خطة البطالة المعدلة 26-4-2008

You might also like

Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 7

‫الجمهورية اليمنية‬

‫جامعة صنعاء‬
‫الدراسات العليا‬
‫مركز التدريب والدراسات السكانية‬
‫الدفعة الثامنة‬

‫البطالة في اليمن‬
‫) السأباب‪ ،‬الثآار‪،‬المعالجات (‬
‫)من وجهة نظر طلبا الدراسات العليا بجامعة صنعاء(‬

‫خطة مقدمة من‬

‫‪ -1‬عبدالخالق القحطاني‬
‫‪ -2‬عبدال عبدالرحمن العريقي‬
‫‪ -3‬عبدال فيصل محرم‬

‫إشـــــــــــراف الدكتور‬
‫محمد الحداد‬

‫‪2016‬م‬

‫مقدمــة‪:‬‬
‫يمر سوق العمل في الجمهورية اليمنية منذ قيام دولة الوحدة في ‪ 22‬مايو عام ‪ 1990‬من القرن الماضي وحتى‬
‫اليوم‪ ,‬بتحولت جذرية وعميقة أعادت معها تشكيل الواقع السياسي والقتصادي والجتماعي بفعل التغييرات البنيوية في‬
‫جوهر ومظهر النظام الجتماعي والسياسي‪ .‬فلم تنحصر تلك التحولت فقط في البناء السياسي وحده بل امتدت إلى‬
‫مجمل النظم القتصادية والجتماعية والقانونية والثقافية ومجالت النشاطات النسانية داخل هذه النظم‪ .‬فقد كان النتقال‬
‫بالبلد من أوضاع التشطير السياسي إلى التوحد ومن الوضاع الشمولية القهرية إلى رحاب الحرية والتعدد والندماج ومن‬
‫أنشطة السواق المحلية الضيقة إلى اتساع السوق الوطنية واندماجها وطنيا ودولياا‪ ً،‬أث ار بالغ ا على سوق العمل‪ .‬وقد‬
‫ساعدت التحولت البنيوية على الصعيد العالمي إوالى حد بعيد‪ ,‬إلى تبني البلد النامية لسياسات التحرير القتصادي‬
‫وباعتماد حرية السوق وفي إعادة هيكلة المؤسسات العامة بناءا على مطالب المؤسسات المالية الدولية من حكومات‬
‫الدول النامية التخلي عن كثير من سياسات الدعم القتصادي لكثير من مؤسسات القطاع العام وللسلع والخدمات‪ .‬وكانت‬
‫اليمن نموذج ا مثالي ا لتلك التحولت التي طرأت على النظام العالمي السياسي منه والقتصادي‪ .‬وقد تبنت دولة الوحدة‬
‫التعددية السياسية وحرية السوق إواعطاء القطاع الخاص دو ار حيوي ا في عملية التنمية‪ .‬فكان بذلك كله إضافة إلى عودة‬
‫العمالة اليمنية من الدول النفطية المجاورة بسبب حرب الخليج‪ ,‬وتفكيك كثير من مؤسسات القطاع العام وتضخم الجهاز‬
‫الوظيفي للدولة‪ ,‬واتساع السوق اليمنية واندماجها‪ ,‬وزيادة التسارع النمو السكاني والذي بلغ ‪ 21‬مليون نسمة حسب‬
‫الحصائيات لعام ‪ ,2006‬من العوامل المجتمعة التي ضاعفت مشكلة البطالة في البلد‪ .‬ويعكس ابرز مظاهر تلك‬
‫الختللت في السوق‪ ً،‬اتساع فجوة العرض والطلب لقوة العمل‪ ً،‬حيث أنخفض الطلب على اليادي العاملة إلى حد كبير‪ً،‬‬
‫ليرتفع العرض مشي ار إلى ارتفاع نسبة البطالة‪ .‬كما تمثل البطالة بأنواعها المختلفة‪ ,‬سبب ا رئيسي ا أخر لتساع رقعة الفقر‬
‫في المجتمع وانخفاض متوسط دخل الفرد‪ .‬وبذلك تمثل البطالة أخطر التحديات التي تواجه المجتمع بمكوناته‪ ً،‬الرسمية‬
‫والهلية وبقطاعاته العامة والخاصة‪ .‬إوان استمرار البطالة وتصاعدها إلى درجة كبيرة بلغت حوالي ‪ ً،%16‬دون معالجات‬
‫ينذر بمخاطر يصعب التنبؤ بنتائج أثارها الكارثية على المجتمع وعلى الستقرار والسلم الجتماعيين‪.‬‬

‫ونظ ار لضعف الجراءات الوقائية والعلجية والستباقية لمواجهة البطالة من قبل جميع أجهزة الدولة والمجتمع‪ ً،‬فقد‬
‫قادت البطالة نحو مزيد من الفقر والمشكلت الجتماعية‪ ً،‬خصوص ا أن العاطلين عن العمل في بلدنا ل يحضون بما‬
‫يحضى به أمثالهم في البلد المتقدمة‪ .‬الذين يحضون برعاية المؤسسات الحكومية والنقابية‪ ,‬ومن ثم فإن الشباب‬
‫الخريجين وغيرهم من العاطلين‪ ً،‬يفتقرون إلى القدر الضروري من المن الجتماعي والقتصادي‪ ً،‬ويؤدي بهم ذلك‬
‫وبأسرهم إلى هوة الزمات الجتماعية والنفسية والصحية جراء مخاطر الفقر والحرمان وما ينجم عن ذلك من انزلق قيمي‬
‫وأخلقي بهؤلء العاطلين إلى دوامة العنف والجريمة والتطرف بأشكاله السياسية والدينية والثقافية كنتيجة منطقية‬
‫للوضاع المأساوية التي يعيشون قسوتها وم اررتها‪ .‬والبطالة بعبارة أخرى مرتبطة ارتباط ا وثيق بظاهرة الفقر فهي التي‬
‫توسع من حدة الفقر ومن تعاظم رقعته المجتمعية‪ ,‬فكلما أتسعت دائرة البطالة كلما تفاقمت ظاهرة الفقر وسقط مزيد من‬
‫الناس تحت طاحونات الفقر البغيض‪.‬‬
‫مشكلــة الدراسأــة‪-:‬‬
‫تكشف المعطيات والبيانات الرسمية والبيانات الصادرة عن بعض المنظمات الدولية عن ارتفاع معدلت البطالة‬
‫واتساع نطاقها الجغرافي والجتماعي في اليمن‪ ً،‬وتحذر من انعكاساتها السلبية المباشرة وغير المباشرة‪ .‬على المجتمع‬

‫‪2‬‬
‫وأصبحت الطالة من المشكلت الرئيسية التي تؤرق القادة السياسيون وصناع القرار التنموي في البلد‪ ً،‬بل أنها تأتي على‬
‫رأس قائمة المشكلت التي تستوجب المعالجات الملحة‪ ً،‬وتستوقف جميع الذين يمتلكون قد ار من القلق اليجابي تجاه‬
‫تشير إلى أن معدلت‬ ‫)‪(1‬‬
‫الجيال الشابة وتجاه المجتمع بصورة عامة‪ .‬فهذه التقارير الرسمية للجهاز المركزي للحصاء‬
‫البطالة تتزايد عام ا بعد عام فقد بلغت في عام ‪2006‬م حوالي ‪ .%16.3‬فبلغت في الحضر حوالي ‪ %18,8‬مقابل‬
‫‪ %14,7‬في المناطق الريفية‪.‬‬

‫وفي تحذير أخر لمخاطر البطالة‪ ً،‬كشف تقرير حكومي‪ ,‬عن خسائر يتكبدها القتصاد الوطني جراء البطالة‬
‫المتفشية‪ ً،‬بلغت تقريبا )‪ (458‬مليار ر‪ (2.3) ً،‬مليار دولر عام ‪2005‬م مقابل )‪ (427‬مليار ر )‪ (2.150‬مليار‬
‫دولر عام ‪2004‬م‪ ً،‬وأوضح تقرير لو ازرة التخطيط والتعاون الدولي أن البطالة تمثل مشكلة خطيرة تواجه عمليات التنمية‬
‫القتصادية في اليمن‪ ً،‬لما لها من أثار اجتماعية واقتصادية مشي ار إلى أن إهدار عنصر العمل يؤدي إلى خسائر‬
‫اقتصادية كبيرة للبلد تتمثل في قيمة الناتج المحلي الذي كان يتعين للعاطلين إنتاجه في حالة استغلل طاقاتهم النتاجية‪.‬‬
‫إواضافة إلى الثار القتصادية للبطالة فإن الثار الجتماعية ل تقل خطورة عنها‪ ,‬إوان كان يصعب حساب تلك الثار‬
‫الجتماعية بطريقة كمية‪ .‬حيث ثبت أن إرتفاع البطالة وما يرافقها من حرمان ومعاناة تسبب للفرد اضطرابات نفسية‬
‫وقيمية تقود إلى النحراف والجريمة والعنف والتطرف والرهاب‪ .‬نظ ار للزيادة المطردة في عدد الشباب الخريجين الذين ل‬
‫تتوفر للكثير منهم فرص عمل جديدة‪ .‬وتشير بعض التقارير الرسمية إلى ارتفاع معدلت البطالة بين فئة الشباب إذ تصل‬
‫نسبتها إلى ‪ ,%18‬وأن هذا الرقم مرشح للزيادة‪ ً،‬حيث تصل أعداد الخريجين في الوقت الراهن إلى حوالي )‪ (188‬ألف‬
‫شاب وشابة‪ ً،‬ول تستطيع المؤسسات القتصادية للمجتمع توفير فرص عمل كافية‪ ً،‬إل بمقدار )‪ (16‬ألف وظيفة فقط‪.‬‬
‫وبالتالي فإن ظاهرة البطالة تتسع وتتعاظم وتتجه نحو الزيادة عاما بعد عام‪ .‬ففي تصريحات سابقة للحكومة تعزز مخاوف‬
‫زيادة البطالة‪ .‬بأن اليمن تحتاج إلى توفير )‪ (180‬ألف فرصة عمل سنوياا‪ ً،‬وهو أمر يصعب تحقيقه في ظل وجود بطء‬
‫شديد في النمو القتصادي وعجز كبير في توفير الفرص الوظيفية لستيعاب العمالة الجديدة‪.‬‬

‫فضلا عن ذلك‪ ً،‬فإن الحديث عن أنواع البطالة الخرى يزيد من حجم المخاوف المتصلة بالمشكلة‪ ً،‬كالحديث عن‬
‫البطالة المقنعة أو البطالة المستترة‪ ً،‬والبطالة الناقصة‪ .‬فالحديث عن هذه الشكال‪ ,‬يكشف أن البطالة تمتد لتشمل تحت‬
‫مظلتها أعداد ليست بالقليلة من بين الذين يشكلون قوة العمل المحسوبة في البلد‪ ,‬ول تنحصر فقط في أعداد الخريجين‬
‫من الشباب‪ ,‬مما ينذر بخطورة الوضع القائم والذي سيؤثر سلبا على عملية التنمية في البلد‪ ً،‬وعلى انخفاض النتاجية‬
‫فيها‪.‬‬

‫وجاء المؤتمر الرابع للسياسات السكانية الذي أنعقد في شهر ديسمبر من عام ‪2007‬م ليكشف دون التباس‪ ً،‬أن‬
‫السلوك السكاني لفراد المجتمع يؤثر بصورة بالغة في التغييرات التي تط أر على الظاهرة الديموغرافية للنمو السكاني في‬
‫اليمن التي تساهم في تغذية مشكلة البطالة وتوسيع نطاقها‪ .‬حيث توضح البيانات التي ققدممت في المؤتمر أن النمو‬
‫السكاني المرتفع خلل العقدين الماضيين يتعارض تماما مع السياسات السكانية المعلنة للحكومة‪ ً،‬فقد ثبت أن أهداف‬

‫‪ ()1‬الجهاز المركزي للحإصاء‪ ،‬تعداد السكان والمساكن ‪2004‬م‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫السياسة السكانية للحد من نمو السكان إلى مستوى ‪ %2.5‬العقدين الماضيين قد تعثرت تماماا‪ .‬حيث يتضاعف حجم‬
‫السكان كل )‪ (17‬عاما ليصل إلى )‪ (21‬مليون نسمة عام ‪2007‬م مقابل )‪ (11‬مليون نسمة عام ‪1990‬م‪ ً،‬ويتوقع أن‬
‫تصل الزيادة إلى )‪ (65‬مليون نسمة بحلول عام ‪2035‬م‪ ً،‬وهذه المؤشرات المخيفة تنذر بعواقب وخيمة ما لم يتم السيطرة‬
‫عليها‪.‬‬

‫أهميــة الدراسأــة‪-:‬‬

‫تبرز أهمية هذه الدراسة كونها تمثل دراسة تتوخى استكشاف أسباب تنامي ظاهرة البطالة والقيام بمحاولة استشراف‬
‫ل‪ .‬حيث ستتولى الدراسة بحث ظاهرة البطالة ميدانياا‪ ً،‬ومن ثم‬
‫ما يمكن أن تفضي إليه من آثار ونتائج حاض ار ومستقب ا‬
‫سوف تعمل على استخلص النتائج التي يتوصل إليها البحث‪ ,‬ليتم تقرير التوصيات اللزمة لما ينبغي عمله لمواجهة‬
‫المشكلة بتقديم ذلك إلى الجهات ذات العلقة‪ .‬ل سيم أن خطط التنمية الوطنية الشاملة في البلد وبالخص الخطط‬
‫العامة كالخطة الخمسية والخطط القطاعية للمؤسسات النتاجية والخدماتيه في الحكومة تتعثر كثي ار كونها أصبحت اليوم‬
‫أكثر مما مضى عاجزة عن استيعاب المتغيرات التي تؤثر في تعاظم الظاهرة بسبب الختللت القائمة بين مخرجات‬
‫التعليم الكاديمي بمستوياته المختلفة وعلى نحو خاص التعليم العالي والتعليم الفني والتقني وما يحتاجه سوق العمل اليوم‪ً،‬‬
‫من تطوير وتوسع وتنمية في القطاعات المختلفة )الحكومية‪ ً،‬والمختلطة والخاصة (‪.‬‬
‫ومن هنا تأتي أهمية القيام ببحث ظاهرة البطالة واستقصاء أسبابها القتصادية والجتماعية‪ ً،‬والتنبؤ بآثارها‬
‫ومخاطرها النية والمستقبلية‪ ً،‬حتى يتمكن صانعي القرار التنموي وراسمي سياساته من الوقوف على الحقائق الموضوعية‬
‫لظاهرة البطالة وعلى آثارها المتوقعة على المجتمع‪ ً،‬وما ينبغي اتخاذه تجاهها ليتسنى لهم إتخاذ التدابير والجراءات‬
‫الضرورية ووضع الستراتيجيات والسياسات الوطنية الفعالة تجاه معالجة هذه الظاهرة‪.‬‬

‫تساؤلت الدراسأــة ‪-:‬‬


‫ستحاول الدراسة الجابة على عدد من التساؤلت المحورية المتصلة بظاهرة البطالة وهي على النحو التي‪:‬‬
‫‪ -1‬ما هي السباب القتصادية والجتماعية لظاهرة البطالة في اليمن؟‬
‫‪ -2‬ما هي الثار القتصادية والجتماعية المترتبة عن البطالة؟‬
‫‪ -3‬ما هي الحلول والمعالجات الممكنة للحد من ظاهرة البطالة والقضاء عليها من وجهة نظر الطلب الجامعيين في‬
‫جامعة صنعاء‬

‫أهــداف الدراسأــة‪-:‬‬
‫تتوخى الدراسة تحقيق مجموعة من الهداف المتداخلة والمترابطة ومن بين أهمها‪:‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ -1‬التعرف على أسباب ظاهرة البطالة وآثارها المختلفة من خلل استكشاف ديناميتها ومراقبة اتجاهاتها العامة‬
‫خلل الفترة الممتدة حتى ‪2025‬م‪ ,‬وهو العام الذي اعتبرته الرؤية الستراتيجية لليمن محطة تقييم شامل لكافة‬
‫إستراتجيات التنمية المعمول بها في الوقت الراهن‪.‬‬
‫‪ -2‬إبراز أبعاد هذه المشكلة ومظاهرها وتداعياتها على العاطلين عن العمل وعلى أسرهم ومجتمعاتهم المحلية‬
‫وعلى القتصاد الوطني وعلى برامج التنمية القتصادية والجتماعية‪.‬‬
‫‪ -3‬الخروج بنتائج تسهم في إيجاد المعالجات العلمية السليمة لهذه الظاهرة‪.‬‬

‫منهـج الدراسأــة ‪:‬‬


‫ستعمد هذه الدراسة إلى استخدام المنهج الوصفي التحليلي والمتنوع الدوات البحثية‪ .‬لما يسمح به هذا المنهج من‬
‫إمكانيات تتيح النفاذ إلى عمق الظاهرة وامتداداتها التي تهدد سلمة النظام الجتماعي‪ .‬حيث تمنح هذه المنهجية وأدواتها‬
‫القدرة على التحليل والتشخيص للظاهرة بانعكاساتها على حياة أفراد العينة‪ .‬ومن مثم على محيطهم السري والجتماعي‪.‬‬
‫أدوات البـــحــــــث‪-:‬‬
‫ستعمد الدراسة على الدوات التالية ‪:‬‬
‫‪ -1‬استمارة استبيان الموجهة للطلب‪.‬‬
‫‪ -2‬مقابلت معمقة مع بعض الكاديمين في جامعة صنعاء‪.‬‬

‫حدود الدراسة‪-:‬‬
‫‪ -1‬المجـال الزمنـي‪ :‬سوف تمتد الدراسة في مجالها الزمني من عام ‪2015-2011‬م ‪.‬‬
‫‪ -2‬المجـال المكانـي‪ :‬يتحد المجال المكاني في كليات جامعة صنعاء – أمانة العاصمة ‪.‬‬
‫‪ -3‬المجـال البشـري‪ :‬يتمثل بطلب جامعة صنعاء وبعض الكاديميين في الجامعة‪.‬‬

‫حجـم العينـة ومنهجيتها ‪-:‬‬


‫طالب وفق ا للبيانات الحاصل عليها من جامعة صنعاء والمتمثلة باجمالي الطلب‬ ‫حدد حجم العينة ب ‪300‬‬
‫في كليل الجامعة ‪.‬‬
‫واعتمد أسلوب العينة الطبقية العشوائية لسحب العينة من بعض كليات الجامعة‪.‬‬

‫المفاهيم والمصطلحات المستخدمة في الدراسأة‪:‬‬


‫يعتبر مفهوم البطالة من المفاهيم التي أخذت أهمية كبرى في المجتمعات المعاصرة من حيث البحث والتحليل‪ ً،‬لذا‬
‫استحوذ موضوع البطالة بشكل رئيسي على عناية أصحاب القرار السياسي‪ ً،‬وكذلك على اهتمام الباحثين الجتماعيين أو‬
‫القتصاديين بوصفه موضوع ا فرض نفسه بشكل دائم وملح على الساحة الدولية‪ ً،‬لهذا ل تكاد تصدر دورية علمية‬
‫متخصصة ذات علقة بعلم القتصاد والجتماع إل وتتعرض لموضوع البطالة بالتحليل والنقاش‪ .‬وهناك عدد من‬
‫التعريفات‪:‬‬
‫البطالة وفق تعريف منظمة العمل الدولية " العاطل هو كل إنسان قادر على العمل وراغب فيه ويبحث عنه ويقبله‬ ‫‪o‬‬
‫عند الجر السائد‪ ً،‬ولكن دون جدوى"‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫البطالـة‪ " :‬يرتبط مفهوم البطالة بوصف حالة المتعطلين عن العمل وهم قادرون عليه ويبحثون عنه إل أنهم ل‬ ‫‪o‬‬
‫يجدونه"‪ .‬أو أنه يشير إلى " عدم تمكن أفراد المجتمع من الحصول على عمل ثابت يكون مصد ار رئيسيا للدخل وذلك‬
‫في حالة بحثهم وسعيهم للحصول على عمل‪ .‬ويخرج مفهوم البطالة هذا إلى حالت عدم العمل الناتجة عن التقاعد أو‬
‫العزوف الذاتي سواء كان ذلك دائم ا أو مؤقتاا‪.‬‬
‫البطالة السافرة‪ " :‬هي حالة التعطل الظاهرة التي يعاني منها جزء من قبل قوة العمل المتاحة‪ .‬أي مجموعة الفراد‬
‫)‪(2‬‬
‫القادرين على العمل والراغبين فيه والباحثين عنه ول يجدونه"‪.‬‬
‫قوة عاملة‪ ً،‬قوة العمل‪ :‬هي ذلك الجزء من السكان الذي يمكن أن يكون له نشاط اقتصادي ويشمل جميع الفراد‬ ‫‪o‬‬
‫الذين بلغوا السن التي يجوز فيها تشغيلهم‪ ً،‬كما يشمل الفراد والمتعطلين عن العمل وقتياا‪ ً،‬هذا والخارجون عن قوة‬
‫العمل هذه هم المتقاعدين والمتفرغات للعمال المنزلية والطلب‪.‬‬

‫الدراسأات السابقة‬
‫وتذهب بعض الد ارسـات إلـى التأكيـد علـى وجـود علقـة طرديـة بيـن نسـبة البطالـة والجريمـة‪ .‬فكلمـا تصـاعدت نسـبة التعطـل‬
‫كلما ارتفعت معها نسبة الجريمة )البكر‪ ً،‬المرجع السابق(‪.‬‬

‫وفي دراسة )‪ (Raphael & Winter-Ebmer, 2001‬حيث أكدت نتائج د ارسـتهما وجـود علقـة ثابتـة ومطـردة بيـن‬
‫ج ارئــم العتــداء علــى الملك وحالــة التعطــل‪ .‬بحيــث تــزداد نســبة وقــوع هــذه الج ارئــم بازديــاد نســبة البطالــة فــي المجتمــع‪.‬‬
‫)البكر‪ ً،‬المرجع السابق(‪.‬‬
‫وفي دراسة لكل من )‪ ,Baron & Hartnagel (1997‬تبين أن الفقر والبطالـة يؤديـان إلـى حالـة مـن شـعور الرفـض‬
‫والعـداء تجـاه المجتمـع ورفـض شـرعية أنظمتـه وكـذا المتثـال لهـا‪ .‬فيفضـي ذلـك الشـعور إلـى النحـراف والسـلوك الج ارمـي‪.‬‬
‫الذي يتجسد بالعتداء على الخرين‪) .‬المرجع السابق(‬
‫كما أن دراسة )‪ :Hoffman et al. 1988‬التي تناولت تأثير إغلق مصانع سيارات جنرال موتورز في مدينة ديترويت‬
‫فــي وليــة متشــجن المريكيــة علــى العــاملين فــي المصــانع وأســرهم قــد دلــت علــى الثــار الســلبية للبطالــة علــى الصــحة العامــة‬
‫وذلك من خلل استعداد العاطل لتقبل الصابات المرضية وللتعرض لكثير من المتاعب النفسية والعصـبية والبدنيـة ومنهـا‬
‫على سبيل المثـال ‪ :‬ارتفـاع معـدل الوفيـات‪ ً،‬لارتفـاع نسـبة الصـابة بالـذبحات الصـدرية‪ ً،‬وقابليـة العـدوى لمـراض مختلفـة‪ً،‬‬
‫كأمراض التنفس‪ ً،‬القرحة‪ ً،‬القولون والتعرض بصورة أكثر للحوادث والصابات السرطانية‪ .‬وكذا الكتئــاب الــذي يمكــن أن‬
‫يقود صاحبه إلى النتحار‪ ) .‬البكر‪-‬مرجع سابق(‪.‬‬

‫) ( د‪ .‬كوثر عبدا وآخرون‪- -‬جامعة عدن‪" ،‬البطالة في السأرة وأثرها على التحصيل العلمي"‪ ،‬مجلة قضايا اجتماعية العدد ‪ ،10‬أكتوبر ‪2005‬م‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫ص ‪..55‬‬

‫‪6‬‬
‫‪ ‬قائمة المــراجـــــــــع‪:‬‬
‫غيدنز‪ ً،‬أنتوني" علم الجتماع"‪ ً،‬المنظمة العربية للترجمة‪ ً،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ً،‬الطبعة الرابعة ‪2004‬م‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫‪ .2‬الفقية‪ ً،‬علي حمود " الهجرات اليمنية ومستقبل الهجرة "كتاب الثوابت‪ ً،‬مجلة الثوابت الكتاب )‪(15‬صـ ‪ ً،149:165‬الفاق‬
‫للطباعة والنشر‪1999 ً،‬م‪.‬‬
‫‪ .3‬قحطان ‪ ً،‬محمد علي " الفقر والبطالة وسبل المعالجة في الجمهورية اليمنية" إصدارات ملتقى المرأة للدراسات والتدريب ‪ ً،‬الصدار‬
‫الول نوفمبر ‪ 2001‬م‪.‬‬
‫‪ .4‬كتاب الحصاء السنوي ‪2006‬م‪.‬‬
‫‪ .5‬الشرجبي‪ ً،‬عبد الحكيم‪ .‬أزمة البطالة ‪2003‬م‬
‫‪ .6‬الشرجبي‪ ً،‬عبد الحكيم‪" ,‬تحليل ظاهرة الفقر والتشغيل والبطالة "‪2005‬م‪.‬‬
‫‪ .7‬حجم الجرائم‪ ً،‬كتاب الحصاء السنوي ‪2006‬م‬
‫‪ .8‬المقرمي‪ ً،‬عبد الملك " كتابه الموسوم"‬
‫‪ .9‬ظاهرة البطالة ‪:‬أسبابها وعلجها )‪ 24/06/2006 (3419‬بقلم ‪ :‬عمر حيمري‬
‫‪ .10‬محمد‪ ً،‬محمد علي " تاريخ علم الجتماع"‪1989 ً،‬م ‪.‬‬
‫‪ .11‬البكر‪ ً،‬محمد عبدال ‪ -‬مجلة العلوم الجتماعية ‪2004‬‬
‫‪ .12‬الغانم‪ ً،‬ابراهيم " البطالة وعملية البحث عن وظيفة" ‪2008‬م‬
‫‪ .13‬بوتومور " تمهيد في علم الجتماع"‪ ً،‬دار المعارف القاهره‪ ً،‬الطبعة الثالثة‪1981 ً،‬م‪.‬‬

‫‪7‬‬

You might also like