة الدمار الشامل)‪.(5‬‬

‫كما يحضى مشروع ضم إسرائيل لعضوية الحلف بدعم أمينه العام وكبار مساعديه والعديد من‬
‫الشخصيات الوروبية‪ ،‬ومنها رئيس الوزراء السباني السابق خوسيه ماريا أزنار‪ ،‬الذي دعى إلى‬
‫تشكيل مظلة أطلسية للردع والدفأاع عن أمن إسرائيل‪.‬‬

‫فأانضمام إسرائيل للحلف يحقق العديد من المكاسب للجانب الوروبي والمريكي والسرائيلي‪ ،‬يمكن‬
‫اختصارها فأي ‪:‬‬

‫‪ -1-1‬الجانب الوأروأبي ‪ :‬من وجهة النظر السرائيلية فأإن انضمام إسرائيل للحلف يحقق‬
‫للوربيين عددا من المكاسب منها‪:‬‬

‫أ‪ -‬انتقال الاتحاد الوروبي من الدوار الهامشية إلى الدوار الساسية فأي أي تسوية سلمية‪.‬‬

‫ب ‪ -‬تدعيم العلقات الاقتصادية المتقدمة القائمة مع إسرائيل بإقامة شراكة إستراتيجية‬


‫وسياسية‪ ،‬من خلل مؤسسة حلف شمال الطلسي)‪.(6‬‬

‫ج ‪ -‬اكتساب حليف إسترتيجي ذو ثقافأة غربية فأي بيئة شرق أوسطية معادية ‪.‬‬

‫‪ -1-2‬الجانب المريكي ‪ :‬يحقق انضمام إسرائيل للحلف العديد من المكاسب للوليات المتحدة‬
‫المريكية‪ ،‬ويمكن اختصارها فأي‪:‬‬

‫أ ‪ -‬ضمان أمن إسرائيل وتوثيق روابطها مع الغرب‪.‬‬

‫ب ‪ -‬تضييق الخلفأات مع حلفائها حول كيفية التعامل مع إسرائيل وخاصة الوروبيون منهم‪.‬‬

‫ج‪ -‬التقليل من تأثير الطرف العربي على مواقف الوروبيين تجاه قضية الصراع العربي السرائيلي‪،‬‬
‫الذي بدوره ينعكس سلذبا على العلقات الورو ‪ -‬أطلسية)‪.(7‬‬

‫د – انتهاج سياسة غربية موحدة تجاه إسرائيل‪.‬‬

‫‪ -3 -1‬الجانب السرائايلي‪ :‬هناك اتجاه قوي داخل إسرائيل داعم لفكرة انضمام إسرائيل إلى حلف‬
‫الطلسي‪ ،‬وذلك لتحقيق الهداف التية‪:‬‬

‫‪252‬‬
‫أ ‪ -‬الهدافا السياسية ‪ :‬وتتمثل فأي‪:‬‬

‫‪ -‬ترقية العلقات مع الاتحاد الوروبي والوليات المتحدة باعتبارهما يمتلكان إستراتيجية تجاه‬
‫المنطقة لعادة تشكيلها‪ ،‬وهنا يجب التعامل اليجابي معها‪ ،‬لنها تدمجها فأي القليم (مشاريع‬
‫الشرق أوسطية والورو‪ -‬متوسطية‪.(. ..‬‬

‫‪ -‬كسب مواقف الاتحاد الوروبي بخصوص تسوية الصراع العربي‪ -‬السرائيلي‪.‬‬

‫‪ -‬إنهاء العزلة السياسية والدبلوماسية الدولية التي تعاني منها إسرائيل‪.‬‬

‫‪ -‬تنويع الحلفاء الدوليين فأي مواجهة الكراهية القليمية لدولة إسرائيل)‪.(8‬‬

‫ب ‪ -‬الهدافا العسكرية ‪ :‬فأي حالة انضمام إسرائيل لحلف الطلسي‪ ،‬فأإنها تحقق المكاسب‬
‫العسكرية التية‪:‬‬

‫‪ -‬تعزيز مكانتها العسكرية المتفوقة إقليمذيا ودولذيا‪.‬‬

‫‪ -‬المحافأظة على استم اررية العلقات الستراتيجية مع الحلف وبالذات مع الوليات المتحدة‬
‫المريكية‪.‬‬

‫‪ -‬توفأير مظلة أطلسية تمثل عنصر ردع إضافأي فأي أي مواجهة محتملة‪.‬‬

‫غير أن هذا السيناريو‪ ،‬هو محل انتقاد‪ ،‬وذلك للنقائص التية‪:‬‬

‫‪ -2-1‬على مستوأى الدوأل العربية ‪ :‬رغم العلقات المتقدمة للكثير من الدول العربية مع الحلف‪،‬‬
‫إل أن انضمامها للحلف أمر مستبعد على القل فأي اللحظة الراهنة‪ ،‬وذلك راجع إلى‪:‬‬

‫أ‪ -‬عدم حل القضية الفلسطينية‪.‬‬


‫ب‪ -‬عدم ترسيم إسرائيل للحدود مع الدول العربية‪.‬‬
‫ج‪ -‬رفأض الدول العربية "المرشحة" فأكرة الحلف تقليدذيا‪ ،‬وهو المبدأ الذي استمرت عليه منذ‬
‫الخمسينيات)‪.(9‬‬
‫‪-2 -2‬على المستوأى السرائايلي ‪ :‬هناك قطاع واسع من الخبراء والسياسيين السرائيليين‬
‫يعارضون فأكرة الانضمام‪ ،‬ومن منطلقات مختلفة منها‪:‬‬
‫أ‪ -‬الاعتماد على القدرات الذاتية فأي الدفأاع عن أمن إسرائيل ‪.‬‬
‫ب ‪ -‬ترجيح العلقات الثنائية على حساب العلقات الجماعية فأي السياسة الخارجية السرائيلية‪.‬‬

‫ج‪ -‬تقييد حرية إسرائيل فأي استخدام القوة‪ ،‬حيث يضع الحلف شروطاذ صارمة لذلك‪ ،‬بحيث يجب‬

‫‪253‬‬
‫استشارة جميع الحلفاء الذين قد يعارضون ذلك‪.‬‬

‫د‪ -‬عدم التوصل إلى حل سلمي للصراع العربي ‪ -‬السرائيلي‪ ،‬إذ يشترط فأي عضوية الحلف أن ل‬
‫تكون الدولة المرشحة فأي حالة حرب أو صراع‪.‬‬

‫ذ‪ -‬عدم ترسيم حدود إسرائيل حيث يشترط فأي العضوية أن توضع الحدود بشكل سلمي‪.‬‬

‫ر ‪ -‬مشكلة القليات المضطهدة داخل إسرائيل‪.‬‬


‫ز‪ -‬فأي حالة العضوية تصبح إسرائيل ملزمة بالدفأاع الجماعي عن دول الحلف‪ ،‬حيث قد تضطر‬
‫إلى إرسال قوات بعيدة عن اهتمامها المباشر)‪.(10‬‬
‫س‪ -‬التشكك فأي جدية التزام دول الحلف بتقديم مساعدة لسرائيل فأي حالة تعرض مصالحها‬
‫الحيوية والمنية للتهديد‪ ،‬إذ هناك العديد من الحجج الرسمية والقانونية التي تخذمكن دول الحلف من‬
‫المراوغة والتماطل فأي تقديم المساعدة‪ ،‬ويتوقف ذلك على عوامل متعددة‪ ،‬وحتى التوصول إلى قرار‬
‫ملزم بإرسال المساعدة يتطلب وقتاخ قد تصبح فأيه هذه المساعدة ل معنى لها‪.‬‬
‫ش ‪ -‬التخوف من تراجع الدور المريكي الداعم للسرائيل فأي عملية السلم‪.‬‬
‫ص‪ -‬التخوف من زيادة الضغوط الدولية على إسرائيل للتخلي عن برنامجها النووي‪ ،‬إذ بعد اكتساب‬
‫العضوية لن يبقى هناك مبرر لامتلك إسرائيل للسلحة النووية فأي ظل جهود نزع أسلحة الدمار‬
‫الشامل من المنطقة بما فأيها إسرائيل )‪.(11‬‬
‫ض ‪ -‬إن فأتح باب العضوية وتوسيع نطاق الدفأاع الجماعي إلى قوس الزمات الجنوبي سيحول‬
‫الحلف إلى مبدأ المن الجماعي‪ ،‬بدلذ للدفأاع الجماعي الذي نصت عليه اتفاقية واشنطن‪ ،‬وعندها‬
‫سيصبح الحلف نظاذما عالمذيا للمن ينافأس نظام المن الجماعي الذي قامت عليه المم المتحدة‬
‫وليس مكملذ له‪.‬‬
‫‪ -2‬أنموأذج المن التعاوأني ‪ :‬يقوم هذا النموذج على عدم إقصاء أواستبعاد أحد من الترتيبات‬
‫المنية بالمنطقة‪ ،‬وباعتبار المن كلاذد ل يتجزء فأإنه يشمل حتى إيران والقوى المشايعة لها مهما‬
‫‪ .‬فأالمن التعاوني ل يستهدف أي طرف باعتباره‬ ‫)‪(12‬‬
‫اختلفت المصالح واليديولوجيات والسياسات‬
‫مصدر تهديد‪ ،‬بل يهدف إلى إيجاد أبعاد مشتركة للمن‪ ،‬وهو بديل عن نظام التوازن الستراتيجي‬
‫لتحقيق المن‪ ،‬الذي يقصر مسبذقا أبعاد المن فأي جانبه العسكري‪ ،‬وتكون أطرفأه متضادة منذ‬
‫البداية‪.‬‬

‫ضا يمكن أن يكون وسيلة لن يصبح فأضاء المتوسط‬


‫ومثلما يكون المن التعاوني غاية‪ ،‬فأإنه أي ذ‬

‫‪254‬‬
‫مؤهلذ لرساء المن والاستقرار والوصول إلى قواسم مشتركة فأي مجالت‪:‬‬

‫أ‪ -‬مكافأحة الرهاب‪.‬‬

‫ب‪ -‬سباق التسلح النووي‪.‬‬

‫ج‪ -‬أمن الطاقة‪.‬‬

‫د‪ -‬محاربة التهريب وتجارة المخدرات‪.‬‬

‫ذ ‪ -‬الالتزام بحل النزاعات بالطرق السلمية‪.‬‬

‫غير أن هذا النموذج تعترضه العديد من العقبات الموضوعية منها‪:‬‬

‫أ‪ -‬عدم التحاق جميع دول المنطقة بالحوار المتوسطي‪-‬الطلسي أو بمبادرة إسطمبول للتعاون‪.‬‬

‫ب ‪ -‬سياسة الاحتواء المزدوج التي كانت مطبقة ضد العراق و إيران‪.‬‬

‫ج ‪ -‬الاحتلل المريكي للعراق وسعي بوش إلى فأرض مشروع الشرق الوسط الكبير بالقوة‪.‬‬

‫د ‪ -‬قضية الصراع العربي ‪ -‬السرائيلي والحل العادل للقضية الفلسطينية‪.‬‬

‫ذ‪ -‬اختلل التوازن الستراتيجي فأي المنطقة لصالح إسرائيل‪.‬‬

‫ر‪ -‬فأشل مساعي نزع أسلحة الدمار الشامل بالمنطقة بسبب امتلك إسرائيل الحصري لها‪ ،‬وهو ما‬
‫يمثل تهديد لمن المنطقة‪.‬‬
‫ز‪ -‬سياسة المحاور والمحاور المضادة التي ظهرت جلذيا منذ حرب يوليو ‪2006‬م‪.‬‬
‫ثالثال ‪ :‬السيناريوأ الممكن ‪ :‬يقوم هذا السيناريو على أن العلقة القائمة بين منظمة حلف شمال‬
‫الطلسي ودول المنطقة تتجه نحو نمط مشابه لبرنامج الشراكة من أجل السلم بين الحلف ودول‬
‫صا بعد تطوير الحوار الطلسي‪-‬‬
‫شرق ووسط أوروبا الذي أطلق منذ عام ‪1994‬م‪ ،‬خصو ذ‬
‫المتوسطي إلى مستوى الشراكة‪ -‬التعاون‪ ،‬إواعلن مبادرة إسطمبول للتعاون مع دول الشرق الوسط‬
‫)‪(12‬‬
‫الموسع‪ ،‬وبالذات مع دول مجلس التعاون الخليجي‪.‬‬
‫وهنا نلحظ تشابه فأي مجالت التعاون‪ -‬حيث يتم التركيز على التعاون العملي بين الجانبين‪-‬‬
‫وتتمثل فأي النقاط التية‪:‬‬
‫‪1-‬التعاون العسكري‪ -‬العسكري للوصول إلى تآلف العمليات من خلل التدريبات والمناورات‬
‫المشتركة‪.‬‬

‫‪255‬‬
‫‪ -2‬تقديم الحلف لاستشارة فأي قطاعات التخطيط الدفأاعي والعلقات المدنية‪ -‬العسكرية إواصلحات‬
‫الدفأاع‪ ،‬حيث أطلق الحلف مبادرة فأي مجال الصلح الدفأاعي‪.‬‬

‫‪ -3‬مكافأحة الرهاب‪.‬‬

‫‪4-‬تبادل المعلومات‪.‬‬

‫‪5-‬مواجهة تهديدات انتشار أسلحة الدمار الشامل ووسائط إيصالها‪.‬‬

‫‪6-‬التعاون فأي مجال أمن الحدود‪.‬‬

‫‪7-‬محاربة الجريمة المنظمة المتخطية للحدود والتهريب وتجارة المخدرات والسلحة غير‬
‫المشروعة‪.‬‬

‫ويمكن أن تتطور مجالت التعاون لتشمل‪:‬‬

‫‪ -1‬إنشاء قوة مشتركة قادرة على القيام بمهام حفظ السلم إوادارة الزمات ومنع الصراعات‬
‫والعمليات النسانية‪.‬‬

‫‪ -2‬إنشاء قواعد عسكرية للحلف فأي دول المنطقة‪.‬‬

‫‪ -3‬المساهمة المتبادلة فأي مواجهة أي تهديدات المن الوطني لي من دول الحلف ودول‬
‫المشاركة‪ ،‬وهذا يتطلب التي‪:‬‬

‫أ‪ -‬تحقيق المزيد من الشفافأية فأي تخطيط الدفأاع والميزانية العسكرية‪.‬‬

‫ب‪ -‬تأكيد السيطرة المدنية على القوات المسلحة‪.‬‬

‫غير أن هذا السيناريو هو محل انتقاد بسبب تأثيره السلبي على أمن الدول العربية‪ ،‬وتتلخص هذه‬
‫المخاوف فأي النقاط التية‪:‬‬

‫‪ -1‬إن بقاء دول عربية (سوريا‪ ،‬ليبيا‪ ،‬السودان ) أو شرق أوسطية )إيران)خارج إطار الحوار‪-‬‬
‫الشراكة أو مبادرة إسطمبول قد تكون هدف للدفأاع الجماعي الذي يسعى إليه الحلف‪ ،‬باعتبارها‬
‫تهديداذ للمن والاستقرار‪.‬‬

‫‪ -2‬رغم توسيع الحلف فأي وسط وشرق أوروبا وسياسة الشراكة مع روسيا وأوكرانيا‪ ،‬فأإن بيئة المن‬
‫المتوسطية والشرق أوسطية هي الكثر احتمالذ لمهام حلف الطلسي بسبب غياب دور مماثل لقوة‬
‫روسيا بالمنطقة‪ ،‬حيث يكون الخيار العسكري هو البديل الول بسبب وجود قوات أمريكية )السطول‬

‫‪256‬‬
‫السادس( وأطلسية وأوربية بالمتوسط جاهزة للتدخل‪ ،‬بالضافأة إلى التسهيلت التي تقدمها دول‬
‫الشراكة الطلسية ‪ -‬المتوسطية أو دول مبادرة إسطمبول‪ ،‬وهنا تكون الضغوط العسكرية مرجحة‬
‫)‪(13‬‬
‫على البدائل السياسية والاقتصادية‪.‬‬

‫‪ -3‬إن تطورعملية الشراكة قد ترجح لدى المشاركة فأيها خيار الشراكة مع الحلف على حساب‬
‫خيارات العلقات العربية ‪ -‬العربية فأي قضايا المن‪.‬‬

‫‪ 4-‬إن عملية الشراكة فأي حد ذاتها محفز على التدخل من خلل‪:‬‬

‫أ‪ -‬توفأير أوضاع سياسية إيجابية للتدخل من خلل إقامة حوار مع أطراف غير متوسطية تضمن‬
‫حدوث انقسام داخل التجمعات والمنظمات القليمية تجاه عملية التدخل‪.‬‬

‫ب‪ -‬تخفيض التكلفة المالية لعمليات التدخل من خلل مساهمة الدول المشاركة فأي تحمل العباء‬
‫المالية‪ ،‬بالاضافأة إلى تقديم الدعم اللوجستي والمداد واستخدام أصولها العسكرية‪...‬‬

‫د‪ -‬الوصول إلى أوضاع وعلقات عسكرية مع دول الحوار تجعلها مهيئة لعمليات التدخل من‬
‫خلل إعادة التأهيل والصلح الدفأاعي وبرامج التدريب المشتركة للوصول إلى قابلية التشغيل‬
‫المتبادلة‪.‬‬

‫أوالتزود‬ ‫ذ‪ -‬تأمين إمكانية الاحتواء المبكر للزمات من خلل تقليص فأترة الدخول فأي العمليات‬
‫بإمدادات من المخزون المحلي عندما تبدأ عملية التدخل‪.‬‬

‫ر‪ -‬توفأير العنصر البشري الكفيل باستمرار العمليات وخفض الكلفة البشرية فأي ظل محدودية‬
‫العمليات الجراحية العسكرية والضرابات الجوية التي تقوم على التفوق اللوجستي)‪ ،(14‬أين يتوجب‬
‫نشر قوات برية التي ستواجه مقاومة من طرف القوات المحلية‪ ،‬وهنا يتم إقحام قوات دول الحوار‬
‫لتحمل العباء المباشرة ميدانذيا‪ ،‬حيث أثبتت حرب كوسوفأو أن الحلف لم يتج أر على بدأ تنفيذ‬
‫عمليات برية إل بعد تحييد القوة الصربية العسكرية‪ ،‬وبالخص منها القوات البرية بعدما امتنعت‬
‫القوى القليمية عن تقديم قوات بشرية كبيرة للقيام بالعمليات العسكرية ضد القوات الصربية‪،‬‬
‫ومستقبلذ سيكون دور الحلف أساسذيا فأي التمويل بالمعدات والاحتياجات اللوجستية والدعم المالي‬
‫والمعلومات فأي عملياته بالمنطقة‪.‬‬

‫‪ 5-‬التخوف من تحول شمال أفأريقيا إلى منصة محورية لعادة إطلق الطروحات الماكيندرية‬
‫الجديدة ليصبح الفضاء الفأريقي والعربي مكشوذفأا أمام اللة العسكرية الولى فأي العالم‪.‬‬

‫‪257‬‬
‫غيرأن هذا السيناريو هو الكثر ترجيذحا باعتبار أن الحلف يسعى إلى الارتقاء بالحوار الطلسي‬
‫إلى صيغة الشراكة‪ ،‬تكون مشابهة لنسخة الشراكة من أجل السلم‪ ،‬كما أن مبادرة إسطمبول للتعاون‬
‫هي على نفس مستوى الشراكة الطلسية ‪-‬المتوسطية‪ ،‬بالضافأة إلى أن هذه الصيغة مقبولة لدى‬
‫العديد من الدول العربية‪ ،‬حيث انضمت كل من الكويت والبحرين وقطر والمارات إلى مبادرة‬
‫إسطمبول‪ ،‬كما تم عقد الكثير من الاتفاقيات بين دول عربية والحلف‪ ،‬حيث وقعت الكويت والحلف‬
‫اتفاقية أمنية‪ ،‬تتعلق بتبادل المعلومات وذلك فأي ‪13‬ديسمبر ‪2006‬م‪ ،‬كما وقعت البحرين مع الحلف‬
‫إتفاقية أمن المعلومات‪ ،‬لتنظيم تبادل المعلومات المتعلقة بالمن والدفأاع ومكافأحة الرهاب‪ ،‬وذلك‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(118‬‬
‫فأي ‪25‬إبريل ‪2008‬م‪...‬‬

‫‪258‬‬
‫هوأامش الفصل الخامس ‪:‬‬

‫إبراهيم العيسوي‪ ،‬بحث فأي مفهوم السيناريوهات و طرق بنائها‪ ،‬فأي مشروع مصر ‪ ،2020‬الورقة‬ ‫)‪(1‬‬

‫‪) 1‬القاهرة ‪ :‬منتدى العالم الثالث ‪ ،‬مكتب الشرق الوسط ‪1998 ،‬م ( ‪ ،‬ص ‪. 7‬‬

‫هي منظمة أمنية إقليمية تضم كل من ‪ :‬أرمينيا‪ ،‬بيلروسيا‪ ،‬كازاخستان‪ ،‬قيرغيزستان‪،‬‬ ‫)*(‬

‫أوزبكستان‪ ،‬طاجيكستان‪ ،‬ورسيا ‪.‬‬

‫للمزيد راجع الملحق المتعلق بنص البند السادس من معاهدة واشنطن ‪.‬‬ ‫)*(‬

‫يقوم هذا السيناريو على ما يسمى فأي الدراسات النفسية بالتفكر الرغبوي ‪Wishful‬‬ ‫)**(‬

‫‪ ، Thinking‬حيث يقوم الباحث بوضع متغيرات يفترض مسبقاذ بأنها ستؤدي إلى تداعيات ونتائج‬
‫يريدها هو دون غيرها‪ ،‬فأهو مرتبط بتوجهات صاحبه‪ ،‬إل أنه يساعد على التخطيط الستراتيجي‬
‫ومعرفأة كيفية الوصول إلى النتائج المرجوة ‪ .‬نقل ذعن ‪:‬‬

‫د‪ -‬وليد عبد الحي‪ ،‬مناهج الدراسات المستقبلية وتطبيقاتها فأي العالم العربي ‪) ،‬أبوظبي ‪ :‬مركز‬
‫المارات للدراسات والبحوث الستراتيجية ‪2007،‬م ( ‪ ،‬ص ‪. 21‬‬

‫أشرف محمد كشك‪ ،‬إسرائيل و الناتو ‪ :‬من التعاون إلى الشراكة ‪ ،‬مجلة السياسة الدولية ‪ ،‬العدد‬ ‫)‪(2‬‬

‫‪) 168‬القاهرة‪2007 :‬م ( ‪ ،‬ص ‪. 252‬‬

‫عطية عبد العزيز‪ ،‬قمة إسطمبول ‪ :‬التوسع الجنوبي للناتو‪ ،‬مجلة السياسة الدولية‪ ،‬العدد ‪158‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫)القاهرة ‪2004 :‬م( ‪ ،‬ص ‪. 157‬‬

‫أشرف محمد كشك‪ ،‬إسرائيل و الناتو ‪ :‬من التعاون إلى الشراكة‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 251‬‬ ‫)‪(4‬‬

‫)‪(6‬‬
‫أشرف محمد كشك‪ ،‬إسرائيل والناتو ‪ :‬من التعاون إلى الشراكة ‪ ،‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪249‬‬ ‫)‪(5‬‬

‫شريف بدران ‪ ،‬هل تنتمي إسرائيل إلى الاتحاد الوروبي و الناتو ؟ ‪ ،‬قراءات إستراتيجية ) القاهرة ‪:‬‬
‫مركز الدراسات السياسية والستراتيجية ‪2005 ،‬م (‪ ،‬عرض لمقال ‪:‬‬

‫‪Ronald .D. Asmus and Bruce .P.Jackson , Does Israel Belong in EU and‬‬
‫‪NATO ? Policy Review ,No .129 , February – March 2005 .‬‬
‫)‪(7‬‬
‫‪ .‬شريف بدران‪ ،‬هل تنتمي إسرائيل إلى الاتحاد الوروبي والناتو ؟‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪34‬‬

‫شريف بدران ‪ ،‬هل تنتمي إسرائيل إلى الاتحاد الوروبي والناتو ؟‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.33‬‬ ‫)‪(8‬‬

‫‪259‬‬
‫د‪ -‬محمد السيد سعيد‪ ،‬الشرق الوسط وعودة سياسات المحاور والحلف‪ ،‬مجلة السياسة‬ ‫)‪(9‬‬

‫الدولية‪ ،‬العدد ‪) 168‬القاهرة ‪2007 :‬م ( ‪ ،‬ص ‪. 68‬‬


‫)‪(11‬‬
‫أشرف محمد كشك‪ ،‬إسرائيل والناتو‪ :‬من التعاون إلى الشراكة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.251‬‬ ‫)‪(10‬‬

‫أشرف محمد كشك‪ ،‬إسرائيل والناتو‪ :‬من التعاون إلى الشراكة‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.251‬‬

‫د‪ -‬محمد السيد سعيد‪ ،‬الشرق الوسط وعودة سياسات المحاور والحلف‪ ،‬المرجع السابق ‪،‬‬ ‫)‪(12‬‬

‫ص ‪. 77‬‬

‫د‪ -‬كاظم هاشم نعمة‪ ،‬حلف الطلسي )طرابلس ‪ :‬منشورات أكاديمية الدراسات العليا‪2003 ،‬م‬ ‫)‪(13‬‬

‫(‪ ،‬ص ‪.330‬‬

‫د‪ -‬كاظم هاشم نعمة‪ ،‬حلف الطلسي‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪. 333‬‬ ‫)‪(14‬‬

‫الماكندرية الجديدة هي أطروحة إستراتيجية ترى أن دور الوليات المتحدة كقوة عظمى يتمثل فأي‬ ‫)*(‬

‫منع قيام قوة مناهضة لها فأي البر الوروبي )روسيا وألمانيا ‪ (...‬ومزاحمتها فأي مناطق نفوذها حول‬
‫العالم‪ ،‬وليكون ذلك عبر الوجود العسكري المباشر‪ ،‬و إنما بطريقة غير مباشرة عسكرياذ وسياسياذ‬
‫واقتصاديذا‪ ،‬مثل التفاهمات والحماية المباشرة كما هو الوضع مع دول الخليج ‪ ،‬ومنظمة التجارة‬
‫العالمية وصندوق النقد الدولي ‪...‬‬

‫)‪(15‬‬
‫‪www . ar . rian . ru /policy / forgeign / 2008 425 / html‬‬

‫الخاتمة‪:‬‬

‫بعد سقوط الاتحاد السوفأياتي وتغير النظام الدولي‪ ،‬سعى الحلف إلى إحداث مجموعة من‬

‫‪260‬‬
‫التغيرات على بنيتة وعقيدته العسكرية من خلل صياغة المفهوم الستراتيجي إوانشاء قوة المهام‬
‫المجمعة المشتركة وتوسيع عضوية الحلف وصياغة المفهوم الستراتيجي الجديد إوانشاء قوة التدخل‬
‫السريع‪ ،‬بما يتلئم مع تحديات البيئة المنية الجديدة ودور الحلف المستقبلي فأي النظام الدولي‪،‬‬
‫وروسيا‪ ،‬وهو ما تجسد‬ ‫حيث تم إقامة سلسلة من برامج الشراكة مع دول وسط أوروبا و شرقها‬
‫فأي تشكيل مجلس تعاون شمال الطلسي والشراكة من أجل السلم‪ ،‬والعلن عن الوثيقة التأسيسية‬
‫مع روسيا التي تعززت أكثر بإنشاء مجلس الطلسي‪ -‬روسيا ثم إقامة مجلس الطلسي –‬
‫أوكرانيا‪...‬‬

‫وبعد تأسيس الاتحاد الوروبي‪ ،‬سعت دوله المتوسطية إلى الاضطلع بالمسؤولية المنية فأي‬
‫الفضاء المتوسطي من خلل مشروع الشراكة الورو ‪-‬متوسطية واستحداث قوات الوروكور‬
‫والوروفأور‪ ،‬فأضلذ عن اتحاد غرب أوروبا الذي أدمج فأي مؤسسات الاتحاد الوروبي‪ ،‬وبعد حروب‬
‫البلقان ثم التوصل إلى سياسة أمن ودفأاع أوربية مستقلة‪ ،‬ولكن دون أن تنفصل عن حلف الطلسي‬
‫بسبب محدودية القدرات الوروبية مقارنة مع قدرات الوليات المتحدة‪ ،‬التي اتضحت أكثر‪،‬‬
‫صا بعد حرب كوسوفأو‪ ،‬بالضافأة إلى اعتراض الحلف والوليات المتحدة والاتجاه الطلسي‬
‫خصو ذ‬
‫داخل الاتحاد الوروبي على أي دور أوروبي منفصل‪ ،‬حيث تم التوصل إلى صيغة توفأيقية تمثلت‬
‫فأي اتفاق برلين زائد و ما بعدها‪ ،‬كما سعت الوليات المتحدة إلى تأكيد السيطرة الطلسية على المن‬
‫الوروبي ‪ -‬المتوسطي عبر وجودها العسكري البحري بالبحر المتوسط المتمثل فأي السطول‬
‫السادس‪ ،‬إواصرارها على تولي القيادة الجنوبية للحلف رغم المعارضة الفرنسية المستمرة‪ ،‬وكذا دمج‬
‫شمال أفأريقيا مع الشرق الوسط لتكون ضمن المجال الحيوي الستراتيجي المريكي‪ ،‬من خلل‬
‫مشروع الشرق أوسطية إواقامة حوار أطلسي‪ -‬متوسطي فأي القوس الجنوبي للزمات يضم حالياذ كل‬
‫صا بعد‬
‫من الردن‪ ،‬إسرائيل‪ ،‬مصر‪ ،‬تونس‪ ،‬الجزائر‪ ،‬المغرب وموريتانيا‪ ،‬وتدعم هذا المسار خصو ذ‬
‫قمة الحلف بإسطمبول سنة ‪2004‬م‪ ،‬حيث تم الانتقال من الحوار‪ -‬التعاون إلى صيغة الشراكة ‪-‬‬
‫ضا عن مبادرة إسطمبول للتعاون تجاه دول الشرق الوسط‪ ،‬وبخاصة دول‬
‫التعاون‪ ،‬كما أعلن أي ذ‬
‫مجلس التعاون الخليجي‪ ،‬حيث انضمت إليها كل من الكويت والبحرين وقطر والمارات‪ ،‬كما‬
‫شهدت هذه الفترة العديد من مبادرات الغربية للصلح فأي الدول العربية‪ ،‬التي تكثفت منذ هجمات‬
‫‪11‬سبتمبر‪2001‬م‪ ،‬التي من بينها مبادرة الشرق الوسط الكبير‪ ،‬التي حاولت فأرض هذه الصلح‬
‫من الخارج بالقوة‪ ،‬بالاضافأة إلى سعي الوليات المتحدة إلى إيجاد دور لحلف الطلسي فأي تنفيذ هذه‬
‫الصلحات‪ ،‬وهو ما أثار حفيظة دول المنطقة‪.‬‬

‫‪261‬‬
‫وبهذا فأإن المن الطلسي المتحور بأوروبا الغربية قد أوجد إمتدادات له فأي الشرق والجنوب‪،‬‬
‫فأانتقل من مستوى المن الجزئي‪ -‬القليمي إلى مستوى المن الكلي‪ -‬العالمي‪.‬‬

‫النتائاج وأالتوأصيات ‪:‬‬

‫أوأل‪ :‬النتائاج ‪ :‬تأكد الدراسةعلى أن النظام المني الدولي هو أقرب إلى النظريات العقلنية‪ ،‬وهذا‬
‫للسباب التية‪:‬‬

‫‪ -1‬السباب القليمية‪ :‬ونذكر منها‪:‬‬

‫أ‪ -‬انشاء الاتحاد الوروبي و حلف الطلسي قوة تدخل سريع فأي مناطق الزمات التي من بينها‬
‫الدول العربية‪.‬‬

‫ب‪ -‬تطبيق الوليات المتحدة مبدأ الحرب الستباقية على العراق بسبب الشك فأي نوايا النظام‬
‫العراقي السابق بامتلكه أسلحة الدمار الشامل ونشر الحرية والديموقراطية والليبرالية وحقوق النسان‬
‫بالقوة‪ ،‬إواعادة بناء هذه الدول الفاشلة‪...‬‬

‫و وسط‬ ‫ج‪ -‬إعمال مبادئ المذهب المؤسسي الليبرالي فأي ضم دول غير ليبيرالية مثل دول شرق‬
‫أوروبا إلى حلف الطلسي والاتحاد الوروبي‪ ،‬بعد أن أثبتت أهليتها الليبرالية‪ ،‬وكذا تطبيق‬
‫الاشتراطية على دول جنوب المتوسط مثل سياسة الجوار الجديد‪ ،‬التي أعلن عنها الاتحاد الوروبي‬
‫تجاه الدول العربية‪.‬‬

‫د ‪ -‬ضعف التعاون العسكري العربي‪ -‬العربي بسبب الاعتماد المفرط علىالذات‪ ،‬وفأشل تجارب‬
‫التعاون العسكري العربية المشتركة‪ ،‬مثل قوة درع الجزيرة‪ ،‬والغموض فأي ما يتعلق بانشاء قوة شمال‬
‫إفأريقيا لحفظ السلم والاستق ارر وانعدام تجارب التصنيع العسكري المشترك‪...‬‬

‫ذ ‪ -‬بقاء الحرب كمعلم أساسي من معالم السياسة فأي الشرق الوسط )حرب الخليج الولى والثانية‬
‫واحتلل العراق وحرب يوليو ‪2006‬م‪(....‬‬

‫‪ -2‬السباب العالمية ‪ :‬وتتمثل هذه السباب فأي النقاط التية‪:‬‬

‫أ‪ -‬فأوضوية بناء النظام الدولي (غياب سلطة فأوق قومية(‪.‬‬

‫ب‪ -‬استمرار الدولة كفاعل أساسي فأي النسق الدولي‪.‬‬

‫ج‪ -‬بقاء حلف شمال الطلسي الذي يعتبر من تراث الحرب الباردة‪ ،‬الذي حقق استم ارره من خلل‬
‫تطويره للعديد من المقاربات المنية والنظرية التقليدية‪ ،‬وهو ما جعل منه – بالاضافأة إلى بعده‬

‫‪262‬‬
‫المني العسكري – مؤسسة سياسية عالمية‪.‬‬

‫د‪ -‬إن اقصاء روسيا سيكون حالة من حالت الحرب الباردة‪ ،‬وهذا ما يسمح باستم اررية مبدأ الدفأاع‬
‫الجماعي‪ ،‬الذي يقوم عليه الحلف‪ ،‬لكن إقامة شراكة معها ستنقل تلك العلقات من حال الصراع‪،‬‬
‫الذي كان سائذدا إلى حالة التعاون‪.‬‬

‫ذ‪ -‬استمرار التنافأس المني بين الدول‪ ،‬وهو ما يزيد من احتمالت قيام الحرب‪.‬‬

‫ر ‪ -‬رغم وجود تعاون بين الدول‪ ،‬إل أن هذا ل يلغي التنافأس المني القائم‪.‬‬

‫صا بعد‬
‫ز‪ -‬العودة القوية للبعد العسكري فأي العلقات الدولية على حساب البعاد الخرى‪ ،‬خصو ذ‬
‫هجمات‪ 11‬سبتمبر‪2001‬م‪.‬‬

‫ثانيال ‪ :‬التوأصيات ‪ :‬خلصت الدراسة إلى التوصيات التية ‪:‬‬

‫‪ -1‬الهتمام بتطوير الدراسات النظرية المتعلقة بالنظرية البنائية بهدف الوصول إلى نظرية عامة‬
‫فأي العلقات الدولية‪ ،‬وتطوير البعد المني منها ‪.‬‬

‫‪ -2‬انشاء منتدى إقليمي للمن النساني فأي إطار الجامعة العربية للرتقاء بحقوق النسان‬
‫والحؤول دون إعمال التدخل النساني فأي المنطقة العربية‪.‬‬

‫‪ -3‬المشاركة العربية الفاعلة فأي أنشطة لجنة المن النساني وصندوق المن النساني التابع للمم‬
‫المتحدة ‪.‬‬

‫‪ -4‬انشاء قوة بحرية عربية يشمل مجالها العملياتي البحر المتوسط والبحر الحمر وبحر العرب‪،‬‬
‫وتشرف على أمن مضيق هرمز و باب المندب وجبل طارق ‪.‬‬

‫‪ -5‬تفعيل مبادرة تشكيل قوة شمال أفأريقيا لحفظ السلم التي تم العلن عنها بعد اجتماع وزراء‬
‫دفأاع مصر‪ ،‬ليبيا ‪ ،‬تونس والجزائر منذ يوليو ‪2006‬م‪ ،‬وتوسيع عضويتها ومجال اختصاصها‬
‫لتشمل منع النزاعات و إدارة الزمات وحفظ السلم ‪.‬‬

‫‪ -6‬الحل العادل للصراع العربي السرائيلي والقضية الفلسطينية والحتلل المريكي للعراق‪،‬‬
‫كشروط ضرورية لتقدم الحوار الطلسي – المتوسطي ‪.‬‬

‫‪ -7‬الستفادة من مختلف البرامج التي يقدمها الحلف وخاصة منها المتعلقة بتطوير أنظمة‬
‫المعلومات ‪.‬‬

‫‪263‬‬
‫‪ -8‬تكوين مجموعة عمل قارة مكونة من حلف الطلسي والتحاد الوروبي والجامعة العربية تتولى‬
‫مهمة التنسيق والتكامل بين مسار بارشلونة والحوار الطلسي‪ -‬المتوسطي ‪.‬‬

‫‪ -9‬يتعين على دول الحلف مستقبلذ أن تعبر عن أهدافأها الستراتيجية والعسكرية فأي منطقة حوض‬
‫المتوسط‪ ،‬وأن تثبتها كتابياذ بالتفاق مع بلدان الحوار فأي شكل وثيقة أساسية‪ ،‬ذلك أن الحوار‬
‫الطلسي‪ -‬المتوسطي يفتقر إلى وثيقة أساسية مؤطرة مثل تلك التي توجد بالنسبة لمبادرة الشراكة‬
‫من أجل السلم ‪.‬‬

‫الملخص ‪:‬‬

‫بعد نهاية الحرب الباردة ظهرت العديد من نظريات العلقات الدولية التي حاولت توصيف واقع‬
‫النظام الدولي‪ ،‬كما ظهرت أيضاذ العديد من الدراسات المنية التي سعت إلى ايجاد عالم أكثر أمناذ‬
‫واستق ار ذرا‪ .‬وواجه حلف الطلسي تحدد يتعلق بقائه واستم ارره‪ ،‬وبناذءا عليه أحدث مجموعة من‬
‫التغييرات للتكيف مع بيئته المنية الجديدة شملت هيكله التنظيمي ومفهومه الستراتيجي وزيادة عدد‬

‫‪264‬‬
‫أعضائه وتوسيع مجال عملياته خارج نطاقه الورو‪ -‬أطلسي إواقامة علقة تكاملية مع التحاد‬
‫الوروبي‪ ،‬ثم إنشاءه لقوة التدخل السريع وسماحه لمشاركة دول من خارج الحلف فأيها وخاصةذ فأي‬
‫مجالت المن الناعم‪...‬واطلق جملة من المبادرات فأي محيطه الستراتيجي وفأي مناطق قوسي‬
‫الزمات‪ ،‬تمثلت فأي برنامج الشراكة من أجل السلم ومجلس الشراكة الطلسية – الوروبية ومجلس‬
‫انيا‪...‬واقامة الحوار الطلسي المتوسطي‪ ،‬ثم العلن‬
‫إ‬ ‫روسيا – الطلسي ومجلس الطلسي‪ -‬أوكر‬
‫عن مبادرة إسطمبول للتعاون مع إسرائيل والدول العربية لمواجهة تهديدات متعلقة بالرهاب وانتشار‬
‫أسلحة الدمار الشامل وأمن الطاقة ‪...‬ويأمل أن تكونان على شاكلة الشراكة من أجل السلم ‪.‬‬

‫الملحق‬

‫الملحق رقم )‪ : (1‬معاهدة حلفا شامال الطلسي‬

‫وأاشانطن ‪ [4‬أبريل ‪: ]1949‬‬

‫‪265‬‬
‫تؤكد أطراف المعاهدة إيمانها بأهداف ومبادئ ميثاق المم التحدة ‪ ،‬ورغبتها فأي العيش فأي سلم مع‬
‫كافأة الشعوب و الحكومات ‪.‬‬

‫وتؤكد الطراف إصرارها على حماية الحريات والتراث والحضارة المشتركة لشعوبها‪ ،‬والقائمة على‬
‫مبادئ الديموقراطية والحرية الفردية وحكم القانون ‪.‬‬

‫كما تسعى لترسيخ الستقرار والرفأاهية لمنطقة شمال الطلسي ‪.‬‬

‫وتصر على توحيد جهودها من أجل الدفأاع الجماعي و الحفاظ على السلم والمن ‪.‬‬

‫لذا فأإنها توفأق على معاهدة حلف شمال الطلسي ‪.‬‬

‫البند الوأل ‪:‬‬

‫تتعهد الطراف – كما جاء فأي ميثاق المم المتحدة – بتسوية أية نزاعات دولية تكون طرفأاذ فأيها‪،‬‬
‫بالوسائل السلمية بحيث ل يتعرض السلم والمن والعدالة الدولية للخطر‪ ،‬وكذلك تجنب اللجوء للتهديد‬
‫باستخدام القوة فأي علقاتها الدولية بأية صورة لتتفق مع أهداف المم المتحدة‪.‬‬

‫البند الثاني ‪:‬‬

‫سوف تسهم الطراف فأي المزيد من تنمية العلقات الدولية السلمية‪ ،‬وذلك بتدعيم مؤسساتها الحرة‪،‬‬
‫وتحقيق فأهم أفأضل للمبادئ التي تقوم عليها هذه المؤسسات‪ ،‬وبتشجيع الظروف التي تتيح الستقرار‬
‫والرفأاهية وسوف تسعى لنهاء الخلفأات فأي سياستها القتصادية الدولية وتشجيع التعاون القتصادي‬
‫فأي ما بينها ‪.‬‬

‫البند الثالث ‪:‬‬

‫أو عن‬ ‫من أجل تحقيق أهداف هذه المعاهدة بفاعلية‪ ،‬سوف تبقى الطراف بشكل منفصل أو مشترك‬
‫طريق العتماد الذاتي أو التعاون المشترك المستمر والفعال على قدراتها الفردية والجماعية لمقاومة‬
‫الهجوم المسلح ‪.‬‬

‫البند الرابع ‪:‬‬

‫أو‬ ‫سوف تتشاور الطراف فأي ما بينها عندما يكون هناك فأي رأي أي منها – تهديد للسيادة –‬
‫الستقلل السياسي أو المن لي منها ‪.‬‬

‫‪266‬‬
‫البند الخامس ‪:‬‬

‫تفق الطراف على أن أي هجوم مسلح ضد أي منها فأي أوروبا أو أمريكا الشمالية سوف يعتبر هجوماذ‬
‫عليها جميعذا‪ ،‬وبالتالي فأإنها تتفق على أنه فأي حالة حدوث مثل هذا الهجوم‪ ،‬فأإن كدل منها – تطبيقاذ‬
‫للحق الفردي والجماعي فأي الدفأاع عن الذات‪ ،‬وفأقاذ للبند ‪ 51‬من ميثاق المم المتحدة – سوف تساعد‬
‫الطرف أو الطراف التي تتعرض للهجوم‪ ،‬وذلك باتخاذ إجراء منفرد أو بالتنسيق مع الطراف الخرى‪،‬‬
‫بالصورة التي تراها ضرورية‪ ،‬بما فأي ذلك استخدام القوة المسلحة‪ ،‬من أجل استعادة أمن منطقة شمال‬
‫الطلسي والحفاظ عليها ‪.‬‬
‫مثل هذا الهجوم المسلح‪ ،‬وكل الجراءات التي تتخذ فأي هذا الطار‪ ،‬سوف يتم تبليغها على الفور‬
‫لمجلس المن‪ ،‬ومثل هذه الجراءات سوف تنتهي باتخاذ مجلس المن الجراءات الضرورية لستعادة‬
‫السلم والمن الدوليين والحفاظ عليهما ‪.‬‬
‫البند السادس ‪:‬‬
‫لتحقيق البند الخامس فأإن الهجوم المسلح على طرف أو أكثر يتضمن هجوماذ مسلحاذ على أراضي أي‬
‫من الطراف فأي أوروبا أو أمريكا الشمالية‪ ،‬أوالدارات الجزائرية التابعة لفرنسا أو أراضي تركيا‪ ،‬أوالجزر‬
‫تحت حكم أي من الطراف فأي منطقة شمال الطلسي أو فأي مدار السرطان وعلى القوات أو السفن أو‬
‫الطائرات الخاصة بأي من الطراف داخل أراضيها أو فأي أجوائها أوفأي أية منطقة أخرى بأوروبا حيث‬
‫تنتشر قوات الحتلل التابعة لي من الطراف فأي التاريخ الذي بدأ فأيه سريان المعاهدة‪ ،‬أو فأي البحر‬
‫البيض المتوسط‪ ،‬أو منطقة شمال الطلسي شرق مدار السرطان ‪.‬‬
‫البند السابع ‪:‬‬
‫أن المعاهدة ل تؤثر‪ ،‬ول يمكن أن تفسر بأنها ستؤثر بأي شكل من الشكال على الحقوق واللتزامات ‪،‬‬
‫فأي ميثاق الطراف العضاء فأي المم المتحدة ‪ ،‬أو على المسؤولية الولية لمجلس المن فأي الحفاظ‬
‫على السلم و المن الدوليين ‪.‬‬

‫البند الثامن ‪:‬‬

‫يعلن كل طرف أن أياذ من الرتباطات الدولية الحالية و أياذ من الطراف الخرى أو أي دولة ثالثة ل‬
‫تتعارض مع بنود هذه المعاهدة‪ ،‬كما يتعهد بأن ل يتورط فأي أي ارتباطات دولية تتعارض مع هذه‬
‫المعاهدة ‪.‬‬

‫‪267‬‬
‫البند التاسع ‪:‬‬

‫تشكل الطراف مجلس يكون كل منها ممثلذ فأيه‪ ،‬وذلك لدراسة المور المتعلقة بتطبيق هذه المعاهدة‪،‬‬
‫وسوف يقيم المجلس‬ ‫وسوف يكون المجلس منظماذ بشكل يمكنه من الجتماع الفوري فأي أي وقت‪،‬‬
‫أجهزة فأرعية كما تقتضي الضرورة و بصفة خاصة‪ ،‬سوف ينشأ على الفور لجنة دفأاعية تتولى مهمة‬
‫التوصية بالجراءات الخاصة بتطبيق البندين )‪ (3‬و )‪. (5‬‬

‫البند العاشار ‪:‬‬

‫تستطيع الطراف‪ ،‬بإجماع الراء‪ ،‬أن تدعو أية دولة أوروبية أخرى تكون فأي وضع يتيح لها تدعيم‬
‫مبادئ المعاهدة و المساهمة فأي تحقيق المن لمنطقة شمال الطلسي‪.‬‬

‫وذلك‬ ‫النضمام إلى هذه المعاهدة وأية دولة يتم دعوتها عاى هذا النحو قد تصبح طرفأاذ فأي المعاهدة‬
‫بإيداع مستندات انضمامها لدى حكومة الوليات المتحدة‪ ،‬وسوف تبلغ الوليات المتحدة كل الطراف‬
‫بتلك المستندات ‪.‬‬

‫البند الحادي عشار ‪:‬‬

‫سوف يتم التصديق على هذه المعاهدة ‪ ،‬ويتم تنفيذ شروطها من جانب الطراف بما يتفق مع أنظمتها‬
‫الدستورية‪ ،‬وسوف يتم إبداع مستندات التصديق فأي أسرع وقت ممكن لدى حكومة الوليات المتحدة‪،‬‬
‫والتي ستبلغ بدورها كل الطراف الموقعة بما أودع إليها ‪.‬‬

‫وسوف تدخل المعاهدة حيز التنفيذ فأي ما بين الدول التي صدقت عليها بمجرد إيداع تصديق أغلبية‬
‫الموقعين‪ ،‬بما فأي ذلك تصديق بلجيكا وكندا وفأرنسا واللوكسمبورغ وهولندا والمملكة المتحدة والوليات‬
‫المتحدة‪ ،‬وسوف يبدأ سريانها بالنسبة للدول الخرى ابتداءاذ من التاريخ الذي سيتم فأيه إيداع تصديقها ‪.‬‬

‫البند الثاني عشار ‪:‬‬

‫بعد عشرة سنوات من سريان المعاهدة‪ ،‬أو أي وقت بعد ذلك سوف تتشاور الطراف إذا طلب أحدها ذلك‬
‫‪ ،‬بهدف مراجعة المعاهدة ‪ ،‬مع الوضع فأي عين العتبار العوامل التي تؤثر حينئدذ على السلم والمن‬
‫فأي منطقة شمال الطلسي بما فأي ذلك تطور الترتيبات الدولية والقليمية بناءاذ على ميثاق المم‬
‫المتحدة‪ ،‬وذلك من أجل الحفاظ على السلم والمن الدوليين ‪.‬‬

‫‪268‬‬
‫البند الثالث عشار ‪:‬‬

‫بعد سريان المعاهدة بعشرين عاماذ ‪ ،‬يصبح من حق أي طرف أن يتخلى عن عضويته و ذلك بعد عام‬
‫من تسليم هذا القرار لحكومة الولبات المتحدة التي ستنبلغ بدورها الطراف الخرى بكل بلغ من هذا‬
‫النوع ‪.‬‬

‫البند الرابع عشار ‪:‬‬

‫هذه المعاهدة – التي سيعتبر كل من نصيها النجليزي و الفرنسي صحيحاذ – سوف يتم ايداعها فأي‬
‫أرشيف الولبات المتحدة‪ ،‬وسوف يبعث بنسدخ معتمدة من هذه المعاهدة إلى الحكومات الخرى الموقعة‬
‫عليها ‪.‬‬

‫‪269‬‬
‫الملحق رقم )‪ : (2‬مبادرة إسطمبوأل للتعاوأن ‪:‬‬

‫فأي الوقت الذي يخضع فأيه حلف الناتو لعملية تحول تزيد من تصميمه على مواجهة التحديات‬
‫الجديدة‪ ،‬وفأي الوقت الذي يعمل فأيه الحلف على استكمال الجهود الدولية الخرى يصبح الحلف جاه اذز‬
‫لطلق مبادرة جديدة فأي منطقة الشرق الوسط الموسع تهدف إلى مزبد من المساهمة فأي ترسيخ‬
‫المن و الستقرار على الصعيدين العالمي والقليمي ‪.‬‬

‫وفأي هذا السياق ‪ ،‬يجب أن يظل احراز تقدم نحو حدل عاددل و دائم وشامل للصراع السرائيلي –‬
‫الفلسطيني‪ ،‬يجب أن يظل أولوية تسعى إليها دول المنطقة تحديدذا‪ ،‬والسرة الدولية عموماذ وهو ما من‬
‫شأنه انجاح أهداف هذه المبادرة فأي ترسيخ الستقرار والمن ‪.‬‬

‫وعموماذ التطبيق الكامل والسريع لخارطة الطريق الرباعية عنص اذر رئيسياذ فأي الجهود الدولية التي‬
‫تشجع التوصل إلى حل للصراع السرائيلي – الفلسطيني تتم على أساسه إقامة دولتين هما إسرائيل‬
‫وفألسطين‪ ،‬تعيشان جنباذ إلى جنب بسلم وأمن ولهذا‪ ،‬تعد خارطة الطريق عنص اذر حيوياذ فأي الجهود‬
‫الدولية التي تشجع السلم الشامل على جميع المسارات‪ ،‬بما فأيها المساران السوري ‪ -‬السرائيلي‬
‫واللبناني ‪ -‬السرائيلي ‪.‬‬

‫ستأخذ مبادرة حلف الناتو‪ ،‬وبالستناد إلى سلسلة العلقات الثنائية ذات المنفعة المشتركة‪ ،‬والتي‬
‫تهدف إلى ترسيخ المن والستقرار فأي المنطقة‪ ،‬ستأخذ فأي الحسبان المبادئ التالية‪:‬‬
‫أ – أهمية أخذ الفأكار والمقترحات الصادرة عن دول المنطقة أوالمنظمات القليمية‪ ،‬فأي الحسبان‪.‬‬
‫ب‪ -‬ضرورة تأكيد أن مبادرة الناتو هذه هي مبادرة تعاونية تستند إلى المنفعة المشتركة والمصالح‬
‫المتبادلة لكل من الناتو ودول المنطقة‪ ،‬آخذة فأي الحسبان تنوعها واحتياجاتها الخاصة ‪.‬‬
‫ج‪ -‬ضرورة القرار بأن هذه المبادرة هي مبادرة منفصلة‪ ،‬إل أنها تأخذ فأي الحسبان المبادرات الخرى‬
‫مثل تلك التي طرحتها مجموعة الثمانية ‪ G8‬والمنظمات الدولية كالتحاد الوروبي ومنظمة المن‬
‫والتعاون ‪ ، OSCE‬فأتكون مكملة لها بحسب ما تدعو إليه الحاجة‪ .‬كما ستكون هذه المبادرة مكملة‬
‫و بحسب ماهو ملتئم ‪،‬‬ ‫للحوار الطلسي‪ -‬المتوسطي ‪ ،‬ويمكن لهذه المبادرة الجديدة أن تطبق‪،‬‬
‫الدروس المستفادة من التجارب السابقة‪ ،‬والليات والدوات التي وضعتها مبادرات الحلف الخرى ‪،‬‬
‫مثل مبادرة الشراكة من أجل السلم ‪.‬‬
‫د‪ -‬ضرورة التركيز على التعاون العملي فأي المجالت التي يمكن للناتو أن يفيد فأيها وبخاصة فأي‬

‫‪270‬‬
‫مجال المن‪ ،‬ومشاركة دول المنطقة فأي هذه المبادرة‪ ،‬بالضافأة إلى مدى تعاونها مع حلف الناتو‪،‬‬
‫تعتمد إلى حد كبير على تجاوب كدل منها على نحو منفصل إزاء المبادرة ومستوى اهتمامها بها ‪.‬‬
‫ذ‪ -‬ضرورة تفادي أي سوء فأهم حول مجال هذه المبادرة‪ ،‬التي ل يقصد ل منها النضمام إلى عضوية‬
‫الناتو أو مجلس الشراكة الوروبية – الطلسية ‪ EAPC‬أو مبادرة الشراكة من أجل السلم‪ ،‬ول أن‬
‫تكفل المن لحد ول أن تستغل لفتح باب نقاش سياسي حول قضايا يمكن معالجتها على نحو أفأضل‬
‫فأي منتديات أخرى ‪.‬‬
‫‪ -4‬تساهم مشاركة حلف الناتو فأي الحوار والتعاون مع دول المنطقة فأي تعزيز الجهود الدولية‬
‫الخرى التي تبذل لخدمة الصلحات فأي مجالت الديموقراطية والمجتمع المدني فأي تلك الدول‪،‬‬
‫ويمكن للحلف أن يقدم مساهمة بارزة فأي مجال المن تحديدذا‪ ،‬بالنظر إلى ما يمتلكه من قوة وتجربة‬
‫اكتسابها من خلل مبادرات الشراكة من أجل السلم والحوار المتوسطي ‪.‬‬
‫هدفا المبادرة ‪ :‬تهدف المبادرة إلى تعزيز المن والستقرار فأي المنطقة من خلل إقامة رابط جديد‬
‫عبر الطلسي مع المنطقة‪ ،‬ويمكن تحقيق هذا الهدف عن طريق تشجيع تعاون حلف الناتو مع الدول‬
‫المهتمة فأي مجال المن‪ ،‬وتحديداذ من خلل النشاطات العملية‪ ،‬حيث يمكن للحلف أن يفيد كثي اذر فأي‬
‫تطوير قدرة قوات تلك الدول على مشاركة قواته‪ ،‬ويشمل ذلك المشاركة فأي العمليات التي يقودها‬
‫الحلف‪ ،‬إلى جانب مكافأحة الرهاب ووقف انتشار أسلحة الدمار الشامل ونقل المواد اللزمة‬
‫لتصنيعها ووتهريب السلحة‪ ،‬بالضافأة إلى تعزيز قدرات إوامكانيات تلك الدول لتتمكن من مواجهة‬
‫التحديات والتهديدات المشتركة مع الناتو ‪.‬‬
‫قد ترى دول المنطقة منفعة من التعاون مع حلف الناتو من خلل ما يقدمه الحلف من دعم عملي‬
‫فأي مكافأحة التهديدات الرهابية‪ ،‬والمشاركة فأي التدريب‪ ،‬و الخبرة فأي الصلحات الدفأاعية وفأرص‬
‫التعاون العسكري‪ ،‬وكذلك من خلل الحوار السياسي بشأن القضايا ذات الهتمام المشترك ‪.‬‬
‫مضموأن المبادرة وأ أوألوأياتها‪ :‬يمكن تحقيق هدف المبادرة بصورة أساسية من خلل التعاون العملي‬
‫والمساعدة العملية فأي المجالت التي تحظى بالولوية‪ ،‬وفأي القائمة التوضيحية لبعض النشاطات‪ ،‬و‬
‫تشمل هذه المجالت مايلي ‪:‬‬
‫أ – تقديم استشارات خاصة فأي مجالت الصلحات الدفأاعية وميزانية الدفأاع والتخطيط للدفأاع‬
‫والعلقات المدنية – العسكرية ‪.‬‬

‫ب – تشجيع التعاون العسكري – العسكري للمساهمة فأي تبادلية التشغيل من خلل المشاركة فأي‬
‫مناوات وتمرينات عسكرية معينة وما يرتبط بها من نشاطات تعليمية وتدريبية يمكن لها أن تعزز من‬
‫قدرات قوات الدول المشاركة‪ ،‬وهوما يمكنها من المشاركة مع قوات الحلفاء فأي العمليات التي يقودها‬

‫‪271‬‬
‫الحلف بما ل يتعارض مع ميثاق المم المتحدة ‪.‬‬

‫* دعوة الدول المهتمة للحضور وللمشاركة فأي مناورات عسكرية معينة تنفذ فأي إطار مبادرة الشراكة‬
‫من أجل السلم التي أطلقها حلف الناتو‪ ،‬بما يتلئم مع الوضع‪ ،‬بشرط أن تكون الترتيبات الضرورية‬
‫قد طبقت ‪.‬‬

‫* تشجيع الدول المهتمة على مزيد من المشاركة فأي عمليات دعم السلم التي يقودها حلف الناتو‪،‬‬
‫وذلك حالة بحالة‪.‬‬

‫ج – مكافأحة الرهاب من خلل تبادل المعلومات والتعاون البحري ‪:‬‬

‫* دعوة الدول المهتمة للمشاركة فأي عملية المسعى النشط ‪ QAE‬بغرض تعزيز قدراتها‬
‫إوامكانياتها لتتمكن من الردع والدفأاع واحباط النشاطات الرهابية والحماية منها‪ ،‬وذلك من خلل‬
‫العمليات البحرية التي تنفذ فأي منطقة نشاطات عملية المسعى النشط‪ ،‬على يكون ذلك بموجب‬
‫الجراءات التي وضعها مجلس تعاون شمال الطلسي فأي ما يخص الدعم المقدم من الدول غير‬
‫العضاء فأي الحلف ‪.‬‬

‫* اكتشاف أنماط أخرى من التعاون فأي مجال مكافأحة الرهاب تشمل تبادل المعلومات الستخباراتية‬
‫وتقييمها‪ ،‬بما يتلئم مع ذلك التعاون ‪.‬‬

‫د‪ -‬المساهمة فأي ما يقوم به الحلف من أعمال لمواجهة التهديدات التي تمثلها أسلحة الدمار الشامل‬
‫ووسائل إيصالها ‪.‬‬

‫ذ – تشجيع التعاون‪ ،‬حيث ما يكون تكون هناك فأائدة يضيفها الناتو فأي مجال أمن الحدود ‪ ،‬وبخاصة‬
‫فأي ما يتعلق بالرهاب والسلحة الخفيفة ومكافأحة عمليات التهريب غير الشرعية‪:‬‬

‫* الستفادة من الخبرة المدعومة من حلف الناتو فأي مجال أمن الحدود و تسهيل التدريب على‬
‫عمليات المتابعة فأي هذا المجال ‪.‬‬

‫* الستفادة من البرامج المناسبة التي تنفذ فأي إطار مبادرة الشراكة من أجل السلم و من مراكز‬
‫التدريب أيضاذ ‪.‬‬

‫ر‪ -‬تشجيع التعاون فأي مجال التخطيط لحالت الطوارئ المدنية ‪:‬‬

‫والتنسيق‬ ‫* الستفادة من دورات الناتو التدريبية فأي مجالت التخطيط لحالت الطوارئ المدنية‬
‫المدني – العسكري‪ ،‬والتعامل مع الزمات الناجمة عن التهديدات البحرية والجوية والبرية ‪.‬‬

‫‪272‬‬
‫* الدعوة للحضور وللمشاركة فأي مناورات وتمرينات عسكرية ذات علقة تنفذ فأي إطار مبادرة‬
‫الشراكة من أجل السلم وبحسب ماتدعو إليه الحاجة‪ ،‬وتوفأير معلومات حول المساعدة فأي مواجهة‬
‫أي كارثة محتملة ‪.‬‬
‫المجال الجغرافي للمبادرة ‪ :‬ترحب المبادرة و بالستناد إلى مبدأ الشمولية‪ ،‬بانضمام كل دول المنطقة‬
‫المهتمة‪ ،‬والتي تشترك مع المبادرة فأي أهدافأها ومضمونها‪ ،‬ويشمل ذلك مكافأحة الرهاب وحظر‬
‫انتشار أسلحة الدمار الشامل كما ورد أعله‪ ،‬وسوف ينظر مجلس شمال الطلسي فأي انضمام أي‬
‫دولة إلى هذه المبادرة حالة بحالة وبحسب ظرفأها الخاصة ‪.‬‬
‫وتعد هذه المبادرة مكملة لعلقة الحلف الخاصة مع الدول الشريكة فأي الحوار الطلسي – المتوسطي‬
‫‪.‬‬
‫تطبيق المبادرة الجديدة ‪ :‬ستضيف هذه المبادرة إلى حلف الناتو مجموعة جديدة من العلقات مع‬
‫دول ربما تمتلك فأهماذ محدوداذ لطبيعة الحلف‪ ،‬ل سيما بعد عملية التحول التي خضع لهذا بعد انتهاء‬
‫الحرب الباردة‪ ،‬وما دام الشرط الساسي لنجاح هذه البادرة يكمن فأي تطوير دول المنطقة لمنافأعها‬
‫ومصالحها‪ ،‬فأإنه سيكون من الضروري أن يتم تحديث فأهم الحكومات وصانعي الرأي فأي تلك الدول‬
‫حول طبيعة حلف الناتو وحول هذه المبادرة أيضذا‪ ،‬واعتبارها جهداذ دبلوماسياذ عاماذ ومشتركذأ‪ ،‬وذلك فأي‬
‫ضوء ردود أفأعال الدول المعنية بالمر‪ .‬بالضافأة إلى ذلك‪ ،‬يجب أخذ وجهات نظر دول المنطقة‬
‫المعنية فأي الحسبان من خلل عملية تشاور منتظمة معها‪ ،‬وذلك عند تطوير هذه المبادرة و تطبيقها ‪.‬‬
‫سيتم اطلق هذه المبادرة فأي قمة إسطمبول وبعد ذلك‪ ،‬وبالتشاور مع الدول المهتمة بالمر‪،‬‬
‫سيعرض حلف الناتو قائمة بالنشاطات العملية ضمن مجالت الولوية المذكورة أعله لعرض أي‬
‫تطوير محتمل مع دول المنطقة المهتمة‪ .‬و سيقوم الحلف بالرتباط مع هذه الدول على قاعدة )‪+26‬‬
‫‪ ،(1‬لغرض تطوير وتنفيذ خطط العمل المتفق عليها‪ .‬ومادام المر كذلك‪ ،‬يمكن للمبادرة الجديدة أن‬
‫تطبق الدروس الملقنة من التجارب السابقة‪ ،‬وكذلك الليات والوسائل التي تم تطويرها من خلل‬
‫مبادرات الحلف الخرى ‪.‬‬

‫قائامة المراجع ‪:‬‬

‫أوألل ‪ :‬بالغة العربية ‪:‬‬

‫أ – رسائال الماجستير وأ الدكتوأراه ‪:‬‬

‫*رسائال الدكتوأراه ‪:‬‬

‫‪273‬‬
‫)‪ (1‬د‪ -‬أساماة فاروق ماخيمار‪ ،‬دور مانظماة المان والتعاون الوروبي في إدارة الصراعات في‬
‫أوروبا بعد الحرب الباردة ‪ :‬دراسة حالة البوسنة والهرسك‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬جاماعة القاهرة‪،‬‬
‫‪2004‬م ( ‪.‬‬

‫)‪ (2‬د‪ -‬سعاد ماحماد ماحماود حسن‪ ،‬العلقات الوروبية الماريكية في إطار مانظماة حلف شماال‬
‫الطلسي‪ :‬دراسة عن تأثير الدول الوروبية في السياسة الخارجية الماريكية‪ ،‬أطروحة دكتوراه )‬
‫القاهرة ‪ :‬جاماعة القاهرة ‪ 2005 ،‬م ( ‪.‬‬

‫)‪ (3‬د‪ -‬عبد الناصر الدين جندلي‪ ،‬انعكاسات تحولت النظام الدولي لماا بعد الحرب الباردة على‬
‫التجاهات النظرية الكبرى في العلقات الدولية‪ ،‬أطروحة دكتوراه ) الجزائر ‪ :‬جاماعة الجزائر ‪،‬‬
‫‪2005‬م (‪.‬‬

‫)‪ (4‬د‪ -‬عماد جاد‪ ،‬حلف الطلسي‪ :‬مهام جديدة فأي بيئة أمنية مغايرة‪ ،‬رسالة دكتوراه منشورة‬
‫) القاهرة ‪ :‬مركز الدراسات السياسية والستراتيجية ‪1998 ،‬م ( ‪.‬‬

‫)‪ (5‬د‪ -‬نزار إسمااعيل الحيالي‪ ،‬دور حلف شماال الطلسي بعد إنتهاء الحرب الباردة‪ ،‬رسالة‬
‫دكتوراه مانشورة ) أبوظبي ‪ :‬ماركز الماارات للدراسات الستراتيجية ‪2003 ،‬م ( ‪.‬‬

‫)‪ (6‬د‪ -‬نوار محمد ربيع‪ ،‬اتجاهات المن الوروبي بعد الحرب الباردة ‪ :‬دراسة فأي المن الطلسي‬
‫والمتوسطي‪ ،‬أطروحة دكتوراه ) بغداد ‪ :‬جامعة بغداد ‪2002 ،‬م ( ‪.‬‬

‫* رسائال الماجستير ‪:‬‬

‫)‪ (1‬أسامة فأاروق مخيمر‪ ،‬التعاون المتوسطي‪ ،‬رسالة ماجستير منشورة )القاهرة ‪ :‬مركز المحروسة‬
‫للبحوث والتدريب والنشر‪1998 ،‬م ( ‪.‬‬

‫)‪ (2‬جماانة رعد حاماد القيسي‪ ،‬ماشروع التحاد الوروبي للدفاع والمان‪ :‬التحديات الداخلية و‬
‫الخارجية‪ ،‬رسالة مااجستير) بغداد ‪ :‬جاماعة النهرين‪2001 ،‬م ( ‪.‬‬

‫)‪ (3‬حارث ماحماد حسن‪ ،‬العلقات بين الوليات الماتحدة الماريكية والتحاد الوروبي‪1990 :‬م‬
‫‪1998 -‬م‪ ،‬رسالة مااجيستير) بغداد‪ :‬جاماعة بغداد‪1999،‬م ( ‪.‬‬

‫)‪ (4‬خديجة عرفة ماحماد أماين ‪ ،‬مافهوم المان النساني وتطبيقاته في جنوب شرق آسيا ‪ ،‬رسالة‬
‫مااجستير ) القاهرة‪ :‬جاماعة القاهرة‪ 2006،‬م ( ‪.‬‬

‫)‪ (5‬خليفة مراد‪ ،‬التكامل القتصادي العربي فأي ضوء الطروحات النظرية والمرجعية القانونية‪،‬‬

‫‪274‬‬
‫رسالة ماجستير) الجزائر ‪ :‬جامعة باتنة ‪2006 ،‬م ( ‪.‬‬

‫)‪ (6‬عماار حجار‪ ،‬السياسة المانية الوروبية تجاه جنوبها الماتوسط ‪ ،‬رسالة مااجستير) باتنة ‪:‬‬
‫جاماعة باتنة ‪2002 ،‬م (‪.‬‬

‫)‪ (7‬ماحماد أحماد ماطاوع‪ ،‬السياسة المانية والدفاعية الوروبية في ظل عمالية توسيع الاتحاد‬
‫الوروبي شرقا‪ ،‬رسالة مااجستير) القاهرة ‪ :‬جاماعة القاهرة ‪2005 ،‬م ( ‪.‬‬

‫ب – الوأثائاق الرسمية ‪:‬‬

‫)‪ (1‬وثيقة المافهوم الستراتيجي ‪.‬‬

‫)‪ (2‬نص وثيقة المفهوم الستراتيجي الجديد ‪.‬‬

‫)‪ (3‬نص وثيقة الشراكة مان أجل السلم ‪.‬‬

‫)‪ (4‬نص الوثيقة التأسيسية بين الحلف و روسيا ‪.‬‬

‫)‪ (5‬وثيقة الشراكة المامايزة بين حلف شماال الطلسي وأوكرانيا ‪.‬‬

‫)‪ (6‬نص ماعاهدة واشنطن ‪.‬‬

‫)‪ (7‬نص مابادرة الشرق الوسط الوسط الكبير ‪.‬‬

‫)‪ (8‬نص قماة التحاد مان أجل الماتوسط ‪ :‬عمالية برشلونة ‪.‬‬

‫)‪ (9‬وثيقة مابادرة إسطمابول ‪.‬‬

‫ت‪ -‬الكتب ‪:‬‬

‫)‪ (1‬د‪ -‬إبراهيم أبو خزام‪ ،‬الحروب وتوازن القوى)عماان ‪ :‬دار الهلية للنشر والتوزيع ‪،‬‬
‫‪1998‬م ( ‪.‬‬

‫)‪ (2‬د‪ -‬إبراهيم العناني‪ ،‬النظام الماني الدولي )القاهرة ‪ :‬دون ماكان الطباعة ‪1997 ،‬م (‪ ،‬ص‬
‫‪. 87‬‬

‫)‪ (3‬إبراهيم العيسوي‪ ،‬بحث فأي مفهوم السيناريوهات وطرق بنائها ‪ ،‬فأي مشروع مصر ‪، 2020‬‬
‫الورقة ‪) 1‬القاهرة ‪ :‬منتدى العالم الثالث ‪ ،‬مكتب الشرق الوسط ‪1998 ،‬م (‬

‫)‪ (4‬أحماد وهبان‪ ،‬العلقات الوروبية الماريكية بين التحالف والماصلحة ) القاهرة ‪ :‬ماكتبة نهضة‬

‫‪275‬‬
‫الشرق‪1995 ،‬م (‪.‬‬

‫)‪ (5‬د‪ -‬إسمااعيل صبري ماقلد ‪ ،‬العلقات السياسية الدولية ‪ :‬دراسة في الصول و النظريات ‪،‬‬
‫)القاهرة ‪ ،‬الماكتبة الكاديماية‪1991 ،‬م( ‪.‬‬

‫)‪ (6‬د‪ -‬ألسكندر دوغين‪ ،‬أسس الجيوبوليتيكا ‪ :‬ماستقبل روسيا الجيوبوليتيكي ‪ ،‬ترجماة د‪ -‬عمااد‬
‫حاتم )بيروت ‪ :‬دار الكتاب الجديد الماتحدة ‪2004 ،‬م ( ‪.‬‬

‫)‪ (7‬د‪ -‬أماين هويدي‪ ،‬أحاديث في المان العربي ) بيروت ‪ :‬دار الوحدة ‪1980 ،‬م ( ‪.‬‬

‫)‪ (8‬د‪ -‬أماين هويدي‪ ،‬في السياسة والمان )بيروت ‪ :‬ماعهد النمااء العربي ‪1982 ،‬م ( ‪.‬‬

‫)‪ (9‬أينيس ل‪ .‬كلود‪ ،‬النظام الدولي والسلم العالماي ‪ ،‬ترجماة ‪ ،‬د‪ -‬عبد ال العريان )القاهرة ‪:‬‬
‫دار النهضة العربية ‪1964 ،‬م ( ‪.‬‬

‫)‪ (10‬د‪ -‬إسمااعيل صبري ماقلد‪ ،‬العلقات السياسية الدولية ‪ :‬دراسة في الصول والنظريات‬
‫)القاهرة ‪ :‬الماكتبة الكاديماية‪1991 ،‬م( ‪.‬‬

‫)‪ (11‬د‪ -‬بطرس بطرس غالي‪ ،‬حلف الطلنطي )القاهرة ‪ :‬الماطبعة النجلوماصرية‪1961 ،‬م (‬

‫)‪ (12‬د‪ -‬بطرس بطرس غالي‪ ،‬د‪ -‬ماحماود خيري عيسى‪ ،‬المادخل في علم السياسة ) القاهرة ‪:‬‬
‫ماكتبة النجلوماصرية ‪ ،‬ط‪1984، 7‬م ( ‪.‬‬

‫)‪ (13‬بيار جيربي‪ ،‬المانظماات الدولية‪ ،‬ترجماة ماحماد أحماد سليماان )القاهرة ‪ :‬ماؤسسة سجل‬
‫العرب ‪1963 ،‬م ( ‪.‬‬

‫)‪ (14‬توفيق ماحماد عطية‪ ،‬توسيع حلف شماال الطلسي ‪ :‬الدوافع ‪ ،‬الماواقف ‪ ،‬الماشكلت )القاهرة‬
‫‪ :‬الهيئة العاماة للستعلماات ‪1998 ،‬م ( ‪.‬‬

‫)‪ (15‬توفيق ماحماد عطية‪ ،‬حلف الناتو ‪ :‬رؤية جديدة لدارة الزماات الدولية )القاهرة ‪ :‬الهيئة‬
‫العاماة للستعلماات ‪1999 ،‬م ( ‪.‬‬

‫)‪ (16‬جميل مطر وعلي الدين هلل‪ ،‬النظام القليمي العربي ‪ :‬دراسة فأي العلقات السياسية‬
‫العربية‪) ،‬بيروت ‪ :‬مركز دراسات الوحدة العربية ‪1986 ،‬م ( ‪.‬‬

‫)‪ (17‬جوزيف ناي‪ ،‬القوة الناعماة ‪ :‬وسيلة النجاح في السياسة الدولية ‪ ،‬ترجماة د‪ -‬ماحماد توفيق‬
‫البجيرماي ) الرياض ‪ :‬العبيكان للنشر ‪2007 ،‬م ( ‪.‬‬

‫‪276‬‬
‫)‪ (18‬جون بيليس ‪ ،‬عولماة السياسة العالماية )دبي ‪ :‬ماركز الخليج للبحاث ‪2004 ،‬م( ‪0‬‬

‫)‪ (19‬جيماس دورتي و روبرت بالتسغراف ‪ ،‬النظريات التضاربة في العلقات الدولية ‪ ،‬ترجماة‬
‫د‪ -‬وليد عبد الحي ) الكويت ‪ :‬كاظماة للنشر و الدراسات و الترجماة ‪1985 ،‬م( ‪.‬‬

‫)‪ (20‬د‪ -‬حسن نافعة‪ ،‬التحاد الوروبي والدروس الماستفادة عربيا ) بيروت ‪ :‬ماركز دراسات‬
‫الوحدة العربية ‪2004 ،‬م( ‪.‬‬

‫)‪ (21‬رسل فيفلد‪ ،‬إتزل بيرسي‪ ،‬الجيوبوليتيكا‪ ،‬ترجماة يوسف ماجلى و لويس إسكندر)القاهرة ‪:‬‬
‫الكرنك ‪ ،‬دون تاريخ النشر( ‪.‬‬

‫)‪ (22‬ريتشارد نيكسون‪ ،‬الفرصة السانحة ‪ :‬التحديات التي تواجه أمريكا فأي عالم ليس به إل قوة‬
‫عظمى واحدة ‪ ،‬ترجمة ‪ :‬أحمد صدقي مراد )دون مكان الطبع ‪ :‬دار الهلل ‪1992 ،‬م (‪.‬‬

‫)‪ (23‬زبيغينيو بيريجينسكي‪ ،‬رقعة الشطرنج الكبرى )دماشق ‪ :‬ماركز الدراسات العسكرية ‪،‬‬
‫‪1999‬م ( ‪.‬‬

‫)‪ (24‬د‪ -‬سماعان بطرس فرج‪ ،‬ماصر والدائرة الماتوسطية )القاهرة ‪ :‬دار الشروق ‪2002 ،‬م(‪.‬‬

‫)‪ (25‬شمعون بيريز‪ ،‬الشرق الوسط الجديد ‪ ،‬ترجمة عبد الحافأظ حيلمي)عمان‪ :‬دار الهلية ‪،‬‬
‫‪1994‬م( ‪.‬‬

‫)‪ (26‬د‪ -‬عادل ثابت‪ ،‬حلف شماال الطلسي وتوسعه جهة الشرق ‪ :‬التهديدات الجديدة و تحديات‬
‫البيئة الدولية ) أبوظبي ‪ :‬ماركز زايد للتنسيق و الماتابعة ‪2004 ،‬م ( ‪.‬‬

‫)‪ (27‬عاطف الغمري‪ ،‬الشرق الوسط الكبير) القاهرة ‪ :‬كتاب الحرية ‪2004 ،‬م ( ‪.‬‬

‫)‪ (28‬عباس غالي الحديثي‪ ،‬نظريات السيطرة الستراتيجية وصراع الحضارات) عماان‪ :‬دار‬
‫أساماة للنشر والتوزيع ‪2004 ،‬م ( ‪.‬‬

‫)‪ (29‬د‪ -‬عبد المانعم الماشاط ‪ ،‬نظرية المان القوماي العربي الماعاصر ) القاهرة ‪ :‬دار الماوقف‬
‫العربي ‪1989 ،‬م ( ‪.‬‬

‫)‪ (30‬د‪ -‬عبد الوهاب الكيالي‪ ،‬ماوسوعة السياسة )بيروت ‪ :‬الماؤسسة العربية للدراسات والنشر‪،‬‬
‫ط‪ ،1‬ج‪1981 ، 7‬م (‪.‬‬

‫‪277‬‬
‫)‪ (31‬عبد الوهاب الماسيري ‪ ،‬فتحي التريكي‪ ،‬الحداثة وماا بعد الحداثة )دماشق ‪ :‬دار الفكر ‪،‬‬
‫‪2003‬م ( ‪.‬‬

‫)‪ (32‬د‪ -‬عصام الدين بسيم‪ ،‬مانظماة المام الماتحدة )القاهرة ‪ :‬دار الطويجي ‪ ،‬دون سنة النشر(‪،‬‬
‫ص ‪.478‬‬

‫)‪ (33‬د‪ -‬علي عزت بيغوفيتش‪ ،‬علي عزت بيغوفيتش‪ :‬سيرة ذاتية وأسئلة ل مافر مانها ‪ ،‬ترجماة‬
‫‪ :‬د‪ -‬عبد ال الشناق و د‪ -‬راماي جردات ) دماشق ‪ :‬دار الفكر ‪2004 ،‬م( ‪.‬‬

‫)‪ (34‬د‪ -‬عمااد جاد )ماحررا( ‪ :‬التحاد الوروبي ‪ :‬مان التعاون القتصادي إلى السياسة‬
‫الخارجية والمانية الماشتركة ) القاهرة ‪ :‬ماركزالدراسات السياسية والستراتيجية ‪2001 ،‬م ( ‪،‬‬
‫ص ‪. 106‬‬

‫)‪ (35‬أ‪ -‬د‪ -‬فايز ماحماد العيسوي‪ ،‬الجغرافيا السياسية الماعاصرة ) السكندرية ‪ :‬دار الماعرفة‬
‫الجاماعية ‪2002 ،‬م ( ‪.‬‬

‫)‪ (36‬فرانسيس فوكوياماا‪ ،‬الثقة‪ ،‬ترجماة ماعين الماام وماجاب الماام )دماشق ‪ :‬رام للطباعة‬
‫والنشر ‪ 1998 ،‬م ( ‪.‬‬

‫)‪ (37‬فرانسيس فوكوياماا‪ ،‬بناء الدولة‪ :‬النظام العالماي وماشكلة الحكم والدارة في القرن الحادي‬
‫والعشرين ‪ ،‬ترجماة ماجاب الماام ) الرياض ‪ :‬العبيكان ‪2007 ،‬م ( ‪.‬‬

‫)‪ (38‬فرانسيس فوكوياماا‪ ،‬نهاية التاريخ والرجل وخاتم البشر‪ ،‬ترجماة حسين أحماد أماين )القاهرة‬
‫‪ :‬ماركز الهرام للترجماة والنشر ‪1993،‬م ( ‪.‬‬

‫)‪ (39‬كارل دويتش‪ ،‬تحليل السياسة الدولية‪ ،‬ترجماة ماحماد ماحماود شعبان ) القاهرة ‪ :‬الهيئة‬
‫العاماة للكتاب ‪ 1983‬م( ‪.‬‬

‫)‪ (40‬د‪ -‬كاظم هاشم نعمة‪ ،‬حلف الطلسي )طرابلس ‪ :‬منشورات أكاديمية الدراسات العليا‪،‬‬
‫‪2003‬م ( ‪.‬‬

‫)‪ (41‬ماحماد أبو بكر الرازي ‪ ،‬ماختار الصحاح ) القاهرة ‪ :‬الماطبعة المايرية ‪1925 ،‬م ( ‪.‬‬

‫)‪ (42‬د‪ -‬ماحماد السيد سليم‪ ،‬تحليل السياسة الخارجية ) القاهرة ‪ :‬ماكتبة النهضة الماصرية‪،‬‬
‫‪1998‬م ( ‪.‬‬

‫‪278‬‬
‫)‪ (43‬د‪ -‬ماحماد الماجذوب‪ ،‬التنظيم الدولي )بيروت ‪ :‬مانشورات الحلبي الحقوقية‪2002 ،‬م (‪.‬‬

‫)‪ (44‬د‪ -‬ماحماد طه بدوي‪ ،‬مادخل إلى علم العلقات الدولية ) بيروت ‪ :‬دار النهضة العربية‬
‫للطباعة والنشر ‪1972 ،‬م( ‪.‬‬

‫)‪ (45‬د‪ -‬ماحماد نبيل فؤاد‪ ،‬حلف شماال الطلسي )الناتو( ‪ :‬النظام العالماي الحادي وماشروع‬
‫الشرق الوسط الكبير ) القاهرة ‪ :‬دار الجماهورية للصحافة ‪ 2007 ،‬م ( ‪.‬‬

‫)‪ (46‬د‪ -‬ماحماد ماحماود إبراهيم الديب‪ ،‬الجغرافيا السياسية ‪ :‬مانظور ماعاصر)القاهرة ‪ :‬الماكتبة‬
‫النجلوماصرية ‪1989 ،‬م(‪.‬‬

‫)‪ (47‬د‪ -‬ماصطفى ناصف ‪ ،‬الحلف والتكتلت في السياسة العالماية ) الكويت ‪ :‬عالم الماعرفة ‪،‬‬
‫‪1978‬م(‪.‬‬

‫)‪ (48‬د‪ -‬مامادوح مانصور‪ ،‬سياسات التحالف الدولي ‪ :‬دراسة في أصول نظرية التحالف الدولي‬
‫و دور الحلف في توازن القوى واستقرار النساق الدولية ) القاهرة ‪ :‬ماكتبة مادبولي ‪1997 ،‬م‬
‫(‪.‬‬

‫)‪ (49‬د‪ -‬ناظم عبد الواحد الجاسور‪ ،‬تأثير الخلفأات المريكية الوروبية على قضايا المة العربية‬
‫‪ :‬حقبة ما بعد الحرب الباردة ) بيروت ‪ :‬مركز دراسات الوحدة العربية ‪2007 ،‬م( ‪.‬‬

‫)‪ (50‬نافع أيوب لبس‪ ،‬مانظماة ماعاهدة حلف شماال الطلسي )الناتو( ‪ :‬العضوية و التعاون‬
‫)دماشق ‪ :‬ماركز الدراسات العسكرية ‪1996 ،‬م ( ‪.‬‬

‫)‪ (51‬نيكولو مايكيافيلي‪ ،‬ماطارحات مايكيافيلي ‪ ،‬ترجماة خيري حمااد )بيروت ‪ :‬مانشورات دار‬
‫الفاق الجديدة‪1962 ،‬م(‪.‬‬

‫)‪ (52‬هانز ماورجانتو‪ ،‬السياسة بين المام‪ ،‬ترجماة خيري حمااد) القاهرة ‪ :‬الدار القوماية للكتاب‪،‬‬
‫‪1965‬م ( ‪.‬‬

‫)‪ (53‬د‪ -‬ودودة بدران‪ ،‬الرؤى الماختلفة للنظام العالماي الجديد ‪ ،‬في ماحماد السيد سليم )ماحررا(‪،‬‬
‫النظام العالماي الجديد ) القاهرة‪ :‬ماركز البحوث والدراسات السياسية ‪ ،‬جاماعة القاهرة‪1994 ،‬م (‬
‫‪.‬‬

‫)‪ (54‬د‪ -‬وليد عبد الحي‪ ،‬تحول الماسلماات في نظريات العلقات الدولية‪ ) ،‬الجزائر ‪ :‬ماؤسسة‬
‫الشروق للعلم و النشر ‪1994،‬م ( ‪.‬‬

‫‪279‬‬
‫)‪ (55‬د‪ -‬وليد عبد الحي ‪ ،‬مناهج الدراسات المستقبلية وتطبيقاتها فأي العالم العربي )أبوظبي ‪:‬‬
‫مركز المارات للدراسات والبحوث الستراتيجية ‪2007 ،‬م ( ‪.‬‬

‫)‪ (56‬د‪ -‬يوسف ناصيف حتيي‪ ،‬نظرية العلقات الدولية) بيروت ‪ :‬دار الكتاب العربي ‪،‬‬
‫‪1985‬م( ‪.‬‬

‫ث ‪ -‬الدوأريات ‪:‬‬

‫)*( مجلة المستقبل العربي ‪:‬‬

‫)‪ (1‬جلل أحمد أمين ‪ ،‬مشروع الشرق أوسطية و مشروع النهضة العربية ‪ ،‬مجلة المستقبل العربي‪،‬‬
‫العدد ‪) 178‬بيروت ‪1993 :‬م( ‪.‬‬

‫)‪ (2‬محمود عبد الفضيل ‪ ،‬مشاريع الترتيبات القتصادية الشرق أوسطية‪ ،‬مجلة المستقبل العربي‪،‬‬
‫العدد ‪) 179‬بيروت ‪1994 :‬م ( ‪.‬‬

‫)*( مجلة دراسات يمنية ‪:‬‬

‫)‪ (1‬د‪ -‬حسين ماحماد الظاهر‪ ،‬المان القوماي العربي ‪ :‬مادخل نظري‪ ،‬ماجلة دراسات يمانية‪ ،‬العدد‬
‫‪ )48‬صنعاء ‪1992 :‬م(‬

‫)*( مجلة شاؤوأن عربية ‪:‬‬

‫)‪ (1‬رفعت سيد أحماد ‪ ،‬المان القوماي العربي بعد حرب لبنان ‪ :‬دراسة في تطور المافهوم‪ ،‬ماجلة‬
‫شؤون عربية‪ ،‬العدد ‪ ) 35‬تونس ‪ :‬جاماعة الدول العربية ‪1984‬م( ‪.‬‬

‫)‪ (2‬د‪ -‬علي الدين هلل‪ ،‬المان القوماي العربي‪ :‬دراسة في الصول ‪ ،‬ماجلة شؤون عربية‪ ،‬العدد‬
‫‪ ) 35‬تونس ‪ :‬جاماعة الدول العربية ‪1984 ،‬م( ‪.‬‬

‫)*( مجلة شؤون الوسطأ ‪:‬‬

‫)‪ (1‬ألكسي بوشكوف ‪ ،‬روسيا والطلسي ‪ :‬اللحرب و اللسلم فأي العلقات بين الخصمين‬
‫السابقين‪ ،‬مجلة شؤون الوسط ‪ ،‬العدد‪ ) 63‬بيروت ‪1997 :‬م( ‪.‬‬

‫)‪ (2‬د‪ -‬عبد النور بن عنتر ‪ ،‬الدفاع الوروبي والمان العربي ‪ ،‬ماجلة شؤون الوسط ‪ ،‬العدد ‪65‬‬
‫) بيروت ‪ 1997 :‬م ( ‪.‬‬

‫)‪ (3‬غسان العزي ‪ ،‬توسيع حلف الطلسي و تعزيز الهيمنة المريكية ‪ ،‬مجلة شؤون الوسط ‪ ،‬العدد‬

‫‪280‬‬
‫‪ ) 83‬بيروت ‪ 1999 ، :‬م( ‪.‬‬

‫)‪ (4‬غسان العزي ‪ ،‬العلقات الطلسية – الروسية ‪ ،‬مجلة شؤون الوسـط ‪ ،‬العــدد ‪108‬‬

‫) بيروت ‪ 2002 ، :‬م( ‪.‬‬

‫)‪ (5‬محمد دياب ‪ :‬مشروع إصلح الجيش الروسي و العقيدة العسكرية الروسية ‪ ،‬مجلة شؤون‬
‫الوسط ‪ ،‬العدد ‪ ) 63‬بيروت ‪ 1997 :‬م( ‪.‬‬

‫)‪ (6‬ميشيل يمين ‪ ،‬تقدم حلف شمال الطلسي ‪ :‬استم ار اذر للحرب الباردة ‪ ،‬مجلة شؤون الوسط ‪،‬‬
‫العدد‪ ) 68‬بيروت ‪1998 :‬م(‪.‬‬

‫)*( ‪ -‬مجلة السياسة الدوألية ‪:‬‬

‫)‪ (1‬إبراهيم غالي‪ ،‬التحاد الوربي ‪ :‬إستراتيجية للدفاع الماشترك ‪ ،‬ماجلة السياسة الدولية ‪ ،‬العدد‬
‫‪ )156‬القاهرة ‪2004 :‬م ( ‪.‬‬

‫)‪ (2‬أبو بكر الدسوقي‪ ،‬ألبان كوسوفا بين التفاوض والقتال ‪ ،‬ماجلة السياسة الدولية ‪ ،‬العدد ‪) 137‬‬
‫القاهرة ‪1999 :‬م( ‪.‬‬

‫)‪ (3‬د‪ -‬أحمد إبراهيم خليل‪ ،‬الدفأاع المشترك الخليجي ‪ :‬محدودية التعاون ‪ ،‬مجلة السياسة الدولية ‪،‬‬
‫العدد ‪)172‬القاهرة ‪2008:‬م( ‪.‬‬

‫)‪ (4‬د‪ -‬أحمد سليم البرصان‪ ،‬مبادرة الشرق الوسط الكبير‪ :‬البعاد السياسية و الستراتيجية ‪،‬‬
‫مجلة السياسة الدولية ‪ ،‬العدد ‪ ) 158‬القاهرة ‪20004،‬م (‪.‬‬

‫)‪ (5‬أشرف محمد كشك ‪ ،‬إسرائيل و الناتو ‪ :‬من التعاون إلى الشراكة ‪ ،‬مجلة السياسة الدولية ‪،‬‬
‫العدد ‪) 158‬القاهرة ‪2007 :‬م ( ‪.‬‬

‫)‪ (6‬د‪ -‬أليسندرو فأيجيس‪ ،‬مستقبل الناتو و توسعه شرقاذ و فأي البحر المتوسط ‪ ،‬ماجلة السياسة‬
‫الدولية‪ ،‬العدد ‪ )152‬القاهرة ‪ 2003 :‬م( ‪.‬‬

‫)‪ (7‬د‪ -‬بهجت قرني‪ ،‬مان النظام الدولي إلى النظام العالماي ‪ ،‬ماجلة السياسة الدولية ‪،‬العدد‬
‫‪ )161‬القاهرة ‪2005 :‬م( ‪.‬‬

‫)‪ (8‬د‪ -‬حسن أبوطالب ‪ ،‬هل يتجه النظام الدولي نحو التعددية القطبية ؟ ‪ ،‬ماجلة السياسة الدولية ‪،‬‬
‫العدد ‪ ) 161‬القاهرة ‪2005 :‬م ( ‪.‬‬

‫‪281‬‬
‫)‪ (9‬خليل العناني‪ ،‬الشرق الوسط الكبير‪ ،‬مجلة السياسة الدولية‪ ،‬العدد ‪)156‬القاهرة‪2004 :‬م(‬

‫)‪ (10‬د‪ -‬زكرياء حسين ‪ ،‬السياسة الدفاعية للتحاد الوروبي في القرن الحادي والعشرين ‪،‬‬
‫ماجلة السياسة الدولية ‪ ،‬العدد ‪ )151‬القاهرة ‪2003 :‬م ( ‪.‬‬

‫)‪ (11‬سامية بيبرس‪ ،‬الاتحاد من أجل المتوسط ومستقبل الشراكة الورو‪ -‬متوسطية ‪ ،‬مجلة‬
‫السياسة الدولية ‪ ،‬العدد ‪) 174‬القاهرة ‪. ( 2008 :‬‬

‫)‪ (12‬د‪ -‬صلح سالم زرنوقة‪ ،‬الناتو بين مارحلتين‪ ،‬ماجلة السياسة الدولية‪ ،‬العدد ‪)129‬القاهرة ‪:‬‬
‫‪ 1997‬م(‪.‬‬

‫)‪ (13‬د‪ -‬عبد ال الشعل‪ ،‬تطور ماركز الفرد في القانون الدولي خلل العقود الربعة الخيرة‪،‬‬
‫ماجلة السياسة الدولية ‪ ،‬العدد ‪ ) 161‬القاهرة ‪2005 :‬م ( ‪.‬‬

‫)‪ (14‬عبد ال صالح‪ ،‬بعد قماة ماايو ‪ :‬أهداف خطة توسيع الحلف‪ ،‬ماجلة السياسة الدولية‪ ،‬العدد‬
‫‪ )129‬القاهرة ‪ 1997 :‬م( ‪.‬‬

‫)‪ (15‬د‪ -‬عبد النور بن عنتر ‪ ،‬تطور مافهوم المان في العلقات الدولية ‪ ،‬ماجلة السياسة الدولية ‪،‬‬
‫العدد ‪ )160‬القاهرة ‪2005 :‬م ( ‪.‬‬

‫)‪ (16‬عزة جلل‪ ،‬كوسوفا ‪ :‬جذور الصراع ‪ ،‬ماجلة السياسة الدولية ‪ ،‬العدد ‪) 137‬القاهرة ‪:‬‬
‫‪1999‬م( ‪.‬‬

‫)‪ (17‬عطية عبد العزيز‪ ،‬قمة إسطمبول ‪ :‬التوسع الجنوبي للناتو‪ ،‬مجلة السياسة الدولية‪ ،‬العدد‬
‫‪) 158‬القاهرة ‪2004 :‬م( ‪.‬‬

‫)‪ (18‬علي عبد الصادق ‪ ،‬الناتو والشرق الوسط الكبير ‪ ،‬مجلة السياسة الدولية ‪ ،‬العدد ‪163‬‬
‫) القاهرة ‪2006 ،‬م (‪.‬‬

‫)‪ (19‬د‪ -‬عمااد جاد ‪ ،‬التحاد الوروبي ‪ :‬تطور التجربة ‪ ،‬ماجلة السياسة الدولية ‪ ،‬العدد‬
‫‪ )161‬القاهرة ‪2005 :‬م ( ‪.‬‬

‫)‪ (20‬د‪ -‬عمااد جاد‪ ،‬أثر تغير النظام الدولي على حلف شماال الطلسي‪ ،‬ماجلة السياسة الدولية‪،‬‬
‫العدد ‪)134‬القاهرة ‪ 1998 :‬م ( ‪.‬‬

‫)‪ (21‬د‪ -‬عمااد جاد ‪ ،‬الجدل حول المافهوم الستراتيجي لحلف الطلنطي ‪ ،‬ماجلة السياسة الدولية‬
‫‪ ،‬العدد ‪) 129‬القاهرة ‪ 1998 :‬م ( ‪.‬‬

‫‪282‬‬
‫)‪ (22‬د‪ -‬عمرو حمزاوي ‪ ،‬توسيع التحاد الوروبي ‪ :‬التحديات والفرص ‪ ،‬مجلة السياسة الدولية ‪،‬‬
‫العدد ‪) 157‬القاهرة ‪. ( 2004 :‬‬

‫)‪ (23‬عمرو عبد الكريم سعداوي‪ ،‬فأرنسا و توسيع الناتو‪ ،‬ماجلة السياسة الدولية‪ ،‬العدد‬
‫‪ )129‬القاهرة ‪ 1997 :‬م( ‪.‬‬

‫)‪ (24‬ل‪ -‬كماال شديد‪ ،‬السياسة الدفاعية الوروبية الماستقلة وأثرها على الشرق الوسط ‪ ،‬ماجلة‬
‫السياسة الدولية‪ ،‬العدد ‪ ) 157‬القاهرة ‪2004 :‬م ( ‪.‬‬

‫)‪ (25‬ماالك عوني ‪ ،‬حلف الطلسي و أزماة كوسوفو ‪ :‬حدود القوة و حدود الشرعية ‪ ،‬ماجلة‬
‫السياسة الدولية ‪ ،‬العدد ‪ )137‬القاهرة ‪1999 :‬م ( ‪.‬‬

‫)‪ (26‬د‪ -‬محمد السيد سعيد ‪ ،‬الشرق الوسط وعودة سياسات المحاور والحلف‪ ،‬مجلة السياسة‬
‫الدولية‪ ،‬العدد ‪) 168‬القاهرة ‪2007 :‬م ( ‪.‬‬

‫)‪ (27‬د‪ -‬مصطفى صايج‪ ،‬التحاد من أجل المتوسط ومصير برشلونة‪ ،‬مجلة السياسة الدولية‪،‬‬
‫العدد ‪) 174‬القاهرة ‪ 20008 ،‬م( ‪.‬‬

‫)‪ (28‬نيرمين السعدني‪ ،‬مؤتمرات التعاون الشرق أوسطي‪ :‬اليجابيات والسلبيات ‪ ،‬مجلة السياسة‬
‫الدولية ‪ ،‬العدد ‪ )127‬القاهرة ‪. (1997:‬‬

‫)*( مجلة مفاهيم السس العلمية للمعرفة ‪:‬‬

‫)‪ (1‬خديجة عرفة ماحماد أماين ‪ ،‬مافهوم المان النساني ‪ ،‬ماجلة مافاهيم السس العلماية للماعرفة ‪،‬‬
‫العدد ‪ ) 13‬القاهرة ‪2006 :‬م (‪ ،‬ص ‪. 31‬‬

‫)‪ (2‬د‪ -‬ماصطفى علوي‪ ،‬المان القليماي بين المان الوطني والمان الدولي ‪ ،‬ماجلة مافاهيم السس‬
‫العلماية للماعرفة‪ ،‬العدد ‪) 4‬القاهرة ‪2005 :‬م ( ‪.‬‬

‫)‪ (3‬د‪ -‬نشأت عثماان الهللي ‪ :‬المان الجمااعي ‪ ،‬ماجلة مافاهيم السس الماعرفة العلماية ‪ ،‬العدد ‪9‬‬
‫)القاهرة ‪2005 :‬م ( ‪.‬‬

‫مجلة شؤون سياسية ‪:‬‬

‫)*( صماوئيل هنتينغتون ‪ ،‬صراع الحضارات ‪ ،‬ترجماة نجوى أبو غزالة ‪ ،‬ماجلة شؤون سياسية‪،‬‬
‫العدد ‪ ) 1‬بغداد ‪. (1994 :‬‬

‫‪283‬‬
‫)*( سلسلة دراسات عالمية ‪:‬‬

‫)‪ (1‬لويس هنكيس وآخرون‪ ،‬ترجماة الطاهر بوساحية ‪ ،‬تدخل حلف شماال الطلسي في كوسوفا‪،‬‬
‫سلسلة دراسات عالماية‪ ،‬العدد ‪ ) 40‬أبو ظبي ‪2001 :‬م (‪.‬‬

‫)*( مجلة قراءات إستراتيجية ‪:‬‬

‫)‪ (1‬شريف بدران‪ ،‬هل تنتمي إسرائيل إلى الاتحاد الوروبي و الناتو ؟‪ ،‬قراءات إستراتيجية‬

‫) القاهرة ‪ :‬مركز الدراسات السياسية والستراتيجية ‪2005 ،‬م ( ‪ ،‬عرض لمقال ‪:‬‬

‫‪Ronald .D. Asmus and Bruce .P.Jackson , Does Israel Belong in EU and‬‬
‫‪NATO ? Policy Review ,No .129 , February – March 2005 .‬‬
‫ج – التقارير السنوأية ‪:‬‬

‫)‪ (1‬د‪ -‬حسن أبوطالب )ماحررًأ( ‪ ،‬التقرير الستراتيجي العربي ‪ ) 2001‬القاهرة ‪ :‬ماركز الدراسات‬
‫السياسية والستراتيجية ‪2002 ،‬م ( ‪.‬‬

‫)‪ (2‬د‪ -‬حسن أبوطالب وآخرون‪ ،‬التقرير الستراتيجي العربي ‪) 2004 – 2003‬القاهرة ‪:‬‬

‫مركز الهرام للدرايات السياسية والستراتيجية‪2004 ،‬م ( ‪.‬‬

‫)‪ (3‬د‪ -‬حسن أبوطالب وآخرون‪ ،‬التقرير الستراتيجي العربي ‪) 2005 – 2004‬القاهرة ‪:‬‬

‫مركز الهرام للدرايات السياسية و الستراتيجية ‪2005 ،‬م ( ‪.‬‬

‫)‪ (4‬تقرير السيبري السنوي ‪ :‬نزع السلح والمان الدولي ) بيروت ‪ :‬ماركز دراسات الوحدة‬

‫العربية ‪2004 ،‬م (‪.‬‬

‫)‪ (4‬تقرير السيبري السنوي‪ :‬نزع السلح والمان الدولي ) بيروت ‪ :‬ماركز دراسات الوحدة العربية‪،‬‬
‫‪2005‬م (‪.‬‬

‫)‪ (6‬تقرير السيبري السنوي‪ :‬نزع السلح والمان الدولي ) بيروت ‪ :‬ماركز دراسات الوحدة العربية‪،‬‬
‫‪2006‬م (‬

‫ر‪ -‬الموأاقع اللكتروأنية ‪:‬‬

‫‪(1) www.diplomacie.gouv.fr.‬‬

‫‪284‬‬
(2) www.usinfo.state.gov

(3) www.nato.int

(4) www.rand.org

(5) www.nato-qatar .com

(6) www. Globalresearch .ca

(7) www . kuna . net

(8) www . ar . rian . ru

(9)Quille Gerrard , ESDP : The State Of Play ,europarl . eu . int


/Meetdocs / 2004/ organes /Sete04c _ev .pdf .20 -09 – 2004 .

(10) www .kuna . net / new agancies public site / article detaile .aspsc ?
id = 1944578 language = ar.

(11) www.geocities . com .

(12) Andrew Moravvesik , Fedration And Peace : A Structural_Leberal


Perspective , www_ user .uni.de /inus /zib / Fachsimo .htm .

(13) www . nato – russia - council . com. info

(14) www.etudiant d-z.com /vp /showwthhread.php?s.

. ‫م‬2008 ‫ آب‬15 ، ‫ قناة الجزيرة‬، ‫ برنامج لقاء اليوم‬:‫مقابلة تليفيزيونية‬

: ‫ اللغة الفرنسية‬: ‫ثانيال‬

: ‫أ – الكتب‬

(1)Bertrand Badie Et Beatrice Didiot, L'Etat Du Monde ( Paris : La


Decouverte , 2007 ).

285
(2)Charles Zorgbide , Histoire Des Relations Internationales : 1962 a Nos
Jours , (Paris : Hachette , 1995) .

(3)Emmanuelle Kant ,Vers La Paix Perpetuelle ( Paris : Garnier _


Flammarion ,1991 .

(4)Frank Petitville , La Politique Internationale De L' Union European


(Paris : Press La Fondation National Des Siences Politiques , 2006 ) .

(5)K.G.Giesen , L'ethique Des Relations Internationales : Les Theories


Anglo _ Americaines ( Bruxlles : Brayant , 1992) .

(6)Thierry Monthrial Et Philippe Moreau Defares , RAMES 2007 , L'


Europe Et Le Monde ( Paris : Edition La Dunod , 2006) .
: ‫ بالغة النجليزية‬: ‫ثالثال‬

: ‫أ – الكتب‬

(1)Amos .A . Jordan and William . J. Taylor . Jr , American National


Security (The Hopkins University Press ,1984 ) .

(2)Barry Buzan , People State And Fear : An Aganda For International


Security Stadies In The Post Cold War (Bonlder : Lynne Rienner
Publishers ,1991) .

(3)Edward Azar And .C.I. Moon , National Security In The Third World
(Mary Land : Center For International Development And Conflict
Management, University Of Mary Land , 1988 ) .

(4)James Morrison : Nato Expansion and alternative Future Security


Alignments (Washington DC ; Institute For National Stratigic Stadies,
1995 ) ,PP 48.

(5)Hans . J . Morgantau , Politiks Among Nations :The Setrugle For


Power And Peace ( Alfred .A. Konop .inc , Sixth Ed ,1985) .

286
(6)M.Berowitz And P.G. Bock ,American National Security ( NewYork:
Free Press ,1965).

(7)Richard Holbrooke , To End A War ( New York : Random House ,


1998 ) .

(8)Robert .o.Keohane And Joseph .S. Nay , Power And Interdependance ,


( Boston : Little and Company ,1977 ) .

(9) Robert Mac Namora,The Essence Of Security , (NewYork : Haspen


And Row ,1968) .

(10)Paul Viotti , Mark V . Kauppi , International Relation Theory :


Realism ,Pluralism , Globalism ,And Beyoud ( Boston : Allynand Bacon,
1997 ) .
‫ ب – الدوأريات‬:

(*)Nato Review :

(1)A.Cragg ,The Combiened Joint Tasks Force Concept : A Kay


Component Of Alliances Adaptation , Nato Review , Vol . 44 .No 4 ,
July ,1996.
(2)Dimitri Trenin , Nato and Russia : Soberig Thoghts and Practical
Suggestions :
www . nato . int / docu / review / 2007 / issues 2 / franch / art 1 . html .
(3)General George A . Joulian, Nato 's Millitary Contrubution To
Partnershipe For Peace : The Progress and The Challenge , Nato Review,
Vol .43 , No 2.
(4)L .T . General Mario Da Silva , Chief Of Staff Of Nato 's Combiened
Joint Planing Staff , Implementing The Combiened Joint Concept , Nato
Review , Vol .46, No.4 , Winter 1998.

287
(5)Grigoriy M . Perepelytsia : Nato Ukraine : At The Crossroads : www .
nato . int / docu / review / 2007 / issues 2 / franch / art 2 . html .
(6)Javier Solana , A Definining Moment For Nato : The Washington
Summit decision and The Kosovo Crisis , Nato Review , Vol , 47 , No , 2,
summer.
(7)John Kriendler , PFP Critic Management Activities : Enhancing
Capabilities and Coorperation, Nato Review , Vol ,3 , Autom 1998 .
(8)RD.Amus.FS.Larrabee , I.O.Lesser ,Mediterranean Security : new
Challenges New Tasks , nato review ,vol .44.No,3, 1996 .
(9)Rebert Bell , Sisyphs and NRF : The Challenges Of Setting Up The
Nato Response Force : www . nato . int / docu / review / 2006 / issue 3 /
english / art 4 .html .
(*) Forgeign Affairs :

(1)Bernard Lewis , Rethininking The Middle East , Forgeign Affairs , Vol


. 71 . No .4. 1992
(2)N . Malcoin : The Case Against Europe , Forgein Affairs , vol . 74 . No
2 , March – april 1995.
(*) Security Dailogue :
(1)Kanti Bajpai , An Expression Of Threats Versus Capabilities ACROSS
Time and Space , Security Dailogue , vol .35, No.3 , 2004 ,p 360 .
(*)J. Holsen And J . Waelboeck , The Less Developed Contries And The
International Mechanicanism(Proceedings Of The American Association ,
vol 1 ,1972) .

288
‫فهرس الجداوأل و الشكال و الخرائط ‪:‬‬

‫رقم الصفحة‬ ‫الجداوأل ‪:‬‬

‫‪22‬‬ ‫الجدول رقم )‪ : (1‬نقاط المقارنة بين نظام المن الجماعي ونظام توازن القوى‬

‫‪23‬‬ ‫الجدول رقم )‪ : (2‬مستويات المن‬

‫‪48‬‬ ‫الجدول رقم )‪ : (3‬نقاط التوافأق بين النظرية البنائية والواقعية والتأملية‬

‫‪289‬‬
‫‪160‬‬ ‫الجدول رقم )‪ : (4‬دول الشراكة من أجل السلم‬

‫رقم الصفحة‬ ‫الشاكال ‪:‬‬

‫‪64‬‬ ‫الشكل رقم )‪ : (1‬اللجان الرئسية لمجلس شمال الطلسي‬

‫‪67‬‬ ‫الشكل رقم )‪: (2‬البنية العسكرية للنيتو‬

‫‪68‬‬ ‫الشكل رقم )‪ : (3‬هيئة العسكريين الدولية‬

‫‪130‬‬ ‫الشكل رقم )‪ : (4‬هيكل القيادات العسكرية الرئيسية‬

‫‪169‬‬ ‫الشكل رقم )‪ : (5‬مجلس الطلسي – روسيا‬

‫‪220‬‬ ‫الشكل رقم )‪ (5‬دول الحوار الطلسي – المتوسطي الجنوبية‬

‫رقم الصفحة‬ ‫الخرائاط ‪:‬‬

‫‪81‬‬ ‫الخريطة رقم )‪ : (1‬المن الطلسي حسب سبيكمان الخريطة‬

‫‪84‬‬ ‫لخريطة رقم )‪ : (2‬صدام الحضارات‬

‫فهرس المحتويات‬

‫رقم الصفحة‬ ‫الموضوعات‬

‫‪4‬‬ ‫المقدمة‬

‫‪290‬‬
‫‪9‬‬ ‫الفصل الول ‪ :‬مفهوم ونظريات المن الدولي‬

‫‪10‬‬ ‫المبحث الول ‪ :‬مفهوم و مقومات المن‬

‫‪10‬‬ ‫المطألب الول ‪ :‬مافهوم المان‬

‫‪11‬‬ ‫المطألب الثاني ‪ :‬ماقوماات المان‬

‫‪12‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬مستويات المن‬

‫‪12‬‬ ‫المطألب الول‪ :‬المان الفردي أو المان النساني‬

‫‪14‬‬ ‫المطألب الثاني ‪ :‬المان القوماي‬

‫‪16‬‬ ‫المطألب الثالث ‪ :‬المان القليماي‬

‫‪20‬‬ ‫المطألب الرابع ‪ :‬المان الدولي‬

‫‪24‬‬ ‫المبحث الثالث ‪ :‬نظريات المن الدولي‬

‫‪24‬‬ ‫المطألب الول‪ :‬النظريات العقلنية‬

‫‪42‬‬ ‫المطألب الثاني ‪ :‬النظريات التأمالية‬

‫‪46‬‬ ‫المطألب الثالث‪ :‬النظرية البنائية‬

‫‪58‬‬ ‫الفصل الثاني ‪ :‬حلف شمال الطألسي بعد انتهاء الحرب الباردة‬

‫‪59‬‬ ‫المبحث الول‪ :‬منظمة حلف شمال الطألسي‬

‫‪59‬‬ ‫المطألب الول ‪ :‬نشأة الحلف‬

‫‪60‬‬ ‫المطألب الثاني‪ :‬المابادئ والهداف‬

‫‪61‬‬ ‫المطألب الثالث ‪ :‬أجهزة الحلف‬

‫‪69‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬المن الطألسي‬

‫‪69‬‬ ‫المطألب الول ‪ :‬طبيعة النظام الدولي‬

‫‪291‬‬
‫‪76‬‬ ‫المطألب الثاني ‪ :‬المان الطلسي جيوبوليتيكيا‬

‫‪87‬‬ ‫المطألب الثالث ‪ :‬بقاء واستمارار الحلف‬

‫‪95‬‬ ‫الفصل الثالث ‪ :‬المن الورو ‪ -‬أطألسي وإستراتيجية الحلف‬

‫‪96‬‬ ‫المبحث الول ‪ :‬المن الوروبي‬

‫‪96‬‬ ‫المطألب الول ‪ :‬حروب البلقان‬

‫‪104‬‬ ‫المطألب الثاني ‪ :‬سياسة أوروبا الدفاعية‬

‫‪116‬‬ ‫المطألب الثالث ‪ :‬العلقة بين حلف شماال الطلسي وسياسة المان والدفاع‬
‫الوروبية‬

‫‪122‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬إستراتيجية الحلف العسكرية‬

‫‪122‬‬ ‫المطألب الول ‪ :‬المافهوم الستراتيجي‬

‫‪129‬‬ ‫المطألب الثاني ‪ :‬أثر تغير النظام الدولي على هيكل الحلف‬

‫‪133‬‬ ‫المطألب الثالث ‪ :‬المافهوم الستراتيجي الجديد‬

‫‪144‬‬ ‫المطألب الرابع ‪ :‬توسيع الحلف‬

‫‪154‬‬ ‫المطألب الخامس ‪ :‬قوات التدخل السريع‬

‫‪157‬‬ ‫المبحث الثالث ‪ :‬مبادرات الشراكة – التعاون الوروبية‬

‫‪157‬‬ ‫المطألب الول ‪ :‬ماجلس تعاون شماال الطلسي و مابادرة الشراكة مان أجل‬
‫السلم‬

‫‪161‬‬ ‫المطألب الثاني ‪ :‬الوثيقة التأسيسية و ماجلس الطلسي – روسيا‬

‫‪170‬‬ ‫المطألب الثالث ‪ :‬ماجلس الشراكة الطلسية ‪ -‬الوروبية‬

‫‪172‬‬ ‫المطألب الرابع ‪ :‬ماجلس الطلسي ‪ -‬أوكرانيا‬

‫‪292‬‬
‫‪194‬‬ ‫الفصل الرابع ‪ :‬المن العربي ومبادرات التعاون‬

‫‪195‬‬ ‫المبحث الول ‪ :‬المشاريع الغربية للتعاون القليمي‬

‫‪195‬‬ ‫المطألب الول ‪ :‬الشرق أوسطية‬

‫‪198‬‬ ‫المطألب الثاني ‪ :‬الشراكة الورو ‪ -‬ماتوسطية‬

‫‪204‬‬ ‫المطألب الثالث ‪ :‬مابادرات الصلح الوروبية و التحاد مان أجل الماتوسط‬

‫‪212‬‬ ‫المطألب الرابع‪ :‬مابادرة الشرق الوسط الكبير‬

‫‪218‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬مبادرات الحلف للحوار والتعاون‬

‫‪218‬‬ ‫المطألب الول ‪ :‬مابادرة الحوار الطلسي‪ -‬الماتوسطي‬


‫‪231‬‬ ‫المطألب الثاني ‪ :‬مابادرة إسطمابول للتعاون‬
‫‪238‬‬ ‫المطألب الثالث‪ :‬ماقارنة بين ماختلف مابادرات الحلف للتعاون‬
‫‪247‬‬ ‫الفصل الخامس ‪ :‬مستقبل العلقة بين الحلف ودول المنطأقة‬
‫‪248‬‬ ‫أولل ‪ :‬السيناريو الماحتمال‬
‫‪249‬‬ ‫ثانليا ‪ :‬السيناريو الماعياري‬
‫‪254‬‬ ‫ثاللثا ‪ :‬السيناريو الماماكن‬

‫الخاتمة‬
‫‪260‬‬
‫‪264‬‬ ‫الملخص‬
‫‪265‬‬ ‫الملحق‬
‫‪273‬‬
‫المراجع‬

‫‪289‬‬ ‫فهرس الجداول والشكال والخرائط‬

‫‪290‬‬ ‫فهرس الماحتويات‬

‫‪293‬‬
294

You might also like