Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 21

‫علم اللغة الجنائي في اليمن‬

‫(‪)Forensic Linguistics‬‬
‫(دراسة وصفية تحليلية)‬
‫المقدمة‪:‬‬
‫تطمح هذه الدراسة إلى توضيح الوظيفة الدقيقة علم اللغة الجنائي باعتباره تخصصا‬
‫حديثا يرحب باللغويين كخبرغء محترفين السيما أثناء التحقيق والمحاكمة والفصل‬
‫في الحاالت المدنية ‪...‬‬
‫علم اللغة الجنائي أصبح فرعا من الـ ‪ CDA‬الذي يتعامل مع الجرائم المرتكبة من‬
‫خالل اللغة وحلولها ‪ ،‬ورغم النجاح الذي حققه هذا الفرع اللغوي التطبيقي في البلدان‬
‫الغربية المتقدمة ‪ ،‬إال أنه مازال غائبا عن المؤسسات والجامعات العربية ربما يرجع‬
‫ذلك إلى محدودية الخبرة في هذا المجال وعلى الرغم بعض المؤتمرات والمحاوالت‬
‫التي وجدناها إال أنها محاوالت تفتقر إلى الدقة في الوصف النظري لم تهتم إلى التحليل‬
‫ولم تحقق رؤية متكاملة حول تفاصيل هذا العلم ومجاالته الكثيرة ‪ ..‬وبما أن علم اللغة‬
‫الجنائي هو تطبيق المعرفة اللغوية واألساليب واألفكار على النصوص واألدلة اللغوية‬
‫ذات الطابع القانوني فإن التركيز في هذه األطروحة ينصب على وظيفة علم اللغة‬
‫الجنائي في المجاالت اللغوية ذات الطابع القانوني مع التركيز بشكل خاص على‬
‫النصوص واألدلة اللغوية في الحاالت التي يكون فيها التأليف غير معروف أو موضع‬
‫تساؤل ‪.‬‬
‫سوف تناقش هذه الدراسة النقاط التي يتم تجاهلها من قبل الشرطة والقانون‬
‫والمسؤولين القضائيين أثناء التحقيق والمحاكمة والفحص واالستجواب المتواصل‬
‫واتخاذ القرارات في غياب المعرفة المناسبة للجوانب اللغوية للغة‪ .‬فغالبا ما تتالعب‬
‫الشرطة والمحامون بالحقيقة من خالل لغة قانونية لتحقيق النتائج المطلوبة‪.‬‬

‫سبب اختيار هذا الموضوع‬


‫هو التطور الهائل الذي القته اللسانيات الجنائية في البلدان المتقدمة وما حققه من نجاح‬
‫نحن في أمس الحاجة إليه في أوطاننا العربية ‪ ،‬خصوصا مع سيطرة وسائط اإلنترنت‬
‫‪ ،‬كرسائل البريد اإللكتروني ومواقع الرسائل الفورية ‪WhatsApp ، Telegram‬‬
‫‪ Messenger Skype imo Facebook‬وغيرها من المواقع التي عادة ما تكون‬
‫نصوصها قصيرة ‪..‬‬

‫الهدف من هذه الدراسة‬


‫وضع معالم واضحة لهذا العلم تسهم في تقديم المساعدة في كثير من في الجرائم‬
‫الرقمية ؛ واليخفى ما في هذا من الفائدة للمجتمع والقانون والبحث العلمي ‪ ،‬هذا‬
‫باإلضافة إلى كونها تخصصا حديثا عن طريقه تم الترحيب باللغويين كخبراء محترفين‬
‫على مستوى العالم ‪ ،‬ال سيما أثناء التحقيق والمحاكمة والفصل في مختلف الحاالت‬
‫المدنية‪.‬‬
‫اآلثار المترتبة على الدراسة الحالية هي تقديم حل للمشاكل التي يواجهها غير المهنيين‬
‫في اإلجراءات القانونية‪ .‬مع األخذ في االعتبار هذا التضمين ‪ :‬ستستكشف الدراسة‬
‫الحالية انتهاكات مختلفة للعملية القانونية وستقترح بعض الطرق العملية لتغيير الوضع‬
‫الراهن في اليمن ‪.‬‬

‫فرضية البحث‬
‫علم اللغة الجنائي يسهم في وضع حد للكثير من الجرائم الرقمية ذات الطابع اللغوي‬
‫ويحد من االستغالل اللغوي للضعفاء من قبل موظفي القانون ( المحامين ) وذلك‬
‫خالل تبسيط القانون بمساعدة الطرق اللغوية المختلفة‬
‫‪ 3.3‬أسئلة البحث‬
‫تحتوي الدراسة على أسئلة بحثية ؛‬
‫‪ .1‬ما دور علم اللغويات الشرعي في تجنب االستغالل اللغوي؟‬
‫‪ .2‬إلى أي مدى سيكون علم اللغة الشرعي مفيدا للمحامين وهيئة المحلفين في المحكمة‬
‫والطالب والمدرسين في المؤسسات األكاديمية للقانون وعامة الجمهور في الحياة‬
‫اليومية في باكستان؟‬
‫‪ .3‬ما مدى فائدة قسم لغوي في الطب الشرعي لمكافحة الجرائم اللغوية في رابعا جمع‬
‫البيانات وتحليلها‬
‫‪ 4.1‬بعض القضايا القانونية المتعلقة بالمواقف والجرائم المرتكبة بلغة في جميع أنحاء‬
‫العالم الحاالت المتعلقة بتهديدات الحياة ومكالمات التهديد ومذكرات التهديد واالستخدام‬
‫غير القانوني لعالمات تجارية أخرى ؛ االنتحال ‪ ،‬واالبتزاز ‪ ،‬وما إلى ذلك استدعاء‬
‫رأي الخبراء في التحقيق اللغوي الشرعي‪.‬‬

‫أهمية البحث‬
‫بالنسبة للتخصص ‪ :‬فهو إضافة مهمة إلى المكتبة العربية لما فيه من إثبات أو نفي‬
‫لصحة بعض الفرضيات‬
‫مفيدا للمحامين وهيئة المحلفين في المحكمة والطالب والمدرسين في المؤسسات‬
‫األكاديمية للقانون وعامة الجمهور في الحياة اليومية في باكستان‬
‫وبالنسبة للمجتمع ‪ :‬ففاىدة‬
‫ما مدى فائدة قسم لغوي في الطب الشرعي لمكافحة الجرائم اللغوية في رابعا جمع‬
‫البيانات وتحليلها‬
‫‪ 4.1‬بعض القضايا القانونية المتعلقة بالمواقف والجرائم المرتكبة بلغة في جميع أنحاء‬
‫العالم الحاالت المتعلقة بتهديدات الحياة ومكالمات التهديد ومذكرات التهديد واالستخدام‬
‫غير القانوني لعالمات تجارية أخرى ؛ االنتحال ‪ ،‬واالبتزاز ‪ ،‬وما إلى ذلك استدعاء‬
‫رأي الخبراء في التحقيق اللغوي الشرعي‪.‬‬
‫حدود البحث‬
‫القرن الواحد والعشرين وأما مكان البحث فرغم أن هذه النقطة اختيارية للباحث إال‬
‫أن الحدود المكانية تنطبق على كل المجتمعات البشرية مع األخذ في االعتبار هذا‬
‫التضمين ‪ :‬ستستكشف الدراسة الحالية انتهاكات مختلفة للعملية القانونية وستقترح‬
‫بعض الطرق العملية لتغيير الوضع الراهن في اليمن‪.‬‬

‫منهج البحث ‪ :‬المنهج الوصفي التحليلي العملي‬


‫الباب األول‬
‫التوصيف النظري لعلم اللغة الجنائي‬

‫الفصل األول ‪ :‬المدخل إلى علم اللغة الجنائي‬


‫المبحث األول ‪ :‬علم اللغة الجنائي (المفهوم ‪ ،‬النشأة ‪ ،‬التطور)‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬أبرز أقسام علم اللغة الجنائي‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬العالقة بين علم اللغة الجنائي والمجتمع القانوني‬
‫المبحث الرابع ‪ :‬حول النص الجنائي‬

‫الفصل الثاني ‪ :‬بيان أهمية علم اللغة الجنائي‬


‫المبحث األول ‪ :‬الظواهر اللغوية كدليل ومدى مقبوليتها‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬األخطاء اللغوية وأثرها على األحكام الموضوعية للقانون ‪.‬‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬البصمة اللغوية والحمض النووي‬
‫المبحث الرابع ‪ :‬مناقشة أهم المصطلحات ذات العالقة‬
‫الباب الثاني‬
‫الوصف العملي لعلم اللغة الجنائي‬

‫الفصل االول ‪ :‬أبرز تطبيقات علم اللغة الجنائي‬


‫المبحث األول ‪ :‬تحديد هوية مؤلف النص (المكتوب ‪ ،‬المنطوق)‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬تحليل الخطاب‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬كشف االنتحال الفكري‬
‫المبحث الرابع ‪ :‬مجاالت أخرى ‪:‬‬
‫لغة القانون ‪ ،‬لعالمة التجارية ‪ ،‬طلبات الفدية ‪ ،‬المكالمات الطارئة ‪ ،‬الرسائل‬
‫االنتحارية ‪ ...‬إلخ‬

‫الفصل الثاني ‪ :‬تقنيات تحليل النصوص الجنائية‬


‫المبحث األول ‪ :‬أسلوبيات علم اللغة الجنائي التحليلية‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬خطوات التحليل الكمي للبيانات اللغوية‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬خطوات التحليل النوعي للبيانات اللغوية‬
‫المبحث الرابع ‪ :‬نماذج تحليلية من الواقع اليمني‬

‫الفصل الثاني ‪ :‬آليات يهتم بها إخصائي اللغة الجنائي‬


‫المبحث األول ‪ :‬التباين اللغوي‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬الثابت والمتغير‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬القياس اللغوي‬
‫المبحث الرابع ‪ :‬المعنى اللغوي والمعنى المقصود‬

‫الباب الثالث‬
‫اللسانيات الجنائية ولغة العملية القانونية‬

‫الفصل األول ‪ :‬علم اللغة الجنائي‬

‫المبحث األول ‪ :‬لغة محاضر الشرطة في مواجهة المتهمين‬


‫المبحث الثاني ‪ :‬لغة قاعة المحكمة‬
‫لغة القضاة – لغة المحامين – لغة الشهود – لغة هيئة المحلفين‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬اللغوي كشاهد خبير‬
‫المبحث الرابع ‪ :‬استراتيجيات الخداع اللغوي ‪.‬‬

‫الفصل الثاني ‪ :‬مشكالت لغوية يواجهها المواطن في القضايا الجنائية‬

‫المبحث األول ‪ :‬استغالل الموظفين لقوة اللغة القانونية ولفها لمصلحتهم‬


‫المبحث الثاني ‪ :‬غموض المستندات القانونية‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬التباين في الخطاب المؤسسي‬
‫يعني بكل بساطة الخطاب الذي يحدث في بيئة مهنية أو قائمة على العمل‪.‬‬
‫المبحث الرابع العالقة بين فهم المواطن ولغة القانون ‪،‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬علم اللغة الجنائي البرمجيات‬
‫الفصل الرابع ‪ :‬علم اللغة الجنائي والتقنيات الحديثة‬
‫المبحث األول ‪ :‬علم اللغة الجنائي واالتصاالت الرقمية ‪DCM‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬البريد اإللكتروني ظاهرة لغوية‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬اللغة ومواقع التواصل االجتماعي‬
‫المبحث الرابع ‪ :‬أمثلة على إنجازات اللغويين‬

‫القواعد اللغوية ‪-‬‬


‫عالمات النمط (الكلمات الرئيسية – الكلمات الدالة – عالمات الترقيم واإلمالء –‬
‫اكثر الكلمات ‪)...‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬التشابه بين الحمض النووي واللغة المبحث الثاني ‪:‬‬

‫تحليل الخطاب‬
‫لغة قاعة المحكمة‬
‫لغة أفعال الكالم المحددة‬
‫لغة القانون‬

‫تحديد المؤلف – تحديد المتحدث – العالمة التجارية – لغة القانون –‬


‫تحليل كلمات العقود – البحث عن المعنى العادي – تحليل معنى الرموز غير اللغوية‬
‫( التقاطع المتداخل ) – نصوص االعترافات والتهديدات والمؤامرة‬
‫ال تتوافق عادة قدرة المتحدثين والكتاب على استخدام اللغة مع فهم كثير من األعمال‬
‫الداخلية للغة اللغوية‪.‬‬

‫هذه ليست مهمة صغيرة ‪ ،‬بالنظر إلى ضيق الوقت المعتاد ‪ ،‬وتفاوت مستويات المعرفة‬
‫السابقة حول اللغة ‪ ،‬وحاجة الخبير إلى تجنب‬
‫األوصاف التقنية التي قد تكون غير مفهومة للجميع‪.‬‬

‫النتائج‬
‫التوصيات‬
‫الخاتمة‬
‫المراجع‬

‫مقاالت‬
‫اللّسانيّات الجنائيّة‪ :‬تحقيق العدالة عن طريق اللّغة – أنطونيوس نادر‬

‫أنطونيوس نادر ‪ 13‬يونيو‪ 8 2019 ،‬دقائق‬


‫‪FacebookTwitterWhatsAppTelegram‬‬

‫من الجيّد أن يعرف اللّغو ّ‬


‫ي أنّه يُمكن أن يكون مفيدا…‬

‫“معظم الناس يعتبرون اللغة أمرا مفروغا منه‪ ،‬ولكن ليس أنت…أنت وأنا نقدّر كالنا‬
‫قوة الكلمات وخصوصيّتها”‪ .‬يُل ّخص هذا االقتباس‪ ،‬المأخوذ من سلسلة التّحقيقات‬ ‫ّ‬
‫الفيديراليّة “‪ – ”Manhunt: Unabomber‬والذي يُعرض على ‪ – Netflix‬إحدى‬
‫أه ّم الحقول المتداخلة بين اللّسانيّات وعلم األدلّة الجنائيّة‪ ،‬ويُطلق على هذا المجال‬
‫ي (‪”.)Forensic Linguistics‬‬ ‫“اللّسانيّات الجنائيّة أو علم اللّغة الجنائ ّ‬

‫صوتية والبصريّة واالجتماعيّة‬ ‫ي للخصائص ال ّ‬ ‫يقوم هذا العلم‪ ،‬على تحليل دقيق ومنهج ّ‬
‫التي تتميّز بها لغة شخص يكون مرتبطا بإحدى الدّعاوى القضائيّة‪ .‬وتعمل على‬
‫صصين في حقول لسانيّة شتّى منها‪:‬‬ ‫استخراج نتائج هذا التحليل‪ ،‬مجموعة من المتخ ّ‬
‫“اللّسانيّات الوظيفيّة واللّسانيّات االجتماعيّة”‪ .‬تُسهم هذه التّحليالت في تضييق دائرة‬
‫المشتبه بهم‪ ،‬وهي بذلك تَزيد من فعاليّة العمل الجنائ ّ‬
‫ي‪ .‬ويُع ّد تقييم االستجوابات‬
‫الشرطة وفي المحاكم‪ ،‬أبرز مجاالت تطبيق هذا العلم؛‬ ‫ّ‬ ‫والتّصريحات القضائيّة لدى‬
‫حيث تُقارن هذه التّصريحات لتبيان براءة المشتبه به أو إلعادة تحقيق العدالة في‬
‫إحدى القضايا‪.‬‬
‫البصمة اللّغويّة…وح ّل ألغاز الجريمة عن طريق اللّسانيّات‪.‬‬

‫إذا أمسكت بشيء ما بيديْك‪ ،‬فإنّك ستترك بصمات أصابعك عليه بحيث يمكن بعد‬
‫إن األمر نفسه يُطبّق عند‬ ‫هويتك بسهولة‪ّ .‬‬ ‫إجراء فحص دقيق لهذا الشيء‪ ،‬الكشف عن ّ‬
‫التلفّظ بالكلمات سواء أت ّم ذلك عن طريق المشافهة أو الكتابة‪ .‬ك ّل فرد لديه ما يُس ّميه‬
‫ي‪ ،‬يشير إلى اللّغة الفرديّة لشخص‬ ‫اللّغويّون باللّغدية (‪ .)Idiolect‬وهي مصطلح لسان ّ‬
‫ي وطريقته في التّعبير والكالم”‪ .‬يقابل‬ ‫معيّن‪ ،‬مثل “المفردات التي يتقنها‪ ،‬سلوكه اللّفظ ّ‬
‫هذا المصطلح‪ ،‬مصطلح آخر هو “لهجة اجتماعيّة” (‪ ،)Sociolect‬يُستخدم لوصف‬
‫الخصائص المميّزة للهجة ما أو للغة مرتبطة بمجموعة من األفراد ينتمون بالضّرورة‬
‫إلى مجتمع واحد؛ ومن مثيل هذه اللّغات‪“ :‬لغة الشارع السريّة لتداول المخدّرات أو‬
‫لغة االتجار باألعضاء أو لغة البغاء…”‬

‫الطرق التي َيعتمد عليها علماء اللّسانيّات‬ ‫تُع ّد تلك البصمات اللّغويّة‪ ،‬واحدة من ّ‬
‫االجتماعيّة‪ ،‬لتحليل الخصائص الفرديّة ألعضاء الجماعات اللّغويّة‪ ،‬ومن ث ّم تحديد‬
‫سمات المشتركة بين أفراد هذه الجماعات‪ .‬أ ّما فيما‬ ‫أطرها الدقيقة بهدف استخالص ال ّ‬
‫فإن “اللّغديّة” و “اللّهجة االجتماعيّة” يش ّكالن معا “المادّة‬
‫يختص باللّسانيّات الجنائيّة‪ّ ،‬‬
‫ّ‬
‫شبهة على أحد مرتكبي الجرائم‪.‬‬ ‫ي‪ ،‬إلثبات ال ّ‬‫الخام” التي يُعتمد عليها كدليل جنائ ّ‬
‫وخصوصا أولئك الّذين يتّبعون رسائل التّهديد القتناص ضحاياهم‪.‬‬

‫صدد‪ ،‬يقول البروفيسور األلماني ريموند دروميل ‪Raimund‬‬ ‫وفي هذا ال ّ‬


‫‪ – ))Drommel‬وهو أحد أعالم اللّسانيّات الجنائيّة – “…في كثير من الحاالت‪،‬‬
‫تكفي عيّنة من األدلّة اللّغويّة لفتح قضيّة جنائيّة ض ّد مشتبه به مثل “لهجة شخصية”‬
‫يتكرر‬
‫ّ‬ ‫أو استخدام المشتبه به لنوع من الكلمات والعبارات أو لتركيب لغوي معيّن‪،‬‬
‫صة…”‬ ‫لديه بصورة خا ّ‬

‫يدفعنا هذا التّصريح إلى االعتراف بقيمة الكلمات المنطوقة أو المكتوبة‪ ،‬فهي قادرة‬
‫على التّأثير في عمليّة إدراك األحداث ومعرفة هويّة المشاركين فيها‪ ،‬وهذا ما يُف ّ‬
‫سر‬
‫لماذا قد تفشل بعض القضايا الجنائيّة في تحقيق العدالة‪.‬‬
‫تاريخ ظهور المصطلح‬

‫ي لوالدة “اللّسانيّات الجنائيّة”؛ إذ أبصر‬


‫لع ّل مبدأ تحقيق العدالة‪ ،‬كان الباعث األساس ّ‬
‫للمرة األولى عام ‪ 1968‬عندما استخدمه أستاذ اللّسانيّات “جان‬ ‫هذا المصطلح النّور ّ‬
‫سفارتفيك” في إعادة تحليل تصريحات “تيموثني جون إيفانز”‪ .‬كان “إيفانز” مشتبها‬
‫به بجريمة قتل زوجته وابنته وقد ثَبُتت إدانته‪ ،‬فحكمت عليه المحكمة بالموت شنقا‪.‬‬
‫وبعد تنفيذ حكم اإلعدام بثالث سنوات‪ ،‬شرع “سفارتفيك” يدرس “التّصريحات‬
‫شرطة وقد الحظ وجود‬ ‫األربعة” التي أدلى بها “إيفانز” خالل فترة استجوابه لدى ال ّ‬
‫عالمات أسلوبيّة (‪ )Stylistics Signs‬مختلفة بين التّصريح األساسي الذي أعلن فيه‬
‫إقدامه على قتل زوجته وتصريحاته األخرى‪ ،‬األمر الذي جعلها متناقضة‪.‬‬

‫ارتكزت الدّراسة على مالحظة العالقات اإلسنادية الخارجيّة بين جمل التّصريحات‪،‬‬
‫وذلك عبر تحليل األفعال اإلسناديّة (‪ )Finite verb‬وهي تراكيب فعليّة يكون الفاعل‬
‫ي ( ‪Syntactic‬‬ ‫فيها ظاهرا أو مستترا‪ .‬وباالعتماد على تأويل تركيب ّ‬
‫‪ ،)Interpretation‬لمجموعة من التّراكيب الواردة في نصوص التّصريحات‬
‫ومنها‪ ”:‬جمل صلة الموصول (‪ ،)Relative Clause‬الجمل التي تكثر فيها أدوات‬
‫الربط وحروف العطف‪ ،‬فضال عن الجمل الفعليّة حيث يكون المسند إليه مستترا‬ ‫ّ‬
‫ي آخر ورد في تصريح معيّن من التصريحات األربعة”‪ .‬تبيّن‬ ‫ومرتبطا بتركيب فعل ّ‬
‫الربط وحروف العطف مع‬ ‫ي‪ ،‬يكثر فيها استخدام أدوات ّ‬ ‫أن جمل التّصريح األساس ّ‬ ‫ّ‬
‫ي المسؤول‬ ‫ّ‬
‫وكأن “إيفانز” كان يحاول إخفاء “الفاعل” الحقيق ّ‬ ‫إبقاء المسند إليه مستترا‪.‬‬
‫عن تلك ال ّجرائم!‬
‫وبعد استجواب “جون كريستي” – وهو جار “إيفانز” – تم ّكن هذا األخير‪ ،‬من خداع‬
‫المحكمة مقدّما دالئل حاسمة تؤ ّكد أن “إيفانز” هو القاتل‪ .‬وفي الواقع‪ ،‬كان “كريستي”‬
‫ي طويل وخطير؛ إذ أقدم على قتل ست نساء‪ ،‬بما في ذلك زوجته‪.‬‬ ‫صاحب سج ّل إجرام ّ‬
‫وبعد اكتشاف المحكمة الحقيقة‪ ،‬وإصدار حكم اإلعدام بحقّه‪ ،‬اعترف بقتل “السيدة‬
‫إيفانز” وقد جاء تصريحه‪ ،‬بعد تحليله لسانيا‪ ،‬مختلفا تماما عن تصريح “إيفانز” الذي‬
‫ي‪.‬‬ ‫فشل يومها بإقناع المحكمة ّ‬
‫بأن جاره هو القاتل الحقيق ّ‬

‫وانطالقا من هذه البيانات منحت المحكمة “إيفانز” عفوا بعد الوفاة‪ .‬وإلى اآلن تعتبر‬
‫أعمال “سفارتفيك” أولى الحاالت الرئيسية التي ت ّم فيها استخدام اللّسانيّات الجنائيّة‬
‫بهدف إعادة تحقيق العدالة‪ .‬دفعت أعمال هذا المحقّق إلى إعادة تدقيق كثير من‬
‫التّصريحات حول العالم‪ ،‬وفرضت إجراءات الشرطة المعروفة في ذلك الوقت‪ ،‬أن‬
‫مدونة بحسب ورودها حرفيًّا على ألسنتهم وليس بأسلوب‬ ‫تكون إفادات المشتبه بهم ّ‬
‫شهود قليلة جدًّا وتفتقر إلى التّنظيم المنطق ّ‬
‫ي‬ ‫اإلبالغ؛ ففي البداية‪ ،‬كانت تصريحات ال ّ‬
‫ي‪ ،‬فتُرسل إلى المحكمة بطريقة غير متناسقة‪ ،‬وغالبا ما كانت هذه‬ ‫والكرونولوج ّ‬
‫شهادات سريعة للغاية م ّما يؤدّي إلى إهمال كثير من تفاصيلها المه ّمة‪.‬‬‫ال ّ‬

‫اهت ّمت الواليات المتّحدة في ّأول ظهور للّسانيّات القضائيّة‪ ،‬بحقوق المشتبه بهم في‬
‫أثناء عمليّة االستجواب وتُس ّمى هذه الحقوق ب “حقوق الميراندا”‪ .‬ولعلّك على دراية‬
‫شرطة شخصا رهن‬ ‫يتكرر في ك ّل األفالم البوليسيّة حيث تضع ال ّ‬
‫ّ‬ ‫بذلك المشهد الذي‬
‫صمت‪،‬‬ ‫ّ‬
‫الحق في التزام ال ّ‬ ‫االعتقال ويبدأ االستجواب معه بعبارة تحذيريّة شهيرة‪“ :‬لديك‬
‫ي شيء تقوله ضدّك‪ . ”.‬تُعتبر هذه العبارة مه ّمة للغاية ألنها تُعلم‬ ‫يُمكن استخدام أ ّ‬
‫المشتبه به بحقوقه وتَضمن له الحماية بموجب القانون‪.‬‬

‫أبرز مجاالت تطبيق هذا العلم‬


‫‪ -1‬لغة النصوص القانونيّة‪ :‬تشتمل اللّسانيّات الجنائيّة في جزء كبير من مجاالت‬
‫تطبيقها‪ ،‬على دراسة النّصوص القانونيّة أو القضائيّة من زوايا مختلفة منها “نوع‬
‫ي في األحكام القضائيّة‪ ،‬إضافة إلى تحليل الكلمات‬ ‫والتدرج المنطقي اللّسان ّ‬
‫ّ‬ ‫النّصوص‬
‫سياقيّة”‪ .‬ويتضمن هذا التّحليل اللّغوي‪-‬‬ ‫المستعملة ودالالتها المعجميّة والنّحويّة وال ّ‬
‫صادرة عن هيئات قانونيّة “كدساتير الدّول‬ ‫المتنوعة ال ّ‬
‫ّ‬ ‫ي‪ ،‬مراجعة الوثائق‬ ‫القانون ّ‬
‫صة وأحكام المحكمة واستدعاءاتها والقوانين‬ ‫شرعيّة والوصايا الخا ّ‬ ‫واألحكام ال ّ‬
‫صادرة عن الدّوائر الحكوميّة”‪ .‬ومن أبرز هذه الوثائق “قانون حمورابي”‪ ،‬الذي يع ّد‬ ‫ال ّ‬
‫أه ّم وثيقة قانونيّة ت ّم العثور عليها وذلك الكتمال نصوصها‪ .‬وتجدر اإلشارة إلى اعتبار‬
‫ي‪.‬‬ ‫ي أو جنائ ّ‬
‫صا قضائيًّا‪ ،‬عندما يُستخدم في سياق قانون ّ‬ ‫نص أو عنصر من اللّغة ن ًّ‬‫ي ّ‬ ‫أ ّ‬

‫صص في علم‬ ‫‪ -2‬المكالمات الطارئة‪ :‬يش ّكل هذا المجال‪ ،‬ميدان اختبار لقدرة المتخ ّ‬
‫يمر بها المتكلّم‪ ،‬وذلك عبر استخراج‬ ‫ي على اكتشاف األحداث الّتي ّ‬ ‫اللّغة الجنائ ّ‬
‫المعلومات اللّغوية التي تد ّل على حاالت معيّنة من قبيل التّهديد مثال‪ .‬ومن األمور‬
‫المه ّمة في تحليل المكالمات الطارئة وفق آليّات اللّسانيّات الجنائيّة‪“ :‬ارتفاع الصوت‬
‫ي الذي يد ّل على أن هناك تد ّخل‬‫صوت ّ‬ ‫وانخفاضه‪ ،‬نبرة الصوت ونغمته‪ ،‬والمدى ال ّ‬
‫إن إلحاح المتكلّم عبر تكرار الكلمات‬‫طرف ثالث في االتصال”؛ على سبيل المثال‪ّ ،‬‬
‫التهرب‬
‫ّ‬ ‫نفسها‪ ،‬يلعب دورا مه ًّما في الكشف عن حالته وكذلك أيضا التردّد وعالمات‬
‫واإلجابات غير الكاملة أو القصيرة جدا…‬

‫هذه األمور قد تد ّل على أن المتّصل مخادع أو تحت تهديد معيّن‪ ،‬كما ّ‬


‫أن استخدام نبرة‬
‫صوت في نهاية‬ ‫صدق؛ ّ‬
‫ألن ارتفاع ال ّ‬ ‫صوت عاليّة في نهاية ك ّل جملة يد ّل على عدم ال ّ‬
‫الكالم هو “حيلة دفاعيّة” إلخفاء معلومات معيّنة‪ .‬بينما يتميّز االتّصال العادي بتشابك‬
‫صوت بشكل يثير لدى المتلقّي‪ ،‬نوعا من الثّقة أو اليقين ّ‬
‫بأن‬ ‫الكلمات وبصفاء نبرة ال ّ‬
‫سيزوده بمعلومات دقيقة وواضحة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫المتّصل به‬

‫الرسائل واالتّصاالت التّهديديّة‪ :‬التّهديد هو األسلوب الذي يرافق‬ ‫‪ -3‬طلبات الفدية أو ّ‬


‫طلب الفدية‪ .‬وفي القضايا التي ال يوجد فيها مشتبه بهم‪ ،‬قد يكشف فحص األدلّة اللّغوية‪،‬‬
‫عن معلومات إثنيّة‪-‬دينيّة أو اجتماعيّة محتملة عن ال ُمهدّد‪ .‬أ ّما في المواقف الّتي توجد‬
‫فيها مجموعة محدودة من المشتبه بهم‪ ،‬فقد تساعد المقارنة والمشابهة (‪،)Analogy‬‬
‫بين لغة التّهديد من جهة والوثائق المكتوبة لك ّل مشتبه به من جهة أخرى‪ ،‬في تضييق‬
‫نطاق مجموعة المشتبه بهم‪ .‬ويمكننا أن نرى تحليل رسالة الفدية في قضيّة الخطف‬
‫اآلتية‪.‬‬

‫في األول من آذار عام ‪ ،1932‬دخل متسلّل إلى منزل الطيّار “تشارلز ليندبيرغ” في‬
‫نيو جيرسي واختطف طفله الصغير‪ .‬بعد أكثر من شهرين بقليل‪ ،‬ت ّم العثور على جثّة‬
‫الطفل في مكان قريب‪ .‬ترك الدّخيل رسالة فدية على حافّة النّافذة في غرفة نوم ّ‬
‫الطفل‪،‬‬ ‫ّ‬
‫فدفع “ليندبيرغ” أموال الفدية وسرعان ما ظهرت األموال في مدينة نيويورك‪ .‬في‬
‫ي صاحب سج ّل إجرام ّ‬
‫ي‬ ‫النّهاية‪ ،‬قاد التّحقيق إلى معرفة هويّة القاتل‪ ،‬وهو مهاجر ألمان ّ‬
‫طويل‪ ،‬يدعى “هاوبتمان”‪ .‬خالل محاكمة “هاوبتمان”‪ ،‬عمل ثمانية خبراء في الكتابة‬
‫اليدويّة (‪ )Handwriting‬على دراسة أوجه التّشابه بين مذ ّكرة الفدية وعيّنات أخرى‬
‫من كتاباته‪ .‬أُدين بعد ذلك بجريمة القتل‪ ،‬بعد أربع سنوات من حادثة االختطاف!‬

‫شهيرة الّتي كان فيها تحليل ّ‬


‫خط‬ ‫قضيّة “هاوبتمان”‪ ،‬هي واحدة من القضايا الجنائيّة ال ّ‬
‫ي‪ .‬ويقع‬ ‫اليد – وهو جزء من تطبيقات اللّسانيّات الجنائيّة – بمثابة دليل جنائ ّ‬
‫ي رئيس ّ‬
‫الخط” (‪ ،)Graphology‬حيث يتعقّب المحقّق شكل‬ ‫ّ‬ ‫هذا التحليل فيما يس ّمى ب “علم‬
‫الخط وطريقة رسم الحروف باإلضافة إلى التّركيبات اللّغويّة المستعملة لمعرفة هويّة‬ ‫ّ‬
‫المشتبه به‪.‬‬

‫وعن الفاصلة التي كشفت القاتل…إليكم هذه القضيّة المثيرة‪.‬‬

‫ي “جون أولسن” عن كيفيّة معرفته لهويّة مجرم عن طريق‬ ‫ي الجنائ ّ‬ ‫كشف اللّسان ّ‬
‫الرسائل النصيّة الّتي أرسلها المجرم نفسه من هاتف ضحيّته‪ .‬اعتمد هذا‬
‫مجموعة من ّ‬
‫ي على مالحظة االختالفات البسيطة في عالمات التّرقيم‪.‬‬ ‫التّحقيق اللّسان ّ‬

‫جون أولسون‪ ،‬هو من أه ّم المحقّقين اللّسانيّين‪ ،‬له أكثر من ‪ 300‬تحقيق في جرائم‬


‫التعرف على هويّة قاتل السيّدة “ديانا لي” وهو‬
‫ّ‬ ‫تتراوح بين االبتزاز والقتل‪ .‬استطاع‬
‫عشيقها “دايفيد ريان”‪.‬‬
‫تعرضت هذه األخيرة‬ ‫في شباط ‪ ،2012‬وتحديدا في منزل “ديانا لي” في انجلترا‪ّ ،‬‬
‫سفلي من جسدها بمنشار حا ّد‪ .‬وقبل إقدامه‬‫شوه عشيقها الجزء ال ّ‬
‫للضرب المبرح‪ ،‬وقد ّ‬
‫على إلقاء الجثّة في المرآب ث ّم إشعال النار إلخفاء آثار الجريمة والبصمات (‪،)DNA‬‬
‫بهدف اكتساب مزيد من الوقت للهروب‪ .‬استخدم هاتف عشيقته الثريّة فأرسل رسائل‬
‫صية كاذبة إلى عمالئها‪ ،‬يطلب منهم االبتعاد عن المنزل‪.‬‬
‫ن ّ‬

‫ي الذي اعتُمد عليه في إصدار حكم السجن لمدة (‪ 34‬عاما)‪َ ،‬و ْ‬


‫ض ُع‬ ‫كان الدّليل الجنائ ّ‬
‫المجرم لفراغات فريدة بعد الفواصل‪ .‬وقد وضّح المحقّق أولسن ّ‬
‫أن السيّدة “ديانا” ال‬
‫تضع فراغا بعد الفواصل كما أنّها تستخدم “الوقفة” إلنهاء جملها‪.‬‬

‫وقد أشار في موضع آخر‪ ،‬إلى ّ‬


‫أن “ريان” وضع فراغين بعد عالمة االستفهام‪ ،‬بينما‬
‫أن “ريان” هو‬ ‫“السيّدة لي” ال تفعل ذلك‪ .‬ش ّكلت هذه المالحظات‪ ،‬دليال ثابتا على ّ‬
‫ي‪.‬‬
‫المجرم الحقيق ّ‬
‫الرسالة االنتحاريّة قصيرة ومختصرة جدًّا –‬‫الرسائل االنتحاريّة‪ :‬غالبا ما تكون ّ‬
‫‪ّ -4‬‬
‫الرسائل عادة بالوضوح والدقّة‪ .‬تكون ّ‬
‫الرسالة‬ ‫أقل من ‪ 300‬كلمة – وتتميّز هذه ّ‬
‫مو ّجهة إلى المرسل إليه (أو المرسل إليهم)‪ ،‬بحيث تُذكر أسماؤهم بشكل صريح‪ ،‬وهم‬
‫الرسائل االنتحارية على جمل‪ ،‬تشير إلى طريقة‬‫على عالقة معيّنة مع المرسل‪ .‬تحتوي ّ‬
‫االنتحار أو الوسيلة المعتمدة‪ .‬وقد تشتمل على كلمات وعبارات ال تستعمل سوى بين‬
‫المرسل والمرسل إليه‪ .‬وهي تحمل عادة مدلوالت حميميّة‪ ،‬النيّة من إيرادها جع ُل‬
‫المرسل إليه يشعر بالذّنب‪.‬‬

‫‪ -5‬تصريحات المحكوم عليهم باإلعدام‪ :‬هي تصريحات يعترفون بها بال ّجريمة‪ ،‬مما‬
‫يترك انطباع األمانة لدى المستج ِوب‪ .‬ويمكن أن تكون تصريحات ينكرون فيها فعل‬
‫صة‪ .‬وقد تكون أيضا تصريحات‬ ‫الجريمة م ّما يترك انطباع البراءة لدى السلطات المخت ّ‬
‫يتّهمون فيها الشهود بالكذب من أجل محاولة ادّعاء البراءة‪.‬‬

‫‪ -6‬مجاالت أخرى‪ :‬تستخدم آليّات اللّسانيّات الجنائيّة في حل النزاعات المتعلّقة‬


‫سرقات الفكريّة‪ .‬ومن أبرز هذه القضايا‬‫بالعالمة التجارية وحق الملكيّة وقضايا ال ّ‬
‫قضيّة التنازع على أحقيّة مورفيم “”‪ Mc‬بين سلسلة مطاعم “‪ ”McDonald’s‬وسلسلة‬
‫فنادق “‪.”McSleep‬‬

‫“اللّسانيّات الجنائيّة”…أكثر الفروع األكاديميّة تشعّبا !‬

‫ّ‬
‫ولكن أبرزها ما يلي‪:‬‬ ‫يمكن أن تقسم “اللّسانيّات الجنائيّة”‪ ،‬إلى فروع كثيرة‬

‫يختص هذا الفرع بالمواد المكتوبة‬


‫ّ‬ ‫ي ‪)Forensic stylistics(:‬‬ ‫علم األسلوب الجنائ ّ‬
‫أو المنطوقة وتحديد قياس المحتوى اللساني‪ ،‬للكشف عن هويّة المؤلّف الحقيقي‪ .‬غالبا‬
‫سرقات األدبية‪.‬‬‫ما يعتمد في قضايا االنتحال أو ال ّ‬
‫تحليل الخطاب (‪ :)Discourse Analysis‬هو إظهار وظيفة كل جزء من الكالم‬
‫شرح والتّفسير والتّأويل‪ .‬تستخدم فيه آليّات‬
‫المنطوق أو المكتوب من خالل ال ّ‬
‫الهرمينوطيقا والسيمياء‪.‬‬
‫علم اللّهجات اللّغوي (‪ :)Dialectology‬هو فرع من فروع اللّسانيّات االجتماعيّة‪،‬‬
‫يهدف إلى دراسة اللّهجات بطريقة منهجيّة باالستناد إلى معلومات أنثروبولوجيّة‬
‫وجغرافيّة‪ .‬يساهم هذا الفرع في تحديد المنطقة الجغرافيّة أو البيئة االجتماعيّة التي‬
‫ينتمي إليها المتكلّم (المجرم)‪.‬‬
‫ي (‪ :)Forensic Phonetics‬يهت ّم هذا العلم‪ ،‬إلى بيان أوجه‬ ‫صوتيّات الجنائ ّ‬
‫علم ال ّ‬
‫التّشابه واالختالف بين التّسجيالت ال ّ‬
‫صوتيّة التي قد ترد على ألسنة المشتبه بهم‪ ،‬ومن‬
‫ث ّم تحديد حالتهم النّفسية أو المرضيّة انطالقا من الخصائص ال ّ‬
‫صوتيّة الفيزيائيّة‪.‬‬
‫ويتكامل هذا الفرع مع علم النّفس الجنائي‪.‬‬
‫ي‪ ،‬على‬‫ي (‪ :)Forensic Psychology‬يشتمل هذا العلم بشكل أساس ّ‬ ‫علم النفس الجنائ ّ‬
‫سريريّة باللّغة القانونيّة‪ ،‬بهدف االستفادة منها‬ ‫إعادة صياغة نتائج المعاينة النّفسيّة ال ّ‬
‫ي على تقييم الحالة الذّهنية للمدّعى عليه‬ ‫في مرافعات المحاكم‪ .‬يعمل ّ‬
‫الطبيب النّفس ّ‬
‫وقت ارتكاب ال ّجريمة‪.‬‬

‫واقع اللّسانيّات الجنائيّة في الوطن العرب ّ‬


‫ي‬

‫تفتقر المكتبة العربيّة اليوم‪ ،‬إلى المصادر والمراجع التي تتناول موضوعات هذا‬
‫المجال‪ .‬وأمام االختصاصات الجامعيّة التّقليديّة والنّقاشات والبحوث‪ ،‬التي تدور كلّها‬
‫ي‪ ،‬من‬ ‫ّ‬
‫يستحق هذا المجال الحيو ّ‬ ‫في دائرة واحدة تعيد تكرار نفسها! نتساءل‪“ :‬أال‬
‫صين في العلوم الجنائيّة والقضاء والحقوق‪ ،‬أن يولوه‬ ‫علماء اللّغة العرب ومن المخت ّ‬
‫ي اليوم بعيد نسبيًّا‬ ‫االهتمام الفريد الذي يستحقّه في زمن الالعدالة؟”‪ .‬يبدو ّ‬
‫أن العرب ّ‬
‫عن عبور الحدود التقليديّة لالختصاصات‪ ،‬هذا العبور الّذي من شأنه أن يربط بين‬
‫الحقول األكاديميّة المختلفة عبر الدّمج بين مدارسها الفكريّة والعلميّة‪ ،‬أي ما يعرف‬
‫اليوم بمصطلح “حقول أكاديميّة متداخلة ‪ .”Interdisciplinarity‬فالجامعات العربيّة‪،‬‬
‫ي في ميادينها األكاديميّة وهذا من أسباب تراجع‬ ‫ال تزال تحافظ على طابعها التّقليد ّ‬
‫ي” في وطننا‪.‬‬ ‫حركة “االبداع والنهوض الفكري والعمل ّ‬
:‫المراجع‬

John Olsson, More Wordcrime: Solving Crime With Linguistics, –


.Bloomsbury, 2018
Ronald Wardhaugh, An Introduction to Sociolinguistics, –
.Blackwell publishing, 2006

Malcom Coulthard, Alison Johnson, An Introduction to –


.Forensic Linguistics, Routledge, 2007

Raimund Drommel, Sprachprofiling – Grundlagen und –


.Fallanalysen zur Forensischen Linguistik, frank & timme, 2015

https://www.dailytrust.com.ng/can-peoples-writing-styles- –
be-used-to-guess-their-identity.html

https://www.dailymail.co.uk/news/article-6028507/Forensic- –
linguist-reveals-murderer-snared-sending-texts-commas.html


https://digilib.phil.muni.cz/bitstream/handle/11222.digilib/101
438/A_Linguistica_18-1970-1_20.pdf?sequence=1

You might also like